الكتاب: الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر) المؤلف: عبد الحي بن فخر الدين بن عبد العلي الحسني الطالبي (المتوفى: 1341هـ) دار النشر: دار ابن حزم - بيروت، لبنان الطبعة: الأولى، 1420 هـ، 1999م عدد الأجزاء: 8   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة التراجم] ---------- نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر = الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام عبد الحي الحسني الكتاب: الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر) المؤلف: عبد الحي بن فخر الدين بن عبد العلي الحسني الطالبي (المتوفى: 1341هـ) دار النشر: دار ابن حزم - بيروت، لبنان الطبعة: الأولى، 1420 هـ، 1999م عدد الأجزاء: 8   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو ضمن خدمة التراجم] نزهة الخواطر الجزء الأول يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها من القرن الأول إلى القرن السابع بسم الله الرحمن الرحيم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 مقدمة الكتاب الحمد لله الذي خلق الانسان، وعلمه البيان، وأنزل القرآن هدي للناس وبينات من الهدى والفرقان، وأعجز مصاقع البلغاء عن المعارضة باللسان، إلى المقارعة بالسيف والسنان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد فاتحة كتاب الوجود، وخاتمة أبواب الوحي والكشف والشهود، والشفيع المشفع في المقام المحمود، من سطع نوره على كل موجود، وعلى آله الأطهار، وأصحابه الأخيار، الذين أيدوا الشريعة السمحة الغراء، وأسسوا أبنية قواعدها البيضاء، حتى استقام الحق واعتدل، وزهق الباطل وبطل. أما بعد! فإني منذ عرفت اليمين من الشمال، وميزت بين الرشد والضلال، لم أزل ولوعاً بمطالعة كتب الأخبار، مغري بالبحث عن أحوال الأدباء الأخيار، حريصاً على خبر اسمعه، أو شعر تفرق شمله فأجمعه، حتى اجتمع عندي ما طاب وراق، وزين بمحاسن لطائفه الأقلام والأوراق، فاقتصرت منه على أخبار أدباء الهند التي أنا فيها، وضربت صفحاً عن أدباء الأقاليم الأخر التي تنافيها، حرصاً على جمع ما لم يجمع، وتقييد شيء لم يقل إلا ليقيد ويسمع. ثم أشار إلى من إشارته حكم، وطاعته غنم، أن لا اقتصر على أخيار الأدباء، بل أذيله بذكر العلماء، وأهل الفضل سواء كانوا من المشايخ أو الأمراء، فاستقلت من هذا المقام الذي يضطر فيه صاحبه إلى أن يكون كحاطب ليل، أو جالب رجل وخيل، وذاكرته ان من كان أفضل مني في إكثار الرواية، وقوة الحفظ وغزارة الدراية، بذل جهده في ذلك، فلم يتيسر له الوصول إلى ما هنالك، فكيف هذا العبد الفقير، في هذا المضمار الخطير! مع قصور باعه، وسقط متاعه، وقلة فرصه، وكثرة غصصه، فلم يسعف بالإقالة، ولا أعفي من المقالة، فلبيت دعوته تلبية المطيع، وبذلت في مطاوعته جهد المستطيع. ولولا من الله عز وجل- وله المنة على هذا العبد بالقوة على ذلك بعد المنة- لما تيسر له جمع الكتاب، الذي هو أغلى من الذهب المذاب، وأحلى من لذيذ الخطاب، ومداعبة الأحباب، لأن أهل الهند مع كثرة فضلائهم ووحود الأعيان في كل مكرمة على تعاقب الأعصار ليس لهم عناية كاملة، ولا رغبة وافرة، إلا في دفن محاسن أكابرهم، وطمس آثار مفاخرهم، فلا يرفعون إلى علمائهم رأساً، ولا يمدون إليهم يداً، مع توفر رغباتهم إلى الإطلاع على ما لغيرهم من الشعراء والاشتغال الكامل بمعرفة أحوال مشايخ الصوفية والإكباب على جمع كشوفهم وكراماتهم وعلى كتبهم التاريخية وغيرها، وإني لأكثر العجب من اختصاص المذكورين بهذه الخصلة التي هي سبب لدفن محاسن سابقهم ولاحقهم، وطمس رفيع قدر عالمهم وفاضلهم، ولهذا أهمل المصنفون في التاريخ على العموم ذكرهم، لم يترجموا لأهل قرن من تلك القرون، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 ولا ممن مضى في عصر من هاتيك العصور، وإن ذكرهم المؤرخون منهم ترجموه ترجمة مغسولة عن الفائدة عاطلة عن بعض ما يستحقه، ليس فيها ذكر مولده ولا وفاته، ولا شيء من مسموعاته ولا مقروءاته، لأن الذي ينقل أحوال شخص إلى غيره ينبغي له أن يكون من معارفه وأهل بلدته، فإذا أهمله عارفوه أهمله غيرهم وجهلوا أمره. ومن هذه الجهة أجدني إذا ترجمت في هذا الكتاب أحداً منهم لم أدر ما أقول! لأن أهل عصره اهملوه فلم يبق لدي من بعدهم إلا مجرد أنه فلان لا يدري متى ولد ولا في أي وقت توفي وبماذا انفرد في حياته من المزايا! فمن عرف ما ذكرناه علم أني بفضل الله سبحانه وتوفيقه أجدت في كتابي هذا وأبدعت وصنعت ما لم يستطعه كبار العلماء مع توفر رغباتهم في الجمع والتصنيف لا سيما في هذا الكتاب. وإني لم أقصد بجمعه خدمة ذي جاه كبير، أو طاعة وزير أو أمير، ولم أداهن فيه أحداً بنفاق، أو مدح أو ذم مباين للأخلاق، لميل نفساني، أو غرض جسماني، وأنا استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم من وضع قدمي في طريق لم أسلكه، وتجارتي في رأس مال لم أملكه، هذا مع اعترافي بقصور باعي، وفتور همتي ونضوب طباعي، في القوانين العربية، ودواوين المثاني الأدبية. مالي وللأمر الذي قلدته ما للذباب وطعمة العنقاء أبكي لعجزي وهو يبكي ذلة شتان بين بكائه وبكائي وإني سميته نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر والله سبحانه أسأل أن يصعد كتابي هذا ذروة القبول، ويجعله خالصاً لوجهه الكريم وينفع به أهل العلم ومن يخلفني من بعدي من السادة الفحول، وأن يرخي على زلاتي من عفوه وغفرانه أطول الذيول، وبالله الاستعانة في كل ما أحرر وأقول، وله الحمد وهو خير مسئول ومأمول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 الطبقة الأولى فيمن قصد الهند في القرن الأول بديل بن طهفة البجلي لما قتل عبيد الله بن نبهان بأرض السند كتب الحجاج بن يوسف الثقفي إلى بديل بن طهفة وهو بعمان يأمره أن يسير إلى خور الديبل لتخلية النسوة اللاتي ولدن في جزيرة الياقوت مسلمات وأخذهن قوم من ميد الديبل، فسار نحو الهند ولما لقيهم نفر به فرسه فأطاف به العدو فقتلوه، وقال بعضهم: قتله زط معرب جاث البدهة، كما في فتوح البلدان للبلاذري، وقال البلاذري في موضع آخر من ذلك الكتاب: إن بديل بن طهفة مصور بقندابيل وقبره بالديبل- انتهى. بنانة بن حنظة الكلبي أمره محمد بن القاسم الثقفي على سرية بعثها إلى بيث فقاتل أهلها قتالاً شديداً ثم رجع ظافراً إلى محمد، وسار محمد إلى مهران فنزل في وسطه وأمر بنانة على ألف مقاتل، فقاتل معه براور وبرهمناباد وغيرهما من بلاد السند وفتحها فأمره محمد على قلعة دهليلة. الحكم بن أبي العاصي الثقفي الحكم بن أبي العاصي بن بشر بن دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشيم بن ثقيف الثقفي، الرجل المجاهد، وجهه أخوه عثمان بن أبي العاصي أمير البحرين وعمان سنة خمس عشرة من الهجرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأقطع له جيشاً، فلما رجع كتب إلى عمر يعلمه ذلك، فكتب إليه: يا أخا ثقيف! حملت دوداً على عود، وإني أحلف بالله إن لو أصيبوا لأخذت من قومك مثلهم. قال البلاذري: ووجه عثمان أيضاً إلى بروص وبروص بروج بندر كبير من بنادر الهند- انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 قال ابن الأثير في أسد الغابة: إنه يكنى أبا عثمان وقيل: أبو عبد الملك، وهو أخو عثمان بن أبي العاص الثقفي، له صحبة، كان أميراً على البحرين، وسبب ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل أخاه عثمان بن أبي العاص على عمان والبحرين فوجه أخاه الحكم على البحرين وافتتح الحكم فتوحاً كثيرة بالعراق سنة تسع عشرة أو سنة عشرين، وهو معدود في البصريين، ومنهم من يجعل أحاديثه مرسلة، ولا يختلفون في صحبة أخيه عثمان، روى عنه معاوية بن قرة قال: قال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن في يدي مالاً لأيتام قد كادت الصدقة أن تأتي عليه فهل عندكم من متجر؟ قال: قلت: نعم، قال: فأعطاني عشرة آلاف، فغبت بها ما شاء الله ثم رجعت إليه فقال: ما فعل مالنا؟ فقلت: هو ذا! قد بلغ مائة ألف، أخرجه الثلاثة- انتهى. حكيم بن جبلة العبدي حكيم بن جبلة بن حصين بن أسود بن كعب بن عامر بن الحارث بن الديل بن عمرو بن غنم بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن دعمي ابن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار العبدي، وقيل: حكيم بضم الحاء وهو أكثر وقيل: ابن جبل، ذكره ابن الأثير في أسد الغابة قال: قال أبو عمر: أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا أعلم له رواية ولا خبراً يدل على سماعه منه ولا رواية له، وكان رجلاً صالحاً، له دين، مطاعاً في قومه، وهو الذي بعثه عثمان على السند فنزلها ثم قدم على عثمان فسأله عنها فقال: ماؤها وشل، ولصها بطل، وسهلها جبل، إن كثر الجند بها جاعوا، وإن قلوا بها ضاعوا، فلم يوجه عثمان رضي الله عنه أحداً حتى قتل- انتهى. وقال البلاذري في فتوح البلدان: إنه لما ولي عثمان رضي الله عنه وولي عبد الله بن عامر بن كريز العراق كتب إليه يأمره أن يوجه إلى ثغر الهند من يعلم علمه وينصرف إليه بخبره، فوجه حكيم بن جبلة العبدي، فلما رجع أوفده إلى عثمان رضي الله عنه فسأله عن حال البلاد فقال: يا أمير المؤمنين! قد عرفتها وتنحرتها، قال: فصفها لي! قال: ماؤها وشل، وثمرها دقل، ولصها بطل، إن قل الجيش فيها ضاعوا، وإن كثروا جاعوا، فقال له عثمان، أخابر أم ساجع؟ قال: بل خابر، فلم يغزها أحداً، انتهى. قال ابن الأثير ثم إنه أقام بالبصرة فلما قدم إليها الزبير وطلحة مع عائشة رضي الله عنهم وعليها عثمان بن حنيف أميراً لعلي رضي الله عنه بعث عثمان ابن حنيف حكيم بن جبلة في سبع مائة من بعد القيس وبكر بن وائل فلقي طلحة والزبير بالزابوقة قرب البصرة فقاتلهم قتالاً شديداً فقتل، وقيل إن طلحة والزبير لما قدما البصرة استقر الحال بينهم وبين عثمان بن حنيف أن يكفوا عن القتال إلى أن يأتي علي ثم إن عبد الله بن الزبير بيت عثمان فأخرجه من القصر فسمع حكيم فخرج في سبع مائة من ربيعة فقاتلهم حتى أخرجهم من القصر ولم يزل يقاتلهم حتى قطعت رجله فأخذها وضرب بها الذي قطعها فقتله، ولم يزل يقاتل ورجله مقطوعة وهو الذي يقول: يا ساق لن تراعي إن معي ذراعي أحمي بها كراعي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 حتى نزفه الدم فاتكأ على الرجل الذي قطع رجله وهو قتيل فقال له قائل: من فعل بك هذا؟ قال: وسادتي، فما رئي أشجع منه، ثم قتله سحيم الحداني، قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: ليس يعرف في جاهلية ولا إسلام رجل فعل مثل فعله- انتهى. داود بن نصر العماني داود بن نصر بن الوليد العماني المجاهد قدم السند وقاتل أهلها وفتح البلاد، ثم استعمله محمد بن القاسم الثقفي على مدينة ملتان. رعوة بن عميرة الطائي رعوة بن عميرة الطائي كان من رجال الأموية، أمره محمد بن القاسم الثقفي على طليعته فقاتل معه أهل الهند وفتح البلاد. زائدة بن عميرة الطائي زائدة بن عميرة الطائي كان شقيق رعوة، قاتل معه الهنود غير مرة وسار إلى ملتان فقاتله أهلها وانهزموا وقتل زائدة تحت سور البلد، كما في فتوح البلدان للبلاذري. عبد الرحمن بن العباس الهاشمي عبد الرحمن بن العباس بن ربيع بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي القرشي خرج على الحجاج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي وبايعه سنة إحدى وثمانين وقاتل معه الحجاج غير مرة بالأهواز ودير الجماجم وغيرها، ولما انهزم ابن الأشعث من مسكن أتى عبد الرحمن بن العباس سجستان فاجتمع فل ابن الأشعث فسار إلى خراسان في عشرين ألفاً، فنزل هراة وقتل الرقاد فأرسل إليه يزيد بن المهلب: قد كان لك في البلاد ممتنع من هو أهون مني شوكة فارتحل إلى بلد ليس لي فيه سلطان! فإني أكره قتالك، وإن أردت مالاً أرسلت إليك، فأعاد الجواب: إنا ما نزلنا لمحاربة ولا لمقام ولكنا أردنا أن نريح ثم نرحل عنك وليست بنا إلى المال حاجة، وأقبل عبد الرحمن ابن العباس إلى الجباية وبلغ ذلك يزيد فقال: من أراد أن يريح ثم يرتحل لم يجب الخراج، فسار يزيد نحوه وأعاد مراسلته: إنك قد أرحت وسمنت وجبيت الخراج فلك ما جبيت وزيادة فاخرج عني! فإني أكره قتالك، فأبى إلا القتال وكاتب جند يزبد يستميلهم ويدعوهم إلى نفس، فعلم يزيد فقال: جل الأمر عن العتاب، ثم تقدم إليه فقاتله فلم يكن بينهم كثير قتال حتى تفرق أصحاب عبد الرحمن عنه وصبر وصبرت معه طائفة ثم انهزموا وأمر يزيد أصحابه بالكف عن اتباعهم وأخذوا ما كان في عسكرهم وأسروا منهم أسرى ولحق عبد الرحمن بالسند، كما في الكامل. قال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: لما انهزم ابن الأشعث قام بعده عبد الرحمن بن ربيعة فقاتل الحجاج ثلاثة أيام ثم انهزم فوقع بأرض فارس ثم صار إلى السند فمات هناك- انتهى. عبيد الله بن نبهان . سيره الحجاج بن يوسف الثقفي إلى خور الديبل لتخلية النسوة اللاتي ولدن في جزيرة الياقوت مسلمات ومات آباؤهن وكانوا تجاراً فأراد ملكها التقرب بهن إلى الحجاج فأهداهن إليه، فعرض للسفينة التي كن فيها قوم من ميد الديبل في بوارج فأخذوا السفينة بما فيها فنادت امرأة منهن وكانت من بني يربوع: يا حجاج! وبلغ الحجاج ذلك فقال: يا لبيك! فأرسل إلى داهر يسأله تخلية النسوة فقال: إنما أخذهن لصوص لا أقدر عليهم، فأغزى الحجاج عبيد الله ابن نبهان الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 الديبل فغزاهم وقتل في تلك الغزوة بأرض السند، كما في فتوح البلدان. القاسم بن ثعلبة الطائي قاسم بن ثعلبة بن عبد الله بن حصن الطائي الرجل المجاهد كان بالسند وقاتل الهنود تحت لواء الأمير محمد بن القاسم الثقفي وقتل كثيراً منهم، وهو الذي قتل داهر بن صصة ملك السند، رواه البلاذري عن ابن الكلبي. محمد بن الحارث العلافي خرج على الحجاج وقاتله مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي، ولما انهزم ابن الأشعث أتى محمد عمان ثم خرج إلى السند واحتمى بداهر ابن صصة ملك السند، فلما ولي سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي مكران وقتل سعيد صفوي بن لام الحمامي في ذنب اجتراه وكان من العلافين خرج عليه محمد وعاوية ابنا الحارث وكان معهما خمس مائة مقاتل فقتلوه وغلبوا على مكران، فلما أخبر به الحجاج ولي مجاعة بن سعر التميمي على ثغر الهند فغزا مجاعة وغنم ولحق محمد ومعاوية مع رجالهما بالسند وسكنوا بأرور سنة خمس وثمانين، ولما فتح محمد بن القاسم الثقفي السند وقتل داهر خرج محمد من أرور وسار إلى برهمناباد واجتمع بجي سنكه، ولما سار جي سنكه إلى كشمير خرج معه وعاد من أثناء الطريق، كما في تاريخ السند. وفي تحفة الكرام إنه استأمن محمد بن القاسم المذكور فأمنه، انتهى. وإسم علاف هو أبان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وهو أبو جرم، كما في فتوح البلدان. محمد بن القاسم الثقفي محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي كان من بني أعمام الحجاج وختنه، ولاه الحجاج على ثغر الهند في أيام الوليد بن عبد الملك وكان بفارس وقد أمره أن يسير إلى الري وعلى مقدمته أبو الأسود جهم بن زحر الجعفي فرده إليه وعقد له على ثغر السند وضم إليه ستة آلاف من جند أهل الشام وخلقاً من غيرهم وجهزه بكل ما احتاج إليه حتى الخيوط والمسال وأمره أن يقيم بشيراز حتى يتتام إليه أصحابه ويوافيه ما أعد له، وعمد الحجاج إلى القطن المحلوج فنقع في خل الخمر الحاذق ثم جفف في الظل فقال: إذا صرتم إلى السند فإن الخل بها ضيق فانقعوا هذا القطن في الماء ثم أطبخوا به واصطبغوا، فسار محمد بن القاسم إلى مكران فأقام بها أياماً ثم أتى قنزبور ففتحها ثم أتى أرمائيل ففتحها، ثم سار إلى الديبل يوم جمعة ووافته سفن كان حمل فيها الرجال والسلاح والأداة فخندق حين نزل ديبل وركزت الرماح على الخندق ونشرت الأعلام وأنزل الناس على راياتهم ونصب منجنيقاً، وكان بالديبل كنيسة عظيمة عليها دقل طويل وعلى الدقل راية حمراء فرمى الدقل فكسر فاشتد طيرة الكفر من ذلك، ثم إن محمداً ناهضهم وقد خرجوا إليه فهزمهم حتى ردهم وأمر بالسلاليم فوضعت وصعد عليها الرجال ففتحت عنوة وهرب عامل داهر وقتل سادن بيت آلهتهم في الديبل، واختط للمسلمين بها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 وبنى مسجداً وأنزلها أربعة آلاف، ثم أتى محمد البيرون فصالحه أهلها، وجعل محمد لا يمر بمدينة إلا فتحها حتى عبر نهراً دون مهران فصالحه أهلها وظف عليهم الخراج، وسار إلى سهبان ففتحها ثم سار إلى مهران فنزل في وسطه وعبره مما بلى بلاد راسل ملك قصة كجمه من الهند ولقيه داهر على فيل وحوله الفيلة ومعه التكاكرة فاقتتلوا قتالاً شديداً لم يسمع بمثله وترجل داهر وقاتل فقتل عند المساء وانهزم المشركون فقتلهم المسلمون كيف شاؤا وكان الذي قتل في رواية المدائني رجلاً من بني كلاب وقال: الخيل تشهد يوم داهر والقنا ومحمد بن القاسم بن محمد أنى فرجت الجمع غير معرد حتى علوت عظيمهم بمهند فتركته تحت العجاج مجدلاً متعفر الخدين غير موسد ثم سار إلى راور ففتحها وكانت بها امرأة لداهر فخافت أن تؤخذ فأحرقت نفسها وجواريها وجميع مالها، ثم أتى محمد برهمناباد العتيقة وكان فل داهر ببرهمناباد هذه فقاتلوه ففتحها محمد عنوة وقتل بها ثمانية آلاف وقيل: سنة وعشرين ألفاً، وخلف فيها عامله، وسار محمد يريد الرور وبغرور فتلقاه أهل ساوندري فسألوه الأمان فأعطاهم إياه ثم تقدم إلى بسمد فصالح أهلها، وانتهى إلى الرور وهي على جبل فحصرهم أشهراً ففتحها صلحاً وبنى مسجداً وسار إلى السكة ففتحها، ثم قطع نهر بياس إلى الملتان فقاتله أهلها وانهزموا ودخلوا المدينة فحصرهم محمد وضيق على أهلها فنزلوا على الحكم فقتل محمد المقاتلة وسبى الذرية وأصاب ذهباً كثيراً فسميت الملتان فرج بيت الذهب. قالوا: ونظر الحجاج فإذا هو قد انفق على محمد ستين ألف ألف درهم ووجد ما حمل إليه عشرين ومائة ألف ألف درهم فقال: شفينا غيظنا وازددنا إلى الرور وبغرور وكان قد فتحها فأعطى الناس ووجه إلى البيلمان جيشاً فلم يقاتلوا وأعطوا الطاعة وسالمه أهل سرست، ثم أتى محمد الكيرج فخرج إليه دوهر فقاتله فانهزم العدو وهرب دوهر ويقال: قتل، ونزل أهل المدينة على حكم محمد فقتل وسبى قال الشاعر: نحن قتلنا داهراً ودوهراً والخيل تردى منسراً فمنسرا ومات الوليد بن عبد الملك وولي سليمان بن عبد الملك فاستعمل صالح ابن عبد الرحمن على خراج العراق وولي يزيد بن أبي كبشة السكسكي السند فحمل محمد بن القاسم مقيداً مع معاوية بن المهلب فقال محمد متمثلاً: أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 فبكى أهل الهند على محمد وصوروه بالكيرج، فحبسه صالح بواسط فقال: فلئن ثويت بواسط وبأرضها رهن الحديد مكبلاً مغلولا فلرب فتية فارس قد رعتها ولرب قرن قد تركت قتيلا وقال: لو كنت أجمعت الفرار لوطئت أناث أعدت للوغى وذكور وما دخلت خيل السكاسك أرضنا ولا كان من عك على أمير ولا كنت للعبد المزوني تابعاً فيا لك دهر بالكرام عثور فعذبه صالح في رجال من آل أبي عقيل حتى قتلهم، وكان الحجاج قتل آدم أخا صالح وكان يرى رأي الخوارج. وقال حمزة بن بيض الحنفي يرثي محمداً: إن المروءة والسماحة والندى لمحمد بن القاسم بن محمد ساس الجيوش لسبع عشرة حجة يا قرب ذلك سوددا من مولد وقال آخر: ساس الرجال لسبع عشرة حجة ولداته عن ذاك في أشغال كانت وفاة الحجاج في شوال سنة خمس وتسعين ووفاة الوليد وتولية سليمان في جمادى الآخرة سنة ست وتسعين، وفي تلك السنة عذب محمد وقتل بواسط، كما في الكامل وفتوح البلدان وغيرهما من كتب الأخبار. محمد بن مصعب الثقفي محمد بن مصعب بن عبد الرحمن الثقفي قدم السند وقاتل الهنود مع محمد ابن القاسم الثقفي، وأمره محمد بن القاسم على سرية وبعثه إلى سدوسان في خيل وجمازات فطلب أهلها الأمان والصلح وسفر بينه وبينهم السمنية فأمنهم ووظف عليهم خرجا وأخذ منهم رهناً وانصرف إلى محمد بن القاسم ومعه من الزط أربعة آلاف، ثم لما سار محمد بن القاسم إلى مهران أمر محمد ابن مصعب على طليعته، فعبر مهران مما بلى بلاد راسل ملك قصة كجه، ولم نقف على أخباره بعد ذلك. محمد بن هارون النمري محمد بن هارون بن ذراع النمري استعمله الحجاج بن يوسف الثقفي على ثغر الهند بعد مجاعة بن سعر التميمي الذي توف بمكران، فغزا محمد بن هارون فغنم وغلب على الثغر وقام بالأمر خمس سنين، ثم لما ولي الحجاج ابن عمه محمد ابن القاسم الثقفي كتب إلى محمد بن هارون يأمره أن يجهز جنده ويستعد للخروج إلى بلاد السند، فلما أتى محمد بن القاسم مكران وسار إلى قنزبور لحقه بها وأتى أرمائيل وفتحها، وأقام زماناً يستريح بها فمات ودفن بقنبل لعله سنة ثلاث وثمانين. معاوية بن الحارث العلاني خرج على سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي لما ولي على ثغر الهند فقتله وغلب على الثغر، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 ثم لما ولي مجاعة بن مسعر التميمي على ذلك الثغر، غلب عليه ونزع من يده الأمر، فلحق بالسند واحتمى بداهر بن صصة ملك السند، ولما قتل داهر اجتمع بجي سنكه بن داهر ثم استأمن محمد بن القاسم الثقفي فأمنه. المغيرة بن أبي العاصي المغيرة بن أبي العاصي بن بشر بن دهمان الثقفي المجاهد، وجهه أخوه عثمان ابن أبي العاصي أمير البحرين وعمان في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى خور الديبل فلقي العدو فظفر، كما في فتوح البلدان، وأخوه عثمان كان شريفاً عظيم القدر، ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمان والبحرين وأقطعه الموضع المعروف بالبصرة بشط عثمان، كما في كتاب الاشتقاق لابن دريد، وفي تاريخ السند إن المغيرة قتل بأرض الهند ودفن بها. يزيد بن أبي كبشة يزيد بن أبي كبشة السكسكي كان من قواد الدولة الأموية، استخلفه الحجاج ابن يوسف الثقفي عند موته على الحرب والصلاة بالمصرين البصرة والكوفة فأقره الوليد، وقيل: بل الوليد هو الذي ولاه، كما في وفيات الأعيان، ولما مات الوليد وقام بالملك سليمان بن عبد الملك استعمله على السند فحمل محمد بن قاسم الثقفي مقيداً مع معاوية بن المهلب، ومات بعد قدومه أرض السند بثمانية عشر يوماً سنة ست وتسعين، كما في الكامل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 الطبقة الثانية فيمن قصد الهند من أهل القرن الثاني أبو عطاء السندي أبو عطاء السندي الشاعر المشهور مولى بني أسد ثم مولى عمرو بن سماك ابن حصين الأسدي، إسمه أفلح بن يسار وقيل: مرزوق، كان سندياً عجمياً لا يفصح وفي لسانه عجمة ولثغة وكان إذا تكلم لا يفهم كلامه، وكان مع ذلك من أحسن الناس بديهة وأشدهم عارضة وتقدماً، وهو من مخضرمي الدولتين، مدح بني أمية وبني هاشم، وله في كتاب الحماسة مقاطيع نادرة منها قوله: ذكرتك والخطى يخطر بيننا وقد نهلت منا المثقفة السمر فوالله ما أدري وإني لصادق أداء عراني من حبابك أم سحر فإن كان سحراً فاعذريني على الهوى وإن كان داء غيره فلك العذر وقوله في ابن هبيرة وقد قتله المنصور بواسط بعد أن أمنه: ألا إن عيناً لم تجد يوم واسط عليك بجاري دمعها لجمود عشية قام الناتحات وشققت جيرب بأيدي مأتم وخدود فإن تمس مهجور الفناء فربما أقام به بعد الوفود وفود فإنك لم تبعد على متعهد بلى كان من تحت التراب بعيد وكان إذا تكلم لا يفهم كلامه ولذلك قال لسليمان بن سليم الكلبي: أعورتني الرواة يا ابن سليم وأبى أن يقيم شعري لساني وغلا بالتي أجمجم صدري وجفاني لعجمتي سلطاني وازدرتني العيون إذ كان لوني حالكاً مجتوى من الألوان فضربت الأمور ظهراً لبطن كيف احتال حيلة لبيان وتمنيت أنني كنت بالشعر فصيحاً وكان بعض بياني الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 ثم أصبحت قد انخت ركابي عند رحب الفناء والأعطان فأعطني ما تضيق عنه رواتي بفصيح من صالح الغلمان يفهم الناس ما أقول من الشعر فإن البيان قد أعياني واعتمدني بالشكر يا ابن سليم في بلادي وسائر البلدان سترى فيهم قصائد غراً فيك سباقة بكل لسان فأمر له بوصيف فسماه عطاء وتبناه وتكنى به ورواه شعره، فكان إذا أراد إنشاد مديح لمن يمتدحه أو يجتديه أو إنشاء شعر أمره فأنشد. قيل إنه قال يوماً: وإلا منذ لدن ذاوتا وقلت ليبأ ما إنك تصنأ- يعني وإنك منذ دعوتك وقلت: لبيك، ما كنت تصنع؟. وشهد أبو عطاء حرب بني أمية وبني العباس وآب مع بني أمية وقتل غلامه عطاء مع ابن هبيرة وانهزم هو. وحكى المدائني أن أبا عطاء كان يقاتل المسودة وقدامه رجل من بني مرة يكنى أبا زياد قد عثر فرسه فقال لأبي عطاء: أعطني فرسك! أقاتل عني وعنك- وقد كانا أيقنا بالهلاك- فأعطاه أبو عطاء فرسه، فركبه المرى ومضى على وجهه ناجياً فقال أبو عطاء: لعمرك إنني وأبا زياد لكالساعي إلى لمع السراب رأيت لخيله يطغون فيها وفي الطمع المذلة للرقاب فما أغناك عن طلب ورزق وما أغناك عن سرق الدواب وأشهد أن مرة حي صدق ولكن لست فيهم في النصاب وعن المدائني أن يحيى بن زياد الحارثي وحماد الراوية كان بينهما وبين معلى بن هبيرة ما يكون بين الشعراء من المنافسة وكان معلى يحب أن يطرح حماداً في لسان من يهجوه، قال حماد: فقال لي يوماً بحضرة يحيى بن زياد: أتقول لأبي عطاء السندي أن يقول: زج وجرادة ومسجد بني شيطان؟ قال حماد: فقلت له: نعم، فما تجعل لي على ذلك؟ قال: بغلتي بسرجها ولجامها! فأخذت عليه بالوفاء وثقا وجاء أبو عطاء إلينا فقال: مرهبا مرهبا! هياكم الله! بلفظ الحاء هاء لأنه أعجمي فرحبنا به وعرضنا عليه العشاء فأبى وقال: هل عندكم نبيذ؟ فأتيناه بنبيذ كان عندنا فشرب حتى أحمرت عيناه فقلت له: يا أبا عطاء! كيف علمك باللغز؟ فقال: جيد، فقلت: ابن لي ان سألت أبا عطاء يقينا كيف علمك بالمعاني فقال: خبير آلم فاسأل تزدني بها تبا وآيات المثاني أراد عالم- تجدني- طبا، فقلت: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 فما اسم جريدة في رأس رمح دوين الكعب ليست بالسنان فقال: هو الزز الذي إن بات ذيفاً لسدرك لم تزل لك أولتان أراد الزج- ضيفا- لصدرك- عولتان، فقلت- فرج الله عنك: فما صفراء تدعى أم عوف كأن رجيلتيها منجلان فقال: أردت زرادة وأزن زنا بأنك ما أردت سوى لساني أراد جرادة- أظن ظناً، فقلت: أتعرف مسجداً لبني تميم فويق الميل دون بني أبان فقال: بنو سيتان دون بني أبان ككرب أبيك من أبد المدان أرادشيتان- كقرب- عبد المدان، قال حماد: فرأيت عينيه قد ازدادت حمرة ورأيت الغضب في وجهه وتخوفته، فقلت: يا أبا عطاء! هذا مقام المستجير بك ولك نصف ما أخذته، قال: فاصدقني! فأخبرته فقال: أولى لك قد سلمت وقد سلم لك جعلك خذه بورك لك فيه! فلا حاجة بي إليه وانقلب نحو معلى بن هبيرة. وحكى أن أبا عطاء وفد على نصر بن سيار ثم أنشده: قالت بريكة بنتي وهي عائنة إن المقام على الإفلاس تعذيب ما بال هم دخيل بات مختصراً رأس الفؤاد فنوم العين ترحيب إني دعاني إليك الخير من بلدي والخير عند ذوي الإحسان مطلوب فأمر له بأربعين ألف درهم: ومات أبو عطاء بعد الثمانين والمائة، كما في فوات الوفيات للكتبي. إسرائيل بن موسى البصري إسرائيل بن موسى أبو موسى البصري نزيل الهند كان من اتباع التابعين، روى عن حسن البصري وأبي حازم الأشجعي ومحمد بن سيرين وهب بن منبه وعنه سفيان الثوري وابن عيينة وحسين بن علي الجعفي ويحيى بن سعيد القطان، وثقه أبو حاتم، وله في صحيح البخاري فرد حديث مكرر في أربعة مواضع، وهو ثقة من السادسة، قال الحافظ في تهذيب التهذيب: قال ابن معين وأبو حاتم: ثقة، زاد أو حاتم: لا بأس به، وقال النسائي: ليس به بأس، قلت ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان يسافر إلى الهند، وقال الأزدي وحده: فيه لين، وليس هو الذي روى عن وهب بن منبه وروى عنه الثوري، ذاك شيخ يماني، وقد فارق بينهما غير واحد- انتهى- وقد ذكره السمعاني في الأنساب قال: أبو موسى إسرائيل بن موسى الهندي بصري كان ينزل الهند فنسب إليها، روى عن الحسن، وروى عنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 ابن عيينة ويحيى بن سعيد القطان والحسين الجعفي، قال يحيى بن معين: إسرائيل صاحب الحسن ثقة- انتهى. بسطام بن عمرو التغلبي قدم الهند مع أخيه هشام بن عمرو في أيام المنصور الخليفة العباسي وناب في الحكم عن أخيه بمنصورة مدة من الزمان، ولما سار هشام إلى بغداد استخلفه في بلاد السند كلها، ومات هشام سنة 157 هـ فولى المنصور معبد بن الخليل على بلاد الهند ومات معبد سنة 159 هـ فولى المهدي بن المنصور العباسي روح بن حاتم وعزله في تلك السنة ثم ولي بسطام بن عمرو التغلبي فقام بالأمر أياماً وعزل سنة ستين ومائة، كما في الكامل. تميم بن زيد العتبي ولي على أرض السند في أيام هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي سنة إحدى عشرة ومائة مكان الجنيد بن عبد الرحمن المري ، فضعف ووهن ومات قريباً من الديبل بماء يقال له ماء الجواميس وكان من أسخياء العرب، وجد في بيت المال ثمانية عشر ألف ألف درهم طاطرية فأسرع فيها، وكان قد شخص معه في الجند فتى من بني يربوع يقال له خنيس- وأمه من طيء- إلى الهند، فأتت الفرزدق فسألته أن يكتب إلى تميم في اقفاله وعادت بقبر غالب أبيه فكتب الفرزدق إلى تميم: أتتني فعادت يا تميم بغالب وبالحفرة السافي عليها ترابها فهب لي خنيساً واتخذ فيه منة لحوبة أم ما يسوع شرابها تميم بن زيد لا تكونن حاجتي بظهر ولا يخفى عليك جوابها فلا تكثر الترداد فيها فإنني ملول لحاجات بطيء طلابها الجنيد بن عبد الرحمن المري الجنيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة المري أحد أجواد الدنيا، ولاه عمر بن هبيرة الفزاري أمير العراق على أرض السند، ثم ولاه إياه هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي، ولما ولي هشام خالد بن عبد الله القسري العراق كتب هشام إلى الجنيد يأمره بمكاتبته سنة سبع ومائة، فأتى الجنيد الديبل ثم نزل شط مهران فمنعه جي سنكه بن داهر العبور وقال: إننا مسلمون فقد استعملني الرجل الصالح- يعني عمر بن عبد العزيز- على بلادي ولست آمنك، فأعطاه رهناً وأخذ منه رهناً بما على بلاده من الخراج ثم إنهما ترادا الرهن وكفر جي سنكه وحاربه، وقيل: لم يحاربه ولكن الجنيد تجنى عليه، فأتى الهند فجمع وأخذ السفن واستعد للحرب، فسار الجنيد إليه في السفن أيضاً فالتقوا فأخذ جي سنكه أسيراً وقد جنحت سفينته فقتلهن وهرب أخوه جج- بالجيم الفارسية معربة صصه- إلى العراق ليشكو غدر الجنيد فخدعه الجنيد حتى جاء إليه فقتله، وغزا الجنيد الكيرج وكانوا قد نقضوا، فاتخذ كباشاً نطاحة فصك بها حائط المدينة حتى ثلمه ودخلها عنوة فقتل وسبى وغنم. أما الكباش النطاحة فليس المراد ههنا بذلك الغنم وإنما هي آلة من خشب وحديد يجرونها بنوع من الحبل فتدق الحائط فينهدم، وقد بطلت هذه الآلة كالمنجنيقات لما حدثت الآلات النارية من المدافع وغيرها كبطلان النبال. ثم إن الجنيد وجه العمال إلى مرمد والمندل ودهنج وبروص، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 وكان الجنيد يقول: القتل في الجزع أكبر منه في الصبر، ووجه جيشاً إلى آزين، ووجه حبيب بن مرة في جيش إلى أرض مالوه فأغاروا على آزين وغزوا بهرنمد فحرقوا ربضها، وفتح الجنيد البيلمان والجرز، وحصل في منزله سوى ما أعطى زواره أربعين ألف ألف وحمل مثلها، قال جرير: أصبح زوار الجنيد وصحبه يحيون صلت الوجه جماً مواهبه وقال أبو الجويرية: لو كان يقعد فوق الشمس من كرم قوم بأحسابهم أو مجدهم قعدوا محسدون على ما كان من كرم لا ينزع الله منهم ماله حسدوا قال ابن الأثير في الكامل: إن الجنيد أهدى لأم حكيم بنت يحيى بن الحكم امرأة هشام بن عبد الملك قلادة من جوهر فأعجبت هشاماً، فأهدى لهشام قلادة أخرى، فاستعمله هشام على خراسان سنة إحدى عشرة ومائة وقاتل التتر غير مرة، وتزوج الفاضلة بنت يزيد بن المهلب، فغضب هشام وعزله وولى عاصماً خراسان، وكان الجنيد قد سقى بطنه فقال هشام لعاصم: إن أدركته وبه رمق فأزهق نفسه! فقدم عاصم وقد مات الجنيد وكان بينهما عداوة، فأخذ عمارة ابن حريم- وكان الجنيد قد استخلفه وهو ابن عمه- فعذبه عاصم وعذب عمال الجنيد، وكان من الأجواد الممدوحين غير محمود في حروبه، مات بمرو في سنة ست عشرة ومائة فقال أبو الجويرية عيسى بن عصمة يرثيه: هلك الجود والجنيد جميعاً فعلى الجود والجنيد السلام أصبحا ثاويين في أرض مرو ما تغنت على الغصون الحمام كنتما نزهة الكرام فلما مت مات الندى ومات الكرام ذكره الطبري في تاريخ الأمم والملوك. جهم بن زحر الجعفي جهم بن زحر بن قبس بن مالك بن معاوية بن سعنة- بمهملة ونون- الجعفي أبو الأسود أمره الحجاج على ستة آلاف من جند أهل الشام، وبعثه إلى الري ليجتمع بمحمد بن القاسم الثقفي ويسير معه إلى الهند، فلحق به وسار معه إلى ثغر الهند، فأتى مكران وأقام بها زماناً ثم أتى قنزبور ففتحها، ثم سار إلى الديبل فقاتل أهلها قتالاً شديداً وفتحها، وكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم الثقفي أن وجه من قبلك من أهل العراق إلى قتيبة! ووجه إليهم جهم بن زحر بن قيس! فإنه في أهل العراق خير منه في أهل الشام، وكان محمد واداً لجهم بن زحر، فبعث سليمان بن صعصعة وجهم بن زحر، فلما ودعه جهم بكى وقال: يا جهم! إنه للفراق، قال: لا بد منه، قال: وقدم على قتيبة سنة خمس وتسعين، فغزا مع قتيبة بن مسلم الشاش وكاشغر وغزا الصين، وأمره قتيبة على سبعة آلاف من أهل الكوفة، ثم لما تولى الخلافة سليمان بن عبد الملك وخلعه قتيبة ودعا الناس إلى خلعه قاتله قتالاً شديداً، ولما غشى القوم الفسطاط قطعوا أطنابه فقال جهم بن زحر لسعد: أنزل فحز رأسه! فنزل فاحتز رأسه، فقال حضين بن المنذر: وإن ابن سعد وابن زحر تعاورا بسيفيهما رأس الهمام المتوج عشية جئنا بابن زحر وجئتم بأدغم مرقوم الذراعين ديزج الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 أصم غداني كأن جبينه لطاخة نفس في أديم ممجمج وكان ذلك سنة ست وتسعين، وولي سليمان بن عبد الملك يزيد بن المهلب خراسان، فلازمه جهم بن زحر وكان من يزيد بمكان فغزا معه جرجان وأبلى فيه بلاء حسناً، ولما فتحها الله سبحانه ولاه يزيد على جرجان فأقام بها زماناً، ولما ولي سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص على خراسان أخذ الذين ولوا ليزيد بن المهلب فحبسهم، وكان فيهم جهم بن زحر فحمل على حمار من قهندزمرو فمروا به على الفيض بن عمران فقام إليه فوجأ أنفه فشتمه جهم، فغضب سعيد على جهم فضربه مائتي سوط وأمر سعيد بجهم والذين كانوا في السجن فدفعوا إلى ورقاء بن نصر الباهلي فقتلوا في العذاب جهما، وكان ذلك سنة اثنتين بعد المائة، كما في تاريخ الأمم والملوك للطبري. حبيب بن المهلب العتكي حبيب بن المهلب بن أبي صفرة العتكي أحد رجال الدولة الأموية، استعمله سليمان بن عبد الملك على بلاد السند سنة ست وتسعين فقدمها وقد رجع ملوك الهند إلى ممالكهم ورجع جي سنكه بن داهر إلى برهمناباد، فنزل حبيب على شاطىء مهران فأعطاه أهل الرور الطاعة، وحارب قوماً فظفر بهم، ثم مات سليمان بن عبد الملك سنة تسع وتسعين وولي ملكه عمر بن عبد العزيز فعزل حبيب عن السند سنة مائة، كما في الكامل. حكم بن عوانة الكلبي ولي على أرض السند في أيام هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي بعد ما توفي بها تميم بن زيد العتبي، ولاه خالد بن عبد الله القسري أمير العراق وقد كفر أهل الهند إلا أهل قصه كجه، فلم ير للمسلمين ملجأ يلجؤن إليه فبنى من وراء البحيرة مما بلى الهند مدينة سماها المحفوظة وجعلها مأوى لهم، وكان عمرو بن محمد بن القاسم الثقفي مع الحكم وكان يفوض إليه ويقلده جسيم أموره وأعماله فأغزاه من المحفوظة، فلما قدم عليه وقد ظفر أمره فبنى دون البحيرة مدينة وسماها المنصورة، فهي التي ينزلها العمال بعده وخلص الحكم ما كان في أيدي العدو مما غلبوا عليه ورضي الناس بولايته، وكان خالد بن عبد الله القسري أمير العراق يقول: واعجبا! وليت فتى العرب- يعني تميما- فرفض وترك، وليت أبخل العرب فرضي به- انتهى. وقتل الحكم في أرض السند سنة اثنتين وعشرين ومائة. حميم بن سامة السامي كان من رجال محمد بن الحارث العلافي انتقل معه إلى السند واحتمى بداهر وسكن بالرور، ولما فتح محمد بن القاسم الثقفي خرج إلى برهمناباد واجتمع بجي سنكه، ولما خرج جي سنكه إلى كشمير سار معه إلى تلك البلاد ولما أقطع صاحب كشمير عمالة شاكلها لجي سنكه استمعل جي سنكه حميما على تلك العمالة، ولما مات جي سنكه ولم يترك أحداً يرثه استقل حميم بأقطاعه وتداول أولاده ملكه إلى قرون متطاولة، كما في تاريخ السند. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 الربيع بن صبيح السعدي الشيخ المحدث الربيع بن صبيح السعدي أبو بكر- وقال: أبو حفص- البصري مولى بني سعد بن زيد مناة، روى عن الحسن البصري وحميد الطويل ويزيد الرقاشي وأبي الزبير وأبي غالب صاحب أبي أمامة وثابت البنائي ومجاهد ابن حبر وغيرهم، وعنه سفيان الثوري ووكيع وابن مهدي وأبو داود وأبو الوليد الطيالسيان، وآدم بن أبي أياس، وعاصم بن علي، وعدة، وكان صالحاً، صدوقاً، عابداً، مجاهداً، ضعفه غير واحد من العلماء، وقال ابن عدي: له أحاديث صالحة مستقيمة ولم أر له حديثاً منكراً جداً وأرجو أنه لا بأس به ولا بروايته، وقال العقيلي في الضعفاء: بصري سيد من سادات المسلمين، وقال العجلي: لا بأس به، وقال الفلاس: ليس بالقوي، وقال الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وحكى بشر بن عمر عن شعبة أنه عظم الربيع بن صبيح، وقال ابن حبان: كان من عباد أهل البصرة وزهادهم وكان يشبه بيته بالليل ببيت النحل من كثرة التهجد، إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان يهم فيما يروي حتى وقع في حديثه المناكير من حيث لا يشعر، لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وذكر الرامهرمزي في الفاضل أنه أول من صنف بالبصرة- انتهى ملخصاً من تهذيب التهذيب. قال الجلبي في كشف الظنون بعد ذكره في أول من صنف في الاسلام: وأعلم أنه اختلف في أول من صنف فقيل: أول من صنف الامام عبد الملك ابن عبد العزيز البصري، وقيل: أبو النصر سعيد بن أبي عروبة- ذكرهما الخطيب، وقيل: ربيع بن صبيح- قاله أبو محمد الرامهرمزي- ثم سفيان بن عيينة، ثم صنف الموطأ مالك بن أنس بالمدينة، ثم عبد الله بن وهب بمصر، ومعمر بن راشد وعبد الرزاق باليمن، وسفيان الثوري ومحمد بن فضيل بن غزوان بالكوفة، وحماد بن سلمة وروح بن عبادة بالبصرة، وهشيم بواسط، وعبد الله بن المبارك بخراسان- انتهى. قال الطبري في تاريخ الأمم والملوك: إنه خرج غازياً إلى السند فيمن خرج مع عبد الملك بن شهاب المسمعي من مطوعة أهل البصرة فمات بها- انتهى. وكانت وفاته في سنة ستين ومائة بأرض السند، كما في المغني. سفيح بن عمرو التغلبي دخل أرض السند مع صنوه هشام بن عمرو وكان بها إذ خرجت خارجة ببلاد السند فوجهه هشام فخرج في جيشه، فبينا هو يسير إذ لقي عبد الله بن محمد العلوي يتنزه على شاطىء مهران، فمضى يريده فقال أصحابه: هذا ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقد تركه أخوك متعمداً مخافة أن يبوء بدمه فلم يقصده، فقال: ما كنت لأدع أخذه ولا أدع أحداً يأخذه أو قتله عند المنصور فقتل عبد الله- بقصة شرحتها في ترجمة عبد الله وترجمة أخيه هشام. عبد الله بن محمد العلوي جدنا الكبير عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي المشهور بعبد الله الأشتر بن محمد النفس الزكية بن عبد الله المحض، وهو أول من وطىء أرض الهند من أهل بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما أظن، ولد ونشأ بالمدينة وتفقه على أبيه وجده، وقدم الهند في أيام المنصور العباسي، وسبب قدومه أن والده محمد بن عبد الله لما خرج على المنصور وجهه إلى البصرة فاشترى منها خيلاً عتاقاً ليكون سبب وصولهم إلى عمر بن حفص العتكي وكان والياً على أرض السند من قبل المنصور وكان ممن بايع محمداً من قواد المنصور وكان يتشيع، فساروا في البحر إلى السند، فأمرهم عمر أن يحضروا خيلهم، فقال عضهم: إنا جئناك بما هو خير من الخيل وبما لك فيه خير الدنيا والآخرة فأعطنا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 الأمان! إما قبلت منا وإما سترت وأمسكت عن أذانا حتى نخرج عن بلادك راجعين! فأمنه فذكر له حالهم وحال عبد الله بن محمد أرسله أبوه إليه فرحب بهم وبايعهم، وأنزل عبد الله عنده مختفياً، ودا كبراء أهل البلد وقواده وأهل بيته إلى البيعة فأجابوه، فقطع ألويتهم البيض، وهيأ لبسه من البياض ليخطب فيه، وتهيأ لذلك يوم الخميس، فوصله مرك لطيف فيه رسول من امرأة عمر بن حفص تخبره بقتل محمد بن عبد الله، فدخل على عبد الله فأخبره وعزاه، فقال له عبد الله: إن أمري قد ظهر ودمي في عنقك، فقال عمر: قد رأيت رأياً، ههنا ملك من ملوك السند عظيم الشأن كبير المملكة، وهو على شوكة أشد تعظيماً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهو وفي أرسل إليه وأعقد بينك وبينه عقداً فأوجهك إليه فلست ترام معه، ففعل ذلك وسار إليه عبد الله فأكرمه وأظهر بره، وتسللت إليه الزيدية حتى اجتمع معه أربع مائة إنسان من أهل البصائر فكان يركب فيهم ويتصيد في هيئة الملوك وآلاتهم، فلما انتهى ذلك إلى المنصور بلغ منه ما بلغ وكتب إلى عمر بن حفص يخبره ما بلغه، فقرأ الكتاب على أهله وقال لهم: إن أقررت بالقصة عزلني، وإن صرت إليه قتلني، وإن امتنعت حاربني، فقال له رجل منهم: ألق الذنب علي وخذني وقيدني! فإنه سيكتب في حملي إليه فاحملني! فإنه لا يقدم علي لمكانك في السند وحال أهل بيتك بالبصرة، فقال عمر: أخاف عليك خلاف ما تظن، قال: إن قتلت فنفسي فداء لنفسك! فقيده وحبسه وكتب إلى المنصور بأمره، فكتب إليه المنصور يأمره بحمله، فلما صار إليه ضرب عنقه، ثم استعمل على السند هشام بن عمرو التغلبي وأمر أن يكاتب ذلك الملك بتسليم عبد الله بن محمد، فسار هشام إلى السند فملكها وكره أخذ عبد الله بن محمد وأقبل يرى الناس أنه يكاتب ذلك الملك، واتصلت الأخبار بالمنصور بذلك فجعل يكتب إليه يستحثه، فبينا هو كذلك إذ خرجت خارجة ببلاد السند فوجه هشام أخاه سفيحاً فخرج في جيشه وطريقه بجنبات ذلك الملك، فبينا هو يسير إذ غبرة قد ارتفعت فظن أنهم مقدمة العدو الذي يقصده، فوجه طلائعه فزحفت إليه فقالوا: هذا عبد الله بن محمد العلوي يتنزه على شاطىء مهران! فمضى يريده فقال نصحاؤه: هذا ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! وقد تركه أخوك متعمداً مخافة أن يبوء بدمه فلم يقصده، فقال: ما كنت لأدع أخذه ولا أدع أحداً يحظى بأخذه أو قتله عند المنصور، وكان عبد الله في عشرة فقصده فقاتله عبد الله وقاتل أصحابه حتى قتل وقتلوا جميعاً فلم يفلت منهم مخبر وسقط عبد الله ببين القتلى فلم يشعر به، وقيل: إن أصحابه قذفوه في مهران حتى لا يحمل رأسه، فكتب هشام بذلك إلى المنصور فكتب إليه المنصور يشكره ويأمره بمحاربة ذلك الملك، فحاربه حتى ظفر به وقتله وغلب على مملكته. وكان عبد الله قد اتخذ سراري فأولد واحدة منهن ولداً وهو محمد بن عبد الله الذي يقال له: ابن الأشتر، فأخذ هشام السراري والولد معهن فسيرهن إلى المنصور، فسير المنصور الولد إلى عامله بالمدينة وكتب معه بصحة نسبه وتسليمه إلى أهله، وكان ذلك سنة إحدى وخمسين ومائة كما في الكامل. عبد الملك بن شهاب المسمعي سيره المهدي بن المنصور العباسي إلى بلاد الهند سنة تسع وخمسين ومائة وفرض مه لألفين من أهل البصرة من جميع الأجناد وأشخصهم معه ومن المطوعة الذين كانوا يلزمون المرابطات ألفاً وخمس مائة رجل، ووجه معه قائداً من أبناء أهل الشام يقال له، ابن الحباب المذحجي، في سبع مائة من أهل الشام، وخرج معه من مطوعة أهل البصرة بأموالهم ألف رجل فيهم فيما ذكر الربيع بن صبيح، ومن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 الأسواريين والسبابجة أربعة آلاف رجل، فولى عبد الملك بن شهاب المنذر بن محمد الجارودي الألف الرجل المطوعة من أهل البصرة، وولي ابنه غسان بن عبد الملك الألفي الرجل الذين من فرض البصرة، وولي ابنه عبد الواحد بن عبد الملك الألف والخمس مائة الرجل من مطوعة المرابطات. وأفرد يزيد بن الحباب في أصحابه فخرجوا وكان المهدي وجه لتجهيزهم حتى شخصوا أبا القاسم محرز بن إبراهيم فرضوا لوجههم وساروا في البحر حتى نزلوا على باربد سنة ستين ومائة، فلما نازلوها حصروها من نواحيها وحرض الناس بعضهم بعضاً على الجهاد وضايقوا أهلها ففتحها الله عليهم هذه السنة عنوة، واحتمى أهلها بالبد بت خانه الذي لهم فأحرقه المسلمون عليهم، فأحرق بعضهم وقتل الباقون، واستشهد من المسلمين بضعة وعشرون رجلاً وأفاءها الله عليهم، فهاج عليهم البحر فأقاموا إلى أن يطيب، فأصابهم مرض في أفواههم فمات منهم نحو من ألف رجل منهم الربيع بن صبيح، ثم رجعوا فلما بلغوا ساحلاً من فارس يقال له بحر حمران عصفت بهم الريح ليلاً فانكسر عامة مراكبهم فغرق البعض ونجا البعض ووصل عبد الملك إلى بغداد، فولاه المهدي بن المنصور على بلاد السند سنة إحدى وستين ومائة وعزله بعد سبعة عشر يوماً من قدومه أرض الهند، كما في الكامل. عمر بن حفص العتكي عمر بن حفص بن عثمان بن قبيصة بن أبي صفرة العتكي المعروف بهزار مرد- يعني ألف رجل- كان من قواد المنصور ممن بايع محمد بن عبد الله العلوي المشهور بالنفس الزكية، استعمله المنصور على السند والهند سنة اثنتين وأربعين ومائة، فقدمها فحارقه عيينة بن موسى التميمي فسار حتى ورد السند فغلب عليها وقام بالملك. وفي أيامه قدم الهند عبد الله بن محمد بن عبد الله العلوي وقد تقدم خبره في ترجمته، وقد عزل المنصور في تلك القصة عمر بن حفص عن السند سنة إحدى وخمسين ومائة واستعمله على أفريقية، فسار إلى قيروان في خمس مائة فارس فاجتمع وجوه البلد فوصلهم وأحسن إليهم وأقام والأمور مستقيمة ثلاث سنين، فسار إلى الزاب لبناء مدينة طبنة بأمر المنصور واستخلف على القيروان حبيب بن حبيب المهلبي، فخلت أفريقية من الجند فثار بها البربر واجتمعوا بطرابلس وولوا عليهم أبا حاتم الأباضي وعمت الفتنة البلاد كلها، ورجع عمر إلى القيروان فحصروه وطال الحصار حتى أكلوا دوابهم وفي كل يوم يكون بينهم قتال وحرب، فلما ضاق الأمر بعمر وبمن معه فعزم على إلقاء نفسه إلى الموت فأتى الخبر أن المنصور قد سير إليه يزيد بن حاتم المهلبي في ستين ألف مقاتل وأشار عليه من عنده بالتوقف عن القتال إلى أن يصل العسكر، فلم يفعل وخرج وقاتل فقتل في منتصف ذي الحجة سنة أربع وخمسين ومائة، كما في الكامل. عمرو بن محمد الثقفي عمرو بن محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي الذي كان والده فتح بلاد السند وكان مع الحكم بن عوانة الكلبي حين ولي بلاد السند فكان يفوض إليه ويقلده جسيم أموره وأعماله، فلما قتل الحكم سنة اثنتين وعشرين ومائة قام بالملك ورضي بولايته هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي فحارب العدو وظفر، ثم بغي عليه مروان بن يزيد بن المهلب فقتله، ولما مات هشام وولي بعده يزيد بن الوليد عزل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 عمرو بن محمد سنة خمس وعشرين ومائة. عمرو بن مسلم الباهلي استعمله عمر بن عبد العزيز الخليفة الصالح على بلاد السند والهند سنة مائة، وكتب إلى الملوك يدعوهم إلى الاسلام والطاعة على أن يملكهم، ولهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، وقد كانت بلغتهم سيرته ومذهبه فأسلم جي سنكه والملوك وتسموا بأسماء العرب، وغزا عمرو بن مسلم بعض الهند فظفر، وبقي ملوك السند مسلمين على بلادهم أيام عمر ويزيد بن عبد الملك، فلما كان أيام هشام بن عبد الملك ارتدوا عن الاسلام، وكان سببه ما ندكره إن شاء الله تعالى. وقدم بنو الملهب إلى السند هاربين في أيام يزيد بن عبد الملك فوجه إليهم هلال بن أحوز التميمي، فقتل مدرك بن المهلب بقندابيل قندهار وقتل المفضل وعبد الملك وزياد ومرواهن ومعاوية بني المهلب، وقتل معاوية بن يزيد في آخرين، كما في فتوح البلدان. عيينة بن موسى التميمي عيينة بن موسى بن كعب التميمي كان والده على شرط السفاح فاستخلف مكانه المسيب بن زهير وقدم السند وقدم معه ولده عيينة، ولما سار أبوه إلى العراق استخلفه على السند، وخلعه المنصور سنة اثنتين وأربعين ومائة، وسبب خلعه أن أباه استخلف المسيب بن زهير على الشرط، فلما مات موسى أقام المسيب على ما كان بلى من الشرط وخاف أن يحضر المنصور عيينة فيوليه ما كان إلى أبيه فكتب إليه ببيت شعر ولم ينسب الكتاب إلى نفسه. فأرضك أرضك إن تأتنا تنم نومة ليس فيها حلم فخلع الطاعة، فلما بلغ الخبر إلى المنصور سار بعسكره حتى نزل على جسر البصرة ووجه عمر بن حفص العتكي عاملاً على السند والهند، فحاربه عيينة فسار حتى ورد السند فغلب عليها، كما في الكامل. ليث بن طريف الكوفي استعمله المهدي بن المنصور العباسي على بلاد السند- وكان مولدا من مواليه- فقام بالأمر مدة من الزمان، وخرج عليه الزط جاث سنة خمس وستين ومائة، فسير إليه المهدي جيشاً كثيفاً، فقاتل الزط وقتلهم، وعزله هارون بن المهدي لعله سنة سبعين ومائة. محمد بن عبد الله العلوي السيد الشريف محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي المديني المشهور بابن الأشتر ولد بأرض السند، ولما قتل والده عبد الله سيره هشام بن عمرو التغلبي أمير السند إلى المنصور الخليفة العباسي، فسيره المنصور إلى عامله بالمدينة وكتب معه بصحة نسبه وتسليمه إلى أهله سنة إحدى وخمسين ومائة، كما في الكامل. وقال جمال الدين أحمد بن علي الداودي في عمدة الطالب: قال الشيخ أبو نصر البخاري: قتل عبد الله الأشتر بالسند وحملت جاريته وصبي معها يقال له محمد بعد قتله وكتب أبو جعفر المنصور إلى المدينة بصحة نسبه، وقال: كتب إلى حفص بن عمر المعروف بهزار مرد أمير السند بذلك، ثم قال الشيخ أبو نصر البخاري: وروى عن جعفر الصادق أنه قال: كيف يثبت النسب بكتابة رجل إلى رجل! ذكر ذلك أبو اليقظان ويحيى بن الحسن العقيقي وغيرهما- والله أعلم، ثم قال أبو نصر البخاري: وقال آخرون: أعقب وصح نسبه- انتهى. أما ما نقل جمال الدين عن جعفر الصادق فيقدح فيه أن جعفر الصادق توفي سنة 148 وكانت الواقعة في سنة 151، فلا تصح نسبة هذا القول إلى جعفر الصادق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 وولد محمد بن عبد الله الأشتر خمسة بنين: طاهراً وعلياً وأحمد وإبراهيم والحسن الأعور الجواد، وعقب محمد بن عبد الله الأشتر الذي لا خلاف فيه من الحسن الأعور الجواد، وكان أحد أجواد بني هاشم الممدوحين المعدودين ويكنى أبا محمد، قتيل قتله طيء في ذي الحجة سنة 251. وقال ابن الشعراني النسابة: قتل الحسن أيام المعتز وعقب الحسن الأعور الجواد من أربعة رجال وهم: أبو جعفر محمد نقيب الكوفة وأبو عبد الله الحسين نقيب الكوفة أيضاً وأبو محمد عبد الله والقاسم، وذكر ابن طباطبا أبا العباس أحمد بن الحسين الأعور أيضاً، وكان أعقب عبد الله بن الحسن الأعور من ثلاثة رجال: علي والقاسم وأحمد، كما في عمدة الطالب، أما القاسم بن عبد الله بن الحسن الأعور بن محمد بن عبد الله الأشتر فخرج من عقبه طيب كثير منهم شيخ الاسلام قطب الدين محمد بن أحمد بن يوسف بن عيسى ابن حسن بن الحسين بن جعفر بن قاسم المتوفي بمدينة كزه سنة 677 وهو من أجدادنا، وسنذكره في ما بعد إن شاء الله تعالى. مروان بن يزيد المهلبي قدم الهند هارباً في أيام يزيد بن عبد الملك الأموي وسكن بأرض السند ثم بغى على عمرو بن محمد بن القاسم الثقفي فقتله عمرو في أيام هشام ابن عبد الملك. معبد بن الخليل التميمي استعمله المنصور العباسي على السند سنة سبع وخمسين ومائة وكان بخراسان، كتب إليه بولايته فسار إلى بلاد السند وفتح ما استغلق، ومات بالسند سنة تسع وخمسين ومائة في أيام المهدي بن المنصور، كما في الكامل. مغلس العبدي استعمله عبد الرحمن بن مسلم أبو مسلم الخراساني على أرض السند، فأخذ على طخارستان وسار حتى صار إلى منصور بن جمهور الكلبي وهو بالسند، فلقيه منصور فقتله وهزم جنده نحو سنة ثلاث وأربعين ومائة. منصور بن جمهور الكلبي منصور بن جمهور الكلبي أحد الستة الذين قتلوا الوليد بن يزيد بن عبد الملك الخليفة الأموي، استعمله يزيد بن الوليد على العراق سنة ست وعشرين ومائة، ولم يكن منصور من أهل الدين وإنما صار مع يزيد لرأيه في الغيلانية ولأنه شهد قتل الوليد، وقال له يزيد لما ولاه العراق: إتق الله! واعلم أني قتلت الوليد، لفسقه ولما أظهر من الجور، فلا تركب مثل ما قتلناه عليه! فقام بالملك مدة قليلة، عزله يزيد في تلك السنة، فكان يثير الفتن في نواحي الأرض، ولما رأى أنه لا ملجأ له قدم الهند مع أخيه منظور سنة ثلاثين ومائة وقاتل يزيد بن عرار فظفر به وقتله واستقل بأرض السند. فلما كان أول الدولة العباسية ولي أبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم مغلساً العبدي ثغر السند، وأخذ على طخارستان وسار حتى صار إلى منصور بن جمهور الكلبي وهو بالسند، فلقيه منصور فقتله وهزم جنده، فلما بلغ أبا مسلم ذلك عقد لموسى بن كعب التميمي ثم وجهه إلى السند في اثنى عشر ألفاً، فلما قدمها كان بينه وبين منصور بن جمهور مهران، ثم التقيا فهزم منصوراً وجيشه وقتل منظوراً أخاه، وخرج منصور مفلولاً هارباً حتى ورد الرمل فمات عطشاً في الرمال. وقد قيل: أصابه بطنه فمات، وسمع خليفته على السند بهزيمته فرجل بعيال منصور وثقله فدخل بهم بلاد الخزر، وكان ذلك سنة أربع وثلاثين ومائة، كما في الكامل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 منظور بن جمهور الكلبي قدم أرض السند مع أخيه منصور بن جمهور سنة ثلاثين ومائة وقاتل معه بها، وقتل سنة أربع وثلاثين ومائة، قتله موسى بن كعب التميمي ، كما تقدم. موسى بن كعب التميمي عقد له أبو مسلم عبد الرحمن بن مسلم ثم وجهه إلى ثغر السند لقتال منصور بن جمهور الكلبي وكان على شرط السفاح، فاستخلف مكان المسيب بن زهير، وقدم السند في اثنى عشر ألفاً سنة أربع وثلاثين ومائة وكان بينه وبين منصور بن جمهور مهران ثم التقيا فهزم منصوراً وقتل أخاه منظوراً، وخرج منصور مفلولاً هارباً حتى ورد الرمل فمات عطشاً فقام موسى بالملك ورم المنصورة وزاد في مسجدها وغزا وافتتح ثم سار إلى العراق واستخلف ابنه عيينة بن موسى على السن، كما في الكامل، وتوفي سنة إحدى وأربعين ومائة على قول الطبري. موسى بن يعقوب الثقفي موسى بن يعقوب بن محمد بن شيبان بن عثمان الثقفي الفقيه ولاه القضاء والخطابة محمد بن القاسم الثقفي بالرور سنة ثلاث وتسعين، وتداول أولاده القضاء بها إلى قرون متطاولة، وكل واحد منهم كان يلقب بالصدر الامام الأجل بدر الملة والدين سيف السنة ونجم الشريعة. نجيح بن عبد الرحمن السندي الفقيه العالم نجيح بن عبد الرحمن أبو معشر السندي صاحب المغازي ذكره السمعاني في الأنساب والذهبي في طبقات الحفاظ، وفي تهذيب التهذيب: قال السمعاني: إنه كان مولى أم سلمة من أهل المدينة وأم موسى بن مهدي، يروي عن محمد بن عمرو ونافع وهشام بن عروة، روى عنه العراقيون، قال أبو نعيم كان أبو معشر سندياً وكان رجلاً ألكن يقول: حدثنا محمد بن قعب- يريد ابن كعب- مات في سنة سبعين ومائة وصلى عليه هارون الرشيد في السنة التي استخلف فيها ودفن في المقبرة الكبيرة ببغداد، وكان ممن اختلط في آخر عمره وبقي قبل أن يموت سنتين في تغير شديد لا يدري ما يحدث به وكثير المناكير في روايته من قبل اختلاطه فبطل الاحتجاج به- انتهى. وقال الذهبي في طبقات الحفاظ: إنه كاتب امرأة من بني مخزوم فأدى إليها فاشترت أم موسى بنت المنصور ولاءه فيما قيل، وكان من أوعية العلم على نقص في حفطه، رأى أبا أمامة بن سهل، وروى عن محمد بن كعب القرظي وموسى بن يسار ونافع وابن المنكدر ومحمد بن قيس وطائفة، ولم يدرك سعيد بن المسيب وذلك في جامع أبي عيسى الترمذي، وأظنه سعيد المقبري فإنه يكثر عنه، حدث عنه ابنه محمد وعبد الرزاق وأبو نعيم ومحمد بن بكار ومنصور بن أبي مزاحم وطائفة، قال ابن معين، ليس بالقوي، وقال أحمد بن حنبل: كان بصيراً بالمغازي وكان لا يقيم الإسناد، وقال أبو نعيم: كان أبو معشر سندياً ألكن يقول: حدثنا محمد بن قعب- يريد كعب- وقال أبو زرعة: صدوق، وقال النسائي: ليس بالقوي، قلت: قد احتج به النسائي ولم يخرج له الشيخان، وكان أبيض أزرق سميناًن اشخصه معه المهدي إلى العراق وأمر له بألف دينار وقال: تكون بحضرتنا فتفقه من حولنا- انتهى. وله من الكتب كتاب المغازي ذكره ابن النديم في فهرسته، توفي أبو معشر في رمضان سنة سبعين ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 نصر بن محمد الخزاعي نصر بن محمد بن الأشعث الخزاعي استعمله المهدي بن المنصور العباسي على بلاد السند سنة إحدى وستين ومائة مكان روح بن حاتم وشخص إليها حتى قدمها، ثم عزل وولي مكانه محمد بن سليمان، فوجه إليها عبد الملك بن شهاب المسمعي فقدمها على نصر بغتة، ثم أذن له في الشخوص فشخص حتى نزل الساحل على ستة فراسخ من المنصورة، فأتى نصر بن محمد عهده على السند فرجع إلى عمله وقد كان عبد الملك أقام بها ثمانية عشرة يوماً فلم يعرض له فرجع إلى البصرة، فاستقل نصر بن محمد على ولايته زماناً، ومات بالسند سنة أربع وستين ومائة، كما في تاريخ الأمم والملوك. وداع بن حميد الأزدي استعمله يزيد بن المهلب على قندابيل من أعمال السند وقال له حين خرج لقتال سلمة بن عبد الملك: إني سائر إلى هذا العدو ولو قد لقيتهم لم أبرح العرصة حتى تكون لي أو لم، فإن ظفرت أكرمتك، وإن كانت الأخرى كنت بقندابيل حتى يقدم عليك أهل بيتي فيتحصنوا بها حتى يأخذوا لأنفسهم أماناً فلما قتل يزيد اجتمع آل المهب بالبصرة وحملوا عيالاتهم وأموالهم في السفن البحرية، ثم لججوا في البحر حتى انتهوا إلى قندابيل. وبعث مسلمة بن عبد الملك هلال بن أحوز التميمي في أثرهم فلحقهم بقندابيل، فأراد آل المهلب دخول قندابيل فمنعهم وداع بن حميد، وكاتبه هلال ابن أحوز ولم يباين آل المهلب فيفارقهم، فتبين لهم فراقة لم التقوا وصفوا، كان وداع بن حميد على الميمنة وعبد الملك بن هلال على الميسرة ت وكلاهما أزدي، فرفع لهم هلال راية الأمان، فمال إليهم وداع بن حميد وعبد الملك ابن هلال وارفض عنهم الناس فخلوهم. ومشى آل المهلب بأسيافهم فقاتلوا حتى قتلوا من عند آخرهم إلا أبا عيينة المهلب وعثمان بن المفضل فلحقا برتبيل، وبعث بنسائهم وأولادهم إلى مسلمة. كما في تاريخ الأمم والملوك للطبري. هشام بن عمرو التغلبي استعمله المنصور على السند، وكان سبب استعماله أن المنصور كان يفكر فيمن يوليه السند فبينا هو راكب والمنصور ينظر إليه إذ غاب يسيراً ثم عاد فاستأذن على المنصور فأدخله فقال: إني لما انصرفت من الموكب لقيتني أختي فلانة فرأيت من جمالها وعقلها ودينها ما رضيتها لأمير المؤمنين، فأطرق ثم قال: أخرج! يأتك أمري، فلما خرج قال المنصور لحاجبه الربيع: لولا قول جرير: لا تطلبن خؤولة في تغلب فالزنج أكرم منهم أخوالا لتزوجت إليه، قل له: لو كان لنا حاجة في النكاح لقبلت فجزاك الله خيراً! وقد وليتك السند فتجهز إليها! وأمره أن يكاتب ذلك الملك بتسليم عبد الله بن محمد العلوي المشهور بالأشتر فإن سلم وإلا حاربه، فسار هشام إلى السند فملكها، وكره أخذ عبد الله الأشتر وأقبل يرى أنه يكاتب الملك الذي كان عبد الله في بلاده، واتصلت الأخبار بالمنصور بذلك، فجعل يكتب إليه يستحثه، فبينا هو كذلك إذ خرجت خارجة ببلاد السند فوجه هشام أخاه سفيحاً فخرج في جيشه وطريقه بجنبات ذلك الملك، فبينا هو يسير إذ غبرة قد ارتفعت فظن أنهم مقدمة العدو الذي يقصد فوجه طلائعه فزحفت إليه فقالوا: هذا عبد الله بن محمد العلوي يتنزه على شاطىء مهران، فمضى يريده فقال نصحاؤه: هذا ابن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ! وقد تركه أخوك متعمداً مخافة أن يبوء بدمه فلم يقصده، فقال: ما كنت لأدع أخذه ولا أدع أحداً يحظى بأخذه أو قتله عند المنصور، وكان عبد الله ف عشرة فقصده، فقاتله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 عبد الله وقاتل أصحابه حتى قتل وقتلوا جميعاً، فلم يفلت منهم مخبر، وسقط عبد الله بين القتلى فلم يشعر به. وقيل: إن أصحابه قذفوه في مهران حتى لا يحمل رأسه، فكتب هشام بذلك إلى المنصور، فكتب إليه المنصور يشكره ويأمره بمحاربة ذلك الملك، فحاربه حتى ظفر به وقتله وغلب على مملكته، ووجه عمرو بن جمل في بوارج إلى نارند، ووجه إلى ناحية الهند فافتتح كشمير وأصاب سبايا ورقيقاً كثيراً وفتح الملتان، وكان بقندابيل متغلبة من العرب فأجلاهم عنها، وأتى القندهار في ولايته فتبركوا به، ثم سار إلى بغداد وعزل عن الولاية بالسند ومات بها سنة سبع وخمسين ومائة، كما في الكامل. يزيد بن عرار ولي على أرض السند في أيام وليد بن يزيد بن عبد الملك الأموي سنة خمس وعشرين ومائة وكان بها من قبل، فقام بالأمر وأحسن سيرته في الناس وقاتل العدو، وكان يفتح الناحية قد نكث أهلها حتى جاء منصور بن جمهور الكلبي فقاتله وقتل في حدود سنة ثلاثين ومائة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 الطبقة الثالثة في أعيان القرن الثالث أبو علي السندي الشيخ الكبير أبو علي السندي كان من أهل الحقائق والمواجيد، صحبه أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي المتوفي سنة إحدى وستين ومائتين، قال أبو يزيد: صحبت أبا علي السندي فكنت ألقنه ما يقيم به فرضه، وكان يعلمني التوحيد والحقائق صرفاً، وحكى عن أبي يزيد أنه قال: دخل علي أبو علي السندي وكان معه جراب فصبه بين يدي فإذا هو ألوان الجواهر! فقلت له: من أين لك هذا؟ قال: وافيت وادياً ههنا فإذا هي تضيء كالسراج! فحملت هذا منها، قال فقلت له: كيف كان وقتك وقت ورودك الوادي؟ قال: كان وقتي وقت فترة عن الحال الذي كنت فيه قبل ذلك- وذكر الحكاية والمعنى في ذلك أن في وقت فترته شغلوه بالجواهر، وقال أبو يزيد: قال لي أبو علي السندي: كنت في حال مني بي لي ثم صرت في حال منه به له، والمعنى في ذلك أن العبد يكون ناظراً إلى أفعاله ويضيف إلى نفسه أفعاله، فإذا غلب على قلبه أنوار المعرفة يرى جميع الأشياء من الله، قائمة بالله، معلومة لله، مردودة إلى الله- ذكره أبو نصر عبد الله بن علي السراج الطوسي في كتابه اللمع. ابن دهن الهندي ابن دهن الهندي الحكيم من الأطباء المشهورين، كان إليه بيمارستان البرامكة ببغداد، نقل إلى العربية من اللسان الهندي عدة كتب منها استانكر الجامع، وكتاب سندستاق معناه كتاب صفوة النجح- ذكره ابن بشر في فهرسته. بشر بن داود المهلبي بشر بن داود بن يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة العتكي أحد ولاة السند، كان مع أبيه فلما توفي أبوه سنة خمس ومائتين قام بالأمر، وكتب إليه المأمون بن الرشيد العباسي بولاية الثغر على أن يحمل كل سنة ألف ألف درهم فأطاعه زماناً، ثم عصى ومنع الحمل فوجه المأمون إليه حاجب بن صالح سنة إحدى عشرة ومائتين، فهزمه بشر بن داود فانحاز إلى كرمان، ثم استعمل غسان بن عباد على السند سنة ثلاث عشرة ومائتين، فقدمها وخرج بشر إليه بالأمان، وورد به مدينة السلام سنة ست عشرة ومائتين، كما في الكامل. جعفر بن محمد الملتاني أبو عبد الله جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الأطراف بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي الملك الملتاني، ذكره جمال الدين أحمد بن علي الداوي في عمدة الطالب، قال: وكان قد خاف بالحجاز فهرب في ثلاثة عشر رجلاً من صلبه فما استقرت به الدار حتى الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 دخل الملتان، فلما دخلها فزع إليه أهلها وكثير من أهل السواد، وكان في جماعة قوي بهم على البلد حتى ملكه وخوطب بالملك، وملك أولاده هناك، وأولد ثلاث مائة وأربعة وستين ولداً، قال ابن خداع اعقب من ثمانية وعشرين ولداً، وقال الشيخ الشرف العبيدي اعقب من نيف وخمسين رجلاً، وقال البيهقي: اعقب من ثمانين رجلاً، قال الشيخ أبو الحسن العمري بعد أن ذكر المعقبين من ولد الملك الملتاني: أربعة وأربعون رجلاً، قال لي الشيخ أبو اليقظاني عمار وهو يعرف طرفاً كثيراً من أخبار الطالبين وأسمائهم: أن عدتهم أكثر من هذا، ومنهم ملوك وأمراء وعلماء ونسابون، وأكثرهم على رأي الإسماعيلية، ولسانهم هندي، وهم يحفظون أنسابهم، وقل من يعلق عليهم ممن ليس منهم- هذا كلامه انتهى. داود بن يزيد المهلبي داود بن يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن أبي صفرة العتكي استخلفه أبوه عند موته بالقيروان على أفريقية سنة سبعين ومائة فعزله هارون الرشيد سنة اثنتين وسبعين ومائة واستعمله على أرض السند والهند سنة أربع وثمانين ومائة وكان معه أبو صمة المتغلب وهو مولى لكندة فقدم الهند وملكها ودوخ الثغر وأحكم أموره، ولم يزل أمر ذلك الثغر مستقيماً إلى عهد المأمون، وبقي داود بالسند إلى آخر عهده من الدنيا، توفي سنة خمس ومائتين في أيام المأمون، كما في الكامل. صالح بن بهلة الهندي صالح بن بهلة الهندي الطبيب المشهور كان في أيام الرشيد هارون بالعراق ذكره ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء والقفطي في أخبار الحكماء، قال القفطي: إنه كان هندي الطب حسن الإصابة فيما يعاينه ويخبر به من تقدمة المعرفة على طريق الهند. ومن عجيب ما جرى له أن الرشيد في بعض الأيام قدمت له الموائد فطلب جبرائيل بن بختيشوع ليحضر أكله على عادته في ذلك فطلب فلم يوجد، فلعنه الرشيد وبينما هو في لعنه إذ دخل عليه، فقال له: أين كنت؟ وطفق يذكره بشر، فقال: إن اشتغل أمير المؤمنين بالبكاء على ابن عمه إبراهيم بن صالح وترك تناولي بالسب كان أشبه، فسأله عن خبر إبراهيم، فأعلمه أنه خلفه وبه رمق ينقضي آخره وقت صلاة العتمة، فاشتد جزع الرشيد من ذلك وأمر برفع الموائد وكثر بكاؤه، فقال جعفر بن يحيى: يا أمير المؤمنين! جبرائيل طبه رومي وصالح بن بهلة الهندي في العلم بطريقة أهل الهند في الطب مثل جبرائيل في العلم بمقالات الروم، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأمر بإحضاره وتوجيهه وبالمصير إليه بعد منصرفه من عند إبراهيم ففعل ذلك جعفر، ومضى صالح بن بهلة إلى إبراهيم حتى عاينه وحبس عرقه وصار إلى جعفر، فدخل جعفر على الرشيد فأخبره بحضور صالح بن بهلة فأمره الرشيد بإدخاله إليه، فدخل ثم قال: يا أمير المؤمنين! أنت الإمام وعاقد ولاية القضاء للأحكام ومهما حكمت به لم يجز لحاكم فسخه! وأنا أشهدك وأشهد على نفسي من حضرك أن إبراهيم بن صالح إن توفي في هذه الليلة وفي هذه العلة أن كل مملوك لصالح بن بهلة حر لوجه الله! وكل دابة له فحبيس في سبيل الله! وكل مال له فصدقة على المساكين! وكل امرأة له فطالق ثلاثاً! فقال الرشيد: حلفت يا صالح بالغيب! فقال صالح: كلا يا أمير المؤمنين إنما الغيب ما لا دليل عليه ولا علم به، ولم أقل ما قلت إلا بدلائل بينة وعلم واضح، فسرى عن الرشيد ما كان يجد وطعم، وأحضر له النبيذ فشرب، فلما كان وقت العتمة ورد كتاب صاحب البريد بمدينة السلام بوفاة إبراهيم بن صالح على الرشيد، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 فاسترجع وأقبل على جعفر بن يحيى باللوم في إرشاده إلى صالح بن بهلة، وأقبل يلعن الهند وطبهم ويقول: وا سوأتا من الله أن يكون ابن عمي يتجرع غصص الموت وأنا أشرب النبيذ! ثم دعا برطل من النبيذ ومزجه بالماء وألقى فيه من الملح شيئاً وأخذ يشرب منه ويتقيأ حتى قذف ما كان في جوفه من طعامه وشرابه، وبكر إلى دار إبراهيم فقصد الخدم بالرشيد إلى رواق فيه الكراسي والمساند والنمارق فاتكأ الرشيد على سيفه ووقف وقال: لا يحسن الجلوس في المصيبة بالأحبة على أكثر من البسط فارفعوا هذه الفرش والنمارق! ففعل ذلك وجلس الرشيد على البساط، وصارت سنة لبني العباس من ذلك اليوم ولم تكن السنة كذلك. ووقف صالح بن بهلة بين يدي الرشيد، فلم ينطق أحد إلى أن سطعت روائح المجامر فصاح صالح بن بهلة عند ذلك: الله الله يا أمير المؤمنين أن تحكم علي بطلاق زوجتي فيتزوجها من لا تحل له! الله الله أن تخرجني من نعمتي ولم يلزمني حنث! الله الله أن تدفن ابن عمك حيا! فوالله ما مات! فأطلق لي الدخول عليه والنظر إليه! وهتف بهذا القول مرات، فأذن له بالدخول على إبراهيم، ثم سمع الجماعة تكبيراً فخرج صالح بن بهلة وهو يكبر، ثم قال: يا أمير المؤمنين قم حتى أريك عجباً! فدخل إليه الرشيد ومعه جماعة من خواصه، فأخرج صالح ابرة كانت معه وأدخلها بين ظفر ابهام يده اليسرى ولحمه، فجذب إبراهيم يده وردها إلى بدنه، فقال صالح: يا أمير المؤمنين! هل يحس الميت الوجع؟ فقال: يا أمير المؤمنين! أخاف أن أخاف إن عالجته فأفاق وهو في كفن يجد منه رائحة الحنوط أن ينصدع قلبه فيموت موتاً حقيقياً، ولكن مر بتجريده من الكفن ورده إلى المغتسل وإعادة الغسل عليه حتى يزول منه رائحة الحنوط، ثم يلبس مثل ثيابه التي كان يلبسها في حال صحته، ويطيب بمثل ذلك الطيب، ويحول إلى فراش من فرشه التي كان يجلس وينام عليها! حتى أعالجه بحضرة أمير المؤمنين فإنه يكلمه من ساعته، قال أبو سلمة: فوكلني الرشيد بالعمل بما حد صالح بن بهلة ففعلت ذلك، قال: ثم سار الرشيد وأنا معه ومسرور إلى الموضع الذي فيه إبراهيم، ودعا صالح بن بهلة بكندس ومنفخة من الخزانة، ونفخ من الكندس في أنفه فمكث مقدار سدس ساعة ثم اضطرب بدنه وعطس وجلس فكلم الرشيد وقبل يده، وسأله الرشيد عن قضيته فذكر أنه كان نائماً نوماً لا يذكر أنه نام مثله قط طيباً إلا أنه رأى في منامه كلباً قد أهوى إليه فتوقاه بيد فعض ابهام يده اليسرى عضة انتبه بها وهو يحس بوجعها وأراه ابهامه التي كان صالح بن بهلة ادخل فيها الإبرة، وعاش إبراهيم بعد ذلك دهراً ثم تزوج العباسة بنت المهدي وولي مصر وفلسطين وتوفي بمصر وقبره بها- انتهى. عبد الله بن عمر الهباري عبد الله بن عمر بن عبد العزيز بن المنذر بن الربيع الهباري القرشي أحد ولاة السند قام بالملك بعد والده عمر بن عبد العزيز، واستقل به مدة من الزمان، وكان يخطب للخليفة العباسي في جامع المنصورة، وتداول أولاده ملكها إلى أن انقطع أمرهم على يد محمود بن سبكتكين صاحب غزنة. عمر بن عبد العزيز الهباري عمر بن عبد العزيز بن المنذر بن الربيع بن عبد الرحمن بن هبار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى القرشي المتغلب على بلاد السند، قدمها جده مع الحكم ابن عوانة الكلبي وسكن في الهند، وكان عمر هذا قتل عمران بن موسى البرمكي كما تقدم، ولما ولي عنبسة ابن إسحاق الضبي من قبل المعتصم بالله العباسي أذعن له بالطاعة، ثم لما قتل هارون بن أبي خالد المروروذي سنة أربعين ومائتين وثب واستولى على الملك، وأذعن له بالطاعة أهل المنصورة ورضي بولايته المتوكل على الله العباسي، فقام بالأمر مدة من الزمان كما في فتوح البلدان، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 وقال ابن خلدون في الجزء الثاني من تاريخه: أن جده المنذر ابن الرقيع قد قام بقرقيسيا في أيام السفاح فأسر وسلب، وأما عمر بن عبد العزيز صاحب السند فإنه وليها في ابتداء الفتنة إثر قتل المتوكل، وتداول أولاده ملكها إلى أن انقطع أمرهم على يد محمود ابن سبكتكين صاحب غزنة وما دون النهر من خراسان وكانت قاعدتهم المنصورة- انتهى. وأما جده هبار بن الأسود- بتشديد الموحدة- فله صحبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما في كتاب الاشتقاق لابن دريد. عمران بن موسى البرمكي عمران بن موسى بن يحيى بن خالد البرمكي كان مع أبيه في بلاد السند فلما مات أبوه سنة إحدى وعشرين ومائتين قام بالأمر، فكتب إليه المعتصم بالله العباسي بولاية الثغر فخرج إلى القيقان وهم زط، فقاتلهم فغلبهم وبنى مدينة سماها البيضاء وأسكنها الجند، ثم أتى المنصورة وصار منها إلى قندابيل وهي مدينة على الجبل وفيها متغلب يقال له محمد بن الخليل فقاتله وفتحها وحمل رؤساءها إلى قصدار، ثم غزا الميد وقتل منهم ثلاثة آلاف، وسكر سكراً يعرف بسكر الميد، وعسكر عمران على نهر الرور، ثم نادى بالزط الذين بحضرته فأتوه فختم أيديهم وأخذ الجزية منهم وأمرهم بأن يكون مع كل رجل منهم إذا اعترض عليه كلب فبلغ الكلب خمسين درهماً، ثم غزا الميد ومعه وجوه الزط فحفر من البحر نهراً أجراه في بطيحتهم حتى ملح ماؤهم وشن الغارات عليهم، ثم وقعت الفتنة بين النزارية واليمانية فمال عمران إلى اليمانية، فسار إليه عمر بن عبد العزيز الهباري فقتله وهو غافل عنه، كما في فتوح البلدان. عنبسة بن إسحاق الضبي استعمله المعتصم بالله العباسي على بلاد السند بعد ما قتل عمران بن موسى البرمكي واليه على تلك البلاد، فأذعن له أهلها بالطاعة فقام بالأمر إلى أيام المتوكل على الله العباسي وعزله المتوكل سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وهو الذي هم منارة الكنيسة العظمى بالديبل وجعلها محبساً للجناة وابتدأ في مرهة المدينة بما نقض من حجاة تلك المنارة فعزل قبل استتمام ذلك، وولي بعده هارون بن أبي خالد المروروذي فقتل بها، كما في فتوح البلدان. غسان بن عباد الكوفي استعمله المأمون بن هارون الخليفة العباسي سنة ثلاث عشرة ومائتين، ولما عزم على تولية غسان قال لأصحابه: أخبروني عن غسان! فإني أريده لأمر عظيم، فأطنبوا في مدحه، فنظر المأمون إلى أحمد بن يوسف وهو ساكت فقال: ما تقول يا أحمد؟ فقال: يا أمير المؤمنين! ذلك رجل محاسنه أكثر من مساويه، لا يصرف به إلى طبعة إلا انتصف منهم، فمهما تخوفت عليه فإنه لن يأتي أمراً يعتذر منه- فأطنب فيه، فقال: لقد مدحته على سوء رأيك فيه، قال: لأني كما قال الشاعر: كفى شكراً لما أسديت أني صدقتك في الصديق وفي عداتي قال: فأعجب المأمون كلامه وأدبه واستعمل غسان على السند فقدمها وخرج بشر إليه بالأمان فورد به مدينة السلام سنة ست عشرة ومائتين فقال الشاعر: سيف غسان رونق الحرب فيه وسمام الحتوف في ظبتيه فإذا جره إلى بلد السن د فألقى المقاد بشر إليه مقسماً لا يعود ما حج لل هـ مصل وما رمى جمرتيه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 غادر يخلع الملوك ويغتا ل جنوداً تأوي إلى ذروتيه ذكره الطبري في تاريخ الأمم والملوك. منصور بن حاتم النحوي منصور بن حاتم النحوي نزيل الهند، كان مولى آل خالد بن أسيد، روى عنه البلاذري في كتابه فتوح البلدان، وهو الذي رأى الدقل الذي كان على منارة البد مكسوراً بمدينة ديبل، وإن عنبسة بن إسحاق هدم أعلى تلك المنارة وجعل فيها سجناً، وإن داهراً والذي قتله مصوران ببروص، وبديل بن طهفة مصور بقندابيل. منكة الهندي منكة الهندي الحكيم من المشهورين من أطباء الهند- ذكره ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء، قال: كان عالماً بصناعة الطب، حسن المعالجة، لطيف التدبير، فيلسوفاً من جملة المشار إليهم في علوم الهند، متقناً للغة الهند ولغة الفرس، وهو الذي نقل كتاب شاتاق الهندي في السموم من اللغة الهندية إلى الفارسي، وكان في أيام الرشيد هارون، وسافر من الهند إلى العراق في أيامه، واجتمع به وداواه، وجدت في بعض الكتب أن منكة الهندي كان في جملة إسحاق بن سليمان بن علي الهاشمي وكان ينقل من اللغة الهندية إلى الفارسية والعربية، ونقلت من كتاب أخبار الخلفاء والبرامكة أن الرشيد اعتل علة صعبة فعالجه الأطباء فلم يجد من علته إفاقة، فقال له أبو عمر الأعجمي: بالهند طبيب يقال له منكة وهو أحد عبادهم وفلاسفتهم فلو بعث إليه أمير المؤمنين فلعل الله أن يهب له الشفاء على يده، قال: فوجه الرشيد من حمله ووصله بصلة تعينه على سفره، فقدم وعالج الرشيد فبرأ من علته بعلاجه، فأجرى عليه رزقاً واسعاً وأموالاً كافية، قال: فبينما كان منكة ماراً في الخلد إذا هو برجل من المائتين قد بسط كساءه وألقى عليه عقاقير كثيرة وقام يصف دواء عنده معجوناً فقال في صفته: هذا دواء للحمى الدائمة وحمى الغب وحمى الربع، ولوجع الظهر والركبتين، والخام والبواسير والرياح، ووجع المفاصل، ووجع العينين، ولوجع البطن، والصداع، والشقيقة، ولتقطير البول، والفالج، والارتعاش، ولم يدع علة في البدن إلا ذكر أن ذلك الدواء شفاؤها، فقال منكة لترجمانه: ما يقول هذا؟ فترجم له ما سمع، فتبسم منكة وقال: على كل حال ملك العرب جاهل، وذلك أنه إن كان الأمر على ما قال هذا فلم حملني من بلدي وقطعني عن أهلي وتكلف الغليظ من مؤنتي وهو يجد هذا نصب عينه وبإزائه؟ وإن كان الأمر ليس كما يقول هذا فلم لا يقتله؟ فإن الشريعة قد أباحت دم هذا ومن أشبهه، لأنه إن قتل ما هي إلا نفس تحيا بفنائها أنفس خلق كثير، وإن ترك هذا الجاهل قتل في كل يوم نفساً، وبالحري أن يقتل نفسين أو ثلاثة أو أربعة في كل يوم، وهذا فساد في الدين ووهن في المملكة- انتهى. ومن جملة ما نقله منكة الهندي من اللغة الهندية إلى العربي كتاب سيسر، وعشر مقالات، ويجري مجرى الكناش نقله بأمر يحيى بن خالد البرمكي، وكتاب أسماء عقاقير الهند، فسره لاسحاق بن سليمان الهاشمي، ونقل كتاب شاناق الهندي في السموم، نقله من الهندي إلى الفارسي، كما في كتاب الفهرست لابن النديم. موسى بن يحيى البرمكي موسى بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي أحد رجال الدولة العباسية كان مع غسان بن عباد في أرض الهند، فلما سار غسان إلى مدينة السلام سنة ست عشرة ومائتين استعمله على بلاد السند، فقام بالأمر وأحسن إلى الناس، وقتل راجه بالا ملك الشرق وقد بذل له خمسمائة ألف درهم على أن يستبقيه، وكان بالا هذا التوى على غسان وكتب إليه في حضور عسكره فيمن حضره من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 الملوك فأبى ذلك وأثر موسى أثراً حسناً، كما في فتوح البلدان، والذي يظهر من وفيات الأعيان أن المأمون استعمله على السند. قال ابن خلكان في الوفيات: قال القاضي يحيى بن أكثم: سمعت المأمون يقول: لم يكن كيحيى بن خالد وكولده أحد في الكفاية والبلاغة والجود والشجاعة، ولقد صدق القائل حيث يقول: أولاد يحيى أربع كأربع الطبائع فهم إذا اختبرتهم طبائع الصنائع قال القاضي: فقلت له: يا أمير المؤمنين! أما الكفاية والبلاغة والسماحة فنعرفها فيهم ففي من الشجاعة؟ فقال: في موسى بن يحيى وقد رأيت أن أوليه ثغر السند- انتهى. توفي موسى سنة إحدى وعشرين ومائتين، كما في الفتوح. هارون بن خالد المروزي استعمله المتوكل على الله العباسي على بلاد السند سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، ووقعت العصبية بين اليمانية والنزارية في أيامه مرة أخرى، فقتلوه سنة أربعين ومائتين، كما في الكامل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 الطبقة الرابعة في أعيان القرن الرابع من أهل الهند إبراهيم بن محمد الديبلي الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي السندي العالم المحدث، ذكره السمعاني في الأنساب والحموي في معجم البلدان قال السمعاني: يروى عن موسى بن هارون ومحمد بن علي الصائغ الكبير وغيرهما. أحمد بن عبد الله الديبلي الشيخ أحمد بن عبد الله بن سعيد أبو العباس الديبلي من الغرباء الرحالة المتقدمين في طلب العلم ومن الزهاد الفقراء العباد، سكن نيسابور أيام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وهو خانكاه الحسن بن يعقوب الحدادي، تزوج في المدينة الداخلة وولد له وكان البيت في الخانكاه برسمه، ويأوي إلى أهله في المدينة بعد أن يصلي الصلوات في المسجد الجامع، وكان يلبس الصوف وربما مشى حافياً، سمع بالبصرة أبا خليفة القاضي، وببغداد جعفر بن محمد الفريابي، وبمكة المفضل بن محمد الجندي ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وبمصر علي بن عبد الرحمن ومحمد بن زيان، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصا، وببيروت أبا عبد الرحمن مكحولاً، وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر، وبتستر أحمد بن زهيري التستري، وبعسكر مكرم عبدان بن أحمد الحافظ، وبنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي بنيسابور في رجب سنة ثلاث وأربعين وثلاث مائة، ودفن في مقبرة الحيرة، كما في الأنساب للسمعاني. أحمد بن محمد المنصوري أبو العباس أحمد بن محمد بن صالح المنصوري السندي كان قاضي المنصورة، له تصانيف في مذهب داود الأصفهاني، سمع الأثرم وطبقته، وروى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، كما في المعجم، وقد أدركه المقدسي بالمنصورة وقال في كتابه أحسن التقاسيم: رأيت القاضي أبا العباس المنصوري داودياً إماماً في مذهبه وله تدريس وتصانيف قد صنف كتباً عديدة حسنة- انتهى. وقال محمد بن إسحاق النديم في كتابه الفهرست إنه كان على مذهب من أفاضل الداوديين، وله كتب جليلة حسنة كبار، منها: كتاب المصباح كبير وكتاب الهادي وكتاب النير- انتهى، وذكره السمعاني في الأنساب ولم يزد على ما ذكر شيئاً. خلف بن محمد الديبلي الشيخ خلف بن محمد الموازني الديبلي نزيل بغداد، ذكره السمعاني في الأنساب، قال: إنه نزل بغداد وحدث بها عن علي بن موسى الديبلي، روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران ابن الجندي- انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 ناصر الدين سبكتكين الغزنوي الملك المؤيد المنصور ناصر الدين سبكتكين الغازي ملك غزنة، كان من غلمان ألبتكين صاحب جيش غزنة للسامانية، اتفق الناس عليه بعد ما توفي أبو إسحاق ابن ألبتكين سنة ست وستين وثلث مائة، ولم يخلف من أهله وأقاربه من يصلح للتقدم، فاتفقوا على سبكتكين لما عرفوه من عقله ودينه ومروءته وكمال خلال الخير فيه، فقدموه عليهم وولوه أمرهم وحلفوا له وأطاعوه، فوليهم وأحسن السيرة فيهم، وساس أمورهم سياسة حسنة وجعل نفسه كأحدهم في الحال والمآل، وكان يدخر من أقطاعه ما يعمل منه طعاماً لهم في كل أسبوع مرتين، ثم لما عظم شأنه وارتفع قدره وحسن بين الناس ذكره، تعلقت الأطماع بالاستعانة به فأتاه صاحب بست مستعيناً به، وضمن له مالاً مقرراً وطاعة يبذلها له، فتجهز وسار معه ونزل على بست، وقاتل خصيمه قتالاً شديداً، وتسلم صاحبه البلد، ثم إنه أخذ في المطل فقاتله واستولى على بست ثم إنه سار إلى قصدار، وكان متوليها قد عصى عليه لصعوبة مسالكها وحصانتها وظن أن ذلك يمنعه فسار إليه جريدة مجداً فلم يشعر إلا والخيل معه فأخذ من داره، ثم إنه من عليه ورده إلى ولايته وقرر عليه مالاً يحمله كل سنة، ثم جمع العساكر وسار نحو الهند فافتتح قلاعاً حصينة على شواهق الجبال وبنى المساجد بها في سنة سبع وستين وثلث مائة. ورجع إلى غزنة سالماً ظافراً، ولما رأى جي بال ملك بنجاب ما دهاه وأن بلاده تملك من أطرافها، أخذه ما قدم وحدث فحشد وجمع واستكثر من الفيول وسار حتى اتصل بولاية سبكتكين وسار سبكتكين عن غزنة إليه ومعه عساكره وخلق كثير من المتطوعة فالتقوا واقتتلوا أياماً كثيرة وصبر الفريقان، وبالقرب منهم عقبة غورك وفيها عين ماء لا تقبل نجساً ولا قذراً وإذا ألقى فيها شيء من ذلك أكفهرت السماء وهبت الرياح، وكثر الرعد والبرق والأمطار، ولا تزال كذلك إلى أن تطهر من الذي ألقى فيها، فأمر سبكتكين بإلقاء نجاسة في تلك العين فجاء الغيم والرعد والبرق وقامت القيامة على الهنود لأنهم رأوا ما لم يروا مثله، وتوالت عليهم الصواعق والأمطار واشتد البرد حتى هلكوا وعميت عليهم المذاهب واستسلموا لشدة ما عاينوه، وأرسل جي بال إلى سبكتكين يطلب الصلح، وترددت الرسل فأجابهم إليه بعد امتناع من ولده محمود على مال يؤديه وبلاد يسلمها وخمسين فيلاً يحملها إليه، فاستقر ذلك ورهن عنده جماعة من أهله على تسليم البلاد وسير معه سبكتكين من يتسلمها فإن المال والفيلة كانت معجلة، فلما أبعد جي بال قبض على من معه من المسلمين وجعلهم عند عوضاً عن رهائنه. فلما سمع سبكتكين بذلك جمع العساكر وسار نحو الهند فأخرب كل ما مر عليه من بلادهم، وقصد لمغان وهي من أحسن قلاعهم فافتتحها عنوة وهدم بيوت الأصنام، وأقام فيها شعار الإسلام، وسار عنها يفتح البلاد ويقتل أهلها، فلما بلغ ما أراده عاد إلى غزنة، فلما بلغ الخبر جي بال سقط في يده وجمع العساكر وسار في مائة ألف مقاتل فلقيه سبكتكين وأمر أصحابه أن يتناوبوا القتال مع الهنود ففعلوا ذلك فضجر الهنود من دوام القتال معهم وحملوا حملة واحدة، فعند ذلك اشتد الأمر وعظم الخطب، وحمل أيضاً المسلمون جميعهم واختلط بعضهم ببعض فانهزم الهنود، وأخذهم السيف من كل جانب وأسر منهم ما لا يعد وغنم أموالهم وأثقالهم ودوابهم الكثيرة، وذل الهنود بعد هذه الوقعة، ولم يكن لهم بعدها راية، ورضوا بأن لا يطلبوا في أقاصي بلادهم. ولما قوي سبكتكين بعد هذه الواقعة أطاعه الأفغانية والخلج وصاروا في طاعته، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 ثم لما اتفق الفائق بأبي علي وأصحابه واتفقوا على مكاشفة الأمير نوح بن منصور الساماني صاحب بخارا بالعصيان، فلما فعلوا ذلك كتب الأمير نوح إلى سبكتكين وهو بغزنة يعرفه الحال ويأمره بالمسير إليه لينجده وكان سبكتكين في هذه الفتن وهو حينئذ بغزنة، فلما أتاه كتاب نوح ورسوله أجابه إلى ما أراد وسار نحوه جريدة واجتمع به، وقررا بينهما ما يفعلانه، وعاد سبكتكين فجمع العساكر وحشد وسار من غزنة ومعه ولده محمود نحو خراسان، وسار نوح فاجتمع هو وسبكتكين فقصدوا أبا علي وفائقاً فالتقوا بنواحي هراة واقتتلوا فانهزم أصحاب أبي علي وركبهم أصحاب سبكتكين يأسرون ويقتلون ويغنمون، فعاد إلى نيسابور، وأقام نوح وسبكتكين بظاهر هراة حتى استراحوا وساروا إلى نيسابور، فلما علم بهم أبو علي سار هو وفائق نحو جرجان واستولى نوح على نيسابور واستعمل عليها وعلى جيوش خراسان محمود ابن سبكتكين، ولقبه سيف الدولة ولقب أباه سبكتكين ناصر الدولة. وعاد نوح إلى بخارا، وسبكتكين إلى هراة وأقام محمود بنيسابور، وذلك في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، ثم رجع إلى غزنة ثم سار إلى بلخ وقد ابتنى بها دوراً ومساكن فمرض وطال مرضه وانزاح إلى هواء غزنة فسار عن بلخ إليها فمات في الطريق فنقل ميتاً إلى غزنة ودفن بها. وكان مدة ملكه نحو عشرين سنة، وكان عادلاً خيراً، كثير الجهاد، حسن الاعتقاد، ذا مروءة تامة، وحسن عهد ووفاء، لا جرم بارك الله في بيته ودام ملكهم مدة طويلة جاوزت مدة ملك السامانية والسلجوقية وغيرهم، وكانت وفاته سنة سبع وثمانين وثلاث مائة، كما في الكامل. سرباتك الهندي سرباتك- بفتح أوله وسكون الراء ثم موحدة وبعد الألف مثناة- ملك الهند، ذكره ابن الأثير في أسد الغابة والحافظ في الإصابة قال الحافظ: روى أبو موسى في الذيل من طريق ميسر بن أحمد الإسفرائيني صاحب يحيى ابن يحيى النيسابوري، حدثنا مكي بن أحمد البرذعي سمعت إسحاق بن إبراهيم الطوسي يقول وهو ابن سبع وتسعين سنة قال: رأيت سرباتك ملك الهند في بلدة تسمى قنوج- بقاف ونون ثقيلة وواو ساكنة وبعدها جيم، وقيل: ميم بدل النون- فقلت له: كم أتى عليك من السنين؟ فقال: سبع مائة وخمس وعشرون سنة، وزعم أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنفذ إليه حذيفة وأسامة وصهيباً- رضي الله عنهم- يدعونه إلى الاسلام فأجاب وأسلم وقبل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال الذهبي في التجريد: هذا كذب واضح، وقد عذر ابن الأثير ابن منده في تركه إخراجه، وقال أبو حاتم أحمد بن محمد بن حامد البلوي أنبأنا بالويه بن بكر بن إبراهيم بن محمد بن فرحان الصوفي الحافظ سمعت أبا سعيد مظفر بن أسد الحنفي المطيب سمعت سرباتك الهندي يقول: رأيت محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتين بمكة وبالمدينة مرة، وكان من أحسن الناس وجهاً، ربعة من الرجال، قال عمر: مات سرباتك سنة ثلاث وثلاثين ومائة وهو ابن ثمان مائة سنة وأربع وتسعين، قاله مظفر بن أسد- انتهى. شعيب بن محمد الديبلي أبو القاسم شعيب بن محمد بن أحمد بن شعيب بن بزيع بن سوار الديبلي المعروف بابن أبي قطعان الديبلي، ذكره السمعاني في الأنساب، قال: إنه قدم مصر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 وحدث بها، قال أبو سعيد بن يونس: كتبت عنه- انتهى. أبو محمد عبد الله المنصوري أبو محمد عبد الله بن جعفر بن مرة المنصوري المقرىء كان أسود، سمع الحسن بن مكرم وأقرانه، وروى عنه الحاكم أيضاً، كما في الأنساب للسمعاني. علي بن موسى الديبلي علي بن موسى الديبلي العالم المحدث، روى عنه خلف بن محمد الموازيني الديبلي، كما في الأنساب. عمر بن عبد الله الهباري عمر بن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز الهباري أبو المنذر القرشي السندي كان من ولاة السند، استقل بالملك بعد والده، أدركه المسعودي سنة 303 بالمنصورة وله ولدان: محمد، وعلي، ووزيره زياد، وله ثمانون فيلة مقاتلة، وثلاث مائة ألف قرية تحت سلطته، وقاعدة مملكته المنصورة. قال المسعودي في مروج الذهب: كان دخولي إلى بلاد المنصورة في هذا الوقت أي بعد الثلاثمائة والملك عليها أبو المنذر عمر بن عبد الله، ورأيت بها وزيره زياداً، وابنيه محمداً وعلياً، ورأيت بها رجلاً سيداً من العرب وملكاً من ملوكهم وهو المعروف بحمزة، وبها خلف من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم من ولد عمر بن علي وولد محمد بن علي، وبين ملوك المنصورة وبين أبي الشوارب القاضي قرابة ووصلة نسب، وذلك أن ملوك المنصورة الذين الملك فيهم في وقتنا هذا من ولد هبار بن الأسود ويعرفون ببني عمر بن عبد العزيز القرشي وليس هو عمر بن عبد العزيز الأموي. وقال المسعودي: ولملك المنصورة فيلة حربية وهي ثمانون فيلاً، رسم كل فيل أن يكون حوله خمس مائة راجل، وإنه تحارب ألوفاً من الخيل، ورأيت له فيلين عظيمين كانا موصوفين عند ملوك السند والهند، لما كانا عليه من البأس والنجدة والإقدام على قتل الجيوش كان اسم أحدهما منعرفلس والآخر حيدره، ولمنعرفلس هذا أخبار عجيبة وأفعال حسنة وهي مشهورة في تلك البلاد وغيرها، منها أنه مات بعض سواسه فمكث أياماً لا يطعم ولا يشرب يبدي الحنين ويظهر الأنين كالرجل الحزين، ودموعه تجري من عينيه لا تنقطع، ومنها أنه خرج ذات يوم من حائزة- وهي دار الفيلة- وحيدرة وراءه وباقي الثمانين تبع لهما فانتهى منعرفلس في سيره إلى شارع قليل العرض من شوارع المنصورة ففاجأ في مسيره إمرأة على حين غفلة، فلما بصرت به دهشت واستلقت على قفاها من الجزع وانكشفت عنها أطمارها في وسط الطريق، فلما رأى ذلك منعرفلس وقف بعرض الشارع مستقبلاً جنبه الأيمن من وراءه من الفيلة مانعاً لهم من النفوذ من أجل المرأة وأقبل يشير إليها بخرطومه بالقيام ويجمع عليها أثوابها ويستر منها ما بدا إلى أن انتقلت المرأة وتزحزحت عن الطريق بعد أن عاد إليها زوجها فاستقام الفيل في طريقه واتبعه الفيلة- انتهى. فتح بن عبد الله السندي فتح بن عبد الله السندي أبو نصر الفقيه المتكلم، كان مولى لآل الحسن ابن الحكم ثم عتق وقرأ الفقه والكلام على أبي محمد بن عبد الوهاب الثقفي، وروى عن الحسن بن سفيان وغيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 وقال السمعاني في الأنساب: حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل من لفظه بأصبهان أنا أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي الحافظ أنا أبو بكر أحمد بن علي الأديب أنا أبو عبد الله الحافظ حدثني عبد الله بن الحسين قال: كنا يوماً مع أبي نصر السندي وفينا كثرة حواليه ونحن نمشي في الطين فاستقبلنا شريف سكران قد وقع في الطين، فلما نظر إلينا شمه أبو نصر وقال: نافق يا عبد! أنا كما ترى، وأنت تمشي وخلفك هؤلاء! فقال له أبو نصر: أيها الشريف! تجري لم هذا؟ لأني متبع آثار جدك وأنت متبع آثار جدي- انتهى. محمد بن إبراهيم الديبلي أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي ساكن مكة، ذكره الحموي في معجم البلدان والسمعاني في الأنساب، قال السمعاني: يروي كتاب التفسير لابن عيينة عن أبي عبد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وكتاب البر والصلة لابن المبارك عن أبي عبد الله الحسين بن الحسن المروزي عنه، يروي عن عبد الحميد بن صبيح أيضاً، روى عنه أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقري- انتهى. محمد بن محمد الديبلي أبو العباس محمد بن محمد بن عبد الله الوراق الديبلي الزاهد، ذكره السمعاني في الأنساب، قال: وكان صالحاً عالماً، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وجعفر بن محمد بن الحسن القريابي وعبدان بن أحمد بن موسى العسكري ومحمد بن عثمان بن أبي سويد البصري وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاث مائة، صلى عليه أبو عمرو بن نجيد. المنبه بن الأسد القرشي الأمير أبو اللباب المنبه بن الأسد القرشي السامي أحد ولاة السند، كانت قاعدة ملكه ملتان، أدركه المسعودي سنة 303، قال في مروج الذهب: إنه من ولد سامة بن لؤي بن غالب، وهو ذو جيوش ومنعة، وهو ثغر من ثغور المسلمين الكبار، وحول ثغر المسلمين الملتان من ضياعه وقراه عشرون ومائة ألف قرية مما يقع عليه الإحصاء والعد، وفيه على ما ذكرنا الصنم المعروف بالملتان، يقصده السند والهند من أقاصي بلادهم بالنذور والأموال والجواهر والعود وأنواع الطيب، ويحج إليه الألوف من الناس، وأكثر أموال صاحب الملتان مما يحمل إلى هذا الصنم من العود القماري الخالص الذي يبلغ ثمن الأوقية منه مائة دينار وإذا ختم بالخاتم أثر فيه كما يؤثر في الشمع، وغير ذلك من العجائب التي تحمل إليه، وإذا نزلت الملوك من الكفار على الملتان وعجز المسلمون عن حربهم هددوهم بكسر هذا الصنم، وتعويره فترحل الجيوش عنهم عند ذلك، وكان دخولي إلى بلاد الملتان بعد الثلاث مائة والملك بها أبو الدلهاث المنبه بن أسد القرشي- انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 الطبقة الخامسة في أعيان القرن الخامس من أهل الهند إبراهيم بن مسعود الغزنوي الملك المؤيد إبراهيم بن مسعود بن محمود بن سبكتكين الغزنوي السلطان الصالح ظهير الدولة رضي الدين أبو المظفر، ولي الملك بعد أخيه فرخ زاد في سنة إحدى وخمسين وأربع مائة فأحسن السيرة، واستعد للجهاد ففتح حصوناً امتنعت على أبيه وجده، وكان يصوم رجباً وشعبان ورمضان، فما ولي الملك أقر الصلح بينه وبين داؤد بن ميكائيل بن سلجوق صاحب خراسان على أن يكون كل واحد منهما على ما بيده ويترك منازعة الآخر فوقع الاتفاق واليمين، وسار نحو الهند للغزاة في سنة اثنتين وسبعين وأربع مائة ففتح قلعة أجودهن على مائة وعشرين فرسخاً من لاهور، ثم سار إلى قلعة روبال، وفتحها وسار إلى جره نوره، وكان فيها قوم من أولاد الخراسانيين الذين جعل أجدادهم فيها افراسياب التركي من قديم الزمان، ولم يتعرض إليهم أحد من الملوك، فدعاهم إلى الاسلام أولاً فامتنعوا من إجابته وقاتلوه فظفر بهم، ثم سار إلى دره وهو بر بين الخليجين وفي طريقه عقبات كثيرة فقصدها وفتحها. وكان عادلاً، مجاهداً، كريماً، عاقلاً، ذا رأي متين، يقول: لو كنت موضع أبي مسعود بعد وفاة جدي محمود لما انفصمت عرى مملكتنا ولكني الآن عاجز عن أن أسترد ما أخذوه واستولى عليه ملوك وقد اتسعت مملكتهم. وكان جيد الخط يكتب بخطه كل سنة مصحفاً ويبعثه مع الصدقات إلى مكة. مات سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وقيل: إنه توفي سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة. أحمد بن نيالتكين الغزنوي أحمد بن نيالتكين الغزنوي الرجل المجاهد كان من غلمان محمود بن سبكتكين السلطان وتنبل في عهده حتى صار خازناً له وكان ملازمه في الظعن والإقامة، فلما مات محمود وقام بالملك ابنه مسعود قربه إلى نفسه وولاه على بلاد الهند سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، فناب عنه وسار إلى مدينة بنارس فشن الغارة على البلاد ونهب وسبى وخرب الأعمال وأكثر القتل والأسر، فلما وصل إلى المدينة دخل من أحد جوانبها ونهب المسلمون في ذلك الجانب يوماً من بكرة إلى آخر النهار، ولم يفرغوا من نهب سوق العطارين والجوهريين حسب وباقي أهل البلد لم يعلموا بذلك لأن طوله منزل من منازل الهنود وعرضه مثله، فلما جاء المساء لم يجسر أحد على المبيت فيه لكثرة أهله، فخرج منه ليأمن على نفسه وعسكره، وبلغ من كثرة ما نهب المسلمون أنهم اقتسموا الذهب والفضة كيلا، ولم يصل إلى هذه المدينة عسكر من المسلمين قبله، فرجع إلى لاهور وجمع الجموع، ومال إليه الأتراك، قال البيهقي: فحسده القاضي أبو الحسن علي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 الشيرازي، وأخبر الأمير أنه لم يبعث إلى الأمير من الغنائم إلا قليلاً وأنه يريد الخروج والبغي عليه، فغضب عليه مسعود وسير إليه جيشاً كثيفاً من الأتراك والهنود، وأمر عليهم تلك الهندي وكان ابن حلاق ولكنه صحب الأفاضل وتمهر في اللغة الفارسية وتنبل في عهد محمود وأقره مسعود ثقة بجلده ونهضته وأمره على الهنود بخراسان، فسار إلى لاهور وقاتله شديداً، فانهزم أحمد ابن نيالتكين ومضى هارباً إلى الملتان. وقصد بعض الملوك ومعه جمع كثير من العساكر فلم يكن لذلك الملك قدرة، وطلب منه سفناً ليعبر نهر السند فأحضر له السفن، وكان في وسط النهر جزيرة ظنها أحمد ومن معه متصلة بالبر من الجانب الآخر ولم يعلموا أن الماء محيط بها، فتقدم ذلك الملك إلى أصحاب السفن بإنزالهم في الجزيرة والعود عنهم ففعلوا ذلك، وبقي أحمد ومن معه فيها وليس لهم طعام إلا ما معهم، فبقوا بها تسعة أيام ففني زادهم وأكلوا دوابهم وضعفت قواهم فأرادوا خوض الماء فلم يتمكنوا منه لعمقه وشدة الوحل فيه، فوصل الزط إليهم وهم على تلك الحال وكان تلك الهندي وعد لقاتله بخمسمائة ألف درهم، فأوقعوا بهم وقتلوا أكثرهم وأخذوا ولداً لأحمد أسيراً وقتلوا أحمد ومن معه، وكان ذلك سنة خمس وعشرين وأربعمائة. وقد قص هذه القصة ابن الأثير في الكامل وأخطأ في مواضع منها، فقال: ولاه محمود على بلاد الهند وأقره مسعود ثقة بجلده ونهضته وأنه غزا مدينة نرسي سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وقال: لما سار مسعود إلى خراسان وأبعد عصى أحمد بن نيالتكين بالهند فاضطر مسعود إلى العود وقدم الهند فأصلح الفاسد وأعاد المخالف إلى طاعته ثم لما سار إلى خراسان وأبعد، عاد أحمد بن نيالتكين إلى إظهار العصيان، فسير مسعود إليه جيشاً كثيفاً، وقال: إنهم لما أخذوا ولداً لأحمد أسيراً ورآه أحمد قتل نفسه في سنة ست وعشرين وأربعمائة، وهذا كله خطأ، والصواب ما ذكر البيهقي في تاريخه، لأنه كان في دار الإنشاء بغزنة في عهد مسعود، وكان يكتب في تاريخه كل ما يقع من الأمور بمرأى منه ومسمع. ع: فإن القول ما قالت حذام أرياق الحاجب الغزنوي الأمير الكبير أرياق الغزنوي الحاجب، كان من غلمان السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي خدمه مدة، وتنبل في عهده حتى أمره محمود على جيش الهند، فناب عنه مدة طويلة بمدينة لاهور، وضبط البلاد واستولى على المملكة استيلاء كاملاً واستبد بالأمر فاستقدمه محمود إلى غزنة فاعتذر إليه بأعذار باردة، وعرف محمود حاله ولكنه مات في تلك المدة وولي بعده محمد وطلبه فلم يأته ثم ولي مسعود وعرف استبداده بالأمر فاستقدمه إلى معسكره ببلخ واحتال بقدومه إليه، فأمنه أحمد بن الحسن المهمندي الوزير فذهب إلى بلخ وكان معه قوته ورجاله من الأتراك والهنود، فتلقاه الأمير بالقبول والإكرام وخلع عليه وقربه إلى نفسه حتى اغتر الحاجب بإكرامه، ووقع في اللذات والخمور وغفل عن مكيدته، فقبض عليه الأمير ذات يوم وقد غلب عليه السكر، وكان ذلك في التاسع عشر من ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، فذهبوا به إلى قهندز ثم إلى غزنة وحبسوه بقلعتها ثم ذهبوا به إلى الغور، صرح به البيهقي في تاريخه. أبو الفرج الرويني العميد الأجل الكامل أبو الفرج بن مسعود الرويني اللاهوري أحد الشعراء المفلقين، ذكره البدايوني في المنتخب، قال: إنه كان المرجع والمقصد في الشعر، أخذ عنه مسعود بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 سعد بن سلمان اللاهوري، وخلق كثير، وكان عظيم المنزلة عند السلطان إبراهيم بن مسعود الغزنوي، له ديوان شعر بالفارسية- انتهى. وقال العوفي في لباب الألباب: إنه ولد ونشأ بمدينة لاهور، وكان أوحد الدين محمد بن محمد الأنوري الشاعر المشهور يتتبع كلامه ويطالع ديوانه وقال فيه. اندران مجلس كه من داعي بشعر بو الفرج تاشنيد ستم ولوعي داشتستم بس تمام ومن شعره قوله: نعل اسب تو هلالست وستامش كو كبست آفتابست او واسبش آسمانها را مدار آسماني بر كواكب بر زمين هر كز كه ديد كافتاب أو يكي باشد هلال أو هزار توفي سنة أربع وثمانين وأربع مائة، كما في شمع انجمن. أبو المنصور بن علي الغزنوي الشيخ الفاضل أبو منصور بن أبي القاسم علي النوكي الغزنوي الديير المشهور، خدم الملوك الغزنوية مدة من الزمان بمدينة غزنة، ثم بعثه السلطان مسعود بن محمود الغزنوي إلى الهند سنة ست وعشرين وأربع مائة مع ابنه الأمير مجدود بن مسعود لما أمره على بلاد الهند فولاه ديوان الإنشاء بالهند، فسكن بمدينة لاهور، كما في تاريخ البيهقي. أبو النجم أياز الغزنوي الأمير أياز الغزنوي أبو النجم كان من غلمان محمود بن سبكتكين الغزنوي، تأدب على أفضل الدين محمد الكاشاني وأخذ عنه، وله مع محمود أخبار مشهورة لا حاجة إلى ذكرها، ولما مات محمود تولى المملكة ولده محمد وكان مسعود بن محمود بأصفهان، فلما نعى إليه أبوه سار إلى خراسان وقصد غزنة، فانحاز أياز عن محمد وسار إلى مسعود فلحقه بنيسابور، ورجع إلى غزنة معه وخدمه مدة طويلة، ولما أمر مسعود ولده مجدوداً على عساكره بالهند جعل أياز أتابكا له في سنة سبع وعشرين وأربعمائة، فأقام بالهند وضبط البلاد وجمع الجموع وأحسن إلى الناس، ولم يزل في بلاد الهند إلى أن توفي بلاهور سنة تسع وأربعين وأربعمائة، صرح به أبو الفداء في تاريخه. حسين الزنجاني الفقيه الزاهد فخر الدين حسين الزنجاني اللاهوري كان من المشايخ المشهورين في العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ أبي الفضل محمد بن حسن الختلي وصحبه مدة من الزمان، ثم قدم الهند وسكن بلاهور، ومات بها يوم وفد إليها الشيخ علي بن عثمان الهجويري صاحب كشف المحجوب كما في فوائد الفؤاد. داود بن نصير الملتاني داود بن نصير بن حميد الملتاني أبو الفتح وقيل: أبو الفتوح، كان أمير الملتان، نقل عنه خبث اعتقاده، ونسب إلى الإلحاد، وأنه قد دعا أهل ولايته إلى ما هو عليه فأجابوه، فرأى محمود بن سبكتكين الغزنوي أن يجاهده ويستنزله عما هو عليه، فسار نحوه فرأى الأنهار التي في طريقه كثيرة الزيادة عظيمة المد فأرسل إلى آنند بال يطلب إليه أن يأذن له في العبور ببلاده إلى الملتان فلم يجبه إلى ذلك، فابتدأ به قبل الملتان وقال: نجمع بين غزوتين، فدخل في بلاده وجاسها وأكثر القتل فيها والنهب لأموال أهلها والإحراق لأبنيتها ثم سار إلى ملتان، ولما سمع أبو الفتح بخير إقباله عليه علم عجزه عن الوقوف بين يديه والعصيان عليه، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 فنقل أمواله إلى سرانديب وأخلى الملتان، فوصل محمود إليها ونازلها وفتحها عنوة وألزم أهلها عشرين ألف درهم كما في الكامل. وفي تاريخ فرشته: إن أبا الفتح لم يساعده في غزوته إلى بهاطية مع خبث اعتقاده، ولذلك خرج إليه محمود سنة 396 هـ وسلك طريقاً غير طريق الملتان لئلا يشعر به أبو الفتح وهو أحس بذلك فحرض آنندبال على أن يسد طريقه فقاتله محمود ثم سار إلى الملتان فتحصن أبو الفتح في البلدة وصالحه بعد سبعة أيام على أن يبعث إليه كل سنة عشرين ألف دينار- انتهى. روزبه بن عبد الله اللاهوري الشيخ أبو عبد الله روزبه بن عبد الله النكتي اللاهوري الفاضل المشهور في عهد سلطان مسعود بن محمود الغزنوي، ذكره نور الدين محمد العوفي في لباب الألباب، قال: وله قصائد غراء في مدائح مسعود بالفارسية، ومن شعره قوله: بنركس بنكري جون جام زرين بزير جام زرين جشمه جشمه تو كوئي جشم معشوقست مخمور زناز ونيكوئي كشته كرشمه سعد بن سلمان اللاهوري الشيخ الفاضل سعد بن سلمان الهمذاني اللاهوري أحد الأفاضل المشهورين بعثه السلطان مسعود بن محمود الغزنوي إلى بلاد الهند سنة ست وعشرين وأربعمائة مع ابنه الأمير مجدود بن مسعود الغزنوي لما أمره على بلاد الهند فجعله مستوفي الممالك بها، فسكن بمدينة لاهور، صرح به البيهقي في تاريخه. وهو خدم الملوك الغزنوية ستين سنة وولي الأعمال الجليلة وحصل له عروض وعقار بالهند، وفيه يقول ولده مسعود بن سعد في القصيدة التي مدح بها السلطان إبراهيم بن مسعود الغزنوي: شصت سال تمام خدمت كرد بدربنده سعد بن سلمان كه بأطراف بودي أز عمال كه بدركاه بودي أز اعيان عطاء بن يعقوب الغزنوي أبو العلاء عطاء بن يعقوب الغزنوي الكاتب العميد الأجل المعروف بناكوك، ذكره نور الدين محمد العوفي في لباب الألباب وأبو الحسن علي بن الحسن الباخرزي في دمية القصر وياقوت الحموي في معجم الأدباء قال العوفي: ولما وردت رايات السلطان إبراهيم بن مسعود الهند كان عطاء بن يعقوب أسيراً في لاهور، وقد أتى على أسره ثماني سنين، وله ديوان شعر بالعربي وآخر بالفارسي، ونقل ياقوت في المعجم عن القاضي معين الدين محمد بن محمود الغزنوي صاحب سر السرور كلاماً في مدائحه قد تأنق فيه بعبارات بديعة لا فائدة في نقلها، ومن شعره قوله: الله جار عصابة ودعتهم والدمع يهمي والفؤاد يهيم قد كان دهري جنة في ظلهم ساروا فأضحى الدهر وهو جحيم كانا غيوث سماحة وتكرم فاليوم بعدهم الجفون غيوم رحلوا على رغمي ولكن حبهم بين الفؤاد المستهام مقيم قد خانهم صرف الزمان لأنهم كانوا كراماً والزمان لئيم طلقت لذاتي ثلاثاً بعدهم حتى يعود العقد وهو نظيم الله حيث تحملوا جار لهم والأمن دار والسرور نديم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 والعيش غض والمناهل عذبة والجو طلق والرياح نسيم وقوله: بهند اوفتادم جو آدم زجنت بتاويل وتلبيس بهتان منكر نه كندم جشيده نه آورده عصيان نه من قول ابليس راكرده باور اكر كندمي بدهمي جرم آدم همه جرم من أز جوى هست كمتر بلاي من آمد همه دانش من جو روباه رامو وطاوس رابر وله في مدح إبراهيم بن مسعود من قصيدة طويلة: بي كنه مانده هشت سال بهند جون كنه كار در عذاب أليم دل جو كانون ديده جون آتش كار نا مستقيم وحال سقيم جه كني حال خويش رابنهان جه زني طبل خيره زير كليم حال خود شاه رابكوي ومبرس وتوكل على العزيز الرحيم ملك تاج بخش قلعه ستان با ظفر بو المظفر إبراهيم زخم اوكوه رادو باره كند عدل او موي راكند بدونيم خشم او كل من عليها فان عفو يحي العظام وهي رميم فتح با رايتش قريب وقرين جود با حضرتش قديم ومقيم توفي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة كما في لباب الألباب، وذكر في كشف المحجوب أن له ديوان شعر بالفارسي ومنهاج الدين كتاب في التصوف. علي بن عثمان الهجويري الشيخ الإمام العالم الفقيه الزاهد أبو الحسن علي بن عثمان بن أبي علي الجلابي- بضم الجيم وتشديد اللام وكسر الموحدة- الهجويري الغزنوي ثم اللاهوري كان من الرجال المعروفين بالعلم والمعرفة، أخذ عن الشيخ أبي الفضل محمد بن الحسن الختلي وصحبه مدة من الزمان، ثم ساح معظم المعمورة وحج وزار، ولازم الشيخ أبا العباس أحمد بن محمد الأشقاني وأخذ عن بعض العلوم وأخذ عن الشيخ أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري والشيخ أبي سعيد ابن أبي الخير المهنوي وأبي علي الفضل بن محمد الفارمدي وخلق آخرون من العلماء والمحدثين ولازمهم مدة ثم قدم الهند وسكن بمدينة لاهور. ومن مصنفاته كشف المحجوب وهو من الكتب المعتبرة المشهورة عند أهل العلم والمعرفة، جمع فيه كيراً من لطائف التصوف وحقائقه، ذكره الشيخ عبد الرحمن الجامي في نفحات الأنس وأثنى على علمه ومعرفته. مات لعشر بقين من ربيع الثاني سنة خمس وستين وأربعمائة بمدينة لاهور فدفن بها، وقبره ظاهر مشهور. القاضي علي الشيرازي الشيخ الفاضل أبو الحسن علي الشيرازي أحد الأفاضل المشهورين في عصره. مجدود بن مسعود الغزنوي الأمير مجدود بن مسعود بن محمود بن سبكتكين الغزنوي اللاهوري الأمير ولد ونشأ بغزنة في نعمة أبيه، وسيره والده إلى لاهور سنة ست وعشرين وأربعمائة، وولاه على ما فتح محمود ونوابه في أرض الهند فناب عنه مدة من الزمان وأحسن السيرة، مات بلاهور لعله في حدود سنة خمس وثلاثين وأربعمائة في أيام أخيه مودود بن مسعود الغزنوي، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 كما في تاريخ فرشته، والمشهور أنه مات ببلدة هانسي ودفن بها. أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني الامام العالم الأستاذ أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني المنجم أحد الحكماء المشهورين والعلماء المذكورين والأفاضل في الصناعة الطبية والأماثل في علم الهندسة والهيئة والنجوم وحكمة الهنود، ذكره ابن أبي أصيبعة في طبقات الأطباء وقال: منسوب إلى بيرون وهي مدينة في السند، كان مشتغلاً بالعلوم الحكمية فاضلاً في علم الهيئة والنجوم، وله نظر جيد في صناعة الطب، وكان معاصراً للشيخ الرئيس وبينهما مباحثات ومراسلات، وقد وجدت للشيخ الرئيس أجوبة مسائل سأله عنها أبو الريحان البيروني وهي تحتوي على أمور مفيدة في الحكمة- انتهى. وأقام أبو الريحان البيروني بخوارزم فاشتهر بالخوارزمي، ودخل بلاد الهند وسكن بها عدة سنين وتعلم من حكمائها فنونهم وعلمهم طرق اليونانيين في فلسفتهم، ولم يكن له في زمانه نظير ولا كان أحذق منه بعلم الفلك بكل دقائقه. وله من الكتب كتاب الجماهر في الجواهر يتضمن الكلام في الجواهر وأنواعها وما يتعلق بهذا المعنى ألفه لأبي الفتح مودود بن مسعود الغزنوي، وكتاب الآثار الباقية عن القرون الخالية في النجوم والتاريخ مجلد ألفه لشمس المعالي قابوس وبين فيه التواريخ التي يستعملها الأمم والاختلاف في الأصول هي مباديها، وكتاب تجريد الشعاعات والأنوار ألفه لشمس المعالي قابوس المذكور، وكتاب الأحجار يذكر فيه خواص الأحجار الكريمة وغيرها، وكتاب مقاليد الهيئة، وكتاب الشموس الشافية للنفوس وكتاب الصيدلة في الطب استقصى فيه معرفة ماهيات الأدوية ومعرفة أسمائها واختلاف آراء المتقدمين وما تكلم كل واحد من الأطباء وغيرهم فيه وقد رتبه على حروف المعجم، وكتاب الاستيعاب في تسطيح الكرة، وكتاب العمل بالأصطرلاب، وكتاب القانون المسعودي ألفه لمسعود بن محمود بن سبكتكين الغزنوي وحذا فيه حذو بطليموس، وكتاب التفهيم لأوائل صناعة التنجيم على طريق المدخل ألفه سنة 422 هـ لأبي الحسن علي بن أبي الفضل الخاصي، وكتاب التنبيه على صناعة التمويه، وكتاب دلائل القبلة، ورسالة في تهذيب الأقوال، وكتاب الأظلال، ومقالة في استعمال الأصطرلاب الكرى، وكتاب الزيج المسعودي ألفه للسلطان مسعود بن محمود المذكور، واختصار كتاب بطليموس القلوذي، وكتاب الإرشاد في أحكام النجوم، والإستشهاد باختلاف الارصاد ذكره في الآثار الباقية وقال: إن أهل الرصد عجزوا عن ضبط أجزاء الدائرة العظمى بأجزاء الدائرة الصغرى فوضع هذا التأليف لاثبات هذا المدعي، وله شرح على ديوان أبي تمام، وكتاب مختار الأشعار والآثار. وله كتاب نفيس في وصف بلاد الهند اشتهر باسم عجائب الهند وفيه الكثير من المعلومات الهندسية والفلكية المتعلقة بالجغرافية الرياضية ومذاهب الهنود ودياناتهم. وله قصائد غراء بالعربية، منها قصيدة ذكر فيها من صحب من الملوك ثم قال. ولما مضوا واعتضت عنهم عصابة دعوا بالتناسي فاغتنمت التناسيا وخلفت في غزنين لحما كمضغة على وضم للطير للعلم ناسيا ذكره الحموي في معجم البلدان وقال: ذكرت الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 القصيدة في كتاب معجم الأدباء. يمين الدولة محمود بن سبكتكين الغزنوي الإمام العادل المظفر يمين الدولة محمود بن سبكتكين الغازي الغزنوي السلطان المشهور ولد ليلة عاشوراء سنة سبع وخمسين وثلاث مائة من إحدى بنات الزابلية، ونشأ في نعمة والده وشاركه في الغزوات، وفتح الفتوحات العظيمة فولاه والده على نيسابور، ولقبه الأمير نوح بن منصور الساماني بسيف الدولة وكان بنيسابور إذ مات والده سنة سبع وثمانين وثلاث مائة، فقام بالأمر بعده ولده إسماعيل بوصية من أبيه واجتمعت عليه الكلمة وغمرهم بإنفاق الأموال فيهم. فلما بلغ محموداً نعى أبيه كتب إلى إسماعيل ولاطفه في القول وقال له: إن أبي لم يستخلفك دوني إلا لكونك كنت عنده وأنا كنت بعيداً عنه ولو أوقف الأمر على حضوري لفاتت مقاصده، ومن المصلحة أن نتقاسم الأموال بالميراث فتكون أنت مكانك بغزنة وأنا بخراسان، وندبر الأمور ونتفق على المصالح فلا يطمع فينا عدو، فأبى إسماعيل موافقته على ذلك، فخرج محمود إلى هراة وجد مكاتبة أخيه وهو لا يزداد إلا اعتياصاً، فقصده بغزنة ونازلها في جيش عظيم وحاصرها واشتد القتال عليها، ففتحها ونزل إسماعيل في حكم أمانه وتسلم منه مفاتيح الخزائن، ورتب في غزنة النواب والأكفاء وانحدر إلى بلخ. وكان في بعض بلاد خراسان نواب لصاحب ما وراء النهر من ملوك بني سامان فجرت بين محمود وبينهم حروب، انتصر فيها عليهم وملك بلاد خراسان وانقطعت الدولة السامانية منها سنة تسع وثمانين وثلاث مائة، واستتب له الملك وسير له الإمام القادر بالله خلعة السلطنة ولقبه بأمين الملة وبيمين الدولة وسار إلى سجستان وصاحبها خلف بن أحمد، سير ولده طاهراً إلى قهستان فملكها، ثم إلى بوشنج فملكها، فسار نحو خلف بن أحمد فتحصن بحصن أصبهند فضيق عليه، فخضع خلف وبذل أموالاً جليلة لينفس عن خناقه، فأجابه محمود إلى ذلك. وأحب أن يغزو الهند غزوة تكون كفارة لما كان منه من قتال المسلمين فثنى عنانه نحو الهند سنة اثنتين وتسعين وثلاث مائة، فنزل على مدينة بيشابور وقاتل جي بال وأسره وغنم أموالاً جليلة وجواهر نفيسة، ثم سار نحو ويهند فأقام عليها محاصراً لها حتى فتحها قهراً، وسير طائفة من عسكره إلى جماعة من الهند اجتمعوا بشعاب تلك الجبال فأوقعوا بهم وأكثروا القتل فيهم، ولم ينج منهم إلا الشريد الفريد. ثم غزا بهاطية فقتل المقاتلة وسبى الذرية وأخذ الأموال، واستخلف بها من يعلم من أسلم من أهلها سنة خمس وتسعين، ثم غزا الملتان وقصد صاحبها أبا الفتح داؤد بن نصير بن حميد القرمطي الذي نقل عنه خبث اعتقاده فسار نحوه ست وتسعين، وأرسل إلى آنندبال يطلب إليه أن يأذن له في العبور ببلاده إلى الملتان فلم يجبه إلى ذلك، فابتدأ به ودخل في بلاده وجاسها وأكثر القتل فيها، ففر آنندبال إلى كشمير، فسار محمود نحو الملتان فنازلها وقاتل أهلها حتى افتتحها عنوة وصالح أبا الفتح على أن يبعث إليه كل سنة عشرين ألف دينار، فرجع إلى غزنة وسار نحو الهند سنة وسبع تسعين نحو سكهه بال الذي ارتد عن الاسلام فسار إليه مجداً، فحين قاربه فر الهندي من بين يديه، واستعاد محمود ولايته وأعادها إلى حكم الاسلام ورجع، ثم استعد لغزوة أخرى سنة ثمان وتسعين، فسار نحو الهند ووصل إلى نكركوث وملكها وأخذ من الجواهر النفيسة ومن أواني الذهب والفضة والدراهم والدنانير ما لا يحد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 وسار نحو الهند سنة أربع مائة عازماً على غزوها، فسار إليها واخترقها واستباحها، ولما رأى ملك الهند أنه لا قوة له به راسله في الصلح والهدنة على مال يؤديه فصالحه، ثم سار إلى الهند سنة أربع وأربع مائة وقاتل الهنود أشد قتال، وغنم ما معهم من مال وفيلة وسلاح وغير ذلك، وسار إلى الهند سنة خمس وأربع مائة وقصد تهانيسر، فهدم الكنائس وكسر الأصنام وأخذ الجواهر النفيسة والذهب والفضة وغيرها من الأموال الطائلة، وكذلك سار إلى كشمير سنة ست وأربع مائة وحاصر قلعة لوه كوث. واضطر الناس ممن يلازمه من البرد والثلج إلى ترك المحاصرة فرجع إلى غزنة، ثم سار سنة سبع وأربعمائة ووصل إلى قنوج وفتح ما حولها من الولايات الفسيحة، وبلغ إلى حصن قنوج وكان حصيناً منيعاً لا يكاد أن يفتح ولكن الله سبحانه ألقى الرعب في قلب صاحبها فصالحه، ثم سار إلى ميرله وملكها، ثم فتح مهاون وفتح متهرا مولد كرشن، وهدم الكنائس وكسر الأصنام، وأخذ الأموال الجليلة، وكذلك فتح قلاعاً كثيرة، وفي سنة تسع وأربع مائة احتشد وجمع أكثر مما تقدم، وقصد كالنجر وسلك مضائقها وفتح مغالقها، وعبر نهر كنك، وجاس البلاد وغنم الأموال وأكثر القتل في الهنود والأسر، وفي سنة أربع عشرة وأربع مائة قصد كالنجر، وفتح قلعة كواليار، وفتح كالنجر على مال يؤديه صاحبها، وفي سنة ست عشرة وأربع مائة قصد الهند، وسار إلى سومنات، وكانت بلدة كبيرة على ساحل البحر فافتتحها عنوة، وكسر الصنم المعروف بسومنات وأحرق بعضه وأخذ بعضه معه إلى غزنة فجعله عتبة الجامع، وكان عنده سلسلة ذهب فيها جرس وزنها مائتا من، وعنده خزانة فيها عدة من الأصنام الذهبية والفضية، وقيمة ما في البيوت تزيد على عشرين ألف ألف دينار، فأخذ الجميع ورجع إلى غزنة سنة سبع عشرة وأربع مائة، وكتب إلى الديوان العزيز ببغداد كتاباً يذكر فيه ما فتح الله على يديه من بلاد الهند، فلقبه الإمام القادر بالله العباسي بكهف الدولة والاسلام. وقد جمع سيرته أبو النصر محمد بن عبد الجبار العتبي الفاضل في كتابه المشهور بتاريخ اليميني، وذكر تاج الدين السبكي في كتابه طبقات الشافعية الكبرى وأطال الكلام في مناقبه وقال: إنه كان حنفياً ثم انتقل إلى مذهب الشافعي في قصة صلاة القفال، وذكر إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك الجويني في كتابه مغيث الخلق في اختيار الأحق قصة صلاة القفال بحضوره، وهي مشهورة لا نطول الكلام بذكرها، وذكر القاضي أحمد بن خلكان في كتابه وفيات الأعيان ترجمته فأجاد فيها، وذكر ابن الأثير في الكامل غزواته وفتوحاته مفصلاً، وأبو الفداء في تاريخه بالإجمال، وذكر خلق آخرون في كتبهم، وإني ذكرت شيئاً واسعاً من فتوحاته وغزواته في جنة المشرق. وللسلطان مصنفات منها التفريد في الفروع ذكره صاحب كشف الظنون، ونقل عن الإمام مسعود بن شيبة أن السلطان المذكور كان من أعيان الفقهاء، وكتابه هذا مشهور في بلاد غزنة، وهو في غاية الجودة وكثرة المسائل، ولعله نحو ستين ألف مسألة- انتهى، وفي التاتارخانية نقول منه، ولما رأى أن مذهب الشافعي أوفق بظواهر الحديث تشفع بعد أن جمع علماء المذهبين كما ذكره ابن خلكان- انتهى. وكان عاقلاً ديناً خيراً، عنده علم ومعرفة، وصنف له العلماء كثيراً من الكتب في فنون العلم، وقصده أهل العلم من أقطار البلاد، وكان يكرمهم ويقبل الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 عليهم ويعظمهم ويحسن إليهم، وكان عادلاً كثير الإحسان إلى رعيته والرفق بهم، كثير المعروف، كثير الغزوات، ملازماً للجهاد، وفتوحه مشهورة، وفيه ما يستدل على بذل نفسه لله تعالى واهتمامه بالجهاد، ولم يكن فيه ما يعاب إلا أنه كان يتوصل إلى أخذ الأموال بكل طريق، وكان جدد عمارة المشهد بطوس الذي فيه قبر علي بن موسى والرشيد وأحسن عمارته، وكان أبوه سبكتكين خربه، وكان أهل طوس يؤذون من يزوره فمنعهم عن ذلك. وكان ربعة، مليح اللون، حسن الوجه، صغير العينين، أحمر الشعر، وكان مرضه سوء مزاج وإسهالاً، وبقي كذلك سنتين، وكان قوي النفس لم يضع جنبه في مرضه بل كان يستند إلى مخدة، فأشار عليه الأطباء بالراحة، وكان يجلس للناس بكرة وعشية فقال: أتريدون أن أعتزل الإمارة؟ فلم يزل كذلك حتى توفي إلى رحمة الله سبحانه قاعداً، وكان ذلك في الحادي عشر من صفر، وقيل ربيع الثاني سنة إحدى وعشرين وأربع مائة بغزنة، كما في الكامل. شهاب الدين مسعود بن محمود الغزنوي الملك الفاضل المؤيد شهاب الدين جمال الملة أبو سعد مسعود بن محمود بن سبكتكين الغازي الغزنوي السلطان المشهور، تنبل في أيام أبيه، وفتح بلاد طبرستان، وبلد الجبل وأصفهان وغيرها، وقلده الإمام القادر بالله خراسان ولقبه الناصر لدين الله وخلع عليه وطوقه سواراً كلها في حياة والده، وكان بأصفهان حين توفي والده بغزنة، وقام بالأمر بعده ولده محمد بوصيته واجتمعت عليه الكلمة، فلما بلغه الخبر سار إلى خراسان، وكتب إلى أخيه محمد أنه لا يريد من البلاد التي وصلى له أبوه بها شيئاً وأنه يكتفي بما فتحه من بلاد طبرستان وغيرها ويطلب منه الموافقة وأن يقدمه في الخطبة على نفسه، فأجابه محمد جواب مغالط، وكان محمد هذا سيىء التدبير منهمكاً في لذاته، فسار إلى أخيه مسعود محارباً له، وكان بعض عساكره يميل إلى مسعود لكبره وشجاعته ولأنه قد اعتاد التقدم على الجيوش وفتح البلاد، واستقر الملك لمسعود، وفي سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة سير عسكراً إلى التيز ومكران فملكها وما جاورها، وفي تلك السنة سير عساكره إلى كرمان فملكوها، وفي تلك السنة عصى نائبه في أرض الهند ارياق الحاجب، فاستقدمه إلى معسكره ببلخ، واحتال لقدومه إليه فأمنه أحمد بن الحسن المهمندي الوزير، وتلقاه مسعود بالرحب والإكرام وأوقعه في اللذات والخمور، فلما غفل عن المكيدة قبض عليه وولى على بلاد الهند أحمد نيالتكين الحاجب، وفي سنة خمس وعشرين وأرع مائة عصى نائبه أحمد نيالتكين ببلاد الهند، فسير إليه جيشاً كثيفاً، فقتل بقصة شرحتها في ترجمة أحمد، وولي ولده الأمير مجدوداً على بلاد الهند، وفي سنة ست وعشرين أجلى الغزو وهزمهم، وسار إلى جرجان فاستولى عليها وملكها، وفي سنة ثلاثين وأربع مائة سار نحو خراسان وجرى له مع بني سلجوق خطوب يطول شرحها، وفتح بعض قلاعها سنة إحدى وثلاثين وأربع مائة، وعاد إلى غزنة وسير ولده مودوداً إلى خراسان في جيش كثيف ليمنع السلجوقية عنها. وسار مسعود بعدهم بسبعة أيام يريد بلاد الهند ليشتو بها على عادة والده، فلما سار أخذ أخاه محمداً مسمولاً واستصحب الخزائن، وكان عازماً على الاستنجاد بالهند على قتال السلجوقية، فلما عبر سيحون وعبر بعض الخزائن اجتمع انوشتكين وجمع من الغلمان ونهبوا ما تخلف من الخزانة وأقاموا أخاه محمداً وسلموا عليه بالامارة، وبقي مسعود من معه من العسكر وحفظ نفسه، فالتقى الجمعان واقتتلوا وعظم الخطب على الطائفتين. ثم انهزم عسكر مسعود وتحصن في رباط ماريكله، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 ثم خرج إليهم فقبضوا عليه، وأنفذه محمد إلى قلعة كيكي محفوظاً، وأمر بإكرامه وصيانته، ثم فوض محمد أمر دولته إلى ولده أحمد، وكان فيه خبط وهوج فاتفق مع ابن عمه يوسف، وابن علي خويشاوند وغيرهما على قتل مسعود فقتلوه. وكان السلطان مسعود شجاعاً كريماً، ذا فضائل كثيرة، محباً للعلماء، كثير الإحسان إليهم والتقرب لهم، صنفوا له التصانيف الكثيرة في فنون العلم كالقانون المسعودي في الفنون الرياضية، صنفه أبو الريحان محمد بن أحمد البيروني المنجم، والكتاب المسعودي في الفقه الحنفي، صنفه القاضي أبو محمد الناصحي، وكان مسعود كثير الصدقة والإحسان إلى أهل الحاجة، تصدق مرة في شهر رمضان بألف ألف درهم، وأكثر الإدرارات والصلات، وعمر كثيراً من المساجد في ممالكه، وكانت صنائعه ظاهرة مشهورة تسير بها الركبان مع عفة من أموال رعاياه، وأجاز الشعراء بالجوائز العظيمة، أعطى شاعراً على قصيدة ألف دينار وأعطى آخر بكل بيت ألف درهم، وكان يكتب خطاً حسناً، وكان ملكه عظيماً فسيحاً، ملك أصفهان والري وهمذان وما يليها من البلاد، وملك طبرستان وجرجان وخراسان وخوارزم وبلاد الراون وكرمان وسجستان والسند والرخج وغزنة وبلاد الغور وبنجاب من أقطاع الهند، وملك كثيراً منها، وأطاعه أهل البر والبحر، ومناقبه كثيرة وقد صنفت فيها التصانيف المشهورة فلا حاجة إلى الإطالة. وكانت وفاته في سنة اثنتين وثلاثين وأربع مائة كما في الكامل. نوشتكين الحاجب الكرخي نوشتكين الحاجب الكرخي كان من قواد الدولة الغزنوية، ولاه عبد الرشيد بن محمود بن سبكتكين الغزنوي على بلاد الهند- لعله سنة إحدى وأربعين وأربع مائة- وبعثه إلى لاهور، فناب عنه وأحسن السيرة وفتح نكركوث مرة ثانية، كما في تاريخ فرشته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 الطبقة السادسة في أعيان القرن السادس من أهل الهند أحمد بن زين الملتاني الشريف أحمد بن زين بن عمر بن عبد اللطيف الحسيني الملتاني، كان من نسل إسماعيل بن جعفر بن محمد العلوي، ولد بأرض الهند وسار إلى بغداد، وأخذ عن أساتذة الزوراء وأدرك بها الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي وطبقته وأخذ عنهم، ولقي الشيخ مودود الجشتي بقرية جشت عند رجوعه إلى الهند، ويذكر له كشوف وكرامات، مات سنة سبع وسبعين وخمس مائة وقبره بناحية الملتان، كما في تاريخ الأولياء. أحمد بن محمد التميمي المنصوري أبو العباس أحمد بن محمد بن صالح التميمي المنصوري من أهل المنصورة، ذكره السمعاني في الأنساب، قال: وأبو العباس أحمد بن محمد بن صالح التميمي القاضي المنصوري من أهل المنصورة، سكن العراق، وكان أظرف من رأيت من العلماء، سمع بفارس أبا العباس بن الأثرم وبالبصرة أباروق الهزاني- انتهى. بختيار بن عبد الله الهندي أبو الحسن بختيار بن عبد الله الهندي الصوفي الزاهد، ذكره السمعاني في الأنساب، قال: إنه عتيق محمد بن إسماعيل اليعقوبي القاضي من أهل بوشنج شيخ صالح، سديد السيرة، سافر مع سيده إلى العراق والحجاز وكور الأهواز وسمع ببغداد الشريف أبا نصر محمداً وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وبالبصرة أبا علي علي بن أحمد بن علي التستري وأبا القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شعبة الحافظ وأبا يعلى أحمد بن محمد بن الحسن العبدي وجماعة كثيرة من أهل الطبقة بأصفهان وسائر بلاد الجبل وخوزستان، سمعت منه بفوشنج وهراة، توفي سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وخمسمائة. بختيار بن عبد الله الهندي أبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي الفصاد، ذكره السمعاني في الأنساب، قال: إنه عتيق الإمام والدي رحمه الله سافر معه إلى العراق والحجاز وسمعه الحديث الكثير، وكان عبداً صالحاً، سمع ببغداد أبا محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج وأبا الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري وأبا الحسين ابن المبارك بن عبد الجبار الطيوري وبهمذان أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 الدوني وبأصفهان أبا الفتح محمد بن أحمد الحداد وطبقتهم، وسمعت منه شيئاً يسيراً، وتوفي بمرو في صفر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. معز الدولة بهرام شاه الغزنوي الملك العادل الباذل معز الدولة بهرام شاه بن مسعود بن إبراهيم بن مسعود ابن محمود بن سبكتكين الغزنوي السلطان المشهور، ولد ونشأ بغزنة، وتوفي والده مسعود سنة ثمان وخمسمائة فقام بالملك بعده ولده أرسلان شاه، فقبض على إخوته وسجنهم وهرب بهرام شاه إلى خراسان واحتمى بصاحبها سنجر بن ملك شاه، فتجهز سنجر للمسير إلى غزنة وسار إليها ومعه بهرام شاه، ووقع المصاف بينه وبين أرسلان شاه فهزمه ودخل غزنة، فأجلس بهرام شاه على سرير جده محمود فأقام الخطبة بغزنة له ولسنجر، فرجع سنجر إلى خراسان، وذهب أرسلان شاه إلى بلاد الهند فاجتمع عليه أصحابه فقويت شوكته فتوجه إلى غزنة، فلما عرف بهرام شاه قصده إليه خرج إلى باميان وأرسل إلى سنجر يعلمه الحال فأرسل إليه عسكراً، وأقام أرسلان شاه بغزنة شهراً واحداً، ولما بلغه وصول عسكر سنجر انهزم بغير قتال للخوف الذي قد باشر قلوب أصحابه ولحق بجبال أوغنان، وسار بهرام شاه في أثره وقتله سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. ثم قام بالملك بعده وأحسن السيرة في رعيته، وقرب إليه العلماء وأحسن إليهم، وقدم بلاد الهند وأصلح الفاسد، وأخذ على محمد باهليم نائبه بأرض الهند وقد عصى عليه فأدخله في السجن، ثم أطلقه وأمره مرة ثانية وعاد إلى غزنة، فلما أبعد عن الهند جمع محمد باهليم المذكور عسكراً من الأفغانية والخلج وغيرهما وشن الغارة على الهنود وفتح بلاداً وقلاعاً ثم أظهر العصيان مرة ثانية. فلما سمع بهرام شاه رجع إلى الهند، فلقيه بعساكره واقتتلوا أشد قتال فقتل محمد هذا ومعه أبناؤه، فأمر على الهند حسين بن إبراهيم العلوي ورجع إلى غزنة، وقصده سنجر شاه بعساكر سنة خمس وعشرين وخمسمائة فانهزم عنه، ثم بذل له سنجر الأمان وأعاد إليه بلده وفارق غزنة عائداً إلى بلاده، وفي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة قصده سيف الدين السوري الغوري وملك مدينة غزنة، ففارقها بهرام شاه قبل وصوله إلى غزنة إلى بلاد الهند وجمع جموعاً كثيرة وعاد إلى غزنة، فملكها وصلب السوري سنة أربع وأربعين وخمسمائة، فلما سمع ذلك علاء الدين ملك الغور قصد غزنة بعساكره ومات بهرام شاه قبل وصوله إلى غزنة. وكان عادلاً، حسن السيرة، جميل الطريقة، محباً للعلماء، مكرماً لهم، باذلاً لهم الأموال الكثيرة، وجامعاً للكتب تقرأ بين يديه ويفهم مضمونها، صنفوا له التصانيف الكثيرة في فنون العلم، منها مخزن الأسرار صنفه له النظامي الكنجوي، ومنها كليلة ودمنة ترجموه من العربي إلى الفارسي له، ومنها الحديقة صنف له أبو المجد مجدود بن آدم الغزنوي المعروف بالسنائي سنة خمس وعشرين وخمسمائة. وكانت مدة ولاية بهرام شاه خمساً وقيل ستاً وثلاثين سنة، قال ابن الأثير في الكامل: إنه مات في شهر رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وقال فرشته في تاريخه: إنه مات سنة سبع وأربعين وخمسمائة على الأصح. سالار حسين العلوي سالار حسين بن إبراهيم العلوي أحد قواد الدولة الغزنوية، أمره بهرام شاه الغزنوي على بلاد الهند بعد ما قتل محمد باهليم نائبه بأرض الهند فناب عنه مدة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 حسين بن أحمد العلوي السيد الشريف حسين بن أحمد بن حمزة بن عمر بن محمد بن محمد العلوي المكي ثم الهندي الهانسوي المشهور بنعمة الله الولي، كان من نسل الإمام علي الرضا العلوي على ما قيل، قدم الهند وأمره شهاب الدين على سرية بعثها إلى قلعة هانسي سنة ثمان وثمانين وخمسمائة فاستشهد بها، وبنى على قبره بعض الأمراء مسجداً، وهذه كتابته: أمر ببناء هذا المسجد علي بن اسفنديار في عشر ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة. خسرو شاه الغزنوي الملك الفاضل خسرو شاه بن بهرام شاه بن مسعود بن إبراهيم بن مسعود ابن محمود بن سبكتكين الغزنوي اللاهوري أحد الملوك الغزنوية، خرج من غزنة لما دخلها علاء الدين الغوري وملكها سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، فدخل الهند وخلف أباه في الملك بلاهور ولم يزل بها حتى مات سنة خمس وخمسين وخمسمائة، فقام بالملك بعده ولده خسرو ملك وقيل: إنه لم يمت ولم يزل ملكاً على بلاد الهند حتى ملكها شهاب الدين الغوري وقبض عليه وأرسله إلى أخيه علاء الدين ملك الغور، ومعه ولده خسرو ملك فحبسهما في بعض القلاع، كما في الكامل، والصواب المعول عليه أنه مات بلاهور سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وكانت مدة حكومته سبع سنين، كما في طبقات ناصري. خسرو ملك اللاهوري الملك الفاضل خسرو ملك بن خسرو شاه بن بهرام شاه الغزنوي اللاهوري سلطان الهند وخاتم الملوك الغزنوية قام بالملك بعد والده سنة خمس وخمسين وخمسمائة بلاهور واستقل به زماناً، فاجتمع لديه الفضلاء ونالوا منه الصلات الجزيلة، وقصد شهاب الدين الغوري الهند سنة خمس وسبعين وقيل: سبع وسبعين، فلما سمع خسرو ملك ذلك سار في من معه إلى ماء السند فمنعه من العبور، فرجع عنه وقصد بيشاور فملكها وما يليها من جبال الهند وأعمال الأفغان، ثم رجع إلى غزنة واستراح بها، ثم خرج منها سنة تسع وسبعين وقيل: ثلاث وثمانين وسار نحو لاهور في جمع عظيم، فعبر إليها وحصرها وأرسل إلى صاحبها خسرو ملك وإلى أهلها يتهددهم إن منعوه وأعلمهم أنه لا يزول حتى يملك البلد وبذل الأمان على نفسه وأهله وماله، فامتنع عليه وأقام شهاب الدين محاصراً له، فلما رأى أهل البلد ذلك ضعفت نياتهم في نصرة صاحبهم وطلبوا الأمان من شهاب الدين وخرجوا إليه ودخل الغورية في البلد، وأرسل غياث الدين إلى أخيه يطلب صاحب الهند، فسيره إليه ومعه ولده بهرام شاه، فأمر بهما غياث الدين فرفعا إلى بعض القلاع وقتلوهما سنة ثمان وتسعين وخمسمائة، كما في طبقات ناصري. طغاتكين الحاجب الأمير طغاتكين الحاجب الغزنوي أحد قواد الدولة الغزنوية، أمره علاء الدولة مسعود بن إبراهيم بن مسعود الغزنوي على بلاد الهند، وكان مقطعاً بلاهور فأقام بها مدة من الزمان وناب عنه، ولم أدر ما اتفق له بعد ذلك غير أن أرسلان شاه أمر على الهند محمد باهليم الحاجب سنة ثمان وخمسمائة، لعله أقام بالهند إلى تلك السنة ثم عزل ومات، قال محمد قاسم بن هندو شاه الأسترابادي في تاريخه: إنه عبر نهر كنك ووصل إلى بلاد لم يصل إليها أحد قبله من أهل الاسلام غير محمود بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 سبكتكين الغزنوي، ففتح البلاد وغنم ورجع سالماً وغانماً إلى لاهور- انتهى. عبد الصمد بن عبد الرحمن اللاهوري الشيخ أبو الفتوح عبد الصمد بن عبد الرحمن الأشعثي اللاهوري العالم المحدث روى عن أبي الحسن علي بن عمر بن الحكيم اللاهوري وعن غيره، روى عنه السمعاني بسمرقند، ذكره في الأنساب. علي بن عمر اللاهوري الشيخ أبو الحسن علي بن عمر بن الحكيم اللاهوري العالم المحدث كان شيخاً أديباً شاعراً كثير المحفوظ مليح المحاورة، سمع أبا علي المظفر بن إلياس ابن سعيد السعيدي الحافظ، ذكره السمعاني في الأنساب، وقال: لم ألحقه، وروى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ البغدادي وأبو الفتوح عبد الصمد بن عبد الرحمن الأشعثي اللاهوري بسمرقند، وتوفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة. عمر بن إسحاق الواشي الشيخ الإمام أبو جعفر عمر بن إسحاق الواشي اللاهوري أحد العلماء المشهورين في عصره، كان شاعراً مجيد الشعر، ذكره نور الدين محمد العوفي في كتابه لباب الألباب، ومن شعره قوله: دوش در سوداي دلبر بوده أم بالب خشك ورخ تر بوده أم در خمار عبهر مخمور أو ديده باز از غم جو عبهر بوده أم وزنم جشم وتف دل هر زمان كوئي اندر آب وآذر بوده أم همجو بحر وكان زآب وخون اشك بر زدر وبرز كوهر بوده أم عمرو بن سعيد اللاهوري الشيخ عمر بن سعيد اللاهوري الفقيه المحدث، ذكره الحموي في المعجم، قال: أخذ عنه الحافظ أبو موسى المديني محمد بن أبي بكر الأصفهاني المتوفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. السيد كمال الدين الترمذي السيد الشريف كمال الدين بن عثمان بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي طاهر ابن زيد بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة الحسيني العلوي الترمذي أحد الرجال المشهورين، قدم الهند في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، لعله في ركاب السلطان شهاب الدين الغوري، وسكن بكيتل ومات بها، وله أعقاب كثيرة يسمون بالسادة الترمذية، قيل: إنه مات سنة ستمائة. محمد باهليم الحاجب الأمير محمد باهليم الحاجب الغزنوي أحد أمراء الدولة الغزنوية، ولاه أرسلان شاه بن مسعود بن إبراهيم الغزنوي على بلاد الهند سنة تسع وخمسمائة، وقتل أرسلان شاه سنة إحدى عشرة وخمسمائة فقام بالملك بهرام شاه وقصد الهند فأظهر العصيان عليه محمد باهليم نائبه بالهند، فأصلح الفاسد وقبض عليه وحبسه في التاسع والعشرين من رمضان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، ثم أطلقه من الأسر وأمره على عساكره بالهند مرة ثانية ورجع إلى غزنة، فلما أبعد عن الهند جمع محمد باهليم عسكراً من الأفغانية والخلج وغيرهم وشن الغارة على الهنود وفتح البلاد والقلاع، وأسس قلعة بناكور في جبال السولك واختزن بها وأقام عياله فيها، ثم أظهر الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 العصيان مرة ثانية، فلما سمع بهرام شاه رجع إلى الهند فلقيه بعساكره، واقتتلوا أشد قتال، فقتل ومعه أبناؤه. محمد بن عبد الملك الجرجاني الشيخ الإمام خطير الدين محمد بن عبد الملك الجرجاني أحد المشايخ المشهورين بمدينة لاهور، ذكره نور الدين محمد العوفي في لباب الألباب، قال وكان غاية في العلم والكمال والزهد، لم يكن في زمانه مثله في ذلك، ومن شعره قوله: كردش روزكار بر عبر است نيك داند كسى كه معتبر است جرخ بر شعبده است وبر نيرنك همه نير نكهاش كاركر است بد ونيك زمانه مختلط است غم وشاديش هر دو منتظر است هست حمال آب دريا ابر خاك را حقه هاي بر درر است باز شمشير برق تيغ كشيد جون يلان كوهسار باكمر است اندرين روزكار نا سامان هر كه باعاشقيست با هنر است همجو روباه هست كشته دم همجو طاوس مبتلاي بر است اختر وآخشيج بي مهر اند اكر اين مادر است وآن بدراست از جنين مادر وبدر جه عجب كرمواليد مانده در بدر است محمد بن عثمان الجوزجاني الشيخ الفاضل محمد بن عثمان بن إبراهيم بن عبد الخالق الجوزجاني الإمام سراج الدين بن منهاج الدين اللاهوري العالم المبرز في الفقه والأصول والعلوم العربية، ولد بلاهور ونشأ بسمرقند، وأخذ عن أساتذة عصره ثم تقرب إلى الملوك والأمراء، فولاه شهاب الدين الغوري قضاء العسكر بلاهور سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة فاستقل به بضع سنين، وفي تسع وثمانين وخمسمائة استقدمه بهاء الدين سام بن محمد البامياني إلى باميان وولاه القضاء الأكبر ووكله على المدرستين بها وفوض إليه سائر المناصب الشرعية من الخطابة والاحتساب وغير ذلك، ذكره ولده عثمان بن محمد بن عثمان الجوزجاني في كتابه طبقات ناصري وذكره نور الدين محمد العوفي في كتابه لباب الألباب وأثنى على فضله ونبالته وروى هذه الأبيات له: دل را برخ خوب توميل افتاد است جان ديده بر اميد لبت بكشاد است جشم آب زن خاك درت خواهدبود كر عمر وفاكند قرار اين داد است قال محمد بن عبد الوهاب القزويني في تعليقاته على لباب الألباب أن تاج الدين حرب ملك سيستان بعثه سفيراً إلى الناصر لدين الله الخليفة العباسي إلى بغداد، ثم بعثه غياث الدين الغوري مرة ثانية، ولما رجع عن بغداد في المرة الثانية ووصل إلى مكران فاجأه الموت وتوفي بها في بضع وتسعين وخمسمائة. محمود بن محمد اللاهوري الشيخ محمود بن محمد بن خلف أبو القاسم اللاهوري العالم الفقيه المحدث نزيل اسفرائن تفقه على أبي المظفر السمعاني وسمع منه، كان يرجع إلى فهم وعقل، وسمع أبا الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعي وأبا نصر محمد بن محمد الماهاني وبنيسابور أبا بكر بن خلف الشيرازي وببلخ أبا إسحق إبراهيم بن عمر ابن إبراهيم الأصفهاني وباسفرائن أبا سهل أحمد بن إسماعيل بن بشر النهرجاني، كتب الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 عنه أبو سعيد باسفرائن سنة نيف وأربعين وخمسمائة، ذكره الحموي في معجم البلدان. وقال السمعاني في الأنساب: إنه تفقه على جدي الإمام أبي المظفر السمعاني وسمع منه ومن غيره، سمعت منه شيئاً يسيراً باسفرائن وكان قد سكنها، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة. مخلص بن عبد الله الهندي أبو الحسن مخلص بن عبد الله الهندي المهذبي عتيق مهذب الدولة أبي جعفر الدامغاني، ذكره السمعاني في الأنساب قال: هذه النسبة إلى المهذب- بضم الميم وفتح الهاء والذال المعجمة المشددة في آخرها الباء الموحدة- وهو لقب معتق هذا الرجل، قال: كان من أهل بغداد، سمع بها أبا الغنائم محمد بن علي النرسي وأبا القاسم البزار وأبا الفضل الحنبلي وغيرهم، كتبت عنه شيئاً يسيراً ببغداد- انتهى. علاء الدين مسعود الغزنوي السلطان علاء الدين مسعود بن إبراهيم بن مسعود الغزنوي الفاضل العادل ولد بغزنة سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وقام بالملك بعد والده سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة في أيام المستظهر بالله أحمد بن المقتدر الخليفة العباسي، وافتتح أمره بالعدل والإحسان وأزال المظالم عن الناس وأبطل المكوس وحط الجبايات، وأقام عضد الدولة على الهند كما كان قبله، ثم سير طغاتكين الحاجب إلى الهند للغزو والجهاد فعبر نهر كنك ووصل حيث لم يصل إليها أحد من الملوك والأمراء قبله من بلاد الهند، وكانت مدة حكومته سبع عشرة سنة، مات سنة تسع وخمسمائة وله سبع وخمسون سنة، كما في طبقات ناصري. السيد سالار مسعود الغازي سالار مسعود بن ساهو بن عطاء الله الغازي المجاهد في سبيل الله الشهيد المشهور بأرض الهند، كان من نسل محمد بن الحنفية العلوي، غزا الهند واستشهد بمدينة بهرائج من مدن الهند فدفنوه بها، وبنى على قبره ملوك الهند عمارة سامية البناء، والناس يفدون عليه من بلاد شاسعة، ويزعمون أنه كان عزباً شاباً لم يتزوج فيزوجونه كل سنة ويحتفلون لعرسه، وينذرون له أعلاماً فينصبونها على قبره. وقد ذكره الشيخ محمد بن بطوطة المغربي الرحالة في كتابه وقال: إن محمد شاه تغلق سار لزيارة الشيخ الصالح البطل سالار مسعود الذي فتح أكثر تلك البلاد، وله أخبار عجيبة وغزوات شهيرة، وتكاثر الناس وزرنا قبر الصالح المذكور وهو في قبة لم نجد سبيلاً إلى دخولها لكثرة الزحام- انتهى. وذكره محمد قاسم بن غلام علي البيجابوري في كتابه تاريخ فرشته في ترجمة محمد شاه المذكور، قال: إنه كان من عشيرة السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي، نال الشهادة من أيدي الكفار في أيام أبناء محمود سنة سبع وخمسين وخمسمائة، وبنى على قبره محمد شاه المذكور العمارة الرفيعة انتهى، والعجب كل العجب أن محمد قاسم المذكور لم يذكره في غزوات الهند ولم نر أحداً من المشتغلين بأخبار الهند من يذكر غزواته. وقد صنف الشيخ عبد الرحمن الدنتهوي مرآة مسعودي في أخباره من المهد إلى اللحد، وأتى فيه بنقير وقطمير كأنه صاحبه في الظعن والإقامة، قال فيه: إنه ولد بأجمير في الحادي والعشرين من شعبان سنة خمس وأربعمائة من بطن الستر المعلى شقيقة السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي وكان والده مأموراً بأجمير من جهة السلطان المذكور، ونشأ بها وقرأ العلم على السيد إبراهيم العلوي، وسافر إلى غزنة عند الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 خاله، ثم رجع إلى الهند ومعه أحد عشر ألف فارس، فقاتل الهنود وفتح دهلي وقنوج ومانكبور وكزه وستركهه وبلاداً أخرى، ولما وصل إلى بهرائج قتل بيد الكفار في الرابع عشر من رجب سنة أربع وعشرين وأربعمائة- انتهى ملخصاً. وأنت تعلم ما في هذه القصة من الأمور ليس لها مساغ إلى الصحة، فالأقرب إلى الصواب ما ذكر محمد قاسم من سنة وفاته، ويشبهها ما في منتخب تنقيح الأخبار لكندن لعل بن منو لعل الأودي فإنه قال: أن راجه بالادت قتله سنة ثمان وثمانين وخمسمائة المطابقة لسنة تسع عشرة ومائتين وألف البكرمية. ثم إني ظفرت بمعيار الأنساب لكرامت حسين النصير آبادي، فإذا فيه أن زكريا الحسيني الجائسي وفد الهند مرافقاً للسيد سالار مسعود الغازي في عهد خسرو ملك وغزا الهنود وفتح جائس، وهذا القول أيضاً مؤيد لما ذكرناه- والله أعلم. مسعود بن سعد اللاهوري العميد الأجل سعد الدولة مسعود بن سعد بن سلمان اللاهوري المشهور بالفضل والكمال، ذكره نور الدين محمد العوفي وقال: إنه ولد ونشأ بهمذان، والصحيح أنه ولد بلاهور ونشأ بها، كما صرح به صاحب الترجمة في قصائده، وتنبل في أيام السلطان إبراهيم بن مسعود الغزنوي وأقبل إلى الشعر بعد ما نال الفضيلة في كثير من العلوم والفنون، فقربه سيف الدولة محمود بن إبراهيم الغزنوي إلى نفسه حين كان نائباً عن أبيه في بلاد الهند، وولاه الأعمال الجليلة فصار في خفض من العيش والدعة، ومنحه الشعراء في القصائد البديعة، وكان يجزل عليهم الصلات الجزيلة، وكان في ذلك الحال زماناً حتى توهم إبراهيم بن مسعود الغزنوي من محمود وتحسس منه شيئاً فأمر بحبسه سنة 475 هـ، وأخذ ندماءه فقتل منهم جماعة وحبس آخرين، منهم مسعود بن سعد نزعوا ما له من العروض والعقار في الهند فسار إلى غزنة ليستغيث السلطان، فأمر بحبسه في قلعة سو، ثم في قلعة ذهك ولبث بهما سبع سنين، ثم نقلوه إلى قلعة نائي وأقام بها ثلاث سنين، وأنشأ لاستخلاصه رقائق أبيات تحرق الصدور وتذيب الصخور وأرسلها إلى السلطان وغلى نوابه فلم يلتفوا إليه عشر سنين، ثم خلصه من الأسر لشفاعة أبي القاسم الخاص فرجع إلى الهند واعتزل في بيته زماناً. ولما تولى المملكة السلطان مسعود بن إبراهيم الغزنوي وأمر على بلاد الهند ولده عضد الدولة شيرزاد وجعل أبا النصر هبة الله الفارسي نائباً عنه في الأعمال ولاه أبو نصر على جالندهر من أعمال لاهور، فسار إليهما واشتغل بالحكومة مدة، ولما عزل أبو نصر عن الوزارة عزلوه أيضاً وحبس في قلعة مرنج فلبث بها نحو تسع سنين، وأنشأ بديع القصائد في مدائح الأمراء فلم يلتفت إليه أحد منهم حتى وفق الله سبحانه ثقة الملك طاهر بن علي بن مشكان الوزير فتقدم إلى شفاعته وأطلقه السلطان مسعود بن إبراهيم من الأسر، فاعتزل في بيته بمدينة لاهور. قال العوفي: له ثلاثة دواوين في الألسنة الثلاثة: العربية والفارسية والهندية، وديوانه الفارسي متداول في أيدي الناس، وأما العربي والهندي فطارت بهما العنقاء، قال: وله كتاب جمع فيه مختاراته من أبيات الفردوسي في شاهنامه، وقد أورد الرشيد الوطواط في حدائق السحر عدة أبيات له بالعربية. ومن حبسياته رسيد عيدو من از روىء حور دلبر دور جكونه باشم بي روىء آن بهشتي حور مراكه كويد كاي دوست عيد فرخ باد نكار من به لهاوور ومن به نيشايور قد ركضت في الدجى علينا دهما خدارية الأعنه فبت اقتاسها فكانت حبلى نهارية الأجنه الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 حميد الدين مسعود بن سعد اللاهوري الشيخ الفاضل حميد الدين مسعود بن سعد اللاهوري المشهور بشالي كوب، ذكره نور الدين محمد العوفي في لباب الألباب وقال: إنه كان من الشعراء المفلقين، قال: وسمعت بعض الأكابر في لاهور ينشد له قطعة في صفة القلم وهي لطيفة: حبذا ملك همايون توكاب جشمش بي كمان دارد خاصيت آب حيوان هست اسرار نهان در دل اوبسياري تا نبري سرش بيدا نكند سر نهان دو زبان باشد نمام ودرين نيست شكى نيست نام جه كرهست مراورا دوزبان كه كهي زاد شود كريد جون ابربهار ازغم آنكه تنى دارد جون برك خزان بخورد مشك بس از ديده فرو بارد در مشك خواري نه بديدم كه بود در باران إلى غير ذلك من الأبيات. أبو نصر هبة الله الفارسي الصاحب الكبير قوام الملك نظام الدين أبو نصر هبة الله الفارسي كان من رجال الدولة الغزنوية، فتح البلاد وعمرها ببذله وعطائه وبنى زاوية جميلة بلاهور، ذكره نور الدين محمد العوفي في كتاب لباب الألباب، قال: ولاه السلطان إبراهيم بن مسعود الغزنوي الوزارة الجليلة فمرض يوم ولي الوزارة ومات، ومن أبياته قوله في ذلك: دريغا كوهر فضلم كه در ضدم وبال آمد بجشم حاسدان لعلم همه سنك وسفال آمد جو كلك اندر بنان من بديدي خاطر نحوي مراتب را خبر دادي كه هان عز وجلال# آمد جو زخم تيغ من ديدي نشه هندوستان درهند بدستور ارمغان كفتي كه سام بور زال# آمد نماز بامدادي مر نظامي را كمر بستم نماز شام فرزند مرا نعي زوال آمد قال محمد بن عبد الوهاب القزويني في تعليقاته على لباب الألباب للعوفي: وفي مدحه قصائد غراء لمسعود بن سعد بن سلمان اللاهوري، وفيها أبيات تدل على أن أبا نصر مات في أيام أرسلان شاه بن مسعود بن إبراهيم الغزنوي ما بين سنة 509 وسنة 511، قال مسعود: بو نصر فارسي ملكا جان بتو سبرد زيرا سزاي مجلس عالي جز آن نداشت جان داد در هوات كه باقيت باد جان اندر خور نثار جز آن باك جان نداشت شصت وسه بود عمرش جون عمر مصطفى افزون ازين مقامي اندر جهان نداشت فظهر من ذلك أن ولد أبي نصر مرض يوم ولي الوزارة أبوه ومات في ذلك اليوم، يدل عليه قول الفارسي: نماز شام فرزند مرا نعي زوال آمد، وأما الفارسي فإنه توفي في أيام أرسلان شاه وله ثلاث وستون سنة كما يدل عليه قول مسعود، وأما قول العوفي: إنه مرض يوم ولي الوزارة ومات، فلعله من سهو القلم له أو للكتاب. يوسف بن أبي بكر الكرديزي السيد الشريف يوسف بن أبي بكر بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن محمد الديباج بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين السبط الشيخ جمال الدين يوسف الكرديزي ثم الملتاني العابد الزاهد الفقيه، ولد بقرية كرديز من أعمال غزنة سنة خمسين وأربعمائة، وأخذ عن أبيه عن جده عن الشيخ أبي يزيد البسطامي وقيل: إنه أخذ عن جده، وانتقل من كرديز إلى ملتان وتولى الشياخة بها، أخذ عنه خلق كثير، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 وكان عظيم الورع، شديد التعبد، كثير الخشية لله سبحانه، يذكر له كشوف وكرامات، توفي لاثنتي عشرة خلون من ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بمدينة ملتان فدفن بها، كما في جمال يوسف. يوسف بن محمد الدربندي الأمير الفاضل يوسف بن محمد الدربندي جمال الفلاسفة ثقة الدين اللاهوري، كان من الأفاضل المشهورين في عصره، خدم الملوك الغزنوية ونال المدارج العالية في الإمارة في أيام خسرو ملك بن خسرو شاه الغزنوي ثم رفض الدنيا وأسبابها واعتزل بمدينة لاهور، وله أبيات رقيقة رائقة في المديح والتغزل أنشأها في شبابه منها قوله: جانا جفا مكن كه را نه در خوريممز آن به كه در زمانه وفا را ببروريم تاكي براي وصل تو دل در فنا نهيم تاكي زدست هجر تو خون در جكر خوريم در ما جه ديده كه همي بنكري تو بيش بكداز تا بروي تويكبار بنكريم إلى غير ذلك من الأبيات، مات ودفن بلاهور، وقبره يزار ويتبرك به، كما في لباب الألباب للعوفي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 الطبقة السابعة في أعيان القرن السابع حرف الألف الشيخ أبو بكر بن يوسف السجزي الشيخ العالم الكبير العلامة أبو بكر بن يوسف بن الحسين السقراني الإمام سراج الدين السجزي أحد كبار العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، درس وأفاد مدة طويلة بدار الملك دهلي في عهد السلطان غياث الدين بلبن ومن قبله من الملوك، أخذ عنه جمع كثير من العلماء، وكان السلطان غياث الدين المذكور يكرمه غاية الإكرام ويتردد إليه في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة ويحظى بصحبته، كما في تاريخ فرشته. الشيخ أحمد بن علي الترمذي السيد الشريف العفيف أحمد بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسن بن موسى بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسين السبط- على جده وعليه السلام- كان من السادة القادمين إلى أرض الهند، ولد ونشأ بمدينة ترمذ وانتقل إلى لاهور بعد ما توفي والده فسكن بها وأعقب، ونهض من أعقابه جماعة من العلماء تفوق الإحصاء وهم يدعون بالسادة الترمذية، وكانت وفاته في سنة اثنتين وستمائة بلاهور، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ أحمد بن محمد الهانسوي الشيخ الصالح الفقيه أحمد بن محمد بن مظفر بن إبراهيم الخطيب جمال الدين النعماني الهانسوي أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمدينة هانسي، وأخذ الطريقة عن الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، ولأجله أقام الشيخ المذكور بمدينة هانسي اثنتي عشرة سنة، وكان إذا استخلف أحداً وكتب له الإجازة بعث بها إلى جمال الدين، فإن قبلها الجمال وأثبت عليها خاتمه قبلها الشيخ أيضاً وإن ردها الجمال ردها الشيخ. يقول: لا برتق ما فتقه الجمال ويقول: الجمال جمالي، وله رسالة سماها بالملهمات بالعربية، وله ديوان شعر بالفارسي ومن شعره قوله: تا حكم سماع را بداني در حال در حرمت وحلتش سخن كفت جمال أصحاب نفوس را حرام است حرام أرباب قلوب را حلال است حلال مات في سنة تسع وخمسين وستمائة، كما في أخبار الأخيار. كمال الدين أحمد الدحميني الشيخ العالم الكبير كمال الدين أحمد الدحميني المحدث، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 ذكره الذهبي في كتابه العبر فيمن غبر، قال: إنه مات بالهند سنة إحدى وسبعين وستمائة. نجم الدين أبو بكر صدر الملك نجم الدين أبو بكر الدهلوي أحد رجال السياسة، إستوزره علاء الدين مسعود شاه سنة أربعين وستمائة، وعزله ناصر الدين محمود بن التمش سنة إحدى وخمسين وستمائة، وولي الوزارة مرة ثانية يوم الأحد سادس ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وستمائة، وعزل يوم الأربعاء ثامن رمضان سنة خمس وخمسين وستمائة، ذكره منهاج الدين الجوزجاني في الطبقات. الشيخ أبو بكر الطوسي الشيخ الصالح أبو بكر الحيدري الطوسي أحد المشايخ المشهورين في عصره، قدم دهلي على عهد السلطان غياث الدين بلبن وسكن بها على نهر جمن وبنى زاوية كبيرة، وكان يطعم الفقراء والمساكين ويستمع الغناء، وكان قلندري المشرب ولكنه كان غاية في اتباع الشريعة، وكان الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد الخطيب الهانسوي يعترف بفضله وكماله ويتردد إليه ويحظى بصحبته، كما في أخبار الأخيار. الشيخ أبو غفار الحسيني الخوارزمي الشيخ الصالح أبو غفار بن جمال الدين الحسيني الرضوي الخوارزمي أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، انتقل والده من خوارزم إلى الهند في فتنة التتر فسكن بلاهور، ولما توفي بلاهور تصدر للإرشاد بعده ولده أبو غفار. وكان صالحاً، حسن الأخلاق، حلو المنطق، مات سنة إحدى وستين وستمائة بلاهور فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. شرف الدين أحمد الدماوندي الشيخ الفاضل شرف الدين أحمد الدماوندي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، أدركه نور الدين محمد العوفي بمدينة لاهور وذكره في لباب الألباب في ترجمة أبي جعفر عمر بن إسحاق الواشي. الشيخ إسحاق بن علي البخاري الشيخ العالم الفقيه الزاهد إسحاق بن علي بن إسحاق البخاري الشيخ بدر الدين الدهلوي كان من كبار العلماء، يتصل نسبه بعمر الأشرف بن الامام علي بن الحسين السبط- على جده وعليه السلام-، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ العلم على أبيه منهاج الدين علي بن إسحاق البخاري، ودرس وأفاد مدة طويلة في المدرسة المعزية بدهلي، ثم سافر إلى بخارا فلما بلغ إلى أجودهن وسمع مآثر الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني مال إليه ولقيه، فلما آنس منه الشيخ آثار فضله وأمره بالإقامة لديه وزوجه ابنته وألبسه الخرقة، فلازمه مدة حياته. وكان عالماً، فقيهاً، زاهداً، سخياً، شجاعاً، شاعراً، من أهل التفنن في العلوم، مقدماً في المعارف، كثير البكاء، شديد الخشبة، مقروح المقلة لكثرة البكاء وسيلان الدموع، أراد الشيخ الكبير أن يبعثه للهداية والإرشاد إلى بعض البلاد كما بعث أصحابه إلى كلير وبعضهم إلى دهلي فلم يقبل وأصر على إقامته في حضرته حتى يموت ويدفن تحت قدمه. وله مصنفات منها أسرار الأولياء جمع فيه ملفوظات شيخه، ومنها منظومة عربية في التصريف، مات في سادس جمادي الآخرة سنة تسعين وستمائة بأجودهن ودفن بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 القاضي إسماعيل بن علي السندي الشيخ الفاضل إسماعيل بن علي بن محمد بن موسى بن يعقوب الثقفي السندي الفقيه الخطيب القاضي بمدينة ألور من بلاد السند ورث القضاء والخطابة من آبائه، وكان عالماً ماهراً بالفنون الأدبية والحكمية تلوح على محياه أنوار التقديس، ذكره علي بن الحامد الكوفي السندي في تاريخ السند وقال: إني لقيته بمدينة ألور ووجدت عنده أجزاء من تاريخ السند وغزوات المسلمين عليها وفتوحاتهم بها بالعربية كتبها جدود القاضي فأخذت منه ونقلتها إلى الفارسية. الشيخ أيوب التركماني الشيخ الصالح أيوب بن أبي أيوب التركماني الدهلوي الزاهد كان يلبس الصوف، سكن بمارهرة زماناً ثم دخل دهلي واعتكف برهة من الزمان في قصر الحوض السلطاني، وكان نافذ الكلمة عند السلطان معز الدين بهرام شاه، يعتقد في فضله وصلاحه السلطان ويتلقى إشاراته بالقبول، ذكره القاضي منهاج الدين الجوزجاني في الطبقات. حرف الباء الموحدة الشيخ بدر الدين الغزنوي الشيخ الصالح الفقيه بدر الدين الغزنوي ثم الدهلوي أحد كبار المشايخ الجشتية، قدم لاهور في صغر سنه واشتغل بالعلم وقرأ على أساتذة عصره، ثم دخل دهلي وسمع نبأ فتنة التتر في بلاده وبلغه أن أباه وأمه قتلا في تلك الفتنة فألقى عصاه بدهلي وسكن بها، وأخذ الطريقة عن الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي ولازمه فما فارقه مدة حياته وتولى الشياخة بعده بمدينة دهلي، أخذ عنه الشيخ إمام الدين المتوفي سنة ثمانين وسبعمائة، وكانت وفاته في حالة التواجد على سنة شيخه بدار الملك دهلي في سنة سبع وخمسين وستمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ بدر الدين الدلموي الشيخ الصالح الفقيه بدر الدين العلوي الحسيني الدلموي أحد المشايخ الجشتية ممن سعد بصحبة الشيخ الكبير عثمان الهاروني، أخذ عنه الطريقة الجشتية وقدم الهند فسكن بدلمؤ- بفتح الدال المهملة- على عشرة أميال من بلدتنا رايء بريلي، وقبره بها مشهور يزار ويتبرك به مات في سنة ست وأربعين وستمائة، وعمل بعض أصحابه تاريخاً لوفاته من بدرتم كما في مهر جهانتاب، وقد زرت قبره فقرأت في لوح على القبر بدرتم. الشيخ بدر الدين البدايوني الشيخ الكبير بدر الدين أبو بكر البدايوني أحد الأولياء المشهورين في الهند، كان صنو الشيخ حسن رسن تاب، أخذ عن أخيه ثم عن الشيخ قطب الدين بختيار الدهلوي ولبس منه الخرقة ثم رجع إلى بدايون، وكان كأخيه يتكسب بصناعة الفتل. قال ضياء الدين النخشبي في سلك السلوك أن أبا بكر أبتلي بمرض مرة فذهبت إليه لعيادته فرأيته ينشد ويكرر هذا البيت: اين تن جو غباري است ميان من وتو آمد وقتي كه از ميان بر خيزد توفي في القرن السابع، كما في مهر جهانتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 الشيخ بدر الدين السمرقندي الشيخ العالم الفقيه بدر الدين الفردوسي السمرقندي ثم الدهلوي أحد المشايخ المشهورين بأرض الهند، أخذ الطريقة عن الشيخ سيف الدين الباخرزي ولازمه مدة من الزمان، وقيل: إنه أخذ عن الشيخ نجم الدين الكبري بدون واسطة الباخرزي، والصحيح أنه أدرك الشيخ نجم الدين المذكور ولم يأخذ عنه بل أخذ عن الباخرزي وهو عن الشيخ نجم الدين الكبري صاحب الطريقة، كما في مناقب الأصفياء، قدم دهلي في أيام الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي، وكان حسن الصورة والسيرة غالياً في استماع الغناء، وكان إذا أقبل على أحد من أصحابه في حالة السماع يحصل له ذوق ووجد، وهو أول من دخل الهند من مشايخ الطريقة الفردوسية وسكن بها، أخذ عنه الشيخ ركن الدين الدهلوي وخلق آخرون، مات في أيام الشيخ نظام الدين محمد البدايوني الدهلوي، كما في أخبار الأخيار، وما في خزينة الأصفياء: أنه توفي سنة ست عشرة وسبعمائة، لا يصلح للاعتماد عليه. مولانا برهان الدين البزار الشيخ الفاضل العلامة برهان الدين البزار الحنفي الدهلوي أحد كبار الفقهاء في عصر السلطان غياث الدين بلبن، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي، وكان السلطان يكرمه غاية الإكرام، ذكره البرني في تاريخه. مولانا برهان الدين النسفي الشيخ العالم الكبير برهان الدين النسفي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ. وكن إذا أتى إليه رجل للعلم يشترط عليه ثلاثة أمور: الأول أنه لا يأكل في اليوم والليلة إلا مرة واحدة ما يشتهيه من الطعام، والثاني أنه لا يتأخر عن الحضور في الدرس يوماً من الأيام فإن تقاصر عنه ولو مرة واحدة لا يقرئه أبداً، والثالث أنه إذا لقيه في الطريق فيكتفي بالتحية المسنونة ولا يزيد على ذلك من تقبيل الرجل وغيره- انتهى ما في فوائد الفؤاد. حرف التاء المعجمة تاج الدين الدز المعزي الأمير الكبير تاج الدين الدز التركي المعزي كان أول مماليك السلطان شهاب الدين الغوري وأكبرهم وأقدمهم وأكبرهم محلاً عنده بحيث أن أهل شهاب الدين كانوا يخدمونه ويقصدونه في أشغالهم، فلما قتل شهاب الدين سنة اثنتين وستمائة طمع أن يملك غزنة واستولى على الأموال والسلاح والدواب وغير ذلك مما كان صحبة شهاب الدين في سفره وجمع له العساكر من أنواع الناس الأتراك والخلج والغزو غيرهم وسار إلى غزنة، فسبقه علاء الدين بن بهاء الدين سام وملكها، وكان والده بهاء الدين سام ابن أخت شهاب الدين فقاتله وأجلاه إلى أقطاعه باميان وأقام بداره أربعة أيام يظهر طاعة غياث الدين محمود بن محمد بن سام بن الحسين الغوري إلا أنه لم يأمر الخطيب بالخطبة له ولا لغيره وإنما يخطب للخليفة ويترحم على شهاب الين الشهيد فحسب، فلما كان اليوم الرابع قبض على أميرداد والي غزنة فلما كان الغد أحضر القضاة والفقهاء والمقدمين وأحضر أيضاً رسول الخليفة وهو الشيخ مجد الدين أبو علي بن الربيع الفقيه الشافعي مدرس النظامية ببغداد، وكان قد ورد إلى غزنة رسولاً إلى شهاب الدين فقتل شهاب الدين وهو بغزنة فأرسل إليه وإلى قاضي غزنة يقول له: إنني أريد أن أنتقل إلى الدار السلطانية وأن أخاطب بالملك ولا بد من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 حضورك والمقصود من هذا أن تستقر أمور الناس، فحضر عنده فركب الناس في خدمته وعليه ثياب الحزن وجلس في الدار في غير مجلس كان يجلس فيه شهاب الدين، فتغيرت لذلك نيات كثير من الأتراك لأنهم كانوا يطيعونه ظناً منهم أنه يريد الملك لغياث الدين، وكتب غياث الدين إلى الدز يطلب منه الخطبة والسكة وسير له الخلع فلم يفعل وأعاد الجواب فغالطه وطلب منه أن يخاطبه بالملك وأن يعتقه من الرق لأن غياث الدين ابن أخ سيده لا وارث له سواه وأن يزوج ابنه بابنة الدز فلم يجبه إلى ذلك. واتفق أن جماعة من الغوربين من عسكر صاحب باميان أغاروا على أعمال كرمان وسوران وهي أقطاع الدز القديمة فغنموا فأرسل صهره صونج في عسكر فلقوا عسكر الباميان فظفر بهم وقتل منهم كثيراً، وأجرى الدز في غزنة رسوم شهاب الدين وفرق في أهلها أموالاً جليلة المقدار، وألزم مؤيد الملك بن خواجه السجستاني الذي كان وزيراً لشهاب الدين أن يكون وزيراً له فامتنع من ذلك فألح عليه فأجابه على كره منه فدخل على مؤيد الملك صديق له يهنئه فقال: بماذا تهنئني من بعد ركوب الجواد بالحمار! وأنشد: ومن ركب الثور بعد الجوا د أنكر اطلاقه والغبب بينا الدز يأتي إلى بابي ألف مرة حتى آذن له في الدخول أصبح على بابه-! ولولا حفظ النفس مع هؤلاء الأتراك لكان لي حلم آخر، فبينما الدز في هذا أتى الخبر بقرب صاحب باميان في العساكر الكثيرة فجهز الدز كثيراً من عسكره وسيرهم إلى طريقهم ولقوا أوائل العسكر فقتل من الأتراك وأدركهم العسكر فلم يكن لهم قوة بهم فانهزموا ووصلوا إلى غزنة، فخرج عنها الدز منهزماً يطلب بلدة كرمان فأدركه بعض عسكر باميان فقاتلهم قتالاً شديداً فردهم عنه وأحضر من كرمان مالاً كثيراً وسلاحاً ففرقه في العسكر، وسار عن كرمان وملك صاحب باميان كرمان وغزنة ونهبها، ثم جمع الدز ومن معه من الأتراك عسكراً كثيراً وعادوا إلى غزنة ونزلوا بإزاء قلعة غزنة وأمر الدز فنودي في البلد بالأمان وتسكين الناس من أهل البلد. وملك القلعة بعد زمان وأسر صاحب باميان وكتب إلى غياث الدين بالفتح وأرسل إليه الأعلام وبعض الأسرى فكتب إليه غياث الدين يطالبه بالخطبة له فأجابه في هذه المرة أشد منه فيما تقدم، فأعاد غياث الدين إليه يقول: إما أن تخطب لنا وإما أن تعرفنا ما في نفسك! فلما وصل الرسول بهذا أحضر خطيب غزنة وأمره أن يخطب لنفسه بعد الترحم على شهاب الدين، فخطب لتاج الدين الدز بغزنة، فلما سمع الناس ذلك ساءهم وتغيرت نياتهم ونيات الأتراك الذين معه ولم يروه أهلاً أن يخدموه، وإنما كانوا يطيعونه ظناً منهم أنه ينصر دولة غياث الدين، فلما خطب لنفسه أرسل إلى غياث الدين يقول له: بماذا تشتط علي وتتحكم؟ هذه الخزانة نحن جمعناها بأسيافنا وهذا الملك قد أخذته وأنت وعدتني بأمور لم تف بها فإن أنت أعتقتني خطبت لك وحضرت خدمتك، فلما وصل الرسول أجابه غياث الدين إلى عتق الدز بعد الامتناع الشديد وأرسل إليه ألف قباء وألف قلنسوة ومناطق الذهب وسيوفاً كثيرة وجتر ومائة رأس من الخيل فقبل الدز الخلع ورد الجتر وقال: نحن عبيد ومماليك والجتر له أصحاب. ثم إنه لما سمع أن غياث الدين يريد أن يصالح خوارزم شاه جزع لذلك جزعاً عظيماً، وسار إلى تكياباد فأخذها وإلى بست وتلك الأعمال فملكها وقطع خطبة غياث الدين منها، وقتل غياث الدين محمود سنة أربع وستمائة قتله خوارزم شاه وملك خوارزم شاه غزنة وأعمالها سنة اثنتي عشرة وستمائة وهرب الدز إلى لاهور فلقيه صاحبها ناصر الدين قباجه ومعه نحو خمسة عشر ألف فارس وكان قد بقي مع الدز نحو ألف وخمسمائة فارس فوقع بينهما مصاف واقتتلوا فانهزمت ميمنة الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 الدز وميسرته وأخذت الفيلة التي معه ولم يبق له غير فيلين معه في القلب فكشف الدز رأس وقال: إما ملك وإما هلك، واختلط الناس بعضهم ببعض فانهزم قباجه وملك الدز مدينة لاهور ثم سار إلى بلاد الهند فلما سمع به شمس الدين الايلتمش صاحب الهند سار إليه في عساكره كلها فلقيه عند مدينة سامانة فاقتتلوا فانهزم وأخذ وقتل. وكان الدز محمود السيرة في ولايته كثير العدل والاحسان إلى الرعية لا سيما التجار والغرباء، ومن محاسن أعماله أنه كان له أولاد ولهم معلم يعلمهم فضرب المعلم أحدهم فمات، فأحضره الدز وقال له: يا مسكين! ما حملك على هذا؟ فقال: والله! ما أردت إلا تأديبه فاتفق أن مات، فقال: صدقت، وأعطاه نفقة وقال له: تغيب! فإن أمه لا تقدر على الصبر فربما أهلكتك ولا أقدر أمنع عنك، فلما سمعت أم الصبي بموته طلبت الأستاذ لتقتله فلم تجده فسلم، وكان هذا من أحسن ما يحكى عن أحد من الناس، كما في الكامل. مولانا تاج الدين الدهلوي الشيخ الفاضل تاج الدين الدهلوي الدبير المشهور بريزه ولي ديوان الرسائل في عهد السلطان شمس الدين الايلتمش، وكان فاضلاً شاعراً مجيد الشعر، وكان حقير الجثة ولذلك لقبوه بريزه معناه التفتيت، ومن شعره قوله يهنىء السلطان شمس الدين بفتح قلعة كواليار سنة 630: هو قلعه كه سلطان سلاطين بكرفت از عون خدا ونصرت دين بكرفت آن قلعه كاليور وآن حصن حصين در ستمائة سنة ثلاثين بكرفت وقوله في ركن الدين بن الايلتمش مبارك باد ملك جاوداني ملك را خاصه در عهد جواني يمين الدوله ركن الدين كه آمد درش از يمن جون ركن يماني مولانا تقي الدين الإنهونوي الشيخ الفاضل تقي الدين بن محمود الإنهونوي الأودي كان من رجال العلم والطريقة، يذكره الشيخ نظام الدين البدايوني بالخير، وقبره بإنهونه- بكسر الهمزة- قرية من أعمال رايء بريلي، وكان شقيق داود بن محمود، كما في مهر جهانتاب. حرف الجيم القاضي جلال الدين الكاشاني الشيخ العالم القاضي جلال الدين الكاشاني كان قاضي الممالك بدار الملك دهلي، عزله عنه معز الدين بهرام شاه سنة تسع وثلاثين وستمائة واتهمه بأنه يريد أن يخلع السلطان فسار نحو أوده وولي القضاء بها، ولما ولي المملكة علاء الدين مسعود شاه قربه إليه وبعثه إلى لكهنوتي سنة إحدى وأربعين وستمائة بالسفارة إلى الأمير طغانخان نائبه على بلاد لكهنوتي، وولي قضاء الممالك مرة ثانية يوم الاثنين عاشر جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وستمائة في أيام السلطان ناصر الدين محمود بن الايلتمش، مات يوم الجمعة سابع عشر ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وستمائة، كما في طبقات ناصري. حرف الحاء حسن بن أحمد الأشعري الأمير الكبير بهاء الملك تاج الدين الحسن بن شرف الملك رضى الدين أبي بكر أحمد الأشعري أحد الرجال المعروفين في الجود والكرم، كان من نسل أبي موسى الأشعري، استوزره السلطان ناصر الدين قباجه ملك السند فخدمه إلى سنة خمس وعشرين وستمائة، ولما هلك الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 ناصر الدين وملك بلاده شمس الدين الايلتمش الدهلوي لحق به وخدمه إلى وفاته ثم خدم ولده ركن الدين فيروزشاه، ولما خرج على فيروزشاه الأمراء وحبسوه قتل غلمان جماعة من الأمراء منهم بهاء الملك الأشعري لعله سنة أربع وثلاثين وستمائة. الشيخ معين الدين حسن بن الحسن السجزي الأجميري الشيخ الإمام الزاهد الكبير الحسن بن الحسن السجزي شيخ الاسلام معين الدين الأجميري الولي المشهور، كان مولده سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ببلدة سجستان، وتوفي أبوه وهو في الخامسة عشرة من سنه وأعقب له بستاناً ورحى فاسترزق بهما مدة، ثم أخذته الجذبة الربانية فترك ما له من العروض والعقار وسافر إلى سمرقند فحفظ القرآن وقرأ العلم حيثما أمكن له، ثم سافر إلى بلاد أخرى ودخل هارون قرية من أعمال نيسابور وأدرك بها الشيخ عثمان الهاروني فلازمه وأخذ عنه الطريقة وصحبه عشرين سنة، ثم قدم الهند وأقام بمدينة لاهور واعتكف على قبر الهجويري والزنجاني، ثم قدم دهلي ثم سار إلى أجمير وسكن بها وكانت تحت سلطة الهنود في ذلك الزمان فأسلم على يده خلق كثير، ويذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة والاحاطة ببعض البعض من مناقب هذا الإمام تقصر عنها ألسن الأقلام، فمن رام الوقوف على ما يكون له من أعظم العبر فلينظر سيرته، في سير الأولياء وأخبار الأخيار وغيرهما من الكتب المعتبرة. توفي يوم الاثنين سادس رجب سنة سبع وعشرين وقيل اثنتين وثلاثين وقيل ثلاث وثلاثين وستمائة وله خمس وتسعون، وقبره مشهور ظاهر بمدينة أجمير يزار ويتبرك به. الشيخ صلاح الدين حسن الكيتهلي الشيخ الصالح حسن بن محمد بن الحسين بن علي البلخي أبو المجاهد صلاح الدين قدم الهند وقاتل الهنود واستشهد بكيتهل لتسع خلون من ذي الحجة سنة عشرين وستمائة، وبنى الملوك على قبره قبة عظيمة كتبوا عليها: إن هذه المقبرة للصدر الشهيد الشيخ الكبير صلاح الدين أبي المجاهد الحسن بن محمد بن الحسين بن علي الأكبر البلخي وقد عاش ثمانياً وتسعين سنة ومات في يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة سنة عشرين وستمائة. الشيخ حسن بن محمد الصغاني الشيخ الإمام الكبير رضى الدين أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن ابن حيدر بن علي العدوي العمري الصغاني- بفتح الصاد المهملة وتخفيف الغين المعجمة- ويقال: الصاغاني، نسبة إلى صاغان معرب جاغان قرية بمرو، ولد بمدينة لاهور في خامس عشر من صفر سنة سبع وخمسين وخمسمائة في أيام خسرو ملك بن خسروشاه الغزنوي. فلما ترعرع وبلغ أشده أخذ العلم عن والده، وعرض عليه قطب الدين أيبك القضاء بمدينة لاهور فلم يجبه إلى ذلك ورحل إلى غزنة يدرس ويفيد بها ثم دخل العراق وأخذ عن علمائها واستجاز عن جمع كثير من العلماء ثم رحل إلى مكة المباركة فحج وأقام بها مدة وسمع الحديث بها وببلدة عدن ثم رجع إلى بغداد سنة خمس عشرة وستمائة في أيام الناصر لدين الله الخليفة العباسي فطلبه وخلع عليه وأرسله بالرسالة الشريفة إلى صاحب الهند شمس الدين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 الايلتمش سنة سبع عشرة وستمائة فبقي بها مدة، ثم خرج من الهند سنة أربع وعشرين وستمائة فحج ودخل اليمن ثم عاد إلى بغداد ثم أعيد إلى الهند رسولاً من حضرة المستنصر بالله العباسي إلى رضية بنت الايلتمش ملكة الهند، ورجع إلى بغداد سنة سبع وثلاثين وستمائة وتوفي بها فدفن بداره في الحريم الظاهري ثم نقل جسده إلى مكة وكان أوصى بذلك وجعل لمن يحمله إلى مكة ويدفنه بها خمسين ديناراً. قال الدمياطي: وكان معه طالع مولود وقد حكم فيه بموته في وقته فكان يترقب ذلك اليوم فحضر ذلك اليوم وهو معافى فعمل لأصحابه طعاماً شكراً لذلك، وفارقناه وعديت إلى الشط فلقيني شخص أخبرني بموته فقلت له: الساعة فارقته! فقال: والساعة وقع الحمام- يخبر بموته فجاءة- انتهى. وكان شيخاً صالحاً صموتاً عن فضول الكلام فقيهاً محدثاً لغوياً ذا مشاركة تامة في العلوم، سمع الحديث بمكة وعدن والهند من شيوخ كثيرين وأدرك الكبار، وجمع وصنف، ووثق وضعف، وسارت بتصانيفه الركبان، وخضع لعلمه علماء الزمان، قال السيوطي: إنه كان حامل لواء اللغة، وقال الذهبي: إن إليه المنتهى في اللغة، وقال الدمياطي: إنه كان إماماً في اللغة والفقه والحديث، وأن الصغاني أنشدنا لنفسه: تسربلت سربال القناعة والرضا صبياً وكانا في الكهولة ديدنى وقد كان ينهاني أبي حف بالرضا وبالعفو أن أولى يدا من يدي دنى قد أخذ عنه الشيخ شرف الدين الدمياطي ونظام الدين محمود بن عمر الهروي ومحيي الدين أبو البقاء صالح بن عبد الله بن جعفر بن علي بن صالح الأسدي الكوفي المعروف بابن الصباغ والشيخ برهان الدين محمود بن أبي الخير أسعد البلخي وشارح آثار النيرين في أخبار الصحيحين وخلق آخرون. ومن مصنفاته مشارق الأنوار النبوية في صحاح الأخبار المصطفوية، جمع فيه من الأحاديث الصحاح عدداً على ما عد الشارح الكاذروني ألفين وستة وأربعين حديثاً وبين في أول كل باب أو نوع عدد أحاديثه وقال: هذا كتاب أرتضيه وأستضىء بضيائه والعمل بمقتضاه لخزانة المستنصر بن الظاهر بن الناصر بن المستضىء العباسي، أوله الحمد لله محيي الرمم ومجري القلم- الخ، ذكر فيه: أني لما فرغت من مصباح الدجى والشمس المنيرة ضممت إليهما ما في كتابي النجم والشهاب لتجتمع الصحاح، قال: وهذا الكتاب حجة بيني وبين الله في الصحة والرضا، ورمز به بالحروف فالخاء إشارة إلى البخاري والميم لمسلم والقاف لما اتفقا عليه، ورتبه بترتيب أنيق جعله اثنى عشر باباً، الأول على فصلين الأول في ما ابتدأ بمن الموصولة أو الشرطية والثاني فيما ابتدأ بمن الاستفهامية، الثاني في أن وفيه عشرة فصول، الثالث في لا، الرابع في إذ وإذا، الخامس في فصلين الأول في ما وأنواعها والثاني في يا وأقسامها، السادس فيه اثنا عشر فصلاً في بعض الكلمات كقد ولو وبين وهكذا، السابع فيه سبعة عشر فصلاً كالمبتدأ والمعرف وما أشبه ذلك، الثامن فيه ستة فصول، التاسع في العدد ونحوه، العاشر في الماضي، الحادي عشر في لام الابتداء، الثاني عشر في الكلمات القدسية. وشروحه كثيرة ذكر جملة من ذلك الجلبي في كشف الظنون ونحن نطوي الكشح عن ذلك روماً للاختصار. ومن مصنفاته مصباح الدجى في حديث المصطفى قال الجلبي في كشف الظنون: وهو كتاب محذوف الأسانيد، ومنها الشمس المنيرة وهو أيضاً في الحديث، ومنها العباب الزاخر في اللغة- في عشرين مجلداً، قال الجلبي في كشف الظنون: إن الصغاني مات قبل أن يكمله بلغ فيه إلى الميم ووقف في مادة بكم ولهذا قيل: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 إن الصغاني الذي حاز العلوم والحكم كان قصارى أمره أن انتهى إلى بكم قال: وترتيبه كصحاح الجوهري، وقد جمع تاج الدين ابن مكتوم أبو محمد أحمد بن عبد القادر القبسي الحنفي المتوفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة بينه وبين الحكم. ومنها مجمع البحرين في اللغة، والنوادر في اللغة والتراكيب، وأسماء الفارة، وأسماء الأسد، وأسماء الذئب، وله شرح على صحيح البخاري، ودرة السحابة في وفيات الصحابة والعروض، وشرح أبيات المفصل، وبغية الصديان وكتاب الافتعال وشرح القلادة السمطية في توشيح الدريدية وله كتاب الفرائض وله رسالتان جمع فيهما الأحاديث الموضوعة، قال الشيخ عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي في الفوائد البهية: أدرج فيهما كثيراً من الأحاديث غير الموضوعة فعد لذلك من المشددين كابن الجوزي وصاحب سفر السعادة وغيرهما من المحدثين، قال السخاوي في فتح المغيث بشرح ألفية الحديث: ذكر- أي الصاغاني- فيهما أحاديث من الشهب للقضاعي والنجم للاقليشي وغيرهما كأربعين ابن ودعان- بتقديم الواو على الدال المهملة- والوصيلة لعلي بن أبي طالب وخطبة الوداع وأحاديث أبي الدنيا الأشج ونسطور ونعيم بن سالم ودينار وسمعان وفيها أيضاً من الصحيح والحسن وما فيه ضعف يسير- انتهى، وكانت وفات سنة خمسين وستمائة. الشيخ حسن البدايوني الشيخ الصالح حسن بن أبي الحسن البدايوني المشهور برسن تاب- ومعناه الفتال- كان من رجال العلم والمعرفة، قرأ العلم على القاضي حسام الدين الملتاني المقبور بمدينة بدايون، وأخذ عن القاضي حميد الدين محمد بن عطاء الناكوري، ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة الكمال، وأخذ عنه صنوه بدر الدين أبو بكر، وكان يتكسب بصناعة القتل، مات ودفن ببدايون، كما في مهرجهانتاب. حسين خنك سوار الأجميري السيد الشريف حسين بن أبي عبد الله الحسيني المشهدي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولاه السلطان شهاب الدين الغوري أو نائبه قطب الدين أيبك على مدينة أجمير حين ملكها فلم يزل بها إلى أن مات، وأسل على يده خلق كثير من الوثنيين فسخط عليه عباد الأصنام وقتلوه، وكانت له محبة صادقة للشيخ معين الدين حسن السجزي، صاحبه مدة حياته بتلك المدينة وكان يدعى بخنك سوار- بكسر الخاء المعجمة- معناه راكب الفرس، مات في عاشر رجب سنة سبع وستمائة، كما في أخبار الأصفياء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 حسين بن أحمد الأشعري الأمير الكبير عين الملك فخر الدين الحسين بن شرف الملك رضى الدين أبي بكر أحمد الأشعري أحد أجواد الدنيا، كان من نسل أبي موسى الأشعري الصحابي رضي الله تعالى عنه، استوزره السلطان ناصر الدين قباجه ملك السند فخدمه من سنة اثنتين وستمائة إلى خمس وعشرين وستمائة، ولما هلك ناصر الدين وملك بلاده شمس الدين الايلتمش الدهلوي لحق به فاستوزره لولده ركن الدين فيروزشاه. وكان فاضلاً كبيراً محباً لأهل العلم محسناً إليهم، صنف له نور الدين محمد بن محمد العوفي كتابه لباب الألباب سنة سبع عشرة وستمائة. الشيخ حسين بن علي البخاري السيد الشريف جلال الدين الحسين بن علي بن جعفر بن محمد بن محمود بن أحمد بن عبد الله بن علي بن جعفر بن علي بن محمد بن الإمام علي الرضا، كان من رجال العلم والمعرفة، ولد بمدينة بخارى ونشأ بها وقرأ العلم وتأدب على والده. ثم قدم الهند مع ولديه علي وجعفر فلما وصل إلى مدينة بهكر زوجه بدر الدين بن صدر الدين الحسيني البهكري ابنته زهرة، ثم سار إلى ملتان ولقي بها الشيخ بهاء الدين زكريا الملتان سنة خمس وثلاثين وستمائة فصحبه ولازمه وأخذ عنه ورجع إلى بهكر، ولما ماتت صاحبته زهرة تزوج بأختها فاطمة، ولبث بمدين بهكر مدة من الزمان ثم انتقل إلى مدينة اج لمنازعة كانت بين ذوي قرابته، ورزق ولدين من فاطمة محمداً وأحمد. وكان عالماً كبيراً عارفاً فقيهاً زاهداً صالحاً منقطعاً إلى الله سبحانه، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، وبارك الله في ذريته الصالح فملأ وآفاق الهند، كما في تذكرة السادة البخارية لعلي أصغر الكجراتي. وكانت وفاته في التاسع عشر من جمادى الأولى سنة خمس وتسعين وستمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ حسام الدين الملتاني الشيخ الصالح حسام الدين الملتاني أحد الرجال المشهورين بالعلم والمعرفة، أخذ الطريقة عن الشيخ صدر الدين محمد بن زكريا الملتاني ورحل إلى مدينة بدايون فسكن ومات بها، وكان رأى في الرؤيا الصادقة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كأنه يتوضأ على بركة ماء خارج البلدة فتسارع إلى ذلك المقام فرأى فيه الأثر فأوصى بأن يدفنوه بذلك المقام فلما مات دفن به، كما في فوائد الفؤاد وكانت وفاته سنة سبع وثمانين وستمائة، كما في خزينة الأصفياء. حسام الدين الماريكلي الفاضل الحكيم حسام الدين الماريكلي كان من الأطباء المشهورين في عصره والفضلاء المعروفين، يدرس ويفيد ويداوي الناس بدار الملك دهلي في عهد السلطان غياث الدين بلبن، كما في تاريخ فيروزشاهي. السيد حمزة بن حامد الواسطي السيد الشريف حمزة بن الحامد بن أبي بكر بن جعفر بن زيد بن زياد بن أبي الفرح بن الحسن الزاهد بن يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد العلوي الهاشمي كان زعيم الطالبيين بأرض الروم فارقها وقدم الهند في أيام الايلتمش وسكن بقرية سلطان بور ما بين كمزه وكوزه على شاطىء نهر كنك، وله بها عقب مشهور منهم أهل قرية بيتي وهنسوه وأوكاسي وسموني ونروركوث، كما في منبع الأنساب. الشيخ حميد الدين السوالي الشيخ الكبير حميد بن أحمد بن محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 إبراهيم بن محمد بن سعيد السعيدي السوالي الشيخ حميد الدين الناكوري الصوفي المشهور بسلطان التاركين وهو أول مولود ولد بدار الملك دهلي بعد ما فتحها قطب الدين أيبك. وكان من ذريعة سعيد بن زيد الصحابي المبشر بالجنة، أخذ عن الشيخ معين الدين حسن السجزي ولازمه زماناً ولقبه الشيخ بسلطان التاركين لزهده في زخارف الدنيا واستغنائه عن الناس، وكان آية باهر في الفقر والغناء والتبتل إلى الله سبحانه، كانت له أرض في سوالي- بضم السين المهملة- قرية من أعمال ناكور وكانت بقدر فدان كان يزرع فيا ويحمل ما يحصل له منها قوتاً له ولعياله، وله مصنفات ومكتوبات إلى أصحابه، وهو أول من صنف من المشايخ الجشتية وأشهر تصانيفه أصول الطريقة ومن شعره قوله: اي دوست دل خسته هواي تو كرفت درباغ وفاي تو نواي تو كرفت هر جيز كه بكذاشت براي تو كذاشت هر جيز كه بكرفت باري تو كرفت توفي لليلة بقيت من ربيع الثاني سنة ثلاث وسبعين وستمائة، وقبره ببلد ناكور، كما في أخبار الأخيار. حميد الدين المطرزي الشيخ الفاضل الكبير حميد الدين الحكيم المطرزي أحد العلماء المبرزين في النجوم والطب وسائر الفنون الحكمية، لم يكن له نظير في عصره في الحذاقة والتدبير ومعرفة الأمراض ووصف الأدوية، قال البرني في تاريخه: إنه كان بقراط دهره وجالينوس عصره- انتهى. مولانا حميد الدين الماريكلي الشيخ الإمام حميد الدين الماريكلي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، مات غرة شهر رمضان سنة سبع وخمسين وستمائة في أيام ناصر الدين محمود بن الايلتمش، كما في طبقات ناصري. حرف الدال داود بن محمود الأودي الشيخ الفقيه الزاهد داود بن محمود الجشتي الأودي أحد رجال العلم والطريقة، قيل: إنه أخذ الطريقة عن الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، ونزل فريد الدين في قريته مرتين عند سفره في بلاد أوده، وكان الشيخ نظام الدين البدايوني يذكره بالخير، قبره بقرية بالهي مؤ يزار ويتبرك به. حرف الراء المهملة الشيخ المعمر بابا رتن الهندي الشيخ المعمر المشهور أبو الرضا رتن بن كربال بن رتن الهندي البهتندوي رجل مشهور من أهل الهند، ظهر بعد الستمائة وادعى الصحة فسمع منه بعض الناس وأنكره آخرون. قال اللكهنوي في بحر زخار: إنه ولد في بهلده على مسيرة ستين ميلاً من لاهور، فلما بلغ سن الرشد والتمييز اشتاق إلى أن يظهر أحد من عباد الله فيهديه إلى الصراط المستقيم، فلما سمع أنه ظهر رجل في العرب وهو يدعي النبوة ذهب إلى مكة المباركة وأدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم رجع إلى الهند وجاوز عمره ستمائة سنة، وألف الرسالة الرتنية فأدرج فيها الأحاديث التي سمعها من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلا واسطة، وقد صدقه الشيخ علاء الدولة السمناني والخواجه محمد بارسا والشيخ رضى الدين لالا أحد أصحاب الشيخ نجم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 الدين الكبري، قدم الهند في سنة عشرين وستمائة ولقيه وأخذ عنه الحديث وأعطاه رتن مشط النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مات بعد ستمائة من الهجرة وقبره ببهلده- انتهى. وقد ذكر الصلاح الكتبي في فوات الوفيات بسنده إلى قاضي القضاة نور الدين أبي الحسن علي بن أبي عبد الله محمد بن الحسين الأثري الحنفي عن جده الحسين ابن محمد قال: كنت في زمن الصبا وأنا ابن سبع عشرة سنة أو ثمان عشرة قد سافرت مع عمي من خراسان إلى الهند في تجارة، فلما بلغنا أوائل بلاد الهند وصلنا إلى ضيعة من ضياع الهند فعرج أهل القفل نحو الضيعة وضج أهل القافلة فسألنا عن الخبر فقالوا: هذه ضيعة الشيخ رتن المعمر، فلما نزلنا الضيعة رأينا شجرة عظيمة تظل خلقاً كثيراً وتحتها جمع كثير من أهل الضيعة، فبادر الكل نحو الشجرة ونحن معهم فرأينا سلة عظيمة معلقة في بعض أغصان الشجرة فسألنا عن ذلك، فقالوا: هذه السلة فيها الشيخ رتن المعمر الذي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه، فتقدم شيخ من أهل الضيعة إلى السلة وكانت ببكرة فأنزلها فإذا هي مملوءة قطناً والشيخ في وسط القطن، ففتح رأس السلة وإذا بالشيخ فيها كالفرخ فوضع فمه على أذنه وقال: يا جداه! هؤلاء قوم قدموا من خراسان وفيهم شرفاء من أولاد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد سألوا أن تحدثهم كيف رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وماذا قال لك؟ فعندها تنفس الشيخ وتكلم بصوت كصوت النحل بالفارسية ونحن نسمع ونفهم كلامه فقال: سافرت مع أبي وأنا شاب من هذه البلاد إلى الحجاز في تجارة فلما بلغنا بعض أودية مكة وكان المطر قد ملأ الأدوية بالسيل فرأيت غلاماً أسمر اللون حسن الوجه رائع الجمال وهو يرعى إبلاً في تلك الأودية وقد حال السيل بينه وبين إبله وهو يخشى من خوض السيل لقوت فعلمت حاله فأتيت إليه وحملته وخضت به السيل إلى أن جئت به عند إبله فلما وضعته عند إبله نظر إلي وقال بالعربية: بارك الله في عمرك! ثلاثاً، فتركته ومضيت إلى سبيلي إلى أن دخلنا مكة وقضينا ما كنا أتينا له من أمر التجارة وعدنا إلى الوطن فلما تطاولت المدة على ذلك كنا جلوساً في فناء ضيعتنا هذه وكانت ليلة البدر فنظرنا إليه وقد انشق نصفين فغرب نصف في المشرق ونصف في المغرب ساعة زمانية وأظلم الليل ثم طلع النصف من المشرق والنصف الآخر من المغرب وسار إلى أن التقيا في وسط السماء كما كان أول مرة فعجبنا من ذلك غاية العجب ولم نعرف لذلك سبباً وسألنا الركبان عن سبب ذلك فأخبرونا أن رجلاً هاشمياً ظهر بمكة وادعى أنه رسول الله إلى كافة الخلق وأن أهل مكة سألوه معجزة كمعجزة سائر الأنبياء وأنهم اقترحوا عليه أن يأمر القمر فينشق في السماء ويغرب نصفه في المشرق ونصفه في المغرب ثم يعود إلى ما كان عليه، ذلك بقدرة الله تعالى، فلما سمعنا ذلك من السفار تشوقت أن أراه فتجهزت في تجارة وسافرت إلى أن دخلت مكة وسألت عن الرجل الموصوف فدلوني عليه، فأتيت إلى منزله واستأذنت عليه فأذن لي، فدخلت عليه فوجدته جالساً في صدر المنزل والأنوار تتلألأ في وجهه وقد استنارت محاسنه وتغيرت صفاته التي كنت أعهدها في السفرة الأولى فلم أعرفه، فلما سلمت عليه رد علي السلام وتبسم في وجهي وقال: أدن مني! وكان بين يديه طبق فيه رطب وحوله جماعة من أصحابه كالنجوم يعظمونه ويبجلونه فقال: كل من هذا الرطب! فجلست وأكلت معه من الرطب وناولني بيده المباركة ست رطبات سوى ما أكلت بيدي، ثم نظر إلي وتبسم وقال لي: ألم تعرفني؟ فقلت: كأني غير أني ما أتحقق، فقال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 ألم تحملني في عام كذا وجاوزت بي السيل وقد حال بيني وبين إبلي؟ قال: فعند ذلك عرفته بالعلامة وقلت: بلى، يا صبيح الوجه! فقال: امدد إلى يدك! فمددت يدي اليميني فصافحني وقال قل: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فقلت كذلك كما علمني فسر بذلك وقال لي عند خروجي من عنده: بارك الله في عمرك! ثلاث مرات، فودعته وأنا متبشر بلقائه وبالاسلام فاستجاب الله تعالى دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم وبارك في عمري بكل دعوة مائة سنة وها عمري نيف وستمائة سنة، وجميع من في هذه الضيعة العظيمة أولاد أولادي، وفتح الله علي وعليهم بكل خير وبكل نعمة ببركة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- انتهى ما ذكره الكتبي في فوات الوفيات. وقد أنكره العلامة الذهبي في التجريد فقال: إن رتن الهندي شيخ ظهر بعد الستمائة بالشرق وأدعى الصحبة فسمع منه الجهال، ولا وجود له بل اختلق اسمه بعض الكذابين وإنما ذكر تعجباً كما ذكر أبو موسى سرباتك الهندي بل هذا ابليس اللعين قد رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه- انتهى. وذكره في الميزان فقال: رتن الهندي وما أدراك ما رتن! شيخ دجال بلا ريب ظهر بعد الستمائة فادعى الصحبة والصحابة لا يكذبون وهذا جريء على الله ورسوله، وقد ألفت في أمره جزءاً، وقد قيل: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ومع كونه كذاباً فقد كذبوا عليه جملة كبيرة من اسمج الكذب والمحال، قلت: وزعم الابلي أنه سمع منه بعد ذلك في سنة 655. ثم قال الذهبي: وأظن أن هذه الخرافات من وضع هذا الجاهل موسى ابن علي أو وضعها له من اختلق ذكر رتن وهو شيء لم يخلق، ولئن صححنا وجوده وظهوره بعد سنة ستمائة فهو إما شيطان تبدى في صورة البشر فادعى الصحبة وطور العمر المفرط وافترى هذه الطامات، وإما شيخ ضال أسس لنفسه بيتاً في جهنم بكذبه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو نسبت هذه الأخبار لبعض السلف لكان ينبغي لن أن ننزهه عنها فضلاً عن سيد البشر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لكن ما زال عوام الصوفية يروون الواهيات، وإسناد فيه الكاشغري والطيبي وموسى ابن لي ورتن، سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب. ثم قال الذهبي: ولعمري! ما يصدق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمد بن الحسن في السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا، أو يؤمن برجعة علي رضي الله عنه، وهؤلاء لا يؤثر فيهم العلاج، وقد اتفق أهل الحديث على أنه آخر من رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موتاً أبو الطفيل عامر بن واثلة، وثبت في الصحيح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال قبل موته بشهر أو نحوه: أرأيتكم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد، فانقطع المقال وماذا بعد الحق إلا الضلال- انتهى ما ذكره الذهبي ملخصاً. وقال الحافظ ابن حجر: وقد تكلم الصلاح الصفدي في تذكرته في تقوية وجود رتن، وأنكر على من ينكر وجوده، وعول في ذلك على مجرد التجويز العقلي وليس النزاع فيه، وإنما النزاع في تجويز ذلك من قبل الشرع بعد حديث المائة في الصحيحين، وتعقب القاضي برهان الدين ابن جماعة في حاشية كتبها على تذكرة الصفدي فقال: قول شيخنا الذهبي هو الحق وتجويز الصفدي الوقوع لا يستلزم الوقوع إذ ليس كل جائز بواقع- انتهى، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 ولما اجتمعت بشيخنا مجد الدين الشيرازي شيخ اللغة بزبيد من اليمن وهو إذ ذاك قاضي القضاة ببلاد اليمن رأيته ينكر على الذهبي إنكاره وجود رتن، وذكر لي أن رجلاً من ضيعته لما دخل بلاد الهند ووجد فيها من لا يحصى كثرة ينقلون عن آبائهم وأسلافهم عن قصة رتن ويثبتون وجوده، فقلت: هو لم يجزم بوجوده بل تردد وهو معذور، والذي يظهر أنه كان طال عمره فادعى ما ادعى وتمادى على ذلك حتى اشتهر ولو كان صادقاً لاشتهر في المائة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامسة لكنه لم ينقل عنه شيء إلا في أواخر السادسة ثم في أوائل السابعة قبيل وفاته، واختلف في سنة وفاته كما تقدم والله أعلم- انتهى ما ذكره الحافظ ابن حجر. وإني وجدت في بعض المجاميع بيتين للشيخ العلامة عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني المتوفي سنة 973 رحمه الله تعالى بخط بعض أصحابه: رتن الهندي شيخ كاذب قد روينا الخلف في وجدانه زعم الصحبة مع إجماع من قال بالحق على بهتانه وقد أنكر عليه الشيخ حسن بن محمد بن حسن بن حيدر الصغاني صاحب المشارق المتوفي سنة سبع وثلاثين وستمائة وهو ممن أدرك زمانه، فقال في تبيين الموضوعات: وما يحكى عن بعض الجهال أنه اجتمع بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمع منه ودعا له بقوله: عمرك الله ليس له أصل عند أئمة الحديث، ولم يعش من الصحابة ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من خمس وتسعين سنة وهو أبو الطفيل بكوا عليه وقالوا: هذا آخر من لقي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واجتمع به، وهذا هو الصحيح لقوله عليه الصلاة والسلام في آخر عمره حين صلى العشاء الآخرة: أرأيتكم ليلتكم هذه فإن رأس مائة سنة لا يبقى ممن هو على وجه الأرض أحد، وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، وأحاديث رتن الهندي المنقولة عنه من جنس الأحاديث التي تنسب إلى الحكيم الترمذي أنه سمع من أبي العباس الخضر، وكل هذا ليس له أصل يعتمد عليه بل تنقلها الفقراء في زواياهم، ودين الله أشرف من أن يؤخذ من جاهل أو يثبت بقول غافل غبي لقوله عليه الصلاة والسلام: ذروني ما تركتكم وإني تركتكم على البيضاء النقية ليلها كنهارها، إن تمسكتم بها لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي واتباع أصحابي وسنتي- انتهى. الشيخ الحاج بابا رجب الكجراتي الشيخ الحاج المعمر بابا رجب النهروالي الكجراتي أحد المشايخ الكرام، أخذ الطريقة عن السيد أحمد الكبير الرفاعي وقدم بلاد كجرات في سنة ست عشرة وستمائة، وأرخ لقدومه بعض الناس من قوله آفتاب اسلام وسكن بمدينة نهرواله من أرض كجرات فهدى الله سبحانه به خلقاً كثيراً من عباده إلى الاسلام، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 وكانت وفاته في الثاني عشر من شهر رجب سنة سبعين وستمائة، فأرخ لموته بعضهم من قوله كفر شكن كما في مرآة أحمدي. رضية بنت الايلتمش الملكة الفاضلة رضية بنت شمس الدين الايلتمش، رضية الدنيا والدين ملكة الهند اتفق الناس عليها بعد أخيها ركن الدين بن الايلتمش سنة أربع وثلاثين وستمائة فاستقلت بالملك أربع سنين، وكانت عادلة فاضلة تركب بالقوس والكنانة والقربان كما يركب الرجال، وكانت لا تستر وجهها، ثم إنها اتهمت بعبد لها فاتفق الناس على خلعها وتزويجها فخلعت وزوجت من بعض الأمراء وولي الملك أخوها معز الدين، فخالفا عليه وركبا في مماليكهما ومن تبعهما وتهيئا لقتاله، ووقع اللقاء بينهما فانهزم عسكر رضية وقتلت سنة سبع وثلاثين وستمائة، وقبرها على شاطىء نهر جمن على مسافة فرسخ من مدينة دهلي، كما في تاريخ فرشته. القاضي رفيع الدين الكاذروني الشيخ الفاضل الكبير القاضي رفيع الدين الحنفي الكاذروني المدرس المشهور كان يدرس ويفيد في عهد السلطان غياث الدين بلبن، ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه وقال: إنه كان من كبار الأساتذة بدهلي. القاضي ركن الدين السامانوي أحد كبار الفقهاء في عهد السلطان غياث الدين بلبن لم يزل يشتغل بالدرس والافادة وكانا لملك يكرمه غاية الإكرام فيروز شاهي. الشيخ ركن الدين الدهلوي الشيخ الصالح ركن الدين الفردوسي الدهلوي أحد المشايخ المشهورين في عصره، اشتغل على الشيخ بدر الدين السمرقندي الدهلوي من صباه ولازمه وأخذ عنه الطريقة الفردوسية وهو أخذ عن الشيخ سيف الدين الباخرزي عن الشيخ الكبير نجم الدين الكبري صاحب الطريقة الكبروية ولما مات بدر الدين تولى الشياخة مكانه بدهلي، وكان صاحب وجد وحالة، أخذ عنه ابن أخيه نجيب الدين بن عماد الدين الدهلوي وخلق آخرون، مات في أيام الشيخ نظام الدين الدهلوي في القرن السابع، فما في خزينة الأصفياء أنه توفي سنة أربع وعشرين وسبعمائة لا يصح. مولانا رضي الدين الصغاني الشيخ العالم المحدث رضي الدين الصغاني البدايون أحد العلماء المشهورين، ناب المشرف بمدينة كوئل فأقام بها، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين ثم إلى بغداد بحج وزار وصحب العلماء والمشايخ وأخذ عنهم ثم رجع إلى الهند ومات بلاهور، وله مصنفات في الحديث، وكان الشيخ المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني يذكره بالخير، كما في فوائد الفؤاد. حرف الزاي المعجمة الشيخ زكريا بن محمد الملتاني الشيخ الإمام العالم المحدث زكريا بن محمد بن علي القرشي الأسدي شيخ الاسلام بهاء الدين بن وجيه الدين بن كمال الدين أبو محمد الملتاني المتفق على ولايته وجلالته، ولد بقلعة كوث كرور من أعمال ملتان يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من رمضان سنة ست وستين- وقيل: ثمان وسبعين- وخمسمائة من بطن بنت الشيخ حسام الدين الترمذي، ولما بلغ الثانية عشرة من سنه توفي والده فسافر إلى بخارا وأخذ العلم بها عن كبار الأساتذة ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأقام بالمدينة المنورة خمس سنين، وأخذ الحديث عن الشيخ كمال الدين محمد اليماني ثم رحل إلى القدس الشريف وزار الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 المسجد الأقصى ومشاهد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ثم رحل إلى بغداد وأخذ الطريقة عن الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي صاحب العوارف ثم عاد إلى ملتان وتصدر للارشاد فرزق من القبول ما لم يرزق أحد من المشايخ، وكان قد منحه الله سبحانه أموالاً غزيرة وجعله من قال في حقهم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين قيل: إنه لما توفي إلى رحمة الله سبحانه خلف سبعة بنين غير البنات فقسموا بينهم ما ترك من الأموال على تخريج الشرع فنال كل واحد منهم سبعين لكا من الدنانير فضلاً عن الدور والظروف والأقمشة وغيرها. قال الشيخ محمد نور بخش في سلسلة الذهب: إنه كان رئيس الأولياء ببلاد الهند، وكان عالماً بالعلوم الظاهرة صاحب أحوال ومقامات من مكاشفات ومشاهدات مرشداً ينشعب منه كثير من طرق الأولياء، وله في الإرشاد وهداية الناس من الكفر إلى الإيمان ومن المعصية إلى الطاعة ومن النفسانية إلى الروحانية شأن كبير. وفي مجمع الأخيار من وصاياه: إن الواجب على العبد أن يعبد الله بالصدق والإخلاص، وذلك بنفي الأغيار ومحو الأشخاص في العبادات والأذكار، ولا سبيل إليه إلا بتحسين الأحوال ومحاسبة النفس في الأقوال والأفعال، فلا يقول ولا يفعل إلا عند الحاجة، ويقدم لكل قول وفعل الإلتجاء إلى الله والإستعانة به ليرزقه الله عز وجل خير العمل. ومن وصاياه لبعض أصحابه: عليكم بدوام الذكر! وبالذكر يصل الطالب إلى المحب، والمحبة نار تحرق كل دنس، فإذا تحقق المحبة كان الذاكر ذاكراً مع مشاهدة الذكور، وهذا هو الذكر الكثير الموعود به الفلاح في قوله تعالى اذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون. ومن وصاياه: سلامة الجسد في قلة الطعام، وسلامة الروح في ترك الأنام، وسلامة الدين في الصلاة على محمد عليه الصلاة والسلام- انتهى ما في أخبار الأخيار. وكانت وفاته يوم الخميس سابع صفر سنة ست وستين وستمائة وله مائة سنة من العمر، غسله الشيخ عمر العمودي وصلى عليه ولده صدر الدين محمد ودفنوه في حصار ملتان، كما في أخبار الجمال. الشيخ زكي بن أحمد اللاهوري الشيخ الفقيه الزاهد زكي بن أحمد اللاهوري شيخ الاسلام وقدوة العلماء الكرام زكي الدين كان يدرس ويفيد بلاهور، وسافر للحج والزيارة فلما دخل هراة استقبله الوجوه والأعيان ومدحوه ببدائع أبيات منهم الإمام فريد الدين محمود بن البشار الهروي مدحه بهذه الأبيات. زهى زخاطر تو لشكر سخن منصور خهي بهمت تو كشور هنر معمور سزد كه خط غلامي ستاند از آفاق جو هست مسكن تو خواجه خطة لاهور ز روح باك تو شاه زمانه جويد روح جو آفتاب كه از عرش وام خواهد نور اكرنه درس توبودي حكم شدى مدروس وكرنه عون توبودي ادب شدى مقهور إلى غير ذلك من الأبيات، وكان ممن أدركه نور الدين محمد بن محمد العوفي البخاري الصوفي لباب الألباب وروى عنه في كتابه شيئاً كثيراً، منها إنه كان ينشد هذين البيتين لملك شاه السلجوقي. بوسى ز ديار دوش بر ديدة من أو رفت وازان بماند تر ديدة من زال داد برين ديدة نكارينم بوس كو جهرة خويش ديد در ديدة من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 زيد بن أسامة الحلي السيد الشريف أبو الغنائم زيد بن أسامة الحلي النقيب جلال الدين أسامة ابن عدنان بن أسامة بن أحمد بن علي بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن علي بن الحسين السبط- على جده وعليه السلام- كان شاعراً فاضلاً، فارق العراق وقدم الهند ومات بها وقد يعرف له عقب في الهند، كما في عمدة الطالب. مولانا زين الدين البدايوني الشيخ العالم الكبير خواجه زين الدين الأويسي البدايوني أحد العلماء المشهورين في عصره، كان يدرس ويفيد في المدرسة المعزية عقب الجامع الكبير بمدينة بدايون، يذكره الشيخ المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني بالخير، كما في فوائد الفؤاد. حرف السين المهملة سراج الدين الساؤلي الشيخ الفاضل سراج الدين الساؤلي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، أقطعه غياث الدين بلبن قرية من أرض سامانة. فلما جاء دور جلال الدين فيروز الخلجي طلب منه الخراج على الرسم المعتاد فتردد إليه السراج ومدحه بأبيات رائقة فلم يلتفت إليه فيروز لاشتغاله بالأمور المهمة فخرج السراج من عنجه وهجاه بأبيات مضحكة، ثم لما قام فيروز الخلجي بالملك خافه وألقى العمامة في عنقه وتمثل بين يديه كالعصاة فطلبه فيروز شاه وأدناه إليه وعانقه وأعطاه الصلات والجوائز ورتب له الأرزاق السنية وجعله من ندمائه، كما في تاريخ فرشته. مولانا سراج الدين الشيخ العالم الصالح سراج الدين الترمذي البدايوني أحد رجال العلم والمعرفة، سافر للحج والزيارة فحج وزار ورجع إلى بدايون، وكان الشيخ الإمام المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني يذكره بالخير، كما في فوائد الفؤاد. مولانا سديد الدين الدهلوي الشيخ العالم الفقيه سديد الدين الحنفي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي في أيام غياث الدين بلبن، ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخ فيروزشاهي. القاضي سعد الدين الكردري الشيخ الإمام الفاضل الكبير القاضي سعد الدين الكردري أحد الرجال المعروفين في الفضل والكمال، كان أكبر قضاة الهند في أيام السلطان شمس الدين الإيلتمش، ذكره القاضي منهاج الدين الجوزجاني في طبقات ناصري. الشيخ سليمان بن عبد الله العباسي الشيخ الكبير سليمان بن عبد الله العباسي الهاشمي الكنتوري أحد المشايخ المشهورين، أخذ عن الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي، وصحب الشيخ فريد الدين العطار واستفاض منه، ثم قدم الهند في أيام الإيلتمش فأسكنه في قصر من القصور السلطانية وأعطاه أربعة آلاف تنكه فضية وأمره أن يقيم بدهلي فلم يجبه إلى ذلك وسار إلى كنتور- بكسر الكاف المهملة- قرية من أعمال أوده سنة سبع عشرة وستمائة فسكن بها واعتزل عن الناس وأقام بها أربعين سنة وقارب عمره مائة وعشر سنين، مات ودفن بكنتور، كما في بحر زخار، لعله مات سنة 657. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 الشيخ سليمان بن مسعود الأجودهني الشيخ الصالح سليمان بن مسعود بن سليمان بن شعيب العدوي العمري الشيخ بدر الدين الأجودهني أحد المشايخ المشهورين في الهند، كان أكبر أبناء والده، ولد ونشأ بمدينة أجودهن، وتأدب على والده فريد الدين مسعود الأجودهني وأخذ عنه ولازمه، وأخذ عن بعض المشايخ الجشتية، وفد على والده بمدينة أجودهن، ولما مات والده تصدر للارشاد، أخذ عنه ولده علاء الدين وخلق آخرون، مات في رابع شعبان سنة ست وستين- وقيل: تسع وستين- وستمائة بمدينة أجودهن فدفن عند والده. حرف الشين المعجمة مولانا شرف الدين الدهلوي الشيخ العالم الكبير شرف الدين أبو توامة الحنفي الدهلوي الدفين بمدينة سنار كاؤن، كان من كبار الأساتذة، خرج من دهلي في أيام شمس الدين الإيلتمش ، وسافر إلى سنار كاؤن فدرس وأفاد بها مدة عمره، أخذ عنه الشيخ شرف الدين أحمد ابن يحيى المنيري وقال في كتابه خوان بر نعمت في المجلس السادس من ذلك الكتاب: إن شرف الدين أبا توامة كان عالماً كبيراً مشاراً إليه في التبحر في العلوم، لم يختلف في ذلك أحد- انتهى. مولانا شرف الدين الولوالجي الشيخ الفقيه شرف الدين الولوالجي الدهلوي كان من كبار الأساتذة، يدرس ويفيد بمدينة دهلي في عهد السلطان غياث الدين بلبن، ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخ فيروز شاهي. القاضي شرف الدين الأصفهاني الشيخ الفقيه شرف الدين الأصفهاني أحد الرجال المشهورين في عصره، كان عاملاً على ملتان في أيام ناصر الدين قباجه، قتله ناصر الدين، وكان سببه أنه أنكر أموراً صدرت من قباجه فكتب إلى شمس الدين الإيلتمش يحرضه على قتاله فوقع ذلك الكتاب في يد قباجه فاغتاظ منه وقتله، كما في تاريخ فرشته. مولانا شرف الدين العراقي الشيخ الصالح الكبير شرف الدين العراقي السهروردي أحد الأولياء المشهورين ببلاد الدكن، أخذ الطريقة عن الشيخ شهاب الدين السهروردي وقدم الهند وأقام بدهلي أيام السلاطين الخلجية زماناً ثم سافر إلى بلاد الدكن وسكن بقلة من الجبل قريباً من حيدر آباد، وهدى الله به كثيراً من الوثنيين، مات لإحدى عشرة بقين من شعبان سنة سبع وثمانين وست مائة، كما في محبوب ذي المنن. شمس الدين الإيلتمش الملك المؤيد المظفر شمس الدين الإيلتمش بن ايلم خان الألبري التركماني السلطان الصالح، جلب في صغر سنه إلى بخارا فاشتراه الحاج البخاري ثم اشترى منه الحاج جمال الدين جست قبا فسار به إلى غزنة ثم إلى دهلي فاشتراه الأمير قطب الدين أيبك ورباه في مهد السلطنة وأقطعه كواليار بعد تسخيرها ثم اقطعه بدايون وما والاها من البلاد وأمره على عساكره وزوجه بابنته. فلما توفي قطب الدين اتفق الناس عليه فقام بالملك بعده، وسار إلى أرض أزيسه بعساكره وقاتل صاحبها قتالاً شديداً ثم صالحه على مال يؤديه عاجلاً وآجلاً، وسار إلى بنكاله سنة اثنتين وعشرين وستمائة وانتزعها من يد السلطان غياث الدين الخلجي وأقام له الخطبة والسكة بها وأمر عليه ولده ناصر الدين محموداً ورجع بثمان وثلاثين فيلاً وثمانين ألف تنكه، وسار إلى قلعة رنتهبور سنة ثلاث وعشرين وستمائة وكانت حصينة متينة فحاصرها وضيق على أهلها واشتد القتال حتى ملكها، وسار إلى قلعة مندو الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 سنة أربع وعشرين وستمائة فملكها أيضاً وملك ما والاها من البلاد. ثم سار إلى بنكاله مرة ثانية سنة سبع وعشرين وستمائة، وكان سبب ذلك أن ولده ناصر الدين محموداً توفي بها فثار المفسدون من كل ناحية من نواحيها فسار إليها بعساكره وأصلح الفاسد وأمر عليها علاء الدين، أحد خواصه، وسار في سنة تسع وعشرين إلى كواليار لأن كفار الهند ملكوها مرة ثانية فحاصرها وأدام الحصار عليها إلى سنة وضيق على أهلها فخرج صاحبها ديوبيل من القلعة وانحاز إلى ناحية فدخل الإيلتمش القلعة وقتل وأسر ثم رجع إلى دهلي، وسار في سنة إحدى وثلاثين إلى مالوه وحاصر قلعة بهلسه فملكها وهدم كنيستها مهاكال التي كانت تقارب سومنات في الرفعة والمكانة وأخرج تمثال بكرماجيت، عظيم الهنود وتماثيل الملوك الأخر من تلك الكنيسة وألقاها على عتبة الجامع الكبير بمدينة دهلي. وكان عادلاً صالحاً فاضلاً، ومن مآثره أنه اشتد في رد المظالم وإنصاف المظلومين وأمر أن يلبس كل مظلوم ثوباً مصبوغاً، وأهل الهند جميعاً يلبسون البياض فكان متى قعد للناس أو ركب فرأى أحداً عليه ثوب مصبوغ نظر في قضيته وإنصافه ممن ظلمه، ثم إنه أعيى في ذلك فقال: إن بعض الناس تجري عليهم المظالم بالليل وأريد تعجيل إنصافهم، فجعل على باب قصره أسدين مصورين من الرخام موضوعين على برجين هنالك وفي أعناقهما سلسلتان من الحديد فيهما جرس كبير، فكان المظلوم يأتي ليلاً فيحرك الجرس فيسمعه السلطان وينظر في أمره للحين وينصفه- صرح به ابن بطوطة في كتابه، وكانت وفاته سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. مولانا شمس الدين الخوارزمي الشيخ العالم الكبير شمس الدين الخوارزمي أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولاه السلطان غياث الدين بلبن الصدارة بدهلي ولقبه شمس الملك، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني وقطب الدين ناقله وبرهان الدين عبد الباقي وخلق كثير من أهل العلم. قال الكرماني في سير الأولياء: إن الشيخ نظام الدين قرأ عليه المقامات الحريرية وحفظ منها أربعين مقامة وكان يذكره بالخير- انتهى. القاضي شمس الدين المراخي الشيخ العالم الفقيه القاضي شمس الدين المراخي كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول، لم يزل يشتغل بالدرس والإفادة بدار الملك دهلي، ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخ فيروز شاهي. القاضي شمس الدين المارهروي الشيخ العالم الفقيه القاضي شمس الدين المارهروي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، كان قاضياً بمارهره في أيام مغر الدين بهرام شاه، فسعى به الشيخ أيوب التركماني وكان نافذ الكلمة عند السلطان فألقاه السلطان إلى الفيل فقتله صبراً، كما في طبقات ناصري، لعله سنة تسع وثلاثين وستمائة. القاضي شمس الدين البهرائجي الشيخ الفاضل شمس الدين البهرائجي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، كان قاضياً بمدينة بهرائج، وتقرب إلى محمود بن الإيلتمش حين كان والياً بها من قبل ابن أخيه علاء الدين مسعود بن فيروز بن الإيلتمش السلطان، فلما قام بالملك ولاه قضاء الممالك لثلاث بقين من رجب سنة إحدى وخمسين وستمائة فصار المعتمد والمستشار في مهمات الأمور، فسخط عليه الناس وحسدوه وسعوا به إلى السلطان فعزله عن القضاء يوم الأحد لسبع بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وستمائة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 ثم لما خرج على السلطان بعض أمرائه سنة خمس وخمسين وستمائة اتهموه بأنه حرضهم عليه فنفاه السلطان عن مدينة دهلي يوم الأحد ثاني جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين وستمائة فسار إلى اقطاعه، كما في طبقات ناصري. الشيخ شهاب الدين جكجوت الشيخ الكبير شهاب الدين بن محمد السهروردي الكاشغري ثم الهندي الجلهلوي، كان من العلماء الربانيين المعروفين بالزهد والورع والإستقامة على الطريقة الظاهرة والصلاح، قدم الهند وأقام بقرية جلهلي- بكسر الجيم- على ثلاثة أميال من مدينة بلنه، وكان من أصحاب الشيخ شهاب الدين السهروردي، وكانت له ثلاث بنات ولدن الرجال المشهورين أمثال الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري والشيخ أحمد جرم بوش، وقبره بقرية جهلي ظاهر مشهور يزار ويتبرك به، وأما جكجوت فمعناه نور العالم. مولانا شهاب الدين الأجودهني الشيخ الفاضل شهاب الدين بن فريد الدين العدوي العمري الأجودهني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة أجودهن، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وجد في البحث والاشتغال حتى تأهل للفتوى والتدريس، ثم أخذ الطريقة بأمر أبيه عن بعض مشايخ جشت الذي قدم أجودهن لزيارة والده، قال الكرماني في سير الأولياء: إنه كان عالماً كبيراً ذا وقار وعفة وطهارة، يصرف أوقاته في حضرة الشيخ غالباً وينقح المعاني الدقيقة والمطالب الغامضة ويقرر تلك المسائل بفصاحة وبلاغة، وكانت بينه وبين الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني محبة صادقة ومودة واثقة، ربما يذكره الشيخ بالخير ويثني على علمه وجلالته- انتهى. مولانا شهاب الدين البدايوني الشيخ الفاضل شهاب الدين بن جمال الدين المهمروي البدايوني أحد الأفاضل المشهورين في عهد أبناء الإيلتمش، اعترف بفضله فخر الملك العميد التولكي ولقبه بالأستاذ، وذكره الأمير خسرو بن سيف الدين الدهلوي في بعض قصائده منها قوله: در بدايون مهمر سر مست بر خيزد زخاك كر بر آيد غلغله مرغان دهلي زين نوا وأخذ عنه الشيخ ضياء الدين النخشبي، وله قصائد غراء بالفارسية منها قوله: الفم بلوح هستي همه هيج در نشاني ببقاي غير قائم زوجود خويش فاني صف آخر ايستاده بأميد به نشيني ز تحرك آرميده بصفات بي نشاني السيد شهاب الدين الكرديزي السيد الشريف شهاب الدين بن زين الدين بن عيسى باقر بن نظام الدين أبو العلى محمد بن أبي طالب حمزة بن محمد بن طاهر بن جعفر الزكي المشهور بالكتاب- عليه وعلى آبائه السلام. حرف الصاد المهملة مولانا صمصام الدين الفرغاني الشيخ الفاضل صمصام الدين الفرغاني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قدم الهند ودخل بنكاله فقربه إلى نفسه محمد بن بختيار الخلجي وأكرمه وبذل له مالاً خطيراً فغزا معه كفار الهند وسكن بأرض بنكاله مع أخيه نظام الدين، أدركه القاضي منهاج الدين عثمان بن محمد الجوزجاني صاحب الطبقات سنة إحدى وأربعين وستمائة وروى عنه أخبار الخلجي في كتابه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 حرف الطاء المهملة بهاء الدين طغرل المعزي الأمير الكبير بها الدين طغرل المعزي المنسوب إلى الشهاب معز الدين محمد بن سام الغوري كان من مماليكه، خدمه زماناً وغزا معه في بلاد الهند وفتح قلعة تهنكر، فولاه الشهاب على ناحية بيانة- بفتح الموحدة والتحتية- فساس الأمور وأحسن إلى الناس وغمرهم بإحسانه وجوده، وكان من أجواد الدنيا عادلاً باذلاً كريماً حسن العقيدة، كثير الخيرات، محباً لأهل العلم، محسناً إليهم، مات في أيام قطب الدين أيبك، كما في طبقات ناصري. حرف الظاء المعجمة القاضي ظهير الدين الدهلوي الشيخ العالم الفقيه القاضي ظهير الدين الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي في عهد السلطان غياث الدين بلبن، أخذ عنه خلق كثير، كما في تاريخ فيروز شاهي للقاضي ضياء الدين البرني. حرف العين المهملة الشيخ عبد الرشيد الكيتهلي الشيخ الصالح عبد الرشيد بن نصير الدين القرشي المدني ثم الهندي الكيتهلي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان يدعى بصوفي بدهني، ذكره الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار بذلك اللقب، والشيخ عبد الصمد بن أفضل محمد التميمي الأكبر آبادي في أخبار الأصفياء باسمه، قال عبد الصمد: إنه كان نجل الشيخ زين العابدين بن عبد الرزاق بن السيد الإمام عبد القادر البجلي- والله أعلم، وكان شديد التعبد ذا كشوف وكرامات وترك وتجريد، يذكره الشيخ نظام الدين محمد البدايوني بالخير، كما في فوائد الفؤاد، مات سنة ثمان وثلاثين وستمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد العزيز بن محمد الدمشقي الشيخ العالم الكبير العلامة عبد العزيز بن محمد الإمام نجم الدين الدمشقي ثم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، أخذ عن الإمام فخر الدين الرازي صاحب المباحث المشرقية وقدم الهند فاغتنم قدومه الملوك والأمراء، وكان السلطان غياث الدين بلبن يتردد إليه في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة ويحظى بصحبته. الشيخ عبد العزيز علمبردار المكي الشيخ الصالح المعمر عبد العزيز الصالحي المكي المشهور بعبد الله علمبردار- أي صاحب لواء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقال: إنه أدرك زمان الخليل ومن بعده من الأنبياء، وقيل: إنه لم يدرك الخيلي، بل أدرك عيسى بن مريم فآمن به ثم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم على يده ولازمه وصار من أهل الصفة، ثم إنه سافر معه في إحدى غزواته وبيده لواؤه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغلبت عليه الحالة فتأخر عنه صلى الله عليه وسلم في إحدى منازل السفر واستغرق فلم ينتبه أربعين سنة. فلما ورد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذلك المقام في حرب الجمل أو حرب صفين انتبه من ضوضاء الناس وسأل عنه فقيل: هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، فقام وبايعه وخدمه في الحرب ثم دخل في السرداب وظن أنه توفي، ولم يزل كذلك أربعين سنة، ثم خرج وساح البلاد مدة طويلة ثم دخل في السرداب وخرج منها بعد أربعين سنة. قال الشيخ حسين القلندر السرهربوري في الغوثية: قال الراوي: كان له- أي للشيخ عبد العزيز المكي- أربعة قبور وفي كل قبر مكث أربعين سنة والناس الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 يتحدثون أنه توف وهو لم يتوف ويخرج من قبره ويدور على وجه الأرض، هكذا فعل ثلاث مرات، وقد يخرج من قبره بعد أربعين سنة، والرابع هذا القبر الذي كان عنده قبر شيخ الإسلام فريد الدين ومن هذا القبر يخرج- انتهى. وقال الشيخ تراب علي الكاكوروي القلندري في أصول المقصود: إنه يخرج في زمن المهدي الموعود كما كان أصحاب الكهف إنتبهوا من الرقود بعد ثلاث مائة سنة وتسع سنين في أيام الملك الصالح ثم رقدوا وإنهم ينتبهون في أيام المهدي الموعود. قال العلامة عبد العلي بن نظام الدين السهالوي ثم اللكهنوي في فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت: ومثل رتن ما يدعون الأولياء القلندرية البررة الكرام صحبة عبد الله ويلقبونه علمبردار وينسبون خرقتهم إليه ويدعون إسناداً متصلاً ويحكون حكاية عجيبة ويدعون بقاءه إلى قريب من ستمائة ولا مجال لنسبة الكذب إليهم فإنهم أولياء أصحاب الكرامات محفوظون من الله تعالى والله أعلم- انتهى. أقول: وتنتهي إليه سلسلة المشايخ القلندرية والمدارية بواسطة المعمرين، وليس له عين ولا أثر في كتب الرجال والسير، ولم يذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة مع أنه ذكر رتن الهندي وتكلم عليه، ولم يذكره ابن الأثير في أسد الغابة ولا غيره من قدماء المحدثين والمؤرخين في كتبهم، وإن شئت فاذكر قول الذهبي في رتن: وما يصدق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمد ابن الحسن في السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا ويؤمن برجعة علي، وهؤلاء لا يؤثر فيهم العلاج- انتهى، وأما وجود الشيخ عبد العزيز المكي وكونه من الأولياء فليس مما ينكر عليه- والله أعلم. القاضي عثمان بن محمد الجوزجاني الشيخ العالم الكبير القاضي أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان بن إبراهيم ابن عبد الخالق الجوزجاني الشيخ منهاج الدين بن سراج الدين الدهلوي صاحب طبقات ناصري، لعله ولد سنة تسع وثمانين وخمسمائة لأنه صرح في كتابه أنه كان ابن ثماني عشرة في سنة سبع وستمائة، وفي تلك السنة انتقل والده من لاهور إلى باميان، استقدمه بهاء الدين سام بن محمد البامياني وولاه القضاء الأكبر بها، فنشأ في ظل والده واشتغل عليه بالعلم، وتوفي والده في صغر سنه فرماه الإغتراب إلى بلاد أخرى، وقرأ على عصابة العلوم الفاضلة حتى برع في العلم، ودخل مدينة اج يوم الثلاثاء لأربع ليال بقين من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وستمائة، وتقرب إلى ناصر الدين قباجه ملك السند، فولاه التدريس بالمدرسة الفيروزية، وولاه قضاء عسكر ولده بهرام شاه، ولما دخل شمس الدين الإيلتمش الدهلوي السند وحاصر قلعة اج خرج من القلعة وتقرب إليه سنة خمس وعشرين، فولاه الإيلتمش القضاء والخطابة الإمامة والإحتساب وغير ذلك من الأمور الشرعية بمدينة كواليار سنة ثلاثين وستمائة، فاستقل بها إلى سنة خمس وثلاثين. ودخل دهلي في أيام رضية بنت الإيلتمش فولى أوقاف المدرسة الناسرية بدهلي مع القضاء بمدينة كواليار، ولما قام بالملك معز الدين بهرام شاه ولاه قضاء الممالك بحضرة دهلي يوم السبت عاشر جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين وستمائة ثم لما قام بالملك ابن أخيه مسعود شاه استقال عن القضاء، لعله في ثامن ذي القعدة من السنة المذكورة، وسافر إلى لكهنوتي وخرج من دهلي يوم الجمعة تاسع رجب سنة أربعين وستمائة، فسار إلى بديوان ثم إلى أوده إلى كزه ثم إلى لكهنوتي فدخلها يوم الأحد سابع ذي الحجة سنة أربعين وستمائة. ونال من عز الدين طغرل طغانخان أمير تلك الناحية الصلات الجزيلة فأقام بها سنتين ورجع إلى دهلي فدخلها يوم الإثنين الرابع عشر من صفر سنة ثلاث وأربعين وستمائة فشفع له غياث الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 الدين بلبن وكان أمير الحاجب فولى القضاء بكواليار وخطابتها، وولي أوقاف المدرسة الناصرية يوم الخميس السابع عشر من صفر سنة 643، وصنف ناصري نامه منظومة في غزوات ناصر الدين محمود بن الإيلتمش سنة خمس وأربعين، فنال الصلات الجزيلة من غياث الدين بلبن أمير الحاجب وأعطى قرية بأعمال هانسي وولي قضاء الممالك مرة ثانية بحضرة دهلي يوم الأحد عاشر جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وستمائة، وعزل عنه لثلاث بقين من رجب سنة إحدى وخمسين وستمائة، ولقب بصدر جهان سنة اثنتين وخمسين، وولي قضاء الممالك مرة ثالثة يوم الأحد الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين وستمائة، صرح بذلك في كتابه طبقات ناصري. وكان عالماً بارعاً في الفقه والأصول والسير والتاريخ والشعر، وفيه من حسن الخلق والتواضع وكرم السجايا ومعرفة حقائق القضايا ما هو غاية ونهاية، وقد أدركه الشيخ نظام الدين محمد البدايوني حين دخل دهلي وكان يقول: إنه كان يستمع الغناء ويتواجد واستقام على ذلك بعد ما تولى القضاء، وكان مذكراً تؤثر موعظته في قلوب الناس، قال: إني حضرت في تذكيره مرة وكان ينشد. لب بر لب لعل دلبران خوش كردن وآهنك سر زلف مشوش كردن امروز خوش است ليك فرداست زيان خود را جو خسي طعمة آتش كردن قال: فغشي علي وأفقت بعد ساعة، كما في فوائد الفؤاد، وللشيخ منهاج ابن السراج مصنفات عديدة، منها طبقات ناصري في التاريخ صنفه في أيام ناصر الدين محمود بن الإيلتمش، وله ناصري نامه في غزواته، وله قصائد غراء بالفارسية في المديح. أما كتابه طبقات ناصري فهو على ثلاثة وعشرين مجلداً، الأول في تاريخ الأنبياء، والثاني في أخبار الخلفاء الأربعة، والعشرة المبشرة، وأعقاب سيدنا علي رضي الله عنه، والثالث في أخبار الخلفاء الأموية، والرابع في أخبار الخلفاء العباسية إلى سنة 656 هـ، والخامس في أخبار ملوك الفرس من طائفة بيشدادي إلى الأكاسرة ثم إلى يزدجرد، والسادس في تاريخ ملوك اليمن، والسابع في أخبار الطاهرية إلى 259، والثامن في أخبار الصفاريين إلى 289، والتاسع في أخبار السامانية من 289 إلى عبد الملك بن نوح، والعاشر في أخبار آل بويه من بدء أمرهم إلى أبي الفوارس شرف الدولة، والحادي عشر في أخبار ملوك غزنة من سبكتكين إلى خسرو ملك، والثاني عشر في أخبار الملوك السلجوقية، والثالث عشر في أخبار السنجرية من أتابكة العراق وأتابكة الفرس وملوك نيسابور، والرابع عشر في أخبار ملوك نيمروز سجستان، والخامس عشر في أخبار أتابكة الشام وأيوبية مصر، والسادس عشر في أخبار ملوك خوارزم، والسابع عشر في أخبار الشبستانية من ملوك الغور، والثامن عشر في أخبار ملوك باميان وطخارستان، والتاسع عشر في ذكر ملوك الشبستانية بغزنة، والعشرون في أخبار الملوك المعزية بالهند وفيه أخبار قطب الدين أيبك، وناصر الدين قباجه، وبهاء الدين طغرل، وأخبار بختيار الخلجي ومن بعده إلى غياث الدين، الحادي والعشرون في أخبار الملوك الشمسية بالهند من شمس الدين إيلتمش إلى ناصر الدين محمود، الثاني والعشرون في أخبار نواب الملوك الشمسية بأقطاع الهند، الثالث والعشرون في غزوات السلطان سنجر وفتح تركستان بيد خوارزم شاه إلى سنة 658 هـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 الشيخ عثمان بن حسن المروندي الشيخ الصالح عثمان بن حسن الحسيني المروندي ثم السيوستاني المعروف بلعل شاهباز قدم ملتان سنة اثنتين وستين وستمائة، فكلفه محمد بن غياث الدين الشهيد بالإقامة في ملتان، وأراد أن يبني له زاوية بتلك المدينة فلم يقبله وسافر في بلاد الهند، ثم رجع إلى أرض السند وسكن بسيوستان، ولم يزل بها حتى مات، وكان شيخاً وقوراً مجرداً حصوراً، يذكر له كشوف وكرامات، توفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة بسيوستان فدفن بها، كما في تحفة الكرام. خواجه عزيز الكركي الشيخ الصالح عزيز الكركي البدايوني العارف الفقيه الزاهد كان يذكره الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي بالخير ويذكر كشوفه وكراماته، مات سنة ست وستين وستمائة بكرك قرية من أعمال بدايون، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عزيز الدين اللاهوري الشيخ الصالح عزيز الدين الحسيني البغدادي ثم الهندي اللاهوري أحد الرجال المعروفين بالعلم والمعرفة، قدم الهند سنة أربع وسبعين وخمسمائة، فسكن بلاهور ودرس وأفاد بها ستاً وثلاثين سنة، توفي سنة اثنتي عشرة وستمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ علاء الدين الدهلوي الشيخ العميد علاء الدين الدهلوي الدبير المشهور بعمدة الملك، كان من كبار الأفاضل، ولي ديوان الرسائل في عهد السلطان غياث الدين بلبن، ثم في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ومات في أوائل عهده، ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه، وأثنى على فضله وبراعته في الإنشاء والترسل. الشيخ علي بن أبي أحمد الجشتي الشيخ الصالح علي بن أحمد بن مودود بن يوسف الحسيني الشيخ محي الدين الجشتي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بقرية جشت، وتأدب على والده وأخذ عنه وعن صنوه الكبير أبي محمد، ثم قدم الهند وطابت له الإقامة بدهلي، فلما مات صنوه أبو محمد بعث أهل تلك القرية رجالاً من أصحاب والده يستقدمونه إلى جشت ليجلس على مسند الإرشاد، فمنعه السلطان غياث الدين بلبن والتمس إقامته بدهلي، فسكن بها وبعث إلى ابن أخيه أبي أحمد ابن أبي محمد الجشتي الإجازة، كما في سير الأولياء، أخذ عنه ولده محمد بن علي، وسلسلة الشيخ ركن الدين مودود الكجراتي وصاحبه عزيز الله المتوكل تصل إليه ببضع وسائط، وهذه الطريقة الوحيدة في أرض الهند تصل إلى مشايخ جشت بغير واسطة الشيخ معين الدين حسن الأجيمري، مات ودفن بمدينة دهلي. الشيخ علي بن أحمد الكليري الشيخ الكبير علاء الدين علي بن أحمد الصابر الإسرائيلي الكليري، أحد الأولياء المشهورين بأرض الهند، كان إسرائيلي النسب من ذرية سيدنا موسى- على نبينا وعليه السلام- سعد بصحبة الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني في شبابه، ولازمه مدة من الزمان بغاية الترك والتجريد والزهد والمجاهدة، فبلغ رتبة قلما وصل إليها أصحابه، فوجهه الشيخ إلى كلير- بفتح الكاف- وكانت مدينة عامرة في أودية الجبال في وسط الهند فاشتغل بها بالعبادة والإفادة، أخذ عنه الشيخ شمس الدين التركماني، وكانت وفاته في الثالث عشر من ربيع الأول سنة تسع وثمانين أو تسعين وستمائة، كما في مهرجهانتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 بهاء الدولة علي بن أحمد الجامجي الصدر الأجل مجد الملك بهاء الدولة علي بن أحمد الجامجي كان من كبار الأمراء، فتح جاجنكر مع قلة عدده وهزم صاحبها مع أنه كان له سبعمائة فيلة ومائة ألف فارس وعشرة لكوك رجالة، وغنم أموالاً وسبى الذراري وقتل خلقاً كثيراً، فتوهم منه شمس الدين الإيلتمش، وأخذ عنه عشرين لك تنكه وأسره ثم لما غلب شمس الدين علي تاج الدين الدز كتب إليه مجد الملك هذه الأبيات: جون ملك توشد يكي بصد بخش مرا اميد تو حق نكرد رد بخش مرا هر جند شفاعتم كسى مي نكند شكرانة اين فتح بخود بخش مرا فخلى سبيله وخلع عليه وقربه إلى نفسه ثم جعله أمير داد بمدينة بدايون، فاستقل بها زماناً وقتل المفسدين في ناحية بهرائج وفتحها مرة ثانية، وغنم خمساً وعشرين لكا وأدخلها في بيت المال، واتهموه بالبغي والخروج مرة ثانية وأسروه ثم أبعدوه عن دار الملك، فجمع فرساناً ورجالة وفتح مدينة بنارس وطار صيته بالجود والكرم، فأرادوا قتله غيلة فأخبره بعض ندمائه فخرج من المجلس ولحق بجنده وأخذ البيعة من الناس للسلطان ناصر الدين قباجه ملك السند وجبى الخراج وتسلط على بهرائج وبعث إلى ناصر الدين محمد بن محمد العوفي صاحب لباب الألباب خطبة فقرأوها في الجامع الكبير بمدينة لج. منهاج الدين علي بن إسحاق البخاري الشيخ العالم الكبير منهاج الدين علي بن إسحاق البخاري الدهلوي أحد الأفاضل المشهورين بدهلي يدرس ويفيد في المدرسة المعزية بدهلي، أخذ عنه حفيده بدر الدين إسحاق بن علي البخاري وخلق كثير من العلماء، وكان نسبه يتصل بعمر الأشرف ابن علي بن الحسين السبط- رضي الله عنهم، مات بدهلي ودفن بها. ضياء الدين علي بن أسامة الحلي السيد الشريف ضياء الدين علي بن أسامة بن عدنان بن أسامة الحلي أبو القاسم، كان من نسل عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة، وقد شرحت نسبه في ترجمة أخيه زيد بن أسامة الحلي، فارق العراق وقدم الهند مع أخيه المذكور وولي بها زعامة الطاليبين، وكان زعيم ألف فارس، ومات بالهند، كما في عمدة الطالب وينتهي إليه نسب السيد الشريف محمد بن محمد القنوجي، ويعرف عشيرته بسادات رسولدار. علي بن الحامد الكوفي الشيخ الفاضل علي بن الحامد بن أبي بكر الكوفي ثم الأجي السندي أحد رجال العلم والمعرفة، ولد ونشأ بمدينة أج، وخرج منها وسافر إلى بهكر وألور سنة 613 هـ وله ثمان وخمسون سنة، فلقي بها القاضي إسماعيل بن علي بن محمد بن موسى الطائي ووجد عنده أجزاء من تاريخ السند وغزوات المسلمين عليها وفتوحاتهم بها بالعربية كتبها جدود القاضي، فأخذ عنه الأجزاء ونقلها إلى الفارسية للوزير حسن بن أبي بكر بن محمد الأشعري عين الملك، وكتابه موجود في مكتبة المرحوم خدا بخش خان بمدينة عظيم آباد أوله: حمد وستائش مر بروردكار- الخ، كما في محبوب الألباب. القاضي علي بن عمر المحمودي الشيخ الإمام علي بن عمر المحمودي القاضي حميد الدين افتخار الأفاضل، كان من العلماء المشهورين في سعة العلم وطول الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 الباع، نال الصلات الجزيلة من السلطان قطب الدين أيبك، وله رسائل مبتكرة مشهورة في الهند، ومن شعره قوله: تا جند بارم أي زليت كشة زار لعل آب از دو ديده درغم آن آبدار لعل ني ني جو يافت بالب ودندانت نسبتي ناقص شدست لؤلؤ وكشتست خوار لعل إلى غير ذلك من الأبيات الرائقة التي أوردها العوفي في لباب الألباب. جمال الدين علي اللاهوري الصاحب العميد جمال الدين علي اللاهوري المشهور بسيد الكتاب، كان متولياً بديوان الإنشاء في نيسابور للملك المؤيد، أدركه نور الدين محمد بن محمد العوفي بتلك البلدة وصحبه، وله مراسلات إلى فريد الدين محمد بن أحمد يار الكافي الكاتب، وإلى غيره من الصدور والكتاب، ومما كتب إليه فريد الدين مجيباً له: آمد ببام عاشق مهجور مستهام مرغى ز آشيانه معشوق نامه نام لفظش جو لعل منجمد از خندة هوا خطش جو در منعقد ازكرية غمام برسيدم از عطارد كين نامه زان كيست وزاهل فضل منشى اين درج در كدام كفت آنكه مبدعان نكات براعتند با من كه خواجه همه ام بيش از غلام كفتم جواب نامة نويسم بطنز كفت اقرار تو بعجز جواب ست والسلام علاء الدين علي الأصولي الشيخ الصالح علاء الدين علي الأصولي البدايوني، كان من رجال العلم والطريقة، قرأ عليه الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني، وكان الشيخ نظام الدين يقول: إنه كان من أصحاب الشيخ جلال الدين التبريزي، وكان على قدم شيخه في الخصال الحميدة وكان يجتهد في ستر حاله من صبر ورضا ويعمر ساعاته بالإفادة والعبادة، كما في فوائد الفؤاد. علاء الدين علي مردان الخلجي الأمير الكبير علاء الدين علي مردان الخلجي أحد الرجال المعروفين بالجلادة، سار إلى بنكاله وقاتل كفار الهند ثم استعمله عز الدين محمد بختيار الخلجي على ناركوتي فضبط البلاد وأحسن إلى الناس، ولما رجع محمد بختيار من بلاد التبت واعتراه المرض سار إليه وقتله ثم قام بالملك فشن الغارة عليه محمد شيران الخلجي وحبسه، ثم خلص من الأسر وسار إلى دهلي وتقرب إلى قطب الدين أيبك سلطان الهند فاستعمله على بنكاله فضبط البلاد وأحسن السيرة في الناس، ولما مات قطب الدين استقل بالملك وتلقب بعلاء الدين فخضعت له العباد ودانت له البلاد. وكان ملكاً فاتكاً غشوماً متكبراً، بدل سيرته في آخر أمره، فتعدى على الناس وأمعن في الظلم فخرج عليه الأمراء وقتلوه، وكانت مدة سلطنته سنتين، كما في طبقات ناصري والذي يظهر من ذلك أنه قتل نحو سنة تسع وستمائة. حسام الدين عوض بن الحسين الخلجي السلطان العادل الكريم حسام الدين عوض بن الحسين الخلجي السلطان غياث الدين الشهيد ملك بنكاله، ولد ونشأ ببلاد الغور وقدم الهند، فسار إلى بنكاله وتقرب إلى محمد بن بختيار الخلجي وقاتل الكفار، ولما قتل على مردان الخلجي سنة تسع وست الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 مائة اتفق الناس عليه وبايعوه فاستقل بالملك وتلقب غياث الدين. وكان ملكاً عادلاً كريماً باذلاً شجاعاً محباً لأهل العلم محسناً إليهم مشكور السيرة في الناس، اجتمع إليه السادة والأشراف من كل ناحية فأحسن إليهم وغمرهم بجوده وإحسانه، وساس الناس أحسن ما يكون، وله عقل ودين وميل إلى معالي الأمور. ومن مآثره الجميلة أنه بنى جسراً كبيراً من لكهنوتي إلى لكهنور في الشعبة الغريبة من نهر كنك ومن جانب آخر إلى ديوكوث في الشعبة الشرقية، وطول الجسر مسيرة عشرة أيام، فاستراح الناس به وكانوا قبل ذلك يصلون إلى العمرانات في أيام المطر بالفلك. قال القاضي منهاج الدين الجوزجاني في طبقات ناصري: إني دخلت بنكاله سنة إحدى وأربعين وستمائة فرأيت آثاراً من خيراته، قال: إن لبلاد لكهنوتي جناحين وفي كل منهم يجري ماء كنك يسمون الجانب الغربي الأزال وبلدة لكهنوتي في ذلك الجانب ويسمون الجانب الشرقي بربنده، وفي ذلك الجانب بلدة ديوكوث، فبنى الجسر من لكهنوتي إلى لكهنور في جانب ومن آخر إلى ديوكوث مسيرة عشرة أيام، وسبب ذلك أن في أيام المطر يغمر الماء تلك الأرض كلها فلا يصل الناس إلى العمرانات إلا بالفلك. قال: وشمس الدين الإيلتمش سير إليه عساكره غير مرة وسار نحوه بنفسه سنة اثنتين وعشرين وستمائة وصالحه بمال يؤديه، واستولى على بهار ورجع إلى دهلي، وسير ولده ناصر الدين محموداً سنة أربع وعشرين وستمائة من بلاد أوده مع عساكره فقاتله قتالاً شديداً فانهزم منه غياث الدين وقتل، وكانت مدة سلطنته على بنكاله اثنتي عشرة سنة، قال: وكان شمس الدين الإيلتمش يذكره بالخير ويذكره بلقبه غياث الدين ويقول: إنه كان مستحقاً لذلك اللقب- انتهى، مات سنة أربع وعشرين وستمائة. فخر الدين عميد التولكي الفاضل الكبير فخر الملك فخر الدين عميد التولكي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، كان مستوفي الممالك في أرض الهند في أيام ناصر الدين محمود ابن الإيلتمش السلطان الصالح. وكان فاضلاً كبيراً شاعراً مجيد الشعر، له قصائد غراء بالفارسية أورد بعضها عبد القادر البدايوني في منتخب التواريخ. ومن شعره قوله: منكه جون سميرغ دريك كوشه مسكن كرده أم ما وراي مركز خاكي نشيمن كرده أم ننك هر مرغي درين بوم ازجه معنى مي كشم رفته أم عنقا صفت در كوه مسكن كرده# أم مرغ همت تانكردد خرمن سفلى كراي خرمن جرخش ز أنجم بر ز أرزن كرده أم مه جه خرمن ميزند جون دانه ننمايد بكس من بجو سنك مروت جند خرمن كرده أم نو عروس بكر معنى را بنور معرفت در شبستان خرد جون روز روشن كرده أم سير اجرام سبهر أز جدول تقويم كن برد رنج ناطقه يك يك مبرهن كرده أم در لكام جار حلقه كان ستام عنصريست بس رياضتها كه من بر نفس توسن كرده أم طوطىء جان راكه قالب كلخن مستوحش است هر نفس دستان سراي سير كلشن# كرده أم شد بكلشن طوطى وزاغ هوا را بر اثر كرد بر كرد طبيعت وقف كلخن كرده أم در بسي فن اهل حكمت را كران رغبت نبود من دران صد كونه زه جون مرد يك فن# كرده أم كنج حكمت را ضمير من جراغ افروز شد در فتيلش تا زنور عقل روغن كرده أم كوهر اسرار معنى شد جنان حاصل كه من خاطر از كنجينة اسرار مخزن كردة أم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 روزي از راه رعونت در كلستان هوا جلوه حكمت جو طاؤس ملون كرده أم شاهباز غيرت حق از كمين زد ينجه زان كبوتر وار در يك كوشه مسكن كرده أم ره دين يك برج بي روزن نمودندم ولي من بهمت ره برون از هفت روزن كرده أم برجى انكه جون دلم بل كز دل من تنك تر رشته أم كوئي مكان در جشم سوزن كرده# أم برج قوس است اين ومن خورشيد سان بر عالمي نو بهار را ز آه سرد بهمن كرده أم ابن نه بس آهنكر آوردم نويد بخت بد كفتمش بر كردن از خوني بكردن كرده أم مسند خورشيد زرين تخت مي زيبد مرا حال را من تكيه بر كرسي آهن كرده أم در كريبان سر فرو برد ازدهاي هفت سر تا من اين مار دو سر در زير دامن كرده أم بند بيزن ميكنندم عرض در جاه ستم ني منيزه ديدم وني جرم بيزن كرده أم صبر بازوي تهمتن دارد از روى قياس قوت مخلص ببازوي تهمتن كرده أم همدمانم هريكي در شغل ومن در بند حبس حاش لله زين سخن تنها كنه من كرده أم كار بر عكس است ورنه خود كه روز بدكشد شغل اشراقي كه من بر وجه أحسن# كرده أم تاوك جرخ ستمكر بكذرد روشن ز بشت كرجه روى صبر را از سينه جوشن كرده# أم تن غذا خواهست دربند غم ومن راتبش شربت از خون وكباب از دل معين كرده أم يك زبان بودم جو لاله در شكايت بعد ازين خويشتن را بعد ازين مانند سوسن كرده أم جون بنفشه سر به بيش افكنده از قحط كرام هم جو سوسن ده زبان از مدحت# الكن كرده أم كيفر لب مي برم كز كفتن مدح دروغ هر كداي را شه وأشهب زلادن كرده أم كه سها را برفروغ ماه رجحان داده أم كاه دريا را كم از فيض غريزن كرده أم دوستي با حرص كردم جون عميد از آز خون زان قناعت را بروي خويش دشمن كرده# أم طبع آتش باي را از دست بي آبي جرخ زير حمل محنت اكنون بين جه كودن كرده أم خاطر معنى طراز وطبع كوهر زاي را كرجه ديري شد كه بي قطران ستردن كرده أم هستم اين يك شعر ديواني وصد درج كهر بلكه هر بيتش به از شعر ملون كرده أم حبس برمن شيون آورده است واز لطف سخن سور ديدستي كه من در عين شيون# كرده أم يا رب از نخل كرم برك ونواي من بده مرغ حان را جون بتوحيدت نوازن كرده أم خلعت امنم كرامت كن كه ما را دركهت مامن اصليست اينك قصد مامن كرده أم دور دار از ظلمت شرك ونفاق وحقد وكين باطني كز نور اخلاصت مزين كرده أم آفتاب معرفت در سينه أم تابنده دار جون كهر هاي يقين را سينه معدن كرده أم حرف الغين غياث الدين بلبن سلطان الهند الملك المؤيد المنصور غياث الدين بلبن السلطان الصالح كان من الأتراك الفراخطائية، جلب في صغر سنه إلى بغداد فاشتراه الشيخ جال الدين البصري سنة ثلاثين وستمائة وأتى به إلى الهند، فاشترى منه السلطان شمس الدين الإيلتمش فرباه في مهد السلطنة وزوجه بابنته، فتدرج إلى الإمارة وجعل أمير شكار في عهد رضية بنت الإيلتمش ومير آخور في عهد بهرام شاه وأمير حاجب في عهد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 علاء الدين مسعود سنة اثنتين وأربعين وستمائة، ونال الوزارة الجليلة في عهد ناصر الدين محمود بن الإيلتمش في سنة أربع وأربعين وستمائة فاستقل بها عشرين سنة، ولما مات محمود سنة أربع وستين وستمائة قام بالملك واستقل به عشرين سنة أخرى. وكان من خيار السلاطين عادلاً فاضلاً حليماً كريماً، بذل جهده في تعمير البلاد وسد الثغور ورفع المظالم والإحسان إلى كافة الخلق، وكان في ذلك على قدم السلطان شمس الدين الإيلتمش، وكان محباً لأهل العلم محسناً إليهم، يتردد في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة إلى بيوت الشيخ برهان الدين البلخي، والشيخ سراج الدين السجزي، والشيخ نجم الدين الدمشقي فيحظى بصحبتهم، ويتردد إلى مقابر الأولياء فيزورها، ويتردد إلى مجالس التذكير ويقعد بها كآحاد من الناس، ويداوم على الصلاة بالجماعة والصيام فرضاً كان أو نافلة، ويداوم على صلاة الإشراق والضحى والتهجد، وكان لا يداهن في العدل والقضاء ولا يسامح أحداً ولو كان من ذوي قرابته. قال الشيخ محمد بن بطوطة المغربي الرحالة في كتابه: إنه بنى داراً وسماها دار الأمن فمن دخلها من أهل الديون قضى دينه، ومن دخلها خائفاً أمن، ومن دخلها وقد قتل أحداً أرضى عنه أولياء المقتول، ومن دخلها من ذوي الجنايات أرضى من يطلبه، وبتلك الدار دفن- انتهى، وكلت وفاته سنة ست وثمانين وستمائة بدار الملك دهلي. حرف الفاء فاطمة سام المرأة المعمرة فاطمة سام الدهلوية كانت من الصالحات القانتات، أدركها الشيخ المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني الدهلوي، وكان يذكرها بالخير ويقول: إنها كانت غاية في الصلاح والتقوى، وكانت تنشد الأبيات الرائقة الرفيقة منها ما روى عنها الشيخ المذكور: هم عشق طلب كنى وهم جان خواهي هر دو طلبي ولي ميسر نشود توفيت إلى رحمة الله سبحانه بمدينة دهلي سنة ثلاث وأربعين وستمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ فخر الدين الميرنهي الشيخ الفاضل فخر الدين الزاهدي الميرنهي أحد كبار الأولياء، أخذ الطريقة عن الشيخ قطب الدين بختيار الكعكي ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة المشيخة، كان مولده ومدفنه مدينة ميرله وقيل: إنه كان من نسل الإسكندر بن فيلقوس المقدونوي، صرح به محمد الحسن المندوي في كلزار ابرار. جلال الدين فيروز شاه الخلجي الملك المؤيد فيروز بن يغرس الخلجي جلال الدين فيروز شاه السلطان الصالح الحليم كان مير جامدار في أيام السلطان غياث الدين بلبن ومقطعاً ببلدة سامانة، وجعله حفيده معز الدين كيقباد في آخر أيامه عرض الممالك وأقطعه بلاد برن، ثم لما كان معز الدين اعتراه داء أعيا الأطباء دواؤه طمع الأمراء في الملك وصاروا طائفتين الأتراك والخلج، فخرج فيروز إلى ظاهر البلدة ووقف على تل هناك فكاد الأتراك أن يقبضوا عليه ولكن الله سبحانه لما قيض له الملك لم يقدروا عليه وقتلوا، فدخل فيروز القصر في سنة تسع وثمانين وستمائة واستقل بالملك وله سبعون سنة. وكان حليماً كريماً فاضلاً، اتفق الناس عليه بعد نفورهم عنه لحلمه وفضله وعفوه وكرمه، أداه حلمه إلى قتله بعد سبعة أعوام من ملكه، وقصته أن علاء الدين ابن أخيه كان شهماً شجاعاً منصوراً زوجه بابنته وأقطعه مدينة كزه وما والاها من البلاد، وكان حب الملك ثابتاً في نفسه إلا أنه لم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 يكن له مال إلا ما يستفيده من غنائم الكفار، فاتفق أنه ذهب مرة إلى ديوكير حيث لم يبلغ إليها أحد من الملوك الماضية فأذعن له سلطانها بالطاعة وأهدى له هدايا عظيمة فرجع إلى مدينة كزه ولم يبعث إلى عمه شيئاً من الغنائم، فأغرى الناس عمه به فأرسل إليه، فامتنع من الوصول إليه فقال عمه: أنا أذهب إليه وآتي به فإنه محل ولدي، فتجهز في عساكره وطوى المراحل حتى حل بساحة مدينة كزه وركب النهر برسم الوصول إلى ابن أخيه، وركب ابن أخيه أيضاً في مركب ثان عازماً على الفتك به وقال لأصحابه: إذا أنا عانقته فاقتلوه! فلما التقيا وسط النهر عانقه ابن أخيه وقتله أصحابه كما وعدهم واحتوى على ملكه وعساكره. ومن شعره قوله أمر أن يكتب على بناء عال أسسه بمدينة كواليار: ما را كه قدم بر سر كردون سايد از توده سنك وكل جه قدر افزايد اين سنك شكسته زان نهاديم ز دست باشد كه شكسته درو آسايد وكانت وفاته في سنة ست وتسعين وستمائة. حرف القاف الشيخ قدوة الدين الأودي الشيخ الكبير القاضي قدوة الدين بن ميرك شاه بن أبي العلى الإسرائيلي الأودي أحد الرجال المشهورين، أخذ الطريقة عن الشيخ عثمان الهاروني، وقدم الهند بعد ما افتتحها الملوك وسكن ببلدة أوده، وكان ذا جرأة ونجدة يحتسب على الملوك والصعلوك ولا يخاف في الأمر والنهي، وكان له ولد تولى القضاء بعده اسمه أعز الدين، ثم بارك الله سبحانه في ولده فعمروا اثنتين وخمسين قرية من أرض أوده، ونشأ منهم العلماء والمشايخ، كما في بحر زخار، وأما نسبه فالمشهور على ألسنة الناس أنه كان من بني إسرائيل، ويقال: إنه كان من أبناء الملوك، مات في سنة خمس وستمائة، كما في بحر زخار. شيخ الاسلام قطب الدين بختيار الأوشي الشيخ الإمام العارف الكبير الزاهد المجاهد قطب الدين بن كمال الدين الكعكي الأوشي، كان من كبار الأولياء، ولد بأوش في حدود ما وراء النهر، وتوفي والده حين كان ابن سنة وستة أشهر فربي في حجر والدته العفيفة، فلما بلغ الخامسة من عمره دخل في المدرسة وتلمذ على الشيخ أبي حفص المعلم الأوشي وأخذ عنه، ثم رحل إلى بغداد، وسعد بملازمة الشيخ الكبير معين الدين حسن السجزي الأجميري في مسجد الفقيه أبي الليث السمرقندي، فلبس منه الخرقة وكان المجلس محفوفاً بالشيوخ كالشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي والشيخ أوحد الدين الكرماني والشيخ برهان الدين الجشتي والشيخ محمود الأصفهاني وغيرهم. قيل: إنه بايع الشيخ معين الدين المذكور وله ثماني عشرة من العمر، وفاز بالخلافة وله عشرون سنة، ثم عطف عنان العزيمة إلى أرض الهند، وأدرك الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني والشيخ جلال الدين التبريزي بملتان، ثم قدم دهلي فأكرمه السلطان شمس الدين الإيلتمش غاية الإكرام فتوطن بها وكان الملك يتردد إليه في كل أسبوع، فاجتمع لديه خلق كثير من المشايخ والعلماء وانتفعوا به. وكان من الأولياء السالكين المرتاضين يقوم الليل ويصوم النهار ويشتغل بالذكر والفكر على الدوام فارغاً قلبه عن هواجس الخطرات زاهداً متورعاً عزباً يستمع الغناء ويتواجد ويستغرق في بحار المعارف حتى إنه توفي في تلك الحالة. قال الشيخ المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني: إنه حضر مرة في مجلس السماع بزاوية الشيخ علي السجزي وكان المغنى يغني بأبيات الشيخ أحمد الجامي فلما أنشد هذا البيت: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 كشتكان خنجر تسليم را هر زمان از غيب جان ديكر است تواجد الشيخ قطب الدين وغشي عليه، فحمله أصحابه الشيخ بدر الدين الغزنوي والقاضي حميد الدين الناكوري وغيرهما وأتوا به إلى بيته وكان القوال معهم يكرر البيت المذكور فلم يفق إلى ثلاثة أيام، واشتدت عليه الحالة في اليوم الثالث إلى أن توفي إلى رحمة الله سبحانه، كما في فوائد الفؤاد، وكان ذلك يوم الاثنين الرابع عشر من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة وكان عمره يوم وفاته خمسين سنة، وقيل: اثنتين وخمسين، وقيل: خمساً وستين سنة، كما في مهرجهانتاب. قال الشيخ محمد بن بطوطة المغربي في كتابه: إن سبب تسمية هذا الشيخ بالكعكي أنه كان إذا أتاه الذين عليهم الدين شاكين من الفقر أو القلة أو الذين لهم البنات ولا يجدون ما يجهزونهن به إلى أزواجهن يعطي من أتاه منهم كعكة من الذهب أو الفضة حتى عرف من أصل ذلك بالكعكي- انتهى. قطب الدين الأيبك سلطان الهند الملك الكبير قطب الدين الأيبك السلطان العادل الباذل، جلب من تركستان في صغر سنه، فاشتراه القاضي فخر الدين بن عبد العزيز الكوفي بمدينة نيسابور، وعلمه القرآن والخط وغير ذلك، ولما توفي القاضي المذكور اشتراه واحد من التجار المسلمين من أبناء القاضي وعرضه على شهاب الدين الغوري، فاشتراه وجعله من خواصه فتدرج إلى الإمارة. ولما سار نحو الهند في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة أمره على عساكره وأقطعه سرستي، وسامانة، وكهرام وما والاها من البلاد والقلاع، فقام قطب الدين بالملك وأحسن السيرة في رعيته، ثم شن الغارة إلى ميرله فملكها، ثم سار إلى دهلي وقاتل صاحبها أشد قتال فهزمه ودخل دهلي وجعلها دار ملكه، ثم سار إلى قلعة كول في سنة تسعين وخمسمائة ففتحها عنوة وأخذ الغنائم الكثيرة. ولحق بشهاب الدين حين قدومه إلى الهند فجعله شهاب الدين طليعة لعساكره وبعثه إلى قنوج فلقيه ملكها جي جند فقاتله أشد قتال حتى قتله وأقام بقلعة أسنى مدة من الزمان، فلما استقر أمره بتلك البلاد أراد أن يرجع إلى دهلي فسمع أن هيمراج خرج على كوله بن برتهي راج، وانتزع بلاد أجمير من يده، فسار نحوه بعساكره في إحدى وتسعين وخمسمائة فانهزم هيمراج وولي قطب الدين على أجمير أحد خواصه، ثم سار إلى كجرات ووصل إلى نهرواله فلقيه عساكر صاحبها قريباً من بلدة نهرواله، فقاتلها أشد قتال فقتل مقدم العساكر، وخرج صاحبها بهيم ديو إلى ناحية من نواحيها فغنم كثيراً من المال، ورحل إلى غزنة فمكث بها برهة من الزمان، ثم عاد إلى الهند وأتم بناء الجامع الكبير ببلدة دهلي في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة. ولما قدم شهاب الدين سار في ركابه إلى تهنكر الذي سموها بعد ذلك بيانه ففتحها، ثم بعثه شهاب الدين إلى قلعة كواليار فصالح صاحبها سلكمن على مال يؤديه، وفي سنة سبع وتسعين سار إلى كجرات فوصلها سنة ثمان وتسعين فلقيه عسكر الهنود فقاتلوه قتالاً شديداً، فهزمهم أيبك واستباح معسكرهم وما لهم فيها من الدواب وغيرها، وتقدم إلى نهرواله فملكها عنوة وهرب ملكها بهيم ديو فجمع وحشد فكثر جمعه، ولما علم أيبك أنه لا يقدر على حفظها إلا بأن يقيم هو فيها ويخليها من أهلها فيتعذر عليه ذلك فصالح صاحبها على مال يؤديه عاجلاً وآجلاً، وقيل: إنه دخل بها وملكها وولي عليها أحد خواصه ثم رجع إلى دهلي، وفي سنة تسع وتسعين سار إلى قلعة كالنجر فتحصن بها صاحبها فحاصرها وأدام الحصار وضيق على أهلها فصالحه صاحبها على مال يؤديه عاجلاً وآجلاً. ثم سار إلى مهوبة فملكها ثم سار إلى بدايون فملكها أيضاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 ولما توفي شهاب الدين وقام بالملك بعده ابن أخيه غياث الدين محمود الغوري أعتق قطب الدين وأرسل إليه جتر- المظلة الملوكية- وغيرها من أمارات السلطنة، فجلس على سرير الملك بلاهور يوم الثلاثاء الثامن عشر من ذي القعدة الحرام سنة اثنتين وستمائة، وكانت مدة إمارته عشرين سنة ومدة سلطنته أربع سنين وبضعة أشهر. وكان عادلاً باذلاً كريماً باسلاً مقداماً يضرب به المثل في الشجاعة والكرم، وكان يعطي الناس أكثر مما يستحقونه ولذلك سموه لك بخش أي معطي مائة ألف، وصنف في أخباره نظام الدين الحسن النظامي كتابه تاج المآثر، وكانت وفاته في سنة سبع وستمائة ببلدة لاهور فدفن بها، كما في تاريخ فرشته. القاضي قطب الدين الكاشاني الشيخ العالم الكبير القاضي قطب الدين الكاشاني الملتاني أحد كبار العلماء، درس وأفاد مدة مديدة في مدرسة بملتان، وانتهت إليه رئاسة التدريس، وكان معاصراً للشيخ بهاء الدين زكريا الملتان، يأتي الشيخ في مدرسته كل يوم ويصلي خلفه ويقول: من صلى خلف عالم تقي فكأنما صلى خلف نبي- انتهى. وكانت وفاته بملتان فدفن بها في البلدة القديمة، كما في أخبار الجمال وكانت وفاته في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، كما في سير الأولياء. حرف الكاف القاضي كمال الدين الجعفري الشيخ الفاضل القاضي كمال الدين الجعفري البدايوني أحد كبار العلماء، ناب الحكم ببدايون فسكن بها، وكان يدرس ويفيد، وله كتاب المغني في الفقه مات ودفن ببدايون، وكان الشيخ المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني يذكره بالخير، كما في فوائد الفؤاد. حرف الميم نور الدين المبارك الغزنوي الشيخ الإمام نور الدين المبارك بن عبد الله بن شرف الحسيني الغزنوي كان من نسل الحسين ذي الدمعة، ولد ونشأ بغزنة، وأخذ عن خاله الشيخ عبد الواحد بن الشهاب أحمد الغزنوي، ثم سافر إلى بغداد وأخذ عن الشهاب عمر بن محمد السهروردي صاحب العوارف وصحبه زماناً، ثم عاد إلى غزنة ورزق حسن القبول فتبرك به شهاب الدين الغوري في غزوات الهند وولاه مشيخة الاسلام ولقبه بالأمير، فاستقل بها عهداً بعد عهد يعظمه الملوك والأمراء وكانوا يتبركون به ويتلقون إشاراته بالقبول. قال القاضي شهاب الدين الدولة آبادي في هداية السعداء: إن السلطان شمس الدين الإيلتمش كان يجلسه في صدر المجلس، ويقبل يده، ويتبرك به في غزواته- انتهى. مات في أول ليلة من المحرم سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، ودفن بدهلي القديمة شرقي الحوضي الشمسي، كما في أخبار الجمال. الشيخ مجد الدين اللاهوري الشيخ الإمام مجد الدين بن خطير الدين محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 عبد الملك الجرجاني اللاهوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ذكره نور الدين محمد العوفي في لباب الألباب في ترجمة أبيه وقال: إن مصنفاته مشهورة في أنواع العلوم من المعقول والمنقول. قوام الدين محمد بن أبي سعد الجنيدي الوزير الكبير نظام الملك قوام الدين محمد بن أبي سعد الجنيدي الدهلوي أحد الرجال المشهورين بالعقل والدهاء، استوزره السلطان شمس الدين الإيلتمش سنة سبع وستمائة فخدمه إلى سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، ثم خدم ولده ركن الدين فيروز شاه، وخرج عليه فسار إلى لاهور فوافقه غير واحد من الأمراء فتعاقبهم ركن الدين بعساكره، ولما سار ركن الدين إلى لاهور اتفق الناس على أخته رضية بنت الإيلتمش فبايعوها، فرجع ركن الدين إلى دهلي فقبضوا عليه ورفعوه إلى المحبس، ثم وفد نظام الملك ومن معه من الأمراء إلى دهلي فهزمتهم رضية، وذهب نظام الملك إلى جبل سرمور وتوفي بها، لعله في أيام رضية. وكان فاضلاً عادلاً كريماً محباً لأهل العلم محسناً إليهم، صنف له نور الدين محمد العوفي كتابه جوامع الحكايات، توفي نحو سنة بضع وثلاثين وستمائة. الشيخ محمد بن أحمد الماريكلي الشيخ العالم الكبير المحدث محمد بن أحمد بن محمد الماريكلي الإمام كمال الدين الزاهد الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، تفقه على برهان الدين محمود البلخي، وأخذ الحديث عنه، وهو تفقه على الشيخ برهان الدين المرغيناني صاحب الهداية وأخذ الحديث عن الشيخ حسن بن محمد الصغاني صاحب مشارق الأنوار، وللشيخ كمال الدين إجازة عن مؤلف آثار النيرين في أخبار الصحيحين عن الشيخ حسن بن محمد ابن المذكور، وأخذ عن الشيخ المجاهد نظام الدين محمد البدايوني وقرأ عليه المشارق وحفظ عنه. وكان عالماً فاضلاً محققاً، ورعاً زاهداً، متبحراً في الفقه والحديث، أراد السلطان غياث الدين بلبن أن يختاره لإمامته في الصلاة فأبى ذلك وقال: لم يبق لي عمل من الأعمال الصالحة غير الصلاة والسلطان يريد أن يبطلها أيضاً، كما في سير الأولياء وإني رأيت في بعض المجاميع إن وفاته كانت بمدينة دهلي في سنة أربع وثمانين وستمائة. الشيخ محمد بن أحمد المدني الأمير الكبير بدر الملة المنير شيخ الإسلام قدوة الأئمة الكرام قطب الدين محمد بن السيد رشيد الدين أحمد بن يوسف بن عيسى بن حسن بن حسين بن جعفر بن قاسم بن عبد الله بن حسن بن محمد بن عبد الله بن محمد النفس الزكية ابن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط الأكبر- على آبائه وعليه السلام- كان ابن أخت السيد الإمام عبد القادر الجيلاني فكان محبوك الأطراف بالسادة الأشراف ومدبج الجوانب بالعلماء الأسلاف، ولد بمدينة بغداد في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، وأخذ العلم والمعرفة عن فحول العلماء وأساتذة الزوراء منهم والده العلامة ومنهم الشيخ عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلاني، والشيخ العارف أبي الجناب نجم الدين الكبري، أخذ عنه بعد ما توفي عبد الرزاق المذكور. وانتقل من بغداد في فتنة المغول بعد ما استشهد والده، فدخل غزنة وأقام بها زماناً، ثم قدم الهند لعله في أيام قطب الدين أيبك، فجاهد معه في سبيل الله وفتحت على يده الكريمة قلعة كزه ومانكيور، وهنسوه وغيرها من القلاع الحصينة المتينة، وكان السلطان شمس الدين الإيلتمش يكرمه غاية الإكرام. قال القاضي شهاب الدين عمر الزاولي الدولة آبادي في هداية السعداء: إن السلطان المذكور كان يجلسه في صدر المجلس ويقبل يده ويتبرك به- انتهى. وقال القاضي عثمان بن محمد الجوزجاني في الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 طبقات ناصري: إنه كان شيخ الإسلام بمدينة دهلي في أيام بهراه شاه، بعثه السلطان المذكور سنة تسع وثلاثين وستمائة إلى الأمراء الذين خلعوه واجتمعوا بلاهور عند ماء بياس، فسار إليهم وبالغ في إماتة الفتنة ورجع إلى دهلي، وعزل عن المشيخة يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلون من رجب سنة ثلاث وخمسين وستمائة في أيام ناصر الدين محمود- انتهى. وقال القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه: إن شيخ الإسلام قطب الدين كان من أكابر عصره في أيام السلطان غياث الدين بلبن- انتهى. وكان له ثلاثة أبناء: أكبرهم نظام الدين وكان على قدم أبيه في الشهامة والنقاوة، مات في حياة والده وأعقب ولداً يسمى ركن الدين وهو ولي القضاء بمدينة كزه، ذكره البرني في تاريخه وأثنى عليه، وأوسطهم قوام الدين محمود الذي زوجه السلطان شمس الدين الإيلتمش ابنته فتحه سلطانه كما في تذكرة السادات، وأصغرهم القاضي تاج الدين كان قاضياً بمدينة كزه، ثم ولي القضاء ببدايون، ذكره البرني في تاريخه وأثنى عليه. أما القاضي ركن الدين وهو جدنا الكبير فقد بارك الله في أعقابه، فانتشرت في آفاق الهند، ونشأ منها رجال العلم والمعرفة كالشيخ فضل الله ختن الشيخ قطب الدين الجونبوري، والسيد محمد تقي درويش بي ريا أستاذ السلطان فرخ سير، والقاضي محمود بن علاء الدين النصير آبادي، ومن أعقابه السيد العلامة خواجه أحمد، والسيد العارف علم الله بن محمد فضيل، وحفيده السيد محمد عدل، والإمام المجاهد السيد أحمد الشهيد السعيد وخلق لا يحصون بحد وعد. وكانت وفاة الشيخ قطب الدين محمد في ثالث رمضان سنة سبع وسبعين وستمائة بمدينة كزه، وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به، كما في وفيات الأعلام للشيخ محمد يحيى. عز الدين محمد بن بختيار الخلجي الأمير الكبير عز الدين محمد بن بختيار الغازي الخلجي أحد الرجال المعروفين في السياسة والرياسة، كان أصله من بلاد الغور، ولد ونشأ بها، وقدم غزنة ثم دخل الهند وبذل المساعي الجميلة في الغزو، فأقطعه شهاب الدين الغوري بلاداً في ما بين النهرين وبعض بلاد في ما وراء نهر كنك، فلما استقر بتلك البلاد سار إلى بهار- بكسر الموحدة- وقاتل المقاتلة بها وسبى الذراري والجواري، ثم قدم دهلي وعرض على صاحبها قطب الدين أيبك الغنائم الكثيرة- لعله في سنة تسع وتسعين وخمسمائة- فأقطعه قطب الدين بهار وبنكاله، فسافر إلى بهار وسار بعساكره إلى بنكاله وشن الغارة على صاحبها لكهمنه، فهزمه إلى كامروب وملك تلك البلاد، ثم أسس بها بلدة عامرة وسماها رنكبور، وأسس بها المساجد والزوايا والمدارس، وجعلها دار ملكه، ثم سار إلى بلاد تبت، واستخلف محمد شيران الخلجي على بنكاله فسار باثنى عشر ألف مقاتل إلى تبت. فلما وصل إلى إيردهن رأى فيها نهراً عظيم الجرى كثير الزيادة يسمونه يتمكري وبلغ إلى جسر عظيم- قيل: إنه كان من مستعمرات كرشاسب- فعبر إلى تلك البلاد ووكل به رجالاً من خواصه، ثم تقدم وخاض الجبال والوهاد حتى وصل إلى قلعة حصينة بعد ستة عشر يوماً من عبور الماء والجسر، فلقيه طائفة من الرماة فقاتلوه، وقيل له: إن على خمسة فراسخ منها بلدة كبيرة يسمونها كرم بتن وفيها ثلاث مائة ألف وخمسون ألفاً من الرماة وإنهم يأتون إليه عن قريب، وكان أتعبه السفر تعباً شديداً فظن أنه لا يقدر على قتالهم فرجع من هناك، ولما وصل إلى الجسر رأى أن خواصه قد ساروا، وهدم أهل تلك البلاد الجسر فتحير في أمره ولاذ بكنيسة عظيمة هناك وأمر رجاله الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 أن يصنعوا الفلك، فلما عرف الناس عجزه هجموا عليه من كل ناحية فألقوا أنفسهم في الماء فلم ينج منهم إلا القليل، فلما وصل إلى بلاده استقبله الناس، ولما عرفوا ما وقع له أكثروا عليه اللعان والسباب لا سيما الجواري والذراري لأجل بعلوهن وآبائهن وأخذن في النوح والبكاء، وقد اعتراه من الخجل ما لا مزيد عليه فمرض ومات بعد ثلاثة أيام. وكان عادلاً كريماً باذلاً مقداماً، يضرب به المثل في السماحة والشجاعة، وله آثار صالحة في بلاد بنكاله، مات في سنة اثنتين وستمائة، كما في تاريخ فرشته. الشيخ محمد بن الحسن الأجميري الشيخ الصالح محمد بن الحسن السجزي الشيخ فخر الدين بن معين الدين الأجميري أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بمدينة أجمير وقرأ العلم وتأدب على والده، وتولى الشياخة والإرشاد بعده. وكان قانعاً عفيفاً ديناً متورعاً، أحيا أرضاً مواتاً بقرية ماندل من أعمال أجمير فكان يزدرع بها ويجعلها قوتاً له ولعياله، وعاش بعد والده عشرين سنة، كان في أخبار الأخيار، توفي سنة ثلاث وخمسين وستمائة، كما في خزينة الأصفياء، وفي كلزار أبرار: إنه توفي في خامس شعبان سنة إحدى وستين وستمائة- والله أعلم-. الشيخ محمد بن الحسن النيسابوري الشيخ الفاضل صدر الدين محمد بن الحسن النظامي النيسابوري ثم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والتاريخ والسير، ولد ونشأ بمدينة نيشابور وقرأ العلم على أساتذة عصره، وانتقل عنها إلى غزنة أيام الفترات، وأقام بها مدة من الزمان ثم انتقل عنها إلى دهلي في أيام قطب الدين أيبك، وصنف تاج المآثر وهو كتاب في تاريخ الهند من سنة سبع وثمانين وخمسمائة إلى سنة أربع عشرة وستمائة، وفي نسخة منه إلى سنة ست وعشرين وستمائة، فلست أدري أنها من الملحقات أو من تصنيفه، مات في أيام السلطان شمس الدين الإيلتمش. الشيخ محمد بن زكريا الملتاني الشيخ الإمام الزاهد العابد القدوة الحجة الشيخ محمد بن زكريا شيخ الاسلام صدر الدين القرشي الأسدي الملتاني أحد أولياء الله المشهورين، ولد بملتان ونشأ بها في تصون تام وعفاف وتأله واقتصاد في الملبس والمأكل، ولم يزل على ذلك خلقاً صريحاً براً تقياً ورعاً عابداً صواماً قواماً، ذاكراً لله سبحانه في كل أمر وعلى كل حال، رجاعاً إليه في سائر الأحوال، وقافاً عند حدوده وأوامره ونواهيه، حتى إنه بذل ما وصل إليه من متروكات أبيه وكانت سبعين لكا من الدنانير فضلاً عن الدور والأقمشة والظروف وغيرها من العروض والعقار فقسم كلها على الفقراء والمساكين وغيرهم من أرباب الحقوق وما ادخر شيئاً من ذلك إلا ما كان على جسده وأجساد أهله وعياله من الألبسة. فقال له أحد أصحابه: إن أباك جمع القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة، والأنعام، والحرث، والدور، وغيرها، وإنك ضيعت كلها في يوم واحد وما ادخرت لأهلك شيئاً! فضحك ثم أجاب بأن أبي كان غالباً على الدنيا فهي ما كانت تستطيع أن تزل قدمه وأني ما بلغت إلى تلك المنزلة فخفت أن تغلب علي. وقد جمع الشيخ ضياء الدين ملفوظاته في مجموع يسمى كنوز الفوائد، وأثنى عليه الشيخ حسن بن عالم الحسيني في نزهة الأرواح، وأخذ عنه الشيخ جمال الدين الأجي، والشيخ أحمد بن محمد القندهاري، والشيخ علاء الدين الخجندي، والشيخ حسام الدين الملتاني، وابنه أبو الفتح ركن الدين، وخلق كثير من العلماء والمشايخ. ومن وصاياه: قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً" إذا أراد الله بعبد خيراً الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 وكتبه سعيداً وفقه لدوام الذكر باللسان مع مواطاة القلب ورقاه عن ذكر اللسان إلى ذكر القلب حتى لو سكت اللسان لا يسكت القلب وهو الذكر الكثير، ولا يوصل العبد لذلك إلا بعد التبري عن النفاق الخفي المشار إليه بقوله عليه السلام: أكثر منافقي أمتي قراؤها، أراد به نفاق الوقوف مع غير الله تعالى وتعلق الباطن بسواه. فإذا وفق العبد لتجريد الظاهر عما لا يحل ثم عما لا يحمد وأكرم بتفريد الباطن بتخليه عن الخواطر الردية والأخلاق المذمومة يوشك أن يتجلى نور الذكر في باطنه فيقطع عنه الوساوس الشيطانية والهواجس النفسانية، وتجوهر نور الذكر في باطنه حتى يكون ذكره بتجلي مشاهدى المذكور، وهذه هي الرتبة العظمى والمحنة الكبرى التي تمد إليها أعناق أرباب معالي الهمم من أولي الأيدي والأبصار من الأمم- والله الموفق والمعين- انتهى. وكانت وفاته في الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وثمانين وستمائة وله تسع وستون سنة. شهاب الدين محمد بن سام الغوري أبو المظفر شهاب الدين محمد بن سام بن الحسين بن الحسن بن محمد بن العباس الغوري السلطان المجاهد في سبيل الله الغازي، ولد بأرض غور ونشأ بها، وتوفي والده في صغر سنه، فتنبل في أيام عمه علاء الدين، واستعمله عمه في بلد من بلاد الغور اسمه سنجه مع صنوه الكبير غياث الدين محمد الغوري، فأحسن السيرة في عمله وعدل وبذل الأموال فمال الناس إليه وإلى صنوه المذكور. فلما مات عمه قام مقامه صنوه غياث الدين، ولما قوي أمره جهز جيشاً كثيفاً مع أخيه شهاب الدين إلى غزنة فلقيه الغزنويون وقاتله، فانهزم الغورية وثبت شهاب الدين في من ثبت معه على صاحب عليهم، فقتله وأخذ العلم وقتلهم ودخل غزنة، وأحسن السيرة في أهلها وأفاض العدل، وسار من غزنة إلى كرمان وشنوران فملكها. ثم تعدى إلى ماء السند وعمل على العبور إلى بلاد الهند وقصد لاهور وبها يومئذ خسرو شاه وقال الجوزجاني في طبقاته: إنه كان بها يومئذ خسرو ملك، فلما سمع بذلك سار في من معه إلى ماء السند فمنعه من العبور عنه فرجع عنه وقصد فرشابور بيشاور فملكها وما يليها من جبال الهند وأعمال الأفغان، ثم رجع إلى غزنة واستراح بها ثم خرج منها في سنة تسع وسبعين وخمسمائة وسار نحو لاهور في جمع عظيم فعبر إليها وحصرها وأرسل إلى صاحبها خسرو شاه- وقيل: إلى ولده خسرو ملك- وإلى أهلها يتهددهم إن منعوه وأعلمهم أنه لا يزول حتى يملك البلد، وبذل الأمان على نفسه وأهله وماله، فامتنع عليه وأقام شهاب الدين محاصراً له، فلما رأى أهل البلد ذلك ضعفت نياتهم في نصرة صاحبهم، وطلبوا الأمان من شهاب الدين وخرجوا إليه ودخل الغورية في البلد، وأرسل غياث الدين إلى أخيه يطلب خسرو شاه فسيره إليه ومعه ولده، فأمر بهما غياث الدين فرفعا إلى بعض القلاع، وأمر شهاب الدين بإقامة الخطبة له بالسلطنة ولقب أخاه شهاب الدين معز الدين. فلما استقر أمر لاهور رجع شهاب إلى غزنة ثم إلى أخيه غياث الدين فسارا إلى هراة فملكاها ثم إلى قوشنج ثم إلى باذغيس، وكالين وبيوار، فملكها أيضاً، ثم رجع غياث الدين إلى فيروزكوه وشهاب الدين إلى غزنة وأقام بها حتى أراح واستراح هو وعساكره، ثم قصد بلاد الهند، وسار إليها في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة ففتح قلعة بهلنده وملك سرستي وكهرام، فلما سمع بتهورا ملك أجمير جمع العساكر وسار إلى المسلمين مع أخيه كهاندي راؤ نائبه بناحية دهلي، واشتدت الحرب بينهم وبين المسلمين فانهزمت ميمنة المسلمين وميسرتهم، فأخذ شهاب الدين الرمح ووصل إلى الفيلة فطعن فيلاً منها في كتفه وزرقه بعض الهنود بحرية فوقع على الأرض فأخذه أصحابه وعادوا به منهزمين، فلما ول إلى لاهور أخذ الأمراء الغورية الذين الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 انهزموا وعلق على كل واحد منهم عليق شعير وقال: أنتم دواب، ما أنتم أمراء! وسار إلى غزنة وأقام بها ليستريح الناس. ثم قصد بلاد الهند وسار إليها في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، ونصره الله سبحانه على عظيم الهند بقصة طويلة شرحتها في جنة المشرق وعاد إلى غزنة ثم قصد الهند وسار إليها بعساكره في سنة تسعين وخمسمائة، ولما وصل إلى ناحية إثاوه لقيه جي جند ملك قنوج بعساكره فاشتد الحرب بينهما وقتل جي جند فسار إلى بنارس، وهدم الكنائس وذهب إلى قلعة كول، ثم أمر على أرض الهند مملوكه قطب الدين الأيبك، ورجع إلى غزنة واستراح بها مدة من الزمان، ثم قصد الهند وسار إليها في سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وحاصر قلعة تهنكر وهي التي يسمونها بيانة ففتحها، ثم سار إلى قلعة كواليار فراسله من بها بالصلح على مال يحملونه إليه فأجابهم إليه، وعاد إلى غزنة واشتغل بأمر خراسان مدة، ثم قدم الهند في سنة سبع وتسعين وخمسمائة أرسل مملوكه قطب الدين إلى نهر واله فوصلها سنة ثمان وتسعين، قاتل الهنود قتالاً شديداً وهزمهم واستباح معسكرهم وتقدم إلى نهر واله فملكها عنوة، ثم صالح صاحبها على مال يؤديه ثم عاد إلى غزنة. ولما توفي صنوه الكبير غياث الدين في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة رحل إلى فيروزكوه وجلس للعزاء لأخيه، ثم قام مقامه واشتغل برهة من الزمان في أمر خراسان، ثم سار نحو لاهور سنة ستمائة عازماً على غزو الهند، فاستولى خوارزم شاه على مدينة هراة، ومات ألب غازي ابن أخت شهاب الدين ونائبه في هراة فعاد شهاب الدين إلى خراسان وسار إلى خوارزم فسبقه خوارزم شاه والتقى العسكران بسوقرا فجرى بينهم قتال شديد. وأرسل خوارزم شاه إلى أتراك الخطا يستنجدهم فاستعدوا وساروا إلى بلاد الغورية فعاد شهاب الدين من خوارزم ولقيهم في صحراء أندخوي سنة إحدى وستمائة، وانهزم المسلمون وبقي شهاب الدين في نفر يسير، ووقع الخبر في جميع بلاده بأنه قد عدم، ثم وصل إلى طالقان في سبعة نفر ثم إلى غزنة ثم سار إلى الهند وأمر في جميع بلاده بالتجهز لقتال الخطا وغزوهم والأخذ بثأرهم، وكان عازماً على ذلك إذ سمع أن طائفة كهوكهر ثاروا في أرض الهند وقطعوا السبل ومدوا أيديهم إلى ناحية لاهور وملتان فسار نحو الهند في سنة اثنتين وستمائة واشتد القتال بينهما فهزمهم باذن الله سبحانه وغنم المسلمون منهم ما لم يسمع بمثله، ثم أمر الناس بالرجوع إلى بلادهم والتجهز لغزو الخطا ثم تيراه وأمر مملوكه تاج الدين الدز أن يغزوهم وكانوا كفاراً يفسدون في الأرض ويقطعون السبل وكانت فتنة هؤلاء التيراهية على بلاد الاسلام عظيمة ولم يزالوا كذلك حتى أسلم طائفة منهم في آخر أيام شهاب الدين، ثم سار إلى غزنة ونفر من أهل كهوكهر لزموا عسكره عازمين على قتله. فلما وصل بمنزل يقال له دمنك تفرق عنه أصحابه في الليلة وكان معه من الأموال ما لا يحد فإنه كان عازماً على قصد الخطا والاستكثار من العساكر وتفريق المال فيهم وقد أمر عساكره بالهند باللحاق به وأمر عساكره الخراسانية بالتجهز إلى أن يصل إليهم، فلما تفرق أصحابه وكان في خركاء فثار أولئك النفر فقتل أحدهم بعض الحرس، وكثر الزحام فاغتنم أهل كهوكهر غفلتهم عن الحفظ، فدخلوا على شهاب الدين فضربوه بالسكاكين اثنتين وعشرين ضربة فقتلوه، واجتمع الأمراء عند وزيره مؤيد الملك فتحالفوا على حفظ الخزانة والملك ولزوم السكينة إلى أن يظهر من يتولاه وأجلسوا شهاب الدين وخيطوا جراحه وجعلوه في المحفة محفوفة بالحشم والوزير والعسكر والشمسية على حالة حياته فساروا إلى غزنة. وكان شجاعاً مقداماً كثير الغزو إلى بلاد الهند، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 عادلاً في رعيته، حسن السيرة فيهم حاكماً بينهم بما يوجبه الشرع المطهر، وكان القاضي بغزنة يحضر داره من كل أسبوع السبت والأحد والاثنين والثلاثاء ويحضر معه أمير حاجب وأمير داد وصاحب التربة فيحكم القاضي وأصحاب السلطان ينفذون أحكامه على الصغير والكبير والشريف والوضيع، وإن طلب أحد الخصوم الحضور عنده أحضره وسمع كلامه وأمضى عليه أو له حكم الشرع، فكانت الأمور جارية على أحسن نظام، وكان العلماء يحضرون بحضرته فيتكلمون في المسائل الفقهية وغيرها، وكان الشيخ الإمام فخر الدين الرازي صاحب التفسير الكبير يعظ في داره فحضر يوماً فوعظ وقال في آخر كلامه: يا سلطان! لا سلطانك يبقى ولا تلبيس الرازي، فبكى شهاب الدين حتى رحمه الناس لكثرة بكائه، وكان رقيق القلب، وكان شافعي المذهب مثل أخيه، قيل: وكان حنفياً- والله أعلم، وكانت وفاته في أول ليلة من شعبان سنة اثنتين وستمائة، كما في الكامل. السيد محمد بن شجاع المكي السيد الشريف محمد بن شجاع بن إبراهيم بن قاسم بن زيد بن جعفر بن حمزة بن هارون بن عقيل بن إسماعيل بن أبي الحسن علي المختار بن جعفر المشهور بالكذاب، ولم يذكر جمال الدين أحمد الحسني في عمدة الطالب للسيد علي المختار إبناً إسمه إسماعيل- والله أعلم. قال معين بن الشهاب الجهونسوي في منبع الأنساب: إنه ولد بمكة المباركة سنة أربعين وخمسمائة، وقدم الهند وسكن ببهكر من أرض السند، وكانت صحراء لا عمارة فيها فذبح البقرة بها وسكن فسموها بقر ثم صار بكر- انتهى. وفي تحفة الكرام: إنه دخل الصحراء في البكرة فقال: جعل الله بكرتي في البقعة المباركة! فسموها بكر- انتهى. وله ذرية واسعة في الهند، توفي سنة ست وأربعين وستمائة، وقبره ما بين بهكر وسكر حيث تجتمع به الأنهر السبعة، كما في منبع الأنساب، وفي الرسالة الزيدية: أنه مات سنة تسعين وخمسمائة، والأول أقرب إلى الصواب لأن صاحب المنبع من أولاده وأهل البيت أدرى بما في البيت. القاضي محمد بن عطاء الناكوري الشيخ العالم الكبير الزاهد محمد بن عطاء البخاري القاضي حميد الدين الناكوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قدم والده في عهد السلطان شهاب الدين الغوري فولي القضاء بمدينة ناكور ومات بها، ثم ولي القضاء مكانه ولده محمد فاشتغل به ثلاث سنين، ثم اعتزل عنه، وسافر إلى بغداد، وأخذ الطريقة عن الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي، وصحبه سنة، ثم رحل إلى المدينة المنورة، ولبث بها سنة وشهرين، ثم دخل مكة المباركة فحج ومكث بها سنة، ثم رجع إلى الهند، واجتمع بالشيخ قطب الدين بختيار الأوشي، وكان قد لقيه أول مرة ببغداد فازدادت المحبة بينهما، وقيل: إنه لبس الخرقة الجشتية منه أيضاً. وكان ممن يستمع الغناء، وأفرط في ذلك فاحتسب عليه العلماء وأنكروا عليه ذلك وشددوا عليه النكير وأفتوا بضلالته وحرضوا سلطان العهد على إجلائه من الهند فضاق عليه الأمر، ثم لما ولي القاضي منهاج الدين عثمان بن محمد بن عثمان الجوزجاني القضاء وكان ممن يستمع، الغناء ركد غبار الفتنة، كما في سير الأولياء. وللقاضي محمد بن عطاء مصنفات منها اللوائح في مجلد وطوالع الشموس في شرح أسماء الله الحسنى وهو في مجلدين، وكانت وفاته في رمضان سنة ثلاث وأربعين وستمائة بمدينة دهلي، فدفن تحت أقدام الشيخ قطب الدين المذكور بوصيته، توفي بعد ما فرغ من صلاة الوتر وقيام رمضان سجد فلم يرفع رأسه عن السجدة، كما في مهر جهانتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 محمد بن علي الحسيني البلكرامي السيد الشريف محمد بن علي بن الحسين بن أبي الفرج بن أبي الفراش بن أبي الفرج الحسيني الواسطي البلكرامي، كان من ذرية الإمام الحسين السبط رضي الله عنه، ولد ونشأ بأرض الهند، وأخذ الطريقة عن الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي، ثم قدم بلكرام مع أصحابه سنة أربع عشرة وستمائة، فقاتل أهلها وقتل راجه سرى أمير تلك الناحية، ثم سكن بها وحصل توقيع العشر من السلطان شمس الدين الإيلتمش، وبنى قلعة متينة بها سنة سبع وعشرين وستمائة، وكان لقبه صاحب الدعوة الصغرى، ولما كان ثقيلاً على أفواه الرجال خففوه وجعلوا لفظ الصغرى جزءاً لاسمه، وله أعقاب صالحة حتى الآن، توفي سنة خمس وأربعين وستمائة، كما في مآثر الكرام. محمد بن عوض المستوفي الدهلوي الصاحب العميد نظام الملك مهذب الدين خواجه محمد بن عوض المستوفي الدهلوي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، استوزرته رضية بنت الإيلتمش، وكان قبل ذلك نائباً عن الوزير نظام الملك قوام الدين محمد بن أبي سعد الجنيدي ولقبته رضية نظام الملك، فاستقل بالوزارة إلى أيام علاء الدين مسعود شاه، وأقطعه علاء الدين ناحية كول، فاستولى على المملكة وأخرج الأمور من أيدي الأتراك فسخطوا عليه وقتلوه غيلة يوم الأربعاء ثاني جمادي الأولى سنة أربعين وستمائة، كما في طبقات ناصري. محمد بن غياث الدين بلبن الشهيد قا آن الملك محمد بن غياث الدين بلبن الشهيد المشهور بالعدل والإحسان، كان أكبر أولاد أبيه وأحبهم إليه وأوفرهم في العلم والعمل، ولد ونشأ في مهد السلطنة وتأدب بآدابها، وقرأ العلم وتفنن في الفضائل الكثيرة حتى صار مرجعاً ومقصداً لأهل العلم وافتتن الناس به وأحبوه، واجتمع به الأمير خسرو بن سيف الدين الدهلوي، والأمير حسن بن العلاء السجزي وجمع كثير من الفضلاء وساروا معه إلى ملتان حين ولاه والده على إقليم السند، وكان على قدم والده في آداب السلطنة، وقد أرسل إلى الشيخ سعدي المصلح الشيرازي الأموال الكثيرة مرتين وكلفه أن يقدم عليه فيؤسس له زاوية بملتان ويوقف عليه عدة قرى من أرضها فاعتذر الشيخ كل مرة لكبر سنه واصطفى له من ظرائف قوله شيئاً واسعاً وأرسل إليه وأوصاه بأن يغتنم خسرو بن سيف الدين ويخصه بأنظار القبول ويربيه، وكان يرسل إلى والده الهدايا الجميلة من ملتان ويتردد إليه كل سنة ويقاتل التتر كلما يأتون إليه قتالاً شديداً ويهزمهم إلى بلادهم، فلما قام بالملك أرغون بن أياق بن هلاكو الجنكيزي ببلاد الفرس أمر تيمور خان أحد أمرائه ببلاد خراسان أن يسير إلى الهند فسار بعشرين ألف فارس وقتل خلقاً كثيراً ونهب الأموال فيما بين لاهور وديبالبور، ثم قصد ملتان فاستقبله محمد وقاتله قتالاً شديداً، وهزم تيمور خان وتعاقبه بعض الأمراء من أصحاب محمد وكان محمد لم يصل الظهر لاشتغاله بالقتال فنزل ومعه خمسمائة من رجاله فلما اشتغل بالصلاة كر عليه بعض أصحاب تيمور بألفي مقاتل فاقتتلوا وكاد محمد أن يظفر إذ أصابه سهم غرب ومات في الساعة. وكان باسلاً مقداماً شجاعاً متهوراً، عظيم الهيبة، جليل الوقار، كبير الشأن ماضي العزيمة، باذلاً كريماً، محباً لأهل العلم محسناً إليهم، بارعاً في الإنشاء والشعر وكثير من العلوم والفنون، رثاه الأمير خسرو بأبيات تذيب القلوب وتفتت الأكباد، منها قوله: تاجه ساعت بد كه شاه از مولتان لشكر كشيد تيغ كافر كش براي كشتن كافر كشيد الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 آنجه حاضر بود لشكر لشكري ديكر نجست زانكه رسم را نشايد منت لشكر كشيد جون خبر كردندش از دشمن بدان قوت كه داشت بي محابا خشم در سر كرد ورابت# بر كشيد يك كشش از مولتانش تا بلاهور أوفتاد يعني اندر عهد من كافر تواند سر كشيد من نه آن شيرم كه شمشير جو آب وآتشم از كشش هر سال شان در خاك وخاكستر# كشيد آنجان رنكين كنم امسال خاك از خون شان كز زمين بايد شفق را كونه احمر كشيد او درين تدبير وآكه نه كه تقدير فلك صفحه تدبير را خط مشيت در كشيد بي فزع بود آن قيامت را معين ديده أم كر قيامت را نشان اينست بس من ديده أم جمعه بود وسلخ ذي حجه كه بود آن كار زار آخر هشتاد وسه آغاز هشتاد وجهار قتل يوم الجمعة آخر ليلة من ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وثمانين وستمائة، كما في المنتخب. محمد بن كشليخان الدهلوي الأمير الكبير الفاضل محمد بن كشليخان الدهلوي علاء الدين بن أعز الدين المشهور بالجود والكرم كان ابن أخي السلطان غياث الدين بلبن وحاجبه وأحد الأجواد المعروفين بالبذل والسخاء، لم يكن له نظير في زمانه في ذلك، قصده الناس من العراق والعرب ومصر والشام والتتر وغيرها، وكان قد أعطى غير مرة ما له من نقير وقطمير حتى أنه لم يدع لنفسه شيئاً غير ما كان على جسده من اللباس، كما في تاريخ فيروز شاهي. محمد بن المأمون اللاهوري الشيخ العالم محمد بن المأمون بن الرشيد بن هبة الله المطوعي اللاهوري أبو عبد الله، خرج من لاهور للعلم، وأقام بخراسان، وتفقه على مذهب الشافعي رضي الله عنه، وسمع بنيسابور من أصحاب أبي بكر الشيرازي، وأبي نصر القشيري، وورد بغداد وأقام بها مدة وكتب عنه بها، وسكن بآخرة بلدة آذربيجان، وكان يعظ فقتله الملاحدة بها سنة ثلاث وستمائة، كما في معجم البلدان. عماد الدين محمد بن محمد الدهلوي السيد الشريف عماد الدين محمد بن محمد بن الحسين بن قريش بن أبي الحسين ابن أبي الفتح علي بن أحمد بن الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي ابن الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر ابن الحسن المثنى بن الحسن السبط كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ذكره جمال الدين أحمد الداودي في عمدة الطالب، قال: إنه سافر إلى خراسان ثم منها إلى الهند واستوطن دهلي وله بها عقب- انتهى. بدر الدين محمد بن محمد السندي السيد الشريف بدر الدين محمد بن محمد بن محمد بن شجاع بن إبراهيم الحسيني البهكري السندي أحد رجال العلم والصلاح، ولد يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة ثلاثين وستمائة بمدينة بهكر ونشأ بها، وأخذ عن أبيه، وزوج ابنتيه زهرة وفاطمة بالسيد جلال الدين حسين بن علي الحسيني البخاري واحدة بعد أخرى، وولده علي بن محمد انتقل من بهكر إلى جهونسي بعد وفاته، وله ذرية واسعة بها، توفي سنة ثمانين وستمائة بمدينة بهكر فدفن بها، كما في منبع الأنساب. نور الدين محمد بن محمد العوفي الفاضل الكبير نور الدين محمد بن محمد بن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 يحيى بن طاهر بن عثمان العوفي الحنفي البخاري، كان من نسل عبد الرحمن بن عوف الصحابي أحد العشرة المبشرة، ولد ونشأ بمدينة بخارا، وقرأ العلم على تاج الدين عمر بن مسعود بن أحمد البخاري، وركن الدين مسعود بن محمد إمام زاده المتوفي سنة 617 هـ، ومولانا قطب الدين السرخسي وعلى غيرهم من العلماء المشهورين في تلك البلاد، ثم سافر إلى سمرقند، وآموي وخوارزم، ومرو، ونيسابور، وهراة، واسفزار وإسفارئن، وشهر نو، وسجستان وفره، وغزنة، ولاهور، وكنبايه، ونهرواله، ودهلي، وأدرك بها كبار المشايخ منهم الشيخ مجد الدين شرف بن المؤيد البغدادي وشرف الدين محمد بن أبي بكر النسفي، وعلاء الدين شيخ الإسلام الحارثي، وشيخ الإسلام زكي الدين بن أحمد اللاهوري وجمعاً آخرين. قال القزويني في تعليقاته على لباب الألباب: إنه خرج من بخارا نحو سنة سبع وتسعين وخمسمائة إلى سمرقند، فتقرب إلى نصرة الدين عثمان بن إبراهيم البخاري في أيام أبيه قلج طمغاج خان إبراهيم فولاه ديوان الإنشاء، فلبث عنده أياماً قلائل، ثم سافر إلى خراسان ودخل نسا سنة ستمائة، ودخل نيسابور سنة ثلاث وستمائة، ودخل اسفزار سنة سبع وستمائة. وفارق خراسان في فتنة التتر ودخل السند، فتقرب إلى ناصر الدين قباجه ملك السند، ولبث عنده إلى سنة خمس وعشرين وستمائة وصنف بها لباب الألباب لوزيره عين الملك فخر الدين الحسين بن أبي بكر الأشعري، ثم لما هلك ناصر الدين وملك بلاده شمس الدين الإيلتمش الدهلوي سلطان الهند قدم دهلي وتقرب إلى نظام الملك قوام الدين محمد بن أبي سعد الجنيدي وصنف له جوامع الحكايات لعله سنة ثلاثين وستمائة، وله ترجمة كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي أبي علي المحسن علي بن محمد بن داود التنوخي المتوفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ذكره في جامع الحكايات. قال الجلبي في كشف الظنون في ذكر جامع الحكايات: نقله الفاضل أحمد بن محمد المعروف بابن عرب شاه الحنفي المتوفي سنة أربع وخمسين وثمانمائة إلى التركية بأمر السلطان مراد خان الثاني حين كان معلماً له، ونقله أيضاً مولانا نجاتي الشاعر المتوفي سنة أربع عشرة وتسعمائة لشهزاده السلطان محمد خان، والمولى صالح بن جلال المتوفي سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة بأمر السلطان با يزيد ابن سليمان خان ومنتخبه لمحمد بن أسعد بن عبد الله التستري الحنفي وهو على أربعة أقسام كل قسم خمسة وعشرون باباً- انتهى. مات العوفي في أيام ناصر الدين محمود بن الإيلتمش، لم أقف على سنة وفاته. صدر الدين محمد بن محمد السندي السيد الشريف صدر الدين محمد بن محمد بن شجاع بن إبراهيم بن قاسم بن زيد بن جعفر الحسيني البهكري السندي الخطيب كان من أكابر عصره، ولد بمدينة بهكر في عاشر رجب سنة تسع وستمائة، ونشأ بها وتزوج، وله ذرية واسعة في الهند، توفي لتسع بقين من محرم سنة تسع وستين وستمائة، وقبره بقلعة بهكر، كما في منبع الأنساب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 جمال الدين محمد البسطامي الشيخ الإمام جمال الدين محمد البسطامي أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولي مشيخة الاسلام بدار الملك دهلي يوم الثلاثاء ثالث عشر من رجب سنة ثلاث وخمسين وستمائة في أيام السلطان ناصر الدين محمود بن الإيلتمش، ومات في أيامه يوم الجمعة سادس جمادي الآخرة سنة سبع وخمسين وستمائة بدهلي، كما في طبقات ناصري. عماد الدين محمد الشقورقاني الشيخ العالم الفقيه القاضي عماد الدين محمد الشقورقاني أحد الفقهاء المشهورين في الهند، ولي قضاء الممالك بحضرة دهلي في رابع ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وستمائة في أيام مسعود شاه فاستقل به زماناً، واتهم بأمر وعزل عن القضاء يوم الجمعة تاسع ذي الحجة سنة ست وأربعين وستمائة وأخرج إلى بدايون في أيام السلطان ناصر الدين محمود، ثم قتل بأمر عماد الدين ريحان الحاجب يوم الإثنين ثاني عشر من ذي الحجة سنة ست وأربعين وستمائة، كما في طبقات ناصري. الشيخ محمد التركماني الشيخ الكبير محمد بن أبي محمد التركماني أحد رجال العلم والمعرفة، كان من أصحاب الشيخ عثمان الهاروني، قدم الهند وسكن بنارنول، وأسلم على يده خلق كثير من كفار الهنود فسخط عليه أهل الهند وقتلوه سنة اثنتين وأربعين وستمائة كما في خزينة الأصفياء. ناصر الدين محمود التركماني الملك الفاضل ناصر الدين محمود بن الإيلتمش بن أيلم خان الأكبري التركماني الدهلوي كان أكبر أولاد أبيه وأحبهم إليه وأوفرهم علماً وعقلاً وسخاء وشجاعة، أقطعه الإيلتمش هانسي فأقام بها زماناً، ثم استعمله على بلاد أوده سنة ثلاث وعشرين وستمائة فقام بالأمر، وسار إلى بنكاله بأمر والده سنة أربع وعشرين وستمائة فقاتل صاحبها غياث الدين عوض بن الحسين الخلجي، وقتله وبعث إليه والده الخلع الفاخرة، وكان ولي عهده بعده، ولكنه لم يمهله الأجل فمات بأرض بنكاله، وتأسف لموته والده تأسفاً شديداً، ثم لما ولد له ابن آخر سماه باسمه ولقبه بلقبه. وكانت وفاته سنة ست وعشرين وستمائة، كما في طبقات ناصري. ناصر الدين محمود الدهلوي الملك الفاضل ناصر الدين بن محمود غياث الدين بلبن التركماني الدهلوي المشهور ببغراخان، كان من رجال العلم والسياسة، ولد ونشأ في مهد السلطنة وتأدب بآدابها، وتنبل في أيام أبيه، فولاه على بنكاله بعد سنة 678 هـ، ولما مات والده غياث الدين سنة 686 هـ وولي مكانه ولده معز الدين بن ناصر الدين بدهلي توجه لقتاله والتقيا بالنهر، وترك ناصر الدين السلطنة لولده معز الدين، ورجع إلى بنكاله وسمي لقاؤهما قران السعدين، وللأمير خسرو بن سيف الدين الدهلوي مزدوجة في كيفية اللقاء سماها قران السعدين. مات سنة إحدى وتسعين وستمائة بأرض بنكاله، كما في جنة المشرق. ناصر الدين محمود بن الإيلتمش السلطان العادل الفاضل ناصر الدين محمود بن شمس الدين الإيلتمش، أنموذج الخلفاء الراشدين، كان أصغر أبناء والده وأكبرهم في الفضل والصلاح، قام بالملك بعد ابن أخيه علاء الدين مسعود في سنة أربع وأربعين وستمائة، فنادى برفع المظالم وأظهر من العدل والكرم، وكان عادلاً فاضلاً، ورعاً متعبداً ذا حلم وأناة ورأفة، راغباً إلى الخيرات مع الزهد والتقلل والتقشف لم يغير شيئاً قط ولا تسري على زوجته التي كانت له، وله عناية عظيمة بالأدب ومعرفة حسنة بالكتابة، مؤثر للعدل، والإحسان وقضاء الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 الحوائج، ولم يزل أمره مستقيماً إلى عشرين سنة. ومن أخباره أنه كان يكتب القرآن الكريم نسختين منه كل سنة فيبيعهما ويقتات بثمنهما، وأن زوجته سألته أن يعطيها جارية تكفي مؤنتها في طبخ الطعام وغيره من أمور البيت فأبى. ومن أخباره أنه كان ذات يوم يكتب القرآن جاءه أمير من الأمراء فدخل عليه في بعض الألفاظ وقال: إنه سها في كتابته فلحق الناصر على ذلك اللفظ كدأب الكتاب، فلما ذهب الأمير محا تلك الحلقة، فسأله بعض من حضر عن ذلك فقال: إنه كان صحيحاً ولكني وددت أن لا أؤذيه برد قوله. وكانت وفاته في سنة أربع وستين وستمائة، كما في تاريخ فرشته. محمود بن أبي الخير البلخي الشيخ الإمام العالم المحدث برهان الدين محمود بن أبي الخير أسعد البلخي المشهور بالذكاء والفطنة لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والفقه والحديث، متوفراً على علوم الحكمة، تفقه على الشيخ برهان الدين المرغيناني صاحب الهداية، وأخذ الحديث عن الشيخ حسن بن محمد بن الحيدر الصغاني صاحب المشارق، وقدم الهند فاحتفى به الملوك والأمراء. وكان السلطان غياث الدين بلبن يتردد إليه في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة، ويحظى بصحبته زماناً، وكان شاعراً مجيد الشعر، ويستمع الغناء ويقول: لا أسأل يوم القيامة عن كبيرة إلا استماع الغناء بصنج، وكان يقول: إني سافرت مع أبي في صباي حين كنت ابن سبع فوافيت موكب العلامة برهان الدين المرغيناني في أثناء الطريق، فنظر إلى العلامة وأنعم في النظر وقال: سيكون لهذا الصبي شأن في العلم! فرافقته ثم قال: سيكون هذا الصبي رجلاً شهماً يحضر لديه الملوك والأمراء، كما في فوائد الفؤاد. مات في سنة سبع وثمانين وستمائة ودفن قريباً من الحوض الشمسي بدار الملك دهلي، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني الشيخ الكبير مسعود بن سليمان بن شعيب بن أحمد بن يوسف بن محمد ابن فرخ شاه العمري الإمام فريد الدين الجشتي الأجودهني الولي المشهور، قدم جده شعيب إلى أرض الهند في فتنة التتر، وولي القضاء بكهتوال من أعمال الملتان فتدير بها، وولد الشيخ فريد الدين مسعود بها في سنة تسع وستين وخمسمائة وسافر إلى الملتان في صباه واشتغل بالعلم على أساتذة عصره وقرأ النافع على مولانا منهاج الدين الترمذي، وأدرك بها الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي في سنة أربع وثمانين وخمسمائة فجاء معه إلى دهلي ولازمه مدة وأخذ عنه الطريقة. وقيل إنه لما أدرك الشيخ المذكور وأراد أن يصاحبه في الظعن والإقامة منعه الشيخ وحثه على تكميل العلوم، فرحل إلى قندهار ولبث فيها خمس سنوات وأخذ العلم، ثم سافر إلى البلاد، وأدرك الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي والشيخ سيف الدين الباخرزي، والشيخ سعد الدين الحموي، والشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني وخلقاً آخرين من المشايخ. ثم جاء إلى دهلي وصحب الشيخ قطب الدين المذكور، ثم رحل إلى مدينة هانسي وأقام بها انتي عشرة سنة واشتغل بالرياضة الشديدة والمجاهدة القوية فظهرت منه الخوارق والكرامات والتصرفات العجيبة وتقاطر عليه الناس، فترك موضعه وذهب إلى كهتوال فلبث بها زماناً، ثم لما ارتفع حاله وازدحم عليه الناس هاجر منها إلى أجودهن فتوطن بها يربي المريدين ويرشد السالكين. وكان من أكابر أولياء الله تعالى صاحب تصرفات عجيبة وجذب قوي، له في أحوال الباطن شأن كبير بين المكاشفين مشهور في ظهور الآفاق ومذكور في بطون الأوراق، أخذ عنه خلق كثير منهم الشيخ الإمام المجاهد نظام الدين محمد البدايوني والشيخ علاء الدين علي الصابر الكليري والشيخ جمال الدين الخطيب الهانسوي والشيخ بدر الدين إسحاق النهلوي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 قال محمد بن المبارك الحسيني الكرماني في سير الأولياء إن الشيخ نظام الدين قرأ عليه سنة أجزاء من القرآن الكريم وشطراً من العوارف وكتاب التمهيد للشيخ أبي شكور السالمي. ومن كلامه: إن الله سبحانه يستحي من العبد أن يرفع يديه ويردهما خائبتين، ومنه: إن الصوفي يصفو له كل شيء ولا يكدره شيء، وقال: الصوفي من رضي بالموجود ولا يسعى بطلب المفقود، وقال: لو أردتم أن تبلغوا درجة الكبار فعليكم أن لا تلتفتوا إلى أبناء الملوك! وقال: أرذل الناس من يشتغل بالأكل واللباس. وبعث إلى السلطان غياث الدين بلبن كتاباً في شفاعة رجل فكتب: رفعت قصته إلى الله ثم إليك فإن أعطتيه فالمعطي هو الله وأنت الشكور، وإن لم تعطه شيئاً فالمانع هو الله وأنت المعذور- انتهى. وله تعليقات نفيسة على عوارف المعارف، كما في كلزار أبراز، مات في خامس محرم الحرام سنة أربع وستين وستمائة وله خمس وتسعون سنة، كما في سير الأولياء. علاء الدين مسعود الدهلوي السلطان علاء الدين مسعود بن فيروز بن الإيلتمش التركماني الدهلوي العادل الكريم، قام بالملك بعد عمه معز الدين بهرام شاه سنة تسع وثلاثين وستمائة، وأحسن إلى الناس وغمرهم بالبذل والعطاء، وخلص عميه جلال الدين مسعوداً، وناصر الدين محموداً من الأسر، وولاهما على قنوج وبهرائج، وغزا كفار الهنود والتتر وفتح الفتوحات العظيمة. قال منهاج الدين عثمان بن محمد الجوزجاني في طبقات ناصري: إنه كان عادلاً باذلاً كريماً حسن الأخلاق عميم الإحسان، مال في آخر أمره إلى التنزه والتصيد وأفرط في ذلك، فرغت عنه الأمراء واتفقوا على عمه ناصر الدين محمود فخلعوه يوم الأحد لسبع ليال بقين من محرم سنة أربع وأربعين وستمائة. مولانا منهاج الدين الترمذي الشيخ العالم الفقيه منهاج الدين الترمذي ثم الملتاني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان يدرس ويفيد بمدينة ملتان، قرأ عليه الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني كتاب النافع في الفقه. حرف النون ناصر الدين قباجه المعزي السلطان ناصر الدين قباجه المعزي الملك العادل كان من مماليك الشهاب محمد بن سام الغوري، خدمه زماناً وقاتل أعداءه، فولاه الشهاب السند فملكها وفتح البلاد إلى ساحل البحر وفتح لاهور غير مرة، وساس الأمور وأحسن إلى الناس، وقاتل جلال الدين خوارزم شاه سنة إحدى وعشرين وستمائة، وقاتل الخلج سنة ثلاث وعشرين وستمائة فهزمهم، وتزوج بابنتي قطب الدين أبيك واحدة بعد أخرى، وكذلك تزوج بابنة تاج الدين الدز، وكان ولي عهده بعده ابنه علاء الدين بهرام شاه سبط قطب الدين أيبك ووزيره عين الملك فخر الدين الحسين بن أبي بكر الأشعري. وكان من أجواد الدنيا، اجتمع إليه السادة والأشراف، ووفد العلماء عليه من العراق وخراسان والغور وغزنة، وكان عصره أحسن العصور وزمانه أنضر الأزمان، ولم يزل على ذلك حتى سار إليه شمس الدين الإيلتمش سنة خمس وعشرين وستمائة وحاصر اج، فانتقل ناصر الدين إلى قلعة بهكر فسير إليه شمس الدين ووزيره نظام الملك قوام الدين محمد بن أبي سعد الجنيدي بعساكره فحاصره بقلعة بهكر وفتحت مدينة اج على يد شمس الدين، فلما سمع ناصر الدين خبر الفتح بعث إلى شمس الدين ولده بهرام شاه ومعه الأحمال والأثقال، وفتحت بهكر على يد نظام الملك وغرق ناصر الدين بماء السند، كان ذلك في التاسع الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 عشر من جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين وستمائة، كما في طبقات ناصري. نجم الدين الصغري الشيخ العالم الفقيه نجم الدين الصغري أحد الرجال المشهورين بالهند، تولى شياخة الإسلام بدهلي لعله في أيام شمس الدين الإيلتمش، ومات في أيامه، وقبره يحاذي قبر الشيخ برهان الدين محمود البلخي: كما في كلزار ابرار. الشيخ نجيب الدين المتوكل الشيخ الزاهد الفقيه نجيب الدين بن سليمان بن شعيب العدوي العمري الدهلوي المشهور بالمتوكل كان من العلماء الربانيين، ولد ونشأ بأرض الهند وأخذ عن صنوه الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، ثم سكن بدهلي ولم يزل بها حتى مات. وكان زاهداً عفيفاً متوكلاً قانعاً باليسير، لم يتردد قط إلى الملوك والأمراء ولم يطمع فيهم. مات في تاسع رمضان سنة تسع وستين وستمائة، كما في سير الأولياء. الشيخ نجيب الدين الفردوسي الشيخ الصالح نجيب الدين بن عماد الدين الفردوسي الدهلوي أحد المشايخ المشهورين بأرض الهند، أخذ عن عمه الشيخ ركن الدين الفردوسي، ولازمه مدة حياته، ثم جلس على مسند الإرشاد، وكان صاحب وجد وحالة، أخذ عنه الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري، توفي سنة إحدى وتسعين وستمائة بدهلي فأرخ لموته بعضهم من لفظ أخص، كما في سيرة الشرف. القاضي نصير الدين الدهلوي الشيخ العالم الأجل القاضي نصير الدين الدهلوي المشهور بكاسه ليس كان أكبر قضاة الهند في أيام شمس الدين الايلتمش، ذكره القاضي منهاج الدين أبو عمرو عثمان بن محمد الجوزجاني في الطبقات. أبو المؤيد نظام الدين الغزنوي الشيخ المعمر أبو المؤيد نظام الدين بن جمال الدين بن جلال الدين بن تاج الألياء بن شمس العارفين عبد الرحمن الغزنوي، كان من نسل أبي عبيدة بن الجراح القرشي الفهري المبشر بالجنة، ولد ونشأ بغزنة وأخذ عن والده وخاله نور الدين المبارك. وقيل: إنه أدرك الشيخ عبد الواحد بن شهاب الدين أحمد الغزنوي وأخذ عنه وكان من شيوخ خاله المذكور، ثم قدم الهند وسكن بدهلي وأخذ عن الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي، ولم يكن له نظير في التذكير وتأثيره في الناس، قال الأمير حسن بن العلاء السجزي في فوائد الفؤاد: إن الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني كان يقول: إني حضرت في موعظته مرة فرأيت أنه جاء ووضع نعليه عند باب المسجد ورفعهما بيده فدخل المسجد وصلى ركعتين بسكون وطمأنينة، ثم صعد المنبر فقرأ مقرئه الشيخ قاسم شيئاً من القرآن الكريم، ثم أراد الشيخ أن يشرع في الموعظة فقال: إني كنت قرأت بخط أبي فتأثر أهل المسجد من ذلك ثم أنشد. عشق تو وبر تو نظر خواهم كرد جان در غم تو زير وزبر خواهم كرد فارتج المسجد من البكاء والعويل، فكرر هذا البيت ثلاث مرات كأنه نسي البيت الثاني فكان يردد الأول ليتذكر الثاني حتى قال اعترافاً بالعجز: إني نسيت البيت الثاني، وقال ذلك برقة فازداد التأثير ثم ذكره الشيخ قاسم فأنشد. بر درد دلي بخاك در خواهم شد بر عشق سرى زكور بر خواهم كرد ثم نزل عن المنبر- انتهى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 توفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة، كما في أخبار الجمال. نظام الدين الفرغاني الشيخ العالم الفقيه نظام الدين الفرغاني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قدم الهند ودخل بنكاله فقربه إلى نفسه محمد بن بختيار الخلجي، وأكرمه وبذل له مالاً خطيراً فغزا معه كفار الهنود وسكن بأرض بنكاله، وكان معه أخوه صمصام الدين، أدركه القاضي منهاج الدين عثمان بن محمد الجوزجاني سنة إحدى وأربعين وستمائة وذكره في الطبقات. الشيخ نور الدين اللاري الشيخ الكبير نور الدين اللاري المشهور بملكيار بران، كان من كبار المشايخ، أخذ عن الشيخ دانيال عن الشيخ علي عن الشيخ أبي إسحاق الكاذروني عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي، وقدم الهند في أيام السلطان غياث الدين بلبن فسكن بدهلي، توفي سنة خمس وتسعين وستمائة بدهلي، فدفن بها على شاطئ نهر جمن عند زاوية الشيخ أبي بكر الطوسي، كما في خزينة الأصفياء. نور الدين القرمطي الشيخ نور الدين التركماني القرمطي أحد دعاة القرامطة، ذكره القاضي منهاج الدين عثمان بن محمد الجوزجاني في الطبقات قال: إنه حرض أصحابه من أهل كجرات ونواحي الهند فاجتمعوا بدهلي في أيام رضية بنت الإيلتمش وبايعوا نور الدين سراً وقصدوا أهل الإسلام، وكان يذكرهم ويجتمع لديه خلق كثير من الأراذل، وكان يرمي أهل السنة والجماعة بالنصب والخروج، ويحرض أتباعه على بغض الأحناف والشافعية وغيرهم، وقرر لهم موعداً للخروج فخرجوا يوم الجمعة سادس رجب سنة أربع وثلاثين وستمائة، وكانوا ألف رجل مسلح بالسيوف والأسنة فصاروا فرقتين وهجموا على الجامع الكبير بدار الملك دهلي طائفة منهم دخلت الجامع من الجهة الشمالية وطائفة جاءت من تلقاء سوق البزازين ووصلت على باب المدرسة المعزبة ظناً منهم أنه باب الجامع الكبير فقتلوا خلقاً كثيراً من أهل الإسلام، ثم جاءت نجدة من الأمراء فقتلوهم ولم ينج منهم أحد- انتهى، حرف الواو القاضي وجيه الدين الكاشاني الشيخ الإمام الأجل القاضي وجيه الدين الكاشاني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام والعربية، كان أكبر قضاة الهند في أيام السلطان قطب الدين أبيك. حرف الياء الشيخ يعقوب بن أحمد النهروالي الشيخ الكبير أبو يوسف يعقوب بن أحمد الشافعي النهروالي أحد العلماء المبرزين في العربية، كان حفيد السيد مرتضى علم الهدى، قدم كجرات، مع ألف خان الذي سيره السلطان سنجر إلى نهرواله مع سبعين ألف مقاتل من الفرسان، والرجالة، فحاصر نهرواله وضيق على أهلها، ولما طالت المدة إلى خمس سنوات أو ست بنى مسجداً من الحجارة المنحوتة خارج البلدة، ثم لما نعى بالسلطان سنجر رجع ألف خان، وأقام يعقوب بذلك المسجد وكان يدرس ويفيد، وذلك المسجد بني سنة خمس وخمسين وستمائة كما في مرآة أحمدي. الشيخ يعقوب بن علي اللاهوري الشيخ العالم يعقوب بن علي الحسيني الكاظمي الزنجاني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 قدم لاهور سنة خمس وثلاثين وخمسمائة فسكن بها وتصدر للإرشاد وانتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ، مات في السادس عشر من رجب سنة أربع وستمائة، كما في خزينة الأصفياء. الجزء الثاني يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها في القرن الثامن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 الطبقة الثامنة في أعيان القرن الثامن حرف الألف الشيخ إبراهيم بن شهريار الهمذاني الشيخ العارف الكبير إبراهيم بن شهريار الهمذاني الشيخ فخر الدين العراقي، كان من العلماء المعروفين بالفضل والصلاح. ولد ونشأ بهمذان وحفظ القرآن في صغر سنه وجوده، ثم اشتغل بالعلم ونال حظاً وافراً منه في السابع عشر من سنه، فدرس وأفاد زماناً في إحدى المدارس من تلك البلدة. وكان يدرس ذات يوم إذ جاءت طائفة من القلندرية وكان معهم غلام بديع الجمال، فمال إليه إبراهيم وشغفه حبه، فترك التدريس ولحق بهم حتى ورد ملتان، ورآه الشيخ الكبير بهاء الدين زكريا الملتاني وكانت علائم الرشد والسعادة تلوح على جبينه، فجذبه إليه وأفرزه من تلك الجماعة وأجلسه في الأربعين، فلم تمض عليه عشرة أيام إلا وأنشأ أبياتاً بالفارسية وكان ينشدها بلحن شجي، فلما سمع الناس إنشاده تلك الأبيات أنكروا عليه لأن طريقة الشيخ كانت منحصرة في الخلوة والمراقبة والذكر، فلما سمع الشيخ إنكار الناس منعهم عن ذلك، حتى قال له بعض خواصه: إني سمعت المغنين يغنونه في الخرابات، وأنشد تلك الأبيات عند الشيخ، فلما وصل إلى هذا البيت. جو خود كردند راز خويشتن فاش عراقي را جرا بدنام كردند قال الشيخ: ثم أمره، وقام وراح إلى الخلوة وقال: أخرج، فخرج العراقي ووضع رأسه على قدم الشيخ، فألبسه الخرقة وزوجه بابنته. ولبث العراقي في ملتان خمساً وعشرين سنة، ثم سافر للحج والزيارة فسعد بهما، ثم سار إلى قونية وقرأ الفصوص على الشيخ صدر الدين القونيوي، ثم سار إلى مصر وولي المشيخة بها فمكث مدة بمصر القاهرة، ثم سار إلى دمشق ومات بها. وله مصنفات ممتعة، منها اللمعات بالفارسية صنفها في قونية. ومن شعره قوله: نخستين باده كاندر جام كردند ز جشم مست ساقي وام كردند براي صيد مرغ جان عاشق ز زلف فتنه جويان وام كردند بعالم هر كجا رنج وبلائيست بهم كردند وعشقش نام كردند جو خود كردند راز خويشتن فاش عراقي را جرا بد نام كردند قال الأمين بن أحمد الرازي في هفت أقليم: إنه مات سنة ثمان وثمانين وستمائة أو سنة سبع وسبعمائة، وقال دولت شاه في تذكرة الشعراء: إنه مات سنة سبع وسبعمائة بدمشق، فدفن عند قبر الشيخ محي الدين بن عربي رحمه الله تعالى. وهذا الشيخ لم يكن مولده ومدفنه في الهند، ولذلك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 لا يليق ذكره في هذا المجموع، ولكنه لما تم أمره في الهند، ومكث بها خمساً وعشرين سنة، وتزوج ورزق الأولاد بها بادرت إلى ذكره، والذكر لا يخلو عن الفوائد. الشيخ نجم الدين إبراهيم الشيخ الصالح نجم الدين إبراهيم البياباني أحد كبار المشايخ السهروردية، أخذ عن الشيخ أبي الفتح ركن الدين القرشي الملتاني، وأخذ عنه الشيخ منهاج الدين حسن البياباني وخلق آخرون، كما في منبع الأنساب. الشيخ إبراهيم بن عبد الله السنكاني الشيخ الصالح إبراهيم بن عبد الله السنكاني أحد العلماء العاملين، أخذ عن الشيخ عين الدين البيجابوري صاحب الملحقات ولازمه زماناً بدولت آباد، ثم انتقل إلى قرية بهيرول ثم إلى بيجابور، ومات بها في حياة شيخه- ذكره عين الدين المذكور في كتابه أطوار الأبرار ومدحه بالشيخ الكامل المكمل صاحب المقامات العلية، كما في بساتين السلاطين-. وفي تاريخ الأولياء أنه أخذ عن الشيخ علاء الدين الجيوري والشيخ شمس الدين الدامغاني والشيخ منهاج الدين التميمي والشيخ عين الدين البيجابوري، مات لأربع عشرة خلون من محرم سنة ثلاثين أو خمسين وسبعمائة، وقبره بمدينة بيجابور. أبو علي شرف الدين القلندر الشيخ الكبير شرف الدين أبو علي القلندر الباني بتي أحد الأولياء المشهورين، اشتغل بالعلم فدرس وأفاد ثلاثين سنة، ثم انقطع إلى الله سبحانه حتى صار مغلوب الحالة، فلم يفق من ذلك إلى أن توفي إلى رحمة الله سبحانه، قال في أعراسنامه: إنه أخذ الطريقة عن الشيخ شمس الدين التبريزي عن الشيخ قطب الدين الأبهري عن الشيخ الكبير ضياء الدين أبي النجيب عبد القاهر السهروردي، وفي كلزار أبرار أن شرف الدين قال في كتابه حكمت نامه: إني دخلت دهلي حين ناهزت أربعين سنة فطفت حول مرقد الشيخ قطب الدين البختيار الأوشي، ثم تصديت للدرس والإفتاء واشتغلت بها عشرين سنة، ثم أخذتني الجذبة الربانية فتركت البحث والإشتغال وخرجت من دهلي، فسافرت البلاد وأدركت الشيخ شمس الدين التبريزي والشيخ جلال الدين الرومي، فلبست الخرقة منهما ورجعت إلى الهند وألقيت متاع المشيخة في نهر الجون، انتهى. ومن مصنفاته: رسائل في الحقائق والمعارف، ومزدوجة له مشهورة بالفارسية أولها. مرحبا أي بلبل باغ كهن أز كل رعنا بكوبا ما سخن ومن أقواله رحمه الله تعالى درويشي جيست؟ نفس كشتن، وطلسم هستي شكستن، وترك أز غير كرفتن، واز خود رستن، وبدوست بيوستن، ودر آتش محبت سوختن، وخاكستر كشتن توفي في الثاني عشر أو الثالث عشر من رمضان سنة أربع وعشرين وسبعمائة وله عشرون ومائة سنة، كما في مهر جهانتاب. الشيخ أبو الفتح ركن الدين الملتاني الشيخ الإمام العالم الكبير أبو الفتح بن محمد بن زكريا القرشي الشيخ ركن الدين فيض الله الملتاني أحد مشاهير الأولياء، بأرض الهند، له شأن كبير في إرشاد الناس وهدايتهم من المعصية إلى الطاعة ومن النفسانية إلى الروحانية. ولد يوم الجمعة سنة سبع وأربعين وستمائة بمدينة ملتان، ونشأ في أيام جده وأبيه، ثم جلس على سجادة جده بعد أبيه اثنتين وخمسين سنة، وعمر إلى ثمان وثمانين حجة، وقدم دهلي غير مرة بتكليف السلطان علاء الدين الخلجي وولده قطب الدين، وكانا يعتقدان بفضله وكماله، ويستقبلانه بالترحيب والإكرام، ويعرضان عليه مائتي ألف دينار يوم القدوم، وخمسمائة ألف دينار يوم الوداع، وكان الشيخ يقبلها ويفرقها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 على الحوائج في يوم واحد وكانت بينه وبين الشيخ نظام الدين محمد البدايوني محبة صادقة ومودة واثقة، أخذ عنه الشيخ حسين بن أحمد بن الحسين الحسيني البخاري، والشيخ جلال البركي، والشيخ عثمان الرحالة، والشيخ حاجي الله، والشيخ خضر، ونجم الدين إبراهيم البياباني، وقوام الدين الكاذروني وخلق آخرون، مات ليلة الجمعة تاسع جمادي الأولى سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، مات في صلاة التسبيح فدفن في حصار ملتان القديم بجوار آبائه الكرام رضي الله عنهم. القاضي أبو حنيفة السندي الشيخ العالم القاضي أبو حنيفة الحنفي البهكري السندي أحد العلماء المشهورين في زمانه، كان قاضياً بمدينة بهكر في أيام محمد تغلق شاه الدهلوي، لقيه محمد بن بطوطة المغربي الرحالة سنة أربع وثلاثين وسبعمائة بمدينة بهكر، ذكره في كتابه. الشيخ أحمد بن الحسين البخاري الشيخ الصالح أحمد بن الحسين بن علي الحسيني البخاري الأجي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد بأرض الهند لعله في مدينة بهكر، ووالدته فاطمة بنت السيد بدر الدين بن صدر الدين البهكري السندي، وأخذ عن والده وتأدب عليه ولبس منه الخرقة، وتزوج بحويد خاتون بنت خاله السيد مرتضى فولدت له حسين بن أحمد الأجي، ولما ماتت حويد خاتون تزوج بأختها بي بي خاتون فولدت له صدر الدين محمداً واختاً له، كما في تذكرة السادة البخارية. أحمد بن خسرو الدهلوي الشيخ الفاضل أحمد بن خسرو بن سيف الدين محمود البخاري الدهلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وتقرب إلى الملوك والأمراء فرزق القبول والوجاهة العظيمة عندهم وجعله فيروز شاه نديماً له، كما في المنتخب. الشيخ أحمد بن شهاب الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير الزاهد أحمد بن الشهاب الحكيم الصوفي الشيخ صدر الدين الدهلوي أحد المشايخ المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ العلم على الأساتذة المشهورين في عصره، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي، وكان رجلاً حاذقاً في الطب مشاركاً في فنون أخر، زاهداً متقللاً حسن الفهم جداً، صحيح الذهن له اليد الطولى في تعبير الحقائق والمعارف، ومن مصنفاته الصحائف في الحقائق والمعارف قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار: إن الجن خطفوه فعاش فيهم مدة حتى مرض بعضهم وبرئ من ذلك المرض بعلاجه فعرضوا عليه قنطاراً من الدراهم والدنانير فلم يلتفت إليها فعجبوا وأطلقوه- انتهى. مات سنة تسع وخمسين وسبعمائة. الشيخ أحمد بن يحيى المنيري الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة صاحب المقامات العلية والكرامات المشرقة الجلية شيخ الإسلام أحمد بن يحيى بن إسرائيل بن محمد الهاشمي المنيري الشيخ الإمام شرف الدين البهاري أحد مشاهير الأولياء، اتفق الناس على ولايته وجلالته وبلوغه درجة الإجتهاد، ولد سنة إحدى وستين وستمائة في عهد السلطان ناصر الدين محمود بن الإيلتمش الدهلوي ببلدة منير بفتح الميم وكسر النون- وتلقى مبادئ العلم بها، ثم ارتحل إلى سنار كانون فلازم الشيخ الأستاذ شرف الدين أبا توأمة الدهلوي واشتغل عليه بالعلم وجد واجتهد بالبحث والإشتغال حتى قيل إنه كان لا يطالع الكتب والرسائل الواردة عليه من والديه وأقاربه لئلا يطلع على خبر يشوشه إلى أن فرغ من التحصيل، وزوجه الشيخ أبو توأمة بابنته العفيفة فرزق منها ثلاثة أبناء، ثم توفيت صاحبته وبنوه إلا واحداً منهم، فجاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 به إلى منير في سنة تسعين أو إحدى وتسعين وستمائة، وكان والده قد توفي إلى رحمة الله قبل أن يصل إلى بلدته، فلبث بها برهة من الزمان ثم ترك ولده عند أمه وسافر إلى دهلي، فأدرك بها الشيخ نظام الدين محمداً البدايوني وخلقاً آخرين من المشايخ، ثم رحل إلى باني بت ولقي بها الشيخ شرف الدين أبا علي القلندر، ثم رجع إلى دهلي ولبس الخرقة من الشيخ نجيب الدين الفردوسي ثم عاد إلى بلاده، ولما وصل إلى بهيا- بكسر الموحدة وسكون الهاء وفتح التحتية والألف كانت بادية عظيمة من أعمال بهار- غاب في تلك البادية ولم يوجد له عين ولا أثر إلى اثنتي عشرة سنة، ثم رحل إلى جبل راجكير، وعاش به وبغيره من البوادي مدة مديدة، كان يشتغل بالرياضة والمجاهدة منقطعاً إلى الله سبحانه، لم يستأنس في تلك المدة بأحد من الناس، وكان ذلك ثلاثين سنة تقريباً. ولما أراد الله أن ينفع به عباده ألقى في قلوب الناس أن يتحسسوا عنه فمال إليه الناس واستأنس بهم حتى صار يجئ معهم إلى العمران ثم يذهب إلى البادية، ولم يزل كذلك مدة من الزمان فألح الناس عليه أن يقيم بمدينة بهار لينتفعوا به، وبنى له نظام مولى البهاري أحد أصحاب الشيخ نظام الدين محمد البدايوني داراً خارج البلدة وألخ عليه بأن يسكن فيها، فقبله مستكرهاً وقال: محبتكم أدتني إلى أن أقمت في بيت الصنم، وكان ذلك فيما بين سنة إحدى وعشرين وأربع وعشرين من السبعمائة، كما في سيرة الشرف. ثم بنى له محمد شاه تغلق خانقاهاً رفيعاً وأمر أن يقيم به، ولم يسعه إلا القبول فأقام به ونشر ما منحه الله سبحانه من علوم أسرار الكتاب والسنة وكشف عن إشاراتهما الباهرة ولطائفهما الزاهرة بعبارته الجلية المشرق عليها نور الإذن الرباني واللائح عليها أثر القبول الرحماني، وازدحم عليه الخاص والعام حينئذ للاستفادة وتلقى كل أحد من تلك اللطائف على قدر الاستعداد. هذه جملة صالحة من أخباره نفعنا الله ببركاته، وأما مقاماته القدسية في العلوم والمعارف والقرب والوصول فلا تسأل عن ذلك فإنها كانت وراء طور العقول، وإن شئت الإطلاع فارجع إلى مصنفاته فإن فيها ما يشفي العليل ويروي الغليل ويوصل السالك إلى سواء السبيل، ومن مصنفاته مكتوباته في ثلاثة مجلدات عددها ثلاثمائة وثمانية وعشرون مكتوباً، ومنها الأجوبة وفوائد ركني وإرشاد الطالبين وإرشاد السالكين ومعدن معاني ولطائف المعاني ومخ المعاني وخوان بر نعمت وتحفه غيبي والملفوظات المسماة بزاد السفر وعقائد شرفي وشرح آداب المريدين في عدة مجلدات. وكانت وفاته ليلة السادس من شوال سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة وله عشرون ومائة سنة في عهد فيروز شاه السلطان، وصلى عليه السيد أشرف جهانكير السمناني بالناس، وقبره مشهور ظاهر ببلدة بهار يزار ويتبرك به الشيخ أحمد بن محمد البخاري الشيخ الكبير أحمد بن محمد الحسيني البخاري المعروف بخواجه كرك الله الكروي كان من الرجال المشهورين، توفي والده في صغر سنه فخرج من بلدته للسياحة، فلما وصل إلى بهمرولي قرية من أعمال إله آباد، أدرك بها الشيخ إسماعيل القرشي الملتاني فصحبه وأخذ عنه الطريقة، وألزم نفسه الرياضة والمجاهدة واشتغل بها مدة من الزمان حتى صار مغلوباً على حاله فأقام بمدينة كره، ولم يزل عرياناً وبين يديه أتون يدخل فيه قدمه والنار تلتهب فيها، وكلما كان يحصل له الملبس والمطعم يلقيها في النار. ويذكر له كشوف وكرامات منها أن السلطان جلال الدين الخلجي لما قصد ابن أخيه علاء الدين وسار إلى مدينة كره حضر علاء الدين لديه واستعان منه فقال: هر كه آمد بر سر جنك تن در كشتي سر در كنك، فوقع كذلك وقتل جلال الدين. وكان معاصراً لجدي الكبير القاضي ركن الدين الكروي وكان إذا رآه يستر عورته ويقول: إنه رجل، كما في ملفوظاته. ومن شعره قوله: اندر طلب يار جو مردانه شدم أول قدم از وجود بيكانه شدم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 او علم نمى شنيد لب بر بستم او عقل نمى خريد ديوانه شدم وله: ما طبل مغانه دوش بيباك زديم عالي علمش بر سر افلاك زديم از بهر يكي مغبجه ميخواره صد بار كلاه توبه بر خاك زديم وله: آنكس كه ترا شناخت جان راجه كند فر زند وعيال وخانمان راجه كند ديوانه كنى هر دو جهانش بخشى ديوانه تو هر دو جهان راجه كند توفي في ثالث رجب سنة ثلاث وقيل خمس وسبعمائة، وقبره مشهور ظاهر بمدينة كره يزار ويتبرك به، كما في آئينه اوده. الشيخ أحمد بن محمد القندهاري الشيخ الكبير أحمد بن محمد القندهاري المشهور بأحمد المعشوق كان من المشايخ المشهورين في عصره، ولد ونشا بقندهار وقدم ملتان للتجارة فأدرك بها الشيخ صدر الدين محمد الملتاني فلازمه وأخذ عنه الطريقة وصار مغلوباً على حاله، توفي سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء. أحمد بن أياز الدهلوي الوزير الكبير أحمد بن أياز الدهلوي المعروف بخواجه جهان كان شحنة العمارة في أيام السلطان غياث الدين تغلق، بنى له قصراً عند قدومه من بنكاله في ثلاثة أيام بالخشب مرتفعاً على الأرض قائماً على سواري خشب، وكانت الحكمة التي اخترعوها فيه أنه متى وطئت الفيلة في جهة منه وقع ذلك القصر وسقط، فدخل فيه السلطان ولما أتى بالأفيال من جهة واحدة سقط القصر عليه، وقال القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه: إن الصاعقة وقعت على ذلك القصر فسقط. وبالجملة فلما مات غياث الدين وتولى المملكة بعده ابنه محمد شاه جعله وزيراً له ولقبه بخواجه جهان فخدمه اثنتين وعشرين سنة، ولما مات محمد ببلاد السند أقعد طفلاً صغيراً على سرير الملك بدهلي وقال: إنه ولد محمد، وبايعه أهل تلك البلدة، واتفق الفقهاء والقضاة على فيروز بن رجب وكان في بلاد السند فولوه عليهم فسار فيروز بعساكره إلى دهلي، فلما قرب من الحضرة خاف منه أحمد بن أياز وحضر بين يديه واعتذر فقبله فيروز وفوضه إلى شحنة هانسي وكان سنه جاوز ثمانين، وقيل إن فيروز شاه أقطعه سامانه ليعتزل بها ويشتغل بالعبادة، فلما خرج عن الحضرة وسار مسيرة يومين أو ثلاثة أيام لحقه شير خان وقتله، وكان ذلك سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة. السيد أحمد الغزنوي السيد الشريف المفتي أحمد بن أبي أحمد الغزنوي أحد كبار العلماء، سافر إلى بلاد الدكن فأكرمه علاء الدين حسن البهمني وولاه الإفتاء بكلبركه، فاستقل به مدة حياته ومات بكلبركه فدفن بها، وقبره مشهور ظاهر. الشيخ إسحاق المغربي الشيخ الفقيه الزاهد إسحاق المغربي أحد الأولياء، المشهورين بأرض الهند، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد المغربي عن أبي العباس أحمد القرشي عن أبي محمد الصالح الدكاكي عن الشيخ أبي مدين المغربي إمام الطريقة المدينية ولازمه مدة حياته ثم جاور قبره أياماً ثم قدم الهند ودخل أجمير في أيام السلطان فيروز شاه فلبث مدة طويلة، ثم دخل كهتو قرية من أعمال ناكور وسكن بها، وناهز عمره عشرين ومائة سنة ولد سنة ستين وستمائة، ومات في السابع عشر من شعبان سنة ست وسبعين وسبعمائة، كما في مجمع الأبرار. الشيخ إسماعيل بن محمد الملتاني الشيخ العالم الفقيه إسماعيل بن محمد بن زكريا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 القرشي الشيخ عماد الدين الملتاني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة ملتان وتأدب على والده وصنوه الكبير أبي الفتح ركن الدين الملتاني، ثم أقبل على الفقه وأصوله فبرز فيهما وصار المرجع والمقصد في الفتيا والتدريس، ولما توفي صنوه المذكور جلس على مسند الإرشاد، وتوورثت الخلافة في أعقابه فقام مقامه ولده صدر الدين الحليم، كما في كلزار أبرار. وأما سنة وفاته فما وجدت تصريحاً بها في كلزار ولا في غيره من الكتب إلا أن صاحب كلزار ختم ترجمته بشطر البيت على جري عادته وهو هذا عماد الدين عماد قصر دين بود ولما تأملت فيه وجدت أنها تستخرج منه سنة خمس وتسعين وسبعمائة فالأشبه أن العماد مات في هذه السنة- والله أعلم. الشيخ أسد الدين الظفرآبادي الشيخ الصالح أسد الدين بن تاج الدين الحسيني الظفرآبادي أحد المشايخ المشهورين، يرجع نسبه إلى سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما بسبع عشرة واسطة. قرأ العلم على الشيخ ضياء الدين الزاهد الكروي، ثم سافر إلى ملتان وأخذ الطريقة عن الشيخ ركن الدين أبي الفتح بن محمد الملتاني، ثم قدم دهلي واستفاض من الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني، ثم ورد ظفر آباد فسكن بها. وكان شيخاً جليلاً قانعاً مرتاضاً يصوم النهار ويقوم الليل ويقرأ القرآن كل يوم مرتين، ومن مصنفاته الرسالة العشقية في الحقائق والمعارف، ولد في التاسع عشر من رجب سنة إحدى وستين وستمائة، ومات يوم الأربعاء السادس عشر من جمادي الأولى سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، بظفر آباد كما في تجلي نور. مولانا أعز الدين البدايوني الشيخ الفاضل أعز الدين البدايوني أحد الأساتذة المشهورين بدار الملك دهلي، كانت له يد بيضاء في الصناعة الطبية، وكان يدرس ويداوي الناس في عهد السلطان علاء الدين الخلجي- ذكره البرني في تاريخه. مولانا افتخار الدين الرازي الشيخ العالم الكبير العلامة افتخار الدين الرازي ثم الهندي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام والعربية، درس وأفاد مدة عمره بدار الملك دهلي- ذكره البرني في تاريخه. مولانا افتخار الدين البرني الشيخ الفاضل العلامة افتخار الدين البرني أحد كبار الأساتذة، كان يدرس ويفيد في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، وله يد بيضاء في العلوم عقلية كانت أو نقلية- ذكره البرني في تاريخه. اختيار الدين الدهلوي الشيخ الفاضل إختيار الدين الدهلوي أحد الأمراء المعروفين بالفضل والصلاح، جعله غياث الدين تغلق شاه دبيراً له في سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، له بساتين الأنس كتاب مفيد اختصره محمد قاسم البيجابوري المشهور بفرشته. مولانا افتخار الدين الكيلاني الشيخ الفاضل الكبير إفتخار الدين الكيلاني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد بمدينة دهلي إلى عهد غياث الدين تغلق، قرأ عليه الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي سائر الكتب الدرسية بعد وفاة الشيخ عبد الكريم الشرواني. الشيخ أعز الدين الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير أعز الدين الخالد خاني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 الدهلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، له دلائل فيروز منظومة في الطيرة والتفاؤل والنجوم والحكمة الطبعية، وله كتاب عروض موسيقى ترجمها من لغة سنسكرت بأمر فيروز السلطان، وله كتب أخرى، كما في تاريخ فرشته. الشيخ إمام الدين الدهلوي الشيخ العالم الفقيه إمام الدين الدهلوي المشهور بالأبدال، أخذ عن الشيخ بدر الدين الغزنوي وأدرك شيخ شيخه قطب الدين بختيار ولازمه مدة من الزمان، أخذ عنه الشيخ شهاب الدين العاشق، توفي سنة ثمانين وسبعمائة، كما في مهر جهان تاب. حرف الباء الموحدة مولانا بدر الدين الأودي الشيخ الصالح الواعظ بدر الدين الحنفي الأودي أحد المذكرين المشهورين بالعلم والديانة في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، كان من أرض أوده ولكنه ربما يسافر إلى دهلي ويسكن بها بضعة اشهر يعظ ويذكر. قال البرني في تاريخه: إنه كان غاية في الزهد والتقوى، لا يتجشم التصنع في مقالاته ولا يتفوه إلا بالصدق، والناس يحضرون في تلك المجالس من كل صنف ويتأثرون بها ويبكون ويزيدون خشوعاً لله سبحانه، انتهى. الحكيم بدر الدين الدمشقي الشيخ الفاضل العلامة بدر الدين الحكيم الدمشقي ثم الهندي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، لم يكن له نظير في عصره في الحذاقة والتدبير ومعرفة النبض والبول حتى قيل إن أبوال الحيوانات المختلفة ألقيت في قارورة وعرضت عليه فعرف بمجرد نظره إلى تلك القارورة وتبسم. وكان متفرداً في حسن التقرير والإفهام وإلقاء المعاني الدقيقة على الطلبة لا سيما في توضيح القانون للشيخ أبي علي بن سينا وتقرير المطالب منه، وكان يسكن بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، انتهت إليه رياسة التدريس وصناعة الطب، وكان مع ذلك الفضل والكمال رجلاً صالحاً صاحب كشوف وكرامات يشار إليه في طريق الصوفية، كما في فيروز شاهي. مولانا بدر الدين المعبري الشيخ العالم الفقيه بدر الدين الشافعي المعبري أحد الأفاضل المشهورين في عصره، كان قاضياً بمدينة منكرور على ساحل البحر كانت مدينة كبيرة على خور يسمى خور الدنب وهو أكبر خور ببلاد المليبار، لقيه محمد بن بطوطة المغربي الرحالة بتلك المدينة وذكره في كتابه. بدر الدين الشاشي الشيخ الفاضل بدر الدين الشاشي المشهور كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، له يد بيضاء في الشعر، وله قصائد غراء في مدح السلطان محمد شاه تغلق، وديوانه متداول في أيدي الناس، وله شاهنامه في أخبار محمد شاه تغلق عدد أبياته ثلاثون ألفاً. ومن شعر قوله: همجو آه مسرد صبح وكريه هاي كرم شمع آتش اندر خود زند دود دل افكار من مولانا برهان الدين البهكري الشيخ الفاضل العلامة برهان الدين الحنفي البهكري السندي أحد العلماء البارعين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي بدار الملك دهلي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا برهان الدين الساوي الشيخ الفاضل برهان الدين الساوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان من أصحاب الشيخ نظام الدين محمد البدايوني رحمه الله وكان من أهل الوجد والسماع، كما في سير الأولياء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 القاضي بهاء الدين الأجي الشيخ العالم الفقيه القاضي بهاء الدين الأجي أحد العلماء المعروفين بالفضل والصلاح، كان يدرس ويفيد ببلدة أج من بلاد السند، قرأ عليه الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري الأجي الكتب الدرسية من البداية إلى الهداية، كما في جامع العلوم. مولانا بهاء الدين الأميري الشيخ الفاضل الكبير بهاء الدين الأدهمي الملتاني أحد العلماء المبرزين في العلم والمعرفة، قدم دهلي وسكن بها وأخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني رحمه الله وصحبه ولازمه. وكان عالماً كبيراً بارعاً مجاهداً كثير الدرس والإفادة، مات ودفن بدهلي، كما في سير الأولياء. حرف التاء المعجمة الأمير تاتار خان الدهلوي الأمير الكبير تاتار خان الدهلوي الأعظم كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح والرياسة والسياسة، التقطه السلطان غياث الدين تغلق في بعض غزواته طريحاً في الأرض يوم ولد فيه فاقتناه ورباه في مهد الإمارة ووجعله من خاصته، ولما تولى المملكة محمد شاه قربه إليه وولاه الأعمال الجليلة فصار ركناً من أركان السلطنة. وكان فاضلاً عادلاً شجاعاً مقداماً سخياً حسن الأخلاق شديد التمسك بالشريعة المطهرة شديد الحسبة على الملوك والأمراء لا يخاف في الله ولا يهاب فيه أحداً، أنكر على فيروز شاه مرة على شرب الخمر فأقطعه فيروز شاه حصار فيروز ونفاه من حضرته، وكذلك انقبض عنه محمد شاه تغلق مرة فكتب إليه هذه الأبيات: آه ندانم از كجا رنجيده بي سبب از دوستان ببريده بانكك ني خوش ميزند جانان من ناله بيجاركان نشنيده در تو ياري هركز اين عادت نبود از طريق خود مكر كرديدة كو كناهي كرده ام ما را ببخش زانكه تو جندين كنه بخشيده از تتار خسته با الله العظيم نيست جرمي بي سبب رنجيده فلما قرأ محمد شاه هذه الأبيات أكرم مثواه وقربه إليه، وهو مع هذا القرب والمنزلة سار إلى الحرمين الشريفين فسعد بالحج والزيارة، قال شمس الدين العفيف في تاريخه: إنه لم يزل يشتغل بالعلم ويجالس العلماء ويذاكرهم ويحسن إليهم، وإنه صنف كتاباً في التفسير وسماه التاتارخاني وهو أجمع ما في الباب. وصنف بأمره عالم بن العلاء الدهلوي الفتاوي التاتارخانية. مات في أيام فيروز الشاه السلطان. القاضي تاج الدين الكروي الشيخ العالم الفقيه القاضي تاج الدين بن شيخ الإسلام قطب الدين محمد ابن أحمد الحسني الحسيني المدني الكروي أحد المشايخ المشهورين في عصره. كان قاضياً بمدينة كره، نقله السلطان علاء الدين الخلجي إلى بدايون وولي مكانه ابن أخيه ركن الدين بن نظام الدين الكروي، فأقام ببلدة بدايون مدة حياته وحصلت له أولاد فسكنوا بها واشتهروا في العلم والعمل، وقد أدركه القاضي ضياء الدين البرني وذكره في تاريخه وأثنى عليه ثناء جميلاً. مولانا تاج الدين الكلاهي الشيخ العالم الكبير تاج الدين الكلاهي المدرس المشهور بمدينة دهلي في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، كان يدرس ويفيد، وهو ممن أدركه البرني وذكره في تاريخه. مولانا تاج الدين المقدم الشيخ العالم الكبير تاج الدين المقدم الدهلوي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي. أخذ عنه الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي الدفين بكلبركه وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية وأخذ عنه خلق كثير من العلماء، وهو ممن أدركه البرني وذكره في تاريخه. مولانا تاج الدين العراقي الشيخ الفاضل الكبير تاج الدين العراقي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، تقرب إلى فيروز شاه الخلجي ثم إلى علاء الدين محمد شاه الخلجي، وكان مير داد في معسكره وهو عبارة عن الأمير الكبير الذي يحكم على الأمراء، فمن كان له حق على أمير أو كبير بين يديه، ويرزق على هذه الخطة نحو خمسين ألف دينار في كل سنة. قال القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه: إن تاج الدين كان من عباد الله الصالحين لم يكن مثله في زمانه في التفنن في الفضائل وفي معرفة أخبار الملوك والمشايخ، وكان صالحاً عفيفاً ديناً سديداً في الأقوال والأفعال، انتهى. حرف الجيم الشيخ جلال الدين التبريزي الشيخ الإمام الزاهد المعمر جلال الدين التبريزي أحد مشاهير الأولياء، أخذ الطريقة عن الشيخ بدر الدين أبي سعيد التبريزي ثم سافر بعد وفاته إلى بغداد وصحب الشيخ الكبير شهاب الدين عمر السهروردي مدة طويلة حتى بلغ رتبة الكمال، وقدم الهند مرافقاً للشيخ بهاء الدين أبي محمد زكريا الملتاني فأقام ببدايون برهة من الزمان ثم ارتحل إلى بنكاله، وهو ممن أدركه الشيخ محمد بن بطوطة المغربي الرحالة الذي قدم الهند عام أربع وأربعين وسبعمائة، فما في خزينة الأصفياء أنه مات في سنة اثنتين وأربعين وستمائة لا ينبغي أن يعتمد عليه، وأدركه الشيخ ابن بطوطة في جبال كامر- بفتح الكاف والميم وضم الراء- بلدة بينها وبين سد كانوان مسيرة شهر وهي جبال متسعة متصلة بالصين وتتصل ببلاد التبت. قال ابن بطوطة في كتابه: إن هذا الشيخ من كبار الأولياء وأفراد الرجال، له الكرامات الشهيرة والمآثر العظيمة، وهو من المعمرين، أخبرني أنه أدرك الخليفة المستعصم بالله العباسي ببغداد وكان بها حين قتله التتر، وأخبرني أصحابه بعد هذه المدة أنه مات ابن مائة وخمسين وأنه كان نحو أربعين سنة يسرد الصوم ولا يفطر إلا بعد مواصلة عشر، وكانت له بقرة يفطر على حليبها ويقوم الليل كله، وكان نحيف الجسم طوالاً خفيف العارضين، وعلى يديه أسلم أهل تلك الجبال ولذلك أقام بينهم، قال: وأخبرني بعض أصحابه أنه استدعاهم قبل موته بيوم واحد وأوصاهم بتقوى الله وقال لهم: إني أسافر عنكم غداً إن شاء الله وخليفتي عليكم الله الذي لا إله إلا هو، فلما صلى الظهر من الغد قبضه الله في آخر سجدة منها، ووجدوا في جانب الغار الذي كان يسكنه قبراً محفوراً عليه الكفن والحنوط، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه به، ثم ذكر الشيخ ابن بطوطة كرامات عديدة له لا نطيل الكلام بذكرها. وقال أحمد بن يعقوب بن الحسين البتي في خزينة الفوائد إنه كان من أصحاب الشيخ أبي سعيد التبريزي، ولما توفي أبو سعيد قبل كماله في سلوك رحل إلى الشيخ شهاب الدين السهروردي فتوفي عنده وتم سلوكه بتربيته وأجازه بالدعوة والإرشاد، انتهى. ومن فوائده كتابه إلى الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني، قال فيه: يا أخي! من شرب من بحر مودته يحيى حياة لا موت بعدها، ومن لم يذق من صافي المحبة يخرج من الدنيا كالبهائم صفر اليدين وإذا مات صار جيفة ومات موتاً لا حياة بعده، كما قال أصدق القائلين ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً، انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 مولانا جلال الدين الرومي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة جلال الدين الرومي أحد العلماء المشهورين بالدرس والإفادة، قرأ العلم على الشيخ قطب الدين الرازي شارح الشمسية وقدم الهند، فولاه فيروز شاه السلطان التدريس في مدرسته بدار الملك دهلي، وكان يدرس الفقه والحديث والتفسير وغيرها من العلوم النافعة، انتفع به ناس كثير وأخذوا عنه، منهم الشيخ يوسف بن الجمال الملتاني، وتلك المدرسة كانت من أبنية الملك المذكور بناها على الحوض العلائي وكان بناؤها طويل العماد متسع الساحة كثير القباب والصحون، لم يعمر مثلها قبلها ولا بعدها. قال البرني في تاريخه: إنها من عجائب الدنيا في ضخامتها وسعة ممرها وطيب مائها وهوائها، ما ابتغى من دخلها عنها حولاً، انتهى. القاضي جلال الدين الولوالجي الشيخ العالم الفقيه القاضي جلال الدين الولوالجي أحد الفقهاء الحنفية: ولي القضاء بدهلي في عهد علاء الدين محمد شاه الخلجي، فاستقل به مدة من الزمان، كما في الفيروز شاهي. قال محمد بن المبارك الحسيني الكرماني في سير الأولياء: إن غياث الدين تغلق استقدم الشيخ نظام الدين محمد البدايوني رحمه الله تعالى للبحث عن استماع الغناء واستقدم الصدور والقضاة ليباحثوه في تلك المسألة، فكان مقدمهم القاضي جلال الدين الولوالجي وكان شديد الخصام، فتقدم القاضي وأخذ في الموعظة وشدد في النكير والطعن على الشيخ، فغضب عليه الشيخ وقال: إن كنت تخاصمني بسطوة الحكومة فأنت معزول عنها، واتفق أنه عزل بعد اثني عشر يوماً من ذلك. الشيخ جلال الدين الدهلوي الشيخ العالم الصالح جلال الدين بن حسام الدين الحنفي الدهلوي أحد العلماء المذكرين المشهورين بالعلم والديانة، كان في عهد السلطان علاء الدين الخلجي يذكر ويراعي طريقة الخشية من الله تعالى، وربما يأتي باللطائف من باب الذوق والوجدان وينشد الأشعار الرقيقة، وكان من أصحاب الشيخ ركن الدين مجازاً منه في أخذ البيعة من الناس، كما في فيروز شاهي. الشيخ جلال الدين الأودي الشيخ الفاضل الكبير جلال الدين الأودي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني رحمه الله ولازمه مدة من الزمان وترك البحث والاشتغال بأمره. وكان فاضلاً جيداً كثير الدرس والإفادة، كما في سير الأولياء. القاضي جلال الدين الكاشاني الشيخ العالم القاضي جلال الدين الكاشاني أحد الفقهاء المشهورين في عصره، كان قاضياً بدهلي في عهد السلطان معز الدين كيقباد وعزله عنه جلال الدين فيروز شاه الخلجي وولاه قضاء بدايون، ذكره ضياء الدين البرني في تاريخه. القاضي جلال الدين الكرماني السيد الشريف القاضي جلال الدين العلوي الحسيني الكرماني أحد العلماء المشهورين في عصره، ولي الصدارة في عهد السلطان فيروز شاه، وكان عالماً في المعقول والمنقول، ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه وأثنى على فضله وبراعته في العلوم. الشيخ جمال الدين المغربي الشيخ الفقيه الطبيب الأديب جمال الدين المغربي الغرناطي الأصل البجائي المولد المستوطن بلاد الهند، قدمها مع أبيه وله بها أولاد، لقيه محمد ابن بطوطة المغربي الرحالة بمدينة دهلي وصاحبه وقال في كتابه: إني دخلت قصر السلطان جلال الدين ويعرف بكشك لعل كوشك لعل ولما دخلته طفت به وصعدت إلى أعلاه فكانت لي فيه عبرة نشأت عنها عبرة، وكان معي الفقيه جمال الدين المغربي فأنشدني عند ما عايناه: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 وسلاطينهم سل الطين عنهم فالرؤس العظام صارت عظاما الشيخ جمال الدين الكوئلي الشيخ الفقيه الزاهد جمال الدين بن عبد الله بن نظام الدين أبي المؤيد الدهلوي ثم الكوئلي أحد الرجال المعروفين بالعلم والمعرفة، أخذ عنه خلق كثير وكان متعبداً مرتاضاً مجاهداً مرزوق القبول، سكن بكوئل وله فيها أعقاب كثيرة، مات في تاسع ربيع الأول بمدينة دهلي فدفن بمقبرة الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي ثم نقلوا جسده إلى كوئل، كما في أخبار الجمال. الشيخ جمال الدين الأجي الشيخ العالم الكبير جمال الدين الأجي أحد المشهورين، أخذ الطريقة عن الشيخ صدر الدين محمد بن زكريا الملتاني وصحبه مدة طويلة حتى بلغ رتبة الكمال، ورخص له الشيخ إلى مدينة أج فسكن بها للدرس والإفادة ونفع الله سبحانه به خلقاً كثيراً من عباده. قال علي بن أسعد الحسيني الدهلوي في جامع العلوم: إن الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد البخاري كان يقول: إنه لم يزل يشتغل بالدرس والإفادة ويدرس العلوم كلها ويديم اشتغاله بالهداية والبزدوي والمشارق والمصابيح والعوارف وغيرها، وكان إذا اشتبه عليه أمر في أثناء الدرس يطرق رأسه قليلاً ثم يرفعه ويحل العقد، وكان لا يطمع في التصدر في المجلس فيجلس حيثما يجد مكاناً ولو كان في صف النعال ولكنه حيث يجلس يصير صدراً، وكان يقبل على الناس بوجه ضاحك مع اشتغال الباطن بالحق دائماً ويلبس الثياب الخشنة ويقول: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يلبسها، وكان زاهداً عفيفاً لا يقبل الهدايا والجوائز من الملوك والأمراء من عروض أو عقار، وقبل ذلك في آخر عمره وقال: إني قبلتها اقتداء بالسلف الصالح فانهم كانوا يقبلونها، وكان لا يدخر شيئاً فيعطي ويهب كل ما يحصل له، قال الشيخ جلال الدين المذكور إني سمعت من الشيخ عبد الله اليافعي بمكة والشيخ عبد الله المطري بالمدينة يقولان: إن الشيخ جمال الدين فريد هذا الدهر، ليس له نظير في علو المقامات، انتهى. قيل: إنه مات سنة ست وسبعين وستمائة، وهذا ظاهر البطلان لأن الشيخ حسين بن أحمد الأجي أدركه وحضر دروسه كما في جامع العلوم والشيخ حسين ولد سنة سبع وسبعمائة كما لا يخفي على المطلعين على الأخبار. الشيخ جمال الدين الأودي الشيخ الفاضل الكبير جمال الدين الأودي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني ولازمه مدة من الزمان وترك البحث والاشتغال بأمره، وكان فاضلاً جيداً بارعاً في أصول الفقه كثير الدرس والإفادة، كما في سير الأولياء. حرف الحاء منهاج الدين الحسن البياباني الشيخ الصالح منهاج الدين حسن البياباني أحد كبار المشايخ السهروردية، أخذ عن الشيخ نجم الدين إبراهيم البياباني وهو أخذ عن الشيخ أبي الفتح ركن الدين الملتاني، كما في منبع الأنساب والشجرة الطيبة. نجم الدين الحسن بن العلاء السنجري الشيخ الفاضل نجم الدين الحسن بن العلاء السنجري الدهلوي أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، عاش مدة من الزمان في زي الأمراء عند السلطان غياث الدين بابن وولده محمد، ثم انقطع إلى الله سبحانه وأخذ الطريقة عن الشيخ الإمام المجاهد نظام الدين محمد البدايوني، وجمع ملفوظاته في مجلد سماه فوائد الفؤاد فتلقاه الناس بالقبول. قال القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه: إن الحسن كان شاعراً مجيد الشعر قنوعاً بشوشاً طيب النفس مليح الشمائل حسن المحاضرة حلو الكلام الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 صاحب أخلاق رضية، لم أر مثله في استحضار أخبار السلاطين وآثار المشايخ واستقامة العقل والتزام القناعة والرسوخ في العقيدة وحسن المعيشة بدون أسبابها والتجريد والتفريد، كان يتزيأ بزي الصوفية ويعيش قنوعاً بشوشاً في العسر واليسر، له ديوان شعر فارسي، وشعره في غاية الطلاوة والحلاوة ولذلك لقبه الناس بسعدي الهندي، انتهى. ومن شعره قوله رحمه الله: مشكل سروكاري است كه بر وعده معشوق صابر نتوان بود وتقاضا نتوان كرد وله: من بودم وكنجي وحريفي وسرودي غم راجه نشان داد بلا را كه خبر كرد وله: اي حسن توبه آنكهي كردي كه ترا طاقت كناه نماند والحسن انتقل من دهلي إلى ديوكير في آخر عمره بأمر السلطان محمد بن غياث الدين، وتوفي بها إلى رحمة الله سبحانه في التاسع والعشرين من صفر سنة سبع وثلاثين وسبعمائة فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. علاء الدين البهمني الملك المؤيد علاء الدين حسن بن علي البهمني السلطان الصالح كان من أمراء المئين في أيام محمد شاه تغلق، أقطعه السلطان المذكور قرية كونجي وعدة قرى من راي باغ من أرض دكن، فلما أكثر محمد شاه المذكور الفتك والأسر بأمراء المئين في أرض كجرات خرج أكثرهم إلى بلاد دكن، واجتمعوا بأمرائها فاستقدمهم محمد شاه إلى مدينة دهلي، فظنوا أنه يقتلهم على جري العادة فاجتمعوا في بعض حدود الملك وقبضوا على دولت آباد ثم اتفقوا على إسماعيل الفتح الأفغاني وولوه عليهم، فجمع إسماعيل العساكر وأقطعهم بلاداً في أرض دكن وأقطع الحسن هكري وراي باغ ومرح وكلهر وكلبر كه فاستقل بها، ولما سمع محمد شاه أن الأمراء بغوا عليه سار إليهم بعساكره العظيمة، فلقيه إسماعيل بعساكره وقاتله ثم تحصن بدولت آباد، واحتمى الحسن بعساكره بكلبركه ثم خرج منها وسار إلى دولت آباد بعشرين ألف فارس وقاتل العساكر الشاهانية وظفر عليهم، فاتفق الناس عليه وألقى إسماعيل فتح شاه زمام الحكومة بيده فاستقل بالملك. وكان عادلاً كريماً صاحب عقل ودين مدبراً شجاعاً فاتكاً مقداماً، قبض على كل ما فتحه الملوك الماضية من أرض دكن، وبعث عساكره إلى بلاد المعبر فقاتلوا أهلها وأخذوا منهم مائتي ألف دينار وكثيراً من الجواهر الثمينة والفيلة، وهو أول ملوك الإسلام في الهند استخدم الهنود لا سيما البراهمة في الأمور المالية والتحرير. مات في غرة ربيع الأول سنة تسع وخمسين وسبعمائة، وكانت مدته إحدى عشرة سنة وشهرين، كما في تاريخ فرشته. جلال الدين الحسين بن أحمد البخاري الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة جلال الدين الحسين بن أحمد بن الحسين ابن علي الحسيني البخاري الأجي أبو عبد الله. كان مولده ليلة البراءة سنة سبع وسبعمائة بمدينة أج ونشأ بها وقرأ على القاضي بهاء الدين الأجي من البداية إلى الهداية، ولما توفي القاضي إلى رحمة الله سبحانه سافر إلى ملتان، فلقي بها الشيخ ركن الدين أبا الفتح الملتاني، فأمره الشيخ أن يقرأ على موسى حفيده وعلى مجد الدين الملتاني، فقرأ عليهما سائر الكتب الدرسية في سنة كاملة، ثم عاد إلى أج ورحل إلى الحرمين الشريفين وصحب الشيخ عفيف الدين عبد الله المطري بالمدينة المنورة سنتين كاملتين وقرأ عليه العوارف. ثم سافر إلى مصر والعراق وأدرك المشايخ الكبار وأخذ عنهم ولبس الخرق منهم، وحج وزار غير مرة، وأول خرقة ألبسها خرقة أبيه الشيخ كبير الدين أحمد بن الحسين الأجي وعمه الشيخ صدر الدين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 محمد بن الحسين الأجي، كلاهما عن أبيهما الشيخ جلال الدين الحسين بن علي البخاري، ثم لبس الخرقة من الشيخ ركن الدين أبي الفتح الملتاني، ولبس من الشيخ عفيف الدين عبد الله المطري بالمدينة المنورة، ثم من الشيخ إمام الدين الكاذروني الشيخ شرف الدين محمود ابن الحسين التستري المعمر سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، والشيخ حميد الدين محمد بن النجيب الحسيني السمرقندي والشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي والشيخ شمس الدين محمد بن يحيى الأودي والشيخ قطب الدين المنور الهانسوي وخلق آخرين من المشايخ الأجلة. وكان عالماً بارعاً مجتهداً في الطاعات والخيرات متعبداً مرتاضاً فقيهاً محدثاً حنفياً في الأصول والفروع، يفتي على مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله، ويعمل بالعزيمة ولا يتتبع الرخص. وله مختارات في المذهب، وكان يجوز القراءة خلف الإمام في الصلاة، كما في جامع العلوم، وكان يجوز الصلاة على الغائب من الموتى، كما في الخزينة. وكان رحمه الله متوقد الذهن جموم القريحة في نهاية من الفطنة وسرعة الخاطر وحلاوة المنطق وعذوبة البيان وحسن الإنشاء وشرف الطبع وكرم الأخلاق، اشتغل عليه خلق كثير من قاص ودان وتخرج عليه جماعات من الفضلاء، وقصدته الطلبة والمسترشدون حتى صار علماً مفرداً في الهند، وانتهت إليه المشيخة، ولاه السلطان محمد شاه تغلق مشيخة الإسلام في أرض السند وبايعه فيروز شاه، وهو قدم دهلي في عهده غير مرة، وله خطب مبتكرة وإنشاءات بديعة وفوائد جمة. ومن فوائده رحمه الله إعلموا رحمكم الله تعالى أنه يلزم العبد المسلم في يوم وليلة خمسون فريضة في كتاب الله عز وجل فمن يحفظها فهو عالم ومن لا يعلم هذه الفرائض فهو جاهل عاص مذموم ولا عذر له عند الله تعالى يوم القيامة: أولها معرفة الله تعالى بالربوبية لقوله تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" معناه ليعرفون، والثاني: الإقرار بالوحدانية لقول الله تعالى "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم"، والثالث: الوفاء بالعهود لقوله تعالى "وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم" والرابع: الإخلاص بالعبودية لقوله تعالى "وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين" وقوله "فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً، والخامس: إطاعة الله تعالى والرسول لقوله تعالى "ومن يطع الرسول فقد أطاع الله"، والسادس: الإيمان بوعد الله لقوله تعالى "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها"- إلى قوله "في كتاب مبين"، والسابع: الرضا بما قسم الله تعالى، لقوله تعالى "نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحيوة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات" الثامن: الحب في الله تعالى، لقوله تعالى "لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله"، التاسع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لقوله تعالى "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"، العاشر: معرفة النفس ومحاربتها لقوله تعالى "إن النفس لأمارة بالسوء"، الحادي عشر: محاربة الشيطان لقوله تعالى "إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً"، الثاني عشر: الخوف من الله والاستخفاء لقوله تعالى "يستخفون من الله وهو معهم"، وقوله تعالى "إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين"، الثالث عشر: الدعاء من الله تعالى، لقوله تعالى "يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون" خوفاً من عصيانه وطمعاً في رحمته، الرابع عشر: الحذر من مكر الله لقوله تعالى "فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون"، الخامس عشر: أن لا يقنط من رحمة الله تعالى لقوله تعالى "لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم"، السادس عشر: ستر العورة لقوله تعالى "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد"، والزينة ما يواري به العورة، السابع عشر: طلب العلم لقوله تعالى "فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"، الثامن عشر: الوضوء لقوله تعالى "يأيها الذين أمنوا إذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 وأرجلكم إلى الكعبين"، التاسع عشر: غسل الجنابة لقوله تعالى "وإن كنتم جنباً فاطهروا" معناه فاغسلوا، العشرون: التيمم عند عدم الماء لقوله تعالى "فتيمموا صعيداً طيباً" أي تراباً طاهراً، الحادي والعشرون الصلاة، لقوله تعالى "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً" معناه فرضاً موقتاً، الثاني والعشرون: ذكر الله لقوله تعالى "يأيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا"، الثالث والعشرون: أداء الأمانات إلى أهلها، الرابع والعشرون: أن لا تحزن على ما فاتك لقوله تعالى "لكيلا تأسوا على ما فاتكم"، الخامس والعشرون أن لا تسروا بالدنيا إذا أتتكم لقوله تعالى "ولا تفرحوا بما آتاكم" السادس والعشرون: التفكر في قدرة الله تعالى لقوله تعالى: " ويتفكرون في خلق السماوات والأرض"، السابع والعشرون: الاعتبار في المخلوقات والمقدورات لقوله تعالى "فاعتبروا يا أولي الأبصار"، الثامن والعشرون: ترك إتباع النفس لقوله تعالى "ونهى النفس عن الهوى"، التاسع والعشرون أن تعرف منة الله عليك بالإيمان لقوله تعالى "يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم"- إلى قوله تعالى "إن كنتم صادقين"، الثلاثون: أن تعلم أنه معك في كل حال لقوله تعالى "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد"، الحادي والثلاثون أن لا تريد العلو في الدنيا لقوله تعالى "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين"، الثاني والثلاثون: الصدق لقوله تعالى "وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى" أي فاصدقوا، الثالث والثلاثون: أكل الحلال لقوله تعالى "كلوا من طيبات ما رزقناكم"، الرابع والثلاثون: حفظ الفرج لقوله تعالى "ويحفظوا فروجهم"، الخامس والثلاثون حفظ الأذن من الباطل لقوله تعالى "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا" السادس والثلاثون: اعتزال النساء في المحيض لقوله تعالى "فاعتزلوا النساء في المحيض"، السابع والثلاثون: ترك الغيبة والتجسس لقوله تعالى "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه"، الثامن والثلاثون: ترك السخرية لقوله تعالى "يأيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن"، التاسع والثلاثون: ترك اللمز والألقاب لقوله تعالى "ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان، ومن لم يتب فأولئك هم الظلمون"، الأربعون: التوكل على الله لقوله تعالى "فتوكلوا إن كنتم مؤمنين"، الحادي والأربعون ترك سوء الظن لقوله تعالى "يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم"، الثاني والأربعون: الرضا بما قضى الله لقوله تعالى "فاصبر لحكم ربك"، الثالث والأربعون الصبر والتقوى لقوله تعالى "يأيها الذين آمنوا اصبوا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون"، الرابع والأربعون: الشكر على نعمة الله لقوله تعالى "أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير"، الخامس والأربعون: أخذ الرهن في البيع والشراء لقوله تعالى "فرهان مقبوضة"، السادس والأربعون: ترك الربوا لقوله تعالى "لا تأكلوا الربوا أضعافاً مضاعفة" السابع والأربعون: أن يتقي الله لقوله تعالى "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب"، الثامن والأربعون: العمل بالحجة لقوله تعالى "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، التاسع والأربعون الدعاء لقوله تعالى "أدعوني أستجب لكم"، الخمسون: الاستغفار لقوله تعالى "واستغفروا ربكم"- انتهى. ومن فوائده رحمه الله تعالى قال الله تعالى: " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة" إذا أراد الله تعالى لعبد الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد يرزقه حسن الإحسان وصحة الاعتبار وصدق الاعتبار وصدق الافتقار وهو ملاك الأمر، وعلامة الصدق صدق الإفتقار وهو أن يكون أمام كل قول يقول وكل فعل يفعل يلتجئ إلى الله سبحانه ويستعين به، ولا يستبد بقليل وكثير بنفسه دون الالتجاء والإستعانة، ولا يقول ولا يفعل إلا بنية يلقى الله تعالى بصحتها، ويعلم العبد أن لله تعالى عباداً يسلك بهم طريق المقربين وهؤلاء قرة عينهم دوام الإقبال على الله تعالى بقلبهم وإدامة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 فعل الرضا بقالبهم، وذلك يكون جميع زمانهم إما في الصلاة وإما في تلاوة القرآن وإما في الذكر، ولا يكون للبطالة إليهم سبيل، حظ نفسهم النوم فلهم فيه إستراحة، والأكل بقدر الحاجة، ورعاية الاعتدال في النوم والأكل، وهؤلاء القوم يزهدون في كثير من أبواب البر ويشغلهم ما يجدون في قلوبهم نقداً من الروح والأنس والتلذذ بمناجاة الله تعالى والمعاملة معه عن الوعد بما يكون من الثواب على البر، وهؤلاء اشتغلوا بأبواب البر مما يتعدى نفعه، والأصحاء منهم كانوا في حماية حسن النية، ومنهم من دخل في أبواب البر بمتابعة هوى النفس، وربما اتسع الخرق عليه فما زال يلعب به الشيطان حتى قطع عليه وقته وشغله بكثير مما لا يغنيه عما يغنيه، وخدع النفس كثير وشهواتها الخفية عن الوقوف عليها، وصادق يستعين بالخلوة والعزلة على تبين ما يشتبه من أمره، قيل: أدنى الأدب الوقوف عند الجهل، وغاية الأدب الوقوف عند الشبهة، والمعنى بالجهل ما يجهل هل هو رضا الحق أم لا، والمعنى بالشبهة أنه يعلم رضا الله تعالى ولكن عنده فيه شبهة تريبه، فيتوقف في الشيء حتى يبين له الرشد، ولا شيء يبين به الرشد كدوام الالتجاء والتضرع بين يدي الله تعالى عز وجل، وإذا دعت النفس له إلى شيء ومالت إليه والعبد يقاومها والنفس تأبى الاحتراز فليخرج إلى الصحراء ويخلو بربه ويمرغ خده في التراب ويضع التراب على رأسه حتى يعينه الله على ترك ما يريب إلى ما لا يريب، ومبدأ الأمر صحة التوبة وتقييده الجوارح من المناهي والمكاره قولاً وفعلاً، ثم تقييدها عما لا يعنيه، ثم بعد هذا صحة الأمر في الزهد في الدنيا، وجواهر الزهد اليأس عن الخلق واستواء قبولهم وردهم، وعند اليأس عن الخلق دوام الروم وصحة العبادة ووجدان اللذة فيها، ونعم المعين بعد العزلة خفة المعدة وقيام الليل، فإذا استقام قلب العبد بالتقوى والزهد لا يتخلف قلبه عن لسانه في الصلاة والأذكار ويمكنه الله تعالى من حسم مادة حديث النفس في الصلاة والتلاوة، وقال بعضهم: أسوأ المعاصي حديث النفس في الصلاة والتلاوة، وقال بعضهم: من انتقل من نفس إلى نفس من غير ذكر فقد ضيع حاله واشتغاله بما لا يعنيه وتركه ما يعنيه وقد قال الله "ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين"، ويحفظ الصادق الجمعة والجماعة وتكفيه من بركة المسلمين الحضور معهم في الجمعة والجماعة، ويبكر إلى الجامع من طلوع الشمس، ويشتغل وقته بأنواع العبادات، ويحذر مجالسة الخلق إلا مع مفيد أو مستفيد، فالمفيد من يسلك به طريق المقربين، والمستفيد من يسلك إلى قوة في الحال، ولكل وجهة هو موليها، إلى غير ذلك. وكانت له ثلاث زوجات، إحداهن بنت عمه محمد وولدها ناصر الدين محمود، ثانيتهن من عشيرة السادة من أهل دهلي وولدها عبد الله، وثالثتهن كانت من العائلة الرومية وولدها علي أكبر، كما في تذكرة السادة البخارية للسيد علي أصغر الكجراتي. وكانت وفاته سنة خمس وثمانين وسبعمائة، كما في أخبار الأخيار. الشيخ حسين بن محمد الكرماني الشيخ العالم الصالح الحسين بن محمد بن محمود الحسيني الكرماني الشيخ قطب الدين الدهلوي كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قرأ العلم على مولانا فخر الدين الزرادي وأخذ الطريقة عن الشيخ الإمام المجاهد نظام الدين محمد البدايوني، وصحبه منذ نعومة أظفاره إلى سن الكهولة وكان صاحبه وكاتبه، انتقل إلى ديوكير بأمر محمد شاه تغلق في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، ولبث بها زماناً ثم رجع إلى مدينة دهلي، ومات بها بالفالج في الحادي والعشرين من شعبان سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، كما في سير الأولياء. الشيخ حسين بن عمر الغياث بوري الشيخ العالم الصالح حسين بن عمر العريضي الغياث بوري أحد المشايخ الجشتية، ولد بغياث بور سنة ثمان وستين وستمائة، وأخذ الطريقة عن الشيخ الإمام المجاهد نظام الدين محمد البدايوني، وانتقل من دهلي إلى كجرات سنة اثنتين وسبعمائة، وسكن بمدينة فتن، وعمره قارب ثلاثين ومائة سنة، له حاشية على هداية الفقه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 مات في غرة جمادي الأخرى سنة ثمان وتسعين وسبعمائة، كما في مرآت أحمدي مع زيادة يسيرة من كلزار أبرار. مولانا حجة الدين الملتاني القديم الشيخ العالم الكبير العلامة حجة الدين الملتاني القديم أحد العلماء البارعين في النحو والعربية والفقه وأصوله، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. قال الكرماني في سير الأولياء: إنه أخذ الطريقة عن الشيخ الإمام المجاهد نظام الدين محمد البدايوني، وله منظومة في أسماء المشايخ الجشتية بالعربية- انتهى. مولانا حسام الدين الساوي الشيخ العلامة حسام الدين الساوي أحد الأساتذة المشهورين ببلدة دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، كان يدرس ويفيد، ذكره البرني في تاريخه. مولانا حسام الدين سرخ الشيخ العالم الكبير حسام الدين الدهلوي أحد العلماء المشهورين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد ببلدة دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا حماد الدين الكاشاني الشيخ العالم الفقيه حماد الدين بن عماد الدين الحنفي الصوفي الكاشاني أحد المشايخ الجشتية، قرأ العلم على الشيخ زين الدين داؤد بن الحسين الشيرازي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ برهان الدين محمد بن الناصر الهانسوي ولازمه مدة حياته وجمع ملفوظاته في كتابه أحسن الأقوال فرغ من تصنيفه في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، مات بدولت آباد ولم أظفر بتاريخ وفاته غير أن مجلس ذكر وفاته يجتمع في الثالث عشر من شهر صفر، فلعله مات في هذا اليوم من هذا الشهر. مولانا حميد الدين الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير حميد الدين البياني الدهلوي أحد العلماء المشهورين في عصره، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي في عصر السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. الشيخ حميد الدين القلندري الدهلوي الشيخ الفاضل حميد الدين بن تاج الدين القلندري الدهلوي أحد المشايخ الجشتية، أدرك الشيخ الامام نظام الدين محمداً البدايوني وبايعه ولما توفي الشيخ لازم الشيخ برهان الدين محمد بن الناصر الهانسوي وجمع ملفوظاته في كتاب، ثم صحب الشيخ نصير الدين محمود الأودي ولازمه إلى وفاته وجمع ملفوظاته في كتابه خير المجالس وهو متداول في أيدي الناس، فرغ من تصنيفه في سنة ستين وسبعمائة. وكانت وفاته في سنة ثمان وستين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ حميد الدين الهنكاري الشيخ الصالح حميد الدين أبو حاكم بن بهاء الدين الحارثي القرشي الهنكاري كان من نسل أبي سفيان بن الحارث القرشي رضي الله تعالى عنه، أخذ الطريقة عن الشيخ ركن الدين أبي الفتح الملتاني ولازمه زماناً، وكان صالحاً تقياً زاهداً متوكلاً، أخذ عنه خلق كثير. مات لثمان ليال بقين من ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. حرف الخاء خسرو بن سيف الدين الدهلوي الشيخ الامام الفاضل خسرو بن سيف الدين محمود البخاري الدهلوي أشهر مشاهير الشعراء في الهند، لم يكن له نظير في العلم والمعرفة والشعر والموسيقى وفنون أخر قبله ولا بعده. ولد سنة إحدى وخمسين وستمائة في بنيالي، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 ونشأ بدار الملك دهلي، وتنبل في أيام السلطان غياث الدين بلبن ولم يزل ملازماً للجد والاجتهاد في التحصيل والتضلع في العلوم حتى بلغ الغاية وتفرد بالشعر والموسيقى والبلاغة وغيرها من العلوم، وكانت له فيها معرفة تامة، ثم مال إلى مذهب الصوفية وسلوك طريقتهم، فبايع الشيخ الامام المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني، وكان قد نال حظاً وافراً من تقرب الملوك والأمراء ونال منهم من الصلات والجوائز لم ينلها أحد وإنك لا تكاد تسمع من يدانيه في الشعر ويجاريه في البلاغة، اخترع أنواعاً من البديع، منها أبو قلمون، وهو في اللغة ثوب رومي يتلون ألواناً، وفي الإصطلاح عبارة واحدة تؤدي معناها في لغتين أو أكثر، وهو يرجع إلى التورية المركبة من الألسنة المختلفة، وذلك الإسم من مخترعات السيد غلام علي البلكرامي صاحب سبحة المرجان، ومنها ذو الوجهين، وهو أن يرتب المتكلم كلاماً يصح معناه بالعربية والفارسية بالتصحيف والتحريف، ومنها قلب السانين، وهو أن يرتب المتكلم كلاماً عربياً إذا قلب يكون كلاماً فارسياً أو كلاماً فارسياً إذا قلب يكون كلاماً عربياً. ومن مخترعاته في الموسيقى أغان كثيرة منها القول وترانه وخيال ونقش ونكار وبسيط وتلانه وسوهله وله تصرفات عجيبة في الأغاني القديمة لا يحتملها هذا المختصر. وأما مصنفاته فهي كثيرة ممتعة، منها إعجاز خسروي في البدائع ومحسنات الكلام في ثلاثة مجلدات، فرغ من تصنيفه سنة تسع عشرة وسبعمائة، ومنها أفضل الفوائد جمع فيه ملفوظات شيخه نظام الدين المذكور، وله خمسة دواوين في الشعر الفارسي تحفة الصغر ووسط الحياة وغرة الكمال والبقية النقية ونهاية الكمال وله خمس مزدوجات عارض بها خمسة الشيخ نظامي الكنجوي: الأولى مطلع الأنوار والثانية شيرين خسرو والثالثة ليلى مجنون والرابعة آئينة إسكندري والخامسة هشت بهشت، نسخ خمستها في سنتين، وفيها ثمانية عشر ألف بيت. ومن مصنفاته قران السعدين وهي أول مزدوجة صنفها في سنة ثمان وثمانين وستمائة في لقاء كيقباد وأبيه بغراخان. ومنها تاج الفتوح مزدوجة في غزوات السلطان جلال الدين الخلجي، ومنها خزائن الفتوح مزدوجة في فتوح السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ومنها نه سبهر صنفها باسم السلطان قطب الدين مبارك شاه الخلجي، ومنها ديول راني خضر خان وهي المزدوجة الغرامية في أخبار خضر خان بن علاء الدين الخلجي وعشيقته ديول راني، ومنها تغلق نامه في غزوات غياث الدين تغلق، وأبياته في تلك المصنفات يربو عددها على أربعمائة ألف، كما في مرآة الخيال. وكان ممن تفرد في علم الأدب والشعر، واشتهر أمره في حياته حتى بلغ صيته إلى أقصى إيران، وسارت بمصنفاته الركبان، فلما أراد محمد بن غياث الدين الشهيد أن يستقدم الشيخ سعدي المصلح الشيرازي إلى الهند اعتذر لكبر سنه وأوصاه بأن يرشح الأمير خسرو ويربيه، فإن عليه لائحة الرشد والتمييز. قال القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه: إنه كان ملك ملوك الشعراء من السلف إلى الخلف، لم يكن له نظير في اختراع المعاني وكشف الرموز الغريبة وكثرة المصنفات، فإن كان بعض الشعراء متفردين في فن أو فنين فإنه كان متفرداً في جميع الفنون الشعرية، قال: ومع ذلك الفضل والكمال كان صوفياً مستقيم الحال، صرف أكثر عمره في الصيام والتعبد والتلاوة، وكان صاحب وجد وحالة ماهراً في علم الموسيقى عالماً وعملاً، انتهى. ومن شعره قوله: ذاب الفؤاد وسال من عيني الدم وحكى الدوامع كل ما أنا أكتم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 وإذا أبحت لدى الورى كرب النوى تبكي الأحبة والأعادي ترحم يا عاذل العشاق دعني باكياً إن السكون على المحب محرم من بات مثلي فهو يدري حالتي طول الليالي كيف بات متيم وله بالفارسية: إيوان مراد بس بلند است آنجا بهوس رسيد نتوان اين شربت عاشقي است خسرو بي خون جكر جشيد نتوان كانت وفاته ليلة الجمعة في الثامن عشر من شوال سنة خمس وعشرين وسبعمائة وله أربع وسبعون سنة، وقبره بدهلي في مقبرة شيخه نظام الدين رحمه الله تعالى. السيد خضر الرومي السيد خضر الرومي المعمر ثلاثمائة وخمسين سنة كان من أئمة الطائفة القلندرية، أخذ الطريقة من الشيخ عبد العزيز عبد الله علمبردار المكي المعمر ستمائة سنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وساح المعمورة ودخل الهند فلبس الخرقة الجشتية من الشيخ قطب الدين بختيار الكعكي بمدينة دهلي، ثم سافر إلى بلاد أخرى، أخذ عنه نجم الدين بن نظام الدين الحسيني الدهلوي وخلق آخرون، قال الشيخ حسين القلندر في الغوثية: فلما مضت له مدة طويلة في السفر وطوف الأراضي قدم الهند مرة أخرى ومات بها، ومدة عمره مائة وتسعون سنة، وفي الفصول المسعودية: إن عمره ناهز ثلاثمائة وخمسين سنة خمسين وسبعمائة. خواجه خطير بن أشرف النخشبي السيد الشريف خطير بن أشرف بن أسد الله بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن أحمد بن الشيخ قطب الدين المودود الحسيني الجشتي كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قدم الهند وناب الوزارة في عهد غياث الدين بلبن، ونال الوزارة في عهد السلطان معز الدين كيقباد، ثم حسده نظام الدين وكيل در، فاتهمه بموافقته لكيخسرو فأركبه على الحمار وأجلاه من دهلي مع الذل والهوان، ثم لما قام بالملك جلال الدين فيروز شاه الخلجي استوزره ورفع مكانه، ثم لما قام بعده ابن أخيه علاء الدين محمد شاه الخلجي اجتباه للوزارة فاستقل بها عشرين سنة، وكان غياث الدين تغلق شاه يعظمه تعظيماً بالغاً ويأمره بالجلوس بين يديه، وكان يستشيره في مهمات الأمور. حرف الدال الشيخ دانيال بن الحسن الستركي الشيخ العالم الصالح دانيال بن الحسن بن الفضل بن عبد الله بن العباس بن يحيى بن الفضل بن محمد بن الفضل بن عبد الله بن العباس العباسي العلوي الستركي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية. ولد ونشأ بستركه- بفتح السين المهملة وسكون التاء الفوقية وكسر الراء- كانت مدينة كبيرة بأرض أوده، واليوم قرية من أعمال لكهنؤ، وسافر إلى بيانه، فقرأ العلم على القاضي عبد الله البيانوي، ثم تزوج بابنته العفيفة، ثم رحل إلى دهلي وأخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي، وصحبه مدة من الزمان حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، ثم رجع إلى بيانه واستصحب زوجته معه وسافر إلى بلدته ستركه، فقتل بأيدي قطاع الطريق يوم كاد يصل إلى بلدته، وكان ذلك في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، فنقلوا جسده إلى ستركه ودفنوه بها، كما في البحر الزخار. الشيخ داود بن الحسين الشيرازي الشيخ العارف الكبير الزاهد زين الدين داود بن الحسين بن محمود بن محمد الشيرازي أحد مشاهير الأولياء، ولد بشيراز في سنة إحدى وسبعمائة، واشتغل بالعلم من صغر سنه، وسافر إلى الحرمين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 الشريفين، فحج وزار ودخل الهند ولازم الشيخ كمال الدين السامانوي، وقرأ عليه العلم وحفظ القرآن وبرع في الفقه والأصول والعربية، ثم سار إلى دولت آباد مع شيخه كمال الدين المذكور فسكن بها ودرس وأفاد مدة من الزمان. وكان شديد التعصب على الصوفية، يشنع عليهم وينكر الغناء والتواجد ويطعن على الشيخ برهان الدين محمد بن الناصر الهانسوي، فكلفه الشيخ ركن الدين الكاشاني صاحب نفائس الأنفاس أن يزوره مرة، فحضر في مجلسه وعرض عليه بعض المسائل الدقيقة ليختبره في العلم، فأجاب الشيخ برهان الدين المذكور بما يشفي العليل ويروي الغليل، فخضع له وبايع على يده الكريمة، وكان ذلك في سنة ست وثلاثين وسبعمائة، ثم لازمه مجداً في أذكار القوم وأشغالهم، ففتحت عليه أبواب المعرفة، فاستخلفه الشيخ في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، ثم قام مقامه في الإرشاد وجلس على مشيخته بعده في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، واستقام على الطريقة مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والاشتغال بالله سبحانه ودعاء الخلق إليه، أخذ عنه خلق كثير ممن لا يحصون بحد وعد، وخضع له الملوك ومصر باسمه نصير خان الفاروقي صاحب خانديس بلدة زين آباد، وباسم شيخه مدينة برهان بور. وكانت وفاته يوم الأحد الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، ودفن بالروضة عند شيخه، وقبره يزار ويتبرك به، كما في روضة الأولياء للسيد غلام علي البلكرامي. حرف الراء المهملة القاضي ركن الدين الكروي السيد الشريف القاضي ركن الدين بن نظام الدين بن قطب الدين الحسني الحسيني الكروي أحد أئمة العصر وحامل لواء الفخر، توفي والده في صغر سنه، فتربى في مهد جده، وقرأ العلم على عمه قوام الدين محمود الدهلوي، ثم ولي القضاء بمدينة كره بعد ما عزل عمه تاج الدين ونقل إلى بدايون. وكان شيخاً جليلاً وقوراً عظيم الهيبة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويهابه خواجه كرك الله الأبدال ويستر عورته إذا رآه، كما في ملفوظات الأبدال المذكور. قال القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه: إنه كان جامعاً للفضائل، صاحب وجد وحالة، ذا كشوف وكرامات، لم ير له نظير في زمانه في الترك والتجريد والإعطاء والإيثار، قال: وإني تشرفت بزيارته وقبلت رجليه، ما رأيت مثل ما رزقه الله من الأوصاف السنية والمهابة الجلية، انتهى. الشيخ ركن الدين الكاشاني الشيخ الفاضل ركن الدين بن عماد الدين الكاشاني أحد المشايخ المشهورين في عصره، قرأ العلم على الشيخ زين الدين داود بن الحسين الشيرازي، وأخذ الطريقة عن الشيخ برهان الدين محمد بن الناصر الهانسوي ولازمه مدة حياته. له نفائس الأنفاس كتاب في ملفوظات شيخه محمد بن الناصر، وله شمائل الأتقياء كتاب مشتمل على أربعة أبواب: الأول في أفعال أصحاب الطريقة، والثاني في أحوال أرباب الحقيقة، والثالث في محامد الله سبحانه ونعوت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والرابع في غوامض الحقائق المتنوعة، أوله: ستائس بي عد مانند شيم وشمائل، الخ، صنفه بعد كتابه نفائس الأنفاس. وكانت وفاته ببلدة دولت آباد. القاضي ركن الدين الكاشاني الشيخ العالم الفقيه ركن الدين بن جلال الدين بن قطب الدين الكاشاني الملتاني كان من أكابر الفقهاء الحنفية، تولى القضاء ببلدة كوئل- بضم الكاف- وبقيت تلك الوظيفة في أولاده إلى انقراض الدولة الإسلامية، كما في أخبار الجمال. مولانا ركن الدين السنامي الشيخ الفاضل الكبير ركن الدين الحنفي السنامي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، لم يزل يشتغل بالدرس والإفادة في عهد السلطان علاء الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا ركن الدين الإندربتي الشيخ الفاضل الكبير ركن الدين الإندربتي أحد العلماء البارعين في العلوم العربية، قرأ العلم على الشيخ فخر الدين الزرادي، وقرأ عليه الشيخ محمد بن المبارك الحسيني الكرماني والشيخ سراج الدين عثمان الأودي وخلق آخرون، كما في سير الأولياء. الشيخ ركن الدين الظفر آبادي الشيخ الصالح الفقيه ركن الدين بن صدر الدين أبو الفتح القرشي الملتاني ثم الظفر آبادي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والتصوف، كان ممن يشار إليه في استحضار المسائل الجزئية، وله كعب عال في حقائق التوحيد والمعرفة، درس وأفاد مدة من الزمان ثم ترك البحث والإشتغال، وأخذ الطريقة السهروردية عن والده ولازمه ملازمة طويلة حتى نال حظاً وافراً من المعارف الإلهية، وتولى المشيخة بعد أبيه، أخذ عنه ولده شمس الدين، توفي لتسع خلون من المحرم سنة ست وتسعين وسبعمائة، فدفن عند أبيه، كما في الانتصاح. مولانا ركن الدين البدايوني الشيخ الإمام العالم الكبير ركن الدين البدايوني أحد الفقهاء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، تفقه على الشيخ أبي القاسم التنوخي، وتفقه التنوخي على حميد الدين الضرير، والضرير على الكردري، والكردري على صاحب الهداية. وتفقه عليه سراج الدين أبو حفص عمر بن إسحاق بن أحمد الغزنوي، كما في الفوائد البهية. مولانا ركن الدين البهاري الشيخ الصالح ركن الدين البهاري أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار ورجع إلى الهند، وصنف له شرف الدين فوائد ركني رسالة مبسوطة في الحقائق. حرف الزاي المعجمة زاهد بن محمد البهاري الشيخ الصالح زاهد بن محمد بن نظام القاضي زاهد البهاري أحد رجال الطريقة، أخذ عن الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري ولازمه، وسأله عن بعض المسائل في الحقائق، فأجابه في مختصر مضبوط وسماه الأجوبة، كما في سيرة الشرف. مولانا زين الدين الديوي الشيخ الفاضل زين الدين الديوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، أهدى إلى الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري صحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري ولقيه بمدينة بهار، كما في سيرة الشرف. الشيخ زين الدين الأودي الشيخ العالم الفقيه زين الدين بن عبد الرحمن العمري الكابلي الدهلوي ثم الأودي، كان ابن أخت الشيخ نصير الدين محمود الأودي، ولد بأرض أوده واشتغل بالعلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن خاله المذكور، وله أعقاب كثيرة في بلدة أميتهي، كما في البحر الزخار. القاضي زين الدين الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير القاضي زين الدين الناقلة الحنفي الدهلوي، أحد الأساتذة المشهورين بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. القاضي زين الدين الكواليري الشيخ الفقيه القاضي زين الدين المبارك الكواليري كان قاضياً ببلدة كواليار في عهد السلطان قطب الدين مبارك شاه الخلجي، لقيه محمد بن بطوطة المغربي الرحالة وذكره في كتابه. الخواجه زكي الدين المقرئ الشيخ العالم المجود زكي الدين المقرئ الدهلوي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 أحد الأساتذة المشهورين بدار الملك دهلي في القراءة والتجويد، وكان ابن أخت الوزير حسن بن أبي الحسن البصري، ذكره البرني في تاريخه. حرف السين المهملة سيف الدين غدا أمير عرب الشام الأمير سيف الدين غدا بن هبة الله بن مهنأ أمير عرب الشام، قدم الهند علي محمد شاه تغلق سلطان الهند فأكرم مثواه وأنزله بكوشك لعل قصر السلطان جلال الدين الخلجي بمدينة دهلي، وأجزل له العطاء وأحسن إليه إحساناً عظيماً، وأعطاه مرة أحد عشر فرساً من عتاق الخيل ومرة أخرى عشرة من الخيل مسرجة بالسروج المذهبة عليها اللجم المذهبة، ثم زوجه بعد ذلك بأخته فيروز خاتون، ولما كان بعد عشرين يوماً من زفافه اتفق أنه وصل إلى دار السلطان فأراد الدخول، فمنعه كبير الخواص من البوابين فلم يسمع منه، فأمسك البواب بتلابيبه ورده، فضربه الأمير بعضاً كانت هنالك فأدماه، وكان هذا المضروب من كبار الأمراء يعرف أبوه بقاضي غزنة وهو من ذرية السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي والسلطان يخاطبه بالأب ويخاطب ابنه هذا بالأخ فدخل على السلطان وأخبره بما صنع الأمير، فقال: القاضي يفصل بينكما، فقال القاضي كمال الدين للأمير: أنت ضربته؟ أو قل: لا- يقصد أن يعلمه الحجة- فقال سيف الدين: أنا ضربته، وأتى والد المضروب فرام الإصلاح بينهما فلم يقبل سيف الدين، فأمر القاضي بسجنه تلك الليلة، وتخلص الأمير غداً عند الظهر من سجنه، فأظهر السلطان إهماله وأضرب عما كان أمر له بولايته وأراد نفيه، فجاء النقباء ليخرجوه فأراد دخول داره ووداع أهله فترادف النقباء في طلبه فخرج باكياً، وتوجه محمد بن بطوطة المغربي حين ذلك إلى دار السلطان فبات بها فسأله بعض الأمراء عن مبيته فقال له: جئت لأتكلم في الأمير سيف الدين حتى يرد ولا ينفي، فقال: لا يكون، فقال: والله! لأبيتن بدار السلطان ولو بلغ مبيتي مائة ليلة حتى يرد، فبلغ ذلك السلطان فأمر برده وأمره أن يكون في خدمة الأمير قبولة اللاهوري، فأقام أربعة أعوام في خدمته يركب بركوبه ويسافر بسفره حتى تأدب وتهذب، ثم أعاده السلطان إلى ما كان عليه أولاً وأقطعه البلاد وقدمه على العساكر ورفع قدره، ذكره ابن بطوطة في كتابه. مولانا سعد الدين الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير العلامة سعد الدين المنطقي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قربه جلال الدين فيروز شاه الخلجي إلى نفسه وولاه الإمارة فأقطعه أرضاً خراجية، وأعطاه العلم والطبل، وجعله قوربيكي فصار من ندمائه، وتقرب إلى غياث الدين تغلق ثم إلى ولده محمد شاه تغلق، وكان محمد شاه يذاكره في العلوم. القاضي سماء الدين الدهلوي الشيخ العالم الفقيه القاضي سماء الدين الحنفي الدهلوي العالم المشهور في عصره، ولي القضاء بمدينة دهلي في عهد السلطان غياث الدين تغلق، ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه. مولانا سراج الدين الثقفي الشيخ الإمام العلامة سراج الدين الثقفي الدهلوي أحد الفقهاء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، تفقه على الشيخ أبي القاسم التنوخي، وتفقه التنوخي على حميد الدين الضرير، والضرير على الكردري، والكردري على صاحب الهداية، وتفقه عليه سراج الدين أبو حفص عمر بن إسحاق بن أحمد الغزنوي، كما في الفوائد البهية. الشيخ سعيد الدين القندهاري الشيخ العالم الفقيه الزاهد سعيد الدين بن نجم الدين إبراهيم بن محمد بن عبد السميع بن شمسان بن علي السكران بن السيد أحمد الكبير القطب الرفاعي القندهاري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن والده عن سيف الدين علي عن شمس الدين عن أبيه نجم الدين عبد الرحيم عن أبيه تاج الدين محمد عن خاله نجم الدين أحمد بن علي عن قطب الدين أبي الحسن علي بن عبد الرحيم عن أخيه شمس الدين محمد عن عمه محي الدين إبراهيم بن علي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 الأعزب عن عمه مهذب الدين عبد الرحيم عن أخيه سيف الدين علي بن عثمان عن خاله السيد أحمد الكبير الرفاعي، قدم الهند وسكن بقندهار قرية من أعمال ناندير من أعمال دكن، ومات بها في السابع عشر من رجب سنة ست وثلاثين وسبعمائة كما في مهر جهانتاب. الشيخ سليمان بن أحمد الملتاني الشيخ الفاضل الكبير العلامة سليمان بن أحمد بن زكريا القرشي الإمام علم الدين الملتاني، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والحديث والعربية، ولد ونشأ بمدينة ملتان، وسافر إلى الحرمين الشريفين والقدس وبغداد وغيرها من بلاد العراق، فحج وزار وأخذ العلم عن عصابة العلوم الفاضلة، ثم رجع إلى الهند ودخل دهلي في أيام غياث الدين تغلق شاه فحكمه السلطان فيما بين الشيخ نظام الدين البدايوني والقاضي جلال الدين الولوالجي في أمر السماع، فقضى الشيخ باباحته، وله رسالة مستقلة في تلك المسألة، كما في سير الأولياء وله رسالة في فضل الأذكار طالعتها في خزينة الفوائد. القاضي سماء الدين البجنوري الشيخ الصالح الفقيه سماء الدين بن فخر الدين بن ركن الدين الصديقي البجنوري أحد المشايخ الجشتية، ولد بقرية بجنور ونشأ بها في مهد العلم والمشيخة، وأخذ عن الشيخ زين الدين بن أخت الشيخ نصير الدين محمود الأودي، ثم سافر إلى الحجاز فجد وزار ولبس الخرقة من الشيخ قطب الدين المكي، ولبس من الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري الأجي، وكان صاحب وجد وحالة، غشى عليه في السماع فلم يفق حتى مات بمدينة لكهنؤ لثمان بقين من ربيع الأول سنة ست وسبعين وسبعمائة، وقبره بلكهنؤ، كما في تذكرة الأصفياء. حرف الشين المعجمة شاه مرزا الكشميري الملك المؤيد شمس الدين شاه مرزا بن الطاهر الكشميري مؤسس الدولة الإسلامية بأرض كشمير، قيل إنه كان من نسل أرجن عظيم الوثنيين، رحل أحد أسلافه إلى خراسان فأسلم بها، ثم قدم شاه مرزا إلى الهند ودخل كشمير سنة خمس عشرة وسبعمائة في أيام سيه ديو ملك كشمير، فخدمه مدة من الزمان، ولما توفي الملك المذكور وولي الملك ولده رنجن ديو جعله وزيراً له وأستاذاً خاصاً لولده جندر، ولما توفي رنجن وملك بعده أودن ديو وكان من ذوي قرابته اجتباه للوزارة وجعله وكيلاً مطلقاً له في مهمات الدولة، وولي أبناء شاه مرزا على أقطاع فاستقلوا بها، فتوهم أودن ديو سوء نيته من استقلالهم ومنعهم أن يدخلوا عليه، فذهب شاه مرزا وأبناؤه إلى أقطاعهم وأخذوا في تكثير العدة والعدد، ولم يزل كذلك حتى مات أودن ديو وقامت بالملك صاحبته، فتزوجت بشاه مرزا وأسلمت ودبرت الحيلة لدفعه، فلما عرف ذلك شاه مرزا قبض عليها وجعلها محبوسة، ثم أقام له الخطبة، ولقب نفسه شمس الدين سنة أربع وأربعين وسبعمائة وأحسن إلى الناس، وبذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة، وأبطل ما كان فيها من المكوس، وأمر أن يؤخذ السدس منهم على وجه الخراج. وكان عادلاً كريماً محباً لأهل العلم محسناً إلى عامة الناس، وكان ذا عقل ودين وسياسة، أصلح الطرق والشوارع وساس المفسدين وقطاع السبل حتى ظلت الدولة آمنة مطمئنة، ثم اعتزل عن الناس لكبر سنه وولي مكانه ولده جمشيد سنة سبع وأربعين. وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وكانت مدته ثلاث سنين وخمسة أشهر. الشيخ شرف الدين الحسيني الكشميري الشيخ الصالح شرف الدين الحسيني الكشميري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قدم كشمير في سنة خمس وعشرين وسبعمائة، فأسلم على يده رنجن ديو ملك كشمير فلقبه صدر الدين، وأسلم على يده خلق كثير من أهل كشمير وبنى له صدر الدين المذكور خانقاه على نهر البهت ورباطاً عنده ومسجداً الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 ووقف عليها قرى عديدة، وكانت وفاته سنة سبع وعشرين وسبعمائة كشمير فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. القاضي شرف الدين الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة شرف الدين الرهاهي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد بدهلي في أيام السلطان علاء الدين الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. الشيخ شرف الدين الحسيني الأمروهي الشيخ الكبير شرف الدين بن علي بن مرتضى بن أبي المعالي بن أبي الفرج الصيداوي الواسطي ابن داؤد بن الحسين بن علي بن هارون بن جعفر المشهور بالكذاب الحسيني النقوي الأمروهي أحد الأولياء المشهورين، ولد بقرية سهودره من أعمال لاهور، وسافر للعلم وأدرك المشايخ ولازمهم زماناً، ثم دخل أمروهه وسكن بها. وكان شيخاً كبيراً مجاهداً مرتاضاً يذكر له مكاشفات وكرامات، مات بأمروهه لتسع ليال بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة، وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به، كما في نخبة التواريخ. الشيخ شمس الدين التركماني الشيخ الكبير شمس الدين بن أحمد بن عبد المؤمن التركماني الباني بتي، كان من نسل خواجه أحمد العلوي اليسوي، يرجع نسبه إلى محمد بن الحنفية رحمه الله. أخذ العلم عن أهله في تركستان، ثم ساح البلاد وأدرك المشايخ الكبار في ما وراء النهر، ثم دخل الهند وأخذ الطريقة عن الشيخ علاء الدين على الصابر الكليري، وصحبه مدة طويلة وأوصاه الشيخ أن يرحل بعد وفاته إلى باني بت ويسكن بها، فلما توفي الشيخ إلى رحمة الله سبحانه سار إلى تلك البلدة وعكف بها على الإرشاد والهداية، أخذ عنه الشيخ جلال الدين محمود العثماني. وكانت وفاته في عاشر جمادي الآخرة سنة ست عشرة وسبعمائة، كما في سير الأقطاب. الشيخ شمس الدين الكوئلي الشيخ الصالح شمس الدين بن تاج العارفين الكوئلي أحد المنقطعين إلى الزهد والعبادة، ذكره الشيخ ابن بطوطة المغربي في كتابه وقال: إنه كان كبير القدر، ولما دخل محمد شاه تغلق إلى مدينة كوئل فبعث في طلبه فلم يأته، فذهب السلطان إليه ثم لما قارب منزله انصرف ولم يره، واتفق بعد ذلك أن أميراً من الأمراء خرج على السلطان ببعض الجهات وبايعه الناس، فنقل للسلطان أنه وقع ذكر هذا الأمير بمجلس الشيخ شمس الدين فأثنى عليه وقال: إنه يصلح للملك، فبعث السلطان بعض الأمراء إلى الشيخ، فقيده وقيد أولاده وقيد قاضي كوئل ومحتسبها لأنه ذكر أنهما كانا حاضرين في المجلس الذي وقع فيه ثناء الشيخ على الأمير المخالف، وأمر بهم فسجنوا جميعاً بعد أن سمل عيني القاضي وعيني المحتسب، ومات الشيخ بالسجن، وكان القاضي والمحتسب يخرجان مع بعض السجانين فيسألان الناس ثم يردان إلى السجن، وكان قد بلغ السلطان أن أولاد الشيخ كانوا يخالطون الكفار وعصاتهم ويصحبونهم، فلما مات أبوهم أخرجهم من السجن وقال: لا تعودوا إلى ما كنتم تفعلون، فقالوا: وما فعلنا، فاغتاظ من ذلك وأمر بقتلهم فقتلوا، ثم استحضر القاضي المذكور فسأله عمن كان يرى رأى هؤلاء الذين قتلوا ويفعل مثل أفعالهم، فأملى أسماء رجال كثيرين من كفار البلد، فلما عرض ما أملاه على السلطان قال: هذا يجب أن يخرب البلد اضربوا عنقه، فضرب عنقه، انتهى. مولانا شمس الدين الباخرزي الشيخ الفاضل الكبير شمس الدين الباخرزي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، وكان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي في عهد فيروز شاه السلطان وفيما قبله من الملوك، كما في تاريخ فرشته. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 مولانا شمس الدين الكاذروني الشيخ الفاضل الكبير العلامة شمس الدين الكاذروني أحد الأساتذة المشهورين بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، كان يدرس ويفيد، ذكره البرني في تاريخه. مولانا شمس الدين الدمشقي الشيخ الفاضل شمس الدين الدمشقي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والتصوف، لازم الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري وأخذ عنه، وكتب إليه شرف الدين رسائل في الحقائق والمواجيد وبعثها إليه، وكن يسكن بمدينة بهار، وتولى القضاء بها مدة، كما في سيرة الشرف. مولانا شمس الدين الدهلوي الشيخ الفاضل شمس الدين بن محمد بن محمود الحسيني الكرماني أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني، مات في شبابه بديوكير سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة، كما في مهر جهانتاب. مولانا شمس الدين تم الشيخ الفاضل العلامة شمس الدين الدهلوي أحد العلماء المشهورين في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا شمس الدين السنامي الشيخ الفاضل شمس الدين السنامي الدبير كان من العلماء المبرزين في الإنشاء وقرض الشعر، قرأ اللوائح على القاضي حميد الدين الناكوري، وأخذ الطريقة عن الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، وكان متولياً بديوان الإنشاء في عهد السلطان ناصر الدين محمود بن الإيلتمش، وله قصائد غراء في مديحه، ولما قام بالملك السلطان غياث الدين بلبن بعثه إلى بنكاله مع ولده بغراخان وولاه على ديوان الإنشاء بها. وكان شاعراً بليغاً مجيد الشعر، اعترف بفضله الأمير خسرو بن سيف الدين الدهلوي في فاتحة غرة الكمال وخاتمة هشت بهشت وافتخر بتحسينه شعره. ومن شعره قوله رحمه الله: اين همه كار دلم از تو بناداني خام داده دوش مرا وعده مهماني خام بخته كردم همه شب جشم وندانستم كآن طمعى بود ازان كونه كه ميداني خام سست ميدارم وهر جند قوى ميكندم ريسماني است ز من تابه بريشاني خام كفتمش هيج مسلمان نه خورد خام ببين غم تو ميخوردم اين است مسلماني خام إلى غير ذلك من الأبيات الرائقة. مات سنة سبع وسبعمائة، كما في روز روشن. مولانا شمس الدين الدهلوي الشيخ الفاضل شمس الدين الدهلوي كان ابن أخت الأمير خسرو بن سيف الدين البخاري، أخذ الطريقة عن الشيخ الإمام نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني ولازمه ملازمة طويلة وكان فاضلاً بارعاً في العروض والقوافي والشعر والإنشاء وكثير من العلوم والفنون، كما في كلزار أبرار. مات سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة بدهلي، فدفن بها بمقبرة الشيخ النظام، كما في خزينة الأصفياء. مولانا شمس الدين الدهاراسيوني الشيخ العالم الفقيه شمس الدين بن عبد الرحمن الخراساني ثم الهندي الدهاراسيوني أحد الرجال المشهورين في الهند، ولد بقرية دهمون- بفتح الدال المهملة وسكون الهاء- قرية من أعمال خراسان، ولما بلغ الثامنة عشرة من سنه توفي والده فهاجر من بلاده ودخل الهند واشتغل بأعمال الديوان مدة طويلة، ثم أدرك الشيخ الإمام المجاهد نظام الدين محمداً البدايوني بدهلي فاستفاض منه، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند وسكن بدهار، وكان صاحب مقامات الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 وكرامات، توفي سنة ثلاثين وسبعمائة، كما في مهر جهانتاب ودهار بلدة كبيرة من بلاد مالوه، والسيد الوالد في مهر جهانتاب ضبطه بدهاراسيون وهي بلدة من بلاد دكن، والشيخ في أخبار الأخيار ضبطه بدهار وقال: إن قبره بظهر آباد، والصواب هو الأول لأن قبره بدهاراسيون مشهور، يزار ويتبرك به. الشيخ شهاب الدين الجامي الشيخ الصالح شهاب الدين بن شيخ الجام الخراساني، كان من كبار المشايخ الصلحاء الفضلاء، يواصل أربعة عشر يوماً، وكان قطب الدين مبارك شاه وغياث الدين تغلق السلطانان يعظمانه ويزورانه ويتبركان به، فلما ولي محمد شاه أراد أن يستخدم الشيخ في بعض خدمته، فإن عادته كانت أن يستخدم الفقهاء والمشايخ والصلحاء محتجاً أن الصدر الأول رضي الله عنهم لم يكونوا يستعملون إلا أهل العلم والصلاح، فامتنع شهاب الدين من العمل، وشافهه السلطان في مجلسه العام فأظهر الإباء والامتناع، فغضب السلطان من ذل وأمر الشيخ ضياء الدين السمناني أن ينتف لحيته، فأبى ضياء الدين، فأمر بنتف لحية كل واحد منهما فنتفت، ونفى ضياء الدين إلى بلاد تلنك، ثم ولاه بعد مدة قضاء ورنكل فمات بها، ونفى شهاب الدين إلى دولت آباد، فأقام بها سبعة أعوام، ثم بعث إليه فأكرمه وعظمه وجعله على ديوان وهو ديوان بقايا العمال يستخرجها منهم بالضرب والتنكيل، ثم زاد في تعظيمه وأمر الأمراء أن يأتوا للسلام عليه ويمتثلوا أوامره، ولم يكن أحد في دار السلطان فوقه. ولما انتقل السلطان إلى السكنى على نهر كنك وبنى هنالك القصر المعروف بسركك دواره معناه شيبه الجنة وأمر الناس بالبناء هنالك طلب منه الشيخ شهاب الدن أن يأذن له في الإقامة بحضرة دهلي، فأذن له أن يسكن بأرض موات على مسافة ستة أميال من دهلي، فحفر بها كهفاً كبيراً صنع في جوفه البيوت والمخازن والفرن والحمام وجلب الماء من نهر جمن، وعمر تلك الأرض وجمع مالاً كثيراً من مستغلها، لأنها كانت السنون قاحطة، وأقام هناك عامين ونصف عام مدة مغيب السلطان، وكان عبيده يخدمون تلك الأرض نهاراً ويدخلون الغار ليلاً ويسدونه على أنفسهم وأنعامهم خوفاً من سراق الكفار، لأنهم في جبل منيع هناك، ولما عاد السلطان إلى حضرته استقبله الشيخ ولقيه على سبعة أميال منها، فعظمه السلطان وعانقه عند لقائه وعاد إلى غاره، ثم بعث إليه بعد أيام، فامتنع من إتيانه، فبعث إليه مخلص الملك الندرباري فتلطف له في القول وحذره بطش السلطان، فقال: لا أخدم ظالماً أبداً، فعاد مخلص الملك إلى السلطان فأخبره بذلك، فأمر أن يأتي به فأتى به فقال له: أنت القائل: إني ظالم، فقال: نعم، أنت ظالم، ومن ظلمك كذا وكذا- وعدد أموراً منها تخريبه لمدينة دهلي، وإخراجه أهلها، فأخذ السلطان سيفه ودفعه للقاضي كمال الدين وقال: إن ثبت هذا أني ظالم فاضرب عنقي بهذا السيف، فقال له الشهاب: ومن يريد أن يشهد بذلك فيقتل؟ ولكن أنت تعرف ظلم نفسك، فأمر بتسليمه للملك فكب له رأس الدويدارية فقيده بأربعة قيود وغل يديه، وأقام كذلك أربعة عشر يوماً مواصلاً لا يأكل ولا يشرب، وفي كل يوم منها يؤتى به إلى المشورة ويجمع الفقهاء والمشايخ ويقولون: إرجع عن قولك، فيقول: لا أرجع عنه، وأريد أن أكون في زمرة الشهداء، فلما كان اليوم الرابع عشر بعث إليه السلطان بطعام فأبى أن يأكل وقال: قد رفع رزقي من الأرض، فأمر أن يطعم خمسة أسيار من العذرة، فأخذ ذلك الموكلون بمثل هذه الأمور وهم طائفة من كفار الهنود، فمدوه على ظهره وفتحوا فمه بالكلبتين، وحلوا العذرة بالماء وسقوه ذلك، وفي اليوم بعده أتى به إلى دار القاضي وجمع الفقهاء والمشايخ ووجوه العزة، فوعظوه وطلبوا منه أن يرجع عن قوله، فأبى ذلك فضرب عنقه، انتهى ما في كتاب الرحلة لابن بطوطة. وكانت وفاته على ما أظن في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة. مولانا شهاب الدين الدهلوي الشيخ العالم الصالح شهاب الدين الخليلي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 الدهلوي أحد المذكرين البارعين في العلم والمعرفة، اشتغل بالتذكير بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي عشرة أعوام، وكانت مواعظه مبكية يراعي فيها طريقة الخوف والخشية من الله سبحانه، ويكشف القناع عن حقائق التنزيل وينشد الأشعار بما اقتضته الحال وربما يحكي مآثر العلماء الربانيين، وكان لا يتفوه إلا بالحق، فيحضر مجالس وعظه كثير من الناس ويتأثرون به ويبكون ويزيدون خشوعاً لله سبحانه- ذكره البرني في تاريخه. الشيخ شهاب الدين الدهلوي الشيخ العالم الفقيه الزاهد شهاب الدين الصوفي الدهلوي أحد المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، ولازمه مدة حياة الشيخ، وكان صاحب قراءة وتجويد يقرأ القرآن بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب، ولذلك خصه الشيخ المذكور بإمامته في الصلاة، ولما توفي شيخه سافر إلى دوات آباد ولبث بها مدة من الزمان، انتفع به خلق كثير من الناس وأخذوا عنه، منهم ولده ركن الدين، ثم رجع إلى دهلي ومات بها، كما في سير الأولياء. مولانا شهاب الدين الملتاني الشيخ العالم الكبير العلامة شهاب الدين الحنفي الملتاني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ذكره البرني في تاريخه وقال: إنه كان من كبار الأساتذة بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي فلم يزل يشتغل بالدرس والإفادة، انتهى. وقال ابن المبارك الكرماني في سير الأولياء: إن السلطان غياث الدين تغلق لما استقدم الشيخ نظام الدين محمداً البدايوني بحضرته للبحث عن استماع الغناء واستقدم الصدور والقضاة والفقهاء ليباحثوه في تلك المسألة، فكان الشيخ شهاب الدين الملتاني أيضاً ممن حضر بين يديه ولكنه لم يخاصمه كما خاصمه غيره من العلماء، انتهى. الشيخ شهاب الدين الكاذروني الشيخ الصالح شهاب الدين الكاذروني كان شيخ الزاوية بقالقوط كاليكوت إحدى الفرض العظام ببلاد مليبار، وله تسلم النذور التي ينذرها أهل الهند والصين للشيخ أبي إسحاق الكاذروني نفع الله به، وكان له ولد يسمى فخر الدين الكاذروني، كان شيخ الزاوية بمدينة كولم، لقيه ابن بطوطة المغربي الرحالة وأقام بزاويته وذكره في كتابه. مولانا شهاب الدين الناكوري الشيخ الصالح شهاب الدين الناكوري أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري ولازمه مدة، وتوفي بعد وفاته رحمه الله تعالى، كما في سيرة الشرف. الشيخ شهاب الدين الدهلوي الشيخ الصالح شهاب الدين الدهلوي المشهور بالعاشق كان من كبار المشايخ الجشتية، أخذ عن الشيخ إمام الدين الجشتي عن الشيخ بدر الدين الغزنوي، وأخذ عنه الشيخ عماد الدين. كما في كلزار أبرار. شهاب الدين شاه الكشميري الملك المؤيد شهاب الدين بن شمس الدين شاه مرزا الكشميري السلطان المجاهد، قام بالملك بعد أخيه علاء الدين وافتتح أمره بالعقل والتدبير، وكان ملكاً عادلاً مجاهداً مقداماً باسلاً، فتح الحصون والبلاد وأخذ الخراج من ملوك تبت الصغير، ومصر بلدتين لجهمي نكر وشهاب بور، وامتدت أيامه إلى عشرين سنة، وكان إذا لم يصل إليه رسالة الفتح يوماً من الأيام من إحدى نواحي الأرض لا يحسب ذلك اليوم من أيام عمره ويحزن لذلك، كما في تاريخ فرشته. الشيخ شهاب الدين الزاهدي الشيخ العالم الفقيه شهاب الدين بن فخر الدين الزاهدي الميرتهي المشهور بحق كو معناه الصادق كان من كبار المشايخ في عصره، أخذ عن أبيه ولازمه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 مدة من الدهر، ثم سافر إلى دهلي، وقتله محمد شاه تغلق، قال محمد ابن الحسن المندوي في كلزار أبرار: إن محمد شاه قال له يوماً من الأيام: إن النبوة لم تنقطع كالولاية، فاغتاظ به شهاب الدين ولم يملك نفسه فخلع نعله وضرب به وجه محمد شاه، فغضب عليه محمد شاه وأمر أن يلقوه في الخندق، فألقوه من القلعة فلم يمت فألقوه ثم ألقوه حتى مات في المرة الثالثة رحمه الله سبحانه بفضله وأفاض علينا بركات علومه. حرف الصاد المهملة مولانا صدر الدين الحكيم الدهلوي الشيخ الفاضل صدر الدين بن حسام الدين الحكيم الماريكلي الدهلوي أحد الأطباء البارعين في العلم والعمل، له يد بيضاء في العلوم الآلية والعالية، وكان يتطبب ويدرس في دار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، وكان صاحب نفس زكية مفرط الذكاء والحذق، يعرف أسباب المرض بأول لقائه للمريض، ثم يعالج فيشفي الله المريض عاجلاً، وكان والده أيضاً من رجال العلم ماهراً في العلم والعمل، ذكره البرني في تاريخه. الشيخ صدر الدين الدهلوي الشيخ الصالح العابد صدر الدين الكهراني- بضم الكاف وسكون الهاء وراء ونون- وهو ممن أدركه الشيخ محمد بن بطوطة المغربي بدار الملك دهلي وذكره في كتاب الرحلة وقال: إنه يصوم الدهر ويقوم الليل وتجرد عن الدنيا جميعاً ونبذها، ولباسه عباءة، ويزوره السلطان وأهل الدولة وربما احتجب عنهم، فرغب السلطان أن يقطعه قرى يطعم منها الفقراء والواردين فأبى ذلك، وزاره يوماً وأتى إليه بعشرة آلاف دينار فلم يقبلها، وذكروا أنه كان لا يفطر إلا بعد ثلاث، وأنه قيل له في ذلك فقال: لا أفطر حتى أضطر فتحل الميتة، انتهى. القاضي صدر الدين الدهلوي الشيخ الفاضل القاضي صدر الدين الحنفي الدهلوي المشهور بالعارف، كان ابن بنت القاضي منهاج الدين الجرجاني، ولي القضاء بدهلي نيابة عن أكبر قضاتها، فتولاه مدة من الزمان، ثم ولاه السلطان علاء الدين الخلجي القضاء أصالة، فصار أكبر قضاة الهند، وقربه إلى نفسه ولقبه بالسيد الأجل وشيخ الإسلام. ذكره البرني في تاريخه وقال: إنه كان قليل العلم شديد البطش قوي الهمة نافذ الكلمة، انتهى. الشيخ صدر الدين الظفر آبادي الشيخ الصالح صدر الدين القرشي الصوفي الظفر آبادي أحد المشايخ السهروردية، ولد بالملتان سنة خمس وسبعمائة، وحفظ القرآن وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لبس الخرقة عن الشيخ أبي الفتح ركن الدين الملتاني، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار سبع مرات راجلاً، ورجع إلى الهند فتوطن ظفر آباد، وكان حامل لواء الولاية والصلاح فيها. مات في ثامن ذي القعدة سنة أربع وسبعين وسبعمائة وقيل تسعين وقيل خمس وتسعين وسبعمائة بظفر آباد، فدفن بها. الشيخ صدر الدين البهكري الشيخ الفقيه الإمام صدر الدين الحنفي البهكري السندي أحد الفقهاء البارعين في العلم، لقيه محمد بن بطوطة المغربي الرحالة بمدينة بهكر في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، وذكره في كتابه. مولانا صدر الدين الساوي الشيخ الفاضل الكبير صدر الدين الساوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد بدهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا صدر الدين كندهك الشيخ الفاضل العلامة صدر الدين الدهلوي المشهور بكندهك، كان من كبار الأساتذة بدهلي في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 مولانا صدر الشريف السمرقندي الشيخ الفاضل العلامة صدر الشريف السمرقندي المنجم، كان من العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والنجوم وسائر الفنون الحكمية، ولاه السلطان علاء الدين حسن البهمني الصدارة بأرض دكن في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وبعثه محمد بن الحسن البهمني سلطان دكن مع والدته إلى الحجاز سنة ستين وسبعمائة، فرجع إلى الهند بعد الحج والزيارة سنة إحدى وستين وسبعمائة وتولى الصدارة مدة عمره، مات في أيام مجاهد شاه ما بين سنة ست وسبعين وتسع وسبعين بمدينة كلبركه، وقبره بها مشهور ظاهر. مولانا صلاح الدين الستركي الشيخ الفاضل الكبير صلاح الدين الستركي أحد كبار العلماء، درس وأفاد بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. الشيخ صلاح الدين الملتاني الشيخ الصالح صلاح الدين الملتاني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ صدر الدين محمد العارف الملتاني رحمه الله، وقدم دهلي فسكن بها، ومات في سنة أربعين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. حرف الضاد المعجمة القاضي ضياء الدين البرني الشيخ الفاضل ضياء الدين بن مؤيد الملك بن بارسك برلاس البرني كان من مشاهير الفضلاء وأعرفهم بالتاريخ وسياسة المدن، كثير المحاضرة، حسن المجالسة، ذا إطلاع واسع على العلوم وباع طويل في تحبير الإنشاء وقرض الشعر، كانت بينه وبين الأمير خسرو والأمير حسن مودة صادقة ومحبة واثقة، كانوا يجتمعون كل يوم ويتناشدون ويتطارحون، وكان القاضي يحفظ الأخبار والآثار والأشعار ويسردها سرداً حسناً. وكان فقيهاً لبيباً، جواداً سخياً، حلو اللفظ والمحاورة، مشكور السيرة، عفيفاً ديناً من أصحاب الشيخ نظام الدين محمد البدايوني. له مصنفات جليلة، منها تاريخ فيروز شاهي وهو مصنف لطيف في تاريخ الملوك الثمانية من عهد غياث الدين بلبن إلى أيام فيروز شاه السلطان، أودعه ما شاهده في تلك العصور، فرغ من تأليفه سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، ومنها حسرت نامه ومآثر السادات. القاضي ضياء الدين البيانوي الشيخ الفاضل القاضي ضياء الدين البيانور أحد القضاة المشهورين، كان قاضياً بدار الملك دهلي، ثم صار أكبر قضاتها في أيام علاء الدين محمد شاه الخلجي، واستقل بها مدة من الزمان، ذكره البرني في تاريخه. مولانا ضياء الدين الدهلوي الشيخ الفاضل ضياء الدين بن شهاب الدين الخطاط الدهلوي، لقبه قطب الدين مبارك شاه الخلجي صدر جهان، قتل في خامس ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وسبعمائة لقصة شرحتها في ترجمة قطب الدين المذكور. الشيخ ضياء الدين الرومي الشيخ الصالح ضياء الدين الرومي أحد المشايخ السهروردية، أخذ الطريقة عن الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي وقدم الهند، فبايعه قطب الدين مبارك شاه الخلجي، وحصل له القبول العظيم عند الناس والوجاهة العظيمة عند الملوك والأمراء، مات بدهلي في أيام مبارك شاه المذكور، ودفن بها قريباً من بجي مندل، كما في أخبار الأخيار. القاضي ضياء الدين السمناني الشيخ العالم القاضي ضياء الدين السمناني الفقيه المعظم بمدينة دهلي، ذكره محمد بن بطوطة المغربي الرحالة في كتابه وقال: إن السلطان محمد شاه تغلق أمره أن ينتف لحية الشيخ شهاب الدين الجامي حين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 أبى قبول العمل كما شرحت قصته في ترجمة شهاب الدين المذكور، فأبى ذلك ضياء الدين وقال: لا أفعل هذا، فأمر السلطان أن ينتف لحية كل واحد منهما، فنتفت ونفي ضياء الدين إلى بلاد تلنك، ثم ولاه بعد مدة قضاء ورنكل فمات بها. الشيخ ضياء الدين النخشبي الشيخ الفاضل العلامة ضياء الدين النخشبي البدايوني أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، أخذ العلم عن الشيخ شهاب الدين الهمروي وتأدب عليه، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ فريد الدين بن عبد العزيز بن حميد الدين الناكوري ولازمه مدة، وكان ذا زهد وتورع واستقامة، وتبتل إلى الله سبحانه غير ملتفت إلى الدنيا وأسبابها. وكانت له يد بيضاء في الطب والموسيقى والشعر والإنشاء، له شرح على الدعاء السرياني، وشرح على قصيدة فاطلبني تجدني وله طوطي نامه كتاب ضخم بالفارسي محتو على الحكم والنصائح بعبارات مهذبة واستعارات مستعذبة بالنثر والنظم صنفه سنة ثلاثين وسبعمائة، والكليات والجزئيات كتابه في الصناعة الطبية شرح فيه العقاقير والحشائش الهندية وسماها بأسماء هندية، وسلك السلوك وجهل ناموس له كتابان في السلوك بالفارسية في غاية الحلاوة، ومن مصنفاته العشرة المبشرة. ومن شعره قوله: نخشبي خيز وبا زمانه بساز ورنه خود را نشانه ساختن است عاقلان زمانه ميكويند عاقلي با زمانه ساختن است مات في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة، كما في أخبار الأخيار. حرف الظاء المعجمة مولانا ظهير الدين البهكري الشيخ الفاضل العلامة ظهير الدين البهكري السندي أحد الأفاضل المشار إليهم المعتمد في الأمور عليهم، لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والفقه والأصول، انتفع به خلق كثير من العلماء كالشيخ شمس الدين محمد بن يحيى الأودي، قرأ عليه الفقه والأصول، ذكره البرني في تاريخه. مولانا ظهير الدين الأعرج الشيخ العالم الكبير ظهير الدين الأعرج الدهلوي أحد الأساتذة المشهورين في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي، ذكره البرني في تاريخه وقال: إنه كان ممن قربه السلطان المذكور إليه ويدعوه على مائدته، انتهى. الشيخ ظهير الدين الظفر آبادي الشيخ الفاضل ظهير الدين بن تاج الدين الحسيني الواسطي الظفر آبادي الشاعر المشهور في عصره خدم الملوك مدة من الزمان، ثم بايع الشيخ نظام الدين محمد البدايوني رحمه الله تعالى وأخذ عنه الطريقة، وله ديوان شعر ورموز المعاني، له كتاب مفيد في التصوف. مات ودفن بدهلي، كما في تجلي نور. حرف العين المهملة مولانا عالم بن العلاء الاندربتي الشيخ الإمام العالم الكبير فريد الدين عالم بن العلاء الحنفي الاندربتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية. له الفتاوي التاتارخانية في الفقه المسمى بزاد السفر، صنفه في سنة سبع وسبعين وسبعمائة للأمير الكبير تاتار خان وسماه باسمه، وكان فيروز شاه يريد أن يسميه باسمه فلم يقبله لصداقة كانت بينه وبين تاتار خان، كما في كلزار أبرار. قال الفاضل الجلبي في كشف الظنون: هو كتاب عظيم في مجلدات جمع فيه مسائل المحيط البرهاني والذخيرة والخانية والظهيرية، وجعل الميم علامة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 للمحيط وذكر إسم الباقي، وقدم باباً في ذكر العلم ثم رتب على أبواب الهداية، وذكر أنه أشار إلى جمعه الخان الأعظم تاتار خان ولم يسمه ولذلك اشتهر به، وقيل إنه سماه زاد المسافر. ثم إن الإمام إبراهيم بن محمد الحلبي المتوفي سنة ست وخمسين وتسعمائة، لخصه في مجلد، وانتخب منه ما هو غريب أو كثير الوقوع وليس في الكتب المتداولة، والتزم بتصريح أسماء الكتب وقال: متى أطلق الخلاصة فالمراد به شرح التهذيب، وأما المشهورة فتقيد بالفتاوي، انتهى. وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: زاد المسافر في الفروع وهو المعروف بالفتاوي التاتارخانية لعالم بن علاء الحنفي المتوفي سنة 286 ست وثمانين ومائتين، انتخبها إبراهيم بن محمد الحلبي، أوله: الحمد لله رب العالمين، انتهى، وأنت تعلم ما ذكرنا من سنة وفاته لعله التبس عليه عدد السبع بالاثنين لأنهما متقاربان في الشكل، فالمظنون أنه توفي سنة ست وثمانين وسبعمائة. مولانا عبد العزيز الدهلوي الشيخ الإمام عبد العزيز بن شمس بن بهاء النوري الدهلوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية. له مصنفات، منها تاريخ فيروز شاهي، ومنها ترجمة كتاب باراهي سنكهتا لا بتل بهت بن ماراه مهر وأصل الكتاب كان يشتمل على مائة وأربعة أبواب في سنسكرت فنقله من تلك اللغة إلى الفارسية بأمر فيروز شاه السلطان، وأسقط منه ثمانية أبواب، لأنها كانت تتعلق بالنجوم وأحكامها، وترجم منها أحكام الكسوف والخسوف وكائنات الجو وعلامات المطر وعلم القيافة والفأل وغيرها، أوله: بعد أز ادائي أطيب تحيات وأفضل صلوات بوشيده نماند، الخ وهذا الكتاب محفوظ في المكتبة الحبيية بقرية بهيكن بور من أعمال على كره. الشيخ عبد العزيز الأردبيلي الشيخ العالم الفقيه المحدث عبد العزيز الأردبيلي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث. قرأ بدمشق على شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية الحراني، وبرهان الدين ابن البركج، وجمال الدين المزي، وشمس الدين الذهبي وعلى غيرهم من العلماء، ثم قدم الهند وتقرب إلى محمد شاه تغلق فأحسن إليه وأكرمه، لقيه محمد بن بطوطة المغربي بمدينة دهلي وذكره في كتابه، قال: اتفق يوماً أنه سرد على السلطان أحاديث في فضل العباس وابنه رضي الله عنهما وشيئاً من مآثر الخلفاء أولادهما، فأعجب ذلك السلطان لحبه لبني العباس وقبل قدمي الفقيه، وأمر أن يؤتى بصينية ذهب فيها ألفا تنكة، فصبها عليه بيده وقال: هي لك مع الصينية، انتهى. الشيخ عبد العزيز الدهلوي الشيخ الصالح عزيز الدين عبد العزيز بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن الحسيني البخاري أحد المشايخ الجشتية، يتصل نسبه بالإمام علي الرضا- عليه وعلى آبائه السلام-. ولد ونشأ بمدينة دهلي وتربى في حجر الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، وكان والده ابن أخت الشيخ المذكور. وله مجموع الفوائد مصنف لطيف في ملفوظات الشيخ، قال الكرماني في سير الأولياء، إن الشيخ كان يحبه حباً مفرطاً وكان ممن يشار إليه في العلم والعمل، حفظ القرآن وقرأ العلم على أساتذة عصره، وكلما كان يقرؤه يجتهد أن يعمل به، انتهى. الشيخ عبد الله بن محمد الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير العلامة عبد الله بن محمد الحسيني الشيخ جمال الدين الدهلوي المشهور بنقره الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 كار، له العباب شرح اللباب في النحو صنفه سنة خمس وثلاثين وسبعمائة لمحمد شاه بن غياث الدين تغلق الدهلوي، ونسخة هذا الكتاب موجودة في مكتبة خدا بخش خان بمدينة عظيم آباد، كما في محبوب الألباب. ومن مصنفاته شرح تنقيح الأصول لصدر الشريعة عبد الله بن مسعود المحبوبي، وعلى هذا الشرح حاشية للشيخ زين الدين قاسم بن قطلوبغا الحنفي المتوفي سنة تسع وسبعين وثمانمائة، ذكره الفاضل الجلبي في كشف الظنون وذكر أنه توفي سنة خمسين وسبعمائة. القاضي عبد الله البيانوي الشيخ الفاضل الكبير عبد الله الحنفي البيانوي أحد العلماء المشهورين في عصره، كان قاضياً بمدينة بيانه يدرس ويفيد بها، أخذ عنه الشيخ دانيال بن الحسن العباسي العلوي الستركي، وقرأ عليه الكتب الدرسية، وتزوج بابنته، كما تقدم. مولانا عبد الكريم الشرواني الشيخ الفاضل العلامة عبد الكريم الحنفي الشرواني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان يدرس ويفيد بدهلي إلى أيام غياث الدين تغلق شاه الدهلوي، قرأ عليه الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي الكتب الدرسية إلى هداية الفقه وأصول البزدوي. القاضي عبد المقتدر الكندي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبد المقتدر بن محمود بن سليمان الشريحي الكندي القاضي منهاج الدين بن القاضي ركن الدين التهانيسري ثم الدهلوي أحد الرجال المشهورين بالفضل والكمال. ولد ببلدة تهانيسر، ونشأ بدار الملك دهلي على الخير والصلاح، وأخذ العربية وسمع الكثير وبرع في الأدب والإنشاء وقرض الشعر، ولازم الشيخ شمس الدين محمد بن يحيى الأودي وقرأ عليه الكتب الدرسية، وقرأ الكشاف والبزدوي على الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي وكان يتردد في أيام تحصيله إلى الشيخ نصير الدين محمود المذكور ويذكر المطالب العلمية عنده، فكان يستحسن أبحاثه ويحثه على تشمير الذيل في تحصيل العلوم المتعارفة ويحبه، ثم لما فرغ القاضي عن البحث والإشتغال أخذ الطريقة عن الشيخ المذكور وقضى أيامه في الدرس والإفادة. أخذ عنه القاضي شهاب الدين الدولت آبادي وحفيده أبو الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر الكندي وخلق آخرون: ومن شعره قوله في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا سائق الظعن في الأسحار والأصل سلم على دار سلمى وأبك ثم سل عن الظباء التي من دابها أبداً صيد الأسود بحسن الدل والنجل وعن ملوك كرام قد مضوا قدداً حتى يجيبك عنهم شاهد الطلل أضحت إذا بعدت عنها كواعبها أطلالها مثل أجفان بلا مقل فدى فؤادي أعرابية سكنت بيتاً من القلب معموراً بلا حول بخيلة بوصال المستهام بها والجود في الخود مثل البخل في الرجل كأنها ظبية لكن بينهما فرقاً جلياً بعظم الساق والكفل خيالها عند من يهوي زيارتها أحلى من الأمن عند الخائف الوجل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 كيف السبيل إليها بعد أن حفظت بالبيض والسمر في أعلى ذرى الجبل طرقتها فجأة والليل في جدل والذئب في كسل والقول في شغل قالت لك الويل هلا خفت من أسد له براثن كالعسالة الذبل فقلت إني مليك صيده أسد وصيد غيري من ظبي ومن وعل قالت فما تبتغي لا منع قلت لها كلا فإني عفيف القول والعمل وإنني رجل من معشر سحبوا ذيل التبتل والتقوى على زحل لا يطمعون ولكن كان ديدنهم إعطاء ما ملكوا كالعارض الهطل أسد إذا سخطوا أفنوا عدوهم قوم إذا فرحوا أعطوا بلا ملل ما قال قائلهم يوماً لواحدهم لو كنت من مازن لم تستبح إبلي يا طالب الجاه في الدنيا تكون غداً على شفا حفرة النيران والشعل يا طالب العز في العقبى بلا عمل هل تنفعك فيها كثرة الأمل يا أيها الطفل أنت الطفل في أمل وشمس عمرك قد مالت إلى الطفل يا من تطاول في البنيان معتمداً على القصور وخفض العيش والطول لأنت في غفلة والموت في أثر يعدو وفي يده مستحكم الطول اقنع من العيش بالأدنى وكن ملكاً إن القناعة كنز عنك لم يزل ثم اغتنم فرصة من قبل أن ضعفت قواك من سطوة الأمراض والعلل ولا تكن لمزيد الرزق مضطرباً واقنع بما قسم القسام في الأزل لا تغترر أنت في الدنيا فإن بها من عز بر فكن منها على وهل أكالة أكلت كالهر ما ولدت حيالة قتلت من جاء بالحيل ولا مناص من الله العزيز وإن فررت منه إلى الداماء والقلل يا أيها الناس إن العمر في سفر وإن أوقاتكم والله كالظلل إن المنايا بلا شك لآتية وأنتم في المنى والمين والكسل لله در فقير مالك أبداً وذي خصاص بفضل الله مكتفل ولم يكن فخره إلا بعزة من أعيى الأعاجم والأعراب بالدول محمد خير خلق الله قاطبة هو الذي جل عن مثل وعن مثل له المزايا بلا نقص ولا شبه له العطايا بلا من ولا بدل له المكارم أبهى من نجوم دجى له العزائم أمضى من قنا البطل له الفضائل أجدى من عصا كسرت له الشمائل أحلى من جني العسل له الجمال إذا ما الشمس قد نظرت إليه قالت ألا يا ليت ذلك لي النصر قادمه والفتح خادمه كلاهما عن حماه غير مرتحل يا أعظم الناس من حاج ومعتمر وأكرم الخلق من حاف ومنتعل أتيتنا بكتاب جل منفعة وجئتنا بسبيل ناسخ السبل الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 بعثت بالملة البيضاء راسخة عفا بها سائر الأديان والملل أفحمت كل بليغ بالكتاب كما جادلت بالسيف أهل الجد والجدل أضحى طلوعك بالشمس الضحى أبداً وقد غنيت عن الميزان والحمل أم التمني إذا جاءتك سائلة أرجعتها وهي في عقر مع الحمل نداك أكثره لا ينتهي أبداً لكن أدناه أدنى من ندى السبل وعرف طيبك للكفار ضائرة مسيرة الشهر مثل الورد للجعل لصحبك الغر باق فضلهم أبداً وفضل أمتك الزهراء لم يزل وأهل بيتك فينا رحمة نزلت أهل الطهارة عن رجس وعن وحل يا سيد المرسلين المكرمين أدم شفاعة لعبيد ضارع وجل توفي لأربع بقين من محرم سنة إحدى وتسعين وسبعمائة وله ثمان وثمانون سنة، كما في أخبار الأخيار وغيره. الشيخ عثمان بن داود الملتاني الشيخ الصالح المعمر حسام الدين عثمان بن داود العمري الملتاني أحد المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند فدخل مدينة دهلي في حياة شيخه، وصادف قومه يوم الجمعة فدخل الجامع الكبير للصلاة، وفيه أدرك شيخه نظام الدين المذكور فتلقاه بالبشر والبشاشة وقال له: إن من سعد بالحج فله أن يستأنف النية لزيارة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسافر في وقته وساعته ورحل إلى المدينة المنورة وزار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم رجع إلى دهلي، ولما سير محمد شاه تغلق الناس إلى دولت آباد رحل إلى كجرات وسكن بها. وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والأصول والتصوف، كان يحفظ الهداية في الفقه والبزدوي في الأصول وقوت القلوب للمكي والإحياء للغزالي في السلوك والتصوف، وكان من العشرة المجازين للإرشاد الذين استخلفهم الشيخ نظام الدين سنة أربع وعشرين وسبعمائة، كما في سير الأولياء. وتوفي لثمان خلون من ذي القعدة سنة ست وثلاثين وسبعمائة بكجرات فدفن بها، كما في البحر الزخار. الشيخ سراج الدين عثمان الأودي الشيخ العارف الكبير سراج الدين عثمان الجشتي الأودي أحد الأولياء السالكين المرتاضين، دخل دهلي في شبابه وأدرك الشيخ نظام الدين محمداً البدايوني. وكان حسن الصورة والسيرة ولكنه كان عارياً عن حلية الفضائل العلمية، فتأسف الشيخ على ذلك تأسفاً شديداً وقال: إن الشيخ الجاهل يكون لعبة للشيطان، فعزم مولانا فخر الدين الزرادي على تعليمه، وصنف له مختصراً في التصريف سماه العثمانية باسمه، ولم يزل يجد في تعليمه ما دام في غياث بور، ثم لازم الشيخ ركن الدين الاندربتي وقرأ عليه الكافية لابن الحاجب والمفصل في النحو والقدوري ومجمع البحرين في الفقه، واشتغل بالعلم ثلاث سنين بعد وفاة الشيخ نظام الدين المذكور حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس. ثم سافر إلى بنكاله ولقد أبلغه الله تعالى من الولاية منزلة لا يرام فوقها، وهدى به ثم بأصحابه من بعده خلقاً لا يحصيهم إلا من أحصى رمل عالج عدداً، فلا ترى ناحية من نواحي الهند إلا وقد نمت طريقته وجرى على ألسنة أهلها ذكره، إليه ينتمون وبه يتبركون. مات في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة. القاضي فخر الدين عثمان المليباري الشيخ الفاضل الكبير فخر الدين عثمان المليباري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان قاضياً بقالقوط كاليكوت لقيه محمد بن بطوطة بها وذكره في كتابه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 الشيخ عثمان بن منهاج السنامي الشيخ الصالح عثمان بن منهاج السنامي الشيخ وجيه الدين بن القاضي حميد الدين كان من كبار المشايخ في عصره. ولد ونشأ ببلدة سنام وسافر إلى دهلي لطلب الرزق، فأدرك بها الشيخ ركن الدين أبا الفتح الملتاني فلازمه وأخذ عنه وسافر معه إلى ملتان، وحفظ القرآن الكريم وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم قرأ العوارف على الشيخ ركن الدين المذكور، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأقام بالحجاز ثلاث سنين، ثم رجع إلى ملتان فاستخلفه الشيخ ورخصه إلى دهلي وأوصاه بملازمة الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني، فاستفاضه وصار صاحب وجد وحالة، كان يستمع الغناء، كما في الطبقات الحسامية. مات سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عز الدين الزبيري الشيخ العالم الفقيه عز الدين الزبيري أحد العلماء البارعين في الفقه والأصول، لقيه محمد بن بطوطة المغربي في مدينة جنديري، كان عند الأمير عز الدين البتاني وكان يعظمه تعظيماً بالغاً. الأمير عز الدين البتاني الأمير الكبير عز الدين البتاني المدعو بأعظم ملك كان أمير الأمراء ببلاد مالوه، يسكن ببلدة جنديري، أدركه محمد بن بطوطة المغربي بها، وذكره في كتابه وقال: إنه كان خيراً فاضلاً يجالسه أهل العلم، وممن كان يجالسه الفقيه عز الدين الزبيري والفقيه وجيه الدين البيانوي والفقيه القاضي خاصة وإمامهم شمس الدين، وكان لا يظهر إلا في يوم الجمعة وفي غيرها نادراً، انتهى. الشيخ عزيز الدين الدهلوي الشيخ الصالح عزيز الدين الصوفي الدهلوي كان ابن بنت الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، قرأ العلم على القاضي محي الدين الكاشاني، وتربى في حجر الشيخ نظام الدين محمد البدايوني وأخذ عنه الطريقة، له تحفة الأبرار وكرامة الأخيار مصنف لطيف في ملفوظات الشيخ نظام الدين المذكور، كما في سير الأولياء، وكانت وفاته في سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بدهلي، كما في خزينة الأصفياء. مولانا عضد الدين الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة عضد الدين الدهلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قرأ عليه محمد شاه تغلق وأعطاه أربعة آلاف ألف تنكة يوم ولي الملك، كما في تاريخ فرشته. مولانا عفيف الدين الكاشاني الشيخ العالم الفقيه عفيف الدين الكاشاني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان يدرس ويفيد بدهلي، قتله محمد شاه تغلق بقصة شرحها محمد ابن بطوطة المغربي في كتابه، قال: كان السلطان في سني القحط قد أمر بحفر آبار خارج دار الملك وأن يزرع هنالك زرع، وأعطى الناس البذر وما يلزم للزراعة من النفقة، وكلفهم زرع ذلك للمخزن، فبلغ ذلك عفيف الدين فقال: هذا الزرع لا يحصل المراد منه، فوشى به إلى السلطان فسجنه وقال: لأي شيء تدخل نفسك في أمور الملك؟ ثم إنه سرحه بعد مدة فذهب إلى داره ولقيه في طريقة إليها صاحبان له من الفقهاء فقال له: الحمد لله على خلاصك، فقال الفقيه: الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين، وتفرقوا فلم يصلوا إلى دورهم حتى بلغ السلطان ذلك، فأمر بهم فأحضر الثلاثة بين يديه، فقال: اذهبوا بهذا، يعني عفيف الدين، واضربوا عنقه حمائل، وهو أن يقطع الرأس مع الذراع وبعض الصدر، واضربوا أعناق الآخرين، فقال له: أما هو فيستحق العذاب لقوله، وأما نحن فبأي جريمة تقتلنا؟ فقال لهما: إنكما سمعتما كلامه فلم تنكراه فكأنكما وافقتما عليه، فقتلوا جميعاً، انتهى. الشيخ علاء الدين الألندي الشيخ الصالح الفقيه علاء الدين الحنفي الألندي أحد الرجال المعروفين بالزهد والصلاح، قرأ العلم الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 على الشيخ معين الدين العمراني، وأخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي ولبس الخرقة منه، ثم سافر إلى أرض دكن مع الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه، وسكن بقرية ألند- بفتح الهمزة واللام وسكون النون- قرية من أعمال كلبركه. أخذ عنه الشيخ سعيد الكهنائي المتوفي في تاسع رجب سنة إحدى وسبعين وسبعمائة. وكانت وفاة الشيخ علاء الدين في تاسع ربيع الثاني سنة سبع وسبعين وسبعمائة بقرية ألند وعلى قبره أبنية بناها الملوك، كما في الشجرة الطيبة. الشيخ علاء الدين الأودي الشيخ الفاضل العلامة علاء الدين الأودي المشهور بالنيلي كان من كبار المشايخ، قرأ العلم على شيخ الاسلام فريد الدين الشافعي الأودي وعلى غيره من العلماء وبرع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين البدايوني الدهلوي، وسكن بدهلي عاكفاً على الدرس والافادة. وكان ذا زهد واستقامة وتورع وإقبال على الطاعة والافادة والتدريس حسبة لله سبحانه، مخلصاً له في دينه ودنياه، وكان لا يأخذ البيعة من أحد ويقول: لو كان الشيخ حياً لرددت عليه الخلافة وقلت: إني لا أستطيع أن أحمل تلك الأمانة، وكان مع ذلك يحب أن يقتفي أثر الشيخ في الزهد والورع والعزيمة، وكان يشتغل بمطالعة فوائد الفؤاد ويستحسنه جداً، كما في سير الأولياء. وهو ممن أدركه الشيخ محمد بن بطوطة المغربي وذكره في كتابه. قال ابن بطوطة: هو يعظ الناس في كل يوم جمعة، فيتوب كثير منهم بين يديه ويحلقون رؤوسهم ويتواجدون ويغشى على بعضهم، شاهدته وهو يعظ فقرأ القاري بين يديه يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم، يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد، ثم كررها الفقيه علاء الدين، فصاح أحد الفقراء من ناحية المسجد صيحة عظيمة، فأعاد الشيخ الآية فصاح الفقير ثانية ووقع ميتاً، وكنت في من صلى عليه وحضر جنازته، انتهى. وكانت وفاة علاء الدين سنة اثنتين وستين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. الأمير علاء الدين البرني الأمير الكبير علاء الدين علاء الملك بن بار بيك برلاس البرني كان من الرجال المعروفين بالحزم والدهاء والسياسة وأنواع الفضائل، وهو عم القاضي ضياء الدين البرني صاحب فيروز شاهي. ولاه السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي على مدينة كره وما والاها من البلاد في سنة ست وتسعين وستمائة، ثم استقدمه إلى دار الملك وجعله الشحنة بمدينة دهلي- وتلك الخطة كانت جليلية في ذلك العصر، لا يولي عليها إلا من يثق به السلطان، لأنه يكون حارساً له ولخزائنه وأهله- ولقبه علاء الملك. وكان رجلاً معروفاً بالعلم والدهاء، كثير المعروف، عميم الاحسان، صاحب عقل وسكينة ودين، يحكى أن السلطان علاء الدين لما فتح الفتوحات العظيمة فقد الصواب والاتزان فألقى على أصحابه مسألتين: إحداهما أن يضع شرعاً جديداً للناس كما شرع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليبقى اسمه إلى يوم القيامة، وثانيتهما أنه يريد أن ينيب عنه واحداً من خواصه بدار الملك ويخرج إلى نواحي الأرض ويملك البلاد كما ملك إسكندر بن فيلقوس المقدوني، وكان يلقي هاتين المسألتين على أصحابه فكانوا يهابونه ولا يجيبونه بالصدق، حتى أنه ذكر مرة كأنه يخاطب علاء الملك ويسأله، فأطرق رأسه ملياً وفكر في نفسه وقال لنفسه: إني بلغت الكبر وليس بيني وبين الموت إلا قيد شبر فلا ينبغي أن أهابه في ذلك، فإن غضب علي فلعلي أنال درجة الشهادة وهذا فوز عظيم. زديم بر صف رندان وهر جه بادا باد فتقدم إليه وقال إن لم يسعني إلا الجواب فينبغي أن تأمر أن ترفع الكؤوس ويخلي المجلس، فأمر به وقام الناس، فتقدم وقبل الأرض بين يديه وقال: كبر الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 سني في نعمة الملك واعتراني الضعف والهرم، فإن أصبت في الجواب فذلك من الله سبحانه، وإن أخطأت فيه تعذرني لكبر سني واختلال حواسي، ثم قال: إن الشريعة تتعلق بالأنبياء والنبوة بالوحي، والدين قد أكمل على نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وبه ختم النبيون، فلا يمكن بعده وضع شريعة جديدة، فلا ينبغي لك أن تتفوه بهذا بعد ذلك، فإن الناس إن يسمعوها يتنفروا عنك ويولد الفتن ويكثر الفتك في الناس، وأما المسألة الثانية فهي تدل على ميل السلطان إلى أعالي الأمور وينبغي لمثل السلطان ان يجعلها مقصده، ولكن ينبغي للسلطان أن يتفكر ساعة في هذا الأمر، ولست أدري من ينوب عنك في غيبتك من أرض الهند، ويوفي بعهده إذا أراد السلطان أن يرجع إلى دار الملك ولا ينقض عهده ولا يغدر، ومن ينوب عنك كما ناب أرسطاطاليس عن الاسكندر إلى اثنتين وثلاثين سنة أيام غيبته عن دار الملك، فقال علاء الدين: وماذا أفعل بعد ذلك؟ فقال علاء الملك: إن الأهم لك أمران: الأول تسخير البلاد الجنوبية من وجابور وجنديري إلى البحر المحيط والبلاد الشمالية إلى لمغان وكابل فإن تلك البلاد ملجأ للمفسدين وقطاع السبل، فإن ملكتها تظل الهند آمنة مطمئنة، والثاني سد الثغور في سبيل التتر، فإنهم يطمعون في الهند ويأتون إليها كلما وجدوا فرصة انتهزوها ويفتكون وينهبون، فإن تيسر ذلك فيمكن للسلطان أن يبعث عساكره إلى بلاد أخرى، وإني أظن أن ذلك يتيسر إن تركت الخمر والتصيد والتفرج الدائم والانهماك في اللذات، فاستمع ذلك علاء الدين سماع القبول، واستحسن رأيه وأحسن إلى علاء الملك، ذكره البرني في تاريخه. الشيخ علاء الدين السنديلوي الشيخ الصالح الفقيه علاء الدين الحسيني السنديلوي أحد الأولياء السالكين المرتاضين بأرض أوده، أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي وصحبه مدة طويلة بدهلي ونال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، فاستخلفه الشيخ ورخصه إلى سنديلة- بفتح السين المهملة- بلدة من أعمال أوده، فسكن بها. وكان قانعاً عفيفاً ديناً متوكلاً، تذكر له كشوف وكرامات، مات بسنديلة ودفن بها، كما في البحر الزخار. الشيخ علاء الدين الملتاني الشيخ الصالح علاء الدين الملتاني أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، أخذ عن الشيخ صدر الدين محمد العارف الملتاني ولازمه مدة من الزمان، وكان عالماً كبيراً زاهداً تقياً، مات سنة أربعين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ علاء الدين الكنتوري الشيخ الكبير علاء الدين بن أعز الدين بن شرف الدين الحسيني الموسوي الكنتوري، كان من الرجال المعروفين في الدعوة والتكسير والعلوم الغريبة، استقدمه محمد شاه تغلق إلى دار الملك وكلفه بالاقامة لديه، فأبى وترك ولديه أعز الدين وجمال الدين عنده ورجع إلى كنتور، وقتل محمد شاه المذكور ولده أعز الدين في حياته، وأقام جمال الدين بدهلي زماناً، وأخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي، ثم رجع إلى كنتور وتولى المشيخة بها مقام والده، كما في مهر جهانتاب. مولانا علاء الدين الدهلوي صدر الشريعة علاء الدين الحنفي الدهلوي الفاضل الكبير العلامة كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا علاء الدين التاجر الشيخ الفاضل علاء الدين التاجر الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 ويفيد بدهلي في أيام علاء الدين الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا علاء الدين كرك الشيخ الفاضل العلامة علاء الدين كرك كان يدرس ويفيد بدهلي في عهد علاء الدين الخلجي، ذكره البرني في كتابه. مولانا علاء الدين اللاهوري الشيخ الفاضل علاء الدين اللاهوري أحد الأساتذة المشهورين بدهلي في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، ذكره البرني في كتابه. مولانا علاء الدين المقرئ الشيخ الفاضل علاء الدين المقرئ الدهلوي أحد العلماء المبرزين في القراءة والتجويد، كان يدرس ويفيد بدهلي في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، ذكره البرني. مولانا علاء الدين الاندربتي الشيخ الفاضل الكبير علاء الدين الاندربتي أحد العلماء المشهورين في عصره، كان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثيرون- كما في سير الأولياء. مولانا علم الدين الشيرازي الشيخ الفاضل الكبير العلامة علم الدين الحكيم الشيرازي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، له اليد الطولى في الصناعة الطبية، كان يدرس ويفيد بدهلي في أيام علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه ولكنه لم ينسبه إلى شيراز بل أهمل ذلك، وإني رأيت في تاريخ فرشته أن علم الدين كان شيرازياً وعاش بعد الخلجي مدة من الزمان، جعله ممد شاه تغلق نديماً له، وكان يقربه إليه ويذاكره في العلوم. مولانا عليم الدين التبريزي الشيخ الفاضل عليم الدين الحكيم التبريزي كان من الأطباء الحاذقين ببلدة كلبركه من أرض دكن في عهد السلطان علاء الدين حسن البهمني، وكان يدرس ويتطبب، كما في تاريخ فرشته. الشيخ علي بن الحميد الناكوري الشيخ العالم الكبير علي بن الحميد بن أحمد السعيدي السورتي الشيخ عبد العزيز بن حميد الدين الناكوري أحد كبار مشايخ الطريقة الجشتية، أخذ عن أبيه ولازمه مدة من الدهر وبلغ رتبة الكمال، فأجازه والده في الدعوة والإرشاد وأجازه في الحديث، ولما توفي والده جلس على مشيخة الإرشاد، أخذ عنه ولده فريد الدين محمود، فأجازه في الحديث سنة خمس وعشرين وسبعمائة، فما في خزينة الأصفياء أنه توفي سنة إحدى وثمانين وستمائة مما لا يعتمد عليه. الشيخ علي الحيدري الشيخ الفاضل علي الحيدري أحد القادمين إلى بلاد الهند، دخل كجرات وسكن بمدينة كهنباية، ولازم أحد أحبار الوثنيين وأخذ عنه علوم أهل الهند وتعلم لغتهم، وصحبه مدة من الزمان وأظهر له حقية الاسلام، فمن الله سبحانه عليه بالملة الحنيفية البيضاء، وأسلم بسببه خلق كثير من أهل كجرات ممن كانوا يعرفون فضله وكماله، ولما كان علي شيعياً تشيع الناس، ويسمون بواهير، ثم لما قام بالملك مظفر شاه الكجراتي الأول أمر العلماء أن يهدوهم إلى طريق أهل السنة، فهدي بهم جمعاً كثيراً منهم، فصاروا فرقتين فرقة منهم أهل السنة، وفرقة منهم الشيعة. وقد ذكره محمد بن بطوطة المغربي في كتابه وقال: إنه كان عظيم القدر شهير الذكر بعيد الصيت يسكن بمدينة كهنباية على ساحل البحر، وينذر له التجار بالبحر النذور الكثيرة، وإذا قدموا بدؤا بالسلام عليه، وكان يكاشف بأحوالهم، وربما نذر أحدهم النذر وندم عليه، فإذا أتى الشيخ للسلام عليه أعلمه بما نذر له وأمر بالوفاء به، واتفق له ذلك مرات واشتهر به، فلما خرج القاضي جلال الدين الأفغاني وقبيلته بمدينة كهنباية على محمد شاه تغلق بلغ السلطان أن الحيدري دعا للقاضي جلال وأعطاه شاشيته من رأسه، وذكر أيضاً أنه بايعه، فلما خرج السلطان إليهم بنفسه وانهزم القاضي خلف السلطان شرف الملك أمير بخت بكهنباية وأمره بالبحث عن أهل الخلاف وجعل معه فقهاء يحكم بقولهم، فأحضر الشيخ علي الحيدري بين يديه الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 وثبت أنه أعطى للقائم شاشيته ودعا له فحكموا بقتله، فلما ضربه السياف لم يعمل فيه السيف وعجب الناس لذلك وظنوا أنه يعفى عنه بسبب ذلك، فأمر سيافاً آخر بضرب عنقه فضربه، انتهى. الشيخ علي بن الشهاب الهمذاني الشيخ العالم الكبير الرحالة علي بن الشهاب بن محمد بن علي الحسيني الهمذاني، كان من نسل إسماعيل بن علي بن محمد بن علي بن الحسين السبط عليه وعلى جده السلام. ولد في الثاني عشر من شهر رجب سنة أربع عشرة وسبعمائة، وقرأ العلم على الشيخ نجم الدين أبي الميامن محمد بن أحمد الموفق الأذكاني وأخذ الحديث عنه، وأخذ الطريقة عن الشيخ شرف الدين محمد بن عبد الله المزوقالي والشيخ تقي الدين علي الدوسي، كلاهما عن الشيخ ركن الدين أحمد بن محمد المعروف بعلاء الدولة السمناني، وقيل إنه أخذ عن والده أيضاً، ثم إنه خرج للسياحة فسار في الأمصار وأدرك المشايخ الكبار واستفاد منهم، يبلغ عددهم إلى أربعمائة وألف من رجال العلم والمعرفة، فلما عاد إلى خراسان وقع الخلاف بينه وبين الأمير تيمور كور كان في معنى الحكمة، فقدم كشمير في سنة ثلاث وسبعين- وقيل: ثمانين- وسبعمائة مع سبعمائة من أصحابه، فأسلم على يده غالب أهلها. وله مصنفات كثيرة ممتعة نذكر منها ما طالعته بعون الله وتوفيقه، فمنها ذخيرة الملوك بالفارسية كتاب مفيد في بابه في مجلد، أوله: حمد بسيار وثناي بي شمار، الخ، وهو مرتب على عشرة أبواب: الأول في شرائط الإيمان وأحكامه، والثاني في حقوق العبودية، والثالث في مكارم الأخلاق ووجوب الاقتداء بسيرة الخلفاء الراشدين، والرابع في حقوق الوالدين والزوجين والأولاد والعبيد والأقارب والأصدقاء، والخامس في أحكام السلطة والولاية والأمان وحقوق الرعايا ووجوب العدل والإحسان، والسادس في شرح السلطة المعنوية وأسرار الخلافة الإنسانية، والسابع في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والثامن في تحقيق الشكر وذكر أصنافه، والتاسع في الصبر على المكاره، والعاشر في ذم الكبر والغضب وغير ذلك. ومنها شرح فصوص الحكم لإبن عربي بالفارسية، أوله: حمد بي غايت آن فاطر حكيم، الخ، ومنها مشارب الأذواق شرح على الميمية لابن الفارض، وهو أيضاً بالفارسية، أوله: حمد عم وثنا ي اتم مر حضرت ودودي را، الخ، ومنها مرآة التائبين في التوبة، أوله: حمد وثنا يى نامتناهي حضرت حكيم را، الخ، ومنها الرسالة الذكرية نحو كراسين، أولها: حمد وسباس مر بروردكاري را، الخ، ومنها منهاج العارفين في وريقات، أوله: حمد بي حد وثنا يى بي عد مر آفريدكاري را، الخ، ومنها الرسالة الذكرية بالعربية، أولها: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، الخ، ومنها المنامية في الرؤيا بالفارسية، أولها: الحمد لله حق حمده، الخ، ومنها الهمذانية في تحقيق لفظ همذان بالفارسية، أولها: شاه راه شريعت محمدي، الخ، ومنها الوجودية في تحقيق الوجود بالفارسية، أولها: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، الخ، ومنها التلقينية بالفارسية، أولها: الحمد لله الذي لقنني دقائق العرفان، الخ، ومنها المشية أولها: تانقاشان كاركه قضا، الخ، ومنها مشكل حل، أولها: أي مشكل حل وحل مشكل، الخ، وهي في تحقيق ذلك الكلام، ومنها الأورادية، مرتبة على ثلاثة أبواب: الأول في فضل الأوراد، والثاني في الحاجة إليها، والثالث في توزيع الأوقات على وظائفها، أولها: الحمد لله الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، الخ، ومنها المكتوبات الأميرية وفيها رسائله إلى أصحابه، ومنها النورية في أحسن الطرق وأخصرها، ومنها ده قاعده في الطريقة، ومنها الفقيرية الأميرية أولها: الحمد لله حق حمده، الخ، ومنها رسالة في الطب، أولها: آفتاب عنايت أز فلك درايت وبرج هدايت، الخ، ومنها منازل السالكين بالعربية في المنازل العشرة، أولها: الحمد لله الذي أفاض جوده الجؤود على كل موجود، ومنها رسالة في آداب المشيخة مرتبة على سبعة أبواب، ومنها رسالة في مقامات الصوفية وأحوالهم ودرجاتهم ومعنى الفقر وما يتعلق به، ومنها رسالة في مقامات السالكين، ومنها الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 رسالة في مناقب أهل البيت، ومنها الأربيعينية في أربعين حديثاً رواها عن شيخه نجم الدين محمد بن أحمد الموفق الأذكاني بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه، ومنها رسالة في آيات الأحكام من القرآن الكريم، ومنها رسالة سير الطالبين، وهو كتاب جمع فيه بعض أصحابه ما كتب في مواضع شتى من الفوائد الأنيقة، ومنها رسالة أخلاقية ومنها كشف الحقائق رسالة له جمعها محمد بن محمد الخوصي، ومنها الرسالة الفتوتية قال: وذلك مما أوصيت به الأخ في الله المحسن الموفق السعيد أخي الشيخ حاجي بن المرحوم طوطي عليشاهي الختلاني، أصلح الله شأنه في الدارين وألبسه لباس الفتوة الذي هو جزء الخرقة المباركة كما لبست من شيخي نجم الدين أبي الميامن محمد بن أحمد الأذكاني، انتهى، ومنها جهل أسرار وفيه ثمان وثمانون منظومة، ومنها الاختيارات جمع فيها الأبيات الرائقة في الحقائق والمعارف، ومنها السبعين، رسالة جمع فيها سبعين حديثاً في فضائل أهل البيت وأكثر أحاديثها مأخوذة من الفردوس وأحاديثها غير مقبولة عند المحدثين، وعلى تلك الرسالة تخريج للشيخ فتح محمد بن محمد عيسى البرهانبوري، ومنها معاش السالكين أوله: الحمد لله على نعمائه، الخ، ومنها معرفة النفس رسالة له أولها: شكر وثناي آن خداي را، الخ، ومنها إنسان نامه، في القيافة، أولها: حمد وسباس وثناي بي قياس، ومنها الواردات، بالفارسية، أولها: رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري، الخ، ومنها الرسالة الذكرية الصغرى بالعربية في فضل الذكر وخواصه وحقائقه، ومنها الرسالة الغيبية أولها: سلام الله تعالى على فلان ورحمة الله وبركاته، ومنها شرح أسماء الله الحسنى بالعربية، أولها: اللهم افتح باب الدخول في شواكل الأسماء، الخ، ومنها الرسالة الخواطرية بالعربية، أولها: والله يقول الحق وهو يهدي السبيل، الخ، ومنها الخطبة الأميرية، بالعربية، ومنها المناجاة الأميرية، بالفارسية. وكانت وفاته بتيراه من أرض ياغستان حين خرج من كشمير ووصل إليها، فنقلوا جسده إلى ختلان من أعمال بدخشان ودفنوه بها، وكان ذلك في سنة ست وثمانين وسبعمائة، كما في مهر جهانتاب. الشيخ علي بن أحمد الغوري الشيخ الصالح علي بن أحمد الغوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ ركن الدين أبي الفتح الملتاني، وكان يسكن بمدينة كره، له كنز العباد في شرح الأوراد كتاب بسيط في شرح أوراد الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي، وتلك النسخة موجودة في مكتبة المرحوم خدا بخش خان بمدينة عظيم آباد، كما في محبوب الألباب. الشيخ علي بن محمد الجيوري السيد الشريف العلامة علي بن محمد بن علي بن أحمد بن أبي بكر بن أحمد ابن محمد بن الحسين الشيخ علاء الدين الحسيني الجيوري كان من الأولياء السالكين المرتاضين. ولد ونشأ بأرض الهند، وقرأ العلم على الشيخ حميد الدين مخلص بن عبد الله الدهلوي ولازمه مدة من الزمان، وكان حميد الدين يحبه حباً مفرطاً ويحترمه ويشتغل بتعليمه وتربيته أكثر مما كان يشتغل بغيه، كما في مناقب السادات للدولت آبادي، ثم إنه سافر إلى العراق وأدرك المشايخ الكبار وأخذ الطريقة عن الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي بلا واسطة وغيره، كما في جامع العلوم وقيل: إنه أخذ عن الشيخ قوام الدين محمود بن محمد الدهلوي عن والده شيخ الاسلام قطب الدين محمد الكروي، كما في تذكرة السادات وقيل: إنه أخذ عن الشيخ قطب الدين محمد المذكور بلا واسطة ولده، كما في منبع الأنساب والصواب أنه أخذ عن الشيخ قوام الدين محمود بن محمد الدهلوي، وأخذ عنه الشيخ شمس الدين خواجكي العريضي الملتاني ثم الكروي، والشيخ محمد بن نظام الدين البهرائجي، والشيخ عين الدين البيجابوري، والشيخ ركن الدين محمد الجنيدي، وخلق كثير من العلماء والمشايخ، وأما جيور فإنه بكسر الجيم وسكون التحتية وفتح الواو قرية مشهورة من أعمال بلند شهر وقد أخطأ فيه كثير من الناس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 فمنهم من صحفه بجيبور التي هي مدينة كبيرة في أرض راجبوتانه، مصرها راجه جي سنكه في أيام محمد شاه الدهلوي، وأين هذا من ذاك؟ وللشيخ علاء الدين أعقاب صالحة بقرية جيور، لقيت بعضهم، وكان يدعوه الناس بعلاء الدين شكر برش، مات في الثامن والعشرين من شعبان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة بدولت آبادن فدفن بها، كما في تاريخ الأولياء. الشيخ علي بن محمد الجهونسوي الشيخ الصالح علي بن محمد بن محمد بن محمد بن شجاع بن إبراهيم الحسيني البهكري ثم الجهونسوي المشهور بشعبان الملة، ولد بمدينة بهكر يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة ثلاثين وستمائة ونشأ بها، وسافر إلى ملتان وله ثلاثون سنة، أخذ عن الشيخ شمس الدين الحسيني العريضي والشيخ أبي الفتح ركن الدين الملتاني وصحبهما زماناً، ثم سافر إلى بهار، ولازم الشيخ منهاج الدين حسن البهاري اثنتي عشرة سنة، وأخذ عنه، والشيخ منهاج الدين أخذ عن الشيخ نجم الدين إبراهيم وهو عن الشيخ أبي الفتح ركن الدين المذكور، ولما بلغ رتبة المشيخة أرسله المنهاج إلى شيخبوره، فلبث بها سنتين، ثم أرسله إلى بياكك إله آباد فسكن بصحراء ما وراء النهر حيث يلتقي ماء جمن وكنك قريباً من قرية هربونك بور، فأسلم على يده خلق كثير، توفي ثالث ذي الحجة- وقيل: في الثالث عشر منها- سنة ستين وسبعمائة، كما في منبع الأنساب. علي بن علي الجهونسوي الشيخ الصالح علي بن علي بن محمد الحسيني البهكري الشيخ تقي الدين الجهونسوي أحد كبار المشايخ السهروردية، ولد بجهونسي سنة عشرين وسبعمائة، وأخذ عن أبيه، ولازمه ملازمة طويلة، ثم سافر إلى البلاد، وأخذ عن الشيخ علاء الدين الحسيني الجيوري ولازمه زماناً، ثم رجع وتصدر للارشاد، أخذ عنه خلق كثير، توفي يوم الخميس لسبع خلون من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وسبعمائة، كما في منبع الأنساب. علاء الدين علي بن محمد الدهلوي السيد الشريف علاء الدين علي بن محمد بن علي بن أسامة بن عدنان بن أسامة الحلي الدهلوي أحد السادة القادة، كان من نسل السيد الشريف ضياء الدين علي بن أسامة الحلي المدفون بدهلي، ولد بمدينة دهلي، وأمه زهراء بنت زيد بن أسامة الحلي، ونشأ بها، وتقرب إلى فيروز شاه الدهلوي، فجعله رسولدار الحاجب، وكانت خدمة جليلة يأتي السفراء إليه ويعرضون الحوائج بوساطته على السلطان، وضيافتهم من تلقاء السلطان كانت مفوضة إلى رسولدار، ولذلك اشتهر برسولدار، وبعثه فيروز شاه بعد جلوسه على سرير الملك إلى خواجه جهان، وبعثه مرة بالسفارة إلى خراسان، كما في الرسالة الزيدية، وله أعقاب كثيرون في قنوج ونواحيها. علي بن محمود الدهلوي الشيخ الفاضل علي بن محمود الدهلوي المشهور بعلي شاه جاندار، كان من كبار الأمراء بدهلي، أخذته الجذبة الربانية، فترك الدنيا، ولازم الشيخ المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني رحمه الله، وأخذ عنه الطريقة. وكان عالماً كبيراً متفنناً في العلوم، له خلاصة اللطائف كتاب بالعربي في الحقائق والمعارف، كما في أخبار الأخيار. مولانا عماد الدين الدهلوي الشيخ العالم الصالح عماد الدين بن حسام الدين الدهلوي الواعظ الكبير لم يكن له نظير في التذكير، كان يجمع بين الطريقة والشوق واللطائف والظرائف وبيان الأسرار وكشف الحقائق، وكان له صوت حسن شجي يأخذ بمجامع القلوب، ذكر ووعظ عشرين سنة بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، وكان يحضر مجالس وعظه خلق كثير من الملوك والأمراء والعلماء والشعراء وعامة الناس، وكانوا يتأثرون بوعظه، ذكره البرني في تاريخه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 مولانا عماد الدين الغوري الشيخ العالم الصالح عماد الدين الحنفي الغوري أحد عباد الله الصالحين. قتله محمد شاه تغلق الدهلوي، وسبب قتله على ما في أخبار الأخيار أن محمد شاه قال له يوماً من الأيام: إن الفيوض الإلهية لم تنقطع حتى اليوم، فإن ادعى أحد بالرسالة وصدرت عنه المعجزات فتصدقه أم لا، فغضب العماد ولم يملك نفسه فقال بالفارسية: كه مخور، أي لا تأكل العذرة، فأمر محمد شاه أن يذبحوه ويخرجوا لسانه عن فمه، فامتثلوا أمره، رحمه الله تعالى. الشيخ عمر بن محمد الهندي الشيخ الفاضل عمر بن محمد بن أحمد بن منصور بهاء الدين الهندي الحنفي نزيل مكة. كان عالماً بالفقه والعربية مع حلم وأدب وعقل وحسن خلق، جاور المدينة مدة، وحج سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، فسقط عن دابته فيبست أعضاؤه وبطلت حركته وحمل إلى مكة وتأخر عن الحج وانتقل إلى رحمة الله سبحانه ذكره ابن فرحون في كتابه ونقل عنه الفاسي في العقد كما في طرب الأماثل. الشيخ عمر بن أسعد البندوي الشيخ العالم الكبير عمر بن أسعد اللاهوري الشيخ علاء الدين البندوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية. كان والده وزيراً لبعض الملوك في بنكاله، ولذلك حصل له الجاه العظيم عند الملوك والأمراء وصار كبير المنزلة عندهم وطار صيته في الآفاق، وكان يدرس ويفيد. أخذ عنه كثير من الناس ولم يزل كذلك إلى أن ورد الشيخ سراج الدين عثمان الأودي بتلك الديار، فترك البحث والاشتغال ولازمه وأخذ عنه الطريقة، وتولى المشيخة بعده، أخذ عنه ولده نور الحق والسيد أشرف بن إبراهيم السمناني وعادل الملك الجونبوري وخلق كثير، ويذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة. مات في مستهل رجب سنة ثمانمائة وقبره مشهور ببلدة بندوه، يزار ويتبرك به، كما في أخبار الأخيار. الشيخ عمر بن إسحاق الغزنوي الشيخ الإمام العلامة الكبير عمر بن إسحاق بن أحمد أبو حفص سراج الدين الهندي الغزنوي أحد الرجال المشهورين بالعلم. ولد تقريباً سنة أربع وسبعمائة، وأخذ الفقه عن الإمام الزاهد وجيه الدين الدهلوي أحد الأئمة بدهلي وعن شمس الدين الخطيب الدولي- نسبة إلى دول ناحية بين الري وطبرستان- وعن سراج الدين الثقفي ملك العلماء بدهلي وركن الدين البدايوني- وهم من أكبر تلامذة أبي القاسم التنوخي تلميذ حميد الدين الضرير- وأخذ عن غيرهم من العلماء، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وسمع عوارف المعارف من الشيخ خضر شيخ رباط السدرة، وحدث به عن القطب القسطلاني عن مؤلفه، وسافر إلى القاهرة قديماً سنة أربعين، وسمع من أحمد بن منصور الجوهري وغيره، وظهرت فضائله، ثم ولي قضاء العسكر بعد أن ناب عن الجمال التركماني ثم عزل. وكان عالماً فاضلاً إماماً علامة نظاراً فارساً في البحث مفرط الذكاء عديم النظير، له التصانيف التي سارت بها الركبان، منها شرح الهداية المسمى بالتوشيح والشامل في الفقه وزبدة الأحكام في اختلاف الأئمة الأعلام وشرح بديع الأصول لابن الساعاتي وشرح المغنى للحنازي والغرة المنيفة في ترجيح مذهب أبي حنيفة وشرح الزيادات وشرح الجامعين- ولم يكملهما- وشرح تائية ابن الفارض وكتاب في الخلافيات وكتاب في التصوف. وذكر القارئ من تصانيفه شرح المنار وشرح المختار ولوائح الأنوار في الرد على من أنكر على العارفين ولطائف الأسرار وعدة الناسك في المناسك وشرح عقيدة الطحاوي واللوامع في شرح جمع الجوامع وغير ذلك، كما في الفوائد البهية. وقد ذكر الكفوي في الطبقات أنه مات سنة ثلاث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 وستين وسبعمائة، وأرخ وفاته الجلبي في كشف الظنون والسيوطي في حسن المحاضرة سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، كما في الفوائد البهية والصواب أنه توفي سنة ثلاث وسبعين، قال طاشكبري زاده في مفتاح السعادة إنه مات في الليلة التي مات فيها البهاء السبكي وهي ليلة السابع من شهر رجب سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، وكانت ولايته نحو أربع سنين، وكان كتب بخطه: مولدي سنة أربع وسبعمائة، انتهى. الشيخ عمر بن محمد السنامي الشيخ الفاضل الكبير العلامة عمر بن محمد بن عوض الحنفي الإمام ضياء الدين السنامي صاحب نصاب الاحتساب. كانت له قدم راسخة في التقوى والديانة والاحتساب في الأمور الشرعية، ولد ونشأ بأرض الهند، وقرأ العلم على الشيخ كمال الدين السنامي، واشتغل بالحسبة مدة من الزمان، واشتغل بالتذكير أكثر من ثلاثين سنة وكان شديد النكير على أهل البدع والأهواء، لا يهاب فيه أحداً ولا يخاف في الله لومة لائم، وكان يجتمع في مجالس وعظه خلق كثير يربو عددهم على ثلاثة آلاف من الخاصة والعامة، ولا يستطيع أحد ممن حضر ذلك المجلس أن يلتفت إلى شيء آخر غير الاستماع إليه، وكان ينقم على الشيخ نظام الدين محمد البدايوني سماعه الغناء، والشيخ لا يجيبه إلا بالمعذرة وإظهار الانقياد لحكمه ويكرمه غاية الإكرام. قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار: إن السنامي لما مرض وأشرف على الموت جاء الشيخ يعوده فاستأذن، فأمر السنامي أن تفرش عمامته ليضع القدم عليها فلما جئ بالعمامة وضعها الشيخ على الرأس وقبلها وحضر لديه ولكن السنامي ما رفع إليه نظره استحياء منه، ولما خرج الشيخ من عنده توفي إلى رحمة الله سبحانه، فبكى عليه الشيخ وقال: مات من كان متفرداً في حماية الشرع والذب عنه، انتهى. وقال الشيخ عصمة الله بن محمد أعظم السهارنبوري في رسالته في باب السماع، إنه لما استأذن الشيخ في دخوله أجاب السنامي أنه لا يحب أن يرى المبتدع في آخر عهده من الدنيا، فأجابه الشيخ أن المبتدع جاء تائباً من البدعة، فأمر السنامي أن تفرش عمامته ليضع الشيخ قدمه عليها، انتهى. قال القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه: إن والده كان من العلماء المتبحرين وللسنامي اليد البيضاء في تفسير القرآن الكريم وكشف حقائقه، كان يذكر في كل أسبوع ويحضر مجلسه ثلاثة آلاف من الناس من كل صنف ويتأثرون بمواعظه حتى أنهم كانوا يجدون حلاوتها إلى الأسبوع الآخر، وكان له إنكار على طريقة الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، انتهى. ومن مصنفاته نصاب الاحتساب كتاب مفيد في بابه مرتب على خمسة وستين باباً، أوله: الحمد لله الحسيب الرقيب على نواله إيماناً واحتساباً، الخ، ومنها تفسير سورة يوسف من القرآن الكريم، وله الفتاوي الضيائية. ومن فوائده رحمه الله ما قال في قوله تعالى حكاية عن بني يعقوب "يا أبانا مالك لا تأمنا"! الآية دلت على أن أولاد الأنبياء مثل أولاد غيرهم يدعون آباءهم الأنبياء باسم الأبوة لأن إخوة يوسف قالوا لأبيهم: يا أبانا، كما الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 يدعو كل واحد أباه: يا أبت، ويتفرع على هذا فضل أولاد النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الناس لامتيازهم بها عن سائر الناس، انتهى. الشيخ عين الدين البيجابوري الشيخ العالم أبو العون عين الدين الجنيدي الدهلوي ثم البيجابوري المعروف بخزانة العلم ولد بدار الملك دهلي سنة ست وسبعمائة ونشأ بها، ثم رحل إلى دولت آباد وأخذ عن الشيخ علاء الدين الحسيني الجيوري، وقرأ العلم على الشيخ شمس الدين محمد الدامغاني، وصحب الشيخ منهاج الدين التميمي الأنصاري، وأخذ عن كثير من العلماء حتى صار من أكابر عصره، ورحل إلى عين آباد السكر- بتشديد الكاف- سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، ثم ذهب إلى بيجابور وسكن بها سنة ثلاث وسبعين وسبعمائة، ودرس وأفاد مدة حياته. أخذ عنه الشيخ حسين بن محمود الشيرازي والشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي وجمع كثير من المشايخ، وله مصنفات كثيرة عدها صاحب الروضة اثنين وثلاثين ومائة كتاب، أشهرها الملحقات في التاريخ، وطور الأبرار، وكتاب في الأنساب وتاريخ الأولياء من أهل الهند. ومن شعره قوله: تاتو نه رسى بشيخ با حق نرسي زيرا كه ميان شيخ وحق نيست دوئي مات في السابع والعشرين من جمادي الآخرة سنة خمس وتسعين وسبعمائة بمدينة بيجابور فدفن بها، كما في روضة الأولياء. الخواجه عين الدين الهندي الأمير الكبير الخواجه عين الدين الهندي المشهور بعين الملك كان من الأفاضل المشهورين في عصره، ولاه محمد شاه تغلق على بلاد أوده وظفر آباد، فاستمر على تلك الأعمال الجليلة مدة من الزمان، وضبط البلاد وسد الثغور، وصار صاحب عدة وعدد، فأراد محمد شاه المذكور أن يوليه على بلاد دكن، وكان محمد شاه غشوماً جائراً فأساء به الظن وخرج عليه، فقاتله محمد شاه وقبض عليه، ثم أطلقه من الأسر لمكانته عنده في ضبط البلاد. ولما تولى المملكة فيروز شاه أدخله في ديوان الوزارة وجعله مشرف الملك، فأقام على تلك الخدمة أياماً قلائل، ثم ولاه على ملتان. وله مصنفات كثيرة صنفها لمحمد شاه وفيروز شاه. حرف الغين غياث الدين تغلق شاه الملك العادل الفاضل غياث الدين تغلق شاه الدهلوي كان من الأتراك القرونة، وكان ضعيف الحال، فقدم بلاد السند في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، وأمير السند إذ ذاك أخوه أدلو خان، فخدمه تغلق وتعلق بجانبه، فرتبه في الرجالة، ثم ظهرت نجابته فأثبته في الفرسان، ثم صار من الأمراء الصغار، وجعله أدلو خان أمير خيله، ثم صار بعد من الأمراء الكبار، وسمي بالملك الغازي. قيل إنه قاتل التتر تسعاً وعشرين مرة فهزمهم، فحينئذ سمي بالملك الغازي، وولي مدينة ديبالبور وعمالتها، وجعل ولده محمد جونه أمير الخيل، فلما قتل قطب الدين الخلجي وولي خسرو خان أبقاه على إمارة الخيل، فلما أراد تغلق الخلاف كتب إلى كشلو خان- وهو يومئذ بالملتان وبينها وبين ديبالبور ثلاثة أيام- يطلب منه القيام بنصرته ويذكره نعمة قطب الدين ويحرضه على طلب ثأره، وكان ولد كشلو خان بدهلي، فكتب إلى تغلق أنه لو كان ولدي عندي لأعنتك على ما تريد، فكتب تغلق إلى ولده محمد يعلمه بما عزم عليه ويأمره أن يفر إليه ويستصحب معه ولد كشلو خان، فأراد ولده الحيلة على خسرو خان، وتمت له كما أراد، فلحق بأبيه واستصحب معه ولد كشلو خان، وحينئذ أظهر تغلق الخلاف وجمع العساكر وخرج معه كشلو خان في أصحابه. وبعث الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 خسرو خان لقتالهما أخاه خان خانان فهزماه شر هزيمة، فرجع إلى أخيه وقتل أصحابه، ونفدت خزائنه وأمواله وقصد تغلق حضرة دهلي، وخرج إليه خسرو خان في عساكره ووقع اللقاء بينه وبين تغلق، وقاتل الوثنيون أشد قتال وانهزمت عساكر تغلق، وانفرد في أصحابه الأقدمين وكانوا ثلاثمائة يعتمد عليهم في القتال، فقال لهم: إلى أين الفرار؟ فما اشتغلت عساكر خسرو خان بالنهب وتفرقوا عنه قصد تغلق وأصحابه موقفه، وحمى القتال بينهم وبين الوثنيين، ولم يبق مع خسرو خان أحد فهرب ثم قبض عليه وقتل، واستقام الملك لتغلق أربعة أعوام. وكان عادلاً فاضلاً، كريماً حليماً، متورعاً، حسن الأخلاق، راجح العقل، متين الدين، كان يلازم الصلوات الخمس بالجماعة، ويجلس للناس في الديوان العام من الصباح إلى المساء، ويتفقد بنفسه أحوال الناس، ويشتغل بما يهمه من الأمور بنفسه، ويكرم العلماء والمشايخ، ويعظمهم تعظيماً بالغاً، بعث ولده جونه بعساكره إلى ورنكل ليفتح بلاد تلنكك، وتجهز بنفسه لقتال غياث الدين ملك بنكاله الذي قتل أخاه قتلو خان وسائر إخوته وفر شهاب الدين وناصر الدين منهم إلى تغلق، فجد السير إلى بنكاله وتغلب عليها وأسر سلطانها وقدم به أسيراً إلى دهلي، فلما عاد من سفره وقرب من حضرته أمر ولده أن يبني له قصراً على واد هناك، فبناه في ثلاثة أيام وجعل أكثر بنائه بالخشب مرتفعاً على الأرض قائماً على سواري خشب، وأحكمه بهندسة تولي النظر فيها أحمد بن أياز الدهلوي وكان صاحب شحنة، القصور الملكية واخترعوا فيه أنه متى وطئت الفيلة جهة منه وقع ذلك القصر وسقط، ونزل السلطان بالقصر، واستأذنه ولده أن يعرض الفيلة بين يديه، فأذن له فأتى بالأفيال من جهة واحدة حسب ما دبروه، فلما وطئتها سقط القصر على السلطان، وأمر ابنه أن يؤتى بالفؤوس والمساحي للحفر عنه، فلم يؤت بها إلا وقد غربت الشمس، فحفروا، وزعم بعضهم أنهم أخرجوه ميتاً، وبعضهم أنهم أجهزوا عليه حياً، فجهز ليلاً إلى مقبرته فدفن بها. ومن مآثره الجميلة تغلق آباد بلدة كبيرة بناها خارج دهلي القديمة. وكانت وفاته في ربيع الأول سنة خمس وعشرين وسبعمائة. غياث الدين ملك بنكاله الملك المؤيد غياث الدين بن سكندر بن شمس الدين السلطان المشهور قام بالملك بعد والده سنة سبع وستين وسبعمائة باكداله، كانت بلدة عامرة بأرض بنكاله في سالف الزمان. وكان من خيار السلاطين متصفاً بالفضل والكمال، قرأ العلم على الشيخ حميد الدين أحمد الحسيني الناكوري، وقرب إليه العلماء والمشايخ، وأحسن إلى الناس وغمرهم بإحسانه وأرسل إلى الحرمين الشريفين صدقة كبيرة مع خادمه ياقوت الغياثي ليتصدق بها على أهل الحرمين ويبني له بمكة مدرسة ورباطاً ويقف على ذلك عقاراً يصرف ريعه على أعمال الخير كالتدريس ونحوه، وكان ذلك بإشارة وزيره خان جهان، فوصل ياقوت المذكور بأوراق سلطانية إلى السيد حسن بن عجلان شريف مكة يومئذ مع هدايا جميلة إليه فقبلها وأمره ان يفعل ما أمره السلطان، وأخذ ثلث الصدقة على معتاده ومعتاد آبائه، ووزع الباقي على الفقهاء والفقراء بالحرمين الشريفين، فعممتهم وتضاعف الدعاء له بالخير والدال عليه، واشترى ياقوت الغياثي لبناء المدرسة والرباط دارين متلاصقتين على باب أم هانئ، هدمهما وبناهما في عامه رباطاً ومدرسة، واشترى أصيلتين وأربع وجبات ماء في الركاني، وجعلها وقفاً على المدرسة، وجعل لها أربعة مدرسين من أهل المذاهب الأربعة وستين طالباً ووقف عليهم ما ذكرناه، واشترى داراً مقابلة للمدرسة المذكورة بخمسمائة مثقال ذهباً وقفها على مصالح الرباط، وأخذ منه السيد حسن شريف مكة في الدارين اللتين بناهما رباطاً ومدرسة والأصيلتين والأربع الوجبات من قرار عين الركاني اثني عشر ألف مثقال ذهباً، وأخذ منه مبلغاً لا يعلم قدره كان جهزه معه السلطان لاصلاح عين عرفة، فذكر السيد حسن أنه يصرفه على إصلاحها، ويقال إن قدره ثلاثون ألف مثقال ذهباً، ثم إن السيد حسن عين أحد قواده لتفقد عين بازان وإصلاحها وإصلاح البركتين بالمعلاة وكانتا معطلتين، فأصلحهما إلى أن جرت عين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 بازان فيهما، وكان خان جهان وزير السلطان غياث الدين أرسل مع ياقوت الغياثي خادماً له يسمى حاجي إقبال، أرسله بصدقة أخرى من عنده لأهل المدينة المنورة وجهز معه ما لا يبني له به مدرسة ورباطاً، وهدية إلى أمير المدينة يومئذ جماز الحسيني، فانكسرت السفينة التي فيها هذه الموال وغيرها بقرب جدة، صرح به المفتي قطب الدين محمد بن أحمد النهروالي في تاريخ مكة. وبالجملة فإن السلطان غياث الدين كان من خيار السلاطين طار ذكره في الآفاق وقصده الناس من البلاد الشاسعة، وبعث إليه الحافظ الشيرازي أبياته الرائقة منها قوله: آن جشم جادوانه عابد فريب من كس كاروان سحر بدنباله ميرود شكر شكن شوند همه طوطيان هند زين قند بارسي كه به بنكاله ميرود حافظ زشوق مجلس سلطان غياث دين خامش مشو كه كار تو از ناله ميرود توفي سنة خمس وسبعين وسبعمائة، كما في مهر جهانتاب. حرف الفاء مولانا فخر الدين الزرادي الشيخ الفاضل العلامة فخر الدين الزرادي السامانوي ثم الدهلوي، الفاضل المشهور، أصله من سامانه. اشتغل بالعلم من صغر سنه ودخل دهلي، فقرأ على مولانا فخر الدين الهانسوي وشاركه في القراءة والسماع القاضي كمال الدين الهانسوي والشيخ نصير الدين محمود الأودي، وكان شديد الإنكار على الصوفية، يطعن في الشيخ نظام الدين محمد البدايوني ويشنع عليه، فيكبر على الشيخ نصير الدين المذكور تشنيعه، وكان يحثه على أن يحضر مجلس الشيخ، فدخل في حضرته مرة وأخذته الجذبة الربانية، فخضع له ولبس منه الخرقة ولازم الشيخ مدة حياته مع قيامه على الدرس والإفادة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورحل إلى بغداد وأدرك المشايخ وأخذ الحديث عنهم، ثم رجع إلى الهند وركب البحر فغرق. وكان صادق اللهجة حر الضمير، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يهاب أحداً ولا يترك كلمة الحق عند السلطان الجائر، قال الكرماني في سير الأولياء: إن محمد شاه تغلق طلبه يوماً يريد أن يتهمه ويؤاخذه في شيء، فقال: إني أريد أن أغزو التتر فعليك أن تحرض المؤمنين على القتال! فقال الشيخ: إن شاء الله تعالى، فقال الملك: هذه كلمة شك، فقال: لا، بل هي كلمة ينبغي أن تقال في الأمر المستقبل، فاحمر وجه الملك غضباً وقال: أوصني بما ينفعني، فقال: عليك أن تكظم الغيظ، فقال السلطان: أي غيظ؟ قال: الغضب السبعي، فغضب السلطان أشد من الأولى فأخفاه، ثم أعطاه صرة مملوءة من الدنانير على الأقمشة الحريرية ويريد يؤاخذه إن لم يأخذ، فأخذها قطب الدين الدبير أحد تلامذة الزرادي مخافة منه وكان قائماً عند الملك فخرج الزرادي سالماً. قال الكرماني: وكان متميزاً في أصحاب الشيخ نظام الدين المذكور بفصاحة اللسان وجودة القريحة وسرعة الإدراك ولطافة الكلام، بارعاً في كثير من العلوم والفنون. أخذ عنه الشيخ سراج الدين عثمان الأودي، ومولانا ركن الدين، وصنوه صدر الدين الاندربتي، ومحمد بن المبارك الكرماني، وعمه الحسين بن محمود وخلق آخرون. ومن مصنفاته العثمانية رسالة له في التصريف صنفها للشيخ سراج الدين عثمان المذكور، ومنها الخمسين رسالة له في المسائل الكلامية مما يستصعبه الناس، ومنه كشف القناع عن وجوه السماع ومنها أصول السماع وقد طالعت الأخير من تلك الرسائل. ومن فوائده ما قال في أصول السماع: اعلم أن أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الفقهاء والمحدثون والصوفية، فالفقهاء سموا المحدثين الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 أصحاب الظواهر، لأنهم يعتمدون على مجرد الخبر ويطلبون الإسناد الصحيح، وسموا أنفسهم أهل الرأي، لأنهم يعملون بالرأي ويتركون خبر الواحد، فعندهم العمل بالدراية مع وجود مخالفة خبر الواحد عن الثقات جائز وعند المحدثين لا يجوز، والصوفية أجود الفرق وأصفاهم، لأنهم يتوجهون إلى الله تعالى بترك الالتفات إلى ما سوى الله تعالى، فهم يعملون بالمذهب الأحوط ولا يقبلون المذهب المعين، كما قال بعضهم: الصوفي لا مذهب له، ويتمسكون بقوله عليه الصلاة والسلام: اختلاف أمتي سعة في الدين، فإذا كان الاختلاف توسيعاً فاختيار المذهب المعين تضييق، وتضييق الموسع ممنوع في الدين، لأنه خرج في حق المكلف، ولذلك منع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعرابياً حين دعا: اللهم أرحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، وقال: لقد حجرت واسعاً، فثبت أن اختيار المذهب المعين ليس بشيء وهو طريق العوام، ويؤيد ما قاله الصوفية الكتاب والسنة وأجمع عليه المحققون، فالكتاب هو قوله تعالى: " فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" والأمر بالسؤال من غير تعيين يدل على أن اختيار المذهب المعين بدعة، وأما السنة فقوله عليه الصلاة والسلام: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم فالأمر بالاقتداء كالأمر بالسؤال في ترك الاختيار، وأما الإجماع فهو ظاهر لأن النظر في أقوال العلماء المجتهدين واجب حتى يميز العاقل دليل الراجح من المرجوح والقوي من الضعيف لزيادة الرشد في الأصول، وهو طريق طلب العلم وطلبه واجب بالإجماع، ولهذا ورد في الحديث: طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، فاختيار المذهب المعين بالتقليد إغلاق لهذا الباب، والقياس كذلك لكونه ترجيحاً بلا مرجح وحرجاً في حق المكلف كما ذكروه، فإذا كان الصوفية على مذهب غير معين فرأى الفقهاء فيهم ليس بحجة عليهم فافهم، انتهى. وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ فخر الدين المروزي الشيخ الفقيه الزاهد فخر الدين المروزي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني وانقطع إلى الزهد والعبادة، لم يكن في زمانه مثله في الترك والتجريد، كما في سير الأولياء وكانت وفاته في سنة ست وثلاثين وسبعمائة في أيام محمد شاه تغلق- كما في خزينة الأصفياء. مولانا فخر الدين الناقلي الشيخ الفاضل العلامة المعمر فخر الدين الناقلة الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية. ولي الصدارة في عهد السلطان غياث الدين بلبن فاستقل بها مدة مديدة، ثم اعتزلها وقعد في بيته مدة من الزمان، ثم ولاه السلطان جلال الدين فيروز الخلجي الصدارة، فاستقل بها أربعة أعوام تقريباً ثم اعتزلها، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، ذكره البرني في تاريخه. مولانا فخر الدين الهانسوي الشيخ الفاضل الكبير العلامة فخر الدين الهانسوي أحد الأساتذة المشهورين في عصرهن كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي، أخذ عنه ابن أخته القاضي كمال الدين الهانسوي والشيخ نصير الدين محمود الأودي والشيخ فخر الدين الزرادي وخلق آخرون. قال الشيخ حميد الدين الدهلوي القلندري في خير المجالس: إن الشيخ نصير الدين محموداً قرأ عليه هداية الفقه مشاركاً للشيخ فخر الدين الزرادي، انتهى، ومن مصنفاته رحمه الله دستور الحقائق كتاب بسيط. مولانا فخر الدين شقاقل الشيخ الفاضل فخر الدين الدهلوي المشهور بشقاقل كان من كبار الأساتذة بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، كان يدرس ويفيد، ذكره البرني في تاريخه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 القاضي فخر الدين البجنوري الشيخ الفقيه الصالح فخر الدين بن ركن الدين بن فخر الدين بن عثمان بن أبي بكر الصديق الستركي ثم البجنوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، بايع الشيخ نظام الدين محمداً البدايوني، ثم لازم بعده الشيخ نصير الدين محموداً الأودي وأخذ عنه، وكان له شأن كبير في الزهد والاستغناء عن الناس. مات لخمس خلون من جمادي الأولى سنة تسع وخمسين وسبعمائة، ودفن بقرية بجنور- بكسر الموحدة على أربعة أميال من لكهنؤ- كما في تذكرة الأصفياء. فخر الدين الزاهدي الشيخ الكبير فخر الدين بن شهاب الدين بن فخر الدين الزاهدي الميرتهي الدهلوي أحد المشايخ المشهورين في الهند، أدركه الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري بمدينة دهلي، وكان له ثلاثة أبناء: بهاء الدين كنج روان سكن بكالبي، وصدر الدين سكن بجونبور، وبدر الدين سار إلى بهار وسكن بها، وكلهم لبسوا الخرق من الشيخ جلال الدين المذكور، كما في البحر الزخار. مولانا فخر الدين الدهلوي الشيخ الكبير فخر الدين الدهلوي شمس الملك كان من كبار الأمراء، أخذته الجذبة الإلهية فلازم الشيخ برهان الدين محمداً الهانسوي الغريب وأخذ عنه الطريقة الجشتية، وترك الإمارة والمناصب السلطانية، وسكن بدولت آباد في زاوية الشيخ المذكور، وقبره بها مشهور ظاهر، يزار ويتبرك به. شيخ الاسلام فريد الدين الأودي الشيخ العالم الكبير العلامة شيخ الاسلام فريد الدين الشافعي الأودي أحد الأفاضل المشهورين، لم يكن مثله في زمانه في النحو واللغة والعربية والتفسير، كان شيخ الاسلام بأرض أوده، أخذ عنه الشيخ شمس الدين محمد بن يحيى الأودي والشيخ علاء الدين النيلي، قرأ عليه الكشاف، كما في سير الأولياء. الشيخ فريد الدين الناكوري الشيخ العالم الفقيه محمود بن علي بن الحميد السعيدي السوالي الشيخ فريد الدين الناكوري أحد كبار المشايخ في عصره، ولد ونشأ بمدينة ناكور، وأخذ عن أبيه وتأدب عليه، ثم قام مقامه في الارشاد والتلقين، أخذ عنه الشيخ ضياء الدين النخشبي وخلق آخرون. وله سر الصدور كتاب في أخبار جده، قال فيه: إني أدركت جدي في صغر سني، وأجازني والدي في الحديث وفي الدعوة لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وألبسني خرقة جدي ودعا لي بالبركة. قال المفتي غلام سرور في خزينة الأصفياء إنه مات في سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة بدهلي فدفن بها. الشيخ فريد الدين الدولت آبادي الشيخ العالم الفقيه فريد الدين الدولت آبادي المشهور بالأديب كان من كبار المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ برهان الدين محمد الهانسوي الغريب ولازمه مدة من الدهر حتى بلغ رتبة الكمال، وكان الشيخ يحبه حباً مفرطاً، مات قبل وفاة شيخه بثلاثة عشر يوماً، وكان ذلك في التاسع والعشرين من محرم الحرام سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به بالروضة. الشيخ فضل بن محمد الملتاني الشيخ الفقيه الزاهد فضل بن محمد بن زكريا الأسدي القرشي الشيخ فضل الله الملتاني أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ عن أبيه الشيخ صدر الدين محمد العارف وتأدب بآدابه، أخذ عنه الشيخ شمس الدين المصري المحدث، ذكره البرني في تاريخه. مولانا فصيح الدين الدهلوي الشيخ الفاضل فصيح الدين الدهلوي أحد الفقهاء المبرزين في العلم والعمل، قرأ أصول الفقه على الشيخ شمس الدين القوشجي مشاركاً للقاضي محي الدين الكاشاني، وقرأ سائر الفنون على غيره من العلماء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، كثير الدرس والافادة، جعله غياث الدين بلبن معلماً لأبنائه، فاشتغل بالتدريس مدة من الدهر، ثم اعتزله وانقطع إلى الزهد والعبادة، وأخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني وصحبه زماناً، ومات في حياة شيخه المذكور، كما في سير الأولياء. القاضي فصيح الدين الهروي الأمير الفاضل علاء الملك فصيح الدين الهروي الخراساني أحد الفقهاء الحنفية، كان قاضياً ببلدة هراة، ثم وفد على محمد تغلق شاه سلطان الهند فولاه على مدينة لاهري وأعمالها من بلاد السند. ذكره ابن بطوطة في رحلته وقال: ولاهري مدينة حسنة على ساحل البحر الكبير، وبها يصب نهر السند في البحر فيلتقي بها بحران، ولها مرسى عظيم يأتي إليه أهل اليمن وأهل فارس وغيرهم، وبذلك عظمت جباياتها وكثرت أموالها، وقد أخبره الملك أن مجبي هذه المدينة ستون لكا في السنة وللأمير من ذلك نيم ده يك، معناه نصف العشر، انتهى. فيروز شاه الدهلوي أبو المظفر كمال الدين فيروزشاه بن سالار رجب السلطان الصالح كان من بني أعمام محمد شاه تغلق. ولد سنة تسع وسبعمائة وتربى في حجر عمه غياث الدين وابن عمه محمد شاه المذكور، وولي الحجابة مدة من الزمان، ولما مات محمد شاه اتفق الناس عليه وبايعوه في الرابع والعشرين من محرم سنة 752 هـ، وكان يمتنع من ذلك فبالغ الناس في الإصرار عليه وألح عليه الشيخ نصير الدين محمود الأودي وغيره من الصدور والقضاة والفقهاء، فتولى الملك وافتتح أمره بالعدل والاحسان، وأسس مدينة كبيرة بقرب دهلي في سنة خمس وخمسين وسبعمائة وسماها فيروزآباد، وأجرى نهراً من جمنا وأتى به إلى فيروزآباد، وأجرى نهراً من نهر ستلج في سنة ست وخمسين وأتى به إلى مدينة جهجهر، والمسافة بينهما ثمانية وأربعون كروهاً، والكروه في اللغة الفارسية ميلان، وكذلك أجرى نهراً في سنة سبع وخمسين من جبل مندي وسرمور، وجمعها في سبعة أنهار فأتى به إلى آبسين، وبنى به قلعة حصينة متينة سماها حصار فيروزه وكذلك أجرى نهراً من ماء كهكر في سنة اثنتين وستين وأتى به إلى حصار سرستي، ثم أوصله إلى نهر سركهتره، وبنى به مدينة كبيرة سماها فيروزآباد، وكذلك أجرى نهراً فيما بين سرستي وسليم، وكانت تلالاً كباراً فيما بينهما فحفرها وواصل ماء سرستي بماء سليم، فاستقت بها أرض قفراء من سرهند ومنصور بور وسنام وغيرها من البلاد، وكذلك نهر أخرجه من نهر جمنا مما يلي خضرآباد وأتى به إلى سفيدون على ثلاثين ميلاً منه. وبالجملة فإنه حفر خمسين نهراً، وبنى أربعين مسجداً، وعشرين زاوية ومائة قصر، وخمسين مارستاناً، ومائة مقبرة، وعشر حمامات، ومائة جسر، ومائة وخمسين بئراً. وأما الحدائق فإنه أسس ألفاً ومائتي حديقة بناحية دهلي وثمانين حديقة بناحية سادره وأربعين حديقة بناحية جتور، كانت فيها سبعة أقسام من العنب، ويحصل له من تلك الحدائق ثمانون ألف تنكة بعد وضع النفقات الكثيرة. وتحصل له من دوآبه دهلي ثمانية ملايين تنكة ومن جبايات الهند ثمانية وستون مليوناً ونصف مليون تنكة. وكانت الوظائف والأرزاق في عهده للعلماء والمشايخ ثلاثة ملايين وستمائة ألف تنكة، ولغيرهم من أرباب الحاجات عشرة ملايين تنكة، كما في تاريخ فرشته وغيره من كتب الأخبار. ومن مآثره الجميلة جامع كبير بدهلي، بناه فوق تل من الأحجار المنحوتة أبدع نحت، ومنها المدرسة الفيروزية أسسها على الحوض الخاص بدهلي جامعة بين الحسن والحصانة، يجري فيها الماء الغزير ولا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 يوجد لها نظير في الدنيا، ذكرها البرني في تاريخه. ومنها أنه لما افتتح نكر كوث ووقف على جوالامكهي- معبد للوثنيين- وأخبر أن فيه مكتبة فيها ألف وثلاثمائة من الكتب العتيقة للوثنيين كلف العلماء أن ينقلوها من سنسكرت إلى الفارسية فنقلوا بعض الكتب في الرياضي والنجوم والأدب والموسيقى، ونظم أعز الدين الخالدخاني كتاباً في الحكمة الطبيعية والتفاؤل والتطير وسماه دلائل فيروزشاهي وكذلك صنف عين الملك كتباً بأمره، وصنف القاضي ضياء الدين البرني تاريخاً لملوك دهلي وبسط الكلام في أخباره، وصنف السراج العفيف أيضاً كتاباً في أخباره، وللسلطان فيروزشاه كتاب في الرئاسة والسياسة، رتبه على ثمانية أبواب وأمر أن ينقشوها في الأحجار وينصبوها في المنارة المثمنة من الجامع الكبير بفيروزآباد دهلي. ومن نوادر ما اخترعه فيروزشاه الساعة العجيبة يخرج في كل ساعة منها صوت عجيب يترنم بهذا البيت: هر ساعتي كه بر در شه طاس ميزنند نقصان عمر مي شود آن ياد مي دهند وكانت تستخرج منها أوقات الليل والنهار ووقت إفطار الصوم وكيفية الأظلال وزيادة اليوم ونقصانه باعتبار الفصول، وكان نصب تلك الساعة بمدينة فيروز آباد. وكانت وفاته في الثالث عشر من رمضان سنة تسع وتسعين وسبعمائة، كما في تاريخ فرشته. الشيخ فيروز الدهلوي الشيخ العالم الصالح شرف الدين فيروز الدهلوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، ولازمه مدة من الزمان، واستفاض منه فيوضاً كثيرة. وكان عالماً كبيراً فاضلاً بارعاً تقياً متورعاً لا يتردد إلى الأغنياء ولا يلتفت إليهم، ولا يقبل منهم الهدايا والجوائز، والناس كانوا يعتقدون فضله وكماله، مات ودفن بديوكير. حرف القاف الشيخ القاسم بن عمر الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير القاسم بن عمر الدهلوي كان والده ابن أخت الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، ولد ونشأ بمدينة دهلي وحفظ القرآن الكريم، وقرأ العلم على مولانا جلال الدين الدهلوي، قرأ عليه الهداية والبزدوي والمشارق والكشاف وسائر الكتب الدرسية، ولازمه مدة من الزمان. وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، له لطائف التفسير كتاب في تفسير القرآن يحتوي على اللطائف والأسرار، كما في سير الأولياء. الشيخ قطب الدين الهانسوي الشيخ الكبير الزاهد المجاهد قطب الدين بن برهان الدين جمال الدين النعماني الهانسوي المشهور بالمنور، كان من المشايخ المشهورين في أرض الهند، ولد ونشأ بهانسي وأخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، ولازمه مدة من الدهر حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة فاستخلفه الشيخ سنة أربع وعشرين وسبعمائة. وكان زاهداً مجاهداً، لم يزل يشتغل بالصيام والقيام والذكر والفكر على الدوام، وكان لا يلتفت إلى الدنيا الدنية الشوهاء، ولا يجالس الأمراء والأغنياء، أقطعه محمد شاه تغلق قريتين فلم يقبلهما وقنع بما لديه متوكلاً على الله سبحانه مفيداً مرشداً، كما في سير الأولياء. توفي لأربع بقين من ذي القعدة سنة سبع وخمسين وسبعمائة، صرح به السراج العفيف في تاريخه. الشيخ قطب الدين حيدر العلوي الشيخ العابد الزاهد قطب الدين حيدر العلوي الأجي السندي أحد كبار الصالحين، أدركه الشيخ محمد بن بطوطة المغربي الرحالة بمدينة أج، فلقيه ولبس منه الخرقة وذكره في كتابه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 قطب الدين شاه الكشميري الملك المؤيد قطب الدين بن شمس الدين شاه مرزا الكشميري السلطان المنصور، قام بالملك بعد أخيه شهاب الدين، وكان من خيار السلاطين عادلاً فاضلاً كريماً، مصر بلدة قطب الدين بور، وبنى بها مدرسة عظيمة، وقدم في أيامه الشيخ علي ابن الشهاب الحسيني الهمذاني، فاستقبله وعظمه فوق ما كان، واستقل بالملك خمس عشرة سنة، مات سنة ست وتسعين وسبعمائة، كما في تاريخ فرشته. مولانا قوام الدين الدهلوي الشيخ العميد الأجل قوام الدين الدهلوي الدبير المشهور بعمدة الملك كان من كبار الأفاضل، ولي ديوان الإنشاء في عهد السلطان غياث الدين بلبن، ثم نال الإمارة في عهد معز الدين كيقباد وولي الاشراف والحجابة، ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه وأثنى على فضله وبراعته في الإنشاء والترسل، قال: ولم يكن مثله في زمانه في الفضل والبلاغة والإنشاء وإنه كان فوق الوطواط والأصم، وإنه سحر الناس وأدهش قلوبهم بكتاب الفتح الذي أرسله غياث الدين بلبن من لكهنوتي إلى الملوك والأمراء، انتهى. حرف الكاف مولانا كبير الدين العراقي الشيخ الفاضل المؤرخ كبير الدين بن تاج الدين العراقي الدهلوي أحد العلماء البارعين في السير والتاريخ، لم يكن له نظير في عصره في الإنشاء والترسل والبلاغة، له إنشاء بليغ بالعربية والفارسية ومصنفات عديدة في التاريخ، صنف كتباً في فتوح السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ولكنه بالغ فيها في المدح والإطراء والتأنق في العبارة خلافاً لآداب المؤرخين من إيراد الخير والشر والحسن والقبيح والمناقب والمعايب، جعله السلطان المذكور أمير داد في معسكره مقام والده، وكان والده يعد من أرباب الفضل والكمال، ذكره البرني في تاريخه. مولانا كريم الدين الدهلوي الشيخ العالم الصالح كريم الدين الدهلوي، كان مشهوراً في الموعظة والتذكير، كان في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، وكان ينشد في مواعظه كثيراً من الأشعار من إنشائه ويسجع الكلام، ولذلك لم تكن تعجب الناس ولا تأخذ بمجامع القلوب، فلا يحضر مجلسه إلا قليل من الناس، وله إنشاء يدل على قدرته على البيان نظماً ونثراً، ذكره البرني في تاريخه. مولانا كريم الدين الجوهري الشيخ الفاضل كريم الدين الجوهري الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا كريم الدين السمرقندي الشيخ الفاضل كريم الدين بن كمال الدين السمرقندي أحد العلماء المبرزين في المعارف الأدبية، تزوج بابنة الشيخ محمد بن إسحاق الحسيني البخاري، وبايع الشيخ نظام الدين محمداً البدايوني ولازمه مدة، ولما مات الشيخ المذكور طلبه محمد شاه تغلق وولاه مشيخة الإسلام بستكانؤن من أرض بنكاله، فرحل إليها واستقل بالمشيخة مدة من الزمان، ومات بها. وكان فاضلاً كريماً بارعاً في العلم محباً للعلماء محسناً إليهم حسن الأخلاق حسن المحاضرة، كما في سير الأولياء. مولانا كمال الدين السامانوي الشيخ الفاضل العلامة كمال الدين السامانوي أحد الأساتذة المشهورين في عصره، درس وأفاد مدة من الزمان بدهلي، ثم رحل إلى دولت آباد بأمر السلطان محمد شاه تغلق ودرس بها مدة حياته، أخذ عنه الشيخ زين الدين داود ابن الحسين الشيرازي وخلق آخرون، كما في روضة الأولياء. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 مولانا كمال الدين الدهلوي الشيخ الفاضل كمال الدين بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر الحنفي الصوفي الدهلوي الشهير بالعلامة، كان من نسل فرخ شاه العمري الأدهمي الكابلي، وكان ابن أخت الشيخ نصير الدين محمود الأودي، ولد بأرض أوده واشتغل بالعلم من صغر سنه، وجد في البحث والاشتغال حتى برز في الفضائل وتأهل للفتوى والتدريس، ثم أخذ الطريقة عن خاله نصير الدين محمود المذكور وأقام بدهلي مدة طويلة، ثم رحل إلى كجرات ورزق حسن القبول في تلك الناحية، فلبث بها مدة ثم عاد إلى دهلي، ومات بها في السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ست وخمسين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ كمال الدين الغاري الشيخ العالم الصالح كمال الدين عبد الله الغاري- بالغين المعجمة والراء المهملة- نسبة إلى غار كان يسكنه خارج دهلي بمقبرة من زاوية الشيخ نظام الدين محمد البدايوني. ذكره الشيخ محمد بن بطوطة المغربي في كتابه وقال: إني زرته بهذا الغار ثلاث مرات، وقال: كان لي غلام آبق عني فألفيته عند رجل من الترك فذهبت إلى انتزاعه من يده، فقال لي الشيخ: إن هذا الغلام لا يصلح لك فلا تأخذه، وكان التركي راغباً في المصالحة فصالحته بمائة دينار أخذتها منه وتركته له، فلما كان بعد ستة أشهر قتل سيده، وأتى به السلطان فأمر بتسليمه لأولاد سيده فقتلوه، ولما شاهدت لهذا الشيخ الكرامة انقطعت إليه ولازمته وتركت الدنيا ووهبت جميع ما كان عندي للفقراء والمساكين وأقمت عنده مدة، فكنت أراه يواصل عشرة ايام وعشرين يوماً ويقوم أكثر الليل، ولم أزل معه حتى بعث إلى السلطان ونشبت في الدنيا ثانية، انتهى، وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: ولما كان بعد هذه انقبضت عن الخدمة ولازمت الشيخ الإمام العالم العابد الزاهد الخاشع الورع فريد الدهر ووحيد العصر كمال الدين عبد الله الغاري وكان من الأولياء، وله كرامات كثيرة قد ذكرت منها ما شاهدته عند ذكر اسمه، وانقطعت إلى خدمة هذا الشيخ ووهبت ما عندي للفقراء والمساكين، وكان الشيخ يواصل عشرة أيام وربما واصل عشرين يوماً، فكنت أحب أن أواصل فكنت أواصل، فكان ينهاني ويأمرني بالرفق على نفسي في العبادة، وقال: إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، وظهر لي من نفسي تكاسل بسبب شيء بقي معي، فخرجت عن جميع ما عندي من قليل وكثير، وأعطيت ثياب ظهري لفقير ولبست ثيابه، ولزمت هذا الشيخ خمسة أشهر، انتهى. مولانا كمال الدين الكوئلي الشيخ الفاضل كمال الدين بن جمال الدين بن عبد الله بن نظام الدين أبي المؤيد الدهلوي الكوئلي كان من أساتذة السلطان علاء الدين الخلجي، تزوج عصمة الله بنت القاضي أمجد الدهلوي، وسكن بدهلي لتلك المصاهرة بمقبرة من حظيرة نور الدين اللاري، المشهور بملكياربران، وتوفي بها فدفن على أكمة شرقي الجهرنه المنسوب إلى الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي، وحظيرته مشهورة بجلجل املي، كما في أخبار الجمال. وقد ذكره القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه وقال: إنه كان من كبار الأساتذة بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، وكان يدرس ويفيد، انتهى. مولانا كمال الدين السنتوسي الشيخ الفاضل العلامة كمال الدين السنتوسي البهاري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام والعربية، كان يدرس ويفيد بقرية سنتوس من أعمال بهار، كتب إليه الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري رسالة في أن العقل كاف لمعرفة الله سبحانه أم لا. الشيخ كمال الدين المالوي الشيخ العارف الفقيه كمال الدين بن با يزيد بن نصير الدين بن فريد الدين مسعود العمري الأجودهني الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 ثم المالوي أحد كبار المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني ولازمه زماناً، ثم وجهه الشيخ إلى مالوه، فسكن بدهار ومات بها، أسلم على يده خلق كثير من الكفار، وعلى قبره أبنية فاخرة من مآثر الملوك الخلجية. حرف الميم الشيخ مبارك العمري البلخي الكوباموي الشيخ الصالح مبارك بن القاضي كريم الدين بن برهان الدين العمري البلخي ثم الكوباموي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قدم الهند وتقرب إلى الملوك، فجعلوه مير داد بدار الملك دهلي، وتلك رتبة سامية دون الوزارة، فاستقل بها زماناً، ثم لازم الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني وأخذ عنه الطريقة ورفض الدنيا وأسبابها، كما في سير الأولياء. ووجدت عند أولاده ما فيه أنه ولي القضاء بكوبامؤ فسكن بها، ويعرجون بنسبه إلى إبراهيم بن أدهم الولي المشهور ثم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه هكذا: مبارك بن كريم الدين بن برهان الدين بن أبي سعيد بن صدر الدين بن بديع الدين بن أبي إسحاق بن إبراهيم بن كمال الدين بن جلال الدين بن أبي الحسن ابن ناصح الدين بن إبراهيم بن أدهم بن بديع الدين بن محمد بن أبي المجاهد بن أبي القاسم علي بن عبد الرزاق بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ولذلك يكتبون مع أسمائهم الناصحي الأدهمي ويفتخرون به. وذلك مقدوح من وجوه، الأول أن إبراهيم بن أدهم الصالح البلخي لم يكن عمرياً، قال ابن الأثير في الكامل في الجزء السادس منه: وإبراهيم بن أدهم بن منصور أبو إسحاق الزاهد، وكان مولده ببلخ وانتقل إلى الشام فأقام به مرابطاً، وهو من بكر بن وائل، ذكره أبو حاتم البستي، انتهى، وقال الحافظ في تهذيب التهذيب: إبراهيم بن أدهم بن منصور العجلي- وقيل: التميمي- أبو إسحاق البلخي الزاهد، سكن الشام، وقال البخاري قال لي قتيبة: هو تميمي كان بالكوفة، ويقال له العجلي كان بالشام، انتهى، وقال مرتضى بن محمد البلكرامي الزبيدي في إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين: الإمام الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور العجلي- وقيل: التميمي البلخي- صدوق، مات سنة 192، انتهى. مبارك شاه الخلجي الملك المؤيد قطب الدين مبارك شاه بن محمد شاه الخلجي السلطان الدهلوي قام بالملك في سنة سبع عشرة وسبعمائة، وخلع أخاه شهاب الدين وبعث به إلى كواليار فحبس مع إخوته، ولما استقام له الأمر بعث بعد مدة من الزمان أحد الأمراء إلى كواليار وأمر بقتل إخوته جميعاً فقتلوا، وبعث عساكره إلى ديوكير- لعله في سنة ثمان عشرة وسبعمائة- فقاتلوا صاحبها هربال ديو، فقتلوه واستولوا على بلاده، وأقاموا بها شعائر الإسلام، وأسسوا مسجداً بديوكير، وسموها دولت آباد، ثم بعث عساكره إلى بلاد المعبر، فساروا إليها وقتلوا ونهبوا، ثم ساروا إلى ورنكل وكانت كرسي بلاد دكن، فقاتلوا صاحبها ثم صالحوه على مال يؤديه. ولما قتل قطب الدين إخوته ولم يبق من ينازعه ولا من يخرج عليه بعث الله تعالى عليه أكبر أمرائه وأعظمهم منزلة عنده خسرو خان وكان من أصحاب قطب الدين رجل يسمى قاضي خان وهو صاحب مفاتيح القصر، وكان يكره أفعال خسرو خان ويسوءه ما يراه من إيثاره للكفار الهنديين وميله إليهم فإن أصله كان منهم، ولا يزال يلقي ذلك إلى قطب الدين، فلا يسمع منه لما أراد الله قتله على يديه، فلما كان في بعض الأيام قال خسرو خان للسلطان: إن جماعة من الكفار يريدون أن يسلموا، فقال السلطان: ائتني بهم، فقال: إنهم يستحيون أن يدخلوا عليك نهاراً لأجل أقربائهم وأهل ملتهم، فقال له: ائتني بهم ليلاً، فجمع خسرو خان جماعة من شجعان الوثنيين وذلك في أوان الحر والسلطان ينام فوق سطح القصر ولا يكون عنده في ذلك الوقت إلا بعض الفتيان، فلما دخلوا الأبواب الأربعة وهم شاكون في السلاح ووصلوا إلى الباب الخامس وعليه قاضي خان أنكر شأنهم وأحس بالشر فمنعهم من الدخول فهجموا عليه وقتلوه، وعلت الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 الضجة بالباب ودخل الوثنيون فقتلوا السلطان وقطعوا رأسه ورموا به من سطح القصر إلى صحنه، وكان ذلك في خامس ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وسبعمائة، كما في تاريخ فرشته. مجاهد شاه البهمني الملك المؤيد مجاهد شاه بن محمد شاه بن علاء الدين حسن البهمني السلطان المجاهد في سبيل الله الغازي قام بالملك بعد والده بأرض دكن في سنة ست وسبعين وسبعمائة، وكان فاضلاً شجاعاً مقداماً باسلاً لم يكن له نظير في زمانه في الشدة والقوة والبطش، فتح الفتوحات العظيمة، وسار بعساكره إلى بيجانكر وقاتل صاحبها كشن راي وقتل الوثنيين وغنم الأموال، ثم قتل عند رجوعه إلى كلبركه، قتله عمه داود بن الحسن، وكان يسخط عليه لأنه سبه في تقصير صدر منه في أثناء القتال، فاغتاله وقتله على غفلة منه، ثم ولي مكانه في الملك، وكان ذلك ليلة السابع من ذي الحجة الحرام سنة تسع وسبعين وسبعمائة، كما في تاريخ فرشته. الشيخ مجد الدين الملتاني الشيخ العالم الفقيه مجد الدين الملتاني أحد العلماء المعروفين بالفضل والصلاح، كان يدرس ويفيد بمدينة ملتان، قرأ عليه الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري الأجي ولازمه سنة كاملة بمدينة ملتان، كما في جامع العلوم. الشيخ محمد بن أحمد الدهلوي الشيخ الصالح محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي أحمد بن مودود الجشتي الدهلوي المشهور بمحمد الزاهد كان من نسل الشيخ قطب الدين مودود الجشتي رحمه الله، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وأخذ عن أبيه عن جده وهلم جراً، وأخذ عنه الشيخ ركن الدين مودود النهروالي الكجراتي، وهذه الطريقة الوحيدة في الهند تصل إلى مشايخ جشت بغير واسطة الشيخ معين الدين حسن السجزي الجميري رحمه الله. الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة صاحب المقامات العلية والكرامات المشرقة الجلية نظام الدين محمد بن أحمد بن علي البخاري البدايوني أحد الأولياء المشهورين بأرض الهند، انتهت إليه الرياسة في دعاء الخلق إلى الله تعالى، والتسليك في طريق العبادة، والانقطاع عن الدنيا مع التضلع من العلوم الظاهرة والتبحر في الفضائل الفاخرة. ولد بمدينة بدايون في سنة ست وثلاثين وستمائة، وتوفي والده في صغر سنه فتربى في حجر أمه، واشتغل بالعلم، وقرأ الفقه والأصول والعربية على الشيخ علاء الدين الأصولي، ثم سافر إلى دهلي، وكان في الخامسة عشرة من سنه فقرأ الكتب الدرسية على أساتذتها، منهم الشيخ شمس الدين الخوارزمي، وحفظ عنه أربعين مقامة من المقامات للحريري، ثم قرأ المشارق للصغاني على الشيخ كمال الدين محمد الزاهد الماريكلي وحفظه كفارة عن المقامات، ثم سافر إلى أجودهن وأخذ عن الشيخ الكبير فريد الدين مسعود الأجودهني القرآن الكريم وعوارف المعارف وكتاب التمهيد للشيخ أبي شكور السالمي، ولبس منه الخرقة وصحبه مدة، وأجازه الشيخ في سنة تسع وستين وستمائة وأذن له إلى دهلي وأمره أن يقيم بها فرجع وأقام بدهلي في أمكنة عديدة يدور في محلاتها طالباً العزلة حتى أقام بغياث بور واشتغل بها بالمجاهدة من الصيام والقيام والذكر والفكر في الأربعينات على طريق السادة المشايخ الجشتية وكان شيخه فريد الدين أوصاه عند توديعه أن يحفظ القرآن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 الكريم وأن يصوم دائماً وقال: إن الصوم نصف الطريق، فلازمه وحفظ القرآن وانقطع إلى الله سبحانه بقلبه وقالبه مع الزهد والعبادة والعفاف والقنوع والتوكل والإيثار وسائر الأخلاق المرضية، ولقد أحله الله تعالى من الولاية محلاً لا يرام ما فوقه، وهدى به في عهده ثم بأصحابه من بعده خلقاً لا يحصيهم إلا من أحصى رمل عالج، فلا ترى ناحية من نواحي المسلمين من بلاد الهند إلا وقد نمت فيها طريقته وجرى على ألسنة أهلها ذكره، إليه ينتمون وبه يتبركون. وكان إماماً مجاهداً زاهداً صاحب الترك والتجريد يقوم الليل ويصوم النهار، لم ينكح امرأة، ولم يبن داراً، ولم يدخر شيئاً، ولم يرض بلقاء الملوك والسلاطين مع إلحاحهم على ذلك وشدة توقهم إليه، قال الكرماني في سير الأولياء إن جلال الدين فيروز الخلجي كان يريد أن يلاقيه وهو يمنعه من ذلك فأراد أن يدخل عليه بغتة بغير إذن، فلما اطلع الشيخ على ذلك خرج من دهلي وذهب إلى أجودهن قبل أن يحضر الملك عنده، وكذلك أرسل إليه علاء الدين محمد شاه الخلجي كتاباً يشتمل على بعض مهمات الأمور ودعاه يستشيره في بعض المصالح، فأبى وقال: إن كان السلطان لا يحب أن أقيم في ملكه فيظهر ذلك من غير تورية فإن أرض الله واسعة، فأرسل إليه السلطان ابنه واعتذر من مخاطبته إياه في تلك الأمور واستأذن في حضوره لديه، فأبى الشيخ، ولما أصر السلطان على ذلك قال: إن في داري بابين يدخل السلطان من باب وأخرج من الباب الآخر. ومن ذلك ما روى أن قطب الدين بن علاء الدين الخلجي كان معتاداً أن يحضر العلماء والمشايخ في غرة كل شهر للتهنئة، وكان الشيخ لا يذهب بنفسه النفيسة بل يذهب خادمه إقبال نيابة عنه، فاغتاظ السلطان منه وقال: إن لم يحضر الشيخ بنفسه في الشهر القابل نفعل به ما نشاء، فاغتم الناس وكانوا يتناجون بينهم والشيخ كان جذلاً رخي البال فارغ الخاطر لا يرى عليه أثر الحزن حتى استهل الشهر وقتل السلطان المذكور في تلك الليلة. قال الكرماني: إن غياث الدين تغلق شاه لما استقل بالملك حرضه بعض العلماء على أن ينكر على الشيخ استماع الغناء، والسلطان يتأخر عنه ويقول: كيف أجترئ على ذلك؟ فإنه مع جلالته في العلم والعمل والتقوى والعزيمة كيف يرتكب الحرام، فعرضوا عليه الفتوى التي رتبها الفقهاء على القاضي حميد الدين الناكوري في استماع الغناء، فأمر السلطان باحضار الشيخ للمناظرة بمحضر من الناس، فقبله الشيخ وحضر ذلك المجلس المحفوف بالعلماء والمشايخ والصدور والقضاة، فأقبل عليه القاضي جلال الدين الولوالجي وطفق يطعن عليه ويشنع عليه استماع الغناء، وكان الشيخ يسمعه بالتحمل والسكينة حتى أخذ القاضي في الزجر والتوبيخ إلى الغاية، فقال الشيخ: لعلك تقول ذلك بلسان الحكومة وإنك معزول عنها، فسكت القاضي، وقيل: إنه عزل عن خدمته بعد اثني عشر يوماً، ثم أقبل عليه حسام الدين شيخ زاده ونحا نحو القاضي المذكور فقال الشيخ: إن ذلك الكلام بمعزل عن دأب المناظرة فليكن عمود البحث متعيناً أولاً، ثم سأله عن معنى الغناء، فقال: لا أدري ما هو ولكني أعلم أنه حرام عند العلماء، فقال الشيخ: إن كنت لا تعلم ما هو فلست لي بالمخاطب في البحث والمناظرة، ثم كثر اللغط وقال القاضي كمال الدين: إنه صح عن الإمام الأعظم أنه قال: السماع حرام والرقص فسق، فقال الشيخ: كلا! لم يصح ذلك عن الإمام، ثم جاء الشيخ علم الدين سليمان الملتاني فرفع السلطان تلك القصة إليه وحكمه في ذلك، فقال: إني صنفت في ذلك رسالة وبينت فيها دلائل الحل والحرمة وقضيت فيه بأنه حلال لمن يسمع بالقلب وحرام لمن يسمع بالنفس، فقال السلطان: إنكم سرتم إلى بلاد الروم والشام وبغداد هل يمتنع المشايخ عن استماع الغناء في تلك البلاد أم لا؟ فقال: لا، فإن المشايخ يستمعون الغناء بالدف من غير نكير عليه، فقال القاضي جلال الدين المذكور: ينبغي للسلطان أن ينصر مذهب الإمام الأعظم رحمه الله ويحكم بالمنع عنه، فقال الشيخ نظام الدين: لا ينبغي له أن يحكم بشيء قبل أن تفصل القضية، ثم لما كانت أدلة التضليل لمن يقول بالتحليل ظاهرة البطلان رجع البحث إلى الحل والحرمة، ثم آل إلى أولوية الترك أو الفعل، وكان من أول الضحى إلى الزوال ثم انفض المجلس وأذن له تغلق شاه بالرجوع مراعياً للأدب والاحترام، فلما رجع الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 الشيخ إلى داره وفرغ من صلاة الظهر أمر باحضار القاضي محي الدين الكاشاني والقاضي ضياء الدين البرني وخسرو بن سيف الدين الدهلوي وقال: إني عجبت اليوم من جرأة الفقهاء كيف أنكروا الأحاديث وقالوا: إن الرواية الفقهية مقدمة عليها، وبعضهم قالوا: إن ذلك الحديث متمسك للشافعي وهو عدو لعلمائنا فلا نستمعه ولا نعتقده، وقالوا ذلك بمحضر الصدور والقضاة، فكيف يصح اعتقادهم في الأحاديث! فإن رضى السلطان بها ومنع عن رواية الحديث أخاف أن يحل عليهم غضب الله سبحانه ويهلك الحرث والنسل بسوء اعتقاد العلماء بالحديث، قال الكرماني: وقد وقع ما قال الشيخ بعد بضع سنين من يد محمد شاه تغلق، فإنه قتل من السادة والأشراف ما لا يحصر بحد وعد، ثم أخرج الناس من دهلي إلى دولت آباد فلم يبق في دهلي أحد، ومضت على ذلك شهور وأعوام وكان ذلك بعد وفاة الشيخ. قال الكرماني في سير الأولياء إنه كان حنفياً ولكنه كان يجوز القراءة بالفاتحة خلف الإمام في الصلاة وكان يقرؤها في نفسه، فعرض عليه بعض أصحابه ما روى: إني وددت أن الذي يقرأ خلف الإمام في فيه جمرة، فقال: وقد صح عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، فالحديث الأول مشعر بالوعيد والثاني ببطلان الصلاة لمن لم يقرأ بالفاتحة، وإني أحب أن أتحمل الوعيد ولا أستطيع أن تبطل صلواتي، على أنه قد صح في الأصول أن الأخذ بالأحوط والخروج من الخلاف أولى، وكان رحمه الله يجوز صلاة الجنازة على الغائب ويستدل عليه بالحديث المشهور، وكان يقول: إذا سمعتم بالحديث ولم تجدوه في الصحاح فلا تقولوا: إنه مردود، بل قولوا: إنا ما وجدناه في الكتب المتلقاة بالقبول. وكان يستمع الغناء بالدف وإذا أراد أن يستمع يقل في طعام الإفطار قبل ذلك بيومين، وكان إفطاره بمقدار قليل لا يستطيع الرجل أن يعتاده، وكان مغنيه ذا دين، وكان تواجده أن يقوم على سجادته ويبكي بكاء شديداً تبل دموعه المناديل، وكان يحب أن يخفي على الناس بكاءه، وقلما رآه الناس باكياً وإنما يعرفون ذلك ببل المناديل، فكان يمسحها بيده ومنديله، ولم يسمع منه في ذلك الحال صوت التأوه قط، وكان يحترز عن المزامير ويمنع أصحابه عن ذلك ويقول: إنها حرام في الشريعة المطهرة، وكان يقول: إن السماع على أربعة أقسام: حلال وحرام ومكروه ومباح، فإن كان المستمع له ميلان إلى الحقيقة فله مباح، وإن كان له ميلان إلى المجاز فله مكروه، وإن كان قلبه متعلقاً بالمجاز بأسره فعليه حرام، وإن كان قلبه متعلقاً بالحقيقة بأسرها فله حلال، وكان يقول: إن للسماع آداباً من حيث المستمع والمسمع والمسموع وآلة السماع، فلا بد أن يكون المستمع مائلاً إلى الحق، والمسمع رجلاً صالحاً لا امرأة ولا أمرد، والمسموع خالياً عن الهزل، وآلة السماع لا تكون محرمة كالسنك والرباب وغيرهما من المعازف والمزامير، ويقول: لا بد أن يكون المجلس خالياً من غير الصلحاء، انتهى. وقد ذكره علي بن سلطان القاري المكي في كتابه الأثمار الجنية في أسماء الحنفية وقال: إنه شيخ فقيه علماً وحالاً، وإليه المنتهى في دعاء الخلق إلى الله تعالى وتسليك طريق العبادة والانقطاع عن علائق الدنيا، هذا مع التضلع من العلوم الظاهرة والتبحر في الفضائل الفاخرة، ومكاشفاته والخوارق التي ظهرت على يده ولسانه أكثر من أن يطمع في إحصائها بقلم ولسان، وقبره اليوم مقصد جميع أهل تلك البلاد من الحاضر والباد، وقلد المسلمون في تعظيمه الكفار فيقصدونه للتكريم والزيارة، انتهى. وقد ذكره مجد الدين الفيروز آبادي صاحب القاموس في كتابه الألطاف الخفية في أشراف الحنفية وذكره عبد الرحمن الجامي في كتابه نفحات الأنس وحضرات القدس. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 وصنف كثير من العلماء في أخباره كتباً مستقلة أحسنها سير الألياء وجمع أكثر أصحابه ملفوظاته أشهرها فوائد الفؤاد. مات رحمه الله تعالى في سنة خمس وعشرين وسبعمائة وله تسع وثمانون سنة، ودفن بمدينة دهلي في قاع خارج المدينة، بنى فيه محمد شاه تغلق ومن بعده من الملوك الأبنية الرفيعة، وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به. الشيخ محمد بن إسحاق الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد بن إسحاق بن علي بن إسحاق الحسيني البخاري الدهلوي كان ابن بنت الشيخ فريد الدين مسعود العمري الأجودهني، توفي والده في صغر سنه، فاستقدمه الشيخ نظام الدين محمد البدايوني إلى دهلي مع أخيه موسى وأمهما، فتربى في حجر الشيخ وحفظ القرآن، وقرأ العلم على الشيخ أحمد النيسابوري وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين المذكور ولازمه مدة حياة الشيخ. وكانت له معرفة بالإيقاع والنغم وبراعة في الموسيقى والشعر والفنون الحكمية، له أنوار المجالس كتاب جمع فيه ملفوظات الشيخ. مات في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد بن أحمد المعبري الشيخ الفقيه محمد بن أحمد بن محمد بن منصور جمال الدين المعبري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد البخاري الجي وصحبه مدة من الزمان، فأجازه الشيخ وكتب له الإجازة، وأوصاه بما أوصى به مشايخه، كما في خزانة الفوائد. وكانت وفاته بمدينة دهلي في حياة شيخه، كما في جامع العلوم. القاضي محمد بن البرهان الهانسوي الشيخ الفاضل محمد بن البرهان القاضي كمال الدين الهانسوي أحد كبار الفقهاء الحنفية، قرأ العلم على خاله الشيخ العلامة فخر الدين الهانسوي مشاركاً للشيخ فخر الدين الزرادي، وجد في البحث والاشتغال حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، فولي القضاء حتى صار أقضى قضاة الهند في عهد تغلق شاه، واستقام على تلك الخدمة الجليلة إلى آخر عهد محمد شاه تغلق، كان محمد شاه المذكور يقربه إلى نفسه مع غشمه وجوره، كما في كتب الأخبار. محمد بن تغلق شاه الدهلوي أبو مجاهد فخر الدين محمد بن تغلق شاه التركي الدهلوي السلطان الجائر المشهور بالعادل. ولد ونشأ بأرض الهند، وكان أبوه تركياً من مماليك صاحب الهند، فتنقل إلى أن ولي السلطنة واتسعت مملكته جداً، وكان هذا الملك من عجائب الزمن وسوانح الدهر، لم ير مثله في الملوك والسلاطين في بذل الأموال الطائلة وسفك الدماء المعصومة وفتح الفتوحات الكثيرة وتوسيع المملكة العظيمة، وسنذكر من أخباره عجائب لم يسمع بمثلها عمن تقدمه مما رأى الشيخ محمد بن بطوطة المغربي بعينه وكان ساح بلاد الهند ودخل دهلي في عهده وولي القضاء. قال ابن بطوطة في كتاب الرحلة: إنما أذكر منها ما حضرته وشاهدته وعاينته ولا سيما جوده على الغرباء، فإنه يفضلهم على أهل الهند ويؤثرهم ويجزل لهم الإحسان ويسبغ عليهم، ومن إحسانه إليهم أن سماهم الأعزة ومنع أن يدعو الغرباء وقال: إن الإنسان إذا دعى غريباً انكسر خاطره وتغير حاله. فمن ذلك أنه قدم عليه ناصر الدين الترمذي الواعظ وأقام تحت إحسانه مدة عام، ثم أحب الرجوع إلى وطنه فأذن له في ذلك، ولم يكن يسمع وعظه فأمر أن يهيأ له منبر من الصندل الأبيض المقاصري وجعلت مساميره وصفائحه من الذهب وألصق بأعلاه حجر ياقوت عظيم وخلع على ناصر الدين خلعة مرصعة بالجوهر ونصب له المنبر فوعظ وذكر، فلما نزل عن الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 المنبر قام السلطان إليه وعانقه وأركبه على فيل وضربت له سراجة من الحرير الملون وصيوانها من الحرير وخباؤها أيضاً كذلك، فجلس الواعظ فيها وكان بجانبها أواني الذهب أعطاه السلطان إياها، وذلك تنور كبير بحيث يسمع في جوفه الرجل القاعد وقدران وصحاف، كل ذلك من الذهب، وقد كان أعطاه عند قدومه مائة ألف دينار، ومن ذلك أنه وفد عليه غياث الدين محمد بن عبد القاهر بن يوسف ابن عبد العزيز بن الخليفة المستنصر بالله العباسي، فلما وصل إلى بلاد السند بعث السلطان من يستقبله، ولما وصل إلى سرستي بعث لإستقباله القاضي كمال الدين الهانسوي وجماعة من الفقهاء، ثم بعث الأمراء لاستقباله، فلما وصل إلى خارج الحضرة خرج بنفسه واستقبله، ولما دخل دار الملك أنزله بدار الخلافة سيرى في القصر الذي بناءه السلطان علاء الدين الخلجي. وأعد له فيه جميع ما يحتاج إليه من أواني الذهب والفضة حتى من جملتها مغتسل يغتسل فيه من ذهب، وبعث له أربعمائة ألف دينار لغسل رأسه على العادة وبعث له جملة من الفتيان والخدم والجواري، وعين لنفقته كل يوم ثلاثمائة دينار وبعث له زيادة إليها عدداً من الموائد بالطعام الخاص، وأعطاه جميع مدينة سيرى أقطاعاً وجميع ما احتوت عليه من الدور وما يتصل بها من بساتين المخزن وأرضه، وأعطاه مائة قرية، وأعطاه حكم البلاد الشرقية المضافة لدهلي، وأعطاه ثلاثين بغلة بالسروج المذهبة ويكون علفها من المخزن. ومما يحكي من تواضع السلطان وإنصافه أنه ادعى عليه رجل من كبار الوثنيين أنه قتل أخاه من غير موجب ودعاه إلى القاضي، فمضى على قدميه ولا سلاح معه إلى مجلس القاضي، فسلم وخدم وكان قد أمر القاضي قبل أنه إذا جاءه إلى مجلسه فلا يقوم له ولا يتحرك، فصعد إلى المجلس ووقف بين يدي القاضي، فحكم عليه أن يرضى خصمه من دم أخيه، فأرضاه. ومن ذلك أنه ادعى صبي من أبناء الملوك عليه أنه ضربه من غير موجب ورفعه إلى القاضي، فتوجه الحكم عليه بأن يرضيه بالمال إن قبل ذلك وإلا أمكنه القصاص، فعاد لمجلسه واستحضر الصبي وأعطاه عصا وقال: وحق رأسي أن تضربني! فأخذ الصبي العصا وضربه بها إحدى وعشرين ضربة، وذلك مما شاهده ابن بطوطة، وإني رأيت الكلاه قد طارت عن رأسه. ومما يحكي في اشتداده في إقامة الشرع ورفع المغارم والمظالم أنه كان شديداً في إقامة الصلاة آمراً بملازمتها في الجماعات، يعاقب على تركها أشد العقاب، ولقد قتل في يوم واحد تسعة رجال على تركها كان أحدهم مغنياً، وكان يبعث الرجال الموكلين بذلك إلى الأسواق، فمن وجد بها عند إقامة الصلاة عوقب حتى انتهى إلى عقاب الستائرين الذين يمسكون دواب الخدام إذا ضيعوا الصلاة وأمر أن يطالب الناس بعلم فرائض الوضوء والصلاة وشروط الإسلام، فكانوا يسألون عن ذلك، فمن لم يحسنه عوقب، وصار الناس يتدارسون ذلك ويكتبونه، ومما قيل في ذلك إنه أمر أخاه أن يكون قعوده مع قاضي القضاة في قبة مرتفعة مفروشة بالبسط، فمن كان له حق على أحد من كبار الأمراء وامتنع من أدائه لصاحبه يحضره رجال أخيه عند القاضي لينصفه. ومما فعل ذلك أنه أمر برفع المكوس عن بلاده، وأن لا يؤخذ من الناس إلا الزكاة والعشر خاصة، وصار يجلس بنفسه للنظر في المظالم في كل يوم اثنين وخميس، ولا يقوم بين يديه في ذلك اليوم إلا أمير حاجب وخاص حاجب وسيد الحجاب وشرف الحجاب لا غير، ولا يمنع أحد ممن أراد الشكوى من المثول بين يديه، وعين أربعة من الأمراء الكبار يجلسون في الأبواب الأربعة لأخذ القصص من المشتكين، فإن أخذ الأول فحسن وإلا أخذه الثاني أو الثالث أو الرابع، وإن لم يأخذوه مضى إلى قاضي المماليك، فإن أخذه منه وإلا شكا إلى السلطان، فإن صح عنده أنه مضى إلى أحد منهم فلم يأخذه منه أدبه وكل ما يجتمع من القصص في سائر الأيام يطالعه بعد العشاء الآخرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 وأما فتكات هذا السلطان وما نقم من أفعاله فلا تسأل عن ذلك، فإنه كان من تواضعه وإنصافه ورفقه بالمساكين وكرمه الخارق للعادة كثير التجاسر على إراقة الدماء، لا يخلو بابه عن مقتول إلا في النادر، كان يعاقب على الصغيرة والكبيرة، ولا يحترم أحداً من أهل العلم والصلاح والشرف، وفي كل يوم يرد عليه من المسلسين والمغلولين والمقيدين مئون، فمن كان للقتل قتل أو للعذاب عذب أو للضرب ضرب. فمن ذلك قتله لأخيه مسعود خان، أمه كانت بنت السلطان علاء الدين الخلجي، وكان من أجمل الناس فاتهمه بالقيام عليه، وسأله عن ذلك، فأقر خوفاً من العذاب، فإنه من أنكر ما يدعيه عليه يعذب، فيرى الناس أن القتل أهون من العذاب، فضرب عنقه في وسط السوق وبقي مطروحاً هنالك ثلاثة أيام، وكانت أم هذا المقتول قد رجمت في ذلك الموضع قبل ذلك بسنتين لاعترافها بالزنا. ومن ذلك أنه عين فرقة من العسكر تتوجه لقتال الكفار ببعض الجبال المتصلة بحوز دهلي، فخرج مظم العسكر بقائده وتخلف قوم منهم، فكتب القائد إليه يعلمه بذلك، فأمر أن يطاف بالمدينة ويقبض على من وجد من أولئك المتخلفين، ففعل ذلك وقبض على ثلاثمائة وخمسين منهم، فأمر بقتلهم جميعاً فقتلوا. ومن ذلك أنه أراد أن يستخدم الشيخ شهاب الدين الجامي الذي كان من كبار المشايخ، فشافهه بذلك في مجلسه العام فامتنع الشيخ من الخدمة، فغضب عليه وأمر بنتف لحيته ونفاه إلى دولت آباد، فأقام بها سبعة أعوام، ثم بعث إليه وأكرمه وأذن له بالإقامة في الحضرة، ثم بعث إليه بعد مدة من الزمان، فامتنع من إتيانه وقال: لا أخدم ظالماً، فقيده بأربعة قيود وغل يديه، وأقام كذلك أربعة عشر يوماً لا يأكل ولا يشرب، ثم أمر أن يطعم الشيخ خمسة أسيار من العذرة، فمدوه على ظهره وفتحوا فمه بالكلبتين وحلوا العذرة وسقوه ذلك، ثم ضرب عنقه. ومن ذلك أنه أمر فقيهين من أهل السند أن يمضيا مع أمير عينه إلى بعض البلاد وقال لهما: سلمت أحوال البلاد والرعية لكما ويكون هذا الأمير معكما يتصرف بما تأمرانه به، فقالا له: إنما نكون كالشاهدين عليه ونبين له وجه الحق ليتبعه، فقال لهما: إنما قصدتما أن تأكلا أموالي وتضيعاها وتنسبا ذلك إلى هذا التركي الذي لا معرفة له، فقالا: حاشا لله! ما قصدنا هذا، فقال: إذهبوا بهما إلى النهاوندي- وكان الموكل بالعذاب- وقال لزبانيته: أذيقوهما بعض شيء، فألقيا على أقفائهما، وجعل على صدر كل واحد منهما صفيحة حديد محماة، ثم قلعت بعد هنيهة فذهب بلحم صدورهما، ثم أخذ البول والرماد فجعل على تلك الجراحات، فأقرا على أنفسهما أنهما لم يقصدا إلا ما قاله السلطان واعترفا عند القاضي، فسجل على العقد وكتب فيه أن اعترافهما كان من غير إكراه وإجبار فقتلا. ومن أعظم ما نقم عليه إجلاؤه لأهل دهلي عنها وسبب ذلك أنهم كانوا يكتبون بطائق فيها شتمه وسبه ويكتبون عليها: وحق رأس السلطان ما يقرؤها غيره! ويرمون بها في القصر ليلاً، فإذا فضها وجد فيها شتمه وسبه، فعزم على تخريب دهلي واشترى من أهلها جميعاً دورهم ومنازلهم ودفع لهم ثمنها، وأمرهم بالانتقال إلى دولت آباد، فأبوا ذلك فنادى مناديه أن لا يبقى بها أحد بعد ثلاث، فانتقل معظمهم واختفى بعضهم في الدور، فأمر بالبحث عمن بقي بها فوجد عبيده بأزقتها رجلين أحدهما مقعد والآخر أعمى، فأمر بالمقعد فرمى بالمنجنيق، وأمر أن يجر الأعمى من دهلي إلى دولت آباد مسيرة أربعين يوماً، فتمزق في الطريق وقضى نحبه، ولما فعل ذلك خرج أهلها جميعاً وتركوا أثقالهم وأمتعتهم، وبقيت المدينة خاوية على عروشها، ثم كتب إلى أهل البلاد أن ينتقلوا إلى دهلي ليعمروها، فخرجت بلادهم ولم تعمر دهلي لاتساعها وضخامتها، وذلك قليل من كثير من فتكاته نقلتها من كتاب الرحلة للشيخ محمد بن بطوطة المغربي الرحالة، وهو قد دخل الهند في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة فأكرمه محمد شاه وولاه القضاء بمدينة دهلي، ولابن بطوطة قصيدة في مدح السلطان، منها قوله: الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 إليك أمير المؤمنين المبجلا أتينا نجد السير نحوك في الفلا فجئت محلا من علائك زائراً ومغناك كهف للزيارة آهلا فلو أن فوق الشمس للمجد رتبة لكنت لأعلاها إماماً مؤهلا فأنت الإمام الماجد الأوحد الذي سجاياه حتما أن يقول ويفعلا ولي حاجة من فيض جودك أرتجي قضاها وقصدي عند مجدك سهلا أأذكرها أم قد كفاني حياؤكم فإن حياكم ذكره كان أجملا فعجل لمن وافى محلك زائراً قضا دينه إن الغريم تعجلا قال القاضي محمد بن علي الشوكاني في البدر الطالع أنه كان جواداً متواضعاً عالماً بفقه الحنفية مشاركاً في الحكمة، ومن محبته للعلماء أنه أهدى له شخص أعجمي الشفاء لابن سينا بخط ياقوت الحموي في مجلد واحد، فأجازه بمال عظيم، يقال إن قدره مائتا ألف مثقال أو أكثر، وورد كتابه على الناصر صاحب مصر في مقلمة ذهب زنتها ألفا مثقال مرصعة بجوهر قوم بثلاثة آلاف دينار، وجهز إليه مرة مركباً قد ملئ من التفاصيل الهندية الفاخرة الفائقة وأربعة عشر حقاً قد ملئت من فصوص الماس وغير ذلك، فاتفق أن رسله اختلفوا فقتل بعضهم بعضاً، فنمى ذلك إلى صاحب اليمن، فقتل الباقين بمن قتلوا واستولى على الهدية، فبلغ الناصر فغضب وكاتب صاحب اليمن في معنى ذلك، وجرت أمور يطول شرحها، وكان مع سعة مملكته عنينا كوي على صلبه وهو حدث لعلة حصلت له، ويقال إن عساكره بلغت ستمائة ألف، وإنه كان له ألف وسبعمائة فيل، وفي خدمته من الأطباء والحكماء والعلماء والندماء عدد كثير لم يجتمع لغيره، وكان يخطب له على منابر بلاده: سلطان العالم، إسكندر الزمان، خليفة الله في أرضه، انتهى. وله أبيات رقيقة رائقة بالفارسية، منها ما أنشأه في مرض موته: بسيار درين جهان جميديم بسيار نعيم وناز ديديم اسبان بلند تر نشستيم تركان كران بها خريديم كرديم بسي نشاط آخر جون قامت ماه نو خميديم مات سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة. محمد شاه البهمني الملك المؤيد محمد بن الحسن البهمني محمد شاه السلطان المجاهد في سبيل الله قام بالملك بعد والده سنة تسع وخمسين وسبعمائة بأرض دكن، وافتتح أمره بالعدل والسخاء، وسار إلى بلاد تلنكانه سنة ثلاث وستين، فقاتل أهلها ونهبها وغنم من الذهب والجواهر الثمينة ما لا يحصى، وعاد إلى كلبركه، ثم صار في سنة أربع وسبعين إلى تلك البلاد، ولما عرف صاحبها عجزه عن المقاتلة أرسل إليه يطلب المصالحة على مال يؤديه، فأبى محمد شاه ثم أجابه إلى ذلك على ثلاثمائة فيل ومائتي فرس وثلاثة عشر مائة هن وبلدة كولكنده، فأرسل إليه كل ذلك صاحبها وأرسل إليه سريراً مرصعاً من الذهب والجواهر، فرجع إلى كلبركه وأرسل خمس الغنائم إلى الشيخ سراج الدين الجنيدي ليفرقها على من يستحقها من السادة والمشايخ. وفي تلك السنة قدم إليه صاحب بيجانكر وأخذ قلعة مدكل عنوة وقتل ثمانمائة من المسلمين ممن كانوا فيها، فلماس مع محمد شاه اشتعل غضباً وحلف أنه يقتل من الوثنيين مائة ألف في قصاص المقتولين، ثم جعل ولده المجاهد ولي عهده وأوصى إليه وسار بتسعة آلاف فارس إلى صاحب بيجانكر وكان معه ثلاثون ألف فارس وتسعمائة ألف راجل، ونهر كشنه كان عظيماً كثير الزيادة لا يخطر على قلب أحد أن محمد شاه يقدر على عبوره، وأيده الله سبحانه على العبور فأقام على شاطئه، وألقى الله تعالى الرعب في قلب صاحب بيجانكر فهابه وبعث الأحمال والأثقال كلها إلى الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 بيجانكر، وأقام بمعسكره ليستشير أصحابه في الحرب، فإن رضوا بالحرب حاربوه وإلا يذهب إلى بيجانكر ويتحصن بها، والأحمال التي بعثها إلى بيجانكر لم تتجاوز ميلين لشدة الوحل ذلك اليوم، فلما سمع محمد شاه أنه ينتهز الفرصة للفرار بكر إليه بعساكره، فتركوا الفيلة والأموال وما كان معهم من الأحمال وفروا إلى قلعة أودني فأقام محمد شاه في معسكره وقبض على أمواله وأمر بالقتل، فقتل من الوثنيين في ذلك اليوم سبعين ألفاً من الرجال والنساء والولدان من غير تفريق، وحصل له من المغانم ألفان من الفيلة وثلاثمائة من عجلات المدافع وسبعمائة من الأفراس ومعها سنكاسن المرصعة من خاصته. ثم سار إلى مدكل وأقام بها، ولما انقضت أيام المطر قصد قلعة أودني فلما سمع صاحب بيجانكر استخلف بها ابن أخيه وذهب إلى ناحية من نواحي بلاده، فسار محمد شاه إلى بلاد بيجانكر مع المقاتلة، وأرسل الأحمال والأفيال إلى كلبركه وقصد معسكر صاحبها، فبعث إليه صاحب بيجانكر مقدم عساكره بأربعين ألف فارس وخمسمائة ألف راجل، وكان عساكر محمد شاه خمسة عشر ألف فارس وخمسين ألف راجل مع ما لحق به من بعض عساكر الأمراء بعد خروجه عن كلبركه، فالتقوا واقتتلوا وانهزم الوثنيون، وأكثر محمد شاه في القتل فلم ينج منهم إلا القليل النادر، وأقام بها سبعة أيام، وسار محمد شاه في أثر صاحب بيجانكر من طريق إلى طريق ومن مضيق إلى مضيق حتى وصل إلى بيجانكر وحاصرها وضيق على أهلها وأدام الحصار إلى شهر كامل، ثم دبر الحيلة وتمارض وأمر برجوع العساكر من بيجانكر، فلما سمع المشركون ذلك طمعوا في قتلهم ونهب أموالهم، فخرج صاحب بيجانكر من القلعة وتعقب المسلمين حتى وصل إلى ماء تمهندره وعبرها ووصل إلى أرض قفراء، فقام محمد شاه من فراشه وجلس للناس وقت المساء وقويت عساكره برؤيته فأمرهم أن تجهزوا للحرب، وسار بعساكره في الليل إلى معسكر المشركين وكانوا مشتغلين بالرقص والغناء، ولم يعلموا بمجيئه إلا حين وقف على رؤوسهم في البكرة، فاختلت حواسهم وفر كل واحد منهم إلى ناحية من نواحي الأرض وتركوا جميع ما لهم من الأموال والأحمال، وأمر محمد شاه بقتلهم فقتلوا منهم حينئذ عشرة آلاف، وغنم محمد شاه أموالاً طائلة، ثم تعقبهم إلى أربعين ميلاً من بيجانكر وقتل ونهب، فاضطروا إلى الصلح وأرسل كشن راي إلى محمد شاه يطلب الصلح على مال يؤديه عاجلاً، فرجع محمد شاه إلى كلبركه واشتغل بمهمات الدولة، واستقل بالملك سبع عشرة سنة وتسعة أشهر، وتاب في آخر عمره من الخمر. وكانت وفاته في تاسع ذي القعدة الحرام سنة ست وسبعين وسبعمائة، كما في تاريخ فرشته. الشيخ محمد بن عبد الرحيم الأرموي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة محمد بن عبد الرحيم بن محمد الشيخ صفي الدين الشافعي الهندي الأرموي أحد مشاهير العلماء، ولد بالهند في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وستمائة، وأخذ عن جده لأمه، وخرج من بلدته في رجب سنة سبع وستين وستمائة ودخل اليمن، فأكرمه المظفر وأعطاه تسعمائة دينار، ثم حج فأقام بمكة ثلاثة أشهر، ورأى بها ابن سبعين وسمع كلامه، ثم دخل القاهرة في سنة إحدى وسبعين وستمائة ودخل البلاد الرومية، وخرج منها سنة خمس وثمانين وستمائة، ودخل دمشق فاستوطنها وسمع من الفخر ابن البخاري، وقعد في الجامع ودرس بمدارس وكتب على الفتاوي مع الخير والدين والبر للفقراء، وصنف في أصول الدين الزبدة وفي أصول الفقه النهاية والفائق والرسالة السبعية. وقد ذكره تاج الدين السبكي في طبقاته الكبرى والحافظ ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة والقاضي محمد بن علي الشوكاني في البدر الطالع والسيد صديق حسن القنوجي في أبجد العلوم وفي التاج المكلل وغيرهم في غيرها من الكتب. قال السبكي في طبقاته: إنه كان من أعلم الناس بمذهب أبي الحسن وأدراهم بأسراره متضلعاً بالأصلين، اشتغل على القاضي سراج الدين صاحب الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 التلخيص وسمع من الفخر ابن البخاري، روى عنه شيخنا الذهبي، ومن تصانيفه في علم الكلام الزبدة وفي أصول الفقه النهاية والفائق والرسالة السبعية وكل مصنفاته حسنة جامعة لا سيما النهاية مولده ببلاد الهند سنة أربع وأربعين وستمائة، ورحل إلى اليمن سنة سبع وستين، ثم حج وقدم إلى مصر، ثم سار إلى الروم واجتمع بسراج الدين، ثم قدم دمشق سنة خمس وثمانين واستوطنها ودرس بالأتابكية والظاهرية الجوانية وشغل الناس بالعلم، توفي بدمشق سنة خمس عشرة وسبعمائة، وكان خطه في غاية الرداءة، وكان رجلاً ظريفاً ساذجاً فيحكى أنه قال: وجدت في سوق الكتب مرة كتاباً بخط ظننته أقبح من خطي فغاليت في ثمنه واشتريته لأحتج به على من يدعي أن خطي أقبح الخطوط، فلما عدت إلى بيتي وجدته بخطي القديم، ولما وقع من ابن تيمية في المسألة الحموية ما وقع وعقد له المجلس بدار السعادة بين يدي الأمير تنكز وجمع العلماء أشاروا بأن الشيخ الهندي يحضر، فحضر وكان الهندي طويل النفس في التقرير، إذا شرع في وجه يقرره لا يدع شبهة ولا اعتراضاً إلا أشار إليه في التقرير بحيث لا يتم التقرير إلا وقد بعد على المعترض مقاومته، فلما شرع يقرر أخذ ابن تيمية يعجل عليه على عادته وقد يخرج من شيء إلى شيء، فقال له الهندي: ما أراك يا ابن تيمية إلا كالعصفور حيث أردت أن اقبضه من مكان فر إلى مكان آخر، وكان الأمير تنكز يعظم الهندي ويعتقده وكان الهندي شيخ الحاضرين كلهم، صدر عن رأيه وحبس ابن تيمية بسبب تلك المسألة، وهي التي تضمنت قوله بالجهة، ونودي عليه في البلاد وعلى أصحابه وعزلوا عن وظائفهم، انتهى. وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة: إنه ولد بالهند في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وستمائة، وأخذ عن جده لأمه، وخرج من بلدة دهلي في رجب سنة سبع وستين، وقدم اليمن فأكرمه المظفر وأعطاه تسعمائة دينار، ثم حج فأقام بمكة ثلاثة أشهر ورأى بها ابن سبعين وسمع كلامه ثم دخل القاهرة، ثم في سنة إحدى وثمانين دخل البلاد الرومية فأقام بقونية وسيواس وغيرهما، واجتمع بالسراج الأرموي وخدمه وخرج منها سنة خمس وثمانين، وقدم دمشق فاستوطنها وسمع من الفخر ابن البخاري، وعقد حلقة الإشتغال بالجامع، ودرس بالرواحية والدولقية والأتابكية وغيرها، وكتب على الفتاوي مع الخير والدين والبر للفقراء، وصنف في أصول الدين الفائق وفي أصول الفقه النهاية ولما عقد بعض المجالس لابن تيمية عين الصفي الهندي لمناظرته فقال لابن تيمية في أثناء البحث: أنت مثل العصفور ينط من هنا إلى هنا، وكان خطه ضعيفاً وحشياً إلى الغاية، والكمال لله، وقال إنه كان لا يحفظ من القرآن إلا ربعه حتى قيل إنه قرأ المص بفتح الميم وتشديد الصاد، ويقال إنه كان له ورد من الليل، فإذا استيقظ توضأ ولبس أفخر ثيابه حتى الخف والمهماز ويقوم يصلي بتلك الهيئة وكانت في لسانه عجمة الهنود باقية إلى أن مات، قال: وكان فيه دين وتعبد، وله أوراد، وكان حسن الاعتقاد على مذهب السلف، توفي في آخر صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة، انتهى. وقال الشوكاني في البدر الطالع: ولما عقد بعض المجالس لابن تيمية عين صاحب الترجمة لمناظرته، فقال لابن تيمية في أثناء البحث: أنت مثل العصفور تزط من هنا إلى هنا، ولعله قال لما رأى من كثرة فنون ابن تيمية وسعة دائرته في العلوم الاسلامية والرجل ليس بكفء لمناظرة ذلك إلا في فنونه التي يعرفها وقد كان عرياً من سواها، ولهذا قيل إنه ما كان يحفظ من القرآن إلا ربعه، حتى نقل عنه أنه قرأ المص، بفتح الميم وتشديد الصاد، انتهى. وكانت وفاته في آخر صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة، كما في الدرر الكامنة. الشيخ محمد بن كمال الدين الدهلوي الشيخ الفاضل محمد بن كمال بن علي بن أبي بكر الهندي الدهلوي شمس الدين الحنفي، قال الفاسي في العقد: هكذا وجدته منسوباً بخط شيخنا ابن سكر، ووجدت بخطه أيضاً أنه سمع من شيختنا أم الحسن فاطمة، وكان أحد الطلبة يدرس بليغاً كذا الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 وكان يؤم نيابة عن إمامه شيخنا شمس الدين محمد بن محمود بن محمود الخوارزمي المعروف بالمعيد، ولازمه مدة وأخذ عنه علم العربية وغيرها، وكان جاور بمكة سنين كثيرة متأهلاً بها حتى توفي في طاعون كان سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ودفن بالمعلاة، كما في طرب الأماثل. محمد بن المبارك الكرماني الشيخ الصالح محمد بن المبارك بن محمود الحسيني الكرماني ثم الدهلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ العلم على الشيخ فخر الدين الزرادي وعلى غيره من العلماء، وأدرك الشيخ نظام الدين محمداً البدايوني في صباه وحضر مجلسه ثم أخذ بعد وفاته عن صاحبه الشيخ نصير الدين محمود الأودي، وذهب إلى دولت آباد في أيام محمد شاه تغلق مع أعمامه وجده لأمه الشيخ شمس الدين محمد الدامغاني، ثم رجع إلى دهلي ومات بها. ومن مصنفاته سير الأولياء في أخبار المشايخ الجشتية، لم أر له نظيراً في طبقات المشايخ يلوح عليه أثر القبول الرحماني، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وكانت وفاته في سنة سبعين وسبعمائة في عهد فيروزشاه، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد بن محمد الصغاني الشيخ العالم المحدث محمد بن محمد بن سعيد بن عمر بن علي الصغاني العلامة ضياء الدين الهندي الحنفي، هكذا وجد نسبه بخطه في ثبت له ذكر فيه أنه سمع من الجمال المطري صحيح البخاري عن أبي اليمن بن عساكر، وقرأ عليه صحيحي البخاري ومسلم والجامع للترمذي وغير ذلك وعلى قطب بن مكرم الموطا ولبس منه الخرقة وذلك في عشر الأربعين وسبعمائة بالمدينة وسمع بالقاهرة وغيرها، وأقام بالمدينة سنين يفتي ويدرس، ثم حصل بينه وبين أميرها منافرة فبعد ذلك أقام بمكة، وتولى تدريس الحنفية الذي قرره الأمير يلبغا وباشره في شوال سنة ثلاث وستين وسبعمائة، ومات هناك يوم الجمعة الخامس من ذي الحجة سنة ثمانين وسبعمائة وقد جاوز الثمانين، وكان عارفاً بمذهبه وأصوله مع مشاركة في العربية وغيرها، وعنده لمذهبه عصبية مفرطة عيبت عليه لما فيها من الغض من الإمام الشافعي، ذكره الفاسي في العقد، كما في طرب الأماثل. الشيخ محمد بن محمود الباني بتي الشيخ الإمام العالم الصالح محمد بن محمود العثماني الشيخ جلال الدين الباني بتي المشهور بكبير الأولياء، كان من الأولياء السالكين المرتاضين، أخذته الجذبة الربانية في صغر سنه فساح البلاد وأدرك المشايخ الكبار وصحبهم، وأخذ الطريقة عن الشيخ شمس الدين التركي الباني بتي وصحبه مدة من الزمان، ثم قام مقامه في الإرشاد والتلقين، أخذ عنه الشيخ أحمد عبد الحق الردولوي وخلق آخرون، ومن مصنفاته زاد الأبرار في الحقائق والمعارف، وسعد بالحج والزيارة مرتين، ومات في الثالث عشر من ربيع الأول سنة خمس وستين وسبعمائة بمدينة باني بت فدفن بها، كما في سير الأقطاب. الشيخ محمد بن محمود الهانسوي الشيخ العالم الصالح محمد بن محمود الغريب الشيخ برهان الدين بن ناصر الدين الهانسوي، كان ابن أخت الشيخ جمال الدين أحمد الخطيب النعماني الهانسوي، ولد بمدينة هانسي سنة أربع وخمسين وستمائة ونشأ بها، ثم سافر إلى دار الملك وقرأ الفقه والأصول والعربية على أساتذة عصره، ثم استسعد بصحبة الشيخ نظام الدين محمد البدايوني وبايعه، لعله في سنة ثلاث وتسعين وستمائة، وأقام بدهلي مدة حياة شيخه ثم رحل إلى دولت آباد سنة ثمان عشرة- وقيل عشرين- وسبعمائة، فأقام بها مدة حياته. وكان عالماً فقيهاً زاهداً حصوراً صاحب وجد وحالة، انتفع به ناس كثيرون وأخذوا عنه، منهم الشيخ زين الدين داود بن الحسين الشيرازي والشيخ فريد الدين وكمال الدين الكاشاني وركن الدين بن عماد الدين الكاشاني وخلق آخرون. وقد جمع الشيخ ركن الدين ملفوظاته في نفائس الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 الأنفاس وأخوه حماد ابن العماد في أحسن الأقوال وأخوه المجد بن العماد في غريب الكرامات ولها تتمة سماها ببقية الغرائب ومصر باسمه نصير خان صاحب خانديس بلدة في أرض دكن سماها برهان بور. وكانت وفاته يوم الأربعاء الحادي عشر من صفر سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة فدفن بالروضة، كما في روضة الأولياء للبلكرامي. الشيخ محمد بن نظام الدين البهرائجي الشيخ الصالح المعمر محمد بن نظام الدين بن حسام الدين بن فخر الدين بن يحيى بن أبي طالب بن محمود بن علي بن يحيى بن فخر الدين بن حمزة بن حسن بن عباس بن محمد بن علي بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الحسيني البهرائجي أبو جعفر المشهور بأمير ماه، كان من كبار المشايخ، أخذ الطريقة عن الشيخ علاء الدين الحسيني الجيوري ولبس منه الخرقة، وصحب الشيخ جمال الدين الكوئلي وأخذ عنه. ومن مصنفاته المحجوب في عشق المطلوب في المعارف بالفارسية، صنفه في أيام فيروزشاه، وقد لقيه فيروزشاه بمدينة بهرائج واستفاضه، ولقيه السيد أشرف جهانكير السمناني في تلك البلدة واعترف بفضله وكماله، كما في مرآة الأسرار. وفي مهر جهانتاب أنه مات في أيام فيروزشاه، وفي خزينة الأصفياء أنه مات في سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بمدينة بهرائج، فدفن بها. الشيخ محمد بن محمد الكابلي الشيخ العالم المحدث محمد بن محمد بن عمر الحنفي الكابلي الهندي، نزيل مكة ودفينها، ذكره الفاسي في العقد الثمين قال: إنه جاور بمكة مدة حتى مات بها، وسمع بها من عز الدين بن جماعة سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة، قال الفاسي: سألت عنه شيخنا جمال الدين بن ظهيرة فقال: كان شيخاً مباركاً كتب بخطه كثيراً وكان ينوب عن أبي الفتح في الإمامة، ومات قبله بمكة، انتهى طرب الأماثل. الشيخ محمد بن محمد الهندي الشيخ العالم المحدث محمد بن محمد بن محمد بن سعيد الحنفي شرف الدين بن العلامة ضياء الدين الهندي، ذكره الفاسي في العقد الثمين، قال: إنه سمع بمكة من ابن حبيب وابن عبد المعطي وغيرهما، وتوفي سنة ست وسبعين وسبعمائة بالقاهرة، طرب الأماثل. الشيخ محمد بن محمد البلخي الشيخ الصالح محمد بن محمد بن عيسى البلخي أشرف الدين بن ركن الدين البهاري الصوفي الفقيه، أخذ عن الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري ولازمه مدة، وصنف له الشيخ شرف الدين شرحاً بسيطاً على آداب المريدين للضياء أبي النجيب عبد القاهر السهروردي رحمه الله بالفارسية في مجلدات عديدة، وله قصائد في مدح شيخه. الشيخ محمد بن علي السبزواري السيد الشريف محمد بن علي بن العلاء بن غياث بن الحسن بن حمزة بن هارون بن عقيل بن إسماعيل بن علي الأشقر بن جعفر الحسيني السبزواري، المشهور بالحقاني. قدم الهند وأخذ الطريقة عن الشيخ شعبان الملة علي بن محمد الجهونسوي وتزوج ابنته، ثم سكن بقرية سيد سراوان، ثم انتقل إلى قرية تنى ديه من أعمال كره، وله ذرية كثيرة في تلك الناحية، كما في منبع الأنساب. الشيخ محمد بن أحمد الأصفهاني السيد الشريف محمد بن أحمد بن جعفر بن فخر الدين بن محمود بن إبراهيم ابن الحسين بن الإمام علي النقي الحسيني الأصفهاني كان من رجال العلم والطريقة، قدم الهند وأخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الحسيني الأودي، وسكن بمدينة كره، وله ذرية كثيرة في تلك الناحية تعرف الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 بالسادة الأصفهانية وقبره ببلدة كره، كما في منبع الأنساب. الشيخ محمد بن محمد الفرشوري الشيخ الكبير محمد بن محمد الجنيدي ركن الدين بن سراج الدين الفرشوري أحد كبار الأولياء، كان من نسل سيد الطائفة جنيد البغدادي. ولد بمدينة بشاور سنة ثمانين وستمائة، ونشأ بها، وسافر إلى البلاد حتى وصل إلى دولت آباد سنة سبع وسبعمائة، فلازم بها الشيخ علاء الدين علي الجيوري وأخذ عنه الطريقة ثم سار إلى قرية كورجي وسكن بها، وأسلم على يده خلق كثير من المشركين، وانتقل إلى كلبركه سنة سبعين وسبعمائة، فاغتنم قدومه محمد شاه بن علاء الدين حسن البهمني واعتقد فضله وكماله فطابت له الإقامة بها، وكان السلطان يتلقى إشاراته بالقبول. توفي سنة إحدى وثمانين وسبعمائة في أيام محمود شاه البهمني. الشيخ محمد بن يحيى الأودي الشيخ الفاضل الكبير العلامة محمد بن يحيى الشيخ شمس الدين الأودي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، قرأ العلم على مولانا ظهير الدين البهكري والشيخ فريد الدين الشافعي الأودي وعلى غيرهما من الأساتذة، وأخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني وصحبه مدة من الدهر، واستخلفه الشيخ في سنة أربع وعشرين وسبعمائة. وكان عالماً كبيراً بارعاً في كثير من العلوم والفنون، له مصنفات جليلة في العلوم الشرعية، منها شمس المعارف وكان متخلقاً بالأخلاق الملكية ذا زهد وترك وتجريد واستقامة، لم يتزوج قط، وكان لا يرضى بتردد الأغنياء عليه، ولا يلتفت إليهم ويشتغل بالعلم، قال الكرماني في سير الأولياء إنه كلما كان يتفكر في مسألة كأنه يغوص في ذلك، وكان كريم النفس جليل الهيئة عظيم الوقار، يكرمه العلماء والمشايخ، ويستفيد منه الأساتذة، ويفتخرون بالتلمذ له، ويثنون عليه، كما قال الشيخ نصير الدين محمود الأودي فيه رحمه الله. سألت العلم من أحياك حقاً فقال العلم شمس الدين يحيى توفي إلى رحمة الله سبحانه في سنة سبع وأربعين وسبعمائة في عهد شاه تغلق بمدينة دهلي، فدفن بها. الشيخ محمد بن يوسف الأجودهني الشيخ العالم الصالح محمد بن يوسف بن سليمان بن مسعود العمري الشيخ علم الدين الأجودهني، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح. ولد ونشأ بمدينة أجودهن، وتأدب على والده وأخذ عنه الطريقة، وولي المشيخة بعد والده، لقيه ابن بطوطة المغربي حين دخل الهند ونزل عند والده بمدينة أجودهن وذكره في كتابه. الشيخ ممد بن محمد الدمراجي الشيخ العالم المحدث محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر الدمراجي الدهلوي نجيب الدين الحنفي الهندي، هكذا نسبه ابن سكر، كان فاضلاً في مذهبه، وكان يعتمر كل يوم غالباً مدة إقامته بمكة إلى أن ضعفت قواه، توفي بعد سنة تسعين وسبعمائة بيسير وهو في عشر السبعيين. قال الفاسي: سمعت شيخنا قاضي القضاة جمال الدين بن ظهيرة يقول: إن الشيخ نجيب الدين هذا أخبره أن شيخاً له بالهند وصفه بالعلامة، وقدم مكة واجتمع بالعفيف الدلاصي مقرئ الحرم ليقرأ عليه، فاعتذر إليه بأنه لا يقرئ العجم لكونهم لا يخرجون الحروف من مخارجها، فقال: لا عليك أن تسمع قراءتي، فإن رضيت وإلا تركتك، فقال له، اقرأ، فلما شرع في القراءة فقال له: إني أشم منك رائحة النسب فإلى من تنتسب؟ قال: إلى خالد بن الوليد، فقال العفيف: وأنا انتسب إليه، وذكر كل منهما نسبه، فاجتمعا في بعض الأجداد، هذا معنى هذه الحكاية وهي عجيبة وفيها منقبة للشيخ عفيف الدين الدلاصي، وكلام ابن حزم في الجمهرة يقتضي أن خالد بن الوليد لا عقب له، وانتسب إليه خلق كثير من العلماء، الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 والله أعلم بصحة ذلك، انتهى طرب الأماثل. القاضي جلال الدين محمد الكرماني الشيخ الفاضل العلامة القاضي جلال الدين محمد الكرماني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، اصطفاه فيروزشاه السلطان من سائر القضاة، فولاه الصدارة العظمى وفوض إليه تولية الأمور الدينية، فكان السلطان المذكور لا يتداخل في شيء من الأمور. قال البرني في تاريخه: إنه كان بغزارة علمه وفرط ذكائه غزالي عصره ورازي دهره، فوض إليه السلطان كل ما يتعلق بالشريعة الحقة وكل ما يتعلق بالصلات والجوائز والمناصب في جميع بلاد الهند، فحصلت له رتبة لم تحصل لغيره من الصدور قبله، انتهى. شمس الدين محمد الشيرازي الشيخ العابد الزاهد شمس الدين محمد الشيرازي كان من المعمرين، لقيه محمد ابن بطوطة المغربي الرحالة بمدينة بهكر من أرض السند في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، وذكره في كتابه وقال: ذكر لي أن سنه تزيد على مائة وعشرين عاماً، انتهى. مولانا شمس الدين محمد الدامغاني الشيخ الفاضل الكبير شمس الدين محمد الدامغاني، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، قرأ العلم على الشيخ شمس الدين الخوارزمي وعلى غيره من الأساتذة بدار الملك دهلي، قرأ علي الخوارزمي مشاركاً للشيخ نظام الدين محمد البدايوني، ورحل إلى دولت آباد في أيام محمد شاه تغلق، ولبث بها مدة من الزمان ودرس بها، أخذ عنه الشيخ عين الدين البيجابوري بدولت آباد. علاء الدين محمد شاه الخلجي الملك المؤيد محمد بن مسعود الخلجي السلطان علاء الدين محمد شاه كان ابن أخي السلطان جلال الدين الخلجي وختنه، أقطعه مدينة كره وما والاها من من البلاد، وذهب إلى ديوكير حيث لم يبلغ إليه أحد من الملوك في القرون الماضية، وديوكير كانت كرسي بلاد مالوه ومرهته وكان سلطانها أكبر سلاطين الكفار، فأذعن له سلطانها بالطاعة وأهدى له هدايا عظيمة، فرجع إلى مدينة كره سالماً ظافراً، ولم يبعث إلى عمه شيئاً من الغنائم فأغرى الناس عمه به فبعث إليه، فامتنع من الوصول إليه، فقال عمه: أنا أذهب إليه وآتي به فإنه محل ولدي، فتجهز في عساكره وطوى المراحل حتى حل بساحة مدينة كره وركب النهر بقصد الوصول إلى ابن أخيه، وركب ابن أخيه أيضاً في مركب ثان عازماً على الفتك به وقال لأصحابه: إذا أنا عانقته فاقتلوه، فلما التقيا وسط النهر عانقه ابن أخيه وقتله أصحابه كما أمرهم، واحتوى على ملكه وعساكره، وعاد بعضهم إلى دهلي واجتمعوا على ركن الدين بن جلال الدين فخرج بقتاله، فهربوا جميعاً إلى علاء الدين وفر ركن الدين إلى السند. ودخل علاء الدين دار الملك في سنة ست وتسعين وستمائة، واستقام له الأمر عشرين سنة، ففتح البلاد وسخرها، وقاتل التتر قتالاً شديداً وأكثر الفتك والأسر فيهم فانهزموا إلى خراسان، ثم سير عساكره إلى كجرات في سنة سبع وتسعين فقاتلوا صاحبها راي كرن، وقتلوا ونهبوا في تلك البلاد ثم ملكوا نهرواله وما والاها من البلاد، وفر راي كرن إلى ديوكير واحتمى بصاحبها. وفي تلك السنة قدم قتلق خواجه عظيم التتر ومعه مائتا ألف فارس، فنهب البلاد وأحرقها ووصل إلى ظاهر مدينة دهلي، فخرج علاء الدين ومعه ثلاثمائة ألف فارس وألفان وسبعمائة من الفيلة، فقاتله قتالاً شديداً وهزمه إلى ما وراء النهر، وبعث عساكره إلى رنتهنبور في سنة تسع وتسعين وستمائة فحاصروها وضيقوا على أهلها، ثم سار علاء الدين بنفسه إلى تلك القلعة وشدد في القتال وفتحها بعد مدة من الزمان وقتل صاحبها همير ديو ووزيره أنمل وخلقاً كثيراً من أهله، وخرج عليه في أثناء ذلك رجال من أهله فقتلوا. ولما رجع إلى مدينة دهلي جمع أصحابه وشاورهم في البغي والخروج، فقالوا: إن أسباب ذلك أربعة: الأول غفلة الملك عن الناس ومعاملتهم فيما بينهم، والثاني إدمان الخمر وإعلانه، والثالث مصاهرة الملوك والأمراء فيما بينهم، والرابع إفراط المال في الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 أيدي الناس، فقام السلطان لدفع الأسباب المذكورة وعين الجواسيس على الناس حتى ضاق عليهم الكلام في أمر من الأمور في الخلوة ثم أصلح الطرق والشوارع بحيث لا يقدر أحد أن يتعرض لعجوز في الطريق من منتهى أرض بنكاله إلى بلاد السند، ثم نهى الناس عن شرب الخمر وأهرقها وكسر الظروف، ونهى الأمراء أن يصاهر بعضهم بعضاً بدون إذنه، ثم توجه إلى المال وقبض ما كان في أيدي الناس من أقطاع الأرض والقرى وقفاً كان أو ملكاً أو إنعاماً تبرعاً من الملوك فجعل كلها خالصة له، ومد يده في أموال الناس فأخذها بالمصادرة، ثم أسس القوانين للمالية ليستوي الضعيف بالقوي: ألف أن يؤخذ النصف من غلات الأرض لبيت المال على وجه المساحة بغير استثناء، ب أن ما يحصل للمقدم والجودهري أيضاً يدخل في بيت المال، ج لا يساغ للناس أن يزيدوا على أربع بقرات للزرع وجاموستين وبقرتين واثني عشر رأساً من المعز سواء كان مقدماً أو جودهرياً أو كان من عامة الناس، د أن يؤخذ منهم مكس العلف على رؤس الدواب، ثم شدد في تنفيذها حتى استوت الضعفاء بالأقوياء. ثم سار بعساكره إلى حصن جتور وكان من أحصن الحصون وأمنعها في بلاد الهند، ففتحها عنوة في سنة ثلاث وسبعمائة، وبعث عساكره إلى ورنكل من بلاد دكن. وقدم عساكر التتر العظيمة في تلك السنة فهزمهم، ثم قدم التتر في سنة سبع وسبعمائة بأربعين ألف فارس ووصلوا إلى أمروهه، فبعث إليهم الغازي ملك تغلق الذي ولي الملك بعد مبارك شاه فقاتلهم وأكثر الفتك والأسر فيهم وغنم منهم عشرين ألف فرس. وبعث عين الملك الملتاني إلى بلاد مالوه فقاتل صاحبها وقبض على أجين ومندو ودهار وجنديري وغيرها من البلاد العظيمة، ثم قدم التتر فبعث الغازي ملك تغلق إليهم فقاتلهم قتالاً شديداً وهزمهم إلى بلادهم، ثم بعث العساكر إلى ديوكير، ولما عرف صاحبها عجزه عن المقاتلة خرج منها ولقي مقدم العساكر الاسلامية وأهدى إليه الهدايا الجميلة، ثم جاء إلى دهلي وأدرك علاء الدين وأذعن له بالطاعة، فأقطعه علاء الدين بلاده وضم إليها بعض البلاد من إيالة كجرات. وأما عساكره المبعوثة إلى ورنكل، وكانت كرسي بلاد دكن، فإنهم وصلوا إلى ذلك الحصن وحاصروه وأداموا الحصار وضيقوا على أهلها وقاتلوهم قتالاً شديداً حتى فتح الله سبحانه عليهم بالمصالحة على مال يؤديه صاحبها عاجلاً وآجلاً، وكذلك بعث عساكره إلى بلاد المعبر ففتحوها وأسسوا بها مسجداً وهو أول مسجد أسس بتلك البلاد. قال محمد قاسم بن غلام علي البيجابوري في تاريخه: إن عدة المعارك العلائين كانت أربعاً وثمانين وفي كلها ظفر وغنم، وكانت عدة خدمه سبعين ألفاً، سبعة آلاف منهم كانوا بنائين، انتهى. ثم إنه أسس قواعد السعر للأطعمة والأقمشة ولكل ما يحتاج إليه الناس، أما وضع القواعد لسعر الأطعمة فالأولى منها أنه ولي رجلاً من أهل الدين والأمانة على الإحتساب في سوق الأطعمة لينظر في الأسعار، والثانية أنه أمر أن ما تحصل من زروع الخالصة الشاهانية من الغلة تخزن في العمالات، فإن ارتفع السعر أو قلت الأطعمة بيعت أطعمة المخزن بثمن معين، والثالثة أنه أمر المحتسب باحضار التجار وإسكانهم على شاطئ نهر جمنا بمدينة دهلي وأمرهم أن يأتوا بالأطعمة من نواحي الأرض ويبيعوها بالأسعار التي قررها السلطان، والرابعة أن يمنع الناس عن الإحتكار ويشدد عليهم إن ثبت ذلك، والخامسة أنه إذا حصد الزرع فلا يساغ لهم أن يختزنوه بل يبيعونه كله في تلك الساعة غير ما يكفيهم للقوت في تلك السنة، والسادسة أنه أمر المحتسب أن يعرض عليه كل يوم أسعارهم وكان يتفقد بنفسه ويسأل عن أسعارهم ويعزرهم إن لم يأتمروا بها. وأما وضع القواعد لحفظ أسعار الأقمشة فالأولى منها أنه بنى حوانيت عالية البناء عند الباب البدايوني بمدينة دهلي وأمر أن يسكن به البزازون ويبيعوا الأقمشة الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 بها من الصباح إلى الظهيرة ولا يبيع أحد في غير ذلك الموضع أصلاً، وسمى تلك الحوانيت سراي عدل، والثانية أنه وضع دفتراً للبزازين الذين كانوا يأتون بالأقمشة من بلاد أخرى ويبيعون بمدينة دهلي بالأسعار المعلومة، والثالثة أن من يريد من الأغنياء الأقمشة الثمينة يستأذن من شحنة السوق أولاً ثم يشتريها لئلا يشتريها البزازون بالأسعار المعهودة ويبيعوها في بلاد أخرى بغير تلك الأسعار، والرابعة أنه أمر أن يعطي التجار الملتانيون ألفي ألف تنكه ليجلبوا الأقمشة من بلاد أخرى ويبيعوها في سراي عدل بالأسعار المعهودة. وأما وضع القواعد لحفظ أسعار الخيل فالأولى منها أنه نهى أرباب الأموال أن يشتروا الخيل من التجار ونهى التجار، أن يبيعوهم إياها وشدد في تنفيذها، الثانية أنه شدد على السماسرة إن ثبت أنهم توسطوا في الزيادة على الأسعار المعهودة، والثالثة أنه كان يتفقد بنفسه عن السماسرة ويسأل عن الأسعار، فإن ظهر الزيادة أو النقصان بما تعهده يعاقبهم جميعاً. أما الأسعار التي عينها ولا تزيد عنها ولا تنقص في أيامه فنذكرها في فصول: الأول أسعار الأطعمة، فالحنطة كانت تباع منا منها بسبعة جيتل، والشعير منا منه بأربعة جيتل، والأرز منا منه بخمسة جيتل، والحمص منا منها بخمسة جيتل، والفول منا منه بخمسة جيتل، والموتم منا منها بثلاثة جيتل. والثاني أسعار الأقمشة: جيره دهلي بست عشرة تنكة جيره كوبكه بست تنكات، سري صاف الأعلى منها بخمس تنكات، والمتوسط منها بثلاث تنكات، والأدنى منها بتنكتين، سلائي الأعلى منها بأربع تنكات والمتوسط بثلاث تنكات، والأدنى بتنكتين، الكرباس الأعلى عشرون ذراعاً بتنكة، الكرباس المتوسط ثلاثون ذراعاً بتنكة، الكرباس الأدنى أربعون ذراعاً بتنكة، الكرباس الساذج بعشرة جيتل. والثالث أسعار الخيل: فالقسم الأول منها من مائة تنكة إلى مائة وعشرين، والقاسم الثاني من ثمانين إلى سبعين، والقسم الثالث من خمس وستين إلى سبعين، واليابو من اثنتي عشرة إلى عشرين. والرابع أسعار العبيد: الأعلى منهم من مائة إلى مائتي تنكة، والمتوسط منهم من عشرين إلى أربعين، والأدنى منهم من خمس إلى عشر تنكات. والخامس أسعار غير ذلك مما يحتاج إليه الناس، فالسكر القالب المصري الآثار منه بجيتلين، والسكر بجيتل واحد، والسمن البقري بنصف جيتل، ودهن الحل ثلاثة آثار منه بجيتل، والملح خمسة آثار منه بجيتل. وكذلك قرر الأسعار للبقر والجواميس والإبل والمعز والضأن وغيرها، لكل شيء مما يحتاج إليه الناس من الإبرة فما فوقها على ما يناسبه الزمان. أما النقود والأوزان التي كانت في أيامه فالتنكة كانت ذهبية وفضية بقدر التولة، والمراد ههنا الفضية وكانت تبادل بخمسين جيتل، والجيتل كان من النحاس بقدر التولة وقيل بقدر تولتين إلا ربعاً، وكان المن أربعين آثاراً، والآثار أربع وعشرون تولة. وأما رواتب العسكرية في أيامه فكانت أربعاً وثلاثين ومائتي تنكة سنوية للقسم الأول، وستاً وخمسين ومائة تنكة للقسم الثاني، وثمانياً وسبعين تنكة للقسم الثالث. وأما عساكره فكانت خمسة وسبعين ألفاً وأربعمائة ألف فارس. وكانت وفاته في سادس شوال سنة ست عشرة وسبعمائة، كما في تاريخ فرشته. محمد المنجم البدخشي السيد الشريف العلامة محمد المنجم البدخشي الدفين بكلبركه كان من العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والنجوم وسائر الفنون الحكمية، ولاه السلطان علاء الدين حسن البهمني صاحب دكن قضاء المعسكر بكلبركه، فقام به مدة حياته، كما في تاريخ فرشته. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 الشيخ محمد بن محمود الكراني الشيخ العالم المحدث محمد بن محمود بن يوسف بن علي الكراني الهندي الحنفي، سمع من الزين الطبري وعبد الوهاب بن محمد بن يحيى الواسطي وغيرهما من شيوخ مكة، ذكره الفاسي في العقد الثمين، كما في طرب الأماثل. الشيخ محمد بن محمود الكرماني الشيخ الصالح محمد بن محمود الحسيني الكرماني أحد رجال العلم والطريقة، كان يكتسب بالتجارة، وكلما كان يقدم لاهور يذهب إلى أجودهن ويزور الشيخ فريد الدين مسعوداً الأجودهني ويحظى بصحبته حتى رسخ في قلبه محبته، فترك التجارة ولازمه وأخذ عنه. ولما توفي الشيخ رحل إلى دهلي ولازمه الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني وانقطع إلى الله سبحانه، مات في سنة إحدى عشرة وسبعمائة بدهلي فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. محمد البغدادي الشيخ المعمر محمد البغدادي الزاهد أدركه محمد بن بطوطة المغربي بسيوستان سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وذكره في كتابه، قال: إني لقيته بسيوستان، وهو بالزاوية التي على قبر الشيخ الصالح عثمان بن حسن المرندي، وذكر أن عمره يزيد على مائة وأربعين سنة، وأنه حضر قتل المستعصم بالله آخر خلفاء بني العباس رضي الله عنهم لما قتله الكافر هلاكو بن تولائي التتري، وهذا الشيخ على كبر سنه قوي الجثة يمشي على قدميه، انتهى. محمد بن شمس العثماني الشيخ الفقيه محمد بن شمس بن صلاح بن محمد بن محمد بن أبي بكر ابن إسماعيل بن السري السقطي العثماني الشيخ محمد معروف الأميتهوي أحد الفقهاء الحنفية. انتقل والده من العراق إلى الهند وولي القضاء بستركه في أيام علاء الدين الخلجي فسكن بها، وانتقل محمد معروف من ستركه إلى أميتهي وولي القضاء بها سنة خمس وأربعين وسبعمائة في أيام محمد شاه تغلق، ولما مات ولي مكانه ولده نجم الدين إسماعيل، وله ذرية كثيرة ببلدة أميتهي، كما في رياض عثماني. محمود شاه البهمني الملك المؤيد محمود بن الحسن البهمني محمود شاه السلطان العادل الفاضل، ولي المملكة بعد أخيه داود شاه في سنة ثمانين وسبعمائة وجلس على سرير والده بمدينة كلبركه، وافتتح أمره بالعدل والإحسان. وكان من خيار السلاطين عادلاً باذلاً كريماً فاضلاً، عارفاً باللغة العربية والفارسية، يتكلم بهما في غاية الطلاقة، وكان جيد الكتابة حلو الخط جيده، وله ميل إلى قرض الشعر، وقد اجتمع العلماء عنده من كل ناحية وبلدة، وقصده خواجه شمس الدين الحافظ الشيرازي الشاعر المشهور وركب على المركب المحمود شاهي، ثم رجع وأرسل إليه أبياتاً من إنشائه مستهلها: دمى باغم بسر بردن جهان يكسر نمى ارزد بمى بفروش دلق ماكزين بهتر نمى ارزد بسى آسان نمود اول غم دريا ببوي زر غلط كردم كه يك موجش بصد من زر نمى# ارزد إلى غير ذلك من الأبيات الرقيقة الرائقة. فبعث إليه محمود شاه ألف تنكة من الذهب. ومن مآثره أنه أنشأ المكاتب لتعليم اليتامى في كلبركه وبيدر وقندهار وإيلجبور وجنير وجيول ودائل وفي بلاد أخرى من مملكته، وجعل الأرزاق السنية للمحدثين ليشتغلوا بالحديث بجمع الهمة وفراغ الخاطر، وكان يعظمهم غاية التعظيم، وجعل الأرزاق للعميان والمقعدين. وكان يتكلف في الزي واللباس قبل أن يصل إلى السلطنة تكلفاً بالغاً، فلما قام بالملك ترك التكلف والتصنع في ذلك، وكان يقول: إن الملوك أمناء الله على بيت مال المسلمين، فلا ينبغي لهم أن يأخذوا منه ما يزيد على قدر الحاجة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 ومن شعره قوله: عافيت در سينه كار خون فاسد ميكند رخصتي أي دل كه از الماس نشتر ميخورم توفي إلى رحمة الله سبحانه في سنة تسع وتسعين وسبعمائة، وكانت مدته تسع عشرة سنة وتسعة أشهر وعشرين يوماً، كما في تاريخ فرشته. الشيخ محمود بن محمد الدهلوي السيد الشريف العلامة العفيف محمود بن محمد بن أحمد المدني الشيخ قوام الدين الدهلوي أحد الفقهاء المبرزين في العلم والمعرفة من سلالة الإمام الهمام الحسن السبط الأكبر عليه وعلى جده السلام، كان إمام عصره في الآفاق علماً وزهداً وشجاعة وسخاء. ولد في سنة سبع وعشرين وستمائة وطلب العلم ودخل الهند مع والده الأمير الكبير بدر الملة المنير قطب الدين محمد بن أحمد الحسني الحسيني المدني، فزوجه شمس الدين الإلتمش ابنته فتحة السلطانة، فأقام بدهلي وتمكن بها للدرس والإفادة، أخذ عنه ابن أخيه القاضي ركن الدين بن نظام الدين الكروي والشيخ علاء الدين الحسيني الجيوري وخلق آخرون. مات في سنة عشر وسبعمائة وله ثلاث وثمانون سنة، كما في تذكرة السادات. الشيخ محمود بن يحيى الأودي الشيخ الإمام العالم الكبير الزاهد المجاهد نصير الدين محمود بن يحيى بن عبد اللطيف الحسيني اليزدي ثم الأودي الدفين بمدينة دهلي كان من كبار الأولياء لله السالكين المرتاضين. ولد ونشأ بأرض أوده، ولما بلغ التاسعة من سنه توفي والده، فتربى في حجر أمه العفيفة، واشتغل بالعلم، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد الكريم الشرواني إلى هداية الفقه وأصول البزدوي، ولما مات الشرواني اشتغل على مولانا افتخار الدين محمد الكيلاني وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وفي خير المجالس لجامعه حميد الدين القلندري الدهلوي أنه قرأ هداية الفقه على الشيخ فخر الدين الهانسوي وقرأ أصول البزدوي على القاضي محي الدين الكاشاني، وفي سبحة المرجان أنه قرأ بعض الكتب على الشيخ شمس الدين محمد بن يحيى الأودي، وبالجملة فإنه فرغ من البحث والإشتغال في الخامس والعشرين من سنه، كما في مناقب العارفين. وأخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني بدهلي وأقام بها ولازمه مدة من الدهر، واستخلفه الشيخ في سنة أربع وعشرين وسبعمائة، ولما توفي الشيخ إلى رحمة الله سبحانه جلس على كرسي مشيخته وأوفى حقوق الطريقة. وكان ظاهر الوضاءة دائم البشر كثير البهاء كريم النفس طيب الأخلاق أبعد الناس عن الفحش وأقربهم إلى الحق، لا يغضب لنفسه، ولا يتغير لغير ربه، سريع الدمعة شديد الخشية، حسن القصد والإخلاص والإبتهال إلى الله تعالى مع شدة الخوف منه ودوام المراقبة له والتمسك بالأثر والدعاء إلى الله سبحانه ونفع الخلق والإحسان إليهم مع الصدق والعفاف والقنوع والتوكل والزهد والمجاهدة، له كشوف وكرامات ووقائع غريبة لا تحملها بطون الأوراق. أخذ عنه الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي الدفين بكلبركه والشيخ أحمد بن شهاب الحكيم الدهلوي والشيخ عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي والشيخ كمال الدين العلامة والشيخ محمد بن جعفر الحسيني المكي والشيخ أحمد بن محمد التهانيسري وخلق كثير لا يحصون بحد وعد. وكانت وفاته في الثامن عشر من رمضان سنة سبع وخمسين وسبعمائة بمدينة جهلي، فدفن بها، كما في أخبار الأخيار. الشيخ محمود بن محمد الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير محمود بن محمد الشيخ سعيد الدين الدهلوي أحد كبار الفقهاء الحنفية، شرح المنار في الأصول لحافظ الدين بكتاب سماه إفاضة الأنوار في إضاءة أصول المنار، كما في الأثمار الجنية لعلي القاري والجواهر المضية في الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 طبقات الحنفية للشيخ عبد القادر أبي محمد القرشي، ولم يذكره السمعاني في الأنساب. الشيخ محمود بن الحسين الحسيني البخاري الشيخ الصالح الفقيه محمود بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن علي الحسيني البخاري الشيخ ناصر الدين الأجي أحد المشايخ المعروفين بأرض الهند، وهو ولد بنت الشيخ محمد بن الحسين بن علي الحسيني البخاري، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وأخذ عن والده وتفقه عليه، ثم تولى المشيخة بعده. وكان له ثلاث زوجات: إحداهن بي بي بهلسي بنت حسين شاه لنكاه الملتاني، والثانية بي بي سعادت، كانت من بنات الأشراف من أهل دهلي، والثالثة كانت من طائفة دهر، وكان له ثلاثة وعشرون ابناً وخمس بنات، وخمسة أبناء منهم يعرفون بالأقطاب: الشيخ حامد الكبير، وعلم الدين وشهاب الدين وإسماعيل، وفضل الله، وأختان لهم كانوا من بي بي بهلسي، وابنان برهان الدين عبد الله، وعلاء الدين كانا من بي بي سعادت، وابنان شرف الدين، ونظام الدين كانا من التي كانت من طائفة دهر، وسائر الأبناء والبنات كانوا من بطون الجواري والسراري، كما في تذكرة السادة البخارية. وكانت وفاته في سنة ثمانمائة، والدليل على ذلك أن ولده عبد الله بن محمود رحل إلى كجرات بعد سنتين من وفاته في سنة اثنتين وثمانمائة، ولأنه ولد عبد الله في سنة تسعين وسبعمائة ورحل إلى كجرات في الثانية عشرة من سنه، كما في كتب الأخبار، فما في خزينة الأصفياء أن محموداً توفي في سنة سبع وأربعين وثمانمائة فهو مما لا يعتمد عليه. الشيخ محمود بن يوسف الكراني الشيخ العالم المحدث محمود بن يوسف بن علي الكراني الهندي الحنفي نصير الدين نزيل مكة سمع من الرضي الطبري صحيح ابن حبان وأجازه، وسمع من الزين الطبري والجمال المطري والشيخ خليل المالكي، وسمع منه ابن سكر أحاديث من صحيح ابن حبان وأجازه، وذلك في رجب سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، ومات بعد توجهه من مكة إلى بلاد الهند، ذكره الفاسي في العقد الثمين، كما في طرب الأماثل. الشيخ مخلص بن عبد الله الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير العلامة مخلص بن عبد الله الشيخ حميد الدين الهندي الدهلوي أحد كبار الفقهاء الحنفية، كان مولى لإحدى عجائز هذه الديار فخصه الله تعالى بالمنح السنية والعطية الأزلية البهية ورزقه الإلمام بالعلوم وجعله من الأعلام، وخلع عليه خلعة القبول، وأهب عليه من مهاب اللطف الصباء والقبول، ويسر له تحصيل العلوم الشرعية أولاً، ونشر له علم القبول على قلوب البرية آخراً، فجمع الفنين وحاز المرتبتين، وشرح الهداية شرحاً حسناً ولم يكمله، وصنف تفسيراً سماه كشف الكشاف وله مؤلفات أخر، ذكره الشيخ مجد الدين الفيروز آبادي في تأليفه المسمى بالألطاف الخفية في أشراف الحنفية، كما في الأثمار الجنية لعلي القاري. قال الجلبي في كشف الظنون: وشرحه لهداية الفقه شرح مفيد، ما قصر فيه عن تحقيق المباني ولا ائتلى فيه تنقيح المعاني، وشرح ممزوج لطيف أوله: الحمد لله الذي هدانا في بدايتنا إلى خدمة كتابه المبين، الخ. وكانت وفاته في سنة أربع وستين وسبعمائة كما في سبحة المرجان. الشيخ مسعود بن شيبة السندي الشيخ الفاضل الكبير مسعود بن شيبة بن الحسين السندي عماد الدين الملقب بشيخ الإسلام، له كتاب التعليم وله طبقات الحنفية كما في الأثمار الجنية، الشيخ موسى بن إسحاق الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير موسى بن إسحاق بن علي بن إسحاق الحسيني البخاري الدهلوي كان ابن بنت الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، ولد بأجودهن وتوفي والده في صغر سنه، فاستقدمه الشيخ نظام الدين محمد البدايوني إلى دهلي مع صنوه الكبير الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 محمد وأمهما فتربى في حجر الشيخ المذكور، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على وجيه الدين البائلي، ومهر في الشعر والموسيقى وسائر الفنون الحكمية، كما في سير الأولياء. الشيخ موسى بن الجلال الملتاني الشيخ العالم الفقيه موسى بن الجلال الملتاني الشيخ نور الدين موسى كان ابن أخت الشيخ أبي الفتح ركن الدين بن صدر الدين الملتاني، أخذ عنه ولازمه ملازمة طويلة حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وكان رحمه الله يدرس ويفيد في المدرسة البهائية بمدينة ملتان، قرأ عليه الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري الأجي، ولازمه سنة كاملة، كما في جامع العلوم. الشيخ مجد الدين الكاشاني الشيخ العالم الصالح مجد الدين بن عماد الدين الكاشاني ثم الدولت آبادي أحد المشايخ المشهورين في عصره، قرأ العلم على الشيخ زين الدين داود بن الحسين الشيرازي، ثم بايع الشيخ برهان الدين الغريب الهانسوي، وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة حياته، وجمع كراماته في كتابه غريب الكرامات، ولها تتمة سماها بقية الغرائب، مات بدولت آباد ودفن بالروضة. الشيخ محي الدين الكاشاني الشيخ الفاضل الكبير القاضي محي الدين بن جلال الدين بن قطب الدين الحنفي الصوفي الكاشاني أحد كبار العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، قرأ العلم على الشيخ شمس الدين القوشجي وعلى غيره من العلماء بدار الملك دهلي، ثم تصدى للدرس والإفادة حتى ظهر تقدمه في فنون عديدة، وأخذ عنه غير واحد من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني، وكتب له الشيخ نسخة الإجازة بيده الكريمة، وهي كما نص عليها محمد بن المبارك العلوي الكرماني في سير الأولياء هكذا. مي بايد كه تارك دنيا باشي، بسوى دنيا وارباب دنيا مائل نشوى، وده قبول نكني، وصلة بادشاهان نكيري، واكر مسافران برتو رسند وبر تو جيزي نباشد أين حال نعمتي شمري أزنعمتهائي إلهي، فإن فعلت ما أمرتك وظني بك أن تفعل كذلك فأنت خليفتي، وإن لم تفعل فالله خليفتي على المسلمين، انتهى. ففعل القاضي ما أمر به الشيخ، ومزق سند القضاء بحضرته، وانقطع إلى الله سبحانه مع اشتغاله بالإفادة والعبادة حتى تواترت عليه الفاقة ولم يقدر عياله أن يتحملوا ذلك، فأخبر بذلك بعض أصدقائه ملك ذلك العصر السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، فولاه القضاء بأرض أوده وكان موروثاً من آبائه، فاستأذن الشيخ في قبوله معتذراً بأنه من غير طلبه، فكبر ذلك عليه وقال: تلك خطرة مرت على قلبك فكيف يكون بغير طلبك؟ ثم استرد منه الإجازة فضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه وظن أن لا ملجأ منه إلا إليه، وجرت على ذلك سنة كاملة، ثم رضي عنه الشيخ ومنحه الخلافة عنه، فقصر همته على الزهد والإستقامة. وكانت وفاته في حياة شيخه، كما في سير الأولياء وكان ذلك في سنة تسع عشرة وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. مولانا معز الدين الاندلهني الشيخ الفاضل الكبير معز الدين الاندلهني أحد العلماء المتمكنين في الدرس والإفادة، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. الشيخ معين الدين الباخرزي الشيخ الفاضل معين الدين الباخرزي كان بمدينة قنوج، لقيه الشيخ محمد بن بطوطة المغربي بها فأضافه، وذكره في كتابه. الشيخ معين الدين اللوني الشيخ الفاضل معين الدين اللوني أحد الأساتذة المشهورين في عصره، كان يدرس ويفيد بدار الملك الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 دهلي في أيام محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا معين الدين العمراني الشيخ الفاضل العلامة معين الدين العمراني المدار عليه للأفاضل المشار إليه بالأنامل انتهت إليه رياسة التدريس بمدينة دهلي، وكان ذا قوة في النظر وممارسة جيدة في المنطق والكلام والفقه والأصول والمعاني والبيان، كان يصرف جميع أوقاته في الدرس والإفادة، عم نفعه أهل عصره بحيث أنه ما كان من عالم في عصره إلا أخذ عنه. قال البلكرامي في سبحة المرجان أرسله محمد بن تغلق شاه إلى القاضي عضد الدين الأيجي بشيراز وأتحفه بالهدايا وطلب قدومه إلى الهند، فلما سمع بذلك السلطان أبو إسحاق الشيرازي منع القاضي من الرحلة إلى الهند، وأكرم معين الدين العمراني. وللعمراني مصنفات جليلة، منها شروح وتعليقات على كنز الدقائق والحسامي ومفتاح العلوم انتهى. الشيخ معز الدين الأجودهني الشيخ العالم الصالح معز الدين بن علاء الدين يوسف العمري الأجودهني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة أجودهن، قرأ العلم على الشيخ وجيه الدين البائلي، وتولى المشيخة بعد والده فاستقل بها مدة من الزمان، ثم استقدمه محمد شاه تغلق إلى دهلي، فأقام بها زماناً، ثم بعثه إلى كجرات فاستشهد بها، كما في سير الأولياء، وهو ممن لقيه الشيخ ابن بطوطة المغربي ببلدة أجودهن حين نزل عند والده. الشيخ معز الدين الدهلوي الشيخ الفاضل معز الدين بن علاء الدين بن شهاب الدين بن شيخ بن أحمد الخطابي المديني ثم الهندي الدهلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح. ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وأخذ عن الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري الأجي ولازمه زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سبع مرات ورجع إلى الهند، فلما وصل إلى كجرات أقام بها وتزوج وعاش عمراً طويلاً، توفي سنة أربع وتسعين وسبعمائة بكجرات وله مائة وأربعون، كما في كلزار أبرار. القاضي مغيث الدين البيانوي الشيخ العالم الفقيه الصالح مغيث الدين الحنفي البيانوي أحد كبار الفقهاء الحنفية، انتهت إليه رياسة العلم والعمل في عصر السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، والسلطان كان يقربه إلى نفسه ويخلو به ويدعوه إلى مائدة الطعام، ويحسن الظن به دون غيره من العلماء، وكان القاضي لا يخافه في قول الحق. قال القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه: إن السلطان قال له مرة: إني سائلك عن أشياء فلا تقل غير الحق، فقال القاضي: أظن أن الموت قد دنا مني، فقال: كيف علمت ذلك؟ فقال: لأن السلطان يسألني عن أشياء، فإذا قلت ما هو الحق غضب علي ثم يقتلني، فقال: إني لست بقاتلك أبداً، ثم سأله عن الوثنيين كيف يصيرون ذميين في الشرع؟ فأجاب القاضي أنهم إذا أدوا الجزية عن يد وهم صاغرون حتى أن المحصل إذا أراد أن يبصق في أفواههم فتحوها لذلك، وهذا قول أبي حنيفة، وأما غيره من المجتهدين فإنهم لا يجيزون أخذ الجزية من الوثنيين، فعندهم إما السيف وإما الإسلام، فضحك السلطان وقال: ما كان لي علم بما تقول ولكني سمعت أنهم لا يؤدون الجزية ويركبون الخيل ويرمون النبال الفارسية ويلبسون الثياب الثمينة ويتزينون بكل زينة ويشربون الخمر ولا يخضعون للولاة فقلت في نفسي: إني عزمت على أن أفتح بلاداً أخرى وكيف أفتح إذ لم يخضع لنا أهل هذه البلاد ؟ فأمرت بالتشديد حتى خضعوا، وأنت عالم ولكنك ما اختبرت الأمور، وإني جاهل ولكني اختبرت الأمور وجربت الأحوال، فاعلم أن الوثنيين لا يخضعون لنا حتى يعزروا ولا يترك لهم إلا ما يكفيهم، ثم سأله عن السرقة والإرتشاء والخيانة هل تجوز للعمال وكتاب الدواوين في الشرع أم لا؟ فأجاب القاضي: الذي الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 وجدت في كتب الشرع أن العمال إن لم يعطوا ما يكفيهم للحوائج فأخذوا من بيت المال أو ارتشوا أو أنفقوا شيئاً من الخراج يجوز لأولي الأمر أن يأخذوهم بالمال أو بالحبس حسب ما اقتضاه الحال، وأما قطع اليد في ذلك فلم يرد به الشرع، فقال السلطان: إني أمرت أن يعطي العمال ما يكفيهم موسعاً عليهم، ولكنهم إذا خانوا في العمل أخذ منهم بالضرب والحبس والقيد، ولذلك ترى أن السرقة والإرتشاء والخيانة قد فقدت في هذا العهد، ثم قال: الأموال التي غنمتها في ديوكير في أيام الإمارة قبل أن أكون سلطاناً غنمتها بتحمل المحن والمشاق فهل هي لي خاصة لنفسي أو لبيت مال المسلمين؟ فأجاب القاضي أن الأموال التي غنمتها في ديوكير في أيام الإمارة غنمتها بعساكر المسلمين فهي لبيت مالهم، فلو كنت حصلتها بجهد نفسك على وجه يبيحه الشرع كانت تلك الأموال خاصة لك، فلما سمع السلطان ذلك غضب عليه وقال: كيف تقول؟ ألا يعلم رأسك ما تقول؟ الأموال التي أخذتها بجهد نفسي وقوة خاصتي من الخدم وحصلتها من الكفار الذين لا يعلمهم أحد في دهلي وما أدخلتها في بيت المال كيف تكون لبيت المال؟ ثم سأله أنه كم لي ولأهلي وعيالي نصيب من بيت المال؟ فقال القاضي: إني أظن أن الموت قد دنا مني، فقال السلطان: لم تقول ذلك أيها القاضي؟ قال: لأن السلطان سألني عن مسألة إن أجبت عنها بما يوافق الشرع يقتلني، وإن أجبت بما يوافق هواه يدخلني الله في النار يوم القيامة، فقال السلطان: إني لست بقاتلك فقل ما بدا لك، فقال: إن اقتدى السلطان بالخلفاء الراشدين وأراد رزق الآخرة فله أن يأخذ من بيت المال ما وظفه الشرع للمجاهدين في سبيل الله، وهو أربع وثلاثون ومائتا تنكة لنفسه ولأهل بيته، وإن قال السلطان إن هذا القدر لا يكفيه لعزة السلطنة فله أن يأخذ ما يعطي غيره من الأمراء، وإن أراد أن يأخذ أكثر من ذلك بما أفتاه علماء السوء فله أن يأخذ أكثر من ذلك كثرة يعيش بها أحسن مما يعيش الأمراء، وإياه وإياه أن يأخذ أكثر من ذلك، وأن يعطي نساءه القناطير المقنطرة من الذهب والفضة من بيت المال وقرى كثيرة من أرض الخراج والملابس الثمينة والظروف الغالية والجواهر الكريمة! فإنها تكون نكالاً ووبالاً لك في الآخرة، فقال السلطان: ألا تخاف سيفي فتقول: إن ما نعطيه نساءنا حرام في الشرع؟ فقال: إني أخاف سيفك ولذلك أحسب عمامتي كفني، ولكن السلطان سألني عن المسائل الشرعية فأجبت عنها بما علمته، فإن سألني عما تقتضيه المصالح الملوكية أجيب بأن ما ينفقه السلطان على نسائه واحد من ألف، فقال السلطان: إنك حرمت على كل ما سألتك عنه، فلعلك تحرم ما أفعله من التعزير والتشديد، فإني أمرت في شاربي الخمر وبايعيها بالحبس في الآبار وبقطع أعضاء الزناة وبقتل النساء الزواني، وإني لا أميز الصالح من الطالح في البغاة فأقتلهم وأهلك نساءهم وأبناءهم، ومن يخون في بيت المال أمرت فيه أن يحبس في السجن ويوضع في الأغلال والقيود ويضرب ويطعن حتى يدفع ما عليه، فنهض القاضي من المجلس وذهب إلى صف النعال ووضع جبينه على الأرض ونادى بأعلى صوته سواء قتلني السلطان أو أبقاني لم يبح له الشرع ذلك ولم يطلق يده في أن يفعل بالمجرمين ما يشاء، فكظم السلطان غيظه ودخل في الحرم ورجع القاضي إلى بيته، ثم ودع أهله وأقرباءه في الغد توديع المحتضرين وتصدق واغتسل كغسل الميت وأتى قصر السلطنة ودخل على السلطان، فقربه السلطان إلى نفسه وخلع عليه وكساه ووصله بألف تنكة وقال: إني لم أقرأ شيئاً من العلم ولكني ولدت في بيت من بيوت المسلمين، وأخاف أن يخرجوا علينا فيقتل ألوف من المسلمين، ولذلك أمرتهم بما فيه خيرهم وصلاحهم، فلما لم يفعلوا ما أمرتهم شددت عليهم حسب ما اقتضته الحالة، ولا أعلم هل أجازه الشرع أم لا، ولا أعلم ما يفعل بي ربي يوم القيامة ولكني أناجيه وأقول: أنت تعلم يا ربي أن أحداً إن زنى بحليلة غيره لم ينقص من ملكي شيئاً، وإن شرب خمراً لم يضر بي، وإن سرق شيئاً لم يأخذ ما ترك لي أبواي، وإن خان الأمانة لم يهمني، وإني أعزرهم بما ورد به الشرع، وقد تغير الناس عما كانوا عليه في زمن النبوة، فلا أجد أحداً في مائة ألف أو خمسمائة ألف أو مائة ألف ألف من يكون له خوف من الله سبحانه، ولذلك ترى كثيراً من الناس يقترفون الآثام ويجترؤن على الزنا والخيانة والارتشاء مع ذلك التشديد والتعزير، انتهى. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 مولانا مغيث الدين الهانسوي الشيخ الفاضل مغيث الدين الهانسوي أحد الأفاضل المشهورين في عصر فيروز شاه الخلجي، له رسالة في الصنائع والبدائع ولكنها غير مشهورة، كما في رسالة الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، ومن شعره قوله بالفارسي: در در كوش وقد خوش در خد خوب وخط تر فر تو فري بري وبري وبا تو كر وفر وهذا البيت يقرأ في تسعة عشر بحراً، وكذلك كل بيت من تلك القصيدة، كما في المنتخب. القاضي مظهر الدين الكروي الشيخ العالم الفاضل مظهر الدين الحنفي الصوفي الكروي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي، وكان شاعراً مجيد الشعر، له أبيات رقيقة رائقة، وكان من ندماء فيروز شاه السلطان، وله منزلة عالية لديه، قال فيه الناظم التبريزي: إنه كان حلو الكلام مليح البيان، وجد أبياته مولانا محمد الصوفي المازندراني بأرض كجرات فرتبها في ديوان، فلذلك نسبوه إلى كجرات، كما في صبح كلشن وقد ذكره الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في رسالة له في أخبار الفضلاء، وذكره في أخبار الأخيار وأورد فيه شيئاً كثيراً من أبياته. ومن شعره قوله: غم دنيا درازي دارد هر جه كيريد مختصر كيريد دوستان در عزيمت سفرند يك زمان لذت نظر كيريد مولانا منهاج الدين القاسي الشيخ الفاضل الكبير منهاج الدين القاسي أحد الأساتذة المشهورين ببلدة دهلي في عصر السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، كان يدرس ويفيد، ذكره البرني في تاريخه. الشيخ منتخب الدين الهانسوي الشيخ العالم الفقيه منتخب الدين بن ناصر الدين النعماني الهانسوي المشهور بزرزري زر بخش كان من كبار المشايخ الجشتية. ولد سنة خمس وسبعين وستمائة بمدينة هانسي من بلاد بنجاب ونشأ بها، سافر إلى دهلي فقرأ الكتب الدرسية على كبار العلماء، ثم لازم الشيخ المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني وأخذ عنه الطريقة وصحبه مدة، فلما بلغ رتبة الكمال استخلفه الشيخ ورخص له في التوجه إلى بلاد دكن، فسافر ومعه رجال كثيرون من أهل الطريقة، فلما وصل إلى قريب من دولت آباد أقام بها وسكن في كهف من كهوف الجبل، ولم يكن هنالك أبنية غير مسجد ينسبونه إلى أربعمائة وألف من الأولياء، وكان رحمه الله زاهداً متوكلاً شديد التعبد، أسلم على يده خلق كثير من أهل دكن. مات لسبع خلون من ربيع الأول سنة تسع وسبعمائة، وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به. الشيخ منهاج الدين الأنصاري الشيخ العالم الكبير منهاج الدين التميمي الأنصاري أحد كبار المشايخ، أخذ عن الشيخ علاء الدين علي الجيوري رحمة الله عليه ولازمه مدة من الدهر، وأقام بدولت آباد زماناً، ثم سار إلى كلبركه سنة ثلاثين وسبعمائة، وسكن بها في عهد الوثنيين، ومات في عهد السلطان علاء الدين حسن البهمني بمدينة كلبركه لتسع بقين من شوال سنة أربع وخمسين وسبعمائة، وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به. مولانا مؤيد الدين الكروي الشيخ الفاضل مؤيد الدين الكروي كان من ندماء السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي في أيام ولايته الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 على مدينة كره، ثم اعتزل الخدمة ولازم الشيخ نظام الدين محمداً البدايوني بدهلي وأخذ عنه الطريقة وانقطع إلى الله سبحانه، فلما قام بالملك علاء الدين المذكور طلبه فلم يقبله ومضى على حاله، كما في أخبار الأخيار. وكانت وفاته في سنة ست وعشرين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. مولانا ميران الماريكلي الشيخ الفاضل الكبير مولانا ميران الحنفي الماريكلي أحد الأساتذة المشهورين ببلدة دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، كان يدرس ويفيد، ذكره البرني في تاريخه. حرف النون مولانا ناصح الدين الناكوري الشيخ العالم الصالح ناصح الدين بن القاضي حميد الدين الناكوري أحد المشايخ السهروردية. ولد ونشأ في بيت العلم والمعرفة، وأخذ عن والده وصحبه وتأدب عليه، ثم جلس على مشيخة الإرشاد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، كما في أخبار الأخيار. مولانا ناصر الدين الخوارزمي الشيخ الفاضل العلامة ناصر الدين الخوارزمي، كان من كبار الفقهاء، وكان أكبر قضاة الهند في أيام محمد بن تغلق شاه الدهلوي، لقبه بصدر جهان، مولانا نجم الدين الانتشار الشيخ الفاضل الكبير نجم الدين الدهلوي المشهور بانتشار درس وأفاد بدار الملك دهلي من عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي إلى عهد فيروز شاه، وكان فاضلاً كبيراً بارعاً في الفقه والأصول والعربية، يعظمه الملوك والأمراء عهداً بعد عهد وكانوا يتبركون به ويتلقون إشاراته بالقبول، كما في كتب الأخبار. مولانا نجم الدين السمرقندي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة نجم الدين الحنفي السمرقندي أحد كبار الأساتذة، لم يكن له نظير في كثرة الدرس والإفادة في عصره، كان يدرس في قصر بالابندسيري بدار الملك دهلي في عهد فيروز شاه السلطان، وكان ذلك القصر من أبنية السلطان المذكور، وكان جميل الصنعة متقن البناء. قال البرني في تاريخه: إن السمرقندي كان يدرس في الفقه والأصول وغيرهما من العلوم النافعة، والسلطان كان يكرمه ويجزل له الصلات والجوائز، انتهى. مولانا نجيب الدين الساوي الشيخ الفاضل نجيب الدين الساوي أحد الأساتذة المشهورين بدهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، كان يدرس ويفيد، ذكره البرني في تاريخه. مولانا نصير الدين الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير نصير الدين الدهلوي المشهور بالغنى كان من كبار الأساتذة في عهد محمد شاه الخلجي، يدرس ويفيد بدهلي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا نصير الدين الصابوني الشيخ الفاضل نصير الدين الصابوني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد بدهلي في عهد محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا نصير الدين الكروي الشيخ الفاضل نصير الدين الكروي أحد كبار الفقهاء الحنفية، كان يدرس ويفيد بدهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي ذكره البرني في تاريخه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 مولانا نصير الدين الحكيم الشيرازي الشيخ الفاضل العلامة نصير الدين الشيرازي الحكيم المشهور كان من العلماء المبرزين في الفنون الحكمية. قدم الهند وسكن بأرض دكن في أيام السلطان علاء الدين حسن البهمني، وكان يشتغل بالطب ويدرس ببلدة كلبركه، كما في تاريخ فرشته. مولانا نصير الدين الجونبوري الشيخ الصالح نصير الدين الجونبوري أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ الطريقة عن الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري رحمه الله ولازمه مدة، وصار من أكابر عصره في حياة شيخه المذكور، وكان الشيخ يحبه حباً مفرطاً، كما في سيرة الشرف. مولانا نظام الدين الكلاهي الشيخ الفاضل نظام الدين الكلاهي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد بدهلي في أيام السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. مولانا نظام الدين الشيرازي الشيخ الفاضل الكبير نظام الدين الشيرازي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند وأخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني وصحبه ولازمه مدة من الدهر، وكان صاحب وجد وحالة، أدركه محمد بن المبارك العلوي الكرماني حين قدم دهلي من أرض أوده. مات ودفن بمدينة دهلي، كما في سير الأولياء وكانت وفاته في سنة ثمان عشرة وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. مولانا نظام الدين الظفرآبادي الشيخ الفاضل نظام الدين الحسيني الظفر آبادي، كان من المشايخ الجشتية، صرف شطراً من عمره في الدرس والإفادة، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني واستفاض منه، ثم قدم ظفر آباد وصحب الشيخ أسد الدين الحسيني الظفر آبادي وأخذ عنه، وانقطع إلى الزهد والعبادة، وكان شاعراً مجيد الشعر، له مصنفات بالعربية والفارسية ومن شعره قوله: يار ما را ازين زار وحزين ميخواهد به ازين جيست كه ما را به ازين ميخواهد مات في سنة خمس وثلاثين وسبعمائة بظفر آباد فدفن بها كما في تجلي نور. مولانا نظام الدين الدرون حصاري الشيخ الفاضل الكبير نظام الدين الدرون حصاري كان من العلماء المذكرين بمدينة بهار، وكان يذكر فيأخذ تذكيره بمجامع القلوب، قيل إنه كان يذكر يوماً من الأيام فحر في مجلسه الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري وإذا هو ينشد: أي قوم بحج رفته كجائيد كجائيد معشوق همين جاست بيائيد بيائيد آنا نكه طلبكار خدايند خدايند حاجت بطلب نيست شمائيد شمائيد فتأثر الشيخ شرف الدين وضرب رأسه على الأسطوانة وكادت روحه تزهق، كما في سيرة الشرف. الشيخ نور الدين الهانسوي الشيخ الصالح الكبير نور الدين بن قطب الدين بن برهان الدين ابن جمال الدين الخطيب الحنفي الهانسوي أحد المشايخ المشهورين في عصره، ولد ونشأ بهانسي، وتفقه على والده وأخذ عنه الطريقة، ولازمه ملازمة طويلة حتى صار من أبدع أبناء عصره في العلم والمعرفة، وتولى المشيخة مكان والده. وكان زاهداً متقللاً قانعاً باليسير، لم يقبل الرواتب الشاهانية قط مات ودفن بهانسي، وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 حرف الواو مولانا وجيه الدين الرازي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة وجيه الدين الرازي أحد الأئمة بدهلي، تفقه على الشيخ أبي القاسم التنوخي، وتفقه التنوخي على حميد الدين الضرير، وتفقه حميد الدين على شمس الأئمة الكردري، والكردري على صاحب الهداية، وتفقه عليه سراج الدين أبو حفص عمر بن إسحاق بن أحمد الغزنوي، كما في الفوائد البهية. مولانا وجيه الدين البائلي الشيخ الإمام العالم الكبير وجيه الدين البائلي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، اعترف الناس بفضله وكماله، وكان ذا حلاوة في المنطق وسعة في البيان، وكلما كان يتكلم في باب من العلم كان أحلى من الأول، وكان يدرس الكتب عن ظهر قلبه بغير نظر ومطالعة فيها فضلاً عن شروحها، وكان ذا زهد وقناعة في الملبس والمأكل. أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، كما في سير الأولياء، وقد عده القاضي ضياء الدين البرني في تاريخه من كبار الأساتذة بدهلي، وبائل قرية من أعمال سرهند على أربعة فراسخ منها أو خمسة. مولانا وجيه الدين البيانوي الشيخ العالم الفقيه وجيه الدين البيانوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، لقيه محمد بن بطوطة المغربي الرحالة بمدينة جنديري عند الأمير عز الدين البتاني، كان يصاحبه وهو يعظمه تعظيماً بالغاً. مولانا وحيد الدين الدهلوي الشيخ العالم الكبير وحيد الدين الدهلوي أحد كبار الأساتذة بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، كان يدرس ويفيد، ذكره البرني في تاريخه. حرف الياء مولانا يعقوب الفتني الشيخ الصالح الفقيه يعقوب بن خواجكي العلوي الفتني الكجراتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ زين الدين داود ابن حسين الشيرازي، وكان عالماً كبيراً صاحب وجد وحالة، واستفاد من الشيخ رجب النهر والي أيضاً، ويذكر له كشوف وكرامات. مات في الثالث عشر من جمادي الآخرة سنة ثمانمائة بنهرواله، كما في مرآت أحمدي. وفي كلزار أبرار أنه كان من أبناء الملوك بخراسان، قدم الهند وسكن بنهرواله، قرأ عليه القاضي كمال الدين فصوص الحكم، توفي سنة ثمان وتسعين وسبعمائة. اليمني الحكيم الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة اليمني الحكيم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، كان يدرس ويفيد بدار الملك دهلي في عهد السلطان علاء الدين محمد شاه الخلجي، ذكره البرني في تاريخه. الشيخ يوسف بن الجمال الملتاني السيد الشريف العلامة يوسف بن الجمال الحسيني الملتاني أحد كبار الفقهاء الحنفية. قدم الهند أحد أسلافه من مشهد وسكن بالملتان، وهو ولد ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا جلال الدين الرومي صاحب الشيخ قطب الدين الرازي شارح الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 الشمسية ودخل دار الملك دهلي، فولاه السلطان فيروز شاه التدريس بالمدرسة الفيروزية التي أسسها على الحوض الخاص. وله مصنفات، منها اليوسفي وهو شرح بسيط على لب الألباب في علم الإعراب للبيضاوي، ومنها توجيه الكلام وهو شرح منار الأصول للنسفي. وكانت وفاته في سنة تسعين وسبعمائة، كما في أخبار الأخيار. الشيخ يوسف الجنديروي الشيخ الصالح الفقيه وجيه الدين يوسف الجنديروي أحد العلماء الربانيين، أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني ولازمه مدة من الزمان، ثم رخص له الشيخ إلى جنديري فسكن بها. وكان شيخاً كبيراً متورعاً عفيفاً ديناً ذا كشوف وكرامات، كما في سير الأولياء، وكانت وفاته في سنة تسع وعشرين وسبعمائة بمدينة جنديري، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ يوسف الجشتي الشيخ الصالح الفقيه يوسف الجشتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي، وله تحفة النصائح منظومة في الفقه، مات في سنة أربع وسبعين وسبعمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ يوسف بن سليمان الأجودهني الشيخ الصالح يوسف بن سليمان بن مسعود العدوي العمري الشيخ علاء الدين الأجودهني كان من كبار المشايخ، ولي المشيخة بعد والده واستقام عليها أربعاً وخمسين سنة، وبايعه محمد شاه تغلق، ذكره البرني في تاريخه. قال محمد بن بطوطة المغربي الرحالة في كتابه: هو شيخ ملك الهند، وأنعم عليه بهذه المدينة مدينة أجودهن، وهذا الشيخ مبتلي بالوسواس والعياذ بالله! فلا يصافح أحداً ولا يدنو منه، وإذا ألصق ثوبه بثوب أحد غسل ثوبه، دخلت زاويته ولقيته وأبلغته سلام الشيخ برهان الدين، فعجب وقال: أنا دون ذلك، ولقيت ولديه الفاضلين معز الدين، وهو أكبرهما، ولما مات أبوه تولى المشيخة بعده، وعلم الدين وزرت قبر جده، قال: ولما أردت الانصراف عن هذه المدينة قال لي علم الدين: لا بد لك من رؤية والدي، فرأيته وهو في أعلى سطح له وعليه ثياب بيض وعمامة كبيرة لها ذؤابة وهي مائلة إلى جانب، ودعا لي وبعث إلى بسكرنبات، انتهى. وفي الجواهر الفريدية أنه مات سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، وصوابه أربع وثلاثون وسبعمائة، كما في ترجمة كتاب الرحلة لمحمد حسين الدهلوي. الشيخ يوسف بن علي الحسيني الشيخ الفاضل يوسف بن علي بن محمد بن يوسف بن الحسين الحسيني الدهلوي المشهور براجو قتال يتصل نسبه إلى يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد، أخذ الطريقة عن الشيخ المجاهد نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني، وسافر إلى دولت آباد سنة خمس وعشرين وسبعمائة فسكن بها، ولازم الشيخ برهان الدين محمداً الهانسوي الغريب، وكان لقبه الشعري راجه، له مزدوجة بالفارسية. توفي لخمس خلون من شوال سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة، وقبره مشهور ظاهر بمقبرة روضة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 الجزء الثالث يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها في القرن التاسع الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 الطبقة التاسعة في أعيان القرن التاسع حرف الألف السلطان إبراهيم الشرقي السلطان العادل الكريم إبراهيم بن خواجه جهان الجونبوري سلطان الشرق، قام بالملك بعد صنوه مبارك شاه سنة أربع وثمانمائة فافتتح أمره بالعدل والإحسان وولي الناس وأحسن السيرة فيهم وساس أمورهم سياسة حسنة لما جمع الله سبحانه فيه من الدين والعقل والمروءة، وخلال الخير فيه بغاية من الكمال، فصار المرجع والمقصد، واجتمع لديه خلق كثير من أرباب الفضل والكمال، كالقاضي شهاب الدين الدولة آبادي والقاضي نظام الدين الكيلاني والشيخ أبي الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر الشريحي الكندي وأمثالهم. وكان حسن الأخلاق عظيم الهمة كريم السجية شريف النفس مطلعاً على ما تمس إليه الحاجة من أمور الدنيا والدين. ومن أخباره أن القاضي شهاب الدين المذكور أبتلى بمرض وطال مرضه، فأتاه السلطان يعوده، وطلب الماء ثم طوفه على رأس القاضي سبع مرات وقال: اللهم إن قدرت له الموت فأصرفه عنه إلي. ومن مآثره المدارس والجامع بمدينة جونبور. توفي سنة أربعين وقيل أربع وأربعين وثمانمائة، وكان موته داهية عظيمة على أهل بلاده، رحمه الله، كما في تاريخ فرشته. القاضي إبراهيم بن فتح الله الملتاني الشيخ الفاضل القاضي إبراهيم بن فتح الله بن أبي بكر بن فخر الدين بن بدر الدين الربيعي الإسماعيلي الغوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة ملتان وقرأ العلم بها على أساتذة عصره ثم سافر إلى البلاد الجنوبية من أرض الهند، ودخل مدينة بيدر في أيام علاء الدين البهمني وتقرب إليه، ولما مات السلطان المذكور جعل معلماً لولديه نظام شاه ومحمد شاه، وفي أيام محمد شاه المذكور ولي القضاء بمدينة بيدر وصار أكبر قضاة الدكن وعاش في عيش رغيد مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والتورع والإستقامة على الشريعة المطهرة، وصنف كتباً عديدة، منها معارف العلوم بالعربية في تعريفات العلوم والفنون، وكان له أولاد صلحاء وأعقاب أجلهم الشيخ محمد بن إبراهيم الملتاني، مات في سابع جمادي الآخرة سنة خمس وستين وثمانمائة بمدينة بيدر فدفن بها، كما في مخزن الكرامات. الشيخ أبو الفتح بن عبد الحي الجونبوري الشيخ الفاضل الكبير العلامة أبو الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي الدهلوي ثم الجونبوري، كان من الأفاضل المشهورين، ولد في الرابع عشر من محرم الحرام سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة بدار الملك دهلي، وكان قد مات أبوه بدهلي قبل ولادته، فتربى في مهد جده القاضي عبد المقتدر الفاضل المشهور وقرأ عليه العلم وأخذ عنه الطريقة ودرس وأفاد بدار الملك مدة مديدة ثم خرج عنها في فتنة الأمير تيمور سنة إحدى وثمانمائة ورحل إلى جونبور فسكن بها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والأصول والكلام واللغة وقرض الشعر وقد منحه الله سبحانه القسط الأوفر من الفصاحة والبلاغة. وكانت وفاته يوم الجمعة الثالث عشر من ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، كما في أخبار الأخيار. الشيخ أبو الفتح بن العلاء الكالبوي الشيخ العالم الصالح أبو الفتح بن علاء الدين القرشي الكواليري ثم الكالبوي كان صاحب علوم جمة ومعارف عظيمة، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي نزيل كلبركه ودفينها، وقرأ عليه عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار. وله مصنفات رشيقة، منها التكميل في النحو والمشاهدة في التصوف، كما في أخبار الأخيار. وفي الشجرة الطيبة أن اسمه عبد الفتاح وهو أخذ الطريقة عن أبيه عن الشيخ محمد بن يوسف الحسيني المذكور وهذا هو الأشبه. توفي سنة اثنتين وستين وثمانمائة بمدينة كالبي فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ أبو الفيض الكلبركوي الشيخ الصالح أبو الفيض بن يوسف بن محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي الشيخ من الله الكلبركوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكلبركه وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم لازم صنوه الشيخ يد الله الحسيني وأخذ عنه، وسافر بأمره إلى أحمد آباد بيدر، فاستقبله علاء الدين شاه البهمني وأعطاه أقطاعاً من الأرض الخراجية فسكن بها، أخذ عنه محمد بن يد الله الحسيني وخلق آخرون. مات في سادس ربيع الأول سنة تسع وسبعين وثمانمائة بأحمد آباد بيدر في أيام محمود شاه البهمني، كما في مهر جهان تاب. الشيخ أبو القاسم الجرجاني الشيخ الفاضل أبو القاسم الحسيني الجرجاني، أحد العلماء المشهورين في عصره، قدم الهند ودخل بلاد الدكن في عهد أحمد شاه أو ولده علاء الدين البهمني، وحصل له الرسوخ والمنزلة عند الأمراء. الشيخ أحمد بن البرهان الكجراتي الشيخ العالم الصالح أحمد بن البرهان بن أبي محمد بن إبراهيم بن محمد الغوري الكجراتي كان من نسل الملوك الغورية، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ العلم على الشيخ صدر جهان الكجراتي، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة الكمال، أخذ عنه كثير من الناس وانتفعوا به. وكانت وفاته بعد وفاة شيخه في الثاني والعشرين من ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة فدفن بتاجبور من بلدة آحمد آباد وله أربع وستون سنة، وأرخ بموته بعض الناس من قوله آخر الأولياء كما في مرآة أحمدي. الشيخ أحمد بن الحسن البلخي الشيخ العالم الفقيه أحمد بن الحسن بن الحسين بن معز الدين البلخي برهان الدين أبو القاسم الهندي البهاري، أحد المشايخ الفردوسية، ولد ليلة سبع وعشرين من رمضان سنة تسع وعشرين وثمانمائة، وقرأ العقائد النسفية مع شرحها المظفري على جده الحسين بن المعز وسائر الكتب الدرسية على والده ولازمه، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند وتولى الشياخة بعد والده، وكان يدعى بلنكر دريا. توفي لأربع بقين من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثمانمائة بمدينة بهار فدفن بها، كما في حاشية غلام يحيى على شرح آداب المريدين للشيخ أحمد ابن يحيى المنيري. أحمد شاه البهمني الملك المؤيد أحمد بن داود بن الحسن البهمني الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 السلطان الصالح، قام بالملك في حياة صنوه فيروز شاه سنة خمس وعشرين وثمانمائة بأرض الدكن، وافتتح أمره بالعدل والسخاء، وبايع الشيخ محمد بن يوسف الحسيني، نزيل كلبركه ودفينها، وبنى له القصور العالية والدور والمساكن لأصحابه ووقف لهم الأرض الخراجية، وغزا الكفار غير مرة وأخذ منهم الجزية، وأسس المساجد والخوانق في بلاده. وكان عادلاً باذلاً كريماً شجاعاً مقداماً محظوظاً جداً حتى كان لا يقصد باباً إلا انفتح، ولا يقدم على أمر مهم إلا اتضح، ولا يتوجه إلى مطلب إلا نجح، وقد دانت له البلاد وخضع له العباد. ومن مآثره مدينة كبيرة في حدود بيدر من أرض الدكن، مصرها في حدود سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة، وسماها أحمد آباد وجعلها عاصمة بلاده وبنى فيها قصوراً عالية، وفي ذلك قال الآذري الإسفرائيني المتوفي سنة 866هـ: حبذا قصر مشيد كه زفرط عظمت آسمان شده أز بايه اين دركاه است آسمان هم نتوان كفت كه ترك أدبست قصر سلطان جهان أحمد بهمني شاه است مات في الثامن والعشرين من رجب سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة، وكانت مدته اثنتي عشرة سنة وشهرين، كما في تاريخ فرشته. الشيخ أحمد بن عمر الردولوي الشيخ الإمام العابد الزاهد صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية أحمد ابن عمر بن داود العدوي العمري الشيخ عبد الحق الردولوي الولي المشهور، لم يكن في زمانه مثله في الزهد والعبادة. ولد ونشأ بردولي بضم الراء والدال المهملتين قرية جامعة بأرض أوده، وسافر إلى دهلي عند أخيه الشيخ تقي الدين وكان من كبار العلماء فأقام عنده مدة، ولم يبلغ درجة العلم لميلانه إلى الزهد والمجاهدة، فذهب إلى باني بت ولقي بها الشيخ جلال الدين محمود الكاذروني فصحبه وأخذ عنه الطريقة واشتغل بالرياضة مدة من الزمان حتى فتح الله سبحانه عليه أبواب الحقائق والمعارف وجعله من العلماء الراسخين، وتولى الشياخة بعده واستقام عليها خمسين سنة مع الزهد والقناعة، أخذ عنه خلق كثير. ومات في الخامس عشر من جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين وثمانمائة بردولي فدفن بها، وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به. الشيخ أحمد بن محمد التهانيسري الشيخ الفاضل أحمد بن محمد التهانيسري المشهور من أدباء الهند المفلقين وفضلائها البارعين، كانت له يد بيضاء في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي وصحبه مدة من الزمان وخرج من دهلي في فتنة الأمير تيمور سنة إحدى وثمانمائة، وكان الأمير يريد أن يستصحبه إلى سمرقند فأبى وخرج إلى كالبي وسكن بها، وله قصيدة بديعة في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، منها قوله: أطار بي حنين الطائر الغرد وهاج لوعة قلبي التائه الكمد وأذكرتني عهوداً بالحمى سلفت حمامة صدحت من لاعج الكبد باتت تؤرقني والقوم قد هجعوا من بين مضطجع منهم ومستند ما زار طرفي غمض بعد بعدكم ولا خيال سرور دار في خلدي ليت الهوى لم يكن بيني وبينكم وليت حبل وداد غير منعقد كانت مواسم أيام وغرتها ولت سراعاً على رغم ولم تعد عشنا بها وعيون البين راقدة والقلب في جذل والدهر في رقد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 والهم منصدع والكرب مندفع والجد مرتفع كالأنجم السعد والشعب ملتئم والعهد منهرم والشمل منتظم لم يرم بالبدد حتى استهل غراب البين فارتحلوا عند الصباح وشدوا العيس بالقتد من كل هوجاء مرقال عذافرة تبدي النشاط على الإعياء والنجد كأنه لم يكن بين الحمى أنس إلى اللوى وكأن الحي لم يفد صاروا أحاديث تروى بعد ما ملأوا مسامع الدهر بالألفاظ كالشهد بقيت فرداً وراح الناس كلهم كالسيف يبقى بلا اغماده الفرد لا عيش بعد ليلات اللوى رغدا ولا وصول إلى ذاك الحمى بيدي خل الأحاديث عن ليلى وجارتها وارحل إلى السيد المختار من أدد وليس في الدين والدنيا وآخرتي سوى جناب رسول الله معتمدي بر رؤف رحيم سيد سند سهل الفناء رحيب الباع والصفد رب الندى والجدى والصالحات معاً طفلاً وكهلاً وفي شب وفي مرد بالعلم مكتنف بالحلم متصف باللطف ملتحف بالبر متسد بالخلق مشتمل بالرفق مكتحل بالحق متصل بالصدق منفرد بالشرع معتصم للدين منتقم في الله مجتهد بالله مقتصد بالفقر مفتخر بالزهد مشتهر بالشكر متزر بالحمد منجرد خطاب مفصلة وضاع مكرمة دفاع مظلمة عن كل مضطهد العدل سيرته والفضل طينته والبذل شيمته في الوجد والوبد ومن تلك القصيدة يا أفضل الناس من ماض ومؤتنق وأكرم الخلق من حر ومن عبد أفديك بالروح والقلب المشوق معاً والنفس والمال والأهلين والولد قد عاقني البعد عن مرماي يا سكني وطال شوقي إلى لقياك يا سندي ويا حياتي ويا روحي ويا جسدي ويا فؤادي ويا ظهري ويا عضدي مالي إليك بقطع البيد من قبل وليس لي باصطبار عنك من مدد وهل تخب بنا خوص مرجمة نحو الحجاز ونحو البان والنجد وهل أسامر فيها أهلها سحراً وهل أجر بها الأذيال من برد أرجو الوفادة في أرض حللت بها يا لهف نفسي إذا ما كنت لم أفد عطفاً علي ورفقاً بي ومكرمة فليس غيرك يا مولاي ملتحدي واشفع إلى الله لي في أن يثبطني عن الهوى وذوي الدنيا وعن سدد يا رب صل وسلم دائماً أبداً على النبي نبي الحق والرشد محمد أحمد الهادي لأمته إلى الصراط صراط غير ملتحد وصحبه وذويه الطاهرين ومن أحبهم شغفاً في الغيب والعتد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 ما لاح برق وما سح الغمام على ربى الفلا فكساها حلة القتد واغبق الروض بالأزهار مونقة ممطورة بحبي باكر فرد وما تغرد غريد على فنن غض الأرومة مخضل وملتبد توفي سنة عشرين وثمانمائة بمدينة كالبي فدفن داخل قلعتها، كما في أخبار الأخيار للدهلوي. الشيخ أحمد الجنيدي البيجابوري الشيخ الصالح أحمد بن أبي أحمد الجنيدي البيجابوري، أحد العلماء العاملين، كان من نسل أبي القاسم الجنيد البغدادي، سكن بقرية كرنجكي من أعمال بيجابور، ودرس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه خلق كثير. مات لثمان بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، كما في تاريخ الدكن للآصفي. الشيخ أحمد الكجراتي الشيخ الصالح أحمد بن أبي أحمد الكجراتي المشهور بأحمد جوت، كان من المشايخ المشهورين، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ أحمد الكهتوي الكجراتي، ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة المشايخ، أخذ عنه خلق كثير. مات لعشر خلون من شوال سنة أربعين وثمانمائة بفتن فدفن بها، كما في تاريخ الدكن للآصفي. مولانا أحمد بن أبي أحمد القزويني الشيخ الفاضل الكبير أحمد بن أبي أحمد القزويني، أحد الرجال المشهورين في عصر محمود شاه البهمني، ولاه غياث الدين بن محمود البهمني الوكالة المطلقة مكان سيف الدين الغوري سنة 799هـ وعزل عن تلك الخدمة الجليلة في تلك السنة في أيام شمس الدين بن محمود، وولي الصدارة العظمى في عهد أحمد شاه أو ولده علاء الدين البهمني وكان من كبار العلماء. أحمد شاه الكجراتي الملك المؤيد أحمد بن محمد بن المظفر الكجراتي أبو الفضل السلطان الصالح، ولد في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة في أيام جده، وقام بالملك بعده سنة أربع عشرة وثمانمائة بوصيته فافتتح أمره بالعدل والإحسان وفتح القلاع والحصون، وغلب الكفار وغزاهم غير مرة ومصر مدينة كبيرة بكجرات وسماها بأحمد آباد، ثم جعلها دار ملكه، وبذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وتأسيس دعائم السلطنة وتمهيد بساط الأمن على وجه البسيطة. اجتمع عنده أهل العلم من كل ناحية من نواحي الأرض وصنفوا له التصانيف، منهم الشيخ الإمام بدر الدين محمد بن أبي بكر الدماميني، فإنه صنف له شرح التسهيل لابن مالك ومصابيح الجامع وهو شرح البخاري وعين الحياة وهو مختصر حياة الحيوان الكبرى للدميري وتحفة الغريب شرح مغنى اللبيب وغير ذلك. وكانت وفاة أحمد شاه في سنة خمس وأربعين وثمانمائة ومدته اثنتان وثلاثون سنة، كما في مرآة سكندري. الشيخ أحمد بن محمود النهروالي الشيخ الصالح الفقيه أحمد بن محمود الحسيني العريضي النهروالي الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بأرض كجرات، وقرأ العلم على عمه الشيخ حسين بن عمر العريضي الغياثبوري ثم الكجراتي ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة ثم تولى الشياخة بعده. وكان صاحب وجد وحالة، مات في التواجد في سابع محرم الحرام سنة نيف وثمانمائة بنهرواله فدفن عند عمه، كما في كلزار أبرار. الشيخ أحمد بن يعقوب البتي الشيخ الصالح الفقيه جلال الدين أحمد بن يعقوب بن محمود بن سليمان البتي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 جلال الدين الحسين بن أحمد الحسيني البخاري الأجي، وقرأ عليه متفق النظم والشفاء في حقوق المصطفى للقاضي عياض، وروى الحديث عنه وصنف في أخباره وأحاديثه كتاباً جامعاً مفيداً يسمى بخزانة الفوائد الجلالية وللكتاب نسخة في مكتبة حبي في الله ربي، السيد نور الحسن بن صديق حسن القنوجي بمدينة لكهنؤ. الشيخ أحمد بن أبي أحمد المانكبوري السيد الشريف أحمد بن أبي أحمد الحسيني المانكبوري المشهور بجهان شاه، ولد في سنة تسع وثمانين وسبعمائة بمدينة مانكبور ورحل إلى أرض السند فلقي بها الشيخ صدر الدين البخاري الأجي فصحبه وأخذ عنه الطريقة ثم سافر للحج والزيارة، فدخل كجرات وتزوج بها وأقام خمسة أشهر، ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فأقام بهما اثنتي عشرة سنة وسعد بالحج في كل سنة، ثم رجع إلى الهند وسكن بنهرواله، ولم يزل بها حتى توفي إلى رحمة الله سبحانه في تاسع ذي الحجة سنة تسع وتسعين وثمانمائة، فأرخ بموته بعض أصحابه من قوله وارث إمام علي تستخرج من وارث إمام سنة ولادته ومن لفظ علي مدة عمره ومن كليهما سنة وفاته، كما في مرآة أحمدي. الشيخ شهاب الدين أحمد الكهتوي الشيخ الصالح الفقيه الزاهد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الكهتوي السركهيجي، أحد المشايخ المشهورين في أرض الهند، ولد بكهتو، قرية من أعمال ناكور في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وتربى في حجر الشيخ إسحاق المغربي وتفنن في الفضائل عليه ثم لبس الخرقة منه ولازمه إلى وفاته ثم سافر إلى الحرمين الشريفين من طريق البحر فحج وزار ورجع إلى تهتهه، ثم سافر إلى بخارا ورجع إلى الهند، فلما وصل إلى كجرات سنة اثنتين وثمانمائة وكان مظفر شاه صاحب كجرات يعرفه لأنه كان بدهلي أميراً من أمراء فيروز شاه ملك الهند فكلفه الإقامة لديه، فسكن بقرية سركهيج وحصل له الوجاهة والقبول عند الملوك والأمراء، وبايعه أحمد شاه الكجراتي، ومصر مدينة كبيرة على ثلاثة أميال من سر كهيج وسماها أحمد آباد. له ملفوظات تسمى بتحفة المجالس جمعها محمود بن سعيد الايرجي، فيها أنه لما وصل إلى سمرقند دخل في مسجد على عادته فرأى عالماً يدرس وطلبة العلم حوله يقرؤن عليه، وكان أحمد عليه ثياب رثة وعلى رأسه قلنسوة بغير عمامة، فجلس في صف النعال، وكان أحد منهم يقرأ عليه الحسامي ويخطئ في الإعراب وشيخهم يسمع ولا يصلح الخطأ فدخل أحمد فيه، فلما علم الشيخ ذلك قربه إليه وتلطف به وسأله عن أشياء من علم الأصول فأجابه بما يشفي العليل ويروي الغليل فقال الشيخ: إنك مع هذا العلم الغزير كيف تلبس ثياباً بالية وقلنسوة عارية؟ فقال أحمد: إن العلم مفخرة فإن كنت لابساً مع ذلك العلم لباساً فاخراً فسدت النفس وساءت أخلاقها، انتهى. وله رسالة صنفها للسلطان أحمد شاه الكجراتي شرحها أبو حامد إسماعيل ابن إبراهيم ونقل عنه عبد الله محمد بن عمر الآصفي الكجراتي في تاريخ كجرات في مولد الشيخ ووفاته وعمره ما صورته أنه قدس سره ولد بكهتو من أعمال ناكور في سنة سبع وثلاثين وسبعمائة، وتوفي في يوم الخميس قبل الزوال في الرابع عشر من شوال من سنة تسع وأربعين وثمانمائة بدار مسكنه سركهيج، ونظم الشارح أبياتاً في رثائه مطلعها: إن حزناً لنا أتم ببال نحن كالطين وهو مثل جبال وبيت تاريخها: طاء وميم على ثمان مئات كان دال ياء من الشوال وبيت ضابط عمره: عمره دلنا على أنه قطب مات يوم الخميس قبل الزوال قال الآصفي: ورثاه بعض الشعراء في مجلس السلطان محمد بن أحمد ببيتين يعزيه وضمن الدعاء له ضابط وفاته وأجاد وهما: الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 جو شيخ أحمد إمام دين ودنيا سوى فردوس مي شد خرم وشاد فلك ميكفت در تاريخ آن سال شه عالم محمد را بقا باد القاضي أحمد بن عمر الدولة آبادي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة أحمد بن عمر الزاوي قاضي القضاة ملك العلماء شهاب الدين بن شمس الدين الدولة آبادي أحد الأئمة بأرض الهند. ولد بدولة آباد دهلي بعد سبعمائة من الهجرة ونشأ بها وقرأ العلم على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي ومولانا خواجكي الدهلوي فبرز في الفقه والأصول والعربية وصار إماماً في العلوم لا يلحق غباره. وكان غاية في الذكاء وسيلان الذهن وسرعة الادراك وقوة الحفظ وشدة الإنهماك في المطالعة والنظر في الكتب لا تكاد نفسه تشبع من العلم ولا تروى من المطالعة ولا تمل من الاشتغال ولا تكل من البحث، قيل: إنه لما حضر عند القاضي عبد المقتدر السالف ذكره قال القاضي فيه: قد أتاني رجل جلده علم ولحمه علم وعظمه علم، ثم إنه لما صحب مولانا خواجكي وخرج الشيخ إلى كالبي خرج معه إليها ولبث بها أياماً عديدة ثم دخل جونبور فتلقى بالإكرام وطابت له الإقامة بها لما لاقاه من عناية السلطان إبراهيم الشرقي صاحب جونبور، ومن إكرام العلماء ورجال السياسة حتى أنه صار قاضياً للقضاة في البلاد الشرقية، وكان السلطان يضع له في حضرته كرسياً صيغ من فضة ويجلسه على ذلك. قال محمد بن قاسم بن غلام علي البيجابوري في تاريخه: إن القاضي مرض مرة وطال مرضه، فعاده السلطان وطلب الماء فجئ به فأخذه وطوفه على رأس القاضي سبع مرات وقال: اللهم إن قدرت له موتاً فاصرفه عنه إلي، انتهى. وله مصنفات جليلة ممتعة سارت بها ركبان العرب والعجم، منها: شرح بسيط على كافية ابن الحاجب، قال الجلبي في كشف الظنون: عليه حاشية لمولانا الفاضل ميان الله الجانبوري الصواب: ميان إله داد الجونبوري وعلى شرح الهندي حاشية للتوقاني وللكاذروني ولغياث الدين منصور الشيرازي وله المعافية ذكرها في آخر إرشاده، والارشاد متن متين له في النحو تعمق في تهذيبه كل التعمق وتأنق في ترتيبه حق التأنق، أوله: الحمد لله كما يحب ويرضى، الخ، وعلى متن الهندي شرح ممزوج للفاضل العلامة أبي الفضل الخطيب الكاذروني المحشي، وللدولة آبادي البحر المواج في تفسير القرآن الكريم بالفارسي، وله شرح البزدوي في أصول الفقه إلى مبحث الأمر صنفه للشيخ محمد بن عيسى الجونبوري، وله شرح على قصيدة بانت سعاد وشرح على قصيدة البردة ورسالة في تقسيم العلوم بالفارسية، ومناقب السادات بالفارسي، وهداية السعداء بالفارسي، ورسالة في العقيدة الاسلامية، وله غير ذلك من المصنفات. قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في رسالته في أخبار الفضلاء: إن شرح كافية ابن الحاجب له أحسن مؤلفاته في تنقيح المسائل، وأما تفسيره البحر المواج فإنه تجشم فيه رعاية السجع فاضطر إلى إيراد ألفاظ وعبارات هي حشو في الكلام لا طائل تحتها، ومع ذلك فإنه كتاب نافع مفيد في الجملة محتاج إلى التنقيح والتهذيب، انتهى. ومن خصائص كتابه البحر المواج أنه اعتنى فيه لبيان التراكيب النحوية ووجوه الفصل والوصل وغير ذلك أشد إعتناء، وهو في عدة مجلدات. وكانت وفاته لخمس بقين من رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة بمدنة جونبور فدفن جنوبي المسجد للسلطان إبراهيم الشرقي ومدرسته. القاضي أحمد بن محمد الجونبوري الشيخ العالم الكبير العلامة أحمد بن محمد الحنفي الكيلاني القاضي نظام الدين الجونبوري، كان من كبار الفقهاء الحنفية قدم أحد أسلافه من العرب وسكن بكجرات، وولد بها القاضي نظام الدين ونشأ وقرأ العلم على أساتذة عصره فبرز في الفقه والأصول وصار من أكابر العلماء ثم قدم جونبور فولاه إبراهيم الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 الشرقي صاحب جونبور القضاء وخصه بأنظار العناية والقبول. له مصنفات عديدة أشهرها الفتاوي الابراهيم شاهية في فتاوي الحنفية. قال الفاضل الجلبي في كشف الظنون: هو كتاب كبير من أفخر الكتب كقاضي خان، جمعه من مائة وستين كتاباً للسلطان إبراهيم شاه، أوله: الحمد لله الذي رفع منار العلم وأعلى مقداره، انتهى. مات سنة أربع وسبعين، وقيل خمس وسبعين وثمانية مائة، وقبره في جاجك بور من أعمال جونبور كما في تجلى نور، الشيخ أحمد بن عبد الله الشيرازي الشيخ العالم المحدث الصوفي الرحالة أحمد بن عبد الله بن أبي الفتوح ابن أبي الخير بن عبد القادر الحكيم الطاؤوسي الشيرازي الشيخ نور الدين أبو الفتوح كان من رجال العلم والمعرفة، قرأ على السيد الشريف زين الدين علي الجرجاني وعلى غير واحد من العلماء ثم لازم الشيخ شمس الدين محمد ابن الجزري، وأخذ عنه وأخذ عن الشيخ مجد الدين الفيروز آبادي صاحب القاموس ثم سمع صحيح البخاري من الشيخ المعمر بابا يوسف الهروي المشهور بسه صد ساله أي المعمر ثلاثمائة سنة عن محمد بن شاذ بخت الفرغاني، وكان من المعمرين بسماعه بجميعه على الشيخ أحد الأبدال بسمرقند أبي لقمان يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني المعمر مائة وثلاثة وأربعين سنة وقد سمع جميعه عن محمد بن يوسف الفربري عن جامعه الشيخ الامام محمد بن إسماعيل البخاري. وروى مشكاة المصابيح للحافظ ولي الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله ابن الخطيب التبريزي عن الشيخ شرف الدين عبد الرحيم بن عبد الكريم الجرهي عن الشيخ إمام الدين علي بن مبارك شاه الصديقي الساوجي عن مؤلفه الامام ولي الدين المذكور. وقد وصل إليه خرق الصوفية بطرق متعددة: أما الطريقة السهروردية فإنه لبسها عن الشيخ زين الدين أبي بكر الخوافي وهو من الشيخ نور الدين عبد الرحمن القرشي البحيري من الشيخ جمال الدين بن يوسف بن عبد الله الكوراني من الشيخ نجم الدين محمود بن سعد الله الأصفهاني من الشيخ نور الدين عبد الصمد النظري من الشيخ نجيب الدين علي بن بزغش الشيرازي من الشيخ شهاب الدين عمر السهروردي إمام الطريقة السهروردية. وأما الطريقة الكبروية فإنه لبسها من الشيخ تقي الدين محمد الخنجي من عمه الشيخ جمال الدين إبراهيم بن عبد السلام من أبيه الشيخ أمين الدين عبد السلام الخنجي من الشيخ نور الدين عبد الرحمن الاسفرائيني ح ولبس من الشيخ جمال الدين يحيى السجستاني من الشيخ شرف الدين الحسن بن عبد الله الغوري من الشيخ ركن الدين أبي المكارم أحمد بن محمد بن أحمد البيابانكي المعروف بالشيخ علاء الدولة السمناني من الشيخ نور الدين عبد الرحمن الاسفرائيني المذكور وهو ليس من الشيخ أحمد الجوزقاني من الشيخ رضي الدين علي بن سعيد بن عبد الجليل الجوبني المعروف بلالا من صاحب الطريقة نجم الدين أبي الجناب أحمد بن عمر الخيوفي المشهور بالكبري. وأما الخرقة الطاؤوسية فإنه لبسها من الشيخ محمد بن علي الملاساني من الشيخ كمال الدين من والده إبراهيم من والده الفقيه أحمد من الشيخ بابا حسين السيرحاني من الشيخ محمد كنده كش الحريري من خواجه محمد جوش بابا من بابا نعمت السازبادي من الشيخ محمد خواجكان من الشيخ عبد الرحيم الاصطخري من الشيخ أبي الخير الاقبال الشهير بطاؤوس الحرمين من الشيخ أبي الحسن السرواني من الجنيد البغدادي. أما الخرقة المهنية فإنه لبسها من الشيخ نظام الدين إبراهيم الحسيني الكاذروني من الشيخ سعيد الدين الكاذروني من ركن الدين أبي المنصور من والده صدر الدين المظفر من شمس الدين عمر التركي من أبي الفضائل عبد المنعم من جده أبي الفتح من والده أبي سعيد بن أبي الخير من أبي الفضل بن أبي الحسن السرخسي من أبي النصر السراج من أبي محمد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 المرتعش من الجنيد البغدادي. وأما الخرقة النعمة اللهية فإنه لبسها من السيد الكبير نور الدين نعمة الله الحسيني من الشيخ عبد الله اليافعي المكي. وأما الخرقة النقشبندية فإنه لبسها من السيد الشريف زين الدين علي الجرجاني من الشيخ علاء الدين العطار من الشيخ بهاء الدين محمد النقشبند إمام الطريقة النقشبندية. وقد أخذ عنه تلك الخرق ولبسها منه الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الكجراتي وسبطه السيد هبة الله بن عطاء الله الحسيني الشيرازي وخلق كثير من مشايخ الهند. وروى عنه الحديث العلامة تاج الدين عبد الرحمن بن مسعود بن محمد المرشدي الكاذروني والعلامة علاء الدين أبو العباس أحمد بن محمد النهروالي وهو والد الشيخ قطب الدين محمد النهروالي مفتي مكة، وروى عنه سبطه الشريف هبة الله بن عطاء الله الحسيني الشيرازي المذكور وخلق آخرون. وله مصنفات ممتعة، منها رسالة جمع الفرق لرفع الخرق، ذكرها الشيخ صفي الدين أحمد القشاشي المدني في السمط المجيد. الشيخ أحمد بن عمر البندوي الشيخ العالم الفقيه الزاهد نور الدين أحمد بن عمر بن أسعد اللاهوري البندوي المشهور بنور الحق وقطب العالم، كان من الأولياء السالكين أصحاب الرياضة والمجاهدات، ولد ونشأ بمدينة بندوه من أرض بنكاله، وقرأ العلم على الشيخ حميد الدين أحمد الحسيني الناكوري الدفين ببلدة بندوه، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه وانقطع إلى الله سبحانه مع القناعة والعفاف وهضم النفس بما لا مزيد عليه. قيل إنه ألزم نفسه خدمة الفقراء الذين كانوا في خانقاه والده واشتغل بالاحتطاب لهم ثمانية سنين وكان صنوه الكبير أعظم خان وزيراً كانت تأخذه الحمية عليه وكان أخذ على نفسه مدة أن يكنس كنف الفقراء حتى قيل إنه كان يكنس ذات يوم من الخارج وكان في بيت الخلاء رجل لا يعلم أنه يكنس فدفع الغائط عليه فلم يتحرك شيئاً لئلا يضغط على ذلك الرجل. ثم لما توفي والده تولى الشياخة وأخذ عنه الشيخ حسام الدين المانكبوري وخلق كثير من المشايخ، وله رسائل مفيدة إلى أصحابه، ومؤنس الفقراء له كتاب في أذكار القوم وأشغالها، وكذلك أنيس الغرباء كتاب له أيضاً. ومن فوائده اكر فتوحي رسد ايثار كنم، وإلا افتقار ننمايم، ومنها هركه دعوي كند كه بجائي رسيديم او نا رسيده است، ومن رسائله: بيجاره حزين نور مسكين عمر بباد داده وبوي مقصود نيافته ودر تيه حيرت وميدان حسرت جون كوي سر كردان شده: همه شب بزاريم شد كه صبا نداد بوي ندميد صبح بختم جه كنه نهم صبا را عمر از شت كزشته، وتير از شست جسته، واز شر نفس اماره يك ساعت نرسته، جز باد بر دست وآتش در جكر وآب در ديده وخاك بر سر نه ببوسته، جز ندامت وخجالت دستاويزي نه، وجز درد وآه باكريزي نه. درد را باش أي برادر درد را دل مردان دين بردرد بايد ز محنت فرق شان بركرد بايد ومن رسائله: عوام در طهارت ظاهر كوشند وخواص در طهارت باطن، از حق تعالى ندا آيد: عبدي طهرت منظر الخلائق سنين هل طهرت منظري ساعة، أفنيت عمرك، طهارت ظاهر بخروج حدث بشكند وطهارت باطن بياد محدث بشكند، إلى غير ذلك. توفي لتسع ليال خلون من ذي القعدة سنة ثمان عشرة وثمانمائة بمدينة بندوه فدفن بها، كما في كنج ارشدي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 الشيخ أحمد بن محمد الرائجوري الشيخ الكبير أحمد بن محمد بن علي بن خضر الحسيني الرائجوري الشيخ شمس الدين بن جلال الدين كان من كبار الأولياء، ولد ونشأ ببلدة كوكي من أعمال بيجابور وأخذ عن أبيه ولازمه مدة، ثم سافر إلى رائجور وسكن بها، أسلم على يده خلق كثير من الناس، توفي في الخامس عشر من صفر سنة اثنتين وتسعين- وقيل ثمان وتسعين- وثمانمائة، وقبره مشهور ظاهر بمدينة رائجور يزار ويتبرك به. الشيخ إسحاق بن بهرام الأجي السيد الشريف إسحاق بن بهرام بن محمد الحسيني البخاري الأجي أحد المشايخ المشهورين، يصل نسبه إلى جلال الدين حسين بن علي الحسيني البخاري بثلاث وسائط. ولد ونشأ بمدينة أج وقرأ العلم وأخذ الطريقة عن خاله الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد الحسيني البخاري ولازمه مدة من الزمان، ثم وجهه الشيخ إلى سهارنبور فقدمها سنة اثنتي عشرة وثمانمائة وسكن بها وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ عبد الكريم وعبد الرزاق وعبد العزيز وعبد الباقي وعبد الغني أبناء خواجه سالار الأنصاري وخلق كثير، توفي سنة ستين وثمانمائة بمدينة سهارنبور فدفن بها، كما في مرآة جهان نما. الشيخ إسحاق المالوي الشيخ العالم الفقيه القاضي إسحاق بن أبي إسحاق المالوي أحد كبار المشايخ الجشتية، أخذ عنه علاء الدين محمود شاه المالوي وكان يتبرك به في غزواته، مات في أيام محمود شاه المذكور، كما في كل زار أبرار. الشيخ أجمل بن أمجد الجونبوري السيد الشريف أجمل بن أمجد بن علي الحسيني الجونبوري أحد المشايخ المشهورين في أرض الهند، أخذ الطريقة عن الشيخ جلال الدين الحسين بن أحمد البخاري الأجي، ودعا له الشيخ بالبركة فقال: بير شوى مير شوى وزير شوى، فمنحه الله سبحانه المال الغزير والقضاء النافذ بمدينة جونبور وكان أصله من مدينة بهرائج، وهو أخذ الطريقة المدارية عن الشيخ المعمر بديع الدين المدار المكنبوري، وأخذ عنه الشيخ مبارك بن أمجد والشيخ بدهن وخلق آخرون، ووصلت طريقته بواسطة الشيخ عبد القدوس الكنكوهي إلى بلاد العرب والعجم، توفي لخمس بقين من رمضان المبارك سنة أربع وستين وثمانمائة في أيام بهلول بن كالا اللودي، كما في مسالك السالكين. إسكندر بن قطب الدين الكشميري الملك المؤيد المنصور إسكندر بن قطب الدين بن شاه مرزا الكشميري السلطان المجاهد، قام بالملك بعد والده في سنة ست وتسعين وسبعمائة وافتتح أمره بالعقل والسكون وبعث عساكره إلى تبت الصغيرة فقاتلوا أهلها وملكوها، وكان محباً لأهل العلم يقربهم إلى نفسه ويعظمهم ويستفيد من الشيخ محمد بن علي الحسيني الهمذاني أموراً من الدين وجعل وزيره سيد بت، الرجل الهندي وكان أسلم. وشدد على البراهمة تشديداً لا مزيد عليه حتى ألجأهم إلى الاسلام ونهاهم عن قشقه ونهاهم أن يحرقوا النساء على عادتهم وأخذ عنهم الأصنام التي صيغت من الذهب والفضة وكسرها وجعل منها النقود، فأسلم منهم خلق كثير، ومن لم يتحمل أذاه ولم يستطع أن يخرج من بلدته قتل نفسه، وبعضهم أعلنوا بالإسلام تقية. وبالجملة فإنه بذل جهده في كسر الأصنام وهدم الكنائس، ومن جملتها كانت كنيسة عظيمة في بستان يسمونها بحر آرا وينسبونها إلى مها ديو فهدمها، وكذلك هدم كنيسة أخرى كانت من أحصن الكنائس وأرفعها ببلدة ترس بور ولذلك لقبه الناس بإسكندر بت شكن ومعناه كاسر الأصنام. ومن مآثره الجميلة أنه نهى الناس أن يبيعوا الخمر في بلاده، ومنها أنه نهاهم أن يؤخذ المكس من أحد مسلماً كان أو وثنياً، واستقل بالملك اثنتين وعشرين سنة، توفي سنة تسع عشرة وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 236 القاضي إسماعيل الأصفهاني الشيخ الفاضل القاضي إسماعيل بن عبد الله الأصفهاني الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قدم كجرات في صباه مع والده وقرأ عليه وعلى غيره من العلماء بكجرات ثم ولي القضاء بمدينة بهروج فاستقل به مدة من الزمان ثم ولي القضاء بمدينة أحمد آباد في أيام السلطان محمود الكبير فاستقل به مدة حياته. وكان صالحاً عفيفاً ديناً، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني الكجراتي، مات لأربع بقين من ربيع الأول سنة خمس وستين وثمانمائة، كما في تاريخ الدكن للآصفي. الشيخ إسماعيل بن الصفي الردولوي الشيخ الفاضل الكبير إسماعيل بن الصفي بن النصير الردولوي أبو المكارم الخطيب النعماني كان من نسل أبي حنيفة- رحمه الله- ولد في ثاني عشر من ربيع الثاني سنة تسع وثمانين وسبعمائة، وكان والده صفي الدين سبط القاضي شهاب الدين الدولة آبادي وصاحبه فاشتغل بالعلم على والده، وصنف له والده دستور المبتدئ رسالة في التصريف وغاية التحقيق شرح بسيط على كافية ابن الحاجب وكان يأمره بقلة الطعام والمنام وكثرة المطالعة في جوف الليل ويقول إن المطالعة في الليل تزيد الحافظة قوة، ويوصيه أن لا يكون من علماء السوء لأن العالم بلا عمل كالقوس بلا وتر، والعالم بلا عمل كالمرآة بلا صيقل، هذا وكان إسماعيل مفرط الذكاء متوقد الذهن فرغ من تحصيل العلم وله نحو ست عشرة سنة فاشتغل بالدرس والإفادة، ولما توفي والده تولى الشياخة ورزق حسن القبول، وكان يذكر في كل أسبوع يوم الجمعة ويدرس ويفتي، مات يوم الأربعاء ثالث عشر من ربيع الأول سنة ستين وثمانمائة. الشيخ أشرف جهانكير السمناني السيد الشريف العلامة العفيف أشرف بن إبراهيم الحسني الحسيني السمناني المشهور بجهانكير ولد بمدينة سمنان وشبل في نعمة أبيه ونشأ نشأة أبناء الملوك وحفظ القرآن بالقراءات السبع، ثم اشتغل بالعلم على أساتذة عصره وقرأ فاتحة الفراغ وله أربع عشرة سنة، قام بالملك في التاسع عشر من سنه مقام والده فاشتغل بمهمات الدولة مع اشتغاله بصحبة الشيخ ركن الدين علاء الدولة السمناني وخلق آخرين من العلماء والمشايخ، ولم يزل كذلك مدة من الزمان ثم خلع نفسه وترك السلطنة وله ثلاث وعشرون سنة فأقام مقامه أخاه محمداً وظعن إلى الهند ودخل أج فصحب الشيخ جلال الدين الحسين بن أحمد البخاري وأخذ عنه، ثم ارتحل إلى بهار لزيارة الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري فوصل إليها حين انتقل الشيخ المذكور إلى رحمة الله سبحانه فصلى عليه صلاة الجنازة، وذهب إلى بندوه وسعد بصحبة الشيخ علاء الدين عمر بن أسعد اللاهوري ولبس منه الخرقة وله سبع وعشرون سنة فلازمه أربعة أعوام، ثم وجهه الشيخ إلى جونبور فرحل إليها ومكث بها مدة ثم دخل كجوجهه وسكن بها. وكان عالماً كبيراً عارفاً مسفاراً لم يتزوج ولم يزل يسافر ويدرك المشايخ ويأخذ عنهم، فأول ما سافر بعد ما ألقى عصا ترحاله في كجهوجهه إلى العرب والعراقين وأدرك في ذلك السفر الكبار من المشايخ والعلماء، منهم الشيخ عبد الرزاق الكاشي، قرأ عليه الفصوص والفتوحات والاصلاح الكبير، ومنهم الشيخ بهاء الدين محمد النقشبندي البخاري، أخذ عنه الطريقة النقشبندية وكان رفيقه في ذلك السفر الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري، ثم سافر مرة ثانية ودار الربع المسكون مرافقاً للشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني. ومن مصنفاته الأشرفية: مختصر في النحو، وتعليقات على هداية الفقه، والفصول- مختصر في أصول الفقه- وشرح له على عوارف المعارف، وشرح على فصوص الحكم كلاهما في التصوف، وله قواعد العقائد في الكلام، وأشرف الأنساب مختصر بحر الأنساب في الأنساب والسير، وبحر الأذكار، وفوائد الأشرف وأشرف الفوائد، وبشارة الذاكرين، وتنبيه الاخوان، وحجة الذاكرين والفتاوي الأشرفية، وتفسير القرآن المسمى بالنور بخشية، والأوراد الأشرفية، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 وديوان شعر، ومرآة الحقائق وكنز الدقائق، ورسالة في جواز سماع الغناء، وبشارة المريدين، وإرشاد الاخوان، ورسالة في جواز اللعن على يزيد، وله مكتوبات جمعها نظام الدين اليمني، وله ملفوظات جمعها الشيخ نظام المذكور في للطائف الأشرفية. وكانت وفاته في الثامن والعشرين من محرم الحرام سنة ثمان وثمانمائة وقبره في كجوجهه مشهور ظاهر يزار، كما في مهر جهان تاب. الشيخ أمين الدين اللكهنوي الشيخ الصالح أمين الدين بن سعد الله بن سماء الدين الصديقي البجنوري اللكهنوي أحد العلماء الصالحين، أخذ العلم والطريقة عن أبيه، وتولى الشياخة بعده وسافر إلى الحجاز، وحج وزار سبع مرات، مات بكجرات عند قفوله عن الحجاز ونقل جسده إلى لكهنؤ فدفن عند أبيه وجده، مات لسبع خلون من جمادي الأولى سنة إحدى وتسعين وثمانمائة، كما في تذكرة الأصفياء. حرف الباء الموحدة الشيخ با يزيد الأجميري الشيخ الفاضل الكبير با يزيد بن قيام الدين بن حسام الدين بن فخر الدين ابن الشيخ الكبير معين الدين حسن السجزي الأجميري كان من كبار العلماء، درس وأفاد مدة من الزمان بمدينة أجمير ثم سافر إلى العراق وأقام بمدينة بغداد مدة من الدهر ثم رجع إلى الهند ونزل بمندو فولاه محمود شاه المندوي الكبير نظارة مقبرة جده الشيخ معين الدين، فرحل إلى أجمير وصرف بها عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ أحمد بن مجد الدين الشيباني وخلق كثير من العلماء، كما في كلزار أبرار. قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار إن أصله من أجمير انتقل أحد أسلافه إلى كجرات والشيخ با يزيد ولد ونشأ بها واشتغل بالعلم على من بها من العلماء ثم سافر إلى بغداد وأخذ عن مشايخها ثم رجع إلى الهند ودخل مندو فأكرمه محمود الخلجي صاحب مندو، وزوجه شيخ الاسلام محمود الدهلوي بابنته فصار محسوداً بين إخوته فأنكروا انتسابه إلى الشيخ معين الدين وقالوا إنه مجهول النسب، فاستشهد السلطان الشيخ حسين بن الخالد الناكوري ومولانا رستم الأجميري وغيرهما فشهدوا أنه من سلالة الشيخ معين الدين فولاه الملك نظارة مقبرة جده المذكور، انتهى. الشيخ بدر الدين البهاري الشيخ الصالح بدر الدين بن فخر الدين بن شهاب الدين بن فخر الدين بن شهاب الدين الكبير الزاهدي الدهلوي ثم البهاري المشهور ببدر العالم كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن والده وعن الشيخ جلال الدين الحسين الحسيني البخاري وسافر إلى بهار- بكسر الموحدة- بعد وفاة الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري فسكن وتولى الشياخة بها وكان مرزوق القبول، توفي لثلاث بقين من رجب سنة أربع وأربعين وثمانمائة فدفن بشيخبوره من أعمال مونكير. الشيخ الكبير المعمر بديع الدين المدار الحلبي المكنبوري الشيخ الكبير المعمر بديع الدين المدار الحلبي المكنبوري أحد مشاهير الشيوخ بأرض الهند ينسبون إليه من الوقائع الغريبة ما يأباه العقل والنقل، ويتنافى مع الشريعة وعقيدة التوحيد قيل إنه ولد بحلب سنة عشرين أو خمسين ومائتين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أولاد أبي هريرة الصحابي المشهور ينتهي إليه نسبه باثنتي عشرة واسطة وقيل إنه من أولاد سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقيل غير ذلك. في أعراسنامه: السيد بديع الدين شاه مدار ابن السيد علي الحلبي ابن السيد محمد بن عيسى بن عبد الله بن سليمان بن عبد الملك بن إسحاق بن طاهر بن عبد الرحمن بن قاسم بن ليس- هكذا في الأصل- ابن أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن زيد الفتاح بن الامام محمد الباقر عليه وعلى جده السلام. قالوا إنه أخذ الطريقة عن الشيخ طيفور الدين الشامي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 عن الشيخ عين الدين الشامي عن الشيخ زين الدين المصري عن الشيخ عبد الأول السجاوندي عن الشيخ أبي الربيع المقدسي عن الشيخ عبد الله عبد الرشيد علمدار المكي عن الامام أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، كما في مهرجان تاب. قال الشيخ أشرف بن إبراهيم السمناني في بعض رسائله إن بديع الدين كان أويسياً وإني لقيته وسافرت معه إلى الحرمين الشريفين مرة فوجدت عنده علم الكيمياء والريمياء والسيمياء والهيمياء وغيرها من العلوم الغريبة وشاهدت فيه من غرائب الآثار ما لم يكن في غيره من الأولياء، وكان له حظ وافر من السكر، انتهى، كما في لطائف أشرفي. وقال القاضي محمود المدقق الكنتوري في الحالية: المدار هو الراسخ في العلم بذات الله وصفاته بتعليمه تعالى إياه بواسطة وبغير واسطة لثبوت المدارية للقطب المدار الذي هو الغوث الأعظم نظير لخاتم الأنبياء صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم ذكر الكنتوري معنى المدارية وفصلها بما لا نذكره خوفاً من الإطالة، ثم قال فثبتت المدارية للقطب المدار أعنى السيد بديع الدين الذي هو ممن عليهم مدار العالم وهم القطب ومن بينهم القطب المدار، قال عليه الصلاة والسلام في حقهم إني لأعرف أقواماً منزلتي عند الله ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء لمكانتهم عند الله هم المتحابون في الله، إلى غير ذلك. وأما خرافات المدارية فلا تسأل عن ذلك، قالوا: إنه ولد ببلدة حلب ثم اختلفوا في سنة ولادته فقيل عشرين أو خمسين ومائتين، وقبل اثنين وأربعين وأربعمائة، وعمر إلى ستمائة سنة أو أربعمائة سنة تقريباً، وقالوا إنه قرأ العلم على حذيفة الشامي وبرع في الكيمياء والسيمياء والريمياء والهيمياء وغيرها من العلوم الغريبة في الرابعة عشرة من سنه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ودخل الهند فأقام بها أياماً قليلة ثم رجع إلى بلاده وركب الفلك فغرقت في البحر وأنجاه الله سبحانه من تلك المهلكة فوصل إلى جزيرة غير معروفة ووجد فيها عبداً من عباد الرحمن فأطعمه لقيمات من يده وبشره بأنه لا يجوع أبداً ثم ألبسه الخرقة وقال: إنها لا تخلق ولا تبلى أبداً وإنها لا تتوسخ أبداً، وكان ذلك العبد رأس الملائكة اسمه سنتحنيثا، ثم وصل إلى الهند فأقام بها أياماً قليلة ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وذهب إلى الكاظمين ثم إلى بغداد ثم إلى النجف ورزق الله السيدة نصيبة أخت السيد الإمام عبد القادر الجيلاني أولاداً ببركته ثم دار الأرض ودخل الهند مرة ثالثة ووصل إلى أجمير فلقي بها الشيخ معين الدين حسن السجزي وأقام بها قليلاً ثم رجع إلى المدينة المنورة واعتكف بها فأمره النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يذهب إلى الهند فسافر إلى خراسان وبلاد العجم وتفرج بها وسلب منصب القطبية عن الشيخ نصير الدين لأنه لم يحضر عنده وتكبر ثم لما اعتذر إليه أعطاه، ثم قدم الهند ودخل كالبي فحضر لديه القادر بن محمود أمير تلك الناحية وكان عماد الملك ملك الجن بواباً للشيخ المدار فمنعه عن الدخول عليه فرجع خائباً وأمر أن يخرج الشيخ من بلدته فخرج وغضب عليه فظهرت على جسم قادر شاه نفاطات فذهب قادر شاه إلى شيخه سراج الدين فلحس سراج الدين نفاطاته بلسانه فبرأ قادر شاه، ولما سمع الشيخ المدار ذلك غضب على سراج الدين فاشتعل جسمه ناراً حتى مات، ثم دخل الشيخ المدار بلدة جونبور فاستقبله إبراهيم الشرقي ملك الشرق وبايعه القاضي شهاب الدين الدولة آبادي ملك العلماء ثم سافر إلى كنتور فبايعه الشيخ محمود المدقق الكنتوري ثم ذهب إلى بلدة سورت ثم إلى أرض الحجاز فحج وزار ثم رجع إلى الهند ودخل مكنبور وكان بها غدير مفعم من الماء يسمع منه يا عزيز فلما وصل إليه المدار خاض الماء فلم يسمع بعد ذلك منه الصوت فبنى زاوية له في تلك الأرض وسكن بها وصدرت منه كرامات غريبة، انتهى ما في تذكرة المتقين لأمير حسن المكنبوري. وفي رسالة الشيخ عبد الباسط القنوجي أن الشيخ المدار لم يكن له حاجة إلى الأكل والشرب لالتذاذه بقرب الله سبحانه وكان لا يمسه النوم ولا يطرأ على ملبسه الدرن ولا يقع على جسمه الذباب وكانت تلوح على وجهه أنوار الله سبحانه فمن يراه يرى في وجهه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 جمال الله ولذلك يضطر إلى السجدة له، وكان الشيخ المدار يسدل على وجهه سبعة نقب ويعتزل عن الناس إلا في أوقات معينة، وكان يحيي الموتى بإذن الله ويبرئ الناس من الأمراض الصعبة وينجح حوائجهم وينصب الأقطاب في نواحي الأرض وفيضانه يصل إلى أهل السماء كما يصل إلى أهل الأرض، والعالم كله تحت قدرته والله سبحانه يمحو قدره عن اللوح المحفوظ ويعزل الملائكة عن المناصب بقوله، إلى غير ذلك من الخرافات. وقال الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي في بعض رسائله مما يجب أن يعلم في هذا المقام أن بعضاً من العلماء الكرام والعرفاء العظام وإن طعنوا في هذه السلسلة لكن طعنهم راجع إلى ما اعتاده جهلة هذه الطريقة من ترك ستر العورة وارتكاب الملاهي والمناهي. ذكر في الكتاب الموسوم بكلزار أبرار أن هذه البدعة يعني ترك ستر العورة وأمثال ذلك حدثت في هذه الطائفة في النصف الآخر من المائة العاشرة وإلا ففي عهد الشيخ بديع الدين الملقب بشاه مدار كان التحاشي عن مخالفة ظاهر الشريعة وإفشاء أسرار الوحدة في الدرجة القصوى، ومنشأ شيوع هذه البدعة الطائفة أنه لما كان التجريد الصوري في هذه السلسلة شرط الإنابة والإجازة اكتفى أكثر، خلفاء هذه السلسلة بستر العورة وبطعام يأكلونه في كل يوم مرة ويتحاشون من جميع أجناس اللباس وألوان المأكول ويعملون بمقتضى يوم جديد ورزق جديد ويقرؤن كلمة الدنيا نوم والباقية الصوم ثم المقلدون توغلوا في ذلك حتى اكتفوا عن ستر العورة بستر العورة الغليظة إلى آخر ما ذكر في ذلك الكتاب في هذا الباب. وذكر في حديقة الأنساب أن أرباب التشخيص اختلفوا في حق شاه مدار فرقة على أنه كان مجذوباً وخارجاً عن دائرة الشريعة والعقيدة لكن أكثر أهل التحقيق من مشايخ الهند استحسنوا مشربه ويعلمون أنه صاحب المقامات العالية، وأصحابه فرقتان: العوام فأكثرهم مائل إلى الإلحاد والزندقة، والخواص متحققون ومتخلقون بأخلاق هذه الطائفة، انتهى. وكانت وفاته في عاشر جمادي الأولى سنة أربع وأربعين وثمانمائة وقيل سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة فدفن بمكنبور، وعلى قبره عمارة عظيمة من أبنية الملوك والسلاطين، كما في مهر جهان تاب. القاضي برهان الدين المالوي الشيخ العالم الفقيه القاضي برهان الدين الحنفي المالوي أحد كبار المشايخ الصوفية قدم مندو في عهد هوشنكك شاه الغوري فبايعه الملك وسكن بها الشيخ مفيداً مرشداً، ومات في سنة سار فيها هوشنكك شاه إلى جاجنكر، كما في كلزار أبرار وكان ذلك في سنة خمس وعشرين وثمانمائة، كما في مرآة سكندري. الشيخ بهاء الدين الكشميري الشيخ الصالح بهاء الدين الكشميري أحد رجال العلم والمعرفة أخذ عن الشيخ أبي إسحاق الجيلاني عن الشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وقدم كشمير فسكن بها وحصل له القبول العظيم وتذكر له كشوف وكرامات، قتله اللصوص سنة تسع وأربعين وثمانمائة بكشمير فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ بدهن البهرائجي الشيخ الصالح الفقيه السيد بدهن- بضم الموحدة وتشديد الدال الهندية- العلوي البهرائجي أحد المشايخ المشهورين، قرأ العلم على الشيخ حسام الدين الفتح بوري أحد أصحاب الشيخ عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي وأخذ عنه الطريقة الجشتية وأخذ الطريقة المدارية والسهروردية وأكثر الطرق المشهورة عن الشيخ أجمل بن أمجد الحسيني البهرائجي ثم الجونبوري وأخذ عنه محمد بن القاسم الأودي مات لثمان خلون من شوال سنة ثمانين وثمانمائة، كما في مسالك السالكين. بهلول بن كالا اللودي الملك العادل الفاضل بهلول بن كالا بن بهرام اللودي الأفغاني السلطان الصالح ولي الملك بدهلي في الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 سنة خمس وخمسين وثمانمائة وكان جده بهرام قدم الملتان في أيام ولاية الملك مردان فسكن بها وولده كالا وولي على عمالة دوآبة من أعمال سرهند في أيام خضر خان الرايات الأعلى وتوفي في مدة يسيرة فتربى ولده بهلول في حجر عمه إسلام خان وكان والياً بسرهند ولما توفي عمه المذكور اجتمع الأفغان عليه فاستولى على سرهند وما والاها من العمالات فأقطعه العمالات محمد شاه الدهلوي ولقبه خانخانان، فاستولى على سائر بلاد بنجاب والسند، وسار إلى دهلي سنة خمس وخمسين وثمانمائة في أيام علاء الدين ابن محمد شاه الدهلوي واستقل بالملك وذهب علاء الدين إلى بدايون فسكن بها ومات في سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة. وكان بهلول عادلاً فاضلاً مقداماً شجاعاً فاتكاً ماضي العزيمة صادق القول صالحاً متورعاً يجالس العلماء ويذاكرهم في المعارف الشرعية ويبذل جهده في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ويحسن إلى الأفغان ويبالغ في إكرامهم ولا يجلس على السرير في حضرتهم ويتردد إلى بيوتهم يتناوب في الطعام في بيوت الأمراء فكان لا يأكل في بيته ويركب أفراسهم عند الحاجة، مات في سنة أربع وتسعين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. حرف التاء الفوقية القاضي تاج الدين البلخي الشيخ العالم الكبير القاضي تاج الدين النحوي البلخي ثم الهندي اللكهنوتوي أحد الفضلاء المشهورين بمعرفة النحو والعربية كان من نسل الشيخ محمود القرشي العشقي رندبوش قدم الهند وسكن بأرض لكهنوتي وشمر عن ساق الجد في الدرس والإفادة أخذ عنه خلق كثير، ومن أعقابه الشيخ منجهن بن عبد الله بن خير الدين اللكهنوتي، كما في كلزار أبرار. الشيخ تاج الدين الظفر آبادي الشيخ الفاضل تاج الدين الناصحي الأدهمي العمري الظفر آبادي كان من كبار الفقهاء يرجع نسبه إلى إبراهيم بن أدهم العمري الولي المشهور، ولي القضاء بظفر آباد فسكن بها وصرف شطراً من عمره في الدرس والإفادة ثم ترك الاشتغال بها وأخذ الطريقة عن الشيخ أسد الدين الحسيني الواسطي وانقطع إلى الزهد والعبادة، وكان حافظاً للقرآن الكريم يقرؤه بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب. مات في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بظفر آباد فدفن بها، كما في تجلى نور. الشيخ تاج الدين النهروالي الشيخ العالم الكبير تاج الدين بن يوسف بن أحمد السوهي النهروالي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والعربية أخذ عن أبيه الشيخ يوسف بن أحمد السوهي الأيرجي وعن الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الكجراتي وكان يدرس ويفيد في مقبرة الشيخ حسام الدين الملتاني بنهرواله أخذ عنه خلق كثير، كما في كلزار أبرار. مولانا تاج الدين الأسبيجابي الشيخ الفاضل الكبير تاج الدين الحنفي الأسبيجابي أحد كبار العلماء، كان ختن الشيخ علاء الدين عمر بن أسعد اللاهوري البندوي ومع تلك القرابة كان شديداً على استماع الغناء ينهى عن الرقص والتواجد، كما في أخبار الأخيار. تيمور كوركان السمرقندي الأمير تيمور بكسر التاء الفوقية وسكون الياء التحتية وميم مضمومة وواو ساكنة وراء مهملة ابن ترغائي ابن أبغائي يصل نسبه من جهة النساء إلى جنكيز خان عظيم التتر، والعرب يقولون في اسمه تمور تارة وتمورلنك تارة، ومسقط رأسه قرية تسمى خواجه ايلغار من أعمال الكش وهو مدينة من مدن ما وراء النهر بكسر الكاف وتشديد الشين المعجمة ويقال كس بالسين المهملة، وسبب كونه أعرج أنه في بعض الليالي سرق شاة واحتملها فضربه الراعي في كتفه سهماً وثنى بآخر في فخذه فعرج. ولما استولى على ما وراء النهر تزوج بإحدى بنات الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 الملوك فزادوا في ألقابه كوركان وهو بلغة المغول الختن لكونه صاهر الملوك وكان أبوه فقيراً فانقلب الدور وصار شاباً أميراً. وكان أمياً محباً للفقراء والعلماء صاحب فراسة وكياسة وقد خضعت له العساكر واجتمعت له الأكابر والأصاغر بحسن تدبيره ومساعدة الجد وكان إذا دخل بلدة مكر وغدر وسفك الدماء وفعل الأفاعيل، وقد صفت له ممالك سمرقند وولاياتها وممالك ما وراء النهر وجهاتها وتركستان وما حواليها وممالك خوارزم وكاشغر وبلخستان وما يتعلق بها واقليم خراسان وغالب ممالك مازندران وزاوستان وطبرستان وغزنة واستراباد وغيرها من البلاد، وقصد بلاد الروم والشام وفعل فيها ما فعل. وكان ابتداء استقلاله بالملك سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وتخريب تيمور دمشق كان في سنة ثلاث وثمانمائة، ودخوله ببلاد الروم في سنة أربع وثمانمائة، ودخوله بحلب سنة ثلاث وثمانمائة. وأما دخوله بأرض الهند كان في الثاني عشر من شهر الله المحرم في سنة إحدى وثمانمائة ففتح بلاد السند وبنجاب وقتل خلقاً وأسر ونهب ودخل دهلي في السادس عشر من جمادي الأولى سنة إحدى وثمانمائة وقتل خلقاً لا يحصون بحد وعد، وخرج ناصر الدين محمود صاحب الهند إلى كجرات ووزيره إقبال خان إلى برن فأقام بدهلي خمسة عشر يوماً ثم رجع إلى بنجاب ومنها إلى ما وراء النهر. وكان رجلاً ذا قامة شاهقة كأنه من بقايا العمالقة عظيم الجبهة والرأس شديد القوة والبأس أبيض اللون مشرب حمرة عظيم الأطراف عريض الأكتاف، مستكمل البنية مسترسل اللحية أعرج اليمين وعيناه كشمعتين جهير الصوت لا يهاب الموت، وكان من أبهته وعظمته أن ملوك الأطراف وسلاطين الأكناف مع استقلالهم بالخطبة والسكة إذا قدموا عليه وتوجهوا بالهدايا إليه كانوا يجلسون على أعتاب العبودية والخدمة نحواً من ممد البصر من سرادقاته وإذا أراد منهم واحداً أرسل أحد خدمه فينادي باسمه فينهض في الحال. وقد نسب إليه بعض رسائل، منها كتاب في التنظيمات السياسية والعسكرية، وكتب سيرته عدة مؤرخين بعضهم أطال وبعضهم أوجز وحكوا عنه حكايات كثيرة، وأحسن تاريخ له وإن كان مبنياً على مدحه تاريخ شريف الدين علي الفارسي ترجم إلى الفرنساوية. وقيل في سبب وفاته أنه لما رجع إلى بلاده وشرب من العرب فأفرط وتقياً الدم وتوفي بنواحي مدينة اترار في سابع عشر شعبان سنة سبع وثمانمائة وقد جاوز الثمانين، ومدة ملكه ست وثلاثون سنة، نقلت جثته إلى سمرقند. حرف الثاء المثلثة مولانا ثناء الدين الملتاني الشيخ الفاضل العلامة ثناء الدين بن قطب الدين الحنفي الملتاني أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمدينة ملتان وقرأ بها حيثما أمكنه ثم سافر إلى شيراز وأخذ المنطق والحكمة وغيرهما عن السيد الشريف زين الدين علي الجرجاني صاحب المصنفات المشهورة ثم رجع إلى الملتان ودرس بها مدة عمره، أخذ عنه الشيخ سماء الدين بن فخر الدين الملتاني وخلق كثير من العلماء، كما في تاريخ المشاهير. حرف الجيم الشيخ جلال الدين الكجراتي الشيخ الكبير المعمر جلال الدين الصوفي الجشتي الكجراتي أحد المشايخ المشهورين ولد ونشأ بأرض كجرات وأخذ الطريقة عن الشيخ بياره ولازمه مدة ثم سافر إلى بنكاله وأسلم على يده خلق كثير من أهل كوروبنكك. وكان شيخاً جليلاً وقوراً عظيم الهيبة كبير المنزلة مرزوق القبول، يجلس على السرير مثل الملوك والسلاطين ويحكم في الناس كحكمهم، أخذ عنه الشيخ محمد بن منكن الملاوي وخلق كثير وأسلم على يده خلق من أهل بنكاله. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 242 وكانت وفاته بالشهادة في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ جلال الدين المانكبوري الشيخ الفاضل جلال الدين بن إسماعيل العمري المانكبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ محمد خليفة الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، وكان عالماً تقياً متورعاً شديد التعبد يرقد في أول الليل والناس مستيقظون فإذا رقد الناس استيقظ وصلى إلى الفجر، وكان يقرأ سورة يس كل ليلة إحدى وأربعين مرة، وكان يدرس العلوم الدينية بعد صلاة الضحى ويسترزق بالكتابة، مات ودفن بمانكبور، كما في رفيق العارفين. الشيخ جلال بن أبي الفتح القنوجي الشيخ الصالح جلال بن أبي الفتح بن حامد بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري القنوجي المشهور بالجلال الثالث كان من نسل الشيخ جلال الدين حسين ابن أحمد بن الحسين البخاري الأجي، ولد ونشأ بمدينة أج وانتقل منها إلى دهلي فأكرمه بهلول بن كالا اللودي وأقطعه عمالة قنوج فانتقل من دهلي إلى قنوج وسكن بها، وله ذرية واسعة بقنوج منهم صديق حسن بن أولاد حسن القنوجي صاحب المصنفات المشهورة، مات ودفن بقنوج وبنى على قبره شاه هري خان فتح جنكك بناية سامية البناء في أيام حسين الشرقي سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، كما في الفرع النامي. مولانا جمال الدين الكشميري الشيخ العالم المحدث جمال الدين الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والأصول والعربية، قدم كشمير في صحبة الشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني وسكن بها امتثالاً لأمره لأجل تعليم السلطان قطب الدين شاه مرزا الكشميري فانقطع إلى الدرس والإفادة، وقبره بمدينة كشمير على نهر بهت مشهور يزار ويتبرك به، كما في روضة الأبرار لمحمد الدين الكشميري. الشيخ جمشيد الإسرائيلي الراجكيري الشيخ الصالح الفقيه جمشيد الإسرائيلي الحنفي الصوفي الراجكيري كان من نسل القاضي قدوة الدين الأودي، أصله من اهرامؤ من أعمال دريا آباد، لازم في شبابه الترك والتجريد وأخذ الطريقة عن الشيخ جلال الدين الحسين البخاري الأجي وصحبه مدة من الزمان وكان الشيخ يدعوه بأخي جمشيد فلقب به واشتهر حتى صار ذلك اللفظ جزء اسمه، فلما بلغ رتبة الكمال اعتزل عن الناس وسكن براجكير من حارات قنوج وانقطع إلى الزهد والعبادة، وكان يقول: إنما الانسان إما رجل أو نصف رجل أو لا شيء، فالرجل الواصل إلى الله، ونصف الرجل الطالب له، والذي لا شيء هو طالب الدنيا، وكان يقول: اتقوا الصوفية الجهلة فإنهم لصوص الدين وقطاع طريق المسلمين، ومن كلامه: من كان في قلبه ذرة من محبة الدنيا ليس له مع عظم زهده أن يدخل في حمى الملك القديم فإنه يقول: لا أذيق حلاوة محبتي من في قلبه حبة من محبة الدنيا لأن الملوث لا يصلح للحظيرة القدسية والحضرة الربانية، انتهى. مات يوم الأربعاء عاشر شوال سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة، كما في التقصار للقنوجي. الشيخ جائلده المندوي شيخ الاسلام الشيخ جائلده المندوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة أج وأخذ عن الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد الحسيني البخاري الأجي وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأقام بها مدة من الزمان ثم رجع إلى الهند ودخل مندو في أيام محمود شاه الكبير الخلجي فكلفه الإقامة عنده وولاه شياخة الإسلام بها وكان يدرس ويفيد، مات ودفن بمندو في أيام محمود شاه المذكور، كما في كلزار أبرار. حرف الحاء المهملة الشيخ حامد الكبير البخاري الأجي الشيخ الصالح الفقيه حامد بن محمود بن الجزء: 3 ¦ الصفحة: 243 الحسين بن أحمد بن الحسين بن علي الحسيني البخاري الأجي أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، ولد ونشأ في أيام جده جلال الدين الحسين البخاري وتأدب عليه وأخذ الفقه والحديث والكلام عنه، وتولى الشياخة بعد والده ناصر الدين محمود، أخذ عنه صنوه عبد الله بن محمود الأجي الكجراتي وخلق كثير من المشايخ. الشيخ حبيب الله الكرماني الشيخ الفاضل حبيب الله بن خليل الله بن نعمة الله الحسيني الكرماني أحد رجال العلم والطريقة، قدم الهند مع والده سنة أربع وعشرين وثمانمائة فأملكه أحمد شاه البهمني ابنته ورقاه إلى رتبة الإمارة فعاش مدة طويلة بأحمد آباد بيدر، وصار من أهل الحل والعقد حتى تولى المملكة همايون شاه البهمني وكان ظالماً شديد البطش حريصاً على سفك الدماء فخرج عليه حسن بن علاء الدين البهمني ورافقه حبيب الله فقتل حسن ومعه أصحابه وأسر حبيب الله فلبث في السجن أياماً، ثم خرج منه وفر إلى بيجابور وقتل بها في شهر شعبان سنة أربع وستين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. الشيخ حسام الدين الجونبوري الشيخ الفاضل حسام الدين بن نصر الله الأصفهاني ثم الهندي الجونبوري أحد مشايخ الطريقة المدارية، درس وأفاد مدة مديدة ببلدة جونبور في عهد السلطان إبراهيم الشرقي وأخذ الطريقة المدارية عن الشيخ المعمر بديع الدين المدار المكنبوري ولازمه وصحبه مدة من الزمان، أخذ عنه الشيخ محمد بن علاء الشطاري المنيري وخلق آخرون، مات في تاسع ربيع الأول سنة أربعين وثمانمائة بمدينة جونبور فدفن بها، كما في الانتصاح. الشيخ حسام الدين الفتح بوري الشيخ الفاضل حسام الدين الحنفي الصوفي الفتح بوري أحد الفقهاء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي وأخذ عنه الطريقة ثم خرج من دهلي في فتنة الأمير تيمور فرحل إلى فتح بور قرية جامعة من أوده وسكن بها، أخذ عنه الشيخ بدهن العلوي البهرائجي وخلق آخرون. قال اللاهوري في خزينة الأصفياء إنه مات في سنة ثمانمائة، وقال السيد الوالد في مهر جهان تاب إنه مات في عهد إبراهيم الشرقي ما بين أربع وثمانمائة وأربع وأربعين وثمانمائة، والله أعلم. الشيخ حسام الدين المانكبوري الشيخ الإمام العالم الكبير حسام الدين بن خواجه خضر بن جلال الدين العمري المانكبوري أحد الأولياء المشهورين، ولد ونشأ بمانكبور وقرأ العلم وحفظ المتون والشروح من الكتب الدرسية وتفقه على والده ثم سافر على قدم الصدق والإرادة إلى بنكاله وأخذ الطريقة عن الشيخ نور بن العلاء البندوي ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحابه فاستخلصه الشيخ لنفسه واستخلفه في الثامن عشر من ربيع الثاني سنة أربع وثمانمائة ورخصه إلى مانكبور، كما في أنيس العاشقين، فرجع إلى جونبور وعاش في غاية الفقر والفاقة سبع سنين ثم فتح الله سبحانه عليه أبواب الرزق ورزقه حسن القبول فخضع له الملوك والأمراء وحصلت له الوجاهة العظيمة عند أهل البلدة، أخذ عنه ولده فيض الله والشيخ راجي حامد شه وخلق آخرون. له أنيس العاشقين كتاب مفيد في السلوك، وقد جمع بعض أصحابه ملفوظاته في رفيق العارفين وله إحدى وعشرون ومائة رسالة إلى أصحابه جمها شهاب الدين المانكبوري في مجموع، كما في كنج أرشدي. ومن كلامه فيض إلهي ناكاه رسد، ولكن بر دل آكاه رسد، بس سالك منتظر مي بايد تا از برده غيب جه كشايد وقوله فراق كجا است، يا او است، يا نور اوست، يا برتو اوست، يا برتو نور اوست وقوله درويش راجهار جيز مي بايد، دو درست دو شكسته، دين درست يقين درست، باي شكسته دل شكسته وقوله: آميخته همه كس باش، آويخته كس مباش إلى غير ذلك من الأقوال المفيدة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 مات في خامس عشر من رمضان سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة وقبره ظاهر مشهور ببلدة مانكبور يزار ويتبرك به. الشيخ حسن بن البدر الهندي الشيخ العالم الكبير حسن بن بدر الدين الهندي ثم الدمشقي الحنفي نزيل حماة الشام، ذكره السخاوي في الضوء اللامع: قال إنه عالم علامة بحر محقق مدقق ذو فنون عديدة وأقوال سديدة متمكن من العقليات، لازم السيد الجرجاني ثلاثين سنة وانتفع به الطلبة في النحو والصرف والأصلين، مات سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالمدرسة المعزية بحماة عن نحو سبعين سنة طرب الأماثل. الشيخ حسين بن محمد البروجي الشيخ العالم الصالح حسين بن محمد البروجي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والتصوف، أخذ عن الشيخ كمال الدين القزويني البروجي ولازمه مدة من الدهر ثم تولى الشياخة أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ. الشيخ حسن بن الحسين البلخي الشيخ العالم الفقيه الزاهد حسن بن الحسين بن المعز البلخي البهاري أحد المشايخ الفردوسية، ولد ونشأ في معهد العلم والمعرفة وتأدب على والده وتفقه عليه وأخذ عنه الطريقة وأجازه والده في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة فجلس على مسند الإرشاد، وله كاشف الأسرار شرح بسيط على حضرات الخمس لأبيه بالفارسي، وله لطائف المعاني في الحقائق والمعارف، مات في الحادي والعشرين من شعبان سنة خمس وخمسين وثمانمائة ببلدة بهار فدفن بها، كما في حاشية غلام يحيى على شرح آداب المريدين. الشيخ حسن بن محمد الكجراتي الشيخ الصالح الفقيه حسن بن محمد الأساولي الكجراتي أحد المشايخ المشهورين بأرض كجرات وكان يعرف بالشيخ ادهن، ولد في سنة أربع عشرة وثمانمائة وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الكجراتي ثم لازم الشيخ نصير بن جمال النوساروي وأخذ عنه وكان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، مات في ثالث عشر من شوال سنة سبعين وثمانمائة وقبره بأساول وأساول شارع كبير بأحمد آباد، كما في كلزار أبرار. الشيخ حسن بن علي الكيلاني الشيخ الفاضل العلامة حسن بن علي الحكيم الكيلاني أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة وسائر الفنون العقلية، كان في عهد السلطان فيروز بن داود البهمني بكلبركه وكان من ندمائه، أمره السلطان المذكور في سنة عشرة وثمانمائة ببناء المرصد بقرية بالاكهات وأمر السيد محمد الكاذروني وعلماء آخرين أن يعينوه في ذلك، فتصدى الحسن لذلك ولكنه اخترمته المنية قبل بلوغه إلى تلك الأمنية وكان ذلك في سنة عشر وثمانمائة. الشيخ حسن الحسيني الأجي الشيخ العالم الصالح حسن بن أبي الحسن الحسيني كبير الدين الأجي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، سافر إلى البلاد ودار الربع المسكون ثم قدم مدينة أج وسكن بها. قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار: إنه جاوز مائة وثمانين سنة وقد ألم على يده خلق كثير، وكان إذا رآه أحد لا يسعه إلا أن يذعن له الإطاعة، وكانت وفاته في سنة ست وتسعين وثمانمائة بمدينة أج فدفن بها. الشيخ حسين بن المعز البلخي الشيخ الإمام العالم الكبير حسين بن معز الدين البلخي البهاري أحد كبار مشايخ الطريقة الفردوسية، نشأ في حجر الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري وبايعه ثم تلقى عن عمه الشيخ مظفر بن شمس الدين البلخي وسافر معه إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأقام بمكة المباركة أربع سنين وقرأ بها القرآن والشاطبية على الشيخ شمس الدين الخوارزمي، الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 وأخذ القراءات السبع عن الشيخ شمس الدين الحلوي وكان الحلوي فريد عصره في القراءات والتجويد لم يكن له مثل في زمانه في مصر ولا في الشام ولا في أرض الحجاز، وقرأ حسين بن المعز صحيح مسلم وصحيح البخاري على عمه المظفر المذكور من أولهما إلى آخرهما لفظاً ومعنى وأسند عنه وإني رأيت ذلك في إجازته بلفظ عمه المظفر، ورأيت في بعض رسائله أن والده معز الدين البلخي مات بمكة المباركة فدخل مع عمه عدن ولبث بها مدة من الزمان وأسند الحديث بها عن الخطيب العدني واستخلفه عمه وتوفي بعدن فرجع إلى الهند وتولى الشياخة، أخذ عنه ولده حسن وخلق آخرون. له مصنفات في الحقائق والمعارف، منها حضرات الخمس في التوحيد أوله: الحمد لله رب العالمين، الخ، ومنها رسائل له إلى أصحابه في ضخم، وله ديوان الشعر الفارسي، مات في الرابع والعشرين من مجلد ذي الحجة الحرام سنة أربع وأربعين وثمانمائة، كما في حاشية غلام يحيى علي شرح آداب المريدين. الشيخ حسين الملتاني الشيخ الفاضل العلامة حسين القرشي الملتاني أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، درس وأفاد مدة حياته بمدينة الملتان في خانقاه الشيخ بهاء الدين أبي محمد زكريا الملتاني وانتهت إليه الرياسة العلمية بها، أخذ عنه الشيخ محمد بن منكن الملاوي وخلق كثير من العلماء، كما في مصباح العاشقين. حسين شاه الشرقي الجونبوري الملك الكبير حسين بن محمود بن إبراهيم الجونبوري سلطان الشرق، قام بالملك بعد أخيه محمد شاه وافتتح أمره بالعقل والدهاء وجمع العساكر العظيمة ثلاثمائة ألف فارس وأربعمائة وألف فيلة، ثم سار إلى أريسه وقاتل صاحبها ثم صالحه على مال يؤديه عاجلاً وآجلاً ثم رجع إلى جونبور سالماً وغانماً، وأسس قلعة بنارس سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، وبعث عساكره إلى قلعة كواليار في تلك السنة وفتحها عنوة ثم صالح صاحبها على مال يؤديه، وسار نحو دهلي في سنة ثمان وسبعين وثمانمائة بمائة ألف وأربعين ألف فارس وأربعمائة فيلة ففتحها عنوة، ولما عرف بهلول عجزه عن المقاومة أرسل إليه يطلب منه دهلي وما والاها من البلاد إلى ثمانية عشر ميلاً فلم يجبه فالتجأ بهلول إلى عساكره وقاتله قتالاً شديداً على ماء جمن وهزمه، ففر حسين شاه إلى جونبور، وسار إلى دهلي مرة ثانية في سنة تسع وسبعين وقاتل بهلول فانهزم في هذه المعركة أيضاً ورجع إلى جونبور ثم سار إليه وانهزم ثم سار مرة رابعة إلى دهلي وانهزم هزيمة فاحشة وقبض بهلول على بلاده وولي على جونبور باربك شاه أحد أبنائه فسار حسين شاه إلى أقصى بلاده وقنع على أقطاع تحصل له منها خمسمائة ألف من النقود، ولما توفي بهلول وولي الملك بعده سكندر بن بهلول حرض أخاه باربك شاه أن يخرج على أخيه فوقعت الحرب بينهما وغلب الإسكندر على أخيه فسار إلى حسين شاه وقبض على جميع بلاده وأخرجه إلى بنكاله وانقرضت الدولة الشرقية من جونبور وما والاها من البلاد في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، وحسين شاه عاش سبع سنين في بنكاله وكانت مدته تسع عشرة سنة، كما في تاريخ فرشته. وكان فاضلاً كبيراً جيد المشاركة في العلوم، قرأ على القاضي سماء الدين الجونبوري، وأخذ الموسيقى عن أساتذته وصار من الماهرين فيه وتصرف في دهربت إحدى النغمات الهندية التي كانت ذات أربعة مصاريع فخفف منها المصراعين وتصرف في آهنك تصرفاً حسناً وسماه الخيال جنكله وجعل المجاز أصرح مما كان، وله مصنف لطيف في الموسيقى يسمى تحفة الهند. الشيخ حسين بن إسماعيل الملتاني الشيخ الصالح الفقيه حسين بن إسماعيل بن محمود بن الحسين البخاري الأجي الشيخ صدر الدين الحسيني الملتاني أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، أخذ عن والده وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 الشيخ عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين الحسيني البخاري الدهلوي، كما في تذكرة السادة البخارية لعلي أصغر الكجراتي. الشيخ حسين بن محمد الحسيني الكجراتي الشيخ العالم الكبير حسين بن محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي ثم الكلبركوي المشهور بمحمد الأكبر، ولد بدار الملك دهلي ونشأ بها وقرأ العلم على مولانا محمد بغرا ومولانا محمد القاسم ومولانا خواجكي والقاضي عبد المقتدر ابن ركن الدين الكندي وجد في البحث والاشتغال حتى برز في النحو والعربية والفقه والأصول والكلام، ثم لبس الخرقة من والده وصحبه وأخذ عنه الطريقة واستخلفه أبوه سنة إحدى عشرة وثمانمائة، وكان والده يحبه حباً مفرطاً ويقول إنه لو لم يكن ولدي لوقفت في خدمته ويقول لم يفق أحد شيخه إلا الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي فإنه فاق شيخه معين الدين وولدي محمد الأكبر فاقني، فانتهى. له مصنفات لطيفة منها المعارف بالعربية في النحو وشرح الملتقط لوالده، وشرح السوانح، ورسالة في العقائد بالفارسية، رسالة في إباحة السماع، ورسالة في إباحة لبس النعلين في المسجد، ورسالة في مقامات الصوفية، ورسالة في التصريف بالفارسية، والتصريف المالكي. توفي في حياة أبيه بمدينة كلبركه يوم الأربعاء الخامس عشر من ربيع الثاني سنة اثنتي عشرة وثمانمائة، وقبره يحاذي قبر والده، كما في مهر جهانتاب. القاضي حماد الدين الكجراتي الشيخ العالم الفقيه القاضي حماد الدين بن محمد أكرم الحنفي الكجراتي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، كان قاضي القضاة ببلدة نهرواله، صنف بأمره المفتي ركن الدين الناكوري الفتاوي الحمادية وذكره في مفتتح كتابه وأثنى على فضله وبراعته في العلوم. الشيخ حماد بن محمد الكجراتي الشيخ العالم الكبير القاضي حماد بن محمد الحنفي الصوفي الكجراتي أحد الرجال المشهورين، ولد ونشأ بكجرات وقرأ العلم ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري ولازمه مدة من الزمان وصرف شطراً من عمره في الجهاد في سبيل الله، وكان يذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، مات في الثاني والعشرين من شوال وله ست وثلاثون سنة كما في مرآة أحمدي. حرف الخاء المعجمة مولانا خواجكي الدهلوي الشيخ العالم الكبير العلامة خواجكي بن محمد الحنفي الدهلوي نزيل كالبي ودفينها، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، واشتغل بالعلم على الشيخ معين الدين العمراني وقرأ عليه فبرز في الفقه والأصول والعربية فدرس وأفاد بدهلي زماناً طويلاً، وأخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي ولازمه مدة من الدهر، أخذ عنه القاضي شهاب الدين الدولة آبادي وقرأ عليه الكتب الدرسية، وكان بدهلي إذ أخبره الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي أنه رأى رؤيا صادقة أن المغول سيخرجون ويثيرون الفتن ويهلكون الحرث والنسل، فخرج خواجكي من دهلي وذهب إلى بلدة كابلي وسكن بها، وكانت وفاة خواجكي في سنة تسع وثمانمائة بكالبي وقبره مشهور داخل قلعتها، كما في أخبار الأخيار. مولانا خواجكي الكروي الشيخ الفاضل الكبير شمس الدين خواجكي بن أحمد بن شمس الدين العريضي الملتاني كان من نسل إسماعيل بن جعفر الصادق عليه وعلى جده السلام، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ علاء الدين الحسيني الجيوري ولازمه مدة من الزمان. وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والحديث والتصوف، له مصنفات منها مراد مريد في السلوك، ومنها الأربعين في الحديث جمع أربعين حديثاً فيه عن مشارق الأنوار للصغاني. قال الشيخ أحمد بن محمد الحسيني الكروي في الجزء: 3 ¦ الصفحة: 247 بعض مصنفاته: إن أباه قد تشرف برؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرؤيا الصادقة فأراد أن يقرأ عليه الأربعين لجده خواجكي ويصحح أحاديثه فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أي كتاب أخذت تلك الأحاديث؟ فقال: من مشارق الأنوار للصغاني، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أحاديث المشارق كلها صحيحة، فحمد الله سبحانه على تلك البشارة وحفظ المشارق من الابتداء إلى الانتهاء. وكانت وفاة خواجكي في الثامن عشر من محرم سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، وقبره مشهور ظاهر بمدينة كره على شاطئ نهر كنك وعليها مكتوبة أبيات من إنشائه: براي خدا أي عزيزان من نويسيد بر كور من اين سخن كه جون خواجكي در ته خاك شد نكو شد كه خس كم جهان باك شد مولانا خواجه المانكبوري الشيخ الفاضل مولانا خواجه بن جلال الدين العمري المانكبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، أخذ عن أبيه وعن غيره من العلماء، وكان قانعاً عفيفاً متورعاً يذكر له وقائع غريبة، ومن ذلك أن رجلاً استفتاه وعرض عليه الذهب المسكوك وكان جائعاً من ثلاثة أيام فأفتاه ورد عليه الذهب، فلامه الناس على ذلك وهو ساكت لا يجيبهم فأتاه رجل وقال له: إن الأمير عين الدين كان يقرأ بعض الأدعية فاعتراه مشكل في بعض الألفاظ فإنه قد دعاك لحل ذلك، فسار إليه وكشف القناع عن ذلك الإشكال فسر به الأمير وأعطاه الذهب المسكوك قدر ما رده مع الكسوة والأطعمة، فعجب الناس من صبره. خضر بن سليمان الدهلوي الملك الكريم خضر بن سليمان العلوي السلطان الصالح المشهور بالمسند العالي والرايات الأعلى، ولي الملك بدهلي في الفترات وكان والده متبني للملك مردان الذي كان والياً بالملتان في أيام فيروز شاه الدهلوي ثم لما توفي الملك مردان ولي ولده ملك شيخ ولما توفي ملك شيخ اتفق الناس على سليمان لأنه لم يخلف أحداً من أهله يصلح للتقدم، ولما توفي سليمان ولي فيروز شاه الدهلوي ولده خضر خان علي الملتان، ولما قدم الأمير تيمور الهند تقدم إليه وأحسن في الخدمة فولاه على السند وعلى بلاد بنجاب، ثم لما ذهب الأمير إلى ما وراء النهر واستولى على دهلي إقبال خان الوزير أراد أن يعزله عن الولاية في سنة ثمان وثمانمائة وسار إليه بعساكره فالتقوا بناحية أجودهن واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم إقبال خان وقتل في تلك المعركة فتقدم إلى دهلي ناصر الدين محمود بن محمد بن فيروز شاه ولبث بها زماناً ثم مات فتقدم خضر خان إلى دار الملك في سنة ست عشرة وثمانمائة ولقب نفسه بالمسند العالي والرايات الأعلى. وكان عادلاً كريماً صادقاً في ما يقول ويفعل، متين الديانة، اتفق الناس عليه ورضوا عنه فبذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وإعلاء الإسلام وإرضاء النفوس. مات في السابع عشر من جمادي الأولى سنة أربع وعشرين وثمانمائة وكانت مدته بدهلي سبع سنين وبضعة أشهر، كما في تاريخ فرشته. الشيخ خوند مير الفتني الشيخ الصالح الفقيه خوند مير بن السيد بدا بن يعقوب بن محمود الحسيني الفتني الكجراتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأرض كجرات وتفقه على عمه شادي بن يعقوب وأخذ الطريقة عنه ثم انتقل من مدينة فتن إلى أحمد آباد وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الكجراتي وعن الشيخ عبد الفتاح عن الشيخ علاء الدين عن الشيخ محمد بن يوسف الحسيني نزيل كلبركه ودفينها. وكان شيخاً وقوراً عظيم الهيبة كبير المنزلة، أخذ عنه جمع كثير ويذكر له كشوف وكرامات، مات في عاشر ربيع الثاني سنة أربع وسبعين وثمانمائة، كما في مرآة أحمدي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 الشيخ خليل الله الكرماني الشيخ الصالح خليل الله بن نعمة الله بن عبد الله الحسيني الكرماني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قدم الهند بعد وفاة والده سنة أربع وعشرين وثمانمائة فاستقبله أحمد شاه البهمني الدكني بمدينة أحمد آباد بيدر وأكرمه غاية الإكرام وأعطاه عمالة سيترم وزوج ابنته بابنه حبيب الله وابنة ولده علاء الدين بابنه محب الله، مات ودفن بمدينة بيدر، كما في مهر جهان تاب. خضر بن الحسن البلخي الشيخ الفاضل خضر بن الحسن بن المبارك بن عثمان بن محيي الدين العمري الأدهمي البلخي أحد العلماء المبرزين في الحديث، قدم الهند ودخل جونبور فولي التدريس بلكهنؤ وأقطع قرى عديدة من أعمال مليح آباد، أخذ عنه ابنه قطب الدين وإني ذكرت في ترجمة الشيخ مبارك الكوباموي أن نسبتهم إلى إبراهيم بن أدهم الولي المشهور لا تصح لوجوه فتذكر. حرف الدال المهملة المفتي داود بن ركن الدين الناكوري الشيخ العالم الكبير المفتي داود بن ركن الدين بن حسام الدين الحنفي الناكوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان مفتياً ببلدة نهرواله من بلاد كجرات، أعان والده في تدوين الفتاوي الحمادية كما صرح به والده في مفتتح كتابه. ملا داود الكجراتي الشيخ الفاضل داود بن أبي داود الكجراتي أحد الرجال المشهورين في معرفة التاريخ والسير، له تحفة السلاطين كتاب في أخبار سلاطين الدكن صنفه للسلطان فيروز بن داود البهمني، كما في تاريخ فرشته. حرف الراء المهملة الشيخ ركن الدين الجونبوري الشيخ الصالح الفقيه ركن الدين بن صدر الدين بن شرف الدين بن جلال الدين محمود بن جابر بن الشيخ عبد الله الأنصاري الهروي ثم الهندي الجونبوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قدم والده مدينة دهلي في أيام خضر خان وسكن بها ولما توفي إلى رحمه الله سبحانه انتقل ولده ركن الدين إلى جونبور في أيام إبراهيم الشرقي وأخذ الطريقة عن الشيخ تاج الدين الجهونسوي ثم لما قدم الشيخ جلال الدين الحسين بن أحمد الحسيني البخاري بلدة جونبور أخذ عنه وحصل له القبول العظيم وكان أصحابه يسجدون له وهو لا يمنعهم عن السجدة فاحتسب عليه القاضي شهاب الدين الدولة آبادي غير مرة. قال الشيخ عبد العزيز الجونبوري في سيرة الأولياء: إن الكبير الموحد الهندي ورد جونبور فآذاه أصحاب القاضي شهاب الدين المذكور فأخذه الشيخ ركن الدين في كنف حمايته ثم أشار عليه أن يخرج من تلك البلدة، انتهى، وقال أخذ عنه الشيخ عبد الملك العادل الجونبوري والقاضي محمد بن العلاء المنيري وخلق كثير. وكانت وفاته في حادي عشر من ربيع الثاني سنة أربع وسبعين وثمانمائة وقبره في تارتله في بلدة جونبور، كما في كنج أرشدي. الشيخ ركن الدين الدهلوي الشيخ الصالح الفقيه ركن الدين بن شهاب الدين الحنفي الصوفي الدهلوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببلدة دهلي وتأدب على والده وأخذ عنه وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه مسعود بيك صاحب التمهيدات كما في كلزار أبرار. الشيخ ركن الدين الظفر آبادي الشيخ الصالح الفقيه ركن الدين القرشي الظفر آبادي كان من أكابر الفقهاء الحنفية ذا كعب عال في الفقه وأصوله والحديث والتفسير. قال صاحب مناقب الدرويشية إنه كان حافظاً لمائة ألف حديث وكان يداوم على الصيام ويجتهد في أكل الحلال، أخذ الطريقة عن الشيخ أسد الدين الحسيني الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 الظفر آبادي وجاهد معه في سبيل الله وسكن بظفر آباد. وكانت وفاته في سنة عشرين وثمانمائة، فأرخ لموته بعض أصحابه من قوله ركن دين افتاد كما في تجلى نور. المفتي ركن الدين الناكوري الشيخ العالم الكبير العلامة ركن الدين بن حسام الدين الحنفي الناكوري أحد الفقهاء المبرزين في الفقه والأصول، كان مفتياً بمدينة نهرواله من بلاد كجرات، له الفتاوي الحمادية في مجلد ضخم صنفه بأمر القاضي حماد الدين بن محمد أكرم الكجراتي وأخذ المسائل الفقهية في كتابه عن أربعة ومائتين من كتب الفقه والأصول والحديث والتفسير، أوله الحمد لله الذي نور قلوب العارفين بنور التوحيد والايمان الخ. القاضي رضي الدين الردولوي الشيخ الفاضل الكبير القاضي رضي الدين بن نصير الدين بن نظام الدين الحنفي الردولوي كان سبط العلامة القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر الزاولي الدولة آبادي ولد ونشأ بجونبور، وقرأ العلم على جده لأمه الشهاب المذكور ولازمه مدة من الزمان حتى برع في العلم وفاق أقرانه في الفقه والأصول والكلام والعربية، ولاه إبراهيم الشرقي القضاء بمدينة ردولي فسكن بها وكان يدرس ويفيد، كما في أنوار الصفي. حرف الزاي المعجمة السلطان زين العابدين الكشميري الملك العادل الكريم زين العابدين بن الإسكندر بن قطب الدين الكشميري السلطان الصالح قام بالملك بعد أخيه وكان اسمه شاهي خان فلقب نفسه بزين العابدين في نحو سنة ست وعشرين وثمانمائة واستوزر أخاه محمد خان وفتح بلاد تبت وسخر أهلها واستقل بالملك وافتتح أمره بالعدل والسخاء وإطلاق الأسارى وأعاد الوثنيين الذين أخرجوا من ديارهم في العهد السالف وأذن أن يدينوا بدينهم ويخطوا على جباههم كجري عادتهم ويحرقوا نساءهم مع بعولهن الموتى، وأبطل الجزية عنهم ومنع المسلمين عن ذبح البقر تأليفاً لقلوب الوثنيين وحط الجبايات والمكوس وأجاز للكفار الذين أكرهوا على الاسلام في عهد والده أن يرتدوا عن الاسلام، ونهى التجار أن يخفوا متاعهم في دورهم وأمر أن يبيعوها بالمنافع القليلة وأن لا يغبنوا في المبيع. وكان إذا افتتح بلدة قسم المغانم على عساكره وأخذ الخراج من رعايا تلك البلدة وأدب المتمردين ورحم الضعفاء والمساكين، وقد جمع الله سبحانه فيه من خصال الخير ما لم يجمع في غيره، منها أنه لم ينظر إلى أجنبية بنظر الشهوة قط، ولم ينظر إلى مال غيره بنية الخيانة قط، ومنها أنه كان يعفو ويسامح كثيراً من الناس وقلما يؤاخذهم في العقوبات وإذا وجبت العقوبة على أحد يأمر بجلائه عن بلاده بحيلة حيث أن المنفى لا يظن أنه أخذ في العقوبة، ومنها أنه لم يزل يشتغل بتعمير الولاية وتكثير الزراعة وحفر الأنهار وغرس الأشجار وسد الثغور وبناء الجسور حتى إنه لم يبق في بلاده أرض بلا ماء ولا قطعة منها بلا كلأ، ومنها أنه كان يكرم أرباب الفضل والكمال حتى اجتمع لديه خلق كثير من العلماء مسلمين ووثنيين فنقلوا كتباً كثيرة من العربية والفارسية إلى الهندية ومن الهندية إلى العربية والفارسية في كثير من الفنون، ومنها أنه كان راغباً عن حطام الدنيا فلم يدخر مالاً ولم يكنز ذهباً ولا فضة. وبالجملة فإنه جمع فيه من حسن الخلق والتواضع وكرم السجايا ومعرفة حقائق القضايا والفطنة بدقائق الأمور والاطلاع على أحوال الجمهور وجودة التدبير والخبرة ومحبة أهل الفضائل وكراهة أرباب الرذائل والميل إلى معالي الأمور ما لا يمكن وصفه، وكانت وفاته في آخر سنة سبع وسبعين وثمانمائة، وله تسع وستون سنة وكانت مدة ملكه اثنتين وخمسين سنة، كما في تاريخ فرشته. الشيخ زين الدين العربي الشيخ الفاضل زين الدين بن بدر الدين الصوفي العربي أحد العلماء المبرزين في الفقه والتصوف والفنون الأدبية، أخذ الطريقة عن الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري وتأدب عليه ولازمه مدة حياته، وله راحة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 القلوب مجموع بالفارسي في أخبار شيخه وملفوظاته، أوله: حمد وسباس بي قياس، الخ. الشيخ زهيد بن بدها السارني الشيخ العالم الصالح زهيد بن بدها بن حمزة بن قطب بن عمر بن الجلال الحسيني الزيدي السارني أحد الرجال الطريقة الجشتية، أخذ عن الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري وكان كثير الاستغراق لم يزل يشتغل بالمراقبة، وكان الشيخ محمد بن العلاء المنيري ختنه والشيخ أبو الفتح هداية الله بن محمد المنيري سبطه، كما في كلزار أبرار. وإني قرأت في أسانيد الشيخ محمد بن العلاء المنيري أنه أخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ زاهد بن بدر الجشتي عن الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري، فالأقرب أن يكون اسم الشيخ زهيد زاهداً واسم أبيه بدراً، وأما زهيد وبدها فأما أن يكونا من قبيل اللقب المشهور كما هو مروج في الديار الهندية أو يكونا تصحيفاً من كتاب كلزار، والله أعلم. الشيخ زين الدين البغدادي الشيخ العالم الصالح زين الدين الصوفي البغدادي المشهور بكنج نشين معناه المعتزل أخذ عن الشيخ محمد بن إبراهيم عن شمس الدين محمد عن أحمد عن أبي إسحاق عن شمس الدين محمد الكمي عن أبي العباس السليماني عن محمد صالح الدكاكي عن الشيخ أبي مدين المغربي، وقدم الهند من بغداد ودخل أحمد آباد بيدر في أيام علاء الدين شاه البهمني فسكن بها، ومات سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة بمدينة بيدر فدفن بها، كما في مهر جهان تاب. الشيخ زين الدين الأودي الشيخ الصالح زين الدين علي الجشتي الأودي كان ابن أخت الشيخ نصير الدين محمود بن يحيى الأودي، أخذ الطريقة عن خاله المذكور ولازمه مدة، توفي بدولة آباد سنة إحدى وثمانمائة، كما في مهر جهانتاب. حرف السين المهملة الشيخ سارنك اللكهنوي الشيخ الصالح الفقيه سارنك الحنفي الصوفي الدهلوي ثم اللكهنوي أحد كبار المشايخ الجشتية، كان من أمراء السلطان فيروز شاه الدهلوي ملك الهند، مصر بلدة بمالوه وسماها سارنكبور، ثم أخذته الجذبة الربانية فترك الإمارة وصحب الشيخ قوام الدين بن ظهير الدين العباسي الكروي وتلقى الذكر منه وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند وأخذ عن الشيخ يوسف بن أحمد الايرجي وصحبه مدة من الزمان وقرأ عليه الرسالة المكية وفي آخر أمره بعث إليه الشيخ صدر الدين بن أحمد الحسيني البخاري الخرقة فردها إليه ثم بعثها إليه وأشار عليه الشيخ حسام الدين أحد المشايخ السهروردية أن يقبلها فقبل تلك الخرقة، وحصلت له فتوح عظيمة منها، كما في أخبار الأخيار. وكانت وفاته في السادس عشر من شوال سنة خمس وخمسين وثمانمائة وقبره بمجهكوه قرية من أعمال الجزء: 3 ¦ الصفحة: 251 بسوه، بكسر الموحدة، في أرض أوده، كما في الفوائد السعدية. الشيخ سراج الدين الكالبوي الشيخ الصالح الفقيه سراج الدين الحنفي الصوفي الكالبوي المشهور بالسراج الحريق، قرأ العلم على مولانا خواجكي الدهلوي الدفين بكالبي وأخذ الطريقة عن الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري، وله قصة طويلة مع الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري، شرحتها في ترجمة المدار فليرجع إليها، وكانت وفاته في سنة ثلاثين وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ سراج الدين الكجراتي الشيخ الفقيه الزاهد سراج الدين ابن العلامة كمال الدين الدهلوي ثم الكجراتي أحد المشايخ المشهورين، تفقه على والده وأخذ عنه الطريقة الجشتية ثم قام مقامه في الدرس والإفادة، أخذ عنه ولده علم الدين وخلق آخرون، مات بتسع بقين من جمادي الأولى سنة سبع عشرة وثمانمائة ببلدة نهرواله من أرض كجرات فدفن بها، كما في مجمع الأبرار. الشيخ سراج الدين الملتاني الشيخ العالم الصالح سراج الدين بن عالم بن قوام الدين الملتاني أحد المشايخ المشهورين في عصره، كان أصله من الملتان ونشأ في مدينة هرات، وأخذ العلم والمعرفة عن الشيخ زين الدين الخوافي وصحبه مدة حياته، ثم تولى الشياخة بعده وعكف على الإرشاد والتلقين مدة من الزمان، ثم قدم الهند وسكن بأرض كجرات وقبره ببلدة نهرواله، كما في أخبار الأخيار. وفي مجمع الأسرار أن الشيخ زين الدين الخوافي المتوفي سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة أخذ الطريقة عن الشيخ نور الدين عبد الرحمن المصري عن الشيخ جمال الدين يوسف الكوراني عن الشيخ حسام الدين الثمري عن الشيخ نور الدين عبد الصمد النظيري عن الشيخ نجيب الدين علي البرغش عن الشيخ الكبير شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي صاحب العوارف انتهى. الشيخ سعد الدين الخير آبادي الشيخ العالم الكبير العلامة سعد الدين ابن القاضي بدهن بن الشيخ محمد القدوائي الأنامي ثم الخير آبادي أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية والفقه والأصول والتصوف، كان والده قاضياً بخير آباد وتوفي في صغر سنه فتربى في حجر أمه واشتغل بالعلم وحفظ القرآن وقرأ على الشيخ محمد أعظم بن أبي البقاء اللكهنوي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد مينا بن قطب الدين اللكهنوي وصحبه عشرين سنة وأخذ عنه وتولى الشياخة بعده ببلدة لكهنؤ مدة من الزمان، ثم انتقل إلى خير آباد وبنى بها زاوية رفيعة، أخذ عنه الشيخ عبد الصمد بن علم الدين السائنبوري والشيخ الهداد الرضوي وخلق آخرون. ومن مصنفاته شرح البزدوي وشرح الحسامي وشرح كافية بن الحاجب وشرح المصباح وشرح الرسالة المكية وأثبت فيها كثيراً من ملفوظات شيخه وكلما ينقل فيها قوله يقول قال شيخي شيخ مينا أدامه الله فينا كما في أخبار الأخيار وكانت وفاته في سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة، كما في الفوائد السعدية. الشيخ سعد الدين اللكهنوي الشيخ العالم الصالح سعد الدين بن سعد الله بن القاضي سماء الدين البكري البجنوري اللكهنوي، كان سادس أبناء والده، ولد ونشأ بقرية بجنور على أربعة أميال من لكهنؤ وكان يشتغل بالدرس والإفادة، قصده الناس من بلاد شاسعة يستفيدون منه، وكان شاعراً مجيد الشعر يتلقب بسعدي، ومن أبياته: جون دوست موافق است سعدي سهل است جفاي هر دو عالم مات بليلة بقيت من جمادي الأولى سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، فأرخ لموته بعض أصحابه من قوله مخدوم قطب الأولياء كما في تذكرة الأصفياء. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 الشيخ سعد الله اللكهنوي الشيخ العالم الصالح سعد الله ابن القاضي سماء الدين بن فخر الدين البكري البجنوري اللكهنوي أحد المشايخ الكبار، أخذ الطريقة عن والده وعن الشيخ أجمل بن أمجد العلوي الجونبوري، وجمع العلم والعمل والسخاء والإيثار، كان ينفق ماله في سبيل الله ويطعم الفقراء فلقبه الناس كندوري فراز ولقبه الشيخ قيام الدين بشيخ الاسلام، مات بسبع بقين من ربيع الثاني سنة تسع وعشرين وثمانمائة فأرخ الشيخ رحمة الله صاحب تذكرة الأصفياء لعام وفاته رحمة الله عليه كما في تذكرة الأصفياء. الشيخ سعد الله الكنتوري الشيخ الصالح الفقيه سعد الله بن محمد المتوكل الكنتوري أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ في مهد العلم والدين، أخذ عن والده وعن الشيخ نصير الدين محمود الأودي وكان زاهداً متقللاً قانعاً، له مقامات عالية في السلوك وشأن كبير، كما في البحر الزخار. قال صاحب المعارج: له إجازة عن الشيخ أشرف بن إبراهيم السمناني أيضاً، مات في حياة والده في سنة ست وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ سعيد بن محفوظ السوانوي الشيخ الصالح سعيد بن محفوظ بن الحسين بن عبد المجيد بن نعمان بن حمزة ابن الحسين بن أبي بكر بن عمر بن أحمد الحسيني الترمذي اللاهوري ثم السوانوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بسوانه وأخذ الطريقة عن الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد الحسيني البخاري الأجي ثم أدرك الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري فاستفاد منه وسافر إلى مكة المباركة راجلاً من سوانه إلى تلك البقعة الكريمة وحج سبع مرات ومات بها، أخذ عنه ولده قوام الدين أبو علي السوانوي الذي قتل بمدينة سنبهل ودفن بجوكي بور، كما في العاشقية. الشيخ سلام الله المندوي الشيخ العالم الكبير سلام الله المندوي أحد الفقهاء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، لقبه محمود شاه الخلجي صاحب مالوه بسيد العلماء وكان وجيهاً مبجلاً عنده، كما في تاريخ فرشته. القاضي سماء الدين الجونبوري الفاضل العلامة القاضي سماء الدين الجونبوري الوزير المشهور بقتلغ خان كان أعلم العلماء في عصره، أخذ عن تلامذة القاضي شهاب الدين الدولة آبادي وقرأ عليه السلطان حسين الشرقي ثم استوزره ولقبه قتلغ خان وكان معه في معركة دهلي فقبض عليه بهلول اللودي سنة ثلاث وثمانين وثمانمائة وحبسه بدهلي ولم يزل حياً إلى سنة أربع وتسعين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. القاضي سناء الدين الغزنوي الشيخ العالم الفقيه سناء الدين بن نظام الدين بن صدر الدين حسين الزينبي الغزنوي ثم المجهلي شهري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بغزنة وقدم الهند مع والده سنة سبع عشرة وثمانمائة وسكن بمجهلي شهر وولي القضاء بها بعد والده. حرف الشين المعجمة الشيخ شرف الدين المشهدي السيد الشريف شرف الدين بن علاء الدين الحسيني المشهدي ثم البروجي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان ختناً للشيخ جلال الدين حسين ابن أحمد الحسيني البخاري وخليفته، صحب الشيخ المذكور مدة من الزمان وسافر معه إلى بلاد شاسعة وقدم كجرات في آخر أمره وسكن بمدينة بروج، أخذ عنه ولده قطب الدين بن شرف الدين وسعد الله بن شرف الدين وخلق كثير من العلماء والمشايخ، مات يوم الأحد ما بين الظهر والعصر في الثامن عشر من رجب سنة ثمان وثمانمائة ببلدة بروج، وقبره خارج البلدة، كما في مرآة أحمدي. الشيخ شرف الدين الكجراتي الشيخ الكبير شرف الدين الأساولي الكجراتي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 المشهور بالشيخ جهجو كان من كبار المشايخ الرفاعية، أخذ عن الشيخ نظام الدين عمر بن أكرم الرفاعي عن علي عن ركن الدين عن شمس الدين عن قطب الدين أبي الحسن علي بن عبد الرحيم عن أخيه شمس الدين محمد عن عمه محيي الدين إبراهيم بن علي الأعذب عن عمه مهذب الدين عبد الرحيم عن أخيه سيف الدين علي بن عثمان البطائحي عن خاله القطب الكبير السيد أحمد الرفاعي، وأخذ عنه الشيخ نصير بن الجمال النوساروي وخلق آخرون، مات لخمس ليال بقين من ذي القعدة، كما في كلزار أبرار وإني لم أقف على سنة وفاته. الشيخ شعيب بن الجلال المنيري الشيخ الفاضل شعيب بن الجلال بن عبد العزيز بن التاج المنيري أحد العلماء المعروفين بالزهد والصلاح، ولد ونشأ ببلدة منير- بفتح الميم- وبايع الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري في صباه وكان من بني أعمامه ثم لازم الشيخ حسين بن المعز البلخي وأخذ عنه وفاق أقرانه في العلم والعمل، له مناقب الأصفياء كتاب في أخبار شيوخه، مات في الخامس عشر من ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانمائة. القاضي الشيخ شمس الدين الكجراتيد الشيخ الفاضل الكبير شمس الدين الحنفي الشيباني الكجراتي كان من نسل الإمام محمد بن الحسن الشيباني صاحب الإمام أبي حنيفة النعمان الكوفي، سافر من دهلي إلى نارنول ثم إلى الحرمين الشريفين، فلما وصل إلى كجرات كلفه صاحبها الإقامة وزوجه بجارية جئ بها من دار الحرب، فرزق منها أولاداً، منهم الشيخ تاج الأفاضل، وكان له خمسة أبناء منهم القاضي مجد الدين، وللمجد سبعة أبناء أكبرهم وأعلمهم الشيخ أحمد، كما في أخبار الأخيار. الشيخ شمس الدين الأونوي الشيخ الصالح الفقيه شمس الدين الأونوي الكجراتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، مات بأونه قرية جامعة من أعمال سورته في أرض كجرات ودفن بها في غرة شعبان سنة أربع وثمانمائة، كما في مرآة أحمدي. الشيخ شمس الدين الأودي الشيخ الكبير شمس الدين بن نظام الدين الصديقي الأودي أحد المشايخ المشهورين ولد ونشأ ببلدة أوده، وقرأ العلم على مولانا رفيع الدين الأودي وصحبه زماناً وأخذ عنه، ثم لازم السيد أشرف جهانكير السمناني وصحبه مدة من الدهر وأخذ عنه الطريقة وتصدر للارشاد بعده، أخذ عنه خلق. الشيخ شير خان الدهلوي الشيخ الفاضل الصالح شير خان الحنفي الصوفي الدهلوي المشهوري بمسعود بيك كان من عشيرة السلطان فيروزشاه الدهلوي، صرف شطراً من عمره في الغنى والإمارة ثم ترك الإشتغال بما لا يعنيه، وبايع الشيخ ركن الدين بن شهاب الدين الدهلوي والتزم الترك والتجريد والإنزواء والصيام والقيام في جوف الليل حتى بلغ رتبة الكمال، وكان من أهل السكر الطافح، له مصنفات منها التمهيدات على نهج تمهيدات عين القضاة الهمذاني، وله ديوان الشعر الفارسي، وله مرآة العارفين في الحقائق والمعارف وهي مرتبة على أربع عشرة حقيقة، كما في أخبار الأخيار ومن شعره قوله. هر دم بكمان رفتم با رب كه منم يا او كاميخته ايم از جان او با من من با او اين كشته هجران را كشت است خيالش جان جون بيك اجل آيد از تن جه رود با# او بخت است زبيداري اين ديده شب بيما آسوده بخسبيم كر بر ديده نهد با او سوزم جو سبند اين جان من از بئي جشم بد هر كه كه كند جلوه بيشم رخ زيبا او بي صورت موزونش جون زنده توان ماندن مائيم همه تنها جان همه تنها أو كشت است بسي جانها از طره او غارت برده است بسي دلها از غمزه بيغما او هر لحظه كند جلوه در دل بدكر صورت هر كس بتماشائي ما راست تماشا او الجزء: 3 ¦ الصفحة: 254 مسعود ازين خلوت كن معذرتي جان را زيرا كه بدل ما را كرد است كنون جا او وكانت وفاته في سنة ست وثلاثين وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ شبلي بن محمد الكاذروني الشيخ العالم الصالح شبلي بن محمد بن محمود العثماني الكاذروني أحد المشايخ المعروفين في الطريقة الجشتية، ولد ونشأ بباني بت وأخذ عن والده الشيخ جلال الدين محمد بن محمود الكاذروني ولازمه مدة حياته ثم تولى الشياخة. وكان عالماً كبيراً قانعاً عفيفاً ديناً صاحب وجد وحالة، وكان مقعداً لمرض اعتراه في شبابه ولكنه كان يقوم في حالة التواجد، ويذكر له كشوف وكرامات، مات في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء. القاضي شهاب الدين الأودي الشيخ العالم الفقيه شهاب الدين المداري الأودي كان من نسل القاضي قدوة الدين الإسرائيلي الأودي وكان مفرط الذكاء متوقد الذهن، لقبه الناس لذكائه بركاله آتش ومعناه شعلة نار، وهو ممن أخذ الطريقة عن الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري إمام الطريقة المدارية، واعتزل عن القضاء وأغرق كتبه في ماء كنك، قبره في قرية براكاون في أرض أوده. الشيخ شمس الدين الظفر آبادي الشيخ الصالح شمس الدين بن ركن الدين بن صدر الدين القرشي الملتاني ثم الظفر آبادي المشهور بالشيخ بدهن بضم الموحدة وتشديد الدال الهندية، كان من المشايخ المشهورين في عصره، ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة يوم توفي جده صدر الدين، فتربى في حجر والده وتأدب عليه وأخذ عنه الطريقة السهروردية، ولما توفي أبوه تولى الشياخة مكانه، مات بظفر آباد سنة أربع وسبعين وثمانمائة فدفن عند أبيه وجده كما، في الانتصاح. مولانا شمس الدين الكرماني الشيخ العالم الصالح شمس الدين الكرماني المشهور بحق كو أي صادق اللهجة، قدم الهند مع أبناء الشيخ نعمة الله الحسيني الكرماني وسكن بأحمد آباد بيدر من بلاد الدكن لعله في أيام أحمد شاه البهمني. الشيخ شمس الدين الفتني الشيخ العالم الصالح شمس الدين بن قوام الدين الناكوري الفتني أحد العلماء المبرزين في العلم والمعرفة، أخذ عن الشيخ إسماعيل بن إبراهيم الجبرتي ولازمه مدة من الدهر، ولبس منه الخرقة القادرية والكاذرونية، ولبس منه الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري وخلق كثير من العلماء والمشايخ، أما إسماعيل بن إبراهيم فإنه لبس الخرقة القادرية عن الشيخ أبي بكر بن سلامي الصوفي عن الشيخ أحمد بن محمد الأسدي عن الشيخ أبي بكر بن نعيم عن الشيخ أحمد بن محمد عن أبيه الشيخ محمد بن عبد الله عن الشيخ صامت بن عبد الله عن الشيخ عبد الله شيخ الجبال عن الشيخ أبي محمد عبد الله عن السيد عبد القادر الجيلي إمام الطريقة القادرية، ولبس الخرقة الكاذرونية عن الشيخ ضجاعي عن برهان الدين عن أبي العباس أحمد عن فضيل العذري عن عبد الله عن أبي بكر عن أبي محمد عبد الله الحضرمي عن أبي محمد إبراهيم عن أبي الفتح بن فقيه البيضاوي عن الشيخ أبي إسحاق الكاذروني رحمهم الله تعالى ونفعنا ببركاتهم آمين. الحكيم شهاب الدين الجونبوري الشيخ الفاضل الحكيم شهاب الدين الكرماني ثم الهندي الجونبوري أحد الأفاضل المشهورين في عصره، سافر إلى مندو في أيام محمود شاه المندوي الكبير، وصنف له محمود شاهي كتاباً ضخماً في تاريخ مالوه. حرف الصاد المهملة مولانا صدر جهان الكجراتي الشيخ الفاضل الكبير صدر جهان الكجراتي أحد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام، كان يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ أحمد بن البرهان بن أبي محمد الغوري، وكان من معاصري الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري ينكر عليه في أمور ثم إنه لقيه وباحثه في بعض المسائل الكلامية فاعترف بفضله وكماله، كما في مرآة أحمدي. الشيخ صفي بن النصير الردولوي الشيخ الفاضل الكبير العلامة صفي الدين بن نصير الدين بن نظام الدين الردولوي كان من نسل الإمام أبي حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي، قدم جده نظام الدين مدينة دهلي ولبث بها زماناً ثم رحل إلى جونبور وسكن بها، وكان صفي الدين بن بنت القاضي شهاب الدين الدولة آبادي وكان نادراً من نوادر الدهر في العلم والحكمة، قرأ على جده لأمه المذكور وأخذ الطريقة عن الشيخ أشرف ابن إبراهيم السمناني، وكان السمناني يقول: ما رأيت في بلاد الهند من يتحلى بغرائب الفنون وعجائب الشؤن غير الصفي، كما في اللطائف الأشرفية وللشيخ صفي الدين مصنفات عديدة منها دستور المبتدئ في الصرف، صنفه لأجل ولده إسماعيل، وله شرح بسيط على كافية ابن الحاجب سماه غاية التحقيق. قال الجلبي في كشف الظنون إنه شرح ممزوج أوله: الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمه العظام، الخ، وهو من تلامذة الهندي، ذكره فيه ومدح حاشيته وقال: إن شروح الكافية ليست بوافية إلا حواشي أستاذنا شهاب الدين أحمد ابن عمر الدولة آبادي، وكثير من الناس اكتفوا بما فهموه من ظاهرها فإنه حقق فيها وسماها غاية التحقيق انتهى. وكانت وفاته في الثالث عشر من ذي القعدة سنة تسع عشرة وثمانمائة، كما في أنوار الصفي. الشيخ صلاح الدين الكجراتي الشيخ الصالح الفقيه صلاح الدين بن الطالب الكجراتي كان والده وثنياً من طائفة الهنود اسمه توكاجيو أسلم على يد الشيخ أحمد بن عبد الله المغربي، وكانت حليلته حاملاً فلما وضعت ذكراً سماه الشيخ أحمد المذكور صلاح الدين ورباه وعلمه حتى بلغ رتبة الكمال في العلم والمعرفة، وكانت وفاته في ثمان بقين من ربيع الأول، كما في مرآة أحمدي. وفي تاريخ الأولياء إنه توفي في الثالث عشر من ربيع الأول سنة خمس وتسعين وثمانمائة. حرف الضاد الشيخ ضياء الدين الرفاعي الشيخ العالم الفقيه ضياء الدين الرفاعي الديكلوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قدم الهند وأخذ عن الشيخ جمن أحد أحفاد الشيخ سعيد الدين ابن نجم الدين الحسيني الرفاعي وسكن بقرية ديكلور من أعمال ناندير من إقليم الدكن، وتوفي بها سنة عشرين وثمانمائة، كما في مهر جهانتاب. حرف العين المهملة مولانا عادل الملك الجونبوري الشيخ الكبير عادل الملك بن عالم الملك بن عبد الملك بن بهاء الدين بن ظهير الدين بن بديع الدين الحسيني الإسماعيلي الكهرامي ثم الجونبوري أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بجونبور وقرأ العلم بها على أساتذة عصره ثم سار إلى بندوه، وأخذ الطريقة عن الشيخ علاء الدين عمر بن أسعد اللاهوري ثم البندوي، وعاد إلى جونبور فأقام بها زماناً، وجاء به سلطان الشرق إلى راي بريلي سنة عشرين وثمانمائة وأسكنه بها، وكان الشرقي يتبرك به، وقبره خارج القلعة ببلدة راي بريلي، كما في سيرة السادات. الشيخ عبد الرحمن الهندي الشيخ العالم الكبير عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك القرشي الهندي نزيل مكة يلقب وجيه الدين بن عمدة الدين، كان ذا خبرة ودين وسكون، وله عناية بالفقه على مذهب الحنفية، قال التقي الفاسي في العقد: وناب عني في عقد نكاح بمكة وذكر لي أنه قدم مكة سنة خمس وسبعين وسبعمائة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 أو قربها- الشك مني- ورزق بها أولاداً، وبها مات يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأول سنة سبع وعشرين وثمانمائة ودفن بالمعلاة، كما في طرب الأماثل. الشيخ عبد الرزاق الكجهوجهوي الشيخ الصالح الفقيه المعمر عبد الرزاق بن عبد الغفور بن أحمد بن محمد بن موسى بن علي بن محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الصالح بن عبد الرزاق بن الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني كان ابن بنت خالة الشيخ أشرف بن إبراهيم السمناني، ولد ونشأ بخراسان، فلما بلغ اثنتي عشرة سنة من عمره استصحبه السيد أشرف المذكور وجاء به إلى الهند فتربى في حجره ونال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وتولى الشياخة بعده أربعين سنة، مات في سابع ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وثمانمائة بقرية كجهوجهه فدفن بها، كما في الكوائف الأشرفية. الشيخ عبد الشكور الملتاني الشيخ الفاضل عبد الشكور بن كبير الدين بن إسماعيل بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري الملتاني كان من كبار العلماء، ذكره جلال بن فضل الله الدهلوي في سير العارفين. الشيخ عبد الغفور الملتاني الشيخ الفاضل عبد الغفور بن كبير الدين بن إسماعيل بن محمود الحسيني البخاري الملتاني كان من كبار العلماء، ذكره الجلال بن فضل الله الدهلوي في سير العارفين. مولانا عبد الغني المندوي الشيخ الفاضل عبد الغني الحنفي المندوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، تولى الصدارة في عهد أحمد شاه البهمني بأرض برار، وكان شيخاً صدوقاً كبير المنزلة عند الملوك والأمراء، كما في تاريخ فرشته. مولانا عبد الكريم الهمذاني الشيخ الفاضل عبد الكريم الهمذاني المؤرخ الكبير، كان من أصحاب الوزير عماد الدين محمود الكيلاني، صنف له محمود شاهي كتاباً في التاريخ، كما في تاريخ فرشته. الشيخ عبد اللطيف الفتني الشيخ العالم الفقيه الزاهد عبد اللطيف بن جمال الدين بن سراج الدين بن صدر الدين العمري الملتاني ثم الفتني الكجراتي أحد العلماء الربانيين، أخذ الطريقة عن الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري، التزم الفقر والتوكل والاستغناء عن الناس مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة، وله تسعة كتب من المصنفات لم أقف على أسمائها، مات في رابع رمضان، كما في مرآة أحمدي. الشيخ عبد اللطيف الكجراتي الشيخ الصالح الفقيه عبد اللطيف بن محمود القرشي الكجراتي المشهور بداور الملك كان من أمراء السلطان محمود بن محمد الكجراتي، وفقه الله سبحانه بالانابة فصحب الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري ولازمه وأخذ عنه وترك الاشتغال بما لا يعنيه، تذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، استشهد في الثالث عشر من ذي القعدة سنة تسع وثمانين وثمانمائة، فأرخ لموته بعض الناس من ذي قعدة وعلى قبره عمارات رفيعة من أبنية الملوك، كما في مرآة سكندري. الشيخ عبد اللطيف الهندي الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن محمد بن سعيد الحنفي المكي نجم الدين بن القاضي شهاب الدين بن العلامة ضياء الدين الهندي، ذكره الفاسي في العقد قال: سمع من شيخنا إبراهيم بن صديق وغيره من شيوخنا بمكة وسكن بمصر مدة، وبها مات سنة ثمان عشرة وثمانمائة في أحد الربيعين فيما أظن وهو في أثناء عشر الأربعين، انتهى من طرب الأماثل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 الشيخ عبد الله الشطاري الشيخ الإمام العارف عبد الله بن حسام الدين بن عبد الله بن زيد بن ضياء الدين بن نجم الدين بن الحماد بن الشيخ الكبير شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي ثم الشطاري الخراساني أحد الرجال المشهورين في العلم والمعرفة، أخذ الطريقة الشطارية عن الشيخ محمد عن الشيخ محمد عارف عن الشيخ محمد عاشق عن الشيخ خدا قلي عن الشيخ أبي الحسن الخرقاني عن الشيخ أبي المظفر الطوسي عن الشيخ أبي يزيد العشقي عن الشيخ محمد المغربي وهو تلقن من روحانية الشيخ أبي يزيد البسطامي من روحانية سيدنا الإمام جعفر الصادق عليه وعلى آبائه السلام، كما في الانتباه وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ عبد الوهاب عن الشيخ عبد الرؤف عن الشيخ محمود عن الشيخ عبد الغفار عن الشيخ محمد عن الشيخ علي عن الشيخ أبي جعفر أحمد الحسني عن الشيخ إبراهيم الحسني عن الشيخ عبد الله الحسني عن الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني كما في مجمع الأبرار وأخذ طريقة النفي والإثبات عن الشيخ مظفر الكتاني الخلوتي بمدينة نيسابور وهو أخذ عن الشيخ إبراهيم العشق آبادي عن الشيخ نظام الدين حسين عن الشيخ محمد الخلوتي عن الشيخ الكبير نجم الدين كبري، كما في كلزار أبرار. وكان شيخاً جليلاً كبير المنزلة، قدم الهند وساح البلاد ثم دخل مندو وسكن بها، وكان كل ما يدخل في بلدة أو قرية يأمر بضرب الطبول كالملوك ويسير موكبه كموكبهم ويقيم في الصحراء في الخيم، وكلما يذهب إلى بلدة فيها شيخ من الكبراء يلاقيه ويستدعيه أن يبذل له الأنوار القدسية، وإن لم يستطع أن يعطيه شيئاً من معارفه فيأخذ عنه، كما في البحر الزجاج وله رسالة في أذكار الطريقة الشطارية وأشغالها ومراقباتها صنفها للسلطان غياث الدين الخلجي صاحب مالوه وكان السلطان يعتقد في فضله وكماله ويعظمه تعظيماً بالغاً ويتلقى إشاراته بالقبول. مات في سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة وقبره بمدينة مندو داخل قلعتها، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الشيخ العالم الفقيه عبد الله بن محمود بن الحسين بن أحمد بن الحسين الحسيني البخاري الشيخ برهان الدين أبو محمد الأجي ثم الكجراتي أحد المشايخ المشهورين بأرض الهند، ولد بمدينة أج في الرابع عشر من رجب سنة تسعين وسبعمائة بعد وفاة جده الشيخ جلال الدين الحسين الأجي بأربع سنين، ولما بلغ العاشرة من سنه توفي والده، ولما بلغ الثانية عشرة من سنه ذهبت به أمه الكريمة إلى فتن من أرض كجرات وكان ذلك في سنة اثنتين وثمانمائة، فقرأ العلم على مولانا علي شير الكجراتي، ولما مصر أحمد شاه الكجراتي مدينة أحمد آباد انتقل من فتن إلى تلك المدينة وسكن أياماً بأساول القديم على شاطئ سابر ثم انتقل إلى قرية بتوه وأقام بها مدة حياته. وكان شيخاً جليلاً وقوراً كبير المنزلة جليل القدر ذا كشوف وكرامات، لبس الخرقة عن صنوه الكبير حامد بن محمود الحسيني البخاري وعم والده صدر الدين بن أحمد الأجي، والشيخ نور الدين أبي الفتوح الشيرازي، والشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله السركهيجي، والشيخ كمال الدين بن قوام الدين الناكوري الفتني، والشيخ شمس الدين بن قوام الدين الناكوري الكهنبايتي، والشيخ علي السجستاني وخواجه شاهي وعن غيرهم من المشايخ. أما الطريقة السهروردية وأكثر الطرق المشهورة فأخذها عن صنوه وعم والده المذكورين. وأما الطريقة النقشبندية والطاووسية والمهنية فعن الشيخ أبي الفتوح الشيرازي، والطريقة المغربية عن شهاب الدين السركهيجي، والطريقة الجشتية عن الشيخ كمال الدين الفتني، والطريقة القادرية عن الشيخ شمس الدين، والطريقة الكبروية عن خواجه شاهي، وكانت وفاته في ثامن ذي الحجة سنة سبع وخمسين وثمانمائة وله ثمان وستون سنة وبضعة أشهر، كما في مرآة أحمدي. الشيخ عبد الله الملتاني الشيخ الصالح الفقيه عبد الله بن يوسف القرشي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 الملتاني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح قدم دهلي في عهد السلطان بهلول بن كالا اللودي فزوجه السلطان بابنته فرزق منها ولداً سمي ركن الدين وهو ولي شياخة الإسلام بدهلي وولده أبو الفتح بن ركن الدين صار المرجع والمقصد في زمانه، وكانت وفاة الشيخ عبد الله في الثاني والعشرين من صفر سنة تسعمائة، كما في بحر زخار. مولانا عبد الملك الجونبوري الشيخ الفاضل العلامة عبد الملك العادل بن عماد الملك العمري الأدهمي الجونبوري أحد العلماء المشهورين في النحو والعربية، ولد ونشأ بمدينة جونبور واشتغل بالعلم من صغر سنه على القاضي شهاب الدين الدولة آبادي ولازمه مدة طويلة، وقرأ فاتحة الفراغ وله نحو ثماني عشرة سنة ثم درس وأفتى وصنف التصانيف وصار من أكابر العلماء، وانتهت إليه رئاسة التدريس في مدرسة القاضي شهاب الدين المذكور، أخذ عنه الشيخ الهداد الجونبوري شارح الهداية والبزدوي، وله حاشية على شرح كافية ابن الحاجب للشهاب، مات في ثاني عشر من ربيع الأول سنة سبع وتسعين وثمانمائة بجونبور فدفن بمقبرة آبائه الكرام بكنكهره، كما في تجلى نور. الشيخ عثمان الحسيني الكجراتي الشيخ الصالح الفقيه عثمان الحسيني الكجراتي أحد المشايخ المشهورين بأرض كجرات، أخذ الطريقة عن الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري ولازمه مدة طويلة فبلغ رتبة الكمال ولقبه الشيخ بالشمع البرهاني واستخلفه على الناس، ينسب إليه عثمان بور قرية من قرى أحمد آباد ما وراء نهر سابر وكانت بها مدرسة، قال الآصفي في تاريخه: وهو الذي أنشأ قرية عثمان بور وسكنها ومرقده أيضاً بها، بينها وبين حصار أحمد آباد نهرها سابرمتي منها ما بين الشمال والمغرب، ويقال عن السلطان محمود بن محمد إنه كان مريداً له حمله عليه كمال عقيدته فيه وحسن ظنه وبه ربما أخذ عنه وكان كثير التردد إليه وكان للمشار إليه منه ومن آبائه فوق كفايته من الوظائف وهكذا لأهله وعشيرته وتابعيهم، وكان أكثر كتب السلطان تحت يده وفي مدرسته، وكانت وفاته في شهر جمادي الأولى من سنة ثلاث وستين وثمانمائة. الشيخ عزيز الله المندوي الشيخ العالم الفقيه عزيز الله بن يحيى بن لطف الله العمري المندوي كان من ذرية الشهاب فرخ شاه العمري الكابلي، ولد ونشأ بالعفاف والطهارة وأخذ عن الشيخ ركن الدين مودود الكجراتي ولازمه مدة طويلة حتى بلغ رتبة الكمال وسافر إلى أحمد آباد وإلى بلاد الدكن ثم أقام بمندو. وكان زاهداً متوكلاً لم ير له نظير في القناعة والعفاف والتوكل، وكان لا يقبل النذور ولا يدخر شيئاً حتى قيل إنه قد شعر مرة بضيق في نفسه فرأى أن صاحبته ادخرت قطعة من الخبز فكسرتها ونقعتها في اللبن لبنت الشيخ، فأمرها عزيز الله أن تخرج ذلك من بيته ولا تدخر شيئاً بعد ذلك، كما في كلزار أبرار، وكانت له خمسة أبناء: رحمة الله، سعد الله، حسن سرمست، نصر الله، شهر الله، وكانت ولادته في سنة سبع وستين وسبعمائة، ووفاته في الثالث والعشرين من صفر سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة، كما في مجمع الأبرار فما في خزينة الأصفياء أنه مات سنة اثنتي عشرة وتسعمائة فهو مما لا يعتمد عليه. السلطان علاء الدين البهمني الملك المظفر علاء الدين بن أحمد بن داود بن الحسن البهمني سلطان أرض الدكن، قام بالملك بعد والده في سنة ثمان وثلاثين وثمانمائة وجلس على سرير والده بأحمد آباد بيدر وافتتح أمره بالعدل والإحسان وأحسن إلى إخوته بما لا مزيد عليه، ثم فتح الفتوحات العظيمة، وأخذ الجزية عن ملوك بيجانكر وكوكن وعن غيرهم من كفار الهند، وخرب الكنائس وعمر المساجد والخوانق. وكان عادلاً فاضلاً كريماً بارعاً في بعض العلوم يجتهد في العدل والإحسان ويعين الصدور والقضاة والأمناء والمحتسبين في بلاده وكان لا يفرق في العدل بين العزيز والذليل والشريف والوضيع والغني والفقير، حتى إنه كان أجرى الحد على واحد من أولاد الشيخ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 259 محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي الدفين بكلبركه في شرب الخمر والزنا، وكان يقوم على المنبر ويخطب بنفسه أحياناً ويصف نفسه بهذه العبارة: السلطان العادل الكريم الحليم الرؤف بعباد الله الغني علاء الدنيا والدين علاء الدين بن أعظم السلاطين أحمد شاه الولي البهمني فبينما كان يخطب مرة ووصل إلى هذه العبارة نهض أحد أهل الاحساء وقد وفد للتجارة فاشترى منه السلطان أفراساً ولم يعطه الوزراء أثمانها إلى تلك الساعة، فقال: لا والله لا عادل ولا كريم ولا حليم ولا رؤف: أيها الظالم الكذاب! تقتل الذرية الطاهرة وتتكلم بهذه الكلمات على منابر المسلمين! فتأثر منه السلطان تأثراً عظيماً وفاضت عيناه وغضب على الوزراء غضباً شديداً ثم دخل بيته ولم يخرج منه إلى أن مات. ومن مآثره الجميلة أنه أسس مارستاناً ببلدة أحمد آباد ورتب فيها الأطباء من الوثنيين وأهل الإسلام وأجرى عليهم الأرزاق السنية من بيت المال ورتب العقاقير والأدوية وسائر ما يحتاج إليه المرضى من حر ومملوك وغني وفقير، وكانت وفاته سنة اثنتين وستين وثمانمائة بأحمد آباد فدفن بها وكانت مدته ثلاثاً وعشرين سنة وتسعة أشهر، كما في تاريخ فرشته. مولانا علاء الدين الجونبوري الشيخ الفاضل العلامة علاء الدين عطاء الملك بن عماد الملك العمري الجونبوري أحد الأساتذة المشهورين بجونبور، قرأ العلم على القاضي شهاب الدين الدولة آبادي ولازمه مدة من الزمان وصنف له القاضي شرحاً بسيطاً على كافية ابن الحاجب وأقرأه حتى برع في العلم وأفتى ودرس وله نحو العشرين وصنف التصانيف وصار من أكابر العلماء، وله حاشية على شرح كافية ابن الحاجب للشهاب المذكور مات بجونبور ودفن بمقبرة أسلافه بكنكره، كما في تجلى نور. الشيخ علاء الدين الدولة آبادي الشيخ العالم الصالح علاء الدين بن ضياء الدين العلوي الحسيني الدولة آبادي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن الشيخ ركن الدين مودود الكجراتي وأخذ عنه الشيخ نظام الدين الفتني والشيخ نعمان بن حافظ الآسيري وخلق آخرون، مات في سنة إحدى وثمانمائة بدولة آباد فدفن بها، كما في تاريخ الأولياء. الشيخ علاء الدين الكواليري الشيخ الفاضل علاء الدين القرشي الكواليري أحد المشايخ الجشتية، قرأ العلم على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي وولي الإفتاء بمدينة كوالير فاستقام عليه مدة من الزمان وحصلت له الوجاهة العظيمة عند أهل الدنيا ثم وفقه الله سبحانه بالترك والتجريد فأخذ الطريقة عن الشيخ محمد ابن يوسف الحسيني الدهلوي وصحبه مدة من الدهر، فلما بلغ رتبة الكمال استخلفه الشيخ في آخر شعبان سنة إحدى وثمانمائة فاختار الإقامة بكوالير فأقام بها مدة ثم انتقل إلى كالبي، ولذلك اشتبه على الناس نسبته فبعضهم ينسبونه إلى كوالير وبعضهم إلى كالبي، وكانت وفاته في محرم الحرام سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، كما في تاريخ خورشيد جاهي. الشيخ علاء الدين علي بن أسعد الدهلوي الشيخ العالم الصالح علي بن أسعد بن أشرف بن علي الحسيني علاء الدين أبو عبد الله الدهلوي صاحب جامع العلوم، ولد ونشأ بمدينة دهلي وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم سعد بصحبة الشيخ جلال الدين حسين البخاري حين قدم دهلي في سنة سبع وسبعين وسبعمائة ثم في سنة إحدى وثمانين وسبعمائة فأخذ الطريقة عنه ولازمه مدة إقامته في تلك البلدة وأخذ عنه المتفق ومجمع البحرين وشطراً من القدوري وبعضاً من الهداية في الفقه والحسامي والبزدوي في الأصول والعقيدة النسفية والقصيدة اللامية شرحها في الكلام والمدارك في التفسير والعوارف والتعرف والرسالة المكية ورسائل أخرى في التصوف ومشارق الأنوار ومصابيح السنة في الحديث، وأخذ عنه أوراد شيخ الشيوخ وأوراد الشيخ الكبير وأوراد المشايخ الجشتية وغيرها، قرأ بعضاً منها عليه وسمع بعضاً منها بقراءة الشيخ حامد بن محمود الجزء: 3 ¦ الصفحة: 260 الحسين البخاري على جده وصحبه عشرة أشهر ثم أجازه الشيخ وكتب له الإجازة، وللشيخ علاء الدين مصنفات، منها خلاصة الألفاظ وجامع العلوم كتاب في مجلدين بالفارسية في ملفوظات شيخه. الشيخ علاء الدين علي بن أحمد المهائمي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة علي بن أحمد الشافعي علاء الدين أبو الحسن المهائمي الكوكني كان من طائفة النوائت، كثوابت، أو النوائط كضوابط، قوم في بلاد الدكن وكجرات، قيل طائفة من قريش خرجوا من المدينة المنورة خوفاً من الحجاج بن يوسف الثقفي وبلغوا ساحل البحر وسكنوا به، ومهائم كعظائم بندر من بنادر كوكن وهي ناحية من كجرات مجاورة للبحر المحيط، وكانت ولادة المهائمي في سنة ست وسبعين وسبعمائة. وله مصنفات كثيرة ممتعة أحسنها تبصير الرحمن وتيسير المنان في تفسير القرآن ومن خصائصه أنه تصدى فيه لربط الآيات بعضها ببعض وقد أجاد في ذلك، وطبع في مجلدين في مصر القاهرة على نفقة المرحوم جمال الدين الوزير البهوبالي. ومن مصنفاته الزوارف في شرح العوارف ومشرع الخصوص في شرح الفصوص واستجلاء البصر في الرد على استقصاء النظر لابن المطهر الحلي، والنور الأظهر في كشف سر القضاء والقدر وشرحه الضوء الأزهر في شرح النور الأظهر وأجلة التأييد في شرح في أدلة التوحيد وشرح الفصوص شرحاً لا نظير له، وصنف في أسرار الفقه ومحاسن الشريعة كتاباً سماه إنعام الملك العلام بإحكام حكم الأحكام وترجم كتاب لمعات العراقي وشرحه وترجم رسالة جام جهان نما وشرحها بشرح سماه آراء الدقائق في شرح مرآة الحقائق وله امحاض في الرد على طاعن الشيخ الأكبر، وله رسالة في الفقه الشافعي، وله غير ذلك من الرسائل. قال الشيخ غلام علي بن نوح الحسيني البلكرامي في سبحة المرجان: إن له رسالة عجيبة في تخريج وجوه إعراب قوله تعالى "الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"، انتهى. كانت وفاته يوم الجمعة في الثامن والعشرين من جمادي الآخرة سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، وقبره مشهور في بلدة مهائم. الشيخ علم الدين الكجراتي الشيخ الفاضل العلامة علم الدين بن سراج الدين بن كمال الدين العمري الدهلوي ثم الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بكجرات وأخذ عن أبيه، وعن غيره من العلماء ففاق أقرانه في العلم والمعرفة وتولى الشياخة بعد أبيه، نزل في زاوية الشيخ بدر الدين محمد بن أحمد المالكي الدماميني شارح مغنى اللبيب وأقام عنده زماناً بكجرات وكان يثني على سعة علمه وتبحره في العلوم، مات سنة تسع وثمانمائة، كما في محبوب ذي المنن. القاضي علم الدين الشاطبي الشيخ الفاضل القاضي علم الدين بن عين الدين بن نجم الدين الصديقي الشاطبي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في القراءة والتجويد والفقه والعربية، أخذ الطريقة عن الشيخ صدر الدين محمد الحسيني البخاري ولازمه زماناً ثم سافر ودار الهند وسكن بكجرات وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه ولده مودود والشيخ قاضي خان النهروالي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي يوم الاثنين لعشر بقين من رمضان سنة ستين وثمانمائة وله ثمان وثمانون سنة. الشيخ علي بن أحمد الزمزمي الشيخ الفاضل علي بن أحمد بن علي بن محمد بن داود البيضاوي نور الدين أبو الحسن المكي المعروف بالزمزمي، ولد ببلاد الهند وحمل إلى مكة طفلاً ونشأ بها وحفظ القرآن وكتباً في فقه الحنفية وأخذ الفرائض والحساب عن عمه بدر الدين حسين بن علي الزمزمي وكان نبيهاً في ذلك وفي الفقه حسن الطريقة، دخل للرزق إلى شيراز ثم إلى اليمن والهند غير مرة ونال في بعضها دنيا من كلبركه من بلاد الهند وأدركه الأجل وهو مسافر بصوب الهند من عدن فغرق في رمضان سنة أربع وعشرين وثمانمائة وهو في آخر عشر الأربعين، ذكره الفاسي في العقد، كما في طرب الأماثل. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 261 الشيخ علي بن عبد الرحيم الكجراتي الشيخ العالم الصالح علي بن عبد الرحيم الحسيني الرفاعي الشيخ نور الله الكجراتي كان من نسل السيد أحمد الكبير القطب الرفاعي، توفي بكجرات سنة ست وخمسين وثمانمائة، كما في مهر جهان تاب. القاضي علي بن عبد الملك البروجي الشيخ الفاضل القاضي علي بن عبد الملك البروجي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في العلم والمعرفة أخذ الطريقة عن الشيخ كمال الدين القزويني ثم البروجي ولازمه مدة من الزمان وتولى الشياخة بعده ثم سافر ومات بعدن لخمس خلون من رمضان سنة أربع وتسعين وثمانمائة، كما في الشجرة الطيبة. الشيخ علي الخطيب الكجراتي الشيخ العالم الصالح علي الخطيب الأحمد آبادي الكجراتي أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بكجرات ولازم الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري وأخذ عنه ثم أخذ عن الشيخ أبي الفتح بن العلاء الكواليري وعن الشيخ حبيب الله بن خليل الله الكرماني وعن غيرهما من العلماء والمشايخ ورزق قبولاً عظيماً في بلاده، أخذ عنه الشيخ شرف الدين بن عبد القدوس البرهانبوري وخلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي لأربع خلون من شوال سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة وله سبعون سنة، كما في الشجرة الطيبة. مولانا عماد الدين الغوري الشيخ العالم الفقيه عماد الدين الغوري النارنولي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان من نسل الشيخ عماد الدين الغوري الذي قتله محمد شاه تغلق لصدق لهجته، ولد ونشأ ببلدة نارنول وصرف شطراً من عمره في الملاعب والمصارع، وكان الناس يعذلونه حتى أنه صرع ذات يوم أحداً من الأبطال فرجع إلى بيته مرحاً كأنه خرق الأرض أو بلغ الجبال طولاً، فلقيه في الطريق أحد من رجال العلم فعذله ولامه على ذلك فندم وترك المصارعة، ثم جاور مرقد الشيخ محمد الركي النارنولي، والتزم الأعمال الصالحة من دوام الطهارة والذكر والتلاوة والنوافل، وكان لا يخرج من حظيرته إلا للطهارة، وعاش في تلك الحال اثنتي عشرة سنة فمن الله سبحانه عليه بالعلوم الغريبة فاشتغل بالدرس والإفادة على طريقة أسلافه. قال الشيخ أحمد بن مجد الدين الشيباني: إني أدركته في صباي ولقيته فوجدته غاية في اتباع السنة السنية لا يترك سنة من سنن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا يعمل بها وكان يحب الفقر والفقراء، انتهى ما في أخبار الأخيار. الشيخ عماد الدين الدهلوي الشيخ العالم الصالح عماد الدين الجشتي الدهلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ شهاب الدين العاشق عن الشيخ إمام الدين الأبدال عن الشيخ بدر الدين الغزنوي عن الشيخ الكبير قطب الدين بختيار الأوشي الدهلوي، وأخذ عنه الشيخ تاج الدين الإمام، كما في مهر جهان تاب، وفي كلزار أبرار إنه مات ودفن بدهلي. القاضي عماد الدين الكجراتي الشيخ الفاضل عماد الدين البرودوي الكجراتي ظهير الشرع السعيد الشهيد كان قاضياً بمدينة بروده، فلما نهض السلطان محمود شاه الكجراتي الكبير إلى جانبانير للجهاد أحب أن يكون قتاله لله سبحانه فحضر عند واليها الخ خان واستقال من الخدمة ومحى اسمه من دفتر الجراية وعقد راية خاصة فاجتمع الناس تحتها وساروا إلى جانبانير وتزاحموا بالباب على الشهادة وهم إمام السلطان وخرج صاحب جانبانير بمن معه وشد فارغاً من الحيف متفرغاً للسيف وكانت بين الفئتين ساعة هي الساعة وليست ببعيد لا يثبت فيها غير شهيد أو سعيد، واتفقت المقابلة بين القاضي عماد وصاحب جانبانير فأثبت العماد سيفه فيه وصادفت الضربة صدمة حجر لا يدري راميه فسقط الرانا صاحب جانبانير وغشى عليه واستأسر، والقاضي لم يزل يضرب بسيفه إلى أن بلغ الشهادة وكان ذلك سنة تسع وثمانين وثمانمائة، كما في تاريخ الآصفي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 الشيخ عمر الايرجي الشيخ العالم الكبير الصالح اختيار الدين عمر الحنفي الصوفي الايرجي كان ممن أظهره الله وأشهره وجعله من العلماء الراسخين فانتفع به الناس وأخذوا عنه وكان من الأمراء في بداية حاله ثم ترك الاشتغال بما لا يعنيه وأخذ العلم والمعرفة عن القاضي محمد الساوي وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه الشيخ يوسف بن أحمد السوهي الايرجي وخلق آخرون، مات في الرابع عشر من محرم سنة تسع وثمانمائة وقبره بمدينة ايرج، كما في أخبار الأخيار. الشيخ عين الدين البيجابوري الشيخ العالم الفقيه عين الدين بن محمد بن عين الدين البيجابوري أحد المشايخ المشهورين، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ أويس بن محمد بن سراج الجنيدي ولازمه مدة من الدهر حتى بلغ رتبة الشياخة، مات سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، كما في محبوب ذي المنن. حرف الغين الشيخ غوث الدين الكجراتي الشيخ العالم الفقيه غوث الدين القادري البغدادي ثم الكجراتي أحد المشايخ الكرام، قدم الهند وسكن بأحمد آباد في أيام السلطان محمود الكبير وأسس مدرسة عظيمة فدرس بها زماناً ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند، وكان عالماً كبيراً محدثاً فقيهاً زاهداً يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ يعقوب بن خوند مير الكجراتي وخلق كثير، مات لثمان بقين من صفر سنة خمس وتسعين وثمانمائة، كما في تاريخ الدكن للآصفي. الأمير غياث الدين الشيرازي الشيخ الفاضل غياث الدين بن فضل الله الحسيني الشيرازي أحد العلماء المشهورين في عصره، قرأ العلم على والده بكلبركه وصحبه وأخذ عنه وولي الإفتاء في عهد غياث الدين بن محمود شاه البهمني وولي الصدارة في عهد فيروز شاه، لعله سنة ثمانمائة، فاستقل بها مدة طويلة. حرف الفاء الشيخ فتح الله الأودي الشيخ العالم الصالح فتح الله بن نظام الدين الصوفي الأودي كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، درس زماناً طويلاً في الجامع الكبير بدار الملك دهلي ثم ترك البحث والاشتغال ولازم الشيخ صدر الدين أحمد بن الشهاب الدهلوي واشتغل بالذكر والمراقبة مدة من الزمان فلم يفتح عليه أبواب الكشف والشهود، وكانت عنده كتب عديدة عزيزة الوجود ففرقها على الناس، وقيل إنه أغرقها في الماء وكانت عيناه تهملان بالدموع، ثم اشتغل بالسلوك على الطريقة بجمع الهمة وفراغ الخاطر ففتح الله سبحانه عليه أبواب العلم والمعرفة، أخذ عنه الشيخ محمد بن القاسم الأودي صاحب آداب السالكين والشيخ محمد بن عيسى الجونبوري ورجال آخرون، وله رسائل إلى أصحابه جمعها بعضهم في مجموع لطيف قال فيه: جهاد هر وقتى بر اندازه آن وقت است امروز آنجه دست دهد همان بر كيرد وهم بر آن استقامت نمايد، خير الأعمال أدومها وإن قل، وقال فيه أي فرزند عزيز. يك دوست بسند كن جو يك دل داري كر مذهب مردمان عاقل داري مات في السادس والعشرين من ربيع الثاني سنة إحدى وعشرين وثمانمائة، وقبره في بلدة أوده، كما في كنج أرشدي. مولانا فتح الله الملتاني الشيخ العالم الكبير العلامة فتح الله الملتاني الأستاذ المشهور، ولد ونشأ بمدينة الملتان، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا ثناء الدين الملتاني صاحب السيد الشريف وقرأ بعضها على مولانا موسى الجعبري ببلدة دهلي، وأجازه الجعبري وكان الجعبري ممن أخذ عن الشيخ العلامة سعد الدين التفتازاني، ولما قرأ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 فاتحة الفراغ رجع إلى الملتان ودرس بها مدة حياته، أخذ عنه ولده إبراهيم الجامع ومولانا عزيز الله الملتاني وآخرون، كما في كلزار أبرار. فتح شاه البنكالي الملك الفاضل المؤيد فتح شاه السلطان صاحب بنكاله قام بالملك بعد الملك سكندر شاه المعزول فافتتح أمره بالعدل والإحسان، وكان فاضلاً عادلاً كريماً جواداً سياسياً، قتل في سنة ست وتسعين وثمانمائة وكانت مدته سبع سنوات وخمسة أشهر، كما في تاريخ فرشته. مولانا فخر الدين الجونبوري الشيخ الفاضل العلامة فخر الدين بن نصير الدين بن نظام الدين الحنفي الجونبوري كان سبط العلامة قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن عمر الزاولي الدولة آبادي، ولد ونشأ بجونبور وقرأ العلم على جده لأمه الشهاب المذكور ولازمه مدة من الزمان حتى برع في الفقه والأصول والكلام والعربية. القاضي فخر الدين الملتاني الشيخ العالم الفقيه القاضي فخر الدين أبو بكر بن القاضي رمضان الشالياتي الشافعي المليباري أحد العلماء المحققين، كان قاضياً بمدينة قالقوط كالي كوت من بنادر مليبار وكان يدرس ويفتي، أخذ عنه الشيخ زين الدين بن علي المليباري صاحب هداية الأذكياء وقرأ عليه الفقه والأصول وغيرهما ووصفه ولده في مسلك الأبصار بالإمام الجليل المفتي البارع في البلاغة إمام الديار المليبارية، انتهى. الأمير فضل الله الشيرازي الشيخ الفاضل العلامة فضل الله بن فيض الله الحسيني الشيرازي أحد الأساتذة المشهورين بالذكاء والفطنة بدقائق الأمور، أقرأ العلم على العلامة سعد الدين عمر بن مسعود التفتازاني ودخل الهند في أيام علاء الدين حسن البهمني صاحب كلبركه فجعله معلماً لأبنائه: محمد ومحمود وداود، فلما ولي المملكة محمود شاه البهمني ولاه الصدارة بكلبركه مكان السيد صدر الشريف السمرقندي فاستقل بها مدة ثم صار وكيل السلطة في أيام فيروز شاه البهمني، لعله سنة ثمانمائة، واستقام على تلك الخدمة الجليلة مدة حياته. وكان عالماً كبيراً بارعاً في الهيئة والهندسة وسائر العلوم الحكمية شهماً حازماً شجاعاً مقداماً باسلاً ذا سياسة وتدبير، قد جمع الله سبحانه فيه خصالاً من الفضل والكمال وحلاوة المنطق ورزانة العقل وإصابة الفكر والبسالة والإقدام وحسن التدبير، فأحسن خدمته في مهمات الأمور حتى نال منزلة لا يرام فوقها، وغزا الكفار مع السلطان أربعاً وعشرين مرة وكلما كان يغزوهم يفتح القلاع والبلاد بحزم وبسالة حتى أمره الملك أن يقاتل راجه ديو راي بفئة قليلة لا يستطيع أن يقاتله فأوقعه في خطر عظيم فقاتله بشدة وجلادة وكاد أن يهزم ديو راي فاحتال ديو راي وقتله غيلة فضرب على هامته ضرباً مبرحاً بالخديعة فمات من ساعته وكان ذلك في نيف وعشرين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. مولانا فضل الله المندوي الشيخ الفاضل الكبير فضل الله الحكيم المندوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولاه محمود شاه الخلجي المندوي رياسة دار الشفاء بمندو في سنة تسع وأربعين وثمانمائة ولقبه بحكيم الحكماء وأمره أن يتفقد أخبار المرضى والمجانين ويعالجهم فتولاها مدة طويلة، وكان من محاسن الدهر مبارك اليد ميمون الطلعة، قاله عبد الله محمد بن عمر الآصفي الكجراتي في تاريخه. فيروز شاه البهمني الملك الفاضل المؤيد فيروز بن داود بن الحسن البهمني سلطان الدكن ولد ونشأ بكلبركه، وتوفي والده حين كان ابن سبع سنين فتربى في حجر عمه محمود شاه وقرأ العلم على العلامة فضل الله بن فيض الله الشيرازي وفاق أهل زمانه في العلوم الحكمية وكان سريع الإدراك قوي الحافظة كان لا ينسى ما سمع مرة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 أو مرتين، ثم لما توفي عمه محمود شاه إلى رحمة الله سبحانه قام بالملك ولده غياث الدين فخلعوه ثم صنوه شمس الدين فخلعوه أيضاً واتفقوا على فيروز فقام بالملك واستقام به خمساً وعشرين سنة وسبعة أشهر، وغزا الكفار أربعاً وعشرين مرة، واجتمع عنده من العلماء والشعراء ما لم يجتمع عند غيره من الملوك في عصره. وكان مع اشتغاله بممات الدولة يدرس ثلاثة أيام في كل أسبوع يوم السبت والاثنين والأربعاء، كان يدرس الزاهدي وشرح التذكرة وشرح المقاصد وتحرير الأقليدس والمطول، وإذا لم ينتهز فرصة في اليوم درس في الليل وكان يحسن إلى طلبة العلم إحساناً جميلاً، ويحب المذاكرة بالعلوم، ولم يزل عازماً على أن يبني مرصداً للنجوم حتى اجتمع عزمه على ذلك في سنة عشر وثمانمائة فأمر ببنائه في بالا كهات قريباً من بلدة دولة آباد فاشتغل العلماء بذلك، وكان السيد محمد الكاذروني والحكيم حسن علي الكيلاني رأسهم ورئيسهم فمات الكيلاني قبل أن يتم أمر المرصد، وحدث بعض ما عاقهم عن إتمامه فلم يتم أمره، وكان فيروز شاه مع ذلك مولعاً بالشهوات والنساء وشرب الخمر سراً واستماع الغنا، أراد أن يجمع من النسوة ما لا تحصر بحد وعد ولكنه منعه الحياء من الشريعة الإسلامية فاستفتى العلماء فأشاروا عليه أن يطلق إحداهن ويتزوج بالأخرى، وقال شيخه فضل الله الشيرازي: إن المتعة كانت مباحة في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكذلك في زمن أبي بكر ثم حرمها عمر بن الخطاب، فأنكر عليه العلماء من أهل السنة والجماعة، فاحتج فضل الله بأحاديث مروية في صحيح البخاري وصحيح مسلم ومشكوة المصابيح فقبله فيروز شاه، وتمتع بثمانمائة إمرأة في يوم واحد ومصر بلدة تسمى فيروز آباد بنى بها الأسواق والدور في غاية الحسن والحصانة ثم فرق الدور على نسوته وعاش دهراً طويلاً يتمتع بهن حتى خرج عليه صنوه أحمد شاه وغلب عليه فسلم إليه الأمور، ومات بعد عشرة أيام من جلوس أحمد شاه على سرير الملك، وكان فيروز شاه شاعراً مجيد الشعر، له أبيات رائقة رقيقة بالفارسية. ومن شعره قوله: بقطع راه محبت مخور فريب اميد كه غايت ابدش ابتداي فرسنك است مات يوم الاثنين الخامس عشر من شوال سنة خمس وعشرين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. الشيخ فيروز بن موسى الدهلوي الشيخ الفاضل فيروز بن موسى بن معز الدين بن محمد البخاري الدهلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بدهلي واشتغل بالعلم على أهله وتفنن في الفضائل، وتعلم الفنون الحربية حتى برع وفاق أقرانه في كثير من الفضائل، له منظومة في أخبار، وكان من أجداد الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين البخاري الدهلوي، مات سنة ستين وثمانمائة بأرض أوده فدفن بها، كما في أخبار الأخيار. الشيخ فيض الله المانكبوري الشيخ الصالح فيض الله بن حسام الدين بن خضر بن الجلال العمري المانكبوري المشهور بقاضي شه، ولد ونشأ بمانكبور وأخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة وتصدر للإرشاد بعده، توفي سنة اثنتين وستين وثمانمائة بمانكبور فدفن بها، كما في أشرف السير. حرف القاف الشيخ قاسم بن برهان الأودي الشيخ الصالح قاسم بن برهان الدين الجشتي الأودي أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن أبيه الشيخ برهان الدين عن الشيخ فتح الله عن الشيخ صدر الدين أحمد بن الشهاب الدهلوي، وأخذ عنه ابنه محمد بن القاسم كما في اقتباس الأنوار. مولانا قاسم بن محمد الكجراتي الشيخ الفاضل الكبير قاسم بن محمد الكجراتي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، كان يدرس ويفيد الطلبة بكجرات على الحوض المعروف خان سرور بسين مهملة مفتوحة وواو مثلها بين راءين مهملتين ساكنتين، ذكره الشيخ عبد الله محمد بن عمر الآصفي الجزء: 3 ¦ الصفحة: 265 في تاريخ كجرات ووصفه بالعالم العامل الكامل الواصل ذو الحال البهي الأنور، بركة الدنيا والدين، إلى غير ذلك في ترجمة السلطان قطب الدين أحمد شاه الكجراتي. الشيخ قطب الدين الظفر آبادي الشيخ الصالح الفقيه أبو الغيب قطب الدين بن نور الدين الحسيني الواسطي الظفر آبادي أحد العلماء الصالحين، ولد سنة اثنتين وثمانمائة وحفظ القرآن وقرأ المختصرات على والده ثم أخذ عن القاضي شهاب الدين الدولة آبادي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية وصحبه أربع سنين ثم أخذ الطريقة عن والده ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار. وكان كثير التعبد عظيم الورع حسن الأخلاق شديد التواضع للناس كثير الفوائد أخذ عنه خلق كثير، وكانت وفاته في عشرين من جمادي الآخرة سنة تسع وستين وثمانمائة بظفر آباد فدفن بها، كما في تجلى نور. قطب الدين بن خضر البلخي الشيخ الفاضل قطب الدين بن خضر بن الحسن بن المبارك الأدهمي البلخي أحد العلماء المبرزين في الحديث، أخذ عن والده وتصدر للدرس والإفادة بعده، أخذ عنه ابنه عبد القادر. الشيخ قطب الدين الأجودهني الشيخ الصالح قطب الدين بن فريد الدين بن عز الدين العمري الأجودهني كان من العلماء العاملين من نسل الشيخ الكبير فريد الدين مسعود نفعنا الله ببركاته آمين، أخذ الطريقة عن أبيه عن جده وهلم جراً إلى الشيخ فريد الدين المذكور، وأخذ عنه الشيخ زين الدين بن علي المعبري صاحب هداية الأذكياء. مولانا قيام الدين الظفر آبادي الشيخ العالم الفقيه قيام الدين القرشي الحنفي الظفر آبادي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، أصله كان من دهلي، قدم ظفر آباد هو والشيخ أسد الدين الحسيني الواسطي واشتغل بها بالدرس والإفادة مدة مديدة، ثم ترك البحث والإشتغال وسلك مسالك الترك والتجريد والانزواء والاشتغال بالله سبحانه وانقطع إليه بقلبه وقالبه، وكانت وفاته في ثالث عشر من ذي القعدة سنة سبع عشرة وثمانمائة، كما في تجلى نور. حرف الكاف الشيخ كبير الدين الناكوري الشيخ العالم الكبير الزاهد كبير الدين بن فريد الدين بن عبد العزيز بن حميد الدين السعيدي السؤالي الناكوري أحد العلماء الربانيين، له مصنفات في العلم منها شرح نفيس علي المصباح في النحو يسمى بالدهن، ارتحل في آخر عمره إلى كجرات فأقام بها ودرس وأفاد زماناً طويلاً، انتفع به كثير من الناس وأخذوا عنه، أجلهم الشيخ حسين بن الخالد الناكوري، مات في السابع عشر من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين، وقيل ثمان وخمسين وثمانمائة بأحمد آباد فدفن بها، كما في مجمع الأبرار. الشيخ كبير الدين الملتاني الشيخ الصالح الفقيه كبير الدين بن إسماعيل بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري الأجي ثم الملتاني أحد المشايخ المشهورين في أرض الهند، ولد ونشأ بمدينة أج وأخذ عن عم جده الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد الحسيني البخاري ولازمه مدة طويلة حتى برز في العلم والمعرفة وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه إبناه عبد الشكور وعبد الغفور، وكانا عالمين، وأخذ عنه الشيخ سماء الدين الملتاني وخلق آخرون، مات في سنة خمس وعشرين وثمانمائة، كما في سير العارفين. الشيخ كمال الدين الكروي الشيخ الصالح كمال الدين الجشتي الكروي المشهور بكالو، كان من عباد الله الصالحين، أخذ الطريقة عن الشيخ حسام الدين المانكبوري، وله مصنفات منها أوراد كالو، مات ودفن بمدينة كره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 الشيخ كمال الدين الكرماني الشيخ الصالح كمال الدين الكرماني أحد الأولياء السالكين، أخذ الطريقة عن الشيخ نعمة الله الحسيني الكرماني، ثم قدم الهند وسكن بأحمد آباد من بلاد كجرات، وحصل له القبول العظيم، مات في سنة خمس وستين وثمانمائة، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ كمال الدين القزويني الشيخ العالم الكبير كمال بن صفي بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد ابن عبد الغني الحسيني القزويني ثم البروجي الكجراتي أحد العلماء الراسخين في العلم والمعرفة، أخذ الطريقة عن الشيخ الكبير محمد بن يوسف الحسيني الكلبركوي ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر ودار الهند وسكن بمدينة بروج من بلاد كجرات وحصل له القبول العظيم، أخذ عنه الشيخ حسين بن محمد والقاضي علي بن عبد الملك وولده أمين الرحمن بن كمال الدين وخلق كثير من العلماء والمشايخ، مات في آخر وقت العصر يوم الأحد لست ليال بقين من شوال سنة إحدى وثمانين وثمانمائة وله تسعون سنة كما في الشجرة الطيبة. القاضي كمال الدين الناكوري الشيخ العالم الفقيه كمال الدين بن قوام الدين الناكوري الفتني أحد المشايخ الجشتية، أخذ عن الشيخ يعقوب الفتني وقرأ عليه فصوص الحكم ولازمه مدة من الزمان ورزق قبولاً عظيماً في بلاد كجرات، أخذ عنه الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري وخلق كثير من العلماء والمشايخ. حرف اللام مولانا لطف الله السبزواري الشيخ الفاضل العلامة لطف الله السبزواري أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ناب عن وكيل السلطنة في عهد فيروز شاه البهمني ببلدة كلبركه سنة ثمانمائة، وبعثه السلطان المذكور إلى الأمير تيمور بالرسالة حين سمع انه عازم إلى الهند فذهب إليه سنة أربع وثمانمائة وأقام عنده ستة أشهر ثم رجع ظافراً، كما في تاريخ فرشته. حرف الميم أبو الفتح مبارك شاه العلوي الدهلوي الملك العادل الكريم أبو الفتح معز الدين مبارك بن الخضر العلوي الدهلوي السلطان الصالح، قام بالملك بعد والده في سنة أربع وعشرين وثمانمائة وكان من خيار السلاطين علماً وعقلاً ودهاء وتدبيراً، حسن الفعال زكي النفس متين الديانة، لم يتفوه قط في أيامه بسب ولا فسوق، وكان يشتغل بنفسه بما يهمه من الأمور، ويتفقد أخبار الرعية ويعدل بينهم ويقضي بالشرع ويبذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وإرضاء النفوس، ويجري الأرزاق السنية على العلماء والمشايخ والأشراف وعلى كل من يستحقها، ويجري الأرزاق السنية على العلماء والمشايخ والأشراف وعلى كل من يستحقها، صنف في أخباره بعض العلماء كتابه المبارك شاهي وإني لم أره، ومن مآثره مدينة مبارك آباد على شاطئ نهر جمن، وكانت طائفة من الناس يبغضونه بعدله في الناس فقتلوه، وكانت وفاته يوم الجمعة تاسع رجب سنة ثمان وسبعين وثمانمائة بمدينة مبارك آباد، وكانت مدته ثلاث عشرة سنة وبضعة أشهر، كما في تاريخ فرشته. الشيخ مبارك البنارسي الشيخ الصالح الفقيه مبارك بن الحميد الحنفي الصوفي البنارسي أحد كبار المشايخ الجشتية، قرأ العلم، ثم درس وأفاد مدة من الزمان ببلدة بنارس مع اشتغاله بحفظ الأنفاس ومجاهدة النفس، ثم رحل إلى جونبور وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري وصحبه مدة، ثم رجع إلى بنارس وانقطع إلى الزهد والعبادة مع القناعة والعفاف والتوكل والإستغناء، وقصر همته على تدريس العلوم النافعة، وكان لا يقبل الهدايا غير الطعام ثم يقسمه على أصحابه إلا ما يكفي مؤنته للعبادة، ولم يبن داراً قط غير العرائش لأصحابه، وكانت وفاته في عاشر شوال، كما في كنج أرشدي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 الشيخ محمد بن أبي بكر الدماميني الشيخ الإمام العلامة بدر الدين محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر ابن محمد بن سليمان بن جعفر بن يحيى بن حسين بن محمد بن أحمد بن أبي بكر ابن يوسف بن علي بن صالح بن إبراهيم البدر القرشي المخزومي الإسكندري ثم الهندي الكجراتي الدفين بمدينة كلبركه من بلاد الدكن المعروف بابن الدماميني المالكي النحوي الأديب، ولد بالإسكندرية سنة ثلاث وستين وسبعمائة، وسمع بها من البهاء ابن الدماميني قريبه وعبد الوهاب القروي في آخرين، وكذا بالقاهرة من السراج ابن الملقن وغيره، وبمكة من القاضي أبي الفضل الشوبري واشتغل ببلده على فضلاء وقته وتفقه وتعانى الآداب ففاق في النحو والنظم والنثر والخط ومعرفة الشروط وشارك في الفقه وغيره وناب في الحكم عن ابن التنيسي، ودرس بها بعدة مدارس ثم قدم القاهرة وسمع بها وناب في الحكم ودرس وتقدم ومهر واشتهر ذكره وتصدر بالجامع الأزهر لإقراء النحو، ثم رجع إلى الإسكندرية واستمر يقرئ بها ويحكم ويتكسب بالتجارة، ثم ذهب إلى القاهرة وعين للقضاء فلمي تفق له ودخل دمشق الشام مع ابن عمه سنة ثمانمائة وحج منها وعاد إلى بلده وتولى خطابة الجامع وترك نيابة الحكم، ثم اشتغل بأمور الدنيا فعانى الحياكة وصار له دولاب متسع فاحترقت داره وضاع عليه مال كثير ففر إلى الصعيد فتبعه غرماؤه وأحضروه مهاناً إلى القاهرة فقام معه الشيخ تقي الدين بن حجة وكاتب السر ناصر الدين البارزي حتى صلحت أحواله. وحضر مجلس الملك المؤيد وعين بقضاء المالكية فلم يقدر ثم توجه إلى الحجاز سنة تسع عشرة فحج ودخل بلاد اليمن سنة عشرين وأقام بها نحو سنة يدرس بجامع زبيد فلم يرج له بها أمر، ثم قدم الهند ودخل كجرات في أيام السلطان أحمد بن محمد المظفر الكجراتي في أواخر شعبان سنة عشرين وثمانمائة فحصل له إقبال كبير وأخذ الناس عنه وعظموه وحصل له دنيا عريضة. له من التصانيف شرح التسهيل لابن مالك الطائي وهو شرح ممزوج متداول أوله: اللهم إياك نحمد على نعم توجهت الآمال، الخ، ذكر فيه أنه لما قدم في أواخر شعبان سنة عشرين وثمانمائة إلى كجرات من حاضرة الهند وجد فيها هذا الكتاب مجهولاً لا يعرف واتفق أنه استصحبه معه فرآه بعض الطلبة والتمس منه شرحه فشرحه، وذكر في خطبته أبا الفضل أحمد شاه الكجراتي وسماه تاريخ الفوائد. وله شرح على صحيح البخاري سماه مصابيح الجامع أوله: الحمد لله الذي في خدمة السنة النبوية أعظم سيادة، الخ، ذكر فيه أنه ألفه للسلطان أحمد شاه المذكور وعلق على أبواب منه ومواضع يحتوي على غريب وإعراب وتنبيه، وله عين الحياة ومختصر حياة الحيوان الكبرى للدميري أوله: الحمد لله الذي أوجد بفضله حياة الحيوان، الخ، ذكر فيه أن كتاب شيخه حسن في بابه، جمع فيه ما بين أحكام الشريعة والأخبار النبوية ومواعظ نافعة وفوائد بارعة وأمثال سائرة وأبيات نادرة وخواص عجيبة وأسرار غريبة لكنه طويل المقال متسع الأذيال، ووقع في بعضه ما لا يليق بمحاسنه فاختار منه عينه وسماه عين الحياة مهدياً إلى أحمد شاه، وفرغ في شعبان سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، وله تحفة الغريب في شرح مغنى اللبيب لابن هشام النحوي، صنفه بأرض الهند بعد ما علق على ذلك الكتاب في الديار المصرية حاشية نفيسة، ومن مصنفاته شرح الخزرجية، وجواهر البحور في العروض، والفواكه البدرية من نظمه، ومقاطع الشرب، ونزول الغيث الذي انسجم في شرح لامية العجم للصفدي، وله غير ذلك من المصنفات. قال السخاوي في الضوء اللامع: وكان أحد المتكلمين في فنون الأدب، أقر له الأدباء بالتقدم فيه وباجازة القصائد والمقاطيع والنثر معروفاً باتقان الوثائق مع حسن الخط والمودة، وصنف نزول الغيث، انتقد فيه أماكن من شرح لامية العجم للصلاح الصفدي المسمى بالغيث الذي انسجم، وأذعن له أئمة عصره، وكذا عمل تحفة الغريب في حاشية مغنى اللبيب وهما حاشيتان يمنية وهندية وقد اكثر من تعقبه فيها شيخنا الشمني وكان غير واحد من فضلاء تلامذته ينتصر للبدر وشرح البخاري، وقد وقفت عليه في مجلد وجله في الاعراب ونحوه، وشرح أيضاً التسهيل والخزرجية، وله جواهر البحور في العروض وشرحه والفواكه البدرية من نظمه ومقاطع الشرب وعين الحياة مختصر حياة الحيوان الجزء: 3 ¦ الصفحة: 268 للدميري وغير ذلك، وهو أحد من قرظ سيرة المؤيد لابن ناهض، انتهى. ومن شعره قوله في دين قد لزمه لشخص يعرف بالحافظي فقال للمؤيد وذلك في أيام عصيان نوروز الحافظي بالشام: يا ملك العصر ومن جوده فرض على الصامت واللافظ أشكو إليك الحافظ المعتدي بكل لفظ في الدجى غائظ وما عسى أشكو وأنت الذي صح لك البغي من الحافظ وله: رماني زماني بما ساءني فجاءت نحوس وغابت سعود وأصبحت بين الورى بالمشيب عليلاً فليت الشباب يعود وله: قلت له والدجى مول ونحن بالأنس في التلاقي قد عطس الصبح يا حبيبي فلا تشمته بالفراق وقوله: يا عذولي في مغن مطرب حرك الأوتار لما سفرا كم يهز العطف منه طرباً عندما تسمع منه وترا وقوله في البرهان المحلي التاجر: يا سرياً معروفه ليس يحصى ورئيساً زكا بفرع وأصل مذ علا في الورى محلك عزاً قلت هذا هو العزيز المحلي وقوله في الشهاب الفارقي: قل للذي أضحى يعظم حاتماً ويقول ليس بجوده من لاحق إن قسته بسماح أهل زماننا أخطأ قياسك مع وجود الفارق وقوله في مصر: رعى الله مصراً إننا في ظلالها نروح ونغدو سالمين من الكد ونشرب ماء النيل منها براحة وأهل زبيد يشربون من الكد وقوله: قالت وقد فتحت عيوناً نعساً ترمي الورى بالجور في الأحكام أحذر هلالك في زبيد فإنني لذوي الغرام فتحت باب سهامي وقوله: ايا علماء الهند إني سائل فمنوا بتحقيق به يظهر السر فما فاعل قد جر بالخفض لفظه صريحاً ولا حرف يكون به جر وليس بذي جر ولا بمجاور لذي الخفض والانسان للجر يضطر فمنوا بتحقيق به أستفيده فمن بحركم ما زال يستخرج الدر أراد قول طرفة: بجفان تعتري نادينا وسديف حين هاج الصنبر الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 وكانت وفاة الدماميني بمدينة كلبركه في شهر شعبان سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ويقال إنه سم في عنب ولم يلبث من سمه بعده إلا اليسير، ذكره ابن فهد، كذا في الضوء اللامع. محمد بن أبي البقاء الكرماني الشيخ الفاضل العلامة محمد بن أبي البقاء بن موسى بن ضياء الدين الحسيني النقوي الكرماني المشهور بالأعظم الثاني كان أصله من كرمان، قدم جده ضياء بن شجاع بن المظفر بن المنصور بن غياث بن محمود بن علي بن أحمد بن عبد الله بن علي النقي الحسيني إلى أرض الهند ودخل دهلي، ثم انتقل منها إلى لكهنؤ بسابق معرفة كان بينه وبين السمرقندي فسكن بها، وولد محمد بن أبي البقاء بمدينة لكهنؤ ونشأ بها واشتغل بالعلم وسافر إلى جونبور وكانت دار علم معروفة في ذلك العصر فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ أبي الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر الشريحي الكندي، ثم أخذ عنه الطريقة ورجع إلى لكهنؤ فدرس وأفاد بها زماناً، أخذ عنه الشيخ محمد بن قطب اللكهنوي والقاضي سعد الدين الخير آبادي وخلق آخرون. قال خير الزمان اللكهنوي في كتابه باغ بهار: إنه سافر إلى الحجاز مع ولده أحمد وتلميذ له اسمه أحمد، سافر على زاد التوكل وراحلة التوفيق فحج وزار وأقام بها ستة أعوام وأفحم بها كبار العلماء من الشافعية في المسائل المتنازعة فيما بينهم وبين الأحناف فلقبوه بالأعظم الثاني، انتهى. وقال الشيخ وجيه الدين الجندواروي في كتابه مصباح العاشقين إن مولانا محمداً كان من كبار العلماء انتهت إليه الفتيا في هذه الديار وكان سلطان الشرق يعتقد فضله وكماله ويستفتيه في المسائل الشرعية، قال: وكان السلطان بعث عساكره لقتال أهل الكفر ممن تمردوا فقتل في تلك المعركة من لم يكن من المتمردين وسلبت أموالهم فاستفتى الشيخ محمد فيه فأجابه محمد أن قتالهم مباح لأن كفار الهند كلهم أعداء الاسلام يترقبون الفرصة لقتال المسلمين فيجوز قتلهم واغتنام أموالهم، انتهى. وقال المفتي سلطان حسن البريلوي في غاية التقريب: إن الشيخ محمد قد جمع الضروب المنتجة لكل شكل من الأشكال الأربعة المنطقية في أبيات وعبر القضايا بالحروف الأول فالأول أي الموجبة الكلية بأ والسالبة الكلية بب والموجبة الجزئية بج والسالبة الجزئية بد وتجمعها هذه الأبيات بالفارسية: كل ولا شيء وبعض وليس الكل دور باد از رخ تو وسمه دل سورهاي مسورات شمار ابجد آمد نشان آن هر جار اا أب جا جب نخستين راست اب وبا جب ودلسين برخاست اا اب جا جب واج واد سيومين راست خذ ولا تطعن اا اج با با اب ودا اد بج شكل جار معين راهن مات لتسع بقين من شوال سنة سبعين وثمانمائة بمدينة لكهنؤ فدفن على شاطئ نهر كومتي غربي البلدة، وبنوا عليه العمارات الرفيعة، ثم لما بنى آصف الدولة الحسينية بقربها أمر بهدم المقبرة ونبشوا قبره ونقلوا عظامه إلى مفتي كنج من تلك البلدة، كما في باغ بهار. مولانا محمد بن أبي محمد المشهدي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد المشهدي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، جعله محمد شاه بن علاء الدين حسن البهمني صاحب كلبركه قهرماناً فاستقل به زماناً، وبعثه محمود شاه إلى شيراز ومعه ألف تنكه ذهبية للشيخ شمس الدين الحافظ الشيرازي ليقدمه إلى كلبركه فامتنع عنه الشيخ ورجع المشهدي إلى كلبركه ونال المنزلة عند الأمراء. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 الشيخ محمد بن أحمد الحسيني البخاري الشيخ العالم الكبير الفقيه الزاهد محمد بن أحمد بن الحسين بن علي الحسيني البخاري الشيخ صدر الدين الأجي الملتاني المشهور براجو قتال، كان من الأولياء السالكين أصحاب المجاهدات، اتفق الناس على ولايته وجلالته، ولد ونشأ بمدينة أج وأخذ عن والده وصنوه الكبير جلال الدين حسين بن أحمد البخاري ولبس منه الخرقة وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه الشيخ كبير الدين بن إسماعيل البخاري وخلق كثير لا يمكن ضبطهم، وكان له أربعة أبناء أبو الخير، وأبو إسحاق، والشيخ جلال، وروح الله، وأعقابهم سكنوا بسرهند، كما في تذكرة السادة البخارية لعلي أصغر الكجراتي، توفي ليلة السبت السادس عشر من جمادي الآخرة سنة سبع وعشرين وثمانمائة فدفن بحظيرة آبائه الكرام كما في مهرجهان تاب. الشيخ محمد بن الحسن البيهقي الشيخ الفاضل العلامة محمد بن الحسن البيهقي الكشميري المشهور بالأمين كان من كبار العلماء، أخذ عن والده وعن الشيخ هلال الدين الكشميري واعتزل عن الناس، وبنى له السلطان زين العابدين الكشميري خانقاهاً رفيعاً بمدينة كشمير خارج البلدة، استشهد في سنة تسع وثمانين وثمانمائة كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد بن جعفر الحسيني المكي الشيخ العالم الكبير المعمر محمد بن جعفر الحسيني المكي ثم الدهلوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وقرأ العلم على الشيخ شمس الدين محمد بن يحيى الأودي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي، وكان صاحب حالات عجيبة ووقائع غريبة، له مصنفات ادعى فيها مقامات لا تستطيع العقول المتوسطة أن تدركها، ومن مصنفاته: بحر المعاني، ودقائق المعاني، وحقائق المعاني وبحر الأنساب، وبنج نكات، وإني رأيت منها بحر المعاني، وبحر الأنساب، أما بحر المعاني فهو كتاب مفيد في بابه وفيه ست وثلاثون رسالة في الإيمان والصلوات والعشق والمحبة وأبواب أخرى، أوله: آن خداي كه انكبين شيرين نوش را از فواره تلخ نيش زنبور بقدرت خويش جكاند، الخ، مات في سنة إحدى وتسعين وثمانمائة في عهد بهلول وعمره جاوز مائة سنة، كما في أخبار الأخيار. الشيخ محمد بن الحسين الفتني الشيخ العالم المحدث الفقيه محمد بن الحسين العلوي الحسيني السندي ثم الكجراتي أحد المشايخ المشهورين، كان أصله من أرض السند، ولد ونشأ بها وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد الحسيني البخاري وكان ممن تفرد في الفقه والحديث والتصوف وكان صوفياً مستقيم الحالة، سافر إلى كجرات مع سعادت خاتون أم عبد الله بن محمود الحسيني البخاري وسكن بها، وكانت وفاته في خامس جمادي الآخرة سنة سبع وأربعين وثمانمائة بمدينة فتن فدفن بها، كما في مرآة أحمدي. الشيخ محمد حسين التتوي الشيخ الصالح الفقيه محمد حسين بن أحمد بن محمد الحسيني التتوي السندي أحد المشايخ المعروفين بالفضل والصلاح، ولد في سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة في أيام فتح خان بن الإسكندر السندي، وأخذ العلم والمعرفة عن أهلها وجلس على مسند الإرشاد، انتفع به خلق كثير من الناس، وصنف في أخباره محمد حسين الصفائي كتابه تذكرة المراد، وكانت وفاته في سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة وله اثنتان وستون سنة، كما في تحفة الكرام. الشيخ محمد بن الرفيع البخاري الشيخ الصالح الفقيه محمد بن رفيع الدين بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الحسيني البخاري الأجي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأرض السند وتفقه على والده وأخذ عنه الطريقة وهو والد الشيخ الحاج عبد الوهاب أبي محمد الحسيني البخاري الدهلوي، وكانت وفاته في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة، كما في تذكرة السادة البخارية لعلي أصغر الكجراتي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 الشيخ محمد بن ظهير الدين العباسي الكروي الشيخ العالم الكبير الصالح محمد بن ظهير الدين العباسي الكروي الشيخ الإمام قوام الدين الدهلوي الدفين بلكهنؤ والمشهور بحاج الحرمين، كان من كبار الأولياء السالكين صاحب مجاهدة، أخذ عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي، ثم عن الشيخ جلال الدين حسين البخاري ولازمه مدة طويلة حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة واستخلفه الشيخ، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سبع مرات، ثم رحل إلى دمشق الفيحاء وتلقى الذكر عن الشيخ قطب الدين المكي صاحب الرسالة المكية، ثم رجع إلى الهند وقدم لكهنؤ لسابق معرفة بينه وبين الشيخ محمد بن فخر الدين البجنوري اللكهنوي فسكن بها، وله مصنفات منها: كتابه إرشاد المريدين، وكتابه معيار التصوف، وكتابه أساس الطريقة. ومن فوائد ما قال في معيار التصوف: قال الفقير العباسي: الذكر سبب الوصول وتصفية القلوب، فلا يجوز لك السالكه معه قال الحسن: لا إله إلا الله تنظير السر عن الآلهة وإذا خلا السر عن تعظيم غيره فلا وجه لهذا القول، قال الفقير العباسي: سمعت الشيخ العالم العارف محمد بن الفرهي الساكن في بيت المقدس أنشد هذين البيتين: بذكر الله تنشرح القلوب وتنكشف السرائر والغيوب وترك الذكر أفضل منه حالاً فشمس الذات ليس لها غروب وسألت الشيخ العالم بقية السلف قطب الحق والشرع والدين الدمشقي مؤلف الرسالة المكية حين لقنني كلمة لا إله إلا الله وبين كيفية النفي والاثبات، فقلت يا سيدي وبركتي إذا لم يبق في قلب السالك وجود الغير فما يبقى بعده، فأجاب الشيخ رحمه الله وأدام بركته على العالمين ما دام وجود السالك باقياً لا بد من النفي لمن اعتبر الوجود حتى تزول الاثنينية، والجواب الثاني لا بد للسالك من النفي لأن نفي الوجود في محل الجمع، وأما في التفرقة اثبات الوجود بل اثبات وجود جميع الموجودات لأن النظر إلى السكون جمع والسكون تفرقة فلا بد أن ينفي الموجودات ويدخل في فراديس الجمع حتى يصير مستهلكاً في الجمع، وهذا المقام عزيز لا يصل إليه إلا الأفراد الموحدون العارفون لأن الجمع والتفرقة يتنافيان إلا أن المشايخ السالكين نظرهم إلى الجمع أكثر وبركتهم في العالمين أوفر، اللهم اجعلنا من محبيهم ولا تحرمنا من بركات أنفاسهم بحرمة النبي وآله الأمجاد، انتهى. ومن شعره قوله بالفارسي: اين كار كسي هست كه خيزد زسرجان اين خانه خرابي ره هر بوالهوسي نيست توفي لعشر بقين من شعبان سنة أربعين وثمانمائة بمدينة لكهنؤ فدفن بها وقبره مشهور ظاهر يزار ويتبرك به كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري الشيخ الكبير محمد بن عبد الله بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري سراج الدين أبو البركات الكجراتي المشهور بشاه عالم، ولد ليلة الإثنين السابع عشر من ذي القعدة سنة سبع عشرة وثمانمائة بكجرات ونشأ بها، وقرأ العلم على الشيخ سراج الدين علي الكجراتي وعلى غيره من العلماء وأخذ الطريقة عن والده وعن الشيخ أحمد بن عبد الله المغربي نزيل كجرات ودفينها، وتولى الشياخة مدة من الدهر ورزق من حسن القبول ما لم يرزق أحد من المشايخ في عصره. وكان شيخاً جليلاً وقوراً عظيم الهيبة كبير المنزلة، خضع له الملوك والأمراء وكانوا يتلقون إشاراته بالقبول، مات ليلة السبت في عشر بقين من جمادي الآخرة سنة ثمانين وثمانمائة وله ثلاث وستون، كما في مرآة أحمدي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري الشيخ الصالح الفقيه محمد بن عبد الله بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري الكجراتي المشهور بالزاهد، كان شقيق الشيخ محمد عبد الله السالف ذكره، ولد في تاسع رجب سنة ثمان وأربعين وثمانمائة وأخذ عن صنوه الكبير محمد بن عبد الله المذكور وبلغ رتبة الكمال، أخذ عنه خلق كثير، مات في سادس شعبان سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة وقبره بقرية بنوه، كما في مرآة أحمدي. الشيخ محمد بن العلاء المنيري الشيخ العالم الفقيه الزاهد محمد بن علاء الدين ابن القاضي عالم بن القاضي جمال الدين الهاشمي الترهتي ثم المنيري المعروف بالشيخ قاضن- بكسر الضاد المعجمة- كان من كبار المشايخ الشطارية، له اليد الطولى في العلوم المتعارفة. أخذ الطريقة الفردوسية عن والده علاء بن عالم المنيري عن الشيخ بهرام البهاري عن الشيخ حسن بن الحسين بن المعز البلخي وعن الحاج الزائر محمد بن إبراهيم عن والده إبراهيم بن علم المنيري، كلاهما عن الشيخ حسين بن المعز البلخي وعن الشيخ علي الحسيني البدايوني عن كريم الدين الودي عن جمال الدين الأودي كلاهما عن الشيخ مظفر بن شمس الدين البلخي والشيخ إبراهيم بن علم المنيري المذكور عن الشيخ نصير الدين التلنبي عن الشيخ عثمان السنامي، كلاهما عن الشيخ الكبير شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري. والطريقة السهروردية أخذها عن الشيخ ركن الدين الجونبوري عن الشيخ تاج الدين عن الشيخ جلال الدين الحسين بن أحمد بن الحسين الحسيني البخاري عن الشيخ ركن الدين أبي الفتح بن محمد بن زكريا الملتاني وعن غيره من المشايخ المذكورين في ثبته. والطريقة الجشتية أخذها عن الشيخ زاهد بن البدر الجشتي عن الشيخ محمد ابن عيسى الجونبوري عن الشيخ فتح الله الأودي عن الشيخ أحمد بن الشهاب الدهلوي عن الشيخ الكبير نصير الدين محمود الأودي وعن الشيخ إبراهيم بن إدريس السناركانوي عن القاضي حمزة عن الشيخ زاهد عن جده نور الدين عن والده علاء الدين عمر بن أسعد اللاهوري البندوي عن الشيخ سراج الدين عثمان الأودي كلاهما عن الشيخ نظام الدين محمد البدايوني. والطريقة القادرية أخذها عن الشيخ عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن الجمال الصديقي عن الشيخ عبد الرؤف بن علي بن عمر الشاذلي الحسيني القادري اليمني عن الشيخ نور الدين أبي سعيد محمود الحسيني النهاوندي عن الشيخ شمس الدين محمد بن الحسن بن علي بن جعفر بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرزاق ابن السيد الإمام عبد القادر الجيلاني عن أبيه عن جده، وهلم جراً. والطريقة المدارية أخذها عن الشيخ حسام الدين الأصفهاني الجونبوري عن الشيخ المعمر بديع الدين المدار المكنبوري إمام الطريقة المدارية. والطريقة الشطارية أخذها عن الشيخ عبد الله بن حسام الدين الشطار النوري الصديقي البخاري إمام الطريقة الشطارية بلا واسطة غيره، وألزم نفسه أشغال تلك الطريقة وأذكارها مدة من الزمان ففتحت عليه أبواب الكشف والشهود وصار المرجع والمقصد لأهل الهند في تلك الطريقة وانتهت إليه الشياخة. قال في مناهج الشطار: إني اعتكفت مدة من الزمان على قبر الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري بغاية الذل والافتقار وكان الشيخ أحمد عبد الحكيم يذكر رسالة الشيخ عبد الله الشطاري فلم التفت إليه مترقباً لفتح الباب من الشيخ المذكور حتى كرر الشيخ أحمد المذكور ذكرها فتوجهت إلى روحانية الشيخ الكبير وعرضت عليه تلك القصة، وكان الشيخ أذن لي أن أذهب إلى الشيخ عبد الله الشطار فرحلت إليه ولازمته مدة من الزمان فلقنني الذكر ليلة الجمعة رابع ذي الحجة الحرام سنة إحدى وثمانين وثمانمائة ببلدة مندو، انتهى. أخذ عنه ابنه أبو الفتح هدية الله المنيري والشيخ الحاج حميد الدين الكواليري وخلق آخرون، مات في ثالث صفر سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة وقبره بمدينة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 جونبور، كما في الانتصاح. الشيخ محمد بن علي الهمذاني الشيخ الفاضل العلامة محمد بن علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني أحد العلماء المشهورين، قدم كشمير وله اثنتان وعشرون سنة فأسلم على يده سيه بت فلقبه شرف الدين، وله مصنفات منها شرح الشمس في المنطق، كما في البحر الزخار وإني ظفرت برسالة له تسمى جامع الفنون أولها الحمد لله الذي زلزل الطور في طور التجليات إلخ، صنفها وهو ابن ثلاث وعشرين سنة قال فيها: أردت مع صغر السن وقصور البضاعة والفتور في هذه الصناعة أي العلوم الحكمية أن أجمع بعض العلوم الكشفية والعقلية المشهورة المعتبرة في نسخة واحدة، وأعرض عن ذكر المقدمات والمباحث الزائدة وجئت من قواعد العلوم ببعضها واختصرت مع جميع مباحثها مبتدئاً إلى تصغير حجم الكتاب وتسهيلاً لحفظه بالخير والصواب، ففرغت بتوفيق الله وقضائه، وقد كان عمري مقدار نبوة أبي القاسم محمد عليه السلام، انتهى. في خزينة الأصفياء: إنه أقام بكشمير اثنتي عشرة سنة ثم راح إلى الحرمين الشريفين زادهما الله شرفاً، في سنة ثمانمائة فحج وزار ورجع إلى الهند، ولما وصل إلى مكولاب مات بها ودفن بمقبرة والده وكان ذلك في سنة تسع وثمانمائة. الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة محمد بن عيسى بن تاج الدين بن بهاء الدين الحنفي الصوفي الجونبوري كان من نسل محمد بن أبي بكر الصديق كما في منهج الأنساب ولد بدار الملك دهلي في صفر سنة ثمانين وسبعمائة وخرج منها والده معه في الفتنة التيمورية فدخل جونبور، وقرأ العلم على القاضي شهاب الدين الدولة آبادي، وكان القاضي يحبه حباً مفرطاً، صنف له شرحاً على أصول البزدوي إلى مبحث الأمر عند قراءته ذلك الكتاب عليه، ولما قرأ محمد فاتحة الفراغ عليه درس وأفاد زماناً طويلاً ثم ترك البحث والاشتغال، وأخذ الطريقة عن الشيخ فتح الله الأودي وجاهد في الله حق جهاده حتى قيل إن ظهره لم يمس الأرض اثنتي عشرة سنة، وكان لا يخرج من حجرته إلا للصلوات الخمس وكان لا يتردد إلى أحد، ولا يفتح بابه لأحد، واستقام على ذلك الترك والتجريد أربعين سنة، وكان لا يقبل الهدايا والنذور من السلاطين وكثيراً ما ينشد: من داق خود بأفسر شاهان نمى دهم من فقر خود بملك سليمان نمى دهم از رنج فقر در دل كنجي كه يافتم اين رنج را براحت شاهان نمى دهم حكى أن السلطان إبراهيم الشرقي وولده السلطان محمود كانا يعتقدان فضله وكماله ويريدان أن يقبل منهما شيئاً من الهدية ولكنه كان لا يقبل، أخذ عنه الشيخ بهاء الدين الجونبوري والشيخ مبارك البنارسي وخلق آخرون، وكانت وفاته في الرابع عشر من ربيع الأول سنة سبعين وثمانمائة فأرخ بموته بعضهم من قوله سلطان طريقة كما في كنج أرشدي. الشيخ محمد بن عبد الصمد الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد بن عبد الصمد بن المنور العمري الأجودهني الشيخ تاج الدين الإمام الدهلوي، كان من نسل الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، أخذ الطريقة عن الشيخ عماد الدين عن الشيخ شهاب الدين عن الشيخ إمام الدين عن الشيخ بدر الدين الغزنوي عن الشيخ الكبير قطب الدين بختيار الأوشي الدهلوي، وأخذ عنه حفيده علاء الدين بن نور الدين الأجودهني، كما في كلزار أبرار. مولانا محمد بن عين الدين البيجابوري الشيخ الفاضل محمد بن عين الدين البيجابوري أحد كبار العلماء أخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، وولي الإفتاء الأكبر في أيام محمد شاه بن علاء الدين حسن البهمني بكلبركه لعله سنة ست وخمسين وسبعمائة أو مما يقرب ذلك، وصار شحنة الحضرة في عهد الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 فيروز شاه سنة ثمانمائة فاستقل بها زماناً. الشيخ محمد بن القاسم الأودي الشيخ الصالح الفقيه محمد بن القاسم بن برهان الدين الأودي أحد المشايخ المشهورين، أخذ الطريقة الجشتية عن والده عن الشيخ فتح الله البدايوني عن الشيخ أحمد بن الشهاب الدهلوي، وأخذ الطريقة المدارية والسهروردية عن الشيخ بدهن- بضم الموحدة وتشديد الدال- عن الشيخ أجمل بن أمجد الحسيني البهرائجي. قال المندوي في كلزار أبرار: إنه أخذ الطريقة الجشتية عن والده وعن الشيخ سعد الدين الأودي كلاهما عن الشيخ فتح الله المذكور وإنه أخذ عن الشيخ فتح الله أيضاً بلا واسطة واستفاض منه فيوضاً كثيرة، انتهى، له آداب السالكين كتاب مفيد في السلوك، مات يوم الخميس السادس عشر من محرم الحرام سنة ست وتسعين وثمانمائة في أيام اسكندر ابن بهلول الدهلوي وقبره بمدينة أوده، كما في مسالك السالكين. الشيخ محمد بن قطب اللكهنوي الشيخ الصالح الكبير محمد بن قطب الدين بن عثمان الصديقي اللكهنوي المشهور بالشيخ مينا، ولد ونشأ بمدينة لكهنو في مهد الشيخ قوام الدين العباسي، وقرأ شرح الوقاية والهداية في الفقه الحنفي على القاضي فريد، ولما كان الشيخ قوام الدين المذكور مات قبل أن يترعرع محمد لبس الخرقة من الشيخ سارنك أحد أصحاب الشيخ قوام الدين وقرأ عوارف المعارف على الشيخ محمد بن أبي البقاء اللكهنوي كما في أخبار الأخيار في ترجمة صاحبه الشيخ سعد الدين الخير آبادي، وحيث كان جبله الله سبحانه على الخير وجمع فيه من الزهد والقناعة والاستغناء انقطع إلى الزهد والعبادة ووصل درجة لم يصل إليها أحد من المشايخ في عصره ومصره. قال الكوباموي في الفوائد السعدية: إنه اشتغل برياضات شاقة قلما يحتملها الإنسان كأنه أفنى قواه في ذلك، كان رحمه الله يصوم صوم الطي، ويقوم الليل كله لا يغمض عينه، ولا يتوسد ولا يتوكأ ولا يستريح على الفرش والبسائط لئلا يطرقه النوم، وكان يبل المنديل والقلنسوة في الماء البارد فيضعها على رأسه في الشتاء وإذا ارتاح بالماء المسخن في ليلة شاتية قام واغتسل بالماء البارد هضماً لنفسه، وكان يحيي ليله بالذكر والمراقبة ويداوم على الوضوء وكان يجلس في الأربعين فإذا شارف الإتمام أفطر بصديق أو ضيف، ثم استأنف الأربعين وهكذا يفعل مرة بعد مرة، ولا يظهر ذلك لأحد ولا يذكر لهم أنه صائم، وكان إذا آذاه أحد يقبل إليه بشوشاً طيب النفس لا يطعن عليه ولا يلعنه ولا يذكره إلا بالخير وربما كان ينشد هذين البيتين: هر كه ما را يار نبود ايزد او را يار باد هر كه ما را رنج داده راحتش بسيار باد هر كه اندر راه ما خاري نهد از دشمني هر كلي كز باغ عمرش بشكفد بي خار باد قال الشيخ سعد الدين الخير آبادي في بعض رسائله إني صحبته عشرين سنة فلم أره إلا مستقبل القبلة كأنه قاعد في الصلاة، ما رأيت قدميه ممتدتين أو منتصبتين أبداً في هذه المدة الطويلة، وما رأيته واضعاً نعليه قبل القبلة أبداً ولا خالعاً قدميه من نعليه مستقبلاً للقبلة، وما رأيته مستدعياً شيئاً للأكل ولا لابساً ثوباً من رغبته، انتهى. ومن أقواله دم توحيد كسي را زيبد كه از زبان وي تلخ وشيرين نخيزد، ومنها: از مرد هوا برست خدا برستي نشود، وخود برستي در كوجه خدا برستي نرود، ومنها: مرد بايد كه يك جهت ويك همت ويك قبله شود، هر جه از دوست باز دارد خواه نيك خواه بد ازان اجتناب نمايد، ومنها: درويش جون مقبول حق ميكردد زبانش ناودان حكمت ميشود، انتهى. توفي لسبع بقين من ذي القعدة سنة أربع وسبعين- وقيل: أربع وثمانين، وقيل: ثمان وثمانين- وثمانمائة، وقبره مشهور ظاهر بمدينة لكهنؤ يزار ويتبرك به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 الشيخ محمد بن علي الحسيني الشيخ الكبير جلال الدين محمد بن علي بن خضر الحسيني الكوكوي البيجابوري أحد كبار الأولياء، أدرك في صغر سنه الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي المدفون بكلبركه وسكن ببلدة كوكي من أعمال بيجابور وكان مرزوق القبول، مات لعشر خلت من شعبان سنة ثمان وخمسين وثمانمائة، وبنى على قبره يوسف عادل شاه أبنية فاخرة ثم زاد عليها إبراهيم عادل شاه البيجابوري ووقف لنفقاتها قرى عديدة من أعمال بيجابور. القاضي محمد بن محمود النصير آبادي السيد الشريف القاضي محمد بن محمود بن العلاء الحسني الحسيني النصير آبادي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولي القضاء ببلدته سنة ثمان وستين وثمانمائة في عهد السلطان علاء الدين الخضرخاني واستقل به سبعاً وعشرين سنة وكان قويم السيرة في القضاء، له مهارة بالمعارفة الإلهية، توفي يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول سنة خمس وتسعين وثمانمائة في أيام السلطان إسكندر ابن بهلول اللودي، كما في مآثر السادات للسيد الوالد. محمد شاه بن همايون البهمني الملك المؤيد شمس الدين أبو المظفر محمد بن همايون بن علاء الدين البهمني السلطان الفاضل قام بالملك بعد صنوه نظام شاه سنة سبع وستين وثمانمائة وله تسع سنين، فاشتغل بالعلم وبذل جهده وأخذ عن الشيخ صدر جهان التستري فبرع وفاق أقرانه ومهر في الخط، ولما بلغ رشده أخذ عنان السلطنة بيده وجعل عماد الدين محمود الكيلاني وزيراً له وصالح السلطان محمود الخلجي بأن لا يطمع أحد منهما في بلاد الآخر وبعث وزيره محموداً بعساكره إلى قلعة كهينه وسنكيز وبلاد أخرى من أرض كوكن سنة أربع وسبعين وثمانمائة فقاتل أهلها وحاصر القلاع ودخل في الغياض وقطعها وأحدث الطريق فيها ثم ملكها ثم سار إلى بندركووه فملكها ورجع محمود بعد ثلاث سنين إلى أحمد آباد بيدر وبعث نظام الملك حسن البحري بعساكره إلى أوريا سنة ست وسبعين وثمانمائة فقاتل قتالاً شديداً وملكها. وأقطع محمد شاه تلك المملكة واحداً من أهلها على مال يؤديه ثم سار نظام الملك إلى راجمندري وكندنيز فقاتل أهلهما وملكهما وولي عليهما أحد الأمراء ورجع نظام الملك إلى أحمد آباد بيدر ثم ولي محمد شاه يوسف خان العادل على دولت آباد وأمره بتسخير قلعة ويرا كهيره وقلعة انتور فبعث إليهما عساكره وحاصرهما وضيق على أهلهما وفتحهما بعد ستة أشهر وغنم أموالاً كثيرة، وفي سنة سبع وسبعين وثمانمائة سار محمد شاه بنفسه إلى قلعة نلكوان فحاصرها وضيق على أهلها ولم يزل يقاتلهم قتالاً شديداً حتى فتحها. ولما سمع محمد شاه أن الكفار بعثوا عساكرهم إلى راجمندري وحاصروها سار إليهم بعساكره، فلما وصل إلى ناحيتها تحصن صاحب أوريا في قلعة كندنيز وصاحب اريسه عبر ماء راجمندري ونزل في حدوده فدخل محمد شاه براجمندري ولحق به نظام الملك المحصور بها فترك وزيره محمود بها وسار إلى صاحب اريسه بعشرين ألف فارس سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة وعبر ماء راجمندري ودخل في اريسه، وانحاز صاحبها إلى ناحية من نواحيها فأخذ محمد شاه يقاتل أهلها ويقتلهم وينهب أموالهم ولم يزل كذلك ستة أشهر، فلما سمع صاحب اريسه أن السلطان يريد أن يقبض على بلاده ويولي عليها أحد أمرائه أرسل إليه يطلب الصلح على مال يؤديه. وأرسل إليه فيلة مجهزة بجهازات جميلة من الذهب والفضة وأذعن له الطاعة فرجع محمد شاه منها إلى حدود أوريا وحاصر قلعة كندنيز وأدام الحصار إلى خمسة أشهر، فلما عرف صاحبها عجزه عن المقاومة أرسل إليه يطلب الأمان، فتسلم منه القلعة وولي عليها أحد أمرائه وهدم الكنيسة العظيمة بها ثم بنى الجامع الكبير مكانها، وولي على بلاد تلنك نظام الملك المذكور، ثم سار إلى نرسنكه وكان ملكاً كبيراً من الوثنيين صاحب العدة والعدد وبلاده كانت ما بين تلنك وبلاد المعبر فأسس قلعة في حدوده ثم ترك وزيره في كوند بور بلي وسار إلى كنجي وكانت كنيسة عظيمة بها الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 فدخل فيها عنوة وأكثر القتل والأسر على من كانوا بها وبعث خمسة عشر ألف مقاتل إلى نرسنكه، وسار بنفسه إلى مجهلي بتن فملكها ورجع إلى كوند بور بلي ولحق بوزيره محمود وكان محمد شاه مستأثراً بوزيره ولم يزل يخصه بعناية لا مزيد عليها، فحسده الناس ووقعوا في عرضه ونفسه واتهموه بخبث النية وعرضوا على محمد شاه رسالته إلى صاحب اريسه وعليها خاتم الوزير، وكان محمد شاه يعرف خاتمه فغضب عليه غضباً شديداً وأمر بقتله، فقتلوه في سنة ست وثمانين ثم ندم ندامة الكسعي وحزن لقتله حزناً شديداً حتى مرض وأشرف على الموت، فسار إلى دار ملكه أحمد آباد ومات بها في سنة سبع وثمانين وثمانمائة وتزلزل بنيان السلطنة بعد موته فلم يبق لأبنائه إلا الاسم والرسم وذلك تقدير العزيز العليم تاريخ فرشته. الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة الفقيه الزاهد صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية محمد بن يوسف بن علي بن محمد بن يوسف بن حسين بن محمد بن علي بن حمزة بن داود بن أبي الحسن زيد الجندي الإمام أبو الفتح صدر الدين محمد الدهلوي ثم الكلبركوي ينتهي نسبه إلى يحيى بن الحسين بن زيد الشهيد عليه وعلى آبائه السلام، ولد في رابع رجب الفرد سنة إحدى وعشرين وسبعمائة بدار الملك دهلي وسافر مع أبويه إلى دولت آباد وهو ابن أربع سنوات واشتغل بالعلم على أبيه وجده مدة ورجع إلى دهلي مع أمه وصنوه الحسين بن يوسف في السادس عشر من سنه في سنة ست وثلاثين وسبعمائة. وكان والده توفي قبل ذلك بأربع سنين، فلما دخل دار الملك أدرك بها الشيخ نصير الدين محمود الأودي فأراد أن يلبس منه الخرقة فأمره الشيخ بتكملة العلوم، فاشتغل بها وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا السيد شرف الدين الكيتهلي وبعضها على مولانا تاج الدين المقدم ثم لازم دروس القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي وقرأ عليه الشمسية والصحائف ومفتاح العلوم وهداية الفقه وأصول البزدوي والكشاف وسائر الكتب الدرسية، وبرز في الفضائل وتأهل للفتوى والتدريس وجمع بين العلم والعمل والزهد والتواضع وحسن السلوك، ووضع الله سبحانه له المحبة في قلوب عباده لما اجتمع فيه من خصال الخير، فانقطع إلى شيخه نصير الدين محمود وأخذ عنه وبلغ رتبة الكمال في أقل مدة، فاستخلصه الشيخ لنفسه واستخلفه وأجازه عامة تامة فصار المرجوع إليه في علمي الرواية والدراية ولتهذيب النفوس والدلالة على معالم الرشد وطرائق الحق، وتولى الشياخة بعد ما توفي شيخه سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وتزوج بابنة الشيخ أحمد بن جمال الدين الحسيني المغربي وله أربعون سنة، ثم خرج من دار الملك دهلي في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانمائة في الفترة التيمورية وذهب إلى كجرات ثم إلى دولة آباد فاستقدمه فيروز شاه البهمني إلى كلبركه سنة خمس عشرة وثمانمائة فسكن بها يدرس ويفيد. وكان عالماً كبيراً عارفاً قوي النفس عظيم الهيبة جليل الوقار جامعاً بين الشريعة والطريقة ورعاً تقياً زاهداً غواصاً في بحار الحقائق والمعارف، له مشاركة جيدة في الفقه والتصوف والتفسير وفنون أخرى، أخذ عنه ناس كثيرون وانتفعوا به، وله مصنفات كثيرة منها تفسير القرآن الكريم على لسان المعرفة، وتفسير القرآن على منوال الكشاف، وتعليقات على خمسة أجزاء من الكشاف ومنها شرح مشارق الأنوار على لسان المعرفة، وله ترجمة المشارق بالفارسية، ومنها المعارف شرح العوارف للشيخ شهاب الدين السهروردي بالعربية، وله ترجمة العوارف بالفارسية، ومنها شرح التعرف وشرح الفصوص وشرح آداب المريدين بالعربية والفارسية، وله شرح التمهيدات لعين القضاة الهمذاني، وشرح الرسائل القشيرية وشرح رسالة لابن عربي، وشرح الفقه الأكبر، وشرح بدء الأمالي، وشرح العقيدة الحافظية، وله رسالة في سير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وكتابه أسماء الأسرار وكتابه حدائق الأنس وكتابه في ضرب الأمثال وكتابه في آداب السلوك ورسالة في إشارات أهل المحبة ورسالة في بيان الذكر ورسالة في بيان المعرفة ورسالة في تفسير رأيت ربي في أحسن صورة ورسالة في الاستقامة على الشريعة ورسالة في شرح تعبير الوجود بالأزمنة الثلاثة بما يعبر بها بالفارسية الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 بود وهست وباشد وله تعليقات على قوت القلوب للمكي وله كتاب الأربعين أورد تحت كل حديث شطراً من آثار الصحابة والتابعين والمشايخ القدماء، وله غير ذلك من المصنفات. قال السيد الوالد في مهر جهان تاب إن مصنفاته قد عدت بخمس وعشرين ومائة كتاب في علوم شتى. وقال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار: إن له ملفوظات مسماة بجوامع الكلم جمعها الشيخ محمد أحد أصحابه، انتهى، وللشيخ محمد بن علي السامانوي كتاب في سيرته سماه بالسير المحمدي. ومن فوائده: سفر اكر تشتت باطن نيارد مبارك باشد، وإلا سرمايه صوفيان جز فراغ دل وجمع هم نيست، اكر يك ساعت لطيف دل باخداي خويش حاضر شود آن بهشت است بلكه هزار بهشت فداي ساعت بايد كرد وهنوز رائكان بدست آمده باشد. بفراغ دل زماني نظري بما هروي به از انكه جتر شاهي همه عمر هاي وهوي وسئل عن القول المشهور العلم حجاب الله الأكبر فقال: كل ما سوي الله تعالى حجاب، أما حجابهاي ديكر همه قبيح وكثيف اند وعلم حجابي لطيف است برخاستن ازان نيك دشوار باشد ومراد ازين علم نحو وصرف وحديث وفقه نيست مراد علم بالله است، وآن علم ذات وصفات باري اند نه بدليل وبرهان بلكه مشاهده وعيان، انتهى. وكانت وفاته ضحوة الاثنين السادس عشر من ذي القعدة الحرام سنة خمس وعشرين وثمانمائة، وقبره بكلبركه مشهور ظاهر يزار ويتبرك به، كما في مهر جهان تاب. الشيخ محمد المتوكل الكنتوري الشيخ العالم الصالح محمد بن أعز الدين بن افتخار الدين بن أوزون التركماني الهروي الكنتوري أحد المشايخ المتورعين لم يكن مثله في زمانه في الزهد والتوكل والاستغناء عن الناس، أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي وسكن باذنه في كنتور قرية جامعة من أرض أوده، وعمره جاوز مائة سنة مات ولده الشيخ سعد الله في حياته، وكانت وفاته سنة سبع وعشرين وثمانمائة، كما في خزينة الأصفياء. القاضي محمد الساوي الشيخ العالم الكبير العلامة القاضي محمد بن أبي محمد الحنفي الصوفي الساوي أحد المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين محمود الأودي ولازمه مدة من الزمان ونال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، أخذ عنه الشيخ اختيار الدين عمر الايرجي وخلق آخرون. وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والأصول والعربية والتصوف درس وأفاد مدة حياته، مات في سنة إحدى وثمانمائة. وقال السيد الوالد في مهر جهان تاب: إنه توفي في الرابع عشر من محرم الحرام سنة تسع وثمانمائة بمدينة ايرج فدفن بها. الشيخ محمد بن أبي محمد الدريابادي الشيخ العالم الفقيه محمد بن أبي محمد القدوائي الدريابادي المشهور بآبكش كان من نسل القاضي عبد الكريم القدوائي الأودي، أخذ عن الشيخ أبي الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر الكندي الجونبوري، وأخذ عنه خلق كثير من الناس، مات في سنة أربع وثمانمائة، كما في مهر جهان تاب. القاضي محمد أكرم الكجراتي الشيخ العالم الفقيه القاضي محمد أكرم الحنفي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان قاضي القضاة ببلدة نهرواله وصفه المفتي ركن الدين الناكوري في مفتتح كتابه الفتاوي الحمادية بالإمام العالم ونعمان الثاني وناقد المعقول والمنقول، إلى غير ذلك من الألقاب الشريفة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 الشيخ محمد الحسيني المديني الشيخ الصالح محمد بن أبي محمد الحسيني المديني أحد الرجال المشهورين بأرض الدكن، قدم الهند مع مائة رجل من أصحابه واستشهد بسيكاكول من أقليم الدكن في السابع عشر من ربيع الثاني سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، كما في مهر جهان تاب. شمس الدين محمد بن طاهر الأجمير الشيخ الصالح شمس الدين محمد بن طاهر الجشتي الأجميري كان من نسل الشيخ معين الدين حسن السجزي أخذ الطريقة عن الشيخ نور الدين أحمد بن عمر البندوي ثم لازم الشيخ رفيع الدين با يزيد الأجميري ولبس منه الخرقة وتصدر للارشاد، كما في كلزار أبرار. وفي أخبار الأخيار إنه عاش عمراً طويلاً، وفي خزينة الأصفياء إنه توفي سنة إحدى وثمانين وثمانمائة. تقي الدين محمد الشيرازي الشيخ الفاضل تقي الدين محمد بن أبي محمد الشيرازي أحد كبار العلماء كان ختن الأمير فضل الله بن فيض الله الحسيني الشيرازي، جعله فيروز شاه البهمني صاحب كلبركه قهرماناً له سنة ثمانمائة وبعثه إلى سمرقند بالرسالة إلى الأمير تيمور كوركان ومعه لطف الله السبزواري سنة أربع وثمانمائة فسافر إلى سمرقند ورجع إلى كلبركه ونال منزلة جسيمة عند فيروز شاه. محمود شاه الشرقي الجونبوري الملك المؤيد محمود بن إبراهيم الشرقي الجونبوري أحد خيار السلاطين وكان يعرف بسلطان الشرق، قام بالملك بعد والده في سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة وافتتح أمره بالعقل والحلم. وكان فاضلاً عادلاً باذلاً محظوظاً محباً لأهل العلم محسناً إليهم، له آثار صالحة بمدينة جونبور، مات في سنة اثنتين وستين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. الشيخ محمود بن حميد الكنتوري الشيخ العالم الكبير محمود بن الحميد بن عين الدين بن يعقوب العثماني الجرجاني الكنتوري صاحب الرسالة الحالية في معرفة المدارية ينتهي نسبه إلى عثمان بن عفان وقيل إلى علي بن أبي طالب، ولد ونشأ بكنتور وقرأ العلم ثم أخذ الطريقة عن الشيخ المعمر بديع الدين المدار المكنبوري حين دخل كنتور، وأخذ عنه ولده أبو الحسن بن محمود والشيخ عبد الملك البهرائجي وخلق آخرون، وله الرسالة الحالية في معرفة المدارية بالعربية، وله أبيات كثيرة في مدح شيخه وفي الحقائق المعارف بالفارسية. مات في ثامن جمادي الأولى سنة ثمان وخمسين- وقيل: ثمان وتسعين- وثمانمائة، كما في تذكرة المتقين. الشيخ محمود بن عبد الله البخاري الشيخ الصالح الفقيه محمود بن عبد الله بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري الشيخ ناصر الدين أبو الحسن الكجراتي كان من المشايخ المشهورين بأرض كجرات، ولد في سبع بقين من رمضان سنة تسع وثمانمائة بمدينة فتن من بطن سلطان خاتون بنت خداوند خان الكجراتي، وأخذ عن أبيه ولازمه مدة حياته وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير، وكانت وفاته غرة ذي القعدة سنة ثمانين وثمانمائة بقرية بنوه، كما في مرآة أحمدي. القاضي محمود بن العلاء النصير آبادي الشيخ العالم الفقيه الوجيه محمود بن علاء الدين بن قطب الدين الحسني الحسيني النصير آبادي كان من نسل الأمير الكبير بدر الملة المنير شيخ الإسلام قطب الدين محمد بن أحمد الحسني المدني، ولد ونشأ بمهد العلم والمشيخة وولي القضاء ببلدة نصير آباد في سنة سبع وثمانين وسبعمائة بعد وفاة والده، وحصل له الفتوح في الفقه فلا يكاد يجاري فيه، وجر أذيال المفاخرة على ذويه مع وقوف تام على علوم كثيرة وفنون جمة، وهو في سلسلة أجدادي من الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 جهة الأب، مات في سنة ثمان وستين وثمانمائة بنصير آباد فدفن بحظيرة الخطباء، كما في مآثر السادات للسيد الوالد. محمود شاه الخلجي المندوي الملك المؤيد محمود بن المغيث الخلجي المندوي السلطان الكريم كان من كبار الأمراء في عهد هوشنك شاه الغوري المندوي وأخلافه، ثم من الله سبحانه عليه بالسلطنة فاستقل بالملك بعد ممد شاه الغوري يوم الإثنين التاسع والعشرين من شهر شوال سنة تسع وثلاثين وثمانمائة وله أربع وثلاثون سنة ووالده كان حياً فجعله أمير الأمراء، وافتتح أمره بالعدل والإحسان وإيصال النفع إلى الناس ورد المظالم وسد الثغور والجهاد في سبيل الله سبحانه، وأرسل النقود والتحائف الثمينة إلى أرباب الكمال فاجتمع لديه خلق كثير من العلماء ووفدوا إليه من بلاد شاسعة فصارت سدته محطة لأرباب الفضل، فأسس مدرسة عظيمة ببلدة مندو وأجرى على العلماء وطلبة العلم الأرزاق والرواتب، ثم أسس مارستاناً كبيراً في سنة تسع وأربعين وثمانمائة وولاها مولانا فضل الله الحكيم، وأمره بتفقد أخبار المرضى والمجانين. وكان ملكاً كريماً، له من معرفة الحقائق ومحبة معالي الأمور ونزاهة النفس والعفة والصيانة والجودة والخبرة وحسن مسلك الرئاسة والسياسة ما لا يمكن وصفه، ولذلك طار صيته في الآفاق ووفد عليه سنة سبعين وثمانمائة شرف الملك الحاجب بخلعة الخلافة من المستنجد بالله يوسف بن محمد العباسي أحد الخلفاء المصريين فأكرم مقدمه بتلقيه وبخروج إليه بأكثر تابعيه ولبس الخلعة، وذكر الخليفة معه في الخطبة، وفي سنة إحدى وسبعين وصل إليه مولانا عماد الدين بخرفة شيخ الإسلام نجم الدين الخوارزمي المشهور بالكبرى فتلقاه بأدب واحترام وسلك معه سلوكاً يستفيض به البركة المنسوبة إليه فيها، وكانت مدته أربعاً وثلاثين سنة. مات في التاسع عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. خواجه عماد الدين محمود الكيلاني الشيخ الفاضل الكبير عماد الدين محمود بن محمد بن أحمد الكيلاني المشهور بمحمود كاوان ويقال له ملك التجار وخواجه جهان كان من أبناء الملوك والوزراء، ولد نحو سنة ثلاث عشرة وثمانمائة وخرج للعلم فدخل القاهرة ولقي بها الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني وأخذ عنه ودخل الشام وساح البلاد الكثيرة وأخذ العلم، ثم استرزق بالتجارة ودخل الهند من بندر دائل وله ثلاث وأربعون سنة فرحل إلى أرض الدكن وتقرب إلى علاء الدين شاه البهمني وتدرج إلى الإمارة، لقبه همايون شاه البهمني بملك التجار واستوزره وجعله جملة الملك ثم لقبه محمد شاه البهمني بخواجه جهان وأضاف في منصبه وكلهم كانوا يوقرونه ويتلقون إشاراته بالقبول. وكان عالماً كبيراً بارعاً في المعقول والمنقول لا سيما الفنون الرياضية وصناعة الطب والإنشاء وقرض الشعر وكان باذلاً سخياً شجاعاً حسن العقيدة حسن الفعال يجزل على أهل العلم صلات جزيلة ويرسلها إلى خراسان وما وراء النهر والعراق وكان لا يأكل مما يحصل له من أقطاع الأرض شيئاً بل يصرفها على مستحقيها، وكان يحفظ رأس ماله وينميه بالتجارة فيأكل ما يحصل له منها، وله آثار باقية في أرض الدكن منها المدرسة العظيمة بأحمد آباد بيدر وتلك العمارة في غاية الحسن والحصانة لا يوجد لها نظير في بلاد الدكن بناها في سنة ست وسبعين وثمانمائة وتاريخه ربنا تقبل منا. ومن مصنفاته اللطيفة مناظر الإنشاء كتاب مفيد في بابه، وديوان الشعر الفارسي، وله رسائل إلى الشيخ عبد الرحمن الجامي وللجامي قصائد في مدحه، منها: هم جهان را خواجه وهم فقر را ديباجه اوست آية الفقر ولكن تحت أستار الغنا وللجامي فيه: جامي اشعار دلآويز تو جنسي است لطيف بودنش از حسن بود لطف معاني تارش الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 همره قافله هند روان كن كه رسد شرف عز وقبول از ملك التجارش وللشيخ عبد الكريم الهمداني كتاب في أخبار الدكن باسمه وسماه المحمود شاهي. وذكره طاشكبري زاده في مفتاح السعادة، قال: ومن الكتب النافعة المختصرة في صناعة الإنشاء كتاب مناظر الإنشاء لمحمود الشهير بخواجه جهان إلا أنه وقع باللسان الفارسي وصاحبه من مشاهير الدنيا، وكان ذا ثروة ومال عظيم، وكان إحسانه يصل من الهند إلى علماء الروم وفضلاء العجم ويقال إنه كان وزيراً في بلاد الهند، انتهى. وفي هامش ذلك الكتاب لأحد من العلماء إن أصله كان من العجم، لما دخل الهند وسار بلاده تمكن في ملك دكن وحصلت له رتبة عظيمة عند ملك كلبركه وصار وزيراً، وبالغ في عمارات الدين وبنى مدرسة عالية في بلدة بيدر وطلب لصدارته الملا جامي من وطنه وكان تهيأ للمجئ ولكن لم يتفق له، انتهى. ذكره الآصفي في تاريخ كجرات قال: إنه كان من حسنات الدهر عقلاً وفضلاً وخلقاً وإقبالاً وقبولاً، وكان في القوة يتمثل به أهل الدكن، واتسعت له الدنيا حتى كان الذهب أكثر الموجود لديه، ويقال وزنت يوماً قشور بصل الكشتة في مطبخه فكانت ثمانية عشر من هندي وكان يجتمع لأهل المطبخ من غسالة صحون الأطعمة من السمن ما يزيد على عشرين من هندي ولم يكن في وقته ببنادر الدكن إلا وكلاؤه وسفراؤه، وله مصنفات بديعة في علوم شتى، منها مناظر الإنشاء ورياض الإنشاء وكان متقدماً فيه، ويقال لبيته بمكة بيت كاوان انتهى. وترجم له السخاوي في الضوء اللامع قال: محمود بن محمد بن أحمد الخواجه كمال الكيلاني أخو الشهاب أحمد قاوان، ويقال له ملك التجار ولد في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة تقريباً وشارك في الجملة، لقي شيخنا- يعني العسقلاني- في سنة ثلاث وأربعين بالقاهرة وأخذ عنه ودخل الشام واختص بصاحب كلبركه همايون شاه ومنه الخطاب له بملك التجار ثم دعاه بخواجه جهان ولما أشرف همايون شاه على الموت أوصاه بأولاده فاستولى على ملكه وولده نام شاه ولما مات ولي أخوه محمد شاه وهو ابن سبع سنين وساس الخواجه الأمور واتسع به الملك لكنه استبد بالتصرف وحجر عليه ومنعه من تعاطى الرذائل فضاق ذرعاً بذلك ووالى بعضهم في إعدامه وكان السلطان توجه إلى نرسنك وصحبه الخواجه فانقطع عن الاجتماع به نحو سبعة عشر يوماً لإشتغال السلطان بلهوه فوشى أعداؤه به إليه بما غير خاطره منه، وأرسل بعض الخواص على لسان السلطان إليه بالسلام عليه وعتبه في التخلف عن حضوره وإنه بلغه أن عسكر نرسنك عزم على التبييت وصدق محمود الخبر فاستعد ولبس السلاح وكان على مقدمة العسكر، ولما تم لهم هذا أعلموا السلطان بأن الخواجه استعد للوثوب عليك لقتلك وإن شككت فأرسل من يأتي بخبره إليك، فلما صحت المكيدة استدعاه السلطان من الغد فحضر ووثب عليه عبد حبشي فضربه بالسيف على كتفه وكرر فقتله صبراً في سادس صفر سنة ست وثمانين وثمانمائة، انتهى، قتل بأمر محمد شاه البهمني، كما شرحته في ترجمة محمد شاه المذكور في خامس صفر سنة ست وثمانين وثمانمائة فأرخ لموته بعض أصحابه، ع: بي كنه محمود كاوان شد شهيد قاضي خان محمود الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة محمود بن أبي محمود الدهلوي المشهور بقاضي خان كان من أجداد قطب الدين المكي، له آداب الفضلاء كتاب في اللغة ألفه لقدري خان في سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة وفرقه على قسمين، أورد في أولهما الألفاظ الفارسية وفسرها بالعربية، وفي ثانيهما اصطلاحات الشعراء كلاهما بترتيب الحروف، كما في كشف الظنون للفاضل الجلبي. مولانا محمود الكاذروني الشيخ الفاضل العلامة محمود بن أبي محمود الحسيني الكاذروني أحد العلماء البارعين في الهندسة الجزء: 3 ¦ الصفحة: 281 والهيئة وسائر الفنون الرياضية، أمره فيروز شاه البهمني ببناء مرصد بقرية بالاكهات باعانة الحسن الكيلاني الحكيم، فتصدى ولكنه لم يتم أمر البناء لموت الحسن في خلال ذلك، وكان ذلك سنة عشر وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. الشيخ محمود الايرجي الشيخ العالم الصالح محمود بن السعيد الحسيني الايرجي أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بايرج وقرأ العلم على أبيه ثم سافر للحج والزيارة فلما وصل إلى أحمد آباد أدرك بها الشيخ أحمد بن عبد الله الكهتوي المغربي فلازمه وأخذ عنه وسكن بقرية بهنديري بور من أعمال أحمد آباد، له تحفة المجالس كتاب بسيط في أخبار الشيخ أحمد المذكور وملفوظاته، مات في عاشر رجب سنة خمس وستين وثمانمائة بقرية بهنديري بور فدفن بها، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ محمود بن محمد الدهلوي الشيخ العالم الكبير العلامة محمود بن محمد الحنفي الدهلوي أبو الفضائل سعد الدين كان من أكابر الفقهاء الحنفية، شرح المنار في أصول الفقه لحافظ الدين النسفي بكتاب سماه إفاضة الأنوار في إضاءة أصول المنار أوله: الحمد لله الذي ألهمنا معالم الإسلام، الخ، توفي سنة إحدى وتسعين وثمانمائة، كما في مهر جهان تاب وهكذا في كشف الظنون. الشيخ محمود بن محمد الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة محمود بن محمد الدهلوي تاج الدين النحوي أحد العلماء المشهورين في معرفة النحو والعربية، له المقصد كتاب في النحو. قال الفاضل الجلبي في كشف الظنون: المقصد في النحو لتاج الدين محمود بن محمد الدهلوي أهداه للملك الأشرف، وتوفي سنة إحدى وتسعين وثمانمائة انتهى. الشيخ محمود بن محمد الكجراتي الشيخ الفاضل محمود بن محمد المقرئ الحنفي الكجراتي أحد العلماء المشهورين في عصره، قرأ عليه راجح بن داود الكجراتي بأحمد آباد النحو والصرف والمنطق والعروض وغيرها، ذكره السخاوي في الضوء اللامع في ترجمة راجح بن داود، كما في طرب الأماثل. الشيخ مسعود بن ظهير الفتح بوري الشيخ الكبير مسعود بن ظهير بن قاسم بن حمزة بن حامد بن أبي بكر بن جعفر بن زيد بن أياد بن أبي الفرج الحسيني الواسطي الفتح بوري المشهور بشاه سيدو، كان من كبار المشايخ الجشتية، أخذ عن الشيخ حسام الدين المانكبوري ولازمه مدة من الدهر حتى صار صاحب سره، كما في منبع الأنساب. الشيخ مظفر بن الشمس البلخي الشيخ الإمام العالم الكبير مظفر بن شمس الدين العمري البلخي أحد كبار المشايخ الفردوسية، درس وأفاد مدة مديدة بدار الملك دهلي حيث كان والده مستخدماً للدولة وكان من أصحاب الشيخ أحمد جرم بوش أراد أن يبايعه ولده المظفر فلما رأى أن ولده لا يرغب إليه أذن أن يأخذ الطريقة عمن يشاء، فسافر إلى مدينة بهار ولقي بها الشيخ الإمام شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري وباحثه اختباراً لعلمه وفضله حتى حصحص له رسوخ قدمه في العلم فاعتقد فيه الفضل وبايعه، فأمره الشيخ أن يرجع إلى دهلي فرجع إليها وولي التدريس في المدرسة الفيروزية فاستقل به سنتين، ثم تركه وجاء إلى بهار وصحب الشيخ المذكور واشتغل بأذكار الطريقة وأشغالها مع مجاهدة نفس مدة من الزمان حتى بلغ رتبة قلما يصل إليها المشتغلون، فاستخلفه الشيخ ثم أذن له للحج والزيارة، فسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ولبث بها نحو خمس سنوات ثم دخل عدن ومات بها، كما في كنج أرشدي. توفي لثلاث خلون من رمضان سنة ثلاث وثمانمائة، كما في حاشية غلام يحيى علي شرح آداب المريدين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 282 مظفر شاه الكجراتي الملك المؤيد المنصور مظفر شاه بن وجيه الملك الدهلوي السلطان الصالح المجاهد في سبيل الله الغازي الشهيد كان اسمه ظفر خان وكان من أمراء فيروز شاه السلطان الدهلوي، ولاه السلطان محمد شاه الفيروزي كجرات سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، فافتتح أمره بها بالعقل والدهاء والتدبير والسياسة، وغلب على أرض كجرات كلها، ولما تزلزل بنيان السلطنة بدهلي وتلاشت أجزاؤها استقل بكجرات سنة عشر وثمانمائة ولقب نفسه بمظفر شاه. وكان عادلاً فاضلاً كريماً رحيماً شجاعاً مقداماً مجاهداً في سبيل الله، متعبداً حسن العقيدة حسن الفعال، سموه في كبر سنه فمات وكانت وفاته في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة، كما في مرآة سكندري. الشيخ منصور بن محمد الكشميري الشيخ الفاضل منصور بن محمد بن أحمد الكشميري أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، له الكفاية المجاهدية كتاب في حفظ الصحة وأبواب من الطب صنفه للسلطان مجاهد السلطة والدين زين العابدين الكشميري، وهو مرتب على فنين وكل فن على أقسام عديدة، ونسخته موجودة في خزانة الكتب بلندن عاصمة الجزائر البريطانية. الشيخ مودود بن محمد الكجراتي الشيخ الكبير الزاهد الفقيه مودود بن محمد بن يوسف بن سليمان العمري الأجودهني الشيخ ركن الدين أبو الظفر النهروالي الكجراتي كان من كبار المشايخ الجشتية من ذرية الشيخ الكبير فريد الدين مسعود الأجودهني، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي أحمد بن الشيخ قطب الدين مودود الجشتي عن أبيه عن جده وهلم جراً، وهذه الطريقة الوحيدة في بلاد الهند تصل إلى مشايخ جشت بغير واسطة الشيخ معين الدين حسن السجزي، أخذ عنه الشيخ عزيز الله المتوكل الكجراتي وخلق آخرون. وكان شيخاً كبيراً زاهداً مجاهداً قنوعاً متوكلاً، تذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، ولد في سنة خمس وسبعمائة، ومات في ثاني شوال سنة إحدى عشرة وثمانمائة بفتن فدفن بها، كما في كلزار أبرار. وفي مرآة أحمدي إنه توفي في الثاني والعشرين من شوال سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة. الشيخ موسى بن عزيز الله البهاري الشيخ الكبير المعمر موسى بن عزيز الله بن أحمد بن محمد بن شهاب الدين اليماني السهروردي ثم الهندي البهاري أحد المشايخ المعروفين بالفضل والكمال، توفي والده في صغر سنه فسافر إلى بلاد أخرى، وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم لازم الشيخ حسين بن المعز البلخي وأخذ عنه وصحبه مدة من الزمان، وقد أخذ عن والده في صغر سنه وهو عن أبيه أحمد عن أبيه محمد عن أبيه الشيخ شهاب الدين اليماني عن كثيرين، أجلهم الشيخ شهاب الدين عمر بن محمد السهروردي صاحب العوارف، وله ملفوظات جمعها بعض أصحابه وعمره جاوز مائة سنة، مات في الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة تسع وستين وثمانمائة، كما في كنج أرشدي. حرف النون الشيخ نجم الدين القلندر الدهلوي الشيخ الكبير المعمر نجم الدين بن نظام الدين بن نور الدين المبارك الحسيني الغزنوي الدهلوي أحد المشائخ المشهورين بأرض الهند، قيل إنه ولد في سنة سبع وثلاثين وستمائة بمدينة دهلي، وبايع الشيخ نظام الدين محمد البدايوني ولازمه مدة من الزمان فلم يفتح عليه أبواب الكشف والشهود، فسافر إلى أرض الروم بأمر الشيخ نظام الدين المذكور، ولقي بها الشيخ خضر الحسيني القلندر الرومي فصحبه وأخذ عنه الطريقة القلندرية، ثم رجع إلى الهند، ودخل مندو فسكن بها، أخذ عنه الشيخ حسين السرهربوري والشيخ قطب الدين الجونبوري وخلق آخرون، وكانت وفاته في عشر بقين من ذي الحجة سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، وله مئتا سنة كما في الانتصاح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 283 مولانا نجم الدين الكلبركوي الشيخ الفاضل العلامة نجم الدين الحنفي الكلبركوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان مفتياً في معسكر السلطان أحمد شاه البهمني ومقرباً لديه وكان ذا جرأة ونجدة لا تمنعه المهابة عن قول الحق. ومن ذلك إنه لما خرج أحمد شاه المذكور إلى مندو يقصدها وعزم أن يغزو هوشنك شاه تقدم إليه ومنعه عن تلك العزيمة، وكان السلطان قد قارب هوشنك شاه وكاد أن تنشب الحرب بينهما فامتنع السلطان عن القتال ورجع إلى بلاده فتعقبه هوشنك شاه ودخل في أرضه فاضطر أحمد شاه إلى دفاعه، كما في تاريخ فرشته. نصير خان الفاروقي الأمير الكبير نصير بن ملك راجه بن خان جهان بن علي بن عثمان بن شمعون بن الأشعث بن الإسكندر بن طلحة بن دانيال بن الأشعث بن أرميا ابن إبراهيم بن الأدهم العمري البلخي ثم الهندي الخانديسي أحد ملوك الهند، قام بالملك في أرض خانديس بعد والده سنة إحدى وثمانمائة وافتتح أمره بالعقل والدهاء وفتح قلعة أسير أحسن قلاع الهند وأمنعها كانت على قلة الجبل في خانديس، ومصر مدينة كبيرة على نهر تبتي وسماها برهانبور على اسم الشيخ برهان الدين محمد الهانسوي، وبلدة ما وراء ذلك النهر سماها زين آباد باسم شيخه زين الدين داود الشيرازي واستقل بالملك أربعين سنة وبضعة أشهر. وكان ملكاً عادلاً شجاعاً فاتكاً صاحب عقل ودين، وأما نسبته إلى الشيخ إبراهيم بن أدهم الولي المشهور فهي مما لا يعرفها النسابون ولا يصححونها كما صرحت بذلك في غير هذا الموضع، وإني سردتها كما وجدتها في كتب الأخبار، توفي لثلاث خلون من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. القاضي نصير الدين الجونبوري الشيخ الفاضل العلامة نصير الدين الدهلوي ثم الجونبوري أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية والفقه والأصول، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ العلم على القاضي عبد المقتدر بن ركن الدين الشريحي الكندي، وكان القاضي يحبه حباً مفرطاً ويعلمه بغاية الرأفة، ثم لما فرغ من البحث والاشتغال درس وأفاد بدهلي زماناً طويلاً، وانتقل منها إلى جونبور في الفتنة التيمورية فولي القضاء بها فاستقل به مدة، ثم اعتزل عن الناس وترك الخدمة ولزم الانزواء في حجرته وانقطع إلى الزهد والعبادة. قال الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار: إن أصحابه كانوا يستمسكون بالسلاسل في بابه لئلا يسقطوا على الأرض مما بهم من الجوع، وقال: إن القاضي شهاب الدين الدولة آبادي لما صنف الإرشاد في النحو بعثه إليه وسأله أن يدرسه ليقبله الناس ويضعوه في قائمة الدرس فاستحسن ذلك الكتاب وأجابه أنه لا يحتاج إلى تدريسه ولعل استحسانه ذلك الكتاب كان سداً لباب البحث والنزاع، انتهى، وكانت وفاته في ثالث صفر سنة سبع عشرة وثمانمائة بمدينة جونبور فدفن بها في باب حجرته، كما في تجلى نور. الشيخ نصير بن الجمال الكجراتي الشيخ العالم الصالح نصير الدين بن جمال الدين بن ظهير الدين بن أحمد بن الحسين بن الجمال أحمد بن شهاب الدين عمر الصديقي السهروردي ثم الهندي الكجراتي النوساروي أحد المشايخ المشهورين بأرض الهند، ولد ونشأ بأرض كجرات وأخذ الطريقة عن الشيخ شرف الدين الأساولي الكجراتي عن الشيخ نظام الدين عن الشيخ علي الرفاعي عن ركن الدين الرفاعي عن شمس الدين عن قطب الدين أبي الحسن علي بن عبد الرحيم عن أخيه شمس الدين محمد عن عمه محيي الدين إبراهيم بن علي الأعزب عن عمه مهذب الدين عبد الرحيم عن أخيه سيف الدين علي بن عثمان البطائحي عن السيد أحمد الكبير القطب الرفاعي، مات في سنة إحدى وخمسين وثمانمائة، كما في مهر جهان تاب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 الشيخ نظام الدين اليمني الشيخ الفاضل نظام الدين اليمني المشهور بالغريب، كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بالديار اليمنية ولما وفد عليه الشيخ أشرف بن إبراهيم السمناني في أثناء السفر رافقه في سنة خمسين وسبعمائة ودخل الهند ولازمه مدة عمره وأخذ عنه الطريقة، وله اللطائف الأشرفية في ملفوظات الشيخ أشرف المذكور، كتاب بسيط معتمد عليه، مات بعد وفاة شيخه ببضع سنين ودفن بكجهوجه. الشيخ نظام الدين الآسيري الشيخ الكبير نظام الدين بن نعمان بن حافظ بن نور الحسيني المودودي الآسيري أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بآسير وأخذ عن والده ولازمه مدة من الزمان ثم تصدر للإرشاد، أخذ عنه ولده الشيخ جلال. قال الناسكي في تاريخ الأولياء إنه تولي سنة 834. وأنت تعلم أنه تولى الشياخة بعد والده ووالده توفي سنة 881 فكيف يصح أنه توفي سنة 834؟ لعله مات سنة 883، كما في محبوب ذي المنن. القاضي نظام الدين الغزنوي الشيخ العالم الكبير القاضي نظام الدين بن صدر الدين حسين بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسين بن الحسن الزينبي المديني ثم الغزنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بغزنة وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء وكان والده قاضي القضاة بغزنة استقل بها مدة حياته، لعله مات سنة سبع عشرة وثمانمائة، فلما توفي انتقل نظام الدين إلى الهند ودخل جونبور فقربه القاضي شهاب الدين الدولة آبادي إلى إبراهيم الشرقي فولاه القضاء بمجهلي شهر فسكن بها وأعقب وله ذرية واسعة في الهند يرجع نسبه إلى علي بن عبد الله بن جعفر الهاشمي الزينبي، انتقل جده الحسين بن الحسن المديني إلى غزنة في أيام إبراهيم بن مسعود الغزنوي، كما في مكاتيب الأنساب. الشيخ نظام الدين المانكبوري الشيخ الصالح نظام الدين بن فيض الله بن حسام الدين الجشتي المانكبوري المشهور بميران شه كان من كبار المشايخ في عصره، ولد ونشأ بمانكبور وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه جمع كثير من العلماء والمشايخ، توفي لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، كما في أشرف السير. الشيخ نعمان الآسيري الشيخ الكبير نعمان بن شمس الدين حافظ بن نور الدين بن شرف الدين بن محمد زاهد المودودي الدهلوي ثم الآسيري أحد الرجال المشهورين بالفضل والكمال أخذ عن الشيخ ضياء الدين محمد عن الشيخ نظام الدين الفتني عن الشيخ الإمام المجاهد نظام الدين محمد البدايوني ثم الدهلوي، كما في كلزار أبرار. وفي تاريخ الأولياء إنه أخذ عن الشيخ علاء بن الضياء البرهانبوري عن الشيخ ركن الدين مودود الكجراتي وأخذ عن الشيخ نظام الدين أيضاً، وأخذ عنه ولده نظام الدين وخلق آخرون، توفي في سنة إحدى وثمانين وثمانمائة. مولانا نور الدين الظفر آبادي الشيخ الفاضل نور الدين بن أسد الدين بن تاج الدين الحسيني الواسطي الظفر آبادي أبو محمد العالم الصالح، ولد بالمدينة المنورة سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وقرأ العلم على مولانا قيام الدين الظفر آبادي وحفظ عنه أربعين حديثاً وألف حديث، وقرأ الفصوص والعوارف على والده وأخذ عنه الطريقة ثم اشتغل بالدرس والإفادة وكان على قدم شيوخه في تقليل المنام والطعام والكلام، مات لست ليال بقين من صفر سنة ست وعشرين وثمانمائة بظفر آباد فدفن بها، كما في تجلى نور. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 مولانا نور الدين الانبيتهوي الشيخ الفاضل نور الدين بن سعد الله بن عبد الملك ابن القاضي محمد عادل ابن القاضي شمس الدين الأنصاري الانبيتهوي كان من بيت العلماء والمشايخ، ولد بانبيته في سنة عشر وثمانمائة ونشأ بها وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم تصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الكنكوهي وخلق آخرون، مات في سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة ببلدة انبيته فدفن بها، كما في التحفة الصادقية. الشيخ نور الدين الكشميري الشيخ الصالح نور الدين الكشميري أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ عن الشيخ محمد بن علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني ولازمه زماناً، واستفاض من روحانية الشيخ بهاء الدين نقشبند البخاري، وحصل له القبول العظيم بأرض كشمير، ولد سنة سبع وخمسين وسبعمائة، وتوفي سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة بكشمير فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. حرف الهاء الشيخ هلال الدين الكشميري الشيخ الصالح هلال الدين الكشميري أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ الطريقة الكبروية عن الشيخ محمد بن علي بن الشهاب الحسيني الهمذاني، والطريقة النقشبندية عن روحانية الشيخ بهاء الدين نقشبند البخاري، وقدم كشمير في أيام السلطان زين العابدين الكشميري وتصدر للإرشاد، أخذ عنه خلق كثير، توفي سنة اثنتين وستين وثمانمائة بكشمير فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. حرف الياء الشيخ يحيى بن علي الترمذي الشيخ الصالح يحيى بن علي بن عثمان بن محمد بن عثمان بن الحسن الحسيني الترمذي القنوجي ثم الكجراتي كان من نسل زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد ونشأ بقنوج وأدرك الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري في صغر سنه فبايعه، ولما بلغ الرابعة عشرة من سنه سار إلى راجكير ولقي بها الشيخ جمشيد الراجكيري لأربع عشرة خلون من جمادي الأولى سنة أربع وتسعين وسبعمائة فلازمه وقرأ عليه وأخذ عنه الطريقة، ثم سافر للحج ولما وصل إلى بروده من بلاد كجرات سكن بها، وحصل له القبول العظيم في بلاد كجرات. ومن مصنفاته مجالس برهاني، ومشاغل برهاني، ومشاغل جلالي، ومشاغل متلالي، توفي لعشر بقين من رمضان سنة خمسين وثمانمائة بمدينة بروده فدفن بها على الحوض الماتريدي، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ يد الله الحسيني الكلبركوي الشيخ الصالح يد الله بن يوسف بن محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي ثم الكلبركوي أحد المشايخ المشهورين في بلاد الدكن، ولد ونشأ بكلبركه في أيام جده وأخذ عن عمه وأبيه وجده وتولى الشياخة بعد أبيه مدة من الزمان، أدركه الشيخ أشرف بن إبراهيم السمناني وذكره في رسائله وكان غزير الكشف يحكى عنه في ذلك أمور غريبة، مات في الثالث والعشرين من ربيع الثاني سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة بكلبركه فدفن بها، كما في مهر جهان تاب للسيد الوالد. الشيخ يوسف بن أحمد الأيرجي الشيخ الفاضل الكبير يوسف بن أحمد السوهي الأيرجي أحد العلماء المشهورين، كان أصله من خوارزم جاء أحد أسلافه وسكن ببلدة أيرج، والشيخ يوسف ولد ونشأ بها وقرأ العلم على الشيخ اختيار الدين عمر الأيرجي ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة، ثم سافر إلى بلاد أخرى وأخذ عن الشيخ جلال الدين حسين الحسيني البخاري وصنوه صدر الدين محمد، وكان صاحب وجد وحالة، وله مصنفات منها ترجمة منهاج العابدين للغزالي، مات في التواجد حين كان مشتغلاً باستماع الغناء سنة أربع وثلاثين الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 وثمانمائة، وبنى على قبره علاء الدين شاه المندوي عمارة رفيعة، كما في كلزار أبرار. الشيخ يوسف بن إسماعيل الملتاني الشيخ الكبير يوسف بن إسماعيل بن ركن الدين بن صدر الدين بن إسماعيل بن ركن الدين أبو الفتح القرشي الملتاني أحد مشاهير الرجال، تولى الشياخة بالملتان بعد والده ثم اتفق الناس عليه في أيام الفترة وولوه عليهم فخضع له مرازبة السند وزوجه أمير الأفاغنة من طائفة لنكاه بابنته وكان يتردد إليه لزيارة بنته وقتاً بعد وقت وكان الشيخ لا يأذن له أن يدخل بعساكره في الملتان، ثم إنه جاء مرة وتمارض بها وكاد يشرف على الموت واستأذن الشيخ أن يدخل عليه أصحابه فيوصيهم وكانوا خارج المدينة على جري عادتهم فأذن له فلما دخل عليه أكثر أصحابه وزعهم على أبواب البلدة ومنعوا الشيخ وأصحابه أن يدخلوا في القلعة ويتحصنوا بها ثم أخرج الشيخ عن البلدة وأجلاه إلى دهلي فلما وصول إلى دهلي احترمه بهلول بن كالا اللودي وزوج ابنته بابنه عبد الله بن يوسف ووعده أن يعينه بعساكره ولكنه لم يف بوعده، ومات الشيخ بدهلي. يوسف شاه البنكالي الملك الفاضل يوسف بن باربكك شاه بن ناصر الدين بهنكره كان من نسل السلطان شمس الدين بهنكره ملك بنكاله المتوفي سنة 751هـ قام بالملك بعد والده في سنة تسع وسبعين وثمانمائة، وافتتح أمره بالعدل والإحسان وكان من خيار السلاطين عادلاً باذلاً كريماً فاضلاً بارعاً في العلم والعمل، اجتمع العلماء عنده من كل ناحية وبلدة، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فلا يقدر أحد أن يشرب الخمر ويتجاوز عن حدود الشرع، وكان يجمع القضاة والصدور بعد برهة من الزمان فيرشدهم إلى العدل والإحسان ويوعدهم بالتخلف عنه وكانت له مهارة جيدة في أبواب الفقه، فلما كان العلماء يعجزون عن حل مسألة في القضايا يقضي بما يفضي إلى العجب، مات في سنة سبع وثمانين وثمانمائة، كما في تاريخ فرشته. يوسف بن محمد الحسيني الشيخ العالم الكبير يوسف بن محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي ثم الكلبركوي المشهور بمحمد الأصغر ولد بدار الملك دهلي ونشأ بها، وقرأ العلم على أشياخ صنوه الكبير حسين بن محمد الحسيني وأخذ الطريقة عن والده ولازمه ملازمة طويلة حتى نال رتبة الكمال. وكان صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية لم يزل يعتزل عن الناس في بيته ويشتغل بالعبادة والإفادة ويحترز عن مجالسة الأغنياء والأمراء، وكان لا يركب فرساً ولا المحفة المروجة في الهند التي يحملها الرجال على عواتقهم، وكان يذهب إلى الجامع الكبير للصلوات راجلاً، كما في مهر جهان تاب توفي لتسع بقين من محرم سنة ثمان وعشرين وثمانمائة بكلبركه فدفن بها. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 الجزء الرابع يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها في القرن العاشر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 الطبقة العاشرة في أعيان القرن العاشر حرف الألف الشيخ إبراهيم بن أحمد البهاري الشيخ الصالح إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن الحسين العمري البلخي ثم الهندي البهاري المشهور بالسلطان، كان من المشايخ الفردوسية السهروردية، ولد ونشأ بمدينة بهار، بكسر الموحدة، وأخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، ثم ولي الشياخة بعده سنة إحدى وتسعين وثمانمائة، أخذ عنه ولده محمد بن إبراهيم وخلق كثر، مات لإحدى عشرة بقين من رمضان سنة أربع عشرة وتسعمائة، ذكره غلام يحيى في حاشيته على شرح آداب المريدين. السيد إبراهيم بن أحمد البغدادي الشيخ العالم الكبير إبراهيم بن أحمد بن الحسن الشريف الحسني الجيلاني البغدادي، أحد المشايخ المعروفين في ضره، أخذ عن جده وهلم جرا إلى السيد عبد القادر الجيلاني، وقدم الهند في حياة أبيه وساح البلاد ثم سكن بكالبي، وكان يدرس ويفيد، وأكثر اشتغاله تدريساً كان بمعالم النزيل في تفسير القرآن وجامع الأصول وصحيح البخاري والسنن لأبي داود ي الحديث والعوالم الجنيدي والملهمات القادرية في التصوف، أخذ عنه الشيخ نظام الدين بن سيف الدين العلوي الكاكوروي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، كما في كشف المتواري. الشيخ إبراهيم بن الجمال السندي الشيخ الفاضل إبراهيم بن الجمال المغني السندي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، لم يكن في يعصره ومصره أعلم منه في الفقه، وكان معتزلاً عن الناس ملازماً بيته راغباً عن حطام الدنيا لا يدخر مالاً ولا يخاف عوزاً، كما في مآثر رحيمي. السلطان إبراهيم بن سكندر اللودي كان آخر ملوك الهند من الأسرة اللودية، تربع على أريكة السلطة على وفاة أبيه سابع ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وتسع مائة في آكره، وكان فظاً غليظاً مستكبراً قليل السياسة، كثير المؤاخذة، شديد البطش، تعدى على أمراء أبيه، فتشت به شمل الأفغان الذين كانوا أنصار الدولة ومصدر قوتها، ودارت الحرب بينه وبين الأمراء، فانتصر عليهم، وقتل منهم مقتلة عظيمة فأوغر ذلك صدور الأمراء، واستدعى أحدهم وهو دولت خان اللودي حاكم بنجاب بابر شاه التيموري من كابل، فقصد الهند، وقاتل الولاة في أثناء الطريق، وأخذ القلع والبلاد، فلما وصل إلى باني بت وقع اللقاء بينه وبين إبراهيم، وإبراهيم ركب في مأة ألف من الفرسان وألف من الفيلة، وكان في عساكر بابر شاه خمسة عشر ألف راجل وفارس، فقاتله بابر شاه أشد قتال، وفر اصحب إبراهيم فلم يبق معه أحد، فقتل، وقتل معه خمس آلاف أو ستة آلاف من أصحابه، وكان ذلك سنة اثنتين وثلاثين وتسع مائة، وكانت مدته تسع سنين. مولانا إبراهيم بن فتح الله الملتاني الشيخ الفاضل إبراهيم بن فتح الله الملتاني المشهور بالجامع، كان من العلماء المشهورين في الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 زمانه، ولد ونشأ بالملتان، وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة، ثم انقطع إلى الدرس والإفادة، أخذ عنه ولده سعد الله، وقد روى عنه البيجابوري في تاريخ فرشته أن شاه حسين ملك السند لما خرج إلى الملتان وحاصرها كنت في المدينة عند والدي إبراهيم الجامع في بيته، فلما فتحها الحسين المذكور ودخلت عساكره في المدينة نهبوا أموال الناس وقبضوا علي وعلى والدي وأسرونا وسلبوا ما كان في بيت والدي من الأثاث وذهبوا بي إلى الوزير، فأراد الوزير أن يكتب شيئاً في حقي فقلت: أدام الله بقاءك لا تكتب شيئاً إلا بعد الوضوء! فقبل ذلك وأقبل إلى الماء فانتهزت الفرصة وكتبت في قرطاسه بيتاً للبوصيري من القصيدة المشهورة له: فما لعينيك إن قلت اكففا همتا وما لقلبك إن قلت استفق يهم ثم لزم مكاني، فلما انصرف الوزير وأخذ القرطاس للكتابة وقرأ هذا البيت وفهم أتى كتبته لأنه ما كان عنده غيري في تلك الساعة سأل عني، ولما سمع اسم والدي نهض من مكانه وأخلصني من الأسر وألبسني قميصه وركب إلى السلطان وأخبره عني وعن والدي، فأمر السلطان بإحضاره فجاؤا به وكان العلماء يباحثون عنده في مسألة من هداية الفقه، فخلع السلطان علي وعلى والدي ثم شرع والدي في تبيين المسألة، فسر أهل المجلس ببيانه واحتظ السلطان به وأمر والدي أن يذهب معه إلى مستقره ويصاحبه فاعتذر والدي لكبر سنه، ومات بعد شهرين من تلك الواقعة الهائلة، انتهى، وكان ذلك في سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة، كما في تاريخ فرشته. الشيخ إبراهيم بن محمد الملتاني الشيخ العالم الصالح إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن فتح الله الربيعي الإسماعيلي الملتاني ثم البيدري كان أكبر أخلاف والده، ولد ونشأ بأحمد آباد بيدر وقرأ العلم على والده ثم أخذ عنه الطريقة وتولى الشياخة بعده، وكان زاهداً عفيفاً قانعاً باليسير لا يلتفت إلى الدنيا وأربابها، استقدمه إبراهيم قطب شاه غير مرة إلى كولكنده فلم يجبه، وله مصنفات لطيفة منها معدن الجواهر بالعربية بسط القول فيه عن مقامات والده، طالعه السيد الوالد وأخذ عنه في مهر جهانتاب وكانت وفاته لتسع بقين من شوال سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة وله تسعون سنة، كما في مهر جهانتاب. القاضي إبراهيم بن محمد الكالبوي الشيخ العالم الفقيه القاضي إبراهيم بن محمد البنواري الكالبوي، أحد العلماء الصالحين كان يدرس ويفيد، ذكره محمد بن الحسن المندوي في كلزار أبرار. الشيخ إبراهيم بن معين الأيرجي الشيخ الفاضل العلامة إبراهيم بن معين بن عبد القادر الحسني الأيرجي ثم الدهلوي، كان من العلماء المشهورين في زمانه، أخذ العلم عن الشيخ عليم الدين المحدث، والطريقة عن الشيخ بهاء الدين العطار الجنيدي، وصنف له الشيخ بهاء الدين رسالة في الأذكار والأشغال، ودخل دهلي نحو سنة عشرين وتسعمائة فانقطع بها إلى الدرس والإفادة، وكان جماعاً للكتب، جمع كثيراً منها في كل علم وفن، وبذل جهده في تصحيح الكتب وحل الغوامض بحيث يكتفي الناظر بمطالعتها في تحقيق المقامات الدقيقة، وكان يحترز عن استماع الغناء، أخذ عنه الشيخ ركن الدين بن عبد القدوس الكنكوهي والشيخ عبد العزيز بن الحسن الدهلوي والشيخ نظام الدين بن سيف الدين الكاكوروي وخلق كثير من العلماء، وقال الشيخ عبد الحق في أخبار الأخيار إني لا أعلم أحداً يقاربه في غزارة العلم فمن لم يستفد منه أو لم يعترف بفضله فهو متعسف غي منصف، انتهى. توفي سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة بمدينة دهلي ودفن بمقبرة الشيخ نظام الدين محمد البدايوني عند قبر الأمير خسرو، رحمه الله. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 الحاج إبراهيم السرهندي الشيخ الفاضل الحاج إبراهيم السرهندي، أحد كبار الفقهاء الحنفية، قرأ العلم على المفتي أبي الفتح بن عبد الغفور التهانيسري وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الحديث عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي المكي، ورجع إلى الهند وتقرب إلى الملوك والأمراء، وكان شديد الرغبة في المباحثة، شديد الدخل على أقوال العلماء، يناظر الكبار ويفحمهم لذلاقه لسانه وسلاطته، وكان يعرف لغة سنسكرت، ترجم اتهر بن ويد بأمر أكبر شاه سلطان الهند وولي الصدارة بكجرات واتهم بها بالإرتشاء فعزله أكبر شاه واستقدمه إلى دار الملك، ولما كان عريض السلطان علي فتح الله الشيرازي وأبي الفتح الكيلاني وابن المبارك بعثه السلطان إلى قلعة رنتهنبور فمات بها، ووجدوه تحت القلعة مصروراً في خرقة، وقيل إنه دبر الحيلة لخلاصه فدخل في صرة وشدها بحبل ألقاه من ذروة القلعة فانقطع الحبل قبل أن يصل إلى الأرض فخر مصروراً ومات، وكان ذلك سنة أربع وتسعين وتسعمائة، ذكره البدايوني. الشيخ إبراهيم السندي الشيخ المجود إبراهيم الشطاري السندي، أحد العلماء المبرزين في القراءة والتجويد، أخذ الطريقة عن الشيخ لشكر محمد العارف الكجراتي وأخذ عنه الشيخ لشكر محمد وصاحبه عيسى بن قاسم السندي القراءة والتجويد، وجعله كبيرهم محمد الغوث الكواليري إماماً في الصلوات وصلى خلفه اثني عشرة سنة، توفي سنة إحدى وتسعين وتسعمائة بمدينة برهانبور فدفن بها، كما في كلزار أبرار. الشيخ إبراهيم البروجي الشيخ الصالح إبراهيم الشطاري البروجي الكجراتي، أحد المشايخ المرزوقين وعن غيره من المشايخ، وانتقل من كجرات إلى برهانبور فبايعه ميران محمد شاه الفاروقي أمير تلك الناحية والوزير زين الدين الحسيني، وكان صاحب وجد وحالة، توفي سنة تسع وتسعين وتسعمائة فأرخ لوفاته بعضهم من خليل الرحمن كما في كلزار أبرار. الشيخ إبراهيم الجونبوري الشيخ الفاضل إبراهيم الحنفي الجونبوري، أحد الفقهاء المشهورين في عصره، ناظر الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الكنكوهي ببلدة شاه آباد في مسألة من المسائل الكلامية وهي أن القول لأحد بعينه أنه من أهل الجنة أو من أهل النار هل يجوز أم لا؟ فكان إبراهيم يقول إني لا أقول لأحد بعينه أنه من أهل الجنة أو من أهل النار فيما بيني وين الله ولا فيما بيني وبين الناس، وقد سردت القصة بطولها في ترجمة محمد بن المبارك الجونبوري. القاضي إبراهيم السندي الشيخ الفاضل القاضي إبراهيم أبو عبد الله الدربيلوي السندي، كان من أجلة العلماء، وولده عبد الله رحل إلى مكة المباركة فسكن بها وبارك الله في أعقابه. الشيخ أبو إسحاق اللاهوري الشيخ العالم الصالح أبو إسحاق بن الحسين القادري اللاهوري، أحد المشايخ المشهورين في الهند، أخذ الطريقة عن الشيخ داود بن فتح الله الجهنوي ولازمه مدة من الزمان ثم سكن بلاهور لمودة كانت بينه وبين الشيخ أبي المعالي بن رحمة الله اللاهوري، وكان عالماً كبيراً ماهراً في تفسير القرآن الكريم مرجعاً إليه في ذلك العلم، غاية في الفقر والفناء، لم يأخذ البيعة عن أحد في حياة شيخه مع أنه كان مجازاً له من تلقائه، وكان لا يتقيد بالشجرة والخرقة بعد وفاته أيضاً، مات في سادس محرم الحرام سنة أربع وثمانين وتسعمائة، كما في أخبار الأصفياء. مولانا أبو البقاء الخراساني الشيخ الفاضل العلامة أبو البقاء بن عبد الباقي بن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 تقي الدين محمد الحسيني الخراساني، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قدم الهند مصاحباً لبابر شاه التيموري وسكن بآكره ودرس وأفاد بها مدة من الزمان، ثم خرج مع صاحبه همايون شاه إلى إيران وأقام بأرض السند معه زماناً، وكان معه حين تزوج همايون بحميده بيكم، فقرأ خطبة النكاح وأعطاه همايون مائتين ألف من النقود الفضية ثم بعثه إلى بهكر بالرسالة إلى صاحبها فقتل بها سنة ثمان وأربعين، ذكرته كلبدن بيكم في همايون نامه وقال مرزا نظام الدين في الطبقات إن همايون بعثه بالرسالة إلى يادكار ناصر، وكان قاصداً إلى قندهار ليرجعه إلى معسكره فذهب أبو البقاء إليه ثم رجع إلى همايون، فلما وصل تحت قلعة بهكر خرجت طائفة من أهلها ورموا إليه بالنشاب فأصابه سم ومات بها سنة سبع وأربعين، والصواب أنه قتل يوم الأربعاء لتسع عشرة خلون من جمادى الأخرى سنة ثمان وأربعين وتسعمائة. الشيخ أبو بكر الأكبر آبادي الشيخ العالم الفقيه أبو بكر القرشي الحنفي الأكبر آبادي، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، قدم آكره في أيام السلطان اسكندر بن بهلول اللودي وسكن بها، وله شرح على وصايا محمد بن الحسن الشيباني وشرح على أصول البزدوي، مات ودفن بجوكي بور بناحية آكره، كما في كلزار أبرار. الشيخ أبو سعيد الكالبوي الشيخ الفاضل أبو سعيد بن السيد راجو الحسيني الكالبوي، كان من العلماء البارعين في الشعر والإنشاء، وكان أصله من بلدة جنديري بفتح الجيم المعقود والنون المختفية، انتقل منها إلى كالبي وسكن بها، وكان كثير الشعر، له مخمسات كثيرة على أشعار القدماء، وكان يدرس ويفيد، توفي سنة ست وستين وتسعمائة بكالبي فدفن بها، كما في كلزار أبرار. القاضي أبو سعيد السندي الشيخ الفاضل أبو سعيد بن زين الدين الحنفي البهكري السندي، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، يضرب به المثل في الذكاء والفطنة، كما في تحفة الكرام. الشيخ أبو الغيث البخاري الشيخ العالم الفقيه أبو الغيث الحسيني البخاري، أحد العلماء الصالحين، انتفع بكبار المشايخ وأخذ عنهم، وبلغ مبلغ الرجال ثم تقرب إلى الملوك والأمراء، وكان مع ذلك صاحب صلاح وطريقة ظاهرة غاية في البذل والسخاء وحسن المعاملة وصدق اللهجة والإقتداء بآثار السلف الصالح وعمارة الأوقات بالعبادة والإفادة، قال البدايوني: رزقه الله سبحانه المال الصالح والوجاهة العظيمة، وكان مع ذلك العز والشرف لا يتكاسل عن الصلوات بالجماعة وكان لا يفوته تكبيرة التحريمة حتى في المرض، توفي سنة خمس وتسعين وتسعمائة بالقولنج في بلدة لكهنو، فنقلوا جسده إلى دار الملك دهلي ودفنوه بمقبرة أسلافه، وقد أرخ لوفاته البدايوني من قوله مير ستوده سير. الشيخ أبو الفتح بن الجمال المكي الشيخ العالم الفقيه أبو الفتح بن جمال الدين العباسي المكي ثم الهندي الأكبر آبادي، كان أصله من شروان ولكنه اشتهر بالمكي لطول لبثه بمكة المباركة، قدم الهند في عهد السلطان إسكندر بن بهلول اللودي، وسكن بآكره ومات بها لثمان بقين من شعبان سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، فصلى عليه الشيخ رفيع الدين المحدث الشيرازي، ودفنوه بأكبر آباد، كما في أخبار الأصفياء. الحكيم أبو الفتح بن عبد الرزاق الكيلاني الشيخ الفاضل العلامة مسيح الدين أبو الفتح بن عبد الرزاق الشيعي الكيلاني، كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بكيلان، وقرأ العلم على والده وتفنن في الفضائل عليه وعلى غيره من العلماء، وخرج من دياره في عهد طهماسب شاه الصفوي مع أخويه الهمام ونور الدين سنة أربع وسبعين وتسعمائة فدخل الهند وتقرب إلى صاحبها أكبر شاه التيموري. وكان عالماً كبيراً بارعاً في العلوم الحكمية، شاعراً مجيد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 300 الشعر، متوقداً ذكياً حاذقاً في الصناعة الطبية، كبير المنزلة عند صاحبه أكبر شاه، وقد رماه البدايوني بالزندقة، قال: كان يضرب به المثل في إلحاده وزندقه وذمائم أخلاقه وقد دس في قلب أكبر شاه أشياء منكرة، وقال في غير ذلك الموضع: إنه كان عبد الدينار والدرهم، يصوب السلطان على أباطيله ويضلله. وقال عبد الرزاق الخوافي في مآثر الأمراء: إنه كان جيد القريحة، سليم الذهن، كريم النفس، عالي الهمة، يحسن إلى الناس ويبالغ في إنجاح الحوائج ولا يؤذيهم بالمن عليهم، قال: وإن أخاه نور الدين كان يقول فيه: إنه عبارة عن الدنيا، انتهى. ولأبي الفتح مصنفات عديدة: منها شرح بسيط على قانونجه، وشرح على أخلاق ناصري، وله جار باغ مجموع لطيف في رسائله إلى أصحابه، مات سنة سبع وتسعين وتسعمائة بحسن أبدال بلدة من أعمال بنجاب. المفتي أبو الفتح بن عبد الغفور التهانيسري الشيخ الإمام العالم الكبير المفتي أبو الفتح بن عبد الغفور بن شرف الدين العمري الحنفي التهانيسري، أحد أكابر العلماء في عصره، اتفق الناس على فضله ونبالته، قرأ النحو والفقه والأصول على القاضي محمد الفاروقي، وقرأ العلوم الحكمية على الشيخ حسين البكري، ثم دخل آكره وسكن بها في جوار الشيخ رفيع الدين المحدث الشيرازي وأخذ الحديث عنه، ودرس بآكره خمسين سنة، أخذ عنه الشيخ أفضل محمد التميمي والقاضي ناصر الدين والحاج إبراهيم السرهندي والشيخ عبد القادر البدايوني وكمال الدين الحسين الشيرازي وخلق كثير من العلماء. توفي لثمان خلون من جمادى الأولى سنة ست وسبعين وتسعمائة، فأرخ لوفاته بعض أصحابه من موت مفتي كما في أخبار الأصفياء. الشيخ أبو الفتح بن محمد المنيري الشيخ العالم الصالح أبو الفتح بن محمد بن العلاء المنيري الشيخ هدية الله الشطاري المشهور بسرمست أي السكران، ولد ونشأ بمنير- بفتح الميم- وأخذ عن والده ولازمه زماناً وبلغ رتبة الشيوخ، وقال محمد بن الحسن المندوي في كلزار أبرار إن سلوكه لم يتم على أبيه فاعتنى به الشيخ حميد وهو كان من أصحاب والده فشغله في أذكار الطريقة وأشغالها مدة من الزمان، ولما بلغ رتبة الشياخة ألبسه الخرقة ولازمه زماناً ثم لبس منه الخرقة وانتسب إليه، قال: وأدركه همايون شاه التيموري سنة ست وأربعين وتسعمائة بمدينة منير واستصحبه، فلما وصل إلى حاجي بور اعتزل عنه وأقام بها إلى أن توفي إلى الله سبحانه، انتهى. الخطيب أبو الفضل الكاذروني الشيخ العالم الكبير العلامة أبو الفضل الخطيب الكاذروني، أحد الأساتذة المشهورين، ولد ونشأ بمدينة شيراز، وقرأ العلم على جلال الدين محمد بن أسعد الصديق الدواني وعلى غيره من العلماء، ثم قدم الهند ودخل كجرات في أيام السلطان محمود بن محمد الكجراتي فسكن بها ودرس وأفاد، أخذ عنه الشيخ مبارك بن الخضر الناكوري وخلق كثير، وله تعليقات نفيسة على تفسير البيضاوي، وقد نسبه المندوي إلى بلدة شيراز وابن المبارك إلى كاذرون. السيد أبو الفضل الاستر آبادي الشيخ الفاضل الكبير أبو الفضل الحسيني الشافعي الاستر آبادي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ العلم على العلامة جلال الدين محمد بن أسعد الدواني، وقدم الهند فأقام بكجرات، أخذ عنه عبد العزيز بن محمد الكجراتي وخلق كثير من العلماء، وقد وفد على تلميذه عبد العزيز بمكة المشرفة فزاد إعجابه به وثناؤه عليه كما هو عادته في المبالغة في تعظيم العلماء والصلحاء، واجتمع بالشهاب أحمد بن حجر المكي، ذكره المكي في رياض الرضوان، قال: وقد رأيت هذا الرجل واجتمعت به عنده، أي عند عبد العزيز المذكور، وكان شافعياً فاستشكل مسألة في كتب الشافعية وبالغ في إشكالها مع سهولتها، وهي أن المصلي إذا فعل مقتضياً لسجود كما يسجد للسهو، وهذا مشكل لأن الفقهاء أطبقوا على تسمية سجود السهو، فقلت له على هذا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 السؤال اعتراض، وهو أن هذا الحكم في أصاغر متون كتب الشافعية فلم أسندته إلى هذا الكتاب الجليل، لا ينسب إليه إلا الدقائق والغرائب والأبحاث أو التراجيح أو نحو ذلك مما انفرد واستأثر فإنه معول الشافعية فيما ذكرناه، فإن كان من الاعتراضات لا سيما في آخر الفليس والتشطير والصداق ودوريات الوصايا وغيرها ما هو بكر إلى الآن لم يفتض شأوه ولا اقتضى باؤه وما هو عفو لن يشق له كنز ولا حل له رمز، ثم قلت له إنما سميت السجدتان الجائزتان لحامل الصلاة سجدتي السهو نظراً إلى أن فعلها عند السهو هو الأصل المجمع عليه وإلى أن الغالب أن المصلي إنما يتركه أو يفعل مقتضيهما سهواً، وأما إذا تعمد ذلك فاختلف فيه أصحابنا فقال جماعة منهم لا سجود في العمد لأن المعتمد لا يستحق أن يجبر خلله لأنه فوت الفضيلة على نفسه من غير عذر، وقال الأكثرون يسجد لأنه أحق بالتدارك وإزالة النقص من الساهي، ونظير هذا الخلاف اختلاف الأئمة في القاتل عمداً هل عليه كفارة أولاً؟ قال الشافعي وكثيرون: نعم لأنه أحق بالتغليظ وتدارك ما فرط منه، وقال أبو حنيفة وآخرون: لا كفارة عليه لأن ذنبه أعظم من أن يكفر وإيجابها على المظاهر والواطي في نهار رمضان مع تعمدهما وفسقهما بما فعلاه دليل ظاهر لنا وإن أمكن الفرق، قال ابن حجر ثم انتهى ذلك المجلس وأعان في غاية الفرح والإغتباط به لأنا ما رأينا أحداً عنده من الإنصاف ومعرفة الحق لأهله والفضل لمحله ما يساويه بل ولا يدانيه، انتهى كلام ابن حجر. الشيخ أبو القاسم بن أحمد المكي الشيخ العالم المحدث أبو القاسم بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن فهد الشرف محمد بن المحب أبي بكر بن التقي الهاشمي الشافعي المكي، ويعرف كسلفه بابن فهد، ولد في عشاء ليلة السبت ثاني عشر ربيع الأول سنة ست وأربعين وثمانمائة بمكة المباركة، ورحل إلى القاهرة ودمشق ورجع منها بالإجازة والإذن، ثم قدم الهند وسكن بكجرات مدة طويلة وسافر إلى مندو في آخر عمره فمات بها، ذكره محمد بن عمر الآصفي في ظفر الواله، قال: إنه دخل الهند ومعه فتح الباري بخط أبيه وعمه قدمه لبعض ملوكهم، وبعد موت محمود شاه بيكره رحل إلى مندو ومات بها وقد جاوز الثمانين، في سنة خمس وعشرين وتسعمائة. الشيخ أبو محمد التميمي البرهانبوري الشيخ العالم الصالح أبو محمد بن الخضر بن بهاء الدين التميمي البرهانبوري، أحد المشايخ المعروفين في الهند، ولد بمدينة برهانبور سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وبايع الشيخ فضل الله بن محمد الجونبوري حين دخل برهانبور عازماً للحج، ثم صحب الشيخ جلال الدين بن نظام الدين بن نعمان البرهانبوري ولازمه تسع سنين، وكان يقوم الليل ويصوم النهار ويفطر على شيء قليل من الطعام، فلما توفي الشيخ جلال المذكور سافر للحج، فلما وصل إلى أحمد آباد لقي بها شيخه فضل الله فصحبه وأخذ عنه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وصحب الشيخ علي بن حسام الدين المتقي بمكة المباركة واستفاض عنه فيوضاً كثيرة، ثم رجع إلى الهند وصحب الشيخ فريد الدين بن العالم اللنكي زماناً، ثم جلس على مسند الإرشاد، أخذ عنه الشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري. توفي لسبع بقين من محرم سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة ببلدة برهانبور ودفن بمقبرة الشيخ نعمان. القاضي أبو المعالي البخاري الشيخ العالم الفقيه أبو المعالي الحنفي البخاري، أحد كبار الفقهاء الحنفية لم يكن مثله في زمانه في الفروع والأصول، قدم الهند في أيام أكبر شاه التيموري سنة ستين وتسعمائة، وأقام بمدينة آكره، أخذ عنه عبد القادر البدايوني وجمع كثير من العلماء، وله حب المفتي كتاب بسيط في الفقه زهاء ستين كراسة، أوله: الحمد لله الذي جعل العلم هداية إلى الدرجات العظمى، إلخ، ونسخته موجودة في خزانة المرحوم خدا بخش خان بمدينة عظيم آباد. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 الشيخ أبو الواحد الهروي الشيخ الفاضل أبو الواحد بن وجيه الدين الهروي، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، هاجر من بلاده عند ظهور الفتن وسار إلى قندهار ثم إلى بلاد الهند، ونال المنزلة الجسيمة عند بابر شاه التيموري فطابت له الإقامة في هذه البلاد، وكان شاعراً مجيد الشعر، له أبيات رقيقة رائقة بالفارسية منها قوله: جو تير خود كشي از سينه أم بكذر ييكانرا مرا دل ده كه تا مردانه در راهت دهم# جانرا توفي سنة أربعين وتسعمائة ببلدة آكره، فدفن في مدرسة الشيخ زين الدين الخوافي. الشيخ أبو يزيد البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه أبو يزيد بن لشكر محمد البرهانبوري، أحد المشايخ العشقية الشطارية، أخذ عن والده وعن الشيخ عيسى بن القاسم السندي، ثم تولى الشياخة وصرف شطراً من عمره في الإفادة والعبادة مع القنوع والعفاف والزهد والتوكل والانقطاع إلى الله سبحانه، مات سنة تسع وتسعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. مولانا أثير الدين الكاهاني الشيخ العالم المحدث أثير الدين بن عبد العزيز الأبهري ثم الكاهاني السندي، أحد العلماء المعروفين بالصلاح، انتقل مع والده من هراة إلى بلاد السند سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، وسكن بكاهان قرية في ناحية سيوستان من إقليم السند، وكان من أهل التفنن في العلوم كثير الدرس والإفادة، أخذ الحديث عن والده، وعنه كثير من العلماء في بلاد السند، ذكره النهاوندي في المآثر. الشيخ أحمد بن أبي بكر الحضرمي الشيخ الصالح أحمد بن أبي بكر بن عبد الله العيدروس التريمي الحضرمي المشهور ببافقيه صاحب السبكة الشافعي الأحمد نكري، كان من الأولياء السالكين، قدم الهند وسكن بمدينة أحمد نكر فمات بها، كما في الحديقة. الشيخ أحمد بن أبي الفتح الغازيبوري الشيخ العالم الفقيه أحمد بن أبي الفتح الغازيبوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بغازيبور، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم سكن بزمانية- بفتح الزاي المعجمة، قرية جامعة من أعمال غازيبور- وكان يدرس ويفيد، كما في العاشقية. الشيخ أحمد بن إسحاق السندي الشيخ الفاضل أحمد بن إسحاق السندي، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بأرض السند، وقرأ العلم على الشيخ عبد الرشيد السندي وتصدر للتدريس، وكان صالحاً عفيفاً ديناً، يذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، توفي سنة ست وثلاثين وتسعمائة بقرية هاله كنده. الشيخ أحمد بن إسماعيل الظفر آبادي الشيخ العالم القاضي أحمد بن إسماعيل الحسيني الواسطي الظفر آبادي المشهور بأحمد نور، كان من نسل قطب الدين أبي الغيب الظفر آبادي بأربعة وسائط، وله يد بيضاء في فقه الحنفية، ولي القضاء وعمر باسمه قرية أحمد نور آباد، وكان كثير الدرس والإفادة، مات سنة خمس وتسعين وتسعمائة وله بضع وثلاثون سنة، كما في تجلي نور. الشيخ أحمد بن إسماعيل المندوي الشيخ العالم المحدث أحمد بن إسماعيل القادري المندوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، سافر إلى الحرمين الشريفين ولازم الشيخ محمد بن أبي الحسن البكري الشافعي مدة من الزمان وأخذ عنه، كما في كلزار أبرار. الشيخ أحمد بن بدر الدين المصري الشيخ العالم المحدث شهاب الدين أحمد بن بدر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 الدين العباسي الشافعي المصري ثم الهندي الكجراتي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ذكره عبد القادر الحضرمي في النور السافر، قال: وكان مولده سنة ثلاث وتسعمائة بمصر، واشتغل بالعلم وأخذ عن شيوخ عصره، منهم شيخ الاسلام زين الدين زكريا الأنصاري والشيخ العلامة برهان الدين بن أبي شريف والشيخ الإمام نور الدين المكي والشيخ كمال الدين الطويل والشيخ زين الدين الغزي والشيخ نور الدين الملتجي- بالجيم- واجتمع بشيخ الإسلام أبي العباس الطنبداوي البكري بزبيد سنة ست وثلاثين وتسعمائة وأخذ عنه، ومن محفوظاته المنهاج في الفقه للنواوي، والشاطبية في القراءة، والعمدة في الحديث للمقدسي، والأربعين النواوية، والأجرومية في النحو، ومختصر أبي شجاع، وكانت له اليد الطولى في علم الحرف والفلك والميقات، وكان شديد الورع، قليل الاختلاط بالناس، متمسكاً بالكتاب والسنة وطريقة السلف الصالح مع التقوى المفرط والخمول الزائد، وحكى أن والده مرض مرضاً شديداً بالشام فاستغاث بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فرآه في المنام وهو يضرب على كتفه ويقول له: قم يا أبا أحمد! فانتبه معافاً من ذلك المرض، ولم يكن معه إذ ذاك ولد اسمه أحمد، وكان قد ترك زوجته بمصر حاملاً به، فبعد أيام جاءه الخبر بأنها وضعت غلاماً فسماه أحمد، وكان كثير المحفوظ للشعر، قال: سمعت عبد الله باكثير بمكة المشرفة في حدود سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة يقول: جاء شخص من علماء مصر إلى مكة المشرفة فيما تقدم وجاور بها وجلس في بعض الأيام على الكرسي ليعظ الناس في الحرم الشريف، فكان أول كلامه بعد أن قال الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله: مما أنشدني والدي تهذيباً في أيام الصبا: إذا أعييت ان تحيا سليما من الأذى وذنبك مغفور وعرضك صين فلا ينطلق منك اللسان بسوءة فللناس سوءات وللناس ألسن وعينك إن أهدت إليك معائباً فغمض وقل يا عين للناس أعين وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ولا تدفع إلا بالتي هي أحسن وكان كثيراً ما يتمثل: كان والله فقيهاً عالماً وله عرض مصون ما اتهم غير لا يدري مداراة الورى ومداراة الورى أمر مهم توفي ليلة الجمعة لأربع خلون من رمضان سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة بمدينة أحمد آباد فدفن بها، كما في النور السافر. الشيخ أحمد بن جعفر الكجراتي الشيخ العالم المجود أحمد بن جعفر بن محمود الحسيني السندي ثم الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في القراءة والتجويد وسائر العلوم، ولد سنة سبعين وثمانمائة بكجرات ونشأ بها، وأخذ العلم عن أبيه وعن غيره من العلماء، ودرس وأفاد مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى كجرات، وصرف عمره في الدرس والإفادة، مات يوم الإثنين لست عشر خلون من صفر سنة أربع وأربعين وتسعمائة، كما في مرآة أحمدي. الشيخ أحمد بن الجلال الكجراتي الشيخ الصالح أحمد بن الجلال الجانبانيري الكجراتي، أحد المشايخ العشقية الشطارية، أخذ عن الشيخ صدر الدين محمد الجانبانيري ثم البرودوي ولازمه مدة من الزمان واشتغل عليه بالأذكار والأشغال حتى بلغ رتبة المشيخة، وكان صاحب وجد وحالة، مات سنة ثمان وثمانين وتسعمائة بمدينة بروده فدفن بها، كما في كلزار أبرار. الشيخ أحمد بن خطير الكواليري الشيخ الفاضل فريد الدين أحمد بن خطير العطاري الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 الكواليري المشهور بالشيخ بهول، بضم الباء الهندية والهاء المختفية، كان صاحب الدعوة والتكثير، أخذ عن الشيخ حميد الدين الشطاري، وأخذ عنه صنوه محمد الغوث صاحب الجواهر الخمسة والشيخ جلال الدين التتوي ومولانا محمد الفرملي وخلق آخرون، وقيل إن همايون شاه التيموري بايعه وأخذ عنه، ذكره محمد بن الحسن في كلزار، أبرار، وقال عبد الرزاق في مآثر الأمراء: إن الشيخ بهول أخذ الطريقة عن الشيخ قميص بن أبي الحياة السادهوروي، لعله أخذ عنه الطريقة القادرية، فلا يخالف ما أسلفنا أنه أخذ عن الشيخ حميد الشطاري، وعلى الجملة كان همايون شاه يعتقد فيه الخير والصلاح، فكان يلازمه في الظعن والإقامة، فسار معه إلى بنكاله وأقام بجنت آباد كور زماناً، ثم بعثه همايون شاه بالرسالة إلى صنوه مرزا هندال وقد بغى عليه بآكره، فدله الشيخ إلى سبيل الرشد، ولكنه لما كان قد استولى عليه سلطان البغي لم يسمع نصحه، وقتله سنة خمس وأربعين وتسعمائة، فأرخ لوفاته صنوه محمد غوث المذكور من قوله فقد مات شهيداً وقبره ببيانه ظاهر القلعة على جبل مطل. الشيخ أحمد بن الخليل البيجابوري الشيخ الفاضل أحمد بن الخليل بن أحمد البيجابوري، العالم المحدث، قرأ العلم على أساتذة الهند، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأخذ الحديث عن أئمة العصر، ثم رجع إلى الهند وقربه على عادل شاه البيجابوري إلى نفسه فكان لا يتركه في الظعن والإقامة، مات ليلة الفطرة سنة ثمانين وتسعمائة بقرية كندركي من أعمال بلكرام، وأرخ لموته بعض أصحابه من لفظ فرشته. الشيخ أحمد بن زين الدين الجونبوري الشيخ العالم الصالح الفقيه أحمد بن زين الدين البرونوي الجونبوري، أحد العلماء الربانيين، قرأ العلم على الشيخ معروف بن عبد الواسع الجونبوري وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة طويلة حتى نال رتبة الكمال، وكانت له يد بيضاء في كثير من العلوم، وكعب عال في اتباع الشريعة المطهرة والزهد والقناعة، وكان لا يقبل هدايا الناس ولا يأكل إلا من عمل يده، وكان شيخه أعطاه فلساً فكان يتجر به كل يوم ويأكل من ربحه، ومن فوائده قوله: الزم الفقراء فإن الخير فيهم، واسأل العلماء فإن الحق معهم. وكانت وفاته في غرة جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وتسعمائة بقرية برونه- بفتح الموحدة والراء المهملة- وهي قرية من أعمال جونبور، وأرخ لوفاته بعض أصحابه من اسمه شيخ أحمد كما في كنج أرشدي. الشيخ أحمد بن ضياء المندوي الشيخ العالم الفقيه أحمد بن ضياء الدين الحسيني سراج العاشقين المندوي، كان من رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ سليمان بن عفان المندوي، وكان زاهداً متقللاً صاحب مجاهدات وعبادات، لا يأكل شبعاً ولا ينام إلا غراراً. مات لليلة بقيت من محرم الحرام سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، كما في أخبار الأصفياء. الشيخ أحمد بن عبد القدوس الكنكوهي الشيخ العالم الفقيه أحمد بن عبد القدوس الحنفي الكنكوهي، أحد المشايخ المشهورين، أخذ عن أبيه وسلك مسلكه من استماع الغناء والتواجد والقول بوحدة الوجود، وله رسالة في حلة الغناء، ورسالة في إثبات وحدة الوجود، خالفه في تلك المسائل ابنه الشيخ عبد النبي المحدث، فطرده أبوه فسافر إلى دهلي ونال الصدارة العظمى في عهد أكبر شاه التيموري سلطان الهند، وكانت وفاته سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ أحمد بن عبد الملك اللاهوري الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الملك الحنفي اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، قرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ منصور اللاهوري، ومعظمها على الشيخ عبد الله بن شمس الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 الدين السلطانبوري وجاء معه إلى لاهور فسكن بها، وكان غاية في الفقر والفناء والزهد والإستقامة على الشريعة، وكان يدرس ويفيد، توفي يوم الجمعة عاشر محرم سنة ست وستين وتسعمائة، كما في أخبار الأصفياء. الشيخ أحمد بن محمد الشيباني الشيخ العالم الكبير أحمد بن مجد الدين بن تاج الأفاضل الشيباني النارنولي، كان من نسل الإمام محمد بن الحسن الشيباني صاحب الإمام أبي حنيفة، ولد ونشأ ببلدة نارنول، وقرأ العلم على الشيخ حسين بن خالد الناكوري والشيخ با يزيد بن قيام الدين الأجميري ولازمهما مدة، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ حسين المذكور وتصدر للتدريس وهو ابن ثماني عشرة سنة وراح إلى أجمير واعتكف على قبر الشيخ معين الدين حسن السجزي، وأقام بها نحو اثنتين وسبعين سنة، ولما تسلط رانا سانكا عظيم الهنادك على بلدة أجمير وقتل المسلمين ونهب أموالهم خرج من تلك البلدة يوم الاثنين سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، فرحل إلى نارنول ومكث بها زماناً، ثم سار إلى ناكور ومات بها. وكان فاضلاً تقياً متورعاً، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولا يخاف في الله سبحانه أحداً، وكان يقوم في جوف الليل ويشتغل بالذكر والمراقبة والتهجد ولا يتكلم إلى الضحى، ثم يشتغل بالدرس ويدرس إلى الظهر، ثم يشتغل بأوراده المرتبة إلى العصر، ثم يدرس ويذاكر في مدارك التنزيل في التفسير على طريق الوعظ والتذكير، وتغلب عليه الرقة والبكاء فيتكيف الناس بحالته، وكانت مذاكرة المدارك مأثورة عن مشايخه. توفي لخمس بقين من صفر سنة سبع وعشرين وتسعمائة، ذكره الشيخ عبد الحق في أخبار الأخيار. الشيخ أحمد بن محمد النهروالي الشيخ العالم المحدث أحمد بن محمد بن قاضي خان بن بهاء الدين بن يعقوب ابن إسماعيل بن علي بن القاسم بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل العدني الخرقاني، أبو العباس علاء الدين أحمد النهروالي الكجراتي، وهو والد المفتي قطب الدين محمد النهروالي مفتي مكة المباركة، وليس جده قاضي خان هذا صاحب الفتاوى المشهورة، بل هو من علماء نهرواله، ولد في سنة سبعين وثمانمائة، وقرأ العلم على عصابة العلوم الفاضلة ببلاده، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، وأخذ الحديث عن الشيخ عز الدين بن عبد العزيز بن نجم الدين عمر بن فهد وعن جماعة من أئمة الحديث، وله سند عال لصحيح البخاري أخذه عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد بن عبد الله الطاؤسي نزيل كجرات، وكان موصوفاً بالصلاح، سمع من الشيخ يوسف الهروي المشهور بسيصد ساله أي المعمر ثلاثمائة سنة عن محمد ابن شاد بخت الفرغاني، وكان من المعمرين بسماعه لجميعه عن الشيخ أحد الأبدال بسمرقند أبي لقمان يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني المعمر مائة وثلاث وأربعين سنة، وقد سمع جميعه عن محمد بن يوسف الفربري عن جامعه محمد بن إسماعيل البخاري. والشيخ علاء الدين، كان صالحاً ديناً تقياً متورعاً، سافر إلى مكة المباركة ونزل بها، وكف بصره في آخر عمره، وإني أظن أنه ولي على مدرسة أحمد شاه الكجراتي بمكة المباركة، وكان يدرس ويفيد بها، قال ولده المفتي قطب الدين في الإعلام بأعلام بيت الله الحرام: وكان دأب والدي قبل أن يكف نظره أن يبادر يوم النحر بعد رمي جمرة العقبة إلى مكة ويجلس في الحطيم تجاه بيت الله تعالى ويلحظ الطائفين بنظره ويستمر جالساً هناك إلى صلاة المغرب فيطوف بعد صلاة المغرب ويسعى ويعود إلى منى، وكان يقول: إن أولياء الله لا بد أن يحجوا كل سنة ويفعلوا الأفضل وهو الإتيان لطواف الزيارة في أول يوم النحر، فأبادر إلى النزول من منى في ذلك اليوم وأجلس في الحطيم أشاهد الطائفين لعل أن يقع نظري على أحدهم أو يقع نظره علي فتحصل لي بذلك بركتهم، واستمر على ذلك إلى أن كف بصره، فكنا نذهب به ونجلسه في الحطيم ويقول: إن كنت لا أراهم فلعل أن يقع نظرهم علي فتحصل لي بركتهم، فاستمر على ذلك إلى أن توفي رحمه الله تعالى، انتهى. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 وكانت وفاته سنة تسع وأربعين وتسعمائة بمكة المباركة. الشيخ أحمد بن محمد البهاري الشيخ العالم الفقيه أحمد بن محمد بن طيب الحنفي البهاري، أحد الفقهاء المشهورين في عصره، ولد ونشأ بناحية بهار- بكسر الموحدة- وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة، وكان والده من الأساتذة المشهورين يعرف بالشيخ بدها طيب. الشيخ أحمد بن محمد السنديلوي الشيخ العالم الفقيه المفتي أحمد بن محمد الحسيني الحنفي السنديلوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ ببلدة سنديله وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الإفتاء ببلدته فاشتغل به مدة من الزمان، كما في العاشقية. القاضي أحمد بن محمود النصير آبادي السيد الشريف القاضي أحمد بن محمود بن العلاء الحسني النصير آبادي المعروف بسيد راجي جدنا الكبير، كان من نسل الأمير قطب الدين محمد بن أحمد المدني البغدادي نزيل الهند، تولى القضاء ببلدة نصير آباد بعد صنوه الكبير القاضي محمد سنة خمس وتسعين وثمانمائة، واستقل به سبعاً وثلاثين سنة، ثم اعتزل وهاجر من بلدته إلى رائي بريلي. وسبب الهجرة على ما ذكره السيد نعمان بن نور النصير آبادي في أعلام الهدى أنه كانت مناقشة فيما بين أولاد السيد نصير الدين النجمي النصير آبادي في الإرث، وقد رفع إلى القاضي فقضى فيه بما ورد في الشرع فلم يتفقوا عليه وقالوا: لا نرضى بذلك الحكم أبداً، فاعتزل القاضي وهاجر من تلك البلدة وقال: إنها لا تصلح للإقامة. مات في سنة خمس وثلاثين وتسعمائة ببلدة رائي بريلي فدفن بها في سيد راجن، وتلك الحارة اشتهرت باسمه الشريف، ذكره السيد الوالد في سيرة السادات. الشيخ أحمد بن نصر الله السندي الشيخ الفاضل العلامة أحمد بن نصر الله الشيعي التتوي السندي، كان من نسل سيدنا عمر بن الخطاب، وكان من أهل السنة والجماعة، فاتفق ورود بعض علماء الشيعة على بلاده فصحبه وسافر معه إلى المشهد، وأخذ الفنون الرياضية والحديث والكلام على مذهب الشيعة عن الشيخ أفضل القائني، ثم رحل إلى يزد ثم إلى شيراز، وقرأ كليات القانون وشرح التجريد مع حواشيه على كمال الدين حسين اليزدي وعلى الفاضل مرزا جان الشيرازي، ثم سافر إلى قزوين وكانت عاصمته تلك البلاد، فتقرب إلى طهماسب شاه ومكث عنده زماناً، ولما تولى المملكة إسماعيل- وكان يميل إلى أهل السنة- خرج من قزوين وذهب إلى العراق، وأخذ جملة من العلوم على مشايخها ثم رجع ودخل الهند وتقرب إلى أكبر شاه التيموري، فأمره بتأليف التاريخ من بدء الإسلام إلى سنة ألف وسماه الألفي. ذكره البدايوني وقال: إنه كان فاضلاً جيداً بشوشاً، ولكنه كان مضطرب العقل صاحب دعوة وهوى، وقال عبد الرزاق في مآثر الأمراء: إنه كان متصلباً في التشيع متعصباً على أهل السنة والجماعة طويل اللسان عليهم شديد العزيمة على المناظرة معهم، وكان مرزا فولاد الخراساني متعصباً على الشيعة فقتله وقتل قصاصاً عنه بمدينة لاهور، انتهى. ومن مصنفاته خاصة الحياة كتاب له يشتمل على فاتحة ومقصدين وخاتمة، المقصد الأول في ذكر الحكماء الذين كانوا قبل الإسلام، والثاني في ذكر الحكماء الذين كانوا بعد الإسلام، والخاتمة في المذاهب المختلفة فيما بين الحكماء، صنفه بأمر الحكيم أبي الفتح بن عبد الرزاق الكيلاني، ومن مصنفاته جزء من التاريخ الألفي وهو من بدء الاسلام إلى عهد جنكيز خان عظيم التتر، صنفه بأمر أكبر شاه. قتل في الخامس والعشرين من صفر سنة ست وتسعين وتسعمائة، فأرخ لموته أبو الفيض بن المبارك من قوله در بست وبنج ماء صفر ذكره البدايوني. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 الشيخ أحمد بن نظام المانكبوري الشيخ الصالح أحمد بن نظام الدين بن فيض الله بن حسام الدين العمري المانكبوري، أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمانكبور، وأخذ عن أبيه وعمه الحسن كليم الله المانكبوري، وتولى الشياخة بعد والده، أخذ عنه جمع كثير، وكان صاحب وحد وحالة، مات لأربع عشرة خلون من محرم سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة بمانكبور فدفن بها، كما في أشرف السير. الشيخ أحمد بن نعمة الله الجنديروي الشيخ العالم الصالح أحمد بن نعمة الله بن نصير الدين بن إسماعيل بن علاء الدين الملتاني ثم الجنديروي، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بجنديري- بفتح الجيم المعقودة والنون المختفية بلدة كانت من أعمال مالوه- ولما توفي والده سار إلى جتهره- بفتح الجيم وسكون التاء المثناة قرية من أعمال كالبي- ثم سار إلى- رائسين بلدة من أعمال مالوه- ثم استقدمه قادر شاه المالوي إلى أجين وولاه شياخة الإسلام بها. مات سنة عشرين وتسعمائة بأجين فدفن بها، وأعقب ولدين جمال الدين وعبد القادر، كما في كلزار أبرار. الشيخ أحمد السرهندي الشيخ العالم الفقيه أحمد الحنفي السرهندي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، درس وأفاد مدة عمره، وصار المرجع والمقصد في الإفتاء. مات سنة ست وثمانين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ أحمد الأجيني الشيخ الصالح أحمد المتوكل الأجيني، أحد عباد الله الصالحين، أخذ الطريقة، العشقية الشطارية عن الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب الجواهر الخمسة، ولازمه زماناً طويلاً، ثم تصدر للارشاد والتلقين بمدينة أجين، وكان قانعاً عفيفاً ديناً متوكلاً على الله سبحانه، توفي سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. القاضي أحمد الغفاري الشيخ الفاضل القاضي أحمد الغفاري القزويني، أحد العلماء المبرزين في التاريخ، كان من نسل الشيخ نجم الدين عبد الغفار الشافعي صاحب الحلوي في الفقه، له مصنفات مشهورة ممتعة في التاريخ منها: جهان آرا كتاب بسيط في تاريخ الملوك، ومنها: نكارستان، وكانت له يد بيضاء في الإنشاء والشعر الفارسي منها قوله: بس از عمر نشين كردمي در بيشم آن بد خو تبد دل در برم ترسم كه ناكه زود برخيزد مات بدائل من فرض الدكن بعد قفوله عن الحج والزيارة سنة خمس وسبعين وتسعمائة. القاضي أحمد السندي الشيخ الفاضل القاضي أحمد السندي، أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ذكره النهاوندي في المآثر قال: إنه لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة، انتهى. السيد أحمد الهروي الشيخ الفاضل المعمر أحمد الحسيني الهروي، أحد الأفاضل المشهورين، قدم الهند وتقرب إلى يوسف عادل شاه البيجابوري وخدمه، وخدم ولده إسماعيل عادل شاه، وولي الصدارة بمدينة بيجابور، وكان خفيف الروح فيه دعابة، حسن الصحبة، لطيف المحاورة، منور الشيبه، وكان حياً في سنة إحدى وأربعين وتسعمائة، ذكره محمد قاسم في تاريخه. الشيخ أحمد الفياض الأميتهوي الشيخ العالم الصالح أحمد الفياض الحنفي الأميتهوي، أحد الفقهاء المشهورين في عصره، ذكره البدايوني وقال: كان له يد بيضاء في الحديث والتفسير والتاريخ والسير، وكان كثير الحفظ، حفظ القرآن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 الكريم في عام واحد، وكان فصيح العبارة، كثير المطالعة، حلو المذاكرة، كثير الدرس والإفادة مع الدين والتقوى وإيثار الانقطاع وترك التكلف والقناعة باليسير والنصح للمسلمين، وكان يقرأ الفاتحة خلف الإمام في الصلوات، ويرد في ذلك على معاصره الشيخ نظام الدين الأميتهوي، انتهى. الشيخ أحمد الملتاني السيد الشريف أحمد الحنفي الملتاني، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام والعربية، قدم دهلي في عهد إسكندر بن بهلول اللودي ولقي المشايخ، ثم صحب الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي وقرأ عليه العوارف وعرائس البيان وغيرهما وقال بوحدة الوجود، ذكره ركن الدين بن عبد القدوس الكنكوهي في اللطائف القدوسية. الشيخ أدهن البلكرامي الشيخ العالم الصالح أدهن البلكرامي المشهور بشيخ الإسلام، كان من نسل الشيخ سالار القنوجي، ويرجع نسبه إلى الشيخ عثمان الهاروني ولذلك اشتهرت عشيرته بالعثمانيين، ذكره السيد غلام علي في مآثر الكرام، وقال: إنه كان من أصحاب الشيخ مبارك السنديلوي، وكان زاهداً متورعاً عفيفاً كثير الدرس والإفادة، يحضر لديه الأعلام ويفتخرون بتلمذهم عليه، قال: والشيخ محمد الحرازي تلميذ العلامة أحمد الجندي لما قدم الهند حضر في مجلسه وتتلمذ عليه، انتهى. واسمه أدهن، بفتح الهمزة وتشديد الدال الهندية- لعله اسم معروف له على طريقة أهل الهند، واسمه الأصلي كان غير ذلك والله أعلم. الشيخ إسحاق بن كاكو اللاهوري الشيخ العالم الكبير إسحاق بن كاكو العمري اللاهوري، كان من نسل الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، ولد ونشأ بلاهور، وقرأ العلم على والده الشيخ كاكو المتوفي سنة اثنتين وثمانين وثمانمائة، وكان والده من أصحاب الشيخ بير محمد اللاهوري، وقرأ على غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ داود بن فتح الله الكرماني، وأخذ عنه الشيخ سعد الله والشيخ منور وخلق كثير من العلماء والمشايخ. ذكره البدايوني وقال: إنه كان كثير الدرس والإشتغال، كثير الفوائد، جيد المشاركة في أنواع العلوم، حلو المذاكرة، مليح البحث، يرجع إليه فيما أشكل على العلماء، قال: وكان كثير الصمت طويل الفكر، لقيه أحد المخذولين فأمره أن يحمل قدراً كانت ملأى من اللبنية شيربرنج فحملها ووضعها على رأسه وذهب بها إلى بيته حتى مر كذلك بالسوق ورآه الناس ولم يستنكف من ذلك. قال: وعاش دهراً طويلاً حتى جاوز مائة سنة، ومات سنة ست وتسعين، وفي أخبار الأصفياء أنه توفي لليلة بقيت من ربيع الأول سنة سبع وتسعين وتسعمائة. الشيخ إسحاق بن محمد الملتاني الشيخ الصالح إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن فتح الله الربيعي الإسماعيلي الملتاني ثم الأحمد آبادي البيدري، كان من المشايخ المشهورين في بلاد الدكن، ولد ونشأ بأحمد آباد بيدر- بكسر الموحدة بلدة من بلاد الدكن، واليوم تدعى بمحمد آباد- وهو أخذ العلم والطريقة عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة الكمال، وتولى الشياخة بعد أبيه، وعاش بعده عشرة أعوام، وله يد بيضاء في العلم والمعرفة، وكعب عال في الزهد والقناعة، توفي لخمس عشرة خلت من شوال سنة خمس وأربعين وتسعمائة ببيدر فدفن بها. إسكندر بن بهلول اللودي ملك الهند الملك العادل الفاضل إسكندر بن بهلول بن كالا اللودي السلطان الصالح، قام بالملك بعد والده سنة أربع وتسعين وثمانمائة، وافتتح الأمر بالعدل والإحسان، واستقدم العلماء من بلاد شاسعة وأجزل عليهم الصلات والجوائز، وكان شديد الرغبة إلى مجالسة العلماء عظيم المحبة لهم يقربهم إلى نفسه ويدعوهم إلى مائدته، وربما يدخل عليهم بغتة فيختفي في إحدى زوايا المسجد أو المدرسة ليحتظ من دروسهم، كان شديد التمسك بالسنة المطهرة، شديد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 التعصب على أهل الأهواء، يبذل جهده في محق الباطل، وكان لا يتصنع في الزي واللباس، ويكره صحبة الأراذل ولا يتبع هواه، ويخاف الله سبحانه في أمر الدين والدولة، ويتفقد الأمور بنفسه، ويجتهد في فهم القضايا جهده، ويأمر وكيله دريا خان أن يجلس بدار العدل إلى شطر من الليل ومعه القضاة والفقهاء ويستدرك القضية ساعة بعد ساعة ولا يصبر عن ذلك، وكان يجالس العلماء بعد صلاة الظهر ويذاكرهم، ويقرأ القرآن الكريم، ويدخل في الحرم فيخلو بنسوته ساعة ثم يخرج ويجلس في قصره، ويحضر لديه العلماء فيذاكرهم إلى نصف الليل ثم يرجعون إلى بيوتهم فيخلو ويشتغل بأمور الدولة ما شاء، وكان يكتب المناشير والتواقيع بيده، وينظر في مهمات الدولة نظراً بالغاً جيداً، ويبذل الأموال الطائلة على أهل الحاجة، ويوظف العلماء، ويجعل الرواتب لأهل الصلاح والأرزاق السنية للأيتام والأرامل، ويعمر المساجد والمدارس، ويروج العلماء، ويعامل أهل الجند معاملة حسنة، ويحسن إلى أهل الزروع ويبالغ في تعمير الأرض وتكثير الزراعة وإصلاح الشوارع والطرق، ولا يسامح البغاة وقطاع السبل، فيؤاخذهم ويعاقبهم أشد العقوبة، وإذ يحشد الجيوش ويبعثها إلى إحدى جهات الملك يتتبع أخبارهم ويرسل المنشورات إليهم كل يوم مرتين فيهديهم إلى ما يهمهم. وكان شديد التصلب في الدين، خرب كنائس كثيرة وأسس المساجد والمدارس والرباطات مكانها، ومنع كفار الهند من أن يحلقوا رؤوسهم ولحاهم، وأبطل المكوس، وهدم بنيان البدع والرسوم، وهو أول سلطان أمر كفار الهند أن يتعلموا اللغة الفارسية والكتابة بها، وأمر العلماء أن ينقلوا العلوم الهندية إلى الفارسية، وجمع الأطباء من خراسان ومن أقصى بلاد الهند فصنفوا له طب إسكندري، ونقلوا بأمره أمر كرمها ويد من سنسكرت إلى الفارسية، وصنفوا له كتباً كثيرة. ومن نوادره أنه لما سار إلى جونبور لدفع فتنة أخيه باربك شاه لقيه قلندر في أثناء المعركة فأخذ يده وبشره بالفتح، فجذب يده لستكراها من قوله، فتعجب الناس من كراهته فقال: إذا التقى الجمعان من أهل الإسلام فلا ينبغي لأحد أن يحكم بغلبة طائفة على الأخرى، بل يدعو لما فيه خير للاسلام، وكان شاعراً مجيد الشعر ماهراً بالموسيقى، ومن شعره قوله: سروي كه سمن بيرهن وكل بدنش روحي است مجسم كه در بيرهنش مشك ختني جيشت كه صد مملكت جين در حلقه آن زلف شكن در سكنش در سوزن مزكان بكشم رشته جانرا تا جاك بدوزم كه در آن بيرهنش توفي يوم الأحد لسبع خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة. الشيخ إسماعيل بن أبدال اللاهوري الشيخ العالم الأجل إسماعيل بن أبدال بن نصر بن محمد بن موسى بن عبد الجبار بن أبي صالح بن عبد الرزاق بن عبد القادر الشريف الجيلاني اللاهوري، كان من العلماء المشهورين في عصره، له اليد الطولى في الفقه والأصول والكلام والعربية، قدم دار الملك دهلي وأقام بها زماناً، ثم ذهب إلى رنتهنبور ومات بها، أخذ عنه الشيخ محمد بن الحسن الجونبوري والشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي والعلامة جمال الدين اللاهوري وخلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي سنة أربع وتسعين وتسعمائة، كما في تذكرة الكملاء. الشيخ إسماعيل بن حسن الناكوري الشيخ الصالح إسماعيل بن حسن بن سالار الناكوري، أحد المشايخ الجشتية، أخذ عن أبيه عن جده عن الشيخ اختيار الدين عمر الأيرجي، وأخذ عنه الشيخ خانو بن العلاء الناكوري، كما في كلزار أبرار. الشيخ إسماعيل بن عبد الله اللاهوري الشيخ الصالح الفقيه إسماعيل بن عبد الله بن محمد الشريف الحسني الأجي ثم اللاهوري، كان من نسل الشيخ عبد القادر الجيلاني، ولد ونشأ بمدينة أج وأخذ عن أبيه، ثم دخل لاهور في عهد أكبر شاه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 التيموري، فأعطاه السلطان ألف فدان من الأرض الخراجية فسكن بلاهور، وكان عالماً كبيراً صالحاً تقياً صاحب رياضة ومجاهدة، توفي سنة ثمان وسبعين وتسعمائة بمدينة لاهور، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ إسماعيل بن محمد الملتاني الشيخ الصالح الفقيه إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن فتح الله الربيعي الإسماعيلي الملتاني ثم البيدري، أحد المشايخ المرزوقين حسن القبول، ولد ونشأ بأحمد آباد بيدر، وأخذ العلم والطريقة عن أبيه، وصحبه ولازمه حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، ولما مات والده استقدمه عماد شاه إلى برار وأقطعه قرية بتهري فسكن بها، وتوفي لثلاث عشرة خلون من رمضان سنة خمس وثمانين وتسعمائة. مولانا إسماعيل النقشبندي الشيخ العلامة إسماعيل النقشبندي اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، أخذ عن الشيخ سيف الدين أحمد الشهيد الهروي وعن الشيخ جمال الدين عطاء الله الحسيني المحدث، مات بلاهور سنة ثمانين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. مولانا إسماعيل العرب الشيخ الفاضل الكبير إسماعيل العرب الدهلوي، كان من الأفاضل المشهورين بمعرفة الهيئة والهندسة والصناعة الطبية وسائر الفنون الحكمية، ذكره السهارنبوري وقال: إنه أخذ الطريقة النقشبندية عن الخواجه عبد الشهيد ثم عن الشيخ عبد الباقي الدهلوي، وكان كثير الدرس والإفادة، أخذ عنه حلق كثير من العلماء، وقال البدايوني: إنه كان مدرساً بمدرسة دهلي يدرس فيها هو والشيخ حسين البزهري، قال: وقتله اللصوص ذات ليلة في بيته بمدينة دهلي، وقال الدهلوي في الطبقات: إنه كان مدرساً بمدينة همايون شاه التيموري بدار الملك دهلي. الشيخ أفضل الحسيني الكشميري الشيخ العالم الصالح أفضل الحسيني الكشميري، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ حمزة الكشميري، وأخذ عنه الشيخ داود بن الحسن الخاكي وخلق كثير من أهل كشمير، سافر في آخر عمره إلى الحرمين الشريفين فمات بها، كما في روضة الأبرار. الشيخ الله بخش الكيلاني الشيخ العالم الفقيه الله بخش بن محمد بن زين العابدين بن عبد القادر الشريف الحسني الأجي اللاهوري، أحد المشايخ المشهورين في الهند، انتقل إلى لاهور وسكن بها مدة من الزمان، ثم سافر إلى بنكاله ومات بها سنة أربع وتسعين وتسعمائة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ الله بخش الكجراتي الشيخ الصالح الله بخش الجشتي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، درس وأفاد زماناً، ثم ترك البحث والإشتغال وأخذ الطريقة العشقية الشطارية عن الشيخ محمد غوث الكواليري ولازمه مدة من الزمان، وكان صاحب وجد وحالة، اشتغل في آخر أيامه بالقرآن والحديث، توفي في ثاني عشر من ربيع الثاني في نيف وسبعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. مولانا إله داد السلطان بوري الشيخ الفاضل إله داد بن أحمد بن شمس الدين بن كمال الدين داود الملتاني السلطان بوري، أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، وكان جده كمال الدين من كبار العلماء أخذ الفنون الحكمية عن السيد الشريف زين الدين علي الجرجاني. الشيخ إله داد بن حميد المندوي الشيخ الفاضل إله داد بن الحميد المندوي، أحد الفضلاء المشهورين في عصره، كان من ندماء غياث الدين الخلجي سلطان مالوه، دخل في أصحاب السيد محمد بن يوسف الجونبوري وصدقه في ادعائه وتابعه وهاجر معه إلى كجرات. وله مصنفات، منها ديوان الشعر الغير المنقوط الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 بالفارسي، وبار أمانت رسالة في تفسير إنا عرضنا الأمانة، إلخ، ورسالة له في إثبات المهدوية للسيد محمد المذكور، وله غير ذلك من الرسائل، كما في تاريخ بالنبور. الشيخ إله داد بن سعد الله القنوجي الشيخ الفاضل إله داد بن سعد الله العثماني القنوي ثم الكوباموي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكوبامئو، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ نظام الدين العثماني الأميتهوي ولازمه مدة من الدهر، وقرأ بعضه على غيره من العلماء، وكان يدرس ويفيد بكوبامئو، قرأ عليه الشيخ عبد الله بن بهلول السنديلوي ثم الكجراتي النحو والعربية وكان من خؤلته، كما في كلزار أبرار. الشيخ إله داد بن صالح السرهندي الشيخ العالم الكبير إله داد بن صالح الأنصاري اللاري ثم الهندي السرهندي، أحد الأساتذة المشهورين لم يكن في زمانه مثله في كثرة الدرس والإفادة، أخذ عنه مولانا مجد الدين محمد ومولانا عبد القادر، ذكره محمد ابن الحسن في كلزار أبرار، وقال بختاور خان في مرآة العالم: إنه كان من ذرية الشيخ عبد الغفور اللاري الفاضل المشهور، وينتهي نسبه إلى سعد بن عبادة رضي الله عنه، توفي سنة سبع وعشرين وتسعمائة. الشيخ إله داد بن عبد الله الجونبوري الشيخ الفاضل العلامة علاء الدين إله داد بن عبد الله الحنفي الصوفي الجونبوري أحد الأفاضل المشهورين في الهند، ولد ونشأ بمدينة جونبور، واشتغل بالعلم على الشيخ عبد الملك الجونبوري، وجد في البحث والإشتغال حتى برع في العلم، وأفتى ودرس وصنف التصانيف وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه، ثم أخذ الطريقة عن السيد حامد شه المانكبوري وكان معدوم النظير في زمانه، رأساً في النحو والفقه وأصوله، له شروح وتعليقات على كافية ابن الحاجب وشرحها للقاضي شهاب الدين الدولة آبادي وعلى هداية الفقه وأصول البزدوي ومدارك التنزيل، ذكره الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في بعض رسائله وقال: إن أسئلته أقوى من أجوبته، وأما شروحه على حواشي القاضي شهاب الدين المذكور فإنها أقوى وأوجه من شروح العلماء الآخرين وأعرف في هذه الديار. وقال الشيخ المذكور في أخبار الأخيار: إنه كان صاحب علم ومعرفة، قرأ على بعض تلامذة القاضي شهاب الدين ولم يسم أحداً منهم ولكن سماه الزيدي في تجلي نور، وقال إنه هو الشيخ عبد الملك، وقال السيد غلام علي في سبحة المرجان: إنه أخذ العلم عن الشيخ عبد الله بن إله داد التلنبي والشيخ يحيى بن الأمين الإله آبادي، قال في وفيات الأعلام: إنه أخذ عن الشيخ عزيز الله التلنبي، ولا يصح ذلك ولا هذا لأن الشيخ عبد الله وصاحبه اشيخ عزيز الله كلاهما قدما دار الملك في عهد إسكندر بن بهلول اللودي وكان الشيخ إله داد من كبار الأساتذة بجونبور في ذلك الزمان، وقد ذكر البدايوني في المنتخب: إنهما قدما دار الملك فأراد السلطان أن يختبر مبلغهما في العلم، فاستقدم الشيخ الهداد وولده بهكاري من جونبور، فباحثوا فيما بينهم في العلوم الدقيقة، فتبين له من مطارحاتهم أن عبد الله وصاحبه مجيدان في الكلام، وإله داد وابنه في التحرير. هذا وتوفي إله داد على ما في تجلي نور سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، واختلفوا في مدفنه فقال الشيخ غلام رشيد في كنج أرشدي: إن قبره بسرائي إله دين على ميلين أو ثلاثة أميال من مدينة بهار، والمشهور أن قبره ببلدة جونبور، والله أعلم. مولانا إله داد بن كمال اللكهنوي الشيخ الفاضل إله داد بن كمال الدين بن محمد بن محمد الأعظم الحسيني اللكهنوي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بلكهنو واشتغل بالعلم على من بها من العلماء، ثم درس وأفتى وصنف التصانيف، ذكره البدايوني وقال: إني أدركته بلكهنو فألفيته عالماً كبيراً، بارعاً في الفقه والأصول والعربية، وكانت له رسالتان: إحداهما في العلوم المتعارفة في الجداول يستخرج منها مسائل أربعة عشر علماً، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 وأخراها القيطون في خمس مقامات منسوجة على منوال الحريري فاستغربتها، قال: ووجدت طائفة من بني أعمامه يقولون إن هاتين الرسالتين للحكيم زبرقي الذي ورد جونبور في عصر القاضي شهاب الدين الدولة آبادي وعارضه في بعض المسائل، وكان من فحول العلماء، فجاء الشيخ محمد الأعظم جده بتلك الرسالتين من جونبور وتوارثت في أولاده فتناولهما إله داد ونسبهما إلى نفسه، انتهى. وقال الخوافي في لب اللباب: إن أكبر شاه صاحب الهند لما خرج إلى جونبور وقصد خان زمان خان مر على مدينة لكهنو، وبعث الشيخ عبد النبي الكنكوهي ليلاقي الشيخ إله داد ويختبره في العلم، فأقر له عبد النبي بالفضل والكمال واشتاق أكبر شاه إلى لقائه، فأبى أن يحضر لديه فلقيه الملك في الجامع حين أتى للصلاة وولاه الإفتاء ولم يسعه إلا القبول، وذلك سنة ثمانين وتسعمائة فاستقل به إلى مدة حياته، انتهى. وله رسالة أخرى في النحو سماها القطبي وقد تجشم فيها إيراد الأمثلة في ضمن التعريفات. توفي سنة إحدى وتسعين وتسعمائة، كما في باغ بهار. مولانا إله داد الأمروهوي الشيخ الفاضل إله داد الحنفي الأمروهوي، أحد العلماء المشهورين، ذكره البدايوني وقال: إنه كان عالماً خفيف الروح، مزاحاً بشوشاً مليح البحث، حلو الكلام حسن المحاضرة، غير محافظ على آداب الشرع، ولم يكن في زي العلماء، وكان كثير المجون والفكاهة، دخل في الجندية في عهد أكبر شاه. ومات سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة في السفر، فدفن بسيالكوث ثم نقل جسده إلى أمروهه. مولانا إلياس الأردبيلي الشيخ الفاضل المنجم إلياس بن أبيه الأردبيلي الفاضل المشهور، كان يرجع إليه في أنواع العلوم، لا سيما الهيئة والهندسة والنجوم وسائر الفنون الرياضية، استقدمه همايون شاه التيموري من بلاده فلقيه بكابل عند رجوعه عن سفر إيران، فأجزل عليه الصلات والجوائز وأقطعه أرضاً تحتوي على قرى عديدة من ناحية موهان في بلاد أوده وقربه إلى نفسه وقرأ عليه درة التاج للعلامة قطب الدين الرازي، فحسده الناس وتحيل عليه مولانا أويس الكواليري في المناظرة مرة، فأفحمه عند أكبر شاه بن همايون التيموري، وقرأ العبارات الكثيرة مستنداً إلى الكتب، وكان أويس غير مامون في النقل فلم يتفطن له الأردبيلي فاستحى من ذلك وذهب إلى ضيعته في موهان، ثم ترك العروض والعقار وذهب إلى كجرات ثم إلى مكة المباركة ثم إلى إيران، واستقر في بلدة أردبيل ولم يفارقها حتى مات فيها، ذكره البدايوني. مولانا أمان الله السرهندي الشيخ الفاضل أمان الله بن غازي السرهندي، أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، حفظ القرآن الكريم، وقرأ العلم على الشيخ بدر الدين السرهندي، ولازمه مدة طويلة حتى برع في العلم وفاق أقرانه، وكان شاعراً خطاطاً ماهراً بالإيقاع والنغم، صوفياً مستقيم الحالة، مات ودفن بسرهند. السيد أمين الدين الكجراتي الشيخ الصالح أمين الدين بن جمال الدين الحسيني الرفاعي الكجراتي، أحد المشايخ المشهورين، أخذ العلم والطريقة عن أبيه وعن غيره من العلماء، وصرف عمره في نشر العلوم والمعارف، مات لثلاث عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة بقرية بتهري، ذكره عبد الجبار الآصفي في تاريخ الدكن. الشيخ أولياء بن سراج الكالبوي الشيخ الصالح أولياء بن سراج بن عبد الملك الحنفي الصوفي الكالبوي، أحد الرجال المشهورين، كان تقياً متورعاً سخياً، انتقل من كالبي إلى أجين فسكن بها زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين وله سبعون سنة، فحج وزار ومات بها، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 مولانا أويس الكواليري الشيخ الفاضل أويس الكواليري الأصولي الجدلي المناظر الخطيب اللسن الذي ما جاراه أحد في حلبة المناظرة إلا غلبه لأنه كان عجباً في الحفظ وسرد الروايات، غير مأمون في النقل، ذكره البدايوني وقال: إنه كان يسرد العبارات الكثيرة من حفظه وينسبها إلى الكتب، فلما تصفحت تلك الكتب لم توجد فيها، ولذلك الصنيع الشنيع أفحم كبار العلماء في المناظرات، انتهى. خواجه أيوب الكشي الشيخ الفاضل أيوب بن أبي البركة الكشي، كان من أهل بيت العلم والصلاح، قدم الهند فأكرمه همايون شاه التيموري وزوجه بإحدى بنات الأعزة من أقربائه، فلم يوالفها لأنه كان مجبولاً على سوء الخلق وقلة مبالاة بالدين، ثم بعد مدة استرخص للحج والزيارة، فهيأ له همايون شاه الزاد والراحة فسار إلى كجرات وركب الفلك، ثم سأل الناس عن الحج وفائدته فقالوا: إن الحج مكفر للسيئات الماضية، فلما سمع ذلك نزل وقال: فينبغي لنا أن نتمتع باللذات ونرتكب السيئات ثم نذهب للحج، فسكن بكجرات، ووظف له بهادر شاه تنكة الذهب كل يوم، وحكى أن بهادر شاه مر عليه ذات يوم فقال له: كيف الحال؟ فقال إن: التنكة الموظفة لا توافي خرج عضو واحد، فوظف له تنكتين كل يوم، فأقام بكجرات مدة ثم سار إلى أحمد نكر، وتقرب إلى برهان شاه، فوظف له وطابت له الإقامة بمدينة أحمد نكر، وكان شاعراً مجيد الشعر، ذكره أمين بن أحمد الرازي في هفت إقليم، ومن شعره قوله: ز زلف وخال تو آموختم دقائق عشق زهي مجاز كه مجموعة حقائق بود حرف الباء بابر شاه التيموري الملك المؤيد بابر بن عمر بن أبي سعيد بن ميران شاه بن تيمور التيموري، السلطان ظهير الدين محمد بابر شاه سلطان الهند، كان مولده في سادس شهر الله المحرم سنة ثمان وثمانين وثمانمائة فسماه الشيخ الكبير عبيد الله الأحرار بظهير الدين محمد، ولكنه أشتهر في الأتراك باسمه المشهور بابر شاه. نشأ في مهد السلطة، وتلقى الفنون الحربية، وكان ذكياً فطناً حاد الذهن، سريع الإدراك، قوي الحفظ، فتبحر في كثير من الفنون لا سيما الشعر والإنشاء والعروض والألغاز والخط، وجلس على سرير الملك يوم الثلاثاء الخامس من رمضان سنة تسع وتسعين وثمانمائة في أندجان من بلاد ما وراء النهر وله اثنتا عشرة سنة، عرض له في تسخير البلاد من المصائب ما لا يحصيه البيان، ولكنه غلب الشدائد، ووطيء النوائب، وقهر الأعداء، وسخر البلاد حتى ملك كابل، وزحف على بلاد الهند، وكانت سلطة الهند حينئذ في غاية من الوهن والاختلال، وكان معه في تلك المعركة اثنا عشر ألفاً من الرجالة والفرسان، وكان مع خصمه إبراهيم بن إسكندر اللودي ملك الهند مائة ألف من الفرسان وألف فيلة، فالتقى الجمعان بين باني بت وكرنال، فهزمه بابر وقتل إبراهيم في سلخ جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة وقتل مع إبراهيم ستة آلاف من الفرسان وهرب الآخرون، فدخل دهلي وجلس على سرير الملك، ثم ذهب إلى آكره واستقر بها. وشعر أحد أمراء الهند الوثنيين القدامى بخطر قيام حكومة يحكمها المسلمون الغزاة الوافدون من الخارج، وإفلات الأمر من يدهم، وهو الأمير رانا سانكا حاكم جتور، وكان قائداً باسلاً محنكاً فعبا جيشاً فيه ثمانون ألف فارس وخمس مائة جندي، واتفق معه من الأفغان من كان موتوراً منتصراً للأسرة اللودهية الأفغانية التي انتزع منها بابر الحكم، فتألف بذلك نحو مائتي ألف محارب، وتوجه الجيش إلى آكره وتوجه بابر بجيشه وهو يتألف من اثنى عشر ألف جندي، وذلك في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين وتسع مائة للهجرة، واستقر في موضع يسمى كانوه أو خانوه. وكان الوهن يدب إلى جيش بابر فقام في الجيش وأعلن توبته عن تعاطي الخمر الذي كان معتاداً له، واستخلف قادة الجيش على الصمود حتى يقضي الله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 في شأنهم وحميت المعركة واستعر القتال، وكان الفتح للجيش الاسلامي، وقتل من الجيش المنافس من لا يأتي تحت العد والحصر، وكان فتحاً حاسماً قضى بقيام حكومة مسلمة، على رأسها الأسرة المغولية من أحفاد بابر دامت أكثر من ثلاثة قرون، حتى انتزعها منها الانجليز في سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، وكانت هذه الحرب المقررة لمصير المسلمين السياسي في الهند في ثلاث وثلاثين وتسع مائة. وسخر من بلاد الهند أكثرها، ثم اشتغل توطيد أركان ممالكه المتسعة، فمهد الطرق للمسافرين، وأقام لهم مراكز على الطريق، وأمر بمسح الأرض لكي يعين عليها إتاوة عادلة، وغرس بساتين وأدخل في البلاد أشجار الفواكه، وأقام محلات مختلفة للبريد من آكره إلى كابل. وكان مع اتساع معارفه السياسية والعسكرية كلفاً بالمعارف والفنون المستظرفة، مقتدراً على الشعر بالفارسي والتركي، له ديوان شعر في التركي، وقوله في تلك اللغة على ما قيل في غاية الحلاوة والعذوبة، وله منظومة في المعارف الإلهية نظم رسالة لخواجه أحرار، وله الوقائع البابرية في التركية، كتب فيها أخباره من بدء حكومته إلى آخر عهده بالدنيا، نقلها إلى الفارسية مرزا عبد الرحيم بن بيرم خان، وله رسائل في العروض، وله كتاب في الفقه الحنفي المسمى بالمبين- بفتح الياء التحتية وتشديدها- وعليه شرح للشيخ زين الدين الخوافي المسمى بالمبين- بكسر الياء التحتية- ومن مخترعاته خط سماه الخط البابري كتب بذلك الخط القرآن الكريم وبعث به إلى مكة المباركة. ومن شعره قوله: نو روز ونو بهار ومي دلبري خوش است بابر بعيش كوش كه دنيا دوباره نيست وكان، سامحه الله تعالى، مد من الخمر، تاب في آخر عمره، تاب الله عليه ومرض ابن بابر وهو نصير الدين همايون فقلق بابر قلقاً شديداً لحبه الشديد له، ودعا الله بأن يكون هو مكانه، وشفى همايون ومرض بابر، ولما حضرته الوفاة أوصى بأن ينقل إلى كابل ويدفن هناك لميله الشديد وحبه المفرط لهذا البلد، ونفذت وصيته، وكان ذلك في سنة سبع وثلاثين وتسع مائة، وله من العمر تسع وأربعون أو خمسون سنة. ميرك بايزيد السندي الشيخ العالم الفقيه بايزيد بن أبي سعيد بن مير علي شاه العرب شاهي السبزواري ثم السندي السكهري، كان من الفضلاء المشهورين، انتقل من سبزوار إلى قندهار ثم إلى أرض السند مع شاه بيك أرغون القندهاري، فولي شياخة الاسلام في مدينتي سكهر وبهكر وتوطن ببلدة سكهر، كما في تحفة الكرام. الشيخ بايزيد الأجميري الشيخ العالم الصالح بايزيد بن طاهر بن بايزيد بن قيام الدين الأجميري المشهور بالصغير، قرأ العلم على أحمد بن مجد الشيباني وعلى غيره من العلماء، فبرع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، أخذ عنه غير واحد من الأعلام، كما في البحر الزخار. الشيخ بايزيد الجالندهري الشيخ الفاضل بايزيد بن عبد الله الأنصاري الجالندهري، أحد الرجال المشهورين من ذرية الشيخ سراج الدين الأنصاري، ولد ببلدة جالندهر من بلاد بنجاب سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة، وقرأ العلم على أساتذة عصره حتى نبغ في العلم والمعرفة، وخرج من جالندهر مع أمه بيبن في تسلط المغل على بلاد الهند، فذهب إلى خئولته في جبال روه، واشتهر أمره سنة تسع وأربعين وتسعمائة، واعتقد الناس بكشوفه وكراماته، وأنكره بعضهم فرموه بالإلحاد والزندقة، وله مصنف في إثبات وحدة الوجود في بشتو اللغة الأفغانية وهو المسمى بخير البيان، مات قبل سنة تسع وثمانين وتسعمائة، لأن ولده جلال الدين جاء في تلك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 السنة إلى حضرة أكبر شاه صاحب الهند بعد وفاة والده، كما في مآثر الكرام. جام بايزيد السندي الأمير الكبير جام بايزيد السندي، كان من مرازبة السند من قبيلة سه التي تنتسب إلى جمشيد ملك الفرس، وكانوا يتنازعون بينهم الأمر، فخرج بايزيد وصنوه إبراهيم من مدينة تته في أيام جام نظام الدين وقدم الملتان، فاغتنم قدومه حسين شاه لنكاه، وأقطع بايزيد بلد شور مع أعمالها ولأخيه عمالة أج فقبض على شور واستوزر جمال الدين القرشي الملتاني، واشتغل هو بنفسه بالعلم وقرب إليه العلماء، وكان يذاكرهم في العلوم مع ثباته على إتباع الشريعة، واطلع على كنز مدفون عند بناء القصر، فلم يتصرف فيه وأرسله إلى حسن شاه، ففرح الملك به فرحاً شديداً وخصه بأنظار العناية والقبول، واستوزره في آخر عمره وجعله أتابكا لولي عهده وحفيده محمود ابن فيروزج بن حسين، ولما جلس محمود على سرير الملك مقام جده وقع في السفاهة وسخط على بايزيد، فلم تساعده الموافقة بالملك فذهب إلى بلدة شور، وتوسل إلى اسكندر بن بهلول اللودي ملك دهلي وخطب على المنابر له، فأمر الإسكندر دولت خان واليه على أرض بنجاب أن يعينه وأرسل إليه الخلع الفاخرة، فلما قصده محمود شاه بعساكره والتقى الجمعان ودارت الحرب بينهما جاءت دولت خان المذكور بعساكره من بنجاب، فصالحه محمود شاه واستقل بايزيد بملكه، ذكره محمد قاسم في تاريخه وقال: إنه كان رجلاً محسناً، يجالس العلماء ويذاكرهم في العلوم، ويجزل عليهم الصلات والجوائز، قال: إنه أقطعهم أرضاً خراجية، انتهى. الشيخ بخشو المندسوري الشيخ العالم الصالح بخشو بن أبيه الحنفي الصوفي المندسوري، أحد المشايخ المنقطعين إلى الزهد والعبادة، يذكر له كشوف وكرامات، وكان له ثلاثة أبناء: بدهن وحسن ومعين الدين، توفي سنة ست عشرة وتسعمائة، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الشيخ بدر الدين الكجراتي الشيخ العالم الفقيه بدر الدين بن جلال الدين الحنفي الصوفي الكجراتي، أحد المشايخ المشهورين بأرض كجرات، ولد ونشأ بها، وأخذ عن أبيه جلال الدين عن أبيه الشيخ محمد عن أبيه عن جده إلى الشيخ العلامة كمال الدين الدهلوي، وكان عالماً فقيهاً، صوفياً مستقيم الحالة، ذا كشوف وكرامات، مات لليلة بقيت من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة، كما في مجمع الأبرار. الشيخ بدر الدين الأكبر آبادي الشيخ العالم الفقيه بدر الدين بن جلال الدين الحسيني الأكبر آبادي، أحد فحول العلماء، ولد سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة بأكبر آباد، وقرأ العلم على الشيخ جلال الدين بن عبد الله الأكبر آبادي والشيخ أبي الفتح بن عبد الغفور التهانيسري، وتولى الشياخة بعد أبيه، واستقام على الطريقة مع قناعة وعفاف وصلاح الظاهر، توفي لليلة بقيت من ربيع الأول سنة ثمان وتسعين وتسعمائة وله خمس وخمسون سنة، كما في أخبار الأصفياء. الشيخ بدر الدين الملتاني الشيخ العالم الصالح بدر الدين بن محمد بن إبراهيم بن فتح الله الربيعي الإسماعيلي الملتاني ثم البيدري، أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بأحمد آباد بيدر، وأخذ العلم والطريقة عن والده، وتصدر للتدريس ببلدته، وكان إبراهيم قطب شاه يعتقد فضله وكماله، يستقدمه إلى كولكنده ويقربه إليه ويتبرك به مع صلابته في التشيع، مات لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ثمانين وتسعمائة. مولانا بدر الدين السرهندي الشيخ الفاضل بدر الدين الحنفي السرهندي، أحد المشايخ المشهورين، في زمانه، أخذ الطريقة عن الشيخ يحيى السنديلوي، وأخذ عنه أمان الله السرهندي ومولانا مير علي كنبو وخلق آخرون، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 الشيخ بدهن المندسوري الشيخ العالم الصالح بدهن بن بخشو المندسوري، أحد المشايخ المشهورين في زمانه، كان أكبر أبناء والده وأوفرهم في العلم والعمل والاستقامة على الطريقة والصلاح، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الشيخ بدهن المنيري الشيخ العالم الصالح بدهن بن ركن الدين البلخي المنيري، أحد المشايخ المشهورين في الطريقة الفردوسية، أخذ عن الشيخ محمد بن إبراهيم البلخي البهاري، وأخذ عنه ولده قطب وخلق آخرون، لعله مات سنة سبع وأربعين وتسعمائة أو ما يقرب ذلك. الشيخ بدهن الأجونوي الشيخ الكبير بدهن- بضم الموحدة وتشديد الدال الهندية- الجشتي الأجونوي، أحد المشايخ المشهورين في الهند، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري وتولى الشياخة بعده، وكان صاحب خوارق عظيمة، ذكره عبد الرحمن الدينتهوي في مرآة الأسرار. برهان نظام شاه الأحمد نكري الأمير الكبير برهان بن أحمد بن الحسن البحري الأحمد نكري برهان نظام شاه ملك أحمد نكر، قام بالملك بعد والده سنة أربع عشرة وتسعمائة وله سبع سنين من عمره، وأخذ مكمل خان الدكني الحل والعقد بيده وبذل جهده في تربية برهان وتعليمه، فاشتغل بالعلم وقرأ الكافية والمتوسط ومهر في النسخ وله عشر سنين، فلما ترعرع وشد أزره بالشباب تولى المملكة بنفسه، وتشيع وبالغ في ذلك، حتى إنه أمر الناس أن يسبوا الخلفاء الثلاثة في المساجد والخوانق والأسواق والشوارع، وجعل الأرزاق السنية للسابين من خزانته، وقتل وأسر خلقاً كثيراً من أهل السنة والجماعة، وسبب ذلك على ما ذكره محمد قاسم في تاريخه: أن الشيخ طاهر بن رضى الإسماعيلي القزويني لما أمر بقتله إسماعيل بن الحيدر الصوفي سلطان الفرس خرج من بلاده وقدم الهند وأقام بقلعة برينده من قلاع الدكن عند خواجه جهان الدكني، فلما سمع برهان شاه قدومه إلى بلاده إشتاق إليه واستقدمه إلى أحمد نكر سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، وبنى له مدرسة داخل القلعة فكان يدرس بها يومين من كل أسبوع، ويحضر العلماء كلهم في دروسه ويحضر برهان شاه أيضاً لميله إلى العلم ويجلس عنده إلى آخر البحث، حتى إنه كان يحقن الماء في البطن ولا يخرج من ذلك المجلس لقضاء الحاجة، وقد اتفق في ذلك الزمان أن ولده عبد القادر ابتلي بمرض عسير عجز الأطباء عنه واستيأس الناس من حياته وكان برهان شاه يبذل النقود والجواهر والأموال الطائلة فيه، فبشره الشيخ طاهر ذات يوم بشفائه وعهد إليه أن يخطب للائمة والجمع والأعياد ويروج مذهبهم في بلاده، فعاهده برهان شاه، ورأى في تلك الليلة كأن رجلاً يقدم عليه وستة رجال معه في جانبه الأيمن وستة كذلك في جانبه الأيسر وقيل له: إن القادم هو سيدنا محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ومعه الأئمة من أهل بيته، فسلم عليه برهان شاه، فقال له الرجل القادم: إن الله سبحانه قد شفى ولدك فعليك أن تجتهد فيما أشار إليه ولدي طاهر، ثم انتبه برهان شاه من نومه فرأى أن ولده قد شفاه الله سبحانه في تلك الليلة فتلقن من الطاهر مذهب الإمامية من الولاء والبراء وتشيع وتشيع أهل بيته وخدمه نحو ثلاثة آلاف، وصارا الطاهر مقضي المرام في ترويج مذهبه بأرض الدكن، انتهى ما ذكره محمد قاسم الشيعي البيجابوري، وكان من ندمائه الشيخ شاه محمد النيسابوري وملا علي كل الاستر آبادي وملا رستم الجرجاني وملا علي المازندراني وأيوب أبو البركة وملا عزيز الله الكيلاني وملا محمد إمامي الاسترآبادي والسيد حسن المدني، توفي سنة إحدى وستين وتسعمائة ببلدة أحمد نكر فدفن عند والده. الشيخ برهان الدين الكالبوي الشيخ الصالح الفقيه برهان الدين بن تاج الدين الأنصاري الكالبوي، أحد كبار المشايخ، قرأ العلم على الشيخ عبد الملك بن إبراهيم الكالبوي ولازمه مدة من الزمان، ثم اعتزل الناس في بيته فلم يخرج منه إلى أن توفي إلى الله سبحانه ودفن فيه، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 وقال البدايوني في تاريخه: إنه أخذ عن الشيخ إله داد الذي أخذ عن السيد محمد بن يوسف الجونبوري المتمهدي المشهور بواسطة واحدة، وكان بارعاً في التفسير، مات سنة سبعين وتسعمائة، وقال التميمي في أخبار الأصفياء: إنه توفي سنة خمس وسبعين وتسعمائة، والله أعلم. القاضي برهان الدين الكجراتي الشيخ العالم المحدث الفقيه القاضي برهان الدين النهروالي الكجراتي، أحد الأساتذة المشهورين، منه انتشرت العلوم ابتداء بكجرات، وكان من نسل الإمام شهاب الدين الكجراتي، درس وأفاد مدة عمره، وأخذ عنه خلق لا يحصون بحد وعد، قال الآصفي في ظفر الواله: هو ووالدي وأخو المخدوم إسحاق جده أبناء عم وكان آهلاً، توفي بنهرواله سنة .... وتسعمائة. الشيخ برهان الدين الكجراتي الشيخ العالم الصالح برهان الدين الحنفي الصوفي الكجراتي، أحد المشايخ الشطارية، ولد ونشأ بأحمد آباد، وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ صدر الدين محمد البرودوي وسافر معه إلى كواليار سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة، ورجع معه إلى مندو فسكن بها، قرأ عليه محمد بن الحسن المندوي النحو والعربية بمندو، ولما قدم مالوه ضياء الله بن محمد غوث الكواليري سار إليه وسافر معه إلى أجمير سنة خمس وثمانين وتسعمائة فمات بها، كما في كلزار أبرار. مولانا برهان الدين الملتاني الشيخ الفاضل برهان الدين الحنفي الملتاني، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد ببلدة حصار، سافر إليه الشيخ عبد الله ابن بهلول السنديلوي ثم الكجراتي وقرأ عليه بعض كتب العربية والتفسير وسافر معه إلى كجرات، كما في كلزار أبرار. الشيخ بلال المحدث السندي الشيخ العالم الكبير المحدث بلال التلهتي السندي، أحد العلماء المبرزين في الحديث والتفسير، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة، وكان غاية في الزهد والورع والإستقامة على الشريعة المطهرة والعمل بالكتاب والسنة، يذكر له كشوف وكرامات، توفي سنة تسع وتسعمائة، ذكره محمد معصوم بن الصفائي الترمذي في تاريخ السند. بهادر شاه الكجراتي الشيخ المؤيد المظفر بهادر شاه بن مظفر شاه بن محمود شاه الكبير الكجراتي السلطان المجاهد، فأقام بالملك بعد أخويه سكندر ومحمود يوم عيد الفطر سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة، وأحسن إلى الناس، وساس الأمور سياسة حسنة، وسار بعساكره العظيمة إلى باكر ثم إلى جتور وأذعن له صاحبها بالطاعة، ثم سار إلى مندو فقاتل أهلها وأسر محمود شاه الخلجي سنة سبع وثلاثين وتسعمائة، ثم بعث عساكره إلى أجين وسارنكبور وفتحهما، ثم سار إلى بهلسة وملكها، ثم نزل على حصن رائسين وكان من أمنع الحصون ففتحه عنوة، وفتح كاكرون وكانور وهوشنك آباد وإسلام آباد ومندسور، كل ذلك في تلك السنة، وتوجه إلى جتور سنة تسع وثلاثين وسلط رومي خان عليه، فعملت مدافعه ما لا يطيقه من في القلعة، فأذعن له صاحبها بالطاعة على أن يكون لبهادر شاه ما تغلب عليه رانا سانكا من أعمال الخلجي وأهدى إليه ما ظفر به في حرب علاء الدين الخلجي من التاج والحياضة والقلادة وغيرها، فرجع إلى بلاده وسار إلى رنتهنبور، وتوالى وصول العسكر من كل جانب فشن الغارة على نواحيها وضيق أهل القلعة بالحصار وفتحها عنوة، وسار إلى جتور مرة ثانية سنة إحدى وأربعين وفتحها عنوة، ثم توجه إلى مندو، وكان همايون شاه التيموري عازماً إليه لقتاله فلقيه بمندسور وخانه رومي خان فانهزم إلى مندو ثم إلى كجرات، فسار همايون شاه إلى كجرات وقاتله قتالاً شديداً فانهزم منه سنة اثنتين وأربعين وخرج إلى ديو فتحصن بها، وقيل في تاريخ فراره إلى ديو ذل بهادر ويعز على الخبير بشجاعته وإقدامه أن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 يرتضي الذل لتاريخه، وكان في جمع أمض من السيف وأوثب من ليث وأصدم من سيل وأرسى من جبل لنه عثر به الإقبال، وعثرته لا تقال: ولكل مدة تنقضي ما غلب الأيام إلا من رضى ثم خرج على همايون شاه السوري، فخلف بكجرات نوابه ورجع إلى آكره في تلك السنة، فبعث بهادر شاه رجاله إلى بلاده فاستولوا على نوساري وبهروج وسورت وكنباية وانتشر عمال بهادر شاه في أعمالهم من الولاية وهرب عمال همايون شاه إلى أحمد آباد، فسار بهادر شاه إلى أحمد آباد وملكها، ثم سار إلى جانبانير وفتحها ودخل في ملكه ما كان قبل ذلك ما سوى مندو، ثم استولى على مالوه قادر شاه وخطب لبهادر شاه في مندو، ووسل إلى بهادر شاه أن بيزري الفرنكي دخل ديو وقبض عليها فسار بعساكره إلى ديو ليدفعه عنها، فلما وصل إلى ساحل البحر خدعه البيزري وأرسل إليه أنه جاء ليهنئه بالفتح ومنعه ضعف يجده من النزول إليه، فأجاب بهادر شاه بأنه سيطلع إليه فلا يتكلف الحركة واستدعى الغراب فمنعه أصحاب الرأي، فأبى بلوغ الأجل إلا أن يطلع إليه بجماعة مخصوصة، فدخل بغرابه وطلع كليون بزري وهو متمارض لا يتحرك من مكانه وكان كالنائم إلى أن جلس السلطان عنده وهو متقلد سيفه، فاستيقظ بزري وقام السلطان من مجلسه، فسأله بزري وقفة يعرض فيها هديته فلم يقف ونزل في الغراب، فأشار بزري إلى أغربته فاجتمعت عليه وأحرقت النفط وهاج البحر وماج، ولكن السلطان مع هول الموقف ثبت يحاب بمن معه إلى أن تمكن سنان الرمح من صدره فسقط في البحر شهيداً، اه. من ظفر الواله باختصار. ويحسن الاستشهاد بما رثى به العماد الكاتب سلطانه نور الدين الشهيد: يا ملكاً أيامه لم تزل بفضه فاضلة فاخرة ملكت دنياك وخلفتنا وسرت حتى تملك الآخرة وكان رحمه الله سلطاناً محساناً شجاعاً متهوراً فتاكاً جواداً، لم يكن في أهله أعظم هم منه ولا أوسع صدراً، يميل إلى الطرب ويجالس ولا يتحاشى الهزل ولا يجزع منه، واتسع ملكه فكانت الخطبة له بكجرات والدكن وبرهانبور ومندو وأجمير وجانور وناكور وجوناكزه وكهنكهوت ورائسين ورنتهنبور وجتور وكالبي وبكلانه وايدر ورادهنبور وأجين وميوات وسيوانس وآبو ومندسور، وآخر ما خطب له ببيانه في ناحية أكبر آباد، وكان ذلك في حادثة تارتار خان بن عالم خان اللودي، وكانت التنكة في أيامه عبارة عن أحد وعشرين دكره، وكان لا يجري على لسانه في العطايا أقل من لك تنكة، فاجتمع الوزراء على تغيير تلك التنكة. قتل سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة، فأرخ بعضهم بعام وفاته قتل سلطاننا بهادر، وقال بعضهم فرنكيان بهادر كش. الشيخ بهاء الدين الأنصاري الجنيدي الشيخ العالم الكبير بهاء الدين بن إبراهيم بن عطاء الله الأنصاري الشطاري الجنيدي، أحد المشايخ المشهورين في الهند، ولد ونشأ ببلدة جنيد- بفتح الجيم وسكون التحتية والنون المختفية كانت بلدة من أعمال سرهند- وقرأ العلم وتفقه وبرع في العربية والأصول، وصحب المشايخ وسافر إلى البلاد، ثم وفقه الله سبحانه بالحج والزيارة فسعد بها وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ أحمد الشريف الجيلاني الشافعي في الحرم المحترم، ورجع إلى الهند ودخل مندو في عهد غياث الدين الخلجي صاحب مالوه فلبث بها برهة من الدهر، ثم سافر إلى أحمد آباد بيدر. وله رسالة في الأذكار والأشغال صنفها للشيخ إبراهيم بن معين الأيرجي، توفي سنة إحدى وعشرين وتسعمائة وقبره بدولة آباد كما في أخبار الأخيار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 الشيخ بهاء الدين العمري الجونبوري الشيخ العالم الفقيه المحدث بهاء الدين بن خلق الله بن المبارك بن أحمد بن أبي الخير بن نصر الله بن محمود بن محمد بن الشيخ حميد الدين العمري الناكوري ثم الجونبوري، كان من المشايخ المشهورين في الطريقة الجشتية، ولد ونشأ ببلدة جونبور، وقرأ العلم على الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري وأقبل على العلوم العالية إقبالاً كلياً، وأخذ الطريقة عن الشيخ حامد شه المانكبوري. وقال الشيخ غلام رشيد في كنج أرشدي: إنه صحب الشيخ حسين البالادستي سبع سنوات بجونبور، وبعد ما سافر الحسين إلى بالادست صحب الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري، ولازمه سبعاً وعشرين حجة، ثم أخذ عن الشيخ حامد شه المانكبوري ولازمه تسع سنين وأخذ عن غيره من المشايخ، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين وأقام بمكة المباركة ثلاثين سنة ولازم الإنزواء بجبل أبي قبيس ينزل منه في أوقات الصلوات ويصلي في المسجد الحرام وعمره جاوز مائة سنة، ولكنه ما مست له الحاجة إلى استعمال المنظرة، وكان أخذ الحديث بمكة المباركة وله سند عال، وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ كمال الدين إسماعيل الشرواني وصحبه مدة وهو ممن أخذ عنه الشيخ الكبير عبيد الله الأحرار، وكان يشتغل بمطالعة كتب الحديث ليلاً ونهاراً، ومن مصنفاته إرشاد السالكين كتاب مفيد في بابه، انتهى. توفي لأربع بقين من رمضان، وقيل لأربع عشرة خلون من جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وتسعمائة، كما في البحر الزخار. الشيخ بهاء الدين الكوزوي الشيخ الصالح بهاء الدين بن سالار الحنفي الكوزوي، كان من كبار المشايخ، ولد ونشأ بكوزه- بلدة فيما بين كانبور وفتحبور- وكان من أهل بيت العلم والصلاح، أخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده، وأخذ عنه خلق كثير. المفتي بهاء الدين الأكبر آبادي الشيخ العالم المعمر بهاء الدين بن شمس الدين القرشي الملتاني، كان من ذرية الشيخ الكبير بهاء الدين زكريا الملتاني، ولد ونشأ بالملتان واشتغل بالعلم على من بها من العلماء وجد في البحث والإشتغال حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، ثم خرج من بلدة الملتان في فترات السلطان حسين البهكري فدخل آكره وولي الإفتاء بها، وكان ذا سخاء وإيثار واستقامة على الطريقة الظاهرة والصلاح، وكان لا يألو جهداً في خدمة المحاويج يشفع لهم ويسعى في إنجاح حوائجهم، ذكره البدايوني. وكانت وفاته في نصف شوال سنة ثمان وسبعين وتسعمائة، كما في أخبار الأصفياء. الشيخ بهاء الدين القلندر الكيلاني الشيخ المعمر بهاء الدين بن محمود بن العلا الكيلاني المشهور بالقلندر القادري، كان من نسل الشيخ عبد القادر الكيلاني، ولد ونشأ ببغداد، وقدم الهند في صغر سنه مع أبيه وسكن بمدينة بدايون، ولما توفي والده خرج من تلك البلدة وسافر إلى البلاد ودار البوادي والعمران عمراً طويلاً ثم دخل بنجاب وسكن بحجرة شاه، قيل إن عمره جاوز خمسين ومائتي سنة والله أعلم، توفي سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة في عهد أكبر شاه، وقد أرخ لعام وفاته بعض أصحابه عبد القادر ثاني، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ بهاء الدين الكجراتي الشيخ الصالح الفقيه بهاء الدين بن معز الدين بن علاء الدين بن شهاب الدين الخطابي الكجراتي، كان من ذرية نفيل بن الخطاب القرشي صنو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه، ولد بأحمد آباد ونشأ بها، ولازم الشيخ رحمة الله ابن عزيز الله المتوكل الكجراتي في الرابع عشر من سنه فلازمه إحدى وعشرين سنة وأخذ عنه الطريقة، ثم سافر إلى البلاد وصرف عمراً طويلاً في السياحة، ثم رجع إلى الهند، وأقام بكجرات ثمانية أعوام، ثم ذهب إلى برهانبور وأسس بها خانقاهاً وجامعاً كبيراً وبها مكث مدة حياته، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 بايعه الشيخ علي بن حسام الدين المتقي المكي في صباه، وكان اسمه على أفواه الناس باجن وهو مشهور بذلك الاسم حتى اليوم، مات في سنة اثنى عشرة وتسعمائة، كما في بحر زخار. الحكيم بهوه خان الأكبر آبادي الشيخ الفاضل بهوه خان بن خواص خان الحكيم الأكبر آبادي، كان من العلماء المبرزين في صناعة الطب، قربه سكندر شاه اللودي إلى نفسه وجعله الحاجب الخاص ثم استوزره وخصه بمزيد القرب إليه، وكان يعتمد عليه في مهمات الأمور، ولما مات سكندر شاه توهم منه ابنه إبراهيم شاه اللودي وقبض عليه سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، ثم فوضه إلى آدم فمات في حبسه. وله معدن الشفاء كتاب في مجلد ضخم، صنفه سنة ثمان عشرة وتسعمائة بأمر سكندر شاه المذكور، لخص فيه أبواب الطب الفارسي من كتب عديدة لأحبار الهنود لغة سنسكرت نحو سرت وجوك ورس رتناكر وسارنك دهر ومادهو بدان وجنتامن وبنك سين وجكردت وكتيدت وما كبت ويوكرت وبهوج وبهيد وغيرها، وهذا الكتاب متداول في أيدي الناس. بيرم خان خان خانان الأمير الكبير صاحب السيف والقلم، والشهامة والكرم، بيرم بن سيف علي بن يار علي بن شير علي التركماني البلخي، كان من قبيلة قراقو ئيلو، ولد بغزنة، وكان والده والياً بها من قبل بابر شاه التيموري وتوفي بها في صغر سنه فنقلوه إلى بلخ ونشأ بها، ودخل في رجال همايون شاه التيموري في أيام ولاية العهد فخدمه مدة، ورأى بابر شاه في وجهه علائم السعادة فألحقه بخدمه، فخدمه إلى أن توفي بابر شاه وتولى المملكة ولده همايون شاه المذكور، فخدمه مدة وتقرب إليه حتى صار معتمداً له في مهمات الأمور، ولما غلب عليه شير شاه السوري سنة ست وأربعين وتسعمائة وهزم همايون شاه في جوسه ثم في قنوج وأخرجه إلى بلاد السند ذهب بيرم خان إلى بلدة سنبهل فوقع في يد نصير خان فشفع له عند شير شاه فلبث عنده زماناً ثم فر إلى كجرات ثم إلى أرض السند فلحق بهمايون شاه في سابع محرم سنة خمسين وتسعمائة وحرضه على السفر إلى إيران وسار معه، ثم رجع إلى أرض الهند وفتح قندهار وناب الحكم فيا مدة ثم لحق بهمايون شاه في مدينة بشاور وفتح الهند فلقبه همايون شاه بخان خانان ومعناه أمير الأمراء، وأقطعه أرض سنبهل ثم ولاية سرهند. ولما توفي همايون شاه أجلس على سرير الملك ولده أكبر شاه وكان صغير السن فناب عنه وصار الحل والعقد بيده. ولما بلغ أكبر شاه سن الرشد واستقل بالملك سنة سبع وستين وتسعمائة وقع بينه وبين السلطان خطوب كانت سبباً لخروجه عليه، فاستعد له السلطان وجمع العساكر وأرسل أحد أمراء أجناده وهو شمس الدين محمد اتكه خان بمعظم جيوشه من خيل ورجل، فلما تراأى الجمعان وهو يقدم ولا ينثني ويحث من بين يديه على المصابرة والاقدام حتى وصل إلى نحر العدو وضايقوهم غاية المضائقة، ثم خرج بيرم خان من معسكره ودخل في معسكر السلطان واستعفاه، فرخصه السلطان إلى الحجاز، فلما وصل إلى بلدة فتن من أرض كجرات قتله بعض الأفغان، فدفنوه في مقبرة الشيخ حسام الدين الملتاني ثم نقلوا عظامه إلى دهلي ثم إلى مشهد الرضا. وكان أكبر قواد الدولة التيمورية، لم يكن له نظير في الشجاعة والكرم، وجعل إليه همايون شاه ثم ولده أكبر شاه الإشراف على الديوان واستنابه في الحضور مع الحكام عند فصل الخصام، وجعل إليه ولاية بعض البلاد، وله من كمال الرئاسة، وحسن مسلك السياسة، والمهابة والصرامة، والفطنة بدقائق الأمور، والإطلاع على أحوال الجمهور وجودة التدبير، والخبرة بالخفي والجلي ما لا يمكن وصفه، مع النقاوة التامة والشهامة الكاملة، وبعد الهمة وكثرة المعرفة للأدب ومطالعة كتبه، والإشراف على كتب التاريخ، ومحبة أهل الفضائل وكراهة أرباب الرذائل والنزاهة والصيانة، والميل إلى معالي الأمور، وكان شاعراً مجيد الشعر بالفارسية والتركية، ومن شعره قوله: شهي كه بكذرد از نه سبهر افسر او اكر غلام على نيست خاك بر سر او الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 قتل في سنة خمس وثمانين وتسعمائة، فأرخ لعام وفاته بعض العلماء شهيد شد محمد بيرام. الشيخ بياره بن كبير المندوي الشيخ بياره بن كبير بن محمود الجشتي المندوي، أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بلكهنؤ، وأخذ عن الشيخ فخر الدين الحامد الجشتي النهروالي وسافر إلى الحجاز سبع مرات، وفي المرة السابعة استصحب أمه فحج وزار ورجع إلى الهند وسكن بمندو ودرس وأفاد بها خمسين سنة. توفي في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة بمندو، كما في كلزار أبرار. الشيخ بير محمد الكجراتي الشيخ الصالح الفقيه بير محمد بن الجلال بن عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن الجلال بن محمود بن عبد الله بن عبد الحميد بن عبد الرحمن ابن عثمان بن مصعب بن أبان بن عامر بن سعد بن أبي وقاص الصحابي أحد العشرة المبشرة له بالجنة رضي الله عنه، كان من المشايخ الشطارية، ولد ونشأ بجانبلنير من أعمال كجرات، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وجمع إلى الهند، وأخذ الطريقة عن الشيخ حمد غوث الكواليري ولازمه مدة وتولى الشياخة بعده، وله الأوراد الغوثية كتاب في الأذكار، ولصاحبه فتح الله بن محمود الشطاري الكشميري مونس الطالبين كتاب في ملفوظاته، كما في الحديقة الأحمدية، مات سنة تسع وستين وتسعمائة، ذكره عبد الجبار الآصفي في تاريخ الدكن. مولانا بير محمد الأحمد نكري الشيخ الفاضل بير محمد الحنفي الشرواني الأحمد نكري، أحد كبار العلماء، قرأ عليه برهان نظام شاه ملك أحمد نكر وقربه إليه، فصار مرزوق القبول في تلك البلدة، ثم اتفق أنه ذهب إلى قلعة برينده من قلاع الدكن، بعثه برهان نظام شاه بالرسالة إلى خواجه جهان الدكني، فلقى بها طاهر بن رضى الحسيني الإسماعيلي فقرأ عليه المجسطي، واستفاد منه سنة كاملة ثم رجع إلى أحمد نكر، وذكره عند برهان نظام شاه، فاستقدمه الملك وقربه إليه وتلقن منه مذهب الشيعة، وتشيع معه ثلاثة آلاف من أهل بيته وخدمه، وخطب على المنابر للائمة الاثنى عشر ولعن الخلفاء الثلاثة، فهاجت الفتنة العظيمة بأحمد نكر، واجتمع الناس على بير محمد وكانوا اثنى عشر ألفاً رجالاً وفرساناً، فهجموا على برهان نظام شاه، ثم اعتزل عنه جمع كثير وبقيت معه فئة قليلة، فانهزم وتحصن في بيته فأخذوه وحبسوه في قلعة، فلبث في السجن أربعة أعوام ثم أطلقه برهان نظام شاه، وكان ذلك بعد سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، ذكره محمد قاسم في تاريخه. مولانا بير محمد الشرواني الشيخ الفاضل بير محمد الحنفي الشرواني، أحد كبار العلماء، لقبه ناصر الملك، ولد ونشأ بخراسان وقدم الهند فتقرب إلى بيرم خان، فأحسن إليه رباه حتى تدرج إلى الإمارة، وصار المرجع والمقصد في كل باب من أبواب الدولة، فكان الناس حوله يدورون وفي كل أمر إليه ينظرون، فأخذه البطر والدالة حتى أنه فعل ذات يوم بمحسنه بيرم خان ما لا يليق به، فسلب عنه بيرم خان رداء الكبر وأخرجه إلى قلعة بيناه وأمر بحبسه سنة خمس وستين وتسعمائة، فلبث بها زماناً وبعث إلى بيرم خان رسالة له في إثبات برهان التمانع من قوله تعالى: "لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا" وصدر الرسالة باسمه وتوسل بها لخلاصه عن السجن، فلم يلتفت إليه بيرم خان وأمر بإخراجه إلى الحرمين الشريفين بعد مدة من الزمان، فبينما هو قاصد إلى كجرات وقعت بين السلطان ووكيله بيرم خان وحشة لا نطيل الكلام بشرح تلك القصة وقد سبقت الإشارة إليها، فلما سمع بير محمد أن بيرم خان خرج من الحضرة رجع إلى دهلي فبعثه السلطان لتعاقبه، فجد في السير ورضي عنه السلطان فلقبه بناصر الملك وولاه على بلاد مالوه، فنهض إلى برهانبور وفتح قلعة بيجاكده ثم صار إلى خانديس فاستأصلها، ولما رجع إلى مستقره غرق في ماء نربده، وكان ذلك في سنة تسع الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 وستين وتسعمائة، ذكره البدايوني في تاريخه. حرف التاء الشيخ تاج الدين المندوي الشيخ الصالح الفقيه تاج الدين يوسف بن كمال الدين القرشي الرنتهنبوري ثم المندوي المالوي، أحد المشايخ المعروفين بالعلم والصلاح، ولد سنة خمس وثمانين وثمانمائة برنتهنبور ونشأ بها، ثم سافر إلى مندو، فأكرمه ناصر الدين شاه الخلجي وزوجه براحة الحياة، فطابت له الإقامة بها، ورزق منها محمد بن يوسف البرهانبوري، وكان مغلوب الحالة، مات سنة خمسين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. مولانا تقي الدين البندوي الوزير الكبير تقي الدين بن عين الدين البندوي الفقيه المحدث، كان لقبه من قبل السلطان مبارك ملا، ولقب أبيه مجلس مختار، ولقب جده مجلس سرور، وهو وزر مدة طويلة في عهد نصرت شاه وأبيه الحسين الشريف المكي في بلاد بنكاله، وله أبنية عالية في تلك البلاد، منها مسجد كبير في بلدة سناركانون عند مقبرة الشيخ إبراهيم الفاضل، بناه سنة تسع وعشرين وتسعمائة وآثاره باقية إلى الآن. حرف الجيم الشيخ جعفر بن ميران السندي الشيخ العالم الكبير جعفر بن ميران البوبكاني السندي، أحد الفقهاء المشهورين في بلاده، ولد ببلدة بوبك من بلاد سيوستان، وكان والده ممن قرأ عليه الشيخ طاهر بن يوسف السندي البرهانبوري، وكان من أهل بيت العلماء والمشايخ، ويذكر أن جعفراً أتلف في آخر عمره كتب المنطق واقتصر على مطالعة إحياء العلوم وعوارف المعارف وفصل الخطاب وأمثالها. الشيخ جلال الدين الإسماعيلي الكجراتي الشيخ الفاضل جلال الدين بن الحسن الإسماعيلي الهندي الكجراتي، أحد دعاة المذهب الإسماعيلي بأرض الهند، ذكره سيف الدين عبد العلى الكجراتي في المجالس السيفية وقال: إنه سار إلى بلاد اليمن وأخذ علم التنزيل والتأويل عن الشيخ عماد الدين إدريس بن الحسن اليماني ورجع إلى الهند، ولما مات يوسف بن سليمان الكجراتي تولى الدعوة بعده بوصيته إليه، ونص الجلال بعده لداود بن عجب شاه، كما في سلك الجواهر. الشيخ جلال الدين الأكبر آبادي الشيخ العالم الصالح جلال الدين بن صدر الدين الحسيني الأكبر آبادي، كان من كبار المشايخ وبيته مشهور بالعلم والدين واختيار الفقر والتقلل من الدنيا، كان معتزلاً عن الناس لا يرى إلا في بيته أو في المسجد مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والإشتغال بالله سبحانه ودعاء الخلق، وكان يحترز عن مصاحبة الأغنياء كل الإحتراز، ولد في سنة سبع وتسعين وثمانمائة في بلدة أوده ونشأ بها، وأخذ عن الشيخ راجي نور بن الحامد الحسيني المانكبوري، وخدم الملوك والأمراء مدة من الزمان، ثم ترك الخدمة ودخل سرهر بور قرية من أعمال جونبور، ولازم الشيخ إله داد أحمد شريف الجونبوري أربعة أعوام وأخذ عنه، ثم دخل آكره وسكن بها، أخذ عنه ولده بدر الدين وخلق كثير من المشايخ، مات يوم النحر سنة تسع وستين وتسعمائة بأكبر آباد فدفن بها، ذكره محمد بن الحسن في كتابه كلزار أبرار. الشيخ جلال الدين الأكبر آبادي الشيخ العالم الكبير جلال الدين بن عبد الله بن يوسف الأكبر آبادي، أحد العلماء المشهورين في عصره، ولد سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، وحفظ القرآن الكريم، واشتغل بالعلم على والده وأخذ عنه النحو والعربية وتفقه عليه، وأخذ المنطق والحكمة عن العلامة أبي البقاء بن عبد الباقي الخراساني، وتصدر للتدريس وهو دون العشرين، أخذ عنه القاضي جلال الدين الملتاني، والشيخ أفضل محمد الأنصاري والشيخ بدر الدين بن الجلال الحسيني وخلق كثير، مات لأربع عشرة بقين من ذي القعدة سنة إحدى وستين وتسعمائة بأكبر آباد، ذكره التميمي في أخبار الأصفياء. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 الشيخ جلال الدين الدهلوي الشيخ الفاضل جلال الدين بن فضل الله الدهلوي الشاعر المشهور المتلقب في الشعر بالجمالي، ولد ونشأ بدار الملك، وقرأ العلم ثم أخذ الطريقة عن الشيخ سماء الدين الملتاني وصحبه مدة طويلة، ثم سافر إلى بغداد ودمشق وشيراز وهرات ومصر القاهرة وأندلس من أرض المغرب ويزد وأردستان وخراسان والجيل وغيرها من البلاد، ولقى بها أئمة العصر كالشيخ جلال الدين محمد بن أسعد الدواني والشيخ نور الدين عبد الرحمن الجامي والشيخ عبد الغفور اللاري ومحمد الحنفي وأحمد الأندلسي ونظام الدين محمود الشيرازي، ورحل إلى الحجاز فحج وزار وأخذ الحديث عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي المكي، ثم رجع إلى الهند واعتزل في بيته عن الناس وانقطع إلى الزند والعبادة، وكان همايون شاه التيموري يعتقد فيه الدين والصلاح وعرض عليه الصدارة فلم يقبلها، ذكره البدايوني، وله ديوان شعر بالفارسية، ومهر وماه مزدوجة له، ومرآة المعاني، وكتابه سير العارفين في أخبار المشايخ، ومن شعره قوله: ما را زخاك كويت بيراهن اس برتن آن هم زآب ديده صد جاك تا بدامن توفي لعشرة ليال خلون من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة. الشيخ جلال الدين التهانيسري الشيخ الصالح المعمر جلال الدين محمود العمري التهانيسري، أحد كبار المشايخ، حفظ القرآن واشتغل بالعلم، وجد في البحث والإشتغال حتى صار أبدع أبناء العصر، ثم درس وأفاد زماناً طويلاً وأفتى وصنف وخرج، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد القدوس الكنكوهي وتولى الشياخة بأمره، وانقطع إلى الزهد والعبادة، وعاش ثلاثاً وتسعين سنة وقد أهزلته الرياضة الشديدة، يضحى مستلقياً معتمداً ويعتمد على الوسادة، ولا يسمع الأذان إلا سرت في جسمه القوة فيقوم ويصلي بتعديل الأركان. وله إرشاد اللطائف كتاب مفيد في السلوك، قال فيه: إن العشاق لا يتوقفون على الكشف والكرامة ولا يتقيدون بشيء من الأشياء، ولكنهم يعتنون بالعبادة والزهد والتقوى والرياضة، ولا يجرونها بل يهلكون أنفسهم ويموتون قبل أن يموتوا، وقال فيه: إن أكثر مدعى السلوك وجهال الصوفية يضلون عن الطريق في ذلك، نعوذ بالله منه، ومما يؤيده ما روى عن السلف الصالحين رضي الله عنهم أجمعين: إنما حرموا الوصول لتضييعهم الأصول، والأصول رعاية الشريعة والطريقة، وما قيل: إن تلاوة القرآن والإشتغال بالعلوم الشرعية أمور حسنة لكن شأن الطالب شأن آخر، فالمراد منه النوافل الزائدة، لأن شأن الطالب بعد أداء الفرائض والسنن الرواتب منحصر في شغل الباطن لا بكثرة النوافل وأعمال الجوارح، انتهى. توفي لأربع عشرة خلون من ذي الحجة سنة تسع وستين، وقيل: تسع وثمانين، وتسعمائة. الشيخ جلال الدين البرهانبوري الشيخ الصالح جلال الدين بن نظام الدين بن نعمان الجشتي الآسيري البرهانبوري، أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بآسير، وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه الشيخ أبو محمد بن الخضر التميمي والشيخ جمال محمد البرهانبوري وخلق آخرون، مات غرة ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وتسعمائة، فدفن عند جده نعمان بآسير. الشيخ جلال الدين البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه جلال الدين البرهانبوري المشهور بالمتوكل، كان من كبار المشايخ، أخذ عن الشيخ شرف الدين بن عبد القدوس الكجراتي ثم البرهانبوري ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة الشياخة، أخذ عنه السيد إبراهيم البكري وخلق آخرون، مات في سنة ثلاث، وقيل: ثمان، وثلاثين وتسعمائة. مولانا جلال الدين التتوي الشيخ الفاضل الكبير جلال الدين الحنفي التتوي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 324 السندي، أحد العلماء المشهورين في الهند، أخذ الطريقة عن الشيخ فريد الدين العطاري الكواليري، وولى الصدارة بأرض الهند في عهد همايون شاه التيموري، وكان همايون قرأ عليه بعض الكتب، مات غريقاً في نهر كنك بجوسه من أعمال بهار سنة ست وأربعين وتسعمائة. القاضي جلال الدين الملتاني الشيخ الفاضل الكبير القاضي جلال الدين الحنفي الملتاني، أحد كبار العلماء، ولد بمدينة بهكر ونشأ بالملتان وسافر للعلم إلى آكره، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ جلال بن عبد الله الأكبر آبادي، ذكره التميمي في أخبار الأصفياء، وقال محمد بن الحسن في كلزار أبرار: إنه رجل إلى كجرات وقرأ على الشيخ العلامة وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، ثم سافر إلى آكره وأقام بها مدة في زاوية الخمول، واشتغل بالتجارة برهة من الزمان، ثم عكف على الدرس والإفادة فدرس بأكبر آباد زماناً وظهر فضله بين العلماء فولى القضاء الأكبر مكان القاضي كمال الدين يعقوب الكروي، فاستقل به مدة وعزل عنه، وأخرجه أكبر شاه إلى بلاد الدكن حين أخرج العلماء من حضرته وفرقهم إلى نواح الملك، فذهب إلى بيجابور فأكره أمير تلك الناحية، مات سنة تسع وتسعين وتسعمائة بمدينة بيجابور. الشيخ جلال الدين البدايوني السيد الشريف جلال الدين الحسيني البدايوني العالم المحدث، ولد ونشأ بمدينة بدايون، وسافر إلى دهلي فقرأ المنطق والحكمة على الشيخ عبد الله بن إله داد العثماني التلنبي، ثم سار إلى آكره وأخذ الحديث عن الشيخ رفيع الدين المحدث الصفوي الشيرازي، ثم رجع إلى بدايون ودرس بها مدة عمره، أخذ عنه الشيخ عبد الله البدايوني والسيد محمد الأمروهوي المير عدل وخلق آخرون، ذكره البدايوني في تاريخه المنتخب. الشيخ جلال الدين الكالبوي الشيخ الصالح الفقيه جلال الدين الحنفي الصوفي الكالبوي المشهور بالجلال الواصل، كان من نسل مولانا خواجكي النحوي، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد غوث العطاري الشطاري صاحب الجواهر الخمسة، وغلب عليه الوجد والحالة، وكان أكبر شاه سلطان الهند يحسن الظن به، مات في بضع وتسعين وتسعمائة ببلدة كالبي. الشيخ جلال محمد البرهانبوري الشيخ العالم الصالح جلال محمد الحنفي الدهولي ثم البرهانبوري، أحد المشايخ المشهورين، ولد بدار الملك دهلي ونشأ بها، ثم سافر إلى كجرات وقرأ العلم بها على عصابة العلوم الفاضلة، ثم دخل مندو وأخذ الطريقة عن الشيخ بهاء الدين بن إبراهيم الجنيدي وسافر معه إلى دولت آباد، ووجهه الشيخ إلى برهانبور، فسافر ورأى سيارة قاصدة إلى الحجاز فوافقها وذهب إلى الحرمين الشريفين سنة ثمانين وثمانمائة، فحج وزار ورجع إلى الهند وسكن ببلدة برهانبور، وصرف عمره في نشر العلم والمعرفة. توفي لسبع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وتسعمائة بمدينة برهانبور، كما في كلزار أبرار. الشيخ جمال بن أحمد الجنديروي الشيخ الصالح جمال بن أحمد بن نعمة الله الملتاني الجنديروي، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بجنديري- بفتح الجيم المعقود والنون المختفية- وسافر مع والده إلى رائسين ثم إلى أجين وسكن بها، وكان يدرس نزهة الأرواح وغيره من كتب القوم، وكان كثير الإحسان إلى الناس، لا يأكل إلا ومعه غيره، وكان صاحب وجد وحالة، ولما احتضر أنشد: برده بردار كه من عارض زيبا نكرم ورنه از آه جكر برده عالم بدرم ثم مات، وكان ذلك لثلاث بقين من رمضان سنة سبع وثمانين وتسعمائة، ذكره محمد بن الحسن في كتابه. الشيخ جمال بن الحسين الكجراتي الشيخ الصالح جمال بن الحسين بن أبي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 المظفر بن أبي الوقت الشريف الحسني الكجراتي، كان من نسل عبد الوهاب بن عبد القادر الكيلاني، ولد ونشأ بقرية بتهري من أعمال أحمد نكر، وأخذ عن أبيه، وتولى الشياخة بعده بقرية بتهري، ثم استقدمه بهادر شاه الكجراتي إلى أحمد آباد. وكان شيخاً صالحاً عفيفاً ديناً وقوراً، يذكر له كشوف وكرامات، مات لسبع ليال بقين من شعبان سنة إحدى وسبعين وتسعمائة بأحمد آباد فدفن بها، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ جمال الدين بن محمود الكجراتي الشيخ الصالح الفقيه جمال الدين بن محمود بن علم الدين بن سراج الدين العمري الكجراتي، أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بكجرات، وأخذ عن أبيه وعن ابن عمه نصير الدين بن مجد الدين الكجراتي، وسلك مسلك آبائه في الجمع بين العلم والمعرفة، له مصنفات منها المذاكرة بالفارسية في الحقائق والمعارف، وله ديوان شعر فارسي. توفي لتسع خلون من ربيع الأول سنة أربع، وقيل: ثمان، بعد تسعمائة، قتله كفار الهند بأحمد آباد، كما في أنوار العارفين. المفتي جمال الدين بن نصير الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة جمال الدين بن نصير الدين بن سماء الدين الحنفي الدهلوي مفتي الأحناف بدار الملك، كان من أهل بيت العلم والصلاح، أخذ عن صنوه عبد الغفور وعن والده ثم درس وأفاد بدهلي، أخذ عنه خلق لا يحصون بحد وعد، وكان عارفاً بدقائق العربية، رأساً في الفقه والأصول والكلام، زاهداً متقللاً قانعاً باليسير، شريف النفس، كان لا يتردد إلى الملوك والسلاطين، ويشتغل بالدرس والإفادة آناء الليل والنهار، له مصنفات عديدة منها شرح العضدية وشرح أنوار الفقه وشرح مفتاح العلوم للسكاكي وفيه المحاكمة بين شرحيه، ومن مصنفاته حاشية بسيطة على شرح الجامي على كافية ابن الحاجب، أولها: الحمد لله المرفوع شأنه، المنصوب برهانه، المجرور سلطانه، إلخ. توفي سنة أربع وثمانين وتسعمائة وله تسعون سنة، كما في شمس التواريخ. مولانا جمال الدين الشيرازي الشيخ الفاضل جمال الدين الحنفي الشيرازي، أحد العلماء المشهورين، أخذ عن الشيخ جلال الدين محمد بن أسعد الدواني، وخرج من دياره عند خروج إسماعيل شاه الصفوي في بلاد الفرس، فسافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار وقدم الهند صحبة الشيخ رفيع الدين المحدث والشيخ أبي الفتح، دخل كجرات ثم قدم آكره وسكن بها، له حاشية على الحاشية القديمة للدواني، مات في بضع وتسعين وتسعمائة، كما في محبوب الألباب الشيخ جمال الدين البرهانبوري الشيخ العالم الصالح جمال الدين البرهانبوري المحدث المدرس، كان يدرس بمسجد الشيخ إبراهيم البهكري بمدينة برهانبور، ولما دخل الشيخ طيب بن يوسف السندي المحدث بمدينة برهانبور وأقام بسندي بوره على مسافة ميل من مسجد الشيخ إبراهيم اغتنم الشيخ جمال قدومه وألزم نفسه أن يروح إليه كل يوم مع عظم منزلته عند الناس، فقرأ عليه صحيح البخاري من أوله إلى آخره، مات بمدينة برهانبور ودفن عند الشيخ إبراهيم. الشيخ جمال محمد الكجراتي الشيخ العالم المحدث جمال محمد بن ملك جاند الكجراتي المشهور بجموجي- بفتح الجيم وتشديد الميم- كان من المشايخ المشهورين بكجرات، ولد ونشأ بها، وقرأ العلم وسافر إلى الحرمين الشريفين، وكان في ذلك السفر معه محمود وعبد الله وعبد القادر ومحمد حسن وغيرهم من أشراف كجرات، فحج وزار ورجع إلى الهند وأقام بكجرات زماناً، ثم قدم برهانبور فولى التدريس بها، وكان عالماً بارعاً في الحديث والتفسير، يدرس كل يوم من الصباح إلى المساء، مات سنة ثمان وتسعين وتسعمائة ببلدة برهانبور. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 المفتي جنيد القرشي الملتاني الشيخ العالم الفقيه المفتي جنيد بن بهاء الدين القرشي الملتاني ثم الأكبر آبادي، أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ في مهد العلم، وأخذ عن والده ثم قام مقامه في الإفتاء والتدريس، وكان غاية في السخاء والكرم، لا يأكل إلا ومعه الضيفان، وكان يشفع لهم وينفعهم بأي طريق كان. توفي لأربع خلون من شعبان سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، ذكره محمد بن الحسن، وقال التميمي: مات سنة تسع وتسعين وتسعمائة بأكبر آباد فدفن بها. الشيخ جائين السهنوي الشيخ الصالح جائين- بالجيم المعقود- الصوفي نجم الحق السهنوي، نسبة إلى سهنه بضم السين المهملة، كان من كبار المشايخ الجشتية، من الله عليه بالعلوم الكسبية والمعارف الوهبية في صحبة الشيخ عبد العزيز بن الحسن العباسي الدهلوي، فاستقام مدة عمره على طريقة الفقر والفناء والتوكل والتسليم، وكان يدرس الفصوص ونقد النصوص وأمثالهما من كتب القوم بغاية التحقيق والتدقيق، اعتقد كماله أكبر شاه التيموري وتبرك به في بعض المهمات، واستقدمه إلى الحضرة، وعين الخلوة له في دار العبادة التي أسسها بمدينة فتحبور، وكان يجتمع به في الخلوة أكثر الليالي ويستفيد منه، ورآه ذات ليلة يصلي الصلاة المعكوسة فارتد عنه، مات سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، ذكره البدايوني. مولانا جاند المنجم الدهلوي الشيخ الفاضل مولانا جاند المنجم الدهلوي، كان من كبار العلماء لم يكن في زمانه مثله في الفنون الرياضية، قربه إليه همايون شاه التيموري وكان يعتمد عليه وجعله مقدماً في أيامه حظياً عنده حتى لازمه في الفترات، وسافر معه إلى إيران سنة سبع وأربعين وتسعمائة ولم يفارقه في المنشط والمكره. الشيخ جندن المندسوري الشيخ العالم الصالح جندن- بفتح الجيم المعقودة وسكون النون- ابن بدها- بتشديد الدال المهملة- بن جهجو المندسوري، أحد رجال الطريقة الجشتية، أخذ عن الشيخ صدر الدين الجشتي وتصدر للدرس والإفادة، وكان يجمع الكتب النفيسة ويهبها من لا يقدر عليها من المحصلين، كان أصله من سكندره راو، انتقل جده جهجو منها إلى مندسور وسكن بها، توفي لسبع بقين من رمضان سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ جندن الجونبوري الشيخ العالم الفقيه جندن الجونبوري، كان من الفقهاء المبرزين في الحديث يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ نصير الدين الجهونسوي سائر الكتب الدرسية بمدينة جونبور، كما في كنج أرشدي. الشيخ جندن الأكبر آبادي الشيخ الصالح جندن القرشي الأكبر آبادي، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، أخذ الطريقة عن الشيخ سماء الدين الدهلوي، وكان جد الشيخ أبي الفضل بن المبارك الناكوري من جهة الأم، ومن أقواله: حببت إلى أربعة أشياء: العلم والعمل والحياة والعافية. الشيخ جكن الكهندوتي الشيخ الصالح جكن- بالجيم المعقودة والكاف العربية- الكهندوتي، أحد رجال العلم والطريقة ولد ونشأ بقرية كهندوت جلالبور من أعمال كالبي، ولازم المشايخ من صغر سنه وأخذ عنهم، وصار من أكابر عصره، يذكر له كشوف وكرامات، مات سنة إحدى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 وستين وتسعمائة بكهندوت، كما في كلزار أبرار. القاضي جكن الكجراتي الشيخ العالم الفقيه القاضي جكن- بالجيم العربية والكاف الفارسية- الحنفي الكجراتي، أحد الفقهاء المشهورين، له خزانة الروايات كتاب مبسوط في الفقه الحنفي، ذكره الجلبي في كشف الظنون، قال: إن خزانة الروايات في الفروع للقاضي جكن الحنفي الهندي الساكن بقصبة كن من كجرات، وهو مجلد أوله الحمد لله الذي خلق الانسان وعلمه البيان، ذكر فيه أنه أفتى عمره في جمع المسائل وغريب الروايات، وابتدأ بكتاب العلم لأنه أشرف العبادات، انتهى. وقال اللكهنوي في النافع الكبير: إنه من الكتب غير المعتبرة، لأنه مملوء من الرطب واليابس مع ما فيه من الأحاديث المخترعة والأخبار المختلفة، انتهى. وكانت له أربعة إخوة كلهم قضاة، مات في حدود سنة عشرين وتسعمائة. حرف الحاء مولانا حاتم السنبهلي الشيخ العالم الكبير حاتم بن أبي حاتم الحنفي السنبهلي، أحد العلماء المشهورين في الهند، قرأ المختصرات على بعض العلماء، ثم لازم الشيخ عزيز الله التلنبي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية من المعقول والمنقول وأخذ عنه الطريقة، ثم أخذ عن الشيخ علاء الدين الدهلوي، وتصدر للتدريس ببلدة سنبهل، فدرس وأفاد بها أربعين سنة. وكان فاضلاً كبيراً كثير الدرس والإفادة، شديد التعبد متين الديانة، أخذ عنه السيد محمد الأمروهوي والشيخ عبد القادر البدايوني والشيخ أبو الفتح الخير آبادي والشيخ عثمان البنكالي وخلق كثير من العلماء. مات سنة تسع وستين وتسعمائة بمدينة سنبهل فدفن بها، وأرخ لوفاته عبد القادر المذكور من درويش دانشمند ذكره في تاريخه المنتخب. وقال في موضع آخر في ذلك الكتاب: إنه توفى سنة ثمان وستين وتسعمائة، وأرخ لوفاته من قوله تعالى "عند مليك مقتدر" والله أعلم. الشيخ حاجي بن محمد الدهلوي الشيخ الصالح حاجي بن محمد بن الحسن بن الطاهر العباسي الدهلوي، أحد كبار المشايخ، أخذ عن الشيخ عبد الرزاق الحهنجهانوي، وكان عبد الرزاق ممن أخذ عن والده محمد بن الحسن الدهلوي، توفي سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، كما في مهر جهانتاب. الشيخ حافظ الجونبوري الشيخ الصالح حافظ بن أبي الحافظ الجونبوري المشهور بواسطة كار، كان من المشايخ العشقية الشطارية، أخذ عنا لشيخ عبد الله الشطار الخراساني ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة المشيخة، واستخلفه الشيخ فتصدر للإرشاد والتلقين، أخذ عنه الشيخ بدهن الشطاري المدفون بباني بت والشيخ ولي الشطاري المتوفي سنة 956 والشيخ عبد القدوس النظام آبادي وخلق كثير كما في كلزار أبرار. الشيخ حامد الحسيني المانكبوري الشيخ الكبير حامد بن أبي الحامد بن عزيز الدين بن شهاب الدين بن حسام الدين بن شهاب الدين الحسيني الكرديزي المانكبوري، أحد كبار المشايخ الجشتية، أخذ عن الشيخ حسام الدين العمري المانكبوري ولازمه ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة المشيخة، وحصل له القبول العظيم بعده. وكان أمياً لا يقرأ ولا يكتب ولكن الله سبحانه فتح عليه أبواب الكشف والشهود، حتى إنه كان إذا حضر العلماء بين يديه وسألوه عن شيء من النظريات يجيبهم بما يتحيرون به، أخذ عنه الشيخ حسن بن طاهر العباسي الدهلوي والشيخ عبد الله بن إله داد الجونبوري صاحب المصنفات المشهورة وخلق كثير من العلماء. توفي لخمس بقين من شعبان سنة إحدى وتسعمائة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 328 بمدينة مانكبور، وكان أوصى بأن يدفن خارج المدينة ولا يشاد على قبره بناء، كما في كنج أرشدي. الشيخ حامد بن عبد الرزاق الأجي الشيخ الكبير حامد بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن محمد الشريف الحسني الأجي، كان من نسل الشيخ عبد القادر الكيلاني، ولد ونشأ بمدينة أج، وتولى الشياخة بعد والده، فازدحم عليه الناس وخضعت له الملوك، وبلغ رتبة في إرشاد الناس والهداية لم يصل إليها أحد من معاصريه، أخذ عنه الشيخ داود بن فتح الله الكرماني وخلق كثير. مات لإحدى عشرة بقين من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وتسعمائة، كما في أخبار الأخيار. القاضي حبيب الله الكهوسوي الشيخ العالم الفقيه القاضي حبيب الله بن أحمد بن ضياء الدين بن يحيى ابن شرف الدين بن نصر الدين بن المفتي حسين العثماني الأصفهاني ثم الكهوسوي الجونبوري، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولي القضاء بكهوسي قرية جامعة من أعمال جونبور فاستقل به مدة حياته، وكان أخذ الطريقة عن الشيخ علي بن القوام الجونبوري، كما في العاشقية، يرجع نسبه إلى أبان بن عثمان، وقيل إلى عمر بن عثمان رضي الله عنه. مولانا حبيب الله الكجراتي الفاضل العلامة حبيب الله بن شمس الدين الكابلي الكجراتي أحد العلماء المشهورين بأرض كجرات، وكان يقال له منصف الملك لقبه به بعض سلاطين كجرات، وكان صاحب البريد في أيام محمود شاه الصغير الكجراتي، وكان ابن عمة الشيخ سراج الدين عمر بن كمال الدين النهروالي وكيل آصف خان الوزير، وكان حياً عند فتح ايدر، كتب إلى السلطان محمود يخبر بالفتح وكان مع وظيفته المذكورة مرجع العسكر في الوقائع، ذكره الآصفي في تاريخه ظفر الواله. الشيخ حسام الدين الملتاني الشيخ العالم الصالح حسام الدين المتقي الملتاني، أحد العلماء المتقين كان يزرع بنفسه في أرض خراجية له يؤدي خراجها ويأكل بعمل يده، ولما صارت الأرض الخراجية مختلطة بغيرها في فتنة الملتان التزم أن لا يأكل إلا في مخمصة، وكان لا ياوي في ظل مقبرة الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني ويقول: إنها بنيت من بيت المال فضيع فيها مال المسلمين. وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يخاف في الله لومة لائم، وكان يحترز عن المشتبهات كل الاحتراز، فإن أكل اللقمة المشتبهة أحياناً بغير وقوف عليها تثقل عليه وتنقبض نسبته. قال الشيخ عبد الحق في أخبار الأخيار: إنه أكل يوماً الطعام فثقل عليه وانقبضت نسبته، فذهبت إلى البيت وتفحص عنه فظهر أن الخادم جاءت بتبن من دار جار له لا يقاد النار للطبخ، فذهب إلى جاره وأعطاه شيئاً وطلب العفو منه حتى زال القبض، قال: وإن رجلاً انتعل نعليه وذهب إلى بيته ثم عرف أنهما للشيخ حسام الدين فجاء بهما معتذراً فلم يقبلهما حتى دفع إليه الثمن وقال: إني جعلت أملاكي كلها موقوفة لئلا يقع في الحرام من يتصرف فيها بغير إذني، توفي سنة ستين وتسعمائة. الشيخ حسن بن أحمد الكجراتي الشيخ الفاضل الكبير حسن بن أحمد بن نصير الدين العمري أبو صالح حسن محمد الكجراتي، كان من ذرية الشيخ العلامة كمال الدين الدهلوي، ولد سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة بأحمد آباد، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن والده وعمه الشيخ جمال الدين، وكان والده أخذ عن غير واحد من المشايخ الجشتية منهم الشيخ حسن بن طاهر العباسي الجونبوري، وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ محمد غياث عن الشيخ علي عن الشيخ محمد عن الشيخ إسحاق الختلاني عن الشيخ بن الشهاب الهمداني بسنده إلى أبي النجيب السهروردي، وأخذ الطريقة المدارية عن أخيه الشيخ فريد الدين عن الشيخ تاج الدين عن الشيخ صادق عن الشيخ سدهن عن الشيخ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 جمن عن الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري، كما في مجمع الأبرار. وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والأصول والعربية والتصوف والتفسير، تولى الشياخة إحدى وأربعين سنة، وله مصنفات عديدة، منها تفسير القرآن الكريم اجتهد فيه في ربط الآيات بعضها ببعض، ومنها تعليقات شريفة على تفسير البيضاوي، وحاشية لطيفة على نزهة الأرواح، توفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وتسعمائة وله تسع وخمسون سنة، كما في أنوار العارفين. الشيخ حسن بن حسام النارنولي الشيخ العالم الفقيه حسن بن حسام الدين الجشتي النارنولي، كان من نسل القاضي تاج الدين الهروي، ولد ونشأ بنارنول، وقرأ الكتب الدرسية على والده، وأخذ الطريقة عن الشيخ شمس الدين النارنولي ثم عن الشيخ نظام الدين ولازمه ملازمة طويلة، ثم سافر إلى لاهور واشتغل بها بالتدريس أربعين سنة. توفي سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، كما في أخبار الأصفياء. الشيخ حسن بن داود البنارسي الشيخ العالم الصالح حسن بن داود الحنفي البنارسي، أحد كبار المشايخ الجشتية، قرأ العلم على عمه الشيخ فريد بن قطب البنارسي، ودرس مدة من الزمان، ثم أخذ الطريقة الجشتية عنه، وألزم نفسه حفظ الأنفاس ومجاهدة النفس حتى أنه كان يفطر على خبز الشعير في كل أسبوع ولم يكن يأكل أكثر من عشرين مثقالاً. وله مصنفات في الصرف والنحو منها مرغوب الطالبين في الصرف. وسافر إلى أرض الحجاز للحج والزيارة فأغار على فلكه القرصان وقتلوه في رابع ربيع الأول سنة ستين وتسعمائة، كما في كنج أرشدي. الشيخ حسن بن طاهر الجونبوري الشيخ العالم الفقيه حسن بن طاهر بن كمال العباسي الجونبوري كمال الحق، كان من المشايخ المشهورين في بلاد الهند، ولد في بهار ونشأ بجونبور، وكان أصله من الملتان، قدم والده فدخل جونبور ومكث بها زماناً طويلاً يطلب العلم، ثم سافر إلى بهار وأقام في مدرسة الشيخ محمد بن طيب وتزوج بها ورزق أولاداً منهم الحسن بن طاهر. وكان عليه علائم الرشد والسعادة، اشتغل بالعلم في صباه، وانتقل مع والده إلى جونبور، وقرأ على تلامذة القاضي شهاب الدين الدولت آبادي، وتزوج بابنة الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ حامد ابن أبي الحامد الجشتي المانكبوري، فلقبه شيخه كمال الحق، وكان شيخه يقول إن الحسن حجة موجهة لي يوم القيامة. وكان عالماً كبيراً عارفاً صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية والأذواق الصحيحة والمواجيد الصادقة، انتقل من جونبور إلى آكره في عهد إسكندر بن بهلول اللودي، فأقام بها زماناً ثم قدم دهلي وسكن في بجي مندل، - بكسر الموحدة وبجيم وسكون التحتية وفتح الميم والدال الهندية- محرف من بديع منزل، كان قصراً من القصور السطانية. توفي يوم الجمعة لست بقين من ربيع الأول سنة تسع وتسعمائة، كما في أخبار الأخيار. الشيخ حسن بن عبد الله الكالبوي الشيخ العالم الصالح حسن بن عبد الله القرشي الكالبوي، أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بكالبي، وقرأ العلم على أساتذة عصره وأسند الحديث عن الشيخ عبد النبي المحدث الكنكوهي، وأخذ الطريقة عن الشيخ بران الدين الأنصاري، وكان عالماً صالحاً تقياً شاعراً، قلما يتردد إلى مجالس غناء الصوفية، ويتكلم بالتوحيد مع العقل والدين والسكون، وكان يدرس ويفيد. توفي سنة تسع وثمانين وتسعمائة، ذكره التميمي في أخبار الأصفياء، وقال محمد بن الحسن في كلزار: إن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 أبا الفيض بن المبارك الناكوري أرخ لعام وفاته فضائل بناهي. الشيخ حسن بن محمود الشيرازي الشيخ الفاضل حسن بن محمود الأنصاري الشيرازي الخطاط المشهور، ولد ونشأ بشيراز، وقرأ العلم على أساتذة بلدته، وخرج من بلاد الفرس في عهد طهماسب شاه الصفوي، لما أكره الناس على التشيع سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الحديث، ثم قدم الهند ودخل كجرات في أيام مظفر شاه الحليم الكجراتي ولازم بعض العلماء واستفاد منهم، ثم قدم آكره وسكن بها، وفيه قال الشيخ زين الدين الخوافي. هشت شعر من ز عقل ونقل خواهم بشنود جامع المعقول والمنقول مولانا حسن توفي لأربع خلون من رجب سنة ست وخمسين وتسعمائة بمدينة آكره فدفن بها، ذكره المندوي في كلزار أبرار. الشيخ حسن بن موسى الكجراتي الشيخ الصالح حسن بن موسى الكجراتي، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ النحو والفقه والحديث على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ جلال بن أحمد بن جعفر الحسيني الرفاعي. ولما فتح همايون شاه التيموري بلاد كجرات سافر إلى مندو سنة إحدى وأربعين وتسعمائة وتزوج بها وأعقب. وكان صالحاً تقياً ديناً عفيفاً كريماً، توفي ليلة الجمعة لأربع عشرة خلون من صفر سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة، ذكره ولده محمد بن الحسن في كتابه كلزار أبرار. الفقيه حسن العرب الدابهولي الشيخ الفاضل العلامة حسن الدابهولي الكجراتي المشهور بفقيه العرب، كان يدرس ويفيد بمدرسة سرخيز سر كهيج من أحمد آباد كجرات في أيام محمود شاه الكبير وولده مظفر شاه الحليم الكجراتي، قرأ عليه الشيخ عبد القادر الأجيني وخلق كثير من العلماء، ذكره محمد بن الحسن. الشيخ حسين بن أسد الكلبركوي الشيخ الصالح حسين بن أسد الله بن صقر الله بن أسد الله بن عسكر الله ابن صقر الله بن الحسين بن محمد بن يوسف الحسيني الكلبركوي، أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمدينة كلبركه وسافر إلى كلكنده سنة ثمان وخمسين وتسعمائة وسكن بها، ومنحه إبراهيم قطب شاه أقطاعاً من الملك وأملكه ابنته فصار صاحب العدة والعدد. ومن آثاره حسين ساكر حوض كبير بناه بحيدر آباد سنة خمس وستين وبذل عليه مائتي ألف هوناً. مات لأربع عشرة بقين من جمادي الآخرة سنة تسع وسبعين وتسعمائة، كما في مهر جهانتاب للسيد الوالد. الشيخ حسين بن خالد الناكوري الشيخ الكبير المعمر حسين بن خالد بن نظام الدين الناكوري الشيخ كمال الدين، كان من ذرية الشيخ حميد الدين السعيدي السوالي، قرأ العلم على الشيخ كبير الدين الجشتي الناكوري، وأخذ عنه الطريقة ولازمه ملازمة طويلة، ثم دخل أجمير وعكف على ضريح الشيخ معين الدين حسن السجزي مدة، وهو أول من بنى على ضريح الشيخ المذكور الأبنية الرفيعة. وله مصنفات منها تفسير القرآن الكريم المسمى بنور النبي في ثلاثين جزءاً بقدر أجزاء القرآن مشتمل على حل التركيب وتوضيح المعاني، وله شرح بسيط على القسم الثالث من مفتاح العلوم للسكاكي، وله أصول الأنوار في ذكر الأبرار في تراجم المشايخ الجشتية، وله رسائل غر ما ذكرناها. مات في سنة إحدى وتسعمائة، كما في أخبار الأصفياء. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 مرزا شاه حسين السندي الملك المؤيد المظفر حسين بن شاهي بينك بن ذي النون الأرغون القندهاري ثم السندي الفاضل الكبير، ولد في سنة ست وسبعين وثمانمائة، وقام بالملك بعد والده في سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، فاستقل به أربعاً وثلاثين سنة. وكان من كبار العلماء، أخذ العلم عن الشيخ مصلح الدين اللاري والشيخ يونس السمرقندي وعن غيرهما من الأساتذة ولازمهم مدة، وجد في البحث والاشتغال حتى تبحر في العلوم وتفنن في الفضائل. وكان حين دروسه وقرائته يكتب درسه ببلده كل يوم في اللغة الفارسية، قال السيد معصوم بن صفاي الحسيني الترمذي في تاريخ السند: إني رأيت عشرة أجزاء من تلك المسودات ببلدة سيوستان عند قاضيها حين كنت ملازم دروسه، انتهى. وكان ملكاً عادلاً كريماً، محباً لأهل العلم والأشراف، يجتمع بهم ويحسن إليهم بالصلات والجوائز، وكان يقضى في مهمات الأمور وفق الشريعة المطهرة. توفي لإحدى عشرة خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وستين وتسعمائة، فنقل جسده إلى مكة المباركة ودفن بالمعلاة عند أبيه، ذكره النهاوندي في المآثر. حسين شاه لنكاه الملتاني الملك المؤيد حسين بن قطب الدين الملتاني السلطان الفاضل، قام بالملك بعد والده سنة أربع وسبعين وثمانمائة، فافتتح الأمر بالعدل والإحسان، وسار إلى قلعة شور ففتحها، ثم إلى جنيوث وملكها ورجع إلى الملتاني، وسار بعد مدة إلى كونكر فملكها وملك ما والاها من بلاد إلى دهنكوت. وكان عادلاً باذلاً كريماً، محباً لأهل العلم محسناً إليهم، اجتمع لديه خلق كثير من أهل العلم، وكان يجري عليهم الأرزاق السنية، واعتزل في آخر عمره عن الناس وولي الأمر ولده فيروز، ولما كان غير كفء للسلطة سموه في زمان يسير من ولايته فخرج حسين شاه من العزلة وأخذ عنان السلطة بيده مرة ثانية. توفي لأربع بقين من صفر سنة أربع، وقيل ثمان، وتسعمائة وكانت مدته ثلاثين أو أربعاً وثلاثين سنة، ذكره محمد قاسم. الشيخ حسين بن محمد الكواليري الشيخ الصالح حسين بن محمد بن الجلال بن زهيد الحسيني الترمذي السارني ثم الكواليري، أحد المشايخ العشقية الشطارية ولد ونشأ بمدينة كواليار، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد غوث الكواليري ولازمه زماناً، ثم سافر معه إلى كجرات، وكان مغلوب الحالة، قتله بعض الناس غيلة بمحمود آباد كجرات سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ حسين بن محمد السكندري الشيخ الصالح حسين بن محمد الجشتي السكندري، أحد المشايخ المشهورين في زمانه، سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند وأخذ الطريقة عن الشيخ صفي الدين عبد الصمد السائينبوري ولازمه مدة من الزمان، أخذ عنه الشيخ عبد الواحد الحسيني البلكرامي وخلق كثير، مات سنة ست وثمانين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. مولانا حسين التبريزي الأمير الفاضل حسين بن نوري الجراح التبريزي نواب خانخانان، كان من الأفاضل المشهورين في الرئاسة، قربه مرتضى نظام شاه إلى نفسه وجعله من ندمائه، ثم ولاه الوكالة المطلقة نحو سنة سبع وسبعين وتسعمائة ولقبه خانخانان فصار المرجع والمقصد في كل باب من أبواب الدولة، وقتل مولانا عناية الله القائني بقلعة جوند لئلا يوليه مرتضى نظام شاه وكالته فغضب عليه نظام شاه المذكور وعزله عن تلك الخدمة الجليلة، ذكره محمد قاسم في تاريخه. كمال الدين حسين الأردستاني الأمير الفاضل كمال الدين حسين الأردستاني نواب مصطفى خان، كان من الرجال المعروفين بالعقل والدهاء، قدم كلكنده في أيام إبراهيم قطب شاه ونال الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 الوزارة الجليلة،، فساس الأمور وأحسن إلى الناس، وبالغ في تعمير البلاد وإرضاء النفوس، حتى صار المرجع والمقصد في كل باب من أبواب الدولة، فحسده الأمراء ورغب عنه إبراهيم قطب شاه وصار ينتهز الفرصة لابعاده، فلما أحس منه ذلك خرج من كلكنده وسار نحو صاحب بيجابور، فاغتنم قدومه على عادل شاه البيجابوري وقربه إلى نفسه وجعله صاحب العدة والعدد، ثم استوزره وجعله وكيل السلطة وأعطاه أقطاعاً من الملك، فخدمه مدة من الزمان، ثم خدم إبراهيم عادل شاه قليلاً، وقتل بأمر كشور خان بقلعة بنكابور سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، كما في بساتين السلاطين. الشيخ الحسين البغدادي الشيخ الفاضل العلامة حسين البغدادي، أحد كبار العلماء، كان من ذرية الإمام أبي حذيفة. ولد ونشأ ببغداد، وقرأ العلم على أساتذة الزوراء، ثم سافر إلى شيراز ليأخذ العلم عن الأمير غياث الدين بن المنصور الشيرازي، فلما دخل البلاد دعى إلى مجلس لأهل العلم دعاه إبراهيم خان أمير تلك الناحية، فلما اجتمع الناس عرض الأمير عليهم الإيراد الذي أورده غياث الدين بن المنصور على شرح التجريد في مبحث العلة والمعلول، فسكت الناس كلهم إلا البغدادي فقال له: لو أعطيتني شرح التجريد ليومين فأنظر فيه ماله وما عليه لأجبتك عن تلك المسألة! فأعطاه الأمير ذلك الشرح فطالعه وأجاب عن الإيراد بوجوه عديدة، واستحسنها العلماء كلهم إلا غياث الدين فإنه خجل واتهمه بالنصب والخروج وسأل الأمير أن يخرجه من بلاده، فأبى الأمير ذلك وشفع وقال: من جاء في هذه البلدة ليستفيد من جنابكم فكيف يسوغ لي أن أخرجه من البلد! فرضى غياث الدين عنه ومكث البغدادي ببلدة شيراز مدة يستفيد منه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ودخل الهند وساح معظم المعمورة واختار الإقامة بأحمد آباد كجرات، فسكن بها وتصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه مولانا عبد القادر البغدادي والحكيم عثمان البوبكاني وخلق آخرون. توفي سنة سبع وسبعين وتسعمائة فدفن برسول آباد وله ست وسبعون سنة، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الشيخ حسين البزهري الشيخ العالم الكبير حسين البزهري، أحد الأفاضل المشهورين في الهند، درس وأفاد في المدرسة بمدينة دهلي وانتفع به خلق لا يحصون بحد وعد، ذكره عبد القادر البدايوني في كتابه المنتخب وأثنى على فضله وبراعته في العلوم. الشيخ حسين الملتاني الشيخ الصالح حسين الجشتي الملتاني، أحد رجال العلم والطريقة، دخل أجمير وعكف على ضريح الشيخ الكبير معين الدين اثنتى عشر سنة، ثم استقدمه محمود شاه الخلجي إلى مندو فسكن بها، وكان زاهداً عفيفاً ديناً، يذكر له كشوف وكرامات. توفي سنة خمس وأربعين وتسعمائة بكراريه قرية من أعمال مندو وله مائة وتسع عشرة سنة، كما في كلزار أبرار. القاضي حماد الردولوي الشيخ العالم الفقيه القاضي حماد الحنفي الردولوي، أحد العلماء المشهورين في زمانه، كان يدرس ويفيد، ذكره الشيخ ركن الدين محمد بن عبد القدوس الكنكوهي في اللطائف القدوسية. الشيخ حميد الدين الكواليري الشيخ العارف حميد الدين بن ظهير الدين الغزنوي الكواليري، أحد المشايخ المشهورين، كان يعرف بالحاج الظهور الحميد الحصور، ولد سنة خمس وثلاثين وثمانمائة، وانتقل مع أبيه إلى بلاد الهند وسكن بكواليار، ثم سافر إلى منير ولازم الشيخ محمد بن العلاء الشطاري المنيري وأخذ عنه، ثم لازم ولد شيخه أبا الفتح هدية الله سرمست وأخذ عنه ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الطريقة الأويسية عن الشيخ على الشيرازي عن عزيز الله بن عبد الله المصري، وأخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 محمد غياث عن الشيخ معين الدين عن الشيخ حسام الدين الجشتي المانكبوري، وأقام بالمدينة المنورة أربعين سنة ثم رجع إلى الهند وأقام بمدينة كواليار، أخذ عنه الشيخ فريد الدين أحمد الكواليري وصنوه محمد غوث صاحب الجواهر الخمسة، توفى لثمان بقين من ذي الحجة سنة ثلاثين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. مولانا حميد الدين الكجراتي الشيخ الفاضل حميد الدين بن لار الكجراتي أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بكجرات واشتغل بالعلم وتخرج على أهله ثم درس وأفاد، ولما ورد محمد غوث الكواليري بلاد كجرات وأنكر عليه العلماء قام بنصرته ورد عليهم بالمعقول والمنقول ولازمه مدة وأخذ عنه الطريقة العشقية الشطارية، ذكره محمد بن الحسن المندوي في كلزار أبرار وقال: إنه انتقل في آخر عمره إلى برهانبور وقد أربى على ثمانين سنة، مات ودفن ببرهانبور. مولانا حميد الدين السنبهلي الشيخ العالم الفقيه حميد الدين السنبهلي المفسر الواعظ، كانت له اليد الطولى في تفسير القرآن وإلقائه على الناس والتذكير بآيات الله سبحانه، وكان شديد التصلب في الدين، ذكره البدايوني قال: وكان همايون شاه التيموري يحسن الظن به ويقربه إليه، والحميد يحبه حباً مفرطاً، فلما رجع همايون من إيران استقبله بكابل، وكان يظل أن همايون تشيع في إيران فغضب عليه ذات يوم وقال له: إني وجدت رجال جنودك كلهم رفاضاً! فقال له همايون: كيف عرفت ذلك؟ قال: إني وجدت أسماءهم أسماء الرفاض هذا يار علي، وذلك كفش علي، وذلك حيدر علي، ما وجدت أحداً منهم مسمى بأسماء الصحابة الآخرين، فكبر ذلك على همايون وألقى قلماً كان بيده وقال: ما علمت إلا أن اسم جدي كان عمر شيخ مرزا، ثم دخل المنزل وخرج فتلطفه وأخبره عن عقيدته، انتهى. مات لسبع خلون من محرم سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة بمدينة سنبهل، كما في الأسرارية. الشيخ حنيف الحسيني الشيخ الصالح حنيف بن أبي حنيف الحسيني المحمد آبادي البيدري، أحد المشايخ المشهورين في عصره، أخذ عن الشيخ مسعود بك، وسافر إلى بلاد الدكن فأكرمه أحمد شاه البهمني فسكن بمدينة بيدر- بكسر الموحدة- ومات بها سنة إحدى وتسعمائة وله ثمانون سنة، ذكره السيد الوالد في مهر جهانتاب. مرزا حيدر الكوركاني الأمير الفاضل حيدر بن محمد حسين الجغتائي الكوركاني، كان من نسل جنكيز خان، ولد سنة خمس وتسعمائة في بلدة أورايته من بلاد ما وراء النهر، وتفنن بالفضائل على علماء بلاده ثم تقرب إلى مرزا أبي سعيد الكاشغري ملك يارقند فرباه في مهد السلطة وبعثه إلى تبت سنة خمس وثلاثين وتسعمائة ومعه أربعة آلاف من المقاتلة، فسار إلى تبت ثم إلى كشمير وفتحهما، فولاه أبو سعيد على أرض تبت فلبث بها زماناً، ولما مات أبو سعيد سار إلى بدخشان ثم رجع إلى الهند، وولاه كامران بن بابر شاه التيموري على لاهور وما والاها من البلاد، ولما خرج شير شاه على همايون شاه التيموري وأخرجه إلى إيران سار حيدر مرزا إلى كشمير ومعه مائة وخمسون رجلاً من خاصته فملكها بالعقل والتدبير، وجعل الخطبة والسكة على اسم نازك شاه الكشميري الذي كان لعبة في أيدي الوزراء فاستقل بالأمر، وبذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وترويج الصناعات ونشر العلوم والفنون، وقام بالأمر اثنتى عشر سنة، ثم خرج عليه الشيعة وقتلوه غيلة، وله تاريخ رشيدي كتاب ضخيم في التاريخ بالفارسي صنفه لعبد الرشيد بن أبي سعيد الكاشغوي، ومن شعره قوله: عاشق شده را اسير غم بايد بود محنت كش درد رويتم بايد بود يا از سر كوي يار بايد بر خاست يا از سك كوي يار كم بايد بود قتل لثمان خلون من ذي القعدة سنة سبع أو ثمان وخمسين وتسعمائة بمدينة سري نكر، فدفنوه بمقبرة الملوك. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 حرف الخاء الشيخ خاصه بن خضر الأميتهوي الشيخ العالم الصالح خاصة بن خضر بن كدن بن خير الدين الصالحي المكي بهاء الحق خاصه خدا الحنفي الأميتهوي، كان من رجال العلم والطريقة ينتهي نسبه إلى عبد الله علمبر دار الصالحي المكي، ذكره حفيده الشيخ أحمد بن أبي سعيد الأميتهوي في مناقب الأولياء وقال: إن جده خاصه سافر في عنفوان شبابه إلى جونبور ولازم الشيخ محمد بن عبد العزيز الجونبوري وأخذ عنه ثم رجع إلى بلدته ولبث بها زماناً ثم دخل سدهور- بكسر السين المهملة وتشديد الدال وأدرك بها الشيخ خواجكي بن علي الأنصاري فلازمه زماناً وتزوج بابنتيه واحدة بعد أخرى، ثم نزل أميتهي وسكن بها، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير. توفي لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة ببلدة أميتهي. خانجيو بن داود الكجراتي الوزير الكبير خانجيو بن داود الصديقي الكجراتي، أحد كبار الوزراء بكجرات، ويقال له اختيار خان، وكان من بيت القضاء ببلدة نرياد- بفتح النون وسكون الراء المهملة وياء تحتية وألف ودال مهملة- مولده ومنشأه بها، واشتغل وحصل وخدم الدولة ثم خدمته وصار في أوج القرب من السلطة، وتقدم في الذكاء والفطنة والفراسة حتى كان فيها ثانياً لإياس بن قرة، وأما العلوم الحكمية فلا تسئل عن ذلك، وكان منقطع القرين مجمع رياسة الدنيا والدين، ولذلك بعثه مظفر شاه الحليم حاجباً إلى مدينة لاد، واجتمع بسلطانها، وكانت له معه مجالس مأنوسة لطيفة إلى الغاية فأقبل عليه وأدناه منه، ثم ولى الوزارة وخدم بهادر شاه نحن ثلاث عشرة سنة، ولما انهزم بهادر شاه إلى مدينة ديو وتغلب همايون شاه التيموري على بلاد كجرات سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة وجيء به إلى مجلسه فاستثناه واحتفى به وأدنى مجلسه منه وقدمه حتى على جلسائه وأصغى إليه في المهمات الملكية وعمل بما رآه، فكان المشار إليه لديه وجرت بينهما مذاكرات حسنة ومحاورات لطيفة في فنون من العلوم العقلية والنقلية والرياضية والفلكية والأدبية نظماً ونثراً فوجده فيها حبراً بحراً فكبر في عينيه ووقر في صدره، فكان إذا رآه يتمثل بما كان يقول عضد الدولة في حق أبي الحسن بن محمد بن عبد الله بن المخزومي السلامي الشاعر يقول إذا رأيت السلامي في مجلسي ظننت أن عطارد قد نزل من الفلك إلى ووقف بين يدي. ثم لما قتل بهادر شاه وولي المملكة محمود شاه الصغير ولاه النيابة المطلقة في أوائل ربيع الأول سنة أربع وأربعين، وكان عماد الملك أمير الأمراء وهو خصيمه، فأشار إليه أفضل خان عبد الصمد البياني أن يعتزل في بيته ويترك النيابة لأنه كان يرى أن عماد الملك سيغلب على الأمور المهمة ولا يرضى أن يكون له شريك في الملك من الوزراء، فلم يسمعه اختيار خان واعتزل أفضل خان في بيته فوقع كما قال وقتله عماد الملك. وذكر الآصفي أنه لما وضع الجلاد الحبل في عنقه لصلبه قال: لا إله إلا الله! فقبل أن يتم كلمة الشهادة رفعه عن الأرض وبقى مصلوباً حتى برد، ثم أرخى الحبل وحين أخرجه من عنقه رجعت عيناه إلى ما كانتا عليه في الحياة ونطق تتمة الكلمة: محمد رسول الله! وفارق الدنيا سنة أربع وأربعين وتسعمائة، وأرخه بعضهم بقوله بناحق كشت بموجب ذكره الآصفي. الشيخ خانون الكواليري الشيخ الكبير خانون بن العلاء بن تاج الجشتي الكواليري، أحد المشايخ المشهورين، أخذ الطريقة عن الشيخ إسماعيل بن الحسن بن سالار عن أبيه عن جده عن اختيار الدين عمر الأيرجي، وأخذ عن الشيخ حسين بن الخالد الناكوري أيضاً. ولد سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وعمر سبعاً وثمانين سنة مع قناعة وعفاف وزهد وتوكل، أخذ عنه الشيخ نظام الدين النارنولي وصنوه إسماعيل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 وظهر لي بعد التفحص الكثير أن اسمه كان خان محمد، توفي لليلتين خلتاً من جمادي الأولى سنة أربعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ خواجه عالم الكجراتي الشيخ الصالح خواجه عالم الحسيني الكجراتي، أحد المشايخ العشقية الشطارية، يصل نسبه من جهة أبيه إلى الشيخ مودود الجشتي ومن جهة أمه إلى الشيخ جلال الدين الباني بتي، ولد ونشأ بكجرات وقرأ العلوم المتعارفة وتدرب على الرمي حتى فاق أقرانه في ذلك، ثم أخذ الطريقة العشقية عن الشيخ محمد غوث الكواليري ولازمه زماناً، وكان يدرس ويفيد، مات ودفن بقرية بيربور من أعمال كجرات، ذكره محمد بن الحسن. الشيخ خواجكي السدهوري الشيخ الصالح الفقيه خواجكي بن علي بن خير الدين بن نظام الدين الأنصاري السدهوري، قدم الهند جده نظام الدين سنة أربعين وثمانمائة وسكن بسدهور- بكسر السين وتشديد الدال المهملتين- قرية جامعة في أرض أوده. وكان خواجكي من كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بسدهور، وسافر للعلم إلى جونبور واشتغل على من بها من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ تاج الحق الجونبوري عن الشيخ شمس الدين الأودي عن السيد عبد الرزاق الكجهوجهوري. وفي رسائل الشيخ عبد القدوس الكنكوهي أنه أدرك العلامة بدهن أحد أصحاب الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري، وكان الشيخ عبد القدوس يخاطبه في رسائله بشيخ الإسلام. كان له أربعة أبناء: شيخ المشايخ ومحمد ومحب الله وابن آخر وكلهم كانوا علماء. ونسبه يصل إلى الشيخ عبد الله الأنصاري الهروي، فإن جده نظام الدين كان ابن الشيخ جمال الدين بن محمد بن غياث بن معز بن حبيب بن شمس بن الجلال بن ظهير بن محمد بن نظام بن الشهاب بن محمود بن عوض بن أيوب بن جابر بن إسماعيل عبد الله الهروي. خسرو آقا اللاري الأمير الفاضل خسرو آقا اللاري نواب أسد خان البيجابوري، كان من الرجال المشهورين في العقل والدهاء والسياسة والرئاسة، لقبه إسماعيل عادل شاه بأسد خان، وأعطاه أقطاعاً من الملك، وجعله سر عسكراً، فافتتح البلاد والقلاع، وخدم إسماعيل ثم ولده إبراهيم خمساً وثلاثين سنة، وجاوز عمره مائة سنة. وكان رجلاً حازماً شجاعاً فاضلاً أميناً ناصحاً، محباً لأهل العلم محسناً إليهم، حسن الخط ذا سخاء وكرم، وكان يذبح في مطبخه كل يوم مائة غنم ومائتا دجاجة، له آثار باقية في مدينة بلكام من قلعة متينة حصينة وجامع كبير داخل القلعة وحياض وجداول طينية. وإني قرأت كتابه الجامع فإذا فيه أسعد خان مكان أسد خان والمشهور على الألسن والمذكور في الصحف أسد خان، والله أعلم. توفي سنة ست وخمسين وتسعمائة بمدينة بلكام الشيخ خضر بن ركن الجونبوري الشيخ الفاضل خضر بن ركن الصديقي الجونبوري الشيخ بدهن ميان خان ابن قوام الملك، كان من رجال العلم والطريقة، سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورحل إلى القدس الشريف، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي ولازمه ملازمة طويلة، وجمع رسائله في كتاب بسيط. السيد خوند مير الكجراتي السيد الشريف خوند مير بن موسى بن جهجو بن سعيد بن يحيى الحسيني النهروالي الكجراتي، أحد الرجال المشهورين، ولد ونشأ بنهروالة ولازم السيد محمد بن يوسف الجونبوري المتمهدي عند وروده الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 هناك، وبايعه وصدقه في إدعائه وسافر معه إلى خراسان وأقام بها زماناً، ثم وجهه الجونبوري إلى كجرات، فجاء واستصحبه محمود بن محمد الجونبوري إلى خراسان عند والده ومكث بها إلى وفاة المتمهدي، ثم رجع إلى كجرات واختار الإقامة بقرية كهانبهيل، على ثمانية أميال من نهرواله، وصرف شطراً من عمره في دعوة الناس إلى مذهبه، وذهب إليه خلق كثير وافتتن به الناس، فأمر مظفر شاه الحليم الكجراتي بدفع تلك الفتنة، فسار إليه عين الملك بعساكره وكان والياً على نهرواله فقاتله وقتله في المعركة، وكان لقبه في أهل مذهبه صديق الولاية والخليفة الثاني، وله بحر الفوائد وأم العقائد كتاب في الكلام. قتل لأربع عشرة خلون من شوال سنة ثلاثين وتسعمائة، ذكره كلاب ابن عبد الله البالنبوري في تاريخه. حرف الدال الشيخ دانيال بن الحسن الجونبوري الشيخ الفاضل دانيال بن الحسن بن حسام الدين العمري البلخي ثم الجونبوري، أحد الأفاضل المشهورين، قدم الهند وخدم الملوك بدهلي مدة طويلة، ثم ترك الخدمة وسافر إلى البلاد، وأخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ حامد بن أبي الحامد الحسيني المانكبوري بمدينة مانكبور، ثم رحل إلى بنارس وأقام بها زماناً، ثم دخل جونبور وسكن بها، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الجونبوري وصنوه أحمد بن يوسف، ولأحمد المقالات الخضروية كتاب جمع فيه ملفوظاته، قال فيه: إنه أدرك الخضر واستفاد منه فيوضاً كثيرة، ولذلك لقبوه بالخضري. توفي لاثنى عشرة بقين من ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة، كما في كنج أرشدي. الشيخ داود بن حسن الكشميري الشيخ الفاضل داود بن الحسن الخاكي الكشميري، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ نصير الدين النصير ثم اعتزل عنه لظنه أنه من طائفة الشيعة، ولازم الشيخ رضى الدين الكشميري وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وقرأ على مولانا أفضل الكشميري، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ حمزة ولازمه ملازمة طويلة، وأخذ عن الشيخ أحمد الحسيني الكرماني والشيخ إسماعيل الحسيني والشيخ محمد القادري، واستفاض منهم فيوضاً كثيرة. وله مصنفات عديدة منها العقيدة الجلالية، والرسالة العالية، وورد المريدين، وشرحه دستور السالكين، أوله: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، إلخ. توفي سنة أربع وتسعين وتسع مأة، كما في روضة الأبرار. الشيخ داود بن عجب شاه الكجراتي الشيخ الفاضل داود بن عجب شاه الهندي الكجراتي، أحد دعاة المذهب الإسماعيلي بأرض الهند، ذكره سيف الدين عبد العلي الكجراتي في المجالس السيفية، قال: إنه سار إلى بلاد اليمن، وأخذ علم التنزيل والتأويل عن الشيخ عماد الدين إدريس بن الحسن الإسماعيلي اليماني، ورجع إلى الهند ونص له جلال الدين الهندي بالدعوة بعده، فلما مات جلال الدين تولى الدعوة، ونص بالدعوة بعده لداود بن قطب شاه الكجراتي. مات لثلاث بقين من ربيع الثاني سنة سبع وتسعين وتسعمائة. الشيخ داود بن فتح الله الكرماني الشيخ الكبير الزاهد داود بن فتح الله الحسيني الكرماني، أحد المشايخ القادرية الجميلية، توفي والده قبل ميلاده وأمه في صغر سنه، فتربى في حجر أخيه رحمة الله، وقرأ القرآن واشتغل بالعلم زماناً وتفقه على بعض العلماء، ثم دخل لاهور ولازم الشيخ إسماعيل بن عبد الله الأجي، وكان يتوقد ذكاءاً قل أن يدخل في علم من العلوم وباب من أبوابه إلا ويفتح له من ذلك الباب أبواب، وكان شيخه إسماعيل يقول: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 كنا نفتخر بلقاء الشيخ العارف عبد الرحمن الجامي والأخذ عنه، كذلك يصير هذا الفتى فيبلغ رتبة يفتخر الناس بلقائه ويتبركون به، فصار كما ظن به إسماعيل، ونبغ في كل علم ومعرفة، وأخذ الطريقة عن الشيخ حامد بن عبد الرزاق الأجي ثم انقطع إلى الزهد والعبادة وسكن بشير كده من بلاد بنجاب، فتهافت عليه الناس وهجموا عليه، وكانوا يتبركون به، ويستفيدون منه، وكان لا يخرج من بيته ولا يتردد إلى أحد، ويتصدق بأمواله كل سنة مرة أو مرتين، لا يبقى عنده شيئاً منها. مات سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة، ذكره البدايوني. الشيخ داود بن قطب البنارسي الشيخ العالم الصالح داود بن قطب بن الخليل العمري البنارسي، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بقرية خانقاه في بيت جده لأمه الشيخ نور، ولما توفي والده سافر للعلم إلى بنارس مع صنوه فريد الدين، فاشتغل على الشيخ مبارك البنارسي وقرأ الكتب الدرسية عليه وسكن ببنارس، وكان يدرس ويفيد. غرق بماء كنك لأربع عشرة خلون من شوال سنة ست وتسعمائة بقصة شرحتها في ترجمة أخيه فريد الدين. الشيخ داود السندي الشيخ العالم الفقيه القاضي داود الحنفي السندي، أحد مشاهير القضاة في بهكر من بلاد السند، أصله من فتحبور قرية في ناحية سيوى من بلاد السند، انتقل إلى بهكر في أيام محمود شاه السندي، فولاه القضاء فاستقل به مدة طويلة، وكان مشكور السيرة في القضاء، ذكره النهاوندي في المآثر وقال: حبسوه ثم قتلوه بالسم سنة إحدى وثمانين وتسعمائة. القاضي دته السيوستاني الشيخ العالم الفقيه القاضي دته بن شرف الدين الحنفي السيوستاني، أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على والده وعلى الشيخ محمود والشيخ عبد العزيز الهروي، وأخذ الحديث والتفسير عن الشيخ بلال التهلتي وصحب كبار المشايخ وأخذ منهم حتى برع في العلم والمعرفة ومهر في التفسير والجفر الجامع وفي فنون أخرى، أخذ عنه الحسين بن شاهي بيك القندهاري ملك السند، ولقبه الشيخ عثمان السندي الأستاذ، وقبره في قرية باغبان، ذكره معصوم بن صفائي الترمذي في تاريخه. مولانا درويش محمد الدهلوي الشيخ العالم الفقيه درويش محمد الواعظ المارواء النهري ثم الهندي الدهلوي، أحد العلماء المذكرين، سافر إلى الحجاز على قدم الصدق والإرادة، فلبث بها بضع سنين ثم قدم الهند في أيام الأفاغنة نحو سنة خمس وخمسين، وصحب مشايخ الهند وأخذ عنهم وسكن بدهلي. وكان شديد التعبد، حسن الأخلاق، مستقيماً على الطريقة الظاهرية والصلاح، مات سنة سبع وتسعين وتسعمائة، وقبره عند ضفة الشيخ برهان الدين البلخي، كما في أخبار الأخيار. الشيخ ديتن الجونبوري الشيخ العالم الصالح ديتن بن أحمد الرضى الشريف الجونبوري، أحد المشايخ الجشتية، كان اسمه إله داد، وهو أخذ الطريقة عن الشيخ نور بن الحامد المانكبوري، وأخذ عنه الشيخ جلال الدين بن صدر الدين الأكبر آبادي وخلق آخرون. مات لإحدى عشرة خلون من ربيع الثاني سنة أربع وأربعين وتسعمائة، كما في أخبار الأصفياء. حرف الراء الشيخ راجح بن داود الكجراتي الشيخ العالم المحدث راجح بن داود بن محمد بن عيسى بن أحمد الحنفي الكجراتي، أحد العلماء العاملين، ذكره السخاوي في الضوء اللامع قال: إنه ولد في تاسع صفر سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بأحمد آباد، وقرأ في بلدته على محمود بن محمد المقريء الحنفي النحو والصرف والمنطق والعروض وغيرها، وعلى المخدوم بن برهان الدين المعاني الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 والبيان، وعلى محمد بن تاج الحنفي الهيئة والكلام، وبرع في الفنون ونظم الشعر مع جودة الفهم، ولقيني في أوائل سنة أربع وتسعين بمكة وقد قدم هو وأخوه قاسم وعمهما للحج، ثم توجهوا للزيارة، ولما عاد قرأ على شرحي لألفية الحديث وكتبت له إجازة حافلة، وأثبت له ترجمة البدر الدماميني لسؤاله عن ذلك لكونه مات في الهند، وزدت له ترجمة العلاء البخاري الحنفي، ونبهت على تكفيره لابن العربي وتكفير من يعتقده رجاء انتفاعه بذلك في دفع من يعتقده ويشتغل بتصانيفه، انتهى. توفي سنة أربع وتسعمائة، كما في تذكرة العلماء. الشيخ راجي محمد الأجيني الشيخ الصالح راجي محمد بن شيخ خان الحنفي الأجيني، كان من نسل الشيخ عين القضاة الهمداني، اشتغل بالعلم من صغره، وسافر إلى برهانبور فأقام بها سنتين وقرأ بعض العلوم على أساتذتها، ثم رحل إلى أحمد آباد بيدر ولازم الشيخ محمد بن إبراهيم الإسماعيلي الملتاني اثنتى عشرة سنة، ودخل أجين سنة ثلاثين وتسعمائة فسكن بها، ودرس خمسين سنة. توفي لثلاث بقين من رمضان سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة بمدينة أجين، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الشيخ رحمة الله السندي الشيخ العالم الكبير المحدث رحمة الله بن عبد الله بن إبراهيم العمري السندي المهاجر إلى المدينة المنورة، ولد بدربيله من أعمال السند ونشأ بها على فضل عظيم، ورحل إلى كجرات مع أبيه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، وأخذ الحديث عن الشيخ علي بن محمد بن غريق الخطيب المدني صاحب تنزيه الشريعة، وعن غيره من أئمة الحديث، ثم عاد إلى الهند ومعه الشيخ عبد الله بن سعد الله السندي، فأقام بكجرات وكانت له كالوطن لطول اللبث وامتداد الإقامة بها قبل الرحلة إلى المشعر الحرام، فدرس بها أعواماً وأخذ عنه خلق لا يحصون بحد وعد. وكان صاحب تقوى وعزيمة، كان لا يقبل النذور عند إقامته في الحجاز لنوع شبهة فيها، وكان السلطان العثماني يبعث بها إلى الشيخ علي بن حسام الدين المتقي لقسمتها على المحاويج والعلماء، وعاد إلى مكة المباركة في آخر عمره. وله مصنفات منها كتاب المناسك، أوله: الحمد لله أكمل الحمد على ما هدانا للاسلام، إلخ، شرحه نور الدين علي بن سلطان محمد القاري الهروي سنة 1012 للهجرة، وسماه المسلك المقتسط في المنسك المتوسط، وله منسك صغير شرحه على المذكور سنة 1010 للهجرة وسماه هداية السالك في نهاية المسالك، ذكره الجلبي في كشف الظنون، وله تلخيص تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة لشيخه علي بن محمد الخطيب وهو في غاية اللطف من الاختصار، ذكره القنوجي في أبجد العلوم. وقد ذكره الحضرمي في النور السافر قال: إنه كان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين رحمه الله، وطبق بعض الفضلاء في تاريخ موته بحساب الجمل فجاء رحمة الله قد نال مراده وزاد في العدد اثنين، وذلك مسامح فيه عند أهل هذا الفن خصوصاً إذا كان التاريخ مناسباً للحال، ثم قال: وقد أشار صاحبنا الشيخ الفاضل محمد بن عبد اللطيف الجامي المكي الشهير بمخدوم زاده في القصيدة التي رثاه بها فقال: رحمة الله لا تفارق مثوى رحمة الله بالحيا والغمام قال: وبالجملة فإنه كان بقية السلف الصالح رحمه الله، انتهى. توفي لثمان خلون من محرم سنة أربع وتسعين وتسعمائة. الشيخ رحمة الله الكجراتي الشيخ العالم المتوكل رحمة الله بن عزيز الله العمري الكجراتي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ في مهد العلم والمعرفة، وأخذ عن والده وتفقه عليه، وكان والده من كبار المشايخ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 فتولى الشياخة بعده مع الطريقة الظاهرة والصلاح والعفاف والتوكل والعزلة، وكان له شأن كبير في الزهد والورع والإستقامة، أخذ عنه الشيخ بهاء الدين وخلق آخرون. توفي لإحدى عشرة بقين من جمادي الآخرة سنة سبع وستين وتسعمائة، كما في بحر زخار. مولانا رزق الله الدهلوي الشيخ الفاضل رزق الله بن سعد الله البخاري الدهلوي، كان من العلماء المبرزين في الشعر والتاريخ والتصوف والموسيقى، وله معرفة بلغة سنسكرت، ولد بدهلي سنة سبع وتسعين وثمانمائة، وأخذ عن الشيخ محمد بن الحسن العباسي الدهلوي، ثم لازم الشيخ محمد بن منكن الملاوي وأخذ عنه الطريقة وأقبل إلى الشعر والتصوف إقبالاً كلياً حتى نبغ فيهما. وكان من نوادر العصر في سلامة العقل وسعة الصدر ودوام الحضور والاستقامة على الحالة والصبر على البلاء، وكان مع كبر سنه غاية في العشق والمحبة، وله اطلاع واسع على أخبار الملوك والمشايخ، ذكره الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار وكان ابن أخيه. ومن مصنفاته واقعات مشتاقي كتاب في أخبار ملوك الهند، ومنها بيمائن وجوت نرنجن كلاهما في بهاشا لغة أهل الهند. توفي لعشر ليال بقين من ربيع الأول سنة تسع وثمانين وتسعمائة. مولانا رضى الدين الكشميري الشيخ الفاضل رضى الدين الحسيني الكشميري، أحد الأفاضل المشهورين، قرأ العلم على الشيخ نصير الدين الكشميري البصير وعلى غيره من العلماء ثم ولي التدريس في أيام مرزا حيدر بن محمد حسين الكوركاني في مدرسة كانت في قطب الدين بوره ببلدة سري نكر، فدرس وأفاد بها مدة طويلة، أخذ عنه الشيخ داود بن الحسن وشمس الدين بال ويعقوب بن الحسن الصرفي وخلق كثير من العلماء، وكان له اليد الطولى في الإنشاء والشعر والألغاز والخط وكان يكتب على سبعة أقلام، وله مصنفات عديدة توفي سنة ست وخمسين وتسعمائة، كما في الروضة. الشيخ رفيع الدين المحدث الشيرازي الشيخ العالم المحدث رفيع الدين بن مرشد الدين الحسيني الصفوي الشيرازي ثم الهندي الأكبر آبادي، أحد العلماء المشهورين في الهند، أخذ عن العلامة جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي الدواني، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المصري صاحب الضوء اللامع وصحبه زماناً، ثم قدم الهند ودخل آكره في أيام السلطان سكندر بن بهلول اللودي، فأكرمه غاية الإكرام، فسكن بآكره، وكان السلطان يخاطبه بالحضرة العلية. توفي سنة أربع وخمسين وتسعمائة بآكره، ذكره التميمي في أخبار الأصفياء. الشيخ ركن الدين البيانوي الشيخ الصالح ركن الدين بن محمود البيانوي، أحد العلماء العاملين، ولد ونشأ بمدينة بيانه- بفتح الموحدة والياء التحتية- وقرأ العلم بها على أساتذة عصره ثم انتقل إلى مندو في فترات هيمون البقال وسكن بها، وكان بارعاً في الفقه والعربية يدرس ويفيد في بيته لا يخرج منه إلا للصلوات. توفي لست بقين من جمادي الأولى سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ ركن الدين المنيري الشيخ الصالح ركن الدين بن هدية الله بن محمد بن العلاء الشطاري المنيري، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بمنير، وأخذ عن والده وتصدر للإرشاد والتلقين بعده، وكان على قدم أبيه وجده في العلم والعمل، أخذ عنه الشيخ كمال الدين سليمان القرشي وخلق آخرون، كما في كلزار أبرار. الشيخ ركن الدين السندي الشيخ الفاضل ركن الدين الحنفي التتوي السندي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 المشهور بمتو، كان من العلماء المبرزين في الفقه والحديث، أخذ عن الشيخ بلال المحدث التلهتي، وله مصنفات منها شرح الأربعين، ومنها شرح على خلاصة الكيداني، ورسائل أخرى لم أقف على أسمائها. توفي سنة تسع وأربعين وتسعمائة ببلدة ثهته، فدفن على جبل مكلي، ذكره الترمذي في تاريخ السند. مولانا روح الدين اللاري الشيخ الفاضل روح الدين اللاري المدرس المشهور، كان ابن أخت العلامة عماد الدين محمد الطارمي، قدم الهند من طريق هرمز ودخل في إحدى فرض الهند، ثم دخل أحمد نكر فلم يلتفت إليه نظام شاه، فذهب إلى برهانبور فتلقاه عبد الرحيم بيرم خان وبنى له مدرسة ثم ولاه القضاء الأكبر، فلم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة حتى مات، وقبره ببلدة برهانبور، ذكره محمد بن الحسن، في كلزار أبرار. حرف الزاي الشيخ زكريا بن عيسى الدهلوي الشيخ الصالح زكريا بن عيسى العمري بهاء الدين بن علاء الدين الأجودهني ثم الدهلوي، أحد المشايخ الجشتية، قرأ بعض الكتب على الشيخ مودود اللاري وشارك الشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي في القراءة والسماع عليه، ثم لازم الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي وأخذ عن غيرهما من المشايخ، وكان صاحب وجد وحالة، توفي سنة سبعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ زين الدين بن عبد العزيز المليباري الشيخ العالم الفقيه زين الدين بن عبد العزيز بن زين الدين بن علي الشافعي المليباري، أحد المبرزين في العلوم، أخذ عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي بمكة المباركة، له قرة العين في مهمات الدين في فقه الشافعية، رسالة وجيزة، وله شرح بسيط عليها سماه فتح المعين شرح قرة العين صنفه سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة، وله إرشاد العباد إلى سبيل الرشاد في الموعظة، وله رسالة تتضمن أحاديث وآثاراً ومواعظ. الشيخ زين الدين بن علي المليباري الشيخ الإمام العلامة زين الدين بن علي بن أحمد الشافعي المليباري، كان من العلماء العاملين والأئمة المحققين، ولد في كش من مدن مليبار بعد طلوع الشمس من يوم الخميس الثاني عشر من شهر شعبان سنة إحدى أو اثنتين وسبعين وثمانمائة، ونقله عمه القاضي زين الدين بن أحمد المليباري إلى فنان وهو صغير لما ولي قضاءها، وبها قرأ القرآن وحفظه واشتغل عليه في الصرف والنحو والفقه وغيرها ثم على مشايخ متعددين في أنواع العلوم، منهم الشهاب أحمد بن عثمان بن أبي الحل اليمني اشتغل عليه بالفقه والحديث وغيرهما وقرأ عليه الكافي في علم الفرائض للصروفي، ومنهم الشيخ أبو بكر فخر الدين بن القاضي رمضان الشالياتي المليباري اشتغل عليه في الفقه وأصوله وغيرهما، وهو ممن أخذ عن الشيخ شمس الدين الجوجري والشيخ زكريا الأنصاري والشيخ كمال الدين محمد بن أبي شريف وغيرهم، وأخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ قطب الدين بن فريد الدين بن عز الدين الأجودهني، فألبسه الخرقة ولقنه الذكر الجلي، ثم أجازه لتربية المريدين وتلقين الذكر وإلباس الخرقة والإجازة لمن يجيز، ولقنه أيضاً الذكر على الطريقة الشطارية الشيخ ثابت بن عين بن محمود الزاهدي وأجازه في تلقينه، فقام لنشر العلم والمعرفة، وكان كثير الأذكار والأشغال. موزعاً أوقاته في الخير، ناصحاً للخلق، ناشراً للعلوم، قائماً بدفع البدعة والمنكر، ونصر المظلوم، كم من منكرات أزالها، وسنن أظهرها، انتفع به خلق كثير، وأسلم على يده خلائق لا يحصون كثرة. ومن مصنفاته المفيدة مرشد الطلاب إلى الكريم الوهاب كبير حجماً، وسراج القلوب متوسط جامع، والمسعد في ذكر الموت وشمس الهدى كلها في الموعظة والتذكير، وتحفة الأحباء وحرفة الألباء في الأدعية المأثورة، وإرشاد القاصدين في اختصار منهاج العابدين للغزالي، وشعب الايمان الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 معرف من شعب الايمان للايجي، وكفاية الفرائض في اختصار الكافي في الفرائض، والصفا من الشفا للقاضي عياض، وتسهيل الكافية شرح كافية ابن الحاجب، وكفاية الطالب في حل كافية ابن الحاجب حاشية عليها، وحاشية مختصرة على الألفية لابن مالك، وحاشيتان على التحفة لابن الوردي، وحاشية على الإرشاد لابن المقرىء، وله مصنف في قصص الأنبياء، ومصنف في سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهداية الأذكياء إلى طريقة الأولياء. وقصيدة له في السلوك وتحريض أهل الإيمان على جهاد عبدة الصلبان، كتبها لما دخل أهل برتكال مليبار وتغلبوا فيها وخربوا وأحرقوا، وقصيدة له فيما يورث البركة وينفي الفقر، مأخوذ من كتاب البركة للوصالي، وله رسائل نظماً ونثراً إلى الملوك والأمراء. توفي في فنان بعد نصف ليلة الجمعة السادس عشرة من شهر شعبان سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، كما في مسالك الأتقياء. مولانا زين الدين الخوافي الشيخ الفاضل زين الدين بن قطب الدين الحنفي الخوافي، كان من ذرية الشيخ الكبير زين الدين الخوافي الولي المشهور، ولد ونشأ بهرات، وقرأ العلم على صنوه الكبير نور الدين محمد الخوافي، وسافر معه إلى قندهار ثم إلى كابل، ومات بها صنوه نور الدين سنة ثمان وتسعمائة، فتقرب إلى بابر شاه التيموري، وصاحبه في الظعن والإقامة، وجاء معه إلى بلاد الهند وولي الصدارة الجليلة، فسكن بمدينة آكره وأسس بها مدرسة عظيمة ومسجداً كبيراً. وله مصنف لطيف في تاريخ الهند، وكان شاعراً مجيد الشعر، مات في سنة أربعين وتسعمائة في جنار كده، فنقل جسده إلى آكره ودفن بمدرسته. الشيخ زين العابدين الدهلوي الشيخ الصالح زين العابدين الحنفي الدهلوي المشهور بأدهن- بفتح الهمزة وتشديد الدال الهندية- كان جد الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي من جهة الأم، قرأ على الشيخ عبد الله بن إله داد التلنبي، وأخذ الطريقة عن الشيخ سماء الدين الملتاني، وكان شديد التعبد والتورع منور الشيبه، عرض عليه إبراهيم بن سكندر اللودي سلطان الهند الحجابة فلم يقبلها. مات سنة أربع وثلاثين وتسعمائة بدهلي، كما في أخبار الأخيار. حرف السين المهملة الشيخ سالار بن هبة الدين الكوروي الشيخ العالم الفقيه سالار بن هبة الدين الحنفي الكوروي، أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بكوزه- بالراء الهندية- واشتغل بالعلم من صنوه على أساتذة بلدته ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ عن الشيخ يعقوب السوسي، ثم لازم الشيخ شمس الحق الجونبوري وانتفع، ثم صحب الشيخ نظام الدين الفتحبوري ولازمه مدة، ثم لبس الخرقة من الشيخ بهاء الدين الجونبوري ورجع إلى بلدته وقام بنشر العلوم والمعارف. وكان زاهداً عفيفاً، متين الديانة، كثير التعبد، نبغ من أعقابه الأجلاء منهم الشيخ جمال. توفي يوم الأربعاء لثلاث بقين من ربيع الآخر وقيل لثمان خلون من ربيع الأول سنة ست وأربعين وتسعمائة. الشيخ سراج الدين الكالبوي الشيخ العالم الصالح سراج الدين بن عبد الملك بن إبراهيم الكالبوي، أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، قرأ الكتب الدرسية على والده وتفنن عليه بالفضائل، وكان له ذكاء مفرط، مات في حياة والده، كما في كلزار أبرار. الحكيم سراج الدين الكجراتي الشيخ الفاضل سراج الدين الكجراتي الحكيم، كان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، أدرك الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الجزء: 4 ¦ الصفحة: 342 وبايعه، ثم لازم الشيخ علي الخطيب وأخذ عنه، وكان يتستر بزي الأطباء، يعالج الناس ويداويهم في الأمراض، وبشره محمد بن عبد الله الحسيني البخاري أنه سيداوي محمود شاه الكجراتي الكبير في مرض القلب، فاتفق أن أحداً من ندماء السلطان ابتلي بداء عجز الأطباء عنه، فدله أحد أصحابه إلى سراج الدين الحكيم وعافاه الله سبحانه بعلاجه، فذكره الرجل المذكور عند السلطان، فاشتاق إليه ولقيه ذات ليلة واعتقد في صلاحه، وعرض عليه أنه يريد أن يأخذ الطريقة عنه، فقال له الحكيم إنه سيجيب عنه. ولما رجع السلطان إلى منزله بعث إليه رسالة وكتب إليه أن السلطان إن عزم على ذلك فعليه أن يستخدمه، فجعله مستوفي الممالك. وفي مناقب الحضرة الشاهية للشيخ جعفر أنه استخدمه في زمرة الأطباء، وهذا هو الأوفق، فصاحبه سراج الدين مدة ولقنه الذكر وألقى إليه النسبة، فلما بلغ السلطان مبلغ الكمال اعتزل عنه وعاهده أن لا يتردد إليه قط ويتركه على حاله، وكان الناس يعتقدون بزهده واستغنائه، فلما قبل الخدمة السلطانية تنفروا منه وظنوا أنه كان مزوراً وطعنوا عليه طعناً بالغاً، والحكيم كان لا يلتفت إلى ذلك. ذكره مرزا محمد في مرآة سكندري. الشيخ سعد الدين اللاري الشيخ العالم المحدث سعد الدين اللاري ثم الهندي المندوي، كان شيخ المحدثين والمفسرين في عصره، مات لإحدى عشرة خلون من جمادي الأولى سنة اثنتين وتسعمائة بمدينة مندو، فاغتم الناس بموته. ذكره محمد قاسم في تاريخه. مولانا سعد الله اللاهوري الشيخ الفاضل سعد الله بن إبراهيم بن فتح الله الملتاني ثم اللاهوري، أحد العلماء المشهورين في كثرة الدرس والإفادة، ولد بملتان سنة إحدى وعشرين وتسعمائة، وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده ولازمه إلى سنة اثنتين وثلاثين، وفي تلك السنة توفي والده أو بعد ذلك بقليل، فسافر إلى لاهور وقرأ على الشيخ عبد الرحمن بن عزيز الله الملتاني، ذكره محمد بن الحسن، وقال بختاور خان إنه قرأ على والده ثم على الشيخ با يزيد الديبالبوري وسكن بلاهور، وكان كثير الدرس والإفادة، وأخذ عنه الشيخ منور بن عبد المجيد اللاهوري وخلق كثير من العلماء. توفي سنة تسع وتسعين وتسعمائة وله ثمان وسبعون سنة، قال بختاورخان في كتابه مرآة العالم: إن سنة ولادته تستفاد من لفظ ذاكر وأيام عمره تستخرج من لفظ حكيم ومن مجموعهما تستخرج سنة وفاته. الشيخ سعد الله الدهلوي الشيخ الفاضل سعد الله بن فيروز بن موسى بن معز الدين البخاري الدهلوي، كان جد الشيخ عبد الحق بن سيف الدين المحدث، ولد ونشأ بدهلي وقرأ العلم، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن منكن الصديقي الملاوي، وكان زاهداً عفيفاً، متين الديانة، قانعاً على اليسير. مات يوم الجمعة لثمان بقين من ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وتسعمائة بدهلي، كما في أخبار الأخيار. الشيخ سعد الله البيانوي الشيخ الفاضل سعد الله النحوي البيانوي، أحد العلماء الصالحين، كان أصله من شرق الهند، قرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب الجواهر الخمسة وأخذ عنه، وعكف على دعوة الأسماء في الأربعينات مدة، ثم سكن ببيانه ودرس وأفاد حتى صار مرجعاً في أنواع العلوم، وكان له ذكاء مفرط لم يكن في زمانه مثله في النحو، قرأ عليه عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني كافية ابن الحاجب وذكره في تاريخه، توفي سنة تسع وثمانين وتسعمائة. الشيخ سعد الله اللاهوري الشيخ الفاضل سعد الله اللاهوري المعروف ببني إسرائيل، كان من العلماء المتصوفين، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ نجيب الفياض والشيخ إسحاق بن كاكو، وأخذ عنه غير واحد من العلماء وكان صاحب أطوار مختلفة، كان متشرعاً في بداية حاله وقافاً عند الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 حدود الله وأوامره ونواهيه، ثم عشق مغنية فأصبح هائماً يتردد في الأسواق ويرتكب المناهي كلا، والناس كانوا يعتقدون بولايته في تلك الحالة أيضاً ويقبلون الأرض بين يديه، ثم وفقه الله بالإنابة إليه فتاب وأحسن أعماله وجعل سلوكه على إحياء العلوم للغزالي، وله مصنفات عديدة، أحسنها شرح بسيط على جواهر القرآن للغزالي، مات وله ثمانون سنة، ذكره البدايوني. الشيخ سعد الله السندي الشيخ الفاضل سعد الله الحنفي السندي، كان من أجلة العلماء، وولده عبد الله هاجر إلى مكة المباركة مع القاضي عبد الله بن إبراهيم السندي، كما في تحفة الكرام. الشيخ سعدي البرهانبوري الشيخ العالم الصالح سعدي بن محمد بن يوسف القرشي البرهانبوري، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن والده وتصدر للإرشاد والتلقين بعده سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة، وكان على قدم أبيه، توفي سنة ست وثمانين وتسعمائة، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الشيخ سعيد الحبشي الشيخ الصالح سعيد بن أبي سعيد الحبشي المدفون بأحمد آباد، كان من كبار العلماء ذكره عبد القادر الحضرمي في النور السافر، وقال: إنه كان متعصباً للإمام أبي حنيفة حتى أنه ربما حمله ذلك على تنقيص الإمام الشافعي، وكان فقيهاً مشاركاً في كثير من العلوم والفنون، يحفظ القرآن الكريم ويختم في رمضان خمس ختمات، وكان أمراء الحبشان يعظمونه غاية التعظيم، وكانوا جعلوا له معلوماً يوازي خمسة عشر ألف ذهب، ولما حج قرأ على الشيخ ابن حجر الهيتمي وكان له رغبة في تحصيل الكتب، توفي سنة إحدى وتسعين وتسعمائة بأحمد آباد. الشيخ سلطان بن قاسم المانكبوري الشيخ الصالح سلطان بن قاسم بن أحمد بن نظام الدين العمري المانكبوري، أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمانكبور، وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه ولده عبد الله وجمع كثير، مات لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وتسعمائة بمانكبور، كما في أشرف السير. الشيخ سلطان شاه الغزنوي الشيخ الفاضل سلطان شاه الغزنوي من الرجال الصالحين، أخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري ولازمه ملازمة طويلة، وأخذ عنه الشيخ فضل الله الكاشاني في رجال آخرين، توفي يوم الاثنين لعشر بقين من صفر سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة، كما في مرآة أحمدي. الشيخ سليم بن محمد السيكروي الشيخ العارف المعمر سليم بن محمد بن سليمان بن آدم بن موسى بن مودود ابن سليمان بن فريد الدين مسعود الأجودهني ثم السيكروي الفتحبوري، كان من الرجال المشهورين بالولاية، ولد سنة سبع وسبعين، وقيل أربع وثمانين، وقيل سبع وتسعين، وثمانمائة، وقرأ العلم على العلامة مجد الدين السرهندي وعلى غيره من العلماء، ورحل إلى الحجاز مرتين وتقلب في بلاد الشام والعراق والروم والمغرب، وزار الطف والنجف وبغداد والقدس الشريف، وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ مرتضى عن جلال الدين البخاري عن نور الدين عن عبد الله الطواشي عن المجذوب البربري عن كمال الدين الكوفي عن أبي سعيد أبي الفتح البغدادي عن الشيخ عبد القادر الكيلاني، ذكره العطار في مجمع الأبرار. وقال الشيخ عبد الحق في أخبار الأخيار: إنه رحل إلى الحجاز قبل تزوجه سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة، فحج وزار وساح بلاد العرب والعجم وصحب المشايخ وأخذ عنهم وعاد إلى الهند بعد مدة طويلة، وأقام على جبل مطل قريباً من سيكري على اثنى عشر ميلاً من آكره، وتزوج ورزق الأولاد، ورحل مرة ثانية إلى الحجاز في فتنة هيمون البقال سنة اثنتين وستين وتسعمائة وسافر إلى البلاد ورجع إلى الهند سنة ست وسبعين الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 وتسعمائة في أيام أكبر شاه التيموري، ورزق حسن القبول في آخر عمره، واعتقد في فضله وصلاحه أكبر شاه المذكور وبنى له زاوية جميلة ومسجداً كبيراً ومدرسة عالية على قلة الجبل، ثم بنى مدينة كبيرة جامعة بين الحسن والحصانة وسماها فتحبور، وكان أكبر شاه له رغبة إلى الأولاد فدعا له الشيخ وبشره بثلاثة أبناء، فرزق الثلاثة وظن أنه من بركة دعائه، انتهى. وقال البدايوني في تاريخه: إنه حج اثنتين وعشرين حجة، أربعة عشر حجاً في المرة الأولى، وثماني حجات في المرة الثانية، قال: وكان يقضي أيامه في السياحة كل سنة ويرجع إلى الحجاز في موسم الحج، وفي المرة الثانية أقام بمكة المباركة أربع سنوات، وفي المدينة الطبية كذلك، وكان رفيقه في السفر في المرة الثانية الشيخ يعقوب بن الحسن الصرفي الكشميري. توفي يوم الخميس ليوم بقي من رمضان سنة تسع وسبعين وتسعمائة، وأرخ لعام وفاته بعض أصحابه شيخ هندي. سليم شاه السوري الملك العادل سليم شاه بن شير شاه السوري السهسرامي سلطان الهند، قام بالأمر بعد والده لخمس عشرة خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، واستقل به تسع سنين، وكان على قدم أبيه في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وإرضاء النفوس والإحسان إلى الناس كثير التعبد، يصلي بالناس في المساجد، ويكرم العلماء ويحسن إليهم ويذاكرهم في العلم، ولم يرغب قط إلى المسكرات، وقد وضع بعض القوانين لعساكره وأضاف إلى ما وضع والده. منها أنه رتب عساكره على نظام جديد، فرتبها على طوائف صغيرة وكبيرة، أما الصغيرة فهي اخمسون 2 مائتان 3 وخمسون ومائتان 4 وخمسمائة، والكبيرة فهي 1 خمسة آلاف 2 وعشرة آلاف 3 وعشرون ألفاً، ورتب الأمراء عليها بذلك الترتيب. ومنها أن يعين في كل خمسين فرسين كاتب يعرف اللغة الفارسية وكاتب يعرف اللغة الهندية. ومنها أنه رتب القضاة لهم خاصة واحداً من الأفغان وواحداً من الهنود. ومنها أنه وسع قانون المعسكر لوالده، وعين المقامات العديدة من سناركانون إلى حدود كابل ليقيم العساكر بها. ومنها أنه بالغ في عمارة الطريق فوق ما كانت عليه، وبنى الزوايا الأخر بين مستعمرات أبيه المرحوم. توفي سنة إحدى وستين وتسعمائة. الشيخ سليمان بن إسرائيل اللاهوري الشيخ الفاضل سليمان بن إسرائيل الحنفي اللاهوري، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بلاهور، وأخذ عن الشيخ صدر الدين الحليم عن أبيه الشيخ عماد الدين إسماعيل عن أبيه الشيخ ركن الدين الكلانوري عن عمه الحاج صدر الدين عن عمه الشيخ ركن الدين أبي الفتح فيض الله بن محمد الملتاني، وسافر للحج والزيارة سبع مرات، وحصل له القبول العظيم من طائفة ككهر، ولما مات قام مقامه ولده عبد الشكور، ثم ولده عبد المجيد، ثم ولده الشيخ منور، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الشيخ سليمان بن عفان المندوي الشيخ العالم الفقيه سليمان بن عفان الدهلوي ثم المندوي، أحد المشايخ المعروفين بالفضل والصلاح، كان له شأن كبير في إرشاد الناس وتربيتهم وتلقينهم، سافر إلى بلاد شاسعة وأخذ عن غير واحد من العلماء والمشايخ ومهر في التجويد والقراءة، أخذ عنه الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي ولبث في زاويته مدة طويلة، كما في أخبار الأخيار. وقال محمد بن الحسن في كلزار أبرار إنه خرج من دهلي في الفتنة التيمورية سنة إحدى وثمانمائة فدخل مندو وسكن بها، ثم ذهب إلى كجرات، ومن هناك إلى الحرمين الشريفين وأقام بها خمسين سنة، ثم عاد إلى الهند وسكن بمندو، وتوفي بدهلي لأربع عشرة خلون من محرم سنة خمس وأربعين وقيل خمسين وتسعمائة، فدفن بمقبرة الشيخ قطب الدين بختيار الكعكي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 سليمان خان الكراني الملك العادل الفاضل سليمان خان الكراني، السلطان الصالح، قام بالملك في أرض بنكاله بعد صنوه تاج خان واستقل به، وكان عادلاً فاضلاً كريماً، شديد التعبد، كثير الرأفة بالناس، كثير البر والإحسان يقوم الليل ويصلي بالجماعة، ويذاكر العلماء في الحديث والتفسير ويحسن إليهم، ويصاحبه مائة وخمسون عالماً في الظعن والإقامة، مات سنة ثمان وتسعين وتسعمائة. الشيخ سماء الدين الملتاني الشيخ الفاضل العلامة سماء الدين بن فخر الدين بن جمال الدين الملتاني ثم الدهلوي، أحد العلماء المشهورين، ولد سنة ثمان وثمانمائة، واشتغل بالعلم من صغره، وقرأ على مولانا ثناء الدين الملتاني، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ كبير الدين الحسيني البخاري، وتصدر للدرس والإفادة فدرس مدة ببلدته، ثم خرج منها ورحل إلى رنتهنبور فأقام بها زماناً، ثم دخل بيانه وأقام بها برهة من الزمان، ثم دخل دهلي وسكن بها، وكان من طائفة كنبو، واختلف الناس في أصل هذه الطائفة فقيل: إن الواو في كنبو للنسبة، وهي منسوبة إلى كنب- بلدة متصلة بغزنة- كما أن الواو في هندو للنسبة والمراد به من يسكن في الهند، وقيل: إنه مخفف من كم أنبوه كلمة فارسية معناه قليل الجماعة، وأطلق هذا اللفظ على فئة قليلة من العسكريين غلبوا على فئة كبيرة باذن الله سبحانه فسموا بذلك، وعلى كل حال فإن سماء الدين كان من تلك الطائفة، ونسبه يرجع إلى مصعب بن الزبير رضي الله عنه على ما حققه الشيخ زين العابدين الدهلوي في مصباح العارفين والشيخ تراب علي اللكهنوي في بعض مصنفاته. وكان سماء الدين شيخاً وقوراً عظيم الهيبة، ذا زهد واستقامة وتورع راغباً عن الدنيا، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة ودعاء الخلق إلى الله سبحانه مع قناعة وعفاف، كف بصره في آخر عمره ثم أعاده الله سبحانه عليه بغير دواء. وله مصنفات منها: شرح بسيط على اللمعات للشيخ فخر الدين العراقي، ومنها مفتاح الأسرار وأكثرها مأخوذ من رسائل الشيخ عزيز النسفي. توفي لثلاث عشرة بقين من جمادي الأولى سنة إحدى وتسعمائة بدهلي. الشيخ سيف الدين الدهلوي الشيخ الفاضل سيف الدين بن سعد الله بن فيروز البخاري الدهلوي، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بدهلي في بيت علم وصلاح، وأخذ عن الشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي وعن غيره من العلماء والمشايخ وصحبهم واستفاض منهم، وله رسالة تسمى بالمكاشفات في الحقائق والتوحيد، وله سلسلة الوصال منظومة بالفارسية، وكان شاعراً مجيد الشعر صاحب أذواق ومواجيد، ومن شعره قوله: كون ومكان به بر تو حسن وجمال اوست وين طرفه ترنكر كه نه كون است ونه مكان مات لثلاث بقين من شعبان سنة تسعين وتسعمائة، ذكره ولده عبد الحق في أخبار الأخيار. الشيخ سيف الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل سيف الدين بن نظام الدين بن نصير الدين بن محمد صديق العلوي الكاكوروي، أحد العلماء المبرزين في القراءة والتجويد، ولد سنة سبع وستين وثمانمائة وأخذ عن والده ولازمه ملازمة طويلة، وسكن بكاكوري- قرية جامعة من أعمال لكهنو على تسعة أميال منها- وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه ولده نظام الدين بهيكه وقرأ عليه خلاصة التجويد للشاطبي وشرح العقائد وغيرها. توفي في شهر ذي القعدة سنة تسع وخمسين وتسعمائة بكاكوري، كما في كشف المتواري. حرف الشين المعجمة مولانا شاه أحمد الشرعي الشيخ الفاضل شاه أحمد الشرعي الجنديروي، أحد العلماء المبرزين في دعوة الأسماء، وكان زاهداً عفيفاً، متين الديانة، كثير التعبد، لا يتردد إلى الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 الأغنياء، والملوك والأمراء كانوا يحضرون لديه في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة، وله مصنفات طارت بها العنقاء، ذكره الشيخ عبد الحق في أخبار الأخيار وقد عزا إليه هذه الأبيات: عجباً لقوم ظالمين تلقبوا بالعدل ما فيهم لعمري معرفه قد جاءهم من حيث لا يدرونه تعطيل ذات الله مع نفي الصفه رداً على الزمخشري في قوله: وجماعة سموا هواهم سنة وجماعة حمر لعمري موكفه قد شبهوه بخلقه وتخوفوا شنع الورى فتستروا بالبلكفه وقد عزا بعض العلماء هذه الأبيات إلى الإمام فخر الدين الجاربردي، وهو ممن اجتمع بالقاضي البيضاوي وأخذ عنه، والله أعلم، مات سنة ثمان وعشرين وتسعمائة. شاه قلي التركماني الأمير الكبير شاه قلي التركماني، المشهور بالعقل والدهاء، بعثه إسماعيل بن الحيدر الصفوي ملك الفرس إلى برهان نظام شاه البحري ملك أحمد نكر فخدمه مدة، ثم خدم ولده حسين نظام شاه ثم ولده مرتضى نظام شاه، واستمر سنين في الخدمة، فلقبه نظام شاه صلابت خان ورفع منزلته، وفوض إليه مفتاح القلعة، وجعله رأس النوبة، وأمره على خاصة خيل، وأقطعه أعمالاً من أرض بير، ثم ولاه الوكالة المطلقة فعنى صلابت خان بسد الثغور وتعمير البلاد وتكثير الزراعة وغرس الأشجار المثمرة، حتى قيل إنه غرس خمسمائة ألف من الأشجار المثمرة بأرض أحمد نكر وأعمالها، وأنشأ حديقة غناء بأمر مرتضى نظام شاه بمدينة أحمد نكر، واستمر مدة مديدة في الوزارة والوكالة، وكان عصره أحسن الأعصار وزمانه أنضر الأزمنة، ولكن مرتضى نظام شاه لما اعتراه الجنون وكان معتزلاً في قصر من القصور الشاهانية كتب إليه في جنونه رقعة يأمره بقيد نفس وأن يحتبس بقلعة كيرله على حد مندو، وكان صلابت خان يؤثر طاعته ففعل، وتعب لأجله العسكر، ومن بعده تلوعب بنيابة السلطة وقتل مرتضى نظام شاه بعد مدة يسيرة، وولي ولده حسين ثم قتل وولي إسماعيل، وركب جمال خان المهدوي بجمع كثير من أهل الدكن ومعه سيف الملوك ألغ خان الحبشي برجاله إلى قلعة أحمد نكر، وقاتلوا أهلها وقتلوا من قتل الحسين، ثم توجهوا إلى المحل الذي كان فيه إسماعيل نظام شاه فحيوه بتحية السلطة، وقال جمال خان لسيف الملوك: خربت بيت نظام شاه فاستدركه بتدبيرك! فقال له سيف الملوك: ما يصلح لهذا إلا صلابت خان وهذا وقت طلبه، فطلبوه، ثم اجتمع جمال خان برجاله وقال لهم: متى نجد مثل هذه الفرصة للدولة ولا حاجة إلى صلابت خان فتفرقوا على أن نيابة السلطة لجمال خان، وأما صلابت خان فوصل إليه كتاب سيف الملوك ووصل قبل وصوله كتاب الملكة جاند بي بي تعاتبه فيه وتقول: لا يشك أحد في كياستك إلا أنه مثل لدى العوام إذا المتكلم مجنون فليكن المستمع عاقلاً، وكان المجنون بالفعل نظامك والعاقل أنت فمن يعذرك فيما تقيدت به هنا حتى سم نظامك وذبح ولده وخرب الملك بتلاعب الأجانب به وكنت فيه من حسناته فصرت باعتزالك عنه من سيئاته، فاعزم على سلامة الله عسى تتلافاه عسى، فنزل صلابت خان وفي ساعة وصوله إلى برار اجتمع به أميرها وكتب إليه من كان في أيامه من الأمراء بالطاعة والطلب له، فتوجه إلى أحمد نكر في نحو عشرة آلاف فارس، وأخرج جمال خان نظام شاه الصغير إليه محارباً وحرضه الأمراء على الحرب، فأبى صلابت خان وأرسل يقول جئت مطلوباً وما من صفتي مقابلة صاحبي نظام شاه حرباً وها أنا راجع يبارك الله له ولكم في الملك، ثم إنه رجع إلى برار وجماعة من الأمراء في أثره إلى أن دخل في حد برهانبور، وبعد الاجتماع بعادل شاه البرهانبوري رآه يميل إلى سلطة نظام شاه، فأرسل ما كان معه من الخيل والسلاح، والأفيال إلى جمال خان وكتب: لست الآن بطالب رياسة ولا شيء من الدنيا إلا أني ما دمعت هنا لا يمكنني سوى الطاعة، فأريد الضيعة التي عمرتها تحت العقبة المسماة بسي كام للسكنى، وحيث الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 كان جمال خان خصيصاً به في أيامه بادر إلى ذلك، ووصل صلابت خان واستقبل جمال خان بمن معه ودخلوا القلعة جميعاً، وبعد الاجتماع لصاحبه خرج إلى منزله وأقام ثلاثة أيام، ثم خرج إلى شاه كوه وهو جبل مطل على أحمد نكر قد بنى بقلته قبة وبستاناً واتخذه لنفسه مقبرة، وقد تقدمت امرأته إلى القبة وجمال خان وأكثر الأمراء معه، فزار امرأته ومدت السفرة، واجتمع هو وإياهم عليها، ثم نزل وودعهم وسار إلى الضيعة وسكن بها إلى أن مات، ذكره الآصفي في ظفر الواله. وكان عاقلاً عادلاً، كاملاً في ذاته وصفاته، محباً لأهل العلم محسناً إليهم، منهم الملك القمي والظهوري الترشيزي وآخرون، مات سنة ثمان وتسعين وتسعمائة فدفن بالقبة. السيد شاه مير الأكبر آبادي السيد الشريف شاه مير بن محمد بن معين بن أشرف الشيرازي ثم الهندي الأكبر آبادي، أحد العلماء المبرزين في العلم والمعرفة، يتصل نسبه بأربع وسائط بالسيد الشريف زين الدين علي الجرجاني، قدم كجرات ثم دخل آكره وأخذ عن الشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي. وكان طيباً بشوشاً منبسطاً، ماهراً في الإنشاء والشعر، وفن جر الثقيل وكثير من البدائع، قانعاً عفيفاً ديناً تقياً متورعاً، يدرس ويفيد بآكره في حوار المفتي بهاء الدين. وكان له تلميذ يدعى بمولانا فريد الأعور، وكان من نوادر العصر فإنه لم يقرأ الكتب الدرسية ولكنه إذا عرضت عليه المسائل الغامضة من أي علم كانت، كان يأخذ القلم ويكتب ما ينحل به العقد، وكان لا يقدر أن يقرر أن يقرأ شيئاً من الكتاب، حتى إنه كان لا يستطيع أن يقرأ ما يكتب بيده، وكان الشيخ ضياء الله بن محمد غوث الكواليري يعتقد بكماله ويتبرك به فضلاً عن أستاذه السيد المشار إليه، وذلك يدل على فضله وبراعته في العلم والمعرفة ذكره البدايوني. مات يوم الأربعاء سن ست وتسعين ببلدة آكره، كما في أخبار الأصفياء. شاهي بيك القندهاري الملك الفاضل شاهي بيك بن ذي النون الأرغون القندهاري السلطان الفاضل، قام بالملك بعد والده في قندهار واستقل به مدة من الزمان، ثم نزع عنه بابر شاه التيموري فقدم أرض السند وفتحها واستولى على تلك البلاد. وكان عالماً بارعاً في المعقول والمنقول، له مصنفات عديدة منها شرح كافية ابن الحاجب في النحو، وله تعليقات على شرح المطالع، وتعليقات على شرح السراجية للسيد الشريف في المواريث، وتعليقات على غير تلك الكتب والرسائل. مات لليلتين خلتا من شعبان سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، فدفن ببكر من بلاد السند، ثم نقل جسده إلى مكة المباركة فدفن بالمعلاة، ذكره النهاوندي في المآثر. الشيخ شرف الدين الكجراتي الشيخ الكبير شرف الدين بن عبد القدوس الكجراتي ثم البرهانبوري المشهور بشهباز، كان من المشايخ المشهورين في عصره، ولد بكجرات، وسافر مع والده في صغر سنه إلى خانديس فقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم عاد إلى أحمد آباد، وأخذ الطريقة عن الشيخ علي الخطيب الكجراتي ولازمه زماناً، ثم رجع إلى برهانبور وتصدر للإرشاد. وكان زاهداً قانعاً، متوكلاً لا يتردد إلى أرباب الدنيا ولا يأكل من مطبخهم، وكان إذا اعتراه أمر مهم يذهب إلى الصحراء ويصلي ويراقب، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. توفي لعشر خلون من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين وتسعمائة. الشيخ شرف الدين الشيرازي الشيخ الفاضل شرف الدين الشطاري الشيرازي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بشيراز، وقرأ العلم على أساتذة بلاده ثم قدم الهند، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد غوث الشطاري الكواليري، ولازمه مدة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 بأحمد آباد كجرات، ثم سافر إلى بيجابور وسكن بها، له حاشية على تفسير البيضاوي، توفي سنة أربع وثلاثين وتسعمائة. مولانا شعيب الواعظ الدهلوي الشيخ العالم الصالح شعيب بن المفتي منهاج الحنفي الدهلوي، أحد العلماء المذكرين، قرأ العلم على والده وتفنن في الفضائل عليه، وكان حسن السيرة والصورة، غزير العلم كثير العمل، وكانت مواعظه مؤثرة في القلوب، لا يمكن لأحد أن يمر بموضع يذكر فيه فيتجاوز عنه بدون أن يستمع إلى وعظه، والعلماء كانوا يحضرون في مجالس وعظه ويتأثرون به. مات سنة ست وثلاثين وتسعمائة، فدفن على الحوض الشمسي بدهلي القديمة، كما في أخبار الأخيار. الشيخ شكر الكجراتي الشيخ العالم الفقيه شكر النائطي الكجراتي، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بقرية بهيمزي على مسيرة ثلاثة أيام من أحمد نكر، وقرأ العلم على أساتذة عصره ودرس وأفاد مدة مديدة، ثم ترك البحث والإشتغال وانقطع إلى الزهد والعبادة، توفي نحو سنة سبعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. القاضي شكر الله السندي الشيخ العالم الفقيه القاضي شكر الله بن وجه الدين بن نعمة الله بن عرب شاه بن ميرك شاه بن المحدث جمال الدين الحسني الدشتكي الشيرازي ثم التتوي السندي، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، انتقل من هراة إلى قندهار سنة ست وتسعمائة، وإلى تته من بلاد السند سنة سبع وعشرين وتسعمائة، فولي القضاء بها في أيام شاهي بيك واستمر في القضاء سنين. وكان فقيهاً محدثاً تقياً، مشكور السيرة في القضاء مهاباً رفيع القدر، لا يخاف في الله سبحانه أحداً، حتى قيل إن شاه حسين بن شاهي بيك ملك السند اشترى أفراساً من بعض التجار وماطله في أداء الثمن، فرفع التاجر القضية إلى القاضي، فأمر أن يحضر السلطان بين يديه ويقوم حيث ما قام التاجر، ثم قضى عليه بحق التاجر، فأرض السلطان التاجر، ثم قام القاضي من مقامه وخدم السلطان على جري العادة، فقعد السلطان عنده وأراه خنجراً كان معه، وقال له: جئت به لأقتلك لو عدلت عن الحق مهابة مني، فأخرج القاضي السيف من تحت وسادته وقال له: وضعت هذا السيف لأقتلك لو جاوزت عن حدك، ثم خرج السلطان مسروراً وكان مطله في أداء الثمن لأجل الإمتحان، ثم بعد مدة من الزمان استعفى القاضي عن القضاء ولازم بيته معتزلاً عن الناس، ذكره القانع في تحفة الكرام. مولانا شمس الدين السلطانبوري الشيخ الفاضل شمس الدين بن أحمد بن شمس الدين بن كمال الدين الملتاني ثم السلطانبوري، كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، وكان جده كمال الدين من تلامذة السيد الشريف زين الدين علي الجرجاني صاحب المصنفات المشهورة، ذكره محمد بن الحسن. الشيخ شمس الدين الملتاني الشيخ العالم الفقيه شمس الدين بن صدر الدين بن شهر الله الملتاني ثم اللاهوري، كان من نسل الشيخ الكبير بهاء الدين زكريا الملتاني، أخذ عن والده وقدم لاهور فسكن بها، توفي لأربع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، كما في أخبار الأصفياء. الشيخ شمس الدين البيجابوري الشيخ الفاضل العلامة شمس الدين الشطاري الشيرازي ثم البيجابوري، أحد العلماء المبرزين في الدعوة والتكسير والجفر الجامع، ولد ونشأ بشيراز وأخذ العلم عن أساتذة عصره، وصنف حاشيتة على تفسير البيضاوي، ثم قدم الهند وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب الجواهر الخمسة، وسكن بمدينة بجيابور خارج البلدة على خمسة أميال من تلك البلدة، واستقام على الطريقة مدة حياته مع قناعة وعفاف وتوكل واستغناء عن الناس. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 أخذ عنه محمد بن الحسن المندوي التكسير والجفر الجامع بمدينة مندو حين نزل بها راجعاً عن بلدة كواليار، ذكره في كلزار أبرار وقال: إنه توفي في شهر رجب سنة ست وثمانين وتسعمائة. حكيم الملك شمس الدين الكيلاني الشيخ الفاضل الفاضل العلامة شمس الدين حكيم الملك الكيلاني، أحد كبار العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، لم يكن له نظير في المنطق والحكمة وسائر الفنون النظرية، كان جيد المشاركة في النحو والفقه وأصوله، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة. وكان رجلاً كريماً باذلاً، صدوقاً راسخ الوداد، محسناً إلى طلبة العلم، يقربهم ويقرءهم في علوم متعددة، ولا يتردد إلى بيوت الناس لئلا يفوته الدرس، وكان لا يأكل الطعام وحده بدون طلبة العلم. وكان أخذ العلم عن الشيخ شاه محمد الشاه آبادي وعن غيره من العلماء ودخل دهلي، فطابت له الإقامة بها، واختص بمصاحبة أكبر شاه التيموري ونال الصلات والجوائز منه، وكان نافذ الكلمة عند الملوك والأمراء، يشفع للمحاويج ويحسن إلى الناس. ولما دخلت في الحضرة طائفة من علماء السوء ودسوا في قلب الملك أشياء من المنكرات طفق يجادلهم، فكان يجتهد في الموعظة والمجادلة الحسنة، ثم إنه لما رأى استيلاء الكفر والفسوق على صاحبه خرج من الحضرة وسار إلى الحجاز سنة ثمان أو تسع وثمانين وتسعمائة فمات بها، ذكره البدايوني في تاريخه. مير شمس الدين العراقي الشيخ الفاضل شمس الدين العراقي، كان من فضلا العراق، بعثه السلطان حسين مرزا صاحب خراسان إلى الحسن بن الحيدر صاحب كشمير بالرسالة سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، وكان الحسن مريضاً مات في ذلك المرض، وقام بالملك بعده ولده محمد شاه، ثم فتح شاه ثم محمد شاه مرة ثانية، فلم ينل شمس الدين مرامه، وصحب إسماعيل الكشميري ودعا الناس إلى التشيع فتشيع بابا على البحار- بتشديد الحاء المهملة- وسار إلى خراسان سنة تسعمائة، فلما وصل إلى بلاده ووقف على عقائده السلطان حسين مرزا نفاه من بلاده فرجع إلى كشمير، وبذل جهده في دعوة الناس إلى مذهبه إعلاناً، فتشيع موسى رينه وكاجي جك وغازي جك الذين كانوا من الأمراء، فلما وقف عليه الوزير محمد بن الحسن البيهقي في أيام محمد شاه المذكور نفاه إلى أسكرود، فاغتاظ به أصحابه وخرجوا على محمد شاه ثم ولوا عليهم فتح شاه مرة ثانية، فقدم شمس الدين دار الملك وطابت له الإقامة بها، وبنى له موسى رينه زاوية كبيرة بدار الملك، فبالغ في الدعوة وقتل الناس، وأخرج بعضهم إلى بلاد أخرى فتشيع خلق كثير كرهاً، وكذلك أكره الهنادك على ذلك حتى قيل إن أربعاً وثلاثين ألفاً من الهنود تشيعوا فضلاً عن المسلمين، واستمر على الدعوة تسع سنين ثم قتل. وله كتاب الأحوط صنفه لكاجي جك وهو كتاب مبسوط في الفروع والأصول، ذكره محمد قاسم في تاريخه. وقل إنه اخترع مذهباً جديداً سماه النور بخشية، وصنف كتاباً في الفقه لا تطابق مسائله أهل السنة ولا مسائل الشيعة الإمامية، قال فيه: إن الله أمرني أن أرفع الاختلاف من بين هذه الأمة في فروع سنن الشريعة المحمدية كما كانت في زمانه من غير زيادة ونقصان، وثانياً في الأصول من بين الأمم وكافة أهل العالم باليقين، انتهى، فتبعه قوم من أهل كشمير وكانوا يسبون الثلاثة من الخلفاء الراشدين ويسبون عائشة الصديقة رضي الله عنها وعنهم، وكانوا يقولون إن السيد محمد نور بخش كان مهدياً موعوداً. مولانا شمس الدين الكشميري الشيخ الفاضل شمس الدين الحنفي الكشميري المشهور بالبال، كان من الأفاضل المعروفين بحرية الضمير وصدق اللهجة مع التبحر في الفقه والكلام، وكان جامعاً بين الشريعة والطريقة، متجمعاً عن الناس، فصيح العبارة قوي المباحثة، كان يخاصم العلماء ويغلبهم في أكثر الحال. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 سافر إلى الحرمين الشريفين بعد ما توفى مرزا حيدر الكوركاني فلم يرجع ومات بها، كما في حدائق الحنفية. مولانا شمس الحق الجونبوري الشيخ العالم الصالح شمس الحق الحنفي الجونبوري المشهور بالحقاني، كان من كبار المشايخ الجشتية، أخذ عن الشيخ محمد بن عيسى الجونبوري ولازمه ملازمة طويلة حتى برع، وفاق أقرانه في العلم والمعرفة، ودرس وأفاد. وكان صاحب وجد وحالة، يستمع الغناء، وربما كان يتواجد حتى يكاد أن تنزهق نفسه، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، فيأمر وينهى كل واحد من ملك وصعلوك، ولذلك اشتهر بالحقاني، وكان من نوادر العصر في العلوم المتعارفة، أخذ عنه غير واحد من الأعلام، توفي لليلتين بقيتا من المحرم سنة خمسين وتسعمائة بمدينة جونبور، كما في كنج أرشدي. ملا شنكرف الكنائي الشيخ الفاضل ملا شنكرف الكنائي الكشميري كان من أحفاد بابا عثمان الكنائي، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على أساتذة بلاده ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي المكي، ثم رجع إلى كشمير وتصدر للدرس والإفادة بها، وقد رأى الشيخ .... الكشميري نسخة إجازة الشيخ ابن حجر بخطه على ظهر أسماء الرجال، وذكره في التاريخ الأعظمي وقال: هي موجودة عندي مع شمائل الترمذي بخط ملا شنكرف مكتوبة بمداد الزنجفر معرب الشنكرف، ولعله أشتهر بملا شنكرف لاختياره ذلك مداداً له واسمه غير هذا، وهو عم المفتي فيروز، كما في الروضة. الشيخ شهاب الدين الجونبوري الشيخ الصالح شهاب الدين الحسيني الجونبوري، أحد المشايخ السهروردية، أخذ عن الشيخ برهان الدين محمود الحسيني عن الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد الحسيني البخاري الأجي، وأخذ عنه الشيخ علي بن قوام الدين الجونبوري في عنفوان أمره، كما في العاشقية. مولانا شهاب الدين الهروي الشيخ الفاضل شهاب الدين الحقيري الرهوي نزيل الهند ودفينها، كان من أهل التفنن في العلوم والجمع لها، مقدماً في المعارف متكلماً في أنواعها لا سيما الشعر والألغاز وغيرها، له رسالة في دفع المنافاة في قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إن الله خلق الأرض والسماوات في سبعة أيام وفي قوله تعالى "إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام" وله رسائل غير ذلك. قال البدايوني: إن الشيخ المحدث جمال الدين الهروي دفع المنافاة بينهما بوجهين في تذكيره مرة، فرد عليه الشهاب كلا الوجهين وأورد الوجوه الأخرى تلقاها العلماء بالقبول، مات حين قفوله عن كجرات سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة. مولانا شهيدي القمي الشيخ الفاضل شهيدي القمي الشاعر، المشهور بالفضل والكمال، قربه إليه يعقوب صاحب تبريز ولقبه بملك الشعراء، فلبث عنده زماناً طويلاً، ثم قدم الهند وسكن بكجرات، وعمر طويلاً ونال الصلات الجزيلة من الملوك. قال محمد قاسم: إن إسماعيل عادل شاه البيجابوري لما فتح بيدر سنة سبع وثلاثين وتسعمائة وغنم أموالاً لا تحصى بحد وعد وفد عليه الشهيدي من كجرات فأمره أن يذهب إلى الخزانة ويحمل من الدنانير ما يستطيع حمله، فاعتذر وقال له: إن لما سافر من كجرات كان قوياً على الحمل وإنه اليوم لا يستطيع من الحمل مثل ذلك لوعثاء السفر وكآبته، فأمره أن يذهب ويحمل ثم يذهب ويحمل مرتين وقال: كه در تاخير آفتها است وطالب را زيان دارد معناه أن في التأخير آفات تضر الطالبين، فدخل الخزانة مرتين وحمل الصراري المملوءة من الذهب المسكوك، ولما عددوها ظهر أنه حمل خمساً وعشرين الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 ألف هون، فضحك عادل شاه وقال: صدق مولانا إنه لا قوة له: ومن شعره قوله: زمانه بر سر آزار ما است خوي تو دارد همين سزا است كسى را كه أرزوى تو دارد قام سام مرزا في تذكرته: إنه مات سنة خمس وثلاثين وتسعمائة، وهذا لا يصح، وقال ملا قاطعي: إنه مات ودفن بسرخيز من بلاد كجرات. السيد شيخ بن عبد الله الحضرمي الشيخ الكبير السيد شيخ بن عبد الله العيدروس الحسيني الحضرمي، صاحب أحمد آباد الذي عم نفعه سائر البلاد والعباد، وذكره الشلي في المشرع الروي وقال: إنه ولد بتريم سنة تسع عشرة وثمانمائة، وحفظ القرآن، واشتغل بالعلم وأخذ عن والده وعن الإمام شهاب الدين بن عبد الرحمن والشيخ عبد الله بن محمد باقشير مصنف القلائد، ثم رحل إلى اليمن ودخل بندر عدن وأخذ بها عن الشيخ محمد بن عمر باقضام وغيره، ثم رجل إلى الحجاز مع والده سنة ثمان وتسعمائة فحج حجة الإسلام واجتمع بالشيخ أبي الحسن البكري وأخذ عنه، ثم رحل مع والده إلى الطيبة على مشرفها الصلاة والسلام، ثم رجع إلى بلدة تريم، ثم حج ثانياُ بمفرده في حياة والده سنة إحدى وأربعين وجاور بمكة ثلاث سنين على سيرة الصالحين من لزوم طلب العلم والعبادة، وأخذ عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي والعلامة عبد الله بن أحمد الفاكهي وأخيه عبد القادر والعلامة عبد الرؤف ابن يحيى والعلامة محمد بن الخطاب المالكي، ولازم هؤلاء المذكورين حتى برع في الأصلين والتفسير والحديث والفقه والعربية والتصوف والفرائض والحساب، وكان كثير الطواف والعمرة، وكان مدة مجاورته بمكة يزور النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ثم رحل إلى زبيد وأخذ عن الحافظ عبد الرحمن بن الديبع، وأخذ بالشحر عن الشيخ الكبير أحمد بن عبد الله بافضل الشهيد، وله من أكثر مشايخه الإجازة العامة في جميع كتبهم ومروياتهم وليس الخرقة من خلق كثيرين وأذن له جماعة في التحكيم والإلباس، وأقام بتريم نحو ثلاث عشرة سنة. ثم رحل إلى الديار الهندية سنة ثمان وخمسين وتسعمائة وحظى عند الوزير عماد الملك بأحمد آباد، فنصب نفسه للنفع والتدريس وأخذ عنه خلائق لا يحصون، منهم ولده عبد القادر وحفيده محمد بن عبد الله السورتي والسيد ابن علي صاحب الوهط والشيخ أحمد بن علي البسكري وعبد الله بن أحمد فلاح والشيخ محمد بن أحمد الفاكهي والشيخ حميد بن عبد الله السندي. وصنف كتباً مفيدة منها العقد النبوي السر المصطفوي، وكتاب الفوز والبشرى، وشرحان على قصيدته المسماة بتحفة المريد أحدهما أكبر من الآخر، أما الكبير فالمسمى حقائق التوحيد، وأما الصغير فالمسمى سراج التوحيد، ومولدان كذلك أحدهما أكبر من الآخر، ورسالة في المعراج، ورسالة في العدل وورد اسمه الحزب النفيس، ونفحات الحكم عن لامية العجم وهو على لسان التصوف ولم يكمله، وديوان الشعر، ومن شعره قوله: لنا بالرسول المصطفى خير نسبة مسلسلة تعلو على كل رتبة أئمة علم الله جوهر سره زواهر حلم قدوة للطريقة شموس بدت في عالم الغيب أشرقت بدور بدت أبدال أوتار صفوة وقد أفرد ترجمته غير واحد من العلماء منهم الشيخ حميد بن عبد الله السندي والشيخ أحمد بن علي البسكري المكي ألف فيه رسالة سماها نزهة الإخوان والنفوس في مناقب شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس، وذكر ابنه عبد القادر كثيراً في مقدمة كتاب الفتوحات القدوسية في الخرقة العيدروسية وغيرها. وكانت مدة إقامته بأ؛ مد آباد اثنتين وثلاثين سنة، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 352 مات ليلة السبت لخمس بقين من رمضان سنة تسعين وتسعمائة بمدينة أحمد آباد. الشيخ شيخ جيو الكجراتي السيد الشريف شيخ جيو بن محمود بن عبد الله بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري الكجراتي، أحد المشايخ المشهورين بكجرات، ولد بقرية أساول سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، وأخذ عن والده وعمه محمد بن عبد الله الحسيني البخاري وتولى الشياخة، أخذ عنه غير واحد من المشايخ. توفي لثلاث عشرة بقين من ربيع الثاني سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة وله ثمان وسبعون سنة، كما في المرآة. الشيخ شيخ المشايخ السدهوري الشيخ الصالح شيخ المشايخ بن خواجكي بن خير الدين بن نظام الدين الأنصاري الهروي ثم السدهوري- بكسر السين المهملة وتشديد الدال- قرية جامع من أرض أوده، ولد ونشأ بها وأخذ عن أبيه ولازمه مدة طويلة، وأخذ عنه غير واحد من العلماء. شير شاه السوري سلطان الهند السلطان العادل شير شاه بن حسن خان بن إبراهيم السوري، وكان اسمه فريد خان، وسور قبيلة من الأفغان وهم ينتسبون إلى الملوك الغورية، انتقل جده إبراهيم من جبال روه- بالراء والواو المهملتين- إلى أرض الهند، وتوسل ولده حسن خان بالأمير جمال خان الأفغاني وأحسن الخدمة، فأقطعه جمال خان سهسرام وخواص بور عمالتين من توابع رهتاس، وكان فريد خان أكبر أولاد أبيه من حليلته الأفغانية، فلما تزوج حسن خان بامرأة أخرى ومال إليها كل الميل خرج من عنده وسافر إلى جونبور وأقام بها زماناً، وقرأ بها كلستان وبوستان وسكندر نامه وكافية ابن الحاجب مع حواشيها وقرأ بعض العلوم المتعارفة، فلما أن جاء حسن خان إلى جونبور قدمه بعض أصدقائه، إلى أبيه فأخذه معه وولاه على أقطاعه، ثم لما كان مؤثراً لأبنائه وأمهم عزله بعد مدة يسيرة ونصب مكانه ابنيه أحمد وسليمان، فسافر إلى آكره وتقرب إلى دولت خان وأقام عنده زماناً، ثم نعى بوفاة والده فرجع إلى سهسرام واستولى على أقطاع والده وغلب على إخوته ثم على مرازبة دياره حتى قويت شوكته يوماً، فاصطلح بسلطان محمد صاحب بهار وتقرب إليه فلقيه شير خان، ثم نزا النفاق بينهما فسخط عليه صاحب بهار وأمر محمد خان الوالي من تلقائه على جون بور أن يقسم أقطاعه على إخوته، فسار إليه محمد خان بعساكره فانهزم عنه، وخرج من بلاده فتقرب إلى جنيد برلاس الذي كان والياً على مدينة كزه وما والاها من البلاد من قبل بابر شاه التيموري، وان برلاس عازماً إلى آكره، فأخرجه عه وعرضه على بابرشاه التيموري، فدخل في خواصه ولازمه مدة، ثم توهم منه وخرج إلى بهار، ولبث عند السلطان محمد المذكور مدة، ولما مات محمد وتولى المملكة ابنه جلال خان صار صاحب الأمر في مهمات الدولة حتى استولى على تلك الولاية ودفع جلال خان، ثم خرج محمود شاه ابن سكندر شاه اللودي فاتفق الناس عليه وولوه على بهار، فاضطر شير خان إلى طاعته، ولما سار محمود شاه بعساكره إلى بابر شاه التيموري وانهزم عنه واعتزل عن الناس استولى شير خان على ولاية بهار مرة ثانية، وأخذ بلاد بنكاله قهراً واستيلاء، فركب إليه همايون شاه التيموري واستولى على بلاد بنكاله وأقام بها ثلاثة أشهر، ثم ولى عليها جهانكير قلي أحد أمراء العساكر وقصد آكره لدفه أخيه هندام مرزا، فلما وصل إلى جوسه- بفتح الجيم المعقودة- لقيه شير خان بعساكره واشتد القتال بينهما، فانهزم همايون شاه المذكور وكان ذلك في سنة ست وأربعين وتسعمائة، فقصد شير خان إلى بنكاله ودفع جهانكير قلي المذكور ولقب نفسه شير شاه، ثم قصد آكره وانهزم عنه همايون شاه مرة ثانية في ناحية قنوج سنة سبع وأربعين وفر إلى لاهور، فسار شير شاه على أثره وأخرجه إلى أرض السند ثم إلى بلاد الأفغان، واستولى على مملكة الهند، والأرض لله يورثها من يشاء. وكان شير شاه من خيار السلاطين، عادلاً باذلاً، كريماً رحيماً، شجاعاً مقداماً محظوظاً جداً، كان لا يقصد باباً مغلقاً إلا انفتح، ولا يقدم على أمر مهم إلا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 اتضح، نال السلطة الكبرى في كبر سنه، وكان يتحسر على ذلك، وكان وزع أوقاته من يوم وليلة، شطراً منها للعبادة، وشطراً للعدل والقضاء، وبعضاً منها لإصلاح العسكر، فكان ينتبه من النوم في ثلث الليل الآخر ويغتسل ويتهجد ويشتغل بالأوراد إلى أربع ساعات نجومية، ثم ينظر في حسابات الإدارات المختلفة ويرشد الأمراء فيما يهمهم من الأمور في ذلك اليوم ويهديهم إلى برنامج العمل اليومي لئلا يشوشوا أوقاته بعد ذلك بالأسئلة، ثم يقوم ويتوضأ لصلاة الفجر ويصليها بالجماعة، ثم يقرأ المسبعات العشر وغيرها من الأوراد، ثم يحضر لديه الأمراء فيسلمون عليه، ثم يقوم ويصلي صلاة الإشراق، ثم يسأل الناس عن حوائجهم ويعطيهم ما يحتاجون إليه من خيل وأقطاع وأموال وغير ذلك لئلا يسألوه في غير ذلك من الأوقات، ثم يتوجه إلى المظلومين والمستغيثين ويجتهد في إغاثتهم، ومن عوائد بعد الإشراق أنه ألزم عليه أن يعرض علي العساكر فينظر إليهم وإلى أسلحتهم، ثم يعرض عليه من يريد أن يثبت في العسكرية فيتكلم معه ويختبره ثم يأمر أن يثبت اسمه في العسكرية، ثم يعرض عليه الجبايات التي تورد عليه من بلاده كل يوم، ثم يتمثل بين يديه الأمراء والمرازبة وسفراء الدول والوكلاء فيتحدث معهم، ثم تعرض عليه عرائض الأمراء والعمال فيسمعها ويملي جوابها، ثم يقوم ويقبل إلى الطعام وعلى مائدته جماعة من العلماء والمشايخ، ثم يشتعل نحو ساعتين بأمور خصوصية، ويقيل إلى وقت الظهر ثم يقوم ويصلي بجماعة، ويشتغل بتلاوة القرآن الحكيم ثم بمهمات الأمور للدولة، وكان لا يترك شيئاً من ذلك في الظعن ولا في الإقامة، وكان يقول: إن الرجل الكبير من يصرف جميع أوقاته في الأمور الضرورية، وكان يقول: إن العدل صفة محمودة عند جميع الناس مسلماً كان أو كافراً وكان يتوجه إلى المهمات ويباشر الأمور بنفسه ويقول: إنه لا ينبغي لصاحب الأمر أن يستصغر ما يهمه من الأمور نظراً إلى علو مرتبته فيلقيها على من حوله من رجاله، لأنهم لا يجتهدون فيها وربما يتغافلون عنها طمعاً وارتشاء، وكان يعاقب البغاة وقطاع السبيل والظلمة أشد عقوبة ويعزرهم أشد تعزير، وكان لا تأخذه بهم رأفة وإن كانوا من أصهاره وأقربائه. وكان شير شاه أول من أسس قواعد السلطنة بعد علاء الدين الخلجي، ومهدها لمن بعده من الملوك، ووضع القانون لترتيب العساكر ونصابها على أسلوب جديد، ووضع القانون للمالية ووضعها للنقود، ووضع لغير ذلك من الأمور، فمما وضع لترتيب العساكر قانون داغ الكي والتصحيحة، وهو أن يعرض الأمراء عساكرهم على عرض الممالك فيحمي الحديد في النار ثم يكوي بها الأفراس، ومنها قانون الحلية وهو تحرير أسماء الفرسان وأوطانهم وحليتهم وطول قامتهم وأعمارهم وما يختص بهم من الخطوط والسمات في دفتر خاص لها، ومنها أنه أمر بتوزيع العساكر في بلاد وعين لها المعسكر في مقامات عديدة، ومنها أنه ألزم عساكره أن يلزموا أنفسهم بناء القلاع من الطين في كل منزل إذا أرادوا الخروج إلى القتال أو انتقلوا من معسكر إلى معسكر آخر، ومنها أنه ألزم عساكره أن لا يستأصلوا الزروع في حال النقل والحركة وكان يعزرهم في ذلك أشد تعزير، ومنها أنه عين الأمناء ليدركوا نقصان الزروع حال القتال ليعارضوا الناس به، ومنها أنه منع عساكره أن يأسروا أحداً من الرعية في القتال. وأما القانون الذي وضعه للمالية فمنه أنه أمر أن يمسح الأرض كل سنة، وقرر المالية على أجناس الغلة، وكان يأخذ ثلث ما يحصل من الأرض المزروعة، وأبطل المكوس الكثيرة، وأمر أن يؤخذ المكس من أهل التجارة مرتين: مرة حين تدخل أموال التجارة في بلاده، ومرة إذا بيعت. وأما القانون الذي وضعه لنظام المملكة فمنه أنه قسم الأرض المحروسة على إيالات، والايالة على متصرفيات والمتصرفيات على عمالات، فقسم ما كانت تحت يده من أرض الهند على ستة عشر ومائة عمالة وفي كل عمالة ولى واحداً من الأمراء لينوب عنه في كل ماله وما عليه، والعامل الذي سماه شقدار، والخازن الذي سماه فوطه دار، وكاتبان أحدهما العارف باللغة الهندية وثانيهما العارف باللغة الفارسية، وولى في كل عمالة ميناً لفصل القضايا فيما بين الناس أو فيما بين الملك ورعاياه في حدود الأرض ولينظر أعمال العمال لئلا يخونوا في المالية ولا يظلموا الرعية وسماه المنصف، وفي كل متصرفية ولى أميراً من أمرائه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 354 ينوب عن السلطان في تلك المتصرفية وسماه فوجدار، وواحداً من الأمراء يرفع إليه أمر العمال وسماه صدر شقدار، وأميراً يرفع إليه أمر المنصفين وسماه صدر المنصف، وفي كل إيالة كان يولي واحداً من كبار الأمراء ينوب عن السلطان في تلك الإيالة ويرفع إليه أمرهم جميعاً، ويرفع إليه أمر العساكر المعينة في تلك الولاية. وهو أول من أصلح نظام النقود وضربها ووضع لها قانوناً، ونهى عن التخليط فيما بين الفلزات ونهى عن التلبيس فيها، وله غير ذلك من القوانين المفيدة لم نطلع على تفصيلها. ومن مآثره أنه أسس شارعاً كبيراً من سنار كانون أقصى بلاد بنكاله إلى ماء نيلاب من أرض السند، مسافتها ألف وخمسمائة كروه- والكروه في عرف أهل الهند ميلان من الأميال الإنكليزية- وأسس في كل كروه رباطاً، ورتب بها مائدتين لأهل الإسلام خاصة وللهنادك خاصة، وأسس مسجداً في كل كرو من الآجر والجص، ووظف الموذن والمقرىء والإمام في كلس مسجد، وعين في كل رباط فرسين للبريد ويقال لها في لغة أهل الهند داك جوكي فكان يرفع إليه أخبار نيلاب إلى أقصى بلاد بنكاله كل يوم، وغرس الأشجار المثمرة من كهرني وجامن والأنبه وغيرها بجانبي الشارع الكبير، فيستظل بها المسافر ويأكل منها ما تشتهي نفسه، وكذلك غرس الأشجار المثمرة على الطريق من آكره إلى مندو- وبينهما مسافة ثلاثمائة كروه- وأسس الرباطات والمساجد، وبلغ الأمن والأمان في عهده مبلغاً لا يستطيع أحد أن يمد يده في الصحراء إلى عجوز تحمل متاعها. وكان شير شاه يتأسف على أنه نال السلطة في كبر سنه، ويقول: إن ساعدني الزمان أبعث رسالة إلى عظيم الروم وأسأله أن يركب بعساكره إلى بلاد الفرس ونحن نركب من ههنا إلى تلك البلاد، فندفع بمساعدة ملك الروم شر الأوباش الذين يقطعون طريق الحجاج، ونحدث شارعاً آمناً إلى مكة المباركة، ولكن الأجل لم يمهله، فمات قبل بلوغه إلى تلك الأمنية، وكان ذلك في ثاني عشر من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة. مولانا شيري اللاهوري الشيخ الفاضل شيري بن يحيى الصياد اللاهوري، أحد الأفاضل المشهورين في الشعر والإنشاء- ولد ونشأ في كوكو- قرية من أعمال لاهور، وأخذ عن أبيه وتفنن عليه بالفضائل، وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، اشتغل بقرض الشعر، وبلغ في العتابيات رتبة لم يبلغها أحد من معاصريه، له هر بنس كتاب في أخبار كشن عظيم الهنادك، ترجمة من اللغة الهندية إلى الفارسية بأمر أكبر شاه التيموري، وله ديوان شعر بالفارسية، ومن شعره قوله: تا بزايد هر زمان كشوربر انداز آفتي فتنه در كوي حوادث كتخذا خواهد شدن يا عقاب قرضخواه وخنجر ارباب شرك بار سر از ذمه كردن جدا خواهد شدن فيلسوف كذب را خواهد كريبان باره شد خرقه بوش زهد را تقوى ردا خواهد شدن شورش مغز است اكر در خاطر آرد جاهلي كز خلائق مهر بيغمبر جدا خواهد شدن بادشاه امسال دعواي نبوت كرده است كر خدا خواهد بس از سالي خدا خواهد# شدن توفي سنة أربع وتسعين وتسعمائة في يوسف زئي من أرض ياغستان- ذكره البدايوني. مولانا شير علي السرهندي الشيخ الفاضل شير علي الحنفي الصوفي السرهندي، أحد المشايخ المشهورين، له رابطة بالسلاسل المشهورة لا سيما الطريقة القادرية، مات سنة خمس وثمانين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. حرف الصاد مرزا صادق الأردوبادي مرزا صادق الشيعي الأردوبادي الفاضل الكبير، كان من أهل بيت العلماء والشيوخ، ولد ونشأ باردوباد من آذربيجان، وتأدب على عصابة العلوم الفاضلة، ثم قدم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 الهند وطابت له الإقامة بمدينة أحمد نكر فسكن بها عشرة أعوام، ونال الصلات الجزيلة من الملوك والأمراء، ولما ولي الوزارة صلابت خان أعطاه المناصب والأقطاع، فصار في خفض العيش والدعة. وكان فاضلاً جيداً، منقطع النظير في الإنشاء والشعر، له أبيات رقيقة رائقة بالفارسية، منها قوله: اي رهزن كاروان زهد وبرهيز بدعت دوستي خصمي آميز در كوئي تو از هجوم نظاركيان نه جائي ستادن است نه بائي كريز قتل في جمادي الأولى سنة سبع وتسعين وتسعمائة بمدينة أحمد نكر، ذكره محمد القاسم. القاضي صدر الدين اللاهوري الشيخ العالم الفقيه صدر الدين القرشي العباسي اللاهوري الدفين ببلدة بروج من بلاد كجرات، كان من العلماء المبرزين في الفقه والكلام والأصول والعربية، قرأ بعض الكتب الدرسية على مخدوم الملك عبد الله بن شمس الدين الملتاني وبعضها على غيره من العلماء ذكره البدايوني وقال: إنه كان أفضل من شيخه عبد الله في تحقيق العلوم من المنطوق والمفهوم، قال: وكان حلو المذاكرة، مليح البحث، كثير المطالعة لفنون العلم والأدب، يديم البحث والإشتغال، وكان واسع المشرب، رحيب الصدر، حسن الظن، يعتقد في كل من يجده مجرداً عن أسباب الدنيا وإن كان مبتدعاً، قال: إنه رأى ذات يوم رجلاً في زي المجاذيب، فقام له تعظيماً ووضع يمناه على يسراه كهيئة القيام للصلاة، وكان ذلك الرجل يقول: إني قادر أن أجمعك بالخضر! فخر على قدمه وطلب منه ذلك، فقال له الرجل: إني مهموم في هذا الزمان لأجل صبيتي التي قد بلغت الحلم وجهازها يقتضي سبعمائة تنكه نوع من النقود، فهيأ له القاضي سبعمائة تنكه في الحال، فذهب به إلى نهر كبير وكان الرجل طويل القامة والقاضي قصيرها فأدخله في الماء حتى ذهب به في العميق من قعره فامتنع القاضي أن يتبعه لأنه كان لا يعرف السباحة، فقال الرجل: إني أرشدتك على مقام الخضر فإن لم تستطع أن تدركه فلا جناح علي. قال البدايوني: إن أكبر شاه التيموري ولاه القضاء بمدينة بروج من أرض كجرات، فذهب إليها واستقل به حتى توفي بها. وقال المندوي في كلزار أبرار: إنه كان رجلاً صالحاً، كثير البكاء غزير الدموع، صحب الشيخ موسى الحداد اللاهوري أحد المجاذيب وأخذ عنه، توفي لخمس عشرة خلون من رمضان سنة تسعين وتسعمائة. الشيخ صدر الدين السندي الشيخ العالم الفقيه صدر الدين السندي، أحد العلماء المشهورين بإقليم السند، درس وأفاد مدة حياته، وتخرج عليه جماعات من الفضلاء، خاصم السيد محمد بن يوسف الجونبوري المتمهدي المشهور لما دخل أرض السند، ثم اعترف له بعد المذاكرة ودخل في أصحابه، وكان معاصراً لجام نظام الدين ملك السند. السيد صدر الدين القنوجي الشيخ الفاضل صدر الدين الحنفي القنوجي، أحد أكابر العلماء في عصره، كان من ندماء سكندر شاه بن بهلول شاه اللودي، وكان أخوه السيد حسن والسيد إمام أيضاً من العلماء، ذكره القنوجي في أبجد العلوم. السيد صفائي الترمذي الشيخ العالم الفقيه السيد صفائي بن مرتضى الحسيني الترمذي المنتسب إلى شير قلندر بن بابا حسن أبدال القندهاري، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولي مشيخة الإسلام بمدينة بهكر من أرض السند، ولاه محمود شاه السندي، ورزق أولاداً صالحين، أشهرهم محمد معصوم صاحب تاريخ السند، توفي في شهر ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وتسعمائة. خواجه صقر الرومي الأمير الكبير خواجه صقر الرومي عتيق الأمير الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 سلمان التركي الشهيد السعيد يقال له خداوند خان، قدم كجرات سنة سبع وثلاثين وتسعمائة مع الأمير مصطفى ابن أخت سلمان المذكور، وناب عنه في أعماله بفرض الهند وبنى قلعة سورت في أيام بهادر شاه الكجراتي، ولما هزم بهادر شاه من همايون بن بابر التيموري وسار إلى ديو خرج إليه خواجه صقر، وكان إذ ذاك وكيل مصطفى المذكور، فقبل ركابه وتبرأ من مصطفى ذلك الخائن، وسار في ركابه إلى ديو ثم أخبره بما في ديو من المدافع واستعداد المنع، وسار به إلى الجهات المانعة وما فيها من العدة وإلى الجهات المحتاجة للتقوية، ثم تكفل له بطلب الجماعة السلمانية فأعجب به بهادر شاه وأقبل عليه وأعطاه ما كان لمصطفى من بندر ديو وسورت وراندير وتهانه والدهن، وأمره بطلب أصحابه ورعاية من في معرفته من أهليهم، وأمره بعمارة ديو، وذلك حين قال له: أيمكن التحصن بديو إذا جاء همايون؟ فأجاب يمكن! فقال: كيف تعمل بمصطفى؟ فأجاب: الخائن لا يفلح! ثم قوي الجهات المحتاجة للتقوية من ديو واستعد للقتال، وتوجه إلى نوساري فامتلكها وما يليها، ثم سار إلى سورت وملكها، ثم توجه إلى بهروج ومعه خانجهان الشيرازي فملكها، وهكذا ملك بلدة بعد بلدة حتى نهض بهادر شاه إلى أحمد آباد وصفت الولاية له، وكان ذلك سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، وبعد مدة قليلة من ذلك قتل بهادر شاه بديو بقصة شرحتها في ترجمته وكان معه خواجه صقر في غرابه، وأدركه من يعرفه- وقديماً قيل المعرفة تنفع ولو بكلب عقور، وأخفاه الرجل ثم أخبر به وأخذ له عهداً على أن يكون تاجراً بديو وبقيت حياته فجاء إلى أعماله، ولقبه محمود شاه خداوند خان، وبعثه إلى ديو سنة ثلاث وخمسين، فخرج إلى سرخيز وكتب إلى وكيله بسورت وأمره بتجهيز ولده محرم بالعسكر والمدافع والخزانة، وبعد وصوله رحل إلى ديو، ولما وصل إلى نوانكر- على ثلاثة فراسخ من ديو- خلف الأثقال بها وتقدم بالمدافع ورجال الحرب، ثم شرع في العمل وحصر القلعة، واستمر ذوي المدافع من الجانبين ويتقدم خطوة خطوة إلى أن انتهى إلى الخندق، وكبسه ومشى عليه وخلفه وأقبل على القلعة، وقد أنفق من أمواله في سبيل الله ما يخرج عن الحساب، واحتاج إلى النفقة فكتب إلى الوزير أفضل خان في طلبه فلم يرسل بشيء من الخزانة إليه، ثم عملت المدافع في القلعة، وهلك منها أكثر أهلها واعتل أكثر من بقي بالعفونة، وخواجه صقر لا يزال يبني مترساً حجرياً، ويضرب بمدافعه ويزيل الفرنج عن وجهه من القلعة، ويتقدم ويبني ويضرب ويزيل ويتقدم إلى أن كاد أن يبطل عمل مدافع القلعة للقرب منها، وبينما هو يوماً جالس في ظل مترس أحس به أهل البرج، فحرز المدفعي المدفع ورماه، فأصاب حجر المترس فتطايرت قطعة، ومنها قطعة أصابت رأسه فبلغ الشهادة. وكان ذلك في ربيع الثاني سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة- ذكره الآصفي في ظفر الواله. القاضي صلاح الدين الجونبوري الشيخ العالم الفقيه القاضي صلاح الدين الخليل الحنفي الجونبوري، كان من أحفاد القاضي نظام الدين صاحب الفتاوي إبراهيم شاهية نشأ في حجر جده وأخذ عنه وتولى القضاء بعده، واستقل به عشرين سنة، وكان حسن الأخلاق، حلو الكلام، فصيح المنطق، عالماً كبيراً، بارعاً في العلوم الكثيرة، يشار إليه في استحضار المسائل الجزئية، أخذ عنه السيد عبد الأول بن العلاء الحسيني الجونبوري شارح صحيح البخاري وخلق آخرون، ذكره الزبيدي في تجلي نور. حرف الضاد المعجمة القاضي ضياء الدين النيوتني الشيخ الفاضل العلامة ضياء الدين بن سليمان بن سلوني العثماني النيوتني الأودي، كان من فحول العلماء، ولد ونشأ بنيوتني- بكسر النون وسكون التحتية والواو بعدها تاء مثناة من فوق ثم نون ثم ياء تحتية- قرية جامعة من أعمال مهان- بضم الميم- وهي بلدة من بلاد أوده، اشتغل بالعلم أياماً في بلاده، ثم سافر إلى كجرات وبها قرأ العلم على العلامة وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي وتزود بابنته وأقام بعد ذلك مدة بكجرات وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ محمد بن يوسف القرشي البرهانبوري، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ودخل الهند، ثم رجع إلى بلاده وقام بنشر العلوم والمعارف، أخذ عنه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 الشيخ جمال الكوروي وخلق كثير، كما في سلاسل الأنوار. وإني رأيت في بعض التعاليق أنه استفاض من مشايخ آخرين وحصل الطريق العديدة ولكن الطريقة النقشبندية كانت غالبة عليه. توفي لست بقين من رجب سنة تسع وثمانين وتسعمائة، وأرخ بعض أصحابه لعام وفاته: رفت از دنيا بدين قطب جهان. مولانا ضياء الدين المدني الشيخ العالم المحدث ضياء الدين الحسني المدني المدفون بكاكوري، كان من العلماء المبرزين في النحو واللغة والحديث، قدم الهند وسكن بدار الملك دهلي سنتين، ثم سافر إلى أرض أوده ودخل كاكوري- قرية جامعة من أعمال لكهنو على تسعة أميال منها- فسكن بها، خمس سنين وأربعة أشهر، وكان يدرس ويفيد، وأخذ عنه الشيخ نظام الدين بن سيف الدين العلوي الكاكوروي الحديث وقرأ عليه صحيح البخاري وجامح الأصول، مات ودفن بكاكوري، ذكره الشيخ تراب علي القلندر في كشف المتواري. حرف الطاء الشيخ طاهر بن رضى الهمداني الشيخ الفاضل طاهر بن رضى الدين بن مؤمن شاه بن محمد شاه بن محمد ابن الجلال بن الحسين بن محمد بن الحسن بن علي بن نزار بن المستنصر الإسماعيلي العبيدي الهمداني، من نسل عبيد الله المهدي صاحب الدعوة، وكان ينتسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، وبذلك الانتساب ادعى أنه مهدي وأنه مأمور من الله سبحانه، فاجتمع إليه الناس وانتشرت دعوته في البلاد والعباد، وأسس دولة عظيمة بالمغرب وديار مصر، ولما انقرضت تلك الدولة سنة سبع وستين وخمسمائة خرج واحد منهم إلى إيران العجم وتولى الشياخة، وتوارث أولاده الشياخة حتى تولاها طاهر بن رضى، وكان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والجفر الجامع والرمل وغيرها من الفنون الغريبة، فاجتمع إليه خلق كثير، فأساء الظن به إسماعيل بن الحيدر الصفوي الشيعي ملك الفرس، فاعتزل الشياخة وحضر بين يديه سنة ست وعشرين وتسعمائة، ولبث عنده زماناً، ثم ولي التدريس بكاشان وأقام بها مدة، فاجتمع إليه أصحابه ورزق القبول العظيم فاتهموه بالإلحاد، وتوحش الصفوي عنه مرة ثانية فأمر بقتله، فخرج من كاشان وسافر إلى الهند فدخل في بندركووه، وجاء إلى بيجابور فلم يلتفت إليه إسماعيل عادل شاه البيجابوري، فسار إلى قلعة برينده ولقى بها الشيخ بير محمد الذي أرسله برهان نظام شاه إلى صاحب القلعة بالرسالة، فاعتقد بير محمد بفضله وكماله وقرأ عليه المجسطي، ولما رجع بير حمد إلى أحمد نكر ذكره عند صاحبه، فطلبه سنة ثمان وعشرين وتسعمائة واحتفى به، فطابت له الإقامة بأحمد نكر، وكان يذهب إلى قلعة أحمد نكر يومين في كل أسبوع ويدرس ويحضر العلماء كلهم في دروسه، وكان برهان نظام شاه أيضاً يحضر دروسه ويستلذ بكلامه، ولم يزل كذلك حتى مرض عبد القادر ابن برهان نظام شاه المذكور وأشرف على الموت وكان البرهان مشغوفاً بحبه، فقام الطاهر وبشره بالشفاء العاجل لولده وأخذ العهد عليه أن يدعو في خطب الجمع والأعياد للأئمة الاثنى عشر ويروج مذهبهم في بلاده! فعاهده برهان نظام شاه، فلقنه الطاهر مذهب الشيعة من حب ورفض، وتشيع برهان نظام شاه ومعه أهل بيته وخدمه نحو ثلاثة آلاف من الرجال والنساء، ونال الطاهر ما رامه من الدعوة. وله مصنفات كثيرة: منها شرح الباب الحادي عشر في الكلام، وشرح الجفرية في فقه الإمامية، وحاشية على تفسير البيضاوي، وله حواش على الإشارات والمحاكمات والمجسطي والشفاء والمطول وكلشن راز وشرح تحفه شاهي، وله رسالة بالكي صنفها في أثناء الطريق على المحفة، ولذلك سماها ببالكي في لغة أهل الهند المحفة ومن شعره قوله: در غم او لذت عيش از دل نا شاد رفت خو بغم كر ديم جندا ني كه عيش از ياد# رفت توفي سنة ست وخمسين وتسعمائة بمدينة أحمد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 نكر، فدفنوه بها ثم نقلوا عظامه إلى كربلاء، ذكره محمد قاسم في تاريخه. مولانا طيب السندي الشيخ العالم المحدث طيب بن أبي الطيب التتوي السندي، أحد فحول العلماء، كان من نسل الشيخ هارون، ولد ونشأ بأرض السند، واشتغل بالعلم على مولانا يونس المفتي السندي ولازمه مدة، ثم ترامى به الاغتراب إلى أرض برار فسكن ببلدة إيلجبور زماناً، ثم دخل برهانبور مع الشيخ طاهر ابن يوسف السندي. وكان يدرس ويفيد، قرأ عليه الشيخ عيسى بن قاسم السندي بعض الكتب الدرسية في الأصول والكلام، له شرح على الرسالة الغوثية وتعليقات مفيدة على مشكاة المصابيح. توفي في بضع وتسعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. حرف العين ميران عادل شاه البرهانبوري الملك المؤيد عادل بن المبارك بن نصير بن أحمد بن محمد الفاروقي البرهانبوري، كان اسمه قبل الإمارة عين خان ولهذا اشتهر بعينا عادل شاه، قام بالملك بعد والده سنة إحدى وستين وثمانمائة، وافتتح أمره بالعقل والسكون، وأحسن السيرة في رعيته، وفتح كوند وازه وكده، وأسس حصاراً آخر منيعاً حول قلعة آسير، وجعلها من أمنع قلاع الهند، وأسس قلعة منيعة ببلدة برهانبور، وأسس الأبنية الفاخرة واستقل بالملك ستاً وأربعين سنة وبضعة أشهر. وكان فاضلاً شجاعاً. فاتكاً ذا دهاء وتدبير وعقل ودين، مات يوم الجمعة في نصف من ربيع الأول سنة سبع وتسعمائة. مولانا عالم الكابلي الشيخ الفاضل عالم بن عارف الحنفي الكابلي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الآلية، ذكره البدايوني، قال: إنه كان مداعباً مزاحاً، حسن القصص، حلو الكلام مليح الشمائل، يأتي بما يضحك الناس حتى تكاد النفوس تزهق عن كثرة الضحك، وقد كتب تعليقاً على شرح المقاصد في كشكوله وسماها القصد، وكان يقول إنه من مصنفاته، وكذلك كتب حاشية أو حاشيتين على المطول وسماها الطول وادعى أنه كتاب بسيط من مصنفاته حذاء المطول، وألف مجموعاً في أخبار الأولياء وسماه فواتح الولاية وأورد فيه كل فقير سائل ومجاور بقبول الأولياء وأتى في أخبارهم بكل ما سمع من الناس. قال: إنه دعاني مرة لفتحبور، ودعى صاحبنا نظام الدين النخشبي أيضاً فلم يسعنا إلا القبول، فغدونا إلى بيته وأحضر معجوناً مشهياً للطعام فتناولناه، ثم عرض علينا كتبه فاشتغلنا بها إلى نصف النهار وقد غلب علينا الجوع، وكنا نترقب المائدة فلما لم نر أثراً منها سألناه، فقال: إني كنت أظن أنكم أكلتم الطعام في بيوتكم! فاضطررنا إلى الخروج وتركناه وأكلنا ما وجدنا في بيوتنا، قال: وكان يغبط على نظام الدين البدخشي أنه اخترع السجدة لصاحبه أكبر شاه، فأدخلها في آداب التحية له، قال: وكان يغبط على البدخشي وابن المبارك أنهما صارا من الأمراء ولذلك دخل في الجندية ولكنه ما بلغ مبلغ الأمراء لسوء حظه في الإمارة، توفي سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة. مولانا عباس السندي الشيخ الفاضل عباس بن الجلال الباتري السندي، أحد المشايخ المشهورين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بقرية باتر من أعمال السند، وانتقل منها في أوائل سنة سبع وأربعين وتسعمائة إلى قرية هنكور من أعمال بهكر، فسكن بها وعكف على الدرس والإفادة، وكان عالماً كبيراً، قانعاً عفيفاً، ماهراً في الفقه والحديث والتفسير، أخذ عنه القاضي عبد السلام السندي وخلق آخرون، توفي سنة ثمان وتسعين وتسعمائة وله ست وتسعون سنة، كما في المآثر. مولانا عبد الأول الجونبوري الشيخ العالم المحدث عبد الأول بن علي بن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 العلاء الحسيني الجونبوري، أحد كبار الفقهاء الحنفية، كان أصله من زيد بور من أعمال جونبور، انتقل أحد آبائه إلى أرض الدكن، فولد ونشأ بها عبد الأول ولازم جده علاء الدين وأخذ عنه الحديث عن الشيخ حسين الفتحي عن محمد بن محمد الجزري صاحب الحصن الحصين عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الصفوي وغيره ثم أخذ الطريقة عن بعض أبناء الشيخ محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي الدفين بكلبركه، ثم دخل كجرات وسكن بها زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند فأقام بأحمد آباد مدة من الزمان ودرس وأفاد، أخذ عنه الشيخ طاهر بن يوسف السندي وخلق كثير، وقدم دهلي في آخر عمره فعاش بها سنتين ومات. وله مصنفات عديدة، منها فيض الباري شرح صحيح البخاري، ومنظومة في المواريت، وشرح بسيط له على تلك المنظومة، وله رسالة في تحقيق النفس، ومختصر في السير لخصه من سفر السعادة للفيروز آبادي، وله تعليقات شتى على الفتوحات المكية والمطول وعلى غيرهما من الكتب. توفي سنة ثمان وستين وتسعمائة، كما في أخبار الأخيار. ميرك عبد الباقي السندي الشيخ الفاضل عبد الباقي بن محمود بن أبي سعيد الحنفي السبزواري ثم التتوي السندي، كان أكبر أبناء والده وأوفرهم في الفضل والكمال، وكان كثير الدرس والإفادة، له اليد الطولى في الهيئة والهندسة وغيرهما من العلوم الحكمية، اخترع الأشكال الهندسية ما وراء أشكال الأقليدس، وكان الشيخ عبد الخالق الكيلاني مع علو كعبه في العلوم الحكمية يعترف بفضله وكماله ويستفيد منه، ذكره النهاوندي في المآثر، توفي سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة. الشيخ عبد الجليل اللاهوري الشيخ الصالح عبد الجليل بن أبي الفتح بن عبد العزيز بن شهاب الدين ابن نور الدين بن حميد الدين الحارثي الهنكاري اللاهوري، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن أبيه عن جده وهلم جرا إلى الشيخ حميد الدين، وهو أخذ عن الشيخ ركن الدين أبي الفتح فيض الله بن القرشي الملتاني، ثم سافر إلى البلاد وسكن بلاهور، أخذ عنه خلق كثير، وصنف صنوه أبو بكر كتاباً في أخباره، مات غرة رجب سنة عشر وتسعمائة بلاهور، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد الجليل الجونبوري الشيخ الفاضل عبد الجليل بن طه الأنصاري الجونبوري، أحد الفقهاء الحنفية، كان من ذرية الشيخ الكبير عبد الله الهروي، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد العزيز بن الحسن العباسي الدهلوي، وكان من العلماء المبرزين في الفقه والحديث، سافر إلى مكة المباركة للحج فقتله اللصوص بدهلي سنة تسعين وتسعمائة، فأرخ لعام وفاته بعضهم قتيل محبت، كما في كنج أرشدي. الشيخ عبد الحكيم البرهانبوري الشيخ الصالح الفقيه عبد الحكيم بن بهاء الدين بن معز الدين البرهانبوري، أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ في مهد العلم والمعرفة، وأخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، أخذ عنه الشيخ علي بن حسام الدين المتقي البرهانبوري المهاجر إلى مكة المباركة، وكان منقطعاً إلى الزهد والعبادة. الشيخ عبد الحكيم الكالبوي الشيخ الصالح عبد الحكيم الكالبوي، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ عبد الوهاب بن محمد الحسيني البخاري الدهلوي ولازمه مدة من الزمان، وانقطع إلى الزهد والعبادة بكالبي مع قناعة وعفاف وطريقة ظاهرة، مات سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة، فأرخ لعام وفاته بعضهم حكم دا شده كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد الحليم السنبهلي الشيخ العالم الصالح عبد الحليم بن حاتم الحنفي السنبهلي، أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بمدينة سنبهل، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 360 وتخرج على أبيه ولازمه مدة حياته ثم تصدر للتدريس، وكان على قدم أبيه في الاشتغال بالعلم وصلاح الظاهر والقناعة والتوكل، مات سنة تسع وثمانين وتسعمائة. الأمير عبد الحليم الكجراتي الأمير الكبير عبد الحليم بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن شاهو بن تكودر- بالفوقية بن جام ننده القرشي السندي ثم الكجراتي الشهيد السعيد، المجلس العالي خداوند خان، كان من كبار الوزراء بكجرات، ولد ونشأ بجانبانير واشتغل على والده بالعلم مدة، وقرأ على غيره من العلماء كالقاضي برهان الدين النهروالي والخطيب أبي الفضل وغيرهما، ولما برز في العلوم تقرب إلى بهادر شاه فقلده كثيراً من أعمال مملكته، ولما تولى المملك محمود شاه ولاه الوزارة الجليلة سنة أربع وخمسين وتسعمائة ولقبه المجلس العالي خداوند خان فخدمه مدة، وقتل سنة إحدى وستين وتسعمائة، ذكره الآصفي. مولانا عبد الحي الدهلوي الشيخ الفاضل عبد الحي بن الجلال بن الفضل الحنفي الدهلوي، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على أساتذة عصره ولازم أباه وأخذ عنه، وكان فاضلاً كريماً، حسن الأخلاق كثير التواضع، عميم الإحسان، مجيد الشعر، مات سنة تسع وخمسين وتسعمائة. مولانا عبد الخالق الكيلاني الشيخ الفاضل الكبير عبد الخالق الكيلاني، أحد كبار العلماء، لم يكن في زمانه أعلم منه في العلوم الحكمية لا سيما الهيئة والهندسة، أخذ عن الشيخ عبد الله اليزدي، وانتقل من قندهار إلى بهكر من بلاد السند سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة، ثم دخل تته وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه القاضي محمود التتوي وخلق آخرون، ثم ترامى به الإغتراب إلى بلاد الدكن، ذكره النهاوندي في المآثر وقال: إنه كان نظيراً للفاضل مرزا جان والأمير فتح الله الشيرازي في العلوم الحكمية، انتهى. مولانا عبد الرحمن اللاهوري الشيخ العالم الصالح عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الملك اللاهوري، أحد الفضلاء المشهورين، قام مقام والده في الدرس والإفادة، أخذ عنه جمع كثير من العلماء، مات سنة سبعين وتسعمائة، كما في أخبار الأصفياء. مولانا عبد الرحمن الملتاني الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عزيز الله الملتاني، أحد أكابر الفضلاء، ولد ونشأ بملتان، وقرأ العلم على والده ثم درس وأفاد ببلدة لاهور مدة طويلة، أخذ عنه الشيخ سعد الله بن إبراهيم الملتاني وخلق كثير، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد الرحمن اللاهربوري الشيخ الفاضل الكبير عبد الرحمن بن علاء الدين بن عطاء الله بن ظهير الدين العباسي اللاهربوري، كان من نسل هارون الرشيد الخليفة العباسي، ولد ونشأ بلاهور بور- قرية جامعة من أرض أوده- وقرأ العلم على والده، ولما توفي أبوه رحل إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد الله بن إله داد العثماني التلنبي، ولازمه مدة طويلة حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، ثم تقرب إلى سكندر شاه اللودي وخدمه اثنتي عشرة سنة، ثم سافر إلى جونبور وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد السلام بن محمد بن قطب القلندري، وانقطع إلى الزهد والعبادة ورزق عمراً طويلاً. مات لاثنتي عشرة خلون من ذي الحجة الحرام سنة ست وسبعين وتسعمائة بلاهر بور، كما في أصول المقصود. ميرك عبد الرحمن التتوي الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن محمود بن أبي سعيد الحنفي التتوي السندي، أحد فحول العلماء، كان ممن تبحر في العلوم ودرس وأفاد، وأخذ عنه خلق كثير، مات سنة إحدى وتسعين وتسعمائة، كما في المآثر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 361 مولانا عبد الرحمن التتوي الشيخ الفاضل الكبير عبد الرحمن التتوي السندي، أحد كبار العلماء، لم يكن في زمانه أعلم منه في الفقه والحديث والتفسير، أخذ عنه جمع كثير من العلماء في أيام مرزا عيسى ترخان وولده مرزا باقي أمير ناحية السند، ذكره النهاوندي في المآثر. مولانا عبد الرحمن اللاهوري الشيخ العالم الصالح عبد الرحمن اللاهوري الفاضل المشهور في عصره، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الحق الأحراري، وأخذ عنه غير واحد من المشايخ، مات سنة خمسين وتسعمائة بمدينة لاهور، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. القاضي عبد الرحيم السهارنبوري الشيخ العالم الفقيه عبد الرحيم بن عبد الرزاق بن خواجه سالار الأنصاري السهارنبوري، أحد أكابر العلماء، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور وصرف عمره في الدرس والإفادة، وكان ماهراً بالمعقول والمنقول، ولي القضاء مكرهاً وكان آبياً لذلك، ولاه سكندر شاه اللودي، مات سنة ستين وتسعمائة، كما في المرآة. الشيخ عبد الرزاق المكي الشيخ الفاضل عبد الرزاق بن أبي الفتح بن الجمال المكي، أحد رجال العلم والطريقة، تذكر له كشوف وكرامات، مات ليلة الجمعة لعشرة ليال بقين من جمادي الآخرة سنة أربع وثمانين وتسعمائة، فأرخ لوفاته بعض أصحابه شب جمعه سفر كرد، ذكره محمد بن الحسن. الشيخ عبد الرزاق الجهنجانوي الشيخ العالم الصالح عبد الرزاق بن أحمد بن محمد فاضل بن عبد العزيز بن نور الدين بن كمال الدين بن أبي سعيد العلوي الرازي الجهنجانوي، كان من ذرية محمد بن الحنفية، ولد سنة ست وثمانين وثمانمائة، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ الرسائل المختصرة على الجلال الجهنجانوي، وسار إلى باني بت ثم إلى دهلي، ولازم الشيخ إله داد التتوي خمس سنوات وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم رجل إلى كالبي وإلى كوره وقرأ بعض الكتب على من بها من الأساتذة، ثم رجع إلى دهلي ودخل في مدرسة ملا عبد الله لعله التلنبي واشتغل بالبحث أياماً، ثم تصدر للتدريس ودرس ثلاثين سنة، ثم لازم الشيخ محمد بن الحسن العباسي الجونبوري وأخذ عنه وعن غيره من المشايخ الإجازة في طرق عديدة، أما القادرية فإنه أخذها عن الشيخ محمد بن الحسن المذكور والشيخ محمد مودود اللاري والسيد إسماعيل القادري، وأما الطريقة الجشتية فإنه أخذ عن الشيخ نور بن الحامد الحسيني المانكيوري، وصحب هؤلاء مدة طويلة حتى فتحت عليه أبواب الكشف والشهود. وله ذوق خاص في تقرير التوحيد على مسلك ابن عربي خلافاً لمعاصره عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي، ومحصله أن عبد الرزاق ذهب إلى أن وجود الممكنات عين وجود الواجب- تعالى وتقدس عن ذلك- وعبد الملك كان يقول إن الواجب تعالى وتقدس وراء عن الممكنات، وللشيخ عبد الرزاق في ذلك رسائل كثيرة إلى أصحابه، قال في بعض الرسائل: إن المعرفة على نوعين: استدلالي ووجداني، أما الاستدلالي فهو أن من طالع حسن خلق الله وإتقانه في السماوات والأرض وما بينهما لاح له في كل صنع آية يستدل بها على صانع حكيم مريد إلى غير ذلك، يكون ذلك الصنع أثراً منه فيعرف الله بدلالتها وهذه المعرفة وإن كانت ضرورية لا يسع جهلها ولا ينعقد عقد الايمان إلا بها، لكنها معرفة عامة ليست من المعرفة الحقيقية في شيء، والمستدلون به يعرفون الله سبحانه وراء العالم، وهم المؤمنون بالغيب المستدلون بالدليل، وأما المعرفة الحقيقية الوجدانية فهي أن تنخلع ذات العارف عن ملابس الوجود بملازمة الرياضات والمجاهدات والذكر بمواطاة القلب واللسان والاعتصام بعروة همة الشيخ، فيسلك به مسلك الفناي فيخلع الله عليه لباس نعوته وأسمائه فإنه يعرف الحق بالحق، كما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عرفت ربي بربي! وقال الله تعالى: "يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله" فالخطاب فيه إلى المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب وهم المستدلون أمرهم بقوله "آمنوا بالله" أي بالشهادة، كما أشار الجزء: 4 ¦ الصفحة: 362 إلى هذا الإيمان بقوله "ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شيء محيط". وقال: اعلم يا أخي أطال الله بقاءك بالمعرفة والمحبة أن الحق سبحانه وتعالى واجب الوجود، فإذا وجب وجوده وجب عدم ما سواه، وما يظن أنه سواه ليس بسواه، لأنه تعالى منزه عن أن يكون غيره سواء، بل غيره هو فلا غير، وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر! فأشار إلى أن وجود الدهر وجود الله تعالى لا أنه وراء العالم تعالى وتقدس عن ذلك، ثم أقول أوضح من ذلك: إن الله تعالى قال: "يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله"، يعني المؤمنين المستقينين بأنفسهم آمنوا بالله بأن وجودكم وجود الله تعالى، وإليه أشار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله: من عرف نفسه فقد عرف ربه، لأنه هو الأول والآخر والظاهر والباطن، وإذا ثبت ذلك ثبت أنك لست أنت بل أنت هو، فإذا عرفت نفسك هكذا فقد عرفت ربك وإلا فلا، لا أنه تعالى جزئي حقيقي وراءك ووراء الموجودات كلها، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، ثم أقول أوضح من ذلك قال الله تعالى: "يأيها الذين آمنوا آمنوا بالله" يعني المؤمنين الذين آمنوا بالأشياء وتيقنوا بأن الأشياء موجودات على حدة مستقلة وراء الحقيقة المطلقة آمنوا بالله لا بالأشياء، لأن أعيان المعلومات معدومات أبداً موجودات بوجوده سرمداً، وهذا معنى قوله عليه السلام: أرنا الأشياء كما هي! فإذن لا موجود إلا الله ولا معبود غير الله، وقد ذكر أن حجابه وحدانيته وفردانيته لا غير، ولهذا جاز للواصل أن يقول: أنا الحق! وأن يقول: سبحاني ما أعظم شأني إلى غير ذلك. ولعبد الرزاق شرح بسيط على مكتوبات الشيخ عبد القادر الجيلاني، توفي سنة تسع وأربعين وتسعمائة. الشيخ عبد الرزاق السهارنبوري الشيخ العالم الصالح عبد الرزاق بن خواجه سالار بن فريد الدين الأنصاري السهارنبوري، أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور وقرأ العلم، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ إسحاق الحسيني البخاري ولازمه مدة من الزمان، ثم تصدر للتدريس، وكان صالحاً عفيفاً ديناً تقياً، تذكر له كشوف وكرامات. توفي لإحدى عشرة خلون من رجب سنة أربع وعشرين وتسعمائة بمدينة سهارنبور، ذكره السهارنبوري في المرآة. الشيخ عبد الرزاق الأجي الشيخ الصالح عبد الرزاق بن عبد القادر بن محمد غوث الشريف الحسني الأجي، أحد العلماء الربانيين، ولد بمدينة أج من أعمال السند ونشأ بها، وأخذ عن والده ولازمه ملازمة طويلة وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه غير واحد من العلماء والمشايخ، مات سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، كما في أخبار الأخيار. الشيخ عبد الرشيد السندي الشيخ الفاضل عبد الرشيد السندي، أحد كبار العلماء، كان يدرس ويفيد به له كندي من أعمال سيوستان، أخذ عنه الشيخ أحمد بن إسحق وصنوه محمد وخلق آخرون من العلماء والمشايخ، كما في تحفة الكرام. الشيخ عبد الستار السهارنبوري الشيخ الفاضل عبد الستار بن عبد الكريم بن خواجه سالار الأنصاري السهارنبوري، كان من المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وقرأ العلم على الشيخ نصير الدين بن سماء الدين الدهلوي بمدينة دهلي، ثم أخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الحنفي النككوهي ولازمه مدة طويلة ولازم الرياضة والمجاهدة وبشره شيخه بالقطبية. وكان صاحب وجد وحالة، له أذواق صحيحة ومواجيد عالية. مات يوم الجمعة لتسع خلون من رمضان سنة خمسين وتسعمائة، كما في مرآة جهان نما. الشيخ عبد السلام البجنوري الشيخ الصالح عبد السلام بن سعد الدين بن سعد الله القاضي سماء الدين الصديقي البجنوري اللكهنوي، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بلكهنؤ، وأخذ عن عمه الشيخ فخر الدين بن سعد الله البجنوري وصحبه مدة طويلة ثم تولى الشياخة، وتذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، وهو الذي أخذ عنه الشيخ علاء الدين الحسيني الأودي، كما في تذكرة الأصفياء. الشيخ عبد السلام الجونبوري الشيخ الصالح المعمر عبد السلام بن محمد بن قطب الدين العمري الجونبوري، أحد المشايخ المشهورين في الطريقة القلندرية، ولد ونشأ بمدينة جونبور، وأخذ عن والده ولازمه مدة حياته وتولى الشياخة بعده، وقيل إنه أدرك جده الشيخ قطب الدين وأخذ عنه. وكان من كبار المشايخ، أخذ عنه الشيخ عبد الرحمن اللاهربوري والشيخ محمود القلندري اللكهنوي والشيخ عبد الرزاق الأميتهوي وخلق آخرون، وعمره جاوز مائة سنة، أدركه عبد الرزاق المذكور سنة خمس وسبعين وتسعمائة، وكان عمره إذ ذاك خمس عشرة ومائة سنة، كما في الانتصاح. مات لخمس عشرة خلون من ذي القعدة سنة ست وسبعين وتسعمائة، كما في النفحات العنبرية. مولانا عبد السلام اللاهوري الشيخ الفاضل الكبير عبد السلام الحنفي اللاهوري، أحد كبار العلماء، انتهت إليه رياسة التدريس بمدينة لاهور، واعترف بفضله علماء الآفاق، منهم العلامة محمد سعيد التركستاني. قال فيه لما ورد في الهند سنة ست وستين وتسعمائة: إنه متفرد في العلم بين علماء الهند. توفي بمدينة لاهور سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة. كما في كلزار أبرار. القاضي عبد السميع الاندجاني الشيخ العالم العلامة القاضي عبد السميع الحنفي الاندجاني. أحد العلماء المشهورين في العلوم الحكمية. قرأ على مولانا أحمد جند. وقدم الهند في أيام أكبر شاه التيموري فولاه القضاء الأكبر، وكان من أولاد الشيخ برهان الدين المرغيناني صاحب هداية الفقه، وكان ممن يضرب به المثل في تدريس شرح المواقف وشرح المطالع وحواشيهما، ذكره الأمين ابن أحمد الرازي في هفت إقليم. القاضي عبد الشكور السهسواني الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الشكور بن إسماعيل بن عطاء الله الحسيني المودودي الأمروهوي ثم السهسواني، كان من رجال الفقه، ولد ونشأ بأمروهه، وولي القضاء بسهسوان في أيام همايون شاه التيموري، وأعطاه همايون المذكور أرض سهسوان التي كانت قبل ذلك لأبناء صهره محمد وحسن وطاهر، فأعطاها القاضي لهم واشتغل بالقضاء، فقتله محمد مخافة أن يستردها منه، وكان ذلك لعشر ليال بقين من ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، كما في نخبة التواريخ. خواجه عبد الشهيد الأحراري الشيخ الأجل عبد الشهيد بن عبد الله بن الخواجه عبيد الله الأحراري السمرقندي، أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد في أيام جده وتربى في مهد أبيه وأخذ عنه، ودخل الهند سنة ست وستين وتسعمائة فاستقبله أكبر شاه التيموري بترحيب وإكرام، وأقطعه أرضاً خراجية، فطابت له الإقامة بالهند وأقام بها نحو ست عشرة سنة، ولما كبر سنه رجع إلى بلاده سنة اثنتين وثمانين فلما وصل إلى سمرقند مات بها بعد شهر كامل من وصوله ليلة السبت لثمان خلون من رمضان سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة فدفن بمقبرة أسلافه. الشيخ عبد الصمد الردولوي الشيخ الفاضل عبد الصمد بن إسماعيل بن صفي بن نصير الحنفي الصفوي الردولوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والكلام والعربية، ولد ونشأ بردولي، وقرأ العلم على والده وصحبه مدة من الدهر حتى برع وفاق أقرانه، وكان أكبر أبناء والده، مفطر الذكاء، جيد القريحة، سريع الإدراك، ولصنوه الصغير عبد القدوس الكنكوهي مراسلات إليه يخاطبه بصدر العلماء بدر الفضلاء محقق المعاني مبين الفرقاني نعمان الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 الثاني، وغير ذلك من الألقاب الشريفة. الشيخ عبد الصمد الدهلوي الشيخ الفاضل عبد الصمد بن الجلال بن الفضيل الدهلوي المشهور بالشيخ كدائي، كان من العلماء المشهورين، تقرب إلى همايون شاه التيموري ورافقه مدة في الظعن والإقامة، ولما خرج همايون المذكور إلى إيران سافر إلى كجرات ومكث بها زماناً، ثم سار إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند، ودخل دهلي سنة ثلاث وستين وتسعمائة في أيام أكبر شاه التيموري، فتلقاه بيرم خان براً وتكريماً وولاه الصدارة العظمى، فحصلت له الوجاهة العظيمة عند الأمراء، وكان شاعراً صوفياً صاحب وجد وحالة، مات سنة ست وسبعين وتسعمائة بمدينة دهلي. الشيخ عبد الصمد السائنبوري الشيخ الأجل عبد الصمد بن علم الدين بن زين الاسلام العثماني الشيخ صفي الدين السائنبوري، أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بسائين بور قرية اشتهرت بعد ذلك بصفي بور نسبة إليه. كان مفرط الذكاء، جيد القريحة، سليم الذهن، سافر للعلم إلى خير آباد ودخل في مدرسة العلامة سعد الدين الخير آبادي، وجد في البحث والإشتغال ثم بالأذكار والأشغال، حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة ولبس من الشيخ المذكور الخرقة، وصار من أكابر المشايخ في حياة شيخه، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ منهم الشيخ نظام الدين الرضوي الخير آبادي والشيخ فضل الله الجونبوري وغيرهما، وكان سائر الذكر بعيد الصيت أشهر العارفين قدراً وذكراً، تذكر له كشوف وكرامات. مات لاثنتي عشرة بقين من محرم سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة، وقبره مشهور ظاهر في صفي بور. الوزير عبد الصمد البياني الوزير الكبير عبد الصمد بن محمود العباسي البياني الكجراتي نواب أفضل خان، أحد الوزراء المشهورين بكجرات، كان من نوادر أيامه في الفضل والكرم، يجالس العلماء ويذاكرهم في العلوم ويحسن إلى المحصلين، ولد ونشأ بكجرات، واشتغل وحصل وخدم الدولة وصار في أوج القرب من السلطة، وتقدم في الذكاء والفطنة، ولاه محمود شاه الكجراتي الوكالة المطلقة في أوائل ربيع الأول سنة أربع وأربعين وتسعمائة، وعزل نفسه بعد مدة قليلة ولازم بيته، ثم ولي الوزارة بعد ما عزل عمه برهان الملك سنة سبع وأربعين، وعزل عنها سنة أربع وخمسين في واقعة ديو حيث بعث خواجه صقر الرومي لاستفتاحه ولم يرسل إليه من الخزانة ما يكفي المؤنة وبوجوه أخرى، فاعتزل ولازم بيته، وقتله برهان الدين الشرابي بعد ما قتل ولي نعمه محمود شاه الكجراتي، وجلس على سريره فطلب آصف خان الوزير فقتله، ثم طلب أخاه خداوند خان وقتله، ثم طلب أفضل خان وأبلغه عن السلطان الأمر بقبول الوزارة، فتوقف أفضل خان عن القبول، فدخل الحجاج ثم خرج وبيده خلعة وقال له: يأمرك السلطان يلبسها، ويقول لك عد إلى الوزارة كما كنت: فقال أفضل خان: لا ألبسها حتى أجتمع بالسلطان، فقال: أقول لك ألبسها ماذا تريد من السلطان أنا السلطان وأنت الوزير! فلعنه أفضل خان، فبادر إليه رجاله وقتلوه، وكان ذلك في ربيع الأول سنة إحدى وستين وتسعمائة. الشيخ عبد الصمد السرهندي الشيخ الفاضل عبد الصمد الحسيني السرهندي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، سافر إلى جونبور، وأدرك بها الشيخ علي بن قوام الدين الشطاري الجونبوري واستفاض منه. كما في العاشقية. الشيخ عبد العزيز الدهلوي المعروف بشكربار الشيخ الكبير عبد العزيز بن الحسن الطاهر العباسي الدهلوي، أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد سنة ثمان وتسعين وثمانمائة بمدينة جونبور، ومات والده في صغر سنه فتربى في حجر أمه العفيفة، وقرأ العلم على الشيخ محمد بن عبد الوهاب الحسيني البخاري الدهلوي وعلى الشيخ إبراهيم بن معين الحسيني الأيرجي، وقرأ الفصوص وغيره من كتب الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 القوم على الشيخ عبد الوهاب، وأخذ الطريقة السهروردية عنه، والطريقة القادرية على الشيخ إبراهيم المذكور، ثم سافر إلى ظفر آباد ولازم الشيخ قاضي خان بن يوسف الناصحي ثلاث سنين وأخذ عنه الطريقة الجشتية، وكان قاضي خان من كبار أصحاب والده، ثم أجازه في الطريقة الجشتية الشيخ تاج محمود الجونبوري أيضاً فرجع إلى دهلي حائزاً لمزيد الفضيلة وتولى الشياخة بها. وكان كثير العبادة والتأله والمراقبة والوجد والحالة والفناء والإنكسار والإستغناء عن الناس مع البشاشة وطيب النفس، كان يتحمل الأذى عن الناس حتى إن أحداً منهم تواجد في مجلس السماع ووقع عليه في حالة الوجد فصرعه على الأرض، فتألم به ولم يتغير عنه وأعذره الناس لتواجده، ثم وقع عليه في مجلس آخر وصرعه، فأراد الحاكم أن يضربه فحال بينه وبين الحاكم، ولم يدعه أن يتعرض به أحد، وكان كثيراً ما يتجشم الشدائد لشفاعة الناس، فيذهب إلى بيوت الأمراء بشق النفس ولو كان في اعتكاف الأربعين، وربما يقعد على أبوابهم إن لم يقبلوا الشفاعة من الصباح إلى المساء، ويتردد إليهم غير مرة مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والإشتغال بالله سبحانه والتجرد عن الأسباب واختيار الفقر والتقلل. وكان يدرس ويفيد في التفسير والتصوف، لا سيما عرائس البيان وعوارف المعارف وفصوص الحكم وشروحها، وله مصنفات يبلغ عددها إلى اثنين وعشرين كتاباً، منها شرح الحقيقة المحمدية للشيخ وجيه الدين العلوي الكجراتي والرسالة العينية في الرد على الغيرية للشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي، والرسالة العزيزية في الأذكار والأشغال، وعمدة الاسلام في الفقه الحنفي بالفارسي في مجلد. توفي بمدينة دهلي يوم الاثنين لست خلون من جمادي الآخرة سنة خمس وسبعين وتسعمائة، ومن غرائب الاتفاق أنه كاتب يكتب في الرسائل قبل اسمه ذرة ناجيز فلما أحصى عدد ذلك اللفظ بعد موته علم أنه تاريخ لوفاته. الشيخ عبد العزيز السهارنبوري الشيخ الصالح عبد العزيز بن خواجه سالار بن فريد الدين الأنصاري السهارنبوري، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور ولازم الشيخ إسحاق الحسيني البخاري وأخذ عنه العلم والطريقة، وكان يدرس ويفيد، مات لثمان خلون من شوال سنة ست عشرة وتسعمائة بمدينة سهارنبور، كما في المرآة. أبو القاسم عبد العزيز الكجراتي المعروف بآصف خان الوزير الكبير أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن شاهو بن تكودر - بالفوقية - بن جام ننده السندي الكجراتي، الشهيد السعيد المسند العالي آصف خان، كان أعظم الوزراء بمملكة كجرات، ولد ليلة الخميس ثاني عشر ربيع الأول سنة سبع، وقيل: تسع، وتسعمائة بجانبانير، ونشأ في حجر والده واشتغل عليه في علوم شتى، منها الصرف والنحو والمعاني والبيان، ثم اشتغل بالعلو الشرعية على القاضي برهان الدين النهروالي ومن جملة ما أخذ عنه علوم الحديث، ثم قرأ المنطق والحكمة والأصول والطب على الخطيب أبي الفضل الكاذروني وعلى السيد أبي الفضل الاسترآبادي من أكبر تلامذة المحقق الدواني، ثم لم يزل يتدرج في مراتب السعادة والكمال، وتظهر عليه بشائر النجابة والإقبال، حتى اختاره بهادر شاه الكجراتي بحضرته، ولحظه بعين عظمته إلى أن أهله لوزارته، وقلده كثيراً من أعمال مملكته، فخاطبه أولاً بحبيب الملك، ثم لما ضعف الورير مجد الدين محمد بن محمد الايجي عن تعاطي ما تقتضيه الوزارة العظمى لكبر سنه تخيره لما علم من شدة ميل السلطان إليه ومزيد اعتنائه، فأنابه منابه في القيام بالخدمة السلطانية، فقام في كل ذلك على أكمل الأحوال وأتقنها وأوفقها للملك وأبهة السلطنة ومصالح الرعية فازداد قربه من السلطان، فعلم الوزير الأعظم أنه لم يبق له من الأمر شيء فاستعفى من الوزارة، فولاه السلطان الولاية العظمى ولقبه بالمسند العالي آصف خان، واستمر قائماً بذلك إلى أن دهمهم همايون شاه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 366 التيموري، فأرسله بالحريم والخزانة إلى مكة المشرفة، فوصل إليها سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة، وكانت معه سبعمائة صندوق، ويتبعه من الأمراء ومن العسكر ما يزيد على الألف ومن الحشم مثله. وفي أول اجتماعه بصاحب مكة أبى نمى بن بركات الحسني أحب أحدهما الآخر وعمت صلاته أهل مكة فكاد يسمع الدعاء كما تسمع التلبية ونعى بوفاة سلطانه بهادر شاه، ووصل غل مكة سنة أربع وأربعين الأمير قائم الخمراوي مأموراً بحمل الخزانة التي بمكة إلى مصر، فطالب بها إلا أن صاحب مكة حسب ما رآه آصف خان حمله أن يسير به إلى مصر وهي معه، وفي هذه المعاملة اعترف لصاحب مكة بأن ما وصله به لا يقابل قيامه فكيف يوافي الذب عن فبذلك له ما يرتضيه، وهكذا تألف الخمراوي بحملة كافية، ثم جعل النظر لصاحب مكة فيما له وما عليه، وأوصى وكيله سراج الدين عمر النهروالي بما يعتمد عليه، وتوجه إلى مصر صحبة الخمراوي ومع حاجب صاحب مكة، ولم يدخل مصر إلا أنه أرسل إلى خسرو باشا الحاكم بها ما يستظرف من قماش الهند وأربعة صناديق من الذهب واعتذر منه، وسار إلى أدرنه واجتمع بالسلطان واتفق له معه ما لم يتفق لأحد قبله من المصافحة والجلوس وبعض الكلام بلا واسطة، وأعجب السلطان كلامه وأدبه، فسأله: كيف كان الحادث بملك فيه مثلك؟ فأجاب: وقع الاجماع على أن الملك يفتح بالسيف ويحفظ بارأي، وزال ملك بني أمية ولم يكن أشجع من مروان حتى لصبره على الشدة لقب بالحمار، ولا أرأى من عبد الحميد حتى أنه لما أمر بقتله المنصور وقال له أبقني لرسائلك كان جوابه وهل غيرها أضرت بنا، وكانت أوقع من سيوفهم لا أبقاني الله إن أبقيتك ليعلم من يدل بهما أنه ليس بشيء، وإنما الملك لله سبحانه، ومع هذا كان له سبب يتعلل به، وهو أن صاحب الملك بلغ به الآفاقي تمكينا ولم يدع لأهل المملكة إمكاناً، وعند مخالفة الهوى صار ضعف أهل الملك له وقوة الآفاقي لعدوه! فازداد به السلطان عجباً، ثم قال له تمن فسأل لما صرفه من الخزانة سنداً ولما أسلمه حجة فأجابه إليه، ثم قال تمن فاستأذن لحريم السلطنة في الرجوع إلى الهند فأجاب، ثم قال تمن فاستعفى من أمناء بيت المال بمكة وجدة فأجاب، ثم قال: سل شيئاً لنفعك كإمارة الشام وحلب وغيرها، فسأل ألف أشرفي يكون له في السنة ليثبت اسمه في دفتر العناية وكان ذلك، ثم رجع إلى مكة ظافراً وأرسل إلى كجرات عند سلطانها محمود شاه من المشتريات المطلوبة بمبلغ ما في تسعة صناديق من الذهب، ومن النقد أحداً وعشرين صندوقاً مختومة بختم بهادر شاه، وفي الغيبة لسفر الروم كان يصرف الروم عشرة صناديق والمبلغ المصروف لصاحب مصر ووزراء الباب العالي ما سوى هدية السلطان ثلاثون صندوقاً، وبه كانت العناية والرعاية والأمان من الحساب والتفتيش، ثم بعد ذلك أرسل الحريم بالدفائن التي لم ترها عين ولا سمعت بها أذن، وصرف أيام إقامته بمكة على الأمراء والعسكر والحشم من بيع الآلات والأسباب والظروف المتخذة من الذهب والفضة، وقد وصل منها لأهل الحرمين من جانب السلطنة كل سنة سبعون ألف مثقال ذهب، ولصاحب مكة منها كل سنة خمسة وعشرون ألف مثقال. ثم إنه لما أرسل الحريم إلى كجرات عزم على المجاورة بمكة وتأهل بها وأقام إلى سنة خمس وخمسين وتسعمائة حتى طلبه محمود شاه الكجراتي إلى الهند وولاه النيابة المطلقة، وازداد محمود شاه بنيابته سعة في التمكين والإمكان ووجد راحة في أوقاته، وقال لأصحابه ذات يوم: إلى يومي هذا كان لي شغل فكر بمهمات لا أجد لي عليها معيناً، وكنت أرى جماً غفيراً في الديوان إلى أني في شك أهؤلاء لي أو علي؟ وأما الآن فملكت رأيي واسترحت بتدبير آصف خان لي عن أشياء كنت أتحاشاها عجزاً وأسكت عنها خشية أن ينفتح باب لا يمكنني إغلاقه. واستمر آصف خان على وزارته مدة، ثم قتله برهان الدين الشرابي، وسبب ذلك أنه كان ساقياً لمحمود شاه ومقرباً لديه، فوسوس له الشيطان وزين له حب الدولة فسمه ثم قتله وجلس على سرير الملك وأراد أن يعدم رجال الدولة ليصفو له الملك والدولة، فطلب آصف خان على لسان السلطان، فاغتسل وتطيب وجلس في المحفة وهو يتلو القرآن الكريم، فلما دخل دار السلطنة وانتهى إلى موقف أفيال النوبة اعترضه كبير الفيالة بفيله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 في النوبة ليصده عن الدخول شفقة على آصف خان مما دعى إليه، فأحب أن يتربص عساه ينجو وأني له وما بينه وبين الجنة إلا خطوات، ولهذا لما اعترضه الفيل وقف وأمر بكفه ففعل وتقدم حملة المحفة به، فلما دخل المقام المحمود أخذت السيوف من جهاته وانجدل سريعاً وتمت له السعادة بالشهادة. وكان ذلك في أوائل ربيع الأول سنة إحدى وستين وتسعمائة فرثاه غير واحد من العلماء بمكة، وصنف شهاب الدين أحمد بن حجر المكي رسالة مفردة في مناقبه، قال فيها: إنه كان من أهل الدنيا باعتبار الصورة الظاهرة، لكنه في الباطن من أكابر أهل الآخرة، لما اشتمل عليه من الاجتهاد في العبادات مما لم يسمع مثله إلا عن بعض من مضى من العلماء العاملين والصلحاء العارفين، وإننا لم نر أحداً قدم إلى مكة من أرباب المناصب بل ولا من العلماء وغيرهم لازم من العبادات ملازمة هذا الخان بحيث لا يضيع له وقت نهاراً ولا ليلاً في غيرها إلا فيما يضطر إليه من العادات، فمن ذلك أنه أقام بمكة المشرفة أكثر من عشر سنين لا نعرف أنه ترك الجماعة فيها مع الإمام بالمسجد الحرام في فرض واحد من غير مرض، ونحوه مع انضم لذلك من قراءة القرآن ومطالعة كتب العلم من الفقه والتفسير والحديث والعلوم الالهية واقرائها واجتماع الفقهاء والعلماء عنده لاستماع ذلك والبحث معه فيه كان يمضي لهم عنده الأوقات الطويلة كل يوم في ذلك، وكان يقع لهم معه كثير من الأبحاث الدقيقة والمعاني العويصة لا سيما ما يتعلق بعويصات تفسير القاضي البيضاوي وأصله الكشاف وحواشيهما، وكذلك كتب الأصلين كالتلويح وشرح المواقف وحواشيهما، وكذا كتب الفقه كالهداية وشروحها والكنز وشروحه والمجمع وشروحها والبخاري ومسلم وبقية الكتب الستة وشروحها وحواشيها، حتى نفق العلم في زمنه بمكة نفاقاً عظيماً، واجتهد أهله فيه اجتهاداً بالغاً، وثاب الطلبة وعكفوا عكوفاً باهراً عليه، وبحثوا عن الدقائق لينفقوها في حضرته، وتحفظوا الاشكالات ليتقربوا بها إلى خواطره، كل ذلك لاسباغه على المنتسبين إلى العلم بأي وجه كانوا من ضوافي الاحسان وواسع الامتنان ما لم يسمع بمثله عن أهل زمنه ومن قبله بمدد مديدة. قال: وكان مع ما هو عليه من التنعم البالغ والسراري والزوجات والحشم والخدم وغير ذلك له تهجد طويل بالليل بحيث يقرأ في تهجده في كل ليلة نحو ثلث القرآن مع الفكر والخشوع والخضوع بين يدي الله تعالى، لا يفتر عن ذلك حضراً بل ولا سفراً كما أخبر عنه الثقات الذين صحبوه في السفر من مكة إلى الروم ثم منه إلى مكة، قال: وكان يعتكف في رمضان كل سنة مدة إقامته بمكة في المسجد الحرام بما ينبغي للمعتكف الاشتغال به من التفرد والتجرد والطاعة بظاهره دون قلبه، فيقرأ ويسمع عدة ختمات، ولهذا استمر على طريقته بعد عوده من مكة إلى بلدته مع مباشرته للوزر الأعظم حتى توفاه الله إلى جنته إلى دار كرامته، لأن أعماله لم تكن مدخولة وإلا لانقطعت وبطلت، فإذا داوم عليها مع المزيد منها دل ذلك على خلوص نيته وطهارة سريرته. قال: وكان له شدة إنكار على من يكثر في كلامه لغو اليمين كلا والله، وبلى والله، في كل حقير وجليل، كما هو دأب أكثر الناس، ونحن لم نعرف منذ اجتماعنا به أنه جرى على لسانه لغو يمين ولا حلف بالله، ومما يدل على تمسكه بأعلى أحوال الصوفية من مجاهدة النفس وقمعها عن كل مألوف بها من راحة ولهو ولعب وبطنة وغفلة وكذب ما أخبر به عنه الثقة، قال: صحبته في سفره إلى القسطنطينية من مكة ذاهباً وراجعاً فلم أره مسح على الخفين قائلاً: هو رخصة والأخذ بالعزيمة أولى وأفضل، ومن ذلك أنه كان له بيت معد لاختلائه فيه أربعين يوماً على باب المسجد، وكان الباب مفتوحاً يرى الحجر وارتفاعاً قليلاً من البيت الشريف فتصح المراقبة، وله رتبة الشهود لا يخرج منها إلا لصلاة الجماعة عند الباب ثم يعود إليها سريعاً من غير أن يكلم أحداً، وكان ذلك مع مراعاة الشروط من الصوم ودوام الجوع ودوام السهر والذكر والفكر والانقطاع إلى الله سبحانه. قال ابن حجر: إنه كان مع ما هو عليه من الفخامة الدنيوية شديد التواضع للفقراء والعلماء كثير الاحسان والتردد إليهم، حتى إنه لكثرة ذلك منه جلب الناس كلهم إلى منزله والجلوس في مجلسه بحيث لم يبق الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 أحد من أعيان مكة وعلمائها وصلحائها إلا ودعاهم إحسانه إلى التردد إليه وحضور مجالسه والكلام فيما يقع فيها من المباحث العلمية، ولقد كان شيخنا الامام أبو الحسن البكري الشافعي لا يتردد لأحد من أبناء الدنيا إلا في نادر لأمر مهم وكان يعيب على من يرتدد إليهم، فلما جاء إلى مكة واجتمع به وزاد إحسانه وتردده إليه صار يذهب إلى بيته ويأكل طعامه ويقبل هداياه، قال: وكنت عنده يوماً فجاء مملوك سلطاني أرسله إليه نائب مصر خسرو باشاه بن خير الدين، معه خلعة سنية ومراسيم بالاجلال والتعظيم والتوقير، والتمس منه أن يلبسها إجلالاً للسلطان وامتثالاً لأمر نائبه بمصر، فأبى وقال: وكيف يجوز لي لبس الحرير! فألح فامتنع ولم يبال بتشويش المملوك ولا بكونه ينهى ذلك لمرسله مع أنه كان في غاية الغلظة والجود إيثاراً لرضى الله تعالى على رضى غيره، انتهى كلام الشيخ ابن حجر في الرسالة المفردة. وللشيخ عز الدين عبد العزيز الزمزمي المكي قصائد غراء في مناقبه، منها قوله: هو الجواد الذي سارت مكارمه شرقاً وغرباً وصارت فيهما مثلا أعنى آصفخان عز الدين سيدنا أعزه الله عزاً للعدى خذلا وكل من باسمه الميمون طايره يسمى على كل سام قد سما وعلا وإن لي ذمة منه بتسميتي عبد العزيز رعى حقي بها وكلا دعوه بالمسند العالي وكم خبر في الجود بالمسند العالي به وصلا ولم تلقبه آصف خان دولته إلا لسر رأته فيه منتقلا منه الشمائل والأخلاق قد كملت وقل من فيه هذا الوصف قد كملا بالسعى ساد ولم يرد بالسؤدد ما سواه مما به قد ضلت العقلا أسنى المناصب ملقى تحت أخمصه وقد تعاظم عنه رفعة وعلا شهامة حفظت للعلم رتبته علا بها ذروة عنها السها استفلا أعزك الله يا عبد العزيز فقد شيدت للعلم ذكراً بعد ما خملا رفعت مقدار أهل العلم فارتفعوا بحسن رأيك وامتازوا عن الجهلا لما أشدت تداريساً مقررة في المذهبين اكتست أهلوهما حللا وكان في مكة للناس هيمنة عظيمة وتمنى العلم من جهلا فصار من لا له علم ومعرفة بالعلم بعد مشيب الرأس مشتغلا جزيت خير جزاء من إلهك عن هذا الصنيع الذي اختصت به النبلا وفي قوله: لما أشدت تداريساً مقررة، إشارة إلى أنه بنى مدرسة بباب العمرة في البلدة المباركة وولاها الشيخ عز الدين عبد العزيز الزمزمي والشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر المكي وغيرهما من علماء مكة المشرفة للتدريس، وهذه القصيدة تشتمل على ست وثمانين بيتاً. وللشيخ عبد العزيز المذكور قصيدة أخرى رثاه بها لما بلغه وفاته، ومنها قوله: أي القلوب لهذا الحادث الجلل أطراده الشم لم تنسف ولم تزل وأي نازلة في الهند قد نزلت بلفحها كل حبر في الحجاز صلى أعظم بنازلة في الكون طاربها براً وبحراً مسير السفن والابل أخبارها طرقت سمعي فحملني طردتها غب رزء غير محتمل أهدت لأهل الحجاز اليأس بعد رجا واليأس بعد الرجا كالطل بالأسل فأصبح الناس في الفكر وفي وهج كثيرة ومزاج غير معتدل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 369 مولانا عبد العزيز الأبهري الشيخ العالم المحدث عبد العزيز الأبهري الشيخ عماد الدين الكاهاني السندي، كان من العلماء المبرزين في الحديث والفقهين، درس مدة مديدة في مدرسة شاهرخ مرزا، وفي المدرسة السلطانية، وفي الخانقاه الاخلاصية ببلدة هرات، وصنف شرحاً على مشكوة المصابيح للأمير نظام الدين علي شير، ولما ثارت الفتنة العظيمة ببلاد الفرس وخرج إسماعيل بن الحيدر الصفوي في حدود سنة ثمان وعشرين وتسعمائة انتقل من هرات ودخل أرض السند في عهد الجام فيروم وسكن بكاهان - قرية من أعمال سيوستان - فتكاثر عليه الطلبة وأخذ عنه جمع كثير من العلماء، وله تعليقات شتى على الكتب الدرسية. ذكره محمد بن خاوند شاه في كتابه روضة الصفا وقال: إنه سار إلى الهند أيام الفتنة ولم يعلم خبره بعد ذلك. وذكره الفاضل الجلبي في كشف الظنون وقال: إنه مات سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، ولا يصح فإنه خرج من هرات في تلك السنة ومات بكاهان، كما في المآثر، ولم أقف على سنة وفاته. مولانا عبد الغفور الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير عبد الغفور بن نصير الدين بن سماء الدين الملتاني الدهلوي، أحد الأفاضل المشهورين في الهند، وكان من بيت العلم والشياخة، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ العلم على والده ثم على الشيخ عبد الله بن إله داد العثماني التلنبي ولازمه ملازمة طويلة حتى صار من أكابر العلماء في حياة شيخه، وكان جده سماء الدين يقول: إنه سراج بيتي، كما في سير العارفين. وكان مشهوراً على أفواه الناس بالشيخ لادن، قد ذكره الشيخ عبد القادر البدايوني في تاريخه بهذا الاسم في مواضع عديدة، قد خفى على الناس اسمه الأصلي، وكان من مشاهير الأساتذة بدار الملك، انتهت إليه الرئاسة العلمية. القاضي عبد الغفور الباني بتي الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الغفور الحنفي الباني بتي، أحد الفقهاء المشهورين في عصره، ناظر الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي في مسألة وحدة الوجود، ذكره الشيخ ركن الدين محمد بن عبد القدوس، في اللطائف القدوسية وقال: إن القاضي سكت في آخر الأمر ولم يأت بالجواب، انتهى. المفتي عبد الغفور الأمروهوي الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد الغفور بن عبد الملك بن محمود الحسيني الأمروهوي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولي الإفتاء ببلدة أمروهه سنة خمسين وتسعمائة بعد والده واستقل به مدة حياته، لعله مات سنة تسعين وتسعمائة أو مما يقرب ذلك لأن ولده عبد القدوس ولي الإفتاء بعده في تلك السنة، كما في نخبة التواريخ. الشيخ عبد الغفور الأعظم بوري الشيخ الصالح الفقيه عبد الغفور الحنفي الصوفي الأعظم بوري، أحد كبار المشايخ الجشتية، قرأ الكتب الدرسية على الشيخ نظام الدين العلوي الكاكوروي ولازمه ملازمة طويلة، ثم لازم الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الكنكوهي وأخذ عنه الطريقة. وكان حسن المنظر والمخبر، له صحبة مؤثرة، انتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ، ذكره التميمي في أخبار الأصفياء، وقال البدايوني في تاريخه: إنه كان من العلماء الربانيين، يدرس العلوم الشرعية، ويذكر في كل أسبوع يوم الجمعة، ويأخذ البيعة عن الناس ويلقنهم، وله مصنفات في الحقائق، وشعر رقيق رائق بالفارسي. مات سنة خمس وثمانين وتسعمائة وله اثنان وثمانون سنة، وقبره في أعظم بور قرية من أعمال سنبهل. الشيخ عبد الغني الفتحبوري الشيخ الفاضل عبد الغني بن حسام الدين الصديقي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 370 الفتحبوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بفتحبور قرية جامعة من أعمال لكهنؤ، وسافر للعلم إلى جونبور، فقرأ على الشيخ معروف بن عبد الواسع الجونبوري وعلى غيره من العلماء مشاركاً للشيخ نظام الدين العثماني الميتهوي في الأخذ والقراءة ولازم الشيخ معروف ملازمة طويلة وأخذ عنه الطريقة، ثم رجع إلى فتحبور فتصدر بها للدرس والإفادة، وكانت بينه وبين الشيخ نظام الدين المذكور مودة أكيدة، وكان له ستة أبناء: 1 - سليمان 2 - وحبيب الله 3 - ومحمد أشرف 4 - وإبراهيم 5 - وتاج محمود 6 - وموسى، كما في تحقيق الأنساب. الشيخ عبد الغني السنبهلي الشيخ الفاضل عبد الغني السنبهلي أحد الأفاضل المعروفين، قرأ العلم على شاه أحمد الشرعي الجنديروي وأخذ عنه الطريقة، وكان متفرداً في علم الدعوة والتكسير، وله مصنفات، كما في البحر الزخار. الشيخ عبد القادر الكيلاني الشيخ الصالح عبد القادر بن جمال الدين الشريف الحسني الكيلاني ثم اللاهوري، أحد المشايخ القادرية الجيلية، أخذ الطريقة عن والده وانتقل من بغداد إلى أرض الهند فسكن بمدينة لاهور. وكان له ثلاثة أبناء: السيد الحاج، والسيد سلطان، والسيد غياث الدين، وكلهم كانوا صلحاء. ومات لإثنتي عشرة بقين من ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة بمدينة لاهور، كما في الخزينة. الشيخ عبد القادر المندوي الشيخ الصالح عبد القادر بن علي الجشتي المندوي، أحد عباد الله الصالحين، قرأ بعض العلوم المتعارفة، وجود القرآن وبرع أقرانه في القراءة والتجويد، وكان يتكسب بالزراعة فيزرع الأرض بنفسه ويجعل محاصلها قوتاً له ولعياله وكان كثير الضيافة. توفي لثمان خلون من شعبان سنة أربع وثمانين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد القادر الحلبي الشيخ الصالح عبد القادر بن محمد غوث الشريف الحسني الحلبي ثم الهندي الأجي، أحد العلماء العاملين، ولد سنة اثنتين وستين وثمانمائة وأخذ عن والده ثم تولى الشياخة بعده بمدينة أج - من أعمال ملتان - أسلم على يده ناس كثيرون وأخذوا عنه، مات لإثنتي عشرة بقين من ربيع الأول سنة أربعين وتسعمائة وله ثمان وستون سنة، كما في خزينة الأصفياء. مولانا عبد القادر السرهندي الشيخ الفاضل العلامة عبد القادر الحنفي السرهندي، أحد الأساتذة المشهورين في الهند، قرأ العلم على الشيخ إله داد بن الصالح السرهندي ولازمه ملازمة طويلة، ثم تصدر للتدريس فدرس وأفاد مدة حياته، وانتهت إليه الرياسة العلمية في عصره ومصره، وقد أخذ عنه الشيخ عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري وخلق آخرون. له تعليقات على شرح الكافية للشيخ إله داد الجونبوري، استحسنها العلامة عصام الدين الإسفرائيني، وأتحف إليه كتاب الأطول، ولما وفد الهند الشيخ حسن الجلبي صاحب حاشية المطول تجشم لزيارته إلى سرهند وصحبه واعترف بفضله وكماله، ذكره بختاور خان في مرآة العالم ومحمد بن الحسن بن كلزار أبرار. الشيخ عبد القدوس الكنكوهي الشيخ الأجل عبد القدوس بن إسماعيل بن صفي بن نصير الحنفي الردولوي ثم الكنكوهي، أحد المشايخ المشهورين في بلاد الهند، ولد ونشأ بردولي، وقرأ بعض الكتب في النحو والصرف على ملا فتح الله المشهور بجكنه - بضم الجيم المعقودة - ثم ترك البحث والاشتغال وجاور قبر الشيخ الصالح أحمد بن داود العمري الردولوي، واستمر على مجاورته زماناً، ثم سنح له أن التصوف بدون العلم كالطعام بغير الملح، فاشتغل بالبحث والمطالعة مرة ثانية وجد فيه، حتى فتح الجزء: 4 ¦ الصفحة: 371 الله سبحانه عليه أبواب العلم والمعرفة، واستفاض من روحانية الشيخ المذكور فيوضاً كثيرة، ثم لبس الخرقة من حفيده الشيخ محمد بن أحمد بن أحمد الردولوي وانتقل إلى شاه آباد ثم إلى كنكوه وسكن بها. وكان صاحب المقامات العلية والكرامات المشرقة الجلية والأذواق الصحيحة والمواجيد الصادقة، وكان يستمع الغناء يفرط فيه ويفشي أسرار التوحيد على عامة الناس ويستغرق في بحار الجذبات والسكر، ومع ذلك كان لا يقصر في اتباع السنة والتزام العزائم، وكان متخلفاً بدوام الذل والافتقار والتبتل إلى الله سبحانه والتوكل عليه، وكان شديد التعبد، كثير البكاء، كثير الذكر للموت والخواتم. وله مصنفات عديدة، منها تعليقات على شرح الصحائف في الكلام، وشرح بسيط على عوارف المعارف، وحاشية على التعرف، وكتابه أنوار العيون وأسرار المكنون المشتمل على سبعة فنون كتاب مبسوط في المقامات، وله رسائل إلى أصحابه جمعوها في مجلد كبير. توفي لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة أربع وأربعين وتسعمائة ببلدة كنكوه. الشيخ عبد القدوس النظام آبادي الشيخ الكبير عبد القدوس الشطاري النظام آبادي المشهور بقدن - بتشديد الدال المهملة - والقطب الصديق، أخذ الطريقة العشقية الشطارية من الشيخ عبد الله الشطار، ثم لازم صاحبه الشيخ حافظ الشطاري واسطه كار واستفاض منه فيوضاً كثيرة، واستخلفه الشيخ حافظ المذكور فتصدر للإرشاد والتلقين، أخذ عنه الشيخ على بن قوام الدين الجونبوري، وكان شيخاً كبيراً بارعاً في الدعوة والتكسير، كما في العاشقية للشيخ عارف علي. مولانا عبد الكريم السهارنبوري الشيخ الفاضل عبد الكريم بن خواجه سالار بن فريد الدين الأنصاري الهروي السهارنبوري، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وحفظ القرآن وأخذ العلم والطريقة عن الشيخ إسحاق الحسيني البخاري ولازمه ملازمة طويلة حتى فتحت عليه أبواب الكشف والشهود وتولى الشياخة بإجازته. وكان مرزوق القبول، أعطاه بهلول اللودي سلطان الهند اثنتي عشرة قرية صلة وجائزة من أعمال سهارن بور، وكان يعتقد بفضله وكماله، ذكره محمد بقاء في مرآة جهان نما. وقال الشيخ بياري في اللطائف القطبية: إن الشيخ عبد القدوس الكنكوهي كان يقول إني حضرت مرة في الجامع الكبير بدهلي القديمة لصلاة الجمعة، فرأيت أن الشيخ عبد الكريم صعد المنبر بعد الصلاة وأخذ بالموعظة والتذكير، وكان في ذلك المجلس سبعون رجلاً من أصحاب الولاية، فاحتظوا لموعظته واستفاضوا منها حسب استعداداتهم، انتهى. مات يوم الاثنين لإثنتي عشرة خلون من ربيع الأول سنة تسع وتسعمائة، كما في المرآة. مولانا عبد الكريم الشيرازي الشيخ العلامة عبد الكريم بن عطاء الله الشيرازي ثم الهندي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في التاريخ والرجال والعلوم الحكمية، قدم الهند في عهد محمود شاه الكبير، وصنف الطبقات المحمودية في التاريخ، بدأ فيها من خلق آدم إلى سنة خمس عشرة وتسعمائة، وذكر فيه الأعيان من العلماء والشعراء والملوك والوزراء. مولانا عبد الكريم الكجراتي الشيخ الفاضل الكبير عبد الكريم النهروالي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، قرأ عليه القاضي عبد العزيز بن عبد الكريم العيني الأجيني أكثر الكتب الدرسية، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد اللطيف القزويني الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن يحيى المعصوم الحسيني السيفي القزويني، كان من أهل بيت العلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 372 والفضيلة، وكان طهماسب شاه الصفوي ملك الفرس يحسن الظن لهم ويزعم أنهم شيعيون، فبلغه بعض الوشاة أنهم أهل السنة والجماعة فغضب عليهم - وكان حينئذ في حدود آذربيجان - فعين رجالاً ليأخذوا يحيى المعصوم وأبناه ويحبسوهم حتى يرجع إلى دار ملكه، فأخبر علاء الدولة أباه يحيى المعصوم، وكان يحيى لا يستطيع لكبر سنه أن يخرج من بلاده سريعاً، فأخذه رجال الحكومة وحبسوه حتى توفي في السجن، وفر ولده عبد اللطيف إلى الكيلانات، فلما سمع همايون شاه التيموري ذلك طلبه إلى أرض الهند ولكنه توفي قبل أن يصل عبد اللطيف إلى الهند، فتلقاه أكبر شاه التيموري بترحيب وإكرام فسكن بفتح بور، وقرأ عليه أكبر شاه جزءاً من ديوان الحافظ الشيرازي. وكان فاضلاً مؤرخاً، له مشاركة جيدة في المعقول والمنقول، مات لخمس خلون من رجب سنة إحدى وثمانين وتسعمائة بفتح بور، فنقلوا جسده إلى أجمير ودفنوه بها، وأرخ لوفاته القاسم أرسلان فخر آل يس، ذكره البدايوني. القاضي عبد الله السندي الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الله بن إبراهيم العمري السندي المهاجر إلى المدينة المنورة، ولد بدربيله - من بلاد السند - وقرأ العلم على الشيخ عبد العزيز الأبهري شارح المشكاة، ودرس بها مدة، ثم لما تسلط على بلاد السند شاهي بيك القندهاري خرج من بلاده عازماً إلى الحرمين المحترمين، فدخل كجرات سنة سبع وأربعين وتسعمائة، ولقي بها الشيخ علي بن حسام الدين المتقي البرهان بوري وكان المتقي مرزوق القبول في بلاد كجرات، وكان بهادر شاه الكجراتي معتقداً بفضله وكماله يريد أن يحضر لديه والمتقي لا يرضى بذلك فشفع له القاضي، فقال له المتقي: كيف يجوز أن يأتيني بمنكراته ولا آمره بالمعروف ولا أنهاه عن المنكر! فأجاز له بهادر شاه أن يأمره بما شاء وينهاه عما شاء فأذن له المتقي فدخل عليه السلطان وقبل يده، ثم بعث إليه مائة ألف تنكه فتفضل المتقي بها على القاضي، فصارت له زاداً وراحلة إلى الحرمين الشريفين وأقام بالطابة الطيبة مدة حياته. الشيخ عبد الله الأمروهوي الشيخ الكبير عبد الله بن أحمد بن طيفور بن شمس الدين بن محمد بن محمود ابن عبد الخالق بن محمد بن محمد بن محمود الخير بن علي الرامتيني الأمروهوي، كان من نسل إبراهيم بن علي الرضا - عليه وعلى آبائه التحية والثناء - وكان من الأولياء المشهورين في الهند، جمع العلم والعمل والصحو والسكر والجذب والسلوك، ذكره عبد القادر البدايوني وقد اجتمع به في أمروهه، قال: إني أدركته بأمروهه فقرأ آية من آيات القرآن وفسرها وطفق يحرض الناس على الرضا بالقضاء، وكان يلتفت إلي في ذلك الخطاب، فلما وصلت إلى بدايون علمت أن ابنتي قد ماتت حين كنت في السفر، فعلمت أن المقصود من ذلك الخطاب كان تسليتي، انتهى. وقال السنبهلي في الأسرارية: إنه سافر إلى الحرمين الشريفين في صباه، فلما وصل إلى كنباية أدرك رجلاً مغلوب الحالة، فأشار إليه أن يرجع إلى بلدته أمروهه، فرجع ولازم الشيخ علاء الدين الجشتي الدهلوي وأخذ عنه، ولما بلغ رتبة الشياخة عاد إلى أمروهه وانقطع إلى الزهد والعبادة. توفي لخمس عشرة من ذي الحجة سنة سبع وثمانين وتسعمائة. مولانا عبد الله التلنبي الشيخ الفاضل العلامة عبد الله بن إله داد العثماني التلنبي الملتاني ثم الدهلوي، أحد الأساتذة المشهورين في الهند، ولد بتلنبه - بضم الفوقية قرية من أعمال ملتان - وتعلم الخط والحساب، وقرأ العربية أياماً في بلاده، ثم سافر إلى إيران وأخذ المنطق والحكمة عن العلامة عبد الله اليزدي ولازمه مدة طويلة حتى حاز قصب السبق وأحكم، وهو في ريعان العمر وعنفوان الشباب، فبهر الفضلاء من فرط ذكائه وسيلان ذهنه، وقوة حافظته، وسرعة إدراكه، فرجع إلى الوطن وهو من أكابر العلماء، وتصدر للتدريس فدرس وأفاد مدة في بلاده، ثم ألجأته الفتن إلى الخروج من تلك البلاد، فدخل دهلي في أيام سكندر شاه اللودي، واغتنم السلطان قدومه وجعله ملك العلماء. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 373 وكان يدرس الكتب الدقيقة في المنطق والحكمة بغاية التحقيق والتدقيق، وهو الذي أدخلها في نظام الدرس وروجها في هذه البلاد، صرح به البدايوني في تاريخه، قال: إن قبل وروده ما كانوا يقرؤن في هذه الديار غير شرح الشمسية في المنطق وشرح الصحائف في الكلام، فوسع في نظام الدرس وأدخل فيه الكتب الدقيقة من المعقول. قال: وكان سكندر شاه يكرمه غاية الإكرام ويحضر لديه فإن وجده مشتغلاً بالتدريس يتوارى عنه في زاوية من زوايا المجلس لئلا يختل بقدومه نظام الدرس فإذا فرغ سلم عليه وحادثه. قال: وإن السلطان جمع أرباب العلم من أقطاع الهند وجعلهم فريقين، جعل الشيخ عبد الله ورفيقه عزيز الله في جانب واحد، وجعل الشيخ إله داد الجونبوري وولده الشيخ بهكاري في جانب آخر، وأمرهم بالمناظرة، فاشتغلوا بالبحث والمناظرة، ووضح له أن الفريق الأول فائق على الثاني في حسن المحاضرة، والثاني على الأول في براعة التحرير، انتهى. وكان له تلامذة أجلاء منهم المفتي جمال الدين وصنوه عبد الغفور بن نصير الدين الدهلوي وميان شيخ الكواليري وميران جلال الدين البدايوني وغيرهم، وكلهم نبغوا بصحبته وصاروا أساتذة عصرهم، وكانوا أكثر من أربعين رجلاً. توفي سنة اثنتين وعشرين وتسعمائة. مولانا عبد الله الجونبوري الشيخ الفاضل عبد الله بن إله داد الحنفي الجونبوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد ونشأ بمدينة جون بور واشتغل بالعلم من صباه، وقرأ على أبيه ولازمه ملازمة طويلة حتى برع وفاق أقرانه في العلم والمعرفة، وإني أظن أن هذا هو الشيخ بهكاري الذي ذكره البدايوني، فإن أهل الهند من عادتهم أنهم يسمون أبناءهم باسم ويدعونهم باسم آخر مختصر خفيف على لسانهم، والله أعلم. الشيخ عبد الله المتقي السندي الشيخ العالم المحدث عبد الله بن سعد الله المتقي السندي المهاجر إلى المدينة المنورة، لم يكن في زمانه أعلم منه بالحديث والتفسير، ولد ونشأ في أرض السند على فضل عظيم، ورحل إلى كجرات صحبة القاضي عبد الله بن إبراهيم السندي سنة سبع وأربعين وتسعمائة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين معه، وأخذ الحديث بها عن أئمة العصر وعن الشيخ علي بن حسام الدين المتقي البرهانبوري، وسكن بالمدينة مدة طويلة، ثم رجع إلى الهند صحبة الشيخ رحمة الله بن القاضي عبد الله السندي سنة سبع وسبعين وتسعمائة وأقام بكجرات زماناً. وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، ثم عاد إلى مكة المباركة وتوفي بها. ومن مصنفاته: جمع المناسك ونفع الناسك، صنفه سنة خمسين وتسعمائة، ومنها حاشية على عوارف المعارف للسهروردي. توفي في شهر ذي الحجة سنة أربع وثمانين وتسعمائة بمكة المباركة، ذكره الحضرمي في النور السافر. الشيخ عبد الله السلطانبوري الشيخ العالم الكبير عبد الله بن شمس الدين الأنصاري السلطانبوري المشهور بمخدوم الملك، كان أصله من بلدة تته - من بلاد السند - انتقل جده منها إلى جالندهر وولد عبد الله بسلطان بور من بلاد بنجاب، واشتغل بالعلم من صباه، وسافر إلى سرهند فقر الكتب الدرسية على العلامة عبد الله السرهندي، ثم دخل دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ إبراهيم بن المعين الحسيني الأيرجي، ثم رجع إلى بلدته واشتغل بالتدريس والتصنيف والتذكير، وحصل له القبول العظيم، فولاه همايون شاه التيموري شياخة الإسلام، فاستقل بها في أيامه وأيام فترته إلى أوائل عهد ولده أكبر شاه، وكان الملوك والسلاطين كلهم يكرمونه غاية الإكرام ويتلقون إشاراته بالقبول، حتى أن شير شاه لقبه بصدر الإسلام، وابنه سليم شاه كان يجلسه على سريره ويعرض عليه النذور الثمينة ولما رجع همايون شاه من الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 إيران وجلس على سرير الملك مرة ثانية لقبه بشيخ الإسلام، ولقبه أكبر شاه بمخدوم الملك، وجعل راتبه مائة ألف دام. واستمر على ذلك سنين، ثم لما دس الشيخ مبارك بن خضر الناكوري في قلب أكبر شاه أنه مجتهد في المذهب لا ينبغي له تقليد الصدور والقضاة أمر بإخراجه إلى الحرمين الشريفين، فسافر إلى الحجاز سنة سبع وثمانين وتسعمائة، فلما وصل إلى مكة المباركة استقبله أكابر العلماء بمكة، وتلقاه الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر المكي إجلالاً وتعظيماً، فأقام بمكة مدة من الزمان، ثم عاد إلى الهند، ولما وصل إلى كجرات توفي بها مسموماً. قال البدايوني: إنه كان من فحول العلماء، رأساً في الفقه والأصول والتاريخ والحديث وسائر العلوم النقلية، وكان شديد التعصب على أهل البدع والأهواء لا سيما على الشيعة، قال: وإنه كان يقول إن روضة الأحباب ليس من مصنفات الأمير جمال الدين المحدث، وكان يستشهد بشعر في منقبة سيدنا علي رضي الله عنه أورده الجمال في المجلد الثالث من ذلك الكتاب: همين بس بود حق نمائي أو كه كردند شك در خدائي أو ثم التفت إلي وقال: أنظر كيف بالغ في مدحه حتى جاوز عن الرفض إلى عقيدة الحلول - أعاذنا الله سبحانه منها - فقلت له: هذا مأخوذ من قول الشافعي حيث قال: لو أن المرتضى أبدى محله لصار الناس طراً سجداً له كفى في فضل مولانا على وقوع الشك فيه أنه الله فنظر إلى شزرا ونازعني في صحة النقل، فقلت له: نقلها المير حسين الميبذي في شرح ديوان الشعر لسيدنا علي رضي الله عنه، فقال: إن الميبذي أيضاً متهم بالرفض. فقلت له: إني سمعت من بعض الثقات أن المجلد الثالث من روضة الأحباب ليس من مصنفات الأمير جمال الدين المحدث بل لابنه ميرك شاه، فقال: إني وجدت في المجلد الثاني أيضاً بعض المناكير فعلقت عليها الحواشي، انتهى. وللشيخ عبد الله مصنفات عديدة، منها: كشف الغمة، ومنهاج الدين، وعصمة الأنبياء، وشرح العقيدة الحافظية، ورسالة في تفضيل العقل على العلم، وله غير ذلك من الرسائل. توفي بأرض كجرات مسموماً سموه بأمر أكبر شاه، كما صرح به الخوافي في مآثر الأمراء وكان ذلك سنة تسعين - أو إحدى وتسعين - وتسعمائة. مولانا عبد الله اللاهوري الشيخ العالم الصالح عبد الله بن عبد الخالق الشريف الحسني اللاهوري، أحد العلماء المشهورين بالفقه والحديث والتفسير، وكانت له مشاركة جيدة في العلوم العقلية، درس وأفاد مدة عمره بمدينة لاهور وتخرج عليه خلق كثير، مات سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة بلاهور فدفن بها قريباً من مقبرة الشيخ جان محمد الحضوري، كما في حدائق الحنفية. الشيخ عبد الله السنبهلي الشيخ الأجل عبد الله بن عثمان بن عطاء الله المودودي الأمروهوي ثم السنبهلي، كان لقبه شمس الدين وكمال الدين، واشتهر بالشيخ بنجو، ذكره عبد القادر البدايوني في تاريخه بذلك الاسم واللقب، وسبب شهرته بذلك الاسم واللقب، وسبب شهرته بذلك الاسم أن أباه توفي في حياة جده عطاء الله وكان بنجو صبياً، فأخذه عطاء الله في حجر تربيته وجعله قائماً مقام والده المرحوم، وكان له خمسة أبناء فمنحه خمس أمواله وأملاكه، فاشتهر بالشيخ بنجو، لأن بنج بالفارسية معناه الخمس والواو للنسبة. وهو ولد سنة ست وستين وثمانمائة بمدينة أمروهه، ونشأ في مهد العلم والكرامة، ولما توفي جده سافر إلى سنبهل وقرأ العلم على الشيخ العلامة عزيز الله التلنبي ولازمه مدة، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الطريقة عن الشيخ علاء الدين الجشتي الدهلوي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 وصحبه زماناً، ثم رجع إلى أمروهه ولم يلبث بها إلا قليلاً وهجر الدار والوطن ودخل الصحراء معتزلاً عن الناس، واستمر على ذلك عشرة أعوام، ثم اختار الإقامة بسنبهل. وكان صاحب وجد وسماع في بداية حاله، ثم غلبت عليه الحالة والكيفية حتى لم يستطع في تلك الحالة أن يستمع الغناء. توفي لثلاث عشرة بقين من محرم سنة تسع وستين وتسعمائة، كما في النخبة. الشيخ عبد الله الأجي الشيخ الصالح عبد الله بن محمد غوث الشريف الحسني الأجي، أحد العلماء الربانيين، جمع العلم والعمل والزهد والقناعة، وصرف عمره في الإفادة والعبادة، وكان لا يخالط الملوك والأمراء، مات سنة ثمان وسبعين وتسعمائة، كما في الخزينة. مولانا عبد الله الأكبر آبادي الشيخ الفاضل عبد الله بن يعقوب بن نصير الدين الأنصاري التميمي الملتاني ثم الأكبر آبادي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بأكبر آباد وسافر للعلم إلى بلاد أخرى، وقرأ على أساتذة عصره، ثم رجع إلى بلدته ودرس وأفاد مدة طويلة، أخذ عنه خلق كثير، توفي لست خلون من شوال سنة ست وأربعين وتسعمائة بأكبر آباد، كما في أخبار الأصفياء. مولانا عبد الله الملتاني الشيخ العالم الكبير عبد الله المغني الملتاني، أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد ونشأ بملتان وقرأ العلم بها، ثم انتقل إلى بهكر وسكن بها، وكان يدرس ويفيد، وله مهارة تامة بالنحو واللغة والفقه والأصول، ومشاركة جيدة في العلوم الحكمية، توفي سنة سبعين وتسعمائة، كما في المآثر. مولانا عبد الله البدايوني الشيخ الصالح عبد الله الهندي السامانوي ثم البدايوني، أحد العلماء المشهورين، ولد ببلدة سامانة - من بلاد بنجاب - وكان من كفار الهند، نشأ على دينهم وتعلم الخط والحساب وقرأ الفارسية أياماً على معلم من أهل الإسلام، فلما قرأ بوستان للشيخ سعدي الشيرازي وقرأ هذا البيت: محال است سعدي كه راه صفا توان رفت جز در بيء مصطفى يعني محال أن يسلك أحد سبيل السلام إلا في اقتفاء محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سأل أستاذه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولما سمع مكارمه وأخلاقه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أخذه الجذبة الربانية، فانقطع عن أبيه وأمه وذهب إلى دهلي، وأقبل على العلوم العربية إقبالاً كلياً، وقرأ العلم على الشيخ عبد الغفور بن نصير الدين الدهلوي والشيخ جلال الدين البدايوني وعلى غيرهما من العلماء ثم سافر إلى بدايون وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الباقي البدايوني، ثم ذهب إلى خير آباد وصحب الشيخ صفي الدين عبد الصمد السائنبوري وأخذ عنه ولازمه حتى فتحت عليه أبواب الكشف والشهود، فرجع إلى بدايون وعكف على الإفادة والعبادة. وكان بارعاً في فنون عديدة من الفقه والأصول والنحو، جامعاً لأنواع الخير والعلوم وتعليم العلم، جيد التفقه، مستحضراً لمذهبه، صحيح الدين قوي الفهم، وكان زاهداً متقللاً، قانعاً باليسير، شريف النفس، يذهب إلى السوق راجلاً ويأتي بحوائجه مع كبر سنه، وكان لا يتقيد برسوم المشايخ من أخذ البيعة وإن كان مجازاً لذلك عن مشايخة الكرام، وعمر تسعين سنة، ذكره البدايوني. الشيخ عبد الله السرهندي الشيخ الكبير عبد الله النيازي المهدوي السرهندي، أحد دعاة مذهب المهدوية، كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يهاب في ذلك أحداً، ولذلك أوذي من الملوك غير مرة، ونيازي طائفة من الأفغان والشيخ عبد الله كان من تلك الطائفة، وكان من مشاهير أهل الهند. قال البدايوني: إنه أخذ الطريقة عن الشيخ سليم بن بهاء الدين الجشتي ولازمه زماناً، ثم سافر إلى كجرات الجزء: 4 ¦ الصفحة: 376 وإلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وساح البلاد وأدرك المشايخ الأمجاد، ولازم أصحاب الشيخ محمد بن يوسف الجونبوري في كجرات وإقليم الدكن، واستحسن طريقتهم في الترك والتجريد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فدخل في جماعة المتمهدي المذكور، ثم جاء إلى بيانه وأقام بها مدة طويلة كآحاد الناس غير مقيد برسوم المشايخ، وناله من سليم شاه السوري سلطان الهند أذى كثير حتى عيل صبره فخرج من بيانه وساح البلاد مدة، ثم جاء إلى سرهند واعتزل بها ورجع عن القول بالمهدية للسيد محمد بن يوسف الجونبوري. قال: ولما أسس أكبر شاه التيموري عبادت خانه بمدينة فتح بور طلبه من سرهند، واحتظ بصحبته أياماً، ثم رخصه فاعتزل بها، ولقيه أكبر شاه مرة ثانية بسرهند وأعطاه أرضاً خراجية وكان لا يقبل، فأصر على ذلك فلم يسعه إلا القبول، ولكن النيازي لم ينتفع بها قط وعاش في الفقر والفناء كما كان يعيش سابقاً، كان عمله باحياء العلوم للغزالي، انتهى. وقال السيد الوالد في مهر جهانتاب: إنه لما رحل إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة أخذ الحديث عن أئمة العصر، وقيل إنه رجع عن العقيدة الباطلة في المهدي، وله مصنفات عديدة، منها القربة إلى الله وإلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنها مرآة الصفا والصراط المستقيم، انتهى. توفي بسرهند سنة ألف وله تسعون سنة، كما في المنتخب. الشيخ عبد الله الكوئلي الشيخ الفاضل عبد الله الحسيني الكوئلي، أحد العلماء المشهورين في عصر الشيخ عبد القدوس الكنكوهي، ذكره ركن الدين محمد بن عبد القدوس في اللطائف القدوسية. الشيخ عبد المجيد الكنكوهي الشيخ الفاضل عبد المجيد بن عبد القدوس بن إسماعيل الحنفي الشيخ حميد الدين الكنكوهي، أحد العلماء المتصوفين، ولد ونشأ بكنكوه وسافر للعلم، فقرأ على مولنا قطب الدين السرهندي والشيخ أحمد الحسيني الملتاني وعلى غيرهما من العلماء، وانتفع بأبيه وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة حياته، له رسالة في إثبات وحدة الوجود، ذكره ركن الدين محمد في اللطائف القدوسية. الشيخ عبد المعطي باكثير المكي الشيخ العالم الكبير المحدث عبد المعطي بن الحسن بن عبد الله باكثير المكي ثم الهندي الأحمد آبادي، أحد العلماء المحدثين، ذكره عبد القادر الحضرمي في النور السافر، قال: وكان مولده سنة خمس وتسعمائة بمكة ونشأ بها، ولقي جماعة من العلماء الفاضلين، وشارك في المعقول والمنقول، وتفنن في كثير من العلوم، ودخل الهند آخراً وأقام بها. وكان حسن المحاضرة لطيف المحاورة، فكهاً، له ملح ونوادر، ولم يزل على قدم الصلاح والتعفف إلى أن مات، وحكى أنه قرأ كتاب الشفاء على بعض مشايخه في مجلس واحد، وذلك بعد صلاة الصبح إلى أول الظهر، ومن شيوخه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري لأنه سمع عليه صحيح البخاري بقراءة والده، وهو يرويه عنه سماعاً - كما في اصطلاح أهل الحديث - والشيخ زكريا يرويه عن شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني، ولهذا اشتهر صاحب الترجمة في زمنه بالسند العالي وتميز عن أقرانه بذلك، فازدحم الناس على الأخذ منه وصار له من الحظ بسبب ذلك ما لا مزيد عليه، وسمعت عليه مجالس من صحيح البخاري وأنا صغير وتلفظ حينئذ بالإجازة وكان والدي طلب منه أن يجعلها في أرجوزة حتى يضيفها إلى جنب قصائده فلم يقدره الله على ذلك، ومن تصانيفه كتاب أسماء رجال البخاري، يذكر فيه كل من اشتمل عليه الكتاب المذكور من شيخ البخاري إلى الصحابي راوي الحديث ولم يتمه، والذي كتب منه نحو مجلد ضخم، والظاهر أنه لو يتم يكون في مجلدين، وهو مفيد في بابه، ومن شعره قوله في شمعة: وممشوقة هيفاء لدن قوامها من البيض تزري بالمثقفة السمر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 إذا أصبحت أمست تحد لسانها تفتق درع الليل من طلعة البدر قصير سناها قد محى آية الدجى فصار نهاراً أبيضاً ساطع الفجر تمد لساناً طائلاً غير ناطق ومن غير أجفان مدامعها تجري وجلبابها يحكي لجيناً بياضه وأحشاؤها أزرت على لهب الجمر إذا أجمعت تسمع بتصحيفه ولا ت حين مناص جاء في محكم الذكر فدونك لغزاً واضحاً قد شرحته وبينته لكن بنوع من الستر ومن بدائع قوله: قم يا نديم فذا الصباح قد انفلق ومحى بأية نوره ظلم الغسق قرب صبوحك فالزمان مساعد وأدر بروقه حكت لون الشفق قامت سقاة كؤوسها في خضرة والمسك والكافور فيها قد عبق قمر يدير الشمس في كأساته وبثغره مثل المدامة بل أرق قد تحاكي السمهري ومقلة كالسيف واللحظ السهام إذا رشق قوس الحواجب موتر لقتالنا ولذا قلوب العاشقين غدت درق قلق الوشاح بخصره وتراه قد صمتت خلاخله ودملجه نطق قرت نواظر عاشقيه بحبه لكن من الصد المبرح في أرق قرأ المحب على صحيفة خده هذا لعمر الله أحسن من خلق قد كنت همت بحسنه وجماله إذ كان جفن شبيبتي فيه رمق قضيت أيامي سدى وسبهللا ترك الخلاعة والصبابة بي أحق قد آن أن أثنى العنان عن الهوى وأعود عنه عود عبد قد أبق قدم المشيب فكان أبلغ زاجر ومضى الشباب كأنه طيف طرق توفي ليلة الثلاثاء لثلاث بقين من ذي الحجة سنة تسع وثمانين وتسعمائة ببلدة أحمد آباد فدفن بها، كما في النور السافر. الشيخ عبد الملك الكالبوي الشيخ الفاضل عبد الملك بن إبراهيم الكالبوي، كان من أفاضل المشهورين في زمانه، صرف عمره في الدرس والإفادة، ذكره المندوي في كلزار أبرار قال: إنه درس إلى يوم وفاته، مات في عهد همايون شاه التيموري، وقبره بكالبي خارج الروضة. الشيخ عبد الملك الباني بتي الشيخ الفاضل العلامة عبد الملك بن عبد الغفور الحنفي الباتي بتي المشهور بالشيخ أمان الله، كان من كبار العلماء والمشايخ، قرأ بعض الكتب الدرسية على أبيه الشيخ عبد الغفور، وبعضها على الشيخ محمد بن الحسن العباسي الجونبوري ثم الدهلوي وأخذ عنه الطريقة، ثم لازم الشيخ مودود اللاري وقرأ عليه فصوص الحكم لابن عربي، ثم تصدر للتدريس. وكان على مذهب الشيخ محيي الدين ابن عربي في التوحيد، وله رسالة في إثبات الأحدية، وله مرآة الحقيقة، وله شرح بسيط على اللوائح للعارف الجامي، وله غير ذلك من الرسائل. ومن مختاراته في التوحيد أن الواجب تعالى وتقدس وراء الممكنات، ولكن المغائرة بحسب الحقيقة لا يمكن، فلا بد أن يكون بحسب التعين والتقيد، فلا جرم أن يكون له سبحانه وتعالى تعين، ولأفراد العالم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 من الروحانيات والجسمانيات تعينات أخر. وكان الشيخ عبد الرزاق الجهجانوي يخالفه في ذلك، فإنه ذهب إلى العينية - تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً! وكانت بينهما مطارحات. مات لإثنتى عشرة خلون من ربيع الثاني سنة سبع وخمسين وتسعمائة بمدينة باني بت، كما في أخبار الأخيار. الشيخ عبد الملك الغزنوي الشيخ العالم المجود عبد الملك بن عبد الله بن صالح بن محمود الخالدي الغزنوي، أحد القراء المشهورين في زمانه، ولد ونشأ بغزنة واشتغل بالعلم من صباه، وسافر إلى هرات فحفظ القرآن، وأخذ القراءة والتجويد عن الشيخ محمود التابادكاني، وقرأ العلم على عثمان الهروي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ زين الدين الخوافي ولازمه ملازمة طويلة وسكن بهرات، فلما بلغ صيته إلى بلاد الهند طلبه سكندر شاه اللودي، فقدم آكره وسكن بها، أخذ عنه خلق كثير من أهل الهند. مات في شهر رجب سنة ست وخمسين وتسعمائة بمدينة آكره وله مائة وثلاثون سنة، كما في كلزار أبرار. المفتي عبد الملك الأمروهوي الشيخ الفقيه المفتي عبد الملك بن محمود بن عطاء الله الحسيني الأمروهوي، كان أعلم أبناء والده، ولي الإفتاء بمدينة أمروهه بعد ما توفي والده سنة سبع عشرة وتسعمائة في عهد سكندر شاه اللودي، واستقل به مدة حياته، مات في سنة خمسين وتسعمائة أو مما يقرب ذلك، لأن ولده عبد الغفور ولي الإفتاء بعده في تلك السنة، كما في النخبة. الشيخ عبد الملك الكجراتي الشيخ العالم المحدث عبد الملك البياني العباسي الأحمد آبادي، أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بأحمد آباد، وقرأ العلم على صنوه قطب الدين العباسي الكجراتي وأخذ الحديث عنه وهو أخذ عن الشيخ شمس الدين بن محمد السخاوي المصري صاحب الضوء اللامع. وكان عبد الملك مفرط الذكاء جيد القريحة، له مشاركة جيدة في الفقه والحديث والتفسير والعربية، وكان حافظاً للقرآن الحكيم وصحيح البخاري لفظاً ومعناً، وكان يدرس عن ظهر قلبه، ولم يكن مثله في زمانه في التوكل والتجريد، أخذ عنه مولانا كمال الدين محمد العباسي مفتي أجين. مات في بضع وسبعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد الملك السجاوندي الشيخ الفاضل عبد الملك السجاوندي، أحد دعاة مذهب المهدوية، أخذ الطريقة عن الشيخ دلاور المهدوي ولازمه زماناً، وصنف كتاباً عن الذب عن السيد محمد بن يوسف الجونبوري وإثبات المهدوية له، ومن مصنفاته سراج الأبصار في الرد على الشيخ علي بن حسام الدين المتقي البرهانبوري، ورد عليه الشيخ محمد أسعد المكي في الشهب المحرقة، ثم أجاب عنه الشيخ شهاب الدين المهدوي في كنز الدلائل، ذكره أبو رجاء محمد الشاهجهانبوري في الهدية المهدوية. مولانا عبد المؤمن الأكبر آبادي الشيخ العالم الصالح عبد المؤمن بن محمد بن الخليل الجشتي الأكبر آبادي، أحد كبار المشايخ، ذكره محمد بن الحسن المندوي في كتابه كلزار أبرار وقال: إنه أخذ عن أبيه ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وساح البلاد الكثيرة، ورجع إلى الهند بعد اثنتى عشرة سنة، فسكن بآكره في عهد سكندر شاه اللودي. وقال التميمي في أخبار الأصفياء: إن والده انتقل من مندو إلى دهلي وولد بها عبد المومن، واشتغل على والده من صباه، وقرأ عليه ثم لبس الخرقة منه، وانتقل من دهلي إلى آكره في أيام شاه اللودي، انتهى. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 379 مات في غرة شوال - وقيل لليلتين خلتا من شوال سنة سبعين - وقيل اثنتين وسبعين - وتسعمائة بمدينة آكره فدفن بها. الشيخ عبد النبي الكنكوهي الشيخ العالم المحدث عبد النبي بن أحمد بن عبد القدوس الحنفي الكنكوهي، أحد العلماء المشهورين في أرض الهند، ولد بكنكوه، وقرأ القرآن والفقه والعربية وسائر العلوم في بلاده، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين وسمع الحديث بها عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر المكي وعن غيره من المحدثين، وتردد إلى الحجاز غيرة مرة، وصحب المشايخ مدة طويلة حتى رسخ فيه مذهب المحدثين، فرجع إلى الأهل والوطن وخالفهم في مسألة السماع والتواجد ووحدة الوجود والأعراس وأكثر رسوم المشايخ الصوفية ونصر السنة المحضة والطريقة السلفية واحتج ببراهين ومقدمات، فخالفه والده وأعمامه فأوذي في ذات الله من المخالفين، وأخيف في نصر الله حتى أنهم أخرجوه من الأهل والوطن، ولكن لما قيض الله له صدارة الهند طلبه أكبر شاه التيموري سلطان الهند وولاه الصدارة في أرض الهند بعرضها وطولها سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، فاستقل بها زماناً، وأعطى من الأرض والأموال ما لم يعط أحد قبله من الصدور، وحصل له القبول التام عند الخاص والعام، وكان أكبر شاه يذهب إلى بيته لاستماع الحديث الشريف ويضع نعليه قدامه بيده ويتلقى إشاراته بالقبول قال البدايوني: إنه استمر على ذلك سنين، ثم دخل في الحضرة ابنا المبارك فدسا في قلب أكبر شاه ما رغب به عن أهل الصلاح والمشايخ، نزله عن منزلته وصار يتدبر حيلة لعزله، إذ حدث أمر عظيم بمدينة متهرا، وهو أن القاضي عبد الرحيم كان يريد أن يبني مسجداً فيها، فغصب عمارته أحد البراهمة وجعلها هيكلاً، فلما تعرض له القاضي المذكور سب النبي صلى الله عليه وسلم، على رؤوس الأشهاد وهتك حرمة الإسلام، فرفع القاضي تلك القضية إلى الشيخ عبد النبي، فطلبه الشيخ فلم يأت، فبعث أكبر شاه أبا الفضل ابن المبارك وبيربر الوثنى إلى متهرا ليأتيا به، وقال الشيخ أبو الفضل: إن أهل متهرا كلهم متفقون عل أنه سب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فصار العلماء على قسمين: طائفة منهم تفتي بقتله، وطائفة تفتي بالتشهير والمصادرة! فاستصوب عبد النبي من أكبر شاه قتله، فأعرض السلطان عن القول به، فتأخر الشيخ عن ذلك وسأله مرة ثانية وثالثة، وكلما كان يسأله يقول له: لا تسألوني عنه فإن السياسات الشرعية تتعلق بكم، وكانت في حرم السلطان طائفة من بنات الكفار تشفع لذلك الكافر، ولكن السلطان يضمره في قلبه، فلما استيأس عن ذلك عبد النبي قضى بقتله، فغضب عليه السلطان غضباً شديداً ورفع الشكوى إلى مبارك بن خضر الناكوري، فقال له المبارك: إن السلطان أعدل الأئمة وأعقلهم وأعلمهم بالله سبحانه، لا ينبغي له أن يقلد أحداً من الفقهاء المجتهدين، ورتب محضراً في ذلك، وبعث السلطان إلى عبد النبي وعبد الله، فحضرا في مجلسه فلم يقم أحد لتعظيمهما، فجلسا في صف النعال وأثبتا توقيعهما على ذلك المحضر كرهاً، ثم أمر السلطان لإخراجهما إلى الحرمين الشريفين، فسافر عبد النبي إلى الحجاز وأقام بها زماناً، ثم رجع إلى الهند وطلب العفو والمسامحة من السلطان، فأمر وزيره راجه تودرمل أن يحاسبه، فقبض عليه ذلك الكافر ونقمه أشد نقمة حتى مات، انتهى. وفي مآثر الأمراء أن السلطان حبسه للمحاسبة وفوض أمره إلى أبي الفضل بن المبارك الناكوري فقتله مخنوقاً، انتهى. قال الشيخ عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي في طرب الأماثل، إني رأيت في نسخة من مصنفاته أن مولانا عبد النبي صدر السلطان أكبر وصل إلى مكة بعطايا السلطان في سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، وقسمها على دفتر كان معه بتوقيعات السلطان بمعرفة مولانا شيخ الإسلام القاضي حسين على أهل الحرمين، وتوجه إلى الهند في رجب سنة تسع وثمانين وتسعمائة، وكان من أهل الخير والصلاح، انتهى. ومن مصنفاته وظائف النبي في الأدعية المأثورة وله سنن الهدى في متابعة المصطفى وله رسالة في حرمة السماع رداً على رسالة أبيه، وله رسالة في رد طعن القفال المروزي على الإمام أبي حنيفة، توفي سنة إحدى وتسعين وتسعمائة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 الشيخ عبد الوهاب الأكبر آبادي الشيخ العالم المحدث عبد الوهاب بن أبي الفتح المكي الأكبر آبادي، كان أكبر أبناء والده، يعرف بالشيخ بدا، قرأ العلم على الشيخ مبارك بن الشهاب الكوباموي وعلى غيره من العلماء، ثم درس وأفاد. وكان شيخاً جليلاً وقوراً، سخياً باذلاً، منور الشيبه، حسن الأخلاق، مرزوق القبول، مات في غرة شعبان سنة سبعين وتسعمائة بمدينة آكره، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد الوهاب السادهوروي الشيخ العالم الصالح عبد الوهاب بن عبد المجيد الحنفي السادهوروي، أحد الأفاضل المشهورين، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، توفي سنة خمس وستين وتسعمائة بسادهوره. مولانا عبد الوهاب الكشميري الشيخ العالم الفقيه عبد الوهاب بن المفتي فيروز الحنفي الكشميري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، له تعليقات على شرح الشمسية وعلى شرح المواقف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ عبد الوهاب البخاري الشيخ الصالح عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين الحسيني البخاري الأجي السيد الشريف الحاج المشهور - يتصل نسبه بالجلال حسين بن أحمد الحسيني البخاري بجده الجلال الأعظم - ولد سنة تسع وستين وثمانمائة من بطن فاطمة بنت قطب الدين بن كبير الدين بن إسماعيل بن محمود الحسيني البخاري بمدينة أج ونشأ بها، وقرأ العلم على صهره صدر الدين بن حسين بن كبير الدين الحسيني البخاري وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحجاز للحج والزيارة في حياة شيخه صدر الدين فحج وزار، ورجع إلى الهند وأقام بملتان مدة، ثم انتقل إلى دهلي وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله بن يوسف القرشي الملتاني، وسافر إلى الحجاز مرة ثانية فحج وزار، ورجع إلى دهلي وأقام بها مدة حياته، وكان سكندر شاه اللودي شديد الإكرام له. له تفسير القرآن الكريم، شرع في تصنيفه في أوائل ربيع الثاني سنة خمس عشرة وتسعمائة، وأتمه في السابع عشرة من شوال في تلك السنة، فكان بين الشروع والإتمام ستة أشهر وبضعة أيام، وهذا الكتاب قد أرجع فيه المطالب القرآنية أكثرها بل كلها إلى مناقب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وبين فيه أسرار المحبة ودقائق الوجد والغرام، ويحتمل أنه صنف في غلبة الحال لأن أكثر ما ذكره لا يصح. وله رسالة في شمائل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وقصائد بالعربية في مدحه. توفي سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة بدهلي في يوم دخل بابر شاه التيموري تلك المدينة. مولانا عثمان السنبهلي الشيخ الفاضل عثمان بن أبي عثمان الحنفي البنكالي ثم السنبهلي، أحد العلماء المشهورين ي عصره، ولد ونشأ بأرض بنكاله، وسافر للعلم فدخل سنبهل وقرأ على الشيخ حاتم السنبهلي، ثم ذهب إلى كجرات وأخذ عن العلامة وجيه الدين العلوي الكجراتي، ثم رجع إلى سنبهل وسكن بها، ذكره كمال محمد السنبهلي في الاسرارية وقال البدايوني: الشيخ حاتم قرأ عليه في بداية حاله وكان يحضر لديه يلتمس الفاتحة في نهاية أمره، قال: إني أدركته في صغر سني وحضرت مجلسه مع الشيخ حاتم. مات سنة ثمانين وتسعمائة بمدينة سنبهل، فقال أحد أصحابه مؤرخاً لوفاته: همه كفتند رفت مردانه. الشيخ عجائب السنبهلي الشيخ الفاضل عجائب بن إسحاق الإسرائيلي السنبهلي، أحد رجال الطريقة، أخذ عن الشيخ سماء الدين الدهلوي ولازمه ملازمة طويلة، ولما مات الشيخ انتقل من دهلي إلى سنبهل فسكن بها، وكان عالماً بالمعارف الإلهية، شاعراً يتلقب في الشعر بالهلالي. توفي سنة ثلاثين وتسعمائة بسنبهل، كما في بحر زخار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 381 الشيخ عجائب الدهلوي الشيخ الفاضل عجائب بن عيسى الدهلوي الشيخ كمال الدين بن علاء الدين، كان من كبار المشايخ في عصره، قرأ العلم على قتلغ خان وعلى غيره من العلماء، ولازم أباه وانتفع به كثيراً، كما في كلزار أبرار. مولانا عزيز الله الردولوي الشيخ الفاضل عزيز الله بن إسماعيل بن صفي بن نصير الحنفي الردولوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بردولي، وقرأ الكتب الدرسية على والده ولازمه مدة من الزمان حتى صار أوحد أبناء العصر، وتصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير. مولانا عزيز الله التلنبي الشيخ الفاضل العلامة عزيز الله الحنفي التلنبي الملتاني ثم السنبهلي، كان من العلماء العاملين والأئمة المحققين، قدم دهلي في عهد سكندر شاه اللودي، ثم دخل سنبهل وسكن بها، وقصر همته على الدرس والإفادة، وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، شديد التعبد، قليل الاختلاط بالناس مع التقوى المفرط والمنطق والحكمة وسائر الفنون النظرية ومشاركة جيدة في المعارف الأدبية، أخذ عنه الشيخ نظام الدين الخير آبادي والشيخ حاتم بن أبي حاتم السنبهلي وخلق كثير من العلماء. توفي سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة، كما في الأسرارية. مولانا عزيز الله الملتاني الشيخ العلامة عزيز الله الحنفي الملتاني، أحد الأساتذة المشهورين في عصره، ولد ونشأ بالملتان، وقرأ العلم على الشيخ فتح الله الملتاني مشاركاً لولده إبراهيم الجامع، وقرأ عليه ولده عبد الرحمن الملتاني وخلق كثير، ذكره المندوي. وقال محمد قاسم في تاريخه: إنه كان من مشاهير العلماء، استقدمه جام يزيد إلى مدينة شور ثم استقبله من خارج البلدة وجاء به إلى قصر الإمارة واحتفى به جداً، وأمر غلمانه أن يغسلوا يده، ثم أمرهم أن يصبوا غسالة في الجهات الأربع من ذلك القصر تبركاً، فأقام الشيخ عزيز الله ببلدة شور زماناً، ثم خرج من تلك البلدة سراً وذهب إلى الملتان لعدم موافقته بالوزير جمال الدين، انتهى. الشيخ عطاء محمد الكجراتي الشيخ العالم الصالح عطاء محمد علاء الدين الحسيني القادري الكجراتي، أحد المشايخ المشهورين، خرج من أحمد آباد حين دخل بها همايون شاه التيموري سنة إحدى وأربعين وتسعمائة، وذهب إلى ديو صحبة بهادر شاه الكجراتي فوقع في أيدي البرتغاليين فحبسوه، ولما خلص منهم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى كجرات وانقطع إلى الدرس والإفادة. وكان شاعراً مجيد الشعر، له أعجوبة الزمان ونادرة الدوران، ديوانان في الشعر العربي، وأبياته على منوال أبيات الشيخ ابن الفارض المصري. وكان له خمسة أبناء، كلهم علماء: عبد الرزاق، وأبو صالح النصر، ومحمد، وأحمد، وعلي، وكان له ثلاثة خلفاء، كلهم علماء: الشيخ بهاء الدين، كلزار أبرار. الشيخ علاء بن الحسن البيانوي الشيخ الصالح علاء بن الحسن المهدوي البيانوي، أحد دعاة الطائفة المهدوية وزعمائهم، كان متفرداً بين الأقران في الذكاء والفطنة وسيلان الذهن وقوة الحافظة، أصله من بنكاله، خرج منها أبوه وعمه نصر الله للحج وسكنا بمدينة بيانه، فاختار أبوه طرق الإرشاد والتلقين، وعمه الدرس والإفتاء، وأما بن الحسن فإنه قرأ العلم على أبيه وعمه، ثم أخذ الطريقة وجلس على مسند أبيه بعد وفاته واشتغل بالإرشاد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 والتلقين مدة من الزمان، ولما قدم عبد الله النيازي السرهندي من سفر الحج وسكن بمدينة بيانه خارج البلدة، وكان من كبراء الطائفة المهدوية، صاحب صدق وإخلاص، قانعاً باليسير، شريف النفس، زاهداً مجاهداً، لا يجلس في مكان معين بحيث يقصد فيه ولا يتصدر في المجلس، وكان يأتي بدلو الماء على رأسه للوضوء ويحرض الناس على إقامة الصلاة بالجماعة ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، رغب إليه ابن الحسن وترك الشياخة ونبذها وراء ظهره، وأخذ طريقة الذل والافتقار، ولازم الشيخ عبد الله المذكور فتلقن منه الذكر على طريق حفظ الأنفاس، وأخذ عنه القرآن الكريم، واشتغل عليه بالرياضة والمجاهدة حتى فتح الله سبحانه عليه أبواب الكشف والشهود، فقصده الناس، واختار صحبته منهم ستمائة أو سبعمائة وسافروا معه على قدم التوكل، وجروا على طريقة واحدة من اختيار الفقر والتقلل من الدبيا ورد ما يعطى لهم. وكان ابن الحسن دائم الابتهال، كثير الاستعانة، قوي التوكل، ثابت الجأش، له صحبة مؤثرة، كل من يصل إليه يأخذ طريقته من اختيار الفقر والتقلل من الدنيا، وكان له إقدام وشهادة وقوة نفس، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحتسب على الناس في الملاهي والملاعب ولبس الحرير، فاشتهر ذكره في أقطار الهند، وحسده علماء السوء فاستحضره سليم شاه السوري سلطان الهند بآكره، واستحضر الشيخ المحدث رفيع الدين والمفتي أبا الفتح والشيخ عبد الله مخدوم الملك والشيخ مبارك وغيرهم من كبار العلماء، فحضروا لديه وسلم عليه ابن الحسن علي الوجه المسنون ولم يخدمه بآداب التحية المرسومة فكبر ذلك على سليم شاه، وكان عبد الله مخدوم الملك عدواً له لذمه علماء السوء، فحرض السلطان عليه ورماه بأنه يريد الخروج عليه، ولكنه لما سمع تذكيره لان له وبكى وأمر العلماء أن يباحثوه في مسألة خروج المهدي! فباحثوه فأفحمهم وأتى بما تحير منه الناس، فأمر السلطان بإخراجه إلى بلاد الدكن تأليفاً للعلماء، فذهب إلى هندية - بفتح الهاء وسكون النون والدال الهندية وفتح التحتية بعدها هاء - فلما وصل إلى هندية استقبله أعظم همايون الشرواني الحاكم بها بترحيب وإكرام فأقام بها قليلاً، ثم طلبه سليم شاه وبعثه إلى بهار عند الشيخ محمد بن طيب الحقاني ليباحثه في مسألة خروج المهدي، وكان عبد الله مخدوم الملك يحرضه على ذلك، فذهب ابن الحسن إلى بهار ولقى الشيخ محمد، وبينما هو عنده إذ قرع صماخه صوت الغناء من بيت الشيخ فاحتسب عليه وأنكره، فاعتذر الحقاني وكتب إلى سليم شاه أن مسألة خروج المهدي ليست مما يدور عليه الكفر والإيمان فلا ينبغي أن يكفر بها أحد من المسلمين، وأن الكتب لا توجد في هذه البلاد ولذلك لا أقدر على دفع شبهاته، انتهى. فلما رأى أبناء الشيخ محمد أن عبد الله لا يعجبه هذا الكتاب ولعله يحرض السلطان أن يطلب الحقاني إلى آكره وهو شيخ فان لا يتحمل مشاق السفر بدلوا الكتاب، وكتبوا من تلقاء أبيهم إلى سليم شاه أن مخدوم الملك عالم كبير محقق وهو عندكم فارجعوا إليه في هذه المسألة، وبعثوا به إلى السلطان، فلما وصل ابن الحسن ووصل الكتاب إلى سليم شاه استفتى عبد الله وأمر أن يضرب بالسياط، وكان ابن الحسن مهزولاً من شدائد السفر ومن الطاعون الذي أصابه في ذلك الزمان، فمات في السوط الثالث، فأمر بربد جسده بقدم الفيل وإدارته في المعسكر، ففعل ما أمر به، وتركوه على وجه الأرض لأن سليم شاه منع أن يدفن، وكان ذلك في سنة سبع وخمسين وتسعمائة، ذكره عبد القادر البدايوني في تاريخه، وأرخ لعام وفاته من قوله تعالى: "وسقاهم ربهم شراباً طهوراً". الشيخ علاء الدين الردولوي الشيخ الصالح علاء الدين بن سليمان بن الحسن الردولوي المشهور بعلاول بلاول، ولد ونشأ بردولي، وتوفي والده في صغر سنه، فسافر مع أبيه إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأقام بهما زماناً وقرأ العلم على مشايخ الحرمين، ثم رجع إلى الهند ودخل دهلي وأخذ عن الشيخ عبد الغفور بن نصير الدين الدهلوي، وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية في الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 التفسير، ثم دخل آكره وسكن بها. وكان مغلوب الحالة، يذكر له كشوف وكرامات، جمعها زي العابدين الحسيني في كتاب صنفه سنة تسع بعد الألف. وكانت وفاة العلاء في سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة، فأرخ لموته بعض الناس من اسمه علاؤ الدين مجذوب كما في كلزار أبرار. علاء الدين عماد شاه البراري الملك المؤيد علاء الدين بن فتح الله عماد الملك البراري عماد شاه، كان أصله من بيجانكر، جلب والده في صغر سنه إلى أحمد آباد بيدر، فتربى في الإسلام وتدرج إلى الإمارة، ثم ولي على أرض برار سنة اثنتين وتسعين وثمانمائة، ولما مات قام بالملك ولده علاء الدين. وكان من خيار السلاطين، فاضلاً كريماً مقداماً باسلاً، صاحب عقل ودين، وسع ملكه وفتح القلاع والبلاد، وأحسن إلى الناس، وجمع العلماء في دار ملكه، وكان يحبهم ويحسن إليهم، توفي سنة سبع وستين وتسعمائة. مولانا علاء الدين اللاهوري الشيخ الفاضل علاء الدين بن منصور اللاهوري، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ في مهد العلم، ورضع من لبان المعرفة، وفاق أقرانه في كثير من الفنون، له حاشية على شرح العقائد للتفتازاني، ذكره البدايوني وقال: إنه عاش مدة في مصاحبة خانخانان ثم تقرب إلى أكبر شاه، فأراد السلطان أن يدخله في رجال السياسة فلم يقبله، وانقطع إلى الدرس والإفادة، وكان كلما يحصل له من أقطاعه يبذل على طلبة العلم، قال: إني لم أر أحداً يبذل على المحصلين ويسخو عليهم بالدينار والدرهم مثله غير بير محمد الشرواني ونور الدين السفيدوني، قال: وكان يضرب بهم المثل في السخاء وإيثار الطلبة على أنفسهم، وهو رحل في آخر أمره إلى الحجاز فحج وزار وتوفى بها، انتهى. الشيخ علاء الدين الدهلوي الشيخ الكبير علاء الدين بن نور الدين العمري الدهلوي، كان من ذرية الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، أخذ الطريقة عن جده تاج الدين محمد بن عبد الصمد بن المنور العمري الأجودهني، وأخذ عنه الشيخ عبد الله بن أحمد الأمروهوي والشيخ عبد الله بن عثمان السنبهلي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، وكان ممن يذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، ولد سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة، وتوفي إلى رحمة الله سبحانه في الخامس عشر من ربيع الآخر سنة سبع - وقيل: ثمان - وأربعين وتسعمائة، وقبره مشهور ظاهر بفناء دهلي القديمة. الشيخ علاء الدين الأودي الشيخ العالم الصالح علاء الدين الحسيني الأودي، كان من نسل السيد الشريف أحمد البغدادي المشهور بماه رو أخذ الطريقة عن الشيخ عبد السلام ابن سعد الدين البجنوري، وكانت له معرفة بالإيقاع والنغم، وله أبيات رقيقة رائقة بالفارسية، أخذ عنه ولده السيد ماه رو والسيد علي التلهري. قال البدايوني: وكان التلهري يلوح عليه التواضع والافتقار إلى الله سبحانه، ولم يزل معتزلاً في زاويته، لقيته في كانت كوله قال: ودخل في بيته لصوص فنازلهم بجلادة وجرح بعضهم وله تسعون سنة حتى استشهد في تلك المعركة سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، انتهى، ومن شعره قوله: ندانم آن كل خندان جه رنك وبو دارد كه مرغ هر جمني كفتكوي أو دارد توفي سنة ثمان وستين - وقيل: سبع وسبعين - وتسعمائة. علي عادل شاه البيجابوري الملك الفاضل علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن يوسف الشيعي البيجابوري المشهور بعادل شاه، ولد بمدينة بيجابور، ونشأ في مهد السلطة، وقرأ النحو والمنطق والحكمة والكلام وغيرها على خواجه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 384 عنايت الله الشيرازي ثم على الأمير فتح الله الشيرازي الأستاذ المشهور، ومهر في خطوط النسخ والثلث والرقاع، وبرع في الإنشاء والشعر والفنون الحربية والسياسة، وقام بالملك بعد والده سنة خمس وستين وتسعمائة، فاجتمع العلماء عنده من كل ناحية وبلدة فصارت بيجابور مدينة العلم، وحيث كان والده من أهل السنة والجماعة كان يخفي مذهبه تقية، فلما جلس على سرير الملك خطب على منابر المسلمين بأسماء الأئمة الاثنى عشر، وجعل الأرزاق السنية للمتشعيين وقربهم إليه، وفتح الفتوحات العظيمة، وقبض على قلاع كثيرة نحو رائجور ومدكل وورنكل وكلياني وشولابور وأدوني ودهارور وجندركوني وغيرها، فاتسعت مملكته وخضع له جماعة من مرازبة الدكن. وكان فاضلاً باذلاً، كريماً كثير الإحسان إلى السادة والأشراف، وقف لهم ضياعاً وعقاراً، ولكنه مع ذلك كان كثير الميل إلى المردان كثير الاصطحاب بهم، ولذلك قتله بعض الأمارد. ومآثره: الجامع الكبير بمدينة بيجابور في غاية الرفعة والمكانة والبركة الكبيرة ببلدة شاه بور، وماء كارنج الذي ينتفع به الناس حتى اليوم. ومات ليلة الخميس لسبع بقين من صفر سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، وأرخ لوفاته محمد رضا المشهدي: شاه جهان شد شهيد. الشيخ علي بن إبراهيم الكجراتي الشيخ العالم الصالح علي بن إبراهيم الحسيني الرفاعي الكجراتي، كان من نسل السيد أحمد الكبير القطب الرفاعي، وكان صاحب كشوف وكرامات، توفي لست ليال بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة بأحمد آباد فدفن بها، ذكره السيد الوالد في مهرجهان تاب. الشيخ علي بن الجلال التتوي الشيخ العالم الصالح علي بن الجلال بن علي بن أحمد بن محمد الحسيني التتوي السندي، أحد المشايخ المشهورين، سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأخذ عنه كثير من الناس، منهم الشيخ نوح، ويذكر له كشوف وكرامات، ومن مصنفاته: آداب المريدين، مصنف لطيف في السلوك، مات سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، كما في تحفة الكرام. الشيخ علي بن حسام الدين المتقي البرهانبوري الشيخ الإمام العالم الكبير المحدث علي بن حسام الدين بن عبد الملك بن قاضيخان المتقي الشاذلي المديني الجشتي البرهانبوري المهاجر إلى مكة المشرفة والمدفون بها. ولد بمدينة برهانبور سنة خمس وثمانين وثمانمائة، ونشأ على العفة والطهارة، وجعله والده مريداً للشيخ بهاء الدين الصوفي البرهانبوري في صغر سنه، فلما بلغ سن الرشد اختاره ورضى به، ولما مات الشيخ المذكور لبس الخرفة من ولده عبد الحكيم بن بهاء الدين البرهانبوري، ثم أراد صحبة شيخ يدله على ما أهمه من طريق الحق، فسافر إلى بلاد الهند ولازم الشيخ حسام الدين المتقي الملتاني وصحبه سنتين، وقرأ عليه تفسير البيضاوي وعين العلم، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين وأخذ الحديث عن الشيخ أبي الحسن الشافعي البكري، وأخذ عنه الطريقة القادرية والشاذلية، والمدينية، وأخذ الطرق المذكورة عن الشيخ محمد بن محمد السخاوي المصري أيضاً، وقرأ الحديث على الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر المكي، وأقام بمكة المشرفة مجاوراً للبيت الحرام. ووفد إلى الهند مرتين في أيام محمود شاه الصغير الكجراتي وكان من مريديه، قال الآصفي في تاريخه: إنه وفد عليه من مكة المشرفة زائراً فلم يدع له حاجة في نفسه إلا وقضاها، ثم في موسمه عاد الشيخ إلى مكة مؤسراً، فعمر بالقرب من رباطه بسوق الليل بيتاً لسكناه له حوش واسع يشتمل على خلاوي لأتباعه والمنقطعين إليه من أهل السند، وكان يعيل كثيراً ويعين على الوقت من سأله، وكان في وقف السلطان المتجهز في كل سنة مدة حياته مبلغ كلي يقوم بمن يعلو، وظهر الشيخ بمكة غاية الظهور، نما خبره إلى السلطان سليمان ابن سليم بن با يزيد بن محمد الرومي فكتب إليه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 385 يلتمس الدعاء منه له وكان يواصله مدة حياته، ثم دخل الشيخ الهند ثانياً واجتمع بمحمود شاه، وبعد أيام قال الشيخ له: هل تعلم ما جئت له؟ فقال: وما يدريني! فقال: سنح لي أن أزن أحكامك بميزان الشريعة فلا يكون إلا ما يوافقها، فشكر السلطان سعيه وأجابه بالقبول وأمر الوزراء بمراجعته في سائر الأمور، ونظر الشيخ في الأعمال والسوانح أياماً واجتهد في الأحكام، فأمضى ما طابقت شرعاً ووقف فيما لم يطابق، فاختل كثير من الأعمال القانونية وتعطلت بالسياسة وانقطعت الرسوم واحتاج الوزراء إلى ما في الخزانة للمصرف، والشيخ قد التزم سيرة الشيخين رضي الله عنهما في وقت ليس كوقتهما ورعية ليست كرعيتهما، ولم يمض القليل حتى خرج عن وصية الشيخ مريده الذي استخلفه عن نفسه في تحقيق الأمور العارضة، وكان يراه أزهد منه في الدنيا وأعف نفساً وأكمل ورعاً، فنفض الشيخ يده مما التزمه وقام ولم يعد إلى مجلسه، قال الآصفي وبيانه: أنه لما تمسك بميزان الشريعة كره أن يجالسه عمال الدنيا وتخلط نفسه بأنفاسهم في المراجعة، وكان لديه من يعتمد عليه من تلامذته وأكبر أصحابه ويعتقد فيه ديناً وورعاً ويتوسم فيه التحفظ من الشبهات واسمه شيخ جيله فأمر أن يجلس مع العمال ويستمع لهم ويخبره بالحال بعد تحقيقه، فكان يجلس ويسمع ويتحقق ويخبر ويرجع إليهم بجواب الشيخ وعلى ما قاله المتنبي: والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم فأبت نفسه إلا ما هي شيمتها فجانست من جالست، فحملت صاحبها على مضلة الطريق ولا خلاف في أن الصحبة مؤثرة قاهرة، ودس الوزراء من يرشيه ويرضيه، وكان يكره شرب الماء من فضة فصار يبيحه ويسرق الفضة إن نالها، وفي قضية دخلت عليه امرأة بايعاز من الوزير ومعها مصاغ مرصع رشوة له وأسلمته زوجته بحضوره ورجعت إلى الوزير تخبره، ودخل على السلطان وقال له: تعطلت المعاملات القانونية والرسمية ولم تبرأ الشريعة من تدليس الرشوة والشيخ من رجال البركة لا من عمال المملكة، وهنا امرأة بذلت لوكيله رشوة كذا وكذا، وكان السلطان متكئاً على وسادة، فلما سمع الخبر استوى جالساً وقال: أين هي؟ فأحضرها فسألها، فأخبرت بما أرشت، فاستدعاه السلطان وسأله عنه فأنكر، ثم جمع بينه وبينها فقالت: أنا آتيك به وفعلت، فتأثر السلطان ورد الحكم إلى الوزير على ما كان عليه في سالف الأيام، وبلغ الشيخ ذلك، فنوى السفر إلى مكة وتوجه إلى سركهيج، وعلم به السلطان فأرسل غير مرة يسأل رجوعه فلم يجب، ثم حضر الأمراء الكبار لتسليته من جانب السلطان، فشرع لهم الشيخ يبين لهم ما قيل في الدنيا، ومن ذلك ما روى عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا، ولكن خيركم من أخذ هذه وهذه، ظاهر الحديث فيه رخصة إلا أن من الأدب أن يقتصر على ما يكفي ولله سبحانه أن يبارك له فيه، ومنه ما روى أنه ذم الدنيا رجل عند أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فقال: الدنيا دار صدق لمن صدقها، دار نجاة لمن فهم عنها، دار غنى لمن تزود منها، مهبط وحي الله ومصلى ملائكته ومسجد أنبيائه ومتجر أوليائه، ربحوا فيها الرحمة واكتسبوا فيها الجنة، فمن ذا الذي يذمها! وقد آذنت بينها ونادت بفراقها، ونعت نفسها، وشبهت بسرورها السرور وببلائها البلاء ترغيباً وترهيباً، فيا أيها الذام لها المعلل نفسه! متى خدعتك الدنيا ومتى استدمت، أبمصارع آبائك في البلى أم بمضاجع أمهاتك في الثرى: إذا نلت يوماً صالحاً فانتفع به فأنت ليوم السوء ما عشت واحد سياق الأثر فيه منع الذم وإيثار بالزاد وحث على الأهبة وعظة بالعبرة ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب. وبينما الأمراء لديه جاء السلطان إليه وسأله البركة بإقامته في الملك وليعمل في دنياه لآخرته بيمن صحبته، فأجاب بأن مكة شرفها الله تعالى تشتمل على مواطن الإجابة، والدعاء لكم بها أوفق للحال وأصلح للمآل، وقدماً قيل: إن الدين والدنيا ضرتان لا تجتمعان، فكان يختلج في صدري إمكانه، فأحببت بأن أكون على بينة منه بالتجربة، فأعملت الفكر فيه فحملني على السفر من مكة إليكم لتوفيق كنت رأيته منكم، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 386 فلما اجتمعت بكم وكان ما سبق ذكره من توفيقكم ومن خذلان من فضحه الامتحان علمت بالتجربة أنهما ضرتان لا تجتمعان، وقد حصل ما جئت لأجله، فلزمني الآن صرف الوقت في التوجه إلى بيت الله وإمضاء العمر في جواره: في مكة الوقت قد صفا لي بطيب جار بها ودار وخفض عيش جوار رب فذاك خفض على الجوار قال: وهنا من ينوب عني في الحضور وهو الموفق للرشد عبد الصمد وفيه أهلية للدعاء فالتمسوه منه، وقد أذنت له وللإذن تأثير في القبول، وأوصيكم بالإنابة إلى الله في سائر الأحوال، وإمضاء حكم الشرع وإعزاز أهله وصحبة الصالحين، وتعظيم شعار الفقر، واتخاذ اليد عند الفقراء، ثم استودعه الله تعالى وتوجه إلى بندر كهوكه، ومنها إلى مكة المشرفة، انتهى. وقال الحضرمي في النور السافر: إنه كان على جانب عظيم من الورع والتقوى والإجتهاد في العبادة ورفض السوى، وله مصنفات عديدة، وذكروا عنه أخباراً حميدة، ومن مناقبه العظيمة أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في المنام وكانت ليلة جمعة وسبعة وعشرين من شهر رمضان، فسأله عن أفضل الناس في زمانه، قال: أنت، قال: ثم من؟ فقال: محمد بن طاهر بالهند، ورأى تلميذه الشيخ عبد الوهاب في تلك الليلة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وسأله مثل ذلك، فقال: شيخك ثم محمد بن طاهر بالهند، فجاء إلى الشيخ علي المتقي ليخبره بالرؤيا، فقال له قبل أن يتكلم: قد رأيت مثل الذي رأيت، وكان يبالغ في الرياضة حتى نقل عنه أنه كان يقول في آخر عمره: وددت أن لم أفعل ذلك، لما وجده من الضعف في جسده عند الكبر، قال الفاكهي: وكان لا يتناول من الطعام إلا شيئاً يسيراً جداً على غاية من التقلل فيه بحيث يستبعد من البشر الاقتصار على ذلك القدر، وما ذاك إلا بملكة حصلت له فيه وطول رياضة وصل بها إليه، حتى كان إذا زيد في غذائه المعتاد ولو قدر فوفلة لم يقدر على هضمه، قال: وكذا كان قليل الكلام جداً، قال غيره: وكان قليل المنام مؤثراً للعزلة من الأنام، إلى أن قال: وكانت ولادته ببرهانبور سنة ثمان وثمانين وثمانمائة، وقيل خمس وثمانين وثمانمائة، ومؤلفاته كثيرة نحو مائة مؤلف ما بين صغير وكبير، ومحاسنه جمة، ومناقبه ضخمة، وقد أفردها العلامة عبد القادر بن أحمد الفاكهي في تأليف لطيف سماه القول النقي في مناقب المتقي ذكر فيه من سيرته الحميدة ورياضته العظيمة ومجاهداته الشاقة ما يبهر العقول: ولعمري ما أحسن قوله فيه حيث يقول: طابق اسم شيخنا علي ولقبه المتقي موضع علياه ومسماه. وقال في موضع آخر من الكتاب المذكور: ما اجتمع به أحد من العارفين أو العلماء العاملين واجتمع هو بهم إلا أثنوا عليه ثناء بليغاً، كشيخنا تاج العارفين أبي الحسن البكري وشيخنا الفقيه العارف الزاهد الوجيه العمودي وشيخنا إمام الحرمين الشهاب بن حجر الشافعي وصاحبنا فقيه مصر شمس الدين الرملي الأنصاري وشيخنا فصيح علماء عصره شمس البكري، ونقل من هؤلاء الجلة عندي ما دل على كماله مدحه شيخنا المتقي بحسن استقامته، والاستقامة أجل كرامة، وقول كل من هؤلاء معتمدي في شهادته: إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام قال: ومن ثم اشتهر بإقليم مكة المشرفة أشهر من قطا، وصار يقصده وفود بيت الله كما يقصد المشعر الحرام والصفا، حتى بلغ صيته السلطان المرحوم المقدس سليمان، بعد أن كان يفرغ على يديه بل قدميه ماء الطهارة محمود عظيم سلاطين الهند اعتقاداً، فيا له من شأن! قال: وشهرته في الهند وجهاتها أضعاف شهرته بمكة، كما لا يحتاج في ذلك إلى إقامة برهان، قال: ومن مناقبه أن بعض أصحابه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام في حياة الشيخ علي وكانت الرؤيا بمكة المشرفة قائلاً: يا رسول الله! بماذا تأمرني حتى أفعله؟ قال: تابع الشيخ علي المتقي، فما فعله إفعله، انتهى، وفي هذا أدل دليل على أن الشيخ علياً المتقي، نفعنا الله ببركاته، كان له النصيب الأوفر من متابعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولذا خصه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالذكر دون غيره من أهل زمانه، وأمر الرائي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 387 بملاحظة أفعاله ومتابعته فيها، إلى غير ذلك من الإشارة كتسميته شيخاً، وكان الشيخ أبو إسحاق الشيرازي - نفعنا الله به - يفتخر بمنام نبوي فيه تسميته النبي شيخاً، قلت: ورأيت في بعض التعاليق رسالة من إملاء الشيخ - نفعنا الله ببركاته - تشتمل على نبذة من أحواله التي لا تتلقى إلا عنه كالمشيرة إلى كمال مبدئه ومآله، فرأيت أن أذكر منها هنا ما دعت إليه الحاجة. قال: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد فيقول الفقير إلى الله تعالى على ابن حسام الدين الشهير بالمتقي إن خطر في خلدي أن أبين للأصحاب من أول أمري إلى آخره، فاعلموا رحمكم الله أن الفقير لما وصل عمري إلى ثمان سنين جاء في خاطر والدي رحمه الله أن يجعلني مريداً لحضرة الشيخ باجن، قدس الله سره! فجعلني مريداً، وكان طريقه طريق السماع وأهل الذوق والصفاء، فبايعني على طريق المشايخ الصوفية، وأخذت عنه وأنا ابن ثمان سنين، ولقنني الذكر الشيخ عبد الحكيم بن الشيخ باجن، قدس سره! وكنت في بداية أمري أكتب بصنعة الكتابة لقوتي وقوت عيالي وسافرت إلى البلدان، فلما وصلت إلى الملتان صحبت الشيخ حسام الدين وكان طريقه طريق المتقين فصحبته ما شاء الله، ثم لما وصلت إلى مكة المشرفة صحبت الشيخ أبا الحسن البكري الصديقي، قدس الله سره! وكان له طريق التعلم والتعليم، وكان شيخاً عارفاً كاملاً في الفقه والتصوف، فصحبته ما شاء الله ولقنني الذكر، وحصل لي من هذين الشيخين الجليلين - عليهما الرحمة والغفران - من الفوائد العلمية والذوقية التي تتعلق بعلوم الصوفية، فصنفت بعد ذلك كتباً ورسائل، فأول رسالة صنفتها في الطريق سميتها تبيين الطريق إلى الله تعالى وآخر رسالة صنفتها سميتها غاية الكمال في بيان أفضل الأعمال فمن من الطلبة حصل منهما رسالة ينبغي له أن يحصل الأخرى ليلازم بينهما في القصد، انتهى، قال الحضرمي: وبالجملة فما كان هذا الرجل إلا من حسنات الدهر، وخاتمة أهل الورع، ومفاخر الهند، وشهرته تغني عن ترجمته، وتعظيمه في القلوب يغني عن مدحته، انتهى. وقال الشعراني في الطبقات الكبرى: اجتمعت به في مكة سنة سبع وأربعين وتسعمائة وترددت إليه وتردد إلي، وكان عالماً ورعاً زاهداً نحيف البدن لا تكاد تجد عليه أوقية لحم من كثرة الجوع، وكان كثير الصمت كثير العزلة لا يخرج من بيته إلا لصلاة الجمعة في الحرم فيصلي في أطراف الصفوف ثم يرجع بسرعة، وأدخلني داره فرأيت عنده جماعة من الفقراء الصادقين في جوانب حوش داره، كل فقير له خص يتوجه فيه إلى الله تعالى، منهم التالي ومنهم الذاكر ومنهم المراقب ومنهم المطالع في العلم، ما أعجبني في مكة مثله! وله عنده مؤلفات، منها ترتيب الجامع الصغير للحافظ السيوطي، ومنها مختصر النهاية في اللغة، وأطلعني على مصحف بخطه كل سطر ربع حزب في ورقة واحدة، وأعطاني فضة وقال: لك المعذرة في هذا البلد، فوسع الله علي في الحج ببركته حتى أنفقت مالاً عظيماً من حيث لا أحتسب، رضي الله عنه، انتهى. وقال الجلبي في كشف الظنون في ذكر جمع الجوامع للسيوطي: إن الشيخ العلامة علاء الدين علي بن حسام الدين الهندي الشهير بالمتقي رتب هذا الكتاب الكبير كما رتب الجامع الصغير وسماه كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ذكر فيه أنه وقف على كثير ما دونه الأئمة من كتب الحديث، فلم ير فيها أكثر جمعاً منه حيث جمع فيه بين أصول السنة وأجاد مع كثرة الجدوى وحسن الإفادة، وجعله قسمين لكن عارياً عن فوائد جليلة، منها أنه لا يمكن كشف الحديث إلا بحفظ رأس الحديث إن كان قولياً، أو اسم روايه إن كان فعلياً، ومن لا يكون كذلك يعسر عليه ذلك، فبوب أولاً كتاب الجامع الصغير وزوائده وسماه منهج العمال في سنن الأقوال ثم بوب بقية قسم الأقوال وسماه غاية العمال في سنن الأقوال ثم بوب قسم الأفعال من جمع الجوامع وسماه مستدرك الأقوال ثم جمع الجميع في ترتيب كترتيب جامع الأصول وسماه كنزل العمال ثم انتخبه ولخصه فصار كتاباً حافلاً في أربعة مجلدات. وقال الجلبي في ذكر الجامع الصغير: وللشيخ العلامة علي بن حسام الدين الهندي الشهير بالتقي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 388 المتوفي سنة سبع وسبعين وتسعمائة تقريباً مرتب الأصل والذيل معاً على أبواب وفصول، ثم رتب الكتب على الحروب كجامع الأصول سماه منهج العمال في سنن الأقوال أوله: الحمد لله الذي ميز الإنسان بقريحة مستقيمة، إلخ، وله ترتيب الجامع الكبير يعني جمع الجوامع، انتهى. وقال عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في أخبار الأخيار: إن الشيخ أبا الحسن البكري الشافعي يقول إن للسيوطي منة على العالمين وللمتقي منة عليه، انتهى. ومن مصنفاته غير ما ذكر البرهان في علامات المهدي آخر الزمان بالعربية، لخصه من العرف الوردي في أخبار المهدي للسيوطي، ورتبه على التراجم والأبواب وزاد عليه بعض أحاديث جمع الجوامع للسيوطي وبعض أحاديث عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر، أوله: أللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، الخ، ومنها النهج الأتم في ترتيب الحكم، ومنها جوامع الكلم في المواعظ والحكم، وله الوسيلة الفاخرة في سلطة الدنيا والآخرة، وله تلقين الطريق في السلوك لما ألهمه الله سبحانه، وله البرهان الجلي في معرفة الولي، بالفارسي. وله رسالة في إبطال دعوى السيد محمد بن يوسف الجونبوري. توفي ليلة الثلاثاء وقت السحر ثاني جمادي الأولى سنة خمس وسبعين وتسعمائة بمكة المباركة، ودفن في صبح تلك الليلة، ومدفنه بالمعلاة بسفح جبل محاذي تربة الفضيل بن عياض، بين قبريهما طريق مسلوك عند محل يقال له ناظر الخيش، وعمره سبع وثمانون سنة، وقيل: تسعون سنة. الشيخ علي بن قوام الجونبوري الشيخ الكبير الزاهد المجاهد علي بن قوام الدين الحسيني السواني الجونبوري المشهور بعلي عاشقان السراي ميري، كان من كبار المشايخ الصوفية في الهند، توفي والده في صباه بناحية سنبهل وكان والياً بها، ودفن بقرية جوكي بور بمسيرة ميل واحد من سنبهل، فتربى في مهد عمه محمد بن سعيد، وسافر معه إلى دهلي ولبث بها زماناً، ثم قدم معه إلى جونبور وأدرك بها الشيخ شهاب الدين الحسيني الجونبوري فلبس منه الخرقة، ثم سار إلى نظام آباد وأخذ الطريقة الشطارية عن الشيخ عبد القدوس النظام آبادي، وألزم على نفسه أذكار الطريقة الشطارية وأشغالها مدة مديدة حتى فتحت عليه أبواب الكشف والشهود، فرجع إلى جونبور وصحب الشيخ بهاء الدين الجونبوري زماناً واستفاض منه الطريقة الجشتية، ثم تصدر للإرشاد والتلقين واستقام على الشياخة والإرشاد مدة بمدينة جونبور، ثم سار نحو نظام آباد وسكن بقرية كهريوان زماناً، وعمر بتلك الناحية قرية سماها مرتضى آباد. ذكره عارف علي في العاشقية، وذكره محمد بن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر في ذكر الشيخ تاج الدين السنبهلي، قال: إن السيد علي بن قوام الهندي كان من أكابر أولياء الله تعالى صاحب تصرفات عجيبة وجذب قوي، قال بعض الصالحين: ما ظهر في الأمة المحمدية على نبيها أفضل الصلوات وأتم السلام من أحد بعد القطب الرباني الشيخ عبد القادر الكيلاني رضي الله عنه من الخوارق والكرامات والتصرفات مثل ما ظهر منه، قال: وإنه كان من طريقة السيد أن لا يدخل عليه أحد إلى وقت الضحى، وكان في هذا الوقت يغلب عليه الجذب، والناس كلهم قد عرفوا هذا الأمر، فما كان يدخل عليه في هذا الوقت أحد، فجاء أحد الأعراب كأنه كان من أولاد شيخ السيد - قدس الله سره - فمنعه الخادم من الدخول عليه فلم يقبل قوله وأراد أن يدخل، فلما قرب وسمع السيد صوته قال: من أنت؟ قال: أنا فلان قال: إهرب إلى وراء الشجرة - وكان هناك شجرة كبيرة - وإلا احترقت، فهرب الرجل واستتر بالشجرة، فخرجت نار من باطن السيد أخذت الشجرة كلها فأحرقتها وبقي أصلها وسلم الرجل، وكفى بهذه الإشارة إلى كمال تصرفاته، انتهى ما نقله المحبي عن الشيخ محمود بن أشرف الحسيني من كتابه تحفة السالكين في ذكر تاج العارفين. وكانت وفاة السيد علي سادس صفر سنة خمس وخمسين وتسعمائة، كما في العاشقية. الشيخ علي بن محمد الحسيني الشيخ العالم الصالح علي بن محمد بن جكن - الجزء: 4 ¦ الصفحة: 389 بالجيم المعقودة - العلوي المشهور بمنجهن السيد جيو الحسيني، كان من المشايخ العشقية الشطارية، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن العلاء الشطاري المنيري المشهور بقاضن - بكسر الضاد المعجمة - وجمع ملفوظاته في كتابه مناهج الشطار وسماه معدن الأسرار في بيان مشرب الشطار ورتبه على أحد وستين باباً، وهو كتاب مفيد بالفارسي أوله حمد وثنا ومدح فراوان، إلخ. الشيخ علي بن من الله الكلبركوي الشيخ الصالح علي بن من الله بن أبي الحسن بن كليم الله بن أبي الفيض ابن يوسف بن محمد بن يوسف الحسيني الكلبركوي، كان من كبار المشايخ الجشتية، مات ودفن بأحمد آباد بيدر من بلاد الدكن، وبنى على قبره سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة، كما في مهر جهانتاب. مولانا علي الطارمي الشيخ العالم المحدث علي بن أبي علي الطارمي، أحد العلماء العاملين قدم الهند في عنفوان شبابه وأقام بها زماناً، ثم سافر الحرمين الشريفين فحج وزار، ولبث بها تسع سنين وقرأ بها على أساتذة عصره وأخذ الحديث، ثم رجع إلى الهند في أيام همايون شاه التيموري، ومات في الهند، ذكره الرازي في هفت أقليم، ومن شعره قوله: تن خاكي جنان أفسرده شد از محنت هجران رود بيرون جو كرد جامه كر دامن بر افشانم توفي سنة إحدى وثمانين وتسعمائة. مولانا علي شير الكجراتي الشيخ العالم الكبير علي شير الحنفي البنكالي ثم الكجراتي، كان من نسل الشيخ نور الهدى أبي البركات الذي كان من أصحاب الشيخ جلال الدين الجشتي، ولد ونشأ بأرض بنكاله، وسافر للعلم فمكث بأرض أوده زماناً، ثم رحل إلى دهلي وأدرك بها الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب الجواهر الخمسة، فلازمه وأخذ عنه الطريقة وسافر معه إلى كجرات وسكن بمسجد عماد الملك بأحمد آباد. وكان عالماً كبيراً بارعاً في الهيئة والهندسة والنجوم والدعوة والتكسير، له شرح على نزهة الأرواح، وشرح على جام جهان نما، وشرح على السوانح للغزالي، صنفه بأمر شيخه. مات في بضع وسبعين وتسعمائة بأحمد آباد، كما في كلزار أبرار. مولانا علي شير السرهندي الشيخ الصالح علي شير السرهندي، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بسرهند، وأخذ عن أساتذة عصره ثم لازم المشايخ وأخذ عنهم الطرق المشهورة، وغلبت عليه الطريقة القادرية في آخر أمره، مات سنة خمس وثمانين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. علي قلي خان الشيباني الأمير الكبير علي قلي بن حيدر سلطان الشيعي الشيباني، أحد الأمراء المشهورين، قدم الهند صحبة همايون شاه التيموري عند رجوعه عن إيران وخدمه في تسخير الهند، فأقطعه همايون شاه المذكور البلاد والقلاعة بناحية سنبهل، فضبط تلك البلاد وأحسن السيرة في الرعية، ولما قام بالملك أكبر شاه وخرج عليه هيمون الهندي واستولى على دهلي تقدم إليه وسار معه إلى دهلي، فلما قرب من دهلي خرج من العسكر ومعه عشرة آلاف مقاتلة، فقاتل هيمون المذكور أشد قتال وهزمه، فلقبه أكبر شاه بخان زمان وزاد في منصبه وأقطاعه، فرجع إلى سنبهل وأقام بها زماناً، ثم ولي على جونبور ونواحيها، فضبط تلك البلاد وفتح الفتوحات العظيمة، وتجسس منه أكبر شاه شيئاً لا يرضيه وتجسس علي قلي من صاحبه شيئاً خاف منه على نفسه فخرج عليه وقاتله أكبر شاه فقتله في سكراول، كانت قرية من أعمال إله آباد فسماها فتحبور. وكان الشيباني رجلاً شجاعاً مقداماً باسلاً ذا جرأة ونجدة، يقتحم في المخلوف ويفتح الأبواب المغلقة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 390 عليه بهمته ونجدته، وكان يحب العلماء ويحسن إليهم ويقريهم إليه ويبذل الصلات الجزيلة عليهم وعلى الشعراء. وكان شاعراً مجيد الشعر ممن الخمر مولعاً بالأمارد، له أبيات رائقة بالفارسية، منها قوله. عيسى نفسي كه زار وحيرانم كرد جون طرة خويشتن بريشانم كرد از كفر سر زلف خودم كافر ساخت وز مصحف روي خود مسلمانم كرد قتل في سنة أربع وسبعين وتسعمائة، كما في مآثر الأمراء. مولانا علي كل الاسترآبادي الشيخ الفاضل علي كل الشيعي الاستر آبادي، أحد الأفاضل المشهورين في بلاده، قدم الهند ودخل أحمد نكر في أيام برهان نظام شاه، ونال الحظ والقبول منه فطابت له الإقامة بمدينة أحمد نكر، ذكره أمين بن أحمد الرازي في هفت أقليم ومحمد قاسم في تاريخ فرشته. وكان شاعراً مجيد الشعر، من شعره قوله: اي شوخ ستم بر دل افكار بد است آزار دل سوخته زار بد است آه دل عشاق كرفتار بد است بسيار ستم مكن كه بسيار بد است مولانا عليم الدين المندوي الشيخ العالم المحدث عليم الدين الشطاري المندوي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الحديث، ثم رجع إلى الهند ودخل مندو في عهد السلطان غياث الدين الخلجي، ولازم الشيخ بهاء الدين بن عطاء الله الشطاري الجنيدي أخذ عنه الطريقة، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ إبراهيم بن المعين الحسيني الإيرجي، وخلق كثير من العلماء وله تعليقات على فصوص الحكم، ذكره المندوي. مولانا عمر الجاجموي الشيخ الفاضل عمر بن أبي عمر الحنفي الحاجموي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد، قرأ عليه الشيخ محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي وخلق آخرون. مولانا عناية الله القائني الشيخ الفاضل الكبير عناية الله الشيعي القائني، أحد العلماء المشهورين بأرض الدكن، بعثه حسين نظام شاه صاحب أحمد نكر بالرسالة إلى كولكنده، ورجع ظافراً فرفع قدره نظام شاه، وبعد مدة يسيرة غضب عليه ففر إلى كولكنده ولحق بقطب شاه وأقام بها زماناً، ثم رجع إلى أحمد نكر فقربه الحسين إلى نفسه وجعله من خاصته، ولما مات حسين نظام شاه سنة اثنتين وسبعين وولى مكانه مرتضى بن الحسين ولاه الوكالة المطلقة، فصار المرجع والمقصد في كل باب من أبواب الدولة، ولم يزل كذلك معززاً مقتدراً إلى أن حبسته خونره همايون أم مرتضى نظام شاه بقلعة جوند فلبث بها زماناً، ولما ولي الوكالة الحسين التبريزي خاف أن يخلصه مرتضى نظام شاه من الأسر ويوليه الوكالة مرة ثانية قتله بقلعة جوند نحو سنة سبع وسبعين وتسعمائة، ذكره محمد قاسم. مولانا عناية الله الشيرازي الأمير الفاضل عناية الله الشيعي الشيرازي نواب أفضل خن، كان من رجال العلم والسياسة، ولد ونشأ بشيراز، واشتغل بالعلم من صباه وقرأ على الشيخ فتح الله الشيرازي وعلى غيره من العلماء، ثم خرج من بلاده وقدم الهند ودخل بيجابور في أيام علي عادل شاه، وتصدر للتدريس فتهافت عليه المحصلون من كل ناحية، فلما سمع عادل شاه ذكره طلبه في الحضرة وقربه إليه واستخلصه لنفسه ورقاه درجة بعد درجة حتى ولاه النيابة المطلقة، فساس الأمور وأحسن إلى الناس، وبنى المدارس والمساجد، وفتح الحصون والقلاع، وصار نافذ الكلمة في بلاد الدكن، واجتمع إليه أهل العلم والكمال ووفدوا عليه من إيران كالشيخ فتح الله الشيرازي والسيد طرابليس والمير عزيز الدين الجزء: 4 ¦ الصفحة: 391 فضل الله اليزدي، وخلق آخرون، وكان رجلاً كريماً فاضلاً مدبراً سائساً، حسده أمراء الجيوش وقتلوه سنة ثمان وثمانين وتسعمائة في أيام إبراهيم عادل شاه، ذكره الزبيري في البساتين. الشيخ علاء الدين عيسى الدهلوي الشيخ العالم الصالح علاء الدين عيسى بن أبي عيسى العمري الدهلوي، كان من ذرية الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، قرأ العلم في مدرسة الشيخ سماء الدين بن فخر الدين الملتاني بمدينة دهلي، وأخذ الطريقة عن الشيخ أبي الفتح الحنفي الهانسوي، وكانت له اليد الطولى في تفسير القرآن الكريم، ذكره المندوي في كلزار أبرار. مولانا علاء الدين عيسى الكجراتي الشيخ الفاضل العلامة علاء الدين عيسى بن أبي عيسى الأحمد آبادي الكجراتي، أحد الأساتذة المشهوري بكجرات، تخرج على العلامة عماد الدين محمد الطارمي ثم تصدر للتدريس، وكان غزير العلم كثير الدرس والإفادة، قرأ عليه الشيخ عبد القادر ابن أبي محمد الأجيني الكتب الدرسية في فن الكلام سنة 966، وتخرج عليه خلق كثير من العلماء، ذكره المندوي. حرف الغين مولانا غياث الدين الهروي الشيخ الفاضل غياث الدين بن همام الدين الهروي، أحد العلماء المبرزين في التاريخ والسير، انتقل من هرات إلى قندهار سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة، وسافر إلى الهند سنة أربع وثلاثين، ودخل آكره سنة خمس وثلاثين وتسعمائة، فنال الحظ والقبول من بابر شاه التيموري سلطان الهند وطابت له الإقامة بآكره. ومن مصنفاته الممتعة حبيب السير في أخبار أفراد البشر لخصه من تاريخ والده المسمى بروضة الصاف وزاد عليه، ألفه لخواجه حبيب الله سنة سبع وعشرين وتسعمائة ورتبه على افتتاح وثلاث مجلدات واختتام، الإفتتاح في بده الخلق، والمجلد الأول في ذكر الأنبياء والحكماء والملوك الأوائل، وسيرة نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، والمجلد الثاني في الأئمة الاثنى عشر وبني أمية وبني العباس ومن ملك في عصره هؤلاء، والمجلد الثالث في خواقين الترك وجنكيز وأولاده وطبقات الملوك في عصرهم وتيمور وأولاده وظهور الصفوية ونبذة يسيرة من ذكر آل عثمان، والاختتام في عجائب الأقاليم ونوادر الوقائع وهو في ثلاثة مجلدات كبار من الكتب الممتعة المعتبرة إلا أنه أطال في وصف ابن الحيدر كما هو مقتضى حال عصره وهو معذور فيه، تجاوز الله تعالى عنه. ومن مصنفاته خلاصة الأخبار في أحوال الأخيار ألفه لمير على شير ورتبه على مقدمة وعشر مقالات وخاتمة، المقدمة في بدء الخلق، والمقالات في الأنبياء والحكماء وملوك العجم والتتر والخلفاء من بني أمية والعباسية ومعاصريهم وآل جنكيز خان وآل تيمور، والخاتمة في أوصاف هرات وسكانها، ولخص فيه روضة الصفا لأبيه، ومن مصنفاته دستور الوزراء. مات سنة أربع وأربعين وتسعمائة، ونقل جسده إلى دهلي ودفن بجوار الشيخ نظام الدين محمد البدايوني، كما في التعليقات السنية. مولانا غياث الدين البروجي الشيخ الصالح الكبير غياث الدين البروجي الكجراتي، أحد العلماء الربانيين، كانت له يد بيضاء في إيصال النفع إلى الناس والإحسان إليهم بالنقود والمطعوم والملبوس والكتب والأدوية وبكل ما يرزق من أسباب الراحة من كل جنس ونوع. لقيه الشيخ عبد الوهاب المتقي البرهانبوري، وكان يقول: إني ريت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام فسألته: من أفضل الناس في هذا العصر؟ فقال: أفضل الناس ميان غياث ثم شيخك ثم محمد طاهر - نفعنا الله ببركاتهم - ذكره الشيخ في أخبار الأخيار. حرف الفاء الأمير فتح الله الشيرازي الشيخ الفاضل العلامة فتح الله بن شكر الله الشيعي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 392 الشيرازي، أحد العلماء المتبحرين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بشيراز، وقرأ العلم في مدرسة العلامة جمال الدين محمود، ومولانا كمال الدين الشرواني ومولانا كرد - بضم الكاف - والمير غياث الدين منصور الشيرازي، ولازمهم مدة حتى صار أوحد أبناء العصر واشتهر ذكره في الآفاق، فطلبه علي عادل شاه البيجابوري إلى بلاد الهند وطابت له الإقامة بمدينة بيجابور مدة طويلة. ولما قتل علي عادل شاه المذكور وتولى المملكة إبراهيم عادل شاه وكان صغير السن صار لعبة في أيدي الوزراء، فنفى أحدهم فتح الله الشيرازي عن بيجابور فدخل آكره سنة إحدى وتسعين وتسعمائة، فنال الحظ والقبول من أكبر شاه التيموري سلطان الهند وولي الصدارة سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، ولقبه أكبر شاه بأمين الملك ثم بعضد الدولة ثم بعضد الملك، وأدخله في ديوان الوزارة وأمر راجه نودرمل أن يستصوبه في مهمات الدولة، ولكن الموت لم يمهله فحزن لموته أكبر شاه وقال: لو كان وقع في أسر الأفرنج وكنت أفديه بالأموال والخزائن كلها لكنت ربحت باطلاقه من أيديهم بتلك الفدية. قال ابن المبارك: ولم يكن له نظير في الدنيا، قال: ولو إمحت أسفار القدماء في العلوم الحكمية كلها لكان مقتدراً على أن يخترع العلوم ويبدع من تلقاء نفسه، انتهى. وقال عبد الرزاق في مآثر الأمراء: إنه كان مع اقتداره في العلو المتعارفة ماهراً بالنيرنجات والطلمسات، قال: ومن مخترعاته رحى كانت تترك بنفسها بلا تحريك وتدوير، تطحن الحبوب، ومنها المرآة يتراءى فيها الأشكال الغريبة من القريب والبعيد، ومنها أنه اخترع بندقية كانت تطلق اثنتى عشرة طلقة في الدورة الواحدة، ومنها أنه أحدث التاريخ الجديد ووضعه على الدولة الشمسية، انتهى. قال البلكرامي في مآثر الكرام: هو الذي دخل الهند بمصنفات المتأخرين كالمحقق الدواني والصدر الشيرازي غياث الدين منصور ومرزا جان، فأدخلها في حلق الدرس وتلقاها العلماء بالقبول، انتهى. ومن مصنفاته منهج الصادقين تفسير القرآن بالفارسي، وتكملة حاشية الدواني على تهذيب المنطق، وحاشية على تلك الحاشية. مات سنة سبع وتسعين وتسعمائة عند رجوعه عن كشمير فدفن على جبل سليمان. الشيخ فتح الله الدهلوي الشيخ الفاضل فتح الله بن نصير الدين بن سماء الدين الملتاني الدهلوي، أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ العلم على أبيه وجده ثم درس وأفاد، أخذ عنه الشيخ ركن الدين محمد بن عبد القدوس الكنكوهي وخلق كثير من العلماء والمشايخ. الشيخ فخر الدين الأكبر آبادي الشيخ العالم الصالح فخر الدين بن داود بن شيخ شاه الصديقي الأكبر آبادي، أحد الفقهاء الزاهدين، قرأ العلم على الشيخ حسام الدين المتقي الملتاني والشيخ إله داد بن صالح السرهندي، ثم سافر إلى بهار وصحب الشيخ إله داد بن ضياء الدين الجندهوسي البهاري وأخذ عنه، ثم لازم السيد جمن المداري الهلسوي وأخذ عنه، ثم قدم آكره وسكن في جوار السيد رفيع الدين المحدث، وكان مولعاً بالسماع. مات يوم الجمعة لإحدى عشرة بقين من جمادي الآخرة سنة سبعين وتسعمائة وله سبع وأربعون ومائة سنة، كما في أخبار الأصفياء. الشيخ فخر الدين البجنوري الشيخ العالم الزاهد فخر الدين بن سعد الله بن فخر الدين البجنوري اللكهنوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بلكهنؤ، واشتغل بالعلم وسافر إلى جونبور فقرأ على الشيخ أبي الفتح بن عبد الحي بن عبد المقتدر الكندي الدهلوي، ثم أخذ عنه الطريقة ورجع إلى لكهنو، وعكف على الدرس والإفادة، وكانت بينه وبين الشيخ محمد مينا اللكهنوي محبة صادقة ومودة واثقة. توفي لإحدى عشرة بقين من جمادي الأولى سنة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 393 عشر وتسعمائة بلكهنو فدفن بها، وأرخ لوفاته بعض العلماء شيخ، كما في تذكرة الأصفياء. الشيخ فخر الدين الجونبوري الشيخ الفقيه الزاهد فخر الدين بن كبير الدين الجونبوري، أحد المشايخ السهروردية، ولد ونشأ بجونبور، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم درس وأفاد عشرة أعوام، ثم تركها وانقطع إلى الزهد والعبادة ودخل الأربعينات مرة بعد مرة حتى فتحت عليه أبواب المعرفة، وأخذ عنه خلق كثير من المشايخ. توفي لثمان بقين من شعبان سنة أربع وتسعين وتسعمائة، كما في كنج أرشدي. الشيخ فريد الدين البنارسي الشيخ العالم الصالح فريد الدين بن قطب الدين بن خليل الدين العمري البنارسي، أحد المشايخ الجشتية، ولد بقرية خانقاه في بيت جده لأمه الشيخ نور ونشأ بها، وسافر للعلم إلى بنارس ومعه صنوه داود، فنزل بخانقاه الشيخ موسى فدله الشيخ إلى خواجه مبارك، فاشتغل عليه بالعلم وجد في البحث والاشتغال حتى برع فيه، وأخذ الطريقة عن خواجه مبارك ولازم حفظ الأنفاس ومجاهدة النفس، ولما بلغ رتبة الكمال استخلفه المبارك واستخلصه لنفسه، فتولى الشياخة بعده ورزق حسن القبول. وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء، ذكره غلام رشيد الجونبوري في كنج أرشدي وقال: إنه غرق في ماء كنك، وقصته أن ولده محيي الدين سافر إلى جنار وكان راكباً فرساً، فأعجب أحد الأفغان وكان من ولاة تلك الناحية فأخذه عنه تعدياً عليه، فرجع محيي الدين وحرض والده أن يذهب إليه ويأخذ عنه ذلك الفرس، فسار فريد ومعه صنوه داود إلى ذلك الأفغاني، وأفهمه حتى أخذ عنه الفرس وركب الفلك راجعاً إلى بنارس، فأمر الأفغاني الملاحين أن ينقبوا في الفلك، فغرق في الماء ومعه صنوه داود وأصحاب آخرون، وكان ذلك في الرابع عشر من شوال سنة ست وتسعمائة. الشيخ فضل الله المندوي الشيخ الصالح فضل الله بن الحسين الجشتي الملتاني، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن والده ولازمه ملازمة طويلة، ولما توفى والده سنة خمس وأربعين وتسعمائة سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار سنة ست وأربعين وتسعمائة، ورجع إلى الهند سنة خمسين وتسعمائة واعتزل عن الناس، وكان يدرس ويفيد، توفي سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة بمندو، كما في كلزار أبرار. الشيخ فضل الله الدهلوي الشيخ الفاضل فضل الله بن سعد الله البخاري الدهلوي، كان عم الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي المحدث، أخذ عن الشيخ محمد بن الحسن العباسي الجونبوري ولازمه ملازمة طويلة، مات بدهلي سنة ستين وتسعمائة. الشيخ فضل اله البهاري الشيخ الصالح فضل الله بن نصير الدين بن الحسن بن علي بن بدا بن قيام الدين بن صدر الدين بن القاضي ركن الدين الشريف الحسني الكزوي ثم البهاري، المشهور بالسيد كشائين - بضم الكاف الفارسية - ومعناه المنقطع إلى الله سبحانه في اللغة الهندية، كان ختن الشيخ قطب الدين العمري الجونبوري القلندر وصاحبه، أخذ عنه الطريقة ولازمه ملازمة طويلة، ثم سافر إلى بهار وسكن بها، وكان مرزوق القبول في تلك الناحية. القاضي فضل الله الديوبندي الشيخ العالم القاضي فضل الله الحنفي الديوبندي، أحد الفقهاء المشهورين في عصره، كان من معاصري الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الكنكوهي، ذكره ركن الدين محمد بن عبد القدوس في اللطائف القدوسية. مولانا فضل الله السندي الشيخ العالم الكبير فضل الله الحنفي السندي، أحد العلماء العاملين، كان دائم الاشتغال بالدرس الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 والإفادة في العلوم الدينية، ذكره النهاوندي في المآثر. مولانا فضل الله الرهتكي الشيخ الفاضل فضل الله الحنفي الرهتكي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان قانعاً عفيفاً متوكلاً، مات في النصف الأول من القرن العاشر، ذكره المندوي في كلزار أبرار. مولانا فيروز اللاهوري السيد الشريف فيروز بن أبي فيروز الحسني اللاهوري، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن جده شاه عالم عن الشيخ نواز الدين عن الشيخ أحمد عن الشيخ حامد بن عبد الرزاق الأجي، وكان من العلماء المبرزين في الفقه والحديث والتفسير، يدرس ويفيد آناء الليل والنهار، متوفي بلاهور سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة، كما في الخزينة. المفتي فيروز الكشميري الشيخ الفاضل الكبير المفتي فيروز بن لولي كنائي الحنفي الكشميري، أحد العلماء المشهورين، سافر في صغر سنه إلى الحجاز، ولما رجع إلى الهند سكن ببدايون واشتغل بالعلم على من بها من العلماء، وحد في البحث والاشتغال حتى برع في كثير من العلوم والفنون واشتهر ذكره في البلاد، فطلبه أكبر شاه التيموري سلطان الهند وولاه الإفتاء بكشمير، فسافر إلى بلدته واشتغل بالدرس والإفتاء. وكان مدرساً محسناً إلى الطلبة مع فضل ودين وعقل ووداعة، استشهد في عهد حسين شاه أحد ولاة كشمير. ذكر الجهلمي في الحدائق وقال: إنه قتل سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة، وقال محمد قاسم: إن شهادته كانت في سنة ست وسبعين، وبيان ذلك على ما صرح محمد قاسم في تاريخه أن القاضي حبيباً الحنفي - الذي كان صهر الشيخ كمال الدين السيلكوتي - خرج يوم الجمعة من الجامع الكبير يريد زيارة القبور سنة ست وسبعين وتسعمائة، فلقيه يوسف الشيعي خارج البلدة وضربه بالسيف فجرح رأسه، ثم ألقى عليه الضربة ومد القاضي يده فأصابها وقطع أنامله، وذلك من غير عداوة سابقة، فلما سمع حسين شاه هذه القصة أمر له بالسجن واستفتى ملا يوسف والمفتي فيروز وغيرهما من العلماء في أمره، فقالوا: يجوز قتل أمثاله سياسة، وكان القاضي حبيب المذكور حاضراً في ذلك المجلس فقال لهم: وكيف يجوز قتله وأنا حي! فرجموا يوسف الشيعي حتى مات، وكان أكبر شاه التيموري سلطان الهند بعث مرزا مقيم الشيعي بالرسالة إلى حسين شاه صاحب كشمير، فشهد عنده القاضي زين الدين الشيعي أن العلماء أخطأوا في الإفتاء، فأهانهم مرزا مقيم على رؤس الأشهاد وآذاهم وفوضهم إلى فتح خان فقتلهم بأمره وشد الحبال في أرجلهم وجرهم في الأسواق، ولما كان حسين شاه صاحب كشمير شيعياً رضى بفعله، ثم بعث إلى أكبر شاه جواب ما طلبه منه ومعه بنته، فردها أكبر شاه وقتل مرزا مقيم قصاصاً عن العلماء سنة سبع وسبعين وتسعمائة، انتهى ما ذكره محمد قاسم في تاريخ فرشته. حرف القاف الشيخ قاسم بن أحمد المانكبوري الشيخ الصالح قاسم بن أحمد بن نظام الدين العمري المانكبوري، أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمانكبور وأخذ عن أبيه ولازمه مدة ثم تولى الشياخة. وكان شيخاً جليلاً مهاباً، رفيع القدر كبير المنزلة، يذكر له كشوف وكرامات، توفي لتسع بقين من شوال سنة ثمان وستين وتسعمائة بمانكبور، كما في أشرف السير. الشيخ قاسم بن يوسف السندي الشيخ العالم الصالح قاسم بن يوسف بن ركن الدين بن شهاب الدين الشهابي المعروف السندي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، ولد ونشأ في إقليم السند وقرأ العلم بها، ثم قدم كجرات سنة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 395 خمسين وتسعمائة وسافر إلى البلاد. وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه ولده عيسى بن القاسم وخلق آخرون، وله مصنفات لم أقف على أسمائها، مات في سنة ثمانين وتسعمائة، كما في بحر زخار. الحكيم قاسم بيك التبريزي الوزير الكبير قاسم بيك التبريزي الحكيم المشهور في بلاد الدكن، كان من ندماء برهان نظام شاه صاحب أحمد نكر، وبعد موته خدم ولده حسين نظام شاه، وبعثه الحسين بالرسالة إلى كولكنده فرجع ظافراً إليه فرفع قدره، ثم بعد مدة يسيرة غضب عليه وأمر بحبسه، فلبث في السجن ثلاثة أشهر، ثم رضى عنه وأخلصه من الأسر وقربه إليه فخدمه مدة، ولما مات الحسين سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة وولي مكانه ولده مرتضى بن الحسين، وصار الحل والعقد بيد أمه خونره همايون جعلته من أركان الوزارة، فصار المرجع والمقصد في كل باب من أبواب الدولة واستمر على ذلك بضع سنين، وتحسس من أم الملك شراً فخرج من أحمد نكر وسار إلى أحمد آباد كجرات، ومات بها نحو سنة سبع وسبعين وتسعمائة، ذكره محمد قاسم في تاريخه. مولانا قاسم ديوان السندي الشيخ العلامة قاسم ديوان الحنفي السندي أحد مشاهير الفقهاء، أخذ العلم عن الشيخ ميران السندي وقرأ عليه المطول، ثم ترامى به الإغتراب إلى أرض فارس، فأخذ ممن بها من العلماء ورجع إلى بلدته وقصر همته على الدرس والإفادة، مات سنة سبع وسبعين وتسعمائة، ذكره النهاوندي في المآثر. مولانا قاسم الكاهي الشيخ الفاضل نجم الدين محمد أبو القاسم المشهور بالكاهي، كان من الفضلاء المعمرين، أدرك الشيخ عبد الرحمن الجامي في الخامس عشر من سنه، ثم لازم الشيخ جهانكير الهاشمي في بلاد السند واستفاض منه فيوضاً كثيرة، ودخل الهند فسكن بمدينة بنارس عند بهادر خان الشيباني زماناً ثم دخل آكره وسكن بها. وكان فاضلاً كبيراً قانعاً، شاعراً مجيد الشعر، ماهراً في الموسيقى، أنشأ القصائد البديعة في المديح، وأعطاه أكبر شاه مرة مائة ألف تنكه صلة له، وأمر أنه كلما تردد إليه يعطونه ألف ربية على طريق باي مزد، فلم يتردد إليه قط، ومن شعره قوله: كاري نكنى كزان بشيمان كردي حرفي نزني كه عذر آن بايد خواست توفي لليلتين خلتا من ربيع الثاني سنة ثمان وثمانين وتسعمائة بمدينة آكره. مولانا قاسم علي الهمايوني الشيخ الفاضل قاسم علي الهمايوني، أحد كبار الأفاضل، ولي الصدارة بأرض الهند في أيام همايون شاه التيموري وكان من جلسائه، مات غريقاً في نهر كنك بجوسا سنة ست وأربعين وتسعمائة، كما في إقبال نامه. قاضي بيك الطهراني الوزير قاضي بيك بن مسعود بن عبد الله الحسيني الطهراني، كان من كبار الأفاضل، ذكره أمين بن أحمد الرازي في هفت إقليم، قال: إنه كان أكبر أولاد أبيه وأوفرهم في الفضل والكمال، تقرب إلى طهماسب شاه الصفوي واحتظ بصلاته مدة، ثم قدم الهند وولي النيابة المطلقة بمدينة أحمد نكر، وقال محمد قاسم في تاريخه: إنه قدم أحمد نكر وتقرب إلى نواب جنكيز خان وكيل السلطة فطابت له الإقامة بمدينة أحمد نكر، ولما احتضر جنكيز خان وظن أنه سيموت أوصى به إلى صاحبه مرتضى نظام شاه ملك أحمد نكر، فولاه النيابة المطلقة سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة، فصار المرجع والمقصد في مهمات الأمور، واستقل بتلك الخدمة الجليلة إلى أواخر سنة خمس وثمانين وتسعمائة، ثم اتهموه بالخيانة وقيل إنه خان مائتي ألف هون منقوداً مع الجواهر الثمينة ثمنها مائة آلاف هون، فعزله مرتضى نظام شاه وحبسه في إحدى القلاع، وأخلصه بعد ثلاثة أشهر وأخرجه إلى بلاده، انتهى. قال الرازي: فلما وصل إلى لار مات بها، لعله الجزء: 4 ¦ الصفحة: 396 في سنة ست وثمانين وتسعمائة. الشيخ قاضي خان الظفر آبادي الشيخ العالم الصالح جلال الحق قاضي خان بن يوسف الناصحي العمري الظفر آبادي، كان من كبار المشايخ الجشتية، ولد بظفر آباد سنة خمس وثمانمائة، ونشأ في مهد جده لأمه الوزير عماد الملك الجونبوري، واشتغل بالعلم من صباه وقرأ فاتحة الفراغ في السابع عشر من سنه، ثم لازم الشيخ حسن بن الطاهر العباسي الجونبوري وصحبه ثلاثين سنة وأخذ عنه الطريقة، وكان يقول: إني فاسيت الرياضة الشاقة والمجاهدة الشديدة ثلاثين سنة، فاطلعت على شيء من مكائد النفس وعلمت أنها كيف تصد السالك عن الطريق وكم له من مراصد، انتهى. مات في نصف من صفر سنة أربع وأربعين وتسعمائة، كما في تجلي نور، وفي وفيات الأعلام أنه توفي سنة خمسين وتسعمائة، والله أعلم. الشيخ قاضي خان الكجراتي الشيخ الكبير قاضي خان الجشتي الفتني الكجراتي المشهور بالشيخ قادن، كان من رجال الطريقة الجشتية، ولد ونشأ بكجرات، وأخذ عن الشيخ علم الدين الشاطبي ولازمه مدة، وأخذ عن غيره من المشايخ ثم تولى الشياخة بفتن من بلاد كجرات، أخذ عنه خلق كثير، مات يوم الثلاثاء لثلاث ليالي خلون من صفر سنة عشرين وتسعمائة ببلدة فتن، كما في مرآة أحمدي. القاضي قاضن السندي الشيخ العالم الفقيه القاضي قاضن بن أبي سعيد بن زين الدين البهكري السندي، أحد الفقهاء المبرزين في العلم، ولد ونشأ بمدينة بهكر، وحفظ القرآن وتعلم القرآن والتجويد، ثم اشتغل بالعلم وبرز في الفقه والحديث والتفسير والتصوف والعزيمة والإنشاء، وكان ميالاً إلى الأسفار، ارتحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وساح البلاد وأدرك المشايخ وتلقى العلوم عنهم، ثم رجع إلى بلاده فولاه حسين شاه صاحب السند القضاء بمدينة بهكر، فاستقل به مدة من الزمان، ثم دخل في أتباع السيد محمد بن يوسف الجونبوري فعزلوه عن القضاء، وقيل: إنه استعفى عن الخدمة لكبر سنه فولوا مكانته أخاه القاضي نصر الله، توفي سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، ذكره معصوم بن الصفاي الترمذي في تاريخ السند. قرا حسن الرومي الأمير الكبير قرا حسن الرومي السلماني المجلس المنصور جنكيز خان، كان من الأتراك، دخل الهند سنة سبع وثلاثين وتسعمائة مع صاحبه مصطفى بن بهرام الرومي واجتمع بالسلطان بهادر شاه الكجراتي بجانبانير ونال منه الحظ والقبول فخدمه زماناً، ولما قتل بهادر شاه وولي المملكة محمود شاه تقرب إليه وخدمه، وسار إلى ديو لقتال الأفرنج تحت قيادة الأمير خداوند خان خواجه صقر الرومي سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة وجاهد في سبيل الله وقاتل معه أشد القتال، ولما قتل خداوند خان اجتمع الناس على ولده رومي خان محرم، واعتنى به قرا حسن وعزم أن يتجاوز درجة أبيه في الإمرة والشهرة، فنقب برجاً من القلعة وملأه باروداً وأخبر به رومي خان واجتمعوا على البرج للحرب، فاجتمع لمدده من كل برج، فلما كثروا فيه أمر قرا حسن بالنار فإذا البرج ومن فيه في الهواء مع الطير، وحث قرا حسن على الدخول من حيث انفتح، وهم رومي خان به لكن بعض الأمراء توقف إما لتقاصر في الهمة أو تحامل البشرية، وبقي الأسف وضاعت المشقة، واتفق بهذا وصول المدد إلى أهل القلعة من صاحب كوه، ودخلت القلعة ثلاثون ألفاً من أهل الأفرنج، ويوم وصولهم أمر قرا حسن بحمل الآلات والعدد التي هي لفتح القلاع إليها وهكذا بقايا الأثقال، والتفت إلى رجال الحرب وقال: خلص وقتنا للسيف والجنة تحت ظلال السيوف، ثم اجتمع برومي خان ودعا له وثبته، ثم دعا رجالاً وكانوا نحو سبعة آلاف وقال: اليوم يوم البرهان، اليوم يوم الامتحان، اليوم يوم الغفران، اليوم يوم رضى الرحمان، افتتحت أبواب الجنان، أشرفت الحور والولدان، ما على الباب رضوان، فادخلوها بسلام آمنين، عباد الله! ما بعد اليوم ملتقى إلا الساعة، ويد الله على الجماعة، فاثبتوا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 397 وسارعوا واستعينوا بالصبر ساعة، فإما ثواب المحسنين وإما درجات الأحياء عند ربهم فرحين، ثم ذكرهم بالأحاديث النبوية، على صاحبها السلام والتحية، ثم قال: عباد الله! فضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً درجات منه ومغفرة ورحمة وكان الله غفوراً رحيما، فالمناسب هنا ونحن أصحاء أقوياء مستوو الأعضاء أن يتأسى بعرجته وإن لم نكن في درجته، وقد قيل: الجبان ملقى والشجاع موقى، ثم ذكرهم بما قال خالد بن الوليد - رضي الله عنه - عند موته، وقرأ الفاتحة وصلى على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكبر وكبروا، وتقدم إلى موقف يرضاه الله ورسوله، ولحق به دولت خان وبرهان الملك وأصحابهما، قال الآصفي: وبعد ارتفاع الشمس قيد رمح خرج من القلعة بيرزي صاحب كوه وبين يديه ثلاثون ألفاً، ومدافع القلعة تشتعل نارها، وتتطاير من الأغربة شرارها، فاعتكر الجو وأظلم، وارتجع أبلق الشروق أدهم، عند ذلك زحف حزب الله وقد أعلوا التكبير وشقوا الغبار وكالصور يزعق النقير وجلوا ذلك الظلام ببوارق الأسنة والحسام، ولما انتهوا إلى الصفوف حطموا بالسيوف، وقطعوا الحناجر بالخناجر، وجالوا جولة الأسد، وحالوا بين الروح والجسد، وكشفوا العدى وحملوا منهم الصف على الصف حتى بلغوا العلم، فكانت شدة قضت بما القلم به جف، وسببها كان في المسلمين قلة العدد وفي المشركين كثرة فيه وفي العدد، وبلغ الشهادة منهم ألف ومائتان، وقتل من الفرنج في الحصار ألف وسبعمائة، وفي الصف أحد عشر ألفاً ومائة، ولو وقف برهان الملك في المعركة بأصحاب لكان ظهيراً للمسلمين لكنه في نزول أهل الأغربة إلى الساحل من طرشة بنادقهم رد وجهه مدبراً بحزبه، فكأنه في أجنحة العصافير فزعاً تطير به، وخلى ظهر أهل الزحف فاقتفاه أهل الأغربة، فصاروا كالمركز في الدائرة، فانحازوا إلى الجسر وتكاثروا عليه، وكان ممدوداً من خشب فانكسر بالمارة عليه، فوقعوا في الخندق، وكانت أسياخ من حديد مركوزة فيه، فهلك بها من سقط، وكان منهم رومي خان، واستشهد دولت خان في المعركة، وأما قرا حسن فإنه خرج من طرق يعرفه على الخندق وكان آخر الناس خروجاً، فمن تبعه نجا، وبلغ من سقط في الخندق ثلاثمائة رجل، فكان جملة الهالكين ألفاً وخمسمائة، والجريح ألفاً، والخارج بالسلامة مع قرا حسن أربعة آلاف وخمسمائة، وبات قرا حسن بنوا نكر واجتمع الغريب عليه وظل يومه بها، وتلافى الجريح بالجرائحي وتفقد سائر الناس بمواصلة النقد من الخزانة وأمسى بها، وأصبح سائراً إلى أحمد آباد بالمدافع والأثقال، ولما اجتمع بالسلطان استدناه واستخبره عن الحادثة، فكان هو يحكي والسلطان يبكي، فلما نجز بيانه استرجع السلطان واستدعى بأصحابه وخلع على الجميع وجعل قرا حسن أميراً على المدافع ولقبه بالمجلس المنصور جنكيز خان في يومه، وأمره بصب المدافع التي يتأتى به فتح ديو، وأمر حكام البنادر بمنع الفرنج من المساكنة والتردد، وحكم بجمع خشب الساج لنجر الأغربة وابتدأ بنجرها حكام سورت ثم بهروج وكوكه والدمن وكنباية، فامتد في زمن قريب بعضه من بعض هراب خمسمائة غراب سوى ما في غيرها من البنادر، وشرع جنكيز خان في صب المدافع، ففي عام فرغ من العمل مائة مدفع مكتوب على كل واحد جنكيز محمود شاه، ونادى ببراءة الذمة من يعامل الفرنج أو يتجر لهم أو يساكنهم في ديو من مسلم وكافر أو يحمل إلى ديو من المنافع شيئاً، وبهذا تعطل ديو وعمرت نوانكر وسكنها العسكر وبنيت بها قلعة في غاية الاستحكام، ولم نقرأ له شيئاً من الأخبار بعد ذلك في كتب التاريخ والتراجم. الشيخ قطب الدين المنيري الشيخ العالم الصالح قطب الدين بن بدهن بن ركن الدين البلخي المنيري، أحد المشايخ المشهورين في الطريقة الفردوسية، أخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة ثم تولى الشياخة مكانه، أخذ عنه الشيخ أبي يزيد بن عبد الملك المنيري وخلق آخرون. القاضي قطب الدين الكالبوي الشيخ الصالح القاضي قطب الدين بن كدن بن القاضي سعد الله أشرف جهاني القرشي الكالبوي المشهور بالمجذوب، ولد ونشأ ببلدة جنديري، وانتقل منها بعد خرابها إلى كاليي وسكن بها، وكان مغلوب الحالة ولكنه كان مقيداً بالصلوات يصلي ولا يعلم كم صلى، وكان شديد الحسبة على الناس، فقد في سنة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 398 سبعين وتسعمائة، ذكره المندوي في كلزار أبرار. الشيخ قطب الدين الجونبوري الشيخ الكبير قطب الدين بن من الله بن بهاء الدين العمري الجونبوري، أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمدينة جونبور، وأخذ عن والده ولازمه حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، ثم حصلت له الإجازة عن الشيخ جلال عن أبيه عبد القادر عن أبيه الشيخ مبارك بن أمجد العلوي الحسيني عن أخيه السيد أجمل بن أمجد الحسيني وعن الشيخ صدر الدين محمد الحسين البخاري الأجي، ولما بلغ رتبة الكمال جلس على مسند أبيه، أخذ عنه خلق كثير. توفي لعشر بقين من رمضان المبارك، وقبره بجونبور عند قبر والده، ذكره الجونبوري، في كنج أرشدي ولم أقف على سنة وفاته. مولانا قطب الدين السرهندي الشيخ الفاضل العلامة قطب الدين الحنفي السرهندي، أحد العلماء المشهورين في بلاد الهند، درس وأفاد مدة عمره، وانتفع به ناس كثيرون منهم الشيخ حميد الدين عبد المجيد بن عبد القدوس الكنكوهي، قرأ عليه الكتب الدرسية، مات ودفن بسرهند. الشيخ قطب الدين الكجراتي الشيخ الصالح قطب الدين الذاكر النهروالي الكجراتي المشهور بقطب جهان، كان من كبار المشايخ في بلاد كجرات، أخذ عنه الشيخ ولي محمد والشيخ لشكر محمد في بداية أمرهما، وله مكتوبات تجمعها مجلدات ضخمة في الحقائق والمعارف. الشيخ قطب الدين الجونبوري الشيخ الكبير المعمر قطب الدين بن شيخ بن العلاء العمري السرهربوري الجونبوري إمام الطريقة القلندرية، ولد سنة ست وسبعين وسبعمائة، وكف بصره في صبا ولذلك لقبوه بينا دل معناه بصير القلب، قالوا: إنه أخذ الطريقة القلندرية عن الشيخ نجم الدين بن نظام الدين بن نور الدين المبارك الدهلوي المعمر مائتي سنة عن الشيخ خضر الرومي المعمر ثلاثمائة وخمسين سنة عن الشيخ عبد الله علمبردار الصالحي المكي المعمر ستمائة، وكان عبد الله من أصحاب الصفة أخذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سيدنا الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإنه أخذ الطريقة القادرية والجشتية عن الشيخ نجم الدين المذكور، والطريقة السهروردية والمدارية عن الشيخ شمس الدين الظفر آبادي، والطريقة الفردوسية عن الشيخ حسين بن معز البلخي، وكان من الأولياء السالكين المرتاضين، أخذ عنه ولده محمد المتوفي سنة ثلاثين وتسعمائة وختنه الشيخ فضل الله بن نصير الدين القطبي الحسني البهاري وخلق آخرون، توفي سنة خمس وعشرين وتسعمائة، كما في الانتصاح. الشيخ قميص القادري السادهوروي السيد الشريف قميص بن أبي الحياة بن محمود بن محمد بن أحمد بن داود ابن علي بن أبي صالح النصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلاني السادهوروي، كان من المشايخ المشهورين في أرض الهند، قدم من بنكاله ودخل خضر آباد دهلي، فزوجه الشيخ العالم نصر الله الدهلوي بكريمته، فسكن بها ورزق حسن القبول، أخذ عنه الشيخ عبد الرزاق الدهلوي المحدث المشهور بالشيخ بهلول وخلق كثير من العلماء والمشايخ. توفي لثلاث خلون من ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة بأرض بنكاله، فنقلوا جسده إلى خضر آباد ودفنوه بها، ذكره الشيخ في أخبار الأخيار. حرف الكاف القاضي كاشاني السندي الشيخ الفاضل الكبير القاضي كاشاني السندي، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 399 كان من كبار العلماء لم أقل على اسمه، ذكره النهاوندي في المآثر قال: إنه انتقل من كاشان إلى أرض السند ونال الحظ والقبول من الأمراء والملوك، فطابت له الإقامة بها، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء. الشيخ كبير الدين الجونبوري الشيخ الصالح كبير الدين بن جهانكير الجونبوري، أحد المشايخ المشهورين بمعرفة الفقه والتصوف، وكان غاية في الزهد والقناعة والإيثار والتوكل، واشتغل بالعلم بعد ما توفى أبوه، وكان في الثاني عشر من سنه فجد في البحث والاشتغال والرياضة والمجاهدة حتى برع في العلم والمعرفة، وتولى الشياخة بمدينة جونبور، أخذ عنه غير واحد من العلماء. توفي لليلتين بقيتا من شعبان سنة اثنتين وستين وتسعمائة بجونبور وله ثلاث وستون سنة، ذكره الجونبوري في كنج أرشدي. الشيخ كبير الدين القنوجي الشيخ الصالح كبير الدين بن قاسم السليماني البشاوري ثم القنوجي، أحد كبار المشايخ، ولد بقرية مدلي من أعمال بشاور ونشأ بها، وسافر للعلم فقرأ على أساتذة عصره وأخذ الطريقة ثم سكن بقنوج، مات بها ليلة الخميس سنة أربع وتسعين وتسعمائة، كما في مهر جهانتاب. الشيخ كبير الدين الملتاني الشيخ العالم الصالح كبير الدين القرشي الملتاني، كان من نسل الشيخ الكبير بهاء الدين أبي محمد زكريا القرشي السهروردي وصاحب سجادته، اتفق الناس على ولايته وجلالته، ذكره البدايوني، قال: إنه كان مقتدراً أن يحشد ألف فارس في يوم واحد، وكانت عيناه حمراوين من سهره المفرط والاشتغال بالأشغال القلبية كأنه تناول شيئاً من المعبرات، وكان الشيخ موسى بن الحامد الأجي يحمل ذلك على سكرة الخمر، قال: إني رايته بفتح بور عند الأمير حسين خان وكانت تلوح عليه المهابة في الظاهر. مات سنة أربع - أو خمس - وتسعين وتسعمائة بالملتان، فدفن بمقبرة أسلافه. مولانا كريم الدين السندي الشيخ الفاضل كريم الدين الحنفي التتوي السندي، أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة والفقه والأصول والمنطق والحكمة، وكان في أيام مرزا باقي أحد ولاة السند يدرس ويفيد، وكان ورعاً تقياً، ذكره النهاوندي في المآثر. مولانا كمال الدين الكالبوي الشيخ الصالح كمال الدين بن سليمان القرشي الكالبوي ثم المندوي، أحد رجال الطريقة، ولد ونشأ بكالبي، وأخذ عن الشيخ أرغون المداري ثم عن الشيخ ركن الدين بن هدية الله المنيري وحصلت له الإجازة منه، ثم سافر إلى مندو وسكن بها وكان يدرس ويفيد، توفي سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة بمندو، ذكره محمد بن الحسن. مولانا كمال الدين الجهرمي الشيخ الفاضل الكبير كمال الدين بن فخر الدين الجهرمي البيجابوري، أحد العلماء المشهورين، له البراهين القاطعة ترجمة الصواعق المحرقة بالفارسية، ترجمها سنة أربع وتسعين وتسعمائة بأمر دلاور خان البيجابوري الوزير. مولانا كمال الدين المليباري الشيخ العالم الصالح كمال الدين بن محمد بن علي الحسيني الهمداني المشهور بالمليباري، ولد بقرية خوشاب وقرأ العلم في بلاده، ثم سافر إلى الحجاز، فدخل في مليبار وأسلم على يده أحد ملوك تلك الأرض، ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى مليبار وأقام بها أياماً، ثم قدم سورت وسكن بها. وكان شيخاً صالحاً وقوراً صاحب المقامات القدسية، انتفع به خلق كثير، توفي لثلاث ليال بقين من رجب سنة تسع وستين وتسعمائة بسورت، كما في الحديقة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 400 الشيخ كمال الدين الخير آبادي الشيخ الصالح كمال الدين بن محمود القدوائي الخير آبادي، أحد المشايخ الجشتية، أخذ عن أبيه عن عمه الشيخ سعد الدين الخير آبادي وتصدر للارشاد بعد والده، توفي سنة ثمان وثمانين وتسعمائة بخير آباد وله ثلاث وخمسون سنة، ذكره السيد الوالد في مهر جهانتاب. الشيخ كمال الدين البلكرامي الشيخ الفاضل كمال الدين بن مكرم الصديقي البلكرامي، أحد العلماء الموفقين بالدرس والافادة، ذكره غلام علي الحسيني في مآثر الكرام وأثنى على براعته في العلوم، قال: وكان ممن فاق أقرانه في العلوم العربية والمعارف الحكمية، وكان يكتب بيده الكتب المتداولة بخط النسخ غاية في الحلاوة ويزينها بالحواشي المفيدة والتعليقات النفيسة، له منة عظيمة على الأخلاف فإنهم ينتفعون بتلك الكتب حتى اليوم، وكان شديد التعبد كثير المؤاساة، وكان حياً سنة أربع وتسعين وتسعمائة، انتهى، ولم أقف على سنة وفاته. الشيخ كمال الدين الكيتهلي الشيخ الأجل كمال الدين الكيتهلي، أحد كبار المشايخ القادرية، أخذ عن السيد فضيل كدا رحمن عن السيد شمس الدين العارف عن السيد كدا رحمن بن أبي الحسن عن شمس الدين الصحرائي عن السيد عقيل عن السيد بهاء الدين عن السيد عبد الوهاب عن السيد شرف الدين القتال عن السيد عبد الرزاق عن أبيه إمام الطريقة أبي محمد الشيخ عبد القادر الجيلاني، وقيل: إنه استفاض من روحانية الشيخ عبد القادر فيوضاً كثيرة، أخذ عنه الشيخ عبد الأحد السرهندي والشيخ سكندر بن عماد الكيتهلي حفيد الشيخ كمال، وأدركه الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي في صغر سنه وبشره الشيخ كمال، مات سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، ذكره السيد الوالد في مهر جهانتاب. حرف اللام الشيخ لشكر محمد البرهانبوري الشيخ الأجل لشكر محمد بن راجن بن بير بن ركن الدين القرشي الجانبانيري الكجراتي ثم البرهانبوري، أحد المشايخ العشقية الشطارية، ولد في مهلاسه من أرض كجرات نحو سنة تسعمائة، وصرف شطراً من عمره في الفنون الحربية ودخل في العسكر وخدم الملوك والأمراء، ثم اعتزل عنها وصحب القاضي محمود البيربوري وأخذ عنه، ثم صحب الشيخ قطب الدين الذاكر وأخذ عنه، ثم لازم السيد محمد غوث الكواليري صاحب الجواهر الخمسة بكجرات سنة إحدى وخمسين وتسعمائة، وقرأ هداية الفقه على القاضي محمود الموربي، وتصدر للإرشاد والتلقين بكجرات وأقام بها ثلاثين سنة، ثم ذهب إلى برهانبور وسكن بها وكان ذلك في سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة، أخذ عنه الشيخ عيسى بن القاسم السندي البرهانبوري وخلق كثير، مات لليلتين خلتا من شوال سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، فأرخ لعام وفاته بعض أصحابه لشكر محمد عارف ذكره محمد بن الحسن. حرف الميم الشيخ مبارك البنارسي الشيخ العالم المحدث مبارك بن أرزاني العمري البنارسي، أحد العلماء المبرزين في الحديث، تولى الوزارة في عهد شير شاه السوري وولده سليم شاه مدة، وله مدارج الأخبار كتاب في الحديث، صنفه في شهر رجب سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة، ورتب فيه أحاديث مشارق الأنوار للصغاني على ترتيب المصابيح، وكان أصله من بلدة رهتك، انتقل أسلافه إلى بنارس وسكنوا بقرية بكهره على جنوب تلك البلدة، وفيها قبر والده الشيخ أرزاني، وكان من ذرية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، توفي سنة ثمانين وتسعمائة، كما في كنج أرشدي. الشيخ مبارك الجائسي السيد الشريف مبارك بن الجلال بن الحاج الجزء: 4 ¦ الصفحة: 401 القتال بن أحمد بن عبد الرزاق الحسني الأشرفي الجائسي، أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببلدة جائس من أرض أوده، وحفظ القرآن وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم درس وأفاد مدة في حياة والده، ولما توفى أبوه جلس على مسند الإرشاد مكانه، أخذ عنه خلق كثير، وأسلم على يده جماعة من مزاربة أوده، وممن أخذ عنه ملك محمد الجائسي صاحب بدماوت. الشيخ مبارك الجونبوري الشيخ الفاضل مبارك بن خير الدين المحمدي الماهلي الجونبوري، كان من ذرية الشيخ صدر الدين القرشي الظفر آبادي، انتقل والده من ظفر آباد إلى ماهل - بضم الهاء - قرية من أعمال جونبور، وعمر قرية في أرضها سماها خير الدين بور ثم سكن بها، وولده المبارك قرأ بعض الكتب الدرسية على والده، ثم رحل إلى جونبور وقرأ بها على أساتذة عصره، وأخذ الطريقة أولاً عن أبيه ثم لازم الشيخ علي بن قوام الدين الشطاري الجونبوري وصحبه مدة طويلة حتى بلغ رتبة المشيخة، ولقبه الشيخ علي بالمحمدي، فتصدر للإرشاد والتلقين مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة، انتفع به ناس كثيرون وأخذوا عنه، توفي لأربع عشرة خلون من شوال سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة ببلدة جون بور، وأرخ لوفاته بعضهم فخر زمانه، كما في تجري نور. القاضي مبارك الكوباموي الشيخ العالم الفقيه القاضي مبارك بن الشهاب بن العلاء العمري الكوباموي، كان من ذرية الشيخ مبارك أولياء الناصحي البلخي، ولد بكوبامؤ ونشأ في مهد العلم والطريقة، وقرأ العلم على الشيخ نظام الدين الأميتهوي ولازمه ملازمة طويلة، وكان الشيخ نظام الدين يحبه حباً شديداً، ذكره القاضي مصطفى علي خان في تذكرة الأنساب، وقال عبد القادر البدايوني في تاريخه: إنه كان صاحب الحالات السنية والمقامات القدسية، كثير الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ عبد الوهاب بن أبي الفتح الأكبر آبادي والشيخ محيي الدين الحسيني وخلق آخرون، وكان قاضياً بكوبامؤ، انتهى. الشيخ مبارك الجهنجانوي الشيخ الفقيه الزاهد مبارك بن عبد المقتدر بن فاضل العلوي الجنهجانوي ثم الجونبوري المشهور ببالادست، كان ابن عم الشيخ عبد الرزاق الجهنجانوي وأخاه من الرضاعة، أخذ الطريقة عن الشيخ علي بن قوام الدين الشطاري الجونبوري ولازمه ملازمة طويلة، وكان يدعى ببالادست لعلو يده في المقامات العلية، وبالادست في لغة الفرس عالي اليد. الشيخ مبارك السنديلوي الشيخ العالم الصالح مبارك بن الحسين بن عين الدين بن عليم الدين بن علاء الدين بن محمد بن نور بن أحمد بن محمود الحسيني النقوي الشيوراني السنديلوي، أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ سعد الدين الخير آبادي ولازمه مدة، ثم صحب الشيخ سالار بن هبة الدين الكوروي ولبس منه الخرفة، وصحب الشيخ نظام الدين الأميتهوي ورجالاً آخرين، وكان عالماً كبيراً، انتهت إليه رياسة الفتيا والتدريس ببلدة سنديلة، أخذ عنه السيد صفي الحسيني والشيخ بدر الدين السرهندي والشيخ أدهن البلكرامي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي سنة سبعين وتسعمائة ببلدة سنديله، كما في بحر زخار. الشيخ مبارك الكواليري الشيخ الفاضل العلامة مبارك بن أبي المبارك الشطاري الأودي ثم الكواليري المشهور بالفاضل، كان أصله من ناحية بانكرمؤ من بلاد أوده، ولد ونشأ بها وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب الجواهر الخمسة وأخذ عنه الطريقة العشقية الشطارية وسكن بكواليار. وكان فاضلاً علامة في المعقول والمنقول، درس وأفاد أربعين سنة بزاوية الشيخ محمد غوث، أخذ عنه الشيخ عبد الواحد المندسوري والشيخ عبد الله ابن بهلول السنديلوي ثم الكجراتي وخلق كثير من العلماء. مولانا مبارك السندي الشيخ العالم الفقيه مبارك بن أبي المبارك الباتري الجزء: 4 ¦ الصفحة: 402 السندي، كان من العلماء الموفقين بالدرس والإفادة، ولد ونشأ ببلاد السند، وقرأ العلم على الشيخ عباس بن الجلال السندي ولازمه ملازمة طويلة حتى برع في الفقه والأصول والكلام والعربية، ورماه الاغتراب إلى أحمد آباد، فسكن بمسجد ناصر الملك ودرس بها مدة من الزمان، ثم ذهب إلى برهانبور فولى القضاء بجويزه - بالجيم المعقودة والباء الفارسية - فاستقل به زماناً وبلغ صيته إلى برار، فطلبه تفال خان الوزير إلى إيلجبور وولاه التدريس، فدرس بها مدة من الزمان، ثم رجع إلى كجرات وأخذ الطريقة عن الشيخ لشكر محمد العارف، ثم قدم برهانبور وكانت بينه وبين الشيخ طاهر بن يوسف السندي مودة واثقة، قرأ عليه الشيخ عيسى بن قاسم السندي جملة من العلوم حين إقامته ببلدة برهانبور، مات بها يوم الجمعة سنة ثمان وسبعين وتسعمائة، فدفن في مقبرة الشيخ إبراهيم بن عمر السندي، كما في كلزار أبرار. الشيخ مبارك الألوري الشيخ الفقيه المعمر مبارك بن أبي المبارك الحنفي الألوري، أحد المشهورين بالزهد والصلاح، وكان يدعى أنه من ذؤابة بني هاشم، ولذلك كان مرزوق القبول عند الأفغان، وكان سليم شاه السوري سلطان الهند يحضر مجلسه ويتبرك به ويضع نعليه بيده بين يديه، وهو ممن أدركه الشيخ عبد القادر البدايوني وذكره في تاريخه، قال: لما ابتلي الشيخ سليم بن بهاء الدين الجشتي السيكروي من أيدي الأفغان وحبس في قلعة رنتنبهور ذهب الشيخ مبارك إليهم وشفع له، فأطلقوه من السجن وذهب الشيخ سليم إلى مكة المباركة مرة ثانية، قال البدايوني: إني أدركته سنة سبع وثمانين وتسعمائة، قال: ومات في حدود تلك السنة وله تسعون سنة. الشيخ محب الله السدهوري الشيخ العالم الصالح محب الله بن خواجكي بن علي بن خير الدين بن نظام الدين الأنصاري الهروي ثم الهندي السدهوري - بكسر السين المهملة وتشديد الدال - قرية جامعة في أرض أوده، ولد ونشأ بها، قرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة وأخذ عنه الطريقة، ولما مات والده تولى الشياخة، وكان من الفقهاء المعتبرين في بلاده، انتفع به خلق كثير. الشيخ محب الله المانكبوري الشيخ العالم الصالح محب الله الحنفي المانكبوري أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ فضل الله وصحبه زماناً، ثم سافر إلى سرهند وأخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي إمام الطريقة المجددية ولازمه مدة من الزمان، ثم رجع إلى بلاده وأقام بمانكبور مدة يسيرة، ثم سار إلى إله آباد بأمر شيخه وسكن بها. وكان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، توفى سنة ألف، ذكره السيد الوالد في مهر جهانتاب. الشيخ محمد بن إبراهيم البهاري الشيخ العالم الصالح محمد بن إبراهيم بن أحمد بن الحسن بن الحسين العمري البلخي البهاري المشهور بالدرويش كان من المشايخ الفردوسية، ولد ونشأ ببلدة بهار - بكسر الموحدة - وأخذ عن أبيه وصنوه محمود ولازمهما ملازمة طويلة، ثم تولى الشياخة، أخذ عنه الشيخ بدهن وخلق آخرون. الشيخ محمد بن إبراهيم الملتاني الشيخ العالم الكبير أبو الفتح شمس الدين محمد بن إبراهيم بن فتح الله الربيعي الإسماعيلي الملتاني ثم البيدري الدكني كان من كبار المشايخ، ولد بأحمد آباد بيدر - بكسر الموحدة - في أيام همايون شاه الظالم البهمني، وأخذ عن الشيخ حسن الجميلي القادري وعن غيره من المشايخ، وقيل إنه أخذ من روحانية الشيخ عبد القادر الجيلاني واستفاض منه، ثم لبس الخرقة من الشيخ بهاء الدين بن عطاء الله الشطاري الجنيدي وتصدر للإرشاد والتلقين بمدينة بيدر. وكان صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية، أرشد الناس إلى الحق ثلاثين سنة، أخذ عنه أبناؤه وخلق كثير. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 403 مات يوم العيد من شوال سنة خمس وثلاثين وتسعمائة وله ثلاث وسبعون سنة، وقبره مشهور ظاهر بمدينة بيدر، ذكره السيد الوالد. الشيخ محمد بن أحمد الفاكهي الشيخ الفاضل العلامة محمد بن أحمد بن علي الحنبلي الفاكهي المكي أبو السعادات الكجراتي، كان من كبار العلماء، ذكره عبد القادر الحضرمي في النور السافر، قال: إنه ولد سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، وكانت له اليد الطولى في جميع العلوم، وإنه قرأ في المذاهب الأربعة، ومن شيوخه الشيخ الكبير المحقق العلامة أبو الحسن البكري وشيخ الإسلام بن حجر الهيتمي والشيخ محمد بن الخطاب في آخرين من أهل مكة وحضر موت وزبيد يكثر عددهم، ويقال إن الذين أخذ عنهم يزيدون عن تسعين وأجازوه، ومقروءاته كثيرة جداً لا تنحصر، ومن محفوظاته: الأربعين النواوية، والعقائد النسفية، والمقنع في فقه الحنابلة، وجمع الجوامع في أصول الفقه، وألفية ابن مالك في النحو، وتلخيص المفتاح في المعاني والبيان، والشاطبية في القراءات، ونور العيون في السير لابن سيد الناس، وكان يحفظ القرآن الكريم، ويقرأ للسبعة مع التجويد، ونظم ونثر، وألف غير واحدة من الرسائل المفيدة، منها رسالة تكلم فيها على آية الكرسي وهي مفيدة جداً، ومنها شرح مختصر الأنوار المسمى نور الأبصار في فقه الشافعية، ومنها رسالة في اللغة، ومنها كتاب جليل جعله باسم باب السلاطين، ورزق الحظ في زمانه، وسمعته يقول الأنس بالله نور ساطع والأنس بالناس سم قاطع، رحمه الله! ومن غرائب الاتفاق أنه قال: حضرت بعض مجالس الوزراء فوقع الكلام في الاستفهام الإنكاري فقال بعض أهل العلم، هذا كقوله تعالى "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون" وأشار إلي بالتعريض، ففهمت منه ذلك فاستحضرت حينئذ وقلت مخاطباً له: وقوله تعالى "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون" فخجل ذلك الرجل. قال الحضرمي: وكان والدي يسميه شيخ الإسلام، وكان جواداً، قال بعضهم: ما رأيت أسخى منه، وقال آخر: ما أظن أحداً من الأشراف والعرب دخل الهند إلا وله عليه إحسان، وكان لا يمسك شيئاً، ولذلك كان كثير الاستقراض، وكان يغلب عليه الحدة، وكان من شدة تواضعه لأصحابه ربما ينسبونه إلى التملق، وكان له عقيدة مفرطة في السادة آل باعلوي، وذهب إلى حضرموت لزيارتهم فلقي جماعة من أعيانهم وعادت عليه بركتهم ودخل الهند وأقام بها مدة مديدة، ثم رجع إلى وطنه مكة المشرفة في سنة سبع وخمسين فحج ذلك العام وزار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم حج في السنة التي تليها وعاد إلى الهند في سنة ستين وتسعمائة فأقام بها إلى أن توفي إلى رحمة الله، وصاحبه الشيخ الفاضل عبد اللطيف الدبير مدحه بقصيدة منها قوله: يا علامة الدنيا ويا عالم غداً يقصر عن غاياته في العلا البدر ومن لاح مثل الصبح فضل كماله فضاء به الأقطار وافتخر العصر ويا أيها البحر الخضم لعلمه وبالرفق للطلاب يا أيها البر وفاكهة الدنيا ينهاه ذا الهنا وجمع علوم فاح من طيبها النشر أب لسعادات وأصل محامد فمن أمه بالنجح آل كذا اليسر تباهت له كجرات لما ثوى بها فإن فخرت يوماً يحق لها الفخر توفي يوم الجمعة لتسع بقين من جمادي الأولى سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة بمدينة أحمد آباد فدفن بها، كما في النور السافر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 404 الشيخ محمد بن أحمد النهروالي الشيخ العالم العلامة المحدث محمد بن أحمد بن محمد بن محمود الحنفي النهروالي المفتي قطب الدين بن علاء الدين المكي صاحب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام كان من العلماء المبرزين في الحديث والفقه والأصلين والإنشاء والشعر. ولد بلاهور سنة سبع عشرة وتسعمائة واشتغل على والده بالعلم، ورحل إلى مكة المشرفة وأخذ عن الخطيب المعمر أحمد محب الدين بن أبي القاسم محمد العقيلي النويري المكي، وعن محدث اليمن وجيه الدين عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني الزبيدي، وعن الشيخ شهاب الدين أحمد بن موسى بن عبد الغفار المغربي الأصل ثم المصري نزيل الحرمين عن والده، والشيخ محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخطاب المالكي ووالده الشيخ محمد بن عبد الرحمن، وسار إلى مصر سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة واجتمع بها بأبي عبد الله محمد بن يعقوب العباسي المتوكل على الله المتوفي سنة خمسين وتسعمائة صرح به في تاريخ مكة، قال: وقد اجتمعت به وأخذت عنه في رحلتي إلى مصر لطلب العلم الشريف في سنة 943 وكانت مصر إذ ذاك مشحونة بالعلماء العظام، مملوءة بالفضلاء الفخام، ميمونة بيمن بركات المشايخ الكرام، كأنها عروس، تتهادى بين أقمار وشموس. ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام وذكر في تاريخ مكة أنه أخذ الطريقة عن الشيخ علاء الدين الكرماني النقشبندي المتوفي سنة تسع وثلاثين وتسعمائة، لعله كان قبل رحلته إلى مصر. وله سند عال لصحيح البخاري لا أعلم في الدنيا سنداً أعلى من ذلك السند، وذلك أنه يرويه عن أبيه الشيخ علاء الدين أحمد بن محمد النهروالي عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح أحمد بن عبد الله الطاوسي الشيرازي عن الشيخ المعمر بابا يوسف الهروي عن محمد بن شاد بخت الفارسي الفرغاني بسماعه لجميعه على الشيخ أبي لقمان يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني وقد سمع جميعه عن محمد ابن يوسف الفربري بسماعه عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنه، قال الفلاني في قطب الثمر: وقد ذكر بعض أهل الفهارس أنه صح أن الشيخ قطب الدين محمد النهروالي روى صحيح البخاري عن الحافظ نور الدين أبي الفتوح الطاوسي بلا واسطة والده، فيكون بيني وبين البخاري ثمانية، فتقع لي ثلاثياته بإثنى عشر، فيكون شيخنا محمد كأنه سمع من الحافظ ابن حجر بطريق الإجازة لأن أعلى ما عند الحافظ ابن حجر باعتبار الإجازة أن يكون بينه وبين البخاري ستة أنفس، ولا أعلم في الدنيا سنداً أعلى من هذا السند الآن، قال وقال شيخ مشايخنا عبد الخالق الزجاجي في نزهة رياض الإجازة: وهذه الطريقة لم تبلغ الحافظ ابن حجر ولا السيوطي، لأنهما كانا بمصر والحافظ أبو الفتوح كان من رجال الثمانمائة وكان بأبرقوه مدينة بخراسان العجم، وكان موصوفاً بالصلاح، سمع صحيح البخاري من محمد بن شاد بخت الفرغاني، وهذه الطريقة لم تصل إلى الحرمين إلا مع أشياخ مشايخنا كالشيخ المعمر عبد الله بن سعد اللاهوري نزيل المدينة، انتهى. قلت: وقد ترجم له القاضي محمد بن علي الشوكاني في البدر الطالع قال: وكان يكتب الإنشاء لأشراف مكة وله فصاحة عظيمة يعرف ذلك من اطلع على مؤلفه البرق اليماني في الفتح العثماني وهو مؤلف الإعلام في أخبار بيت الله الحرام، وكان عظيم الجاه عند الأتراك لا يحج من كبرائهم إلا وهو الذي يطوف به ولا يرتضون بغيره، وكانوا يعطونه العطاء الواسع فكان يشتري بما يحصله منهم نفائس الكتب ويبذلها لمن يحتاجها، واجتمع عنده ما لم يجتمع عند غيره، وكان كثير التنزهات في البساتين وكثيراً ما يخرج إلى الطائف ويصحب معه جماعة من العلماء والأدباء ويقوم بكفاية الجميع، انتهى. وقد ذكر المفتي قطب الدين صاحب الترجمة في تاريخ مكة أن مدرسة السلطان أحمد شاه الكجراتي بمكة المباركة عند الحرم المحترم كانت بيده، وإني أظن أن والده علاء الدين أحمد بن محمد النهروالي بعث إلى الحجاز وولي على تلك المدرسة، وبعد وفاته الجزء: 4 ¦ الصفحة: 405 عادت التولية إلى ولده قطب الدين المفتي، وهو سافر إلى قسطنطينية مرتين، مرة ثانية في سنة خمس وستين وتسعمائة فخلع عليه السلطان سليمان بن سليم العثماني ملك الروم، ذكره في تاريخ مكة وقال: إن السلطان المذكور أسس بمكة المشرفة المدارس الأربعة السليمانية، وعين وظائف المدرسين والطلبة وغير ذلك من أوقافه بالشام، عين لكل خمسين عثمانياً في كل يوم وعين للمعيد أربعة عثمانية ولكل مدرس خمسة عشر طالباً، لكل طالب عثمانيين وللفراش كذلك وللبواب نصف ذلك وأنعم بالمدرسة الحنفية السليمانية على صاحب الترجمة بخمسين عثمانياً سنة خمس وسبعين وتسعمائة، قال: فأقرأت فيها قطعة من الكشاف والهداية وقطعة من تفسير المفتي أبي السعود العمادي وأقرأت فيها درساً في الطب ودرساً في الحديث وأصوله، وإني أدرس الآن فيها تكميل شرح الهداية لابن همام الذي كمله مولانا شمس الدين أحمد قاضي زاده، وذكر في تاريخ مكة أن السلطان سليم بن سليمان العثماني أنعم عليه في أيام ولاية عهده، قال: وكان يصل إلى إحسانه وكسوته في كل سنة، وبعد أن ولي السلطنة لم يقطع عادة إحسانه، وكذلك ولده السلطان مراد كان ينعم قبل جلوسه على سرير الملك، وبعد أن ولي السلطنة أكرمه بحسن التفاته إليه، فرقى ما بيده من المدرسة السليمانية وأضاف في وظيفته فصارت ستين عثمانياً في كل يوم، وأنعم عليه وعلى أولاده بالتدريس، وهو الذي ولاه الإفتاء بمكة المباركة ولم يكن بمكة مفت بعلوفة، فجعل له في ذلك من بيت المال خمسين عثمانياً في كل يوم، وولاه الخطابة في الحرم الشريف وجعل له في ذلك أربعين عثمانياً في كل يوم، وأرسل إليه سنة سبع وتسعين وتسعمائة من جملة ما أرسل إلى أهل مكة بصوفين من أصوافه الخاصة ومائة دينار، واستمر ذلك ما بعدها في كل سنة، وأسس المدرسة العثمانية بالصفا وولاه التدريس وجعل له خمسين عثمانياً في كل يوم، فكان يدرس فيها الفقه والحديث، كل ذلك بتوجه القاضي شمس الدين أحمد قاضي المعسكر بولاية أناطولي، وكان نافذ الكلمة عند السلطان مراد، هذا ما ذكره صاحب الترجمة في تاريخه. وأما مصنفاته فمن أحسنها كتابه الإعلام بأعلام بيت الله الحرام صنفه سنة خمس وثمانين وتسعمائة، أوله الحمد لله الذي جعل المسجد الحرام حرماً آمناً ومثابة للناس، إلخ ومنها البرق اليماني في الفتح العثماني تاريخ اليمن من سنة تسعمائة عند أول الفتح العثماني على يد الوزير سليمان باشا إلى أيام المؤلف، ألفه للوزير سنان باشا ويسمى أيضاً الفتوحات العثمانية للأقطار اليمنية ومنها منتخب التاريخ في التراجم، ومنها تمثال الأمثال النادرة أو التمثيل والمحاضرة بالأبيات المفردة النادرة ومنها الكنز الأسمى في فن المعمى. وله أبيات كثيرة بالعربية، ومن شعره قوله يمدح السلطان مراد بن سليم العثماني ملك الدولة العثمانية: إن سلطاننا مراد لظل ال له في الأرض باهر السلطان ملك صار من مضى من ملوك ال أرض لفظاً وجاء عين المعاني ملك وهو في الحقيقة عندي ملك صيغ صيغة الإنسان ملك عادل فكل ضعيف وقوي في حكمه سيان سيفه والمنون طرفا رهان لحلوق العدو يبتدران كمل المسجد الحرام بناء فاق في العالمين كل المباني هكذا هكذا وإلا فلا إنما الملك في بني عثمان كانت وفاته في سنة تسعين وتسعمائة بمكة المكرمة، ودفن بالمعلاة. الشيخ محمد بن إسحاق السندي الشيخ العالم الصالح محمد بن إسحاق الحنفي السندي أحد العلماء العاملين، ولد ونشأ بهالا كنده قرية من أعمال سيوستان من بلاد السند، وقرأ العلم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 406 على الشيخ عبد الرشيد السندي وفاق أقرانه في الفقه والأصول والعربية. وكان صالحاً تقياً ديناً، يتردد إلى الأمراء لشفاعة الناس ويتحمل المشقة في ذلك، وكان في عهد الجام نظام الدين صاحب السند، كما في تحفة الكرام ولم أقف على سنة وفاته. مولانا محمد بن تاج الكجراتي الشيخ الفاضل العلامة محمد بن تاج الدين العمري الحنفي الكجراتي، أحد العلماء المتبحرين والأئمة المحققين، كان من نسل الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، لقبه مظفر شاه الحليم الكجراتي بتاج العلماء، وكان كثير الدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير من العلماء مات في سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة بمدينة أحمد آباد فدفن بها، ذكره محمد بن الحسن. الشيخ محمد بن الحسن الجونبوري الشيخ العالم الكبير محمد بن الحسن بن الطاهر العباسي الحنفي الجونبوري أحد كبار المشايخ، ولد ونشأ بجونبور واشتغل بالعلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ إبراهيم بن المعين الحسيني الإيرجي ولازمه مدة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأخذ الطريقة الجيلية عن أحد مشايخ اليمن وسكن بطابة الطيبة، ولما وفد عليه الشيخ عبد الوهاب الحسيني البخاري حرضه على رجوعه إلى الهند، فجاء معه وسكن بدهلي. وكان شيخاً جليلاً كبير الشأن رفيع القدر شديد التعبد والتأله كثير الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ عبد الرزاق الجهنجهانوي والشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، له ديوان شعر، توفي لثلاث بقين من رجب سنة أربع وتسعمائة. الشيخ محمد بن الحسن الكجراتي الشيخ الفاضل محمد بن الحسن العمري الجشتي الشيخ شمس الدين الأحمد آبادي الكجراتي أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد بمدينة أحمد آباد سنة ست وخمسين وتسعمائة، وقرأ العلم على والده وصحبه ولازمه، وأخذ عنه ما أخذ من العلم والمعرفة، وتولى الشياخة بعده فرزق حسن القبول، وكان يحضر في أعراس المشايخ فيستمع الغناء بغير المزامير وتدمع عيناه عند السماع ويتكيف بكيفيات عجيبة، مات يوم الأحد لليلة بقيت من ربيع الأول سنة ألف، كما في مرآة أحمدي. مولانا محمد بن الحسن العلمي الشيخ الفاضل الكبير محمد بن الحسن العلمي الأحمد نكري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، له حاشية على شرح هداية الحكمة للميبذي، صنفها في عهد حسين نظام شاه ملك أحمد نكر. مولانا محمد بن الحسين اللاري الشيخ الفاضل العلامة محمد بن الحسين اللاري الشيخ علاء الدين بن كمال الدين السنبهلي أحد الأفاضل المشهورين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بأرض العراق، وقرأ العلم على العلامة جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي الدواني وقدم الهند، فاغتنم قدومه على قلي خان الشيباني وقربه إليه وقرأ عليه بعض العلوم المتعارفة، ولما قتل علي قلي خان المذكور طلبه أكبر شاه التيموري إلى آكره، فلما دخل الحضرة قصد اليمين وأرد أن يقوم فوق مكان الخان الأعظم، فمنعه ميرتوزك عن ذلك وأمره أن يقوم موقف العلماء، فكبر عليه وقال: لعل العلم مهان في دياركهم، وخرج من الحضرة فلم يحضر قط، ولكن السلطان لما كان مجبولاً على حب العلم وأهله أعطاه أربعة آلاف فدان من الأرض الخراجية بناحية سنبهل، فسافر إليها وصرف عمره في الدرس والإفادة، ذكره بختاور خان في مرآة العالم. وقال البدايوني: إنه بنى عريشاً للمدرسة في آكره الجزء: 4 ¦ الصفحة: 407 عند إقامته بها، فأرخوا لعام بنائه مدرسة خس وكان ذلك سنة تسع وستين وتسعمائة، لعله بناه قبل رحلته إلى جونبور عند علي قلي خان الشيباني. ومن الخطأ الفاحش ما قيل إنه توفي سنة تسع وستين وتسعمائة، لأنه كان في تلك السنة بمدينة آكره ثم سار إلى جونبور وأقام بها إلى سنة أربع وسبعين وتسعمائة التي قتل فيها الشيباني ثم دخل آكره، وبعد مدة يسيرة سار إلى سنبهل وسكن بها. الشيخ محمد غوث الكواليري الشيخ الكبير محمد بن خطير الدين بن عبد اللطيف بن معين الدين بن خطير الدين ابن أبي يزيد بن الشيخ فريد الدين العطار الشطاري الكواليري المشهور بالشيخ محمد غوث كان من كبار المشايخ الشطارية، ولد ونشأ بمدينة كواليار، وتلقى العلم عن صنوه فريد الدين أحمد العطاري وأخذ عنه علم الدعوة والتكسير، واشتغل ببادية جناركده وسكن بمغاراتها اثنتي عشرة سنة يغتذي بها من أوراق الأشجار، وأخذ الطريقة الشطارية عن الحاج المعمر حميد بن ظهير الشطاري ولازمه مدة ثم تولى الشياخة، وقربه همايون شاه التيموري إليه وكان يأخذ عن علم الدعوة، فلما خرج همايون شاه إلى إيران وولي المملكة شير شاه السوري أحس محمد غوث منه شراً فخرج إلى كجرات، وافتتن به الناس وأنكر عليه العلماء في بعض ما صدر منه من ادعاء المعراج لنفسه، وأخرج من بلد إلى بلد حتى قام بنصرته العلامة وجيه الدين العلوي الكجراتي، فسكن الضوضاء وحصل له القبول العظيم في كجرات فأقام بها سنين، ولما رجع همايون شاه من إيران سنة إحدى وستين وتسعمائة رجع إلى كواليار سنة ثلاث وستين وتسعمائة وتوفي همايون شاه قبل وصوله إلى بلاده، فمكث ببلدته زماناً، ثم دخل آكره فأكرمه أكبر شاه، ولكن العلماء أنكروا عليه وخاصمه الشيخ عبد الصمد بن الجلال الدهلوي الذي كان صداً في ذلك الزمان، فلم يحصل له ما يؤمله من أكبر شاه، فرجع إلى كواليار وقنع بأقطاعه من الأرض، وكانت محاصلها تسعمائة ألف من النقود الفضية، وكان عنده أربعون فيلا، ومن الخدم والحشم ما لا يحصى بحد وعد. وكان شيخاً جليلاً وقوراً عظيم الهيبة ذا سخاء وإيثار وتواضع للناس، يسلم عليهم ويقوم لهم وينحني كل الانحناء وقت التسليم سواء كان مسلماً أو وثنياً، وكذلك يرد التحية عليهم، ولذلك كان العلماء ينكرون عليه، وكان لا يعبر عن نفسه بأنا وقت التكلم بل يقول: الفقير يقول كذا ويفعل كذا، ذكره البدايوني. وله مصنفات عديدة، أشهرها الجواهر الخمسة صنفه في بادية جناركده سنة تسع وعشرين وتسعمائة وله اثنتان وعشرون سنة، ثم رتبه بترتيب جديد أحسن من الأول سنة ست وخمسين وتسعمائة، ومن مصنفاته كليد مخازن رسالة عجيبة في المبدء والمعاد، ومنها الضمائر والبصائر في موضوع علم التصوف ومباديه ومقاصده، ومنها بحر الحياة رسالة في أشغال الجوكية والسناسية طائفتين من رهبان الهنود، ومنها المعراجية رسالة ادعى فيها المعراج لنفسه، ومنها كنز الوحدة في أسرار التوحيد. ومن فوائده في أسرار التوحيد أن الإيمان عند أهل الذوق على خمسة أقسام: الأول التكليفي وهو الأعم من الكل ويشتمل على كل فرد من نوع الإنسان مؤمناً كان أو كافراً، والثاني التقليدي وهو عام يعم كل مؤمن مقلداً كان أو محققاً، والثالث الاستدلالي خاص يختص به العلماء من المؤمنين، والرابع الحقيقي أخص منه ويتصف به الأولياء منهم، والخامس العيني الذاتي وصاحبه مخصوص بالولاية المحمدية وجالس على سرير الخلافة وناظر بعين البصيرة إلى الأحدية المطلقة وبعين الباصرة إلى الكثرة بملاحظة الوحدانية المختصة، انتهى. توفي يوم الإثنين لثلاث عشرة بقين من رمضان سنة سبعين وتسعمائة بمدينة آكره فنقلوا جسده إلى كواليار. الشيخ محمد بن خواجكي السدهوري الشيخ الصالح محمد بن خواجكي بن علي بن خير الدين الأنصاري السدهوري، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بسدهور، وقرأ العلم على أبيه ولازمه زماناً وأخذ عنه الطريقة، ثم لازم الشيخ خاصة ابن خضر الصالحي الأميتهوي وأخذ عنه، وكان من العلماء الصالحين. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 408 الجمال محمد بن زين العرفي الفاضل جمال الدين محمد بن زين الدين بن جمال الدين الشيعي الشيرازي الشاعر المشهور بالعرفي، ولد ونشأ بشيراز، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، وأقبل على الشعر إقبالاً كلياً حتى برع فيه، وقدم الهند فتقرب إلى أبي الفيض بن المبارك الناكوري وصاحبه مدة ونال الخير منه، ثم تقرب إلى الحكيم أبي الفتح الكيلاني ومدحه ببدائع القصائد، فشفع له الحكيم إلى عبد الرحيم ابن بيرم خان وقربه إليه، فأنشأ في مدائحه القصائد ونال الصلات الجزيلة منه، وأنشأ في مديح أكبر شاه وولده ولم يحصل له ما يؤلمه، لأن أبا الفضل ابن المبارك كان حائلاً دونه ودون آماله. له رسالة نفسية فيما يتعلق بالنفس الناطقة، وله مزدوجة على منوال مخزون الأسرار للشيخ نظامي الكنجوي، ومزدوجة على نهج شيرين خسرو الكنجوي المذكور، وله ديوان شعر، ومن شعره قوله: كر كام دل بكريه ميسر شود ز دوست صد سال ميتوان بتمنا كريستن توفي سنة تسع وتسعين وتسعمائة بمدينة لاهور فنقلوا عظامه إلى النجف، وله ست وثلاثون سنة. الشيخ محمد شاه مير الحلبي السيد الشريف محمد بن شاه مير بن علي بن مسعود بن أحمد بن صفي الدين ابن عبد الوهاب بن الشيخ محي الدين عبد القادر الجيلاني الحلبي أحد المشايخ الجيلية، ولد ونشأ بمدينة حلب، وسافر إلى العرب والإيران وبلاد الترك وخراسان وأرض الهند، وتشرف بالحج والزيارة غير مرة، وأقام ببلدة لاهور مدة، وأقام بناكور مدة أخرى وبنى بها مسجداً، ثم سافر إلى البلاد ودخل بلدة حلب، ولبث بها حتى مات والده، فرجع إلى الهند وسكن بمدينة أج سنة سبع وثمانين وثمانمائة وتولى الشياخة به ستاً وثلاثين سنة تقريباً، مات سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، كما في أخبار الأخيار. الشيخ محمد بن شمس الكجراتي الشيخ الصالح محمد بن شمس الدين الشطاري الجانبانيري الكجراتي الشيخ صدر الدين الذاكر البرودوي أحد المشايخ الشطارية، ولد ونشأ بجانبانير، وأدرك وهو في الخامس والعشرين من سنه، فلازمه وسافر معه إلى كواليار وأخذ عنه الطريقة، واشتغل عليه بأعمال الجواهر الخمسة كلها، فلما بلغ رتبة المشايخ استخلفه محمد غوث ورخصه إلى كجرات. أخذ عنه أمان الله بن كمال الدين الكالبوي وعثمان بن لادن القرشي والشيخ مكنة المجرد والشيخ جمال بن بهكاري - كلهم من أهل مندو - والشيخ محمود ابن الجلال وصنوه أحمد بن الجلال وخلق كثير من أهل كجرات. وكان صاحب وجد وحالة، انتقل من جانبانير بعد خرابها إلى بروده، ومات بها سنة تسع وثمانين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ محمد بن طاهر الفتني الشيخ الإمام العالم الكبير المحدث اللغوي العلامة مجد الدين محمد بن طاهر ابن علي الحنفي الفتني الكجراتي صاحب مجمع بحار الأنوار في غريب الحديث الذي سارت بمصنفاته الرفاق واعترف بفضله علماء الآفاق. ولد سنة ثلاث عشرة وتسعمائة بفتن من بلاد كجرات ونشأ بها، وحفظ القرآن وهو لم يبلغ الحنث، واشتغل بالعلم على أستاذ الزمان ملا مهته والشيخ الناكوري والشيخ برهان الدين السمهودي ومولانا يد الله السوهي وعلى غيرهم من العلماء، ومكث كذلك نحو خمس عشرة سنة حتى برع في فنون عديدة وفاق أقرانه في كثير منها، ورحل إلى الحرمين الشريفين سنة أربع وأربعين وتسعمائة فحج وزار وأقام بها مدة، وأخذ عن الشيخ أبي الحسن البكري والشهاب أحمد بن حجر المكي والشيخ علي بن عراق والشيخ جار الله بن فهد والشيخ عبيد الله السرهندي والسيد عبد الله العيدروس الجزء: 4 ¦ الصفحة: 409 والشيخ برخور دار السندي، ولازم الشيخ علي بن حسام الدين المتقي وأخذ عنه وذكره في مبدء كتابه مجمع البحار ورجع إلى الهند وقصر همته عن التدريس والتصنيف، وكان طريقه الإشتغال بعمل المداد إعانة لكتبة العلم بها. قال الحضرمي في النور السافر: إنه كان على قدم من الصلاح والورع والتبحر في العلم، قال: وبرع في فنون عديدة وفاق الأقران حتى لم يعلم أن أحداً من علماء كجرات بلغ مبلغه في فن الحديث، كذا قاله بعض مشايخنا، قال: وورث عن أبيه مالاً جزيلاً فأنفقه على طلبة العلم الشريف، وكان يرسل إلى معلم الصبيان ويقول: أي صبي حسن ذكاؤه وجيد فهمه أرسله إلي، فيرسل إليه فيقول له: كيف حالك؟ فإن كان غنياً يقول له: تعلم، وإن كان فقيراً يقول له: تعلم ولا تهتم من جهة معاشك، أنا أتعهد أمرك وجميع عيالك على قدر كفايتهم، فكن فارغ البال واجتهد في تحصيل العلم، فكان يفعل ذلك بجميع من يأتيه من الضعفاء والفقراء ويعطيهم قدر ما وظفه، حتى صار منهم جماعة كثيرة علماء ذوي فنون كثيرة، فأنفق جميع ماله في ذلك، وحكى أنه في أيام تحصيله قاسي من الطلبة وغيرهم شدائد فنذر إن رزقه الله سبحانه علماً ليقومن بنشره ابتغاء لمرضاة الله سبحانه، فلما تم له ذلك فعل كذلك وقام به احتساباً لله، فانتفع بتدريسه عوالم لا تحصى، رحمه الله وأعاد علينا من بركاته، انتهى. وكان رحمه الله من البوهرة المتوطنين بكجرات الذين أسلم أسلافهم على يد الشيخ علي الحيدري المدفون بكنباية، ومضى لإسلامهم نحو سبعمائة سنة، وعامتهم يكسبون المعاش بالتجارة وأنواع الحرف، كما يدل عليه اسم البوهرة، وهي مشتقة من بيوهار - بكسر الموحدة وسكون التحتية بعدها هاء مفتوح والألف والراء المهملة - في لغة أهل الهند معناه التجارة، وهم في العقائد على مذهب الشيعة الإسماعيلية وبعضهم سنيون، أرشدهم إلى طريق أهل السنة جعفر بن أبي جعفر الكجراتي وكان إسماعيلياً هداه الله سبحانه فقام بنصر السنة جزاه الله عنا وعن سائر المسلمين! والشيخ محمد بن طاهر نفعنا الله ببركاته كان من أهل السنة والجماعة. ونقل القنوجي في إتحاف النبلاء عن بعض العلماء أنه كان صديقي النجار، واستدل عليه أن الشيخ عبد القادر بن أبي بكر التوفي سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف كان مفتياً بمكة المشرفة وكان من أحفاد الشيخ محمد بن طاهر صاحب الترجمة، وكان حامل راية العلم، له مصنفات جليلة، منها فتاواه في أربع مجلدات، وكان الشيخ عبد الله بن طرفة الأنصاري الشافعي المكي أستاذه مدح تلميذه بقصيدة غراء فيها ما يدل أنه كان صديقياً: قد كان جد أبيك بل ضريحه من أوحد العلماء والفضلاء أعني محمد طاهر من منجر ال صديق حققه بغير مراء والحق الحقيق الذي بالقبول يليق أن الشيخ محمد بن طاهر نفعنا الله ببركاته كان هندي النجار، صرح بذلك في مبدء كتابه تذكرة الموضوعات. وكان رحمه الله عزم على دفع المهدوية وعهد أن لا يلوث على رأسه العمامة حتى تموت تلك البدعة التي عمت بلاد كجرات وكادت أن تستولي على جميع جهاتها، فلما فتح أكبر شاه التيموري بلاد كجرات سنة ثمانين وتسعمائة واجتمع بالشيخ محمد بن طاهر عممه بيده وقال له: على ذمتي نصرة الدين وكسر الفرقة المبتدعة وفق إرادتك، وولي على كجرات مرزا عزيز الدين أخاه من الرضاعة، فأعان الشيخ وأزال رسوم البدعة ما أمكن، فلما عزل مرزا عزيز وولي مكانه عبد الرحيم بن بيرم خان اعتضد به المهدوية وخرجوا من الزوايا، فنزع الشيخ عمامته وسافر إلى آكره، وتبعه جمع من المهدوية سراً وهجموا عليه في ناحية أجين فقتلوه. وله مصنفات جليلة ممتعة أشهرها وأحسنها كتابه مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار في مجلدين كبيرين، جمع فيه كل غريب الحديث وما ألف فيه، فجاء كالشرح للصحاح الستة، وهو كتاب متفق على قبوله بين أهل العلم منذ ظهر في الوجود، وله منة عظيمة بذلك العمل على أهل العلم، ومنها تذكرة الموضوعات في مجلد كبير، ومنها الجزء: 4 ¦ الصفحة: 410 المغني في أسماء الرجال. توف سنة ست وثمانين وتسعمائة ببلدة أجين، فنقلوا جسده إلى فتن ودفنوه بمقبرة أسلافه. محمد بن عادل البرهانبوري الملك الفاضل محمد بن عادل بن نصير الفاروقي البرهانبوري ميران محمد شاه ملك برهانبور قام بالملك بعد والده سنة ست وعشرين وتسعمائة، وافتتح أمره بالعقل والسكون، وكان سبط السلطان مظفر شاه الحليم الكجراتي، ولذلك اختص بخاله بهادر شاه أيام سلطنته بكجرات، وكان بهادر شاه يجلسه معه على السرير، وفي حادثة عماد الملك الكاويلي رفع شأنه بالمظلة وخاطبه بالسلطة محمد شاه وهو أول أهله سلطاناً، وبعد بهادر شاه أجمع ملوك كجرات على سلطنته وكان بمدينة برهانبور، فطلبوه إليها وبعثوا إليها التاج المكلل والمظلة، فمات في الطريق بالقرب من جده، فرجعوا به إلى ملكه ودفنوه بجانب أبيه في القبة، وذلك في أوائل سنة أربع وأربعين وتسعمائة. وما في تاريخ فرشته أنه مات سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة فهو بعيد عن الصواب، لأنك تعلم أن بهادر شاه قتل في رمضان سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة فليحفظ. الشيخ محمد بن عاشق الجرياكوثي الشيخ الفاضل محمد بن عاشق محيي الدين العباسي الجرياكوثي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بجرياكوث وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم تصدر للتدريس، وأسس مدرسة عظيمة بجرياكوث، له مصنفات، منها التفسير المحمدي والجواهر العربية في الفنون الأدبية وله حاشية التلويح في الأصول، والكوكب الدري في المواريث. توفي سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة، ذكره أحمد المكرم الجرياكوثي في تاريخه. الشيخ محمد بن عبد الرحيم العمودي الشيخ العلامة جمال الدين محمد بن عبد الرحيم بن محمد العمودي المتوفي بأحمد آباد، ذكره الشيخ عبد القادر الحضرمي في النور السافر قال: إن جده محمد أخو الشيخ العلامة أحمد العمودي وهما ابن الشيخ الكبير العلامة الشهير الفقيه عثمان بن محمد العمودي نفع الله بهم الحضرمي، وكان حسن الأخلاق كريم النفس كثير التواضع محبباً إلى الناس ذا وجاهة عظيمة وقبول عند الخاص والعام. وكانت وفاته في ليلة السبت ثاني عشر من رجب سنة أربع وثمانين وتسعمائة بأحمد آباد فدفن بها. الشيخ محمد بن عبد العزيز المليباري الشيخ الفاضل محمد بن عبد العزيز الكليكوتي المليباري أحد العلماء المشهورين في بلاده، له الفتح المبين للسامري الذي يحث المسلمين أرجوزة في نحو خمسمائة بيت عن واقعة زاموري بين البرتكاليين والهنود سنة ثلاث وتسعمائة، منه نسخة في المكتبة الهندية بلندن، كما في تاريخ آداب اللغة العربية. الشيخ محمد بن عبد القدوس الكنكوهي الشيخ العالم الكبير محمد عبد القدوس بن إسماعيل بن صفي بن نصير الحنفي الردولوي الشيخ ركن الدين محمد الكنكوهي، كان من المشايخ المشهورين في الطريقة الجشتية، قرأ العلم على الشيخ فتح الله بن نصير الدين الدهلوي والسيد أحمد الحسيني الملتاني والشيخ إبراهيم بن المعين الحسيني الإيرجي، ولازم أباه وأخذ عنه الطريقة الجشتية وغيرها من الطرق المشهورة، فإن أباه كان جامع السلاسل، وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ إبراهيم المذكور، وتولى الشياخة بعد والده بمدينة كنكوه، أخذ عنه الشيخ عبد الأحد بن زين العابدين العمري السرهندي وخلق كثير. وله مصنفات، منها مرج البحرين واللطائف القدوسية والمكتوبات مات سنة اثنتين وسبعين، وقيل: ثلاث وثمانين، وتسعمائة بمدينة كنكوه، وقبره مشهور. الشيخ محمد بن عبد الملك الخالدي الشيخ المجود الفقيه محمد بن عبد الملك الخالدي الجزء: 4 ¦ الصفحة: 411 أحد القراء المشهورين في عصره، قرأ الكتب الدرسية على والده، وأخذ عنه القراءة والتجويد واجتهد فيها، ثم تلقى الذكر عنه واستفاض من روحانية الشيخ عبد القادر الجيلاني، ثم صرف عمره في الدرس والإفادة مع حفظ الأنفاس والتوكل والعفاف والقناعة باليسير، ولم يمد يده إلى أحد من الملوك والأمراء قط. مات في رابع عشر من رجب سنة أربع وثمانين وتسعمائة ببلدة آكره، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الشيخ محمد بن عبد الوهاب الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين الحسيني البخاري الدهلوي أحد العلماء المشهورين في الهند، أخذ عن والده وعن الشيخ عبد الله القرشي الملتاني، وأخذ عنه الشيخ عبد العزيز بن الحسن العباسي الدهلوي وخلق كثير من العلماء، وكان كثير الدرس والإفادة كريم النفس حسن الأخلاق كثير التواضع شديد التعبد والتأله والخشية لله سبحانه. مات يوم الأحد لثلاث بقين من شعبان سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة بدهلي، وأرخ لعام وفاته بعض الناس شيخ هادي بود ذكره السهارنبوري. الشيخ محمد بن علي الحشيري الشيخ الكبير جمال الدين محمد بن علي الحشيري الكجراتي أحد المشايخ المشهورين، ذكره الشيخ عبد القادر في النور السافر قال: إنه رزق القبول في حركاته وسكناته، وحصلت له شهرة عظيمة، ورويت عنه كرامات، ولا يقدح في جلالته ذم بعض العلماء له ونقصهم إياه بحسب ما ظهر لهم من أموره من غير نظر إلى خصوصيته، فقد قيل: المعاصر لا يناصر، ولا زالت الأكابر على هذا، وفيما يقع التحريفات والشطحيات له أسوة بغيره من الصوفية، كما أن للمنكرين أسوة بغيرهم، وحمل ما يصدر منه من الأحوال الغريبة على أحسن المحامل أولى، وحسن الظن أحسن، وبنو حشير أهل صلاح وولاية، ونسبهم في بني ذهل بن عامر بطن من عك بن عدنان - وهو بفتح الهاء وتشديد اللام - كذا ضبطه الجندي، وأما خرقتهم فهي تعود إلى الولي الكبير والعلم الشهير قطب الزمن وبهجة اليمن شمس الشموس أبي الغيث بن جميل اليمني، قال: وكانت وفاته ليلة الأحد سابع عشر ربيع الثاني سنة ألف. الشيخ محمد بن علي السمرقندي الشيخ الفاضل محمد بن علي بن محمد المسكيني القاضي السمرقندي المشهور بالفاضل، قدم الهند في عهد همايون شاه التيموري، وصنف له جواهر العلوم في مائة كراريس على نهج نفائس الفنون للعاملي، أوله فاضل ترين منظومات جواهر العلوم، إلخ. الشيخ محمد بن عمر بحرق الحضرمي الشيخ العلامة المحدث جمال الدين محمد بن عمر بن مبارك بن عبد الله بن علي الحميري الحضرمي الشافعي الشهير ببحرق، كان من العلماء المحققين والفضلاء المدققين، ذكره محمد بن عمر الآصفي في ظفر الواله قال: كان مولده في ليلة النصف من شعبان سنة تسع وستين وثمانمائة بحضرموت، ونشأ فيها وأخذ عن علمائها، وارتحل إلى زبيد وأخذ عن علمائها، الحديث عن زين الدين محمد ابن عبد اللطيف الشرجي، والأصول عن الفقيه جمال الدين محمد بن أبي بكر الصائغ، ولبس الخرقة عن السيد حسين الأهدل، وصحب فخر الدين قطب وقته شمس الشموس الشيخ أبا بكر بن العفيف العيدروس قدس الله سرهما ونفع بهما، وحج في سنة أربع وتسعين وثمانمائة فسمع من شمس الدين الحافظ السخاوي وسلك في التصوف، ومما يحكى عنه أنه قال: دخلت الأربعينة بزبيد فما أتممتها إلا وأنا أسمع أعضائي تذكر الله سبحانه كلها. وكان محسناً إلى الطلبة غاية في الكرم مؤثراً محباً لأهل الخير رجاعاً إلى الحق، وتولى القضاء بالشحر، وعزل نفسه ثم عزم إلى عدن وحصل له قبول وجاه عند أميرها مرجان العامري، وبعده عزم إلى الهند ووفد على سلطانها مظفر بن محمود بيكره، فعظمه وقام به وقدمه ووسع عليه والتفت إليه وأدناه منه وأخذ عنه، فاشتهر الجزء: 4 ¦ الصفحة: 412 بجاهه، وصنف له تبصرة الحضرة الشاهية الأحمدية بسيرة الحضرة النبوية الأحمدية وكتاب الحسام المسلول على مبغضي أصحاب الرسول وترتيب السلوك إلى ملك الملوك ومتعة الأسماع بأحكام السماع المختصر من كتاب الإمتاع، ومواهب القدوس في مناقب العيدروس واختصر شرح لامية العجم للصفدي وكان ممن أخذ عنه بحضرموت الفقيه محمد بن أحمد باجرفيل، ولازم بعدن عبد الله بن أحمد مخرمة، وله مقاطيع حسنة، منها: أنا في سلوة على كل حال إن أباني الحبيب أو أتاني أغنم الوصل إن دنا في أمان وإذا نأى أعش بالأماني قال: نقله فيما ذيله جار الله بن فهد عليه الرحمة، ومن قوله: يا من أجاد غداة أنشد مقولاً وأفاد من إحسانه وتفضلا إن كنت ممتحني بذاك فإنني لست الهيوبة حيثما قيل انزلا وإذا تبادرت الجياد بحلبة يوم النزال رأيت طرفي أولا قسماً بآيات البديع وما حوى من صنعتيه موشحاً ومسلسلا لو كنت مفتخراً بنظم قصيدة لبنيت في هام المجرة منزلا من كل قافية يروق سماعها ويعيد سحبان الفصاحة باقلا وترى لبيدكم بليداً قلبه حصراً وينقلب الفرزدق أخطلا وعلى جرير نجر مطرف تيهنا ومهلهلا نبديه نسج مهلهلا ولئن تنبى ابن الحسين فإنني سأكون في تلك الصناعة مرسلا أظننت أن الشعر يصعب صوغه عندي وقد أضحى لدي مذللا أبدي العجائب إن برزت مفاخراً أو مادحاً للقوم أو متغزلا لكنني رجل أصون بضاعتي عمن يساوم بخسها متبذلا وأرى من الجرم العظيم خريدة حسناء تهدى لللئيم وتنحلى ما كنت أحسب عقرباً تحتك بال أفعى ولا جذعاً يزاحم بزلا وأنا الغريب وأنت ذلك بيننا رحم يحق لمثلها أن توصلا وذكره السخاوي في الضوء اللامع قال: وصاهر صاحبنا حمزة الناشري على ابنته وأولدها، وتولع بالنظم ومدح عامر بن عبد الوهاب حين شرع ببناء مدارس بزبيد والنظر فيها، وكان من أولها أنشدنيه حين لقيه بمكة وأخذه علي وكان قدومه ليلة الصعود فحج حجة الإسلام وأقام قليلاً ثم رجع كان الله له: أبى الله إلا أن تحوز المفاخر فسماك من بين البرية عامراً عمرت رسوم الدين بعد دروسها فأحييت آثار الإله الدواثرا فأنت صلاح الدين لا شك هكذا شواهده تبدو عليك ظواهراً وذكره الحضرمي في النور السافر في ترجمة السلطان محمود بن محمد الكجراتي وذكر من مصنفاته غير ما ذكر الآصفي الأسرار النبوية في اختصار الأذكار النواوية وذخيرة الاخوان المختصر من كتاب الاستغناء بالقرآن والنبذة المنتخبة في كتاب الأوائل للعسكري، والمتعة المختصرة في الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة والحديقة الأنيقة بشرح العروة الوثيقة والحواشي المفيدة على أبيات اليافعي في العقيدة قال: وذكر في كتابه ترتيب السلوك أن له على أبيات الشيخ عبد الله بن سعد اليافعي ثلاثة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 413 شروح: بسيط ووسيط ووجيز، ومختصر المقاصد الحسنة ووصية البنات والبنين فيما يحتاج إليه من أمر الدين وشرحان على لامية العجم، وشرح على الملحة، ورسالة في الحساب، ورسالة في الفلك، وغير ذلك. وقد ذكر الحضرمي بعد كراماته لا نطيل بذكرها، وقال: حكى أنه مات بالسم، وسبب ذلك أنه حظي عند السلطان إلى الغاية، فحسده الوزراء على ذلك، فوقع ما أوجب له الشهادة وناهيك بها من سعادة، انتهى. توفي ليلة العشرين من شعبان سنة ثلاثين وتسعمائة بكجرات، كما في ظفر الواله. الشيخ محمد بن فخر الرهتاسي الشيخ الفاضل الكبير محمد بن فخر الدين الجونبوري ثم الرهتاسي أحد كبار العلماء، كان يدرس ويفيد، وله مصنفات عديدة، منها توضيح الحواشي شرح المصباح، ومنها شروح على حواشي القاضي شهاب الدين الدولة آبادي على كافية بن الحاجب وغيره. وقد ذكره الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي في رسائله ووصفه بعلامة العصر، وذكره خواجه محمد هاشم الكشمي في زبدة المقامات في ترجمة الشيخ عبد الأحد السرهندي وقال: إنه كان يدرس ويفيد وله مصنفات عديدة، أدركه الشيخ عبد الأحد في رهتاس وحضر في مجلسه وكان حينئذ يدر في شرح المصباح للقاضي شهاب الدين ويملى على أصحابه إيراداته على شرح المصباح للقاضي وكانت غير واردة على كلامه، فأراد الشيخ عبد الأحد أن يدفعها بوجه معقول ثم تأخر عنه، لأنه كان عزم عند خروجه للسياحة على أن لا يقع في المباحثة، فلما فرغ محمد بن فخر عن الدرس انكشف له الأمر فقال لمن حوله من الطلبة: إني كنت حملت كلام القاضي على ما يرد عليه كما شرحته لكم وليس الأمر كذلك، ثم كشف عن المحمل الصحيح لكلامه، فعجبت من إنصافه، ثم قال خواجه محمد هاشم: إني سمعت بعض العلماء يقول: إن مولانا محمداً دخل يوماً مع جم غفير من العلماء في حديقة كانت بظاهر البلدة فغاب عن أعينهم، وبحثوا عنه أياماً فما وجدوه، انتهى. الشيخ محمد بن المبارك الجونبوري الشيخ العالم الفقيه محمد بن المبارك الحنفي الجونبوري، أحد العلماء المتبحرين في الكلام والأصول والعربية، ذكره ركن الدين محمد الكنكوهي في اللطائف القدوسية قال: إنه كان عالماً صالحاً ديناً سليم الفطرة يرجع عن قوله في أثناء البحث حين تظهر له الحقيقة، قال: جرت المباحثة بينه وبين الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي ببلدة شاه آباد في مسألة من المسائل الكلامية، وهي أن القول لأحد بعينه إنه من أهل الجنة أو من أهل النار هل يجوز أم لا؟ فكان محمد بن المبارك يقول: إني لا أقول لأحد بعينه إنه من أهل الجنة أو من أهل النار فيما بيني وبين الله ولا فيما بيني وبين الناس، وكان يستدل عليه بأن الطهارة عن الكفر، يعني الإيمان، شرط لدخول الجنة لأهلها كما أن الطهارة للمصلى شرط لصحة الصلاة، فإذا لم يوجد الإيمان في أحد يقيناً أو شك في إيمانه هل يقال له بجواز دخول الجنة مع أنه لا يقال بجواز صلاة أحد مع الشك في طهارته، وكلاهما شرطان بمشروطيهما ولم يقل به أحد؟ فأجاب عن الشيخ عبد القدوس بأن القول بجواز الصلاة مبني على عدم الشك في الطهارة وكذلك القول بجواز دخول الجنة مبني على عدم الشك في الإيمان ولا يجوز الشك في إيمان أحد من أهل الإسلام يحكم باسلامه وإيمانه عند الناس ظاهراً فيحكم له بجواز دخول الجنة عند الناس ظاهراً، وأما عند الله فلا يحكم به، لأنه غير معلوم لنا ولا ضرر فيه، لأنه من أمور تتعلق بالغيب، فلا يجوز القطع فيه لأحد غير صاحب الشرع، وهذا نظير الاستثناء في الإيمان بأن قال: أنا مؤمن إن شاء الله، باعتبار أن الأمر مغيب بمكان الخوف بالله الجليل صاحب الكبرياء والعظمة ولا يرى الشك في إيمانه والعياذ بالله من ذلك! وإن أبا حنيفة لا يرى الإستثناء في الإيمان، فينبغي أن يقول: أنا مؤمن حقاً، باعتبار تحقق الإيمان في الحال، وباعتبار حسن الظن بالكريم الغفور الرحيم في المآل، ولا يقطع في عاقبة أمره، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 414 لأنها مبهمة، وأما الصلاة فليست كذلك فافترقا، ثم أجاب عنه ابن المبارك بأن الاعتقاد بين الخوف والرجاء شرط لصحة الإيمان والقول بالقطع في إيمان أحد في عاقبة أمره يفوت ذلك الشرط وبفوت الشرط يفوت المشروط، وهذا فاسد، لأن القطع عند الناس لا يرفع الخوف، إذ به يحصل العلم بالنجاة والفلاح، وإنما يحصل بقطع الإيمان عند الله وذلك غير مقطوع، ولأن القطع عند الناس لازم لصحة الإيمان، فإن الاعتقاد بين الخوف والرجاء شرط لصحة الإيمان، فبالقول بعدم القطع مطلقاً يفوت الرجاء فيفوت الشرط فيفوت المشروط، وأيضاً أن الصلاة مطلقاً مع حصول الطهارة في الظاهر يصح بغير شك بخلاف الإيمان، فإن له ظاهراً وباطناً، ظاهره مشروط بشرط يتعلق بالحس الظاهر، وليس لجواز دخول الجنة من حيث الظاهر شرط غير ذلك، وباطنه متعلق بالقلب، فالحكم بدخول الجنة عند الله يتعلق بذلك، فافترق الإيمان والصلاة، قال ركن الدين محمد: إن عمه عزيز الله بن إسماعيل الردولوي لما سمع ذلك البحث كتب أن الجنة والنار كلتاهما ثمرة الإسلام والكفر، فلما شاهدنا الإسلام أو الكفر من أحد وعلمنا بالحس أنه مات مسلماً أو كافراً بأن مات وهو يلفظ كلمة الإسلام أو الكفر ولم يظهر منه ضد ذلك حكمنا وشهدنا ظاهراً عند الناس أنه من أهل الجنة أو من أهل النار، وما ذكر في الكتب أن العاقبة مبهمة ولا نقول لأحد بعينه إنه من أهل الجنة أو من أهل النار فمعناه أنها مبهمة باعتبار إلهام علم الله وحكمته تعالى في الأزل بما سبق في حقه، ولا نقول لأحد إنه من أهل الجنة أو أهل النار قطعاً ويقيناً عند الله تعالى والله أعلم، انتهى. الشيخ محمد بن محمد الايجي الشيخ العلامة المحدث مجد الدين محمد بن محمد الايجي الكجراتي المسند العالي خداوند خان، كان من العلماء المشهورين بمعرفة الحديث، قدم كجرات في عهد محمود شاه الكبير، فعظمه وقام به ووسع عليه وأدناه منه، وجعله معلماً لولده المظفر، ولقبه برشيد الملك. ولما تولى المملكة مظفر شاه الحليم قدمه على كبار الأمراء وجعله وزيراً له ولقبه خداوند خان، وذلك في سنة سبع عشرة وتسعمائة، فاستقل بالوزارة أربع عشرة سنة، ثم لما تولى المملكة بهادر شاه بن مظفر شاه منحه النيابة المطلقة فقام بها خمس عشرة سنة، ثم لما خرج بهادر شاه إلى ديو وفتح همايون شاه التيموري بلاد كجرات استأسر خداوند خان، فلما جئ به إلى همايون شاه أهله للعناية والرعاية وأدناه منه واستأثر به وجعله من جلسائه، وجاء به إلى آكره فلبث عنده زماناً، ثم لما خرج همايون شاه إلى إيران وتولى المملكة شير شاه السورى رخصه إلى كجرات وذلك في عهد محمود شاه الصغير، فرجع إلى أحمد آباد ومات بها. وكان من كبار العلماء، له مشاركة جيدة في الحديث والرجال. شمس الدين محمد بن محمد الكجراتي الشيخ العلامة شمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن شاهو بن تكودر - بالفوقية - بن جام ننده القرشي السندي المفتي الحجة العلامة حميد الملك شمس الدين بن ركن الدين بن تاج الدين الكجراتي، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد بكجرات في ثاني عشر ربيع الأول سنة إحدى وستين وثمانمائة، واشتغل بالعلم على أساتذة عصره، ودرس وأفاد، أخذ عنه ولده عبد العزيز وخلق آخرون، توفي في أول صفر سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة بكجرات، ذكره الشيخ ابن حجر المكي في رسالة مفردة له، كما في ظفر الواله. الشيخ محمد بن محمد المالكي المصري الشيخ العلامة محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسن المالكي المصري الشيخ جلال الدين بن وجيه الدين المدفون بأحمد آباد ويعرف كسلفه بابن سويد. ذكره الشيخ عبد القادر بن النور السافر، قال: كان مولده في سادس عشر من شعبان سنة ست وخمسين وثمانمائة، وأمه أم ولد، ونشأ في كنف أبيه فحفظ القرآن وابن الحاجب الفرعي والأصلي وألفية الجزء: 4 ¦ الصفحة: 415 النحو وغيرها وعرض على خلق، واشتغل قليلاً عند أبيه، وورث شيئاً كثيراً فأتلفه في أسرع وقت، ثم أملق وذهب إلى الصعيد ثم إلى مكة، وقرأ هناك على الحافظ شمس الدين السخاوي الموطأ ومسند الشافعي وسنن الترمذي وابن ماجة، وسمع عليه شرحه للألفية وغير ذلك من تصانيفه ولازمه مدة، ذكره السخاوي في تاريخه، قال: وكان صاحب ذكاء وفضيلة في الجملة واستحضار وتشدق في الكلام، وكانت سيرته غير مرضية، وإنه توجه إلى اليمن ودخل زيلع ودرس وحدث، ثم توجه إلى كنباية وأقبل على صاحبها، قال الشيخ جار الله ابن فهد: وقد عظم صاحب الترجمة في بلاد الهند وتقرب من سلطانها محمود شاه ولقبه بملك المحدثين لما هو مشتمل عليه من معرفة الحديث والفصاحة، وهو أول من لقب بها، وعظم بذلك في بلاده، وانقادت إليه الأكابر في مراده، وصار منزله مأوى لمن طلبه، وصلاته واصلة لأهل الحرمين، واستمر لذلك مدة حياة السلطان المذكور، ولما تولى ولده السلطان مظفر شاه وأخرج بعض وظائفه عنه بسبب معاداة بعض الوزراء فتأخر عن خدمته إلى أن مات، ولم يخلف ذكراً بل تبنى ولداً على قاعدة الهند فورثه مع زوجته، ولم يحصل لابنته في القاهرة شيء من ميراثه لغيبتها، انتهى. ونقل الآصفي في ظفر الواله عن السخاوي أنه قال في الضوء اللامع: وجمعت له أربعين حديثاً عن عشرين شيخاً، سميته الفتح المبين الهاني لعلو سند ملك المحدثين القاضي جلال الدين الكناني، وقرظها لي جماعة من مشايخه ممن يطلب النفع منه له ولي نظماً ونثراً فأرسلتها له، فابتهج بها وحدث بما فيها وأحسن إلي بسببها، واستمر على جلالته إلى أن مات سلطانه محمود وتولى ولده مظفر شاه، فتوقف معه بواسطة وزيره محمد مجد الدين المسند العالي خداوند خان الايجي وخرج بعض وظائفه منه، قال: وكان له من محمود ولاية جزية سائر ملكه، فتأخر عن الخدمة إلى أن مات، انتهى. وكانت وفاته على ما صرح به الآصفي سنة تسع وعشرين وتسعمائة بأحمد آباد فدفن بها. العلامة محمد بن محمود الطارمي الشيخ الفاضل العلامة محمد بن محمود الطارمي الشيخ عماد الدين محمد الطارمي أحد الأفاضل المشهورين في الهند، ولد بطارم من قرى خراسان ونشأ بها وانتقل في الجهات واشتغل بالطلب على الأئمة أجلهم جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي الدواني صاحب المصنفات المشهورة، ثم وصل كجرات بكتبه وسكن بنهرواله مدرساً مفيضاً، تخرج عليه مولانا وجيه الدين العلوي الكجراتي والقاضي علاء الدين عيسى وخلق كثير من أهل الهند، وانتهت إليه الرياسة العلمية بكجرات. وكان والده محمود تاجراً، واصطنع خيمة لحقه فيها مبلغ من المال ولم يجد بالروم من يبتاعها منه، فوصل بها إلى كجرات وعرضها على السلطان محمود بيكره فاستكثر الثمن، فاتفق أنه دخل الجامع الكبير للصلاة وقد حضره الشيخ الكبير محمد بن عبد الله الحسيني البخاري، فلما قام لينصرف قبل محمود يده وسأله الدعاء لتبتاع خيمته التي كسد سوقها، فأشار بحمل الخيمة إلى منزله ونصبها هناك، ففعل فاشتراها منه بما كانت لا تبتاع به بمغالاته في الثمن، وصرفه لوعد إلى الغد، فاتفق من قال له: كيف تعامل بهذا المبلغ الكبير من لا يملكه؟ ومتى يجتمع من فتوح الغيب هذا المبلغ؟ ومتى ينجز وعدك؟ وحيث كان رجلاً غريباً لا يعرفه حق المعرفة، أثر فيه كلامه وعمل فيه الوهم، فرجع إليه وهو لا يدري ما يصنع، فلما قرب من المنزل رأى الخلق هجوماً على الخيمة ينتهبونها، وذلك لأن الشيخ المذكور لما دخلها رأى فيها شيئاً كثيراً من الزينة لأبناء الدنيا، خرج وأذن الناس في انتهابها، فتسابق القريب وتلاحق البعيد، فوقف محمود يعض على يده ندماً وتضاعف وهمه، فالتفت إليه الشيخ وأشار إلى بساط فرش له في مجلسه وقال له: خذ ما هو لك من تحته، فثناه من حيث أشار وأخذ مبلغه من غير نقص ولا زيادة، فقبل البساط واعتذر وسأله الدعاء، فإنه لا ولد له يخلفه، فبشره به فولد محمد صاحب الترجمة بطارم. مات في سنة إحدى وأربعين وتسعمائة في أيام بهادر شاه الكجراتي قبل حادثة نهرواله، ذكره الآصفي في ظفر الواله. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 416 الشيخ محمد بن محمود السندي الشيخ العالم الصالح محمد بن محمود بن طيب الواعظ قطب الدين السندي أحد العلماء العاملين، كان أصله من خراسان، انتقل إلى بلاد السند أيام الفترة وسكن بمدينة بهكر، وكان يذكر في كل أسبوع يوم الجمعة، وكان ورعاً تقياً صالحاً مرزوق القبول، مات سنة سبع وسبعين وتسعمائة، ذكره معصوم الصفائي الحسيني السندي في تاريخ السند. الشيخ محمد بن محمود التتوي الشيخ العالم الكبير محمد بن محمود بن أبي سعيد التتوي السندي كان من الفقهاء الحنفية. مات سنة سبعين وتسعمائة، ذكره النهاوندي في المآثر. الشيخ محمد بن معظم الكالبوي الشيخ العالم الصالح محمد بن معظم الحسيني الكالبوي أحد رجال العلم والطريقة، أخذ العلم عن القاضي محمد بن كدن والطريقة عن والده، وكان منور الشبيه حسن الأخلاق حلو المنطق، خطاطاً بارعاً في الثلث، أخذ عنه جمع كثير، مات سنة ثلاث وستين وتسعمائة بمدينة كالبي فدفن بها، كما في كلزار أبرار. السيد محمد بن منتخب الأمروهوي الشيخ العالم الكبير محمد بن منتخب بن كبير بن جاند بن منتخب الحسيني الأمروهوي المشهور بمير عدل، كان من نسل السيد شرف الدين الحسيني النقوي، ولد ونشأ ببلدة أمروهه، وسافر للعلم إلى سنبهل واشتغل على الشيخ حاتم ابن أبي حاتم السنبهلي ولازمه زماناً، وقرأ عليه الكتب الدرسية، وأخذ الحديث وغيره عن السيد جلال الدين البدايوني، ولازمه حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، فولاه أكبر شاه التيموري سلطان الهند إمارة دار العدل، فاستقل بتلك الخدمة الجليلة مدة طويلة. وكان ورعاً تقياً وقافاً عند حدود الله سبحانه وأوامره ونواهيه آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر متصلباً في الدين مهاباً جليل القدر شديد النكير على أهل الأهواء، لم يقدر أحد من الملاحدة أن يدس في دين الملك ما دام في حضوره حتى أن قاضي القضاة كان لا يستطيع أن يظهر خبثه ودغله في الأمور القضائية، قال البدايوني: إن الحاج إبراهيم السرهندي أفتى مرة في حضرة الملك بجواز لبس المزعفر والمعصفر واحتج بحديث، فغضب عليه السيد وشتمه ورفع عليه العصا، قال: وكان الملك يهابه ولذلك نقله إلى حكومة بهكر من بلاد السند سنة أربع وثمانين، فأقام على تلك الخدمة برهة من الزمان ثم مات بها، وكان ذلك في سنة ست وثمانين وتسعمائة. الشيخ محمد بن منكن الملانوي الشيخ الصالح المعمر محمد بن منكن بن داود بن شهاب الدين الرومي البكري الملانوي المشهور بالشيخ مصباح العاشقين كان من كبار المشايخ الجشتية، ولد بمدينة باني بت في تاسع عشر من محرم سنة عشر وثمانمائة، واشتغل بالعلم على ملا محمد سعيد، وقرأ عليه الرسائل الفارسية ورسائل النحو والصرف ومختصرات الفقه بالعربية، ثم سافر إلى لاهور ثم إلى الملتان وسكن بزواية الشيخ بهاء الدين أبي محمد زكريا الملتاني، وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا حسين الملتاني، وأخذ الحديث عنه، ثم سافر إلى الحجاز فحج وأخذ الحديث عن مشايخ مكة المباركة، ثم ذهب إلى مدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأقام بها سنة وسبعة أشهر، ثم رجع إلى الهند وتزوج ببلدته باني بت، وبعد أيام قليلة سافر إلى شرق الهند، وأدرك بلكهنؤ الشيخ محمد أعظم الحسيني الكرماني وصاحبيه الشيخ محمد مينا والشيخ سعد الدين، ثم ذهب إلى مدينة أوده التي يسمونها اليوم أجودهيا، فلقى بها الشيخ أحمد الصوفي الرواتي فبايعه ولازمه سبع سنين، واشتغل بالأربعينات حتى حصل له الجذب والسلوك، فدله الشيخ أحمد إلى الشيخ جلال الدين الجشتي البندوي ووجه إلى بنكاله، فلما وصل إلى بنارس شغف حباً بإحدى بنات الوثنيين وأقام بها مدة، فلما علم الشيخ أحمد المذكور ذلك كتب إليه وحثه على بذل الجهد في نيل المرام، فسافر إلى بندوه ولازم الشيخ جلال الدين الجشتي وصحبه واشتغل عليه مدة طويلة، فلما بلغ رتبة المشيخة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 417 استخلفه الشيخ ولقبه مصباح العاشقين وأمره بالتزوج، فتزوج ورزق أولاداً من هذه أيضاً، ولما استشهد الشيخ جلال الدين انتقل من بنكاله ودخل جونبور ثم قدم لكهنؤ ثم سافر إلى قنوج، فلما وصل إلى ملاوه - بفتح الميم وتشديد اللام - على عشرين ميلاً من قنوج استطاب ذلك المقام وألقى بها عصا التسيار، وذلك في سنة سبع وثمانين وثمانمائة، وعكف على الإفادة والعبادة، وسافر إلى دهلي مرة ليحضر الحفلة السنوية التي تعقد على قبر الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي، فاستقبله إبراهيم بن سكندر شاه اللودي بأمر أبيه، ثم لقيه سكندر شاه بنفسه ثاني يوم وروده بدهلي وضيفه، وبايعه جماعة من أعيان دهلي وأخذوا عنه. وكان كثير الاشتغال بالذكر والفكر شديد التعبد، رزقه الله عمراً طويلاً حتى جاوز مائة سنة، وفي ذلك العمر دخل الأربعينة واجتزأ بتمرة أو تمرتين عند الإفطار، ولم يخرج من الأربعينة ستة أشهر حتى سقطت قواه وسكنت أعضاؤه، فكان لا يستطيع أن يتحرك ولا يمكنه أن يتكلم وكان لا يجيب إلا برمز العين، فلما خرج بعد ستة أشهر ذاق من مرقة اللحم جرعة أو جرعتين ثم وثم حتى عادت قوته شيئاً فشيئاً، فرأى صاحبته رفعت عمارة قبره فقال لأصحابه: إنها أستت حانوتاً لولدها الجلال، قال: ولظل السماء يكفيني، ثم بعد أيام قلائل عرضت له الحمى واشتدت حتى توفي إلى رحمة الله سبحانه، وكان ذلك في أول ليلة من رجب سنة سبع وثلاثين وتسعمائة، ذكره الجندواروي في كتابه مصباح العاشقين. الشيخ محمد بن هبة الله الشيرازي الشيخ الفاضل محمد بن هبة الله بن عطاء الله الحسيني الشيرازي السيد كمال الدين الكجراتي كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قدم والده من شيراز في أيام السلطان محمود شاه الكبير فسكن بها سنة ثمان وتسعين وثمانمائة، وولده محمد قرأ العلم على والده ولازمه مدة طويلة حتى صار فريد عصره في كثير من الفنون ودرس وأفاد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وكانت وفاته لخمس بقين من ربيع الثاني بأساول، ولم أقف على سنة وفاته. شمس الدين محمد بن يار محمد الغزنوي الأمير الكبير محمد بن يار محمد الحسيني الغزنوي نواب شمس الدين محمد انكه خان الدهلوي الخان الأعظم كان من كبار الأمراء في الدولة التيمورية، ولد ونشأ بغزنة، وتقرب إلى مرزا كامران بن بابر شاه التيموري وخدمه زماناً، ولما انهزم همايون شاه عن شير شاه السورى بمدينة قنوج سنة سبع وأربعين وتسعمائة وزحف الناس ودخلوا في ماء جمن وغرق جمع كثير منهم أدخل همايون شاه أيضاً فيله في الماء وعبر النهر ولكنه كان لا يقدر أن يصل إلى الساحل لعلوه وكان كالطود الشامخ، وبينما هو يهيم في عرصات الفكر إذ أخذ رجل بيده وأوصله الساحل، ففرح همايون شاه فرحاً شديداً وسأل عن الرجل، فظهر له أنه شمس الدين محمد الغزنوي، فوعده وعداً حسناً وسار إلى بنجاب، فلما ولد له ابنه أكبر شاه استرضع له زوجة شمس الدين وتركه في حضانتها ثم سار إلى إيران، ولما رجع وقام بالملك مرة ثانية أقطعه بعض العمالات من بنجاب، ولما قام بالملك ولده أكبر شاه ونفى بيرم خان الأمير المشهور من بلاده أعطاه العلم والنقارة وغيرها وولاه على بنجاب ولقبه بالخان الأعظم. وكان رجلاً فاضلاً تقياً صالح العقيدة متين الديانة كثير التعبد عظيم الورع كبير المنزلة عند أكبر شاه، ولذلك صار محسوداً بين الأمراء، فقتله أدهم بن ماهم انكه، فقتل قصاصاً عنه، وكان ذلك في سنة ستين وتسعمائة، وأرخوه لعام وفاته خان شهيد، ذكره عبد الرزاق في مآثر الأمراء. السيد محمد بن يوسف الجونبوري الشيخ الكبير محمد بن يوسف الحسيني الجونبوري المتمهدي المشهور بالهند، ولد سنة سبع وأربعين وثمانمائة بمدينة جونبور، وحفظ القرآن واشتغل بالعلم على الشيخ دانيال بن الحسن العمري البلخي وبرز في الفضائل وله خمس عشرة سنة، وكان ذا جرأة ونجدة في البحث والتدقيق ولذلك لقبوه بأسد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 418 العلماء، اشتغل بالدرس والإفادة مدة، وأخذ الطريقة عن شيخه دانيال، واجتهد في الرياضة والمجاهدة مدة من الزمان، ثم ترك الأهل والوطن وسافر مع عياله وأصحابه إلى أودية الجبال، وجاب الأغوار والأنجاد مدة مديدة، وادعى في أثناء السفر أنه مهدي، ثم آنس وقدم جنديري - وكانت مدينة كبيرة من بلاد مالوه - واشتغل بالوعظ والخطابة، فمال إليه الناس وصار محسوداً بين المشايخ، فحرضوا الولاة على نفيه من تلك البلدة فدخل مندو دار ملك مالوه ومال إليه غياث الدين شاه الخلجي، وبايعه الشيخ إله داد، فعظمت بذلك رتبته، ثم رحل إلى بلدة جانبانير من بلاد كجرات، وشدد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الناس إلى الزهد والتجريد والاستقامة على الشريعة الغراء، فعزم محمود شاه الكبير أن يحضر مجلسه، فلما رأى العلماء ميله إليه منعوه عن ذلك القصد وأنكروا عليه، فسافر إلى أحمد نكر من طريق برهانبور ودولة آباد، فأكرمه نظام شاه أمير تلك الناحية، ثم ذهب إلى أحمد آباد بيدر التي سماها عالمكير محمد آباد، فبايعه الشيخ ممن - بتشديد الميم - وملا ضياء والقاضي علاء الدين وغيرهم من أعيان تلك البلدة، ثم دخل كلبركه وسافر إلى الحرمين الشريفين، وادعى بمكة المباركة مرة ثانية أنه مهدي وقال: من تبعني فهو مؤمن، فكان أول من آمن به الشيخ نظام والقاضي علاء الدين، وكان ذلك سنة إحدى وتسعمائة، ثم رجع إلى الهند وأقام بأحمد آباد كجرات، واشتغل بالتذكير حتى بايعه خلق لا يحصون بحد وعد، وادعى هناك مرة ثالثة على رؤس الأشهاد أنه مهدي، وذلك في سنة ثلاث وتسعمائة، فاتفق العلماء على نفيه من البلد، فنفاه محمود شاه الكبير الكجراتي من أحمد آباد، فرحل إلى قرية سوله سانيج ثم إلى بلدة فتن ثم إلى قرية بدلي على ثلاثة أميال من فتن وادعى فيها مرة رابعة أنه مهدي، من أنكره فقد كفر، فتعقبه العلماء وباحثوه ونفوه من ذلك المقام أيضاً، فرحل إلى بلاد السند ودخل الناس في دينه أفواجاً، فأمر بقتله صاحب السند فشفع له ندماؤه، وأمر باخراجه من أرض السند، فرحل إلى خراسان ومعه ثمانمائة رجل من أصحابه، فلما وصل إلى قندهار أمر واليها مرزا شاه بيك أن يحضر في الجامع الكبير بمحضر من العلماء، فأحضروه فذكر وبكى وأبكى الناس، ومال إليه مرزا شاه بيك فخلى سبيله، فرحل إلى بلدة فراه وحضر لديه الأمير ذو النون فحال بينه وبين السفر، وبعث إلى السلطان حسين مرزا ملك خراسان يسأله في أمره وانتظر جوابه، واستمر على ذلك تسعة أشهر، وتوفي بها السيد محمد صاحب الترجمة قبل أن يصل جواب السلطان، فانتشر أصحابه في الآفاق واجتهدوا في الدعوة إلى طريقته ودخل الناس فيها، وبقيت بقيتهم إلى يومنا هذا في بلاد دكن وكجرات. واختلف الناس في شأنه فقال بعضهم: إنه كان صاحب المقامات العالية ذا كشوف وكرامات، وقال بعضهم: إنه كان كذلك ولكنه أخطأ في دعواه لوقوع الخطأ في كشفه، وقال بعضهم: إنه كان مبتدعاً لمذهب جديد، وقال البدايوني في تاريخه: إنه كان صاحب مقامات عالية ذا صدق وإخلاص في الطريقة رفيع المنزلة في الفقر، اخترع أصحابه طريقاً جديداً، وقال عبد الرحمن الدنيتهوي في مرآة الأسرار: إنه كان عارفاً أخطأ في كشفه، وقال ابن المبارك: إنه ادعى المهدية في غلبة الحال، وصدر منه الخوارق الكثيرة، فهجم عليه الناس وصدقوه في ادعائه، وقال اللاهوري في خزينة الأصفياء: إنه قال: أنا مهدي، في غلبة الحال والسكر، كما قال بعضهم: أنا الله، وسبحاني ما أعظم شأني، وأمثال ذلك من الأقوال، ولكنه تاب عن ذلك القول في حالة الصحو والإفاقة كغيره من الصوفية، وأما أصحابه الجهلة فإنهم لم يعتبروا إقالته فأصروا على أنه مهدي موعود، وضلوا عن الطريق وأضلوا كثيراً من الناس، واخترعوا مذهباً جديداً، وانتسبوا إلى الفرقة المهدوية. وقال أبو رجاء محمد الشاهجهانبوري في الهدية المهدوية: إن الجونبوري لم يمنع أصحابه عن ذلك، وبدل اسم أبيه بعبد الله واسم أمه بآمنة، وأشاعها في الناس، وصنف كتباً في أصول ذلك المذهب، ثم نقل أبو رجاء أصول ذلك المذهب في كتابه، واقتبس تلك الأصول عن كتبهم، منها أنه مهدي موعود، وأنه أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، بل أنه أفضل من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى على نبينا وعليهم السلام، ومنها أنه كان مساوياً لسيدنا الجزء: 4 ¦ الصفحة: 419 محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنزلة وإن كان تابعاً له في الدين، ومنها أن ما خالف من الكتاب والسنة قوله وفعله فهو غير صحيح، ومنها أن تأويل كلامه حرام وإن كان مخالفاً للعقل، ومنها أن الجونبوري وسيدنا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلاهما مسلمان كاملان وسائر الأنبياء ناقصو الإسلام، ومنها أن الإنسان إن لم يشاهد الأنوار الإلهية بالعين أو بالقلب في اليقظة أو في المنام فليس بمؤمن، ومنها أن الواجب على كل مسلم أن يهجر وطنه ويختار صحبة الصادقين بعد الهجرة، ومنها أن الجونبوري شريك في بعض الصفات الإلهية بعد فوزه بمنصب الرسالة والنبوة، انتهى بقدر الحاجة. وإني وجدت في تاريخ بالن بور لكلاب بن عبد الله المهدوي أن للمهدوية أصولاً وفروعاً، فالأول منها التوبة بحسن القصد والإخلاص بحيث لا يشوبه رياء، والعمل الصالح الذي يقرب إلى الله سبحانه، ودوام الذكر على طريقة حفظ الأنفاس، وأما الفروع فهم على طريقة أهل السنة، ليست لهم طريقة خاصة يمتازون بها عن غيرهم، ويقولون: إن من يريد الدخول في هذه الطريقة بصدق الطلب له فرائض: الأول ترك الدنيا وعلائقها، والثاني العزلة عن الخلق، والثالث الهجرة من الوطن، والرابع صحبة الصديقين، والخامس دوام الذكر، انتهى. ولعلك علمت من هذا التوضيح أنهم لا يمتازون من أهل السنة والجماعة إلا في ادعاء المهدوية للجونبوري، وإطرائهم في مدحه، وغلوهم في الترك والتجريد، والله أعلم. وكانت وفاة الجونبوري في يوم الخميس سنة عشر وتسعمائة. الشيخ محمد بن يوسف البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه محمد بن يوسف بن كمال القرشي الماوندي الشيخ قطب الدين بن تاج الدين بن كمال الدين البرهانبوري المشهور بالشيخ بهكاري، كان من كبار المشايخ، قدم الهند جده كمال الدين وسكن رنتنهبور وتزوج، ورزق أولاداً منهم تاج الدين يوسف، ولد سنة خمس وثمانين وثمانمائة، وهو تزوج بمندو فولد له قطب الدين محمد صاحب الترجمة سنة اثنتين وتسعمائة، وهو الذي يعرف بالشيخ بهكاري، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ إبراهيم بن المعين الحسيني الايرجي، وأخذ عنه القاضي ضياء الدين العثماني النيوتني وخلق كثير من العلماء والمشايخ، وله مصنفات في الحقائق والمعارف، منها جواهر الأسرار. مات في ثاني عشر من ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة بمدينة برهانبور، كما في مجمع الأبرار. الشيخ محمد الأجي الشيخ العالم الفقيه محمد بن أبي محمد الأجي كان من العلماء المشهورين في زمانه المنسوب إلى آل جعفر، وهو الذي ذب عن السيد محمد يوسف الجونبوري حين كفروه في عهد الجام نظام الدين صاحب السند، وخرج من مدينة أج في أيام الفترة وسكن ببهكر ثم قدم تته، وولاه مرزا شاه حسين القضاء مكان القاضي شكر الله السندي، مات في أيام مرزا عيسى، وهو تولى المملكة في سنة اثنتين وستين وتسعمائة، كما في المآثر. ملك محمد الجائسي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحنفي الجائسي المشهور بملك محمد، كان من الشعراء المفلقين، في اللغة الهندية التي يسمونها بهاشا، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ مبارك بن الجلال الأشرفي الجائسي ولازمه ملازمة طويلة. له مصنفات عديدة منها بدماوت - بفتح الباء الهندية - ذكر فيه الأطوار التسعة والأنوار السبعة المصطلحة في الطريقة الأشرفية وعبر عنها بسات ديب نوكهند أي سبع أراض وتسعة أفلاك، ومنها اكهراوت وجيناوت وجتراوت، والثالثة منها في حيل النساء ومكائدهن، ومنها آخرى كلام في آثار القيامة، ومنها كهروا نامه وموراي نامه وكهرا نامه ومهرا نامه وغير ذلك من الأرجوزات زهاء أربعة عشر كتاباً - ذكره عبد القادر الجائسي في تاريخ جائس. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 420 مولانا محمد اللاهوري الشيخ العالم الكبير المحدث مولانا محمد المفتي اللاهوري المجمع على فضله ونبله كان مفتياً بلاهور، وكان كثير الدرس والإفادة، وكلها كان يختم صحيح البخاري ومشكاة المصابيح يدعو العلماء والمشايخ إلى مأدبة ويطعمهم الطعمة اللذيذة من الحلويات وغيرها ولما بلغ التسعين ترك التدريس لكبر سنه، ذكره البدايوني في تاريخه. مولانا مجد الدين محمد السرهندي الشيخ العالم الكبير مجد الدين محمد الحنفي السرهندي أحد الأفاضل المشهورين في كثرة الدرس والإفادة، أخذ عن الشيخ إله داد بن صالح السرهندي، وأخذ عنه الشيخ سليم بن بهاء الدين الجشتي وخلق كثير من العلماء. وقد أدركه الشيخ يعقوب بن الحسن الكشميري وذكره في كتابه مغازي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: إنه كان أعلم العلماء في عصره. وذكره محمد بن الحسن المندوي في كلزار أبرار، قال: إن بابر شاه التيموري لما فتح الهند سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة كان مجد الدين حيا، فلقيه بابر شاه بمدينة سرهند وأكرمه غاية الإكرام، انتهى ولم أقف على سنة وفاته. الفقيه محمد النائطي الشيخ العالم الفقيه محمد بن أبي محمد الشافعي النائطي المدفون بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولد ونشأ بالهند، وسافر إلى الحجاز وأخذ عن الشيخ علي ابن حسام الدين المتقي البرهانبوري، وكان يسكن بمكة المباركة ستة أشهر وبالطابة الطيبة ستة أشهر، أدركه الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي وذكره في زاد المتقين، مات ودفن بالمدينة. مولانا محمد النارنولي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحنفي النارنولي أحد العلماء المبرزين في التاريخ، أخذ الطريقة عن الشيخ أحمد بن مجد الشيباني في صباه، وقرأ العلم على الشيخ عبد المقتدر أحد أصحاب الشيخ أحمد، ذكره الشيخ عبد الحق الدهلوي في أخبار الأخيار. القاضي محمد اليزدي الشيخ الفاضل محمد بن أبيه الشيعي اليزدي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بيزد من بلاد الفرس، وسافر للعلم فقرأ على الفاضل مرزا جان الشيرازي، وقدم الهند سنة ثلاث - وقيل: أربع - وثمانين وتسعمائة، وتقرب إلى أكبر شاه التيموري سلطان الهند ولبث عنده زماناً، ثم ولي القضاء بمدينة جونبور سنة سبع وثمانين أو مما يقرب ذلك. وكان شديد التعصب على أهل السنة والجماعة، يسب الخلفاء الراشدين إلا رابعهم، ويطعن عليهم طعناً صريحاً، ويكفر الصحابة وتابعيهم بالإحسان، ولذلك لقبوه باليزيدي - ذكره البدايوني. ولما خرج محمد معصوم الكابلي على أكبر شاه في بلاد بنكاله وأراد معز الملك بجونبور أن يساعدهم في الخروج عليه أفتاه القاضي محمد اليزدي، وقيل: إنه وافقه في ذلك، وكان الحكيم أبو الفتح بن عبد الرزاق الكيلاني قدم جونبور عند رجوعه عن بنكاله فوقف على إرادتهما، فلما وصل إلى الحضرة أخبر أكبر شاه بذلك، فأمر السلطان أن يأتوا بهما مقيدين مغلولين، فأخذوهما وركبوا بهما على الفلك في ماء جمن، فلما وصلوا إلى اتاوه غرق الفلك في الماء، وقيل: إن أكبر شاه أمر باتلافهما، فأغرقوا الفلك في ماء جمن، وكان ذلك سنة ثمان وتسعين وتسعمائة. القاضي محمد التهانيسري الشيخ العالم الفقيه القاضي محمد بن أبي محمد الحنفي التهانيسري، كان من كبار العلماء، ذكره ركن الدين محمد بن عبد القدوس الكنكوهي في اللطائف القدوسية. السيد محمد المكي السنبهلي الشيخ المجود محمد بن أبي محمد الحسيني المكي السنبهلي، أحد القراء المشهورين في عصره، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 421 كان يقرأ القرآن على سبع قراءات، قرأ عليه عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني سنة تسع وخمسين وتسعمائة ببلدة سنبهل وذكره في تاريخه. مولانا شمس الدين محمد الشيرازي الشيخ الفاضل العلامة شمس الدين محمد الشيرازي المشهور بزيرك، قدم الهند ودخل كجرات في أيام محمود شاه الكبير الكجراتي وسكن بأحمد آباد، وصنف له مآثر محمود شاهي - ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الشيخ محمد الجفار الدكني الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الجفار الدكني المشار إليه في تبحره في الجفر الجامع ووفق الأعداد وأكثر العلوم الغريبة، كان يقرأ القرآن بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب، وكان سخياً باذلاً بشوشاً طيب النفس جريح القلب، مات في سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. مولانا محمد حسين اليزدي الشيخ العالم الكبير محمد حسين اليزدي كان من كبار العلماء، حفظ القرآن وقرأ العلم ثم تفرد بالقراءات والتفسير والحديث، ثم قدم الهند وسكن بدهلي، له شرح بسيط على شمائل الترمذي، وله منظومة في الشمائل، مات بدهلي سنة إحدى وثمانين وتسعمائة، ذكره القانع في تحفة الكرام. مولانا محمد درويش الجونبوري الشيخ الفاضل محمد درويش الحسيني الواسطي الجونبوري أحد العلماء الصالحين، ينتهي نسبه إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم بست عشرة واسطة، ولد بقرية نونهره من أعمال غازيبور، وسافر للعلم إلى جونبور فسكن بزاوية الشيخ مبارك بن خير الدين الجونبوري، وجد في البحث الإشتغال حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، وزوجه المبارك ابنته فتدير بجونبور ودرس بها مدة حياته، مات في سابع عشرة من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، كما في تجلي نور. مولانا محمد سعيد الخراساني الشيخ العالم المحدث محمد سعيد بن مولانا خواجه الحنفي الخراساني المشهور بمير كلان كان من كبار العلماء، ولد ونشأ وقرأ العلم على العلامة عصام الدين إبراهيم بن عرب شاه الإسفرائيني وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الحديث عن السيد نسيم الدين ميرك شاه بن جمال الدين الحسيني الهروي ولازمه مدة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وسكن بمكة المباركة مدة، أخذ عنه الشيخ علي بن سلطان القارىء الهروي صاحب المرقاة والسيد غضنفر بن جعفر الحسيني النهروالي وخلق كثير من العلماء. وكان عالماً كبيراً محدثاً محققاً لما ينقله، كثير الفوائد جيد المشاركة في العلوم، له اليد الطولى في الحديث، درس وأفاد مدة حياته مع الطريقة الظاهرة والصلاح. مات ببلدة آكره سنة إحدى وثمانين وتسعمائة وله ثمانون سنة، ذكره البدايوني. مولانا محمد سعيد التركستاني الشيخ العلامة محمد سعيد الحنفي التركستاني كان وحيد دهره في المنطق والحكمة، قرأ بعض الكتب على الشيخ أحمد جند وبعضها على محمد سرخ، وقرأ أياماً على عصام الدين إبراهيم بن عرب شاه الإسفرائيني حتى حاز قصب السبق، وورد الهند سنة ستين وتسعمائة فنال الحظ والقبول من أكبر شاه التيموري، فسكن بالهند واشتغل عليه خلق كثير. وله يد بيضاء في العلوم الآلية والعالية، وكان كثير الفوائد حسن المحاضرة حلو الكلام مليح الشمائل ديناً متواضعاً شفيقاً على طلبة العلم، مات سنة سبعين وتسعمائة ببلدة كابل، ذكره البدايوني. القاضي محمد معين اللاهوري الشيخ الفاضل محمد معين الحنفي اللاهوري أحد الفقهاء المشهورين في عصره، كان من نسل الشيخ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 422 معين صاحب معارج النبوة، تولى القضاء بمدينة لاهور مدة طويلة حتى كبر سنه. وكان مشكور السيرة في القضاء، وكان يستنسخ الكتب ويصححها ثم يعطيها طلبة العلم، ويبذل أموالاً طائلة في ذلك. مات سنة خمس وتسعين وتسعمائة بلاهور، ذكره البدايوني. ميرك محمود بن أبي سعيد السندي الشيخ العالم الكبير محمود بن أبي سعيد الحنفي التتوي السندي المشهور بميرك محمود كان من الفقهاء الحنفية وعلمائهم المشهورين، تحرى في نقل الأحكام، وانفرد في عصره بعلم الفتوى، وكان جيد الكتابة، له مهارة تامة في الخط المعروف بالنستعليق، ويجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة ولين الكنف والزهد والسخاوة، ولاه مرزا شاه حسين شياخة الإسلام في أرض السند، فاستقل بها مدة عمره. مات سنة اثنتين وستين وتسعمائة، فأرخ لعام وفاته بعض العلماء رفت ميرك آه آه - ذكره النهاوندي في المآثر والبهكري في تاريخ السند. القاضي محمود بن أحمد النائطي الشيخ الفقيه القاضي محمود بن أحمد بن أبي محمد النائطي البيجابوري أحد رجال العلم والطريقة، ولي القضاء فاستقل به مدة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وازداد بها علماً ورجع إلى بيجابور فمات بها، وولي القضاء بعده ولده رضى الدين المرتضى سنة أربع وتسعين وتسعمائة، كما في تاريخ النوائط لعله مات في تلك السنة أو مما يقرب ذلك. الشيخ محمود بن إله داد الرنتهنبوري الشيخ الصالح محمود بن إله داد بن سدوه الجشتي الرنتهنبوري أحد رجال الطريقة الجشتية، أخذ عن أبيه عن جده، وانتقل إلى مندو وسكن بقرية كجهاون، وانقطع إلى الزهد والعبادة، أخذ عنه أبناؤه، وجمع كثير، مات نحو سنة ستين وتسعمائة بقرية كجهاون، كما في كلزار أبرار. الشيخ محمود بن بابو الكجراتي الشيخ العالم الفقيه محمود بن بابو بن صدر الدين بن جلال الدين بن إلياس العمري الشيخ قطب الدين محمود الكجراتي أحد العلماء الصالحين، ولد في سنة ست وخمسين وثمانمائة بكجرات ونشأ بها، وأخذ عن السيد محمد بن عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الكجراتي، وتولى الشياخة في بلاده. انتفع به خلق كثير، مات في عاشر جمادي الآخرة سنة ثلاث وأربعين وتسعمائة فدفن بجانبور، كما في المرآة. ملك محمود بن بيارو الكجراتي الشيخ الفاضل محمود بن بيارو الحنفي الكجراتي المشهور بملك محمود، كان من الفضلاء المشهورين بكجرات، ووالده ملك بيارو كان وزيراً بمدينة برهانبور، قتل بها في سنة أربع وأربعين وتسعمائة، وخرج ولده محمود سالماً إلى كجرات، وأخذ الطريقة عن السيد عرب شاه الحسيني البخاري الكجراتي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند وذهب إلى آكره، فقربه أكبر شاه التيموري إليه وأدناه وجعله من جلسائه وأهله بالعناية والقبول، وبعد مدة يسيرة ولاه على مقبرة الشيخ معين الدين حسين السجزي الأجميري، فتولاه مدة ثم تركها وسار إلى كجرات سنة خمس وثمانين وتسعمائة، وكان أكبر شاه المذكور لا يتركه ولا يرخصه، ولما كان صادقاً في النية قبله السلطان بعد الرد والإنكار، ذكره البدايوني. وكان جيد المشاركة في الفقه والحديث شاعراً مجيد الشعر حسن المحاضرة حلو الكلام مليح الشمائل. اجتمع به الآصفي في كجرات وقال في ظفر الواله: طالما اجتمعت به فيها، فكان من أكمل الرجال ذاتاً وأفضلهم صفاتاً، ما من علم إلا أتقنه وعلمه ولا ذو إقبال إلا ولديه مقبول الكلمة سعيد الحركة فائض البركة، انتهى. مات في سنة ألف بمدينة أحمد آباد فدفن بها، ذكره محمد بن الحسن. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 423 الشيخ محمود بن الجلال المندوي الشيخ الصالح محمود بن الجلال الكجراتي الشيخ ظهور الدين المندوي أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بكجرات، وأخذ الطريقة عن صدر الدين محمد الذاكر البرودوي ولازمه مدة من الزمان ثم سكن بمندو، أخذ عنه محمد بن الحسن المندوي والشيخ داود وخلق كثير من أهل مندو، توفي في ثامن عشر من شعبان سنة ست وتسعين وتسعمائة بمندو، كما في كلزار أبرار. القاضي محمود بن الحامد الكجراتي الشيخ الفقيه الزاهد القاضي محمود بن حامد بن محمد العلوي البيربوري الكجراتي العارف المشهور، يرجع نسبه إلى حمزة بن فاطمة بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه من بطن سعيدة بنت عروة، وكانت أم القاضي محمود بنت القاضي عبد الملك العباسي من نسل المعتصم بن هارون الخليفة العباسي، وكان القاضي محمود يعرف بقاضي جامكده، وكان والده مشهوراً بقاضي جاملده، قيل: إنه أخذ عن والده، وقيل: عن عمه القاضي حماد، كلاهما عن الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري، وقيل: إن أباه أخذ عن الشيخ عبد اللطيف بن الجميل النهروالي عن الشيخ محمد المذكور، وله طرق عديدة بعضها يصل إلى السيد أحمد الكبير الرفاعي، وبعضها يصل إلى الشيخ شهاب الدين عمر السهروردي، وكان من كبار المشايخ، أخذ عنه خلق كثير، ويذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، انتقل في سنة عشرين وتسعمائة من أحمد آباد إلى بيربور قرية من قراها فاعتزل بها عن الناس، ومات بها في ثالث عشر من ربيع الثاني سنة إحدى وأربعين وتسعمائة وله سبع وستون سنة، كما في المرآة. الشيخ محمود بن الحسام المانكبوري الشيخ الصالح محمود بن الحسام العمري المانكبوري، أحد المشايخ الجشتية، كان من أهل بيت العلم والطريقة، سافر إلى غازيبور سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة، فاغتنم قدومه نصير خان اللوهاني أمير تلك الناحية وطلب من سلطانه أن يجعله مير عدل بتلك الناحية، فأجاب السلطان إلى ذلك فصار مير عدل، واستقل بها مدة حياته وكان من العلماء الصالحين، مات سنة خمس وتسعمائة بغازيبور، كما في تاريخ العلماء. الشيخ محمود بن خوندمير الكجراتي الشيخ الفاضل محمود بن خوندمير الحسيني المهدوي الكجراتي، كان سبط السيد محمد بن يوسف الحسيني الجونبوري ومن دعاة مذهبه، لقبوه بحسين الولاية وخاتم المرشد، له إنصاف نامه، كتاب في الكلام على مذهبه. المفتي محمود بن عطاء الأمروهوي الشيخ العالم الفقيه المفتي محمود بن عطاء الله بن ميران بن خطير بن محمود بن عثمان بن مودود بن خطير الحسيني المودودي الأمروهوي، كان من العلماء العاملين، ولاه بهلول شاه اللودي الإفتاء ببلدة أمروهه ولقبه بأعلم العلماء وملك العلماء سنة سبعين وثمانمائة، فاستقل به مدة حياته، مات نحو سنة سبع عشرة وتسعمائة. الشيخ محمود بن عليم الدين الكجراتي الشيخ العالم الصالح محمود بن عليم الدين العمري الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بأحمد آباد وقرأ على أساتذة عصره، وأخذ الطريقة الجشتية عن أبيه وعن الشيخ عزيز الله المتوكل، والطريقة السهروردية عن الشيخ قادن، والطريقة المغربية عن الشيخ أحمد المغربي السركهيجي، وكان شديد التعبد كثير التواضع، مات لثمان بقين من صفر سنة تسعمائة أو بعد ذلك. السلطان محمود بن اللطيف الكجراتي السلطان الشهيد السعيد محمود بن اللطيف بن المظفر بن محمود الكجراتي أبو الفتوحات سعد الدين محمود شاه الصغير قام بالملك في أوائل ربيع الأول سنة أربع وأربعين وتسعمائة وكان في سن لا يدرك الجزء: 4 ¦ الصفحة: 424 المصلح من المفسد، فتولى الوكالة أفضل خان والنيابة المطلقة اختيار خان والوزارة صدر خان، وصار أمير أمراء الجيوش عماد الملك، وكان اختيار خان شيخاً قد حنكته التجارب وكان ذا عقل وفضل، وأما عماد الملك فكان بمعزل عن الفكر وإنما هو من رجال الحرب، ولهذا بعد مدة يسيرة اعتزل أفضل خان وأشار على اختيار خان أن يستقيل ويعتزل أيضاً فلم يسمع قوله، وقتله عماد الملك وتغلب على السلطان وهو كالأسير له، فلما ضاق عليه الأمر خرج يوماً باسم الصيد وأبعد من البلد وكتب إلى عماد الملك أنه يخرج إلى ولايته، فامتثل أمره وعلم أنه من دريا خان أحد رجال الدولة، ثم حرض دريا خان السلطان أن يركب إلى عماد الملك ويحاربه، فسار إليه وقاتله وهزمه إلى برهانبور، فرجع محمود شاه ومعه دريا خان إلى دار ملكه وألقى بيده عنان السلطة، فاستبد بالأمر وضيق على محمود شاه، فاستعان محمود بعالم خان وخرج إلى ولايته سراً ورجع معه إلى دار الملك، وأخرج دريا خان إلى بلاد مندو، ثم استبد بالأمر عالم خان فأسر السلطان إلى مماليكه وخرج من الأسر وأخرج عالم خان من بلاده وألحقه بدريا خان، واستمر بالوزارة برهان الملك محمد العباسي زماناً، ثم تقلدها ابن أخيه أفضل خان المذكور، وولي النيابة المطلقة مجاهد خان، وبعث السلطان عساكره لقتال الإفرنج بقيادة الخواجه صقر والرومي سنة ثلاث وخمسين، واستشهد خواجه صقر وقتل معه جمع كثير من رجال الدولة بقصة شرحتها في ترجمة الخواجه صقر وترجمة قرا حسن الرومي، فعزل محمود شاه وزير أفضل خان سنة أربع وخمسين لتقصيره في تجهيز الجيوش وإرسال ما يكفي المؤنة لهم، ونصب مكانه عبد الحليم بن حميد الملك، وفي سنة خمس وخمسين ولي النيابة المطلقة المسند العالي عبد العزيز بن حميد الملك الكجراتي المشهور بآصف خان، فازداد محمود شاه بنيابته سعة في التمكين والإمكان، ووجد راحة في أوقاته وفتح قلعة ايدر سنة ست وخمسين، وكان لمحمود شاه شرابي اسمه برهان الدين يثق به، وإذا غاب إمامه يأتم به في الصلاة، ويلزمه في الرضا ويهينه في الغضب ويحتقره ويهزأ به ولا يتحاشى من قربه، فاتفق لتقصير أتاه الشرابي أن أقسم محمود شاه أن يعاقبه، فاستيقن الشرابي وعزم على أن يبعده ويعيش بعده فسمه، ولما شكى الحرارة وطلب شراب الصندل سمه فيه أيضاً، فدخل الخلوة ونام على سريره، فلما رآه الشرابي لا حراك به أمر بسدل الحجاب وذبحه، ثم جلس على سرير الملك وقتل وزراءه، كما شرحته في ترجمة آصف خان وأفضل خان. وكان محمود شاه خاتمة سلاطين كجرات، وبه بعد حادثة المغل عمرت وتراجعت وأمها أهل الجهات، ومن أعماله الصالحة ما وقفه على الحرمين الشريفين من قرى بنواحي كنباية، منها قندهار بندر صغير على خورها، بلغ ارتفاعها مائة ألف ذهب، فيتعوض بها نيل وقماش، ويحمل ذلك في المركب السلطاني ببندر كهوكه، ومن حين يشترى إلى أن يباع بجدة، ما يلحقه من المصاريف الضرورية فهو من مال السلطنة ولا عشور عليه بجدة، فمن تأمل في الفائدة يجدها ربحاً عظيماً، ولهذا في أيامه توسع أهل الحرمين في المعيشة، ولم ترتهن ذممهم في دين يركبهم، فكانت الأوقاف العثمانية التي تصل مع أمير الحاج المصري تغنيهم عن الحج وبعض أشهر السنة، والأوقاف المحمودية تغنيهم عن القرض لباقي أشهرها. ومن عمارته بمكة المباركة رباط بسوق الليل في جوار المولد الشريف النبوي عليه صلوات الله وسلامه، والعين القديمة جارية فيه، يشتمل على مدرسة وسبيل ومكتب الأيتام وخلاوي أرضية وسطحية ورباط بباب العمرة وسبيل بطريق جدة. ومن سعادته حسن اعتقاده بالشيخ الأجل علي بن حسام الدين المتقي البرهانبوري المهاجر إلى مكة المشرفة، وقد وفد الشيخ عليه مرتين من مكة المشرفة، وللشعراء قصائد في رثائه منها ما قال بعضهم وفيه تاريخ الحادثة. سلطان وقت خسرو محمود عاقبت رضوان بروضه نخل كلي جون قدش نشاند ناكه به تيغ حادثه جون لاله شد شهيد رخش مراد جانب باغ بهشت راند الجزء: 4 ¦ الصفحة: 425 باغ از بنفشه كشت بسوكش كبود بوش وز برك كل بماتم آن سرور خون فشاند تاريخ او جو خاستم از عندليب كفت با صد هزار ناله كه در روضة كل نماند ومن الغرائب أنه اتفق وفاة السلطان محمود سليم شاه السوري وبرهان نظام شاه البحري في سنة واحدة، فقال في تاريخه مولانا غلام علي الاسترآبادي والد محمد قاسم صاحب تاريخ فرشته: سه خسرو را زوال آمد بكيبار كه هند از عدل شان دار الأمان بود يكي محمود شاهنشاه كجرات كه همجون دولت خود نوجوان بود دوم اسليم شه سلطان دهلي كه در هندوستان صاحبقران بود سوم آمد نظام آن شاه بحري كه در ملك دكن خسرو نشان بود زمن تاريخ فوت اين سه خسرو جو مي برسي زوال خسروان بود وكان قتله في أوائل ربيع الأول سنة إحدى وستين وتسعمائة بمحمود آباد، فنقل جسده إلى سركهيج ودفنوه بها عند جدوده. السلطان محمود بن محمد الكجراتي السلطان العادل المجاهد أبو الفتح سيف الدين محمود بن محمد بن أحمد ابن محمد بن المظفر الكجراتي المشهور بمحمود بيكره، كان من خيار السلاطين، ولد بكجرات في عاشر رمضان سنة تسع وأربعين وثمانمائة، وقام بالملك بعد داود شاه سنة اثنتين وستين وثمانمائة وكان يوماً مشهوداً، ارتقى فيه إلى درجة الدولة والخطاب ثلاثة وخمسون عدداً، واستمر عماد الملك شعبان السلطاني في الوزارة كما كان في أيام أخيه قطب الدين أحمد شاه، واستقل بالملك خمساً وخمسين سنة، وفتح قلعة باردو - بفتح الموحدة وسكون الراء المهملة بين ألف ودال مهملة مضمومة وواو - بقلة جيل في حد البندر المعروف بالدمن سنة تسع وستين وثمانمائة، وفتح قلعة كرنال - بكسر الكاف - وكانت من أمنع قلاع الهند، سنة خمس وسبعين وثمانمائة، وأنشأ مدينة في سفح الجبل وسماها مصطفى آباد وجعلها دار المملكة، وفتح قلعة بيت - بإمالة حركة الموحدة - ودواركا - بدال مهملة وواو وألف وكاف بين راء مهملة ساكنة وألف وفيها صنم من أشهر أصنام المشركين في الهند، يحجون إليه ويرون من العبادة تكلف المشاق في الأصول إليها، حتى إن منهم من ينبطح على وجهه ويمد يديه أمامه ويقف ثم يضع قدمه على منتهى يده وينبطح ويمد يده ويقف، وهكذا يقطع الطريق إليها ولو من مسافة أشهر، فملكها سنة خمس وثمانين وثمانمائة، وسار إلى جانبانير وحاصر قلعتها، وكانت قلعة حصينة متينة على قلة جبل لا تكاد تفتح، فضيق في الحصار وحاصرها مدة طويلة حتى فتحها سنة تسع وثمانين وثمانمائة، وأنشأ مدينة بسفح الجبل وسماها محمد آباد وجعلها دار المملكة، فكان يقيم بها سنة وفي مصطفى آباد سنة، وذلك لقرب السند منه، وكان بحد مندو يتصل حد محمد آباد، وبفتحه صار لمحمود شاه من حد مندو إلى حد السند من جوناكده وإلى جبل سوالك من جالور وناكور وإلى ناسك من بكلانه ومن برهانبور إلى برار ملكابور من أرض دكن وإلى كركون ونهر نربده من جانب برهانبور ومن جانب أيدر إلى جتور وكونبلنير ومن جانب البحر إلى حدود جيول، والله يؤتى ملكه من يشاء. ومن مآثره الجميلة قيامه بالعدل والإحسان وإنفاذ أمر الشرع في السياسة، ومما يحكى عنه في ذلك أنه بلغه عن بهاء الملك بن علاء الملك ألغ خان سهراب أنه قتل سلاحداراً له فطلبه، فلاذ بعماد الملك وعضد الملك واستجار بهما، فلم يجدا لخلاصه سبيلاً سوى نسبة القتل إلى غيره، فأرضيا شخصين على ضمان الخلاص لهما، وبعد الإقرار به سعيا في الدية وكانا عولاً عليها في الخلاص فلم تقبل الدية ومضى الحكم بقتلهما وخلص بهاء الملك، وبعد يسير وقف محمود الجزء: 4 ¦ الصفحة: 426 شاه على حقيقة الحال وتعب إلى الغاية وجلس للقضاء وأمضى في الملكين حكم القصاص، ولم يمنعه كونهما من عظماء ملوكه الخاصة به من أن يعمل الشريعة. من مكارمه أنه استقل بالملك خمساً وخمسين سنة وجاهد في الله حق الجهاد ووسع حدود ملكه إلى مالوه وإلى بلاد السند كما علمت، ولكنه في تلك المدة الطويلة لم يطمح إلى بلاد المسلمين ولم يستشرف لها قط، وإذا استولى القوي منهم على الضعيف كما قام بنصرة الضعيف، كما وقع له في سنة ست وستين وثمانمائة إذ وصل إليه حاجب نظام شاه البهمني صاحب دكن يخبره أن محمود شاه الخلجي صاحب مالوه خرج إليه بعساكره، فعطف السلطان عنانه من الصيد وتوجه إلى سلطان بور بمن حضر معه، وأمر الوزير أن يلحقه بالعسكر، ولما نزل بسلطان بور قدم حاجب آخر يخبر بالحرب وأنه حاصر دار ملكه بيدر، فنهض السلطان من سلطان بور، ولما كان منزله تهالنير قدم حاجب آخر يخبر برجوع الخلجي، وذلك لأنه سمع بوصول محمود شاه الكجراتي فترك بيدر ورجع إلى مندو، وكذلك في سنة سبع وستين وثمانمائة وصل حاجب نظام شاه يخبر أن الخلجي خرج بتسعين ألف فارس إلى حدود نظام شاه، فنهض السلطان مع الحاجب وبلغ الخلجي ذلك بفتح آباد من أعمال تلنكانه فرجع إلى دار ملكه، فكتب السلطان إلى محمود شاه الخلجي ما معناه: ليس من المروءة قصد طفل لم يبلغ الحلم وقد التزمت حفظ ملكه إلى أن يبلغ مبلغ الرجال، فإن دخلت في حده خرجت إلى حدك وفيما يليك من جهات الكفر ما يغني عنه ويرفع درجتك بالجهاد. وإذا انتهيت إلى السلا مة في مداك فلا تجاوز وكذلك لما بلغ محمود شاد سنة سبع وسبعين وثمانمائة خروج النوتك القواسه على سلطان السند بلغ عددهم أربعين ألفاً، وهي طائفة بحرية تسكن الجزر بنواحي السند، لا تجتمع على طاعة أحد، إنما هي من لصوص البحر، فنهض من مصطفى آباد إرقالاً يسير كل يوم ستين فرسخاً، فلما قرب من السند تفرقوا، فتوقف السلطان بمنزله إلى أن وصل رسول ملك السند برسالة تتضمن شكره، فرجع إلى دار ملكه، وكذلك لما بلغه أن جماعة من الأمراء تغلبت في خانديس واختل بها نظام الملك نهض إلى برهانبور بعساكره، وولي عليها عالم خان بن أحسن خان الفاروقي أحد وارثي المملكة، ولقبه أعظم همايون عادل خان، وكان ابن بنته، وذلك في سنة أربع عشرة وتسعمائة. ومن ذلك أنه لما توفى محمود شاه الخلجي سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة وبلغ وفاته ترحم عليه وعمل له زيارة فعرض عليه بعض أرباب الرأي الخروج إلى مندو، فأجابه: ليس من الفتوة اجتماع مصيبتين في وقت واحد على أهل بيته: فقد ذاته، وخلل جهاته. ومن ذلك أنه لما سمع سنة ست وتسعمائة أن ناصر الدين شاه الخلجي سم أباه غياث الدين الخلجي خرج إلى مندو وقصد تأديبه لا ملكه، وبينما كان ينهض تواترت الرسل من ناصر الدين ببراءة ذمته فتركه، وفي كلها مفخرة عظيمة له. ومن مكارمه قيامه بتعمير البلاد، وتأسيس المساج والمدارس والخوانق، وتكثير الزراعة، وغرس الأشجار المثمرة، وبناء الحدائق والبساتين وتحريض الناس على ذلك، وإعانتهم بحفر الآبار وإجراء العيون، ولذلك أقبل عليه الناس إقبالاً كلياً، ووفد عليه البناؤن والمعمارون وأهل الحرف والصنائع من بلاد العجم، فقاموا بحرفهم وصنائعهم، فصارت كجرات رياضاً مخضرة بكثرة الحياض والآبار والحدائق والزروع والفواكه الطيبة، وصارت بلاد كجرات متجرة تجلب منها الثياب الرفيعة إلى بلاد أخرى، وذلك كله لميل سلطانها محمود شاه إلى ما يصلح به الملك والدولة ويترفه به رعاياه. ومن مكارمه قيامه بتربية العلماء والصالحين لما كان مجبولاً على حب العلم وأهله، فاجتمع في حضرته خلق كثير من أفاضل العرب والعجم، حتى صارت بلاد كجرات عامرة آهلة من العلماء، ووفد عليه المحدثون من بلاد العرب، وأقبل الناس على الحديث الشريف، فتشابهت باليمن الميمون، وفاقت على سائر بلاد الهند في ذلك. وقد وفد عليه العلامة جلال الدين محمد بن محمد الجزء: 4 ¦ الصفحة: 427 المالكي المصري، فأدناه وقربه إليه وولاه على ولاية الجزية في سائر بلاده، ولقبه بملك المحدثين وهو أول من لقب بها أحداً في بلاد الهند، ووفد عليه العلامة مجد الدين محمد بن محمد الايجي، فولاه على تعليم ابنه مظفر شاه، ولقبه برشيد الملك، ووفد عليه أبو القاسم بن أحمد بن محمد الشافعي المعروف بابن فهد ومعه فتح الباري بخط أبيه وعميه، ووفد عليه العلامة هبة الله بن عطاء الله الشيرازي وخلق كثير من العلماء. وصنف له عبد الكريم بن عطاء الله الشيرازي طبقات محمود شاهي وشمس الدين محمد الشيرازي مآثر محمود شاهي والشيخ يوسف بن أحمد ابن محمد بن عثمان الحسيني منظر الإنسان ترجمة تاريخ ابن خلكان بالفارسية. وكان غاية في العفة والحياء حسن الأخلاق عظيم الهمة كريم السجية شريف النفس كثير البر والإحسان، ذكره الكجراتي في مرآة سنكدري، والحضرمي في النور السافر، والآصفي في ظفر الواله، وكلهم أطالوا في مناقبه وفضائله. قال الآصفي: إنه في سنة ست عشرة وتسعمائة توجه إلى نهرواله بثن، وزار أئمة الدين بها أحياء وأمواتاً، وعقد مجلساً خاصاً لمذاكرة التفسير والحديث، وأكثر من الجوائز وأعمال البر والوظائف، والتمس الدعاء، ورجع منها إلى سركهيج، ومكث بها يتردد لزيارة قبر الشيخ شهاب الدين مولانا الشيخ أحمد قدس سره، وعمل بها خيراً كثيراً. وكان أنشأ لمضجعه قبة متصلة بصحن الروضة المباركة بجانب قدمه يتعهدها أحياناً، وفي هذه النوبة فتح القبر وجلس عنده وقال: أللهم! إن هذا أول منازل الآخرة فسهله واجعله من رياض الجنة، ثم ملأه فضة وتصدق بها، قال الآصفي: وفي سنة سبع عشرة شكى ضعفاً، فاستحضر ولده مظفراً وكان ببروده، وأسند الوصية إليه، فعوفي فرجع مظفر إلى بروده، ثم شكى الضعف وفي أثنائه بلغ من وجيه الملك خبر وصول حاجب سلطان العجم شاه إسماعيل الصفوي إلى القرب من حده، فأمر بالكتاب إلى الأمير بالحد فيما يجب من رعايته وهكذا إلى العمال على طريقه إلى أن يصل دار الملك، ثم أمر بطلب مظفر وقبل وصوله بساعة فلكية فارق الدنيا، وقدم مظفر في الساعة الثانية من ليلة الثلاثاء، وحمل تابوته إلى سركهيج حين انفلق الصبح، انتهى. وكانت وفاته عصر يوم الاثنين ثاني شهر رمضان سنة سبع عشرة وتسعمائة وله ثمان وستون سنة، ومدة سلطنته خمس وخمسون سنة، اتفق عليها أهل الأخبار كلهم. السيد محمود بن محمد الجونبوري الشيخ الفاضل محمود بن محمد بن يوسف الحسيني الجونبوري ثم الكجراتي كان أكبر أخلاف أبيه ومن دعاة مذهبه، وكان لقبه في أهل مذهبه الخليفة الأول وثاني المهدي، وهو ولد ونشأ بمدينة جونبور وسافر مع أبيه ولازمه في الظعن والإقامة وأخذ عنه، وقام بالدعوة بعده إلى الترك والتجريد والزهد والقناعة، وأقام بقراه سنة بعد وفاة والده، ثم رجع إلى كجرات واعتزل في قرية بهيلوث بقرب رادهن بور، توفي لأربع خلون من رمضان سنة تسع عشرة وتسعمائة وله خمسون سنة، كما في تاريخ بالنبور. الشيخ محمود بن محمود الكجراتي الشيخ الفاضل العلامة محمود بن محمود العباسي الحكيم شهاب الدين بن شمس الدين السندي ثم الكجراتي أحد كبار العلماء، ذكره عبد القادر الحضرمي في النور السافر، قال: إنه كان آية الحكمة والمعالجات، وحكى أن بعض السلاطين أهدى إلى السلطان محمود صاحب كجرات أشياء نفيسة من جملتها جارية وصيفة، فأعطاها السلطان بعض الوزراء، فاتفق أن الحكيم المذكور جس نبضها قبل أن يمسها ذلك الوزير فحذره عن ذلك وقال: إن من يجامعها سيموت، فأرادوا تجربته في ذلك فجازا بعبد وأدخلوه عليها فمات لوقته، فازداد تعجب الوزير لذلك وسأل عن السبب فيه فقال: إنهم أطعموا أمها في حملها بها أشياء أورثت ذلك وأن مهديها قصد هلاك السلطان، قال الحضرمي: فلله دره من طيب ما أحذقه: وكانت الجزء: 4 ¦ الصفحة: 428 وفاة الحكيم سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة بأحمد آباد. القاضي محمود الكجراتي الشيخ العالم الفقيه القاضي محمود بن أبي محمود الموربي الكجراتي أجد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بقرب مورب من أعمال كجرات، واشتغل بالعلم على أهله وحصل ورسخ ودرس زماناً، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ لشكر محمد العارف، وقرأ عليه نقد النصوص ومرآة العارفين وغيرهما من كتب القوم، وقرأ عليه شيخه لشكر محمد هداية الفقه وقرأ عليه مولانا موسى والحكيم عثمان السنديان النحو والعربية، ذكره محمد بن الحسن المندوي في كلزار أبرار. خواجه أمين الدين محمود الهروي الوزير الكبير أمين الدين محمود الهروي نواب خواجه جهان أحد الأفاضل المشهورين، تقرب إلى همايون شاه التيموري عند رجوعه عن إيران وقدم الهند، وترقى درجة بعد درجة حتى ولى الوزارة الجليلة في أرض الهند في عهد أكبر شاه التيموري، واستقل بها مدة حياته، مات في شعبان سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة بأرض أوده، كما في مآثر الأمراء. الشيخ محمود القلندر اللكهنوي الشيخ الصالح محمود بن محمد القلندر اللكنهوي أحد المشايخ المشهورين، قرأ العلم على الشيخ عبد الرحمن العباسي اللاهربوري وأخذ عنه الطريقة القلندرية، ثم سافر إلى جونبور وأخذ عن الشيخ عبد السلام القلندر، واشتغل بالرياضة الشديدة ثلاثين سنة، مات لتسع بقين من شعبان سنة ست وثمانين وتسعمائة بمدينة لكنهؤ فدفن بها في بنكالي باغ. الشيخ مخدوم أشرف البساوري الشيخ الفاضل مخدوم أشرف الحنفي البساوري أحد العلماء الصالحين، كان جد الشيخ عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني لأمه، مات في عاشر رمضان سنة سبعين وتسعمائة بمدينة بساور - بفتح الموحدة والسين المهملة بعدها ألف ووالو مفتوحة وراء مهملة - ذكره عبد القادر المذكور في تاريخه، وأرخ لعام وفاته فاضل جهان. مير مرتضى الشريفي الشيخ الفاضل السيد مرتضى الشريفي الشيعي الشيرازي كان من أسباط الشريف زين الدين علي الجرجاني صاحب المصنفات المشهورة، وكان نادرة من نوادر الدهر في كثير من العلوم لا سيما المنطق والحكمة والفنون الرياضية والإنشاء وقرض الشعر، وكان يدرس ويفيد في تلك العلوم، أخذ عنه غير واحد من العلماء بمدينة آكره، وهو أخذ المنطق والحكمة عن الشيخ عبد الصمد البغدادي، والحديث عن السيد ميرك شاه، ثم ولي الصدارة بخراسان في أيام إسماعيل شاه الصوفي واستقل بها زماناً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأسند الحديث عن الشهاب أحمد بن حجر المكي، ثم قدم الهند وأقام بأرض دكن زماناً، ثم دخل آكره وذلك في سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة فطابت له الإقامة بها، وله منظومة الكافية في النحو وديوان الشعر الفارسي، مات في سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة بدهلي، ذكره بختاور خان في مرآة العلم. مولانا مرشد الدين الصفوي الشيخ العالم الصالح مرشد الدين بن رفيع الدين المحدث الحسيني الصفوي الشيرازي ثم الهندي الأكبر آبادي، كان من أهل بيت العلم والطريقة، أخذ عن والده وقام بعده بالتدريس، وكان سخياً باذلاً غاية في الجود والكرم، مات ودفن عند والده بأكبر آباد، ذكره محمد بن الحسن المندوي في كلزار أبرار. مصطفى بن بهرام الرومي الأمير الكبير مصطفى بن بهرام الرومي المشهور برومي خان، ولد ونشأ بالروم ولازم خاله الأمير سلمان من صباه، وقدم معه إلى بلاد اليمن وسكن بقلعة كمران، وكان خاله يشتغل بنجر الأغربة في ساحل الصليف وهي مقابلة لكمران، بينهما بحر يصله راكب في أقل من الساعة الفلكية، ومعهم خواجه صقر وقرا حسن ومصطفى وإسماعيل وخلق كثير من الأتراك، فانفق أن خير الدين الأمير أيضاً قدم اليمن وأحب لنفسه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 429 الاستقلال وقتل سلمان غيلة، فقام مصطفى بن أخته لأخذ ثأره فقتل خير الدين سنة خمس وثلاثين وتسعمائة واستقل بقلعة كمران، وفي أثناء ذلك كتب والده بهرام إليه وكان باستنبول خبر عزله وأمره بالخروج إلى الهند قبل وصول المتولي لليمن، فاستعد وخرج بأصحابه وبمن تبعه ووصل إلى بندر ديو سنة سبع وثلاثين وتسعمائة، وكان بها الأمير طوغان بن أياز السلطاني فلما علم به استقبله ورحب به وكتب إلى سلطانه بهادر شاه الكجراتي بوصوله وجاء الطلب له، فتوجه إلى جانبانير واجتمع بالسلطان ونال منه الحظ والقبول ولقب برومي خان وولي نفط خانه، وكان من هديته له مدفع صاغه سلمان باسم سليمان صاحب الروم سماه ليلى، فصاغ مدفعاً آخر باسم بهادر شاه سماه مجنون، واختار من الولاية راندير وسورت وما يليه من السواحل إلى مهائم، ثم استضاف ديو فعزل عنه السلطان نائبه طوغان المذكور وأضاف ديو إلى ولايته، ولما وصل طوغان إلى جانبانير ولم يكن في قوته وشجاعته وهيكله في الملك أحد يضاهيه فأوجس منه رومي خان خيفة، فأسره بهادر شاه وحبسه ثم أمر بقتله، وخدم رومي خان سلطانه بهادر شاه مدة من الزمان وفتح بحسن تدبيره قلعة رنتهنبور، وكان السلطان وعد به رومي خان وبعد الفتح بدا له أن يخلف وعده حذراً مما يفكر العاقل في العواقب، ولهذا أجزل صلته ووعده بجتور، فتأثر رومي خان إلا أنه رضى بالوعد وكان بظاهره معه، فلما سار بهادر شاه إلى جتور سلط رومي خان عليه فعملت مدافعه عملاً لا يطيقه من في القلعة وفتح جتور، وأخلف بهادر شاه وعده رومي خان مرة ثانية، فتأثر منه رومي خان إلى الغاية وأضمر كيداً، فلما فرغ بهادر شاه من جتور وكان همايون شاه التيموري صاحب دهلي بأجين توجه إليه واجتمعا في ناحية مندسور، وحيث كان رومي خان يعلم من همة بهادر شاه أنه إذا عزم على أمر أمضاه خشى أن يفوته ما سينتقم لنفسه منه في خلف الوعد فقال لبهادر شاه: إن عزمتم على الحرب فالذي معي من المدافع وبقية النفط إن لم يكن لها في مثل هذا اليوم عمل ومجرى ففي أي يوم يكون لها ذلك فالرأي أن يكون المعسكر مركزاً وهي كالدائرة تحيط به وتتخذ خندقاً يحيط بها، فيأمن المعسكر من تبييت العدو ومكره وليس للعدو أن يأمن ذلك، وبعد الفراغ منه تخرج الطلائع وتحارب العدو وترجع، ونحن لا تنقطع عنا الميرة لأننا في أرضنا والعدو بخلاف ذلك فينهزم بنفسه، وهذا دستور سلاطين الروم في حروبهم، فالتفت بهادر شاه إلى صدر خان فقال: قول كالعسل وفعل كالأسل، دع النار لأهله، لا حصن كصهوة الحصان، ولا نافع كالسيف في ملتقى العنان بالعنان، وحيث كان بهادر شاه يثق برومي خان ويميل إليه عمل برأيه، وكتب رومي خان إلى همايون شاه يخبر بالميرة الواصلة ويشير عليه بأخذها ومنع طرق القوافل، ثم وقف على المدافع وأمر بكسرها جميعاً فكانت رجة عظيمة، فركب بهادر شاه متنكراً وخرج إلى مندو، ولحق رومي خان بهمايون شاه واختص بدرجة القرب منه، وتغلب همايون شاه على مالوه ثم على كجرات بحسن تدبيره، ذكره الآصفي والكجراتي وغيرهما. ومن لطائف هذه الأخبار ما ذكروه أن بينما همايون شاه وقد فتح مندو على سريره في أول يوم جلوسه والملوك والأمراء على جهات سريره وقوف حسب مراتبهم على طبقاتهم جيء بببغاء لبهادر شاه تنطق بلغات مختلفة، فوضع حاملها قفصها عند سريره، وفي أثناء ذلك حضر رومي خان في ذلك الجمع العظيم وسلم، فرحب به همايون شاه وذكره باسمه، فما سمعت الببغاء باسمه إلا قالت بلسان الهند، بهث رومي خان حرامخوار بهث رومي خان حرامخوار!، يعني سحقاً لك يا رومي خان الغادر! سحقاً لك يا رومي خان الغادر! وكررت اللفظ مراراً، فأطرق رومي خان بين ذلك الجمع حياء من مقالة الببغاء، فتسلية له خاطبه همايون شاه قائلاً: لو غير الببغاء قالها لسللت لسانه من قفاه ولكنه طير قال الآصفي: والظاهر أنه لما خرج بهادر شاه نطق بهذه الكلمات من تخلف عنه وتكرر ذلك وسمعتها الببغاء وحفظتها، ولما سمعت اسمه ذكرت الكلمات نطقت بها، كما كانوا ينطقون بها. وأما رومي خان بعد ذلك فلازم همايون شاه وتقرب إليه، فسلطه همايون على قلعة جنار كده، ففتحها سنة أربع وأربعين وتسعمائة، فأعطاه همايون الصلات الجزيلة وولاه على تلك القلعة الحصينة المنيعة، وصار الجزء: 4 ¦ الصفحة: 430 محسوداً بين أبناء العصر فسموه ومات في زمان قريب، ذكره معتمد خان في إقبالنامه. الشيخ مصطفى بن عبد الستار السهارنبوري الشيخ الفقيه الزاهد مصطفى بن عبد الستار بن عبد الكريم الأنصاري السهارنبوري كان من كبار العلماء، درس وأفاد مدة مديدة، وأخذ الطريقة عن ركن الدين محمد بن عبد القدوس الكنكوهي، تذكر له كشوف وكرامات، قيل: إن والي بلدته أكرهه على الخروج إلى معسكر السلطان، فذهب إلى آكره وتبعه الوالي فغرق في الماء ولما وصل الشيخ إلى آكره أكرمه السلطان ورخص له في الرجوع إلى بلدته، مات في رابع شعبان سنة ألف، ذكره السهارنبوري في المرآة. مولانا مصلح الدين اللاري الشيخ الفاضل العلامة مصلح الدين الحنفي اللاري كان أوحد أقرانه في العلوم العربية والمعارف الحكمية، درس وأفاد مدة طويلة أخذ عنه مرزا شاه حسين سلطان السند وطائفة من أهل العلم، وهو سافر إلى مكة المباركة سنة ستين وتسعمائة فلم يرجع عنها، وله شرح بسيط على شمائل الترمذي، وتعليقات على تفسير البيضاوي، وشرح المنطق بالفارسي، ذكره النهاوندي في المآثر. السلطان مظفر الحليم الكجراتي السلطان الفاضل العادل المحدث الفقيه مظفر بن محمود بن محمد بن أحمد ابن محمد بن المظفر الكجراتي أبو النصر شمس الدين مظفر شاه الحليم صاحب الرياستين، ولد يوم الخميس لعشر بقين من شوال سنة خمس وسبعين وثمانمائة بأرض كجرات، ونشأ في مهد السلطة ورضع من لبان العلم وترعرع وتنبل في أيام أبيه، وقرأ على مجد الدين محمد بن محمد الايجي العلامة وعلى غيره من العلماء، وأخذ الحديث عنه وعن الشيخ المحدث جمال الدين محمد بن عمر ابن المبارك الحميري الحضرمي الشهير ببحرق، وتدرب في الفنون الحربية، حتى فاق أسلافه في العلم والأدب وفي كثير من الفعال الحميدة، وقام بالملك بعد والده يوم الثلاثاء ثالث شهر رمضان سنة سبع عشرة وتسعمائة من الهجرة، وافتتح أمره بالعدل والسخاء والنجدة والجهاد وسد الثغور وإكرام العلماء. وكان غاية في التقوى والعزيمة والعفو والتسامح عن الناس، ولذلك لقبوه بالسلطان الحليم، وكان جيد القريحة سليم الطبع حسن المحاضرة عارفاً بالموسيقى مشاركاً في أكثر العلوم والفنون، ماهراً في الفنون الحربية من الرمي والضرب بالسيف والطعن بالرماح والفروسية والمصارعة خطاطاً جيد الخط، كان يكتب النسخ والثلث والرقاع بكمال الجودة، وكان يكتب القرآن الحكيم بيده ثم يبعثه إلى الحرمين الشريفين، وحفظ القرآن في حياة والده في أيام الشباب. وكان يقتفي آثار السنة السنية في كل قول وفعل، ويعمل بنصوص الأحاديث النبوية، وكثيراً ما يذكر الموت ويبكي، ويكرم العلماء ويبالغ في تعظيمهم، كان لا يحسن الظن بمشايخ عصره في بداية حاله ثم مال إليهم. ولم يزل يحافظ على الوضوء ويصلي بالجماعة ويصوم رمضان، ولم يقرب الخمر قط، ولم يقع في عرض أحد، وكان يعفو ويسامح عن الخطائين، ويجتنب الإسراف والتبذير وبذل الأموال الطائلة على غير أهلها. وكان كثير التفحص عن أخبار الناس عظمي التجسس عن أخبار الممالك، وربما يغير زيه ولباسه ويخرج من قصره آناء الليل والنهار ويطلع على الأخبار ويستكشف الأسرار. قال الآصفي: إنه وصل إليه يوماً من القاضي بجانبانير رسول الطلب وقد تظلم منه من يتجر في الخيل فكما بلغه وعلى ما كان عليه في حال الخلوة أجاب الرسول وخرج ماشياً إلى مجلس القاضي وجلس مع خصمه بين يديه، وادعى التاجر عليه أنه لم يصله ثمن أفراسه، وثبت ذلك وأبى التاجر أن يقوم من مجلسه قبل أداء الثمن وحكم القاضي به، فمكث السلطان مع خصمه إلى أن قبض التاجر الثمن، وكان القاضي لما حضر السلطان المحكمة وسلم عليه لم يتحرك من مجلسه، وما كفاه ذلك حتى أنه أمره أن لا يترفع على خصمه ويجلس معه والسلطان لا يخرج عن حكمه، الجزء: 4 ¦ الصفحة: 431 ولما قبض التاجر الثمن وسأله القاضي، هل بقيت لك دعوى عليه؟ وقال: لا، عند ذلك قام القاضي من مجلسه وسلم على سلطانه على عادته فيه ونكس رأسه فيما يعتذر به، فقام السلطان من مجلسه مع الخصم وأخذ بيد القاضي وأجلسه في مجلس حكمه كما كان، وجلس إلى جنبه وشكره على عدم مداهنته في الحق حتى أنه قال: لو عدلت عن سيرتك هذه رعاية لي لانتصفت للعدالة منك وأنزلتك منزلة آحاد الناس لئلا يأتسي بك بعدك غيرك، فجزاك الله عني خيراً بوقوفك مع الحق! فمثلك يكون قاضياً، فأثنى عليه القاضي، وقال: ومثلك يكون سلطاناً. قال الآصفي: ومن بره المستفيض لأهل الحرمين الشريفين أنه نجر مركباً وشحنه بالقماش المثمن وأرسله إلى بندر الحجاز جدة، وجعله وما فيه صلة لهم، وله بمكة المشرفة رباط يشتمل على مدرسة وسبيل وعمارة غيرها، وعين وقفاً يتجهز محصوله إلى مكة في كل موسم للمدرسين بمدرسته والطلبة وسكنة الخلاوي وخدم السبيل وما في معناه، ويتجهز سواه لأهل الحرمين، وكان ذلك مستمراً في أيامه. ومن مآثره الحسنة بالحرمين مصحفان بخطه المنسوب كتبهما بقلم الثلث المحرر بماء الذهب وإمام الحنيفة مخصوص بالقراءة فيهما، وربعتان أيضاً بخطه كذلك، وللمصحفين والربعتين وقف مخصوص يتجهز كل عام إلى الحرمين الشريفين لقارىء المصحف وقراء الأجزاء وشيخ الربعة ومفرقها والحافظ لها والداعي له عند الختم والسقاء في الوقت والنقيب والفراش، وقد رأيت ذلك، وكان مستمراً إلى شهادة السلطان محمود. ومن نوادر أفعاله أنه لما تغلب مندلي رأى على بلاد مالوه ضيق على المسلمين وخرج محمود شاه الخلجي صاحب مالوه من بلاده هارباً عنه إلى كجرات نهض السلطان مظفر الحليم من بلاده إلى مالوه سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة بعساكره فوصل إلى دهار ثم إلى مندو ونزل على القلعة وشرع في المحاصرة، وأما مندلي رأى فإنه لما بلغه نزول السلطان بديوله قال لأصحابه: قريب منا المظفر ولا سبيل إلى الحرب إلا إذا حر رانا سانكا صاحب جتور فاكفوني أنتم القلعة وأنا أسير إليه وأصل به، وعلى هذا ودعهم وعزم لطلبه، فلما نزل السلطان على القلعة خرج يوماً فوج فيه نخبة من رجال القلعة على أن يفتكوا بالمسلمين وكانوا حذرين فشدوا عليهم وقتلوا منهم كثيراً وهرب الباقون وتركوا السيف واعتمدوا الخديعة فطلبوا الأمان لتسليم القلعة وترددوا فيه أياماً ثم سألوا الأمان لأموالهم، فلما أجيبوا طلبوا المهلة لجمعة ثم سألوا التباعد عن القلعة ليأمنوا في الخروج، ولما فعل ذلك بلغه وصول رانا سانكا إلى أجين فغضب السلطان وركب إلى ربوة مرتفعة هناك وجلس عليها، وأما الأمراء فكل منهم في سلاحه الكامل في ظل علمه واقف تحت الربوة، فطلب من بينهم عادل خان الفاروقي صاحب برهانبور وقلده إمارة العسكر المجهز لحرب صاحب جتور وخلع عليه وقلده سيفاً وحياضة ومجناً وتسعة من الخيل وحلقة من الأفيال وأوصاه وودعه، وكذلك طلب فتح خان صاحب رادهن بور وأعطاه مثله، وكذلك طلب قوام خان ثم أوصاهما بعادل خان وودعهما، ثم استدعى عسكر هؤلاء ووعدهم جميلاً، وخص وجوه العسكر بالأقبية، وأمر بسائرهم بالتنبل على عادة الهند في الرخصة لهم، ونهض إلى منزله الأول وجد في أسباب الفتح، ودخل القلعة عنوة في ثاني يوم نزوله، وعمل السيف فيهم، وكان آخر أمرهم أنهم دخلوا مساكنهم وغلقوا الأبواب وأشعلوها ناراً فاحترقوا وأهليهم، والسلطان تحت المظلة وهكذا محمود وهما يسيران رويداً رويداً والدماء تسيل كالعين الجارية في سكك القلعة من كل جانب إلى مخارج الماء منها، وبلغ عدد القتلى من الكفرة تسعة عشر ألفاً سوى من غلق بابه واحترق وسوى أتباعهم، فلما وصل السلطان إلى دار سلطنة الخلجي التفت إليه وهنأه بالفتح وبارك له في الملك وأشار بيده المباركة إلى الباب وقال له: بسم الله ادخلوها بسلام آمنين وعطف عنانه خارجاً من القلعة إلى القباب، ودخل الخلجي منزله واجتمع بأولاده وأهله وسجد شكراً لله سبحانه، فلما بلغ مندلي رأى شهق شهقة وغشى عليه وسمع رانا سانكا بعادل خان وقد قرب من أجين فاضطرب وقال لمندلي رأى: ما هذه الشهقة؟ قد قضى الأمر فإن عزمت على أن تلحق بأصحابك فها عادل خان يسمع نفيره وإلا فأدرك نفسك، ثم أمر به فحمل على فيل وخرج من أجين إلى جهاته خائباً الجزء: 4 ¦ الصفحة: 432 سعيه، وتبعه عادل خان إلى ديبالبور وتوقف بها حتى جاءه الطلب، ثم إن الخلجي تفقد ذخائره وهيأ الضيافة ونزل إلى مظفر شاه السلطان وسأله التشريف بالطلوع فأجابه، فلما فرغ من الضيافة دخل به العمارات التي من آثار أبيه وجده، فأعجب بها وترحم عليهم، ثم جلسا في جانب منه وشكره الخلجي وقال: الحمد لله الذي بهمتك رأيت بعيني ما كنت أتمناه بأعدائي ولم يبق لي الآن ارب في شيء من الدنيا والسلطان أولى بالملك مني وما كان لي فهو له فأسألك قبول ذلك وللسلطان أن يقيم به من شاء، فالتفت السلطان إليه وقال له: أول خطوة خطوتها إلى هذه الجهة كانت لله تعالى، والثانية كانت لنصرتك وقد نلتها فالله يبارك لك فيه ويعينك عليه! فقال الخلجي: خلا الملك من الرجال فأخشى ضياعه، فأجابه مظفر شاه المظفر الحليم وقال له: أما هذا فمقبول، سيكون آصف خان معك باثني عشر ألف فارس إلى أن يجتمع رجالك، فطلب الخلجي أن يكون عنده ولده تاج خان وألح عليه، فأجاب إلى ذلك ووعده بالنصر في سائر الأوقات وقال لآصف خان: مالك ولأصحابك كافة من الجراية والولاية عندي فهي على حالها إلى أن ترجعوا إلى منازلكم، وما يعطيكم الخلجي فهو مضاف إليه للتوسع في الوقت، وأمر للخلجي بخزانة ثم ودعه ونزل. وقيل: إن مظفر شاه لما فتح القلعة ودخلها سأله أركان سلطنته أن يستأثر بها، فالتفت إلى الخلجي وودعه للنزول وقال له: احفظ باب القلعة برجال لا يدعوا أحداً يدخلها بعد نزولي حتى من ينتسب إلي، فالتمس الخلجي أن يمكث أياماً، فأبى ونزل، ثم بعد ثلاث أضافه الخلجي ودار به في العمائر التي ما مثلها يذكر في الهند وانتهى إلى عمارة بابها مغلق، فاستفتحه ودخل إلى حجر هناك فأمر الطواشية بفتحها واستدعاء من فيها، فإذا بنساء برزن في حلي وحلل قل أن رأت العين مثلهن وبأيديهن أصناف الجواهر، وما منهن إلا من سلمت ونثرت ما بأيديها على قدم السلطان، فلما رأى .... أشار بأن يحتجبن لعدم حلية النظر إلى الأجنبية، فقال الخلجي: كلهن ملكي وأنا مالك، والعبد وما ملك لمولاه، فدعا له وعاد إلى قبابه، وبالجملة فلما نهض للمسير راجعاً نزل الخلجي ومعه تاج خان وآصف خان، وشيعه إلى حده وسأله الدعاء ورجع، ورخص السلطان لعادل خان فرجع إلى برهانبور، ووصل السلطان بالفتح والدعاء إلى جانبانير، وكان يوم دخوله مشهوداً كثر فيه الدعاء له من سائر عباد الله تعالى. وكان فتح مندو في ثاني عشر من صفر سنة أربع وعشرين وتسعمائة، ولبعض الشعراء في تاريخه: مظفر شاه سلطان جهانكير أساس شرع ودين از نو نهادي كرفته قلعه مندو بشش روز طلسم اينجنين محكم كشادي همين بس بهر تاريخش كه كويم كرفته ملك مندو باز دادي وفيه: مظفر شاه سلطان جهانكير آنكه تيغ أو بناي كفر را ويران ودين وشرع را نو كرد جو از بخت همايون كرد فتح قلعه مندو بود تاريخ سال آن همايون فتح مندو كرد وقال بعضهم في تاريخه: قد فتح المندو سلطاننا وهذا من نوادر الوقائع لا يذكر مثله لأحد من ملوك الهند وسلاطينها بل سلاطين غيرها من البلاد. وأعجب من ذلك أن هذا الخلجي وأسلافه كانوا من أعداء دولتهم، فإن جده محمود شاه الخلجي الكبير كان - سامحه الله - يصول عليهم مرة بعد أخرى، وفي كل مرة يخسر ويخيب في أمله، وأبوه غياث الدين الخلجي خرج إلى كجرات لنصرة كفار الهنود على محمود شاه الكجراتي الكبير، وكذلك جده في أيام محمد شاه الكجراتي، سامحهما الله تعالى! ولله در من قال: هيهات أن يأتي الزمان بمثله إن الزمان بمثله لبخيل الجزء: 4 ¦ الصفحة: 433 قال الآصفي: وفي سنة إحدى وثلاثين وتسعمائة خرج السلطان إلى مصلى العيد للاستسقاء وتصدق وتفقد ذوي الحاجة على طبقاتهم وسألهم الدعاء ثم تقدم للصلاة، وكان آخر ما دعا به كما يقال اللهم! إني عبدك ولا أملك لنفسي شيئاً، فإن تك ذنوبي حبست القطر عن خلقك فها ناصيتي بيدك! فأغثنا يا أرحم الراحمين قال هذا ووضع جبهته على الأرض واستمر ساجداً يكرر قوله: يا أرحم الراحمين، فما رفع رأسه إلا وهاجت ريح ونشأت بحرية ببرق ورعد ومطر، ثم سجد لله شكراً ورجع من صلاته بدعاء الخلق له وهو يتصدق وينفح بالمال يميناً وشمالاً. وبعد الاستسقاء بقليل اعتراه الكسل ثم ضعف المعدة ومنه شكى ضعف الجسد، وفي خلال ذلك عقد مجلساً حفلاً بسادة الأمة ومشايخ الدين وصوفية اليقين واجتمع بهم، وتذاكروا فيما يصلح بلاغاً للآخرة إلى أن تسلسل الحديث في رحمة الله سبحانه وما اقتضاه منه وإحسانه، فأخذ يشرح ما من الله عليه من حسنة ونعمة ويعترف بعجز شكرها إلى أن قال: وما من حديث رويته عن أستاذي المسند العالي مجد الدين بروايته له عن مشايخه إلا وأحفظه وأسنده وأعرف لراويه نسبته وثقته وأوائل حاله إلى وفاته، وما من آية إلا ومن الله علي بحفظها وفهم تأويلها وأسباب نزولها وعلم قراءتها، وأما الفقه فأستحضر منه ما أرجو به مفهوم من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ولي مدة أشهر أصرف وقتي باستعمال ما عليه الصوفية وأشتغل بما سنه المشايخ لتزكية الأنفاس عملاً بما قيل من تشبه بقوم فهو منهم وها أنا أطمع في شمول بركاتهم متعللاً بعسى ولعل، وكنت شرعت بقراءة معالم التنزيل وقد قاربت إتمامه إلا أني أرجو أن أختمه في الجنة إن شاء الله تعالى، فلا تنسوني من صالح دعائكم، فإني أجد أعضائي فقدت قواها، وليس إلا رحمة الله سبحانه دواها، فدعا له الحاضرون بالبركة في العمر. قال: وفي سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة على خروجه من جانبانير ظهرت منه مخائل المستودع بفراق الأبد لها ولأهلها، وأكثر من أعمال البر فيها وفي طريقه إلى أحمد آباد، ولما نزل بها كان يكثر من التردد إلى المزارات المتبركة ويكثر من الخير بها، وكان له حسن الظن بالعلامة خرم خان فقال له يوماً: نظرت فيما أوثر به أولي الاستحقاق من الإنفاق فإذا أنا بين إفراط في صرف بيت المال وتفريط في منع أهله، فلم أدر إذا سئلت عنهما بما أجيب. وفي آخر أيامه وكان يوم الجمعة قام إلى المحل واضطجع إلى أن زالت الشمس، فاستدعى بالماء وتوضأ وصلى ركعتي الوضوء وقام من مصلاه إلى بيت الحرم، واجتمعت النسوة عيه آئسات باكيات يندبن أنفسهن حزناً على فراق لا اجتماع بعده، فأمرهن بالصبر المؤذن بالأجر، وفرق عليهن مالاً ثم ودعهن واستودعهن الله سبحانه، وخرج وجلس ساعة، ثم استدنى منه راجه محمد حسين المخاطب بأشجع الملك وقال له: قد رفع الله قدرك بالعلم وله وهي آخر خدمتك لي أريدك تحضر وفاتي وتقرأ علي سورة ياسين وتغسلني بيدك وتسامحني فيه، فامتن بما أهله به وفداه ودعا له، ثم وقد سمع أذاناً قال: أهو في الوقت؟ فأجاب أسد الملك هذا أذان الاستدعاء لاستعداد صلاة الجمعة ويكون في العادة قبل الوقت، فقال: أما صلاة الظهر فأصليها عندكم، وأما صلاة العصر فعند ربي في الجنة إن شاء الله تعالى، ثم أذن للحاضرين في صلاة الجمعة واستدعى مصلاه وصلى، ودعا الله سبحانه بوجه مقبل عليه وقلب منيب إليه، دعاء من هو مفارق للقصر مشرف على القبر، ثم كان آخر دعائه رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض، أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين وقام من مصلاه وهو يقول: استودعك الله، واضطجع على سريره وهو مجتمع الحواس ووجهه يلتفت إلى القبلة وقال: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وفاضت نفسه والخطيب على المنبر يدعو له، وفي ذلك عبرة لمن ألقى السمع وهو شهيد. وكان ذلك في ثاني جمادي الأولى سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة، وحمل تابوته إلى سركهيج ودفن عند والده طيب الله ثراه! ويحسن الاستشهاد هنا بما رثى به العماد الكاتب سلطانه الملك العادل نور الدين الشهيد رحمه الله: الجزء: 4 ¦ الصفحة: 434 يا ملكاً أيامه لم تزل لفضله فاضلة فاخرة ملكت دنياك وخلفتها وسرت حتى تملك الآخرة خواجه مظفر علي التربتي الوزير الكبير مظفر علي التربتي نواب مظفر خان، كان من رجال بيرم خان خانخانان التركماني، وبعد موته تقرب إلى أكبر شاه التيموري سلطان الهند، وتدرج إلى الإمارة حتى نال الوزارة الجليلة سنة إحدى وثمانين وتسعمائة. وكان رجلاً فاضلاً كريماً له يد بيضاء في السياسة والتدبير، ومن مآثره جامع كبير بآكره، توفي في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، ذكر عبد الرزاق في مآثر الأمراء. الشيخ معروف الأمجهيروي الشيخ الصالح معروف بن سعد الله بن محمود الصديقي الأمجهيروي الدهاري أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بقرية أمجهيره من أعمال دهار، وسافر إلى نارنول وأخذ عن الشيخ نظام الدين النارنولي ولازمه مدة من الزمان، ثم رجع إلى دهار وأقام بها زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ومات بها سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ معروف الجونبوري الشيخ الكبير معروف بن عبد الواسع البخاري الجونبوري كان من نسل الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري على ما قيل، ولد ونشأ بجونبور، وقرأ العلم على الشيخ إله داد الجونبوري العلامة وأخذ عنه الطريقة الجشتية، وأخذ الطريقة القادرية والشطارية عن الشيخ محمد بن عبد العزيز الجونبوري، وانقطع إلى الزهد والعبادة والتدريس والتجرد عن أسباب الدنيا ودعوة الخلق إلى الله سبحانه واستقام على ذلك الترك والتجريد ثلاثين سنة، أخذ عنه الشيخ أحمد بن زين الجونبوري والشيخ نظام الدين الأميتهوي وخلق كثير. الشيخ ملوك شاه البدايوني الشيخ الفاضل ملوك شاه العمري البدايوني أبو عبد القادر كان من العلماء الصالحين، قرأ على الشيخ حاتم بن أبي حاتم السنبهلي، ثم لازم السيد جلال الدين الحسني البدايوني وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله الجشتي البدايوني، مات لثلاث بقين من رجب سنة تسع وستين وتسعمائة بالإسهال الكبدي بمدينة بساور فدفن بها، وأرخ لوفاته ولده عبد القادر جهان فضل. القاضي منجهله الجونبوري الشيخ الفقيه القاضي منجهله الجونبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والعربية، ولي القضاء بجونبور فاستقل به مدة من الزمان، ثم صحب الشيخ علي بن قوام الحسيني الجونبوري وأخذ عنه الطريقة العشقية الشطارية، ذكره عارف علي في العاشقية. الشيخ منجهن الكمالبوري الشيخ العالم الصالح منجهن الشطاري الكمالبوري أحد الفقهاء المتورعين، كان شديد الحسبة على الناس، أخذ الطريقة العشقية عن الشيخ علي بن قوام الحسيني الجونبوري وصحبه زماناً طويلاً، كما في العاشقية. الشيخ منصور اللاهوري الشيخ الفاضل منصور بن أبي المنصور الحنفي اللاهوري أحد العلماء المشهورين، قرأ النحو والعربية وكثيراً من العلوم والفنون على صهره الشيخ سعد الله اللاهوري، وبعضها على شيخ صهره إسحاق بن كاكو، ولازمه زماناً فخار قصب السبق في حلبة العلوم، وتصدر للتدريس. وكان عالماً خفيف الروح سليم الذهن قوي التخيل حسن المحاضرة كثير الصحبة بالأمراء وكانوا يكرمونه، ولاه أكبر شاه التيموري القضاء الأكبر في أرض مالوه فاستقل بها زماناً، ثم رجع إلى لاهور وولاه ضبط المهمات في بحواره وأودية الجبال من حدودها، ذكره عبد القادر في تاريخه. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 435 الأمير الكبير منعم خان التركماني الأمير الكبير منعم بن بيرم التركماني نواب منعم خان خانخانان، كان من الأمراء المشهورين في الهند، خدم همايون شاه ثم ولده أكبر شاه التيموري مدة طويلة حتى ولي إمرة الإمارة ولقبه أكبر شاه خانخانان ومعناه أمير الأمراء سنة سبع وستين وتسعمائة، فاستقل بها أربع عشرة سنة. ومن مآثره جسر على نهر كومتي بمدينة جونبور، بناه سنة إحدى وثمانين وتسعمائة وهو من عجائب الزمن ونوادر الهند، أرخ لبنائه الناس صراط المستقيم. مات ببلدة تانده من بلاد بنكاله سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة، كما في مآثر الأمراء. الشيخ منور بن نور الله الجهمراوتي الشيخ الصالح منور بن نور الله بن معز الدين بن إله داد بن القاضي محمد الشرعي الجهمراوتي أحد رجال العلم والطريقة، أخذ الطريقة عن الشيخ خانون بن العلاء الناكوري ولازمه مدة بكواليار، وسافر معه إلى ناكور وجنديري وكواليار وآكره، ثم أقعده الشيخ بآكره فسكن بها، مات لثلاث بقين من ذي القعدة سنة تسعين وتسعمائة بآكره، كما في كلزار أبرار. القاضي من الله الكاكوروي الشيخ العالم الفقيه القاضي من الله بن نعيم الله بن تاج الدين بن شهاب الدين الصديقي الكاكوروي أحد العلماء المشهورين، أخذ العلم والطريقة عن العلامة سعد الدين بن بدهن بن محمد الخير آبادي صاحب مجمع السلوك وأخذ عنه ولده محمد المشهور بالشيخ سعدي. الشيخ من الله الجونبوري الشيخ الكبير من الله بن بهاء الدين العمري الجشتي الجونبوري المشهور بالشيخ أدهن، بفتح الهمزة وتشديد الدال الهندية، ولد ونشأ بجونبور، وأخذ عن والده وتولى الشياخة بعده، وعمر مائة سنة. وكان مرزوق القبول، حصل له الإجازة عن الشيخ شهاب الدين محمود عن الشيخ برهان الدين عن الشيخ صدر الدين محمد بن أحمد الحسيني البخاري. وله مؤنس الذاكرين كتاب مفيد في بابه، ذكره الجونبوري في كنج أرشدي. وقال البدايوني: إنه بلغ أقصى عمره وعجز عن القعود والقيام والحركة إلا إذا حركه أصحابه، وكان مع ذلك يؤدي الصلوات المفروضة قائماً إذا أقاموه، والسنن والنوافل قاعداً، وكان تغلب عليه الحالة في مجلس السماع فيقوم بنفسه ويتواجد ولا يستطيع الأقوياء من الرجال أن يقاوموه في تلك الحالة، انتهى، مات سنة سبعين وتسعمائة، واسمه شيخ أدهن يشعر بسنة وفاته. الشيخ مودود الكجراتي الشيخ العالم الصالح مودود بن علم الدين بن عين الدين الشاطبي الصديقي الفتني الكجراتي أحد العلماء المبرزين في القراءة والتجويد، أخذ عن والده ولازمه مدة طويلة وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، مات سنة ثلاث عشرة وتسعمائة وله خمس وثمانون سنة، وقبره بمدينة فتن من بلاد كجرات. الشيخ مودود اللاري الشيخ العلامة مودود بن أبي مودود الحنفي الصوفي اللاري أحد المشايخ الصوفية، قرأ على الشيخ عبد الغفور اللاري العلامة صاحب الجامي، وأخذ الطريقة عن بابا نظام الأبدال، وأدرك المشايخ الكبار كالشيخ نعمة الله العدولي والشيخ قاسم الأنوار وغيرهما، ثم دخل الهند على قدم الترك والتجريد في حدود سنة تسعمائة وأقام بآكره زماناً ثم دخل باني بت، وقرأ عليه الشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الفصوص لابن عربي ولازمه مدة، مات بباني بت سنة سبع وثلاثين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ موسى الحداد اللاهوري الشيخ الصالح موسى الحداد اللاهوري أحد رجال المعرفة، أخذ عن الشيخ شهر الله بن يوسف الملتاني الجزء: 4 ¦ الصفحة: 436 ثم عن الشيخ عبد الجليل بن أبي الفتح الحارثي، وكان مغلوب الحالة، يذكر له كشوف وكرامات، توفي سنة خمس وعشرين وتسعمائة. الشيخ موسى الكجراتي الشيخ الفاضل موسى بن أبي موسى الكجراتي الشيخ كليم الدين كان من كبار المشايخ في عصره، حلو الكلام فصيح العبارة شديد التعبد مع حفظ الأوقات، مات بأحمد آباد، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. الشيخ ميران السندي الشيخ الفاضل ميران بن يعقوب التتوي السندي أحد كبار العلماء، درس وأفاد مدة عمره، وأخذ عنه مرزا شاه حسين صاحب السند وخلق كثير من العلماء، مات سنة تسع وأربعين وتسعمائة، فأرخ لوفاته بعضهم علامة وارث الأنبياء وقبره على جبل مكلي، ذكره معصوم بن صفاي السندي في تاريخه. مولانا مير علي السرهندي الشيخ الفاضل مير علي الحنفي السرهندي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسرهند، وأخذ عن الشيخ بدر الدين السرهندي ولازمه مدة، أخذ عنه الشيخ عبد الحي السرهندي وخلق آخرون. مير محمد خان الغزنوي الأمير الكبير مير محمد بن يار محمد الحسيني الغزنوي كان من أمراء الدولة التيمورية، خدم همايون شاه ثم ولده أكبر شاه التيموري مدة طويلة، وولي على بنجاب فاستقل بها مدة، ثم أقطعه ناحية سنبهل وما والاها من البلاد، ولما فتحت كجرات ولي على فتن. وكان رجلاً فاضلاً شاعراً كريماً شجاعاً صاحب جرأة ونجدة، فتح الفتوحات العظيمة وولي على إيالات واسعة، وله ديوان شعر بالفارسي، وكانت له معرفة بالإيقاع والنغم، ومن شعره قوله: در جواني حاصل عمرم بناداني كذشت انجه باقي بود آن هم در بشيماني كذشت توفي سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة، كما في مآثر الأمراء. خواجه ميرك الأصفهاني الوزير الكبير خواجه ميرك الأصفهاني الدبير نواب جنكيز خان، كان من الأفاضل المشهورين في الرئاسة والسياسة، قدم الهند ودخل أحمد نكر فنال المنزلة من ولاتها وطابت له الإقامة بها، فجعله مرتضى نظام شاه صاحب أحمد نكر من خاصته وولاه النيابة المطلقة ولقبه بجنكيز خان، فاعتنى بتأليف القلوب وتعمير البلاد وتكثير الزراعة، اجتمع إليه خلق كثير من أرباب السيف والقلم، وكان كثير البر والإحسان شجاعاً حازماً كريماً عادلاً، فتح قلعة دولت آباد وهي من أمنع قلاع الهند، وتغلب على كاويل ونرناله وإيلجيور من البلاد والقلاع، ووسع حدود ملكه، ثم تحسس منه مرتضى نظام شاه المجنون أمراً لا يرضاه، فقتله بالسم على يد الحكيم بيبرس المصري، فمات سنة اثنتين وسبعين - وقيل: ثمانين - وتسعمائة، كما في تاريخ فرشته، والصواب عندي أنه قتل سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة لوجوه تقف عليها عند مطالعة ذلك الكتاب. القاضي مينا بن يوسف المندوي الشيخ العالم الفقيه القاضي مينا بن يوسف بن حامد بن أبي المفاخر بن يسين المندوي أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بمندو، وسافر في صباه إلى جنديري وقرأ العلم على أساتذتها، ولما أغار رانا سانكا على جنديري خرج منها إلى جتهره وسكن بها زماناً، ثم عاد إلى مندو في أيام قادر شاه المالوي، فولاه القضاء وجعله من ندمائه، وكان جده يسين قاضياً بمندو في أيام محمود شاه الخلجي، ذكره محمد بن الحسن. الشيخ ميانجيو الكجراتي الشيخ الفقيه الزاهد ميانجيو بن داؤد الفتني الكجراتي أحد العلماء الصالحين، ولد بفتن من بلاد كجرات ونشأ بمندو من بلاد مالوه، وسافر للعلم إلى برهانبور ثم إلى كجرات، وقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ أحمد بن الجزء: 4 ¦ الصفحة: 437 جعفر الشيرازي والشيخ صدر الدين الذاكر البرودوي، ولازمهما مدة حتى بلغ رتبة الشيوخ الكبار، وكان يسترزق بالتجارة، مات بمدينة مندو سنة خمس وثمانين وتسعمائة، ذكره محمد بن الحسن في كلزار أبرار. حرف النون القاضي نجم الدين الكجراتي الشيخ العالم الفقيه القاضي نجم الدين الحنفي الكجراتي كان قاضي القضاة بكجرات في عهد السلطان محمود شاه الكبير، وكان شديد الحسبة على الناس، ومما يحكى عنه في ذلك أنه رأى ذات يوم رباباً في يد صائغ قد وضعه للسلطان فأخذه عنه وكسره، ولما بلغ السلطان صنيعه قال مداعباً: إنه جرىء على الضعفاء لم لا يجري الاحتساب على صاحب رسول آباد؟ وأراد به الشيخ الكبير محمد بن عبد الله الحسيني البخاري وهو يلبس الحرير ويستمع الغناء، فلما بلغ القاضي قوله ذهب إلى رسول آباد وصار مرعوباً عند رؤية الشيخ فخضع له وأخذ عنه الطريقة، ذكره الكجراتي في مرآة سكندري، مات سنة إحدى عشرة وتسعمائة، كما في الخزينة. مولانا نجم الدين التستري الشيخ الفاضل نجم الدين التستري المبرز في العلوم الحكمية، قدم الهند وطابت له الإقامة بمدينة أحمد نكر فسكن بها مدة طويلة، ونال الصلات والجوائز من الملوك والأمراء، قتل في جمادي الأولى سنة سبع وتسعين وتسعمائة بأحمد نكر، ذكره محمد قاسم في تاريخه. القاضي نصر الله السندي الشيخ العالم الفقيه القاضي نصر الله بن أبي سعيد بن زين الدين الحنفي البهكري السندي أحد الفقهاء المشهورين، ولي القضاء بمدينة بهكر مكان صنوه القاضي قاضن، ذكره معصوم بن صفائي الترمذي في تاريخه. الشيخ نصير الدين الدهلوي الشيخ العالم الكبير نصير الدين بن سماء الدين بن فخر الدين الحنفي الدهلوي أحد كبار المشايخ، تأدب على أبيه وتفنن عليه بالفضائل، وأخذ عنه الطريقة وتولى الشياخة بعده، وكان عالماً صالحاً متين الديانة مع زهد وتورع واستغناء عن الناس، مات ودفن بدهلي، كما في شمس التواريخ. الشيخ نصير الدين الكجراتي الشيخ الصالح الفقيه نصير الدين بن مجد الدين بن سراج الدين بن كمال الدين العمري الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بأحمد آباد وقرأ العلم على أساتذة بلدته، ثم أخذ الطريقة عن أبيه وتولى الشياخة بعده، وكان على قدم أسلافه في الترك والتجريد، مات لثلاث ليال بقين من رجب سنة عشر وتسعمائة بأحمد آباد. مولانا نصير الدين الكشميري الشيخ العلامة نصير الدين الكشميري أحد فحول العلماء، تخرج عليه يعقوب ابن الحسن وشمس الدين بال وداود بن الحسن ورضى الدين الحسيني وخلق كثير، وكان يرمى بالتشيع. وقد ذكره يعقوب بن الحسن في كتابه مغازي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال: إنه كان فريد عصره في المنطق والحكمة والكلام والتصوف، وكان كثير الدرس والإفادة، انتهت إليه رياسة التدريس بكشمير، قال: إنه ولد أعمى ولكن الله سبحانه كشف بصيرته فاشتغل بالعلم وصار من أكابر العلماء، قرأت عليه المعاني والبيان والبديع والمنطق والحكمة والكلام والتصوف واستفدت منه كثيراً، انتهى. مات سنة ست وأربعين وتسعمائة بكشمير فدفن بقرية خنده بوره، كما في روضة الأبرار. الشيخ نصير الدين الجهونسوي الشيخ العالم الصالح نصير الدين الصديقي الحنفي الجهونسوي أحد كبار المشايخ الجشتية، قرأ الرسائل الفارسية في صباه، وسافر إلى بنارس فقرأ العلم على الشيخ حسن ابن داود البنارسي، ثم سافر إلى جونبور وأخذ عن الشيخ جندن المحدث الجونبوري، وتخرج الجزء: 4 ¦ الصفحة: 438 عليه ثم رجع إلى بنارس، وأمره شيخه الحسن بن داود بالتدريس فسار إلى مصطفى آباد مئو ودرس بها زماناً، ولما سافر شيخه الحسن للحج وفد عليه بمصطفى آباد وألبسه الخرقة ولقنه الذكر وودعه، وكان نصير الدين يريد أن يسافر معه للحج فلما استخلفه الحسن جاء إلى جهونسي قرية بمقربة إله آباد ما وراء نهر كنك ودخل الأربعينية مرة بعد مرة، واشتغل بالذكر والصيام والقيام مع لزم الجمعة والجماعة، وأخذ الطريقة الشطارية عن الشيخ فريد الدين أحمد الكوالياري ورزق حسن القبول، له مصنف لطيف في أشغال الطريقة يسمى محبوب السالكين، ولقبه الشيخ فريد أسد العلماء، مات لعشر ليال بقين من ربيع الأول سنة ثمانين وتسعمائة بجهونسي، كما في كنج أرشدي. الشيخ نصير الدين الجونبوري الشيخ الصالح نصير الدين بن محمد بن رفيع الدين بن نجم الدين بن ركن الدين العباسي السمرقندي ثم الهندي الظفر آبادي أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ قطب الدين البصير الجونبوري القلندر، وانتقل من جونبور إلى قرية بيكو من أعمال ماهل على عشرة أميال من جونبور فسكن بها، ومات لخمس بقين من جمادي الأولى سنة خمس عشرة وتسعمائة. الشيخ نصير الدين الهندولي الشيخ الصالح نصير الدين الهندولي أحد رجال العلم والطريقة، كان من خلفاء الشيخ سليمان بن عفان المندوي على ما صرح به محمد بن الحسن في كلزار أبرار وذكره البدايوني في تاريخه قال: إني أدركته بآكره في بيت السيد شاه مير بن أخ السيد رفيع الدين المحدث فوجدته شيخاً منوراً حسن الأخلاق، وكان مشتهراً بصناعة الكيمياء، وقيل: إن همايون شاه التيموري لما انهزم بجوسه - بفتح الجيم المعقود - ووصل إلى آكره أمره نصير الدين أن يجمع الأطباق وسائر آلات النحاس فجعلها ذهباً خالصاً والسلطان حاضر عنده، انتهى، مات في عهد بيرم خان. الشيخ نظام الدين الكاكوروي الشيخ العالم الكبير نظام الدين بن سيف الدين بن نظام الدين العلوي الكاكوروي المشهور بالشيخ بهيكه وقيل: بهيكن - بكسر الموحدة - بعدها هاء وياء مد، كان من نسل محمد ابن الحنفية، ولد بكاكوري من أعمال لكهنو سنة تسعين وثمانمائة، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ عبد اللطيف الهروي، وقرأ صحيح البخاري وجامع الأصول على مولانا ضياء الدين المحدث قراءة تدبر وإتقان، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الطريقة عن الشيخ إبراهيم بن معين الحسيني الأيرجي ولازمه مدة، ثم رجع إلى كاكوري ودرس وأفاد زماناً، ثم راح إلى كالبي وأخذ عن الشيخ إبراهيم بن أحمد بن الحسن الشريف الحسيني الكيلاني ورجع إلى كاكوري واشتغل بالتدريس والتلقين. وكان لا يفشي حقائق الطريقة لعامة الناس ويقول: من يفشيها يخشى عليه من سوء الخاتمة، وكان يستمع الغناء وينهى عنه غيره، ذكره البدايوني. ومن مصنفاته المنهج في أصول الحديث، والمعارف وشرح الملهمات القادرية كلاهما في الحقائق. مات سنة إحدى وثمانين وتسعمائة، كما في كشف المتواري. الشيخ نظام الدين المندوي الشيخ الصالح نظام الدين بن شرف الدين بن غياث الدين الحسيني المندوي كان من نسل الشيخ الكبير محمد بن يوسف الحسيني الدهلوي المدفون بكلبركه، أخذ الطريقة عن الشيخ برهان الدين الجشتي واشتغل عليه بالأذكار والأشغال زماناً، وكان يتكسب بالمهنة ويأكل من عمل يده، تردد إليه بهادر شاه الكجراتي وهمايون شاه التيموري وأدركاه، وله أربعة وعشرون ابناً كلهم صلحاء. مات لإحدى عشرة بقين من ذي الحجة سنة خمسين وتسعمائة فدفن بمندو على ساكرنال، كما في كلزار أبرار. الشيخ نظام الدين النارنولي الشيخ العالم الكبير نظام الدين بن عبد الكريم الجزء: 4 ¦ الصفحة: 439 الحنفي النارنولي أحد كبار المشايخ الجشتية، قيل: كان إسمه إله داد، وكان والده من أصحاب الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب الجواهر الخمسة، فسافر معه إلى كواليار وسكن بزاوية الشيخ محمد غوث، وجد في البحث والاشتغال حتى برع في العلم وفاق أقرانه في العلوم الآلية والعالية، ثم لازم الشيخ خانون بن العلاء الناكوري وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بنارنول أربعين سنة، وكانت له مدرسة عظيمة بنارنول، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي لليلتين بقيتا من صفر سنة سبع وتسعين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ نظام الدين الأميتهوي الشيخ العالم الفقيه الزاهد نظام الدين بن محمد يسين بن فخر الدين بن أبي الفضل بن تاج الدين العثماني الأميتهوي أحد كبار المشايخ الجشتية، كان من نسل الشيخ سري القسطي العثماني، ولد سنة تسعمائة بأميتهي بلدة مشهورة من بلاد أوده، واشتغل بالعلم من صباه، وسافر إلى جونبور وقرأ على الشيخ معروف ابن عبد الواسع الجونبوري ولازمه مدة، ثم سافر إلى مانكبور وأخذ الطريقة عن الشيخ نور بن الحامد الحسيني المانكبوري، وعاد إلى جونبور، ثم إلى أميتهي وتزوج بها بمخدومة جهان بنت خاصة خدا الصالحي، ثم سار إلى كوبامؤ وزوج ابنته بالمفتي آدم بن محمد الصديقي وسكن بها زماناً، ثم رجع إلى بلدته وانقطع إلى الزهد والعبادة والتدريس، وتزوج في كبر سنه بابنة الشيخ عبد الرزاق ابن خاصة خدا الصالحي، وله ستة أبناء من بطن مخدومة: عبد الجليل، وعبد الوهاب، وعبد الواسع، ومحمد، وأحمد، وعبد الحليم، مات منهم عبد الواسع ثم عبد الوهاب ثم عبد الجليل في حياته، وتولى الشياخة بعد محمد فنازعه أحمد وذهب إلى كوبامؤ فمات بها، وكان له ابن وحيد من بطن الزوجة الثانية يسمى بجعفر. وكان من العلماء الربانيين، انتفع به خلق كثير، ولم يزل مشتغلاً بالتدريس والتلقين مع حسن القصد والإخلاص والابتهال إلى الله سبحانه وشدة الخوف منه ودوام المراقبة له، ما رآه أحد إلا في بيته أو في مسجده، وكان لا يسافر إلا أحياناً إلى خير آباد للقاء الشيخ نظام الدين الحسيني الخير آبادي، أو إلى فتحبور للقاء الشيخ عبد الغني بن حسام الدين الفتحبوري، أو إلى كوبامؤ للقاء الشيخ مبارك بن الشهاب الكوباموي. وكان لا يفشي أسرار المعرفة لأحد، وكان مداره في السلوك على إحياء العلوم والعوارف والرسالة المكية وآداب المريدين وأمثالها من الكتب، قال البدايوني: إنه رأى الفصوص لابن عربي في يد الشيخ أبي الفتح بن نظام الدين الخير آبادي فاختطفه من يده وأعطاه كتاباً آخر للمطالعة، وكان يصلي الأربعة الاحتياطية قبل صلاة الجمعة، ولا يدعو للسلاطين في الخطبة أصلاً، ولا يبايع أحداً إلا نادراً، ولا يرشد أصحابه إلى الأشغال ولا يلقنهم وكان يصلي متنعلاً ويقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى متنعلاً، ويصلي صلاة الفجر في الغلس، وكان يحترز عن سماع الغناء وينهى عنه أصحابه ويقول: إن دار الأمر بين الحلة والحرمة فالأخذ بالأحوط أولى، انتهى ما ذكره البدايوني. توفي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة تسع وسبعين وتسعمائة، فبنى على قبره تردي بيك خان عمارة عالية، وأرخ لوفاته الشيخ جنيد السنديلوي وكان من أصحابه فلك كفتا كه او بادوست بيوست. الشيخ نظام الدين الخير آبادي الشيخ العالم الكبير نظام الدين بن السيد ميرن بن نور بن مدن بن سعيد ابن قاضي شيخ بن إنعام الدين بن ركن الدين بن محمد بن نور بن أحمد بن محمود الحسيني الخير آبادي أحد العلماء المشهورين، كان من نسل السيد محمود الحسيني الشيوراني، ولد ونشأ ببلدة سنديله - بفتح السين المهملة - وبايع الشيخ سعد الدين بن القاضي بدهن الخير آبادي في صغر سنه، وسافر للعلم إلى سنبهل فقرأ على العلامة عزيز الله التلنبي وعلى غيره من العلماء في بلاد أخرى، ورجع إلى خير آباد وتصدر للتدريس فدرس وأفتى وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه الكرام، وقصده الطلبة الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440 من الأقطار البعيدة وتخرجوا عليه، وأخذته الجذبة الربانية في أثناء التدريس فسار إلى سائين بور ولازم صفي الدين عبد الصمد السائين بوري وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بخير آباد من حسن القصد والإخلاص والانقطاع إلى الله سبحانه والتجرد عن الأسباب والتقلل عن الدنيا ورد ما يفتح به عليه، مات لسبع خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، كما في أخبار الأصفياء. الشيخ نظام الدين البدخشي الشيخ العلامة نظام الدين الحنفي البدخشي نواب غازي خان كان من نسل الحسن بن أبي الحسن البصري، ولد بخراسان وقرأ العلم على مولانا محمد سعيد والعلامة عصام الدين إبراهيم الإسفراييني وعلى غيرهما من الأساتذة، وتلقن الذكر عن الشيخ حسين الخوارزمي، وقدم الهند سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة فتقرب إلى أكبر شاه التيموري، فلقبه بغازي خان وأدناه وأهله للعناية والقبول وولاه الأعمال الجليلة. وقال البدايوني: هو الذي اخترع السجدة للسلطان تحية له، والله أعلم. له مصنفات عديدة منها حاشية بسيطة على شرح العقائد ورسالة في إثبات الكلام وإيمان التحقيق والتصديق. مات سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة بأرض أوده، وله سبعون سنة. جام نظام الدين السندي الملك الفاضل نظام الدين ننده بن باينه بن انر بن صلاح الدين بن تماجي كان من ولاة السند من قبيلة سمه، واسمه ننده - بنونين الأولى مفتوحة والثانية ساكنة - نسبه الشهاب أحمد بن حجر المكي في رسالته رياض الرضوان في مآثر عبد العزيز آصف خان إلى عمر بن الخطاب الخليفة العدوي القرشي وقال سمعته منه - أي من آصف خان - قال: وأخبرني بعض الثقات أنه سمع منه أنه مخزومي، فلعل في نسبته من بني مخزوم أيضاً، انتهى، والمشهور أنه هندي النجار من قبيلة سمه، والله أعلم. ولي الملك بعد سحر لخمس بقين من ربيع الأول سنة ست وستين وثمانمائة وامتدت أياماً إلى ثمان وأربعين سنة. وكان ملكاً فاضلاً عادلاً رحيماً كريماً محباً لأهل العلم محسناً إليهم، استقدم إلى بلاده العلامة جلال الدين محمد بن أسعد الصديقي الدواني وبعث إليه شمس الدين والمير معين الدين وبعث الهدايا إليه، وكان الدواني مات قبل أن يصل إليه هداياه. وكان نظام الدين كارهاً لمحاربة المسلمين يمسح نواصي خيله ويقول: لا سمح الله أن نركبها! لأن حدود ملكه كانت متصلة بحدود المسلمين. وكان تقياً متورعاً ملازماً للخيرات والمبرات، وكان عصره من أحسن الأعصار وزمانه من أنضر الأزمنة، مات نحو سنة أربع عشرة وتسعمائة. الشيخ نظام الدين المنيري الشيخ الفاضل نظام الدين المنيري القلندر كان ابن أخت الشيخ قطب الدين العمري الجونبوري وصاحبه، أخذ عنه الطريقة، وله القصيدة الكبرى وشرحها صراط المستقيم صنفها سنة ثمانين وتسعمائة، وقبره في الذخيرة ما بين عظيم آباد ومنير، كما في أصول المقصود. الشيخ نوح بن نعمة الله السندي الشيخ الفاضل العلامة نوح بن نعمة الله الصديقي الحنفي السندي، كان يسكن بهاله كندى قرية من أعمال السند، وانتهت إليه الرئاسة العلمية، يذكره عيسى بن قاسم الشهابي السندي بالخير ويقول: إنه كان يفسر القرآن الكريم بالمعاني الدقيقة، حكى عنه محمد بن الحسن في كلزار أبرار، مات يوم الخميس لأربع ليال بقين من ذي القعدة سنة ثمان وتسعين وتسعمائة بهاله كندى، ذكره القانع في تحفة الكرام. الشيخ نور الحق الحسيني المانكبوري الشيخ الكبير نور الحق بن الحامد الحسيني الجزء: 4 ¦ الصفحة: 441 المانكبوري أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمانكبور ولازم أباه ملازمة طويلة وأخذ عنه وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير، وكان صاحب كشوف وكرامات كوالده، مات في سنة إحدى وعشرين وتسعمائة، كما في كنج أرشدي. الشيخ نور الدين السفيدوني الشيخ العالم الكبير نور الدين بن سلطان علي الرضوي الهروي ثم الهندي السفيدوني، كان من العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والأصطرلاب، ولد بجام من أعمال خراسان ونشأ في مشهد الرضا، وقدم الهند في أيام همايون شاه التيموري، فقربه إليه وأدناه وجعله من جلسائه وأخذ عنه بعض الفنون، وأخذ السفيدوني عنه علم الأصطرلاب، ذكره الخوافي. وقال البدايوني: كانت له مشاركة جيدة في المنطق والحكمة والشعر والفنون الرياضية، وكان فكهاً لطيف الروح، كريماً جواداً من حسنات العصر، حفر نهراً كبيراً من ماء جمن وأجراه إلى كرنال ثم إلى غيرها من البلاد قريباً من مائة أميال، فلم يزل ينتفع به الناس إلى مدة طويلة، قال: وسفيدون قرية جامعة من أعمال سرهند كانت تحت يده في العمالة فاشتهر بها، انتهى، ومن شعره قوله: جون دست ما بدامن وصلت نميرسد بائي طلب شكسته بدامان نشسته ايم مات سنة أربع وتسعين وتسعمائة في أيام أكبر شاه. الشيخ نور الدين الجونبوري الشيخ الصالح نور الدين بن نصير الدين العباسي الجونبوري أحد مشايخ الطريقة القلندرية، أخذ عن أبيه وعن الشيخ قطب الدين العمري الجونبوري، مات لثمان بقين من صفر سنة ثلاث وستين وتسعمائة. حرف الواو مولانا وجيه الدين الكجراتي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة وجيه الدين بن نصر الله بن عماد الدين العلوي الكجراتي أحد كبار الأساتذة، لا تكاد تسمع من يدانيه فيمن عاصره من العلماء في كثرة التصانيف ويجاريه في قوة التدريس. ولد بجانبانير من أرض كجرات سنة إحدى عشرة وتسعمائة، واشتغل بالعلم على أساتذة عصره، ثم لازم العلامة عماد الدين محمد بن محمود الطارمي وأخذ المنطق والحكمة والكلام والأصول وغيرها من العلوم الآلية والعالية، وأقبل على العلم إقبالاً كلياً حتى حاز قصب السبق فيه وأحكم فأفتى ودرس وله نحو العشرين، وصنف التصانيف وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه، ولبس الخرقة من الشيخ قاضي خان الجشتي النهروالي المشهور بالشيخ قاضن، ثم أخذ الطريقة العشقية الشطارية عن الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب الجواهر الخمسة واشتغل عليه بالأذكار والأشغال زماناً. وكان صاحب صدق وإخلاص، قانعاً باليسير، شريف النفس، لا يمتاز عن آحاد الناس في الملبس، ويبذل عن الطلبة والمحصلين عليه ما يفتح له، ويختار الثياب الخشنة في اللباس مع انقطاعه إلى الدرس والإفادة والاشتغال بالله سبحانه والتجرد عن أسباب الدنيا، لم يتردد إلى بيوت الأمراء والأغنياء إلا مرة أو مرتين في عمره مكرها، فما رآه أحد إلا في بيته أو في المسجد مشتغلاً بالإفادة والعبادة. وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتبيين، ومن مصنفاته الممتعة حاشية على تفسير البيضاوي، وحاشية على أصول البزودي، وحاشية على هداية الفقه للمرغيناني، وعلى شرح الوقاية، وعلى المطول، على المختصر، وعلى التلويح، وعلى العضدية، وعلى شرح التجريد للأصفهاني، وعلى شرح العقائد للتفتازاني، وعلى الحاشية القديمة للدواني، وعلى شرح المواقف للجرجاني، وعلى شرح حكمة العين، وعلى شرح المقاصد، وعلى شرح الجغميني، وعلى شرح الشمسية للرازي، وعلى شرح الكافية للجامي، وعلى شرح الإرشاد للدولة آبادي، وله شرح على رسالة علي القوشجي في الهيئة، وشرح على أبيات التسهيل، وشرح على اللوائح، وشرح على جام جهان نما الجزء: 4 ¦ الصفحة: 442 وشرح على النخبة في أصول الحديث. توفي سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، فأرخ لعام وفاته بعضهم شيخ وجيه الدين، وقبره مشهور بأحمد آباد. الشيخ وجيه الدين الجندواروي الشيخ العالم الصالح وجيه الدين بن نظام الدين الحسيني الجندواروي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بجندواره - بفتح الجيم المعقود - قرية ما بين لكهنو وفيض آباد، وقرأ الكتب الدرسية من الميزان إلى الحسامي على أساتذة وطنه، ثم لازم الشيخ محمد بن منكن الصديقي الملاوي وسافر معه إلى ملاوه - بتشديد اللام - وقرأ عليه فاتحة الفراغ، ثم أخذ عنه الطريقة ودخل الأربعينات والتزم الصيام والقيام. ومن مصنفاته مصباح العاشقين في إيضاح أحوال السالكين كتاب مفيد بالفارسي في أخبار المشايخ الجشتية، شرع في تصنيفه سنة ست وثلاثين وتسعمائة، ورتبه على أربع مقالات: الأولى في أخبار شيخه محمد، والثانية في أخبار شيوخ شيخه إلى معين الدين حسن السجزي الأجميري وأخبار معاصريهم من العلماء والمشايخ، والثالثة في الأذكار والأشغال، والرابعة في أخبار تلامذة الشيخ محمد وأصحابه في الطريقة، أوله: الحمد لله الذي يسبح له ما في السماوات والأرض، إلخ. الشيخ ودود الله المالوي الشيخ الصالح ودود الله بن معروف الصديقي المالوي، كان من نسل عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وكان اسمه لاد، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب الجواهر الخمسة ولازمه اثنتي عشرة سنة وأخذ عنه أعمال الجواهر الخمسة ولما رحل محمد غوث إلى كجرات سكن بآشته - بلدة كانت من بلاد مالوه واليوم قرية جامعة من أعمال بهوبال - فأقام بها إلى سنة أربع وسبعين وتسعمائة، ثم سار نحو جامود - قرية من أعمال برهانبور - وسكن بها إلى أن توفي إلى رحمة الله سبحانه، وعمره جاوز مائة سنة، مات سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة بجامود، كما في كلزار أبرار. الشيخ ولي الشطاري الشيخ الصالح ولي بن الولي الشطاري أحد المشايخ العشقية الشطارية، أخذ عن الشيخ حافظ واسطه كار، وأخذ عنه الشيخ بهاء الدين زكريا الأجودهني وابن أخيه الشيخ حاجي بن علم الدين العجائب وخلق آخرون، مات سنة ست وخمسين وتسعمائة، كما في كلزار أبرار. الشيخ ولي محمد الكجراتي الشيخ الصالح ولي محمد الحنفي الشطاري الكجراتي أحد المشايخ الشطارية، ولد بجانبانير ونشأ بها، وبايع الشيخ قطب الدين النهروالي الذاكر، ثم لازم الشيخ محمد غوث الكواليري وأخذ عنه الطريقة، له شرح على نزهة الأرواح، انتقل من كجرات إلى برهانبور سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة فسكن بها إلى أن توفي سنة سبع وثمانين وتسعمائة، كما في تاريخ برهانبور. حرف الهاء الشيخ هبة الله الشيرازي الشيخ الفاضل العلامة هبة الله بن عطاء الله بن لطف الله بن سلام الله ابن روح الله الحسيني الشيرازي المشهور بشاه مير، كان من كبار العلماء، ولد ونشأ بشيراز، وقرأ العلم على أساتذة الشيخ صدر الدين الشيرازي صاحب الأسفار الأربعة مشاركاً له في الأخذ والقراءة، وأخذ الحديث عن جده لأمه الحافظ نور الدين أبي الفتوح الطاؤسي ولبس منه الخرقة ولازمه زماناً، ثم أدرك الولي الكبير دده عمر روشني الخلوتي الآيدهني ثم التبريزي المتوفي بتبريز سنة إحدى أو اثنتين وتسعين وثمانمائة وكان من كبار المشايخ، وروشني لقبه في الشعر فإنه كانت له أشعار بالتركية، فلازمه وأخذ عنه بدار السلطنة بتبريز، ثم دخل كجرات الجزء: 4 ¦ الصفحة: 443 سنة ثمان وتسعين وثمانمائة في أيام السلطان محمود شاه الكبير وسكن بجانبانير فهجم عليه المحصلون ووفدوا عليه من بلاد شاسعة. وله مصنفات جليلة منها أسنى الكواشف في شرح المواقف ولوامع البرهان في قدم القرآن وشرح تهذيب المنطق والكلام والمحاكمة على شرح الشمسية في المنطق، ورسالة في الهيئة، ورسالة في أصول الحديث، ورسالة في المسلسلات. همايون شاه التيموري الملك الفاضل همايون بن بابر بن عمر التيموري، السلطان نصير الدين همايون شاه، ولد ليلة الثلاثاء لأربع خلون من ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وتسعمائة بقلعة كابل، ونشأ في مهد السلطة وأخذ من الفنون الحربية والسياسة ما يليق بأبناء الملوك، وأضاف إلى ذلك معرفة اللغة التركية والفارسية وعلم الهيئة والهندسة والنجوم والشعر والألغاز، وتبحر في علم الأصطرلاب، وأخذ عنه نور الدين السفيدوني، وهو أخذ عن السفيدوني غيرها من الفنون، وأخذ عن الشيخ جلال التتوي السندي والشيخ أبي القاسم الجرجاني ومولانا إلياس الأردبيلي، قرأ عليهما درة التاج للعلامة قطب الدين الرازي، وكان دائم الاشتغال بمطالعة الكتب ومذاكرتها، قام بالملك بعد أبيه في تاسع جمادي الأولى سنة سبع وثلاثين وتسعمائة بمدينة آكره، فأرخ له بعض العلماء خير الملوك، ووزع الأموال الطائلة على الخاصة والعامة، ثم نفذ وصية والده وحاصر قلعة كالنجر الشهيرة بالمناعة والحصانة وفتحها، ثم توجه إلى جونبور حيث كان محمود اللودهي قد جمع الأفغان وثار على همايون فهزمه، وأضاف المقاطعة الشرقية إلى مملكته وعطف عنان عزيمته إلى كجرات، وهزم تاتار خان وعسكره، ثم واجه بهادر شاه الكجراتي في مندسور، ووقع من خيانة الأمير مصطفى بن بهرام المعروف برومي خان ما شرحت قصته في ترجمة رومي خان، فتغلب همايون على مالوه ثم على كجرات في قتال شديد وحصار طويل. وبينما كان همايون في مالوه حيث كان يستجم ويرويح نفسه إذ سمع أن منافسه الكبير في حكومة الهند شير خان قد جمع قوة كبيرة في بنكال وبهار وهو خطر يهدد الدولة المغولية، فتوجه همايون من مالوه وقصد الشرق ووقعت المعركة بينه وبين شير خان في جوسه على خمسين ميلاً من مدينة آره، وانهزم همايون هزيمة منكرة، وغرق آلاف من رجاله في ماء كنك، وأشرف همايون على الغرق ولكنه نجا بمساعدة نظام السقاء وكان ذلك سنة 946 هـ، والتجأ همايون إلى آكره حيث جمع فل جنوده وحشد عساكره، ثم توجه إلى شير خان ووقعت المعركة في قنوج، وانهزم همايون مرة ثانية وذلك في المحرم سنة 947 هـ، والتجأ إلى آكره ثم إلى لاهور وشير خان يتبعه وإخوته يخذلونه ويغدرون به حتى دخل السند وهو هائم على وجهه لا يجد من يؤويه وينجده ولا يملك لا بعيراً ركبه مع زوجه وهي حامل حتى وصل إلى عمر كوت حيث ولد ابنه جلال الدين أكبر، ووصل إلى قندهار وسمع أن أخاه مرزا عسكري خرج ليأسره، فترك ولده في قندهار ودخل في حدود إيران، وتم استيلاء شير خان على الهند وتلقب بشير شاه. وعن طريق هرات والمشهد وصل همايون إلى قزوين، واستنجد طهماسب شاه الصفوي الذي أحسن ضيافته وأكرم مثواه وأنجده بألف وأربعمائة مقاتل، ورجع همايون إلى الهند وأخضع إخوته الثلاثة وصفح عنهم، وكان شير شاه السوري الملك العظيم قد توفي في هذه المدة، وفتح همايون بنجاب، وانتزع من سكندر شاه السوري آكره ودهلي، واسترد ملك الهند وأراد أن يتتبع أعداءه ومنافسيه ولكنه فوجئ بالوقوع من مكتبته التي كان يطالع فيها وقد سمع الأذان، ومات بعد بضعة أيام وكان ذلك في الثاني عشر من ربيع الأول سنة 963 هـ. وكان همايون ملكاً فاضلاً، له اليد الطولى في العلوم الرياضية وكان شغوفاً بالعلم، دائم الصحبة للعلماء وأهل الفضل، وكان يحافظ على الوضوء ويكره أن يسمى الله على غير وضوء، ونسبه بعض المؤرخين إلى التشيع، ونفاه آخرون وذكروا أنه كان سني العقيدة حنفي المذهب مجتنباً عن المناهي. وكان لا يقل عن أبيه في الشجاعة والكفاءة ولكنه الجزء: 4 ¦ الصفحة: 444 كان دونه في الجلادة وتحمل المشاق، وكان إذا حارب طويلاً استراح طويلاً بخلاف أبيه، وله أخبار تدل على شجاعته ورباطة جأشه، منها أنه لما استعصى عليه فتح قلعة جانبانير وطال الحصار غرز همايون الأوتار في سور القلعة وصعد على القلعة ودخل فيها في ثلاثمائة رجل وفتح باب القلعة قسراً وكان الفتح. وقد غلبته طبيعة الجود والرحمة وأسرف فيهما، فكان ذلك من أعوان أعدائه عليه، ومن أسباب نكبته مراراً، كان إخوته يغدرون به دائماً وهو يصفح عنهم دائماً ويوليهم الأعمال الجليلة، ولذلك فقد كجرات وبنجاب مرتين. وكان شاعراً أديباً وسيماً أسمر اللون، مات في قلعة دهلي القديمة ودفن في كيلو كهري، وعلى قبره مقبرة عظيمة، وصنف في أخباره جواهر الأفتابجي كتابه واقعات همايون وأخته كلبدن بيكم همايون نامه. حرف الياء مولانا يار محمد السندي الشيخ العالم الكبير يار محمد بن عبد العزيز الأبهري ثم الكاهاني السندي أحد فحول العلماء، انتقل من هراة مع والده سنة ثمان وعشرين وتسعمائة، ودخل السند في عهد الجام فيروز فسكن بكاهان قرية من أعمال سيوستان، واشتغل بالدرس والإفادة. وكان جليل القدر رفيع المنزلة حسن المعاشرة لين الكنف، أخذ العلم عن أبيه، وعنه جمع كثير من العلماء، مات بكاهان ودفن بها، ذكره النهاوندي في المآثر. مولانا يار محمد السندي الشيخ الفاضل يار محمد البكري الحنفي السندي أحد الأفاضل المشهورين في عصره لم يكن له نظير في الإنشاء، بعثه محمود شاه السندي بالرسالة إلى همايون شاه التيموري فرجع وسكن بستيبور ومات بها، ذكره القانع في تحفة الكرام. الشيخ يحيى بن أبي الفيض الأحراري الشيخ العالم الفقيه يحيى بن أبي الفيض بن عبد الله بن الشيخ الأجل عبيد الله الأحرار الأحراري السمرقندي أحد العلماء المشهورين في الصناعة الطبية، ولم يكن له نظير في زمانه في الخط، يكتب بسبعة أقلام جيداً غاية الجودة. وكان صاحب الأخلاق الرضية والخصال المرضية كريماً مؤثراً، يبذل كل ما يحصل له من أقطاعه على الناس وينفعهم نفعاً عظيماً. بعثه أكبر شاه إلى الحجاز وأعطاه صرة فسار إلى الحرمين الشريفين وحج وزار ورجع إلى آكره، ومات بها سنة تسع وتسعين وتسعمائة، كما في مهر جهانتاب. السيد يسين السامانوي الشيخ العالم الصالح يسين بن أبي يسين الحنفي الشطاري السامانوي كان من بني أعمام السيد شاه مير السامانوي، سافر للعلم ولازم الشيخ وجيه الدين العلوي الكجراتي وقرأ عليه الكتب وأخذ عنه الطريقة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الحديث عن مشايخ عصره، ثم رجع إلى الهند وأقام بلاهور مدة عند بعض الأمراء، ثم اعتزل عنه وانقطع إلى الله سبحانه بالكلية وتزيا بزي الفقراء، وأقام بسرهند مدة يربى المريدين ويرشد السالكين، وكان يريد أن يذهب إلى كجرات مرة ثانية ليذهب إلى الحجاز، فلم يتيسر له ذلك فسافر إلى بنكاله وأقام بناحية بهار مدة، أخذ عنه الشيخ شهباز محمد البهاكلبوري وجمع كثير ومات بها، لم أقف على سنة وفاته. الشيخ يعقوب الكجراتي الشيخ الصالح يعقوب بن خوندمير بن بدا بن يعقوب بن محمود الفتني الكجراتي أحد العلماء العاملين، ولد ونشأ بكجرات، وأخذ عن والده وعن الشيخ محمد اختيار الكجراتي وقرأ عليه ولازمه مدة وصار من أكابر عصره، تذكر له كشوف وكرامات، مات لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة سبع وعشرين وتسعمائة، كما في مرآة أحمدي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 445 القاضي يعقوب المانكبوري الشيخ الفقيه القاضي يعقوب بن أبي يعقوب الحنفي القاضي كمال الدين المانكبوري كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولي القضاء بعد ما توفي صهره القاضي فضيلة وتقرب إلى أكبر شاه التيموري، فولاه قضاء المعسكر فصار قاضي قضاة الهند واستقل به زماناً، ثم عزل وولي القضاء الأكبر بأرض بنكاله. وكان فيه دعابة وخفة روح بشوشاً لطيف الطبع، ينشئ الأشعار العربية في البحور الهندية، ويأكل المعاجين المقوية المبهية ويكثر منها. ذكره البدايوني وقال: لما خرج محمد معصوم الكابلي في بنكاله على أكبر شاه المذكور وافقه في البغي والخروج، فعزله عن القضاء الأكبر وأمر بحبسه في قلعة كواليار، فمات قبل أن يصل إلى القلعة، انتهى. وقال بعض أهل الأخبار: إن أكبر شاه المذكور أمر باتلافه فقتلوه، وكان ذلك نحو سنة ثمان وتسعين وتسعمائة. ومن آثاره الباقية أبنية رفيعة وأنهار وحياض وبساتين، منها حوض كبير في هنسوه وهي قرية جامعة من أعمال فتحبور. الشيخ يوسف بن أحمد الكجراتي الشيخ الفاضل الكبير يوسف بن أحمد بن محمد بن عثمان الحسيني الكجراتي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، له منظر الإنسان ترجمة تاريخ ابن خلكان بالفارسية، صنفه للسلطان محمود شاه الكبير، لعله في سنة تسع وثمانين وثمانمائة بعبارة حسنة تشعر باتقانه في معرفة اللسانين ويخبر بما يشهد له بالفضل كلا الفريقين. وكان جده السيد عثمان من كبار خلفاء برهان الدين عبد الله بن محمود بن الحسين الحسيني البخاري الكجراتي، ذكره الآصفي في تاريخه. الشيخ يوسف بن داود الملتاني الشيخ الصالح يوسف بن داود الحنفي الملتاني أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ جلال الدين التهانيسري ولازمه مدة من الزمان ثم سكن بآكره، أدركه الشيخ رفيع الدين الشيرازي المحدث واستفاض منه، مات ودفن بآكره في حياة الشيخ رفيع الدين المذكور، ذكره محمد بن الحسن. الشيخ يوسف بن سليمان الكجراتي الشيخ الفاضل يوسف بن سليمان الإسماعيلي السده بوري الكجراتي أحد دعاة المذهب الإسماعيلي، ذكره سيف الدين عبد العلي في المجالس السيفية قال إنه سار إلى بلاد اليمن وأخذ علم التنزيل والتأويل عن الشيخ عماد الدين إدريس ابن الحسن الإسماعيلي اليمني، ونص له العماد بالدعوة إلى مذهبه بعده، فرجع إلى الهند وانتقلت الدعوة بانتقاله إلى بلاد الهند، ولما احتضر يوسف نص بالدعوة لجلال الدين الكجراتي، انتهى. الشيخ يوسف بن عبد الله التميمي الشيخ الفاضل يوسف بن عبد الله التميمي الأنصاري الأكبر آبادي، أحد رجال العلم والطريقة، قرأ على والده ثم لازم الشيخ إسماعيل بن أبدال الشريف الحسني الأجي وأخذ عنه وتزوج بابنته العفيفة، ولما مات الشيخ إسماعيل تولى الشياخة مكانه فدرس وأفاد مدة من الزمان مع صدق وعفاف، ومات في آخر شوال سنة أربع وتسعين وتسعمائة بآكره، كما في أخبار الأصفياء لحفيده عبد الصمد بن أفضل محمد بن يوسف التميمي. مولانا يوسف الكجراتي الشيخ الفاضل يوسف بن أبي يوسف الكجراتي ثم البرهانبوري أحد الأذكياء، ولد بأرض بنكاله وسافر للعلم، فساح البلاد واحداً بعد واحد حتى وصل إلى كجرات، ولازم العلامة وجيه الدين العلوي الكجراتي وأخذ عنه العلم وتلقى منه الذكر، وسار إلى برهانبور فسكن بها وتزوج، أخذ عنه عيسى ابن القاسم السندي وبير محمد الحليم وخلق كثير من العلماء والمشايخ، ذكره محمد بن الحسن. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 446 مولانا يوسف السندي الشيخ العالم الصالح يوسف بن أبي يوسف الحنفي السندي، كان من أهل التفنن في العلوم الشرعية، مقدماً في المعارف الأدبية، ثاقب الذهن في تمييز الصواب عن الخطأ، وكان في عهد مرزا باقي أحد ولاة السند، ذكره النهاوندي. يوسف عادل شاه البيجابوري الملك الفاضل يوسف عادل شاه الشيعي البيجابوري، قيل: إن أصله من العائلة العثمانية وإنه كان من أبناء مراد بن با يزيد اليلدرم المتوفي سنة أربع وخمسين وثمانمائة، خرج بعد ما توفي والده وولي مكانه صنوه محمد مخافة القتل، وسافر إلى ساوه ثم دخل الهند وقدم أحمد آباد بيدر وخدم سلطانها مدة طويلة، وولي على بيجابور بعد مدة واستقل بالملك سنة خمس - وقيل ست - وتسعين وثمانمائة، وضبط البلاد واستولى على أكثر بلاد الملوك البهمنية وذلك في أيام محمود شاه البهمني، ولقب نفسه بعادل شاه، وخطب للأئمة الاثني عشر بمدينة بيجابور سنة ثمان وتسعمائة وروج في أهلها مذهب الإمامية، وهو أول ملك من ملوك الهند خطب للأئمة في بلاده وروج ذلك المذهب. وكان عادلاً كريماً حليماً مقداماً باسلاً ماهراً في العروض والقافية والشعر والموسيقى وضرب العود والطنبور، وكان جيد الخط يكتب النستعليق بالجودة والحلاوة، كان حسن الشكل محباً لأهل العلم محسناً إليهم، ومن شعره قوله: آن كس كه علم به نيكنامي افراشت در مزرع دهر تخم بنكوئي كاشت نيكوان زنده جاويد اند مرد آنكه بمرد ونام نيكو نكذاشت توفي سنة ست عشرة وتسعمائة. الشيخ يوسف القتال الدهلوي الشيخ الصالح الكبير يوسف القتال الدهلوي كان من كبار الأولياء، أخذ عن القاضي جلال الدين اللاهوري ولازمه مدة، مات بدهلي سنة ثلاث وثلاثين وتسعمائة، وعلى قبره أبنية فاخرة بناها الشيخ علاء الدين بن نور الدين الأجودهني سنة ثلاث وتسعمائة في حياة الشيخ، وكان ذلك في عهد سكندر شاه اللودي. مولانا يونس السمرقندي الشيخ العلامة يونس بن أبي يونس الحنفي السمرقندي ثم السندي أحد كبار العلماء في العلوم الحكمية، قدم السند وقرأ عليه مرزا حسين شاه السندي شرح المواقف للجرجاني وغيره من الكتب، مات سنة إحدى وخمسين وتسعمائة، ذكره النهاوندي. مولانا يونس السندي الشيخ الفاضل يونس بن أبي يونس الحنفي السندي أحد الأساتذة المشهورين، أخذ عنه القاضي عبد الغني والسيد إبراهيم البهكري والشيخ نظام الدين بن كبير والشيخ طيب السندي والقاضي إسحاق الآثيري وخلق آخرون، ذكره محمد ابن الحسن في كلزار أبرار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 447 الجزء الخامس يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها في القرن الحادي عشر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 460 الطبقة الحادية عشرة في أعيان القرن الحادي عشر حرف الألف الشيخ آدم بن إسماعيل البنوري الشيخ العارف الولي الكبير آدم في إسماعيل بن بهوه بن يوسف بن يعقوب ابن الحسين الحسيني الكاظمي البنوري، أحد كبار المشايخ النقشبندية، بشر به والده في رؤيا له صالحة، بشره بذلك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولد ونشأ بقرية بنور - بفتح الموحدة وتشديد النون - من أعمال سرهند، وأخذ الطريقة عن الحاج خضر الروغاني أحد أصحاب الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي بمدينة ملتان، ولازمه شهرين كاملين، ثم قدم سرهند بأمره ولازم الشيخ أحمد المذكور مدة من الزمان وأخذ عنه، وقد ذكر في خلاصة المعارف أنه حصلت له نفحة من الجذبات الربانية عن الشيخ محمد طاهر اللاهوري بحق ما وصل إليه عن الشيخ إسكندر عن جده كمال الدين الكيتهلي. وبالجملة فإنه بلغ رتبة لم يصل إليها كثير ممن عاصره من المشايخ، وكانت طريقته اتباع الشريعة المحمدية واقتفاء آثار السنة السنية، لا ينحرف عنها قدر شعرة في الأقوال ولا في الأفعال. أخذ عنه خلق كثير حتى قيل إن أربعمائة ألف مسلم بايعوه، ثم ألف رجل منهم نالوا عنه حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وقيل إن زاويته قلما كانت تخلو عن ألف رجل كل يوم، وكلهم كانوا يأكلون الطعام من مطبخه ويستفيدون منه. وفي التذكرة الآدمية أنه سار إلى لاهور سنة اثنتين وخمسين وألف وكان معه عشرة آلاف من السادة والمشايخ ومن كل طبقة، وكان شاهجن ابن جهانكير سلطان الهند بلاهور في ذلك الزمان، فاستعظمه وأمر سعد الله خان أن يذهب إليه، فجاء سعد الله خان وتكدرت صحبته بالشيخ فسعى إلى السلطان بالوشاية، فأمر السلطان أن يسافر الشيخ إلى الحرمين الشريفين - زادهما الله شرفاً - فسافر معه أصحابه وعشيرته فحج وسكن بالمدينة المنورة حتى مات بها. انتهى. وللشيخ آدم رسائل في الحقائق والمعارف، منها خلاصة المعارف في مجلدين بالفارسية أوله: الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً بقدر كمالات أسمائه وآلائه - الخ، وقد ظفرت بذلك الكتاب وهو موجود عندي - ولله الحمد! ومنها نكات الأسرار. وكان الشيخ آدم أمياً ما قرأ شيئاً من الكتب على أهل العلم. مات بسبع بقين من شوال سنة ثلاث وخمسين وألف بالمدينة المنورة، فدفن ببقيع الغرقد عند قبة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه. المفتي آدم بن محمد الكوباموي الشيخ العالم الكبير آدم بن محمد بن خواجه بن شيخ بن آدم، الشهابي الصديقي الكوباموي، أحد الفقهاء الحنفية، كان من نسل الشيخ شهاب الدين عمر السهروردي صاحب العوارف، ولد بكوبامؤ - قرية جامعة في أوده - سنة إحدى عشرة وتسعمائة، وسافر للعلم إلى جونبور، فلازم الشيخ معروف بن عبد الواسع الحسيني البخاري الجونبوري، وأخذ عنه العلم والطريقة، وولي الإفتاء ببلدته كوبامؤ فرجع إلى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 461 بلدته، وكان يدرس ويفيد، أقطعه بابر شاه التيموري قرية لمعاشه سنة ثلاثين وتسعمائة، وعمر تسعين سنة، لعله توفي سنة إحدى وألف. الشيخ إبراهيم بن أحمد الحموي السيد الشريف أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن الحسين بن عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن علي الكبير، الحموي الكيلاني، أحد السادة القادة، قدم بعد وفاة والده إلى الهند وأخبر أبوه عن ذلك قبل قدومه، فحصل له القبول التام من أهلها، واجتمع بسلطان الهند شاهجهان بمدينة دهلي فأنزله المنزلة السامية اللائقة به، وهرع إليه أهل هذه البلاد، واعتقدوا فيه غاية الاعتقاد، على الخصوص ابن ملكهم محمد شجاع، فإنه كان معه على ما يذكر كالمطيع مع المطاع، وظهرت على يديه كرامات وسار ذكرها في البلاد، وجرت له معهم أمور وامتحانات أظهرها الله سبحانه ببركة سلفه الطاهر، وأقام بالهند عشر سنين، ثم رجع إلى بلدته حماة الشام، وكان ذلك سنة سبع وستين وألف، فجدد بها قصره داخل دارهم، وكان تمامه سنة تسع وستين، وتزوج بابنة عمر باك الأعوجي حاكم حماة في السنة المذكورة، وسار في سنة سبعين إلى قسطنطينية لبعض أمور ومهمات، وبعد قضائها عاد إلى وطنه حماة واستقام بها إلى سنة ثمان وسبعين، ثم عاد إلى الهند وأقام بأورنك آباد في معسكر السلطان الغازي أورنك زيب بن شاهجهان الدهلوي اثنتي عشرة سنة، ومات سنة سبع وثمانين وألف فدفن بها. وأما ما في تحفة الأبرار أنه توفي في بلدة شاهجهانبور سنة تسع وثمانين وألف وبها دفن في تكية كان بناها في تلك البلدة، فليس بصحيح. وقد ذكر له صاحب شمس المفاخر ذيل قلائد الجواهر المطبوعة بمصر ترجمة حسنة وكان صنفه في حياته فذكره إلى رحلته قسطنطينية ودعا له بالعود إلى بلدته بالخير والسلامة. الشيخ إبراهيم المحدث الكبرآبادي الشيخ العالم الكبير المحدث إبراهيم بن داود، أبو المكارم القادري المانكبوري ثم الأكبرآبادي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، ولد ونشأ بمانكبور وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم سافر إلى بغداد واشتغل بالحديث والتفسير بها سنتين ونصف سنة، ثم ذهب إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ثم ذهب إلى مصر القاهرة وأخذ الحديث بها عن الشيخ شمس الدين العلقمي، وأجازه الشيخ محمد بن أبي الحسن البكري الشافعي، ثم رجع إلى مكة المباركة وصحب الشيخ عبد الرحمن بن فهد المغربي والشيخ مسعود المغربي والشيخ علي ابن حسام الدين المتقي، كلهم أجازوا له، ثم سافر إلى مصر مرة ثانية فدرس وأفاد بها أربعاً وعشرين سنة، وفي الموسم يذهب إلى مكة المشرفة ويتشرف بالحج، ثم ألقى الله سبحانه في روعه حب الوطن فرجع إلى الهند وسكن بأكبر آباد، فعكف على الدرس والإفادة والتذكير، وأخذ عنه ناس كثيرون وانتفعوا به، كما في كلزار أبرار. قال البدايوني في منتخب التواريخ: إنه كان ورعاً تقياً عابداً ناسكاً مفيداً مدرساً، صرف عمره في تدريس العلوم الدينية لا سيما الحديث، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعتزل عن أرباب الغناء، قال إن أكبر شاه بن همايون التيموري سلطان الهند دعاه مرة إلى عبادت خانه فلم يتصد بآداب التحية المرسومة في حضرة الملك، وألقى عليه خطبة فرغبه ورهبه، انتهى. توفي في التاسع عشر من ذي الحجة سنة إحدى وألف بأكبر آباد فدفن بها وله ست وثمانون سنة، كما في كلزار أبرار. الشيخ إبراهيم الهندي الشيخ الصالح إبراهيم بن صالح، الهندي ثم الصنعاني، كان من الشعراء المفلقين، ذكره الشوكاني في البدر الطالع، قال: كان والده من جملة البانيان الواصلين إلى صنعاء، وأسلم على يد بعض آل الإمام وحسن إسلامه، ونشأ ولده هذا مشغوفاً بالأدب مولعاً بمعالي الرتب، وأكثر مدائحه في الإمام المهدي أحمد بن الحسن بن القاسم بن محمد، ومدح الإمام المتوكل على الله إسماعيل ابن القاسم وابنه علي بن المتوكل ومحمد بن الحسن، ولما صارت الخلافة إلى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 462 الإمام المهدي صاحب المواهب وفد إليه وكان قد بلغه عنه شيء فقال له: بأي شفيع جئت؟ فقال له: بهذا، وأخرج المصحف من صدره، فقال: وقد قبلنا هذا الشفيع ولكن لا أراك بعد اليوم! فتغيب عنه من ذلك اليوم ولازم العبادة والتزهد، وكان إذا قام إلى الصلاة اصفر لونه، وحج ومات عقب عوده. قال الشوكاني: كان أشعر أهل عصره بلا مدافع، وله ديوان شعر في مجلد ضخم رأيته فوجدت فيه ما هو في الطبقة العلية والمتوسطة والسافلة وكان الجيد أغلب، وكان يتشبه في مدحه وحماسته بأبي الطيب، ومن فائق مقطعاته قوله: أشبه ثغره والقات فيه وقد لانت لرقته القلوب لآل قد نبتن على عقيق وبينهما زمردة تذوب ومن مقطعاته في مليح: وأبيض عاينته سابحاً في لجة للماء زرقاء فقلت هذا البدر في لجة أم ذا خيال الشمس في الماء قال: إنه مات سنة مائة وألف أو التي قبلها. إبراهيم عادل شاه البيجابوري الملك المؤيد إبراهيم بن طهماسب بن إبراهيم بن إسماعيل بن يوسف، عادل شاه البيجابوري السلطان الحنفي، قام بالملك بعد عمه علي بن إبراهيم عادل شاه سنة ثمان وثمانين وتسعمائة وهو ابن تسع سنين، فأخذ الوزراء المتغلبة عنان السلطنة واحداً بعد واحد واشتغل السلطان بالفروسية واللعب بالرمح والسيف وغيرها، وقرأ القرآن وأخذ الخط وتزوج بجاند سلطانة أخت محمد قلى قطب شاه الحيدرآبادي سنة ست وتسعين وتسعمائة، وأخذ عنان السلطنة بيده سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، وأحسن سيرته في الناس، وبنى القصور العالية والبساتين الزاهرة بمدينة بيجابور، وغزا بيجانكر غير مرة وغنم أموالاً كثيرة منها، واستوزر سعد الدين عناية الله الشيرازي سنة ثلاث بعد الألف، واعتمد عليه في مهمات الأمور. وكان عاداً كريماً باذلاً شجاعاً مقداماً محظوظاً جداً، صاحب عقل ودين وهدوء، رفض التقليد في المذهب وصار حنفياً، واستقل بالملك ثمانية وأربعين سنة. ولم يكن له نظير في فن الموسيقى والنغمات الهندية، له نورس كتاب في الإيقاع والنغم، وصنف له محمد قاسم بن غلام علي البيجابوري كتابه كلزار إبراهيمي في التاريخ وهو المشهور بتاريخ فرشته، وصنف له العلماء كتبهم وأثنوا عليه. توفي سنة ست وثلاثين وألف، فقام بعده بالملك ولده محمد ثم علي ثم الإسكندر، ثم انقرض ملكه وصار لعالمكير بن شاهجهان الدهلوي سنة سبع وتسعين وألف، والأرض لله يورثها من يشاء. رفيع الدين إبراهيم الشيرازي الأمير الفاضل رفيع الدين إبراهيم الحسيني الشيرازي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، قدم بيجابور في أيام على عادل شاه البيجابوري وكان ابن عم الوزير عناية الله الشيرازي، فقربه على عادل شاه المذكور إلى نفسه وجعله قهرمانه، فخدمه زماناً ثم خدم إبراهيم عادل شاه، ومات في أيامه، له تذكرة الملوك في أخبار بيجابور، صنفه سنة سبع عشرة وألف، كما في بساتين السلاطين. الشيخ إبراهيم الكشميري الشيخ الصالح إبراهيم بن أبيه الكشميري، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، أخذ عن الشيخ رفيق بن إبراهيم الكشميري، مات سنة ست عشرة وألف بكشمير فدفن بها. القاضي إبراهيم بن محمد الكالبوي الشيخ العالم الفقيه القاضي إبراهيم بن محمد البنواروي الكالبوي، أحد العلماء البارعين في الفقه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 463 والأصول والعربية، قرأ على والده ثم أخذ عنه الطريقة، وقرأ هداية الفقه على الشيخ عبد الملك بن إبراهيم الكالبوي المدرس المشهور، ثم تصدر للتدريس بقرية بنواري من أعمال كالبي، ودرس وأفاد بها مدة حياته. وكان عالماً صالحاً خطاطاً فصيح الكلام حلو العبارة، له نسب الأنساب كتاب بسيط بالفارسي، بين فيه جدوده من الأم والأب وذكر فيه جماعة من الأكابر. توفي سنة أربع بعد الألف بقرية بنواري فدفن بها، كما في كلزار أبرار. الشيخ إبراهيم بن نعمان الأكبرآبادي الشيخ العالم الصالح إبراهيم بن نعمان بن شمس الدين، الحسيني البلخي ثم الهندي الأكبرآبادي، أحد المشايخ النقشبندية، أخذ عن أبيه ولازمه زماناً طويلاً، وسافر إلى الحجاز فحج وزار سنة خمس وستين وألف مع أبناء الشيخ أحمد بن عبد الأحد الشرهندي. السيد إبراهيم الغياث بوري الشيخ العالم المحدث إبراهيم الثوري الغياثبوري، أحد العلماء المبرزين في الحديث والتصوف، قرأ الفقه في مدرسة الشيخ إسحاق بن كاكو اللاهوري بمدينة لاهور، ثم سافر إلى الملتان وبايع الشيخ كبير الدين الحسيني البخاري، ثم رجع إلى دهلي ولازم الشيخ محمد غوث الشطاري، وقرأ الجواهر الخمسة له على الشيخ مبارك الفاضل الكواليري، ثم خرج من دهلي على عزيمة الحج والزيارة فذهب إلى لاهور والملتان، وسافر منها إلى شيراز ثم إلى بغداد، وأخذ بها عن الشيخ زين العابدين الحسني البغدادي صاحب سجادة الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني، ثم سار إلى بلاد الشام وزار مشاهد الأنبياء والقدس الشريف، ثم ذهب إلى مصر وأخذ الحديث والتفسير عن الشيخ محمد البكري الشافعي وصحبه مدة من الزمان، ثم سافر إلى المدينة المنورة فزار، ورحل إلى مكة المباركة فحج وأخذ عن الشيخ علي بن حسام الدين المتقي، وأقام على جبل الثور اثنتي عشرة سنة، ولذلك اشتهر بالثوري، ثم رجع إلى الهند وسكن بمدينة أجين سنة ثمان وسبعين وتسعمائة. وكان عابداً زاهداً قنوعاً متوكلاً صاحب عقل ودين، يصل نسبه إلى السيد شاه أجملي السامانوي الترمذي، وكان حياً في سنة إحدى وعشرين وألف، كما في كلزار أبرار. القاضي إبراهيم البيجابوري الشيخ الفاضل القاضي إبراهيم الزبيري البيجابوري، أحد العلماء البارعين في العلم والمعرفة، تولى القضاء بمدينة بيجابور مدة طويلة، وأخذ الطريقة عن الشيخ جان الله السهروردي البيجابوري. وكان فقيهاً زاهداً متورعاً مشكور السيرة في القضاء. توفي في الثاني عشر من رجب سنة أربع وتسعين وألف بمدينة بيجابور فدفن بها، كما في روضة الأولياء. القاضي إبراهيم السندي الشيخ العالم الفقيه القاضي إبراهيم التتوي السندي، كان من أحفاد الشيخ فيروز، ولاه شاهجان بن جهانكير الدهلوي الإفتاء بمدينة دهلي، فاشتغل به مدة من الزمان، ثم ولاه القضاء في المعسكر، فصار أكبر قضاة الهند، وكان يدرس ويفيد، كما في تحفة الكرام. الشيخ أبو البركات اللاهوري الشيخ الفاضل أبو البركات بن عبد المجيد الملتاني اللاهوري، أحد الفضلاء المقتدرين على الإنشاء والشعر، ولد ونشأ بمدينة لاهور، وتقرب إلى سيف خان وصاحبه بمدينة إله آباد، ثم إلى إعتقاد خان بن اعتماد الدولة حين كان والياً على جونبور، وله كتاب حافل في الإنشاء وشرح بسيط على قصائد العرفي وديوان شعر بالفارسي له، يحمل مائة ألف بيت. ومن أبياته قوله: كس ايمنى از آفت همسايه ندارد هر شعله كه برخاست زدل بر جكر افتاد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 464 توفي لسبع خلون من رجب سنة أربع وخمسين وألف بأكبرآباد فنقلوا جسده إلى لاهور ودفنوه بها، كما في سرو آزاد. أبو البركات بن المبارك الناكوري الشيخ الفاضل أبو البركات بن المبارك الناكوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد لسبع عشرة خلون من شوال سنة ستين وألف، قرأ العلم على والده وإخوته، له شرح على الوافي في النحو. المفتي أبو البقاء الجونبوري الشيخ العالم الفقيه أبو البقاء بن درويش محمد الحسيني الواسطي الجونبوري، أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بجونبور، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس، وكان مفرط الذكاء سريع الإدراك قوي الحافظة حلو المنطق، درس وأفاد مدة مديدة في بلدته. قال الزيدي في تجلى نور: قرأ العلم على مولانا محمد ماه الديوكامي، وولي الإفتاء بمدينة جونبور فاشتغل به مدة حياته، وله إعراب القرآن في عشرة مجلدات أوله الحمد لله الذي وفقنا لحفظ كتابه، الخ وله حاشية على شرح الكافية للجامي وعلى شرح الشمسية للرازي. وأنت تعلم أن إعراب القرآن من مصنفات أبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري المتوفي سنة 616، لعله اشتبه عليه بالكنية، وكذلك أشك في نسبة تلمذه علي محمد ماه الديوكامي، وإن صح ذلك فالشك راجع إلى تاريخ وفاته، قال إنه توفي يوم الجمعة لثمان بقين من جمادي الأولى سنة أربعين وألف بمدينة جونبور فدفن بها، والله أعلم. الشيخ أبو بكر بن أحمد الحضرمي الشيخ العابد الناسك أبو بكر بن أحمد بن حسين بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الشافعي الحضرمي ثم الهندي الدولة آبادي، أحد أجواد الدنيا، ذكره الشلي في تاريخه وقال: إنه ولد بمدينة تريم ونشأ بها، وحفظ القرآن وغيره من كتب ورسائل، وصحب أباه وحذا حذوه، ثم سافر إلى الديار الهندية وأقام بها في أنضر عيش، واجتمع بشاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند، فأنعم عليه وقرر له مؤنته كل يوم من ملبوس ومطعوم، وترادفت عليه الفتوحات الظاهرة والباطنة، ثم قطن بمدينة دولت آباد وصار بها ملجأ للوافدين، ولم يزل بها إلى أن مات، وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعين وألف، وقبره هناك معروف يزار، كما في خلاصة الأثر. السيد أبو بكر بن حسين الحضرمي السيد الشريف أبو بكر بن حسين بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن أحمد بن علي بن محمد بن أحمد، الحسيني الحضرمي الشافعي، ثم الهندي البيجابوري، أحد العلماء العارفين. ولد بمدينة تريم ونشأ بها، وحفظ القرآن، وصحب العارفين من أهل زمانه، منهم الشيخ عبد الله بن الشيخ العيدروس وولده زين العابدين، والسيد القاضي عبد الرحمن بن شهاب الدين، وأخذ عن أخيه القاضي أحمد بن الحسين، وغلب عليه علم التصوف، ثم رحل إلى اليمن فقصد السيد عبد الله بن علي بالوهط وصحبه مدة ولبس منه الخرقة، ثم قدم الهند وأخذ عن الشيخ محمد ابن عبد الله العيدروس ببندر سورت ولازمه ملازمة تامة ولبس منه الخرقة، ثم بعد وفاته ساح في تلك البلاد وأخذ عن جماعة، واجتمع بالملك عنبر، وكانت حضرته مجمع العلماء والأدباء، ثم بعد موت العنبر رحل إلى بيجابور واتصل بسلطانها محمد بن إبراهيم عادل شاه، فجعله من خاصة أحبائه وخواص جلسائه، فتدير بيجابور واستقر بها وصار مرجعاً للوافدين، وكان كريماً طلق الوجه فعم صيته تلك الأقطار وطار ذكره فيها، وكف بصره في آخر عمره، ابتلى بداء عضال إلى أن مات. وكانت وفاته في سنة أربع وسبعين وألف بمدينة بيجابور، ودفن في مقبرة السادة قريباً من السور، كما في خلاصة الأثر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 465 الشيخ أبو بكر الشافعي السندي الشيخ الفاضل العلامة أبو بكر الشافعي السندي المجاور بالطواشية شرقي الجامع الأموي في دمشق الشام تحت المنارة الشرقية نحو عشر سنين، ذكره الشيخ نجم الدين الغزي الشافعي في لطف السمر وقطف الثمر فأحسن ذكره. قال الغزي: إنه كان بارعاً في المعقولات نافعاً للطلبة صالحاً ديناً مباركاً، آثر الخمول والقناعة، وكانت تخطبه الدنيا ويأبى إلا فراراً منها، ملازماً على العبادة والصلاة في الجماعة يسرد الصوم دائم الصمت حسن الإعتقاد متواضعاً، لا يرغب في الحكام ولا يجتمع بهم، وربما زاره بعضهم، لزمته الطلبة وانتفعوا به سنين في المعقولات وغيرها، مات مطعوناً، وطعن وهو صائم، وداوم على صيامه حتى مات وهو صائم يوم السبت ثالث ربيع الأول سنة ثمان عشرة بعد ألف، ودفن بتربة الغرباء بباب الفراديس، ومات قبله بأيام لطيفة صاحبه الملا محمد الهندي، وكانا متلازمين في المحيا والممات فإن قبره إلى جانب قبره، فقال الشيخ نجم الدين الغزي ملمحاً: عجبت لطاعون أصابت نباله وأربت على الخطى والصارم الهندي سطا في دمشق الشام عاماً وآخراً تبسط في الهندي وما ترك السندي أبو بكر الصديق الناكوري الشيخ الفاضل أبو بكر الصديق الحنفي الناكوري الطبيب الحاذق، كان من العلماء المبرزين في الصناعة وفي معرفة الأدوية الهندية، له منظومة في المعالجات على أصول أهل الهند بالفارسية، صنفها سنة أربع وعشرين وألف وسماها الطب الصديقي. منها قوله: نوشتم دوا هائي هندوستان كه حاجت بفرهنك نبود ازان زهجرت تواريخ سال اين كتاب هزارست وعشرين وجاراز حساب القاضي أبو بكر الأكبرآبادي له كتاب في الفقه، جمع فيه المسائل المعمول بها في مذهب الإمام أبي حنيفة، صنفه لبختاور خان العالمكيري، كما في مرآة العالم. الشيخ أبو تراب البيجابوري الشيخ الفاضل أبو تراب بن أبي المعالي بن علم الله، الحنفي الصالحي الأميتهوي ثم البيجابوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة بيجابور، وقرأ العلم بها على الشيخ علي محمد بن أسد الله العلوي الكجراتي ولازمه مدة من الزمان، حتى برع أقرانه وصار من أكابر العلماء في بلدته، فاشتغل بالدرس والإفادة، وصرف شطراً من عمره في ذلك، انتهت إليه الرياسة العلمية بمدينة بيجابور، أخذ عنه الشيخ نظام الدين البرهانبوري صاحب الفتاوي الهندية، وخلق كثير من العلماء. مات لعشر بقين من صفر سنة ست وثمانين وألف، فدفن عند جده الشيخ علم الله المذكور، كما في روضة الأولياء. الشيخ أبو تراب الكجراتي الشيخ الفاضل العلامة أبو تراب بن كمال بن هبة الله، الحسيني الكجراتي، كان من السادة السلامية، ولد بجانبانير ونشأ بها، وقرأ العلم على أبيه وجده، وكان جده من كبار العلماء، وانتقل من حانبانير إلى أحمد آباد وسكن بها، ولما افتتح أكبر بن همايون التيموري تلك البلاد بعثه إلى مكة المباركة وجعله أميراً على الحجاج سنة تسع وثمانين وتسعمائة، وفوض إليه خمسة لكوك من النقود الفضية وعشرة آلاف من الخلع الفاخرة ليقسمها على مستحقيها في الحرمين الشريفين، تشرف بالحج والزيارة وعاد إلى الهند سنة إحدى وتسعين وتسعمائة، وأتى بحجر فيه قدم النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره السلطان أن يقف على أربعة أميال من آكره، واستقبله وأخذ الحجر ووضعه على العين والرأس وأتى به إلى آكره، ثم ولاه خدمة جليلة في الجزء: 5 ¦ الصفحة: 466 كجرات فاستقل بها مدة، كما في مآثر الأمراء، وله مصنفات منها كتاب في تاريخ كجرات بالفارسي. توفي في الثالث عشر من جمادي الأولى سنة ثلاث وألف، كما في تحفة الكرام. الشيخ أبو تراب اللاهوري الشيخ الفاضل أبو تراب بن نجيب الدين بن شمس الدين بن أسد الدين بن زين العابدين، الحسيني الشيرازي ثم اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قدم الهند وأخذ الطريقة عن الشيخ وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، ثم قدم لاهور وسكن بها، أخذ عنه القاضي محمد أفضل اللاهوري وخلق آخرون، مات في سنة إحدى وسبعين وألف بمدينة لاهور فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. مولانا أبو تراب الأميتهوي الشيخ الفاضل أبو تراب بن عبد الرزاق بن خاصه بن خضر، الصالحي الأميتهوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأميتهي، وسافر للعلم إلى برهانبور عند صنوه الكبير علم الله بن عبد الرزاق الأميتهوي، وقرأ عليه الكتب الدرسية ولازمه زماناً، ثم رجع إلى بلدته ودرس وأفاد بها مدة من الزمان، مات في 15 من شعبان ولم أقف على سنة وفاته. الشيخ أبو جعفر الإسترآبادي الشيخ الفاضل أبو جعفر بن محمد أمين، الشيعي الإسترآبادي العالم الكبير، ذكره الحر العاملي في الأمل الآمل وقال: إنه عامل فاضل أديب شاعر يقيم في الديار الهندية، كما في نجوم السماء. السيد أبو الحسن بن الجمال السورتي الشيخ الصالح أبو الحسن بن جمال الدين بن سيد باشاه، الخوارزمي السورتي، أحد المشايخ النقشبندية، تفقه على والده وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعده مدة من الزمان، مات في تاسع صفر سنة أربع وخمسين وألف بمدينة سورت فدفن بها، كما في الحديقة الأحمدية. أبو الحسن آصف جاه الدهلوي الأمير الكبير أبو الحسن بن غياث الدين بن محمد شريف، الطهراني يمين الدولة آصف جاه خانخانان سبه سالار الوكيل المطلق، ولد ونشأ في بلاد الفرس، وانتقل إلى بلاد الهند مع والده بعد ما توفي جده محمد شريف المذكور سنة أربع وثمانين وتسعمائة في أيام السلطان أكبر بن همايون التيموري، واشتغل بالعلم مدة من الزمان، ولما توفي السلطان المذكور وقام بالملك ولده جهانكير وتزوج بأخته نور جهان بيكم لقبه إعتقاد خان وولاه على جونبور، وتزوج بنته أرجمند بانو شاهجهان بن جهانكير سنة عشرين وألف، ولقبه جهانكير آصف خان سنة اثنتين وعشرين، وأضاف إلى منصبه غير مرة صار مع الأصل والإضافة سبعة آلاف له وسبعة آلاف للخيل، ولما توفي جهانكير دبر آصف خان حيلة لختنه شاهجهان فأعلن بولاية داور بخش بن خسرو بن جهانكير وجمع الجنود تحت لوائه، ودبرت أخته نور جهان بيكم حيلة لختنه شهريار بن جهانكير، فوقع الحرب بينهما وظهرت الغلبة لآصف خان، فقبض على أخته وجعل شهريار مكحولاً محبوساً، ثم قبض على داور بخش وأخيه كرشاسب وطهمورث وهو شنك ابني دانيال بن أكبر بن همايون، وأقعد أخته نور جهان بيكم بمدينة لاهور، فوظفها شاهجهان، ولقب صهره بيمين الدولة آصف جاه، وكان يخاطبه في المحاورة والمراسلة بالعم، وفوض إليه خاتمه مهر اوزك وجعله وكيلاً مطلقاً له، وأضاف في منصبه غير مرة، فصار تسعة آلاف له وتسعة آلاف للخيل، وأقطعه أقطاعاً كبيرة تحصل له منها كل سنة خمسون لكا خمسة ملايين، ثم لقبه خانخانان سبه سالار. وكان عالماً بارعاً في المنطق والحكمة والتاريخ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 467 والإنشاء والشعر، قرأ العلم على الشيخ محمد بن يوسف التتوي السندي، وله ميل عظيم إلى أهل العلم ومحبته زائدة لهم، يقربهم إلى نفسه ويبذل عليهم العطايا الجزيلة، وكان العلامة محمود بن محمد الجونبوري صاحب الشمس البازغة ممن يتردد إليه ويستفيد منه، وله من كمال الرياسة وحسن مسلك السياسية والفطنة بدقائق الأمور ما لا يمكن وصفه، مع الحلم والتواضع والنقاوة التامة والشهامة الكاملة وعلو الهمة ومحبة أهل الفضائل وكراهة أرباب الرذائل ما لا يساويه في ذلك أحد. وكانت وفاته بالاستسقاء سنة إحدى وخمسين وألف بمدينة لاهور فدفن بها، وأرخ له بعض أصحابه من قوله: زهى افسوس آصف خان، كما في مآثر الأمراء. الشيخ أبو الحسن الكشميري الشيخ الفاضل الكبير أبو الحسن الحنفي الكشميري السندي، أحد العلماء المشهورين في المعقول والمنقول، كان يدرس ويفيد في أيام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي، كما في تذكرة علماء الهند. السيد أبو الحسن الأمروهوي الشيخ العالم الصالح أبو الحسن بن محمد بن المنتخب، الحسيني النقوي الأمروهوي، كان من نسل الشيخ الكبير شرف الدين الحسيني الأمروهوي، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ العلم على المفتي عبد الملك بن محمود بن عطاء الله الأمروهوي ولازمه مدة من الزمان، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ الله بخش الشطاري الكده مكتيسري، وأخذ عنه خلق كثير، كما في نخبة التواريخ. الشيخ أبو الحسن البيجابوري الشيخ الفاضل أبو الحسن بن القاضي عبد العزيز البيجابوري، أحد العلماء المبرزين في التاريخ والفنون الأدبية، له كتاب في أخبار بيجابور بالفارسي، صنفه في أيام علي بن محمد عادل شاه البيجابوري وولده إسكندر. السيد أبو حنيفة البريلوي السيد الشريف أبو حنيفة بن علم الله الحسني الحسيني النصير آبادي ثم الرائي بريلوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد بنصير آباد، ولما هاجر والده إلى بريلي جاء وسافر معه إلى الحجاز وله اثنتا عشرة سنة، ثم رجع وتربى في مهد والده وتفقه عليه، وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة حياته، وكان على قدم أبيه في الصلاح والطريقة واتباع السنة السنية. مات في حياة أبيه في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وألف بزاوية والده خارج البلدة من رائي بريلي في جهة الشمال والشرق من المسجد، كما في السيرة العلمية. أبو الخير بن المبارك الناكوري الشيخ الفاضل العلامة أبو الخير بن المبارك الناكوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد لثمان ليال بقين من جمادي الأولى سنة سبع وستين وتسعمائة، كما في آئين أكبري لصنوه أبي الفضل، وقرأ العلم على والده، ثم تقرب إلى السلطان أكبر بن همايون التيموري فجعله معلماً لأبنائه، له شرح بسيط على الإرشاد للقاضي شهاب الدين الدولة آبادي، توفي يوم الأحد لخمس بقين من جمادي الأولى سنة تسع عشرة وألف كما في أخبار الأصفياء. الشيخ أبو الخير السندي الشيخ العالم الفقيه أبو الخير الحنفي التتوي السندي، أحد العلماء المشهورين بالتفقه، كان من نسل الشيخ فضل الله السندي، ولاه عالمكير بن شاهجهان الدهلوي سلطان الهند على تدوين الفتاوي الهندية، كما في تحفة الكرام. الشيخ أبو الخير بن أبي سعيد البهيروي الشيخ الصالح أبو الخير بن أبي سعيد بن المعروف بن عثمان، العمري البهيروي، أحد العلماء الصالحين، ولد بسلطانبور سنة ثمان وألف، وقرأ العلم على أبيه، ثم سافر إلى البلاد وأخذ عن غير واحد من العلماء، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 468 الهند وسكن بقرية بهيره - بكسر الموحدة والهاء المختفية - قرية من أعمال جونبور، له كتاب شير شكر بالفارسي. مات لإحدى عشرة خلت من شوال سنة تسع وخمسين وألف بقرية بهيره فدفن بها، كما في التاريخ المكرم. الشيخ أبو رضا بن إسماعيل الدهلوي الشيخ العالم المحدث أبو رضا بن إسماعيل الحنفي الدهلوي، أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بدهلي وأخذ العلم عن جده لأمه الشيخ المحدث عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، ولازمه ملازمة طويلة وتنبل في أيامه، أخذ عنه الشيخ مبارك بن فخر الدين البلكرامي وخلف آخرون، وكان يدرس ويفيد، سافر في آخر عمره إلى الحجاز، فحج وزار ورجع إلى الهند، مات بدهلي سنة ثلاث وستين وألف فأرخ لعام وفاته بعض أصحابه حاجي أبو رضا كما في الأسرارية. الشيخ أبو سعيد الكهندوبي الشيخ العالم الصالح أبو سعيد بن جكن الكهندوبي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، كان من نسل أبي سعيد الصحابي رضي الله تعالى عنه، مات في سنة أربع عشرة وألف بمدينة كالبي فدفن بها، وأرخ لوفاته كلامي الكالبوي من قوله: فرياد زبو سعيد ثاني كما في كلزار أبرار. الشيخ أبو سعيد الحنفي الكنكوهي الشيخ الصالح الفقيه أبو سعيد بن نور الدين بن عبد القدوس، الحنفي الصفوي الكنكوهي، أحد المشايخ الجشتية، كان ابن بنت الشيخ جلال الدين العمري التهانيسري، ولد ونشأ بكنكوه، وأخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين ابن عبد الشكور العمري التهانيسري، ثم جلس على مسند الإرشاد بكنكوه، أخذ عنه الشيخ محب الله الإله آبادي صاحب التسوية والشيخ محمد صادق الكنكوهي وخلق آخرون، مات في سنة تسع وأربعين وألف بكنكوه فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ أبو سعيد الكجراتي الشيخ العالم الفقيه القاضي أبو سعيد الحنفي الكجراتي، كان ختن القاضي عبد الوهاب الفتني والكجراتي، ولي القضاء بدار الملك دهلي سنة ست وثمانين وألف مقام القاضي شيخ الإسلام ابن عبد الوهاب الفتني، ثم ولي قضاء المعسكر في ذي القعدة سنة أربع وتسعين وألف، فاستقام عليه برهة من الزمان، وعزل عنه في جمادي الأولى سنة خمس وتسعين وألف، ومات سنة تسع وتسعين وألف في أيام عالمكير، كما في مآثر عالمكيري. مولانا أبو سعيد الأميتهوي الشيخ العالم الصالح أبو سعيد بن عبيد الله بن عبد الرزاق، الصالحي الأميتهوي، أحد رجال العلم والطريقة، ولد بأميتهي في رابع ربيع الأول سنة سبع بعد الألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم صرف عمره في الدرس والإفادة. وكان صالحاً تقياً متورعاً باذلاً كريم النفس عظيم الزهد. توفي في ثامن محرم سنة إحدى وستين وألف بأميتهي فدفن بها، كما في صبح بهار. مرزا أبو طالب الهمداني الشيخ الفاضل أبو طالب الهمداني الشاعر المشهور الملقب في الشعر بكليم، قدم الهند ولبث بها زماناً عند شاه نواز خان بن مرزا رستم الصفوي ونال الالتفات منه، ثم سار إلى إيران سنة ثمان وعشرين وألف وأقام بها نحو سنتين، ثم رجع إلى الهند وتقرب إلى شاهجهان بن جهانكير الدهلوي صاحب الهند، فلقبه السلطان المذكور بملك الشعراء وخصه بأنظار العنايه والقبول. ومن أبياته قوله: دماغ بر فلك ودل بزير باي بتان زمن جه مي طلبي دل كجا دماغ كجا توفي في منتصف ذي الحجة سنة إحدى وستين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 469 وألف بكشمير فدفن بها، كما في سر وآزاد. الأمير أبو العلاء الأكبر آبادي الشيخ الصالح أبو العلاء بن أبي الوفاء بن عبد السلام بن عبد الملك بن عبد الباسط بن تقي الدين، الكرماني الحسيني الأكبر آبادي، أحد المشايخ المشهورين بأرض الهند، يصل نسبه من جهة الأب إلى عبد الله الباهر بن زين العابدين رضي الله عنه، ومن جهة الأمل إلى خواجه عبيد الله الأحرار السمرقندي، قدم جده عبد السلام إلى الهند مع عياله، فلما وصل إلى قرية نريله على مرحلة من لاهور ولد أبو العلاء سنة تسعين وتسعمائة، فأتى به إلى فتحبور سيكري، وتوفي الله سبحانه أباه وجده في صباه، فتربى في مهد جده لأمه خواجه فيضي بن أبي الفيض بن عبد الله بن عبيد الله الأحرار، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وسافر معه إلى بردوان حين ولي جده عليها، ثم قام مقامه ونال المنصب ثلاثة آلاف له وثلاثة آلاف للخيل، كل ذلك في أيام السلطان أكبر بن همايون التيموري. ولما توفي السلطان المذكور وقام بالملك ولده جهانكير سار نحو آكره للتبريك، فلما عبر بمنير - بفتح الميم - أدرك بها الشيخ دولت المنيري واستفاض منه ثم دخل آكره، وافتتن جهانكير بحسن صورته وسيرته فجعله من ندمائه، فبينما السلطان وأصحابه ذات ليلة يتبارون بالرمي وأبو العلاء كان ممتثلاً بين يديه إذ لم يصب سهم السلطان الغرض ولا سهام أحد من أصحابه فأشار إليه بالرمي فأصاب الغرض، ففرح السلطان وناوله كأساً من رحيق مختوم فصبه على ثيابه إخفاء منه، فرأى السلطان ذلك فناوله مرة ثانية ففعل مثل ذلك، فغضب عليه السلطان وقال: لعلك لا تخاف غضبي! قال: بلى ولكني أخاف في ذلك من هو أكبر منك، ثم اعتزل عن الخدمة وترك المنصب، وراح إلى أجمير فعكف على ضريح الشيخ معين الدين حسن السجزي الأجميري، واستفاض من روحانيته فيوضاً كثيرة، ثم لازم عمه الأمير عبد الله الأحراري وأخذ عنه الطريقة النقشبندية، وأجاز له الأحراري باستماع الغناء، فمزج أذكار الطريقة الجشتية وأشغالها بأذكار الطريقة النقشبندية وأشغالها، وتولى الشياخة بآكره واشتهرت طريقته بأبي العلائية. أخذ عنه أبناؤه الشيخ نور العلاء بن أبي العلاء، وفيض الله بن أبي العلاء، ونور الله بن أبي العلاء، والأمير عبد الماجد، وخواجه محمدي، والسيد محمد أفضل، والحافظ محمد صالح الكشميري، والشيخ ولي محمد النارلولي، والسيد محمد بن أبي سعيد الحسيني الكالبوي، وخلق كثير من العلماء والمشايخ. توفي صبيحة التاسع من صفر سنة إحدى وستين وألف وله إحدى وسبعون سنة، فدفن في شمالي مدينة آكره قريباً من سلطان كنج، كما في مهر جهانتاب. الشيخ أبو العلاء الجونبوري الشيخ العالم الفقيه أبو العلاء بن غلام حسين الحنفي الصوفي الجونبوري، كان من ذرية صدر جهان الجونبوري، ولد ونشأ بمدينة جونبور وقرأ العلم بها ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري ولازمه مدة، ثم لبس الخرقة من الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد الجونبوري، وحصلت له إجازة عن الشيخ يسين بن أحمد الصوفي البنارسي. وكان فقيهاً زاهداً متعبداً صاحب استقامة على الطريقة الظاهرة. مات في سابع شوال سنة ثمان وتسعين وألف، فدفن في مقبرة جده القاضي صدر جهان المذكور بقرية مصطفى آباد خارج البلدة، كما في كنج أرشدي. الشيخ أبو الفتح البلمهتي الشيخ العالم الصالح أبو الفتح بن فريد بن محمود السدهوري ثم البلمهتي، أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بقرية بهلت، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن الحسن العباسي الدهلوي، ثم سافر إلى نارنول ولازم الشيخ نظام الدين إله داد الجشتي النارنولي، وصحبه مدة من الزمان، وأخذ عنه العلم والمعرفة، ثم رجع إلى بلدته وتصدر بها للدرس الجزء: 5 ¦ الصفحة: 470 والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء. وله مصنفات، منها رسالة في أوراد المشايخ، ذكره الشيخ ولي الله المحدث في أنفاس العارفين. وكان له أصحاب أجلاء، منهم الشيخ كريم الله السهارنبوري المتوفي سنة 1069، ذكره السنبهلي في الأسرارية. الشيخ أبو الفتح الرضوي الخير آبادي الشيخ الفاضل الكبير أبو الفتح بن نظام الدين الحسيني الرضوي الخير آبادي، كان من ذرية الإمام موسى الرضا - عليه وعلى آبائه التحية والثناء - ولد ونشأ بخير آباد، وقرأ العلم على والده وتفنن في الفضائل عليه وأخذ عنه الطريقة، ثم سار إلى سنبهل وأخذ عن الشيخ حاتم السنبهلي، ثم تصدر للتدريس فدرس وأفاد بخير آباد زماناً طويلاً، ولما توفي والده تولى الشياخة، ورزق حظاً وافراً من الوجاهة وحسن القبول. قال البدايوني في المنتخب: إنه كان أوحد عصره في العلوم والمعارف، له مصنفات تدل على غزارة علمه وسعة اطلاعه، عاش بعد ما توفي أبوه ثماني عشرة سنة، انتهى، مات يوم عرس، أبيه في حالة الوجد والسماع حين كان المغنى يردد هذا البيت. جان بجانان ده وكر نه از تو بستاند اجل خود تو منصف باش أي دل آن نكو يا اين نكو فقال: آن نكو، وكرر هذا القول ومات من ساعته، وكان ذلك في سابع ربيع الأول سنة تسع بعد الألف، وقبره بخير آباد يزار ويتبرك به. الشيخ أبو الفتح الملتاني الشيخ الفاضل العلامة أبو الفتح الحنفي الملتاني، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، وأعرفهم في الفنون الحكمية، كان يدرس ويفيد في أيام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند، كما في عمل صالح. الشيخ أبو الفضل البهلتي الشيخ الفاضل أبو الفضل بن أبي الفتح بن فريد بن محمود، السدهوري ثم البهلتي، أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببهلت، وأخذ عن والده، وتولى الشياخة بعده، له تعليقات على عين العلم تدل على تبحره في العلم والمعرفة، كما في أنفاس العارفين. أبو الفضل بن المبارك الناكوري الشيخ العالم الكبير العلامة أبو الفضل بن المبارك الناكوري، أعلم وزراء الدولة التيمورية وأكبرهم في الحدس والفراسة وإصابة الرأي وسلامة الفكر وحلاوة المنطق والبراعة في الإنشاء. ولد ليلة الأحد سادس شهر المحرم سنة ثمان وخمسين وتسعمائة، وتعلم الخط والحساب والإنشاء واشتغل بالعلم، وقرأ أياماً في العربية على صنوه الكبير أبي الفيض بن المبارك وعلى أبيه، وفرغ من تحصيل العلوم المتعارفة في الخامس عشر من سنه، ثم أقبل على العلوم الحكمية إقبالاً كلياً، واستفاد بعض الفنون عن الشيخ حسن علي الموصلي، ودرس وأفاد نحو عشر سنين حتى فاق فيه أهله المنسوبين إليه، ودعاه السلطان أكبر بن همايون التيموري بمدينة أكبر آباد مع والده، فأدركه في حدود سنة إحدى وثمانين وتسعمائة مرة أولى، وأهدى إليه كتابه في تفسير آية الكرسي، ثم أدركه في حدود سنة اثنتين وثمانين مرة أخرى، وأهدى إليه كتابه في تفسير سورة الفتح فاستحسنه السلطان وقربه إلى نفسه، فتدرج إلى نهاية القرب حتى نال الوزارة الجليلة. قد وصفه صاحبه عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني بالإلحاد والزندقة وقال في المنتخب: إنه دس في قلب السلطان أشياء منكرة. ورغبه عن الملة السمحة البيضاء، انتهى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 471 ومن مصنفاته المشهورة آئين أكبري وهو كتاب عجيب لا يكاد يوجد مثله كتاب في كتب الأخبار، ذكر فيه نظام السلطنة وآدابها في الأمور المالية والملكية، وبيان أقطاع الهند وما يختص بها من الحرث والنسل وغير ذلك، وذكر فيه أموراً من عادات الهنود والبراهمة في تقسيم الأزمنة والساعات وضبط التواريخ والأوقات، واعتقاداتهم في ابتداء خلق الفلكيات والعنصريات من تقادم عهده إلى ما ينتهي من بعده. ومن مصنفاته المشهورة أكبر نامه وهو أيضاً كتاب كبير ذكر فيه أخبار ملوك الهند من أولاد تيمور كوركان إلى عهد جلال الدين أكبر، وقد خلط بينهما الجلبي في كشف الظنون فذكر آئين أكبري ووصفه بما يوصف به أكبر نامه والآئين كلاهما. ومن مصنفاته المشهورة مجموع الرسائل والمكاتيب، جمعها ابن أخته عبد الصمد بن أفضل محمد التيمي الأكبر آبادي في ثلاثة أجزاء، وهي متداولة في أيدي الناس يدرسونها في المدارس، ومن مصنفاته ترجمة حياة الحيوان الكبرى للدميري، ترجمه بالفارسية سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة بأمر السلطان، وقال البدايوني في المنتخب إن هذه الترجمة لوالده المبارك عزاها إلى ابنه، ومنها ترجمة الانجيل بالفارسية ترجمه نحو سنة ست وثمانين وتسعمائة بأمر السلطان، وأورد في مفتتح الكتاب هذا البيت مكان بسم الله الرحمن الرحيم: اي نامي ومي زز وكرسو سبحانك لا سواك يا هو وقال البدايوني: إن الشطر الأول من ذلك البيت لأبي الفضل والشطر الثاني لصنوه أبي الفيض، ومن مصنفاته عيار دانش وهو ترجمة كليلة ودمنة بالفارسية المروجة في ذلك العصر، نقله من الفارسية القديمة بأمر السلطان، وله غير ذلك من الكتب والرسائل. قتله راجه نرسنكه ديو أحد مرازبة اندجه بأمر جهانكير بن أكبر شاه حين مراجعته من أرض الدكن في غرة ربيع الأول سنة إحدى عشرة وألف في أيام جلال الدين أكبر فتأسف السلطان بموته تأسفاً شديداً وبكى عليه، وأرخ لوفاته كثير من الناس، منهم الأمير الكبير عزيز الدين محمد الخان الأعظم، أرخ لوفاته من قوله ع: تيغ إعجاز نبي الله سر باغي بريد. أبو الفيض بن المبارك الناكوري الشيخ الفاضل العلامة أبو الفيض بن المبارك الناكوري الذي لم يكن له نظير في الشعر والعروض والقافية واللغة في والتاريخ واللغز والإنشاء والطب. ولد بمدينة آكره سنة أربع وخمسين وتسعمائة، وقرأ العلم على والده، وأخذ بعض الفنون العربية عن الشيخ حسين المروزي، ثم أقبل على قرض الشعر إقبالاً كلياً، وخاض كثيراً في الحكمة والعربية، له مصنفات تدل على اقتداره على العلوم الأدبية، منها موارد الكلم الغير المنقوط في الأخلاق، صنفه سنة خمس وثمانين وتسعمائة، ومنها ترجمة ليلاوتي في الحساب والمساحة، ومنها مركز أدوار ونلدمن مزدوجتان له على نهج مزدوجتي النظامي الكنجوي من خمسته، ومنها لطيفة فيضي وهو مجموع رسائله جمعها ابن أخته نور الدين محمد بن عبد الله بن علي الشيرازي، ومنها طباشير الصبح وهو ديوان شعره وفيه تسعة آلاف بيت، وله ديوان آخر في قصائده، وأشهر مصنفاته سواطع الإلهام في تفسير القرآن الكريم، وهو أيضاً في صنعة الإهمال، صنفه في سنتين وأتمه سنة اثنتين وألف، وهو يدل على طول باعه في اللغة العربية. وكان حريصاً على جمع الكتب النفيسة، بذل عليها أموالاً طائلة، وجمع ثلاثمائة وأربعة آلاف من الكتب المصححة النفيسة، أكثرها كانت مكتوبة بأيدي مصنفيها، وبعضها كانت قريبة العهد من عصر التأليف. وكان يرمي بالإلحاد والزندقة - نعوذ بالله منها! - قال الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين الدهلوي في كتابه في أخبار الشعراء: إنه كان ممن تفرد في عصره بالفصاحة والبلاغة والمتانة والرصانة، ولكنه لوقوعه وهبوطه في الجزء: 5 ¦ الصفحة: 472 هاوية الكفر والضلالة، أثبت على جبينه نقوش الرد والإنكار والإدبار، ولذلك يستنكف أهل الدين والملة وأحباء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن ينتسب إليه من أن يذكروا اسمه وأسماء رهطه - تاب الله عليهم إن كانوا مؤمنين! انتهى معرباً. وقال عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني في المنتخب: إنه كان مخترع الجد والهزل والعجب والكبر والحقد، وقد جمع فيه من الخصال الغير المرضية ما لم يجمع في غيره من النفاق والخبث والرياء والخيلاء وحب الجاه والرعونة، وكان غاية في العناد والعداوة لأهل الإسلام والطعن في أصول الدين، والحط من الصحابة وتابعيهم والسلف والخلف من القدماء والمتأخرين والمشايخ من الأحياء والأموات، حتى كان يفوق اليهود والنصارى والهنود والمجوس ألف مرة في هذا الباب، فضلاً عن النزارية والصباحية، وكان يحل المحرمات الشرعية على رغم الدين ويحرم الفرائض والمباحات، وصنف تفسير القرآن لتطهير عرضه عن ذلك بمشهد من الناس، ولكنه كان يصنفه في حالة السكر والجنابة، وكانت الكلاب تطأ أوراقها حتى مات على ذلك الإنكار والإصرار والإستكبار والإدبار، تورم وجهه في مرض الموت واسود، وكان يعوي كالكلاب، وكان السلطان جلال الدين أكبر صاحب الهند يقول مع رضائه عنه في الديوان بمشهد عظيم من الناس إنه لما عاده في بيته عوى عليه كالكلب، وقد استخرج الناس لوفاته تواريخ فظيعة الألفاظ والمعاني، قال بعضهم: فيضي بيدين جو مرد سال وفاتش فصيح كفت سكي از جهان رفته بحال قبيح وقال بعضهم سككي بود ودوزخي زان شد سال فوتش جه سك برستي مرد وقال بعضهم: سال تاريخ فيضي مردار شد مقرر بجار مذهب نار وقال الآخر: قاعده إلحاد شكست، وقال الآخر: فيضي ملحدي، وقال الآخر: خالد في النار انتهى. أما قوله فمنها ما قال في موارد الكلم: قال مقام التسمية: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ومقام التحميد: الحمد لملهم الكلام الصاعد وهو المحمود أولاً والحامد ما وحده موحد إلا هو والله إلهكم إله واحد ما درك أسرار علومه العلماء، وما حرك سلاسل حكمه الحكماء، وما طار طاوس الروح هواء وصاله، وما سار وساع الوهم صحراء كماله، اللهم! صل وسلم رسولاً مودوداً، محمداً محموداً، اسمه أحمد، ومسماه أصعد، محدد حدود الحلال والحرام، مسدد مصاعد صواعد الإسلام، وآله الطهار، وأهله الأحرار، ما دام مرور الدهور وطور الأعصار: أعلمهم ولد عمه أسد الله الكرار. وقال في مقام المدح صاح صاح الحمام حول كمام دور ورد أدر صواع مدام لاح دار الحمل وحال الحول دار كأس المدام رأس العام أورد الروح املحاح الدوح روح الروح احمرار مدام اللعاع اللعاع وهو مروم المدام المدام وهو مرام لمع مد المدام أسحاراً هادم الهم صارم الأوهام وقال في مقدمة التفسير مدحاً وإطراء لتفسيره: ألواح سحر أم طلسم مكرم لأسرار روح للسواطع ملهم لسحر حلال والسطوع طلسمه وما هو سحر أو طلسم محرم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 473 صراح لأصل الأصل طرس مطهر سواد لكل الكل علس مطهم وما العلم إلا وهو أصل لكلمه لإعلام أسماء العوالم آدم إمام همام للكلام مأول صلاح سداد للسلام مسلم مدار مراد للمدارك مطرح ملاك كلام للمعالم معلم كلام كمال للأكامل مسلك صراط سداد للأكارم أسلم مآل كلام للمدارس أعود دعاء سماء للصوامع محرم حسام سماح للمصارم أسطع لواء ولاء للمعارك أحكم سماء سعود السر للروح مصعد وداماء أسرار السماء مطحرم وعاء حصار الحول والطول موطد عماد أساس الأمر والعدل محكم لإعلاء أعلام الصوالح أصلح لإدراء آلاء المكارم مكرم لبرسام طلاح الوساوس مصلح لكلم سهام الوهم والصرع مرهم دواء سمو للوسام مطلس كساء علو للكرام موسم لكحل عروس الحلم والدرك مرود لسطر سطور الروح والعمر مرسم لكأس حساء الصحو والسكر سكر لسطح سماء العلم والروع سلم مراصد ألماح وعاها مهلهل مصادر أرواح حماها مطلسم طوالع آصال لها السطع أكمل مطالع أسحار لها اللمع أدوم لحوراء علو الطهر حال دلالها لسمط وصدر أو سوار ومعصم ألا هو للأرواع صرح ممرد وما هو للأوهام درع مردم سواطع إلهام مكارم سودد مراحم إرسال هو الله أرحم عواطل أعراس حلاها دلالها ملاح لها سدلاً سدوس مسهم وما كل لوح سطروه مكرماً ركام ودأماء السواطع أكرم ومدلولها المعهود مما أراده لكسر لهام الوهم طرا عرمرم ولو طار ملاك الكلام مطاره لرد وما كل الأعاور أعصم محرره لله در كلامه لأطلع سر الله للعلم عالم لأدركه كد وصدر موسع وأسعده هم وساد مصمم وأمهله العمر الطهور المسارع وساعده الدهر الحصور المحصرم له هرول الأحلام لوعاً وولولوا له طأطأ الأعلام طوعاً وطرسموا لعمرك علم الكل مطموس علمه مآل أمور السر الله أعلم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 474 ومن أبياته بالفارسية: غافل نيم ز راه ولي آه جاره جيست اين رهزنان كه بر دل آكاه مي زنند آن نيست كه من هم نفسان را بكذارم با آبله بايان جه كنم قافله تيز است وله: كعبه را ويران مكن أي عشق كانجا يكنفس كه كهي بس ماندكان عشق منزل ميكنند توفي سنة أربع وألف، ودفن بآكره وقيل: بمدينة لاهور عند أبيه، كما في سبحة المرجان. القاضي أبو القاسم الكشميري الشيخ العالم الصالح الفقيه أبو القاسم بن جمال الدين الحنفي الكشميري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على والده وعلى عمه العلامة كمال الدين، ثم ولي القضاء بكشمير، أخذ عنه مولانا محمد أمين ومولانا عبد الغني وجمع كثير من العلماء، مات ودفن بكشمير، كما في روضة الأبرار. الحكيم أبو القاسم الكيلاني الشيخ الفاضل أبو القاسم بن شمس الدين محمد حكيم الملك الكيلاني، أحد الأطباء المبرزين في الفنون الحكمية، ولد ونشأ بأرض الهند وقرأ العلوم الفاضلة وتطبب، واشتغل بالمداواة، وظف له جهانكير بن أكبر التيموري وخصه بأنظار القبول، ولما قام بالملك شاهجهان بن جهانكير أعطاه المنصب وأضاف فيه، حتى صار ألفين له وللخيل، كما في العمل الصالح. الشيخ أبو القاسم الأكبر آبادي الشيخ الصالح المتوكل أبو القاسم الحنفي الأكبر آبادي، أحد المشايخ الأحرارية، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ ولي محمد النارنولي شارح المثنوي المعنوي، وهو أخذ عن الشيخ أبي العلاء الحسيني الأكبر آبادي مع أنه أدرك شيخ شيخه أبا العلاء وصحبه واستفاض منه، ثم رحل إلى الحجاز وأقام بها مدة مديدة، فحج وزار غير مرة، ثم رجع إلى الهند، وكان ختن ملا عمر أحد كبار العلماء، له حاشية على شرح الكافية للجامي. وكان طريقة أبي القاسم الخمول والتوكل وترك الاكتساب بالكلية، أخذ عنه الشيخ عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي، ذكر له الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم ترجمة حسنة في أنفاس العارفين. توفي في رمضان سنة تسع وثمانين وألف بمدينة أكبر آباد، كما في مخبر الواصلين. الشيخ أبو القاسم الردولوي الشيخ العالم الكبير أبو القاسم الحنفي الجشتي الردولوي، أحد كبار المشايخ الصوفية، درس وأفاد مدة طويلة، وسافر إلى دهلي فلبث بها عند الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي زماناً، وكان على مشربه في القول بوحدة الوجود، لقيه كمال محمد السنبهلي بدهلي وأثنى عليه في الأسرارية، قال: وكان طريقه التوكل والتسليم، وكان زيه زي الفقراء. الشيخ أبو المجيب الأميتهوي الشيخ الصالح أبو المجيب بن عبيد الله بن عبد الرزاق الصالحي الأميتهوي، أحد رجال العلم والطريقة، ولد بأميتهي في التاسع والعشرين من رجب سنة ألف، وأخذ عن الشيخ جعفر بن نظام الدين العثماني الأميتهوي ولازمه مدة طويلة، وتزوج بابنته العفيفة، مات في الثاني والعشرين من جمادي الأخرى سنة أربع وثلاثين وألف ببلدة أميتهي فدفن بها، كما في صبح بهار. الشيخ أبو المعالي اللاهوري الشيخ العالم الصالح أبو المعالي بن رحمة الله بن فتح الله الكرماني الشيخ خير الدين الحسيني اللاهوري، أحد المشايخ المشهورين في عصره، ولد يوم الاثنين عاشر ذي الحجة سنة إحدى وستين وتسعمائة، وقرأ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 475 القرآن في صباه، ثم اشتغل بالعلم وتربى في مهد عمه الشيخ داود بن فتح الله الكرماني، وأخذ عنه الطريقة، ولازمه مدة طويلة، حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، ثم انتقل باذن عمه من قرية جوني إلى لاهور، وتصدر للإرشاد والتلقين، فحصل له القبول التام عند الخاص والعام، وكان الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي يعترف بفضله وكماله، وكتب باشارته العلية شرحاً نفيساً بالفارسية على فتوح الغيب للسيد الإمام عبد القادر الجيلاني. وذكره عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني في كتابه المنتخب وأورد طرفاً من مراسلاته تدل على طول باعه في الإنشاء، وله مصنفات منها التحفة القادرية في مقامات الشيخ عبد القادر. وكان شيخاً مهاباً رفيع القدر، موصوفاً بالفضل والتدين، كثير الفوائد، جيد المشاركة في العلوم، شاعراً مجيد الشعر، شديد المحبة لعمه المذكور، كثير الذكر له في أبياته، فمن ذلك ما قال: هستم از جام محبت همه دم واله ومست اين وآن راجه شناسم من داود برست وله: دل افسرده كي يابد بكفت هو كسى كرمي دل داود مي بايد كه آهن را دهد نرمي وله: بتخت فقر بنشنيم جو حاصل كشت مقصودم سليماني كنم كز جان غلام شاه داودم وله: يا رب نظري زعين مقصودم بخش آزادكي زبود ونابودم بخش هرجند نيم در خور اين دولت خاص يكذره زعشق شيخ داودم بخش ومن أقواله: يا أبا المعالي: كن عبد الرب المتعالي، ولا تكن عبد الدراهم واللآلي، كما في المنتخب، توفي سنة أربع وعشرين وألف بمدينة لاهور فدفن بها. الشيخ أبو المعالي المرعشي الشيخ الفاضل الكبير أبو المعالي بن العلامة نور الله الحسيني المرعشي، أحد كبار العلماء، له مصنفات عديدة منها أنموذج العلوم، ورسالة في العدل، وتفسير على سورة الإخلاص وديوان الشعر الفارسي، مات سنة ست وأربعين وألف بأرض بنكال، ذكره محمد صادق الأصفهاني في كتابه صبح صادق. القاضي أبو المكارم الكجراتي الشيخ الفاضل أبو المكارم بن قاضي القضاة عبد الوهاب الحنفي الكجراتي، أحد العلماء المشهورين، قتله كفار الهنود سنة تسع وسبعين وألف في أيام عالمكير، كما في مآثر عالمكيري. الشيخ أبو المكارم بن المبارك الناكوري الشيخ الفاضل الكبير أبو المكارم بن المبارك الناكوري، أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد في الثالث والعشرين من شوال سنة ست وسبعين وتسعمائة، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على والده وبعضها على الشيخ فتح الله بن شكر الله الشيرازي الأستاذ المشهور، كما في آئين أكبري. مولانا أبو الواعظ الهركامي الشيخ الفاضل العلامة أبو الواعظ بن صدر الدين بن محمد إسماعيل بن القاضي عماد الدين أحمد العمري البدايوني ثم الهركامي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بهركام، ودرس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه الشيخ مربي بن عبد النبي البلكرامي، كما في مآثر الكرام. وأخذ عنه عالمكير بن شاهجهان الدهلوي، كما في تذكرة الأنساب. وكان جده عماد الدين الأول، قادم من تلك الأسرة إلى هركام، فتلمذ على قاضيها، وتزوج بابنته ثم تدير بها، وكان الشيخ محب الله الإله آبادي صاحب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 476 التسوية ابن عمه القاضي أبي الواعظ، كما في تذكرة الأنساب. وكان أبو الواعظ من مصنفي الفتاوي الهندية، كما في آمد نامه. الشيخ أبو النجيب الأميتهوي الشيخ الصالح أبو النجيب بن عبيد الله بن عبد الرزاق الصالحي الأميتهوي، أحد رجال العلم والطريقة، ولد بأميتهي في سابع رجب سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، وأخذ عن أبيه ولازمه زماناً طويلاً، ثم تولى الشياخة بعد وفاته، أخذ عنه خلق كثير، مات في سابع شوال سنة أربعين وألف، كما في صبح بهار. الشيخ أبو يزيد المنيري الشيخ العالم الصالح أبو يزيد بن عبد الملك بن أشرف بن محمود بن سلطان بن حسام بن أشرف بن خليل بن يحيى الهاشمي المنيري المشهور بالشيخ دولت، كان من كبار المشايخ، ولد ونشأ بمنير - بفتح الميم - وقرأ العلم على الشيخ قطب الدين بن بدن المنيري، ولازمه زماناً، وأخذ عنه الطريقة الفردوسية، وأجاز له الشيخ ناصر ميران الفردوس، والشيخ محمد بن طيب الزنجاني، والشيخ جمال الدين الحافظ منجهن الجلال الناصحي السارني سبط الشيخ شهاب الدين بن بدر الدين الزاهدي المدفون بقرية بسها من أعمال سارن، واستفاض من روحانية الشيخ الكبير شرف الدين أحمد بن يحيى الهاشمي المنيري فيوضاً كثيرة، وتولى الشياخة، أخذ عنه ولده محمد ماهرو، والشيخ أجمل، والشيخ عبد الكريم سعد، والسيد أحمد البهاري، والشيخ أحمد الجشتي، والشيخ خليل البتنوي صاحب نواده، والشيخ سارني، والشيخ يعقوب الذي كان قاضياً بأكبر آباد وخلق آخرون. توفي لأربع عشرة خلون من ذي القعدة سنة سبع عشرة وألف، له مائة وخمس وعشرون سنة. نواب أحسن الله التربتي الأمير الفاضل الباذل أحسن الله بن أبي الحسن التربتي نواب ظفر خان، أحد الأمراء المشهورين في أرض الهند، ناب الحكم عن والده بكابل مدة من الزمان وبكشمير برهة من الدهر في أيام جهانكير وولده شاهجهان، ولقبه جهانكير ظفر خان، وأضاف في منصبه غير مرة، وولاه شاهجهان على بلاد السند، وأضاف في منصبه، وصار مع الأصل والإضافة ثلاثة آلاف له وثلاثة آلاف للخيل، ولما قام بالملك عالمكير بن شاهجهان عزله عن الولاية والمنصب، ووظفه بثلاثين ألفاً تحصل له كل سنة من الجراية الشاهانية. وكان والده من أهل السنة والجماعة، فخالفه في المذهب وصار شيعياً متصلباً في المذهب. وكان باذلاً كريماً يرسل الصلات والجوائز للناس إلى بلاد الفرس وقد مدحه الشعراء بأبيات رائقة رقيقة، منهم مرزا محمد على الصائب التبريزي قال فيه: كلاه كوشه بخورشيد وماه مي شكنم باين غرور كه مدحت كر ظفر خانم وقال فيه: حقوق تربيت را كه در ترقى باد زبان كجا است كه از حضرتت سخن رانم تو بائي تخت سخن را بدست من دادي تو تاج مدح نهادي بفرق ديوانم زروي كرم تو جوشيد خون معنى من كشيد جذب تو اين لعل از ركك جانم تو جان ز دخل بجا مصرعي مرا دادي تو از فصاحت دادي خطاب سحبانم ولأحسن الله خان أبيات رائقة بالفارسية قوله: به تيغ بي نيازي تا تواني قطع هستي كن فلك تا افكند از با ترا خود بيشدستي كن توفي سنة ثلاث وسبعين وألف بمدينة لاهور، كما في مآثر الأمراء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 477 الشيخ أحمد بن إسحاق النصير آبادي الشيخ الفاضل العلامة أحمد بن إسحاق بن محمد بن أحمد بن محمود بن العلاء الشريف الحسني النصير آبادي، كان من نسل الأمير الكبير بدر الملة المنير، قطب الدين محمد بن أحمد الحسني الحسيني المديني، ولد ونشأ بنصير آباد، وقرأ المختصرات في بلدته، ثم سافر إلى إله آباد، وأخذ عن الشيخ محب الله الإله آبادي صاحب التسوية، ولازمه مدة من الزمان، حتى برز في العلوم أصولاً وفروعاً، تأهل للفتوى والتدريس، فرجع إلى بلدته واشتغل بالدرس والإفادة مدة طويلة، ثم أخذته الجذبة الإلهية فسار نحو الشيخ آدم بن إسماعيل الحسيني البنوري، وأدركه بمدينة كواليار فأخذ عنه ونال الخلافة منه حين رحلته إلى الحرمين الشريفين، زادهما الله شرفاً. وكان عالماً كبيراً بارعاً، كثير العبادة والتأله والمراقبة والخوف من الله تعالى، ذا كرامات وكشوف ووقائع غريبة، لا يكاد يسمع من يدانيه في العلم والمعرفة، ويجاريه في الاستقامة على الطريقة والاتقاء والتورع. له مصنفات عديدة ظفرت منها بثلاث رسائل إحداها في حرمة الغناء، توفي سنة ثمان وثمانين وألف بنصير آباد فدفن بفناء مسجده، كما في سيرة السادات. الشيخ أحمد بن الحسين الخوافي الشيخ الفاضل أحمد بن الحسين بن كمال بن الحسن بن الحسين الشيعي الهروي الخوافي ميرك معين الدين أمانت خان الهندي الأورنك آبادي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بأرض الهند وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم تقرب إلى الملوك والأمراء، فولي على بخشيكري وتحرير السوانح بمدينة أجمير سنة خمسين وألف، فاستقل بها مدة من الزمان، ثم سافر إلى إقليم الدكن وأقام بها زماناً، ثم سافر إلى قندهار مع الجنود السلطانية وولي على بخشيكري وتحرير السوانح بناحية الملتان، واستقل بها مدة، ثم ولي على ديوان الخراج بكابل، ولقبه عالمكير بن شاهجهان الدهلوي أمانت خان، وولاه على ديوان الخراج في الخالصة الشريفة، وأضاف في منصبه وأعطاه دواة من البلور، ثم ولاه على ديوان الخراج بأربعة أقطاع الدكن فاستقل بها زماناً، واعتزل عنها لكبر سنه وقنع بحراسة أورنك آباد، له ترجمة شرعة الإسلام بالفارسية. مات سنة خمس وتسعين وألف بمدينة أورنك آباد فدفن بها، كما في مآثر الأمراء. الشيخ أحمد بن الحسين البيجابوري الشيخ الفاضل الكبير المحدث أحمد بن الحسين النائطي نظام الدين بن لطف الله القاضي البيجابووي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، أخذ عن الشيخ عوض بن محمد بن الشيخ الضعيف السقاف، وولي نظارة الإنشاء بمدينة بيجابور، فاستقام على تلك الخدمة الجليلة مدة من الزمان، ثم بعثه عادل شاه إلى دهلي بالسفارة إلى شاهجهان بن جهانكير سلطان الهند، فلبث بها برهة من الدهر، ثم اعتزل عن الخدمة وانزوى في آخر عمره. وكان عالماً كبيراً بارعاً محدثاً عجباً في حفظ الأحاديث وسردها وحفظ مذاهب الناس بلا كلفة. ومات في الثامن عشر من ربيع الأول سنة مائة وألف، كما في تاريخ النوائط. الشيخ أحمد بن رضا الحيدر آبادي الشيخ الفاضل أحمد بن رضا الشيعي الحيدر آبادي صاحب فائق المقال في الحديث والرجال قدم الهند سنة خمس وثمانين وألف، وله مصنفات عديدة، منها فائق المقال أئمة بحيدر آباد وذكر فيه أنه أخذ العلم عن الحر العاملي، وأنه يحفظ اثني عشر ألفاً من متون الحديث بغير الإسناد واثني عشر ألفاً بإسنادها، وله المنهج القويم ورسالة في القراءة، كما في نجوم السماء. القاضي أحمد بن سلامة الجزائري الشيخ الفاضل أحمد بن سلامة الشيعي الجزائري، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، قدم الهند وولي القضاء بحيدر آباد، فلم يزل بها إلى أن مات. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 478 وقد ذكره الحر العاملي في أمل الآمل وقال إنه فاضل فقيه صالح، من مصنفاته شرح الإرشاد للعلامة الحلي وله غير ذلك من المصنفات، كما في نجوم السماء. مولانا أحمد بن سليمان الكجراتي الشيخ العالم الكبير العلامة أحمد بن سليمان الكردي الكجراتي، أحد الرجال المعروفين في العلم، قدم والده من بلاد كرد إلى أرض الهند وسكن بكجرات، وولد بها أحمد بن سليمان، وتربى في مهد والده، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا محمد شريف، وقرأ شرح المواقف وسائر الفنون الحكمية على مولانا ولي محمد خانو، وأخذ التصوف عن الشيخ فريد الدين الكجراتي، والفنون الرياضية عن شاه قباد المشهور بديانت خان، وأخذ الحديث وبعض الفنون عن والده، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الشيخ نور الدين بن محمد صالح الكجراتي صاحب المصنفات المشهورة. وكان ممن تفرد في العلوم الحكمية ونشرها بأرض كجرات، وله مصنفات في أكثر العلوم، منها فيوض القدس كتاب مفيد في علم الكلام. توفي وقت العصر من يوم الاثنين لتسع ليال بقين من جمادي الأخرى سنة اثنتين وتسعين وألف، فأرخ لوفاته صاحبه نور الدين من قوله: شمعي كه بود زانجمن علم كل شده دفن بمقبرة الشيخ موسى بمدينة أحمد آباد، كما في مرآة أحمدي. الشيخ أحمد بن شيخ الكجراتي الشيخ العالم أحمد بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني الحضرمي الشافعي ثم الكجراتي البروجي الولي القطب المكاشف، ذكره الشلي في تاريخه وقال إنه ولد بمدينة تريم في سنة تسع وأربعين وتسعمائة، وصحب جماعة من أكابر عصره منهم السيد عبد الرحمن بن شهاب والشيخ الإمام أحمد ابن علوي باحجدب والشيخ أحمد بن حسين العيدروس، ثم قدم إلى والده بالديار الهندية وأقام عنده بمدينة أحمد آباد، ولاحظته عناية أبيه، ثم سافر إلى بندر عدن، وأخذ عن الإمام العارف عمر بن عبد الله العيدروس وغيره، ولازم أباه في دروسه، ولما مات أبوه انتقل إلى مدينة بروج وقصده الناس لالتماس بركته، وحصلت له حال غيبة عن الإحساس، وكان في حال غيبة يخبر عن المغيبات، وأخبر جماعة بما هم متلبسون به في الحال وآخرين بما سيؤل إليه أمرهم، ودعا لجماعة من أهل العلل والأمراض بالشفاء، فعافاهم الله تعالى ولم يحتاجوا إلى استعمال الدواء وأخبر السيد عبد الله بن شيخ أن أباه شيخنا انتقل إلى رحمة الله سبحانه بتريم، وأن أخاه السيد عبد الرحمن قام مقامه، وورد في الخبر بأن ذلك اليوم وقع فيه الانتقال وأن الأمر كما قاله، وله كرامات كثيرة. وكانت وفاته يوم الجمعة لأربع عشرة بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وألف، ودفن ببروج، كما في خلاصة الأثر. الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي الشيخ الأجل الإمام العارف، بحر الحقائق والأسرار والمعارف، محيي السنن النبوية، ناصر الشريعة البيضاء السنية، مشيد مباني الطريقة، مجدد معالم الحقيقة، برهان العارفين والمحققين، وحجة الأولياء المتقين، مفتخر الأعصر والدهور، ومعتمد الفارغين إليه في جل الأمور، آية من آيات الله العظام، ونادرة من نوادر الأيام، الذي أخذ بيد العلم لما زلت به القدم، وكاد أن يهوى في مهاوي العدم، حتى جاء مجدداً للألف الثاني، وبرهاناً ساطعاً على أشرفية النوع الإنساني. دنيا بها انقرض الكرام فأذنبت وكأنما بوجوده استغفارها شيخ الإسلام والمسلمين، أحمد بن عبد الأحد بن زين العابدين رضي الله عنه، ولد بسرهند في شوال سنة إحدى وسبعين وتسعمائة، وأخذ أكثر العلوم والطريقة الجشتية عن أبيه، واستفاد بعض العلوم العقلية عن الشيخ كمال الدين الكشميري، وأسند الحديث عن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 479 الشيخ يعقوب بن الحسن الصرفي الكشميري الذي أخذ عن الشيخ شهاب ابن حجر الهيتمي المكي، ثم تناول الحديث المسلسل بالأولية عن القاضي بهلول البدخشي عن الشيخ عبد الرحمن فهد عن أبيه الشيخ عبد القادر وعمه الشيخ جار الله عن أبيهما الحافظ عز الدين عبد العزيز عن جده الحافظ الرحلة تقي الدين محمد بن فهد العلوي الهاشمي والحافظ الحجة شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني، وللشيخ أحمد اجازة برواية الكتب الحديثية وغيرها عن القاضي المذكور. ولما فرغ من تحصيل ما تيسر له من العلوم الظاهرة وكان إذ ذاك ابن سبع عشرة سنة اشتغل بالتدريس والتصنيف، ومما صنفه في تلك الأيام رسالة في إثبات النبوة وأخرى في الرد على الشيعة الإمامية وغير ذلك مما أثنى عليه العلماء، وألبسه أبوه خرقة الخلافة. فلما توفي أبوه عام سبعة وألف ارتحل إلى دهلي يريد الحج فقاده قائد توفيق من الله عز وجل إلى الشيخ الأجل رضي الدين عبد الباقي النقشبندي رضي الله عنه، فأخذ عنه الطريقة النقشبندية، واشتغل بها وتدرج في أيام معدودات إلى أوج القطبية والفردية ثم إلى ما شاء الله تعالى، حتى بشره الشيخ بحصول رتبة التكميل والترقي إلى مدارج القرب والنهاية، وثم أجاز له بارشاد الطالبين وألبسه خرقة الخلافة، ولم يزل يكرمه ويجله ويفتخر به ويثني عليه بما لا يبلغ وصفه. فرجع إلى سرهند وجلس على مسند الإرشاد، وأخذ في الدرس والإفادة، وكان يدرس في علوم شتى من الفقه والأصول والكلام والتفسير والحديث والتصوف، وربما يشتغل بالهداية والبزدوي وشرح المواقف والبيضاوي والمشكاة والبخاري والعوارف، ولد مكتوبات في ثلاثة مجلدات، وهي الحجج القواطع على تبحره في العلوم الشرعية، وفيها ما لا يتبادر إلى الأذهان لمن ليس لهم درك في مقامات العرفان، فشدوا النطاق في خصامه، وسعوا إلى جهانكير بن أكبر سلطان الهند، فأمر باحضار الشيخ ورضي بجوابه، فعرضوا عليه أن الشيخ ما سجد للسلطان تكبراً مع أنه ظل الله وخليفته، بل لم يتواضع تواضعاً جارياً، فغضب عليه السلطان وحبسه في قلعة كواليار، وكان شاهجهان ولد جهانكير مخلصاً للشيخ فأرسل إليه أفضل خان والمفتي عبد الرحمن من رجاله مع بعض كتب الفقه قبل أن يحضر عند السلطان وقال إن سجدة التحية تجوز للسلاطين، فان تسجدوا للسلطان عند اللقاء فأنا ضامن من أن لا يصل إليكم ضرر منه، فلم يقبل الشيخ وقال: هذه رخصة والعزيمة أن لا يسجد لغير الله سبحانه، فلبث في السجن ثلاث سنين وحفظ القرآن في تلك الحالة، ثم أخرجه السلطان من السجن بشرط أن يقيم في عسكره ويدور معه، فأقام الشيخ في معسكره ثماني سنوات، وبعد وفاة السلطان رخصه ولده شاهجهان المذكور، فعاد إلى سرهند وصرف عمره بالدرس والإفادة. ومن مصنفاته الرسالة التهليلية ورسالة في إثبات النبوة ورسالة في المبدأ والمعاد، وله رسالة في المكاشفات الغيبية، ورسالة في آداب المريدين، ورسالة في المعارف اللدنية، ورسالة في الرد على الشيعة، وتعليقات على عوارف المعارف للسهروردي، ومكتوبات في ثلاث مجلدات: المجلد الأول يشتمل على ثلاثمائة وثلاثة عشر مكتوباً، والثاني على تسعة وتسعين مكتوباً، والثالث على مائة وأربعة عشر مكتوباً، وله غير ذلك من المصنفات الرشيقة الممتعة، وفي كل ذلك كشف القناع عن وجوه الحقائق والمعارف مما لم يتيسر لأحد قبله. قال الشيخ محسن بن يحيى البكري التيمي في اليانع الجني: ولقد بلغه الله سبحانه من الولاية منزلة لا يرام فوقها، وهدى به بعهده ثم بأصحابه من بعده خلقاً لا يحصيهم إلا من أحصى رمل عالج عدداً، فلا ترى ناحية من نواحي المسلمين في بلاد الهند وخراسان وما وراء النهر من بلاد الترك والتتر إلى أقصى ثغر بالمشرق ثم أرض العراق والجزيرة وبلاد الحجاز والشام وقسطنطينية وما والاها إلا وقد نمى فيها طريقته وجرى على ألسنة أهلها ذكره، إليه ينتمون وبه يتبركون، بل دخلت طريقته إلى أقصى المغرب مثل فاس وغيرها، يعرف ذلك بمراجعة المنح البادية لمحمد بن عبد الرحمن الفاسي وغير ذلك، وفي هذا حجة واضحة على جليل شأنه عند الله ورفيع مكانه في الجزء: 5 ¦ الصفحة: 480 أولياء الله، حيث أشاع طريقته في مشارق أرضه ومغاربها، وعم هذه الأمة برغائب فيوضه وغرائبها، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. ومن مصنفاته المشهورة الأسفار الثلاثة من مكاتيبه، بحر من العلم والحقائق وكنز من الرموز والدقائق، ورسائل مفردة كالمبدأ والمعاد والمعارف اللدنية والمكاشفات الغيبية وغير ذلك، وله رضي الله عنه في بيان العقائد على مذهب الماتريدية ولتهذيب طريقة الصوفية النقشبندية لسان أي لسان! ومن أياديه على رقاب كثير من الناس أنه أوضح الفرق بين وحدة الوجود وبين وحدة الشهود، وبين أن وحدة الوجود شيء يعتري السالك في أثناء السلوك، فمن ترقى مقاماً أعلى من ذلك يتجلى له حقيقة وحدة الشهود، فسد بذلك طريق الإلحاد على كثير ممن كان يتستر بزي الصوفية ويتأول كلامهم على أهوائه الزائغة، ومنها أنه باحث الملاحدة الذين كانوا في زمانه وجادلهم جدالاً حسناً بقلمه ولسانه، وكذلك رد على الروافض ونقض بدعاتهم، ورد على الضعفاء مكايدهم، فحمى بذلك حمى الدين، وحرس بيضة المسلمين، ومنها أنه حقق الفرق بين البدعة والسنة وأقيسة المجتهدين، واستحسانات المتأخرين، والتعارف عن القرون المشهود لها بالخير، وما أحدثه الناس في القرون المتأخرة وتعارفوه فيما بينهم، فرد بذلك مسائل استحسنها المتأخرون من فقهاء مذهبه، ومنها أنه كان يأمر بما يراه معروفاً وينهى عن ضده، ولا يخشى في الله لومة لائم ولا يخاف من ذي سطوة في سلطانه، فكان ينكر على الأمراء ويرشدهم إلى مراشد دينهم، وينفرهم من صحبة الروافض ومن شاكلهم من أعداء الدين، ويبذل لهم نصحه، فنفع الله كثيراً منهم بذلك، وصلحت بصلاحهم الرعية، فسد الله ثلمة ظاهر الدين كما رقع به خرق باطنه، فهذب به وبأصحابه في البلدان النائية فئام ممن وفق لسبيل القوم، وذلك لأنه كان فقيهاً ماتريدياً زكي النفس، حريصاً على اتباع السنن مجتهداً فيه، شديد النصح لأبناء زمانه، فجاءت لذلك - والله أعلم - طريقته وعلومه وشمائله محمودة عند المحققين وأهل الإنصاف، ورغب فيها الناس وقل ما تعقب به ورد من قوله، والمسائل التي شدد بها النكير عليه بعض أهل العلم، والحق أنه مصيب في بعضها وله تأويل سائغ في البعض الآخر، وقد شاركه فيها غيره من هذه الطائفة ممن لا يحصى كثرة، فليس إذاً يخصه الإنكار، ولو أخذناهم بأمثال ذلك لم ينج أكثر المتأخرين منهم، ولا يتعين القول بالخطأ فيها إلا في مسألة أو مسألتين من باب السنن قد اعتذروا عنه في أحدهما والعذر فيهما واحد، وقد شهد له بما ذكرت من فضائله أو بما يقرب منه، وأجاب عن شبهات المتقشفة وذب عنه الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وأنعم الثناء عليه، فلم يترك فيه مجالاً لعائب ولا مقالاً لرائب، وكفاك به إماماً يشهد لإمام، والقول ما قالت به حذام، انتهى. وأما مخالفوه فمنهم الشيخ محمد صالح الأورنك آبادي ومحمد عارف وعبد الله السورتي من أصحاب الشيخ محمد صالح، فانهم صوروا سؤالاً وذكروا فيه أقوالاً، وزعموا أنهم استخرجوها من مكتوبات الشيخ أحمد، ثم عربوها بقدر معرفتهم ومقتضى مرادهم وأرسلوها إلى السيد محمد البرزنجي أحد مجاوري المدينة المنورة، ثم بعد وصول ذلك السؤال إليه علق رسالة بتكفير الشيخ أحمد بسبب الأقوال المكتوبة في السؤال بملائمة خاطر المرسل إليه وتصدى لإثبات كفره بها، وسأل قاضي المدينة المنورة ومفتيها وعلماءها أن يكتبوا على تلك الفتوى على وفق مراده، فامتنعوا عن ذلك وردوا عليه كلاماً وأجوبة تليق بالعلماء العاملين لعلمهم، ثم بعد ذلك أتى إلى مكة المشرفة فسأل الكتابة على السؤال المذكور من قاضيها ومفتيها وعلمائها أيضاً، فما وافقه على ذلك أحد فأجابوه بقولهم: هذا الأمر الذي ارتكبته عظيم، فلا يوافقك في تكفير مسلم إلا كل هالك، وما وافقه بالكتابة من العلماء على ذلك إلا آحاد من الناس ممن لا معرفة له بالطريقة، وبعضهم وافقه لملائمة هواه، وبعضهم لا علم له رأساً ولا حقيقة، فحصل ما حصل من القيل والقال، فاحتاج الناس إلى تتبع مكتوبات الشيخ المذكور وتعريب ألفاظه من الفارسية إلى العربية على وجه يتضح الحق على الناس، ولذلك صرف الشيخ الأجل العالم الفاضل نور الدين محمد بيك همته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 481 العلية وطلب جميع مكتوبات الشيخ وقابل الأقوال التي في ورقة السؤال مع مكتوبات المرحوم، فوجد بعضها غير موافق معها بسبب التحريف وترك بعض الألفاظ وزيادة أخرى، فكتب رسالة وبين فيها اصطلاحات السادة النقشبندية ومقاصد الشيخ أحمد، فعرب ألفاظه إلى العربية وأحسن واهتم وأتقن، وارتفع من أهل الحق سوء الظن، وندم كثير ممن كتب على السؤال المذكور، وصححه الشيخ عبد الله الآفندي والشيخ أحمد الهشيشي والسيد الأسعد المفتي المدني الحنفي والإمام علي الطبري المفتي الشافعي وعبد الرحمن بن محمد الصالح الإمام المالكي ومحمد بن القاضي الحنفي والشيخ الحسن الحنفي ومرشد الدين ابن أحمد المرشدي والسيد محمد الآفندي والشيخ عبد الله الآفندي عناقي زاده. ثم تصدى لشرح كلماته الطيبات الشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي الدمشقي في رسالة نتيجة العلوم ونصيحة علماء المرسوم، ألفها سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، ثم تصدى للرد على البرزنجي الشيخ فرخ شاه بن محمد سعيد السرهندي في رسالة سماها كشف الغطاء عن وجوه الخطاء. وممن خالفه الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي فإنه ألف رسالة في تعقبه وأورد إيرادات شتى على مقالاته، فرد عليه الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله العمري الدهلوي، والشيخ غلام علي العلوي الدهلوي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، وقيل إن الشيخ نور الحق بن عبد الحق الدهلوي أيضاً خالف أباه في ذلك، بل استفاد الطريقة عن الشيخ محمد معصوم والشيخ محمد سعيد ابني الشيخ أحمد، والمشهور أن الشيخ عبد الحق رجع في آخر عمره عن الإنكار عليه، وكتب في رسالة له إلى الشيخ حسام الدين بن نظام الدين البدخشي الدهلوي أن محبة الفقير في هذه الأيام للشيخ أحمد سلمه الله تعالى متجاوزة عن الحد ولم تبق فيما بيننا الحجب البشرية والغشاوة الجبلية أصلاً، ومع قطع النظر عن رعاية أخوة الطريقة والإنصاف وحكم العقل كيف ينبغي الإنكار والخصومة مع أمثال هؤلاء الأعزة والأكابر! ولقد وقع في باطني شيء أحسه بطريق الذوق والوجدان، يعجز عن تقريره اللسان، سبحان الله مقلب القلوب ومبدل الأحوال ولعل أهل الظاهر يستبعدون ذلك، وإني لا أدري كيف هذا الحال وعلى أي منوال، انتهى. وفي كشف الغطاء: وقد رأيت بخط سند العلماء أفضل الفضلاء مولانا عبد الحكيم السيالكوتي في رد بعض شبهات المخالفين على كلامه، قدس سره - هذه العبارة القدح في كلام الشيوخ على غير مرادهم جهل وعاقبته وخيمة، فرد كلام الشيخ الأجل العارف الكبير الشيخ أحمد إنما هو من السفاهة وقلة الفهم، كتبه الفقير عبد الحكيم وإن أردت تصديق ذلك فذلك الخط عند إمام العصر الشيخ محمد النقشبندي نجل قدوة الأولياء الشيخ محمد معصوم - قدس الله سره فعليك، به، - انتهى. وقال الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي في رسالة له إلى الحافظ صدر الدين الحيدر آبادي: ولما رسخت هذه المعرفة التوحيد الوجودي وتدرج أصحاب العقول الزائغة في طريق الإلحاد، واتخذوا هذه المعرفة الغامضة وسيلة لإبطال الشرائع والتكليفات، وشاع مذهب الشيخ محب الله الإله آبادي الذي ظاهره الإلحاد، وراج رواجاً عظيماً، قيض الله للاصلاح الشيخ الكبير أحمد السرهندي، وألهمه علوماً غريبة ليعتدل الحار بالبارد والرطب باليابس حتى تتزن الأفكار ويزهق الباطل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 482 الممزوج بالحق وذلك معنى التجديد، هذا ما قيل فيه. ومن ألفاظه القدسية ما قاله في معارف الصوفية. اعلم أن معارفهم وعلومهم في نهاية سيرهم وسلوكهم إنما هي علوم الشريعة لا أنها علوم أخر غير علوم الشريعة، نعم تظهر في أثناء الطريق علوم ومعارف كثيرة ولكن لا بد من العبور عنها، ففي نهاية النهايات علومهم علوم العلماء وهي علوم الشريعة، والفرق بينهم وبين العلماء أن تلك العلوم بالنسبة إلى العلماء نظرية واستدلالية، وبالنسبة إليهم كشفية وضرورية. وقال في الشريعة: اعلم أن الشريعة متكفلة بجميع السعادات الدنيوية والأخروية، ولا يوجد مطلب يحتاج في تحصيله إلى غير الشريعة، وأما الطريقة والحقيقة فهما خادمان للشريعة، وتحصيلهما لتكميل الشريعة لا غير، وأما الأحوال والمواجيد والمعارف التي تظهر للصوفية في أثناء الطريق فليست من المقاصد، بل هي أوهام وخيالات تربى بها الأطفال فلا بد من العبور عنها في النهاية. وقال في التوحيد: اعلم أن التوحيد قسمان: توحيد شهودي، وتوحيد وجودي، والذي لا بد منه هو التوحيد الشهودي الذي يتعلق به الفناء، والتوحيد الشهودي لا يخالف العقل ولا الشرع بخلاف التوحيد الوجودي فانه يخالفهما ويتضح ذلك بمثال، وذلك أنه قال شخص عند طلوع الشمس واختفاء الأنجم: لبس في السماء إلا الشمس، فهذا القول صحيح لا يخالف العقل ولا الشرع، إذ لا يرى حينئذ إلا الشمس لضعف بصره، فلو أعطى حدة البصر لرأى النجم مع الشمس، بخلاف ما لو قال ذلك قبل طوع الشمس فإنه يكذبه العقل والشرع وأما أقوال المشايخ التي وردت في التوحيد فلا بد أن تحمل على التوحيد الشهودي حتى لا تخالف العقل والشرع. يقول الإمام السرهندي في رسالة كتبها إلى الشيخ فريد البخاري. إن التوحيد الذي يحصل للصوفية في أثناء سلوكهم ينقسم قسمين: التوحيد الشهودي، والتوحيد الوجودي، التوحيد الشهودي: عبارة عن روية واحد: أي أن لا يكون شهود السالك إلا فرداً أحداً، والتوحيد الوجودي عبارة عن اعتقاد وجود واحد، وفناء كل ما سواه وعدمه. ثم يقول: مثل أن يطمئن قلب إنسان على وجود الشمس، فلا يستلزم استيلاء هذا اليقين أن يعتقد عدم النجوم وفناءها، ولكن هو عند ما رأى الشمس ولا يرى النجوم، فان مشهوده - حينئذ - ليس إلا الشمس، ولكن رغم ذلك لا يعتقد أن النجوم فانية معدومة، بل يكون على يقين من أنها مختفية ومغلوبة بضوء الشمس وشعاعه. وهكذا حقق الإمام السرهندي وأثبت أن وحدة الوجود مقام يعرض للسالك خلال السلوك، فيشاهد - عند ذلك - عياناً وجهاراً، أنه لا وجود هناك إلا لواجب الوجود، وكل ما يراه الانسان من وجود، فهو وجود واحد، وما سواه فليس إلا تنوعاته وتلويناته وفي تعبير المتذوقين لهذا المشرب الوجودي تنزلاته. ولكن لو حالف التوفيق الرباني، ورافق الهدى النبوي وكان السالك صاحب طموح وعلو همة، فانه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 483 يفوز بمقام آخر وهو مقام وحدة الشهود. وقال في وجود الحق وفي نبوة نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما جاء به: اعلم أن وجود الحق تعالى وكذا وحدته بل نبوة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بل جميع ما جاء به من عند الله تعالى لا يحتاج إلى فكر ولا دليل، والنظر والفكر فيها ما دامت العلة موجودة والآفة ثابتة، وبعد النجاة من مرض القلب ودفع الغشاوة البشرية لا يبقى غير البداهة، مثلاً الصفراوي ما دام مبتلي بعلة الصفراء فحلاوة السكر عنده تحتاج إلى دليل، والأحول يرى الشخص الواحد اثنين ويحكم بعدم وحدته فهو معذور، ووجود الآفة فيه لا يخرج وحدة الشخص من البداهة ولا يجعله نظرياً، ومعلوم أن ميدان الاستدلال ضيق واليقين الذي يحصل من طريقة الأدلة متعذر جداً، فلا بد من تحصيل الإيمان اليقيني من إزالة المرض القلبي، فكما أن السعي في إزالة علة الصفراء للصفراوي لتحصيل اليقين له بحلاوة السكر أهم من السعي في إقامة الأدلة لتحصيل اليقين بحلاوته، فكذلك ما نحن فيه فإن النفس الأمارة منكرة بالذات للأحكام الشرعية وحاكمة بالطبع بنقاضتها، فتحصيل اليقين بهذه الأحكام الصادقة بالأدلة مع وجود إنكار وجدان المستدل متعذر جداً، فلا بد في تحصيل اليقين من تزكية النفس، وتحصيل اليقين من غير تزكيتها صعب لآية "قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"، فعلم أن منكر هذه الشريعة الباهرة والملة الطاهرة الظاهرة مثل منكر حلاوة السكر، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 484 فالمقصود من السير والسلوك وتزكية النفس وتصفية القلب إزالة الآفات المعنوية والأمراض القلبية، كما قال تعالى: في قلوبهم مرض، حتى يتحقق بحقيقة الإيمان، فإن وجد إيمان مع وجود هذه الآفات فهو بحسب الصورة فقط، فإن وجدان الأمارة حاكمة بخلافه ومصرة على حقيقة كفرها، ومثل هذا الإيمان والتصديق الصوري مثل إيمان الصفراوي بحلاوة السكر، فإن وجدانه شاهد بخلافه، فكما أنه لا يحصل اليقين الحقيقي بحلاوة السكر إلا بعد إزالة مرض الصفراء، فكذلك لا تحصل حقيقة الإيمان إلا بعد تزكية النفس والاطمئنان، وحينئذ يكون وجدانياً، وهذا القسم من الإيمان محفوظ من الزوال، ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون صادق في شأنهم، شرفنا الله تعالى بشرف هذا الإيمان الكامل الحقيقي. وقال في فضل الطريقة النقشبندية: إعلم أن طريقة الخواجكان - قدس الله أسرارهم - مبنية على اندراج النهاية في البداية، قال الشيخ نقشبند: نحن ندرج النهاية في البداية، وهذه الطريقة بعينها طريقة الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، فإن الصحابة تيسر لهم في بداءة صحبتهم مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لم يتيسر لغيرهم في نهايتهم، فلهذا لما تشرف وحشى قاتل حمزة رضي الله تعالى عنهما في بداءة إسلامه مرة بصحبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان أفضل من أويس القرني الذي هو خير التابعين، فالذي تيسر لوحشي في بداءة تلك الصحبة ما تيسر لأويس القرني في نهايته. وقال في بيان أن الجذبة التي قبل السلوك ليست من المقاصد: إعلم أن للوصول طريقتين: الجذبة، والسلوك، وبعبارة أخرى: التزكية، والتصفية، والجذبة التي قبل السلوك ليست من المقاصد، والتصفية التي قبل التزكية ليست من المطالب، والجذبة التي تكون بعد تمام السلوك، والتصفية التي تكون بعد حصول التزكية الكائنة في السير في الله من المقاصد المطلوبة، فالجذبة والتصفية السابقة لأجل تسهيل السلوك على السالك، وبدون السلوك لا ينال المطلوب، وبلا قطع المنازل لا يظهر جمال المحبوب، فالجذبة الأولى كالصورة للثانية وفي الحقيقة لا مناسبة بينهما، فالمراد من اندراج النهاية في البداية اندراج صورة النهاية وإلا فحقيقة النهاية لا تسعها البداية - وتحقيق هذا المبحث مفصل في رسالة الجذبة والسلوك، فلا ينبغي الاكتفاء عن الحقيقة بالصورة بل لا بد من العبور عن الصورة إلى الحقيقة - انتهى ما في المعربات للشيخ يونس ملخصاً. أما بيان وحدة الوجود ووحدة الشهود: أما بيان وحدة الوجود على ما ذكره الشيخ الكبر وأتباعه ووحدة الشهود على ما ذكره الشيخ أحمد والفرق بينهما فيلخص ذلك من المكتوب المدني للشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي يتضح لك ما قيل فيه: إعلموا أن وحدة الوجود ووحدة الشهود لفظتان تطلقان في موضعين، فتارة تستعملان في مباحث السير إلى الله عز وجل فيقال: هذا السالك مقامه وحدة الوجود، وذلك مقامه وحدة الشهود، ومعنى وحدة الوجود ههنا الاستغراق في معرفة الحقيقة الجامعة التي تعين العالم فيها بحيث تسقط عنه أحكام التفرقة والتمايز التي معرفة الخير والشر مبنية عليها، والشرع والعقل مخبران عنها مبينان لها أتم بيان وأوفى إخبار، وهذا مقام يحل فيه بعض السالكين حتى يخلصه الله تعالى منه، ومعنى وحدة الشهود: الجمع بين أحكام الجمع والتفرقة، فيعلم أن الأشياء واحدة بوجه من الوجوه كثيرة مباينة بوجه آخر، وهذا المقام أتم وأرفع من الأول، وهذا الاصطلاح مأخوذ من بعض أتباع الشيخ آدم البنوري قدس سره. ومما يدل على شدة تمسكه بالشريعة الغراء وغيرته عليها أشد الغيرة، واستنكافه عن كل ما عارضها من أقوال الصوفية وكلام المشايخ، ما جاء في رسالة له إلى معاصر كتب إليه أن الشيخ عبد الكبير اليمني قال: إن الله عليم بالكليات فقط فقال في الرد عليه: يا سيدي! إن هذا الفقير لا يكاد يحتمل سمع مثل هذا الكلام، إن عرقي الفاروقي ينبض عند ذلك، سواء كان ذلك كلام عبد الكبير اليمني أو محي الدين ابن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 485 عربي، نحن في حاجة إلى محمد العربي لا ابن عربي، إن الفتوحات المدنية أغنتنا عن الفتوحات المكية عمدتنا النص لا الفص. وقد أنكر وجود بدعة حسنة، وقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أطلق القول فقال: كل بدعة ضلالة، فلا يستثنى من هذا الإطلاق بدعة، وله رسائل قوية واضحة في الإنكار على أعمال شركية وتقاليد وعادات تسربت في مسلمي الهند عن أهل البلاد الوثنيين. وكانت وفاة الشيخ أحمد المجدد لليلتين بقيتا من صفر سنة أربع وثلاثين وألف بمدينة سرهند، فصلى عليه ابنه محمد سعيد ودفنه بها، وقبره هناك مشهور. الشيخ أحمد بن عبد الله الحضرمي الشيخ العالم الفقيه أحمد بن عبد الله بن أحمد بن حسين بن عبد الله بن شيخ ابن عبد الله، الشافعي الحضرمي الحيدر آبادي، أحد من يشار إليه في العلم والمعرفة، ذكره الشلي في المشرع الروي قال: إنه حفظ القرآن عن الشيخ عبد الله بن عمر با غريب، ثم حفظ عدة متون في عدة فنون وأخذ عن أكابر عصره، فأخذ عن والده الحديث والفقه والتصوف وألبسه الخرقة الشريفة، وأخذ عن الشيخ أبي بكر بن عبد الرحمن بن الشهاب، وصحب السيد زين بن محمد با حسن الجديلي والسيد محمد بن أحمد الشاطري وغيرهم، وجد في الطلب حتى ملك أعنة المحاسن، ثم اشتاق إلى التنزه في البلاد فكان أول ارتحاله إلى حضرة خاله الشيخ جعفر الصادق فلازمه زماناً بأحمد آباد، ثم توجه إلى بلاد الدكن ولزمه بعض الأمراء، فمكث عنده إلى أن انقضت مدة ذلك الأمير وأقام في تلك البلاد، وكان كريماً يتبع قوله بفعله، ما خاب من أم بابه وقصده، وجمع من الأدب والفقه والحديث وغيرها من الفضائل، ودرس فأفاد الطالبين، وسلك بالمريدين سبيل المشايخ الأقدمين، وله نظم ملك فيه زمام البلاغة والفصاحة مع إلمام جيد في معاني السنة والكتاب، ومعرفة تامة باللغة والإعراب، ولم أقف على منظوم ولا منثور، انتهى. مات سنة ثلاث وسبعين وألف بحيدر آباد فدفن بها في فناء مسجد قوة الإسلام كما في محبوب ذي المنن. السيد أحمد بن عبد اللطيف البلكرامي الشيخ العالم أحمد بن عبد اللطيف بن محمود الأصغر، الحسيني الواسطي البلكرامي، كان ينتسب إلى عمه عبد الله بن محمود لأنه رباه وتبناه فاشتهر بتلك النسبة ونقش على خاتمه أحمد بن عبد الله، وكان كثير الفضائل حسن الشمائل حسن الخط ماهراً في الحساب، لم يزل يشتغل بالكتابة بعد صلاة الإشراق، وقد قلد الحكومة في بهاسو من قبل مكرم خان بن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 486 شخمير العالمكيري، ثم انتقل إلى داسنه من أعمال دهلي. توفي في رابع جمادي الأولى سنة ست وتسعين وألف بمراد آباد فدفن بها، ثم نقل جسده إلى بلكرام ودفن بروضة محمود، كما في مآثر الكرام. الحكيم أحمد بن عبد الله اللاهوري الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله بن علي محمد بن العلامة جلال الدين محمد ابن أسعد الصديقي الدواني أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، كان أصله من دوان، انتقل والده منها إلى بشاور وسكن بها بعد تسلط الشيعة على بلاد الفرس وتعصبهم على أهل السنه والجماعة، ولد ونشأ بمدينة بشاور، وأخذ العلم وتطبب، ثم انتقل إلى قرية نابهه من أعمال سيالكوت، واشتغل بها بالدرس والإفادة، وكان حاذقاً في الصناعة الطبية، يعالج المرضى بهمة صادقة، ولا يقدم الأغنياء على الفقراء ولا يطمع فيهم. مات في سنة سبع وسبعين وألف، كما في تذكرة العلماء لحفيده محمد أشرف اللكهنوي. مولانا أحمد بن عبد الله البيجابوري الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله النائطي البيجابوري، أحد العلماء المشهورين، رقاه الله سبحانه على درجة الإمارة حتى استوزره عادل شاه البيجابوري، فلما أغار راجه رام سنكه على بيجابور بأمر عالمكير بن شاهجهان التيموري بعثه عادل شاه إلى راجه رام سنكه بالسفارة فلحق به، فكتب راجه رام سنكه إلى عالمكير، فأعطاه المنصب الرفيع ستة آلاف له وستة آلاف للخيل مع الخلع الفاخرة والسيف المرصع والجيغة والفيل، وكتب إلى راجه رام سنكه يعلمه أنه يريد أن يلقبه سعد الله خان ويعطيه الخدمة اللائقة به، وأمره أن يبعثه إلى الحضرة، فبعثه فلما وصل إلى أحمد نكر مات بها، وكان ذلك سنة خمس وسبعين وألف، كما في منتخب اللباب. الشيخ أحمد بن عبد الله الشيرازي الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله الشيرازي، أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ ببلدة شيراز، وقرأ العلم على الشيخ العلامة فتح الله بن شكر الله الشيرازي، ثم قدم الهند ودخل بيجابور، وتقرب إلى عادل شاه وحرضه على أن يستقدم الشيخ فتح الله المذكور عن مدينة شيراز، فاستقدمه عادل شاه، فقرأ عليه أحمد ما بقي له من الكتب الدرسية، ولما مات على عادل شاه البيجابوري انتقل إلى مدينة أحمد نكر، وتقرب إلى برهان نظام شاه البحري، وقرأ بعض الكتب على الشيخ حسن النجفي وأخذ عنه التصوف وصحبه، وطابت له الإقامة بمدينة أحمد نكر، وبعد مدة من الزمان ولي على أرض برار، فاستقل بها برهة من الزمان، ثم تركها واعتزل عن الناس بمدينة سورت، ومات بها. وله تعليقات على نفحات الأنس وفصل الخطاب وشرح على خطبة البيان وشرح على كلشن راز وله ديوان شعر بالفارسية ومن شعره قوله: در آئينه حال بشت جشم ار بيني يك جشم بيوشي وبديكر بيني كورت بيند هر آنكه بيند زقفا اين است مثال خير وشر كر بيني توفي سنة ست عشرة وألف وله تسع وستون سنة، كما في صبح كلشن. الشيخ أحمد بن عبد الله القصوري الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله الشوريالي القصوري، كان صاحب العلوم الجمة والمعارف العظيمة، انتفع به الناس وأخذوا عنه، وهو أحد من أظهره الله تعالى وأشهره وأول من أخذ العلوم وجلس على مسند الإرشاد من قبيلة شوريال، وتلك بطن من بطون الأفاغنة. ولد ونشأ بمدينة قصور، وسافر للعلم إلا لاهور، وقرأ العلم على الشيخ إسحاق بن كاكو اللاهوري، ثم أخذ عنه الطريقة ولازمه مدة من الزمان، ثم تصدر للتدريس، وكان معاصراً للشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، والشيخ عيسى بن قاسم السندي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 487 والشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهند. قال اللاهوري في خزينة الأصفياء: إنه كان كثير الدرس والإفادة غير ميال إلى التصنيف، ويقول: إن في مصنفات القدمات كفاية لمن له دراية، وكان الشيخ عبد اللطيف البرهانبوري يقول: إني وجدت في مدة عمري رجلين من العلماء الربانيين: أحدهما الشيخ عبد الوهاب المرصيعي، وثانيهما الشيخ أحمد القصوري، انتهى. توفي سنة ثلاثين وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ أحمد المحدث البيجابوري الشيخ العالم الكبير أحمد بن عبد الله المحدث البيجابوري، أحد العلماء المتمكنين في الفقه والحديث في أيام إبراهيم بن طهماسب البيجابوري، كان ختن القاضي عبد الله وابن أخته، قبره عند قبر السيد عبد الرحمن الحسيني الكجراتي بمدينة بيجابور، كما في روضة الأولياء. الشيخ أحمد بن عبد المعطي الكجراتي الشيخ العلامة أحمد بن عبد المعطي بن الحسن بن عبد الله با كثير المكي ثم الهندي الكجراتي، أحد الأدباء الفاضلين والشعراء المفلقين، أخذ عن والده وتفنن في الفضائل عليه وعلى غيره من العلماء، وكان والده ممن سمع صحيح البخاري بقراءة والده على شيخ الإسلام زين العابدين زكريا الأنصاري المصري. وقد ذكر الشيخ عبد القادر بن شيخ الحضرمي في النور السافر في أخبار القرن العاشر له بيتين في القهوة في ترجمة والده ولله دره: لله محكم قهوة تجلى لنا في أبيض الصيني طاب شرابها فكأنما هي مقلة مكحولة ودخانها من فوقها أهدابها الشيخ أحمد بن علوي الحضرمي الشيخ العالم الفقيه أحمد بن علوي بن عمر بن عقيل بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد جمل الليل الشافعي الحضرمي المشهور كسلفه ببا حسن، ذكره الشلي في المشرع الروي، قال: إنه ولد بقرية روغه ونشأ بها في حجر والده علوي، فقرأ القرآن في أول الأمر برواية الإمام أبي عمر، ثم شرع في الطلب وتحصيل الفضائل، فجمع بين الفقه والحديث وبرع في الأصلين، ثم فارق وطنه فرحل إلى الديار الهندية ونال بها مآرب سنية، ثم رحل إلى مكة المشرفة فحج حجة الإسلام، وزار جده عليه الصلاة والسلام، وأخذ بالحرمين عن جماعة كثيرين، وقرأ على كتاب التعرف في الأصلين والتصوف قراءة بحث وتحقيق، وكثيراً من كتب الحديث والفروع والعربية، وأجزته بجميع مالي من المؤلفات والمرويات، وألبسته الخرقة الشريفة بجميع طرقها، ثم عاد إلى الهند وهو الآن بها، انتهى. الشيخ أحمد بن علي المالكي البسكري الشيخ الفاضل شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد المالكي البسكري - بضم الموحدة - الهندي الكجراتي، أحد العلماء الصالحين، ذكره الشلي في تاريخه وقال: إنه أخذ عن والده وعن الشيخ عبد القادر بن شيخ العيدروس وغيرهما، وكان لطيف الذات كامل الصفات، وكان أكثر همه الاستعداد ليوم المعاد، قال في النور السافر: وكان صاحبنا أحمد المذكور من أهل العلم والصلاح متبعاً للكتاب والسنة، سالكاً على نهج السلف الصالح، متصفاً بالعفاف، قانعاً بالكفاف، ولا يرى في أكثر الأوقات إلا مشغوفاً بمطالعة أو كتابة، له جملة مصنفات، وكان كف بصره قبل وفاته بقليل، وللناس فيه مدائح فمن ذلك ما قاله أديب الزمان الشيخ عبد اللطيف بن محمد الديير فيه من قصيدة: أعنى به أحمد المختار سيرته خلقاً وخلقاً سواه لا يساويه شهاب نجل علي البسكري بلداً المالكي مذهباً من ذا يضاهيه قد خصه بجميل الفضل خالقه بسر طي معاني في معاليه له بديع بيان في الخطاب يرى وجيز لفظ وقد جلت معانيه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 488 أخباره قد أتت في الحال تخبر عن ماض ومستقبل من أمر باريه حديثه الحسن العالي روايته أعلت لسامعه شأناً وراويه وقال في النور السافر في موضع آخر من ذلك الكتاب إنه كان بقية العلماء العاملين، لم يخلفه بعده مثله في الفضل والأدب والدين، ألف عدة من الكتب المفيدة، وكان ذا ذكاء وفطنة، لا تأخذه في الله لومة لائم، قال: وله قصيدة في مرثية الشيخ أحمد بن محمد الحضرمي با جابر وهي زهاء مائة بيت أولها: زم المطي بحكمة يا لساري عن أن تسير بأسوء الأخبار وقال فيها: حق البكاء على الذي حاز العلى سهر الليالي والنجوم سواري أعنى الشهاب الجابري فإنه قد كان خلا خالصاً مختاري توفي ليلة السبت الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع بعد الألف بمدينة أحمد آباد ودفن بها. الشيخ أحمد بن مجتبي المانكبوري الشيخ الصالح أحمد بن مجتبي بن مبارك بن أحمد بن نور بن الحامد الحسيني الرضوي المانكبوري المشهور بأحمد الحليم، كان من المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمانكبور، وتفقه على والده وأخذ عنه الطريقة ولازمه ملازمة طويلة، ثم تصدر للارشاد والتلقين، أخذ عنه محمد رشيد بن مصطفى الجونبوري وخلق كثير من المشايخ، ويذكر له كشوف وكرامات، وقد جمع شطراً منها بعض أصحابه في كتابه الخوارق الأحمدية وكثيراً ما كان يذكر خوارقه بنفسه، وكان يعظم ذرية شيخ شيوخه حسام الدين المانكبوري تعظيماً فوق العادة، حتى أنه كان يقوم للولدان من ذريته حينما يلعبون ويمرون عليه، ولا يزال قائماً وهم يلعبون. مات في الخامس عشر من جمادي الأولى سنة أربعين وألف بمدينة مانكبور فدفن بها، كما في كنج أرشدي. الشيخ أحمد بن عمر الحضرمي الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بن أحمد بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن عمر ابن أحمد بن حسن بن علي بن محمد الدويلة الشافعي الحضرمي الشهير كسلفه بالهندوان، ذكره الشلي في المشرع الروي، قال: إنه ولد بتريم ونشأ بها، وأخذ عن خاله أبي بكر بافقيه ولازمه، وأخذ عن غيره من العلماء، ثم جال البلاد ورحل إلى بلاد الهند، فانتفع به جمع من الأنام، ثم قصد بيت الله الحرام، وزيارة جده عليه الصلاة والسلام، فتمت له تلك الأعمال الصالحة، ثم كر راجعاً إلى الهند، ثم قدم علينا بمكة المشرفة وأخذ بالحرمين الشرفين عن جماعة كثيرين، وأخذ عني بعض المصنفات وأجزته بجميع مالي من المؤلفات والمرويات، وألبسته الخرقة الشريفة، وأذنت له في إلباسها، ثم قصد إقليم الدكن، ولما اشتهر فضله عند الأكابر بلغ ذلك عادل شاه البيجابوري، فقربه إليه وأدناه، وأناله ما أمله وارتجاه، ووعظه ونصحه، فأزال الله ببركته كثيراً من المنكرات، وأزاح بهمته كبائر المحرمات، وهو الآن أعلم من به موجود، وأفضل عالم يقتدى به في الوجود، انتهى. الشيخ أحمد بن محمد الكالبوي الشيخ العالم الكبير الزاهد أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي شيخ مشايخ الطريقة المحمدية، ولد ونشأ بمدينة كالبي، وقرأ العربية أياماً على والده، ثم على الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي، وقرأ عليه من الحسامي إلى البيضاوي، وقرأ فاتحة الفراغ في مدة يسيرة، وبلغ رتبة الكمال في حياة والده وأخذ عنه، وجلس على مسنده وله أربع وعشرون سنة في عهد عالمكير بن شاهجهان التيموري. وكان يستمع الغناء على رؤس الأشهاد، ويعقد له مجلساً في عرس والده، ويذهب إلى نهر جمن، فيملأ دناً من الماء، ثم يأتي به على راسه على رسوم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 489 المشايخ المتعارفة في الهند، فلما أخبر به الشيخ محمد أفضل المذكور بعث إليه رسالة وكتب أنه لا يستطيع أن يحضر في العرس، لأنه لا يحب أن يذهب إلى الماء ويحمل دناً ملآنا منه على رأسه، ولا يحب أن يخالف أصحابه، فاستقدمه الشيخ أحمد وألح عليه، ولما قدم الشيخ نهى عن الغناء ولكنه ما ذاق الطعام ثلاثة أيام، وكلما كان يلاقي الشيخ يشكو مانعي الغناء وكان الشيخ يسليه، فلما بالغ في الشكوى أجاز له الشيخ بالغناء، وقيل إن الشيخ أحمد لما انضجر من منعه دخل الخلوة واعتزل عن الناس ثم خرج دفعة وترنم بهذه الأبيات الفارسية له: هر كه بميخانه اقامت كند از سفر كعبه ندامت كند سيد محمد بمن اين خفيه كفت نغمه مطرب همه كامت كند توبه ازين شيوه نخواهيم كرد كوكه همه خلق ملامت كند قيل إن أباه لما رحل إلى أجمير لزيارة الشيخ معين الدين حسن السجزي الأجميري، وكان معه ابنه الشيخ أحمد قال: إنه رأى في واقعة أن الشيخ معين الدين لاث العمامة برأس ولده الشيخ أحمد، فلما رجع عن ذلك السفر شرع أحمد في استماع الغناء على رؤس الأشهاد وأبوه محمد يخالفه في ذلك ولكنه مع ذلك يقول: محمد وأحمد عبارة عن رجل واحد. ومن مصنفاته مشاهدات الصوفية وشرح بسيط على العقائد النسفية شرحه في أربعة وعشرين يوماً وله ديوان شعر. توفي في التاسع عشر من شهر صفر سنة أربع وثمانين وألف في أيام عالمكير، وكان له ست وثلاثون سنة، وقبره بمدينة كالبي، كما في ضياء محمدي. الشيخ أحمد بن محمد الحضرمي الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الشهاب باجابر الشافعي الحضرمي ثم الكجراتي ذو السودد الظاهر والفضل الباهر، ذكره الشلي في تاريخه وقال: إنه أخذ عن والده الشيخ محمد، وتربى تحت حجره، وتحلى بجواهر بحره، وأخذ عن غيره من العلماء، ثم قدم الهند وأخذ عن الشيخ عبد القادر بن شيخ العيدروس وغيره، وله نظم حسن ومدائح في السادة، انتهى. وقال الشيخ عبد القادر المذكور: إنه كان رجلاً صالحاً إماماً عالماً علامة، غاية في التحقيق وجودة الفكر والتدقيق، قال: وكان نظر في كتب الأدب ودواوين الشعر، وحفظ منها شيئاً كثيراً وعرف بقوة الحافظة والذكاء، وأشير إليه بالعلم، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس، وتصدر بهما، وأخذ عنه الفضلاء في كثير من الفنون، قال: وكان كثير الاستحضار لمستحسنات الأشعار والأخبار، حسن المذاكرة فكه المحاضرة، وكان أكثر ما تعلم من العلوم على والده العلامة، قال: ولما حج البيت الحرام سنة 996 اجتمع بمن كان هناك من المشايخ والعلماء كالسيد أبي بكر بن أبي القاسم الشهير بصائم الدهر، والإمام الكبير الشيخ محمد الخاص، والعلامة أبي القاسم مطير، وولده الإمام أبي بكر وأخيه العلامة الأمين، والشيخ أحمد الأشخر، والعلامة المحدث السيد الطاهر بن حسين الأهدل، والعلامة عبد الملك ابن عبد السلام دعسى والسيد حاتم بن أحمد الأهدل، ولازم صحبتهم وقرأ عليهم وأجازوا له في كتب عديدة، قال: وطالت مجالستي معه وامتدحني بقصائد غراء، وصنف المقالات الجابرية في المقامات القادرية قال: واستمر في صحبتي من ربيع الآخر سنة 997 إلى جمادي الأولى سنة 998هـ ثم إنه استأذنني في السفر إلى بعض بلاد الهند فسافر إليها، ثم رجع منها إلى برهانبور واجتمع بمن فيها من الأكابر والرؤساء، ورزق عندهم القبول والحظوة، وكان سلطانها يومئذ السلطان العادل على عادل شاه فأقبل إليه وفرح به، وكذلك من كان بها إذ ذاك من العلماء والفضلاء اغتبطوا بوصوله إليهم حتى قال الشيخ عبد اللطيف الديير في ذلك: الجابر بن شهاب دفق فضيلة في النظم فاق البحر راحاحر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 490 وافى ديار الهند يا لك وافداً ووصوله وقدومه لي جابر قال الشيخ عبد القادر: وهو مات مسموماً بمدينة لاهور، وسبب ذلك أن الشيخ عبد اللطيف كان أطلعه على ما عنده من الكتب، فاتفق أن مات الشيخ عبد اللطيف، وجاء الشيخ فيضي بالحجابة من السلطان أكبر إلى الدكن، ومر على برهانبور في الرجوع، فأرسل إليه السلطان راجه على خان بهدايا، فقال له: ما أريد منك إلا أن تعطيني الكتاب الفلاني الذي صار إليك من تركة عبد اللطيف، فلم يسع السلطان إلا أن أعطاه الذي طلب على كره منه، ثم بحث عن الذي أنهى إلى الشيخ فيضي هذا الخبر، فقيل له: الفقيه أحمد باجابر، فخشي أن الشيخ عبد اللطيف يكون أطلعه أيضاً على سر من أسراره وأمور مملكته، وكان الفقيه متوجهاً في صحبة الشيخ فيضي إلى لاهور وازداد خوفه بسبب ذلك أيضاً، فأرسل أربعة من غلمانه، وأصحبهم سماً قاطعاً وأمرهم أن يسايروا الرفقة حتى إذا وجدوا فرصة أطعموا الفقيه ذلك، فسار أولئك النفر مع الركب حتى لما وصلوا إلى قريب لاهور دسوا له ذلك السم في طعام، فقطع كبده ومكث يصب أياماً دماً ومات، رحمه الله! قال: وقد رثاه صاحبنا الشيخ الشهاب أحمد بن علي البسكري والقصيدة زهاء مائة بيت أولها: زم المطي لحمله يا ساري عن أن تسير بأسوء الأخبار وقال فيها حق البكاء على الذي حاز العلى سهر الليالي والنجوم سواري أعنى الشهاب الجابري فإنه قد كان خلا خالصاً محتاري قال: ورثاه الشيخ محمد بن عبد اللطيف الجامي الشهير بمخدوم زاده: مات الشهاب وكل حي هالك لم يبق إلا الواحد القهار فالله يرحمه ويجبر كسره فهو الرحيم المالك الغفار قال الشيخ الإمام جمال الدين محمد بن عبد اللطيف: هذه قصيدة قالها في قدوم الفقيه أحمد باجابر إلى الهند وهي: ما جال في خلدي ولا في خاطري أني أفوز بوصل ذاك الجابري كلا ولا ظنيت أني في الكرى أحظو بوصل من حبيب هاجري أترى يقيناً أن طيف خياله آوى إلى طرفي القريح الساهر إلى آخرها، قال: وقد رثيته ومنها: سلام الله عوداً بعد بدء على قبر ثوى فيه الشهاب لقد جلت مصيبته لدينا وصار القلب منها في التهاب توفي غير مذموم وأبقى لقلبي حسرة حتى المآب قال الشيخ عبد القادر: فكان اختيار الله تعالى بمقتضى حسن نيته أن مات قبل أن يفتح الله علينا بشيء من الدنيا، تأسفت بموته جداً، وكنت كلما ذكرته استثار مني الحزن وانبعث الأسى والندم، حتى كان مصابي باعتبار ذلك جديداً في كل آن، ثم كنت كثير الترحم عليه والدعاء له، صنفت في أخباره وماجرياته كتاباً سميته صدق الوفاء بحق الإخاء وكانت وفاته ليلة الأربعاء الرابع عشر من شوال سنة إحدى بعد الألف بمدينة لاهور. الشيخ أحمد بن محمد الجوهري الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن علي الجوهري المكي ثم الهندي الأديب الشاعر البارع، ذكره السيد علي معصوم الدشتكي الشيرازي في سلافة العصر وقال إنه ولد بمكة ونشأ بها، وترعرع ورحل إلى الهند في عنفوان عمره وابتداء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 491 حاله وأمره، فقطن بها خمساً وعشرين سنة، وعاد إلى مكة شرفها الله تعالى، فأنكر تقلب أمورها فانتقل منها إلى فارس، ولم يتم له فيها مرامه فرجع إلى الهند، ولم يزل بها حتى دعاه أجله فلبى، وقضى من الحياة نحباً، ومن رقيق شعره قوله: ما شمت برقاً سرى في جنح معتكر إلا تذكرت برق المبسم العطر ولا صبوت إلى خل أسامره إلا بكيت زمان اللهو والسمر شلت يد للنوى ما كان ضائرها لو غادرتنا نقضي العيش بالوطر في خلسة من ليال الوصل مسرعة كأنما هي بين الوهن والسحر لا نرقب النجم من فقد النديم ولا نستعجل الخطو من خوف ولا حذر وأهيف القد ساقينا براحته كأنه صنم في هيكل البشر منعمين وشمل الأنس منتظم يربو على نظم عقد فاخر الدرر فما انتهينا لأمر قد ألم بنا إلا وبدل ذاك الصفو بالكدر لا در در زمان راح مختلسا من بيننا قمراً ناهيك من قمر غزال إنس تحلى في حلى بشر وبدر حسن تجلى في دجى شعر وغصن بان تثنى في نقا كفل لا غصن بان تثنى في نقا مدر كأن ليلي نهار بعد فرقته بما أقاسي به من شدة السهر يا ليت شعري هل حالت محاسنه وهل تغير ما باللحظ من حور فإن تكن في جنان الخلد مبتهجا فاذكر معنى الأماني ضائع النظر وإن تأنست بالحور الحسان فلا تنس الليالي التي سرت مع القصر وقوله: كيف أسلو من مهجتي في يديه وفؤادي وإن رحلت إليه إن طلبت الشفاء من شفتيه جاد لي بالسقام من جفنيه إن حلف السهاد عين رأته وجنت ورد جنتي خديه كلما رمت سلوة قال قلبي لا تلمني في ذا العكوف عليه لست وحدي متيماً في هواه كل أهل الغرام تصبو إليه وله مقاطيع سماها لآلي الجوهري وله غير ذلك، وكانت وفاته ليلة الأربعاء لثمان بقين من جمادي الأخرى سنة تسع وستين وألف بأرض الهند، كما في خلاصة الأثر. الشيخ أحمد بن محمد المعصوم الشيرازي الشيخ الفاضل أحمد بن محمد المعصوم بن نصير الدين بن إبراهيم الشيعي الدستكي الشيرازي، والد علي المعصوم صاحب سلافة العصر المشهور بنظام الدين أحمد، ولد ليلة الجمعة خامس عشر شعبان سنة سبع وعشرين وألف بالطائف، وحفظ القرآن وتلا بالسبع، وأخذ الفقه عن شرف الدين البافقي، والحديث عن السيد نور الدين الشامي، والعربية عن علي المكي، والمعقول عن شمس الدين الكيلاني، وبرع في الفنون سيما العربية، واعتنى بالأدب فنظم نظماً جيداً، وقدم الهند سنة ثلاث وخمسين وألف فأملكه عبد الله قطب شاه الحيدر آبادي ابنته فامتد باعه في الدنيا، وخدمته الشعراء بالمدائح، وقد انتهت إليه بسبب القربة إلى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 492 السلطان المذكور الرئاسة ببلدة حيدر آباد حتى أدرك السلطان أجله، وظنه أن يكون ملكاً بعده فلم يتم له ما أمله، وتولى الملك بعده مرزا أبو الحسن الحيدر آبادي في قصة يطول شرحها، فقبض عليه وسجنه إلى أن مات بها، ومن شعره قوله: مثير غرام المستهام ووجده وميض سري من غور سلع ونجده وبات بأعلى الرقمتين التهابه فظل كئيباً من تذكر عهده يحن إلى نحو اللوى وطويلع وبانات نجد والحجاز ورنده وضال بذات الضال مرخ غصونه تقيأه ظبي يميس ببرده يغار إذا نافست بالبدر وجهه ويغضب إن شبهت ورداً بخده كثير التجني ذو قوام مهفهف صبيح المحيا ليس يوفي بوعده مليح تسامى بالملاحة مفرداً كشمس الضحى والبدر في برج سعده ثناياه برق والصباح جبينه وأما الثريا قد أنيطت بعقده فمن وصله سكنى الجنان وطيبها ولكن لظى النيران من نار صده تراءى لنا بالجيد كالظبي لفتة أسارى الهوى في حكمه بعض جنده روى حسنه أهل الغرام وكلهم يتيه إذا ما شاهدوا ليل جعده يعنعن علم السحر هاروت لحظه ويروى عن الرمان كاعب نهده مضاء اليمانيات دون لحاظه وفعل الردينيات من دون قده إذا ما نضا عن وجهه بعض حجبه صبا كل ذي نسك ملازم زهده وأبدى محيا قاصراً عنه كل من أراد له نعتاً بتوصيف خده هو الحسن بل حسن الورى منه مجتدى وكلهم يعزى لجوهر فرده وما تفعل الراح العتيقة بعض ما بمبسمه بالمحتسي صفو وده وله غير ذلك مما رق وراق من الأشعار الفائقة، وكانت وفاته في سنة ست وثمانين وألف بمدينة حيدر آباد، كما في خلاصة الأثر. الشيخ أحمد بن محمد البهاري الشيخ العالم الفقيه المفتي أحمد بن محمد الحسيني العلوي البهاري المشهور بأحمد سعيد بن محمد سعيد، كان من كبار الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ في قرية من أعمال بهار، وقرأ العلم على والده وتفنن عليه بالفضائل، ودرس وأفتى وصار شيخ الجماعة، فولاه شاهجهان بن جهانكير صاحب الهند الإفتاء في المعسكر، فاستقل به مدة طويلة، وكان فرد زمانه في العربية والفقه والأصول ومعرفة المذاهب، وبيته كان مشهوراً بالعلم والدين والفقه، كما في بادشاه نامه. وفي مرآة العالم لبختاور خان العالمكيري أن شاهجهان المذكور بعثه بالسفارة إلى ملك الدولة العثمانية وشرفاء الحرمين الشريفين في آخر أيامه، فذهب إلى الحجاز وتشرف بالحج والزيارة، ورجع إلى الهند فتقرب إلى عالمكير بن شاهجهان، فمنحه المنصب ألفاً وخمسمائة لنفسه وجعله ديواناً لأخته جهان آرا بيكم، انتهى. الشيخ أحمد بن محمد البجواروي الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن إلياس الحسيني الغرغشتي البجواروي، أحد رجال العلم والطريقة، قرأ أكثر الكتب الدرسية على والده وبعضها على الشيخ إله داد اللاهوري، وقام مقام والده في الإرشاد والتلقين سنة إحدى وألف، فدرس وأفاد نحو خمس عشرة سنة، وحصل له القبول العظيم في الأفاغنة، فتوهم منه جهانكير بن أكبر شاه التيموري وطلبه بين يديه، فلم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 493 يرض أن يحييه بالآداب المرسومة، فحبسه في قلعة كواليار، فلبث بها ثلاث سنين، ثم شفع له خانجهان خان اللودي واستصحبه إلى إقليم الدكن، ولبث بمدينة برهانبور زماناً، ثم رجع معه إلى آكره سنة عشرين وألف، أدركه الشيخ محمد بن الحسن المندوي ببلدة مندو، وذكره في كلزار أبرار وقال: إنه كان على مسلك الشيخ علاء الدولة السمناني في مسألة التوحيد. نظام الدين أحمد الصديقي الشيخ الفاضل نظام الدين أحمد بن محمد صالح الصديقي، له مجمع الصنائع بالفارسي، صنفه سنة ستين وألف، وأرخ لعام تصنيفه من لفظ غنى أوله: الحمد لله الذي أنعم علينا وهدانا إلى الإسلام، إلخ. الشيخ أحمد بن أبي أحمد الديبني الشيخ العالم الصالح أحمد بن أبي أحمد الحنفي النقشبندي الديبني أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بديبن ديوبند قرية جامعة من أعمال سهارنبور، وقرأ العلم على الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى برهانبور، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري، ولازمه مدة طويلة، واستخلفه الشيخ محمد المذكور فرجع إلى بلاده، ولما وصل إلى آكره أدرك بها الشيخ أحمد بن عبد الأحد المذكور، فانجذب إليه فأخذ عنه ولازمه زماناً، ثم سافر إلى برهانبور صحبة الشيخ نعمان بن شمس الدين البرهانبوري وصحبه مدة، ثم رجع إلى سرهند، واستخلفه الشيخ أحمد، فأقام بآكره، وأخذ عنه جمع من الناس، ثم سافر إلى بنكاله وحصل له القبول العظيم بها، كما في زبدة المقامات. القاضي أحمد العسكري البيجابوري الشيخ الفاضل القاضي أحمد بن أبي أحمد الحسيني البيجابوري المشهور بالقاضي عسكري، كان من كبار العلماء، ولي قضاء العسكر بمدينة بيجابور في أيام إبراهيم عادل شاه البيجابوري فاستقل مدة، وكان مشكور السيرة في القضاء، خطاطاً حسن الخط، مات سنة خمس وتسعين وألف بمدينة بيجابور فدفن بها، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ إسحاق بن محمد معظم النصير آبادي الشيخ الكبير إسحاق بن معظم بن أحمد بن محمود بن العلاء الشريف الحسني النصير آبادي، أحد المشايخ المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بنصير آباد قرية جامعة من أعمال رأي بريلي على عشرة أميال منها، وصرف شطراً من عمره في الطلب، وساح البلاد وأخذ عن كبار العلماء والمشايخ، ثم لازم بيته. وله وقائع غريبة في الزهد والتوكل، ذكر بعضاً منها الشيخ نعمان بن نور الحسني النصير آبادي في كتابه أعلام الهدى لا نذكره خوفاً للإطالة، وهو من أجدادي الكرام. وقد أرخ لوفاته السيد عبد الشكور بن محيي الدين البريلوي في كتابه كلشن محمودي وقال: إنه مات سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، واستدل بشطر من البيت يستخرج منه تلك السنة على قاعدة الجمل وهو آمد ببهشت سيد إسحاق وهذا لا يصح قطعاً لأن ولده أحمد بن إسحاق ولد في سنة خمس وعشرين وألف، كما في أعلام الهدى. الشيخ إسحاق بن موسى السندي الشيخ الفاضل إسحاق بن موسى النقشبندي السندي، أحد المشايخ المعروفين في بلاده، ولد ونشأ بالسند وقرأ العلم وساح البلاد، وأخذ الطريقة عن الشيخ كريم الدين النقشبندي اللاهوري، ورأى في مبشرة الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي كأنه توجه إليه وأعطاه رقعة كتب فيها: عن أحمد السرهندي إلى إسحاق السندي، يا إسحاق! أنت ولدي وخليفتي في جميع الرموز الحقيقي والدقيقي، وإني مغفور وأنت ومن توسل بك أيضاً مغفور، واقرأ لحبيبي مولانا كريم الدين مني السلام، انتهى، فكتب إسحاق إلى الشيخ أحمد المذكور وأخبره بما رأى، فأجابه الشيخ أن هذه بشارة فاجتهد ليظهر لك ما في القوة إلى الفعل، كما في زبدة المقامات. الشيخ أسد الله الهركامي الشيخ العالم الصالح أسد الله بن إسماعيل بن خضر الحسيني الحنفي الهركامي، أحد العلماء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 494 الصالحين، ولد سنة خمس وتسعين وتسعمائة بقرية هركام - بفتح الهاء - قرية جامعة من أعمال خير آباد، وقرأ العلم على والده وتفقه عليه، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد السميع بن عبد الرحمن القلندر اللاهربوري، وصرف عمره في الدرس والإفادة. مات سنة سبع وستين وألف بهركام فدفن بقرية جلالي بور، أخبرني بها ولايت أحمد الهركامي. مرزا إسكندر بن محمد الكجراتي الشيخ الفاضل مرزا إسكندر بن محمد بن أكبر الكجراتي، أحد الرجال المعروفين بمعرفة التاريخ، له مرآة سكندري كتاب في أخبار ملوك كجرات، صنفه في سنة عشرين وألف. المفتي إسماعيل بن خضر الهركامي الشيخ العالم الفقيه المفتي إسماعيل بن خضر العلوي الحسيني الهركامي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد بهركام سنة خمس وأربعين وتسعمائة، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد السميع بن عبد الرحمن العباسي اللاهربوري وكان ابن أخته، ثم أخذ عن الشيخ عبد القدوس بن عبد السلام الجونبوري، وولي الإفتاء بهركام، فصرف عمره في الإفادة والعبادة. مات في سنة ثلاثين وألف فدفن بإسماعيل بور قرية في تلك الناحية، أخبرني ولايت أحمد الهركامي. الشيخ إسماعيل بن محمود السندي الشيخ الصالح الفقيه إسماعيل بن محمود الشطاري السندي أبو الفرح سراج الدين البرهانبوري، أحد العلماء المتصوفين، لازم الشيخ عيسى بن قاسم الشطاري البرهانبوري من صغر سنه، واشتغل عليه وحصل وقرأ الكتب الدرسية، ثم أخذ الطريقة عنه، له مخزن الدعوات كتاب بالفارسي في علم الدعوة، جمع فيه ما وصل إليه من شيخه، وصنفه سنة سبع وثلاثين وألف بمدينة برهانبور. الشيخ إسماعيل بن فتح الله اللاهوري الشيخ العالم الكبير المحدث إسماعيل بن فتح الله بن عبد الله بن فيروز الحنفي اللاهوري، كان من مرازبة كوكهر، ولد في أيام السلطان أكبر بن همايون التيموري، ولما طعن في الخامسة من سنه ألقاه والده في مهد الشيخ عبد الكريم اللاهوري، فاشتغل عليه بالعلم وقرأ الكتب الدرسية كلها، ثم رحل إلى قرية على شاطئ نهر جناب وكانت على عشرة أميال من لاهور، فاشتغل بها بالدرس والإفادة مدة طويلة، ثم انتقل إلى لاهور. أخذ عنه الشيخ عبد الحميد، والشيخ تيمور، وجان محمد وخلق كثير من العلماء، مات في خامس شوال سنة خمس وثمانين وألف بمدينة لاهور فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ إسماعيل بن قطب البلكرامي الشيخ العالم الصالح إسماعيل بن قطب عالم الحسيني الواسطي البلكرامي، أحد فحول العلماء، ولد ونشأ ببلكرام، وقرأ حيثما أمكن له في بلدته، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ عن المفتي عبد السلام الديوي والعلامة عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوني حتى برع وفاق أقرانه في المعقول والمنقول، له حاشية نفيسة على شرح التهذيب للجلال الدواني. قال السيد غلام علي البلكرامي في مآثر الكرام: إنه أخذ كثيراً من العلوم المتعارفة عن المفتي عبد السلام الديوي، ثم راح إلى سيالكوث ودخل في حلقة دروس الشيخ عبد الحكيم، سأل القراءة عليه فلم يجبه لكثرة الدروس، فقنع بالسماع ومضى على ذلك دهراً طويلاً، فلما اطلع السيالكوثي على ذكائه التفت إليه، وفسح له في وقته للقراءة، انتهى. وقال السيد محمد بن عبد الجليل البلكرامي في تبصرة الناظرين: إنه أول من تشيع من أهل بلكرام، مات سنة ثمان وثمانين وألف. الشيخ إسماعيل المحدث البيجابوري الشيخ العالم الكبير إسماعيل المحدث الجزء: 5 ¦ الصفحة: 495 البيجابوري، أحد الأفاضل المشهورين في الفقه والحديث، من ذرية الشيخ شمس الدين محمد الملتاني البدري، كان يدرس ويفيد بمدينة بيجابور في أيام إبراهيم عادل شاه، مات ودفن ببيجابور كما في روضة الأولياء. الشيخ إسماعيل بن ودود المالوي الشيخ الفاضل إسماعيل بن ودود بن معروف الصديقي الشطاري المالوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن الشيخ عيسى بن قاسم السندي البرهانبوري بمدينة برهانبور، ولازمه عشرين سنة، ثم وجهه الشيخ إلى بلدته آشته، فرحل إليها سنة عشرين وألف، أدركه محمد بن الحسن المندوي حين ذهابه إلى آشته بمدينة مندو، كما في كلزار أبرار. الشيخ أفضل محمد الأكبر آبادي الشيخ الفاضل أفضل محمد بن يوسف بن عبد الله التميمي الأنصاري الأكبر آبادي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، تفقه على والده وأخذ عنه الطريقة، وقرأ بعض الكتب الدرسية على عمه الجلال، وبعد وفاته أخذ عن المفتي أبي الفتح بن عبد الغفور التهانيسري، والقاضي جلال الدين الملتاني، والشيخ مبارك بن خضر الناكوري، وقرأ الشفاء للقاضي عياض على الشيخ جعفر الحسيني المدفون بأكبر آباد، ثم تصدر للدرس والإفادة مع قناعة وعفاف وتوكل واستغناء، مات لتسع بقين من صفر سنة ثلاث وألف بأكبر آباد فدفن بها، وأرخ لوفاته بعض أصحابه من أفضل أنام، كما في أخبار الأصفياء لولده عبد الصمد. أكبر بن همايون التيموري السلطان المؤيد المظفر أبو الفتح جلال الدين محمد أكبر بن همايون بن بابر التيموري الكوركاني، أكبر ملوك الهند وأشهرهم في الذكر وأسعدهم في الحظ والإقبال، ولد في قلعة أمركوث من أرض السند في ثاني ربيع الأول سنة تسع وأربعين وتسعمائة من بطن حميده بانو حين انهزم والده همايون من شير شاه، ولم يبق معه إلا القليل، فقصد فارس وترك ولده هذا عند أخيه كامران مرزا بكابل، ورجع بعد بضعة سنين فافتتح قندهار وكابل وأكثر بلاد الهند، ثم مات سنة ثلاث وستين وتسعمائة فجلس على سريره ولده أكبر، وكان سنه حينئذ نحو ثلاث عشرة، أجلسه على سرير الملك بيرم خان أحد قواد والده، وأخذ عنان السلطنة بيده، ورتق ما فتق من مهمات الدولة حتى ظلت آمنة مطمئنة. ولما بلغ أكبر أشده استقل بالملك، وأمره أن يسافر إلى الحرمين الشريفين بقصة يطول شرحها، ثم افتتح أمره بالعدل والسخاء، وقرب إليه أهل العلم والصلاح، وكان يذهب بنفسه إلى بيت الشيخ عبد النبي بن أحمد الكنكوهي لاستماع الحديث، ويسوي نعليه بيده ويضعهما قدامه، وكان يرحل إلى أجمير لزيارة قبر الشيخ معين الدين حسن السجزي راجلاً في كل سنة، وكان يتبرك بالشيخ سليم بن بهاء الدين السيكروي، وبنى مساجد وزوايا له، وبنى مدينة بأرضه وجعلها عاصمة بلاد الهند، وبنى بها قصراً وسماه عبادت خانه وقسمه على أربعة منازل وأمر أن يجتمع فيه علماء البراهمة والنصارى والمجوس وأهل الإسلام، فيجتمعون في ذلك القصر ويباحثون في الخلافيات بحضرة السلطان، والسلطان يحتظ بالبحث، حتى دخل في مجلسه أبو الفيض وصنوه أبو الفضل والحكيم أبو الفتح ومحمد اليزدي، فجعلهم فريقاً لأهل الصلاح فدسوا في قلبه أشياء ورغبوه عن أهل الصلاح وقالوا: لا ينبغي للسلطان أن يقلد أحداً من الفقهاء المجتهدين، وإن مرتبة الإمام العادل فوق مرتبة المجتهد، وإن أكبر بن همايون أعدل الأئمة وأعقلهم وأعلمهم بالله، له أن يرجح المرجوح في المسائل المختلفة، ورتب الشيخ مبارك بن خضر الناكوري محضراً في ذلك بالفارسي، ومعناه بالعربية على علاته وكثرة ألفاظه وقلة معانيه: المقصود من تشييد هذه المباني وتمهيد هذه المعاني أن الهند لما صارت بيمن عدل السلطان، وحسن سياسته وتدبيره مركزاً للأمن والأمان، ودائرة للعدل والإحسان، قصدت طوائف من الخواص والعوام هذه الديار لا سيما العلماء، أهل المعرفة والفضلاء، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 496 أصحاب التدقيق الذين هم هداة بادية النجاة، الموصوفون بقوله تعالى: " والذين أوتوا العلم درجات" من العرب والعجم واستوطنوها، وقضى جمهور العلماء الفحول، الجامعون بين الفروع والأصول، والمحيطون بالمعقول والمنقول، الموصوفون بالديانة والصيانة، بعد التدبر الوافي، والتأمل الكافي، في غوامض معاني الآية الكريمة "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" والأحاديث الصحيحة: إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة إمام عادل، ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني، وغير ذلك من الشواهد العقلية، والدلائل النقلية، قضوا بأن منزلة الإمام العادل عند الله فوق منزلة المجتهد، وحيث أن حضرة سلطان الإسلام كهف الأنام أمير المؤمنين ظل الله على العالمين الملك أبو الفتح جلال الدين محمد أكبر الغازي، خلد الله ملكه أبداً! هو أعدل الناس وأعقلهم وأعلمهم بالله، فلو رجح أحد الجانبين في المسائل المختلفة فيما بين المجتهدين لتسهيل معيشة بني آدم، وبمصلحة تدبير العالم، بذهنه الثاقب، وفكره الصائب، وحكم بذلك كان هذا مقرراً متفقاً عليه، ولزم اتباعه، وتحتم على عموم البرية، وكافة الرعية، وكذلك إذا شرع أمراً وأصدره ولم يكن مخالفاً لنص وكان سبب إصداره ترفيه العالمين لزم العمل به، وكان مخالفته سبباً لسخط الله في الآخرة والخسران في الدين والدنيا، حرر هذا المرسوم الحق بمشهد من علماء الدين الفقهاء المهتدين حسبة لله تعالى وإظهاراً لحقوق الإسلام، وكان ذلك في شهر رجب سنة سبع وثمانين وتسعمائة. فألجأ السلطان الشيخ عبد الله مخدوم الملك والشيخ عبد النبي صدر الصدور والمفتي صدر جهان مفتي الممالك والقاضي جلال الدين الملتاني قاضي القضاة والشيخ نظام الدين البدخشي ورجالاً آخرين من العلماء فأثبتوا توقيعاتهم على ذلك المحضر، وانشرح به صدر السلطان وفتح أبواب الاجتهاد، فجوز متعة النساء ونكاح المسلم بالوثنية، حتى اجترأ على الطعن والتشنيع على السلف الصالح، لا سيما الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وأمر باخراج الشيخ عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري والشيخ عبد النبي بن أحمد الكنكوهي إلى الحجاز، والقاضي جلال الدين الملتاني إلى أرض الدكن، ونقل الشيخ الصالح محمد بن المنتخب الأمروهوي من خدمة مير عدل إلى حكومة بكر وسيوستان، واجتمع لديه شرذمة من علماء الوثنيين والنصارى والمجوس ومن أحبار الهنود ومن الشيعة، ومن أهل السنة والجماعة يباحثهم أصحابه في الديانات، وكان كل واحد منهم يجتهد أن يرغبه إلى مذهبه، وكانت تحته طائفة من الأميرات الوثنيات بنات ملوك الهند، وكانب ركوتهم برهمن وديبي برهمن صاحبيه في الظعن والإقامة يزينان له عبادة الأصنام وتعظيم النار والشمس، فتدرج في الاجتهاد وترقى من الفروع إلى الأصول، وقال بخلق القرآن، واستحالة الوحي والتشكيك في النبوات، وأنكر الجن والملك والحشر والنشر وسائر المغيبات، وأنكر المعجزات، وجوز التناسخ، وحرم ذبح البقرة، وحط الجزية عن أهل الذمة، وأحل الخمر والميسر والمحرمات الأخر، وأمر بإيقاد النار في حرمه على طريق المجوس، وأن يعظم الشمس وقت طلوعه على طريق مشركي الهند، وبدل الكلمة الطيبة بقول: لا إله إلا الله أكبر خليفة الله. فلما رأى الفتنة العظيمة بإشاعة تلك الكلمة أمر أن يتفوه بها في حرمه، وأخذ البيعة عن أصحابه على ترك الرسوم والتقليد، وسمى مذهبه ديناً إلهياً وقرر أن الحق دائر بين الأديان كلها، فينبغي أن يقتبس من كلها أشياء، وكان يسجد للشمس والنار في كل سنة يوم النيروز بالإعلان، وشرع ذلك من سنة خمس وعشرين الجلوسية، ورسم القشقة على جبينه يوم العيد الثامن من شهر سنبله، وربط سلكاً من الجواهر عن أيدي البراهمة تبركاً، فعرض عليه الأمراء الجواهر الثمينة في ذلك اليوم ووافقوه في ذلك الربط، وربط في يده راكهي وهي عبارة عن صوف مفتول يربطها الكفار من الهند في يوم معهود في كل سنة، وكذلك كان يفعل كل ما يفعله كفار الهند، ويستحسنه ويحرض أصحابه على ما فعله، ويحثهم على ترك التقليد، يعني الجزء: 5 ¦ الصفحة: 497 به دين الإسلام، ويهجنه ويقول: إن واضعه فقراء الأعراب، وأمر أن لا يقرأ العلوم العربية غير النجوم والحساب والطب والفلسفة، وهذا قليل من كثيره، ذكره البدايوني في المنتخب. وأما الكتب المصنفة بأمره فكثيرة، منها ترجمة حياة الحيوان الكبرى للدميري بالفارسية، ترجمه أبو الفضل بن المبارك الناكوري سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة. ترجمة الإنجيل بالفارسية، ترجمه أبو الفضل المذكور سنة ست وثمانين وتسعمائة. ترجمة كليلة ودمنة من اللغة الفارسية الغير المتعارفة إلى المتعارفة، نقله أبو الفضل. آئين أكبري بالفارسية، كتاب ضخم لأبي الفضل، صنفه سنة أربع وألف، وهو أحسن الكتب المصنفة في أيام أكبر. أكبر نامه كتاب في التاريخ لأبي الفضل، ذكر فيه أحوال ملوك الهند من أولاد تيمور كوركان إلى عهد جلال الدين أكبر. ترجمة ليلاوتي في الحساب والمساحة، نقله من سنسكرت إلى الفارسية أبو الفيض بن المبارك بأمر السلطان. نلدمن منظومة بالفارسية لأبي الفيض المذكور منقولة من اللغة الهندية. ترجمة اتهر بن ويد رابع الكتب المقدسة في زعم الهنود في لغة سنسكرت، نقل شيئاً منه إلى الفارسية عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني، وأعانه على ذلك الشيخ بهاون الهندي، ونقل شيئاً أبو الفيض بن المبارك المذكور بإعانته ثم الحاج إبراهيم السرهندي حتى تم الكتاب. ترجمة مهابهارت أحد الكتب التاريخية المقدسة في زعم الهنادك، ترجمه عبد القادر المذكور بشركة غياث الدين القزويني وسماه السلطان رزم نامه. ترجمة رامائن أحد الكتب التاريخية للهنادك في لغة بهاكا، ترجمه عبد القادر سنة سبع وتسعين وتسعمائة. منتخبات الجامع الرشيدي في أخبار الخلفاء العباسية في بغداد ومصر والخلفاء الأموية والخلفاء الراشدين، صنفه عبد القادر بالفارسية. تكملة بحر الأسمار وهو كتاب في الأخبار الهندية، صنف للسلطان زين العابدين الكشميري، وقد فات منه بعض القصص المفيدة فجمعها عبد القادر في كتاب وجعله الجزء الثاني من بحر الأسمار. منتخبات تاريخ الكشمير لملا شاه محمد الشاه آبادي، انتخبها عبد القادر. ترجمة تزك بابري من التركية إلى الفارسية، ترجمه عبد الرحيم بن بيرم خان الدهلوي سنة سبع وتسعين وتسعمائة. زيج مرزائي ترجمه من الفارسية إلى الهندية كشن جوتشي وكنكادهر ومهيش ومهانتد أحبار البراهمة باعانة الأمير فتح الله الشيرازي وأبي الفضل بن المبارك الناكوري. الناجك في التنجيم، ترجمه مكمل خان الكجراتي. هربنس كتاب في أخبار كشن ترجمه ملا شيري بن يحيى اللاهوري. ترجمة معجم البلدان من العربية إلى الفارسية، قسم أجزاه السلطان على اثني عشر رجلاً منهم البدايوني والتتوي والشيخ منور وقاسم بيك فترجموه. التاريخ الألفي في أخبار ألف سنة، أمر السلطان بتصنيفه أصحابه واصطفى منهم سبعة رجال: فتح الله الشيرازي، غياث الدين القزويني، همام بن عبد الرزاق الكيلاني، الحكيم علي الكيلاني، الحاج إبراهيم السرهندي، نظام الدين الأكبر آبادي، عبد القادر البدايوني لأسبوع كامل ليكتب كل واحد منهم في أسبوع أخبار سنة، فامتثلوا أمره حتى حررت من ذلك أخبار خمس وثلاثين سنة، ثم أمر السلطان أحمد بن نصر الله التتوي فاشتغل به وحرر إلى أيام جنكيز خان ثم قتل فأمر باتمامه جعفر بيك، فأتمه وحرر الوقائع إلى عهد السلطان أكبر، وكتب له الخطبة أبو الفضل بن المبارك الناكوري. الطبقات الأكبرية لمرزا نظام الدين بن محمد مقيم الهروي الأكبر آبادي، كتاب بسيط جمع فيه أخبار الملوك والسلاطين إلى السنة الثانية والثلاثين الجلوسية. منتخب التواريخ لعبد القادر بن ملوك شاه المذكور في ثلاثة مجلدات: الأول في أخبار الملوك من سبكتكين إلى همايون، وهو ما بين الايجاز والاطناب، والثاني في أخبار السلطان جلال الدين أكبر إلى سنة أربعين الجلوسية، والثالث في ذكر من عاصره الجزء: 5 ¦ الصفحة: 498 من المشايخ والعلماء والأطباء والشعراء، وهو كتاب مفيد جداً. كتاب التسهيلات في الهيئة صنفه ملا جاند، ونسخته موجودة في خزانة الكتب الانكليزية بلندن. بهاكوت كيتا نقله من سنسكرت الشيخ أبو الفيض بن المبارك المذكور. راكك ساكر كتاب في الموسيقى صنفوه في أيامه كما في رأكك دربن. حل لنظم شاهنامه، جعله تقي الدين التستري منثوراً بأمره. توفي في جمادي الثانية سنة أربع عشرة وألف ودفن في سكندر آباد قريب آكره. الشيخ الله بخش الشطاري الشيخ العارف الكبير الله بخش بن القاضي خوند بن محمد جمال بن الكبير ابن موسى بن عمران بن يحيى بن حسام الدين، البكري الشطاري الكده مكتيسري، أحد المشايخ المشهورين، كان من نسل عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحاقة رضي الله تعالى عنهم، وكان أصله من سيستان، قدم جده موسى ابن عمران إلى أرض الهند، وسكن بكده مكتيسر والشيخ قوام الدين عم موسى المذكور سكن برهتك. وأما الله بخش فإنه ولد بكده مكتيسر ونشأ بها، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ مبارك بن عبد المقتدر بن فاضل البالادست الجهنجهانوي، ولازمه ملازمة طويلة، وصنف بأمر شيخه كتابه مؤنس الذاكرين في فضل الذكر وتأثيراته. قال محمد بن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر: إنه كان عالي المشرب نهاية في المعارف، نقلت عنه التصرفات العجيبة والكرامات الغريبة، وهو من أجل مشايخ العارف بالله تاج الدين الهندي النقشبندي نزيل مكة، وله معه خوارق: منها أن الشيخ أرسله إلى بلدة أمروهه لخدمة، فكان يمشي في الطريق فرأى في اثناء طريقه امرأة جميلة، فتعلق قلبه بها وصار مشغوفاً بها حتى خرج زمام اختياره من يده، ونسي تلك الخدمة وتبعها، فبينما هو كذلك إذ رأى الشيخ على يمين تلك المرأة ينظر إليه واضعاً إصبعه السبابة في فمه على طريق التنبيه والتعجب، فلما رآه حصلت له منه غاية الحياء، وانقطع أصل محبتها من قلبه، ومضى لسبيله، ولما رجع من الخدمة وصل إلى الشيخ، فلما رآه ضحك منه، فعرف أنه كان مشعراً بذلك، ومنها أن أحد أصحاب الشيخ الله بخش كان يقرأ عليه شيئاً في علم التصوف ذات يوم، فجاء الجراد إلى البلد وسقط على أشجار الناس وزروعهم، فجاء راعي بستان الشيخ وأخبره بالجراد، فأرسل الشيخ أحد أصحابه إلى البستان وقال له: قل للجراد منادياً بصوت رفيع إنك أضيافنا ورعاية الأضياف لازمة، إلا أن بستاننا أشجاره صغار لا تحتمل ضيافتك، فالمرؤة أن تتركي فبمجرد ما سمع الجراد هذا الكلام من الرجل طارت، وخرجت من بستان الشيخ، وصار زروع الناس وبساتينهم كعصف مأكول إلا بستان الشيخ، ومنها أن رجلاً جاء إلى الشيخ وشكا إليه الفقر والضيق في المعيشة وجلس أياماً في خدمته، فقال له الشيخ: إذا حصل لك شيء من الدنيا ما تخرج لنا منه؟ فقال: العشر، فقال له: لا تستطيع، فكرر عليه الكلام حتى استقر الحال على أن يخرج له من كل مائة واحداً، فأمره أن يروح إلى واحد من أهل الدنيا، فحصل له دنيا عريضة في أيام قليلة، فكان الشيخ يرسل إليه الفقراء ويكتب له بأن يعطيهم فلا يؤدي إليهم شيئاً، ثم اجتمع عنده دراهم كثيرة من نصيب الشيخ فكتب إلى الشيخ أن أرسلوا واحداً من خدامكم حتى نرسل هذه الدراهم إليكم، فلما جاء الشيخ كتابه ثار غيرة وغضباً وقال: سبحان الله! ما قلع أحد من وقت آدم إلى يومنا هذا شجرة غرسها بنفسه إلا أنا أقلعها اليوم، فجاءه بعد أيام خبر موته، وله كرامات كثيرة. وكانت وفاته ليلة الاثنين تاسع عشر رمضان سنة اثنتين وألف، وعمره اثنتان وثمانون سنة، وهو على ركبة تلميذه الشيخ تاج الدين، وأوصاه أن لا يغسله ولا يكفنه إلا هو، فقام بوصيته، رحمه الله تعالى. الشيخ إله داد السرهندي الشيخ الفاضل اللغوي الشهير إله داد بن علي شير السرهندي، كان من العلماء المبرزين في الشعر واللغة، له مصنفات جليلة، منها مدار الأفاضل في اللغة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 499 العربية والفارسية والتركية، فرغ من تصنيفه سنة إحدى وألف، وكان معدوداً في شعراء الفرس، يتلقب في شعره بالفيضي، ووالده كان يعرف بأسد العلماء، قال على شير القانع في تحفة الكرام: إنه كان من قبيلة الأنصار، انتهى. القاضي إله داد البلكرامي الشيخ العالم الفقيه القاضي إله داد الحنفي البلكرامي أحد الفقهاء المعروفين بالفضل، كان من نسل قاسم بن محمد بن أبي بكر فقيه المدينة، ولد ونشأ ببلكرام، وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ عبد الرحمن العباسي اللاهربوري، ولما برع في الفقه والأصول وغير ذلك رجع إلى بلكرام وتصدر للتدريس، وله تعليقات على تهذيب المنطق. قال السيد غلام علي الحسيني البلكرامي في مآثر الكرام: إنه كان قاضياً ببلدة بلكرام، فنازعه القاضي كمال العثماني في أمر القضاء سنة تسعين وتسعمائة، ورحل القاضي محمود بن كمال إلى معسكر السلطان أكبر بن همايون التيموري ورفع القضية إليه، فولي أباه القضاء، انتهى. وقال الشيخ غلام حسن في شرائف عثماني: إن القاضي كمال بن عبد الدائم العثماني كان قاضياً ببلكرام، وكان القضاء موروثاً له من آبائه وجدوده من عهد بعيد، فنازعه القاضي عبد الصمد المحتسب ووافقه القاضي إله داد في النزاع، فسافر إلى دهلي ورفع القضية إلى السلطان، وشفع له أبو الفيض بن المبارك الناكوري، وأظهر أن القضاء موروث له من آبائه وأنه أهل لذلك، فولاه القضاء وعزل القاضي كمال عنه، فاعتزل الكمال براجكير، ثم لما حصحص الحق على السلطان وظهر أن الكمال أهل لذلك والقضاء موروث له من آبائه وجدوده، عزل إله داد وولي الكمال مكانه، ثم توارث القضاء في أعقابه نسلاً بعد نسل، انتهى، وقد شنع غلام حسن على غلام علي المذكور تشنيعاً بالغاً، واتهمه بأن في قلبه شيئاً من جهة العثمانيين، ولذلك أغمض عينيه عن محاسنهم في مآثر الكرام وفي سائر مصنفاته. مولانا إله داد السلطانبوري الشيخ العالم الفقيه إله داد الحنفي السلطانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان أصله من قرية بنوده من أعمال السند ومنشأه سلطانبور من أرض بنجاب، قرأ العلم على الشيخ عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري، وتفنن في الفضائل عليه حتى أتقنها، ودرس وأفتى وصنف، وصار من أعيان العلماء وأكابر الفضلاء ببلدته، فولي الصدارة بأرض بنجاب، واستقام عليها مدة من الزمان، ثم ولي القضاء بإله آباد. قال البدايوني في المنتخب: إنه كان في عنفوان آمره معجباً بفضله محتالاً، ثم صار أمره إلى الفقر والانكسار، فصار ديناً متواضعاً حسن الأخلاق، وقنع بيسير من المعاش في إله آباد، وعكف على الافادة والعبادة، وانقطع عن الناس، انتهى، له مصنفات عديدة، منها كشف الغمة ومنهاج الدين توفي سنة ست وألف، كما في خزينة الأصفياء. مولانا إله داد اللاهوري الشيخ الفاضل الكبير إله داد الحنفي اللنكرخاني اللاهوري، أحد العلماء المتبحرين في علوم متعددة من المعقول والمنقول، لم يزل مشتغلاً بالدرس والافادة، كان زاهداً متقللاً قانعاً عفيفاً ديناً متورعاً، لا يطمع في الملوك ولا يعرض عليهم الحوائج، حتى أنه لم يقبل الأرض ولا غيرها للمعيشة قط، أخذ عنه غير واحد من العلماء، ولنكر خان - بفتح اللام - حارة ببلدة لاهور، كما في تذكرة علماء الهند. الشيخ إله داد الدهلوي الشيخ العالم الصالح إله داد الحنفي النقشبندي الدهلوي، أحد كبار المشايخ النقشبندية، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الباقي النقشبندي الدهلوي ولازمه ملازمة طويلة، أخذ عنه عبيد الله وعبد الله ابنا الشيخ عبد الباقي المذكور، مات لسبع ليال بقين من شعبان سنة إحدى وخمسين وألف بدهلي، فدفن بمقبرة شيخه، كما في الأسرارية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 500 الشيخ أمان الله اللاهوري الشيخ العالم الصالح أمان الله الحنفي النقشبندي اللاهوري، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي ولازمه زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ومات بها سنة إحدى وثلاثين وألف، كما في مهر جهانتاب. الشيخ أمان الله المندوي الشيخ الصالح أمان الله بن كمال الدين بن سليمان الكالبوي ثم المندوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمندو، وأخذ عن أبيه ثم عن الشيخ صدر الدين محمد الذاكر الشطاري البرودي ولازمه مدة من الزمان، وكان زاهداً متقللاً صدوقاً متشرعاً، توفي سنة خمس وألف بمندو فدفن بها، كما في كلزار أبرار. نواب أمان الله الكابلي الأمير الكبير أمان الله بن زمانه بيك بن غيور بيك الكابلي نواب خانزاد خان فيروز جنك، كان من الرجال المعروفين بالفضل والشجاعة والدهاء، له أم العلاج كتاب في الطب، صنفه للسلطان جهانكير سنة ست وثلاثين وألف، وهو مرتب على مقدمة في ذكر الاستفراغ والاحتباس، وستة أبواب: الأول في الأخلاط الأربعة ولين الطبع واحتباسه، والاسهال وموانعه ووقت الاسهال وأسباب المسهل ومراعاة القوة، والثاني في المنضجات والمسهلات، والثالث في طبخ الأدوية المسهلة وطريق التناول، والرابع في منع الاسهال عند الحاجة وتعيين الأوقات، والخامس في الأدوية المسهلة للمتنعمين، والسادس في الأدوية المسهلة وقدر الشربة ومركباتها، والخاتمة في المسائل اللطيفة، وله كتاب بسيط في تاريخ ملوك الأرض، وله مجموع يسمى بكنج باد آورد وله ديوان الشعر الفارسي، ومن شعره قوله: در ره عشق صلاح از من رسوا مطلب كافر عشق جه داند كه مسلماني جيست توفي سنة ست وأربعين وألف، وأرخ لموته بعض أصحابه من رستم زمانه مرد كما في مآثر الأمراء. أمين بن أبي الحسن القزويني الشيخ الفاضل أمين بن أبي الحسن القزويني، أحد الفضلاء المؤرخين، كان يعرف بمرزا أميناً، له كتاب في أخبار شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند من جلوسه على سرير الملك إلى عشر سنين يسمى ببادشاه نامه. الشيخ أمين بن أحمد الرازي الشيخ الفاضل الكبير أمين بن أحمد الرازي المشهور بأمين الدين، كان والده صنو محمد شريف جد نورجهان بيكم، قدم الهند وتقرب إلى الملوك والأمراء، وله هفت اقليم كتاب في تراجم الأعيان من بدء الاسلام إلى آخر سنة اثنتين وألف على ترتيب الأقاليم السبعة، طالعته واستفدت منه. الشيخ أمين بن أحمد النهروالي الشيخ العالم الكبير المحدث أمين بن أحمد النهروالي الكجراتي الفاضل المشار إليه بسعة العلم، تخرج على الشيخ محمد بن طاهر بن علي الفتني صاحب مجمع البحار، وأخذ الحديث عنه، وقدم مندو سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة، فأقام بها سنة كاملة، ثم ذهب إلى أجين، ولقي بها الشيخ راجي محمد القادري، والشيخ عبد الغفور، والشيخ جمال بن أحمد وغيرهم من المشايخ فصاحبهم، وطابت له الاقامة بتلك البلدة، فتصدر للدرس والافادة بها، مع قناعة وعفاف وزهد وعبادة، انتفع به خلق كثير وأخذوا عنه، ثم إنه خرج من أجين إلى برهانبور لزيارة القاضي عبد العزيز بن عبد الكريم بن راجي محمد الأجيني، فمات بها في غرة ربيع الأول سنة سبع عشرة وألف فدفن بها، كما في كلزار أبرار. خواجه أمين الدين البيجابوري الشيخ الفاضل أمين الدين بن برهان الدين البيجابوري، أحد المشايخ المعروفين بأرض الدكن، أخذ عن عمه الشيخ عطاء الله ولازمه مدة من الزمان، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 501 وكان مغلوب الحالة، توفي لست بقين من رمضان سنة ست وثمانين وألف بمدينة بيجابور، وعلى قبره أبنية فاخرة بناها ملوك بيجابور. مولانا أمين الدين الكنوري الشيخ العالم الصالح امين الدين بن ركن الدين السنامي الكنوري، كان من العلماء المشهورين في عصره، ولد بكنور على خمسة عشر ميلاً من سنبهل قرية جامعة على ضفة نهر كنك، نشأ بها، وقرأ العلم على والده وأخذ عنه الطريقة ولازمه زماناً طويلاً، ثم تصدر للدرس والافادة، أخذ عنه خلق كثير، وكان صاحب أخلاق فاضلة، مات لثلاث خلون من رمضان سنة اثنتين وأربعين وألف بكنور، ذكره السنبهلي في الأسرارية. الشيخ أويس بن محمد الكواليري الشيخ الفاضل أويس بن محمد بن خطير الدين الطاري الشطاري الكواليري، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ولازم زاوية والده بكرجات، أدركه الشيخ محمد بن الحسن المندوي سنة 1003 بمدينة أحمد آباد، وكان من جهة الأم يصل نسبه إلى الشيخ شاه مير الشيرازي ثم الكجراتي، كما في كلزار أبرار. أرجمند بانو بيكم بنت آصف جاه أبي الحسن بن غياث الدين بن محمد شريف الطهراني ولدت ونشأت بأرض الهند، وكانت بديعة الحسن والجمال، وتزوج بها شهاب الدين محمد شاهجهان بن جهانكير الكوركاني ولها عشرون سنة، فحببت إليه وحظيت عنده، وولدت له أربعة أبناء وثلاث بنات، منهم الملك الكبير أورنك زيب عالمكير، وكانت وفاتها بمدينة برهانبور سنة أربعين وألف ولها تسع وثلاثون سنة، فدفنوها ببلدة زين آباد، ثم نقلوا جسدها بعد ستة أشهر إلى أكبر آباد ودفنوا بها، وبنى على قبرها بعلها شاهجهان المذكور عمارة بديعة متقنة البناء لا يعلم لها نظير في مدن الإسلام كلها بالمشرق ولا بالمغرب، وهي آية في الجمال والإتقان والإبداع والفن، درة يتيمة في المباني والقصور، لم ير الراؤن مثلها، ويقصدها الناس من أقاصي البلدان ويقضون العجب من رؤيتها، وهي المشهورة بروضة تاجكنج وتاج محل. حرف الباء الشيخ بابو بن شيخ الحسيني الكجراتي الشيخ العالم الفقيه الزاهد بابو بن شيخ الحسيني البخاري الفتني الكجراتي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، كان من نسل الشيخ جلال الدين حسين ابن أحمد الحسيني البخاري، ولد ونشأ بمدينة فتن من أرض كجرات، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم درس وأفاد، أخذ عنه خلق كثير من أهل كجرات، توفي سنة ست وألف كما في كلزار أبرار. الشيخ با يزيد بن بديع الدين السهارنبوري الشيخ العالم الفقيه الصالح با يزيد بن بديع الدين بن رفيع الدين الأنصاري السهارنبوري، أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، واشتغل بالعلم على والده مدة، ثم سافر إلى سرهند، وأخذ عن الشيخ محمد معصوم السرهندي، والتزم أذكار الطريقة النقشبندية وأشغالها، وقرأ العلم بها مدة من الزمان، حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، واستخلفه الشيخ، فرجع إلى سهارنبور وتصدر بها للإرشاد، أخذ عنه غير واحد من الأعلام. وكان قانعاً عفيفاً متوكلاً مستقيماً على الطريقة الظاهرة والصلاح والدرس والإفادة، مات يوم الاثنين من سنة مائة وألف، وقبره مشهور ببلدة سهارنبور، كما في بحر زخار. الشيخ با يزيد القصوري الشيخ الصالح با يزيد النقشبندي القصوري، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ آدم بن إسماعيل الحسيني البنوري، وكان شديد الحسبة على الناس، توفي سنة تسعين وألف، كما في بحر زخار، وفي مهر جهانتاب أنه مات في بضع وتسعين وألف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 502 الشيخ با يزيد بن الكمال البلكرامي الشيخ العالم الفقيه با يزيد بن الكمال بن عبد الدائم العثماني الحنفي البلكرامي، أحد العلماء البارعين في الفقه والأصول، كان يعرف ببزدوي دان أي عالم البزدوي، صرف عمره في الدرس والإفادة، وكان السيد محمد أشرف الحسيني البلكرامي يقول: إني سمعت ممن أدركتهم من أكابر عشيرتي أن مثل القاضي با يزيد لم يكن في عصره ومصره، وكان حياً إلى سنة ست وستين وألف، كما في شرائف عثماني ولم يذكره غلام على في مآثر الكرام. بختاور خان العالمكيري الشيخ الفاضل بخت ياور خان العالمكيري المشهور ببختاورخان، كان من خاصة عالمكير وأهل ثقته وملتزمي ركابه، خدمه ثلاثين سنة ومنح ألفاً لنفسه وخمسين ومائتين للخيل منصباً سنة خمس وثمانين وألف، وكان رجلاً فاضلاً ماهراً في التاريخ والسير والإنشاء، صاحب عقل ودين، حسن المحاضرة، كثير المحبة لأهل الفضائل، له مصنفات عديدة، منها مرآة العالم كتاب عجيب في التاريخ، ومنها منتخب حديقة سنائي ومنتخب كليات العطار ومنتخب للمثنوي المعنوي جمعها في كتاب واحد تاريخه اين لب لباب سه كتابست ومنها مختصر تاريخ الألفي لأحمد بن نصر الله التتوي، ومنها بياض له جمع فيه النوادر والشوارد، ومنها رياض الأولياء في أخبار المشايخ. وقد صنف له العلماء كتباً كثيرة منهم القاضي أبو بكر الأكبر آبادي، صنف له كتاباً في الفقه بالعربية وجمع فيه المسائل المعمول بها، وسماه باسمه، ومنهم ملا محمد نافع، صنف له خلاصة الخانية بالفارسية، ومنهم الحكيم عبد الله، صنف له رسالة في الطب وسماه همدم بخت. توفي في الخامس عشر من ربيع الأول سنة ست وتسعين وألف بأرض الدكن، فتأسف بموته عالمكير، واغتم به وصلى عليه، وحمل جنازته على عواتقه خطوات وشايعها، وأمر بتقديم الخيرات والمبرات له، ثم بعث نعشه إلى دهلي فدفن بها، كما في مآثر عالمكيري. الشيخ بدر الدين السرهندي الشيخ الفاضل بدر الدين إبراهيم الحنفي السرهندي صاحب حضرات القدس ولد ونشأ بسرهند، وقرأ العلم على الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي وعلى محمد صادق بن الشيخ أحمد المذكور، قال في حضرات القدس: إني قرأت شرح الموافق وتفسير البيضاوي والعضدية مع حاشيتها للسيد الشريف على الشيخ أحمد، وقرأت المطول مع حاشيته للسيد الشريف وشرح العقائد مع حاشيته للخيالي، وتحرير الأقليدس وشرح المطالع مع حاشيته للسيد على خواجه محمد صادق، وقال: إني صحبت الشيخ أحمد رحمه الله تعالى سبع عشرة سنة، وأخذت عنه الطريقة واستفدت منه فيوضاً كثيرة - انتهى. وكتابه حضرات القدس في مجلدين عدد فيه مصنفاته، منها سنوات الأتقياء في وفيات المشايخ ومنها الروائح في شرح اصطلاحات الصوفية وأشغال السادة النقشبندية والقادرية، ومنها كرامات أولياء ومجمع الأولياء وترجمة فتوح الغيب للشيخ عبد القادر الكيلاني، وترجمة بهجة الأسرار، وترجمة روضة النواظر في ترجمة الشيخ عبد القادر ترجمها بأمر دارا شكوه، وله ترجمة عرائس البيان تفسير الشيخ روز بهان البقلي. القاضي بدر الدين البدايوني الشيخ العالم الفقيه القاضي بدر الدين الصديقي البدايوني، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولي القضاة بمدينة بدايون في أيام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند، واستقل به مدة حياته، وكان يضرب به المثل في التبحر في العلم، توفي سنة ستين وألف، فعمل تاريخاً لوفاته القاضي علي محمد البدايوني من قوله قد خسف بدري كما في المختصر. الشيخ بديع الدين السهارنبوري الشيخ العالم الصالح بديع الدين بن رفيع الدين بن عبد الستار الأنصاري السهارنبوري، أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وقرأ العربية الجزء: 5 ¦ الصفحة: 503 أياماً ببلدته، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم أخذ عنه الطريقة ولازمه ملازمة طويلة، فلما بلغ رتبة الإرشاد استخلفه الشيخ ووجهه إلى آكره فلبث بها زماناً وحصل له القبول عند عامة تلك البلدة والوجاهة عند الأمراء، ثم سنحت له حاجة للرجوع إلى سهارنفور فذهب إلى بلدته بدون أن يستأذن شيخه فوقع في نفس شيخه شيء، فلما أحس بالكدورة رجع إلى آكره واشتغل بالإرشاد والتلقين، ولكنه لم يحصل له قبول في تلك المرة بل وقعت فتنة عظيمة من أمره ونهيه، فاضطر إلى الرجوع إلى سهارنبور مرة ثانية فأقام بها مدة حياته، كما في حضرات القدس توفي سنة اثنتين وأربعين وألف، كما في مهر جهانتاب. الشيخ برهان الدين البرهانبوري الشيخ العالم العارف برهان الدين البكري الشطاري البرهانبوري المشهور براز إلهي كان من مشاهير الأولياء، ولد بقرية معمولي من أرض خانديس، ونشأ ببلدة برهانبور، وكان من قبل الأب من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ومن قبل الأم من أولاد سيدنا الإمام حسين السبط عليه السلام، وكان اسم والدته فاطمة. وهو نشأ في تصون تام وعفاف وتأله واقتصاد في الملبس والمأكل، ولم يزل يجتهد في خدمة الفقراء بزاوية الشيخ عيسى بن قاسم الشطاري، ويسوي الطين للاستنجاء له، ويستفيد منه حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وبلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحاب الشيخ، فقام مقامه في الإرشاد والتلقين، وسلك على قدم التجريد والتفريد والصدق والديانة، تذكر له كشوف وكرامات، وكان يأتي لديه الأمراء والملوك فيستمدون منه في مهماتهم ويتبركون به. قال الخوافي في منتخب اللباب: إن عالمكير لما قصد أكبر آباد وعزم على قتال صنوه دارا شكوه، نكر زيه وذهب إلى حضرة الشيخ بغتة، لأن الشيخ كان لا يرضى بلقاء الملوك والسلاطين، فسأل الشيخ عن اسمه فقال: أورنك زيب، فسكت الشيخ ولم يلتفت إليه حتى نهض عالمكير، ثم جاء في اليوم الثاني فقال الشيخ: إن كنت أحببت هذه الزاوية فأتركها لك وأختار أخرى سواها، فخرج عالمكير وراجع أحد خدمة الشيخ وكان محبباً إليه، فأشار عليه بأن يحضر عند ما يخرج الشيخ للصلاة فيطلب منه فاتحة الرخصة قائماً، فحضر عالمكير عند ذلك فسأل الشيخ عنه، فطفق عالمكير يشكو أخاه دارا شكوه بعدم احتفاله بالشرع والدين وطلب منه فاتحة الرخصة، فقال الشيخ في اللغة الفارسية: از فاتحه ما فقيران كم اعتبار جه ميشود! شماكه بادشاهيد به نيت عدالت ورعيت بروري فاتحه بخوانيد ما هم دست برميداريم يعني ماذا يكون أهون من فاتحة أمثالنا من الفقراء، أنت من السلاطين! اقرأ الفاتحة بنية العدل وحسن العهد بالرعية، نحن أيضاً نرفع أيدينا - فأسر نظام الدين البرهانبوري إلى عالمكير بالتبشير بالفوز - انتهى. وفي التأليف المحمدي أن عاقل خان الرازي جمع ملفوظاته في كتابه ثمر الحياة أقول: وقد جمع أحد أصحابه ملفوظاته في روائح الأنفاس وللشيخ برهان الدين أيضاً مصنفات منها شرح أسماء الله الحسنى وشرح آمنت بالله وغيرهما، مات في الخامس عشر من شعبان سنة ثلاث وثمانين وألف بمدينة برهان بور فدفن بها وعمره جاوز ثمانين سنة. الشيخ برهان الدين الكجراتي الشيخ الفاضل برهان الدين بن الله بخش بن محي الدين بن شهاب الدين بن خوند مير المهدوي الكجراتي، أحد أفاضل المهدوية، له شواهد الولاية كتاب بسيط في إثبات المهدوية للسيد محمد بن سيد يوسف الجونبوري، صنفه سنة اثنتين وخمسين وألف، كما في هدية مهدوية. الشيخ برهان الدين العلوي البيجابوري الشيخ الصالح برهان الدين بن مرتضى بن هاشم بن برهان الدين العلوي الكجراتي ثم البيجابوري، أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بمدينة بيجابور، وأخذ عن جده، وتولى الشياخة بعده، مات لسبع خلون من ذي القعدة سنة أربع وثمانين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 504 وألف، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ برهان الدين الفتني الشيخ الفاضل الكبير برهان الدين لار محمد الحسيني الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، له تنقيح الكلام في شرح تهذيب الكلام في مجلد، أوله: نحمدك يا من تقدست سبحات الجمال عن سمت الحدوث والزوال إلخ صنفه سنة خمس عشرة وألف في أربعة أشهر تقريباً. الشيخ بلال اللاهوري الشيخ العالم الفقيه الزاهد بلال بن عبد الله الحنفي القادري اللاهوري أحد العلماء المشهورين في عصره، كان ممن أخذ الطريقة عن الشيخ شمس الدين اللاهوري وتصدر للإرشاد والتلقين، وكان غاية في الزهد والعبادة، قد تردد إليه شاهجهان بن جهانكير الكوركاني غيرة مرة بلاهور. توفي لليلتين بقيتا من شعبان سنة ست وأربعين وألف وله سبعون سنة، وقبره بمدينة لاهور، كما في التأليف المحمدي. الشيخ بهلول الدهلوي الشيخ العالم الكبير المحدث بهلول بن الكبير القادري الدهلوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والتفسير، كان أصله من شكاربور، انتقل منها إلى دهلي وقرأ العلم على مفتي جمال الدين الدهلوي، ثم سافر إلى كجرات وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الله بن سعد الله والشيخ رحمة الله بن القاضي عبد الله وصحبهما مدة طويلة ثم رجع إلى دهلي، وأخذ الطريقة عن الشيخ قميص بن أبي الحياة السادهوروي، وعكف على الدرس والإفادة، وكان يضرب به المثل في صلاح العمل وكثرة التعبد والاستقامة على الطريقة، كما في أخبار الأصفياء. قال البدايوني في كتابه المنتخب: إنه جد في الاشتغال بالحديث ومهر، وأدرك الكبار من أهل الفقر والفناء، وذاق حلاوة المعرفة، ووفق للاستقامة، وهو مكب على الإفادة والإفاضة منذ مدة طويلة لا يلتفت إلى أهل الدنيا، انتهى. توفي عشية الرابع عشر من شهر رجب سنة سبع وألف بدار الملك دهلي، فدفن في جوار أثر قدم الرسول بها صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما في مهر جهانتاب. الأمير بهاء الدين الأكبر آبادي الأمير الفاضل بهاء الدين بن عبد الهادي بن مير ميران بن نعمة الله الحسيني اليزدي ثم الأكبر آبادي، كان من الأفاضل المشهورين في عصره، ذكره السهارنبوري في مرآة جهان نما وقال: إنه كان من نوادر العصر في الجفر الجامع والتكسير والأعداد، له مصنفات في التاريخ والتصوف، وأبيات رقيقة رائقة بالفارسية، ولاه عالمكير على تحرير السوانح والبخشيكري بكجرات. الشيخ بينا السرهندي الشيخ الفاضل بينا بن الحسن العثماني السرهندي، أحد الأطباء الماهرين في صناعة الطب، له يد بيضاء في الأعمال باليد وفي معالجة الفيل كما في المنتخب. حرف الباء الهندية الشيخ بير محمد البرهانبوري الشيخ العالم الصالح بير محمد بن عبد الحليم بن جلال محمد القادري البرهانبوري، أحد العلماء المبرزين في العلم والمعرفة، قرأ على المفتي يوسف البنكالي ولازمه زماناً، ثم تصدر للدرس والإفادة وصرف شطراً من عمره في ذلك، وكان يشتغل بالتدريس من الصباح إلى المساء، لا يتعطل عن ذلك في يوم من أيام الأسبوع، ولذلك لم يرغب قط إلى خدمة الملوك والأمراء. توفي سنة ثلاث عشرة وألف بمدينة برهانبور، فدفن بها، كما في كلزار أبرار. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 505 الشيخ بير محمد السلوني الشيخ الصالح بير محمد بن عبد النبي بن أبي الفتح بن إله داد بن من الله ابن بهاء الدين العمري الجونبوري، ثم السلوني، أحد المشايخ المشهورين. ولد سنة ست وتسعين وتسعمائة بمدينة سلون - بفتح السين المهملة - وسافر للعلم إلى مانكبور، وجد في البحث والاشتغال حتى لقي الشيخ عبد الكريم بن سلطان المانكبوري ذات يوم عند ذهابه إلى المدرسة، فسأله الشيخ عما يقرأ فقال: هداية الفقه وتفسير البيضاوي، فقال له: هلم إلي أعلمك ما تشاء، فلم يلتفت إليه بير محمد لعدم وقوفه على مراتبه العلية وأخذ مذهبه، فلما وصل إلى أستاذه وقعد بين يديه لم يقدر على القراءة ولا أستاذه على تعليمه، فتعجب شيخه من ذلك وسأله عن ذلك، فذكر ما جرى بينه وبين الشيخ عبد الكريم، فذهب أستاذه إلى عبد الكريم ومعه تلميذه واعتذر إليه، ولازمه بير محمد ستة أشهر، وقرأ عليه الهداية والبيضاوي، وأخذ عنه الطريقة، ولما بلغ رتبة الإرشاد استخلفه الشيخ عبد الكريم ورخصه إلى بلدته، وكانت عامرة في ذلك الزمان بطائفة من الهنود يقال لهم السناسيون إذ قال لهم: ما تعبدون؟ قالوا: نعبد أصناماً فنظل لها عاكفين، ثم اتبعوه وأسلموا لله رب العالمين، فصار مقصداً في الإرشاد والتلقين، وأخذ عنه غير واحد من المشايخ، منهم السيد علاء الدين السنديلوي، والسيد بدر الدين البريلوي وغيرهما، ثم أقطعه عالمكير بن شاهجهان الكوركاني سلطان الهند قريتين، فتوارثتهما أعقابه إلى الآن ولم تتعرض لهما الدولة الإنجليزية. توفي لثمان بقين من محرم الحرام سنة تسع وتسعين وألف بمدينة سلون فدفن بها - أخبرني به الشيخ نعيم عطاء بن مهدي عطاء السلوني أحد سلائله. الشيخ بير محمد اللكهنوي الشيخ العالم الكبير العلامة بير محمد بن أولياء الجون بوري ثم اللكهنوي، أحد المشايخ المشهورين بالفضل والكمال، ولد بقرية اثاوان من أعمال مندياهو قرية جامعة في ناحية جون بور لأربع ليال بقين من رمضان سنة سبع وعشرين وألف، وتوفي والده في صغر سنه، فتربى في مهد عمه وسار إلى مانكبور واشتغل بالعلم على أساتذتها، وأدرك بها الشيخ عبد الله السياح الدكني فبايعه، وسافر إلى لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية على القاضي عبد القادر العمري اللكهنوي، ووفد عليه عبد الله المذكور عند رجوعه من بنكاله، فلازمه وأخذ عنه الطريقة الجشتية، وأمره عبد الله أن يجتهد في البحث والاشتغال ويستكمل التحصيل، ثم يشتغل بالطريقة ويبذل جهده فيها، فسافر إلى دهلي وقرأ فاتحة الفراغ في دروس العلامة حيدر، وأدركه عبد الله بدهلي فأجازه في جميع الطرق والسلاسل، وأجازه في العوارف والجواهر الخمسة فرجع إلى مدينة لكهنؤ وسكن بها. وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وانتهت إليه رئاسة العلم والتدريس، له مصنفات جليلة، منها سراج الحكمة حاشية شرح الهداية للصدر الشيرازي، وحاشية على هداية الفقه، وله الفتاوي الفقهية ورسائل إلى أصحابه في التصوف، ومن مصنفاته المنازل الأربعة في السلوك مرتبة على أربعة منازل: الأول في تربية الطالبين - وفيه مقامات، والثاني في أحكام الشريعة المصطفوية على صاحبها الصلاة والتحية - وفيه ثلاث عشرة مقامة، والثالث في أحكام الطريقة - وفيه خمس مقامات، والرابع في أحكام الحقيقة - وفيه مقامة واحدة، صنفه سنة سبع وستين وألف بمدينة لكهنؤ، أوله: حمد بي نهايت وشكر بي غايت مرذا تي را إلخ، وله غير ذلك من الرسائل. توفي في الرابع عشر من جمادي الأخرى سنة خمس وثمانين وألف بمدينة لكهنؤ، فدفن بها بتل على ساحل كومتي يعرف بتل الشيخ بير محمد، وقد أرخ لوفاته بعض العلماء من قوله تعالى "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" كما في بحر زخار. الشيخ بير محمد الجنيدي الشيخ العالم الفقيه بير محمد الجنيدي، أحد العلماء الصالحين، أخذ عن الشيخ أحمد الديوبندي ولازمه مدة حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وسكن بجنيد - بفتح الجيم وسكون التحتية بعدها نون ودال مهملة - قرية جامعة من أعمال حصار، وكان الجزء: 5 ¦ الصفحة: 506 عالمكير بن شاهجهان التيموري سلطان الهند يرسل إليه الكتب بخطه ويحسن إليه، ذكره السهارنبوري في مرآة جهان نما وقال إنه كان يدرس ويفيد، انتهى. حرف التاء الشيخ تاج الدين الكجراتي الشيخ العالم المحدث تاج الدين بن إسماعيل بن محمود بن إبراهيم بن إسماعيل ابن يعقوب بن شهاب الدين القادري البهاري ثم الفتني الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، كان من نسل القاضي أبي صالح نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الكيلاني، أخذ الطريقة عن والده، وسافر إلى كجرات، فسكن بمدينة فتن، وكان شيخاً صالحاً معمراً محدثاً، يحفظ الصحاح الستة، وكان له أربعة أبناء: جمال، وأحمد، وإسحاق، وإبراهيم، قام مقامه أصغرهم إبراهيم الفتني. توفي في الحادي عشر من جمادي الأولى سنة سبع بعد الألف بمدينة فتن، بالتشديد، كما في مرآة أحمدي. الشيخ تاج الدين الدهلوي الشيخ الفاضل تاج الدين زكريا بن عيسى الحنفي الصوفي الدهلوي، أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والتصوف، أخذ عن والده وعن الشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي، ولازمه مدة من الزمان حتى نال حظاً وافراً من الحقائق والمعارف، استقدمه السلطان أكبر بن همايون الكوركاني وجعله من ندمائه. قال البدايوني في المنتخب: إنه مكن في قلب السلطان الزندقة وبعد مدة من الزمان ترك الالتفات إليه فصار مطروداً، وله مصنفات منها شرح اللوائح وشرح على نزهة الأرواح انتهى. الشيخ تاج الدين السنبهلي الشيخ العالم العارف تاج الدين بن زكريا بن سلطان العثماني النقشبندي الحنفي السنبهلي الولي المشهور، ولد ونشأ في بلدة سنبهل، وقرأ العلم وساح البلاد في طلب شيخ الطريقة، فلما وصل إلى أجمير تلقن من روحانية الشيخ معين الدين حسن الأجميري طريق النفي والاثبات على كيفية مخصوصة في الطريقة الجشتية يسمونها حفظ الأنفاس، وأمر أن يجلس ويشتغل في الذكر في بلدة ناكور فيها قبر الشيخ حميد الدين الصوفي الناكوري، فسافر إلى ناكور وأقام بها يشتغل بالذكر مدة مديدة، ثم خرج في طلب شيخ، فساح في الجبال والبراري والأغوار والأنجاد حتى وصل إلى الشيخ الله بخش الشطاري الكده مكتيسري، فتلقاه الشيخ بحسن القبول وأظهر له أنه كان منتظراً له، وكانت طريقة الشيخ أن لا يلقن أحداً إلا بعد إدخاله في الخدمات والرياضات الشاقة التي تنكسر بها النفس وتحصل بها التزكية، فكان يحمل الماء إلى المطبخ فوق طاقته، فبعد ما تم له ثلاثة أشهر قال له الشيخ: قد تم أمرك، ثم لقنه ذكر العشقية فاشتغل به، ولم يزل في خدمته حتى وصل إلى الكمال والتكميل، وأجازه الشيخ بالطريقة العشقية والقادرية والجشتية والمدارية، وحصلت له الإجازة من رئيس كل طريق، وكذلك حصلت له الإجازة في الطريقة الكبروية من روحانية الشيخ نجم الدين الكبري، وله رسالة في بيان سلوكهم، وكان خدم الشيخ عشر سنين. ثم لما وصل الشيخ الأجل محمد عبد الباقي النقشبندي بلاهور كتب إليه كتاباً وكان الشيخ تاج الدين حينئذ في سنبهل، فلما أتاه كتابه عزم على زيارته، فلما وصل إليه توجه إلى سلوك الأكابر النقشبندية، فتم سلوكه في ثلاثة أيام، ثم أجازه الشيخ بتربية المريدين وهو أول من أجازه، وصحبه عشر سنين، وكانت الصحبة بينهما كصحبة شخصين لا يدري أيهما عاشق وأيهما معشوق، وكانا يأكلان في إناء واحد، ويرقدان على سرير واحد، فلم يزل مقيداً بالتسليك بسلوك النقشبندية بعد ما أجازه الشيخ عبد الباقي المذكور ورخص له، وكان يقول: إن الأكابر النقشبندية هم أرباب الغيرة، ويذكر أن بعد إجازة الشيخ اشتغل بالتربية على طريق الأكابر، وكان إذا أتاه طالب يريد الطريقة العشقية أو غيرها يلقنه فيها ويربيه، حتى أنه في بعض الأيام حضرت روحانية الشيخ الكبير عبيد الله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 507 الأحرار رضي الله عنه للشيخ عبد الباقي رحمه الله تعالى وقال: إن تاج الدين يأكل من مطبخنا ويشكر غيرنا فأخرجناه من النسبة، فقال الشيخ عبد الباقي رحمه الله تعالى: اعف عنه هذه المرة حتى أخبره، فكتب إليه هذه الواقعة، فترك كل ما كان غير هذه السلسلة وحصر التربية والتلقين فيها، فلما توفي الشيخ عبد الباقي رحمه الله تعالى اغتم بموته وحزن عليه حزناً شديداً وأخذ في السياحة، فسافر إلى بلاد الهند والعراق والعرب حتى ألقى عصا التسيار بمكة المحترمة وسكن بها، وأخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ. قال ابن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر: إنه كان شيخ الطريقة النقشبندية ورابطة الإرشاد إلى المنازل للسالكين في السلوك، وواسطة الإمداد للمواهب الرحمانية من ملك الملوك، وشيخاً كبيراً مهاباً حسن التربية والدلالة على الوصول إلى الله تعالى، صحبه خلق كثير من المريدين، وممن صحبه ولازمه الأستاذ أحمد أبو الوفاء العجل العجيل، وولد أحمد المذكور والشيخ محمد مرزا ابن محمد المعروف السروجي الدمشقي والأمير يحيى بن علي باشا وغيرهم، وألف كتباً، منها تعريب النفحات للعارف عبد الرحمن الجامي، وتعريب الرشحات، ورسالة في طريق السادة النقشبندية جمع فيها الكلمات القدسية المأثورة المروية عن حضرة الخواجه عبد الخالق الغجدواني المبني عليها الطريق، وشرحها بأحسن بيان، والصراط المستقيم والنفحات الإلهية في موعظة النفس الزكية، وجامع الفوائد، وقد أفرد ترجمته تلميذه السيد محمود بن أشرف الحسيني في رسالة سماها تحفة السالكين في ذكر تاج العارفين انتهى، وقد نقل المحبي عن الرسالة المذكورة أشياء من كشوفه وكراماته لا نطيل الكلام بذكرها. وقال الشيخ أحمد النخلي المكي في بعض رسائله: وهذا الشيخ تاج - رحمه الله ونفعنا به في الدنيا والآخرة! كان ولياً لله عارفاً به، أقام بمكة المشرفة على حلول ألف وأربعين من الهجرة مدة مديدة، ومات بها - انتهى ما نقله الشيخ ولي الله الدهلوي عن شيخه أبي طاهر بن إبراهيم الكردي المديني. وقد أخذ عنه غير من ذكر الشيخ عبد الباقي بن زين المزجاجي الزبيدي، والشيخ عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن عبد الرحمن الحضرمي العيدروس، والشيخ محمد علان المكي - بتشديد اللام - والشيخ إبراهيم بن حسن الحنفي الاحسائي، والشيخ أبو بكر بن سعيد بن أبي بكر الحضرمي، والشيخ عبيد الله ابن محمد باقي الدهلوي، والسيد محمود بن أشرف الحسيني الأمروهوي وخلق آخرون، ومن مصنفاته غير ما ذكر رسالة في أنواع الأطعمة وكيفية طبخها، ورسالة في كيفية غرس الأشجار، وأخرى في أنواع الطب، ذكرها محمود بن أشرف الحسيني الأمروهوي في تحفة السالكين. ومن ألفاظه القدسية: ومن ألفاظه القدسية ما قال في مفتتح رسالته في سلوك الطريقة النقشبندية: اعلم وفقك الله أن معتقد السادة النقشبندية قدس الله أسرارهم هو معتقد أهل السنة والجماعة، وطريقهم دوام العبودية التي لا تتصور بغير أداء العبادة، وهي عبارة عن دوام الحضور مع الحق سبحانه شعوراً بالغير مع الذهول عن صفة الحضور بوجود الحق سبحانه، ولا يحصل هذه السعادة العظيمة بغير تصرف الجذبة الإلهية، ولا سبب في طريقة الجذبة أقوى من صحبة الشيخ الذي سلوكه بطريق الجذبة، قال الشيخ أبو علي الدقاق قدس سره: الشجرة التي تنبت بنفسها لا ثمر لها، وإن كان لها ثمر يكون بغير لذة، وسنة الله تعالى جارية على أنه لا بد من السبب، فكما أن التوالد والتناسل الصوري لا يحصل بغير الوالد والوالدة كذلك التوالد المعنوي حصوله بغير المرشد متعذر، قال في الرسالة المكية: من لا شيخ له فالشيطان شيخه، انتهى. توفي قبل غروب يوم الأربعاء الثامن عشر من جمادي الأولى سنة خمسين وألف، ودفن صبح يوم الخميس في تربة أعدها له في حياته في سفح جبل قعيقعان، وضريحه ظاهر للزيارة، قعيقعان كزعيفران جبل بمكة وجهه إلى أبي قبيس، لأن جرهم كانت تضع فيه أسلحاتها فتقعقع فيه، أو لأنهم تحاربوا فقعقعوا بالسلاح، كما في خلاصة الأثر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 508 الشيخ تاج الدين الجهونسوي الشيخ العالم النحوي الفقيه تاج الدين بن منهاج الدين الصديقي الجهونسوي الإله آبادي أحد المشايخ المشهورين، انتقل أسلافه من دهلي إلى شيخ بوره فسكنوا بها، والشيخ قد قرأ بعض المختصرات على عمه نصير الدين الجهونسوي، ثم سافر إلى جونبور وقرأ الدرسيات إلى منار الأصول على الشيخ نور الله بن طه الأنصاري الجونبوري، وتطبب على الشيخ المعمر حاجي محمد المداري، وصنف الرسائل في معرفة النباتات والحيوانات، وصنف كتاباً مفيداً في الطب سماه تاج مجربات وهي في مائة كراسة، وكانت له يد بيضاء في معالجة الأمراض وهو وإن لم يوفق بتكملة الكتب الدرسية كلها ولكن الله سبحانه رزقه الملكة الراسخة في كل علم وذهناً وقاداً وفكراً نقاداً فتيسر له معسرات العلوم، ولذلك ترى مصنفاته في الفقه والسلوك والتصوف والطب والنحو، وكان المرجع والمآب في النحو. وبالجملة فإنه كان نادرة عصره، أخذ الطريقة السهروردية، عن الشيخ أبي الفتح الحسيني الأسدي الظفر آبادي الذي يصل ببضع وسائط إلى الشيخ صدر الدين الظفر آبادي، وأخذ الطريقة الجشنية عن ابن عمه خواجه كلان بن نصير الدين ولازمه ملازمة طويلة، ثم قام مقامه في الإرشاد والتلقين، وكان مع التزامه أذكار الطريقة الجشتية وأشغالها لا يباشر السماع ويجتنبه، يذكر له كشوف وكرامات. توفي يوم الخميس خامس عشر من ذي الحجة سنة ثلاثين وألف، كما في كنج أرشدي. السيد تقي الدين الشيرازي الشيخ العالم الكبير العلامة تقي الدين فارغي الحسيني الشيرازي، كان ابن أخ الشيخ العلامة فتح الله الشيرازي، أخذ عنه العلوم الحكمية ودرس وأفاد زماناً، وكان من أهل السنة والجماعة ويقول: ليس في قبيلتي أحد من أهل السنة غير نفسي وأخي، كما في المنتخب. قال البدايوني في تاريخه: إنه كان عالي الهمة، أخذت عنه شطراً من بست باب في الأصطرلاب انتهى. الشيخ تقي الدين التستري الشيخ الفاضل الكبير تقي الدين التستري، أحد العلماء المشهورين في التاريخ والإنشاء والشعر والفنون الرياضية، قدم الهند وتقرب إلى عبد الرحيم ابن بيرم خان ثم إلى السلطان جلال الدين أكبر، وتدرج إلى الإمارة حتى ولي الصدارة في أيام جهانكير، ولقبه الملك المذكور مؤرخ خان، مات في سنة عشرين وألف، كما في يد بيضاء. حرف الثاء المثلثة القاضي ثناء الدين المجهلي شهري الشيخ العالم الفقيه القاضي ثناء الدين الجعفري المجهلي شهري، كان من نسل جعفر الطيار بن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، وله أعقاب كثيرة بمدينة مجهلي شهر. القاضي ثناء الله الجونبوري الشيخ العالم الفقيه ثناء الله بن هداية الله بن محمد منعم بن أبي الحسن ابن محمد بن القاضي خواجكي العمري الجونبوري، كان من الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بجونبور وولي القضاء ببلدته، مات في سابع شوال سنة ثلاث وسبعين وألف، وقبره في سوق ألف خان من بلدة جونبور، كما في تجلي نور. حرف الجيم مولانا جان الله اللاهوري الشيخ الفاضل جان الله الحنفي الصوفي اللاهوري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قرأ العلم على أساتذة لاهور، ودرس بها مدة من الزمان، ثم أخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ نظام الدين التهانيسري ولازمه زماناً، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين فحج وزاره ثم سار معه إلى بلخ ورجع إلى الهند، وكان صاحب كشوف وكرامات. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 509 توفي في تاسع جمادي الأخرى سنة تسع وثلاثين وألف، كما في خزينة الأصفياء. مولانا جان محمد اللاهوري الشيخ العالم الصالح جان محمد الحنفي الصوفي اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ إسماعيل المدرس اللاهوري، وكان يدرس بلاهور في مسجد القصاب خارج البلدة، وكان يأكل بعمل يده. توفي سنة اثنتين وثمانين وألف بمدينة لاهور فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. مرزا جعفر بن بديع القزويني الأمير الكبير جعفر بن بديع الزمان القزويني مرزا قوام الدين آصف خان، كان من العلماء المشهورين في التاريخ والسير والإنشاء وقرض الشعر، ولد ونشأ بأرض الفرس، وقدم الهند سنة 985 هـ في أيام السلطان جلال الدين أكبر بن همايون التيموري، فتقرب إليه وتدرج إلى الإمارة حتى نال الوزارة الجليلة في عهده، ولقبه السلطان آصف خان، وبعثه في مهمة إلى أرض الدكن في أيام جهانكير فمات بها. وكان فاضلاً مؤرخاً شاعراً مجيد الشعر، أمره أكبر شاه بإتمام التاريخ الألفي بعد ما قتل أحمد نصر الله التتوي فكمله، ولخص الأخبار من أيام جنكيز خان إلى عهد السلطان المذكور، وله مزدوجة بالفارسية سماها نور نامه في أخبار شيرين خسرو، وله ديوان شعر بالفارسية ومن شعره قوله: مراكه محض كناهم ز انتقام مترسان دلير بر كنهم ذوق انتقام تو دارد توفي سنة إحدى وعشرين وألف، كما في مآثر الأمراء. الشيخ جعفر بن الجلال الكجراتي الشيخ العالم الصالح جعفر بن الجلال بن محمد الحسيني البخاري الكجراتي، كان يعرف ببدر عالم، ولد في الثاني عشر من شعبان سنة ثلاث وعشرين وألفن ونشأ في مهد العلم والطريقة، وانتفع بوالده وبغيره من العلماء، وكان أفضل من والده في الحديث والتفسير والتصوف وفنون أخرى، جلس على مسند الإرشاد في حياة أبيه بعد جده محمد بن الجلال، ولما توفي والده أراد السلطان أن يوليه صدارة الهند فلم يجبه. وكان سريع الكتابة، يكتب القرآن الكريم في أربع وخمسين ساعة نجومية، له كتاب الروضات في مجلدات كبار ورسائل أخرى في الحديث والتفسير، كما في مرآة أحمدي. قال عبد الحميد اللاهوري في بادشاهنامه إنه كان فوق أبيه وجده في العلم والمعرفة، وحفظ الأحوال، واقتفاء سنن المشايخ، والوقوف على مصطلحات القوم، واقتناء العلوم المتعارفة، وكثرة الدرس والإفادة، انتهى، ومن أبياته: راز ما در زمانه افتاد است بزمها را فسانه افتاد است ميكند يار آنجه ميخواهد دور كردون بهانه افتاد است توفي في تاسع ذي الحجة الحرام سنة خمس وثمانين وألف فدفن عند والده كما في المرآة. جعفر بن الصادق الدهلوي الأمير الكبير جعفر بن صادق بن طاهر بن محمد شريف الهروي الدهلوي، عمدة الملك نواب جعفر خان، كان من الوزراء المشهورين في الدولة التيمورية، ولي على بنجاب ثم على غيرها من الأقطاع الواسعة الفسيحة في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري، ثم نال الوزارة الجليلة فاستقل بها مدة حياته. وكان رجلاً فاضلاً كريماً بشوشاً، طيب النفس، زكي الخصال، سليم الفطرة، لم يكن في زمانه مثله في الذوق الصحيح. توفي سنة إحدى وثمانين وألف بدار الملك دهلي فدفن بها، كما في مآثر الأمراء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 510 الشيخ جعفر بن علي الكجراتي الشيخ العالم الفقيه المحدث جعفر بن علي بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله ابن شيخ بن عبد الله العيدروس الشافعي الحضرمي ثم الهندي الكجراتي الشريف العلي القدر، المشهور بجعفر الصادق. ذكره الشلي في المشرع الروي، قال: إنه ولد بمدينة تريم سنة سبع وتسعين وتسعمائة، وصحب أباه ولازمه مدة في فنون عديدة، وحفظ القرآن وجوده، وحفظ الإرشاد والملحة والقطر وغيرها، وأخذ عن ابن عمه عبد الرحمن السقاف بن محمد العيدروس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب والشيخ زين بن حسين با فضل وأبي بكر الشلي با علوي، وبرع في التفسير والفقه والحديث والتصوف والعربية والحساب والفلك والفرائض، وكان ناضر العيش، رخي البال، وأتحفه الله تعالى بحسن الفهم وجمال الصورة وكمال الخلقة، ورزقه قبولاً تاماً، وكان بليغاً في نظمه وإنشائه، ثم حج وأخذ بالحرمين عن جماعة، ثم عاد إلى تريم ولم يدخل إلى بلد إلا وأكرمه واليها غاية الإكرام، ولما قرب من تريم خرج الناس للقائه ودخل في جمع لم يتفق لأحد من أهل بيته، وكثرت مزاحمة الرجال وأرباب الدفوف والشبابات بين يديه، والمداح تمدحه وتثنى عليه، وسبب ذلك أن أباه كان متولياً أمر الأشراف، وكان له إليه محبة زائدة، وأقام بتريم مدة ثم سافر إلى الهند لطلب العلوم العقلية والرتبة العلية، فدخل بندر سورت للأخذ عن عمه الشريف محمد فأفاض عليه من فيض بحاره، ثم قصد إقليم الدكن فاتصل ثمة بالوزير الملك عنبر، فنظمه في سلك ندمائه، وناظر العلماء بحضرته فظهر عليهم، ثم تصدر للتدريس، واعتنى بلسان الفرس فحصله في مدة يسيرة، ولما رأى بعض الناس العقد النبوي لجده الإمام شيخ بن عبد الله طب منه أن يترجمه بالفارسية فترجمه بأحسن عبارة، ولم يزل حتى مات الملك عنبر وأقيم ولده فتح خان مقامه فزاد في إجلال صاحب الترجمة إلى أن قدر الله تعالى على تلك الدولة ما قدر من نفادها وتشتت أربابها، فعاد الصادق إلى بندر سورت وقرر على ما كان عليه عمه محمد العيدروس من المعلوم والغلال، وزادوه كثيراً من الأراضي، فكان ينفقها على الوارد، وألقى بالبندر عصاه، واشتهر أمره وطنت حصاته، وكان له من الولاية نصيب وافر، قال المحبي: له كرامات ومكاشفات أخبرني بها بعض الثقات من أهل مكة المشرفة، وله كتب مفيدة في فنون عديدة، وديوانه في هذا الزمان تعلو طبقته على كيوان، انتهى. وفي الحديقة الأحمدية أن شاهجهان بن جهانكير التيموري سلطان الهند منحه قرى عديدة من أعمال بروج من أرض كجرات، وله تحفة الأصفياء تعريب سفينة الأولياء لدار شكوه بن شاهجهان، عربه بأمر المصنف، انتهى. كانت وفاته في سنة أربع وستين وألف، ودفن في مشهد عمه محمد العيدروس، وقبره معروف يزار، كما في المشرع الروي. الشيخ جعفر بن الكمال البحراني الشيخ الفاضل جعفر بن كمال الدين الشيعي البحراني ثم الحيدر آبادي، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ بمدينة بحرين، وأخذ العلم عن السيد نور الدين علي بن علي بن أبي الحسن العاملي والشيخ علي بن سليمان البحراني، ثم قدم إلى الديار الهندية ودخل حيدر آباد فصار المرجع والمقصد في أرض الدكن، أخذ عنه علي بن أحمد بن محمد معصوم الدستكي الشيرازي صاحب سلافة العصر، وكانت وفاته ببلدة حيدر آباد في سنة ثمانين وألف، كما في نجوم السماء. الشيخ جعفر بن نظام الأميتهوي الشيخ العالم الصالح جعفر بن نظام الدين الحنفي الصوفي الأميتهوي، كان من أهل بيت العلم والطريقة، ولد سنة خمس وسبعين وتسعمائة بمدينة أميتهي ونشأ بها، وقرأ العلم على القاضي حسين الستركهي، وفرغ في الرابع عشر من سنه، ثم لبس الخرقة من خاله عبد الرزاق بن خاصه بن خضر الصالحي الأميتهوي وسكن خارج البلدة بقرية بروا، فأقطعه جهانكير مائتي فدان من الأرض الخراجية في تلك القرية، شفع له المفتي صدر جهان البهانوي، فبنى بها مسجداً، ثم بنى له الشيخ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 511 حسن السارنكبوري عمارة عالية البناء للمدرسة ودوراً ومساكن لطلبة العلم، لها آثار باقية حتى اليوم، وكان آية ظاهرة في القناعة والعفاف والزهد والتوكل والانقطاع إلى الله سبحانه، ويذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة لا يحصيها البيان، توفي سنة خمس وأربعين وألف بقرية بروا فدفن بها، كما في رياض عثماني. الشيخ جعفر الحسيني البتنوي الشيخ العالم الفقيه جعفر بن أبي الحسن بن باقي بن مبارز بن إبراهيم الحسيني البتنوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري، ولازمه مدة طويلة حتى جاوز الكهولة من عمره، فأمره محمد رشيد أن يتزوج ويرجع إلى بلدته، فامتثل أمره اتباعاً للسنة السنية، ورجع إلى بلدته وصرف عمره في الدرس والإفادة. توفي يوم الخميس ثالث رمضان سنة خمس وسبعين وألف، فدفن بشريعة آباد على ثلاثة أميال من بتنه، كما في كنج أرشدي. الشيخ جعفر بن عزيز الله الجونبوري الشيخ الفاضل جعفر بن عزيز الله المداري العلامة نور الدين الجونبوري صاحب نور الأنوار، ولد يوم الثلاثاء ثامن رجب سنة أربع وعشرين وألف ببلدة جونبور، فأرخ لولادته أبوه فرخ قدم وشيخ أوحد الدين وهو قرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري وبعضها على غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن عمه الشيخ نور محمد المداري الجونبوري، ثم تصدر للدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي والشيخ محمد كاظم العباسي السيد بوري والشيخ محمد ماه الديوكامي وخلق كثير من العلماء. وكان زاهداً متعففاً قنوعاً حليماً متواضعاً، غير متصنع في المطعم والملبس، نفوراً عن مجالسة الأغنياء، لا يلتفت إلى الدنيا وأربابها، درس وأفاد اثنتين وثلاثين سنة، وله رسالة تسمى نور الأنوار وهي في الرد على الأبحاث الباقية للشيخ عبد الباقي بن غوث الإسلام الصديقي الجونبوري أوله الحمد لله الذي منحنا من نعمائه ما منعنا عن الالتجاء إلى من عداه، ووهبنا من آلائه ما نقض الارتجاء ممن خلاه، إلخ قال في مفتتح كتابه إن الرشيدية للأستاذ المحقق كذا وكذا قد اشتهر اشتهار الشمس في نصف النهار لانطوائه على فوائد مهمة، واحتوائه على عوائد جمة، ولما أورد بعض الناس الذي كل بضاعته اللدد والعناد، وجل صناعته الجدل والفساد، على مباحثه النفائس، ترهات السائس، وعلى تحقيقاته الشريفة، مزخرفات قريحته المؤوفة، أردت أن أحقق معانيه، وأشيد مبانيه بحيث يضمحل منه تلك الترهات، ويختل به باب المزخرفات، انتهى ملخصاً. توفي يوم الثلاثاء من ثامن عشر جمادي الأولى سنة ثلاث وتسعين وألف بعد صلاة الظهر، فدفن بزاوية الشيخ بديع الدين المدار ببلدة جونبور، وأرخ لوفاته بعض العلماء من قوله بهار علم كذشت، وبعضهم من قوله صدحيف ملاذ عالم رفت، كما في كنج أرشدي. الشيخ جلال الدين الجالندري الشيخ الفاضل جلال الدين بن با يزيد بن عبد الله الأنصاري الجالندري، أحد الرجال المشهورين من نسل الشيخ سراج الدين الأنصاري، تأدب على والده وأخذ عنه ولما توفي أبوه جاء إلى معسكر السلطان جلال الدين أكبر بن همايون التيموري سنة تسع وثمانين وتسعمائة وكان في الرابع عشر من سنه، فالتفت إليه السلطان ولكنه رآه مشغولاً بأمور أخرى فخرج من لديه وذهب إلى جبال روه، فاغتنم قدومه أصحاب والده واتفقوا عليه وبغوا على ولاتهم، فبعث إليهم السلطان المذكور العساكر العظيمة فدخلوا في أودية سوات وباجور، ثم ذهب جلال الدين إلى توران، وبعد مدة رجع إلى تلك الجبال ونار الحرب كانت مشتعلة بينه وبين الجنود السلطانية، فتسلط على غزنة سنة سبع وألف، فتعاقبته الجنود فقتل. وكان صاحب دهاء وتدبير وسياسة وشجاعة وعلوم الجزء: 5 ¦ الصفحة: 512 فاضلة، قتل سنة تسع وألف، كما في مآثر الأمراء. الشيخ جلال الدين الكجراتي الشيخ العالم الصالح جلال الدين محمد بن الجلال الحسيني البخاري الكجراتي، كان يعرف بمقصود عالم، ولد في الخامس عشر من جمادي الأخرى سنة ثلاث وألف بأرض كجرات، وحفظ القرآن واشتغل بالعلم على مولانا حسين البستاني ثم على الشيخ عبد العزيز أحد أصحاب والده، ثم أخذ الطريقة عن والده ولازمه مدة من الزمان، ثم استقدمه شاهجهان بن جهانكير إلى أكبر آباد وولاه الصدارة في السابع عشر من شعبان سنة اثنتين وخمسين وألف، والسلطان المذكور كان يعترف بفضله وكماله ويقول: إن وجوده مغتنم جداً في هذا العصر، وأعطاه ستة آلاف لنفسه وألفين للخيل منصباً رفيعاً، توفي بمدينة لاهور لعشر بقين من ربيع الثاني سنة سبع وخمسين وألف، فنقلوا جسده إلى أحمد آباد ودفنوه عند والده كما في مرآة أحمدي. الشيخ جلال الدين الكجراتي الشيخ العالم الصالح جلال الدين بن الحسن بن عبد الغفور الحسيني البخاري الكجراتي أبو محمد المشهور بماه عالم، كان من كبار المشايخ، ولد لست خلون من ذي القعدة سنة تسع وخمسين وتسعمائة بأحمد آباد، وقرأ العلم على الشيخ العلامة وجيه الدين العلوي الكجراتي، ثم أخذ الطريقة عن السيد شير محمد الحسيني الكجراتي، وأخذ عنه بعض الكتب في التصوف والسلوك، ثم تولى الشياخة وحصل له القبول العظيم في بلاده. وكان شيخاً وقوراً صالحاً سخياً كبير المنزلة عند الملوك والأمراء، مات لأربع عشرة خلون من ذي القعدة سنة ثلاث بعد الألف فدفن بمقبرة أسلافه، كما في مرآة أحمدي. الشيخ جمال أولياء الكوروي الشيخ العالم الكبير العلامة جمال أولياء بن مخدوم جهانيان بن بهاء الدين ابن سالار عالم الحنفي الصوفي الكوروي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة بمدينة كوره ونشأ بها، وتفقه على والده، ثم رحل إلى أرض أوده وقرأ العلم على القاضي ضياء الدين العثماني النيوتني، ولازمه مدة من الزمان، وأخذ عنه الطرق المشهورة، ولما بلغ رتبة الإرشاد والاجازة رجع إلى بلدته واشتغل بالدرس والإفادة، أخذ عنه السيد محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي، قرأ عليه الكتب الدرسية من المطول إلى البيضاوي، وأخذ عنه الشيخ لطف الله الكوروي المدرس المشهور والشيخ محمد رشيد بن مصطفى الجونبوري والشيخ ياسين بن أحمد البنارسي وخلق كثير من العلماء والمشايخ. وكان مع اشتغاله بالعلم منقطعاً إلى الزهد والعبادة ودعاء الخلق إلى الله سبحانه، أخذ الطريقة عن جماعة، منهم والده المذكور عن أبيه عن جده عن الشيخ بهاء الدين الجونبوري، ومنهم الشيخ قيام الدين بن قطب الدين بن من الله بن بهاء الدين المذكور عن أبيه عن جده، ومنهم القاضي ضياء الدين العثماني النيوتني المقدم ذكره عن الشيخ محمد بن يوسف البرهانبوري، كما في رسائل الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي. وإني رأيت في بعض التعاليق أن الجمال توفي لليلة بقيت من رمضان سنة سبع وأربعين وألف. الشيخ جمال الدين السورني الشيخ الصالح جمال الدين بن سيد بادشاه بن إسماعيل بن قريش الحسيني النقوي الخوارزمي ثم الهندي السورتي المعروف بخواجه ديوانه أي الشيخ المجنون، ولد ونشأ بخوارزم، وصحب المشايخ النقشبندية ولازمهم وأخذ عن خواجه جوثبار النقشبندي، ثم قدم الهند وسكن بآكره زماناً صالحاً، ثم سافر إلى كجرات وسكن بمدينة سورت وصار مرزوق القبول بها، يذكرون له كشوفاً وكرامات، وجمع مولانا درويش الباشكندي ملفوظاته في كتاب، وصنف قاضي خان البخاري مقامات العارفين وولده محمد قاسم مناقب الأخيار في أخباره. توفي يوم الجمعة خامس صفر سنة ست عشرة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 513 وألف بمدينة سورت فدفن بها، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ جمال الدين الشيرازي الشيخ الفاضل جمال الدين بن فتح الله بن صدر الدين الشيعي الشيرازي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قدم الهند ودخل حيدر آباد فسكن بها، وصنف شرحاً على مصباح الكفعمي في الأدعية بأمر قطب شاه الحيدر آبادي. الشيخ جمال الدين الكشميري الشيخ العالم الصالح جمال الدين بن موسى الشهيد الحنفي الكشميري، أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بكشمير، وصحب الشيخ فتح الله الحقاني الكشميري، ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه حتى جعله الله من العلماء الراسخين، وفتح عليه، أبواب العلم والمعرفة، وكان شديد التواضع والانكسار والتبتل إلى الله سبحانه، لا يتصنع في الملبس والمأكل ولا يتصدر في المجلس، ويدرس ويفيد، ويرشد الناس إلى معالم الهدى، ويديهم إلى مسالك الخير، وكان ختناً لشيخه فتح الله كأخيه الشيخ كمال الدين، أخذ عنه الشيخ نصيب الدين أبو الفقراء والشيخ إسماعيل الجشتي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، كما في روضة الأبرار. الشيخ جمال الدين الحيدر آبادي الشيخ الفاضل جمال الدين بن نور الدين بن أبي الحسن الحسيني الموسوي العاملي الشيعي الدمشقي ثم الهندي الحيدر آبادي الأديب الشاعر، ذكره الحر العاملي في أمل الآمل قال: وإنه شاركني في الأخذ والقراءة على مشايخي، ثم سافر إلى مكة المباركة ولبث بها مدة من الزمان، ثم جاء إلى المشهد المقدس ومكث بها زماناً، ثم سافر إلى حيدر آباد الدكن وصار المرجع والمقصد للوافدين عليه. وقال ابن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر: إنه كان معاشراً لطيف الصحبة شهي النكتة والنادرة، قرأ بدمشق وحصل، وحضر مجالس العلامة السيد محمد حمزة نقيب الأشراف فأخذ عنه من المعارف ما تنافست عليه به الآراء، ثم هاجر إلى مكة وأبوه ثمة من الأحياء فجاور بها مدة، ثم دخل اليمن أيام الإمام أحمد بن الحسن، فعرف حقه من الفضل وراجت عنده بضاعته، ومدحه بالقصيدة الطويلة، منها قوله: أقول وقد طفت البلاد وأهلها بلوتهم قولاً يصدقه العقل إذا ما جرى ذكر البلاد وحسنها فتلك فروع والغراس هي النخل وإن عد ذو فضل ومجد مؤثل فأحمد من بين الأنام له الفضل فلا غرو إن قصرت طول مدائحي ففي البعد قصر الفرض جاء به النقل إليك صفي الدين مني خريدة فريدة حسن لا يصاب لها مثل وأعظم ما ترجو القبول فانما قبول الثنا باب يتم به السؤل فحقق رجاها واحل عاطل جيدها بما أنت يا نجل الكرام له أهل ثم فارق اليمن ودخل الهند فوصل إلى حيدر آباد وصاحبها يومئذ أبو الحسن، فاتخذه نديم مجلسه وأقبل عليه بكليته حتى طرقت أبا الحسن النكباء من طرف سلطان الهند عالمكير بن شاهجهان الدهلوي وقبض عليه وحبسه، فانقلب الدهر على السيد جمال الدين فبقي في حيدر آباد وقد ذهب أنسه إلى أن مات بها في سنة ثمان وتسعين وألف. الشيخ جمال الدين البيدري الشيخ العالم الصالح جمال الدين بن الشيخ نظام الدين بن الشيخ علاء الدين ابن الشيخ نظام الدين بن الشيخ جمال الدين بن الشيخ زين الدين الصوفي البغدادي المشهور بكنج نشين، كان من نسل أبي القاسم الجنيد البغدادي، ولد ونشأ بأحمد آباد بيدر - بكسر الموحدة - وقرأ العلوم على أساتذة بلاده، ودرس مدة من الزمان، ثم أخذ الطريقة العالية الجنيدية الجزء: 5 ¦ الصفحة: 514 عن أبيه، وكان عالماً كبيراً عارفاً صاحب مقامات عالية وكرامات جليلة، أخذ عنه خلق كثير، وله ثلاثة أبناء: الشيخ حسين، والشيخ محمد، والشيخ كريم الله، كلهم كانوا علماء. مات في السابع عشر من رجب سنة اثنتين وثمانين وألف، كما في أخبار علماء بيدر. مولانا جمال الدين اللاهوري الشيخ العالم الكبير العلامة جمال الدين التلوي اللاهوري المدرس المشهور، لم يدرك شأوه أحد من معاصريه في الدرس والإفادة، حفظ القرآن واشتغل بالعلم على الشيخ إسماعيل بن أبدال الشريف الحسني الأجي وعلى الشيخ إسحاق بن كاكو اللاهوري وصاحبه الشيخ سعد الله، ولازمهم مدة مديدة حتى صار بارعاً في كثير من العلوم والفنون، وتصدر للدرس والإفادة، وصرف شطراً من عمره في نشر العلوم، فانتهت إليه الرئاسة العلمية بمدينة لاهور، وقصده الناس من بلاد شاسعة وأرجاء نائية فتخرجوا عليه. وكان حسن الإفادة حلو المذاكرة مليح البحث متودداً صدوقاً، له يد بيضاء في جميع العلوم، والقبول التام عند الخاص والعام، استعان به أبو الفيض بن المبارك الناكوري في سواطع الإلهام، كما في المنتخب ومرآة العام. مولانا جمال الدين البرهانبوري الشيخ العالم الكبير المحدث جمال الدين الحنفي البرهانبوري، أحد العلماء المشهورين، لم يزل يشتغل بالدرس والإفادة في مسجد الشيخ إبراهيم الشطاري وهو أخذ الحديث عن الشيخ طاهر بن يوسف السندي البرهانبوري، مات ودفن بمدينة برهانبور، كما في تاريخ برهانبور. وفي كلزار أبرار أنه كان يدرس ويفيد بمسجد إبراهيم المذكور بمدينة برهانبور، فلما دخل الشيخ طاهر بن يوسف السندي تلك المدينة لازمه، وقرأ عليه صحيح البخاري من أوله إلى آخره، مات ودفن بمقبرة إبراهيم ابن عمر السندي. جمال الدين حسين بن الحسن الشيرازي الأمير الفاضل حسين بن الحسن الحسيني الشيرازي نواب عضد الدولة جمال الدين بن فخر الدين، كان من نسل القاسم الرسي بن الحسن بن إبراهيم الحسني الطباطبائي، نشأ بمدينة أحم نكر من بلاد الدكن حيث كان والده من أركان الدولة، وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، وتقرب إلى حسين نظام شاه صاحب أحمد نكر، فأملكه الحسين ابنته خديجة سنة تسع وستين وتسعمائة ورفع مرتبته، ولم يزل كذلك معززاً مصدراً إلى أن مات حسين نظام شاه، وولي مكانه ولده مرتضى بن الحسين البحري سنة 972 هـ، وصار الحل والعقد بيد أمه خونره همايون، فغضبت عليه وحبسته لعله سنة 976 هـ، ثم لما أخذ الحل والعقد بيده مرتضى نظام شاه خلصه من الأسر وولاه الوكالة المطلقة، فصار في خفض العيش والدعة، ولما توجس صاحبه مرتضى بن الحسين منه خيفة غضب عليه وأخرجه إلى برهانبور مع زوجته خديجة فأقام بها زماناً، ثم قدم آكره وتقرب إلى السلطان جلال الدين أكبر بن همايون التيموري ونال المنصب، وأضيف فيه حتى بلغ منصبه في آخر أيام السلطان المذكور إلى ثلاثة آلاف، ولما قام بالملك جهانكير بن أكبر شاه جعل منصبه أربعة آلاف لذاته وألفين للخيل سنة 1024 وولاه على بهار - بكسر الموحدة - ثم أضاف في منصبه خمسة آلاف له وثلاثة آلاف وخمسمائة للخيل، ولقبه عضد الدولة، ومنحه أقطاعاً من أعمال بهرائج من أرض أوده، وفي سنة 1030 رخصه بالعزلة لكبر سنه ووظفه بأربعة آلاف مرتباً في كل شهر، فسكن بأكبر آباد وصنف كتابه فرهنك جهانكيري في اللغة الفارسية وعرضه على جهانكير المذكور سنة اثنتين وثلاثين، ولم أقف على حاله بعد ذلك، لعله مات أيام جهانكير أو بعد ذلك بأيام لطيفة. الشيخ جمال الدين البرهانبوري الشيخ العالم الصالح جمال الدين بن قطب الدين بن تاج الدين القرشي البرهانبوري، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ ضياء الدين محمد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 515 غوث الكواليري، ثم صحب الشيخ محمود بن الجلال الشطاري المندوي ولازمه بضع سنين، ولما بلغ رتبة الكمال أجاز له الشيخ محمود، مات سنة أربع عشرة وألف، ما في كلزار أبرار. الشيخ جميل الدين السهارنبوري الشيخ الصالح جميل الدين بن رفيع الدين بن عبد الستار الأنصاري السهارنبوري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بسهارنبور، وتفقه على صنوه بديع الدين، وأخذ عنه الطريقة النقشبندية، ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة الكمال، توفي كهلاً سنة خمس وخمسين وألف، كما في مرآة جهان نما. الشيخ حنيد السنديلوي الشيخ الكبير جنيد الروحاني السنديلوي، أحد كبار المشايه الجشتية، قرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ نظام الدين النارنولي وأخذ عنه الطريقة، وصنف كتباً كثيرة، وأنشأ قصائد غراء بالعربية والفارسية. كان قانعاً متوكلاً عفيفاً متعبداً مستقيم الحالة، رحل إلى موهان وسكن بها ولذلك اشتهر بالموحاني، ثم رجع إلى سنديله ومات بها لسبع خلون من رمضان سنة خمسين وألف، كما في بحر زخار. قال السنبهلي في الأسرارية إنه توفي سنة ثمان وأربعين وألف. الشيخ جوهر نانت الكشميري الشيخ العالم الكبير المحدث جوهر نانت الحنفي الكشميري المتفق على ولايته وجلالته، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم بها في مدرسة السلطان قطب الدين الكشميري، ثم وفق بالحج والزيارة، وأخذ الحديث بها عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي الشافعي المكي وعن الشيخ العلامة علي بن سلطان القاري الحنفي المكي، ورجع إلى كشمير واعتزل في بيته عاكفاً على العبادة والإفادة، أخذ عنه حيدر بن فيروز الجرخي والشيخ محمد المحشي شرح الكافية للجامي وخلق كثير من العلماء. توفي سنة ست وعشرين وألف بكشمير، فدفن بها قريباً من قبر الشيخ حسين الخبار، كما في الحدائق الحنفية. الأمير جوهر الأحمد نكري الأمير الكبير جوهر الشافعي الدكني الأحمد نكري، أحد أمراء الديار الهندية المشهورين بحسن السيرة، جلب إلى الهند وهو صغير هو وأخ له فاشتراهما برهان نظام شاه، وسلم جوهراً لمن يعلمه القرآن فتعلمه وحفظه وحفظ غيره، ثم تعلم الفروسية واللعب بالسيف والرمح والسهام إلى أن مهر في ذلك، وأملكه الملك عنبر الحبشي ابنته، فترقى إلى أن صار أميراً على مائتي فارس. وكان شافعي المذهب، سمع من جماعة، وقرأ كتباً كثيرة، وصحب المشايخ، ولزم الشيخ الإمام شيخ بن عبد الله العيدروس ولبس منه الخرقة، ذكره الشلي وقال: اجتمعت به في رحلتي إلى الهند وعرفت فضله ودرجته في العلم، وقرأ علي في الفقه والنحو والحديث فأقمت برهة أرتع في رياض فضله، وكان له من العبادة شيء كثير لا يفتر ساعة عن تلاوة أو ذكر أو صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان له مطالعة في كتب الدقائق وسير الملوك والخلفاء، وكان كثير الاعتقاد في من يثبت عنده صلاحه، وكانت له بشاشة وجه، وكان شجاعاً شهماً ذا سياسة للرعايا كثير الغزو والجهاد لقتال أهل الكفر، ثم رماه الدهر بسهمه ففارق محل مملكته وتوجه إلى بيجابور فمات بها. وكانت وفاته في سنة ست وخمسين وألف، ودفن بمقبرة السادة والعرب تحت مدينة بيجابور، واعتنى السادة بتجهيزه، وكان له مشهد عظيم، كما في خلاصة الأثر. جهانكير بن أكبر شاه الكوركاني السلطان نور الدين محمد جهانكير بن أكبر بن همايون بن بابر الكوركاني سلطان الهند، ولد يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقين من ربيع الأول سنة سبع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 516 وسبعين وتسعمائة بأكبر آباد من بطن بنت الراجه بهازامل، وتولي المملكة بعد والده يوم الخميس لأربع عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة أربع عشرة وألف، وكان اسمه سليم سماه به والده على اسم الشيخ سليم بن بهاء الدين السيكروي، لأن الشيخ بشر به والده قبل ولادته ودعا له، فلما استقل بالملك لقب نفسه نور الدين محمد جهانكير، وافتتح أمره بالعدل والسخاء وقرب إليه العلماء، وكان صحيح العقيدة خلافاً لوالده، وهو سمع الحديث من الشيخ محمد سعيد الهروي المشهور بمير كلان، وقرأ عليه شيئاً من العلم بأمر والده، وسمع أيضاً من المفتي صدر جهان البهانوي. وكان مدمن الخمر، تزوج بمهر النساء بنت غياث الدين الطهراني وكانت عشيقته، فخطبها بعد ما قتل بعلها شيرافكن خان فأبت ثم رضيت، فتزوج بها ولقبها نور جهان بيكم، فحببت إليه وملكت فؤاده حتى ألقى زمام السلطنة بيدها، فدبرت لختنها شهريار بن جهانكير من زوجه الأخرى ليوليه الملك، ورغبت زوجها جهانكير عن ابنه شاهجهان الذي دبر الملك لولايته بالملك بعده، فوقع الخلاف بينهما وآل إلى الحرب، وتوفي جهانكير ساخطاً عنه. وكان جهانكير رحيماً حليماً كريماً شاعراً لطيف الطبع حسن المعاشرة ظريف المحاضرة حسن الصورة سليم الذهن باهر الذكاء فصيح العبارة، له يد بيضاء في التحرير والتحبير، صنف كتاباً في أخباره وسماه تزك جهانكيري وهو مقبول متداول في أيدي الناس، وصنف في أخباره معتمد خان كتابه إقبال نامه ومرزا كامكار الملقب بعزت خان كتابه مآثر جهانكيري، ومن مصنفات جهانكير بندنامه بالفارسية في أوراق عديدة صنفه لأبنائه، وأمر الشيخ محمد ابن الجلال الحسيني الكجراتي أن يترجم القرآن الكريم بالفارسية ولا يباشر فيه التصنع ولا يزيد على الترجمة اللفظية حرفاً من جانبه. ومن أبياته الرقيقة الرائقة قوله: از من متاب رخ كه نيم تو يكنفس يكدل شكستن تو بصد خون برابر است وله: جام مي را بر رخ كلزار مي بايد كشيد ابر بسيار است مي بسيار مي بايد كشيد وله: ما نامه ببركك كل نوشتيم شايد كه صبا باو رساند توفي لثلاث بقين من صفر سنة ست وثلاثين وألف، وكانت مدته إحدى وعشرين سنة وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوماً. مرزا جين قليج خان اللاهوري الأمير الفاضل جين قليج خان بن قليج محمد الاندجاني اللاهوري مرزا جين قليج خان بهادر، كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بأرض الهند، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ مصطفى الجونبوري، وتفنن عليه بالفضائل وبرع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، وولي على بنارس وجونبور، فاستقل بها مدة من الزمان. وكان رجلاً فاضلاً كريماً شجاعاً حسن الأخلاق محمود السيرة، وكان له أخ يسمونه مرزا اللاهوري وكان مجبولاً على الشرور والفتن، فلما مات والده قليج محمد خان لحق بأخيه، وبعد زمان يسير مد يده إلى الجبايات السلطانية وبغى، فسير إليه جهانكير بن أكبر شاه السلطان عساكره، وقتل في المعركة صنوه جين قليج خان المترجم له أيضاً، كما في مآثر الأمراء قتل في سنة أربع وعشرين وألف أو مما يقرب ذلك. جانان بيكم بنت الأمير الكبير عبد الرحيم بن بيرم خان خانخانان المشهور، ولدت ونشأت في مهد الإمارة، وبلغت من العلم والكمال رتبة لم تصل إليها الرجال فضلاً عن النساء، زوجها السلطان جلال الدين أكبر بن همايون الكوركاني بولده دانيال ووجهه إلى أرض كجرات فمات بها، فعاشت بعد ذلك مدة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 517 طويلة ولم ترغب إلى النكاح قط حتى قيل إن السلطان جهانكير بن أكبر شاه المذكور أراد أن يستنكحها فلم تقبله، وتشرفت بالحج والزيارة، ولها تفسير على القرآن الكريم وأبيات رائقة بالفارسية منها قوله: عاشق زخلق عشق تو بنهان جسان كند بيدا است از دو جشم ترش خون كريستن توفيت سنة سبعين وألف، كما في مرآة جهان نما. جهان آرا بيكم بنت السلطان الباذل شهاب الدين محمد شاهجهان الكوركاني، ولدت ليلة السبت لتسع بقين من صفر سنة ثلاث وعشرين وألف ونشأت في مهد السلطنة، وأخذت القراءة والتجويد عن ستي خانم أخت الآملي، وتعلمت الخط واللغة الفارسية عنها وتأدبت عليها، وبرعت في الإنشاء والشعر وتدبير المنزل وفنون أخرى، ونالت من والدها منزلة جسيمة حتى صارت محسودة عند اخوتها كانت اقطاعها تغل ستين مائة ألف ستة ملايين، مائة ألف في كل سنة، وكانت تبذل كلها في الخيرات والمبرات، ولها مصنفات منها مؤنس الأرواح كتاب بسيط في أخبار المشايخ الجشتية. ومن مآثرها الجميلة جامع كبير بمدينة آكره خارج القلعة، بنته من حمر الحجارة المنحوتة أبدع نحت، وأنفقت عليه خمسمائة ألف من النقود، كما في بادشاه نامه. توفيت في ثالث رمضان سنة اثنتين وتسعين وألف في أيام صنوها عالمكير، فدفنت بدهلي في حظيرة الشيخ الإمام نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني، وقبرها محاط بالتفاريج من بيض الحجارة المنحوتة غير مسقف تعلو عليه الخضرة، وقد كتبوا على الرخام هذا البيت من إنشائها ونصبوه عند رأسها: بغير سبزه نبوشد كسى مزار مرا كه قبر بوش غريبان همين كياه بس است جاند سلطان الأحمد نكرية كانت أخت برهان نظام شاه البحري، تزوج بها على عادل شاه البيجابوري، فلما مات عادل شاه المذكور قامت بحضانة ابن أخيه إبراهيم عادل شاه بأرض بيجابور، وحملت أعباء السلطنة وقابلت الخطوب مقابلة جيدة، واستقام أمرها مع طول مدتها، فلما بلغ إبراهيم سن الرشد رجعت إلى أحمد نكر، فلما توجه مراد بن أكبر شاه الدهلوي بأمر والده إلى أحمد نكر وتوجه معه عبد الرحيم بن بيرم خان وجمع كثير من الأمراء مع عساكرهم فحاصروا القلعة ثم ضيقوا على أهلها فقامت تلك المرأة الوحيدة للدفاع، ودافعت عنها كل المدافعة حتى استيأس الأمراء الأكبرية عن فتحها، فاجتمعوا وشاوروا في ذلك ثم نقبوا حول القلعة في مواضع عديدة وأوصلوا النقوب إلى جدران القلعة تحت الرض بحيث ما ظهر الأمر على أحد ثم ملاؤها بالبارود وسدوا أفواه النقوب ليوقدوا النار فيها في وقت واحد وترقبوا ذلك الوقت، فقام أحد منهم فأخبر أهل القلعة بذلك ترحماً بهم، فقاموا وتجسسوا ثم حصروا وخلوا نقبين من البارود وملاؤهما بالحجارة ثم اشتغلوا بالتجسس حتى حان الوقت الموعود وطار الجدار من جانب بقدر مائة ذراع في الطول وفر الناس من هيبتها، فلما سمعت جاند سلطان تلك القصة قامت متنقبة متدرعة وسلت السيف، ثم جاءت إلى الجدار وأمرت الجنود أن يرموا النشاب إلى العساكر الأكبرية لئلا يقتحموا عليهم، وصارت تجتهد في ذلك كل الاجتهاد حتى استيأس الأمراء عن دخولهم القلعة من تلك الفتقة فرجعوا إلى منازلهم، وأما جاند سلطان فانها لم ترجع إلى منزلها حتى رفعت الجدار في تلك الليلة قدر مائة ذراع من طول وثلاثة أذرع من فوق، فلما رأى مراد جهادها في الدفاع مال إلى الصلح وقبل أرض برار على طريق النذر ثم سافر إلى برار، وأجمع الناس كلهم من مؤالف ومخالف أن الشهامة التي صدرت من جاند سلطان هي مما لا نظير له. ولكن الدهر أبو العجائب! هي التي دافعت عن بلادها وأجمع الناس على شهامتها وقتلت من أيدي أبناء الوطن وظن الناس أنها رغبت إلى سلطان الهند! وحاشا لله أن يصدر من مثلها ما يكون سبباً لزوال الجزء: 5 ¦ الصفحة: 518 الدولة! والقصة أن أمراء تلك الدولة خالفوا فيما بينهم وصاروا متفرقين على فرق عديدة وتفرقوا، ثم دعا أحدهم دانيال بن أكبر شاه الدهلوي واستعان به على غيره، فاستفاد دانيال من ذلك الخلاف وقصد أحمد نكر، ثم أرسل أكبر شاه المذكور قائده البطل المشهور عبد الرحيم بن بيرم خان مع عساكره، ثم سار بنفسه إلى تلك البلاد وحاصر قلعة أسير، فاستيقنت جاند سلطان بزوال الدولة فدبرت أن تصالح أكبر شاه وتسلم إليه أحمد نكر ثم تهاجر إلى جنير - بفتح الجيم - وتنتهز الفرصة بها، فظن الناس أنها دبرت المكيدة لزوال الدولة، فهجموا عليها وقتلوها سنة ست بعد الألف، ثم إنهم لم يقدروا على الدفاع. حرف الحاء مولانا حاجي محمد الكشميري الشيخ العالم الصالح حاجي محمد الحنفي الكشميري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، كان أصله من همدان، جاء أحد أسلافه إلى كشمير في ركب الأمير علي بن شهاب الهمداني فسكن بها، وأما حاجي محمد فإنه ولد ونشأ بكشمير، وسافر للعلم إلى دار الملك دهلي وقرأ على أساتذتها، ثم صحب الشيخ الكبير محمد باقي النقشبندي الدهلوي وأخذ عنه الطريقة، ثم رجع إلى كشمير وتصدر بها للدرس والإفادة، لم يلوث ثيابه بأدناس الدنيا قط. وله مصنفات عديدة، منها شرح الحصن الحصين، وشرح على الشمائل للترمذي وكتاب في فضائل القرآن، وله مصباح الشريعة وشرح لأوراد، كما في محبوب الألباب. توفي يوم الخميس لليلة بقيت من شهر صفر سنة ست وألف فأرخ بعض أصحابه لوفاته من نوزدهم بود ز شهر صفر كما في مهر جهانتاب. الشيخ حاجي محمد النكينوي الشيخ العالم الصالح حاجي محمد النكينوي، أحد كبار العلماء، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ شهباز محمد البهاكلبوري، وانقطع إلى الدرس والإفادة ببلدته مع القنوع والعفاف والاستقامة على الشريعة المطهرة، وله يد بيضاء في تدريس العلوم الدينية، مات بنكينه في سنة سبع وستين وألف، ذكره السنبهلي في الأسرارية. الحكيم حاذق بن همام الأكبر آبادي الشيخ الفاضل حاذق بن عبد الرزاق الكيلاني ثم الأكبر آبادي، أحد العلماء الماهرين في المنطق والحكمة والطب والشعر، ولد ونشأ بفتحبور، ونال المنصب في أيام جهانكير، ثم بعث إلى بلخ بالسفارة إلى إمام قلى خان ملك تلك الناحية في أيام شاهجهان، ولما رجع إلى الهند أضاف في منصبه، فصار مع الأصل والاضافة ثلاثة آلاف، وولي على العرض المكرر فاستقل به مدة من الزمان، ثم اعتزل عنه ولزم الانزواء في بيته في أكبر آباد، فوظفه شاهجهان بخمسة عشر ألفاً من النقود كل سنة، ثم أضاف فيها حتى بلغت أربعين ألفاً سنة أربع وخمسين وألف، وله ديوان شعر بالفارسية منها قوله: دلم بهيج تسلي نميشود حاذق بهار ديدم وكل ديدم خزان ديدم توفي في شوال سنة سبع وستين وألف ببلدة أكبر آباد، كما في سر وآزاد. الشيخ حامد اللاهوري الشيخ العالم الصالح حامد بن أبي الحامد القادري اللاهوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان يدرس ويفيد بمدينة لاهور، لم يكن مثله في زمانه في القراءة والتجويد، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد مير بن القاضي سائيده السيوستاني اللاهوري، وترك البحث والاشتغال واعتزل عن الناس في بيته، توفي سنة أربع وأربعين وألف بمدينة لاهور فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. مولانا حبيب الله البيجابوري الشيخ العالم الكبير العلامة حبيب الله بن أحمد بن الخليل بن محمد النائطي البيجابوري، أحد العلماء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 519 الربانيين، ولد ونشأ بمدينة بيجابور من أرض الدكن، وقرأ العربية أياماً على مولانا حبيب الله البيجابوري، ثم أخذ المنطق والحكمة عن الشيخ حسن النجفي وقرأ عليه شرح حكمة العين وغيرها، ثم رحل إلى قرية نيوندي وأخذ عن القاضي محمد الكلياني، ثم رجع إلى بيجابور ودرس بها زماناً، ولما قدم الشيخ صبغة الله بن روح الله الحسيني البروجي تلك البلدة لازمه خمس سنوات، وأخذ عنه الطريقة وقرأ عليه، واستخلفه الشيخ عند رحلته إلى الحجاز، فعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه ابنه الشيخ صبغة الله والشيخ جمال الدين بن نور الدين الصفوي والشيخ مصطفى الجنيدي وخلق آخرون. وكان جامعاً لعلوم الشريعة والطريقة وحقيقاً لرموز المعرفة والحقيقة، له واقعات جميلة وكرامات أثيلة، ورسائل محررة ومكاتيب مبتكرة، وقصائد وجدية وغزليات نجدية، ونكات وجودية وكلمات شهودية، بعضها بالعربية وبعضها بالفارسية، وتشرف برؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اليقظة مراراً، وخصه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالسعادة سراً وجهاراً، وقد قال محدثاً بهذه التهنئة في قصيدته التائية: أتاني رسول الله في عين يقظتي وجالسني مستقبلاً وهي قبلتي وعندي أفراد السخاوي بخطه أطالع باب الطاء منها بخلوتي توفي في تاسع شعبان سنة إحدى وأربعين وألف بمدينة بيجابور فدفن بها، كما في روضة الأولياء. مولانا حبيب الله البيجابوري الشيخ الفاضل الكبير حبيب الله الحنفي البيجابوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، درس وأفاد مدة حياته، أخذ عنه الشيخ حبيب الله أحمد النائطي البيجابوري وخلق كثير من العلماء، وانتهت إليه الرياسة العلمية، كما في روضة الأولياء. مولانا حبيب الله السندي الشيخ الفاضل حبيب الله الحنفي السندي أحد فحول العلماء تصدر للدرس والإفادة في مدرسة الشيخ عباس بن الجلال السندي بقرية هنكور من أعمال بكر، ودرس وأفاد مدة طويلة. وكان تقياً نقياً متورعاً بارعاً في العلوم والفنون مبرزاً أقرانه، كما في كلزار أبرار. المفتي حسام الدين الدهلوي الشيخ العالم الفقيه المفتي حسام الدين بن سلطان بن هاشم بن ركن الدين ابن المفتي جمال الدين الحنفي الدهلوي، أحد الفقهاء المشهورين في عصره، كان مفتياً بدار الملك دهلي في عهد شاهجهان بن جهانكير الكوركاني سلطان الهند، كما في شمس التواريخ. الشيخ حسام الدين الدهلوي الشيخ العالم الصالح حسام الدين بن نظام الدين الحنفي البدخشي ثم الدهلوي، أحد المشايخ النقشبندية، ينتهي نسبه من جهة إلى الحسن بن أبي الحسن البصري، ومن جهة إلى المفسر الزاهد، ولد بأرض الهند سنة 977 ونشأ بها في مهد العلم، ثم تزوج بأخت الشيخ أبي الفضل بن المبارك الناكوري، ونال المنصب والاقطاع بعد ما توفي والده، وأدخله أكبر شاه في الجندية تحت قيادة الأمير الكبير عبد الرحيم بن بيرم خان، فرافقه كرهاً مدة من الزمان، وكان مائلاً إلى الترك والتجريد فاستعفى عن الخدمات السلطانية غير مرة، ولما رأى أن أكبر شاه لا يقبل استعفاءه صار مجنوناً، فبعث السلطان أبا الفضل بن المبارك إليه فألح عليه أن لا يترك الخدمة فلم يجبه، واعتزل عن الناس، ووافقته صاحبته في الترك والتجريد، فجاء إلى دهلي ولازم الشيخ عبد الباقي النقشبندي وخدمه مدة حياته. وكان بارعاً في المعارف الإلهية، شديد التعبد، كثير التلاوة، يختم القرآن في كل شهر خمس عشرة مرة، قال الخوافي في مآثر الأمراء: إن زوجه كانت تعطيه اثني عشر ألفاً من النقود كل سنة، فيبذلها على أهل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 520 الزاوية، وقال: إنه ترك البحث والاشتغال بعد ما أناب، وعاش ثلاثين سنة بعد ترك الخدمة في غاية من التورع والتشرع، انتهى. وقال الكشمي في زبدة المقامات، إنه كان لا يقدر أن يجلس على مسند الإرشاد بغلبة الترك والتجريد، فأقام يخدم الشيخ المرشد مدة حياته، ثم قام بتربية أبناء الشيخ، انتهى. توفي غرة صفر سنة ثلاث وأربعين وألف بأكبر آباد فدفنوه بها، ثم نقلوا جسده بعد أيام إلى دهلي ودفنوه في مقبرة شيخه الشيخ عبد الباقي، كما في الأسرارية. الحكيم حسن الكيلاني الشيخ الفاضل حسن بن أبي الحسن الكيلاني الحكيم المشهور بالحذاقة ولم يكن كذلك، ولكنه كان صاحب أخلاق رضية، مات في ثالث محرم سنة أربع وألف، كما في تذكرة علماء الهند. مرزا حسن القزويني الشيخ الفاضل حسن بن أبي الحسن القزويني ثم المشهدي الشاعر المشهور، كان يتلقب في الشعر بالرفيع، قرأ العلم على أساتذة المشهد، وسافر إلى بلخ فتقرب إلى نذر محمد خان أمير تلك الناحية، وولي الإنشاء فلبث بها زماناً، ثم دم الهند سنة أربع وخمسين وألف وتقرب إلى شاهجهان بن جهانكير، فنال الصلات الجزيلة منه، وولاه عالمكير بن شاهجهان على ديوان الخراج بكشمير، فلما كبر سنه اعتزل عنه ووظف له، مات بدهلي، ومن أبياته قوله: خار را آتش توان زد تا نكيرد دامني من نميدانم علاج خاك دامنكير جيست حسن بن بهنيا الكرانوي الطبيب الحاذق حسن بن بهنيا بن الحسن الكرانوي، أحد كبار الجراحين، لم يكن له نظير في زمانه في العمليات الجراحية، ولد ونشأ بالهند، وأخذ الصناعة من أبيه، ثم تقرب إلى أكبر شاه بن همايون التيموري صاحب الهند، ثم إلى ولده جهانكير، فرقاه إلى ذروة الإمارة ولقبه مقرب خان وأعطاه الصلات الجزيلة غير مرة لما كبر سنه، وأعطاه شاهجهان بن جهانكير الأرض الخراجية ببلدته كرانه، تحصل له من تلك الأرض مائة ألف من النقود كل سنة، وكان شاهجهان يوقره ويقربه إلى نفسه، ونزل عنده في بيته بكرانه عند رجوعه عن كشمير، كما في بادشاهنامه قال الخوافي في مآثر الأمراء: إنه مات ببلدة باني بت وله تسعون سنة. السيد حسن بن شذقم المديني السيد الشريف حسن بن علي بن شذقم الحسيني المدني، الفاضل الأديب، أصله من المدينة المنورة وقطن أحمد نكر وجنير، وذكره علي بن أحمد المعصوم الدشتكي في سلافة العصر، قال: إنه دخل الديار الهندية في عنفوان شبابه فأملكه أحد ملوكه ابنته ورفع مرتبته، فكان يرسل في كل عام إلى بلده جملة وافرة من المال، فاصطفيت له به الحدائق الزاهية والقصور العالية، ولما هلك أبو زوجه رجع بأهله إلى وطنه وتمتع بتلك الحدائق والقصور مدة إلا أن الرئاسة والمكانة التي تميز بها بين الرئيس والمرؤس لم يجد عنها خلفاً في وطنه، فانثنى إلى الهند ودخلها مرة ثانية، فعاد إلى عظمته الفاخرة ومات بها. ومن شعره قوله: وليس غريباً من نأى عن دياره إذا كان ذا مال وينسب للفضل وإني غريب بين سكان طيبة وإن كنت ذا مال وعلم وفي أهل وله: لا بد للانسان من صاحب يبدي له المكنون من سره الجزء: 5 ¦ الصفحة: 521 فأصحب كريم الأصل ذا عفة تأمن وإن عاداك من شره وذكره الحر العاملي في أمل الآمل، قال: إنه كان عالماً فاضلاً محدثاً أديباً شاعراً جليل القدر، أخذ العلم عن الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي والشيخ نعمة الله بن أحمد بن الخاتون العاملي فأجازه في الحديث، ومن مصنفاته الجواهر النظامية من حديث خير البرية صنفه لنظام شاه وله غير ذلك، انتهى. ومن مصنفاته زهر الرياض وزلال الحياض في التراجم، الجزء الثالث منه في المتحف البريطاني كما في تاريخ آداب اللغة العربية. توفي في شوال سنة ست وأربعين وألف، كما خلاصة الأثر. الشيخ حسن بن فتح الله السورتي الشيخ الصالح حسن بن فتح الله بن عبد الغني بن نعمة الله بن محمد بن شمس الدين الكجراتي السورتي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان من نسل عمر بن علي بن الحسين السبط عليه السلام، ولد بمدينة فتن ونشأ بها، ثم دخل سورت وأدرك بها الشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري عند رحلته إلى الحرمين الشريفين فبايعه، ولما رجع الشيخ المذكور عن الحجاز سافر معه إلى برهانبور ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه، ثم رجع إلى سورت ومات بها يوم الأربعاء خامس ذي القعدة سنة اثنتين وستين وألف فدفن بسورت، كما في الحديقة الأحمدية. السيد حسن بن نوح البلكرامي الشيخ العالم الفقيه حسن بن نوح بن محمود الحسيني الواسطي البلكرامي، أحد الرجال المعروفين بالتفقه، له حاشية على مختصر القدوري، وكان حياً إلى سنة ثمان بعد الألف ومات في شعبان كما في مآثر الكرام، ولم أقف على سنة وفاته. الشيخ حسن الكشميري الشيخ العالم الصالح حسن الكشميري ثم الدهلوي، أحد المشايخ المعروفين بالعلم والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ نجم الحق جائين السهنوي، ثم لازم الشيخ الكبير عبد الباقي النقشبندي الدهلوي وأخذ عنه وسكن بدهلي، وكان بارعاً في الحقائق والمعارف، له اتفاقات حسنة كتاب في المعارف الإلهية، وله شعر حسن بالفارسي، مات في سنة إحدى وخمسين وألف بدهلي، كما في الأسرارية. الشيخ حسن بن مراد الأنبالوي الشيخ الصالح حسن بن مراد بن حيدر الأنبالوي، كان من طائفة برلاس، قدم جده سنة 922 وأقام بأنباله، وأعقب منهم الحسن بن المراد، ولد بها وسافر مع أبيه إلى سهسرام وله عشرون سنة، وأدرك بسادهوره الشيخ قميص بن أبي الحياة القادري، وبمدينة تهانيسر الشيخ جلال الدين العمري، وببلدة سهسرام الشيخ عبد الجليل بن عمر الأويسي اللكهنوي وله سبع وعشرون سنة، فلازمه وأخذ عنه وجاور قبره بعد وفاته، يذكر له كشوف وكرامات، ولد في سنة ثمانين وتسعمائة، ومات لتسع بقين من ذي الحجة سنة ست وستين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بها، فأرخ لموته بعض أصحابه من حسن صاف موحد دربرده شد كما في بحر زخار. الشيخ حسن بن داود الكوكني الشيخ الفاضل بدر الدين حسن بن داود الكوكني الهندي، أحد فحول العلماء، ذكره عبد القادر بن شيخ الحضرمي في النور السافر ووصفه بالشيخ الكبير والعلامة الشهير وقال: إنه لبس الخرقة مني، انتهى. السيد حسين بن إبراهيم البلكرامي الشيخ العالم الصالح حسين بن إبراهيم بن نظام الحسيني الواسطي البلكرامي، أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ ببلكرام، وسافر للعلم إلى مدينة دهلي وقرأ على الشيخ عبد العزيز بن الحسن الدهلوي، ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة حتى بلغ رتبة المشايخ، فاستخلفه الشيخ وزوجه ابنته، فدرس وأفاد بدهلي زماناً، ثم سافر إلى أرض الدكن ولبث بها مدة، ثم عاد إلى دهلي ومنها إلى بلكرام وتزوج بها في عشيرته. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 522 قال شريف بن عمر البلكرامي في مرآة المبتدئين: إنه لما عاد إلى بلكرام أراد أن يسكن في داره الموروثة من آبائه وقد كانت حدودها في أيدي جيرانه فطالبهم في ذلك، فرضوا بها وكلفوه أن يعين حدودها، فلم يعينها مخافة أن يتصرف في حدود غيره وترك الدار وسكن في محل آخر، قال: وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يخاف في الله لومة لائم، وكان من عادته أن يروح إلى الأيامي بعد ثلاثة أيام من موت بعولتهن فيعزيهن ويأمرهن بالتزوج، ولما كان ذلك سبة وعاراً في الهند كن يشتمنه ويقعن فيه، وكان يمنعه عن ذلك أبناءه ولم يكن يبالي بذلك، وكان يقول: إن السادة والشرفاء من أبناء الحسنين رضي الله تعالى عنهما مغفورون مبشرون بالجنة، وكان يعظمهم غاية التعظيم ويقول ذلك على رؤس الأشهاد. قال السيد غلام علي في مآثر الكرام: إن هذا هو مذهب الشيخ محي الدين بن عربي، صرح بذلك في الباب التاسع والعشرين من الفتوحات المكية، ونقل الشيخ ابن حجر المكي في الصواعق المحرقة الأخبار المرفوعة والآثار المنقولة عن العلماء، وذهب إليه القاضي شهاب الدين الدولة آبادي في مناقب السادات، ولي رسالة في ذلك سميتها سند السعادات في خاتمة السادات، انتهى، مات بعد الألف وقبره ببلكرام وعليه بهجة القبول، كما في مآثر الكرام. السيد حسين بن نوح البلكرامي الشيخ العالم الصالح حسين بن نوح بن محمود الحسيني الواسطي البلكرامي، أحد الفقهاء المبرزين في العلم، كان معتزلاً في بيته يشتغل بالكتابة والعبادة، وكان حياً إلى سنة ثمان بعد الألف، كما في مآثر الكرام. الشيخ حسين بن باقر الهروي الشيخ الفاضل حسين بن باقر الحسيني الهروي، أحد العلماء المبرزين في الحديث والسير، له شرحان على شمائل الترمذي بالفارسية: الأول نثر الشمائل صنفه لسليم بن أكبر شاه، والثاني نظم الشمائل، صنفه لمراد بن أكبر شاه، وشرحه حسن جيد. الشيخ حسين الأجميري الشيخ الصالح حسين بن أبي الحسين الجشتي الأجميري، كان يدعي أنه من نسل الشيخ معين الدين حسن السجزي، وكان قيماً لروضة جده في أجمير، فلما دخل السلطان جلال الدين أكبر بن همايون التيموري مدينة أجمير ولي ساخطاً عليه، فاغتنم ذلك مخالفوه من مشايخ فتحبور وأنكروا نسبته إلى الشيخ معين الدين المذكور، وشهدوا بأنه لم يعقب، لما قيل: ع وللدهر أثواب فكن في ثيابه فعزله السلطان عن التولية وأمر بجلائه إلى الحجاز، فسافر إلى الحرمين الشريفين وحج وزار، ثم عاد إلى الهند وأدرك السلطان بأكبر آباد ولكنه لم يباشر التحية المخترعة له، فغضب عليه السلطان وأمر بحبسه في قلعة بكر فلبث بها بضع سنين، ثم أطلقه بشفاعة أصحابه سنة اثنتين بعد الألف وأمر باحضاره، فلما مثل بين يديه لم يستطع أن يحييه على الوجه المرسوم، فسخط عليه السلطان وأمر أن يعطي له ثلاث مائة فدان من أرض بكر، فشفعت له أم السلطان بان يرخص له بالمسير إلى أجمير ولا يعطي شيئاً، فلم يقبله، ذكره البدايوني في المنتخب وقال: إني أدركته حين رجع عن الحجاز فألفيته شيخاً صالحاً، وقوراً عظيم الهيبة، قائم الليل صائم النهار، مجتهداً في الزهد والعبادة والاشتغال بالله سبحانه والتجرد عن أسباب الدنيا كأنه ملك نوراني لا يخطر على باله ذكر الدنيا وأسبابها انتهى، وقال معتمد خان في إقبالنامه: إنه ولي الروضة المعينية بأجمير سنة تسع بعد الألف، ولاه أكبر شاه المذكور، وكان من أسباط الشيخ معين الدين حسن السجزي رحمه الله، انتهى. مولانا حسين الخباز الكشميري الشيخ الصالح الفقيه حسين الخباز الكشميري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكشمير، وأخذ عن الشيخ محمد القادري وصحبه برهة من الزمان، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد الشهيد الأحراري وصحبه مدة، ثم أخذ عن الشيخ محمد باقي النقشبندي ولازمه زماناً، ثم رجع إلى كشمير وصرف عمره في العبادة والإفادة، له هداية الجزء: 5 ¦ الصفحة: 523 الأعمى رسالة في مبحث السماع ورسائل أخرى، توفي سنة خمسين وألف بكشمير، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ حسين بن الجمال الكجراتي الشيخ الصالح حسين بن الجمال بن الحسين بن أبي المظفر الشريف الحسني الكجراتي، كان رابع أبناء والده وأكبرهم في المعرفة والزهد والعبادة، انتقل من كجرات إلى خانديس سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة، فاغتنم قدومه أمير تلك الناحية وأعطاه قرية جوكامه، فسكن بها وانقطع إلى الله سبحانه، وجاهد فيه ثلاثين سنة، ثم سافر إلى محمد بور قرية من أعمال سارنكبور، فمات بها بعد شهر وعشرة أيام في الثاني عشر من شعبان سنة إحدى عشرة وألف ودفن بها، كما في كلزار أبرار. الشيخ حسين بن الحسن الشيرازي الشيخ الفاضل حسين بن الحسن الشيرازي كمال الدين الأنصاري الهندي الأكبر آبادي، أحد العلماء المنقطعين إلى الزهد والعبادة، قرأ العلم على المفتي أبي الفتح بن عبد الغفور التهانيسري وعلى غيره من العلماء، وشاركه في البعض عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني، وذكره في تاريخه. قال: إنه كان فاضلاً كبيراً جيد الخط بارعاً في الإنشاء وقرض الشعر، ووالده قدم الهند من شيراز في عهد إسكندر بن بهلول اللودي، انتهى. توفي لثمان بقين من ربيع الثاني سنة ثماني عشرة وألف بأكبر آباد فدفن بها، كما في أخبار الأصفياء. القاضي حسين الستركهي الشيخ الفاضل حسين بن أبي الحسين الستركهي العلامة المبرز في المعقول والمنقول، قرأ على الشيخ عبد الرزاق بن خاصة الصالح الأميتهوي، وأخذ عنه الطريقة ولازمه زماناً، وتزوج بإحدى بناته، أخذ عنه جعفر بن نظام الدين العثماني الأميتهوي، كما في صبح بهار. مولانا حميد الدين السندي الشيخ الإمام العالم العلامة المحدث حميد الدين بن عبد الله بن إبراهيم الحنفي العمري السندي المهاجر إلى مكة المشرفة، ولد ونشأ ببدربيله من بلاد السند، وقرأ العلم ورحل إلى الحرمين المحترمين مع والده، وأخذ الحديث بها عن الشيخ أبي الحسن الشافعي البكري والشيخ أحمد بن حجر الهيتمي المكي والشيخ نور الدين علي بن العراق الخطيب بالمدينة المنورة والشيخ نجم الدين محمد بن أحمد الغيطي المصري والشيخ محمد سالم الطبلاوي المصري والشيخ محمد العلقمي الشافعي المصري والشيخ عبد القادر الحنفي المصري وغيرهم من كبار المشايخ، وأخذ عنه الشيخ محمد بن أحمد العجل أبو الوفاء اليمني والشيخ عبد الرحمن بن عيسى العمري المرشدي مفتي الحرم الشريف بمكة المباركة والشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي وخلق آخرون. قال عبد القادر الحضرمي في النور السافر في ذكر أخيه رحمه الله: كان له أخ اسمه حميد، وكان من هل العلم والصلاح حسن الأخلاق كثير التواضع وافر الفضل ظاهر العقل جليل القدر، وحصل له في آخر الأمر جاه عظيم، جاور بمكة المشرفة تسع سنين، ومات بها سنة تسع بعد ألف، وقبره عند أخيه صاحب الترجمة، وعمره تسعون سنة. وقال محمد بن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر: إنه كان صاحب معارف وفنون، أصله من أرض السند الإقليم الشهير، ونشأ فيه على فضل عظيم، ورحل إلى الحرمين وصحب كثيراً من العلماء الأفاضل وأخذ عن جمع، منهم الشيخ عبد الرحمن أبو الفضل زين تلميذ الحافظ ابن حجر العسقلاني، ومنهم أخوه وكان وافر الصلاح، وحصل له بمكة جاه واسع وصيت شاسع، وكان صوفي الأخلاق كثير الخوف خشن العيش حسن العشرة، ولم يزل بمكة إلى أن توفي، وكانت وفاته سنة تسع بعد الألف وعمره نحو تسعين سنة، ودفن بالمعلاة بجنب قبر أخيه، ومدة إقامته بمكة تسع سنين، انتهى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 524 الشيخ حميد الدين المنكلكوثي الشيخ العالم الصالح حميد الدين الحنفي الصوفي المنكلكوثي، أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بمنكل كوث من أرض بنكاله، ثم سافر للعلم إلى لاهور فقرأ بها على عصابة العلوم الفاضلة، ولما برع في كثير من العلوم والفنون أراد أن يرجع إلى بلدته، فلما دخل أكبر آباد وأقام عند مولانا عبد الرحمن الكابلي مفتي المعسكر أدرك بها الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، فلازمه وأخذ عنه الطريقة، واشتغل بأذكار الطريقة النقشبندية وأشغالها مدة من الزمان، ثم رجع إلى بلدته وتصدر للارشاد والتلقين، انتفع به الناس وأخذوا عنه. توفي سنة خمسين وألف، كما في حضرات القدس. الشيخ حميد الدين الردولوي الشيخ الصالح حميد الدين بن قطب الدين بن بير بن أولياء بن محمد بن عارف بن أحمد عبد الحق العمري الجشتي الردولوي، أحد المشايخ المشهورين في عصره، ولد ونشأ بردولي، وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه الشيخ عبد الرحمن الدينهوي صاحب مرآة الأسرار، توفي لليلتين خلتا من جمادي الأولى سنة اثنتين وثلاثين وألف، كما في بحر زخار. الشيخ حميد الدين السندي الشيخ العالم الصالح حميد السندي، أحد المشايخ القادرية الجيلية، سافر إلى محمد آباد بيدر وأخذ عن الشيخ محمد بن إبراهيم الملتاني ولازمه مدة، ثم قدم بيجابور فاستقبله إبراهيم عادل شاه البيجابوري وأكرمه غاية الإكرام فسكن بها. وكان فاضلاً كبيراً شديد التعبد، قنوعاً عفيفاً زاهداً، مات بمدينة بيجابور سنة إحدى عشر وألف. الحكيم حميد الدين الكجراتي الشيخ الفاضل الكبير حميد الدين الكجراتي الحكيم المتطبب، كان من كبار الفضلاء يتطبب بكجرات، قربه إلى نفسه مرتضى خان البخاري ثم شفع له إلى جهانكير فاستقدمه إلى دار الملك وقربه إليه، ثم بعد مدة رخصه إلى كجرات وأعطاه ألف ربية والشالات الكشميرية ومنحه قرية لمعاشه بكجرات، فرجع وصرف عمره في الإفادة والعبادة، رحمه الله تعالى. مولانا حيدر بن فيروز الكشميري الشيخ العالم المحدث حيدر بن فيروز الحنفي الكشميري، أحد مشاهير العلماء، حفظ القرآن في السابعة من العمر، وقرأ المختصرات على الشيخ نصيب الدين، ثم صحب مولانا جوهر المحدث وأخذ عنه شيئاً واسعاً من العلم، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، ثم رجع إلى كشمير وتمكن بها للدرس والإفادة، وكان سريع الحفظ مفرط الذكاء مدرساً محسناً إلى الطلبة، لم يزل يتلطف بمن له رغبة في الاشتغال بالعلوم، وكان يحب الاعتزال عن الناس، ألح عليه بعض الولاة أن يقبل القضاء وحضر لديه ثلاث مرات لذلك ولكنه لم يقبله، وخرج ذات ليلة عن تلك البلدة فلما سمع أن بعض العلماء ولي القضاء بها رجع وصرف عمره في الدرس والإفادة، توفي سنة سبع وخمسين وألف، كما في الحدائق الحنفية. حرف الخاء خانجهان خان اللودي الأمير الكبير خانجهان بن دولت خان اللودي، كان من طائفة شاهو خيل، تقرب إلى دانيال ثم إلى جهانكير وتدرج إلى الإمارة، وكان جهانكير يعتمد عليه ويحبه حباً مفرطاً لا يتصور فوقه، ولما توفي جهانكير وقام بالملك ولده شاهجهان توهم منه وبغي عليه، فسار إليه شاهجهان بعساكره وقاتله فقتله، وكان من كبار الأمراء وخيارهم، يحب العلم والعلماء ويحسن إلى كافة الناس، وكان اسمه بير خان ولكنه اشتهر بلقبه، قتل سنة أربعين وألف، كما في مآثر الأمراء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 525 خواجه خاوند محمود البخاري الشيخ العارف الكبير خاوند محمود بن سيد شريف بن ضياء الدين بن خواجه مير بن تاج الدين بن خواجه علاء الدين العطار النقشبندي البخاري ثم الكشميري أحد كبار المشايخ النقشبندية، دخل الهند وسكن بكشمير، وتردد إلى لاهور ودهلي وآكره غير مرة، فاستقبله الملوك والأمراء وأكرموه غاية الإكرام، وبايعه ألوف من الناس، وهو ممن أخذ الطريقة عن خواجه إسحاق السفيدكي، كما في العمل الصالح. توفي الثاني عشر من شعبان سنة اثنتين وخمسين وألف، فأرخ بعض أصحابه لوفاته: ع مآب بزركان بجنت رسيد: كما في خزينة الأصفياء. خليل خانرمان العالمكيري الأمير الكبير خليل بن أعظم الحسيني نواب خانرمانخان العالمكيري، كان من الأسرة الجليلة، ولد ونشأ بأرض الهند، وتقرب إلى عالمكير وتدرج حتى ولي على بلاد مالوه، وله يد بيضاء في الخط والموسيقى وسائر العلوم، مات سنة خمس وتسعين وألف، كما في مآثر الأمراء. القاضي خليل الرحمن الكوركهبوري الشيخ الفاضل القاضي خليل الرحمن الحنفي الكوركهبوري أحد كبار العلماء، ولي القضاء واشتغل مدة، وكان صالحاً عفيفاً ديناً مشكور السيرة في القضاء، قربه إليه فدائي خان الذي كان والياً بكوركهبور ثم شفع له إلى عالمكير، فخصه بأنظار العناية والقبول وأعطاه المنصب، ثم ولاه على كوركهبور، ذكره السهارنبوري في مرآة جهان نما وأثنى عليه. الشيخ خواجه كلان الجهونسوي الشيخ العالم الصالح خواجه كلان بن نصير الدين الحنفي الصوفي الجهونسوي الإله آبادي، أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بجهونسي ما وراء نهر كنك من بلدة إله آباد، وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده، ثم سافر إلى جونبور باذن والده وقرأ سائر الكتب الدرسية على القاضي بياري ولازمه خمس سنوات ثم عاد إلى بلدته ولبث عند والده أياماً قليلة، ثم سافر إلى شاه بور وقرأ على من بها من العلماء في بضع سنين، ثم رجع إلى أبيه والتزم مجاهدة النفس من إحياء الليل وصيام الطي، وكان والده شغله أولاً بالأوراد والنوافل ثم بالأذكار والأشغال، ولما رآه أنه بلغ رتبة الكمال استخلفه، فجلس بعده على مسند الإرشاد، وكان في بداية حاله بايع الشيخ حبيب الله بن الفريد البنارسي. وكان زاهداً متقللاً قنوعاً بشوشاً شديد التعبد، يشتغل بالمراقبة دائماً، أخذ عنه الشيخ تاج الدين الجهونسوي والشيخ طيب بن المعين البنارسي وخلق كثير من المشايخ، مات بشيخبوره يوم الجمعة ثاني شعبان سنة أربع بعد الألف فنقل جسده إلى جهونسي، وكان عمره حينئذ ثمانين سنة، كما في كنج أرشدي. القاضي خوب الله الجونبوري الشيخ الفاضل القاضي خوب الله حفيد الشيخ محمد حفيظ الحسيني الجونبوري، كان من العلماء البارعين في النحو والعربية، ولد ونشأ ببلدة جونبور، وقرأ العلم وتفرد في الحديث، وكان يحفظ ثمانمائة وألف من متون الأخبار المرفوعة، وكان قاضياً بمدينة إله آباد، ومن طرائفه قوله: تنباكو كرجه هست زيان كاربسى ذو فائده هيجكه نديد است كسى آخر به ازين جه خوب باشد كه ترا خاموش كند ز هرزه كفتن نفسى توفي في الرابع عشر من شعبان سنة مائة وألف، كما في تجلي نور. مولانا خوشحال التاشكندي الشيخ الفاضل الكبير خوشحال بن قاسم بن مسكين الحنفي التاشكندي، أحد كبار الفقهاء، دخل الهند وقرأ النحو والبلاغة والمنطق والحكمة وغيرها على الشيخ العلامة وجيه الدين العلوي الكجراتي، ثم قرأ على أحد تلامذه، الفاضل مرزا جان الشيرازي شرح هداية الحكمة وحكمة العين وشرح التجريد والحاشية القديمة وشرح الجغميني وتحرير الأقليدس الجزء: 5 ¦ الصفحة: 526 وإحدى الأكرات، ثم ولي التدريس بأحمد آباد فدرس وأفاد بها ثلاثاً وعشرين سنة في المدرسة، ولما ولي عبد الرحيم ابن بيرم خان على بلاد كجرات جعله من ندمائه سنة ثلاث عشرة وألف فنال منه الصلات الجزيلة، كما في مآثر رحيمي. القاضي خوشحال الكابلي الشيخ الفاضل العلامة القاضي خوشحال الحنفي الكابلي، أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، قدم لاهور في عنفوان شبابه وقرأ النحو والعربية على الشيخ بهلول والشيخ محمد يحيى ابن أخ الشيخ منور، ثم سافر إلى بخارى وأخذ الفنون الحكمية عن الشيخ يوسف القراباغي، رجع إلى الهند سنة إحدى وأربعين وألف، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، ثم رجع إلى الهند ودخل أكبر آباد فولي القضاء بمدينة دهلي، ولما عزل القاضي محمد أسلم عن قضاء المعسكر ولي مكانه، ولما جلس عالمكير على سرير الملك ولاه القضاء بمدينة لاهور، فاستقل به إلى وفاته، كما في مرآة العالم. الحكيم خوشحال الأكبر آبادي الشيخ الفاضل خوشحال بن همام بن عبد الرزاق الكيلاني ثم الهندي الأكبر آبادي، أحد الأفاضل الماهرين في الصناعة الطبية، أخذ عن أبيه وعمه أبي الفتح بن عبد الرزاق الكيلاني، وأتى الملوك والسلاطين حتى نال الألف لذاته ومائتين للخيل منصباً رفيعاً، مات في أيام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سنة خمسين وألف. حرف الدال المهملة دارا شكوه بن شاهجهان التيموري دارا شكوه بن شاهجهان بن جهانكير بن أكبر بن همايون بن بابر التيموري الكوركاني صاحب المصنفات المشهورة، ولد لليلة بقيت من صفر سنة أربع وعشرين وألف، ونشأ في نعمة أبيه، وقرأ العلم على ميرك شيخ بن فصيح الدين الهروي وعلى غيره من العلماء، وتعلم الفنون الحربية وتدرب عليها، وبايع الشيخ شاه محمد البدخشي، واجتمع بشيخ شيخه محمد مير بن سائنده السيوستاني بلاهور غير مرة، وصنف الكتب في سير المشايخ وغيرها، منها سفينة الأولياء وسكينة الأولياء والسر الأكبر والإكسير الأعظم وحق نما ورسالة في المعارف وله غير ذلك من الرسائل. وكان أكبر أولاد أبيه، عهد له والده بولاية الملك بعده، وألقى بيده زمام الأمور في حياته لمرضه، ولقبه شاه بلند إقبال، فسخط عليه إخوته شجاع ومراد بخش وعالمكير فساروا نحو آكره، وقاتل عالمكير أشد قتال، فانهزم دارا شكوه وفر إلى أودية الجبال في أرض السند، فغدر به وقبض عليه بعض مرازبة الهند، فجئ به إلى عالمكير فقتله، وقد تفرق الناس فيه إلى فرقتين: إحداهما تقول: إنه كان صوفياً صالح العقيدة ويستشهدون بمصنفاته المشهورة، وأخرى تقول: إنه كان فاسد العقيدة كجده أكبر، ويستشهدون بأفعاله وبمصنفاته الأخرى كترجمة ابنشد، وإني ظفرت بنسخة من ذلك الكتاب فإذا هو قد نقش في عنوان ذلك الكتاب تصاوير عظماء الهنود مكان بسم الله الرحمن الرحيم وقال في خطبة الكتاب: إنه لب القرآن وإنه سر مكنون لا يمسه إلا المطهرون - إلى غير ذلك، قالوا: إنه استقدم أحبار الهنود من مدينة بنارس فترجموه بأمره، ومن مصنفناته كتاب في التطبيق فيما بين مذهب الهنادك وأهل الإسلام، وأما الكتب التي صنفوها له فمنها الطب الدارا شكوهي، صنفه الحكيم نور الدين الشيرازي. ومن شعره قوله: بشكست دل آبله از كردش بايم در كار من اينم كر هي بودكه واشد قتل يوم الجمعة غرة محرم الحرام سنة سبعين وألف بمدينة أكبر آباد، ثم نقل جسده إلى دهلي فدفن بمقبرة جده همايون. مولانا دانيال الجوراسي الشيخ العالم الكبير العلامة مولانا دانيال الحنفي العمري الجوراسي، كان من نسل الشيخ زين الدين ابن أخت الشيخ نصير الدين محمود الأودي ثم الدهلوي، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 527 ولد ونشأ بأرض أوده، وقرأ العلم على المفتي عبد السلام الأعظمي الديوي ولازمه مدة طويلة حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ سخي حفيد الشيخ نظام الدين الأميتهوي، وكان يدرس ويفيد قرأ عليه الشيخ قطب الدين محمد السهالوي وخلق كثير من العلماء، كما في بحر زخار. الشيخ داود بن صادق الكنكوهي الشيخ العالم الصالح داود بن صادق بن فتح الله الحنفي الكنكوهي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكنكوه، وأخذ عن والده وصحبه، وجلس على مسنده بعده، وكان صاحب وجد وسماع، أخذ عنه الشيخ أبو المعالي بن محمد أشرف الحسيني الأبنهاوي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي سنة خمس وتسعين وألف، كما في خزينة الأصفياء. الحكيم داود بن عناية الله الأكبر آبادي الشيخ الفاضل داود بن عناية الله الأكبر آبادي، أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، أخذ عن أبيه وكان والده من أصحاب الحكيم فخر الدين محمد الشيرازي فتخرج عليه وقام مقامه بعده، وصار يرجع الناس إليه في العلوم وفي معالجاتهم، فجعله عباس شاه الصفوي ملك الفرس نديماً له، ولم يزل يعتمد عليه في الأمور حتى توفي إلى الله سبحانه وتعالى، فاعتزل داود في بيته برهة من الزمان ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وذهب إلى بغداد والبصرة، ثم دخل الهند ووصل إلى أكبر آباد في السابع عشر من صفر سنة ثلاث وخمسين وألف، فتقرب إلى شاهجهان عظيم الهند، وتدرج في المناصب العالية حتى بلغ منصبه إلى ثلاثة آلاف له وثلاثمائة للخيل، ونال الصلات الجزيلة والخلع الفاخرة منه غير مرة، كما في بادشاهنامه. وفي العمل الصالح أن منصبه بلغ في آخر أيام السلطان المذكور إلى خمسة آلاف، ولقبه السلطان تقرب خان، وكان رجلاً حاذقاً في المعالجات، قد أبدع فيها غير مرة، انتهى. توفي سنة ثلاث وسبعين وألف في أيام عالمكير، كما في مآثر الأمراء. مولانا داود الكشميري الشيخ العالم الفقيه داود المشكاتي الحنفي الكشميري، أحد أكابر الفقهاء، تلقى العلم عن الشيخ حيدر بن فيروز الكشميري، والطريقة عن الشيخ نصيب الدين، واستفاض من خواجه خاوند محمود البخاري فيوضاً كثيرة، وصحبهم مدة من الزمان حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وحفظ مشكاة المصابيح في الحديث فاشتهر بالمشكاتي، وصنف كتباً عديدة في التصوف والسلوك، منها أسرار الأبرار وأثمار الأشجار، توفي سنة سبع وتسعين وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ داود بن محمد المندوي الشيخ الصالح داود بن حمد الشطاري المندوي، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ محمود بن الجلال الكجراتي ولازمه ثلاث سنين، وتصدر للإرشاد بعده زماناً، ثم سافر إلى كواليار وصحب عبد الله وضياء الله ابني الشيخ محمد غوث الشطاري بضعة أعوام، ثم سافر إلى دهلي وإلى بلاد أخرى، ورجع إلى مندو سنة تسع عشرة وألف وأقام بها سنة، ثم سافر إلى كواليار وأقام بها سنة، ورجع إلى مندو سنة إحدى وعشرين وألف، كما في كلزار أبرار. داود بن قطب شاه الكجراتي الشيخ الفاضل داود بن قطب شاه الإسماعيلي الكجراتي، أحد دعاة المذهب الإسماعيلي، ذكره سيف الدين عبد العلي الكجراتي في المجالس السيفية ونقل عنه الرامبوري في سلك الجواهر قال: إنه سار إلى بلاد اليمن وأخذ علم التنزيل والتأويل عن الشيخ عماد الدين إدريس بن حسن الإسماعيلي اليمني ورجع إلى الهند، ونص له بالدعوة داود بن عجب شاه الكجراتي فتولى الدعوة بعده. وكان من كبار العلماء، أخذ عنه صفي الدين آدم وأمين الدين بن جلال الدين وزكي الدين عبد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 528 الطيب بن داود بن قطب شاه وخلق آخرون. مولانا درويزه البشاوري الشيخ العالم الصالح درويزه الحنفي البشاوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام، أخذ الطريقة عن السيد علي الغواص الترمذي أحد أصحاب الشيخ نظام الدين عبد الشكور العمري التهانيسري، وكان فقيهاً أصولياً شديد الإعتناء بالمناظرة، يداوم على الدرس والإفتاء، له مخزن الإسلام كتاب باللغة الأفغانية في الرد على الشيعة، وفي ذلك الكتاب قسط كبير من الحقائق والمعارف، شرحه خواجه معين الدين الخويشكي وسماه بالكلمات الوافيات توفي سنة ثمان وأربعين وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ درويش حسين الكشميري الشيخ الصالح درويش حسين الكشميري أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، أخذ عنه الشيخ عبد القادر بن السيد شيخ الحضرمي بمدينة أحمد آباد وذكره في النور السافر. الحكيم دوائي الكيلاني الشيخ الفاضل الحكيم دوائي الكيلاني، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وسكن بها مدة من الزمان، ثم استصحبه مرزا عزيز وأتى به إلى أرض الهند، فصار معدوداً في الأطباء السلطانية، كما في هفت إقليم. نواب دلاور خان البيجابوري الوزير الكبير نواب دلاور خان البيجابوري، كان من أمراء الجيوش، خدم صاحب بيجابور مدة مديدة حتى صار صاحب العدة والعدد، واستوزره إبراهيم عادل شاه فصار المرجع والمقصد في كل باب من أبواب الدولة، وساس الأمور وأحسن إلى الناس، واجتمع لديه العلماء من كجرات ولاهور، وكان حنفياً شديد التعصب على الشيعة، بذل جهده في نشر المذهب الحنفي حتى غلب ذلك المذهب على أهل بيجابور، وكان وزير إبراهيم عادل شاه ثمان سنين، ثم عزله إبراهيم وجعله مكحولاً وحبسه في قلعة كهلنه - بكسر الكاف - فلبث بها عشرة أعوام ومات بها، كما في بساتين السلاطين، لعله مات سنة ثمان وألف أو مما يقرب من ذلك. الشيخ دوست محمد البرهانبوري الشيخ الصالح دوست محمد الحسيني البرهانبوري، أحد المشايخ المشهورين، أخذ الطريقة عن الشيخ أبي العلاء الحسيني الأكبر آبادي ولازمه مدة من الزمان، ثم سار إلى برهانبور وسكن بها، أخذ عنه الشيخ محمد فرهاد الدهلوي، له بيم كهاني مزدوجة بالهندية، توفي لأربع بقين من جمادي الأخرى سنة تسعين وألف ودفن بأورنك آباد في مقبرة الشيخ محمود المسافر وله أربع وتسعون سنة، كما في أنوار العارفين. حرف الراء المهملة رزق الله الجراح الكرانوي الشيخ الفاضل رزق الله بن حسن بن بهنيا الباني بتي ثم الكرانوي، أحد الجراحين المبرزين في الصناعة الطبية، أخذ عن أبيه وجده، وحصل له المنصب الرفيع في أيام شاهجهان، توفي في أيام عالمكير في السنة العاشرة الجلوسية، كما في مآثر الأمراء. مير رضي الدين المشهدي الشيخ الفاضل رضي بن أبي تراب الحسيني الرضوي المشهدي، أحد العلماء المبرزين في الشعر، قدم الهند في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري، وتقرب إليه وإلى ولده داراشكوه، فنال الصلات الجزيلة منهما. قال البلكرامي في سرو آزاد: إنه أنشد مرة عند دارا شكوه هذا البيت له: تاك راسر سبز كن أي ابر نيسان دربهار قطره تامى ني تواند شد جراكوهر شود فاستحسنه دارا شكوه وأعطاه مائة ألف من النقود الفضية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 529 ثم لما ولي شجاع بن شاهجهان على بنكاله سافر إليه ولبث عنده زماناً، ثم سافر إلى حيدر آباد وتقرب إلى عبد الله قطب شاه، ومات والده بها سنة ستين وألف، ثم سيره عبد الله قطب شاه لينوب عنه في الزيارة في الروضة الرضوية، ووظف له اثني عشر تومان تبريزية مسانهة، مات في ست وسبعين وألف، كما في سرو آزاد. الشيخ رضي الدين البهاكلبوري الشيخ العالم الفقيه رضي الدين الحنفي البهاكلبوري أحد فحول العلماء، اشتغل وتميز بالعلوم حتى اشتهر ذكره وظهر فضله بين العلماء، فاستخدمه عالمكير في تأليف الفتاوي الهندية ووظف له ثلاث ربيات يومية، وحيثما كانت له مهارة في فنون شتى من الحرب والسياسة والمحاضرة قربه القاضي محمد حسين المحتسب، وشفع له بختاور خان أحد خاصة الملك فأعطاه عالمكير مائة لنفسه منصباً سنة تسع وسبعين ألف، ولقبه بالخان سنة تسعين وألف، ودخل في العساكر السلطانية بأودى بور فقاتل الكفار قتالاً شديداً، فولاه على أقطاع برار نيابة عن الأمير حسن علي خان، فناب عنه برهة من الزمان، توفي سنة ست وتسعين وألف بأرض برار، كما في مآثر عالمكيري. الشيخ رفيع الدين البلكرامي الشيخ الفاضل رفيع الدين بن بدر الدين بن تاج الدين الحسيني الواسطي البلكرامي، أحد العلماء المبرزين في العربية، ولد ونشأ ببلكرام، وسافر للعلم واشتغل على أساتذة عصره حتى برز في الفضائل وتأهل للفتوى والتدريس، فرجع إلى بلكرام وكان يكتب الكتب النفيسة بخطه ويزينها بالحواشي المفيدة، قال البلكرامي: إني رأيت المطول والتلويح وغيرهما بخطه، وقد كتب في خاتمة التلويح: قد وقع الفراغ من تسويد هذه النسخة الشريفة المسماة بالتلويح في شرح التوضيح بمدرسة أستاذي العلامة النافع للخاصة والعامة الحضرة العلية الشيخ حسين ابن الشيخ داود - متع الله الطالبين بطول بقائه - يوم الجمعة الثامن عشر من شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وتسعمائة كما في مآثر الكرام. مولانا رفيع الدين السهارنبوري الشيخ العالم المحدث رفيع الدين بن عبد الستار بن عبد الكريم الأنصاري السهارنبوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، ولد ونشأ بسهارنبور وحفظ القرآن، وقرأ العلم على الشيخ ركن الدين بن عبد القدوس الكنكوهي ولبس منه الخرقة، ثم سافر إلى برهانبور ولازم الشيخ عيسى بن قاسم السندي، وأخذ عنه الحديث وقرأ عليه ثم أخذ عنه الطريقة الشطارية، ثم عاد إلى بلدته وجلس على مسند الإرشاد واستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح مدة حياته، وكان يدرس ويفيد، مات في الثاني عشر من ربيع الأول سنة خمس وعشرين وألف، كما في مرآة جهان نما. الشيخ رفيق بن إبراهيم الكشميري الشيخ الصالح رفيق بن إبراهيم بن طاهر الكشميري أبو محمد، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، أخذ عن الشيخ عبد الشكور الملتاني عن الشيخ سليمان الملتاني عن الشيخ فيض الله القرشي عن الشيخ محمد القرشي عن الشيخ إسماعيل القرشي، مات سنة خمس وألف بكشمير فدفن بها. المفتي ركن الدين الدهلوي الشيخ العالم الفقيه المفتي ركن الدين بن جمال الدين بن نصير الدين بن سماء الدين الحنفي الدهلوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على والده وعلى القاضي نور الله التستري اللاهوري، ثم ولي الإفتاء مقام والده سنة أربع وثمانين وتسعمائة، فاستقام عليه مدة حياته، كما في شمس التواريخ. الشيخ ركن الدين الخير آبادي الشيخ العالم الصالح ركن الدين بن نصير الدين الحسيني الرضوي الخير آبادي، أحد المشايخ الصوفية، ولد ونشأ بخير آباد، وقرأ العلم على عمه الشيخ نظام الدين الخير آبادي ثم لبس منه الخرقة، واشتغل بالدرس والإفادة مدة من الزمان، ثم سافر إلى بلكرام وسكن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 530 بها مدرساً مفيداً أخذ عنه خلق كثير، وكان حياً إلى سنة ثمان وألف، كما في مآثر الكرام. الشيخ ركن الدين الكنوري الشيخ العالم الكبير ركن الدين السنامي الكنوري، كان من أولاد الشيخ مجد الدين طاهر محمد السنامي، ولد ونشأ بكنور وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على عصابة العلوم الفاضلة، ثم لازم الشيخ كبير الدين الملتاني أحد سلائل الشيخ الكبير بهاء الدين زكريا وأخذ عنه الطريقة، ثم رجع إلى بلدته ودرس وأفاد بها مدة عمره، انتفع به خلق لا يحصون بحد وعد، وكان يقوم الليل ويشتغل بالعبادة إلى الإشراق ثم يجلس للتدريس، وكان صالحاً عفيفاً ديناً شديد التعبد كثير الدرس والإفادة، مات في سنة سبع وعشرين وألف، ذكره السنبهلي في الأسرارية. الحكيم روح الله البروجي الشيخ الفاضل روح الله بن جمال الله الحسيني البروجي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والطب وسائر الفنون، صرف عمره في خدمة الأمراء وأبناء الملوك، استخدمه عبد الرحيم بن بيرم خان حين ولي على كجرات وجعله من ندمائه، وأعطاه الصلات والجوائز غير مرة، كما في مآثر رحيمي. مرزا روشن ضمير الدهلوي الفاضل الكبير مرزا روشن ضمير الدهلوي صاحب الفنون الجمة والعلوم الكثيرة، لم يكن في زمانه مثله في الموسيقى ومعرفة اللغة الهندية والشعر حتى أن الأساتذة الماهرين في الموسيقى كانوا يتتلمذون عليه ويفتخرون به ويرجعون إليه في الإيقاع والنغم، وكان يقتدر على أربعة عشر ألف نغمة متبائنة، وفي أكثرها له مصنفات في العربية والفارسية والهندية، ولاه عالمكير على تحرير السوانح وبخشيكري بمعمورة سورت فاستقل بها زماناً، ومات بها سنة سبع وستين وألف، كما في مرآة الخيال. وقال السهارنبوري في مرآة جهان نما: إنه مات سنة ثمانين وألف، وهو الأقرب إلى الصواب. حرف الزاي زمانه بيك الكابلي الأمير الكبير زمانه بيك بن غيور بيك الكابلي مهابت خان خانخانان القائد الكبير، كان من الرجال المعروفين بأرض الهند، تقرب في صغر سنه إلى سليم ابن أكبر شاه ونال منزلة عنده فلقبه سليم مهابت خان، ولما جلس على سرير الملك أعطاه ثلاثة آلاف منصباً رفيعاً وولاه على كابل فاستقل بها زماناً صالحاً، وولاه على بنكاله في آخر أيامه. ولما تزوج جهانكير بنور جهان بيكم وألقى زمام الحكومة بيدها وصار إخوتها أهل الحل والعقد دبروا الحيلة على مهابت خان وأرادوا أن يهلكوه، فلما علم به وأيقن بالموت عكس القضية وقبض على جهانكير، وحبس أبا الحسن ابن غياث الدين الطهراني في قلعة من القلاع، وأخذ بيده عنان السلطنة وصار بمنزلة الوزير لجهانكير، وسار معه إلى كابل فلبث بها زماناً، ثم رجع، ودبرت نور جهان بيكم الحيلة عليه فخلصت جهانكير من أسره فلاذ بولده شاهجهان، فلما توفي جهانكير لقبه شاهجهان خانخانان وأضاف في منصبه حتى صار مع الأصل والإضافة سبعة آلاف له وسبعة آلاف للخيل، وأعطاه أربعمائة ألف من النقود على وجه الإنعام، وولاه على إقليم الدكن فاستقل بها مدة عمره. وكان مقداماً باسلاً شجاعاً سفاكاً للدماء ماضي العزيمة سخياً باذلاً قليل الشعر، ومن شعره قوله: ننك دلم بود كه بهشت آرزو كند دوزخ نصيب من بود وآرزو مباد توفي سنة أربع وأربعين وألف، وقد أرخ لموته بعض الشعراء من قوله زمانه آرام كرفت، كما في مآثر الأمراء. الشيخ زين الدين الأكبر آبادي الشيخ العالم الفقيه زين الدين بن منور بن نور الله بن معز الدين بن إله داد ابن القاضي محمد الشرعي الأكبر آبادي، أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بأكبر آباد، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 531 واشتغل بالعلم من صباه فقرأ أكثر الكتب الدرسية على القاضي جلال الدين الملتاني وبعضها على ملا مقيم، ثم أخذ في الترك والتجريد والانزواء مع القناعة والعفاف وصلاح الظاهر والاستقامة على الطريقة. مات في السابع عشر من رمضان سنة خمس وألف فدفن بزاويته في أكبر آباد، كما في كلزار أبرار. حرف السين المهملة الشيخ سراج محمد البرهانبوري الشيخ الصالح سراج محمد الشطاري البنياني الكجراتي ثم البرهانبوري، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد غوث الكواليري بأحمد آباد، وانتقل منها إلى برهانبور سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة فسكن بها، وجلس على مسند الارشاد ثلاثين سنة، له شرح على مخزن الأسرار للشيخ نظامي الكنجوي. توفي في ثالث شعبان سنة عشر وألف بمدينة برهانبور فدفن بها، كما في كلزار أبرار. سعد الله خان اللاهوري الوزير الكبير سعد الله التميمي الجنوتي اللاهوري جملة الملك سعد الله خان العلامي، كان من الوزراء المشهورين في الهند. ولد بجوت - قرية من أعمال سيالكوث - ونشأ بلاهور - وحفظ القرآن، واشتغل بالعلم على العلامة يوسف الكياهي اللاهوري وعلى غيره من العلماء، وكان له ذكاء مفرط فبرع وفاق الأقران، ودرس وأفاد زماناً في مدرسة وزير خان بلاهور، وكان يعتزل عن الناس ولا يتردد إلى الأغنياء، فلما قدم شاهجهان سلطان الهند مدينة لاهور في السنة الرابعة عشرة من جلوسه على سرير الملك وسمع بفضله ومكارمه أمر موسوي خان الصدر أن يمثله بين يديه، فأحضره يوم الأحد السابع عشر من رمضان سنة خمسين وألف، فخلع عليه وولاه على العرض المكرر فاستقل بها سنة، ثم جعله ناظراً لحريمه ولقبه سعد الله خان، ثم جعله قهرمانه في الثامن عشر من رمضان سنة ثلاث وخمسين وألف، وأضاف في منصبه غير مرة حتى صار ثلاثة آلاف وخمسمائة له وثمانمائة للخيل، ثم جعله ديوان الخالصة الشريفة وزير الخراج، وأضاف في منصبه فصار أربعة آلاف له وألف للخيل غرة جمادي الأولى سنة خمس وخمسين وألف، ومنحه أدوات الكتاب المرصعة بالجواهر، وأمره بتسويد المناشير المطاعة وتبليغها إلى الكتاب وإثبات توقيعه تحت رسالة دارا شكوه أكبر أبنائه وولي عهده بعده، ثم ولاه الوزارة العظمى في عشرين من رجب سنة خمس وخمسين وألف، وأضاف في منصبه غير مرة حتى صار منصبه في سنة ستين وألف سبعة آلاف له وسبعة آلاف للخيل، وأعطاه مائة مائة آلاف دام على طريق الانعام ويعبر عنها باللغة الهندية بكرور، عشرة ملايين وكانت رواتبه السنوية اثني عشر كروراً من دام يوازنها ثلاثون لكا ثلاثة ملايين من النقود الفضية. وقال عبد الحميد في بادشاهنامه: إن سعد الله خان إن لم يمت بعد ذلك لزاد في منصبه وراتبه واقتداره أضعاف ذلك لحسن حظه في السياسة والتدبير والرسوخ في قلب السلطان، قال: وكان رجلاً فاضلاً شهماً حازماً شجاعاً مقداماً باسلاً، قد جمع الله فيه خصالاً لم يجمع في غيره من الوزراء، من براعة الإنشاء وحلاوة المنطق وإصابة الفكر ورزانة العقل والبسالة والأقدام والسياسة وحسن التدبير، إن رأيته في ديوان الإنشاء وجدته صاحب القلم، وإن رأيته في الهيجاء ألفيته صاحب السيف والعلم. قال: إن السلطان بعثه مرة إلى بلخ وكان لا يرضى أن يبعثه لاحتياجه إليه في سائر المهمات وكان حينئذ في كابل، فسار نحو بلخ ليلة الخميس السادس والعشرين من جمادي الأخرى سنة ست وخمسين وألف من طريق الخنجان، وكانت صعبة وعرة لكثرة الجبال والوهاد، لا يستطيع الرجل أن يمر بها إلا بشق النفس، فذهب ووصل إلى بلخ ليلة الإثنين ثامن رجب في أحد عشر يوماً، وأصلح ما فسد فيها من مهمات الدولة بسوء تدبير مراد بن شاهجهان، وحشد الجنود المنتشرة وألف بين قلوب الأمراء، وأرضى عامة الناس الجزء: 5 ¦ الصفحة: 532 بحسن تدبيره في اثنين وعشرين يوماً، ثم رجع غرة شعبان ووصل إلى كابل في خامس شعبان في أربعة أيام. وقال الخوافي في منتخب اللباب: إن أفضل خصاله في عقيدتي بل عقيدة كل منصف غير متعسف أنه مع اتصافه بغاية الأمانة والنصح قضى مهمات الدولة مدة وزارته ولم يتأذ به أحد من الناس من لسانه أو بيانه، ومن خصائصه أنه لم يزل يجتهد في فصل القضايا والمحاسبة بطريقة لا تضر بالعمال والرعايا والمساكين. وقال شاهنواز خان في مآثر الأمراء: إنه كان مشكور السيرة في فصل القضايا والمهمات، ومن غرائب صفاته أنه كان يرضي السلطان ورعاياه، ولذلك تأسف السلطان بموته تأسفاً شديداً، انتهى. توفي لأربع ليال بقين من جمادي الأخرى سنة ست وستين وألف بالقولنج، كما في عمل صالح وغيره. الشيخ سعد الله اللاهوري الشيخ الفاضل سعد الله الحنفي الأويسي اللاهوري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن الشيخ عبد الجليل بن عمر الصديقي البيانوي ثم اللكهنوي ولازمه زماناً، ثم سافر إلى بلاد شتى، أخذ عنه عبد الرحمن الدهنتوي، وقرأ عليه الرسائل الثلاثة للشيخ عبد الجليل المذكور، عاش بعد وفاة شيخه ثلاثين أو أربعين سنة، وكان من العلماء، مات بمدينة برهانبور فدفن بها، كما في بحر زخار. الشيخ سعد الله السنبهلي الشيخ الفاضل سعد الله بن الأبدال السنبهلي المتلقب في الشعر بالشيخي، كان من أفاضل الصوفية، ولد ونشأ بسنبهل، وأخذ عن الشيخ تاج الدين النقشبندي السنبهلي، ولازمه مدة من الزمان حتى برع في العلم والمعرفة، له مصنفات، منها ديوان الشعر الفارسي والبحر العميق وجار جمن مزدوجة بالفارسية وتذكرة المشايخ ممن أدركهم، ومن شعره قوله: اكره مشاهدة دوست ازبس مركست حيات خضر ومسيحا نصيب دشمن باد مات سنة سبع وخمسين وألف، كما في الأسرارية. سعيد خان ظفر جنك الأمير الكبير سعيد بن أحمد الكابلي سعيد خان ظفر جنك، كان من كبار الأمراء في الدولة التيمورية ووزرائها المشهورين وبالعقل والدين والهدوء والرزانة ولاه شاهجهان بن جهانكير التيموري صاحب الهند على كابل، ولقبه ظفر جنك، وأضاف في منصبه غير مرة حتى صار مع الأصل والإضافة سبعة آلاف له وسبعة آلاف للخيل، توفي بكابل في ثاني صفر سنة اثنتين وستين وألف، كما في مآثر الأمراء. سعيد سرمد المجذوب الدهلوي الشيخ الفاضل سعيد الأرمني المتلقب في الشعر بسرمد، كان من الشعراء المجيدين، ذكره شاهنواز خان في مآثر الأمراء قال: إنه كان يهودياً أو أرمنياً أسلم، وأخذ العلوم الحكمية عن أبي القاسم القلندري، ثم دخل الهند للتجارة وافتتن بأحد أبناء كفار الهند، فأتلف ماله من نقير وقطمير وصار عرياناً ينشئ الأبيات الرائقة وينشدها حتى اعتقد الناس به، وأحسن الظن به دارا شكوه بن شاهجهان وجعله من ندمائه، فلما قام بالملك عالمكير سنة تسع وستين وألف أمر شيخه عبد القوي أن يحتسب على سرمد، فطلبه وكلفه باللباس فلم يقبله، ثم أخذ عليه أنه ينكر المعراج للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخذ ذلك من قوله: آن كوكه سر حقيقتش باور شد خود بهن تر از سبهر بهناور شد ملا كويد كه برشد أحمد بفلك سرمد كويد فلك بأحمد در شد فأفتى عبد القوي المذكور بقتله واتفق العلماء عليه، فلما سل عليه السيف نظر إلى السياف فتبسم وأنشد: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 533 شوري شد واز حواب عدم جشم كشوديم ديديم كه باقي است شب فتنه غنوديم فقتل في سنة إحدى وسبعين بدهلي، وقبره عند الجامع الكبير بها، ومن شعره قوله: سرمد غم عشق بوالهوس را ندهند سوز دل بروانه مكس را ندهند عمري بايد كه يار آيد بكنار اين دولت سرمد همه كس را ندهند سرمد كله اختصار مي بايد كرد يكك كار ازين دوكار مي بايد كرد يا تن برضاي دوست مي بايد داد يا قطع نظر ز يار مي بايد كرد الشيخ سكندر الكيتهلي الشيخ الصالح سكندر بن عماد الدين الكيتهلي، أحد المشايخ القادرية الأعظمية، أخذ عن جده الشيخ كمال الدين الكيتهلي، ولازمه مدة حياة الشيخ ثم تولى الشياخة، أخذ عنه الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي والشيخ محمد طاهر اللاهوري وخلق آخرون، توفي سنة ثلاث وعشرين وألف، كما في زبدة المقامات. الشيخ سكه جي البرهانبوري الشيخ الفاضل الكبير سكه جي البرهانبوري، كان ختن الشيخ يوسف البنكالي، ولد ونشأ بمدينة برهانبور، وقرأ العلم على الحكيم عثمان بن عيسى البولكاني السندي بمدينة برهانبور، ولازمه مدة من الزمان حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، كما في كلزار أبرار. الشيخ سلطان التهانيسري الشيخ الفاضل سلطان الحنفي التهانيسري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة تهانيسر من أرض بنجاب، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند وتقرب إلى أكبر شاه ملك الهند، وترجم بأمره مهابهارت بالفارسية في أربع سنوات، وهو كتاب ضخم في لغة سنسكرت مقدس في زعم الهنادك، ثم اتفق أن الهنادك اتهموه بذبح البقرة وكان ممنوعاً لتأليف قلب الهنادك، فسخط عليه أكبر شاه وأمر بجلائه إلى بكر من أرض السند فرحل إليها، وكان عبد الرحيم بن بيرم خان والياً بها فالتفت إليه وشفع له بعد فتحه قلعة آسير، فأذن له أكبر شاه أن يسكن ببلدة تهانيسر وولاه على كرور كيري ببلدته وبلدة كرنال أي جعله محصلاً للخراج بها، وكان قائماً على تلك الخدمة سنة أربع وألف، كما في منتخب التواريخ. سلطان حسين اليزدي الأمير الفاضل سلطان حسين بن عبد الهادي بن مير ميران بن نعمة الله الحسيني اليزدي نواب افتخار خان، كان من الأمراء المشهورين بالفضل والكمال، تنبل في أيام أبيه ومنح المنصب في أيام شاهجهان، وتدرج إلى الإمارة في عهد ولده عالمكير، وأضيف في منصبه فصار ألفين لنفسه وألفاً للخيل، وجعله عالمكير قهرمانه فاستقل بتلك الخدمة الجليلة مدة طويلة، ثم ولاه على كشمير، ثم نقله إلى جونبور فمات بها، كما في مآثر الأمراء. وكان من نوادر العصر في معرفة الهيئة والهندسة والحساب والأرتماطيقي والأصطرلاب والجفر الجامع، أخذ بعض الفنون العربية عن الشيخ عبد الله الرومي، مات في سنة اثنتين وتسعين وألف، كما في مرآة جهان نما. الشيخ سليمان الكردي الشيخ الفاضل العلامة سليمان أبو أحمد الكردي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، قدم الهند من بلاد كردستان وتفقه على الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي وأخذ الحديث عنه، ثم سافر إلى كجرات وسكن بها، وكان يدرس ويفيد، كما في مرآة أحمدي. الشيخ سيف الدين السرهندي الشيخ العالم العارف الكبير صاحب المقامات العلية والكرامات المشرقة الجليلة سيف الدين بن محمد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 534 معصوم بن الشيخ أحمد العمري الحنفي السرهندي، كان خامس أبناء والده، ولد بسرهند سنة تسع وأربعين وألف، ونشأ في مهد العلم والطريقة وتصدر للإرشاد، واختار للإقامة بلدة دهلي بأمر والده الماجد بعد ما صدرت بها إشارة غيبية، فصار هناك مرجعاً للطالبين ومجمعاً للسالكين، وأخذ عنه السلطان أورنك زيب عالمكير الغازي. وكان على قدم والده في الاستقامة على الشريعة والطريقة، وله جذب قوي وتصرف عال بحيث كان الناس يضطربون من قوة توجهاته ويبقون بلا اختيار في يده، قال الشيخ مراد بن عبد الله القزاني في ذيل الرشحات وكان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على رتبة لم يكن عليها شيخ من المشايخ مثله حتى كادت البدع ترتفع عن بلاد الهند في زمنه وتستأصل، ولذلك لقبه والده بمحتسب الأمة، ودعاه السلطان مرة إلى قصره فأجابه اتباعاً للسنة ولما رأى في جدار القلعة صوراً منحوتة في الأحجار توقف عن الدخول في القلعة، فأمر السلطان بكسرها فكسروها بأسرها ثم دخل فيها. وقال: وكانت لمولانا سيف الدين قدس سره شوكة ظاهرة أيضاً حتى كان السلاطين والأمراء يقومون على أرجلهم بالأدب التام بيني ديه ولا يتجاسرون القعود أمامه، وكان يلبس ألبسة فاخرة، وقع مرة على قلب بعض أن له كبراً فأشرف عليه وقال: كبرى من ظل كبرياء الحق عز وجل، وكان يأكل من مطبخه كل يوم أربعمائة رجل وألف رجل مرتين مما يوافق طبعه وترغب فيه نفسه، انتهى. توفي لعشر بقين من جمادي الأولى سنة ست وتسعين وألف في أيام عالمكير، وقد أرخ لوفاته بعض أصحابه من قوله هي هي ستون دين افتاد، وكان عمره يوم وفاته سبعاً وأربعين سنة، قبره بسرهند يزار، كما في الهدية الأحمدية. الشيخ سيف الله الجوراسي الشيخ العالم الكبير سيف الله الجوراسي، كان من ذرية الشيخ زين الدين بن رجب الشيخ الكبير نصير الدين محمود الأودي، ولد ونشأ بجوراس قرية من أعمال أميتهي، وقرأ العلم على المفتي عبد السلام الأعظمي الديوي صاحب المصنفات المشهورة وعلى الشيخ جمال أولياء الجشتي الكوزوي، ثم تصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، كما في بحر زخار. ستي خانم أخت طالب الآملي وزوجة الحكيم نصير الدين الكاشي، كانت فصيحة بليغة بارعة في القراءة والتجويد وصناعة الطب وتدبير المنزل، استخدمتها أرجمند بانو صاحبة شاهجهان فتقربت إليها بحسن تدبيرها فجعلتها معلمة لجهان آرابيكم، ولما توفيت أرجمند بانو ولاها السلطان الصدارة في حريمه فاستقلت بها إلى مدة مديدة، توفيت سنة عشرين جلوسية فتأسف السلطان بموتها تأسفاً شديداً، وأعطى عشرة آلاف من النقود الفضية للتجهيز والتكفين، ودفنها بأكبر آباد وبنى على قبرها عمارة رفيعة وبذل عليها ثلاثين ألفاً، ثم وقف قرية تحصل منها ثلاثون ألفاً في كل سنة لمصارف تلك المقبرة، كما في مآثر الأمراء.. سليمه سلطانه بنت كل رخ بيكم بنت السلطان ظهير الدين بابر شاه الكوركاني الفاتح، واسم والدها مرزا نور الدين محمد النقشبندي، ولدت سنة خمس وستين وتسعمائة وتزوج بها بيرم خان أكبر قواد الدولة التيمورية بأمر أكبر شاه بمصالح كانت تقتضيها الضرورة، ولما توفي بيرم خان تزوج بها أكبر شاه المذكور، ورحلت إلى الحجاز للحج والزيارة سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة مع خالتها كلبدن بيكم من طريق كجرات، فحجت أربع مرات ثم رجعت إلى الهند، وغرق فلكها فأقامت بمدينة عدن سنة كاملة، ودخلت الهند سنة تسعين وتسعمائة. وكانت فاضلة شاعرة عفيفة صاحبة عقل ودين، لها أبيات رائقة بالفارسية، منها قولها: كاكلت را من ز مستي رشتة جان كفته ام مست بودم زين سبب حرف بريشان كفته ام توفيت سنة إحدى وعشرين وألف في أيام جهانكير ولها ستون سنة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 535 حرف الشين المعجمة مولانا شاكر محمد الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير شاكر محمد بن وجه الدين الحنفي الدهلوي، أحد كبار العلماء، كان من نسل الشيخ عبد العزيز بن الحسن الجشتي، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على الشيخ العلامة عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، ولازمه ملازمة طويلة حتى برع في العلم والمعرفة وتصدر للتدريس، وانتهت إليه رياسة العلم والتدريس بدهلي، وكان شاهجهان التيموري سلطان الهند يعظمه، مات في آخر شعبان سنة ثلاث وستين وألف، وأرخ لعام وفاته كمال محمد السنبهلي شيخ فاني بود ذكره في الأسرارية. شاهجهان بن جهانكير الكوركاني السلطان الفاضل الباذل شهاب الدين محمد شاهجهان بن جهانكير بن أكبر شاه الكوركاني ملك ملوك الهند، ولد غرة ربيع الأول سنة ألف بمدينة لاهور، وقام بالملك بعد والده سنة ست وثلاثين وألف، كان اسمه خرم - بضم الخاء المعجمة وتشديد الراء المهملة - معناه مسرور، سماه به جده أكبر شاه، ولقبه والده شاهجهان، ولما قام بالملك تلقب شهاب الدين محمد صاحب القران الثاني. وكان أشهر ملوك الهند وأبذلهم، افتتح أمره بالعدل والسخاء، ورفع سجدة التحية التي اخترعها جده أكبر شاه، وأزال المظالم من البلاد وعمرها، وأخمد الفتنة والبدعة، وأسس المساجد والمشاهد، وكان كثير الإحسان إلى السادة والعلماء، قصده الناس من جميع البلدان فغمرهم باحسانه، وكان عصره أحسن الأعصار وزمانه أنضر الأزمنة. ومن آثاره مدينة شاهجهان آباد بقرب دهلي القديمة، والقلعة الحمراء، والجامع الكبير في تلك البلدة، والأبنية الفاخرة في تلك القلعة، والمسجد الكبير بأكبر آباد، وروضة تاج كنج في تلك البلدة - وغيرها من الأبنية التي لا يعلم نظيرها في مدن الإسلام كلها بالمشرق ولا بالمغرب بل لم ير نظيرها في بلاد الدنيا، يتحير الناس برؤيتها ويندهشون، وقصده مشاهير شعراء عصره من البلاد الشاسعة ومدحوه بأحسن المدائح. وكانت له أربعة أبناء: دارا شكوه، وشجاع، وأورنك زيب، ومراد بخش، فأعطى كلاً منهم أقطاعاً كبيرة من الهند، ودبر لأكبرهم دارا شكوه بولاية العهد ومكنه أن يقيم عنده وينفذ الأمور، والملك ابتلى باحتباس البول ومرض ولزم الفراش، فسد دارا شكوه أبواب الخبر بحاله فظنوا أن أباهم مات، فنهض كل واحد منهم عن مكانه وحصلت بينهم حروب كثيرة، وغلب ثالثهم أورنك زيب فطوي بساط إخوته وأقعد أباه شاهجهان في قلعة أكبر آباد، فعاش شاهجهان بعد ذلك نحو ثماني سنوات، وكان مصاحبه في تلك الحالة السيد محمد الحسيني القنوجي، فكان يحتظ بصحبته ويستفيد منه، وكانت معه بنته جهان آرابيكم في القلعة. صنف في أخباره محمد صالح كتابه عمل صالح من الولادة إلى الوفاة، وأمين بن الحسن القزويني كتابه بادشاه نامه من بدء جلوسه إلى عشر سنين، وصنف عبد الحميد اللاهوري كتابه بادشاه نامه في أخبار عشرين سنة من مدته، وكمله محمد وارث من عشرين إلى ثلاثين، وصنف محمد طاهر بن أحسن الله الكشميري كتابه شاهجهان نامه في أخباره، لخص فيه الأخبار من بادشاه نامه لعبد الحميد المذكور ثم أضاف عليها ما وقع بمسمعه ومشهده إلى آخر أيام الملك، وصنف له عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي العلامة كتباً كثيرة وكان يعطي عبد الحكيم المذكور مائة ألف في كل سنة. مات بقلعة أكبر آباد سنة خمس وسبعين وألف في 26 من رجب. ملا شاه محمد البدخشي الشيخ العالم الفقيه شاه محمد بن ملا عبدي الحنفي الصوفي البدخشي المشهور بملا شاه، ولد ونشأ بقرية أركسال من أعمال روستاق من أرض بدخشان، ثم قدم الهند ولازم الشيخ محمد مير اللاهوري، وأخذ عنه الطريقة ولبث عنده مدة حياة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 536 الشيخ، ثم ذهب إلى كشمير وبنى على جبل سليمان مسجداً وزاوية خانقاه وحديقة وقطن بها. وفي عمل صالح أنه دخل الهند سنة ثلاث وعشرين وألف، ولازم الشيخ محمد مير ملازمة طويلة وأخذ عنه، ثم رحل إلى كشمير في حياة شيخه وتعود بأن يقيم بها في الصيف ثم يجئ لاهور ويشتو بها. وفي رياض الشعراء أن شاهجهان بن جهانكير الدهلوي كلما كان يرتحل إلى كشمير يتردد إليه ويدركه ويحتظ بمقالاته، وولده دارا شكوه كان من مريديه وكذلك بنته جهان آرابيكم. وكان عارفاً مغلوب الحالة، له مزدوجات عديدة في الحقائق، وله تفسير القرآن، لم يتم، وهو تفسير غريب، قال فيه: إن قوله تعالى: " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم" في شأن الأولياء، ومعناه أنه ختم على قلوب الأولياء لئلا يدخل فيها الوساوس النفسانية والهواجس الشيطانية، وختم على سمعهم لئلا يدخل الكلمات من غير طائل، وعلى أبصارهم غشاوة من سرادق العظمة والكبرياء وجلباب الحسن الأزلي، ولهم شراب عذب عظيم في الحلاوة، انتهى. توفي سنة اثنتين وسبعين وألف، كما في عمل صالح. مولانا شاه محمد الاخسبكتي الشيخ العالم الكبير العلامة شاه محمد الاخسبكتي، أحد الرجال المشهورين في العلم، قرأ على أساتذة عصره من علماء العرب والعجم، وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه، وحج وزار، ودخل الهند فدرس وأفاد مدة من الزمان بكجرات، ثم ساح بلاد الهند ودخل مندو، وتزوج بها بابنة القاضي جمال الدين التركستاني، ودرس بها سبعة أعوام، قرأ عليه محمد بن الحسن المندوي الكشف والمنار والتلويح في أصول الفقه، وقرأ عليه خلق كثير من العلماء، كما في كلزار أبرار. مولانا شاه محمد الجونبوري الشيخ الفاضل شاه محمد العمري الجونبوري، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، درس وأفاد، وتخرج عليه خلق كثير من العلماء، قرأ عليه مرزا محمد صادق الأصفهاني، وذكره في الصبح الصادق قال: إنه مات سنة اثنتين وثلاثين وألف ببلدة جونبور. المفتي شرف الدين اللاهوري الشيخ العالم الفقيه المفتي شرف الدين اللاهوري، كان من الفقهاء الحنفية، وكان حلو المنطق فصيح الكلام حسن الأخلاق، ولي الإفتاء بمدينة لاهور في أيام عالمكير فاستقل به مدة حياته، ومات سنة سبع وثمانين وألف، كما في مرآة جهان نما. الشيخ شرفي محمد الكجراتي الشيخ الفاضل شريف محمد الصديقي الشطاري الكجراتي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بنوساري، وسافر إلى مندو فلازم الشيخ محمود بن الجلال الكجراتي وقرأ عليه العلم، ثم أخذ عنه الطريقة واشتغل عليه بأعمال جواهر خمسة مدة من الزمان حتى برع وفاق أقرانه في العلم والطريقة، وسار إلى بادية ديواس وعكف بها على الرياضة والمجاهدة زماناً، ثم سار إلى كواليار ودهلي وأدرك بها المشايخ واستفاض منهم، ثم رجع إلى كجرات وانقطع إلى الله سبحانه، وكان حياً في سنة ثماني عشرة وألف، كما في كلزار أبرار. مير شريف الآملي الشيخ الفاضل مير شريف الآملي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قدم الهند وتقرب إلى أكبر شاه، وولي الصدارة بكابل سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة فأقام بها زماناً، ثم ولي الصدارة بأرض بنكاله لعله في سنة تسع وتسعين أو مما يقرب من ذلك، وأقطع أجمير سنة ثلاث وألف، وكانت موهان من أرض أوده أيضاً من أقطاعه، مات ودفن بها. قال الخوافي في مآثر الأمراء: إنه كان ملحداً في الدين، خلط التصوف بالفنون الحكمية، كان يقول لكل شيء يراه! إنه هو الله، ولسعة مشربه صار مقبولاً عند السلطان المذكور وحصل له الرسوخ في قلبه، انتهى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 537 مولانا شكر الله الشيرازي الشيخ العلامة شكر الله الشيرازي، أحد فحول العلماء، لم يكن له نظير في عصره في الحساب والهيئة والهندسة وسائر الفنون الرياضية، ولد ونشأ بشيراز، وتلقى الخط والحساب عن أبيه وولي مكانه بخدمة في ديوان الخراج، ولما بلغ الرشد ترك الخدمة وصحب علامة العلماء تقي الدين محمد الشيرازي، وقرأ عليه المنطق والحكمة وغيرها من العلوم، ثم ذهب إلى قزوين واستظل بعضد الدولة فرهاد خان وصاحبه مدة، ولما قتل عضد الدولة ذهب إلى همدان وصحب إبراهيم حسن الهمداني الفاضل واستفاد منه فوائد كثيرة، ثم سافر إلى العراق فزار المشاهد ودخل الهند من بندر كنباية وأدرك عبد الرحيم بن بيرم خان بمدينة برهانبور فجعله من ندمائه، وشفع له إلى جهانكير بن أكبر سلطان الهند وولاه خدمة في برهانبور، فاستقام عليها ثلاث سنوات، ثم شفع لي فولي الكتابة بديوان الخراج ولقب بأفضل خان، كما في مآثر رحيمي. وقال عبد الحميد اللاهوري في بادشاه نامه: إن عبد الرحيم بن بيرم خان قربه إلى شاهجهان حين قدومه إلى بلاد دكن، فشفع له شاهجهان إلى أبيه جهانكير واستخدمه، ثم لما سار شاهجهان بعساكره إلى أوديبور بأمر والده لتأديب رانا أمر سنكه ذهب شكر الله في موكبه، ولما رجع شاهجهان إلى الحضرة شفع له، فلقبه جهانكير أفضل خان وأعطاه المنصب. ثم لما قام شاهجهان بالملك بعد أبيه أضاف في منصبه ورقاه من الإمارة إلى الوزارة، وكان ذلك في السنة الثامنة الجلوسية. وأضاف في منصبه غير مرة حتى صار مع الأصل والإضافة سبعة آلاف له وأربعة آلاف للخيل، فاستقل بالوزارة إلى وفاته. وكان رجلاً فاضلاً وقوراً حازماً شجاعاً مقداماً عاقلاً حسن الأخلاق كثير الفوائد جيد المشاركة في العلوم، له يد بيضاء في الحساب والهندسة والهيئة وسائر الفنون الرياضية والحكمة. وقال محمد صالح في عمل صالح ما يؤيد كلام عبد الحميد غير أنه خالفه في المنصب فقال: إنه نال سبعة آلاف له وخمسة آلاف للخيل في آخر أيامه ثم أثنى على براعته في العلوم الحكمية ثناء جميلاً. وكذلك شاهنواز خان في مآثر الأمراء أثنى عليه وقال: إنه كان مشكور السيرة مهذب الأخلاق نادرة من نوادر الدهر في العلوم الرياضية. توفي في الثاني عشر من رمضان سنة ثمان وأربعين وألف بلاهور فأرخ الناس لوفاته، بعضهم من قوله ع زخوبي برد كوي نيكنامي، وبعضهم من قوله علامي از دهر رفت. خواجه شمس الدين الخوافي الشيخ الفاضل شمس الدين بن علاء الدين الخوافي، أحد الرجال المعروفين بالسياسة والتدبير، قدم الهند وتقرب إلى أكبر شاه بن همايون التيموري، وترقى درجة بعد درجة حتى نال الوزارة الجليلة. وكان رجلاً فاضلاً عادلاً كريماً صادق اللهجة طيب النفس، لم يزل مشتغلاً بتعمير البلاد وإرضاء النفوس وإيصال النفع إلى الناس. مات في سنة ثمان وألف بمدينة لاهور، كما في مآثر الأمراء. مولانا شمس الدين الجونبوري الشيخ الفاضل العلامة شمس الدين بن نور الدين بن عبد القادر بن زيد الدين بن نظام الدين بن خير الدين بن أحمد بن الجمال بن تقي الدين الصديقي الأودي البرونوي الجونبوري، كان من العلماء المشهورين في عصره، ولد ونشأ بقرية برونه - بفتح الموحدة - قرية من أعمال جونبور، وتخرج على جماعة من الفضلاء، فجعله أكبر شاه التيموري معلماً لولده برويز، فسكن بإله آباد مدة من الزمان، ثم ولاه الإفتاء بمدينة جونبور، فرجع إلى بلدته ودرس وأفاد، قرأ عليه الشيخ محمود بن محمد الجونبوري صاحب الشمس البازغة بعض الكتب، وقرأ عليه ابن أخته محمد رشيد بن مصطفى الجونبوري صاحب الرشيدية شرح كافية ابن الحاجب للجامي، وحاشية الكافية مع شرح الشيخ إله داد الجونبوري إلى مرفوعاته، وقصيدة البردة، وشطراً من الآداب الحنفية، وشطراً من الجزء: 5 ¦ الصفحة: 538 الحسامي والمختصر مع حاشيته، وشرح الوقاية والهداية والتلويح، وقرأ عليه الشيخ ركن الدين البحري آبادي جميع الكتب الدرسية. توفي سنة سبع وأربعين وألف، فدفن بمدرسته في بلدة جونبور، وأرخ بعض أصحابه لوفاته وصل الجنة بلا حساب، كما في كنج أرشدي. مولانا شمس الدين الجونبوري الشيخ الفاضل الكبير شمس الدين الحنفي الجونبوري، كان صنو الشيخ محمد ماه الجونبوري الأستاذ المشهور، قرأ العلم على الشيخ محمد أفضل بن حمزة العثماني الجونبوري أستاذ الملك، ودرس وأفاد مدة عمره، ذكره بختاور خان في مرآة العالم والشيخ وجيه الدين في بحر زخار. مولانا شهباز محمد البهاكلبوري الشيخ العالم الفقيه الزاهد شهباز بن محمد بن الخير بن علي بن علي بن إسماعيل ابن إسحاق بن سعدي بن يعقوب بن محمد بن محمود بن مسعود بن أحمد الحسيني اللاهوري ثم البهاكلبوري، كان من نسل الشيخ كمال الدين الحسيني الترمذي، ولد سنة ست وخمسين وتسعمائة بديوره قرية من أعلم بهار، وقرأ العلم على صهره الشيخ شاه محمد الديوري، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ يسين السامانوي، وانتقل إلى بهاكلبور وله ثلاثون سنة، فتصدر بها للدرس والإفادة. وكان كثير الفوائد جيد المشاركة في العلوم، لم يزل مشتغلاً بالتدريس حتى أنه درس في مرض موته ومات بعد ما فرغ عن تدريس مشكاة المصابيح، وكان ذلك يوم الخميس السادس عشر من صفر سنة خمسين وألف ببلدة بهاكلبور فدفن بها، كما في الدر المنثور، وفي كنج أرشدي أنه مات سنة ستين وألف، والأول أولى بالقبول. شهباز خان كنبو الأمير الكبير شهباز خان كنبو المارهروي، كان من نسل الشيخ جمال أحد أصحاب الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني، ولد ونشأ في عفاف وتأله، واعتزل في بيته مدة من الزمان، ثم تقرب إلى أكبر شاه وتدرج إلى الإمارة حتى صار مير توزك ثم مير بخشي، وكان رجلاً صالحاً ديناً تقياً صالح العقيدة مع تقربه إلى السلطان المذكور، وكان ذا جرأة ونجدة، لا يقصر عن قول الحق عند السلطان ولا يخافه ولا يبتغي رضاه في الأمور الشرعية، فلم يقصر اللحية ولم يشرب الخمر ولم يرغب إلى الدين الإلهي المخترع قط. قال شاهنواز خان في مآثر الأمراء: إن أكبر شاه السلطان كان يتفرج يوماً بين العصر والمغرب على بركة ماء بفتحبور وكان شهباز خان بين يديه فأخذ يده والتفت إليه وكان يمشي ويتكلم معه، والناس كانوا يزعمون أن شهباز لا يستطيع أن ينزع يده عن يد السلطان فتفوته الصلاة، وكان من عادته أن لا يتكلم بعد العصر إلى المغرب، فلما رأى شهباز أن الشمس قد مالت إلى الغروب استأذن السلطان للصلاة، فقال السلطان: تداركها بالقضاء ولا تتركني خلياً، فنزع يده شهباز وبسط مئزره على الأرض واشتغل بالصلاة ثم بالأوراد الراتبة والسلطان قائم على رأسه يشدد عليه، وكان أبو الفتح وعلي أيضاً في ذلك الموقف فتقدما وقالا: إنهما أيضاً يستحقان أن يلتفت السلطان إليهما، فالتفت إليهما، انتهى، توفي بأجمير سنة ثمان وألف، كما في مآثر الأمراء. السيد شيخ بن عبد القادر الحضرمي السيد الشريف شيخ بن عبد القادر بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس الشافعي الحضرمي الهندي الكجراتي، أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بأحمد آباد وانتفع بأبيه ولازمه مدة حياته، ثم سافر إلى سورت وتولى الشياخة بها، وحصلت له الإجازة عن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السقاف الحضرمي، فاستقل بها مدة من الزمان. توفي في خامس جمادي الولى سنة ست وتسعين وألف بمدينة سورت فدفن بها، كما في الحديقة الأحمدية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 539 السيد شيخ بن عبد الله الحضرمي السيد الشريف شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني الحضرمي الأستاذ الكبير المحدث الصوفي الفقيه، ذكره الشلي في المشرع الروي وقال: إنه ولد بمدينة تريم سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، وحفظ القرآن وغيره، واشتغل على والده وأخذ عنه علوماً كثيرة ولبس منه الخرقة وتفقه على الفقيه فضل بن عبد الرحمن با فضل والشيخ زين با حسين با فضل، وأخذ عن القاضي عبد الرحمن بن شهاب الدين وغيرهم، ورح إلى الشحر واليمن والحرمين في سنة ست عشرة بعد الألف، وأخذ عن الشيخ محمد الطيار، وله معه مناظرات ومفاكهات، وأخذ عن الشيخ العراقي صاحب أكمة سعيف وهي قرية قريب الجندر، وحج في هذه السنة، وأخذ بالحرمين عن جماعة، وأخذ في رجوعه من الحجاز عن السيد عبد الله بن علي صاحب الوهط والسيد أحمد بن عمر العيدروس بعدن والشيخ عبد المانع، وألبسه خرقة التصوف أكثر مشايخه، وأخذ باليمن عن كثيرين، منهم الشيخ أحمد الحشيبري، والسيد جعفر بن رفيع الدين والشيخ موسى بن جعفر الكشميري والسيد علي الأهدل، وسمع خلقاً كثيراً، ولازم الاشتغال والتقوى، ثم رحل إلى الهند فدخلها في سنة خمس وعشرين وألف، وأخذ عن الشيخ عبد القادر بن شيخ، وكان يحبه ويثني عليه وبشره ببشارات، وألبسه الخرقة وحكمه، وكتب له إجازة مطلقة في أحكام التحكيم، ثم قصد إقليم الدكن واجتمع بالوزير الملك عنبر وبسلطانه برهان نظام شاه، وحصل له عندهما جاه عظيم، وأخذ عنه جماعة، ثم سعى بعض المردة بالنميمة فأفسدوا أمر تلك الدائرة، ففارقهم وقصد إبراهيم عادل شاه البيجابوري، فأجله وعظمه، وتبجح السلطان بمجيئه إليه، وعظم أمره في بلاده، وكان لا يصدر إلا عن رأيه، وسبب إقباله الزائد عليه أنه وقع له حال اجتماعه به كرامة، وهي أن السلطان كانت أصابته في مقعدته جراحة منعته الراحة والجلوس وعجزت عن علاجه الأطباء، وكان سببها أن السيد علي بن علوي دعا عليه بجرح لا يبرئ، فلما أقبل السيد شيخ بن عبد الله ورآه على حالته أمره أن يجلس مستوياً، فجلس من حينئذ وبرئ منها، وكان السلطان إبراهيم رافضياً، فلم يزل به حتى أدخله في عداد أهل السنة، فلما رأى أهل تلك المملكة انقياد السلطان إليه أقبلوا عليه وهابوه، وحصل كتباً نفيسة، واجتمع له من الأموال ما لا يحصى كثرة، وكان عزم أن يعمر في حضرموت عمارة عالية ويغرس حدائق وعين عدة أوقاف تصرف على الأشراف، فلم يمكنه الزمان وغرق جميع ما أرسله من الدراهم في البحر، وله مصنفات عديدة، منها كتاب في الخرقة الشريفة سماه السلسلة وهو غريب الأسلوب، ولم يزل مقيماً عند إبراهيم عادل شاه حتى مات السلطان فرحل إلى دولت آباد، وكان بها الوزير فتح خان بن الملك عنبر فقربه وأدناه، وأقام عنده في أخصب عيش وأرغده إلى أن مات في سنة إحدى وأربعين وألف، ودفن بالروضة المعروفة بقرب دولت آباد وقبره ظاهر يزار. الشيخ شير محمد البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه شير محمد الحسني الحسيني القادري البرهانبوري، أحد المشايخ المتورعين، كان ممن تقرب إلى عالمكير في أيام ولايته على بلاد الدكن، وكان لا يفارقه في الخلوة وفي الأسفار، وسكن في آخر عمره بمدينة برهانبور، كما في تحفة الكرام. وفي كنج أرشدي أنه كان من ذرية الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، توفي غرة محرم الحرام سنة تسعين وألف. وفي التأليف المحمدي أنه توفي سنة اثنتين وثمانين وألف، وقبره بمدينة برهانبور، وهذا يوافق ما في خورشيد جاهي. حرف الصاد المهملة مرزا صادق الأصفهاني الشيخ الفاضل صادق بن صالح الأصفهاني، أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر، ولد في ثالث شعبان سنة ثماني عشرة وألف بمدينة سورت، وقرأ العلم على مولانا شاه محمد الجونبوري ومولانا عبد الشكور البهاري والشيخ محمد حسين الكشميري والشيخ محمد اليزدي وعلى غيرهم من أساتذة الهند، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 540 ثم تقرب إلى شاهجهان. وله مصنفات عديدة، منها الشاهد الصادق في المحاضرات، ومنها الصبح الصادق مؤلف ضخم في أربعة مجلدات في أخبار الأنبياء والأولياء والملوك والوزراء والحكماء والعلماء والشعراء، صنفه لشجاع بن شاهجهان، وكان شاعراً مجيد الشعر بارعاً في كثير من العلوم والفنون. ومن أبياته قوله: سوي ميخانه بتائيد جنون خواهم رفت باز از عالم اسباب برون خواهم رفت حد اين باديه جز اشك نديد است كسى آه خواهم شد از اشك فزون خواهم رفت لعله مات في الفترات الشجاعية بأرض بنكاله. الشيخ صالح بن محمد الكجراتي الشيخ الصالح صالح بن محمد بن تاج الجانبانيري الكجراتي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بجانبانير وحفظ القرآن وقرأ المختصرات بها، ثم سافر إلى آكره وأخذ عن الشيخ ضياء الله بن محمد غوث الشطاري الكواليري ولازمه خمس عشرة سنة، ولما مات ضياء الله سافر إلى مندو وسكن بها وتزوج، وأخذ عن الشيخ محمود بن الجلال الكجراتي، وله إجازة عن الشيخ عيسى بن قاسم السندي أيضاً، وكان صاحب وجد وحالة، كان حياً في سنة اثنتين وعشرين وألف، كما في كلزار أبرار. مرزا صالح الأصفهاني الشيخ الفاضل الكبير مرزا صالح الأصفهاني، أحد العلماء المبرزين في الشعر، يصل نسبه بثلاث وسائط إلى صدر الدين الطبيب الأصفهاني، قدم الهند وتقرب إلى جهانكير بن أكبر شاه ثم إلى ولده شاهجهان فولي على بعض المتصرفيات، وكان شاعراً بارعاً في العلوم، توفي سنة ثلاث وأربعين وألف، كما في يد بيضاء. مولانا صالح السندي الشيخ الفاضل صالح السندي البرهانبوري المشهور بختن الأستاذ، قرأ العلم على الحكيم عثمان بن عيسى البولكاني ثم البرهانبوري، ولازمه مدة من الزمان حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس. الشيخ صالح الكشميري الشيخ الفاضل صالح بن أبيه الكشميري، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، أخذ عن الشيخ إبراهيم الكشميري، مات سنة ثمانين وألف بكشمير فدفن بها. الشيخ صبغة الله الحسيني البروجي الشيخ العالم الكبير العارف صبغة الله بن روح الله بن جمال الله الحسيني الكاظمي البروجي المهاجر إلى المدينة المنورة وشيخ مشايخ الطريقة العشقية الشطارية، كان أحد أفراد الزمان في المعارف الإلهية، وله اليد الطولى في أنواع النون، أصله من أصفهان، انتقل جده منها إلى الهند وسكن بمدينة بروج من بلاد كجرات، وولد بها الشيخ صبغة الله ونشأ في مهد العلم، وقرأ على العلامة وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، وأخذ عنه وتأدب عليه، وأكمل عنده الطريق وأجازه للارشاد، فأقبل عليه الناس وبعد صيته وعظم أمره عند الأمراء لما شاهدوه من غزير علمه وزهده وعدم قبوله العطاء إلا نادراً، ثم رحل إلى الحجاز وحج وعاد إلى بروج، ثم ذهب إلى مالوه سنة تسع وتسعين وتسعمائة وأقام بها برهة من الزمان، ثم اشتاق إلى الزيارة النبوية فساق ركائب عزمه مسرعاً إلى أحمد نكر، وأقام بها سنة عند برهان شاه أمير تلك البلدة، ثم خرج قاصداً للحرمين الشريفين ودخل بيجابور فأقام بها خمس سنوات ثم خرج للحج، فهيأ له إبراهيم عادل شاه صاحب بيجابور أسباب السفر ومنحه سفينة من سفنه الخاصة كانت في إحدى البنادر من مملكته، فركبها الشيخ مع أصحابه وأتباعه ووصل إلى مكة المباركة فحج في سنة خمس بعد الألف، وذهب إلى المدينة المنورة وأقام بجبل أحد منها يدرس الجزء: 5 ¦ الصفحة: 541 الطلبة ويربي المريدين، وانتفع به خلق كثير أجلهم السيد أمجد مرزا - توفي بالمدينة سنة سبع وثلاثين وألف ودفن بالبقيع - والسيد أسعد البلخي نزيل المدينة المنورة والشيخ أحمد ابن علي بن عبد القدوس الشناوي والشيخ أبو بكر بن أحمد بن قعود النسفي المصري والشيخ عبد الله بن ولي الحضرمي والشيخ محمد بن عمر بن محمد الحضرمي نزيل مكة المباركة والشيخ إبراهيم الهندي والشيخ محي الدين المصري والملا شيخ بن إلياس الكردي نزيل المدينة والملا نظام الدين السندي نزيل دمشق والشيخ عبد العظيم محمد الحنفي المكر والشيخ حبيب الله الهندي البيجابوري، وجماعة لا يمكن ضبطهم. وله حاشية على تفسير البيضاوي وهي مشهورة في بلاد الروم، وله كتاب الوحدة ورسالة إراءة الدقائق في شرح مرآة الحقائق ورسالتان في الصنعة الجابرية ورسالة في الجفر وما لا يسع المريد تركه كل يوم من سنن القوم وتعريب جواهر خمسة للشيخ محمد غوث الكواليري. قال ابن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر: إنه كان يلازم الصلوات الخمس بالجماعة في المسجد النبوي عند الشباك الشرقي من الحجرة النبوية، وكان له شهامة وسخاء مفرط فربما أرسل إليه من أقاصي البلاد وأدانيها في دور السنة مقدار مائة ألف قرش فلا يبقى منها شيئاً ويصرفها على الفقراء، وكانت له أحوال وخوارق في باب الولاية عجيبة جداً، حكى عن تلميذه الملا نظام الدين المذكور قال: لما كنت في خدمته تذكرت ليلة وطني وأهلي فغلبني البكاء والنحيب، ففطن بي الأستاذ فقال: ما يبكيك؟ فقلت: قد طالت شقة النوى وزاد بي الشوق إلى الوطن والأهل، وكان ذلك بعد صلاة العشاء بهنيهة، فقال لي: ادن مني، فدنوت من السجادة التي يجلس عليها، فرفعها فتراءت لي بلدتي وسكني ثم لم أشعر إلا وأنا ثمة والناس قد خرجوا من صلاة العشاء، فسلمت ودخلت إلى داري واجتمعت بأهلي تلك الليلة وأقمت عندهم إلى أن صليت معهم الصبح، ثم وجدت نفسي بين يدي الأستاذ، وكان يروى عنه أحوال غير هذه، وبالجملة فهو كبير الشأن سامي القدر مشهور بالولاية، انتهى. وقال الشيخ نجم الدين الغزي في لطف السمر وقطف الثمر: إنه كان يلازم الصلوات الخمس في الجماعة بالمسجد النبوي عند الشباك الشرقي من الحجرة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - وزرته هناك وسألته الدعاء، فقال لي: بل أنت أدع الله فانك حاج وأنا أومن فامتثلت أمره ودعوت الله وهو يؤمن، وكان أبيض اللون وضئ الوجه نير الشيبه، عليه آثار العبادة وأبهة العلم، رحمه الله تعالى، انتهى. وكانت وفاته في السادس والعشرين من جمادي الأولى سنة خمس عشرة بعد الألف، ودفن ببقيع الغرقد وقبره ظاهر يزار ويتبرك به، كما في خلاصة الأثر. الشيخ صبغة الله البيجابوري الشيخ العالم الفقيه صبغة الله بن حبيب الله بن أحمد بن الخليل الحنفي البيجابوري، أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بمدينة بيجابور، وقرأ العلم على والده ثم أخذ الطريقة عنه، ولازمه ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة الكمال، ولما مات والده سنة 1041 تولى الشياخة مكانه وحصل له القبول العظيم، مات لعشر بقين من رجب سنة سبعين وألف بمدينة بيجابور فدفن بها، كما في محبوب ذي المنن. القاضي صدر الدين الإله آبادي الشيخ الفاضل صدر الدين بن القاضي داود الحنفي الجشتي الإله آبادي المشهور بالقاضي كهاسي، كان والده قاضياً بمدينة إله آباد، فلما توفي أبوه ترك القضاء واشتغل بالعلم، وأخذ الطريقة عن الشيخ محب الله الإله آبادي بعد فراغه من البحث والاشتغال، وهو أول من بايع الشيخ محب الله المذكور، فلازمه مدة حياته وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي، كما في بحر زخار، وهو توفي إلى رحمة الله سبحانه في أيام عالمكير، كما في الرسالة القطبية. المفتي صدر جهان البهانوي الشيخ العالم الفقيه المفتي صدر جهان بن عبد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 542 المقتدر بن شاهين بن أحمد ابن عبد الله بن محمد بن سراج الدين بن تاج الدين بن عليم الدين بن كمال الدين الحسيني الترمذي الكيتهلي ثم البهانوي، كان من العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد ونشأ بقرية بهاني، وسافر للعلم فقرأ على الشيخ نطام الدين الحسيني الخير آبادي وعلى غيره من العلماء، ثم أسند الحديث عن الشيخ عبد النبي بن أحمد الحنفي الكنكوهي، وولي الإفتاء بشفاعة الشيخ عبد النبي المذكور في المعسكر، ثم بعث إلى توران بالرسالة الشريفة سنة أربع وتسعين وتسعمائة، وولي الصدارة بعد رجوعه إلى الهند، أخذ عنه جهانكير بن أكبر شاه وحفظ عنه أربعين حديثاً، ولما قام بالملك أضاف في منصبه حتى صار مع الأصل والإضافة أربعة آلاف له، وأقطعه جهانكير أرضاً بناحية قنوج، ومنح صدر جهان في عهد صدارته من أقطاع الأرض في خمس سنوات ما لم يمنح الصدور السالفون في خمسين سنة، وعاش مائة وعشرين سنة مع صحة حواسه وسلامة أفعاله، كما في سرو آزاد. قال البدايوني في منتخب التواريخ: إنه كان عالماً فكهاً مزاحاً شاعراً مقل الشعر معجباً لنفسه كثير الهذر، ولي الصدارة بعد رجوعه من توران، قال: وكان السلطان أكبر بن همايون التيموري في ذلك الزمان يأمر باخراج العلماء إلى الحجاز أو بلاد أخرى، فهابه صدر جهان وقال ذات يوم: إني أخشى أن أكون ممن يجلون! فأجابه نظام الدين بن محمد مقيم الهروي الأكبر آبادي أنكم ما قلتم كلمة حق عند السلطان أبداً فلم تستحقون الجلاء، انتهى. ومن أبياته: هر تار زلف يار إلهي بلا شود وانكه بهر بلا دل ما مبتلا شود توفي سنة عشرين وألف وله مائة وعشرون سنة، كما في مرآة العالم وقيل: إنه مات سنة سبع وعشرين وألف وقبره في بهاني. الشيخ صدر جهان المانكبوري الشيخ الصالح صدر جهان بن أبي الفتح الموالي المانكبوري، أحد المشايخ الشطارية، ولد بقرية موال من أعمال مانكبور، واشتاق إلى الحج والزيارة في عنفوان شبابه، فسافر ووصل إلى مدينة دهار من مدن مالوه وأدرك بها معروف غريب الله الدهاري فلازمه وأخذ عنه، ثم سافر معروف إلى الحرمين الشريفين وتركه لتربية ابنه تاج الدين عطاء الله فرباه وعلمه، ومات معروف بالمدينة الطيبة، فسافر الصدر إلى برهانبور وأخذ عن الشيخ عيسى بن قاسم السندي وصحبه زماناً ورجع إلى بلاده، وكان يسافر كل سنة إلى برهانبور لزيارة الشيخ عيسى المذكور، مات في السابع عشر من ربيع الأول سنة أربع عشرة وألف، كما في كلزار أبرار. مرزا صدر الدين الشيرازي الشيخ العالم الكبير صدر الدين بن فخر الدين الشيرازي المشهور بمسيح الزمان، كان من ذرية الحارث بن كلدة طبيب العرب، ولد ونشأ بشيراز، وقرأ أكثر العلوم المتعارفة على الشيخ بهاء الدين العاملي، وقرأ بعض الكتب الطبية على محمد باقر بن عماد الدين محمود الشيرازي، وقدم الهند سنة إحدى عشرة وألف، وكان عمه زنبل بيك دخل الهند قبله وتقرب إلى صاحب الهند فجاء وأخذ عن الحكيم علي الكيلاني وتطبب عليه، ثم وظفه أكبر شاه وأدخله في زمرة الأطباء، ثم لقبه جهانكير بن أكبر شاه مسيح الزمان، وأضاف في منصبه شاهجهان بن جهانكير حتى صار ثلاثة آلاف له، ثم استكره المسيح المعالجة لاحتمال المضرة تورعاً، فولاه شاهجهان على العرض المكرر، فاستقل به مدة، ثم اشتاق إلى الحج والزيارة - وكان حج وزار قبله أيضاً في أيام جهانكير - فسافر إلى الحرمين الشريفين وحج مرة ثانية، ورجع إلى الهند فولاه شاهجهان على بلدة سورت واستقام أمره في ذلك، كما في بادشاه نامه. قال شاهنواز خان في مآثر الأمراء: إنه كان عالماً كبيراً ماهراً في الطب وسائر الفنون الحكمية شيعياً في المذهب ديناً تقياً، سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وعاد إلى الهند واعتزل بلاهور وعكف على الدرس والإفادة، ووظفه شاهجهان بخمسين ألف ربيه في كل سنة انتهى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 543 وقال الداغستاني في رياض الشعراء: إنه قدم الهند في عنفوان شبابه ونال المنصب، وسافر إلى الحجاز سنة ثلاث وثلاثين وألف ثم عاد إلى الهند، ومن أبياته قوله: بكذر از خود كه زخود هر كه رهائي يابد كر بصد قيد كرفتار بود آزاد است توفي سنة إحدى وستين وألف بكشمير، كما في مآثر الأمراء. المفتي صدر الدين اللكهنوي الشيخ الفاضل صدر الدين ..... الحسيني الأعظمي اللكهنوي، كان من نسل الشيخ محمد أعظم بن أبي البقاء الحسيني، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وبرع في الشعر والإنشاء، مات في سنة خمس وسبعين وألف بلكهنؤ فدفن بها، وبنى ولده محمد صادق على قبره بناء عالياً سنة 1109 كما في تذكرة علماء الهند. الشيخ صدر الدين الإله آبادي الشيخ الفاضل صدر الدين بن حبيب الله القرشي الأسدي الإله آبادي، أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قرأ العلم على أساتذة جونبور، رأيت بخطه الآداب الباقية والألحاب الباقية للشيخ عبد الباقي بن غوث الإسلام الصديقي الجونبوري، نسخها سنة تسعين وألف. مرزا صفي بن بديع الزمان الأكبر آبادي الأمير الفاضل صفي بن بديع الزمان، القزويني ثم الأكبر آبادي، المشهور بسيف خان، ختن آصف جاه أبي الحسن بن غياث الدين الطهراني، كان متولياً بديوان الخراج في أرض كجرات، ثم ولي عليها في أيام جهانكير، وولاه شاهجهان على أقطاع بهار، ثم ولاه على إله آباد، ثم نقله إلى كجرات، ثم استقدمه إلى أكبر آباد وجعله حارساً لمستقر الخلافة، ولما ولي محمد شجاع ابن الملك علي بنكاله وكان بمدينة كابل أمر سيف خان أن يذهب إلى بنكاله. وكان رجلاً فاضلاً محباً لأهل العلم محسناً إليهم، بنى مدرسة عظيمة بأحمد آباد تجاه القلعة، وكذلك بنى مارستاناً كبيراً في تلك البلدة سنة اثنتين وثلاثين وألف، مات في محرم سنة تسع وأربعين وألف بأرض بنكاله، كما في مآثر الأمراء. مولانا صوفي الكجراتي الشيخ العالم مولانا صوفي الكجراتي، أحد العلماء المتصوفين، تبحر في العلوم وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه جمع كثير من العلماء، وظفه عبد الرحيم ابن بيرم خان وجعله ناظراً على خزانة الكتب له، ثم اختاره للمصاحبة فصاحبه مدة طويلة، ثم اعتزل عن الناس ولازم بيته، كما في مآثر رحيمي، قال الصادق في الصبح الصادق: إن اسمه كان محمداً، وكان شاعراً مجيد الشعر ومن أبياته: مرا بوقت جدائي دوست مردن به كه زنده باشم وبي دوست بنكرم جاها مات سنة أربع وثلاثين وألف، فأرخ لوفاته الصادق من قوله: ع رفته ملا محمد صوفي. صاحب جي المرأة الفاضلة بنت الأمير الكبير علي مردان خان الفارسي، كانت من فضليات النساء في العقل والدهاء والتدبير والسياسة، تزوج بها مير ميران بن خليل الله الحسيني اليزدي، واستصحبها إلى كابل حين ولي عليها فشاركت زوجها في الولاية اثنتين وعشرين سنة، ولما توفي مير ميران المذكور استقلت بالولاية، وأذعن لها الأفاغنة بالطاعة، ثم سافرت إلى الحرمين الشريفين، وطابت لها الإقامة بها، كما في مآثر الأمراء. حرف الضاد المعجمة ضياء الدين حسين البدخشي نواب ضياء الدين حسين بن محمد حافظ البدخشي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 544 الدهلوي، كان من الأمراء المعروفين بالفضل والكمال، قرأ العلم على والده وعلى الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي، ولقبه عالمكير همت خان ثم إسلام خان، وولاه على بلاد كشمير ثم على أكبر آباد، وأضاف في منصبه فصار مع الأصل والإضافة خمسة آلاف لذاته، وكان فاضلاً عادلاً كريماً تقياً متورعاً متين الديانة مجيد الشعر، رحل في أيامه عالمكير إلى كشمير، ومن شعره قوله: وسعتي بيداكن أي صحرا كه امشب در غمش لشكر آه من از دل خيمه بيرون مي زند توفي بأكبر آباد سنة أربع وسبعين وألف فدفن في جوار الشيخ محمد نعمان، كما في مآثر الأمراء. مولانا ضياء الدين الجونبوري الشيخ العالم المحدث ضياء الدين الحنفي البهولبوري الجونبوري، أحد العلماء المبرزين في الحديث والتفسير، أخذ عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري صاحب الرشيدية ومات بعد موته، ذكره غلام رشيد الجونبوري في كنج أرشدي وقال السنبهلي في الأسرارية: إنه قدم دار الملك في بداية حاله ودخل في المدرسة التي كانت بالسوق الكبير جوك، وقرأ العلم على مولانا حيدر وعلى غيره من العلماء، ثم ترك البحث والاشتغال، قال: وإني لقيته بأمروهه، ثم قدم سنبهل وسكن بها وتزوج، وكان يدرس ويفيد، انتهى، ولم يؤرخ السنبهلي لعام وفاته، لعله كان حياً إلى سنة سبع وستين وألف. الشيخ ضياء الله الأكبر آبادي الشيخ العالم الفقيه المحدث ضياء الله بن محمد غوث الشطاري الكواليري، كان من ذرية الشيخ فريد الدين العطار صاحب تذكرة الأولياء سافر في صغر سنه إلى كجرات، وقرأ العلم على الشيخ وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، وأخذ الحديث عن الشيخ محمد بن طاهر بن علي الكجراتي ولازمه عشر سنين، وأرسل إليه والده الخرقة، رجع إلى كواليار بعد وفاة أبيه سنة سبعين وتسعمائة وأقام بها زماناً، ثم دخل أكبر آباد وسكن بها، وصرف خمساً وثلاثين سنة في نشر العلم والمعرفة. وكان شيخاً وقوراً عظيم الهيئة، عارفاً بدقائق التصوف والتفسير والحديث وأقوال المشايخ، حلو الكلام، يدرس في علوم عديدة، حصل له القبول التام عند عوام أهل البلد والوجاهة عند الأمراء، استقدمه أكبر شاه بن همايون السلطان غير مرة وتمتع بصحبته. وذكره البدايوني في تاريخه وقال: إني لقيته بأكبر آباد سنة سبعين وتسعمائة، فحضرت بين يديه بدون معرف يعرفنيه فحييته على الوجه المسنون، فشق عليه لأنه كان معتاداً بالآداب المرسومة، فسألني: من أين أنت قادم؟ فقلت: من سهسوان، وكان الوالي بها أحد أصحاب والده محمد غوث، فنظر إلي بعين الاحتقار وسألني عن علوم قرأتها، فقلت: إني كنت قرأت صغار الكتب الدرسية في كل علم وفن، فطفق يستهزأ بي وأشار إلى بعض أصحابه - وقد رأيت ذلك - فقال ذلك الرجل: إني شممت رائحة عطرة فتشوش دماغي بذلك، فقال رجل آخر: قد عضه كلب كلب مرة فكلما يشم رائحة عطرة يتشوش بها دماغه ويجن ويؤذي الناس ويعضهم، فاضطرب الناس وفروا واضطرب الشيخ أيضاً ليخوفني وانحاز عن ذلك المجلس وذهب إلى دار آخر من دوره، فقلت: العجب كل العجب إن الناس يأتون إلى الشيخ من الأقطار البعيدة لينالوا مآربهم وهو لا يقدر أن يعالج من يعضه الكلب العقور! فقالوا: إنك تستطيع أن تعالجه؟ فقلت: نعم، فقالوا: ما العلاج؟ فقلت: النعال والأحجار تضرب بها على رأسه، فلما علم الشيخ أن سهامه لم تصب الغرض رجع إلى مكانه واشتغل بذكر الله سبحانه وفتح القرآن وشرع في الدرس يتكلم عن بعض آيات سورة البقرة وفسرها بالغرائب، فقلت: هل هي مستندة إلى تفسير يعمد عليه؟ فقال: إني أقول من باب الإشارة وهو واسع، فقلت: هل هو من الحقيقة أو المجاز؟ فقال: من باب المجاز، فقلت: ما العلاقة بين معناه الحقيقي والمجازي؟ فبهت وصار يخبط خبط عشواء، انتهى. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 545 توفي لثلاث ليال خلت من رمضان سنة خمس وألف كما في مآثر الأمراء. حرف الطاء المهملة مرزا طالب الآملي الشيخ الفاضل طالب بن أبي طالب الآملي ملك الشعراء، قدم الهند ولبث ببلاد السند أياماً، ونال الصلات الجزيلة عن المرزا عاري، ثم قدم آكره وتقرب إلى جهانكير بن أكبر شاه الدهلوي سلطان الهند، فلقبه السلطان بملك الشعراء سنة ثمان وعشرين وألف، له قصائد غراء في مدح السلطان وصاحبته نورجهان بيك ووالدها اعتماد الدولة وقليج خان اللاهوري وعبد الله خان فيروز جنك وغيرهم من الملوك والأمراء، وله ديوان شعر بالفارسي، ومن أبياته قوله: دشنام خلق را ندهم جز دعا جواب ابرم كه تلخ كيرم وشيرين عوض دهم توفي سنة ست وثلاثين وألف، كما في سروآزاد. مولانا طاهر البدخشي الشيخ الصالح طاهر بن أبي الطاهر البدخشي ثم الجونبوري، أحد المشايخ المشهورين، أخذ عن الشيخ عبد الجليل اللكهنوي ولازمه مدة وسافر إلى البلاد، ثم صحب الشيخ الكبير عبد الباقي النقشبندي الدهلوي وأخذ عنه، ثم لازم الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي وأخذ عنه، ولما بلغ رتبة الارشاد استخلفه الشيخ أحمد المذكور ووجهه إلى جونبور، وكان مائلاً إلى الطريقة الملامتية، كما في زبدة المقامات توفي لسبع خلون من رجب سنة سبع وأربعين وألف بجونبور فدفن بها، كما في بحر زخار. مير طاهر بن الحسن السندي السيد الفاضل طاهر بن الحسن التتوي السندي المشهور بطاهر محمد النسياني، كان من مؤرخي بلاد السند، ولد سنة تسعين وتسعمائة بدربيله، وسافر للعلم إلى نهته من بلاد السند، وأخذ عن الشيخ إسحاق ولازمه مدة، ثم سافر إلى الملتان ولاهور وبلاد أخرى، وصنف كتاباً في تاريخ السند سنة ثلاثين وألف، وهو المشهور بالطاهري، وكتابه مرتب على عشر طبقات من ظهور الإسلام في السند إلى عهد جهانكير التيموري، صنفه بأمر محمد بيك العادل الأرغون القندهاري. الشيخ طاهر بن يوسف السندي الشيخ العالم الكبير العلامة المحدث طاهر بن يوسف بن ركن الدين بن معروف ابن الشهاب السندي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، ولد بقرية باتري من أرض السند، وسافر في صغر سنه مع والده وصنويه طيب وقاسم حتى وصل إلى الشيخ شهاب الدين السندي، فقرأ عليه منهاج العابدين للغزالي، وكان يريد أن يقرأ عليه شرح الشمسية في المنطق فأبى الشيخ ذلك، ثم سافر إلى كجرات سنة خمسين وتسعمائة، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الأول بن علي الحسيني الجونبوري ثم الدهلوي، ولازمه مدة من الزمان وأسند عنه، واستفاض في الطريقة عن الشيخ محمد غوث الكواليري صاحب جواهر خمسة ثم سافر إلى أحمد آباد بيدر من بلاد الدكن وأخذ عن الشيخ إبراهيم بن محمد الملتاني، ثم دخل بلدة إيلج بور من بلاد برار، فأقام بها مدة من الزمان، ثم راح إلى خانديس وسكن بمدينة برهان بور. وله مصنفات كثيرة، منها مجمع البحرين في تفسير القرآن الكريم على مشرب الصوفية وذوقهم، ومنها مختصر قوت القلوب للمكي، ومنها منتخب مواهب اللدنية للقسطلاني، ومنها مختصر تفسير المدارك ومنها تلخيص شرح أسماء رجال البخاري للكرماني، ومنها كتاب مفيد له يسمى رياض الصالحين وهو يشتمل على ثلاث روضات: الأولى في الأحاديث الصحيحة، والثانية في مقالات الصوفية نحو الشيخ عبد القادر الجيلاني وحجة الإسلام الغزالي وأبي طالب المكي صاحب قوت القلوب والشيخ شهاب الدين السهروردي والشيخ زين الدين الخوافي والشيخ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 546 علي بن حسام الدين المتقي وغيرهم، والثالثة في ملفوظات أهل التوحيد كالشيخ محي الدين بن عربي والشيخ عين القضاة الهمداني والشيخ صدر الدين القونوي وغيرهم. ومن فوائده ومن فوائده من مجمع البحرين في تفسير قوله تعالى "في قلوبهم مرض" الخ، المرض حقيقة فيما يعرض للبدن فيخرجه عن الاعتدال الخاص ويوجب الخلل في أفعاله، ومجاز في الأعراض النفسانية التي تخل بكمالها كالجهل وسوء العقيدة والزيغة وحب المعاصي، لأنها مانعة عن نيل الفضائل ومؤدية إلى زوال الحياة الحقيقية الأبدية، والاية تحتملها فان قلوبهم كانت متألمة محزناً على ما فات عنهم من الرئاسة وحسداً على ما يرون من إثبات أمر الرسول واستعلاء شأنه يوماً فيوماً فزاد الله عنهم بما زاد في إعلاء أمره وإشادة ذكره، ونفوسهم كانت ماؤفة بالكفر وسوء الاعتقاد ومعاداة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحوها فزاد الله ذلك بالطبع أو بازدياد التكاليف وتكرير الوحي وتضاعيف النصر. وفي الرحماني في قلوبهم مرض: هو تفريطهم في القوة الحكمية وإفراطهم في الشهوية، وفي الإحياء: إعلم أن جندي الغضب والشهوة قد ينقادان للقلب انقياداً تاماً فيعيناه على طريقه الذي يسلكه، وقد يستعصيان عليه استعصاء بغي وتمرد حتى يملكاه ويستعبداه، وفيه هلاكه وانقطاعه عن سفره الذي به وصوله إلى سعادة الأبد، وللقلب جند آخر وهو العلم والحكمة والتفكر، وحقه أن يستعين بهذا الجند، فانه حزب الله تعالى على الجندين الآخرين، فانهما قد يلحقان بحزب الشيطان، فان من ترك الاستعانة وسلط على نفسه جندي الغضب والشهوة هلك هلاكاً يقينياً وخسر خسراناً مبيناً، وذلك حال أكثر الخلق فان عقولهم صارت مسخرة لشهواتهم في استنباط الحيل لقضاء الشهوة، وكان ينبغي أن تكون الشهوة مسخرة لعقولهم. أما بيان علامات مرض القلب فكما أن كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص به، ومرضه أن يتعذر عليه فعله الذي خلق لأجله، كذلك مرض القلب أن يتعذر عليه فعله الذي خلق لأجله وهو العلم والحكمة والمعرفة وحب الله تعالى أو عبادته والتلذذ به وإيثار ذلك على شهوة سوء، وخاصية النفس التي هي للآدمي ما يتميز به عن البهائم، ولم يتميز بها بقوة الأكل والوقاع بل بمعرفة الأشياء على ما هي عليه، وأصل الأشياء موجدها ومخترعها الذي جعلها شيئاً هو الله تعالى، فإذا عرف كل شيء ولم يعرف الله تعالى فكأنه لم يعرف شيئاً، فان الناس كلهم قد هجروا هذه العلوم واندرست في هذه الأعصار واشتغلوا بتوسيط الخلق في الخصومات الثائرة من اتباع الشهوات وقالوا: هو الفقه، وأخرجوا هذا العلم الذي هو فقه الدين من جملة العلوم، وتجردوا لفقه الدنيا الذي ما قصد به إلا رفع الشواغل ليتفرغ لفقه الدين، وكان فقه الدنيا من فقه الدين بواسطة هذا الفقه. وفي بعض الكتب: اعلم أن القلب في الحقيقة بمنزلة القالب في الشريعة، ولا معول إلا على القلب، لأنه موضع نظر الله تعالى إليها، كما قال عليه السلام إن الله لا ينظر إلى صوركم، إلخ فللقلب علل وأمراض مثل أمراض الأشخاص، فان القلب إنسان حقيقي وله من الأعضاء حقائق، فللقلب رأس يحيى به كما يحيى البدن برأسه، فإذا جز رأس البدن لا يحيى فكذلك القلب، ورأس القلب إدراكه لطائف الغيب، وهذا الإدراك ينقسم مثل إنقسام حواس الرأس، وأقسامه البصيرة والتذكر والمراقبة والتميز والتفكر، فالبصيرة عين القلب، والتذكر لسان القلب، والمراقبة سمع القلب، والتفكر خيال القلب، والتميز تجاربه وفعله، فإذا أراد الله تعالى بعبد خيراً فتح عينه وقلبه وشرح لسانه وسمع أذنه، وإذا أراد الله بعبد شراً ختم على سمعه وبصره ومنعه عن إدراكاته، وذلك المنع مرض روحاني يكون صداع القلب منه، ومهما زاد تولدت الغفلة، والغفلة للقلب بمنزلة الصرع، وغلبة الظنون الفاسدة مثل الماليخوليا للرأس، فان الرأس إذا يبتلي به يتخبط أعماله، والقلب إذا انفعل بالظنون الفاسدة تظهر فيه تخبطات كثيرة، ويصير كالمجنون المتحير الممنوع من معرفة الله تعالى وحسن الظن به وامتلأ القلب بفضول الطمع، والطمع به يورث الاستسقاء في القلب حتى أنه يروى من المال والجاه، والدخان الغفلة يورث عمي البصيرة، فان البصيرة تظلم ويقل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 547 نورها بدخان الهوى، كما يظلم البصر ببخار الهواء في عالم الدنيا، انتهى. وكانت وفاته في سنة أربع بعد الألف، كما في كلزار أبرار. الشيخ طه بن الكمال الدهلوي الشيخ الفاضل طه بن الكمال المتوكل الدهلوي، أحد كبار المشايخ، ولد ونشأ بدهلي، وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده، وكان صاحب وجد وحالة مع نبالته في الفنون الآليه والعالية، وكان والده من أصحاب الشيخ نظام الدين الجشتي النارنولي، مات سنة خمس وعشرين وألف، ومات الشيخ طه سنة إحدى وخمسين وألف، كما في الأسرارية. مولانا طيب بن إبراهيم الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير طيب بن إبراهيم الدهلوي المهندس، كان صنو الشيخ فريد الدين المنجم، وكان نادرة عصره في الهيئة والهندسة والنجوم وغيرها من الفنون الرياضية. وكان طيب النفس كريم الخلق بشوشاً متواضعاً، له اليد الطولى في إخراج الزيجات، صنع اصطرلاباً عجيباً لعبد الرحيم بن بيرم خان فوزنه بالذهب وأعطاه إياه، وكان عبد الرحيم يجيزه بالصلات الجزيلة، كما في مآثر رحيمى. الشيخ طيب بن عبد الواحد البلكرامي الشيخ العالم الكبير الصالح المعمر طيب بن عبد الواحد الحسيني الواسطي البلكرامي، أحد عباد الله الصالحين، ولد يوم الأحد تاسع ربيع الآخر سنة ست وثمانين وتسعمائة، وأخذ عن والده ولازمه ملازمة طويلة وتفنن عليه بالفضائل. قال غلام علي بن نوح الحسيني الواسطي البلكرامي في مآثر الكرام: إنه كان يسافر إلى دهلي ويقيم عند الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي والشيخ يذاكره في العلوم ويستفيد به في حل المقامات الصعبة من الكتب الدرسية وله تعليقات على هداية الفقه وتفسير البيضاوي. وقال شريف بن عمر البلكرامي في مرآة المبتدئين: إنه كان على قدم سيدنا الامام زين العابدين في التعبد، ما فاتته صلاة عن وقتها أبداً من بدء شعوره إلى وفاته، وإن أردت أن تنظر إلى الأئمة والسلف الصالحين فانظر إليه فان مقاماته عالية عن مدارك الناس والمختصر فيه أنه بركة الأرض وقيم السماوات، انتهى. توفي في خامس ربيع الأول سنة ست وستين وألف وله ثمان وسبعون سنة إلا شهراً وأربعة أيام، كما في مآثر الكرام. الشيخ طيب بن معين البنارسي الشيخ الصالح طيب بن معين بن حسن بن داود بن خليل العمري البنارسي، أحد كبار المشايخ، توفي والده في صغر سنه فتربى في مهد عمه، وقرأ القرآن وبعض الرسائل المختصرة في بيته، ثم قرأ الصرف والنحو في مدرسة الشيخ نظام البنارسي، ثم سافر إلى جونبور وقرأ على الشيخ نور الله بن طه الجونبوري شرح الوقاية والحسامي ثم رجع إلى بنارس وتزوج بها وأقام ثلاث سنوات، ثم تردد إلى جونبور وقرأ بعض كتب الفقه والأصول وأقام بها سنة كاملة، ولقي بها الشيخ خواجه كلان بن نصير الدين الجهونسوي فبايعه، ثم رجع إلى بنارس فخدم بعض الأمراء مدة من الزمان واسترزق بها، ثم اعتزل عن الخدمة ورحل إلى شيخبوره، وأخذ الطريقة عن الشيخ خواجه كلان المذكور، ثم أخذ عن صاحبه الشيخ تاج الدين الجهونسوي ولازمه عشر سنين وحصل له مثال الخلافة منه، ثم رجع إلى بنارس وسكن بمندواديه مدة من الزمان ثم انتقل إلى مدينة بنارس وسكن بها خارج البلدة، وحصلت له الإجازة في الطريقة القادرية عن الشيخ عبد الحق بن سيف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 548 الدين البخاري الدهلوي. وكان زاهداً متقللاً متورعاً قنوعاً بشوشاً طيب النفس، يستمع الغناء في بدء حاله ثم صار يجتنب عنه ويحترز عن المزامير، وكان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر أخذ عنه الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري والشيخ ياسين بن أحمد البنارسي وخلق آخرون. مات في ثامن شوال سنة اثنتين وأربعين وألف فدفن بمندواديه، كما في كنج أرشدي. القاضي طيب العباسي الموي الشيخ الفاضل القاضي طيب بن القاضي قطب الدين محمد درويش بن محمد أفضل بن عاشق محي الدين العباسي الجرياكوني ثم الموي الإله آبادي، أحد الفقهاء الحنفية، تولى القضاء بفتحبور مدة ثم سكن ببادية كانت على عشرة أميال من إله آباد وعمرها، وهي التي يسمونها مؤ قاضي طيب نسبة إليه واليوم بلدة عامرة من أعمال إله آباد. حرف الظاء المعجمة الشيخ ظهور القائني الشيخ الفاضل ظهور بن ظهوري القائني، أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر والتاريخ، له محمد نامه كتاب في أخبار ملوك بيجابور، صنفه في أيام محمد بن إبراهيم عادل شاه البيجابوري، ونال الصلات الجزيلة منه. حرف العين المهملة خواجه عابد بن إسماعيل السمرقندي الشيخ العالم الصالح عابد بن إسماعيل بن إله داد بن خواجه عزيزان البخاري السمرقندي، كان من ذرية الشيخ شهاب الدين السهروردي، ولد بعلي آباد على ثلاثة أميال من سمرقند، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء بسمرقند، ثم سافر إلى بخارا وولي القضاء بتلك البلدة، ثم ولي شياخة الإسلام بها فاستقل بها مدة من الزمان، ثم اشتاق إلى الحج والزيارة فقدم الهند في أيام شاهجهان ابن جهانكير السلطان، فأعطاه الخلع الفاخرة وستة آلاف من النقود فسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند فأعطاه عالمكير المنصب ثلاثة آلاف له وخمسمائة للخيل، ثم أضاف في منصبه وولاه الصدارة مقام ميرك شيخ الهروي سنة إحدى وسبعين وألف، ثم أضاف في منصبه وولاه على صوبه مقاطعة أجمير سنة سبع وسبعين وألف، ثم على صوبه ملتان سنة إحدى وثمانين وألف، وسافر إلى الحرمين الشريفين مرة ثانية سنة خمس وثمانين وألف فحج وزار، ورجع إلى الهند ولقبه السلطان المذكور قليج خان وولاه صدارة الهند مرة ثانية سنة اثنتين وتسعين وألف، وولاه على أقطاع بيدر سنة ست وتسعين وألف، فخدمه في محاصرة كولكنده وأصابت كتفه قنبلة من المدافع فطارت يده، فتأسف السلطان به وأرسل وزيره أسد خان لعيادته، فرآه أنه جالس على المسند والجراح يأخذ قتات العظام من كتفه ويجذبها إلى الخارج وهو يشرب القهوة بيده الأخرى ويقول: إن الخياط محسن في عمله، وما كانت على جبينه علائم التعب، ولما خرج أسد خان من عنده سمع أنه توفي إلى الله سبحانه، وكان ذلك في سنة ثمان وتسعين وألف كما في حديقة العالم وفي مآثر الأمراء أنه توفي سنة سبع وتسعين وألف. وقد رزقه الله سبحانه أعقاباً صالحة، منهم ولده غازي الدين خان فيروز جنك، وقمر الدين بن غازي الدين الذي أسس الدولة الآصفية بأرض الدكن، وهي الدولة الوحيدة الإسلامية في بلاد الهند، أبقاها الله سبحانه وأدامها. الشيخ عباس بن نصير الدين البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه عباس بن نصير الدين بن سراج محمد الحنفي البرهانبوري، أحد الفقهاء المبرزين في العلم والمعرفة، استقدمه شاهجهان إلى دار الملك دهلي وأكرمه وخصه بأنظار العناية والقبول، ثم رخصه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 549 إلى بلدته فاعتزل في بيته ومات، كما في تحفة الكرام. الشيخ عباس المشهدي الشيخ الفاضل عباس الحسيني الرضوي المشهدي الكجراتي صاحب المصنفات العديدة، قدم كجرات سنة ثمان وألف، ثم رحل إلى الحرمين الشريفين ولبث بها خمس سنوات، ثم رجع إلى أحمد آباد سنة ست وعشرين وألف وسكن بها، وكان شيخاً كبيراً صاحب حالة ومواجيد، مات في سابع ربيع الأول سنة ثلاث وستين وألف بأحمد آباد فدفن بها. الشيخ عبد الأحمد السرهندي الشيخ العالم الفقيه عبد الأحد بن زين العابدين بن عبد الحي بن محمد بن حبيب الله بن رفيع الدين العمري السرهندي، أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببلدة سرهند واشتغل بالعلم أياماً ثم سافر إلى كنكوه، وأدرك بها الشيخ عبد القدوس بن إسماعيل الحنفي الكنكوهي وأراد أن يدخل في أصحابه، فأبى الشيخ وأمره بتكميل العلوم المتعارفة، فعاد إلى سرهند وجد في البحث والاشتغال حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس والشيخ المذكور قد مات قبل تكميله، فسافر إلى أقطار الهند وأدرك كثيراً من المشايخ واستفاض منهم، ثم دخل كنكوه ولازم الشيخ ركن الدين بن عبد القدوس الكنكوهي مدة طويلة، فاستخلفه الشيخ سنة تسع وسبعين وتسعمائة، فرجع إلى بلدته وتصدر بها للدرس والإفادة. وكانت له زيادة على الاستفادة من الشيخ الكبير عبد القدوس الكنكوهي وابنه الشيخ ركن الدين صلة قريبة ومتينة بالشيخ الكبير كمال الكيتهلي، أحد مشائخ الطريقة القادرية الكبار، وكان صاحب مرتبة عالية، وصاحب أحوال وكيفيات، يعتبره بعض أهل النظر أنه قلما يساويه أحد ويبلغ درجته في السلسلة العلية القادرية بعد مؤسسها الإمام الشيخ عبد القادر الكيلاني، أخذ واستفاد الشيخ عبد الأحد منه، ومن حفيده الشيخ سكندر الكيتهلي، واستفاد من شيوخ آخرين باستثناء من رآه متلوثاً بالبدعة. وكان يدرس في العلوم كلها من المعقول والمنقول، وله مهارة تامة في جميع الفنون لا سيما الفقه والأصول والتصوف، وكان يدرس التعرف والعوارف والفصوص ويكشف القناع عن أسرار التوحيد ومعارف الشيخ محي الدين بن عربي ويقتفي أثره في ذلك، وله مصنفات في العلوم الدينية، منها كنوز الحقائق ومنها رسالة في أسرار التشهد، وله غير ذلك من الرسائل. وكانت له اليد الطولى - كما يقول ابنه الإمام أحمد بن عبد الأحد السرهندي المشهور بمجدد الألف الثاني - في علوم كثيرة، عقلية ونقلية، وكان متأدباً غاية التأدب للشعائر والشرائع الدينية، متواضعاً غاية التواضع، كثير الإهتمام باتباع السنة، عاملاً بالعزيمة، وكفاه شرفاً وافتخاراً أنه خلف بعده ابنه الإمام أحمد بن عبد الأحد السرهندي مجدد الألف الثاني. مات سنة سبع وألف بمدينة سرهند، كما في زبدة المقامات. الشيخ عبد الأول السنبهلي الشيخ الصالح عبد الأول بن عبد العظيم بن منور بن منصور بن عبد الله ابن عثمان الحسيني المودودي الأمروهوي ثم السنبهلي، أحد رجال العلم والمعرفة، كان سبط الشيخ تاج الدين النقشبندي السنبهلي، تصدر للارشاد بعد والده، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند ومات بأورنك آباد سنة ثمان وستين وألف، كما في نخبة التواريخ. الشيخ عبد الباسط السهارنبوري الشيخ الفاضل عبد الباسط بن منور بن عبد الستار الأنصاري السهارنبوري، كان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وأخذ عن أبيه وتفقه عليه، وكان رجلاً صالحاً رضي الأخلاق بارعاً في الرقى والعزائم، كما في مرآة جهان نما. الشيخ عبد الباقي السهارنبوري الشيخ الفاضل عبد الباقي بن عبد الستار بن عبد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 550 الكريم الأنصاري السهارنبوري، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وقرأ العلم على الشيخ ركن الدين بن عبد القدوس الكنكوهي وحفظ القرآن، ثم لبس الخرقة من الشيخ المذكور واشتغل بالدرس والإفادة مدة حياته. توفي في سابع جمادي الأولى سنة عشرين وألف، فأرخ لوفاته بعض أهل العلم من باقي بخدا شد كما في مرآة جهان نما. مولانا عبد الباقي الجونبوري الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الباقي بن غوث الإسلام الصديقي الجونبوري، أحد العلماء البارعين في المنطق والحكمة، قرأ العلم على العلامة محمود بن محمد الجونبوري صاحب الشمس البازغة وتصدى للدرس والإفادة بعد وفاة العلامة المذكور ببلدة جونبور، أعطاه عالمكير بن شاهجهان قرية على وجه الجائزة تغل له ثمانمائة أو تسعمائة ربية سنوياً، كما في تحفة الكرام. وله الآداب الباقية شرح الشريفية في فن المناظرة، صنفه في رمضان سنة ستين وألف أوله سبحانك يا مجيب دعاء السائلين بلا مانع ومعارض، الخ وله شرح آخر على الشريفية يسمى بالأبحاث الباقية أوله يا من لا مانع لما أعطاه، ولا ناقض لما أباه، ولا معارض لما نفاه، إلخ صنفه بأمر شيخه محمود كما صرح به في خطبة الكتاب، وأتى فيه بأبحاث دقيقة على الرشيدية للشيخ محمد رشيد بن مصطفى الجونبوري. مات في الرابعة عشرة من السنة الجلوسية العالمكيرية، ذكره السهارنبوري، ولعل ذلك نحو اثنتين وثمانين وألف من الهجرة. مرزا عبد الباقي النهاوندي الشيخ الفاضل عبد الباقي بن آقا بابا الشيعي النهاوندي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد ونشأ بقرية جولك من أعمال نهاوند، وتنبل في أيام أبيه وصنوه آقا خضر، وولي الأعمال الجليلة بهمذان، ولما قتل صنوه المذكور سنة 1016 سافر إلى الحجاز فحج وزار، وقدم الهند سنة 1023 فتقرب إلى عبد الرحيم بن بيرم خان بمدينة برهانبور، وصنف في أخباره مآثر رحيمي في مجلد كبير، ثم تقرب إلى مهابت خان الجهانكيري فولي على ولاية بهار. وكان شاعراً مجيد الشعر، ومن أبياته الرقيقة قوله: تابكي غلطم بخون ديده مزكان نيستم تابكي سوزم بحسرت داغ حرمان نيستم عندليب باغ عشقم ليك در كنج قفس سوزشي دارم كه محتاج كلستان نيستم كر بشاخ كل زنم آتش نه بيدادي بود منكه مجنون كلم از باغ وبستان نيستم تا نشان يابم ز ليلي جانب حي ميروم ورنه دلكير از سموم اين بيابان نيستم در عراق برنفاق اين آرزو مي سوزدم كز سخن سنجان بزم خانخانان نيستم وهذه الأبيات أنشأها بهمذان سنة 1007 قبل قدومه إلى الهند، مات في أيام شاهجهان سنة اثنتين وأربعين وألف، كما في تاريخ محمدي. الشيخ عبد الباقي النقشبندي الدهلوي الشيخ الإمام الهمام حجة الله بين الأنام قدوة الأمة وإمام الأئمة رضي الدين أبو المؤيد عبد الباقي بن عبد السلام البدخشي المشهور بباقي بالله، الشيخ الأجل قطب الأقطاب النقشبندي البدخشي الكابلي ثم الدهلوي، بركة الدنيا وسر الوجود ولسان الحضرة ولب لباب العرفان، كان من العلم والمعرفة آية من آيات الله تعالى ومن الولاية غاية من الغايات. ولد في حدود سنة إحدى أو اثنتين وسبعين وتسعمائة بكابل، واشتغل بالعلم على مولانا محمد صادق الحلوائي، وسار معه إلى ما وراء النهر ولازمه مدة، ثم بدا له داعية الدخول في طريق الصوفية فترك تحصيل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 551 العلوم الرسمية، وطاف حول مجلس كثير من كبار مشايخ وقته في بلاد ما وراء النهر، فأول من تاب على يده الشيخ خواجه عبيد خليفة مولانا لطف الله خليفة مولانا المخدوم الأعظم الدهبيدي، ولما لم تظهر عليه آثار الاستقامة أناب ثانياً على يد الشيخ افتخار حين قدومه بسمرقند وكان من مشايخ سلسلة الشيخ أحمد اليسوي، ثم طرأت على عزيمته هذه الفترة وظهر فيه ما ينافي طريق الاستقامة فجدد التوبة ثالثاً من غير صنع واختيار على يد الأمير عبد الله البلخي، فكان في مقام حفظ الحدود أياماً ثم هدم سد تلك التوبة أخيراً، ثم تشرف في المنام بزيارة خواجه بهاء الدين نقشبند وظهر فيه ميل إلى طريقة أهل الله فصار يتوجه إلى كل طرف يسير حتى وصل إلى ملازمة الشيخ بابا ولي الكبروي في بلدة كشمير فلازمه وأخذ عنه، وهبت عليه في ملازمته النفحات الربانية وظهرت فيه الغيبة المعهودة عند هذه الطائفة، ولما مات الشيخ المذكور صار يدور البلاد في الطلب ومضى عليه زمان السياحة والأخذ حتى حضرت له روح الشيخ عبيد الله الأحرار فعلمه الطريقة النقشبندية وتم أمره، ثم ذهب إلى ما وراء النهر فأدرك بها الشيخ محمد الأمكنكي، فأجازه الشيخ بعد ثلاثة أيام ورخصه، فرجع إلى الهند وأقام سنة ببلدة لاهور، واغتنم صحبته فيها كثير من العلماء، ثم ارتحل منها إلى دار سلطنة الهند دهلي، واختار للاقامة القلعة الفيروزية التي كانت مشتملة على نهر كبير ومسجد عظيم، فأقام هناك إلى وفاته. وكان صاحب الأذواق والمواجيد كثير التواضع والانكسار، وكان يجتهد في ستر أحواله وسيرته عن نظر الأغيار ولا يرى نفسه أهلاً لمقام الإرشاد، فإذا جاءه شخص يطلب الطريقة كان يقول: ليس عندي شيء من ذلك ينبغي لك أن تطلبه من غيري فإذا لقيت أحداً من هذه الطائفة فنبهني عليه، وكان بمعزل عن الدعوى، يشتغل بخدمة الزوار واستمالة قلوبهم، ولا يتكلم إلا عن ضرورة إلا في مسألة مشكلة من الحقائق فكان يوضحها حق الإيضاح لئلا يميل صاحبها عن النهج القويم، وكان يمنع أصحابه عن القيام تعظيماً له ويعد نفسه كأحد منهم ويحب المساواة معهم في سائر حالاته، وكان يقعد فوق التراب من غير حائل تواضعاً ومسكنة. وكان ذا كيفية عجيبة وتصرفات غريبة بحيث إذا وقع نظره على شخص كان يتغير حاله، وكان يحصل الذوق والشوق والكيفية المعهودة عند هذه الطائفة في أول صحبته، ويجري لطائف الطالبين بالذكر في أول التلقين، وكان ذلك للكل على سبيل التعميم، وكان على غاية الشفقة على الخلق حتى أنه قام ليلة في أيام البرد عن فراشه، فلما عاد رأى في لحافه هرة نائمة فلم يرض بايقاظها وتحريكه إياها وقعد إلى الصبح متحملاً لنكد البرد، وصادفت إقامته في لاهور مجاعة فلم يأكل في تلك المدة شيئاً، فإذا حضر عنده طعام فرقه وقسمه على الجائعين، ولما خرج من لاهور متوجهاً إلى دهلي رأى عاجزاً في الطريق فنزل عن دابته وأركبه إياها وصار يمشي متقنعاً لئلا يعرفه أحد، ولما قرب إلى المنزل أنزله وركب بنفسه لئلا يطلع عليه أحد. وكان غاية في رؤية قصور الأحوال واتهام النفس، لا يميز نفسه عن العامة فضلاً عن أصحابه، قيل كان في جواره شاب يرتكب كل شيء من الفسق فكان يتحمله مع اطلاعه عليه فسعى خواجه حسام الدين الدهلوي أحد أصحابه في دفعه وتأديبه إلى الحكام فأخذوه وحبسوه، فلما اطلع عليه غضب على صاحبه وقال: لم فعلت كذا؟ قال: يا سيدي! إنه فاسق لا يبالي يرتكب كل شيء، فقال: أواه لما كنتم من أهل الصلاح والتقوى رأيتم فسقه وإلا فنحن لا نعرف الفرق بيننا وبينه فكيف نترك أنفسنا ونسعى به إلى الحكام! ثم سعى في تخليصه وإخراجه من الحبس فأخرجوه، فتاب وصار من الصلحاء، وكان - رحمه الله - إذا صدرت زلة من أصحابه يقول: إن هذا من زلاتنا ظهرت منهم بطريق الانعكاس، وكان يختار الأحوط في العبادات والمعاملات، ولذلك كان يقرأ الفاتحة خلف الإمام في الصلاة في ابتداء حاله لكثرة الأحاديث الواردة في قراءتها وقوة دليلها، وهذه المذكورات نبذة من شمائله وقطرة من بحر خصائصه، ولذلك ترى أن الناس انتفعوا به في مدة قليلة، وما انتشرت هذه السلسلة المباركة في الهند إلا منه رضي الله عنه، وما كان أحد يعرفها قبله، وكان الشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري يقول: إنه كان معدوم النظير في قوة الإرشاد، فإنه أرشد ثلاث سنين أو أربع، وفي تلك الجزء: 5 ¦ الصفحة: 552 المدة القليلة أنار الآفاق بلوامع إفاداته، كما في زبدة المقامات للكشمي، وذلك لأنه عاش أربعين سنة وبعد قدومه الهند لم يعش إلا أربع سنوات، وفي تلك المدة القليلة بلغ أصحابه إلى أعلى مدارج الكمال حتى أنهم محوا آثار الطرق السالفة وغلبت الطريقة النقشبندية على الطرق الأخرى. وقال محمد بن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر: إنه كان - قدس الله روحه ونور ضريحه - آية من آيات الله سبحانه، ونوراً من أنواره، وسراً من أسراره، صاحب علم ظاهر وباطن وتصرفات، كثير الصمت والتواضع والإنكسار، ذا خلق حسن، لا يتميز عن الناس بشيء حتى أنه كان يمنع أصحابه من أن يقوموا لتعظيمه وأن لا يعاملوه إلا كما يعامل بعضهم بعضاً. ثم قال: وظهرت له التصرفات العظيمة فصار كل من يقع نظره عليه أو يدخل في حلقته يصل إلى الغيبة والفناء ولو لم تكن له مناسبة، وكان الناس مطروحين على بابه كالسكارى، وبعضهم كان ينكشف له في أول الصحبة عن عالم الملك والملكوت، وكل هذا كان من غلبة الجذبات الإلهية، انتهى. وممن أخذ عنه الشيخ الإمام أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، والشيخ العارف تاج الدين بن سلطان العثماني السنبهلي، والشيخ حسام الدين ابن نظام الدين البدخشي، والشيخ إله داد الدهلوي وخلق آخرون. ومن مصنفاته الرسائل البديعة والمكاتيب العلية والأشعار الرائقة، منها سلسلة الأحرار شرح فيه رباعياته في الحقائق والمعارف بالفارسي. توفي يوم الأربعاء رابع عشر من جمادي الآخرة سنة أربع عشرة بعد الألف بمدينة دهلي وله أربعون سنة وأربعة أشهر، وقبره بها على غربيها عند أثر قدم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مولانا عبد الجليل الجونبوري الشيخ العالم الفقيه الزاهد عبد الجليل بن شمس الدين بن نور الدين الصديقي البرونوي الجونبوري، أحد فحول العلماء، قرأ العلم على والده، واستفاد من الشيخ العلامة محمود بن محمد الجونبوري صاحب الشمس البازغة وعن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري، ثم تصدى للدرس والإفادة. كان ورعاً صالحاً تقياً عارفاً، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الجليل اللكهنوي والشيخ عزيز الحق الدهلوي، وصرف عمره بالتدريس مع قناعة وعفاف، توفي في ثامن شوال سنة ست وسبعين وألف ببلدة جونبور فدفن بها، كما في تجلي نور. الشيخ عبد الجليل اللكهنوي الشيخ الصالح الفقيه الزاهد عبد الجليل بن عمر الصديقي البيانوي ثم اللكهنوي، أحد المشايخ المشهورين، كان أويسياً استفاض من روحانية الشيخ معين الدين حسن السجزي الأجميري، وأخذ عنه غير واحد من المشايخ. وكان صاحب وجد وحالة، سافر إلى جونبور وأقام عند الشيخ عبد العزيز الجونبوري، ولما حان وقت العشاء طلب الماء للوضوء ثم استغرق في بحار المعرفة واستغرق آناء الليل، فلما نادى المؤذن حي على الصلاة أفاق عن تلك الحالة وطلب الماء مرة ثانية، فقيل إنه لا يزال جاهزاً من العشاء، له الأسرارية في الحقائق والمعارف. مات في التاسع عشر من ربيع الآخر سنة ست عشرة وألف كما في مرآة الأسرار. الشيخ عبد الجميل السندي الشيخ الفاضل عبد الجميل الحنفي التتوي السندي، أحد العلماء المشهورين في أيام شاهجهان بن جهانكير، سكن بلاهري بندر، وكان له ثلاثة أبناء: أبو الفتح ومحمد شريف ومحمد شفيع، كلهم نبغوا في العلم ونالوا الدرجة في أيام عالمكير، كما في تحفة الكرام. الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي الشيخ الإمام العالم العلامة المحدث الفقيه شيخ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 553 الإسلام، وأعلم العلماء الأعلام، وحامل راية العلم والعمل في المشايخ الكرام، الشيخ عبد الحق بن سيف الدين بن سعد الله البخاري الدهلوي المحدث المشهور، أول من نشر علم الحديث بأرض الهند تصنيفاً وتدريساً. ولد في شهر المحرم سنة ثمان وخمسين وتسعمائة بمدينة دهلي، وقرأ القرآن على والده في شهرين أو ثلاثة أشهر، ثم تعلم الكتابة والإنشاء في شهر واحد، وقرأ أجزاء من كلستان وبوستان وديوان الحافظ وقرأ ميزان الصرف إلى المصباح والكافية في الصرف والنحو على والده، وقرأ أجزاء من اللب والإرشاد وشرح الشمسية وشرح العقائد وله اثنا عشر عاماً، وقرأ المختصر والمطول وله خمس عشرة سنة، وقرأ سائر الكتب الدرسية على هذا الأسلوب البديع، وأخذ كل ذلك في سبع سنوات أو ثماني عن الأستاذ محمد مقيم تلميذ الأمير محمد مرتضى الشريفي وعن غيره من العلماء بمدرسة دهلي وكانت على مسافة ميلين من منزله، يروح ويغتدي إليها كل يوم في حر وبرد، وكان دائم الاشتغال مكباً على المطالعة في دياجير الليالي حتى أنه قد احترقت عمامته غير مرة بالسراج الذي كان يجلس أمامه للمطالعة فما كان يتنبه له حتى تتصل النار ببعض شعره. ولما قرأ فاتحة الفراغ حفظ القرآن في سنة واحدة، وبايع الشيخ موسى ابن حامد الحسني الأجي سنة خمس وثمانين وتسعمائة وله اثنتان وعشرون سنة، ثم قطع حبائل المحبة عن الأهل والدار وسافر للحج والزيارة سنة خمس وتسعين وتسعمائة، فلما وصل إلى أجين أقام بها زماناً، وهيأ له مرزا عزيز الدين بن شمس الدين الدهلوي أمير تلك الناحية الزاد والراحلة، فسافر إلى أحمد آباد وأقام بها زماناً، وأدرك الشيخ وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي وأخذ عنه بعض أذكار الطريقة القادرية وأشغالها، وأكرمه مرزا نظام الدين بن محمد مقيم الهروي الأكبر آبادي وأضافه. ثم سافر إلى مكة المباركة سنة ست وتسعين وتسعمائة فحج وأقام بمكة عشرة أشهر، وسافر إلى المدينة المنورة لسبع ليال بقين من ربيع الآخر سنة سبع وتسعين وتسعمائة، وأقام بها إلى آخر شهر رجب سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، ثم رجع إلى مكة وأقام بها زماناً وحج مرة ثانية، ثم رحل إلى الطائف في آخر شعبان سنة تسع وتسعين وتسعمائة، ثم رجع إلى مكة وأقام بها زماناً قليلاً، ورجع إلى الهند في ذلك العام. أخذ الحديث بمكة عن الشيخ عبد الوهاب بن ولي الله المتقي والقاضي علي بن جار الله بن ظهيرة القرشي المخزومي المكي، وبالمدينة المنورة عن الشيخ أحمد بن محمد بن محمد أبي الحزم المدني والشيخ حميد الدين بن عبد الله السندي المهاجر، وأجازوه إجازة عامة وأثنوا عليه، وأطنب في مدحه القاضي علي بن جار الله المذكور، قال: إنه الفرد العلم في القطر الهندي وقال: إنه ممن أعلى الله همته في الطلب ووفقه للسعي فيما يوصل إلى بلوغ الأرب وخدم العلم الشريف وضرب فيه بالسهم الأعلى والقدح المعلى، وقد شرفني بالحضور عندي برهة من الزمان في المسجد الحرام بقراءة قطعة من صحيح الإمام البخاري وقطعة من ألفية الحديث للعراقي البحر الهمام، فاستفدت منه أكثر مما استفاد، وأبدى من الأبحاث ما أحسن فيه وأجاد قراءة ظهر بها أنه بالإفادة أحق منه بالاستفادة، وأن له رسوخ قدم في الاشتغال على جمل الوجوه المعتادة انتهى. وقرأ على الشيخ عبد الوهاب المذكور مشكاة المصابيح وأخذ عنه آداب الذكر وأوضاعه وتقليل الطعام وآداب الخلوة، ولازمه واستفاد منه فوائد كثيرة، وكان الشيخ يحبه ويثني عليه، وبشره ببشارات وألبسه الخرقة وحكمه وكتب له إجازة مطلقة في أحكام التحكيم، ففاق الأقران وصار عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان، والتوسع في المعقول والمنقول والاطلاع على مذاهب السلف، وأقام بدهلي اثنتين وخمسين سنة، ونشر العلوم لا سيما الحديث الشريف بحيث لم يتيسر مثله لأحد من العلماء السابقين في ديار الهند. قال القنوجي في الحطة بذكر الصحاح الستة: إن الهند لم يكن بها علم الحديث منذ فتحها أهل الإسلام بل كان غريباً كالكبريت الأحمر حتى من الله تعالى على الهند بإفاضة هذا العلم على بعض علمائها كالشيخ عبد الحق بن سيف الدين الترك الدهلوي المتوفي سنة اثنتين وخمسين وألف وأمثالهم، وهو أول من جاء به الجزء: 5 ¦ الصفحة: 554 في هذا الإقليم، وأفاضه على سكانه في أحسن تقويم، ثم تصدى له ولده الشيخ نور الحق المتوفي سنة ثلاث وسبعين وألف، وكذلك بعض تلامذته على القلة ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها كما اتفق عليه أهل الملة، وتحديث هؤلاء أهل الصلاح وإن كان على طريق الفقهاء المقلدة القراح دون المحدثين المبرزين المتبعين الأقحاح ولكن مع ذلك لا يخلو عن كثير فائدة في الدين وعظيم عائدة بالمسلمين - جزاهم الله تعالى عن المسلمين خير الجزاء وأفاض عليهم رحمته السحاء - انتهى. وبالجملة فإنه درس وأفتى وصنف، وشرح الكتب ونقل معانيها من العربية إلى الفارسية، وكشف عن إشاراتها الباهرة ولطائفها الزاهرة بالعبارة الجلية المشرق عليها نور الإذن الرباني، واللائح عليها أثر القبول الرحماني. وتصانيفه من الصغار والكبار كثيرة، منها تأليف القلب الأليف بكتابة فهرست التواليف أوله الحمد لله منزل الكتب السماوية، ألخ عدد فيه كتبه زهاء ثلاثين مجلداً، منها لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح، وهو أجل وأعظم وأطول وأكبر تصنيفاته، قال في تأليف القلب الأليف في حق ذلك الكتاب: وقد جاء بتوفيق الله وتأييده كتاباً حافلاً شاملاً مفيداً نافعاً في شرح الأحاديث النبوية، على مصدرها الصلاة والتحية، مشتملة على تحقيقات مفيدة وتدقيقات بديعة، وفوائد شريفة ونكات لطيفة، ومنها أسماء الرجال والرواة المذكورين في المشكاة، ومنها أشعة اللمعات في شرح المشكاة شرح فارسي في أربع مجلدات، قال في تأليف الأليف، إنه تلو لأخته لمعات التنقيح في شرح المشكاة وأرجح منها في التنقيح والتهذيب والضبط والربط وأكبر منها في الحجم والضخامة، ومنها جامع البركات في منتخب شرح المشكاة، وهو يشتمل على فوائد كثيرة وعوائد غزيرة، ومنها مدارج النبوة ومراتب الفتوة في سير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأخباره بالفارسية في مجلدين، ومنها مطلع الأنوار البهية في الحلية الجلية النبوية، ومنها ذكر إجازات الحديث في القديم والحديث، ومنها أسماء الأساتذة - رحمة الله عليهم أجمعين - ومنها فصول الخطب لنيل أعالي الرتب، ومنها تنبيه العارف بما وقع العوارف في باب إخلاص الصوفية - قدس الله أسرارهم الصفية - من الحكم على ما صدر من أخبارهم عن أحوالهم تحدثاً بنعمة الله أنها من باب الشكر وغلبة الحال، ومنها طريق الإفادة في شرح سفر السعادة للفيروز آبادي، وسماه الطريق القويم شرح الصراط المستقيم، ومنها جذب القلوب إلى ديار المحبوب، وهو تاريخ المدينة المنورة بالفارسية، ومنها أحوال الأئمة الاثني عشر وهو ملخص من فصل الخطاب، ومنها زبدة الآثار منتخب بهجة الأسرار في مناقب الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني، ومنها شرح فتوح الغيب للشيخ عبد القادر الجيلاني واسمه مفتاح الفتوح لفتح أبواب النصوص، ومنها الأنوار الجلية في أحوال المشايخ الشاذلية، ذكر فيه ثمانية رجال من عظمائهم وعلمائهم، ومنها زاد المتقين في سلوك طريق اليقين في سيرة الشيخ علي بن حسام الدين المتقي المكي وصاحبه الشيخ عبد الوهاب بن ولي الله المندوي البرهانبوري ومشايخ أخر من أهل العرب والعجم، ومنها أخبار الأخيار في أحوال الأبرار من أهل هذه الديار، قال في تأليف الأليف: إنه أول مصنفاته، ومنها ذكر الملوك في أخبار سلاطين الهند، واسمه متضمن لتاريخ التصنيف، ومنها تحقيق الإشارة إلى تعميم البشارة في إثبات البشارة بالجنة لغير الأصحاب المشتهرين بالعشرة المبشرة وعدم اختصاصهم وبيان سبب اشتهارهم بذلك، ومنها جمع الأحاديث الأربعين في أبواب علوم الدين، ومنها ترجمة الأحاديث الأربعين في نصيحة الملوك والسلاطين، ومنها المطلب الأعلى في شرح أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، ومنها ترغيب أهل السعادات على تكثير الصلاة على سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم، ومنها الأجوبة الإثنا عشر في توجيه الصلاة على سيد البشر، رسالة حوت توجيهات التشبيه الواقع في الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنها تحقيق ما ثبت بالسنة من الأعمال في أيام السنة، ومنها الرسالة النورية السلطانية في بيان قواعد السلطنة وأحكامها وأركانها وأسبابها وآلاتها، صنفها للسلطان نور الدين جهانكير بن أكبر شاه، ومنها آداب الصالحين وهو ملخص من إحياء العلوم للغزالي في آداب الأكل الشرب والمنام والمعاشرة وغيرها، ومنها مرج البحرين في الجمع بين الطريقين وهي رسالة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 555 حسنة مفيدة في توقيع الشريعة والطريقة، ومنها تكميل الإيمان وتقوية الإيقان في العقائد، القول فيها في مبحث الخلافة، ومنها تحصيل التعرف في معرفة الفقه والتصوف، ومنها توصيل المريد إلى المراد ببيان أحكام الأحزاب والأوراد، رسالة مفيدة في بابها، ومنها تسلية المصاب لنيل الأجر والثواب في الصبر، ومنها شرح الصدور بتفسير آية النور، ومنها الدر الفريد في بيان قواعد التجويد، ومنها البناء المرفوع في ترصيص مباحث الموضوع في المنطق، ومنها الدرة البهية في اختصار الرسالة الشمسية في المنطق، ومنها شرح الشمسية، قال في تأليف الأليف: إنه قد وقع على طريق البسط والتحقيق إلى قوله بحث تقديم مباحث الموصل إلى التصور على مباحث الموصل إلى التصديق، ومنها حاشية الفوائد الضيائية واتباع الهوى الصبائية، من الأول إلى وجه حصر الكلمة في الأقسام ومن بحث الفعل إلى آخر الكتاب، قال في تأليف الأليف: التزمت فيه الأدب عن المخدوم المكين الأمين في اعتراضات مولانا وأستاذنا مولانا عصام الدين، ومنها الأفكار الصافية في ترجمة كتاب الكافية، صنفها وهو ابن خمس عشرة سنة، ومنها منظومة في آداب المطالعة والمناظرة لمن يطالع الكتاب وناظره، ومنها نكات العشق والمحبة في تطييب قلوب الأحبة، ومنها نكات الحق الحقيقة من باب معارف الطريقة، ومنها صحيفة المودة، أرجوزة في المكاتبات إلى أقاربه وأحبائه، ومنها منتخب المثنوي المعنوي، ومنها حسن الأشعار في جمع الأشعار، ومنها إرسال المكاتيب والفضائل إلى أرباب الكمال والفضائل. وفي ذلك الكتاب رسائل عديدة ذات أسماء يربو عددها على ستين رسالة: الأولى سلوك طريقة الفلاح عند فقد التربية بالاصطلاح، والثانية ذكر أصول الطريقة لكشف الحقيقة، والثالثة تعيين الطريق لأهل الإرادة بالتزام وظائف الخير والعبادة، والرابعة تنبيه أهل العلوم والنهي بتفاوت حال الابتداء والإنتهاء، والخامسة تحصيل الكمال الأبدي بإختيار الفقر المحمدي، والسادسة قرع الأسماع باختلاف أقوال المشايخ وأحوالهم في السماع، والسابعة ورود الامداد بالاستقامة على الأوراد، والثامنة رعاية الإنصاف والاعتدال في اعتقاد الصوفية من أرباب الأحوال، والتاسعة إيراد العبارات الفصيحة في شرح قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدين النصيحة، والعاشرة إقامة المراسم في أحوال المواسم، والحادية عشرة تطريب الألحان بمناصحة الإخوان، والثانية عشرة اختيار الانفراد والتخلي لانتظار الكشف والتجلي، والثالثة عشرة تحصيل المطلوب بانتظار حضور المحبوب، والرابعة عشرة تذكير أولي الأحلام بأن لذات الدنيا كلها آلام، والخامسة عشرة رفع صوت النحيب بإتمام ضعف المشيب، والسادسة عشرة تقسيم الأنام على أربعة أقسام، والسابعة عشرة تنبيه الغافلين بفناء الدنيا وأربابها واغترار الجاهلين بزخارفها وأسبابها، والثامنة عشرة سلوك أقرب السبل بالتوجه إلى سيد الرسل، والتاسعة عشرة صدق التعطش والأوام في طلب المقصد والمرام، والعشرون تثبيت القدم في الاصطبار بترك صحبة الأضداد والأغيار، والحادية والعشرون تجديد الذكر في بيان حقيقة الشكر، والثانية والعشرون إتحاف الأحبة ببيان حديث المحبة، والثالثة والعشرون حفظ الوقت بترك الاختلاط مع الأضداد والاخلاط، والرابعة والعشرون التزام التمسك واللجاء بالوقوف بين الخوف والرجاء، والخامسة والعشرون كشف أستار الظلم من وجه لسان الحال والقلم، والسادسة والعشرون سلوك طريق الفجاج بالاجتناب عن الانحراف والاعوجاج، والسابعة والعشرون كشف الأستار عن تحقيق معنى الكسب والاختيار، والثامنة والعشرون ترك الاختيار والتدبير بالاكتفاء بتدبير العليم الخبير، والتاسعة والعشرون تحقيق اليأس عن قول إيمان البأس، والثلاثون وجوه الفناء في أحدية الذات بالغيبة من جميع النسب والجهات، والحادية والثلاثون هداية طريق التربية والتعليم ببيان حقيقة الرضاء والتسليم، والثانية والثلاثون التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله، والثالثة والثلاثون مشاهدة الأبرار بين التجلي والاستتار، والرابعة والثلاثون هداية الأنام إلى التمسك بالشرائع والأحكام، والخامسة والثلاثون تنبيه أولي الألباب على ملازمة الأدعية والأحزاب، والسادسة والثلاثون استئناس أنوار القبس في شرح دعاء أنس، والسابعة والثلاثون تحلية القلوب لقدس الملكوت الجزء: 5 ¦ الصفحة: 556 بشرح دعاء القنوت، والثامنة والثلاثون تحصيل البركات والطيبات بمعنى التحيات، والتاسعة والثلاثون تثبيت الفؤاد بتصور عظمة رب العباد، والأربعون ذم الكسل في المواظبة والمداومة على العمل، والحادية والأربعون تنوير القمر ليلة البدر في تصوير معنى شرح الصدر، والثانية والأربعون تدقيق البيان في إيجاب الشكر المزيد واستلزامه حصول المحبة والتوحيد، والثالثة والأربعون تحقيق الدعاء والاستمداد بلسان القال والحال والاستعداد، والرابعة والأربعون طي لسان القلم ببيان معنى قولهم لا راحة إلا في القدم والعدم، والخامسة والأربعون إظهار الحسرة والاستبعاد بتقصير النفس في إصلاح المبدء والمعاد، والسادسة والأربعون حرقة الجنان بتمني الكشف والعيان، والسابعة والأربعون طيب المذاق ببيان الذوق في مقام الإطلاق، والثامنة والأربعون حراسة الإيمان من مكايد الشيطان، والتاسعة والأربعون توصية الأصحاب بالصبر في جميع الأبواب، والخمسون تنبيه أهل الفكر على رعاية آداب الذكر، والحادية والخمسون تذكرة أهل الذكر ببيان فضيلة الذكر على اللذات والشهوات، والثالثة والخمسون تسوية الأداني والأعالي بالخوف والكسوت في حضرة لا أبالي، والرابعة والخمسون تبصرة الأغنياء بأن الفقر مرآة جمال الغناء، والخامسة والخمسون إسقاط اعتبار الأجساد والأشباح عند ملاقاة القلوب والأرواح، والسادسة والخمسون تحصيل الغنائم والبركات بتفسير سورة العاديات، والسابعة والخمسون ترجمة مكتوب النبي الأجل في تعزية ولد معاذ بن جبل، والثامنة والخمسون إيراد العبارات بلسان أهل الإرشادات، والتاسعة والخمسون طلاقة اللسان بشكاية حال الفراق والهجران، والستون إظهار القلق والاضطراب في حصول المطلوب بلا إرتياب، والحادية والستون توصية الإخوان بالصبر على جفاء أهل الزمان، والثانية والستون طلب النور في ذكر باعث سفر لاهور، والثالثة والستون سلوك الطريقة على نهج المجاز قنطرة الحقيقة، والرابعة والستون تسلية السائل ببيان المسائل، والخامسة والستون وجدان البرد باستشمام الورد، والسادسة والستون جمع كلمات العارفين من أهل الصدق واليقين، والسابعة والستون الرد على الدعاوي الباطلة التي صدرت لبعض النفوس العاطلة. وأما مصنفاته التي صنفها بعد تأليف الأليف أو قبله ولم يذكرها فيه فمنها فتح المنان في تأبيد مذهب النعمان، كتاب ضخم له في الفقه وبالحديث، ومنها ترجمة زبدة الآثار المنتخب من بهجة الأسرار، ترجمه بأمر دارا شكوه من العربي إلى الفارسي، ومنها رسالة في أقسام الحديث، ومنها رسالة في ليلة البراءة، ومنها رسالة في أسرار الصلاة، ومنها رسالة في عقد الأنامل، ومنها رسالة في آداب اللباس، ومنها رسالة في الرد على بعض أقوال الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، ومنها رسالة في مبحث الوجود، ومنها رسالة في الوظائف، ومنها رسالة في وصاياه. وكلها مقبولة عند العلماء محبوبة إليهم يتنافسون فيها وهي حقيقة بذلك، وفي عباراته قوة وفصاحة وسلاسة، تعشقها الأسماع وتلتذ بها القلوب. ومن فوائده: حقيقت عبادت امتثال أمر وموافقت سنت است، وقيلوله از وقتش بموافقت سنت فاضل تراست از ذكر ونماز در ان وقت باوجود ولع بدان. ومنها: نصيحت اينست از متقشفة فقهاء وجهله صوفية بر كرانه باشي سلامت درين طريقه است باقي محل خوف وخطر. ومن أبياته قوله: ز ديده تير نكاهش كذشت ودر دل خورد بلائي ديده نكه كن كه در دل افتاد است توفي يوم الإثنين لسبع بقين من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وألف بدار الملك دهلي فدفن بها قريباً من الحوض الشمسي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 557 الشيخ العلامة عبد الحكيم السيالكوتي الشيخ الإمام العلامة الكبير الفاضل صاحب التصانيف الفائقة والتآليف الرائقة الشيخ عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي، أحد مشاهير الهند، اتفق على فضله علماء الآفاق، وسارت بمصنفاته الرفاق. ولد ونشأ بسيالكوث من بلاد بنجاب، واشتغل على الشيخ كمال الدين الكشميري ولازمه مدة وتخرج عليه وصار عجباً في استحضار المسائل وقوة العارضة وكثرة الدرس والإفادة وزنه شاهجهان بن جهانكير التيموري صاحب الهند مرتين بالفضة في الميزان ومنحه ما جاء في الوزن، وهو كل مرة ستة آلاف من النقود، وأنعم عليه بقرى متعددة يعيش بها في النعم ويدرس ويصنف، وتصانيفه كلها مقبولة عند العلماء محبوبة إليهم ولا سيما عند علماء بلاد الروم يتنافسون فيها، وهي جديرة بذلك. قال الشيخ محمد بن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر: إنه كان من كبار العلماء وخيارهم، مستقيم العقيدة صحيح الطريقة، صادعاً بالحق مجاهراً به الأمراء الأعيان، وكان رئيس العلماء عند سلطان الهند خرم شاهجهان، لا يصدر إلا عن رأيه، لم يبلغ أحد من علماء الهند في وقته ما بلغ من الشأن والرفعة، ولا انتهى واحد منهم إلى ما انتهى إليه، جمع الفضائل عن يد، وحاز العلوم وانفرد، وأفنى كهولته وشيخوخته في الانهماك في العلوم وحل دقائقها، ومضى من جليها وغامضها على حقائقها، وألف مؤلفات عديدة، انتهى. وقال محمد صالح في عمل صالح، إنه كان من كبار الأساتذة، لم يدرك شأوه أحد من العلماء في غزارة العلم وكثرة الدرس والإفاد درس وأفاد ستين سنة. ومن مصنفاته حاشية على تفسير البيضاوي، وحاشية على المقدمات الأربعة من التلويح - في الأصول - وحاشية على المطول - في البلاغة، وعلى شرح المواقف وعلى شرح العقائد للتفتازاني، وعلى حاشيته للخيالي وعلى شرح العقائد للدوني - كلها في علم الكلام - وحاشية على شرح الشمسية وعلى حاشيته للسيد الشريف وعلى شرح المطالع - كلها في المنطق، وحاشيته على شرح الكافية للجامي وعلى حاشيته لعبد الغفور اللاري - كلاهما في النحو، وحاشية على مراح الأرواح - في الصرف - وله الدرر الثمينة في إثبات علم الواجب وحاشية على شرح حكمة العين وعلى شرح هداية الحكمة - في الحكمة - وله غير ذلك من الحواشي والرسائل، انتهى. توفي في الثامن عشر من ربيع الأول سنة سبع وستين وألف بمدينة سيالكوث فدفن بها. الشيخ عبد الكيم الكشميري الشيخ العالم الصالح عبد الحكيم الحنفي الكشميري، أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، أخذ الطريقة عن الشيخ معين الدين النقشبندي الكشميري، كما في روضة الأبرار. مولانا عبد الحميد اللاهوري الشيخ الفاضل عبد الحميد اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في التاريخ والإنشاء والشعر، ولد ونشأ بمدينة لاهور وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم تفنن بالفضائل على أبي الفضل بن المبارك الناكوري، وصحب الملوك والأمراء مدة مديدة، ثم لازم الترك والتجريد واعتزل بمدينة عظيم آباد واستقام على الطريقة زماناً، ثم استقدمه شاهجهان بن جهانكير التيموري صاحب الهند وأمره أن يصنف كتاباً في سيرته، فصنف كتاباً حافلاً في أيامه وسماه بادشاه نامه وهو مشهور بشاهجهان نامه أيضاً، توفي سنة خمس وستين وألف. مولانا عبد الحي البلكرامي الشيخ العالم الفقيه عبد الحي بن أبي الفتح بن عبد الدائم العثماني البلكرامي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ ببلدة بلكرام، وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم قام مقام والده، وله خلاصة الفقه رسالة فما ورد في السفر، جمعها من الفقه والحديث، كما في شرائف عثماني. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 558 الشيخ عبد الحي الحصاري الشيخ العالم الصالح عبد الحي بن خواجه جاكر الحنفي الحصاري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان أصله من حصار شادمان قرية - من أعمال أصفهان - قدم الهند وأخذ الطريقة عن الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، وصحبه مدة من الزمان. وكان عالماً كبيراً صاحب المقامات العالية، لم يكن له نظير في زمانه في التقوى والتورع والاستقامة على الطريقة، سكن في آخر عمره بمدينة بتنه، له نور الخلائق مجموع لطيف، جمع فيه مكاتيب شيخه زهاء تسع وتسعين، وهو المجلد الثاني من مكتوبات الشيخ أحمد المذكور جمعه سنة ثمان وعشرين وألف، توفي سنة سبعين وألف، كما في خزينة الأصفياء. المفتي عبد الحي السنبهلي الشيخ الفاضل الكبير المفتي عبد الحي السنبهلي، كان من كبار العلماء، ولي الإفتاء بسنبهل وأقام به مدة عمره، وله مصنفات مفيدة في العلوم الدينية، ذكره كمال محمد السنبهلي في الأسرارية. الشيخ عبد الخالق السهارنبوري الشيخ العالم الفقيه عبد الخالق بن عبد الستار بن عبد الكريم الأنصاري السهارنبوري، أحد العلماء المبرزين في القراءة والتجويد، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وحفظ القرآن وجوده على الشيخ ركن الدين بن عبد القدوس الحنفي الكنكوهي، ثم قرأ العلم وليس الخرقة منه، توفي في سابع رجب سنة عشرين وألف، كما في مرآة جهان نما. مولانا عبد الدائم الكواليري الشيخ العالم الفقيه عبد الدائم بن عبد الحي بن عبد الغني العباسي الكواليري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، له أساس الأصول كتاب في أصول الفقه، صنفه في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري سلطان الهند، وهو محفوظ في المكتبة الحامدية برامبور. الشيخ عبد الرحمن الدنيتهوي الشيخ العالم الصالح عبد الرحمن بن عبد الرسول بن قاسم بن بدها العباسي العلوي الدينتهوي الأودي أحد المشايخ الجشتية، ولد تاسع ربيع الآخر سنة خمس بعد الألف بقرية دنيتهي، وهي التي يسمونها رسولبور على اسم أبيه، لأنه انتقل إلى تلك القرية وسكن بها، وكان عبد الرحمن قرأ العلم على أساتذة عصره بمدينة أميتهي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ حسن بن مراد عن الشيخ عبد الجليل الأويسي اللكهنوي ولازمه أربعين سنة، وأخذ عن السيد حسن الشريف الكجهوجهوي وعن الشيخ حميد بن الشيخ قطب الجشتي الردولوي على طريق الأويسية من روحانية الشيخ الكبير معين الدين حسن السجزي الأجميري والشيخ أحمد عبد الحق الردولوي والسيد سالار مسعود الغازي. له مرآة الأسرار كتاب حافل بالفارسي في سير المشايخ الجشتية ومعاصريهم من أهل الطرق، صنفه سنة خمس وأربعين وألف في أيام شاهجهان بن جهانكير، أوله الحمد لله رب المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله إلخ وله مرآة مداري في أخبار الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري، وله مرآة مسعودي في أخبار السيد سالار مسعود الغازي، ومرآة الولاية في أخبار الشيخ عبد الجليل اللكهنوي وأصحابه، والأوراد الجشتية صنفه سنة 1032 وعمره قارب مائة سنة. مات سنة أربع وتسعين وألف فدفن بقرية دنيتهه في بيته وهي قرية من أعمال لكهنؤ، كما في تأليف محمدي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 559 المفتي عبد الرحمن الكابلي الشيخ العالم الكبير المفتي عبد الرحمن الحنفي الكابلي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان مفتي المعسكر بمدينة آكره في عهد شاهجهان ابن جهانكير الدهلوي سلطان الهند، وكان صادقاً ديناً متورعاً صاحب عقل ووداعة، أخذ الطريقة عن الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي لما قدم آكره، وكان الشيخ إذا دخل آكره يتردد إليه، كما في زبدة المقامات. الشيخ عبد الرحمن البدخشي الشيخ العالم المحدث عبد الرحمن البدخشي الكابلي المعروف بحاجي رمزي، كان من العلماء الصالحين، سافر إلى البلاد فحج وزار، وأخذ المسلسل بالمصافحة عن الشيخ السلطان علي الدوسي عن الشيخ محمود الإسفرازي عن الشيخ سعيد المعمر الحبشي وهو صافح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذ عنه الشيخ أحمد ابن عبد الأحد العمري السرهندي وولده محمد سعيد وخلق آخرون. الشيخ عبد الرحمن الناكوري الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن أبي الفضل بن المبارك الناكوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد لاثنتي عشرة خلون من شعبان سنة تسع وسبعين وتسعمائة، وقرأ العلم ولازم أباه، وخدم الدولة مدة حياته، لقبه جهانكير بن أكبر شاه التيموري بأفضل خان، وولاه على إيالة بهار وأقطعه كوركهبور، فصار صاحب العدة والعدد، مات في سنة اثنتين وعشرين وألف. مولانا عبد الرحمن الكجراتي الشيخ الفاضل الكبير عبد الرحمن الحنفي الكجراتي، كان من عشيرة الشيخ محمد بن طاهر الفتني صاحب مجمع البحار، ولد ونشأ بكجرات وأخذ العلم، لعله عن الشيخ وجيه الدين العلامة ثم انقطع إلى الدرس والإفادة. الشيخ عبد الرحمن السنبهلي الشيخ الصالح الفقيه عبد الرحمن النقشبندي السنبهلي أحد كبار المشايخ، أخذ الطريقة عن الشيخ تاج الدين ولازمه ملازمة طويلة، وأدرك معه شيخه الشيخ عبد الباقي النقشبندي الدهلوي، وأخذ عنه حتى برع في العلم والمعرفة، وتولى الشياخة بأمر شيخه ببلدة سنبهل، أخذ عنه خلق كثير، وكان على قدم شيوخه في التقوى والعزيمة، مات يوم الخميس لسبع خلون من شوال سنة سبع وستين وألف ببلدة سنبهل، كما في الأسرارية. مرزا عبد الرحيم بن بيرم خان الأمير الكبير البطل الأعظم صاحب السيف والقلم مبارز الدين عبد الرحيم بن بيرم خان الدهلوي خانخانان سبهسالار الذي لم ينهض من الهند أحد مثله ولا من غيره من الأقاليم السبعة من يكون جامعاً لأشتات الفضائل. ولد يوم الخميس الرابع عشر من صفر سنة أربع وستين وتسعمائة بمدينة لاهور من بطن ابنة الأمير جمال خان الميواتي. فلما طعن في الرابعة من سنه قتل أبوه سنة ثمان وستين وتسعمائة بمدينة فتن من بلاد كجرات، فحملوه إلى آكره فتربى في مهد السلطنة، وخصه أكبر شاه بن همايون التيموري بأنظار العناية والقبول، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا محمد أمين الأندجاني وبعضها على القاضي نظام الدين البدخشي، واستفاد فوائد كثيرة عن الحكيم علي الكيلاني والشيخ العلامة فتح الله الشيرازي، ولما وصل إلى كجرات أخذ عن الشيخ وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، وحيث كان مربياً للعلماء جمع لديه من رجال العلم ما لم يجتمع عند غيره من الملوك والأمراء فلم يزل يستفيد منهم في كل باب حتى تبحر في العلوم. وكان من أهل التفنن في الفضائل واللغات مقدماً في المعارف متكلماً في أنواعها، ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها، ويجمح إلى ذلك كله آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة ولين الكنف والحلم والتواضع والشجاعة والكرم، جعله أكبر شاه مؤدباً لولده جهانكير الجزء: 5 ¦ الصفحة: 560 سنة اثنتين وسبعين وتسعمائة ولقبه مرزا خان وله ثمان وعشرون سنة، وأعطاه النقارة وأربع قباب من لوازم السلطنة، وزوجه بابنة الأمير الكبير شمس الدين محمد العزنوي، ولم يزل في ازدياد من الرقي حتى نال منزلة في الإمارة لا يرام فوقها، وفتحت على يده بلاد كجرات وبلاد السند وأقطاع من إقليم الدكن، ولقبه أكبر شاه المذكور بخانخانان أي أمير الأمراء. وكان له من النقاوة التامة والشهامة الكاملة وعلو الهمة والكرم ما لا يمكن وصفه مع المعرفة للأدب ومطالعة كتبه، والإشراف على كتب التاريخ، ومحبة أهل الفضائل، وكراهة أرباب الرذائل، والنزاهة والصيانة والميل إلى معالي الأمور، حتى لم أجد ممن كان قبله أو بعده من يساويه في مجموع كمالاته، وكان مع ذلك لا يعفو نفسه عن مطالعة الكتب، فإذا كان على ظهر الفرس وقت طعنة أو نهضة رأيت الأجزاء في يده، وإذا كان يغتسل رأيت الأجزاء في يد خدامه يحاذونه وهو يطالعها ويغتسل، قال عد الرزاق الخوافي في مآثر الأمراء: إنه كان أوحد أبناء العصر في الشجاعة والكرم، ماهراً باللغات المتنوعة من العربية والفارسية والتركية والهندية وغيرها، وكان يتكلم في كل من تلك الألسنة بغاية الفصاحة والطلاقة، وينشئ الأبيات الرائقة، ويكرم العلماء ويبذل عليهم الأموال ويعطيهم الصلات والجوائز سراً وجهاراً، ويرسل إليهم في البلاد النائية، وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: إنه كان مغناطيس القلوب، جمع حوله من العلماء والشعراء وغيرهم من أرباب الكمال ما لا مزيد عليه، انتهى. وقال السيد غلام علي الحسيني البلكرامي في الخزانة العامرة: لو وضعت صلاته في كفة من الميزان، وصلات الملوك الصفوية كلهم في كفة أخرى لرجحت كفته، انتهى. ومن مصنفاته ترجمة تزك بابري نقله من التركية إلى الفارسية سنة سبع وتسعين وتسعمائة، ومن أبياته الرقيقة الرائقة قوله: شمار شوق ندانسته ام كه تا جند است جز اين قدر كه دلم سخت آرزو مند است توفي في سنة ست وثلاثين وألف بدار الملك دهلي ودفن قريباً من مقبرة همايون. الشيخ عبد الرحيم الكجراتي الشيخ الصالح عبد الرحيم القادري الكجراتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكجرات وأخذ الطريقة عن الشيخ إبراهيم السندي، وانتقل من كرنج قرية بأحمد آباد على خمسة أميال منها إلى برهانبور وسكن على شاطئ النهر، فبنى بها عادل شاه البرهانبوري الجامع الكبير والرباط، وبنى مدينة كبيرة وسماها عادل بور، مات في سنة خمس وألف، كما في كلزار أبرار. القاضي عبد الرحيم المراد آبادي الشيخ الفاضل الكبير القاضي عبد الرحيم بن عبد الرشيد البهاري ثم المراد آبادي، كان من العلماء المشهورين في عصره، أخذ عن الشيخ العلامة عبد الحكيم ابن شمس الدين السيالكوتي ولازمه تسع ستين وبضعة أشهر، ثم ولي القضاء بمراد آباد، ودرس بها زماناً طويلاً، أخذ عنه الشيخ سعد الله البلكرامي وخلق كثير من العلماء. المفتي عبد الرحيم السندي الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد الرحيم بن عثمان بن يوسف بن صالح البديني - بضم الموحدة - السندي، كان مفتياً ببلدة تته من بلاد السند في أيام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي، كما في تحفة الكرام. مولانا عبد الرزاق الكشميري الشيخ الفاضل العلامة عبد الرزاق الحنفي الكشميري، أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والكلام، قدم الهند في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري سلطان الهند فولاه التدريس بكابل، فدرس وأفاد بها مدة من الزمان، وصنف كتاباً في الرد على المحاكمات فسهر ليالي متواصلة، فاختل دماغه وضرب السكين على حلقومه، فلما راه تلامذته بذلك الحال الجزء: 5 ¦ الصفحة: 561 ابتدروا إليه وشدوا الجراحة وعالجوه فشفاه الله سبحانه، فاستعفى عن الخدمة ودخل كشمير وسكن بها، وله تعليقات على شرح التجريد كما في حدائق حنفية. الشيخ عبد الرزاق اللاهوري الشيخ العالم الصالح عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن عبد القادر بن محمد ابن زين العابدين بن عبد القادر بن محمد الشريف الحسني الأجي اللاهوري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن أبيه، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ عن مشايخهما واستفاد منهم فوائد كثيرة، ثم رجع إلى الهند وسكن بلاهور. توفي لثمان بقين من ذي القعدة سنة ثمان وستين وألف بلاهور فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد الرزاق الأميتهوي الشيخ الفاضل الكبير عبد الرزاق بن خاصة بن خضر الصالحي الأميتهوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ ببلدة أميتهي وأخذ عن الشيخ نظام الدين بن محمد يسين العثماني الأميتهوي ولازمه مدة طويلة، ثم سافر إلى جونبور وأخذ عن الشيخ عبد السلام بن محمد القلندر الجونبوري وغيره من المشايخ، ثم رجع إلى بلدته وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ جعفر بن نظام الدين الأميتهوي والقاضي حسين الستركهي وغيرهما. وتوفي بأميتهي لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة خمس بعد الألف، كما في صبح بهار. مولانا عبد الرشيد التتوي الشيخ الفاضل اللغوي الكبير عبد الرشيد بن عبد الغفور الحسيني المديني التتوي السندي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بمدينة تته من بلاد السند وقدم أكبر آباد فسكن بها، له منتخب اللغات كتاب بسيط في اللغة العربية بلسان الفرس سهل التناول كبير الفائدة، وله فرهنك رشيدي كتاب في اللغة الفارسية صنفه سنة أربع وستين وألف، وله رسالة في المناظرة. وهو الذي استخرج التاريخ لجلوس عالمكير بن شاهجهان على سرير والده من قوله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". مولانا عبد الرشيد الملتاني الشيخ العالم الصالح عبد الرشيد بن محمد سعيد الحسيني البخاري الملتاني، كان من ذرية الشيخ جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري، أخذ عن الشيخ نظام الدين بن سيف الدين العلوي الكاكوروي ولازمه عشرين سنة، قرأ عليه الكتب الدرسية وأخذ عنه الطريقة. قال الشيخ تراب علي بن محمد كاظم العلوي الكاكوروي في كشف المتواري: إن الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية قرأ عليه تفسير البيضاوي، وله زاد الآخرة كتاب مفيد في أخبار الشيخ نظام الدين المذكور، انتهى. مولانا عبد الرشيد الكشميري الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الرشيد الحنفي الكشميري المشهور بزركر أي الصائغ، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على الشيخ محمد أفضل بن الحيدر الجرخي وملا سلطان مانتجو والقاضي عبد الرحيم وعلى غيرهم من أساتذة كشمير، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد علي الكشميري، وتصدر للدرس والإفادة، قرأ عليه خلق كثير من العلماء، وكان ارتحل في آخر عمره إلى معسكر السلطان عالمكير بن شاهجهان الدهلوي فمات بمدينة برهانبور ودفن بها، كما في حدائق حنفية. مولانا عبد الرشيد الديلمي الشيخ الفاضل عبد الرشيد الديلمي الخطاط المشهور، لم يكن في زمانه مثله في الخط، أخذ عن خاله السيد عماد الدين، وقدم الهند في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري سلطان الهند، فاستخدمه، وولاه عالمكير بن شاهجهان على البيوتات بمدينة أكبر آباد نظراً إلى كبر سنه، مات في سنة ثمانين الجزء: 5 ¦ الصفحة: 562 وألف، كما في محبوب الألباب. الشيخ عبد الرشيد الكجراتي الشيخ العالم الكبير عبد الرشيد بن سراج الدين العمري الأحمد آبادي الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بأحمد آباد، وقرأ العلم على أبيه وعلى الشيخ يحيى بن محمود العمري الكجراتي، ثم لازم الشيخ يحيى المذكور وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعد ما هاجر الشيخ يحيى المذكور إلى المدينة المنورة، وكان ختناً له، مات يوم الأربعاء لخمس عشرة من محرم سنة سبع وستين وألف، كما في محبوب ذي المنن. القاضي عبد الرشيد الدهلوي الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الرشيد الحنفي الصوفي الدهلوي، كان من أحفاد الشيخ عبد العزيز بن الحسن الجشتي الدهلوي، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ محب الله الإله آبادي ولازمه ثلاث سنين بمدينة إله آباد، ثم ولي القضاء بسنبهل. وكان صاحب وجد وحالة وكان يدرس ويفيد، ذكره السنبهلي في الأسرارية وقال: ربما تغلب عليه الحالة عند درس الحديث فيفضخ باكياً، انتهى. الشيخ عبد الرقيب الأميتهوي الشيخ العالم الصالح عبد الرقيب بن جعفر بن نظام الدين العثماني الأميتهوي كان من نسل الشيخ السري السقطي رحمه الله، ولد ونشأ بأميتهي، وأخذ عن والده ولازمه ملازمة طويلة، وتولى الشياخة بعد ما توفي أبوه سنة 1045، لعله توفي سنة تسع وستين وألف، لأن ولده موسى بن عبد الرقيب المتوفي سنة 1120 تولى الشياخة بعده إحدى وخمسين سنة، كما في رياض عثماني. الشيخ عبد الستار البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه الزاهد عبد الستار بن عيسى بن قاسم بن يوسف المعروفي السندي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بمدينة برهانبور، واشتغل على والده وقرأ عليه الكتب الدرسية، وأخذ بعض الفنون الرياضية عن العلامة شكر الله الشيرازي حين إقامته بمدينة برهان بور، وأخذ الطريقة الشطارية عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة وتصدر للارشاد بعده. وكان زاهداً قانعاً عفيفاً متوكلاً شديد التواضع كثير الفوائد، كما في كلزار أبرار. المفتي عبد السلام الديوي الشيخ العالم الكبير المفتي عبد السلام بن أبي سعيد بن محب الله بن أحمد ابن عبد الرحيم بن أحمد الفياض بن محمد الأعظم الحسيني الكرماني الديوي، أحد العلماء المفرطين في الذكاء الجامعين بين المعقول والمنقول. ولد ونشأ بقرية ديوه قرية جامعة من أعمال لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى لاهور ولازم المفتي عبد السلام اللاهوري وأخذ عنه وفاق أقرانه في الفقه والأصول والكلام، ودرس زماناً طويلاً بتلك المدينة، ثم ولي الافتاء في معسكر السلطان شاهجهان بن جهانكير الدهلوي فاستقل به مدة، ثم اعتزل عنه وسكن بلاهور. قال عبد الأعلى بن عبد العلي محمد اللكهنوي في الرسالة القطبية: إنه كان يفتي خلافاً لمختارات الفقهاء في فتاواهم، لأنها لا تنطبق على الأصول، انتهى، ومن مصنفاته حاشية على حاشية الخيالي على شرح العقائد وشرح على منار الأصول، وحاشية على تفسير البيضاوي، وحاشية على شرح الصحائف في الكلام، وحاشية على هداية الفقه، وشرح على تهذيب المنطق، وحاشية على التحقيق، كما في ذيل الدراية. قال القنوجي في الإكسير: إنه مات في سنة تسع وثلاثين وألف، وهذا لا يصح لأنه كان حياً سنة سبع وأربعين، كما يظهر من بادشاه نامه. المفتي عبد السلام اللاهوري الشيخ الفاضل العلامة المفتي عبد السلام الحنفي اللاهوري، أحد كبار العلماء، لم يكن له نظير في الجزء: 5 ¦ الصفحة: 563 عصره في كثرة الدرس والإفادة وملازمة العلم مع الطريقة الظاهرة والصلاح، قرأ الكتب الدرسية على الشيخ إسحاق بن كاكو والشيخ سعد الله والقاضي صدر الدين، وأخذ الفنون الحكمية عن العلامة فتح الله الشيرازي، ثم تصدر للتدريس ودرس وأفاد بمدينة لاهور خمسين سنة، أخذ عنه الشيخ محب الله الإله آبادي والمفتي عبد السلام الديوي والشيخ محمد مير بن القاضي سائين السيوستاني ثم اللاهوري وخلق كثير من العلماء والمشايخ، وله حاشية على تفسير البيضاوي. قال السيد غلام علي الحسيني البلكرامي في مآثر الكرام: إنه كان يقول: إني كنت لا أدخل في علم من العلوم في باب من أبوابه إلا ويفتح لي من ذلك الباب أبواب، وأستدرك أشياء في ذلك العلم على حذاق أهله لو شئت لقيدتها بالكتابة ولكني ما اعتنيت بالتصنيف لاشتغالي بالتدريس، فلما كبرت سني واختلت حواسي ذهبت تلك الغرائب، فكان يتأسف كثيراً في آخر عمره بعدم اعتنائه بالتصنيف، انتهى. وقال شاهنواز خان في مآثر الأمراء: إنه كان مفتياً في المعسكر، أقام بتلك الخدمة الجليلة مدة من الزمان، ثم اعتزل عنه واشتغل بالدرس والإفادة ودرس خمسين سنة، انتهى. توفي سنة سبع وثلاثين وألف وله ثمانون سنة، كما في بادشاه نامه وفي مآثر الكرام: إنه عاش تسعين سنة. مير عبد السلام المشهدي الأمير الكبير عبد السلام الحسيني المشهدي، أحد الرجال المعروفين بالسياسة والتدبير، قدم الهند وتقرب إلى شاهجهان بن جهانكير التيموري فولاه على ديوان الإنشاء وجعله وكيلاً له في حضرة والده جهانكير سنة ثلاثين وألف ولما قام بالملك أضاف في منصبه وجعله أربعة آلاف له وألفين للخيل ولقبه إسلام خان وولاه على بخشيكري فاستقل به أربعة أعوام، ثم أضاف في منصبه وولاه على كجرات فاستقل بها سنتين ثم جعله مير بخشي فأرخ له بعضهم من قوله بخشي ممالك فاستقل به سنتين، ثم ولي على أرض بنكاله فاستقل بها أربع سنين، ثم ولي الوزارة الجليلة فاستقل بها خمس سنوات، ثم ولي على إقليم الدكن، وأضيف في منصبه غير مرة حتى صار مع الأصل والإضافة سبعة آلاف له وسبعة آلاف للخيل. وكان عالماً كبيراً بارعاً في المعقول والمنقول والإنشاء والخط، حريصاً على الخدمة السلطانية، صاحب دهاء وتدبير وسياسية. توفي في رابع عشر من شوال سنة سبع وخمسين وألف بمدينة أورنك آباد فدفن بها، كما في مآثر الأمراء. القاضي عبد السلام البرهانبوري الشيخ الفاضل الكبير القاضي عبد السلام الحنفي السندي البرهانبوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بأرض السند، وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ عباس بن الجلال السندي وسائر الكتب الدرسية على الحكيم عثمان بن عيسى البولكاني البرهانبوري، ولما بلغ رتبة الكمال ولي القضاء بمدينة برهانبور، ولاه عادل شاه البرهانبوري فاستقل به مدة، وكان يدرس ويفيد، وله شرح على مختصر الوقاية، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد السلام الباني بتي الشيخ الصالح عبد السلام بن نظام الدين بن عثمان بن عبد الكبير بن عبد القدوس الحنفي الكنكوهي ثم الباني بتي المشهور بالشيخ أعلى، ولد ونشأ بمدينة باني بت، وأخذ عن أبيه ثم عن الشيخ نظام الدين إله داد النارنولي ولازمه زماناً، ثم تصدر للارشاد، أخذ عنه غير واحد من المشايخ، توفي سنة ثلاث وثلاثين وألف بباني بت فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد الشكور الكالبوي الشيخ الفاضل عبد الشكور بن عبد الحكيم الكالبوي، أحد العلماء المشهورين في عصره، كان ورعاً تقياً قانعاً متوكلاً، لم يتردد إلى الأغنياء قط ولم يعرض عليهم حوائجه، كما في كلزار أبرار. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 564 الشيخ عبد الشكور الجونبوري الشيخ العالم الصالح عبد الشكور الجونبوري، كان من نسل الشيخ مبارك ابن خير الدين الجونبوري، قرأ العلم على بعض تلامذة الشيخ نور الله الجونبوري، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني وانتفع به كثيراً، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء، وله شرح على مختصر الوقاية، فصل فيه مسألة العشر بالعشر خير تفصيل، مات في ثامن جمادي الأولى سنة خمس وتسعين وألف، كما في كنج أرشدي. الشيخ عبد الشكور المنيري الشيخ العالم الفقيه عبد الشكور المنيري البهاري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ ببلدة منير، واشتغل بالعلم زماناً في بلاده ثم دخل جونبور وقرأ على الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عنه ولازمه مدة مديدة حتى بلغ رتبة الإرشاد، واستخلفه الشيخ وكتب له مثال الخلافة، فرجع إلى بلدته واشتغل بالدرس والإفادة. وكان عالماً فقيهاً زاهداً قنوعاً متوكلاً، لا يتردد إلى الأغنياء ولا يلتفت إلى الدنيا وأربابها، مات في مستهل جمادي الأخرى سنة خمس وتسعين وألف ببلدة منير فدفن بها، كما في كنج أرشدي. القاضي عبد الشكور اللاهوري الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الشكور الحنفي اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولي القضاء بمدينة جونبور في أيام السلطان محمد أكبر بن همايون الكوركاني فاستقل به زماناً، ثم لما قصد السلطان المذكور إله آباد حضر القاضي في معسكره فعزله عن القضاء ونصب مكانه قاضي زاده الرومي، فاعتزل القاضي عن الناس وعكف على الدرس والإفادة. وكانت أوقاته موزعة لأداء النوافل والأدعية وتلاوة القرآن، وأمواله مصروفة على الفقراء والمساكين، كما في منتخب التورايخ. مولانا عبد العزيز الأكبر آبادي الشيخ الفاضل عبد العزيز بن عبد الرشيد بن عبد الغفور الحسيني المديني التتوي ثم الأكبر آبادي، كان من فحول العلماء، قرأ العلم على والده، ثم تصدر للدرس والإفادة فدرس مدة من الزمان وقنع بثلاث ربيات يومية، ثم قربه بختاور خان إلى عالمكير بن شاهجهان التيموري صاحب الهند سنة ثمانين وألف، فخلع عليه وأعطاه المنصب أربعمائة لنفسه وسبعين للخيل، ثم أضاف في ذلك بعد زمان يسير وولاه على العرض المكرر، ثم أضاف في منصبه فصار سبعمائة له ومائتين للخيل وأعطاه أقطاع الأرض، ولكنه لما كان مسرفاً لم يكن يكفيه راتبه فيعيش في ضنك وبؤس، لا يستطيع أن يحسن الخدمة ولا يكثر التردد إلى صاحبه، ولذلك ما استفاد بعد تلك الإضافة. وكان فاضلاً كبيراً شاعراً مجيد الشعر مقتدراً على المعاني المبتكرة، وكان شديد التعصب على الشيعة حتى قيل إنه لما مرض أراد عالمكير أن يرسل إليه أحد الأطباء وأشار إليه أن لا يتعصب في الاستعلاج، فأجاب بأني اعترف بأن التعصب لا ينبغي في العلاج ولكني لا أعتمد على علمهم ولذلك اخترت الحكيم عبد الملك فانه ماهر في الحدس والتجربة والصلاح والعلم في الجملة، وكان في تلك الساعة أيضاً مشتغلاً بالتصنيف يملي على أصحابه، كما في المآثر. له كشف الغطاء رسالة نفيسة في الكلام بالفارسية، وله ديوان شعر، توفي سنة ثمان وثمانين وألف، كما في مآثر عالمكيري. القاضي عبد العزيز الكجراتي الشيخ العالم الكبير القاضي عبد العزيز بن عبد الكريم بن راجي محمد العيني الأجني ثم الكجراتي، كان من نسل الشيخ عين القضاة الهمداني، ولد ونشأ بمدينة أجين، وسافر للعلم فقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا عبد الكريم النهروالي وبعضها على العلامة وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، ثم تقرب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 565 إلى عبد الرحيم بن بيرم خان فولاه الصدارة في أقطاعه، كما في كلزار أبرار. وفي مآثر رحيمي إن عبد الرحيم المذكور ولاه الحجابة وبعثه إلى بيجابور فأحسن الخدمة، ورجع إليه سنة ثمان وعشرين وألف وكان عبد الرحيم حينئذ بمدينة برهانبور فجعله وكيلاً فأحسن الخدمة حتى رضي عنه الراعي والرعية. وكان زاهداً متورعاً قواماً صواماً طيب النفس كريم الأخلاق ذا بشاشة يقبل على الناس بوجه طلق، نال صلات وجوائز وإقطاعات، انتهى. القاضي عبد العزيز النصير آبادي الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد العزيز بن فتح عالم بن محمد بن محمود الشريف الحسني النصير آبادي، كان من ذرية الأمير الكبير بدر الملة المنير شيخ الإسلام قطب الدين محمد بن أحمد المدني الكروي، ولد ونشأ بنصير آباد من أعمال رأى بريلي وتلقى العلم وتأهل للفتوى والتدريس، فولي القضاء في بلدته نيابة عن صنوه الكبير أبي محمد بن محمد بن محمود النصير آبادي في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري، وهو خال العارف الكبير علم الله بن فضيل النقشبندي البريلوي. الشيخ عبد العزيز الجونبوري الشيخ الصالح عبد العزيز بن فخر الدين بن كبير الدين الصوفي الجونبوري صاحب سيرة الأولياء، ولد ونشأ ببلدة جونبور، وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده وأكثرها على غيره من الأساتذة في جونبور، ثم أخذ الطريقة عن أبيه وجلس على مسنده بعده، أخذ عنه غير واحد من المشايخ، وكتابه سيرة الأولياء كتاب في أخبار مشايخه. الأمير عبد العزيز الحبشي الأمير الكبير عبد العزيز بن عنبر الحبشي الأمحري المشهور بفتح خان كان أكبر أولاد أبيه، ولد بأرض الهند ونشأ بها في نعمة والده، وولي الوزارة بأحمد نكر بعده سنة خمس وثلاثين وألف. وكان شجاعاً مقداماً كبيراً سخياً لكنه قليل التدبير مبذراً لا يصغي لقول مشير، وارتكب الفظائع فكان حجاج زمانه، ووقع بسببه فتن، ثم تضعضع الزمان وآل ذلك إلى حصاد العلم والدين إلى أن نحى عن دست وزارته وقبض عليه مهابت خان، فوظف له شاهجهان بن جهانكير الدهلوي مائتي ألف من النقود مسانهة، فاعتزل بلاهور ومات بها، كما في مآثر الأمراء. الشيخ عبد العزيز الإله آبادي الشيخ الصالح الفقيه عبد العزيز الإله آبادي، كان ابن خالة الشيخ محب الله العمري، أخذ عنه العلم والطريقة ولازمه ملازمة طويلة، وسافر إلى دهلي وأدرك بها الشيخ عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي، لقيه كمال محمد السنبهلي عنده بدهلي وذكره في الأسرارية. الشيخ عبد العظيم السنبهلي الشيخ الصالح عبد العظيم بن منور بن منصور بن عبد الله بن عثمان الحسيني المودودي السنبهلي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بسنبهل، وأخذ عن أبيه وتصدر للإرشاد بعده، وتزوج بابنة الشيخ تاج الدين النقشبندي السنبهلي، وتذكر له كشوف وكرامات، توفي سنة إحدى وأربعين وألف، كما في نخبة التواريخ. الشيخ عبد الغفور الأجني الشيخ الصالح الحاج عبد الغفور بن داود الأجني، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، قرأ على عمه الشيخ راجي محمد الأجني ولازمه، وأخذ عنه الطريقة وحفظ القرآن، وبذل جهده في حل مشكلات التفسير، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند، وكان يتأسف على رجوعه ويريد أن يعود إلى أرض الحجاز، وكان يسعى للناس ويشفع لهم وينفعهم من أي طريق كان، توفي سنة خمس أو ست بعد الألف بمدينة أجين فدفن بها، كما في كلزار أبرار. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 566 الشيخ عبد الغفار الموهاني الشيخ الصالح عبد الغفار الحسيني الموهاني الأودي، أحد العلماء الصالحين، أخذ الطريقة عن الشيخ إكرام السائين بوري، ثم لازم الشيخ عبد الجليل بن عمر البيانوي ثم اللكهنوي وأخذ عنه، وجاوز عمره مائة سنة، وكان صاحب الأذواق الصحيحة والمواجيد الصادقة، مات سنة ست وستين وألف، كما في مرآة الولاية. القاضي عبد الغني الخانديسي الشيخ العالم الفقيه قاضي القضاة عبد الغني الخانديسي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والقراءة والتجويد، ودرس وأفاد مدة طويلة، ثم ترك التدريس واشتغل بمطالعة العوارف وشرح كلشن راز وشروح صحيح البخاري، توفي سنة تسع بعد الألف بمدينة برهانبور فدفن بها، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد الغني البدايوني الشيخ العالم الصالح عبد الغني الحنفي الصوفي البدايوني، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة بدايون، واشتغل بالعلم من صباه، فاعترته حالة عجيبة فكان كلما يستمع النغم يسقط سكراناً ولا يزال على ذلك إلى ساعة نجومية، فكاد أن يحرم من العلم فألجأه الناس إلى النكاح فتزوج، وسافر إلى دهلي للاسترزاق فأدرك بها الشيخ عبد العزيز بن الحسن الجونبوري فلازمه وقرأ عليه الكتب الدرسية، واشتغل بالتدريس فدرس بها مدة من الزمان، ثم انقطع إليه وأخذ عنه الطريقة وصحبه زماناً، ثم خرج من دهلي وأقام خارج البلدة في مسجد خانجهان خان، ولزم الإفادة والعبادة. وكان مرزوق القبول، مليح الشمائل حسن الأخلاق، شديد التوكل، جواداً، من حسنات عصره، كما في منتخب التواريخ. مات في تاسع جمادي الآخرة سنة سبع عشرة وألف، كما في مهرجهانتاب. مولانا عبد الغني الكشميري الشيخ الفاضل عبد الغني الدالوالي البلديمري الكشميري، أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على مولانا أبي القاسم بن الجمال ومولانا حيدر ابن فيروز وخواجه محمد وملا باقر، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ شاه محمد البدخشي، كما في روضة الأبرار. الشيخ عبد الفتاح الكجراتي الشيخ العالم الكبير عبد الفتاح العسكري الأحمد آبادي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، له شرح بسيط على المثنوي المعنوي استقدمه عالمكير ابن شاهجهان سلطان الهند إلى حضرته واستفاد منه كثيراً، ثم رخصه إلى أحمد آباد. قال البلكرامي في مآثر الكرام: إن سلسلة مشايخه تنتهي إلى الإمام عبد القادر الكيلاني - رضي الله عنه - ببضع وسائط بطول أعمار المشايخ حيث أنه أخذ عن الشيخ إله داد عن الشيخ غريب الله عن الشيخ تاج الدين عن الشيخ سعيد عن الشيخ عبد الرزاق بن عبد القادر الكيلاني عن أبيه - رضي الله عنه - توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة الحرام سنة تسعين وألف، كما في مآثر الكرام. الشيخ عبد الفتاح الجرياكوني الشيخ الفاضل عبد الفتاح بن المبارك العباسي الجرياكوني، أحد الفقهاء الحنفية، ولد سنة أربع وتسعين وتسعمائة بقرية جرياكوث وقرأ العلم على أساتذة عصره، له ميراث نامه منظومة بالفارسية، منها قوله: خدا راشكر كز تحرير خامه مهذب كشت اين ميراث نامه مات في ربيع الأول سنة سبع وخمسين وألف، كما في تاريخ مكرم. مولانا عبد القادر الأجني الشيخ الفاضل العلامة عبد القادر بن أبي محمد بن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 567 أبي أحمد بن هامون البغدادي ثم الهندي الأجني، أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد بباب الكرخ من بغداد، وتوفي والده في صغر سنه فتربى في مهد عمه وجاء به إلى بندر كووه من أرض الهند ومات بها عمه، فلما بلغ عبد القادر السادسة عشرة من سنه سافر منها إلى كجرات سنة ست وستين وتسعمائة في أيام السلطان مظفر بن محمود شاه الكجراتي، فقرأ بها الفنون الأدبية بمدرسة سركهيج على الفقيه حسن العرب الدابهولي، وقرأ المنطق والحكمة على الشيخ حسين البغدادي، وقرأ الكلام على القاضي علاء الدين عيسى الأحمد آبادي، ثم لازم دروس العلامة وجيه الدين العلوي الكجراتي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ولما فتح أكبر شاه بن همايون التيموري بلاد كجرات سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة ورجع إلى آكره سافر معه، وقرأ الحاشية القديمة على شرح التجريد وتحرير الأقليدس وشرح التذكرة لمولانا نظام الأعرج وبعض كتب أخرى على العلامة فتح الله الشيرازي، ثم سافر إلى بلاد الدكن في ركب الشيخ أبي الفيض بن المبارك الناكوري سنة ألف وصحبه زماناً، ولما رجع أبو الفيض إلى آكره أقام ببلدة أجين وسكن بها وتزوج، واشتغل بالدرس والإفادة، ودرس بها نحو عشرين سنة. له ديوان شعر بالعربية، ورسالة بالعربية في مناقب الشيخ أبي الفيض المذكور، ورسالة في مدح العلم على لسان المتكلم والحكيم صنفها لأبي الفضل ابن المبارك، وله تعليقات شتى على الكتب الدرسية. توفي سنة إحدى وعشرين وألف بمدينة أجين فدفن بها، كما في كلزار أبرار. مولانا عبد القادر الفرملي الشيخ الفاضل عبد القادر بن أولياء الفرملي، أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر، تقرب إلى محمد أكبر بن عالمكير السلطان ولازمه زماناً، توفي بمدينة بتنه سنة ثمانين وألف، كما في مهر جهانتاب. الشيخ عبد القادر الأجي الشيخ العالم الصالح عبد القادر بن حامد بن عبد الرزاق بن عبد القادر الشريف الحسني الأجي الملتاني، كان أكبر أبناء والده، تصدر للإرشاد بعده فنازعه في ذلك صنوه موسى بن حامد وسافر إلى أكبر شاه بن همايون التيموري سلطان الهند، فسافر عبد القادر أيضاً وأقام بفتحبور مدة من الزمان، وقدم إليه أكبر شاه ذات يوم الأفيون على جري عادته فامتنع عن بلعه، فأنكر عليه السلطان امتناعه عن ذلك، فبينما هو قد فرغ عن الصلاة المكتوبة يوماً في عبادت خانه القصر الذي بناه أكبر شاه واشتغل بالنوافل إذ خرج عليه أكبر شاه وقال: ينبغي لك أن تصلي النوافل في بيتك، فقال عبد القادر: يا مولانا! هذا ليس بملك فيكون تحت سلطانك، فغضب عليه السلطان وقال: إذا لم تكن ترضى عن ملكي فاخرج عنه، فخرج الشيخ من ساعته ورحل إلى مدينة أج وترك المنازعة مع أخيه موسى ونقل جسد أبيه من حامدبور إلى أج ودفن بها، وعكف على الإفادة والعبادة ورزق حسن القبول، كما في المنتخب. القاضي عبد القادر اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة عبد القادر بن سلطان بن إله داد بن لاذ بن فريد بن عبد القادر بن المحدث بن قطب الدين المحدث بن خضر المحدث بن حسن بن مبارك ابن عثمان بن محيي الدين بن عماد الدين بن أبي بكر بن الحسين بن معز الدين ابن عبد الكريم بن إبراهيم بن أدهم، العمري البلخي ثم الهندي اللكهنوي، كان من فحول العلماء، ولد بلكهنؤ سنة ست وتسعين وتسعمائة، وقيل: إنه ولد بكسمندي - قرية من أعمال لكهنؤ - سنة أربع وتسعين وتسعمائة من بطن بوبوجيا بنت عبد الواحد بن لاذ صنو القاضي ضياء الدين النيوتيني، وحفظ القرآن وسافر للعلم إلى لاهور وإلى بلاد أخرى، ثم تصدر للدرس والإفادة بمدينة لكهنؤ. أخذ عنه الشيخ بير محمد اللكهنوي، والسيد محمد شفيع الدهلوي، والسيد محمد القنوجي، والشيخ قطب الدين السهالوي، والسيد غلام مصطفى الأشرفي الجائسي، والشيخ محمد زمان الكاكوروي، والشيخ مجتبي القلندر اللاهربوري، والسيد حسن رسول نما الجزء: 5 ¦ الصفحة: 568 الدهلوي، والقاضي معين الدين المهرنوي، والقاضي شرف الدين اللكهنوي، والقاضي عبد اللطيف البهرائجي، والقاضي حبيب الله السنديلوي، ومولانا عبد الله السنديلوي، ومولانا ركن الدين المحدث الدهلوي، والشيخ فتح الله القنوجي، ومولانا جعفر الصدربوري، ومولانا عليم الله الكجندوي، ومولانا أبو سعيد اللكهنوي، والشيخ صدر الدين اللكهنوي، والشيخ مرتضى، ونواب مختار خان أمير بنكالة وخلق آخرون، كما في راحة الأرواح. وتوفي في السابع والعشرين من شعبان سنة ست وسبعين وألف وله اثنتان وثمانون سنة فأرخ لوفاته بعضهم من رضي الله وقبره بلكهنؤ، كما في رسالة ألفوها في ترجمة الشيخ رفيع الدين المراد آبادي. الشيخ عبد القادر الحضرمي الشيخ العالم الصالح عبد القادر بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس، الشافعي الحضرمي ثم الهندي الكرجاتي صاحب النور السافر عن أخبار القرن العاشر ولد في عشية يوم الخميس لعشرين خلت من شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وتسعمائة بمدينة أحمد آباد، وكان والده رأى في المنام قبل ولادته جماعة من الأولياء منهم الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله والشيخ أبو بكر العيدروس وغيرهما، فذلك هو الذي حمله على تسميته بعبد القادر، وكناه أبا بكر ولقبه محي الدين وكانت أمه أم ولد هندية وهبتها بعض النساء من أرباب الخير. قرأ القرآن العظيم، واشتغل بتحصيل طرف من العلم، وقرأ عدة من المتون على جماعة من الأعلام، وشارك في كثير من الفنون، ولبس الخرقة عن المشايخ، أجلهم والده السيد شيخ بن عبد الله العيدروس، والشيخ حاتم بن أحمد الأهدل، والشيخ عبد الله بن السيد شيخ العيدروس، والشيخ درويش حسين الكشميري، والشيخ موسى بن جعفر الكشميري، والشيخ محمد بن الحسن الجشتي الكجراتي، وصرف الهمة في اقتناء الكتب المفيدة وبالغ في طلبها من أقطار البلاد البعيدة مع ما صار إليه من كتب والده فاجتمع منها عنده جملة عديدة، فدرس وصنف وألبس الخرقة، وحصل له قبول عظيم وجاه واسع عند الأمراء والملوك، وسارت بمصنفاته الرفاق، وقال بفضله علماء الآفاق، وكاتبه ملوك الأطراف وأتحفوه بصلاتهم الجميلة وهباتهم الجزيلة، وأخذ عنه غير واحد من الأعلام. وممن لبس منه الخرقة السيد العلامة جمال الدين محمد بن يحيى الشامي المكي، والشيخ الكبير بدر الدين حسن بن داود الكوكني الهندي والشيخ الفقيه محمد ابن عبد الرحيم باجابر الحضرمي والشيخ الفاضل شهاب الدين أحمد بن ربيع بن أحمد بن عبد الحق السنباطي المكي ثم المصري وغيرهم. ومن مصنفاته الفتوحات القدوسية في الخرقة العيدروسية - في مجلد ضخم - ومنها الحدائق الخضرة في سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه العشرة، وهو أول كتاب ألفه وسنه إذا ذاك دون العشرين، ومنها إتحاف الحضرة العزيزة بعيون السيرة الوجيزة، وهو على نمط الحدائق إلا أنه أخصر منه، ومنها المنتخب المصطفى في أخبار مولد المصطفى، وكتاب المنهاج إلى معرفة المعراج، والأنموذج اللطيف في أهل بدر الشريف، وأسباب النجاة والنجاح في أذكار المساء والصباح، والدر الثمين في بيان المهم من علوم الدين، والحواشي الرشيقة على العروة الوثيقة، وفتح الباري بختم صحيح البخاري، وتعريف الأحباء لفضائل الأحياء، وعقد اللآل بفضائل الآل، وبغية المستفيد بشرح تحفة المريد، والنفحة العنبرية بشرح بيتين العدنية، وغاية القرب في شرح نهاية الطلب، وله شرح على قصيدة الشيخ أبي بكر العيدروس النونية، وله كتاب إتحاف إخوان الصفاء بشرح تحفة الظرفاء بأسماء الخلفاء، وصدق الوفاء بحق الإخاء، وكتاب النور السافر عن أخبار القرن العاشر، والزهر الباسم من روض الأستاذ حاتم، وهو شرح رسالة من السيد حاتم إليه وهو مطول نحو مجلدين، وكتاب قرة العين في مناقب الولي عمر بن محمد باحسين، وله ديوان شعر سماه بالروض الأريض والفيض المستفيض. ومن شعره قوله: إذا ما اشتد ليل الهموم ودجا جعلت إلى أهل بدر الالتجا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 569 وما خاب عبد لهم قد رجا ومتى توسل بهم إلى الله فرجا توفي سنة ثمان وثلاثين وألف بأحمد آباد فدفن بها، كما في خلاصة الأثر. القاضي عبد القادر الباني بتي الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد القادر بن محمد الباني بتي ثم الأجني، أحد الفقهاء المتصوفين، ولد ونشأ بباني بتي وكان من بني أعمامه، ثم لازم الشيخ عبد الرزاق الجهنجهانوي وأخذ عنه الطريقة، وسافر للحج والزيارة ثلاث مرات على قدم الصدق والإخلاص، وسكن بأجين عند عمه وكان قاضياً، فلما مات عمه ولي القضاء فاشتغل به زماناً، وكان يذكر في كل أسبوع يوم الجمعة. قال محمد بن الحسن المندوي في كلزار أبرار: إنه كان آية ظاهرة في تأويل المتشابهات ومعرفة الناسخ والمنسوخ ووجوه الإعراب وأسباب النزول والتعميم والتخصيص والحقيقة والمجاز، مات سنة إحدى عشر وألف بأجين فأرخوا لوفاته من قاضي زنده دل. الشيخ عبد القادر اللاهوري الشيخ العالم الفقيه المعمر عبد القادر بن محمد بن زين العابدين بن عبد القادر ابن محمد، الشريف الحسني الأجي ثم اللاهوري، أحد المشايخ المعروفين، أخذ عن أبيه وتصدر للارشاد بعده. قال عبد القادر البدايوني في كتابه منتخب التواريخ: إن أكبر شاه أمره أن يسافر إلى مكة المباركة فراح إلى كجرات، فجهز له الأمراء فسافر إلى الحجاز وحج وزار، ورجع إلى الهند وعكف على الإفادة والعبادة بلاهور، انتهى. وفي خزينة الأصفياء: إنه كان عالماً تقياً زاهداً كريماً محسناً إلى الناس شديد التعبد، توفي سنة اثنتين وعشرين وألف بلاهور فدفن بها. مولانا عبد القادر البدايوني الشيخ الفاضل عبد القادر بن ملوك شاه الحنفي البدايوني، أحد العلماء المبرزين في التاريخ والإنشاء والشعر وكثير من الفنون الحكمية، ولد سنة سبع وأربعين وتسعمائة ببلدة بساور - بفتح الموحدة والسين المهملة - في عهد شير شاه العادل، وقرأ القرآن على السيد محمد المكي بمدينة سنبهل، وقرأ المختصرات وبعض العلوم العربية على جده لأمه مخدوم أشرف البساوري، وقرأ في ذلك الزمان قصيدة البردة ودروساً من كنز الدقائق في الفقه على الشيخ حاتم السنبهلي تبركاً، ثم دخل آكره وأخذ العلم بعضه عن المفتي أبي الفتح بن عبد الغفور التهانيسري وأكثره عن الشيخ مبارك بن خضر الناكوري، وقرأ بعض كتب على القاضي أبي المعالي الحنفي، وقرأ بست باب في الأصطرلاب على مير تقي ابن فارغي الشيرازي، وأخذ الشعر والألغاز والنجوم والحساب والموسيقى والشطرنج الصغير والكبير وضرب البين نوع من العود وكثيراً من الفنون، وصحب أبا الفيض وأبا الفضل ابني الشيخ مبارك ابن خضر المذكور أربعين سنة، وصحب نظام الدين بن محمد مقيم الهروي، وغياث الدين بن عبد اللطيف القزويني، وكمال الدين حسين بن حسن الشيرازي، وخلقاً آخرين من العلماء، ولازم الأمير حسين خان أحد ولاة أوده مدة طويلة، وكان الأمير يحسن إليه ويمنحه الصلات والجوائز، ثم تركه سنة إحدى وثمانين وتسعمائة ودخل آكره، فشفع له جلال خان القورجي وعين الملك الشيرازي إلى أكبر شاه بن همايون السلطان فقربه إليه وخاطبه وأدخله في صف العلماء، ففاق الأقران في زمان يسير في القرب والمنزلة، واتخذه السلطان إماماً لصلواته، وأعطاه ألف فدادين من الأرض الخراجية، وأمره بنقل الكتب الهندية إلى اللغة الفارسية، فألف كتباً عديدة: فأول ما أمر به نقل اتهرين ويد رابع الكتب المقدسة في زعم الهنادك وهو في لغة سنسكرت، يزعمون أن بعض أحكامه موافق للشريعة الإسلامية، فكان البدايوني يكتبه في الفارسية بعد ما يفهمه الشيخ بهاون الدكني الذي كان من أحبار الهنادك ثم أسلم ولكنه لما كان ذلك الكتاب في غاية الدقة والغموض كان الشيخ بهاون يعجز عن إفهامه فرفع البدايوني تلك القصة إلى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 570 السلطان، فأمر أبا الفيض بن المبارك الناكوري بنقله إلى الفارسية، ثم أمر الحاج إبراهيم السرهندي لذلك حتى تم الكتاب، ولكنه بقيت خبايا في الزوايا. ثم أمره بنقل مهابهارت أحد الكتب التاريخية للهنادك، وهو في زعمهم كتاب مقدس مشتمل على أنواع القصص والمواعظ والمصالح والأخلاق والآداب وتدبير المعاش، وفيه بيان المذاهب وطريق العبادة وغيرها من الأمور النظرية والعملية، أسست تلك المباحث على حرب عظيمة دارت بين كوران وبندوان طائفتين من ملوك الهند، ومهابهارت مركب من لفظين في لغتهم: مها عبارة عن العظيم، وبهارت عبارة عن الحرب، فجمع أكبر شاه السلطان طائفة من أحبار الهنادك وأمرهم بتعبيرها في اللغة المروجة ليعبرها البدايوني مشاركاً لغياث الدين القزويني في الفارسية، فلما تم ذلك الكتاب سماه السلطان رزمنامه. ثم أمره بنقل رامائن أحد الكتب السابقة على مهابهارت، وفيه خمسة آلاف وعشرون أشلوكاً وكل أشلوك منها يشتمل على خمسة وستين حرفاً، فنقله إلى الفارسية في أربعة أعوام، وفرغ من تصنيفه سنة سبع وتسعين وتسعمائة. ثم أمره أن ينتخب الجامع الرشيدي وهو كتاب مفيد في تراجم الخلفاء العباسية في بغداد وبقيتهم في مصر والخلفاء الأموية إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنه إلى آدم عليه السلام بالبسط والتفصيل، فلخصه ونقله من العربية إلى الفارسية. ثم أمره أن يكمل بحر الأسماء الذي صنف بأمر السلطان زين العابدين الكشميري، وهو كتاب مؤلف في القصص الهندية وقد بقي طرف من القصص المفيدة، فألفه البدايوني في ستين كراسة وجعله المجلد الثاني من ذلك الكتاب، وقد فرغ من تصنيفه في خمسة أشهر. ثم أمره أن يلخص تاريخ كشمير الذي ألفه مولانا شاه محمد الشاه آبادي، فانتخبه في شهرين بعبارة رائقة. ثم أمره بترجمة معجم البلدان من العربية إلى الفارسية، فقسم أجزاءه على اثني عشر رجلاً من أهل العلم، فناول البدايوني منها عشرة أجزاء فكتبها بالفارسية في شهر واحد. ومن تلك المصنفات التاريخ الألفي أمر السلطان بتصنيفه خاصة، واصطفى منهم سبعة رجال منهم عبد القادر البدايوني ليكتب كل واحد في أسبوع أخبار سنة، فامتثلوا أمره حتى حررت من ذلك أخبار خمس وثلاثين سنة. ومن مصنفات البدايوني الأربعون في فضل الجهاد في سبيل الله. ومنها نجاة الرشيد في الكبائر والصغائر من المعاصي وآفات النفوس صنفه سنة تسع وتسعين وتسعمائة. ومنها منتخب التواريخ وهو أحسن مؤلفاته، رتبه على ثلاثة مجلدات: الأول في تراجم ملوك الهند من سبكتكين إلى همايون وهو ما بين الإيجاز والإطناب، والثاني في أخبار أكبر شاه السلطان من بدء جلوسه على سرير الملك إلى سنة أربعين، والثالث في ذكر من عاصره من المشايخ والعلماء والأطباء والشعراء، فرغ من تصنيفه يوم الجمعة الثالث والعشرين من جمادي الآخرة سنة أربع بعد الألف، وكتابه هذا مما لا نظير له في صحة الرواية، نقد فيها أخلاق الناس بعين البصيرة فنقد الغش من الخالص، وذكر المناقب والمعايب، وما قصر في انتقاد الرجال حتى أنه لم يبال بصاحبه أكبر شاه، وكشف القناع عن حسنه وقبحه وخيره وشره وصوابه وخطائه وعدله وظلمه كأنه متحنط لا يبالي بموته. توفي في سنة أربع بعد الألف وله سبع وخمسون سنة، كما في دربار أكبري. الشيخ عبد القادر البخاري الأكبر آبادي الشيخ الفاضل الكبير عبد القادر البخاري الأكبر آبادي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد بمدينة أكبر آباد، وكان من المشايخ القادرية الأعظمية، أخذ عنه خلق كثير من الجزء: 5 ¦ الصفحة: 571 العلماء والمشايخ، مات سنة خمسين وألف بأكبر آباد فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. المفتي عبد القدوس الأمروهوي الشيخ الفاضل المفتي عبد القدوس بن عبد الغفور بن عبد الملك الحسيني الأمروهوي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ بأمروهه، وتفقه على والده، وولي الإفتاء بعده سنة تسعين وتسعمائة، واستقل به إلى سنة اثنتين وستين وألف، لأن ولده محمد شاهد ولي الإفتاء بعده في تلك السنة، لعله مات عبد القدوس المذكور في السنة المذكورة أو مما يقرب ذلك، كما في نخبة التواريخ. مولانا عبد القوي البرهانبوري الشيخ العالم الكبير عبد القوي الحنفي البرهانبوري، أحد العلماء المشهورين، لقبه عالمكير بن شاهجهان التيموري اعتماد خان ورقاه درجة بعد درجة حتى نال خمسة آلاف منصباً رفيعاً، وأذن له عالمكير أن يجلس بين يديه في الخلوة، وصار يعتمد عليه في مهمات الأمور. قال شاهنواز خان في مآثر الأمراء: إنه كان شديد التعصب، كثير الإعجاب بنفسه، احتسب على سعيد سرمد الأرمني وكلفه اللباس فلم يقبله، ثم ادعى عليه أنه ينكر معراج النبي صلى الله عليه وسلم فأفتى بقتله، انتهى. وقال خافي خان في منتخب اللباب: إنه كان صالحاً تقياً ديناً صدوقاً محتظياً عند السلطان، وكان السلطان ومن دونه يعظمونه ويتلقون إشاراته بالقبول، ولكنه كان لا يفوه بشفاعة لأرباب الحوائج ويشدد على الناس في القضايا حتى إنه قتل لذلك، وقصته: أن رجلاً قلندر الزي من أهل إيران قدم الهند، وأقام ببلدة سورت وبمدينة برهانبور أياماً عديدة ثم جاء إلى دهلي، فمال إليه الأمراء من أهل إيران واجتمع لديه القلندرون، فلم يزل يعيش في الحدائق والبساتين ويشتغل بالمعازف والمزامير ويبذل الأموال الطائلة حتى قيل: إن مصارفه كانت أكثر من مداخله، فظن السلطان أنه جاسوس بعثه ملك إيران، فأمر العسس أن يقبض عليه، وأمر عبد القوي أن يفحصه، فأحضره العسس لديه، فتكلم معه الشيخ في الخلوة فجحد كل ما رموه به، فلما شدد عليه قال: إذا شددت علي فإني لا أخبرك إلا همساً في أذنك، وأبى إلا أن يهمس إليه فأدناه، فوثب عليه وأخذ سيفه الذي بين يديه وضربه، فلم يرتث ولم يتحرك ومات من ساعته، وكان ذلك في سنة ست وسبعين وألف، قال السهارنبوري في مرآة جهان نما: إن ابنيه محمد مظفر وأبا الفتح نقلا جسده إلى برهانبور ودفناه بها. مولانا عبد الكريم البشاوري الشيخ العالم الفقيه عبد الكريم بن درويزه الحنفي البشاوري، أحد العلماء المذكرين، أخذ الطريقة عن الشيخ علي الغواص الترمذي عن الشيخ نظام الدين الجشتي التهانيسري، وله مصنف في الأفغانية يسمى بمخزن الإسلام توفي سنة اثنين وسبعين وألف، وقبره بحدود يوسف زئي من أرض ياغستان، كما في الحدائق الحنفية. الشيخ عبد الكريم المانكبوري الشيخ الصالح المعمر عبد الكريم بن سلطان بن قاسم بن أحمد بن ميران بن فيض الله بن حسام الدين المانكبوري، أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بمانكبور، وأخذ عن أخيه الشيخ عبد الله المانكبوري، ولما توفي عبد الله خرج من بلدته وساح البلاد حتى وصل إلى جبل لبنان، وحج وزار سبع مرات، ثم رجع إلى الهند ومات بأرض بنكاله فنقلوا جسده إلى مانكبور ودفنوه بها، وكانت وفاته في الخامس عشر من شهر صفر سنة سبع وخمسين وألف وله سبعون سنة، كما في آئينة أوده. الشيخ عبد الكريم البرهانبوري الشيخ الصالح عبد الكريم بن شرف الدين البرهانبوري، أحد رجال العلم والمعرفة، ولد سنة ثمان وتسعمائة بمدينة برهانبور، ونشأ في مهد المشيخة، وانتفع بأبيه ولازمه مدة حياته، وكان زاهداً عفيفاً ديناً باذلاً سخياً مسدي الإحسان إلى الضيفان، مات في الثاني عشر من شعبان سنة أربع بعد الألف وله ست وتسعون سنة، كما في كلزار أبرار. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 572 الشيخ عبد الكريم الكاكوروي الشيخ العالم الصالح عبد الكريم بن شهاب الدين بن نظام الدين العلوي الكاكوروي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ في أيام جده وأخذ عنه، وقرأ فاتحة الفراغ وله ثمان عشرة سنة، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد الباقي النقشبندي وعن غيره من المشايخ، ثم رجع إلى بلدته وتمكن بها للدرس والإفادة، وكان على قدم جده في الزهد والقناعة، مات في ثالث ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وألف، كما في كشف المتواري. الشيخ عبد الكريم اللاهوري الشيخ العالم الصالح عبد الكريم بن عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري ثم اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ الكتب الدرسية على والده، وأخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين بن عبد الشكور التهانيسري وصحبه، وسافر للحج والزيارة مرتين: مرة في صحبة أبيه، ومرة بعد وفاته، وسكن بلاهور بعد ما توفي والده، له شرح على فصول الحكم بالفارسية، والأسرار العجيبة رسالة له في الأذكار والأشغال، مات في السابع والعشرين من رجب سنة خمس وأربعين وألف ببلدة لاهور، فدفن بها قريباً من حديقة زيب النساء بيكم، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد الكريم الأكبر آبادي الشيخ الصالح المجود عبد الكريم الأكبر آبادي، أحد القراء المشهورين في عصره، كان مكفوف البصر مكشوف البصيرة، حفظ القرآن، وأخذ القراءة والتجويد عن الشيخ عبد الملك القارئ الأكبر آبادي، وحفظ القصيدة الشاطبية مع معانيها وغرائبها، وحفظ القراءات السبع مع أربع عشرة رواية، وكان يقرأ القرآن بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب، كما في كلزار أبرار. المفتي عبد الكريم الكجراتي الشيخ العالم الكبير عبد الكريم بن محب الدين بن علاء الدين، الخرقاني النهروالي الكجراتي، المفتي بهاء الدين أبو الفضائل المكي، أحد أفراد الدنيا في الفضل والكمال، ولد بأحمد آباد من بلاد الهند ضحى يوم الإثنين تاسع عشر شوال سنة إحدى وستين وتسعمائة، وكان بيته بيت العلم والطريقة في بلدة نهرواله من بلاد كجرات، وتقدم تمام النسب في ترجمة جده علاء الدين النهروالي من أعيان القرن العاشر، وهو سافر إلى مكة المباركة مع أبيه ونشأ بها، ولازم عمه المفتي قطب الدين محمد النهروالي وبه تفقه وعليه تخرج، وأخذ عن الشيخ عبد الله السندي والعلامة الشهاب أحمد بن حجر الهيثمي، روى عنه صحيح البخاري وتولى إفتاء مكة سنة اثنتين وثمانين وتسعمائة، وولي الخطابة في حدود التسعين وتسعمائة، وولي أيضاً المدرسة السلطانية المرادية بمكة، وألف مؤلفات لطيفة، منها شرح ممزوج على صحيح البخاري لم يكمله، سماه النهر الجاري على البخاري وتاريخ سماه إعلام العلماء الأعلام ببناء المسجد الحرام وهو مختصر تاريخ عمه المذكور، زاد فيه أشياء حسنة مهمة مما يحتاج إليه وما حدث بعد تأليفه منبهاً إليه، فرغ من تصنيفه يوم الأحد لإحدى عشرة ليلة بقيت من شعبان سنة ألف من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وأكمل التحية، وممن أخذ عنه السيد عمر بن عبد الرحيم البصري وخلق آخرون. قال المحبي في خلاصة الأثر: إنه كان إماماً فاضلاً، له اشتغال تام بالعلم وخط حسن، ونسخ بخطه كتباً، وله حفظ جيد ومذاكرة قوية، وكان عارفاً بالفقه، خبيراً بأحكامه وقواعده، مطلعاً على نصوصه مع طلاقة الوجه وكثرة السكون، وأما الأدب فكان فيه فريداً، يفهم نكته، ويكشف غوامضه، ويستحضر من الأخبار والوقائع وأحوال العلماء جملة كثيرة، وكان من أذكياء العالم ذا إنصاف في البحث، قال المحبي: هو الذي سعى في إحداث معلوم من بندر جدة يكون في مقابلة خدمة إفتاء الحنفية بمكة وأجيب إلى ذلك، وجعلت له خلعة تحمل مع الركب المصري يلبسها في يوم العرضة، ثم أحدث له في مقابلة ذلك أيضاً صوفان من الديار الرومية في ضمنها مائة دينار، واستمر ذلك لمفتي مكة، توفي بها قبل غروب شمس يوم الأربعاء خامس عشر ذي الحجة سنة أربع عشرة بعد الألف، ودفن بالمعلاة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 573 الشيخ عبد الكريم السهارنبوري الشيخ الفاضل عبد الكريم بن عبد الستار الأنصاري السهارنبوري، أحد الأفاضل المشهورين في عصره ومصره، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ ركن الدين ابن عبد القدوس الكنكوهي ولازمه مدة طويلة، ثم انقطع إلى الدرس والإفادة، وكان يعظ ويذكر ويلقن الذكر على الطريقة الجشتية، أخذ عنه خلق كثير، وله ديوان شعر بالفارسي، مات لأربع عشرة خلون من محرم سنة أربع وعشرين وألف ببلدة سهارنبور فدفن بها، كما في مرآة جهان نما. الشيخ عبد اللطيف الأجيني الشيخ العالم الصالح عبد اللطيف بن أحمد المتوكل الأجيني، أحد المشايخ العشقية الشطارية، ولد ونشأ بمدينة أجين، وسافر إلى برهانبور وأخذ عن الشيخ عيسى بن قاسم السندي البرهانبوري ولازمه زماناً، ثم قام مقام والده في الإرشاد والتلقين بمدينة أجين، توفي سنة سبع وألف، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد اللطيف الأكبر آبادي الشيخ الفاضل الكبير عبد اللطيف بن عبد الله العباسي الأكبر آبادي، أحد فحول العلماء، له لطائف الحدائق من نفائس الدقائق شرح بسيط بالفارسي على حديقة الحكيم سنائي الغزنوي، صنفه سنة ثمان وثلاثين وألف، وله خلاصة أحوال الشعراء، رتبه على سبع طبقات، وله لطائف المثنوي شرح مختصر على المثنوي المعنوي، وكان مليح الخط حسنه، رأيت خطه على نفحات الأنس من حضرات القدس لعبد الرحمن بن أحمد الجامي، كانت في مكتبة حبي في الله ربي نور الحسن بن صديق حسن الحسيني البخاري القنوجي، فوجدته غاية في الجودة والملاحة. الشيخ عبد اللطيف الكجراتي الشيخ الصالح عبد اللطيف بن ملك شاه النهروالي الكجراتي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بنهرواله، وتوفي والده في صباه فسافر إلى جانبانير، ولازم الشيخ صدر الدين محمد الذاكر الجانبانيري واشتغل بأذكار الطريقة الشطارية وأشغالها زماناً، وسافر بأمر شيخه إلى كواليار سنة سبع وسبعين وتسعمائة، وأدرك بها أبناء الشيخ محمد غوث وأصحابه، وأدرك الشيخ نظام الدين إله داد النارنولي وكثيراً من المشايخ، ثم رجع إلى جانبانير، وانتقل منها بعد خرابها إلى بروده وتزوج بها واتخذها داراً وسكناً، وسافر إلى كواليار مرة ثانية سنة أربع وثمانين وتسعمائة، وسافر إلى برهانبور لزيارة الشيخ عيسى بن قاسم السندي، توفي سنة سبع عشرة وألف ببزوده، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد اللطيف البرهانبوري الشيخ العالم الصالح عبد اللطيف الحنفي البرهانبوري، الشيخ المشهور المتفق على ولايته وجلالته، كان يعتقد بفضله وكماله عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند، يكرمه غاية الإكرام ويذكره في كثير من رسائله ويتواضع له ويتردد إليه، وإن لم يستطع يبعث إليه الرسائل، قلما يخلو أسبوع أو شهر من ذلك، كما في منتخب اللباب. وكان يشدد في الأمر والنهي، ويحتسب على الناس ولا يخاف في الله أحداً، وكان يتجر ويسترزق بها على وجه الحلال، وما كانت له خادم غير صاحبته، وكان لا يأذن لعامة الناس أن يدخلوا عليه ولا يفتح بابه لهم في كثير من الأحيان، ولا يقبل النذور والفتوحات، ولا يدع أحداً يبايعه. وكان ناسكاً صواماً قواماً، ذاكراً لله سبحانه في كل أمر، رجاعاً إليه في سائر الأحوال، وقافاً عند حدوده وأوامره ونواهيه، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، وكان يحتسب على الشيخ برهان الدين الشطاري البرهانبوري ويقول: إنه مبتدع، لاستماعه الغناء ولتواجده في ذلك. توفي سنة ست وستين وألف بمدينة برهانبور، فأرخ لوفاته بعض الناس من ستون دين افتاد كما في تأليف محمدي، وفي مرآة عالم: إنه توفي سنة ستين وألف، وتاريخه آه زان شيخ كامل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 574 مولانا عبد اللطيف السلطانبوري الشيخ الفاضل العلامة عبد اللطيف الحنفي السلطانبوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ الكتب الدرسية على الشيخ جمال الدين اللاهوري، وأخذ المنطق والحكمة عن العلامة فتح الله الشيرازي، ثم درس وأفاد وظهر فضله بين العلماء، فجعله شاهجهان بن جهانكير معلماً لولده دارا شكوه في حياة والده جهانكير فلم يزل يعلمه، وكان شاهجهان يجزل عليه الصلات والجوائز، فلما كف بصره رخصه إلى بلدته وأعطاه قرى عديدة، فرجع إلى بلدته والتزم التفسير والموعظة مع الطريقة الظاهرة والصلاح، كما في بادشاه نامه وعمل صالح. وفي مرآة عالم: إن شاهجهان جعله معلماً لولده عالمكير، وقد سمع بختاور خان صاحب المرآة من عالمكير أنه كان يقول: إن له حقاً عظيماً علي لأني كل ما أخذت من العلوم والفنون أخذته عنه، لأنه كان يجتهد في الإفادة ولا يتساهل في ذلك، خلافاً لغيره من الأساتذة فانهم كانوا يراعون جانبي ويلاحظونني فيتساهلون في تعليمي، انتهى. توفي سنة اثنتين وأربعين وألف، فأرخ لوفاته بعض أصحابه من قوله آفتاب علم را آمد كسوف كما في مرآة عالم، فما في تذكرة العلماء: إنه مات سنة ست وثلاثين وألف، لا ينبغي أن يعتمد عليه. الشيخ عبد اللطيف السندي الشيخ الفاضل عبد اللطيف البديني السندي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، أجرى له عالمكير الأرزاق السنية بعد كبر سنه، كما في تحفة الكرام. الشيخ عبد الله الخير آبادي الشيخ الفاضل عبد الله بن أبي الفتح بن نظام الدين الحسيني الرضوي الخير آبادي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بخير آباد، وأخذ عن والده ولازمه زماناً طويلاً، وتصدر للإرشاد بعده، وكان كثير الدرس والإفادة. السيد عبد الله السندي الأمير عبد الله بن أبي المكارم بن غياث الدين، الحسيني السيوستاني السندي، أحد الأمراء المعروفين بأرض السند، ولد ونشأ بمدينة سيوستان، وسافر إلى دهلي مرافقاً لمرزا غازي أحد ولاة السند في أيام جهانكير بن أكبر شاه، ثم رجع إلى بلاد السند، وبعثه مرزا غازي إلى ملك الفرس بالسفارة، فزار مشهد الرضا في ذلك السفر، وولي على مدينة تهته بعد وفاة الغازي، واعتزل عنها في أيام شاهجهان بن جهانكير شاه، فرتب له شاهجهان خمسين ألف دام، وكانت وفاته في السادس عشر من شعبان سنة أربع وخمسين وألف، كما في تحفة الكرام. الشيخ عبد الله السنديلوي الشيخ العالم الصالح عبد الله بن بهلول بن جاند بن جنيد بن محمد بن برهان الدين بن عز الدين محمود بن نجم الدين أحمد بن شمس الدين العثماني الهروي السنديلوي، أحد المشايخ العشقية الشطارية، ولد يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الثاني سنة أربع وعشرين وتسعمائة ببلدة سنديله من أرض أوده، فلما صار ابن تسع سنوات سافر للعلم إلى كوبامؤ وقرأ على الشيخ إله داد بن سعد الله العثماني الكوباموي النحو والصرف، ثم ذهب إلى بدايون، ثم إلى دهلي وسكن بها عند الشيخ معز الدين البخاري، وقرأ اللب والإرشاد والكافية في مدرسة دهلي، ثم سافر إلى حصار وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا برهان الدين الملتاني، وسافر معه إلى كجرات وقرأ بعض الرسائل في الفنون الرياضية على العلامة وجيه الدين العلوي الكجراتي، وقرأ هداية الفقه وأصول البزدوي على الشيخ مبارك الفاضل الكواليري، وأخذ الحديث وأصوله عن الشيخ عبد الأول الحسيني الدولة آبادي وأسند الفصوص وشروحه عن الشيخ مصطفى الرومي، وقرأ فاتحة الفراغ وله أربع وعشرون سنة، ثم لازم الشيخ محمد غوث الشطاري الكواليري وأخذ عنه الطريقة، وأجازه الشيخ المذكور يوم غرفة من ذي الحجة الحرام سنة خمسين وتسعمائة بكجرات وأمره أن يربي المريدين، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 575 فاستقام على تلك الخدمة سنتين، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، وأقام بالمدينة المنورة خمس سنوات عاكفاً على الزهد والعبادة، وكان يحج في كل سنة، ثم رجع إلى الهند وتزوج بأحمد آباد، واشتغل بها بالدرس والإفادة خمس عشرة سنة، ثم ذهب إلى كواليار واعتكف على قبر شيخه سنتين، ثم دخل آكره واعتزل بها مع القناعة والعفاف والتوكل والإستغناء، كان لا يتردد إلى الأغنياء ولا غيرهم من الناس. جمع ابنه عبد النبي ملفوظاته في كتابه جامع الكلم: ومن مصنفاته: سراج السالكين، وكنز الأسرار في أشغال الشطار، وشرح الرسالة الغوثية والأوراد الصوفية، وأنيس المسافرين، وأسرار الدعوة، ورسالة الصوفية، توفي لسبع ليال بقين من جمادي الأولى سنة عشر وألف بمدينة آكره، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد الله الحضرمي السيد الشريف عبد الله بن حسين بن محمد بن علي بن أحمد بن عبد الله ابن محمد، بافقيه الحسيني الحضرمي الشافعي، أحد علماء الإسلام الكبار، ذكره الشلي في تاريخه، قال: إنه ولد بتريم، وحفظ القرآن على محمد با عائشة، وحفظ الجزرية وقرأها عليه، وحفظ بعد الإرشاد والملحة والقطر وعرضها على مشايخه، وتفقه بوالده حسين، وأخذ عدة علوم عن الشيخ أبي بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين، منها الحديث والعربية وأكثر العلوم الأدبية، وأخذ الفقه عن الشيخ عبد الرحمن بن علوي بافقيه، ومن مشايخه عبد الرحمن السقاف ابن محمد العيدروس والقاضي أحمد بن حسين والقاضي أحمد بن عمر عيديد والشيخ أحمد بن عمر البيتي والشلي الكبير، وأخذ التصوف عن أكثر مشايخه المذكورين، ولبس الخرقة من غير واحد، وجد في الطلب واعتنى بعلوم الأدب حتى اشتهر أمره وبعد صيته، ثم دخل الهند واجتمع في رحلته هذه بكثير من أرباب الفضل والحال، ثم قصد مدينة كنور وأخذ بها عن السيد الكبير بن محمد بن عمر بافقيه وغيره، وحصل له قبول تام عند صاحبها الوزير عبد الوهاب، وكان عبد الله بن حسين إذ ذاك شاباً فرغب في صهارته وزوجه بابنته وأعطاه دست الوزارة، فنصب نفسه للتدريس والإقراء ونفع العالمين فشاع ذكره شرقاً وغرباً، وكان لا يقاوم في المناظرة. وألف تآليف عديدة، منها شرح الآجرومية، وشرح الملحة ومختصرها، وشرح مختصره، وله رسائل بديعة، وكان في صناعة النظم والنثر حاز قصب السبق، وله قصائد غريبة، قال الشلي: ورأيت له رسائل وأنا صغير، أتى فيها بما لم يسبق إلى مثله، كان أرسلها إلى سيدي الوالد، ولم يتفق لي إلى الآن الوقوف على شيء من مؤلفاته ولا قصائده، ولم يقدر لي الله الاجتماع به في رحلتي إلى الهند، وكان مع علو همته لا يسمع بشيء إلا أحب أن يقف على أصله ومادته ويتطلب أربابه من سائر الآفاق حتى أحكم على الرمل والهيئة والأسماء والأوفاق، واجتهد في علم الكيمياء غاية الإجتهاد ويقال إنه ناله، وكان مع ذلك كله ذا قدم راسخة في الصلاح والتقوى والدين مقبلاً على الطاعة، وله خلق حسن وعذوبة كلام ولين جانب، لا يزال مسروراً، وكان آية في الكرم كثير الإحسان، وكان ينفق نفقة السلطان، ويسكن العظيم من الدور، ويركب الخيل الجياد، وهو قائم بنفع العباد، عاكف على طلبة العلم، ولم تطل لياليه حتى مات وهو في الوزارة، كما في خلاصة الأثر. الشيخ عبد الله الحضرمي السيد الشريف عبد الله بن زين بن محمد بن عبد الرحمن بن زين بن محمد، مولى عيديد، الحضرمي الشافعي الفقيه الجل، ذكره الشلي في تاريخه، قال: إنه ولد بتريم وحفظ القرآن، ثم طلب العلم وحفظ الجزرية والعقيدة الغزالية والأربعين النواوية والملحة والقطر والإرشاد، وعرض محفوظاته على العلماء الأجلاء، وتفقه على القاضي أحمد بن حسين ولازمه إلى أن تخرج به وبرع، وجمع من الفوائد شيئاً كثيراً، وأخذ عدة علوم، منها الحديث والتفسير والعربية على الشيخ أبي بكر عبد الرحمن، وأخذ عن أخيه محمد الهادي التصوف والحديث، ومن مشايخه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 576 الشيخ عبد الرحمن بن محمد العيدروس والشيخ عبد الرحمن بن علوي بافقيه وغيرهم، وكان في الحفظ منقطع القرين لا تغيب عن حفظه شاردة، وكان أجمع أقرانه للفقه وأبرعهم فيه، وأذن له غير واحد من مشايخه بالإفتاء والتدريس، فدرس وأفتى، وانتفع به جماعة. قال الشلي: وحضرت دروسه وقرأت عليه بعض الإرشاد، وحضرت بقراءة غيري فتح الجواد، وكان آية في الفروع والأصول محققاً، وما شهدت الطلبة أسرع من نقله، وكان علمه أوسع من عقله، ولما حفظ الإرشاد جميعه حصل له خلل في سمعه، واشتهر عند العوام أن من حفظ الإرشاد كله ابتلى بعلة، ولذا كان كثير ممن حفظه يترك بعضه، وكان حسن المناظرة، قال: ووقع بينه وبين شيخنا القاضي عبد الله بن أبي بكر الخطيب مناظرات في مسائل مشكلات، وربما تناظرا أكثر الليل. وكان صاحب جد في الدين، وكان ذا هدى ورشاد وصلاح معرضاً عن الرين، حسن الصيت نير الوجه بصير القلب والبصر متقللاً من الدنيا، وارتحل من بلدة تريم ودخل الهند وأخذ عن السيد عمر بن عبد الله باشيبان علوم الصوفية والأدب، وأخذ السيد عمر عنه العلوم الشرعية، وطلب منه أن يقيم عنده والتزم له بما يحتاجه، فقام حتى اجتمع بمن في الهند من المحققين، فقصد مدينة بيجابور واجتمع فيها بالشيخ أبي بكر بن حسين بافقيه أخي شيخه القاضي بافقيه، وأخذ عن هذين علوم التصوف والحقيقة، وجلس يدرس أياماً، ثم مات بمدينة بيجابور، ودفن عند قبور بني عمه من السادة - رضي الله عنه - كما في خلاصة الأثر. الشيخ عبد الله اللاهوري الشيخ العالم المعمر عبد الله سعد الحنفي اللاهوري نزيل المدينة المنورة، كان من أخيار الصوفية، اسم أبيه سعد الله، وقيل: سعد الدين ولد سنة خمس وثمانين وتسعمائة، وتوفي سنة ثلاث وثمانين وألف. وهو ممن أخذ عن مفتي مكة قطب الدين محمد النهروالي، يروي عنه صحيح الإمام البخاري بسند عال، لا أعلم في الدنيا سنداً أعلى من هذا السند، أخذ عنه الشيخ إبراهيم بن حسن الكردي المدني وعنه الشيخ سالم بن عبد الله البصري المكي حتى انتشر في الحجاز، وقد ذكره إبراهيم المذكور في الأمم لإيقاظ الهمم، وذكره عبد الله بن سالم في الإمداد بعلو الإسناد والمزجاجي في نزهة رياض الإجازة وقال: هذه الطريقة لم تصل إلى الحرمين إلا مع أشياخ أشياخ مشايخنا كالشيخ المعمر عبد الله بن سعد اللاهوري، انتهى. مولانا عبد الله السيالكوتي الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الله بن عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي أحد العلماء المشهورين بأرض الهند، ولد ونشأ ببلدة سيالكوث وقرأ العلم على والده، وأخذ الحديث عن المفتي نور الحق بن عبد الحق المحدث الدهلوي، ثم درس وأفاد وألف، وتميز واشتهر بالفضل والكمال، أخذ عنه خلق كثير. وكان عالمكير بن شاهجهان التيموري سلطان الهند وأبناؤه يكرمونه غاية الإكرام: أدركه عالمكير سنة ست وثمانين وألف بمدينة لاهور وإحتظ بصحبته، ثم استقدمه إلى أجمير ليوليه الصدارة العظمى وبعث كتاباً إليه بخطه، وأمر بختاور خان أن يحرضه على القبول فكتب إليه بختاور خان، فأجابه أن الزمان زمان الفراق لا زمان كسب الشهرة في الآفاق ولكنه سيحضر لديه امتثالاً للأمر المطاع، فسافر إلى أجمير وأقام بها زماناً، ثم رجع إلى بلدته واعتزل عن الناس، كما في مآثر عالمكيري، ومن مصنفاته التصريح على التلويح في أصول الفقه من البداية إلى المقدمات الأربع، ومنها تفسير على سورة الفاتحة، ومنها رسالة في حقائق التوحيد، صنفها بأمر عالمكير، وله غير ذلك من الرسائل، توفي في شهر رجب سنة ثلاث وتسعين وألف، كما في المآثر. الشيخ عبد الله السنبهلي الشيخ الصالح الفقيه عبد الله بن عبد العظيم بن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 577 منور بن منصور بن الشيخ عبد الله بن عثمان الحسيني المودودي الأمروهوي ثم السنبهلي، أحد العلماء المبرزين في المعارف الالهية، كان سبط الشيخ تاج الدين النقشبندي السنبهلي، كما في نخبة التواريخ. الشيخ عبد الله البرهانبوري الشيخ الصالح الفقيه عبد الله بن عبد النبي بن نظام الدين بن محمد ماه بن صفي الدين العمري الجشتي الكجراتي ثم البرهانبوري، أحد العلماء الصالحين، كان فاضلاً صاحب الطريقة الظاهرة والصلاح، توفي لليلة بقيت من الشهر المحرم سنة ثمان وتسعين وألف بمدينة برهانبور فدفن بها: كما في تاريخ برهانبور. الشيخ عبد الله البهتي الشيخ الصالح عبد الله بن عمر بن حسن بن عثمان بن حسن بن عبد الباسط ابن أحمد بن مبارك بن حسن بن علي بن محمد بن يحيى بن أحمد بن نصر بن عبد الرزاق بن الشيخ عبد القادر الكيلاني، الأجي ثم البهتي، كان من المشايخ المشهورين في الطريقة القادرية، سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند وسافر إلى أجمير ودخل الأربعين، ثم قدم دهلي وأقام عند مقبرة الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي ودخل الأربعين، ثم سار إلى قرية بهته وسكن بها، وكان مرزوق القبول، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي لعشر ليال خلون من ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وألف، كما في الأسرارية. الشيخ عبد الله الدهلوي الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي الكابلي ثم الدهلوي، أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، ولد بمدينة دهلي في سادس رجب سنة عشر وألف بعد أربعة أشهر من ولادة أخيه الكبير لأبيه عبيد الله بن عبد الباقي، وتوفي والده في صغره فتربى في مهد الشيخ حسام الدين الدهلوي، وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ شاكر محمد والشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، ثم سافر إلى سرهند وقرأ بعض الكتب على الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي، وأخذ عنه الطريقة وصحبه زماناً، ثم رجع إلى دهلي وأجازه الشيخ حسام الدين والشيخ إله داد، فتصدى للدرس والإفادة. وكان فاضلاً كبيراً صوفياً من أرباب الوجد والسماع، وكانت له اليد الطولى في المعارف الإلهية على مذهب الشيخ محيي الدين بن عربي، وكانت الفصوص والفتوحات منه على طرف اللسان، له تعليقات نفيسة عليهما، وتعليقات على تفسير البيضاوي وعلى بعض الكتب الدرسية، وله زاد المعاد رسالة في مناقب الشيخ حسام الدين المذكور، وله رسالة في الميراث صنفها باسم ولده زين الدين محمود، وله شرح التسوية للإله آبادي، ورسالة مستقلة في الحقائق بالعربية، وبرده بر انداخت، والسر المبهم كلاهما بالفارسية، وكتاب الفوائح بالعربي، وطريق الوصول إلى أصل الأصول، توفي يوم الأربعاء لخمس ليال بقين من جمادي الأولى سنة أربع وسبعين وألف، كما في الأسرارية. الشيخ عبد الله الكواليري الشيخ الفاضل عبد الله بن محمد غوث بن خطير الدين العطاري الشطاري الكواليري أحد العلماء المتصوفين، ولد ونشأ بمدينة كواليار، وقرأ العلم على الشيخ مبارك الفاضل الكواليري وعلى الشيخ وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، ودرس مدة من الزمان، ثم تصدر للإرشاد مقام والده واستقام على الطريقة برهة من الدهر، ثم قربه أكبر شاه بن همايون التيموري إليه وجعله من أهل المناصب الرفيعة، فخدمه أربعين سنة، ولما قام بالملك ولده جهانكير بن أكبر شاه سنة أربع عشرة وألف استعفى عن الخدمة ورجع إلى بلدته كواليار وتولى الشياخة بها. توفي في الثامن عشر من شهر محرم سنة إحدى وعشرين وألف بمدينة كواليار فدفن بها، كما في كلزار أبرار. عبد الله قطب شاه الحيدر آبادي الملك الباذل عبد الله بن محمد قطب شاه الشيعي الحيدر آبادي، أحد الملوك المشهورين، قام بالملك بعد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 578 والده سنة خمس وثلاثين وألف بحيدر آباد، واستقل بالملك سبعاً وأربعين سنة، وكان ملكاً عادلاً باذلاً كريماً محباً لأهل العلم محسناً إليهم، وفد عليه العلماء من بلاد فارس والعرب وصنفوا له تصانيفهم، منها البرهان القاطع في اللغة الفارسية، صنف له محمد حسين التبريزي، وكان لفرط محبته لأهل العلم زوج ابنته بالسيد أحمد بن محمد المعصوم الدستكي الشيرازي المشهور بالمدني، وهو والد السيد علي المعصوم الدستكي صاحب سلافة العصر. مات في ثالث محرم الحرام سنة ثلاث وثمانين وألف بحيدر آباد فدفن بها، كما في حديقة العالم. الشيخ عبد الله العلوي الكجراتي الشيخ الفاضل العلامة عبد الله بن وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بأحمد آباد من بلاد كجرات واشتغل بالعلم، وتخرج على والده وتفنن عليه بالفضائل، ثم أخذ عنه الطريقة، ودرس وأفاد في حياة والده مدة طويلة، ثم قام مقامه بعده. وكان شيخاً مجاهداً، صاحب زهد وعبادة، متين الديانة، كبير الشأن، مرزوق القبول، ناهز عمره سبعاً وثمانين سنة، توفي في خامس محرم الحرام سنة سبع عشرة وألف فدفن عند والده، كما في روضة الأولياء للبيجابوري. القاضي عبد الله البيجابوري الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الله الحنفي الكجراتي ثم البيجابوري، أحد العلماء المتمكنين في الفقه والحديث، أخذ عن العلامة وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي ولازمه زماناً، ثم ذهب إلى بيجابور وولي القضاء فسكن بها، وقبره بمدينة بيجابور، كما في روضة الأولياء للبيجابوري. السيد عبد الله الترمذي الشيخ الصالح عبد الله الحسيني الترمذي، الخطاط المشهور، كان من ذرية الشيخ نعمة الله الولي، يكتب التعليق في غاية الجودة والحلاوة، ولذلك لقبه جهانكير بن أكبر شاه مشكين رقم، وكان فاضلاً شاعراً مجيد الشعر صاحب الطريقة الظاهرة والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ فيض الله السهارنبوري المتوفي سنة 1024، وكان يتلقب في الشعر بالوصفي، وله ديوان شعر وخمس مزدوجات بالفارسية، توفي سنة خمس وثلاثين وألف بمدينة أجمير، كما في مرآة العالم. الحكيم عبد الله الأكبر آبادي الشيخ الفاضل عبد الله الحكيم الأكبر آبادي، أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، له همدم بخت رسالة في الطب، صنفها لبختاور خان سنة إحدى وتسعين وألف، واسمها يشعر بالتاريخ كما في مرآة العالم. الشيخ عبد الله الدهلوي الشيخ العالم الصالح عبد الله بن سماء الدين الدهلوي، كان من رجال العلم والمعرفة، أخذ عن والده ولازمه ملازمة طويلة، ثم استوحش عن الناس فخرج إلى الصحراء، ولذلك لقبوه بالبياباني - معناه الصحرائي - ثم بعد مدة من الزمان دخل المدينة واعتكف في مقبرة الشيخ نظام الدين محمد البدايوني الدهلوي، ثم سافر إلى مندو ومات بها سنة سبع بعد الألف، كما في بحر زخار. صفي الدين عبد الله الشيرازي الشيخ الفاضل عبد الله بن علي الشيرازي صفي الدين عين الملك، كان من العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، أخذ عن والده الحكيم عين الملك وتفنن عليه بالفضائل، وتزوج بأخت الشيخ أبي الفيض بن المبارك الناكوري: وكان له ولد رشيد يسمى بمحمد، وقد ذكرته في حرف الميم. الشيخ عبد الله المانكبوري الشيخ الصالح عبد الله بن سلطان بن قاسم بن أحمد بن نظام الدين، العمري المانكبوري، أحد كبار المشايخ، ولد ونشأ بمانكبور، وأخذ عن والده ولازمه ملازمة طويلة، ولما توفي والده تولى الشياخة، أخذ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 579 عنه صنوه عبد الكريم، وكان شيخاً جليلاً مهاباً، رفيع القدر، كبير المنزلة، تذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، مات في مستهل المحرم سنة أربع وألف بمانكبور، كما في أشرف السير. جلبي عبد الله الرومي الشيخ الفاضل العلامة عبد الله الرومي المشهور بالجلبي، كان من كبار العلماء، يعرف اللغات المتنوعة من العربية والتركية والفارسية ويحسنها، وله معرفة تامة بمصطلحات القوم واليد الطولى في الفقه والأصول، قدم الهند في أيام شاهجهان وسكن بدهلي في زي الفقراء، وكان يحسن إليه سعد الله خان الوزير ويوظفه، ثم وظفه شاهجهان وأعطاه اليومية، ولما تولى المملكة عالمكير خصه بأنظار العناية والقبول، وأمره بترجمة الفتاوي العالمكيرية ذكره السهارنبوري وقال: إنه كان نادرة من نوادر العصر في الفنون الغريبة، له مصنفات عديدة في الحكمة والتصوف. الشيخ عبد المجيد الأمروهوي الشيخ العالم الفقيه الزاهد عبد المجيد بن معروف بن خداوند بن كلاب ابن يحيى، العلوي الأمروهوي، أحد المشايخ المبرزين في المعارف الإلهية، ولد في سنة سبعين وتسعمائة بمدينة أمروهه ونشأ بها، وسافر للعلم إلى نار نول فقرأ الكتب الدرسية في مدرسة الشيخ نظام الدين إله داد بن عبد الكريم النارنولي، وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة من الزمان، ثم رجع إلى بلدته وتولى الشياخة بها، أخذ عنه صنوه فيض الله وخلق كثير وله الذكر الأعلى في شرح أسماء الله الحسنى، توفي في الحادي عشر من ربيع الآخر سنة ست وأربعين وألف بأمروهه فدفن بها، كما في نخبة التواريخ. الشيخ عبد المجيد اللاهوري الشيخ العالم الفقيه عبد المجيد بن المفتي محمد اللاهوري، أحد عباد الله الصالحين، له رسالة إلى الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي بالعربية، وجواب منه إليه في بيان وجه التعلق بين الروح والنفس وبيان عروجهما ونزولهما وبيان الفناء الروحي والجسدي وبقائهما. مولانا عبد الملك السرهندي الشيخ الفاضل عبد الملك بن فريد الدين الكهروالي السرهندي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، أخذ عن أبيه ولازمه زماناً، وأخذ عنه خلق كثير. قال بختاور خان في مرآة العالم: إنه كان فاضلاً تقياً متورعاً يسكن بسرهند، انتهى، الشيخ عبد الملك الكجراتي الشيخ العالم المحدث عبد الملك بن عبد اللطيف بن عبد الملك، العباسي الأحمد آبادي الكجراتي، أحد العلماء البارعين في الحديث، أخذ عن المفتي قطب الدين بن علاء الدين النهروالي المكي، وأخذ عنه إبراهيم بن الحسن الكوراني المدني: أجازه مكاتبة وذكره في إيقاظ الهمم، وأخذ عنه أبو الأسرار حسن ابن علي العجيمي المكي، وقد ذكره الشيخ محمد بن الطيب الفاسي في عيون موارد السلسلة في الأحاديث المسلسلة في رواية المسلسل بالمشارقة، وروى عنه بسنده عن الشيخ عبد الملك وبه إلى داود الطائي عن نعمان بن ثابت الكوفي عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا اتضع النجم رفعت العاهة عن كل بلد، انتهى. خواجه عبد المنعم الأحراري الشيخ الصالح الفقيه عبد المنعم بن عبد الله بن الشيخ الكبير عبيد الله الأحرار الأحراري، كان من كبار المشايخ، أقطعه شاهجهان التيموري سلطان الهند قرى عديدة من ناحية سليم بور فسكن بها، وكانت له صحبة مؤثرة، انتفع به خلق كثير، مات في بضع وخمسين وألف، وذكره كمال محمد السنبهلي في الأسرارية. مولانا عبد المؤمن اللاهوري الشيخ العالم الصالح أبو المراد عبد المؤمن بن محمد بن طاهر اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، له مختصر لطيف سماه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 580 بالقصر المتين من الحصن الحصين، فرغ من تصنيفه ليلة الجمعة التاسع والعشرين من جمادي الأولى سنة أربع عشرة وألف ببلدة آكره، أوله الحمد لله أحمد الله على ما هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله - إلخ. مولانا عبد النبي الأكبر آبادي الشيخ الفاضل الكبير عبد النبي بن الشيخ عبد الله الشطاري عماد الدين محمد عارف العثماني السنديلوي ثم الأكبر آبادي، أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، له مصنفات كثيرة، ذكره الشيخ عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي في طرب الأماثل، قال: رأيت فوائح الأنوار شرح لوائح الأسرار للشيخ عبد النبي مكتوباً بخطه سنة سبع وثمانين وألف، وكان في آخره: قد وقع الفراغ يوم الجمعة ثامن ثاني عشر من عشرين من حادي عشر من الهجرة تجاه مرقد الشيخ الوالد ببلدة آكره، صانها الله عن جميع ما يكره! وتاريخ إتمامه أفضال حق انتهى. قال: وقد عد عبد النبي من مصنفاته كتباً عديدة على ما رأيت أسماءها على ظهر نسخة الفوائح بخطه، منها: ذريعة النجاة شرح المشكاة اللهم تممه، شرح الفصوص وشرح ترجمة الفصوص اللهم تممه، ومختصر الفوائح المسمى بالروائح شرح اللوائح، وشوارق اللمعات شرح اللمعات، وشرح خلاصة العشق، وشرح جام جهان نما، وشرح الغيبة، وشرح شرح نخبة الفكر، وشرح معمى المير حسين، وشرح الجواهر الخمسة، وشرح كليد مخازن، وشرح تحفة حل الودود اللهم تممه، وشرح على حاشية السيد علي العضدي المسمى بفيض الخبير، ورسالة في تعريف الفقر، ورسالة كشف الجواهر ورسالة في اسم الذات، ورسالة لطائف العشر في حقيقة البشر، ورسالة في المعراج، ورسالة في شرح خير الأسماء عبد الله وعبد الرحمن، ورسالة كنوز الأسرار في أشعار الشطار، وجوامع كلم الصوفي، ومقامات العارفين اللهم تممه، وفتوحات المغيبة اللهم تممه، وحدائق الإنشاء، ورسالة في الناسخ والمنسوخ يسمى دستور المفسرين، وبحر الكرم شرح عين العلم، وحاشية على شرح الجامي من مبحث الحال إلى المجرورات، وسواطع الإلهام شرح تهذيب الكلام، وشرح حديث معراج المؤمنين، وشرح حديث كنت كنزاً مخفياً: ورسالة دستور السعادة في بيان الولاية، وفيض القدوس منتخب نقد النصوص، ومطالع الأنوار الخفي شرح أجوبة الولي، وجواهر الأسرار، وشرح فصوص الفارابي، وفيض الملك المبين شرح حق اليقين، وحاشية على نقد النصوص، ولوامع الأنوار في مناقب السادة الأطهار ورسالة في السماع، ورسالة في جواب أسئلة الفاضل النارنولي، وشرح جواب ابن سينا لمكتوب أبي الخير مولانا أبي سعيد، ومواهب إلهي شرح أصول إبراهيم شاهي، وشرح إرشاد النحو للقاضي شهاب الدين اللهم تممه، وروح الأرواح شرح الحكمة الإشراقية، ورسالة في إيمان فرعون، ورسالة في خلوات الوجود، ورسالة ناسخ التناسخ، وشرح حضرات الخمس وغيرها، انتهى. ومن مصنفاته: كشف الأنوار شرح جواهر الأسرار بالفارسي في علم الدعوة، شرح فيه الجوهر الثالث من الجواهر الخمسة للشيخ محمد غوث الكواليري، أوله: منك العون في الابتداء والانتهاء يا كريم إلخ. المفتي عبد النبي الكشميري الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد النبي بن يوسف الحنفي الكشميري، أحد كبار الفقهاء الحنفية، له اليد الطولى في الخلاف والمذهب، تفقه على والده، واجتهد وبالغ إلى أن صار أوحد زمانه في استخراج الروايات الجزئية والإفتاء، أقر بفضله المؤالف، والمخالف: كما في حدائق الحنفية. الشيخ عبد الواجد السنبهلي الشيخ العالم الصالح عبد الواجد بن كمال الدين النقشبندي السنبهلي، أحد كبار المشايخ، ولد ونشأ بمدينة سنبهل، وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 581 ثم سافر إلى دهلي وأخذ العلم عن أهله، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ تاج الدين العثماني النقشبندي السنبهلي، وصحب والده زماناً صالحاً وانتفع به نفعاً عظيماً، وسافر إلى الحرمين الشريفين في بضع وستين وألف، فحج وزار وانتفع بمشايخ الحرمين، وصنف تفسير القرآن الكريم بالفارسي، ورجع إلى بلدته بعد مدة، ذكره كمال محمد صاحب الأسرارية. الشيخ عبد الواحد البلكرامي الشيخ العالم الصالح عبد الواحد بن إبراهيم بن قطب الدين الحسيني الواسطي البلكرامي، أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، ولد ونشأ بقرية ساندي بالسين المهملة والألف والنون والدال الهندية بعدها تحتية، وكان صاحب الفضائل العلية والكرامات الجلية والأذواق الصحيحة والمواجيد الصادقة، ذكره عبد القادر البدايوني في منتخب التواريخ، وعلاء الدولة القزويني في نفائس المآثر، ومحمد بن الحسن المندوي في كلزار أبرار والسيد غلام علي البلكرامي في مآثر الكرام وكلهم أثنوا عليه. قال البلكرمي: إنه أخذ الطريقة عن الشيخ صفي الدين عبد الصمد السائنبوري، ثم لازم صاحبه الشيخ حسين بن محمد السكندروي، والتزم أذكار الطريقة وأشغالها حتى بلغ رتبة المشيخة، ثم سكن بقنوج ولذلك اشتهر بالقنوجي، وبتلك النسبة ذكره المندوي والقزويني، وكلام البدايوني أيضاً مشعر بذلك، وفي آخر عمره دخل بلكرام وتزوج ومات بها. له شرح بسيط على نزهة الأرواح، وشرح قصة الإخوة الأربعة، وشرح مصطلحات ديوان الحافظ، وأشهر مصنفاته سبع سنابل، وهو مصنف لطيف. ومن بدائع تأليفاته شرح كافية ابن الحاجب إلى بحث غير المنصرف على لسان الحقائق والتصوف. قال فيه: الكلمة لفظ أي ملفوظة على ألسنتنا وملحوظة لقلوبنا ومحظوظة به بواطننا، يعني كلمة توحيد در مرتبة إقرار بر زبانها ئي ما ملفوظ است ودر مرتبة تصديق دلها ئي مارا ملحوظ ودر مرتبة أحوال باطنها ئي ما ازو محظوظ، مصنف رحمه الله اكتفاء بذكر اقرار كرد ومعطوف محذوف فرو كزاشت، بحكم آنكه حكم كردن بر إسلام وسبب جريان تكليف احكام منوط ومربوط بمرتبة اقرار است، وقرينة حذف مفهوم از عبارت مصنف است كه ميكويد وضع لمعنى مفرد نهاده شده است يعني لازم كردانيده شده است قبول آن كلمة توحيد بر رقاب ونواصي بجهت تحصيل معنى كه فرد ومجرد است از كفر ونفاق ومعاصي، بس لفظ مفرد قرينة حذف است زيرا كه افراد از كفر وافراد از نفاق وافراد از معاصي، فالافراد من الكفر في رتبة الإقرار، والافراد من النفاق في رتبة التصديق، والإفراد من المعاصي في رتبة الأحوال، لأن من لقي ربه تعالى موحداً يبدل لله سيئاته حسنات، إلى غير ذلك. ومن فوائده ما كتب إلى بعض الأمراء لما بعث إليه منشور الإقطاع فرد ذلك وكتب إليه فرمان مدد معاش كه بنام درويشي إمضاء شود تعزيت نامه اوست، وآن مهرها كه بر كاغذ زنند علامات مهر منزل أو كه ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة اكرجه آن مهر نكين وطغراي زمين از دركاه شاهان است اما جون ظالمان را دست دراز است قاصر همت بائد هركه خواهان است. من آن نكين سليمان بهيج نستانم كه كاه كاه برو دست اهرمن باشد إلى غير ذلك، توفي ليلة الجمعة ثالث رمضان سنة سبع عشرة وألف كما في المآثر. الشيخ عبد الواحد المندسوري الشيخ العالم الصالح عبد الواحد بن محمد بن عبد الكريم بن إبراهيم بن نعمة الله بن سالار بن وجيه الدين يوسف الجنديروي المندسوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والتصوف، قرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ محمد الذي كان من أصحاب السيد عبد الأول الشيرازي، وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ مبارك الفاضل الكواليري، وتلقى الذكر منه ومن الشيخ عبد الله بن بهلول الشطاري الأكبر آبادي، ولازمه حتى برع في العلوم كلها لا سيما في الدعوة والتفسير والفقه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 582 والتصوف، وكان صاحب وجد وحالة، لم يشرب الماء سبعاً وعشرين سنة. مات سنة سبع عشرة وألف، كما في كلزار أبرار. الشيخ عبد الواحد الدهلوي الشيخ العالم عبد الواحد بن سليمان بن إبراهيم، الأجودهني ثم الدهلوي، أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، أدرك كبار المشايخ واستفاد منهم، ولازم الشيخ عبد الباقي النقشبندي زماناً وأخذ عنه، له تعليقات على فصل الخطاب للشيخ محمد بن محمود الحافظي البخاري، رأيتها بخطه في خزانة حبي في الله ربي نور الحسن بن صديق حسن الحسيني البخاري القنوجي، توفي سنة تسع عشرة وألف، كما في مهر جهانتاب. الشيخ عبد الواحد اللاهوري الشيخ الفاضل عبد الواحد النقشبندي اللاهوري، أحد العلماء الصالحين، أخذ عن الشيخ عبد الباقي النقشبندي ثم عن صاحبه الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي، كما في مهر جهانتاب. الشيخ عبد الوالي الخير آبادي الشيخ العالم الصالح عبد الوالي بن أبي الفتح بن نظام الدين، الحسيني الرضوي الخير آبادي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بخير آباد، وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره ورجع إلى خير آباد، وأخذ الطريقة عن الشيخ حبيب أحد أصحاب والده، ثم تصدر للإرشاد وتزوج وبارك الله في أعقابه، نهض منهم الأجلاء كالشيخ صفة الله ابن مدينة الله الخير آبادي المحدث وولده أحمد الله. الشيخ عبد الوهاب الكوباموي الشيخ الفاضل عبد الوهاب الحنفي الكوباموي الخطيب، كان من العلماء المشهورين في عصره، ولد ونشأ بكوبامؤ، واشتغل بالعلم وحصل، وقرأ على الشيخ نظام الدين العثماني الأميتهوي ولازمه ملازمة طويلة، ثم أخذ عنه الطريقة، وكان يدرس ويفيد. الشيخ عبد الوهاب الدهلوي الشيخ العالم الصالح عبد الوهاب بن يوسف بن عبد الوهاب، الحسيني البخاري الأجي، أحد المشايخ المعروفين بالعلم، ولد ونشأ بدهلي، وأخذ عن غيره من العلماء والمشايخ، وسافر إلى الحجاز في بضع وستين وألف فحج وزار ورجع إلى الهند، وكان رحمه الله يدرس ويفيد، ذكره كمال محمد السنبهلي في الأسرارية. الشيخ عبد الوهاب البروجي الشيخ العالم الصالح عبد الوهاب بن فتح الله البروجي، الكجراتي، أحد أصحاب الشيخ علي المتقي، سافر إلى مكة المباركة ولازم الشيخ المذكور ملازمة طويلة وأخذ عنه وحج وزار، وأخذ الحديث عنه وعن الشيخ محمد بن أفلح اليمني وعن غيره من العلماء، أخذ عنه الشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي وخلق آخرون. الشيخ عبد الوهاب المتقي المكي الشيخ العالم الكبير المحدث الفقيه الزاهد عبد الوهاب بن ولي الله، المندوي البرهانبوري المهاجر إلى مكة المشرفة والمدفون بها، كان من العلماء الربانيين، ولد ونشأ بمدينة برهان بور بعد ما انتقل والده من مندو إليها وصار يتيماً، فرماه الاغتراب إلى كجرات وإلى ناحية الدكن وجزائر السيلان وإلى سرانديب حتى وصل إلى مكة المباركة سنة ثلاث وستين وتسعمائة، وأدرك بها الشيخ علي بن حسام الدين المتقي الكجراتي، وكانت بينه وبين أبيه مودة، فأقام بمكة المشرفة ولازمه اثنتي عشرة سنة، وأخذ عنه العلم والمعرفة، وأسند الحديث عنه وعن غيره من المشايخ، وتصدر للدرس والإفادة بعده بمكة المباركة، وتزوج بها حين بلغ خمسين سنة من عمره. وكان على قدم شيخه في الزهد والتورع والإستقامة على الطريقة، أخذ عنه الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، وكان مشايخ الحرمين الشريفين يعتقدون فيه خيراً وصلاحاً ويقولون إنه على قدم الشيخ أبي العباس الجزء: 5 ¦ الصفحة: 583 المرسي رحمه الله، قال عبد الحق بن سيف الدين المذكور في أخبار الأخيار: إنه لقيني شيخ من شيوخ العرب وقال: إني سافرت إلى اليمن وأدركت المشايخ والدراويش فوجدتهم كلهم متفقين على الثناء عليه والإخبار بأنه قطب مكة في وقته، وقال: إن عبد الوهاب استقام على المشيخة ستاً وثلاثين سنة بمكة وما فاتته حجة في أيام إقامته، انتهى. توفي سنة إحدى وألف، كما في أخبار الأخيار فما في بحر زخار أنه مات سنة ستين وتسعمائة، فليس مما يعتمد عليه. القاضي عبد الوهاب الكجراتي الشيخ العالم الفقيه قاضي القضاة عبد الوهاب الحنفي الأحمد آبادي الكجراتي، كان من أحفاد الشيخ محمد بن طاهر بن علي الفتني صاحب مجمع البحار، ولي القضاء بمولده مونكي بتن من أعمال أحمد نكر في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري واستقل به زماناً، ولما ولي عالمكير على بلاد الدكن تقرب إليه، ولما قام بالملك عالمكير ولاه القضاه الأكبر فصار قاضي قضاة الهند ونال منزلة جسيمة منه. قال خافي خان في منتخب اللباب إنه بلغ رتبة لم يصل إليها أحد من القضاة قبله حتى أن الأمراء كانوا يخافونه، انتهى. وقال شاهنواز خان في مآثر الأمراء إنه تفرد في تنفيذ الحكم والقضاء بحيث ما تيسر لغيره قبله، وكان يرمى بالإرتشاء مع أنه كان معروفاً بالصدق والديانة، انتهى. توفي في الثامن عشر من رمضان سنة ست وثمانين وألف بدهلي، كما في مرآة جهان نما. الشيخ عبد الوهاب الكجراتي الشيخ الصالح عبد الوهاب الحسيني الكجراتي، كان من نسل الشيخ يحيى ابن علي الترمذي، تقرب إلى بهادر شاه الكجراتي فلازمه وخدمه مدة من الزمان، ثم اعتزل عن الإمارة، وأخذ الطريقة عن الشيخ تاج الدين النقشبندي السنبهلي وسكن بمدينة سورت وحصل له القبول العظيم بها، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، كما في حديقة أحمدية. الشيخ عبد الوهاب الراجكيري الشيخ الفاضل الكبير عبد الوهاب القدوائي الراجكيري نواب منعم خان، كانت له اليد الطولى في النحو واللغة والأصول والكلام، له مصنفات عديدة، منها مفتاح الصرف، وبحر المذاهب في الكلام، وكتاب الصدرة في العقائد، كما في أبجد العلوم، ونسخة من بحر المذاهب موجودة في الخزانة الحامدية برامبور المكتوبة في سنة 1029. الشيخ عبد الوهاب اللاهوري الشيخ العالم الصالح عبد الوهاب اللاهوري، أحد المشايخ المعروفين في الطريقة النقشبندية، توفي سنة ثمان وسبعين وألف وله ثمانون سنة، كما في مهر جهانتاب. مولانا عبد الهادي البرهانبوري الشيخ الفاضل عبد الهادي الشطاري الإشراقي البرهانبوري، العلامة المبرز في المنطق والحكمة، رأيت بخطه شرح حكمة الإشراق للشيخ شهاب الدين السهروردي المقتول، فرغ من كتابته يوم الثلاثاء الخامس عشر من جمادي الآخرة سنة ثلاث وستين وألف بحيدر آباد، ووجدت خطه غاية في الجودة والحلاوة. الشيخ عبد الهادي البدايوني الشيخ العالم الصالح عبد الهادي الحنفي النقشبندي البدايوني، أحد الرجال الموصوفين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الشيخ الكبير رضي الدين عبد الباقي النقشبندي الدهلوي، ثم لازم صاحبه الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي وأخذ عنه، وصحبه زماناً وبلغ رتبة المشيخة، فاستخلفه الشيخ أحمد المذكور ورخصه إلى بلدته، كما في زبدة المقامات. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 584 الشيخ عبيد الله الدهلوي الشيخ العالم الفقيه عبيد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد غرة ربيع الأول سنة عشر وألف بدار الملك دهلي، وتربى في مهد الشيخ حسام الدين، وقرأ العلم وأخذ الطريقة عنه وعن الشيخ إله داد الدهلوي أحد أصحاب والده، له الطبقات الحسامية، كتاب بسيط في سير المشايخ والأولياء، وله رسائل إلى الشيخ محمد معصوم بن الشيخ أحمد العمري السرهندي في الحقائق والمعارف. توفي في الثامن عشر من جمادي الأولى سنة ثلاث وسبعين وألف بدهلي، فدفن في مقبرة أبيه خارج البلدة عند قدم الرسول، كما في الأسرارية. الشيخ عبيد الله السرهندي الشيخ العالم الصالح عبيد الله بن محمد معصوم العمري السرهندي المشهور بمروج الشريعة، ولد بتسع ليال بقين من شعبان سنة سبع وثلاثين وألف بمدينة سرهند، ونشأ في نعمة أبيه وأخذ عنه ولازمه حتى بلغ رتبة المشيخة، ولقبوه بمروج الشريعة لجلالة قدره في الشريعة والطريقة، له الرسالة الياقوتية، مات في التاسع عشر من ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وألف، فأرخ لوفاته بعض أصحابه من قوله قطب عالم رفت از عالم كما في تذكرة القاضي ثناء الله. الشيخ عبيد الله الأميتهوي الشيخ الصالح عبيد الله بن عبد الرزاق بن خاصة بن خضر، الصالحي الأميتهوي، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ ببلدة أميتهي، وأخذ عن أبيه ولازمه مدة طويلة، وتولى الشياخة بعد وفاته، ولد في الرابع عشر من رمضان سنة ثمان وستين وتسعمائة، وتوفي بأميتهي في تاسع شعبان سنة سبع وثلاثين وألف، كما في صبح بهار. مولانا عثمان السندي الشيخ الفاضل العلامة عثمان بن عيسى بن إبراهيم، الصديقي البوبكاني السندي الحكيم البرهانبوري، أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والطب، ولد ونشأ بقرية بوبكان من أعمال سيوستان، وسافر إلى كجرات، وأخذ الفقه والأصول والعربية عن القاضي محمود الموريي والعلامة وجيه الدين العلوي الكجراتي، والمنطق والحكمة عن الشيخ حسين البغدادي، ثم سافر إلى برهانبور سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة فاحتفى به محمد شاه بن المبارك الفاروقي أمير تلك الناحية وولاه التدريس والإفتاء، فدرس وأفتى سبعاً وعشرين سنة، تخرج عليه القاضي نصير الدين بن سراج محمد البناني والقاضي عبد السلام السندي والشيخ صالح السندي والشيخ سكه جي ختن الشيخ يوسف وخلق آخرون. وكان فاضلاً كبيراً بارعاً في المنطق والحكمة، حاذقاً في الطب، جيد المشاركة في العلوم الشرعية، تقياً نقياً زاهداً متورعاً كبيراً في أعين الناس، يعتقدون فيه الخير والصلاح، كان يصلي بوقار وسكينة، ويحترز عن المشتبهات، لم يأكل الطعام أحد أربعين سنة، له شرح على صحيح البخاري، وحاشية على تفسير البيضاوي، وله مصنفات أخرى، انتقل في آخر عمره من برهانبور إلى قرية من قراها وسكن بها، فقتل بها مع سبع عشرة نسمة من عياله بأيدي اللصوص، وكان ذلك في شهر شعبان سنة ثمان بعد الألف، كما في كلزار أبرار. القاضي عثمان السندي الشيخ العالم الفقيه القاضي عثمان الدربيلي السندي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأرض السند، وصرف عمره في الدرس والإفادة، وكان عالماً متبحراً في جميع العلوم، زاهداً متورعاً راغباً عن حطام الدنيا، لا يدخر مالاً ولا يخاف عوزاً، توفي سنة اثنتين بعد الألف، كما في مآثر رحيمي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 585 مولانا عثمان السامانوي الشيخ الفاضل عثمان الحنفي السامانوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بأرض بنجاب، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم أخذ الفنون الحكمية عن حكيم الملك شمس الدين الكيلاني، وشفع له قليج خان فولاه أكبر شاه على بلاد ما بين النهرين دوآبه. قال البدايوني في المنتخب إنه كان عالماً صالحاً متعبداً، ناب الحكم في دوآبه، ثم جاء إلى الحضرة السلطانية ونال المنصب، انتهى. الشيخ عثمان السارنكبوري الشيخ العالم الصالح عثمان بن منجهن بن عبد الله بن خير الدين، اللكهنوتوي ثم المالوي السارنكبوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بأرض مالوه، وأخذ عنه أبيه وعن غيره من العلماء، ثم تصدر للدرس والإفادة، وكان عالماً صالحاً متعبداً كثير الدرس والإفادة، كما في كلزار أبرار. مرزا عزيز الدين الدهلوي الأمير الكبير الفاضل عزيز الدين بن شمس الدين محمد الغزنوي ثم الدهلوي، أحد الرجال المشهورين في الهند، كان ترباً لأكبر شاه بن همايون الكوركاني وأخاه من الرضاعة، يحبه أكبر شاه حباً مفرطاً ويقدمه في كل باب، ولاه على كجرات سنة ثمانين وتسعمائة، ولما خالفه محمد حسين مرزا وحاصره بأحمد آباد فضيق عليه المحاصرة، سار إليه أكبر شاه في رجال وطوى بساط الأرض وجاب ألفاً وأربعمائة ميل من آكره إلى أحمد آباد في تسعة أيام، ثم قاتل محمد حسين بثلاثة آلاف، وكان معه خمسة عشر ألفاً أو يزيدون، فهزمه وخلص صاحبه عزيز الدين من المضيق، وكان العزيز مع ذلك يغلظ القول عليه فيما يأمره وينهاه لا سيما فيما يخالف الشرع، فعزله عن إيالة كجرات وسخط عليه، ثم رضي عنه وولاه على بنكاله وبهار ولقبه بالخان الأعظم سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، فاستقل بها زماناً واستقام أمره في تلك البلاد، ثم منحه أقطاعاً بأرض مالوه، وأمره على ناحية الدكن سنة أربع وتسعين وتسعمائة، فسافر إلى تلك البلاد ولم يتم له الأمر لنفاق الأمراء فيما بينهم، فولاه أكبر شاه على كجرات مرة ثانية سنة سبع وتسعين وتسعمائة، فاستقام له الأمر مدة من الزمان، واستقدمه السلطان سنة إحدى وألف إلى آكره فأبى، وكان لا يستحسن بعض ما اخترعه من السجدة بحضرته وحلق اللحية وغيرها، وسافر إلى الحجاز مع أبنائه وبناته وأمهاتهم ومائة رجل من خاصته سنة اثنتين بعد الألف، فحج وزار وبذل أموالاً طائلة على الفقراء والمساكين في الحرمين الشريفين ووظف للناس من مجاوري الروضة المنورة، وسلم إلى أمير الحجاز تلك الوظائف لخمسين سنة، واشترى عروضاً وعقاراً في المدينة المنورة ثم وقفها، ورجع إلى الهند سنة ثلاث بعد الألف، فأعطاه السلطان منصباً وأقطاعاً وسلم إليه خاتمه مهر اوزك وجعله وكيلاً مطلقاً له في مهمات الأمور، ثم بعد مدة من الزمان أقطعه الملتان فلم يفارقه إلى حياته. ولما قام بالملك جهانكير بن أكبر شاه وبغى عليه ولده خسرو - وكان ختن عزيز الدين - فأساء الظن به جهانكير وأراد إعدامه، فمنعه عن ذلك بعض أصحابه وشفعت له سيدات الأسرة الملكية، فعفا عنه ولكنه عزله عن الخدمة وسلبه المنصب والأقطاع، ثم بعد ثلاث سنوات ولاه على كجرات وأمره أن يلازم ركابه ويبعث إلى كجرات ولده جهانكير قلى خان لينوب عنه، ثم بعد مدة سيره إلى بلاد الدكن ليدفع الفتن عنها، فلما وصل إلى برهانبور بعث إلى جهانكير يسأله أن يسيره إلى أوديبور ليغزو الكفار - وكان يتمنى الشهادة في سبيل الله - فأذن له جهانكير، فلما وصل إلى أوديبور استقدم السلطان إلى تلك الناحية فسافر إليه جهانكير ولبث بها زماناً، ثم أمر ولده شاهجهان وكان في قلب شاهجهان منه شيء لمصاهرته بخسرو فوشى إلى أبيه شيئاً منه فحبسه جهانكير بقلعة كواليار، فلبث في تلك القلعة سنة كاملة ثم أطلقه من الأسر ومنحه المنصب خمسة آلاف له مرة ثالثة وجعله أتابكا لداور بخش بن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 586 خسرو وولاه على كجرات، فأقام بها مدة حياته. وكان أميراً كريماً باذلاً سخياً جواداً، مقداماً باسلاً، حاد الذهن فصيح المنطق، منفرداً في معرفة التاريخ والإنشاء والخط، كان يكتب النستعليق في كمال الجودة، وأخذ الخط عن مرزا باقر بن مير علي الخطاط، وكان ينظم أحياناً، ومن أبياته شعره: جون نشد حاصل مراكام دل از ناموس وننك بعد ازين خواهم زدن بر شيشة ناموس سنك وكان حسن المحاضرة، جيد القول، شديد التصلب في الدين مع تقربه إلى أكبر شاه ونفوره عن الدين وأهله. توفي سنة ثلاث وثلاثين وألف بأحمد آباد، كما في مآثر الأمراء. مولانا عزيز الله الأصفهاني الشيخ الفاضل الكبير عزيز الله بن محمد تقي المجلسي الشيعي الأصفهاني، أحد الأفاضل المشهورين بايران، كان أكبر أبناء أبيه، نشأ في نعمته وقرأ عليه وعلى غيره من العلماء، له حاشية على المدارك للسيد محمد بن علي الحسيني العاملي، وحاشية علي من لا يحضره الفقيه، وله كتاب في أخبار الروم في الإنشاء، وهو الذي أرخ لجلوس عالمكير بن شاهجهان التيموري من قوله تعالى "إن الملك لله يؤتيه من يشاء"، توفي سنة أربع وسبعين وألف، كما في نجوم السماء. مولانا عطاء الله الجونبوري الشيخ الفاضل الكبير عطاء الله بن حبيب الله العثماني الأصفهاني ثم الجونبوري الكهوسوي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكهوسي، قرية جامعة من أعمال جونبور، وقرأ العلم على العلامة محمود بن محمد العمري الجونبوري وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد القدوس ابن عبد السلام الجونبوري، وكان عالماً تقياً ديناً بارعاً في الفقه والأصول والكلام، مات في خامس ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وألف بمدينة لكهنو فدفن بها، كما في أصول المقصود. مولانا عطاء الله السهسواني الشيخ الصالح الفقيه عطاء الله بن محمد هاشم بن عبد الشكور الحسيني المودودي السهسواني، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، ولازم عمه الشيخ صدر الدين محمد الحاكم وأخذ عنه ثم تولى الشياخة بعده، وكان صاحب جذب وسلوك، ذكره الشيخ نور الدين السنبهلي في كتابه أسرار العارفين بالخير، مات سنة أربع وتسعين وألف ببلدته سهسوان، كما في حياة العلماء. مولانا علاء الدين التوني الشيخ الفاضل الكبير علاء الدين علاء الملك التوني اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والنجوم والحساب والجبر والمقابلة وسائر الفنون الحكمية، دخل الهند في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري وتقرب إلى آصف جاه فلازمه إلى وفاته، ثم تقرب إلى شاهجهان المذكور وترقى درجة بعد درجة حتى نال ثلاثة آلاف له منصباً رفيعاً ولقب بفاضل خان وولي على العرض المكرر، ثم جعله السلطان قهرمانه. وكان فاضلاً كبيراً، جامعاً لأشتات الفضائل، سريع الفكر، متين الديانة، رزين العقل، بعثه شاهجهان إلى ولده عالمكير في أيام الفترة فقربه عالمكير إلى نفسه وأعطاه خمسة آلاف له وألفين وخمسمائة للخيل منصباً وولاه الوزارة الجليلة، فلم يذق طعم الوزارة ومات بعد ستة عشر يوماً، فاغتم لموته عالمكير وحزن عليه حزناً شديداً. قال شاهنواز خان في مآثر الأمراء إنه ولي الوزارة في الحادي عشر من ذي القعدة ومات في السابع والعشرين منها وكان ذلك في سنة ثلاث وسبعين وألف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 587 مولانا علاء الملك المرعشي الشيخ الفاضل علاء الملك بن العلامة نور الله الحسيني المرعشي، أحد كبار العلماء، أخذ عن والده، وصحبه مدة من الدهر ثم سار إلى شيراز وتخرج على عصابة من العلوم الفاضلة، ثم قدم الهند واشتغل بالتدريس، فجعله شاهجهان ابن جهانكير التيموري معلماً لولده محمد شجاع، فسار معه إلى بنكاله. وله مصنفات جليلة، منها المهذب في المنطق، وأنوار الهدى في الإلهيات، والصراط الوسيط في إثبات الواجب تعالى وتقدس، ذكره مرزا محمد صادق الأصفهاني في صبح صادق. مولانا علم الله الأميتهوي الشيخ الفاضل علم الله بن عبد الرزاق بن خاصة خضر الصالحي الأميتهوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، ولد في السابع والعشرين من جمادي الأولى سنة أربع وخمسين وتسعمائة ببلدة أميتهي، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ نظام الدين العثماني الأميتهوي رحمه الله، ثم سافر إلى الحجاز ولبث بها ثماني عشرة سنة وأخذ الحديث والفقه وقرأ على مشايخ عصره، ثم رجع إلى الهند ودخل برهانبور، فاغتنم قدومه عادل شاه الفاروقي أمير تلك الناحية وأكرمه غاية الإكرام، فأقام بها مدة طويلة حتى كبرت سنه، وعزم مرة ثانية للحج سنة اثنتين وعشرين وألف فدخل بيجابور ومات بها، كما في كلزار أبرار. قال إبراهيم بن مرتضى البيجابوري في روضة الأولياء: إنه قرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ هاشم بن برهان العلوي، وأخذ الطريقة العيدروسية عن الشيخ محمد العيدروس الكجراتي، وأخذ الحديث عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر المكي، وسكن بمدينة برهانبور مدة من الزمان، ثم استقدمه إبراهيم عادل شاه البيجابوري فسافر إلى بيجابور وسكن بها، قال: وكان ختنه نصير الدين يقرأ عليه بعض الكتب الفقهية فإذا هو أورد إشكالاً على بعض المسائل فأجاب عنه علم الله ثم احتج عليه بقول أبي حنيفة، فقال نصير الدين: هو رجل وأنا رجل! فغضب عليه علم الله وسل السيف، ففر نصير الدين فتعقبه علم الله إلى بيجابور. وقال عبد الباقي النهاوندي في مآثر رحيمي: إن ختنه نصير الدين كان يرجح الحديث أياً ما كان على قياس المجتهد، وكان ينكر القياس ويقول إن حديث علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل موضوع، فكفره علم الله وأفتى بقتله وإحراقه في النار ورتب المحضر لذلك، فأثبت العلماء توقيعاتهم على المحضر، فانتصر له عبد الرحيم بن بيرم خان أمير تلك الناحية فرفعوا تلك القضية إلى جهانكير بن أكبر شاه فأمر باحضارهما في المعسكر، فذهب القاضي نصير الدين إلى الحجاز وذهب علم الله إلى بيجابور والتجأ إلى إبراهيم عادل شاه البيجابوري. قال: وكان علم الله ديناً متقناً متبحراً عابداً متهجداً صاحب سنة واتباع وزهد وتورع واستقامة، صرف عمره في الدرس والإفادة، وكان عبد الرحيم بن بيرم خان شديد الإكرام له ويفتخر بصحبته ولا يتركه يفارقه، ويغمره بالصلات الجزيلة، ويقبل شفاعته، انتهى. توفي في الحادي عشر من ذي الحجة الحرام سنة أربع وعشرين وألف، فأرخ لوفاته بعض أصحابه من أستاذ أهل حديث، وقبره في بيجابور خارج البلد، كما في روضة الأولياء. الشيخ علم الله النقشبندي البريلوي السيد الشريف العفيف ناصر السنة البيضاء قامع البدعة الظلماء عمدة العلماء الربانيين وارث الأنبياء والمرسلين الإمام الهمام الداعي إلى دار السلام السيد علم الله بن فضيل بن معظم بن أحمد بن محمود، الشريف الحسني النصير آبادي البريلوي، كان من نسل الأمير الكبير بدر الملة المنير شيخ الإسلام قطب الدين محمد بن أحمد المدني الكروي، ينتهي نسبه إلى سيدنا الإمام حسن السبط الأكبر عليه وعلى جده السلام، ولد في سنة ثلاث وثلاثين وألف ببلدة نصير آباد وقد شخص والده إلى الحجاز قبل ولادته وتوفي بالمدينة المنورة، فتربى في مهد خاله أبي محمد بن محمد بن محمود النصير آبادي، وقرأ العلم على ابن عمه خواجه أحمد بن إسحاق الحسني الجزء: 5 ¦ الصفحة: 588 النصير آبادي، ثم سافر مع خاله إلى دار الملك ورافقه زماناً للاسترزاق ثم تنحى عنه واعتزل، وكان يأتي بحزمة من الحطب على رأسه ويبيعها في عسكر خاله، فلما بلغ غاية من هضم النفس ارتحل إلى الشيخ آدم بن إسماعيل الحسيني البنوري ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة ونال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، فأراد أن يهاجر من الهند إلى البلد الطيب واستأذن شيخه، فأذن له بشرط أن لا يمنعه أحد من عباد الرحمن، فعاد إلى بلدة نصير آباد واستصحب عياله مهاجراً إلى البلد الحرام، فلما وصل إلى مدينة راي بريلي على مسافة يوم واحد من نصير آباد أقام بها للاستجمام وترويح النفس، ولقي الشيخ عبد الشكور الجائسي وكان نزيلاً بها على شاطئ نهر سئ خارج البلدة، فمنعه عبد الشكور وأمره أن يقيم في هذه البلدة وذكره ما أمره شيخه آدم، فألقى عصاه وأقام على شاطئ النهر وكان ذلك المقام غير عامر فسكن بها ورحل إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة، ولما عاد إلى راي بربلي بنى المسجد بذلك المقام سنة أربع وثمانين وألف، وقد عرض عليه عالمكير بن شاهجهان صاحب الهند أقطاعاً من الأرض فلم يقبل، واستأثر الفقر والفاقة. وكان عالماً ربانياً، عارفاً بالعلوم الشرعية والمعارف الإلهية، زاهداً قنوعاً عفيفاً ديناً، ملازماً لأنواع الخير والعلوم، قوياً في دينه، جيد التفقه، كثير الصدقات والإيثار في حضره وسفره مع فقره وقلة ذات يده بصدق وإخلاص وتوجه وعرفان وانقطاع بالكلية عن الناس قانعاً باليسير، وكان أحسن الناس وجهاً وأتمهم خلقة، قد غشيه نور الايمان وسيماء الصالحين، إذا خرج نهاراً ازدحم الناس على تقبيل يده والتبرك برؤية وجهه وهو يكره ذلك وينفر عنهم، وكان يغضب إذا مدح ويستبشر إذا نصح، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحتسب على كل من رأى عليه أثراً خلافاً للشرع سواء كان ملكاً قاهراً أو عالماً كبيراً أو شيخاً جليلاً، وكان يكثر الرد على المبتدعين ويظهر فضائحهم مع استيلائهم على بلاد المسلمين في عصره، وكان لا يبالي إذا تمسك بالدليل بمن يخالفه كائناً من كان، وله كشوف وكرامات ووقائع غريبة ذكر جملة من ذلك وجيه الدين اللكهنوي في بحر زخار، وغلام سرور في خزينة الأصفياء، وسيدي الوالد في مهر جهانتاب وفي سيرة السادات، وأفرد في ترجمته نعمان بن نور بن هدى الشريف الحسني النصير آبادي رسالة سماها بأعلام الهدى، وأفرد في ترجمته السيد الوالد رسالته المسماة بالسيرة العلمية. وفي خزينة الأصفياء: إن العلامة عبد الحكيم السيالكوتي كان يقول إن السيد علم الله أعطاني ربية فوضعتها في الصرة وبقيت عندي بضع سنين فلم تنقطع عنها الربيات ما بقيت تلك الربية، انتهى. وفي در المعارف للشيخ رؤوف أحمد، إن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي كان يقول إن عالمكير بن شاهجهان رأى في المنام أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ توفي تلك الليلة، فعرض على العلماء والمشايخ وسألهم تأويله، فأولوه بأنه توفي في تلك الليلة من كان له نسبة صحيحة بالنبي صلى الله عليه وسلم وقدم راسخة في اتباعه، ثم أخبر بأن السيد علم الله توفي في تلك الليلة، فأجمع العلماء والمشايخ على أنه هو المعبر عنه بذلك المنام، انتهى. وله مصنفات، منها العطيات وعناية الهادي، توفي في تاسع ذي الحجة سنة ست وتسعين وألف، وقبره مشهور ظاهر بزاويته في رأي بريلي خارج البلدة. الحكيم عليم الدين الجنيوتي الأمير الكبير الفاضل عليم الدين الجنيوتي اللاهوري نواب وزير خان، كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بأرض بنجاب وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم تطبب على الحكيم دواني وتقرب إلى شاهجهان بن جهانكير في حياة والده، فولاه على ديوان البيوتات ثم جعله قهرمانه ثم ولاه على الخراج في ولايته، ولما قام بالملك بعد وفاة أبيه جهانكير أضاف في منصبه وأعطاه مائة ألف من النقود على وجه الجائزة ثم أضاف في منصبه حتى صار خمسة آلاف له وخمسة آلاف للخيل وولاه على أرض بنجاب، فاستقل بها سبعة أعوام، ثم ولاه على أكبر آباد فمات بها بعد عشرة أشهر من ولايته. ومن مآثره الجميلة بلدة عامرة بأرض بنجاب يسمونها وزير آباد، ومنها جامع كبير بلاهور وهو من الجزء: 5 ¦ الصفحة: 589 أحسن الجوامع وأشهره، ومنها مدرسة عند الجامع المذكور، وله غيرها من الأبنية العالية والقصور الشامخة، توفي بالقولنج في جمادي الأولى سنة خمسين وألف، كما في مآثر الأمراء. الشيخ علي بن أبي محمد الكجراتي الشيخ الفاضل علي بن أبي محمد بن شيخ راجه الكجراتي المشهور بعلي المتقي الصغير، كان من نسل سلمان الفارسي رضي الله عنه، ولد ونشأ بكجرات، وأخذ عن الشيخ محمد بن الحسن الجشتي الكجراتي ولازمه مدة من الزمان، وكان آية ظاهرة في التقوى والعزيمة والورع ولذلك لقبوه بعلي المتقي، وله مصنفات عديدة، توفي في الحادي عشر من رجب سنة أربعين وألف بكجرات، فدفن بمقبرة الشيخ بهيكن في الأساول القديم، كما في مرآة أحمدي. القاضي علي بن أسد الله الكجراتي الشيخ العلامة القاضي علي بن أسد الله بن عبد الله بن وجيه الدين العلوي الكجراتي ثم البيجابوري المشهور بعلي محمد، كان لقبه أستاذ الأولياء ولد ونشأ بكجرات وقرأ العلم بها، ثم انتقل إلى مدينة بيجابور مع أخيه الكبير ميران بن أسد الله الكجراتي، وولي القضاء بها في أيام إبراهيم عادل شاه البيجابوري، وبنى بها مدرسة عظيمة، أخذ عنه الشيخ أبو تراب والسيد محمد والقاضي برهان والقاضي إبراهيم الزبيري وإبراهيم بن عبد المحمد البيجابوري وغيرهم. توفي في خامس ذي القعدة سنة سبعين وألف بمدينة بيجابور فدفن بها، كما في روضة الأولياء. القاضي علي الأكبر الإله آبادي الشيخ العالم الفقيه القاضي علي الأكبر الحسيني الحنفي الإله آبادي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، قربه إليه الوزير سعد الله خان وجعله معلماً لابنه لطف الله فكان معه مدة طويلة، وأخذ عنه لطف الله شيئاً واسعاً من العلم والمعرفة، ثم قربه إليه عالمكير وجعله معلماً لولده محمد أعظم، ولما وقف على براعته في العلوم الدينية وتورعه ولاه القضاء بمدينة لاهور فاستقل به مدة حياته، وكان مشكور السيرة في القضاء، مهاباً رفيع القدر شديد الحسبة على الناس، ماضي العزيمة في الحدود والتعزيزات. قال الخوافي في مآثر الأمراء: إن الأمراء كانوا يسخطون عليه ولا تدعهم الهيبة العالمكيرية أن يريدوا به سوءاً حتى ولى الأمير قوام الدين الأصفهاني على لاهور، فأشار إلى نظام الدين العسس أن يقبض عليه، فسار إليه العسس برجاله وضيق عليه فقتل القاضي وابن أخته السيد فاضل في المعركة، فلما سمع عالمكير تلك القصة عزل الوالي والعسس وسلم العسس إلى ورثة القاضي فقتلوه قصاصاً عنه، ثم أمر القاضي شيخ الإسلام الفتني أن يفصل قضية الأمير قوام الدين على وفق الشريعة فعفا عنه الورثة، انتهى. ومن مصنفاته: فصول أكبري بالفارسية، وأصول أكبري وشرحه بالعربية، كلاهما في الصرف، وكان ممن ولي النظارة على تدوين الفتاوي العالمكيرية، قتل سنة تسعين وألف، كما في مآثر عالمكيري. الشيخ علي الأكبر الهروي الشيخ الفاضل علي الأكبر الهروي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، كان لقبه ثابت خان له منظومة في الصرف، وديوان شعر بالفارسية، كما في مآثر الأمراء ومن شعره قوله: قطع أميد بود قوت بازوي طلب به بر ريخته برواز توان كرد اينجا توفي في بضع وأربعين وألف، كما في روز روشن. السيد علي بن البدر الكيلاني السيد الشريف علي بن بدر الدين بن إسماعيل الحسني الكيلاني اللاهوري، أحد رجال العلم والمعرفة، تولى الشياخة بلاهور مدة مديدة، أخذ عنه خلق كثير، توفي سنة اثنتين وألف، كما في خزينة الأصفياء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 590 السيد علي بن الجلال الكجراتي الشيخ الفاضل علي بن الجلال بن محمد بن الجلال الحسيني البخاري الكجراتي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكجرات، وولي صدارة الهند في عهد عالمكير فاستقل بها مدة من الزمان، وكان فاضلاً بارعاً في كثير من العلوم والفنون، مات سنة إحدى وتسعين وألف، كما في مآثر الأمراء. الشيخ علي بن الحسين الرومي الشيخ الفاضل علي بن الحسين الشطاري الرومي ثم الكجراتي، كان من رجال العلم والمعرفة، ولد ونشأ بأحمد آباد كجرات وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم سافر إلى برهانبور وأخذ عن الشيخ عيسى بن قاسم السندي ولازمه ملازمة طويلة، وكان شاعراً مجيد الشعر يتلقب في الشعر بالمسيحي كما في كلزار أبرار. الشيخ علي بن حسين الدهلوي الشيخ الفاضل علي بن الحسين النقشي الدهلوي المشهور علي أحمد، كان من الفضلاء المشهورين في عصره، لم يكن له نظير في زمانه في صناعة النقش على فص الخاتم، وكذلك كان والده أيضاً معدوم النظير في تلك الصناعة. وقال البدايوني في المنتخب: إنه عالم كبر بارع في الحكمة الطبيعية والهيئة والإنشاء والشعر، وله يد بيضاء في الخطوط وصناعة النقش على فص الخاتم، تجلب فصوصه المنقوشة إلى إيران وخراسان وما وراء النهر وتصدر إليها حتى أن كماله في تلك الصنعة قد حجب عنه كمالات أخرى من العلم والحكمة وحسن الأخلاق، انتهى. وفي وفيات الأعلام: إنه أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي، توفي ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة تسع عشرة وألف كما في تزك جهانكيري. الأمير علي بن علي القندهاري الأمير الكبير علي بن علي الشيعي القندهاري أمير الأمراء نواب على مردان خان، أحد الرجال المشهورين بالعقل والدهاء والسياسة، كان والياً بقندهار من قبل الدولة الصفوية، ولي عليها بعد وفاة والده سنة أربع وثلاثين وألف في أيام عباس شاه، فاستقل بها نحو اثنتي عشرة سنة، ولما توفي عباس شاه المذكور وقام بالملك حفيده صفي شاه وافتتح أمره بالتعدي على الناس خافه وترك قندهار لصاحب الهند سنة سبع وأربعين وألف ودخل الهند، فتقرب إلى شاهجهان بن جهانكير التيموري سلطان الهند، فولاه على كشمير ثم على بنجاب ثم على كابل ثم على كشمير مرة ثانية فمات بها. وكان رجلاً فاضلاً كريماً بشوشاً، طيب النفس، حسن المحاضرة، مليح القول جميل الفعال، صاحب عقل وسكون وجرأة ونجدة، له آثار صالحة في الهند من حدائق وأبنية وأنهار وغيرها. توفي سنة سبع وستين وألف بماجهيوازه فنقلوا جسده إلى لاهور ودفنوه عند والدته، كما في مآثر الأمراء. الشيخ علي بن محمود الباني بتي الشيخ العالم الفقيه الزاهد علي بن محمود بن عبد الصمد الأنصاري الباني بتي المشهور بعبد القادر، كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن ابن عمه عبد الملك بن عبد الغفور الباني بتي والشيخ عبد الرزاق الجهنجهانوي، ثم سافر إلى البلاد ورحل إلى الحرمين الشريفين والقدس الشريف ثلاث مرات، وأخذ عن الشيخ علي بن حسام الدين المتقي، وأقام ببلدة أجين مدة من الزمان، ثم انتقل منها إلى سارنك بور وكان عمه قاضياً بها، فاستقام بها حتى توفي عمه فولي مكانه قاضياً في تلك البلدة، وكان كارهاً له، ترك الاشتغال به غير مرة، وانتقل إلى مكان آخر فلم يدعه الناس. وكان عالماً مفسراً، يذكر في كل أسبوع يوم الجمعة، وكانت مواعظه مقصورة على تفسير القرآن الكريم، يوضح مشكلاته ويبين تأويل المشابهات والناسخ والمنسوخ وإعراب القرآن والحقيقة والمجاز والاستعارة وغيرها كل ما يتعلق بالقرآن، كانت الجزء: 5 ¦ الصفحة: 591 موعظته يوم توفي في تفسير سورة المزمل. توفي سنة إحدى عشرة وألف بمدينة سارنكبور من مدن مالوه، وأرخ بعض أصحابه لوفاته من قاضي زنده دل كما في كلزار أبرار. السيد علي بن محمد الخطاط الشيخ الفاضل علي بن محمد المقيم الخطاط المشهور بجواهر رقم أخذ الخط عن والده عن السيد عماد، وقدم الهند في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري فجعله معلماً لولده عالمكير ولقبه جواهر رقم ولما قام بالملك عالمكير جعله ناظراً على كتبخانه، وكان شاعراً مجيد الشعر، خطاطاً بارعاً، يكتب النستعليق في غاية الجودة، كما في مرآة العالم. ومن شعره قوله: نفسم سوخته فرياد خموشي دارم تاكه دركرد؟ سرمه فروشي دارم الشيخ علي النقي الكمروي الشيخ الفاضل علي النقي الكمروي الشاعر المشهور، ذكره أمين بن أحمد الرازي في هفت إقليم ومدحه بالفضل والكمال، وذكره السيد غلام علي في سروآزاد قال: إنه قرأ العلم على أساتذة بلاده وبرع في المعقول والمنقول، ثم قدم الهند وتقرب إلى اعتماد الدولة فنال الصلات الجزيلة منه، ومن شعره قوله: رفتي وخموشم كه در آغاز مصيبت ماتم زده يكجند بشيون نبرد راه توفي سنة إحدى وثلاثين وألف. السيد علي اللدهيانوي الشيخ العالم الصالح علي بن أبي علي الحسيني اللدهيانوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كانت له يد بيضاء في إرشاد الناس وتلقين الذكر، انتفع به خلق كثير، وهو أخذ عن الشيخ عبد الرزاق الجهنجهانوي ولازمه مدة من الزمان، ثم لازم بيته بصدق وعفاف وانقطاع عن الناس بالكلية، لم يخرج من بيته قط لزيارة أحد من الناس، وكانت له صحبة مؤثرة ينتفع به من أراد صحبته بصدق النية والإخلاص، أدركه عبد القادر البدايوني وذكره في تاريخه، قال: إنه توفي سنة اثنتين وألف، فأرخ لوفاته بعض العلماء من قوله شيخ أنام كما في المنتخب. الحكيم علي الكيلاني الفاضل العلامة الكبير علي بن أبي علي الحكيم الكيلاني، أحد الأساتذة المشهورين في الهند، أخذ عن خاله حكيم الملك شمس الدين الكيلاني وعن العلامة فتح الله الشيرازي، وأخذ العلوم الشرعية عن الشيخ عبد النبي بن أحمد الكنكوهي، وكان ذكياً فطناً حاد الذهن سريع الملاحظة، يكاد يكشف حجب الضمائر ويهتك أسرار السرائر، دقيق النظر في المسائل الحكمية. قال البدايوني في تاريخه: إنه عالم كبير بارع في المنطق والحكمة ماهر بالشرع والنقل، قرأ كتب أهل السنة على الشيخ عبد النبي ونظر في مذهبهم ولكنه زيدي غال في التشيع معجب بفضله، يخطئ أحياناً لعجبه وقلة تجاربه، حتى أنه أطعم الهريسة أستاذه فتح الله في الحمى المحرقة فمات، انتهى. قال شاهنواز خان في مآثر الأمراء: إنه اخترع حوضاً عجيباً ملآناً بالماء، فيه طريق إلى بيت تحته، إذا غاص الرجل في الماء وجد فيه باباً فيدخل من ذلك الباب إلى البيت ولا يدخل الماء فيه، وكان في البيت قدر كاف من الهواء الطيبة والضياء المشعشع ومكان واسع نظيف يسع لاثني عشر رجلاً، وفيه ذخيرة من الفرش والأقمشة والكتب والأطعمة مما يشتهيه الرجل، انتهى. توفي يوم الجمعة لخمس خلون من محرم سنة ثمان عشرة وألف في أيام جهانكير. الأمير علي بن عبد اللطيف القزويني الأمير الفاضل علي بن عبد اللطيف بن يحيى الحسيني السيفي القزويني نواب غياث الدين نقيب خان، كان معدوم النظير في التاريخ والسير وأسماء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 592 الرجال والجفر الجامع، قرأ العلم على أساتذة عصره، وشارك البدايوني صاحب المنتخب في الأخذ والقراءة على بعض أساتذته، ثم تقرب إلى أكبر شاه فلقبه نقيب خان ورتب له ألفاً من المنصب، ولما مات أكبر شاه تقرب إلى جهانكير بن أكبر شاه فصار المعتمد لديه كما كان عند والده أكبر شاه وأضيف في منصبه. ذكره معتمد خان في إقبالنامه وقال: إنه كان معدوم النظير في التاريخ والسير وأسماء الرجال والحديث مع مشاركته في العلوم الرسمية، انتهى. توفي سنة ثلاث وعشرين وألف بأجمير فدفن بحظيرة الشيخ معين الدين رحمه الله. راجه علي خان البرهانبوري الملك الفاضل علي بن مبارك بن عادل بن حسن بن نصير الفاروقي راجه علي خان البرهان بوري، قام بالملك بعد أخيه محمد شاه سنة أربع وثمانين وتسعمائة، وافتتح أمره بالعقل والسياسة، وصالح السلطان محمد أكبر شاه التيموري وصار معيناً له في الحروب، ومات في أثناء الحرب بالحريق، وكان فاضلاً عادلاً محباً لأهل العلم محسناً إليهم، توفي سنة أربع بعد الألف بأرض برار، فنقلوا جسده إلى برهان بور ودفنوه بها، كما في تاريخ فرشته. زين الدين علي الكشميري الشيخ الفاضل زين الدين علي الحنفي الكشميري، أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على الشيخ يعقوب بن الحسن الصرفي والشيخ شمس الدين الكشميري، ثم صحب الشيخ حمزة واستفاض منه، ثم سار إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الحديث عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي المكي، ورجع إلى كشمير فتصدر للدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، وقبره في رائنبوره، كما في حدائق الحنفية. مولانا علي محمد الدهلوي الشيخ الفاضل علي محمد بن عبد الحق بن سيف الدين بن سعد الله البخاري الدهلوي، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ بدهلي ولازم أباه وانتفع به وقرأ عليه الكتب الدرسية، له خزائن الدرر كتاب في اللغة العربية والفارسية والتركية، ورسالة في أخبار المشايخ الخمسة الجشتية، ونجاة المريدين رسالة له في أخبار الشيخ عبد القادر الجيلاني، كما في مرآة الحقائق. الشيخ عمر بن عبد الله الحضرمي السيد الشريف عمر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن أحمد ابن أبي بكر باشيبان الحضرمي الشافعي الأستاذ الفقيه، ولد بأرض الهند وأخذ عن جماعة ببلاد الهند، ثم رحل إلى تريم وأخذ بها عن الشيخ عبد الله بن شيخ وولده زين العابدين، وتفقه على القاضي عبد الرحمن بن شهاب الدين، وأخذ علوم الدين عن الشيخ أبي بكر بن شهاب وأخويه محمد الهادي وأحمد شهاب الدين، ثم رحل إلى الحرمين وجاور بهما عدة سنين وأخذ عن جماعة، منهم السيد عمر بن عبد الرحيم البصري والشيخ أحمد بن إبراهيم علان والشيخ عبد الرحمن الخطيب وغيرهم، ولبس الخرقة من أكثر مشايخه وأجازه أكثرهم، ثم عاد إلى تريم وتزوج بها ودرس، ثم رحل إلى الديار الهندية وقصد السيد محمد بن عبد الله العيدروس ببندر سورت ولازمه، وتخرج به في طريق القوم، وأخذ عنه عدة علوم، وقصد الوزير الملك عنبر وأقام عنده يدرس في الفنون العربية إلى أن توفي عنبر، فرحل إلى عادل شاه البيجابوري وحصل له عنده قبول تام، وأقام بمدينة بيجابور عنده عدة أعوام وأنعم عليه بخراج جرام بالقرب من مدينة بلكام، ثم اختار التوطن بمدينة بلكام وتصدر للنفع واقتنى كتباً وأموالاً كثيرة، وكان من قصده من الطلبة يقوم بنفقته وكسوته، وأخذ عنه الجم الغفير، وظهرت بركته، وكان حسن الأخلاق عظيم الشهامة، لم يدنس مقداره بذم قط، ولم يزل بمدينة بلكام إلى أن توفي، وكانت وفاته في سنة ست وستين وألف، وقبره بها معروف، كما في خلاصة الأثر. السيد عمر بن علي الحضرمي السيد الشريف عمر بن علي بن عبد الله بن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 593 علي بن عمر بن سالم بن محمد باعلوي الشافعي الحضرمي، أحد الزهاد المشهورين، ذكره الشلي قال: إنه كان على جانب عظيم من القناعة والصبر والتسليم والرضاء، ولد بظفار سنة اثنتين بعد الألف، ونشأ في حجر والده وكاني جله ويخصه بأشياء من بين أولاده، وصحب ابن عمه السيد عقيل بن عمران باعمر العلوي وحضر دروسه وانتفع به ولازمه، وألبسه الخرقة وهو من أخص خواص أصحابه، وله ذوق في كتب القوم، وله كرامات كثيرة، سافر إلى الهند سنة اثنتين وستين وألف واجتمع بالسيد أبي بكر بن حسين بافقيه ولبس منه الخرقة، وكان ذلك ببلدة بيجابور فأقام بها بقية تلك السنة ثم مرض بها، وكان له خادم يقال له محمد بن قشقاش، قال محمد المذكور: كنت أرى من سيدي كرامات كثيرة وهو يأمرني بكتمها، منها أنه قال ليلة وفاته إذا رأيت شيئاً فلا تفزع، قال محمد: فلما كان آخر تلك الليلة رأيت نوراً سطع حتى أضاء ذلك الموضع الذي هو فيه، فدخلني من الهيبة والاقشعرار ما شاء الله تعالى ثم دنوت منه فإذا هو ميت، وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وستين وألف، فجهز وحضر جنازته جمع كثير من السادة وغيرهم، ودفن بمقبرة السادة بني علوي هناك، كما في خلاصة الأثر. القاضي عمر بن الحامد الأكبر آبادي الشيخ العالم الفقيه عمر بن الحامد الأكبر آبادي القاضي ناصر الدين عمر، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ العلم على مولانا أبي حامد المهاروني والمفتي أبي الفتح بن عبد الغفور التهانيسري وعلى غيرهما من الأساتذة، ثم تصدى للدرس والإفادة، وكان في بداءة حاله يمنع عن سماع الغناء ثم اشتغل به. توفي سنة اثنتين بعد الألف، كما في أخبار الأصفياء. المفتي عناية الله البلكرامي الشيخ الفاضل المفتي عناية الله بن القاضي إله داد الصديقي البلكرامي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ ببلكرام، وقرأ العلم على والده وتفنن عليه بالفضائل، ثم ولي الإفتاء ببلدته فاشتغل به وأحسن، وكانت له مودة صادقة بالسيد طيب بن عبد الواحد البلكرامي، فلما ذهب الطيب إلى دهلي حصل له الإجازة عن الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، كما في مآثر الكرام. الأمير عناية الله الشيرازي الأمير الكبير عناية الله بن محمد الشيرازي سعد الدين بن علاء الدين الهندي البيجابوري نواب شاهنواز خان، ولد ونشأ بشيراز، وأخذ العلوم الحكمية عن العلامة فتح الله الشيرازي، ثم قدم الهند ودخل بيجابور في أيام علي عادل شاه، ثم ساح بلاد الهند ورجع إلى شيراز ولبث بها مدة، ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فحج حجة الإسلام وزار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ودخل العراق والطف والنجف فزار مشاهد الأئمة، ثم عاد إلى شيراز وأقام بها زماناً، ثم عاد إلى الهند سنة سبع وتسعين وتسعمائة وكان معه ملاشكيبي الشاعر وعناية الله الأردستاني فدخل بيجابور سنة ثمان وتسعين، فاستخدمه إبراهيم عادل شاه ولقبه عنايت خان وأقطعه أرضاً خراجية، وبعثه سنة ألف إلى أحمد نكر بالسفارة إلى صاحبها، وبعثه إلى حيدر آباد سنة اثنتين بعد الألف، واستوزره سنة ثلاث بعد الألف ولقبه شاهنواز خان. وكان عالماً كبيراً بارعاً في الحساب والهيئة والهندسة وسائر الفنون الحكمية، عادلاً باذلاً كريماً صاحب عقل ووقار، بنى قصوراً وحدائق بمدينة بيجابور، وأرسل إلى شيراز أموالاً طائلة للدور والمساكن، وبنى مسجداً كبيراً بها على نفقته، وصنف بأمره محمد قاسم بن غلام علي الإسترآبادي كتابه كلزار إبراهيمي المشهور بتاريخ فرشته. مات في شهر الله المحرم سنة ثمان وخمسين وألف في عهد محمد شاه العادل، كما في واقعات مملكت بيجابور. الشيخ عناية الله الشيخ الفاضل عناية الله بن محب علي الحنفي، كان من الأفاضل المشهورين في عصره، تقرب إلى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 594 غضنفر خان وتمتع به مدة، ثم ولي خدمته في بهكر فأقام بها زماناً، ثم ولي بدار الإنشاء، وشفع له بختاور خان العالمكيري إلى صاحبه فأعطاه المنصب وولاه بخشيكيري وظيفة توزيع الرواتب وتحرير السوانح بدار الخير أجمير، فاستقل به زماناً طويلاً. وكان نادرة من نوادر العصر في الإنشاء والترسل، له أبيات رقيقة رائقة بالفارسية، منها قوله: بياد روي تو دارم هزار كونه فغان جو عندليب كه كل در خزان بياد آرد الأمير عنبر الحبشي الأمجري الأمير الكبير عنبر أبو الفتح الحبشي الأمحري وزير صاحب أحمد نكر، كان من الأمجرة وتسمى قبيلته مايه، ويقال إنه من عبيد القاضي حسين المشهور بمكة، ثم اشتراه بعض التجار وجلبه إلى الهند فاشتراه أنكسخان، ولما مات أنكسخان تنقلت به الأحوال إلى أن صار من عساكر عادل شاه صاحب بيجابور، وكان المال الذي يعطاه لا يكفيه لكثرة سماحته وإنفاقه فاستزاده فلم يزده، فخرج عنبر من حينه خائفاً يترقب سنة ست بعد الألف وهو يومئذ مفلس، وخرج معه السيد علي حداد باعلوي، ثم وصل به الحال إلى أنه لم يقدر على نفقة يومه، ثم أعلم السيد علياً بما هو فيه فدعا الله تعالى فوجدوا ركازاً جاهلياً، فاتسع أمره وأكثر من العساكر والأتباع ولا زال أمره يعظم، فاستدعاه حسين نظام شاه صاحب أحمد نكر فانحاز إليه، وكان وزيره شجاعاً فاتكاً صاحب جيوش وأموال مستولياً على المملكة وكان عنبر يعجز عن مقاومته، فصار يداريه ويترصد له فرصة حتى قتله على حين غفلة وولي مكانه الوزارة، ورأى السلطان محبته وجده فأمده، واتفقت له وقائع كثيرة ونفذت كلمته، ثم مات نظام شاه وكان ولده صغيراً فعقد له العنبر البيعة، ولم يكن له من السلطة إلا الاسم وجميع الأمور بيد الوزير عنبر، كما كان الخلفاء العباسيون ببغداد، ثم استبد عنبر بالأمور واستمر في القتال والجلاد، وأزال المظالم من تلك الجهة وعمرها، وأخمد الفتنة والبدعة، وعمر المساجد والمآثر. وكان مؤيداً في حروبه ومغازيه، مسدداً في رأيه، مسعوداً في أحواله، كثير الإحسان إلى السادة وأهل العلم ومشايخ الطرق والصوفية يحمل كل سنة إلى حضرموت من الأموال والكسوات للسادة والمشايخ والفقراء ما يقوم بهم سنة، وكان له ديوان مرتب باسم أرباب الرسوم والقصاد، ووقف أربعة مصاحف بمدينة تريم، ووقف بمكة والمدينة مصحفين، واشترى في الحرمين دوراً ووقفها على من يقرأ فيهما ويهدي ثواب القراءة إليه. ومن آثاره الحسنة أنه عقم نهر الكركي، وهو نهر عظيم يمر تحت البلاد ولا تنتفع به، وسبب ذلك أن بعض وزراء عادل شاه وهو ملا محمد الخراساني استبعد وقوع ذلك لسعته وكثرة مائه وظن أنه يحتاج إلى عمل كثير لا يقدر عليه أحد من المخلوقات وغرم مالاً كثيراً للملك عنبر إن قدر على ذلك، فشرع فيه وساعده القدر فكمل العمل في خمسة أشهر، وجعل له قنوات تجري إلى البساتين والزراعات وكثر به النفع، وكانت عمارته في سنة أربع وعشرين وألف، واخترع الفضلاء لذلك تواريخ عديدة، ومن ألطف ما قيل فيه خير جاري. وأكثر من شراء الحبش، وكانت التجار يجلبونهم إليه ويتغالون في أثمانهم إلى أن كثروا جداً، يقال إن جملة ما اشتراه من الذكور نحو ألفي حبشي، وكان أول ما يشتريه يسلمه إلى من يعلمه القرآن والخط ثم إلى من يعلمه الفروسية واللعب بالسيف والعود والسهام إلى أن يتفرس في أنواع الحرب والحيل والخداع ثم يترقى، وصاروا يترقون في المراتب ويتفاضلون في المناصب كل بمقدار سعيه واستحقاقه ومرتبته، وكان له اعتناء باقامة الجماعة وأمور الدين، وكان لكل أمير منهم فقيه يتعلم منه الفقه وأمور الدين، وإمام يصلي به ومؤذن، وجماعة يتدارسون القرآن، وجماعة يذكرون الله تعالى ليلة الجمعة والإثنين، وكان لكل أمير سماط مملوء بأنواع الأطعمة الفاخرة، وبالجملة فانهم وإن كانوا عبيداً حبشة فلم تكن العرب تفوقهم إلا بالنسب. وقصده جماعة من مشاهير شعراء عصره من البلاد الشاسعة ومدحوه بأحسن المدائح، وكان إبراهيم عادل شاه صاحب بيجابور يظهر له العداوة والحسد، وبلغ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 595 غاية جهده في اضمحلال هذا الرجل، ومن عداوته له أنه لما عزم جهانكير ابن محمد أكبر سلطان الهند لمقاتلته عهد إليه أن يبذل له في كل مرحلة مائة ألف من - والهن - بضم الهاء الموحدة: دينار ذهباً، فأرسل جهانكير بعساكر وخيل وأفيال ضاق عنها الفضاء وجرى على مراد الله القدر، وأقبل عادل شاه بعساكره من الجانب الثاني، وأيقن كل من عند الملك عنبر بالهلاك، فجمع من عنده من السادة والأشراف والعرب، وطلب منهم أن يجتمعوا للدعاء كل يوم، وبذل الخزائن للعساكر، وأقبل بعساكره على القتال ثابتين ثبات الجبال، وحمل بمن معه فقتلوا خلائق لا يحصون وأسروا من أمراء جهانكير وعادل شاه أربعين أو يزيدون، ورجع الملك عنبر ظافراً مسروراً، ثم بعد ذلك جرد الحمام سيفه عليه وتوفي سنة خمس وثلاثين وألف مسموماً، ودفن بالروضة بالقرب من دولة آباد، وعمل على قبره قبة عظيمة، كما في خلاصة الأثر. مولانا عوض وجيه السمرقندي الشيخ العالم الفقيه عوض وجيه الحنفي السمرقندي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ في قرية اخسيك من أعمال سمرقند، وقرأ العلم على المير عوض التاشكندي وتفقه عليه ولازمه زماناً. وكان صافي القريحة سريع الخاطر قوي الحفظ، فاق أقرانه في المعقول والمنقول فدرس وأفاد مدة طويلة في بلخ، ولما فتحها شاهجهان بن جهانكير التيموري سلطان الهند دخل الهند وولي الافتاء في معسكره واستقل به مدة، ثم جعله عالمكير بن شاهجهان المذكور محتسباً سنة تسع وستين وألف وأعطاه المنصب ألفاً لنفسه ومائة للخيل عوض خمسة عشر ألفاً في كل سنة. وهو أول من ولي الاحتساب في الدولة التيمورية، فاستمر على تلك الخدمة إلى سنة خمس وسبعين، ثم عزل عنها لخطاء صدر منه وولي مكانه خواجه قادر وسلب منصبه، فاعتزل في بيته عاكفاً على الدرس والإفادة، ثم رضي عنه عالمكير سنة ست وسبعين وعفا عنه ومنحه المنصب وجعله معلماً لولده محمد أعظم، فانتفع بذلك مدة حياته. توفي سنة سبع وثمانين وألف، كما في عالمكير نامه ومآثر عالمكيري وعمل صالح ومرآة العالم. الأمير عيسى بن الحسين البدخشي الأمير الفاضل عيسى بن الحسين الخوشي البدخشي نواب همت خان بن إسلام خان، كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، تقرب إلى عالمكير فجعله فوجدار بناحية أكبر آباد حين كان والده والياً بها، ثم ترقى درجة بعد درجة حتى ولي على أكبر آباد ثم على إله آباد، ثم نال بخشيكيري رئاسة توزيع الرواتب. وكان فاضلاً كبيراً بارعاً في العلوم، شاعراً مجيد الشعر بالفارسي، محباً لأهل العلم محسناً إليهم. ومن شعره قوله: بجز خاري كه مجنون داشت در دل بيابان جنون خاري ندارد توفي في خامس محرم سنة اثنتين وتسعين وألف بمدينة أجمير، كما في مآثر الأمراء. الشيخ عيسى بن قاسم السندي الشيخ العالم الكبير العلامة المحدث أبو البركة عيسى بن قاسم بن يوسف بن ركن الدين بن المعروف بن الشهاب، المعروفي الشهابي الشطاري السندي، أحد العلماء الربانيين، ولد بايرجبور من أرض برار سنة اثنتين وستين وتسعمائة، وكان والده إذ ذاك في السفر فسماه عمه الشيخ طاهر بن يوسف السندي باسمه المذكور، فلما جاء والده استبشر بمولده وأراد أن يبدل اسمه سليمان، لأن أم ولده لما كانت حاملة به رأى بعض الصلحاء في المنام أن سليمان بن داود عليه السلام جاء في بيتها، ولذلك كان والده يريد أن يسميه سليمان ولكنه لم يبدله تأدباً لأخيه، ومات والده سنة ثمانين وتسعمائة فرحل مع عمه إلى برهانبور وقرأ عليه العلم وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 596 الشيخ لشكر محمد العارف الشطاري البرهانبوري، وتصدر للارشاد بعده، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه أبناؤه عبد الستار وفتح محمد وبرهان الدين البرهانبوري وإسماعيل بن محمود الشطاري السندي وخلق كثير. وله مصنفات كثيرة ممتعة، منها الروضة الحسنى في شرح أسماء الله الحسنى وله عين المعاني رسالة أخرى في شرح الأسماء الحسنى، وله الحواس الخمسة رسالة في تطبيق الحواس الخمسة على الحضرات الخمس، وله حاشية على إشارة غريبة من الإنسان الكامل للشيخ عبد الكريم الجيلي، وله شرح بالفارسي على قصيدة البردة، وله قبلة المذاهب الأربعة مع الإشارات من أهل التصوف، وله حاشية على الفوائد الضيائية للشيخ عبد الرحمن الجامي، صنفه لولده عبد الستار، وله الفتح المحمدي كتاب في ما يتعلق بالتفسير، صنفه لولده فتح محمد، وله التتميم شرح المائة العاملة صنفه بطلب السيد علي بن عم القاضي نور الله، وله رسالة في عقد الأنامل، وله شرح على الرباعيتين، وله ترجمة أسرار الوحي ومن مصنفاته الشهيرة أنوار الأسرار في حقائق القرآن ومعارفها، كتاب مبسوط أوله لك الحمد يا من دعوته لطالبيه إلى جمال غرته فاتحة الأبواب، الخ قال في مفتتح ذلك الكتاب: هذه مشاعل أنوار الأسرار في المشاهيد الأبكار، لتنوير عيون الفحول الأحرار، عن رقبة التقليد والأكدار، قد لاحت من حضرة القدير على مذهب الفقير، من غير تأمل وكسب بل ألهمه الله بعين عنايته عند الكتابة، ومراراً يقول لنفسه: أيها الفضول! إلى أين تذهب! أتدري ما الكتاب وما الايمان بظاهره وباطنه فتقف عنده وتقول: ما أدري ما يفعل بي فألهمني الله تعالى فنوديت من سري ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا، وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور الخ. ومن فوائده ما قال في تفسير "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم". الشيط البعد، وهو البعد الذي بين العبد وربه وهماً وليس في الحقيقة، أو البعد الموهوم والخلاء المتوهم في محل وجود العالم، يعني العالم ظاهر خارج عن حضرة الغيب المتجلي في الخلاء المتوهم. وقال في تفسير "بسم الله": متلبساً باسم الله الذي تجلى بالأسماء والصفات المقتضية لحقائق الأسماء الكونية بعلم اليقين، يعني شرعت في حال التحاق علي بأسماء الله بالذوق والوجدان، أو قل متحققاً باسم الله الذي تجلى بالأسماء الألوهية والصفات الربانية بعين اليقين، يعني شرعت في حال تحققي بالأسماء والصفات بعيني معها، أو قل متلبساً باسم الله الذي تجلى بالنسب الوجوبية والأوصاف الفعلية لحق اليقين، يعني شرعت بحال إظهاري وتحققي الأسماء الإلهية الفعلية على الحقائق الكونية الانفعالية بالخلافة لا بالاصالة، فإنه لا قدم للممكن كائناً ما كان في الوجوب الذات ولا يكون هذه إلا للكمل والتي فوقها للكامل والتي فوقها للواصل المبتدئ في العرفان بالأحدية الذاتية. وقال في تفسير الحمد لله: الحمد لله عند أهل الظواهر تعريفه هو الثناء باللسان على قصد التعظيم، وله مراتب أربع عندهم: إما أن يكون ثناءه لعبده على حسن أقواله وأفعاله، أو يكون ثناء العبد له سبحانه على كمالاته الواصلة إليه من الوجود والبقاء أو يكون ثناءه كقوله تعالى "الحمد لله رب العالمين" أو يكون ثناء العبد للعبد على كمالاته الظاهرة فيه باذن الله سبحانه، فكل المحامد راجعة إليه، أما عند أهل السلوك فستة أقسام: فعلي وقولي وحالي من كلا الجانبين، فأما القولي من العبد فبأن يقول "الحمد لله" موافقاً للقلب عند القول به، وأما الفعلي فهو الاتيان بالأعمال البدنية من العبادات والخيرات ابتغاء لوجه الله وتوجهاً إلى جانبه الكريم، لأن الحمد كما يجب على العبد باللسان يجب بحسب كل عضو، وذلك لا يمكن إلا باستعمال كل عضو لما خلق لأجله على الوجه المشروع عبادة للحق سبحانه وانقياداً لأوامره لا طلباً للحظوظ النفسانية من اللذة العجيبة في الدنيا ومن الجنة والنعيم في الآخرة، وأما الحالي فهو الذي يكون بحسب الروح والقلب كالاتصاف بالكمالات العلمية والتخلق بالأخلاق الملكية الجزء: 5 ¦ الصفحة: 597 والربانية من الرضا في الطاعات والجود عند العطيات، أما القولي منه سبحانه بأن حمد نفسه في كتبه لأنبيائه أني منزه عن النقائص، والفعلي منه سبحانه بأن يسلم أفعاله من الشر المحض "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم"، والحالي منه سبحانه بأن يظهر في الكل من الممكنات بالكل من المحامد والخيرات، وأما عند أهل المعرفة الذي سفره وسيره من نفسه إلى ربه فأيضاً ستة أقسام، وتعريف الحمد عندهم ظهور الكمالات لله تعالى، فهو قولي وفعلي وحالي، فأما القولي من العبد فبأن يعلم عند المنطق أي نطق كان من النفس أو من غيره أن هذه كمالات ظاهرة من الحق بصفة الكلام بعلم اليقين، وأما الفعلي منه فبأن يتمكن عن نفسه بحركات كل عضو من أعضائه عند التصرف والتصريف أي فعل كان سواء من نفسه أو من غيره أن هذه كمالات ظاهرة بحواس السالك وبجوارحه بحسب قرب النوافل بعين اليقين، كما ورد في الصحيح: بي يسمع وبي يبصر وبي ينطق، الحديث، وأما الحالي منه فبأن يتحول عن نفسه بالكلية وبكل التصرف إلى ربه بأن يتصرف بجميع حواسه وقواه وجوارحه بحسب قرب الفرائض بحق اليقين كقوله، تعالى "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وأما القولي من الله سبحانه فبأن يظهر كمالاته الوجودية عن نفسه ويقول والأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم وأما الفعلي منه فبأن ينسب إليه كل فعل والله خلقكم وما تعملون ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون من نسبة الفعل إلى الغير، وأما الحالي منه سبحانه فبأن يلتذ بكل لذة يجدها الممكن بظهوره في مرتبة التفرقة، ولعلك تقول، إن الحق منزه واللذة من لوازم الممكنات المحدثات فكيف يضاف إليه؟ فجوابه الشافي أنه من المتشابهات ستقف عليه قريباً في أول التبصرة إن شاء الله تعالى، ولعلك لا تجد أحداً سبق لبيان هذه الأقسام الستة الأخيرة عبارة وإن سبق وجداناً وإشارة. وههنا سر آخر كما لا يجوز كشفه لا يجوز كتمه من أهله، وهو أن في الحمد القولي والفعلي والحالي معنى آخر، أما في القولي فبأن ينطق العارف الخليفة بكل من يتكلم بالكلام الأزلي وغيره، وفي الفعلي بأن يفعل ويسمع ويبصر بكل من يفعل ويسمع ويبصر، وفي الحالي بأن يتلذذ بكل من يتلذذ من اللذات الملائمة للطبع، ولعله لم يسبق ببيان هذه الأقسام الثلاثة من الحمد أيضاً أحد قبلي أو سبق ولم يبلغ لنا، والله أعلم. هذا قليل من كثير إفاداته التي لا يحتملها هذا المختصر، وكانت وفاته في الرابع عشر من شوال سنة إحدى وثلاثين وألف بمدينة برهانبور، وقبره ظاهر مشهور. المفتي عيسى بن آدم الكوباموي الشيخ العالم الفقيه المفتي عيسى بن آدم بن محمد بن خواجه بن شيخ بن آدم ابن محمد بن أحمد، الصديقي الشهابي الكوباموي، كان سبط الشيخ نظام الدين إله ديه الخيرآبادي، ولد في سنة ستين وتسعمائة بكوبامؤ، وقرأ العلم على أبيه آدم وعلى الشيخ نظام الدين العثماني الأميتهوي، وولي الافتاء بكوبامؤ بعد ما توفي أبوه، وتزوج بابنة الشيخ جعفر بن نظام الدين الأميتهوي، وأعقب منها ثلاثة أبناء أعلمهم المفتي وجيه الدين، توفي لليلة بقيت من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وألف. الشيخ عيسى بن مخدوم الخير آبادي الشيخ العالم الصالح عيسى بن مخدوم بن أبي الفتح بن نظام الدين الحسيني الرضوي الخيرآبادي، أحد رجال الفضل والصلاح، ولد ونشأ بخيرآباد، وسافر للعلم إلى بنير بضم الموحدة، فقرأ بها على أساتذة عصره، ثم رجع إلى بلده وتولى الشياخة بها مكان جده أبي الفتح، أخذ عنه ابن أخته محمد أمين وخلق آخرون. القاضي عيسى بن أبي الفتح الأكبرآبادي الشيخ العالم الفقيه القاضي عيسى بن أبي الفتح بن عبد الغفور بن شرف الدين العمري التهانيسري ثم الأكبرآبادي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بأكبرآباد، وتفقه على والده، وولي القضاء سنة ثمان عشرة وألف في أيام الجزء: 5 ¦ الصفحة: 598 جهانكير بن أكبر شاه، كما في أخبار الأصفياء. شمس الدين علي الشيرازي الشيخ الفاضل العلامة شمس الدين علي الشيرازي الحكيم عين الملك، كان من أسباط العلامة جلال الدين محمد بن اسعد الصديقي الدواني رحمه الله ولد ونشأ بشيراز، وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وتقرب إلى مرزا عزيز الدين فجاء به إلى أرض الهند، فقربه أكبر شاه التيموري إلى نفسه وجعله من ندمائه ثم بعثه إلى برهانبور، وكان مليح الشمائل حلو الكلام حسن المحاضرة، له يد بيضاء في الأعمال باليد، ولم يكن له نظير في عصره في علاج أمراض العين وقدحها. وكان شاعراً مجيد الشعر يتلقب في الشعر بالدوائي، ولذلك اشتهر بالحكيم الدوائي. ومن شعره قوله: عاشقان را براه سر بازي هر قدم صد هزار فرسنك است مات لثلاث بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثلاث بعد اللف بمدينة برهانبور، كما في مآثر الأمراء وغيره من الكتب. حرف الغين السيد غضنفر بن جعفر الكجراتي الشيخ العلامة المحدث غضنفر بن جعفر، الحسيني النهروالي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، أخذ عن الشيخ محمد أمين ابن أخت الشيخ عبد الرحمن الجامي وعن الشيخ المسند محمد سعيد بن مولانا خواجه الكوهي الخراساني وعن الشيخ تاج الدين عبد الرحمن بن مسعود بن شمس الكاذروني، وأخذ عنه الشيخ أبو المواهب أحمد بن علي العباسي الشناوي، والشيخ عبد الرحمن بن عيسى العمري المرشدي مفتي الحرم الشريف بمكة المباركة والشيخ الإمام عبد القادر بن محمد يحيى الحسيني الطبري المكي. السيد غلام محمد الأمروهوي الشيخ العالم الصالح غلام محمد بن إله يار، الحسيني الأمروهوي، أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى دهلي ولازم الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي، وقرأ عليه وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ المذكور، وكان من الشعراء المجيدين، له أبيات بالعربية والفارسية، وكان والده إله يار من خلفاء الشيخ تاج الدين العثماني النقشبندي السنبهلي، وجده من خلفاء الشيخ الله بخش الشطاري الكده مكتيسري، ومات جده في سنة اثنتي عشرة وألف ووالده في بضع وأربعين وألف، كما في الأسرارية ولم أقف على سنة وفاة صاحب الترجمة. الشيخ غلام محمد السهارنبوري الشيخ العالم الصالح غلام محمد بن عبد الباقي، الحنفي السهارنبوري، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وقرأ العلم على والده، ثم درس وأفاد زماناً، ثم سافر إلى أكبرآباد وأدرك بها الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي إمام الطريقة المجددية فبايعه وأخذ عنه، ثم رجع إلى بلدته ولازم ابن عمه بديع الدين بن رفيع الدين الأنصاري، ولما مات بديع الدين تولى الشياخة وبذل جهده في تربية أبناء الشيخ بديع الدين. مات في ثامن ذي الحجة سنة ثلاث وستين وألف بمدينة سهارنبور فدفن بها، كما في مرآة جهان نما لولده محمد بقا. مرزا غياث الدين الطهراني الأمير الكبير غياث الدين بن محمد شريف، الشيعي الطهراني، نواب اعتماد الدولة، كان من الرجال المشهورين، ولد ونشأ بايران، وقدم الهند بعد ما توفي والده سنة أربع وثمانين وتسعمائة في أيام أكبر شاه، فتقرب إليه وولي ديوان الخراج بكابل، وتدرج إلى الإمارة حتى نال ألفاً من المنصب في آخر عهده، وولي ديوان البيوتات، ثم لما قام بالملك جهانكير بن أكبر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 599 شاه وتزوج بابنته مهر النساء التي صارت بعد ذلك نورجهان بيكم لقبه اعتماد الدولة وجعله وكيلاً مطلقاً عنه في مهمات الأمور. وكان فاضلاً حليماً متواضعاً بارعاً في الإنشاء والخط والحساب، مليح الكلام، حسن المحاضرة، سليم الذهن. توفي سنة إحدى وثلاثين وألف بمدينة لاهور، كما في مآثر الأمراء. حرف الفاء الشيخ فاضل بن أمجد السنبهلي الشيخ العالم الفقيه فاضل بن أمجد النقشبندي السنبهلي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، أخذ الطريقة عن الشيخ تاج الدين العثماني السنبهلي، ولازمه مدة حتى برع في العلم والمعرفة، وألزم نفسه التدريس وله يد بيضاء في العلوم الدينية، كان يدرس ويفيد مع الطريقة الظاهرة والصلاح، مات في بضع وثلاثين وألف بسنبهل، كما في الأسرارية. الحكيم فتح الله الشيرازي الشيخ الفاضل الكبير فتح الله بن أبي القاسم بن فتح الله الشيرازي الحكيم، كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بشيراز، وقرأ العلم على أساتذتها وتقرب إلى إمام قلى بن الله وردي خان أمير تلك الناحية، ولما توفي الأمير المذكور فارق بلاده ودخل الهند في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري، فنال منه الصلات الجزيلة غير مرة، ودخل في زمرة أطبائه وكان حاذقاً في علاج الأمراض الصعبة ومتفرداً بين الأطباء في تشخيص الأمراض، كما في عمل صالح. وجده فتح الله غير فتح الله الشيرازي الأستاذ المشهور، وهو أيضاً قدم الهند في عهد أكبر شاه ونال الصلات الجزيلة منه، وأقام بالهند مدة طويلة، ثم رجع إلى بلاده ومات بشيراز، كما في بادشاهنامه. الشيخ فتح الله السهارنبوري الشيخ الفاضل فتح الله بن جميل الدين، الأنصاري السهارنبوري، أحد المشايخ المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن آدم بن إسماعيل الحسيني البنوري، ولازمه مدة من الزمان ثم اعتزل في بيته، وكان صالحاً كريماً تقياً متورعاً متوكلاً عفيفاً ديناً شديد الحسبة على الناس، وكان يبذل كل ما يحصل له على طلبة العلم، توفي سنة مائة وألف، كما في مرآة جهان نما. الشيخ فتح الله البروجي الشيخ العالم الصالح فتح الله بن أبي الفتح، البروجي الكجراتي، أحد المشايخ العشقية الشطارية، ولد ونشأ ببروج، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ودرس وأفاد زماناً، ثم لازم الشيخ لشكر محمد العارف الكجراتي وأخذ عنه الطريقة الشطارية، وكان صاحب وجد وحالة، توفي سنة أربع بعد الألف بمدينة برهانبور فدفن بها، كما في كلزار أبرار. الشيخ فتح الله الراجكيري الشيخ الصالح فتح الله بن أبي الفتح، الصوفي الراجكيري، أحد كبار المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين الأميتهوي ولازمه ملازمة طويلة، ثم تولى الشياخة ببلدته، وكان جامعاً بين العلم والعمل مغلوب الحالة يخالف شيخه في استماع الغناء، توفي لسبع خلون من ربيع الأول سنة سبع وألف وقيل بضع وثلاثين وألف. الشيخ فتح محمد البرهانبوري الشيخ العالم المحدث فتح محمد بن عيسى بن قاسم بن يوسف، السندي البرهانبوري، أبو المجد عبد الرحمن، كان من المشايخ الصوفية وعلمائهم المشهورين ممن تبحر في العلوم، وتخرج على والده وأخذ عنه الطريقة، ثم درس وأفاد مدة مديدة بمدينة برهانبور، ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وسكن بها، وتوفي بمكة المباركة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 600 له مصنفات مفيدة، منها رسالة في مراتب العوالم الخمسة، ومنها رسالة في وحدة الوجود، ومنها تخريج أحاديث السبعين للشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمداني - وهذه الثلاثة رأيتها واستفدت منها - ومن مصنفاته مفتاح فتوح العقائد صنفه سنة ستين وألف، ومنها فتوح الأوراد، صنفه سنة سبع وخمسين وألف، ومنها فتح المذاهب الأربعة في الفقه بالعربية، ومنها فتح الطريقة في السلوك، وله رسالة في تحقيق نسب الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، ورسالة في إثبات قوله قدمي هذه على رقبة كل ولي الله بإلهام الله، وله غير ذلك من الرسائل، كما في تاريخ برهانبور. ملا فرج الله التستري الفاضل الكبير فرج الله الشيعي التستري، أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، ولد ونشأ بتستر، وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم قدم الهند وتقرب إلى عبد الله قطب شاه الحيدرآبادي ونال منه المنزلة الجسيمة فسكن بحيدرآباد، وله أبيات رائقة بالعربية والفارسية، منها قوله: لا غرو إن لم تفصح الأيام بي الدهر ابن عطاء وإني راء وبذا جرى طبع الزمان وأهله دفن الكلام وأهله أحياء ملا فرخ حسين الهروي الفاضل الأجل فرخ حسين الهروي المدفون بدهاكه، كان من العلماء المبرزين في الفنون الحكمية والإنشاء والشعر، ولد ونشأ بهرات، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم قدم الهند وتقرب إلى شجاع بن شاهجهان السلطان، وصاحبه في الظعن والاقامة حتى دخل ذهاكه فسكن بها، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء، ومن شعره قوله: جدا از صحبت جانان درين مجلس بجام اندر بجلي باده دارم نيمة خون نيمه آتش مات في السجدة الأخيرة من صلاة الفجر يوم عاشوراء سنة ثمان وستين وألف ببلدة ذهاكه فدفن بها، كما في مرآة الخيال. الشيخ فرخ النارنولي الشيخ العالم الفقيه فرخ بن .... بن نظام الدين الجشتي النارنولي، أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بنارنول، وأخذ عن أبيه عن جده وتولى الشياخة بعده، وكان شيخاً مهاباً رفيع المنزلة بارعاً في المعارف الإلهية كثير الوجد والسماع، مات سنة ست وثلاثين وألف بنارنول، كما في الأسرارية. مولانا فريد الدين الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير العلامة فريد الدين بن إبراهيم الدهلوي المنجم، كان معدوم النظير في عصره في الفنون الرياضية، ولد ونشأ بدهلي وانتفع بأبيه، ثم صحب الشيخ نظام الدين النارنولي رحمه الله وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية، ثم لازم الشيخ فتح الله الشيرازي وأخذ عنه حتى فاق أقرانه في الهندسة والهيئة والنجوم والأعداد والجفر الجامع وكثير من الفنون الغريبة، ومهر في الزيجات والطلسمات، وصار علماً مفرداً في تلك العلوم، واعترف العلماء بفضله، وباهت به الأقطار الهندية، فقربه عبد الرحيم بن بيرم خان الأمير إلى نفسه سنة ست وألف وولاه الصدارة في معسكره، وكان مشكور السيرة شديد التعبد بصرف أوقاته في شرائف الطاعات والخيرات مع العفة والتورع، كما في مآثر رحيمي. وله مصنفات عجيبة واختراعات غريبة في اللغز والتاريخ والجفر وغيرها، منها الزيج الشاهجاني صنفه سنة ثمان وثلاثين وألف في أيام شاهجهان بن جهانكير، وبذل جهده في تصحيح الجداول وتسهيل الأعمال وإصلاح الخلل في الأعمال القديمة وتأسيس الأصول الدقيقة الصحيحة في استخراج المسائل، أوله حمد بيحد مر خداي را سزد كه مهندس قدرت شامله اش، الخ توفي سنة تسع وثلاثين وألف، كما في طبقات شاهجهاني. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 601 مولانا فريد الدين البرهانبوري الشيخ الفاضل فريد الدين بن عبد الحكيم بن بهاء الدين، الجشتي البرهانبوري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قرأ العلم على الشيخ عيسى بن قاسم السندي البرهانبوري، ولازمه وأخذ عنه وتخرج عليه، وله مصنفات عديدة في العلوم، كما في كلزار أبرار. مولانا فريد الدين الكجراتي الشيخ العالم الكبير فريد الدين الحنفي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، أخذ عنه الشيخ نور الدين بن محمد صالح الكجراتي. الشيخ فريد الدين الكجراتي الشيخ العالم الصالح فريد الدين بن محمود بن محمد بن الحسن، العمري الكجراتي، أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ العلم على والده وصنوه الشيخ يحيى بن محمود العمري وسافر معه إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وسكن بالمدينة المنورة مدة من الزمان ثم رجع إلى الهند، توفي لأربع عشرة بقين من صفر سنة تسعين وألف فدفن بمقبرة أسلافه، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ فضيل بن الجلال الكالبوي الشيخ الفاضل فضيل بن الجلال الكالبوي، أحد الشعراء المجيدين، ذكره عبد القادر في تاريخه وأثنى على براعته في الفنون الأدبية، له تقريظ على سواطع الإلهام لأبي الفيض بن المبارك الناكوري. منها قوله: كلام كليم أم كلام ابن مريم أدر لبحر القدس غير منظم أم الورد ورد عطر فاق عنبراً ومسكاً وكافوراً وكل مشمم عجيب غريب معجز أهل عالم صنيع بديع ما تحداه ذو الفم فصاحته أمحت فصاحة صاحب بلاغته أنست بلاغة ملهم الشيخ فضيل بن معظم النصيرآبادي السيد الشريف العفيف الزاهد فضيل بن معظم بن أحمد بن محمود بن العلاء، الحسني الحسيني النصيرآبادي، أحد العارفين الزهاد، ولد ونشأ بنصيرآباد، وجمع العلم والعمل والورع والزهد، كان يشتغل بأداء الحقوق الواجبة وصلة الرحم وإعانة الأيامى واليتامى ويسعى في إنجاح مرامهم حتى أنه كان يأتي بحزمة الحطب ويحملها على عاتقه لا تمنعه السيادة والوجاهة عن ذلك. قال نعمان بن نور النصيرآبادي في كتابه أعلام الهدى: إنه هاجر إلى البلد الطيب ومات بالمدينة، وكان سبب ذلك أنه وقع النزاع في أمر بين أحبابه فعقدوا حفلة عظيمة لفصل القضية فأمرهم فضيل أن يردوا القضية إلى الله ورسوله ويقنعوا بحكم الشريعة فأبوا، فلم يصبر وهاجر في تلك الساعة فذهب إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار وسكن بالمدينة المنورة، انتهى. توفي سنة اثنتين وثلاثين وألف، فأرخ لوفاته بعض أصحابه من قوله تعالى "ولنعم دار المتقين". الأمير فيض العلاء الأكبرآبادي الشيخ الصالح فيض العلاء بن أبي العلاء بن أبي الوفاء بن عبد السلام، الحسيني السمرقندي الأكبرآبادي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأكبرآباد، وأخذ الطريقة عن والده ولازمه ملازمة طويلة ثم تولى الشياخة، أخذ عنه جمع كثير، توفي سنة إحدى وثمانين وألف بأكبرآباد، كما في مهر جهانتاب. الشيخ فيض الله الأمروهوي الشيخ العالم الصالح فيض الله بن المعروف بن خداوند بن كلاب بن يحيى العلوي الأمروهوي، كان من نسل محمد بن الحنفية رحمه الله، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن صنوه الكبير عبد المجيد بن المعروف الجزء: 5 ¦ الصفحة: 602 العلوي ولازمه ملازمة طويلة، وتصدر للإرشاد بعده، مات ودفن بأمروهه، كما في نخبة التواريخ. السيد فيروز بن عبد الواحد البلكرامي الشيخ العالم الفقيه فيروز بن عبد الواحد بن إبراهيم بن قطب الحسيني الواسطي البلكرامي، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام، وقرأ العلم على والده وتفنن في الفضائل عليه، ولما توفي أبوه ترك الشياخة لصنوه طيب واشتغل بالدرس والإفادة وخدمة الفقراء والمساكين وأبناء السبيل، وكانت طريقته البذل والإعطاء، تولى تزويج أربعمائة بنت ممن لا يستطيع أولياوهن الجهاز، وعاش نحو مائة سنة، توفي سنة ست وستين وألف ببلكرام فدفن بها، كما في مآثر الكرام. حرف القاف الشيخ قاسم بن عبد الرحيم الكرانوي الشيخ الفاضل قاسم بن عبد الرحيم بن بهينا، العثماني الكرانوي، أحد كبار الجراحين، له اليد الطولى في الطب وسائر الفنون، صحب عمه الشيخ حسن بن بهينا الجراح المشهور ولازمه زماناً وأخذ عنه، ثم تقرب إلى شاهجهان ابن جهانكير التيموري صاحب الهند فنال المنزلة الجسيمة منه، وجمع أسباب الجمعية والفراغ وعاش مدة، كما في بادشاهنامه. الشيخ قاسم بن قدم البيشوري الشيخ الصالح قاسم بن قدم بن محمد بن ميرداد بن سلطان بن يوسف بن متي بن عباس بن عمر بن خليل السليماني البيشوري، أحد المشايخ القادرية، ولد بمدينة بيشاور سنة ست وخمسين وتسعمائة، وتفقه على الشيخ أبي محمد البيشوري، وسافر إلى البلاد فحج وزار، ورحل إلى القدس والشام وأخذ الطريقة عن السيد عفيف الدين حسين الحموي، ثم دخل الهند وسكن بمدينة بيشاور وحصل له القبول العظيم، فأوجس منه أكبر شاه خيفة واستقدمه إلى أكبر آباد، ثم رخصه إلى بلدته فأقام بها زماناً، ثم استقدمه جهانكير بن أكبر شاه وحبسه بقلعة جنار، مات لإحدى عشرة بقين من جمادي الأولى سنة ست عشرة وألف، وقبره بقلعة جنار، كما في مهر جهانتاب. الأمير قاسم بن المراد الجويني الأمير الكبير الفاضل قاسم بن المراد الحسيني الجويني نواب قاسم خان الأكبرآبادي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بأرض الهند، وتقرب إلى الملوك وخدمهم مدة من الزمان حتى نال الإمارة بأرض بنكاله في أيام شاهجهان بن جهانكير التيموري صاحب الهند، فاستقل بها مدة حياته. وكان رجلاً فاضلاً كريماً متعبداً قائم الليل، يبذل كل سنة مائتي ألف من النقود على أهل الاستحقاق من السادة والمشايخ والفقراء، وكان شاعراً مجيد الشعر، له ديوان الشعر الفارسي ومجموع في رسائله، ومن شعره قوله: عشقت آمد بئي دل بردن ودر سينه نيافت دزد از خانة مفلس خجل آيد بيرون ومن مآثره الجميلة الجامع الكبير بمدينة آكره، توفي سنة إحدى وأربعين وألف، كما في مآثر الأمراء. مولانا قاسم البيانوي الشيخ الفاضل المحدث قاسم بن أبي القاسم الحسيني البيانوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، أخذ عن الشيخ إبراهيم بن داؤد المانكبوري ثم الأكبرآبادي ولازمه مدة حياته، ولما توفي إبراهيم قام مقامه في الدرس والإفادة كما في أخبار الأصفياء. الشيخ قاسم بن يوسف الكجراتي الشيخ الفاضل قاسم بن يوسف بن يعقوب بن محمود بن محمد المهدوي الجونبوري ثم الكجراتي، أحد أفاضل المهدوية، له مطلع الولاية كتاب في إثبات المهدوية للسيد محمد بن يوسف الجونبوري، صنفه سنة ست عشرة وألف، كما في الهدية المهدوية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 603 الأمير قباد البدخشي الأمير الفاضل قباد الحارثي البدخشي نواب ديانت خان، كان من العلماء المبرزين في العلوم العربية والفنون الحكمية، ولد ونشأ ببدخشان، وتقرب إلى نذر محمد خان أمير بلخ وخدمه مدة من الزمان، ثم دخل الهند وتقرب إلى شاهجهان بن جهانكير سلطان الهند فنال المنصب منه، ولما قام عالمكير بن شاهجهان بالملك ولاه على أرض السند سنة تسع وستين وألف، فاستقل بها إلى سنة إحدى وسبعين، كما في تحفة الكرام. قال شاهنواز خان في مآثر الأمراء: إن بختاور خان قال في مرآة العالم: إنه عزل عن الولاية في السنة الثالثة الجلوسية ونصب مكانه لشكر خان وفي عالمكير نامه أنه عزل في السنة السابعة الجلوسية ونصب مكانه غضنفر خان، لعله ولي على أرض السند مرتين، قال: وإنه ولي على أرض ازيسه في آخر عمره ومات بها، انتهى. توفي سنة ثلاث وثمانين وألف، كما في مآثر عالمكيري. الشيخ قطب الدين الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير قطب الدين بن عبد العزيز بن الحسن بن الطاهر، الجونبوري ثم الدهلوي المشهور بقطب العالم، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بدهلي، أخذ الطريقة عن الشيخ جائين السهنوي وكان من كبار أصحاب والده، ثم سافر إلى مالوه وقرأ العلم على الشيخ منور بن عبد المجيد اللاهوري، ثم رجع إلى دهلي ودرس وأفاد بها مدة طويلة، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، مات في سنة ثلاث وعشرين وألف، كما في الأسرارية. الشيخ قطب الدين الحسن بوري الشيخ العالم الصالح قطب الدين الحنفي النقشبندي الحسن بوري، أحد كبار العلماء، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الغفور السنبهلي، ثم صحب الشيخ آدم السنبهلي وانتفع به، يذكره الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي ويثني عليه، وكان ماهراً في العلوم الدينية عارفاً بمصطلحات القوم صاحب استقامة على الطريقة الظاهرة والصلاح، ذكره كمال محمد السنبهلي في الأسرارية. الشيخ قطب الدين البرهانبوري الشيخ العالم الكبير قطب الدين البرهانبوري المشهور بالفاضل، كان ممن حفظ القرآن وبرع في العلم والأدب والرمي، وكان كثير المحفوظ لشعر العرب، يسرد لمجاله ويقرأه عن ظهر قلبه، وكان مع ذلك العلم والمعرفة متواضعاً حليماً مسكيناً، خصه عالمكير لإمامته في التراويح في رمضان المبارك، وجعله معلماً لابنه محمد أعظم، مات في السنة الجلوسية، وكانت وفاته بدار الملك دهلي، كما في مرآة جهان نما. الشيخ قطب الدين الهانسوي الشيخ الفاضل قطب الدين الحنفي الهانسوي، أحد العلماء المتورعين، لازم الشيخ عبد اللطيف البرهانبوري مدة طويلة ونال منه حظاً وافراً من العلم والمعرفة، فخصه عالمكير بأنظار العناية والقبول، ولما تولى المملكة أعطاه أربعمائة ألف دام جائزة منه، وكان كلما يتردد إليه يعطيه، وهو عمر قرية بموطنه وسماه قطب آباد، فمات بها سنة ست وثمانين وألف في السنة الثامنة عشرة الجلوسية، كما في مرآة جهان نما. مرزا قليج محمد الأندجاني الأمير الكبير الفاضل العلامة قليج محمد الحنفي الأندجاني، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولاه أكبر شاه صيانة القلعة بسورت سنة ثمانين وتسعمائة، وأمره على كجرات سنة خمس وثمانين، وولاه الوزارة الجليلة سنة سبع وثمانين، وأمره على مالوه سنة تسعين، وأقطعه ناحية سنبهل سنة ست وتسعين، وأمره أن يقيم بلاهور ويشارك راجه تودرمل وزير الخراج وراجه بهكونت داس في مهمات الأمور، ولما توفي تودرمل استقل بوزارة الخراج وولي على كابل سنة اثنتين بعد الألف، وعزل عنها بعد زمان الجزء: 5 ¦ الصفحة: 604 يسير، ثم جعله أكبر شاه أتابكاً لولده دانيال سنة خمس بعد الألف وكان ختنه، فلم يستطع أن يصاحبه ورجع إلى الحضرة، فولاه حراسة أكبرآباد سنة سبع وألف، وولاه على بنجاب سنة تسع وألف وضم معها له ولاية كابل، ولما مات أكبر شاه وقام بالأمر ولده جهانكير ولاه على كجرات، ثم ولاه على بنجاب سنة ست عشرة وألف، وعلى كابل سنة ثمان عشرة وألف. وكان عالماً كبيراً علامة في المعقول والمنقول صالحاً تقياً، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة، وحين إقامته بلاهور كان يتردد بنفسه إلى المدرسة ويدرس الفقه والحديث والتفسير كل يوم، ويجتهد في نشر العلوم، كما في مآثر الأمراء. وقال المندوي في كلزار أبرار: إنه درس الكتب المتداولة مراراً، تخرج عليه جماعات من الفضلاء، وكان من كبار الأمراء صاحب العساكر العظيمة والإيالة الواسعة الفخيمة، وسنه جاوز ثمانين، انتهى. ومن شعره قوله بالفارسي: عاشق هوس وصال در سر دارد صوفي زرقي وخرقه در بر دارد من بنده آن كسم كه فارغ زهمه دائم دل كرم وديده تر دارد توفي سنة ثلاث وعشرين وألف في أيام جهانكير، كما في مآثر الأمراء. الأمير قوام الدين الأصفهاني السيد الفاضل الأمير قوام الدين بن رفيع الدين بن شجاع الدين الحسيني المرعشي الأصفهاني، كان من نسل علي المرعش الشهيد بن عبيد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين السبط رضي الله عنه، تولى الصدارة بايران مدة من الزمان، وقدم الهند في أيام عالمكير فولاه على كشمير سنة ست وثمانين وألف، فاستقل بها ثلاث سنين، ثم ولاه على بنجاب، وكان الفقيه علي أكبر الحسيني الإله آبادي قاضياً بلاهور وكان ممن لا يهاب أحداً من الولاة في إجراء الحدود والتعزيزات ولا يطأطئ رأسه لأحد، فكبر ذلك على قوام الدين، فأشار إلى الشحنة أن يقبضوا على القاضي فسار إليه الشحنة برجاله ليقبض عليه، فاستنكف منه القاضي وقتل في المعركة وقتل معه ابن اخته محمد فاضل سنة تسعين وألف، فلما سمع عالمكير عزل الوالي والشحنة وأمر القاضي شيخ الاسلام الفتني أن يفتش عن القضية ويقضي على وفق الشريعة، فعفا عنه ورثة المقتول ومات قوام الدين في ذاك الزمان، كما في مآثر الأمراء. الشيخ قيام الدين الجونبوري الشيخ الصالح قيام الدين بن قطب الدين بن من الله بن بهاء الدين، العمري الجونبوري، أحد المشايخ الجشتية، ولد بجونبور ونشأ في أيام أبيه وجده، وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه الجمال مصطفى العثماني البرونوي وخلق آخرون، مات لثلاث ليال بقين من رجب ودفن بحظيرة جده، كما في كنج أرشدي. مولانا قيام الدين اللاهوري الشيخ الفاضل قيام الدين بن نظام الدين اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان غاية في قوة الحفظ لا ينسى أبداً ما يسمعه مرة، فرغ من التحصيل وله نحو العشرين، وكان مولده ومدفنه لاهور، توفي سنة ثلاث عشرة وألف، كما في أخبار الأصفياء. حرف الكاف الشيخ كبير بن المنور اللاهوري الشيخ الفاضل كبير بن المنور اللاهوري، أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بلاهور، وقرأ العلم على والده وصهره الشيخ سعد الله اللاهوري، ثم تقرب إلى أبي الفيض بن المبارك الناكوري، وصفه عبد القادر البدايوني في تاريخه بالرعونة والخيلاء والكذب، قال: وكان يأكل الأفيون. قال بختاور خان في مرآة العالم: إنه قرأ العلم على والده، وكان يدرس العلوم العقلية والنقلية، مات سنة ست وعشرين وألف بأحمد آباد فدفن في جوار الجزء: 5 ¦ الصفحة: 605 الشيخ محمد بن عبد الله الحسيني البخاري. مولانا كريم الدين الحسن أبدالي الشيخ العالم الصالح كريم الدين الحنفي النقشبندي الحسن أبدالي، أحد المشايخ المعروفين، ولد ونشأ بحسن أبدال - بلدة بين كابل ولاهور - وسافر للعلم وأخذ عن جمع من العلماء، ثم لازم الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي وصحبه مدة من الزمان وأخذ عنه حتى بلغ رتبة المشيخة، واستخلفه الشيخ المذكور ورخصه إلى بلاده، أخذ عنه الشيخ إسحاق بن موسى السندي وخلق كثير، كما في زبدة المقامات. الشيخ كمال بن إبراهيم الآسيري الشيخ الفاضل كما بن إبراهيم بن الجمال الآسيري، كان من نسل الشيخ نعمان رحمه الله، ولد ونشأ بآسير، وأخذ عن الشيخ عيسى بن القاسم السندي البرهانبوري ولازمه زماناً، ثم اعتزل بآسير، وكان من عباد الله المخلصين، توفي في سنة حاصر فيها أكبر شاه قلعة آسير، كما في كلزار أبرار، وكان ذلك سنة ست بعد الألف. الشيخ كمال بن فخر البيجابوري الشيخ الفاضل الكبير كمال الدين بن فخر الدين، أحد العلماء المبرزين في الأصول والكلام، له البراهين القاطعة ترجمة الصواعق المحرقة للشيخ ابن حجر المكي، ترجمه بأمر دولار خان الوزير سنة أربع وتسعين وتسعمائة في أيام إبراهيم عادل شاه البيجابوري، كما في محبوب الألباب. القاضي كمال بن موسى الكشميري الشيخ الفاضل العلامة كمال الدين بن موسى الحنفي الكشميري، أحد فحول العلماء، انتقل من كشمير إلى سيالكوت سنة 971 هـ، فدرس وأفاد بها مدة عمره حتى ظهر تقدمه في فنون منها المنطق والحكمة والكلام وأصول الفقه، وكان مفرط الذكاء سريع الحفظ، مدرساً محسناً إلى طلبة العلم، كثير الإستغراق في مطالعة الكتب وتدريسها، أخذ عنه العلامة عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوتي والشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي وجمع كثير من العلماء. توفي سنة سبع عشرة وألف بلاهور فدفن بها، كما في روضة الأبرار. مولانا كمال الدين النيسابوري الشيخ الفاضل كمال الدين النيسابوري، أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، قدم الهند وسكن بلاهور في أيام أكبر شاه، وتوفي بها سنة إحدى عشرة وألف، وقبره خارج البلدة، كما في مآثر الأمراء. الشيخ كمال محمد العباسي الشيخ العالم الكبير المفتي كمال محمد العباسي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشا بأحمد آباد من أرض كجرات، واشتغل بالعلم من صباه على العلامة وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، ولازمه ملازمة طويلة حتى برع وفاق أقرانه، ثم أخذ عنه الطريقة، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الملك البناني، ثم خرج من أحمد آباد سنة ثمانين وتسعمائة ورحل إلى أجين من أرض مالوه فسكن بها، وتزوج بابنة الشيخ أولياء بن سراج الكالبوي، وولي الإفتاء فاشتغل بالفتيا والتدريس ثلاثين سنة. ومن عوائده أنه كان يستيقظ في الليل إذا بقى ثلثه، فيغتسل ويتهجد ويقرأ سبعة أجزاء من القرآن في الصلاة، ثم يدعو بالأدعية المأثورة، ثم يذكر الله سبحانه بالجهر على طريق السادة الشطارية، ثم يصلي الفجر، ثم يشتغل بتلاوة القرآن إلى صلاة الإشراق، ثم يصلي ويجلس للدرس والإفادة فيدرس إلى زوال الشمس، ثم يتغدى ومعه جماعة من المحصلين عليه، ثم يقيل ساعة ثم يصلي الظهر، ثم يجلس للإفتاء فيشتغل به إلى العصر، ثم يصلي ثم يشتغل به، ثم يصلي ويقبل على أصحابه فيتحدث معهم إلى العشاء، ثم يدخل في حجرته ويشتغل بمطالعة الكتب التي يدرسها إلى الثلث الأول من الليل، ثم يدخل في المنزل، وكان من الخامسة عشرة من سنه إلى أربع الجزء: 5 ¦ الصفحة: 606 وخمسين صرف عمره على هذا الطريق، توفي ليلة الاثنين عاشر شعبان سنة ثلاث عشرة وألف، كما في كلزار أبرار. الشيخ كمال محمد السنبهلي الشيخ الصالح كمال محمد بن لعل بن بده بن حامد بن جاند بن معروف بن مجد الدين بن عزيز الله بن شرف الدين الحسيني الواسطي الأمروهوي ثم السنبهلي، أحد المشايخ النقشبندية، ولد لليلتين أو ثلاث ليال خلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة وألف بمدينة سنبهل، وقرأ العلم على الشيخ فاضل بن أمجد السنبهلي وعلى غيره من العلماء، ودخل في الجندية فخدم الملوك والأمراء مدة طويلة، وتلقن الذكر عن الشيخ عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي سنة خمس وثلاثين وألف وقرأ عليه الرسالة القدسية، وترك الخدمة وأناب على يده سنة خمسين وألف وانقطع إلى الزهد والعبادة، وصنف الكتب في السلوك، منها جمع الجمع وسفردر وطن الأسرارية، وثالثها آخر مصنفاته، فرغ من تأليفه سنة تسع وستين وألف، وفيه أخبار المشايخ. وكان من الشعراء المجيدين، له أبيات رقيقة رائقة بالهندية والفارسية، ومن شعره الفارسي قوله: نكاه من بفراق تو مانده شد كامروز ز ديده تا سر مزكان هزار فرسك است وإني لم أقف على سنة وفاته ولكني أظن أنه مات في سنة تسع وستين أو مما يقرب ذلك، والله أعلم. حرف الكاف الهندية كلبدن بيكم بنت السلطان ظهير الدين بابر بن عمر الكوركاني، ولدت سنة ثلاثين وتسعمائة بأرض خراسان، وقدمت الهند سنة ست وثلاثين، ونشأت بها في ظل والدها وصنوها همايون بن بابر شاه، وتعلمت الخط والإنشاء في اللغة التركية والفارسية وبعض فنون أخر، وتزوجت بخضر خان الجغتائي وولدت له، ثم رحلت إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة في أيام ابن أخيه أكبر بن همايون وكانت معها بنت أخته سليمه سلطان بيكم سنة اثنتين وثمانين، فحجت أربع حجات ثم رجعت إلى الهند، وغرقت سفينتها فأقامت بمدينة عدن سنة كاملة ودخلت الهند سنة تسعين وتسعمائة. وكانت فاضلة شاعرة عفيفة صاحبة العقل والرأي، لها همايون نامه كتاب بسيط في أخبار أبيها وصنوها همايون، ومن أبياتها قولها: هر بري روي كه او با عاشق خود يار نيست تو يقين ميدان كه هيج از عمر برخوردار نيست توفيت سنة عشر وألف في أيام أكبر شاه، كما في إقبالنامه. حرف اللام مولانا لطف الله الكوروي الشيخ الفاضل العلامة لطف الله الحنفي الكوروي، أحد فحول العلماء، كانت له يد بيضاء في سائر الفنون لا سيما الفقه والأصول والعربية، أخذ عن الشيخ جمال أولياء الجشتي الكوروي، وأخذ عنه الشيخ أحمد بن أبي سعيد الأميتهوي والقاضي علم الله الكجندوي والشيخ علي أصغر القنوجي وخلق كثير من العلماء. مولانا لطف الله البيجابوري الشيخ العالم الصالح لطف الله البيجابوري، أحد المشايخ القادرية الجيلية، أخذ الطريقة عن الشيخ حميد ولازمه عشر سنين، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند وسكن بمدينة بيجابور، وكان عالماً كبيراً زاهداً قنوعاً، مات سنة إحدى وعشرين وألف بمدينة بيجابور فدفن بها عند شيخه الحميد. حرف الميم المفتي مبارك بن أبي البقاء الجونبوري الشيخ العالم الفقيه المفتي مبارك بن أبي البقاء بن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 607 محمد درويش الحسيني الجونبوري، كان أصغر أبناء والده ونشأ بجونبور، واشتغل بالعلم على محمد أمين تلميذ والده وقرأ عليه العربية، ثم سافر إلى إله آباد وقرأ على من بها من العلماء، ثم سافر إلى دهلي وتقرب إلى الملوك والأمراء وولي الإفتاء ببلدته، فرجع إلى جونبور ودرس وأفاد بها مدة عمره، أخذ عنه غير واحد من العلماء. توفي لعشر بقين من رمضان سنة ثمان وتسعين وألف، كما في تجلي نور. الشيخ مبارك بن خضر الناكوري الشيخ الفاضل العلامة مبارك بن خضر الناكوري، أحد العلماء المشهورين بأرض الهند، ولد سنة إحدى عشرة وتسعمائة بمدينة ناكور وسافر للعلم إلى كجرات فاشتغل بها على الخطيب أبي الفضل الكاذروني ومولانا عماد الدين محمد الطارمي وعلى غيرهما من العلماء، وجد في البحث والاشتغال حتى برز في الفضائل وتأهل للفتوى والتدريس. وكان مفرط الذكاء يحضر المجالس والمحافل في صغره فيتكلم ويناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحير به أعيان العلم، دخل أكبر آباد سنة خمسين وتسعمائة وتصدر بها للدرس والإفادة، وقد انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل والزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يستطيع أحد من الأمراء أن يحضر في مجلس تذكيره وعليه ملابس حمراء أو من الحرير أو في يده خواتم الذهب أو إزاره مسبل، وكان في ذلك الزمان شديد النكير على السماع حتى إذا قرع صماخه في أثناء الطريق صوت الغناء ينزجر عنه ويثب إلى غير ذلك المكان، ثم رغب إلى السماع في آخر أمره قلما يخلو عنه وربما لا يستريح بدون الغناء والمزامير. قال صاحبه عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني في تاريخه: إنه كان ذا أطوار مختلفة، لحق بالمهدوية وصحب الشيخ علاء بن الحسن البيانوي مدة مديدة، فلما شاعت الطريقة النقشبندية في أوائل عهد أكبر شاه صار يقتفي آثار تلك الطائفة العلية، وكان ينتسب إلى المشايخ الهمدانية، ولما رأى أن أهل إيران غلبوا ونالوا في الدولة أعز منال صرف إليهم عنان العزيمة، وهلم جرا. قال: وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه وأصوله، عارفاً بدقائق العربية، ماهراً بالتصوف والشعر واللغز وفنون أخرى، وكان يقرأ القرآن بالقراءات العشر ويدرس الشاطبي، وكان كثير المطالعة دائم الاشتغال بالدرس والإفادة سريع الإدراك قوي الحفظ لم يكن شيئاً فينساه، ولما ضعف بصره لكبر سنه وعجز عن المطالعة اشتغل بتفسير القرآن وصنف تفسيراً كبيراً في أربع مجلدات كبار سماه منبع نفائس العيون، واظب في آخر عمره على التائية لابن الفارض، وقصيدة البردة للبوصيري، وقصيدة كعب بن زهير، وقصائد أخرى كانت محفوظة له فيقرأها كل يوم عن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 608 ظهر قلبه، توفي السابع عشر من ذي القعدة سنة إحدى وألف بلاهور فدفن بها، كما في المنتخب. الشيخ مبارك بن مصطفى المنيري الشيخ الصالح مبارك بن مصطفى بن الجلال بن عبد الملك، الهاشمي المنيري سبط الشيخ أبي يزيد بن عبد الملك الفردوسي، ولد ونشأ بمنير - بفتح الميم - بلدة مشهورة من أعمال بهار، وأخذ عن خاله علي بن أبي يزيد، واستفاض على طريق الأويسية عن جده وخاله محمد، ولازم الشيخ نعمة اله الفيروز بوري وأخذ عنه، ثم تولى الشياخة، أخذ عنه الشيخ هداية الله ابن أشرف المنيري وخلق آخرون. الشيخ مجتبي القلندر اللاهر بوري الشيخ الصالح مجتبي بن مصطفى بن أمين بن عبد الرحمن، العباسي اللاهر بوري المشهور بمجا - بضم الميم وتشديد الجيم - كان من رجال العلم والمعرفة، ولد ونشأ بلاهر بور، قرية من أعمال خير آباد، وقرأ العلم على القاضي عبد القادر العمري اللكهنوي، ثم سار إلى جونبور، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد القدوس الجونبوري، ولازمه مدة، ثم رجع إلى لاهر بور وتصدر للإرشاد، أخذ عنه الشيخ عبد الرسول الكجندوي وخلق آخرون. توفي في الخامس عشر من ربيع الآخر سنة أربع وثمانين وألف وله ثلاث وستون سنة، كما في أصول المقصود. مولانا محب علي السندي الشيخ الفاضل محب علي بن صدر الدين محمد بن علي بيك، التتوي السندي الفقيه الشاعر، كان أصله من قبيلة كانت تسكن في جبال البركة وهم طائفة من الجغتائية، قدم جده علي مع السلطان بابر واستشهد في الهند، وسافر والده مع همايون إلى بلاد السند فسكن بمدينة تته فولد بها محب علي، وتوفي والده في صغر سنه فانقطع إلى العلم وجد فيه حتى صار بارعاً في كثير من العلوم والفنون، ولما فتحت بلاد السند على يد الأمير عبد الرحيم بن بيرم خان قدم معه إلى دار الملك وصاحبه زماناً، ثم أخذ في الانزواء بمدينة برهانبور وله ثلاثون سنة، واستقام على ذلك زماناً، ثم سافر إلى الحجاز وأدرك الشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري بمدينة سورت وأخذ عنه الطريقة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند وسكن ببرهانبور، كما في بادشاه نامه. وفي عمل صالح أن شاهجهان بن جهانكير سلطان الهند استصحبه إلى دار الملك فلازمه مدة حياته، وكان شاعراً مجيد الشعر، مات في بضع وأربعين وألف. مولانا محب الله الإله آبادي الشيخ العالم الكبير العلامة محب الله بن مبارز بن بير بن بدي بن متهي بن القاضي رضي الدين بن أوحد الدين بن مجد الدين بن جميل الدين بن رفيع الدين بن محب الله بن رسم الله بن حبيب الله بن إبراهيم بن علاء الدين ابن قاسم بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن أبي الفتح بن عبد السلام بن جعفر ابن شهاب الدين بن فريد الدين مسعود العمري، كان من كبار المشايخ الجشتية، ولد يوم الاثنين ثاني صفر سنة ست وتسعين وتسعمائة بقرية صدر بور من أعمال خير آباد، واشتغل بالعلم وسار إلى لاهور، فقرأ بها على المفتي عبد السلام اللاهوري مشاركاً للشيخ محمد مير سائين السيوستاني وسعد الله خان التميمي الجنوتي، ثم لما ولي سعد الله خان الوزارة الجليلة استقدمهما إلى دار الملك، فلم يجبه الشيخ محمد مير لزهده في الدنيا، وذهب الشيخ محب الله إلى دهلي فولاه النظامة ووجهه إلى إله آباد، كما في ذيل الوفيات. وقال اللكهنوي في بحر زخار: إنه دخل دهلي للاسترزاق فتوسل بالوزير لسابق معرفته به، ثم أخذته الجذبة الربانية فانقطع إلى الزهد والعبادة وسار إلى كنكوه، وأخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ أبي سعيد بن نور الحنفي الكنكوهي، ولازمه ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة المشيخة، فرجع إلى صدر بور ولبث بها زماناً، ثم سار إلى إله آباد وسكن بها على شاطئ نهر جمن وعاش مدة في الفقر والفاقة، ثم فتح الله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 609 سبحانه عليه أبواب الرزق ورزقه القبول العظيم، فاستقام على مسند الإرشاد عشرين سنة، انتهى. قال مصطفى علي خان الكوباموي في تذكرة الأنساب: إنه كان ابن بنت القاضي إسماعيل بن عماد العمري الهركامي والقاضي إسماعيل كان جد ملا أبي الواعظ الهركامي، انتهى. وللشيخ محب الله مصنفات كثيرة في الحقائق والمعارف، وله مواجيد خاصة في التوحيد، وأسلوب بديع في شرح أقوال الشيخ محيي الدين بن عربي، ولذلك افترق الناس فيه إلى محسن ومسئ، فمنهم من يقول: إنه كان عارفاً كبيراً صاحب المعارف الصحيحة والمواجيد الصادقة، ومنهم من يقول: إنه كان عارفاً ولكنه أخطأ التعبير حتى وقع قدمه في أودية الزندقة والإلحاد، ومنهم من يقول إنه كان ضالاً مضلاً، قال نور الدين محمد بن علي الحميد الرانيري في كتابه رحيق محمدية في طريق الصوفية: وكذا ببعض نواحي الهند بلدة تسمى إله باس إله آباد رجل يقال له محب الله بل عدو الله وطائفة قاتلهم الله وهم يعتقدون بالوحدة المطلقة ويقولون إن الرب عين العبد والعبد عين الرب بمعنى الاتحاد، فجعلوا العالم هو الله والله هو العالم، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً! وقد وقع لي معهم مجادلة ومباحثة ذكرتها في صوارم الصديق لقطع الزنديق فإن أردت أن تطلع على أباطيلهم فعليك بمطالعته، انتهى. وقال الشيخ علي أكبر الحسيني المودودي في بعض رسائله إني لما دخلت إله آباد سنة إحدى وسبعين ومائة وألف وكنت مشغولاً بمطالعة تصانيف الشيخ الأكمل ختم الولاية المحمدية ابن عربي رضي الله عنه فوجدت بعض الرسائل مع تواليف الشيخ محب الله الإله آبادي متضمناً لعبارات الفصوص والفتوح فبقيت مدة مشغولاً بمطالعته على قبره الواقع على سيف جمنا في إله آباد، فلما خضت فيها برهة من الزمان رأيته في كثير من المقامات وكان من جملتها أني رأيته يوماً ووقع بيني وبينه كلام على مذهبه فاعترف بما اعترف وأعطاني الخرقة التي كانت عليه، فلما أفقت لاقني غلام محب الله بن حبيب الله بن سيف الله بن تاج الدين بن محب الله المذكور وأخبرني بأنه رأى في المنام جده فأمره أن يخرج الخرقة التي كان يلبسها في حياته، فأتى بها لدى فأخذتها، وإني عند ذلك كنت في المكاشفات الأنفسية لا الآفاقية، وأنت تعلم أن المكاشف المذكور كلما رآه في ذلك فإنما هو نفسه، كما قال الشيخ رضي الله عنه في الفص الشيثي فأي شاهد كشف يشاهد صورة تلقي إليه ما لم يكن عنده ويمنحه ما لم يكن قبل ذلك في يده فتلك عينه لا غيره، فمن شجرة نفسه جنى ثمرة غرسه، ثم لما وقع لي ترق وخرجت من لجة الآيات النفسية إلى المكاشفات الآفاقية فوجدته - يعني به الشيخ محب الله المذكور - هابطاً في أكثر العقائد الخطيلة نحو: 1 - اعترافه بانحصار الواجب المطلق في الممكنات المتعينة. 2 - ونفى تحققه عما وراءها. 3 - والإقرار بانتفاء البسائط في حال التجرد عن المركبات. 4 - والإنكار على تحقق الملائكة والجن فيما وراء الإنسان من الخارج. 5 - والرد والقدح والتقبيح على الحال وأربابه والوجد وأصحابه مع أن شيوخه وجميع العرفاء كانوا على ذلك. 6 - والاعتراف بقدم العالم كله على هذا النمط، وأمثال ذلك من الاعتقادات الرديئة، فأعرضت عنه حتى رأيته في المنام فذكرت له ذلك فقال: والحق أني قد أخطأت في كل ذلك لكني كنت في السير النفسي محجوباً عن السير الآفاقي، فكلما كنت أرى من المعاملات المكاشفية أحسبه أن الأمر منحصر في ذلك، فأنكرت على تحقق ما في الآفاق وفيما دونه إذ كنت مجتهداً في إثبات الحق عافاني الله سبحانه، فحالي كحالي المجتهد الفقيه في الخطاء غير أني محبوس في كثير من الآلام بسبب ذلك، وذلك أيضاً وقع لي في المقام النفسي، انتهى. ومن مصنفاته شرحان له على فصوص الحكم بالعربية والفارسية، ومنها أنفاس الخواص، ومنها مناظر أخص الخواص، صنفه سنة سبع وأربعين وألف، ومنها هفت أحكام، ومنها سه ركني، ومنها الكتاب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 610 المبين في الحكمة الإلهية، ومنها رسالة في مبحث الوجود المطلق، ومنها التسوية وشرحها بالفارسي، وله غير ذلك من الرسائل، توفي لتسع خلون من رجب سنة ثمان وخمسين وألف بمدينة إله آباد فدفن بها. محبوب شاه الجشتي الهندي الشيخ الفاضل محبوب شاه الجشتي الهندي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، له منتخب الأولياء، كتاب بسيط في أخبار المشايخ من أهل الهند، طالعه السيد الوالد وانتفع به في مهر جهانتاب، وكان عصره بعد سنة 1055. محمد بن إبراهيم الحيدر آبادي الملك الحليم الرؤوف محمد بن إبراهيم بن سلطان قلى الحيدر آبادي محمد قلى قطب شاه، قام بالملك بعد والده سنة تسع وثمانين وتسعمائة بقلعة كولكنده، وأسس بلدة كبيرة على أربعة أميال منها وسماها بهاكك نكر على اسم عشيقته بهاكك متي، ثم ندم على ذلك وسماها حيدر آباد جعلها دار ملكه، وبنى بها القصور العالية والحدائق الزاهرة، وبنى الجامع الكبير، وأنفق على عمارته مائتي ألف من النقود الفضية، وبنى حماماً ومارستاناً عنده ومدرسة عالية البناء سنة ست بعد الألف. وكان ملكاً عادلاً فاضلاً شاعراً مجيد الشعر محباً لأهل العلم محسناً إليهم، وفد عليه العلماء من بلاد شاسعة فرتب لهم معايش وأرزاقاً، ومن شعره قوله: مستان محبت بدو عالم نفروشند كيفيت ته جرعه بيمانه خود را توفي في السابع عشر من ذي القعدة سنة عشرين وألف بحيدر آباد فدفن بها، كما في حديقة العالم للتستري. محمد بن إبراهيم البيجابوري الملك العادل محمد بن إبراهيم بن طهماسب بن إبراهيم بن إسماعيل بن يوسف، البيجابوري محمد عادل شاه الغازي، قام بالملك بعد والده سنة سبع وثلاثين وألف وهو في الخامس عشر من سنه، فافتتح أمره بالعقل والدهاء، وقاتل كفار الهنود ببلاد كرنانك، ففتحها سنة ثمان وخمسين وألف، وغنم أموالاً وسبى دراري كثيرة، وبنى بها المساجد وهو أول من فتحها من ملوك الدكن، ولذلك لقبوه بالغازي، وأول من لقبه شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند بالملك. وكان عادلاً كريماً متين الديانة كبير الشأن، توفي يوم الثلاثاء لليلتين بقيتا من محرم سنة سبع وستين وألف بمدينة بيجابور، فدفنوه في مقبرة بناها محمد المذكور في حياته وله سبع وأربعون سنة، ومدة حكمه إحدى وثلاثون سنة، كما في بساتين السلاطين. محمد بن أبي الحسن السورتي الشيخ الصالح محمد بن أبي الحسن بن جمال الدين، النقوي الحسيني الخوارزمي ثم الهندي السورتي، أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بمدينة سورت، وانتفع بأبيه وأخذ عنه وتولى الشياخة بعده، مات في ثاني رمضان سنة ثمان وسبعين وألف بمدينة سورت فدفن بها، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ محمد بن أبي سعيد الكالبوي الشيخ العالم الكبير محمد بن أبي سعيد بن بهاء الدين بن عماد الدين بن الله بخش بن سيف الدين بن مجيد الدين بن شمس الدين بن شهاب الدين بن عمر ابن حامد بن أحمد الزاهد الحسيني الترمذي السوانوي ثم الكالبوي، كان من العلماء الربانيين، ولد سنة ست بعد الألف بمدينة كالبي، وكان والده ذهب إلى بلاد الدكن قبل مولده وانقطع خبره فتربى في حجر أمه العفيفة، ولما بلغ سبع سنين قدم الشيخ محمد يونس أحد العلماء المحدثين من مدينة كره وأقام ببلدة كالبي فاشتغل عليه وقرأ الكتب الدرسية إلى المطول للتفتازاني وأسند الحديث عنه، ثم ذهب إلى جاجمؤ وقرأ بعض الكتب على مولانا عمر جاجمؤي، ثم ذهب إلى كوره وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ جمال بن مخدوم الكوروي، ثم أخذ عنه الطريقة ورجع إلى بلدته فدرس وأفاد بها زماناً، ثم سافر إلى جالندر ليتزوج بها في الجزء: 5 ¦ الصفحة: 611 عشيرته فورد آكره وأدرك بها الأمير أبا العلاء الحسيني الأكبر آبادي فلازمه زماناً وأخذ عنه الطريقة الأحرارية، واشتغل بعد ذلك بالدرس والإفادة عشر سنين، ثم ذهب إلى أكبر آباد وصحب شيخه أبا العلاء المذكور أربعة أشهر، ثم رجع إلى بلدته ودرس بها زماناً، ولما غلبت عليه الحالة اعتزل عن الناس ولازم بيته وترك البحث والاشتغال والخروج للتعزية والتهنئة وغير ذلك، فكان لا يراه أحد إلا في بيته أو في المسجد، كما في ضياء محمدي. قال البكرامي في مآثر الكرام: إنه ألزم نفسه الصوم في آخر عمره فداوم على ذلك، فلم يفطر في النهار قط غير الأيام التي حرم فيها الصوم، وعاش بعد ذلك ستة أعوام، انتهى. وله مصنفات عديدة، منها تفسير على سورة يوسف، وله كتاب الروائح بالعربي أوله حامداً لله والحامد والحمد والمحمود هو، مصلياً لرسول الله والرسول والرسالة والمرسل هو، قائلاً بأنه قد ورد على محمد بن أبي سعيد هذه المعاني الشريفة فأراد إملاءها والعامل والقول والمقول هو، إلخ، وله رسالة في تحقيق الروح أولها بر ضمائر أرباب بصائر بوشيده نماند، إلخ، ورسالة في وحدة الوجود بالعربية أولها إعلم أن وجوده تعالى عين حقيقته، إلخ، له إرشاد السالكين في السلوك بالفارسي أوله بعد حمد خداوندي كه همه أشياء قائم بدو است، إلخ، ورسالة في مبحث الفناء بالفارسية أولها بدان أي طالب صادق، إلخ، ورسالة في عقائد الصوفية أولها الحمد لله رب العالمين، إلخ، ورسالة في الواردات بالعربية أولها الحمد لله الذي نقاب وجهه النور وحجاب كماله الظهور، إلخ، والعلم والمعمول رسالة نفيسة له في السلوك أولها بعد حمد بيحد وبس از صلاة بي عد، إلخ وله رسالة في شغل كوزه المسمى بجام خدانما أولها بعد از حمد بيحد، وصلاة بي عد، إلخ ورسالة في الحقائق أولها بعد از حمد ايزدي كه حجاب ذات أو نور است، ورسالة في مراتب الفناء والأصول إلى الله سبحانه بالفارسية أولها بعد از حمد واجب الوجود، إلخ، توفي يوم الأحد لأربع ليال بقين من شعبان سنة إحدى وسبعين وألف وله خمس وستون سنة، وقبره مشهور ظاهر ببلدة كالبي، كما في ضياء محمدي. الشيخ محمد بن أبي يزيد المنيري الشيخ الصالح محمد بن أبي يزيد بن عبد الملك بن أشرف بن محمود الهاشمي المنيري الشيخ فريد الدين، أحد المشايخ في الطريقة الفردوسية، ولد ونشأ بمنير - بفتح الميم - بلدة مشهورة من أعمال بهار، ولازم أباه من صباه وأخذ عنه، ثم لازم صاحبه الشيخ عباس الكجراتي وأخذ عنه، ثم تولى الشياخة مكان أبيه، مات لخمس خلون من رمضان سنة إحدى وثلاثين وألف. الشيخ محمد الشامي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الشامي، كان ابن أخ الشيخ زين الدين المجتهد الشيعي العاملي، ذكره عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني في منتخب التواريخ وأثنى عليه وقال: إنه كان ثانياً للكسائي النحوي في الفنون العربية، ثم نقل بعض رسائله إليه بالعربية كانت إحداها مؤرخة سنة اثنتين وألف، تركتها لما كانت ممسوخة بالأغلاط. الحكيم محمد المصري الشيخ الفاضل العلامة محمد الحكيم المصري البرهانبوري، أحد كبار العلماء في الفنون النظرية لا سيما صناعة الطب بجزئية العلمي والعملي، وكان عارفاً بالعلوم الغريبة نحو دعوة الأسماء وعلم الحروف والتكسير، وكان ماهراً بالفقه وأصوله، كان ذا دعابة بشوشاً، حسن المحاضرة، حلو الكلام، مليح الشمائل، شاعراً، له أبيات مضحكة بالفارسية، وله يد بيضاء في أمر العلاج، كان يحير العقول في بعض معالجاته. قال محمد بن عمر الآصفي في ظفر الواله كان اسمه الحكيم بيبرس المصري، لعله قدم الهند من بلاده ودخل أحمد نكر فتقرب إلى الملوك بالصناعة الطيبة، وخدم مرتضى نظام شاه مدة من الزمان، وسم الوزير جنكيز خان بأمره سنة ثمانين وتسعمائة، فقلده الوزارة بعده مدة يسيرة ثم عزله، ولما قتل مرتضى نظام شاه المذكور سنة ست وتسعين وتسعمائة خرج من أحمد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 612 نكر وسار إلى جيول بندر مشهور من بنادر الهند، وانتقل منها إلى أحمد آباد وكان بها نواب خان أعظم عزيز بن محمد كوكلتاش، فاجتمع به فأكرم مقدمه وجهزه إلى أكبر شاه بن همايون التيموري سلطان الهند، وتقدم عنده وتقرب إليه، ومات ببلدة برهانبور على ما يقال بسم، وذلك في سنة ثمان وألف. خواجه محمد الكشميري الشيخ العالم الصالح محمد بن أبي محمد الحنفي الكشميري، أحد العلماء البارعين في النحو والعربية، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على مولانا جوهر نانة الكشميري، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء كما في روضة الأبرار. مولانا محمد الزبيري البيجابوري الشيخ الفاضل العلامة محمد بن أبي محمد الزبيري الكجراتي ثم البيجابوري، أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، قرأ العلم على عمه القاضي إبراهيم الزبيري، ثم لازم دروس الشيخ محمد بن عبد الرحمن العلوي البيجابوري وأخذ عنه الطريقة وقرأ عليه ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الشيخ علي صاحب الفوائد العلية ومحمد حسين القدوسي ومحمد حسين الإمام البيدري وخلق كثير من العلماء، توفي لسبع بقين من شوال سنة ثمان وثمانين وألف بمدينة بيجابور، فدفن بها داخل البلدة كما في روضة الأولياء. محمد بن أبي المعالي البيجابوري الشيخ العالم الفقيه محمد بن أبي المعالي بن علم الله الصالحي الأميتهوي القاضي أعز الدين البيجابوري، كان من الفقهاء المبرزين في الفقه والأصول، ولي القضاء بمدينة بيجابور في أيام السلطان محمد عادل شاه، واستقل به مدة حياته، توفي في خامس ربيع الأول، كما في روضة الأولياء. محمد بن أحمد العاملي الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن محمد الشيعي العاملي، كان من العلماء المشهورين في عصره، ذكره الحر العاملي في أمل الآمل، قال: وكان عالماً فاضلاً فقيهاً صالحاً جليل القدر، من معاصري الشيخ بهاء الدين العاملي، سافر إلى كشمير وتدير بها، مات ودفن بكشمير كما في نجوم السماء. الحكيم محمد بن أحمد الكيلاني الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن حكيم الملك شمس الدين، الكيلاني أصلاً ومحتداً والمكي مولداً والهندي مسكناً ومدفناً، ذكره علي بن أحمد المعصوم الدستكي في سلافة العصر قال: وإنه ولد بمكة ونشأ بهان وتقرب إلى سلطانها الشريف محسن حتى حصل عليه من الشريف أحمد بن عبد المطلب ما حصل، ونهب الشريف داره وماله، فالتجأ مستأمناً إلى بعض الأشراف فأمنه على نفسه، ثم سار مختفياً إلى اليمن واستعمر حتى قتل الشريف أحمد، فلم ير من الشريف مسعود ما كان يؤمله قبل، فتوجه إلى الهند سنة تسع وثلاثين وألف فألقى بها عصاه إلى أن بلغ من العمر أقصاه، ثم ذكر له قصيدته الدالية التي عارض بها قصيدة أحمد المرشدي، وهي كما يلي: صوادح البان وهناً شجوها باد فمن معين فتى في فت أكباد صب إذا غنت الورقاء أرقه تذكيرها نغمات الشادن الشاد فبات يرعف من حفنيه تحسبه يرجرج المدمع الوكاف بالجاد جافي المضاجع إلف السهد ساوره سم الأساود أو أنياب آساد له إذا الليل واراه نشيج شج وجذوة في حشاء ذات إيقاد سماره حين يضنيه توحشه فيستريب إلى تأنيس أعواد وجدوهم وأشجان وبرح جوى ولوعة تتلظى والأسى ساد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 613 أضناه تفريق شمل ظل مجتمعاً وضن بالعود دهر خطبه عاد فالعمر ما بين ضن ينقضي وضنا والدهر ما بين إيعاد وإبعاد لا وصل سلمى وذات الخال يرقبه ولا يؤمل من سعدى لاسعاد أضنى فؤادي واستوهى قوى جلدي أقوى ملاعب بين الهضب والواد عفت محاسنها الأيام فاندرست واستبدلت وحشة من أنسها الباد وعطلتها الرزايا وهي حالية بساكنيها ورواد ووراد وعاث صرف الليالي في معالمها فما يجيب الصدى فيها سوى الصاد دوارج المور مارت في معاهدها فغادرتها عفا الساحات والناد وناعب الموت نادى بالشتات بها فأهلها بين أغوار وأنجاد وصوحت بالبلى أطلالها وخلت رحابها الفيح من هيد ومن هاد أضحت قفاراً تجر الرامسات بها ريحاً جنوب وشمل ريحها الجاد كأنها لم تكن يوماً لبيض مهى مراتعاً قد خلت فيهن من هاد ولم تحل مغانيها بغانية تغني إذا ما ردى من بدرها راد ولا عطا نبتها ريم ولا طلعت بها بدور دجى في برج مصطاد ولا تثنت بها لمياء ساحبة ذيل النعيم دلالاً بين أنداد فارقتها وكأني لم أظل بها في ظل عيش يجلي عذر حساد أجني قطوف فكاهات محاضرة طوراً وطوراً أناغي ربة الهادي هيفاء يزري إذا ماست تمايلها بأملد من غصون البان مياد بجانب الجيد يهوى القرط مرتعداً مهواه جد سحيق فوق أكتاد شفاهها بين حق الدر قد خزنت ذخيرة النحل ممزوجاً بها الجادي إذا نضت عن محياها النقاب صبا مستهتراً كل سجاد وعباد وإن تجلت ففيما قد جلته دجى لتائه في الدآدي أيما هاد وميض برق ثناياها إذا ابتسمت يعارض الدمع من مهجورها حاد وناظران لها يرتد طرفهما مهما رنت عن قتيل ماله واد وصبح غرتها في ليل طرتها يوماي من وصلها أو هجرها العادي تلك الربوع التي كانت ملاعبها أخنى عليها الذي أخنى على عاد إلى مراتع غزلان الصريم لها يحن قلبي المعنى ما شدا شاد بعداً لدهر رماني بالفراق لها ولا سقى كنفيه الرائح الغادي عمري لئن عظمت تلك القوادح من خطوبه وتعدت حد تعداد لقد نسيت وأنستني بوائقه تلك التي دهدهت أصلاد أطواد مصارع لبني الزهرا وأحمد قد اذكرن فخا ومن أردى به الهادي لفقدهم وعلى المطلول من دمهم تبكي السماء بدمع رائح غاد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 614 وشق جيب الغمام البرق من حزن عليهم لا على أبناء عباد كانوا كعقد بجيد الدهر قد قرظت من ذاك واسطة أودى بتبداد وهو المليك الذي للملك كان حمى مذ ماس من برده في خير أبراد كانت بجيران بيت الله دولته مهاد أمن لسرح الخوف ذواد وكان طوداً لدست الملك محتبياً ولاقتناص المعالي أي نهاد ثوى بصنعا فيا لله ما اشتملت عليه من مجده في ضيق ألحاد فقد حويت به صنعاء من شرف كما حوت صعدة بالسيد الهادي فحبذا أنت يا صنعاء من بلد ولا تغشى زياداً وكف رعاد مصابة كان رزءاً لا يوازنه رزء ومفتاح أرزاء وآساد وكان رأساً على الأشراف منذ هوى تتابعوا إثره عن شبه ميعاد لهف المصاف إذا ما أزمة أويت من خطب نائبة للمتن هداد لهف المصاف إذا ما أمحلت سنة يضن في محلها الطائي بالزاد لهف المصاف إذا كر الجياد لدى حر الجلاد أثار النقع بالوادي لهف المصاف إذا ما يستباح حمى لفقد حام بورد الكر عواد لهف المصاف إذا جلى به نزلت ولم يجد كاشفاً منها بمرصاد لهف المصاف إذا حمل المغارم في نيل العلى أثقل الأعناق كالطاد لهف المصاف إذا نادى الصريخ ولم يجدنه مصرخاً كالليث للصادي لهف المصاف إذا الدهر العسوف سطا بضيم جار لنزل العز معتاد بل لهف كل ذوي الآمال قاطبة عليهم خير مرتاد لمرتاد كانت به تزدهي في السلم أندية وفي الوغى كل قداد وهناد على الأرائك أقمار تضئ ومن تحت الترائك آساد لمستاد تشكو عداهم إذا شاكي السلاح بدا شك القنا ما ضفا من نسج أبراد إلى النحور وما تحوى الصدور وما وارته في جنحها ظلمات أجساد بادوا فباد من الدنيا بأجمعها من كان فكاك أصفاد بأصفاد وقد ذوت زهرة الدنيا لفقدهم وألبست بعدهم أثواب إحداد واجتث غرس الأماني من فجيعتهم وأنشد الدهر تقنيطاً لرواد يا ضيف أقفر بيت المكرمات فخذ في جمع رحلك واجمع فضلة الزاد يا قلب لا تبتئس من هول مصرعهم وعز نفسك في بؤسي وأنكاد بمن غدا خلفاً يا حبذا خلف في الملك عن خير آباء وأجداد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 615 بحائز إرثهم حاو مغافرهم كما حوى الألف من آحاد أعداد وذاك زيد أدام الله دولته وزاده منه تأييداً بامداد سما به النسب الوضاح حيث غدا طريفه جامعاً أشتات أتلاد لقد حوى من رفيعات المكارم ما يكفي لمفخر أجداد وأحفاد أليس قد نال ملكاً في شيبته ما ناله من سعى أعمار آباد أليس في وهج الهيجا مواقفه مشكورة بين أعداء وأضداد أليس أسبح بالتنعيم سابحه لج المنايا ليحيى فل أجناد أليس يثبت يوم الليث أن له وثبات ليث يزجي ذود نقاد أليس يوم العطا تحكي أنامله خلجان بحر يفيض التبر مداد أليس قد لاح في تأسيس دولته من جده المصطفى رمز بارشاد دامت معاليه والنعمى بذاك له مصونها وهو ملحوظ باسعاد ما لاح برق وما غنت على فنن صوادح البان وهنا شجوها باد قال عبد الحميد اللاهوري في بادشاهنامه: إنه كان رجلاً صالحاً فاضلاً ورعاً تقياً حسن الأخلاق مليح الشمائل، وظف له شاهجهان بن جهانكير سلطان الهند وولاه على دار العدل بدار الملك دهلي، انتهى. توفي بالهند سنة خمسين وألف، كما في خلاصة الأثر. محمد صادق السرهندي الشيخ الصالح العلامة محمد صادق بن أحمد بن عبد الأحد العمري الشيخ محمد صادق السرهندي، كان من كبار العلماء، ولد في سنة ألف بمدينة سرهند ونشأ بها، واشتغل بالعلم من صغره وقرأ بعض الفنون العربية على الشيخ محمد طاهر اللاهوري والعلوم الحكمية على مولانا محمد معصوم الكابلي، وجد في البحث والاشتغال حتى قرأ فاتحة الفراغ وله ثماني عشرة من سنه، وكان مصاحباً لوالده في سفره إلى دهلي وهو ابن ثمان، فتشرف هناك بصحبة الشيخ عبد الباقي النقشبندي وأخذته الجذبة الربانية في صباه، فكان يترقى في مدارج المعرفة يوماً فيوماً، وتعرض له حالات سنية ومقامات علية من الحضور والغيبة والسكر والجذبات القوية والمكاشفات الصحيحة والمواجيد الصادقة بحيث يعجب به العارفون البالغون في مدارج الكمال، فلما برز من التلوين إلى التمكين ومن السكر إلى الصحو ومن الجذب إلى السلوك استخلفه والده وأجازه إجازة عامة للارشاد والتلقين وهو لم يتجاوز إحدى وعشرين سنه من عمره. مات في أيام أبيه، وله تعليقات على الكتب الدرسية، توفي يوم الاثنين تاسع ربيع الأول سنة أربع وعشرين، وقيل: خمس وعشرين بعد الألف، بمدينة سرهند فدفن بها، كما في حضرات القدس. الشيخ محمد سعيد السرهندي الشيخ العالم المحدث محمد سعيد بن أحمد بن عبد الأحد العدوي العمري الشيخ محمد سعيد خازن الرحمة السرهندي، كان من العلماء الربانيين، ولد في شعبان سنة خمس وألف بمدينة سرهند، وقرأ بعض الكتب الدرسية على صنوه محمد صادق وأكثرها على الشيخ محمد طاهر اللاهوري، وقرأ على أبيه، وأسند الحديث عنه وعن الشيخ عبد الرحمن الرمزي، ولازم أباه ملازمة طويلة وأخذ عنه الطريقة، ووالده ترك التدريس له في آخر عمره وكان يقول: إن ولده من العلماء الراسخين، فألبسه الخرقة ولقبه بخازن الرحمة، كما في حضرات القدس، ولما توفي والده ترك المشيخة، لأخيه محمد معصوم، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند سنة 1069 وصرف عمره في التدريس والتلقين. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 616 وله مصنفات عديدة، منها حاشية على مشكاة المصابيح، ورسالة في تحقيق الإشارة بالمسبحة عند التشهد في الصلاة، وحاشية على حاشية الخيالي على شرح العقائد، وله غير ذلك من المصنفات. توفي لثلاث ليال بقين من جمادي الآخرة سنة سبعين وألف، كما في تذكرة الأنساب للقاضي ثناء الله رحمه الله. الشيخ محمد بن أحمد الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد بن أحمد البدخشي الشيخ سراج الدين بن حسام الدين بن نظام الدين الدهلوي، أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على الشيخ عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي، ولازم أباه ملازمة طويلة حتى صار أبدع أبناء العصر في العلم والمعرفة ورزق حسن القبول بدهلي، ذكره كمال محمد السنبهلي في الأسرارية. محمد بن إلياس الغرغشتي الشيخ الفاضل محمد بن إلياس الحسيني الغرغشتي البجواروي، أحد العلماء المبرزين في العلم والمعرفة، حصل له القبول العظيم من الأفاغنة في أودية الجبال، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه ولده أحمد بن محمد الغرغشتي وخلق آخرون، توفي سنة إحدى وألف، كما في كلزار أبرار. السيد محمد جلال الكجراتي الشيخ الصالح محمد بن الجلال بن الحسن بن عبد الغفور الحسيني البخاري الكجراتي، كان من نسل محمد بن عبد الله الحسيني البخاري، يرجع إليه نسبه بخمس وسائط، ولد في الرابع عشر من رجب سنة تسع وثمانين وتسعمائة بأرض كجرات، ومن الاتفاقات العجيبة أنه عمل تاريخاً لولادته بعد بلوغه سن الرشد من قول سعدي الشيرازي: من ودست ودامان آل رسول قرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة، وقرأ عليه بعض كتب الحقائق والمعارف، ولما مات والده سنة 1003 تولى الشياخة مكانه. قال الخوافي في مآثر الأمراء إنه كان شيعياً، وفي عمل صالح إنه كان صوفياً ماهراً في التصوف، ذا سخاء وإيثار، كان يبذل على الفقراء والمساكين كل ما تحصل له من النذور والفتوحات، وكان يصرف في عرس جده محمد بن عبد الله المذكور مائة ألف من النقود، لقيه شاهجهان بن جهانكير الدهلوي مرتين، مرة في ولاية عهده ومرة في عهد السلطنة، ومن مصنفاته الجمعات الشاهية في الأذكار والأشغال. توفي في الثاني عشر من رجب سنة خمس وأربعين وألف، وقبره في حظيرة جده، كما في مرآة أحمدي. محمد بن جندن المندسوري الشيخ العالم الصالح محمد بن جندن بن بدها بن جهجو المندسوري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمندسور من أرض مالوه، ولازم أباه وانتفع به، وتصدر للارشاد بعده، وكان لا يزال بقيد الحياة سنة أربع عشرة وألف وله ثمانون سنة كما في كلزار أبرار. محمد بن الحسن الكجراتي الشيخ العالم الصالح محمد بن الحسن بن أحمد بن نصير بن مجد بن سراج ابن العلامة كمال الدين الدهلوي ثم الكجراتي، كان من كبار المشايخ الجشتية، ولد سنة ست وخمسين وتسعمائة بمدينة أحمد آباد، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وقام مقام جده وأبيه في الارشاد والتلقين، وكان رحمه الله شديد التوكل كثير الإحسان ذا وجد وحالة يسمع الغناء بدون المزامير، وله مصنفات، توفي يوم الأحد لليلة بقيت من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وألف بأحمد آباد فدفن بها، كما في أنوار العارفين. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 617 محمد بن الحسن المندوي الشيخ الفاضل محمد بن الحسن بن موسى الكجراتي ثم المندوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد بمندو في الحادي عشر من رجب سنة اثنتين وستين وتسعمائة، وقرأ القرآن على الشيخ كمال الدين القرشي وجوده وقرأ الرسائل الفارسية، ولما بلغ إحدى عشرة سنة توفي والده، ولما بلغ سبع عشرة سنة زوجته أمه فلم يترك البحث والاشتغال، وقرأ النحو والعربية على الشيخ برهان الدين الكالبوي، وقرأ الكشف والمنار والتلويح في أصول الفقه على السيد شاه محمد، وسافر إلى آكره فأقام بها خمس سنين، ثم رجع وسافر إلى كجرات سنة تسعين وتسعمائة، وقرأ أكثر الكتب الدرسية في مدرسة الشيخ وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي، وقرأ بعض الفنون الرياضية على الحكيم عثمان بن عيسى السندي بمدينة برهانبور، ورجع إلى مندو سنة أربع وتسعين وتسعمائة. وكان صوفياً مستقيم الحالة، أخذ الطريقة الشطارية عن الشيخ صدر الدين محمد البرودوي وصاحبه الشيخ محمود بن الجلال الكجراتي، وله كتاب بسيط في أخبار مشايخ الهند وعلمائها سماه بكلزار أبرار شرع في تصنيفه سنة 1014 بأمر أبي الخير بن المبارك الناكوري، وأتمه بأمر الشيخ عيسى بن قاسم السندي في شهر رجب سنة اثنتين وعشرين وألف. محمد بن عبد الرحمن البيجابوري الشيخ العالم الكبير العلامة محمد بن عبد الرحمن بن روح الله الحسيني الكجراتي ثم البيجابوري، كان من العلماء المتمكنين من الدرس والإفادة، ولد بمدينة بيجابور لأربع ليال بقين من جمادي الأولى سنة خمس عشرة وألف يوم مات عمه صبغة الله بن روح الله الشريف البروجي، واشتغل بالعلم على القاضي علي محمد بن أسد الله الكجراتي ثم البيجابوري، ولازمه ملازمة طويلة حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد العظيم محمد الحنفي المكي، ثم رجع إلى الهند ودرس ثلاثين سنة بمدينة بيجابور، أخذ عنه الشيخ محمد الزبيري وخلق كثير. مات بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين وفد بها للزيارة في آخر عمره بست ليال بقين من شوال سنة أربع وثمانين وألف فدفن عند عمه صبغة الله المذكور، كما في روضة الأولياء. محمد بن عبد الرزاق الكيلاني الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرزاق الكيلاني الحكيم نور الدين، كان من الأفاضل المشهورين شاعراً مجيد الشعر بالفارسي، قدم الهند مع صنوه الكبير أبي الفتح بن عبد الرزاق وتقرب إلى الملوك والأمراء. الشيخ محمد بن عبد الشكور السهسواني الشيخ العالم الصالح محمد بن عبد الشكور بن إسماعيل بن عطاء الله الحسيني المودودي السهسواني، الشيخ صدر الدين محمد الحاكم، كان من المشايخ المشهورين في عصره، قرأ على إخوته ثم سافر إلى دهلي وأخذ عمن بها من العلماء، ثم لازم الشيخ محمداً الجشتي أحد أصحاب الشيخ عبد العزيز بن الحسن الجونبوري ثم الدهلوي وأخذ عنه الطريقة، ثم رجع إلى بلدته وتصدر للدرس والافادة، أخذ عنه صنوه السيد محمد هاشم وخلق آخرون، وكان صاحب وجد وحالة، يذكر له كشوف وكرامات. توفي في جمادي الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وألف ببلدته، كما في نخبة التواريخ. القاضي محمد بن عبد العزيز النصير آبادي الشيخ العالم الفقيه القاضي محمد بن عبد العزيز بن فتح بن محمد بن محمود، الشريف الحسني النصير آبادي المشهور بقاضي بير علي، كان من كبار الفقهاء، ولد ونشأ بنصير آباد وتفقه على والده، وسافر للعلم فأخذ عن جماعة من العلماء الأعلام، وولي القضاء ببلدته مقام والده المرحوم فاستقل به مدة عمره. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 618 الشيخ محمد بن عبد الله السندي الشيخ العالم الصالح محمد بن عبد الله السندي المشهور بتاج العاشقين، ولد ونشأ بمدينة برهانبور، وقرأ المنطق والحكمة على الحكيم عثمان البوبكاني، والفقه والأصول على الشيخ طاهر بن يوسف السندي، وقرأ نقد النصوص وشرح منازل السائرين وشرح كلشن راز وشطراً من شرح المواقف على الشيخ عيسى بن قاسم السندي، وأخذ الطريقة عن الشيخ لشكر محمد العارف الجانبانيري حتى صار بارعاً في العلم والمعرفة وأفاد الناس مدة طويلة بمدينة برهانبور، ثم لما دخل أكبر شاه بمدينة برهانبور اتهمه بالبغي وأمر بحبسه، فدخل في السجن ولبث فيه زماناً، ثم شفع له بعض الأمراء فخلى سبيله، فسار إلى آكره وتقرب إلى قليج خان وصاحبه في الظعن والاقامة حتى وصل إلى لاهور وشاركه في المغازي، وقتل في غرة جمادي الأولى سنة ثلاث عشرة وألف، كما في كلزار أبرار. السيد محمد بن عبد الله الحضرمي السيد الشريف محمد بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله العيدروس، الحضرمي ثم الهندي السورتي، أحد الكمل المشهورين، ذكره الشلي في تاريخه وقال: إنه كان إمام وقته علماً وعملاً وحالاً ومقالاً وزهداً وتحقيقاً وورعاً، ولد بمدينة تريم سنة سبعين وتسعمائة، وحفظ القرآن وغيره في فنون عديدة، وتربى في حجر والده وقرأ عليه عدة علوم وتخرج به في طريق القوم، وتفقه على السيد محمد بن حسن والفقيه محمد بن إسماعيل والسيد عبد الرحمن بن شهاب، وأخذ التصوف عن جماعة، وسمع الحديث من طائفة، ولزم العبادة، وأثنى عليه مشايخه وغيرهم بل انعقد الاجماع على فضله وكماله، وأخذ عن عمه الشيخ عبد القادر بن شيخ وكتب إلى والده يقول له: يكفيك فخراً يا عبد الله خروج مثل هذا الولد من صلبك! ولما سمع به جده شيخ بن عبد الله طلبه إليه وهو بأحمد آباد من أرض الهند، فرحل إليه واجتمع به فيها، وذلك في سنة تسع وثمانين وتسعمائة، وأشار إلى ذلك جده المذكور في بعض قصائده بقوله قدومك حافظ للشمل جامع فإن عدد حافظ كذلك، ولازم جده في جميع دروسه وأحواله واقتدى به فبلغ ما لم يبلغه المشايخ الكبار، وقرأ عليه في كثير من العلوم عدة متون وشروح، وألبسه الخرقة وصافحه وحكمه وأذن له في الالباس والتحكيم وجعله ولي عهده، ثم انتقل جده شيخ المذكور سنة تسعين وتسعمائة فقام من بعده، وكان ينفق على جميع من يمونه جده من أهل الهند وحضرموت، ولما سأل عنه والده عبد الله السيد الولي أحمد بن علي أجابه بقوله الذي أعتقد فيه أنه أحسن من أبيه فسجد والده شكراً وقال: هذا الذي كنت أوده وأتمناه! وقال: كل أحد لا يريد أن يكون أحد أحسن منه إلا ولده، وبعد انتقال والده أجرى ما كان يجريه والده من نفقة وكسوة وغيرها فكان الوارث لأبيه وجده، ثم ارتحل من أحمد آباد إلى بندرسورت واستوطنه، واشتهر كمال الاشتهار واعتقده أهالي تلك الدائرة، وكان سلطان الهند يعرف قدره ويرجحه على أهل زمانه، ويجري عليه كل يوم ما يكفيه من النفقة العظيمة، وكان كثير العطايا كريماً، وكان مع كثرة دخله لا يفي دخله بنفقته، وربما زاد عليه ضعفين أو أكثر، وكل ذلك دين يبقى عليه، وكان يستغرق أحياناً فربما دخل عليه شخص ولم يشعر به، وكانت وفاته في سنة ثلاثين وألف ودفن ببندر سورت وبنى عليه بعض التجار قبة عظيمة وبنى عندها مسجداً وبركة ماء، وأجرى لمن يقرأ عليه أجرة، وأوقف على ذلك ضياعاً وأراضي ورباعاً، وقبره ظاهر كما في خلاصة الأثر. الشيخ محمد بن عبد اللطيف الكجراتي الشيخ العلامة محمد بن عبد اللطيف الجامي الكجراتي جمال الدين الشهير بمخدوم زاده، كان من كبار العلماء، ذكره الشيخ عبد القادر الحضرمي في غير موضع من كتابه النور السافر وتأنق في مدحه بعبارات بليغة، قال: إنه أنشد لي قصيدة قالها في قدوم الفقيه أحمد باجابر إلى الهند، وهي: ما جال في خلدي ولا في خاطري أني أفوز بوصل ذاك الجابر كلا ولا ظننت أني في الكرى أحظى بوصل من حبيب هاجر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 619 أترى يقيناً أن طيف خياله آو إلى طرفي القريح الساهر إلى آخرها، وله قصيدة في مرثية الفقيه المذكور قال منها: مات الشهاب وكل حي هالك لم يبق إلا الواحد القهار فالله يرحمه ويجبر كسره فهو الرحيم المالك الغفار محمد بن عبد الوهاب السورتي الشيخ الفاضل محمد بن عبد الوهاب الحسيني البخاري السورتي، كان من نسل الشيخ يحيى بن علي الترمذي، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن لطيف شاه أحد أصحاب والده، وتولى الشياخة بمدينة سورت، مات في سنة إحدى وسبعين وألف، كما في الحديقة الأحمدية. محمد بن علي العاملي السيد الشريف محمد بن علي الحسيني الشيعي العاملي الفاضل المشهور، ذكره الحر العاملي في أمل الآمل وكان من معاصريه، قال: إنه عالم فاضل فقيه نحوي شاعر صالح، يتوطن بكشمير، كما في نجوم السماء. محمد بن علي الشخوري الشيخ الفاضل محمد بن علي الشيعي الشخوري، أحد العلماء المشهورين، ذكره الحر العاملي في أمل الآمل قال: إنه عالم فاضل صالح عابد، له تحفة الطالب في مناقب علي بن أبي طالب صنفه سنة اثنتي عشرة وألف وهو بحيدر آباد. محمد بن علي الحشري الشيخ الفاضل محمد بن علي بن محمود بن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشيعي الشامي العاملي الشهير بالحشري، الأديب الشاعر البليغ الوحيد في مقاصده، البعيد الغاية في ميدانه، أخذ عنه السيد علي معصوم بعض العلوم وذكره في سلافة العصر وتأنق في مدحه بعبارات مطنبة من غير طائل، والحاصل أنه هاجر إلى الديار العجمية وأقام بها برهة من الدهر محمود السيرة والسريرة عاكفاً على الدرس والإفادة حتى اشتهر ذكره وظهر فضله، فاستدعاه أعظم وزراء السلطان إلى حضرته، ثم رغب نظام الدين أحمد والد السيد علي معصوم في انحيازه إليه، فاتصل به فانتظم في سلك ندمائه حتى قصد الحج وأقام بمكة سنتين ثم عاد إلى الهند، فأمر والده بالاشتغال عليه، فقرأ عليه الفقه والنحو والبيان والحساب، وتخرج عليه في النظم والنثر والفنون الأدبية، حتى حسده الدهر الحسود وبدل الأيام البيض بالليالي السود، فقضى الله عليهم بفراقه، لأمور نذكرها إن شاء الله تعالى في غير هذا الموضع، ومن شعره الرقيق الرائق قوله: شرق على حكم النوى أو غرب ما أنت أول ناشب في مخلب في كل يوم أنت نهب مخالب أو ذاهب في أثر برق خلب متألق في الجو بين مشرق غض الفضاء به وبين مغرب يبكي ويضحك والرياض بواسم ضحك المشيب على عذارى الأشيب أزعمت أن الذل ضربة لازب فنشبت في مخلاب باز أشهب لعبت بلبك كيف شاء لها الهوى مقل متى تجد النواظر تلعب زعمت عثيمة أن قلبك قد صبا من لي بقلب مثل قلبك قلب قد كنت آمل أن تموت صبابتي حتى نظرت إليك يا ابنة يعرب فطربت ما لم تطربي ورغبت ما لم ترغبي ورهبت ما لم ترهب ولقد دلفت إليهم في فتية ركبوا من الأخطار أصعب مركب الجزء: 5 ¦ الصفحة: 620 جعلوا العيون على القلوب طليعة ورموا القفار بكل حرف ذعلب ترمي الفجاج وقلبها متصوب في البيد إثر البارق المتصوب هوجاء ما نفضت يداً من سبسب إلا وقد غمست يداً في سبسب تسري وقلب البرق يخفق غيرة منها وعين الشمس لم تتنقب تطفو وترسب في السراب كأنها فلك يشق عباب بحر زغرب تفلي بنا في البيد ناصية الفلا حتى دفعت إلى عقيلة ربرب وافتك تخلط نفسها بلداتها والحسن يظهرها ظهور الكوكب كفريدة في غيهب أو شادن في ربرب أو فارس في موكب تمشي فتعثر في فضول ردائها بحياء بكر لا بنشطة ثيب وقوله من قصيدة: باجتلاء المدام في الأقداح وبمرآة وجهك الوضاح لا تذرني على مرارة عيشي أكل واش ولا فريسة لاح صاح كلني إلى المدام ودعني والليالي تجول جول القداح لا تخف جور حادثات الليالي نحن في ذمة الظبي والرماح طوع أيدي الخطوب رهن المنايا نتخطى بها إلى صفاح فلدتني من المشيب لجاماً كف رأسي شكيمة عن جماحي صاح إن الزمان أقصر عمراً من بكاء بدمنة ونواح رق عنا ملاحف الجو فاسمح برقيق من طبعك المرتاح يا مليك الملاح إن زماناً أنت فيه زمان روح وراح طاب وقت الزمان فاشرب عساه يا صباحي يطيب وقت الصباح واسقنيها سقيت في فلق الفج ر على نغمة الطيور الفصاح وقوله من قصيدة أخرى: وقد جعلت نفسي تحن إلى الهوى حلا فيه عيش من بثينة أو مرا وأرسلت قلبي نحو تيماء رائداً إلى الخفرات البيض والشدن العفرا تعرف منها كل لمياء خاذل هي الريم لولا أن في طرفها فترا من الظبيات الرود لو أن حسنها يكلمها أبدت على حسنها كبرا وآخر إن عرفته الشوق راعني بصد كأني قد أتيت له وترا أناشد فيه البدر والبدر غائر وأسأل عنه الريم وهو به مغرى فما ركب البيداء لو لم يكن رشاً ولا صدع الديجور لو لم يكن بدرا لحاظ كأن السحر فيها علامة تعلم هاروت الكهانة والسحرا وقد هوى الغصن الرطيب كأنما كسته تلابيب الصبا ورقاً نضرا رتقت على الواشين فيه مسامعاً طريق الردى منها إلى كبدي وعرا الجزء: 5 ¦ الصفحة: 621 أعاذلتي واللؤم لؤم ألم ترى كأن بها عن كل لائمة وقرا بفيك الثرى ما أنت والنصح إنما رأيت بعينك الخيانة والغدرا وما للصبا يا ويح نفسي من الصبا تبيت تناجي طول ليلتها البدرا تطارحه والقول حق وباطل أحاديث لا تبقى لمستودع سرا وتلقى على النمام فضل ردائها فيعرف للأشواق في طيها نشرا يعانقها خوف النوى ثم تنثني تمزق من غيظ على قدك الأزرا ألما ترى بان النقا كيف هذه تميل بعطفيها حنواً إلى الأخرى وكيف وشى غصن إلى غصن هوى وأبدى فنوناً من خيانته تترى فمن غصن يدنى إلى غصن هو ومن رشأ يوحي إلى رشأ ذكر هما عذلاني في الهوى غير أنني عذرت الصبا لو تقبلين لها عذرا هبيها فدتك النفس راحت تسره إليه فقد أبدته وهي به سكرى على أنها لو شايعت كثب النقا وشيح الخزامى إنما حملت عطرا وقوله من أخرى أتراك تهفو للبروق اللمع وتظن رامة كل دار بلقع لولا تذكر من ذكرت برامة ما حن قلبي للوى والأجرع ريم بأجوبة العراق تركته قلق الوساد قرير عين المضجع في السر من سعد وسعد هامة رعناء لم تصدع ولم تتضعضع قالت وقد طار المشيب بلبها أنشبت في حلق الغراب الأبقع وتلفتت والسحر رائد طرفها نحو الديار بمقلة لم تخشع ولكم بعثت إلى الديار بمقلة رجعت تعثر في ذيول الأدمع عرفت رسوم النار بالمتربع فبكت ولولا الدار لم تتقشع أملت لو يتلوم الحادي وما أملت إلا أن أقول وتسمعي ومن غرره: أرأيت ما صنعت يد التفريق أعلمت من قتلت بسعي النوق رحل الخليط وما قضيت حقوقهم بمنى النفوس وما قضين حقوقي علقوا بأذيال الرياح ووكلوا للبين كل معرج بفريق وغدوت أصرف ناجذي على النوى وأغص من غيظ الوشاة بريقي هجروا وما صنع الشباب بعارضي عجلان ما علق المشيب بزيقي فكأنني والشيب أقرب غاية يوم الفراق كرعت من راووق لا راق بعدهم الخيال لناظري إن حن قلبي بعدهم لرحيق لعب الفراق بنا فشرد من يدي ريحانتي صديقتي وصديقي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 622 لله ليلتنا وقد علقت يدي منه بعطف كالقناة رشيق عاطيته حلب العصير وصدنا عن وجه حاجتنا يد العويق ما كان أسرع ما وحته وإنما دهش السقاة به عن الترويق أيقظته والليل ينفض صبغه والسكر يخلط شائقاً بمشوق والنوم يعبث بالجفون وكلما رق النسيم قست قلوب النوق والبرق يعثر بالرحال وللصبا وقفات مصغ للحديث رفيق باتت تحرش والقنا متبرم بين الغصون وقده الممشوق فأجابني والسكر يعجم صوته والكأس تضحك للثنايا الروق لولا الرقيب هرقت مضمضه الكرى وغصصت صافية الدنان بريقي ثم انثنيت وزلفه بيد الصبا وشميمه في جيبي المفتوق وله غير ذلك مما لا تنتهي بدائعه، وكانت وفاته في نيف وتسعين وألف، كما في خلاصة الأثر. محمد بن علي بن خاتون العاملي الأمير الفاضل محمد بن علي بن خاتون الشيعي العاملي العيناثي، كان من الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ في جبل عامل، وقرأ العلم على بهاء الدين بن الحسين العاملي وعلى غيره من العلماء، ثم قدم الهند ودخل حيدر آباد فولي ديوان الانشاء بها، ثم بعثه محمد قطب شاه الحيدر آبادي بالسفارة إلى عباس شاه ملك إيران سنة أربع وعشرين وألف، فسار إليه وأقام عنده أعواماً، ثم عاد إلى حيدر آباد، فجعله عبد الله قطب شاه وكيلاً مطلقاً له في تاسع رمضان سنة ثمان وثلاثين وألف، فصار المرجع والمقصد في كل باب من أبواب الدولة، وكان مع اشتغاله بمهمات الأمور يشتغل بالدرس والافادة، فكان يدرس في علوم عديدة كل يوم بعد الفجر، ويوم الثلاثاء يجتمع لديه العلماء والشعراء فيذاكرهم من أول النهار إلى آخره، كما في حديقة العالم. قال الحر العاملي في أمل الآمل: إنه كان عالماً فاضلاً ماهراً محققاً أديباً عظيم الشأن جليل القدر جامعاً لفنون العلم، ومن مصنفاته شرح الارشاد وترجمة كتاب الأربعين للشيخ بهاء الدين العاملي تسمى بالقطب شاهيه وله حاشية بالفارسية على خمسة أبواب من الجامع العباسي، وكان من معاصري الشيخ بهاء الدين المذكور، وقد كتب الشيخ تقريظاً على ترجمة الأربعين في سنة ثمان وعشرين وألف يشتمل على مدحه، انتهى. محمد قطب شاه الحيدر آبادي الملك الفاضل محمد بن محمد أمين بن إبراهيم بن سلطان قلى الحيدر آبادي محمد قطب شاه، قام بالملك بعد عمه محمد قلى قطب شاه سنة عشرين وألف، وافتتح أمره بالعقل والحكمة، وبنى الجامع الكبير بمدينة حيدر آباد وسماه البيت العتيق وأنفق عليه عشرين ألف هون، ومات قبل أن يتم البناء، وبنى حصوناً عالية وعمر بلاداً، وبذل الأموال على الناس، وساس الأمور أحسن سياسة، وكان فاضلاً رحيماً كريماً شديد التعبد، كان يلازم الصلوات الخمس ويلازم التهجد، وتلاوة القرآن لا تفوته، مات في الثالث عشر من جمادي الأولى سنة خمس وثلاثين وألف، كما في حديقة العالم. الشيخ محمد بن علي الرانديري الشيخ العالم الصالح نور الدين محمد بن علي الحميد الشافعي الأشعري العيدروسي الرانديري السورتي، أحد المشايخ الصوفية، أخذ الطريقة عن السيد عمر بن عبد الله باشيبان، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة ثلاثين وألف فحج وزار ورجع إلى الهند، وله مصنفات عديدة، منها اللمعان بتكفير من قال بخلق القرآن وصوارم الصديق لقطع الزنديق الجزء: 5 ¦ الصفحة: 623 ورحيق المحمدية في طريق الصوفية وهو أحسن مصنفاته في مجلد كبير، مات قبل أن يلحق الخطبة به فنقل من مسودته الشيخ الحاج صلاح الدين إبراهيم بن عبد الله رحمه الله وألحق به خطبة الكتاب في أوله، وفرغ من نقله من مسودة المصنف لتسع عشرة من ذي الحجة سنة تسع وستين وألف، أوله الحمد لله الذي نور نور حبيبه من عكس الصفات، إلخ ولله در المصنف ما أبلغ كلامه وأجمع مرامه في علم السلوك والطريقة! شكر الله سعيه ووفقنا بالعمل لما فيه! ونسخة هذا الكتاب موجودة في خزانة السيد نور الحسن بن صديق حسن القنوجي. وكانت وفاته يوم السبت لتسع بقين من ذي الحجة سنة ثمان وستين وألف، وهكذا وجدت على ظهر الكتاب من خط الشيخ محمد أبي بكر الحنفي الأحمد آبادي. الشيخ محمد بن عمر الآصفي الكجراتي الشيخ العالم المحدث محمد بن عمر الآصفي الألغخاني المكي الشيخ عبد الله ابن سراج الدين بن كمال الدين النهروالي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في الحديث والعلوم الأدبية، له كتاب في تاريخ كجرات بالعربي طبع منه قسط في مدينة لندن عاصمة الجزائر البريطانية وله فواتح الاقبال وفوائح الانتقال كتاب في التاريخ بالعربي، صرح به في تاريخ كجرات، قال: إني صنفته لصاحب تربيتي وواهب نعمتي شمس الدولة المجلس العالي أبي المعالي جمال الدنيا والدين محمد ألغخان طيب الله ثراه وجزاه عنى بكرمه ورضاه! وكان مولده ومنشأه بمكة المشرفة، سافر والده سراج الدين عمر إلى مكة المشرفة مع صاحبه الوزير عبد العزيز بن محمد الكجراتي المشهور بآصف خان سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة وكان وكيله، فولد بها محمد بن عمر، لعله سنة ست وأربعين وتسعمائة، قال في تاريخه في ترجمة آصف خان المذكور: في ليلة المولد الشريف بمكة وكانت من ليالي عمره آخرها، أذكر والعمر مني زهاء خمس عشرة سنة، إلخ واشتغل بمكة على علماء عصره، وإني أظن أنه قرأ على الشيخ عز الدين عبد العزيز الزمزمي والشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي، لأنهما كانا من الموظفين من تلقاء السلطان محمود الكجراتي ومن المدرسين في مدرسته بمكة، وبالجملة فإنه حصل وأقام بمكة مدة طويلة، ولما رجع آصف خان إلى كجرات سنة 952 هـ وقتل بها سنة 961 هـ كان والده بمكة وهو يلازمه، ثم قدم الهند ولا أدري في أي سنة كان قدومه بالهند، والمظنون أنه رجع سنة إحدى وثمانين، قال في تاريخه: وفي سنة إحدى وثمانين اجتمعت بالمعلم حيات المهري في بندر العجم هرمز، إلخ لعله اجتمع به عند رجوعه من مكة المشرفة، ثم إنه تقرب بكجرات إلى الأمير سيف الملوك مفتاح ألغ خان الحبشي وخدمه مدة طويلة وكان له كاتباً، قال في تاريخه: وكنت في سنة إحدى وتسعين وتسعمائة في خدمة الأمير الكبير سيف الملوك ألغ خاني وقد نزل بجاندور - إحدى القلاع بحد الدكن - في مقابلة أمير الأمراء بكار بيك قطب الدين محمد خان الانكه، إلخ وكان معه بأحمد نكر عند واقعة حسين نظام شاه، لعله سنة 997هـ، قال: فأمرت بالكتاب إليه أي إلى صلابت خان وختمته بخاتمه وأرسلته بيد قاصد مسرع، إلخ وصنف لألغ خان المذكور فواتح الاقبال وفوائح الانتقال كتاباً في التاريخ، ثم بعده خدم عبد الكريم ابن جنجهار خان الحبشي الملقب بفولاد خان المتوفي سنة 1014، قال في تاريخه: وكنت في سنة ثمان وألف بسكنير في خدمة عبد الكريم بن جنجهار خان الملقب بفولاد خان من أمراء برهانبور وقال: كنت بهما أي بعبد الكريم وصنوه أمين خان في خفض عيش وسعة وها أنا بعدهما بكبد حرى ومهجة وجعة، انتهى هذا ما ظفرت به من ترجمته ولا أدري ما وقع عليه بعد ذلك وإلى أين كان مصيره، ومن قوله في كجرات: كجرات من ألقى عصاه بها يجد عنها بهند ما يسوء بمعزل الجزء: 5 ¦ الصفحة: 624 مرآة فردوس لذلك سلوة فيها لآدم كان أول منزل روح وريحان وفاكهة كذا طير ويجري ماءها بتسلسل أنى تلفت لو يكون بداره لثلاثة يذهبن حزماً يختلي ولدانها كالحور عز منالهم أنى الثريا من يد المتناول أنفوا التكحل غيرة منهم كما يحمون تغراً بارداً عن تنبل كانوا فبانوا ثم حل بأرضهم من لا يرى رأي الفتى المتأهل ففشا التكحل والتنبل فابتلى يا صاح من سكنى الغريب من ابتلي الشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة محمد بن فضل الله بن صدر الدين الجونبوري ثم البرهانبوري، كان من ذرية سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولد ونشأ بكجرات، وتوفي والده في صغر سنه فلبس الخرقة من الشيخ صفي الكجراتي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين واقام بها اثنتي عشرة سنة، وصحب الشيخ علي بن حسام الدين المتقي المكي واستفاض منه فيوضاً كثيرة، ثم عاد إلى أحمد آباد وتزوج بها، وأخذ العلم عن الشيخ وجيه الدين بن نصر الله العلوي ولازمه اثنتي عشرة سنة، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد ماه البيربوري ثم عن الشيخ أبي محمد بن خضر التميمي، وكان التميمي ممن أخذوا عن والده، ثم سكن بمدينة برهانبور وعكف على الدرس والافادة، وكان كثير التعبد والتأله والمراقبة والخوف لله سبحانه، لم يزل مشغولاً بالعبادة، والافادة، كما في بحر زخار. وقال محمد بن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر إنه كان إماماً عالماً زاهداً عابداً ورعاً، اشتهر في الهند الشهرة العظيمة، وبلغ في ذلك مبلغاً لم يبلغه أحد، وذلك أنه كان يحاسب نفسه كل يوم في آخر نهاره، وكان من طريقته أن يكتب جميع ما وقع منه وتصرف فيه، وكان عظيم الخوف لله تعالى، يتوقع الموت في كل وقت، وبالجملة فإنه كان من أسياد الصوفية وحجتهم وبطانة خالصة العلماء بالقول والفعل سالكاً محجتهم، وكان من أكابر القائلين بالوحدة الوجودية، وألف فيها رسالة سماها التحفة المرسلة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان فراغه منها في سنة تسع وتسعين وتسعمائة، وشرحها شرحاً لطيفاً، أتى فيه بالعجب العجاب، واعتذر فيه عما يقع من محققي الصوفية من الشطح الموهم خلاف الصواب، اعتذاراً يقبله من أراد الله تعالى له الزلفى وحسن مآب، واسم ذلك الشرح الحقيقة الموافقة للشريعة قال المحبي: وممن تولى شرحها أيضاً الأستاذ راس المحققين إبراهيم بن حسن الكوراني نزيل المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام، انتهى. ومن مصنفاته الهدية المرسلة إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في شرح الدعاء السيفي، ومنها الوسيلة إلى شفاعة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لخص فيه الشفاء للعياض والشمائل للترمذي، مشتمل على خمسة أبواب وخاتمة، ومنها شرح اللوائح للجامي، ومنها رسالة في كراهة إمامة الأمرد في الصلاة، ومنها رسالة في المعراج. وكانت وفاته يوم الإثنين ثاني رمضان سنة تسع وعشرين وألف، وقد وجد الشيخ هاشم تاريخاً لوفاته من ابن فضل الله وقبره بمدينة برهانبور. الشيخ محمد بن قطب الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد بن قطب بن عبد العزيز الشيخ رفيع الدين الدهلوي، أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ عن والده ثم عن الشيخ نجم الحق جائين السهنوي، ثم لازم الشيخ الكبير عبد الباقي النقشبندي الدهلوي وأخذ عنه الطريقة، وكان الشيخ يحبه حباً مفرطاً، ذكره الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي في أنفاس العارفين، وقال الشيخ كمال محمد السنبهلي في الأسرارية إنه مات يوم عيد الأضحى ببلدة برهانبور فنقلوا جسده إلى دهلي ودفنوه بمقبرة أسلافه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 625 الشيخ محمد بن محمود السورتي الشيخ الصالح محمد بن محمود الدهداري البخاري ثم الهندي السورتي، كان من عباد الله الصالحين، ولد بدهدار قرية من أعمال بخارى ونشأ بها، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم سافر إلى البلاد ودخل سورت، وأسلم على يده عظيم كامريج، وله مصنفات عديدة، منها حاشية على نفحات الأنس للجامي، ومنها خلاصة الرحمن في تأويل خطبة البيان صنفه سنة ثلاث عشرة، مات في التاسع عشر من محرم سنة ست عشرة وألف بمدينة سورت فدفن بها، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ محمد بن محمد الكوكوي الشيخ الفاضل محمد بن محمد بن إسحاق بن عبد الخالق المتوكل البحري الشيخ شمس الدين المعروف بشاه منجن، كان من كبار الأولياء، ولد ونشأ بقرية دهناسري من أعمال مدراس، وسافر للعلم إلى كوكي من أعمال بيجابور، وأخذ عن السيد عبد الستار القادري الجيكيري ولازمه مدة من الزمان، ثم تولى الشياخة ببلدة كوكي، أخذ عنه الشيخ محمود البحري والشيخ فضل الله وخلق آخرون، مات سنة تسع وثمانين وألف. الشيخ محمد بن من الله الكاكوروي الشيخ العالم المجود محمد بن من الله بن نعم الله الصديقي كمال الدين السعدي الكاكوروي، أحد العلماء المبرزين في القراءة والتجويد والتصوف، ولد ونشأ بقرية كاكوري من أعمال لكهنؤ، وانتفع بوالده وأخذ عنه وجلس بعده على مسند الإرشاد، له شرح بسيط على الشاطبية بالفارسي زهاء سبعين جزءاً، أوله أحمد الله الذي أنزل الكتاب المبين على حبيبه النبي الأمين، إلخ قال الشيخ تراب علي بن محمد كاظم الكاكوروي في أصول المقصود: إن السلطان محمد أكبر شاه لقيه بكاكوري وسأله الدعاء حين إيابه من كجرات وذهابه إلى كوركهبور، ثم أعطاه الأرض الخراجية، وكان مشهوراً بالسعدي نسبة إلى شيخ والده سعد الدين الخير آبادي، انتهى. توفي سنة اثنتين وألف، كما في المنتخب للبدايوني. الشيخ محمد بن نظام الأميتهوي الشيخ الصالح محمد بن نظام الدين العثماني الأميتهوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ ببلدة أميتهي على ثمانية أميال من لكهنؤ، وصحب والده وأخذ عنه وتولى الشياخة بعده، وتزوج بابنة الشيخ عبد الغني الفتحبوري، فولدت له سرى سقطي وتاج الدين، ثم تزوج بزيدبور فولد عبد الرسول، ثم تزوج ببلدة رائي بربلي فولد له عيسى، ثم تزوج بلاهربور فولد إسحاق وداود. وكان رحمه الله صاحب استقامة وكرامة، لم يخرج من بيته قط منذ ولد إلى أن توفي إلا إلى المسجد للصلاة، وكان لا يتردد إلى أرباب الدنيا وأبنائها ولا يحضر بمجالسهم بطريق العادة، ولا يخطر بباله سوى الله تعالى بالكلية. توفي لأربع بقين من ذي القعدة سنة إحدى عشرة وألف ببلدة أميتهي فدفن عند أبيه، كما في كنج أرشدي. الشيخ محمد بن موسى المكي الشيخ العالم الصالح محمد بن موسى الحاج القاري المكي اللاهوري، أحد عباد الله الصالحين، بعث إليه الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي مكتوباً في بيان درجات الولاية ومدح الطريقة النقشبندية وعلو نسبتهم بالعربية. القاضي محمد بن هبة الله المشهدي الشيخ الفاضل القاضي محمد بن هبة الله الرضوي المشهدي، أحد رجال العلم والطريقة، كان قاضياً بقرية جولي مهيسر على ثلاثة أميال من مندو، مات سنة عشرين وألف، كما في كلزار أبرار. مولانا محمد بن يوسف السندي الشيخ الفاضل محمد بن يوسف التتوي السندي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية والفنون الجزء: 5 ¦ الصفحة: 626 العربية، له مشاركة جيدة في الفقه والأصول ومهارة تامة في الجفر والتكسير والأعداد، أخذ عنه آصف جاه أبو الحسن بن غياث الدين الطهراني، وكان يكرمه غاية الإكرام ويحسن إليه، ووقف الخدمات الشرعية من القضاء والافتاء والاحتساب على إخوته وأقاربه بأرض السند، وأنعم عليه بالأملاك من الحدائق والمنازل والعمالات الأرغونية والترخانية، فحصلت له الوجاهة العظيمة عند الأمراء، ثم لما استولى مهابت خان على سلطان الهند وتكدرت صحبته بآصف جاه قتل ثلاثة رجال من خاصته بظنه أنهم يحرضون آصف جاه على الفتنة، وكان محمد بن يوسف هذا وفق بحفظ القرآن في كبر سنه، فكان يقرأه كل وقت من الأوقات ويحرك شفتيه به، فظنوا أنه يقرأ الأدعية والرقى على مهابت خان المذكور فقتلوه، وكان ذلك سنة خمس وثلاثين وألف، كما في مآثر الأمراء. القاضي محمد آصف الإله آبادي الشيخ الفاضل العلامة محمد آصف الصدر بوري ثم الإله آبادي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بصدر بور قرية من أعمال خير آباد، وقرأ العلم على المفتي عبد السلام الأعظمي الديوي وعلى غيره من العلماء، ثم ولي القضاء بمدينة إله آباد، قرأ عليه الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي شرح المطالع وجزءاً من شرح حكمة العين وتفسير البيضاوي وله رسالة في الرد على رسالة الدواني في مبحث الوجود، وله تعليقات على تفسير البيضاوي. الشيخ محمد آفاق اللكهنوي الشيخ الصالح محمد آفاق اللكهنوي الفقيه الصوفي العالم، ولد ونشأ بناحية بهار، وسافر للعلم فقدم كوبامؤ وقرأ الكتب الدرسية على المفتي وجيه الدين الكوباموي، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الشيخ بير محمد اللكهنوي ولازمه ملازمة طويلة، ولما مات شيخه بير محمد قام مقامه في الدرس والإفادة. قال الناروي في تذكرة العلماء: إنه أدرك الشيخ مجتبي بن مصطفى القلندر اللاهربوري وأخذ عنه أيضاً، وعرب بأمره مصباح الطالبين للشيخ عبد الرسول الكجندوي، انتهى. توفي لثمان بقين من ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وألف، كما في بحر زخار. القاضي محمد أسلم الهروي الشيخ الفاضل العلامة محمد أسلم الحنفي الهروي، أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بمدينة هرات وقرأ العلم على مولانا محمد فاضل البدخشي ثم اللاهوري وعلى الشيخ بهلول اللاهوري، ثم دخل آكره في أيام السلطان جهانكير بن أكبر شاه التيموري، فولي القضاء بكابل فاستقل به مدة، ثم ولي قضاء المعسكر في أيام السلطان المذكور، ولما قام بالملك شاهجهان بن جهانكير جعله إماماً له في صلواته الخمس والجمع والأعياد ومنحه منصب ألف، ووزنه غير مرة بالفضة فأعطاه ما وزنه من النقود كل مرة، كما في بادشاه نامه. قال الخوافي في مآثر الأمراء: إن شاهجهان وزنه مرة فساوى ستة آلاف وخمسمائة من النقود الفضية فأعطاها إياه، انتهى. قال خافي خان في منتخب اللباب: إن فرساً ركضه في سنة ستين وألف فلازم الفراش ثلاثة أشهر ثم برئ، وفي ذلك الزمان عزم فراست خان ناظر الحرم السلطاني للحج والزيارة فسلم إليه السلطان مائة ألف وخمسين ألفاً من النقود لأمير مكة المباركة ولغيره من السادة والأشراف، وأمر أن يسافر القاضي محمد أسلم معه، فلم يجبه القاضي واعتذر بأعذار باردة، فاستكره السلطان عذره وعزله عن المنصب، ثم وظف عشرة آلاف ربية في كل سنة ونصب مكانه القاضي خوشحال وجعله أكبر قضاة الهند، انتهى. قال السيد غلام علي البلكرامي في سبحة المرجان: إنه توفي بلاهور فدفن بها، وفي مآثر الأمراء أنه مات ببلدة كابل وكان ذلك سنة إحدى وستين وألف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 627 السيد محمد أشرف المشهدي الشيخ الفاضل محمد أشرف بن عبد السلام الحسيني المشهدي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، كان حارساً لمدينة برهانبور حين كان والده والياً على أقطاع الدكن، ولما توفي أبوه تقرب إلى شاهجهان بن جهانكير سلطان الهند وتدرج إلى الإمارة حتى صار مير بخشياً في عهد عالمكير، وكان رجلاً فاضلاً حليماً كريماً متورعاً سليم الذهن حسن الأخلاق متين الديانة، له يد بيضاء في النسخ والتعليق والرقاع وأكثر الخطوط، وله منتخبات المثنوي المعنوي مات في تاسع ذي القعدة سنة سبع وتسعين وألف في عهد عالمكير، كما في مآثر الأمراء. السيد محمد أشرف النهتوري الشيخ الصالح محمد أشرف بن محمد سعيد بن محمد معروف بن داود بن خير الدين الجونبوري ثم النهتوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان من نسل موسى المبرقع بن محمد النقي الجواد الرضوي، ولد ونشأ ببلدة نهتور وتزوج بها، ثم سار إلى أمروهه وسكن بها في أيام شاهجهان وتزوج بابنة الشيخ تاج الدين السنبهلي، كما في نخبة التواريخ. مولانا محمد أفضل الجونبوري الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة محمد أفضل بن محمد حمزة بن محمد سلطان ابن فريد الدين بن بهاء الدين العثماني الجونبوري المشهور بأستاذ الملك، كان من نسل الشيخ عثمان الهاروني، قدم والده من دماوند من بلاد مازندران وسكن بردولي من أعمال أوده، وولد بها محمد أفضل في السادس عشر من رمضان سنة سبع وسبعين وتسعمائة، واشتغل بالعلم على أبيه وقرأ بعض الكتب الدرسية، ثم سار إلى دهلي وأخذ عن الشيخ حسين العمري تلميذ الشيخ طاهر اللاهوري والحكيم إسماعيل وعن الشيخ أبي حنيفة تلميذ الشيخ عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري والحكيم علي الكيلاني، وجد في البحث والاشتغال حتى برع في العلم وأفتى ودرس وله نحو العشرين وصار من أكابر العلماء فدخل جونبور وسكن بها وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد القدوس القلندر الجونبوري ودرس وأفاد، أخذ عنه الشيخ محمود بن محمد العمري الجونبوري صاحب الشمس البازغة والشيخ عبد الرشيد صاحب الرشيدية وخلق كثير من العلماء. قال السيد غلام علي البلكرامي في سبحة المرجان: إنه كان حصوراً تقياً حسن الخلق سليم المزاج مقيماً لدولة العلم والتدريس بجونبور، مات صاحبه محمود فتأسف بموته تأسفاً شديداً وما تبسم أربعين يوماً قط ثم لحق به، انتهى. توفي في التاسع عشر من ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وألف وله أربع وثمانون سنة وسبعة أشهر، وقبره بجاجك بور من بلدة جونبور، كما في كنج أرشدي. مولانا محمد أفضل الكشميري الشيخ العالم الكبير محمد أفضل بن الحيدر بن فيروز الحنفي الكشميري، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ بكشمير، واشتغل بالعلم على والده وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم درس وأفاد وصرف عمره في نشر العلوم والمعارف، أخذ عنه الشيخ عبد الرشيد الكشميري وخلق كثير من العلماء كما في روضة الأبرار. مولانا محمد أفضل الباني بتي الشيخ الفاضل محمد أفضل البني بتي، أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر والعلوم الحكمية، كان يدرس ويفيد ويصرف أوقاته آناء الليل والنهار في التدريس واشتغل به مدة العمر، وكان بين ذلك إذ رأى فتاة من بنات الوثنين بديعة الحسن والجمال فافتتن بها وترك البحث والاشتغال وجاور بيتها، فلما رأى أهل بيت الجارية هيمانه في العشق أرسلوها إلى متهرا سراً، فازداد قلقه واضطرابه وخرج من بلدته متجسساً لها حتى وصل إلى متهرا وأدركها يوماً خرجت مع أترابها للتفرج، فلما رأته عشيقته في تلك الحال عيرته وقالت: لا ينبغي لشيخ هرم أن يعشق جارية كاعباً، فتأثر، من قولها وخطرت في قلبه مكيدة، فحلق لحيته الجزء: 5 ¦ الصفحة: 628 ولبس الزنار وتزيا بزي البراهمة، ثم ذهب إلى كنيسة عظيمة بها، واشتغل على حبر من أحبار الهنادك وأخذ عنه العلوم الهندية ولازمه زماناً حتى بلغ الكمال في علومهم ومعرفة دينهم، فأوصى له ذلك الحبر، فلما توفي اتفق الهنادك عليه وأجلسوه مكانه، فاشتهر أمره وصار مرجعاً ومقصداً للهنادك كافة، وكانت عادتهم أن يخرجوا من البلدة كل سنة ويحتفلوا ويأتوا إلى تلك الكنيسة للتبرك والزيارة، فلما جاء ذلك اليوم المعهود واحتفلوا حفلة عظيمة واجتمع إليه الناس من رجل وامرأة على جري العادة وكانت فيهم عشيقته، فلما جاءت ودنت منه لتقبل قدمه عرفته أنه هو الرجل الذي خرج من بلدته لها، فبهتت وسكتت هنيهة ثم تأثرت بحالته وأخذتها الموجدة فبكت بكاء شديداً وألقت أمرها بيده، فعرض عليها الإسلام فأسلمت وخرجت معه من بلدة متهرا فجاء بها إلى باني بت وعاش مدة من الدهر معها في رفاهة ونعيم، ومن أبياته الرائقة قوله: با زلف تو تو دهاي عنبر جكنم با خال تو مشكهاي اذفر جكنم تو كافر وزلف كافر ودل كافر من نيم مسلمان بسه كافر جكنم توفي سنة خمس وثلاثين وألف، كما في رياض الشعراء. القاضي محمد أفضل اللاهوري الشيخ العالم القاضي محمد أفضل الحنفي الصوفي اللاهوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، أخذ الطريقة عن الشيخ أبي تراب بن تجيب الدين الشيرازي اللاهوري، وأخذ عنه خلق كثير، توفي سنة اثنتين وتسعين وألف بمدينة لاهور فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. مولانا محمد أمين اللاهوري الشيخ الفاضل محمد أمين بن مولانا خواجه الحسيني الهروي ثم اللاهوري، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بمدينة هرات، وسافر إلى قندهار فلازم الشيخ زين الدين الخوافي وأخذ عنه، ثم قدم الهند في أيام أكبر شاه وسكن بملكبور قرية من أعمال لاهور، وناهز عمره ستاً وثمانين سنة، كما في أخبار الأصفياء. مير محمد أمين الشهرستاني الأمير الكبير محمد أمين الحسيني الشهرستاني، أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بايران، وقدم الهند سنة ثلاث عشرة وألف، فدخل حيدر آباد وتقرب إلى محمد قلى قطب شاه وولي الوزارة الجليلة فأقام بها زماناً، ولما مات محمد قلى قطب شاه وتولى المملكة ابن أخيه محمد قطب شاه خرج من حيدر آباد ودخل بيجابور، ثم خرج منها إلى إيران ولبث بها زماناً، ثم دخل الهند سنة سبع وعشرين وألف وتقرب إلى جهانكير بن أكبر شاه سلطان الهند، فولي على العرض المكرر ثم صار قهرمانه، ولما مات جهانكير وتولى المملكة ولده شاهجهان تقرب إليه، وترقى درجة بعد درجة حتى نال مير بخشيكري وصار منصبه مع الأصل والاضافة خمسية آلاف له وألفين للخبل، مات سنة سبع وأربعين وألف، كما في مآثر الأمراء. محمد باقر البيجابوري الشيخ الفاضل محمد باقر بن عبد الستار البيجابوري، أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن أبيه عن عمه السيد أشرف عن أبيه أبي الحسن عن أبيه السيد سلطان عن أبيه السيد علي عن جلال الدين عن ظهير الدين عن أبي القاسم عن أبي الحسن عن موسى عن محمد عن أحمد عن عبد الرزاق عن أبيه عبد القادر الجيلاني إمام الطريقة، مات سنة ثلاث وسبعين وألف بقرية كوكي من أعمال بيجابور، كما في مهر جهانتاب. الشيخ محمد لقاء السهارنبوري الشيخ الفاضل محمد لقاء بن غلام محمد بن عبد الباقي الأنصاري السهارنبوري، أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وأخذ عن غير واحد من العلماء منهم المفتي نور الحق بن عبد الحق الجزء: 5 ¦ الصفحة: 629 المحدث الدهلوي، قرأ عليه مشكاة المصابيح وأسند عنه، ثم تقرب إلى غضنفر خان ثم إلى أخيه أرسلان خان ثم إلى افتخار خان وأخذ عنه بعض الفنون الغريبة، ثم انقطع إلى بختاور خان العالمكيري وصنف له الكتب وصنف بأمره كتابه مرآة جهان نما في مجلدين ومات قبل إتمامه فبيضه من مسوداته ابن أخته محمد شفيع. وكان شاعراً مجيد الشعر، له معرفة بالهيئة والحساب والجفر الجامع، وله أبيات رقيقة رائقة بالفارسية منها قوله: نميدهم بنكه رخصت نظاره دوست درين زمانه بجشم خود اعتباري نيست مرزا محمد تقي الأوحدي الشيخ الفاضل مرزا محمد تقي بن معين الدين محمد الحسيني الدقاقي البلياني من نسل الشيخ أبي علي الدقاق، كان من العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد ونشأ بأصفهان، وسافر إلى كاشان فسكن بها مدة من الدهر، ثم قدم الهند وسكن بمدينة آكره في أيام جهانكر بن أكبر شاه سلطان الهند، له سرمة سليماني كتاب في اللغة الفارسية، وله غرفات العارفين وعرصات العاشقين كتاب في تذكرة الشعراء لم يؤلف مثله قبله ولا بعده، صنفه بآكره في سنتين وفرغ من تصنيفه في سنة أربع وعشرين وألف، وكان يتلقب في الشعر بالأوحد، ومن شعره قوله: بنكاي فروختم خود را جكنم بيشتر نمى ارزم مات في سنة إحدى وثلاثين وألف، كما في مرآة جهان نما. السيد محمد تقي الرهتكي الشيخ العالم الكبير محمد تقي الحسيني الرهتكي، أحد الأفاضل المشهورين، قرأ العلم على الشيخ محمد أفضل بن حمزة العثماني الجونبوري، ولازمه مدة من الزمان حتى برع وصار من أكابر العلماء، وتصدر للدرس والإفادة بقرية بندكي بكسر الموحدة قرية جامعة من أعمال فتحبور، له مدرسة عظيمة بها، ذكره الشيخ محمد يحيى بن محمد أمين العباسي الإله آبادي في رسائله وقال: إنه كان عالماً كبيراً بارعاً في العلوم ذا سخاء وإيثار يقرئ الطلبة ويضيف أبناء السبيل، قال إن الشيخ محمد أفضل الإله آبادي كلما كان يذهب إلى كالبي ويمر على بندكي يزوره ويقيم في مدرسته، وكانت بينهما محبة صادقة ومودة واثقة، انتهى. الشيخ محمد جان القدسي الشيخ الحاج محمد جان المشهدي الشاعر المشهور المتلقب في الشعر بالقدسي، قدم الهند سنة اثنتين وأربعين وألف، وتقرب إلى شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند ونال الصلات الجزيلة منه، له بادشاه نامه منظومة في أخبار السلطان المذكور، وله ديوان الشعر بالفارسي، ومن شعره قوله: اينجاغم محبت آنجا جزائي عصيان آسايش دوكيتي برما حرام كردند توفي سنة ست وخمسين وألف بمدينة لاهور، كما في سرو آزاد. القاضي محمد حسين الجونبوري الشيخ العالم الفقيه القاضي محمد حسين الجونبوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولي القضاء بمدينة جونبور في أيام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند، ونقله عالمكير بن شاهجهان إلى مدينة إله آباد في أوائل عهده، ثم ولاه الاحتساب وأضاف إلى منصبه وهو ممن بذل جهده في تدوين الفتاوي الهندية مات في الثالث عشر من جلوس عالمكير على سرير الملك نحو سنة ست وسبعين وألف. السيد محمد حسين الله جاني الشيخ الفاضل محمد حسين الحسيني الله جاني، أحد العلماء المبرزين في الطب والشعر والخط، قدم الهند وتقرب إلى برويز بن جهانكير ونال الصلات منه، له أبيات رائقة بالفارسية، منها قوله: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 630 ملاحت تو كواه است شور بختي من كه بينمك نسرشتند خاك آدم را مات سنة ثمان وعشرين وألف بمدينة إله آباد فدفن بها، كما في سرو آزاد. مولانا محمد حسين الكشميري الشيخ الفاضل محمد حسين الكشميري الخطاط المشهور، له يد بيضاء في التعليق، كان يكتبه في غاية الجودة والحلاوة، اتفق الناس على أنه كان معدوم النظير في الهند في جودة الخط، استقدمه أكبر شاه من كشمير وجعله معلماً لأبنائه، توفي سنة عشرين وألف، كما في مرآة العالم. الشيخ محمد حافظ الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد حافظ الخيالي الدهلوي، كان من كبار العلماء، أخذ عن الشيخ عبد الباقي النقشبندي الدهلوي وصحبه مدة وصار بارعاً في العلم والمعرفة، وكان له يد بيضاء في الشعر الفارسي، له: عمر عزيز ما همه در تيركي كذشت در شب نوشته اند مكر سر نوشت ما وتاريخ وفاته آه آه محمد فاضل خيالي بيمثل. الشيخ محمد حسين النيشابوري الشيخ الفاضل محمد حسين النظيري النيشابوري الشاعر البليغ الوحيد في مقاصده البعيد الغاية في ميدانه، ولد ونشأ بمدينة نيشابور، وقدم الهند لعله سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة فدخل آكره، وتقرب إلى مرزا عبد الرحيم خان ونال الصلات منه، ثم سار معه إلى أحمد آباد ولازمه زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة اثنتين بعد الألف فحج وزار ورجع إلى الهند، وتحسس في نفسه شيئاً فقرأ النحو والعربية على محمد بن الحسن المندوي، وأخذ الحديث والتفسير عن الشيخ حسين الكجراتي، وسكن بمدينة أحمد آباد واعتزل عن الناس ورفض الدنيا وأسبابها. له ديوان شعر يحتوي على المعاني الرقيقة والمباني الرشيقة، لم يبلغ مداها أحد من الشعراء المفلقين من أهل إيران، وهو مقبول متداول في أيدي الناس. ومن بدائعه قوله: تو بخويشتن جه كردي كه بماكني نظيري بخدا كه واجب آمد ز تو احتراز كردن وقوله: رسوا منم وكرنه تو صد بار در دلم رفتي وآمدي وكسى را خبر نشد وقوله: بر صوفي بي وجد وبال است عبادت بر شيشه كه خالي است زمي سجده حرام است وقوله: كمر در خدمتت عمريست مي بندم جه شد قدرم برهمن ميشدم كر اين قدر زنار مي بستم وقوله: مرا بساده دليهاي من توان بخشند خطا نموده ام وجشم آفرين دارم توفي سنة ثلاث وعشرين وألف بمدينة أحمد آباد فدفن في فناء المسجد الذي بناه عند بيته. مولانا محمد حسين الكشميري الشيخ الفاضل محمد حسين الكشميري، أحد العلماء المشهورين، ولي الإفتاء بمدينة بتنه بفتح الباء الهندية وهي التي سموها بعد ذلك بعظيم آباد فاشتغل بها بالفتيا والتدريس مدة من الزمان، قرأ عليه مرزا محمد صادق الأصفهاني وذكره في صبح صادق قال: له يد بيضاء في المعارف الدينية، مات سنة خمس وثلاثين وألف. المفتي محمد خليل الجونبوري الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد خليل بن شمس الجزء: 5 ¦ الصفحة: 631 الدين الصديقي البرونوي الجونبوري، أحد العلماء العاملين، قرأ على والده وتفنن في الفضائل عليه وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري، ثم ولي الإفتاء مكان أخيه محمد صادق بن شمس الدين واستقام عليه مدة حياته، وكان كثير الدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، توفي يوم الخميس لليلة بقيت من ذي الحجة الحرام سنة تسع وسبعين وألف بجونبور، فدفن بمقبرة أخيه المفتي محمد صادق، كما في كنج أرشدي. الشيخ محمد رشيد العثماني الجونبوري الشيخ العالم الكبير العلامة محمد رشيد بن محمد مصطفى بن عبد الحميد العثماني الجونبوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والتصوف، كان من ذرية الشيخ الكبير سرى بن مفلس السقطي العثماني، يصل نسبه إليه بثماني عشرة واسطة، وكان مولده في برونه بفتح الموحدة والراء المهملة قرية من أعمال جونبور، ولد بها في عاشر ذي القعدة سنة ألف، وأمه كانت بنت الشيخ نور الدين بن عبد القادر الصديقي البرونوي، نشأ في خؤولته وقرأ القرآن وتعلم الخط والكتابة، وقرأ التصريف واللب والإرشاد والكافية على الشيخ كبير نور، وجزءاً من اللب والإرشاد وبعضاً من العباب على مخدوم عالم السدهوري، وبعضاً من الكافية وجزءاً من شرحها للجامي وجزءاً من الإرشاد على الشيخ قاسم، وشطراً من الإرشاد والكافية وشرحها للجامي على الشيخ مبارك مرتضى، ودرساً أو درسين من الكافية على الشيخ نور محمد المداري، وشرح الجامي على الكافية من أوله إلى مبحث المفعول فيه على محيي الدين بن عبد الشكور، وبعضاً من شرح التهذيب لليزدي على عبد الغفور بن عبد الشكور، وجزءاً من شرح الجامي وأجزاء من حاشية ملا زاده على الشيخ حبيب إسحاق، والحسامي إلى مبحث الأمر على الشيخ جمال الكوروي، وبست باب إلى آخر دوائر العظام على مولانا محمد اللاهوري، وجزءاً من شرح هداية الحكمة على السيد عبد العزيز التبتي، وجزءاً من شرح الشمسية للرازي على السيد عبد الله شقيق عبد العزيز المذكور، وشرح الكافية للجامي من مبحث المبني وحاشية الكافية مع شرح الشيخ إله داد الجونبوري إلى مرفوعاته وقصيدة البردة وشطراً من الآداب الحنفية وبقية الحسامي والمختصر مع حاشيته وشرح الوقاية والهداية والتوضيح مع حاشيته التلويح على خاله المفتي شمس الدين البرونوي، وقرأ شرح الشمسية للقطب الرازي مع حاشيته وشرح العقائد والمطول مع حاشيته للسيد الشريف وشرح المواقف والمقدمات الأربع من التلويح والعضدية وتفسير البيضاوي وشرح الجغميني ومشكاة المصابيح والموجز كلها على أستاذ الملك محمد أفضل بن محمد حمزة العثماني الجونبوري، وأسند الحديث من المصابيح والمشكاة وصحيح البخاري على المفتي نور الحق ابن عبد الحق البخاري الدهلوي، هذا ما صرح به الشيخ محمد رشيد صاحب الترجمة في بعض رسائله وقد تركنا بعض التفصيل مخافة الإطناب. وأما الطريقة فإنه لبس الخرقة من والده في صباه ولم يمكنه أن يشتغل عليه بالأذكار والأشغال، واشتغل بالعلم بمدينة جونبور حتى دخل بها الشيخ طيب بن معين البنارسي فلقيه، ثم اجتمع به مرة ثانية في مندواديه قرية من أعمال بنارس فصحبه بضعة أيام وأراد أن يترك البحث والاشتغال ويأخذ الطريقة عنه، فلم يرض به الشيخ ورخصه إلى جونبور وعزم عليه أن يجتهد في البحث والاشتغال، فرجع وقرأ العلم على من بها من الأساتذة، ثم تردد إلى مندواديه وصحب الشيخ طيب المذكور وأخذ الطريقة الجشتية والقادرية والسهروردية عنه، ولازمه مدة حتى بلغ رتبة المشيخة، فاستخلفه الشيخ وكتب له وثيقة الخلافة سنة أربعين وألف، ثم حصلت له الإجازة في الطريقة القادرية عن السيد شمس الدين محمد بن إبراهيم الحسني الحسيني القبائي القادري الموسوي الكالبوي وعن الشيخ موسى بن حامد بن عبد الرزاق الحسني الحسيني القادري الأجي، وفي الطريقة الجشتية والسهروردية عن السيد أحمد الحليم الحسيني المانكبوري، وفي الطريقة القلندرية والمدارية والفردوسية عن الشيخ عبد القدوس ابن عبد السلام الجونبوري ومن مشايخ آخرين. وكان اشتغل بالدرس والإفادة مدة طويلة، ثم تركه واكتفى بمطالعة كتب الحقائق لا سيما مصنفات الشيخ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 632 محي الدين بن عربي، وكان يحمل عبارات الشيخ التي هي محل الطعن على محامل حسنة، وكان يحترز عن الاختلاط بالأمراء والأغنياء، ولما بلغ صيت كماله إلى شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند رغب في لقائه وأرسل إليه كتاباً في طلبه، فأبى أن يخرج من زاويته، واستمر على ذلك حتى لقي الله تعالى في حالة عجيبة حيث فرغ عن سنة الفجر وشرع في الفرض فأجاب داعي الحق وقت التحريمة. ومن مختاراته أنه كان يقرأ الفاتحة خلف الإمام في الصلوات السرية، وكان يضطجع ما بين سنة الفجر وفرضه على مذهب الشيخ الأكبر، وكان أوصى أبناءه قبل موته أن لا يناط العمامة على رأسه عند التكفين، ولا يذبح الأنعام ولا يطبخ اللحم في طعام يطبخ لإيصال الثواب له، ولا يعزى له أكثر من ثلاثة أيام، ويصنع قبره من الطين فلا يجصص. ومن مصنفاته الرشيدية في فن المناظرة وهي أشهر مصنفاته، تلقاها العلماء بالقبول تعليقاً وتدريساً وله شرح هداية الحكمة وشرح على أسرار المخلوقات للشيخ الأكبر، وله خلاصة النحو بالعربية، وزاد السالكين ومقصود الطالبين كلاهما بالفارسية، وله ديوان شعر، وله غير ذلك من المصنفات، وقد جمع ملفوظاته الشيخ نصرت جمال الملتاني في كنج رشيدي وجمعها مودود بن محمد حسين الجونبوري أيضاً. مات يوم الجمعة في تاسع رمضان سنة ثلاث وثمانين وألف، كما في كنج أرشدي. خواجه محمد رضا الأصفهاني الشيخ الفاضل محمد رضا بن عبد الله الأصفهاني الشاعر المشهور المتلقب بالشكيبي، كان من ذرية الشيخ عبد الله بن أمين الدين حسن الامامي، ولد سنة أربع وستين وتسعمائة، وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذة شيراز وبعضها على أهل أصفهان، ثم قدم الهند وتقرب إلى عبد الرحيم بن بيرم خان وصاحبه مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند بعد ثلاث سنوات، فولي الصدارة بدهلي فاستقل بها مدة حياته، وكان شاعراً مجيد الشعر، من أبياته الرائقة قوله: درد است متاعم نه طرب نرخ جه برسي دانم كه تونستاني ومن هم نفروشم مات سنة ثلاث وعشرين وألف، كما في نتائج الأفكار. مولانا محمد رضا اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد رضا بن عبد القادر العمري اللكهنوي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على صنوه محمد وارث بن عبد القادر وعلى الشيخ بير محمد اللكهنوي، ثم اختار الترك والتجريد واشتغل بالرياضة والمجاهدة بلكهنؤ مدة طويلة، ثم سافر إلى بغداد ثم إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وذهب إلى البصرة فازدحم عليه الناس فخرج منها ورجع إلى المدينة المنورة وأقام بها مدة من الزمان، ثم ذهب إلى مصر وتوفي بها لثمان بقين من رمضان سنة سبع وألف، كما في بحر زخار ولعل صاحب البحر أخطأ في مدة السنة أو صحف الكاتب فترك لفظ مائة من سبع وألف، ويحتمل أن يكون سبعين مكان سبع والله أعلم. القاضي محمد زاهد الكابلي الشيخ الفاضل العلامة القاضي محمد زاهد الحنفي الكابلي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية وغيرها، ولي القضاء بمدينة كابل في عهد السلطان جهانكير بن أكبر شاه الدهلوي واستقل به إلى أيام ابنه شاهجهان بن جهانكير، وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والأصول صالحاً تقياً متورعاً ملازماً على خدمة العلم مع الطريقة الظاهرة والصلاح، توفي في السنة الثالثة الجلوسية التي تطابق سنة تسع وثلاثين وألف، كما في شاهجهان نامه. الشيخ محمد زمان الكاكوروي الشيخ العالم الكبير محمد زمان بن محمد رضا بن محمد أشرف بن عبد القادر ابن شهاب الدين بن نظام الدين بهيكه العلوي الكاكوروي، أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بكاكوري، واشتغل بالعلم من صباه وسافر إلى البلاد وقرأ على القاضي عبد القادر العمري الجزء: 5 ¦ الصفحة: 633 اللكهنوي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ بير محمد اللكهنوي، ثم تصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ عبد الغفور الأشرفي البهاكلبوري والشيخ علي أصغر القنوجي والشيخ محمد غوث الكاكوروي وخلق آخرون. القاضي محمد سعيد الكرهرودي الشيخ الفاضل العلامة محمد سعيد الكرهرودي، أحد فحول العلماء، لم يكن له نظير في العلوم الحكمية، أخذ عن السيد محمد باقر بن شمس الدين الحسيني الإسترآبادي المشهور بباقر داماد ولازمه زماناً، ثم قدم الهند فولاه شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند نظارة داغ وتصحيحه فأقام بها مدة، ثم ولاه نظارة العرض المكرر، ثم جعله صاحب ديوان البيوتات، وكذلك تدرج القاضي في المناصب أيضاً حتى بلغ إلى ألف. وكان رجلاً حازماً شجاعاً مدبراً متقناً صدوقاً بارعاً في العلوم الحكمية لا سيما الحساب والهيئة والهندسة وغيرها، توفي سنة أربع وأربعين وألف، كما في بادشاه نامه. الشيخ محمد سعيد الهندي الشيخ الحاج محمد سعيد الحنفي الهندي الفاضل العلامة، ذكره بختاور خان في مرآة العالم، قال: إنه كان عالماً فاضلاً مدققاً متورعاً ماهراً بالمعارف الإلهية، وكان لا يتقيد بلبس المتفقهة من عمامة وطيلسان، وكان لغاية تورعه لا يأكل الطعام في بيت والده مع أن ماله كان من وجه الخدمات السلطانية، ولما مات والده وحصل له المال على وجه الإرث والاستحقاق سافر في تلك الساعة إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ويرجع إلى الهند وتصدر للدرس والإفادة، وكان شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند يعتقد فيه الفضل والكمال، وبعث إليه العلامة عبد الحكيم السيالكوتي ليأتي به فلم يقبل ولم يحضر قط، وله حاشية على أجزاء من تفسير بيضاوي انتهى. الشيخ محمد سعيد الكجراتي الشيخ الفاضل الكبير محمد سعيد الكجراتي، أحد المشايخ المشهورين في عصره، كان صاحب وجد وسماع، له جمرة الشوق لأصحاب الذوق في التصوف، مات بكجرات سنة ثمان عشرة وألف، كما في محبوب الألباب. الأمير محمد سعيد الأردستاني الأمير الكبير محمد سعيد الحسيني الأردستاني مير جمله، معظم خان، خانخانان، سبه سالار، كان من الرجال المعروفين بالحزم والسياسة، قدم الهند ودخل حيدر آباد في أيام عبد الله قطب شاه وترقى درجة بعد درجة حتى نال الوزارة الجليلة بها، وفتح القلاع والبلاد بأرض كرنانك وملأ الخزائن بالذهب والفضة والجواهر الثمينة، فلما قويت شوكته توهم منه عبد الله قطب شاه فخرج من حيدر آباد وسار إلى عالمكير ثم إلى والده شاهجهان سلطان الهند، فأعطاه السلطان ستة آلاف له وستة آلاف للخيل منصباً رفيعاً ولقبه معظم خان وولاه الوزارة الجليلة، وعرض مير جمله على السلطان ألماساً كان وزنه ست عشرة ومائتي حبة وهي التي يسمونها كوه نور وهو اليوم في إكليل ملك الدولة الإنكليزية، وولاه عالمكير على بنكاله ولقبه بخانخانان، سبه سالار، فضبط البلاد وفتح الفتوحات العظيمة بآسام ومات بها. وكان رجلاً فاضلاً شجاعاً مقداماً حازماً ماهراً بالفنون الحربية عارفاً بالحيل والتدبير، توفي في ثاني رمضان سنة ثلاث وسبعين وألف بخضربور من أعمال بنكاله، كما في مآثر الأمراء. محمد سعيد القرشي الملتاني الشيخ الفاضل محمد سعيد القرشي الملتاني، أحد الرجال المعروفين بالشعر والإنشاء وتأويل الرؤيا والفراسة وغيرها، ولد ونشأ ببلدة ملتان وتفنن في الفضائل الكثيرة، ثم تقرب إلى مراد بن شاهجهان وصاحبه مدة من الدهر، ثم انحاز عنه وتقرب إلى عالمكير بن شاهجهان، وله أبيات رقيقة رائقة. ومن شعره قوله ارتجالاً في تهنئة عيد الفطر لمراد المذكور: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 634 روز عيد است لب خشك مي آلود كنيد جاره كار خود أي تشنه لبان زود كنيد حرف بي صرفه واعظ نتوان كرد بكوش كرش بر زمزمه جنك وني وعود كنيد شيوه صدق جو سرمايه هر سود بود هست اميد كزين شيوه بسي سود كنيد مات في الرابع عشر من شعبان سنة أربع وثمانين وألف بمدينة ملتان، كما في مرآة الخيال. مرزا محمد شريف الإيراني الأمير الفاضل محمد شريف بن دوست محمد الإيراني المشهور بمعتمد خان، كان من الرجال المعروفين بالتاريخ والسير والأنساب، قدم الهند وتقرب إلى جهانكير بن أكبر شاه وصار من ندمائه حتى أنه كان يدخله في المنزل معه، له إقبال نامه جهانكيري كتاب في أيام جهانكير صنفه في ثمان كراريس بالفارسي، وكان منصبه في آخر أيامه أربعة آلاف له وألفين للخيل، مات في سنة تسع وأربعين وألف، كما في مآثر الأمراء. المفتي محمد شريف الإله آبادي الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد شريف الحسيني الإله آبادي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ذكره الشيخ محمد يحيى العباسي في وفيات الأعلام قال: إنه جمع العلم والعمل والصلاح والعفاف وحسن الخلق والصلابة في الدين، كان لا يخاف في الله أحداً ولو كان ملكاً جائراً، وكان مفتياً بمدينة إله آباد، مات في صفر سنة خمس وثلاثين وألف بتلك المدينة فدفن بها في بيته. القاضي محمد شريف الكجراتي الشيخ الفاضل الكبير محمد شريف بن محمد فريد الصديقي الحنفي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان يدرس ويفيد بكجرات، أخذ عنه الشيخ أحمد بن سليمان الكجراتي وقرأ أكثر الكتب الدرسية عليه، كما في مرآة أحمدي. مير محمد شريف الترمذي الشيخ الفاضل محمد شريف الترمذي، كان ابن أخت عبد الله الخطاط المشهور، لقبه جهانكير بكاتب سلطاني وكان يكتب النستعليق في غاية الجودة، وتربى في مهد خاله عبد الله المذكور، وقام مقامه بعد رحلته، وكان يسترزق بعمل يده، توفي سنة أربع وخمسين وألف، كما في مرآة العالم. الأمير محمد شفيع اليزدي الأمير الكبير محمد شفيع اليزدي نواب دانشمند خان، كان من الأفاضل المشهورين في إقليم الهند، قدمها من طريق البحر ودخل سورت سنة ستين وألف في أيام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند، فأمر السلطان له بخمسة آلاف ربية للزاد والراحلة واستقدمه إلى حضرته، فلما وصل إليه أمر أن يجزل عليه نذور يوم الأحد إلى سنة كاملة، كما في منتخب اللباب. وقال محمد صالح في كتابه عمل صالح: إن اليزدي قرأ العلم في بلاده ثم ورد الهند للتجارة مضاربة، فربح في تجارته وأراد أن يعود إلى بلاده، فلما وصل إلى سورت إستعاده شاهجهان وأعطاه المنصب ألفاً لذاته ومائة للخيل، ولم يزل في ازدياد من الترقي حتى صار منصبه خمسة آلاف لذاته، انتهى. وفي مرآة جهان نما أن شاهجهان ولاه على بخشيكري وأضاف إلى منصبه حيناً بعد حين حتى صار ثلاثة آلاف له، واعتزل في بيته في آخر أيامه بدهلي، فلما تولى المملكة عالمكير أضاف في منصبه وولاه على مير بخشيكري حتى صار منصبه في آخر أيامه خمسة آلاف، وكان عالمكير قرأ عليه إحياء العلوم من أوله إلى آخره وبعض الكتب الأخر. وفي مآثر الأمراء: وكان عالماً كبيراً غواصاً في بحار التحقيق، جمع أهل العلم من الهنود والإفرنج فكان يأخذ عنهم ويذاكرهم في العلوم والفنون حتى أصبح منزله حلقة علم يؤمها سراة البلاد ووجهاؤها يتسابقون إلى حديثه، وكان واسع الاطلاع في العلوم لا سيما الفلسفة والتاريخ والتمدن، وكان يعرف اللغات المتنوعة، وكان كثير الجزء: 5 ¦ الصفحة: 635 المطالعة لم يفته كتاب إلا طالعه، انتهى. وفي مآثر عالمكيري أنه قلد بمير بخشيكري سنة ثمان وسبعين وألف فاستقل بها مدة حياته، انتهى، وكان من ندمائه الدكتور برني ار الرحالة الفرنسوي، ذكره في كتابه وأثنى عليه. مات في عاشر ربيع الأول سنة إحدى وثمانين وألف في أيام عالمكير، كما في مآثر الأمراء. مولانا محمد صادق الجونبوري الشيخ الفاضل محمد صادق بن أبي البقاء بن محمد درويش الحسيني الواسطي الجونبوري، أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بجونبور، وقرأ العلم على والده، ثم تقرب إلى عالمكير فجعله معلماً لولده محمد معظم فاشتغل بتعليمه مدة، ثم لما جلس على سرير الملك محمد معظم أقطعه أرضاً في جهانكير نكر ذهاكه، فرحل إلى ذلك المقام ومات به، له شرح الزنجاني وشرح مائة عامل كما في تجلي نور قلت: وله الآداب الصادقية في فن المناظرة موجود في المكتبة الحامدية برامبور، وله حاشية على العضدية في المناظرة. المفتي محمد صادق الجونبوري الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد صادق بن شمس الدين الصديقي الحنفي البرونوي الجونبوري، أحد كبار العلماء، قرأ بعض الكتب الدرسية على والده وأكثرها على العلامة محمود بن محمد العمري الجونبوري، وجد في البحث والاشتغال حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس فولي الإفتاء مكان أبيه المرحوم. وكان ورعاً تقياً قنوعاً عفيفاً ديناً شديد التعبد كثير الدرس والإفادة، لا يراه أحد إلا في المدرسة أو في المسجد، عرض عليه تلميذ والده ركن الدين البحري آبادي شالاً كشميرياً هدية جاء إلى بلدته بعد مدة من الزمان وكان من ندماء شائسته خان، فلم يقبل هديته وقال ع: من دلق را بأطلس شاهان نمى خرم وحيث كان تقواه في غاية كان لا يأتم في الصلاة بشيخه محمود لتوغله في الفلسفة ومختاراته فيها. وحكى أن نواب الله وردي خان أمير بلدته أمره مرة أن يثبت خاتمه على سجل مشتمل على أمر غير مشروع فلم يقبله، فاستصحبه الله وردي خان في سفينة فلما بلغ إلى وسط النهر أكرهه على ذلك فدفع إليه خاتمه مكرها، فأراد الأمير أن يثبته على السجل المذكور وجد في إثباته ولكنه لم يؤثر فيه، فخجل الأمير واعترف بورعه وتقواه. توفي إلى رحمة الله سبحانه في رابع ذي الحجة سنة ثمان وستين وألف، وقبره مشهور في جونبور، كما في كنج أرشدي. الشيخ محمد صادق الكنكوهي الشيخ الصالح الفقيه محمد صادق بن فتح الله الحنفي الكنكوهي، أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بكنكوه، وأخذ الطريقة عن عمه الشيخ أبي سعيد الحنفي الكنكوهي، وجلس بعده على مسند الإرشاد، أخذ عنه ولداه داؤد ومحمد والشيخ إبراهيم المراد آبادي والشيخ عبد الجليل الإله آبادي وخلق آخرون، وكان صاحب كشوف وكرامات، مات سنة ثمان وخمسين وألف بكنكوه فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. مولانا محمد صادق الكشميري الشيخ الفاضل محمد صادق بن كمال الدين الحنفي الكشميري، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ذكره الجهلي في حدائق الحنفية قال: إنه كان عالماً فصيحاً مستحضراً لفروع المذهب مع الخبرة التامة في المنطق والحكمة والطب، ظهر تقدمه في تلك الفنون، ولذلك استقدمه جهانكير بن أكبر شاه سلطان الهند وأدناه إلى مجلسه المحفوف بأرباب الكمال، واصطفاه للمناظرة بملا حبيب الله الشيعي فباحثه وأفحمه، مات بكشمير وقبره بها في حارة جماله، انتهى. مولانا محمد صادق الدهلوي الشيخ الفاضل الخواجه محمد صادق الحنفي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 636 الدهلوي، أحد العلماء الصالحين، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الباقي النقشبندي الدهلوي ولازمه مدة، وكان من كبار العلماء له كلمات الصادقين كتاب في أخبار المشايخ المدفونين بمدينة دهلي، صنفه في أيام جهانكير بن محمد أكبر سلطان الهند، وله حكايات الراشدين وكتاب في أسماء الرجال. مات في شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وألف، كما في الأسرارية. مولانا محمد صديق الكشمي الشيخ الفاضل محمد صديق بن ظهير الدين حسن الكشمي البدخشي، أحد العلماء المبرزين في قرض الشعر، دخل الهند وتقرب إلى عبد الرحيم بن بيرم خان ولازمه مدة، ثم صحب الشيخ عبد الباقي النقشبندي الدهلوي وأخذ عنه، وسافر من دهلي سنة ثماني عشرة وألف إلى برهانبور ولبث عند عبد الرحيم المذكور زماناً، ثم رجع وأقام بمندو أياماً قليلة، ثم سافر إلى سرهند ولازم الشيخ أحمد ابن عبد الأحمد السرهندي، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة حتى بلغ رتبة المشيخة واستخلفه الشيخ، فسافر مع عياله سنة اثنتين وثلاثين وألف إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند وأقام بها زماناً ثم سار إلى ما وراء النهر، له مزدوجة على نهج المثنوي المعنوي ومزدوجة أخرى على نهج شيرين خسرو وله ديوان الشعر الفارسي، ذكره محمد هاشم الكشمي في زبدة المقامات وقال كمال محمد السنبهلي في الأسرارية: إنه مات سنة إحدى وخمسين وألف بدهلي فدفن في مقبرة الشيخ عبد الباقي رحمه الله. مولانا محمد صديق الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد صديق بن محمد صادق الحنفي الدهلوي، أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على الشيخ عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة، وصحب الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي إمام الطريقة المجددية وأخذ عنه، ورجع إلى دهلي واعتزل في الجامع الفيروزي، وكان يدرس ويفيد به آناء الليل والنهار، مات سنة إحدى وسبعين وألف فدفن بمقبرة الشيخ عبد الباقي رحمه الله، كما في الأسرارية. الشيخ محمد صالح الترمذي الشيخ الفاضل محمد صالح بن عبد الله الحسيني الترمذي المتلقب في الشعر بالكشفي، كان من العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، أخذ عن والده عبد الله المتوفي سنة 1035، وبرع في الخط والشعر والإنشاء، كان يكتب التعليق في غاية الجودة والحلاوة، له مناقب مرتضوي مات سنة أربعين وألف، كما في مرآة العالم. الشيخ محمد صالح الأكبر آبادي الشيخ العالم الصالح محمد صالح القادري الأكبر آبادي المشهور بشيخ الشيوخ، كان غاية في التقوى والديانة والتوكل والانقطاع إلى الزهد والعبادة، انتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي يوم الجمعة الثالث عشر من ذي القعدة سنة سبع وستين وألف بأكبر آباد، كما في مخبر الواصلين. الشيخ محمد صالح السندي الشيخ الصالح الفقيه محمد صالح بن إبراهيم السندي ثم اللاهوري، أحد المشايخ المعروفين بالعلم والمعرفة، قرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي رزق الله وأكثرها على غيره من العلماء، ثم لازم الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي وأخذ عنه الطريقة، وسكن بلاهور، وكان مرزوق القبول حسن الأخلاق، ذكره كمال محمد السنبهلي في الأسرارية. الشيخ محمد صديق اللاهوري الشيخ الفاضل محمد صديق الصابر اللاهوري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، له شأن كبير في العلم والمعرفة، أخذ عن الشيخ محمد عارف اللاهوري، وكان يدرس ويفيد آناء الليل والنهار، أخذ عنه خلق كثير، مات في ثامن ذي الحجة سنة أربع وثمانين وألف، كما في خزينة الأصفياء. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 637 مرزا محمد طاهر الكشميري الأمير الفاضل محمد طاهر بن أحسن الله بن أبي الحسن التربتي الكشميري، أحد الأمراء المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ في نعمة أبيه، وتأدب على أساتذة عصره، وأخذ الشعر عن محمد علي الصائب التبريزي، ثم ولي النظارة في الحضرة السلطانية ومنح ألفاً وخمسمائة منصباً، وفي آخر أيام السلطان شاهجهان ولي نظارة الكتب الشاهانية فاستقل بها مدة، ثم اعتزل عن الناس ولزم الإنزواء بمدينة كشمير في حديقة بناها والده، فرتب له عالمكير بن شاهجهان أربعة وعشرين ألفاً من النقود في كل سنة، له كتاب مبسوط في أخبار شاهجهان، كتب فيه أخبار ثلاثين سنة من أيامه، لخصه من بادشاه نامه لعبد الحميد اللاهوري وشاهجهان نامه لمحمد أمين القزويني، له مزدوجة مشهورة وديوان الشعر الفارسي، ومن أبياته قوله: از حوادث كوهر مردانكي كم تر نشد تيغ كر در آب وآتش رفت بي جوهر نشد توفي سنة إحدى وثمانين وألف، كما في سرو آزاد. الشيخ محمد طاهر اللاهوري الشيخ الفاضل محمد طاهر الحنفي اللاهوري، أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بلاهور، وحفظ القرآن وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم بايع الشيخ إسكندر بن عماد الكيتهلي، ثم صحب الشيخ عبد الأحد بن زين العابدين السرهندي، ثم لازم ابنه الشيخ أحمد بن عبد الأحد إمام الطريقة المجددية وأخذ عنه الطريقة ثم سكن بلاهور، كان يدرس ويفيد، قرأ عليه الشيخ محمد صادق والشيخ محمد سعيد والشيخ محمد معصوم أبناء الشيخ أحمد المذكور وخلق كثير من العلماء، وكان شيخاً قانعاً عفيفاً متوكلاً يلازم بيته ولا يتردد إلى الأغنياء، وكان يستنسخ الكتب الدرسية في الفقه والحديث والتفسير ويصححها ويحشيها ثم يبيعها، توفي لعشر ليال بقين من محرم سنة أربعين وألف بلاهور، كما في حضرات القدس. مولانا محمد طاهر الكشميري الشيخ الفاضل محمد طاهر بن الحيدر بن فيروز الحنفي الكشميري، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ الكتب الدرسية على والده وتفنن عليه بالفضائل، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه جمع كثير. المفتي محمد طاهر الكشميري الشيخ العالم الفقيه محمد طاهر الحنفي الكشميري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان مفتياً بكشمير. الشيخ محمد طاهر الكشميري الشيخ الفاضل محمد طاهر الكشميري المشهور بالغنى، كان من الشعراء المفلقين، اعترف بفضله محمد علي الصائب التبريزي، وله ديوان شعر مقبول متداول، ومن أبياته قوله: حسن سبزي بخط سبز مراكرد أسير دام همرنك زمين بود كرفتار شدم توفي سنة تسع وسبعين وألف بكشمير، كما في مرآة الخيال. مير محمد طاهر الترشيزي الفاضل الكبير محمد طاهر الترشيزي ثم البيجابوري المشهور بظهوري، كان من الشعراء المشهورين، قدم الهند سنة ثمان وثمانين وتسعمائة، وتقرب إلى إبراهيم عادل شاه البيجابوري ونال منه صلات جزيلة، له مصنفات، منها كلزار إبراهيم وخوان خليل وساقي نامه وديوان شعر، ومن شعره قوله: در شكر وشكايت كه باشيم ما راكه زحال خود خبر نيست توفي سنة خمس وعشرين وألف، كما في نتائج الأفكار. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 638 الشيخ محمد عاشق الهندي الشيخ العالم الفقيه محمد عاشق بن عمر الحنفي الهندي المشهود له بالفضل والكمال، أخذ الحديث عن الشيخ عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري وله شرح لطيف على شمائل الترمذي، مات سنة اثنتين وثلاثين وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ محمد علي الكشميري الشيخ الصالح محمد علي بن محمد نازل الحسيني القادري الكشميري، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان أصغر أنجال والده، ولد ونشأ بكشمير، وتفقه على أبيه وأخذ عنه الطريقة القادرية، ثم ذهب إلى سرهند وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ محمد معصوم السرهندي، ورجع إلى كشمير وتصدر بها للإرشاد والهداية، أخذ عنه جمع كثير من المشايخ، مات سنة اثنتين وسبعين وألف بكشمير، كما في خزينة الأصفياء. مولانا محمد علي الكشميري الشيخ الفاضل محمد علي الكشميري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، سافر إلى بلاد الدكن ودخل أحمد نكر فتقرب إلى سعادت خان أحد مماليك نظام شاه ولبث عنده زماناً، ثم تقرب إلى برهان شاه ثم إلى عبد الرحيم بن بيرم خان التركماني، فوظف له عبد الرحيم وأقطعه أرضاً وأمره أن ينقل الكتاب حافش للعلامة ضياء الدين التركماني من العربية إلى الفارسية، فنقله سنة خمس وعشرين وألف، فاستحسنه وقربه إليه قرباً لا مزيد عليه، مات في الخامس عشر من ربيع الثاني سنة خمس وعشرين وألف بملكابور، كما في مآثر رحيمي. مرزا محمد علي السيالكوتي الشيخ الفاضل محمد علي السيالكوتي الشاعر المشهور المتلقب بالماهر، كان هندي النجار، تقرب إلى دارا شكوه ثم إلى دانشمند خان، ثم اعتزل عن الناس ولزم الانزواء بأكبر آباد، له ديوان شعر ومزدوجات عديدة، منها قوله: جشمم جكونه ديدن رويت هوس كند نظاره بر جراغ تو كار نفس كند توفي سنة تسع وثمانين وألف، كما في سروآزاد. مولانا محمد فاضل البدخشي الشيخ العالم الكبير العلامة محمد فاضل الحنفي البدخشي ثم اللاهوري، كان من نسل عين القضاة الهمداني، ولد ونشأ بروستاق من أعمال بدخشان، وقرأ بها ما أمكنه في بلاده، ثم دخل كابل واشتغل على مولانا محمد صادق الحلواني زماناً، ثم سار إلى توران وأخذ عن الفاضل مرزا جان الشيرازي ثم عن صاحبه ملا يوسف كوسج وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، ثم قدم الهند وأخذ الأصول والتفسير عن الشيخ جمال الدين التلوي اللاهوري، ثم ولي عدالة المعسكر في أيام السلطان جهانكير بن أكبر شاه، واستقل بها إلى السنة الثامنة الجلوسية من أيام شاهجهان بن جهانكير، ثم استعفى عن الخدمة وقنع على وظيفته وإقطاعه من الأرض، لعله سنة أربع وأربعين وألف، كما في بادشاه نامه. وكان رحمه الله يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، توفي سنة خمسين وألف بمدينة لاهور فدفن بها، كما في مرآة العالم. مولانا محمد فريد الكجراتي الشيخ الفاضل محمد فريد بن محمد شريف بن محمد فريد الصديقي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، قرأ على والده، وله حاشية على حاشية الخطائي على المطول علقها سنة ستين وألف في حياة والده، أوله عليك الاعتماد والاتكال وإليك العود والارتحال، إلخ كما في محبوب الألباب. مولانا محمد قاسم الكاشاني الشيخ الفاضل محمد قاسم بن حاجي محمد الكاشاني المتلقب بسروري، كان من العلماء البارعين في الفنون الأدبية، قدم الهند في آخر عمره، وله فرهنك سروري كتاب في اللغة، صنفه سنة ثمان الجزء: 5 ¦ الصفحة: 639 وألف، كما في محبوب الألباب. خواجه محم قاسم السورتي الشيخ الصالح محمد قاسم بن جمال الدين الحسيني النقوي السورتي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، نشأ في مهد أبيه وأخذ عنه، له مناقب الأخيار كتاب في أخبار والده وكان شاعراً مجيد الشعر، مات سنة تسع عشرة وألف بمدينة سورت فدفن بها، كما في الحديقة الأحمدية. الحكيم محمد قاسم البيجابوري الشيخ الفاضل محمد قاسم بن غلام علي الشيعي الإسترآبادي ثم البيجابوري المشهور بهندو شاه، كان من كبار العلماء، ولد ونشأ في الهند، وأخذ الصناعة عن الشيخ محمد المصري الحكيم وجتربهوج الهندي ولازمهما زماناً، وأخذ عن الحكيم أحمد بن نصر الله التتوي السندي أيضاً ولكني لا أعلم ما أخذ عنه، ثم تقرب إلى مرتضى نظام شاه بمدينة أحمد نكر وخدمه زماناً، ثم سار إلى بيجابور وتقرب إلى إبراهيم عادل شاه سنة ثمان وتسعين وتسعمائة، وصنف له كتاباً مفيداً في التاريخ المسمى بكلزار إبراهيمي وهو الذي مشهور على أفواه الرجال بتاريخ فرشته وهو كتاب حافل مشتمل على أخبار الدول الاسلامية في الهند، فرغ من تصنيفه سنة خمس عشرة وألف، ورتبه على مقدمة وخاتمة واثنتي عشرة مقالة، المقدمة في كيفية ظهور الاسلام في الهند، والمقالة الأولى في ملوك لاهور، والثانية في ملوك دهلي، والثالثة في ملوك الدكن، والرابعة في ملوك كجرات، والخامسة في ملوك مالوه، والسادسة في ملوك خانديس، والسابعة في ملوك بنكاله، والثامنة في ملوك الملتان، والتاسعة في ملوك السند، والعاشرة في ملوك كشمير، والحادية عشرة في مليبار، والثانية عشرة في ذكر مشاهير الهند من المشايخ الكبار، والخاتمة في أخبار الهند مجملاً، وله مختصر بساتين الأنس لاختيار الدين الدهلوي أحد الأمراء في عهد تغلق شاه، وله اختيارات قاسمي كتاب مفيد في الطب الهندي، رتبه على مقدمة وثلاث مقالات وخاتمة، أما المقدمة ففيها ذكر أركان البدن والأخلاط وغيرها، والمقالة الأولى في ذكر الأدوية والأغذية، والثانية في المركبات المشهورة، والثالثة في علاج الأمراض من الرأس إلى القدم، والخاتمة في أنواع الأطعمة وقسمة الربع المسكون. مولانا محمد قلي الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد قلي بن رستم النقشبندي الدهلوي، أحد المشايخ الصوفية، ولد ونشأ بدهلي، وأخذ العلم والطريقة عن الشيخ عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي ولازمه ملازمة طويلة، له سراج المشكاة كتاب جمع فيه الفوائد والنوادر من أشعة اللمعات للشيخ عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي المحدث، مات سنة ثلاث وسبعين وألف، كما في الأسرارية. مرزا محمد قلي التركماني الفاضل الكبير محمد قلي سليم التركماني، أحد الشعراء المجيدين، قدم الهند في أيام شاهجهان بن جهانكير الدهلوي وتقرب إلى نواب عبد السلام المشهدي ونال الصلات الجزيلة منه، وله ديوان شعر، منه قوله: نيست در ايران اين سامان تحصيل كمال تا نيامد سوى هندوستان حنا رنكين نشد توفي سنة سبع وخمسين وألف بكشمير فدفن بها، كما في سروآزاد. مولانا محمد ماه الديوكامي الشيخ العالم الكبير العلامة محمد ماه الحنفي الديوكامي، أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، قرأ العلم على الشيخ ركن الدين البحري آبادي، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى الجونبوري ولازمه زماناً، ثم لبس الخرقة من ولده محمد أرشد بن محمد رشيد، ثم تصدى للدرس والإفادة بمدينة جونبور ودرس خمساً وعشرين سنة، وكان غاية في الذكاء والفطنة، لم يكن في زمانه مثله في كثرة الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ عبد الرسول الستركهي والحافظ أمان الله بن نور الله البنارسي وخلق الجزء: 5 ¦ الصفحة: 640 كثير من العلماء، مات بسلس البول ودفن بقرية ديوكام وكان في حياة الشيخ محمد أرشد، كما في كنج أرشدي. وإني ظفرت بترجمة محمد ماه الجونبوري في كتاب لم يحضرني الآن إسمه وأظن أن الديوكامي والجونبوري رجل واحد فإذا فيه أنه كان كريم الأخلاق: عميم النفع، غاية في التبحر، عالي الهمة، كثير الاحسان إلى العجائز والأيامى والمساكين ينفعهم ويسعى لحوائجهم مع قناعة وعفاف وعزلة، له رسائل إلى الشيخ محمد رشيد الجونبوري وكانت بينهما محبة مفرطة. مات يوم السبت لخمس بقين من جمادي الأخرى سنة خمس وتسعين وألف وله اثنتان وثمانون سنة. مولانا محمد محسن الكشميري الشيخ الفاضل محمد محسن الحنفي الكشميري أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على الشيخ يعقوب بن الحسن الصرفي الكشميري، ولازمه ملازمة طويلة حتى برع في كثير من العلوم والفنون، وتقرب إلى دار شكوه بن شاهجهان السلطان فولي الصدارة بإله آباد واستقل بها زماناً، وأخذ الطريقة عن الشيخ محب الله الإله آبادي، ثم عزل عن الصدارة فذهب إلى كشمير ولازم بيته عاكفاً على الدرس والافادة. وكان سبب عزله أن شاهجهان لما فتح بلاد بلخ وجد ديوان شعر له في مكتبة نذر محمد خان أمير تلك الناحية وكان له فيه قصائد في مدح نذر محمد خان المذكور، فسخط السلطان عليه وعزله عن الصدارة ووظف له. ومن مصنفاته مزدوجة بالفارسية وديوان شعر فيه ستة آلاف بيت، ومن شعره قوله: سر منصور ميكويد بآواز رسا هر دم كه نخل دار هم در موسم خود بار مي آرد توفي سنة إحدى وثمانين وألف، كما في مرآة الخيال. مولانا محمد مخدوم السندي الشيخ الفاضل محمد مخدوم الحنفي التتوي السندي، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ بأرض السند، وقدم أكبر آباد فولي الإنشاء، ورتب له خمسمائة لذاته وثلاثون للخيل منصباً سنة إحدى وتسعين وألف، ثم ولي الصدارة العظمى سنة ثلاث وتسعين وألف، ولقبه عالمكير بن شاهجهان الدهلوي سلطان الهند فاضل خان، توفي سنة مائة وألف بالوباء العام، فأرخ له بعض الناس من قوله ع: قيامت بود يا شور وبا بود، كما في مآثر عالمكيري. وقال الخوافي في مآثر الأمراء: إنه مات سنة تسع وتسعين وألف بالوباء العام، وأما التاريخ المذكور فيستخرج منه سنة إحدى ومائة وألف. مير محمد معصوم السندي الشيخ الفاضل محمد معصوم بن السيد صفائي الحسيني الترمذي القندهاري ثم السندي البهكري، أحد رجال العلم والمعرفة، ولد ونشأ بمدينة بهكر، وقرأ العلم على ملا محمد الكنكروي، نسبة إلى كنكري قرية من أعمال بهكر ولازمه زماناً، ثم سار إلى كجرات فلقى بها الشيخ إسحاق السندي، فقربه إلى نظام الدين أحمد الأكبر آبادي فاستعان به نظام الدين في تأليف الطبقات، ثم قربه إلى شهاب الدين أحمد خان أمير تلك الناحية فمنحه منصباً وخدمة، فحظي بملازمة أكبر شاه بن همايون سلطان الهند، وولي السفارة إلى بلاد إيران. قال الخوافي في مآثر الأمراء: إنه كان عالماً مؤرخاً خطاطاً شاعراً، له معدن الأفكار مزدوجة بالفارسية، وله ديوان شعر فارسي، وله تاريخ السند، ومختصر في الطب يسمى المفردات المعصومية، وله كتابة في باب القلعة بأكبر آباد وكتابة في الجامع الكبير بفتحبور، ومن آثاره أبنية رفيعة بمدينة بهكر، قال: وكان زاهداً سخياً جواداً، يبعث إلى بهكر لبعضهم راتباً الجزء: 5 ¦ الصفحة: 641 سنوياً: ولبعضهم شهرياً ولبعضهم يومياً، ولبعضهم جعل حقاً في محاصل الأرض في الموسم وهكذا وهكذا، انتهى. وقال البدايوني في المنتخب: إنه كان شاعراً ماهراً بالألغاز: ذا سخاء وشجاعة وصدق وأمانة، يجتهد في الخيرات، ويلازم تلاوة القرآن وعبادة الله سبحانه، وله دعابة معجبة، منها ما نقل عنه أنه قال له رجل مرة: لم لا تبايع مرشداً من مشايخ الطرق ليهديك إلى سبيل الرشد؟ ولا محيص عنه في هذا الطريق! فقال إن لي ثلاثة مرشدين فلا حاجة بي إلى مرشد آخر: الأول أني لما هاجرت الوطن المألوف ودخلت دار الخلافة كنت في ريعان الشباب لا أخضع لأهل المناصب الرفيعة، فلما وصلت إلى الحضرة وسئمت المحن ثم فزت بمنصب العشرين قصرت حبال الآمال وخضعت تسليماً لأمر الله سبحانه، فذلك أول مرشدي، قال: والمرشد الثاني المير أبو الغيث البخاري الذي كان أرفع مني منصباً، وكنت إذا لم أجد العلف والحبوب للدواب والأفراس أشتعل غضباً ولا أتكلم أحداً لفرط الغيظ والغضب، ورأيت أبا الغيث تمضي عليه ثلاثة أيام أو أربعة لا يضرم في مطبخه النار ولا يوجد في إصطبله العلف والحبوب وهو يعيش نشيطاً بشوشاً طيب النفس لا يرى عليه أثر الفاقة، فأرضيت النفس بذلك الحال، والمرشد الثالث جارية أعطانيها السلطان فإذا خطر على قلبي خاطر سوء دخلت بيتي ودفعته بها، فليس لي حاجة بعد هذه الثلاث إلى مرشد آخر، انتهى، ومن أبياته قوله: جه خوش است آنكه از خود روم وتو حال برسي بتو شرح حال كويم بزبن بي زباني توفي سنة خمس عشرة وألف، وقبره بمدينة سكهر على قلة الجبل، وعليه بناء شامه أسسه في حياته سنة اثنتين وألف. الحكيم محمد معصوم التستري الشيخ الفاضل محمد معصوم بن كريم الدين الحكيم التستري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، نشأ بشيراز وقرأ العلم على أساتذتها، ثم قدم الهند في أيام شاهجهان، له قرابادين معصومي صنفه سنة خمسين وألف، كما في محبوب الألباب. مولانا محمد مؤمن الترمذي الشيخ الفاضل محمد مؤن بن عبد الله الحسيني الترمذي الخطاط المشهور، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والشعر والخط، جعله شاهجهان ابن جهانكير سلطان الهند معلماً لحفيده سليمان شكوه بن دارا شكوه، ولما كبر سنة وبلغ ثمانين حولاً وظفه عالمكير، له ديوان شعر، مات سنة تسعين وألف في أيام عالمكير، كما في مرآة العالم. مير محمد مؤمن الحيدر آبادي الشيخ الفاضل الكبير محمد مؤمن بن شرف الدين الحسيني الشيعي الإسترآبادي نزيل حيدر آباد ودفينها، كان من كبار العلماء، تخرج على خاله العلامة فخر الدين السماكي، ثم تقرب إلى طهماسب شاه الصفوي فجعله معلماً لابنه حيدر مرزا، فلبث عنده خمساً وعشرين سنة، ثم قدم الهند سنة 989 هـ ودخل حيدر آباد، فأكرمه محمد قلي قطب شاه وولاه الوكالة وألقى بيده زمام السلطة. وكان عالماً كبيراً شاعراً مجيد الشعر فقيهاً محدثاً يروى عن السيد نور الدين علي العاملي، ومن أبياته قوله: خوشم كه در دل من عشق مدعا نكذاشت مرا هوا بهوسهاي خويش وا نكذاشت جه آفتي تو ندانم كه در جهان امروز محبت تو دو كس باهم آشنا نكذاشت توفي سنة ست وثلاثين وألف بحيدرآباد، كما في تاريخ فرشته. القاضي محمد مودود الجونبوري الشيخ الفاضل محمد مودود بن محمد حسين الحنفي الجونبوري الإله آبادي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد نحو سنة خمسين وألف، واشتغل بالعلم من صغره وقرأ، ثم أخذ الطريقة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 642 عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى الجونبوري، وجمع ملفوظاته في كتاب بسيط شرع فيه من رابع صفر سنة أربع وسبعين وأتمه خامس ربيع الآخر سنة خمس وسبعين، وولي القضاء بمدينة جون بور في حياة والده، وكان لا يقبل القضاء فزجره أبوه وهدده بالهجر والمصارمة إن لم يقبل، ولما مثل بين يدي السلطان لم يقم بمراسم التعظيم الملكي وحياه تحية السنة، ثم إنه رفع المكوس ورفع التعزير بالمال من حدود جون بور، وحصل الإذن في ذلك عن سلطان الهند، وعمر المساجد بجونبور، فنصب في كل مسجد أئمة ومؤذنين وفراشين ووظف لهم الرواتب، ومنع المؤذنين عن الأذان الأول يوم الجمعة. مات في شبابه يوم الثلاثاء سادس شوال سنة ثمان وسبعين وألف بمدينة إله آباد، فدفن في قرية بهداري بمقبرة القاضي منجهلي وله ثمان وعشرون سنة، كما في كنج أرشدي. الشيخ محمد مير العمري اللاهوري الشيخ الصالح الكبير صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية محمد مير ابن القاضي سائينده بن القاضي قلندر العمري السيوستاني ثم اللاهوري، كان من ذرية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولد بسيوستان سنة سبع وخمسين وتسعمائة ونشأ بها، وسافر للعلم وقرأ على المفتي عبد السلام اللاهوري وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ خضر السيوستاني، وانتقل باشارته إلى لاهور وله خمس وعشرون سنة، فاعتزل بها وانقطع إلى الله سبحانه أربعين سنة حتى فتحت عليه أبواب الحقائق والمعارف وجعل من العلماء الراسخين، فتبادر الناس إليه وخضعت له الملوك والسلاطين، وكان لا يقبل النذور والفتوحات إلا ما لا بد منه من كسوة وطعام، وكان يحب العزلة والإنزواء. قال محمد صالح في عمل صالح: إنه كان عالماً كبيراً عارفاً ماهراً بالمعارف الإلهية يقرأ عبارات الفتوحات المكية وفصوص الحكم وشرحه للعارف الجامي عن ظهر قلبه، يكشف الغطاء عن مقاماتها العويصة، وكان مرجعاً في تحقيق المسائل، أقام بلاهور ستين سنة مفيضاً مفيداً، أدركه شاهجهان بن جهانكير سلطان الهند حين عودته من كشمير وأعجب بفضله وكمال، انتهى. ومن أقواله المفيدة رحمه الله تارك آنست كه هيج مرادي نداشته باشد جنانجه اكر يك موي بشست ترنشده باشد جنابت باقي است همجنين اكر خطره از خطرات در دل مانده باشد همان حال دارد. وكثيراً ما ينشد هذا البيت: شرط اول در طريق معرفت داني كه جيست ترك كردن هو دو عالم را وبشت بازدن توفي لسبع خلون من ربيع الأول سنة خمس وأربعين وألف، وقبره مشهور ظاهر بلاهور. مولانا محمد نافع الأكبر آبادي له خلاصة الخانية في الفقه الحنفي بالفارسية، صنفه لبختاور خان العالمكيري، كما في مرآة العالم. الشيخ محمد نعمان البدخشي الشيخ العالم الفقيه محمد نعمان بن شمس الدين بن جلال الدين بن حميد الدين الحسيني البدخشي، أحد كبار المشايخ النقشبندية، بشر به والده في رؤياً له صالحة، بشره بذلك الإمام أبو حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي وقال له إن يسميه باسمهم إذا ولد، فلذلك قيل له: محمد نعمان، وهو ولد سنة سبع وسبعين وتسعمائة ببدخشان، وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم بايع الشيخ عبد الله العشقي البلخي في عنفوان شبابه، ثم قدم الهند وصحب كثيراً من المشايخ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 643 واستفاض منهم حتى قاده قائد التوفيق إلى الشيخ الكبير عبد الباقي النقشبندي رحمه الله فلازمه وأخذ عنه الطريقة النقشبندية، ولما توفي الشيخ المذكور لازم الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي رحمه الله حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وسار إلى برهانبور سنة ثمان عشرة وألف فسكن بها، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي سنة ثمان وخمسين - وقيل: ستين - وألف بمدينة أكبر آباد فدفن بها. الشيخ محمد وارث الأكبرآبادي الشيخ الفاضل محمد وارث الأكبرآبادي، أحد الرجال المعروفين في التاريخ والإنشاء، أخذ عن الشيخ عبد الحميد اللاهوري، وكان جيد القريحة سليم الفكر طيباً بشوشاً حسن الخلق حسن المحاضرة له، تكمله بادشاه نامه للشيخ عبد الحميد اللاهوري المذكور من سنة عشرين الجلوسية إلى ثلاثين منها، قتله بعض المحصلين عليه سنة إحدى وتسعين وألف، كما في مآثر عالمكيري. الشيخ محمد هاشم الدهلوي الشيخ العالم المحدث محمد هاشم بن عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي أبو المكارم تقي الدين، كان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ العلم على والده وصحبه ولازمه ملازمة طويلة حتى مهر في الفقه والحديث، وكان تلواً لأخيه المفتي نور الحق الدهلوي في العلم والعمل، أجازه والده إجازة عامة تامة وقال في سنده إنه قرأ عليه وسمع منه الكتب المشهورة، انتهى. خواجه محمد هاشم الكشمي الشيخ العالم الفقيه محمد هاشم بن محمد قاسم الكشمي البدخشي ثم البرهانبوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بقرية كشم من أرض بدخشان، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم قدم الهند ودخل برهانبور فأدرك بها محمد نعمان البدخشي فلازمه وأخذ عنه الطريقة، ثم سار إلى سرهند سنة إحدى وثلاثين وألف وأخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية ولازمه زماناً، وأجازه الشيخ بالحديث سنة ثلاث وثلاثين وألف وأجازه بتلقين الذكر، فرجع إلى برهانبور وسكن بها، أخذ عنه جمع كثير، وله زبدة المقامات كتاب مفيد في أخبار مشايخه، أوله الحمد لله الباقي بالبقاء الأبدي، إلخ صنفه سنة سبع وثلاثين وألف، وله ديوان شعر بالفارسي، مات بمدينة برهانبور. مير محمد هاشم الكيلاني الشيخ الفاضل العلامة محمد هاشم بن محمد قاسم الحسيني الكيلاني، أحد كبار العلماء، أخذ العلوم الحكمية عن مرزا إبراهيم الهمداني ونصير الدين حسين الشيرازي، وأخذ الفقه والحديث والعربية عن الشيخ محمد العربي المحدث والشيخ عبد الرحيم الحسائي والشيخ علي حفيد العلامة عصام الدين الإسفراييني، وأقام بالحرمين الشريفين اثنتي عشرة سنة، ثم قدم الهند وأخذ الفنون الرياضية والصناعة الطبية عن الشيخ علي الكيلاني وتطبب عليه، ثم سكن بأحمد آباد وكان في أيام يدرس ويفيد، فلما اشتهر اسمه وبعد صيته ولي الصدارة بأحمد آباد شاهجهان بن جهانكير سلطان الهند فاستقل بها زماناً، ثم جعله شاهجهان معلماً لولده أورنك زيب. وله تعليقات على تفسير البيضاوي وحاشية على تحرير الأقليدس إلى المقالة التاسعة وله غير ذلك من المصنفات. مات بأورنك آباد سنة إحدى وستين وألف وله ثمانون سنة، كما في مرآة العالم. مير محمد هادي الفارسي الأمير الفاضل محمد هادي بن رفيع الدين الفارسي، أحد الرجال المشهورين في الهند، تقرب إلى شجاع بن شاهجهان الدهلوي ولازمه زماناً، ثم اعتزل عنه بقرية كهجوه عند لقاء الفئتين وتقرب إلى عالمكير بن شاهجهان فأعطاه ألفين لنفسه وخمسمائة للخيل منصباً ولقبه هادي خان، كما في مآثر عالمكيري. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 644 نور الدين محمد بن عبد الله الشيرازي الشيخ الفاضل نور الدين محمد بن عبد الله بن علي الشيرازي الحكيم عين الملك، كان ابن أخت الشيخ أبي الفيض بن المبارك الناكوري، ولد ونشأ بأرض الهند، وقرأ العلم على خاله أبي الخير بن المبارك وعلى غيره من العلماء، ثم تقرب إلى شاهجهان بن جهانكير الدهلوي فلقبه بعين الملك، له ألفاظ الأدوية في المفردات، صنفه في أيام السلطان المذكور سنة ثمان وثلاثين وألف، وله طب دارا شكوهي - صنفه لدارا شكوه بن شاهجهان، وله لطيفة فيضي - جمع فيه رسائل أخواله الشيخ أبي الفيض وأبي الفضل وأبي الخير، صنفه سنة خمس وثلاثين وألف. السيد محمود بن أشرف الأمروهوي الشيخ العالم الصالح محمود بن أشرف الحسيني الأمروهوي، أحد أفاضل الصوفية، ولد ونشأ بأمروهه وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وصحب الشيخ تاج الدين العثماني السنبهلي وأخذ عنه الطريقة وتزوج بابنته الكريمة، له تحفة السالكين في أحوال تاج العارفين وقد أخذ عن كتابه المحبي في خلاصة الأثر شيئاً واسعاً في ترجمة الشيخ تاج رحمه الله، مات في حياة والده، وكان والده من الفقهاء المبرزين في العلوم، مات سنة 1054، وتوفي ولده محمود سنة اثنتين وثلاثين وألف، كما في الأسرارية. سيف الدين محمود السرهندي الأمير الكبير محمود بن أحمد السرهندي سيف الدين بن فخر الدين المشهور نواب سيف خان، كان من الرجال المعروفين في الفضل والكمال، له يد بيضاء في الإيقاع والنغم والشعر، ولد ونشأ بأرض الهند، وتقرب إلى عالمكير وتدرج إلى الإمارة فلقبه عالمكير بسيف خان وولاه على كشمير، فسار إليها وفتح بلاد تبت الصغير، وبنى حديقة غناء بكشمير وسماها سيف آباد، وكذلك بنى حديقة بناحية سرهند وبنى بها قصوراً فاخرة ثم جعلها مسكناً له، له كتاب في الموسيقى يسمى راكك دربن وفيه يقول ناصر علي السرهندي: كفت وكوي طوطي از آئينه مي خيزد على كر نباشد سيف خان ما را نفس در كار نيست مات سنة خمس وتسعين وألف، كما في مآثر الأمراء. الشيخ محمود بن عبد الباقي السندي الشيخ العالم الفقيه محمود بن عبد الباقي بن محمود بن أبي سعيد الحسيني السبزواري ثم السندي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولي شياخة الإسلام ببلاد السند بعد ما توفي والده، وكان معدوم النظير في زمانه في العلم والكمال، مات سنة عشرين وألف، كما في تحفة الكرام. الشيخ محمود بن عبد الله الكجراتي الشيخ العالم الصالح محمود بن عبد الله الصوفي الكجراتي، أحد الرجال المعروفين بالصلاح، ولد ونشأ بكجرات وحفظ القرآن، وسار إلى برهانبور وأخذ الطريقة عن الشيخ لشكر محمد العارف البرهانبوري، ثم سافر إلى الحجاز سنة 997 هـ مع الشيخ جمال محمد المحدث البرهانبوري فحج وزار ورجع إلى الهند، وكان صاحب وجد وحالة، توفي سنة أربع وألف بمدينة برهانبور فدفن بها، كما في كلزار أبرار. الشيخ محمود بن محمد الكجراتي الشيخ الصالح الفقيه محمود بن محمد بن الحسن العمري الجشتي الأحمدآبادي الكجراتي، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بأحمدآباد، وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة وأخذ عنه الطريقة، ولما مات والده تولى الشياخة، أخذ عنه ولده يحيى وخلق آخرون، مات لتسع خلون من ربيع الآخر سنة أربعين وألف بأحمدآباد، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ محمود بن محمد الجونبوري الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة الشهير محمود بن محمد العمري الجونبوري، أحد الأفاضل المشهورين، لم يكن في زمانه مثله في العلوم الحكمية الجزء: 5 ¦ الصفحة: 645 والمعارف الأدبية، ولد بجونبور سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، ونشأ في مهد جده شاه محمد وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم لازم الشيخ الأستاذ محمد أفضل بن محمد حمزة العثماني الجونبوري وأخذ عنه، وأقبل على المنطق والحكمة إقبالاً كلياً حتى برز في تلك الفضائل وبرع أقرانه وله سبع عشرة سنة، وكان غاية في الذكاء والفطنة وسيلان الذهن وقوة الحفظ والإدراك، كان يحضر المجالس والمحافل في صغره فيتكلم ويناظر ويفحم الكبار ويأتي بما يتحير منه أعيان البلدة في العلم، قال محمد يحيى بن محمد أمين العباسي الإله آبادي في وفيات الأعلام: إنه لم ينهض من الهند أحد مثله في الحكمة والمعاني والبيان، وكان أراد أن يبني مرصداً فذهب إلى أكبر آباد ليحرض السلطان على ذلك، فما وافقه الوزير فمنع السلطان عنه وقال إن مهمات بلخ تقتضي مالاً خطيراً وإن المرصد الذي بناه ألغ بيك يغني عنه، قال الإله آبادي: إن الأرض التي ارتضاها محمود للمرصد هي التي ارتضاها أحد ملوك الهند لذلك في القديم، قال: فلما استيأس محمود عن ذلك رجع إلى جونبور ودرس وأفاد بها زماناً، ثم استقدمه شجاع ابن شاهجهان إلى بنكاله فسار إليه، وقرأ عليه الشجاع كتباً في العلوم الحكمية، وأدرك محمود نعمة الله بن عطاء الله الفيروزبوري بأرض بنكاله فبايعه وأخذ عنه الطريقة سنة اثنتين وخمسين وألف، وإني رأيت رسالة له في الأذكار التي أخذها عن الشيخ المذكور، نقلها الإله آبادي في الوفيات، وقرأ عليه نواب شائسته خان أبو طالب بن أبي الحسن الأكبرآبادي الفرائد المحمودية والشيخ نور الدين جعفر الجونبوري وعبد الباقي بن غوث الإسلام الصديقي صاحب الآداب الباقية وخلق كثير من العلماء. قال السيد غلام علي بن محمد نوح الحسيني البلكرامي في سبحة المرجان: إنه ما صدر عن العلامة في طول العمر قول يرجع عنه، وكان إذا سأله سائل عن مسألة وكان فكره حاضراً أجاب وإلا يقول: أنا غير نشيط ولا يحضرني الآن، ونقل عن صبح صادق أنه رحل بعد التحصيل إلى أكبرآباد ولقى آصف خان، ثم رجع إلى جونبور واشتغل بالتدريس قال: ولا ريب أنه لم يظهر بالهند مثل فاروقيين: أحدهما في الحقائق وهو مولانا الشيخ أحمد السرهندي، والثاني في العلوم الحكمية والأدبية وهو الملا محمود الجونبوري، أقول: وثالثهم الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، فإنه كان عديم النظير في الفلسفة الإلهية. وللشيخ محمود الجونبوري مصنفات عديدة، أشهرها الشمس البازغة في الحكمة، والفرائد شرح الفوائد للقاضي عضد الدين الأيجي في المعاني والبيان وله تعليقات نفيسة على ذلك الشرح، وله حرز الإيمان في الرد على التسوية للشيخ محب الله الإله آبادي، وله رسالة بالفارسية في أقسام النساء، وله ديوان شعر فارسي. توفي لتسع خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وستين وألف بمدينة جونبور، وقبره مشهور ظاهر خارج البلدة. الشيخ محمود بن مصطفى السهارنبوري الشيخ الصالح محمود بن مصطفى بن عبد الستار الأنصاري السهارنبوري، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وقرأ النحو والعربية ثم تفقه على أساتذة عصره، ثم سار إلى كنكوه وأخذ الطريقة عن الشيخ ركن الدين بن عبد القدوس الكنكوهي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وساح البلاد مدة من الدهر وأدرك كثيراً من المشايخ فصحبهم وأخذ عنهم ورجع إلى سهارنبور، مات في خامس ذي الحجة سنة خمسين وألف، كما في مرآة جهان نما. الشيخ محمود الكيلاني الشيخ محمود اليكلاني الشاعر المتلقب في الشعر الجزء: 5 ¦ الصفحة: 646 ببهشتي، كان من ندماء عباس شاه الصفوي ملك إيران، صاحبه زماناً ثم غضب عليه الملك وحبسه في قلعة من القلاع المتينة، ثم أطلقه بعد مدة فخرج من بلاده ودخل الهند، فجعله شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند معلماً لولده مراد بخش. مات سنة ستين وألف بأكبر آباد، كما في رياض الشعراء للداغستاني. مولانا محي الدين البهاري الشيخ العالم الكبير العلامة محيي الدين بن عبد الله الحنفي البهاري، أحد الفقهاء المشهورين في عصره، ولد ونشأ بناحية بهار، وحفظ القرآن وهو ابن تسع سنين، ثم اشتغل على والده بالعلم، وقرأ فاتحة الفراغ وله سبع عشرة سنة، ثم تصدى للتدريس ببلدته فدرس وأفاد زماناً، ثم قدم دهلي فجعله شاهجهان ابن جهانكير الدهلوي معلماً لولده أورنك زيب، فاشتغل بتعليمه اثنتي عشرة سنة، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ حيدر حفيد العلامة وجيد الدين العلوي الكجراتي وذهب إلى بلدته وانقطع إلى الزهد والعبادة، وكان يدعي بملا موهن، وله شرح على كافية ابن الحاجب إلى مبحث غير المنصرف بالفارسي على لسان الحقائق والمعارف، وللشيخ أبي البقاء صاحب الكليات أيضاً شرح عليه بلسان الحقائق إلى مبحث غير المنصرف بالعربية، رآه السيد غلام علي بن محمد نوح الحسيني البلكرامي، ذكره في مآثر الكرام. قال الشيخ غلام أرشد الجونبوري في كنج أرشدي: إن محيي الدين المترجم له كان من أشياخ الشيخ محمد أفضل الجونبوري، قدم جونبور ذات مرة ودخل على الشيخ محمد أفضل وكان الشيخ يدرس فأراد أن يتركه، فأمره محيي الدين أن يدرس في حضرته ليختبر استعداد الشيخ محمد رشيد الذي كان يقرأ على محمد أفضل المذكور في ذلك الوقت، ثم اشتغل بالمذاكرة معه فكاد أن يفحمه محمد رشيد فنظر إليه الشيخ محمد أفضل فسكت، انتهى. توفي سنة ثمان وستين وألف، كما في مآثر الكرام، وفي مرآة العالم أن بعض الناس عمل تاريخاً لوفاته من قوله أستاذ الملة والدين وهذا يوافق لما ضبطه البلكرامي من سنة وفاته في المآثر إن لم تعتبر اللام وتركت إحدى الدالين من الدال المشددة في قوله: والدين، قال بختاور خان في المرآة إن وفاته كانت في السنة الأولى من جلوس عالمكير على سرير الملك، وكان سنه حينئذ أربعاً وثمانين سنة. الشيخ محيي الدين الكجراتي الشيخ الفاضل محيي الدين بن عبد الوهاب الحنفي الكجراتي، كان من مشاهير عصره، ولاه عالمكير بن شاهجهان الدهلوي الصدارة في بلاد كجرات وجعله أميناً على جزية تلك البلاد، فاستقل بها مدة من الزمان، توفي سنة مائة وألف بمدينة أحمد آباد، كما في مرآة أحمدي. الشيخ مخدوم بن بهاء الدين الكوروي الشيخ الصالح مخدوم بن بهاء الدين بن سالار الحنفي الكوروي، أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمدينة كوره واشتغل على أبيه، وأخذ عنه الطريقة وتولى الشياخة بعده، له كتاب بسيط في أخبار أبيه وجده يسمى بأسرار سالاري، كما في بحر زخار. نواب مرتضى بن أحمد البخاري الأمير الكبير مرتضى بن أحمد بن أبي بكر بن جلال بن إله ديا بن لطف الله بن بهاء الدين بن أبي الغيث بن محمد غوث بن جلال الدين حسين بن علي الحسيني البخاري، نواب فريد الدين مرتضى خان أحد أجواد الدنيا، لم يكن له نظير في زمانه في السياسة والتدبير والسخاء والكرم والمحبة لأهل الفضائل والميل إلى معالي الأمور، أدرك أكبر شاه بن همايون التيموري في صغر سنه فتقرب إليه، وتدرج إلى الإمارة حتى نال المير بخشيكري سنة أربعين الجلوسية، ثم لما ولي المملكة ولده جهانكير بن أكبر شاه أضاف في منصبه ولقبه بصاحب السيف والقلم، ثم لقبه بمرتضى خان وولاه على كجرات، فاستقل بها أربع سنين، ثم ولي على بنجاب فأقام بها مدة حياته. وكان أجود الناس وأنفعهم خيراً وأثبتهم رأياً وأشدهم بطشاً، جمع الشجاعة والسخاء بما لا يساويه الجزء: 5 ¦ الصفحة: 647 فيها أحد، قال الخوافي في مآثر الأمراء: إنه لم يخيب سائله قط، وكلما كان يذهب إلى الحضرة يقسم الدراهم والدنانير على الفقراء بيده، ويبذل عليهم قباءه ودثاره ورداءه وما كان معه. ومن أخباره أن أحد الفقراء جاءه سبع مرات فأعطاه كل مرة ثم جاءه وسأل فأدناه وأسره بأن يخفي ما أعطاه لئلا ينهبه الفقراء، ومن أخباره أنه كان يوظف الأيامى والمتوكلين وأهل الحاجة من يومية وسنوية، ويرسل إليهم الرواتب في حضر وغيبة، ولا يلجئهم إلى عرض الأسانيد المجددة، وكان يكفل اليتامى ويربيهم كتربية الآباء للأبناء، ويستخدم المعلمين لهم، وكانوا يلعبون في حجره فيفرح بهم، ومن أخباره أنه أحصى أعداد السادة والأشراف في ولاية كجرات فجهز لبناتهم، وأعطى للحوامل أموالاً فأتمنها لتجهيز البنات، وكان لا يعطي المغني والمطرب شيئاً. ومن آثاره الأبنية الرفيعة على قبر العلامة وجيه الدين بن نصر الله العلوي الكجراتي بأحمد آباد، ومنها حارة كبيرة بها تدعى بخارا محله، ومنها جامع كبير بأحمد آباد قريباً من مقبرة الشيخ وجيه الدين المذكور، ومنها بلدة عامرة بقرب دهلي سماها فريد آباد، فيها عمارات عالية وبساتين زاهرة له، ومنها حارة كبيرة وحمام نظيف بمدينة لاهور، ومنها رباطات كثيرة في بلاد أخرى. وكان يأكل على سفرته ألف وخمسمائة نفس، وكان يقسم الرواتب بحضرته ولا يضيق ذرعاً بضوضاء الناس وصياحهم، وهذا قليل من كثير، إن شئت التفصيل فارجع إلى مآثر الأمراء. وصنف له إسماعيل بن شاه عالم عبد العزيز رسالة بالفارسية سماها بمعارج الكمال ومناقب الكمل في مقامات الولاية، وصنف له الشيخ زين الدين الشيرازي تفسير مرتضوي بالفارسي سنة ست عشرة وألف، وأطنب في مدحه. توفي سنة خمس وعشرين وألف بقرية بنهان فنقلوا جسده إلى دهلي ودفنوه بمقبرة أسلافه، كما في مآثر الأمراء. القاضي مرتضى بن محمود البيجابوري الشيخ العالم الفقيه رضي الدين مرتضى بن محمود النائطي البيجابوري، أحد الفقهاء المشهورين في عصره، ولي القضاء بعد ما توفي والده في بندركووه سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، له كتاب مفيد في الصنائع والبدائع سماه تحفة الفقير وأتحفه إلى إبراهيم عادل شاه البيجابوري، فاستحسنه إبراهيم، كما في تاريخ النوائط. السيد مرتضى بن محيي الدين الكجراتي الشيخ الصالح مرتضى بن محيي الدين بن يحيى الحسيني الكجراتي، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلدة بزوده، وأخذ عن السيد كالي الشطاري البزودوي، ثم سافر إلى برهانبور ولازم الشيخ لشكر محمد العارف، ثم لازم صاحبه عيسى بن قاسم السندي، وكان صاحب وجد وحالة، كان مولانا يونس السندي يقول: لم يكن له نظير في الترك والتجريد بعد إبراهيم بن أدهم البلخي. توفي سنة اثنتين بعد الألف بمدينة برهانبور فدفن بحصيرة الشيخ بهكاري، كما في كلزار أبرار. السيد مرتضى بن هاشم البيجابوري الشيخ الصالح مرتضى بن هاشم العلوي الكجراتي ثم البيجابوري، أحد المشايخ المشهورين في عصره، أخذ عن أبيه، وحصل له القبول العظيم في بيجابور، مات سنة خمس وأربعين وألف بمدينة بيجابور فدفن بها. ملا مرشد اليزدجردي الشيخ الفاضل مرشد اليزدجردي الشاعر المشهور، قدم الهند وتقرب إلى مرزا غازي السندي ونال منه صلات، ثم لما قتل الغازي قدم آكره وتقرب إلى جهانكير، ومن أبياته قوله: طره دلبرنيم تاكي بريشان زيستن جشم عاشق نيستم تا جند حيران زيستن توفي سنة ثلاثين وألف، كما في سرو آزاد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 648 ملا مرشد الشيرازي الأمير الكبير مرشد الشيرازي نواب مكرمت خان، قدم الهند وتقرب إلى مهابت خان ولبث عنده زماناً، ثم تقرب إلى جهانكير ثم إلى ولده شاهجهان، فلقبه شاهجهان مكرمت خان ورقاه درجة بعد درجة حتى ولاه على إيالة دهلي، وأضاف في منصبه غير مرة حتى صار أربعة آلاف له وأربعة آلاف للخيل، وكان فاضلاً كريماً بارعاً في الهيئة والهندسة والحساب، يرجع إليه فضل كبير في تأسيس شاهجهان آباد وقلعتها. الحكيم مسيح الملك الشيرازي الفاضل الكبير مسيح الملك الشيرازي الحكيم الحاذق، ولد بشيراز ونشأ في مهد الحكيم نجم الدين عبد الله بن حسن الشيرازي، وأخذ عنه حتى بلغ مبلغ الرجال من أهل النظر والحكمة، ثم قدم الهند وأقام ببلاد الدكن مدة طويلة، ثم دخل آكره فأجزل عليه أكبر شاه عطاياه الجميلة، وجعله نديماً لولده مراد، ثم وجهه إلى كجرات، مات بأرض مالوه، وكانت له يد بيضاء في مداواة الناس ومعالجتهم، كما في منتخب التواريخ. الشيخ مصطفى بن خالق داد العباسي الشيخ الفاضل مصطفى بن خالق داد العباسي الهاشمي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، له توضيح الملك صنفه بأمر جهانكير بن أكبر شاه التيموري سلطان الهند سنة عشرين وألف. الشيخ مصطفى بن عبد الحميد البرونوي الشيخ العالم الصالح مصطفى بن عبد الحميد بن راجو بن سعيد بن عارف ابن عبد الواسع بن منجهلي بن بدي بن عبد الملك بن متهن بن نصير الدين بن بخشي شيخ الرومي العثماني البرونوي، كان من ذرية الشيخ سري بن مفلس السقطي العثماني الولي المشهور، وكان أصله من سكلائي قرية من أعمال أميتهي من بلاد أوده، ولد ونشأ بها، وبايع الشيخ محمد بن نظام الدين العثماني الأميتهوي، ثم اشتغل بالعلم وقرأ على أساتذة بلاده، ثم رخصه محمد المذكور إلى جونبور، فسار إلى تلك البلدة وقرأ على أساتذتها، ولبس الخرقة من الشيخ قيام الدين ابن قطب الدين الجونبوري، ثم رجع إلى أميتهي ولبث بها زماناً، ثم انتقل عنها إلى برونه بفتح الموحدة قرية من أعمال جونبور، وتزوج بها بابنة الشيخ نور الدين بن عبد القادر الصديقي البرونوي ورزق أولاداً من بطنها، ثم ترك عياله في برونه وذهب إلى برنيه - بضم الباء الفارسية بلدة من أرض بنكاله - وأقام بها إلى أن توفي، وكان فقيهاً زاهداً متوكلاً متورعاً يحترز عن المشتبهات، قال ولده محمد رشيد في حاشيته على مواقع النجوم لابن عربي: إن أباه إذا كان يرى طعام الشبهة يرى كأنه وقع فيه دود قذر فيجتنب عنه، ولما استفسروه بين ما رأى في الطعام، انتهى. توفي لعشر بقين من ذي الحجة سنة ست وسبعين وألف ببلدة برنيه، كما في كنج أرشدي. الشيخ مصطفى الجونبوري الشيخ العالم الكبير مصطفى بن فلان الجونبوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الآلية والعالية، قرأ عليه جين قليج خان اللاهوري، فلما قتل جين قليج خان في أيام جهانكير وكان اتهمه بالبغي والخروج أخذوا مصطفى بتلك العلاقة وأحضروه عند السلطان بمدينة أجمير سنة اثنتين وعشرين وألف، فأمر السلطان محمد بن يوسف التتوي السندي ليناظره في المباحث الدقيقة النظرية فناظره، واستمرت المناظرة بينهما إلى أسبوع كامل، واعترف التتوي بفضله وكماله وشفع له، فعفا السلطان عنه ورخصه إلى الحرمين الشريفين، فسافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند ومات ببلدته، كما في مآثر الأمراء. السيد مصطفى بن هاشم البيجابوري الشيخ العالم الفقيه مصطفى بن هاشم بن برهان الدين العلوي الكجراتي ثم البيجابوري، أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بمدينة بيجابور، وأخذ العلم والطريقة عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، وتولى الشياخة الجزء: 5 ¦ الصفحة: 649 بعده، وكان مرزوق القبول، توفي نحو سنة سبعين وألف بمدينة بيجابور، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ مصطفى الجنيدي الشيخ العالم الصالح مصطفى الجنيدي البيجابوري، أحد عباد الله الصالحين، كان من نسل الشيخ الكبير عين الدين خزانة العلم، ولد ونشأ بمدينة بيجابور، وقرأ العلم على القاضي عبد اللطيف البيجابوري، ثم لازم الشيخ حبيب الله الصبغة اللهي وأخذ عنه، وتولى الشياخة مدة من الزمان، كان تقياً نقياً متورعاً قنوعاً، مات سنة ثمان وستين وألف. الشيخ معين الدين الكشميري الشيخ العالم الفقيه معين الدين بن خاوند محمود بن ضياء الدين بن مير محمد ابن تاج الدين بن علاء الدين العطار النقشبندي البخاري، أحد المشايخ النقشبندية والفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بكشمير وتفقه على والده، ثم سار إلى دهلي وقرأ العلم على الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي ولازمه وأخذ عنه الفقه والحديث، ثم رجع إلى كشمير وتولى الشياخة بها، وصار مرجعاً إليه في المذهب والفتوى، وانقاد العلماء لأوامره وخضعوا له. وله مصنفات، منها الفتاوي النقشبندية وكنز السعادة في الفقه والرضواني في السير والسلوك، مات في محرم الحرام سنة خمس وثمانين وألف بكشمير، كما في روضة الأبرار. الشيخ معصوم بن أحمد السرهندي الشيخ الإمام العالم الكبير معصوم بن أحمد بن عبد الأحد العدوي العمري الشيخ محمد معصوم النقشبندي السرهندي، كان أحب أولاد أبيه وأشبههم سمتاً به، وأقربهم منزلة إليه، وأتبعهم لسيرته، وأخصهم بمعارفه، وأبعدهم صيتاً بين الناس، وأنفعهم لهم. ولد لإحدى عشرة خلون من شوال سنة سبع أو تسع بعد الألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على صنوه الكبير الشيخ محمد صادق وأكثرها على والده وعلى الشيخ محمد طاهر اللاهوري، ولازم أباه وأخذ عنه الطريقة، وحفظ القرآن في ثلاثة أشهر، وحاله في تحصيل نسبة والده كحال صدر الشريعة صاحب شرح الوقاية حيث كان يحفظ ما يؤلفه جده بلا تأخير، ولذلك بلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحاب والده، فبشره والده بمقامات عالية من القيومية وغيرها، ولما توفي أبوه جلس على مسند الإرشاد، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأقام بالمدينة المنورة زماناً صالحاً، ثم رجع إلى الهند وصرف عمره في الدرس والإفادة، وكان أكثر أشغاله تدريساً بتفسير البيضاوي والمشكاة والهداية والعضدي والتلويح. قال الشيخ مراد بن عبد الله القزاني في ذيل الرشحات إنه كان آية من آيات الله مثل والده الماجد، قد نور العالم وبدد ظلمات الجهل والبدع بيمن توجهاته العلية وأحواله السنية، وصار ألوف من الرجال محرماً للأسرار الخفية، وتحققوا بالحالات السنية، بشرف صحبته العلية، حتى قيل إن جميع من بايعه في الطريقة تسعمائة ألف، وعدد خلفائه سبعة آلاف، منهم الشيخ حبيب الله البخاري، كان أعظم مشايخ خراسان وما وراء النهر في زمانه، قد تنورت بخارى بنور السنة بعد ما غشيتها ظلمة البدعة، وشرف بالخلافة والإجازة أربعة آلاف من مريديه بعد إيصالهم إلى رتبة الكمال، انتهى. وللشيخ معصوم رسائل في ثلاثة مجلدات مثل رسائل والده متضمنة لغوامض الأسرار واللطائف، أكثرها في حل مغلقات معارف والده المرحوم. توفي في اليوم التاسع من ربيع الأول سنة تسع وسبعين وألف بمدينة سرهند فدفن بها، وقبره مشهور ظاهر يزار. الشيخ معاذ بن تاج الهندي الشيخ العالم الصالح معاذ بن تاج الدين العثماني النقشبندي السنبهلي، أحد كبار المشايخ، ولد ونشأ بمكة المباركة، وقرأ العلم بها على أكابر العلماء، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 650 وأخذ الطريقة عن والده ولازمه مدة حتى بلغ رتبة المشيخة، قدم الهند سنة بضع وستين وألف فدخل دار الملك وأهدى لشاهجهان بن جهانكير التيموري سلطان الهند من الهدايا والتحف التي أتى بها من مكة، فخصه السلطان بمزيد القرب إليه وأجزل عليه الصلات والجوائز، ثم ذهب إلى مدينة سنبهل ولبث بها زماناً، لقيه بها كمال محمد السنبهلي وذكره في الأسرارية. ملا خواجه اللاهوري الشيخ العالم الكبير العلامة ملا خواجه الحنفي البهاري ثم اللاهوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بحاجيبور من أعمال بهار، وقرأ العلم حيثما أمكنه في بلاده، ثم سافر ودخل كوره فلازم الشيخ جمال بن مخدوم الكوروي وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم سافر إلى لاهور وأخذ بعض العلوم الشرعية عن الشيخ محمد فاضل اللاهوري، وسكن بداره، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد مير اللاهوري ولازمه ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة المشيخة، وحصل له القبول العظيم بعد ما توفي شيخه. وكان قانعاً عفيفاً ديناً مرتاضاً مجاهداً، لا يقبل النذور والفتوحات أصلاً، لقيه شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند بمدينة لاهور وأراد أن يجزل عليه العطايا السلطانية فلم يقبل، كما في عمل صالح، مات سنة ستين - وقيل: سبع وستين - وألف بلاهور، فدفن بمقبرة شيخه محمد مير رحمه الله. نواب ملتفت خان الساوي الأمير الكبير ملتفت خان بن مير محمد باقر الحسيني الساوي، أحد رجال الفضل والكمال، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى شاهجهان، وكان والده من كبار الأمراء في أيامه، فترقى درجة بعد درجة حتى ولي على العرض المكرر ثم على بخشيكري، ثم بعثه شاهجهان المذكور إلى بلاد الدكن فتقرب إلى عالمكير ابن شاهجهان ولازمه في سفره إلى أكبر آباد فأضاف عالمكير في منصبه، فصار أربعة آلاف له وألفين للخيل، وولاه على ديوان الخراج، فسار معه إلى أكبر آباد وقاتل داراشكوه حتى قتل في المعركة. وكان فاضلاً كبيراً مفرط الذكاء جيد القريحة بشوشاً طيب النفس متواضعاً حسن المعاشرة مجيد الشعر، ومن أبياته قوله: بخواب ديده ام آن طره بريشان را تمام عمر دكر خواب من بريشان است مولانا ملك القمي الشيخ الفاضل الكبير ملك القمي أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ بقم، وسافر إلى كاشان فلبث بها زماناً، ثم أتى قزوين وأقام بها أربع سنوات، وخرج منها في شهر رمضان سنة سبع وثمانين وتسعمائة وقدم الهند ودخل أحمد نكر، فتقرب إلى مرتضى نظام شاه ثم إلى برهان شاه ونال منهما الصلات والجوائز، ثم دخل بيجابور وتقرب إلى إبراهيم عادل شاه ونال منه الالتفات، فطابت له الإقامة بمدينة بيجابور، وهنالك زوج ابنته بمحمد طاهر الترشيزي وشاركه في تصنيف نورس بأمر عادل شاه المذكور، أدركه أبو الفيض بن المبارك الناكوري بمدينة بيجابور حين قدمها بالسفارة، وكان القمي شاعراً جيد الشعر، له أبيات رقيقة رائقة بالفارسية، منها قوله: دلم ز داغ غمت صد هزار جا ريش است كسى كه دوست بود با تو دشمن خويش است توفي سنة أربع وعشرين وألف، كما في سرو آزاد الشيخ منجهن بن عبد الله اللكهنوي الشيخ العالم الصالح منجهن بن عبد الله بن القاضي خير الدين اللكهنوتوي، أحد المشايخ الشطايرة، يصل نسبه من جهة أبيه إلى القاضي تاج الدين النحوي البلخي، ومن جهة أمه إلى القاضي سماء الدين الدهلوي، ولد ونشأ بلكهنوتي، وقرأ العلم على أساتذة الشيخ أحمدي مشاركاً له في الأخذ والقراءة، وأخذ الطريقة عن الشيخ تاج الدين الحسيني البخاري ولازمه زماناً، ثم شفع له تاج الدين المذكور إلى شيخه محمد غوث الكواليري وتركه عند الشيخ، فقرأ عليه جواهر خمسة واشتغل بأعمالها مدة من الزمان، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 651 وألبسه محمد غوث الخرقة الشطارية. وكان عالماً كثير الدرس والإفادة، لم يزل مشتغلاً بمطالعة الكتب والمراقبة والمحاسبة، ولما فتح شير شاه قلعة رائسين في أرض مالوه وسماها إسلام آباد انتقل من لكهنوتي إلى إسلام آباد، فولي بها شياخة الإسلام، ولما تسلط الهنادك مرة أخرى على تلك الناحية انتقل من رائسين إلى سارنكبور ودرس بها زماناً، وصنف رسائل كثيرة في العلوم والفنون، فلما نتاهت به السن هاجر من تلك البلدة وذهب إلى آشته على مسيرة يومين من سارنكبور، واختار الانزواء بذلك المقام، ولما سمع داعي الرحيل يدعوه إلى النشأة الآخرة رجع إلى سارنكبور فودع عياله، ثم ذهب إلى آشنه ومات بها في شهر ربيع الأول سنة إحدى وألف، كما في كلزار أبرار. الشيخ منور بن عبد الستار السهارنبوري الشيخ العالم منور بن عبد الستار بن عبد الكريم بن سالار الأنصاري السهارنبوري، كان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول والعلوم الغريبة كالجفر الجامع والتكسير والقراءة والشعر، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وحفظ القرآن وقرأ العلم، ثم لبس الخرقة من الشيخ ركن الدين بن عبد القدوس الكنكوهي، ومهر في التجويد والقراءة، وحصلت له الإجازة عن الشيخ محي الدين بن عبد الوهاب السادهوروي أيضاً مات في غرة جمادي الأولى سنة سبع عشرة وألف، فأرخ لوفاته بعض الناس من قوله منور بنور هدايت كما في مرآة جهان نما. الشيخ منور بن عبد المجيد اللاهوري الشيخ العالم الكبير العلامة منور بن عبد المجيد بن عبد الشكور بن سلميان ابن إسرائيل اللاهوري، كان من العلماء المبرزين في العلوم العقلية والنقلية، قرأ العلم على الشيخ سعد الله بن إبراهيم اللاهوري، وكان غاية في قوة الحفظ والإدراك، ولذلك فرغ من التحصيل وله نحو العشرين، وبرع أقرانه في القراءة والتجويد، كان يقرأ القرآن على سبع قراءات، ولاه الصدارة أكبر شاه بأرض مالوه سنة خمس وثمانين وتسعمائة، فاستقل بها عشر سنين، وعزل سنة خمس وتسعين وتسعمائة، عزله أكبر شاه المذكور وأمر بحبسه في قلعة كواليار، فلبث في السجن خمس سنين وصنف بها الدر النظيم في ترتيب الآي وسور القرآن الكريم وعرب البحر المواج للقاضي شهاب الدين الدولة آبادي، واشتعل السلطان عليه غضباً وأمر بنهب أمواله وكتبه فسلبوها، وكانت عدة كتبه ألفاً وخمسمائة كتاب فما بقي في يده غير الدر النظيم، ثم طلبه السلطان إلى آكره وضيق عليه في السجن حتى مات. قال المندوي في كلزار أبرار إنه كان من كبار العلماء غاية في تدقيق النظر وسعة المعلومات واستحضار المسائل وسيلان الذهن وسرعة الإدراك، له، له مصنفات كثيرة، منها الدر النظيم في ترتيب الآي وسور القرآن الكريم، وتعريب البحر المواج في التفسير وحدائق البيان شرح على بديع البيان، وشرح الطوالع، وشرح قصيدة البردة للبوصيري، والحق الصريح في إثبات عدم قبول التوبة لساب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رد فيه على عبد الله بن شمس الدين السلطانبوري، انتهى. وقال بختاور خان في مرآة العالم: إنه كان ماهراً في التفسير غاية في قوة الحفظ، وعد بختاور خان من مصنفاته شرحاً على إرشاد القاضي شهاب الدين، وشرحاً على مشارق الأنوار للصغاني، انتهى. توفي في الثاني عشر من ذي القعدة سنة إحدى عشرة وألف فدفنوه في مقبرة الغرباء، ثم نقل أولاده جسده إلى لاهور ودفنوه بمقبرة أسلافه سنة خمس عشرة وألف، كما في كلزار أبرار. الشيخ منور بن المنصور السنبهلي الشيخ الصالح منور بن المنصور بن عبد الله بن عثمان الحسيني المودودي السنبهلي، أحد عباد الله الصالحين، تصدر للارشاد بعد والده، وكان أخذ الطريقة عن عن أبيه عن جده وعن الشيخ تاج الدين النقشبندي السنبهلي، مات سنة ثمان وثلاثين وألف فأرخ لوفاته بعض الناس من قوله تاريك شد زمانه يعني أظلم الدهر، ولا تخفي لطافته على العارف. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 652 الشيخ مودود بن أولياء الكالبوي الشيخ الفاضل مودود بن أولياء بن سراج الحنفي الكالبوي، أحد العلماء المبرزين في الحديث، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وسافر مع والده إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الوهاب بن ولي الله المتقي البرهانبوري المهاجر إلى مكة المشرفة ولازمه مدة من الزمان، كما في كلزار أبرار. الشيخ موسى بن الحامد الأجي الشيخ الصالح موسى بن الحامد بن عبد الرزاق الشريف الحسني جمال الدين أبو الحسن الأجي، أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بمدينة أج، وأخذ عن والده، وحصل له القبول التام عند العوام، أخذ عنه الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين البخاري الدهلوي، مات مقتولاً في نواحي الملتان سنة إحدى وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ موسى الحنفي السندي الشيخ الفاضل موسى بن أبي موسى الحنفي السندي، كان من أصحاب السيد صبغة الله بن روح الله الحسيني البروجي نزيل المدينة المنورة، ذهب إلى دمشق الشام في آخر عمره ومات بالقدس، ذكره الشيخ نجم الدين الغزي الشافعي في لطف السمر وقطف الثمر، وذكره محمد بن فضل الله المحبي في خلاصة الأثر، والشيخ نجم الدين الغزي ممن أدركه في سفره إلى دمشق، وله قصة معه في ذلك السفر ذكرها في كتابه، ونقل عنه المحبي في الخلاصة. قال الغزي في لطف السمر: إنه كان من الفضلاء البارعين والأولياء الصالحين، جاور بالمدينة المنورة ولازم صبغة الله المذكور، وله اشتغال بالعلم قديماً، وسافر من المدينة إلى الشام قاصداً زيارة الخليل عليه الصلاة والسلام وبيت المقدس لمنام قيل له فيه إن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يطلبك، وصحبناه في طريقه ذلك من المدينة إلى الشام في سنة إحدى عشرة بعد الألف، وكان يتردد إلينا في المنازل معتقداً مستفيداً، فرأيناه فاضلاً في علوم التفسير والمعاني والبيان والمنطق والحديث والتصوف، وكان لطيف المزاج نافذ الفهم ذكياً، كنا نراه كالمقهور الملجأ في خروجه من المدينة متعلق قلبه بالحضرة النبوية كمال التعلق إلا أنه خرج منها للمنام المذكور ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، وزارني بمنزله ذات صبح في أوائل صفر سنة إحدى عشرة وكنت قد اضطجعت للقائلة وكنت حريصاً عليها بقرب الرحيل ويتعذر تيسر النوم في المسير، فزارني ولم يغلب على النوم وأنا مسجي برداً: فلم أنهض له إيذاناً بأني نائم وقلت في نفسي: يجلس ثم يقوم من عندنا في شأنه فعرضت عليه القهوة وشيء من المآكل فقال: أنا مكتف، إنما جئت لزيارة الشيخ، ولم يأكل ولم يشرب، فقلت في نفسي: أما تستحي من الله تعالى؟ إن رجلاً صالحاً يزورك في الله ولا ينال غرضاً من زيارتك أي جفاء فوق هذا! فقعدت وسلمت عليه ورفعت الوسادة فإذا تحتها عقرب كبيرة فقتلناها، وعلمت أن ذلك كرامة لذلك الرجل، ثم صحبناه برهة من الزمان بدمشق ولم يمكث بها إلا أياماً قليلة، ثم سافر إلى بيت المقدس فزار الخليل عليه الصلاة والسلام، وقطن في القدس الشريف حتى مات في سنة إحدى عشرة بعد ألف، انتهى. وفي خلاصة الأثر أنه توفي سنة اثنتي عشرة بعد الألف. مولانا موسى البرهانبوري الشيخ الفاضل موسى بن أبي موسى البوبكاني السندي ثم البرهانبوري، أحد فحول العلماء، قرأ النحو والعربية على القاضي محمود الموربي وسائر العلوم المتعارفة على غيره من العلماء ثم ولي التدريس بمدرسة عادل بور من أعمال برهانبور، كما في كلزار أبرار. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 653 الشيخ موسى الكشميري الشيخ الصالح أبو إسحاق موسى الكشميري، أحد العلماء وعباد الله الصالحين، مات سنة ست عشرة وألف بكشمير فدفن بها. الشيخ موسى الكشميري الشيخ الصالح المحدث موسى بن جعفر الكشميري، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، أخذ عنه السيد شيخ بن عبد الله العيدروس اليمني بمدينة عدن سنة 1016، وأخذ عنه الشيخ عبد القادر بن سيد شيخ الحضرمي بمدينة أحمد آباد، ذكره عبد القادر في النور السافر. السيد ميران البيجابوري الشيخ العالم الفقيه ميران بن أسد الله بن عبد الله بن وجيه الدين العلوي البيجابوري، أحد الفقهاء المشهورين في الزهد والمجاهدة، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم انتقل إلى بيجابور وقطن بها في أيام إبراهيم عادل شاه البيجابور، وصرف عمره في الدرس والإفادة. مات في سلخ جمادي الأولى سنة خمس وخمسين وألف بمدينة بيجابور فدفن بها، كما في روضة الأولياء. مولانا ميرك شيخ الهروي الشيخ العالم الكبير العلامة ميرك شيخ بن فصيح الدين الحنفي الهروي، كان ابن أخ القاضي محمد أسلم الهروي، ولد ونشأ بهرات وقدم الهند في شبابه، واشتغل على المفتي عبد السلام اللاهوري وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين وأخذ الحديث عن كبار المشايخ، ورجع إلى الهند فجعله شاهجهان بن جهانكير الدهلوي سلطان الهند معلماً لولده دارا شكوه وأعطاه المنصب، ثم جعله معلماً لولده مراد بخش، ثم ولاه العرض المكرر، كما في بادشاه نامه، ولما ولي المملكة عالمكير بن شاهجهان الدهلوي ولاه الصدارة، وعزله عنها لكبر سنه في مدة قليلة، كما في عالمكير نامه. مات سنة سبعين وألف، كما في مرآة العالم أو سنة إحدى وسبعين وألف، كما في مآثر الأمراء. حرف النون الشيخ ناصر الدين الشيخبوري الشيخ العالم الفقيه ناصر الدين الحنفي الشيخبوري، كان من سلائل الشيخ خواجه كلان بن نصير الدين الجبونسوي الإله آبادي، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ تاج الدين الجهونسوي ولازمه ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة المشيخة، أجازه الشيخ طيب بن المعين البنارس أيضاً، توفي يوم الجمعة غرة ربيع الأول سنة ثمان وستين وألف، كما في كنج أرشدي. الشيخ نصرة بن الجمال الملتاني الشيخ الصالح نصرة بن الجمال بن نور الرشيدي الملتاني صاحب كنج رشيدي ولد بمدينة الملتان في الثاني عشر من ذي القعدة سنة أربعين وألف، ولما بلغ العاشرة من عمره جاء إلى جونبور مع جده ولازم الشيخ محمد رشيد العثماني الجونبوري وبايعه سنة ثمان وخمسين وألف، ثم تزوج بأمره سنة تسع وخمسين وألف، ثم ذهب إلى بنارس ودخل في العسكرية فتغير حاله بها، فندم واستغفر عنه وبايع الشيخ محمد رشيد مرة ثانية سنة تسع وستين وألف وترك الخدمة العسكرية سنة ثلاث وسبعين وألف ثم لازم شيخه زماناً صالحاً، فاستخلصه الشيخ لنفسه واستخلفه وبعثه إلى أرض أوده، فاعتزل عن الناس وبنى زاوية له على شاطئ نهر كومتي في قرية من أعمال سلطانبور سنة اثنتين وثمانين وألف، واستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح وحصل له القبول العظيم، له كتاب مفيد في ملفوظات شيخه يسمى بكنج رشيدي. توفي يوم الاثنين سابع ذي القعدة سنة تسعين وألف فدفن في زاويته، وأرخ لوفاته غلام قطب الدين الجونبوري من قوله ع: نصرت جمال قطب زمانه نيامده، كما في كنج أرشدي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 654 الشيخ نصيب الدين الكشميري الشيخ الكبير نصيب الدين الحنفي الصوفي الكشميري، أحد المشايخ المشهورين، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ داود بن الحسن الكشميري وصحبه مدة مديدة، وحصل له القبول العظيم بكشمير، مات في الثالث عشر من محرم الحرام سنة سبع وأربعين وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ نصير بن قريش الكجراتي الشيخ الصالح نصير بن قريش الكجراتي، أحد رجال العلم والمعرفة، ولد ونشأ بكجرات وخدم الملوك مدة من الزمان، ثم لما فتح أكبر شاه تلك الناحية انتقل منها إلى خانديس ولازم الشيخ المحدث جمال محمد البرهانبوري وتزوج بابنته، وكان مولعاً بمطالعة إحياء العلوم ولما مات قال بهاء الدين محمد ابن أخ الشيخ وجيه الدين العلوي الكجراتي: اليوم مات علي المتقي، مات بمدينة برهانبور، كما في كلزار أبرار. القاضي نصير الدين البرهانبوري الشيخ العالم المحدث الفقيه القاضي نصير الدين بن القاضي سراج محمد الحنفي البرهانبوري، أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، لم يكن في زمانه أعلم منه بالرجال والحديث، وأطوع منه للكتاب والسنة، وأصدق منه في لهجة، قرأ العلم على والده وعلى الشيخ عثمان بن عيسى السندي، ولازم شيخه عثمان ملازمة طويلة حتى فاق أقرانه في العلم، وأفحم العلامة شكر الله الشيرازي في البحث وله ثمان عشرة سنة. وكان القاضي نصير الدين ممن يرجح الحديث أياماً كان على قياس المجتهد، وكان ينكر القياس ويقول إن حديث علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل موضوع، فلذلك كفره صهره الشيخ علم الله البيجابوري وأفتى بقتله وإحراقه في النار، ورتب المحضر لذلك فأثبت العلماء توقيعاتهم على ذلك، وأبى الشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري والشيخ عيسى بن قاسم السندي عن تصويبه وتصديقه، فانتصر له عبد الرحيم بن بيرم خان، فرفعوا تلك القضية إلى سلطان الهند، فأمر باحضارهما في معسكره، فذهب الشيخ علم الله المذكور إلى بيجابور والتجأ إلى إبراهيم عادل شاه البيجابوري، وسافر القاضي نصير الدين إلى الحجاز، وجهز له عبد الرحيم المذكور وأعانه في رحلته، فأقام بالحرمين الشريفين خمس سنوات، ثم رجع إلى الهند ووقع في أيدي الأفرنج ولبث فيهم برهة من الزمان، ثم أطلقوه فدخل في بندر دائل سنة أربع وعشرين وألف وكانت في سلطة عادل شاه، فاستقبله العادل إلى ثلاثة أميال وجاء به إلى دار الامارة، ولما سمع جهانكير بن أكبر شاه الدهلوي سلطان الهند بمجيئه من الحجاز استقدمه إلى معسكره وأكد عليه، فجاء إلى برهانبور واعتزل في بيته وعزم أن لا يخرج من البيت، فلما جاء خرم بن جهانكير إلى برهانبور بعثه إلى آكره، فأكرمه واحتفى به جهانكير ورخصه بعد مدة طويلة، فرجع إلى برهانبور واعتزل في بيته، وكانت وفاته سنة إحدى وثلاثين وألف، كما في مآثر رحيمي. الشيخ نصير الدين الجونبوري الشيخ الصالح نصير الدين المداري الجونبوري، أحد رجال العلم والطريقة، مات ليلة السبت الرابع من جمادي الآخرة سنة ست وسبعين وألف بجونبور فدفن بها. الشيخ نظام الدين التهانيسري الشيخ العالم الفقيه الزاهد نظام الدين بن عبد الشكور العمري البلخي التهانيسري، أحد المشايخ الجشتية، جمع العلم والعمل والرياضة والمجاهدة، وأخذ عن عمه وصهره جلال الدين العمري التهانيسري، وتولى الشياخة بعده، وسافر إلى الحجاز سنة سبع وألف فحج وزار، ورجع إلى الهند سنة عشرين وألف فمر على بيجابور، واحتفى به إبراهيم عادل شاه البيجابوري وأكرمه غاية الاكرام، ثم تصدر بتهانيسر للدرس والافادة، ولما خرج خسرو بن جهانكير على والده ومر على تهانيسر لقيه فغضب عليه جهانكير وأمر بجلائه من الهند، فسار إلى بلخ واشتغل بها مدة من الزمان في العبادة والافادة، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، وكان السلطان إمام قلي الجزء: 5 ¦ الصفحة: 655 أزبك يأتيه في كل أسبوع مرة واحدة ويتبرك به. له مصنفات عديدة أشهرها شرح اللمعات للعراقي، وشرح السوانح للغزالي، ورسالة الحقيقة والرسالة البلخية، والتفسير النظامي. توفي لأربع ليال بقين من شوال سنة أربع وعشرين، وقيل: ست وثلاثين وألف، ببلخ. خواجه نظام الدين الأكبرآبادي الأمير الفاضل نظام الدين بن محمد مقيم الهروي الأكبر آبادي صاحب طبقات أكبري، ولد ونشأ بالهند، وقرأ العلم ومهر في الحكمة والتاريخ، وتقرب إلى أكبر شاه فولاه على بخشيكري في بلاد كجرات، له مصنف لطيف في تاريخ الهند سماه بطبقات أكبري. مات سنة ثلاث بعد الألف وله خمس وأربعون سنة، وقد أرخ لوفاته عبد القادر بن ملوك شاه البدايوني من قوله ع: كوهر بي بها ز دنيا رفت، كما في المنتخب. مولانا نظام الدين السندي الشيخ الفاضل نظام الدين بن نور محمد بن شكر الله بن ظهير الدين بن شكر الله الحسيني التتوي السندي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، سافر إلى دهلي وبذل جهده في تدوين الفتاوي الهندية ثم طلب المنصب، فلم يقبله عالمكير بن شاهجهان الدهلوي لأنه كان لا يعطي الخدمات العسكرية لأهل العلم، وأجرى له الأرزاق السنية فلم يرض بها نظام الدين ولم يزل بمعسكره حتى مات، كما في تحفة الكرام. الشيخ نظام الدين البرهانبوري الشيخ العالم الصالح نظام الدين البرهانبوري، أحد رجال العلم والمعرفة، لبس الخرقة من السيد إبراهيم البهكري ولازمه زماناً، وكان يشتغل بالكتابة ثم يبيع النسخ المكتوبة ويصرفها في عرس شيخه كل سنة، مات في سنة تسع بعد الألف بمدينة برهانبور، كما في كلزار أبرار. مولانا نظام الدين البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه نظام الدين الحنفي البرهانبوري، أحد أكابر الفقهاء الحنفية وعلمائهم المشهورين ممن تبحر في العلوم وحرر المسائل ونقل الأحكام وجدد مآثر الفتوى، وهو ممن تخرج على القاضي نصير الدين المحدث البرهانبوري، استخدمه عالمكير بن شاهجهان الدهلوي حين كان والياً في بلاد الدكن من قبل والده وجعله من ندمائه، وولاه تدوين الفتاوي الهندية وترتيبها باستخدام الفقهاء الحنفية، وولي أربعة رجال منهم تحت أمره، فقسم أرباعها على أربعتهم: أحدهم القاضي محمد حسين الجونبوري المحتسب، وثانيهم السيد علي أكبر أسعد الله خاني، وثالثهم الشيخ حامد الجونبوري، ورابعهم المفتي محمد أكرم اللاهوري، فبذل جهده في تلك الخدمة الجليلة حتى رتبها في سنتين، فأضاف في منصبه عالمكير واستثناه عن التكليفات والتسليمات المعتادة في حضرة السلطان التي يقال لها كورنش، وكان عالمكير يذاكره في إحياء العلوم والفتاوي العالمكيرية وبعض كتب السلوك ثلاثة أيام في كل أسبوع، فخدمه نظام الدين أربعين سنة وجاوزت سنة ثمانين حولاً، وولده عبد الله أخذ عن أبيه ونال الفضيلة في أيامه، كما في مرآة العالم. الشيخ نظام الدين السندي الشيخ الفاضل نظام الدين السندي النقشبندي، أحد أصحاب الشيخ صبغة الله ابن روح الله الحسيني البروجي، قرأ عليه ولازمه بالمدينة المنورة مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة، فألبسه الخرقة وحكمه في الإلباس والتحكيم، ثم سافر إلى دمشق وأخذ عنه الشيخ أيوب بن أحمد بن أيوب الخلوتي الدمشقي وخلق كثير، ثم سار إلى بيت المقدس ومر بنابلس ودخل غزة، ثم رحل إلى مصر وتوفي بها. ذكره البوريني وقال: إنه ورد إلى دمشق ومعه أخ له صغير وصار يدعى علماً غزيراً ويزعم أنه حمل فضلاً كثيراً ولم يكن كما قال ولا صدقت منه الأقوال غير أنه كان ذكياً جداً، والعجب أنه كان يتنوع في الدعاوي فتارة يقول: أنا شريف علوي، وتارة كان يدعى الجزء: 5 ¦ الصفحة: 656 الرياضة المطلقة، وترك دمشق ورحل إلى صالحيتها وقطن بمدرسة شيخ الاسلام أبي عمر وصار يدعى أنه مهدي الزمان الموعود به، فقيل له: ذاك محمد وأنت نظام الدين! فقال: محمد يلقب بنظام الدين، فقيل له: ذاك الشريف وأنت سندي أسود، فقال: أنا شريف علوي صحيح النسب غير أني تركت دعوى ذلك إلا في وقتهن وأما سواد الوجه فكان يعتذر عنه بأن المراد البياض المعنوي الذي يكون في الأفعال، وزاد به الحال إلى أن صعد المنارة الشرقية بين المغرب والعشاء وقال: يا أهل الدمشق! أنا مهدي الزمان وأن أدعوكم إلى إجابتي واتباعي، وسمع ذلك كثير من الصالحين وغيرهم ممن كان بالجامع الأموي، وكان مرة بالجامع السليمي السلطاني يوم الجمعة فلما نزل الخطيب عن المنبر قام وأمر رجلاً أن يصعد المنبر ويلعن أمين الدفتري العجمي، وقال بصوت عال: إن الدفتر دار محمد أمين رافضي يبغض أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وقد أمرني رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن ألعنه، وشاع ذلك الأمر وذاع، فوضع في البيمارستان القيمري بالصالحية مدة وسكن عن التخليط وقلل من التخبيط، فأمر قاضي القضاة باخراجه بعد أن أمر بايلاجه، وضاقت دمشق بعد هذه الدعوى وكان يذوق من الزمان شديد البلوي فطار من دمشق إلى بيت المقدس ومر بنابلس ودخل غزة واقتتل بعض علمائها، ووصل إلى مصر ومكث بها قليلاً ولم تطل مدته بها بل توفي هو وأخوه بها، انتهى ما قال البوريني. وقال ابن فضل الله في خلاصة الأثر: والذي تلقيته من أحواله أنه كان من المحققين العظام، وأنه كان من أرباب الولاية، وممن أدركته عين العناية في البداية والنهاية، وهو من خواص تلامذة السيد صبغة الله نزيل المدينة المنورة، وكان السيد المذكور يحبه وينافس في ولايته المقررة، ووقع للسيد بسببه كرامة ذكرتها في ترجمته وألمعت فيها بذكر انتمائه إليه وتلمذه وما وقع بدمشق من بعض التخاليط، فقال إنه يموه بها عن حقيقة أمره حتى تعد من الأغاليط، ومما شاع أن وضعه في البيمارستان كان عن أغراض نفسانية وأنه دعا على من كان السبب في ذلك من الفضلاء بأن يسلب رونق فضيلته البهية، فاستجيب دعاءه فيهم وحرموا لذة النفع بالعلوم، على أن كلاً منهم كان ممن برع على هذا الأستاذ في المنطوق والمفهوم، ولقد حكى بعض علماء الشام الكبار أنه حج فزار السيد صبغة الله في مدينة النبي المختار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فما استقر به الجلوس حتى سأله عن أحوال الملا نظام، مبدياً للقائه غاية الشوق والغرام، فقال له ذلك العالم إنه جن فوضع في البيمارستان، ولم يتنبه بقرائن السؤال إلى ما تضمنه من الاعتناء لرفعة الشأن، فاضطرب السيد وقال لذلك العالم بلسان عادل: لاح! ذا مليح وعشاقه كلهم ملاح ويكفي ما في هذه الكلمة من الاشارة إلى علو قدره، وأنه ممن يغالي في التنويه بفضله الذي سلم له أعظم أهل عصره، وكانت وفاته في سنة ست عشرة بعد الألف رحمه الله. خواجه نعمة الله الهروي الشيخ الفاضل نعمة الله بن خواجه حبيب الله الهروي، كان من ندماء خان جهان خان الجهانكيري، له مخزن أفغاني كتاب في أخبار الأفاغنة وأنسابهم، صنفه سنة عشرين وألف، كما في محبوب الألباب. الشيخ نعمة الله الفيروزبوري الشيخ العالم الكبير العلامة جلال الدين نعمة الله بن عطاء الله النارنولي ثم الفيروزبوري، أحد المشايخ القادرية، ولد ونشأ بنارنول، وسافر للعلم إلى بلاد شتى وتردد إلى جونبور، وأخذ الهيئة عن الشيخ محمد أفضل العثماني الجونبوري، ثم تزوج وسكن بفيروزبور، فأعطاه سيف خان أربعمائة فدادين من الأرض الخراجية بفيروزبور، ثم بايعه شجاع بن شاهجهان حين كان والياً من قبل أبيه في بنكاله، فحصل له القبول والوجاهة العظيمة عند الناس، ثم لما هزم شجاع وفر إلى أقصى بلاد الهند أعطاه عالمكير خمسة آلاف من النقود. وله مصنفات عديدة، منها: تفسير القرآن الكريم على نهج الجلالين، صنفه في ستة أشهر وأتمه سنة سبعين وألف، وله ترجمة القرآن، صنفه في أيام جهانكير حين كان بدهلي وسماه تفسير جهانكيري وإني رأيت وثيقة الخلافة له إلى بعض أصحابه ذكر فيه أنه لبس الخرقة القادرية من الشيخ شمس الدين أبي الفتح محمد الشريف من الشيخ بهاء الدين الأنصاري، الجزء: 5 ¦ الصفحة: 657 ولبس الخرقة الجشتية من الشيخ محمد المذكور بسنده إلى السيد الشريف محمد بن يوسف الحسيني الكلبركوي، ولبس الخرقة النقشبندية من محمد بن الجلال الكجراتي بسنده إلى الشيخ برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري الكجراتي من الشيخ نور الدين أبي الفتوح الطاؤوسي الشيرازي، وإني رأيت في وفيات الأعلام للشيخ محمد يحيى العباس الإله آبادي أن العلامة محمود بن محمد الجونبوري أخذ عنه الطريقة وتلقن الذكر منه، انتهى. وفي كنج أرشدي أنه سكن بفيروزبور وله خمس وأربعون سنة، وعاش بعد ذلك بضعاً وخمسين سنة، انتهى. مات سنة اثنتين وسبعين وألف، كما في مرآة العالم. الشيخ نعمة الله الشيخبوري الشيخ الصالح نعمة الله العمري الشطاري الشيخبوري، كان من نسل الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، سافر إلى الحجاز في عنفوان شبابه فحج وزار، ورجع إلى الهند ودخل برهانبور فأخذ الطريقة عن الشيخ عيسى بن قاسم السندي ولازمه أياماً، ثم رجع إلى بلدته، وكان زاهداً عفيفاً متوكلاً صاحب وجد وحالة، كما في كلزار أبرار. المفتي نور الحق الدهلوي الشيخ الامام العالم المحدث الفقيه المفتي نور الحق بن عبد الحق بن سيف الدين البخاري أبو السعادات جمال الدين الدهلوي، أحد كبار الفقهاء الحنفية ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ العلم على والده وأخذ عنه الحديث، وولي القضاء بأكبرآباد. قال والده في كتابه أخبار الفضلاء: إنه جيد القريحة سليم الذهن غاية في الفضل والكمال، ينظم أحياناً ويتلقب بالمشرقي، وإن توجه إلى الشعر بالكلية كما هو عادة الشعراء لكان يقتدر أن يتتبع خمسة النظامي وخسرو وينسج على منوالهما ولكنه اشتغل بالعلم والصلاح وبما هو نفس الأمر فغلب عليه ذلك، انتهى. وفي عمل صالح: إنه كان عالماً كبيراً عارفاً بارعاً متقناً ذا نظر كثير في العلوم ومشاركة في المنثور والمنظوم فصيح العبارة قوي المباحثة محمود السيرة في القضاء، انتهى. له مصنفات جليلة يلوح عليها أثر القبول الرحماني، أشهرها شرح الجامع الصحيح للامام البخاري في ستة مجلدات كبار بالفارسي، صنفه امتثالاً لأمر والده، وله شرح على شمائل الترمذي بالفارسي، وله رسالة في إثبات رفع المسبحة في التشهد، وله زبدة في التاريخ، وله تعليقات على شرح هداية الحكمة وعلى شرح المطالع وعلى العضدية وعلى غيرها من الكتب الدرسية، كما في عمل صالح ومن أبياته الرقيقة الرائقة قوله: از شيوه همدمان اين دور خلاف كويم رمزي اكر نكيري بكزاف جون شيشه ساعتند بيوسته بهم دلها همه بر غبار وروها همه صاف مات سنة ثلاث وسبعين وألف وله اثنتان وتسعون سنة، وقبره بدهلي، كما في مرآة العالم. الأمير نور العلاء الأكبرآبادي الشيخ العالم الصالح الأمير نور العلاء بن أبي العلاء بن أبي الوفاء بن عبد السلام الحسيني الأكبرآبادي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأكبرآباد، وأخذ عنه والده، ولازمه ملازمة طويلة وتولى الشياخة بعده، وكان عالماً متورعاً بارعاً في العلوم انتفع به الأجلاء، مات سنة تسعين وألف وله ثلاث وسبعون سنة، كما في مهرجهانتاب. القاضي نور الله التستري السيد الشريف نور الله بن شريف بن نور الله الحسيني المرعشي التستري المشهور عند الشيعة بالشهيد الثالث، ولد سنة ست وخمسين وتسعمائة بمدينة تستر ونشأ بها، ثم سافر إلى المشهد وقرأ العلم على أساتذة ذلك المقام، ثم قدم الهند وتقرب إلى أبي الفتح بن عبد الجزء: 5 ¦ الصفحة: 658 الرزاق الكيلاني فشفع له عند أكبر شاه، فولاه القضاء بمدينة لاهور فاستقل إلى أيام جهانكير، وكان يخفي مذهبه عن الناس تقية ويقضي على مذهبه ويقول إنه يقضي على المذاهب الأربعة عند ما يظهر له الدليل، وكان يصنف الكتب في المذهب ويشنع فيها على الأشاعرة تشنيعاً بالغاً كما في إحقاق الحق ومجالس المؤمنين وكان يخفي مصنفاته عن الناس ويبالغ في الاخفاء حتى وصل مجالس المؤمنين إلى بعض العلماء فعرضه على جهانكير وأظهر عليه أنه يخفي مذهبه تقية، فغضب عليه جهانكير فو أمر أن يضرب بدرة ذات الأشواك، فهلك من ساعته وكان له سبعون سنة، فلقبه الشيعة بالشهيد الثالث. قال القاضي في خاتمة إحقاق الحق: هذا آخر ما قصدته من إيضاح مقاصد الكتاب المستطاب، وإنجاح مسؤل الأحبة والأصحاب، من الرد على رؤساء ذوي الأذناب، خصوصاً الناصبي الشقي المرتاب، الزائغ عن طريق الصواب، وذلك من جلائل نعم الله الوهاب، علي عبده الأواب، الراجي للشهود العيني، المجاهد أعداءه بالسيف القيني، والرمح الرديني، نور الله بن شريف المرعشي الحسيني، كان الله له، وأجرى على نهج الحق عمله، والمسؤل من فضله العظيم وكرمه العميم، أن يجعل مقاساتي في نصرة هذا المعشر، ذريعة مخلفة لزاد المحشر، ووسيلة مزلفة إلى سيد البشر، وآله الأئمة الاثني عشر، وأن يرزقني طلب ثأرهم، مع الإمام المهدي يدعو إلى اقتفاء آثارهم، وأن يحشرني في زمرة أحبائهم وأنصارهم، ويبوئني في دار القرار في جوارهم، والمأمول من أفاضل المؤمنين الذين هم في حب الدين آمين، أن يدعوا لي بدعاء الانتظام في زمرة الآمنين، إذا وقفوا على ما قاسيته في نظم هذا العقد الثمين، من عرق الجبين، وكد اليمين، فإنه سبحانه لا يضيع أجر المحسنين وأن يصلحوا ما فيه من الفتور والتقصير، ومظان المؤاخذة والتعبير، فإن قلة باعتي لائحة، وإضاعة وقتي في الشواغل الدنيوية واضحة، مع ما أنا فيه من غربة الوطن وغيبة الكتب وضيق البال، بمفارقة الأهل والآل، إذ بعد ما ركبت غارب الاغتراب في مبادئ الشباب، لتحصيل الحكم، وتكميل الفيوض والنعم، من وطني شوستر المحروسة، إلى المشاهد المقدسة الرضوية والمأنوسة، رماني زماني إلى الهند المنحوسة، قامت تلك الشوهاء المأيوسة على ازدياد غمي، واتهمت في عداوتي وإعداد همي، حتى ظننت أنها هند اللائكة لكبد عمي، لكن الله سبحانه ببركات محبة أهل البيت، عليهم السلام أحيا قلبي الميت، وأجرى بناني على منوال وما رميت إذ رميت فانتصرنا للمصنف العلامة حاشرين، ووسمنا على جاعرة الأشاعرة القاصرين، والناصبة الفاجرة الخاسرين، فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقاً علينا نصر المؤمنين والله الناصر والمعين، وقد اتفق نظم هذه اللآلي، وشحت بها عوالي المعالي، في سبعة أشهر من غير الليالي، لما شرحت من كثرة ملالي، وضعف القوي وتحول البدن كالشن البالي، وكان آخرها آخر ربيع الأول المنتظم في سلك شهور سنة ألف وأربع عشرة 1014 في بلدة آكره، أكره بلاد اتخذها الكفر وكره، واستعمل فيها الشيطان مكره، صان الله المؤمنين عن مكره وجهله، وأخرجهم عن سواد الهند حزنه وسهله، بحق الحق وأهله، انتهى هذا التعليق اللاذع والمدح المطري لممدوحه وقدوته. وللقاضي مصنفات كثيرة غير ما ذكرنا نحو مصائب النواصب والصوارم المهرقة في رد الصواعق المحرقة والحاشية على قواعد الحلي، والحاشية على إلهيات شرح التجريد، والحاشية على تفسير البيضاوي، وله حاشية أخرى على ذلك التفسير، وله حاشية على شرح التجريد، وحاشية على شرح الجغميني وحاشية على الحاشية القديمة، وحاشية على تهذيب الكلام، وحاشية على شرح الشمسية وحاشية على شرح الجامي، وحاشية على الميبذي، وحاشية على شرح التهذيب للدواني، وحاشية على المطول وله غير ذلك من الحواشي والتعليقات، ذكرها الكشميري في نجوم السماء وكانت وفاته سنة تسع عشرة بعد الألف بمدينة آكره. الشيخ نور الله الجونبوري الشيخ العالم الصالح نور الله بن طه الأنصاري الجونبوري، كان من نسل الشيخ عبد الله الأنصاري الجزء: 5 ¦ الصفحة: 659 الهروي، ولد ونشأ بجونبور، وقرأ العلم على صنوه الكبير عبد الجليل الجونبوري، ثم ولي الصدارة في بعض الايالات واستقل بها مدة حياته، وكان بارعاً في الفقه والأصول والعربية، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة ومطالعة الكتب، أخذ عنه جمع كثير من العلماء، توفي سنة اثنتي عشرة بعد الألف فدفن بحظيرة أجداده في سدهور: كما في كنج أرشدي. السيد نور الله البيجابوري الشيخ الفاضل نور الله بن علي محمد الحسيني البيجابوري، أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، له إنشاء على عادل شاهيه كتاب في أخبار بيجابور، صنفه في أيام علي بن محمد بن إبراهيم عادل شاه البيجابوري. الشيخ نور محمد السهارنبوري الشيخ العالم نور محمد بن محمود الحنفي الأنصاري السهارنبوري، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور، وتفقه على الشيخ عزيز الله بن ركن الدين الحنفي الكنكوهي وأخذ الطريقة عنه، وألزم نفسه الإفادة والعبادة، وكان رجلاً صالحاً تقياً محسناً إلى الناس، مات يوم الخميس لعشر بقين من ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وألف، كما في مرآة جهان نما. الشيخ نور محمد المداري الشيخ العالم الفقيه نور محمد بن نصير الدين المداري الجونبوري، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ليلة الجمعة السادس عشر من جمادي الآخرة سنة خمس وسبعين وتسعمائة، فلما بلغ سن الرشد قرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء حتى برع في العلم وفاق أقرانه في القراءة والتجويد، ولذلك ولي الخطابة في المسجد الذي كان في زاوية الشيخ بديع الدين المدار المكنبوري بجونبور، قرأ عليه الشيخ محمد رشيد بن مصطفى الجونبوري درساً أو درسين من كافية ابن الحاجب وأخذ عنه ابن أخيه نور الدين جعفر، مات لليلة بقيت من رجب سنة تسع وخمسين وألف، كما في كنج أرشدي. الشيخ نور محمد البتني الشيخ العالم الفقيه نور محمد الحنفي النقشبندي البتني، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قرأ العلم على أساتذة عصره ثم سافر إلى البلاد ولقي المشايخ الأمجاد حتى وصل إلى حضرة الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، فلازمه وأخذ عنه الطريقة واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة من الدهر حتى نال حظاً وافراً من المعرفة، فاستخلفه الشيخ ورخصه إلى بلدة بتنه، فسكن بها على شاطئ نهر كنك وبنى بها مسجداً، أخذ عنه غير واحد من الأعلام، كما في زبدة المقامات. نورجهان بيكم اسمها مهر النساء وهي بنت اعتماد الدولة غياث الدين بن محمد شريف الطهراني، انتقل والدها غياث الدين من طهران إلى بلاد الهند بعد ما توفي أبوه محمد شريف سنة أربع وثمانين وتسعمائة، فلما وصل إلى قندهار ولدت مهر النساء وجاءت مع والديها إلى فتحبور في أيام أكبر شاه التيموري ونشأت في مهد العفة والطهارة، وتعلمت الخط والحساب وفنوناً أخرى، وكانت نادرة في الجمال فافتتن بها جهانكير بن أكبر شاه، فلما علموا ذلك زوجوها بعلي قلي الأصفهاني، فلما تولى المملكة جهانكير ولاه على بردوان ولقبه شير أفكن خان وولي قطب الدين أخاه من الرضاعة على بلاد لنكاله، فلما وصل قطب الدين إلى بردوان استقبله شير أفكن خان ولكنه أساء الظن به فوقع فيه وقتله ثم قتل، وكان ذلك سنة ست عشرة بعد الألف، فقبضوا على أهله وأمواله وأرسلوها إلى جهانكير، فأراد أن يتزوج بمهر النساء فأبت ثم رضيت فتزوج بها، فحببت إليه حتى ألقى بيدها زمام السلطة ولقبها نورجهان بيكم وأمر أن يضرب الدراهم والدنانير باسمها فضربت، ومنها هذا البيت: بحكم شاه جهانكير يافت صد زيور بنام نورجهان بادشاه بيكم زر وكانت من خيار النساء حسناً وجمالاً وعلماً وعقلاً، اخترعت أموراً كثيرة في الزي واللباس والحلي والأشياء الجزء: 5 ¦ الصفحة: 660 العطرة، وكانت ماهرة بالرمي والفروسية والسياسة والتدبير، دبرت لختنها شهريار بن جهانكير من بطن آخر ليوليه الملك بعده، ورغبت زوجها جهانكير عن ابنه خرم الذي دبر جهانكير بولايته بالملك بعده، فوقع الخلاف بينهما حتى آل إلى الحرب، وتوفي جهانكير ساخطاً على ابنه خرم، فلما مات جهانكير أجلست نورجهان بيكم ختنها شهريار بن جهانكير على سرير الملك ببلدة لاهور، ودبر أخوها آصف جاه الوزير لختنه خرم ابن جهانكير الحيلة فأعلن لولاية داور بخش بن خسرو بن جهانكير، فوقع الحرب بينهما حتى دخل خرم بمدينة آكره وجلس على سرير الملك، واجتمع معه آصف جاه ودفع فتنة أخته نورجهان فاقتعدت بلاهور، ووظف لها شاهجهان مائتي ألف تصل إليها كل سنة، ولها أبيات رائقة بالفارسية، منها قولها: نه كل شناسد وني رنك وبو نه عارض وزلف دل كسى كه بحسن ادا كرفتار است توفيت سنة خمس وخمسين وألف ببلدة لاهور ولها اثنتان وسبعون سنة، فدفنوها في حديقتها التي كانت قريبة من مقبرة جهانكير. حرف الواو المفتي وجيه الدين الكوباموي الشيخ الفاضل العلامة المفتي وجيه الدين بن عيسى بن آدم بن محمد الصديقي الكوباموي، كان سبط الشيخ جعفر بن نظام الدين العثماني الأميتهوي، ووالده عيسى كان سبط الشيخ نظام الدين إله ديا الرضوي الخيرآبادي، ولد يوم الأحد لليلتين خلتا من رجب سنة خمس بعد الألف بكوبامؤ، وقرأ العلم على جده الشيخ جعفر وعلى غيره من العلماء، وولي الافتاء والده بكوبامؤ، وله مشاركة في تصنيف الفتاوي الهندية ذكره السهارنبوري في مرآة جهان نما وقال إنه أمر بتأليف الربع من ذلك الكتاب وتحت يده عشرة رجال من الفقهاء، انتهى. وكان رحمه الله كثير الدرس والإفادة، قرأ عليه الشيخ محمد آفاق اللكهنوي والقاضي عصمة الله بن عبد القادر العمري وخلق كثير من العلماء، له شرح على الحصن الحصين وتعليقات على الخيالي والمطول ورسائل في التصوف، مات لخمس خلون من جمادي الآخرة سنة ثلاث وثمانين وألف بمدينة دهلي فنقل جسده إلى كوبامؤ. الشيخ وجيه الدين الأكبرآبادي الشيخ الفاضل وجيه الدين بن نصير الدين الأكبرآبادي، أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بأكبرآباد، وأخذ عن أبيه ولازمه زماناً طويلاً حتى برع في العلم والمعرفة وتولى الشياخة بعده، وكان صاحب وجد وسماع، مات سنة اثنتين وسبعين وألف، كما في الأسرارية. الشيخ ولي محمد النارنولي الشيخ العالم الكبير ولي محمد النارنولي، أحد المشايخ المشهورين بالفضل والصلاح، أخذ الطريقة عن الأمير أبي العلاء الأكبرآبادي، وأخذ عنه الشيخ أبو القاسم وخلق آخرون، ومن مصنفاته شرح بسيط على المثنوي المعنوي. قال الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي في أنفاس العارفين: إن علاقته بالشيخ أبي العلاء كانت كعلاقة الشيخ نصير الدين محمود الأودي بشيخه نظام الدين محمد بن أحمد البدايوني، وكانت طريقته اتباع الشريعة المحمدية واقتفاء السنة السنية، لا ينحرف عنها قدر رأس شعرة لا في الأقوال ولا في الأفعال، انتهى. توفي لخمس بقين من شوال سنة سبع وخمسين وألف بأكبر آباد فدفن بها، كما في مهر جهانتاب للسيد الوالد رحمه الله. الشيخ ولي محمد الكجراتي الشيخ الفاضل ولي محمد الحنفي الكجراتي المشهور بخانو، كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة يدرس ويفيد بكجرات، أخذ عنه الشيخ أحمد بن سليمان الكجراتي وقرأ عليه شرح المواقف وسائر الفنون الحكمية، كما في مرآة أحمدي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 661 الشيخ ولي محمد الكجراتي الشيخ الصالح ولي محمد الشطاري الكجراتي، أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بكجرات، ولازم الشيخ صدر الدين محمد الجانبانيري سنة إحدى وثمانين وتسعمائة فسافر معه إلى كواليار ولبث بها زماناً، ثم رجع معه وسكن بمندو وأقام بها بضع سنين، ثم سافر إلى خانديس وسكن بمدينة برهانبور، وكان صاحب وجد وحالة، مات سنة عشر بعد الألف ببرهان بور، كما في كلزار أبرار. حرف الهاء الشيخ هاشم المنورآبادي الشيخ العالم الصالح هاشم بن أبي الهاشم الحنفي المنورآبادي الكشميري، كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ العلم عن الشيخ حيدر بن فيروز الكشميري، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد منور الكشميري، وكان الشيخ حيدر المذكور قد تبناه، وقام مقامه في الدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، توفي سنة سبع وتسعين وألف، كما في خزينة الأصفياء. السيد هاشم العلوي البيجابوري الشيخ الكبير هاشم بن برهان الدين العلوي الكجراتي ثم البيجابوري، أحد كبار المشايخ، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ العلم على عمه الشيخ وجيه الدين العلوي وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند، فلما وصل إلى بندر كووه أغار على السفينة صاحب كووه وكان نصرانياً من البورتغاليين، فأخذ وأسر من كان في السفينة وحبسهم في كووه، فلما سمع ذلك إبراهيم عادل شاه البيجابوري كاتب ذلك النصراني وهدده فأطلق الأسراء من حبسه، فقدم السيد بيجابور وسكن بها، ومات في أيام محمد عادل شاه. مولانا هداية الله النصيرآبادي الشيخ العالم الصالح هداية الله بن إسحاق بن معظم بن أحمد بن محمود بن العلاء الشريف الحسني النصيرآبادي، كان من نسل الأمير الكبير بدر الملة المنير قطب الدين محمد بن أحمد الحسني المدني، ولد ونشأ بنصيرآباد، وقرأ العلم على صنوه الكبير أحمد بن إسحاق النصيرآبادي ولازمه ملازمة طويلة حتى برز في الفقه والأصول والعربية، رأيت بخطه الشريف رسالة في الخراج، وكان من أجدادي يصل إليه نسبي بسبع وسائط. الحكيم همام الشيعي الكيلاني الفاضل الكبير همام بن عبد الرزاق الكيلاني كان شقي أبي الفتح بن عبد الرزاق الحكيم المشهور، قدم الهند مع صنوه أبي الفتح ونال حظاً وافراً من عناية السلطان أكبر شاه بن همايون التيموري والتفاته إليه، وكان اسمه همايون فبدله السلطان بهمايون قلي ثم بالهمام تأدباً لاسم والده، كما في مآثر الأمراء. قال البدايوني: إنه كان أحسن من أخيه الكبير أبي الفتح في الأخلاق، وهو وإن كان لا ينفع الناس فإنه لا يضرهم أيضاً، مات في سادس ربيع الأول سنة أربع بعد الألف. حرف الياء مولانا يار محمد البدخشي الشيخ العالم الصالح يار محمد الجديد البدخشي الطالقاني، أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ عن الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي وقرأ عليه بعض الكتب ولازمه مدة طويلة حتى بلغ رتبة المشيخة فاستخلفه الشيخ، وله در المعرفة مجموع لطيف جمع فيه ثلاثة عشر وثلاثمائة مكتوب لشيخه وهو المجلد الأول من المكتوبات، صنفه سنة خمس وعشرين وألف. الشيخ ياسين بن أحمد البنارسي الشيخ العالم الفقيه ياسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم بن أوحد الصديقي الجونبوري ثم البنارسي، أحد المشايخ الجشتية، ولد سنة اثنتين وعشرين وألف بقرية مندواديه ونشأ في مهد الشيخ طيب بن المعين البنارسي وقرأ عليه الصرف والنحو الجزء: 5 ¦ الصفحة: 662 والفقه إلى الإرشاد والكنز، ثم ذهب إلى جونبور فأقام بها سبع أو ثماني سنوات، وقرأ النحو والمنطق والحكمة والفقه والأصول على الشيخ محمد أفضل بن محمد حمزة العثماني الجونبوري والشيخ محمد رشيد بن مصطفى الجونبوري، ثم أنسد الحديث عن الشيخ محمد رشيد المذكور وعن الشيخ المحدث نور الحق بن عبد الحق البخاري الدهلوي، ثم لازم الشيخ طيب وتلقى الذكر منه، فكتب له الشيخ وثيقة الخلافة سنة أربعين وألف ووجهه إلى كوزه فسار إليها، وقرأ على الشيخ جمال بن مخدوم الكوزوي شطراً من هداية الفقه وتفسير البيضاوي، ثم رجع إلى مندواديه وكان شيخه توفي قبل وصوله إلى ذلك المقام فجاور قبره، واستفاض عن الشيخ محمد رشيد المذكور فيوضاً كثيرة، ثم تولى الشياخة مقام الشيخ طيب، وصرف عمره في الافادة والعبادة، أخذ عنه كثير من المشايخ، وله كتاب بسيط في أخبار مشايخه سماه مناقب العارفين كما في كنج أرشدي. مولانا يتيم الله الأحمدنكري الشيخ العالم الفقيه يتيم الله بن الجمال بن الحسين الحسني الحسيني القادري الأحمدنكري، أحد العلماء الراسخين في العلم، كان من ذرية الشيخ عبد الوهاب ابن عبد القادر الجيلاني، ولد ونشأ بقرية بتهري من أعمال أحمدنكر، وتلقى العلم من كبار الأساتذة، ثم تصدى للدرس والإفادة مقام والده، لقيه محمد بن الحسن المندوي سنة ثلاث بعد الألف وقال في كلزار أبرار: إنه نعى به بعد خمس سنين، لعله مات سنة ثمان أو تسع بعد الألف. الشيخ يحيى بن أحمد السرهندي الشيخ العالم الفقيه يحيى بن أحمد بن عبد الحد بن زين العابدين العمري السرهندي، كان من العلماء الربانيين، ولد سنة سبع وعشرين وألف بمدينة سرهند، وقرأ العلم على أخويه: الشيخ محمد سعيد، والشيخ محمد معصوم، ثم تصدى للدرس والإفادة، وتزوج بابنة الخواجه عبيد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار مرتين، قال الشيخ محسن بن يحيى النرهتي في اليانع الجني: هو الذي خالفهم في مسألة الإشارة، انتهى، يعني أنه خالف والده وإخوته في مسألة الإشارة بالمسبحة في التشهد في الصلاة، وله مصنفات. مات لثلاث ليال بقين من جمادي الآخرة سنة ثمان وتسعين وألف وله إحدى وسبعون سنة، كما في هديه أحمديه. يحيى بن أحمد المعصوم الدستكي السيد الشريف يحيى بن أحمد بن محمد المعصوم الدستكي الشيرازي أصلاً ومحتداً والمدني الحجازي مولداً والهندي الحيدرآبادي مسكناً ومدفناً، ذكره شقيقه علي بن أحمد المعصوم الدستكي في سلافة العصر قال: إنه ولد بالحجاز سنة ثمان وأربعين وألف ونشأ بها، ثم سافر إلى والده بالهند وأقام بحيدرآباد إلى أن مات، وله شعر رقيق رائق، منها قوله: تذكرت أيام الحجيج فأسبلت جفوني دماء واستجد بي الوجد وأيامنا بالمشعرين التي مضت وبالخيف إذ حادي الركاب بنا يحدو وقوله: ألا لا سقى الله البعاد وجوره فإن قليلاً منه عنك خطير ووالله لو كان التباعد ساعة وأنت بعيد إنه لكثير وقوله: ألا يا زماناً طال فيه تباعدي أما رحمة تدنو بها وتجود لألقى الذي فارقت أنسى إذ نأى فها أنا مسلوب الفؤاد فريد وقوله من قصيدة طويلة في مدح شقيقه علي: أفق أيهذا القلب عما تحاوله فإنك مهما زدت زاد تشاغله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 663 دع الدهر يفعل كيف شاء فقلما يروم امرؤ شيئاً وليس يواصله وما الدهر إلا قلب في أموره فلا يغترر في الحالتين معامله ويا طالما طاب الزمان لواجد فسر وقد ساءت لديه أوائله سقى ورعى الله الحجاز وأهله ملثاً تعم الأرض سقياً هواطله فإن به دار ودار عزيزة علي ومهما أشغل القلب شاغله ولكن لي شوقاً إلى خلتي التي متى ذكرت للقلب هاجت بلابله أبيت ولي منها حنين كأنني طريح طعان قد أصيبت مقاتله هوى لك ما ألقاه يا عذبة اللمى وإلا فصعب ما أنا اليوم حامله أكابد فيك الشوق والشوق قاتلي وأسأل عمن لم يجب من يسائله تقي الله في قتل امرء طال سقمه وإلا فإن الهجر لا شك قاتله صليه فقد طال الصدود فقلما يعيش امرؤ والصد ممن يقاتله حزين لما يلقاه فيك من الجوى فها هو مضني مدنف الجسم ناحله بلى إن يكن لي من علي وعزمه معين فإني كلما شئت نائله فراجعه عنها بقوله: إليك فقلبي لا تقر بلابله إذا ما شدت فوق الغصون بلابله تهيج لي ذكرى حبيب مفارق زرود وحزوي والعقيق منازله سقاهن صوب الدمع مني ووبله منازل لا صوب الغمام ووابله يحل بها من لا أصرح باسمه غزال على بعد المزار أغازله تقسمه للحسن عبل ودقة فرن وشاحاه وصمت خلاخله وما أنا بالناسي ليالي بالحمى تقضت وورد العيش صفو مناهله ليالي لا ظبي الصريم مصارم ولا ضاق ذرعاً بالصدود مواصله وكم عاذل قلبي وقد لج في الهوى وما عادل في شرعة الحب عاذله يلومون جهلاً بالغرام وإنما له وعليه بره وغوائله فلله قلب قد تمادى صبابة على اللوم لا تنفك تغلى مراجله وبالحلة الفيحاء من أبرق الحمى رداح حماها من قنا الخط ذابله تميس كما ماس الرديني مائداً وتهتز عجباً مثل ما اهتز عامله مهفهفة الكشحين طاوية الحشا فما مائد الغصن الرطيب ومائله تعلقتها عصر الشبيبة والصبا وما علقت بي من زماني حبائله حذرت عليها آجل البعد والنوى فعاجلني من فادح البين عاجله إلى الله يا أسماء نفساً تقطعت عليك غراماً لا أزال أزاوله وخطب بعاد كلما قلت هذه أواخره كرت على أوائله لئن جار دهر بالتفرق واعتدى وغال التداني من دهى البين غائله الجزء: 5 ¦ الصفحة: 664 فإني لأرجو نيل ما قد أملته كما نال من يحيي الرغائب آمله من النفر الغر الذين بمجدهم تأطد ركن المجد واشتد كاهله لقد ألبست نفس المعالي بروده وزرت على شخص الكمال غلائله توفي سنة اثنتين وتسعين وألف، كما في خلاصة الأثر. السيد يحيى بن عبد الواحد البلكرامي الشيخ العالم الفقيه يحيى بن عبد الواحد بن إبراهيم بن قطب الدين الحسني البلكرامي، أحد العلماء الربانيين، ولد لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة خمس وثمانين وتسعمائة، ونشأ في مهد العلم والمعرفة وأخذ عن والده وتفنن عليه بالفضائل، ثم تصدر للدرس والإفادة ذكره البلكرامي في مآثر الكرام قال: إنه كان ملكاً نزل على صورة إنسان، وكان زاهداً قنوعاً متوكلاً لا يلتفت إلى الدنيا وأسبابها، له ميزان الأعمال ومعيار الأحوال مصنف لطيف في السلوك، توفي ببلكرام ودفن عند أبيه، انتهى. مير يحيى الكاشي الشيخ الفاضل يحيى بن فلان الحسيني الكاشي، أحد الشعراء المفلقين، قدم الهند ونال الصلات الجزيلة من شاهجهان بن جهانكير سلطان الهند، ومن أبياته الرائقة قوله: دولب دو ناخن مرد است تا بهم نرسد كره زخاطر خود وا نميتوان كردن توفي في الحادي عشر من محرم سنة أربع وستين وألف بدهلي، كما في سرو آزاد. الشيخ يعقوب بن الحسن الكشميري الشيخ العالم الكبير يعقوب بن الحسن الصرفي الكشميري، أحد فحول الأساتذة، ولد سنة ثمان وتسعمائة بكشمير، وحفظ القرآن وقرأ النحو والصرف والفقه على مولانا رضي الدين الكشميري، وقرأ المنطق والحكمة والمعاني وغيرها على نصير الأعمى وأخذ عنه ولازمه زماناً، وأخذ الشعر عن الشيخ محمد الآني تلميذ الشيخ عبد الرحمن الجامي، ثم سافر إلى سمرقند وأخذ الطريقة الكبروية عن الشيخ حسين الخوارزمي وصحبه برهة من الزمان، ثم عاد إلى كشمير ولبث بها زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي المكي، وسار إلى بغداد واستفاض عن مشايخها، ثم رجع إلى كشمير ومكث بها مدة طويلة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأتى بالكتب النفيسة من الفقه والحديث والتفسير، وتصدر للدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية وخلق آخرون. ومن مصنفاته تفسير القرآن الكريم، ولم يتم، وشرح على صحيح البخاري ومغازي النبوة ومسلك الأخيار ومناسك الحج والروائح والوامق والعذراء وليلى مجنون وجواهر خمسه على منوال خمسة الجامي وشرح الرباعيات، وله رسالة في الأذكار ورسالة في المقامات وتعليقات على التلويح، في أصول الفقه، ومن أبياته الرائقة قوله: در هرجه بينم آن رخ نيكو است جلوه كر در صد هزار آئينه يكرو است جلوه كر خلقى بهر طرف شده سر كشته بهر دوست وين طرفه تركه دوست بهر سو است جلوه كر مات ليلة الخميس الثاني عشر من ذي القعدة سنة ثلاث بعد الألف، كما في المنتخب. مولانا يعقوب البناني الشيخ العالم المحدث أبو يوسف يعقوب البناني اللاهوري، أحد الرجال المشهورين في الفقه والحديث والفنون الحكمية، ولد ونشأ بلاهور، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وبرع في كثير من العلوم والفنون، جعله شاهجهان مير عدلاً في معسكره، كما في مرآة آفتاب نما. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 665 وقال رزق الله في الطبقة التاسعة من كتابه الأفق المبين في أخبار المقربين: إنه كان عالماً عارفاً، جمع بين المعقول والمنقول من الفروع والأصول، ولي التدريس في المدرسة الشاهجهانية فانتفع به كثير من الناس، وكان له باع طويل في الحديث، وإني رأيت في أثناء دروسه يتعقب على الفاضل السيالكوتي بتعريضات، ومن مصنفاته كتابه الخير الجاري في شرح صحيح البخاري وكتابه المعلم في شرح صحيح الإمام مسلم وكتابه المصفي في شرح الموطأ، وله شرح على تهذيب الكلام وشرح على الحسامي وشرح على شرعة الاسلام، وكتابه أساس العلوم في التصريف، وله حاشية على الرضي وحاشية على العضدي وحاشية على البيضاوي، وكانت وفاته ببلدة دهلي، دفن بها في داره، وقبره مشهور انتهى. وقال بختاور خان في مرآة العالم إن عالمكير بن شاهجهان جعله ناظر المحاكم العدلية في معسكره وكان مع ذلك يدرس ويفيد، له حاشية على البيضاوي وتعليقات كثيرة على الكتب الدرسية، انتهى. مات سنة ثمان وتسعين وألف، صرح به المفتي ولي الله الفرخ آبادي في بعض التعاليق. خواجه يعقوب الدهلوي الشيخ الفاضل خواجه يعقوب بن محمد صادق الحنفي النقشبندي الدهلوي، أحد الأفاضل المشهورين بدهلي، له مصنفات، منها كتابه في أخبار المشايخ الذين أدركهم، ذكره السنبهلي في الأسرارية. القاضي يوسف البلكرامي الشيخ العالم الفقيه القاضي يوسف بن أبي المكارم بن أبي الفتح بن عبد الدائم، العثماني البلكرامي، أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلكرام، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى إله آباد وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ محب الله الإله آبادي، ثم أخذ الطريقة عنه وولي القضاء ببلدته بلكرام بعد والده أبي المكارم في أيام شاهجهان بن جهانكير في السنة التاسعة الجلوسية، له رسالتان بالعربية والفارسية في أجوبة مسائل دارا شكوه بن شاهجهان، وهي ستة عشر سؤالاً بعثها إلى الشيخ محب الله المذكور، فأجاب عنها القاضي يوسف في رسالة سماها بالهدية السلطانية، وكانت وفاته في خامس ذي القعدة سنة أربع وثمانين وألف ببلكرام، كما في شرائف عثماني. مولانا يوسف اللاهوري الشيخ العالم الكبير العلامة يوسف بن أبي يوسف الحنفي اللاهوري الفاضل المشهور، لم يكن له نظير في عصره في كثرة الدرس والإفادة وملازمة التفسير والوعظ مع الطريقة الظاهرة والصلاح، قرأ العلم على مولانا جمال الدين التلوي اللاهوري، ودرس خمسين سنة ببلدة لاهور، أخذ عنه خلق كثير، وكان بارعاً في التفسير، حسن القصص، حلو الكلام، مليح الشمائل، له اليد الطولى في جميع العلوم عقلية كانت أو نقلية، مات في أيام شاهجهان بن جهانكير وله ثمانون سنة، كما في بادشاهنامه. وفي مرآة العالم أنه اختار الخدمة الملوكية في أوائل عمره ثم تركها وانقطع إلى الدرس والإفادة بمدينة لاهور فدرس بها اثنتي عشرة سنة، أخذ عنه الشيخ عبد اللطيف السلطانبوري وسعد الله خان التميمي الوزير وجمع كثير من العلماء، انتهى. المفتي يوسف الكشميري الشيخ العالم الفقيه المفتي يوسف بن أبي يوسف الحنفي الكشميري كان مستحضراً للفروع مع الخبرة التامة بالمعاني والبيان والمنطق وغيرها، يعترف بفضله ملا فاضل وابن أخته عبد الرزاق المدفونان بكشمير، وكانا لا يجاريانه في حلبة البحث والتدقيق، وكان محباً للفقراء والمشايخ، يخضع لديهم لا سيما للشيخ خاوند محمود البخاري، كما في حدائق الحنفية. شريف الدين يوسف الحيدرآبادي الشيخ الفاضل شريف الدين يوسف الحيدرآبادي، أحد رجال العلم والطريقة، مات سنة ثمان وعشرين وألف بحيدرآباد فدفن خارج البلدة، كما في مهرجهانتاب للسيد الوالد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 666 مولانا يونس الكروي الشيخ العالم المحدث يونس بن أبي يونس، الحسيني الكروي، أحد فحول العلماء، لم يزل يشتغل بتدريس الفقه والحديث والفنون العربية، وكان غاية في الزهد والقناعة واتباع السنة السنية، انتقل من بلدته إلى كالبي، وقرأ عليه السيد محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكتب الدرسية إلى المطول وأسند الحديث عنه، كما في الضياء المحمدي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 667 الجزء السادس يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها في القرن الثاني عشر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 682 الطبقة الثانية عشرة في أعيان القرن الثاني عشر حرف الألف السيد آل محمد المارهروي الشيخ العالم الفقيه آل محمد بن بركة الله الحسيني الواسطي البلكرامي ثم المارهروي كان من نسل الشيخ عبد الواحد البلكرامي صاحب السبع السنابل ولد ببلكرام يوم الخميس التاسع عشر من رمضان سنة إحدى عشرة ومائة وألف، وتفقه على والده وأخذ عنه الطريقة، وحصلت له الإجازة عن الشيخ لطف الله الحسيني البلكرامي، وكانت له قدم راسخة في اتباع الشريعة المطهرة واقتفاء السنة السنية، لم يزل مشتغلاً بمطالعة كتب الحقائق والتصوف، مات في الخامس عشر من رمضان سنة أربع وستين ومائة وألف بمارهره فدفن بها، كما في مآثر الكرام. السيد آية الله البريلوي السيد الشريف آية الله بن علم الله الحسني الحسيني النصيرآبادي ثم البريلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، حفظ القرآن وتفقه على والده وأخذ عنه الطريقة وتولى الشياخة بعده سنة ست وتسعين وألف، وكان رجلاً فاضلاً شهماً مقداماً صالحاً ذا قناعة وعفاف وسخاء، زين مسند الإرشاد بعد والده عشرين سنة، أخذ عنه الشيخ محمد أشرف وخلق آخرون، مات في الثاني عشر من رجب سنة ست عشرة ومائة وألف فدفن عند والده، كما في أعلام الهدى. إبراهيم بن ذو الفقار الدهلوي الأمير الكبير إبراهيم بن ذو الفقار الدهلوي نواب آصف الدولة جملة الملك أسد خان العالمكيري الوزير المشهور، كان من طائفة قرامانلو وكان ممن يشار إليه في حسن الخلق والخلق، ولد بأرض الهند ونشأ في البيت الشامخ والعائلة الجليلة، لقبه شاهجهان بن جهانكير سلطان الهند أسد خان وجعله آخته بيكي ثم ولاه على بخشيكري بالرتبة الثانية فاستقل بها مدة من الزمان، ثم لما تولى المملكة عالمكير بن شاهجهان رقاه درجة بعد درجة حتى نال الوزارة الجليلة سنة سبع وتسعين وألف، فاستقل بها إلى آخر أيام عالمكير، ولما تولى المملكة شاه عالم جعله وكيلاً مطلقاً، ولما تولى فرخ سير وألقى زمام السلطة في أيدي الوزراء المتغلبة اعتزل عن الناس في بيته بدار الملك دهلي. وكان رجلاً فاضلاً بارعاً في الإنشاء والخط طيب النفس بشوشاً سليم الفطرة حسن المعاشرة جميل الملبس، مات سنة تسع وعشرين ومائة وألف وله أربع وتسعون سنة، كما في مآثر الأمراء. إبراهيم بن علي الفارسي الأمير الفاضل إبراهيم بن علي الشيعي الفارسي نواب علي مردان خان كان من الأمراء المعروفين بالفضل والكمال، ولاه عالمكير على كشمير سنة اثنتين وسبعين وألف، فاحتمى به الشيعة وتعدوا على أهل السنة فنقله عالمكير من كشمير إلى لاهور ثم إلى بهار، ثم ولاه على كشمير مرة ثانية سنة تسع وثمانين وألف فمكث بها ثماني سنين وبذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وإرضاء النفوس مدة من الزمان، ثم حدثت وقائع بين أهل السنة والشيعة واحتمى به الشيعة وقتلوا كثيراً من أهل السنة وعمت البلوى، فغضب عليه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 683 عالمكير ونقله من كشمير سنة سبع وتسعين وولاه على بنكاله فأقام بها زماناً، ثم ولاه على إله آباد ثم على لاهور ثم على كشمير مرة ثالثة سنة ثلاث عشرة ومائة وألف، فاستقل بها إلى سنة ثمان عشرة ومائة وألف، وفي تلك المرة لم يدنس عرضه بالعصبية وولى على كجرات في تلك السنة فسافر إليها محظوظاً بالجد والاقبال وأقام بها زماناً، ثم ولى على كابل ولقبه شاه عالم بن عالمكير باسم والده علي مردان خان وعزل عنها فجاء إلى إبراهيم آباد على ثلاثين ميلاً من لاهور واعتزل بها عن الناس، كما في مآثر الأمراء. ومن مصنفاته بياض إبراهيمي في سبعة مجلدات. الأول والثاني والثالث من ذلك الكتاب في خلافة الخلفاء الثلاثة والرابع في عائشة الصديقة والخامس فيما يتعلق بالأمير معاوية والسادس في إمامة سيدنا علي وفضائل الحسنين والسابع في الفروع، كما في محبوب الألباب. توفى سنة إحدى وعشرين ومائة وألف أو مما يقرب ذلكن كما في تاريخ كشمير. الشيخ إبراهيم المرادآبادي الشيخ الكبير إبراهيم بن أبي إبراهيم الجشتي المراد آبادي كان من أفاغنة روه قدم الهند وصحب الشيخ آدم بن إسماعيل النقشبندي البنوري وأخذ عنه ثم فارقه، وسار إلى كنكوه ولازم الشيخ محمد صادق الجشتي الكنكوهي وأخذ عنه وصحبه مدة من الزمان حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة فسار إلى مرادآباد وسكن بها، أخذ عنه خلق كثير. المفتي أبو البركات الدهلوي الشيخ العالم الفقيه المفتي أبو البركات بن حسام الدين بن سلطن بن هاشم ابن ركن الدين بن جمال الدين بن سماء الدين الحنفي الدهلوي كان من كبار الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وولى الإفتاء بها ثم ولى القضاء في أيام عالمكير، له مجمع البركات في مجلدين ضخمين في الفقه، أوله الحمد لله الذي نور قلوب الموحدين بنور التوحيد والايمان إلخ، قال فيه: لما كانت الروايات أشتاتاً متفرقة جمعتها جمعاً ليسهل الوقوف بها ورتبتها ترتيباً يتيسر الاطلاع عليها في هذا المختصر، إلخ، فرغ من تصنيفه اليوم التاسع من شهر ذي الحجة سنة ست عشرة ومائة وألف، وكانت له اليد الطولى في الفقه والأصول، وهو من مصنفي الفتاوي الهندية كما في شمس التواريخ. السيد أبو البقاء التتوي الشيخ الفاضل أبو البقاء بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي المكارم بن غياث الدين العريضي السبزواري ثم التتوي السندي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن تراب حيدر الدين السندي، له جراغ هدايت في التاريخ، مات في أواخر عهد محمد شاه الدهلوي، كما في تحفة الكرام. السيد أبو بكر بن محسن با عبود السورتي الشيخ العالم الكبير العلامة أبو بكر بن محسن با عبود العلوي السورتي أحد الأدباء المشهورين من أهل اليمن الميمون، قدم الهند وسكن بمدينة سورت له المقامات الهندية فيها خمسون مقامة عزى روايتها إلى الناصر بن الفتاح ونشأتها إلى أبي الظفر الهندي، صنفها سنة ثمان وعشرين ومائة وألف. القاضي أبو بكر المدراسي الشيخ العالم الفقيه القاضي أبو بكر الشافعي المدراسي، كان من طائفة لبه بتشديد الموحدة ولاه نواب آصف جاء القضاء سنة سبع وخمسين ومائة وألف وجعله قاضي القضاة ببلاد كرنالك ومنحه أقطاعاً من الأرض الخراجية في شمس بلي يحصل له منها اثنا عشر ألفاً من النقود كل سنة، كما في أساس كرنالك. الشيخ أبو الحسن الويلوري الشيخ العالم الصالح أبو الحسن بن عبد اللطيف بن أبي الحسن بن عبد اللطيف ابن ولي الله بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الحق بن قطب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 684 الدين بن عبد الفتاح العسكري الأحمدآبادي الكجراتي ثم الويلوري المدارسي كان من مشايخ الطريقة القادرية، ولد سنة سبع عشرة ومائة وألف، وقرأ على والده الشيخ عبد اللطيف والشيخ محمد حسين البيجابوري والشيخ فخر الدين خليفة الشيخ عبد الحق الساوي والشيخ محمد ساقي وغيرهم، ونال الإجازة في الطريقة القادرية من والده، والشيخ فخر الدين وصحبه مدة من الزمان، ثم صحب الشيخ عبد الحق الساوي، وقطع منازل السلوك في تربيته وتحت إشرافه وأجازه الشيخ في جميع الطرق، وكان شاعراً يتلقب في الشعر بقربى قرأ عليه ولده الشيخ عبد اللطيف القادري والعلامة محمد باقر آكاه المدارسي، له مسجد ورباط وبيت في ويلور وله مصنفات أيضاً في الفقه والعقائد والتصوف وأبيات رائقة بالفارسية، مات لتسع عشرة خلون من رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف، كما في حديقة المرام. الشيخ أبو الحسن السندي الكبير الشيخ الإمام العالم العلامة المحدث الكبير أبو الحسن نور الدين محمد بن عبد الهادي الحنفي السندي الأصل والمولد، نزيل المدينة المنورة، ولد ببلدة تته من إقليم السند ونشأ بها ثم سافر إلى تستر وأخذ بها عن جملة من الشيوخ، ثم رحل إلى المدينة المنورة وسكن بها وأخذ عن السيد محمد بن عبد الرسول البرزنجي والشيخ إبراهيم بن حسن الكوراني المدني وعن غيرهما من المشايخ، ودرس بالحرم الشريف النبوي واشتهر بالفضل والذكاء والصلاح، وألف مؤلفات نافعة أشهرها الحواشي الستة على الصحاح الستة إلا أن حاشيته على جامع الترمذي ما تمت، وله حاشية نفيسة على مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وحاشية على فتح القدير لابن الهمام إلى باب النكاح، وحاشية على حاشية شرح جمع الجوامع لابن القاسم المسماة بالآيات البينات، وله شرح على أذكار الإمام النووي وله غير ذلك من المؤلفات النافعة. مات في الثاني عشر من شوال سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف بالمدينة المنورة، وكان له مشهد عظيم حضره الجم الغفير من الناس حتى النساء وغلقت الدكاكين وحمل الولاة نعشه إلى المسجد الشريف النبوي وصلى عليه به ودفن بالبقيع وكثر البكاء والأسف، كما في سلك الدرر وفي تاريخ الجبرتي أنه مات سنة ست وثلاثين ومائة وألف. الشيخ أبو الحسن السندي الصغير الشيخ الإمام العالم المحدث أبو الحسن بن محمد صادق السندي كان مشهوراً بالصغير ليمتاز عن الشيخ أبي الحسن محمد بن عبد الهادي السندي الكبير، ولد بأرض السند، وهاجر إلى المدينة المنورة وأخذ عن الشيخ محمد حياة السندي ولازمه ملازمة طويلة، ثم تصدر للتدريس في تلك البقعة المباركة، ولم يكن مثله في زمانه في كثرة الدرس والإفادة، له مصنفات عديدة، منها شرح جامع الأصول ومنها مختار الأطوار في أطوار المختار وله غير ذلك، أخذ عنه السيد أبو سعيد بن محمد ضياء الشريف الحسني البريلوي والشيخ أمين ابن الحميد العلوي الكاكوروي وخلق كثير من العلماء، مات ليلة الجمعة لخمس بقين من شهر رمضان سنة سبع وثمانين ومائة وألف بالمدينة المنورة، كما في رسالة الشيخ أمين بن الحميد المذكور. مولانا أبو الحسن الكشميري الشيخ الفاضل العلامة أبو الحسن الحنفي الكشميري المشهور بشاهم بابا كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، برز على معاصريه في استحضار المسائل الجزئية وحلاوة المنطق وسرعة الحفظ والإدراك، كان يقرأ عبارات تفسير البيضاوي وتعليقات العصام عن ظهر قلبه، ويقرأ القرآن حفظاً في مناظرات تجري بينه وبين العلماء، وكان يقدح على تعليقات العلامة عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوبي كثيراً، كما في حدائق الحنفية. أبو الحسن تانا شاه الحيدرآبادي الملك الفاضل أبو الحسن تانا شاه الشيعي الحيدرآبادي أحد ملوك الدكن، ولى المملكة بعد صهره عبد الله قطب شاه سنة ثلاث وثمانين وألف، وألقى الجزء: 6 ¦ الصفحة: 685 عنان السلطنة بيد وثنيين مادنا وينكنا فأحيا رسوم الكفر والجاهلية في الاسلام، ولم يزل تانا شاه منهمكاً في اللذات والخمور فسير إليه عالمكير بن شاهجهان الدهلوي جيوشه، فقاتلت قتالاً شديداً حتى وصلت إلى حيدرآباد وفر تانا شاه إلى قلعة كولكنده فحاصروها وضيقوا على أهلها، ودافع أهل القلعة دفاعاً حسناً مدة من الزمان، فلما استيأس الناس عن الخلاص قتلوا مادنا وينكنا، وأسر تانا شاه فأمر بحبسه عالمكير بقلعة دولة آباد وانقرضت الدولة القطب شاهية عليه. وكان تانا شاه من كبار العلماء، رأيت حواشيه على الكشاف للزمخشري في خزانة حبي في الله ربى العلامة حبيب الرحمن الشرواني بقلعة حبيب كنج من أعمال عليكدة وكان جغتائياً في النسب، ولد ونشأ بحيدرآباد وقرأ العلم ثم لازم الفقراء والدراويش مدة طويلة، ثم طلبه عبد الله قطب شاه وزوجه بابنته، واتفق عليه الناس بعد موت صهره لما جمع الله فيه من حسن الخلق وطلاقة الوجه والتفحص عن أخبار الناس وحسن المعاشرة بهم في جميع الأمور. ومن عجائب تانا شاه تقسيم عمره على حصص متساوية كلها أربع عشرة سنة، فمن ذلك أيام صباه وهي أربع عشرة سنة، ومنها أيام تحصيله للعلم وهي أيضاً كذلك، ومنها مصاحبة الصوفية وهي أيضاً كذلك، ومنها ولاية الملك وهي أيضاً كذلك، ومنها أيامه في الأسر وهي أيضاً كذلك، وكان شاعراً مجيد الشعر بالفارسية والهندية. توفي يوم الخميس لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول سنة إحدى عشرة ومائة وألف بقلعة دولةآباد. مولانا أبو الخير الجونبوري الشيخ العالم الفقيه أبو الخير بن القاضي ثناء الله العمري الجونبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة جونبور واشتغل بالعلم وسافر إلى بلاد شتى وأخذ عن غير واحد من العلماء ثم تصدى للدرس والإفادة، وكان زاهداً عفيفاً ديناً قنوعاً شديد التعبد كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، أراد اللورد هستنك الحاكم العام بالهند أن يوليه الإفتاء فلم يجبه. وله مصنفات عديدة كحاشيته على شرح العقائد للتفتازاني وحاشية على شرح العقائد للدواني. مات سنة ثمان وتسعين ومائة وألف ببلدة جونبور فدفن بها عند والده ثناء الله وقد أخطأ الظفرآبادي فيه قال: إن ثناء الله كان جده، وقد سألت الشيخ أبا بكر بن أبي الخير بن سخاوة على الجونبوري وهو من سلائل الشيخ أبي الخير فأراني سياق نسبه فإذا فيه: إن ثناء الله كان والد أبي الخير، وقد أرخ بعضهم لموته من قوله ملا أبو الخير جونبوري. الشيخ أبو الرضا محمد الدهلوي الشيخ العالم الصالح أبو الرضا محمد بن وجيه الدين العمري الحنفي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في التصوف، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وقرأ العلم على الحافظ بصير وعلى خواجه عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي، ثم سلك مناهج الإنزواء والتجريد والتوكل والعمل بالكتاب والسنة، واستفاض من روحانية الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني وغيره من المشايخ فيوضأ كثيرة. وكان قوي العلم فصيح اللسان عظيم الورع واسع المعرفة صبيح الوجه طويل القامة أبيض اللون خفيف اللحية لين الكلام، يذكر كل أسبوع يوم الجمعة ويدرس في العلوم كلها إلى أن كبرت سنه، فترك الاشتغال المفرط بذلك واقتصر على تدريس مشكاة المصابيح وتفسير البيضاوي. وكان صاحب مقامات علية وكرامات جلية ومعارف خاصة ومواجيد صادقة، يستغرق دائماً في بحار التوحيد ويقتفي آثار الشيخ محي الدين بن عربي وعين القضاة الهمداني وحسين بن منصور الحلاج وغيرهم في مسألة وحدة الوجود، كانت بينه وبني الشيخ عبد الأحد بن محمد سعيد السرهندي مطارحات تفعم بها بطون الصفحات، قد أورد الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي شطراً من ذلك في الجزء الثاني من أنفاس العارفين وكان الشيخ ولي الله المذكور ابن أخيه. ومن فوائده رحمه الله بناء الطريقة القدسية الرضائية على عشر كلمات: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 686 تنزيه المقصود وتفريد الهمة وتجريد التوحيد ومطالعة الجمال في الأنفس والآفاق والإطلاق والفناء في اللاهوت والبقاء بالهاهوت والذكر بالاجتماع والجمع بين الجهر والخفاء والحد مع الأصفياء والصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الابتداء والانتهاء. ومن فوائده رحمه الله الفناء فقدان لوازم البشرية إما ذهولاً عن علمها أو علماً بانعدامها أو حالاً حقيقياً، والفناء على تسع مراتب، الأولى الذهول وهو عبارة عن عدم شعور العبد بنفسه عند الاستغراق في ذكر الحق لأهل الحجاب أو عند بروز أنوار الجمال لأهل الكشف، الثانية الذهاب وهو فناء العبد عن أفعاله لشهود أفعال الحق كالقلم بيد الكاتب وقد يطلق على الترقي، الثالثة السلب وهو عبارة عن فناء صفات الخلق بظهور صفات الحق، الرابعة الاصطلام وهو فناء العبد عن ذاته بوجود ذات الحق، الخامسة الانعدام وهو فناء العبد عن فنائه فلا يبقى عنده شعور بأنه فان، السادسة الحق وهو زوال الحس من نفس العبد فتقبل الصفات الإلهية من غير تعمل كما تقبل صفات نفسه فهو أول مقامات التحقق بالله، السابعة المحقق وهو زوال الحصر والخد من جسمانية العبد وروحانيته، الثامنة الطمس وهو ذهاب أحكام البشرية من طبعه وعادته وظاهره وباطنه فلا يعتريه الجوع المفرط والسهر الدائم وغيرهما، التاسعة المحو وهو كمال الزوال بسائر آثار الخليفة بظهور آثار الحقيقة، فالمراتب الخمس الأول مخصوصة بأهل الفناء، والأخيرة بأهل البقاء والبقاء، صفة إلهية لا يتصف بها العبد بغير فنائه عن نفسه، انتهى. مات في السابع عشر من محرم سنة إحدى ومائة وألف بدهلي فدفن بها، كما في أنفاس العارفين. السيد أبو سعيد البريلوي السيد الشريف أبو سعيد بن محمد ضياء بن آية الله بن الشيخ الأجل علم الله النقشبندي البريلوي أحد العلماء الربانيين. ولد ونشأ ببلدة رائح بريلي وقرأ العلم على ملا عبد الله الأميتهوي ثم بايع عمه السيد محمد صابر بن آية الله النقشبندي واشتغل بأذكار القوم وأشغالها مدة من الزمان، ثم رحل إلى دهلي ولازم الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وأخذ عنه، لما توفى الشيخ ولي الله تحسس في نفس شيئاً فلازم صاحبه الشيخ محمد عاشق بن عبيد الله البهلتي وأخذ عنه، وكتب له محمد عاشق المذكور الإجازة قال فيها: إن السيد التقي النقي العارف بالله الولي الحميد المير أبو سعيد كان قد صحب شيخنا الأجل ولي الله المحدث رضي الله عنه، وأخذ عنه بعض أشغال الطريقة ومارسها وداوم عليها حتى انفتح عليه ببركة توجه الشيخ باب أسرار اللطائف اليقينية البارزة منها والكامنة فظهرت عليه أحوالها وآثارها وحصل له الشهود الذي عند القوم أتم المقصود ثم لما انتقل الشيخ إلى دار الرضوان بدا له أن يأخذ من الفقير ما بقي من أشغال الطريقة النقشبندية والقادرية والجشتية وغيرها من طرق المشايخ الصوفية وأن يدخل في الطريقة بالطريق المتوارث بين الصوفية فلما رأيته مشغوفاً في ذلك أسعفت له المرام خوفاً من حديث الإلجام فلقنته تلك الأشغال فلما شاهدت فيه آثارها وأنوارها ووجدته متمكناً فيها أجزته بعد الاستخارة لإرشاد الطالبين وتسليك السالكين وأخذ البيعة في تلك الطرق جميعاً وألبسته الخرقة الفقرية الفخرية إلباس إنابة وإجازة كما أجازني وألبسني شيخنا الأجل، وكما أجازني وألبسني العارف بالله الشيخ عبيد الله بما وصل إليه من آبائه الكرام ومشايخه العظام، وأيضاً أجزته لدرس التفسير والحديث والفقه والتصوف بعد المطالعة ومراجعة الشروح ودرس النحو والصرف، وأيضاً أجزته لتصريف الآيات والأسماء وأعمال المشايخ في الحوائج المشروعة، وأجزته لجمع ما في القول الجميل في بيان سواء السبيل ولجميع ما في الإنتباه في سلاسل أولياء الله من الأشغال والأعمال، انتهى. والسيد أبو سعيد كان شيخاً جليل الوقار عظيم الهيئة كريم النفس مسدي الإحسان مقري الضيفان، سافر إلى الحجاز مع أصحابه ووصل إلى مكة المباركة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائة وألف فسعد بالحج وسافر إلى المدينة المنورة وأقام بها ستة أشهر وسمع المصابيح على الشيخ أبي الحسن السندي الصغير وكان جالساً تجاه المرقد المنور للنبي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 687 المطهر عن زيغ البصر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرآه كأنه خرج من الحجرة المباركة وبدا كتفاه أولاً ثم ظهر له الجسد المطهر وجلس قدامه وتبسم، قال صاحبه الشيخ أمين بن الحميد العلوي الكاكوروي في رسالته: إن الشيخ أبا سعيد كان يقول: إني رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المدينة المنورة بعين رأسي، انتهى ثم رجع إلى مكة المباركة وقرأ الجزرية على الشيخ محمد ميرداد الأنصاري، ورحل إلى الطائف ثم إلى الهند ودخل مدراس فأقام بها زماناً، ورزق حسن القبول في تلك الناحية وانتفع به الناس وأخذوا عنه، منهم الشيخ الحاج أمين الدين بن حميد الدين الكاكوروي والشيخ عبد القادر الخالص بوري والمير عبد السلام البدخشي والشيخ ميرداد الأنصاري المكي ومولانا جمال الدين بن محمد صديق قطب ومولانا عبد الله الآفندي والشيخ عبد اللطيف الحسيني المصري وخلق آخرون. مات في تاسع رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف ببلدة رائي بريلي فدفن بها. السيد أبو سعيد الكالبوي الشيخ الصالح أبو سعيد بن فضل الله بن أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بكالبي وأخذ عن والده وتفقه عليه وتولى الشياخة بعده، بايعه نواب غضنفر جنك صالح فرخ آباد فحصل له القبول العظيم عند الأمراء، وكان قليل الشعر ينظم أحياناً بالفارسي ويتلقب بالعرفان، توفي سنة سبع وأربعين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. المفتي أبو سعيد الكوباموي الشيخ العالم الفقيه أبو سعيد بن عليم الله بن عبيد الله بن عيسى بن آدم الشهابين الكوباموي أحد العلماء الصالحين، ولد لسبع عشرة خلون من ذي الحجة سنة أربع وثمانين وألف، وأخذ عن أبيه وولي الإفتاء بكوبامؤ بعد والده وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه المولوي وهاج الدين الكوباموي وخلق آخرون، له بحر الحقائق، مات سنة إحدى وخمسين ومائة وألف. أبو طالب بن أبي الحسن الدهلوي الأمير الكبير أبو طالب بن أبي الحسن بن غياث الدين الطهراني ثم الهندي الدهلوي نواب شائسته خان أمير الأمراء ابن آصف جاه ابن اعتماد الدولة، ولد ونشأ بأرض الهند وقرأ العلم وتمهر بالفنون الحربية ونال المنصب في صباه خمسمائة لنفسه في أول وهلة خلافاً للقانون ولقبه جهانكير بن أكبر شاه سلطان الهند بشائسته خان، ولما تولى المملكة شاهجهان بن جهانكير أضاف في منصبه غير مرة حتى صار ستة آلاف لنفسه وستة آلاف للخيل ذوات الأفراس، ولما تولى المملكة عالمكير بن شاهجهان جعل منصبه سبعة آلاف لنفسه وسبعة آلاف للخيل ذوات الأفراس ولقبه بأمير الأمراء، وأعطاه أقطاعاً تحصل له منها كل سنة عشرون مليوناً من دام وخصه بضرب النوبة في الحضرة، وولاه على إيالات واسعة فسيحة كأرض الدكن وإقليم بنكاله، فعاش في غاية العظمة والأبهة، ولم يكن له نظير في زمانه في الحلم والتواضع وحسن المعاشرة وإيصال النفع إلى الناس والإحسان إلى العجزة والأرامل والأيتام وغيرها من الأخلاق الرضية والشمائل المرضية، كما في مآثر الأمراء. وكان قرأ بعض الكتب على العلامة محمود بن محمد الجونبوري وشاركه في الأخذ والقراءة عليه نور الدين جعفر بن عزيز الله المداري، كما في كنج أرشدي وله آثار حسنة من جسور ورباطات ومساجد في كل ناحية من نواحي الهند. مات سنة خمس ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. مولانا أبو طالب السنبهلي الشيخ الفاضل أبو طالب بن نواز محمد بن جمال محمد بن عبد الله بن عبد العظيم الحسيني السنبهلي أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بمدينة سنبهل وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم تقرب إلى الملوك والأمراء وخدمهم برهة من الزمان، ثم فارقهم ولازم السيد عبد الرزاق بن عبد الرحيم الهانسوي وأخذ عنه الطريقة، ثم اعتزل عن الناس ببلدته سنبهل وتصدى للدرس والإفادة، قال اللكهنوي في البحر الزخار: إنه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 688 قرأ تفسير البيضاوي على الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي رحمه الله، انتهى. الشيخ أبو الطيب السندي الشيخ العالم الصالح أبو الطيب محمد بن عبد القادر السندي المدني أحد العلماء المحدثين، ولد ونشأ ببلاد السن وقرأ العلم وسافر إلى الحجاز فحج وزار وسكن بالمدينة المنورة، وأخذ الحديث عن الشيخ حسن بن علي العجيمي وقرأ عليه الصحاح والسنن غالبها بمشاركة العلامة طاهر بن إبراهيم بن الحسن الكوراني المدني، وأخذ عن الشيخ محمد سعيد الكوكني القرشي النقشبندي، وأجازه الشيخ أحمد البنا فدرس وأفاد مدة عمره. وكان على قدم الصدق والصلاح حنفي المذهب نقشبندية الطريقة، له شرح حسن بالعربي على جامع الترمذي أوله الحمد لله الذي شيد أركان الدين الحنيفي بكتابه المبين. إلخ، وله حاشية على الدر المختار للحصكفي، وقد أخذ عنه الشيخ عبد الرحمن بن عبد الكريم الأنصاري المدني والشيخ عبد الله بن إبراهيم البري المدني والشيخ محمد بن علي الشرواني المدني والشيخ يوسف ابن عبد الكريم المدني وخلق كثير من العلماء. الشيخ أبو الغيث البهيروي الشيخ العارف أبو الغيث بن محمد بن إسماعيل بن أبي الخير العمري البهيروي المشهور بكرم ديوان، ولد في ربيع الثاني سنة مائة وألف بقرية بهيره وأخذ عن أبيه ثم ساف إلى إله آباد وأخذ عن الشيخ فتح محمد السيدانوي ولازمه زماناً ثم تصدر للإرشاد، أخذ عنه خلق كثير، مات لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين ومائة وألف بوليد بور فدفن بها، كما في التاريخ المكرم. أبو الفتح بن عبد الجميل السندي الأمير الفاضل أبو الفتح بن عبد الجميل التتوي السندي المشهور بقابل خان، ولد ونشأ بمدينة تته وسافر إلى دهلي فتقرب إلى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند وترقى درجة بعد درجة حتى ولي الإنشاء وصار دبيراً له، ولقبه عالمكير قابل خان، اعتزل في آخر عمره لكبر سنه فولي مكانه صنوه محمد شريف بن عبد الجميل، له كتاب جمع فيه رسائل عالمكير إلى والده وإخوته ومشايخ عصره وإلى الأمراء. الشيخ أبو الفتح النيوتيني الشيخ الفاضل أبو الفتح بن سليمان بن الفضل بن القاضي ضياء الدين العثماني النيوتيني الأودي كان من نسل القاضي ضياء الدين العثماني، ولد ونشأ بنيوتني قرية من أعمال موهان وقرأ العربية أياماً على الشيخ محمد زمان الكاكوروي ثم لازم السيد حسين بن إبراهيم البلكرام وقرأ عليه ثم سار إلى السيد محمد زاهد بن أسلم الهروي وأخذ عنه المنطق والحكمة حتى صار أبدع أبناء عصره في المعقول والمنقول فرجع إلى بلاده وأخذ الطريقة عن الشيخ بير محمد اللكهنوي ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء، كما في مآثر الكرام. مولانا أبو الفتح الكشميري الشيخ العالم الفقيه أبو الفتح الكاني الحنفي الكشميري أحد أكابر العلماء الحنفية، صرف عمره في الدرس والإفادة، وكان ممن أخذ الطريقة عن الشيخ محمد الجشتي والشيخ محمد مراد النقشبندي، مات سنة تسع وأربعين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. المفتي أبو الفتح الكشميري الشيخ العالم الفقيه المفتي أبو الفتح الحنفي الكشميري المشهور بكلو، كان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على مولانا حيدر بن فيروز الجرخي الكشميري وتخرج عليه ومهر في الفقه والأصول والعربية حتى كاد يضرب به المثل في استخراج المسائل، تولى في آخر عمره الإفتاء بكشمير، وله سيف السابين كتاب في الرد على الشيعة، وتعليقات شتى على الكتب الدرسية، توفى سنة اثنتين ومائة وألف بكشمير فدفن بمقبرة السلطان زين العابدين الكشميري، كما في روضة الأبرار. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 689 القاضي أبو الفرح الكجراتي الشيخ العالم الفقيه أبو الفرح الكجراتي أحد رجال العلم، ولي القضاء مكان القاضي عبد الله بن محمد شريف الكجراتي بمدينة أحمد آباد في أيام عالمكير ابن شاهجهان الدهلوي فاستقل بها زماناً وعزل عنها سنة إحدى وعشرين ومائة وألف في أيام شاه عالم بن عالمكير وولي مكانه القاضي أبو الخير ثم عزل في عهد جهاندار شاه وولي مكانه القاضي أظهر ثم عزلوه وولوا مكانه القاضي خير الله، كما في مرآة أحمدي. مولانا أبو القاسم السندي الشيخ الفاضل أبو القاسم بن المفتي داود الحنفي التتوي السندي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير، وجعله عالمكير بن شاهجهان الدهلوي سلطان الهند وكيلاً شرعياً له في دار القضاء، مات سنة ثلاث عشرة ومائة وألف فأرخ لموته بعض أصحابه من قوله ذهب العلم من السند، كما في تحفة الكرام. المفتي أبو محمد السهسواني الشيخ العالم الفقيه المفتي أبو محمد بن محمد عاقل بن محمد فاضل بن عبد الشكور الحسيني المودودي السهسواني أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، وقرأ العلم على أبيه ولازمه مدة، حتى برز في الفقه والأصول، وولي الإفتاء ببلدته بعد ما توفي والده، وكان صاحب درس وإفادة، مات سنة خمس وخمسين ومائة وألف ببلدته سهسوان كما في حياة العلماء. الشيخ أبو المظفر البرهانبوري الشيخ الصالح أبو المظفر الحنفي النقشبندي البرهانبوري أحد المشايخ المشهورين، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد معصوم بن الشيخ أحمد العمري السرهندي ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة المشيخة، رخصه الشيخ إلى برهان بور فسكن بها وحصل له القبول العظيم، أخذ عنه الشيخ عناية الله البالا بوري وخلق آخرون، توفي نحو سنة ثمان ومائة وألف ببلدة برهان بور، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ أبو المعالي الأنبيثهوي الشيخ الكبير أبو المعالي بن محمد أشرف الحسيني الأنبيثهوي أحد المشايخ المشهورين في الهند، ولد ونشأ بقرية أنبيتلهه من أعمال سهارنبور، وأخذ العلم والمعرفة عن الشيخ محمد صادق بن فتح الله الكنكوهي ثم عن الشيخ داود ابن محمد صادق وتولى الشياخة بأنبيتلهه، أخذ عنه محمد سعيد بن يوسف الأنبالوي وخلق كثير، مات سنة ست عشرة ومائة وألف ببلدته وقبره بها ظاهر مشهور، كما في أنوار العارفين. الشيخ أبو النجيب الأميتلهوي الشيخ العالم الصالح أبو النجيب بن عبد الحكيم بن بايزيد بن محمد بن بايزيد بن قاضي عالم العثماني الأميتلهوي كان من العلماء المشهورين في عصره، ولد ونشأ بأميتلهي، وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم أخذ الطريقة عن الشيخ مجتبي ابن مصطفى القلندري العباس اللاهربوري ولازمه مدة من الزمان، ثم قدم لكهنؤ فقربه نواب فدائي خان إلى نفسه ووظف له فلبث عنده زماناً ثم اعتزل عنه، وله أبيات رائقة في بهاشا ومصنفات عديدة بالفارسية والهندية منها شواهد نجيبي ورموزات نجيبي كلاهما بالفارسية وكيان بهيد بالهندية، مات في 28 ذي القعدة، كما في رياض عثماني. المفتي أبو الوفاء الكشميري الشيخ العالم الفقيه أبو الوفاء الكشميري أحد أكابر الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بكشمير وتخرج على مولانا محمد أشرف الجرخي والشيخ أمان الله ابن خير الدين الكشميري، واشتهر في استخراج المسائل الفقهية فولى الإفتاء ومنح أرضاً خراجية، له كتاب في الفقه في أربعة مجلدات وله أنوار النبوة رسالة في الخصائص النبوية، مات سنة تسع وسبعين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 690 الشيخ أبو يوسف الأميتوي الشيخ الصالح أبو يوسف بن أبي يزيد بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن العلاء ابن محمد بن خطير بن فريد بن إسماعيل بن محمد المعروف العثماني الأميتوي كان من عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بأميتي، وسافر للحج فلما وصل لاهربور أدرك بها الشيخ مجتبي بن مصطفى القلندر فانجذب إليه ولازمه وسكن بها عشرين سنة، ثم سار نحو دهلي ولبث بها زماناً، ثم رجع إلى أميتي ومات بها في الثالث عشر من ذي القعدة سنة خمس ومائة وألف فأرخ لوفاته بعض أصحابه من جنت يافته يوسف، كما في رياض عثماني. الشيخ العلامة أحمد بن أبي سعيد الأميتهوي الشيخ العالم الكبير العلامة أحمد بن أبي سعيد بن عبيد الله بن عبد الرزاق ابن خاصة خدا الحنفي الصالحي الأميتهوي المشهور بملا جيون بكسر الجيم وسكون التحتية وفتح الواو وسكون النون لغة هندية معناه الحياة، كان من ذرية الشيخ عبد الله المكي ويرجع نسبه إلى سيدنا صالح على نبينا وعليه السلام، ولد صبيحة يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من شعبان سنة سبع وأربعين وألف ببلدة أميتهي، ونشأ في حجر أبيه وحفظ القرآن وله سبع سنوات ثم اشتغل بالعلم من غير رعاية التقديم والتأخير، ولما بلغ ثلاث عشرة سنة توفى والده، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ محمد صادق الستركهي وبعضها على مولانا لطف الله الكوروي وفرغ من التحصيل وله اثنان وعشرون سنة، ثم تصدر للتدريس ببلدته، ولما بلغ الأربعين رحل إلى أجمير ثم إلى دهلي وأقام بها زماناً صالحاً وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير، وسافر إلى الحرمين الشريفين وله خمس وخمسون سنة فحج وزار وأقام بالحرمين مدة من الزمان ثم رجع إلى الهند وقد ناهز الستين، فأقام ببلاد الدكن في معسكر السلطان عالمكير بن شاهجهان الدهلوي ستة أعوام ثم سافر إلى الحجاز سنة اثنتي عشرة ومائة وألف وأدى مناسك الحج مرة من تلقاء والده ومرة ثانية من تلقاء والدته ودرس الصحيحين بتدبر وإتقان ومراجعة إلى الشروح ثم رجع إلى الهند وأتى بلدته سنة ست عشرة ومائة وألف، وصلت إليه الخرقة من الشيخ ليس بن عبد الرزاق القادري صحبة السيد قادري بن ضياء الله البلكرامي، وأقام ببلدة أميتهي بعد ذلك سنتين ثم سار إلى دهلي ومعه جماعة من المحصلين عليه فأقام بها زماناً، ولما رجع شاه عالم بن عالمكير من بلاد الدكن استقبله في أجمير وسافر معه إلى لاهور وأقام بها زماناً، ولما مات شاه عالم رجع إلى دهلي وأقام بها إلى أن توفي وتقرب إلى فرخ سير وانتفع به خلق كثير. وكان غاية في إيصال النفع إلى الناس يشفع لهم عند السلطان، وكان مع كبر سنه لم يعتزل عن الناس ولم يترك الدرس والإفادة حتى درس إلى عشية مات فيها. وله مصنفات جيدة حسان ممتعة أشهرها التفسير الأحمدي في مجلد كبير، كتاب في تفسير آيات الأحكام شرع في تصنيفه سنة أربع وستين وألف وله ست عشرة سنة وكان يقرأ حينئذ الحسامي في الأصول وفرغ من تصنيفه حين كان يقرأ شرح المطالع سنة تسع وستين وألف وذلك ببلدة أميتهي ثم صححه بعد ما فرغ من التحصيل في سنة خمس وسبعين وألف وله سبع وعشرون سنة، ومن مصنفاته نور الأنوار في شرح المنار في الأصول، صنفه في المدينة المنورة في شهرين، شرع في تصنيفه غرة ربيع الأول سنة خمس ومائة وألف وفرغ منه في سابع جمادى الأولى من السنة المذكورة وهو شرح نفيس ممزوج حامل المتن تلقاه العلماء بالقبول تعليقاً وتدريساً، ومنها السوانح على منوال اللوائح للجامي صنفه في الحجاز لما رحل إليه مرة أخرى سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، ومنها مناقب الأولياء في أخبار المشايخ صنفه في كبر سنه ببلدة أميتهي وله تتمة لولده عبد القادر، ومنها آداب أحمدي في السير والسلوك صنفه في صغر سنه. قال في مناقب الأولياء: لما بلغت ثلاث عشرة سنة توفي والدي وصنفت آداب أحمدي في السير والسلوك وأنشأت خطب الجمع والأعياد وهذبت مصنفات جدي عبيد الله وصنوه علم الله، قال: وقرأت فاتحة الفراغ لما بلغت اثنتين وعشرين سنة ثم تصديت للدرس والإفادة وأخذت الطريقة الجشتية عن الشيخ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 691 الأستاذ محمد صادق الستركهي، ولما بلغت الأربعين رحلت إلى دهلي وأجمير واعتراني العشق في هذا الزمان فأنشأت في تلك الحالة مزدوجة على نهج المثنوي المعنوي يحمل خمسة وعشرين ألفاً من الأبيات وأنشأت ديوان شعر كديوان الحافظ فيه خمسة آلاف بيت، ولما سافرت إلى الحجاز أنشأت قصيدة على نهج البردة فيها مائتان وعشرون بيتاً بالعربية، ولما وصلت إلى بندر سورت شرحت تلك القصيدة، واعتراني العشق مرة ثانية فأنشأت تسعاً وعشرين قصيدة بالعربية، انتهى. وكانت وفاته ليلة الثلاثاء لتسع خلون من ذي القعدة سنة ثلاثين ومائة وألف بمدينة دهلي فدفنوه بزاوية المير محمد شفيع الدهلوي ثم نقلوا جسده إلى بلدة أميتهي بعد خمسين يوماً ودفنوه بمدرسته. الشيخ أحمد بن أبي المنصور الكوباموي الشيخ العالم الفقيه أحمد بن أبي المنصور الخطيب الكوباموي أحد أكابر الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بكوبامؤ وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ أحمد أبي سعيد الحنفي الميتهوي، وجد ف البحث والاشتغال حتى برع في الفقه وأصوله والعربية واستخدم في تأليف الفتاوي الهندية فوظف له عالمكير بن شاهجهان ربية وشيئاً من الغلة كل يوم رأيت في ذلك منشوراً للسلطان المذكور المؤرخ في الحادي عشر من ذي القعدة الحرام سنة ثمان وسبعين وألف، كتب فيه أن الوظيفة تعطى له بتصديق الشيخ وجيه الدين الكوباموي، انتهى. قيل: إنه سافر إلى الحجاز صحبة شيخه أحمد بن أبي سعيد فحج وزار ومات بها، وقد ذهب أحمد بن أبي سعيد إلى الحجاز مرتين مرة سنة اثنتين ومائة وألف وأقام بها خمس سنوات وذهب مرة ثانية سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، كما تقدم. الشيخ أحمد بن عبد الرحيم الرفاعي الشيخ الصالح أحمد بن عبد الرحيم بن محمد بن صالح الحسني الرفاعي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة سورت وتفقه عل أبيه، مات في الثاني عشر من شعبان سنة اثنتي عشرة ومائة وألف كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ أحمد بن عبد القادر السورتي الشيخ الصالح أحمد بن عبد القادر بن عبد الله بن شيخ بن عبد القادر الشافعي السورتي أحد المشايخ المشهورين في عصره، ولد ونشأ بمدينة سورت وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده، مات لليلة بقيت من جمادى الأولى سنة أربع عشرة ومائة وألف، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ أحمد بن عبد الله المدراسي الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله النائطي نظام الدين المدراسي أحد الأفاضل المشهورين، ولد سنة ثلاث عشرة ومائة وألف واشتغل بالعلم وقرأ الفقه والحديث والعلوم العربية وغيرها على أساتذة عصره ثم ولي الصدارة بمحمدبور، وكان مفرط الذكاء متين الديانة كبير الشأن مشكور السيرة. له مصنفات كثيرة منها سرور الصدور ترجمة معرب الزبور وفيض الجليل ترجمة الإنجيل وفتح الوهاب المجيد ترجمة القول السديد وفيض الوهاب شرح خلاصة الحساب كلها بالفارسي وإنباء الأذكياء بتحبيب الطيب والنساء إلى سيد الأنبياء ووقائع نهفته في قتال ناصر جنك بابن أخيه مظفر جنك كلاهما بالعربية. توفي لثمان بقين من رمضان سنة تسع وثمانين ومائة وألف، كما في تاريخ النوائط. السيد الشريف أحمد بن إبراهيم الكيلاني السيد الشريف شهاب الدين أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن الحسين بن عبد القادر بن محمد ببن عبد القادر بن محمد بن علي الحموي الكيلاني أحد المشايخ القادرية الجيلانية، قدم الهند بعد وفاة والده بمدينة أورنك آباد بصحبة عمه السيد الشريف علي بن أحمد الحموي الكيلاني فأقام بأورنك آباد مدة من الزمان وملك تراث أبيه، ثم استقدمه نواب كمال الدين خان الشاه آبادي إلى بلدته شاه آباد وزوجه ابنته كل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 692 بيكم فحصل له القبول العظيم من أهل شاهجهان بور وشاه آباد فكان يسكن تارة بمدينة شاهجهان بور ومرة ببلدة شاه آباد، وقد مدحه عبد الله بن عبد الله بن عبد الرحمن المالكي المغربي بقصائد غراء منها قوله: هو أحمد حمدت مناقبه التي منها طلاقة وجهه المستبشر الطيب الأخلاق والأعراق والأفع ال شهم من سلالة حيدر ويتيمة الدهر التي ما مثلها ونتيجة الكون البهي الأنور وقوله من قصيدة أخرى: فيا واحد الأزمان جوداً ومنصباً ويا من به الدنيا تروق وتبسم ومن وجهه كالبدر يشرق نوره ومن جوده كالغيث بل هو أكرم ومن ذكره كالمسك فص ختامه وكالشمس نور بشره المتوسم توفي في ثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين ومائة وألف أو مما يقرب ذلك ببلدة آباد فدفن بها وقبره مشهور ظاهر. الشيخ أحمد بن غلام نقشبند اللكهنوي الشيخ الفاضل أحمد بن غلام نقشبند بن عطاء الله العثماني اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده ثم على الشيخ نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم تصدر للتدريس مقام والده في مدرسة الشيخ بير محمد وتولى الشياخة أيضاً، أخذ عنه غير واحد من العلماء، كما في الرسالة القطبية. وفي البحر الزخار أنه درس وأفاد خمساً وثلاثين سنة وتولى الشياخة بعده ولده قطب الهدى، وكانت وفاته في سنة تسع وخمسين ومائة وألف، كما في تذكرة الكملاء. الشيخ أحمد بن مسعود الهركامي الشيخ الفاضل العلامة أحمد بن مسعود الحسيني الهركامي المشهور بالهدية كان من العلماء المبرزين في النحو والعربية، ولد ونشأ بهركام وقرأ العلم على عمه معز الدين بن محمد لشفيع الهركامي ثم تصدى للدرس والإفادة، له مصنفات كثيرة منها رسالة في المواريث وهي المسماة بالوجيز ورسالة في الحساب سماها حساباً يسيراً وصنفهما سنة اثنتين ومائة وألف، وله شرح على الرسالتين المذكورتين، وله مختصر في النحو سماه بنادر البيان صنفه في كبر سنه لولده خليل الرحمن وللأمير غلام أحمد خان وله شرح عليه المسمى بباهر البرهان صنفه سنة خمسين ومائة وألف، وله غير ذلك من المصنفات. توفي لتسع عشرة خلون من شوال سنة خمس وسبعين ومائة وألف، أخبرني بتاريخ وفاته ولاية أحمد الهركامي. الشيخ أحمد البرجندي الشيخ الفاضل الكبير أحمد بن أبي أحمد البردندي الأصل، الحكيم جلال الدين كان من ندماء الأمير الكبير نواب أمير خان أحد ولاة كابل، صنف له شفاء القلوب كتاباً في الطب سنة ست بعد المائة والألف وله من العمر حينئذ خمس وثلاثون سنة، كما في محبوب الألباب. القاضي أحمد الجونبوري الشيخ العالم القاضي أحمد بن أبي أحمد العثماني الجونبوري أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، قرأ العلم على جده يوسف بن الحامد العثماني وتفنن في الفضائل عليه حتى برع ودرس وأفتى، وصار ممن يشار إليه في استحضار المسائل الجزئية فولى القضاء بمدينة كوزة جهان آباد واستقل به مدة عمره ومات بذلك المقام فنقل جسده إلى جونبور ودفن بجاجك بور، كما في تجلي نور. الشيخ أحمد الدهلوي الشيخ الحاج أحمد بن أبي أحمد الدهلوي الفاضل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 693 الكبير المحدث، قرأ العلم على الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وأخذ الحديث عنه، ثم لازم الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الدهلوي ملازمة طويلة وأخذ الطريقة عنه، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند. الشيخ أحمد الرامبوري الشيخ الفاضل العلامة أحمد بن أبي أحمد الأفغاني الرامبوري أحد الأفاضل المشهورين في عصره، قرأ العلم على العلامة محمد بركة الإله آبادي وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس برامبور وانتهت إليه الرياسة العلمية بها، مات ودفن برامبور. خواجه أحمد الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة أحمد بن أبي أحمد الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، قرأ المنطق والحكمة على الشيخ مبارك بن دائم العمري الكوباموي وأخذ الفنون الرياضية عن مرزا خير الله المهندس الدهلوي ولازمهما مدة من الزمان حتى فاق أهل زمانه في الفنون الحكمية، أخذ عنه الشيخ محمد مير ابن محمد ناصر الدهلوي والشيخ نياز أحمد السرهندي وخلق كثير من العلماء. أحمد شاه الدراني الملك القاهر أحمد شاه بن زمان خان الدراني المعروف بالأبدالي، نسبة إلى قبيلة كان أبوه أميراً عليها، وهو أفغاني الأصل ومؤسس الدولة الأفغانية بقندهار. ولد سنة 1136 وقيل سنة 1134، ولما توفي أبوه قبض حسين شاه صاحب قندهار عليه وأسره عنده، فلما غزا نادرشاه قندهار سنة 1151 أطلق أحمد شاه من أسره، ووجهه إلى بلاد فارس، وجعله على فرقة من الفرسان واستأثر به وتفرس فيه النجابة والنبوغ، وكان معه عند غزوه للهند سنة 1151، وتوسم فيه نظام الملك مؤسس الدولة الآصفية في حيدر آباد آثار الرشد والعظمة، وتنبأ بأنه سيكون في يوم من الأيام ملكاً كبيراً، ولما قتل نادر شاه حاول أحمد شاه أن يأخذ ثأره وبذل جهده فلم يساعد القدر لكثرة جيوش الفرس وقوتهم، فلجأ إلى معاقل الجبال في بلاد قومه الأفغانيين ونشر رأية الاستقلال وجرى تتويجه في جامع قندهار سنة 1160، ولقب نفسه أحمد شاه ودر دوران فاجتمع إليه كثير من الأمراء بقبائلهم العديدة، وبذل فيهم أموالاً كثيرة، وأحسن صلتهم، فغزا بهم الجهات المجاورة لمملكته، فاستولى على تلك الولايات، وعلى قسم من مملكة الفرس، وجعل مرك سلطته قندهار، ثم اجتاز إلى أراضي الهند وداس أرض بنجاب وكشمير، وغزا الهند عدة مرات بين 1161 و1170، وتوغل في البلاد حتى وصل إلى دهلي سنة 1171، وصاحبها حينئذ عزيز الدين عالمكير الثاني ووزيره عماد الملك الذي نصبه، وكان داخله الحسد لامتداد سطوة وزيره المذكور وحاول كسر شوكته فلجأ عزيز الدين إلى أحمد شاه واستماله إليه ووافقه على أفكاره فحمله على أن يبقى له السلطة ودخل أحمد شاه دهلي واستباح غنائمهما وولى ابنه تيمور شاه على بنجاب بعد أن أقام شهراً في دهلي، وزوج ابنه بابنة صاحب الهند، ثم خرج من دهلي بعد أن استخلفه عليها، فلما خرج قام الوزير فطرده من دهلي وقتل سلطانه وأقام مكانه محي السنة بن كام بخش بن عالمكير الأول فاهتبلت المرهتة الفرصة وطردوا منها الأولياء وأقاموا أولياء من الهنود فجرد أحمد شاه عساكره سنة 1173 وقصدهم، فمضت عليهم سنة وهو في التأهبات الحربية والمقاتلات الخفيفة إلى أن تحصن المرهتة في بعض الحصون المنيعة فحاصرهم أحمد شاه وأكرههم على القتال، فانتشبت الحرب سنة 1760 للميلاد وكان يوماً مشهوداً، قاتلت فيه المرهتة قتالاً شديداً وأبلوا بلاءاً حسناً، وقد رأى أحمد شاه باب الفرج غير أنهم أطبقوا عليه من كل جانب، وضيقوا على عساكره وبذلوا الجهد في المقاتلة فانكسرت عساكر أحمد شاه واستولى المرهتة على دهلي وأسروا العائلة الملكية بجملتها واستولوا على كل المجوهرات غير أن أحمد شاه جدد القتال في 1761 ميلادية فكانت المعركة الحاسمة في ساحة باني بت في سنة 1174 للهجرة 14 من يناير سنة 1761 م، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 694 واجتمعت الجيوش الإسلامية تحت رايته فظفر في هذه الواقعة بالمرهتة وقتل منهم مقتلة عظيمة، قتل فيها من المرهتة ثمانية وعشرين ألفاً، وأسر اثنين وعشرين وألفاً، وفي تلك الأثناء خرج عليه خارجة في لاهور، فسار إليها وانقض على المتمردين بجموعه فهزمهم أقبح هزيمة وفتح للأفغانيين طريق كشمير، وتوفي أحمد شاه في 20 من رجب سنة 1186 للهجرة 23 من أكتوبر سنة 1772 م بقرب مدينة قندهار. كان أحمد شاه من كبار القادة العسكريين ومؤسس الحكومات الذين نبغوا في منتصف القرن الثاني عشر الهجري، قد جمع شمل الأفغان، ونظمهم في سلك واحد، وضبط البلاد، وحفظ الثغور، وسن القوانين العادلة، وأقام الحسبة، وكان جامعاً بين صفات الفروسية ومكارم الأخلاق والنبل، محباً للعلوم والآداب، أليفاً ودوداً، وقوراً مهيباً إذا كان على منصة الحكومة، متواضعاً بعيداً عن التكلف في غير هذا الوقت، متديناً حريصاً على صحبة العلماء والصالحين، مكرماً للسادة والمشايخ، يذاكرهم في الأمور الدينية، والمسائل العلمية، رحيماً كثير العفو عن الأعداء، كارهاً للقسوة محباً للمساواة، منح الحرية الدينية لجميع الطوائف، وشجع على النكاح الثاني للأيامي، الذي كان يكرهه الأفغان ويتعيرون منه، حمل العلماء والمؤلفين على وضع كتب في تاريخه، وتسجيل وقائعه وأيامه، وكان كاتباً يؤلف، ويتمنى أن يصل إلى درجة الولاية. ومن أشهر مآثره وأعظمها، أنه هزم المرهتة الذين شكلوا أكبر خطر على الحكومة الإسلامية في الهند، وعلى الكيان الإسلامي هزيمة منكرة، لم تقم لهم قائمة بعدها، وكان في توجهه إلى الهند لحماية المسلمين سهم كبير لشيخ الإسلام ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، الذي حث الأمير نجيب الدولة على دعوته إلى الهند، وكان - لو بقي في الهند - تاريخ آخر للمسلمين فيها، ولكنه كان مرتبطاً ببلاده ومصالحها، لا يحب أن يعيش بعيداً عن مركز سلطته وقوته، فعاد إلى قندهار على أثر الفتح العظيم، فاضطربت الأحوال في الهند، ولم يستطع المسلمون أن ينتفعوا بهذا الفتح طويلاً لضعف القيادة، وتفرق الكلمة، فكان ما كان، وكان أمر الله قدراً مقدوراً. القاضي أحمد حماد الفتحبوري الشيخ العالم الفقيه القاضي أحمد حماد بن جان محمد بن محمد دولة الأنصاري السهالوي ثم الفتحبوري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بفتحبور وقرأ العلم على عمه العلامة كمال الدين بن محمد دولة الفتحبوري، وولي القضاء لفتحبور مكان والده، وكان من العلماء المتورعين جاوز عمره سبعين سنة، كما في أغصان الأنساب. الشيخ أحمد عبد الحق اللكنوي الشيخ الفاضل الكبير أحمد عبد الحق بن محمد سعيد بن الشيخ الشهيد قطب الدين محمد الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي أحد الأفاضل المشهورين والعلماء المتبحرين، ولد في سنة وفاة جده قطب الدين في التاسع عشر أو السابع والعشرين من رجب سنة ثلاث ومائة وألف بقرية سهالي بكسر السين المهملة، ثم قدم لكهنؤ واشتغل على عمه الشيخ نظام الدين محمد الأنصاري السهالوي حتى برع وفاق أقرانه ودرس وأفتى وصار من أكابر العلماء في حياة شيخه نظام الدين. له شرح بسيط على سلم العلوم للقاضي محب الله بن عبد الشكور البهاري، وله حاشية على حاشية مير زاهد على الرسالة وعلى حاشيته على شرح التهذيب للدواني وعلى حاشيته على شرح المواقف. مات في تاسع ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائة وألف ببلدة لكهنؤ، كما في أغصان أربعة. القاضي أحمد علي السنديلوي الشيخ العلامة أحمد علي بن فتح محمد الحنفي السنديلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ ببلدة سنديله وقرأ العلم على صهره حمد الله ابن شكر الله السنديلوي ثم ولي القضاء، وكان شديد الاشتغال بمطالعة الكتب وتدريس الطلبة وتعليق الشروح والحواشي على كتب المنطق الجزء: 6 ¦ الصفحة: 695 والحكمة، أخذ عنه حيدر علي بن حمد الله السنديلوي وخلق كثير، وله حاشية على حاشية مير زاهد على الرسالة وعلى شرح التهذيب وعلى شرح المواقف، وله شرح بسيط على سلم العلوم ورسالة في المواريث، مات في سنة مائتين وألف ببلدة سنديله، كما في تذكرة علماء الهند. مرزا أحمد علي الهندي الشيخ الفاضل أحمد علي الشيعي الهندي المهاجر إلى الحائر، ذكره عبد النبي القزويني في تكملة أمل الآمل وأثنى عليه، قال: إنه كان عالماً مقدساً صالحاً متورعاً جاور مشهد الحسين بن علي السبط خمسين سنة وله منامات صالحة، انتهى كما في نجوم السماء. الشيخ أحمد الله الخير آبادي الشيخ العالم الكبير أحمد الله بن صفة الله الحسيني الرضوي الخير آبادي أحد العلماء البارعين في الفقه والأصول والكلام والعربية، ولد ونشأ بخير آباد واشتغل بالعلم من صغر سنه فقرأ أياماً على والده وأخذ عنه النحو والعربية وتفقه عليه وأخذ الحديث عنه، ثم سار إلى فتحبور وأخذ عن العلامة كمال الدين بن محمد دولة الفتحبوري ثم رجع إلى بلدته واشتغل بالدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء، مات مستهل رجب ليلة الرغائب سنة سبع وستين ومائة وألف بخير آباد فدفن عند والده، كما في مآثر الكرام. أحمد يار خان اللاهوري الشيخ الفاضل أحمد يار بن الله يار الخوشابي اللاهوري أحد الرجال المشهورين بالفضل والكمال، ولي على تته قاعدة بلاد السند في آخر أيام عالمكير، وكان شاعراً مجيد الشعر، له أبيات رقيقة رائقة بالفارسية منها قوله: سر وسامان جه مي برسي مرا عمر يست جون كاكل سيه بختم بريشان روزكارم خانه بر دوشم توفي سنة سبع وأربعين ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار. إسحاق بن إسماعيل الدهلوي حاذق الملك إسحاق بن إسماعيل الحكيم الدهلوي أحد الأفاضل المشهورين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمدينة دهلي وقرأ العلم على والده وتطبب عليه وكان والده يلقب ببقاء خان وبيته مشهور بالعلم والحكمة، له مصنفات عديدة منها غاية الفهوم في تدبير المحموم وهو شرح بسيط على حميات القانون صنفه سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف، ومنها موارد الحكم في علاج الأمراض من الرأس إلى القدم. إسحاق بن علي التستري الأمير الفاضل إسحاق بن علي بن حسن الشيعي التستري نواب مؤتمن الدولة كان من الأمراء المشهورين، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى محمد شاه الدهلوي فجعله من ندمائه وخاصته لا يفارقه السلطان في وقت من الأوقات، وكان فاضلاً بارعاً في الشعر والإنشاء والعروض والموسيقى وغيرها. ومن شعره قوله: زبسكه در دل تنكم خيال آن كل بود نفير خواب من امشب صفير بلبل بود توفي في ثاني صفر سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف بمدينة دهلي فدفن بها. إسحاق بن مير ميران الدهلوي الأمير الكبير إسحاق بن مير ميران الحسيني الدهلوي عمدة الملك نواب أمير خان كان من رجال المشهورين بالفضل والكمال، تقرب إلى فرخ سير ثم إلى محمد شاه واستقل ببخشيكري بالرتبة الثانية مدة من الزمان، ثم ولي على إله آباد سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف واستقل بها نحو خمس سنوات ثم استقدمه محمد شاه المذكور إلى دهلي، وكان فاضلاً كريماً شاعراً مجيد الشعر طيب النفس مليح الكلام حسن المحاضرة، له ملح ونوادر، ومن شعره قوله: من از جمعيت أسودكان خاك دانستم كه غير از خشت بهر خواب راحت نيست باليني الجزء: 6 ¦ الصفحة: 696 قتله بعض خدمه في الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وخمسين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. الشيخ أسد الله الإله آبادي الشيخ الفاضل أسد الله العثماني الإله آبادي سبط الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي كان من ذرية الشيخ الأستاذ محمد أفضل بن محمد حمزة العثماني الجونبوري، أدركه غلام علي بن نوح الحسيني الواسطي البلكرامي بمدينة إله آباد سنة أربعين ومائة وألف وذكره في سروآزاد وأثنى على براعته وقال: إنه سافر في آخر أيامه إلى شاهجهان آباد ومات بها، ومن شعره قوله: روز محشر غابر تربت ما دامن بو تراب ميخواهد توفي بدهلي لتسع خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وستين ومائة وألف، كما في سروآزاد. الشيخ أسد علي الفرخ آبادي الشيخ الصالح أسد علي بن شرف الدين حسين الحسيني البخاري السيد بوري ثم الفرخ آبادي كان من المشايخ الجشتية، ولد بسيد بور قرية من أعمال أج وأخذ عن والده ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ أشرف بن بير محمد السلوني ولازمه زماناً ثم دخل فرخ آباد في عهد غضنفر جنك وسكن بها وحصل له القبول في تلك الناحية، مات لسبع خلون من صفر سنة أربع وثمانين ومائة وألف، كما في تاريخ فرخ آباد. الأمير إسماعيل بن إبراهيم الدهلوي الأمير الكبير إسماعيل بن إبراهيم بن ذي الفقار الدهلوي نواب ذو الفقار خان صمصام الدولة نصرت جنك كان من الأمراء المشهورين في الهند، ولد سنة سبع وستين وألف من بطن مهر النساء بنت آصف جاه أبي الحسن بن غياث الدين الطهراني ونشأ بأرض الهند وتدرب على الفنون الحربية وتأدب بآداب السلطة فقربه عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند إليه ورقاه درجة بعد درجة حتى ولاه علي مير بخشيكري ولقبه نصرت جنك ولما تولى المملكة شاه عالم بن عالمكير لقبه صمصام الدولة، أمير الأمراء وأضاف في منصبه حتى صار سبعة آلاف له وسبعة آلاف للخيل وولاه على بلاد الدكن، ولما توفي شاه عالم المذكور لحق بولده معز الدين وقاتل إخوته عظيم الشأن ورفيع الشأن وجهان شاه فقتلهم في المعركة، وكان فرخ سير بن عظيم الشأن في بهار فلما سمع ذلك سار إليه وان معه حسن علي خان وحسين علي خان فقاتلوه فانهزم ذو الفقار خان وأراد أن يستعد للحرب مرة ثانية فنهاه والده إبراهيم عن ذلك وأشار إليه أن يحضر لدى فرخ سير وكان يعتقد إبراهيم أنه يعفو ويسامحه، فما حضر ذو الفقار خان بين يديه أمر بقتله فقتل في السابع عشر من محرم سنة أربع وعشرين ومائة وألف، فعمل والده إبراهيم لوفاته تاريخاً عجيباً: هاتف شام غريبان بادو جشم خون فشان كفت إبراهيم إسماعيل را قربان نمود وكان ذو الفقار خان شجاعاً مقداماً باسلاً غضوباً قوي البطش شديد الانتقام كبير المنزلة، وفيه يقول ناصر علي السهندي: أي شان حيدري زجبين تو آشكار نام تو در نبرد كند كار ذو الفقار السيد إسماعيل بن إبراهيم البلكرامي السيد الشريف إسماعيل بن إبراهيم بن شاه مير بن نعمة الله الحسيني الواسطي البلكرامي ثم المسولوي أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ العلم على مولانا طفيل محمد الأترولوي، ثم سافر إلى بلاد شتى واستفاض عن غير واحد من العلماء ثم لازم السيد عبد الرزاق بن عبد الرحيم البانسوي وأخذ عنه الطريقة وصحبه اثنتي عشرة سنة، ولما توفي الشيخ جلس على مسند الإرشاد بمسولي - بفتح الميم قرية جامعة على مسافة ميل من بانسه - فانتفع به الناس وأخذ عنه ملا نطام الدين بن قطب الدين السهالوي وخلق كثير، مات في الرابع عشر من ذي الحجة سنة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 697 أربع وستين ومائة وألف بمسولي فدفن بها، كما في مآثر الكرام. إسماعيل بن شاه مير البيجابوري السيد الشريف إسماعيل بن شاه مير الحسيني البيجابوري أحد العلماء المبرزين في الشعر، ولد بجنكل بيتله وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم سافر إلى مدراس فجعله والاجاه أتابكاً لولده عمدة الأمراء ولقبه بملك الشعراء سنة تسع وثمانين ومائة وألف، له هفت جوهر وزبدة الأفكار وأنور نامه ومودت نامه وراغب مرغوب وديوان الشعر الفارسي، وقد وزنه والاجاه وأعطاه ستة آلاف وسبعمائة ربية قدر وزانه صلة لأنور نامه، ومن أبياته قوله: آب وتاب كوهر دريا دلان خاموشيست أبرو خواهي درينجا جون صدف لب بسته باش توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، كما في مهر جهانتاب. الشيخ إسماعيل الغوري الشيخ الفقيه الزاهد إسماعيل الغوري النقشبندي البشاوري أحد المشايخ المشهورين، سافر إلى الحجاز فحج وزار وسافر إلى بغداد وبخارا وكربلا وبسطام واليمن الميمون فأدرك جمعاً كثيراً من المشايخ واستفاض منهم، ثم رجع إلى الهند أخذ الطريقة عن الشيخ سعدي البلخاري ولازمه واستفاض منه فيوضاً كثيرة، وكان رحمه الله يسترزق بالتجارة ويأكل من عمل يده، مات سنة إحدى عشرة ومائة وألف بمدينة بشاور، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ إسماعيل بن أبي الخير البهيروي الشيخ الصالح إسماعيل بن أبي الخير بن أبي سعيد بن معروف بن عثمان العمري البهيروي أحد العلماء الصالحين، ولد لثمان بقين من رمضان سنة ثلاث وأربعين وألف قرية بهيره وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء وسافر إلى البلاد، وأخذ الطريقة عن الشيخ شير محمد البرهانبوري ثم رجع إلى وطنه واعتزل عن الناس وعكف على الإفادة والعبادة، مات لخمس عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة ست ومائة وألف، كما في التاريخ المكرم. الشيخ أشرف قلي الجائسي الشيخ الفاضل العلامة أشرف قلي بن عبد السبحان بن المبارك بن الجلال بن المبارك الأشرفي الجائسي كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام والعربية، درس وأفاد مدة عمره أخذ عنه الشيخ الكبير نظام الدين بن قطب الدين السهالوي ثم اللكهنوي وقرأ عليه الفقه والأصول والكلام، كما في تاريخ جائس. الشيخ أشرف بن أولياء المكي الشيخ الصالح أشرف بن أولياء الحسيني الهندي المهاجر إلى مكة المباركة، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد النبي النقشبندي السيام جوراسي ولازمه ملازمة طويلة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وسكن على جبل أبي قبيس بمكة المباركة، أخذ عنه الشيخ رحمة الله الأوديكري وخلق كثير. الشيخ إفهام الله البهتلولوي الشيخ الصالح إفهام الله الجشتي البهتلولوي الدرياآبادي أحد العلماء المبرزين في الدعوة والتكسير، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرشيد الأمجهروي والشيخ قدرة الله وشيخه عبد الله الصفي بوري، توفي لثمان بقين من ربيع الأول سنة خمس وقيل ست وتسعين ومائة وألف بقرية صفي بور. الشيخ أفضل بن أمين الراجبندروي الشيخ الصالح أفضل بن أمين بن فاضل بن إبراهيم بن خوندمير الحسيني الرفاعي الراجبندروي أحد المشايخ الأعلام، ولد ونشأ براجبندري وأخذ الطريقة عن الشيخ شيخن الأورنك آبادي، ولازمه مدة، له مصنفات عديدة أشهرها مرآة العارفين ومعدن الجواهر وتحفة الصالحين وشرح الفقه الأكبر وشرح نام حق في الفقه ورسالة في مبحث الوجود، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 698 وكان يدرس المثنوي المعنوي والفصوص واللوائح واللمعات، توفي لخمس عشرة خلون من رمضان سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف براجبندري بلدة من آركاث، كما في محبوب ذي المنن. مولانا أكبر يار الكشميري الشيخ الفاضل أكبر يار بن خير الدين الحنفي الكشميري أحد العلماء البارعين في العربية، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على والده ثم رحل إلى دهلي وأخذ القراءة والحديث عن شيخ القراء عبد الخالق الدهلوي وأخذ الطريقة عن الشيخ كليم الله الجهان آبادي ومشايخ آخرين، مات سنة ثمان وخمسين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار. الشيخ أكرم الدين الكجراتي الشيخ الفاضل أكرم الدين بن محي الدين بن القاضي عبد الوهاب الحنفي الأحمد آبادي الكجراتي أحد العلماء البارعين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بمدينة أحمد آباد وقرأ العلم على الشيخ نور الدين بن محمد صالح الكجراتي وولي الصدارة بكجرات بعد وفاة والده في سنة مائة وألف فاستقل بها مدة حياته ولقبه شاه عالم بن عالمكير الدهلوي شيخ الاسلام خان. ومن مآثره الجميلة مدرسة هدايت بخش بمدينة أحمد آباد، أنفق على عمارتها مائة ألف وأربعاً وعشرين ألفاً من النقود الفضية، شرع في بنائها في سنة اثنتين ومائة وألف وفرغ منها في سنة تسع ومائة وألف فأرخ لتمامها بعض أصحابه من قوله: هو لمسجد أسس على التقوى من أول يوم، ثم زاد في عمارتها بعد ذلك سنة إحدى عشرة ومائة وألف فعمل له بعضهم تاريخاً من قوله مدرسة فيها الهدى للعالمين، ثم وقف عليها لما يحتاج إليه الطلبة قريتين من أعمال فتن وقرية من أعمال جانبانير، كما في مرآة أحمدي. الشيخ الله بخش الكوباموي الشيخ الفاضل الله بخش بن عبد الحي بن عبد القادر العمري القنوجي ثم الكوباموي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يدرس ويفيد، كما في تذكرة الأنساب لمصطفى علي خان الكوباموي. الشيخ الله داد الكوباموي الشيخ العالم الكبير الله داد بن الله بخش بن عبد الحي العمري القنوجي ثم الكوباموي أحد العلماء الربانيين وعباد الله الصالحين، كانت له مشاركة جيدة في جميع العلوم، قال مصطفى علي خان الكوباموي في تذكرة الأنساب: له تعليقات مفيدة على أصول البزدوي، تمسك بقوله الشيخ أحمد بن أبي سعيد الأميتلهوي في التفسير الأحمدي في عدم جواز بيع الحر فيا لمخمصة وغير المخمصة، انتهى، وفي هذا الكلام نظر لأن الشيخ أحمد تمسك بقول الشيخ إله داد الجونبوري شارح البزدوي والهداية لا بقول إله داد القنوجي. الشيخ إمام الدين الراجكيري الشيخ الصالح إمام الدين عبد الحسيب بن تاج الدين الحسيني القادري الشطاري الراجكيري أحد المشايخ الأعلام، أخذ الطريقة عن الشيخ ركن الدين أحمد الشطاري الراجكيري عن الشيخ معين الحق عن الشيخ قطب الدين عن الشيخ علاء الدين عن الشيخ أبي يزيد عن الشيخ أبي الفتح هدية الله عن والده الشيخ محمد بن العلاء الهاشمي المنيري، وأخذ بعض الأذكار والأشغال عن الشيخ علي أكبر السلهثي ثم الكاكوي، وبعضها عن الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد الجونبوري أخذ عنه سنة اثنتي عشرة ومائة وألف. وللشيخ إمام الدين رسالة مبسوطة بالفارسية في الأذكار والأشغال، أوله الحمد لله الذي نور قلوب العباد بأنوار الوظائف والأوراد وجعلها وسيلة إلى المحبة والوداد إلخ. مات لأربع بقين من ذي الحجة سنة ثلاثين ومائة وألف، كما في كنج أرشدي. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 699 الشيخ إمام الدين الجونبوري الشيخ العالم الفقيه إمام الدين بن سعد الدين بن نور الدين جعفر المداري الجونبوري أحد العلماء البارعين في الفنون العربية، ولد سنة سبع وسبعين وألف، وقرأ بعض الكتب على جده نور الدين جعفر وأكثرها على والده سعد الدين، وقرأ التوضيح والتلويح على الشيخ محمد أفضل العباسي الإله آبادي ثم أخذ الطريقة عنه ولازمه، وكان يقيم ستة أشهر ببلدة جونبور وستة أشهر بإله آباد عند الشيخ محمد أفضل المذكور، وكانت له رابطة قوية بالشيخ محمد يحيى بن محمد أمين العباسي الإله آبادي. له أبيات رائقة بالفارسية، وكان عابداً زاهداً مقيماً على الصلاح والطريقة الظاهرة. مات في شهر رجب سنة ست وعشرين ومائة وألف، كما في وفيات الأعلام. مولانا إمام الدين الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير إمام الدين بن لطف الله بن أحمد اللاهوري ثم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، لم يكن له نظير في عصره في تلك الفنون لعله أخذها عن والده لطف الله، وله مصنفات ممتعة منها التصريح شرح تشريح الأفلاك للعاملي شرح ممزوج حامل المتن تلقاه العلماء بالقبول، ومنها حاشية على شرح الملخص للجغميني، وله أبيات رائقة بالفارسية، كان يتلقب بالرياضي، مات سنة خمس وأربعين ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار. السيد إمام الدين البالابوري السيد الشريف إمام الدين بن محب الله بن عناية الله الحسيني البالابوري أحد المشايخ الصوفية، ولد سنة 1110 بمدينة بالابور من أرض برار وأخذ العلم والطريقة عن صنوه الكبير ظهير الدين بن محب الله الحسيني ثم عن عمه السيد منيب الله وتولى الشياخة مكان أخيه المذكور، وكان عالماً صالحاً كبير المنزلة جواداً محسناً إلى طلبة العلم وأبناء السبيل، أخذ عنه خلق كثير، مات يوم الاثنين لسبع عشرة خلون من ذي القعدة سن خمس وستين ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن. مولانا أمان الله الكشميري الشيخ الفاضل أمان الله بن خير الدين الحنفي الكشميري أحد كبار العلماء، درس وأفاد مدة طويلة بكشمير ثم سار نحو دهلي وولي الصدارة بها ولقب شيخ الإسلام، له تعليقات على الكتب الدرسية، قتل في معركة نادر شاه فيما بين باني بت وكرنال سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. مولانا أمان الله البنارسي الشيخ العالم الكبير العلامة أمان الله بن نور الله بن الحسين الحنفي البنارسي أحد العلماء المشهورين في الفقه والأصول والكلام، ولد ونشأ بمدينة بنارس وحفظ القرآن وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ محمد ماه الديوكامي وعلى الشيخ قطب الدين الحسيني الشمس آبادي وعلى غيرهما من العلماء، ثم ولي الصدارة بكهنؤ في أيام عالمكير بن شاهجهان الدهلوي سلطان الهند، وكان القاضي محب الله بن عبد الشكور البهاري صاحب السلم والمسلم قاضياً بها فجرت بينهما من المباحثات والمطارحات ما تفعم بها بطون الصفحات. ومن مصنفاته الرشيقة الممتعة المفسر وشرحه المحكم في أصول الفقه، والحاشية على تفسير البيضاوي، وله حواش وشروح على العضدي والتلويح والحاشية القديمة وشرح المواقف وشرح العقائد للدواني والرشيدية للشيخ محمد رشيد الجونبوري، وله محاكمة بني السيد محمد باقر داماد الحسيني صاحب الأفق المبين والعلامة محمود بن محمد الجونبوري صاحب الشمس البازغة في مسألة الحدوث الدهري، وله شرح على التسوية للشيخ محب الله الاله آبادي. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف ببلدة بنارس، كما في سبحة المرجان. مولانا أمين الدين الكنتوري الشيخ العالم الفقيه أمين الدين بن بديع الدين بن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 700 عطاء الله بن محمد شريف الحسيني المداري الكنتوري أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بكنتور وقرأ العلم وأخذ الطريقة عن الشيخ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي وأسند الحديث عن الشيخ صفة الله الحسيني الخير آبادي المحدث، له شرح على عطاء الإيمان لوالده، وكان له ثلاثة أبناء كلهم علماء: فائق علي، وعبد الواسع، وعبد الجامع، كما في البحر الزخار. مولانا أمين الدين المدراسي الشيخ الفاضل أمين الدين بن سيف الدين بن نظام الدين الصديقي المدراسي أحد العلماء المشهورين بمدراس، ولد سنة ست وعشرين ومائة وألف وقرأ بعض الكتب الدرسية على أستاذة بلاده ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن العلامة نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم رجع إلى بلاده وتصدر للتدريس أخذ عنه محمد غوث بن ناصر الدين الشافعي المدراسي وخلق آخرون، وكان له باع طويل في سائر العلوم، مات في سادس رمضان سنة خمس وتسعين ومائة وألف في رامنات فدفن في حظيرة أمان الله خان ببلدة ويلور، كما في حديقة المرام. مولانا أمين الدين الجونبوري الشيخ الفاضل أمين الدين بن غياث الدين محمود العمري الحنفي الجونبوري أحد العلماء البارعين في الفقه والأصول والعربية، ولد لخمس بقين من رجب سنة اثنتين وسبعين وألف ببلدة، جونبور ونشأ بها وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد الجونبوري وأكثرها على غيره من الأساتذة، وجد في البحث والاشتغال حتى برع في الهيئة والهندسة والحساب والاصطرلاب والمواريث وكثير من الفنون ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الشيخ غلام رشيد بن محب الله الجونبوري وجمع كثير، وله مصنفات منها وسيلة النجاة في أخبار مشايخه من الشيخ محمد رشيد إلى الشيخ الكبير معين الدين حسن السجزي الأجميري، ومنها المقتنيات وهو ملخص أشعة اللمعات للشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، ومنها منتخبات كنج رشيدي، وله حاشية على شرح المعمول وله غير ذلك من الرسائل، وكان لا يزال بقيد الحياة سنة خمس وثلاثين ومائة وألف، كما في كنج أرشدي. مولانا أنكنون الجونبوري الشيخ العالم الكبير أنكنون صدر جهان الحنفي الجونبوري كان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولي الصدارة بجونبور واستقل بها مدة حياته، وكان صالحاً ديناً عفيفاً مشكور السيرة في القضاء شديد الرغبة في المناظرة، كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، كما في تجلي نور. مولانا أوغلان الخراساني الشيخ الفاضل أوغلان الحسيني الحنفي الخراساني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قدم الهند مرافقاً لتلميذه غازي الدين خان وتقرب إلى عالمكير ابن شاهجهان سلطان الهند فجعله معلماً لولده كام بخش وولاه على العرض المكرر سنة ست وتسعين وألف ولقبه سيادت خان ثم جعله ناظراً في الديوان الخاص ثم ولاه صدارة الهند العظمى ولكنه لم يتمتع بها إلا أياماً قلائل ومات سنة تسع ومائة وألف، كما في مآثر عالمكيري. الشيخ أهل الله البهلتي الشيخ العالم الكبير أهل الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الحنفي البهلتي أحد العلماء الربانيين وعباد الله الصالحين، أخذ عن صنوه الكبير الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وجمع العلم إلى الصناعة الطبية. له مصنفات عديدة منها مختصر هداية الفقه للرغيناني، أوله الحمد لله الذي فضل العالمين على العالمين إلخ، قال فيه: اختصرت هداية الفقه، وانتخبت أصول مسائلها وما ذكر من دلائلها وما شاع منها وقوعه ووقع شيوعه وكثير وانتشر لا ما قل وندر، وألحقت بها براهين البرهان لمذهب الامام الأعظم أبي حنيفة النعمان لينتفع به طلبة الايقان والاتقان، انتهى. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 701 ومن مصنفاته تفسير القرآن الكريم بالعربية على سبيل الايجاز، أوله الله أصله إله للمعبود وهو علم لذاته تعالى إلى آخره، ومن مصنفاته مختصر بالفارسي في الفقه والعقائد والسلوك مقبول متداول، ومنها مختصر في الطب. توفي نحو سنة سبع وثمانين ومائة وألف، يظهر ذلك من كتاب الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي إلى الشيخ أبي سعيد بن محمد ضياء البريلوي الذي سافر للحج ووصل إلى مكة المباركة في ربيع الأول سنة 1187 ورجع إلى الهند في سنة 1188 كتبه إليه بعد رجوعه عن الحرمين الشريفين وأخبره بوفاة عمه أهل الله، رحمه الله. مولانا إيزد بخش الدهلوي الشيخ الفاضل إيزد بخش الصديقي الدهلوي المتلقب برسا بفتح الراء المهملة معناه الواصل كان من العلماء المبرزين في كثير من الفنون، أخذ عن الشيخ عبد العزيز بن عبد الرشيد الحسيني الأكبرآبادي، ثم تقرب إلى محمد أعظم ابن عالمكير فولي الإنشاء بديوانه ثم نقل إلى ديوان عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند، ولما مات عالمكير بادر إلى محمد أعظم وسار معه إلى قتال عظيم الشان بن شاه عالم بن عالمكير، فقيل له: يأتي بلاء عظيم، فأجاب بأن الاسم الأعظم سيدفعه فلما قتل محمد أعظم اعتزل في بيته، ولما قام بالملك فرخ سير ابن عظيم الشان طلبه وعاقبه أشد عقاب حتى مات. له شرح بسيط على كشف الغطاء للشيخ عبد العزيز المذكور في فن الكلام، فرغ من تصنيفه يوم الثلاثاء في العشرة الأخيرة من جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وألف وذلك الشرح يسمى بحق اليقين وهو بالفارسي، وله مجموع في الانشاء، وكان من أحفاد آصف خان الوزير، مات سنة أربع وعشرين ومائة وألف فدفن بالمدرسة في أكبرآباد كما في محبوب الألباب. خواجه أيوب اللاهوري الشيخ الصالح أيوب القرشي اللاهوري أحد المشايخ المشهورين في عصره، قرأ العلم على المفتي محمد تقي اللاهوري ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة السهروردية ثم درس وأفاد بلاهور، وله شرح بسيط على المثنوي المعنوي فرغ من تصنيفه سنة عشرين ومائة وألف، وله مخزن عشق مزدوجة وله غير ذلك، مات يوم الخميس لتسع بقين من جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين ومائة وألف بمدينة لاهور. حرف الباء الشيخ باسط علي القلندر الإله آبادي الشيخ القلندر باسط علي بن محمد ماه بن فيروز بن سالم بن قاسم بن ناصر ابن بهاء الدين النقوي النيسابوري الكنتوري ثم الإله آبادي أحد المشايخ المشهورين، ولد بدمكدها قرية من أعمال إله آباد وقرأ شيئاً يسيراً من العلم ثم بايع الشيخ إله ديا أحمد اللاهربوري وصحبه سنة كاملة، ثم أمره الشيخ أن يأخذ العلم عن أهله فسار إلى خيرآباد سنة أربع وأربعين ومائة وألف ولازم الشيخ صفة الله الخيرآبادي وصحبه خمسة أعوام وقرأ عليه هداية الفقه وشرح المواقف مع حاشيته للسيد الزاهد وسائر الكتب الدرسية وأسند الحديث عنه ثم رجع إلى إله آباد وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ عبد القادر العمادي الجونبوري والشيخ محمد كاظم القلندر الكاكوري وخلق كثير. مات في السابع عشر من ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائة وألف بإله آباد وأرخ لوفاته عبد القادر العمادي من قوله تعالى "السابقون السابقون أولئك المقربون" بتكرار الحرف في الراء المشددة كما في أصول المقصود. الشيخ بدر الدين الجهان آبادي الشيخ الصالح بدر الدين بن جلال الدين بن عبد الهادي النقشبندي الجهان آبادي المهاجر إلى دمشق الشام كان من نسل أويس بن محمد الغوث العطاري الجزء: 6 ¦ الصفحة: 702 الشطاري، سافر إلى دمشق هو وابن عمه هداية الله في سنة أربع وتسعين وألف ونزلا في الخلوة الكائنة بالجامع الأموي عند باب جيرون شرقي الجامع ومكثا في أرغد عيش في الخلوة المذكورة وأكرمهما أهل دمشق غاية الإكرام، ثم اخترم ابن عمه المذكور سنة أربع ومائة وألف فاستقام بدر الدين مدة تزيد على أربعين سنة، وكان مرفه العيش متجملاً في ملبسه سخي الطبع. مات في سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف بدمشق فدفن في مقابر الغرباء في تربة مرج الدحداح كما في سلك الدرر. الشيخ بدر الدين اللاهوري الشيخ الفاضل بدر الدين بن علي بن محمد هاشم الحسني الكيلاني ثم اللاهوري أحد المشايخ القادرية، كان يدرس ويفيد ويجلس للتذكير، وكانت له صحبة مؤثرة وتأثير عظيم في مواعظه، أعطاه جهاندار شاه بن شاه عالم الدهلوي سلطان الهند مائة ألف من النقود والأرض الخراجية على سبيل الأقطاع فلم يقبلها. مات في سنة ثلاثين وقيل ست وثلاثين ومائة وألف بمدينة لاهور كما في خزينة الأصفياء. الشيخ بدر الدين الجونبوري الشيخ العالم الفقيه بدر الدين الحنفي الجونبوري كان من نسل الشيخ كبير الدين الأنصاري الذي ينتهي نسبه إلى شيخ الاسلام أبي إسماعيل الهروي، أخذ الطريقة عن الشيخ بير محمد اللكهنوي، وكان ممن لا نظير له في أقرانه في التصوف والشعر والألغاز. ومن أبياته قوله: كفتم بطبيب از درد نهان كفتا كه زغير دوست بربند زبان كفتم كه إذا كفت همين خون جكر كفتم برهيز كفت از هر دو جهان وقوله: قومي همه نيستي زهستي نكرند جمعي هستي ز نيستي باز خرند آنهاكه زهست ونيست آسان كزرند بينا تر وآشنا تر وآسوده تر اند توفي غرة ربيع الأول سنة إحدى عشرة ومائة وألف ببلدة جونبور وله اثنتان وسبعون سنة فدفن بحظيرة عمه الشيخ عبد الرسول، كما في كنج أرشدي. الشيخ بدر بن غالب الرفاعي الشيخ الصالح بدر بن غالب بن يعقوب بن شعبان الحسيني الرفاعي الكلبركوي أحد عباد الله الصالحين، ذكره السيد الوالد في مهر جهانتاب ونقل عن أعراس نامه أنه كان فقيهاً محدثاً عارفاً متصفاً بالكمالات الظاهرة والباطنة، أخذ الطريقة القادرية عن الشيخ نور الله عن محمد عن عبد الشكور عن برهان عن محمود عن نور الحق عن محمد عن حسن عن علي عن جعفر عن أحمد عن إبراهيم عن عبد الله عن عبد الرزاق عن أبيه الشيخ عبد القادر الجيلاني، مات في الرابع عشر من شعبان سنة ثمان ومائة وألف بكلبركه فدفن بها. الشيخ بدر عالم الساداموي الشيخ الصالح بدر عالم بن محمد باقر القدوائي الساداموي الأودي أحد عباد الله الصالحين، قرأ أكثر الكتب الدرسية على أساتذة عصره وبعضها على الحافظ محمد قاسم بن عبد الكريم البجنوري ثم أخذ عنه الطريقة ولازمه مدة من الزمان، ثم تصدر للإرشاد، وكان فقيهاً مجاهداً مرتاضاً صاحب كشوف وكرامات، أخذ عنه الشيخ غلام يحيى البهاري وخلق آخرون، مات في رابع شعبان سنة ثمانين ومائة وألف بقرية سادامؤ كما في البحر الزخار. الشيخ بديع الدين السارني الشيخ الحاج بديع الدين الشيعي السارني أحمد رجال العلم، قرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره ثم لازم الشيخ محمد جعفر الدهلوي وأخذ عنه وصحبه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 703 مدة طويل، ثم سافر إلى الحجاز والعراق فحج وزار وسافر إلى المشهد وجاور الروضة الرضوية أياماً ثم رجع إلى الهند وعكف على الدرس والإفادة، وكان صاحب تقوى وعزيمة جاوز عمره ثمانين حولاً، توفي سنة خمس وتسعين ومائة وألف، كما في سير المتأخرين. الشيخ بديع الدين الكنتوري الشيخ الصالح بديع الدين بن عطاء الله بن محمد شريف الحسيني المداري الكنتوري أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن أبيه عن جده وهلم جراً إلى السيد محمود المدقق الكنتوري، مات لست بقين من شعبان سنة إحدى وستين ومائة وألف. السيد بركة الله المارهروي السيد الشريف بركة الله بن أويس بن عبد الجليل بن عبد الواحد الحسيني الواسطي البلكرامي ثم المارهروي أحد المشايخ المعروفين، ولد سنة سبعين وألف بيلكرام ونشأ بها وقرأ الدرسيات على الشيخ مربي بن عبد النبي الحسيني البلكرامي، ثم لازم الشيخ لطف الله الحسيني البلكرامي، وأخذ عنه الطريقة وصحبه من ريعان شبابه إلى أوان الكهولة، ثم سار إلى كالبي فأجازه الشيخ فضل الله بن أحمد الكالبوي إجازة عامة في الطريق المشهورة فسار إلى مارهره وسكن بها. من مصنفاته رسالة في الحقائق ورسالة في الآداب سماها جهار أنواع ورسالة في الأمثال الهندية على لسان الحقائق والمعارف تسمى بالعوارف الهندية ورياض عشق مزدوجة له وديوان الشعر الفارسي وديوان الشعر الهندي المسمى ببيم بركاش. مات يوم عاشوراء سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف بمارهره، كما في مآثر الكرام. مولانا برهان الدين التوني الأمير الفاضل برهان الدين التوني نواب فاضل خان كان ابن أخ الفاضل الكبير علاء الملك علاء الدين التوني، قدم الهند في حياة عمه في أيام شاهجهان ابن جهانكير، ولما مات عمه نال منصباً من تلقائه وتدرج إلى الإمارة حتى ولي على كشمير سنة عشر ومائة وألف في أيام عالمكير بن شاهجهان واستقل بها ثلاث سنوات وبضعة أشهر. كان فاضلاً عادلاً كريماً متين الديانة مشكورة السيرة محباً لأهل العلم محسناً إليهم لم يزل يجالسهم ويذاكرهم في العلوم ويصلي صلاة الجمعة في الجامع الكبير ويزور مقابر الأولياء ويجري الأرزاق السنية على العلماء والمشايخ وأهل الحوائج من كافة الناس، له مآثر جميلة من مساجد ومدارس وزوايا الصوفية ورباطات وجسور، منها مدرسة عظيمة بناها بكشمير ووقف عليها عروضاً وعقاراً، مات بمدينة برهانبور سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. الشيخ بهاء الدين البلكرامي الشيخ الفاضل بهاء الدين النحوي البلكرامي كان من نسل الشيخ عبد الله الأنصاري الهروي، ولد ونشأ ببلدة بلكرام وقرأ العلم على المفتي وجيه الدين الكوباموي ولازمه زماناً، ثم أخذ عن الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي وتمهر في العربية ولا سيما النحو، انتفع به خلق كثير. مات في العشرة الأولى بعد المائة والألف ببلكرام فدفن بمقبرة عماد الدين، كما في مآثر الكرام. الشيخ بهلول البركي الشيخ الفاضل بهلول البركي الجالندري كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية أصله من الأفاغنة، قرأ العلم على السيد عبد الرشيد والسيد كبير والسيد عتيق الله ببلدة جالندر ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد سعيد ابن محمد يوسف الأنبالوي وصحبه مدة حياته ثم سافر إلى لاهور وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ بلاق اللاهوري، وصنف الكتب نحو تسعين مجلداً، منها فوائد الأسرار وأحوال نامه وشريح ديوان الحافظ وديوان شعر مات سنة سبعين ومائة وألف بجالندر، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ ملا بدهن بن أبي سعيد الأميلهوي الشيخ الصالح ملا بدهن بن أبي سعيد الحنفي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 704 الصالحي الأميثهوي أحد عباد الله الصالحين، ولد ببلدة أميلهي في الثالث عشر من صفر سنة ثمان وثلاثين وألف ونشأ بها وقرأ العلم على والده ولازمه زماناً، ثم تصدر للتدريس فدرس وأفاد مدة، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الطريقة القادرية عن شاه مير القادري، مات في عاشر رجب سنة خمس عشرة ومائة وألف، كما في صبح بهار. الشيخ بير محمد السورتي الشيخ العالم بير محمد بن بدر الدين الجشتي السورتي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، قرأ العلم على الشيخ محمد بن عبد الرزاق الأجي بمدينة سورت ولبس منه الخرقة ثم تولى الشياخة بعده. مات في الخامس عشر من شعبان سنة إحدى وثمانين ومائة وألف بسورت فدفن عند شيخه، كما في الحديقة الأحمدية. حرف التاء المثناة الفوقية المفتي تابع محمد اللكهنوي الشيخ الفاضل المفتي تابع محمد بن المفتي محمد سعيد الحسيني اللكهنوي كان من نسل الشيخ محمد أعظم بن أبي البقاء الكرماني، ولد ونشأ بلكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ أحمد بن أبي سعيد الصالحي الأميثهوي ولازمه مدة من الزمان حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، ولي الإفتاء بعد والده بمدينة لكهنؤ له كتاب في الفقه الحنفي وهو من أفخر الكتب سماه السراج المنير وصنفه سنة ثمان وعشرين ومائة وألف، أوله: منك الهداية وإليك النهاية يا من نور بعلم الفقه قلوب أولى الألباب إلخ، وهذا الكتاب محفوظ في مكتبة ندوة العلماء. الشيخ تاج العلى الأكبر آبادي الشيخ الصالح تاج العلى بن فيض العلى بن أبي العلاء الحسيني الأكبرآبادي أحد المشايخ المعروفين، أخذ الطريقة عن أبيه وتصدر للإرشاد بعده، مات بأكبرآباد في الخامس عشر من شعبان سنة اثنتين ومائة وألف وله سبع وستون سنة، كما في مهر جهانتاب. القاضي تاج محمود الديوي الشيخ الفاضل القاضي تاج محمود بن أحمد الفياض بن ضياء الدين بن المفتي عبد السلام الحسيني الأعظمي الديوي أحد الرجال المعروفين، كان قاضي قضاة الهند بدار الملك دهلي في أيام محمد شاه الدهلوي، مات يوم الخميس الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة خمس وخمسين ومائة وألف بمدينة دهلي، كما في سير المتأخرين. مير تاجو الكشميري الشيخ الفاضل مير تاجو الحسيني الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، أخذ عن الشيخ حيدر بن فيروز الجرخي وخواجه محمد الكشميري ثم درس وأفاد، وكان قانعاً عفيفاً ديناً لعل اسمه تاج الدين أو تاج محمد فحففه الناس على جرى العادة، وكانت وفاته في سنة إحدى عشرة ومائة وألف بكشمير، كما في خزينة الأصفياء. حرف الجيم مرزا جانجانان الدهلوي الشيخ الإمام العالم المحدث الفقيه الزاهد شمس الدين حبيب الله مرزا جانجانان بن مرزا جان بن عبد السبحان بن محمد أمان العلوي الدهلوي، يرجع إلى نسبه إلى محمد ابن الحنفية وينتهي إلى سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه بتسع عشرة واسطة، ولد يوم الجمعة لإحدى عشرة خلون من رمضان سنة إحدى عشرة أو ثلاث عشرة بعد المائة والألف في أيام عالمكير، فتربى في مهد أبيه وتعلم اللغة الفارسية عنه وقرأ القرآن على الحافظ عبد الرسول الدهلوي تلميذ شيخ القراء عبد الخالق المصري ثم أحرز الكمالات العلمية، ولما بلغ الثامنة عشرة من سنه توفي أبوه فتردد إلى الأمراء أياماً ليحصل الخدمة الملوكية ثم انجذب إلى الشيخ نور محمد البدايوني فأعرض عن الدنيا وصحبه أربع سنين وأخذ عنه الطريقة النقشبندية فبشره الجزء: 6 ¦ الصفحة: 705 شيخه بالولاية الكبرى وأجازه للإرشاد والتلقين ولكنه لم يفارقه وصحبه في حياته وجاور قبره بعد وفاته ست سنين، ثم لازم الشيخ محمد أفضل السيالكوني وقرأ عليه المطولات وأخذ عنه الحديث واستفاض منه فيوضاً كثيرة ثم تصدر للتدريس ودرس وأفاد مدة، ولما صار مغلوب الحالة ترك التدريس وصحب الشيخ سعد الله الدهلوي ولازمه اثنتي عشرة سنة، ثم صحب الشيخ محمد عابد السنامي ولازمه إحدى عشرة سنة، ولما توفي الشيخ محمد عابد المذكور تصدر للإرشاد، وكانت مدة اشتغاله على المشايخ ثلاثين سنة، ومدة إرشاده خمساً وثلاثين سنة. كان من أعاجيب الزمان في ذكاء الحس والفطنة والقوة الغريبة في إبقاء الذكر والإستغناء عن الناس والزهد والورع واتباع السنة السنية واقتفاء آثار السلف، وكان لا يتقيد برسوم المشايخ ولا يجيب الدعوة العامة ولا يذهب إلى مجالس الصوفية المتعارفة، ولم يبن داراً قط فكان يسكن في الدار المستعارة أو المستأجرة، وكان يأكل طعاماً يشتريه مطبوخاً كل مرة، ولا يملك من الثياب غير لباس واحد، ولا يقبل النذور إلا بشروط، أحدها أن يكون الناذر شريفاً وثانيها أن لا يخلط بأهل الدنيا إلا بقدر الضرورة وثالثها أن يكون صالحاً تقياً في الجملة ورابعها أن تكون له قوة يميز بها الحلال من الحرام وخامسها أن لا يكون وراداً من دار غصب ونهب وسادسها أن يقدمه بإخلاص، وكان يقول: إن رد الهدية ممنوع ولكنا ما أمرنا بالأخذ وجوباً، إني أقبل من أصحابي يأتون بها بإخلاص واحتياط ولا أقبل من الأغنياء فإن هداياهم قلما تخلو عن الشبه وربما يتعلق بها حقوق العباد فأخذها مندمة يوم القيامة، قال الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في مقامات مظهرية: إن محمد شاه بعث إليه وزيره قمر الدين خان وقال له: إن الله أعطاني ملكاً كبيراً فخذوا مني ما شئتم، فأجابه إن الله تعالى يقول قل متاع الدنيا قليل فلما كانت أمتعة الأقاليم السبعة قليلة فكيف بما في يدكم من قطعة حقيرة من إقليم واحد والفقراء لا يخضعون للملوك لأجل ذلك الأقل، وقال: إن نظام الملك أعطاه ثلاثين ألفاً من النقود فلم يقبل، فقال له نظام الملك: إن لم تكن لكم حاجة إليها فخذوها ثم قسموها على المساكين، فقال: إني لست بأمينكم إن شئتم التقسيم فباشروه بأنفسكم إذا خرجتم من داري، انتهى. وكان حنفياً في الفروع لكنه كان يترك العمل بالمذهب إذا وجد حديثاً صحيحاً غير منسوخ ولا يحسب ذلك خروجاً عن المذهب ويقول: العجب كل العجب إن الحديث الصحيح غير المنسوخ لا يعمل به مع أنه يروى عن النبي المعصوم عن الخطأ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببضع وسائط من الرواة الثقاة ويعمل بالروايات الفقهية التي نقلها القضاة والمفتون بوسائط عديدة عن الإمام غير المعصوم مع أن ضبطهم وعدلهم غير معلوم، انتهى. قال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان ذا فضائل كثيرة، قرأ الحديث على الحاج السيالكوني وأخذ الطريقة المجددية عن أكابر أهلها، كان له في اتباع السنة والقوة الكشفية شأن عظيم، شهد أئمة الصوفية والمحدثين بفضه وجلالته كشيخه السيالكوني وأبي عبد العزيز والحاج فاخر الإله آبادي المحدث رحمه الله تعالى، وله شعر بديع ومكاتيب نافعة، وكان يرى الإشارة بالمسبحة ويضع يمينه على شماله تحت صدره ويقوي قراءة الفاتحة فيما لا يجهر الامام فيه بالقراءة، وأقر المحدث حياة السندي المدني على قوله بوجوب العمل بالحديث بشرطه وإن خالف المذهب، انتهى. وقال أحمد بن الحسن القنوجي في الشهاب الثاقب وأجاب مولانا مظهر جانجانان في بعض مكاتيبه من سؤال العمل بالحديث والانتقال من مذهب إلى مذهب بما مر من حديث محمد حياة السندي، وخلاصة جزيل المواهب وأردف الكلام بما معناه انتقل كثير من السلف والخلف من مذهب إلى مذهب ولو كان الانتقال غير جائز لما ارتكبوه، ومن قال خلاف ذلك فقول بلا دليل وغير مقبول ولا معقول، وكان الجزء: 6 ¦ الصفحة: 706 يقول: علم الحديث جامع للتفسير والفقه ودقائق السلوك يزداد نور العلم ويتولد توفيق العمل الصالح والأخلاق الحسنة من بركاته، والعجب أنهم لا يعملون بالحديث الصحيح الغير المنسوخ الذي بينه المحدثون وعلم أحوال رواته وانتهى إلى النبي المعصوم الذي لا سبيل للخطأ إليه بواسطة عديدة، ويعملون برواية الفقه التي ناقلوها قضاة ومفتون وأحوال ضبطهم وعدلهم غير معلومة وتنتهي بأكثر من عشر وسائط إلى المجتهد ومن شأنه الخطأ والصواب، وكان يقول: قدم الورع والتقوى واتبع المصطفى بالقلب وأعرض أحوالك على الكتاب والسنة فإن كانت موافقة للسنة فاقبلها وإن كانت مخالفة للسنة فارددها، وتعلم الحديث والفقه على التزام عقيدة أهل السنة والجماعة وادخر الثواب الأخرى في صحبة العلماء وإن استطعت أن تواظب على العمل بالحديث فافعل وإلا فاعمل به أحياناً لكيلا تحرم نوره، وكان يقول: ترك الرفع من جناب المجدد للاجتهاد والسنة المحفوظة من النسخ مقدمة على إجتهاد المجتهد وترك الرفع بعد ثبوت سنيته بحجة ترك المجدد غير مقبول وقد حذر المجدد من ترك السنة تحذيراً كثيراً، وكان على المذهب الحنفي وقد قال الامام أبو حنيفة: إذا ثبت الحديث فهو مذهبي واتركوا قولي بقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالمرجو أن لا يتغير المجدد بترك هذا الأمر الاجتهادي والأخذ بالأحاديث الصحيحة، انتهى. وله مكاتيب نافعة وديوان شعر بالفارسية وخريطة جواهر مجموع انتخب فيه كلام الشعراء المتقدمين، ومن أبياته الرقيقة الرائقة قوله: هوس عشق مكن أي دل به صبر وقرار عاشقي فن شريف است مكركار تو نبست وله: ساقي بده آن مي كه زمستي نشناسيم بيمانه كدام ولب جانانه كدام است توفي رحمه الله شهيداً ليلة السبت العاشرة من المحرم بعد المغرب سنة خمس وتسعين ومائة وألف، وأرخوا سنة وفاته بهذه الكلمات عاش حميداً مات شهيداً وأيضاً بقوله تعالى "أولئك مع الذين أنعم الله" ودفن في بلدة دهلي وقبره مشهور ظاهر. مولانا جار الله السائنبوري الشيخ الفاضل العلامة جار الله بن محمود بن عطاء الله بن عبد الحي بن علم الدين السائنبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، له جامع الشتى كتاب مفيد في بابه، صنفه سنة ست وثلاثين ومائة وألف. مولانا جار الله الإله آبادي الشيخ العالم الكبير العلامة المفتي جار الله الحسيني الإله آبادي أحد الأساتذة المشهورين، أخذ عنه الشيخ محمد طاهر بن محمد يحيى العباسي الإله آبادي وخلق آخرون، وله مصنفات ممتعة منها حاشية على تفسير البيضاوي، رأيتها بخطه في مجلد ضخم، وله رسالة في المنطق، ورسالة في المغالطات العامة الورود. السيد جان محمد البلكرامي الشيخ العالم الصالح جان محمد بن معين الدين بن عبد اللطيف بن محمود الحسيني الواسطي البلكرامي كان ابن عم السيد عبد الجليل، ولد في الحادي عشر من ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين وألف وحفظ القرآن بقراءة وتجويد وأخذ العلم عن أساتذة عصره، ثم من الله سبحانه عليه بالمنصب والأقطاع والوجاهة العظيمة والقبول التام عند أهل البلدة وكان مع ذلك عابداً ورعاً مجاهداً مرتاضاً يقوم الليل ويتهجد ويكثر الذكر والدعاء مع التخشع والبكاء، لم يفته قيام الليل منذ عشرين سنة من عمره إلى آخره عهده بالدنيا ولم يزل على ذلك حتى أخذته الجذبة الربانية فترك الدنيا وأسبابها وخرج من دهلي فجاء بلكرام وودع عياله توديع المشرف على الموت ثم خرج من بلدته وسار إلى بغداد وسر من رأى ومنها إلى نجف وكربلاء وطوس ومنها إلى البلد الحرام فحج وزار الجزء: 6 ¦ الصفحة: 707 وسكن المدينة المنورة متمنياً الموت، وكان يجلس بالمسجد النبوي ويصحح المصاحف. مات في الخامس عشر من رجب سنة تسع وأربعين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. مولانا جان محمد اللاهوري الشيخ الفاضل جان محمد الحنفي اللاهوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بلاهور وقرأ العلم على الشيخ عبد الحميد ومولانا تيمور ثم لازم الشيخ إسماعيل اللاهوري وأخذ الحديث عنه واشتغل عليه بالمذاكرة يوم الإثنين والجمعة من كل أسبوع واستقام على ذلك إلى وفاة الشيخ المذكور. مات سنة عشرين ومائة وألف بلاهور فدفن ببرويزآباد ثم نقل جسده إلى مقبرة الشيخ إسماعيل، كما في حدائق الحنفية. الشيخ جعفر بن الجلال الكجراتي الشيخ الصالح جعفر بن الجلال بن محمد بن جعفر الحسيني البخاري الكجراتي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد في الثامن عشر من ربيع الثاني سنة إحدى وثمانين وألف بأحمدآباد ونشأ بها وأخذ عن أبيه وقام بعده بالمشيخة، تذكر له كشوف وكرامات. مات في ثامن عشر من محرم الحرام سنة تسع ومائة وألف بأحمدآباد، كما في مرآة أحمدي. الشيخ جلال الدين الحكيم الأمروهوي الشيخ الفاضل جلال بن سعد بن محمدي الفياض الزينبي الهركامي ثم الأمروهوي كان من العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بأمروهه وقرأ العلم بها ثم سار إلى دهلي ولازم معتمد الملوك علوي خان الدهلوي عشر سنين وقرأ عليه الفنون الحكمية وتطبب عليه، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله القادري حتى صار حائزاً للشرفين فقربه نواب دوندي خان إلى نفسه وجعله طبيباً خاصاً له، وله مصنفات في الطب والتصوف منها القرابادين الجلالي ومنها رسائل في التوحيد الوجودي، كما في نخبة التواريخ. الشيخ جلال الدين الكجراتي الشيخ العالم الفقيه جلال بن محمد بن جعفر بن جلال بن محمد الحسيني البخار الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والتصوف، ولد لليلتين خلتا من جمادي الأولى سنة اثنتين وستين وألف وقرأ العلم وتفقه على والده وأخذ الطريقة عنه، له رسالتان إحداهما مرآة الرؤيا في تأويل الأحلام والأخرى مفتاح الحاجات في الأذكار والأشغال، وهو ابتلى بمرض صعب فترك الغذاء قبل موته منذ مدة طويلة فكان يكتفي بالتفكه بالتين والرمان. مات لعشر بقين من ذي الحجة سنة أربع عشرة ومائة وألف، كما في مرآة أحمدي وفي محبوب ذي المنن أنه مات سنة 1104 بأحمد آباد. مولانا جلال الدين المجهلي شهري الشيخ العالم الفقيه جلال الدين الجعفري الهاشمي المجهلي شهري كان من نسل قاضي ثناء الدين الجعفري الزينبي الهاشمي ينتهي نسبه إلى جعفر الطيار ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، ولد ونشأ ببلدة مجهلي شهر وقرأ العلم وتفرد في الفقه والأصول فدرس وأفاد مدة حياته، وشارك العلماء في تصنيف الفتاوي الهندية بأمر عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند وقيل: إنه صنف المجلد الأول منها وحده، كما في تجلي نور. شجاع الدولة جلال الدين الأودي الأمير الكبير شجاع الدولة جلال الدين الحيدر بن أبي المنصور التركماني الأودي أحد الرجال المعروفين بالعقل والدهاء والسياسة، قام بالملك بعد وفاة والده سنة سبع وستين ومائة وألف وضبط بلاد أوده وأحسن إلى الرعية وساس الأمور وعمر بلدة فيض آباد قريباً من أجودهيا التي يقال لها أوده وجعلها واتخذها عاصمة بلاده، وولي الوزارة الجليلة في أيام شاه عالم الثاني سنة خمس وسبعين ومائة وألف وسار معه إلى الجزء: 6 ¦ الصفحة: 708 بنكاله فقاتل الانكليز وانهزم عنهم فرجع إلى إله آباد واستعد للقتال مرة ثانية فقاتلهم في بكسر بفتح الموحدة وانهزم فاحشة فالتجأ إلى الحافظ رحمت خان البريلوي ثم إلى نواب أحمد خان الفرج آبادي فأشار إليه أحمد خان المذكور أن يلتجىء إلى الانكليز فسار إليهم وقام بالملك مرة ثانية بأرض الأوده تحت سيادة الانكليز ومات بها سنة ثمان وثمانين ومائة وألف. الشيخ جلال محمد السندي الشيخ الفاضل جلال محمد الككرالوي السندي أحد كبار العلماء، لم يكن له في زمان نظير في النجوم والطب وأكثر الفنون الحكمية، كان يعترف بفضله الشيخ محمد معين التتوي صاحب دراسات اللبيب ويثنى عليه ويقدمه على معاصريه في العلوم الحكمية، وكان مع ذلك العلم الواسع لا يتصنع في الزي واللباس وكان لا يتردد إلى الأغنياء، كما في تحفة الكرام. الشيخ جمال الله اللاهوري الشيخ الفاضل جمال الله بن برخور دار بن محمد بن العلاء اللاهوري أحد المشايخ القادرية، كان شيخاً جليلاً وقوراً عالماً صاحب كشوف وكرامات. مات في الثاني عشر من ربيع الثاني سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ جمال الله البلكرامي الشيخ الفاضل جمال الله الحنفي البلكرامي كان من ذرية الشيخ إله داد الصديقي، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم تصدر للدرس والإفادة، وكان كثير الاشتغال بمطالعة الكتب، سافر في آخر عمره إلى أحمدآباد فمرض هناك وانتقل إلى رحمة الله سبحانه بمدينة بزوده سنة سبع وثلاثين ومائة وألف وله نحو خمس وخمسين سنة، كما في مآثر الكرام. الشيخ جمال الدين الكجراتي الشيخ العالم الصالح جمال الدين بن ركن الدين العمري الجشتي الكجراتي أحد المشايخ المشهورين، ولد سنة ثمان وثمانين وألف بأحمدآباد وقرأ العلم على أبيه ولازمه مدة وأخذ عنه الطريقة ثم اشتغل بالدرس والإفادة وصنف الكتب الكثيرة، وكان شيخاً صالحاً كريم النفس سخياً باذلاً محسناً إلى طلبة العلم وأبناء السبيل شديد التعبد لم يزل يشتغل بالتدريس والتصنيف، ومن مصنفاته حاشية على شرح الكافية للجامي وحاشية على المنهل الصافي وحاشية على الزبدة وحاشية على شرح الشمسية للقطب الرازي وحاشية على المطول وحاشية على شرح العقائد للتفتازاني وحاشية على حاشية الخيالي وحاشية على مختصر المعاني وحاشية على التلويح وحاشية على تفسير المدارك وحاشية على البيضاوي وحاشية على التفسير المحمدي وحاشية على التفسير الحسيني وله تفسير مختصر وتفسير نصيري وفتح الجمال شرح له على المثنوي المعنوي وشرح على سوانح الجامي وشرح على جام جهان هما وشرح على فصوص الحكم وشرح أسماء الأسرار، للسيد محمد بن يوسف الحسيني وشرح مرآة العارفين وشرح التعرف وشرح على عوارف المعارف وشرح على آداب المريدين وشرح أسرار الخلوة وشرح بحر الأسرار ودرة التاج وشرقات السلوك وقرة العين ونور الأولياء وركن الطريقة ومشهد الجمال وآثار السلوة ومراصد الكمال وكمند وحدة وشرح التقسيم وعد من مصنفاته مائة واثنان وأربعون كتاباً وله ديوانان في الشعر الفارسي. مات لست خلون من ربيع الثاني سنة أربع وعشرين ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن. حرف الحاء الحكيم حاذق خان الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير حاذق بن محسن الشيرازي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، لقبه عالمكير بن شاهجهان الدهلوي حكيم الملك ولقبه محمد شاه حكيم الملوك وأعطاه خمسة آلاف لذاته منصباً رفيعاً وقربه إلى نفسه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 709 الشيخ حامد بن الحسن اللاهوري الشيخ الفاضل حامد بن الحسن اللاهوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ تيمور اللاهوري وكان يدرس ويفيد ولم يكن مثله في زمانه في القراءة والتجويد بلاهور، ولد سنة إحدى وسبعين وألف في أيام عالمكير ومات في السابع عشر من جمادى الآخرة سنة ست وستين ومائة وألف وله خمس وتسعون سنة، كما في خزينة الأصفياء. مولانا حامد الجونبوري الشيخ العالم الفقيه العلامة حامد الحنفي الجونبوري أحد كبار الفقهاء، قرأ أكثر الكتب الدرسية على السيد محمد زاهد بن محمد أسلم الهروي وبعضها على العلامة محمد شفيع اليزدي وجد في البحث والاشتغال حتى برز في كثير من العلوم والفنون في حياة شيوخه، ووظف له شاهجهان بن جهانكير الدهلوي يومية ثم استخدمه عالمكير بن شاهجهان لتدوين الفتاوي الهندية وجعله معلماً لولده محمد أكبر، كما في أنفاس العارفين قال الظفرآبادي في تجلي نور: إنه كان حفيد الشيخ سلطان محمود العثماني الجونبوري. الشيخ حبيب الله البهاري الشيخ العالم الفقيه حبيب الله بن ذكي الدين الحنفي البهاري كان من ذرية الشيخ شرف الدين أحمد بن يحيى المنيري، ولد ونشأ ببلدة بهار وقرأ العلم على والده ثم سار إلى جونبور وأخذ عن الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد العثماني الجونبوري ولازمه زماناً ثم رجع إلى بلدته وتولى الشياخة مقام أسلافه، له هدية السالكين وتحفة الذاكرين مات ليلة الخميس لليلة بقيت من ربيع الأول سنة ثمن عشرة ومائة وألف فدفن بمقبرة شرف الدين المذكور، كما في كنج أرشدي. القاضي حبيب الله الجونبوري الشيخ العالم القاضي حبيب الله بن ضياء الله بن عبد الحكيم العلوي العباسي الجونبوري كان من نسل الشيخ دانيال عود العلوي العباسي الستركهي، ولد بجونبور سنة سبع وأربعين وألف، قرأ شرح الكافية للجامي على نور الدين جعفر المداري الجونبوري، وقرأ الكتب الدرسية كلها على الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري وتلقى الذكر عنه، ثم ولي القضاء ببلدة جونبور فاستقل به مدة من الزمان ثم نقل إلى بلدة ذهاكه فأقام بها مدة حياته، وكان عفيفاً ديناً شديد التصلب في المذهب، أمر بقتل واحد من الشيعة ببلدة ذهاكه لسب الشيخين وكان والي تلك البلدة شيعياً فما هابه. مات يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذي القعدة سنة خمس ومائة وألف ببلدة ذهاكه فنقلوا جسده إلى جونبور ودفنوه بها، كما في كنج أرشدي. القاضي حبيب الله التاجبوري الشيخ العالم القاضي حبيب الله الحنفي التاجبوري، كان قاضياً ببلدة تاجبور من أعمال سارن وكان زاهداً فقيهاً عالماً متورعاً، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد العثماني الجونبوري واستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح مدة حياته، مات في الثامن عشر من ذي الحجة سنة ثمان ومائة وألف وقبره بقرية مدن بور من أعمال سارن كما في كنج أرشدي. السيد حبيب الله البلوي الشيخ العالم حبيب الله الحنفي البلوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببلدة بلنة وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيد محمد جعفر الحسيني البلوي وأخذ الطريقة عنه ثم سار إلى جونبور وقرأ سائر الكتب الدرسية من شرح الوقاية إلى آخرها على الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد العثماني ولازمه زماناً وأخذ عنه ثم رجع إلى بلنه وصرف عمره في نشر العلوم والمعارف، مات ليلة السبت الثاني عشر من شوال سنة أربعين ومائة وألف فدفن بشريعة آباد عند شيخه محمد جعفر، كما في كنج أرشدي. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 710 الشيخ حبيب الله القنوجي الشيخ العالم الفقيه حبيب الله الحنفي القنوجي أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ ببلدة قنوج وسافر للعلم إلى سنديله وقرأ ضوء المصباح على بعض العلماء، ثم سار على جونبور وقرأ سائر الكتب الدرسية في مدرسة مولانا عبد الباقي بن غوث الإسلام الصديقي الجونبوري، ثم دخل إله آباد وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الجليل الإله آبادي ولازمه مدة من الزمان واجتهد في التصوف والسلوك حتى صار رأساً في ذلك العلم والعمل وقصر نفسه على إرشاد الخلق إلى الحق سبحانه وذكره، ومن مصنفاته مذاق الصوفية أوله: حمد بيحد مر جليل را الخ وخلاصة الاكتساب في السلوك بالفارسي أوله سبحان الله من البداية وإليه النهاية إلخ والجواهر الخمسة وتذكرة الأولياء وروضة النبي في الشمائل وأنيس العارفين ورسالة في الفقه ورسالة في المنطق، مات سنة أربعين ومائة وألف وأرخ لموته بعض العلماء من الموت جسر يوصل الحبيب إلى الحبيب كما في أبجد العلوم. مولانا حبيب الله العلي كنجي الشيخ الفاضل حبيب الله الحنفي العلي كنجي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قرأ العلم على الشيخ قطب الدين بن شهاب الدين الكوباموي وعلى غيره من العلماء، ذكره المفتي ولي الله الفرخ آبادي في تاريخه وقال: إنه كان قانعاً عفيفاً ديناً، وإنه باع كل ماله من الأثاث وحفر بئراً من ماله على ممر الناس في الطريق ينتفع بها الناس. الشيخ حبيب الله الكشميري الشيخ العالم الصالح حبيب الله الحنفي الكشميري المشهور بلتو، كان من العلماء الصالحين، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على المفتي أبي الفتح الكشميري ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد علي الحسيني القادري وكان صاحب صلاح وطريقة ظاهرة، صرف عمره في نشر العلوم والمعارف، مات سنة خمس ومائة وألف بكشمير، كما في روضة الأبرار. الشيخ حسام الدين الكجراتي الشيخ الفاضل حسام الدين بن ركن الدين العمري الجشتي الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، ولد بأحمدآباد سنة خمس وتسعين وألف وقرأ العلم على أبيه وصنوه جلال الدين وعلى السيد محمد المشهدي ثم أخذ الطريقة عن أخيه المذكور وتولى الشياخة بعده وكان صاحب وجد وحالة، تذكر له كشوف وكرامات. السيد حسن الدهلوي رسول نما الشيخ العالم الفقيه الزاهد حسن بن أبي الحسن الحسيني النارنولي ثم الدهلوي المشهور على أفواه الرجال رسول نما ولد ونشأ بنارنول وقرأ القرآن والرسائل المختصرة بالفارسية ثم اشتغل بتعليم الصبيان واسترزق به زماناً، ثم سافر إلى جونبور وقرأ العربية أياماً على بعض العلماء من أهل تلك البلدة وسافر معه إلى بنارس ولما ذهب ذلك العالم إلى إله آباد سار إلى بهلول بكسر الموحدة قرية جامعة على مسيرة عشرين ميلاً من لكهنؤ فاغتنم قدومه جودهري جلال الدين رئيس القرية وأكرمه، ثم سار إلى لكهنؤ وقرأ العلم على مولانا عبد القادر العمري اللكهنوي، وكانت مدة سفره وإقامته في جونبور وبنارس وبهلول ولكهنؤ أربع عشرة سنة، ثم رجع إلى بلدته نارنول واتخذ طر يق الملامتية من الفقراء وأقام بنارنول اثنتي عشرة سنة ثم ذهب إلى دهلي وأقام مدة حياته، كما في البحر الزخار وإني قرأت في بعض الكتب لم يحضرني الآن اسمه أنه قرأ العلم على مولانا محمد جميل الجونبوري، لعله قرأ عليه حين إقامته بمدينة جونبور. قال خافي خان في منتخب اللباب: إنه كان ماهراً في علم التفسير والحديث والأصول والعربية، انتهت إليه الامامة في العلم والحلم والتواضع والمهابة والوقار، لم يزل يشتغل بالرياضة والمجاهدة ولا يختلط بأهل الدنيا ولا يتركهم أن يختلطوا به وكان يتكلم لهم على طريق الملامتية ليتنفروا عنه وكان لا يدع أحداً الجزء: 6 ¦ الصفحة: 711 يبايعه على الطريق المرسوم ولكنه يفيض الأنوار القدسية على مخلصيه الصادقين في الإرادة حتى اشتهر أنه يريهم جمال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرؤيا الصادقة ولذلك لقبه الناس برسول نما انتهى، مات يوم السبت لثمان بقين من شعبان سنة ثلاث ومائة وألف، كما في البحر الزخار. السيد حسن رضا العظيم آبادي الشيخ العالم الصالح حسن رضا بن عبد الله بن أبي تراب الحسيني النقشبندي العظيم آبادي أحد المشايخ المشهورين في عصره، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد منعم الدهلوي ثم البهاري ولازمه ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة المشيخة وتولى الشياخة بعده بمدينة عظيم آباد وكان أصله من رائبوره قرية من أعمال بهار وكان عالماً كبيراً بارعاً في المعقول والمنقول، كما في التأليف المحمدي. القاضي حسن سعيد الجونبوري الشيخ العالم المفتي ثم القاضي حسن سعيد بن محمد سعيد بن محمد مبارك الحسيني الجونبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة جونبور واشتغل بالعلم مدة طويلة حتى برع فيه وتأهل للفتوى والتدريس فولي الإفتاء ببلدة جونبور ثم ولي القضاء بها، وكان لوالده منزلة جسيمة عند الملوك والأمراء بدار الملك دهلي فتقرب حسن سعيد إلى السلطان ونال القضاء الأكبر بدهلي فصار قاضي قضاة الهند، ومات سنة سبع وخمسين ومائة وألف، كما في تجلي نور. قطب الملك حسن علي خان البارهوي الأمير الكبير حسن علي بن عبد الله الحسيني الواسطي البارهوي نواب عبد الله خان قطب الملك أحد الوزراء المتغلبين على الدولة التيمورية، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى عالمكير وخدمه مدة من الزمان، ولما توفي عالمكير لحق بولده شاه عالم وقاتل أخاه محمد أعظم وجرح في المعركة فولاه شاه عالم على أجمير وأعطاه أربعة آلاف منصباً رفيعاً ثم ولاه على إله آباد ولما توفي شاه عالم وولي مكانه ولده معز الدين عزله عن الولاية ونصب مكانه أحد أصحابه فقاتله حسن علي خان وهزمه ثم لحق بفرخ سير بن عظيم الشأن ابن شاه عالم وسار معه إلى دهلي فقاتل معز الدين وهزمه، فلما تولى المملكة فرخ سير جعله وزيراً وأعطاه سبعة آلاف لذاته وسبعة آلاف للخيل منصباً رفيعاً ولقبه يار وفادار قطب الملك عبد الله خان بهادر ظفر جنك وجعل صنوه حسين علي خان أمير الأمراء فأخذا الحل والعقد بيدهما وفرخ سير صار لعبة بين أيديهما فوقع النفاق بينه وبين وزيريه فقبضا عليه وقتلاه، ثم تفقا على رفيع الدرجات بن رفيع القدر بن شاه عالم فأجلساه على سرير الملك وكان مسلولاً فمات بعد أربعة أشهر، ثم أخرجا مع رفيع الدولة بن رفيع القدر من السجن وأجلساه على السرير فمات بمرض الإسهال وما كان له من السلطة إلا الاسم، ثم اتفقا على محمد شاه بن جهان شاه بن شاه عالم، فلما رأى محمد شاه أنه لعبة بين أيديهما دبر الحيلة لخلاصه وأمر بعض رجاله فقتل حسين على خان في أثناء السفر غيلة، فلما سمع بذلك حسن علي خان وكان بدهلي أخرج بعض أبناء الملوك من السجن وسار معه بعساكره العظيمة إلى محمد شاه فوقع اللقاء بين فئتين وهزم حسن علي خان فقبض عليه. وكان شجاعاً مقداماً باسلاً متهوراً صاحب جرأة ونجدة، لم يكن في زمانه مثله في الشجاعة ومع ذلك كان جاهلاً مغتراً مختالاً فخوراً لم يكن له نصيب من السياسة والتدبير، فلما تولى الوزارة اشتغل بالنساء وترك الحل والعقد بيد ديوانه رتن جند الكافر الهندي فاختل النظام وكان أمر الله مفعولاً. مات في سلخ ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائة وألف بمدينة دهلي، كما في مآثر الأمراء. أمير الأمراء حسين علي خن البارهوي أمير الأمراء حسين علي بن عبد الله الحسين الواسطي البارهوي عمدة الملك بخشي الممالك نواب حسين علي خان أحد الأمراء المتغلبين على الدولة التيمورية، ناب الحكم في عظيم آباد، بلنة في عهد شاه عالم ولما تفي شاه عالم وقتل ولده عظيم الشأن لحق بفرخ سير بن عظيم الشأن وسار معه إلى دهلي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 712 وحرض أخاه حسن على الذي كان والياً بإله آباد أن يلحق بفرخ سير، فلما جلس فرخ سير على سرير الملك جعله أمير الأمراء وجعل صنوه الكبير حسن علي وزيراً فأخذا الحل والعقد بيدهما وصار فرخ سير لعبة بين أيديهما فوقع النفاق بين السلطان ووزيريه بعد مدة من الزمان فقبضا عليه وقتلاه ظلماً، ثم اتفقا على رفيع الدرجات بن رفيع القدر بن شاه عالم وكان مسلولاً فمات بعد أربعة أشهر من جلوسه على سرير الملك، فاتفقا على رفيع الدولة بن رفيع القدر ابن شاه عالم وهو أيضاً توفي بمرض الإسهال بعد ثلاثة أشهر، فاتفقا على روشن أختر بن جهان شاه بن شاه عالم وهو الذي يسمونه محمد شاه فلما رأى محمد شاه أنه لعبة بين أيديهما دبر الحيلة لخلاصه وأمر بعض رجاله أن يقتل حسين علي خان فقتله غيلة في أثناء السفر، فلما سمع ذلك حسن علي خان وكان بدهلي أخرج بعض أبناء الملوك من السجن وسار معه بعساكره العظيمة إلى محمد شاه ووقع اللقاء بين الفئتين وانهزم حسن علي خان، وأما حسين علي خان فإنه كان رجلاً شهماً باسلاً شجاعاً مقداماً صاحب جرأة ونجدة وسخاء وكرم وغيرها من الخصال الحميدة والفعال المحمودة، وكان خيراً من صنوه الكبير حسن علي في كثير من الأمور، وكان محباً لأهل العلم محسناً إليهم يجالسهم ويذاكرهم في العلوم، صنف له محمد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشي كتابه نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل بيت الأطهار سنة 1126 وأثنى عليه في مفتتح كتابه، ويقول فيه السيد عبد الجليل الحسيني الواسطي البلكرامي يهنئه بعيد النحر: تهن بعيد النحر يا من عطاؤه أفاض على من حج جوداً عوائدا تنسكت هدى الجود في كل موقف وألبست نحر المعتقين قلائدا وقال مضمناً مصراع كعب بن زهير يصف الشموع التي أذكاها أمير الأمراء في سير مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أضاء ركن الأعالي سيد الأمراء شهر الرسول شموعاً في غياهبه أمسى الشموع على الحضار منشدة أن الرسول لنور يستضاء به وقال بالفارسية يمدحه: آن أمير جماعة أمراء جون حسين على هزبر شيم قرة العين حيدر كرار نخبة نسخة بني آدم جود أو شهرة ديار عرب تيغ أو ضابط بلاد عجم نازد از نسبتش سمو نسب بالد از همتش علو همم غوطه در جود أو خورد دريار لطمه از دست أو خورد ضيغم إلى غير ذلك من الأبيات الرائقة، ولما قتل حسين علي خان قال يرثيه بالفارسي. آثار كربلا است عيان از جبين هند زد جوش خون آل نبي از زمين هند شد ماتم حسين على تازه در جهان سادات كشته اند مصيبت نشين هند نيلي است زين معامله بيراهن عرب وزخون كريه سرخ شد است آستين هند كيتي جرا سياه نكردد ز دود غم خاموش شد جراغ نشاط آفرين هند هند اين جنين مصيبت عظمى نديده است ديديم داستان شهور وسنين هند إلى غير ذلك، وكانت وفاته يوم الأربعاء سادس ذي الحجة الحرام سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف على مسيرة خمس وثلاثين ميلاً من أكبرآباد. حسين بن أبي المكارم السندي الأمير الفاضل حسين بن أبي المكارم بن أبي البقاء بن القاسم الهروي نواب أمين الدين حسين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 713 السندي كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولي على بلاد السند سنة أربع عشرة ومائة وألف، وكان محباً لأهل العلم محسناً إليهم يجالسهم ويذاكرهم في العلوم، أخذ العلم عن الشيخ عبد الواسع الصوفي التتوي، له رشحات الفنون في أربعة عشر علماً، وله معلومات الآفاق، كما في تحفة الكرام. الحكيم حسين الشيرازي الفاضل الكبير حسين الحكيم الشيرازي نواب حكيم الممالك كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، أصله من أرض العرب، نشأ في بلاد الفرس وقرأ العلم بها على الأستاذة المشهورين ومهر في الصناعة الطبية ثم قدم الهند وتقرب إلى محمد أعظم بن عالمكير فجعله طبيباً خاصاً له، ولما قتل محمد أعظم تقرب إلى محمد معظم وحصلت له الوجاهة العظيمة عند الملوك والأمراء عهداً بعد عهد، لقبه فرخ سير بحكيم الممالك، وسافر إلى الحرمين الشريفين في أيام محمد شاه فحج وزار ورجع إلى الهند، ونال المنصب أربعة آلاف لذاته، وله أبيات رائقة بالفارسية منها قوله: نه من شهرت تمنا دارم وني نام ميخواهم فلك كر وا كذارد يكنفس آرام ميخواهم مات سنة تسع وأربعين ومائة وألف بمدينة دهلي فأرخ لوفاته غلام علي بن نوح البلكرامي من قوله: شهرت مرد وكان اسمه في الشعر شهرت، كما في شمع أنجمن. حسين بن باقر الأصفهاني الأمير الفاضل حسين بن باقر بن بو علي المشهدي الأصفهاني نواب امتياز خان، قدم الهند في أيام عالمكير بن شاهجهان الدهلوي سلطان الهند فولاه على ديوان الخراج بايالة بلنه ولقبه امتياز خان فاستقل بها زماناً ثم ولي على كجرات وسافر إلى بلاده في أيام شاه عالم، وكان معه مال خطير فطمع فيه خدا يار خان أحد مرازبة السند وبعث إليه رجالاً قتلوه غيلة. وكان شاعراً مجيد الشعر فطناً ذكياً ديناً، سافر إلى الحجاز فحج وزار، وله ديوان شعر فارسي وأبياته في غاية الرقة والمتانة منها تضمين للمصراع المشهور ع: اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد. السلطان: شه كه اين كوكبه واين كر وفر ميخواهد تاج وتيغ وعلم وزين وكمر ميخواهد لشكر وكشور وإقبال وظفر ميخواهد اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد الوزير: آن وزيريكه بسي عاقل ودانا باشد كار او باهمه كس رفق ومدارا باشد مخلص شاه وهوا خواه رعايا باشد اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد الرجل العاقل: مرد عاقل كه سوي معركه جون تير رود كاه مردي وشجاعت ز بي تير رود بي محابا همه تن بر دم شمشير رود اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد الصوفي: صوفي صاف كه در صومعه مسكن دارد در بغل مصحف وزنار بكردن دراد صلح كل با همه از شيخ وبرهمن دارد اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد التاجر: تاجر كو بفشارد بجكر دندان را از خسيسي ببرد سينه بمالد نان را وقت سودا بفروشد كهر ايمان را اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد الفاضل: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 714 فاضل كو همه در فكر فروع است وأصول كاه انديشة معقول كند كه منقول مردمان را همه خواند بخدا وبرسول اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد الكيمياوي: كيميا كر كه همين رنج برد در عالم سازد از سيسة دل در نفسي كوزه دم خويشتن را بكذارد ز تف آتش غم اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد الطبيب آن طبيبي كه تراكيب ومعاجين سازد بعبارات حكيمان سخن بردازد هر دم صبح بقاروره نظر اندازد اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد الخطاط: خوشنويسي كه شب وروز كند مشق جنون كردنش دال وسرش واو وتنش كردد نون ديده اش صاد ولبش با ودلش باد خون اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد العشيقة: نازنيني كه بود نادرة حسن وجمال كه كند ناز وتغافل زره غنج ودلال كه كند خون دل عشاق باميد وصال اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد الشاعر: شاعري كو همه دم مدح وثنا ميكويد روز وشب نيك وبد شاه كدا ميكويد كاه اكر مدح كند اه هجا ميكويد اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد خالص: وهو اسم السيد حسين بن باقر الأصفهاني في الشعر: خالص اين خفت خواري وغم ودرد ومحن در غريبي كشد وياد نيارد ز وطن هو زمان تازه كند طرح دكر كونه سخن اين همه از بي آنست كه زر ميخواهد قتل ببلاد السند سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف، كما في مهر جهانتاب. نواب حفظ الله خان الجنوتي الأمير الفاضل حفظ الله بن سعد الله التميمي الجنوتي كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، له يد بيضاء في الشعر، ولاه عالمكير بن شاهجهان على بلاد كشمير سنة ثمان وتسعين وألف فاستقل بها أربع سنين وأصلح الفاسد، ثم سار إلى جمون ففتحها عنوة، ثم سار إلى معسكر السلطان المذكور فولاه على سيوستان سنة ثلاث ومائة وألف فاستقل بها مدة حياته، وكان عادلاً باذلاً كريماً يدعو على مائدته يوم ولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف رجل ويغسل على الضيوف، مات بسيوستان سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، فأرخ لموته السيد غلام علي البكرامي من قوله تعالى "فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون" كما في تحفة الكرام. مولانا حقاني الحنفي التانلوي الشيخ العالم الكبير العلامة حقاني الحنفي الأميثهوي التانلوي كان من كبار العلماء، ولد ونشأ ببلدة أميتلهي واشتغل بالعلم من صغره على من بها من العلماء، ثم سار إلى لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ الأستاذ نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي وأقبل على المنطق والحكمة إقبالاً كلياً حتى صار بحراً عميقاً غواصاً في المعاني الدقيقة وانتهت إليه الإمامة في العلم والتدريس، قرأ عليه القاضي جار الله التانلوي والقاضي عبد الكريم الجوراسي والشيخ محمد مبين البهلواروي وخلق كثير من العلماء. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 715 قال الشيخ عبد الأعلى بن عبد العلى الأنصاري اللكهنوي في الرسالة: إنه كان قانعاً عفيفاً ديناً صاحب كشوف وكرامات، قد شهد بفضله وولايته غير واحد من العلماء وكان على قدم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما في الورع والتقوى وإعلاء كلمة الله، مات في أيام شاه عالم، انتهى. وقال وجه الدين أشرف اللكهنوي في البحر الزخار: إني لم أسمع بمن يكون تذكاراً للسيد علم الله البريلوي والشيخ غلام محمد اللكهنوي في التورع والتشرع غير مولانا حقاني، مات في السابع عشر من جمادى الأولى سنة تسعين ومائة وألف ببلدة تانله، جلالبور فأرخ لوفاته بعض الناس من برد الله مضجعه. القاضي حكيم علي الكوباموي الشيخ الفاضل حكيم علي بن القاضي محمد مبارك العمري الكوباموي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشا بكوبامؤ وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم سافر إلى أرض الدكن قرأ عليه غير واحد من العلماء في الدكن وفي غيرها من البلاد، كما في تذكرة الأنساب للقاضي مصطفى علي. الشيخ حماية الله النيوتبني الشيخ الفاضل حماية الله الحنفي النيوتبني كان من نسل القاضي ضياء الدين العثماني، ولد ونشأ بنيوتبني وقرأ العلم على من بها من العلماء وفرغ في الثامنة عشرة من سنه ثم حفظ القرآن وأخذ الطريقة عن الشيخ صفي الأميتهوي عن سيد مير عن يوسف عن الشيخ مجتبي القلندر وأخذ عن الشيخ محمد تقي المهونوي أيضاً، مات لثمان بقين من رمضان سنة أربع وثمانين ومائة وألف بقرية نيوتني، كما في البحر الزخار. العلامة حمد الله السنديلوي الشيخ الفاضل العلامة حمد الله بن شكر الله بن دانيال بن بير محمد الصديقي نسباً والشيعي مذهباً والسنديلوي مولداً ومسكناً ومدفناً، كان من الأستاذة المشهورين في أرض الهند، ولد ونشأ بسنديله وقرأ العلم على الشيخ العلامة كمال الدين الفتحبوري والشيخ الأجل نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي، وأقبل على المنطق والحكمة إقبالاً كلياً حتى صار علماً مفرداً في الفنون الحكمية وانتهت إليه الإمامة في العلم والتدريس فشفع له أبو المنصور خان صاحب أوده إلى أحمد شاه الدهلوي سلطان الهند فلقبه فضل الله خان وأقطعه قرى عديدة، فبنى حمد الله مدرسة عظيمة ببلدة سنديله، وله مصنفات ممتعة، أشهرها تعليقاته على الشمس البازغة للجونبوري وتعليقاته على شرح هداية الحكمة للشيرازي، وله شرح على زبدة الأصول للعاملي وشرح بسيط على مسلم العلوم للفاضل البهاري وهو أشهر مؤلفاته تلقاه العلماء بالقبول فأدخلوه في برنامج الدرس. مات سنة ستين ومائة وألف بدار الملك دهلي فدفن بها في مقبرة الشيخ الكبير قطب الدين الأوشي، كما في تذكرة علماء الهند. الشيخ حمزة بن آل محمد المارهروي الشيخ العالم الصالح حمزة بن آل محمد بن بركة الله الحسيني الواسطي المارهروي أحد الرجال المشهورين، ولد في الرابع عشر من ربيع الثاني سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف ببلدة مارهره ونشأ بها وقرأ العلم على الشيخ طفيل محمد الأترولوي وأخذ الحديث عنه وهو أخذ عن الشيخ مبارك بن فخر الدين الحسيني البلكرامي عن أبي رضا بن إسماعيل والشيخ نور الحق كلاهما عن الشيخ المحدث عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي، وأخذ الطريقة عن والده وتولى الشياخة بعده وهو في الرابع والثلاثين من مراحل العمر. وكان عالماً عارفاً عفيفاً ديناً قانعاً مرتاضاً منقطعاً إلى الله سبحانه، له مزدوجة على منوال المثنوي المعنوي صنفها ارتجالاً وله كاشف الأستار كشكول له بسيط انتفعت به. مات في الرابع عشر من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة وألف كما في أنوار العارفين. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 716 الأمير حيدر علي الميسوري الأمير الكبير حيدر علي بن فتح علي بن علي خان الكوهيري الحيدرآبادي ثم الميسوري أحد رجال السياسة والتدبير، ولد سنة خمسين ومائة وألف وتدرب على الفنون الحربية في ظل والده ثم دخل في خدمة راجه ميسور سنة 1749 م وكان ملازماً لركابه أباً عن جد فارتقى إلى مأمورية قائد الجيوش ف مدة عشر سنين وتدرج إلى الإمارة وجمع العساكر العظيمة تحت لوائه، وكان راجه نند رام ملك ميسور مائلاً إلى التعبد فألقى زمام الملك بيد وزيره كنارو، فلما رأى كنارو أن حيدر علي صار قوي الشوكة خافه ودبر الحيلة لاستئصاله واستقدم المرهله، فلما وقف حيدر علي على ذلك حارب كنارو وقاتله وهزمه، فاستوزره نند رام وألقى بيده الحل والعقد فرتق ما فتق من مهمات الدولة في أيام كنارو ثم قبض على نند رام واستقل بالملك وافتتح أمره بالسياسة والرئاسة وقبض أكثر بلاد المرهله ووسع ملكه إلى نواحي مدراس وضرب السكة باسمه بشطر من البيت: دين أحمد در جهان روشن وفتح حيدر است وإذ كانت الدولة الإنكليزية تحسب لنمو سطوته حساباً عقدت محالفة المرهله ونظام الملك ضده إلا أن حيدر على استمال نظام الملك إليه وأضرم على الإنكليز نيران حرب هائلة وجر عساكرهم إلى بعد عن مدارس وركب في ستة آلاف فارس وقطع عشرين ومائة ميل في ثلاثة أيام حتى طلع على المدينة المذكورة فاضطرت حماية مدراس أن تجيب طلبه وقرر هو معاهدة من أهم شرطها أن الإنكليز يكونون حلفاء له في حروبه الدفاعية، فلما أغارت المرهله على أملاكه سنة 1770 م طلب إلى الإنكليز المساعدة الموعود بها، فلم ينل منهم إلا إعلانهم بأنهم على حياد ولما تهددته المرهله مرة ثانية طلب مساعدة الإنكليز فلم يجيبوه فغاظه ذلك فخالف المرهله أنفسهم ونظام الملك سنة 1780 م وأغار على مملكة كرنالك الإنكليزية وخربها بالنار والسيف وفتح قلاعاً كثيرة إلا أنه احترز من الدخول معهم في الحرب مواجهة، وكان الخراب الذي ألحقه في مدة سنتي الحرب عظيماً حتى أن العساكر الإنكليزية وأهل مدراس كانوا في خطر من المجاعة وقد رفض شروط المصالحة التي عرضها علي حاكم مدراس عند ما أدركته المنية، وخلفه ابنه تببو سلطان، توفي سنة ست وتسعين ومائة وألف هجرية. القاضي حيدر بن أبي حيدر الكشميري الشيخ الفاضل القاضي حيدر بن أبي حيدر الحنفي الكشميري أحد كبار الفقهاء، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على الشيخ عبد الرشيد الكشميري وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى دهلي وتقرب إلى عالمكير فجعله معلماً لحفيده محمد عظيم فاشتغل بتعليمه زماناً ثم ولي القضاء بدار الملك ثم ولي القضاء الأكبر سنة سبع عشرة ومائة وألف، ولاه عالمكير، كما في مآثر عالمكيري. قال خافي خان في منتخب اللباب: إن شاه عالم بن عالمكير بعثه إلى جودهبور سنة تسع عشرة ومائة وألف فذهب إلى ذلك المقام وعمر المساجد وخرب الكنائس ونصب القضاة والولاة في تلك البلاد وأخذ الجزية من أهلها، انتهى. توفي سنة إحدى وعشرين ومائة وألف فنقل جسده إلى كشمير ودفن بها، كما في خزينة الأصفياء. حرف الخاء نواب خانجهان الكوباموي الأمير الفاضل خانجهان بن محمد أنور بن محمد منور العمري الكوباموي نواب أنور الدين خان بهادر شهامت جنك، كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكوبامؤ وتأدب على والده وتففن في الفضائل ثم تقرب إلى عالمكير وتربى في مهد السلطة، لقبه شاه عالم بن عالمكير أنور الدين خان وولاه على ديوان الخراج بحيدرآباد، ولما نال آصف جاه الوزارة الجليلة في أيام محمد شاه ولاه على جهان آباد، كوزه ثم لما ذهب آصف جاه إلى حيدر آباد عزل عن تلك الخدمة فسار إلى حيدر آباد وخدم آصف جاه المذكور مدة، فولاه على كرنالك، ولما توفي آصف جاه وقام بالملك ولده ناصر جنك لقبه شهامت جنك ولما خرج علي ناصر جنك ابن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 717 أخته مظفر بن جنك وذهب إلى كرنالك قاتله أنور الدين خان وقتل في تلك المعركة. وكان فاضلاً شجاعاً مقداماً كريماً ديناً تقياً بارعاً في التصوف ذا سخاء وإيثار، قتل سنة اثنتين وستين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. خانجي بن بير خان الكجراتي الشيخ الكبير خانجي بن بير خان الإسماعيلي الكجراتي أحد كبار المشايخ الشيعة الإسماعيلية، ولد ونشأ بكجرات وأخذ العلم عن أخيه نجم خان وبعثه الداعي بدر الدين إلى أحمد آباد فأقام بها زماناً ودرس وأفاد وأخذ عنه كليم الدين وصفي الدين، ثم سار إلى أودببور وأسس بها مدرسة عالية فسار إليه لقمان بن حبيب الله وأخذ عنه، مات بأودببور وقبره بها، كما في سلك الجواهر. الشيخ خواجه مير درد الدهلوي الشيخ العالم الكبير العارف الفقيه خواجه مير بن محمد ناصر الحسيني العسكري النقشبندي الدهلوي أحد الرجال المشهورين في العلم والعمل، يرجع نسبه إلى الشيخ الكبير بهاء الدين محمد نقشبند البخاري بإحدى عشرة واسطة وينتهي إلى الإمام حسن العسكري بخمس وعشرين واسطة، ولد بدار الملك دهلي ونشأ بها واشتغل بالعلم على والده وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة حياة والده، ثم لما أفاض الله سبحانه على والده الطريقة المحمدية الخالصة بايعه مرة ثانية وأخذ عنه تلك الطريقة وأجازه والده إجازة عامة تامة، فجلس على مسنده بعده وطهر قلبه عما سوى الله سبحانه وانقطع إليه وهو يومئذ ابن اثنتين وعشرين سنة فرزقه الله سبحانه حظاً وافراً من العلم والمعرفة وحسن السمت والدل والهدى والزهد والاستغناء عن الناس وجعله من العلماء الراسخين في العلم، له رسالة في أسرار الصلاة صنفها وله خمس عشرة سنة، وله واردات درد مجموع فيه إحدى عشرة ومائة رسائل صنفها في تسع وثلاثين من سنه ثم شرحها في علم الكتاب وهو في مجلد ضخم يدل على تبحره في العلم والمعرفة، وله رسالة في مبحث الغناء وله ديوان شعر بالفارسي في مجلد وكذلك ديوان شعر بالهندي، وكان ماهراً بالموسيقى معدوداً في الشعراء، بل من أستاذتهم، له يد طولى في تهذيب اللغة الهندية ومنة عظيمة على الشعراء. ومن فوائده في الدين الخالص وهو الوارد الموفي مائة من علم الكتاب: اعلم أن التوحيد هو خلاص القلب عن تعلق الغير وتخليته عما سوى الله وإسقاط الإضافات الموهوبة عن الموجودات الاعتبارية التي لا وجود لها بأنفسها إلا بصنع الله الذي أتقن كل شيء والاستغراق والاستهلاك والاضمحلال في مشاهدة وجهه الذي أينما تولوا فثم هو لا أن التوحيد ما يتوهم الجهلاء ويزعمون أنه اتحاد العبد والمعبود وعينية الواجب والممكن ورفع امتياز المراتب الثابتة التي أثبتها الله بقدرته الكاملة وحكمته البالغة وتسهيل الأحكام الشرعية وتساوي الكفر والإسلام وعدم تفرقة الحق والباطل وإنكار ورائية الحق عن الخلق وانحصار وجوده تعالى في هذه الموجودات الكونية كوجود الكلى الطبعي في إفراده لأن هذه العقيدة الفاسدة الباطلة إلحاد وزندقة وكفر محض لا سبيل لها إلى الرشد لأنه في الحقيقة إنكار الحق في صورة الإقرار وإثبات الخلق ونفي الحق، نعوذ بالله منه. ومن فوائده في الدين القيم وهو الوارد الرابع والمائة من علم الكتاب: الدين القيم هو الطريق المحمدي الذي هدى الله المحمديين المخلصين له بفضله وهدايته وهو إثبات الله سبحانه ونفي الآلهة الباطلة إقراراً باللسان وتصديقاً بالقلب على أنه لا معبود سوى الله بتكرار كلمة لا إله إلا الله حتى لا يبقى المقصود الأصلي في الباطن غير الله بل لا يبصر موجود بعين البصيرة غيره ولا ينظر في مرايا الموجودات إلا وجه الله أينما تولوا فثم هو ظاهر أولاً وفي ضمنه الموجودات الأخر كلها ظاهرة ثانياً كما أن النور مبصر أولاً والأشياء تبصر بها ثانياً فأهل تلك المشاهدة هم الذين به يبصرون وبه يسمعون وبه يمشون وبه يبطشون ولا يفوتهم أدب من الآداب الشرعية ولا يقصرون في أداء أحكامها بحوله وقوته ويستقيمون على التوحيد المحمدي الذي هو الاستغراق ومشاهدة الحق مع حفظ مراتب العبدية فكن متوجهاً دائماً إلى الذات المنزهة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 718 الإلهية على النهج التنزيهي وانظر عجائب قدرته وصنعته بنظر التأمل والتفكر في مقدوراته ومصنوعاته التي هي آياته الباهرة وتفكر في خلق السماوات والأرض بالعبرة والخبرة لتعلم أنه تعالى ما خلق هذا باطلاً وينكشف عليك أن الله ما خلق شيئاً عبثاً فاستقم كما أمرت بلسان الشرع ولا تلتفت إلى مسائل التوحيد الوجودي والشهودي لأنهما من جزئيات التوحيد الكلي المحمدي واكتف بإقرار التوحيد المطلق مجملاً بلا ملاحظة تقيد الوجود والشهود ذلك الدين القيم، انتهى، ومن أبياته الرقيقة الرائقة قوله: بر سر كوئي تو ام يكبار مي بايد كريست ابر تا داند كه اين مقدار مي بايد كريست وقوله: اين همه از خويش رفتي در بيء كار كسي اي دل كم كشته ما هم باتو كاري داشتم وقوله: درد آخر زندكي هم جند روزي كردن است دل نمى بايد ز دنيا اينقدر برداشتن توفي يوم الجمعة لست ليال بقين من صفر سنة تسع وتسعين ومائة وألف بدهلي وقبره مشهور ظاهر خارج البلدة. القاضي خليل الله الحيدرآبادي الشيخ الفاضل خليل الله بن قاضي بابا بن آقا رضى الحسيني الرضوي البخاري ثم الحيدرآبادي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بحيدرآباد وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء، وولي القضاء بحيدرآباد بعد وفاة والده، وكان مشكور السيرة في القضاء خاشعاً لله متواضعاً متعبداً لم يزل مشتغلاً بذكر الله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مات لتسع بقين من رجب سنة ست وخمسين ومائة وألف بحيدرآباد، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ خوب محمد الكجراتي الشيخ العالم الفقيه خوب محمد الحنفي الجشتي الأحمد آبادي الكجراتي أحد المشايخ المبرزين في العلم والمعرفة، له شرح على جام جهان نما ورسائل في التصوف، مات لست ليال بقين من شوال سنة ثلاث ومائة وألف بمدينة أحمد آباد، كما في مرآة أحمدي. السيد خير الله البلكرامي الشيخ العالم الصالح خير الله بن عبد الحميد بن طيب بن عبد القادر بن أبي القاسم بن خان محمد بن محمود الأكبر الحسيني الواسطي البلكرامي أحد رجال العلم والطريقة، لم يكن له نظير في عصره ومصره في الفنون العربية واللغة والإنشاء والشعر ومعرفة حقائق المثنوي المعنوي، لم يزل يشتغل بالإفادة والعبادة، مات فجأة يوم الأربعاء خامس شوال سنة أربع عشرة ومائة وألف ببلدة بلكرام كما في مآثر الكرام. مرزا خير الله الدهلوي الفاضل الكبير العلامة خير الله بن لطف الله المهندس الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، تولى الرصد بمدينة دهلي سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف في أيام محمد شاه الدهلوي، وصنف التصانيف النافعة في الزيج والتقويم، منها شرح الزيج المحمد شاهي قد أبدع فيه وأجاد وخالف القدماء في بعض المسائل، منها أن القدماء كانوا يزعمون أن المدار الذي خارج المركز دائرة فاستخرجوا التعديلات الجزئية باعتبارها فخالفهم في ذلك في كتابه وادعى أنه وجد مدار الشمس وجميع مدارات الحوامل الخارجة عن المراكز على أشكال بيضوية وبرهن على ذلك في كتابه، كما في جامع بهادر خاني. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 719 القاضي خير الله الجونبوري الشيخ العالم الفقيه القاضي خير الله بن مبارك بن أبي البقاء الحسيني الواسطي الجونبوري كان أصغر أبناء والده، ولد ونشأ بمدينة جونبور وتفنن في الفضائل على أبيه وولي القضاء، وكان كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، كما في تجلي نور. حرف الدال المهملة السيد دائم علي الكزوي الشيخ الفاضل الكبير دائم علي الحسيني الكزوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والذكاء، ولد ونشأ ببلدة كزه وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم لازم دروس العلامة كمال الدين الفتحبوري وقرأ عليه فاتحة الفراغ، ثم رجل إلى فرخ آباد وتقرب إلى ولاتها فعاش بها زماناً طويلاً وتزوج بابنة الحكيم ثناء الله الفرخ آبادي وأعقب منها، وكان فاضلاً بارعاً في العلوم الحكمية شاعراً طبيباً يدرس ويفيد، أخذ عنه ولده غلام ضامن والمفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني وخلق كثير من أهل العلم، توفي سنة ثمان وتسعين ومائة وألف، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ داود علي العظيم آبادي الشيخ الفاضل داود علي بن محمد نصير الشيعي الشيخبوري ثم العظيم آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، قرأ الكتب الدرسية على والده وصحبه مدة طويلة ثم سافر إلى الحجاز والعراق فحج وزار المشاهد ورجع إلى عظيم آباد وصرف عمره في الإفادة والعبادة، وكان قانعاً عفيفاً متعبداً حسن الأخلاق شديد المواساة، مات فيما بين الستين والسبعين ببلدة عظيم آباد، كما في سير المتأخرين. السيد دركاهي البلكرامي الشيخ الفاضل دركاهي بن عبد الخبير بن درويش بن حاتم بن بدر الدين الحسيني الواسطي البلكرامي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمحروسة بلكرام واشتغل بالعلم من صغر سنه وسافر له، وأخذ عن القاضي عليم الله الكجندوي وعن غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرسول عم القاضي عليم الله المذكور فنال حظاً وافراً من العلم والمعرفة فرجع إلى بلدته وعكف على الدرس والإفادة فأفنى قواه في ذلك، مات في بضعة عشرة ومائة وألف ببلكرام، كما في مآثر الكرام. المفتي درويش محمد البدايوني الشيخ العالم الفقيه المفتي درويش محمد العثماني الحنفي البدايوني أحد كبار الفقهاء، كان مفتياً ببلدة بريلي في أيام رحمت خان، كما في تاريخ فرخ آباد. حرف الراء الشيخ رحمة الله الأوديكيري الشيخ الكبير رحمة الله بن خواجه عالم الحنفي النقشبندي الخراساني ثم الهندي الأوديكيري أحد المشايخ المشهورين بأرض الدكن، ولد بما وراء النهر سنة ثلاث عشرة ومائة وألف ونشأ بها وسافر إلى البلاد في شبابه وأخذ الطريقة الرفاعية عن السيد علوي ثم دخل الحرمين الشريفين سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف فحج وزار وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ أشرف بن أولياء الحسيني المكي ولازمه زماناً ثم قدم الهند وسكن بأوديكير، أخذ عنه المفتي ولي الله بن أحمد على الفرخ آبادي والشيخ رفيع الدين القندهاري وخلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي لأربع ليال بقين من ربيع الأول سنة خمس وتسعين ومائة وألف بقلعة أوديكير فنقلوا جسده إلى رحمة آباد ودفنوه بها، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ رحمة الله اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه رحمة الله بن غلام محمد البكري الحنفي البجنوري اللكهنوي أحد العلماء المتصوفين، له تذكرة الأصفياء كتاب مفيد في أخبار المشايخ بالفارسي، صنفه سنة ست عشرة ومائة وألف ببلدة لكهنؤ أوله الحمد لله الذي جعل ضمائر الأنبياء مشارق ضياء الشريعة والطريقة إلخ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 720 الشيخ رحمة الله الكشميري الشيخ الفاضل رحمة الله بن محمد مقيم بن محمد مؤمن الحنفي الكشميري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على مولانا محمد محسن كشو ومولانا عبد الله الشهيد ثم تصدى للدرس والإفادة، وكان ذكياً فطناً تقياً متورعاً استفاض من روحانية الأمير علي بن الشهاب الهمداني فيوضاً كثيرة، مات سنة ثلاث وستين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار. الشيخ رحمة الله العالمكيري الشيخ الفاضل رحمة الله الحنفي العالمكيري أحد رجال العلم، كان ناظر المحاكمة العدلية وأميناً على هفت جوكي أي ناظراً على أهل النوب من الأمراء الحارسين في أيام عالمكير بن شاهجان وكان مقرباً لديه، ولما مات عالمكير اعتزل عن الخدمة وانزوى في بيته، ثم سافر عازماً للحج والزيارة مع سر بلند خان سنة أربع وعشرين ومائة وألف، كما في مرآة أحمدي. الحافظ رحمة خان الأفغاني الأمير الكبير رحمة خان بن شاه عالم خان الأفغاني نواب حافظ الملك كان من الأمراء المشهورين بالبذل والسخاء، قدم الهند من جبال روه فاغتنم قدومه نواب علي محمد خان الكليهري وولاه على بيلي بهيت، ولما ولي علي محمد المذكور على سرهند سار معه وخدمه زماناً ثم رجع معه إلى كليهر ولما توفي على محمد سنة إحدى وستين ومائة وألف واتفق الناس على ولده سعد الله خان اجتمع به وقاتل معه مدة على جرى عادتهم، ثم اختلف الناس فيما بينهم فقسموا البلاد ووظفوا سعد الله خان ثمانية لكوك في كل سنة وجعلوه أميراً عليهم فانتزع رحمة خان بلدة بريلي وشاهجهانبور وبيلي بهيت ونواحيها من القرى والبلاد وساس الأمور وأحسن من الرعايا، وكان أكبرهم في حسن الخلق والتواضع وكرم السجايا وأرشدهم في كمال الرئاسة وحسن مسلك السياسة وجودة التدبير ومحبة أهل الفضائل، وفد عليه العلماء من بلاد شاسعة وسكنوا في بلاده، ولما خرج العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي من لكهنؤ ودخل في بلاده أكرمه غاية الإكرام وأسس له مدرسة كبيرة بمدينة شاهجهانبور وجعل له أرزاقاً سنية، وكذلك أكرم الشيخ رستم علي بن علي أصغر القنوجي وأسكنه ببلدة بريلي ووظفه، وكذلك جعل للعلماء الأرزاق السنية فكانوا يدرسون في بلاده بفراغ الخاطر وجمع الهمة، قتل في سنة ثمان وثمانين ومائة وألف بناحية فريد بور كما في تاريخ فرخ آباد. القاضي رحيم الدين الكوباموي الشيخ الفاضل رحيم الدين بن وهاج الدين بن قطب الدين بن شهاب الدين العمري الحنفي الكوباموي كان من بيت العلم المشهور والحي الذي بالفضائل مذكور، ولد ونشأ بكويامؤ وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء، كما في تذكرة الأنساب. رستم بن قباد الحارثي الأمير الفاضل رستم بن قباد الحارثي البدخشي نواب معتمد خان بن ديانت خان كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ذكره ولده محمد في كتابه رد البدعة وقال: إنه كان جامعاً للمعقول والمنقول حاوياً للفروع والأصول، مات في السابع عشر من جمادى الأولى سنة سبع عشرة ومائة وألف. مولانا رستم علي القنوجي الشيخ العالم الكبير العلامة رستم علي بن علي أصغر الصديقي الحنفي القنوجي أحد العلماء المشهورين، ولد سنة خمس عشرة ومائة وألف بقنوج ونشأ بها واشتغل على والده وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، ولما توفي والده سافر إلى لكهنؤ وقرأ سائر الكتب على الشيخ الأستاذ نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي وقرأ فاتحة الفراغ سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف، ثم رجع إلى قنوج وتصدر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 721 للتدريس في مدرسة والده وأخذ الطريقة النقشبندية عن أخيه مولانا محمد كامل القنوجي المتوفي سنة 1146 هـ، وكان من كبار العلماء انتهت إليه الإمامة في العلم والتدريس، درس وأفاد وألف وأجاد، وسافر في آخر عمره حين تسلط المرهله على قنوج إلى فرخ آباد ثم إلى بريلي فأكرمه نواب رحمت خان أمير تلك الناحية إكراماً بالغاً فسكن ببلدة بريلي ومات بها. ومن مصنفاته تفسير القرآن الكريم المسمى بالصغير على منوال الجلالين في إيجاز العبارة ولطف الإشارة، ومنها منتخب نور الأنوار شرح منار الأصول، مات سنة ثمان وسبعين ومائة وألف ببلدة بريلي ودفنوه بها ثم نقلوا جسده بعد ستة أشهر إلى قنوج فدفنوه عند والده كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ رشيد الدين الكجراتي الشيخ الفاضل رشيد الدين بن ركن الدين بن يحيى العمري الجشتي الكجراتي أحد المشايخ الأعلام، ولد ونشأ بأحمد آباد وأخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة ثم درس وأفاد، له ديوان الشعر الفارسي، مات يوم الخميس لعشر بقين من ذي القعدة. السيد رضى بن نور التستري الشيخ الفاضل رضى بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني الجزائري التستري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد بتستر سنة ثمان وعشرين ومائة وألف وقرأ العلم على والده وعلى صنوه الكبير عبد الله بن نور الدين ثم سافر إلى أصفهان وقم وكاشان وإلى غيرهما من البلاد وأخذ عن جمع كثير من العلماء، ثم رحل إلى العراق وزار المشاهد المنورة، ثم قدم الهند سنة تسع وأربعين ومائة وألف ورحل إلى بنكاله فأقام عند صاحبها شجاع الدولة مدة من الزمان، ولما توفي شجاع الدولة جعله مرشد قلي خان من ندمائه ولما سافر مرشد قلي خان إلى حيدر آباد سار معه نحو آصف جاه وصرف شطراً من عمره في صحبته، ثم اعتزل عن الناس ولازم بيته بحيدر آباد وتزوج بها وأعقب ثلاثة أبناء أكبرهم أبو القاسم الذي يعرف بمير عالم، وكانت وفاته ليلة الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة أربع وتسعين ومائة وألف بحيدر آباد كما في نجوم السماء. الشيخ رفيع الدين الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة رفيع الدين بن نيك مراد الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، أخذ عن الشيخ محمد شفي بن محمد مقيم الحسيني الدهلوي وكان كثير الاشتغال بالدرس والإفادة درس وأفاد اثنتي عشرة سنة بدهلي، أخذ عنه السيد غلام حسين المشهدي وخلق كثير من العلماء، وله مصنفات عديدة منها كشف الفصوص شرح فصوص الفارابي صنفه لتلميذه غلام حسين المذكور وكان يقرأ عليه شرح الألواح للحكيم شهاب الدين المقتول، أوله الحمد لله الحكيم وجدت بوجوده مهيات الهويات إلخ، وله حاشية على ينبوع الحياة المنسوبة إلى هرمس الهرامسة الذي هو والد الحكماء بعد ترجمته من الفارسية إلى العربية، ذكرها رفيع الدين المترجم له في كتابه كشف الفصوص. الشيخ ركن الدين الشطاري الشيخ الصالح ركن الدين أحمد الشطاري الجنيدي المنيري أحد المشايخ المعروفين، أخذ الطريقة عن الشيخ معين الحق عن الشيخ قطب الدين عن الشيخ علاء الدين عن الشيخ أبي يزيد عن الشيخ أبي الفتح هدية الله عن والده الشيخ محمد بن العلاء الهاشمي المنيري، وأخذ عنه الشيخ إمام الدين عبد الحسيب الحسيني الراجكيري وخلق آخرون، مات في الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة سبع عشرة ومائة وألف، كما في كنج أرشدي. الشيخ ركن الدين الكجراتي الشيخ العالم الصالح ركن الدين بن يحيى العمري الجشتي الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، ولد بأحمد آباد سنة تسع وخمسين وألف وأخذ العلم عن أبيه وعن الشيخ فريد الدين الكجراتي وقرأ المثنوي المعنوي على الشيخ عبد الفتاح العسكري شارح المثنوي ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة، ولما هاجر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 722 أبوه إلى الحجاز تولى الشياخة مكانه وحصل له القبول العظيم بكجرات، وكان يدرس ويفيد، توفي لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة خمس عشرة ومائة وألف بأحمد آباد، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ ركن الدين الكجراتي الشيخ الفاضل ركن الدين بن حسام الدين بن ركن الدين بن يحيى العمري الجشتي الكجراتي أحد المشايخ المشهورين، ولد لثلاث عشرة خلون من صفر سنة إحدى وأربعين ومائة وألف بأحمد آباد وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء بكجرات، ثم أخذ الطريقة عن أبيه وتولى الشياخة بعده، وكان صاحب وجد وحالة، توفي لخمس بقين من شعبان سنة ثمان وتسعين ومائة وألف بأحمد آباد، كما في محبوب ذي المنن. المفتي روح الله الجونبوري الشيخ العالم المفتي روح الله بن مبارك بن أبي البقاء الحسيني الواسطي الجونبوري أحد العلماء البارعين في المعارف الأدبية، ولد ونشأ ببلدة جونبور وقرأ العلم على والده وتفنن في الفضائل عليه، ثم تصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، كما في تجلي نور. الشيخ روح الله السندي الشيخ الفاضل الكبير روح الله الحنفي البهكري السندي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، لقيه على شير القانع سنة ست وستين ومائة وألف وذكره في كتابه تحفة الكرام وأثنى على براعته في العلوم. مولانا روح الأمين البلكرامي الشيخ العالم الكبير روح الأمين بن محمد سعيد بن محمد العثماني البلكرامي أحد الرجال المشهورين، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ العلم على من بها من العلماء وجد في البحث والإشتغال حتى برع في الفنون العربية والإنشاء والشعر، وخرج من بلدته إلى دهلي مع ستين رجلاً من الفرسان والرجالة وتقرب إلى منعم خان الوزير فافتتن بفضله الوزير ولكنه مات قبل أن يمنحه المنصب والخدمة، فتقرب إلى سبهدار خان وصار نائباً عنه في إله آباد فاشتغل بمهماتها مدة، ثم تقرب إلى نواب سر بلند خان فولاه على اثنتين وعشرين عمالة من بنجاب نحو سيالكوث وجالندهر فاستقل بها برهة من الزمان، ثم اعتزل عنها ورجع إلى بلكرام فاستقدمه نواب تهور خان صاحب شاهجهانبور، فلازمه زماناً، ثم انحاز عنه وتقرب إلى نواب مظفر الدولة فصار نائباً عنه في بلاده أوده وأقام بها مدة، ثم اعتزل عنه ولازم الأمير الكبير محمد خان بنكش ثم لازم برهان الملك وقاتل معه نادر شاه الإيراني فقتل. وكان عالماً خفيف الروح فيه دعابة وطلاقة وجه شاعراً مجيد الشعر ذا حافظة قوية يسرد الأشعار على محلها من عربية وفارسية، وكان كثير الإشتغال بمطالعة الكتب وكتابتها وتصحيحها وتحشيتها، انتسخ صحيح البخاري وصحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري في العقد السابع من عمره وعلق عليهما الحواشي المفيدة، وله ديوان الشعر الفارسي أبياته تقارب سبعة آلاف بيت، وله كشكول سماه بالعقل الكل، ومن أبياته الرائقة قوله: موشكافان كره زلف تو از دل بستند جه كند ناخن تدبير كه مشكل بستند مات يوم الثلاثاء الخامس عشر من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، كما في شرائف عثماني. حرف الزاي الشيخ زين بن عبد الرحمن الحضرمي الشيخ الكبير زين بن عبد الرحمن عيديد الباعلوي الحضرمي أحمد المشايخ المشهورين في عصره، حصل له القبول العظيم بمدينة سورت فتولى الشياخة بها قائماً مقام والده، وكان والده أول من قدم الهند من تلك العائلة الجليلة، توفي سنة أربع وخمسين ومائة وألف، كما في الحديقة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 723 مولانا زين الدين الكشميري الشيخ الفاضل زين الدين بن عبد اللطيف الحنفي الكشميري كان من نسل الشيخ زين الدين علي، ولد بكشمير ونشأ في العلم والكرامة حتى برع وفاق أقرانه، مات سنة خمس وخمسين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. السيد زين الدين الحضرمي الشيخ الفاضل زين الدين فضل الحسيني الحضرمي ثم الهندي البيجابوري أحد العلماء الصالحين، قدم الهند وسكن بمدينة بيجابور وحصل له القبول العظيم عند أهل البلدة والوجاهة العظيمة عند الأمراء وكان ماهراً بالدعوة والتكسير حريصاً على جمع الكتب النفيسة وكانت عنده تسعمائة كتاب عزيز الوجود، توفي لخمس بقين من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائة وألف بمدينة بيجابور، كما في محبوب ذي المنن. مولانا زين العابدين السنديلوي الشيخ العالم الكبير زين العابدين الحسيني السنديلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، أخذ عن الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي، وكان صاحب وجد وحالة، كما في الرسالة القطبية. مولانا زين العابدين الكجراتي الشيخ الفاضل زين العابدين الأحمدآبادي الكجراتي أحد العلماء المشهورين، له حاشية على الآداب الباقية في فن المناظرة، مات سنة ثلاث عشرة ومائة وألف، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ زين العابدين السرهندي الشيخ العالم الصالح زين العابدين بن يحيى بن أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والتصوف، ولد سنة أربع وسبعين وألف بسرهند ونشأ في مهد العلم والإرشاد، وأخذ العلم والمعرفة عن الشيخ حجة الله محمد النقشبند السرهندي ولازمه ملازمة طويلة حتى برز في كثير من الفضائل وتصدر للإرشاد والتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء. توفي في سلخ رمضان سنة ثمان وعشرين ومائة وألف بسرهند وله أربع وخمسون سنة، كما في الجواهر العلوية. نواب زيب النساء بيكم الملكة الفاضلة زيب النساء بنت السلطان محي الدين أورنك زيب عالمكير أكبر ملوك الهند وأكرمهم، ولدت في عاشر شوال سنة ثمان وأربعين وألف من بطن دلرس بانو بنت شاهوار خان الصفوي ونشأت في نعمة أبيها وحفظت القرآن على مريم أم عناية الله الكشميري فأعطاها عالمكير ثلاثين ألفاً من النقود الذهبية، ثم تعلمت الكتابة من نسخ وتعليق وشفيعة وغيرها، وقرأت الكتب الدرسية على الشيخ أحمد بن سعيد الحنفي الأميثهوي وعلى غيره من العلماء، وأخذت الشعر والإنشاء وغيرهما عن الشيخ محمد سعيد المازندراني، وأحرزت الكتب النفيسة في خزانتها واجتمع عندها من العلماء والشعراء ما لم يجتمع عند أحد. وكانت شاعرة ساحرة تسحر الألباب وتفلق القلوب لا تضاهيها امرأة في الهند في جودة القريحة وسلامة الفكرة ولطافة الطبع، لم تتزوج قط لغيرتا بأن تكون ضجيعة لأحد من الرجال، وأما مصنفاتها فهي لا تكاد توجد في الدنيا غير زيب المنشأت وهو مجموع لرسائلها، وأما ديوان الشعر المنسوب إليها فهو لواحد من شعراء الفرس، وديوانها قد ضاع في حيلتها، وأما زيب التفاسير فهو ترجمة التفسير الكبير للرازي بالفارسي نقله من العربية إلى الفارسية الشيخ صفي الدين الأردبيلي ثم الكشميري بأمرها ولذلك سماه باسمها، ومن أبياتها قولها: بشكند دستي كه خم در كردن ياري نشد كور به جشمي كه لذت كير ديداري نشد صد بهار آخر شد وهو كل به فر قي جاكرفت غنجة باغ دل ما زيب دستاري نشد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 724 توفيت سنة ثلاث عشرة ومائة وألف في حياة أبيها فدفنت بحديقة بناها في لاهور. نواب زينت النساء بيكم الملكة الفاضلة زينت النساء بيكم بنت السلطان محي الدين أورنك زيب عالمكير بن شاهجهان بن جهانكير التيموري، ولدت في سنة ثلاث وخمسين وألف ونشأت في نعمة أبيها وتربيته، وتزوجت أورنك شاه إلى تركستان، وآل الأمر إليها في ولاية بخارا بذكائها وحسن تدبيرها حتى صار الحل والعقد بيدها، ومن مآثرها زينة المساجد المشهور في دهلي، المبني بالحجارة الحمراء، وفي فناء المسجد في الجهة الشمالية قبرها. حرف السين سراج الدين علي خان الأكبرآبادي الشيخ الفاضل سراج الدين بن حسام الدين الكواليري ثم الأكبرآبادي أحد الشعراء المفلقين، يرجع نسبه من جهة أبيه إلى العلامة كمال الدين الدهلوي ومن جهة أمه إلى الشيخ محمد الغوث الكواليري، ولد بمدينة كواليار سنة إحدى ومائة وألف واشتغل بالعلم من صباه وجد في حتى برع في النحو واللغة والإنشاء والشعر والبلاغة وسائر الفنون الأدبية، لم يكن في زمانه مثله في سعة العلم والاطلاع على اللغة الفارسية ومناهج كلام أهل اللغة ومصطلحات الشعراء، دخل دهلي سنة ثلاثين ومائة وألف، فحصل له القبول العظيم عند الأمراء، كانوا يكفونه مؤنته لا سيما مؤتمن الدولة وولده نجم الدولة كانا يعطيانه مائة وخمسين ربية في كل شهر، ولما انقرضت الدولة التيمورية في أيام شاه عالم استقدمه نواب سالار جنك بن مؤتمن الدولة إلى فيض آباد وظف له نواب شجاع الدولة أمير تلك الناحية ثلاثمائة ربية كل شهر. ومن مصنفاته الموهبة العظمى في فن المعاني والعطية الكبرى في فن البيان كلاهما بالفارسية كالتلخيص والمفتاح بالعربية، ومنها سراج اللغة في اللغة الفارسية كالبرهان القاطع، ومنها جراغ هدايت في مصطلحات الشعراء الحديثة، ومنها نوادر الألفاظ المشتمل على اللغات الهندية لا يعرف فارسيها ولا عربيها، ومنها خيابان شرح بسيط على كلستان للشيخ سعدي المصلح الشيرازي، ومنها مجمع النفائس في طبقات شعراء الفرس كأنها فتاوي أشعار القدماء منهم والمحدثين، وله ديوان الشعر الفارسي يحتوي على ثلاثين ألف بيت وله غير ذلك من المصنفات، ومن أبياته قوله: تند وبر شور وسيه مست زكهسار آمد ميكشان مزده كه ابر آمد وبسيار آمد مات بلكهنؤ لسبع بقين من ربيع الثاني سنة تسع وستين ومائة وألف فنقل جسده إلى دهلي كما في رياض الشعراء وكلشن هند وسروآزاد. مولانا سعد الدين البلكرامي الشيخ العالم الفقيه سعد الدين بن جمال الدين بن مربي بن عبد النبي الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء المعروفين، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ العلم على الشيخ نعمة الله الحسيني البلكرامي ثم سافر للاسترزاق وخدم الملوك والأمراء زماناً ثم رجع إلى بلدته واعتزل عن الناس وانقطع إلى تدريس الطلبة ومطالعة الكتب، كما في مآثر الكرام. مولانا سعد الدين الكشميري الشيخ العالم الكبير سعد الدين بن أمان الله بن خير الدين الحنفي الكشميري أحد كبار الفقهاء، ولد في سنة ست أو سبع وعشرين ومائة وألف وقرأ العلم على والده ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه جمع كثير من العلماء، توفي لسبع بقين من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين ومائة وألف بعد ثمان وثلاثين يوماً من شهادة والده، كما في حدائق الحنفية. الشيخ سعد الله السلوني الشيخ العالم الكبير العلامة سعد الله بن عبد الشكور الحسيني السلوني البريلوي أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بسلون بفتح السين المهملة بلدة على عشرة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 725 أميال من رائي بريلي في نعمة جده لأمه الشيخ بير محمد السلوني وأخذ الطريقة عن والده عبد الشكور عن الشيخ مسعود الإسفراييني عن الشيخ علي عن الشيخ جعفر عن الشيخ إبراهيم عن الشيخ عبد الله عن الشيخ عبد الرزاق عن والده الشيخ الامام عبد القادر الجيلاني، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأقام بها اثنتي عشرة سنة وأخذ الحديث ودرس العلوم مدة، أخذ عنه الشيخ عبد الله ابن سالم البصري والشيخ أحمد النخلي وغيرهما من الأئمة ثم رجع إلى الهند وسكن ببندر سورت أعطاه عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند قريتين تحصل له منهما ثمانية آلاف ربية كل سنة، وكان السلطان يكرمه ويجله ويتلقى إشاراته بالقبول، والشيخ سعد الله يكتب إلى السلطان في الشفاعات فيقبلها السلطان ويكتب الأجوبة بيده الكريمة حتى أن الشيخ بعث إليه يشفع لواحد من العمال فأمر السلطان أن يكتب إليه أنك رجل عالم لا ينبغي لك أن تخاطبني في الذين ظلموا، ثم ترك السلطان الكتابة إليه بيده والشيخ لم يزل يكتب إليه ويحثه على محبة الأئمة الإثنى عشر من أهل البيت، فلما كرر الكتابة إليه في ذلك الأمر التفت السلطان إلى من حضر عنده من العلماء وقال: إن ما يوصيني الشيخ بحب أهل البيت صحيح لا غبار عليه ولكن الإمامة لا تنحصر عند أهل السنة والجماعة في الأئمة الإثنى عشر، انتهى ما ذكره خافي خان في منتخب اللباب. وفي الحديقة الأحمدية: أن السلطان عالمكير كان يخاطبه في المراسلات بسيدي وسندي. وله مصنفات كثيرة منها تعليقاته على الحاشية القديمة والجديدة وآداب البحث رسالة له في المنطق وحاشية على يمين الوصول في الفقه ورسالة له في إثبات مذهب الشيعة ورسالة له في شرح أربعين بيتاً من المثنوي المعنوي وحاشية له على هداية الحكمة وكشف الحق وتحفة الرسول وغيرها من الرسائل. توفي لأربع ليال بقين من جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف بمدينة سورت فدفن بها. السيد سعد الله البلكرامي الشيخ الفاضل سعد الله بن مرتضى بن فيروز بن عبد الواحد الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ فيضي الأمروهوي وأكثرها على القاضي عبد الرحيم المرادآبادي، ودرس وأفاد ببلكرام مدة طويلة ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند وأقام بأحمدآباد في مدرسة الشيخ نور الدين بن محمد صالح الكجراتي وانقطع إلى الزهد والعبادة قلما يخرج من حجرته وكان يحيى ليله بالعبادة ونهاره بالدرس والإفادة. مات يوم الأربعاء السابع عشر من شوال سنة تسع عشرة ومائة وألف بأحمد آباد فدفن بمقبرة بهيكن، كما في مآثر الكرام. الشيخ سعد الله الدهلوي الشيخ الصالح سعد الله الدهلوي المشهور بكلشن كان من كبار المشايخ النقشبندية، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ عبد الأحد بن محمد سعيد العمري السرهندي ولازمه مدة من الزمان، وكان شاعراً مجيد الشعر، وله شأن كبير في التوكل والاستغناء والترك والتجريد، أخذ عنه الشيخ الكبير جانجانان العلوي الدهلوي. توفي يوم الأحد لتسع بقين من جمادى الأولى سنة أربعين وقيل إحدى وأربعين وقيل ثلاث وخمسين ومائة وألف بدهلي. الشيخ سعد الله الدهلوي الشيخ الصالح سعد الله الدهلوي المشهور بالحافظ كان من أكابر الصوفية، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد صديق بن محمد معصوم وصحبه ثلاثين سنة، أخذ عنه الشيخ الكبير جانجانان العلوي الدهلوي وخلق آخرون، توفي في الحادي عشر من شوال سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف بدهلي. الشيخ سعد الله الأورنك آبادي الشيخ العالم الصالح سعد الله بن أمان الله الأورنك آبادي أحد المشايخ المشهورين، كان أصله من البلاد المشرقية، سافر إلى أورنك آباد عند خاله الجزء: 6 ¦ الصفحة: 726 شهاب الدين وله إحدى عشرة سنة فقرأ الكتب الدرسية على القاضي مسعود الأورنك آبادي وعلى غيره من العلماء وأخذ الطريقة عن خاله شهاب الدين المذكور وتولى الشياخة بعده سنة 1119 هـ. الشيخ سعدي البلخاري الشيخ الكبير سعدي البلخاري اللاهوري أحد المشايخ المشهورين في الهند كان في الثامنة من سنه إذ لقي الشيخ آدم بن إسماعيل البنوري ولازمه، وقرأ العلم على أساتذة عصره وأخذ الطريقة عن الشيخ آدم المذكور وسافر معه إلى الحجاز فحج وزار وأقام بالمدينة المنورة إلى وفاة الشيخ المذكور ثم رجع إلى الهند وسكن بلاهور، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ وحصل له القبول العظيم، مات يوم الأربعاء ثالث ربيع الأول سنة ثمان ومائة وألف في عهد عالمكير. الشيخ سعيد الغجدواني الشيخ الصالح سعيد الغجدواني المشهور بلنك بوش ولد بغجدوان وقرأ على أبناء عصره وأدرك الشيخ قل مريد وله سبع عشرة سنة فانجذب إليه وغلبت عليه الحالة فاستوحش عن الناس وخرج إلى الصحراء ومضى عليه إحدى عشرة سنة ثم رجع إلى شيخه وأخذ عنه، ولما توفي شيخه لازم الشيخ درويش عزيزان وانتفع به ثم قدم الهند ودخل عسكر الأمير الكبير غازي الدين خان فيروزجنك فلازمه مدة حياته في الظعن والإقامة، توفي لسبع خلون من رمضان سنة عشر ومائة وألف، كما في البحر الزخار. القاضي سلطان قلي الجونبوري الشيخ الفاضل سلطان قلي بن أحمد العثماني الجونبوري كان من نسل الشيخ سلطان محمود صنو الشيخ محمد أفضل الجونبوري، ولد ونشأ بمدينة جونبور وقرأ العربية أياماً على والده ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن أساتذتها ثم ولي القضاء بجهان آباد كوزه مكان والده، وله تفسير على سورة يوسف، مات بكوزه ونقل جسده إلى جونبور، كما في تجلي نور. الشيخ سلطان محمد الكرماني الشيخ العالم الصالح سلطان محمد الكرماني الدهلوي أحد الفقهاء الحنفية، أخذ عن السيد حسن النارنولي ثم الدهلوي المشهور رسول نما ولازمه ملازمة طويلة وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه جمال خان المدرس الدهلوي، كما في البحر الزخار. السيد سلطان مقصود الكالبوي الشيخ العالم الفقيه سلطان مقصود بن أحمد بن محمد الحسيني الترمذي الكالبوي أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية ولد ونشأ ببلدة كالبي وسافر للعلم إلى بلكرام فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ سعد الله بن مرتضى البلكرامي ثم رجع وعكف على الدرس والإفادة، له تعليقات مفيدة على الكتب الدرسية منها حاشية على شرح هداية الحكمة للميبذي وحاشية على شرح قصيدة البردة للدولة آبادي، مات في صفر سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. الشيخ سلطان مير الكشميري الشيخ الفاضل سلطان مير الحنفي الكشميري كان ابن أخ الشيخ نور محمد وصاحبه وخليفته، صرف عمره في نشر العلوم والمعارف، ومات سنة خمس وعشرين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. مولانا سليمان الكشميري الشيخ الفاضل سليمان بن أبي الفتح الحنفي الكشميري أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على مولانا عناية الله الكشميري ثم ولي التدريس بمدرسة عناية الله خان فدرس وأفاد بها مدة حياته، وكان صاحب صلاح وطريقة ظاهرة، له لب اللباب شرح خلاصة الحساب للعاملي، مات سنة ست وستين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار. مولانا سليمان المنيري الشيخ الفاضل سليمان الحنفي المنيري نواب فضائل خان كان من الرجال المعروفين بالفضل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 727 والصلاح، تقرب إلى عالمكير في حياة والده شاهجهان وخدمه مدة طويلة حتى صار معتمداً لديه بعد ما تولى المملكة وولاه دار العدل ولقبه فضائل خان سنة إحدى وتسعين وألف، كما في مآثر عالمكيري. قال بختاور خان في مرآة العالم: إنه كان معروف الديانة ظاهر العفة قليل الطمع كثير الورع يعرض على السلطان الشكاة كل يوم ثلاث مرات ويفصح بالأقضية ويبذل جهده في إحقاق الحق وإنجاح المطالب ويشتغل بذلك آناء الليل والنهار ولا يرضى بالقصور في خدمته ومع ذلك كان يدرس الطلبة في الليل ويعلمهم، انتهى، توفي سنة إحدى ومائة وألف، فقال سرخوش مؤرخاً لوفاته، ولله دره: هم شيخ سليمان شدة تاريخ وفات بيمانة عمر بود نامش كويا كما في كلمات الشعراء. الشيخ سليم الله النكرنهسوي الشيخ الفاضل سليم الله بن عليم الله الأنصاري النكرنهسوي العظيم آبادي أحد أكابر العلماء وأعيان الفضلاء ببلدته، قرأ العلم على والده وتفنن في الفضائل عليه، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله الحسيني المدفون بهلسه بكسر الهاء قرية من أعمال عظيم آباد وأخذ عنه بنوه أمين الله وغلام بدر وغيرهما، مات يوم الخميس لتسع بقين من ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين ومائة وألف بنكرنهسه بفتح النون الأول وضم الثاني قرية من أعمال عظيم آباد، كما في تذكرة النبلاء. الشيخ سوندها بن عبد المؤمن السفيدوني الشيخ الصالح سوندها بن عبد المؤمن الصديقي السفيدوني أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بسفيدون قرية جامعة على أربعة عشر ميلاً من باني بت وسار إلى كنكوه عند الشيخ داود بن صادق الحنفي الكنكوهي فلازمه ملازمة طويلة وأخذ عنه الطريقة، ثم رجع إلى بلدته وتولى الشياخة بها، أخذ عنه الشيخ محمد أكرم بن محمد علي البراسوي صاحب اقتباس الأنوار وخلق آخرون، توفي لست بقين من جمادى الآخرة. الشيخ سيف الدين الألوري الشيخ الفاضل سيف الدين بن محي الدين الحنفي الألوري أحد الشعراء المجيدين، قرأ المختصرات على والده ثم لازم الشيخ عبد الجليل بن أحمد الحسيني البلكرامي وأخذ عنه الشعر والإنشاء والترسل والفنون الأدبية، لقيه السيد غلام علي بن نوح الحسيني البلكرامي سنة أربعين ومائة وألف بمدينة إله آباد وذكره في مصنفاته، وله تذكرة الأولياء وتذكرة الشعراء. الشيخ سيف الله البخاري الدهلوي الشيخ الفاضل سيف الله بن نور الله بن نور الحق بن عبد الحق المحدث البخاري الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، له شرح على شمائل الترمذي بالفارسي سماه أشرف الوسائل في شرح الشمائل صنفه سنة إحدى وتسعين وألف في عهد عالمكير، أوله: الحمد لله الذي خلق محمد المصطفى بأكرم شمائل إلخ، كما في مرآة الحقائق. حرف الشين السيد شاه جي الكجراتي السيد شاه جي القرمطي الكجراتي كان من نسل السيد إمام الدين القرمطي، وكان إماماً مطاعاً قائماً بالدعوة إلى مذهبه، ولم يزل مستوراً عن أتباعه فإذا ألحوا عليه يظهر قدمه لهم من وراء الحجاب فكانوا يقبلونها ويلقون النذور عليها، فلما سمع عالمكير بن شاهجهان خبره أمر ولاته أن يبعثوه إليه فأبى ذلك، فأراد الوالي أن يبعثه قهراً فخرج من بيته وأكل السم فمات قبل أن يصل إلى الحضرة، فلما نعي به أتباعه خرجوا من نواحيهم فوجاً فوجاً وذهبوا إلى بهروج فقاتلوا أهلها وملكوا قلعتها عنوة ثم تحصنوا بها فسير شجاعت خان أمير تلك الناحية عسكره فحاصروها وضيقوا على أهلها ثم فتحوها وقتلوهم، ثم أمر عالمكير أن يبعث أهل العلم إلى أحمدآباد ونواحيها الجزء: 6 ¦ الصفحة: 728 ليعلموا ذراريهم العقائد الصحيحة ويجري أرزاق العلماء من أموالهم وكان ذلك في سنة أربع عشرة ومائة وألف، كما في مرآة أحمدي. السيد شاه ولي السندي الشيخ العالم شاه ولي بن أبي القاسم بن علي أكبر بن عبد الواسع بن محمد حسين بن شكر الله بن ظهير الدين الحسيني التتوي السندي أحد العلماء المبرزين في العلم والعمل، أخذ عن الشيخ رحمة الله السندي وبرز في الفضائل الكثيرة، له جامع تحفة المجالس كتاب بسيط في علوم متعددة، مات سنة خمسين ومائة وألف بقرية جكت بور من أعمال ككراله فنقلوا جسده إلى مدينة تته كما في تحفة الكرام. شاه عالم بهادر شاه الدهلوي الملك الفاضل الحليم محمد معظم بن أورنك زيب التيموري شاه عالم بهادر شاه بن عالمكير الدهلوي سلطان الهند، ولد في سلخ رجب سنة ثلاث وخمسين وألف، ونشأ في مهد السلطنة في أيام جده وأبيه وحفظ القرآن وقرأ العلم وتدرب على الفنون الحربية وتأدب بآداب السلطة وفي كل حين يزداد كمالاً مع أخلاق شريفة وخصال محمودة، وهو أكبر أولاد أبيه بعد سلطان محمد بن عالمكير المتوفي في حياة أبيه، وولي أعمالاً منها ولاية لاهور ثم ولاية كابل ولما توفي والده سنة ثمان عشرة ومائة وألف قام بالملك، وكان أخوه محمد أعظم ينافسه ويترشح للامارة فدار الحرب بينهما ثم بينه وبين أخيه كام بخش فقتل أخوه محمد أعظم المذكور في سموكده وقتل كام بخش فبايعه جميع الناس من كابل إلى أقصى بلاد الدكن واستبشروا بدولته واغتبطوا بها ولكنه كان سيىء التدبير والسياسة، غلب في عهده عظيم المرهلة فتغلب على أكثر بلاد المسلمين فسلم له شاه عالم ربع الخراج من بلاد الدكن وهو أول وهن ظهر منه فأدى إلى زوال شوكته ثم انقراض ملكه من أولاده. وكان عادلاً رحيماً كريماً بارعاً في العلوم لم يزل يشتغل بمطالعة الكتب والمذاكرة، وكان شيعياً أمر أن يدخل في خطب الجمع والأعياد لفظ الوصي عند ذكر سيدنا علي المرتضي كرم الله وجهه فارتفع الصخب وكثر الضوضاء بمدينة لاهور فأمر بإحضار العلماء بين يديه وباحثهم في ذلك وقرأ بعض ما روى في إثبات الوصاية لسيدنا علي رضي الله عنه وبعض أقوال الفقهاء والمجتهدين في ذلك حتى كثر اللغط ورغب الناس كافة إلى العلماء سراً حتى أن ولده عظيم الشأن أيضاً مال إليهم، فلما علم السلطان رغبة الناس أمر أن يرجع الأمر إلى الأول حسبما كان جارياً في عهد عالمكير. مات في التاسع عشر من المحرم سنة أربع وعشرين ومائة وألف. المفتي شرف الدين اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه شرف الدين بن محي الدين بن صدر الدين بن محمد الأعظمي اللكهنوي كان جده محمد شفيق مولانا إله داد بن كمال بن محمد بن محمد الحسيني الكرماني، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ واشتغل بالعلم على والده زماناً ثم قرأ الكتب الدرسية على بعض العلماء من أهل كزه ثم قرأ درساً من تفسير البيضاوي على الشيخ غلام نقشبند بن عطاء الله اللكهنوي وأخذ عنه الطريقة، ثم تقرب إلى عالمكير بن شاهجهان الدهلوي سلطان الهند فنال أربعمائة لذاته منصباً وبعض الخدمات الشرعية فاستقل بها إلى أيام محمد شاه وأضيف في منضبه فصار ثلاثة آلاف لذاته وناب الحكم في إيالة بهار عن فدائي خان واستقل بها بضع سنين. له مصنفات عديدة منها رسالة في الجذر الأبكم وحاشية على شرح المواقف وحاشية على تفسير البيضاوي. مات لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف بمنير كما في باغ بهار. مولانا شرف الدين الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير العلامة شرف الدين محمد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 729 الحسيني المودودي الدهلوي المشهور بسيد بودهن كان من العلماء المحققين المدققين، ولد ونشأ بدهلي وقرأ العلم على الشيخ الأجل ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي ولازمه مدة مديدة وأخذ عنه وتخرج عليه وأخذ الطريقة عن الشيخ كليم الله الجهان آبادي، له مصنفات عديدة في الحقائق والمعارف منها القول الفصل في إرجاع الفرع إلى الأصل حقق فيه التطبيق بين مكشوفي الشيخ محي الدين ابن عربي والشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي في التوحيد كما ذهب إليه الشيخ ولي الله في المكتوب المدني صنفه سنة 1163 هـ، وله تعليقات على الهوامع للشيخ ولي الله المذكور وله الوسيلة إلى الله. مولانا شرف الدين البالابوري الشيخ الفاضل شرف الدين بن محمد معصوم الحسيني البالابوري أحد العلماء المشهورين، ولد في سنة أربع وخمسين ومائة وألف ببلدة بالابور وقرأ المختصرات على والده ثم سار إلى أورنك آباد وأخذ عن السيد نور الهدى والسيد نور العلى ابني السيد قمر الدين الحسيني ثم لازم السيد قمر الدين المذكور وأخذ عنه الطريقة ورجع إلى بلابور كان يدرس ويفيد، مات لإحدى عشرة خلون من ذي الحجة سنة أربع وتسعين ومائة وألف في حياة أبيه، كما في محبوب ذي المنن. القاضي شريعة الله الدهلوي الشيخ الفاضل القاضي شريعة الله بن القاضي عبد الله الخراساني ثم الدهلوي أحد العلماء المشهورين، كان والده من كبار الأمراء في عهد فرخ سير، ولي الصدارة بدهلي بعد ما عزل عنها عظيم الله خان في أيام محمد شاه الدهلوي، توفي يوم الأحد ثاني رجب الأصب سنة خمس وخمسين ومائة وألف بدهلي ولي مكانه صنوه عبيد الله خان في ثاني ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائة وألف، كما في سير المتأخرين. الشيخ شعيب بن يعقوب الخيرآبادي الشيخ العالم الصالح شعيب بن يعقوب بن هدى بن عيسى بن مخدوم بن أبي الفتح بن نظام الدين الرضوي الخيرآبادي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ بخيرآباد وقرأ العلم على عمه قطب بن هدى الخيرآبادي وأخذ عنه الطريقة ثم قام مقامه في الدرس والإفادة بعده، وكان صاحب وجد وحال لم يتردد قط إلى الأغنياء، مات لعشر بقين من شهر صفر سنة ست وتسعين ومائة وألف، كما في تذكرة الأنساب. الشيخ شكر الله الجونبوري الشيخ العالم الصالح شكر الله بن نور الله الجنيدي الجونبوري كان من ذرية الشيخ معروف أشرف الذي ينتهي نسبه إلى الجنيد أبي القاسم البغدادي، انتقل جد والده إله داد من قرية مخدوم بور إلى قرية إله داد بور وانتقل والده منها إلى قرية همزه بور من أعمال الديمؤ وولد بها شكر الله ونشأ، ودخل جونبور فقرأ الكتب الدرسية في مدرسة الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري، ثم سافر بأمر والده إلى معسكر السلطان عالمكير بن شاهجهان وكان حينئذ بمدينة بيجابور ثم جاء إلى أورنك آباد وأقام بها عند عمه محمد زاهد واشتغل عليه بمشكاة المصابيح ثم رجع إلى جونبور وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد العثماني الجونبوري ولازمه مدة حياته. كان عالماً فقيهاً زاهداً متعبداً حسن الأخلاق، جمع ملفوظات شيخه محمد أرشد في مجموع كبير فرتبها غلام رشيد وسماها كنج أرشدي سنة خمس وثلاثين ومائة وألف وكان شكر الله حياً عند ذلك، كما في كنج أرشدي. نواب شكر الله السرهندي الأمير الفاضل شكر الله بن لطف الله السرهندي نواب شكر الله خان كان ختن الأمير محمد عسكري الخوافي المشهور بعاقل خان الرازي، ولاه عالمكير على سرهند وسهارنبور وميوات فاستقل بها زماناً، وكان أميراً باذلاً سخياً جواداً يربي العلماء والشعراء ويجيزهم بالصلات الجميلة، مدحه مرزا عبد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 730 القادر بيدل العظيم آبادي في قصيدة مع أنه لم يمدح قط أميراً من الأمراء، وكان شاعرً مجيد العشر، له أبيات رقيقة رائقة بالفارسية منها قوله: از حال دل جه برسي، جون زلف ابتر تو صد جا شكن فتاده، صد جا خميده كفتم مات بيموات سنة ثمان ومائة وألف، كما في يد بيضاء. مولانا شمس الدين الجونبوري الشيخ العالم الفقيه شمس الدين بن ملا انكنون الحنفي الجونبوري أحد الفقهاء المشهورين ببلدته، ولد ونشأ بجونبور وقرأ العلم على والده وعلى السيد محمد عسكري الحسيني الجونبوري ثم ولي الصدارة مكان والده بعده، وكان صالحاً عفيفاً ديناً مشكور السيرة كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، كما في تجلي نور. شمس الدين العباسي الدهلوي الشيخ الفاضل شمس الدين العباسي الشيعي الدهلوي المتلقب في الشعر بالفقير كان من مشاهير عصره، ولد بدار الملك دهلي سنة خمس عشرة ومائة وألف ونشأ بها وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم اشتغل بالشعر وبذل جهده في معرفة اللغة الفارسية ففاق أقرانه في ذلك وسافر إلى أرض الدكن وأقام بها خمس عشرة سنة بقناعة وتوكل ثم رجع إلى دهلي ولقي بها علي قلي خان الداغستاني صاحب رياض الشعراء فاعترف بفضله الداغستاني وذكره في كتابه وأثنى عليه، والداغستاني كان ممن لا يعترف بفضل أهل الهند وكمالهم في الفنون الأدبية ومعرفتهم باللغة الفارسية. وللشمس ديوان الشعر الفارسي فيه سبعة آلاف بيت، وله مزدوجتان مشهورتان. وله رسالتان في العروض والقوافي وصنائع الشعر إحداها الوافية في فن العروض والقافية وثانيتها خلاصة البديع وله كتاب مبسوط في علم البلاغة يسمى بحدائق البلاغة وكلها بالفارسية، ومن أبياته قوله: فقير راز سعادت همين قدر كافيست كه منتي بسرش ساية هما نكذاشت توفي سنة سبعين ومائة وألف، كما في مهر جهانتاب. الأمير شمس الدين الأصفهاني الأمير الفاضل شمس الدين بن صدر الدين بن قوام الدين الحسيني المرعشي الأصفهاني نوبا مخلص خان بن صف شكن خان العالمكيري أحد الرجال المشهورين بالهند، ولي على العرض المكرر في أيام عالمكير ثم جعل قوربيكي ثم ولي على بخشيكري وصار منصبه مع الأصل والإضافة ثلاثة آلاف، وكان فاضلاً كبيراً بارعاً حليماً متواضعاً كثير الإحسان حسن المعاشرة شاعراً مجيد الشعر، من شعره قوله: خمار ما ودر توبه ودل ساقي بيك تبسم مينا شكست وبست وكشاد توفي لأربع خلون من شعبان سنة اثنتي عشرة ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. السيد شمس الدين البالابوري الشيخ الفاضل الكبير شمس الدين محمد ميرك بن منيب الله بن عناية الله الحسيني النقشبندي البالابوري أحد العلماء المحققين في العلوم الحكمية، ذكره القاضي عبد النبي الأحمدنكري في دستور العلماء وأثنى عليه ثناءاً جميلاً، قال: وكان له يد بيضاء في الفنون الرياضية، له العنايات الإلهية كتاب في مقامات أبيه وجده، ولد في سنة ثمان وعشرين ومائة وألف ببلدة بالابور من أعمال برار وقرا العلم على والده وأخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف بمدينة بالابور فدفن بها. الشيخ شمس الدين الحيدرآبادي الشيخ الصالح شمس الدين بن محمود الحيدرآبادي أحد المشايخ المشهورين بحيدرآباد ولد في سنة ثمانين وألف وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء بحيدرآباد ثم أخذ الطريقة عن أبه وتولى الجزء: 6 ¦ الصفحة: 731 الشياخة بعده وكان صاحب وجد وحالة، تذكر له كشوف وكرامات، مات لأربع عشرة خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وستين ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن. القاضي شهاب الدين الكوباموي الشيخ العالم الفقيه شهاب الدين بن محمد حسين بن عبد السلام بن أحمد بن الشهاب العمري الحنفي الكوباموي كان ابن بنت الشيخ العلامة محب الله العمري الإله آبادي، ولد ونشأ بمدينة كوبامؤ وقرأ العلم على الشيخ قطب الدين ابن عبد الحليم الأنصاري السهالوي، وقرأ عليه ولده القاضي قطب الدين الكوباموي ومولانا محمد صالح البنكالي ومولانا محمد أشرف شارح سلم العلوم والقاضي محمد مبارك بن محمد الدائم العمري الكوباموي، كما في الرسالة القطبية. وفي مآثر الكرام: إنه قرأ العلم على القاضي عبد الرحيم المراد آبادي. وفي تذكرة الأنساب لمصطفى علي خان: إن أربعمائة رجل من أهل العلم أخذوا عنه وتخرجوا عليه، انتهى. مات في بضع وعشرين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. مولانا شهاب الدين الجوبي بوري الشيخ الفاضل الكبير شهاب الدين الحنفي الجوبي بور بالياء المجهولة في لفظ جوبي قرية جامعة في نواح قنوج كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، أخذ عن الشيخ غلام مصطفى بن محمد الحسني الأشرفي الجائسي، وأخذ عنه السيد أشرف الحسيني البلكرامي، كما في مآثر الكرام. السيد شهاب الدين الأورنك آبادي الشيخ الفاضل شهاب الدين بن بدر الدين الحسيني الأورنك آبادي أحد العلماء الصالحين، كان أصله من البلاد المشرقية، أخذ العلم عن العلامة عبد الباقي ابن غوث الاسلام الجونبوري صاحب الآداب الباقية ثم ساح بلاد الهند وأدرك الشيخ نور محمد الأورنك آبادي فلازمه وأخذ عنه الطريقة وتولى الشياخة مكانه بأورنك آباد سنة 1102 هـ فأسس مسجداً وزاوية ومدرسة عند قبر شيخه ودرس وأفاد، وكان شيخاً كريماً صالحاً سخياً متوكلاً كثير الخيرات والمبرات. مات لثمان بقين من شعبان سنة تسع عشرة ومائة وألف بأورنك آباد فدفن بها، كما في محبوب ذي المنن. القاضي شيخ الاسلام الكجراتي الشيخ العالم الكبير العلامة شيخ الاسلام بن قاضي القضاة عبد الوهاب الحنفي الأحمد آبادي الكجراتي، أحد مشاهير الفقهاء الحنفية، انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل والزهد والورع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع الصدق والأمانة والعفة والصيانة وحسن القصد والإخلاص والابتهال إلى الله تعالى وشدة الخوف منه. قال خافي خان في منتخب اللباب: إنه ما أخذ شيئاً من متروكات والده بل قسم بعضها على الفقراء والمساكين ليخفف أثقاله وقسم سائرها على غيره من أرباب الفرض والعصوبة وكان والده ترك مائتي ألف أشرفي وخمسمائة ألف ربية فضلاً عن الجواهر الثمينة والأثاث الوافر، فلم يأخذ منها شيئاً كما فعل الشيخ صدر الدين محمد بن زكريا الملتاني غير أن صدر الدين أخذ نصيبه وقسمه على الفقراء وشيخ الاسلام ما أخذ شيئاً ووجه ذلك أن والده الشيخ صدر الدين كان صاحب الورع والعزيمة لم يجمع المال من غير حقه ووالد شيخ الاسلام كان غير مشكور السيرة في الجمع ولذلك ما أخذ شيئاً من متروكاته، قال: ولما توفي والده ولاه عالمكير بن شاهجهان قضاء المعسكر مكان والده سنة أربع وثمانين وألف فأبى قبوله فلما لم يقبل منه عالمكير إلا القبول قبل كارهاً وبذل جهده في الصدق والتحري للحق وتزكية الشهود والتفتيش ورفع النقاب عن وجه المعاملة وتطهير الذيل عن أدناس الغرض فضلاً عن الارتشاء وقول الحق عند السلطان ولو كان يخالفه، انتهى. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 732 وقال شاه نواز خان في مآثر الأمراء: إن عالمكير لما قصد ملوك الدكن استفتاه في ذلك فأجاب بما يخالفه، قال: وإنه ترك المنصب والخدمة بعد مدة مع حرص السلطان على استخدامه وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند فسكن بأحمد آباد، ولما سمع عالمكير أنه رجع بذل ما لا مزيد عليه من العناية وعرض عليه القضاء ثم الصدارة فلم يقبلها ولما أصر السلطان وبالغ في إصراره ارتحل من بلدته كرهاً لقبول تلك الخدمة وتوفي إلى رحمة الله سبحانه في أثناء الطريق فتأسف السلطان بموته تأسفاً شديداً، انتهى. وقال مستهد خان في مآثر عالمكيري: إنه كان من العلماء الربانيين، ولاه عالمكير القضاء بمدينة دهلي فاستقل به مدة من الزمان ولما توفي والده عبد الوهاب ولاه قضاء المعسكر مكانه فصار قاضي قضاة الهند سنة ست وثمانين وألف واعتزل عنه سنة أربع وتسعين وألف مع أن السلطان كان لا يتركه ولا يرخصه لترك الخدمة فسافر إلى الحجاز سنة خمس وتسعين وألف فحج وزار ورجع إلى أحمدآباد واعتزل في بيته فاستقدمه عالمكير ليوليه القضاء مرة ثانية فامتنع من قبوله، انتهى. مات سنة تسع ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. مولانا شيخ الاسلام الدهلوي الشيخ العالم المحدث شيخ الاسلام بن فخر الدين بن محب الله بن نور الله ابن نور الحق بن الشيخ المحدث عبد الحق البخاري الدهلوي أحد مشاهير المحدثين، أخذ عن أبيه عن جده عن المفتي نور الحق، وله شرح بسيط على صحيح البخاري بالفارسي في ستة مجلدات قال فيه: إن له رواية عن جده الشيخ عبد الحق بلا واسطة لأنه أجاز لأولاده وأحفاده وأصحابه وأحبابه إجازة عامة كما هو مصرح في ثبته والإجازة بهذا النحو جائزة عند المحدثين، انتهى ومن مصنفاته كشف الغطاء عما لزم على الأحياء للموتى ومنها طرد الأوهام عن أثر الامام الهمام. حرف الصاد الشيخ صبغة الله السرهندي الشيخ العالم الفقيه صبغة الله بن محمد معصوم بن أحمد بن عبد الأحمد العمري السرهندي أحد المشايخ النقشبندية، ولد سنة اثنتين وثلاثين وألف ونشأ في مهد العلم والمعرفة وبشر له بالقطبية والده، وله آثار صالحة في إرشاد الناس وهدايتهم إلى طريق الحق ولذلك لقبه الناس بمروج الشريعة. مات في تاسع ربيع الأول سنة إحدى وعشرين ومائة وألف وله اثنان وتسعون سنة، كما في تذكرة الأنساب للقاضي ثناء الله. الشيخ صدر جهان الصفي بوري الشيخ العالم الصالح صدر جهان الصفي بوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بصفي بور وقرأ العلم على الشيخ محمد عظيم بن كفاية الله الملاوي ثم رحل إلى فرخ آباد وتقرب إلى فخر الدولة فلبث بها عنده زماناً ولما قتل فخر الدولة سنة خمس وثمانين ومائة وألف رجع إلى بلدته وعاش بها بضع سنين، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ صدر عالم الدهلوي الشيخ الفاضل صدر عالم بن فخر الاسلام بن أبي الرضاء محمد بن وجيه الدين العمري الدهلوي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ بدهلي وقرأ العلم على من بها من العلماء واشتغل بالأذكار والأشغال مدة من الزمان حتى نال العلم والمعرفة، له مصنفات عديدة منها معارج العلى في مناقب المرتضى أوله: الحمد لله الذي هدانا برسوله الكريم إلخ، قال فيه: إني رأيت في مبشرة كأني دخلت في حجرة فيها سرير موضوع جالس عليه أمير المؤمنين ويعسوب الموحدين ومقتدي العارفين أبو الحسن علي بن أبي طالب كرم الله وجه فحياني وطلبني وأدناني إليه وأجلسني على سريره تلطفاً منه وتعطفاً، وقال لي: تريد أن تتعلم مني؟ فقلت: يا فضلاً وسعادة إلى أن فزت بذلك المقصد الجليل، فقال كرم الله وجهه: علمتك بلا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 733 تعليم وتعلم وجعلتك بحراً، ففرحت بإنعامه وإحسانه وقررت بإكرامه وامتنانه ووجدت العلوم حاضرة لدي والحقائق طالعة علي والحمد لله رب العالمين، ورأيت في أخرى كأني دخلت داراً فيها جالس جنابه المعظم كرم الله وجهه فقلت للحاضرين: بايعوه وإن لم تفعلوه فالقرآن يذهب من أيديكم، وتوجهت إليه لأبايعه فمد إلى يده الكريمة فأخذتها وتمسكت واعتصمت وبايعته كما يبايع الشيوخ، فأرشدني وأخذ مني المواثيق الجليلة، فصرت تلميذاً له ومريداً فبعثني حب التلميذ لأستاذه والمريد لشيخه بل العبد والعاشق لعشيقته أن أمدحه وأذكر مناقبه العليا إلى غير ذلك. وقال: إني متأس في العقائد والمشارب للصوفية العلية أعتقد ما يعتقدون وأشرب من كأسهم ما يشربون ومؤمن بفضائل الصحابة رضوان الله عليهم ومصدق لما أعطاهم الله ورسوله من المنازل والمقامات عنده لا أقدح في أحد ولا أنكر فضيلة واحد منهم وأفوض أمر منازعتهم ومجادلتهم فيما بينهم إلى الله تعالى ولا أذكر أحداً منهم إلا بخير وأتيقن أني لو أنفقت كل يوم مثل أحد ما بلغت مد أحدهم ولا نصيفه، انتهى. وقال الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي في التفهيمات الإلهية: إنه فضل علياً كرم الله وجهه على سائر الصحابة فضلاً كلياً، وقد أرسل إلى تلك الرسالة فقرظته بهذه الأبيات: رعاك الله يا صدر العوالي وطول الدهر كان لك البقاء لقد أوتيت في الآباء فخرا وبالأبناء يرتفع العلاء وجدك آية لا ريب فيها وبحر لا تكدره الدلاء وفي كشف المعارف كان فرداً وما في القوم كان له كفاء لقد كوشفت ما كشوفت حقاً وفضل الله ليس له انتهاء أتاك الثلج والإيقان لما رأيت الشق وانكشف اللواء وإذ أدناك سيدنا علي بإكرام وعلم ما يشاء تؤلف في مناقبه كتاباً وعند الله في ذاك الجزاء ومكثر مدح مولانا علي مقل لا يكون له وفاء فما من مشهد إلا وفيه له فخر كبير وازدهاء وما من منهل إلا وفيه له شرب عظيم وارتواء وللقرآن تنزيل وظهر يقاتلهم عليه الأنبياء وللقرآن تأويل وبطن يخاصمهم عليه الأوصياء قبول الناس للتنزيل فيه سياسات له منها نماء فمنها رد تحريف ومد لأسباب له منها انتشاء وصلح واختصام وائتلاف بأقوام قلوبهم هواء لهذا القسم أسرار عظام وللشيخين فيه اعتلاء وفي علم النبوة أن هذا ملاك الأمر ليس بها خفاء وما نال الصحابة عار فيه يقيناً مثل ما طلعت ذكاء فأثبت ذاك للشيخين واختر من الأوصاف مدحاً ما تشاء الشيخ صفة الله الخيرآبادي الشيخ الإمام العالم الكبير المحدث صفة الله بن مدينة الله بن زين العابدين ابن عبد الوالي بن أبي الفتح بن نظام الدين الرضوي الخيرآبادي أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بخيرآباد وقرأ العربية على من بها الجزء: 6 ¦ الصفحة: 734 من العلماء ثم سافر للعلم وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ قطب الدين الحسيني الشمس آبادي، كما في مآثر الكرام، وفي الرسالة القطبية إنه قرأ على الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي، انتهى، ولما فرغ من ذلك سافر إلى الحرمين الشريفين سنة أربع وعشرين ومائة وألف فحج وزار وأقام بالمدينة المنورة مدة وأخذ الحديث عن الشيخ أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني وعاد إلى الهند بعد ثلاث حجات وترك الاشتغال بالمنطق والحكمة قاطبة والتزم تدريس الحديث والتفسير، أخذ عنه القاضي مبارك بن دائم العمري الكوباموي والسيد محمد طاهر الشاهجهانبوري والشيخ محمد وخلق كثير من العلماء. توفي يوم الخميس لثمان عشرة خلون من ذي القعدة سنة سبع وخمسين ومائة وألف، كما في رسالة مفردة في أنساب أبناء الشيخ نظام الدين. الشيخ صلاح الدين الكوباموي الشيخ العالم المحدث صلاح الدين بن أفضل الدين بن خير الدين بن خير الله بن عبد الوالي بن محمد منور العمري الكوباموي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بكوبامؤ وقرأ العلم على الشيخ محمد أعلم السنديلوي وكان محمد أعلم المذكور يفتخر به ويقول: إن صلاح الدين وغلام محمد كلاهما من نفائس حسناتي في الدنيا والآخرة، ويقول: ليس لي عمل صالح بعد الشهادتين يرجح على سيئاتي يوم القيامة غير ذلك، ويقول: إن هذه بضاعتي في الدنيا، وكان صلاح الدين شيخاً كبيراً وقوراً عظيم الهيبة شديد التعبد، لبس الخرقة من الشيخ غلام بير الجشتي البلكرام، كما في تذكرة الأنساب للقاضي مصطفى علي خان. مرزا صلاح الدين الدهلوي الشيخ الفاضل صلاح الدين بن ديانة خان الدهلوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الرياضية، له كفاية الجبر رسالة في الجبر والمقابلة بالفارسية، كما في محبوب الألباب. الشيخ صلاح الدين الكجراتي الشيخ العالم الصالح صلاح الدين بن ركن الدين العمري الجشتي الكجراتي أحد المشايخ الأعلام، ولد ونشأ بأحمدآباد وقرأ على والده وعلى غيره من العلماء وبرع في العلم والمعرفة، له ديوان الشعر الفارسي، مات لتسع بقين من ذي الحجة سنة 1100 هـ، كما في محبوب ذي المنن. حرف الضاد مولانا ضياء الدين السندي الشيخ العالم الكبير العلامة ضياء الدين بن إبراهيم بن هارون بن عجائب بن إلياس الصديقي التتوي السندي كان من ذرية الشيخ الكبير شهاب الدين عمر السهروردي، ولد سنة إحدى وتسعين وألف ببلدة تته وقرأ العلم على الشيخ عناية الله السندي ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير، وكان مع سعة نظره وبلوغه إلى مدارج الفضل دائم التواضع عميم الخلق حسن المعاشرة لين الكنف، بلغ ثمانين حولاً، مات سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. السيد ضياء الله البلكرامي الشيخ العالم الفقيه ضياء الله بن خان محمد بالخاء المعجمة بن عبد الغفار ابن تاج الدين الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلكرام وحفظ القرآن واشتغل بالعلم على أساتذة مصره زماناً ثم سافر إلى البلاد وقرأ الكتب الدرسية ثم دخل كالبي وأخذ الطريقة عن الشيخ أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي وقرأ عليه بعض كتب التصوف ثم رجع إلى بلدته، وكان له يد بيضاء في الإنشاء والترسل، مات يوم الثلاثاء لخمس بقين من شعبان سنة أربع ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. الشيخ ضيف الله الأمروهوي الشيخ الصالح ضيف الله بن سيف الله بن محمد أشرف بن خواجكي بن خضر الحسيني الموسوي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 735 الدهلوي ثم الأمروهوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن والده ثم سافر إلى دهلي ولازم الشيخ شمس الدين جان جانان العلوي الدهلوي وأخذ عنه ورجع إلى بلدته، أخذ عنه خلق كثير وتذكر له كشوف وكرامات، مات في تاسع رجب سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف فأرخ لموته بعض أصحابه من قوله: ندا آمد كه شد ضيف إلاهي كما في نخبة التواريخ. حرف الطاء مولانا طفيل محمد الأترولوي الشيخ الفاضل العلامة طفيل محمد بن شكر الله الحسيني الأترولوي ثم البلكرامي أحد الأستاذة المشهورين، ولد باترولي قرية من أعمال أكبرآباد سنة ثلاث وسبعين وألف وخرج إلى دهلي في صباه مع عمه أحسن الله فقرأ درساً من ميزان الصرف على الشيخ حسن الحسيني النارنولي تبركاً وتيمناً ثم قرأ على عمه المذكور من الميزان إلى شرح الكافية للجامي ثم سافر إلى بلكرام وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيد مربي والسيد سعد الله وقرأ بعضها على القاضي علم الله الكجندوي وقرأ المطولات على السيد قطب الدين الشمس آبادي وأخذ الحديث عن الشيخ مبارك بن فخر الدين الحسيني الواسطي البلكرامي ثم سكن ببلكرام وقصر همته على الدرس والإفادة، لم يلتفت قط ادخار الأموال وبناء الدور والتزوج فعاش نفوراً عن الدنيا حصوراً على النساء، أخذ عنه السيد غلام علي الحسيني البلكرامي وخلق كثير من العلماء، وكان يتوجه أحياناً إلى الشعر، فمن ذلك قوله: قلنا له عينك النجلاء باخلة فيها الرنو إلى العشاق مفقود فقال العين قد جاءت مؤنثة وفي الإناث طريق البخل محمود توفي سنة إحدى وخمسين ومائة وألف بمدينة بلكرام فدفن بها، كما في مآثر الكرام. السيد طيب بن نعمة الله البلكرامي الشيخ الفاضل طيب بن نعمة الله بن طيب بن عبد الواحد الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ العلم على السيد عبد الهادي وأخذ الحديث عن الشيخ مبارك بن فخر الدين الحسيني وتولى الشياخة بعد والده، وكان سريع الكتابة حلو الخط، كتب شرح كافية ابن الحاجب للجامي بخطه وانتسخ بهجة المحافل للشيخ يحيى بن أبي بكر العامري اليمني في ثلاثة وعشرين يوماً، وأعقب خزينة مملوءة من الكتب النفيسة أكثرها بخطه المبارك وكان يدرس ويفيد، وله مصنفات عديدة منها الجامع الطيبي في السير ومنها كتاب في الفقه. مات يوم الأربعاء لسبع خلون من رجب سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف ببلكرام فدفن عند جده عبد الواحد، كما في مآثر الكرام. حرف الظاء الشيخ ظهور الله التاجبوري الشيخ الفاضل تاج الحق ظهور الله القادري التاجبوري السارني أحد العلماء الصالحين، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد العثماني الجونبوري وانتقل من تاجبور، سارن إلى مخصوص آباد من بلاد بنكاله وتزوج بها، وتولى الشياخة مع الاستقامة على الطريقة الظاهرة والصلاح، وكان لا يزال حياً في سنة خمس وثلاثين ومائة وألف، كما في كنج أرشدي. الشيخ ظهور الله الحيدرآبادي الشيخ الفاضل ظهور الله الحيدرآبادي أحد العلماء الصالحين، كان أصله من البلاد الشرقية، ولد ونشأ بها وسافر إلى دهلي وأخذ العلم والمعرفة عن الشيخ محمد الدهلوي ولازمه زماناً ثم سافر إلى حيدرآباد وحصل له القبول التام من أهل تلك البلدة، وكان عالماً الجزء: 6 ¦ الصفحة: 736 كبيراً بارعاً في الفقه والتصوف، مات بحيدرآباد لسبع خلون من رجب سنة ست وثمانين ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن. مولانا ظهور محمد الفرخ آبادي الشيخ الفاضل ظهور محمد الحنفي الأميتهوي الفرخ آبادي أحد الرجال المعروفين بالعلم والمعرفة، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخ فرخ آباد وقال: وله أخ يسمى قادر شاه وكان من أهل العلم والمعرفة، قدما فرخ آباد في أيام قائم جنك فسكنا بقرية أميتهي من أعمال فرخ آباد، انتهى. مولانا ظهير الدين البالابوري الشيخ الفاضل ظهير الدين بن محب الله بن عناية الله الحسيني البالابوري أحد العلماء المشهورين، ولد في سنة خمس ومائة وألف ببلدة بالابور من أرض برار وحفظ القرآن على مولانا عبد الغني وأخذ القراءة والتجويد عن عمه محمد سعيد وقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد الغني المذكور وعلى القاضي سيف الله البالابوري ثم أخذ الطريقة عن عمه الشيخ منيب الله بن عناية الله الحسيني ولازمه مدة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف فحج وزار وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الكريم وسار إلى اليمن الميمون فأدرك بها الشيخ زين الدين اليماني وأخذ عنه ورجع إلى الهند، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين مرة ثانية سنة تسع وأربعين ومائة وألف وسافر معه أهله وعياله فحج وزار ورجع إلى الهند، وله ترجمة المشكاة بالفارسية. مات ليلة الخميس لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن. السيد ظريف العظيم آبادي الشيخ الفاضل العلامة ظريف الحسيني العظيم آبادي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام وغيرها، أخذ عن الشيخ نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم ولي التدريس بمدرسة سيف خان بمدينة عظيم آباد، وكانت له محبة شديدة بشيخه نظام الدين فلما نعي بموته بكى بكاءاً شديداً قد ضر بصره بذلك وكانت الاشاعة غير صحيحة لأن الشيخ كان حياً لم يمت، وللسيد ظريف مصنفات عديدة، وأخذ عنه أسد الله الجهانكير نكري وخلق كثير من العلماء، كما في الرسالة القطبية. حرف العين خواجه عاصم بن قاسم السمرقندي الأمير الفاضل عاصم بن قاسم بن مؤمن بن علي خان الحنفي الأكبر آبادي ثم الدهلوي أمير الأمراء صمصام الدولة نواب خان دوران خان بهادر كان من نسل الشيخ علاء الدين العطار الموسوي الحسيني النقشبندي، ولد بمدينة أكبر آباد ونشأ بها وتقرب إلى عظيم الشأن بن شاه عالم بن عالمكير ثم إلى ولده فرخ سير ثم إلى محمد شاه بن جهان شاه بن شاه عالم وتدرج إلى الامارة في عهد فرخ سير ونال أقصاها في عهد محمد شاه. وكان رجلاً حازماً شجاعاً فاتكاً مقداماً باسلاً محباً لأهل العلم محسناً إليهم يجالسهم بعد العشاء ويذاكرهم في العلوم، قتل في المعركة في حرب نادر شاه سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. الشيخ عاصم بن ياسين الأميلهوي الشيخ الصالح عاصم بن ياسين بن موسى بن عبد الرقيب بن جعفر العثماني الأميلهوي أحد المشايخ الجشتية، تولى الشياخة بعد جده موسى بن عبد الرقيب سنة عشرين ومائة وألف، له أربعة عناصر كتاب في أخبار آبائه، صنفه سنة خمس وعشرين ومائة وألف، كما في رياض عثماني. عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند الامام المجاهد المظفر المنصور السلطان بن السلطان أبو المظفر محي الدين محمد أورنك زيب عالمكير بن شاهجهان الغازي المؤيد من الله القائم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 737 بنصرة الدين الذي أيد الاسلام وفتح الفتوحات العظيمة وساس الأمور وأحسن إلى الرعايا وصرف أوقاته في القيام بمصالح الناس وبما يرضى به رب العالمين من صيام وقيام ورياضة لا يتيسر بعضها لآحاد الناس فضلاً عن الملوك والسلاطين، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. ولد ليلة الأحد لخمس عشرة خلون من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وألف بقرية دوحد على مائة أميال من أجين وسبعين ميلاً من بزوده من بطن أرجمند بانو بنت آصف جاه أبي الحسن بن غياث الدين الطهراني في أيام جده جهانكير بن أكبر شاه، فعمل لولادته بعض العلماء تاريخاً من آفتاب عالمتاب، ونشأ في مهد السلطة وتنبل في أيام جده وأبيه، وقرأ العلم على مولانا عبد اللطيف السلطانبوري ومولانا محمد هاشم الكيلاني والشيخ محي الدين بن عبد الله البهاري وعلى غيرهم من الأساتذة، وأخذ خط النسخ عن الحاج القاسم والنستعليق عن السيد علي بن محمد مقيم الماهرين في الخط حتى كتب خط المنسوب وصار مضرب المثل في جودة الخط، وبرز في كثير من العلوم والفنون، وبايع الشيخ محمد معصوم بن الشيخ أحمد السرهندي وأخذ الطريقة عن الشيخ سيف الدين بن محمد معصوم المذكور وكان يلازمه بأمر والده وعظم قدره، فولاه والده الأعمال العظيمة في أرض الدكن فباشرها أحسن مباشرة، ثم حصل لوالده مرض صعب عطله عن الحركة وكان ولي عهده من بعده أكبر أولاده دارا شكوه فبسط يده على البلاد وصار هو المرجع والسلطان معنى، فلم ترض نفوس إخوته بذلك فنهض شجاع من بنكاله ومراد بخش من كجرات وعالمكير من أرض الدكن كل منهم يريد أن يقبض على أخيه دارا شكوه ويتولى المملكة، فاتفق عالمكير ومراد بخش على ذلك فقاتلاه وغلبا عليه، ثم احتال عالمكير على مراد بخش وقبض عليه، واعتقل أخويه ثم قتلهما لأمور صدرت منهما وأفتى العلماء أنهما استوجبا القتل، وحبس والده في قلعة أكبر آباد وهيأ له ما يشتهيه من الملبوس والمأكول وأهل الخدمة من الجواري والغلمان، وكانت جهان آرا بيكم بنت شاهجهان تقيم مع والدها في القلعة والسيد محمد الحسيني القنوجي يلازمه يشتغل عليه ويذاكره في ما ينفعه في عقباه. وجلس عالمكير على سرير الملك سنة ثمان وستين وألف فافتتح أمره بالعدل والاحسان ورفع المظالم والمكوس وأسر غالب ملوك الهند المشهورين وصارت بلادهم تحت طاعته وجبيت له الأموال وأطاعته البلاد والعباد، ولم يزل في اجتهاد من الجهاد ولم يرجع إلى مقر ملكه وسلطته بعد أن خرج منه، وكلما فتح بلاداً شرع في فتح أخرى حتى لحقت حدود ملك في الجهة الشمالية إلى حدود خيوا وبخارا وفي الجهة الجنوبية إلى البحر المحيط الهندي وفي الجهة الغربية إلى سومنات على شاطىء بحر الهند وفي الجهة الشرقية إلى بوري منتهى أرض أزيسه. وكان عالمكير عالماً ديناً تقياً متورعاً متصلباً في المذهب، يتدين بالمذهب الحنفي لا يتجاوز عنه في قول ولا فعل وكان يعمل بالعزيمة، وكان يصلي الصلوات المفروضة في أوائل أوقاتها بالجماعة في المسجد مهما أمكن ويقيم السنن والنوافل كلها ويصلي صلاة الجمعة في الجامع الكبير ولو كان غائباً عن البلدة لأمر من الأمور يأتيها يوم الخميس ويصلي صلاة الجمعة ثم يذهب حيث شاء، وكان يصوم في رمضان في شدة الحر ويحيى الليل بالتراويح ويعتكف في العشرة الأخيرة من رمضان في المسجد وكان يصوم يوم الاثنين والخميس والجمعة في كل أسبوع من أسابيع السنة ويصوم في أيام ورد عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يصوم فيها، وكان يخرج الزكاة من أمواله قبل أن يجلس على سرير الملك وبعده مما خص لنفسه من عدة قرى وبعض معادن الملح للمصارف الخاصة من نقير وقطمير، وكان يريد أن يرحل إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة في أيام والده فلم يرض بفراقه وبعد ذلك لم تمهله المصالح الملكية ولكنه كان يرسل الناس إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة ويبذل عليهم العطايا الجزيلة ويبعث إليهما أموالاً طائلة لهل الحوائج في أيام الحج بعد سنة أو سنتين، ويوظف الذاكرين والذاكرات ويجعل لهم الأرزاق السنية، ويداوم على الطهارة بالوضوء، ويحافظ على الأذكار والأدعية المأثورة عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غالب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 738 أوقاته، ويحيى الليالي المتبركة بالصلاة والصدقة وصحبة العلماء والمشايخ في المسجد، وكان يحترز عن كل سوء ومكروه منذ نعومة أظفاره، لم يشرب الخمر قط، ولم يقارب امرأة لا تحل له، وكان لا يستمع الغناء بالمزامير منذ جلس على سرير الملك مع أنه كان ماهراً بالايقاع والنغم، وما كان أن يلبس الملبوسات غير المشروعة وما كان أن يأكل في الظروف الذهبية والفضية، وأمر أن يصاغ الجواهر الثمينة في الحجر اليشب مقام الذهب، ونهى الأمراء أن يلبسوا الغير المشروع، وكان يمنعهم أن يتذاكروا بين يديه بكذب وغيبة وقول الزور وأمرهم أن يعبروا عن الأمور المستكرهة إن وقع لهم حاجة إلى ذلك بكناية واستعارة. وكان موزعاً لأوقاته فوقت للعبادة ووقت للمذاكرة ووقت لمصالح العساكر ووقت للشكاة ووقت لقراءة الكتب والأخبار الواردة عليه كل يوم وليلة من مملكته لا يخلط شيئاً بشيء فإنه كان ينهض في الليل قبيل الصبح الصادق فيتوضأ ويذهب إلى المسجد ويصلي الفجر بجماعة ثم يشتغل بتلاوة القرآن والأوراد الموظفة ثم يجلس بدولت خانه ويتمثل بين يديه الأمراء المقربون ويحضر لديه ناظر العدلية داروغة عدالت بجماعة من المتظلمين سواء كانوا من أهل دهلي أو من خارجها فيقضي فيهم بما يبدو له من الشرع أو العرف ثم كان يذهب إلى البرج المشرف على نهر جمن ويسمونه جهروكة درشن على سنة أسلافه وبعد مدة من الزمان ترك ذلك فكان يدخل المنزل فيمكث به نحو ساعتين أو ثلاث ساعات ثم يظهر في الديوان العام ويجلس للناس فيحضر لديه أبناء الملوك وكبار الأمراء وعظماء الهند والسفراء وكلهم يقفون بين يديه ومن ورائهم تقف عامة الأمراء ويتلوهم الناس من كل صنف ودرجة أعلاهم وأدناهم، ثم يتمثل بين يديه الأمراء الوافدون من بلاد ويستأذنه الأمراء المأمورون إلى جهات فيخلع عليهم ويأذن لهم بالخروج ويعرض عليه عرائض الأمراء والولاة ونذورهم ويعرض عليه المير بخشي مطالب أهل المناصب والمير آتش أغراض البرقندازية وغيرهم وصدر الصدور يعرض عليه حوائج السادة والعلماء والمشايخ وغيرهم من أهل الاستحقاق وناظر العرض المكرر الأحكام السلطانية من المناصب والأقطاع والنقود وغيرها، ثم يعرض عليه ناظر الاصطبلات الأفراس الخاصة وشحنة الفيلة الأفيال الشاهانية على الرسم المعتاد وناظر الداغ والتصحيحة فرسان الأمراء مع أفراسهم التي امتازت بالداغ والتصحيحة حالاً وكان يجلس بالديوان العام نحو خمس ساعات، ثم يذهب إلى دولت خانه فيحضر لديه الوزير والديوان والبخشي وصدر الصدور وغيرهم من كبار الأمراء فيكلمه الوزير في مهمات الدولة والديوان في الأموال الخالصة الشريفة والمير بخشي في العسكرية وصدر الصدور في أهل الحوائج والسلطان يجاوبهم بما يبدو له من المعروف ويكتب بيده بعض التوقيعات ويأمر في بعضها أن يكتبه الوزير ثم يعرض عليه المناشير التي أنشأها الوزير فيقرأها ويصلحها إن رأى فيها خللاً ويجلس بها نحو خمس ساعات، ثم يدخل المنزل ويتغدى ويقيل نحو ساعة ثم يتوضأ ويمشي إلى المسجد ويصلي الظهر بجماعة، ثم يذهب إلى خلوت خانه ويشتغل بتلاوة القرآن وكتابة المصحف ومطالعة الكتب وتحقيق المسائل، وربما يدعو بها بعض الأمراء ويباشر المهمات من أمور الدولة وربما يدعو أهل المظالم والشكاوى فيقضي بنهم بالمعروف وربما يدعو المخدرات فيعرضن عليه حوائج النساء فيبذل عليهن العطايا الجزيلة، ثم يذهب إلى المسجد ويصلي العصر بجماعة ثم يجلس بدولت خانه مرة ثانية فيتمثل بين يديه الأمراء ويكلمونه في المهمات كأول النهار كما تقدم ثم يخرج إلى المسجد ويصلي المغرب بجماعة ويشتغل نحو ساعتين بالأذكار والأشغال ثم يذهب إلى دولت خانه ويشتغل بالمهمات إلى وقت العشاء ثم يذهب إلى المسجد ويصلي العشاء ثم يدخل المنزل. وأما يوم الأربعاء فكان لا يجلس بالديوان العام والخاص ويجلس بدار العدل على سنة أسلافه فيحضر لديه المفتون والقضاة ويعرض عليه ناظر العدلية المتظلمين واحداً بعد واحد فيستنطقه السلطان بنفسه ويسأله بكل هوادة ورفق ويقضي بينهم بالمعروف. وأما يوم الخميس فإنه كان يكتفي بالجلوس بالديوان الجزء: 6 ¦ الصفحة: 739 العام والخاص على أول النهار ويترك الجلوس بعد العصر فكان يشتغل سائر أوقاته بالعبادة. وكان يجلس للمذاكرة في الكتب الدينية كالاحياء والكيمياء والفتاوي الهندية وغيرها في كل أسبوع ثلاثة أيام على السيد محمد الحسيني القنوجي والعلامة محمد شفيع اليزدي ونظام الدين البرهانبوري وغيرهم من العلماء. ومن مآثره الجميلة: ومن مآثره الجميلة أنه حفظ القرآن الكريم بعد جلوسه على سرير الملك فأرخ بعض العلماء لبدء حفظه من قوله تعالى "سنقرئك فلا تنسى" ولتمامه من قوله لوح محفوظ. ومنها أنه كانت له معرفة بالحديث، له كتاب الأربعين جمع فيه أربعين حديثاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتولى المملكة وله كتاب آخر جمع فيه أربعين حديثاً بعد الولاية وترجمهما بالفارسية وعلق عليهما الفوائد النفيسة. ومنها أنه كانت له مهارة تامة بالفقه ويضرب به المثل في استحضار المسائل الجرئية، وقد صنف العلماء بأمره الفتاوي الهندية في ستة مجلدات كبار فاشتهرت في الأقطار الحجازية والمصرية والشامية والرومية وعم النفع بها وصارت مرجعاً للمفتين وأنفق على جمعها مائتي ألف من النقود. ومنها أنه كان بارعاً في الخط يكتب النسخ والنستعليق وشكسته بغاية الجودة والحلاوة، كتب مصحفاً بيده قبل جلوسه على السرير، وبعثه إلى مكة المباركة، وبعد جلوسه مصحفاً آخر وأنفق على التذهيب والتجليد سبعة آلاف ربية ثم بعثها إلى المدينة المنورة، وكان انتسخ الألفية لابن مالك في صباه فأرسل إلى مكة بيد الحاج عبد الرحمن المفتي لينتفع بها الناس من أهل البلدة المباركة ومنها أنه كان ماهراً بالايقاع والنغم ولكنه كان يحترز من استماع الغناء تورعاً، قال مكرم خان الصفوي: سألته يوماً عن الغناء، فقال: لأهله مباح، فقلت له: إني لا أعلم أحداً يتأهل له غيركم، فقال: إن الغناء بالمزامير لا سيما بالبكهاوج حرام بالاتفاق فاذن لا أرغب إلى الغناء بغيرها. ومنها أنه كان ماهراً بالانشاء والترسل لم يكن له نظير في زمانه في ذلك، وقد جمع شيئاً كثيراً منها أبو الفتح قابل خان التتوي في آداب عالمكيري وعناية الله خان في الكلمات الطيبات والرقائم الكرائم وبعضهم في دستور العمل، وأما الشعر فإنه كان مقتدراً عليه ولكنه كان لا يعتني به ويمنع الناس أن يضيعوا أوقاتهم في الشعر لقوله تعالى "الشعراء يتبعهم الغاؤون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون"، ولله در الشافعي رحمه الله: ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد ومن شعره قوله: غم عالم فراوان است ومن يك غنجه دل دارم جسان در شيشة ساعت كنم ريك بيابان را ومنها أنه كان ماهراً بالرمي والطعن والضرب والفروسية وغيرها من الفنون الحربية والتصيد، كان شجاعاً مقداماً باسلاً لا يظهر له في الهيجاء فزع ولا جزع ولا طيش ولا خفة ولا وجل ولا خطل بل من رآه ظن أنه جاء من بعض المتنزهات وهو قد خرج من معركة تطير لها العقول وتشيب لها الولدان وترجف منها الأفئدة وتخرس الألسن. وإنك تقرأ في كتب الأخبار أن والده شاهجهان كان يوماً يتفرج في البرج المشرف على نهر جمن على مصارعة الأفيال التي كانت في عرصة القلعة فيما بينها وبين النهر والأفواج كانت قائمة بين ظهرانيها وخلق كثير يتفرجون عليها في تلك العرصة وكان عالمكير أيضاً في ذلك الزحام وهو يومئذ في الرابع عشر من سنه وكان على فرس جرى العادة فإذا هي بفيلة قد ثارت وقصدت الأفواج ففر الناس كلهم من بين يديها إلا عالمكير فإنه ثبت على مقامه فتوجهت إليه الفيلة ولفت فرسه بخرطومها وصرع عالمكير من صهوة الفرس ثم قام وسل السيف عليها ثم جاء الناس ودفعوها بالضرب والطعن وإيقاد النار وغير ذلك، وهذه مفخرة عظيمة في الجزء: 6 ¦ الصفحة: 740 الثبات والعزيمة لا تجدها لغيره من أبناء الملوك في تلك السن. ومن مآثره: أنه كان سخياً جواداً كريماً يبذل على الفقراء وأهل الحاجة العطايا الجميلة ويسامحهم في الغرامات، ومن ذلك أنه أبطل ثمانين نوعاً من المكوس في سنة تسع وستين وألف وكانت تحصل له من تلك الأبواب ثلاثون لكا ثلاثة ملايين في كل سنة ومن ذلك أنه نهى المستوفين أن يطالبوا الأبناء بغرامات الآباء ويصادروا أموالهم في القضاء وأمرهم أن يميزوا في ذلك فيما بين أهل المناصب، فمن كان له منصب دو بيستي أو فوق ذلك إلى أربعمائة فتعفى لهم المطالبة كلها، ومن كان له منصب فوق تلك المناصب إلى سبعة آلاف فيؤخذ عنهم بقدر الوسع والحالة، فإن ورثوا من آبائهم مالاً قدر المطالبة أو فوقها فيؤخذ عنهم بالتقسيط في سنين عديدة، وإن ورثوا مالاً أقل من المطالبة فيؤخذ عنهم بقدر الميراث تدريجاً، وإن علم أنهم لم يرثوا شيئاً فتعفى المطالبة ولا يؤخذ عنهم شيء. ومن ذلك أنه بذلك أموالاً طائلة على إصلاح الشوارع والطرق في نواحي الهند من أورنك آباد إلى أكبر آباد ومن لاهور إلى كابل وكذلك من لاهور إلى كشمير، وحفر الآبار وأجرى العيون وأسس الجسور ورباطات وحمامات ومساجد وإصطبلات لأبناء السبيل في تلك المسالك ليستريح الناس بها فظلوا آمنين مطمئنين. ومن ذلك أنه بذل الأموال الطائلة في بناء المساجد وبنى مساجد كثيرة في أرض الهند وعمر القديمة منها وجعل الأرزاق للأئمة والمؤذنين والرواتب للمساجد من بسط وسرج وغير ذلك. ومن ذلك أنه أسس دور العجزة بلغو خانات في أكثر البلاد فوق ما كانت في العصور الماضية والمارستانات في أكثر بلاده. ومن ذلك أنه كان يرسل العطايا الجميلة إلى أهل الحرمين الشريفين - زادهما الله شرفاً - بعد سنة أو سنتين. ومن ذلك أنه وظف خلقاً كثيراً من العلماء والمشايخ اشتغلوا بالعلم والعبادة منقطعين فارغي القلوب عن كل هم ولم يفرق فيها بين أهل الإسلام وكفار الهند، توجد مناشيره عند أحبار الهنادك في بنارس وفي غير تلك البلدة حتى اليوم. وأما الصدقات التي يتصدق بها في الأيام والمواسم فكان والده شاهجهان ومن قبله الملوك التيمورية يتصدقون بإثنى عشر ألف في المحرم وإثنى عشر ألف في ربيع الأول وعشرة آلاف في رجب وخمسة عشر ألفاً في شعبان وعشرين ألفاً في رمضان فكانوا يتصدقون بتسع وسبعين ألفاً في كل سنة، وأما عالمكير فإنه أمر أن يتصدق بها في تلك الأيام ويتصدق بعشرة آلاف في كل شهر غير الأشهر المذكورة فكان يتصدق بتسع وأربعين ألفاً ومائة ألف في السنة غير ما يتصدق به في الأعياد والمواسم، كما في مرآة العالم. ومن مآثره: أنه كان مقتصداً في الخيرات غير مسرف في المال فإنه كان لا يعطي الشعراء شيئاً ولا لأهل الايقاع والنغم خلافاً لأسلافه فإنهم كانوا يجيزون رجلاً منهم بما لا يسعه أن يحمل تلك العطية ويبذرون في المال تبذيراً كثيراً، وكان عالمكير إذا وظف العلماء وأقطعهم أرضاً أو اليومية يشترطها بالدرس والإفادة لكيلا يجعلوها ذريعة لأخذ المال فقط ومتى يبعث الأموال إلى الحرمين الشريفين - زادهما الله شرفاً - يشترطها بأن تعطى لأهل الحاجة غير الأغنياء ولذلك كان الناس ينسبونه إلى البخل وحاشاه عن ذلك. ومن مآثره: أنه كان مجبولاً على العدل والإحسان وفصل القضاء على وفق الشريعة المطهرة ولذلك أمر العلماء أن يدونوا المسائل والأقضية من كل باب من أبواب الفقه، فدونوها وصنفوا الفتاوي العالمكيرية في ستة مجلدات كبار، ثم إنه أمر القضاة أن يقضوا بها، وكان أسلافه يجلسون يوم الأربعاء من كل أسبوع بدار العدل ويقضون بما يفتيهم العلماء فإنه اقتدى بهم في ذلك، ولكنه لشدة ميله إلى هذا الأمر كان يبالغ فيه وكان يظهر كل يوم بدار العدل بعد الإشراق فيعرض الجزء: 6 ¦ الصفحة: 741 عليه ناظر العدلية الأقضية فيحكم بما ألقى الله سبحانه في روعه ثم كان يطلب الناظر المذكور بالديوان الخاص أيضاً فيعرض عليه المتظلمين فيستنطق المتخاصمين بحضرته ويتأمل في الأقضية ويحكم بما أراه الله سبحانه وربما يدعوهم بين الظهر والعصر أيضاً ولا يكل من ذلك أبداً، وهو أول من وضع الوكالة الشرعية في دور القضاء فولى رجالاً من أهل الدين والأمانة في دور القضاء بكل بلدة وعمالة ليكونوا وكلاء عنه فيما يستغاث عليه في الحقوق الشرعية والديون الواجبة عليه وأجاز للناس أن يستغيثوا عليه عند القاضي، وهو أول من نصب المحتسبين في بلاده وامتاز في الملوك التيمورية في ذلك. وقد جمع سيرته كثير من الأخباريين في كتبهم منهم بختاور خان العالمكيري فإنه أورد شيئاً واسعاً من أخباره في كتابه المشهور مرآة العالم، ومحمد كاظم بن محمد أمين الشيرازي في عالمكير نامه وهو مقتصر على عشر سنين من ولايته، وألف مستعد خان كتابه مآثر عالمكيري في مآثره الجميلة، وعاقل خان الرازي وخافي خان في منتخب اللباب والطباطبائي في سير المتأخرين وغيره في مناقب عالمكيري وأطال الكلام في مناقبه ونسخة منه موجودة في المكتبة الحامدية برامبور، والشيخ محمد بقاء السهارنبوري صنف كتاباً حافلاً في سيرته وسماه تاريخ عالمكيري صرح به المؤلف في كتابه مرآة جهان نما. قال المحبي في خلاصة الأثر: ولما أراد الله تعالى بالهند خيراً وإحساناً وقدر ظهور العدل فيهم كرماً وامتناناً أظهر في خافقها شموس السلطنة بلا ريب وأنار في سماء سلطنتها أنوار بدور الملك السلطان أورنك زيب وطوى بساط إخوته ونتف جللهم ومزق وحرق بنار المظلومين لباسهم وخرق، وقتل أخاه دارا شكوه واقتلعه هو وأصحابه وكان دارا شكوه ذا ذوق وفطنة بهيئة وصفات مستحسنة إلا أنه في آخر عمره صارت سيرته مذمومة وأحدث مظالم كثيرة، وقتل أخاه الثاني مراد بخش وفر محمد شجاع أخوه الثالث ولم يعرف أين ذهب، وأورنك زيب ممن يوصف بالملك العادل الزاهد وبلغ من الزهد مبلغاً أناف فيه على ابن أدهم فإنه مع سعة سلطانه يأكل في شهر رمضان رغيفاً من خبز الشعير من كسب يمينه ويصلي بالناس التراويح، وله نعم بارة وخيرات دارة جداًن وأمر من حين ولي السلطنة برفع المكوس والمظالم عن المسلمين ونصب الجزية بعد أن لم تكن على الكفار، وتم له ذلك مع أنه لم يتم لأحمد من أسلافه، أخذ الجزية منهم لكثرتهم وتغلبهم على إقليم الهند، وأقام بها دولة العلم وبالغ في تعظيم أهله وعظمت شوكته وفتح الفتوحات العظيمة، وهو مع كثرة أعدائه وقوتهم غير مبال بهم مشتغل بالعبادات، وليس له في عصره من الملوك نظير في حسن السيرة والخوف من الله تعالى والقيام بنصرة الدين، انتهى. وقال المرادي في سلك الدرر السلطان المشهور سلطان الهند في عصرنا وأمير المؤمنين وإمامهم وركن المسلمين ونظامهم المجاهد في سبيل الله العالم العلامة الصوفي العارف بالله الملك القائم بنصرة الدين، الذي أباد الكفار في أرضه وقبرهم وهدم كنائسهم وأضعف شركهم، وأيد الإسلام وأعلى في الهند مناره وجعل كلمة الله هي العليا وقام بنصرة الدين، وأخذ الجزية من كفار الهند ولم يأخذه منهم ملك قبله لقوتهم وكثرتهم، وفتح الفتوحات العظيمة ولم يزل يغزوهم وكلما قصد بلداً ملكها، إلى أن نقله الله إلى دار كرامته وهو في الجهاد، وصرف أوقاته للقيام بمصالح الدين وخدمة رب العالمين من الصيام والقيام والرياضة التي لا يتيسر بعضها لآحاد الناس فضلاً عنه وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكان موزعاً لأوقاته فوقت للعبادة ووقت للتدريس ووقت لمصالح العسكر ووقت للشكاة ووقت لقراءة الكتب والأخبار الواردة عليه كل يوم وليلة من مملكته لا يخلط شيئاً بشيء، والحاصل أنه كان حسنة من حسنات الزمان ليس له نظير في نظام سلطنته ولا مدان، وقد ألفت في سلطنته وحسن سيرته الكتب الطويلة بالفارسية وغيرها فمن أرادها فليطلع عليها، مولده سنة ثمان وعشرين وألف وجاء تاريخه بالفارسية آفتاب عالمتاب وربى في حجر والده واشتغل بحفظ القرآن من صغره حتى حفظه وجوده واشتغل بالخط حتى كتب الخط المنسوب يضرب بحسنه المثل وكتب مصحفاً بخطه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 742 وأرسل للحرم النبوي وهو معروف، ثم شرع في تحصيل العلوم حتى حصل منها الكثير الطيب وصار مرجعاً للعلماء وحضرته محط رجال الفضلاء ثم اشتغل بعلوم الطريق وأخذ عن كثير من أهله العارفين بالله حتى حصلت له نفحة من بعض أولياء الله تعالى وبشره بأشياء حصلت له، واشتهر ذكره في حياة والده وعظم قدره وولاه الأعمال العظيمة فباشرها أحسن مباشرة ثم حصل لوالده فالج عطله عن الحركة وكان ولي عهده من بعده أكبر أولاده دارا شكوه فبسط يده على البلاد وصار هو المرجع والسلطان معنى فلم ترض نفس المترجم وأخوه مراد بخش بذلك فاتفقا على أن يقبضا عليه ويتولى المملكة منهما مراد بخش فقبضا عليه ثم احتال أورنك زيب على مراد بخش أيضاً وقبض عليه ووضع أخويه في الحبس ثم قتلهما لأمور صدرت منهما زعم أنهما استوجبا بها ذلك وحبس والده واشتغل بالمملكة من سنة ثمان وستين وألف وأراد الله بأهل الهند خيراً فإنه رفع المظالم والمكوس وطلع من الأفق الهندي فجره وظهر من البرج التيموري بدره وفلك مجده دائر ونجم سعده سائر، وأسر غالب ملوك الهند المشهورين وصارت بلادهم تحت طاعته وجبيت إليه الأموال وأطاعته البلاد والعباد ولم يزل في الاجتهاد في الجهاد ولم يرجع إلى مقر ملكه وسلطنته بعد أن خرج منه وكلما فتح بلاداً شرع في فتح أخرى وعساكره لا يحصون كثرة وعظمة، وقوته لا يمكن التعبير عنها بعبارة تؤديها حقها والملك لله وحده، وأقام في الهند دولة العلم وبالغ في تعظيم أهله حتى قصده الناس من كل البلاد، والحاصل أنه ليس له نظير في عصره في ملوك الإسلام في حسن السيرة والخوف من الله تعالى والجد في العبادة وأمر علماء بلاده الحنفية أن يجمعوا باسمه فتاوى تجمع جل مذهبهم مما يحتاج إليه من الأحكام الشرعية فجمعت في مجلدات وسماها بالفتاوى العالمكيرية واشتهرت في الأقطار الحجازية والمصرية والشامية والرومية وعم النفع بها وصارت مرجعاً للمفتين، ولم يزل على ذلك حتى توفي بدكن في شهر ذي القعدة الحرام سنة ثماني عشرة ومائة وألف وأقام في الملك خمسين سنة، انتهى. الشيخ عبد الأحد السرهندي الشيخ العالم الصالح المحدث عبد الأحمد بن محمد سعيد بن الشيخ أحمد العمري السرهندي، كان خامس أبناء والده ووارثه في العلم والمعرفة، ولد سنة خمسين وألف ببلدة سرهند ونشأ بها وانتفع بوالده وأخذ عنه الحديث والطريقة ولما توفي والده صحب عمه الشيخ محمد معصوم وأخذ عنه النسبة الخاصة به واستعاد السلوك من البدء إلى الغاية فاستكمله في خمسين جلسة تسمى عند القوم بتوجه. وكان عالماً كبيراً عارفاً شاعراً مجيد الشعر، له شواهد التجديد رسالة في إثبات المجددية لجده أحمد وله توبه نامه وجار جمن وحدت، وديوان الشعر وكلها مملوءة من الحقائق والمعارف، انتفع به وبمصنفاته خلق كثر، وكان الشيخ حجة الله محمد نقشبند السرهندي يقول: إن ما فرق الله سبحانه على آبائنا من العلم والمعرفة جمع في شخص واحد وهو الشيخ عبد الأحد انتهى، ومن شعره قوله: نكار مست من امشب كذشت از سر كو هنوز از در وبامم شراب ميريزد توفي يوم الجمعة لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائة وألف بدهلي فنقلوا جسده إلى سرهند. مولانا عبد الباسط الأميتهوي الشيخ الفاضل عبد الباسط بن أحمد بن أبي سعيد بن عبيد الله بن عبد الرزاق الصالحي الأميتهوي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، كان أصغر أبناء والده، له معراج المقال مزدوجة في معجزات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وله بسط باسطي كتاب في أخبار مشايخ بلدته، مات سنة ست وستين ومائة وألف، كما في صبح بهار. الشيخ عبد الباسط السندي الشيخ الفاضل عبد الباسط التتوي السندي أحد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 743 العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان من نسل الشيخ علي محمد التتوي ولاه عالمكير الصدارة بمدينة تته فاستقل بها مدة وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند وكان مع كبر سنه يدرس ويفيد، كما في تحفة الكرام. السيد عبد الباقي النصير آبادي السيد الشريف الزاهد المنقطع إلى الله المتوكل عليه عبد الباقي بن أبي حنيفة ابن علم الله الحسني الحسيني النصير آبادي البريلوي، كان ابن بنت السيد الأجل أحمد بن إسحاق النصير آبادي، ولد ببلدة بريلي في زاوية جده السيد علم الله سنة ثمان وثمانين وألف وتوف والده في تلك السنة فتربى في مهد جده المذكور ولما بلغ السابعة من سنه مات جده فسار إلى نصير آباد وتلقى العلم والطريقة عن خاله الشيخ إبراهيم بن أحمد الحسني النصير آبادي ولازمه زماناً وكان في كل حين يزداد كمالاً مع أخلاق شريفة وخصال محمودة. قال نعمان بن نور الحسني النصير آبادي في أعلام الهدى: إنه كان آية باهرة ونعمة ظاهرة في التقوى والعزيمة والصبر والتسليم والاستقامة، قال: إني رأيته مرة يخطب يوم الجمعة وكان جائعاً من سبعة عشر يوماً فظهر ضعف ووهن في أعضائه فنهض ابنه محمد ممتاز ليأخذ بيده فأبى وأتم الخطبة والصلاة بغاية الطمأنية والاعتدال، انتهى، توفي سنة سبع وخمسين ومائة وألف، كما في سيرة السادات. مولانا عبد الباقي الديوي الشيخ الفاضل عبد الباقي بن عبد الصمد الحسيني الأعظمي الديوي، كان من نسل المفتي عبد السلام الأعظمي، قرأ العلم على والده وتخرج عليه بمدينة دهلي ثم سار معه إلى فرخ آباد، ولما توفي والده جعله نواب غالب جنك معلماً لولده مظفر جنك مكان والده المرحوم فاشتغل بتعليمه زماناً ورجع إلى وطنه في أيام تلميذه مظفر جنك ومات بها بعد مدة يسيرة، لم شرح على المثنوي المعنوي، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ عبد الباقي السندي الشيخ الفاضل عبد الباقي السندي الواعظ، كان يسكن بقرية متعلوي من أعمال تته واستفاض من الشيخ أبي القاسم النقشبندي التتوي، وكان يعظ الناس ويجتمع في مجالسه خلق كثير، كما في تحفة الكرام. الشيخ عبد البديع الكنتوري الشيخ الفاضل عبد البديع بن عبد اللطيف الكنتوري اللكهنوي كان من نسل مير ميران بن القاضي محمود الحسيني الكنتوري، قرأ العلم على مولانا يعقوب وأخذ الطريقة عن أبيه ثم عن الشيخ إبراهيم القادري الأودي، له تحفة الأصفياء رسالة في المواجيد صنفها سنة ثلاث ومائة وألف بمدينة لكهنؤ، كما في البحر الزخار. الشيخ عبد الجليل الإله آبادي الشيخ العالم الكبير عبد الجليل بن صدر الدين بن سراج الدين بن محمد يوسف بن سلطان محمد بن ملك محمد بن علي أحمد سعيد بن عبد المجيد بن فيض الله بن برهان الدين بن حسام الدين بن صدر الدين وقيل ابن حسن بن صدر الدين الحسيني البخاري الأجي ثم المنذاروي الإله آبادي كان من كبار المشايخ الجشتية، ولد سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة بقرية منذاره من أعمال إله آباد ورحل في صباه إلى مؤ قاضي طيب وقرأ المختصرات على ملا محمد جميل الموي وملا دان وقرأ المطولات على غيرهما من الأساتذة في بلاد شتى ثم دخل دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي ثم سار إلى كنكوه وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد صادق الحنفي الكنكوهي ولازمه اثنتين وثلاثين سنة ثم رجع وسكن بإله آباد وحصل له القبول العظيم. له مصنفات عديدة في الحقائق والسلوك منها جهار ده علي وهداية الصوفية ومعدن الدقائق وحل المشكلات وفيوضات وعلم الثقات وعلم النكات وأسرار العاشقين منظومة وزاد المشايخ وزاد لا زاد ونغمات حالات قارب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 744 عمره مائة واثنتين وعشرين سنة، توفي لست خلون من شعبان سنة أربع عشرة ومائة وألف بإله آباد، كما في بحر زخار. السيد عبد الجليل الحسيني البلكرامي الشيخ الفاضل العلامة عبد الجليل بن مير أحمد الحسيني الواسطي البلكرامي صاحب المفاخر البيضاء والمآثر الغراء، ولد سنة إحدى وسبعين وألف ببلكرام وقرأ المختصرات على السيد سعد الله البلكرامي، ثم سافر إلى بلاد أخرى من أعمال أوده وأخذ عن الأساتذة المشهورين في عصره ثم لازم الشيخ غلام نقشبند واستفاض منه فيوضاً كثيرة وأسند الحديث عن الشيخ مبارك بن فخر الدين الحسيني البلكرامي، ثم سافر إلى بلاد الدكن وأدرك بها عالمكير ابن شاهجهان سلطان الهند فولاه على بخشيكيري وتحرير الوقائع ببلدة كجرات من أعمال لاهور سنة اثنتي عشرة ومائة وألف ثم نقله إلى بهكر وسيوستان من بلاد السند سنة ست عشرة ومائة وألف فاستقل بها إلى سنة ثلاثين ومائة وألف، ثم اعتزل عنها فولى مكانه ولده محمد بن عبد الجليل في أيام فرخ سير وسكن عبد الجليل بدهلي. وكان عالماً بارعاً في المعاني والبيان والبديع والحديث والتفسير والسير وأسماء الرجال والتاريخ وأما اللغة فلا تسئل فإنه كان معدن جواهرها ولجة عنابرها وكان يعرف اللغة العربية والفارسية والتركية والهندية أحسن معرفة، يتكلم بها في غاية الفصاحة وينشىء في كل منها شعراً مليحاً، منها قوله بالعربية: يا صاح لا تلم المتيم في الهوى هو عاشق لا ينثني عن خله يأبى الدواء سقامه كعيونه فعلى الطبيعة يا معالج خله وقوله: حبيب قوس حاجبه كنون وصاد يدين مقلة شكل عينه لعمري أنه نص جلي على أن الرماية حتى عينه وكتب إلى خواجه عبد الباسط الدهلوي يطلب منه ربيع الأبرار للزمخشري: يا باسط الأيدي أيا غيث الندى صيرت مزرعة العطاء مريعا لا غرو أن أطلب ربيعاً منكم فالغيث يعطي العالمين ربيعا قال سبطه غلام علي في سبحة المرجان: ذكر عنده يوماً أن الوطواط أورد في حدائق السحر في أمثلة تأكيد المدح بما يشبه الذم قول البديع الهمداني: هو البدر إلا أنه البحر زاخراً سوى أنه الضرغام لكنه الوبل ثم قال: أنشد هذا البيت إبراهيم الغزي في بلخ فحفظه وذكر أسبوعاً أو زائداً أن يقول مثله فلم يقدر عليه واعترف بالعجز وقال ما نظم قط أحد مثله قبل البديع الهمداني ولم ينظم أحد مثله بعده، فقال جدي: عجبت من نفي التابيد الذي نقله الوطواط عن الغزي ونظمت بيتاً على منواله وزدت فيه مراعاة النظير وهو قوله: هو القطب إلا أنه البدر طالعاً سوى أنه المريخ لكنه السعد توفي ليلة السبت لسبع بقين من شوال سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف بدهلي فنقل جسده إلى بلكرام، كما في سبحة المرجان. مولانا عبد الجميل السندي الشيخ الفاضل عبد الجميل بن رحمة الله التتوي السندي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، كان ختناً للشيخ ضياء الدين، مات سنة أربع وخمسين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. الشيخ بعد الحكيم اللاهوري الشيخ الصالح عبد الحكيم بن بايزيد بن نظام الدين بن محمد بن مبارك الحسني القادري اللاهوري كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، يرجع الجزء: 6 ¦ الصفحة: 745 نسبه إلى السيد الإمام عبد القادر الجيلاني، ولد سنة إحدى وثلاثين وألف بمدينة لاهور ونشأ بها وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله عن الشيخ فيروز عن شاه عالم عن نور الدين عن أحمد عن حامد بن عبد الرزاق الكيلاني، وكان عالماً فقيهاً صالحاً عفيفاً ديناً شديد التواضع كثير الحلم والأناة، مات بمدينة لاهور سنة ثمان ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد الحكيم الموهاني الشيخ الصالح عبد الحكيم الحنفي الصوفي الموهاني أحد المشايخ المتورعين، ولد ونشأ بموهان قرية جامعة من بلاد أوده وسافر للعلم وأخذ وقرأ ثم لازم السيد محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي وأخذ عنه الطريقة وأجاز السيد محمد المذكور للإرشاد والتلقين ورخصه إلى وطنه، وكان صالحاً متورعاً مرزوق القبول، مات في سنة خمس وعشرين ومائة وألف ببلدة موهان فدفن بها، كما في تبصرة الناظرين. الشيخ عبد الحكيم اللاهوري الشيخ الصالح عبد الحكيم بن شادمان خان البدخشي اللاهوري المشهور بحكيم ببنك خان كان من الشعراء المفلقين، تقرب إلى محمد شاه الدهلوي في شبابه وولي المنصب ثم ترك وساح البلاد وسار إلى كشمير ثم إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سنة أربع وسبعين ومائة وألف وأدرك السيد غلام علي الحسيني البلكرامي بمدينة أورنك آباد في سفر الحج عند إيابه وذهابه، له مردم ديده كتاب في تذكرة شعراء الفرس وله ديوان الشعر الفارسي: ومن شعره. سبه مستم نظر بركوشة ميخانة دارم جوابروي تو ساقي در بغل بيمانة دارم مات في سنة ثمان وسبعين ومائة وألف ببلدة تته من بلاد السند، كما في محبوب الزمن. القاضي عبد الحميد الكجراتي الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد الله بن محمد شريف الحنفي الأحمد آبادي الكجراتي أحد العلماء المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة أحمدآباد وولي القضاء في معسكر محمد أعظم بن عالمكير مكان والده فاستقل به زماناً، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند لعله سنة ثمان ومائة وألف فولي على ديوان الخراج بكجرات فاستقل به مدة طويلة ثم ولاه شاه عالم ابن عالمكير القضاء الأكبر في معسكره فصار قاضي قضاة الهند سنة إحدى وعشرين ومائة وألف وولي مكانه صنوه شريعة خان على ديوان الخراج بكجرات فاستقل به ثلاث سنوات ثم أراد أن يعتزل عن القضاء فلم يسمح له شاه عالم بذلك فأحرق خيمه وتزيا بزي الفقراء ودخل المسجد فجلس به فلما رأى شاه عالم إصراره قبل استقالته وولي مكانه شريعة خان ومكان شريعة خان متشرع خان بن شريعة خان نيابة عن والده، فرجع عبد الحميد إلى كجرات واعتزل بها زماناً ثم ولوه على مدينة سورت فاستقل بمهماتها مدة ثم اعتزل عنها فجعلوه قيماً على قبر الشيخ أحمد المغربي بأحمدآباد، كما في مرآة أحمدي ولم أقف على سنة وفاته. مير عبد الحي الأورنك آبادي الأمير الفاضل عبد الحي بن عبد الرزاق الحسيني الخوافي الأورنك آبادي نواب صمصام الدولة صمصام الملك، ولد سنة 1142 هـ بأورنك آباد وتأدب على والده وعلى السيد غلام علي بن نوح الحسيني الواسطي البلكرامي وعلى غيرهما من العلماء، ولما قتل والده بقصة طويلة شرحتها في ترجمته حبسوه بقلعة كول كنده سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، ثم لما تولى المملكة نظام الملك نواب نظام علي خان الحيدر آبادي أطلقه من الأسر ولقبه صمصام جنك صمصام الدولة وأعطاه سبعة آلاف لذاته وسبعة آلاف للخيل منصباً رفيعاً مع العلم والنقارة وغيرها ثم لقبه صمصام الملك وولاه على ديوان الخراج وأراد أن يستوزره فلم يقبل، وكان فاضلاً كريماً شاعراً مجيد الشعر ومن شعره. مبج با سخن هرزة كران جانان كه منتفع نشود از جواب كوه كسي توفي في الخامس عشر من جمادى الأولى سنة ست الجزء: 6 ¦ الصفحة: 746 وتسعين ومائة وألف، كما في حديقة العالم. الشيخ عبد الخالق الدهلوي الشيخ الفاضل المجود عبد الخالق الدهلوي شيخ القراء في عصره، أخذ القراءة والتجويد عن الشيخ البقري والبصري عن الشيخ عبد الرحمن اليمني عن والده الشيخ سجادة اليمني وعن الشهاب أحمد بن عبد الحق السنباطي وأخذ الشيخ سجادة عن الشيخ أبي نصر الطبلاوي عن شيخ الإسلام زكريا بسنده المتصل إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخذ عن الشيخ عبد الخالق المترجم له الشيخ محمد فاضل السندي وخلق آخرون. المفتي عبد الرحمن السندي الشيخ العالم الكبير المفتي عبد الرحمن الحنفي السندي كان مفتي المعسكر في عهد عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند، سافر إلى الحجاز نحو سنة ست ومائة وألف فحج وزار. القاضي عبد الرحمن الكمال بوري الشيخ الفاضل القاضي عبد الرحمن بن إبراهيم بن يوسف بن محمود بن مجاهد بن محمد بن إله ديا الشريحي الكمال بوري أحد كبار العلماء، قرأ العلم على العلامة محمود بن محمد الجونبوري صاحب الشمس البازغة وعلى غيره من العلماء وأخذ الطريقة عن الشيخ فتح القلندر ثم ولي القضاء بعمالة سكدي، له مصنفات عديدة منها رموز المعارف بالعربية وقصص الأسرار والتلقينية والوجداني كلها بالفارسي، وله أرجوزة بالفارسية وشعر رقيق رائق. الشيخ عبد الرحيم الرفاعي الشيخ الكبير عبد الرحيم بن محمد بن صالح الحسيني الرفاعي أحد المشايخ المشهورين ف عصره، ولد بالمدينة المنورة سنة سبعين وألف ونشأ بها ثم قدم الهند وسكن بمدينة سورت، أخذ عنه خلق كثير من أهل الهند وبايعوه، مات يوم الإثنين لعشر بقين من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف بمدينة سورت، كما في الحديقة. الشيخ عبد الرحيم الدهلوي الشيخ العالم الكبير العارف عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي كان من كبار المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بدهلي وقرأ صغار الكتب الدرسية على صنوه الكبير أبي الرضا محمد الدهلوي وكبارها على القاضي محمد زاهد بن محمد أسلم الهروي وقرأ دروساً من شرح العقائد على الشيخ عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي واستفاض منه فيوضاً كثيرة وأراد أن يبايعه فأبى ودله على السيد عبد الله الأكبر آبادي فبايعه وأخذ عنه الطريقة النقشبندية ولازمه مدة حياته، ثم لازم الشيخ أبا القاسم الأكبر آبادي وأخذ عنه ولازمه مدة طويلة، وحصلت له الخرقة الجشتية عن الشيخ عظمة الله بن عبد اللطيف ابن بدر الدين بن جلال الدين المتوكل الأكبر آبادي عن أبيه عن جده عن الشيخ عبد العزيز بن الحسن الدهلوي فصار غرة زاهرة في جبين المعالي وحسنة من حسنات الأيام والليالي، قد وقع الاتفاق على كمال فضله بين أهل العلم والمعرفة وانتهى إليه الورع وحسن السمت والتواضع والاشتغال بخاصة النفس. قال حسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان من وجوه مشايخ دهلي ومن أعيانهم، أحواله مذكورة في كتب سير أولياء الهند وكثير من تفاصيلها مسطور في كتاب أنفاس العارفين وكذا في طبقات الأبرار وكان له حظ وافر من الأويسية، انتهى، وله مصنف لطيف في السلوك، توفي يوم الأربعاء لإثنتي عشرة خلون من صفر سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف في عهد فرخ سير وله سبع وسبعون سنة، كما في أنفاس العارفين. مولانا عبد الرحيم البيجا بوري الشيخ الفاضل عبد الرحيم الحسيني البيجا بوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 747 ونشأ بمدينة بيجا بور واشتغل بالعلم من صباه وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته ثم لازم القاضي أبا البركات عند قدومه بيجا بور في ركاب السلطان عالمكير ثم تصدر للتدريس ودرس ثلاثين سنة، أخذ عنه الشيخ محمد أكرم البيجا بوري وخلق آخرون، توفي يوم الأربعاء لتسع عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ومائة وألف، كما في روضة الأولياء. مولانا عبد الرحيم الكشميري الشيخ الفاضل عبد الرحيم الحنفي الكشميري المشهور بففو كان من كبار العلماء، تقرب إلى ولاة الأمور لكشمير وخدمهم زماناً ثم سافر إلى بخارا بصحبة يكه تازخان المير توزك فقرأ على السيد محمد شريف الكجكسي أعلم العلماء بها في ذلك العصر ثم رجع إلى كشمير وقصر همته على الدرس والإفادة، توفي سنة سبع بعد المائة والألف، كما في روضة الأبرار. مير عبد الرزاق الخوافي الأمير الفاضل عبد الرزاق بن حسن علي بن محمد كاظم الحسيني الخوافي نواب صمصام الدولة شاه نواز خان كان من رجال السير والتاريخ، ولد لليلة بقيت من رمضان سنة إحدى عشرة ومائة وألف بمدينة لاهور ونشأ بها وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم سافر إلى أورنك آباد فقربه آصف جاه إلى نفسه وولاه الخراج بأرض برار فاستقل بها زماناً، فلما رحل آصف جاه إلى دهلي وأقام ولده ناصر جنك بالملك استقدمه ناصر جنك إلى حيدر آباد وولاه الخراج بها ولما رجع آصف جاه ونزع الأمر من يد ولده ناصر جنك المذكور اعتزل عبد الرزاق بأورنك آباد وصنف مآثر الأمراء في ثلاثة مجلدات كبار، فلما مات آصف جاه وقام بالملك ولده ناصر جنك المذكور استقدمه إلى حيدر آباد وولاه الخراج فاستقل بها مدة ولما قتل ناصر جنك بآركاث جاء إلى أورنك آباد واعتزل بها، ثم ولاه صلابت جنك على حيدر آباد سنة خمس وستين ومائة وألف وعزله بعد زمان فاعتزل بأورنك آباد، ثم خلع عليه صلابت جنك ولقبه صمصام الدولة وأضاف في منصبه فصار سبعة آلاف لذاته وسبعة آلاف للخيل وجعله الوكيل المطلق لمهمات الدولة فاستقل بها أربع سنين ثم قتل. وكان عالماً بارعاً في التاريخ والسير والرجال والأنساب والإنشاء ومصطلحات اللغة الفارسية وفنون أخرى، ترجم له غلام علي بن نوح الحسيني البلكرامي في مقدمة مآثر الأمراء وبذل جهده في تبييض ذلك الكتاب، وقتل في سنة إحدى وسبعين ومائة وألف. السيد عبد الرزاق البانسوي الشيخ العارف الزاهد عبد الرزاق بن عبد الرحيم الحسيني البانسوي أحد كبار المشايخ القادرية، ولد ونشأ بقرية بانسه وقرأ القرآن وبعض الرسائل المختصرة بالفارسية، ثم سافر إلى ردولي للعلم فبينما هو بالطريق إذ لقيه أحد من رجال الغيب فسأله عن الكتاب الذي كان بيده فأجابه يوسف زليخا فقال ليس لك حاجة إلى يوسف زليخا ارجع إلى دارك والزمها، ثم نظر إليه فتأثر به ونشأ في قلبه حب الصوفية فترك الاشتغال ورجع إلى قرية بانسه ولبث بها قليلاً ثم سافر إلى بلاد الدكن للاسترزاق ومكث بها سبع سنين، ثم جاء إلى بانسه وتزوج بها ثم ذهب إلى أحمد آباد من بلاد كجرات ولقي بها السيد عبد الصمد خدا نما فبايعه وأخذ عنه الطريقة وجلس على مسند الإرشاد بعده بقرية بانسه. وكان صاحب كشوف وكرامات، أخذ عنه الشيخ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي وصنوه محمد رضا وابن أخيه أحمد عبد الحق وابن عمه كمال الدين ابن محمد دولة الفتحبوري وإسماعيل بن إبراهيم الحسيني البلكرامي وخلق آخرون. توفي يوم الأربعاء لخمس خلون من شوال سنة ست وثلاثين ومائة وألف في أيام محمد شاه الدهلوي وله ثمانون سنة، كما في مناقب رزاقية. الحكيم عبد الرزاق الأصفهاني الشيخ الفاضل عبد الرزاق الحكيم الأصفهاني أحد العلماء المبرزين في الجفر والتكسير وصناعة الطب وقرض الشعر، قدم الهند في أيام عالمكير بن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 748 شاهجهان وسكن ببلدة بريلي وتزوج بها في عشيرة كريمة، وكان موصوفاً بالعدل والكرم والسخاء والإحسان إلى الخلق، يداوي المرضى ويعطيهم الأدوية من عنده وساح أكثر بلاد الهند وأقام برهة من الزمان في كشمير مصاحباً لأميرها نواب نوازش خان الروحي وكانت له صداقة ومودة مع السيد عبد الجليل البلكرامي، ومن شعره قوله: كمند خم بخم زلف كيست صيادم كه ميزند سر هر موي جوش حلقة دام توفي سنة سبع وعشرين ومائة وألف، كما في صبح كلشن. القاضي عبد الرسول السهالوي الشيخ الفاضل عبد الرسول بن يوسف بن سليمان سعد الله الأنصاري السهالوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بقرية سهالي ثم تردد إلى دهلي وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم رجع إلى أوده وأخذ الطريقة عن السيد عبد الرزاق بن عبد الرحيم الحسيني القادري البانسوي ولازمه زماناً ثم ولي القضاء بقرية كونهيله من أعمال ذهاكه فسافر إليها وحصل له القبول العظيم في أرض بنكاله، كما في أغصان الأنساب. الشيخ عبد الرسول السندي الشيخ الفاضل عبد الرسول بن يوسف التتوي السندي أحد رجال الفضل والصلاح، له نفائس الأفكار في عرائس الأبكار، كما في تحفة الكرام. القاضي عبد الرسول الكجراتي الشيخ الفاضل القاضي عبد الرسول بن أبي محمد بن عبد الوارث بن أبي محمد بن عبد الملك بن إسماعيل بن شهاب الدين بن حسام الدين العثماني الكبربنجي الكجراتي أحد العلماء الصالحين، ولد بكبر بنج على مسيرة عشرين ميلاً من أحمد آباد على جهة الغرب وقرأ العلم على شيخ سليمان بن أحمد الكجراتي والشيخ نصير الدين بن عبد الماجد العلوي الكجراتي وأخذ القراءة والتجويد عن الشيخ فريد الدين صاحب الحاشية وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الماجد المذكور الذي كان من سلائل الشيخ وجيه الدين العلوي، ثم سافر إلى دهلي وولي القضاء بدهولقه من أعمال كجرات فاشتغل به خمس سنين ثم اعتزل عنه ولازم شيخه زماناً وسافر معه إلى كلكله حين قدمها عالمكير بن شاهجهان الدهلوي فولاه القضاء بأحمدنكر فسار إليها واشتغل بالقضاء مدة عمره وكان يدرس ويفيد، مات ليلة الخميس لإحدى عشرة بقينم من شوال سنة ثلاثين ومائة وألف، كما في دستور العلماء. الشيخ عبد الرشيد الجالندري الشيخ الفاضل عبد الرشيد بن محمد أشرف الحسيني الجالندري أحد العلماء المتصوفين، ولد ونشأ بجالندر وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم سافر إلى أنبيهتله وأدرك بها الشيخ أبا المعالي بن محمد أشرف الأنبيهلوي فدله الشيخ إلى صاحبه محمد سعيد بن يوسف الأنبالوي فسار إلى أنباله ولازم الشيخ محمد سعيد وأخذ عنه الطريقة، مات في حياة شيخه في غرة ربيع الأول سنة إحدى وعشرين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد الرشيد الكشميري الشيخ الصالح عبد الرشيد بن محمد مراد بن محمد طاهر الكشميري أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بكشمير وأخذ العلم والمعرفة عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة ثم سافر إلى سرهند وأخذ عن الشيخ عبد الأحد بن محمد سعيد العمري السرهندي وصحبه بضع سنين ثم رجع إلى كشمير ولبث بها سنتين ثم سار إلى دهلي وصحب الشيخ عبد الأحمد المذكور نحو سنتين ثم رجع إلى كشمير فدرس وأفاد بها زماناً ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأقام بها زماناً ثم رجع إلى الهند، ولما وصل إلى مدينة دهلي توفي إلى رحمة الله سبحانه وكان ذلك سنة خمس وخمسين ومائة وألف كما في خزينة الأصفياء. مولانا عبد الرشيد الجونبوري الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الرشيد الحنفي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 749 الجونبوري أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والأصول وغيرها، أخذ عن الشيخ الأستاذ نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، له حاشية على العروة الوثقى للشيخ كمال الدين الفتحبوري، وكان الشيخ نظام الدين المذكور يحبه لفرط ذكائه وفيه رغبة إلى الهجاء فقتله الناس في حياة شيخه فدعا عليهم الشيخ فأخذهم الله سبحانه بنكاله، كما في الرسالة القطبية، وإني وجدت الناس يقولون: إنه كان يسكن بتل الشيخ بير محمد اللكهنوي بمدينة لكهنؤ وقبره بها. وكان رجلاً صالحاً عفيفاً ديناً قنوعاً متوكلاً كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، قرأ عليه القاضي نجم الدين علي خان الكاكوري وخلق كثير من العلماء. مرزا عبد الرضا الأصفهاني الفاضل الكبير عبد الرضا الشيعي النجفي الأصفهاني الشاعر المتلقب بمتين، ولد بأصفهان سنة ثلاث ومائة وألف وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم قدم الهند وتقرب إلى برهان الملك محمد أمين النيسابوري ثم إلى ختنه أبي المنصور صفدر جنك فأقطعه أرضاً خراجية بناحية أوده فلبث بها زماناً وأخذ الطريقة عن السيد محمد العارف النعمة اللهي القادري، ولما توفي أبو المنصور وولي مكانه ولده شجاع الدولة بالغ في إكرامه مدة ثم إنه راح إلى جهانسي وناب عنه راجه بيني بهدر فتغلب على ما كان له من الأرض الخراجية فسار عبد الرضا إلى بنكاله وتقرب إلى قاسم علي خان أمير تلك الناحية ومات بها، وكان شاعراً مجيد الشعر، من شعره قوله: اندك لي خار ره امداد كه سربنجة من صرف درجاك كريبان شد ودامن باقيست توفي سنة خمس وسبعين ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار. مولانا عبد السلام البرهانبوري الشيخ الفاضل عبد السلام الحنفي البرهانبوري أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، كان يدرس ويفيد، قرأ عليه السيد أمير حيدر الحسيني البلكرامي وخلق كثير، وله قرابادين سلامي مجموع لطيف في معالجات الطب، مات سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف بمدينة برهانبور فأرخ لموته بعضهم من قوله: آه حكيم از جهان رفت كما في تاريخ برهانبور. خواجه عبد السلام الكشميري الشيخ العالم الصالح عبد السلام الكشميري أحد العلماء الربانيين، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الغفور البشاوري ولازمه مدة من الزمان ثم تولى الشياخة بكشمير وحصل له القبول العظيم بها، أخذ عنه ولداه القاضي وحيد الدين والمفتي فريد الدين والشيخ شرف الدين محمد صاحب روضة السلام وخلق آخرون. توفي لثمان عشرة خلون من شوال سنة إحدى وسبعين ومائة وألف بكشمير، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد الشكور الكشميري الشيخ الفاضل عبد الشكور الحنفي الكشميري المشهور بتلو كان من كبار العلماء، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على مولانا حيدر بن فيروز الجرخي وعلى غيره من الأساتذة ثم تصدر للتدريس فدرس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه ملا محمد أشرف وخلق آخرون، وكان قانعاً عفيفاً لم يأخذ نصيبه من العطايا السلطانية التي أرسلها عالمكير بن شاهجهان للعلماء إلى كشمير فلم يقبل منها شيئاً، توفي سنة ثلاث عشرة ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. القاضي عبد الصمد الجرياكوثي الشيخ العالم الفقيه عبد الصمد بن أبي الحسن بن محمد ماه بن منصور العباسي الجرياكوثي أحد كبار الفقهاء، قرأ العلم على والده وسار إلى دهلي فحصل شهادة القضاء ثم اشتغل به وبالدرس والإفادة ببلدته جرياكوث وكان ممن يضرب به المثل في حسن التربية والتعليم، توفي سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 750 كما في تذكرة علماء الهند. القاضي عبد الصمد الجونبوري الشيخ الفاضل عبد الصمد العثماني الجونبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ على عمه محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري ولازمه زماناً حتى برع وفاق في كثير من العلوم والفنون ثم سار إلى دهلي وشارك العلماء في تصنيف الفتاوي الهندية ثم ولي القضاء في بلدة من بلاد الدكن واستقل به زماناً ثم نقل إلى لكهنو وأقام بها ثماني سنوات وأقطعه السلطان قرى متعددة، مات لثلاث بقين من رجب في بلاد الدكن فنقل جسده إلى قرية سوكلاي ودفن بها في حديقة القاضي، كما في باغ بهار. مولانا عبد الصمد الديوي الشيخ الفاضل عبد الصمد الأعظمي الديوي كان من ذرية المفتي عبد السلام الأعظمي، ولد ونشأ بديوه وقرأ العلم على أساتذة عصره وبرع في الفقه والأصول والعربية، كانت له يد بيضاء في تفسير القرآن الكريم، خدم الأمراء بمدينة دهلي زماناً في أيام أحمد شاه ثم دخل فرخ آباد فجعله نواب غالب جنك معلماً لولده مظفر جنك فلم يزل بها إلى أن مات، وله رسالة في غريب القرآن، كما في تاريخ فرخ آباد. مولانا عبد العزيز الكجراتي الشيخ الفاضل عبد العزيز الحنفي السني الأحمد آبادي الكجراتي كان إمام طائفة البوهرة السنية قد غشيه نور الإيمان وسيما الصالحين، وقع مع أهل بلدته من كفار الهنود قلاقل وزلازل فنال منهم شراً، ذكره خافي خان في منتخب اللباب قال: إن في سنة خمس وعشرين ومائة وألف ثارت فتن بأحمد آباد بين المسلمين وكفار الهنود وافتتح الهنود أمرهم بالتعدي على المسلمين وأعانهم داود خان أمير البلدة فاضطر المسلمون وسار عبد العزيز وعبد الواحد ومحمد علي الواعظ إلى دهلي ليستغيثوا في ذلك إلى سلطان الهند وكان راجه رتن جند الوثني ديوان قطب الملك عبد الله خان الحسيني البارهوي مداراً عليه في مهمات الدهلوي صنو الأمير الكبير خان دوران خان بخشي الممالك تردد لاستخلاصهم فخلصوا من حبس الوثني المذكور، انتهى، وفي مرآة أحمدي: إن عبد العزيز رجع إلى أحمد آباد ومات بها ومحمد علي الواعظ مات بدهلي. مولانا عبد العزيز اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد العزيز بن محمد سعيد بن قطب الدين الأنصاري السهالوي اللكهنوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قرأ العلم ثم أخذ الطريقة عن السيد إسماعيل بن إبراهيم الحسيني البلكرامي ولازم عمه زماناً حتى نال حظاً من العلم والمعرفة، مات لتسع خلو من ذي القعدة سنة خمس وستين ومائة وألف بلكهنؤ. مولانا عبد العظيم البرهانبوري الشيخ الفاضل عبد العظيم بن عبد الله بن عبد النبي بن نظام الدين العمري الصفوي الكجراتي ثم البرهان بوري أحد كبار العلماء، لم يزل يشتغل بالدرس والإفادة بمدينة برهان بور أخذ عنه جمع كثير من العلماء، له مصنفات عديدة منها حق العلم شرح عين العلم بالعربية، توفي لسبع خلون من شعبان سنة إحدى وأربعين ومائة وألف، كما في تاريخ برهان بور. السيد عبد العلى الشيعي الجونبوري الشيخ الفاضل عبد العلى بن علي عظيم الشيعي الجونبوري كان من نسل المفتي مبارك بن أبي البقاء الحسيني الحنفي الجونبوري، ولد ونشأ بجونبور وقرأ العلم على السيد محمد عسكري الجونبوري ولازمه مدة حتى برع في المنطق والحكمة والأدب وقرض الشعر، له أبيات بالعربية والفارسية وله عنقاء مغرب مصنف في رد كوه قاف لكلشن على الجونبوري، توفي يوم الجمعة لسبع خلون من رجب سنة تسعين ومائة وألف. مولانا عبد الغفور البلكرامي الشيخ الفاضل عبد الغفور الحنفي البلكرامي كان الجزء: 6 ¦ الصفحة: 751 تلو أخيه الشيخ عبد الكريم الصديق الحنفي في الفضل والكمال، غير أنه مال في بداية حاله إلى مذهب الحكماء لتوغله في الحكمة لكثرة المطالعة في كتبهم حتى شرفه الله ليلة في رؤيا صادقة برؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فتشرف بلذيذ خطابه فأنقذه الله سبحانه من تلك المهلكة، وكان منقوشاً على خاتمه وإنك الغفور ذو الرحمة أخذ عنه خلق كثير منهم الشيخ طفيل محمد الأترولوي قرأ عليه أصول البزدوي كما في مآثر الكرام. الشيخ عبد الغني الكشميري الشيخ الفاضل عبد الغني بن أبي طالب الشيعي الكشميري أحد العلماء المشهورين، ذكره محمد علي في نجوم السماء قال: إنه قرأ العلم على الشيخ محمد صالح المازندراني شارح الكافي ومن مصنفاته الجامع الرضوي ترجمة شرائع الاسلام صنفه سنة إحدى وستين ومائة وألف بأمر علي رضا ابن افراسياب خان وكان أبوه افراسياب والياً بكشمير، أوله الحمد لله الذي أوضح لعباده سبل الوصول إلى رضائه إلخ. مولانا عبد الغني البدايوني الشيخ الفاضل العلامة عبد الغني بن المفتي درويش محمد العثماني البدايوني أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمدينة بدايون وقرأ العلم على أساتذة عصره وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد سعيد الجعفري القادري ثم تصدى للدرس والإفادة، له حاشية على مير زاهد رسالة ومير زاهد ملا جلال ذكره المفتي ولي الله في تاريخ فرخ آباد. القاضي عبد الغني الكوباموي الشيخ الفاضل عبد الغني بن محمد دائم بن عبد الحي بن عبد الحليم بن المبارك العمري الكوباموي كان قاضياً ببلدته كوبامؤ يدرس ويفيد، أخذ عنه محمد أمان ومحمد أكرم وقد أخذ عنهما القاضي مصطفى علي خان الكوباموي، ذكره القاضي في تذكرة الأنساب. مير عبد الغوث المندومي الشيخ الصالح عبد الغوث الحسيني المندوي أحد رجال العلم والطريقة، أخذ عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري ولازمه زماناً ثم سار إلى دهلي وسكن بها، وكان صاحب وجد وحال، مات يوم الإثنين لأربع عشرة خلون من شعبان سنة تسع ومائة وألف فدفن عند قدم الرسول بدهلي، كما في كنج أرشدي. الشيخ عبد الفتاح النائطي الشيخ الفاضل عبد الفتاح النائطي أحد رجال العلم والطريقة، ذكره الشيخ محمد باقر المدراسي في النفحة العنبرية قال: منهم أي من النوائط الفائز بكشف سر الاختتام والافتتاح مولانا الشيخ عبد الفتاح قدس سره وهو الذي كتب الملفوظ في ترجمة شيخه الشبيه باللوح المحفوظ تشرفت بمطالعته مراراً وعثرت فيه من أحوال حضرة الشيخ على ما يطاول بحاراً، انتهى ما في تاريخ النوائط. مولانا عبد الفتاح الصمدني الشيخ العالم الفقيه أبو الفرح عبد الفتاح بن هاشم الحسيني الصمدني أحد الفقهاء المشهورين، قرأ العلم بمدينة جونبور على السيد محمد الجونبوري ثم سار إلى دهلي وأخذ عن السيد محمد زاهد بن محمد أسلم الحنفي الهروي وشارك العلماء في تصنيف الفتاوي الهندية وبذل جهده فيه، كما في عزيز التواريخ. مرزا عبد القادر العظيم آبادي الشيخ الفاضل عبد القادر بن عبد الخالق العظيم آبادي الشاعر المشهور كان من قبيلة برلاس ولد ونشأ بعظيم آباد وحصل المراتب العلمية ثم قصر همته على قرض الشعر فاخترع غرائب الأشياء في ذلك وله تسعون ألف بيت أو تزيد، واسمه في الشعر على طريق شعراء الفرس بيدل وكان من الشعراء المفلقين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 752 المجيدين لم يكن في زمانه مثله، وكان زاهداً عفيفاً قانعاً على اليسير لا يتصنع في الزي واللباس ولا يتقيد به، وكان في بدء حاله نديماً لمحمد أعظم بن عالمكير فلما طلب منه محمد أعظم أن يمدحه في القصائد تركه واعتزل عن الناس فلم يرغب قط إلى الملوك والأمراء، استقدمه آصف جاه مرة إلى إقليم الدكن فلم يقبل وكتب في رسالته إليه: دنيا اكر دهند نه جنبم زجائي خويش من بسته ام حنائي قناعت ببائي خويش وله في القناعة: آخر زفقر بر سر دنيا زديم با خلقي بجاه تكيه زد وما زديم با وله: بك جند بئي زينت وزيور كشتيم يك جند بئي دانش ودفتر كشتيم در عهد شباب كرديم حساب جون واقف ازين جهان ابتر كشتيم دست ازمهمه شستيم وقلندر كشتيم نقشي است بر آب اينك در ياب مات في ثالث صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف. مولانا عبد القادر الكجراتي الشيخ الفاضل عبد القادر بن عبد الغفور الكجراتي نواب محي الدولة قادر يار خان بهادر كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول، انتقل من بلدة سورت إلى أورنك آباد ولبث بها زماناً في زاوية الشيخ محمود المسافر الأورنك آبادي ثم تقرب إلى نواب نظام علي خان الحيدرآبادي حين كان والياً على أرض برار فولاه القضاء بمعسكره، ولما تولي المملكة نظام علي خان المذكور مقام أخيه صلابت جنك ولاه الاحتساب والصدارة العظمى وكان ذلك في خامس ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف ولقبه محي الدولة قادر يار خان بهادر فاستقل بها زماناً ومات بحيدرآباد لعله سنة ثمان وثمانين ومائة وألف لأن أخاه الحكيم جعفر ولي الصدارة بعده في تلك السنة، كما في تزك محبوبي. الشيخ عبد القادر الحضرمي الشيخ الصالح عبد القادر بن عبد الله بن شيخ بن عبد القادر العيدروس الشافعي الحضرمي السورتي أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بالهند وأخذ عن جده وتولى الشياخة بعده بمدينة سورت وحصلت له الإجازة عن الشيخ محمد ابن عبد الله بن عبد الرحمن السقاف الحضرمي، مات سنة ثمان ومائة وألف بمدينة سورت، كما في الحديقة. الشيخ عبد القادر السورتي الشيخ الصالح عبد القادر بن محمد بن إسماعيل السورتي أحد عباد الله الصالحين، تولى الشياخة بمدينة سورت مقام الشيخ بير محمد بن بدر الدين السورتي بوصيته ومات بها سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، كما في الحديقة. الشيخ عبد القادر اللاهوري الشيخ الفاضل عبد القادر بن عمر بن هاشم الحسني الكيلاني اللاهوري أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بلاهور وتفقه على خاله إسماعيل بن قاسم اللاهوري وأخذ عنه الحديث والتفسير وقرأ الكتب الطبية على الشيخ عبد الرسول الزنجاني اللاهوري وأخذ الدعوة والتكسير والجفر الجامع عن السيد محمد بن علاء الدين الحسيني اللاهوري وأخذ عنه الطريقة وعن خلق آخرين من المشايخ القادرية، له مصنفات عديدة منها كشف الأسرار الصغير وكشف الأسرار الكبير وأسرار كتماني، مات لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة أربع وخمسين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. مولانا عبد القدوس السندي الشيخ الفاضل عبد القدوس بن الحامد بن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 753 الحسن بن الحامد بن شرف الدين ابن الحسين بن المنصور بن محمد حسين الحسيني التتوي السندي أحد العلماء المشهورين في عصره، مات سنة ست وأربعين ومائة وألف، فأرخ لموته بعضهم من قوله تعالى "هم مكرمون في جنات النعيم"، كما في تحفة الكرام. مولانا عبد القدوس الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير عبد القدوس بن يعقوب البناني الدهلوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بدهلي وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة ثم تصدر للتدريس، تخرج عليه جماعة من الفضلاء، مات يوم الخميس لإحدى عشرة خلون من ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف فأرخ لموته بعض العلماء ع: سال تاريخ وفاتش كشت رضوان المآب. مير عبد الكريم السندي الأمير الفاضل عبد الكريم بن أبي البقاء بن القاسم بن ملا مير الحسيني السيزواري ثم السندي أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأرض السند وأخذ العلم ثم تقرب إلى عالمكير وتدرج إلى الإمارة حتى نال منصباً رفيعاً، ولقبه السلطان بملتفت خان ثم خانه زاد خان ثم مير خانه زاد خان ثم مير خان ثم أمير خان، ولقب والده أيضاً كان أمير خان لقبه بذلك شاهجهان. قال شاه نواز خان في مآثر الأمراء: إن عالمكير ابتلى بمرضى في كبر سنه واشتد المرض وغشي عليه فلما أفاق كان ينشد هذين البيتين تأسفاً على حاله: بهشتاد ونود جون در رسيدي بساسختي كه از دوران نديدي ورانجا جون بصد منزل رساني بود مركي بصورت زندكاني وكان عبد الكريم يسمع ذلك فتقدم وقال: أطال الله بقاء مولانا السلطان إن الشيخ الكنجوي أنشأ هذين البيتين تمهيداً لهذا البيت: يس آن بهتر كه خود را شاد داري دران شادي خدا را ياد داري فأمره عالمكير أن يكرر هذا البيت ويكتب على ورقة وأحس في نفسه قوة وجلس للناس في ديوان المظالم في اليوم القابل وقال: إن بيتك زادني قوة وصحة، قال الخوافي: وكان عبد الكريم جيد الذهن سريع الإدراك عالي الكعب في فنون عديدة ولي الصدارة في عهد فرخ سير ومات في أيامه، انتهى، لعله مات في بضع وعشرين ومائة وألف. مير عبد الكريم القنوجي الأمير الفاضل عبد الكريم بن محمد الحسيني القنوجي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولاه عالمكير على تحصيل الجزية ببلدة برهان بور، وصارت مساعيه مشكورة فيه فولاه عالمكير على تلك الخدمة في أربعة أقطاع الدكن، وكان فاضلاً كريماً ديناً عفيفاً تقياً. مولانا عبد الكريم البلكرامي الشيخ الفاضل عبد الكريم الحنفي الصديقي البلكرامي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ ببلكرام وحفظ القرآن وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم تصدر للدرس والإفادة، له شرح على المقامات الحريرية بالفارسية ومقامات عديدة على منوالها وله شرح على الشمسية صنفه للشيخ طفيل محمد الأترولوي في ثلاثة أيام، وله غير ذلك من المصنفات، مات في أوائل القرن الثاني عشر، كما في مآثر الكرام. القاضي عبد الكريم الكشميري الشيخ العالم الفقيه عبد الكريم الحنفي الكشميري كان ابن بنت الشيخ يوسف، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على المفتي أبي الفتح الكشميري وأمثاله ثم رحل إلى معسكر السلطان عالمكير بن شاهجهان فأقام به زماناً ثم ولي القضاء بكشمير فاستقام عليه أربعاً الجزء: 6 ¦ الصفحة: 754 وعشرين سنة وعزل في آخر أيام عالمكير المذكور، كما في روضة الأبرار. الشيخ عبد اللطيف السندي الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن حبيب شاه الحنفي البهثي السندي كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، سكن بقرية بهث على ثلاثة أميال من هاله كندي، مات سنة خمس وستين ومائة وألف، فأرخ لموته بعضهم من رضوان حق، كما في تحفة الكرام. الشيخ عبد اللطيف السندي الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن محمد هاشم التتوي السندي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والحديث، كان يدرس ويفيد في مدرسة والده ويذكر يوم الجمعة من كل أسبوع وكان يدرس في الحديث كل يوم بعد العصر في مسجده، كما في تحفة الكرام. الشيخ عبد اللطيف الأمروهوي الشيخ الصالح عبد اللطيف الحنفي الأمروهوي المهاجر إلى مكة المشرفة والمدفون بها كان من نسل الشيخ عبد الله الرضوي الأمروهوي، ولد ونشأ بأمروهه وسافر للعلم إلى بلكرام وقنوج وقرأ على السيد نعمة الله الحسيني البلكرامي ثم لازم الشيخ حبيب الله القنوجي وأخذ عنه الطريقة وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأقام بمكة المباركة زماناً ثم عاد إلى الهند ليذهب بوالدته العفيفة إلى الحجاز ويسكن بها وكانت توفيت قبل أن يصل إلى أمروهه فرجع إلى مكة وعاش بها خمسين سنة وحج في كل سنة وسافر إلى المدينة المنورة وزار ثلاثين مرة. وكان لطيف الطبع رقيق القلب ذا سخاء وإيثار ومروءة، ذكره البلكرامي في مآثر الكرام قال: ولما سمع بقدومي من طيبة الطيبة استقبلني وأنزلني في داره فلبثت بها خمسة أشهر، مات سنة سبع وخمسين ومائة وألف بمكة فدفن في المعلاة. الشيخ عبد الله بن إسماعيل اللاهوري الشيخ العالم الفقيه عبد الله بن إسماعيل بن قاسم بن علي بن بدر الدين ابن إسماعيل بن عبد الله الشريف الحسني الأجي ثم اللاهوري كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، لم يزل يشتغل بالتدريس والتلقين وكان لا يتردد إلى بيوت الأغنياء، مات لإحدى عشرة خلون من ربيع الثاني سنة إحدى وأربعين ومائة وألف بلاهور، كما في خزينة الأصفياء. خواجه عبد الله بن إلياس البخاري الشيخ الفاضل عبد الله بن إلياس العمري البخاري كان من نسل الشيخ نجم الدين الكبرى، ولد بمدينة بخارا سنة ثمان وسبعين وألف وأخذ عن والده ثم سافر إلى سمرقند ورحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الطريقة عن الشيخ أحمد المكي أحد أصحاب الشيخ محمد معصوم السرهندي ولازمه مدة من الزمان وأقام بمكة المباركة بعد وفاته سبع سنين ثم رحل إلى بخارا واستصحب والدته إلى مكة المباركة وأقام بها عشر سنين ثم دخل الهند في أوائل ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف وسكن بكشمير فحصل له القبول العظيم في تلك الناحية، مات سنة إحدى وأربعين ومائة وألف بكشمير، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد الله بن حسن النارنولي الشيخ العالم الصالح عبد الله بن حسن الحسيني النارنولي أحد المشايخ المشهورين، كان على قدم والده في العلم والطريقة، من دهلي إلى نارنول واعتزل بها عن الناس، كما في بحر زخار. مولانا عبد الله السنديلوي الشيخ العالم الفاضل عبد الله بن زين العابدين الحسيني السنديلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام، قرأ العلم على العلامة كمال الدين الفتحبوري ولازمه مدة من الزمان فلما وصل إلى الشمس البازغة انقطع إلى حمد الله ابن شكر الله السنديلوي، قرأ عليه فاتحة الفراغ ثم تصدر للتدريس الجزء: 6 ¦ الصفحة: 755 فدرس وأفاد مدة طويلة ثم بايع الشيخ عبد الباسط الأميتهوي وحصلت له الإجازة عن الشيخ قدرة الله الصفي بوري فاعتزل عن الناس، وكان ذكياً تقياً جن في آخر عمره، كما في الرسالة القطبية. الشيخ عبد الله بن علي الحضرمي الشيخ الصالح عبد الله بن علي بن عبد الله بن أحمد بن الحسين الشافعي الحضرمي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد في سلخ جمادى الآخرة سنة سبع وستين وألف بمدينة تريم ونشأ بها وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم قدم الهند ولبث عند والده زماناً وأخذ عنه، مات في الخامس عشر من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائة وألف بسورت فدفن عند والده، كما في الحديقة. الشيخ عبد الله بن علي الحضرمي الشيخ الصالح عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن السقاف الشافعي الحضرمي أحد رجال العلم والطريقة، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده بمدينة سورت سنة تسع وخمسين ومائة وألف واستقل بها مدة حياته، توفي لأربع خلون من ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائة وألف بمدينة سورت، كما في الحديقة. الشيخ عبد الله بن محمد السندي الشيخ العالم الصالح عبد الله بن محمد بن حسين السندي نزيل المدينة المنورة المشهور بجمعة، حضر دروس الشيخ محمد حياة السندي وغيره من الواردين وجاور بالمدينة نحواً من أربعين سنة وانتفع به طلبة المدينة واشتهرت بركته، فكل من قرأ عليه شيئاً فتح الله عليه وصار من العلماء، وكان ذا كرم ومروءة وحياء وشفقة، توفي في سنة أربع وتسعين ومائة وألف، كما في تاريخ الجبرتي. القاضي عبد الله الكجراتي الشيخ الفاضل عبد الله بن محمد شريف الحنفي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان قاضياً بمدينة أحمد آباد فتقرب إلى محمد أعظم بن عالمكير حين ولي على كجرات فجعله قاضياً في معسكره فاستقل به زماناً، ثم ولاه عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند القضاء الأكبر سنة خمس وتسعين وألف مكان القاضي أبي سعيد الكجراتي فصار قاضي قضاة الهند واستقل به مدة طويلة، ثم ولي الصدارة ومات في زمان يسير من ولايته، مات سنة تسع ومائة وألف، كما في مآثر عالمكيري. مولانا عبد الله الكشميري الشيخ العالم الصالح عبد الله بن محمد فاضل اليسوي الكشميري كان أصله من قرية يسي من أعمال تركستان انتقل منها بعض أسلافه إلى كشمير، قرأ العلم على ملا محمد محسن والشيخ أمان الله الشهيد وعلى غيرهما من العلماء وأخذ الطريقة من قاضي شاه ثم ساح البلاد وأدرك المشايخ وعاد إلى كشمير فولي الإفتاء بها، أخذ عنه محمد عثمان وبابا عبد الله وملا عبد المؤمن ومير محي الدين والقاضي محمد حسين وملا نور الدين والمفتي قوام الدين وخلق آخرون من أهل كشمير، مات في منتصف شوال سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. مولانا عبد اللطيف الأميتهوي الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الله الحنفي الأميتهوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام، أخذ عن الشيخ الأستاذ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي وشارك في الأخذ والقراءة عليه الشيخ حقاني التاندوي، ثم ولي التدريس فدرس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه السيد محمد واضح بن محمد صابر والسيد أبو سعيد بن محمد ضياء والسيد محمد نعمان بن محمد وجمع آخرون من أبناء السيد السند علم الله بن فضيل الحسني البريلوي، مات في أيام أحمد شاه الدهلوي، كما في الرسالة القطبية. خواجه عبد الله البلخي الشيخ الفاضل عبد الله الحنفي النقشبندي البلخي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 756 أحد كبار المشايخ، أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله محمود النقشبندي ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأقام بالحرمين سبع عشرة سنة ثم قدم الهند وسكن بكشمير وحصل له القبول العظيم في تلك الناحية، أخذ عنه الشيخ بهاء الدين صاحب الكتاب النقشبندي وخلق آخرون، توفي سنة تسع وثلاثين ومائة وألف بكشمير وقبره مشهور ظاهر في البلدة، كما في خزينة الأصفياء. مولانا عبد الله البلكرامي الشيخ العالم الكبير عبد الله الحسيني البلكرامي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ القرآن وصغار الكتب في بلدته ثم سافر إلى كجهندو وقرأ الكتب الدرسية على القاضي عليم الله الكجهندوي ولازمه مدة ومهر في الكتابة على الأقلام السبعة وفي الفنون الحربية والفنون الكثيرة، ثم تقرب إلى نواب سبرلند خان التوني فولاه ديوان المظالم في معسكره ثم ولاه الصدارة بأحمد آباد سنة أربع وعشرين ومائة وألف وبها قرأ شرح المواقف على أسد الله العلوي حفيد العلامة وجيه الدين وقرأ هداية الفقه على الشيخ قوام الدين الكجراتي وارتبط بالشيخ الفاضل نور الدين الأحمد آبادي، توفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف ببلكرام، كما في مآثر الكرام. القاضي عبد الله الخراساني الأمير الفاضل عبد الله الحنفي الخراساني نواب مير جمله معظم خان خانخانان بهادر مظفر جنك، قدم الهند في أيام عالمكير بن شاهجهان الدهلوي فولاه القضاء بذهاكه ونقل إلى بلنه بعد مدة ولما تولى المملكة فرخ سير بن عظيم الشأن ابن شاه عالم وجلس على سرير الملك بمدينة بلنه وسار إلى دهلي سافر معه وتقرب إليه فلما وصل إلى دهلي لقبه فرخ سير مير جمله معظم خان خانخانان بهادر مظفر جنك وأعطاه سبعة آلاف لذاته وسبعة آلاف للخيل منصباً رفيعاً وجعله من أهل الحل العقد فلبث بدهلي زماناً صالحاً وكان يلازم فرخ سير آناء الليل والنهار ويشير عليه بخلاف قطب الملك وأمير الأمراء فطلبا منه أن يبعثه إلى أقطاع فولاه فرخ سير على إيالة عظيم آباد فسار إليها ومكث بها زماناً قليلاً ثم ورد دهلي فلم يلتفت إليه فرخ سير فتقرب إلى قطب الملك ثم إلى اعتماد الدولة محمد أمين السمرقندي فبعثه إلى بنجاب ولما قتل فرخ سير جاء إلى دهلي فولاه قطب الملك الصدارة العظمى فاستقل بها مدة حياته ومات في أيام محمد شاه، كما في مآثر الأمراء. مولانا عبد الله الملتاني الشيخ العالم عبد الله الحنفي الملتاني أحد كبار المذكرين، قدم دهلي في عهد فرخ سير بن عظيم الشأن سلطان الهند وتعاهد الوعظ والتذكير في كل جمعة في الجامع الكبير بمدينة دهلي فحصل له القبول العظيم، وكان شديد النكير على الإمامية أنكر على جعفر بن قاسم الدهلوي وكان يستمع الغناء ويغني لديه الأبيات في حمد الله سبحانه وفي مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومدح أهل بيته، فاحتسب عليه عبد الله واتهمه بالرفض وأنكر عليه، ولما كان أصحاب جعفر يضعون جباههم على الأرض ويقبلونها بين يديه تعظيماً له قال: إنها سجدة وهي لا تجوز لغير الله سبحانه فأجابه جعفر: إنهم يشاهدون الله سبحانه فيسجدون له، وتبرأ من الرفض بأن المغنين لا يحفظون غير منقبة الأئمة فإن كانوا يحفظون غيرها مما يشتمل على مدح الصحابة لأمرتهم أن يغنوا بها، وإني أكره أن أمنعهم من مدح أهل البيت، وعبد الله كان ينكر عليه في تذكيره في كل أسبوع يوم الجمعة، فهم بعض الناس أن يسطوا بجعفر ويهينوه فدفعهم عنه أصحابه وأرادوا أن يقتلوهم وحصلت بها هنالك ضوضاء وقتل وثنى في ذلك النزاع، فاجتمع العلماء واستغاثوا إلى السلطان فاستفتى السلطان شريعة خان قاضي قضاة الهند فأجابه بأن جعفر صحيح العقيدة وأن ما يقول عبد الله غير ثابت ولكن المناسب لدفع الفساد أن ينتقل جعفر عن مكانه، فأشار إليه صنوه نواب خان دوران خان أن ينتقل إلى حظيرة الشيخ نظام الدين البدايوني وأمر عبد الله أن يذهب إلى الملتان وأنجح حاجته، فسار عبد الله إلى الملتان وجادل بها عقيدت خان في أمور فأخذه عقيدت خان وبعثه إلى دار الملك فحبسوه وكان في السجن إلى عهد السادة، كما في منتخب اللباب. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 757 مولانا عبد القادر البهاري الشيخ العالم المحدث عبد المقتدر بن عبد النبي الحنفي البهاري أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، قرأ العلم على والده وأخذ الحديث عنه وهو أخذ عن الشيخ عبد الرزاق عن الشيخ يسين المحدث الحسيني ثم إنه أخذ الحديث عن الشيخ نور الحق بن عبد الحق البخاري الدهلوي، وأخذ عنه ابن أخيه محمد عتيق بن عبد السميع البهاري. المفتي عبد المؤمن الكشميري الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد المؤمن بن أحسن الله الحنفي الكشميري كان من طائفة البج، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على عبد الله بن محمد فاضل اليسوي والشيخ عبد السلام الحاج القلندر وولي الإفتاء بكشمير في أيام كريم داد خان، مات سنة سبع وتسعين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار. ملا عبد المؤمن الدهلوي الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن ولي محمد الحنفي الدهلوي المشهور بملا دوبيازه كان من نوادر عصره في معرفة اللغة التركية والمحاضرة، له أتراك عالمكيري كتاب في اللغة، وله ألنامه بفتح الهمزة وسكون اللام والمراد له ال التعريف قد بين فيه معاني المصطلحات العرفية على رأيه وخلط الجد بالهزل، وكان رجلاً ماهراً بالعلوم العقلية نشيطاً بشوشاً حسن المحاضرة لطيف المعاشرة طيب النفس سليم الذهن يحبه الأمراء ويشتهون مصاحبته لا سيما آصف جاه وكانت وفاته بقرية هنديا من أرض مالوه. ومن فوائده في ألنامه: الخدا: خوان يغما. الرسول: خير خواه دشمنان. البادشاه: كاهل زمان. الوزير: هدف تير آه بيجاركان. النواب: مجموعة تغافل. البيكم: فساد در برده. الكوتوال: نمونة ملك الموت. القاضي: ميخ در كل، المفتي: نوشت هر جه كفتي. الوكيل: مجتهد دروغ. الزيارة: بهانه كاه فسق. المجاور: مكس بي حيا. البرعيب: كم روزكار. الكدخدا: طوق دو شاخه در كلو. الطبيب: بيك أجل. البيمار: تختة مشق حكيمان. الفلاكت: نتيجة كدخدائي. الشاعر: دزد سخن. الأفغان: تودة جهالت. النامراد: اميدوار فردا. الرشوة: دستكير درماندها. حقوق والدين: سر انجام ماتم. الناخلف: داستان كوي بدران. الناقابل: مناقشة ميراث با برادران. المردود: مهمان بعد از سه روز. الكمياب: خدمتكار اراده فهم. الرسوم: كرفتاري أولاد. الإيمان: مبلغ در كيسه. الكهزيال: بيش عمر. الزمستان: بيني بدتر از كوره. التابستان: خاية از آلت دراز. الشيخ عبد النبي السيام جوراسي الشيخ العارف الكبير عبد النبي النقشبندي المجمع على ولايته وجلالته، كان له قدم راسخة في تربية السالكين على الطريقة الأحسنية النقشبندية وكعب عال في السلوك بالمسترشدين إلى حيث تندرج النهاية في البداية، وله مكتوب لطيف في السلوك نقله الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي في الانتباه في سلاسل أولياء الله، وله شرح على فصوص الحكم وما كان قرأ شيئاً من العلوم العربية ولكن الله سبحانه فتح عليه أبواب العلم والمعرفة، ذكره وجيه الدين أشرف اللكهنوي في بحر زخار وقال: إنه كان من طائفة كهتري بتشديد الفوقية هم أبناء الملوك من كفار الهنود، أسلم على يد الشيخ عبد الوهاب القادري ولازمه مدة وأخذ عنه ثم صحب الشيخ عبد الله السلطانبوري وكان ممن أخذ عن الشيخ محمد شريف الشاه آبادي عن الشيخ آدم بن إسماعيل البنوري ولما سافر عبد الله إلى الحجاز لازم صاحبه محمد طاهر العالمبوري وأخذ عنه، وله شرح على فصوص الحكم وعلى غير ذلك من الكتب ومكاتيب في السلوك والتصوف، انتهى. الشيخ عبد النبي الكشميري الشيخ الفاضل عبد النبي الكشميري المشهور محتوى خان كان من أهل الفضل والصلاح شديد التصلب في الدين شديد الخصومة لكفار الهند، قام بالأمر سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف بكشمير واجتمع لديه كثير من أهل الإسلام فأمر القضاة والولاة أن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 758 ينفذوا أحكام الشرع ويمنعوا الهندو عن الركوب على الأفراس وعن لبس الدروع والأسلحة وعن إعلان رسوم الكفر والشرك وغير ذلك، فلما رأى أنهم لا يقدرون على ذلك قام بجمع من المسلمين فأخذ الهندوا وقتلهم ونهب أموالهم ثم دخل المسجد وجلس فيه للأمر وعزل الولاة بمشهد من الناس وأخذ الأمر بيده واستقل بالملك ونصب الولاة والقضاة من تلقائه، فلما بلغ ذلك محمد شاه سلطان الهند وعناية الله خان الذي كان والياً في كشمير وكان بدهلي عند السلطان وينوب عنه مير أحمد خان بعث إلى كشمير مؤمن خان النجم الثاني نيابة عنه فسافر إلى كشمير ولما كاد يدخل بها انطلق عبد النبي إلى خواجه عبد الله الكشميري وأمره أن يستقبل مؤمن خان ويجىء به إلى البلدة بترحيب وإكرام، فأشار عليه عبد الله أن يدخل على مير شاهنواز خان البخشي أولاً ويعتذر لديه ثم يبعث جماعة لاستقبال نائب الوالي فدخل عليه فدبروا عليه الحيلة وقتلوه، كما في مآثر الأمراء وكان ذلك يوم الأربعاء لتسع بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، كما في تاريخ كشمير. مولانا عبد النبي الهندي الشيخ الفاضل عبد النبي بن آدم الحنفي الهندي أحد العلماء الصالحين، وجدت بخطه الشمائل للترمذي كتبه لابنيه عبد الرؤف وعبد الحميد وفرغ من كتابته سنة 1118 هـ والكتاب مكتوب بخط جميل عجيب مجدول ومملوء بالحواشي النادرة واللطائف الغريبة من شرح ملا عصام وغيره. القاضي عبد النبي الأحمد نكري الشيخ الفاضل القاضي عبد النبي بن عبد الرسول بن أبي محمد بن عبد الوارث العثماني الأحمد نكري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بأحمد نكر وقرأ المختصرات على أبيه وبعد وفاته على عبد الله الأحمد نكري وسيد بخش الحسيني الكرماني الخير آبادي ثم سافر إلى كجرات وقرأ الحاشية القديمة وغيرها من الكتب الدرسية على الشيخ قطب الدين العثماني الكجراتي وأكثرها على الشيخ محمد محسن ابن عبد الرحمن الصديقي الكجراتي ولازمه مدة حتى صار أبدع أبناء العصر في النحو والمنطق وولي القضاء بأحمد نكر وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير. ومن مصنفاته جامع الغموض ومنبع الفيوض شرح بسيط على كافية ابن الحاجب ودستور العلماء في إصطلاحات العلوم والفنون في أربعة مجلدات وحاشية بسيطة على شرح التهذيب لليزدي وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية دستور المبتدى في الصرف وحاشية على خلاصة الحساب للعاملي وحاشية على أصول الحسامي وحاشية على المطول وحاشية على شرح العقائد للتفتازاني وحاشية على حاشية الخيالي على شرح العقائد وحاشية على الرشيدية شرح الشريفية في آداب البحث، وله الأنموذج المسمى بالتحقيقات وله سيف المبتدين في قتل المفرورين لم نعثر على سنة وفاته، وقد تم تأليف كتابه دستور العلماء في سنة 1183 هـ. السيد عبد الواحد البلكرامي الشيخ الفاضل عبد الواحد بن محمد خليل بن محمد أعظم بن محمود الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ببلكرام سنة خمس وتسعين وألف وقرأ العلم على السيد طفيل محمد الأترولوي وعلى غيره من العلماء وحفظ الشاطبي في القراءة وقصر همته على مطالعة الكتب وكتابتها وتلاوة القرآن وعبادة الله سبحانه، وكان ورعاً تقياً متعبداً يحترز عن المشتبهات والصغائر فضلاً عن الكبائر، توفي يوم الأربعاء لسبع بقين من رمضان سنة إحدى وستين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. الشيخ عبد الواحد الكجراتي الشيخ الصالح عبد الواحد الحنفي الكجراتي أحد عباد الله الصالحين، جمع بين الفضل وصلاح الطريقة وشهامة النفس وصلابة في الدين، وقع مع أهل بلدته من الهنود قلاقل وزلازل في سنة خمس وعشرين ومائة وألف فسافر إلى دهلي للاستغاثة فحبسه راجه رتن جند الجزء: 6 ¦ الصفحة: 759 الوثني ديوان قطب الملك فلبث في السجن زماناً، وأطلق من الأسر فرجع إلى أحمد آباد، كما في مرآة أحمدي. الشيخ عبد الولي السورتي الشيخ الفاضل عبد الولي بن سعد الله بن عبد الشكور الحسيني السلوني البريلوي ثم السورتي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد بمدينة سورت حين تدير بها والده بعد رجوعه من الحرمين الشريفين وكان والده سبط الشيخ بير محمد السلوني بفتح السين المهملة وسكون اللام بلدة من أعمال رائي بريلي، تلقى العلم عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة وفاق أقرانه في المنطق والحكمة والشعر، أخذ عنه الشيخ محمد صادق التتوي وخلق كثير، ذكره مير غلام علي آزاد الحسيني البلكرامي في سرو آزاد وأثنى على براعته في العلوم، وله ديوان شعر، منها قوله بالفارسية: خدا نا كرده كر صياد از دامم رها سازد اسير حلقه بر كرد سر كرديدنش كردم مات بحيدر آباد لست عشرة خلون من رجب سنة تسع وثمانين ومائة وألف فدفن بدائرة المير مؤمن الأستر آبادي. مولانا عبد الولي الكشميري الشيخ العالم المحدث عبد الولي الطرخاني الكشميري أحد العلماء الربانيين، ولد ببلدة طرخان من أعمال تركستان وتلقى العلم في بلاده ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الحديث عن الشيخ أبي الحسن السندي شارح الصحاح الستة، ثم دخل الهند وسكن بكشمير، أسند عليه الشيخ قوام الدين محمد الكشميري وخلق آخرون، توفي سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، كما في تذكرة علماء الهند. مير عبد الوهاب المنور آبادي الشيخ العالم الصالح عبد الوهاب بن هاشم الحسيني الحنفي المنور آبادي كان من كبار الفقهاء الحنفية، لم يزل يشتغل بالحديث والقرآن تدريساً وتحقيقاً، انتفع به كثير من الناس وأخذوا عنه، مات في سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف وقد نيف على الثمانين كما في حدائق الحنفية، وف تذكرة العلماء إنه مات سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف. مولانا عبد الهادي البلكرامي الشيخ الفاضل عبد الهادي بن عبد الواحد بن طيب بن عبد الواحد الحسيني الواسطي البلكرامي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ صغار الكتب على السيد إسماعيل البلكرامي ثم سافر للعلم وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيد قطب الدين الحسيني الشمس آبادي وبعض الكتب على الشيخ قطب الدين ابن عبد الحليم السهالوي، ثم ذهب إلى معسكر الملك الكبير عالمكير فولاه لخدمة في إيالة إله آباد وأعطاه قرية بندكي بكسر الموحدة وسكون النون والدال المهملة فاستقام عليها زماناً ثم اعتزل عنها ورجع إلى بلدته بلكرام وعكف على الدرس والإفادة وكان على قدم أسلافه، توفي لعشر بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. الشيخ عبد الهادي الأمروهوي الشيخ الصالح عبد الهادي بن محمد بن عبد السميع القرشي الصديقي الأمروهوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بأمروهه وأخذ العلم والمعرفة عن الشيخ عضد الدين محمد بن الحامد الزينبي ولازمه مدة من الزمان ثم تولى الشياخة، أخذ عنه عبد الباري بن ظهور الله الأمروهوي وخلق آخرون، مات يوم الجمعة لأربع خلون من رمضان سنة تسعين ومائة وألف فدفن بأمروهه، كما في أنوار العارفين. السيد عبد الهادي العظيم آبادي الشيخ الفاضل عبد الهادي العظيم آبادي كان من العلماء المبرزين في العلوم العربية والعروض والشعر، ولد بجهانكير نكر ذهاكه ونشأ بدهلي، وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم أقبل على الشعر وفاق أقرانه في ذلك فاستخدمه هداية الله خان العظيم آبادي وجعله معلماً لأبنائه وبعثه إلى عظيم آباد فلبث بها مدة طويلة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 760 ثم استصحبه صولت جنك إلى مدينة بورنيه فصاحبه سبع سنين وكان عند وجيهاً مقتدراً ولما مات صولت جنك اغتم بموته شديداً فمات في ذلك اليوم، وله ديوان شعر يتلقب فيه بروشن، مات لخمس بقين من جمادى الأولى سنة تسع وستين ومائة وألف، كما في سير المتأخرين. القاضي عبيد الله الدهلوي الأمير الفاضل عبيد الله بن القاضي عبد الله الخراساني ثم الدهلوي كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولي الصدارة بدهلي في أيام محمد شاه الدهلوي بعد صنوه شريعة الله خان في ثاني ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائة وألف واستقل بها زماناً، أدركه المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني بمدينة فرخ آباد قدمها في عهد نواب غالب جنك وخرج منها بعد وفاته، قال المفتي ولي الله المذكور في تاريخ فرخ آباد: إنه كان عالماً فاضلاً، له تبيان المنطق شرح ميزان المنطق وله شرح على رسالة الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين البخاري الدهلوي في المنطق. الشيخ عبيد الله البارهوي الشيخ الصالح عبيد الله بن محمد بن محمد بن أبي الفضل البارهوي البهلتي أحد الرجال المعروفين، ولد ونشأ بقرية بهلت وأخذ عن والده وسافر للحج والزيارة مع ولده محمد عاشق وابن أخته الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف فحج وزار وأسند الحديث عن الشيخ أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني وعن غيره من العلماء ثم رجع إلى الهند سنة خمس وأربعين ومائة وألف، أخذ عنه ولده محمد عاشق. الشيخ عتيق الله الجالندري الشيخ الفاضل عتيق الله بن فاضل بن مصطفى بن عثمان بن الله بخش بن قاسم بن إسماعيل بن إبراهيم الحسيني البلخي السرهندي ثم الجالندري كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، يرجع نسبه إلى زيد بن علي بن الحسين السبط عليه وعلى جده السلام، ولد ونشأ بجالندر وأخذ الطريقة عن الشيخ أبي المعالي بن محمد أشرف الحسيني الأنبهلوي، توفي في شهر شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. القاضي عثمان أحمد البلكرامي الشيخ العالم الفقيه القاضي عثمان أحمد بن القاضي إحسان الله العثماني البلكرامي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ ببلكرام واشتغل بالعلم على بير محمد بن محمد فاضل الحسيني القنوجي أربع سنين ثم سافر إلى سنديله وقرأ بعض الكتب الدرسية على عبد الله بن زين العابدين الحسيني وبعضها على دين محمد بن وجيه الدين السنديلوي ثم ذهب إلى ملاوه وقرأ على مولانا محمد عظيم الملانوي كبار الكتب الدرسية وقرأ عليه تفسير البيضاوي والصحيحين ثم أسند الحديث عنه ورجع إلى بلدته، كما في شرائف عثماني. مولانا عزيز الله العظيم آبادي الشيخ الفاضل عزيز الله بن المبارك العظيم آبادي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، سار إلى دار الملك دهلي فوظف له وصار معدوداً في أساتذة نواب زيب النساء بيكم بنت عالمكير، وكان شاعراً، له أبيات رائقة بالفارسية منها قوله: ساقي خوش جشم ما را مونس مجلس كند از نكاهش بزم را كلدستة مجلس كند مولانا عزيز الله اللكهنوي الشيخ العالم الصالح عزيز الله بن محمد ولي بن غلام مصطفى بن محمد أسعد ابن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي كان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد في الرابع عشر من شعبان سنة سبع وستين ومائة وألف بمدينة لكهنؤ ونشأ بها وقرأ العلم على أبيه ثم أخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ حفيظ الله حين ورد لكهنؤ ثم سافر إلى سورت وأخذ عن شيخ شيخه المحدث خير الدين السورتي ولازمه زماناً، توفي لأربع بقين من جمادى الجزء: 6 ¦ الصفحة: 761 الأولى سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، كما في بحر زخار. مولوي عسكر علي السنديلوي الشيخ الفاضل عسكر علي بن حمد الله بن شكر الله الصديقي السنديلوي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ ببلدة سنديله وقرأ العلم على والده وسافر إلى دهلي وتقرب إلى أبي المنصور خان صفدر جنك فقربه إلى أحمد شاه الدهلوي فلقبه خير الله خان ومنحه قرى عديدة في بلاد أوده لتأسيس مدرسة وبنائها فرجع وأسس مدرسة عظيمة ببلدة سنديله في سنة ست ومائة وألف وسماها المنصورية مات في أواخر القرن الثاني عشر، كما في تذكرة علماء الهند. مولانا عشق حسين الكروي الشيخ الفاضل عشق حسين الكروي أحد الرجال المعروفين بالفضل والذكاء، ولد ونشأ بمدينة كزه وقرأ العلم بها حيث أمكنه، ثم سافر إلى بلاد أخرى وأخذ عن الشيخ كمال الدين بن محمد دولة الأنصاري الفتحبوري ثم دخل فرخ آباد في عهد نواب غالب جنك ونزل بها في بيت الحكيم سيف الله خان ولبث زماناً ثم رجع إلى بلدته ومات بها، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ عصمة الله اللاهوري الشيخ العالم الصالح عصمة الله بن برخوردار بن محمد بن العلاء اللاهوري أحد المشايخ القادرية، ولد ونشأ بلاهور وقرأ العلم على الشيخ محمد تقي اللاهوري وأخذ الطريقة عن الشيخ رحيم داد والشيخ بير محمد والشيخ عبد الرحمن وخلق آخرين من أصحاب جده محمد بن العلاء ثم تولى الشياخة، وكان صاحب كشوف وكرامات، توفى لإثنتي عشرة خلون من رجب سنة سبع وثلاثين ومائة وألفن كما في خزينة الأصفياء. القاضي عصمة الله اللكهنوي الشيخ الفاضل عصمة الله بن عبد القادر العمري اللكهنوي، كان أكبر أبناء والده، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى المفتي وجيه الدين الكوباموي ثم أخذ الطريقة عن الشيخ بير محمد السلوني ثم تقرب إلى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند وولي على مراد آباد فاستقل بها زماناً ثم نقل إلى غيرها من البلاد. كان ذا سخاء وإيثار وكرم، أعطى العلماء والمشايخ مائة ألف فدادين من الأرض الخراجية وسبع قرى من أقطاعه وكان يطعم كل يوم مائتي نفس من طلبة العلم وفي رمضان يطعم كل يوم ألف رجل من مطبخه وكان من مصنفي الفتاوي الهندية توفي لإثنتي عشرة خلون من رجب سنة ثلاث عشرة ومائة وألف على ساحل نربده حين قفوله عن بلاد الدكن وله سبع وستون سنة، كما في بحر زخار. مولانا عصمة الله السهارنبوري الشيخ الفاضل الكبير عصمة الله بن محمد أعظم بن عبد الرسول الحنفي السهارنبوري أحد الأفاضل المشهورين في بلاد الهند، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور وقرأ العلم وحقق الأصول والفروع والعربية والمعاني والبيان والهيئة والهندسة والحساب وفنوناً أخر، وله مصنفات كلها مقبولة عند العلماء، وكان مكفوف البصر، مكشوف البصيرة يدرس ويفيد ويصنف ويفتي. ومن مصنفاته حاشية على شرح الكافية للجامي في النحو وشرح بسيط على تشريح الأفلاك للعاملي في الهيئة وشرح على خلاصة الحساب للعاملي المذكور صنفه سنة 1086 هـ مفيد ممتع، وله رسالة في حرمة الغناء والمزامير أولها: سبحانك اللهم أرنا حقائق الأشياء كما هي ولا تجعلنا من الناس من يشتري لهو الحديث والملاهي إلخ، صنفها سنة 1089 هـ تسع وثمانين وألف، ورتبها على مقدمة وسبعة فصول وخاتمة، المقدمة في معنى الغناء وتعيين المبحث، والفصل الأول في الآيات الدالة على حرمة الغناء والمزامير، والثاني في الأحاديث الدالة على حرمته، والثالث في أقوال المجتهدين الدالة عليها، الرابع في أقوال الصوفية الدالة عليها، الخامس في حرمة الرقص، السادس في الأجوبة عن الأحاديث التي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 762 تمسك بها المبيحون، السابع في سبب اشتهار إباحة الغناء بين المتصوفة، الخاتمة في الرد على أهل الغناء والرقص بلسان الحقيقة بعد الرد عليهم بلسان الشريعة - وهذه الرسالة موجودة عندي. ومن مصنفاته كتاب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صنفه سنة إحدى وتسعين وألف سنة 1091 هـ، وسماه رقيب باب المعروف والمنكر وهو مرتب على مقدمة وفصول وخاتمة، أما المقدمة ففي تعريف الأمر والنهي، وأما الفصول فثلاثة منها في الآيات والأحاديث الدالة على وجوب الأمر والنهي، والرابع في أركان الأمر والنهي، والخامس في الرد على الذين اتخذوا ترك تعرض الخلق وإيذائهم طريقة لهم، والسادس في أمر الأمراء والسلاطين، والسابع في الولاية والحكومة وشرائطها، وأما الخاتمة ففي سيرة الخلفاء الراشدين وغيرهم، رضي الله عنهم وعنا أجمعين، أوله: الحمد لله الذي يأمرنا بالعدل والإحسان إلخ. توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، كما في تبصرة الناظرين للسيد محمد البلكرامي. مولانا عصمة الله العظيم آبادي الشيخ الفاضل عصمة الله اللهكبوري السارني ثم العظيم آبادي أحد المشايخ القادرية، كان من نسل عثمان بن عفان الأموي رضي الله عنه، قرأ العلم على السيد محمد وارث الحسيني البنارسي ثم أخذ عنه الطريقة ولازمه زماناً حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة فسار إلى عظيم آباد وتصدر بها للدرس والإفادة، كما في تذكرة الكرام. الشيخ عطاء الله الكنتوري الشيخ الصالح عطاء الله بن محمد شريف بن تاج محمود الحسيني المداري الكنتوري أحد المشايخ المشهورين في عصره أخذ عن الشيخ بير محمد السلوني وعن غيره من المشايخ، والخرقة المدارية حصلت له عن أبيه عن جده وهلم جراً إلى السيد محمود المدقق الكنتوري، مات لثمان بقين من ذي القعدة في نيف ومائة وألف، كما في بحر زخار. الشيخ عطاء الله الدهلوي الشيخ العالم الفقيه عطاء الله بن الحسن الحسين النارنولي ثم الدهلوي أحد المشايخ المشهورين، انتقل والده حسن رسول نما من نارنول إلى دهلي وتدير بها وكان عطاء الله ثالث أبناء والده، كما في بحر زخار. الحكيم عطاء الله الأكبر آبادي الشيخ الفاضل الحكيم عطاء الله الأكبر آبادي أحد كبار العلماء في العلوم الحكمية، أخذ عنه السيد حمزة بن آل محمد الحسيني المارهروي والحكيم سناء الله والحكيم أحسن الله بن سناء الله وخلق آخرون، مات لسبع ليال بقين من صفر سنة تسع وخمسين ومائة وألف وله سبع وتسعون سنة كما في كاشف الأستار. مير عظمة الله الحسيني البلكرامي الشيخ العارف عظمة الله بن لطف الله الحسيني الواسطي البلكرامي أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ ببلكرام وتأدب على والده وتفنن في الفضائل عليه وعلى غيره من العلماء والمشايخ، له كتاب بسيط في قصص الأنبياء، وله كرامي نامه وسفينة سنجر في تذكرة شعراء الفرس، وله ديوان شعر وأبياته تقارب سبعة آلاف، منها قوله: كسي زهر دوجهان وكسي زخويش رود نميري تو اكر اين جنين جنان بكذر وله: رندي داند كه بيرون أمدن از خويش جبست زاهد ار جرأت كند از خانقاه آيد برون وله: مرا بر مسند جم مي نشانند إلهي بر سر آن كو نشينم توفي يوم الإثنين لست ليال بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف بدهلي فدفن بها، كما في سرو آزاد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 763 السيد علي معصوم الدستكي السيد الشريف علي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سلام الله بن مسعود بن محمد بن غياث الدين منصور الشيعي الدستكي الشيرازي ثم المدني كان من أهل بيت العلم والشياخة، يصل نسبه إلى جعفر بن زيد بن علي بن الحسين السبط عليه وعلى جده السلام، ولد ليلة السبت الخامس عشر من جمادى الأولى سنة اثنتين وخمسين وألف بالمدينة المنورة ونشأ بها وقدم إلى والده بالديار الهندية في سنة ثمان وستين وألف، وأخذ النحو والبيان والحساب والفقه عن الشيخ محمد بن علي الحشري العاملي وصحبه مدة من الزمان وتخرج عليه في النظم والنثر، وأخذ الحديث عن الشيخ جعفر بن كمال الدين الشيعي البحراني حين وفد على والده بحيدر آباد، ثم لما مات عبد الله قطب شاه صاحب حيدر آباد تولى المملكة ختنه أبو الحسن طرقت والده النكباء من طرفه وقبض عليه وحبس إلى أن مات في سنة ست وثمانين وألف - في قصة يطول شرحها - وأراد الشر بأولاده فكاتب علي بن أحمد المعصوم إلى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند سراً، فبعث عالمكير رسالة إلى أبي الحسن وأمره أن يبعث علياً مع عياله إليه، فامتثل أمره فذهب علي إلى برهانبور وكان السلطان بها حينئذ فالتفت إليه السلطان وأعطاه ألفاً وخمسمائة لذاته وثلاثمائة للخيل منصباً فلازم ركابه وجاء إلى أورنك آباد، ولما خرج السلطان إلى أحمد نكر جعله حارساً لأورنك آباد ثم ولاه على ماهور من أعمال برار ثم ولاه ديوان الخراج ببلاد برهانبور فاستقل به زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين ومنها إلى العراق وزار المشاهد ثم ذهب إلى شيراز واعتزل بالمدرسة المنصورية لجده غياث الدين المنصور ولم يزل بها إلى أن مات. له مصنفات عديدة أشهرها أنوار الربيع في أنواع البديع ورياض السالكين شرح الصحيفة الكاملة لسيد الساجدين وسلافة العصر في محاسن أهل العصر والحدائق الندية شرح الفوائد الصمدية والكلم الطيب والغيث الصيب في الأذكار والأدعية وسلوة الغريب في غرائب البحار وعجائب الجزائر والدرجات الرفيعة وديوان الشعر العربي، ومن شعره قوله: في مدح سيدنا علي رضي الله عنه. أمير المؤمنين فدتك نفسي لنا من شأنك العجب العجاب تولاك الأولى سعدوا وفازوا وناواك الذين شقوا فخابوا ولم علم الورى ما أنت اضحوا لوجهك ساجدين ولم يحابوا يمين الله لو كشف المغطى ووجه الله لو رفع الحجاب خفيت عن العيون وأنت شمس سمعت عن أن يجللها السحاب وليس على الصباح إذا تجلى ولم يبصره أعمى العين عاب لسر ما دعاك أبا تراب محمد النبي المستطاب وكان لكل من هو من تراب إليك وأنت علته انتساب فلولا أنت لم يخلق سماء ولولا أنت لم يخلق تراب توفي سنة سبع عشرة ومائة وألف. الشيخ علي بن عبد الله الحضرمي الشيخ الكبير علي بن عبد الله بن أحمد بن الحسين بن عبد الله بن شيخ ابن عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن أبي بكر العيدروس الشافعي الحضرمي كان من المشايخ المشهورين، ولد بتريم سنة خمس وأربعين وألف وقرأ العلم بها على أساتذة عصره ثم قدم الهند وسكن بمدينة سورت، وكان صاحب المقامات العلية والكرامات الجلية، توفي لسبع عشرة خلون من شوال سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف بمدينة سورت فدفن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 764 بها، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ علي بن محمد الحضرمي الشيخ الصالح علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد العيدورس الشافعي الحضرمي زين العابدين الهندي السورتي كان من المشايخ المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بتريم وقدم الهند وتزوج بابنة الشيخ عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر بن عبد الله بن شيخ بن عبد القادر الحضرمي وسكن بمدينة سورت وتولى الشياخة بها في زاوية جده الكبير محمد بن عبد الله العيدروس وحصل له القبول عند أهل البلدة والوجاهة العظيمة عند الأمراء، توفي لتسع خلون من ربيع الأول سنة تسع وخمسين ومائة وألف بمدينة سورت، كما في الحديقة. الشيخ علي بن محمد الحضرمي السورتي الشيخ صالح علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله الشافعي الحضرمي السورتي أحد المشايخ المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة سورت وتولى الشياخة بها بعد أبيه ثم رحل إلى الحجاز للحج والزيارة، ومات بالمدينة المنورة لسبع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، كما في الحديقة. الشيخ علي بن يوسف الرفاعي الشيخ الصالح علي بن يوسف بن عبد الرحيم بن محمد الحسيني الرفاعي أحد المشايخ المعروفي بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة سورت وتفقه على أبيه وأعمامه وأخذ الطريقة عن السيد عمر الحموي عن مصطفى عن ياسين عن عبد الرزاق عن إبراهيم عن عبد الرزاق عن شرف الدين عن جلال الدين عن شهاب الدين أحمد عن عبد الله عن شمس الدين عن شهاب الدين أحمد عن قاسم عن عبد الباسط عن شهاب الدين عباس أحمد عن بدر الدين حسن عن شهاب الدين يحيى عن أحمد عن أبي نصر محمد عن أبي بكر عبد الرزاق عن أبيه الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله وكان يعرف بمستان. مات ليلة الجمعة لخمس بقين من شعبان سنة أربع وسبعين ومائة وألف بسورت، كما في مهر جهانتاب. الشيخ علي الواعظ السورتي الشيخ الفاضل علي الواعظ الحسيني السورتي أحد العلماء المذكرين، كان يعظ الناس بمدينة سورت في عهد نواب تيغ بيك وكان لا يهاب في الأمر والنهي أحداً من الأمراء، قتله المهدوية سنة ثمان وأربعين ومائة وألف بسورت، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ علي القادري الكوكني الشيخ الفاضل علي القادري الكوكني كان من النوائط وهو غير ملا على ابن سلطان القاري المكي، له مصنفات فائقة، ذكره محمد باقر المدراسي في النفحة العنبرية وقال: من هذا القوم منهل فيض الباري مولانا الشيخ على القاري المشهور بملا علي القاري الكوكني وهو غير الملا علي القاري الحنفي والمتأخر عنه، ومن مآثره البهية الشرح العربي على الغوثية وجدته في غاية التهذيب والإتقان وقد بسط الكلام بالعلم والعرفان والذوق والوجدان والحجة والبرهان، انتهى ما في تاريخ النوائط. الشيخ علي أصغر القنوجي الشيخ العالم الكبير العلامة علي أصغر بن عبد الصمد البكري القنوجي كان من ذرية الشيخ عماد الدين الكرماني صاحب الفصول العمادية، ينتهي نسبه إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولد بقنوج سنة إحدى وخمسين وألف ونشأ بها وقرأ المختصرات على السيد محمد الحسيني القنوجي وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا عصمة الله السهارنبوري ومولانا محمد زمان الكاكوروي ونواب ديانة خان وقرأ فاتحة الفراغ عند العلامة لطف الله الكوروي، ثم لازم الشيخ بير محمد بن أولياء الجشتي اللكهنوي وأخذ عنه الطريقة وجلس في الأربعينات ونال الخلافة منه ثم رجع إلى قنوج واعتزل عن الناس ولازم بيته عاكفاً على الدرس والإفادة. له مصنفات عديدة منها اللطائف العلية في المعارف الجزء: 6 ¦ الصفحة: 765 الإلهية على طريق فصوص الحكم ومنها تبصرة المدارج في السلوك جمع فيه ما استفاده من شيخه بير محمد ومنها القصيدة المهيمنية في النفحة المحمدية وشرحها المسمى بالنفائس العلية في كشف أسرار المهيمنيه ومنها تفسير القرآن الكريم المسمى بثواقب التنزيل مختصر على نهج تفسير الجلالين لكن أحسن منه في البلاغة والمتانة وله شرح نفيس على فصوص الحكم لإبن عربي وله رياض المعارف مزدوجة في الحقائق والمعارف وله غير ذلك من الكتب والرسائل، كما في تاريخ فرخ آباد للمفتي ولي الله. قال البلكرامي في مآثر الكرام: إنه درس ستين سنة، بلغ خلق كثير في حوزة درسه إلى منتهى الفضيلة أدركت صحبته مراراً ووجدته رجلاً مقدساً، توفي لخمس عشرة خلون من شعبان سنة أربعين ومائة وألف، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ علي رضا السرهندي الشيخ الكبير علي رضا العمري السرهندي أحد المشايخ الجشتية أخذ الطريقة عن الشيخ يحيى بن محمود بن محمد الجشتي الكجراتي وسكن بأحمد آباد وكان شيخاً وقوراً عظيم الهيئة، تذكر له كشوف وكرامات، توفي لتسع بقين ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف بأحمد آباد، كما في مرآة أحمدي. مرزا علي قلي الداغستاني الأمير الفاضل علي قلي بن محمد علي بن مهر علي بن صفي قلي العباسي الداغستاني نواب علي قلي خان المتلقب في الشعر بالواله، ولد بمدينة أصفهان في شهر صفر سنة أربع وعشرين ومائة وألف ونشأ بها، وقرأ العلم على أساتذة عصره وقدم الهند في الفتنة النادرية سنة أربع وأربعين ومائة وألف فتقرب إلى محمد شاه الدهلوي فأعطاه أربعة آلاف لذاته وألفين للخيل منصباً ومنحه الخدمة الملوكية فتدرج إلى الإمارة حتى صار منصبه سبعة آلاف، وله رياض الشعر كتاب حافل في تذكرة شعراء الفرس وله ديوان شعر، ومن شعره قوله: جو شمع قصة شوقم بانتها نرسيد دميد صبح ومرابا توكفتكو باقيست مات سنة سبعين ومائة وألف، كما في خزانة عامره. مرزا علي محمد الكجراتي الشيخ الفاضل علي محمد بن محمد علي الكجراتي أحد الأفاضل المشهورين في معرفة السير والتاريخ، له مرآة أحمدي كتاب بسيط في تاريخ كجرات وكان صاحب ديوان الخراج في تلك البلاد، مات بأحمد آباد سنة أربع وسبعين ومائة وألف، كما في محبوب الألباب. نواب علي محمد خان الكليهري الأمير الكبير نواب علي محمد خان الكليهري أحد الرجال المعروفين بالعقل والدهاء والسياسة، ولد بقرية بانكولي من أعمال بريلي والتقطه داود بعد القتل والنهب في تلك القرية وتبناه فتربى في مهده وتعلم الفنون الحربية وقرأ الكتب الدرسية إلى السلم والزاهدين على أساتذة عصره، ولما توفي داود اتفق الناس عليه فولوه عليهم فصار يقتفي آثار داود في القتل والنهب حتى قويت شكوته وقبض على بعض العمالات وسكن ببلدة آنوله وكان رجلاً شجاعاً مقداماً باسلاً ذا جرأة ونجدة وله ميل عظيم إلى معالي الأمور، توفي سنة اثنتين وستين ومائة وألف ببلدة آنوله فدفن بها، كما في يادكار انتخاب. القاضي عليم الله الكجندوي الشيخ الفاضل الكبير عليم الله بن بده بن معروف الحنفي القدوائي الكجندوي كان جده معروف ابن بنت الشيخ جمشيد الراجكيري، انتقل من أرض أوده إلى راجكير ثم ولي القضاء بكجندو فسكن بها وكجندو بفتح الكاف العربية والجيم الفارسية وسكون النون والدال المهملة قرية على شاطىء نهر كنك على جانب آخر من راجكير بينها وبين بلكرام أربعة أميال، كما في شرائف عثماني، وأما القاضي عليم الله فإنه ولد بكجندو ونشأ بها وسافر للعلم فقرأ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 766 على القاضي حبيب الله السنديلوي أياماً ثم أخذ عن العلامة لطف الله الكوروي ولازمه مدة وقرأ عليه فاتحة الفراغ ثم إلى رجع كجندو واشتغل بالدرس والإفادة ومهمات القضاء مدة طويلة، ثم عزل وسافر إلى إقليم الدكن وأدرك بها عالمكير بن شاهجهان الدهلوي سلطان الهند فتقرب إليه وافتتن السلطان بأخلاقه الزكية فولاه القضاء ثانياً وأعطاه قرية في ناحية بانكر مؤ وأعطاه مائة دينار عند الرخصة فعاد إلى وطنه وصرف عمره بالعبادة والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، توفي سنة عشرة ومائة وألف بكجندو فنقل جسده إلى راجكير فدفن عند جده جمشيد، كما في مآثر الكرام. مولانا عليم الله اللاهوري الشيخ الفاضل عليم الله بن عبد الرشيد العباسي الحنفي النقشبندي اللاهوري المهاجر إلى دمشق الشام والمدفون بها، ذكره محمد خليل المرادي في سلك الدرر قال: كان شيخاً عالماً محققاً مدققاً فاضلاً عارفاً صوفياً له اليد الطولى في العلوم والتحقيق من منطوقها ومفهومها مع المعارف الإلهية بشوشاً متواضعاً حسن الأخلاق معتقداً عند الخاص والعام تقياً صالحاً ناجحاً فالحاً سالكاً مسلك السادة على قدم الصدق والعبادة، قرأ على المشايخ الأجلاء في الهند كالشيخ نصر الحق القادري قرأ عليه النحو والصرف وبعض المنطق ومنهم الشيخ أبو الفتح محمد فاضل القادري فإنه لازم دروسه مدة تزيد على سبع سنين واستفاد من علومه وحصلت له بركاته ومنهم الشيخ محمد أفضل شاه بوري المنطقي قرأ عليه العلوم العقلية كالمنطق والفلسفة كشرح الشمسية للقطب الرازي وحاشية السيد الشريف الجرجاني وحاشية الملا عبد الحكيم السيالكوثي وشرح التهذيب للمولى جلال الدين الدواني مع حاشية السيد زاهد الهروي ومنهم الشيخ عبد الكريم الأويسي قرأ عليه المثنوي المعنوي، وله مشايخ غيرهم في بلاد الهند. ولما حج زار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع الحديث وأصوله على الشيخ محمد حياة السندي وقدم دمشق ثم ارتحل إلى قسطنطينية ومنها عاد إلى دمشق واستقام متوطناً بها في تكية بمحلة القماحين بالقرب من باب السريجة وكانت أهالي دمشق وغيرها يعتقدون فيه الخير ويحترمونه ويجتمعون عنده وكانت مجالسه كلها حسنة ممتزجة بالآداب والفضائل وإليه تورد أرباب المعارف والآمال والكمل من الناس مع ما يبديه من اللطائف ويورده من الفضائل العلمية وغيرها، وكان يسمع الآلات فكانت تضرب في حضرته مع الإنشاد وقد سئل عن حكم سماع الآلات فأجاب بقوله: إنها لا تحدث شيئاً جديداً في القلب وإنما تحرك ما كان كامناً فيه، وكان يقرىء ويدرس في المكان المذكور وولي بدمشق تولية المدرسة القميرية ويختلي في كل سنة أربعين يوماً في جمع حافل في مقام الأربعين في جبل قاسيون بالصالحية، وكانت له حفدة ومريدون كثيرون وأخذ عنه أناس لا يحصون عدداً وبالجملة فقد كان أحد الأخيار العارفين المحققين، وكانت وفاته في دمشق سنة ست وسبعين ومائة وألف ودفن في التكية المزبورة، انتهى. المفتي عليم الله الكوباموي الشيخ العالم الفقيه عليم الله بن عبيد الله بن عيسى بن آدم الشهابي الصديقي الكوباموي أحد العلماء الأعلام، ولد لثمان عشرة خلون من رجب وأخذ عن أبيه وولي الافتاء بعده ببلدة كوبامؤ، مات لأربع عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثلاث ومائة وألف. خواجه عماد الدين البهلواروي الشيخ الصالح عماد الدين بن برهان الدين الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد المشايخ القلندرية، ولد سنة خمس وسبعين وألف بيهلواري وقرأ بها بعض الكتب الدرسية ثم سافر إلى دهلي ثم إلى لاهور، وأخذ العلوم المتعارفة عن الأساتذة، وأخذ الحديث عن تلامذة المفتي نور الحق بن عبد الحق البخاري الدهلوي، وأخذ الطريقة القلندرية عن الشيخ محمد فاضل الحسيني السادهوروي ولازمه اثنى عشرة سنة، ثم جاء إلى بهلواري سنة أربع ومائة وألف وانقطع إلى الزهد والعبادة، أخذ عنه الشيخ مجيب الله بن ظهور الله الجعفري البهلواروي وجمع كثير، توفي لعشر بقين من جمادى الأولى سنة أربع وعشرين ومائة وألف ببهلواري، كما في حديقة الأزهار. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 767 مير عناية الله الكشميري الأمير الفاضل عناية الله بن شكر الله الحسيني النيسابوري الكشميري نواب عناية الله خان العالمكيري كان من نسل السيد جمال الدين النيسابوري ووالدته مريم كانت من الصالحات القانتات، حفظت زيب النساء بيكم بنت عالمكير بن شاهجهان عليها القرآن الكريم وتأدبت عليها، فتقرب عناية الله إلى عالمكير وصار مشرفاً على جواهر خانه ثم صار قهرمانه وهكذا تدرج إلى الإمارة وتقرب إلى السلطان وصار معتمداً لدي بحيث لا يتصور فوقهن وولي على كشمير في أيام شاه عالم بن عالمكير لعله سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف وعزل عنها في أيام فرخ سير لعله سنة أربع وعشرين ومائة وألف فسافر إلى الحجاز وحج وزار ورجع إلى الهند فولي على ديوان الخراج في الخالصة الشريفة وصار منصبه أربعة آلاف لذاته وألفين للخيل وولي على كشمير مرة ثانية فبعث مير أحمد خان إلى كشمير وجعله نائباً عنه في الولاية على تلك البلاد وأقام بنفسه في دهلي متولياً ديوان الخراج، وولي الوزارة الجليلة في أيام محمد شاه نيابة عن الوزير اعتماد الدولة فاستقل بها إلى رجوع آصف جاء من حيدر آباد الدكن ثم ناب عنه في الوزارة وولي على كشمير مرة ثالثة سنة ست وثلاثين ومائة وألف. كان فاضلاً بارعاً في الإنشاء والترسل حسن الهيئة متين الديانة صالحاً تقياً، جمع توقيعات السلطان عالمكير في مجموع وسماه أحكام عالمكيري وجمع مراسلاته في مجموع وسماه كلمات طيبات، توفي سنة سبع وثلاثين ومائة وألف وقيل تسع وثلاثين، كما في مآثر الأمراء. السيد عناية الله البلكرامي الشيخ الفاضل عناية الله بن عبد الستار بن حاتم بن بدر الدين الحسيني الواسطي البلكرامي أحد الفقهاء الحنفية، حفظ القرآن وقرأ العلم على إسماعيل ابن قطب الحسيني البلكرامي وبرع في الفقه والطب، قال البلكرامي: إنه كان علماً مفرداً في استخراج المسائل الفقهية لم يزل يتطبب ويفتي ويشتغل بمطالعة الكتب والدواوين انتهت إليه رئاسة الفتيا، توفي سنة عشرين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. الشيخ عناية الله البلكرامي الشيخ الفاضل عناية الله بن عبد الكريم الحنفي الصديقي البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام وحفظ القرآن وتعلم الكتابة واللغات المروجة في الهند من العربية والفارسية وسنسكرت وبهاكا ومهر في نغمات الهند وفي صنعة الكتابة على الأقلام السبعة ثم أخذ الطريقة عن الشيخ أحمد ابن محمد الحسيني الترمذي الكالبوي، وكان بديع زمانه في العلوم والفنون، له شرح لطيف على رباعيات السحابي النجفي مات في العقد الثاني بعد المائة والألف، كما في مآثر الكرام. الشيخ عناية الله السندي الشيخ الكبير عناية الله بن فضل الله التتوي السندي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، قرأ العلم على مولانا أحمد بن إسحاق التتوي السندي، وقرأ عليه مولانا ضياء الدين بن إبراهيم التتوي والشيخ محمد معين بن محمد أمين السندي صاحب دراسات اللبيب وخلق كثير من العلماء، توفي سنة أربع عشرة ومائة وألف بأرض السند، كما في تحفة الكرام. الشيخ عناية الله السندي الشيخ الصالح عناية الله بن فضل الله بن شهاب الدين الصوفي السندي كان أصله من قرية نصرية من أعمال بتوره، ساح إلى بلاد الهند والدكن وأدرك الشيخ عبد الملك في أرض الدكن فلازمه مدة وأخذ عنه الطريقة ثم رحل إلى دهلي وقرأ العلم على الشيخ غلام محمد الدهلوي ثم رجع إلى تته وسكن بميرانبور وحصل له القبول العظيم فحسده بعض أبناء المشايخ فقتلوه، وكان شيخاً جليلاً وقوراً تذكر له كشوف وكرامات، توف سنة ثلاثين ومائة وألف بميرانبور فدفن بها، كما في تحفة الكرام. السيد عناية الله البالابوري الشيخ العالم الفقيه عناية الله بن محمد إله داد بن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 768 موسى بن ظهير الدين الحسيني الخجندي البالابوري أحد المشايخ النقشبندية، أخذ الطريقة عن الشيخ أبي المظفر البرهانبوري عن الشيخ محمد معصوم بن أحمد السرهندي وسكن ببالابور على أربعة منازل من برهانبور وقصر همته على العبادة والإفادة مع الصدق والعفاف والتوكل والاستغناء عن الناس، أخذ عنه ولده منيب الله والشيخ محمد صادق المتوفي سنة 1127 هـ وخلق آخرون، له عناية الواصلين في النوافل والأدعية، توفي سنة سبع عشرة ومائة وألف ببالابور، كما في سبحة المرجان. الحكيم عناية الله الكشميري الشيخ الفاضل عناية الله بن محمد شريف الحكيم الكشميري أحد الأفاضل المشهورين في عصره، له اليد الطولى في الصناعة الطبية وكان مرزوق القبول، توفي سنة خمس وعشرين ومائة وألف بكشمير، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عناية الله الكشميري الشيخ العالم المحدث عناية الله الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على مولانا أبي الفتح ومولانا عبد الرشيد وأبناء الشيخ حيدر بن فيروز الجرخي وعلى غيرهم من العلماء وصار بارعاً في العلوم رأساً في الفقه والحديث، قرىء عليه صحيح البخاري ستاً وثلاثين مرة وكان يقرأ المثنوي المعنوي في غاية الذوق والحلاوة، مات في شهر رمضان سنة خمس وعشرين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ عناية الله اللاهوري الشيخ العالم الفقيه عناية الله الحنفي اللاهوري أحد الفقهاء المشهورين في عصره، له مصنفات كثيرة منها حاشية بسيطة على شرح الوقاية تسمى بغاية الحواشي وله شرح بسيط على كنز الدقائق المسمى بملتقط الحقائق ذهب فيه إلى سنية الاشارة بالسبابة في التشهد، وله رسالة في هبة الطاعات من الصوم والصلاة وغيرهما وله تنقيح المرام في مبحث الوجود صنفه سنة 1110 هـ، قال العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي في مقدمة عمدة الرعاية إنه طالع حاشيته المسماة بغاية الحواشي فإنها في مجلدين وهي مشتملة على فروع كثيرة، مات سنة إحدى وأربعين ومائة وألف. الشيخ عيسى بن سيف الدين السرهندي الشيخ الفاضل عيسى بن سيف الدين بن محمد معصوم العمري السرهندي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة وبرز في كثير من الفضائل، مات سنة خمسين ومائة وألف، كما في الجواهر العلوية. حرف الغين نواب غازي الدين خان السمرقندي الأمير الكبير شهاب الدين بن عابد بن عالم شيخ الصديقي السمرقندي نواب غازي الدين خان بهادر فيروز جنك خانخانان سبه سالار كان من الأمراء المشهورين بأرض الهند، ولد ونشأ بسمرقند وقرأ العلم على السيد أوغلان الخراساني وعلى غيره من العلماء ثم تقرب إلى سبحان قلي خان ولبث عنده زماناً وقدم الهند سنة تسع وسبعين وألف فدخل في الجندية وتدرج إلى الإمارة بمساعية الجميلة في الحروب وتقرب إلى عالمكير بن شاهجهان الدهلوي سلطان الهند فولاه على العرض المكرر ولقبه غازي الدين خان بهادر سنة أربع وتسعين وألف، وكان اسمه شهاب الدين، ولقبه فيروز جنك سنة خمس وتسعين وأضاف في منصبه غير مرة حتى صار سبعة آلاف لذاته وسبعة آلاف للخيل، وكف بصره سنة تسع وتسعين ولكنه كان مع ذلك يجتهد في المعارك العظيمة ويرجع حائزاً بالفتح والظفر ولذلك لقبه عالمكير سبه سالار سنة خمس عشرة ومائة وألف، ولما مات عالمكير ولاه ولده شاه عالم بن عالمكير على بلاد كجرات فمات بها. كان من كبار الأمراء، لم يكن في زمانه مثله في الحزم والشجاعة والكرم وغير ذلك من الأخلاق الزكية، سخر البلاد الكثيرة بتدبيره وفتح القلاع الحصينة المتينة بشجاعته، وكان يحبه عالمكير حباً شديداً الجزء: 6 ¦ الصفحة: 769 ويخاطبه بالولد الرشيد، توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف بأحمد آباد فنقلوا جسده إلى دهلي ودفنوه بها، كما في حديقة العالم. نواب غازي الدين خان الدهلوي الأمير الكبير غازي الدين بن قمر الدين بن غازي الدين بن عابد بن عالم شيخ الصديقي السمرقندي نواب غازي الدين خان بهادر فيروز جنك الوزير المشهور كان اسمه محمد باه، ولد ونشأ بأرض الهند وحفظ القرآن الكريم ثم تفنن بالفضائل على أهلها وتولى الوزارة الجليلة سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف نيابة عن والده واستقل بها بعد وفاة أبيه في عهد أحمد شاه الدهلوي، ولما قتل صنوه ناصر جنك في بلاد الدكن وكان والياً على ذلك الإقليم سار إلى حيدر آباد ليقوم مقامه فلما وصل إلى أورنك آباد مات بها فجأة. كان فاضلاً كريماً متعبداً محباً لأهل العلم، بنى مدرسة عظيمة بدهلي على قبر جده فيروز جنك، توفي سنة خمس وستين ومائة وألف بأورنك آباد. الحكيم غريب الله النيوتني الشيخ الفاضل غريب الله بن محي الدين الحسيني النيوتني ثم الدهلوي أحد الرجال المعروفين في الصناعة الطبية، قرأ العلم على أساتذة عصره في بلاد أوده ثم سافر إلى دهلي وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم محمد جعفر الجونبوري الذي كان ينتسب في تلك الصناعة إلى الشيخ محمد المصري الحكيم الأكبر آبادي ثم سكن بدهلي يداوي الناس في أيام محمد شاه الدهلوي ومات بها، كما في تاريخ المفتي ولي الله الفرخ آبادي. نواب غلام أحمد خان الأمير الفاضل غلام أحمد بن عز الدولة خان عالم بهادر بن عمدة الملك خانجهان العلوي الحسيني العالمكيري، كان من العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، صنف له الشيخ أحمد بن مسعود الحسيني الهركامي كتابه باهر البرهان شرح نادرة البيان في النحو سنة خمسين ومائة وألف وذكره في مفتتح كتابه ومدحه كل المدح قال: إنه أعلم علماء الزمان له يد بيضاء في الكرة والأصطرلاب والهيئة والهندسة والحساب وغيرها من الفنون الرياضية، ومن مصنفاته كتابه قواعد الفرجار المتناسبة التي لم يطمثها قبله إنس ولا جان ولا يبقى بعده حاجة إلى العلوم الرياضية وكتبها، وإنه مقنن قوانين الكرة والأصطراب ومحقق ضوابط الهيئة والهندسة والحساب والمدقق المخترع في الرياضي وفي دقائق العربية كالامام الرازي، انتهى. الشيخ غلام أخي البلكرامي الشيخ العالم غلام أخي بن محي الدين بن محمد أمجد العثماني البلكرامي أحد العلماء المبرزين في الفقه، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ العلم بها ثم وفق بالحج والزيارة، له مصنفات منها غنية العلم مجموع في الفقه والحديث، ومنها ترجمة السراجي في الفرائض، مات سنة إحدى وستين ومائة وألف ببلكرام، كما في شرائف عثماني. السيد غلام حسين الأورنك آبادي الشيخ العالم الفقيه غلام حسين بن شهاب الدين بن محمد إسحاق البغدادي ثم الهندي الأورنك آبادي أحد المشايخ المشهورين في عصره، كان من ذرية الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني، ولد ببلدة جنير بفتح الجيم وسافر في صباه إلى كجرات فقرأ العلم على أساتذة عصره ثم لازم الشيخ علي رضا بن فرخ شاه السرهندي ثم الكجراتي وأخذ عنه ثم قدم أورنك آباد وسكن بها وانقطع إلى الزهد والعبادة، وكان يقرأ القرآن الكريم كل يوم من أوله إلى آخره ويصلي على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل يوم عشرة آلاف مرة ويهلل اثنى عشر ألف مرة ويقرأ صلاة تنجينا ألف مرة ويواظب على غيرها من الأوراد ولم تفته صلاة قط في جميع عمره. توفي لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة ست وسبعين ومائة وألف ببلدة أورنك آباد، كما في مجمع الأبرار. نواب غلام حسين العظيم آبادي الأمير الفاضل غلام حسين بن هداية علي بن عليم الله بن فيض الله الحسيني الطباطبائي الدهلوي ثم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 770 العظيم آبادي أحد الرجال المشهورين في التاريخ والسير والأنساب، ولد بدار الملك دهلي سنة أربعين ومائة وألف، وسافر إلى مرشد آباد مع جدة أمه عند مهابت جنك وهو ابن خمس سنوات فلبث بها مدة من الزمان ولما ولي مهابت جنك على عظيم آباد جاء والده مع عياله إلى عظيم آباد وتدير بها ونال المنصب والأقطاع، وكانت جدة أمه عمة مهابت جنك فعاش مدة من الزمان في نعمته ثم ذهب إلى بورنيه وتقرب إلى صولت جنك وصاحبه سبع سنين ونال حظاً وافراً من عنايته، ثم سافر إلى دهلي ولكهنو وجنار كده وبلاد أخرى وصرف شطراً من عمره في الظعن والإقامة ثم اعتزل بحسين آباد بلدة عمرها والده في أقطاعه قريباً من مونكير وله مصنفات عديدة أشهرها سير المتأخرين في أخبار الهند في مجلدين الأول من عهد الجاهلية إلى أيام عالمكير والثاني من سنة ثمان عشرة ومائة وألف إلى خمس وتسعين ومائة وألف، وله بشارة الإمامة منظومة في مآثر جدوده، وله شرح على المثنوي المعنوي مات سنة مائتين وألف ببلدة حسين آباد أخبرني بسنة وفاته علي محمد الحسيني العظيم آبادي. الشيخ غلام رشيد الجونبوري الشيخ الصالح غلام رشيد بن محمد الله بن محمد أرشد بن محمد رشيد العثماني الجونبوري أحد المشايخ الجشتية، ولد بمدينة جونبور ماتت أمه قبل أن يكمل أسبوعين، مات والده محب الله قبل أن يبلغ الفطام فتربى في مهد جده محمد أرشد، وقرأ بعض الكتب الدرسية عليه وبعضها على محمد باقر بن محمد جعفر الحسيني البلنوي وقرأ بعض كتب المنطق والحكمة على أمين الدين بن غياث الدين الجونبوري وقرأ سائر الكتب الدرسية على صهره محمد جميل بن الجليل البرونوي ثم الجونبوري وبرز في كثير من العلوم والفنون، وكان صاحب صدق وإخلاص وعفة وزهد وفقر وغناء، لم تفته الفرائض والنوافل مدة حياته، أخذ الطريقة عن جده المذكور وتولى الشياخة بعده، وله مصنفات كنج أرشدي مجموع لطيف في ملفوظات جده جمعها شكر الله الديمؤي فرتبها سنة خمس وثلاثين ومائة وألف، كما في كنج أرشدي توفي يوم السبت لخمس خلون من صفر سنة سبع وستين ومائة وألف بمدينة جونبور فدفن عند جده، كما في تجلي نور. القاضي غلام صفي السائنبوري الشيخ العالم الصالح غلام صفي الحسيني السائنبوري أحد كبار العلماء، ذكره السيد غلام علي البلكرامي في أنيس المحققين قال: إنه أخذ الطريقة عن الشيخ الكبير أحمد بن محمد الحسيني الكالبوري، وكان فاضلاً كبيراً، حسن الأخلاق، شديد التعبد، لم يزل يشتغل بتدريس العلوم، وكان قاضياً بملاوه بتشديد اللام ولد لليلتين خلتا من رجب سنة ستين وألف، ومات في غرة رجب ليلة الخميس سنة أربعين ومائة وألف. مولانا غلام علي آزاد البلكرامي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة غلام علي بن نوح الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء المشهورين، لم يكن له نظير في زمانه في النحو واللغة والشعر والبديع والتاريخ والسير والأنساب، ولد يوم الأحد لخمس بقين من صفر سنة عشر ومائة وألف بمحروسة بلكرام ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وقرأ الكتب الدرسية على السيد طفيل محمد الأترولوي، وأخذ اللغة والحديث والسير عن جده لأمه عبد الجليل بن مير أحمد البلكرامي وسمع منه المسلسل بالأولية وحديث الأسودين التمر والماء، وأخذ العروض والقافية عن خاله محمد بن عبد الجليل، وأخذ الطريقة عن الشيخ لطف الله الحسيني البلكرامي، ثم رحل إلى الحجاز فحج وزار سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، وقرأ بالمدينة المنورة صحيح البخاري على الشيخ محمد حياة السندي وأخذ عنه إجازة الصحاح الستة وسائر مقروءاته، وصحب الشيخ عبد الوهاب الطنطاوي المصري المتوفي سنة سبع وخمسين ومائة وألف وأخذ عنه فوائد جمة، وعرض عليه لقبه الشعري آزاد فقال: أنت من عتقاء الله تعالى فاستبشر بهذه الكلمة وأرخ لحجه بلفظ عمل أعظم ورحل إلى الطائف فزار عبد الله بن عباس، ثم رجع إلى الهند سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف وسكن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 771 بأورنك آباد وأقام في زاوية الشيخ مسافر الغجدواني عند الشيخ محمود سبع سنين وحصلت بينه وبين ناصر جنك بن آصف جاه الموافقه فأحبه حباً شديداً كان لا يدعه في الظعن والإقامة، فلما قام ناصر جنك بالملك مقام والده سنة إحدى وستين ومائة وألف ألح عليه بقبول منصب الإمارة فأبى وقال: هذه الدنيا مثلها كمثل نهر طالوت غرفة منه حلال والزيادة عليها حرام. له مصنفات ممتعة مقبولة، منها ضوء الدراري شرح صحيح البخاري إلى آخر كتاب الزكاة، وقفت عليه في خزانة السيد نور الحسن بن صديق حسن القنوجي بخط المصنف، وهو شرح ممزوج بالمتن ملخص من القسطلاني صنفه بالحرمين الشريفين، ومنها سبحة المرجان في آثار هندستان وهو أشهر مصنفاته، ومنها تسلية الفؤاد في قصائد آزاد بالعربية، ومنها شفاء العليل في المؤاخذات على المتنبي في ديوانه، ومنها غزلان الهند ومنها سرو آزاد ويد بيضاء وخزانة عامره وهذه المصنفات الثلاث الأخيرة في أخبار شعراء الفارسية وأشعارهم، ومنها روضة الأولياء وهو في أخبار بعض المشايخ الجشتية ممن قبورهم بالروضة على ثلاثة أميال من أورنك آباد ومنها مآثر الكرام في تاريخ بلكرام وهو كتاب مفيد جداً في أخبار المشايخ والعلماء من أهل بلكرام، وقد تعقب عليه غلام حسين البلكرامي في شرائف عثماني وشنع عليه تشنيعاً بالغاً وكنى عنه بابن نوح، ومنها الشجرة الطيبة في أنساب السادة من أهل بلكرام أوله: الحمد لله الذي خلق الانسان إلخ، ومنها سند السعادات في حسن خاتمة السادات ومنها مظهر البركات مزدوجة له في بحر الخفيف على وزن المثنوي المعنوي مشتملة على سبع عشرة حكاية رأيتها في خزانة السيد نور الحسن المذكور، ومنها مرآة الجمال قصيدة نونية في وصف أعضاء المعشوقة من الرأس إلى القدم. فيها خمس ومائة بيت، وله شرح على هذه القصيدة علقه بحيدر آباد، ومنها ديوان شعر له بالفارسي يحمل تسعة آلاف بيت، ومنها السبعة السيارة وهي دواوينه السبعة فالأول والثاني والثالث منها مجموع لقصائده التي أنشأها إلى سنة تسع وثمانين ومائة وألف، والرابع منها المردف صنفه لحفيده الأمير حيدر بن نور الحسين البلكرامي في شهور معدودة من سنة تسعين ومائة وألف وهو مشتمل على نبذة من القصائد الغير المردفة أيضاً، والرديف عبارة عن كلمة مستقلة فصاعداً تتكرر بعد الروى وبه يتنوع الشعر الفارسي على أنواع لا تحصى، ولا رديف في شعر العرب وإن تكلف أحد بالترديف لا تظهر له طلاوة مثل ما تظهر في شعر الفرس، والخامس منها ديوان المستزاد صنفه سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، والمستزاد من مستخرجات العجم، ثم تناوله العرب، وهو كلام موزون يستزاد فيه بعد كل مصراع من البيت جزءان من بحر المستزاد عليه بشرط الالتيام أو بعد كل بيت إلا البيت المصرع فإنه يستزاد فيه جزءان بعد الشطر الأول أيضاً كما تراعي فيه القافية، والقسم الأول أوفق بالدوبيت والقسم الثاني أوفق بالقصيدة، ولا يخفى على الناقد أن تمكين القافية في زيادة المستزاد قلما يوجد مثله في غيرها فالزيادة فيه كأنها برة في ساق الغادة على أنها تجلب المعاني الرائقة وتجذب الخيالات الفائقة بخلاف الرديف فإنه يطرد المعاني ويقتل الغواني، والسادس منها ديوان القصائد فيه ألف وثلاثمائة وأربعين بيتاً وفيه ترجيع أنشأه في شهور معدودة من سنة اثنتين وتسعين وثلاث وتسعين، والسابع منها في قصائد أنشأها في شهور معدودة من سنة ثلاث وتسعين وأربع وتسعين، وتم الديوان السابع في محرم سنة أربع وتسعين ومائة وألف، وهذه الدواوين السبعة محفوظة عندي، ولله الحمد، قال في خطبة الديوان السابع: وهذه الدواوين السبعة سوى مرآة الجمال وهي قصيدة نونية في وصف أعضاء المعشوقة من الرأس إلى القدم وسوى المزدوجة في بحر الخفيف وهي مشتملة على سبع عشرة حكاية، وجملة أبياتي بعد إتمام الديوان السابع بلغت عشرة آلاف، انتهى، وقال بعض أصحابه فيما كتبه في ترجمة آزاد وجعله ديباجة للديوان الرابع: إنه حسان الهند ومداح النبي صلى الله عليه وسلم أوجد في مدحه معاني كثيرة نادرة لم يتفق مثلها لأحد من الشعراء المفلقين، وأبدع في قصائده المدحية مخالص لم يبلغ مداها فرد من الفصحاء المتشدقين، وله في التغزل طور خاص يعرفه أصحاب الفن ومنحه الله قدرة على النظم بحيث ينظم قصيدة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 772 كاملة في يوم واحد بل في بعضه على كيفية يراها الناظرون وكل ما يتوجه إلى النظم تحضر المعاني لدي صفاً صفاً وتتمثل بين يديه فوجاً فوجاً، وهو قرر نصاب القصيدة في التغزل أحداً وعشرين بيتاً، وهي الدرجة الوسطى التي تريح الأسماع ولا تمل الطباع، وإنما يميل خاطره إلى النظم في أيام الربيع، وأما في غير هذه الأيام فيصدر الشعر من قريحته قليلاً لأن الربيع فيه تخضر المراتع وتهتز الطبائع، انتهى، ومن شعره قوله: أدرك عليلاً لقاء منك يكفيه وطرفك الناعس الممراض يشفيه كتمت دائي عن العذال مجتهداً ما كنت أدري نحول الجسم يشفيه فداوني عن سقام أنت منشأه ونجني من ضرام أنت موريه لقد ثنى عطفه من مغرم دنف مهفهف ثقل الأرداف يثنيه رعى الإله سقامي لو يعالج من أحببته بدواء الخمر من فيه وحبذا العيش لو يمشي على مقلي غصن رطيب من العينين اسقيه شأن المحب عجيب في صبابته الهجر يقتله والوصل يحييه لولاه ما شاقه عرف الصبا سحر ولم يكن بارق الظلماء يشجيه يا جارة هيجت بالنصح لوعته بحق مقلته العبراء خليه إليك يا رشأ الوعساء معذرة أأنت عن رشأ البطحاء تسليه لوائمي قطعت أكبادهن متى رأينه في كمال الحسن والتيه أيا صواحب أكباد مقطعة فذلكن الذي لمتني فيه إذا رنا فمهاة البيد تشبهه أوماس فالبانة الخضراء تحكيه وقوله: برق أضاء من الزوراء يشجيني يا رب ما باله يبكي ويبكيني أنى لسان يؤدي شكر أنعمه بالماء والنار يرويني ويوريني هويت حسناء أسعى في إراحتها وتلك في غاية الإيذاء تؤذيني لا يذهب الغل ماء المزن من كبدي بل ماء ياقوتة اللمياء يرويني تدور في مقلتي أيام لقيتها هل ما مضى من زمان العمر يأتيني طيف الذي قتلتني يوم ذي سلم إن جاءني في منام الموت يحييني لا أبتغي أن تراني ملأ مقلتها لحظ قليل من العينين يكفيني ما لاح مني قصور في محبتها بأي ذنب وقاها الله تقليني تكف عني بين الناس مقولها لكنها برموز العين تسليني إني لشمع قبيل الصبح محتضر ما سرعة الأجل الموعود تبقيني تبكي وتذكرني بعد الوفاة فهل بكاءها بعد ما ثويت يجديني مات سنة مائتين وألف ببلدة أورنك آباد فأرخ لوفاته بعض أصحابه من اسمه آه غلام علي آزاد. الحكيم غلام علي الدهلوي الشيخ الفاضل غلام علي الحسيني الدهلوي ثم الفرخ آبادي أحد الأطباء الماهرين في العلم والعمل، كان من نسل الشيخ نور الله الأحراري وينتسب في الصناعة الطبية إلى معتمد الملوك محمد هاشم بن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 773 محمد هادي الشيرازي، استقدمه نواب غضنفر جنك من بلدته إلى فرخ آباد فسكن بها عاكفاً على الدرس والإفادة ومداواة الناس ولم يزل بها حتى مات، كما في تاريخ فرخ آباد. مولانا غلام فريد المحمد آبادي الشيخ الفاضل غلام فريد الحنفي المحمد آبادي أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بمحمد آباد قرية جامعة من أعمال أعظم كذه وسافر إلى لكهنو فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي ثم أخذ الطريقة عنه ورجع إلى بلدته فأقام بها بقناعة وعفاف وتوكل واستغناء عن الناس واستقامة على الطريقة، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً ويأكل من عمل يده، كما في بحر زخار وفي تجلي نور: إنه كان شيخاً وقوراً صالحاً تقياً متورعاً لم يتزوج قط، مات بمحمد آباد. الشيخ غلام الله الهانسوي الشيخ الفاضل غلام الله الصديقي الهانسوي كان غزنوي الأصل، له أشهر اللغات كتاب في اللغة جمع فيه اللغات التركية والفارسية والعربية وصنفه في سنة ثلاث عشرة ومائة وألف في أيام عالمكير، كما في محبوب الألباب. الشيخ غلام محمد اللكهنوي الشيخ الصالح المحدث غلام محمد بن خانجهان القدوائي اللكهنوي أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ على الرشد والسعادة واحتسب على أبيه في شرب الخمر وهو ابن تسع سنوات فتاب والده عنه، ولما بلغ سن الرشد ذهب إلى معسكر السلطان عالمكير بن شاهجهان الدهلوي ودخل في الخدمات العسكرية وكان يحتسب على الناس في تلك الحالة أيضاً ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، فلما سمع عالمكير ذلك عرض عليه قضاء المعسكر فلم يقبله وترك الخدمة العسكرية وذهب إلى سرهند فأسند الحديث عن الشيخ فرخ شاه بن محمد سعيد السرهندي وأخذ عنه الطريقة ثم رجع إلى لكهنؤ وأقام بزاوية الشيخ محمود القلندر وصرف عمره بالقناعة والعفاف والتوكل والاستقامة على الطريقة، وكان الشيخ عبد الرزاق البانسوي يستأنس به وإذا جاء عنده يتقيد بالصلاة ويقول: إنه ليس بغلام محمد بل هو شرع محمد، مات لثلاث عشرة خلون من صفر سنة ست وثلاثين ومائة وألف، كما في بحر زخار. الشيخ غلام محمد الكوباموي الشيخ العالم المحدث غلام محمد بن غلام أحمد بن خير الدين بن خير الله بن عبد الوالي بن محمد منور العمري القنوجي ثم الكوباموي كان من كبار العلماء، ولد ونشأ ببلدة كوبامؤ وقرأ العلم على الشيخ محمد أعلم السنديلوي ثم أخذ الطريقة عن الشيخ قدرة الله المسولوي، وكان شيخه محمد أعلم يفتخر به ويقول: إن غلام محمد وصلاح الدين كلاهما من نفائس حسناتي في الدنيا والآخرة، ويقول: إنه ليس لي عمل صالح بعد الشهادتين أثقل من سيئاتي في الميزان يوم القيامة غيرهما، ويقول: إنهما بضاعتي في الدنيا، كما في تذكرة الأنساب للقاضي مصطفى علي خان الكوباموي، قال القاضي: إنه ذهب إلى القدس والخليل وتصدر بها للدرس والإفادة وهو اليوم حي يرزق، وكان القاضي صنف كتابه هذا في سنة 1192 هـ. مولانا غلام محمد البرهانبوري الشيخ العالم الكبير العلامة غلام محمد الحنفي الكجراتي ثم البرهانبوري كان من طائفة البواهر، ولد ونشأ بأحمد آباد واشتغل بالعلم مدة في بلدته على أهلها ثم سافر إلى لكهنو وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي ولازمه مدة من الزمان ثم سافر إلى دهلي وأدرك بها الشيخ محمد أنور الكوباموي فاستصحبه محمد أنور إلى برهانبور حين ولي بها وبنى له مدرسة رفيعة بها وظف لها ستاً وثلاثين ألف ربية في كل سنة فاشتغل بالدرس والإفادة مدة في تلك المدرسة واستقدم ابنه ولي الله عن أحمد آباد وأقرأه الكتب الدرسية في سبع سنين، فلما دخل آصف جاء مدينة برهانبور سخط عليه لأنه لم يحضر عنده فقطع الوظيفة المعهودة للمدرسة فشفع له محمد أنور المذكور وأخذ الإجازة منه لإجراء الوظيفة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 774 فطلب نوابه خاتم غلام محمد ليثبتوه على سجل الوصول حسب جري العادة ولما لم يكن له خاتم استصنع تلميذه محمد فاضل وجاء به فكسره وقال: إني خامل لا أحتاج إلى الخاتم ثم رخص ابنه ولي الله إلى الحرمين الشريفين، وأوصى في مرض موته أن يحملوا أثقاله إلى سورت ومات بمدينة برهانبور. قال الحاج رفيع الدين المرادآبادي في كتابه في أخبار الحرمين الشريفين: إنه كان علماً مفرداً في التجويد والقراءة متبحراً في العلوم والفنون، استفاض عن الشيخ عبد الرزاق الحسيني البانسوي فيوضاً كثيرة وأقام بمراد آباد زماناً ثم رحل إلى برهانبور وصرف عمره في نشر العلوم، أخذ عنه خلق كثير، وكان مع تبحره في العلوم واشتغاله بالدرس والإفادة والقبول العظيم من الناس يشتغل بالحياكة ويسترزق بها، انتهى، مات في سنة تسع وأربعين ومائة وألف، كما في الحديقة. الشيخ غلام محمد القدوائي الشيخ الصالح غلام محمد القدوائي السرسندوي الأودي ثم التتوي الدفين بدهلي كان من كبار المشايخ، ولد ونشأ بسرسنده بفتح السين المهملة قرية من أعمال لكهنؤ وسافر للعلم إلى بلاد السند وأخذ عن الشيخ عناية الله التتوي، ثم لازم الشيخ عبد الملك الدكني وأخذ عنه الطريقة، ثم سار إلى دهلي وسكن بها، وكان صاحب وجد وحالة تذكر له كشوف وكرامات، مات بدهلي لاثنتي عشرة خلون من رجب سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف، كما في بحر زخار. السيد غلام محمد عمر الشمس آبادي الشيخ الفاضل غلام محمد عمر الحسيني البخاري الأحمد آبادي ثم الشمس آبادي كان من ذرية الشيخ جلال الدين حسين البخاري، انتقل جده من أحمد آباد إلى كيل قرية قريبة من شمس آباد ولد بها غلام محمد عمر ونشأ وقرأ العلم على مولوي محمد عظيم الملاوي، ثم جاء إلى لكهنؤ ولازم الشيخ نظام الدين ابن قطب الدين السهالوي وأخذ عنه، كما في بحر زخار. قال الشيخ عبد الأعلى بن عبد العلي اللكهنوي في الرسالة القطبية: إنه قرأ العلم على الشيخ نظام الدين المذكور وأخذ الطريقة عنه ولازمه حتى برع في العلم والمعرفة، أخذ عنه غير واحد من العلماء، وكان صاحب كشوف وكرامات، مات ودفن بمدينة بريلي من بلاد روهيلكهند انتهى. وقال المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخ فرخ آباد: إنه انتقل في آخر عمره إلى بلدة بريلي وعكف بها على الدرس والإفادة، انتهى. الشيخ غلام محي الدين السرهندي الشيخ الفاضل غلام محي الدين السرهندي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بسرهند وانتقل منها إلى بلدة بريلي في أيام رحمة خان أمير تلك الناحية وسكن بها ومات، وقبره في بلدة بريلي، ومن مصنفاته منظومة في تفسير القرآن الكريم إلى ثمانية عشر جزءاً منه، كما في تاريخ فرخ آباد. القاضي غلام مصطفى اللكهنوي الشيخ الفاضل غلام مصطفى بن محمد أسعد بن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد في حياة جده بسهالي ثم انتقل مع أعمامه إلى لكهنؤ ونشأ بها، وقرأ العلم على عمه نظام الدين بن قطب الدين السهالوي ثم سار للاسترزاق إلى دهلي فولي القضاء في ملاوه بفتح الميم وتشديد اللام فاشتغل به رغماً للقاضي المعزول فاجتهد المعزول في عزله واسترداد القضاء من يده فعزل غلام مصطفى، ثم اجتهد غلام مصطفى في ذلك وولي القضاء مرة ثانية بذلك المقام، فجد المعزول في عزله فنال القضاء مرة أخرى وعزل غلام مصطفى فأراد أن يذهب إلى دهلي ومعه ولده محمد علي فأمر القاضي رجاله أن يقتلوه فلاقوهما في أثناء الطريق وقتلوهما ظلماً، كما في الأغصان الأربعة. القاضي غلام مصطفى الفيروزبوري الشيخ الفاضل القاضي غلام مصطفى الفيروزبوري الميواتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 775 ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى نواب عاقل خان بمدينة دهلي فجعله معلماً لأبنائه فلبث عنده زماناً، ثم تقرب إلى نواب منعم خان حين كان والياً بلاهور وصاحبه مدة حياته فلما نال منعم خان الوزارة الجليلة رقاه إلى ذروة الإمارة وأعطاه منصباً رفيعاً، مات بسادهوره قبل وفاة الوزير، كما في مآثر الأمراء. الشيخ غلام مصطفى المراد آبادي الشيخ الفاضل غلام مصطفى الحنفي المراد آبادي أحد الرجال المشهورين، ولد ونشأ بمراد آباد وقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي وبعضها على العلامة غلام نقشبند بن عطاء الله اللكهنوي وأسند الحديث عمن أخذ عن الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ جان محمد الدهلوي ولازمه مدة من الزمان، وكان له يد بيضاء في الطب والنجوم والشعر والكتابة والفنون الحربية واللغة الهندية والنظر في المرآة حتى أن أحبار الهنود من البراهمة كانوا يستفيدون منه في تحقيق اللغات الهندية ويخضعون له. وعلى الجملة فإنه كان نادرة عصره في أكثر العلوم والفنون، صرف شطراً من عمره في معسكر السلطان عالمكير في بلاد الدكن ثم اعتزل عن الخدمات العسكرية ولزم الانزواء بمدينة ايلجبور وكان يقول: إني افتتنت برجل في أيام التحصيل فتركت البحث والاشتغال واخترت الإقامة بدياره ثم اتفق أن قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي المذكور ورد تلك القرية فسأل عن، فقالوا: إنه اعتزل عن الناس فكتب قطب الدين في قرطاس: أطرق كراً أطرق كراً إن النعامة في القرى، وبعث إلي فلما رأيته ذهبت إليه ولازمته وقرأت عليه الكتب الدرسية، انتهى، وكان يتلقب في الشعر بالانسان ومن شعره قوله: هستي شخص وعدم جو آئينه به بيش عالم بمثال عكس بيخويش وبخويش إنسان بمثل جوجشم عكس است درو آن شخص عيان نموده باك ازكم وبيش توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف ببلدة ايلجبور فدفن بها، كما قي سرو آزاد. السيد غلام نبي البلكرامي الشيخ الفاضل غلام نبي بن محمد أرشد بن خضر بن كمال الدين الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ بعض الكتب الدرسية على بعض تلامذة قطب الدين الكوباموي ثم تفقه على مولانا أحمد الله ابن صفة الله الخير آبادي، وقرأ عليه بعض العلوم الحكمية أيضاً ثم لازم العلامة كمال الدين الفتحبوري وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية ثم رجع إلى شيخه أحمد الله وقرأ فاتحة الفراغ، وكان من معاصري السيد غلام علي الحسيني صاحب سبحة المرجان سافر إلى أورنك آباد ونزل عند صاحب السبحة سنة ثمان وستين ومائة وألف ثم رحل إلى اركاث سنة تسع وستين ومائة وألف، ذكره غلام علي المذكور في مآثر الكرام. مولانا غلام نقشبند اللكهنوي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة غلام نقشبند بن عطاء الله بن حبيب الله بن أحمد بن ضياء الدين بن يحيى بن شرف الدين بن نصير الدين بن الحسين العثماني الأصفهاني ثم الكهوسوي اللكهنوي، قيل يرجع نسبه إلى أبان بن عثمان، وقيل إلى عمر بن عثمان، وكان جده حبيب الله قاضياً بكهوسي، والشيخ غلام نقشبند كان من كبار الأساتذة لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بها متوفراً على علوم الحكمة، ولد لإحدى عشرة بقين من ذي الحجة الحرام سنة إحدى وخمسين وألف بقرية كهوسي وقرأ العلم على مير محمد شفيع بن محمد مقيم الدهلوي وفرغ من الأخذ والقراءة وله ثماني عشرة سنة، وقرأ على الشيخ بير محمد اللكهنوي شرح الجغميني والقدوري وشطراً من البيضاوي وقرأ فاتحة الفراغ وله إحدى وعشرون سنة، وأجلسه مير محمد شفيع المذكور على سجادة شيخه بير محمد فاستقل بها مدة حياته ثم جلس بعده على مسنده ولده أحمد ثم ولده قطب الهدى، كما في بحر زخار وفي سبحة المرجان: إن شاء عالم بن عالمكير الدهلوي لقبه بمدينة لكهنؤ وأكرمه غاية الإكرام، اه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 776 وللشيخ غلام نقشبند تفسير ربع القرآن المسمى بالأنوار، وله تفسير على سورة الأعراف ومريم وطه ومحمد ويوسف والرحمن والنبأ والكوثر والإخلاص وآية النور وآية الأمانة وآية أفحسبتم وآية لا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً وآية الاستواء، وآية كلوا واشربوا وله تعليقات نفيسة على تلك التفاسير، وله فرقان الأنوار واللامعة العرشية في مسألة وحدة الوجود، وله شرح القصيدة الخزرجية في العروض، ومن شعره قوله في مدح شيخ محمد شفيع: خليلي هل هاتان دارة جلجل ودارة سلمى في قفاف عقنقل عليها سواري المزن سحت مطيرة فمحت مبانيها محوح المهلهل أربع الحبيبة صار للوحش موطناً فيا عجباً من صنع دهر محول أمنزل سلمى هل تفرج غمتي وتكشف عما ظعن ذات التدلل على أي أرض خيمت ذات هولة تهول بوجه كالضحا متهلل فمنذ غداة البين قد بت في الهوى بصدر جوى أو بقلب مقتل أعيني مهلاً عبرة الوجد والجوى أئنكما أزمعتما اليوم مقتلي وهل ينفع المبكى عيوناً ذوارفاً إذا وجهت سلمى ركاب التبتل حبيب إذا ما جود الغنج عينها فيا للمهيمن لات حين معول إذا لمحت من وجهها يوم برقت فما المحي فيه واجد موئل لها عارض تبريقه غير عارض أسيل صقيل حسنه كالسجنجل إلام تمينني وفيك تلون وحتام تلهيني بوعد مخيل مواعيد عرقوب تقرمط بينها كقرمطة النحلان نحل المنول له همة عليا تنوف على السما ومجد مجيد نيله لم يسهل بجيل جليل من شفيع كاسمه ومن جده خير الورى خير مرسل لزهرة زهراء ووردة حيدر ويهزأ خلقاً عطر دار التجمل لنور به الأفلاك والأرض نورت وتشويد تسويد شرق مكلل إذا ما هداة الناس عدت فراسهم وهاديهم المقدام من كل أمثل وبينا سبيل الحق يمشون ظلمة إذا انبلجت شمس هداة فتنجل معارفه جلت معاليه قد علت أشم جبال يا لفخم مفضل لديه علوم لا يرام فناءها وأسرار لوح في الأسارير تجتلي ولم يؤثر الدنيا الدنى نعيمها وينعم عند الله أحسن مفضل لقد دام بالرحمن حظ شهوده تجني جنا العرفان غير معلل تجلي له في كل آن تجليا لديه تجلي الطور لم يتجمل ومن سره قد ذاق يعلول طاهر السرائر منه فهو بالنور ممتلي شفيعي ليوم الحشر حرزي وموئلي ووجهة قلبي غوث كل موملي لكل عصام واعتصامي بفضله كفاني قواماً ذات يوم التجلجل مآثره لا يهدين بعدها ومحصى الحصا محصى الرمال وجندل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 777 يطوف حواليه المكارم والعلى طواف حجيج حول بيت مبجل توفي في آخر رجب، وقيل: جمادى الأولى، سنة ست وعشرين ومائة وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بتل الشيخ بير محمد على شاطىء نهر كومتي. الشيخ غلام نقشبند البهلواروي الشيخ الصالح غلام نقشبند بن عماد الدين بن برهان الدين الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد المشايخ الكرام، ولد بقرية بهلواري سنة ست عشرة ومائة وألف ونشأ بها وقرأ الكتب الدرسية كلها على الشيخ مجيب الله بن ظهور الله الجعفري ثم أخذ الطريقة منه وتزوج بابنتيه واحدة بعد أخرى، مات في حياة شيخه لثلاث خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف، كما في حديقة الأزهار. الشيخ غلام نور الأورنك آبادي الشيخ الفاضل غلام نور بن سعد الله بن أمان الله الحسيني البهاري الأورنك آبادي أحد العلماء الصالحين، ولد بمدينة أورنك آباد لعشر خلون من محرم سنة تسع وثلاثين ومائة وألف، وقرأ العلم على صنوه الكبير قطب الدين ولازمه مدة وأخذ عنه الطريقة، ولما مات قطب الدين سنة 1169 هـ تولى الشياخة مكانه فكان يجرس ويفيد بمدرسة خال أبيه السيد شهاب الدين، أخذ عنه خلق كثير، وله مصنفات منها حاشية على صدرا وحاشية على مير زاهد أمور عامه وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد رساله وله غير ذلك من المصنفات، مات يوم الجمعة لثمان بقين من شوال سنة تسع وثمانين ومائة وألف بأورنك آباد فدفن عند أسلافه، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ غلام يحيى البهاري الشيخ العالم الكبير العلامة غلام يحيى بن نجم الدين البازهوي البهاري أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بقرية بازه من أعمال بهار وسافر للعلم فقدم سنديله وقرأ الكتب الدرسية في المدرسة المنصورية على مولانا باب الله الجونبوري، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ بدر عالم الساداموي، ثم تصدر للتدريس بمدينة لكهنو وكتب حاشية دقيقة على مير زاهد رساله وسماها لواء الهدى في الليل والدجى فتلقاها العلماء بالقبول وأدخلوها في برنامج الدرس. وكان رحمه الله درس وأفاد زماناً بلكهنؤ ثم سار إلى دهلي وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ جانجانان العلوي الدهلوي ولازمه خمس سنين ثم رجع إلى لكهنؤ وأقام بزاوية الشيخ بير محمد اللكهنوي بقرب مسجد الشيخ محمود القلندر، قال الشيخ غلام علي الدهلوي في مقامات مظهرية: إن غلام يحيى أخذ عن بعض المشايخ القادرية ثم وجد في نفسه شيئاً فقدم دهلي وصحب الشيخ جانجانان الدهلوي ولازمه ستة أشهر ولكنه لم ترد عليه كيفية من الكيفيات الروحانية فزاد في السعي والجهاد حتى كشف الغطاء ووصل في السير والسلوك إلى التجلي الذاتي الدائمي في خمس سنوات فاستخلفه الشيخ المذكور فاشتغل بالمراقبة وتلقين الذكر وإشاعة الطريقة وترك الاشتغال بالتدريس حتى ذهل عن العلوم الحكمية، انتهى. وقال عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي في حاشيته على حاشية غلام يحيى: إنه ترك الاشتغال بالمعقول قاطبة حتى إنه لما عاد إلى لكهنؤ وعرض عليه بعض الطلبة حاشيته على حاشية السيد الزاهد وسأل عن مشكلاته لم يقدر على حلها، وكان يدرس ويفيد، انتهى، ومن مصنفاته غير ما ذكرنا حاشية على شرح السلم بحمد الله وكلمة الحق رسالة له في مبحث وحدة الوجود ووحدة الشهود تعقب فيها على الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي في سعيه بالتوفيق بين المكشوفين رد عليه الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي في كتابه دمغ الباطل رداً بالغاً. توفي في ذي القعدة سنة ثمانين ومائة وألف بمدينة لكهنؤ فدفن في زاوية الشيخ بير محمد، كما في بحر زخار. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 778 حرف الفاء القاضي فتح علي القنوجي الشيخ الفقيه القاضي فتح علي الحنفي القنوجي أحد العلماء العاملين، كان قاضياً في بلدة قنوج أباً عن جد، وهو قرأ الكتب الدرسية على الشيخ علي أصغر القنوجي، وحصل المراتب العلمية وفاق الأقران، وكانت له مناسبة تامة بكل علم وفن، ومن مصنفاته حاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على المقامات الحريرية، مات في حدود سنة مائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ فتح محمد السيدانوي الشيخ الفاضل فتح محمد الحسيني السيدانوي أحد كبار العلماء، قدم أحد أسلافه من سبزوار وسكن بسيدانه بفتح السين المهملة قرية جامعة على ثمانية عشر ميلاً من إله آباد، ولد فتح محمد بسيدانه وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم أخذ الطريقة عن الشيخ إبراهيم بن عبد الحق الحسيني المانكبوري، ورفض الدنيا وأسبابها ثم تصدر للإرشاد بمدينة إله آباد، له تفسير محمدي كتاب بسيط في تفسير القرآن الكريم على لسان الحقائق والمعارف، له مجمع الأنوار ومجمع الأسرار وحل المشكلات رسائل في المعارف الإلهية، توفي يوم الأربعاء لمنتصف رجب سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف وقبره بسيدانه كما في بحر زخار. مولانا فخر الدين البلكرامي الشيخ العالم فخر الدين بن بهاء الدين الحنفي البلكرامي أحد الرجال الموصوفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمانكبور واشتغل بالعلم على والده مدة ثم دخل بلكرام وقرأ الكتب الدرسية على مولانا طفيل محمد بن شكر الله الحسيني الأترولوي، ثم أخذ الطريقة القادرية عن السيد قادري بن ضياء الله الحسيني البلكرامي جد السيف الشريف مرتضى بن محمد الحسيني الزبيدي صاحب تاج العروس ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه جمع كثير، مات في نيف وأربعين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. مولانا فخر الدين الدهلوي الشيخ الفاضل فخر الدين بن عبد الباقي الحكيم الدهلوي كان من العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بدهلي وقرأ العلم على والده وتطبب عليه وتفنن بالفضائل وأقام بدهلي مدة من الزمان يدرس ويفيد، ثم سافر إلى فرخ آباد وتقرب إلى نواب غالب جنك أمير تلك الناحية فطابت له الإقامة بها، وكان في أمر العلاج يقتفي آثار الشيخ محمد أكبر بن محمد مقيم الدهلوي المشهور بحكيم آرزاني مات ودفن بفرخ آباد، كما في تاريخ فرخ آباد للمفتي ولي الله. مولانا فخر الدين الدهلوي الشيخ العالم الكبير المحدث فخر الدين بن محب الله بن نور الله بن نور الحق ابن عبد الحق البخاري الدهلوي، كان ذا علوم متعددة ومصنفات مشهورة، لم يزل يشتغل بالفقه والحديث ويخدمهما كثيراً مثل آبائه الكرام تصنيفاً وتدريساً، له شرح بسيط على صحيح مسلم بالفارسي وشرح بسيط كذلك على الحصن الحصين وعين العلم كما في حدائق الحنفية. مولانا فخر الدين الدهلوي الشيخ العالم الفقيه الزاهد المجاهد فخر الدين بن نظام الدين الصديقي الشهابي الأورنك آبادي ثم الدهلوي كان أصله من نكرام قرية جامعة من أعمال لكهنؤ رحل والده في صباه إلى دهلي وقرأ العلم بها ثم ذهب إلى أورنك آباد وسكن بها وكان يرجع نسبه إلى الشيخ شهاب الدين عمر الصديقي السهروردي، ولد بأورنك آباد سنة ست وعشرين ومائة وألف واشتغل على والده بالعلم، فما بلغ ست عشرة سنة توفي والده فانقطع إلى الرياضة واشتغل بها ثمانية أعوام ثم سافر إلى دهلي وهو ابن خمس وعشرين فدرس وأفاد بها مدة ثم رحل إلى أجمير راجلاً ثم إلى باك بثن وفي ذلك السفر أقام بلاهور وباني بت وزار المشاهد وأدرك المشايخ ثم رجع إلى دهلي وسكن بها سنة ستين ومائة وألف، قال وجيه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 779 الدين أشرف اللكهنوي في بحر زخار: إني سمعت الشيخ نور الهدى أحد أصحاب الشيخ فخر الدين كان يقول: إن زيه كان زي الأمراء في بداية حاله والأمراء كانوا يعظمونه غاية لأجل والده، وكان يشتغل بالله سبحانه في تلك الحالة أيضاً لحسن تربية أبيه ويطالع المثنوي المعنوي في أكثر الأوقات وكان متردداً في الترك والتجريد ففتح المثنوي تفاؤلاً فإذا هو بهذا البيت: بند بكسل باش آزاد أي بسر جند باشي بند سيم وبند زر فتأثر بهذا البيت وقسم أمواله على الفقراء وسافر إلى دهلي وأقام بأجمير برهة من الدهر ثم دخل دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، ثم سكن بمدرسة غازي الدين خان والتزم أن يحتظ بصحبة الفقراء وأرباب الدنيا كل من يحضر لديه من الصباح إلى الضحوة ويحتظ بصحبة العلماء من بعد الظهر إلى غروب الشمس، انتهى. وكان شيخاً كبيراً عارفاً صاحب وجد وسماع، مغلوب الحالة ذا تواضع مفرط للناس، كان يبدأ بالسلام ويتحمل أذاهم والناس يسبونه بين يديه ويشتمونه والعلماء يفسقونه ويضللونه وهو يتحمل ذلك ويظهر البشاشة ويجزي المساءة بالمواساة. ومن مصنفاته نظام العقائد والرسالة المرحبة وفخر الحسن كتاب أثبت فيه لقاء الحسن بن أبي الحسن البصري بسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه ورد فيه على شيخ مشايخنا ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي ورتب تلك الرسالة على أربع مقامات وثلاثة أبواب وخاتمة، أما المقدمة الأولى ففي أن الحسن ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة الطيبة فكان بها إلى أربع عشرة من سنه وقدم البصرة بعد مشهد عثمان بن عفان رضي الله عنه واحتج في ذلك بما قال ابن الأثير في جامع الأصول والخطيب التبريزي في أسماء رجال المشكاة والمزي في التهذيب والذهبي في تذهيب التهذيب والمقدمة الثانية أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان بالمدينة الطيبة من حين مير الحسن إلى أن بلغ أربع عشرة سنة بل لم يخرج منها إلا بعد أربعة أشهر من مبايعته للناس، ذكره القضاعي في تاريخه والديار بكري في الخميس والمقدمة الثالثة أن السماع في سن التمييز صحيح مقبول سواء بلغ السامع الحلم أم لا، واحتج عليه بما صرح به ابن الأثير في جامع الأصول والسيوطي في إتمام الدراية والمقدمة الرابعة أن الحسن ثقة مأمون شيخ شيوخ زمانه وإمام أئمة أوانه عند الأئمة المحدثين الكبار بل عند الصحابة الأبرار وأطال الكلام في ذلك. أما الباب الأول ففي إثبات اللقاء واحتج فيه بما قال العراقي في شرح الترمذي عند الكلام على حديث رفع القلم عن ثلاثة والبخاري في تاريخه الصغير في ترجمة سليمان بن سالم القرشي وغيرهما: إن الحسن رأى علياً بالمدينة، ثم احتج بما قال الغزالي في الإحياء وأبو طالب المكي في قوت القلوب: إن الحسن لقي علياً بالبصرة، وقد أطال الكلام في تعظيم مرتبة الغزالي. والباب الثاني في إثبات سماع الحسن عن علي رضي الله عنه واحتج عليه بما روى المزي في تهذيب الكمال أنه قال: إني في زمان كما ترى وكان في عمل الحجاج كل شيء أقول قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلخ، واحتج بما قال الذهبي في تذهيب التهذيب: إن الحسن روى عن عثمان وعن علي وبما قال علي القاري في شرح النخبة ثم احتج بسند تلقين الذكر من طريق الحسن وأطال الكلام عليه. والباب الثالث في الأحاديث واتصالها واحتج عله بما روى عن الحسن عن علي قال: سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: رفع القلم عن ثلاثة: عن الصغير حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المصاب حتى يكشف عنه، رواها بطرقها المذكورة في المجاميع والمسانيد، ثم قال: إن هذا الحديث متصل على مذهب الإمام أحمد فإنه معنعن وكل معنعن متصل عنده كالجمهور إذا خلى من شبهة التدليس وكذا هو متصل على مذهب الترمذي لأنه إما أن يكتفي في الاتصال بالمعاصر كالجمهور أو يشترط اللقاء كبعضهم وكلاهما ثابت عنده كغيره وكذا هو متصل على مذهب الامام الجزء: 6 ¦ الصفحة: 780 مسلم فإنه يكتفي في الاتصال بالمعاصرة ثم نقل ذلك المبحث كله عن مقدمة صحيح مسلم في عدة صفحات ثم قال: وكذا هو متصل على مذهب البخاري وسائر النقاد معه لثبوت اللقاء عنده كغيره وهو الشرط في الاتصال عنده وإنما هو في جامعه لا في أصل الصحة، ثم تكلم على قول قتادة فوالله ما حدثنا الحسن عن بدري مشافهة وفي هذا الباب وصل، ورد فيه على ابن تيمية في إنكاره باتصال الخرقة. والخاتمة في بعض الأحاديث المروية في باب الرقاق، إلخ، مات لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين ومائة وألف ببلدة دهلي فدفن بها. مولانا فخر الدين البردواني الشيخ الفاضل فخر الدين بن فلان الحنفي البردواني أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بقرية جيلو من أعمال بردوان وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على العلامة محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي ثم رجع إلى بلدته وتصدى للدرس والإفادة. كان زاهداً متوكلاً سخياً باذلاً قسم ما ورث من أبيه على مستحقيه، وكان إذا لحق خدمه مرض أو عذر آخر يحمل على رأسه الطعام ويذهب به إلى طلبة العلم، ذكره اللكهنوي في بحر زخار وقال: إن اللورد هستنك الحاكم العام في أرض الهند أراد أن يذهب إليه ويلاقيه فلم يرض به ولم يقبل عطاياه، توفي سنة تسع وتسعين ومائة وألف. مولانا فرخ شاه السرهندي الشيخ العالم الكبير المحدث فرخ شاه بن محمد سعيد بن أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي كان ثالث أبناء والده وأعلمهم وأكبرهم في الدرس والإفادة، ولد سنة ثمان وثلاثين وألف واشتغل على أبيه وتفقه وتأدب وتخرج عليه وأخذ عنه معقولاً ومنقولاً ومهر في سائر الفنون لا سيما الفقه والحديث والتصوف، وكان قوي الحفظ: سريع الإدراك شديد الرغبة في المباحثة، ذا عناية تامة بالحديث، سافر إلى الحرمين الشريفين فتشرف بالحج والزيارة ورجع إلى الهند وعكف على التدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ. قال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان يحفظ سبعين ألف حديث متناً وإسناداً وجرحاً وتعديلاً ونال منزلة الاجتهاد في الأحكام الفقهية، والله أعلم، ويذكر عنه مع ذلك: أنه كتب رسالة في المنع عن الإشارة بالمسبحة عند التشهد وهذا يقضي منه العجب، انتهى، وله رسائل في الفقه والحديث وأخرى في الذب عن جده الإمام المجدد رضي الله عنه، منها القول الفاصل بين الحق والباطل وكشف الغطاء عن وجوه الخطاء ورسالة في حرمة الغناء ورسالة في العقائد ورسالة في الحقيقة المحمدية وحاشية على حاشية عبد الحكيم على الخيالي مات لأربع خلون من شوال سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف، كما في تذكرة الأنساب للقاضي ثناء الله رحمه الله. السيد فريد الدين البلكرامي الشيخ الفاضل فريد الدين بن معين الدين بن عبد الوهاب الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة بلكرام واشتغل بالعم من صباه في بلدته ثم سافر إلى بلاد أخرى وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ أحمد بن أبي سعيد الصالحي الأميتهوي وبعضها على العلامة غلام نقشبند بن عطاء الله اللكهنوي وقرأ فاتحة الفراغ ثم أخذ الطريقة عن الشيخ جنيد بن عبد الواحد بن شبلي بن سري السقطي بن محمد بن نظام الدين الأميتهوي ورحل إلى الحجاز صحبة السيد قادري بن ضياء الله البلكرامي فحج وزار ورجع إلى الهند وأقام ببلدة سورت عاكفاً على الدرس والإفادة، ومات بها في نيف وعشرين ومائة وألف كما في مآثر الكرام. مولانا فصيح الدين البهلواروي الشيخ العالم الفقيه فصيح الدين بن أبي يزيد بن محمد فريد بن محمد حسين ابن عطاء الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببهلواري، قرية جامعة من أعمال عظيم آباد، واشتغل بالعلم مدة على أساتذة بلدته ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ أحمد بن أبي سعيد الأميتهوي ثم رجع إلى الجزء: 6 ¦ الصفحة: 781 بلدته وعكف على الدرس والإفادة، كما في حديقة الأزهار وإني سمعت الشيخ سليمان بن داود البهلواروي كان يقول: إن فصيح الدين قرأ العلم على ملا عوض وجيه السمرقندي، قال: إني وجدت ذلك في منشور الحكومة، بعث إليه شاء عالم ابن عالمكير الدهلوي، انتهى. مولانا فصيح الدين القنوجي الشيخ الفاضل فصيح الدين بن أبي فصيح الحنفي القنوجي كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح من نسل القاضي جلال، ولد ونشأ ببلدة قنوج وقرأ العل على أساتذة عصره ثم جعله فخر الدولة معلماً لولده بدر الدين فلبث عنده بفرخ آباد، ولم يزل بها حتى توفي إلى الله سبحانه، كما في تاريخ فرخ آباد للمفتي ولي الله، رحمه الله. قال صديق حسن القنوجي في أبجد العلوم: إنه كان من شيوخ بلدة قنوج ومن علمائها الكاملين، اشتغل بالدرس والعبادة وبالغ في الإفاضة والإفادة حتى أتاه اليقين ولقي الله تعالى رب العالمين، انتهى. الشيخ فضل الله السرهندي الشيخ الفاضل فضل الله بن إبراهيم بن موسى الحنفي السرهندي أحد العلماء المبرزين في المعارف الأدبية، ولد ونشأ ببلدة سرهند وقرأ الكتب الدرسية على خاله الشيخ عبد الله بن عبد الحكيم السيالكوني ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه وصنف شرحاً بسيطاً بالفارسي على المقامات الحريرية أوله: اللهم منك الايجاد والانشاء وأنت الذي تفعل ما تشاء، إلخ، صنفه سنة تسع وتسعين وألف. الشيخ الصالح فضل الله بن أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بكالبي وتفقه على أبيه وأخذ عنه الطريقة ثم تولى الشياخة، أخذ عنه السيد بركة الله الحسيني المارهروي وخلق آخرون، مات لأربع عشرة خلون من ذي القعدة سنة إحدى عشرة مائة وألف، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ فضل الله البرنيوي الشيخ العالم الفقيه فضل الله بن محمد فاضل بن ركن الدين الحنفي البرنيوي أحد الرجال الموصوفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ ببرنيه بضم الباء الفارسية بعدها راء مهملة ونون ساكنة بلدة من أرض بنكاله وقدم جونبور في صغر سنه فقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد العثماني الجونبوري وبعضها على غيره من العلماء ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد أرشد المذكور وبلغ رتبة المشيخة فكتب له الشيخ وثيقة الخلافة ورخصه إلى بلدة برنيه فتزوج بها وقصر همته على الدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء، استشهد يوم الأربعاء لتسع خلون من رمضان سنة ثمان وعشرين ومائة وألف ببلدته برنيه فدفن بها قريباً من بيته، وكانت له مصنفات ولكنها ضاعت في تلك الواقعة، كما في كنج أرشدي. مولانا فضل الله السنديلوي الشيخ الفاضل فضل الله بن غلام علاء الدين الحسين السنديلوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسنديلة وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ زين العابدين الحسيني السنديلوي، ثم سافر إلى كوبامؤ وقرأ على أساتذتها سائر الكتب ورجع إلى بلدته وتصدى للدرس والإفادة، مات في بضع وتسعين ومائة وألف، كما في تذكرة العلماء. مولانا فضل الله البهاري الشيخ الفاضل فضل الله بن أبي الفضل الحنفي البهاري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخ فرخ آباد قال: إنه قدم في شبابه إلى فرخ آباد وقرأ بعض الكتب الدرسية على القاضي محمد مربي الحسيني البهانوي، ثم سافر إلى بلاد أرخى ولازم دروس العلامة محمد حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم قدم فرخ آباد وتزوج بها بابنة الشيخ كرامة الله الواعظ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 782 الدهلوي، وكان قانعاً عفيفاً ديناً يدرس ويفيد، قرأت عليه بعض الكتب الدرسية من المتوسطات، مات في سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف ببلدى فرخ آباد فدفن بها في بستان إمام خان التاجر الفرخ آبادي. الشيخ فقير الله اللاهوري الشيخ الفاضل فقير الله اللاهوري الشاعر المتلقب في الشعر بآقرين كان له يد بيضاء في الإنشاء وقرض الشعر، له ديوان الشعر بالفارسي ومزدوجة في قصة هير رانجها ومزدوجات أخرى، ذكره السيد غلام علي آزاد في خزانة عامره وأثنى عليه، ومن شعره قوله: ديوانكي ومستي از بوئي تو مي خيزد هرفتنه كه مي خيزد از كوئي تو مي خيزد مات سنة أربع وخمسين ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار. مولانا فقيه الدين الأميثهوي الشيخ الفاضل فقيه الدين بن صديق الدين الأعظمي الديوي ثم الأميثهوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بديوه وسكن بمدينة أميلهي في خؤولته، وكان فاضلاً شاعراً مجيد الشرع، له ديوان الشعر الفارسي، منها قوله: هركه أحوال مراديد كرفتار تو شد سينة جاك من وحلقة دام تو يكيست مات سنة خمس وتسعين ومائة وألف بأميتهي فدفن بها، كما في رياض عثماني. السيد فيروز بن الجنيد الجائسي الشيخ الفاضل الكبير فيروز بن الجنيد بن عبد الرحمن بن الكمال بن الجلال الأشرفي الجائسي كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، يدرس ويفيد ببلدة جائس أخذ عنه خلق كثير، كما في التحائف الأشرفية. ملا فيروز بن محبة الشيخ الفاضل فيروز بن محبة كان من الأفاضل المشهورين، له شرح على سلم العلوم للقاضي محب الله بن عبد الشكور البهاري، أوله: لك الحمد يا من على الأكوان بأصناف الإحسان إلخ. خواجه فيض الحسن السورتي الشيخ الفاضل فيض الحسن بن نور الحسن بن محمد بن أبي الحسن بن جمال الدين الحسيني السورتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد سنة ثمان وتسعين وألف بمدينة سورت ونشأ بها وقرأ العلم على من بها من العلماء وجد في البحث والاشتغال حتى برع أقرانه في الفقه والأصول، له الفتاوي النقشبندية وشرح خلاصة الكيداني المسمى بفرخشاهي توفي سنة إحدى وخمسين ومائة وألف بسورت، كما في الحديقة الأحمدية. حرف القاف السيد قادري البلكرامي الشيخ العالم الصالح قادري بن ضياء الله الحسيني الواسطي البلكرامي أحد المشايخ القادرية، ولد ونشأ بمدينة بلكرام وحفظ القرآن وأخذ القراءة والتجويد والعربية عن والده ثم سافر للعلم وأخذ عن الشيخ أحمد بن أبي سعيد الصالحي الأميثهوي وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، ثم لازم العلامة غلام نقشبند بن عطاء الله اللكهنوي وأخذ عنه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ثلاث مرات، ثم ارتحل إلى كربلاء ثم إلى بغداد ووصل إلى ذلك المقام سنة خمس عشرة ومائة وألف وزار المشاهد المنورة ثم سار نحو حماة الشام وصحب السيد ياسين الحموي صاحب السجادة بها وأخذ عنه الطريقة القادرية ثم عاد إلى بغداد وسكن بروضة الإمام عبد القادر الجيلاني وأخذ القراءة والتجويد والحديث عن الشيخ سلطان بن ناصر بن أحمد الخابوري وقرأ عليه الشاطبية وأجازه الشيخ بجميع مقروءاته ومروياته من الحديث والتفسير والفقه وغير ذلك، وألبسه الخرقة الرفاعية والشاذلية الجزء: 6 ¦ الصفحة: 783 وكتب له السند فعاد قادري إلى الهند وأقام بمدينة دهلي مدة مديدة يدرس ويفيد بها، ثم جاء إلى بلدته بلكرام واعتزل عن الناس لا يخرج من بيته إلا للصلوات يؤديها في المسجد الجامع وكان يؤم ويقرأ القرآن بصوت شجي يأخذ بمجامع القلوب. مات ليلة الخميس لثلاث عشرة خلون من ربيع الأول سنة خمس وأربعين ومائة وألف ببلدة بلكرام فدفن بها، وكان مرتضى بن محمد بن قادري الزبيدي صاح تاج العروس شرح القاموس من أحفاده، كما في مآثر الكرام. السيد قاسم بن هاشم الدهلوي الشيخ العالم الفقيه قاسم بن هاشم بن الحسن الحسيني الدهلوي أحد المشايخ الصوفية، كان أصله من نارنول انتقل منها جده حسن رسول نما إلى دار الملك دهلي وسكن بها، وكان القاسم من أعيان العلماء يدرس ويفيد ويشتغل بالعبادة ويعيش بزي الفقراء، أخذ عنه خلق كثير، وتذكر له كشوف وكرامات، كما في بحر زخار. الشيخ قدرة الله الإله آبادي الشيخ العالم قدرة الله بن عبد الجليل بن صدر الدين الحسيني البخاري الإله آبادي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان من نسل الشيخ صدر الدين محمد الحسيني البخاري، ولد ونشأ بمدينة إله آباد وأخذ عن والده وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير وكان يدرس ويفيد كما في بحر زخار. مولانا قطب الدين الكوباموي الشيخ الفاضل قطب الدين بن شهاب الدين بن محمد حسين بن أحمد بن القاضي شهاب الدين العمري الكوباموي كان ابن بنت الشيخ إله داد بن الله بخش العمري القنوجي، ولد ونشأ ببلدة كوبامؤ وقرأ العلم على والده، وجد في البحث والاشتغال حتى فاق أقرانه في العلوم الحكمية لا سيما الرياضيات، قال القاضي مصطفى علي خان الكوباموي في تذكرة الأنساب: إنه كان عالماً متبحراً مدرساً مفيداً تخرج عليه أربعمائة رجل من أهل العلم وانتشروا في أرض بنكاله وبنجاب وهم مشتغلون الآن بالدرس والإفادة، انتهى. مات لخمس بقين من رمضان سنة ستين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. مولانا قطب الدين الشهيد السهالوي الشيخ العالم الكبير العلامة قطب الدين بن عبد الحليم بن عبد الكريم الأنصاري السهالوي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بسهالي بكسر السين المهملة قرية من أعمال لكهنؤ واشتغل بالعلم من صغر سنه وقرأ أكثر الكتب الدرسية على ملا دانيال الجوراسي أحد تلامذة المفتي عبد السلام ابن أبي سعيد الأعظمي الديوي وقرأ بعضها على غيره من العلماء، وإني رأيت في بعض المجاميع أنه قرأ على القاضي عبد القادر اللكهنوي أيضاً وفرغ من تحصيل العلوم المتعارفة وله ثلاثون سنة، ثم أخذ الطريقة الجشتية عن القاضي كهاسي بن داود الإله آبادي ولازمه مدة من الزمان ثم تصدر للتدريس، وكان صائم الدهر قائم الليل يختم القرآن في التهجد كل ليلة ويشتغل بالتدريس كل يوم إلا يوم الثلاثاء والجمعة فإنه كان يشتغل بالتصنيف في هذين اليومين، وأما مصنفاته فإنها ضاع أكثرها يوم شهادته غير أجزاء من حاشيته على الأمور العامة وحاشيته على التلويح وحاشيته على شرح حكمة العين، كما في الرسالة القطبية، وقال البلكرامي في سبحة المرجان: إن له حاشية على شرح العقائد العضدية وحاشية على شرح العقائد النسفية وحاشية على المطول ورسالة في تحقيق دار الحرب أكثرها احترقت في فتنة قتله انتهى. أما تلامذته فإنه كثيرون، أجلهم السيد قطب الدين الشمس آبادي والحافظ أمان الله بن نور الله البنارسي والقاضي محب الله بن عبد الشكور البهاري والقاضي شهاب الدين الكوباموي والشيخ زين العابدين السنديلوي والشيخ صفة الله المحدث الخير آبادي وخلق آخرون. قال البلكرامي: إنه كان بين الأنصاريين والعثمانيين نوع من النزاع من جهة المشاركة في الرئاسة فهجم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 784 العثمانيون عليه وأحرقوا داره وقتلوه، وقال عبد الأعلى بن عبد العلى اللكهنوي في الرسالة القطبية: إن أخ جد الشيخ قطب الدين أسكن بأرضه رجلاً من الفقراء فنال أحد من أولاده الوجاهة العظيمة وصار صاحب القرى العديدة في نواحيه ثم حصلت له المناقشة بمحمد آصف الأنصاري صاحب سهالي وكان من بني أعمام الشيخ قطب الدين الشهيد فهجم عليه محمد آصف وخاب مسعاه ثم هجم ذلك الرجل على محمد آصف فحرق ونهب أمواله فدخل محمد آصف في دار الشيخ قطب الدين ليستشيره في ذلك الأمر فتعاقبه ذلك الرجل وقتل من وجد في داره وأحرق بيته وأسر ولده نظام الدين وكان في الرابع عشر من سنه فبقي جسد الشيخ قطب الدين بضعة أيام على وجه الأرض لم يتغير فلما اطمأنت قلوب الناس دفنوه وانتقل ولده محمد سعيد مع عياله وإخوته إلى بلدة لكهنؤ، ثم ذهب إلى معسكر السلطان عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند وقص له ما جرى بينه وبين ذلك الرجل فأعطاه السلطان قصراً في لكهنؤ لتاجر أفرنكي ذهب إلى بلاده ولذلك اشتهر هذا الحي بفرنكي محل وكان ذلك في سنة ثلاث ومائة وألف، مات وله ثلاث وستون سنة. مولانا قطب الدين الشمس آبادي الشيخ العالم الكبير العلامة قطب الدين الحسيني الأميثهوي ثم الشمس آبادي أحد العلماء الفحول، درس وأفاد مدة عمره وتخرج عليه خلق كثير من العلماء وهو قرأ أكثر الكتب الدرسية على أساتذة الشهيد العلامة قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي مشاركاً له في الدرس وفرغ السهالوي قبل فراغه من التحصيل فلازمه الشمس آبادي وقرأ عليه ما بقي له من الكتب الدرسية ثم لازم بيته بقناعة وعفاف وتصدى للدرس والإفادة، كما في الرسالة القطبية. قال البلكرامي في سبحة المرجان: إن أصله كان من أميلهي قرية جامعة من أعمال لكهنؤ انتقل منها إلى شمس آباد فكسن بها ودرس مدة حياته وكان من القانعين تمر الأيام ولا توقد في بيته نار ويقاسي شدائد الجوع ولكنه كان لا يظهر حاجته لأحد ويدرس مع هذه الحال طلق الوجه واللسان وهذا مقام لا يثبت فيه إلا من رزق القوة القدسية من الله سبحانه، وأما تلامذته فإنهم كثيرون أجلهم القاضي محب الله بن عبد الشكور البهاري والحافظ أمان الله بن نور الله البنارسي والسيد طفيل ممد بن شكر الله الأترولوي وخلق آخرون، توفي سنة إحدى وعشرين ومائة وألف وله سبعون سنة. السيد قطب الدين الأورنك آبادي الشيخ الصالح قطب الدين بن سعد الله الحسيني البهاري ثم الأورنك آبادي أحد العلماء المبرزين في الأصول والفروع، ولد بأورنك آباد لإحدى عشرة بقين من ربيع الثاني سنة عشرين ومائة وألف وقرأ العلم على الحافظ إسماعيل والمولوي حبيب الله وأخذ الفنون الرياضية عن الحاج حسام الدين ولازمهم مدة حتى برع في العلم وفاق أقرانه وتولى الشياخة بعد أبيه بمدينة أورنك آباد وكان والده من أصحاب خاله السيد شهاب الدين البهاري وخاله، أخذ الطريقة عن الشيخ نور محمد الحمامي المتوكل وسكن بأورنك آباد مجاوراً لضريح الشيخ المذكور بعد وفاته، وكان قطب الدين عالماً بارعاً في المعقول والمنقول لم يزل يشتغل بالدرس والإفادة، كما في مآثر الأمراء، توفي لتسع عشرة خلون من جمادى الأولى سنة تسع وستين ومائة وألف، كما في مهر جهانتاب. السيد قطب الدين الخير آبادي الشيخ الصالح قطب الدين بن هدى بن عيسى بن أبي الفتح بن نظام الدين الرضوي الخير آبادي أحد الرجال الموصوفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بخير آباد وسافر للعلم وقرأ الكتب الدرسية على العلامة قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي ثم تصدر للارشاد بعد والده بخير آباد، مات في عاشر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين ومائة وألف، كما في تذكرة أنساب السادة الرضوية. الشيخ قطب الدين السرهندي الشيخ العالم المحدث قطب الدين الحنفي النقشبندي السرهندي أحد العلماء البارعين في الفقه والحديث، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد زبير بن أبي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 785 العلي السرهندي ولازمه مدة مديدة وسافر إلى الحجاز سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف فحج وزار وتوفي بها، ومن مصنفاته وهب الزبير، كتاب له في الأذكار والأشغال. مولانا قطب الدين الشاهجهانبوي الشيخ الفاضل قطب الدين الحنفي الشاهجهانبوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخ فرخ آباد وقال: إنه أدرك الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي والشيخ الكبير جانجانان العلوي الدهلوي وجمعاً كثير من العلماء والمشايخ، مات لأربع بقين من ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائة وألف. مولانا قطب الدين الإله آبادي الشيخ العالم الكبير قطب الدين بن محمد فاخر بن محمد يحيى العباسي الإله آبادي أحد فحول العلماء، ولد في غرة محرم الحرام سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف ببلدة إله آباد واشتغل بالعلم من صباه وقرأ المنطق والحكمة على الشيخ محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، وعلى العلامة كمال الدين بن محمد دولة الفتحبوري، وجلس على مسند الإرشاد بعد ما سافر والده الشيخ المحدث محمد فاخر الإله آبادي إلى الحجاز فاستقام على الطريقة مدة طويلة مع صلاح الظاهر والقناعة والعفاف والإيثار ثم اشتاق إلى الحج والزيارة فسافر إلى الحرمين الشريفين ومات قبل الحج بمكة المحترمة فدفن بها، كما في بحر زخار. كان عالماً كبيراً بارعاً في الفقه والأصول والمنطق والحكمة وقرض الشعر يتلقب بمصيب، وله ديوان الشعر الفارسي والهندي ورسالة في دار الحرب ورسالة في المنطق وله مزدوجة سماها بستان الحقيقة توفي في ذي القعدة سنة سبع وثمانين ومائة وألف بمكة المباركة قبل الحج فدخل في بشارة قوله تعالى: " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً" واستخرج القاضي نجم الدين الكاكوروي منه تاريخاً لموته بالتعمية والتخرجة بصنعة غريبة معجبة الأفهام، وطريقه أن يقال في معنى قوله "ومن يخرج من بيته": إن لفظ من باعتبار عدده الذي هو تسعون ويخرج من عدد لفظ بيته وهو أربعمائة وسبعة عشر فبقي ثلاثمائة وسبعة وعشرون "مهاجراً إلى الله ورسوله: والحال أنه يهاجر إلى الله ورسوله من جهة أعداده التي هي أربعمائة وأربعة عشر إلى تلك الأعداد الباقية بعد الإخراج فتصير سبعمائة وواحداً وأربعين "ثم يدركه الموت" أي يصله عدد لفظ الموت وهو أربعمائة وست وأربعون فالمجموع ألف ومائة وسبعة وثمانون التي هي سنة وفاة الشيخ. مولانا قطب عالم الحيدر آبادي الشيخ الفاضل الكبير قطب عالم بن السيد ميران الحنفي الحيدر آبادي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بحيدر آباد وأخذ عن أبيه ولازمه مدة ثم تصدر للدرس والإفادة انتهت إليه رئاسة العلم بحيدر آباد، وأخذ عنه خلق كثير وولي الإفتاء بحيدر آباد، وكان والده مدرساً بتلك البلدة في عهد عالمكير الأول، توفي لأربع خلون من شوال سنة ثلاث وستين ومائة وألف فدفن بحيدر آباد، كما في محبوب ذي المنن. القاضي قل أحمد الستركهي الشيخ الفقيه قل أحمد بن أحمد المسعود بن نعمة الله بن ولي محمد الحنفي الستركهي أحد الفقهاء الصالحين، ولد ونشأ بستركه وتفقه على أبيه وعلى غيره من العلماء ثم ولي القضاء بستركه مكان والده المرحوم فاستقل به مدة حياته وكانت وفاته في عهد محمد شاه. آصف جاه قمر الدين الحيدر آبادي الأمير الكبير قمر الدين بن غازي الدين بن عابد بن عالم السمرقندي ثم الحيدر آبادي نواب نظام الملك آصف جاه، كان معدوم النظير في زمانه في السياسة والتدبير مع العقل والدين وإيصال النفع إلى كافة الناس والإحسان إلى العلماء والمشايخ والغرباء القادمين من العرب والعجم وكثير من الأخلاق المرضية، عاش من أيام عالمكير بن شاهجهان إلى عهد محمد شاه وتولى الإمارة بأقطاع الدكن ثلاثين سنة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 786 ولد لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة أربع وثمانين وألف في أيام عالمكير، ونشأ في مهد الإمارة وتنبل ولقبه عالمكير بجين قليج خان سنة اثنتين ومائة وألف وصار منصبه في آخر أيام السلطان المذكور إلى خمسة آلاف وولي الإمارة بأرض بيجابور، وفي أيام شاه عالم بن عالمكير ولي بأرض أوده ولقب بخان دوران بهادر ثم لما رأى أن الأيام لا تساعده لنفاق الأمراء فيما بينهم وسوء حظ الملك في السياسة والتدبير اعتزل عن الناس ولازم بيته بدار الملك دهلي، ولما قام بالملك جهاندار شاه بن شاه عالم خرج من العزلة ونال منصبه، ولما قام بالملك فرخ سير بن عظيم الشأن بن شاه عالم أضاف في منصبه فصار سبعة آلاف ولقبه نظام الملك فتح جنك وولاه على بلاد الدكن، ولما جلس رفيع الدرجات بن رفيع القدر بن شاه عالم على سرير الملك ولاه على بلاد مالوه ثم لما رأى أن الأمراء ينافقونه ركب إلى أرض الدكن وافتتحها عنة وقام بالأمر، ثم لما تولى المملكة محمد شاه بن جهان شاه بن شاه عالم استقدمه إلى دهلي وألبسه خلعة الوزارة الجليلة فاستقل بها مدة من الزمان مع الإمارة على أرض الدكن ثم وجهه محمد شاه المذكورة إلى كجرات لدفع الفتنة فسار نحو كجرات وافتتحها وجعل عمه جاند خان نائباً عنه في أرض كجرات وأوده وجعل ابن عمه عظيم الدين نائباً عن في مالوه وكان ولده نائباً عنه في أرض الدكن، فلما رجع إلى دار الملك أراد الأمراء أن يخرجوه من الحضرة لأنهم كانوا يرونه سداً في سبيل أهوائهم والسلطان أيضاً يرى فيه عائقاً في سبيل حريته وشهواته فدبروا له الحيلة وعزله محمد شاه عن ولاية الدكن وولي مبارز خان على تلك البقاع، فلما رأى قمر الدين ذلك أراد أن يخرج فاستأذن السلطان في المسير إلى مراد آباد ولما خرج من دار الملك عطف عنانه نحو الدكن وقاتل مبارز خان بقرية شكر كهيزه فقتله وقبض على ستة أقطاع الدكن، فلما سمع محمد شاه ذلك عزله عن أيالة كجرات وعن أيالة مالوه ثم خافه ورغب إلى استمالته فسلم له أرض الدكن ولقبه آصف جاه سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف فاستقل بها مدة حياته، ولما جاء نادر شاه إلى أرض الهند استقدمه محمد شاه إلى دار الملك ولقبه بأمير الأمراء فأقام بدهلي زماناً ثم رجع إلى بلاده. وكان فاضلاً كريماً حازماً شجاعاً طيب الأخلاق ذكي النفس لم يكن مثله في زمانه في السياسة والتدبير، ومن عوائده أنه كان بعد صلاة الفجر وفراغه من الأوراد الموظفة يشتغل بمهمات الدولة إلى الظهيرة، وبعد انصرافه عن صلاة الظهر يشتغل بتلاوة القرآن الكريم واستماع الأحاديث الشريفة ثم يجتمع لديه العلماء والشعراء فيذاكرهم في العلوم ويناشدهم. ومن مآثره سور بلدة برهانبور بناه سنة إحدى وأربعين ومائة وألف ومنها بلدة نظام آباد عمرها في السنة المذكورة وأسس بها مسجداً ورباطاً وجسراً وقصراً رفيعاً له، ومنها سور بلدة حيدر آباد ومنها نهر هرسول بأورنك آباد، وله ديوان الشعر الفارسي، ومن شعر قوله: زنهار دل بنقش ونكار جهان مبند رنكي كه ديدة برخ كل بريد نيست مات ببلدة برهانبور لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وستين ومائة وألف فدفن بحظيرة الشيخ برهان الدين محمد بن الناصر الهانسوي. نواب قمر الدين السمرقندي الأمير الكبير قمر الدين بن محمد أمين بن بهاء الدين بن عالم شيخ الصديقي السمرقندي نواب اعتماد الدولة نصرت جنك كان اسمه محمد فاضل ولكنه اشتهر بلقبه وترقى درجة بعد درجة إلى الإمارة حتى تولى الوزارة الجليلة في أرض الهند بطولها وعرضها سنة سبع وثلاثين ومائة وألف في عهد محمد شاه بعد ما عزل عنها آصف جاه فاستقل بها مدة حياته، وكان فاضلاً عادلاً كريماً محسناً إلى كافة الناس متواضعاً حليماً بشوشاً طيب النفس متين الديانة ذكي الأخلاق لم يزل مشتغلاً بالخيرات والمبرات، مات سنة إحدى وستين ومائة وألف، وفي تلك السنة مات محمد شاه وآصف جاه أيضاً فأرخ لوفاتهم غلام علي بن نوح البلكرامي صاحب مآثر الكرام بقوله: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 787 كشت تاريخ جون كشيدم آه موت شاه ووزير وآصف جاه الشيخ قمر الدين الأورنك آبادي الشيخ العالم الكبير قمر الدين بن منيب الله بن عناية الله الحسيني البالابوري ثم الأورنك آبادي كان من نسل ظهير الدين الخجندي الذي هاجر من بلدته إلى أرض الهند وسكن بأمد آباد من أعمال لاهور ثم قدم محمد بن إله داد ابن ظهير الدين إلى أرض الدكن وسكن بها وكان من نسل الإمام محمد ابن علي بن الحسين السبط - عليه وعلى آبائه السلام -، ولد في سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف واشتغل بالعلم على والده وجد في البحث والاشتغال حتى برع وفاق أقرانه في المنطق والحكمة ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة النقشبندية وراح إلى دهلي سنة 1155 هذا، وأقام بها سنتين وأخذ عن غير واحد من العلماء والمشايخ ثم سار إلى سرهند سنة 1157 هذا، ثم إلى لاهور فزار المشاهد ولقي المشايخ وصحبهم وآخذ عنهم ورجع إلى بالاثور سنة 5811 هذا - بعد ثلاث سنوات وجاء إلى أورنك آباد فأقام بها زماناً ثم راح إلى الحرمين الشريفين مع أبنيه الكريمين نور الهدى ونور العلى سنة 1174 هـ، فحج وزار ورجع إلى الهند سنة 1175 هـ واشتغل بالدرس والإفادة. كان عالماً ربانياً لم ينهض من بلاد الدكن أحد مثله في العلم والمعرفة، أخذ عنه ولداه نور الهدى ونور العلى والشيخ رفيع الدين والمولوي كريم الدين والمولوي مجاهد الدين والمولوي محمد صفدر والمولوي غلام سعادة وخلق كثير من العلماء، ومن مصنفاته مظهر النور كتاب بسيط بالعربي في مسألة الوجود، صنفه سنة 1164 هـ، ونور الكريمتين ونور الطهور وله رسالة في تأويل لفظ كان الذي وقع من السيد الزاهد في حاشيته على الرسالة القطبية، ورسالة في الفقه ورسالة في تأويل الرؤيا ورسالة في استلقاء المحتضر على الأرض أو على السرير وله غير ذلك من الرسائل. توفي يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف بأورنك آباد فدفن بها، كما في مآثر الكرام. القاضي قوام الدين المارهروي الشيخ الفاضل القاضي قوام الدين المارهروي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمارهره، قرأ العلم على العلامة قطب الدين الحسيني الشمس آبادي وعلى غيره من العلماء ثم ولي القضاء بمارهره، له شرح بسيط على سلم العلوم للقاضي محب الله البهاري، ذكره المفتي ولي الله في تاريخ فرخ آباد وقال: إن شرحه أجود الشروح، انتهى. حرف الكاف نواب كرم الله الخوافي الأمير الفاضل كرم الله بن شكر الله الخوافي نواب كرم الله خان السرهندي، كان ابن بنت الأمير الكبير محمد عسكري الخوافي، له تفسير القرآن الكريم. السيد كرم الله البلكرامي الشيخ الفاضل كرم الله بن معين الدين بن عبد اللطيف بن محمود الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء الماهرين في النحو واللغة، ولد سنة سبع وثمانين وألف واشتغل بالعلم من صغره وجد في الاشتغال حتى نال حظاً وافراً من الفضل والكمال، وولي على بخشيكري وتحرير السوانح بسيوستان نيابة عن عمه السيد عبد الجليل البلكرامي وكان مشكور السيرة في القيام بوظائفه، لم يزل مشتغلاً بمطالعة كتب السير والحديث وحفظ القرآن في الكهولة، قتل بيد الكفار ببلدة سيالكوث بعد صلاة العصر يوم الجمعة لليلتين خلتا من محرم سنة أربع وثلاثين ومائة وألف فدفن بجوار الشيخ إمام الحق الحسيني، كما في مآثر الكرام. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 788 مولانا كليم الله القنوجي الشيخ الفاضل كليم الله بن محمد أمجد بن فيض الله الصديقي القنوجي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بقنوج وقرأ العلم بها على أساتذة عصره ثم جعله نواب أحمد خان الفرخ آبادي معلماً لولده دل دلير خان فسكن بفرخ آباد ولم يزل بها إلى أن توفي إلى رحمة الله سبحانه، وكان له أخ يسمى بفيض الله، له يد بيضاء في معرفة اللغة الفارسية، له شرح على سكندر نامه كما في تاريخ فرخ آباد الشيخ كليم الله الجهان آبادي الشيخ العالم الكبير الزاهد كليم الله بن نور الله بن محمد صالح المهندس الصديقي الخجندي الجهان آبادي أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد بست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ستين وألف بدار الملك دهلي ونشأ بها وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأقام بها مدة طويلة وأخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ يحيى بن محمود الكجراتي نزيل المدينة المنورة ولازمه زماناً، وأخذ الطريقة النقشبندية عن مير محترم عن خواجه سنكين عن خواجه هاشم عن خواجه كلان عن خواجه جنكي ده بيدي عن القاضي محمد عن الشيخ عبيد الله الأحرار، وأخذ الطريقة القادرية من جهة الشيخ محمد غياث بسنده إلى الشيخ علي بن الشهاب الحسيني الهمداني ثم عاد إلى الهند وتصدى للدرس والإفادة بدهلي، وكان أسلافه محترفين يسترزقون بصنعة البناء والتعمير فخصه الله سبحانه بتعمير القلوب، وجده محمد صالح المعمار كان ممن بنى الجامع الكبير بمدينة دهلي في أيام شاهجهان. وللشيخ كليم الله مصنفات كثيرة منها تفسير القرآن الكريم والكشكول والمرقع في الرقي والتكسير وسواء السبيل والعشرة الكاملة وكتاب الرد على الشيعة ومجموع المكاتيب وله شرح القانون للشيخ الرئيس. له نسخة في المكتبة الحامدية برامبور. توفي لست بقين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين ومائة وألف، وفي مآثر الكرام: إنه مات لثلاث وأربعين ومائة وألف فدفن في بيته بسوق الخانم بمدينة دهلي. الشيخ كمال الدين الإله آبادي الشيخ الفاضل العلامة كمال الدين بن محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمدينة إله آباد وقرأ العلم وفاق أقرانه في المنطق والحكمة والإنشاء وقرض الشعر، وكان يدرس ويفيد، ذكره غلام علي بن نوح الحسيني البلكرامي في يد بيضاء. الشيخ كمال الدين السندي الشيخ العالم الفقيه كمال الدين بن عناية الله البهكوي السندي أحد الأفاضل المشهورين، لم يكن في زمانه مثله في الفضائل، له مصنفات عديدة، منها شرح بسيط على ديوان الحافظ ومنها الاصطلاحات الرضوية، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. الشيخ كمال الدين الفتحبوري الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة كمال الدين بن محمد دولة بن محمد يعقوب الأنصاري السهالوي ثم الفتحبوري، كان من بني أعمام الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي، ولد ونشأ بفتحبور وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيد كمال الدين العظيم آبادي وسائر الكتب الدرسية على الشيخ الكبير نظام الدين بن قطب الدين السهالوي ثم اللكهنوي، ولازمه مدة من الزمان حتى بلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحاب الشيخ المذكور، وتصدر للتدريس في حياة شيخه فصار من أكابر العلماء، وظهر تقدمه في الكلام والمنطق والحكمة وسائر الفنون الحكمية، أخذ عنه غير واحد من الأعلام، أجلهم مولانا محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، ومولانا محمد حسن وصنوه محمد ولي بن القاضي غلام مصطفى اللكهنوي، ومولانا محمد أعلم السنديلوي، والشيخ عبد الله بن زين العابدين السنديلوي، والشيخ أحمد الله بن صفة الله الخير آبادي وخلق آخرون. وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، له مصنفات دقيقة منه شرح الكبريت الأحمر ومنها العروة الوثقى وله غير ذلك من الحواشي والرسائل، وجاوز عمره سبعين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 789 سنة، مات لأربع عشرة خلون من محرم الحرام سنة خمس وسبعين ومائة وألف فأرخ لموته بعضهم من قوله: برد الله مضجعه، كما في أغصان الأنساب لرضي الدين محمود الفتحبوري. السيد كمال الدين العظيم آبادي الشيخ الفاضل العلامة كمال الدين الحسيني العظيم آبادي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، أخذ عن الشيخ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي ولازمه مدة وقرأ عليه الكتب الدرسية ثم تصدر للتدريس بفتحبور ودرس بها زماناً، كما في أغصان الأنساب ثم ولي التدريس بمدرسة أسسها نواب سيف خان بمدينة عظيم آباد، قرأ عليه الشيخ كمال الدين الفتحبوري ومولانا أسد الله الجهانكير نكري وخلق كثير من العلماء. وكانت له محبة شديدة لشيخه نظام الدين حتى أنه مات لما نعي بموت شيخه وكان الشيخ حياً لم يمت، كما في الرسالة القطبية. حرف اللام مولانا لطف الله الدهلوي الشيخ الفاضل لطف الله بن أحمد المهندس الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، له منظومة في الحساب وشرح على خلاصة الحساب للفاضل العاملي صنفه سنة ثلاثين ومائة وألف، وله ثلاث رسائل في الفنون الرياضية، مات في بضع وخمسين ومائة وألف، كما في محبوب الألباب. مولانا لطف الله التتوي الشيخ الفاضل لطف الله بن بزرك بن محمد بن الجلال بن علي الحسيني التتوي السندي أحد المشايخ المعروفين بالفضل والصلاح، له ضرر البشر وديوان الشعر الفارسي، مات سنة ثلاثين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. نواب لطف الله اللاهوري الأمير الفاضل لطف الله بن سعد الله التميمي الجنوتي نواب لطف الله خان اللاهوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، كان في الحادي عشر من سنه يوم توفي والده فالتفت إليه شاهجهان بن جهانكير التيموري سلطان الهند ورباه في مهد السلطة ولما قام بالملك ولده عالمكير بن شاهجهان رقاه درجة بعد درجة إلى الإمارة وخصه بركوب المحفة في القلعة المعلى وولاه على بنجاب نيابة عن ولده محمد أعظم ثم ولاه على بيجابور. وكان رجلاً فاضلاً شجاعاً مقداماً كبير المنزلة متين الديانة مع خفة من العقل، مات سنة أربع عشرة ومائة وألف في أيام عالمكير، كما في مآثر الأمراء. مرزا لطف الله التبريزي الشيخ الفاضل لطف الله بن الحاج شكر الله التبريزي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والإنشاء وقرض الشعر، دخل والده أرض الهند وسكن بمدينة سورت فولد بها لطف الله سنة خمس وتسعين وألف، ونشأ في حجر أبيه وقرأ العلم على حبيب الله الأصفهاني أحد تلامذة الآقا حسين الخوانساري ولازمه زماناً، وجد في البحث والاشتغال حتى برز في العلم وفاق أقرانه، فسافر إلى بنكاله للتجارة وتقرب إلى نواب شجاع الدولة أمير تلك الناحية فقربه إلى نفسه وأملكه ابنته ثم حصل له أقطاعاً من سلطان الهند وولاه على أزيسه ولقبه السلطان بمرشد قلي خان رستم جنك، وحيث كان مجبولاً على علي ميله إلى الشعر لم يلتفت إلى مهمات الأمور فاختل نظام الملك وخاف من عواقبه فخرج من الجزء: 6 ¦ الصفحة: 790 تلك البلاد وذهب إلى حيدر آباد وتقرب إلى آصف جاه فأقام بها مدة عمره، ومن شعره قوله: ديده ميداند جهاشب بر سوم بي أو كذشت همجو سيل از بل سرشك جشمم از أبرو كذشت توفي سنة أربع وستين ومائة وألف، وله إحدى وسبعون سنة، كما في نتائج الأفكار. نواب لطف الله الباني بتي الأمير الفاضل نواب لطف الله خان الصادق الأنصاري الباني بتي أحد الرجال المشهورين، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى فرخ سير ثم إلى محمد شاه وولي المناصب الرفيعة ثم غضب عليه محمد شاه لما صدر عنه بعض ما لا يليق به في أيام ورود نادر شاه فاعتزل في بيته ومات في عهد أحمد شاه، كما في مآثر الأمراء. الشيخ لطف الله الأنبالوي الشيخ الصالح لطف الله الأنبالوي أحد المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد سعيد بن محمد يوسف الأنبالوي، وله ثمرة الفؤاد كتاب في أخيار شيخه، مات يوم السبت لعشر بقين من ذي القعدة سنة ست وثمانين ومائة وألف فدفن بجالندر خارج البلدة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ لطيف الله الفتحبوري الشيخ الصالح لطيف الله بن حياة الله المحب اللهي الإله آبادي أحد المشايخ الجشتية، قرأ العلم على مولوي غلام علي المانكبوري وأخذ الطريقة عن الشيخ حبيب الله الإله آبادي وسافر إلى الحرمين والشريفين فحج وزار، وكان صاحب وجد وحالة، تذكر له كشوف وكرامات، مات لثلاث ليال خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف بفتحبور فدفن بها. حرف الميم الحكيم ما شاء الله المرشد آبادي الشيخ الفاضل ما شاء الله الحسيني الحكيم المرشد آبادي الدفين بفرخ آباد، كانت له اليد الطولى في الصناعة الطبية، أقام بمرشد آباد زماناً طويلاً عند شجاع الدولة ثم قدم فرخ آباد وقنع باليسير من العطايا، ومات بها في أيام مظفر جنك، كما في تاريخ فرخ آباد. راجه مبارز خان الحسن بوري الأمير الكبير مبارز بن إسماعيل بن الحسن بن تاتار خان الهندي الأودي الحسن بوري كان من طائفة بجكوتي جوهان من نسل برتهي راج عظيم الهند، أسلم تاتار خان على يد الشيخ مبارك بن الجلال الأشرفي الجائسي لعله في أيام أكبر شاه ومصر ولده الحسن بلدة حسن بور قريباً من سلطان بور وقام بالأمر بعد والده ثم قام بعده ولده إسماعيل ثم ولده مبارز خان، وكان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، أخذ عن القاضي ثناء الله الأنصاري الذي كان قاضياً بعمالة كشني بكسر الكاف وسكون الشين المعجمة وأخذ عن الشيخ داود النكلامي الجائسي وقرأ فاتحة الفراغ في عهد عالمكير. له المبارزية كتاب في علم الأصول في غاية الدقة والإحكام شرحه الشيخ نظام الدين بن قطب الدين اللكهنوي وكمله بأمره، كما في تاريخ جائس لعبد القادر خان. الأمير مبارك بن إسحاق الدهلوي الأمير الفاضل مبارك بن إسحاق الحسيني الدهلوي نواب مبارك الله خان كان من الرجال المشهورين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى عالمكير فولاه على جاكنه ثم على أورنك آباد ثم على مندسور ولما توفي عالمكير صار من ندماء الوزير منعم خان وصحبه مدة من الزمان، وكان والده إرادة خان وجده أعظم خان من كبار الأمراء في عهد شاهجهان ووالده جهانكير، وله ديوان الشعر الفارسي وكان يتلقب بواضح، ومن شعره قوله: رشك فرمائي دلم نيست بجز عيش جناب يافت يك بيرهن هستي وآن هم كفن است الجزء: 6 ¦ الصفحة: 791 مات سنة ثمان وعشرين ومائة وألف في أيام فرخ سير، كما في نتائج الأفكار. القاضي مبارك بن دائم الكوباموي الشيخ الفاضل العلامة القاضي مبارك بن محمد دائم بن عبد الحي بن عبد الحليم بن المبارك الناصحي العمري الكوباموي كان من مشاهير الأذكياء، له شهرة مغنية عن الإطناب في وصفه، ولد بكوبامؤ وتلقى العلم في مصره عن القاضي قطب الدين الكوباموي، ثم سافر إلى بلاد أخرى وأخذ عن الشيخ المحدث صفة الله الحسيني الخير آبادي، ثم سار إلى دهلي وجد في البحث والاشتغال حتى صار أوحد أبناء العصر، فدرس وأفاد بدهلي مدة طويلة. له تعليقات على حاشية السيد الزاهد على الرسالة القطبية وعلى حاشيته على شرح التهذيب للدواني وحاشيته على شرح المواقف وله شرح بسيط على سلم العلوم للقاضي محب الله بن عبد الشكور البهاري، فرغ من تصنيفه يوم الخميس لسبع خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف فتلقاه العلماء بالقبول ووضعوه في برنامج الدرس، توفي لخمس خلون من شوال سنة اثنتين وستين ومائة وألف فدفن بمدرسة جده في كوبامؤ، كما في بحر زخار. الشيخ مبارك بن فخر الدين البلكرامي الشيخ العالم المحدث مبارك بن فخر الدين الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد بمدينة بلكرام لست خلون من شعبان سنة ثلاث وثلاثين وألف وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ طيب بن عبد الواحد البلكرامي وعلى غيره من العلماء في بلدته ثم سافر إلى دهلي وقرأ سائر الكتب على خواجه عبد الله بن عبد الباقي النقشبندي الدهلوي، وأخذ الحديث عن الشيخ نور الحق بن عبد الحق البخاري وعن الشيخ أبي رضا ابن إسماعيل سبط الشيخ عبد الحق المذكور، وقرأ فاتحة الفراغ لسبع خلون من رجب سنة أربع وستين وألف ثم رجع إلى بلدته بلكرام وتصدر للتدريس، أخذ عنه عبد الجليل بن أحمد الحسيني الواسطي وطفيل محمد بن شكر الله الحسيني الأترولوي وخلق آخرون. وكان شيخاً وقوراً مهاباً رفيع القدر لطيف الطبع كريم الأخلاق ذا محاضرة حسنة، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فلا يجترىء أحد أن يرتكب منكراً في حضرته. مات يوم الاثنين لعشر بقين من ربيع الثاني سنة خمس عشرة ومائة وألف بمدينة بلكرام فدفن بها، كما في مآثر الكرام. الشيخ مبين الله البالابوري الشيخ الصالح مبين الله بن عناية الله الحسيني الخجندي البالابوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد سنة خمس وثمانين وألف بمدينة بالابور وأخذ عن والده وصحبه مدة من الزمان، ثم لازم أخاه وسافر إلى دهلي بعد وفاة صنوه الكبير سنة 1119 هـ، فأدرك بها الشيخ محمد صديق بن محمد معصوم السرهندي فلازمه مدة وأخذ عنه ورجع إلى بالابور سنة 1131 هـ، ثم لم يخرج من بيته قط، وكان يعتزل عن الناس ولا يخالطهم أبداً، يخرج من حجرته للصلوات المكتوبة عند الإقامة ثم يدخل الحجرة ولا يأذن لأحد أن يدخل فيها. مات يوم الخميس لست خلون من رمضان سنة ثمان وخمسين ومائة وألف ببلدة بالابور، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ مجيب الله البهلواروي الشيخ العالم الفقيه مجيب الله بن ظهور الله بن كبير الدين الجعفري البهلواروي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان من نسل جعفر بن أبي طالب ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، ولد لإحدى عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين وألف ببهلواري وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا فصيح الدين، وقيل: إنه قرأ على ابن خاله عماد الدين، ثم سافر إلى بنارس ولازم الشيخ محمد وارث بن عناية الله البنارسي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية وأخذ عنه الطريقة الأويسية القادرية، ثم رجع الجزء: 6 ¦ الصفحة: 792 إلى بلدته وأخذ الطريقة القلندرية عن ابن خاله عماد الدين المذكور سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف وجلس على مسند الإرشاد وناهز ثلاثاً وتسعين سنة، أخذ عنه ابنه نعمة الله، ونور الحق، وشمس الدين وخدا بخش وخلق آخرون، توفي سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. السيد مجيب الله البالابوري الشيخ الفاضل مجيب الله بن منيب الله بن عناية الله بن محمد الحسيني الخجندي البالابوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد بمدينة ايلجبور من أرض برار سنة ست عشرة ومائة وألف، وقرا العلم على أبيه ولازمه ملازمة طويلة وأخذ عنه الطريقة وانتقل معه من ايلجبور إلى أورنك آباد فسكن بها، وكان زاهداً تقياً نقياً كريم النفس عميم الإحسان، مات ليلة الإثنين لليلتين خلتا من ربيع الثاني سنة ست وخمسين ومائتين وألف. القاضي محب الله البهاري الشيخ العالم الكبير العلامة محب الله بن عبد الشكور العثماني الصديقي الحنفي البهاري أحد الأذكياء المشهورين في الآفاق، ولد ونشأ في كرا بفتح الكاف قرية من أعمال محب علي بور من أرض بهار وعشيرته تعرف بالملك، وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي وأكثرها على العلامة قطب الدين الحسيني الشمس آبادي، ثم رحل إلى معسكر السلطان عالمكير وكان في بلاد الدكن فولاه القضاء بمدينة لكهنؤ ثم نقله بعد مدة إلى حيدر آباد ثم عزله عن القضاء وجعله معلماً لرفيع القدر بن شاه عالم بن عالمكير، ولما ولي شاه عالم على بلاد كابل وسافر إليها استصحبه مع ولده رفيع القدر فأقام بها زماناً، ثم لما قام شاه عالم بالملك بعد والده عالمكير سنة ثماني عشرة ومائة وألف ولاه الصدارة العظمى ولقبه فاضل خان سنة تسع عشرة. ومن مصنفاته سلم العلوم في المنطق ومسلم الثبوت في أصول الفقه والجوهر الفرد في مبحث الجزء الذي لا يتجزى، وهذه الثلاثة مقبولة متداولة في مدارس العلماء، وله رسالة في المغالطات العامة الورود، ورسالة في إثبات أن مذهب الحنفية أبعد عن الرأي من مذهب الشافعية على خلاف ما اشتهر. واستدل عليه بوجوه: منها أن الحنفية قائلون بأن العام من الكتاب والسنة قطعى فلا يصح بخلافه القياس بخلاف الشافعية فإنهم يجوزون القياس بخلافه فالحنفية لا يخصصون العام بالرأي بل يقولون ببطلان الرأي هنالك. ومنها أن الشافعية حملوا المطلق على المقيد بالقياس والحنفية لا يحملون المطلق على المقيد بالقياس. ومنها أن المراسيل من الأحاديث مقبولة عند الحنفية فإنهم يقدمونها على الرأي بخلاف الشافعي فإنه يقول بتقديم الرأي عليها إلا أن يكون مع المرسل عاضد من إسناد أو إرسال آخر أو قول صحابي أو أكثر العلماء أو عرف أنه لا يرسل إلا عن ثقة. ومنها أن قول الصحابي إن كان فيما لا يدرك بالرأي فعند الحنفية كلهم حجة ملحق بالسنة فيقدم على القياس، والشافعي لا يرى قوله حجة مقدمة على الرأي بل يقدم رأيه على قوله. ومنها أن زيادة جزء أو شرط في عبارة ثبت إطلاقها بالكتاب يجوز عند الشافعي بالرأي لأنه تخصيص وتقييد وعند أبي حنيفة لا يجوز ذلك لأنه نسخ لإطلاق الكتاب. ومنها أن الحنفية احتاطوا في إثبات صحة الرأي فقالوا: إن العلة وهو الوصف الجامع بين الأصل والفرع يجب أن تكون مؤثرة إن ظهر تأثيرها بنص أو إجماع، والشافعية اكتفوا بمجرد الإخالة والملائمة العلية وإن لم يظهر تأثيرها شرعاً بل صححوا وإن لم تظهر المناسبة بين الوصف والحكم. ومنها أن الشافعية يثبتون الحدود والكفارات بالرأي، والحنفية لا يصححون الرأي في الحدود لاشتمالها على حديدات كذا في الأصل لا يعقل، انتهى. توفي سنة تسع عشرة ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 793 الشيخ محب الله البالابوري الشيخ العالم الكبير محب الله بن عناية الله بن محمد الحسيني الخجندي البالابوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد سنة خمس وسبعين وألف بمدينة برهانبور وجاء إلى بالابور في صباه، وقرأ القرآن على عمه محمد سعيد وجوده عليه ثم قرأ الكتب الدرسية على أبيه وعلى القاضي سيف الله البالابوري ومولانا نجم الدين البرهانبوري، ثم أخذ الطريقة عن أبيه ولم يفارقه مدة عمره، فلما مات والده في سنة 1117 هـ تولى الشياخة مكانه، وكان على قدم أبيه في اتباع السنة السنية واقتفاء آثار السلف الصالح، مات لتسع بقين من ربيع الثاني سنة تسع عشرة ومائة وألف بمدينة بالابور فدفن عند والده، كما في محبوب ذي المنن. معز الدين محمد بن إبراهيم القمي الأمير الفاضل معز الدين محمد بن إبراهيم الرضوي المشهدي القمي نواب موسوي خان كان من الأفاضل المشهورين في عصره، ولد سنة خمسين وألف واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى أصفهان ولازم الآقا حسين الخوان ساري وقرأ عليه الكتب الدرسية ثم خرج من تلك البلاد ودخل الهند سنة اثنتين وثمانين وألف فتقرب إلى عالمكير فولاه الخراج بعظيم آباد فسار إليها ولبث بها زماناً وحيث كان معجباً بنفسه لم يستطع أن يؤالف واليها بزرك أميد خان فاستقدمه عالمكير إلى دار الملك وولاه على ديواني تن ولقبه موسوي خان سنة تسع وتسعين وألف ثم ولاه ديوان الخراج في بلاد الدكن. وكان فاضلاً كبيراً شاعراً مجيد الشعر معجباً بنفسه، له ديوان الشعر الفارسي، ومن شعره قوله: در آن صحرا كه بودم آكه از ذوق كرفتاري غزالان را سراغ خانة صياد مي دادم توفي سنة إحدى ومائة وألف بأرض الدكن، كما في سرو آزاد. السيد محمد بن محمد القنوجي الشيخ العالم الكبير محمد بن محمد بن محمد بن كدائي بن سيد ملك بن عماد الدين بن الحسين بن علاء الدين علي بن محمد بن ضياء الدين الحسيني الحلي الدهلوي ثم القنوجي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بقنوج وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على القاضي عبد القادر العمري اللكهنوي ثم سافر إلى إله آباد ولازم الشيخ محب الله الإله آبادي وأخذ عنه ثم رجع إلى بلدته واعتزل في بيته وعكف على العبادة والإفادة فلم يخرج من بيته قط لأمر من الأمور الدنيوية حتى استقدمه شاهجهان بن جهانكير سنة اثنتين وثلاثين من جلوسه على سرير الملك فصاحبه مدة حياته، ثم صاحب ولده عالمكير، وكان يذاكره في كل أسبوع ثلاثة أيام في إحياء العلوم وكيميائي سعادة والفتاوي الهندية، كما في عمل صالح. قال الخوافي في مآثر الأمراء: استقدمه شاهجهان إلى أكبر آباد فسار إليه وصار جليساً له بعد اعتزاله عن السلطة وكان السلطان يستفيده، ثم جعله عالمكير من خاصته وأكرمه غاية الإكرام وكان يذاكره في كل أسبوع ثلاثة أيام في الفتاوي الهندية وإحياء العلوم وكيمائي سعادة وغيرها من كتب الفقه والحديث والسلوك ويباحثه في المسائل، وكان عالمكير يذكره بلفظ الأستاذ ويقول: إنه أستاذ له ولوالده، قال: والقنوجي لم يرغب قط إلى الإمارة والمنصب مع تقربه إلى سلطان الهند وما خرج من زي العلماء ولكنه كان في بلدته صاحب ضياع وعقار وقرى، انتهى. وقال السيد صديق حسن القنوجي في أبجد العلوم: كان له اليد الطولى في العلوم الرياضية والعربية، له حاشية نفيسة على المطول للتفتازاني، ومن صالحاته الباقية عمارة بيت المسافرين بقنوج الذي لم يعهد مثله في هذه الديار، وله بستان فيه مقبرة عظيمة فيها قبره، انتهى. توفي سنة إحدى ومائة وألف، كما في تبصرة الناظرين. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 794 الشيخ محمد الحكيم السندي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد التتوي السندي كان من نسل الشيخ محمد الحافظ، صرف شطراً من عمره في السياحة إلى الأقاليم والبلدان ثم سكن بمدينة تته، وكان معدوم النظير في صناعة الطب والتشريح، له مجلد ضخم في شرح أمراض العين وأسبابها وعلاماتها ومعالجاتها، مات سنة أربع وسبعين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. مرزا محمد الكيلاني الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الكيلاني الحكيم الحاذق، له مطلب المباشرين كتاب في أمراض الباه، صنفه في أيام محمد شاه، كما في محبوب الألباب. مرزا محمد التركماني الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد السني التركماني كان من الأتراك الجغتائية، قدم أسلافه في عهد أكبر شاه، وولد محمد بأرض الهند ونشأ في نعمة جدة لأمه قباد بيك وخاله محمد الحارثي، ثم تقرب إلى اعتماد الدولة قمر الدين خان ثم إلى عماد الملك ثم رحل إلى لكهنؤ وسكن بها، له منظومة في فتوح الشام على نهج شاهنامه سماها صولة فاروقي وله ديوان الشعري الفارسي ومجموع أبياته يقارب خمسين ألف بيت. مات سنة تسع وتسعين ومائة وألف بمدينة لكهنؤ، كما في محبوب الألباب. الشيخ محمد الكشميري الشيخ العالم الصالح محمد بن أبي محمد الكبروي الكشميري أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على أساتذة عصره لعله على أبناء الشيخ حيدر بن فيروز الكشميري ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد علي الحسيني وتولى الشياخة، أخذ عنه خلق كثير، توفي لست عشرة خلون من شوال سنة ست وعشرين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد الشاهجهانبوري الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحنفي الشاهجهانبوري المشهور بمحمد خان كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ المحدث صفة الله بن مدينة الله الحسيني الخير آبادي ولازمه مدة ثم تصدى للدرس والإفادة ببلدته، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه وقال: إنه كان من العلماء المشهورين في بلاده، انتهى. الشيخ محمد بن أحمد الدهلوي الشيخ الصالح محمد بن أحمد الحسيني الدهلوي أحد المشايخ القادرية الأعظمية، ولد لتسع بقين من ذي الحجة سنة ست وسبعين وألف بدهلي ونشأ بها وسافر إلى أرض الدكن، وكان والده ملازماً لركاب السلطان عالمكير بن شاهجهان فولاه السلطان الخدمة العسكرية فسار مع والده إلى أمن آباد ولبث عنده زماناً ثم اعتزل عن الخدمة ولازم الزهد والعبادة، ولما قتل والده بمدينة برهانبور رجع إلى دهلي واعتزل في بيته عاكفاً على العبادة والإفادة مع قناعة وعفاف وتوكل واستغناء عن الناس، كان لا يتردد إلى الأغنياء ولا يقوم لهم. مات سنة سبع وخمسين ومائة وألف بدهلي فدفن بها، صرح بذلك بعض أصحابه في رسالة مفردة في أخباره. الشيخ محمد بن أحمد الأميتهوي الشيخ الفاضل عبد القادر محمد بن أحمد بن أبي سعيد الصالحي الأميتهوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة أميتهي وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة وبنى مدرسة عظيمة ببلدته، له تكملة مناقب الأولياء لوالده، مات ودفن بأميتهي، كما في صبح بهار. مرزا محمد بن إسحاق التستري الأمير الفاضل محمد بن إسحاق بن علي الشيعي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 795 التستري نواب نجم الدولة ابن مؤتمن الدولة الدهلوي، كان من الرجال المعروفين بالعقل والدهاء، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى محمد شاه فولاه على بخشيكري مكان والده وجعله من خاصته وندمائه، قتل سنة ثلاث وستين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. الشيخ محمد بن بير محمد البلكرامي الشيخ الصالح محمد بن بير محمد العمري البلكرامي أحد العلماء المتصوفين، ولد ونشأ بمدينة بلكرام وأخذ العلم وسافر إلى البلاد ولازم الشيخ حبيب الله القنوجي المتوفي سنة 1140 هـ مدة من الدهر وأخذ عنه، وشرح كتابه روضة النبي في سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالفارسي وسماه بمدينة العلم أوله: الحمد لله الجليل والصلاة على حبيبه الجميل، إلخ. الشيخ محمد بن جعفر الكجراتي الشيخ العالم الفقيه محمد بن جعفر بن الجلال بن محمد الحسيني البخاري أبو المجد محبوب عالم الكجراتي كان من ذرية الشيخ جلال الدين حسين الحسيني البخاري الأجي، ولد بكجرات لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع وأربعين وألف وقرأ على والده وعلى غيره من العلماء بأحمد آباد ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الشيخ نور الدين بن محمد صالح الأحمد آبادي، ومن مصنفاته تفسير القرآن الكريم بالفارسي برواية أهل البيت وتفسير القرآن بالعربي على نهج الجلالين وله زينة النكات في شرح المشكاة وله غير ذلك من الرسائل. توفي لتسع عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة ومائة وألف ببلدة أحمد آباد فدفن بها، كما في مرآة أحمدي. محمد شاه الدهلوي سلطان الهند الملك الكبير محمد شاه بن جهان شاه عالم بن عالمكير بن شاهجهان ابن جهانكير بن أكبر شاه التيموري الكوركاني الدهلوي سلطان الهند، قام بالملك بعد ابن عمه فرخ سير سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف، وافتتح أمره ببذل الأموال على الناس وحارب عبد الله خان وصنوه حسين علي خان المتغلبين على السلطة فقتلهما وخلا ذرعه وساحته عن المعاندين، واشتغل بما لا يعنيه وانغمس في الشهوات والملاهي واشتهر ذكره في بلاد أخرى فقصد الهند نادر شاه الإيراني سنة إحدى وخمسين ومائة وألف وقاتل الولاة في أثناء الطريق وانتزع البلاد والقلاع حتى وصل إلى باني بت فتلقاه محمد شاه بجيوش عظيمة فوقع بين الجيشين قتال وتطاول أياماً وقتل في بعضها أمير الأمراء وكان محمد أمين النيسابوري يطمع أن يكون مكانه فولى محمد شاه قمر الدين بن غازي الدين السمرقندي فخامر عليه النيسابوري وانسل بطائفة من جنوده إلى نادر شاه فضعف بذلك السبب محمد شاه، ثم سعى النيسابوري في الصلح بين الملكين فتواعدا للاجتماع إلى مكان عيناه فسبق إليه محمد شاه ثم وصل نادر شاه فتم الصلح على أن يدخل نادر شاه بجيوشه إلى مدينة دهلي، وكان جيش نادر شاه منتشراً في المدينة نازلين مع أهلها فكان أوباش الهند إذا ظفروا بواحد منهم قتلوه غيلة، فبلغ نادر شاه ذلك فأمر جيوشه بقتل أهل المدينة فما زالوا يقتلون من وجدوا ثلاثة أيام حتى أربي القتلى من أهل الهند على مائة ألف ثم أمرهم بعد اليوم الثالث برفع السيف ونادى بالأمان، وأخذ من خزائن محمد شاه ما أحب أخذه ثم ارتحل وقد دوخ بلاد الهند، ثم صار محمد شاه نائباً عنه ببلاد الهند وكانت مدة حكومته تسع عشرة سنة وستة أشهر. ومن مآثره أنه جمع من علماء عصره من أقطار مملكته وأمرهم أن يصنعوا الآلات الرصدية وأن يقيسوا بها الكواكب ويتعرفوا أحوالها بها ففعلوا ذلك وتولوا الرصد بمدينة دهلي وجيبور وبنارس تحت نظارة جي سنكه صاحب جيبور، وبذل على ذلك محمد شاه ثلاثين مائة ألف ثلاثة ملائين من النقود فأدركوا بعض ما لم يدركه القدماء من الراصدين وصنفوا له الزيجات أشهرها الزيج المحمد شاهي لمرزا خير الله المهندس، ونقلوا الكتب الرياضية من العربية إلى سنسكرت كشرح الملخص للجغميني وغيره. وكانت وفاته سنة إحدى وستين ومائة وألف بمدينة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 796 دهلي فدفن عند قبر الشيخ نظام الدين محمد البدايوني وقبره مشهور هنا. الشيخ محمد بن الحامد الأمروهوي الشيخ الصالح محمد بن الحامد بن عيسى الزينبي الهركامي الشيخ عضد الدين الأمروهوي أحد كبار المشايخ الجشتية، أخذ عن والده وعمه الشيخ محمدي الفياض ولازمه مدة من الزمان ثم تولى الشياخة بأمروهه، وكان عالماً كبيراً بارعاً في العربية تقياً صالحاً لم يقبل الوظائف والأرزاق من الولاة، وصرف عمره في الفقر والفاقة وكان ماهراً بتأويل الرؤيا، له مقاصد العارفين صنفه سنة أربع وعشرين ومائة وألف وله ديوان الشعر الفارسي وسد سرور في المعارف وحكم الطريقة في لغة سنسكرت، توفي لثلاث ليال بقين من رجب سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف، كما في أنوار العارفين. الشيخ محمد بن الحسن اللاهوري الشيخ الصالح محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمود الحسني الحسيني القادري اللاهوري الشيخ محمد غوث كان من المشايخ المشهورين في عصره، ولد بمدينة بيشاور ونشأ بها وأخذ عن والده ثم سافر إلى لاهور وأدرك بها جمعاً كثيراً من العلماء والمشايخ فصحبهم واستفاض منهم فيوضاً كثيرة وسكن بلاهور، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، وله مصنفات منها الرسالة الغوثية مات بلاهور ودفن بها خارج البلدة في سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد بن رستم البدخشي الشيخ العالم المحدث محمد بن رستم بن قباد الحارثي البدخشي أحد الرجال المشهورين في الحديث والرجال، ولد بمدينة كابل ونشأ بها في نعمة أبيه وقرأ العلم في صغر سنه وصنف رد البدعة ومعتقد أهل السنة رسالة حسنة، وذلك في الخامس عشر من سنه وعرضه على عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فأعطاه ثلاثمائة منصباً ومنحه أقطاعاً على وفق المنصب بدون شرط الخدمة ثم تدرج إلى ستمائة منصباً ومات في أيام محمد شاه. ومن مصنفاته غير ما ذكرناه مصنف لطيف في تراجم الحفاظ استخرجها من كتاب الأنساب للشيخ أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن المنصور السمعاني المروزي مع اختصار في بعض التراجم وزيادة مفيدة في أكثرها، فرغ من تصنيفه يوم الخميس لتسع خلون من ربيع الأول سنة ست وأربعين ومائة وألف بمدينة دهلي، ومنها مفتاح النجاء في مناقب آل العباء صنفه سنة أربع وعشرين ومائة وألف بمدينة لاهور ورتبه على خمسة أبواب أوله: الحمد لله الذي اصطفى محمداً وآله على العالمين، إلخ، ومنها نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار فرغ من تصنيفه لسبع عشرة من رمضان سنة ست وعشرين ومائة وألف صنفه للسيد حسين علي خان الحسيني البارهوي أمير الأمراء ومنها تحفة المحبين بمناقب الخلفاء الراشدين. الشيخ محمد بن عبد الجليل البلكرامي الشيخ الفاضل محمد بن عبد الجليل الحسيني الواسطي البلكرامي، كان حافلاً لأصناف العلوم ووارثاً لفضائل والده المرحوم، ولد سنة إحدى ومائة وألف ببلكرام وقرأ العلم على الشيخ طفيل محمد الحسيني الأترولوي واستفاد في الفنون الأدبية عن والده ثم ولي بتحرير السوانح وبعمل بخشيكري في بلدة بكر وسيوستان مقام والده في عهد فرخ سير فاستقل بها زماناً واعتزل عنها في الفتنة النادرية ورجع إلى بلكرام. له مختصر كتاب المستطرف للشيخ زين الدين محمد بن أحمد الخطيب وله تبصرة الناظرين بالفارسي مختصر في التاريخ، ومن شعره قوله: قالت فتاة لسلمى يا صويحبتي هبني لعاشقك المسكين تسكينا قالت تجيب لان يحبيك مكتئب لنعملن على شيء تقولينا توفي سنة خمس وثمانين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 797 الشيخ محمد بن عبد الرحمن القنوجي الشيخ الفاضل محمد بن عبد الرحمن القنوجي كان من ذوابة العلوية الحسينية تعرف قبيلته برسولدار، وله معارف وحقائق جيدة وفضائل شهيرة، رحل إلى الحرمين الشريفين وأدرك المشايخ الكبار واستفاد منهم ثم رجع إلى قنوج وبها توفي له كتاب سماه هداية السالكين إلى صراط رب العالمين ألفه لشاه عالم بن عالمكير وهو في التصوف على نهج قوت القلوب لأبي طالب المكي وإحياء العلوم للغزالي، كما في أبجد العلوم. الشيخ محمد بن عبد الرحمن الكجراتي الشيخ الفاضل العلامة المحدث أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الحنفي الأحمد آبادي الكجراتي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، كان حياً في حدود سنة 1142 هـ، رأيت خطه على ظهر كتاب الجمع بين رجال الصحيحين، للمقدسي وكان استكتبه لنفسه وهو يدل على شدة اشتغاله بالحديث ورجاله، والله أعلم. الشيخ محمد بن عبد الرحيم الرفاعي الشيخ الصالح محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن الحسني الرفاعي السورتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، وكان يعرف بالمهدي، توفي لليلتين خلتا من محرم سنة ثلاث عشرة ومائة وألف، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ محمد بن عبد الرزاق الأجي الشيخ الفاضل الكبير محمد بن عبد الرزاق بن إبراهيم بن قاسم بن محي الدين الشريف الحسني الأجي ثم السورتي كان من نسل السيد الإمام عبد القادر الجيلاني، ولد بمدينة أج وقرأ العلم وسافر إلى البلاد ثم دخل سورت سنة اثنتين ومائة وألف فبنى له محمود التاجر السورتي مسجداً وبنى غيره من الأغنياء دوراً وقصوراً عند ذلك المسجد فسكن بسورت ودرس وأفاد بها مدة عمره، أخذ عنه مولانا خير الدين المحدث السورتي والشيخ أمان الله وحميد الدين وبير محمد وخلق كثير. توفي لسبع خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف فدفن بمسجده، وأرخ لوفاته بعض أصحابه من قوله لقد مات تاج العلماء، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ محمد بن عبد الله الحضرمي السيد الشريف محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله العيدروس الشافعي الحضرمي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، تولى الشياخة بعد جده بمدينة سورت ومات بها سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف، كما في الحديقة الأحمدية. السيد محمد بن علم الله البريلوي الشيخ العارف الكبير القدوة الحجة محمد بن علم الله بن فضيل الشريف الحسني البريلوي كان أصغر أبناء أبيه وأكبرهم في العلم والعمل والتقوى والعزيمة، ولد سنة اثنتين وسبعين وألف بزاوية والده بمدينة رائي بريلي خارج البلدة ونشأ في مهد العلم والإرشاد وأخذ عن والده وصحبه حتى توفي والده إلى رحمة الله سبحانه وهو ابن أربع وعشرين سنة فصب عليه من المصائب ما لا يحصيها البيان فلم يقدر أن يسكن ببلدته فسافر إلى البلاد وصحب المشايخ الأمجاد من أبناء الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي وخلفائه واستفاض منهم فيوضاً كثيرة سنتين كاملتين ثم رجع إلى رائي بريلي وأقام داخل قلعتها وعكف على الإفادة والعبادة. وكان آية باهرة ونعمة ظاهرة في النسبة الصحيحة وقوة التأثير في إلقاء النسبة، له كتاب بسيط في شرح الكلمات الطيبات للخواجكان النقشبندية، توفي يوم الاثنين لست ليال بقين من ربيع الثاني سنة ست وخمسين ومائة وألف وله أربع وثمانون سنة فدفن بين العشائين من ذلك اليوم في زاوية أبيه غربي المسجد، كما في أعلام الهدى. الشيخ محمد بن عناية الله المنيري الشيخ الصالح محمد بن عناية الله بن أشرف بن محمود بن محمد الجلال ابن عبد الملك الهاشمي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 798 المنيري أحد المشايخ الفردوسية، ولد ونشأ بمنير بفتح الميم وأخذ عن عمه هداية الله بن أشرف المنيري وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير، توفي لاثنتي عشرة خلون من رجب سنة تسع وخمسين ومائة وألف. مرزا محمد بن فتح الشيرازي الأمير الفاضل محمد بن فتح الدين الحكيم الشيرازي نواب نعمة خان العالي كان من الأمراء المشهورين في قرض الشعر والهجاء، ولد ونشأ بأرض الهند وسافر مع والده إلى شيراز وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم رجع إلى الهند وأخذ عن العلامة محمد شفيع اليزدي ثم تقرب إلى عالمكير وولي على نعمة خانه ولذلك لقبه عالمكير بنعمة خان سنة أربع ومائة وألف، ثم ولاه على جواهر خانه خزينة الجواهر ولقبه بمقرب خان، ولما قام بالملك شاه عالم بن عالمكير لقبه دانشمند خان، وكان رجلاً هجاء متصلباً في التشيع ذا مهارة تامة في الإنشاء وقرض الشعر والجمل والهيئة والهندسة وغيرها، ومن شعره قوله: كاهلي در كار مجنون جرا كرد اينقدر مردن عاشق بآهي يا نكاهي بيش نيست توفي سنة إحدى وعشرين ومائة وألف، كما في سرو آزاد. الشيخ محمد بن فريد اللاهوري الشيخ الصالح محمد بن فريد الدين بن عبد الرزاق اللاهوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قدم الهند والده وسكن بسبيحه بضم السين المهملة وكسر الموحدة قرية جامعة من أرض أوده، ولد بها محمد بن فريد وسافر للعلم إلى لاهور فقرأ على أساتذة عصره ثم أخذ الطريقة عن الشيخ مير محمد القادري اللاهوري ولازمه مدة طويلة. ومات بلاهور لسبع بقين من محرم سنة ثلاث ومائة وألف فنقلوا جسده إلى سبيحه ودفنوه بها، كما في بحر زخار. الشيخ محمد بن محمد السرهندي الشيخ العارف الكبير محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي الشيخ حجة الله محمد نقشبند بن محمد المعصوم كان من كبار المشايخ النقشبندية، ولد يوم الجمعة لثلاث بقين من رمضان سنة أربع وثلاثين وألف بمدينة سرهند ونشأ في مهد العلم والمعرفة وأخذ عن والده ولازمه ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحاب والده فبشره أبوه بالقيومية واستخلفه فلما توفي والده قام مقامه في الإرشاد والتلقين، أخذ عنه الشيخ محمد زبير وخلق كثير من العلماء والمشايخ، توفي ليلة بقيت من رم سنة أربع عشرة ومائة وألف، كما في الهدية الأحمدية. الشيخ محمد بن محمد البهلتي الشيخ الفاضل محمد بن محمد بن أبي الفضل بن أبي الفتح بن فريد بن محمود ابن يوسف السدهوري ثم البهلتي أحد رجال العلم والطريقة، ولد بقرية بهلت وسافر إلى نارنول فقرأ على من بها من العلماء، ثم دخل دهلي وأخذ عن الشيخ أبي رضاء محمد بن الوجيه الدهلوي ثم لازم أخاه الشيخ عبد الرحيم بن الوجيه وأخذ عنه وصحبه مدة من الزمان ثم سافر إلى بلاد أخرى واستفاض من المشايخ ورجع إلى بهلت بعد زمان فتصدر بها للشياخة، أخذ عنه ولده عبيد الله وخلق آخرون، توفي لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين ومائة وألف، كما في أنفاس العارفين. الشيخ محمدي الفياض الهركامي الشيخ العارف محمدي بن عيسى بن عظمة الله الزينبي الهركامي ثم الأكبر آبادي كان من ذرية محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، يتصل به نسبه بثلاث وعشرين واسطة، أخذ العلم والمعرفة عن الشيخ محب الله الإله آبادي وصحبه زماناً ثم سار إلى أكبر آباد وتدير بها بأمر شيخه وكان مسفاراً يطوف الآفاق ويدرك المشايخ وحج وزار غير مرة، وتزوج بالحجاز فرزق ولدين أحدهما سعد محمد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 799 المكي وثانيهما روشن محمد المدني، وكان دخل أمروهه غير مرة وتزوج بها بابنة الشيخ فيض الله العلوي، وله شرح على تسوية الشيخ محب الله المذكور، كما في نخبة التواريخ. وفي أنوار العارفين: إنه ولد في الرابع عشر من شوال سنة إحدى وعشرين وألف وأخذ عن الشيخ محب الله وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسعين وألف فحج وزار مرتين ورجع إلى الهند وأمر بحبسه عالمكير في قلعة أورنك آباد، ومات بها لثلاث ليال خلون من رجب سنة سبع ومائة وألف فنقلوا جسده إلى أكبر آباد ودفنوه بها. مير محمد الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمدي بن محمد ناصر الحسيني العسكري الدهلوي أحد رجال العلم والطريقة، يرجع نسبه إلى الشيخ بهاء الدين محمد نقشبند البخاري بإحدى عشرة واسطة وإلى الإمام الحسن العسكري بخمس وعشرين واسطة، ولد بدار الملك دهلي ونشأ بها في مهد العلم والمعرفة وأخذ عن والده وتفقه عليه وتأدب. مات في شبابه وله تسع عشرة سنة في أيام والده لخمس خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث وستين ومائة وألف بدهلي فدفن بها، كما في علم الكتاب. القاضي محمد آصف النكرامي الشيخ العالم الفقيه محمد آصف بن عبد النبي بن أبي زيد بن أويس النكرامي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بنكرام بفتح النون قرية جامعة من أعمال لكهنؤ، وكان من ذرية ميران سيد شاه الحسيني وذكر لي محمد إدريس بن عبد العلي النكرامي: أنه سمع من الثقات أن الحكيم محمد أكبر أرزاني مؤلف الطب الأكبر كان من مريديه وفي خزينته كتب عديدة في التصوف نحو عوارف المعارف بخط القاضي محمد آصف المترجم له، مات لثمان بقين من ربيع الأول سنة خمس وثمانين ومائة وألف وقبره بنكرام. مولانا محمد أحسن الجرياكوثي الشيخ الفاضل الكبير محمد أحسن بن محمد أكرم بن سلطان أحمد العباسي الجرياكوثي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بجرياكوث بكسر الجيم الفارسية وتشديد التحتية وتلقى مبادي العلم بها ثم سافر إلى لكهنو وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي وكان غاية في الذكاء والفطنة قوي الحفظ سريع الإدراك يحفظ عبارات الكتب عند مطالعتها ويكشف الغطاء عن معانيها الدقيقة من غير تأمل فيها، ذهب إلى دهلي للاسترزاق ونبغ بذلك المقام في الدرس والإفادة وحصل له التقرب إلى الأمراء فحسده الناس فسموا طعامه فمات مسموماًن كما في تذكرة العلماء. مولانا محمد أحسن السامانوي الأمير الفاضل محمد أحسن الحسيني السامانوي كان من نسل الشيخ نور الدين المبارك الغزنوي، ولد ونشأ بسامانه وقرأ العلم بها ثم خرج من بلدته وأخذ الشعر عن عبد القادر بيدل ثم تقرب إلى خير أنديش خان فصاحبه مدة ثم تقرب إلى نظام الملك وصار وكيلاً له إلى عظيم الشأن بن شاه عالم فتقرب إليه وأعطى ستمائة له منصباً، وتدرج في الإمارة في أيام فرخ سير ابن عظيم الشأن وأمره السلطان أن يصنف كتاباً في أخبار فتصدى له وكان في كل أسبوع يعرض على الملك ما ينشىء في ذلك الأسبوع ويعطيه الملك ألف ربية على وجه الصلة والجائزة، ومن شعره قوله: ز تو بود جشم آنم كه نظر كنى نكردي بره تو خاك كشتم كه كذر كنى نكردي توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، كما في يد بيضاء. مولانا محمد إخلاص الكلانوري الأمير الفاضل محمد إخلاص الكلانوري إخلاص كيش كان من طائفة كهتري وهم أهل السيف من كفار الهند، وكان اسمه في الجاهلية ديبي داس، أدرك في صغر سنه صحبة الشيخ محمد مسلم فأسلم وقرأ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 800 عليه بعض العلوم المتعارفة وأخفى إسلامه عن عشيرته فلما أحس به والده عزم على قتله ففر إلى الشيخ عبد الله بن عبد الحكيم السيالكوثي وسافر معه إلى معسكر السلطان عالمكير في السنة الثانية والعشرين الجلوسية وأظهر إسلامه كما في كلمات الشعراء لسرخوش. وفي مآثر عالمكيري: إنه أسلم على يد الشيخ عبد الله بن عبد الحكيم المذكور وقرأ العلم عليه ثم تقرب إلى عالمكير فسماه إخلاص كيش وجعله مشرفاً في ابتياع خانه سنة اثنتين وتسعين وألف فصار يزداد درجة بعد درجة حتى أرسله محمد معظم بن عالمكير سنة سبع عشرة ومائة وألف من تلقائه وكيلاً إلى حضرة والده عالمكير فخلع عليه وسماه عالمكير بمحمد إخلاص، انتهى. قال خافي خان في منتخب اللباب: إنه كان موصوفاً بالفضل والتدين، لم يزل يجتهد في خدماته ولا يرضى بالغبن والخيانة من أحد، ولاه شاه عالم ابن عالمكير يعني به محمد معظم المذكور العرض المكرر سنة تسع عشرة ومائة وألف فاستقل به زماناً واعتزل عنه في أيام الفترة، ولما قام بالملك فرخ سير أخرجه من العزلة وأمره بتأليف تاريخ الدولة فتقرب إلى عبد الله خان وصنوه حسين علي خان ثم لما حصلت وحشة بين فرخ سير وعبد الله خان وأراد حسين علي خان أن يقدم دار الملك لينصر أخاه وكان يومئذ في بلاد الدكن بعثه فرخ سير إلى حسين علي خان سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف ليجعله مطمئناً عنه فذهب إليه وحرضه على إقدامه فجاء حسين علي خان وقبض على فرخ سير ثم قتله ولما قام بالملك محمد شاه وقاتل وزيره عبد الله خان المذكور كان محمد إخلاص مع إخلاصه للوزير مع السلطان وكان يومئذ على محافظة الأحمال والأثقال في المعسكر، انتهى، ومن شعره قوله: از تبش آسودن دل شاهد مرك دل است نبض از جنبش جو آسايد رك خواب فنا است توفي سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف، كما في صبح كلشن. الشيخ محمد أرشد السرهندي الشيخ العالم الصالح محمد أرشد بن فرخ شاه بن محمد سعيد العمري السرهندي وكان ثالث أبناء والده، ولد سنة خمس وتسعين وألف بسرهند وقرأ العلم على أبيه ثم أخذ عنه الطريقة وصحب بعد وفاته أحد خلفاء والده فصار بارعاً في العلم والمعرفة، أخذ عنه ابنه محمد مرشد وخلق آخرون، توفي يوم الإثنين لليلتين بقيتا من رمضان سنة اثنتين وستين ومائة وألف فأرخ لوفاته بعض أصحابه من قوله ع آه فطب زمن ز دوران رفت كما في الهدية الأحمدية. الشيخ محمد أرشد الجونبوري الشيخ العالم الصالح محمد أرشد بن محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري كان من كبار المشايخ، يتصل نسبه بالشيخ سري السقطي العثماني بتسع وعشرين واسطة، ولد في سنة إحدى وأربعين وألف ونشأ في مهد المشايخ وقرأ القرآن وتعلم الخط والكتابة على غير واحد من الناس ثم قرأ الميزان والمنشعب والتصريف والزبدة وشطراً من دستور المبتدي على نصر الله، وشطراً من الكافية على الشيخ فيضي الشيخبوري وشطراً من دستور المبتدي ومائة عامل وشطراً من تذكرة النحو وهداية النحو والكافية من المجرورات إلى آخرها والارشاد وضوء المصباح سماها وشرح الكافية للجامي وشرحها للشيخ إله داد الجونبوري إلى مبحث غير المنصرف وشطراً من ميزان المنطق على الشيخ عبد الشكور المنيري وتهذيب المنطق وشرحه لليزدي على الشيخ نور الدين المداري وشطراً من شرح الكافية للجامي وشطراً من التهذيب وشرح الشمسية للرازي وشرح هداية الحكمة للميبذي على الشيخ محمد أفضل العثماني الجونبوري وقرأ شطراً من شرح الكافية للجامي وشرحها للشيخ إله داد المذكور، وبعضاً من مختصر المعاني مع حاشيته لملازاده والعبادات من شرح الوقاية والحسامي من أقسام السنة إلى آخر المبحث وشرح العقائد كله مع حاشيته للخيالي والفن الأول من المطول إلى أحوال المسند إليه والفن الثاني كله وأجزاء من الجزء: 6 ¦ الصفحة: 801 التلويح والتوضيح كلها والمجلد الرابع من هداية الفقه وأجزاء من المجلد الثالث وجزءاً من شرح المطالع سماعاً والأمور العامة من شرح المواقف سماعاً ومبادي اللغة من العضدية سماعاً وشطراً من شرح الجغميني والسراجية والرشيدية والوصفية والعضدية، وفصوص الحكم ومقدمة نقد النصوص وأبواباً من الفتوحات المكية والدرر الفاخرة والعوارف وبستان السمرقندي ومشكاة المصابيح سماعاً وشطراً من تفسير البيضاوي كلها قرأ على والده ولازمه وتلقى الذكر منه، وفرغ من التحصيل وله إحدى وعشرون سنة وتصدى للدرس والإفادة في حياة والده. وكان يدرس ساعتين من أول النهار ويصلي الإشراق والضحى ثم يتغدى إن تيسر له ويقيل ثم يصلي الظهر بجماعة في أول وقته ثم يشتغل بالتدريس والتلقين، وكان على قدم أبيه في القنوع والعفاف والتوكل واتباع الجنائز وعيادة المرضى وإجابة الدعوة عامة كانت أو خاصة وكان لا يحزن على الفقر والفاقة، وكان يصلي الصلوات كلها في أوائل أوقاتها ويعتني بذلك أشد اعتناء وكذلك يعتني بالجماعة ويوصي أصحابه بها وكان يقرأ الفاتحة في الصلاة السرية، وله رسائل في السلوك والتصوف. وقد جمع ملفوظاته الشيخ شكر الله الدالموي ثم رتبها الشيخ غلام رشيد ابن محب الله الجونبوري. توفي لست ليال بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة ومائة وألف فدفن برشيد آباد من بلدة جونبور، كما في كنج أرشدي. مولانا محمد أسعد السهالوي الشيخ العالم الفقيه محمد أسعد بن قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي كان أكبر أبناء والده ولد ونشأ بقرية سهالي بكسر السين المهملة وقرأ العلم على والده ثم ولي الصدارة بمدينة برهانبور في حياة أبيه، ولاه عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند، وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، له حاشية على الحاشية القديمة ولم يكن في قرية سهالي حين قتل أبوه، توفي في عهد شاه عالم بن عالمكير، كما في رسالة قطبية. مولانا محمد أسعد المكي الشيخ العالم المحدث محمد أسعد الحنفي المكي أحد الرجال المشهورين في الحديث، أخذ عن الشيخ تاج الدين المكي وعن غيره من العلماء بمكة المباركة ثم قدم الهند وتقرب إلى نواب ناصر جنك فصاحبه مدة ولما قتل ناصر جنك تقرب إلى ابن أخته مظفر جنك وكان معه في محاربة وقعت بين المظفر وبين الأفاغنة بأركاث فقتل معه. قال السيد غلام علي البلكرامي في سبحة المرجان: إنه كان عنده نسخة من ضياء الساري شرح صحيح البخاري للشيخ عبد الله بن سالم البصري المكي اشتراها من ولده وجاء بها إلى الهند، فقلت: حقها أن تكون في الحرمين الشريفين ولا ينبغي أن تنقل إلى بلاد أخرى، فقال الشيخ: الكلام صحيح ولكني ما فارقتها لفرط محبتي إياها، ثم أرسل الشيخ كتبه إلى أورنك آباد احتياطاً لما رأى من هيجان الفتنة في أركاث قال: وإني رأيت جسده أصابه ستة أسهم، وكان ذلك يوم الأحد السابع عشر من ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة وألف فدفن بصحراء المعركة في أرض كريب يلي على فرسخ من قرية راي جونتي وكذلك على فرسخ من شعب كاركالوه وهو شعب مشهور في نواحي كزبه. السيد محمد أسلم الحسيني البلنوي الشيخ العالم الصالح محمد أسلم بن جعفر الحسيني البلنوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببلدة بلنه ولازم والده وأخذ عنه العلم والمعرفة ثم قدم جونبور بعد وفاة والده وقرأ ما بقي له من الكتب الدرسية على الشيخ محمد أرشد الجونبوري ولبس منه الخرقة ولازمه مدة وصحبه في الظعن والإقامة حتى بلغ رتبة المشيخة فرخصه الشيخ إلى بلدة بلنه فتصدر بها للإرشاد مقام والده المرحوم وحصل له القبول العظيم، وكان يحترز عن استماع الغناء خلافاً لمشايخه، وله شرح بسيط على رسالة شيخه محمد أرشد بالعربية أوله: نحمده ونصلي على نبيه كما هو أهله، إلخ، ومن مصنفاته كتابه عمدة النجاة في إيضاح الزلات. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 802 توفي بالفالج لتسع بقين من شوال سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف ببلدة بلنه فدفن بشريعة آباد عند والده وأخيه وشريعة آباد قرية على ثلاثة أميال من بلنه. السيد محمد أسلم الهروي الشيخ الفاضل محمد أسلم بن محمد زاهد بن القاضي محمد أسلم الحسيني الهروي الكابلي أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بالهند وقرأ العلم على والده ثم نال المنصب وتدرج إلى الإمارة حتى ولي الخراج بكابل فاستقل به زماناً ثم نقل إلى لاهور وولي حراستها، توفي في عهد شاه عالم بن عالمكير، كما في مآثر الأمراء. الشيخ محمد أسلم الكشميري الشيخ الفاضل محمد أسلم الكشميري أحد الأفاضل المشهورين في عصره، كان من براهمة الهنود أسلم ورحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند وتقرب إلى محمد أعظم بن عالمكير وله ديوان شعر بالفارسية، توفي سنة تسع عشرة ومائة وألف، كما في محبوب الألباب. السيد محمد أشرف البلكرامي الشيخ الفاضل محمد أشرف بن عبد الدائم بن أحمد بن عبد الفتاح بن فريد ابن محمد الحسيني الترمذي القنوجي ثم البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ببلكرام سنة أربع وسبعين وألف وقرأ المختصرات على العلامة عبد الجليل الواسطي البلكرامي وقرأ شرح الجامي على كافية ابن الحاجب على السيد نور الله ومختصر المعاني مع حاشيته للخطائي وشرح الوقاية وشرح هداية الحكمة وسائر الكتب الحكمية على السيد سعد الله وكتب المناظرة على الشيخ شهاب الدين الجوبي بوري ثم سافر للاسترزاق وتقرب إلى محمد أعظم ابن عالمكير فصاحبه مدة، ثم تقرب إلى مبارز الملك ثم إلى صفدر جنك فعاش في مصاحبتهم مدة طويلة، ثم عاد إلى بكرام واعتزل في بيته، وكان مع مصاحبته الأمراء شديد التعبد ما فاته قيام ليل قط لا في الظعن ولا في الإقامة، وكان مولعاً بتلاوة القرآن ومطالعة الحديث والتفسير والتصوف، له حاشية على شرح الوقاية توفي لتسع خلون من صفر سنة خمس وستين ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. الشيخ محمد أشرف الكشميري الشيخ العالم الفقيه محمد أشرف بن محمد طيب الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه، ولد ونشأ بكشمير وتلقى العلم من أكابره، ثم لازم دروس الشيخ محمد محسن الحنفي الكشميري وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية وجد في البحث والاشتغال حتى برز في الفضائل وتأهل للفتوى والتدريس، وله مصنفات رائقة في القراءة ورد الشيعة وبعض الفنون، منها جواهر الحكم توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. ملا محمد أشرف الجانكامي الشيخ الفاضل محمد أشرف الجانكامي أحد العلماء البارعين في المنطق والحكمة، أخذ العلوم الحكمية عن الشيخ محمد صالح اللكهنوي، وله شرح على سلم العلوم صنفه سنة خمسين ومائة وألف، كما في محبوب الألباب. وقد نسب صاحب محبوب الألباب الشيخ محمد صالح إلى لكهنؤ ولم أعثر على هذا الاسم في علماء لكهنؤ فيغلب على الظن أنه الشيخ محمد صالح الهنكاني الذي هو من تلاميذ القاضي شهاب الدين الكوباموي ومير سيد محمد زاهد الهروي وهو الذي نفقت على يده سوق العلم والتدريس في كوبامؤ. الشيخ محمد أشرف السلوني الشيخ الصالح محمد أشرف بن بير محمد بن عبد النبي العمري السلوني أحد كبار المشايخ في عصره، ولد ونشأ بسلون بفتح السين المهملة وسكون اللام وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة وأخذ عنه الطريقة، ولما مات والده سنة تسع وتسعين وألف تولى الشياخة مكانه، وكان شيخاً جليلاً مهاباً رفيع القدر كبير المنزلة تذكر له كشوف وكرامات ووقائع غريبة، توفي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 803 لليلة بقيت من رمضان سنة ستين ومائة وألف بسلون فدفن بها عند أبيه، كما في أشرف السير. خواجه محمد أعظم الكشميري الشيخ الفاضل محمد أعظم بن خير الدين الكشميري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على الشيخ عبد الله الشهيد ومراد بيك وكامل بيك ومير هاشم وعلى غيرهم من العلماء ثم أخذ الطريقة عن الشيخ مراد بن طاهر الكشميري، وله مصنفات عديدة في التاريخ والتصوف منها التاريخ الأعظمي في أخبار الملوك والمشايخ والعلماء والشعراء من أهل كشمير ومنها فيض المراد في أخبار شيخه ومنها فوائد المشايخ وتجربة الطالبين وأشجار الخلد وثمرات الأشجار ورسالة في إثبات الجهر في الذكر وشرح الكبريت الأحمر توفي سنة خمس وثمانين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد أعظم السرهندي الشيخ العالم المحدث محمد أعظم بن سيف الدين بن محمد معصوم الحنفي العمري السرهندي، كان أكبر أبناء أبيه وأوفرهم في العلم والأدب، ولد ونشأ بسرهند وقرأ العلم على عمه الشيخ فرخ شاه بن محمد سعيد السرهندي وعلى والده ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة، له شرح مفيد على صحيح البخاري المسمى بفيض الباري توفي سنة أربع عشرة ومائة وألف، وله ثمان وأربعون سنة، وقبره عند قبر أبيه بسرهند كما في الهدية الأحمدية. الشيخ محمد أعظم اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد أعظم بن عبد الواجد بالجيم بن المفتي عبد السلام ابن صدر الدين محمود الأعظمي اللكهنوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على الشيخ شرف الدين بن محي الدين الأعظمي اللكهنوي وصرف عمره في الدرس والإفادة، مات لثلاث ليال بقين من محرم سنة سبعين ومائة وألف، كما في باغ بهار. الشيخ محمد أعلم السنديلوي الشيخ العالم الكبير محمد أعلم بن محمد شاكر الحنفي السنديلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بسنديله وقرأ العلم على العلامة كمال الدين الفتحبوري وجد في البحث والاشتغال حتى برز في العلم ثم سافر إلى دهلي واجتهد مدة في الاسترزاق وتردد إلى الأمراء، فلما استيأس منه رجع إلى بلدته وأقام بخير آباد متوكلاً على الله سبحان وانقطع إليه ودرس بها زماناً طويلاً، ثم جاء إلى سنديله واعتزل في بيته وصرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه المفتي عبد الواجد الخير آبادي والشيخ غلام محمد الكوباموي وخلق آخرون، وكانت له مصنفات كثيرة أتلف كثيراً منها في آخر عمره وبقي منها ما كان في أيدي الناس كحاشيته على شرح الهداية للشيرازي وحاشيته على دائر الأصول ورسالته في مبحث التشكيك، كما بحر زخار وله رسالة أخرى غير ما ذكرناه قسط اللبيب وحظ الأديب، وهي موجودة في المكتبة الحامدية برامبور. توفي لسبع بقين من محرم سنة ثمان وتسعين ومائة وألف، كما في ذيل الوفيات. مولانا محمد أعلى التهانوي الشيخ الفاضل محمد أعلى بن علي بن حامد بن صابر الحنفي العمري التهانوي أحد رجال العلم، قرأ النحو والعربية على والده وتفقه عليه ثم طفق يقتني ذخائر العلوم الحكمية فجمع الكتب، ولم يتفق له تحصيلها على الأساتذة فصرف شطراً من الزمان في مطالعة الكتب الموجودة عنده فكشفها الله تعالى عليه فالتقط منها المصطلحات وجمعها في مصنف حافل مرتباً على فنين فن في الألفاظ العربية وفن في الألفاظ العجمية، ولما كان للعلوم المدونة نوع تقدم على غيرها ذكرها في المقدمة، وفرغ من تصنيفه في سنة ثمان وخمسين ومائة وألف وسماه بكشاف اصطلاحات الفنون أمر بطبعها جمعية ايشيانك سوسائثي في كلكته فصححه محمد وجيه المدرس في المدرسة العالية وزاد فيه، فطبع، وإني لم أقف على غير ذلك من أخباره غير أن الشيخ أشرف علي التهانوي ذكر لي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 804 أن محمد أعلى كان قاضياً في قرية تهانه في عهد عالمكير وقبره بها، وكان منقوشاً على خاتمه خادم شرع والا قاضي محمد أعلى قالوا: إن من يطالع الكتب عند قبره يكشف عليه المعاني الدقيقة. وقد ذكره البستاني في دائرة المعارف وسماه محمد علي، قال: إنه كان إماماً عالماً بارعاً في العلوم، وله الكتاب الكبير المعروف بكشاف اصطلاحات الفنون قد طبع في كلكته من الهند بهمة العلامة اسبرنكر التيرولي ووليم ناسوليس الايرلندي سنة 1862 م فجاء مجلداً ضخماً قطع ربع في 1564 صفحة، وأما تاريخ وفاة المؤلف فلم نقف عليه انتهى. مولانا محمد أفلاطون الدهلوي الشيخ الفاضل محمد أفلاطون بن محمد جعفر الحارثي الدهلوي كان من فحول العلماء في أيام محمد شاه، له مقطر ماء الحياة في تحقيق التشبيه في الصلاة كما في محبوب الألباب. الشيخ محمد أفضل الإله آبادي الشيخ الفاضل العلامة محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي السيدبوري ثم الإله آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد في عاشر ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين وألف بقرية سيد بور بفتح السين وسكون التحتية وهي قرية بين غازي بور وبنارس وقرأ الرسائل المختصرة بالفارسية على الشيخ حامد وقرأ ميزان الصرف على درويش محمد خليفة الشيخ شهباز محمد البهاكلبوري وله سبع عشرة سنة وقرأ الضوء شرح المصباح وغيره على الشيخ محمد عارف الجهيتابوري وقرأ التهذيب وشرح الشمسية وشرح الوقاية ومختصر المعاني على الشيخ محمد ماه البنارسي وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ نور الدين جعفر المداري الجونبوري وقرأ شرح المطالع وشطراً من شرح حكمة العين وتفسير البيضاوي على القاضي محمد آصف الصدربوري ثم الإله آبادي، ثم درس وأفاد أياماً بمدينة جونبور ثم راح إلى كالبي وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي وصحبه مدة، ولما بلغ رتبة المشيخة رخصه الشيخ المذكور إلى إله آباد فتصدر بها للشياخة وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وله مصنفات كثيرة منها شرح الفصوص على وفق النصوص وشرح المثنوي المعنوي وشرح التسوية للشيخ محب الله الإله آبادي وشرح على رسالة الشيخ محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي في مبحث الفناء وشروح بسيطة على كلستان للشيخ سعدي وبوستان له ويوسف زليخا للجامي وعلى قصائد الخاقاني وقصائد العرفي وديوان الحافظ وسكندر نامه ومخزن الأسرار وقران السعدين وتحفة العراقين وحديقة السنائي وقصائد الأنوري وغيرها، وله الاعتناء في باب الغناء وفتح الأغلاق وتفريح الطالبين ودستور الكشفاء في معرفة أسباب الإصابة والخطاء وتأبيد الهمم في شرح أربع كلمات من فصوص الحكم وغاية المرام في الفقه ومرآة الانصاف في أمر فرعون ورسالة في مبحث إيمان فرعون ورسالة في الأربعة الاحتياطية بعد صلاة الجمعة، وله غير ذلك من الرسائل، ومكاتيبه نافعة مفيدة في السلوك. توفي يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة سنة أربع وعشرين ومائة وألف، كما في وفيات الأعلام. مير محمد أفضل الدهلوي الشيخ الفاضل محمد أفضل الدهلوي ثم الإله آبادي كان من أحفاد الأمير الفاضل ضياء الدين حسين الخوستي، ولد بدهلي وقرأ العلم وبرع في علوم كثيرة، ذكره على قلى خان الداغستاني في رياض الشعراء قال: إنه كان عالماً فاضلاً ماهراً بالفقه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 805 والحديث والكلام وعلوم أخرى، انقطع إلى الزهد والقناعة والاستغناء عن الناس، وله ديوان شعر فيه خمسة آلاف بيت ومن شعره قوله: ديديم بي تو جلوه باغ وبهار حيف كل خنده زد به بيكسئ ما هزار حيف توفي لإثنتي عشرة خلون من ربيع الأول سنة خمسين وقيل إحدى وخمسين ومائة وألف. الشيخ محمد أفضل السيالكوتي الشيخ العالم المحدث محمد أفضل الحنفي السيالكوتي ثم الدهلوي أحد العلماء المشهورين في الحديث، قرأ على الشيخ عبد الأحد بن محمد سعيد السرهندي وانتفع به كثيراً وأسند الحديث عنه ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وصحب الشيخ سالم بن عبد الله البصري فأحسن صحبته وانتفع به، ثم رجع إلى الهند وسكن بمدينة دهلي، وكان يدرس في مدرسة غازي الدين خان، أخذ عنه الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي والشيخ جانجانان العلوي والشيخ كدا علي وخلق كثير من العلماء. قال الشيخ غلام علي في المقامات المظهرية: إنه صحب الشيخ عبد الأحد اثنتي عشرة سنة ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ عن الشيخ سالم بن عبد الله البصري ثم عاد إلى الهند وتصدر بدهلي للدرس والإفادة مع قناعة وعفاف، كلما كان يحصل له من الفتوح يشتري الكتب النافعة ويجعلها موقوفة على طلبة العلم، قال قد حصل له مرة خمسة عشر ألفاً من النقود فاشترى بها الكتب وجعلها موقوفة في سبيل الله، انتهى. توفي سنة ست وأربعين ومائة وألف. الشيخ محمد أفضل الحسيني الشيخ الصالح محمد أفضل الحسيني أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ الطريقة عن الشيخ أبي العلاء الحسيني الأكبر آبادي، ولازمه مدة وبلغ رتبة المشيخة فاستخلفه الشيخ، مات سنة إحدى عشرة ومائة وألف، كما في مهرجهانتاب. المفتي محمد أكبر الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة محمد أكبر بن محمد شريف الدهلوي ثم الكجراتي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولي الإفتاء بأحمد آباد كجرات وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ محمد محسن الصديقي الأحمد آبادي وخلق كثير من العلماء، وله حاشية على مير زاهد شرح المواقف. الحكيم محمد أكبر الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير محمد أكبر بن محمد مقيم الحنفي الدهلوي حكيم أرزاني كان نادرة من نوادر الزمان في سعة العلم وصلاح العمل وخلوص النية، درس وأفاد مدة عمره وصنف كتباً كثيرة وداوى المرضى ابتغاءاً لوجه الله سبحانه، انتفع به وبمصنفاته خلق كثير لا يحصون بحد وعد. ومن مصنفاته ميزان الطب والطب الأكبر ومفرح القلوب وقرابادين قادري والمجربات الأكبرية وتلخيص الطب النبوي وحدود الأمراض وغيرها مما يلوح عليه أثر القبول الرحماني، تلقاها العلماء بالقبول، وكان القرابادين آخر مصنفاته فرغ من تصنيفه سنة ست وعشرين ومائة وألف، كما في مهرجهانتاب. الشيخ محمد أكرم السندي الشيخ العالم الكبير المحدث محمد أكرم بن القاضي عبد الرحمن الحنفي النصربوري السندي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، له إمعان النظر في توضيح نخبة الفكر شرح بسيط في مجلد ضخم طالعته في مكتبة الشيخ عبد الحي ابن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي، وكان له ولد ولد بطابة الطيبة ولذلك كانوا يسمونه ميان مدني كما في تحفة الكرام. الشيخ محمد أكرم البيجابوري الشيخ الفاضل محمد أكرم البيجابوري أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد ونشأ بمدينة بيجابور واشتغل بالعلم من صغر سنه وقرأ على مولانا عبد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 806 الرحيم البيجابوري في زمانه فبرع وفاق أقرانه ودرس وأفاد في حياة شيخه مدة من الزمان، وانتهت إليه الرئاسة العلمية بعد وفاة شيخه، كما في روضة الأولياء. القاضي محمد أكرم الدهلوي الشيخ العالم الكبير المفتي ثم القاضي محمد أكرم الحنفي الدهلوي أحد كبار الفقهاء، ورث العلم والإفتاء عن الأكابر كابراً عن كابر واستقل بافتاء المعسكر مدة طويلة، ثم ولاه عالمكير القضاء ببلدة أورنك آباد سنة أربع وتسعين وألف، ثم ولاه القضاء الأكبر مكان القاضي عبد الله بن محمد شريف الكجراتي سنة تسع ومائة وألف فاستقل به مدة حياته، وكان عديم النظير في التفقه ظريفاً بشوشاً نشيطاً طيب النفس يذكره عالمكير بعد وفاته بأعلم المرحوم. توفي سنة ست عشرة ومائة وألف، كما في مآثر عالمكيري. الشيخ محمد أكرم البراسوي الشيخ الصالح محمد أكرم بن محمد علي بن الله بخش الحنفي البراسوي، كان من نسل أبي حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي ح قرأ العلم على الشيخ فرخ شاه بن محمد سعيد العمري السرهندي بمدينة سرهند وأخذ الطريقة عن الشيخ سوندها ابن عبد المؤمن السفيدوني ولازمه زماناً، وله اقتباس الأنوار كتاب بسيط في أخبار المشايخ الجشتية الصابرية، توفي لست خلون من محرم سنة تسع وخمسين ومائة وألف بدهلي فدفن بجوار قدم الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. المفتي محمد أمان الكوباموي الشيخ العالم الفقيه محمد أمان بن أبي سعيد بن عليم الله بن عبيد الله الشهابي الصديقي الكوباموي أحد العلماء الأعلام، ولد ونشا بكوبامؤ وقرأ العلم على أبيه وغيره من العلماء، وولي الإفتاء بعد والده وكان يدرس ويفيد، مات سنة خمس وتسعين ومائة وألف. السيد محمد أمجد القنوجي السيد الشريف محمد أمجد بن محمد بن محمد الحسيني القنوجي نواب أمجد خان كان من العلماء المشهورين أخذ العلم والطريقة عن أبيه ولازمه مدة من الدهر ثم تقرب إلى عالمكير بن شاهجهان التيموري فولاه الاحتساب مكان القاضي محمد حسين الجونبوري بعد وافته سنة ست وسبعين وألف ولقبه أمجد خان فاستقل به زماناً طويلاً ثم ولي صدارة الهند. الشيخ محمد أمجد القنوجي الشيخ الفاضل محمد أمجد بن فيض الله الصديقي القنوجي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قرأ العلم على الشيخ علي أصغر القنوجي ثم درس وأفاد، له حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي متداولة في أيدي الطلبة، كما في أبجد العلوم وغيره. القاضي محمد أمير الكوباموي الشيخ العالم الفقيه محمد أمير بن القاضي مبارك العمري الكوباموي أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكوبامؤ وقرأ العلم على والده ودرس وصنف، وكان على قدم أبيه في الأخلاق الرضية وكان قاضياً بكوبامؤ كما في تذكرة الأنساب. اعتماد الدولة محمد أمين السمرقندي الأمير الكبير محمد أمين بن بهاء الدين بن عالم شيخ الصديقي السمرقندي نواب اعتماد الدولة كان من الأمراء المشهورين، قدم الهند بعد وفاة والده سنة خمس ومائة وألف وتقرب إلى عالمكير وخدمه وترقى درجة بعد درجة إلى صدارة الهند، ولما تولى المملكة محمد شاه رقاه إلى الوزارة الجليلة، وكان فاضلاً كريماً مقداماً باسلاً شجاعاً، توفي سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف. القاضي محمد أمين السندي الشيخ الفاضل محمد أمين بن محمد حسين بن علي محمد الأجي السندي أحد الرجال المعروفين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 807 بالفضل، ولي القضاء بعد وفاة صنوه محمد يحيى سنة ثمان ومائة وألف، فأرخ لقضائه شاه ولي السندي من قوله: الحافظ لحدود الله. توفي سنة ستين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. برهان الملك محمد أمين النيسابوري الأمير الكبير محمد أمين بن محمد نصير الشيعي الموسوي النيسابوري نواب سعادة خان برهان الملك كان من الأمراء المشهورين، قدم الهند في سنة عشرين ومائة وألف وتقرب إلى سربلند خان فلبث عنده مدة من الزمان ثم انحاز عنه وتقرب إلى حسين علي خان أمير الأمراء وصنوه نواب عبد الله خان فولي على بيانه واستقل بها مدة، ولما قويت شوكته تقرب إلى محمد شاه وخدمه وقاتل عبد الله خان المذكور فولاه محمد شاه علي أكبر آباد ثم على بلاد أوده فصار معدوداً في كبار الأمراء، ولما دخل نادر شاه في بلاد الهند قاتله ثم لحق به وحرضه على أن يدخل دار الملك كما قيل. توفي بمرض السرطان سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. مولانا محمد أمين الكشميري الشيخ العالم الفقيه محمد الحنفي الكاني البلديمري الكشميري أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على أبي القاسم ووالده جمال الدين الكشميري ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الشيخ محمد حسن ومولانا عناية الله وخلق كثير من أهل كشمير وكان قانعاً متوكلاً عفيفاً ديناً صرف عمره في نشر العلوم والمعارف، له تعليقات على شرح التهذيب وعلى غيره من الكتب الدرسية وله رسائل في المواريث، مات في ليلة القدر من رمضان سنة تسع ومائة وألف كما في روضة الأبرار. خواجه محمد أمين الكشميري الشيخ العالم الكبير الخواجه محمد أمين الولي اللهي الكشميري نجاراً والدهلوي داراً، كان من أجلة أصحاب الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، ينتسب إلى شيخه ويعرف بالنسبة إليه، وهو الذي أخذ عنه الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله بعد وفاة والده، كما صرح به الشيخ المذكور في عجالة نافعة وفيه مفخرة عظيمة له، وقد صنف له الشيخ ولي لله بعض رسائله. توفي نحو سنة سبع وثمانين ومائة وألف، يظهر ذلك من كتاب الشيخ عبد العزيز إلى الشيخ أبي سعيد بن محمد ضياء الحسني البريلوي الذي سافر للحج ووصل إلى مكة المباركة في ربيع الأول سنة 1187 هـ ورجع إلى الهند سنة 1188 هـ كتبه بعد رجوعه عن الحرمين الشريفين وأخبره بوفاة الشيخ محمد أمين. مولانا محمد أمين الإيلجبوري الشيخ الفاضل محمد أمين بن الحكيم محمد تقي الأصفهاني الإيلجبوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد ببلدة إيلجبور من أرض برار سنة إحدى عشرة ومائة وألف وقرأ العلم على الشيخ محمد المازندران والشيخ محمد مصطفى المراد آبادي وعلى غيرهما من العلماء ففاق أقرانه في المعقول والمنقول وصرف عمره في الدرس والإفادة لم يلتفت قط إلى الدنيا وأسبابها وكان شاعراً مجيد الشعر، ومن شعره قوله: قناعت بيشه كن بكذر زحرص وبدمعاشي هم بعالم عالمي دارد تلاش بي تلاشي هم مات في سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف ببلدة إيلجبور. الشيخ محمد أنور الكوباموي الأمير الفاضل محمد أنور بن محمد منور بن نعمة الله بن عبد الحي بن عبد القادر العمري القنوجي ثم الكوباموي نواب أنور الدين خان شهامة جنك كان من الأمراء المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكوبامؤ وقرأ العلم على من بها من الجزء: 6 ¦ الصفحة: 808 العلماء، ثم سافر إلى دهلي وولي على تسبيح خانه في أيام شاهجان ابن جهانكير فاستقل بها زماناً، ولما دارت الحرب بين أبناء السلطان اعتزل عن تلك الخدمة ورجع إلى بلدته وأقام بها إلى أن تولى المملكة عالمكير بن شاهجهان فذهب إلى معسكره وعرض عليه رسالة للامام الغزالي وكانت مكتوبة بيد المصنف ففرح به عالمكير وقربه إليه وسأله: هل كان أحد من آبائك من عبيد الدولة؟ فأجابه: أنهم كانوا عباد الله وإني لسوء الحظ دخلت في عبيد الدولة، فاستحسن جوابه عالمكير وأعطاه المنصب وجعل دبيراً في ديوان بخشي أول فاستقل به زماناً ثم اشتاق إلى الحج والزيارة فسافر إلى الحرمين الشريفين وأعطاه عالمكير ثلاثمائة ألف من النقود لأهل الحرمين فاشترى بها الأرز والأكسبة بمدينة سورت ثم باعها بجده فحصلت له تسعمائة ألف ففرقها على أهل الحرمين وأخذ عنهم الوصولات وأقام بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثلاثة أعوام وفي كل سنة كان يذهب إلى مكة المباركة ويحج ثم حصل سند الفراشي للحرمين من سلطان الروم لعالمكير ورجع إلى الهند ففرح عالمكير بحسن خدمته وأعطاه ألفين له وألفين للخيل منصباً ولقبه نواب أنور الدين خان شهامة جنك كما في أساس كرنالك. وقال خافي خان في منتخب اللباب: إنه لما فرغ من البحث والاشتغال سافر إلى دهلي وتقرب إلى عالمكير فسأله عن آبائه وجدوده فأجابه بما ذكر، فرضى الملك عنه لصدقه وحيته وجعله دبيراً في ديوان مخلص خان البخشي وطفق يلقبه بخان فقبل المنصب والخدمة وأبى اللقب وأقام بتلك الخدمة مدة ثم استعفي عنها وعزم على سفر الحجاز فأعطاه عالمكير بضعة لكوك ليفرقها على الفقراء في مكة المباركة فرحل إلى الحرمين الشريفين وحج وزار ورجع إلى الهند ومات بعد وصوله إلى أورنك آباد قبل أن يدرك السلطان، انتهى. توفي لخمس خلون من رمضان سنة عشر ومائة وألف بأورنك آباد فنقل جسده إلى كوبامؤ كما في أساس كرنالك. خواجه محمد باسط الدهلوي الشيخ الصالح الخواجه محمد باسط بن محمد جعفر بن محمد قاسم بن محمد مؤمن بن علي جان الموسوي الحسيني الدهلوي، كان من نسل الشيخ علاء الدين العطار النقشبندي، أخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون وتولى الشياخة بدهلي مكان والده المرحوم. له مصنفات منها الشجرة العلية أوله: الحمد لله الواحد الفرد الأحمد الصمد، إلخ، قد بسط القول فيه في اعتزاء الطرق النقشبندية إلى الأئمة الطاهرين من أهل البيت نفعنا الله ببركاتهم، ويفهم من بعض كلامه أنه تفضيلي، وللشيخ ولي الله ابن عبد الرحيم الدهلوي المحدث أبيات بالعربية مقرظاً على بعض رسائله: رأيت وريقات تدل بنشرها على بشر نحرير لها هو ضابط جليل كريم النفس والعرق ماجد بجلته الفيحاء لمن لاذ حائط وما كان من مدح فقيه ثبوته وما كان من قدح فذا عنه حائط ولا غرو بيدي نكتة ألمعية إذ العلم مبسوط وذلك باسط وكتب إليه العلامة عبد الجليل البلكرامي يطلب منه ربيع الأبرار للزمخشري: أيا باسط الأيدي أيا غيث الندى صيرت مزرعة العطاء مريعاً لا غرو إن نطلب ربيعاً منكم فالغيث يعطي العالمين ربيعاً السيد محمد باقر البلكرامي الشيخ العالم الفقيه محمد باقر بن داور بخش بن أبي الفتح بن عبد الباقي بن الحسين بن فضل الله الحسيني الواسطي البلكرامي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلكرام وقرأ العلم على السيد فريد الدين والسيد نور الله ثم لازم السيد عبد الجليل وانتفع به الجزء: 6 ¦ الصفحة: 809 وبرع في العلوم كلها لا سيما الفنون الأدبية وكان حسن الخط، صرف عمره في الدرس والإفادة، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف وله ستون سنة تقريباً وقبره ببلكرام، كما في مآثر الكرام. الشيخ محمد باقر السندي الشيخ الفاضل محمد باقر بن عبد الواسع التتوي السندي كان من نسل الشيخ حمزة الواعظ وكان غاية في الفضل والذكاء، لم يكن في زمنه أفقه منه، صرف عمره بالدرس والإفادة وجاوز ثمانين سنة، كما في تحفة الكرام. السيد محمد باقر الحسيني البلنوي الشيخ العالم الكبير محمد باقر بن محمد جعفر الحسيني البلنوي أحد المشايخ الجشتية، ولد لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وألف بمدينة بلنه ونشأ بها ولازم والده وأخذ عنه وقرأ عليه الكتب الدرسية كلها ثم أخذ عن هـ الطريقة وأخذ صناعة الطب عن الحكيم جلال الدين وصحبه وأخذ عنه الهيئة والهندسة والحساب والأصطرلاب وصناعة الطب وسائر الفنون الحكمية ثم تصدى للدرس والإفادة، قرأ عليه الشيخ غلام رشيد بن محب الله الجونبوري أجزاءاً من القطبي وحاشيته للسيد الشريف وأطنب بمدحه في التورع والتشرع والحذاقة في الطب والمهارة في سائر العلوم عقلياً كان أو نقلياً وقال: إنه قدم جونبور بعد وفاة والده ولبس الخرقة من الشيخ محمد أرشد ابن محمد رشيد الجونبوري وصحبه مدة من الزمان، فكتب له الشيخ محمد أرشد مثال وثيقة الخلافة كتب فيه: إني لما رأيت الفاضل العالم العامل صاحب الشريعة والطريقة والحقيقة السيد محمد باقر بن السيد السند بحر الحقائق محمد جعفر الحسيني قابلاً ومستعداً لأن يودع له أمانات المشايخ ويجاز ويستخلف أجزت له لإجراء السلاسل القادرية والجشتية والمدارية والفردوسية، إلخ. وكانت وفاته ليلة السابع من جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة ومائة وألف وقبره بشريعة آباد على ثلاثة أميال من بلنه، كما في كنج أرشدي. الشيخ محمد باقر السندي الشيخ الفاضل محمد باقر بن محمد رضاء التتوي السندي الواعظ، ولد ونشأ بأرض السند وقرأ العلم على الحاج محمد قائم السندي ثم تصدى للدرس والإفادة، وكان صالحاً ديناً تقياً متورعاً منقطعاً إلى الزهد والعبادة، وكان لا يقبل النذور والفتوحات، كما في تحفة الكرام. الشيخ محمد باقر البيجابوري الشيخ الفاضل محمد باقر بن محمد علي بن محمد أويس الأويسي الشيعي البيجابوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال يرجع نسبه إلى أويس القرني، انتقل جده محمد أويس من المدينة المنورة إلى بيجابور وسكن بها وتزوج ولده محمد علي بابنة الشيخ أحمد النائطي البيجابوري فولدت له محمد باقر، ونشأ بمدينة بيجابور وقرأ العلم ثم تقرب إلى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فحظي بمنصب رفيع وخدمة جليلة فخدمه مدة من الزمان ثم ترك الخدمة واعتزل بأورنك آباد، ومن مصنفاته تلخيص المرام في علم الكلام في مجلد ضخم ذكر فيه الأصول الخمسة، سماه العلامة محمد فصيح التبريزي بروضة الأنوار وزبدة الأفكار واستحسنه جداً. توفي سنة ثمان وعشرين ومائة وألف بمدينة أورنك آباد فدفن بها. كما في خورشيد جاهي. مولانا محمد باقر المشهدي الأمير الفاضل محمد باقر المشهدي نواب معز الدولة كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد بمشهد وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم قدم الهند وتقرب إلى فرخ سير بن عظيم الشأن الدهلوي سلطان الهند فلقبه بدانشمند خان ولما قام بالملك محمد شاه الدهلوي تقرب إليه ثم لما جاء نادر شاه وقاتله محمد شاه الدهلوي صار واسطة بينه وبين نادر شاه لأن أخاه علي أكبر ملا باشي كان معه فلقبه محمد شاه بمعز الدولة وجعله قهرمانه وكان فاضلاً بارعاً في كثير من العلوم والفنون، وله أبيات رائقة رقيقة بالفارسية، مات في زمان قريب من عودة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 810 نادر شاه إلى إيران، كما في رياض الشعراء لعله مات سنة إحدى وخمسين ومائة وألف أو مما تقرب ذلك. الشيخ محمد باقر البالوي الشيخ الفاضل محمد باقر البالوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان من ندماء فخر الدولة، لبث عنده زماناً طويلاً بفرخ آباد ولما قتل فخر الدولة في سنة 1185 هـ رجع إلى وطنه ومات بها، كما في تاريخ فرخ آباد. مولانا محمد بركة الإله آبادي الشيخ العالم الكبير العلامة محمد بركة بن عبد الرحمن بن عبد الرسول العثماني الأميثهوي ثم الإله آبادي أحد فحول العلماء، كان أصله من أميلهي انتقل جده عبد الرسول إلى إله آباد وسكن بها وله زاوية مشهورة بها وقرأ محمد بركة الكتب الدرسية على العلامة كمال الدين الفتحبوري وبرع في العلوم لا سيما الفنون الرياضية، لم يكن في زمانه مثله في كثير من الفنون درس وأفاد منه عمره وأخذ عنه خلق كثير، له مصنفات ممتعة منها تعليقاته على شرح العقائد للدواني وعلى مير زاهد رساله وعلى تحرير الأقليدس وحاشية مبسوطة على مير زاهد شرح المواقف ورسالة في الحدوث والقدم ورسالة في تحقيق المهمة من العلم. القاضي محمد بناه الجونبوري الشيخ العالم الكبير القاضي محمد بناه الجونبوري القاضي مستعد خان كان من كبار العلماء، ولد ونشا بجونبور وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن القاضي تاج محمود الدهلوي ولازمه مدة حتى صار أبدع أبناء عصره في المعقول والمنقول، قدمه العلماء في المناظرة حين استقدمهم محمد شاه ليناظروا من كانوا في موكب نادر شاه من أهل العلم في مسألة القتال فناظرهم وأفحمهم فلقبه نادر شاه بمستعد خان وولاه محمد شاه القضاء بمدينة جونبور فرجع إلى بلدته واستقام بها مدة حياته، له رسالة في تحقيق جعل البسيط والمركب وهي موجودة في المكتبة الحامدية برامبور وقبره في باب الحمام من بلدة جونبور. الشيخ محمد بناه السلوني الشيخ الصالح محمد بناه بن محمد أشرف بن بير محمد بن عبد النبي العمري السلوني أحد المشايخ الجشتية، ولد بسلون لأربع عشرة خلون من محرم سنة 1142 هـ وأخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة ولما مات أبوه تولى الشياخة مكانه سنة ستين ومائة وألف، كان شيخاً جليلاً مهاباً رفيع القدر كبير المنزلة ذا سخاء وإيثار وعلم وعمل، توفي لتسع عشرة خلون من رمضان سنة اثنتين ومائة وألف بسلون فدفن بها، كما في أشرف السير. مولانا محمد تقي اللاهوري الشيخ الفاضل محمد تقي بن كمال الدين بن عبد السميع بن عتيق الله بن برهان الدين بن محمد محمود بن عبد السلام القرشي اللاهوري أحد كبار العلماء، كان يدرس ويفيد أخذ عنه الشيخ أيوب القرشي اللاهوري شارح المثنوي المعنوي، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد تقي المهونوي الشيخ الصالح محمد تقي بن معين الدين العباسي المهونوي أحد المشايخ القلندرية، ولد ونشأ بمهونه بفتح الميم قرية جامعة من أعمال لكهنؤ واشتغل بالعلم على والده ثم سافر إلى لكهنؤ وإلى قنوج وأخذ بها عن جماعة من العلماء ثم سار إلى إله آباد وقرأ على الشيخ قدرة الله بن عبد الجليل الحسيني الإله آبادي ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج عنه وعن والده، وكان صاحب قناعة وعفاف وزهد واستغناء عن الناس، له مقالات عالية في المعارف والمواجيد. مات يوم السبت لسبع خلون من ذي الحجة سنة ست وسبعين ومائة وألف بقربة مهونه، كما في بحر زخار. نواب محمد جان الدهلوي الأمير الفاضل محمد جان بن شيخ مير الحسيني الدهلوي نواب محتشم خان كان من الأمراء الجزء: 6 ¦ الصفحة: 811 المشهورين، قرأ العلم على الشيخ أحمد بن أبي سعيد الصالحي الأميثهوي وتزوج بابنة مسعود التي ربيت في حجر زيب النساء بيكم بنت عالمكير، وتدرج إلى سبعمائة منصباً في أيام عالمكير ولقب بلقب والده في أيام شاه عالم ثم تقرب إلى آصف جاه وتدرج إلى الإمارة حتى نال خمسة آلاف له منصباً رفيعاً، وولي على بخشيكري بحيدر آباد، وكان رجلاً شهماً صدوقاً مجتهداً في الخدمة وإنجاح حوائج الناس بقدر الوسع. توفي لأربع عشرة بقين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. الشيخ محمد جعفر الكشميري الشيخ الفاضل محمد جعفر الكشميري أحد علماء الشيعة، أخذ العلم عن الشيخ محمد بن الحسن الشرواني، وأخذ عنه القاضي إبراهيم الأصفهاني والأمير عبد الباقي بن محمد حسين بن محمد صالح الحسيني الخاتون آبادي وخلق آخرون، كما في نجوم السما. الخواجه محمد جعفر الدهلوي الشيخ الصالح الخواجه محمد جعفر بن محمد قاسم بن محمد مؤمن بن علي جان الموسوي الحسيني العطاري الأكبر آبادي ثم الدهلوي كان من نسل الشيخ علاء الدين العطار النقشبندي، أخذ الطريقة النقشبندية عن أبيه عن جده وهلم جراً إلى الشيخ علاء الدين المذكور وأخذ عن السيد جلال بن إبراهيم الرسول دار الخوند شخي الدهلوي عن الشيخ لعل محمد الكوب قاسمي عن الشيخ الكبير أبي العلاء بن أبي الوفاء الحسيني الأكبر آبادي، وأخذ الطريقة المدارية عن الشيخ أحمد بن صادق بن عبد الخالق بن عبد القادر الجونبوري ثم الأكبر آبادي عن أبيه عن الشيخ نظام الدين بن عبد الشكور البلخي عن الشيخ فخر الدين الأكبر آبادي عن السيد جمال الدين الهلسوي عن الشيخ بديع الدين المدار. مولانا محمد جميل الجونبوري الشيخ العالم الكبير محمد جميل بن المفتي عبد الجليل بن المفتي شمس الدين الصديقي البرونوي الجونبوري أحد فحول العلماء، ولد في شهر ذي القعدة سنة خمس وخمسين وألف بمدينة جونبور وقرأ الكتب الدرسية إلى شرح الوقاية ومختصر المعاني على الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري وسائر الكتب الدرسية على نور الدين جعفر بن عزيز الله الجونبوري ثم تصدى للدرس والإفادة، وكان مفرط الذكاء قوي الإدراك سريع الملاحظة جيد الفكر. له مصنفات جيدة منها حاشية على المطول وحاشية على مبحث العطف من شرح الكافية للجامي، وله رسالة في الفقه ورسالة في التصوف، وله يد بيضاء في تأليف الفتاوي الهندية، قرأ عليه الشيخ غلام رشيد بن محب الله الجونبوري المختصر والمطول مع حاشيته للسيد وشرح العقائد للتفتازاني مع حاشية الخيالي وشرح المطالع مع حاشيته للسيد الحسامي وأجزاءاً من نور الأنوار وشرح الوقاية وهداية الفقه ورسالة الجبر والاختيار للشيخ محمود بن محمد الجونبوري والرشيدية للشيخ محمد رشيد المذكور، كما في كنج أرشدي، وأخذ عنه الشيخ نظام الدين الأورنك آبادي والشيخ نور الهدى الأميثهوي والسيد حسن رسول نما وخلق آخرون كما في بحر زخار. توفي لست ليال خلون من رجب سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف بمدينة جونبور فدفن بمقبرة المفتي محمد صادق، كما في كنج أرشدي. القاضي محمد حافظ البلكرامي الشيخ العالم الفقيه محمد حافظ بن محمد فضيل بالتصغير بن القاضي محمد يوسف العثماني الحنفي البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام وسافر إلى مانكبور وقرأ المختصرات على ملا محمود ثم ذهب إلى جائس وقرأ سائر الكتب الدرسية من معقول ومنقول على غلام مصطفى بن محمد الأشرفي الجائسي ثم رجع إلى بلكرام وتولى القضاء مكان عمه محمد سليم وحفظ القرآن، وكان غاية في الجود والكرم والخصال المرضية لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 812 توفي لثمان بقين من محرم سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف بموهان بضم الميم قرية من أعمال لكهنؤ، كما في شرائف عثماني. مولانا محمد حسن اللكهنوي الشيخ العالم الكبير العلامة محمد حسن بن غلام مصطفى بن محمد أسعد ابن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي أحد أذكياء العالم، لم يكن في زمانه مثله في الذهن والذكاء وسرعة الخاطر وقوة الحفظ، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على خاله العلامة كمال الدين الفتحبوري وأكثرها على عم والده الشيخ الكبير نظام الدين الأنصاري السهالوي، ثم تصدى للدرس والإفادة ببلدته ولما ذهب مولانا عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي إلى شاهجهانبور انتهت إليه الرئاسة العلمية وصار المرجع والمقصد في التدريس فدرس بكلهنؤ نحو عشرين سنة، وكان يتقرب إلى أمراء الشيعة ليأمن غائلتهم ولكن الله سبحانه لما قيض أن يخرج من بلدته كما خرج مولانا عبد العلي المذكور حدث أمر عظيم خلافاً لما دبره من الحكمة وبيان ذلك أن محمد كامل المنكلكوثي ومحمد شريف الدكني كانا ممن يحصلون العلم في مدرسته، فاختلفا ذات يوم في أمر من الأمور ورجع الاختلاف إلى المخاصمة وسطا أحد على الآخر، فقال محمد شريف: نحن السادة المظلومون منكم السفيانيين أباً عن جد، فأجابه محمد كامل إنك عزوتني إلى أبي سفيان كأنك شتمتني بأني من نسل يزيد بن معاوية وذلك سب استحققت به التعزير، فخافه محمد شريف ولاذ بالشيعة، فانتهزوا الفرصة ولما جن الليل هجموا على محمد كامل فشبه لهم فقتلوا خير الله الحسيني ظناً منهم أنه محمد كامل وقبضوا على محمد غوث، فلما علم أهل السنة أنهم قتلوا خير الله وحبسوا محمد غوث اتفقوا على تخليصه فأطلقوه من الأسر وهجموا على تلك الفئة الطاغية، فخلفوا بالله سبحانه أنهم ما فعلوا ذلك تقية منهم كما هو دأبهم، ثم اجتمعوا وأمرهم القاضي غلام مصطفى الشيعي اللكهنوي أن يهجموا على أهل السنة وهم غافلون عن ذلك، فهجموا عليهم وقتلوا محمد عطاء الحسيني، ثم لما علم أهل السنة ذلك اجتمعوا وفرقوهم فدبروا الحيلة لقتل الشيخ محمد حسن، فأشار عليه بنو أعمامه أن يذهب إلى فيض آباد ويرفع القصة إلى نواب شجاع الدولة أمير بلاد أوده وكان شيعياً، فسافر محمد حسن ومعه بنو أعمامه إلى فيض آباد ولبثوا بها مدة وأخفق سعيهم فهاجر إلى شاهجهانبور وكان حافظ الملك أمير تلك الناحية في تدبير الغزو على الهنود الطاغية فلم يقدر أن يكفيه مؤنته فسار إلى نواب ضابطه خان بن نجيب الدولة فولاه التدريس بمدرسة أسسها بدارانكر فأقام بها زماناً ودرس وأفاد بها، ولما انقرضت دولة الأمير المذكور ذهب إلى دهلي ودرس بها مدة، ثم جاء إلى رامبور فأكرمه نواب فيض الله خان فسكن بها ولم يخرج من تلك البلدة مدة حياته، كما في رسالة قطبية وأغصان الأنساب. كان كثير الأزدواج تزوج بابنة الشيخ أحمد عبد الحق اللكهنوي ثم تزوج بامرأة أحد من غير الأكفاء ثم تزوج بصفي بور في إحدى البيوتات الكريمات ثم تزوج برامبور بامرأتين أفغانيتين، وله من تلك الزوجات أولاد في رامبور ولكهنؤ وبنارس وغيرها، كما في الأغصان الأربعة. ومن مصنفاته شرح بسيط على سلم العلوم تلقاه العلماء بالقبول، ومنها شرح على مسلم الثبوت في الأصول من أوله إلى آخر مبادي الأحكام ومنها حاشية على شرح الهداية للصدر الشيرازي، ومنها حاشية على الشمس البازعة للجونبوري وله شروح وحواش على مير زاهد رساله ومير زاهد ملا جلال ومير زاهد شرح المواقف وله معارج العلوم متن متين في المنطق وغاية العلوم متن في العلوم الطبيعية إلى آخر ما يعم الأجسام. توفي لثلاث ليال خلون من صفر سنة تسع وتسعين ومائة وألف في أيام شاه عالم وأرخ لوفاته بعض أصحابه من قوله: حسن فاضل محسن بود، كما في رسالة قطبية. السيد محمد حسين الكنتوري الشيخ الفاضل محمد حسين بن حامد حسين بن زين العابدين الحسيني الموسوي الكنتوري كان من العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد ونشأ بكنتور الجزء: 6 ¦ الصفحة: 813 وقرأ العلم على الشيخ عبد الرب بن القاضي ولي محمد الحضرت بوري وأخذ الفروع والأصول عنه وانتسخ الكتب الكثيرة كحق اليقين وتحفة الزائر والجامع العباسي وجمع الأدعية الكثيرة وانتخبها من الكتب الموثوق بها وكتب القرآن بخطه، قال المفتي محمد قلي خان في كتابه: إنه منذ بلغ الحلم ما فاتته صلاة نافلة، انتهى. توفي سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، كما في تكملة نجوم السماء. مولانا محمد حسين البيجابوري الشيخ العالم الكبير محمد حسين بن خليل الله بن القاضي أحمد بن أبي محمد الفقيه النائطي البيجابوري كان من ذرية الفقه إسماعيل السكري، وهو أول من قدم الهند وسكن على ساحل البحر في بلاد كوكن، وكان مولد محمد حسين مدينة بيجابور ولد بها وأخذ العلم عن الشيخ محمد زبير البيجابوري ورحل إلى كلبركه وولاه عالمكير التدريس في مدرسة محمود كاوان في بلدة بيدر بكسر الموحدة سنة ثمان وتسعين وألف فدرس وأفاد بها مدة حياته، وله مصنفات كثيرة منها الأزهار الفائحة في تفسير سورة الفاتحة وتحبيب الطيب والنساء إلى سيد الأنبياء ومنها تلخيص الفنون الرياضية وملخصات شرح المواقف وشرح المقاصد وشرح العقائد للتفتازاني وشرح العقائد للدواني مع حاشيته، ومنها رسالة في وحدة الوجود ورسالة في العقائد ورسالة في رسم الخط، ومنها كتابه الكافي خلاصة كافية ابن الحاجب. مات مخطوفاً كان يصلي التراويح في مسجد المدرسة ببيدر فنزلت صاعقة على المخزن وكان قريباً من المدرسة فاشتغل النار وخرب بعض نواحي تلك المدرسة من ذلك فهلك محمد حسين ومن كان يصلي معه، وكان ذلك سنة ثمان ومائة وألف، كما في تاريخ النوائط. مولانا محمد حسين الشافعي الكجراتي الشيخ الفاضل محمد حسين بن محمد علي بن ناخدا حمزة بلوكان الشافعي الكجراتي، أحد العلماء الماهرين بالفقه، وجدت بخطه كتاب المنهاج في الفقه للنووي، وقد فرغ من كتابته سنة 1158 هـ في العشرين من جمادى الآخرة في مدرسة النواب محمد غياث خان ببلدة خجسته بنياد، وكان ذلك سنة 28 لجلوس محمد شاه الغازي. الشيخ محمد حفيظ الجونبوري الشيخ الفاضل محمد حفيظ بن ... ابن أبي البقاء بن درويش محمد الحسيني الجونبوري أحد العلماء المشهورين بجونبور، قرأ العلم على عمه المفتي مبارك ابن أبي البقاء الحسيني، ثم سافر إلى دهلي ولكنه لم يلبث بها غلا قليلاً ورجع إلى بلدته فلم يخرج عنها قط، وكان قانعاً عفيفاً زاهداً، درس وأفاد مدة عمره، توفي يوم الجمعة لعشر بقين من شوال سنة ثمان وعشرين ومائة وألف، فأرخ بعضهم لوفاته من قوله: كان خادم الفقراء، كما في تجلي نور. مولانا محمد حكيم البريلوي السيد الشريف العلامة محمد حكم بن محمد بن علم الله الحسني النقشبندي البريلوي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلدة رائي بريلي ولازم أباه ملازمة طويلة وانتفع به، ثم سافر إلى البلاد وأدرك المشايخ الأمجاد كالشيخ محمد يحيى الأتكي والشيخ سعدي البلخاري والشيخ عبد الأحمد بن محمد سعيد السرهندي والشيخ عبد النبي السيام جوراسي فانتفع بهم وصحب الشيخ عبد النبي المذكور سنة كاملة ثم رجع إلى بلدته وتصدر للافادة. له مصنفات جليلة منها تفسير القرآن الكريم بالفارسي سماه بالحسني وتفسير القرآن بالعربي المسمى بمحكم التنزيل ومنها تلخيص الصراح في اللغة ومنها ملخص البلاغة في المعاني ومنه رسائل في الفقه والمواريث والحساب ومنها لآلى النحو رسالة في النحو صنفها لأخيه محمد عدل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 814 توفي لثمان بقين من شوال سنة خمسين ومائة وألف، وله اثنان وأربعون سنة، كما في الأعلام الهدى. السيد محمد حنيف الكنتوري السيد الشريف محمد حنيف بن أمان الله الحسيني الكنتوري أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ بكنتور بكسر الكاف بلدة في أوده وتخرج على خاله العلامة قطب الدين الأنصاري السهالوي، وتقرب إلى عالمكير ابن شاهجهان التيموري سلطان الهند فولى على تحرير السوانح وبخشكيري في سنكمير من أرض الدكن فاستقل به مدة من الزمان ثم ولي القضاء بروضه قريباً من أورنك آباد ومات بها. مولانا محمد حيا البريلوي الشيخ العارف الكبير محمد حيا بن محمد سنا بن محمد هدى بن الشيخ الكبير علم الله الحسني النقشبندي البريلوي المتفق على ولايته وجلالته، ولد بنصير آباد سنة خمس عشرة ومائة وألف ونشأ بها، وأخذ عن جده لأمه الشيخ محمد ابن علم الله النقشبندي وصحبه مدة من الدهر حتى فتح الله سبحانه عليه أبواب الحقائق والمعارف وجعله من العلماء الراسخين، لم ير له نظير في زمانه في العفة والطهارة والتقوى والعمل بالعزيمة، كان غاية في التواضع والخدمة وهضم النفس والإيثار، يستقي للناس ويخدم الفقراء والواردين في زاوية جده يكبس أبدانهم ويجتهد في راحتهم، وكان مجذوم في نصير آباد له رائحة كريهة ينفر عنه الناس ويتقذرونه فقام بمداواته شؤنه وخدمته وعرض عليه الاسلام، فشفي واسلم، وربما حمل بعض المرضى المهجورين المزدرين من الكفار على أكتافه وعالجه ودعاه إلى الإسلام فشفاه الله من المرضين، وكان آية في الاستتار وإخفاء حاله، سافر إلى آخر عمره إلى الحرمين الشريفين وأقام بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فمات بها، وكان جد جد أمي من جهة الأم. مات سنة ثمان وستين ومائة وألف في حياة أبيه بالمدينة المنورة فدفن ببقيع الغرقد، كما في السيرة العلمية. الشيخ محمد حياة السندي الشيخ الامام العالم الكبير المحدث محمد حياة بن إبراهيم السندي المدني أحد العلماء المشهورين، كان أصله من قبيلة جاجر كانت تسكن في ما يلي من عادل بور وهي قرية جامعة من أعمال بكر في إقليم السند ولد بها ونشأ ثم انتقل إلى مدينة تته قاعدة بلاد السند وقرأ العلم على الشيخ محمد معين بن محمد أمين التتوي السندي، ثم هاجر إلى الحرمين الشريفين فحج وسكن بالمدينة المنورة ولازم الشيخ الكبير أبا الحسن محمد بن عبد الهادي السندي المدني وأخذ عنه وجلس مجلسه بعد وفاته أربعاً وعشرين سنة، وأجازه الشيخ عبد الله بن سالم البصري المكي والشيخ أبو طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني والشيخ حسن بن علي العجيمي وغيرهم، وأخذ عنه الشيخ أبو الحسن بن محمد صادق السندي والشيخ أحمد بن عبد الرحمن السندي والشيخ محمد سعيد صفر والشيخ عبد القادر خليل كدك والسيد عبد القادر بن أحمد بن عبد القادر والشيخ عبد الكريم بن عبد الرحيم الداغستاني والشيخ علي بن صادق الداغستاني والسيد علي بن إبراهيم بن جمعة العبسي والشيخ عبد الكريم بن أحمد الشراباتي والشيخ علي بن عبد الرحمن الإسلامبولي والشيخ علي بن محمد الزهري والمفتي محمد بن عبد الله الخليفتي المدني والشيخ عليم الله بن عبد الرشيد اللاهوري المدفون بدمشق والشيخ خير الدين بن محمد زاهد السورتي والشيخ محمد فاخر ابن محمد يحيى العباسي الإله آبادي والسيد غلام علي بن نوح الواسطي البلكرامي وخلق كثير من العلماء والمشايخ. ومن مصنفاته رسالة في إبطال الضرائح ورسالة في انتصار السنة والعمل بالحديث المسماة بتحفة الأنام في العمل بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ورسالة في النهي عن عشق صور المرد والنسوان وله الإيقاف على أسباب الاختلاف وله غير ذلك من الرسائل. توفي يوم الأربعاء لأربع بقين من صفر سنة ثلاث الجزء: 6 ¦ الصفحة: 815 وستين ومائة وألف بالمدينة فدفن بالبقيع الغرقد، كما في الإتحاف وغيره. القاضي محمد حياة البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه القاضي محمد حياة البرهانبوري أحد الفقهاء الحنفية، تولى القضاء بمدينة برهانبور خمسين سنة في أيام محمد شاه الدهلوي وغيره، لقبه أحدهم بالقاضي شريعت خان، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه الشيخ محمد إسماعيل العباسي البرهانبوري وجمع كثير من العلماء كما في تاريخ برهانبور. الشيخ محمد مخدوم البهلواروي الشيخ العالم الفقيه محمد مخدوم بن أمان الله بن محمد أمين بن محمد جنيد الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بقرية بهلواري من أعمال عظيم آباد واشتغل بالعلم على والده زماناً، ثم سافر إلى البلاد وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ محمد وارث بن عناية الله الحسيني البنارسي، ثم رجع إلى وطنه وصرف عمره في الدرس والإفادة، توفي لأربع بقين من ربيع الثاني سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف، كما في حديقة الأزهار. القاضي محمد دولة الفتحبوري الشيخ الفاضل محمد دولة بن محمد يعقوب بن فريد بن سعد الله بن أحمد بن حافظ الدين الأنصاري السهالوي ثم الفتحبوري أحد العلماء الحنفية، كان والده محمد يعقوب بن أخت الشيخ محب الله العمري الإله آبادي، وجده حافظ الدين كان جد الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي أيضاً، والقاضي محمد دولة كان عم الشيخ محمد عاشق بن عبد الواحد الكرانوي ووالد الشيخ العلامة كمال الدين الفتحبوري، ولد ونشأ بقرية سهالي وقرأ العلم على الشيخ شهيد قطب الدين ابن عبد الحليم السهالوي وكان الشيخ الشهيد تبناه كما في رسالة قطبية فلما استشهد قطب الدين انتقل من سهالي إلى فتحبور سنة ثلاث ومائة وألف وسكن بها في بيت صهره أبي الرافع الحسامي وراح إلى دهلي ودخل في زمرة مؤلفي الفتاوي الهندية، ثم شفع له السيد محمد الحسيني القنوجي إلى عالمكير لأجل قرابته بالشيخ محب الله الإله آبادي فولي القضاء بمدينة سورت فسافر إليها وقتل بأيد قطاع الطريق في أثناء السفر، كما في أغصان الأنساب. السيد محمد راجي الجونبوري الشيخ الفاضل محمد راجي بن ... ابن الشيخ حمد حفيظ الحسيني الواسطي الجونبوري أحد العلماء العاملين، ولد ونشأ بجونبور وقرأ شيئاً كثيراً على جده محمد حفيظ، ولما توفي جده أخذ عن أساتذة بلدته وبرع في الفقه والأصول حتى قيل إنه كان أفقه الفقهاء، وكان قانعاً عفيفاً شاعراً كبير الشأن متين الديانة لم يزل مشتغلاً بالتدريس، مات لسبع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف بفيض آباد، فدفن بها وأرخ لوفاته محمد عسكري الجونبوري من قوله: رونق زعلم رفت، كما في تجلي نور. الشيخ محمد رضاء السهارنبوري الشيخ الفاضل محمد رضاء بن غلام محمد بن عبد الباقي الأنصاري السهارنبوري أحد العلماء المبرزين في التاريخ والسير، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور وقرأ العلم على أساتذة عصره وبيض مرآة جهان نما لصنوه محمد بقاء. مولانا محمد رضاء اللكهنوي الشيخ العالم الصالح محمد رضاء بن الشيخ الشهيد قطب الدين الأنصاي السهالوي اللكهنوي كان أصغر أبناء والده، ولد بسهالي وقتل والده وكان ابن اثنتي عشرة سنة فانتقل من سهالي إلى لكهنؤ مع إخوته وقرأ العلم على صنوه الشيخ نظام الدين، ثم درس وأفاد زماناً طويلاً بمدينة لكهنؤ وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرزاق الحسيني البانسوي ثم رحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ثم فقد خبره، لعله توفي في حياة الشيخ نظام الدين المذكور، وكان أصغر منه بسبع سنوات، له شرح على مسلم الثبوت كما في رسالة قطبية. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 816 الشيخ محمد رضاء السندي الشيخ الفاضل محمد رضاء التتوي السندي أحد العلماء المشهورين، كان يسكن ببلدة بكر من بلاد السند، مات سنة أربعين ومائة وألف فأرخ لموته بعض أصحابه من قوله: محمد رضاء داده جان در جنان شد، كما في تحفة الكرام. الشيخ محمد رضاء اللاهوري الشيخ الفاضل محمد رضاء الحنفي القادري الشطاري اللاهوري أحد الرجال المشهورين، صرف عمره في الفتيا والتدريس وإشاعة الطريقة، لم يكن في زمانه في بنجاب من يكون مثله في حسن القبول وسعة التلامذة والمسترشدين، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد فاضل اللاهوري عن الشيخ إله داد الأكبر آبادي عن الشيخ محمد جلال عن السيد نور عن الشيخ زين العابدين عن الشيخ عبد الغفور عن الشيخ وجيه الدين العلوي الكجراتي، مات لاثنتي عشرة خلون من جمادى الأولى سنة ثمان عشرة ومائة وألف بمدينة لاهور، كما في خزينة الأصفياء. الأمير محمد رفيع التوني الأمير الكبير محمد رفيع بن محمد أفضل الحسيني التوني مبارز الملك نواب سربلند خان بهادر دلاور جنك كان من الرجال المعروفين بالهند، قدمها معه والده في أيام عالمكير وتزوج بهدية بيكم بنت الأمير روح الله خان العالمكيري وتقرب إلى الملوك والأمراء، لقبه شاه عالم بسربلند خان وبعثه عظيم الشأن بن شاه عالم إلى بنكاله نيابة عنه ثم جعله فوجدار في متصرفية كزه ولما قتل عظيم الشأن بعثه ذو الفقار خان العالمكيري إلى كجرات نيابة عنه ولما تولى المملكة فرخ سير بن عظيم الشأن ولي على بلاد أوده ثم بهار بكسر الموحدة وفي أيام رفيع الدرجات ولي على كابل وفي أيام محمد شاه ولي على كجرات سنة سبع وثلاثين ومائة وألف. وكان رجلاً شجاعاً مقداماً باسلاً كريماً كثير الاحسان حسن الخلق محباً لأهل العلم محسناً إليهم، توفي بمدينة دهلي سنة أربع وخمسين ومائة وألف فدفن في جوار الشيخ نظام الدين البدايوني. الشيخ محمد رفيع المشهدي الشيخ الفاضل محمد رفيع بن محمود الشيعي المشهدي صاحب حملة حيدري ذكره الكشميري في نجوم السماء قال: إنه قدم الهند معه خاله محمد طاهر المشهدي في أيام عالمكير وولي على ديوان الخراج في أقطاع معز الدين محمد معظم بن عالمكير فاستقل بها مدة من الزمان ثم ولي على قلعة كواليار وأقام بحراستها مدة من الدهر ولما مات عالمكير عزل عنها واعتزل بدهلي، وكان شاعراً مجيد الشعر بالفارسية يتلقب بالباذل، له حملة حيدري كتاب بسيط في غزوات سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، ومن شعره قوله: تو جنان رميدي از من كه بخواب هم نه آئي بكدام اميدواري بروم بخواب بي تو توفي سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف بدهلي فدفن بها. القاضي محمد زاهد الهروي الشيخ العالم الكبير العلامة القاضي محمد زاهد بن القاضي محمد أسلم الحنفي الهروي الكابلي أحد الأساتذة المشهورين في الهند، لم يكن له نظير في عصره في المنطق والحكمة، ولد ونشأ في الهند وقرأ العلم على والده وعلى مرزا محمد فاضل البدخشي، وكان مفرط الذكاء سريع الإدراك قوي الحافظة لم يكن يحفظ شيئاً فينساه فمهر في الفضائل وتأهل للفتوى والتدريس وله ثلاث عشرة سنة، ثم تقرب إلى شاهجهان فولاه تحرير السوانح بكابل في رمضان سنة أربع وستين وألف فاستقل به مدة طويلة، ثم ولاه عالمكير الاحتساب في معسكره وذلك في سنة سبع وسبعين وألف فأقام بأكبر آباد ودرس وأفاد بها مدة ثم استقال فولي الصدارة بكابل فسار إليها وصرف عمره في الدرس والإفادة. له مصنفات متداولة وغير متداولة كحاشيته على شرح المواقف وحاشيته على شرح التهذيب للدواني الجزء: 6 ¦ الصفحة: 817 وحاشيته على الرسالة القطبية في مبحث التصور والتصديق وهذه الثلاثة متداولة في المدارس، وله حاشية على شرح التجريد وحاشية على شرح الهياكل. ومن فوائده ما قال في مبحث الوجود: والتحقيق أن الوجود بالمعنى المصدري أمر اعتباري متحقق في نفس الأمر وبمعنى ما به الموجودية موجود بنفسه بل واجب لذاته، وذلك لأن معنى كون الشيء اعتبارياً متحققاً في نفس الأمر أن يكون مصوفه بحيث يصح انتزاعه عنها، فههنا ثلاثة أمور: الأول المنتزع عنه وهو الماهية من حيث هي هي، والثاني المنتزع وهو الوجود بالمعنى المصدرين والثالث منشأ الانتزاع وهو الوجود بمعنى ما به الموجودية، وهو الوجود القائم بنفسه الواجب لذاته لأنه ليس قائماً بالماهية لا على وجه الانضمام وإلا يلزم تأخره عن وجود الموصوف ولا على وجه الانتزاع وإلا يلزم حين انتزاع الوجود المصدري انتزاع آخر بل انتزاعات غير متناهية. ومنها ما قال في مبحث علم الواجب تعالى: اعلم أن للواجب تعالى علماً إجمالياً وعلماً تفصيلياً، أما العلم الإجمالي فهو مبدء للعلم التفصيلي وخلاق للصورة الذهنية والخارجية وهو العلم الحقيقي وهو صفة الكمال وعين الذات وتحقيقه على ما ألهمني ربي بفضله ومنه أن للممكن جهتين جهة الوجود والفعلية وجهة العدم واللافعلية وهو بحسب الجهة الثانية لا يصلح أن يتعلق به العلم فإنه بهذه الجهة معدوم محض فالجهة التي بحسبها يتعلق به العلم هي الجهة الأولى وهي راجعة إليه لأنه وجود الممكن هو بعينه وجود الواجب كما ذهب إليه أهل التحقيق فعلمه تعالى بالممكنات ينطوي في عمله بذاته بحيث لا يعزب عنه شيء منها ويعينك على فهم ذلك حال الأوصاف الانتزاعية مع موصوفاتها فإن لها وجوداً يحذو حذو الوجود الخارجي في ترتب الآثار وهو منشأ الاتصاف وبحسبه الامتياز بينها وبين موصوفاتها، وأما العلم التفصيلي فهو علم حضوري بالموجودات الخارجية وبالصور الذهنية العلوية والسفلية فتأمل لعله يحتاج إلى تجريد الذهن وتدقيق النظر، وقد زدنا على ذلك في تعليقات شرح التجريد، انتهى. توفي سنة إحدى ومائة وألف بمدينة كابل. الشيخ محمد زبير السرهندي الشيخ الامام العالم الكبير محمد زبير بن أبي العلاء بن محمد بن معصوم بن أحمد العمري السرهندي أحد العلماء الربانيين، ولد بسرهند ونشأ بها، وتوفي والده في صغر سنه فتربى في مهد جده وأخذ عنه ولازمه زماناً وبشره جده بالقيومية ولما توفي جده تولى الشياخة مكانه، وكان كثير الذكر والمراقبة يشتغل بالنفي والإثبات كل يوم أربعاً وعشرين ألف مرة وباسم الذات خمسة عشر ألف مرة بحبس النفس، وكان يصلي صلاة الأوابين بعد صلاة المغرب ثم يشتغل بالنفي والإثبات عشرة آلاف مرة، ثم يتوجه إلى مريديه من الرجال فيلقى عليهم النسبة، ثم يصلي العشاء ويدخل المنزل ويتوجه إلى من بايعته من النساء فيلقي عليهن النسبة إلى نصف الليل، ثم يستريح ساعة أو ساعتين ثم ينهض للتهجد ويقرأ في الصلاة سورة يس أربعين مرة وربما يقرأها ستين مرة ثم يصلي الفجر ويراقب، ولم يزل كذلك إلى أوان الضحى، ثم يتوجه إلى مريديه من الرجال ويلقنهم الذكر ويشتغل بالذكر إلى الهاجرة، ثم يقيل ساعة ثم ينهض ويصلي صلاة الزوال ويطول فيها القراءة ثم يتغدى، ثم يصلي الظهر ثم يشتغل بالذكر والتوجه إلى أصحابه إلى صلاة العصر، ثم يدرس المشكاة ومكاتيب جده الشيخ أحمد المجدد. وكان إذا خرج من زاويته فرش له الملوك والأمراء المناديل الحريرية والشيلان الكشميرية ليضع عليه قدمه، وإذا ركب تبعه الملوك والأمراء فيظن أنه موكب السلطان. حكى أن الشيخ سعد الله الدهلوي كان قاعداً في الجامع الكبير بدهلي فرأى موكباً يتبعه الأمراء راكبين وراجلين حف بالأنوار الإلهية يتلألأ به الأرض إلى السماء، فوثب الشيخ من مكانه وألقى كساءه على الأرض وقال: اذهبوا به واحرقوه في النار! فسأله الناس عن ذلك، فقال: إني رأيت من الأنوار على موكب هذا الأمير ما لم أجد في كساءي هذا مع أني عبدت الله سبحانه في ذلك ثلاثين سنة فقال له الناس: إن ذلك الجزء: 6 ¦ الصفحة: 818 موكب الشيخ محمد زبير، فحمد الله تعالى وأخذ الكساء وقال: لا بأس فإنه نجل مشايخي، انتهى. توفي محمد زبير لأربع خلون من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ومائة وألف بدهلي فنقلوا جسده إلى سرهند ودفنوه بها وله ثمان وخمسون سنة. مولانا محمد زكريا الدهلوي الشيخ الصالح محمد زكريا الحسيني الدهلوي أحد المشايخ المشهورين، ولد بدهلي وتوفي والده في صغر سنه فرحل إلى لاهور ونشأ بها وأخذ عن الشيخ محمد السندي وصحبه مدة من الزمان، وهو ممن أخذ عن شاه محمد العباسي اللاهوري عن شاه محمد اللودي عن بير محمد اللودي عن الشيخ آدم بن إسماعيل الحسيني البنوري، وكان يسترزق بالتجارة بدهلي، أخذ عنه الصوفي آباداني، مات لتسع خلون من ذي القعدة سنة ثمانين ومائة وألف بدهلي فدفن بها، كما في يادكار دهلي. محمد زمان السرهندي الشيخ محمد زمان السرهندي الشاعر المشهور المتلقب بالراسخ كان من الشعراء المفلقين، قربه محمد أعظم بن عالمكير إلى نفس وأعطاه سبعمائة منصباً، ومن شعره قوله: جامة صبر ببالائي جنون تنك آمد آنجه از دست بر آمد بكريبان كرديم توفي سنة سبع بعد المائة والألف، كما في سرو آزاد. السيد محمد سالم الروبزي الشيخ الصالح محمد سالم بن محمد رضاء بن أبي محمد بن فتح الله الحسيني الترمذي الروبزي أحد مشايخ الطريقة الجشتية، ولد ونشأ بقرية ربز بضم الراء المهملة وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد سعيد بن يوسف الحسيني الأنبالوي ولازمه مدة ثم جلس على مسند الإرشاد، أخذ عنه ابن أخيه محمد أعظم وجمع من المشايخ، توفي سنة خمس وسبعين ومائة وألف بروبز، كما في أنوار العارفين. الشيخ محمد سعيد البدايوني الشيخ الفاضل محمد سعيد بن محمد شريف بن محمد شفيع العثماني الأموي البدايوني أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة بدايون وسافر للعلم إلى دهلي وأخذ عن الشيخ كليم الله الجهان آبادي ولازمه مدة من الزمان واشتغل عليه بأذكار القوم وأشغالها، فلما برع في العلم والمعرفة رجع إلى بلدته واستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح مدة حياته، مات لأربع ليال خلون من ذي القعدة سنة سبع وخمسين ومائة وألف بمدينة بدايون فدفن بها، كما في تذكرة علماء الهند. مولانا محمد سعيد السهالوي الشيخ الفاضل محمد سعيد بن الشيخ الشهيد قطب الدين الأنصاري السهالوي كان ثاني أبناء والده، ولد ونشأ بقرية سهالي وقرأ العلم على والده، لازمه مدة ولما قتل والده سافر إلى معسكر السلطان عالمكير وكان في بلاد الدكن فرفع إليه القصة فمنحه عالمكير قصراً رفيعاً بمدينة لكهنؤ كان من أبنية تاجر أفرنكي ولذلك يسمونه، فرنكي محل فرجع إلى بلاده وحمل عياله وأثقاله إلى لكهنؤ وسكن بذلك القصر مع إخوته وأقاربه ثم رجع إلى المعسكر وحصل السند المجدد فبعثه إلى إخوته، وكان صاحب حياء وعفة وعلم وعمل، له مشاركة في تأليف الفتاوي الهندية كما في آثار الأول، مات في شبابه في أيام شاه عالم، كما في رسالة قطبية. الشيخ محمد سعيد الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد سعيد بن محمد ظريف بن خان محمد بن يار محمد ابن خواجه أحمد الأفغاني الدهلوي، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام والعربية، ولد ونشأ بأفغانستان وسافر للعلم فقدم دهلي ولازم دروس الشيخ الأجل ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وسافر معه إلى الحجاز فحج وزار وأسند الحديث ولازمه مدة حياة الشيخ ولي الله المذكور ثم خرج من دهلي وجاء إلى الجزء: 6 ¦ الصفحة: 819 بريلي في أيام رحمة خان أمير تلك الناحية فجعله رحمة خان معلماً لولده عناية خان فاختار الإقامة ببلدة بريلي ومات بها قبل سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، أخبرني بذلك حفيده نجم الغني، وإني رأيت في مكتوب الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي أرسله إلى الشيخ أبي سعيد بن محمد ضياء الحسني البريلوي بعد رجوعه عن الحجاز سنة ثمان وثمانين ومائة وألف يخبره بوفاة محمد سعيد لعله مات سنة سبع وثمانين ومائة وألف. الشيخ محمد سعيد الأنبالوي الشيخ العالم الفقيه محمد سعيد بن محمد يوسف بن غلام محمد بن محمد أفضل الحسيني الترمذي الأنبالوي - رحمه الله - كان من كبار المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن الشيخ أبي المعالي الأنبهلوي ولازمه مدة من الزمان ثم تولى الشياخة بأنباله، وكان له شأن عالم في اتباع السنة السنية والإقتداء بآثار السلف الصالح مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والاشتغال بالله سبحانه والتجرد عن أسباب الدنيا ودعاء الخلق إلى الحق تعالى، ذكره اللكهنوي في بحر زخار قال: إنه كان عارفاً كبيراً زاهداً منقطعاً إلى الله سبحانه راغباً عن حطام الدنيا لا يدخر مالاً ولا يخاف عوزاً، أعطاه الملوك والأمراء مائة لكوك من النقود في أوقات مختلفة فما أخذ منها شيئاً بل صرفها على الفقراء والمساكين، وكان من دأبه أن لا يبيت ليلة وفي بيته شيء من المال فإنه كان يصرفه في ذلك اليوم، قال: وكان الشيخ محمد صابر بن أية الله بن علم الله الحسني البريلوي يقول: إني أدركته فما وجدته مخالفاً للسنة السنية في أمر من الأمور غير أنه كان يستمع الغناء اقتداءاً بشيوخه، انتهى. توفي لخمس خلون من رمضان سنة ثلاث ومائة وألف وقبره بكهرام، كما في بحر زخار. ملا محمد سعيد المازندراني الشيخ الفاضل محمد سعيد بن محمد صالح الشيعي المازندراني كان ابن بنت العلامة محمد تقي المجلسي، قدم الهند في عهد عالمكير فجعله معلماً لبنته زيب النساء بيكم فاستقام على تلك الخدمة زماناً طويلاً، ثم اشتاق إلى بلاده فأنشأ قصيدة في مدح زيب النساء المذكورة وقال في تلك القصيدة: يكبار از وطن نتوان بر كرفت دل در غربتم اكرجه فزون است اعتبار بيش تو قرب وبعد تفاوت نمى كند كو خدمت حضور نباشد مرا شعار نسبت جو باطن است جه دهلي جه اصفهان دل بيش تست تن جه بكابل جه قندهار فذهب إلى أصفهان سنة ثلاث وثمانين وألف وأقام بها زماناً، ثم عاد إلى الهند ودخل عظيم آباد فتقرب إلى عظيم الشأن بن شاه عالم وكان أميراً على تلك الناحية وخصه الأمير بالقعود في مجلسه لكبر سنه فاحتظ بعنايته مدة، ثم عزم على سفر الحج ولما وصل إلى مونكير مات بها، ومن شعره قوله: در ايران نيست جز هند أرزو بي روزكاران را تمام روز باشد حسرت شب روزه داران را توفي سنة ست عشرة ومائة وألف، كما في سرو آزاد. ملا محمد سعيد الجونبوري الشيخ الفاضل محمد سعيد الشيعي الجونبوري أحد عباد الله المقيمين على الطاعة، له تعليقات شتى على أكثر الكتب منها حواشيه على الإقبال لعلي ابن طاؤس الشيعي منها ما كتبه على هامشه فيما يتعلق بصيام شعبان: الحمد لله الذي وفقني لهذا الصيام إلى تمام الشهر أكثر من ثلاثين سنة فإني لم أتركه في الحضر ولا في السفر ابتغاءاً لمرضاة غافر البشر، وما ذلك على جناب فضله بعزيز وأرجو أن أصوم الشهرين إلى منتهى عمري، وقد جاوزت من سني إلى ما أعذر الله تعالى لعبده في تلك السنة وذلك السن العالي وقد صرت الآن من تعاقب الآلام والأحزان كالشن البالي ولكني قد متعني الله بفضله وكرمه إلى الآن وهو أول مرحلة من مراحل السبعين بالحواس الظاهرة والباطنة خصوصاً السمع والبصر والأسنان وذلك الجزء: 6 ¦ الصفحة: 820 فضل الله يؤتيه يشاء. ومنها ما كتبه على ما يتعلق بصيام رجب: إني ما تركت منذ قرن وهو ثلاثون سنة صوم تمام رجب وشعبان قاطبة في السفر والحضر. وكتب على حاشية قلائد الجمان في ترجمة محمد بن إسحاق المطلبي صاحب السيرة هو عندي موجود بفضله ومنه، توفي سنة 1143 هـ انتهى ما في نجوم السماء ملخصاً. الشيخ محمد سعيد الدهلوي الشيخ الفاضل محمد سعيد الدهلوي ثم الأكبر آبادي أحد الرجال المعروفين بالفضل، ولد بأكبر آباد ونشأ بها وقرأ العلم على الشيخ عبد العزيز بن عبد الرشيد الحسيني الأكبر آبادي وصرف عمره في الدرس والإفادة، وكان بارعاً في الشعر والإنشاء يتلقب بالإعجاز، ومن شعره قوله: برنك كرد باد آشفته أم در دشت بيتابي بود سر كشتكي شيرازة مشت غبار من مات سنة سبع عشرة ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار. الشيخ محمد سعيد اللاهوري الشيخ الصالح محمد سعيد الشطاري النقشبندي اللاهوري أحد المشايخ المعمرين، أخذ الطريقة الشطارية عن الشيخ محمد أشرف اللاهوري والطريقة النقشبندية عن الشيخ سعد الله النقشبندي والطريقة القادرية عن السيد محمود بن علي الحسيني الكردي بالمدينة المنورة وحج وزار مرتين وعمره جاوز مائة وعشر سنين، أدركه الشيخ ولي الله الدهلوي بمدينة لاهور وأخذ عنه أعمال الجواهر الخمسة ووصفه بالصالح الثقة المعمر في الإنتباه، مات سنة ست وستين ومائة وألف بمدينة لاهور، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد سعيد البدايوني الشيخ العالم الصالح محمد سعيد الجعفري القادري البدايوني أحد عباد الله الصالحين، ولد بقرية بيدي بور ونشأ بها وسافر للعلم إلى عظيم آباد ثم قدم لكهنؤ وأقام بها قليلاً، ثم دخل كوبامؤ وقرأ أكثر الكتب الدرسية على القاضي شهاب الدين العمري الكوباموي ثم سار إلى ساندي وأخذ عن القاضي أبي الحسن الحسيني الترمذي ولازمه مدة وأخذته الجذبة الربانية فاشتغل بمطالعة كتب الحقائق والمعارف ولازم الرياضة والمجاهدة حتى فتحت عليه أبواب المعرفة واستفاض عن روحانية الشيخ عبد القادر الجيلاني وبايع الشيخ المعمر سلطان القادري وسكن في آخر عمره ببدايون، أخذ عنه المفتي عبد الغني العثماني البدايوني وخلق آخرون، مات سنة ثلاث وستين ومائة وألف ببدايون فدفن بها، كما في تذكرة الواصلين. مولانا محمد شاكر اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد شاكر بن عصمة الله بن عبد القادر العمري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم على جده ووالده وعلى المفتي وجيه الدين الكوباموي وعلى الشيخ بير محمد اللكهنوي وقرأ فاتحة الفراغ وله تسع عشرة سنة فاشتغل بالدرس والإفادة، وصنف كتباً منها شرح تهذيب المنطق للتفتازاني وشرح قصيدة البردة للبوصيري صنفه بأمر شاه عالم بن عالمكير ومنها الرسالة الإعتقادية ومنها الرسالة القاسمية في علم الدعوة ومنها الرسالة المنتخبة في أحوال الموتى ومنها خلاصة المناقب في أخبار آبائه وجدوده ومنها حل اللغات القرآنية له رسالة في الوصايا وله غيرها من الرسائل. توفي لثمان عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف وله أربع وستون سنة بمدينة لكهنؤ فدفن عند والده كما في بحر زخار. مولانا محمد شجاع الهتكامي الشيخ الفاضل محمد شجاع بن معز الدين اليحيوي الإسحاقي الأوشي الهتكامي صاحب منهج الرشاد لنجاة العباد، ولد ونشأ بهتكام بفتح الهاء قرية جامعة من أعمال إله آباد وقرأ العلم على العلامة محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي وأخذ عن القاضي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 821 محمد بناه الجونبوري أيضاً ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد معصوم الأويسي الكاكوري وصحبه مدة طويلة حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، ولما غلب على بلاده الكفار سافر إلى أفغانستان وأقام بها زماناً ثم رجع إلى بلاده، وصنف كتاباً في الكلام ورتبه على ثلاث مقالات وخاتمة، أما المقالتان ففي المسائل الإعتقادية فالأولى في المبدأ والثانية في المعاد، وأما الثالثة ففي الأوراد والوظائف والنكت واللطائف، وأما الخاتمة ففي ذكر بعض الأولياء ورؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المنام، وعندي نسخة من ذلك الكتاب بخط المصنف كتبه سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، فلنذكر بعض مختاراته في المسائل ونلتقط من ذلك الكتاب. قال في الفصل الثاني من المقالة الأولى في معارف الصوفية: اعلم أنهم قائلون بوحدة الوجود فهم أهل التوحيد والعيان وأهل التوحيد أهل الله خاصة لأنهم مبرؤن عن الغيرية ومقرون بالوحدة وهذا هو الخصوصية الموجبة لكمال القربة، قال المولوي الجامي قدس سره السامي في رسالته المسماة بالدرر الفاخرة: اعلم أن مستند الصوفية في ما ذهبوا إليه هو الكشف والعيان لا النظر والبرهان، انتهى، فالموحدون هم أهل الحال لا أولو المقال كما يرى في أكثر مشايخ هذا الزمان أنهم يقولون: التصوف بمطالعة اللوائح وشرح الرباعيات ولا يعلمون حقيقة الحال، قال الشيخ المقتول في حكمة الإشراق: الصوفي هو الذي اجتمع فيه الملكات الشريفة والرجل لا يصير أهلاً إلا بالمعارف والمكاشفات العظيمة بتعب عظيم، انتهى، أقول: إن الصوفية المتشرعين القائلين بالوحدة استدلوا على مذهبهم بالنص، أما القرآن فقوله تعالى "وهو معكم أينما كنتم: وقوله "نحن أقرب إليه من حبل الوريد" وقوله "أينما تولوا فثم وجه الله" وقوله "هو الأول والآخر والظاهر الباطن: الآية وقوله "أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً" وقوله "سنريهم آياتنا في الآفاق" وغيرها، ولقوله عليه السلام: إن الله خلق آدم على صورته وقوله: نحن الآخرون السابقون وقوله: اللهم إني أعوذ بك منك وقوله: من عرف نفسه فقد عرف ربه وقوله: كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته، إلى غير ذلك. وقال في رفع السبابة في التشهد في الصلاة: اختلف علماؤنا في رفعها وعدمه في التشهد فأجازه قوم ونفاه آخرون، فالمثبتون كثيرو والنافون شرذمة قليلون، والحق أن الرفع هو الموافق للأحاديث الصحاح والروايات الفقهية. وقال في صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة للاحتياط: أما صلاة الجمعة فوجوبها ثابت بالكتاب والسنة والإجماع لا خلاف فيه لأحد من الفقهاء إنما الخلاف في وجود شرائطه وتعيين المصر وجازه وشكه وأداء صلاة الظهر وتركه، فنقول: ذهب شرذمة قليلة من الفقهاء إلى أن صلاة الظهر لا يجوز بعد الجمعة لأنه إذا صلى كليهما وقع الشك في أحدهما والشك لا يغني عن أداء الواجب، لكن مذهب أكثر الفقهاء جواز بعدها للاحتياط، انتهى، ثم سرد المصنف الروايات الفقهية وقال بعد ذلك: فثبت من هذه الروايات صلاة الظهر للاحتياط سيما في هذا الزمان الذي لا حاكم ولا سلطان ولا عالم ولا قضاة ذوي الأديان. وقال في مسألة فضل غير الصحابي على الصحابي: يجوز أن يكون أي غير الصحابي أفضل من الصحابي باعتبار كثرة الثواب ونيل الدرجات في الآخرة لايمانه بالغيب طوعاً ورغبة والتزام طريق السنة مع فساد الزمان، انتهى، ثم فرع عليه في موضع آخر من ذلك الكتاب أفضلية عمر بن عبد العزيز على معاوية وشنع على الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية حيث نقل عن عبد الله بن المبارك: أن غبار أنف فرس معاوية في الجهاد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل من عمر بن عبد العزيز. ثم قال بعد مطاعن معاوي: اعلم أن الأصل عند علمائنا رحمهم الله أنهم لم يسؤا الظن به للقطع بصحابيته والظن بهذه الأمور المزبورة والظن لا يغني من الحق شيئاً وبعض الظن إثم فالحق كف السب واللعن بل الذم والطعن عليه، وعن محمد لا يمدح معاوية ولا يذم، إلى غير ذلك. وقال في باب اللعن على يزيد: قد اختلفوا في لعنه وكفره علماء أهل السنة فذكر في الخلاصة وغيره: لا ينبغي اللعن عليه ولا على الحجاج ومن كان من أهل الجزء: 6 ¦ الصفحة: 822 القبلة لأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عن لعن المصلين، وما نقل عن لعن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبعض المصلين وأهل القبلة فلما أنه يعلم من حاله ما لا يعلمه غيره، وبعضهم أطلق اللعن عليه لما أنه كفر حين أمر بقتل الحسين واتفقوا على جواز اللعن على من قتله أو أمر به أو أجازه أو رضي به والحق أن رضاء يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك وإهانة أهل بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما تواتر معناه وإن كان تفاصيله آحاداً فنحن لا نتوقف في شأنه بل في إيمانه لعنه الله وأنصاره وأعوانه، كما قال التفتازاني في شرح العقائد وقد بسط القول في ذلك جداً وشنع على عبد الكريم البشاوري صاحب المخزن جداً. الشيخ محمد شفيع البدايوني الشيخ الفاضل محمد شفيع بن مصطفى بن عبد الغفور بن عزيز الله بن كريم الدين الأموي العثماني البدايوني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والتصوف، تفقه على أبيه وأخذ عنه الطريقة ثم درس وأفاد مدة، توفي في آخر القرن الحادي عشر أو أوائل الثاني عشر، كما في تذكرة علماء الهند. الشيخ محمد شفيع الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة محمد شفيع بن محمد مقيم الحسيني اللاهوري ثم الدهلوي كان من ذرية محمد قاسم أنوار الخوافي، ولد ونشأ بمدينة لاهور وتوفي والده في صغر سنه فانتقل من بلدته مع أمه وعمه محمد طاهر إلى جونبور وبايع الشيخ جلال الدين الحسيني الحسين بوري، وأقام بجونبور مدة، ثم لما عزل عمه محمد طاهر عن خدمته بجونبور وولي تحرير السوانح بمدينة لكهنؤ انتقل معه إلى لكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على القاضي عبد القادر اللكهنوي ولقي الشيخ بير محمد فأشار عليه أن يسافر إلى جونبور فرحل إليها وقرأ سائر الكتب الدرسية على أساتذة تلك البلدة ثم رجع إلى لكهنؤ وأخذ الطريقة عن الشيخ بير محمد المذكور وصحبه مدة ثم ذهب إلى كوركهبور وكان عمه محمد طاهر انتقل إلى ذلك المقام فأقام بها برهة من الزمان واعتقد بفضله فدائي خان أمير تلك البلدة، ثم أمره شيخه بير محمد أن يذهب إلى دار الملك دهلي ويقيم بها فسافر إلى دار الملك وتولى الشياخة بها، فلما ذهب فدائي خان إلى دار الملك أسس له عمارات رفيعة من مسجد وزاوية وغيرها فسكن بدهلي وجاء إلى لكهنؤ بعد وفاة شيخه بير محمد وأجلس على مسنده محمد آفاق البهاري ثم رجع، وسافر إلى الحجاز ولم يتقيد بالزاد والراحة واستصحب أمه فحج وزار وانتفع بعلومه أهل الحرمين ثم رجع إلى دهلي ومات بها، أخذ عنه خلق كثير وكان يدرس ويفيد صباحاً ومساءاً، توفي لتسع عشرة خلون من محرم سنة تسع ومائة وألف فأرخ لموته بعض أصحابه من قوله: باك بخدا بيوست كما في بحر زخار. القاضي محمد شفيع الكجراتي الشيخ الفاضل محمد شفيع الحنفي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولي القضاء بميرله من أعمال أحمد آباد في عهد السلطان عالمكير سنة إحدى ومائة وألف، كما في مرآة أحمدي. السيد محمد صابر البريلوي السيد الشريف محمد صابر بن آية الله بن علم الله الحسني الحسيني البريلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد بمدينة بريلي بزاوية جده علم الله ونشأ في مهد العلم والمشيخة، ثم سافر إلى دهلي وسرهند وأخذ عن الشيخ محمد صديق بن محمد معصوم النقشبندي السرهندي وصحبه مدة من الزمان، ولما توفي صنوه الكبير محمد ضياء استقدمته أمه الكريمة من دهلي فتولى الشياخة مقام أخيه المذكور فاستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح مدة طويلة، وكان شيخاً جليلاً منور الشيبه، ذا سخاء وإيثار وخلق وكرم، يتلألأ على جبينه سيماء الصالحين. توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، كما في أعلام الهدى. الشيخ محمد صادق السندي الشيخ الفاضل محمد صادق بن عناية الله التتوي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 823 السندي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بمدينة تته وقرأ النحو والعربية والفقه والأصول وغيرها على الشيخ محمد معين بن محمد أمين السندي ثم سافر للحج فدخل مدينة سورت وأخذ العلوم الحكمية عن الشيخ عبد الولي بن سعد الله السلوني نزيل تلك البلدة، ثم رجع إلى أرض السند وتصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، كما في تحفة الكرام. الشيخ محمد صادق الكجراتي الشيخ العالم المحدث محمد صادق بن محمد غني الفتني الكجراتي أحد كبار العلماء، له إجازة عامة عن الشيخ المحدث محمد سعيد بن حسين الكوكني القرشي النقشبندي المدني، رأيت الإجازة بخطه على ظهر الأمم لإيقاظ الهمم للشيخ إبراهيم بن الحسن الكوراني المدني كتبها يوم الجمعة لليلة بقيت من رمضان سنة أربع عشرة ومائة وألف بالمدينة المنورة. الشيخ محمد صالح البنكالي الشيخ الفاضل محمد صالح الحنفي البنكالي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والحكمة والكلام وسائر الفنون العقلية قرأ الكتب الدرسية على القاضي شهاب الدين العمري الكوباموي ثم لازم السيد محمد زاهد بن محمد أسلم الحسيني الهروي وأخذ عنه ثم تصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه القاضي قطب الدين ابن شهاب الدين المذكور وأسند عنه مصنفات السيد الزاهد وكان يفتخر ولده وهاج الدين بن قطب الدين بذلك، كما في رسالة قطبية. مولانا محمد صالح الخير آبادي الشيخ الفاضل محمد صالح الحسيني الخير آبادي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بخير آباد وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره ثم لازم القاضي عبد الرحيم المراد آبادي وأخذ عنه وقرأ عنده فاتحة الفراغ ثم أخذ الطريقة عن الشيخ جان محمد السياح المراد آبادي ورجع إلى بلدته وعكف على الدرس والإفادة. له مصنفات عديدة أحسنها شرح تهذيب الكلام للتفتازاني، توفي سنة سبع وأربعين ومائة وألف بمدينة دهلي فنقلوا جسده إلى خير آباد ودفنوه بها، كما في بحر زخار. مولانا محمد صالح الكجراتي الشيخ الفاضل محمد صالح بن نور الدين الأحمد آبادي الكجراتي أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بأحمد آباد وحفظ القرآن بالقراءات السبع ثم قرأ العلم على والده وبرع فيه وتأهل للفتوى والتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، وسافر إلى دهلي مرتين، مرة في عهد فرخ سير ومرة في عهد محمد شاه، وفي كل مرة نال من التفات الملوك والأمراء أحسن منال، وكان في الورع والعزيمة وصلاح العمل على قدم والده، ومات في حياة أبيه لست عشرة خلون من جمادى الأولى سنة سبع وأربعين ومائة وألف بدار الملك دهلي فنقلوا جسده إلى أحمد آباد فدفنوه بها بحظيرة جده ملا محمود، كما في مرآة أحمدي. الشيخ محمد صالح الكجراتي الشيخ الصالح محمد صالح الحسيني البخاري الكجراتي كان من نسل برهان الدين عبد الله بن محمود الحسيني البخاري وصاحب سجادته، مات سنة إحدى ومائة وألف فدفن بمقبرة أسلافه، كما في مرآة أحمدي. الشيخ محمد صالح الكشميري الشيخ العالم المجود محمد صالح الحنفي الكشميري ثم الأورنك آبادي أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكشمير وسافر للعلم إلى أكبر آباد وأخذ عن الأمير عبد الله الأحراري ثم عن الشيخ أبي العلى بن أبي الوفاء الحسيني الأكبر آبادي ولازمه ملازمة طويلة حتى بلغ رتبة المشيخة فرخصه الشيخ المذكور إلى أورنك آباد فسكن بها وحصل له القبول العظيم، وكان يعرف بخواجه وفاء. مات لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة ثمان عشرة ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 824 الشيخ محمد صديق السرهندي الشيخ الصالح محمد صديق بن محمد معصوم بن الشيخ أحمد المجدد الحنفي السرهندي كان سادس أبناء والده، ولد بسرهند سنة تسع وخمسين وألف وأخذ عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، أخذ عنه الشيخ سعد الله الحافظ الدهلوي والسيد محمد صابر بن آية الله البريلوي وخلق آخرون، توفي لخمس خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف وله اثنتان وسبعون سنة، كما في الهدية الأحمدية. الحكيم محمد صديق البلكرامي الشيخ الفاضل محمد صديق بن القاضي إحسان الله العثماني البلكرامي الشاعر، ولد ونشأ ببلكرام وحفظ القرآن على عبد اللطيف الملانوي وقرأ المختصرات على بير محمد بن محمد فاضل القنوجي ثم رحل إلى سنديله وقرأ أكثر الكتب الدرسية على السيد عبد الله بن زين العابدين وعلى دين محمد بن وجيه الدين وقرأ القانون للشيخ الرئيس على الشيخ محمد أعلم بن شاكر الله، ثم اشتغل بقرض الشعر والصناعة الطبية وسافر إلى دهلي ولازم سراج الدين علي الأكبر آبادي مدة ثم رجع إلى بلكرام. له مصنفات منها تحقيق السداد في النقد على آزاد، رسالة له بالفارسية تعقب فيه على ديوان الشعر للسيد غلام علي آزاد البلكرامي، وله ديوان الشعر الفارسي، كما في شرائف عثماني. مولانا محمد صديق اللاهوري الشيخ العالم الكبير محمد صديق الحنفي اللاهوري أحد كبار الفقهاء، ولد يوم الإثنين لليلة بقيت من محرم سنة ثمان وعشرين ومائة وألف وحفظ القرآن وقرأ العلم على مرزا أحمد الله وملا حفيظ اله وملا عبدا لله وملا ظهور الله ومولانا شهريار ومولانا محمد عابد اللاهوري وعلى غيرهم من العلماء، وجد في البحث والاشتغال حتى برز في الفضائل وتأهل للفتوى والتدريس فدرس وأفاد مدة طويلة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سنة سبعين ومائة وألف وأسند الحديث بها عن الشيخ يحيى بن صالح المكي المدرس في الحرم المحترم والشيخ المحدث أبي الحسن السندي. له مصنفات كثيرة منها سلك الدرر في السير ومدار الإسلام في الكلام وشروط الإيمان والقول الحق في بيان ترك الشعر والحلق ودرس التعسف عن ساحة عصمة يوسف وهدم الطاغوت في قصة هاروت وماروت ونور حدقة الثقلين في تمثال النعلين وشرح النفحات الباهرة في جواز القول بالخمسة الطاهرة وإزالة الفسادات في شرح مناقب السادات للدولة آبادي وتبييض الرق في تبيين الحق في رد ما تساهل فيه الشيخ عبد الحق وجامع الوظائف ولقطة الخطب والديوان مزيل الأحزان وزبدة الفرح وجامع الطب الأحمدي وغيرها، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. الحكيم محمد صديق الكشميري الشيخ الفاضل محمد صديق الحنفي الكشميري أحد الفضلاء المشهورين في صناعة الطب، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على نور الشيخ الهدى بن عبد الله اليسوي الكشميري وكانت له يد بيضاء في أمر المعالجة، مات سنة أربع وسبعين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار. مولانا محمد صديق الفرخ آبادي الشيخ الفاضل محمد صديق الهندي الفرخ آبادي أحد العلماء البارعين في العلوم الرياضية، كان أصله من راجبوت وهم طائفة من الهنادك من أهل النجدة والجلادة، أسلم ثم قرأ الكتب الدرسية على أساتذة كوبامؤ ثم رحل إلى دهلي وأخذ الفنون الرياضية عن المرزا خير الله المهندس الدهلوي ورجع إلى وطنه فسكن بقرية من قرى فرخ آباد ومات بها، كما في تاريخ فرخ آباد. السيد محمد ضياء بن السيد آية الله هو السيد الشريف محمد ضياء بن السيد آية الله أكبر أبناء السيد علم الله الحسني، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد في دارة السيد علم الله الحسني الجزء: 6 ¦ الصفحة: 825 في رائي بريلي وتفقه على أبيه وأخذ عنه الطريقة وقضى ثلاثين سنة في خدمة القاصدين لزاوية جده وتربية الطالبين على طريقة جده الكبير، وانتفع بصحبته عدد كبير من الطالبين، وبلغ بعضهم رتبة الكمال بتربيته وقد استخلفه وأنابه والده السيد آية الله بن الشيخ علم الله حين توجه إلى دكن جنوب الهند فناب عنه في الدعوة إلى الله وإصلاح النفوس وتربية الطالبين، أخذ عنه محمد يونس وخلق آخرون. كانت وفاته في الثاني عشر من رمضان يوم الجمعة عام ست وستين ومائة وألف في زاوية جده وخلف ابنين السيد محمد معين والسيد أبو سعيد، كما في أعلام الهدى للسيد نعمان بن السيد محمد نور. مولانا محمد طاهر الإله آبادي الشيخ العالم الكبير العلامة محمد طاهر بن محمد يحيى بن محمد أمين العباسي الأفضلي الإله آبادي، كان أكبر أبناء والده وأوفرهم في العلم والعمل وأكثرهم في الدرس والإفادة، ولد سنة عشر ومائة وألف بمدينة إله آباد وقرأ العلم على المفتي جار الله الحسيني الإله آبادي وتفقه عليه وتمهر وتقدم وصنف ودرس وأفتى، وكان عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المعقول والمنقول والإطلاع على مذاهب السلف والخلف، أخذ عنه إخوته محمد ناصر ومحمد فاخر والشيخ محمد ياسين العثماني الجونبوري وخلق كثير، وله كتاب تحقيق الحق في رد إحقاق الحق للقاضي نور الله التستري وهذا الكتاب في رد إبطال الباطل للشيخ روز بهان وهو رد نهج الحق لمطهر الحلى، وله شرح على فصوص الحكم لابن عربي وله رسالة عرصه في مبحث الفدك وله شرح الشجرة القادرية، وله ترجمة كتاب النورين وله رسالة في إثبات خلافة الصديق رضي الله عنه وله تعليقات على تفسير البيضاوي وشرح على القصيدة الطمطراقية وله رسالة في تفسير آية التطهير، توفي في حياة والده يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف وله ثلاث وثلاثون سنة، كما في ذيل الوفيات. مولانا محمد طاهر الشاهجهنبوري الشيخ الفاضل محمد طاهر الحسيني الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ نظام الدين بن قطب الدين السهالوي اللكهنوي وعلى الشيخ صفة الله بن مدينة الله الحسيني الخير آبادي وعلى غيرهما من العلماء وأخذ الطريقة القادرية عن الشيخ نظام الدين المذكور وتصدى للدرس والإفادة ببلدة شاهجهانبور ومات بها. الشيخ محمد عابد السنامي الشيخ العالم الكبير محمد عابد الحنفي النقشبندي السنامي اللاهوري كان من نسل سيدنا أبي بكر بن أبي قحافة التيمي القرشي رضي الله عنه، ولد ونشأ بلاهور وأخذ العلم والمعرفة عن الشيخ عبد الأحد بن محمد سعيد السرهندي ولازمه ملازمة طويلة ثم سافر إلى الحرمين الشريفين راجلاً من لاهور حتى وصلا إلى البقاع المقدسة فحج وزار ورجع إلى الهند، وكان شديد التعبد يقرأ سورة ياسين في التهجد كل ليلة ستين مرة ويراقب في الله بعد ركعتين ولم يزل على ذلك حتى كان يقرأ في مرض موته السورة المذكورة في التهجد خمساً وثلاثين مرة، وكان يشتغل كل يوم بذكر الكلمة الطيبة عشرين ألف مرة وبالصلوات على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف مرة وبذكر النفي والإثبات مع حبس النفس ألف مرة وبتلاوة القرآن في كبير مقدار، وكان مع ذلك يدرس ويفيد ويلقي على أصحابه أنوار النسبة ويلقنهم الذكر كل يوم وقلما تخلو مدرسته عن مائتي رجل من أهل العلم والمعرفة، كما في المقامات المظهرية. وذكر الشيخ فقير محمد الجهلمي في حدائق الحنفية: أن له مصنفات كثيرة منها تعليقات له على تفسير البيضاوي وشرح بسيط على خلاصة الكيداني وشرح على قصيدة بانت سعاد ورسالة في وجوه إعجاز القرآن، ورسالة في الأربعة الاحتياطية بعد صلاة الجمعة العشرة المبشرة في فضائل الأمة المرحومة، انتهى. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 826 وإني لم أر من ذكرها غير الجهلمي، توفي لثمان عشرة خلون من رمضان سنة ستين ومائة وألف بمدينة لاهور، كما في حدائق الحنفية. مولانا محمد عابد الدهلوي الشيخ الفاضل محمد عابد المهندس الدهلوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولاه محمد شاه على المرصد الذي بناه بدهلي، وله مصنفات عديدة منها رسالة في استخراج أوساط العلوية في فن الهيئة. مولانا محمد عابد الكشميري الشيخ العالم محمد عابد الحنفي النقشبندي الكشميري المشهور بلوبي كر وكان من العلماء المتبحرين، صرف عمره في الإفادة والعبادة مع قناعة وعفاف وتوكل واستغناء وزهد وورع، وجاوز سبعين سنة، توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار. الحكيم محمد عابد السرهندي الشيخ الفاضل محمد عابد الحكيم السرهندي أحد العلماء المشهورين، له شرح على الأسباب والعلامات في مجلدين صنفه سنة ستين ومائة وألف. القاضي محمد عاشق الكرانوي الشيخ الفقيه القاضي محمد عاشق بن عبد الواجد بالجيم بن محمد يعقوب الأنصاري السهالوي ثم الكرانوي، كان من أسرة الشيخ الشهيد قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي، ولد ونشأ بسهالي بكسر السين المهملة وقرأ العلم على أساتذة الشيخ نظام الدين بن قطب الدين المذكور مشاركاً له في الأخذ والقراءة ثم سافر إلى دهلي وولي القضاء بكرانة بكسر الكاف وشاملي كلاهما من قرى مظفر نكر ولقبه شاه عالم بن عالمكير بمعين العلماء فسكن بكرانه وتوفي بها. قال الشيخ نظام الدين المذكور في المناقب الرزاقية: إن الشيخ محمد عاشق شاركني في الأخذ والقراءة على أساتذتي من شرح الشمسية إلى شرح المواقف، انتهى. وفي أغصان الأنساب لرضي الدين محمود الأنصاري: إنه ولي القضاء سنة إحدى وعشرين ومائة وألف فاستقل به مدة حياته وكان غاية في التورع والتشرع وكان يدرس ويفيد مع اشتغاله بمهمات القضاء، مات سنة ثمان وثلاثين ومائة وألف الشيخ محمد عاشق البهلتي الشيخ العالم الكبير المحدث محمد عاشق بن عبيد الله بن محمد الصديقي البهلتي أحد كبار المشايخ يرجع نسبه إلى محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه بإحدى وعشرين واسطة، اشتغل بالعلم من صباه ولازم الشيخ الأجل ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وكان ابن عمته فصحبه وأخذ عنه العلم والمعرفة وسافر إلى الحرمين الشريفين معه سنة أربع وأربعين ومائة وألف فحج وزار وشاركه في الأخذ والقراءة على أساتذة الحرمين أجلهم الشيخ أبو طاهر محمد ابن إبراهيم الكردي المدني وأجازه الشيخ أبو طاهر المذكور فبلغ رتبة لم يصل إليها أحد من أصحاب الشيخ ولي الله المذكور في العلم والمعرفة وصار صاحب سر الشيخ كما عبر به الشيخ أبو طاهر المدني في الإجازة فقال: إنه مرآة كماله وخدين جميل خصاله، انتهى، وقال شيخه ولي الله مخاطباً له: يحدثني نفسي بأنك واصل إلى نقطة قصواء وسط المراكز وأنك في تيك البلاد مفخم بكفيك يوماً كل شيخ وناهز وقال: وإن يك حقاً ما علمت فإنه سيلقي إليك الأمر لا بد سابغاً سيأتيك أمر لا يطاق بهاؤه إلى كل سر لا محالة بالغاً وثلج وبرد يجمعان شتاتكم يزيحان هماً في فؤادك لادغاً وقال مقرظاً لشرح دعاء الاعتصام: الجزء: 6 ¦ الصفحة: 827 ليهنئك ما أوفيت ذروة حقه من الفحص والتفتيش والفهم والفكر وبحثك عن طي العلوم ونشرها ونظمك للأصناف الجواهر والدر وحفظك للرمز الخفي مكانه وخوضك بحراً زاخراً أيما بحر فلله ما أوتيت من حلل المنى ولله ما أعطيت من عظم الفخر أخذ عنه الشيخ عبد العزيز وصنوه رفيع الدين والسيد أبو سعيد البريلوي وخلق كثير. ومن مصنفاته سبيل الرشاد كتاب بسيط بالفارسي في السلوك ومنها القول الجلي في مناقب الولي كتاب في أخبار شيخه ولي الله، ومنها شرح دعاء الاعتصام للشيخ ولي الله في الحقائق والمعارف، ومن أعظم مآثره تبييض المصفى شرح الموطأ للشيخ ولي الله المذكور. توفي نحو سنة سبع وثمانين ومائة وألف، يظهر ذلك من كتاب الشيخ عبد العزيز إلى السيد أبي سعيد البريلوي. مولانا محمد عتيق البهاري الشيخ العالم المحدث محمد عتيق بن عبد السميع الحنفي البهاري أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بأرض بهار وقرأ العلم على عمه الشيخ عبد المقتدر ابن عبد النبي البهاري وهو أخذ عن والده وعن الشيخ نور الحق بن عبد الحق البخاري الدهلوي، وأخذ عنه وجيه الحق بن أمان الله الجعفري البهلواروي، وإني رأيت الإجازة له كتبها للوجيه قال فيه: أما بعد فيقول العبد المتوسل إلى الله الغني بذريعة الحديث النبوي محمد عتيق بن عبد السميع البهاري قد شرفني الله تعالى بقراءة كتب الأحاديث ومن على بكثرة شغلها وطول خدمتها وتفضل على بتعليمها وتبليغها إلى طالبيها، إلخ، ثم إنه سرد أسماء شيوخه، توفي في شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين ومائة وألف، كما في تذكرة الكملاء. السيد محمد عدل البريلوي الشيخ العارف الكبير الفقيه الزاهد محمد عدل بن محمد بن علم الله السيد الشريف الحسني البريلوي أحد كبار المشايخ النقشبندية، له شأن عجيب ووقائع غريبة في الزهد والورع والإيثار والاستغناء عن الناس والهمة الصادقة والنسبة الصحيحة وإلقائها على أصحابه وظهور الآثار عليهم، ولد ونشأ بمدينة رائي بريلي داخل القلعة وقرأ العلم على صنوه الكبير محمد حكم وصنف له أخوه الرسائل في الصرف والنحو، ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة ووصل إلى غاية مناه وتولى الشياخة بعده فانتهت إليه الشياخة بأرض أوده أخذ عنه مولانا أزهار الحق بن عبد الحق اللكهنوي ومولانا ذو الفقار علي الديوي والقاضي عبد الكريم الجوراسي ومولانا أحمد بن محمد نعيم الكرسوي والشيخ محمد يحيى ابن ضياء الجائسي والسيد محمد نعمان بن محمد نور النصير آبادي وخلق كثير من العلماء والمشايخ. توفي لإحدى عشرة خلون من رمضان المبارك سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف بمدينة رائي بريلي فدفن بزاوية جده السيد علم الله المذكور. السيد محمد عسكري الخوافي الأمير الفاضل محمد عسكري بن محمد قاسم الحسيني الخوافي نواب عاقل خان الرازي كان من الأمراء المشهورين، ولد ونشأ بأرض الهند وتقرب إلى عالمكير ابن شاهجهان فولاه على بخشيكري في معسكره حين كان والياً على أقطاع الدكن من تلقاء والده، ثم إنه لما سار إلى أكبر آباد جعله حارساً لأورنك آباد ولما تولى المملكة مقام أبيه لقبه عاقل خان وولاه الحكومة في أقطاع ما بين النهرين فاستقل بها بضعة سنين، ثم ترك الخدمة واختار الإنزواء لمرض اعتراه فوظف له عالمكير بعشرة آلاف من النقود في كل سنة وبعد سنتين أعطاه المنصب ألفين لنفسه وسبعمائة للخيل وجعله ناظراً على غسلخانه وبعد ذلك أضاف في منصبه خمسمائة لنفسه، ثم إنه اعتزل عن الخدمة فوظف له عالمكير إثنى عشر ألفاً ثم ألجأه إلى قبول الخدمة وولاه على بخشيكري الأنفس ثم ولاه على دار الملك دهلي فاستقل بها مدة حياته. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 828 وكان عالماً بارعاً في الإنشاء والشعر والتصوف، كان يتلقب بالرازي نسبة إلى الشيخ برهان الدين الشطاري البرهانبوري المشهور براز إلهي لأنه كان يعتقد به، وله ثمرة الحياة جمع فيه ملفوظات الشيخ المذكور وله أورنك نامه في أخبار عالمكير زهاء ثمانية كراريس وله ديوان الشعر الفارسي ومزدوجة بالفارسية سماها المرقع أولها. أيها الساقي أعني في الغمام اسقني من جرعة الكأس الكرام ومن شعره قوله: عشق جه آسان نمود آه جه دشوار بود هجر جه دشوار بود يار جه آسان كرفت توفي سنة سبع ومائة وألف بدهلي، كما في رياض الشعراء. السيد محمد عسكري الجونبوري الشيخ الفاضل الكبير محمد عسكري الحسيني الواسطي الجونبوري أحد العلماء المشهورين في أنواع العلوم، لم يكن له نظير في عصره ومصره في جودة الذهن وقوة الحافظة وحلاوة المنطق وكثرة الدرس والإفادة، وكان من ذرية المفتي أبي البقاء بن محمد درويش الواسطي الجونبوري، ولد ونشأ بجونبور وتلقى العلم من أساتذة بلدته، ثم صار منهمكاً في مطالعة الكتب وبالغ في ذلك ففتح الله عليه أبواب العلم وجعله من الأساتذة الكبار حتى بعد صيته في الآفاق وهجم عليه طلبة العلم من كل فج عميق فصار المرجع والمقصد انتهت إليه رئاسة التدريس بمدينة جونبور أخذ عنه عبد القادر بن خير الدين العمادي ومحمد عوض وعبد العلي وخلق كثير وكان شيعياً، توفي لليلة بقيت من ذي القعدة سنة تسعين ومائة وألف وله سبعون سنة، كما في تجلي نور. الشيخ محمد عطيف البدايوني الشيخ الفاضل محمد عطيف العثماني البدايوني أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببدايون وسافر للعلم إلى دهلي وقرأ على الشيخ كليم الله الجهان آبادي ولازمه مدة طويلة وأخذ عنه الطريقة واستفاض عن الشيخ محمد سعيد الأنبالوي المشهور بالشيخ بهيكه وأقام بدهلي، كان يدرس ويفيد في مدرسة نواب روشن الدولة، وكان صالحاً تقياً متورعاً محدثاً كثير الدرس والإفادة، مات بدهلي ودفن بها سنة أربعين ومائة وألف، كما في تذكرة الواصلين. مولانا محمد عظيم الملانوي الشيخ الفاضل الكبير محمد عظيم بن كفاية الله الفاروقي الكوباموي ثم الملانوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بكوبامؤ وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ قطب الدين بن شهاب الدين الكوباموي والشيخ محمد عوض الخير آبادي وأخذ الحديث عن الشيخ صفة الله بن مدينة الله الحسيني الخير آبادي وقرأ الصحيحين عليه ثم سكن بملانوه وتصدى للدرس والإفادة، له مصنفات كثيرة منها شرح بسيط على سلم العلوم للقاضي محب الله ومنها حاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي ومنها حاشية على مير زاهد رساله وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد شرح المواقف. الشيخ محمد علي الأصفهاني الشيخ الفاضل محمد علي بن أبي طالب بن عبد الله بن عطاء الله الشيعي الأصفهاني المتلقب في الشعر بحزين كان من الشعراء المفلقين، ولد لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث ومائة وألف بأصفهان وقرأ العلم على والده وعلى كمال الدين حسن الفسائي وعناية الله الكيلاني والسيد حسن الطالقاني ومحمد طاهر بن أبي الحسن القائني ثم سافر إلى شيراز وأخذ عن الشيخ المعمر شاه محمد الشيرازي ومحمد مسيح بن إسماعيل الفسائي وعن غيرهما من العلماء ثم رجع إلى أصفهان وأخذ عن الشيخ محمد صادق الأردستاني وصحبه مدة طويلة حتى برز في الفضائل وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون فسافر إلى الحجاز سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف وأقام ببلدة لار وكرمان أياماً وورد بهكر من بلاد السند سنة سبع وأربعين وسافر إلى الملتان ولاهور الجزء: 6 ¦ الصفحة: 829 ودخل دهلي فأقام بها أياماً ثم ذهب إلى لاهور وسمع بها مقدم نادر شاه فرجع إلى دهلي واختفى بها عند علي قلي خان الداغستاني مخافة نادر شاه ولما رجع نادر شاه إلى بلاده نهض إلى لاهور فأراد زكريا بن عبد القادر صاحب لاهور أن يؤذيه فحماه حسن قلي خان الكاشي وجاء به إلى دهلي وقربه إلى محمد شاه سلطان الهند فأعطاه السلطان الأرض الخراجية فسكن بدهلي واشتغل بالشعر وهجا أهل الهند فسخط عليه الناس وأورد عليه سراج الدين علي خان الأكبر آبادي بإيرادات كثيرة فخرج من دهلي وذهب إلى أكبر آباد ثم إلى عظيم آباد فأكرمه راجه رام نرائن أحد ولاة تلك البلاد فأقام بها زماناً ثم جاء إلى بنارس واعتزل بها ولم يخرج قط منها، وأبياته بالفارسية تقارب عشرين ألفاً وله أبيات بالعربية لا تقارب الفارسية في الحلاوة. ومن شعره قوله بالعربية: وليس عنك سواد العين منصرفا مهما تشاهد بالتدعيج والكحل اسمع كلامي ودع لامية سلفت الشمس طالعة تغنيك عن زحل فمن أنيني حمام الأيك في طرب قد اقتدى بزفيري واقتفى رتلي مني الأنين ومنكم ما يليق بكم بذلت جهدي لكم لا بد من بدل وقوله: فوالذي حجت الزوار كعبته وكم هنالك من داع ومبتهل جرى مجاري دمعي حب حضرته وأشرق الشوق في صدري بلا طفل ليس اصطباري ببعد الدار عن سكن بل من نحولي يا غوثي ومن فشلي وكم دعوتك يا كهفي ومعتمدي مستنصراً فأتني بالنصر عن عجل وقوله بالفارسي: شادم كه از رقيبان دامن كشان كذشتي كو مشت خاك ما هم برباد رفته باشد توفي لإحدى عشرة خلون من جمادى الأولى سنة ثمانين ومائة وألف بمدينة بنارس فدفن بها. مرزا محمد علي الدهلوي الشيخ الفاضل محمد علي بن خير الله المنجم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، أخذ عن والده وأخذ عنه العلامة تفضل حسين خان اللكهنوي وخلق كثير من العلماء. السيد محمد علي المرشد آبادي الشيخ الفاضل الكبير محمد علي بن عبد الله بن إبراهيم الشيعي اليزدي ثم المرشد آبادي كان من نسل الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد الحسيني العلوي، ولد يوم الخميس لليلتين خلتا من رمضان سنة سبع عشرة ومائة وألف بمدينة أورنك آباد وسافر في الثامن عشر من سنه سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين إلى العراق وساح البلاد العظيمة ومكث بها اثنتين وعشرين سنة وأخذ الفنون الحكمية عن الشيخ محمد صادق الأردستاني وأخذ أسرار القرآن والحديث عن الحاج نصير الدين ببلدة شيراز وعن السيد محمد تقي المشهدي ببلدة أصفهان وحصلت له إجازة الكافي ومن لا يحضره الفقيه وكتب أخرى من الأصول والفروع عن السيد محمد تق المشهدي والسيد محمد حسين وزين العابدين حفيدي الشيخ محمد باقر المجلسي فدرس وأفاد مدة طويلة ببلاد إيران ثم سافر إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة وكانت الريح غير مساعدة للفلك فأورده إلى أرض السند فلبث بها برهة من الزمان جاء إلى أحمد آباد وأقام بها أياماً ثم ذهب إلى سورت ومن هناك إلى أورنك آباد ومنها إلى حيدر آباد ولبث بها أياماً ثم سافر إلى بنكاله وأقام بهوكلي مدة من الزمان ثم سافر إلى شاهجهان آباد أقام ببلدة بورنيه زماناً ثم قدم عظيم آباد وأقام بها مدة ثم قدم لكهنو وساح في نواحيها زماناً ثم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 830 استقدمه هيبة جنك إلى عظيم آباد فلبث عنده زماناً ولما قتل هيبة جنك ذهب إلى مرشد آباد وسكن بها وتقرب إلى الأمير الكبير نواب الله وردي خان مهابة جنك صاحب بلاد بنكاله وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة إحدى وستين ومائة وألف فحج وزار ورجع إلى مرشد آباد بعد أربع سنين ثم لم يخرج من تلك البلدة وكان حياً سنة 1195 هـ، كما في سير المتأخرين. مرزا محمد علي المازندراني الشيخ الفاضل محمد علي بن محمد سعيد بن محمد صالح الشيعي المازندراني أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر، مات ببلدة مرشد آباد، ذكره السيد غلام علي البلكرامي في مآثر الكرام في ترجمة أبيه. السيد محمد علي الجونبوري الشيخ الفاضل الكبير محمد علي ابن .... ابن محمد صادق بن أبي البقاء الحسيني الواسطي الجونبوري صاحب معراج الفهوم ولد ونشأ بمدينة ذهاكه وقرأ العلم حيث ما أمكن له بتلك البلدة ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن أساتذتها ثم تصدى للدرس والإفادة وصنف كتباً عديدة في المنطق أشهرها معراج الفهوم شرح سلم العلوم للقاض محب الله صنفه في الثامن عشر من سنه، مات في شبابه وقبره بذهاكه. الشيخ محمد علي البدايوني الشيخ العالم الفقيه محمد علي بن محمد نظيف بن عبد اللطيف بن محمد شفيع العثماني الأموي البدايوني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة بدايون واشتغل بالعلم على أساتذة بلدته زماناً ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن القاضي مبارك بن دائم العمري الكوباموي وعن القاضي محمد بناه الجونبوري المشهور بمستعد خان ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الله الحسيني الدهلوي وكان يعد من الأبدال ثم رجع إلى بلدته وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه جمع كثير، توفي سنة ست وتسعين ومائة وألف ببلدة لكهنؤ كما في بحر زخار. الشيخ محمد علي الكجراتي الشيخ الفاضل محمد علي الواعظ الكجراتي أحد عباد الله الصالحين، كان يجتمع في مواعظه خلق كثير من الناس ووقع مع أهل بلدته من الهنود قلاقل وزلازل سنة خمس وعشرين ومائة وألف فرحل إلى دهلي للاستغاثة وقام في محراب الجامع للتذكير فافتتن به الناس وبلغ خبره فضائل خان إلى فرخ سير سلطانالهند فأمر بإحضاره بين يديه وسمع تذكيره وأعجب بكلامه وأمره بالإقامة عنده فأقام بدهلي مدة ومات بها، كما في مرآة أحمدي. مير محمد علي السيالكوتي الشيخ الفاضل محمد علي بن دوست محمد السيالكوتي الشاعر المشهور المتلقب بالرائح تأدب على والده وأخذ عنه وعمر إلى مائة سنة، ذكره سراج الدين على الأكبر آبادي في مجمع النفائس والسيد غلام علي البلكرامي في خزانة عامرة وكان مجيد الشعر جيد القريحة حلو المنطق، ومن شعره قوله: بزير ساية كم كشتكي سعادتها است درين زمانه همائي بغير عنقا نيست توفي لثمان بقين من ربيع الآخر سنة خمسين ومائة وألف. الشيخ محمد عوض الخير آبادي الشيخ الفاضل محمد عوض الحنفي الخير آبادي المشهور بملا كالي كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بخير آباد ثم سافر إلى كوبامؤ وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم سكن بها وتصدى بها للدرس والإفادة، قرأ عليه محمد عظيم بن كفاية الله العمري الملاوي وخلق آخرون، وله تعليقات شتى على الكتب الدرسية في غاية الدقة والمتانة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 831 الشيخ محمد غوث الحسيني الكروي الشيخ العالم الكبير العلامة محمد غوث بن فتح محمد بن عبد النبي بن محمد زاهد بن إسحاق بن إبراهيم بن بهاء الدين بن ظهير الدين بن أسد الله بن مولانا خواجكي العريضي الملتاني ثم الكروي كان من نسل إسماعيل بن جعفر بن محمد العلوي الحسيني، ولد ونشأ بمدينة كزه وأخذ الطريقة الجشتية عن ديوان محمد سعيد عن الشيخ بير محمد السلوني والطريقة القادرية عن أبيه عن السيد محمد الحسيني القنوجي وكان صاحب المقامات العلية والكرامات المشرقة الجلية، ذكر ولده أحمد محي الدين جملة صالحة من معارفه وقال: إنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رؤيا صالحة فسأله أن يقرأ عليه الأربعين لجده مولانا خواجكي فسأل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن مأخذه، فأجاب: أنه أخذ عن مشارق النوار للصغاني، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إن أحاديث المشارق كلها صحيحة، انتهى، وكان السيد محمد غوث من أجدادي من جهة الأم، وله مصنفات ممتعة في الحقائق والمعارف، منها سيد الأسرار بالعربي في الحقائق والمعارف جمعه بعد وفاته ولده السيد أحمد محي الدين. توفي لسبع خلون من شعبان سنة سبعين ومائة وألف بمدينة لاهور فنقلوا جسده إلى كزه ودفنوه بلهدري بكسر اللام وسكون الهاء قرية على شاطىء نهر كنك. الشيخ محمد غوث الكاكوروي الشيخ الفاضل محمد غوث بن أبي الخير بن أبي المكارم بن عبد الغفار بن عبد السلام الحنفي الكاكوروي كان من أهل بيت العلم والمشيخة، ولد سنة ست وخمسين وألف بكاكوري ونشأ بها وقرأ المختصرات على الشيخ محمد زمان الكاكوروي والمطولات على الشيخ أبي الواعظ الهركامي والشيخ قطب الدين ابن عبد الحليم السهالوي وأخذ الحديث عن الشيخ يعقوب البناني اللاهوري، ثم تقرب إلى عالمكير بن شاهجهان الدهلوي وولي تدوين الفتاوي الهندية فدخل في زمرة مؤلفيها ثم ولي الجزية بأرض أوده وكان يدرس ويفيد. قال نجم الدين علي خان الكاكوروي في تذكرة الأنساب: إنه كان علوي النجار يتصل نسبه بمحمد ابن الحنفية وسياقه عبد السلام بن مهلي بن جاند بن نظام الدين بن بهاء الدين بن أبي بكر بن درويش علي بن أحمد جام بن شيخ جام ابن أبي طالب بن محمد شاه بن محمد رضا بن موسى بن عمران بن عثمان بن حنيف ابن اسفنديار بن أبي الحسن بن تراب بن رضي الدين بن محمد بن محمد بن علي ابن أبي طالب، انتهى. توفي سنة ثمان عشرة ومائة وألف. مولانا محمد غوث الشاهجهانبوري الشيخ الفاضل محمد غوث الحنفي الشاهجهانبوري أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وسافر للعلم فقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا باب الله الجونبوري ببلدة سنديله وبعض الكتب على الشيخ وهاج الدين بن قطب الدين الكوباموي ثم لازم دروس العلامة كمال الدين الفتحبوري وقرأ فاتحة الفراغ عنده، ثم تصدر للتدريس ببلدته ومات بها فدفن عند صنوه الكبير قطب الدين، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ محمد فاخر الإله آبادي الشيخ العالم الكبير المحدث محمد فاخر بن محمد يحيى بن محمد أمين العباسي السلفي الإله آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد بمدينة إله آباد سنة عشرين ومائة وألف ونشأ في مهد العلم والمشيخة وبايع الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي عم والده في صباه وقرأ الكتب الدرسية على صنوه الكبير محمد طاهر وأخذ الطريقة عن أبيه وتولى الشياخة بعده وله اثنتان وعشرون سنة فاستقام على المشيخة سبع سنين، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وأربعين فحج وزار وأخذ الحديث عن الشيخ محمد حياة السندي وقرأ عليه صحيح البخاري وثلثاً من أول صحيح مسلم وأجازه محمد حياة إجازة عامة وكتب له غرة شعبان سنة خمسين ومائة وألف فعاد إلى الهند وأقام بها مدة قليلة، ثم خرج للحج مرة ثانية سنة أربع الجزء: 6 ¦ الصفحة: 832 وخمسين وركب الفلك فأغار عليها المرهله ونهبوا أمواله وأطلقوه ببندر سورت فأقام بها مترقباً لقدوم سفينة أخرى وركبها سنة ست وخمسين فوصل إلى بندر مخا وأقام بها زماناً ثم سار إلى مكة المباركة وحج ثم رجع إلى الهند سنة تسع وخمسين فأقام ببلدته سنة، ثم سافر نحو الحرمين مرة ثانية وركب السفينة في بندر هوكلي فانكسرت في أثناء الطريق فرجع إلى جانكام وأقام بها مترقباً سفينة أخرى ولما استيأس منها رجع إلى إله آباد وأقام بها زماناً ثم خرج عازماً للحج فوصل إلى برهانبور وابتلى بها بالسرسام وتوفي إلى رحمة الله سبحانه. وكان فريد زمانه في الإقبال على الله والاشتغال بالعبادة والمعاملة الربانية قد غشيه نور الايمان وسيماء الصالحين، انتهى إليه الورع وحسن السمت والتواضع والاشتغال بخاصة النفس، واتفق الناس على الثناء عليه والمدح لشمائله وصار مشاراً إليه في هذا الباب، وكان لا يتقيد بمذهب ولا يقلد في شيء من أمور دينية بل كان يعمل بنصوص الكتاب والسنة ويجتهد برأيه وهو أهل لذلك. وله مصنفات في انتصار السنة منها درة التحقيق في نصرة الصديق وقرة العينين في إثبات رفع اليدين منظومة، وله منظومة أخرى في العبادات مأخوذة من سفر السعادة للفيروزآبادي وله الرسالة النجاتية في العقائد وله منظومة في مدح أهل الحديث وله ديوان الشعر الفارسي يحتوي على تفضيل السنة على البدعة والنهي عن الاشتغال بالمعقولات ومع ذلك لا تخرج منظوماته عن قانون الشعر، ومن شعره قوله: كر بسوئي طيبه دل زائر كشد معذور دار نقد امروز است آنجا راحت فرادئي ما مات يوم الأحد لإحدى عشرة خلون من ذي الحجة سنة أربع وستين ومائة وألف بمدينة برهانبور فدفن بحظيرة الشيخ عبد اللطيف البرهانبوري المتورع، كما في سرو آزاد. مولانا محمد فاضل السورتي الشيخ الفاضل محمد فاضل بن محمد حامد بن عبد المجيد بن أحمد بن صالح العبيدي الحجازي البدوي ثم الهندي السورتي ملك التجار كان من قبيلة بني عبيد، ولد ونشأ بكجرات وقرأ العلم على الشيخ زين العابدين الأحمد آبادي وبرع فيه وصنف الكتب منها نصيحة الصغار وهداية المسلمين وحزب المحزوب ومنه معين الفضائل في شرح الشمائل ومنها شرح دلائل الخيرات ومنها حاشية الدرر في الفقه، وكان يسترزق بالتجارة وأعطاه الله سبحانه المال الغزير ووفقه لصالح الأعمال، سافر إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند فأقام بمدينة سورت أياماً ثم سافر إلى أحمد آباد لتزويج الأبناء فقتله الناس في أثناء الطريق لست بقين من ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائة وألف وله خمس وأربعون سنة، كما في الحديقة الأحمدية. السيد محمد فاضل السادهوروي الشيخ الصالح محمد فاضل بن محمد صالح الحسني القادري السادهوروي كان من ذرية الشيخ قميص بن أبي الحياة القادري، أخذ الطريقة القلندرية عن الشيخ عبد الرسول الكجندوي وأخذ عنه عماد الدين القلندر البهلواروي وخلق آخرون، مات لتسع خلون من رمضان سنة أربع ومائة وألف، كما في شجرة الشيخ بدر الدين البهلواروي. الشيخ محمد فاضل البتالوي الشيخ الصالح محمد فاضل القادري البتالوي أحد كبار المشايخ، ولد ونشأ ببتاله بفتح الموحدة قرية جامعة من أعمال لاهور وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد أفضل الكلانوري عن الشيخ أبي محمد اللاهوري الشيخ محمد طاهر اللاهوري ثم تولى الشياخة ببتاله ورزق حسن القبول، أخذ عنه خلق كثير، توفي سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد فاضل السندي الشيخ العالم المجود محمد فاضل السندي شيخ القراء بدهلي، أخذ القرآن برواية حفص بن عاصم عن الشيخ عبد الخالق الدهلوي، وأخذ عنه الشيخ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 833 ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وخلق كثير. الشيخ محمد فاضل السورتي الشيخ العالم الكبير محمد فاضل الحنفي الكجراتي ثم السورتي أحد العلماء المشهورين في عصره، كان أصله من بواهير كجرات من قبيلة الشيخ محمد بن طاهر بن علي الفتني صاحب مجمع البحار، قرأ العلم على الشيخ غلام محمد البرهانبوري ولازمه مدة طويلة حتى برز في كثير من العلوم والفنون فدرس مدة من الزمان بمدينة برهانبور وأخذ الطريقة عن الشيخ بير محمد الأورنك آبادي ثم دخل سورت وسكن بمسجد المرجان الشامي فلم يخرج منه حتى مات، وقد أخذ عنه غير واحد من العلماء والمشايخ، مات لأربع بقين من محرم سنة تسع وتسعين ومائة وألف، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ محمد فرهاد الدهلوي الشيخ الصالح محمد فرهاد الدهلوي أحد المشايخ المشهورين، أخذ الطريقة عن الشيخ دوست محمد الحسيني البرهانبوري وتولى الشياخة بدهلي، أخذ عنه الشيخ أسد الله والشيخ محمد منعم وخلق كثير، توفي لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين ومائة وألف، كما في أنوار العارفين. الشيخ محمد فصيح الجونبوري الشيخ الفاضل محمد فصيح الحنفي الجونبوري كان من ذرية الشيخ سلطان محمود ابن المفتي حمزة العثماني الردولوي ثم الجونبوري، قرأ العلم على الشيخ محمد عليم الإله آبادي وعلى غيره من العلماء، وكان حسن الأخلاق حسن المحاضرة حلو الكلام فصيح المنطق لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة، وكان يذكر في كل أسبوع بعد صلاة الجمعة وقبره بجاجك بور، كما في تجلي نور. السيد محمد فيض البلكرامي الشيخ الفاضل محمد فيض بن محمد صدرجهان بن حاتم بن بدر الدين الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، ولد ونشأ بمدينة بلكرام وقرأ العلم على السيد إسماعيل الحسيني البلكرامي وأخذ الحديث عن الشيخ مبارك بن فخر الدين الحسيني البلكرامي وتأدب على العلامة عبد الجليل وكانت بينهما محبة صادقة، وله شرح شمائل الترمذي وشرح على الحصن الحصين للجزري كلاهما بالفارسي، مات سنة ثلاثين ومائة وألف وله ستون سنة، كما في مآثر الكرام. الشيخ محمد فياض الدهلوي الشيخ الفاضل محمد فياض الدهلوي كان ختن السيد حسن الحسيني النارنولي وصاحبه، قرأ عليه العلم ولازمه خمسين سنة، توفي سنة ثلاث ومائة وألف كما في بحر زخار. مولانا محمد قائم الإله آبادي الشيخ الفاضل محمد قائم بن شاه مير بن محمد سعيد بن أبي العباس الإله آبادي المدرس المشهور، له رسالة في مبحث المختلطات من شرح الشمسية للرازي وهي مشتملة على ثلاثة أبواب: الأول في توضيح نتائج الأشكال الأربعة بحسب الإطلاق، والثاني في توضيح نتائج الأشكال الثلاثة الأول بحسب الجهات، والثالث في توضيح نتائج الشكل الرابع بحسب الجهات، وقد ذكر في خاتمة تلك الرسالة مصنفاته في المنطق والحكمة منها رسالة في شرح ضابطة التهذيب ومنها رسالة في النسب بين القضايا المنطقية ومنها تعليقاته على شرح الجغميني في الهيئة ومنها تعليقاته على حاشية مير زاهد على شرح التهذيب للدواني ومنها حاشيته على حاشية السيد الزاهد على شرح المواقف ومنها حاشيته على شرح العقائد للدواني ومنها حاشيته على شرح السلم لحمد الله. الحكيم محمد قائم الكواليري الشيخ الفاضل محمد قائم الحكيم الكواليري أحد العلماء البارعين في الصناعة الطبية، قدم فرخ آباد في أيام غضنفر جنك فسكن بها وكان يداوي المرضى على قوانين الطب الهندي بالمركبات المختصة بأهل الهند الجزء: 6 ¦ الصفحة: 834 من الرسائن والمكلسات وغيرهما، مات بفرخ آباد، كما في تاريخ المفتي ولي الله الفرخ آبادي. الشيخ محمد قائم السندي الشيخ الفاضل الحاج محمد قائم التتوي السندي أحد العلماء المعروفين بالفضل والصلاح، أخذ عن الشيخ رحمة الله السندي وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند ثم سافر إلى الحجاز مرة ثانية وسكن بها وصرف عمره في تدريس الحديث الشريف، مات بها سنة سبع وخمسين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. الشيخ محمد قاسم البجنوري الشيخ الصالح محمد قاسم بن عبد الكريم بن إله داد الحسيني الجونبوري ثم الكاكوروي أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بكاكوري ودخل لكهنؤ فقرأ العلم على الشيخ غلام نقشبند بن عطاء الله اللكهنوي ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة ثم رجع إلى كاكوري ولما توفي والده انتقل إلى بجنور فسكن بها، وكان صاحب روحانية تذكر له كشوف وكرامات، مات لخمس بقين من محرم سنة خمس ومائة وألف، كما في بحر زخار. الحكيم محمد كاظم الدهلوي الشيخ الفاضل محمد كاظم بن الحكيم حيدر علي التستري ثم الدهلوي نواب حاذق الملك كان من العلماء البارعين في الصناعة الطبية، له أكمل الصناعة كتاب مفيد في مجلدين مأخوذ من كامل الصناعة للمجوسي وله جامع الصنائع في مجلد واحد وهو أيضاً مأخوذ من كامل الصناعة، مات سنة تسع وأربعين ومائة وألف. مولانا محمد مبين البهلواروي الشيخ الفاضل محمد مبين الجعفري البهلواروي كان من ذرية سيدنا جعفر الطيار ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة وقرأ شيئاً نزراً من العلم في بلاده ثم سافر وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا حقاني الأميلهوي ولازمه مدة وأخذ عنه الطريقة النقشبندية ثم رجع إلى بلاده ودرس وأفاد، أخذ عنه ابن أخته مولانا وحيد الحق وخلق كثير، وكان شيخاً صدوقاً متودداً حسن الأخلاق كثير الفوائد ماهراً بالعلوم الحكمية جيد المشاركة في علوم الشرع، مات لأربع خلون من رمضان سنة ثمان وستين ومائة وألف، كما في حديقة الأزهار. الشيخ محمد محسن الدهلوي الشيخ العالم الفقيه محمد محسن الحنفي الدهلوي كان من أسباط الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين البخاري، ولد ونشأ بدهلي وأخذ عن محمد معصوم بن الشيخ أحمد العمري السرهندي ولازمه زماناً، أخذ عنه الشيخ نور محمد البدايوني وخلق آخرون، مات سنة سبع وأربعين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. مولانا محمد محسن الكشميري الشيخ الفاضل محمد محسن الحنفي الكشميري المشهور بكشو، كان من كبار العلماء، له تحقيقات أنيقة وتعليقات دقيقة على هداية الفقه والمطول وغيرهما من الكتب الدرسية، قرأ العلم على مولانا محمد أمين الحنفي الكشميري وعلى غيره من العلماء وأخذ الطريقة عن الشيخ نازك وكان مرزوق القبول، مات قبل أن يصل إلى خمسين سنة، ومن مصنفاته المواهب العلية حاشية على شرح العقائد العضدية ومنها نجاة المؤمنين توفي سنة تسع عشرة ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. مولانا محمد محسن الكشميري الشيخ الفاضل محمد محسن الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ العلم على الشيخ أمان الله الشهيد وكتب بيده هداية الفقه وتفسير البيضاوي ومشكاة المصابيح وصحيح البخاري وكتباً كثيرة أخرى ودرس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه ملا عبد الستار وملا رحمة الله والقاضي مراد الدين وخلق كثير من أهل كشمير مات في شهر الجزء: 6 ¦ الصفحة: 835 جمادى الأولى سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ محمد محسن الكجراتي الشيخ الفاضل محمد محسن بن عبد الرحمن الصديقي الكجراتي الأحمد آبادي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قرأ الكتب الدرسية على المفتي محمد أكبر ابن محمد شريف الدهلوي ولازمه مدة ثم درس وأفاد، أخذ عنه القاضي عبد النبي ابن عبد الرسول الأحمد نكري صاحب دستور العلماء وخلق آخرون. نواب محمد محفوظ الكوباموي الأمير الفاضل محمد محفوظ بن أنور الدين بن محمد أنور بن محمد منور العمري الكوباموي نواب محمد محفوظ خان شهامة جنك كان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، لم يكن مثله في زمانه في السخاء والإيثار والشجاعة وصلة الرحم وكان يدرس ويفيد، له تعليقات على الحواشي القديمة وقرة العين في فضائل رسول الثقلين، مختصر مضبوط وله أبات بالفارسية، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار. مير محمد محفوظ الدهلوي الشيخ الفاضل محمد محفوظ بن محمد ناصر الحسيني العسكري الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية، يرجع نسبه إلى الشيخ الكبير بهاء الدين محمد نقشبند البخاري بإحدى عشرة واسطة وإلى الإمام الحسن العسكري بخمس وعشرين واسطة، ولد بدهلي سنة ست وعشرين ومائة وألف ونشأ في مهد العلم والمشيخة وأخذ عن والده وتفقه عليه وتأدب، ومات في شبابه لست عشرة خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائة وألف في أيام والده، كما في علم الكتاب. مولانا محمد مراد اللاهوري الشيخ الفاضل محمد مراد بن المفتي عبد السلام الحنفي اللاهوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بلاهور وقرأ العلم على والده ثم أخذ الطريقة عن الشيخ شاه محمد البدخشي وصحبه مدة، كما في بحر زخار. وإني قرأت في منتخب اللباب، لخافي خان: إن شاه عالم لما أمر الخطباء أن يدخلوا في الخطب لفظ الوصي عند ذكر سيدنا علي رضي الله عنه حدثت ضوضاء على ذلك، فأمر شاه عالم أن يحضر لديه من كان أهل العلم بمدينة لاهور فامتثل أمره الحاج يا محمد ومحمد مراد الفاضل اللاهوري وغيرهما فباحثوه في تلك المسألة، فلما علم السلطان رغبة الناس إلى خلاف ما أمر به نهى عن ذلك، ولكن الناس عزموا على إثارة الفتنة فاجتمعوا يوم الجمعة بالجامع الكبير فلما سمعوا الخطبة تفرقوا، فغضب شاه عالم على الحاج يار محمد ومحمد مراد وعلى جان محمد اللاهوري فأمر بحبسهم في قلعة من القلاع ظناً منه أنهم حرضوا الناس على الفتنة، انتهى. وإني أظن أن محمد مراد الفاضل هذا هو محمد مراد بن عبد السلام المترجم له، والله أعلم. الشيخ محمد مراد الكشميري الشيخ العالم الصالح محمد مراد بن المفتي محمد طاهر الكشميري أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على والده وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الأحمد بن محمد سعيد السرهندي بكشمير وسافر معه إلى سرهند فلازمه مدة من الزمان وأخذ عنه ثم رجع إلى كشمير فلبث بها أربعة أشهر ثم سافر إلى دهلي ولازم الشيخ المذكور سنة كاملة واستفاض منه ثم رجع إلى كشمير واعتزل بها وأقام بمسجد من مساجد البلدة أربعة عشر عاماً. توفي لسبع عشرة خلون من رجب سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ محمد مراد الكشميري الشيخ الفاضل محمد مراد الشيعي الكشميري صاحب النور الساطع ذكره مرزا محمد الكشميري الجزء: 6 ¦ الصفحة: 836 في نجوم السماء قال: إنه قرأ العلم على الحر العاملي، وله حاشية على من لا يحضره الفقيه وله الدليل الساطع شرح مبسوط على بداية الهداية للحر العاملي صنفه بأمره وله شرح آخر عليه أخصر من الأول وهو النور الساطع، انتهى. مولانا محمد مراد السندي الشيخ الفاضل الكبير محمد مراد الحنفي السندي أحد كبار العلماء، كان قاضياً في بلدته ولم يزل مشتغلاً بالتذكير والتدريس، وسافر في آخر عمره إلى الحجاز واعتقد بفضله ريحان الوزير بحدة فأسس له رباطاً ومسجداً ومسكناً في جدة وكلفه بالإقامة فأقام بها مدة حياته، وكان صاحب ورع وعزيمة، له كتاب في أربعة مجلدات جمع فيه شيئاً كثيراً من فوائد القرآن والحديث والفقه، مات بجدة قبل أن يصل إليها رفيع الدين المراد آبادي للحج والزيارة والحاج المذكور ذهب إلى الحرمين الشريفين في سنة إحدى ومائتين وألف، ذكره في كتابه الرحلة. الشيخ محمد مسعود التتوي الشيخ الفاضل محمد مسعود التتوي السندي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قرأ العلم على الحاج محمد قائم السندي وبرز فيه ثم سافر إلى مدينة دهلي وأخذ الطريقة عن الشيخ غلام محمد الدهلوي وصحبه مدة من الزمان ثم رجع إلى تته وصرف عمره في الإفادة والعبادة، كما في تحفة الكرام. مولانا محمد معصوم الجائسي الشيخ العالم الفقيه محمد معصوم بن نظام الدين الحنفي الجائسي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، له مصنفات مفيدة منها كتابه الفصول المعصومية في الفقه بالعربية صنفه لتلميذه القاضي نعمة الله أوله: لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، إلخ، وهو مرتب على سبع وثلاثين فصلاً من الفصول المهمة فيها يحتاج إليه القضاة من أبواب القضاء والدعوى والشهادة والاختلاف والإقرار والنكول والوكالة والبيع والإقالة والصلح والإبراء والشفعة والقسمة والغصب والرهن والتوكيل ومسائل الطريق والجدار والدرب وباب الدار إلى غير ذلك من الأبواب الفقهية، وهو كتاب مفيد رأيته عند أمين الدهر بن فرخ فال الصديقي الجائسي: وإني رأيت عنده فتوى عليها ثبت محمد معصوم وكان منقوشاً في فص خاتمه سنة إحدى عشرة ومائة وألف. القاضي محمد معظم النابهوي الشيخ الفاضل محمد معظم بن القاضي أحمد الحنفي النابهوي أحد العلماء المشهورين، ولد بنابهه بلدة من بلاد بنجاب وقرأ العلم على العلامة عبد الحكيم السيالكوثي ودرس وأفاد بنابهه مدة ثم ولي القضاء بها وأعطاه شاه عالم بن عالمكير قرى عديدة في تلك الناحية، له تفسير القرآن الكريم وشرح المثنوي المعنوي توفي سنة ثمان وخمسين ومائة وألف، كما في تذكرة العلماء لحفيده محمد أشرف اللكهنوي. مولانا محمد معين السندي الشيخ الفاضل العلامة محمد معين بن محمد أمين بن طالب الله السندي أحد العلماء المبرزين في الحديث والكلام والعربية، ولد ونشأ بإقليم السند وقرأ العلم على الشيخ عناية الله بن فضل الله السندي وسافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي ثم رجع إلى بلاده وأخذ الطريقة عن الشيخ أبي القاسم النقشبندي ثم صحب السيد عبد اللطيف واستفاض منه فيوضاً كثيرة حتى رزق حظاً وافراً من العلم والمعرفة. وكان مفرط الذكاء جيد القريحة معدوم النظير في زمانه رأساً في الحديث والكلام ماهراً بالمعارف الأدبية شاعراً مجيد الشعر مائلاً إلى الوجد والسماع وله معرفة بالإيقاع والنغم، جرى بينه وبين الشيخ محمد هاشم بن عبد الغفور السندي من المطارحات ما تفعم به بطون الصفحات. له مصنفات منها دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب فيه دراسات متعددة، الأولى فيم إذا خالفت أقوال الفقهاء الأحاديث الصحيحة قال فيها بتحري الاجتهاد ورد فيه على الشيخ عبد لحق بن الجزء: 6 ¦ الصفحة: 837 سيف الدين البخاري الدهلوي حيث قال في مقدمة شرح السفر قولاً يشير إلى ترك الحديث برواية المذهب نظراً إلى المصابيح، والثانية فيما يدل من كلام الصحابة والسلف الصالحين على الاعتصام بالسنة وحسن أدبهم فيما سمعوا الحديث وتبرئهم عند ذلك عن أقوالهم وذم الراي وما يدل على تحريم صنع من يعمل بالرواية على خلاف الحديث، والثالثة فيما يدل من كلام المتأخرين على وجوب ترك الرواية إذا خالفت الحديث، والرابعة في كلام بعض الأجلاء من الحنفية على إمامهم وغير الحنفية مما يصرح بمطلب الباب، والخامسة فيما يدل من كلام الشيخ محي الدين ابن عربي في الحث على العمل بالحديث وذم الرأي وذم الفقهاء المضيقين على الناس كثيراً مما لم تضيق، والسادسة في الاستدلال على حرمة ترك المقلد الحديث الصحيح برواية إمامه ورأيه بمقدمات مسلمة معروفة، والسابعة فيما إذا خالفت أقوال الأئمة الأربعة الحديث، والثامنة فيما إذا عارض الإجماع الحديث الصحيح، والتاسعة في الفرق بين الظاهرية وبين أصحاب الظواهر، والعاشرة في بيان أن المتفق عليه من الأحاديث هل يفيد الظن أو القطع، والحادية عشرة في إبطال قول من يدعي مساواة حديث غير الصحيحين بحديثهما في الصحة، والثانية عشر في لزوم التأدب للامام أبي حنيفة رحمه الله ولمذهبه والذب عنه ورد ما قيل فيه. أما مذهبه في التقليد فهو كما قال في الثانية عشرة من الدراسات: إن ما تقرر وثبت في كتب الحنفية وعد من مذهب الإمام أبي حنيفة رحمه الله فهو إما أن تبين عندي أنه مذهب غيره من أصحابه أو لا يتبين ذلك إما بالتعين أنه قوله أو باحتمال ذلك، الأول لا أبالي بتركه إذا ترجح عندي خلافه بأدنى وجه من الوجوه حتى أن القول الثابت عن الأئمة الثلاثة يترجح عندي بمجرد ثبوته عنهم عن أقوالهم إذا لم يكن لقولهم ما يرجحه عليه الكمال حسن الظن بالأئمة الثلاثة، والثاني بكلا شقيه التعين والاحتمال القوي بأن الأصل في رواية كتب المذهب أن يكون من صاحبه إما أن يكون قولاً مجرداً عن سند من السنة أو مؤيداً به والأول منهما أن يعارضه شيء من السنة أو لا يعارضه فإن عارضه أتركه وإن ثبت أنه قول أبي حنيفة رحمه الله بلا شبهة، والمراد من قولنا شيء من السنة يعم الحديث الضعيف وأقوال الصحابة الموقوفة عليهم بقول أبي حنيفة وإذا جاءنا شيء من الصحابة فعلى الرأس والعين وإذا كان القول متعيناً معلوماً عن أبي حنيفة رحمه الله وخالفه قول تابعي من غير علماء الزهراوين من أهل بيت النبوة ومن غير أهل المدينة ولم يظهر على أحد القولين ما يرجحه على الآخر فالأمر عندي على سواء بل حسن الظن إلى الإمام في علو مناظره الدقيقة الثاقبة يحكم بتقديم قوله على غيره من التابعين، هذا إذا عارض القول المجرد شيء من السنة وأما إذا لم يعارضه شيء منها أعمل به بكلا قسميه المعلوم ثبوته عن أبي حنيفة والمحتمل لذلك بحسن ظني إليه بل وإلى أتباعه أيضاً أن لهم في ذلك مستنداً من السنة، وأما الشق الثاني من هذين الشقين وهو أن يكون القول المعلوم ثبوته عند أبي حنيفة رحمه الله أو المحتمل المحمول بالأصل على أنه قوله مؤيداً لسند من الشريعة فأما أن لا يظهر لمن خالفه في ذلك من الأئمة دليل علينا وهو قليل الوقوع بل عديمه فلا نظر لنا إلى خلافه فنحن مع الحديث إن شاء الله تعالى وأهله، وإما أن يظهر ذلك فلا يخلو إما أن يترجح عندي متمسك أبي حنيفة على غيره أبو بالعكس فعلى الأول ينبغي أن يكون ذلك عند الحنفي الغالب عليه العمل بالحديث أشهى وأحلى من العسل، وأما في العكس فأما أن يترجح كلام الغير عليه بالصنعة الحديثية أو النظرية فالأول نرى وجوب العمل بما ترجح وترك ما خالفه فوراً في بعض وجوه الترجيحات وندب ذلك في بعضها على تفاوت القوة والضعف فيها بناء على قوة تلك الوجوه وضعفها، ثم الأخذ بالراجح من القسم الأول وترك المرجوح جل ما عليه عملي في الأحكام وقد كثر ذلك في الفقهيات على اختلاف أبوابها وكثرة ذلك في علمنا بوجهين، أحدهما هو أن بناء مذهب أبي حنيفة في الأكثر على آثار الصحابة مع وجود معارضة المرفوع بها زعما من بعض علماء المذهب أن الأثر أقوى وأثبت لكمال معرفة القرن الأول بما هو الأمر عليه في نفس الأمر ويتحتم علينا ترك ما هذا وصفه، وثانيهما أن عمل أهل المدينة المقدسة من أقوى حجج الدين عندنا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 838 قال ومما اعتقده حجة إجماع أهل بيت النبوة وعملهم عندي وعند كل منصف أقوى من عمل أهل المدينة، وذلك لأن حجيته ليس من حيث إن توارثه أهل بلد صاغراً عن كابر مستمراً من غير طريان تغير عليه يستند عادة إلى رئيس ذلك البلد إذا كان معلوماً باهتمام مراسم خاصة في رئاسته وتروجها على مرؤسيه من أهله وذلك في توارث أهل بيت واستناده إلى رئيس البيت وصاحبهم الذي يعولهم ويسوسهم مع شدة اعتنائهم بالإتيان بما يأمرهم واتباعهم في كل ما يفعله أقوى في العادة وأثبت في الحفظ فإنهم أضبط الأقوام بحاله وأعلم بأقواله وأعماله بل يصل إلى أهل البلد من رئيسه كثير شيء من ذلك إلا صادراً من أهل بيته لا سيما، ويدخل في أهل بيته نساءه أيضاً مع الذكور من أولاد وأقربائه وخدمهم ومواليهم فيحيطون بأحوال داخل البيت وخارجه انتهى بقدر الحاجة. وللشيخ محمد معين كتب أخرى منها طريقة العون في حقيقة الكون في الحقائق بالفارسي أوله: هر حمد وسباس بهر غمد ولباس، إلخ. وكانت وفاته في سنة إحدى وستين ومائة وألف في حالة السماع والتواجد، فقال بعض أصحابه مؤرخاً لوفاته: ع قطره در بحر واصل شد وقال الآخر: ع ماضى شد او كه آل محمد معين أوست كما في تحفة الكرام. مرزا محمد مقيم الخراساني الأمير الكبير محمد مقيم بن محمد جعفر بن محمد قلي الشيعي التركماني الخراساني نواب أبو المنصور خان صفدر جنك كان ابن أخت الأمير الكبير برهان الملك محمد أمين الموسوي النيسابوري، قدم الهند فزوجه محمد أمين المذكور بابنته وناب الحكم عنه في بلاد أوده زماناً واستقل بها بعد وفاته سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، وولي الوزارة في أيام أحمد شاه سنة إحدى وستين، وكان رجلاً حازماً شجاعاً مقداماً كثير الحروب قاتل الأفاغنة غير مرة، توفي لسبع عشرة من ذي الحجة سنة سبع وستين ومائة وألف بدهلي فدفن بها ومقبرته مشهورة بها ظاهر البلدة وهي من أبدع الأبنية. السيد محمد ممتاز النصير آبادي السيد الشريف محمد ممتاز بن عبد الباقي بن أبي حنيفة بن علم الله الحسني الحسيني البريلوي ثم النصير آبادي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد بنصير آباد ونشأ بها وتفقه على أبيه وأخذ عنه الطريقة وكان على قدم أبيه وجده في القناعة والعفاف والتوكل على الله سبحانه والانقطاع إليه. الشيخ محمد مؤمن الشيعي الجزائري الشيخ الفاضل محمد مؤمن بن الحاج محمد قاسم الشيعي الجزائري الأديب المشهور، ولد ونشأ بمدينة شيراز وقرأ النحو والعربية والفقه والحديث والتفسير على السيد محمد قاسم بن خير الله الحسني الحسيني، وقرأ اللغة وفروع الفقه والأصول على الأمير زين العابدين الحائري والشيخ علي بن محمد التمامي والشيخ صالح بن عبد الكريم البحراني، وقرأ الحكمة والكلام وشيئاً من التفسير على مسيح بن إسماعيل الفسوي والشيخ شاه محمد الشيرازي، والفنون الرياضية والرمل والفرائض على الشيخ لطفا، وبعض الفنون الحكمية على الأمير شرف الدين علي والأمير نصير الدين محمد البيضاوي ومحمد صالح الخضري ومحمد حسين المازندراني، وأخذ الطب عن الحكيم محمد هادي وصاحبهم مدة طويلة حتى برز في كثير من الفضائل ثم قدم الهند وساح بلاد الدكن. وله مصنفات كثيرة منها جامع المسائل النحوية في شرح الصمدية البهائية، شرح مبسوط، ومنها بيان الآداب ومصباح المبتدين ومشكاة العقول ومنها قرة العين وسبكة اللجين في توجيه الآيات المشكلة والأحاديث الغريبة وحل الأبيات وغير ذلك صنفه سنة إحدى ومائة وألف، ومنها وسيلة الغريب على نهج قرة العين ومنها تحفة الغريب ونخبة الطبيب شرح على القانوجه، في الطب وتحفة الأطباء على نهج الكشكول وتميمة الفؤاد من ألم البعاد في نوادر الأشعار ومنها جنات عدن في ثمانية الجزء: 6 ¦ الصفحة: 839 فنون ومنها مشرق السعدين ومنها مجمع البحرين ومنها ثمر الفؤاد وسمر البعاد ومنها ثمرة الحياة وذخيرة الممات ومنها محاسن الأخبار ومجالس الأخيار في سبع مجلدات ومنها طيف الخيال في مناظرة العلم والمال وله غير ذلك من المصنفات. وقد ذكر قصته في مجالس الأخيار مع بعض أصحابه ببلدة أورنك آباد قال: سرنا مع بعض الأصحاب من أولي الألباب منهم الأخ الأغر النجيب شمس الدين محمد القزويني الطبيب متفكهين متضاحكين إلى بستان هي خيرة الجنان المشهورة بمقبرة إسلام خان في بلدة أورنك آباد من البلاد الهندية، لا أضحت أرضها مخضرة ندية، فبينما تتنزه إذ بدر من بعض مطالعها غلام كأنه البدر ومليح أسمر كأنه ليلة القدر فتتبع صاحبنا المذكور أثره كي يتزود من طلعته وينظره فلم يدرك الشمس القمر فغاب ولم يذق من عين وجهه مشربة فآب وقد امتلأ من الخجل، فعند ذلك ساقني العجل إلى إنشاد أكرم بنظامه وما أوقع المقال في مقامه فقلت: كنا نسير وشمس الدين صاحبنا كالطل يتبع بدراً قد بدى وسرى فغاب عنه ولم يدرك فقلت له الشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا فتضاحك الحضار واستظرفوه مدى التسيار، انتهى. الحكيم محمد مهدي الأردستاني الشيخ الفاضل محمد مهدي الأردستاني حكيم الملك كان من العلماء المبرزين في الصناعة، ولد ونشأ بأرض إيران وقرأ العلم بها ثم قدم الهند وتقرب إلى عالمكير فجعل منصبه ألفاً لنفسه ثم لقبه بحكيم الملك سنة ثلاث وسبعين وألف، وصار منصبه في آخر عمره أربعة آلاف، كما في مآثر الأمراء وفي مآثر عالمكيري: أن محمد أعظم بن عالمكير لما ابتلى بأمراض صعبة سنة أربع ومائة وألف عالجه حكيم الملك فبرىء محمد أعظم من تلك الأمراض فأعطاه عالمكير أربعة آلاف منصباً رفيعاً سنة خمس ومائة وألف، انتهى. الشيخ محمد ناصر الإله آبادي الشيخ الفاضل محمد ناصر بن محمد يحيى بن أمين العباسي الإله آبادي، كان من فحول العلماء، ولد بمدينة إله آباد سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف وقرأ العلم على صنوه الكبير محمد طاهر بن محمد يحيى العباسي وعلى والده وخاله كمال الدين بن محمد أفضل الإله آبادي وأدرك في صباه جده محمد أفضل فبايعه ولذلك سمى نفسه على سنة شعراء الفرس الأفضلي نسبة إلى جده المذكور، وكان شاعراً مجيد الشعر، له ثلاثة دواوين ضخام في الشعر، ومن مصنفاته منتخب الأعمال والجواهر النفيسة في أشغال القوم والأفكار العشرة وتذكرة الخلفاء وتفسير آيات الأحكام ورسالة في إثبات مذهب الحق وأنوار الحقائق وتنبيه الأعزة بما كان لي عند الشيخ من العزة. توفي يوم الأربعاء لتسع بقين من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين ومائة وألف بمدينة إله آباد، كما في ذيل الوفيات. خواجه محمد ناصر الدهلوي الشيخ الفقيه محمد ناصر الحسيني الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية، يرجع نسبه إلى الشيخ بهاء الدين محمد نقشبند البخاري بعشر وسائط وإلى الإمام الحسن العسكري بأربع وعشرين واسطة، ولد ونشأ بدار الملك دهلي واشتغل بالعلم من صغره ونال حظاً منه ثم أخذ الطريقة عن الشيخ سعد الله الدهلوي ثم عن الشيخ زبير بن أبي العلاء السرهندي ولازمهما زماناً حتى فتح الله سبحانه عليه أبواب العلم والمعرفة وجعله من العلماء الراسخين وأفاض عليه الطريقة الجديدة بواسطة الإمام حسن بن علي سبط الأكبر رضي الله عنه فسماها الطريقة المحمدية الخالصة لخلوصها عن الرسوم المتعارفة في المشايخ ومصطلحاتهم ومخترعاتهم، قال ولده خواجه مير في علم الكتاب: إن والدي اعتزل عن الناس مرة في حجرته فلم يخرج إليهم سبعة أيام ولم يتكلم ولم يطعم شيئاً فظهر عليه روحانية السبط الأكبر الإمام حسن بن علي عليه وعلى أبيه وجده السلام فألقى عليه النسبة الجديدة ولم يرض عليه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 840 السلام أن تنسب تلك النسبة إليه فسماها الطريقة المحمدية الخالصة انتهى. وللشيخ محمد ناصر ديوان الشعر الفارسي ونالة عندليب كتاب بسيط له في مجلدين بالفارسي أودع فيه حقائقه ومعارفه، توفي يوم السبت لليلتين خلتا من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف بدهلي. القاضي محمد نذير النكرامي الشيخ الفاضل محمد نذير بن القاضي محمد آصف بن عبد النبي الحسيني النكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بنكرام قرية جامعة من أعمال لكهنؤ وقرأ العلم واشتغل بالقضاء مدة طويلة ثم تركه لختنه وابن أخيه القاضي عبد الكريم ابن محمد مقيم النكرامي، وكان من عباد الله الصالحين انتفع به خلق كثير، مات لتسع بقين من ذي القعدة سنة ثمان وتسعين ومائة وألف بنكرام، أخبرني بها محمد إدريس بن عبد العلي النكرامي. الشيخ محمد نشان القنوجي الشيخ الفاضل محمد نشان بن محمد والي القنوجي أحد العلماء المتمكنين على الدرس والإفادة، ولد ونشأ بقنوج وقرأ العلم على الشيخ رستم علي ابن علي أصغر القنوجي ثم تقرب إلى أمين الدولة بفرخ آباد فجعله معلماً لولده فلبث عنده زماناً طويلاً ومات بها، كما في تاريخ فرخ آباد للمفتي ولي الله. الشيخ محمد نصير الشيخبوري الشيخ الفاضل محمد نصير الشيعي الشيخبوري كان من نسل الشيخ شمس الدين الأودي، ولد ونشأ بشيخبوره وسافر في شبابه بصحبة ملا شاه محمد الشيرازي وقرأ عليه الكتب الدرسية وتفقه على مشايخ العراق وأسند الحديث عنهم وبرع في الهيئة والهندسة والحساب وغيرها من الفنون الرياضية فرجع إلى الهند وسكن ببلدة عظيم آباد وحصلت له قرى عديدة من سلطان الهند بأرض بهار كما في سير المتأخرين. مولانا محمد نعيم الجونبوري الشيخ العالم الكبير محمد نعيم بن المفتي محمد فائض الصديقي الأودي ثم الجونبوري كان من ذرية محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قدم جده شيخ بير مع السيد سالار مسعود الغازي وقاتل الهنادك وسكن بأرض أوده وكان والده محمد فائض مفتياً ببلدة أوده وسكن في بديع السراء على مسافة ميلين من تلك البلدة وهي قرية مشهورة على أفواه العامة بدوسرائي بتشديد الدال المهملة. ومحمد نعيم كان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، قرأ العلم على الشيخ رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري صاحب الرشيدية وعلى غيره من العلماء وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد القدوس ابن عبد السلام القلندر الجونبوري ثم عن الشيخ محمد رشيد المذكور وصرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، وله مصنفات جليلة منها حاشية هداية الفقه في أربعة عشر مجلداً ومها شرح المشكاة صنفه بعد ضعف البصارة وأربى على مائة سنة ولكنه كان مع علو سنه لا يقصر في التدريس والتصنيف. مات ليلة الجمعة لثمان عشرة خلون من صفر سنة عشرين ومائة وألف، فأرخ بعض الناس لوفاته من قوله تعالى: " وعنده جنات لهم فيها نعيم مقيم" وقبره في مدرسته بفناء المسجد، كما في كنج أرشدي. مولانا محمد نقي اللاهوري الشيخ الفاضل المفتي محمد نقي بالنون المعجمة بن محمد تقي بالمثناة الفوقية ابن كمال الدين القرشي الملتاني ثم اللاهوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بلاهور وأخذ العلم والمعرفة عن أبيه ولازمه زماناً ثم صرف عمره بالتدريس والإفتاء، كما في خزينة الأصفياء. السيد محمد نور النصير آبادي السيد الشريف محمد نور بن محمد هدى بضم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 841 الهاء بن الشيخ الأجل علم الله الحسني الحسيني النصير آبادي أحد عباد الله الصالحين، ولد في أيام جده وتفقه عليه وأخذ عنه الطريقة، وكان قانعاً عفيفاً ديناً صالحاً متورعاً كريماً محسناً إلى الناس على قدم أبيه وجده، وكانت له كراهة شديدة للغيبة والكذب لا يقدر أن يسمعها، وتذكر له كشوف وكرامات، توفي بنصير آباد يوم الأربعاء لست ليال خلون من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة وألف، كما في أعلام الهدى لولده نعمان. الشيخ محمد وارث الحسيني البنارسي الشيخ العالم الكبير محمد وارث بن عناية الله بن حبيب الله بن عبد الرقيب الحسني البنارسي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان أصله من نونهره قرية جامعة من أعمال غازيبور انتقل والده منها إلى بنارس وولد بها محمد وارث سنة سبع وثمانين وألف واشتغل بالعلم من صباه وقرأ على إبراهيم تلميذ ملا محمد على الذي أخذ عن القاضي محمد زاهد بن محمد أسلم الهروي ولازمه زماناً حتى برز في الفقه والأصول والكلام والعربية ثم أخذ الطريقة عن الشيخ رفيع الدين بن زين العابدين الإسماعيل بوري، وله مصنفات منها حاشية على شرح الوقاية وحاشية على مير زاهد ملا جلال ويقال إنه صنف تفسيراً للقرآن الكريم، توف لعشر خلون من ربيع الثاني سنة ست وستين ومائة وألف ببلدة بنارس، أخبرني بها سليمان بن داود البهلواروي. القاضي محمد ولي اللكهنوي الشيخ العالم الكبير القاضي محمد ولي بن القاضي غلام مصطفى بن محمد أسعد بن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي كان ثالث أبناء والده، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على خاله الشيخ كمال الدين الفتحبوري وعلى عم والده الشيخ الأستاذ نظام الدين الأنصاري وجد في البحث والاشتغال حتى برز في الفضائل وولي القضاء مقام والده المرحوم بملاوه بتشديد اللام واشتغل به مدة طويلة ثم اعتزل عنه ولازم بيته في بلدة لكهنؤ وصرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء، له شرح على سلم العلوم وحاشية على مير زاهد رساله وحاشية على مير زاهد ملا جلال وتعليقات شتى على الكتب الدرسية، كما في الأغصان الأربعة. توفي سنة ثمان وتسعين ومائة وألف في عهد شاه عالم، كما في رسالة قطبية. مولانا محمد هادي المازندراني الشيخ الفاضل محمد هادي بن محمد صالح المازندراني أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، له شرح على شافية ابن الحاجب بالفارسي صنفه بأمر نواب حسن علي خان الدهلوي أوله: الحمد لله رب العالمين، إلخ، كما في محبوب الألباب. مولانا محمد هادي الدهلوي الشيخ الفاضل محمد هادي الدهلوي نواب كامور خان، كان من الأمراء المعروفين بالفضل والكمال، له كتب في التاريخ منها تذكرة السلاطين الجغتائية ومنها هفت كلشن في أخبار الهند، مات سنة أربع وثلاثين ومائة وألف في أيام محمد شاه، كما في محبوب الألباب. مولانا محمد هاشم السندي الشيخ الفاضل العلامة محمد هاشم بن عبد الغفور بن عبد الرحمن الحنفي التتوي السندي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، ولد ونشأ بأرض السند وقرأ العلم على مولانا ضياء الدين السندي ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأخذ عن الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر الصديقي المكي مفتي الأحناف بمكة المباركة وأقبل على الفقه والحديث إقبالاً كلياً حتى برز فيهما وصار أبدع أبناء العصر فدرس وأفتى وصنف وصار شيخ بدلته، له مباحثات بالشيخ محمد معين السندي صاحب الدراسات ومطارحات تفعم بها بطون الصفحات. ومن مصنفاته بذل القوة في سني النبوة، وله جنة النعيم في فضائل القرآن الكريم، صنفها سنة أربع وثلاثين ومائة وألف وله فاكهة البستان في تنقيح الحلال والحرام صنفها سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف الجزء: 6 ¦ الصفحة: 842 وله حياة القلوب في زيارة المحبوب صنفها سنة خمس وثلاثين ومائة وألف وله كشف الرين في مسألة رفع اليدين أثبت فيه أن الأحاديث الواردة في النهي ثابتة مقبولة صحيحة، صنفه سنة تسع وأربعين ومائة وألف وله كتاب بسيط في فرائض الإسلام صنفه سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، جمع في ذلك الكتاب فرائض الإيمان مما يفترض علمه أو عمله على كل مسلم وله غير ذلك من المصنفات. توفي سنة أربع وسبعين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. الشيخ محمد هاشم الدهلوي الشيخ الصالح محمد هاشم بن محمد كاظم الحسني الحسيني الدهلوي أحد العلماء المشهورين، أخذ الطريقة عن السيد حسن الحسيني النارنولي أو عمن أخذ عنه، وله فواتح الفرقان كتاب بسيط في أخبار شيوخه، كما في بحر زخار. الحكيم محمد هاشم الشيرازي الشيخ الفاضل العلامة محمد هاشم بن محمد هادي بن مظفر الدين العلوي الشيرازي معتمد الملوك نواب علوي خان، كان نادرة من نوادر الزمان وبديعة من بدائعه الحسان، ولد بشيراز في شهر رمضان سنة ثمانين وألف، وقرأ العلم بها وتطبب على والده وقدم الهند سنة إحدى عشرة ومائة وألف فتقرب إلى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فأعطاه الخلعة وقربه إلى ولده محمد أعظم فصاحبه زماناً، ولما قتل محمد أعظم تقرب إلى شاه عالم بن عالمكير فلقبه بعلوي خان وجعله من ندمائه، فلم يزل يترقى درجة بعد درجة حتى قربه إليه محمد شاه الدهلوي ولقبه بمعتمد الملوك ووزنه بالفضة وأضاف في منصبه فصار ستة آلاف له منصباً رفيعاً ورتب له ثلاثة آلاف شهرية، ثم لما جاء نادر شاه الإيراني استصحبه معه إلى إيران ووعده أن يرخصه للحج والزيارة، فلما وصل إلى إيران أنجز وعده فسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند سنة ست وخمسين ومائة وألف. ومن مصنفاته الممتعة حاشية على شرح هداية الحكمة للميبذي وحاشية على شرح الأسباب والعلامات وشرح على تحرير الأقليدس وشرح على المجسطي وشرح موجز القانون وله كتاب في أحوال أعضاء النفس ورسالة في الموسيقى وله التحفة العلوية والإيضاح العلية وله جامع الجوامع في الطب، قيل: إنه كتاب لم ينسج على منواله قط، وله آثار باقية في الطب من تركيب الأدوية وهي دلائل الإعجاز لذلك الفاضل الجدير بالإعزاز. توفي بدهلي في الاستسقاء لخمس بقين من رجب سنة ستين ومائة وألف، كما في بيان الواقع أو اثنتين وستين ومائة وألف ويدل عليه شطر من البيت على طريق الجمل: ع بر فلك رفت مسيحائي جديد وقبره في مقبرة الشيخ نظام الدين البدايوني بدهلي حسب وصيته، كما في مهرجهانتاب. القاضي محمد هاشم الأنبالوي الشيخ الفاضل القاضي محمد هاشم الشافعي الأنبالوي أحد العلماء المبرزين في الحساب والهندسة وسائر الفنون الرياضية، ولد ونشأ بأنباله وكان من ذرية الإمام محمد بن إدريس الشافعي المطلبي، وكان صنوه القاضي محمد أفضل الشافعي الأنبالوي الملقب من تلقاء الملك بشافعي خان أعز ندماء الوزير الكبير منعم بن سلطان الأكبر آبادي. وللقاضي محمد هاشم منظومة في الحساب صنفها في أيام عالمكير لصنوه محمد أفضل المذكور، وهي ترجمة خلاصة الحساب للعاملي، وعندي نسخة منها بخط ولده محمد ماه نسخها في محرم سنة 1141 هـ بعد وفاة والده، ذكر في تلك المنظومة: إنه كان من أصحاب الشيخ آدم بن إسماعيل الحسيني البنوري، ومدحه في تلك المنظومة أولها: سباس بي عدد آن بي نشان را كه ميداند نهان وآشكارا السيد محمد هدى النصير آبادي السيد الشريف محمد هدى بضم الهاء بن الشيخ الأجل علم الله الحسني الحسيني البريلوي النصير آبادي أحد الأجواد الكرام، ولد ونشأ في البيت الشامخ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 843 والأسرة الجليلة وتفقه على والده وصرف عمره في القناعة والعفاف والتوكل والتجريد ولم يكن في زمانه مثله في الإعطاء والكرم، كان يبذلك كلما يحصل له على الناس من نقير وقطمير ويداريهم في العسر واليسر ويقتصد في ملبسه ومأكله، ذكر له السيد نعمان بن نور النصير آبادي ترجمة حسنة في أعلام الهدى وذكر شيئاً واسعاً من كشوفه وكراماته. توفي لتسع عشرة خلون من ربيع الأول سنة تسع عشرة ومائة وألف بمدينة برهانبور فدفنوه بها ثم نقلوا عظامه بعد زمان إلى رائي بريلي ودفنوه في زاوية والده، كما في أعلام الهدى. مولانا محمود الرامبوري الشيخ الفاضل محمود بن أبي المحمود الرامبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، أخذ عن الشيخ محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي ورحل إلى فرخ آباد فأقام بها مدة من الزمان ثم دخل رامبور ومات بها، وكان عالماً كبيراً بارعاً في العلوم يدرس ويفيد، كما في تاريخ فرخ آباد للمفتي ولي الله. مولانا محمود النائطي الشيخ العالم الفقيه شهاب الدين محمود بن أبي المحمود النائطي المدراسي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ذكره الشيخ محمد باقر النائطي المدراسي في النفحة العنبرية وقال: سمعت بمآثره العلمية من الثقات ولم أظفر بشيء من فوائده المستجادات، انتهى، ما في تاريخ النوائط. الشيخ محمود الأورنك آبادي الشيخ الصالح محمود بن أبي المحمود الأورنك آبادي أحد المشايخ المشهورين في الهند، أخذ الطريقة عن الشيخ مسافر الغجدواني وقام مقامه في الإرشاد والتلقين وجلس على مسنده خمسين سنة، وكان شيخاً كبيراً باذلاً كريماً متواضعاً كثير المؤاساة بالناس مسدى الإحسان وكان يسترزق بالتجارة، وله آثار باقية من حياض وجداول وجسور في زاويته بأورنك آباد. مات سنة خمس وسبعين ومائة وألف فأرخ لوفاته السيد غلام علي البلكرامي من قوله: مسافر شد يكانه شاه محمود، كما في مآثر الكرام. الشيخ محي الدين الإله آبادي الشيخ العالم الفقيه محي الدين بن القاضي كهاسي بن القاضي داود الحنفي الإله آبادي أحد الرجال المشهورين، وكان وارثاً لوالده في العلم والمعرفة وكان يدرس ويفيد، كما في بحر زخار. الشيخ محي الدين النيوتيني الشيخ الفاضل محي الدين الحسيني النيوتيني المشهور بغلام محي الدين، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية والتصوف، ولد ونشأ بنيوتني قرية جامعة من أرض أوده وسافر للعلم فقرأ على أساتذة عصره ثم لازم دروس الشيخ لطف الله الكوروي وأخذ عنه ثم صحب الشيخ بير محمد اللكهنوي وأخذ عنه الطريقة ثم دخل بانكرمؤ وسكن بها واعتزل عن الناس منقطعاً إلى الله سبحانه ومات بها، كما في تاريخ فرخ آباد. القاضي مراد الدين الكشميري الشيخ العالم المفتي ثم القاضي مراد الدين الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على مولانا عناية الله الكشميري وأمثاله ثم رحل إلى دهلي وتقرب إلى شاه عالم فولاه القضاء فاستقل به زماناً ثم صار مفتي المعسكر بمدينة دهلي ثم ولي القضاء الأكبر فصار قاضي قضاة الهند سنة خمس وخمسين ومائة وألف في أيام محمد شاه بعد ما توفي القاضي تاج محمود خان، مات سنة ستين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار. السيد مربي بن عبد النبي البلكرامي الشيخ العالم الفقيه مربي بن عبد النبي بن طيب بن عبد الواحد الحسيني الواسطي البلكرامي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام وحفظ القرآن وتلقى العلم عن السيد إسماعيل الحسيني البلكرامي ثم الجزء: 6 ¦ الصفحة: 844 رحل إلى قنوج وأخذ عن الشيخ يسين القنوجي ثم ذهب إلى هركام وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ أبي الواعظ الهركامي ورجع إلى بلدته واشتغل بالدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ محمد عاقل الأترولوي والسيد طفيل محمد البلكرامي وخلق آخرون، توفي يوم الاثنين لأربع عشرة خلون من شعبان سنة سبع عشرة ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. القاضي مربي البهانوي الشيخ الفقيه القاضي مربي الحسيني الترمذي البهانوي أحد رجال العلم والصلاح، ينتهي نسبه إلى زيد بن علي بن الحسين السبط - عليه وعلى آبائه السلام - ولد ونشأ بقرية بهاني بكسر الباء الفارسية وقرأ العلم في بلاد شتى ثم لازم السيد قطب الدين الشمس آبادي، وأخذ عنه وقرأ فاتحة الفراغ عنده ثم ولي القضاء بفرخ آباد، له شرح على سلم العلوم وحاشية على مير زاهد رساله، كما في تاريخ فرخ آباد. السيد مرتضى الملتاني الشيخ العالم الصالح مرتضى الحسيني الملتاني الدفين ببلدة برهانبور كان سيفاً مسلولاً على المبتدعين، عابداً قواماً صواماً ذاكراً لله تعالى آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، لا يخاف في الله ولا يهاب أحداً، ولا يختلط بأهل الدنيا ولا يتركهم يختلطون به، ولا يقبل النذور والفتوحات ولا يقبل عن الملوك والسلاطين شيئاً من الأرض الخراجية والرواتب الشهرية والسنوية ولا يستمع الغناء، وكان ينهى عن الرسوم المروجة في ليلة البراءة والعاشوراء والعيدين وعن الطعام الذي يطبخونه للميت ولكنهم لا يعطونه الفقراء والمساكين بل يقسمونه على الأغنياء من إخوتهم وعشيرتهم، وكان ينهى عما اعتاده الناس من قراءة الفاتحة برفع الأيدي على الأطعمة المطبوخة، وكان يجتهد في إثبات حرمة التتن ويشدد في ذلك، ويشنع على علماء السوء وينكر عليهم في مصاحبة الأمراء وجذبهم قلوب الأغنياء بمداهنة في الشرع والدين واستماعهم الغناء في مجالسهم مع الفسقة واجتماعهم على قبور المشايخ في الأعراس بالغناء والرقص وعلى هذا القبيل ينكر أشياء كثيرة يهجنها على رؤوس المنابر وكان لا يدع أحداً يبايعه، وإن جاءه أحد من الناس ويقول: إني أبايعك فيمنعه عن التفوه بهذا اللفظ ويزجره ويقول له قل: إني جئت لأتوب وأستغفر مما ارتكبت من السيئات وأرجو أن يوفقني الله سبحانه أن لا أفعل شيئاً ولا أقول قولاً يخالف الشرع، وهكذا أخذ البيعة عن ثلاثة أو أربعة آلاف من أهل الملتان ولاهور وبلاد أخرى إلى بلاد الدكن، وكان لا يأكل الطعام في بيوت الأمراء ولو عرض عليه أحد شيئاً من النذور لا يقبله إلا بعد تحقيقه صناعة ذلك المرء وحرفته وكسبه وأنه جاء بمال طيب ليست فيه حرمة وأنه أدى حقوق أهله وعياله ثم يخرج منها الخمس، وفي ذلك أوذى من المخالفين وأخيف حتى أنه لما وصل إلى أورنك آباد ووعظ الناس على عادته وشد النكير على المبتدعين وشنع على العلماء والمشايخ بمداهنتهم في دين الله طلبه القاضي محمد أكرم قاضي أورنك آباد بمحضر من أهل الحكومة، فطفق الناس يهجمون على القاضي فمنعهم السيد مرتضى عن ذلك وذهب إلى محاكمة القاضي، فباحثه القاضي في حرمة التتن وحلته حتى انتهى الكلام إلى أن يهجر المسجد لضيقه لا يسع الناس، ثم لما وصل المرتضى إلى حضرة السلطان عالمكير وعرض عليه رسالته المسماة بحق كو وقرأ السلطان شيئاً منها قال: إني أحمد الله سبحانه على أن في عهدي رجالاً يصدعون بالحق، ثم أمر ابنه كام بخش أن يذهب به إلى قصره ويتبعه في كل ما يأمر به ثم كلفه بأن يقبل العطايا السلطانية فأبى ثم بعد مدة عرض عليه الاحتساب وقال له: أي بلد ترضى ماءه وهواءه أكتب لك في ذلك البلد، فأجابه: أنكم إذا كتبتموا لي على خاصة الناس أقبله لأن العامة في أكثر البلاد على أثرى، فقال له عالمكير: إني ما فهمت معناكم، فقال القاضي محمد أكرم وكان موجوداً في ذلك المجلس وكان قاضي القضاة في ذلك الزمان: إن مقصده من الخاصة قبور الأولياء، قال: وإنه يقول على المنبر: إنه ينبغي أن يخرج العظام من قبر يغني ويرقص على ذلك القبر فتحرق، فقال عالمكير: إني لا الجزء: 6 ¦ الصفحة: 845 أشاركه في هذا الأمر، فأنكره المرتضى وقال: هذا افتراء علي ولكنه لم يقبله، فانحاز المرتضى عن حضرته وذهب إلى برهانبور فحصلت ضجة من المشايخ في تلك البلدة حتى تناولوه بالأذى وهو على المنبر وأهانوه، فاعتزل المرتضى عن الناس ودخل بيته فلم يخرج منه حتى مات، وقيل: إنه قتل نفسه بالسم، كما في منتخب اللباب. السيد مرتضى بن أحمد السندي الشيخ الفاضل مرتضى بن كمال الدين أحمد الحسيني الرضوي التتوي السندي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأرض السند وجمع العلم والعمل وحس الخط وكان يكتب على سبعة أنواع من الكتابة، ولما توفي جده لأمه فاضل خان سافر إلى دهلي فوصل إلها بعد وفاة عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فتشرف بملازمة شاه عالم بن عالمكير، ومات قبل أن ينال منزلة جده المذكور وكان ذلك في سنة ست وعشرين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. الشيخ مرتضى بن يحيى الجرياكوتي الشيخ العالم الفقيه مرتضى بن يحيى بن عبد الحق العباسي الجرياكوتي أحد الفقهاء الحنفية، ولد بجرياكوت سنة تسع وأربعين وألف وقرأ العلم على جده لأمه الشيخ عبد الفتاح بن المبارك العباسي الجرياكوتي ثم على أبيه يحيى ولازمه ملازمة طويلة، له شرح على ميراث نامه لجده عبد الفتاح، وله كتاب الرضواني، مات سنة تسع ومائة وألف بجرياكوت كما في التاريخ المكرم. مرزا جان الهمداني الشيخ الفاضل مرزا جان بن مير جان الهمداني ثم الحيدر آبادي كان من الأفاضل المشهورين في عصره، ولد بحيدر آباد ونشأ بها وتقرب إلى آصف جاه وولي ديوان الإنشاء في آخر عمره، وكان شاعراً مجيد الشعر، له أبيات رائقة بالفارسية منها قوله: درسرا بردة دل هر نفس آوازي هست كه درين خانه نهان خانه براندازي هست توفي سنة أربع وسبعين ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار. شاه مسافر الغجدواني الشيخ الصالح مسافر الغجدواني أحد عباد الله الصالحين، كان اسمه محمد عاشور، ولد ونشأ بغجدوان وصحب مير عطاء الله الساكتري ولازمه مدة من الزمان وأخذ عنه الطريقة الكبروية ثم دار البلاد ودخل على غور فأقام بها اثنتي عشرة سنة وصحب المشايخ واستفاض منهم ثم قدم كابل وأدرك بها الشيخ سعيد بلنك بوش وكان من خلفاء الشيخ درويش عزيزان الغجدواني فأخذ عنه الطريقة النقشبندية ولازمه سبع سنين ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند في أيام عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فأقام بأورنك آباد، انتفع به خلق كثير. مات لأربع ليال خلون من رجب سنة ست وعشرين ومائة وألف بأورنك آباد، كما في مآثر الكرام. القاضي مسعود الأورنك آبادي الشيخ الفاضل مسعود بن أبي مسعود الحنفي الإله آبادي ثم الأورنك آبادي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بإله آباد وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على العلامة عبد الباقي بن غوث الإسلام الجونبوري صاحب الآداب الباقية ثم سافر للاسترزاق فولي الاحتساب بمدينة أورنك آباد فاشتغل به مدة ثم ولي القضاء بأورنك آباد في عهد السلطان أورنك زيب عالمكير الغازي - رحمه الله - فاستقل به مدة عمره وكان مشكور السيرة في القضاء، مات في عهد بهادر شاه ابن عالمكير المذكور، كما في محبوب ذي المنن. مولانا مصطفى الجونبوري الشيخ الفاضل مصطفى بن محمد سعيد الجونبوري ثم الأورنك آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، كان من ندماء محمد أعظم بن عالمكير وخاصته لا يفارقه محمد أعظم في وقت من الأوقات ويستشيره في جميع الأمور فساء ظن عالمكير وعزله الجزء: 6 ¦ الصفحة: 846 ورخصه إلى الحجاز، فحج وزار ورجع إلى الهند ولقي عالمكير في زي الفقراء بمدينة أورنك آباد فلما رآه عالمكير أنشد: بهر صورت كه آئي مي شناسم ثم عرض على عالمكير رسالته أمارات الكلسم في استخراج الآيات القرآنية وشفع له محمد أعظم ولكنه لم يلتفت إليه، كما في مآثر الأمراء. وقال خدا بخش خان في محبوب الألباب: إن له رسالة في استخراج الآيات الكريمة والألفاظ الثمينة من القرآن الكريم تسمى بنجوم الفرقان، انتهى وإني رأيت نجوم الفرقان رسالة نفيسة له في هذا الباب. الشيخ معز الدين الأمروهوي الشيخ الصالح معز الدين بن محمد بن الحامد الزينبي الأمروهوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأمروهه وقرأ العلم ولازم أباه ملازمة طويلة وأخذ عنه، وكان مغلوب الحالة اعتراه الاستغراق في آخر عمره، كما في نخبة التواريخ. السيد معصوم بن محب الله البالابوري الشيخ العالم الكبير معصوم بن محب الله بن عناية الله الحسيني الخجندي البالابوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد بمدينة بالابور من أعمال برار سنة ست عشرة ومائة وألف في حياة جده عناية الله، وقرأ العلم على صنوه الكبير ظهير الدين بن محب الله ثم أخذ الطريقة عنه وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة 1131 هـ فحج وزار ورجع إلى الهند وصحب عمه الشيخ منيب الله ابن عناية الله وأخذ عنه سنة 1149 هـ فأجازه عمه المذكور في الطرق المشهورة وتولى الشياخة سنة 1170 هـ كان شيخاً جليلاً كريماً كثير الإحسان عظيم المنزلة صاحب الإيثار والمؤاسة، مات ليلة السبت لأربع بقين من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة وألف بمدينة بالابور فدفن بمقبرة أسلافه، كما في محبوب ذي المنن. السيد معظم شاه السورتي الشيخ الصالح معظم بن سيد شاه بن مرتضى بن صدر الدين الحسيني السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على أساتذة عصره وتولى الشياخة بعد والده، مات سنة خمس وثلاثين ومائة وألف، كما في حقيقة سورت. القاضي معين الدين المهونوي الشيخ الفاضل معين الدين بن عبد الحميد بن عبد الجليل العباسي الهاشمي المهونوي أحد المشايخ المشهورين بقاضي مينا، ولد ونشأ بمهونه بفتح الميم وضم الهاء قرية جامعة في أرض أوده وقرأ العلم على القاضي عبد القادر العمري اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ مجتبي القلندر اللاهربوري ولازمه مدة طويلة، أخذ عنه محمد تقي وخلق كثير. توفي لأربع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة تسع وعشرين ومائة وألف وله ست وتسعون سنة، كما في بحر زخار. الشيخ معين الدين المنيري الشيخ العالم الصالح معين الدين العثماني المنيري أحد الفقهاء المتصوفين، كان أصله من قرية مدهوره من أعمال بهار، انتقل منها إلى منير بفتح الميم فسكن بها في دار جده لأمه وسافر للعلم إلى جونبور فقرأ الكتب الدرسية على من بها من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد رشيد ثم عن ولده محمد أرشد الجونبوري ولازمهما زماناً ثم رجع إلى منير وقصر همته على الدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من الأعلام وقد لقيه الشيخ غلام رشيد الجونبوري ببلدة منير سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف فألبسه الخرقة الجشتية وذكره في كنج أرشدي. مات لخمس خلون من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائة وألف ببلدة منير فدفن بها في مقبرة الشيخ يحيى المنيري، كما في كنج أرشدي. الشيخ منعم بن أمان البهاري الشيخ الصالح منعم بن أمان بن عبد الكريم بن عبد النعيم النقشبندي البهاري أحد المشايخ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 847 المشهورين، كان أصله من قرية بلوري من أعمال بهار ولد بقرية بجنان من أعمال مونكير في شعبان سنة اثنتين وثمانين وألف، وتوفي أبوه في صغر سنه فتربى في مهد جده لأمه ورحل إلى بازه قرية جامعة من أعمال بلنه وبايع السيد خليل الدين بن جعفر القطبي القادري وصحبه عشرة أعوام ثم سافر إلى دهلي ولبث بها عشرين سنة وله ثلاثون سنة فقرأ العلم على من بها من العلماء وأخذ الطريقة عن الشيخ فرهاد ولازمه زماناً ثم لما توفي شيخه لازم صاحبه أسد الله حتى بلغ رتبة الكمال، فرجع إلى عظيم آباد وتولى الشياخة بها. وكان شيخاً عفيفاً ديناً قنوعاً متوكلاً صاحب استقامة وكرامة، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، وله ملهمات منعمي رسالة في الحقائق والمعارف، توفي لاثنتي عشرة خلون من رجب سنة خمس وثمانين ومائة وألف بمدينة عظيم آباد فدفن بها في فناء المسجد الذي أسسه مير بديع الدين العالمكيري، كما في محبوب الألباب. منعم بن سلطان الأكبر آبادي الأمير الكبير منعم بن سلطان برلاس الأكبر آبادي نواب منعم خان خانخانان، كان من وزراء الدولة التيمورية وأمرائها المشهورين بالمعارف والبيان، نشأ في مهد أبيه وكان والده شحنة أكبر آباد وقد كان سافر إلى كشمير في مهمة سلطانية، فلما توفى والده سافر إلى بلاد الدكن وتقرب إلى روح الله خان المير بخشي فمنحه المنصب ثم تقرب إلى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند فعلا منصبه وتدرج إلى الإمارة حتى ولي ديوان الخراج بكابل ثم ناب الحكم ببلاد بنجاب مع حكومة جمون وكان شاه عالم بن عالمكير في كابل فتقرب إليه ولما قاتله صنوه محمد أعظم لحق به وبذل جهده في المعركة فصارت مساعيه مشكورة في ذلك وولاه شاه عالم المذكور الوزارة الجليلة وأعطاه مائة مائة ألف من النقود وأثاثاً يساوي مائة مائة ألف ولقبه خانخانان وأضاف في منصبه فصار مع الأصل والإضافة سبعة آلاف له وسبعة آلاف للأفراس. كان شديد التواضع كثير المراعات للناس مشكورة السيرة في الوزارة لا يألوا جهداً في إنجاح الحوائج، وكان كل يوم في ديوانه يعين الرجال ليتحسسوا العرائض لأهل الحاجة لئلا تبقى بغير ثبته ويتأخر على اليوم الآخر وكان أسقط مصارف العلوف من أهل المناصب، وله مآثر جميلة تذكر وتشهر، وكان عالماً متقناً في العلوم له رغبة في التصوف، لبس الخرقة من الشيخ كليم الله الجهان آبادي وله الإلهامات المنعمية رسالة في الحقائق، واعترض الناس عليه ويتهمونه أنه ادعى المعراج له، توفي سنة اثنتين وعشرين ومائة وألف أو مما يقرب ذلك في أيام شاه عالم، كما في مآثر الأمراء. الشيخ منيب الله البالابوري الشيخ العالم الصالح منيب الله بن عناية الله بن محمد الحسيني الخجندي البالابوري كان من المنيبين إلى الله سبحانه المنقطعين إلى الزهد والعبادة، ولد ببلدة بالابور سنة ثلاث وثمانين وألف، وجود القرآن على عمه محمد سعيد وقرأ المختصرات ثم سافر للعلم إلى برهانبور وقرأ الكتب الدرسية على مولانا نجم الدين البرهانبوري وعلى غيره من العلماء وأدرك بها الشيخ محمد نقشبند السرهندي فصحبه وأخذ عنه الطريقة النقشبندية ثم رجع إلى بالابور وأخذ عن والده ثم سار إلى ايلجبور بأمر والده وتزوج بها وأقام مدة طويلة، انتفع به خلق كثير من أهل تلك البلدة ثم استقدمه نواب عضد الدولة إلى أورنك آباد فسكن بها وكان يأتي بالابور بعد سنة ويقيم بها سنة. وكان شيخاً كريماً كبير المنزلة عميم النفع كثير الاحسان، درس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه ولده السيد قمر الدين الأورنك آبادي وخلق آخرون. توفي سنة إحدى وستين ومائة وألف ببلدة بالابور فدفن عند والده. الشيخ موسى بن عبد الرقيب الأميثهوي الشيخ الصالح موسى بن عبد الرقيب بن جعفر بن نظام الدين العثماني الأميثهوي أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد بمدينة أميثهي سنة ثلاث وثلاثين وألف وتفقه على والده وأخذ عنه الطريقة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 848 ولازمه مدة وتصدر للارشاد بعده، توفي سنة عشرين ومائة وألف بأميثهي وله سبع وثمانون سنة، كما في الرياض. نواب مهابة خان الدهلوي الأمير الكبير مهابة بن منعم بن سلطان برلاس الأكبر آبادي ثم الدهلوي نواب مهابة خان كان من الأمراء المشهورين بالفضل والصلاح، يحب العلماء ويحسن إليهم ويجالسهم ويذاكرهم في العلوم ويميل إلى الصوفية ميلاً عظيماً، وكان له يد بيضاء في الشعر يتلقب بالكاظم، وهو ولي على بلاد السند سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، ومات بها سنة خمس وثلاثين ومائة وألف فنقلوا جسده إلى لاهور ودفنوه بها، كما في تحفة الكرام. نواب مير أحمد الحيدر آبادي الأمير الكبير مير أحمد بن قمر الدين بن غازي الدين الصديق الحيدر آبادي نواب ناصر جنك نظام الدولة بهادر كان من الأمراء المشهورين بالفضل والذكاء، ناب الحكم عن والده بحيدر آباد سنة خمسين ومائة وألف فضبط البلاد وأحسن السيرة في الناس، ثم لما رجع والده إلى حيدر آباد بغى عليه وقاتله فأخذ وحبس زماناً قليلاً ثم ولي على أورنك آباد سنة ثمان وخمسين، ولما توفي والده سنة تسع وخمسين قام بالملك، وخرج عليه ابن أخته مظفر جنك فسار إلى آركاث وقاتله وقبض عليه وعفى عنه ثم سار إلى بهلجهري مأوى الفرنساويين ليدفع شرورهم عن أهل تلك البلاد وكانت طائفة من الأفاغنة الذين كانوا من رجال مظفر جنك معه فدبروا عليه الحيلة وقتوله غيلة. وكان فاضلاً حليماً كريماً متواضعاً محباً لأهل العلم محسناً إليهم مجيد الشعر، له ديوان الشعر الفارسي ومن شعره قوله: أي شوخ هوائي مفكن تير نكه را اين ناوك بيداد بكار جكري كن توفي لسبع عشرة من محرم سنة أربع وستين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. ميرك خان الدهلوي الفاضل الحاذق ميرك خان الكحال الدهلوي، كان من الرجال المعروفين في الصناعة، له اليد الطولى في معرفة أمراض العين، استقدمه نواب غالب جنك من دهلي إلى فرخ آباد فوفد إليه وأقام بها أيام حياته ثم خرج منها، ومات في إحدى بلاد الهند، كما في تاريخ فرخ آباد. المفتي ميران البخاري الشيخ العالم الفقيه ميران البخاري البيجابوري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة بيجابور وقرأ العلم، على الشيخ محمد بن عبد الرحمن البيجابوري وعلى غيره من العلماء ثم ولي الإفتاء بحيدر آباد في عهد عالمكير الأول فاشتغل به وكان يدرس ويفيد، ثم لما كبر سنه ترك الإفتاء وسار إلى بيجابور وأقام بها، قدم حيدر آباد ومات بها سنة خمس وعشرين ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن. حرف النون الشيخ ناصر علي السرهندي الشيخ الفاضل ناصر علي بن رجب علي الحنفي السرهندي أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ بسرهند وحصل المراتب العلمية ثم أقبل على الشعر إقبالاً كلياً، وعاش مدة من الزمان في صحبة مرزا فقير الله البدخشي صاحب إله آباد وبعد وفاته ذهب إلى بيجابور ونال الصلات الجزيلة عن ذي الفقار بن الأسد العالمكيري، ثم رجع إلى دار الملك دهلي واعتزل بها عن الناس مع القناعة والتوكل والاستغناء عن الناس، وكان قد أخذ الطريقة عن الشيخ محمد معصوم النقشبندي السرهندي، وله ديوان شعر والمزدوجة المشهورة بالفارسية، ومن شعره قوله: امتياز شهر وصحرا داشت از نقص جنون ورنه مجنون را خرابيهائي خود ويرانه بود توفي لعشر بقين من رمضان سنة ثمان ومائة وألف بدهلي وله ستون سنة، كما في سرو آزاد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 849 القاضي نجم الدين البرهانبوري الشيخ الفاضل القاضي نجم الدين بن حبيب أحمد الحنفي البرهانبوري أحد الفقهاء الحنفية، كان ختناً لمولانا عباس البرهانبوري، ولي القضاء بعادل آباد في أيام عالمكير واستقل به بعده، كما في تاريخ برهانبور. مولانا نجم الدين البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه نجم الدين بن عباس الحنفي البرهانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والتصوف، له مصنفات عديدة أشهرها نجم العلم شرح عين العلم بالعربية والصحف المطهرة وعلم اليقين وترجمة العقائد السنية بالفارسية، كما في تاريخ برهانبور. مولانا نجم الدين السندي الشيخ الفاضل نجم الدين بن محمد رفيع البهكري السندي، كان ابن أخت الشيخ محمد معين صاحب الدرسات وتلميذه، بنى مدرسة عظيمة في حياة شيخه المذكور فتكاثر عليه الطلبة وأخذ عنه جمع كثير من المشايخ والعلماء. وله مصنفات منها رسالة غريبة في علوم شتى صنفها في يوم واحد على تتبع الرسالة المنطقية المشهورة بيكروزي، مات سنة ستين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. مولانا نجم الهدى الأميثهوي الشيخ الفاضل نجم الهدى بن نور الهدى العثماني الأميثهوي كان من نسل الشيخ نظام الدين العثماني، ولد ونشأ ببلدة أميلهي وقرأ العلم على والده وكان والده من أصحاب الشيخ غلام نقشبند بن عطاء الله اللكهنوي وكان يدرس ويفيد على قناعة وعفاف وتوكل، توفى لست ليال بقين من صفر سنة إحدى وثمانين ومائة وألف، كما في بحر زخار. الشيخ نصرة الله اللاهوري الشيخ الصالح نصرة الله بن برخوردار بن محمد بن العلاء اللاهوري، كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بلاهور وسافر إلى سيالكوث فقرأ الكتب الدرسية في مدرسة الشيخ عبد الله بن عبد الحكيم السيالكوثي ثم رجع إلى لاهور وأخذ الطريقة عن والده ثم عن صاحبه أحمد النور ولازمه زماناً ثم تولى الشياخة وكان من كبار العلماء. توفي سنة سبعين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. السيد نصير الدين البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه نصير الدين الحسيني البرهانبوري أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ في تصون تام واقتصاد في الملبس والمأكل ولم يزل على ذلك براً تقياً ورعاً عابداً ناسكاً صواماً قواماً ذاكراً لله سبحانه في كل أمر رجاعاً إليه في سائر الأحوال، كان لا ينام في الليل إلا نحو ساعتين بعد العشاء ثم ينهض ويتهجد ويشتغل بتلاوة القرآن بلحن شجي ويبكي كثيراً في أثناء التلاوة حتى تبل دموعه ملابسه، وكان يكتب القرآن وكتب التفسير والسلوك فيسترزق بها وكانت قدماه ويده اليسرى مشلولة، وكان لا يختلط بأهل الدنيا ولا يتركهم أن يختلطوا به ولا يقبل النذور والفتوحات ولو كان يقبل شيئاً من الهداياً من أحد يجزيه بأفضل منها وأثمن. قال خافي خان في منتخب اللباب: إنه كان يتنفر عن اختلاط الأمراء فيقابلهم بوجه عبوس ولا يقبل نذورهم بل يعظهم بقول مر ليتنفروا عنه، قال: إن منور خان جاء يوماً في حضرته وكان والياً على تلك الناحية فقال له نصير الدين: إني لا أعلم في وصولكم إلي طائلاً غير أن فيلتكم وعساكركم تضيق على الناس طرقهم في ذهابهم وإيابهم ويشركونني في هذا الظلم واللوم فليت شعري ما الحامل لكم على إيقاع الناس في الضيق لسد الطريق، فأجابه منور خان: إني أتردد إليكم لتجذبوني إليكم، فقال: إني أذنبت ذنباً كان عاقبة ذلك أن شلت قدماي وإحدى يدي فإن استعددت لذلك فانتظر مكافأة سوء المعاملة لمخلوق الله سبحانه، قال: إن عناية الله خان كان من معتقديه فحرض السلطان، يجعل له شيئاً من بيت المال فأشار الجزء: 6 ¦ الصفحة: 850 السلطان إلى خواجه أدهم الذي كان صدراً بمدينة برهانبور أن يفتش عن حاله ثم يعرض على السلطان ما يناسب له من يومية أو شهرية، فذهب إليه أدهم وأقرأه رسالة السلطان، فقال له نصير الدين: لعلك أخطأت في مجيئك عندي لأن الصفات الأربعة التي كتبوها في المراسلة لا توجد في، أما السيادة فلا أنكرها ولا أدعيها ولكن الصفات الأخرى من العلم والصلاح والاستحقاق فليس لها عين ولا أثر في نفسي فلعلهم أرادوا بها غيري ممن يسمى بإسمي، فانقبض الصدر من قوله وتكدر باله وقال: لعل عندكم بضاعة التوكل، فقال: بلى إن مفاتيح رزقي بيد من يحتاج إليه مائة مائة آلاف مثل سيدك الذي تحتاج إليه، انتهى. توفي في سنة قاتل فيها شاه عالم أخاه كام بخش بعد ستة أشهر من قتاله، كما في منتخب اللباب وكان ذلك سنة تسع عشرة ومائة وألف. الشيخ نصير الدين البالوي الشيخ الصالح نصير الدين البالوي أحد العلماء المبرزين في الشعر والخط، كان يكتب على سبعة أقلام، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد فاضل البالوي، توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف بباله بفتح الموحدة والتاء الهندية، كما في بحر زخار. الشيخ نظام الدين الأورنك آبادي الشيخ العالم الصالح نظام الدين محمد بن أحمد بن صالح بن أبي سعيد الصديقي الشهابي النكرامي ثم الأورنك آبادي، أحد المشايخ المشهورين، كان أصله من بلدة أميلهي انتقل أحد أسلافه بقرابة المصاهرة إلى نكرام قرية جامعة من أعمال لكهنؤ فسكن بها وولد نظام الدين بتلك القرية ونشأ بها، واشتغل بالعلم أياماً على أساتذتها ثم سافر إلى دهلي واشتغل على الشيخ أحمد ابن أبي سعيد الصالحي الأميثهوي صاحب نور الأنوار وكان في أثناء ذلك يتردد إلى الشيخ كليم الله الجهان آبادي، ويقرأ عليه أيضاً بعض الكتب الدرسية حتى أخذته الجذبة الإلهية فبايعه ولازمه وأخذ عنه فنال حظاً وافراً من العلم والمعرفة فرخصه الشيخ إلى أورنك آباد فأقام بها ورزق من حسن القبول ما لم يرزق في عصره أحد من المشايخ الجشتية. مات لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة أربع وأربعين ومائة وألف بأورنك آباد فدفن بها، كما في بحر زخار مع زيادة أخبرني بها محمد إدريس النكرامي. الشيخ نظام الدين الأمروهوي الشيخ الفاضل نظام الدين بن روشن محمد بن محمدي الفياض الجعفري الزينبي الهركام ثم الأمروهوي أحد العلماء الصالحين، أخذ عن والده وعن غيره من العلماء والمشايخ، كما في نخبة التواريخ. الشيخ نظام الدين اللكهنوي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة الشهير صاحب العلوم والفنون وغيث الإفادة الهتون، العالم بالربع المسكون، أستاذ الأساتذة، وإمام الجهابذة، الشيخ نظام الدين بن قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي الذي تفرد بعلومه وأخذ لواءها بيده، لم يكن له نظير في زمانه في الأصول والمنطق والكلام. ولد بسهالي وتوفي والده مقتولاً وهو في الرابع عشر أو الخامس عشر من سنه فانتقل إلى لكهنؤ مع صنوه الكبير محمد سعيد فأعطى عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند قصراً بذلك المقام لأبناء الشيخ الشهيد يعرف بفرنكي محل لأنه كان من أبنية تاجر أفرنكي، فلما اطمأن قلبه خرج من لكهنؤ وذهب إلى بلدة جائس وقرأ أكثر الكتب الدرسية على ملا علي قلي الجائسي ثم ذهب إلى بلدة بنارس وتتلمذ على الحافظ أمان الله بن نور الله البنارسي وقرأ عليه شرح المواقف ثم رجع إلى بلدة لكهنو وتتلمذ على الشيخ غلام نقشبند بن عطاء الله اللكهنوي وقرأ عليه الرسالة القوشجية في الهيئة، وأما ما اشتهر على أفواه الناس أنه قرأ العلم على ملا محمد باقر بن غلام مصطفى الأشرفي الجائسي فليس بصحيح والصواب أنه وفد عليه في بلدة جائس وأراد أن يقرأ عليه ولكنه ما توافقا فانحاز عنه، كما في شرح المناقب الرزاقية للشيخ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 851 عبد الأعلى بن عبد العلي اللكهنوي، وإني سمعت من عبد الباقي ابن علي محمد اللكهنوي أن الشيخ نظام الدين لما وفد على محمد باقر كان يقرأ حينئذ شرح الكافية للجامي فأشار إليه محمد باقر أن يقرأ على بعض المحصلين عنده فافترق عنه. وبالجملة فإنه قرأ فاتحة الفراغ وله خمس وعشرون سنة، ثم تصدى للدرس والإفادة فتكاثر عليه الطلبة وخضع له العلماء وطارت مصنفاته في حياته إلى الأمصار والبلاد، وتلقى نظام درسه في مدارس العلماء بالقبول وانتهت إليه رئاسة التدريس في أكثر بلاد الهند. كان مع تبحره في العلوم وسعة نظره على أقاويل القدماء عارفاً كبيراً زاهداً مجاهداً شديد التعبد عميم الأخلاق حسن التواضع كثير المؤاساة بالناس، وكان لا يتقيد بتكبير العمامة وتطويل الأكمام والطيلسان، أخذ الطريقة القادرية عن الشيخ عبد الرزاق بن عبد الرحيم الحسيني البانسوي، بايعه وله أربعون سنة، كما في رسالة قطبية للشيخ عبد الأعلى المذكور. قال السيد غلام علي بن نوح الحسيني البلكرامي في سبحة المرجان: أنا دخلت لكهنؤ في التاسع عشر من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وأربعين ومائة وألف واجتمعت بالملا نظام الدين فوجدته على طريقة السلف الصالحين وكان يلمع على جبينه نور التقديس، انتهى. ومن مصنفاته شرحان على مسلم الثبوت للقاضي محب الله الأطول والطويل وشرح له على منار الأصول وشرح على تحرير الأصول لابن الهمام وشرح على المبارزية وحاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي وحاشية على الشمس البازغة للجونبوري وحاشية على شرح العضدية للدواني وحاشية على الحاشية القديمة له، وله مناقب رزاقية كتاب بالفارسي في أخبار شيخه عبد الرزاق، وأما شرحه الأطول على مسلم الثبوت فإنه فقد منذ مدة طويلة. وأما تلامذته فإنهم كثيرون، أجلهم السيد كمال الدين العظيم آبادي والسيد ظريف العظيم آبادي والعلامة كمال الدين الفتحبوري والشيخ غلام محمد البرهانبوري ومولانا حقاني اللنلوي والشيخ عبد الله الأميثهوي والشيخ أحمد بن غلام نقشبند اللكهنؤي وحمد الله بن شكر الله السنديلوي والشيخ عبد الرشيد الجونبوري المدفون بلكهنؤ والشيخ وجيه الدين الدهلوي ومولانا غلام محمد الشمس آبادي ومولانا غلام فريد المحمد آبادي ومولانا محمد المالكي التلمساني والسيد شاكر الله السندولوي والشيخ محمد حسن بن غلام مصطفى وصنوه محمد ولي بن الشيخ أحمد عبد الحق بن محمد سعيد ولده ملك العلماء عبد العلي محمد وخلق كثير. توفي يوم الأربعاء لثمان خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وستين ومائة وألف في مرض حصاة المثانة وقد جاوز سبعين سنة، فقال بعضهم مؤرخاً لوفاته: ع ملك بود بيك حركت ملك شد، كما في رسالة قطبية. القاضي نظام الدين الكجراتي الشيخ العالم الفقيه القاضي نظام الدين بن نور الدين بن محمد صالح الأحمد آبادي الكجراتي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ في مهد العلم واشتغل به مدة حتى فاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون لا سيما الفنون الرياضية والإنشاء والشعر، وولي القضاء بأحمد آباد سنة إحدى وخمسين ومائة وألف فاستقل به مدة حياته، وكان وقوراً شديد العزيمة متصلباً في المذهب يبذل جهده في إعلاء كلمة الله، هدم صومعة الهنادك بشاه بور سنة ثلاث وستين ومائة وألف، أحدثوها عند المسجد فكانوا يضربون الناقوس أوقات الصلوات، فلما سمع بذلك أحمد شاه الدهلوي صاحب الهند رضي عنه وأعطاه الخلعة الفاخرة والفيل. له مصنفات كثيرة منها ميزان الساعة وتفصيل الفصول ورسالة في القهوة ورسالة في فضائل العلماء وله رسائل أخرى. مات لاثنتي عشرة خلون من ذي القعدة سنة خمس وستين ومائة وألف، وقبره عنده قبر والده بأحمد آباد، كما في مرآة أحمدي. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 852 السيد محمد نعمان بن نور النصير آبادي السيد الشريف نعمان بن نور بن هدى بن علم الله الحسني الحسيني النصير آبادي العالم الصالح، ولد ونشأ بنصير آباد على أربعة أميال من جائس واشتغل بالعلم زماناً في بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ على الشيخ عبد الله الأميثهوي ثم رجع إلى رائي بريلي وبايع السيد محمد بن علم الله البريلوي ولازمه زماناً، ولما توفي السيد محمد المذكور لازم ولده محمد عدل وأخذ عنه الطريقة ثم ساح البلاد وأدرك المشايخ الكبار منهم محمود رسن تاب الخورجوي أحد أصحاب السيد علم الله المذكور ومنهم الشيخ يوسف بن فتح محمد الأنبالوي ومنهم الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وخلقاً آخرين من المشايخ فاستفاض منهم فيوضاً كثيرة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وراح إلى القدس والخليل وتوفي في أثناء السفر. له رسالة في سلوك الطريقة النقشبندية العلمية، ورسالة في أخبار جده علم الله وأبنائه ورسالة في ملفوظات جده علم الله، رأيت كلها بخطه الشريف وله غير ذلك من الرسائل سمعتها من بعض الثقات. مات لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف بالقدس الشريف، كما في سيرة السادات للسيد الوالد. الشيخ نعمة الله السندي الشيخ الفاضل نعمة الله بن عبد الجليل بن رحمة الله التتوي السندي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأرض السند وقرأ النحو والعربية والفقه والأصول وغيرها على جده لأمه الشيخ ضياء الدين التتوي، وأخذ العلوم الحكمية عن الشيخ محمد صادق السندي وبرز في الفضائل الكثيرة في شبابه وتصدى للدرس والإفادة وسافر إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة، فمات في بندر كلفه لثمان عشرة خلون من ذي القعدة سنة تسع وسبعين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. السيد نعمة الله البلكرامي الشيخ الفاضل نعمة الله بن محمد زاهد بن عبد الواحد بن الطيب الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام واشتغل بالعلم على عمه عبد الهادي بن عبد الواحد الحسيني، وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية ثم سافر إلى سهالي ولازم دروس العلامة قطب الدين بن عبد الحليم الأنصاري السهالوي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وجد في البحث والاشتغال حتى فاق أقرانه في العلوم الحكمية فرجع إلى بلدته وتصدى بها للدرس والإفادة، قال السيد غلام علي البلكرامي في مآثر الكرام: إني حضرت في مجلسه غير مرة فكان ينظر إلي بنظرات المحبة. توفي لخمس خلون من رمضان سنة أربعين ومائة وألف. السيد نعمة الله الجزائري الشيخ الفاضل نعمة الله بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني الشيعي الجزائري المهندس الكبير، ذكره عبد اللطيف بن طالب التستري في تحفة العالم قال: إنه ولد ونشأ بتستر وساح العراق وخراسان وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم سار إلى الهند في أيام محمد شاه الدهلوي، وكان عالماً كبيراً بارعاً في الفنون الرياضية والشعر، ولوه على المرصد بدهلي ففاق أقرانه في ذلك الأمر وله ديوان الشعر الفارسي يشتمل على ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف بيت. مات بمدينة بيشاور سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، كما في نجوم السماء. الشيخ نعمة الله النوشهروي الشيخ الفاضل نعمة الله الحنفي النوشهروي كان من نسل الشيخ مهدي علي الكبروي، ولد ونشأ بكشمير وتفقه على الشيخ أمان الله الشهيد وقرأ عليه العلم وأسند عنه الحديث والقراءة والأحزاب والدعوات واشتغل بها مع العفاف والقناعة والتوكل وصرف عمره في الإفادة والعبادة، توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 853 الشيخ نور الأعلى السورتي الشيخ الصالح نور الأعلى بن نور الحسن بن محمد الحسيني السورتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على أساتذة عصره وتولى الشياخة بعد أخيه فيض الحسن. ومن مصنفاته كنز الفوائد، توفي سنة أربع وستين ومائة وألف بسورت، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ نور الحسن السورتي الشيخ الصالح نور الحسن بن محمد بن أبي الحسن بن جمال الدين النقوي الحسيني السورتي أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بمدينة سورت وانتفع بأبيه وأخذ عنه وتولى الشياخة بعده خمسين سنة. توفي سنة ست وعشرين ومائة وألف بمدينة سورت، كما في الحديقة الأحمدية. القاضي نور الحق الكجراتي الشيخ العالم الفقيه القاضي نور الحق بن القاضي عبد الوهاب الحنفي الكجراتي أحد الفقهاء المشهورين، ولاه عالمكير بن شاهجهان سلطان الهند القضاء سنة تسعين وألف، كما في مآثر عالمكيري، وفي مرآة أحمدي: أنه ولي الاحتساب بمدينة مانده من أعمال كجرات، لعله في سنة ثمان ومائة وألف. المفتي نور الحق الدهلوي الشيخ العالم الفقيه المفتي نور الحق بن محب الله بن نور الله بن المفتي نور الحق بن عبد الحق البخاري الدهلوي أحد العلماء المشهورين، كان ثاني أبناء والده، أخذ عن أبيه، وله شرح على ما ثبت بالسنة لجده عبد الحق بن سيف الدين البخاري بالفارسي، كما في مرآة الحقائق القاضي نور الحق الكرانوي الشيخ العالم الفقيه القاضي نور الحق بن القاضي محمد عاشق الأنصاري السهالوي ثم الكرانوي أحد الفقهاء الحنفية، قرأ العلم على ابن عم أبيه العلامة كمال الدين الفتحبوري ثم ولي التدريس في مدرسة بناها نواب سعد الله خان بمدينة بريلي فدرس بها زماناً وكان راتبه الشهري مائتي ربية، ثم لما توفي والده رحل إلى كرانه وولي القضاء بها فاستقل به مدة طويلة وولي قضاء ديوبند فنصب مكانه بيدوبند حماية الله بن فضل الله بن القاضي مبارك السهالوي الذي كان ختن أخيه الشيخ دوست محمد بن محمد عاشق الكرانوي ثم نصب مكانه ببلدة كرانه ابن عمه أحمد بن خليل الرحمن السهالوي واعتزل عن الناس عاكفاً على عبادة الله سبحانه وكان غاية في التورع والتشرع، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد فاضل الجشتي الباني بتي وقد جاوز سبعين سنة. وله مصنفات عديدة منها تعليقاته على الكتب الدرسية ومنها رسالة في المواريث، توفي سنة ثمانين ومائة وألف، كما في أغصان الأنساب. الشيخ نور الدين الرفاعي الشيخ الصالح نور الدين بن عبد الرحيم بن محمد بن صالح الحسني الرفاعي السورتي أحد رجال العلم والمعرفة، مات يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من ربيع الآخر سنة عشرين ومائة وألف، كما في الحديقة. الشيخ نور الدين الكجراتي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة نور الدين بن محمد صالح الأحمد آبادي الكجراتي أحد الأساتذة المشهورين في الهند، ولد لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وألف واشتغل بالعلم من صباه وقرأ كلستان للشيخ سعدي المصلح الشيرازي على أمه في سبعة أيام وقرأ الكتب الدرسية على مولانا أحمد بن سليمان الكجراتي وعلى مولانا فريد الدين الأحمد آبادي وقرأ الحديث على الشيخ محمد بن جعفر الحسيني البخاري وأخذ عنه الطريقة وبرز في الفضائل كلها حتى صار ممن لا يدانيه أحد في عصره ومصره في كثرة الدرس والإفادة، بنى له أكرم الدين الكجراتي مدرسة عظيمة بأحمد آباد وأنفق على بنائها مائة ألف وأربعاً وعشرين ألفاً من النقود، شرع في بنائها سنة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 854 تسع ومائة وألف فأرخ لها بعض العلماء من قوله تعالى بزيادة لفظ منه هو لمسجد أسس على التقوى من أول يوم وفرغ من بنائها سنة إحدى عشرة ومائة وألف فأرخ لها بعضهم من قوله: مدرسة فيها الهدى للعالمين، وأرصد لرواتب الطلبة قرى عديدة من الأرض الخراجية. وكان نور الدين أورع الناس وأزهدهم، شديد التعبد، يصلي في جوف الليل مرتين، وكلما يضطجع يهلل ألف مرة ويصلي على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألف مرة، وكان لا يقبل هدايا الملوك والسلاطين ولا يوميتهم وسافر إلى الحرمين الشريفين زادهما الله شرفاً سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف وعمره جاوز إحدى وتسعين سنة فحج وزار ورجع إلى الهند. وله مصنفات جليلة تدل على غزارته في العلم وسعة نظره على مصنفات القدماء، منها تفسير مختصر على القرآن المجيد وله التفسير النوراني للسبع المثاني وله التفسير الرباني على سورة البقرة وله حاشية على أوائل تفسر البيضاوي وله نور القاري شرح صحيح البخاري وله الحاشية القويمة على الحاشية القديمة وله حاشية على شرح المواقف وله حل المعاقد لحاشية شرح المقاصد وله حاشية على شرح المطالع وحاشية على التلويح وحاشية على العضدي والمعول حاشية له على المطول وحاشية له على شرح الوقاية وحاشية على شرح الكافية للجامي وحاشية على المنهل وحاشية على الشمسية وشرح على تهذيب المنطق وهو أدق مصنفاته وله الطريق الأمم شرح فصوص الحكم لابن عربي، وله غير ذلك من المصنفات الكبيرة والصغيرة تربو على مائة وخمسين. توفي يوم الثلثاء لتسع خلون من شعبان سنة خمس وخمسين ومائة وألف وقبره قريب من مدرسته بأحمد آباد، كما في مرآة أحمدي مع زيادة يسيرة من سبحة المرجان. الشيخ نور الدين الكشميري الشيخ الصالح نور الدين بن نظام الدين الحنفي الكشميري أحد المشايخ النقشبندية، ولد بكشمير سنة ست وثمانين وألف وحفظ القرآن وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ أحمد اليسوي وتولى الشياخة مقام والده المرحوم سنة ثمان وأربعين ومائة وألف وحصل له القبول العظيم في بلاد كشمير. مات سنة ست وخمسين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. مولانا نور الدين الكنتبوري الشيخ الفاضل نور الدين جعفر الكنتبوري الجونبوري أحد العلماء البارعين في الفروع والأصول، ولد ونشأ في قرية كنتبور من أعمال غازيبور ثم جاء إلى بلدة جونبور وقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ محمد جميل ابن عبد الجليل الجونبوري وبعضها على الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي وجد في البحث والاشتغال حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، وكان رجلاً صالحاً متعبداً كثير الاشتغال بالتلاوة والنوافل، وهو أخذ الطريقة عن الشيخ محمد أفضل المذكور. مات سنة عشرين ومائة وألف بمدينة جونبور فدفن بها، كما في تجلي نور. القاضي نور العين البللوي الشيخ الفاضل نور العين بن القاضي أمانة الله الحنفي البللوي أحد الشعراء المجيدين، سافر إلى الحجاز سنة خمس وسبعين ومائة وألف فحج وزار ورجع إلى الهند وأدرك السيد غلام علي الحسيني البلكرامي ببلدة أورنك آباد واحتظ بصحبته، له ديوان ضخم بالفارسي ومن شعره قوله: ترا كه كفت كه مائل بسير بستان باش بنوش يك دوسه جامي وخود كلستان باش توفي سنة خمس وتسعين ومائة وألف، كما في نتائج الأفكار. الشيخ نور الله البنارسي الشيخ الصالح نور الله بن الحسين المفتي المحمد آبادي ثم البنارسي أحد الفقهاء الحنفية، أخذ الطريقة عن الشيخ محمد رشيد بن مصطفى العثماني الجونبوري ثم لبس الخرقة عن الشيخ محمد أرشد بن محمد رشيد، وكان عالماً فقيهاً صوفياً حسن الأحوال، أعقب ولداً يسمى أمان الله وهو الذي صار من أكابر العلماء في عصره، وكانت وفاة نور الله في بلدة بنارس وقبره بها، كما في كنج أرشدي. السيد نور الله البلكرامي الشيخ العالم الفقيه نور الله بن كرم الله بن لطف الله بن الحسن بن نوح ابن محمود الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلكرام واشتغل بالعلم وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذة بلدته ثم سافر إلى بلاد أخرى وقرأ العلم على الشيخ أبي الفتح العثماني النيوتيني ثم رحل إلى دهلي واعتكف في مقبرة الشيخ نظام الدين محمد البدايوني فهجم عليه الناس ففر منهم ورجع إلى بلدته ولازم أخاه لطف الله بن كرم الله مدة طويلة، وحفظ القرآن الكريم في كبر سنه وكان يدرس ويفيد. توفي لثلاث عشرة خلون من شعبان سنة ثلاث عشرة ومائة وألف، كما في مآثر الكرام. مولانا نور الله الكشميري الشيخ الفاضل نور الله الحنفي الكشميري المشهور بنور بابابتلو، كان من كبار العلماء في عصره، قرأ بعض الكتب على الشيخ عبد الستار الكشميري ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ حسام الدين محمد والقاضي مستعد خان والقاضي مبارك ولازمهم مدة حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، ثم لازم الشيخ جانجانان الدهلوي وأخذ عنه الطريقة النقشبندية ثم رجع إلى كشمير له حاشية على الخيالي وحاشية على المطول. توفي لأربع خلون من ربيع الأول سنة خمس وتسعين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ نور الله الكشميري الشيخ الصالح نور الله الحنفي الكشميري كان من أحفاد الشيخ أحمد القاري، ووالده كانت من ذرية الشيخ داود، وهو أخذ الطريقة عن الشيخ عبيد الله البلخي ثم سافر إلى الحرمين الشريفين وأدرك بها الشيخ أبا الحسن المحدث السندي ثم رجع إلى كشمير، مات سنة خمس وتسعين ومائة وألف، كما في روضة الأبرار. الشيخ نور الله البرهانوي الشيخ العالم الكبير المحدث نور الله بن معين الدين الصديقي البرهانوي أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بقرية برهانه بضم الموحدة واشتغل بالعلم من صباه وسافر إلى دهلي ولازم دروس الشيخ الكبير ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وأخذ عنه ولازمه ملازمة طويلة حتى صار من كبار العلماء في حياة شيخه، أخذ عنه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله وقرأ عليه كتب الفقه وكان الشيخ عبد العزيز المذكور ختنه، مات نحو سنة سبع وثمانين ومائة وألف، يظهر ذلك من رسالة الشيخ عبد العزيز أرسلها إلى السيد أبي سعيد بن محمد ضياء الحسني البريلوي بعد رجوعه عن الحج يخبره بوفاة الشيخ نور الله، وكان السيد رحل إلى الحرمين سنة 1187 هـ ورجع إلى الهند سنة 1188 هـ. الشيخ نور محمد البدايوني الشيخ العالم الفقيه نور محمد الحسيني النقشبندي البدايوني أحد العلماء الربانيين أخذ عن الشيخ محمد محسن الدهلوي والشيخ سيف الدين بن محمد معصوم السرهندي واشتغل عليهما مدة طويلة حتى غلب عليه الاستغراق وامتد إلى خمس عشرة سنة فكان لا يصحو إلا في أوقات الصلوات ثم أفاق. وكان في غاية الزهد والورع يأكل بعمل يده فيطبخ الطعام لبضعة أيام ويأكل منه حين يغلبه الجوع، وكان لا يجيب دعوة الأغنياء ولا يجمع طعامين في مائدته، أخذ عنه الشيخ جانجانان الدهلوي وكان يقول: إن مكشوفاته كانت في غاية الصحة ومطابقة الواقع بل يمكن أن نقول ليس لأمثالنا أن نرى بعين الرأس مثل ما يراه بعين القلب، وقال: إن نفس القدسية كانت خالية عن التغير بمدح الناس وذمهم وكان الرضاء والتسليم إلى القضاء من صفته. مات لإحدى عشرة خلون من ذي القعدة سنة خمس وثلاثين ومائة وألف بمدينة دهلي، كما في مقامات مظهري. الشيخ نور محمد السندي الشيخ الفاضل نور محمد التتوي السندي الواعظ كان من بني أعمام الشيخ محمد الحكيم السندي، وكان واعظاً خطيباً مصقعاً، أخذ عن الشيخ عبد الله الواعظ وذكر اثنتي عشرة سنة في مسجد ملوك شاه وكانت مواعظه مؤثرة تأخذ بمجامع القلوب. مات سنة ست وسبعين ومائة وألف، كما في تحفة الكرام. الشيخ نور محمد الأورنك آبادي الشيخ الصالح الكبير نور محمد بن عبد الله بن أبي العلاء الصوفي الأورنك آبادي أحد المشايخ المشهورين في الهند، أخذ عن الشيخ شرف الدين قطب الحموي وساح بلاد الهند ثم سكن بأورنك آباد، وكان شيخاً معمراً جليل القدر شديد التعبد عاش بأورنك آباد خمساً وعشرين سنة، مات يوم الأربعاء لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتين ومائة وألف، كما في محبوب ذي المنن. مولانا نور محمد اللاهوري الشيخ الفاضل نور محمد بن محمد فيروز بن فتح الله اللاهوري المشهور بنور محمد المدقق، له شرح التصريف للسيد الشريف أوله: نحمدك يا من بيده الصحة والسقام، إلخ. مولانا نور الهدى الكشميري الشيخ الفاضل نور الهدى بن عبد الله بن محمد فاضل اليسوي الكشميري كان من كبار المشايخ، ولد سنة تسع وعشرين ومائة وألف وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ سعد الدين صادق والشيخ رحمة الله ولازمهم مدة طويلة حتى برع في كثير من العلوم والفنون، أخذ عنه ملا محمد مقصود ومير نظام الدين وبابا أسد الله وملا محمد ولي والمفتي قوام الدين وابناه ملا عبد الله وملا محمد أنور وخلق كثير. مات في جمادى الأولى سنة تسع وتسعين ومائة وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ نور الهدى الأميثهوي الشيخ العالم الكبير نور الهدى بن محمد بن مودود بن عبد الواسع بن نظام الدين العثماني الأميثهوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة أميلهي وحفظ القرآن وقرأ العلم على الشيخ غلام نقشبند بن عطاء الله اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، وقرأ فاتحة الفراغ وله خمس عشرة سنة، وكان مفرط الذكاء متين الديانة كبير الشأن، وله رغبة في البحث والمناظرة، درس وأفاد مدة عمره. مات لثلاث عشرة خلون من رجب سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، كما في بحر زخار. حرف الواو مولانا وجيه الحق البهلواروي الشيخ الفاضل وجيه الحق بن أمان الله بن محمد أمين بن جنيد بن إسماعيل البهلواروي كان من نسل عبد الله بن جعفر الطيار رضي الله عنه، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده وأكثرها على صنوه محمد مخدوم وأجازه المخدوم سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف، وأخذ الحديث عن الشيخ محمد عتيق بن عبد السميع البهاري وقرأ عليه المشكاة والصحيحين وأجازه لسائر كتب الحديث، ثم سافر إلى غازيبور للاسترزاق وأقام بها زماناً ثم رجع إلى بلدته وصرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه ابنه وحيد الحق. ومن مصنفاته نزهة السالكين رسالة في فضل العبادة، مات سنة خمسين ومائة وألف، كما في حديقة الأزهار. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 855 الشيخ ولي الله الدهلوي الشيخ الفاضل ولي الله الحنفي الدهلوي أحد العلماء المشهورين كان سبط الشيخ عبد الأحمد بن محمد سعيد السرهندي، قرأ العلم وبرع في الشعر والتصوف والتفسير وسمى نفسه اشتياق في الشعر على طريق شعراء الفرس. له مصنفات منها تفسير القرآن الكريم وقد ظن الشيخ شبلي بن حبيب الله الأعظمكدي في حاشيته على كلشن هند أنه هو الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وهذا خطأ فاحش صدر منه لقلة تدبره وعدم وقوفه على تراجم علماء الهند، فإن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وإن كان شاعراً ولكنه اسمه في الشعر أمين وهذا الشيخ ولي الله وإن كان محدثاً ولكنه كان من أسباط الشيخ عبد الأحد وكان يسكن بكونله فيروز شاه وأين هذا من ذاك. توفي ولي الله المترجم له سنة خمسين ومائة وألف، قال الشاعر: طوطى خوش مقال بوداي واي، كما في تذكرة الشعراء لحسين قلي بن آقا على المؤلفة سنة 1233 هـ وتذكرة الشعراء، لفتح علي شاه الدهلوي المؤلفة سنة 1166 هـ وتذكرة الشعراء لمير حسن بن المستحسن الدهلوي. شيخ الإسلام ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي الشيخ الإمام الهمام حجة الله بين الأنام إمام الأئمة قدوة الأمة علامة العلماء وارث الأنبياء آخر المجتهدين أوحد علماء الدين زعيم المتضلعين بحمل أعباء الشرع المتين محيي السنة وعظمت به لله علينا المنة شيخ الإسلام قطب الدين أحمد ولي الله بن عبد الرحيم بن وجيه الدين العمري الدهلوي. العالم الفاضل النحرير أفضل من بث العلوم فأروى كل ظمآن كان السلف من آبائه من حفدة السيد ناصر الدين الشهيد ومشهده ببلدة سوني بت معروف يزار ويتبرك به، وجده الشيخ وجيه الدين العمري الشهيد حفيد للسيد نور الجبار المشهدي ونسبه يتصل بالإمام موسى الكاظم عليه وعلى آبائه السلام، وكان أبوه الشيخ عبد الرحيم من وجوه مشايخ دهلي ومن أعيانهم، له حظ وافر من العلوم الظاهرة والباطنة مع علو كعبه في طريقة الصوفية وهو بشر بولده في رؤيا صالحة بشره بذلك الشيخ قطب الدين بختيار الأوشي وقال له أن يسميه باسمه إذا ولد فلذلك قيل له قطب الدين، وهو ولد يوم الأربعاء لأربع عشرة خلون من شوال سنة أربع عشرة ومائة وألف في أيام عالمكير، فلما بلغ من عمره ما يندفع فيه الموفق من السعداء إلى طريق العلم وطلبه وينسك فيه بين نظام طلابه أخذ العلوم عن والده الشيخ عبد الرحيم المذكور وقرأ عليه الرسائل المختصرة بالفارسية والعربية وشرع في شرح الكافية للعارف الجامي وهو ابن عشر سنين وتزوج وهو ابن أربع عشرة سنة وبايع والده واشتغل عليه بأشغال المشايخ النقشبندية وقرأ تفسير البيضاوي وأجيز بالدرس وفرغ من التحصيل وهو في الخامس عشر من سنه، وكان قرأ طرفاً من المشكاة وصحيح البخاري وشمائل الترمذي والمدارك ومن علم الفقه شرح الوقاية والهداية بتمامهما إلا طرفاً يسيراً، ومن أصول الفقه الحسامي وطرفاً صالحاً من التوضيح والتلويح ومن المنطق شرح الشمسية وقسطاً من شرح المطالع، ومن الكلام شرح العقائد وجملة من الخيالي وشرح المواقف، ومن التصوف قطعة من العوارف، ومن الطب موجز القانون، ومن الحكمة شرح هداية الحكمة، ومن المعاني المختصر والمطول، وبعض الرسائل في الهيئة والحساب، إلى غير ذلك، وكلها على أبيه، وكان يختلف في أثناء الدرس إلى إمام الحديث في زمانه الشيخ محمد أفضل السيالكوثي فانتفع به في الحديث، واشتغل بالدرس نحواً من اثنتي عشرة سنة، وحصل له الفتح العظيم في التوحيد والجانب الواسع في السلوك ونزل على قلبه العلوم الوجدانية فوجاً فوجاً، وخاض في بحار المذاهب الأربعة وأصول فقههم خوضاً بليغاً ونظر في الأحاديث التي هي متمسكاتهم في الأحكام وارتضى من بينها بامداد النور الغيبي طريق الفقهاء المحدثين، واشتاق إلى زيارة الحرمين الشريفين فرحل إليها سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف ومعه خاله الشيخ عبيد الله البارهوي وابن خاله محمد عاشق وغيرهما من أصحابه فأقام بالحرمين الجزء: 6 ¦ الصفحة: 856 عامين كاملين، وصحب علماء الحرمين صحبة شريفة وتتلمذ على الشيخ أبي طاهر محمد بن إبراهيم الكردي المدني في المدينة المنورة فتلقى منه جميع صحيح البخاري ما بين قراءة وسماع وشيئاً من صحيح مسلم وجامع الترمذي وسنن أبي داود وسنن ابن ماجه وموطأ الإمام مالك ومسند الإمام أحمد والرسالة للشافعي والجامع الكبير، وسمع منه مسند الحافظ الدارمي من أوله إلى آخره في عشرة مجالس كلها بالمجلس النبوي عند المحراب العثماني تجاه القبر الشريف وشيئاً من الأدب المفرد للبخاري وشيئاً من أوله الشفاء للقاضي عياض، وسمع عليه الأمم فهرس الشيخ إبراهيم بن الحسن الكردي المدني مع التذئيل، فأجازه الشيخ أبو طاهر إجازة عامة بما تجوز له وعنه روايته من مقروء ومسموع وأصول وفروع وحديث وقديم ومحفوظ ورقيم، وذلك في سنة أربع وأربعين ومائة وألف، ثم ورد بمكة المباركة وأخذ موطأ مالك عن الشيخ وفد الله المالكي المكي، وحضر دروس الشيخ تاج الدين القلعي المكي أياماً حين كان يدرس صحيح البخاري وسمع عليه أطراف الكتب الستة وموطأ مالك ومسند الدارمي وكتاب الآثار لمحمد وأخذ الإجازة عنه لسائر الكتب وأخذ عنه الحديث المسلسل بالأولية عن الشيخ إبراهيم بن الحسن المدني وهو أول حديث سمع منه بعد عوده من زيارة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وعاد إلى الهند سنة خمس وأربعين ومائة وألف. ومن نعم الله تعالى عليه: أنه خصه بعلوم لم يشرك معه فيها غيره والتي أشرك فيها معه غيره من سائر الأئمة كثيرة لا يحصيها البيان ونحن نذكر قليلاً من ذلك الكثير حسبما ذكرها محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني. منها ما أكرمه الله تعالى به من الفصاحة في اللغة العربية والربط الخاص بالفنون الأدبية في النظم والنثر كأنما الإعجاز أو السحر من رقة اللفظ ومعناه وصفاء المورد ومغناه. ومنها علوم الفقه على المذاهب الأربعة وأصحابهم والاطلاع على مأخذ المسائل ومنازع الحجج والدلائل. ومنها علم الحديث والأثر مع حفظ المتون وضبط الأسانيد والنظر في دواوين المجاميع والمسانيد ولم يتفق لأحد قبله ممن كان يعتني بهذا العلم من أهل قطره ما اتفق له من رواية الأثر وإشاعته في الأكناف البعيدة. ومنها علم تفسير القرآن وتأويل كتاب الله العزيز فمن نظر في كتبه شهد بتوفر حظه منه. ومنها أصول هذه العلوم ومبادئها التي هذبها تهذيباً بليغاً وأكثر من التصرف فيها حتى يكاد يصح أن يقال: إنه باني أسها وباري قوسها، فأما أصول التفسير فكتابه الفوز الكبير فيها شاهد صدق على براعته على كثير من أهلها، والحق أنه متفرد بتحقيق هذا الفن وتدقيقه، وأما أصول الحديث فله فيها باع رحيب، وقد أشار ابنه عبد العزيز أن له فيها تحقيقات مستظرفة لم يسبق إليها، وأما أصول الفقه فإنه شرح أصول المذاهب المختلفة وجمعها وبين الفرق بين الأمور الجدلية والأصول الفقهية ورد وجوه الاستنباط على كثرتها إلى عشرة وأسس قواعد الجمع بين مختلف الأدلة وبين قوانين الترجيع. ومنها علم العقائد وأصول الدين فإنه أتى بأسرار غامضة في تطبيق بالمأثور مما لا يهتدي إليها في الأعصار إلا واحد بعد واحد ممن يجتبيه الله سبحانه، وذلك لأن المتكلم في هذا العلم إما أن يكون صاحب حديث يتهافت على ظواهره أو صاحب كلام يتعمق في الرأي أو صاحب فقه يتوسط الفريقين أو صاحب ذوق يطمئن إلى ما يتجلى له، وقد جمع الله تعالى في صدره ما شتته بين هؤلاء. ومنها آداب السلوك وعلم الحقائق فإنه أفاض من ذوارف المعارف على أهلها سجالاً لأنه كان جامعاً بين الطرق الثلاثة من السمع والفكرة والذوق فلا يتجلى له شيء من السر الغامض فيقبله إلا بعد ما شهد بصحته شاهداً صدق من المعقول والمنقول. لا أقول: إنه لم يشاركه فيها من علماء أرضه ممن عاصرهم أو تأخر زمانه بقليل عن زمانهم إلا أنه فضلهم بعلوم وهيبة ضمها إلى علوم وهي كثيرة لا تضبط، فمنها فنون من علم التفسير كبيان العلوم الخمسة الجزء: 6 ¦ الصفحة: 857 القرآنية وتأويل الحروف المقطعات في أوائل السور وتوجيه قصص الأنبياء عليهم السلام وبيان مباديها التي نشأت من استعداد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وقابلية قومه ومن التدبير الذي دبرته الحكمة الإلهية في زمانه فقد ألف لذلك رسالة جيدة سماها تأويل الأحاديث ومنها ترجمة القرآن بالفارسية على شاكلة النظم العربي في قدر الكلام وخصوص اللفظ وعمومه وغير ذلك وسماها فتح الرحمن في ترجمة القرآن ومنها ما ألقى الله في قلبه وقتاً من الأوقات ميزاناً يعرف ما هو الحق عند الله وعند رسوله، وقد ذكر نموذجاً من ذلك حين سئل عن الاختلاف في الانصاف وعقد الجيد والهمعات وغير ذلك من مصنفاته، ومنها ما صب الله تعالى في صدره من نور كشف له وجوه أسرار الشريعة ثم شرح صدره لبيانها فبينها على أحسن وجه في حجة الله البالغة وقد قال ولده عبد العزيز في كتابه إلى أمير حيدر البلكرامي: وكتاب حجة الله البالغة التي هي عمدة تصانيفه في علم أسرار الحديث ولم يتكلم في هذا العلم أحد قبله على هذا الوجه من تأصيل الأصول وتفريع الفروع وتمهيد المقدمات والمبادىء واستنتاج المقاصد منها إلى المجلس والنادي وإنما يستنشم نفحات قليلة من هذا العلم في كتاب إحياء العلوم للغزالي وكتاب القواعد الكبرى للشيخ عز الدين بن عبد السلام المقدسي وربما يوجد بعض فوائد هذا العلم في مواضع من الفتوحات المكية للشيخ الأكبر والكبريت الأحمر للشيخ ابن عربي وكذا مؤلفات تلميذه الشيخ الكبير الشيخ صدر الدين القونوي - قدس سرهما - وقد جمعهما الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتاب الميزان انتهى. وليس على الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد ومن نعم الله تعالى عليه أن أولاه خلعة الفاتحية وألهمه الجمع بين الفقي والحديث وأسرار السنن ومصالح الأحكام وسائر ما جاء به النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - من ربه عز وجل حتى أثبت عقائد أهل السنة بالأدلة والحجج وطهرها من قذى أهل المعقول وأعطى علم الإبداع والخلق والتدبير والتدلي مع طول وعرض وعلم استعداد النفوس الانسانية لجمعيها وأفيض عليه الحكمة العملية وتوفيق تشييدها بالكتاب والسنة وتمييز العلم المنقول من المحرف المدخول وفرق السنة السنية من البدعة غير المرضية، كما قال في التفهيمات الإلهية: ومن نعم الله علي ولا فخر أن جعلني ناطق هذه الدورة وحكيمها وقائد هذه الطبقة وزعيمها فنطق على لساني ونفث في نفسي فإن نطقت بأذكار القوم وأشغالهم نطقت بجوامعها وأتيت على مذاهبهم جميعها، وإن تكلمت على نسب القوم فيما بينهم وبين ربهم زويت لي مناكبها وبسطت في جوانبها ووافيت ذروة سنامها وقبضت على مجامع خطامها، وإن خطبت بأسرار اللطائف الانسانية تعوضت قاموسها وتلمست باغوسها وقبضت على جلابيبها وأخذت بتلابيبها، وإن تمطيت ظهر علوم النفوس ومبالغها فأنا أبو عذرتها آتيهم بعجائب لا تحصى وغرائب لا تكتنهه ولا اكتناهها يرجى، وإن بحثت عن علم الشرائع والنبوات فأنا ليث عرينها وحافظ جرينها ووارث خزائنها وباحث مغانيها. وكم لله من لطف خفي يدق خفاه عن فهم الذكي وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: لما تمت بي دورة الحكمة ألبسني الله خلعة المجددية فعلمت علم الجميع بين المختلفات، انتهى. وقد أثنى عليه الأجلة من العلماء ومنهم شيخه أبو طاهر محمد بن إبراهيم المدني قال: إنه يسند عني اللفظ وكنت أصحح منه المعنى، الجزء: 6 ¦ الصفحة: 858 أو كلمة تشبه ذلك، وكتبها فيما كتب له وهذا يقرب من قول البخاري في أبي عيسى حين قال له: ما انتفعت بك أكثر مما انتفعت بي، وليس وراءه مفخرة ترام ولا فوقها منقبة تتمنى. شرف ينطح النجوم بروقيه وعز يقلقل الأجبالا وقال الشيخ شرف الدين محمد الحسيني الدهلوي في كتابه الوسيلة إلى الله: ثم لما دونت علوم الولاية وقواعدها وقوانينها وتحققت النفوس الكاملة بأصولها وفروعها وغلبت على الاستعدادات المختلفة نتائجها وثمراتها ومر الدهور والأعصار وتطاولت إليها أيدي الأفكار اختلطت علوم الولاية بعلوم النبوة لشدة غموضها اختلاطاً صعب التميز بينها بل اختلطت العلوم كلها من النافعة والضارة لاختلاط الناس عربهم وعجمهم ولاختلاف استعداداتهم وأمزجتهم ولتمارس العلوم وتداول الكتب بينهم فتيسر لكل أحد من الناس أن يحمل أي عبارة من أي علم شاء على وفق ذوقه بطريق فن الاعتبار ويستدل بها على مدعاه وهو لا يدري أن حملها بطريق الاعتبار وأن فن الاعتبار لا يتأتى به الاستدلال فاشتبه الأمر على نفوس المستعدين وتعسر التحقق لها بالعلوم على حيالها فأصيبت المصيبة واستطارت البلية كل الجهات حتى إن الزنادقة والملاحدة تستروا في زي الصوفية وتطاولت أيديهم بعبارات القرآن العظيم والأحاديث النبوية صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكلمات المشايخ الكبار وحملوها على غير المراد فضلوا وأضلوا فكاد الزمان أن يكون شبيهاً بزمان الجاهلية فاقتضى التدبير الكلي والحكمة الأزلية أن تظهر حقيقة الحقائق بالقدر المشترك الجامع بين علوم النبوة والولاية بل الجامع بين العلوم كلها مرة أخرى في مظهرها الثالث ليكون منصة لظهور حقائقها الجامعة المميزة بين العلوم ومراتبها فهو يقنن قوانين ويدون قواعد يحصل بها الامتياز التام بين علوم النبوة والولاية بل بين العلوم المعتدة كلها من التفسير والحديث والفقه والكلام والتصوف والسلوك فينزل كل علم منزلته ويبلغ كل عبارة وإشارة مبلغه وهو الكامل المكمل زبدة المتقدمين قدوة المتأخرين قطب المدققين غوث المحققين الشيخ ولي الله المحدث الدهلوي - سلمه الله سبحانه - ومن كان له لطف قريحة وطالع مصنفاته الشريفة وتحقق بقواعدها وقوانينها خصوصاً كتاب حجة الله البالغة واللمحات وألطاف القدس والهمعات والمكتوب المرسل إلى المدينة والكتاب المسوي في شرح المؤطا لم يبق له ريبة في تصديق هذا المطلب الأهنى والمقصد الأقصى - قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر - فمثل مصنفاته الشريفة بالنسبة إلى التصنيفات السابقة في العلوم مثل رجل ماهر باللغات بأسرها إلى جماعة وجدوا ديناراً يطلب به كل واحد بلغته العنب فوقع خصام وخلاف بينهم بسبب اختلاف ألفاظهم فأخذ هذا الرجل الدينار من أيديهم واشترى عنباً وأعطاهم فلما رأوا ذلك شكروا له ورضوا بينهم وتعانقوا، فافهم، انتهى. وذكر الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في المقامات أن شيخه مرزا جانجانان العلوي الدهلوي كان يقول: إن الشيخ ولي الله قد بين طريقة جديدة وله أسلوب خاص في تحقيق أسرار المعارف وغوامض العلوم، وإنه رباني من العلماء، ولعله لم يوجد مثله في الصوفية المحققين الذين جمعوا بين علمي الظاهر والباطن وتكلموا بعلوم جديدة إلا رجال معدودون، انتهى. وذكر محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني أنه سمع شيخه العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي مرتين يثني عليه فيحسن الثناء، من ذلك ما سمعه حين كان ببلدة الور وكانت وقعت في يده نسخة من كتاب إزالة الخفاء فكان أولع بها ويكثر النظر فيها أوان فراغه من دروسه وسائر ما يشغله من شأنه فلما وقف على كثير منها قال بمحضر من الناس: إن الذي صنف هذا الكتاب لبحر زخار لا يرى له ساحل، هذا وليس يقع فيه إلا جاهل غبي من من الجهال لا يرجى أن يستطب ما به من دائه العضال أو حاسد يحسده على ما أكرمه الله تعالى به من علية الخصال وجلية سجايا الشرف والكمال: حسدوك إذ رأوك آثرك الله بما قد فضلت النجباء وقد حكى عن المفتي عناية أحمد الكاكوروي أنه الجزء: 6 ¦ الصفحة: 859 كان يقول: إن الشيخ ولي الله مثله كمثل شجرة طوبى أصلها في بيته وفرعها في كل بيت من بيوت المسلمين، فما من بيت ولا مكان من بيوت المسلمين وأمكنتهم إلا وفيه فرع من تلك الشجرة لا يعرف غالب الناس أين أصلها. وقال السيد صديق حسن القنوجي في الحطة بذكر الصحاح الستة في ذكر من جاء بعلم الحديث في الهند: ثم جاء الله - سبحانه وتعالى - من بعدهم بالشيخ الأجل والمحدث الأكمل ناطق هذه الدورة وحكيمها وفائق تلك الطبقة وزعيمها الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي المتوفي سنة ست وسبعين ومائة وألف وكذا بأولاده الأمجاد وأولاد أولاده أولى الإرشاد المشمرين هذا العلم عن ساق الجد والاجتهاد فعاد لهم علم الحديث غضاً طرياً بعد ما كان شيئاً فرياً وقد نفع الله بهم وبعلومهم كثيراً من عباده المؤمنين ونفى بسعيهم المشكور من فتن الإشراك والبدع ومحدثات الأمور في الدين ما ليس يخاف على أحد من العالمين فهؤلاء الكرام قد رجحوا علم السنة على غيرها من العلوم وجعلوا الفقه كالتابع له والمحكوم وجاء تحديثهم حيث يرتضيه أهل الرواية ويبغيه أصحاب الدراية، شهدت بذلك كتبهم وفتاويهم ونطقت به زبرهم ووصاياهم ومن يرتاب في ذلك فليرجع إلى ما هنالك فعلى الهند وأهلها شكرهم ما دامت الهند وأهلها: من زار بابك لم تبرح جوارحه تروي أحاديث ما أوليت من منن فالعين عن قرة والكف عن صلة والقلب عن جابر والسمع عن حسن وقال القنوجي المذكور في أبجد العلوم: كان بيته في الهند بيت علم الدين وهم كانوا مشايخ الهند في العلوم النقلية بل والعقلية، أصحاب الأعمال الصالحات وأرباب الفضائل الباقيات، لم يعهد مثل علمهم بالدين علم بيت واحد من بيوت المسلمين في قطر من أقطار الهند وإن كان بعضهم قد عرف بعض علم المعقول وعد على غير بصيرة من الفحول ولكن لم يكن علم الحديث والتفسير والفقه والأصول وما يليها إلا في هذا البيت لا يختلف في ذلك من موافق ولا مخالف إلا من أعماه الله عن الإنصاف ومسته العصبية والاعتساف، وأين الثرى من الثريا والنبيذ من الحميا؟ والله يختص برحمته من يشاء، انتهى. وأما مصنفاته الجيدة الحسان الطيبة فكثيرة، منها ما تدل على سعة نظره وغزارة علمه فتح الرحمن في ترجمة القرآن بالفارسية وهي على شاكلة النظم العربي في قدر الكلام وخصوص اللفظ وعمومه وغير ذلك. ومنها الزهراوين في تفسير سورة البقرة وآل عمران. ومنها الفوز الكبير في أصول التفسير ذكر فيه العلوم الخمسة القرآنية وتأويل الحروف المقطعات وحقائق أخرى. ومنها تأويل الأحاديث رسالة نفيسة له بالعربية في توجيه قصص الأنبياء عليهم السلام وبيان مباديها التي نشأت من استعداد النبي وقابلية قومه ومن التدبير الذي دبرته الحكمة الإلهية في زمانه. منها فتح الخيبر وهو الجزء الخامس من الفوز الكبير اقتصر فيه على غريب القرآن وتفسيره مما روى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه. ومنها رسالة نفيسة له بالفارسية في قواعد ترجمة القرآن وحل مشكلاتها. ومنها منهيانه على فتح الرحمن جمعها في رسالة مفردة له. ومن مصنفاته في الحديث وما يتعلق به: المصفي شرح الموطأ برواية يحيى بن يحيى الليثي مع حذف أقوال الإمام وبعض بلاغياته تكلم فيه ككلام المجتهدين. ومنها المسوي شرح الموطأ فيه على ذكر اختلاف المذاهب وعلى قدر من شرح الغريب. ومنها شرح تراجم الأبواب للبخاري أتى فيه بتحقيقات عجيبة وتدقيقات غريبة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 860 ومنها النوادر من أحاديث سيد الأوائل والأواخر. ومنها الأربعين جمع فيه أربعين حديثاً قليلة المباني وكثيرة المعاني، رواها من شيخه أبي طاهر بسنه المتصل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه. ومنها الدر الثمين في مبشرات النبي الأمين. ومنها الإرشاد في مهمات الإسناد. ومنها إنسان العين في مشايخ الحرمين. ومنها رسالة بسيطة له في الأسانيد الفارسية مشتملة على تحقيقات غريبة وتدقيقات عجيبة. ومن مصنفاته في أصول الدين وأسرار الشريعة وغيرها: حجة الله البالغة في علم أسرار الشريعة، ولم يتكلم في هذا العلم أحد قبله على هذا الوجه من تأصيل الأصول وتفريع الفروع وتمهيد المقدمات والمبادىء واستنتاج المقاصد. ومنها إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء كتاب عديم النظير في بابه، لم يؤلف مثله قبله ولا بعده يدل على أن صاحبه لبحر زخار لا يرى له ساحل. ومنها قرة العينين في تفضيل الشيخين بالفارسي. ومنها حسن العقيدة رسالة مختصرة له في العقائد العربية. ومنها الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف بين الفقهاء والمجتهدين. ومنها عقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد. ومنها البدور البازغة في الكلام. ومنها المقدمة السنية في انتصار الفرقة السنية. ومن مصنفاته في الحقائق والمعارف والسلوك وغيرها: المكتوب المدني المرسل إلى إسماعيل بن عبد الله الرومي في حقائق التوحيد. ومنها ألطاف القدس في لطائف النفس. ومنها القول الجميل في بيان سواء السبيل في سلوك الطرق الثلاثة المشهورة القادرية والجشتية والنقشبندية. ومنها الانتباه في سلاسل أولياء الله كتاب مبسوط في شرح السلاسل المشهورة وغير المشهورة. ومنها الهمعات رسالة نفيسة بالفارسية يحق أن تكتب بمداد النور على خدود الحور وهي في بيان النسبة إلى الله. ومنها اللمحات. ومنها السطعات في بعض ما أفاض الله على قلبه. ومنها الهوامع في شرح حزب البحر على لسان الحقائق والمعارف. ومنها شفاء القلوب في الحقائق والمعارف. ومنها الخير الكثير. ومنها التفهيمات الإلهية. ومنها فيوض الحرمين. ومنها رسالة له بالعربية في جواب مسائل الشيخ عبد الله بن عبد الباقي الدهلوي على الوجه الذي اقتضاه كشفه. ومن مصنفاته في السير والأدب: سرور المحزون مختصر بالفارسي ملخص من نور العيون في تلخيص سير الأمين المأمون لابن سيد الناس، صنفه بأمر الشيخ الكبير جان جانان العلوي الدهلوي. ومنها أنفاس العارفين رسالة بسيطة له تشتمل على تراجم آبائه والكبار من أسرته وعلى سيرهم وبعض وقائعهم وأذواقهم ومعارفهم. ومنها أطيب النغم في مدح سيد العرب والعجم شرح فيه بائيته. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 861 ومنها رسالة له شرح فيها رباعياته بالفارسية. ومنها ديوان الشعر العربي جمعه ولده الشيخ عبد العزيز ورتبه الشيخ رفيع الدين. وأما شعره بالعربي فكأنما الإعجاز أو السحر في رقة اللفظ ومعناه وصفاء المورد ومغناه: كأن نجوماً أومضت في الغياهب عيون الأفاعي أو رؤوس العقارب إذا كان قلب المرء في الأمر خاثراً فأضيق من تسعين رحب السباسب وتشغلني عني وعن كل راحتي مصائب تقفو مثلها في المصائب إذا ما أتتني أزمة مدلهمة تحيط بنفسي من جميع جوانب تطلبت هل من ناصر أو مساعد ألوذ به من خوف سوء العواقب فلست أرى إلا الحبيب محمداً رسول إله الخلق جم المناقب ومعتصم المكروب في كل غمرة ومنتجع الغفران من كل هائب ملاذ عباد الله ملجأ خوفهم إذا جاء يوم فيه شيب الذوائب إذا ما أتوا نوحاً وموسى وآدماً وقد هالهم إبصار تلك الصعائب فما كان يغني عنهم عند هذه نبي ولم يظفرهم بالمآرب هناك رسول الله ينجو لربه شفيعاً وفتاحاً لباب المواهب فيرجع مسروراً بنيل طلابه أصاب من الرحمن أعلى المراتب سلالة إسماعيل والعرق نازع وأشرف بيت من لؤي بن غالب بشارة عيسى والذي عنه عبروا بشدة بأس بالضحوك المحارب ومن أخبروا عنه بأن ليس خلقه بفظ وفي الأسواق ليس بصاخب ودعوة إبراهيم عند بنائه بمكة بيتاً فيه نيل الرغائب جميل المحيا أبيض الوجه ربعة جليل كراديس أزج الحواجب صبيح مليح أدعج العين أشكل فصيح له الإعجام ليس بشائب وأحسن خلق الله خلقاً وخلقة وأنفسهم للناس عند النوائب وأجود خلق الله صدراً ونائلاً وأبسطهم كفاً على كل طالب وأعظم حر للمعالي نهوضه إلى المجد سام للعظائم خاطب ترى أشجع الفرسان لاذ بظهره إذا احمر باس في بئيس المواجب وآذاه قوم من سفاهة عقلهم ولم يذهبوا من دينه بمذاهب فما زال يدعو ربه لهداهم وإن كان قد قاسى أشد المتاعب وما زال يعفو قادراً من مسيئهم كما كان منه عنده جبذة جاذب وما زال طول العمر لله معرضاً عن البسط في الدنيا وعيش المزارب بديع كمال في المعالي فلا امرؤ يكون له مثلاً ولا بمقارب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 862 أتانا مقيم الدين من بعد فترة وتحريف أديان وطول مشاغب فيا ويل قوم يشركون بربهم وفيهم صنوف من وخيم المثالب ودينهم ما يفترون برأيهم كتحريم حام واختراع السوائب ويا ويل قوم حرفوا دين ربهم وأفتوا بمصنوع لحفظ المناصب ويا ويل من أطرى بوصف نبيه فسماه رب الخلق اطراء خائب ويا ويل قوم قد أبار نفوسهم تكلف تزويق وحب الملاعب ويا ويل قوم قد أخف عقولهم تجبر كسرى واصطلام الضرائب فأدركهم في ذاك رحمة ربنا وقد أوجبوا منه أشد المعائب فأرسل من عليا قريش نبيه ولم يك فيما قد بلوه بكاذب ومن قبل هذا لم يخالط مدارس ال يهود ولم يقرأ لهم خط كاتب فأوضح منهاج الهدى لمن اهتدى ومن بتعليم على كل راغب وأخبر عن بدء السماء لهم وعن مقام مخوف بين أيدي المحاسب وعن حكم رب العرش فيما يعينهم وعن حكم تروى بحكم التجارب وأبطل أصناف الخنى وأبادها وأصناف بغي للعقوبة جالب وبشر من أعطى الرسول قياده بجنة تنعيم وحور كواعب وأوعد من يأبى عبادة ربه عقوبة ميزان وعيشة قاطب فأنجى به من شاء منا نجابه ومن خالب فلتندبه شر النوادب فأشهد أن الله أرسل عبده بحق ولا شيء هناك برائب وقد كان نور الله فينا لمهتد وصمصام تدمير على كل ناب وأقوى دليل عند من تم عقله على أن شرب الشرع أصفى المشارب تواطى عقول في سلامة فكره على كل ما يأتي به من مطالب سماحة شرع في رزانة شرعة وتحقيق حق في إشارة حاجب مكارم أخلاق وإتمام نعمة نبوة تأليف وسلطان غالب نصدق دين المصطفى بقلوبنا على بينات فهمها من غرائب براهين حق أوضحت صدق قوله رواها ويروي كل شب وشائب من الغيب كم أعطى الطعام لجائع وكم مرة أسقى الشراب لشارب وكم من مريض قد شفاه دعاؤه وإن كان قد أشفى لوجبة واجب ودرت له شاة لدى أم معبد حليباً ولا تسطاع حلبة حالب وقد ساخ في أرض حصان سراقة وفيه حديث عن براء بن عازب وقد فاح طيباً كف من مسه كفه وما حل رأساً جس شيب الذوائب وألقى شقي القوم فرث جزورهم على ظهره والله ليس بعازب فألقوا ببدر في قليب مخبث وعم جميع القوم شؤم المداعب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 863 وأخبر أن أعطاه مولاه نصرة ورعباً إلى شهر مسيرة سارب فأوفاه وعد الرعب والنصر عاجلاً وأعطى له فتح التبوك ومارب وأخبر عنه أن سيبلغ ملكه إلى ما أرى من مشرق ومغارب فأسبل رب الأرض بعد نبيه فتوحاً توارى ما لها من مناكب وكلمه الأحجار والعجم والحصى وتكليم هذا النوع ليس برائب وحن له الجذع القديم تحزناً فإن فراق الحب أدهى المصائب وأعجب تلك البدر ينشق عنده وما هو في إعجازه من عجائب وشق له جبريل باطن صدره لغسل سواد بالسويداء لازب وأسرى على متن البراق إلى السماء فيا خير مركوب ويا خير راكب وشاهد أرواح النبيين جملة لدى الصخرة العظمى وفوق الكواكب وشاهد فوق الفوق أنوار ربه كمثل فراش وافر متراكب وراعت بليغ الآي كل مجادل خصيم تمادى في مراء المطالب براعة أسلوب وعجز معارض بلاغة أقوال وأخبار غائب وسماه رب الخلق أسماء مدحة تبين ما أعطى له من مناقب رؤف رحيم أحمد ومحمد مقفي ومفضال يسمى بعاقب إذا ما أثاروا فتنة جاهلية يقود ببحر زاخر من كتائب يقوم لدفع البأس أسرع قومه بجيش من الأبطال غر السلاهب أشداء يوم البأس من كل باسل ومن كل قوم بالأسنة لاعب توارث أقداماً ونبلاً وجرأة نفوسهم من أمهات نجائب جزى الله أصحاب النبي محمد جميعاً كما كانوا له خير صاحب وآل رسول الله لا زال أمرهم قويماً على ارغام أنف النواصب ثلاث خصال من تعاجيب ربنا نجابة أعقاب لوالد طالب خلافة عباس ودين نبينا تزايد في الأقطار من كل جانب يؤيد دين الله في كل دورة عصائب تتلو مثلها من عصائب فمنهم رجال يدفعون عدوهم بسمر القنا والمرهفات القواضب ومنهم رجال يغلبون عدوهم بأقوى دليل مفحم للغاضب ومنهم رجال بينوا شرع ربنا وما كان فيه من حرام وواجب ومنهم رجال يدرسون كتابه بتجويد ترتيل وحفظ مراتب ومنهم رجال فسروه بعلمه وهم علمونا ما به من غرائب ومنهم رجال بالحديث تولعوا وما كان فيه من صحيح وذاهب ومنهم رجال مخلصون لربهم بأنفاسهم خصب البلاد الأجادب ومنهم رجال يهتدي بعظاتهم قيام إلى دين من الله واصب الجزء: 6 ¦ الصفحة: 864 على الله رب الناس حسن جزائهم بما لا يوافي عده ذهن حاسب فمن شاء فليذكر جمال بثينة ومن شاء فليغزل حب الحبائب وأذكر وجداً قد تقادم عهده حواه فؤادي قبل كون الكواكب ويبدو محياه لعيني في الكرى بنفسي أفديه إذاً والأقارب وتدركني في ذكره قشعريرة من الوجد لا يحويه علم الأجانب وألفي لروحي عند ذلك هزة وأنساً وروحاً دون وثبة واثب وصلى عليك الله يا خير خلقه ويا خير مأمول ويا خير واهب ويا خير من يرجى لكشف رزية ومن جوده قد فاق جود السحائب فأشهد أن الله راحم خلقه وأنك مفتاح لكنز المواهب وأنك أعلى المرسلين مكانة وأنت لهم شمس وهم كالثواقب وأنت شفيع يوم لاذو شفاعة بمغن كما أثنى سواد بن قارب وأنت مجيري من هجوم ملة إذا أنشبت في القلب شر المخالب فما أنا أخشى أزمة مدلهمة ولا أنا من ريب الزمان براهب فإني منكم في قلاع حصينة وحد حديد من سيوف المحارب وليس ملوماً عي صب أصابه غليل الهوى في الأكرمين الأطائب توفي إلى رحمة الله سبحانه ظهيرة يوم السبت سلخ شهر الله المحرم سنة ست وسبعين ومائة وألف بمدينة دهلي فدفن عند والده خارج البلدة، وله اثنان وستون سنة، كذا وجدته بخط الشيخ نعمان بن نور الحسني النصير آبادي. مولانا وهاج الدين الكوباموي الشيخ الفاضل وهاج الدين بن قطب الدين بن شهاب الدين العمري الحنفي الكوباموي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بكوبامؤ وقرأ العلم على والده ثم تصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه جمع كثير، وكان صالحاً شديد التعبد متوكلاً قانعاً على اليسير غنياً سخياً كثير المواساة بذي القربى وأبناء السبيل يفتي ويدرس، كما في تذكرة الأنساب. حرف الهاء نواب هادي خان الأكبر آبادي الأمير الفاضل هادي بن حاجي الأكبر آبادي نواب فضائل خان كان من الأمراء المشهورين بالفضل والذكاء، قرأ العلم على الشيخ عبد العزيز بن عبد الرشيد الحسيني الأكبر آبادي، وتقرب إلى محمد أعظم بن عالمكير وصار معتمداً لديه في مهمات الأمور ولقب فضائل خان فأساء الظن به عالمكير لأجل أمور لا يرضاها من ولده محمد أعظم ويظن أنها تصدر منه بسوء إشارة الهادي فحبسه بقلعة دولة آباد ثم أطلقه بعد مدة وأمره أن يقيم بأكبر آباد فاعتزل في بيته واشتغل بالدرس والإفادة زماناً، ثم تذكره عالمكير واستخدمه بديوان الإنشاء وجعله ناظراً على خزانة الكتب ثم ضم إليها خدمة البيونات ثم جعله نائباً عن قهرمانه. وكان بارعاً في كثير من العلوم والفنون حلو الكلام فصيح المنطق حسن المحاضرة، مات لست ليال خلون من ذي القعدة سنة أربع عشرة ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. السيد هاشم بن الحسن النارنولي الشيخ الفاضل هاشم بن الحسن الحسيني النارنولي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 865 ثم الدهلوي أحد العلماء الصالحين، كان أكبر أبناء والده وأوفرهم في العلم والعمل، وكان والده يعد من الأبدال، كما في بحر زخار. الشيخ هاشم بن محمد اللاهوري الشيخ الفاضل هاشم بن محمد بن العلاء القادري اللاهوري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بلاهور وقرأ بعض الكتب الدرسية على العلامة عبد الحكيم بن شمس الدين السيالكوثي وأكثرها على الشيخ عبد الله ابن عبد الحكيم المذكور، وأخذ الطريقة عن أبيه ثم تولى الشياخة مكانه بلاهور، وكان صاحب وجد وسماع، مات سنة خمس وثلاثين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ هداية الله المنيري الشيخ الصالح هداية الله بن أشرف بن محمود بن محمد بن الجلال بن عبد الملك الهاشمي المنيري أحد المشايخ الفردوسية. أخذ عن عم أبيه الشيخ مبارك ابن مصطفى المنيري وعن الشيخ أحمد بن محمد بن المنور بن أبي يزيد المنيري المتوفي سنة 1111 هـ وعن الشيخ أحمد الله الجندهوزي وتولى الشياخة بعد المبارك. مات لتسع خلون من رجب سنة ثمان وعشرين ومائة وألف. هداية محي الدين الحيدر آبادي الأمير الفاضل هداية محي الدين بن المتوسل بن حفظ الله بن سعد الله التميمي الجنوتي ثم الحيدر آبادي نواب مظفر جنك سعد الله خان بهادر، كان من نسل نواب سعد الله خان الوزير المشهور، ولد من بطن خير النساء بنت الأمير الكبير آصف جاه قمر الدين بن غازي الدين الحيدر آبادي، وتربى في مهده وحفظ القرآن وقرأ العلم على أساتذة عصره وتعلم الفنون الحربية وولي على بيجابور بعد وفاة والده، فضبط تبك البلاد وأحسن إلى الرعية، ولما توفى جده آصف جاه المذكور وقام بالملك ولده ناصر جنك سار إلى كرنالك وقاتل صاحبها أنور الدين وضبط تلك البلاد سنة إحدى وستين ومائة وألف، فلما سمع ذلك خاله ناصر جنك سار إليه بعساكره وقاتله وقبض عليه وقصد حيدر آباد فاتفق بعض الأفاغنة على قتل ناصر جنك في أثناء السفر فقتلوه غيلة، ثم اتفقوا على مظفر جنك وولوه عليهم فسار إلى بهلجزي واستصحب منها عياله وسار إلى حيدر آباد، وكانت في عساكره فئة من الفرنساويين فنازعهم الأفاغنة في أثناء السفر في أمر من الأمور ودارة الحرب بين الفئتين فأصاب مظفر جنك سهم فمات. وكان رجلاً فاضلاً كبير الشأن جليل الوقار عظيم الهيبة، يحب العلماء ويحسن إليهم ويذاكرهم في العلوم، قتل لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة وألف، كما في مآثر الأمراء. حرف الياء مولانا يار محمد اللاهوري الشيخ الفاضل الحاج يار محمد الحنفي اللاهوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بلاهور وحفظ القرآن وقرأ العلم، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند، وكان مرزوق القبول شديد الرغبة إلى البحث ذا نجدة وجرأة، ذكره خافي خان في منتخب اللباب قال: إن شاه عالم أمر أن يدخل لفظ الوصي عند ذكر سيدنا علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في خطب الجمع والأعياد، فذهب الحاج يار محمد إلى القاضي ومنعه عن ذلك، فأمر شاه عالم بإحضاره فأحضروه مع غيره من العلماء، فلما قدموا أمر شاه عالم أن يحضروا في تسبيح خانه وأذن لهم بأن يجلسوا بين يديه فجلسوا وتكلموا في تلك المسألة، ومن تلقاه السلطان تكلم عبد القادر بن أخ القاضي مير وغيره من العلماء، وقد قرأ شاه عالم بنفسه بعض ما روى في إثبات الوصاية لسيدنا علي - رضي الله عنه - وأقوال الفقهاء والمجتهدين في ذلك حتى كثر اللغط ورد الحاج يار محمد قوله من غير مبالاة بمرتبته فغضب عليه شاه عالم وقال له: إنك لا تخافني ولا تحفظ آداب المجلس في حضرة السلطان، فأجابه بأني دعوت الله سبحانه لأربعة أمور قد الجزء: 6 ¦ الصفحة: 866 رزقني الله سبحانه ثلاثة منها، أحدها العلم وثانيها حفظ القرآن وثالثها الحج، وقد بقي رابعها الشهادة في سبيل الله فلعلي أفوز بها بيمين الملك العادل، وقد مرت على ذلك البحث أيام عديدة لم ينقطع وقد رغب الناس كافة إلى الحاج يار محمد سراً حتى إن عظيم الشأن بن شاه عالم كان مائلاً إليه، فلما علم شاه رغبة الناس إلى خلاف ما أمر به نهى الخطباء عن ذلك، ولكن الناس كانوا بين الخوف والرجاء فجمعوا يوم الجمعة ودبروا الفتنة ثم تفرقوا بعد ما سمعوا الخطبة، فغضب السلطان على الحاج يار محمد ومن كان معه من العلماء فحبسهم في قلعة من القلاع، انتهى. الشيخ يسين بن باقر الجونبوري الشيخ الفاضل يسين بن باقر العثماني الجونبوري أحد العلماء الصالحين، كان من ذرية الشيخ محمود بن حمزة العثماني المازندراني، ولد ونشأ بجونبور وسافر للعلم إلى إله آباد فقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ طاهر بن يحيى العباسي الإله آبادي وأكثرها على والده الشيخ يحيى بن أمين العباسي ولازمه زماناً وأخذ عنه الطريقة ثم رجع إلى جونبور وتزوج بها، ولما توفيت زوجته لم يرغب إلى النكاح مرة ثانية واختار الظعن على الاقامة وسافر إلى الحجاز فحج وزار سنة تسع وأربعين ومائة وألف وأخذ الحديث عن الشيخ محمد حياة السندي ثم رجع إلى الهند وأقام سنتين من آخر عمره بفرخ آباد وتوفي بها لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومائة وألف، كما في بحر زخار. الشيخ يسين بن جنيد الأميثهوي الشيخ الصالح ياسين بن جنيد بن شبلي بن سري بن محمد بن نظام الدين العثماني الأميثهوي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بمدينة أميلهي وتوفي والده في صغر سنه فاشتغل بالعلم على الشيخ نور الهدى الأميثهوي وقرأ عليه الكتب الدرسية وأخذ عنه الطريقة ثم تولى الشياخة مكان والده. وكان قانعاً عفيفاً ديناً يدرس ويفيد، مات لسبع خلون من جمادى الآخرة سنة ثمانين ومائة وألف وله ثمان وسبعون سنة، كما في بحر زخار. الشيخ يحيى بن أمين الإله آبادي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة يحيى بن أمين العباس الإله آبادي أحد فحول العلماء، لم يكن في عصره ومصره مثله في سعة العلم وكثرة الإفادة، وله لسبع عشرة خلون من محرم سنة ثمانين وألف واشتغل على عمه الشيخ محمد أفضل بن عبد الرحمن العباسي الإله آبادي وقرأ عليه الكتب الدرسية ولازمه ملازمة طويلة وأخذ عنه الطريقة، ولما توفي الشيخ محمد أفضل المذكور تولى الشياخة مكانه. ومن مصنفاته مكاتيبه في أربع مجلدات ضخام تدل على سعة نظره وغزارة علمه، ومنها مأخذ الاعتقاد في شأن الصحابة وأهل البيت بالعربية، ومنها إغاثة القاري في شرح ثلاثيات البخاري بالعربية، ومنها إخراج الخبايا في شرح الوصايا أي وصايا الشيخ عبد الخالق الغجدواني، ومنها بسط الكلام في وفيات الأعلام بالفارسية، ومنها تزيين الأوراق في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها توفير المنفعة في باب الجمعة، ومنها الكلام المفيد فيما يتعلق بالشيخ والمريد، ومنها الكلمات المؤتلفة، والبضاعة المزجاة، وملاك الاعتقاد، وتذكرة الأصحاب، وخلاصة الأعمال، والمناقب الغوثية والأربعين، ورسالة في الأذكار وثمراتها، وترجمة أعلام الهدى، وإقامة الحجة في الجمع بين الظهر والجمعة، وشرح حديث صلاة التسبيح وترجمة وظائف النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشرح الرسالة المكية، وحاشية دستور المبتدىء، وشرح دعاء الصباح، وله رسائل أخرى. توفي لإحدى عشرة خلون من جمادى الأولى سنة أربع وأربعين ومائة وألف، كما في ذيل الوفيات. القاضي يحيى بن الحسين السندي الشيخ الفاضل يحيى بن الحسين بن علي الأجي السندي أحد العلماء الصالحين، ولي القضاء في حياة والده لما ابتلي والده بكلال البصر فأرخ لقضائه الشيخ عبد الباسط التتوي من قوله: نافذ الأمر، ولما توفي الجزء: 6 ¦ الصفحة: 867 يحيى وولي صنوه محمد أرخ لقضائه شاه ولي السندي من قوله: الحافظ لحدود الله كما في تحفة الكرام، لعله مات في سنة سبع وثلاثين ومائة وألف. الشيخ يحيى بن عبد الله البرهانبوري الشيخ الصالح يحيى بن عبد الله بن عبد النبي بن نظام الدين العمري الكجراتي ثم البرهانبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة برهانبور وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم تصدر للارشاد والتلقين. وكان قانعاً عفيفاً متوكلاً، توفي لثمان عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين ومائة وألف بمدينة برهانبور فدفن بها، كما في تاريخ برهانبور. الشيخ يحيى بن محمود الكجراتي الشيخ العالم الصالح يحيى بن محمود بن محمد الجشتي الكجراتي الشيخ محي الدين أبو يوسف كان من كبار المشايخ الجشتية، ولد يوم الخميس لعشر بقين من رمضان سنة عشر بعد الألف بأحمد آباد وقرأ العلم على جده محمد بن الحسن بن محمد الكجراتي ولازمه عشرين سنة وحفظ القرآن وأخذ عنه الطريقة ثم تولى الشياخة مكانه، وكان يستمع الغناء بدون المزامير في الأعراس ومولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سافر إلى الحجاز مرتين مرة في حياة والدته فحج وزار ورجع إلى بلاده ومرة بعد وفاتها فأقام بها أربع عشرة سنة، وكان يقيم بمكة سنة ثم يذهب إلى المدينة المنورة فيسكن بها سنة، له التفسير الحسيني ومجموع فيه اثنان وأربعون رسالة. توفي يوم الأحد لثلاث بقين من صفر سنة إحدى ومائة وألف بالمدينة المنورة فدفن في بقيع الغرقد، كما في مرآة أحمدي. المفتي يعقوب بن عبد العزيز اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه يعقوب بن عبد العزيز بن الأسعد بن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكلهنؤ وقرأ العلم على الشيخ محمد حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي وعلى عم أبيه الشيخ الكبير نظام الدين الأنصاري السهالوي ثم تصدى للدرس والإفادة وظهر فضله بين العلماء في حياة عم أبيه الشيخ نظام الدين المذكور، فولاه راجه نول رائي الافتاء بمدينة لكهنؤ فكان يتردد إليه ويفتي عنده فيقضي به نول رائي ثم لما توفي نول رائي اعتزل عنه ولازم بيته. مات سنة سبع وثمانين ومائة وألف ببلدة لكهنؤ وله ثلاث وستون سنة، كما في رسالة قطبية. الشيخ يعقوب بن محمد اللاهوري الشيخ الفاضل يعقوب بن محمد بن محمد بن صدر الدين القميصي القادري اللاهوري أحد العلماء المبرزين في الدعوة والتكسير، كان من نسل الشيخ قميص ابن أبي الحياة السادهوروي، أخذ الطريقة عن الشيخ فضل علي بن عبد الرحيم عن الشيخ المعمر محمد سعيد الشطاري اللاهوري وأخذ عنه أبناؤه يوسف وعلي وإسماعيل، وكان ممن تذكر له كشوف وكرامات. مات سنة تسع وسبعين ومائة وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ يوسف بن حامد الجونبوري الشيخ الفاضل يوسف بن حامد العثماني الجونبوري أحد العلماء الحنفية، كان من نسل الشيخ محمود بن حمزة العثماني المازندراني، ولد ونشأ بجونبور وقرأ العلم على والده وبرع فيه، فدرس وأفتى وصار من أكابر العلماء وانتهت إليه رئاسة التدريس في مدرسة الشيخ محمد أفضل الجونبوري، وقبره بجاجك بور، كما في تجلي نور. الشيخ يوسف بن عبد الرحيم الرفاعي الشيخ الصالح يوسف بن عبد الرحيم بن محمد صالح الحسني الرفاعي السورتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد لثلاث ليال بقين من صفر سنة إحدى ومائة وألف بمدينة سورت وأخذ عن أبيه وتفقه عليه وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 868 مات يوم الجمعة لثمان عشرة خلون من ربيع الأول سنة أربع وأربعين ومائة ألف بمدينة سورت فدفن عند والده، كما في الحديقة. الشيخ يوسف بن محمد البلكرامي الشيخ الفاضل يوسف بن محمد بن عبد العزيز الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء المبرزين في الشعر والتصوف، ولد يوم الاثنين لتسع بقين من شوال سنة ست عشرة ومائة وألف وقرأ العلم على الشيخ طفيل محمد الحسيني الأترولوي وعلى خاله محمد بن عبد الجليل وجده لأمه عبد الجليل بن أحمد الحسيني البلكرامي مشاركاً للسيد غلام علي الحسيني ثم سار إلى دهلي وأخذ الهيئة والهندسة عن أساتذتها ورجع إلى بلكرام، ومن مصنفاته الفرع النابت من الأصل الثابت كتاب عجيب في التوحيد الوجودي، ومن شعره قوله: لاحت لنا روضة راقت مباسمها وعارضت في سنا برق اليعاليل فلا تخل تلك أوراد بسمن لنا هن المصابيح في حمر القناديل توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف ببلكرام، كما في مآثر الكرام. الشيخ يوسف بن يحيى السرهندي الشيخ العالم الصالح يوسف بن يحيى بن أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي الشيخ ضياء الدين يوسف كان من كبار المشايخ النقشبندية، ولد سنة ستين وألف بسرهند ونشأ في معهد العلم والمشيخة وأخذ عن الشيخ حجة الله محمد النقشبند السرهندي ولازمه ملازمة طويلة حتى صار من أكابر المشايخ، أخذ عنه خلق كثير. توفي سنة ست وأربعين ومائة وألف وله ست وسبعون سنة، كما في الجواهر العلوية. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 869 الجزء السابع يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها في القرن الثالث عشر الجزء: 7 ¦ الصفحة: 886 الطبقة الثالثة عشرة في أعيان القرن الثالث عشر حرف الألف مولانا آدم المدراسي الشيخ العالم الفقيه آدم بن أبي آدم المدراسي أحد عباد الله الصالحين، كان من أصحاب الشيخ علي أحمد، وله مهارة في الفقه والحديث، ترجم الزواجر بالهندية وانتفع به الناس في بلاده، مات لخمس بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف. السيد آل أحمد المارهروي الشيخ العالم الصالح آل أحمد بن حمزة بن آل محمد بن بركة الله الحسيني البلكرامي ثم المارهروي، أحد رجال العلم والطريقة، ولد لليلتين بقيتا من رمضان سنة ستين ومائة وألف ببلدة مارهره وتفقه على أبيه وأخذ عنه الطريقة ولازمه وتولى الشياخة بعده، وكان قانعاً عفيفاً متوكلاً كريم النفس رفيع القدر، توفي لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بمارهره كما في أنوار العارفين. مولانا آل أحمد البهلواروي الشيخ العالم المحدث آل أحمد بن محمد إمام بن نعمة الله بن مجيب الله الجعفري البهلواروي المهاجر إلى المدينة المنورة، ولد ونشأ ببهلواري قرية جامعة من أعمال عظيم آباد، واشتغل بالعلم على والده، وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية، وسافر في شبابه إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار وسكن بالمدينة المنورة، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ محمد بن يحيى السنجيطي المغربي إقليماً المدني الداري وطناً في حرم المدينة الطيبة - زادها الله شرفاً - وهو أخذ عن الشيخ سليمان بن محمد الثوري الإمام والخطيب بحرم الحبيب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عن الشيخ عبد الحفيظ المكي وعن الشيخ محمد عابد السندي، كلاهما عن الشيخ صالح بن محمد الفلاني بسنده المشهور. وللشيخ آل أحمد إجازة خاصة للحصن الحصين عن الشيخ محمد أكرم اللاهوري عن الشيخ عمر بن عبد الرسول المكي. وكان - رحمه الله - سفاراً سياحاً سافر إلى سمرقند وبخارا وكابل وغزنة وكشمير وبنجاب مرة بعد مرة وكرة بعد كرة، وعاد إلى موطنه ثلاث مرات، فاستفاد منه خلق كثير من العلماء والمشايخ، منهم الشيخ علي حبيب بن أبي الحسن البهلواروي، والمفتي لطف الله الكوئلي، والسيد محمد علي الكانبوري، والشيخ بدر الدين البهلواروي، والمولوي عبد الحميد البهاري، وجمع كثير. مات لست عشرة خلون من شعبان سنة ست وتسعين ومائتين وألف في طابة الطيبة، فدفن في بقيع الغرقد، أخبرني بها الشيخ سليمان بن داود البهلواروي. مولانا آل أحمد السهسواني الشيخ الصالح الفقيه آل أحمد بن نظر محمد بن أبي محمد الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، ولازم أباه من صباه وقرأ عليه وأخذ عنه الطريقة، ولما توفي أبوه تولى الشياخة مكانه، وكان من القائلين بوحدة الوجود. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 887 له مصنفات منها البنيان المرصوص في شرح الفصوص لابن عربي رحمه الله. مات في سنة تسع وخمسين ومائتين وألف ببلدة سهسوان وله ثمانون سنة، كما في حياة العلماء. السيد آل بركات المارهروي الشيخ الصالح آل بركات بن حمزة بن آل محمد بن بركة الله الحسيني البلكرامي ثم المارهروي أحد المشايخ القادرية، ولد ونشأ بمارهره، وانتفع بأبيه ثم عن أخيه آل أحمد وجلس على مسند الإرشاد بعد ما توفي أخوه المذكور، وكان عالماً عفيفاً ديناً بارعاً في العلوم والمعارف. توفي لثلاث ليال بقين من رمضان سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف بمارهره، كما في أنوار العارفين. السيد آل حسن المهاني الشيخ الفاضل آل حسن بن غلام سعيد بن وجيه الدين الحسيني الرضوي المهاني، أحد فحول العلماء، ولد بمهان بضم الميم سنة اثنتين ومائتين وألف، وقرأ العلم على مولانا جعفر علي الكسمندوي وعلى غيره من العلماء، ثم سار إلى إله آباد وتقرب إلى رجال الحكومة الإنكليزية فولي القضاء بجهان آباد كوره فأقام بها زماناً ثم نقلوه إلى بندكي بكسر الموحدة فأقام بها مدة ثم اتهموه باعانة الارتشاء لبعض أحبائه، فعزل عن الخدمة المذكورة، واعتزل أربع عشرة سنة ثم استقدمه السيد أحمد بن محمد متقي الدهلوي إلى بلدة دهلي، فلبث عنده زماناً، ثم سار معه إلى مراد آباد وسافر إلى حيدر آباد الدكن، فولي القضاء في المحكمة العدلية بها، فاستقل به مدة ولما علا سنه رجع إلى بلدته ومات بها. وكان عالماً جدلياً متكلماً مشاركاً في الفقه والأصول، قليل الخبرة بالحديث، له الاستفسار والاستبشار كتابان مبسوطان في الرد على المسيحيين يعظم موقعهما عند المتكلمين، وله رسائل عديدة في بعض المسائل الكلامية. مات لسبع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة سبع وثمانين ومائتين وألف بمهان وله خمس وثمانون سنة، كما في مقدمة تنقيح العبادة. السيد آل رسول المارهروي الشيخ العالم الكبير آل رسول بن آل بركات بن حمزة بن آل محمد الحسيني البلكرامي ثم المارهروي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بمارهره، وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على مولانا نور بن الأنوار اللكهنوي وعلى الشيخ نياز أحمد السرهندي وعلى غيرهما، ثم أسند الحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، وقد صنف له الشيخ نياز أحمد المذكور رسالة دقيقة في فن الحساب، ولازم عمه السيد آل أحمد وأخذ عنه الطريقة وأسند الحديث عنه. كان شيخاً جليلاً مهاباً رفيع القدر بارعاً في الحديث والتصوف والطب، أخذ عنه الشيخ خرم علي البلهوري والشيخ عين الحق البدايوني والسيد أبو الحسين ابن ظهور حسن المارهروي وخلق كثير. توفي لسبع عشرة خلون من محرم سنة ست وتسعين ومائتين وألف بمارهره فدفن في مقبرة أسلافه. الشيخ إبراهيم بن بركة العظيم آبادي الشيخ الفاضل إبراهيم بن بركة بن الخليل بن داهو الموجي بوري العظيم آبادي المشهور بابراهيم حسين، كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة ولد ونشأ بموجي بور، قرية من أعمال عظيم آباد، وقرأ العلم على الشيخ مظهر علي والشيخ جان علي العظيم آباديين، ثم تردد إلى لكهنو أخذ عن الشيخ ولي الله اللكهنوي ولازمه مدة من الزمان، ثم رجع إلى عظيم آباد وتصدر بها للدرس والإفادة، أخذ عنه كثير من العلماء. مات سنة ست وأربعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. الشيخ إبراهيم بن عبد الأحمد السورتي الشيخ الفاضل إبراهيم بن عبد الأحمد الشافعي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 888 السورتي باعكظة، كان من كبار العلماء، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء ثم ولي الخطابة بالجامع الكبير في مدينة بمبئ، والتدريس في المدرسة المحمدية بها، فدرس وأفاد مدة من الزمان، وأخذ عنه خلق كثير من العلماء، ومن مصنفاته تحفة الإخوان كتاب له في الفقه الشافعي ونعم الانتباه وغيرهما. مات لثلاث ليال بقين من رجب سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف فدفن بمقبرة السيد محمد بن عبد الله العيدروس، كما في الحديقة. مولانا إبراهيم بن مدين الله النكرنهسوي الشيخ الفاضل إبراهيم بن مدين الله بن أمين الله النكرنهسوي أحد فحول العلماء، ولد لليلتين خلتا من رجب سنة خمس وعشرين ومائتين وألف وقرأ المختصرات على أبيه وعلى غيره من العلماء ثم سافر إلى رامبور وأخذ عن الشيخ نور الإسلام بن سلام الله الدهلوي ثم الرامبوري وعن المفتي شرف الدين ومولانا حيدر علي الطوكي، ثم سافر إلى دهلي وقرأ بعض الكتب على المفتي صدر الدين الدهلوي، وأسند الحديث عن الشيخ حسن علي والشيخ المحدث إسحاق بن أفضل العمري سبط الشيخ عبد العزيز كلاهما عن الشيخ عبد العزيز المذكور والشيخ حسن علي غير مرزا حسن علي المحدث اللكهنوي ثم أخذ الطريقة عن السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان البريلوي، ولازمه مدة، ثم تصدى للدرس والإفادة، وولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته، فدرس بها ثماني عشرة سنة، ورحل إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وجاء بالكتب النفيسة، وكان حريصاً على جمع الكتب، مكباً على مطالعتها آناء الليل والنهار، حسن القصص، حلو الكلام طبيباً حاذقاً. أخذ عنه مولانا إله داد المدرس في المدرسة العالية والشيخ كلزار علي النكرنهسوي والشيخ محمد سعيد المهكاروي والشيخ عبد الغني الجهبروي والشيخ نجابة أحمد بن تلطف حسين وخلق كثير، ومن مصنفاته المحبي شرح ديوان المتنبي وضابطة الأدباء وحاشية على شرح الشمسية وله غير ذلك من الرسائل. توفي يوم السبت لتسع خلون من رمضان سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. الحكيم إبراهيم بن يعقوب اللكهنوي الشيخ الفاضل إبراهيم بن يعقوب الحنفي الكشميري اللكهنوي أحد الأساتذة المشهورين، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ تراب علي اللكهنوي والشيخ نور كريم الدريابادي وعلى غيرهما من العلماء، ثم أخذ الصناعة الطبية عن أبيه وتطبب على السيد محمد المرتعش الدهلوي، ولما بلغ رتبة الكمال تصدر للافادة والتدريس، وكان يداوي المرضى بحذق ومهارة حتى صار المرجع والمقصد في حياة والده، وطار صيته في الآفاق، فاستقدمه نواب كلب على خان إلى رامبور وجعل له الأرزاق السنية، وكان لا يسمح له بأن يفارقه. وكان عفيفاً ديناً بشوشاً طيب النفس، حج وزار وأخذ الحديث في آخر عمره عن الشيخ سلامة الله الجيراجبوري حين كان يشتغل عليه سلامة الله المذكور في الطب، وله أمالي في المعالجات وهو دستور لمن خلفه من الأطباء، مات سنة ثلاثمائة وألف. المفتي إبراهيم بن عمر البنارسي الشيخ الفاضل إبراهيم بن عمر بن غوث بن سعيد العمري البنارسي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمدينة بنارس وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ محمد فائق تلميذ العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، ثم تقرب إلى ملوك أوده فولي الإفتاء ببلدة لكهنؤ وكان مع اشتغاله بمهمات الإفتاء يدرس ويفيد، له تعليقات على المجسطي والاشارات مات لثلاث ليال خلون من جمادي الأولى سنة أربع وخمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ كما في حياة سابق. الشيخ إبراهيم البنكالي الشيخ الفاضل إبراهيم بن أبي إبراهيم البنكالي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 889 أحد الرجال المشهورين في بلاده، رفض التقليد وكان يعمل بنصوص الكتاب والسنة، وقد نسب إليه أقوال غير مرضية، ذكره كرامت علي الجونبوري في نسيم الحرمين قال: سمعت من سعادت على خان أنه سمع من الشيخ المطوف محمد درويش المكي يقول: إن إبراهيم المذكور حبس في مكة المعظمة لأجل قبح مذهبه وهو رجل من الأراذل، قرأ قليلاً من الصرف والنحو لا يحسن اللغة العربية، وكان أولاً يخاصم من لا مذهب لهم فلما رضخوا له شيئاً من المال ارتد على عقبه، وهذا ظاهر وشاهد عليه ألوف من المسلمين، انتهى بلفظه. وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: شهد عندي في جماعة من المسلمين الشيخ نائب الله والجماعة صدقوه أنه لما سمع سخي مندل يعني رئيس القرية أنه يريد إبراهيم أن يباحث علماء أهل السنة والجماعة فكتب المندل إلى إبراهيم لا حاجة لنا إلى البحث أنت اكتب لي ما شاهدت في مكة المعظمة حتى نعمل كلنا مثل ما يعمل أهل مكة المعظمة، فقال إبراهيم: أي شيء أكتب أنا لأن الغناء والمعازف والمزامير والرقص والكبي والجاترا كلها مروج في مكة أفبهذا تعملون؟ وشهد محمد رمضان في جماعة من المسلمين في مسجد جهانكير نكر أنه سمع من إبراهيم مثله ومعنى الكبي في اصطلاح كفار بنكالة: الغناء بالفواحش والشتم، ومعنى الجاترا في اصطلاحهم ما يغني به كفار بنكاله في مدائح أصنامهم، انتهى بلفظه، وقال في موضع آخر إنه يقول للمصلات الأربع هي أربعة كودامات أنشأها الترك ومعنى الكودام حجرة دكان سلعة التجار، قال كنت يوماً في الدلدوار بكسر الدال وسكون اللام وضم الدال الثانية وشرعت في صلاة المغرب فجاء إبراهيم ورفض الجماعة وشرع الصلاة بجماعته الرافضة للسنة من وراء آخر صفوفنا، انتهى بلفظه. مرزا إبراهيم العظيم آبادي الشيخ الفاضل الكبير إبراهيم العظيم آبادي أحد الأفاضل المشهورين في بلاده، وكان من نسل زهر يار خان الترك شاملو وزير عباس الماضي الصفوي، له يد بيضاء في الهندسة والهيئة وسائر الفنون الرياضية، ولد ونشأ بعظيم آباد وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذة بلدته ثم دخل بهلواري سراً ولم يعرف أحد اسمه ورسمه فلبث بها أربع سنين وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا أحمدي ابن وحيد الحق البهلواروي، وجمع الكتب النفيسة زهاء خمسة عشر ألفاً من كل علم وفن وتصدى للدرس والإفادة، وكان يدرس من الصباح إلى العشاء الآخرة ليلاً ونهاراً. وله مصنفات عديدة أخبرني بها علي محمد العظيم آبادي. الشيخ أبو إسحاق البهيروي الشيخ العالم المحدث أبو إسحاق بن أبي الغوث العمري البهيروي أحد العلماء الراسخين في العلم، ولد ونشأ ببهيره بكسر الموحدة الممزوجة بالهاء قرية من أعمال أعظمكده وحفظ القرآن وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من الأساتذة ثم سافر إلى إله آباد وأخذ عن الشيخ فاخر بن يحيى العباسي الإله آبادي، وأسند الحديث عنه ولبس الخرقة من أبيه، ثم تولى الشياخة، وكان آية ظاهرة ونعمة باهرة في التقوى والعزيمة وقلة الأمل، وكانت له يد بيضاء في نقد الأحاديث وتصحيحها، أخذ عنه خلق كثير، توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. مولانا أبو البركات البنارسي الشيخ العالم الحاج أبو البركات بن فضل إمام الحنفي المجددي البهاري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بأرض الهند، وقرأ العلم على أساتذتها، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، ورجع إلى الهند ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار مرة ثانية، وسافر إلى مصر والقاهرة والشام والقدس الشريف سنة تسع وسبعين، فزار المشاهد، ورجع إلى الهند ولبث بها مدة من الزمان ثم هاجر إلى المدينة الطيبة وسكن بها مجاوراً لسيد البشر المطهر عن زيغ البصر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرشيد بن أحمد سعيد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 890 الدهلوي المهاجر، وكان بايع قبله الشيخ أحمد سعيد المذكور، له بركات الأنس لزائري القدس كتاب الرحلة، صنفه سنة تسع وسبعين ومائتين وألف بالفارسي، وله بركات الدارين لحجاج الحرمين وكتاب في المناسك بالفارسي. مات لليلة بقيت من صفر سنة تسع وثمانين ومائتين وألف بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. الشيخ أبو تراب البهلواروي الشيخ الصالح أبو تراب بن نعمة الله بن مجيب الله الجعفري البهلواروي أحد الرجال المشهورين في الفقه والتصوف، ولد بقرية بهلواري لثلاث ليال بقين من شوال سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف، وقرأ العلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، أخذ عنه ابن أخيه الشيخ علي حبيب وخلق آخرون. توفي لسبع خلون من ربيع الثاني سنة سبعين ومائتين وألف بقرية بهلواري فدفن عند والده، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. الشيخ أبو تراب البرهانبوري الشيخ الفاضل أبو تراب بن يحيى بن تقي بن يحيى بن عبد الله العمري البرهانبوري أحد فحول العلماء، كان من نسل الشيخ صفي الدين الكجراتي، ولد ونشأ بمدينة برهانبور وقرأ العلم على مولانا جلال الدين البرهانبوري وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس بمدينة ايلجبور وسكن بها، أخذ عنه خلق كثير، مات لسبع بقين من ذي الحجة سنة ست وخمسين ومائتين وألف، كما في تاريخ برهانبور. القاضي أبو الحسن البدايوني الشيخ الفاضل أبو الحسن بن أبي المعالي بن عبد الغني العثماني الأموي البدايوني أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بمدينة بدايون وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم ولي الإفتاء ببلدة بريلي فاستقل به مدة من الزمان، ثم ولي القضاء مكان القاضي سعيد الدين بن نجم الدين الكاكوروي، فاستقل به مدة، ثم ناب الحكم بفرخ آباد مكان القاضي المذكور، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ أبو الحسن الكاندهلوي الشيخ العالم الصالح أبو الحسن بن إلهي بخش بن شيخ الاسلام الصديقي الكاندهلوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكاندهله قرية من أعمال مظفر نكر وقرأ الكتب الدرسية على أبيه ولازمه مدة وتطبب عليه وأخذ عنه الطريقة، له مزدوجات مشهورة بالهندية في الحقائق والمعارف على نهج المثنوي المعنوي مات لثمان بقين من جمادي الآخرة سنة تسع وستين ومائتين وألف. الشيخ أبو الحسن اللكهنوي الشيخ الفاضل أبو الحسن بن عبد الجامع بن عبد النافع بن عبد العلي بن نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي ثم اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وحفظ القرآن وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ عبد الحكيم بن عبد الرب بن عبد العلي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الوالي بن أبي الكرم اللكهنوي، ثم درس وأفاد مدة من الزمان، أخذ عنه غير واحد من العلماء، له مختصر في حلة الحيوانات وحرمتها، صنفه رداً على غاية الكلام للشيخ عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي. مات لسبع عشرة خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف بلكهنؤ، كما في تذكرة العلماء للناروي. الشيخ أبو الحسن البهلواروي الشيخ العالم الصالح أبو الحسن بن نعمة الله بن مجيد الله الجعفري البهلواروي أحد كبار المشايخ، ولد لعشر خلون من رجب سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم تطبب على خاله غلام جيلاني وبرز على أقرانه في المعقول والمنقول والإنشاء وقرض الشعر، فتطبب الجزء: 7 ¦ الصفحة: 891 ثلاث سنين ثم ترك وجلس على مسند الإرشاد بعد والده لليلتين خلتا من رمضان سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، فاشتغل بالإرشاد اثنتي عشرة سنة ثم اعتراه الفالج وبقي في تلك الحالة ست سنين. ومن مصنفاته: حاشية على شرح السلم لحمد الله، ورسالة في تقبيل الإبهامين، ورسالة في تحقيق اثني عشر خليفة، وله ديوان الشعر الفارسي. مات لست ليال بقين من محرم سنة خمس وستين ومائتين وألف، أخبرني بها الشيخ سليمان بن داود البهلواروي. الشيخ أبو الحسن النصير آبادي الشيخ العالم الصالح أبو الحسن بن نور الحسن الحسيني النصير آبادي أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بنصير آباد على عشرة أميال من رائي بريلي واشتغل بالعلم زماناً في بلدته، ثم سار إلى لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ تراب علي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ عن الشيخ مراد الله التهانيسري ولازمه مدة طويلة بمدينة لكهنؤ، وتدرج إلى المقامات العالية، فاستخلفه الشيخ علي أصحابه من بعده فنهض بأعبائها وأوفى حقوق الطريقة، وكان شيخاً وقوراً متبعاً للسنة السنية ذا نسبة قوية واستقامة، انتفع به الناس وأخذوا عنه. توفي لليلتين خلتا من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف كما في مهر جهانتاب. الشيخ أبو الحسن المنطقي الشيخ الفاضل المعمر أبو الحسن بن القاضي شاكر المنطقي السندي ثم العظيم آبادي أحد فحول العلماء، جاوز عمره مائة وثلاثين سنة وكان إماماً جوالاً في الصرف والنحو والمنطق، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وانتشر أصحابه وتلاميذه في شرق الهند وغربها وانتهت إليه الرئاسة العلمية، كما في تذكرة النبلاء له الرسالة الهلالية. مات في سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف بقرية بهبواه من أعمال عظيم آباد كما في قسطاس البلاغة. الشيخ أبو الحياة البهلواروي الشيخ الصالح أبو الحياة بن نعمة الله بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء المبرزين في الفقه والتصوف، ولد غرة ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائة وألف وقرأ العلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، أخذ عنه ولده يحيى بن أبي الحياة، توفي لأربع ليال بقين من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. السيد أبو سعيد الكروي الشيخ الفاضل أبو سعيد بن أبي ظفر الحسيني الكروي، كان ابن أخت الشيخ الكبير عبد السلام بن أبي القاسم الحسيني الواسطي الهسوي رحمه الله، قرأ المختصرات على خاله المذكور وسافر إلى لكهنؤ وقرأ سائر الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم تطبب على الحكيم إبراهيم بن يعقوب اللكهنوي فلازمه مدة من الزمان، مات بقرية رانهه من أعمال همير بور لإثنتي عشرة خلون من شعبان سنة ست وتسعين ومائتين وألف. وكره بضم الكاف وتشديد الراء قرية من أعمال فتحبور على مسافة ميلين من هنسوه. الشيخ أبو سعيد الدهلوي الشيخ العالم الفقيه المحدث أبو سعيد بن صفي بن عزيز بن عيسى بن سيف الدين ابن محمد معصوم الحنفي الدهلوي أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائة وألف بمدينة رامبور وحفظ القرآن في صغره، وأخذ التجويد عن بعض القراء في بلدته، ثم قرأ الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين الرامبوري، وبعضها على الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي، قرأ عليه شرح السلم للقاضي مبارك وكتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج النيسابوري، ثم أسند الحديث عن خاله سراج أحمد ثم أكرمه الله بالإجازة العامة عن الشيخ المسند عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي وغيره عن أكابر عصره من المحدثين، وأخذ الطريقة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 892 النقشبندية عن الشيخ دركاهي الرامبوري، واشتغل عليه بأذكار القوم وأشغالها مدة، وفتح الله عليه أبواب الوجد والحالة، فجلس على مسند الإرشاد وبايعه ألوف من الرجال، ثم تحسس في نفسه شيئاً فترك المشيخة وسافر إلى دهلي ولازم الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، واقتبس من أنواره وتدرج إلى المقامات العالية، فاستخلصه الشيخ لنفسه واستخلفه على أصحابه من بعده، فنهض بأعبائها وأوفى حقوق الطريقة استقام عليها تسع سنين. ثم اشتاق إلى الحج والزيارة فسافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وأربعين ومائتين وألف وأقام مقامه أكبر أخلافه الشيخ أحمد سعيد وكان معه في السفر ابنه الشيخ عبد الغني، فلما وصل إلى مكة المباركة استقبله العلماء واحتفي به الشيخ عبد الله سراج مفتي الأحناف والشيخ عمر مفتي الشافعية والمفتي عبد الله مير غني الحنفي وعمه الشيخ ياسين الحنفي والشيخ محمد عابد السندي وغيرهم، فاستسعد بالحج ثم توجه إلى المدينة المنورة وأقام بها أياماً، يحضر الصلوات في المسجد النبوي الشريف، ويقضي فيه أوقاتاً ويشتغل بالصلاة والسلام على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم نزع إلى الوطن فتوجه إلى أرضه وكان قد أصيب بالحمى في البلد الحرام وانقلعت عنه يسيراً حين نزل بالمدينة، فلما ودعها عاوده سقامه، ولم يزل يزداد حتى إذا وصل إلى بلدة طوك مكث بها قليلاً اشتد به الوجع، وكان دخوله بها ثاني رمضان المبارك، فاشتد المرض صبيحة عيد الفطر، ثم توفي بين صلاتي العشى، وصلى عليه المولوي خليل الرحمن قاضي البلدة، وحضر جنازته نواب وزير الدولة أمير تلك البلدة، ومن دونه من الأمراء، ثم نقل تابوته إلى دهلي ودفن عند تربة شيخه، وكان ذلك في سنة خمسين ومائتين وألف، كما في اليانع الجني وغيره. مرزا أبو طالب الأصفهاني الأمير الفاضل أبو طالب بن محمد الأصفهاني ثم الهندي اللكهنوي أحد مشاهير الناس، انتقل والده من بلاد الفرس إلى أرض الهند في الفترة النادرية، وتقرب إلى صفدر جنك صاحب أوده وسكن بمدينة لكهنؤ، ولد بها أبو طالب سنة ست وستين ومائة وألف، ونشأ بها وقرأ العلم على من بها من العلماء، ولما بلغ الرابعة عشرة من سنه سافر إلى مرشد آباد سنة ثمانين ومائة وألف وكان والده بها فسافر إليه مع أمه، وتوفي والده بمرشد آباد، فأقام بها بعد وفاته بضع سنين ثم رجع إلى لكهنؤ في أيام آصف الدولة سنة تسع وثمانين فولي على عمالة إتاوه بكسر الهمزة واستقل بها سنتين ثم عزل عنها وأقام بلكهنؤ سنة، فلما ولي الإسكندر الإنكليزي على كوركهبور سافر معه إلى مستقره وأعانه في الحكومة وصاحبه ثلاث سنوات، ولما عزل الإسكندر المذكور رجع إلى لكهنؤ واعتزل في بيته زماناً، وأحيل على معاش قدره ستة آلاف سنوياً فتمتع بها مدة ولما رأى أن الدولة الآصفية تتأخر عن أداء الراتب، سار إلى كلكته سنة اثنتين ومائتين وألف في أيام اللورد كارنوالس ليستعين به، ولكنه كان كارنوالس عازماً إلى إقليم الدكن لحرب السلطان تيبو فأجلت المسألة إلى أربع سنين، فبنى بكلكته بيتاً له وحديقة وسكن بها، ولما رجع كارنوالس إلى كلكته شفع له إلى آصف الدولة، وبعثه إلى لكهنؤ فجاء مرة بعد أخرى إلى تلك البلدة، ونال الإلتفات من الأمير، ثم لما سافر كارنوالس إلى أوربا وحصلت المناقشة بين الدولة الآصفية وبين مستر جيري أحد المأمورين من تلقاء الإنكليز في بلدة لكهنؤ وعزلته الدولة الإنكليزية أمر آصف الدولة أن يخرج معه أبو طالب من بلدته فذهب إلى كلكته سنة عشر ومائتين وألف، وسافر إلى الجزائر البريطانية مع رجاردسن غرة رمضان سنة ثلاث عشرة ومائتين من طريق رأس الرجاء، فساح في أثناء السفر كيب وآئرليند وجزيرة ويلز ووصل إلى لندن بعده سنة من خروجه من الهند لخمس بقين من شعبان سنة أربع عشرة ومائتين وأقام بها سنتين وستة أشهر واحتظ بصحبة الملوك والأمراء من الرجال والنساء وتفرج بها وتغزل، ومن شعره قوله: حسن بتان لندني در جمن زمن كجا است ور تو بعمر ديده كوئي بروي من كجا است فرض كنم كه شد نكو قامت وروي وموي غير نازكي وأدا ولحن جستي ورقص وفن كجا است الجزء: 7 ¦ الصفحة: 893 هم خور ومه بر آسمان دم ز رخ نكو زنند بل كله كج وهمان زلف رسن فكن كجا است سوسن وسرو را بباغ هست أكر قد وزبان همجو بسي ومس جسي با روش وسخن كجا است ز آب كهر به بروريد مادران بتان مكر ورنه بآب ونان دهر اين همه لطف فن كجا است آب بطبع تركند جامه وجسمها وليك آب كزو نكشت تر جامه جزآن بدن كجا است إلى غير ذلك من الأبيات الكثيرة، وخرج من لندن لعشر خلون من صفر سنة سبع عشرة ومائتين وذهب إلى باريس ثم رجع إلى الهند وسكن بكلكته. ومن مصنفاته منتخب رياض الشعراء للداغستاني صنفه بأمر الحكيم محمد حسين بن محمد هادي العقيلي صاحب مخزن الأدوية ومنها خلاصة الأفكار صنفه سنة ست ومائتين وألف، ومنها المسير الطالبي صنفه سنة تسع عشرة ومائتين وألف بكلكته. وكانت وفاته في سنة عشرين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب. أبو ظفر بهادر شاه الدهلوي الملك الفاضل أبو ظفر بن أكبر شاه بن شاه عالم التيموري الدهلوي، أبو ظفر سراج الدين بهادر شاه كان من الرجال المعروفين في العائلة الملكية، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وجلس على سرير الملك بعد أبيه، وتمتع براتب أجراه الإنكليز، ثم زيد فيه خمس وعشرون ألفاً، وكان شاعراً صوفياً، أخذ الطريقة عن الشيخ فخر الدين الدهلوي، ولما ثارت العساكر الإنكليزية على الحكومة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف بايعوه وولوه عليهم، وسفكوا الدماء، ونهبوا الأموال، ثم غلبت الدولة الإنكليزية على الجنود الهندية، وقبضوا على بهادر شاه، وأرسلوه إلى مدينة رنجون في بورما فمات بها، وله أربعة دواوين الشعر بأردو، توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في جنة المشرق. وكان يتصف ببعض صفات الفتوة والغيرة، وكان جديراً بأن ينهض بالعائلة الحاكمة لو ساعده الزمان وتوفرت له الأسباب، ولكن الحكومة المغولية كانت قد بلغت منتهى الضعف، وسرى الوهن في أبناء البلاد، فكان شأنه في ذلك شأن آخر الملوك في الحكومات المنقرضة. وقد عاملته الحكومة الانكليزية بقسوة نادرة ووحشية بالغة، فقتلت أبناءه بين يديه، وهو يتحمل كل ذلك في صبر وجلد، وعجز واضطرار. ويمتاز شعره بالرقة والتأثير نتيجة أحواله الشخصية، وتجاربه المريرة يتجلى فيه الحزن والتعبير عن المشاعر الرقيقة، مع التجلد وسمو الهمة وقوة العزيمة. الحكيم أبو علي الأمروهوي الشيخ الفاضل أبو علي بن غلام علي الشيعي الأمروهوي الحكيم، ولد بدهلي سنة اثنتين ومائتين وألف وقرأ الفقه والحديث والعربية على السيد محمد عبادت الأمروهوي، وقرأ الكتب الطبية على رضي الدين الأمروهوي الحكيم، ودرس خمساً وعشرين سنة ببلدة بانده ومن مصنفاته هادي المخالفين في الرد على تحفة المسلمين وحجية الايمان وكشف الرين في إثبات العزاء على الحسين وتعليقات على الطب الأكبر والفوائد الحسينية في المفردات، مات لتسع بقين من صفر سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. السيد أبو القاسم الطوكي السيد الشريف أبو القاسم بن أحمد علي بن عبد السبحان الحسني الحسيني النصير آبادي ثم الطوكي أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ في مهد العلم والمعرفة وقرأ العلم على أساتذة عصره، وأقبل إلى الشعر إقبالاً كلياً واعترته شعبة من الجنون، واستولت عليه نشوة الشباب، فمضت عليه شهور وأعوام على تلك الحال، وكان وزير الدولة أمير ناحية طوك يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر، ولكنه لا يصغي إليه، فلما توفي وزير الدولة تاب عن ذلك وأناب إلى الله سبحانه بقلبه وقالبه، وعمر أوقاته بالطاعات، واشتغل بمطالعة الكتاب والسنة، ولم يزل الجزء: 7 ¦ الصفحة: 894 كذلك براً تقياً ورعاً ناسكاً صواماً قواماً ذاكراً لله سبحانه في كل حال رجاعاً إليه في كل أمر وقافاً عند حدوده وأوامره ونواهيه. له قصائد بالفارسية عارض بها عرفي ومنظومة بالهندية في الفتوح الاسلامية. مات يوم عاشوراء سنة ثلاثمائة وألف بمدينة طوك كما في السيرة العلمية. السيد أبو القاسم التستري الوزير الكبير أبو القاسم بن الرضي الحسيني الجزائري التستري نواب مير عالم خان كان من الرجال المشهورين بالرئاسة والسياسة، قدم والده إلى حيدر آباد، وتقرب إلى أولياء الأمور فأقطعوه أقطاعاً في بتن جرو من أعمال حيدر آباد تغل له ثلاثة آلاف ربية في كل سنة، وكان له ولدان أشهرهما أبو القاسم، ولد ونشأ بحيدر آباد وقرأ الفقه والحديث والتفسير والعربية على والده، وبرع وفاق أقرانه في اللغة والتاريخ والفقه والأصول وكثير من الفنون الحكمية، ثم تقرب إلى ارسطوجاه وزير الدكن فبعثه بالسفارة إلى كلكته فسافر إليها ورجع حائزاً على مأموله، ثم بعثه إلى كلكته مرة ثانية في سنة سبع ومائتين وألف وفي ذلك الزمان جعله قائداً على جيوشه التي حشدها لإعانة الجيوش الإنكليزية على تيبو سلطان فأغاروا عليه وقتل السلطان ومن معه من الأمراء في تلك المعركة، فلما رجع إلى حيدر آباد لم يلتفت إليه أرسطوجاه زعماً منه أنه منافس له في الوزارة، فاعتزل في بيته مدة من الزمان، ولما مات أرسطوجاه ومات نظام علي خان صاحب الدكن وتولى المملكة سكندر جاه بن نظام علي خان المذكور، شفع له الإنكليز، فاستوزره سنة تسع عشرة ومائتين وألف، فاستقل بالوزارة إلى مدة حياته. ومن مآثره الجميلة بركة عظيمة بحيدر آباد ورباطات كثيرة بناها بين حيدر آباد ونهر كشنا بكسر الكاف في جهة الغرب وبينها وبين بهمن آباد في الطرق والشوارع، ومن مستعمراته الحديقة الغناء بحيدر آباد، وثغر على نهر موسى ومن مصنفاته حديقة العالم كتاب بسيط في تاريخ الدكن في مجلدين. السيد أبو القاسم الهسوي السيد الشريف أبو القاسم بن مهدي بن الحسين الحسيني الواسطي الهسوي الفتحبوري أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بهسوه بفتح الهاء قرية جامعة من أعمال فتحبور وسافر للعلم إلى دهلي فقرأ الكتب على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، وأخذ عنه الطريقة، ولما بلغ رتبة الكمال رجع إلى موطنه، وتولى الشياخة بها أخذ عنه ولده الشيخ الكبير عبد السلام بن أبي القاسم الهسوي والشيخ حسن علي الحسيني الفتحبوري وخلق آخرون، وكان رحمه الله عم أمي الكريمة رحمهما الله تعالى. مات لست خلون من ربيع الأول سنة ست وستين ومائتين وألف بهسوه فدفن بها. السيد أبو الليث البريلوي السيد الشريف أبو الليث بن أبي سعيد بن محمد ضياء بن آية الله بن الشيخ الكبير علم الله النقشبندي البريلوي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة رائي بربلي في زاوية جده السيد علم الله المذكور، وتفقه على أبيه، ثم أخذ عنه الطريقة وقام مقامه في الإرشاد والتلقين، وسافر إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند، وأقام بولاية مدراس ميسور زماناً طويلاً حتى مات، وقبره في كوريال بندر على ساحل البحر. وكانت وفاته في سنة ثمان ومائتين وألف كما في سيرة السادات للسيد الوالد. الشيخ أبو المعالي البدايوني الشيخ الفاضل أبو المعالي بن عبد الغني بن المفتي درويش محمد العثماني البدايوني أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، درس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه الشيخ سلامة الله البدايوني وخلق كثير من العلماء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 895 الشيخ أبو المعالي الإله آبادي الشيخ الصالح أبو المعالي بن محمد أجمل بن محمد ناصر العباسي الإله آبادي أحد العلماء المتصوفين، ولد بمدينة إله آباد لتسع عشرة خلون من ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائة وألف، وقرأ العلم على الشيخ محمد سلطان الرامبوري ومولانا روح الفياض الإله آبادي وغيرهما، وجمع العلم والعمل والشعر، وتولى الشياخة مقام أبيه، فأوفى حقوق الطريقة واستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح مدة عمره، وكانت وفاته لثمان عشرة خلون من ربيع الثاني اثنتين وخمسين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات. المفتي إحسان علي البهلواروي الشيخ العالم المفتي إحسان علي بن امان علي البهلواروي أحد الفقهاء الحنفية، قرأ العلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق الجعفري البهلواروي ولازمه مدة، حتى برع في العلم، وولي الافتاء، وكان يدرس ويفيد، مات لخمس عشرة بقين من رمضان سنة سبع وستين ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء. الحكيم إحسان علي الناروي الشيخ الفاضل إحسان علي بن شير علي الناروي الفتحبوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد لعشر بقين من شعبان سنة تسع وعشرين ومائتين وألف بقرية سلون من أعمال رائي بريلي وقرأ العلم على القاضي عبد الكريم النكرامي، ثم أخذ الصناعة الطبية عن أبيه، وسكن بفتحبور. له مصنفات عديدة أشهرها طب إحساني ومعالجات إحساني ومفردات إحساني ومركبات إحساني وأوراد إحساني ونكات إحساني كلها بالهندية، مات ببلدة بانده لتسع خلون من ذي الحجة سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء. الشيخ إحسان علي البهيروي الشيخ الصالح إحسان علي بن فصيح الله الحنفي البهيروي الحاج الواعظ، قرأ بعض الكتب الدرسية في بلده ثم لازم الشيخ أحمد علي العباسي الجرياكوني، وأخذ عنه، ثم سار إلى دهلي، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ محبوب علي الجعفري الدهلوي، وسافر إلى الحجاز، فحج وزار سنة ثلاث وسبعين، ثم رجع إلى الهند وسافر إلى الحجاز مرة بعد أخرى، وكان آية ظاهرة في الموعظة والتذكير، هدى الله به سبحانه خلقاً كثيراً من عباده، مات سنة ثلاثمائة وألف، كما في تاريخ مكرم. الشيخ إحسان الغني الدلموي الشيخ العالم الفقيه إحسان الغني بن جعفر الدلموي أحد الفقهاء الحنفية. انتهت إليه رئاسة الفتيا في بلاده، وكان يشتغل بالدرس والافادة، ويعتزل في بيته، لا يراه أحد إلا في بيته مشتغلاً بالافادة أو في المسجد عاكفاً على العبادة، مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف بدلمؤ، كما في مهر جهانتاب. الحكيم أحسن الله الدهلوي الشيخ الفاضل أحسن الله بن عزيز الله الصديقي الدهلوي الحكيم كان من ذرية الشيخ زين الدين الهروي، جاء أحد أسلافه إلى كشمير ثم دخل أحدهم في دهلي، وسكن بها، وولد أحسن الله بها، ونشأ وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الصناعة الطبية عن أبيه وهو أخذ عن الشيخ ذكاء الله الدهلوي الحكيم المشهور، ثم استخدمه نواب فخر الدولة فصاحبه مدة حياته، ثم استخدمه نواب فيض الله خان الجهجهري وصاحبه إلى وفاته، ثم استخدمه أكبر شاه بن شاه عالم الدهلوي ولقبه عمدة الملك حاذق الزمان، ولما توفي أكبر شاه قربه إليه بهادر شاه بن أكبر شاه ولقبه احترام الدولة ثابت جنك وجعله مداراً لمهماته. وكان رجلاً حازماً ذا دهاء وتدبير وسياسة حاذقاً في الصناعة حليماً متواضعاً يداوي الناس برفق ورحمة ويحسن إلى المرضي. توفي سنة تسعين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته بعض الناس من قوله، ع: الجزء: 7 ¦ الصفحة: 896 وائي بقراط وقت مرد افسوس. مولانا إحسان الله الأنامي الشيخ الفاضل إحسان الله بن عظمة الله بن حبيب الله بن فتح الله الحسيني الأعظمي الديوي ثم الأنامي أحد الرجال المشهورين في الإنشاء والشعر، ولد سنة ثمان وسبعين ومائة وألف ببلدة أنام وقرأ العلم على أساتذة عصره، وأقبل إلى الشعر والإنشاء إقبالاً كلياً، حتى صار معدوداً في الشعراء المفلقين، له البحر المواج منظومة بالفارسية في سبعة بحور في قصص الأنبياء وديوان الشعر الفارسي ومجموع الرسائل الفارسية ورسالة في العروض والقافية ورسالة في الألغاز، وله غير ذلك من المصنفات، مات سنة خمس وسبعين ومائتين وألف ببلدة أنام. مولانا أحمد الرامبوري الشيخ الفاضل الكبير أحمد بن أبي أحمد الحنفي الرامبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، كان أصله من بنجاب، انتقل منها في الفترات الدرانية إلى روهيلكهند وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ نور عالم الرامبوري وبعضها على العلامة محمد بركت بن عبد الرحمن الإله آبادي ثم تصدر للتدريس بمدينة رامبور وسكن بها، أخذ عنه غير واحد من العلماء، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. السيد أحمد بن أولاد حسن القنوجي الشيخ الفاضل أحمد بن أولاد حسن بن أولاد علي الحسيني البخاري القنوجي الشيخ أحمد حسن كان من العلماء المبرزين في العلوم العربية والحديث، ولد سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وأخذ العلوم متفرقة في بلاد شتى عن أساتذة عصره، أجلهم الشيخ عبد الجليل الكوئلي والشيخ المحدث عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي، وفاق الأقران في الذكاء والفطنة وقوة الحفظ وجودة الذهن، سافر إلى الحجاز سنة ست وسبعين ومائتين وألف فورد مدينة بزوده من أرض كجرات وأقام مدة يسيرة عند الشيخ غلام حسين القنوجي، ثم مرض بالحمى واشتد المرض، وانجر إلى الاسهال، وكان هناك الوباء فتوفي بها. كانت له اليد الطولى في الشعر العربي والفارسي، كان ينظم في ساعة نجومية قصيدة طويلة فصيحة المبنى، بليغة المعنى، قل من يقدر على إنشاء مثلها في أسبوع. ومن مصنفاته الشهاب الثاقب في مجلد في مبحث الاجتهاد والتقليد. ومن شعره قوله: نسيم الصبا وافي سحيراً مطيباً فقلت له أهلاً وسهلاً ومرحبا كأنك أنفاس المسيح بعينها فأحييت صبا لم ينل قط مطلبا فديتك يا نعم الصبا خير مقدم فكل حمام حين أقبلت رحبا تحاكي لك الأغصان بالوجد راقصا تضاهي لك الأطيار بالسجع مطربا وتنفخ في الأشجار روحاً تميلها فيالك ما أزهاك صنعاً وأعجبا أهل جئت من تلك الربى برسالة فإن الصبا نعم الرسول لمن صبا وله: لسلمى أرانا الله مولاي دارها عوالم حسن ما رأينا ديارها فإن لها بدراً يسمى جبينها وإن لها شمساً تسمى عذارها إذا غطت الوجنات أقبل ليلها إذا كشفت عنها رأينا نهارها هممت بثدييها فمرت فقلتها فما خير نخل قد منعنا ثمارها الجزء: 7 ¦ الصفحة: 897 فقالت أما لا كل سوداء تمرة تبسم عن در يصفن بحارها وله: ألا يا نسيم الروض بلغ تحيتي إلي من حياتي عنده أو منيتي لقد عمت البلوى لي اليوم والنوى وما طاب حالي من عموم البلية تجد لي الأحزان في كل ساعة وما فزت منها حيث جدت بلذة تقول رجال للزمان تغير وما في بليات النوى من تفاوت وله: أغيم بداً من جانب النجد هامع أم انهملت منك العيون الدوامع ونار تلظت في فؤادك أشرقت أم البرق في قلب السحائب يلمع أمنهدم هذي القصور لبلها أم انشقت الأحجار إن كنت تجزع أتنحب من كرب النوى وبلائه أم الرعد من فوق الغيوم يقعقع وله: لسلمة في واد العقيق مرابع تراها كأمثال العقائق تلمع وما لمعت من حيث عزت سلامها ولكن لما أجرته مني المدامع كأن بعيني ممطراً فهو واكف وفي وجهها برق فما زال يلمع ألا يا نسيم اكشف كمام عذارها فقد طال ما جارت على المقانع أيا حسن شعر قد تغطى خدودها فديتك من ليل به البدر يلمع وله: يا من أذاب هواه القلب بالأسف روحي فداك إلى السعي في تلفي الروح في قلق والجسم في حرق والجفن في أرق والعين في سرف يا نسمة نفست لا زلت ناعمة قرت عيونك أصغى لحظة وقفي يا هل تعود ليال بالحمى سلفت أضاءها بدر وجه صين عن كلف كيف السبيل إلى سلمى وجارتها والجسم يوشك أن يفنى من القضف وله: تذكرت أيام الصبا واللياليا بغم أرق الشوق منك القوافيا إذ العيش أشهى ما يكون من المنى وأطيب لذات تسوء الأعاديا إذ الربع ربع الخزرجية آهل بعين كآرام ألفن المغانيا مخضرة الأطراف رواقة اللمى رقاق الثنايا بهكنات غوانيا وجارت بخلف الوعد بعد وفائه وضنت بما يعرى الوشاة الأساعيا كأن لم يكن بين الحبيب وبيننا عهود ولم ترع العهود المواضيا فإني فتى أرعى العهود لصاحبي وإن لم يكن للعهد منه مراعيا وله: يعاقبني بؤس الزمان وخفضه وأدبني حرب الزمان وسلمه وما المرء إلا نهب يوم وليلة تلم به شهب الفناء ودهمه الجزء: 7 ¦ الصفحة: 898 يعلله برد الحياة يمسه ويغتره روح النسيم يشمه ألا أن خير الزاد ما سد فاقة وخير بلادي الذي لا أجمه وإن الطوى بالعز أحسن يا فتى إذا كان من كسب المدلة طعمه وإني لأنهي النفس عن كل لذة إذا ما ارتقى منها إلى العرض وصمه وأعرض عن نيل الثريا إذا بدت وفي نيله سوء المقام وذمه توفي لتسع خلون من جمادي الأولى سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بمدينة بروده فدفن بها في التكية الماتريدية عند ضريح السيد يحيى الترمذي وله ثلاثون سنة وسبعة أشهر وعشرون يوماً، كما في أبجد العلوم لصنوه صديق بن الحسن القنوجي. الشيخ أحمد بن الحسين السورتي الشيخ الصالح أحمد بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد الله الشافعي الحضرمي السورتي أحد المشايخ العيدروسية، ولد ونشأ بأرض الهند، وتولى الشياخة بعد أبيه بمدينة سورت ومات بها غرة شعبان سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، كما في الحديقة. القاضي أحمد بن طاهر الشاهجهانبوري الشيخ الفاضل أحمد بن طاهر الحنفي الشاهجهانبوري المشهور بأحمد جان، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وقرأ العلم على أساتذة عصره، وبرع في كثير من العلوم والفنون، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه وقال: إنه كان من ندماء الوزير عماد الملك، قدم معه إلى فرخ آباد وتزوج بها في إحدى البيوتات الكريمة من طائفة بنكش وولد له منها ولد يسمى نصير الدين، ثم سافر إلى بنكاله ونال بها القضاء الأكبر، فاستقل به مدة من الزمان، ومات ببلدة مرشد آباد. الشيخ أحمد بن عبد الجليل السورتي الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الجليل الحسيني البخاري السورتي كان من نسل الشيخ محمد بن عبد الله بن محمود بن الحسين البخاري، ولد ونشأ بمدينة سورت وحفظ القرآن وجوده، وقرأ العلم على أهله، حتى برع فيه، ودرس وأفاد. توفي لليلتين خلتا من صفر سنة سبع وأربعين ومائتين وألف بمدينة سورت، كما في الحديقة. الشيخ أحمد بن عبد الرحيم الصفي بوري الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرحيم بن عبد الكريم الحنفي الصفي بوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، أخذ عن والده، وله شرح على قصائد عرفي، مات في بضع وستين ومائتين وألف بكلكته، كما في محبوب الألباب. الشيخ أحمد بن عبد الله السورتي الشيخ الصالح أحمد بن عبد الله بن زين بن عبد الرحمن عيديد باعلوي الحضرمي السورتي أحد السادة النجباء، ولد ونشأ بالهند، وتولى الشياخة بمدينة سورت، مات لعشر بقين من رجب سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة. الشيخ أحمد بن عبد الله السنديلوي الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الله الحسيني السنديلوي المشهور بأحمد بخش، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بسنديله وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ أعز الدين وحيدر علي بن حمد الله، وأخذ الطريقة عن والده، ثم تولى الشياخة مكانه، وكان يدرس قليلاً، مات ودفن بسنديله، كما في تذكرة العلماء للناروي. السيد الإمام أحمد بن عرفان البريلوي السيد الامام الهمام حجة الله بين الأنام، موضح محجة الملة والاسلام، قامع الكفرة والمبتدعين، وأنموذج الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، مولانا الامام المجاهد الشهيد السعيد، أحمد بن عرفان بن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 899 نور الشريف الحسني البريلوي، كان من ذرية الأمير الكبير بدر الملة المنير شيخ الاسلام قطب الدين محمد بن أحمد المدني. ولد في صفر سنة إحدى ومائتين وألف ببلدة رائي بريلي في زاوية جدة السيد علم الله النقشبندي البريلوي، ونشأ في تصون تام وتأله، واقتصاد في الملبس والمأكل، ولم يزل على ذلك خلفاً صالحاً، براً تقياً، ورعاً عابداً ناسكاً، صواماً قواماً، ذاكراً لله تعالى في كل أمر، رجاعاً إليه في سائر الأحوال، وقافاً عند حدوده وأوامره ونواهيه، لا تكاد نفسه تقنع من خدمة الأرامل والأيتام، كان يذهب إلى بيوتهم ويتفحص عن حوائجهم، ويجتهد في الاستقاء والاحتطاب واجتلاب الأمتعة من السوق، ولكنه مع ذلك كان لا يرغب إلى تلقي العلوم المتعارفة، فإن لم يحفظ من القرآن الكريم إلا سوراً عديدة، ومن الكتابة إلا نقش المفردات والمركبات، وذلك في ثلاث سنين، وكان صنوه الكبير إسحاق بن عرفان البريلوي يحزن لذلك، وكان بصدد تعليمه، فقال والده: دعوه وشأنه وكلوه إلى الله سبحانه فأعرض عنه، فلم يزل كذلك حتى شد عضده، فرحل إلى لكهنؤ مع سبعة رجال من عشيرته، وكان الفرس واحداً يركبونه متناوبين، وهو ترك نوبته لهم، فلما قطعوا مرحلة واحتاجوا إلى حمال يحمل أثقالهم، وجدوا في البحث عنه فما وجدوه وهو يرى ذلك، فقال لهم: إن لي حاجة إليكم أرجوكم أن تفضلوا علي بإسعافها، فقالوا له: على الرأس والعين، فقال لهم: أكدوا قولكم بالأيمان، فأكدوها، فقال: اجمعوا أثقالكم وضعوها على رأسي، فإني أقدر أن أحتملها، فحملها ودخل لكهنؤ، فلقيه أحد رجال السياسة وأكرمه، وكان مأموراً من الدولة أن يجمع مائة رجل من الفرسان للعسكر، ففوض إليه خدمتين من الخدمات العسكرية، فتبرع بهما لرجلين من رفقائه، وسار مع العساكر السلطانية، فلما وصل إلى بادية محمد ورغب السلطان إلى التنزه والصيد، غاب ذات يوم عن رفقائه، فاغتموا وظنوا أنه كان فريسة سباع، حتى لقيهم رجل من أهل البادية، وقص عليهم أني رأيت رجلاً وضيئاً يلوح على جبينه علائم الرشد والسعادة وعلى رأسه جرة ملآنة يحملها ويذهب فرحان نشيطاً مع فارس من فرسان العسكر، وكان العسكري يقول: إنه وجدني في أثناء الطريق، وكان معي حمال ضعيف، لا يستطيع أن يحمل إلا بشق النفس، إلا أنه حملها خوفاً مني، فكان يبكي فتقدم إلى هذا الرجل وشفع له فقلت له: إني لا أستطيع أن أن أحملها فوق رأسي، فإذا رق له قلبك ورثيت لضعفه فتقدم وأحمل، فرضي بذلك وحملها وكانت رفقته يعلمون عادته فعلموا أنه هو. قال السيد محمد علي بن عبد السبحان البريلوي صاحب المخزن: إنه كان قبل غيبته يحرضني على الترك والتجريد والاقبال على الآخرة، ويقول: اذهبوا إلى دهلي ولازموا صحبة الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي واغتنموه، فلما ظن أني لا ألازمه في السفر ذلك ولا أرضي أن يذهب ويلقى نفسه في الخطر، غاب عني وذهب بنفسه حتى دخل دهلي، فلما سمع الشيخ عبد العزيز المذكور أنه سبط الشيخ أبي سعيد وابن أخ السيد نعمان، تلقاه ببر وترحيب، وأسكنه في المسجد الأكبر آبادي عند صنوه عبد القادر وأوصاه به، فتلقى منه شيئاً نزراً من العلم، وبايع الشيخ عبد العزيز وأخذ عنه الطريقة حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، وفاق الأقران، وأتى بما يتحير منه أعيان البلدة في العلم والمعرفة، وكان ذلك في سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف. ثم غلب عليه شوق الجهاد في سبيل الله، فذهب إلى معسكر الأمير المجاهد نواب مير خان، ولبث عنده بضع سنين، وكان يحرضه على الجهاد، فلما رأى أنه يضيع وقته في الاغارة ويقنع بحصول المغنم، وعلم أنه عزم على مسالمة الانجليز والهدنة تركه ورجع إلى دهلي وشد المئزر بنصرة السنة المحضة والطريقة السلفية، واحتج ببراهين ومقدمات وأمور لم يسبق إليها وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون والآخرون وهابوا وجسر هو عليها، حتى أعلى الله مناره وجمع قلوب أهل التقوى على محبته والدعاء له، وكبت أعداءه وهدى رجالاً من أهل الملل والنحل، وجبل قلوب الأمراء على الانقياد له غالباً وعلى طاعته، وأول من دخل في بيعته الشيخ عبد الحي ابن هبة الله البرهانوي والشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي وناس كثيرون من الجزء: 7 ¦ الصفحة: 900 عشيرة الشيخ عبد العزيز، وكل ذلك في حياة شيخه، فنهض من دهلي مع جماعة من الأنصار إلى بهلت ولوهاري وسهارنبور وكده مكتيسر ورامبور وبريلي وشاهجهانبور، وشاه آباد وغيرها من القرى والبلاد، فانتفع بمجلسه وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته وصفاء ظاهره وباطنه وموافقة قوله بعمله والانابة إلى الله سبحانه خلق كثير لا يحصون بحد وعد، بل قام عليه جمع من المشايخ قياماً لا مزيد عليه، بدعوه وناظروه وكابروه وهو ثابت لا يداهن ولا يحابي، وله إقدام وشهامة وقوة نفس، توقعه في أمور صعبة، فيدفع الله عنه، وكان دائم الابتهال، كثير الاستعانة، قوي التوكل، ثابت الجأش، له أشغال وأذكار يداوم عليها بكيفية وجمعية في الظعن والاقامة، حتى دخل بلدته رائي بريلي وتزوج بها بحليلة صنوه المرحوم إسحاق بن عرفان، وهو أول نكاح بأيم في السادة والأشراف بأرض الهند ثم توارث فيهم، وكان الشيخ إسماعيل بن عبد الغني والشيخ عبد الحي ابن هبة الله المذكوران وخلق آخرون من العلماء والمشايخ في ركابه يأخذون عنه الطريقة، فلبث ببلدة رائي بريلي مدة، ثم سافر إلى لكهنؤ، وأقام بها على تل الشيخ بير محمد اللكهنوي على شاطئ نهر كومتي مع أصحابه، فبايعه ألوف من الرجال وتلقاه الوزير معتمد الدولة بالترحيب والإكرام وضيفه، وعرض عليه خمسة آلاف من النقود، وكاد أن يلقاه السلطان غازي الدين حيجر ملك لكهنؤ فخاف مجتهد الشيعة أن يبدل مذهبه، فاحتال في المنع، فنهض السيد الامام وخرج من لكهنؤ ودار البلاد، فنفع الله به خلقاً كثيراً من عباده. ثم رجع إلى رائي بريلي وسافر إلى الحجاز، ومعه سبع وخمسون وسبعمائة من أصحابه، فركب الفلك في دلمؤ من أعمال رائي بريلي وهي على شاطئ نهر كنك فركب وبذل ما كان معه من شيء قليل من الدرهم على المساكين وقال: نحن أضياف الله سبحانه لا نلجأ إلى الدينار والدرهم، فانطلق ومر على إله آباد وغازيبور وبنارس وعظيم آباد وغيرها من بلاد الهند، فدخل في بيعته خلق لا يحصون بحد وعد، حتى وصل إلى كلكته وأقام بها أياماً قلائل باذن الحاكم العام للهند، وتاب آلافاً من الناس من البدع والذنوب وشرب الخمر وأقفرت الحانات وانطلقت موجة عن الصلاح والتقوى وأسلم مئات من الناس وحسن إسلامهم. ثم ركب السفينة وذهب إلى الحجاز سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، وحصلت له الوقائع الغريبة وكشوف وكرامات في ذلك السفر الميمون المبارك وانتفع به خلق كثير من أهل الحرمين الشريفين، وحج وزار وقفل بعد سنة حتى وصل إلى رائي بريلي في سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف، فلبث بها نحو سنتين وبعث الشيخ إسماعيل والشيخ عبد الحي المذكورين إلى بلاد شتى للتذكير والإرشاد فدارا البلاد وهدى الله بهما خلقاً كثيراً من العباد. وكان السيد الامام يجهز للهجرة والجهاد في تلك الفرصة وخرج مع أصحابه في سنة إحدى وأربعين من بلدته وسافر إلى بلاد أفغانستان فلما وصل إلى بنجتار وقف بها، وحرض المؤمنين على الجهاد، وبعث أصحابه إلى كابل وكاشغر وبخارا ليحرضوا ملوكها على المشاركة والإعانة، فبايع الناس للجهاد وولوه عليهم، واجتمع تحت لوائه ألوف من الرجال، وزحف على جيوش رنجيت سنكه ملك بنجاب وهو من قوم طوال الشعور ففتح الله سبحانه على يده بلاداً حتى قرئت باسمه الخطبة في بلدة بشاور فأعلى الله مناره وكبت أعداءه: أعداء الدين وجبل قلوب الأمراء والخوانين على الانقياد له غالباً وعلى طاعته، فأحيا كثيراً من السنن المماتة، وأمات عظيماً من الأشراك والمحدثات، فتعصب أعداء الله ورسوله في شأنه وشأن أتباعه حتى نسبوا الجزء: 7 ¦ الصفحة: 901 طريقته إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي، ولقبوهم بالوهابية، ورغبوا إلى الكفار وصاروا أولياءهم في السر، حتى انحازوا عنه في معركة بالاكوث فنال درجة الشهادة العليا، وفاز من بين أقرانهم بالقدح المعلى، وبلغ منتهى أمله وأقصى أجله في الرابع والعشرين من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، واستشهد معه كثير من أصحابه، وقد تفرق الناس فيه، فمنهم من يقول: إنه نال درجة الشهادة، ومنهم من يقول: إنه غاب، وسيخرج فيملاء الدنيا قسطاً وعدلاً، ع:. وللناس فيما يعشقون مذاهب وقد صنف كثير من أصحابه كتباً مبسوطة في حالاته ومقاماته، منها الصراط المستقيم بالفارسية للشيخ إسماعيل وللشيخ عبد الحي كليهما، وقد عربه الشيخ عبد الحي المذكور في الحجاز لأهل الحرمين الشريفين، ومنها منظورة السعداء للشيخ جعفر علي البستوي: كتاب بسيط بالفارسي، ومنها مخزن أحمدي للشيخ محمد علي بن عبد السبحان الطوكي، ومنها سوانح أحمدي للشيخ محمد بن جعفر التهانيسري، ومنها الملهمات الأحمدية للمفتي إلهي بخش الكاندهلوي، اقتصر فيه على ما وصل منه إليه من الأذكار والأشغال، ومنها وقائع أحمدي للشيخ محمد علي الصدر بوري في مجلدات كبار. الشيخ أحمد بن محمد الكجراتي الشيخ الفاضل أحمد بن محمد الكجراتي السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على السيد محمد هادي السورتي، ولازمه مدة من الزمان، ثم درس وأفاد، وأخذ عنه خلق كثير من العلماء، مات لخمس عشرة بقين من ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في الحديقة. الشيخ أحمد بن محمد البنبهاني الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن باقر الشيعي البنبهاني الأصفهاني أحد الرجال المشهورين، ولد بكرمانشاه في محرم سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، وقرأ النحو والعربية والمنطق والحكمة على جماعة من الأعلام، ثم تفقه على والده، ولازمه إلى سنة عشر ومائتين وألف، ثم سار إلى النجف وقرأ معالم الأصول على الشيخ إسماعيل اليزدي قراءة بحث وإتقان، وقرأ الاستبصار على الشيخ جعفر النجفي، وقرأ بعض الكتب على الشيخ علي الطباطبائي واستفاض عن السيد مهدي بن مرتضى الطباطبائي فيوضاً كثيرة، وحصلت له الإجازة عن الشيخ مهدي الشهرستاني والسيد محسن البغدادي ومرزا مهدي الموسوي المشهدي والشيخ حمزة القائني، وسافر إلى مسقط وقدم الهند سنة ثلاث وعشرين فدخل حيدر آباد، ولبث بها عند أبي القاسم ابن الرضي التستري الوزير المشهور، ثم جاء إلى فيض آباد ولكهنؤ في أيام سعادت علي خان، وصنف كتباً عديدة بفيض آباد ولكهنؤ. ومن مصنفاته المحمودية حاشية الصمدية صنفه في الخامس عشر من سنه، وله نور الأنوار في تفسير بسم الله والدرر الغروية في أصول الأحكام الإلهية، وشرح المختصر النافع إلى مبحث الغسل، وله رسالة قوت لا يموت في أحكام الصوم والصلاة، وشرحه مخزن القوت صنفه بفيض آباد، وله تحفة المحبين في فضائل الأئمة الطاهرين صنفه بفيض آباد، وله رسالة في إثبات الخلافة لسيدنا علي رضي الله عنه بلا فصل صنفه بفيض آباد، وله نيك وبد أيام كتاب في التاريخ صنفه بفيض آباد، وله تحفة الإخوان في التاريخ صنفه بحيدر آباد، وله عقد الجواهر الحسان صنفه بحيدر آباد، وتنبيه الغافلين صنفه بلكهنؤ، وكشف الرين والمين عن حكم صلاة الجمعة والعيدين، وله مرآة الأحوال وكشف الجزء: 7 ¦ الصفحة: 902 الشبهة عن حكم المتعة وله غير ذلك من الرسائل، كما في نجوم السماء. الشيخ أحمد بن محمد المالكي الشيخ العالم الصالح أحمد بن محمد المالكي الأنصاري التلمساني المغربي ثم الهندي المدراسي أحد الأفاضل المشهورين، كان صاحب فضل وكمال لم يكن له نظير في زمانه في معرفة الفنون الرياضية، وكان متولياً على ديوان الخراج بمدراس في أيام عظيم الدولة. له مصنفات في الفقه والحساب وغيرهما، منها أعظم الحساب ورسالة في الهيئة وفي ربع المجيب، مات لثمان خلون من رمضان سنة أربعين ومائتين وألف. الشيخ أحمد بن محمد الشرواني الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الشرواني: أحد العلماء المشهورين في الإنشاء وقرض الشعر، ولد ببلدة حديده من أرض اليمن لتسع بقين من رمضان سنة مائتين وألف، وأخذ الفنون الأدبية عن الشيخ محسن ابن عيسى النجفي وبهاء الدين بن محسن الجبل العاملي، وأخذ الفقه على مذهب الشافعية على الشيخ علي بن يحيى العفيف اليماني والسيد زين العابدين بن العلوي المدني، والفقه على مذهب الشيعة عن والده، ثم قدم بلاد الهند وقرأ شرح الشمسية في المنطق وشرح نخبة الفكر في أصول الحديث على مولانا حيدر علي الطوكي ببلدة كلكته، وأقام بتلك البلدة مدة من الزمان، وساح أكثر بلاد الهند، وقدم لكهنؤ في أيام السلطان غازي الدين حيدر فمدحه وصنف له المناقب الحيدرية وذهب إلى بهوبال في عهد جهانكير محمد خان فصنف له شمس الإقبال، وذهب إلى بمبئ وبنارس وبونا وبلاد أخرى. وله غير ذلك مصنفات كثيرة أشهرها نفحة اليمن والعجب العجاب وحديقة الأفراح ومنهج البيان، الشافي في العروض والقوافي وبحر النفائس وجوارس التفريح والجوهر الوقاد في شرح بانت سعاد. السيد أحمد بن محمد الحسيني الكروي السيد الشريف العلامة أحمد بن محمد الحسيني العريضي الكروي محي الدين ابن محمد الغوث، كان من ذرية الشيخ خواجكي العريضي الملتاني ثم الكروي، ويتصل نسبه بإسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي الحسيني العلوي، أخذ العلم والطريقة عن والده، ولازمه ملازمة طويلة، ولما مات والده تولى الشياخة مكانه، وكان جد جدي من جهة الأم. له مصنفات كثيرة في الحقائق والمعارف والحديث وغيرها، منها شرح مشارق الأنوار للصغاني بالفارسي، ومنها ثمرة اليقين في شرح أبيات الشيخ عبد القادر الجيلاني، ومنها سيد الأسرار في الحقائق والمعارف ومنها نهج الرشاد كذلك، ومنها كنه المراد وكلها بالعربية، وله غير ذلك من الرسائل. مات لخمس عشرة خلون من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وألف. الشيخ أحمد بن محمد سعيد الرامبوري الشيخ الفاضل أحمد بن محمد سعيد الأفغاني الرامبوري أحد الأفاضل المشهورين في الفقه والأصول، درس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه ملا غفران وجمع كثير، ومن مصنفاته المتفرقات الأحمدية في مجلدين بالعربية في فتاواة، ومنها شرح تهذيب المنطق بالفارسي، ومنها مجموع لطيف في الطب، ومنها مختصر في المواريث، مات ودفن بمدينة رامبور. الشيخ أحمد بن مصطفى الكشميري الشيخ العالم الصالح أحمد بن مصطفى بن المعين الرفيقي الكشميري أبو الطيب الفقيه المحدث، ولد سنة خمسين ومائة وألف، وحفظ القرآن وقرأ العلم على والده وعمه وبني أعمامه وجده لأمه الشيخ عبد اله وخاله نور الهدى اليسوي الكشميري، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 903 حتى صار بارعاً في الفقه والحديث والسير والتصوف والشعر وغيرها، وانتفع به جمع كثير من المشايخ والعلماء، وكان صاحب أحوال عجيبة ووقائع غريبة، له شأن عال في التصوف والسلوك. مات لثمان بقين من رجب سنة تسع عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. القاضي أحمد بن مصطفى الكوباموي الشيخ العالم الفقيه أحمد بن مصطفى بن خير الدين بن خير الله العمري الكوباموي القاضي أحمد مجتبي المشهور بمصطفى علي خان كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والشعر، ولد ونشأ بكوبامؤ، وقرأ العلم على رحيم الدين الكوباموي وغلام طيب البهاري والعلامة حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، وحفظ القرآن في ريعان شبابه، ثم سافر إلى مدراس سنة مائتين وألف، فلقبه والاجاه باسم والده مولوي مصطفى علي خان بهادر وولاه التدريس بمدرسته التي كانت في كوبامؤ فرجع إلى بلدته ودرس بها مدة، ثم سافر إلى مدراس سنة إحدى عشرة مائتين، وسكن بها زماناً قليلاً، ثم رجع إلى كوبامؤ، وسافر إلى مدراس مرة ثالثة سنة ست عشرة ومائتين، فولي القضاء ببلدة ترجنابلي فاستقل به زماناً صالحاً، ولما توفي قاضي القضاة محمد مستعد خان المدراسي قام مقامه في القضاء الأكبر واستقل به مدة حياته. وكان عالماً صالحاً ديناً متواضعاً، حسن الأخلاق، حسن المحاضرة كثير المحفوظ في الشعر والأدب، شاعراً، له ديوان الشعر الفارسي في مجلد، وله قصائد بالعربية، ومن شعره قوله: تغيرت المودة في الرجال وشاع الحقد في أهل الكمال قد انهدمت بأمطار الرزايا مقاصير المروة والنوال وإن في الدهر ذو شرف ومجد سوى محكوم ربات الحجال فليس الآن يا نفس اكتساب يعاون ما عدا شد الرحال وله: أتقتلني بحبك يا حذام ومثلي لا تعنف بالكلام أما تدري بآبائي وربي أولئك أهل مجد واحترام صوارمهم حتوف للأعادي أياديهم حياة المستهام ولاة في بلاد العز جما حماة للجناة عن الغرام وله: جنى دهر علي، وأي خان رجوت الرفق منه وقد أذاني وبعدني عن الأتراب بعدا وبالغ في هواني وازدراني ولفظني بأرض ليس فيها قريب أو أنيس أو وزاني وما لاقيت من اثنين إلا وكل منهما يتحاسدان وله: ظلمت وكنت من الظالمينا برحم يا ولي المؤمنينا أضعت العمر في كسب الخطايا وصرت بما اكتسبت به رهينا أطعت النفس حيناً بعد حين وإن النفس شر الحاكمينا أنخت النوق في بيداء غي ولم أسمع لوعظ الواعظينا فإن جازيتني شراً بشر فعدل منك رب العالمينا الجزء: 7 ¦ الصفحة: 904 وإن جاوزت عن ذنبي فعفو وفضل ربنا فضلاً مبينا توفي بمدراس سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته ولده القاضي إرتضا علي خان من خوشدل مرحوم وخوشدل كان لقبه في الشعر الفارسي، كما في نتائج الأفكار. الحكيم أحمد بن ناصر الرامبوري الشيخ الفاضل أحمد بن ناصر الرامبوري الحكيم، كان من الرجال المشهورين في الصناعة الطبية وقرض الشعر، له مصنفات في الطب، منها طب سعيدي صفنه في أيام محمد سعيد خان أمير ناحية رامبور ومنها نو طرز حكمت. مات يوم الجمعة لأربع عشرة خلون من صفر سنة تسعين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب. الشيخ أحمد بن نعيم الكشميري الشيخ العالم الفقيه أحمد بن نعيم بن مقيم الحنفي الكشميري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة سري نكر وقرأ العلم على القاضي جمال الدين الكشميري، وأخذ القراءة والتجويد عن القارئ عباد الله، ثم صحب الشيخ محمد أكبر الهادي وأخذ عنه الطريقة، ولازمه ملازمة طويلة، ثم جلس على مسند الإرشاد، وحصل له القبول العظيم في بلاده كشمير، وكان متصلباً في الدين، طويل اللسان على أهل الأهواء والمشركين، لا يهاب أحداً، وله رسائل في التجويد والسلوك. مات لسبع عشرة من رجب سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير لمحمد الدين اللاهوري. خواجه أحمد بن ياسين النصير آبادي الشيخ العالم الكبير العلامة أبو عبد الله خواجه أحمد بن ياسين بن مقتدي ابن سابق بن الخليل بن إبراهيم بن أحمد بن إسحاق بن معظم بن أحمد بن محمود الشريف الحسني النصير آبادي أحد العلماء الربانيين، هدى الله به وبعلومه خلقاً كثيراً من عباده في أرض الهند، ولد سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف ببلدة نصير آباد ونشأ بها، وقرأ المختصرات على ابن خاله السيد محمد بن أعلى النصير آبادي، ثم سافر إلى بانده وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ سخاوة علي الجونبوري، وقرأ فاتحة الفراغ سنة ستين ومائتين وألف فعاد إلى بلدته، وتزوج بعمة أبي، وله تسع عشرة سنة، وأخذ الطريقة عن السيد محمد المذكور، وحصلت له الإجازة عن الشيخ يار محمد ووالده المرحوم، ثم سافر إلى مكة المباركة، فحج وزار، وصحب الشيخ يعقوب بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وأخذ عنه الطريقة، وأسند الحديث عنه وعن السيد الشريف محمد بن ناصر الحازمي، ثم رجع إلى الهند. وكان رحمه الله في التقوى والديانة واتباع الحق والاقتداء بالدليل ورد الشرك والبدع آية باهرة وقدرة كاملة ونعمة ظاهرة من الله سبحانه، وكان معظماً لحرمات الله، دائم الابتهال، كثير الاستعانة، قوي التوكل، ثابت الجأش، قوي النسبة، ذا عبادة وتهجد وطول صلاة إلى الغاية القصوى، وتأله ولهج بالذكر وشغف بالمحبة والإنابة والافتقار إلى الله تعالى والانكسار له والإطراح بين يديه على عتبة عبوديته، لا يخاف في الله لومة لائم، ولا يهاب أحداً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أخذ عنه الشيخ جنيد بن سخاوة علي وشبلي بن سخاوة علي والقاضي محمد ابن عبد العزيز المجهلي شهري وبخشش أحمد القاضي بوري وفيض الله المؤي وفيض الله الأورنك آباي وأحمد بن محمد النصير آبادي وعرفان بن يوسف الطوكي وسيدنا ضياء النبي بن سعيد الدين البريلوي والسيد الوالد وخلق كثير من العلماء والمشايخ. مات يوم الثلاثاء سلخ جمادي الأولى سنة تسع وثمانين ومائتين وألف ببلدة نصير آباد فدفن بمقبرة جده أحمد بن إسحاق النصير آبادي. الشيخ أحمد بن يعقوب اللكهنوي الشيخ أحمد بن يعقوب بن عبد العزيز بن محمد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 905 سعيد بن قطب الدين الأنصاري السهالوي اللكهنوي المفتي أبو الرحم، كان من الفقهاء المشهورين في عصره، ولد ونشأ بلكهنؤ، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على أبيه، ثم اقتصر بمطالعة كتب الفقه، وولي الإفتاء في عهد نواب سعادة علي خان اللكهنوي، فاستقل به مدة حياته، كما في الأغصان الأربعة. الشيخ أحمد حسن المراد آبادي الشيخ الفاضل أحمد حسن بن حسن إمام بن شريعة الله الصديقي المراد آبادي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، أصله من كهر مختصر، جاء أحد أسلافه إلى مراد آباد وسكن بها، ولد أحمد حسن بهذه المدينة ونشأ بها، واشتغل بالعلم، ولازم الشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، فأخذ عنه المنطق والحكمة، ثم درس وأفاد، تخرج عليه جمع كثير من العلماء. توفي لثمان عشرة خلون من صفر سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين. الشيخ أحمد حسين اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة أحمد حسين بن محمد رضا بن قطب الدين الأنصاري السهالوي اللكهنوي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على عمه الشيخ نظام الدين الأنصاري السهالوي، ثم تصدر للتدريس، وكان مفرط الذكاء سريع الإدراك جيد القريحة، لم يزل مشتغلاً بالتدريس، أخذ عنه الشيخ أنوار الحق والشيخ أزهار الحق والقاضي ذو الفقار علي الديوي، وخلق كثير، كما في الأغصان الأربعة. السيد أحمد حسين الوليد بوري الشيخ الفاضل أحمد حسين بن جان علي الحسيني الشيعي الوليد بوري، أحد علماء الشيعة وفقهائهم، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية في بلاده، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن المجتهدين، ولازمهم مدة، ثم تقرب إلى راجه باقر حسين الأكبر بوري، واختص بامامته في الصلاة، وسافر إلى الحجاز سنة ثلاث وتسعين، فحج وزار. مات بوليد بور سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، كما في تاريخ مكرم. الشيخ أحمد سعيد الدهلوي الشيخ العالم الكبير الفقيه أحمد سعيد بن أبي سعيد بن الصفي العمري الدهلوي، أحد المشايخ المشهورين، ولد غرة ربيع الثاني سنة سبع عشرة ومائتين وألف بمدينة رامبور وانتفع بوالده وخال والده الشيخ سراج أحمد وسمع منه المسلسل بالأولية، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين ثم دخل لكهنؤ، وقرأ بعض الكتب على الشيخ محمد أشرف وبعضها على العلامة نور الحق، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي والشيخ رشيد الدين الدهلوي، وكان يختلف في أثناء تحصيله إلى الشيخ عبد القادر والشيخ رفيع الدين والشيخ عبد العزيز أبناء الشيخ الأجل ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي تارة لتحقيق المسائل وتارة لسماع الدرس فاستفاد منهم، وحصلت له الإجازة من الشيخ عبد العزيز المذكور للصحاح الست والحصن الحصين ودلائل الخيرات والقول الجميل وغيرها، وقرأ على الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي الرسائلة القشيرية والعوارف وإحياء العلوم ونفحات الأنس والرشحات عين الحياة والمثنوي المعنوي والمكتوبات لجده الإمام الرباني رحمه الله قراءة وسماعاً، وبايعه، وكان الشيخ المذكور يحبه حباً مفرطاً، ويلاطفه ملاطفة الآباء للأبناء، ويحرضه على تحصيل العلوم، ويأمره بجمع الحال والقال، ويتوجه إليه بالهمة الصادقة القوية، حتى بلغ رتبة الكمال. ولما توفي أبوه تولى الشياخة وجلس على سجادة الشيخ غلام علي المذكور، فرزق حسن القبول، واجتمع الناس لديه من كل فج عميق ومرمى سحيق إلى أن بلغ السابعة والخمسين من عمره مفيداً مفيضاً، فبينما هو كذلك إذ ثارت الفتنة العظيمة بدهلي في السادس عشر من رمضان سنة ثلاث وسبعين، وعمت البلوى في أقطار الهند، وسفكت الدماء ونهبت الأموال وخربت البلاد وهلك العباد، لا سيما في مدينة دهلي، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 906 وهو لم يزل مستقيماً في الخانقاه، الزاوية حتى مضت عليه أربعة أشهر، وغلبت الحكومة الإنكليزية مرة ثانية على الثوار، واتهموه بافتاء الخروج على الحكومة، وأرادوا أن يفعلوا به وبعشيرته ما فعلوا بالمحاربين من قتل ونهب، فشفع فيه رئيس الأفاغنة الذي به غلبت الحكومة على الهند، فكفوا أيديهم عن المؤاخذة، حتى خرج الشيخ مع عشيرته كلها من دهلي، وأراد أن يسافر إلى الحرمين الشريفين، فحصل له الرئيس المذكور جواز السفر من الحكومة، وجهز له الزاد والراحلة، حتى بلغ إلى مكة المشرفة، وتشرف بالحج ثم ذهب إلى طابة الطيبة، وسكن بها، وكان خرج من دهلي في آخر محرم سنة أربع وسبعين ودخل مكة المباركة في شوال من تلك السنة. وله رسائل في الفقه والسلوك، منها الفوائد الضابطة في إثبات الرابطة ومنها تصحيح المسائل في الرد على مائة مسائل ومنها الأنهار الأربعة في شرح الطرق الجشتية والقادرية والنقشبندية والمجددية، وله غير ذلك. توفي يوم الثلاثاء بعد صلاة الظهر لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بالمدينة المنورة، فدفن بالبقيع عند قبة سيدنا عثمان رضي الله عنه. الحكيم أحمد علي العظيم آبادي الشيخ الفاضل أحمد علي بن رضي الدين بن رفيع الدين الصديقي العظيم آبادي أحد الرجال المشهورين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ ببلدة عظيم آباد وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته ثم سافر إلى لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم تطبب على الحكيم غضنفر علي اللكهنوي، وتزوج في عشيرته ثم رجع إلى عظيم آباد وتصدر بها للدرس والإفادة، كما في الدر المنثور. السيد أحمد علي النصير آبادي السيد الشريف أحمد علي بن عبد السبحان بن عثمان بن نور الحسني الحسيني النصير آبادي، أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح كان ابن أخت السيد الإمام أحمد بن عرفان بن نور الشهيد البريلوي، ولد ونشأ بنصير آباد، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم السيد الإمام المذكور، وأخذ عنه الطريقة وسافر معه إلى الحدود وشاركه في الجهاد. وكان صالحاً تقياً، متورعاً شجاعاً، مقداماً، باذلاً نفسه في ابتغاء مرضات الله سبحانه، في سبيله استشهد في ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، كما في سيرة علمية. الشيخ أحمد علي السهارنبوري الشيخ العالم الفقيه المحدث أحمد علي بن لطف الله الحنفي الماتريدي السهارنبوري أحد كبار الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور وقرأ شيئاً نزراً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وأسند الحديث عن الشيخ وجيه الدين السهارنبوري عن الشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي عن الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، ثم سافر إلى مكة المباركة فتشرف بالحج وقرأ الأمهات الست على الشيخ إسحاق ابن محمد أفضل الدهلوي المهاجر المكي سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وأخذ عنه الإجازة، ورحل إلى المدينة المنورة، وسعد وتبرك بالاقامة في جوار النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم رجع إلى الهند، وتصدر بها للتدريس مع استرزاقه بالتجارة، وكان عالماً صدوقاً أميناً ذا عناية تامة بالحديث، صرف عمره في تدريس الصحاح الست وتصحيحها لا سيما صحيح الإمام البخاري، خدمه عشر سنين، فصححه وكتب عليه حاشية مبسوطة. توفي بالفالج لست ليال خلون من جمادي الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمدينة سهارنبور فدفن بها. السيد أحمد علي الشيعي المحمد آبادي الشيخ الفاضل أحمد علي بن عنايت حيدر بن السيد علي بن غلام حامد الحسيني المحمد آبادي أحد علماء الشيعة، يرجع نسبه إلى عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين السبط - عليه وعلى آبائه السلام -، ولد في رمضان سنة ست ومائتين وألف بمدينة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 907 محمد آباد واشتغل بالعلم زماناً في بلدته، ثم دخل فيض آباد وأخذ عن أساتذتها، ثم دخل لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على المفتي ظهور الله الأنصاري اللكهنوي، ثم تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النصير آبادي مجتهد الشيعة، ولازمه مدة من الزمان، وأخذ منه الحديث والفقه والأصولين، ففاق أقرانه من أصحاب السيد دلدار على المذكور وصار أجلهم قدراً، وأوثقهم فقهاً، وأكثرهم علماً، وأضبطهم كلاماً، وأسبقهم منزلة وصحبة ورتبة ومكاناً. له مصنفات عديدة منها كتابه في الرد على الأخبارية ومنها شرح على رسالة الإمام علي الرضا إلى المأمون العباسي في ما يجب على الإنسان من الاعتقاد، ومنها ترجمة الإثني عشرية الصلواتية للعاملي، ومنها رسالة في جواز الإمامة في الصلاة لمن يعترف بفسقه، ومنها رسالة في جواز المسح على الخفين تقية والمسح على الجبيرة في المرض وبقاء الوضوء بعد زوال العذر، ورسالة في سجود التلاوة وله غير ذلك من الرسائل، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. مات في سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. الشيخ أحمد علي الجرياكوتي الشيخ الفاضل أحمد علي بن غلام حسين بن سعد الله العباسي الحنفي الجرياكوتي: أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد سنة مائتين وألف بجرياكوت بكسر الجيم الفارسي وتشديد التحتية وتلقى العلم في بلده عن الحافظ غلام علي الجرياكوتي، ثم سافر إلى رامبور وأخذ القراءة والتجويد عن نسيم المقرئ، وقرأ بعض الكتب في الفنون الرياضية على مولانا غلام جيلاني، وبعضها على مولانا حيدر علي، ثم سافر إلى بلاد أخرى واستفاض عن جماعة من الأعلام، ثم رجع إلى بلاده، ولازم الشيخ أبا إسحاق بن أبي الغوث البهيروي، وأخذ عنه الأذكار والأشغال، ثم تزوج في عشيرته، وتصدر للتدريس، وكانت له يد بيضاء في إلقاء المعاني الدقيقة على ذهن الطالب، ينتفع به الناس في مدة قليلة. ومن مصنفاته الأنوار الأحمدية حاشية قال أقول وشرح سلم العلوم وما أتمه، وله نور النواظر في علم المناظر وله رسائل في إثبات تثليث الزاوية بالعربية والهندية، ورسائل في النحو والصرف. توفي لست ليال بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. نواب أحمد علي خان الدهاكوي الأمير الفاضل أحمد علي بن مرتضى الحسيني القزويني شمس الدولة أمير الملك نواب أحمد علي خان بهادر ذو الفقار جنك، كان سبط جسارة خان أمير ناحية دهاكه وختن مبارك الدولة المرشد آبادي، ولد ونشأ بدهاكه وتربى في مهد جده لأمه، وقام مقامه بعد وفاة صنوه نصرة جنكك. كان رجلاً فاضلاً كريماً، بارعاً في الشعر والإنشاء والفنون الرياضية، وله معرفة تامة باللغة الإنكليزية أيضاً، وله مصنفات، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. مات في شهر ذي الحجة سنة ست وأربعين ومائتين وألف بدهاكه، وله إحدى وستون سنة. القاضي أحمد علي السندي الشيخ العالم الصالح أحمد علي بن محمد عاقل بن محمد شريف بن محمد يعقوب العمري السندي: أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بكوث متهن، وقرأ الكتب الدرسية على والده، ولازمه ملازمة طويلة، ودرس مدة في مدرسة والده، وأخذ عنه الطريقة، وأخذ عن شيخ والده الشيخ نور محمد ابن بندال الجشتي أيضاً، ولما مات والده جلس على مسند الإرشاد مع اشتغاله بالدرس والإفادة. مات لتسع ليال خلون من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف، كما في المناقب الفريدية. مولانا أحمد كبير الرامبوري الشيخ الفاضل أحمد كبير بن محمد بير بن محمد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 908 مرشد بن محمد أرشد بن فرخ شاه العمري السرهندي ثم الرامبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على المفتي شرف الدين، وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، ورجع إلى الهند، ودخل كلكته، فولي أمانة المدرسة العالية فاستقل بها مدة طويلة. مولانا أحمد كل البهوبالي الشيخ العالم الفقيه أحمد كل الحنفي البهوبالي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ناب الإفتاء ببلدة بهوبال مدة من الزمان ومات بها. مولانا أحمد الدين البكوي الشيخ الفاضل أحمد الدين بن نور حياة بن محمد سفارش الحنفي البكوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، قرأ الكتب الدرسية على صنوه محي الدين وعلى غيره من العلماء، ثم أسند الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وأقام بدهلي أربع عشرة سنة مجداً في البحث والاشتغال، حتى برع في كثير من العلوم والفنون، ثم رجع إلى بنجاب وتصدر بها للدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، وكان شديد التعبد، يحيى الليل بالذكر والمراقبة. له حاشية على شرح الجامي وحاشية علي الخيالي وله غير ذلك من المصنفات طارت بها العنقاء، مات ليلة الأحد لثلاث عشرة خلون من شوال سنة ست وثمانين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ أحمد الله الأكبر آبادي الشيخ الصالح أحمد الله بن إلهام الله بن خليل الله بن فتح الله بن إبراهيم ابن الحسن الحسيني الجعفري الأكبر آبادي: أحد المشايخ القادرية، ولد ونشأ بأكبر آباد وانتفع بأبيه وغيره من العلماء والمشايخ وكان مرزوق القبول، مات سنة ست عشرة ومائتين وألف بأكبر آباد. الشيخ أحمد الله العظيم آبادي الشيخ الصالح أحمد الله بن إلهي بخش بن هداية علي الجعفري المهدانوي ثم العظيم آبادي، كان من عباد الله الصالحين، ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، فسماه والده أحمد بخش فلما وصل السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي إلى عظيم آباد في سفر الحج بدل اسمه بأحمد الله، وهو قرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا ولاية على العظيم آبادي، ولما سافر شيخه إلى لكهنؤ، قرأ بعضها على الشيخ منور علي الآروي، وبعضها على غيره من العلماء، وأسند الحديث عن الشيخ ولاية علي المذكور بعد قفوله عن السفر، وتصدر للتدريس، أخذ عنه فياض علي وأكبر علي ووجاهت حسين وعبد الرحيم بن فرحت حسين وعبد الحميد بن أحمد الله، وخلق آخرون. وكان رجلاً كريماً عفيفاً ديناً، كبير المنزلة عند الولاة، جليل القدر، يعيش في أطيب بال، وأرغد حال، حتى أخذته الحكومة الإنكليزية ظناً منها أنه أعان الناس على الخروج عليها ثم أطلقوه من السجن بعد ثلاثة أشهر، ثم أخذوه سنة ثمانين ومائتين وألف، وظنوا أنه أعان من كانوا في حدود أفغانستان من غزاة الهند فألقوا عليه من المصائب ما تقشعر منها الجلود وتقد القلوب، ثم أجلوه إلى جزائر السيلان محكوماً عليه بالحبس إلى مدة عمره. توفي بها لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في الدر المنثور. الشيخ أحمد الله الأنامي الشيخ العالم الفقيه المحدث أحمد الله بن دليل الله بن خير الله بن عبد الكريم الصديقي الأنامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة أنام وسافر للعلم إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز وعن غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الشيخ سخاوة علي الجونبوري، والشيخ كرامة علي، وخلق كثير من العلماء. وله رسالة تسمى مائة مسائل في تحصيل الفضائل بالأدلة الشرعية وترك الأمور المنهية، جمع فيها مسائل الجزء: 7 ¦ الصفحة: 909 من محررات شيخه إسحاق، وألفها سنة خمس وأربعين ومائتين وألف. الشيخ أحمد الله بن يوسف الرفاعي الشيخ الصالح أحمد الله بن يوسف بن عبد الرحيم الرفاعي الشيخ عماد الدين السورتي، كان من المشايخ المشهورين، ولد بمدينة سورت سنة أربع وثلاثين ومائة وألف، وتفقه على أبيه وأخذ عنه، وتولى الشياخة بعده، مات لتسع بقين من محرم سنة اثنتين ... ومائتين وألف، كما في الحديقة. مولانا أحمدي بن نعيم الكرسوي الشيخ العالم الفقيه أحمدي بن القاضي محمد نعيم بن القاضي عبد القادر الكوركهبوري ثم الكرسوي، أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، ولد بدهلي، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم ولي القضاء بمدينة بنارس وكان جده عبد القادر من تلامذة الشيخ أحمد بن أبي سعيد الأميتهوي وكان قاضياً ببلدة كوركهبور والشيخ أحمدي أخذ الطريقة عن الشيخ محمد عدل بن محمد ابن علم الله النقشبندي البريلوي، ولازمه مدة، وكان يدرس الحديث والفقه والعلوم العربية من صباح كل يوم إلى ضحوتها، ويلقى النسبة الصحيحة على أصحابه في جوف الليل، وكان قليل الغذاء، يقول: إن الذاكر ينبغي له أن يفرغ بطنه من الطعام للذكر، وكان يأكل طعاماً غير لذيذ إذا اشتد عليه الجوع وربما يصوم. مات وله تسع وستون سنة، كما في الانتصاح وقبره مشهور بكرسي بضم الكاف قرية جامعة من أعمال لكهنؤ. مولانا أحمدي بن وحيد البهلواروي الشيخ الفاضل العلامة أحمدي بن وحيد الحق بن وجيه الحق الهاشمي الجعفري البهلواروي كان من ذرية سيدنا جعفر الطيار بن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولد في شهر صفر سنة ست وسبعين ومائتين وألف، بقرية بهلواري ونشأ بها، وقرأ العلم على والده، ثم تصدر للتدريس، وانتهت إليه رئاسة العلم في البلاد الشرقية. ومن مصنفاته حاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد شرح مواقف وحاشية على الشمس البازغة وحاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي وله رسالة في مبحث المثناة بالتكرير وكلها تدل على تبحره في العلوم الحكمية لا سيما الفنون الرياضية والبراهين الهندسية. مات يوم الأحد غرة شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. القاضي أخي بن محمد حسين السورتي الشيخ الفاضل أخي بن محمد حسين بن أبي الحسن الحسيني الترمذي السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، تولى الشياخة بعد والده سنة 1235 هـ خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة. الشيخ إرادة حسين العظيم آبادي الشيخ الفاضل إرادة حسين بن أولياء علي بن رضي الدين بن رفيع الدين ابن روح الدين الصديقي العظيم آبادي أحد عباد الله الصالحين، قرأ العلم على الشيخ أحمد الله بن إلهي بخش العظيم آبادي، وأسند الحديث عن الشيخ ولاية علي، وتطبب على عمه الحكيم أحمد علي، وبرع في الفقه والفرائض والحساب والطب وفنون أخرى. كان حليماً متواضعاً، عفيفاً ديناً، مقتصداً في الملبس والمأكل، سافر إلى الحرمين الشريفين سنة ست وسبعين، فحج وزار، ورجع إلى الهند، فدرس وأفاد مدة، ثم سافر إلى مكة المشرفة مهاجراً إلى الله ورسوله سنة إحدى وثمانين ومكث بها ثلاث عشرة سنة، مات بمكة المباركة غرة جمادي الآخرة سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، وله ست وخمسون سنة، كما في الدر المنثور. مولانا أزهار الحق اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة أزهار الحق بن أحمد عبد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 910 الحق الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، واشتغل بالعلم على العلامة عبد العلي، ولما سافر العلامة إلى شاهجانبور اشتغل على أحمد حسين بن محمد رضا والشيخ محمد حسن بن غلام مصطفى، فقرأ البلاغة والأصول على أحمد حسين، وقرأ الفقه والمنطق والحكمة على محمد حسن، ثم سار إلى شاهجهانبور، ولازم العلامة عبد العلي المذكور حتى قرأ عليه فاتحة الفراغ، وأجرى له حافظ الملك أمير تلك الناحية معاشاً، فدرس وأفاد زماناً في مدرسة حافظ الملك، ولما توفي حافظ الملك ورحل العلامة إلى رامبور رجع إلى بلدة لكهنؤ ودرس بها مدة، ثم سار نحو رائي بريلي ولازم الشيخ محمد عدل بن محمد بن علم الله النقشبندي البريلوي، وأخذ عنه الطريقة، ولم يذهب إلى بلدة لكهنؤ إلا مرة أو مرتين، واستصحب معه في إحدى المرتين نور الحق وعلاء الدين ابني أخيه الشيخ أنوار الحق، وبذل جهده في تعليمهما، ثم لما عزم العلامة عبد العلي المذكور إلى بهار بضم الموحدة دخل رائي بريلي ونزل في زاوية السيد محمد عدل المذكور، ولما سار إلى بهار استصحبهم معه، وكان أزهار الحق ختن مولانا عبد العلي، فسار معه إلى بهار، وولي التدريس في مدرسة أسسها صدر الدين البهاري، فدرس بها زماناً طويلاً، ولما سافر مولانا عبد العلي إلى مدراس رجع إلى بلدة لكهنؤ، واعتزل في بيته، ومات بها وله سبعون سنة، كما في الأغصان الأربعة. الشيخ إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي الشيخ الإمام العالم المحدث المسند أبو سليمان إسحاق بن محمد أفضل بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن منصور بن أحمد بن محمد بن قوام الدين العمري الدهلوي، المهاجر إلى مكة المباركة، ودفينها، كان سبط الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله العمري الدهلوي. ولد لثمان خلون من ذي الحجة سنة ست، وقيل سبع وتسعين ومائة وألف بدهلي، ونشأ في مهد جده لأمه المذكور، وقرأ الصرف والنحو إلى الكافية لابن الحاجب على الشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي، وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، وتفقه عليه، وأخذ الحديث ثم أسند عن الشيخ عبد العزيز المذكور، وكان بمنزلة ولده، استخلفه الشيخ المذكور ووهب له جميع ماله من الكتب والدور، فجلس بعده مجلسه وأفاد الناس أحسن الإفادة، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة أربعين ومائتين وألف، فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عمر بن عبد الكريم بن عبد الرسول المكي المتوفي سنة سبع وأربعين، ثم رجع إلى الهند ودرس ببلدة دهلي ست عشرة سنة، ثم هاجر إلى مكة المشرفة مع صنوه يعقوب وسائر عياله سنة ثمان وخمسين، واختار الإقامة بمكة بعد الحج والزيارة مرة ثانية، وأخذ عنه الشريف محمد بن ناصر الحازمي في مكة المعظمة. وله تلامذة أجلاء من أهل الهند، كالشيخ المحدث عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، والسيد نذير حسين ابن جواد علي الحسيني الدهلوي، والشيخ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي، والسيد عالم علي المراد آبادي، الشيخ عبد القيوم عبد الحي الصديقي البرهانوي، والشيخ قطب الدين بن محي الدين الدهلوي، والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، والشيخ عبد الجليل الشهيد الكوئلي، المفتي عناية أحمد الكاكوروي، والشيخ أحمد الله بن دليل الله الأنامي، وخلق آخرون وأكثرهم نبغوا في الحديث، وأخذ عنهم ناس كثيرون، حتى لم يبق في الهند سند الحديث غير هذا السند، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. قال الشيخ شمس الحق الديانوي في تذكرة النبلاء: إن الشيخ عبد الله سراج المكي كان يقول بعد موته عند غسله: والله إنه لو عاش وقرأت عليه الحديث طول عمري ما نلت ما ناله، وكان شيخه الشيخ عمر بن عبد الكريم رحمه اله يشهد بكماله في علم الحديث ورجاله، وكان يقول: قد حلت فيه بركة جده الشيخ عبد العزيز الدهلوي، وكان جده الشيخ عبد العزيز كثيراً ما يتلو هذه الآية الكريمة "الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق" وكان شيخنا نذير حسين يقول: إني ما صحبت عالماً أفضل منه، وكثيراً ما ينشد رحمه الله: الجزء: 7 ¦ الصفحة: 911 برائي رهبري قوم فساق دوباره آمد إسماعيل وإسحاق انتهى. توفي بمكة المكرمة في الوباء العام - وكان صائماً - يوم الإثنين لثلاث ليال بقين من رجب سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، فدفن بالمعلاة عند قبر سيدتنا خديجة رضي الله عنها. الشيخ إسحاق بن محمد عرفان البريلوي الشيخ الفاضل الكبير إسحاق بن محمد عرفان بن محمد نور الشريف الحسني البريلوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وسافر إلى لكهنؤ، فاشتغل بالعلم على أساتذتها زماناً، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي وتفقه عليه وأخذ عنه الحديث، ثم أسند عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله وبايعه وأخذ عنه الطريقة، ثم رجع إلى رائي بريلي وتصدر بها للتدريس. وكان آية من آيات الله في التقوى والعمل وتأثير الوعظ وقلة الأمل وإيثار القناعة في الملبس والمأكل. وله مصنفات منها: المائتان في الموارث والحساب منظومة وفيها مائتا بيت، وله شرح بسيط على تلك المنظومة، وله قصائد بالعربية، ومنظومة بالفارسية، جمع فيها أسماء أهل بدر عليهم الرحمة والرضوان، توفي لسبع خلون من جمادي الآخرة سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، وقبره ببلدة رائي بريلي في زاوية جده لأمه الشيخ الأجل السيد أبي سعيد، كما في سيرة السادات. الشيخ أسد علي السنديلوي الشيخ الفاضل أسد علي بن صادق علي الفيض آبادي ثم السنديلوي أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية وغيرها، ولد ونشأ بسنديله وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم درس وأفاد، أخذ عنه خلق كثير، مات لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف بسنديله، كما في تذكرة العلماء للناروي. الحكيم أسد علي السهسواني الشيخ الفاضل أسد علي بن وجه الله الحسيني النقوي السهسواني أحد كبار الأفاضل، ولد ونشأ بسهسوان وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ قدرة علي اللكهنوي، وعلى غيره من العلماء، وأخذ الفنون الرياضية عن الشيخ غلام حسين الجونبوري، والصناعة الطبية عن المرزا حسن علي بن مرزا علي اللكهنوي، ولازمهم مدة، حتى صار أبدع أبناء العصر، له حاشية على شرح الموجز للنفيسي، ورسائل أخرى. توفي سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، أو مما يقرب ذلك، كما في حياة العلماء. المفتي أسد الله الإله آبادي الشيخ الفاضل المفتي أسد الله بن كريم قلي الجونبوري ثم الإله آبادي، كان من نسل الشيخ محمود بن حمزة العثماني، ولد يوم الجمعة لست ليال بقين من ذي القعدة سنة ثلاثين ومائتين وألف، وقرأ النحو والصرف على السيد زين العابدين الكاظمي الكروي، وقرأ بعض الكتب الدرسية من شرح الكافية للجامي إلى هداية الفقه على مولانا عبد الرحيم الشاهجهانبوري، وقرأ شروح السلم وتحرير الأقليدس على الشيخ جلال الدين الرامبوري، ثم ولي الإفتاء ببلدة فتحبور فاستقام عليه ثلاث عشرة سنة، ثم ولي القضاء الأكبر بمدينة آكره وكان مع اشتغاله بمهمات الإفتاء والقضاء يدرس ويفيد، وقد أخذ الطريقة عن السيد ظهور محمد بن خيرات علي الكالبوي سنة ثلاث وستين ومائتين وألف حين كان مفتياً ببلدة فتحبور، وتلقى الذكر منه، حتى استولى عليه، فلما تم موعده ترك الخدمة، وقنع بمعاش تقاعد، وسافر إلى الحرمين الجزء: 7 ¦ الصفحة: 912 الشريفين، فحج وزار، ورجع إلى الهند واعتزل في بيته في مدينة إله آباد ومات غرة جمادي الأولى سنة ثلاثمائة وألف ببلدة جونبور فدفن بها، كما في ذيل الوفيات والضياء المحمدي وغيرهما. مولانا أسد الله اللكهنوي الشيخ الفاضل أسد الله بن نور الله بن محمد ولي بن غلام مصطفى الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده نور الله وعمه المفتي ظهور الله، ثم تصدر للتدريس، وكان فاضلاً متواضعاً حسن الأخلاق، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ أمير علي الشهيد الأميتهوي والشيخ غلام إمام الإله آبادي وخلق كثير، مات ليلة الثلاثاء لثلاث ليال خلون من رمضان سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة وغيره. مولانا أسد الله الجهانكير نكري الشيخ الفاضل أسد الله الحنفي الجهانكير نكري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، قرأ الكتب الدرسية على السيد كمال الدين والسيد ظريف المدرسين في مدرسة أسسها نواب سيف خان بمدينة عظيم آباد كما في رسالة قطبية. الشيخ أسد الله البنجابي الشيخ الفاضل أسد الله الحنفي البنجابي أحد الأفاضل المشهورين في بلاده، ولد ونشأ بأرض بنجاب وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على العلامة محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، ثم رحل إلى مهارون ولازم الشيخ نور محمد المهاروني، ولبس الخرقة منه، وتصدر للتدريس، قرأ عليه الشيخ عبد الرحمن اللكهنوي وخلق كثي. له مصنفات عديدة، منها: حاشية على شرح السلم لحمد الله ورسالة في علم الواجب تعالى. الشيخ أسد الله البرهانبوري الشيخ الصالح أسد الله بن فتح محمد بن ولي الله بن فريد الدين البرهانبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة برهانبور وأخذ عن أبيه ولازمه زماناً، ولما توفي والده سافر إلى ميلابور وأخذ عن الشيخ محمد القادري الميلابوري، ثم رجع إلى برهانبور، وسكن بها زماناً، ثم سافر إلى حيدر آباد، وسكن بها، وله مصنفات في التصوف، منها: شرح المثنوي المعنوي وشرح السوانح. توفي لليلتين بقيتا من جمادي الأولى سنة خمس ومائتين وألف كما في محبوب ذي المنن. الشيخ أسلم بن يحيى الكشميري الشيخ العالم الصالح أسلم بن يحيى بن المعين الرفيقي الكشميري أبو إبراهيم كان من كبار العلماء والمشايخ، ولد لثمان بقين من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين ومائة وألف، وقرأ القرآن وجوده على جده الشيخ معين الدين الرفيقي، ثم قرأ الكتب الدرسية على أبيه الشيخ يحيى، ولازمه مدة طويلة، حتى برع في كثير من العلوم والفنون، وتولى الإفتاء فاشتغل به عشرين سنة. له مصنفات في الفقه والتصوف، وتعليقات على الجامع الصغير والجلالين والأشباه والنظائر والحسامي وقصيدة البردة. وله تلامذة أجلاء، منهم الشيخ عبد الوهاب ومولانا أبو المكارم وملا محب الله وملا عبد الله وملا قوام الدين والمفتي هداية الله والشيخ عبد النبي والشيخ عطاء الله، والشيخ صديق وأبو الطيب أحمد الرفيقي وأبو الرضا محمد الرفيقي وأبو الخليل عبد الأحد والسيد كمال الدين الاندرابي وأبو الأسد إبراهيم وأبو المسعود مقصود وخلق آخرون. توفي يوم الثلاثاء لثلاث ليال بقين من محرم سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. مولانا أسلم الرامبوري الشيخ الفاضل أسلم بن أبي أسلم الحنفي الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية كان يدرس ويفيد بمدينة رامبور ذكره عبد القادر ابن محمد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 913 أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. أبو سعد إسماعيل بن الحسين الويلوري الشيخ العالم الصالح أبو سعد إسماعيل بن الحسين بن إمام الدين بن أنور الدين الويلوري المدراسي، كان مولده في سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف تقريباً ببلدة ويلور قرأ القرآن على والده بالقراءة والتجويد، ثم رحل إلى مدراس وقرأ العلم على عمه عبد الحميد وأخيه محمد رضا، وحضر في صغر سنه في مجلس الشيخ محمد علي بن عناية علي الحسيني الرامبوري، فمسح على رأسه وتفرس فيه الخير، ثم لازم الشيخ خان عالم خان المدراسي الذي تلقى الذكر عن الشيخ محمد علي المذكور، وهاجر إلى الله سبحانه بعد ما كان من أهل الدنيا، فاهتدى به وأخذ عنه الطريقة وصار كالخليفة له في نشر المعارف الحقة وإشاعة المعروف وإبطال المنكرات من الرسوم الباطلة والمبتدعات، بايعه خلق كثير ممن لا يحصون بحد وعد. وكان في الموعظة والتذكير آية، من رآه وحضر في مجلسه مرة تاب عن الإشراك والبدع وسائر المعاصي، واختار مولاه على ما سواه، فعمرت المساجد وأقيمت الصلوات وتركت رسوم الجاهلية والمبتدعات. رحل إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، ورجع إلى الهند، ومات بها في شعبان سنة ست وسبعين ومائتين وألف ببلدة ويلور فدفن بها، كما في تذكرة النبلاء. الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي الشيخ العالم الكبير العلامة المجاهد في سبيل الله الشهيد إسماعيل بن عبد الغني ابن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي أحد أفراد الدنيا في الذكاء والفطنة والشهامة وقوة النفس والصلابة في الدين، ولد بدهلي لإثنتي عشرة من ربيع الثاني سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، وتوفي والده في صباه، فتربى في مهد عمه الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، وقرأ عليه الكتب الدرسية واستفاض عن عميه الشيخ رفيع الدين والشيخ عبد العزيز أيضاً، ولازمهم مدة طويلة، وصار بحراً زاخراً في المعقول والمنقول، ثم لازم السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وأخذ عنه الطريقة، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف فحج وزار ورجع معه إلى الهند، وساح البلاد والقرى بأمره سنتين، فانتفع به خلق لا يحصون بحد وعد، ثم سافر معه إلى الحدود سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، فجاهد معه في سبيل الله، وكان كالوزير للإمام، يجهز الجيوش، ويقتحم في المعارك العظيمة بنفسه، حتى استشهد في بالاكوث من أرض ياغستان. وكان نادرة من نوادر الزمان وبديعة من بدائعه الحسان، مقبلاً على الله بقلبه وقالبه، مشتغلاً بالإفادة والعبادة، مع تواضع وحسن أخلاق وكرم وعفاف وشهامة نفس وصلابة دين وحسن محاضرة وقوة عارضة وفصاحة ورجاحة، فإذا جالسه منحرف الأخلاق أو من له في المسائل الدينية بعض شقاق جاء من سحر بيانه بما يؤلف بين الماء والنار ويجمع بين الضب والنون، فلا يفارقه إلا وهو عنه راض، وقد وقع مع أهل عصره قلاقل وزلازل وصار أمره أحدوثة، وجرت فتن عديدة في حياته وبعد مماته، والناس قسمان في شأنه فبعض منهم مقصر به عن المقدار الذي يستحقه بل يريعه بعظائم، وبعض آخر يبالغ في وصفه ويتعصب له كما يتعصب أهل القسم الأول وهذه قاعدة مطردة في كل من يفوق أهل عصره في أمر. وأما مختاراته في المسائل الشرعية: فمنها أنه ذهب إلى أن رفع اليدين في الصلاة عند الإفتتاح والركوع والقيام منه والقيام إلى الثالثة سنة غير مؤكدة من سنن الهدى فيثاب فاعله بقدر ما فعل، إن دائماً فبحسبه وإن مرة فبمثله، ولا يلام تاركه وإن تركه مدة عمره، ومنها أن رفع المسبحة في أثناء التشهد عند التلفظ بكلمة التوحيد ثابت بحيث لا مرد له، وإن في مسألة القراءة خلف الإمام دلائل الجانبين قوية، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 914 والأظهر أن القراءة أولى، فيقول فيه على قول محمد كما نقل عنه صاحب الهداية والجهر بالتأمين أولى من خفضه لأن رواية جهره أكثر وأوضح، وترك الجهر بالتسمية أولى من الجهر بها لأن رواية ترك جهرها أكثر وأوضح من جهرها، ووضع اليد على الأخرى أولى من الإرسال، والإرسال لم يثبت عنه صلى الله عليه وآله وسلم، بل ثبت الوضع كما روى مالك في المؤطأ وغيره في غيره، والوضع تحت السرة وفوق السرة متساويان، والقنوت وتركه متساويان. ومما ذهب إليه أن تجزي الإجتهاد وتجزي التقليد لا بأس به، وأن التزام تقليد شخص معين لم يجمع على لزوم الاستمرار عليه، وما اشتهر من منع التقاط الرخص أيضاً خلاف، واتباع غير الأئمة الأربعة أيضاً مما لم بجمع على منعه، واتباع مذهب الحنفية ليس تقليد شخص معين، فوحدة هذا المذهب اختيارية، وكذلك وحدة المذاهب الأربعة أيضاً، فلا يلزم على متبعيه نقصان كما لا يلزم على متبع المذهب الحنفي، والحاصل أنه لا يجوز التزام تقليد شخص معين مع تمكن الرجوع إلى الروايات الدالة خلاف قول الإمام المقلد بفتح اللام والتقليد المطلق جائز وإلا لزم تكليف كل عامي، وإن قول الصحابي من السنية في حكم الرفع وفهم الصحابي ليس بحجة لا سيما إذا كان مخالفاً لأجلة الصحابة رضي الله عنهم. وأما مصنفاته: فهي عديدة أحسنها كتابه الصراط المستقيم بالفارسي، جمع فيه ما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن شيخه السيد الإمام قولاً وفعلاً، وفيه بابان من إنشاء صاحبه الشيخ عبد الحي ابن هبة الله الصديقي البرهانوي، ومنها إيضاح الحق الصريح في أحكام الميت والضريح في بيان حقيقة السنة والبدعة، ومنها منصب إمامة في تحقيق منصب النبوة والإمامة وهو مما لم يسبق إليه، ومنها رسالة له في مبحث إمكان النظير وامتناع النظير كلها بالفارسية، ومنها مختصر له بالعربي في أصول الفقه، ومنها رسالة له بالعربية في رد الإشراك والبدع رتبها على بابين، ومنها تنوير العينين في إثبات رفع اليدين بالعربية، ومنها سلك نور مزدوجة له بالهندية، ومنها تقوية الإيمان كتاب له مشهور بالهندي وهو ترجمة الباب الأول من رسالته في رد الإشراك وقال أحمد بن محمد المتقي الدهلوي في آثار الصناديد: إن رسالة له في المنطق ادعى فيها أن الشكل الرابع من أجلى البديهيات والشكل الأول خلافه وأقام على ذلك الادعاء من البرهين ما لم يندفع ولم يجترئ على دفعها أحد من معاصريه، انتهى. وقال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان أشدهم في دين الله، وأحفظهم للسنة، يغضب لها ويندب إليها ويشنع على البدع وأهلها، من مصنفاته كتاب الصراط المستقيم في التصوف، والإيضاح في بيان حقيقة السنة والبدعة مشهوران يرغب الناس فيهما، ومختصر في أصول الفقه، وقرة العينين صوابه تنوير العينين انفرد فيها بمسائل عن جمهور أصحابه، واتبعه عليها أناس من المشرق من بنكاله وغيرها أكثر عدداً من حصى البطحاء، وله كتاب آخر في التوحيد والإشراك فيه أمور في حلاوة التوحيد والعسل وأخرى في مرارة الحنظل، فمن قائل إنها دست فيه وقائل إنه تعمدها، انتهى. قال صديق بن الحسن القنوجي في أبجد العلوم بعد ما نقل تلك العبارة: أقول ليس في كتابه الذي أشار إليه وهو المسمى برد الاشراك في العربية وبتقوية الإيمان بالهندية شيء مما يشان به عرضه العلي، ويهان به فضله الجلي، وإنما هذه المقالة الصادرة عن صاحب اليانع الجني مصدرها تلمذه بالشيخ فضل حق الخير آبادي، فإنه أول من قام بضده وتصدى لرده في رسائله التي ليست عليها أثارة من علم الكتاب والسنة، انتهى. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 915 وقال في الحطة بذكر الصحاح الستة في ذكر الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي: إن ابن ابنه المولى محمد إسماعيل الشهيد اقتفى أثر جده في قوله وفعله جميعاً، وتمم ما ابتدأه جده وأدى ما كان عليه وبقي ما كان له، والله تعالى مجازيه على صوالح الأعمال وقواطع الأقوال وصحاح الأحوال، ولم يكن ليخترع طريقاً جديداً في الإسلام كما يزعم الجهال وقد قال الله تعالى: " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون" وطريقه هذا كل مذهب حنفي وشرعة حقة مضى عليها السلف والخلف الصلحاء من العجم والعرب العرباء ولم يختلف فيه إثنان ممن قلبه مطمئن بالإيمان، كما لا يخفى على من مارس كتب الدين وصحب أهل الإيقان، كيف وقد ثبت في محله أن الرجل العامل بظواهر الكتاب وواضحات السنة أو بقول إمام آخر غير إمامه الذي لا يقلده لا يخرج عن كونه متمذهباً بمذهب إمامه كما يعتقده جهلة المتفقهة، ويتفوه بها الفقهاء المتقشفة من أهل الزمان المحرومين عن حلاوة الإيمان وهو رحمه الله تعالى أحياً كثيراً من السنن المماتات وأمات عظيماً من الإشراك والمحدثات، حتى نال درجة الشهادة العليا، وفاز من بين أقرانهم بالقدح المعلى، وبلغ منتهى أمله وأقصى أجله، ولكن أعداء الله ورسوله تعصبوا في شأنه وشأن أتباعه وأقرانه، حتى نسبوا طريقته هذه إلى الشيخ محمد النجدي ولقبوهم بالوهابية، وإن كان ذلك لا ينفعهم ولا يجدي، لأنهم لا يعرفون نجداً ولا صاحب نجد، وما له به ولا بعقائده في كل ما يأتون ويذرون من ذوق ولا وجدان، بل هم أهل بيت علم الحنفية وقدوة الملة الحنيفية وأصحاب النفوس الزكية وأهل القلوب القدسية المؤيدة من الله الذاهبة إلى الله، تمسكوا عند فساد الأمة بالحديث والقرآن واعتصموا بحبل الله، وعضوا عليه بالنواجذ كما وصاهم به رسولهم ونطق به القرآن، انتهى. والشيخ إسماعيل قتل في سبيل الله لست ليال بقين من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف بمعركة بالاكوث وقبره ظاهر مشهور بها. الشيخ إسماعيل بن علي السورتي الشيخ الفاضل إسماعيل بن علي الحسيني الواعظ السورتي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سورت وأخذ عن أبيه وعن غيره من العلماء، وكان يعظ الناس ولا يهاب في الأمر والنهي أحداً من الأمراء. مات لتسع بقين من صفر سنة أربع عشرة ومائتين وألف، كما في الحديقة. المفتي إسماعيل بن الوجيه المراد آبادي الشيخ الفاضل العلامة إسماعيل بن المفتي وجيه الدين المراد آبادي المشهور باللندني، كان من العلماء المشهورين في الفنون الحكمية، قدم لكهنؤ في صباه، وقرأ العلم على من بها من العلماء، وولي العدل والقضاء بمدينة لكهنؤ، فاستقل بها زماناً، ثم بعثه نصير الدين الحيدر اللكهنوي ملك أوده بالسفارة إلى ملك الجزائر البريطانية، فسافر إلى انكلترا وأقام بها زماناً، وتزوج هناك بأوربية كانت تسمى بمس دف، فاشتهر باللندني بطول إقامته بلندن عاصمة الجزائر البريطانية، وكان يذكر باختلال العقيدة، وإني سمعت شيخنا محمد نعيم اللكهنوي يقول: إنه لما رجع عن أوربا مع صاحبته وبنيه أشارت عليه زوجته أثناء الطريق أن يرتحل إلى الحجاز ويتشرف بالحج والزيارة فاستنكف عنه، وقال لها: إني لا أعتقد في الجدران، انتهى. ومن مصنفاته حاشية على شرح التهذيب لليزدي، وحاشية على شرح هداية الحكمة للميبذي، وحاشية على تشريح الأفلاك للعاملي، وشرح على المقامات للحريري بالفارسي، وله قسط كبير في تصنيف تاج اللغات وهو في سبع مجلدات كبار صنفه الشيخ أوحد الدين البلكرامي والسيد غني نقي الزيد بوري والمفتي سعد الله المراد آبادي والمفتي إسماعيل اللندني وغيرهم من العلماء، أوله: سبحان الذي علم آدم الأسماء بحذافيرها وألهمه لغات الأشياء بنقيرها وقطميرها إلخ، وذلك الكتاب صنف في عهد نصير الدين الحيدر المذكور وكتب له الخطبة إسماعيل اللندني فطرزه بمدائح الحيدر في الخطبة بقوله: الجزء: 7 ¦ الصفحة: 916 خليلي عوجا عن شمال العقنقل وحطا رحال العيس في عضد عوكل فندعو رباعاً لا تجر دعاءنا لما قد عفت من سجم غيم مظلل عفا الله أهضاباً سعت في خرابها فباتت طلولاً بادرات التعطل ألا عوجا في العوج روحي فداكما فمهلاً ورفقاً بالكثيب المؤمل فتلك رباع عطلت عن أهيلها قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل أيا سائق الأظعان إن كنت محسناً إلى مغرم صاب عديم التوسل فالثت حماك الله عن مسقط الردى بسقط اللوى بين الدخول فحومل ولله أيام غضار مضين في غضور وجمدان وحومة جندل لحى الله دهراً بات في النجد داهراً فنكد عيشاً مخضلاً بالتفتل وخرب داراً بعد دار بضيمه ولم يبق داراً يا بدارة صلصل ودار بدارات فشغر سوحها عن الأهل يا ويلاً لدهر محول أقول لبرق لائح من أبيرق لك الخير يا برق الأبيرق أمهل كبيت لقد أوريت زندي فجاءة وألعجت ناراً في الحشا المتفلل وكان رجائي منك إرواء غلتي فلجت بعكس من رجاء مسول نضيت على السيف في الليل طاغياً أما خفت من شهمي وعوني وموئلي عميد الورى غوث الخلائق كلهم ثمال اليتامى ملتجي كل أرمل ومن شعره قوله في الرثاء: لحى الله دهراً قد رماني بغربة وطول صدود لاح لي بعد قربة إلى الله أشكو من زمان يجورني هو الله مولانا إليه لشكوتي إذا سرنا يوماً أساء بنا غداً وألقى علينا شدة بعد شدة إذا فرجت آنا همومي فعاد بي مصراً بضيم لحظة بعد لحظة إذا رمت شكلاً أولاً وانتظمته رماني بضرب أول ذا نتيجتي ولي من صعوبات النوائب مبلغ كثير فلا يحصى بعد وعدة إذا زال هم ناب هم منابه وهذا لشأني في نوائب سفرتي ولولا همومي ألحقتني من الأسى لما بنت من آلي وأهلي وأسرتي ولا سيما من ربني وهو والدي ولا سيما أمي وشقي وشقتي إلام فؤادي ذائب بفراقهم وحتام أبكي في صدود وفرقة فشمرت للأسفار ذيلي مكابداً خطوب كروب قد جفتني بسطوة تحملت كلاً من رخاء وزعزع تقلبت في شأني رخاء وبؤسة بليت بغم وانتياب من النوب ولا زلت أطوي بلدة بعد بلدة فجربت أقواماً وفحصت أمرهم وأدركت شأن الناس في كر أمرة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 917 فجالست كلاً من شريف وماجد وطالت بهم دهراً عهودي وصحبتي ومازجت كلاً من ذكي وحازم وفي ذاك قد ضيعت وقتي وفرصتي ونادمت كلاً من أمير ومترف ونضرتهم طراً ببشري ونضرتي ووافقت كلاً من كريم وذي ندى ضربت على أبواب كل بصكة ولاقيت كلاً من أريب وحاذق يحل بفكر صائب عضل عقدتي فما ألمعي فاق إلا وزرته نديماً له مستيقناً كل نكتة فما أوحدي حاز كل فضائل ونلت به إلا ولي منه حصتي فزاولت في كل الفنون ودرسها ومارستها في كل يوم بليلة فأصبحت بحراً زاخراً في جواهر ال علوم وأمواجي أفكار فطنة وأمسيت طوداً شامخاً من نفائس ال فنون ومن رأى طرف ذروتي وإني أنا شمس العلوم وبدرها وقطب درايات ومركز درية كلامي شفاء للغواية إذ جرت وقولي قانون النجاة بجملة كنايات تقريري رموز إلى النهى إشارات تحريري عيون لحكمة ولكن دهراً سد بابي بأقفل فهل فتح باب سد لي تحت قدرتي ولا غرو إن أرخى الزمان زمامه إلي فإني أهل ذاك لعظمتي إذا ما أريد الشيء يأتي بضده ولم يأت طوراً ما يوافق منيتي فما لي نقص من هموم تهمني ولا لي محيص من شدائد نقمتي فهل لي على الأرضين من صارخ يغي ثني رحمة فيما عرت من مصيبتي وهل من أوب إلى بلدة لها صعود وفي بعدي عنها لشقوتي وتلك التي قد مس جلدي ترابها وفيها لمن جيدي نيطت تميمتي وتلك هي الأرض التي طاب ماؤها وراق هواها فهي طابت كطيبة ويكفي لها مجداً وفخراً ورفعة ثواء أبي فيها وأمي وإخوة فهم في حماها كالنجوم إذا بدت وهم في رباها كالشموس المضيئة فرقاهم المولى إلى المرتقى العلي وصان حماهم من طروق البلية ولا زال في خضل حدائق مجدهم بماء رضاء ساح من بحر رحمة إلهي لئن أوليتني جملة الجدي فما راحتي إلا بلقيا عشيرتي ولقياهم عندي رياض من المنى ووصلتهم لي نعمة بعد نعمة إذا سرت يا ريح الصبا نحو موطني ولاقيت من رهط هناك وجيرتي فأشرر إليهم ما ترى من أسى وحي لهم عني بعظمي تحيتي وسلهم أيا رهطي هل غاب عنكم ضجيعي وكمعي بل فؤادي ومهجتي إذا حن قمري على غصن أيكة بكيت بكى الثكلى بذكرى حبيبتي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 918 ورجعت ألحاني على ذكر عهدها فجاوبت ورقاء على ألبان حنت ورددت أصواتي بوجد هاجني فهيجت أحزان الحمام بنوحتي وهل ينفع الترديد من بعد بينها ومن بعد ما راحت إلى دار تربة سقى الله مثواها وطاب ثراؤها وأدخلها في سوح روضات جنة على الله تكلاني هو البر للورى وبالله حولي وهو رب البرية مولانا إسماعيل البرهانبوري الشيخ العالم الكبير إسماعيل بن أبي إسماعيل العباسي البرهانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، قرأ العلم على الشيخ غلام محمد البرهانبوري والشيخ محمد أمين والقاضي محمد حياة وعلى غيرهم من العلماء، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه السيد قدرة الله البرهانبوري وجمع كثير من العلماء، وقبره في مقبرة الشيخ عبد الله بن عبد النبي الكجراتي ببلدة برهانبور كما في تاريخ برهانبور. الشيخ إسماعيل السورتي الشيخ الفاضل إسماعيل بن أبي إسماعيل السورتي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ القرآن وجوده على الحافظ عبد الرحمن القارئ السورتي، ثم قرأ العلم عليه وعلى أساتذة عصره، وبرع فيه، ودرس وأفاد، أخذ عنه خلق كير، مات لخمس بقين من شوال سنة سبع وثمانين ومائتين وألف ببلدة سورت فدفن بها، كما في حقيقة سورت. الشيخ أشرف علي البهلواروي الشيخ الفاضل أشرف علي الحسني الحسيني القادري أحد العلماء المتصوفين، كان من ذرية الشيخ الإمام عبد القادر الجيلاني رحمه الله، قرأ العلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، وأخذ الطريقة عن الشيخ نعمة الله بن مجيب الله الجعفري، ولازمهما زماناً طويلاً، حتى برع في العلم والمعرفة، مات في حياة شيخه لخمس بقين من رجب سنة تسع عشرة ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. السيد أشرف علي النوآبادي الشيخ العالم الصالح أشرف علي بن يحيى علي بن مظفر علي الحسيني النوآبادي أحد المشايخ المعروفين بالفضل والصلاح، ولد سنة سبع عشرة ومائتين وألف، وقرأ العلم، ولازم أباه وأخذ عنه الطريقة، ودرس وأفاد، وتولى الشياخة بعد والده، له عقيدة المسلمين كتاب في الكلام. توفي لست بقين من محرم سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في أنوار الولاية. السيد إعجاز حسين اللكهنوي الشيخ الفاضل إعجاز حسين بن المفتي محمد قلي الحسيني الموسوي الكنتوري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين في مذهب الشيعة الإمامية، ولد بمدينة ميرته لتسع بقين من رجب سنة أربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده وتفنن في الفضائل عليه. له شذور العقيان في تراجم الأعيان وكشف الحجب والأستار في مصنفات الشيعة على نهج كشف الظنون. مات في سنة ست وثمانين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، كما في محبوب الألباب. السيد أعز الدين السنديلوي الشيخ الفاضل أعز الدين بن مقبول أولياء بن غلام أشرف الحسيني السنديلوي، كان من أهل بيت العلم والطريقة، ولد ونشأ بسنديله وقرأ العلم على حيدر علي بن حمد الله الصديقي السنديلوي، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير، مات لثمان عشرة من صفر سنة ست وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 919 الشيخ أعظم الحيدر آبادي الشيخ الصالح أعظم بن محمد الصوفي الحيدر آبادي أحد المشايخ الصوفية، ولد ونشأ بحيدر آباد وأخذ الطريقة عن الشيخ فقر علي الآركاني، ولازمه زماناً حتى بلغ رتبة الإرشاد، له ميزان الحقائق كتاب بالفارسي في الحقائق والمعارف. توفي لسبع خلون من صفر سنة تسع ومائتين وألف بحيدر آباد فدفن بها، كما في محبوب ذي المنن. القاضي أفضل الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل أفضل الدين بن إمام الدين بن حميد الدين الحنفي الكاكوروي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، قرأ العلم على والده وأعمامه، ثم ولي القضاء بمدينة مرشد آباد فاستقل به برهة من الدهر، ثم ابتلى بأمراض، فجاء إلى عظيم آباد عند والده، ومات بها لست عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، كما في مجمع العلماء. السيد إفهام الله السنديلوي الشيخ الفاضل إفهام الله بن فتح الله بن علاء الدين الحسيني السنديلوي، كان من نسل الشيخ علاء الدين الحسيني الجشتي، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على أبيه وعلى الشيخ عبد الله وأحمد بخش ببلدة سنديله ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الشيخ نور الحق وسراج الحق وغيرهما، وتطبب على مرزا محمد علي الأصم، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه سبحان علي خان وأبناؤه، مات بقرية نانباره ودفن بها، كما في تذكرة العلماء للناروي. الشيخ أكبر علي العظيم آبادي الشيخ الفاضل أكبر علي بن إلهي بخش بن هداية علي الهاشمي المهدانوي العظيم آبادي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلدة عظيم آباد وقرأ العلم على صنوه أحمد الله، وأخذ الحديث عن الشيخ ولاية علي، وسافر معه إلى الحدود وأعانه في غزواته، وكان نادرة الزمان في السخاء والشجاعة وتدبير الحرب، عاد مع شيخه إلى الهند ومات بها وله أربع وعشرون سنة، كما في الدر المنثور. الشيخ أكبر علي السنديلوي الشيخ العالم الصالح اكبر علي بن حمد الله بن شكر الله الصديقي السنديلوي، كان أكبر أبناء والده وأوفرهم حظاً في الصلاح والاستقامة على الطريقة الظاهرة، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على والده، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ قدرة الله الجشتي، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة، حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، له شرح بسيط على حزب البحر للشيخ أبي الحسن الشاذلي رحمه الله. مات لثلاث ليال بقين من شعبان سنة عشرين أو خمس وعشرين ومائتين وألف، فدفن بقرية موسى بور من أعمال سنديله كما في تذكرة العلماء للناروي. نواب أكبر علي خان الحيدر آبادي الأمير الفاضل أكبر علي بن نظام علي بن قمر الدين بن غازي الدين الصديقي الحيدر آبادي نظام الدولة نظام الملك نواب سكندر جاه، كان من ملوك الدكن، ولد في شهر ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائة وألف ببلدة حيدر آباد، ونشأ بها في مهد السلطة، وقرأ الكتب الدرسية على القاضي منير الدين بن معين الإسلام الحيدر آبادي وعلى غيره من العلماء، وتولى المملكة سنة ثمان عشرة ومائتين وألف، واستقل بالملك سناً وعشرين سنة، له تعليقات على المطول للتفتازاني، أخبرني بها مسيح الزمان الشاهجهانبوري وقال لي: إني رأيتها بخطه. مات بمرض الاستسقاء لسبع عشرة خلون من ذي القعدة سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، كما في تاريخ خورشيد جاهي. السيد أكبر علي الشيعي الشيخ الفاضل أكبر علي الحسيني الشيعي أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم على السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي الصنير آبادي المجتهد، ولازمه مدة، له ضياء الأبصار كتاب بالعربي في الجزء: 7 ¦ الصفحة: 920 فضائل الحسين السبط ومصائبه، رتبه على أربع عشرة تذكرة، أوله: الحمد لله الذي جعل دار الدنيا لأوليائه دار سجن ومحنة وبلاء إلخ. المفتي إكرام الدين الدهلوي الشيخ العالم المفتي إكرام الدين بن نظام الدين بن نور الحق بن محب الله ابن نور الله الحنفي الدهلوي أحد العلماء المشهورين، كان من نسل الشيخ عبد الحق ابن سيف الدين البخاري الدهلوي، ولد سنة تسعين أو إحدى وتسعين ومائة وألف بدهلي، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ محمد كاظم الدهلوي والشيخ محمد فائق والسيد محمد الدين الشاهجهانبوري وصنوه صدر الدين والشيخ خواجه أحمد الجالندري وعلى غيرهم من العلماء، وجمع العلم والعمل والشعر وغيرها. له مصنفات عديدة منها: سل الصمصام على من قال إن المزامير ليست بحرام ومنها سعادة الكونين في فضائل الحسنين. السيد أكرم علي البنارسي الشيخ الفاضل أكرم علي الحسيني الواسطي البنارسي أحد علماء الشيعة الإمامية، كان ختن مرزا خليل الشيعي الزائر، قرأ العلم على السيد دلدار علي المجتهد النصير آبادي وتفقه عليه، له الشواهد الفدكية كتاب في الرد على تبصرة المسلمين للشيخ سلامة علي البنارسي، صنفه سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، مات سنة خمسين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. المفتي إلهي بخش الكاندهلوي الشيخ الفاضل العلامة إلهي بخش بن شيخ الإسلام بن قطب الدين بن عبد القادر الحنفي الصديقي الكاندهلوي أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، يرجع نسبه إلى الإمام فخر الدين الرازي، ثم إلى سيدنا الإمام أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولد سنة اثنتين وستين ومائة وألف بقرية كاندهله على مسيرة ست وثلاثين ميلاً من دهلي، ونشأ في مهد جده لأمه الشيخ محمد المدرس الكاندهلوي، وقرأ الرسائل المختصرة على والده، وتعلم الخط والحساب منه، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ العلم على الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، ولازمه مدة وبايعه، وأخذ الطب عن والده وجده، ثم استقدمه نواب ضابطه خان وولاه الإفتاء، فاستقل به زماناً، ولما توفي ضابطه خان المذكور رحل إلى بهوبال وولي الإفتاء بها، فاستقام عليه مدة ثم رجع إلى بلدته، وأخذ الطريقة القادرية عن أخيه الحاج كمال الدين الكاندهلوي، وهو أخذ عن الشيخ عبد العدل عن الشيخ زبير بن أبي العلاء السرهندي، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال زماناً، ثم أخذ الطريقة النقشبندية عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وصنف الملهمات الأحمدية في أذكار الطريقة، وأشغالها، وطرزه بمدائح السيد الإمام رحمه الله. وله مصنفات عديدة غير ما ذكرناه منها جوامع الكلم في الحديث ومنها شيم الحبيب في ذكر خصائل الحبيب في علم السنة، صنفه سنة تسع ومائتين وألف بمدينة بهوبال ومنها رسالة له في شرح حضرات الخمس ومنها تكملة المثنوي المعنوي وهي أشهر مؤلفاته وأحسنها، صنفها سنة ست عشرة ومائتين وألف. قال في مفتتح ذلك الكتاب: جذب ذوق وشوق مولانا حسام مي كشد ما را بسوي اختتام اختتام مثنوي معنوي مي كشد جانرا براه مستوى مي تراود خود بخود از لب سخن آنجه خواهي أي ضياء الدين بكن جون زمام عقل من دردست تست هر كجاخواهي بكش جان مست تست بر تو خور جون در آبي أوفتاد آب داد آفتابي را بداد روح مولانا جلال الدين روم مهر برج معرفت بحر علوم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 921 بر توي زد جونكه بر طور دلم كشت نوراني تن آب وكلم هر زمانم آن مه جرخ برين مي زند جشمك ببام دل كه بين اختتام مثنوي آغاز كن نامه سر بسته أم را باز كن إلى غير ذلك، توفي يوم الأحد لخمس عشرة بقين من جمادي الآخرة سنة خمس وأربعين ومائتين وألف بكاندهله. الحكيم إلهي بخش السهسواني الشيخ الفاضل إلهي بخش بن نبي بخش الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، أخذ عن الحكيم أسد علي السهسواني والحكيم علي حسن اللكهنوي، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس ببلدته، وكان عالماً ذكياً صالحاً، توفي سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في حياة العلماء. مولانا إله داد الرامبوري الشيخ الفاضل إله داد بن أبيه الرامبوري المشهور بحافظ شبراتي كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بمدينة رامبور وكف بصره في صباه للجدري، وفتح الله سبحانه عين البصيرة، فحفظ القرآن وقرأ العلم على العلامة محمد حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ولازمه ملازمة طويلة، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه جمع كثير من العلماء، وإني سمعت بعض الفضلاء من أهل رامبور يقول: إن شبراتي كان ابن جارية الشيخ محمد حسن المذكور، ولد في بيت الشيخ من بطن أم ولد له وتربى في حجره وأخذ عنه، وكان مع علمه وذكائه معدوداً في الشعراء، كان يتلقب في الشعر بالطالب. مات لليلة بقيت من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب. الشيخ الله يار البلكرامي الشيخ الفاضل الله يار بن الله يار العثماني البلكرامي صاحب حديقة الأقاليم كان اسمه غلام نبي، ولد بمدينة بيشاور سنة ثلاثين ومائة وألف حين كان والده بخشياً في عسكر الأمير سر بلند خان، فلما بلغ الثالث عشر من عمره توفي والده مقتولاً فرباه سر بلند خان المذكور في حجره، ولقبه باسم والده، ووظف له، وخص له جماعة من أهل العلم، فتتلمذ عليهم، وبرع في مدة قليلة في الإنشاء والشعر والخط والرمي والفروسية والسياسة وأنواع العلوم والفنون، له مصنفات، منها: حديقة الأقاليم في التاريخ ومنها اللوح المحفوظ. مات بعد سنة عشر ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد. مولانا إمام بخش الدهلوي الشيخ الفاضل إمام بخش العمري الدهلوي الشاعر المشهور بالصهبائي، كان من الأفاضل المعروفين بمعرفة اللغة والبيان والبديع واللغز، قرأ العلم على مولانا عبد الله العلوي وعلى غيره من العلماء، وولي التدريس في المدرسة الكلية بمدينة دهلي فدرس بها مدة عمره. له سحر البلاغة وديوان الشعر الفارسي، ورسائل في الإنشاء، وشروح على الكتب الدرسية الفارسية. توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف مقتولاً في بيته. الحكيم إمام بخش الكيرتبوري الشيخ الفاضل إمام بخش الكيرتبوري الحكيم المشهور صاحب المصنفات العديدة، أخذ الطب عن الحكيم إسحاق بن إسماعيل الدهلوي، ودخل لكهنؤ للاسترزاق، فقربه الوزير راجه نكيت راي إلى نفسه، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 922 فصاحبه مدة عمره وكان يدرس ويفيد. ومن مصنفاته آداب الأطباء وشرحه معركة الآراء كلاهما بالعربية وخلاصة الطب في ذكر الستة الضرورية وحفظ الصحة للأعضاء المفردة والمركبة بالفارسي مختصر نافع في بابه. القاضي إمام الدين الكاكوروي الشيخ العالم القاضي إمام الدين بن حميد الدين بن غازي الدين الكاكوروي كان ثالث أبناء والده، ولد لتسع خلون من شوال سنة ست وستين ومائة وألف بكاكوري، وقرأ العلم على والده وعلى صنوه القاضي نجم الدين وعلى بحر العلوم عبد العلي اللكهنوي والشيخ محمد أعلم بن شاكر الله وحيدر علي بن حمد الله، وأخذ الحديث عن أخيه الشيخ حميد الدين، ثم تصدى للدرس والإفادة، فدرس مدة، ثم ولي القضاء بمدينة بنارس واستقل به زماناً، ثم ولي القضاء الأكبر في بلاد بهار. وكان حسن الصورة والسيرة، له رسالتان في علم التجويد، وفي الألبسة، مات لثمان خلون من جمادي الأولى سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف بكاكوري فدفن بها، كما في مجمع العلماء. الشيخ إمام الدين الأمروهوي الشيخ العالم الفقيه إمام الدين بن علي أحمد بن زين الدين الحسيني الأمروهوي كان من المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بأمروهه على مذهب الشيعة، ثم سعد بصحبة الشيخ ضيف الله الأمروهوي، وقرأ عليه شطراً من الكتب الدرسية، وترك مذهبه، فدخل في أهل السنة والجماعة، وسافر إلى دهلي ولازم دروس الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وأخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، ولازمه ملازمة طويلة، ثم رجع إلى أمروهه وتولى الشياخة بها. وكان صالحاً عفيفاً متوكلاً مستقيم الحالة، يشتغل بالمراقبة بعد صلاة الفجر إلى صلاة الإشراق، ثم يدرس كتب الفقه والحديث والتفسير، ثم بعد الظهر يدرس في علوم عديدة، وبعد صلاة العصر يتوجه إلى أصحابه فيلقي عليهم الذكر، وكان يذكر بعد صلاة الجمعة في كل أسبوع. ومن مصنفاته: كشف الغطاء ورد الربا وتحقيق السماع والغناء ورسائل في التجويد. مات لست ليال خلون من ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين وألف وله ثلاث وستون سنة، كما في نخبة التواريخ. السيد إمام الدين اللكهنوي الشيخ الفاضل إمام الدين الحسيني اللكهنوي أحد الرجال المعروفين في عصره، سافر إلى بلاد أوربا سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف، ورجع في تلك السنة إلى الهند، وصنف كتاباً في أخبار أحمد شاه الدراني، في سنة ثلاث عشرة ومائتين بأمر الشيخ أبي المحسن الحسين اللكهنوي، ولذلك سماه الحسين شاهي كما في محبوب الألباب. الحكيم إمام الدين الدهلوي الشيخ الفاضل إمام الدين الدهلوي الحكيم المشهور بالحذاقة، ولد بدهلي، وقرأ العلم على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، ثم أقبل إلى الصناعة الطبية إقبالاً كلياً، فنال حظاً وافراً من فنونها العلمية والعملية، وفاق أقرانه في في تشخيص الأمراض والأدوية، وانتهت إليه رئاسة هذا العلم بمدينة دهلي فقربه إليه أكبر شاه ثم ولده أبو ظفر، ثم استقدمه الأمراء من بلاد أخرى، آخرهم نواب وزير الدولة أمير طوك فلازمه مدة حياته. مولانا إمام الدين السودارامي الشيخ الفاضل إمام الدين الحنفي السودارامي أحد العلماء المشهورين بأرض بنكاله كان من أصحاب الإمام السيد أحمد الشهيد، بايعه في لكهنؤ، وصاحبه في الحج، وكان من كبار الدعاة إلى الله، تاب على يده آلاف من الناس في بنكال وآسام وصلح حالهم، واستقاموا على الشريعة ذكره كرامة على الحنفي الجونبوري في نسيم الحرمين وأثنى عليه الجزء: 7 ¦ الصفحة: 923 ولقبه بالشيخ الصدوق محي السنة. مولانا إمام الدين الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة أبو الفريد إمام الدين محمد بن معين الدين أحمد الصديقي الحجة اللهي الدهلوي ثم اللكنوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، قرأ العلم على الشيخ الأجل عبد العزيز بن ولي الله المحدث الدهلوي فروعاً وأصولاً، وأخذ الحديث عنه، وجمع تعليقاته على كتب المنطق والحكمة في مجلد، ثم قدم لكهنؤ وتزوج بها، وتدير، وأخذ الزيج والنجوم عن الشيخ رستم علي بن طفيل علي الرضوي السنبهلي المتوفي سنة 1262 هـ، وهذب كتابه الزيج السليمانجاهي وأضاف إليه أبواباً سنة 1273 هـ، رأيته بخطه عند مرزا همايون قدر التيموري اللكهنوي، وأما لقبه الحجة اللهي فهي نسبة إلى حجة الله الشيخ عبد العزيز، صرح بذلك في الزيج السليمانجاهي. مولانا إمام الدين الكاندهلوي الشيخ الفاضل إمام الدين بن شيخ الاسلام بن قطب الدين بن عبد القادر الصديقي الكاندهلوي أحد أذكياء العالم، ولد ونشأ بكاندهله على مسيرة ست وثلاثين ميلاً من دهلي، واشتغل بالعلم مدة على صنوه الكبير المفتي إلهي بخش، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، وصار أبدع أبناء عصره في العلوم الحكمية، وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، له حواش على الكتب الحكمية، مات في شبابه في رجب سنة مائتين وألف بكاندهله. الشيخ إمام علي السامري الشيخ الصالح إمام علي بن حيدر علي بن فرزند علي بن لطف كريم بن شاه محمد الحسيني السامري المكانوي أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد في سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بمكان، قرية من أعمال كرداسبور وقرأ بعض الكتب على فقير الله الدهرم كوني، وبعضها على الشيخ نور محمد الجشتي، وقرأ الكتب الطبية على محمد رضا، ثم صحب الشيخ حسين علي المكانوي ولازمه ملازمة طويلة، وأخذ عنه الطريقة النقشبندية، وتولى الشياخة بعده، فصار مرزوق القبول، وكان غاية في إرشاد الناس إلى منهاج السنة وهدايتهم إلى شرعة الحق مع القناعة والتوكل، حتى أقبلت عليه الدنيا إقبالاً كلياً، ووسع الله سبحانه عليه الرزق، ورزقه الأموال من دور وأثاث ودواب وأنعام، وكانت تذبح في مطبخه ثلاثمائة شاة للطبخ كل يوم للضيفان وأبناء السبيل. مات لثلاث عشرة من شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في تذكرة بيمثل لمرزا ظفر الله خان. الشيخ أمان علي الناروي الشيخ الفاضل أمان علي بن شير علي الناروي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بقرية ناره من أعمال إله آباد وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ ثابت علي البهكوي وأكثرها على الشيخ محمد سعيد ختن المفتي شرف الدين الرامبوري، وتطبب على والده، وأقام بفتحبور مدة من الزمان، ثم رحل إلى ريوان سنة سبع وخمسين ومائتين وألف، وتقرب إلى بشناته سنكه أمير تلك الناحية، وكان الناس في تلك البلدة معظمهم وثنيين وبعضهم مسلمين، ولكنهم مقاربون للوثنيين في الجهل والغواية حتى في الإسم والرسم، فصرف همته نحو الهداية والإرشاد، فهدى الله به كثيراً من عباده. وله رسائل كثيرة، منها: حسن البيان في تفسير الألبان وتيسير العسير في تركيب الأكاسير وعجائب التدابير في علاج البواسير والنواسير وغيرها. مات لست ليال بقين من ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين وألف ببلدة ريوان كما في تذكرة العلماء لأخيه رحمن علي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 924 الحكيم أمان علي الدهلوي الشيخ الفاضل أمان علي العلوي الدهلوي أحد العلماء المشهورين بالحذاقة، ولد ونشأ ببلدة دهلي، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي، وأخذ الحديث عنه، ثم أخذ الصناعة الطبية، وأقبل إليها إقبالاً كلياً، فبرع فيها وفاق أقرانه، وكان قانعاً عفيفاً ديناً، لا يطمع في الأغنياء ولا يتردد إليهم، ولم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة والمداواة، كما في آثار الصناديد. الشيخ أمانة علي الأمروهوي الشيخ العالم الصالح أمانة علي الحنفي الصوفي الأمروهوي أحد المشايخ الجشتية، قرأ بعض الكتب الدرسية في بلاد شتى ثم ترك الاشتغال بالبحث وصحب الشيخ محمد حسين المراد آبادي، وأخذ عنه الطريقة ولما توفي الشيخ المذكور لازم صاحبه الشيخ كامكار خان، ولما توفي كامكار خان سافر إلى دهلي، وقرأ سائر الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم ذهب إلى مانكبور وأخذ الطريقة عن الشيخ موسى الجشتي المانكبوري، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة طويلة، ثم رجع إلى أمروهه وتولى الشياخة بها، مات لتسع عشرة من ذي القعدة سنة ثمانين ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين. أمة الغفور الدهلوية المرأة الفاضلة أمة الغفور بنت إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي إحدى الصالحات القانتات، كانت لها اليد الطولى في الفقه والحديث، أخذت عن أبيها ولازمته مدة من الزمان، ثم تزوج بها الشيخ عبد القيوم بن عبد الحي الصديقي البرهانوي، وجاء بها إلى بهوبال وكان إذا استصعب عليه أمر من الفقه والحديث يدخل عليها ويستفيد منها. راجه إمداد علي خان الكنتوري الأمير الفاضل إمداد علي بن رحمن بخش الشيعي الكنتوري، أحد الرجال المشهورين، ولد بكنتور سنة ثمان عشرة ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيد علي حسن الحكيم الكنتوري ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ أكثر الكتب على الشيخ ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي، وقرأ على الشيخ أعظم على تلميذ السيد دلدار علي المجتهد. وله مصنفات، منها: منهج السداد تفسير القرآن ومنها تفسير سورة يوسف بالعربية في صيغة الإهمال، وله شرح الخطبة الشقشقية وشرح على مقامات الحريري ورسالة في المنطق، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. المفتي أمر الله الغازيبوري الشيخ الفاضل المفتي أمر الله الغازيبوري، كان من عشيرة الشيخ محمد أفضل الإله آبادي، قرأ العلم على السيد محمد عسكري الجونبوري والشيخ غلام حسين الإله آبادي وعلى غيرهما من العلماء، ثم تقرب إلى أولياء الأمور فولوه الإفتاء، فاستقل به زماناً، ثم ترقى درجة بعد درجة، ولما كبر سنه صار مكفوف البصر، فنال معاش تقاعد، واعتزل في بيته، وكان منقوشاً على خاتمه: افوض أمري إلى الله. الشيخ أمير الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل أمير الدين بن المفتي خليل الدين بن القاضي نجم الدين الكاكوروي أحد العلماء المبرزين في الهندسة والهيئة، قرأ الكتب الدرسية على المفتي سعد الله المراد آبادي، وتأدب على الشيخ أوحد الدين البلكرامي وبرز في كثير من العلوم والفنون، ثم درس وأفاد زماناً طويلاً. توفي لأربع عشرة خلون من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في مجمع العلماء. مولانا أمير حسن السهسواني الشيخ الفاضل العلامة أمير حسن بن لياقت علي بن حافظ علي بن نور الحق الحسيني السهسواني أحد العلماء المشهورين بالفضل والكمال، ولد سنة سبع وأربعين ومائتين وألف ببلدة سهسوان وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ عبد الجليل الكوئلي وبعضها على القاضي بشير الدين القنوجي وسائر الكتب الجزء: 7 ¦ الصفحة: 925 على المفتي سعد الله المراد آبادي والشيخ تراب علي اللكهنوي والشيخ سراج أحمد السنبهلي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الحسيني الدهلوي، وأجازه الشيخ عبد الحق بن فضل الله النيوتيني، فدرس وأفاد مدة من الزمان ببلدته، ثم استقدمه السيد إمداد العلي الأكبر آبادي إلى مراد آباد، وولاه التدريس في مدرسته، فدرس وأفاد بها مدة. وكان غاية في سرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم، وبطوء النسيان حتى قال غير واحد من العلماء: إنه لم يكن يحفظ شيئاً فينساه، وكان له يد بيضاء في معرفة النحو واللغة وأصول الفقه والكلام والجدل والرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم وسائر فنون الحديث واختلاف المذاهب، وكان فيه زهد وقناعة باليسير في الملبس والمأكل، يقوم بمصالحه ولا يقبل الخدمة في غالب الأوقات لئلا يفوته خدمة العلم، وإني سمعت بعض الفضلاء يقول: إن مولانا حيدر علي الفيض آبادي استقدمه إلى حيدر آباد، ورتب له ثلاثمائة ربية شهرياً ليعينه في الرد على عبقات الأنوار لأن أوقاته لا تفرغ لذلك لكثرة الخدمات السلطانية، فأبى قبوله وقال: إني لا أرضى بأن أحتمل هم ثلاثمائة ربية، أين أضعها، وفيم أبذلها، قال: وكان مولانا حيدر علي يصنف الكتب، ويدرس، فلما رحل إلى حيدر آباد وولي الخدمة الجليلة تأخر عن ذلك حتى احتاج إلى أن يولي غيره أمر التصنيف، فإني لا أريد أن أضيع العلم بالمال، انتهى. وللسيد أمير حسن تعليقات على طبعيات الشفاء وله رسالة في إثبات الحق ورسالة في الرد على الشيعة ورسائل أخرى لم تشتهر باسمه، وكان لا يقلد أحداً من الأئمة الأربعة، بل يتتبع النصوص ويعمل بالكتاب والسنة. مات يوم الاثنين لإحدى عشرة خلون من صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف ببلدة عليكده فدفن بها، كما في تذكرة النبلاء. الشيخ أمير حسن البتنوي العظيم آبادي الشيخ العالم الصالح أمير حسن بن محب حسن الحسيني المنعمي البتنوي العظيم آبادي، أحد العلماء الصالحين، حج وزار مرتين، وحفظ القرآن وجوده، وأخذ الطريقة عن الشيخ يحيى علي النو آبادي، وكان منقطعاً إلى الزهد والعبادة، كثير البكاء. توفي لعشر خلون من رمضان سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف. المفتي أمير حيدر البلكرامي الشيخ العالم المفتي أمير حيدر بن نور الحسنين بن غلام علي الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء المشهورين، ولد لتسع عشرة خلون من جمادي الأولى سنة خمس وستين ومائة وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على خال جده السيد محمد بن عبد الجليل البلكرامي، وصحبه زماناً، ثم سار إلى أورنك آباد عند جده العلامة غلام علي، وتأدب عليه، وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ نور الهدى بن قمر الدين الحسيني الأورنك آبادي، وتطبب على الحكيم عبد السلام البرهانبوري، ثم سافر إلى كلكته وولي الإفتاء بها، واستقل به ست عشرة سنة، فلما كبر سنه وجاوز سبعين حجة اشتاق إلى بلدته، ورحل إلى بلكرام فلما وصل إلى مرشد آباد ظهرت على يده بثرة، توفي بها، كما في ذيل الوفيات. وله مصنفات بالعربية، منها: رسالتان في الصرف والنحو، مات سنة سبع عشرة ومائتين وألف. الشيخ الشهيد أمير علي الأميتهوي الشيخ الصالح أمير علي بن محمد بن إمام الدين بن نور الحق بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد الصالحي الأميتهوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة أميتهي واشتغل بالعلم من صغره، وسافر إلى لكهنؤ، وقرأ على الشيخ أسد الله بن نور الله اللكهنوي، ثم لازم الشيخ عبد الرحمن الصوفي، وقرأ عليه كلمة الحق له وما لا بد منه لابن عربي مع شرحه للشيخ عبد الكريم الجيلي والربع الأول من المشكاة والمثنوي المعنوي وقرأ على الشيخ نور الله بن مقيم البجهرانوي النور المطلق شرح كلمة الحق درساً درساً، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأقام بها سنتين، ثم عاد إلى بلدته، وأقام الجزء: 7 ¦ الصفحة: 926 بها زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين راجلاً مع بعض أصحابه، كان يصلي ركعتين في كل خطوة، ووصل إلى نول كنج على مسيرة عشرين ميلاً من بلدة أميتهي في بضعة أشهر، فلما سمع بذلك شيخه عبد الرحمن نهاه عن ذلك، وأمره أن يرجع إلى بلدته ويقيم بها، فعاد وأقام بفناء البلدة في مسجد، وألزم نفسه الانزواء والترك والتجريد. قال السيد الوالد في مهر جهانتاب: كان في بلدة أجودهيا مسجد كبير من أبنية السلطان بابر، بناه علي هنومان كدهي وكان الهنادك يعتقدونها أرضاً مقدسة، وجعلوها معبداً لهم من سالف الزمان، فلما انقرضت الدولة التيمورية غصبوا المسجد وجعلوه جزءاً لمعبدهم، فقام الشيخ غلام حسين الأودي ومن معه من المسلمين لاستخلاص المسجد عن أيديهم، فقتلوه وحرقوا المصاحف، فلما سمع ذلك الشيخ أمير علي الأميتهوي دخل لكهنؤ، وحرض الولاة على تنبيه الكفرة واستخلاص المسجد، وكان الوزير نقي علي الشيعي مرتشياً، والديوان وثنياً، فطفقا يدافعان عن الكفار، فلما رأى أمير علي ذلك خرج إلى أجودهيا ليأخذ ثأر المسلمين عنهم وينتزع المسجد من أيديهم فمنعه الوزير المذكور واستفتى العلماء في ذلك، وخلع عليهم ثياباً فأفتوه بأن الخروج لا يجوز، وكان واجد على شاه أمير تلك الناحية مغبون العقل والدين، مشغولاً بالملاهي والمنكرات، فحشد الوزير الجند، وأمر بالإغارة على أمير علي ومن كان معه من المسلمين، فلما كاد يصل إلى أجودهيا أغارت عليه العساكر الشاهانية، فاستشهد الشيخ ومن معه من المسلمين، انتهى. وكانت وفاته ظهيرة يوم الأربعاء لأربع ليال بقين من صفر سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف. المفتي أمير الله المدراسي الشيخ العالم المفتي أمير الله الحنفي المدراسي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان مفتياً في المحكمة العليا، اشتغل به زماناً طويلاً، ثم ترك ولازم بيته، وكان يدرس ويفيد، مات لسبع ليال بقين من جمادي الأولى سنة خمسين ومائتين وألف. الشيخ أمين الدهر الجائسي الشيخ الفاضل أمين الدهر بن عالي تبار بن محمد نافع بن محمد شاهد بن محمد عارف بن عبد الكريم الصديقي الجائسي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بجائس، وسافر للعلم، فقرأ على الشيخ محمد قائم الإله آبادي وعلى غيره من العلماء، واشتغل بالتدريس مدة مديدة ببلدة لكهنؤ، كان صالحاً عفيفاً، ابتلى في آخره عمر بالوسواس في الطهارة والعبادة. مات سنة خمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ فدفن بها. الشيخ أمين الدين الكاكوروي الشيخ العالم الكبير المحدث أمين الدين بن حميد الدين بن غازي الدين بن محمد غوث الكاكوروي أحد الرجال المشهورين في العلم والمعرفة، ولد لتسع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة أربع وستين ومائة وألف بكاكوري ونشأ بها، وقرأ النحو والصرف وبعض رسائل المنطق ومختصر المعاني والفرائض الشريفية وخلاصة الحساب على والده، وقرأ شرح الشمسية وشرح التهذيب للدواني مع حاشيته ليزدي وشرح العقائد على صنوه الكبير القاضي نجم الدين، ثم سافر إلى شاهجهانبور، وقرأ منار الأصول وشرح السلم للعلامة عبد العلي اللكهنوي على العلامة المذكور وصاحبه إمام بخش، ثم رجع إلى بلدته وسار نحو سنديله وقرأ شرح السلم للقاضي مبارك والمطول ومير زاهد رسالة ومير زاهد ملا جلال وهداية الفقه على الشيخ محمد أعظم السنديلوي، وقرأ شرح السلم لحمد الله، والتوضيح مع حاشيته التلويح وشرح هداية الحكمة للشيرازي والشمس البازغة على حيدر علي بن حمد الله، وبعد ذلك قرأ على صنوه نجم الدين المذكور تحرير الأقليدس وشرح الجغميني، ثم سافر إلى سورت وأدرك بها الشيخ أبا سعيد بن محمد ضياء الشريف الحسني البريلوي، فسافر معه إلى الحرمين الشريفين، ووصل إلى مكة المباركة لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائة وألف فحج وأخذ الطريقة عن الشيخ أبي سعيد المذكور واشتغل الجزء: 7 ¦ الصفحة: 927 عليه بأذكار الطريقة وأشغالها زماناً بمكة المباركة، ثم سافر إلى المدينة المنورة، وأقام بها ستة أشهر، وأدرك بها الشيخ أبا الحسن ابن محمد صادق السندي، فقرأ عليه مقدمة ابن الصلاح وصحيح البخاري والمصابيح وأجازه الشيخ المذكور إجازة عامة، وأعطاه ثبته، ولما مات الشيخ أبو الحسن المذكور لخمس بقين من رمضان قرأ على الشيخ محمد سعيد صقر شطراً من سنن أبي داؤد وسنن ابن ماجه، ثم رجع إلى مكة المباركة، وقرأ الجزرية على مير داد المكي، ثم سار إلى الطائف وأقام بها زماناً، ثم رجع إلى الهند، ودخل مدراس مع شيخه أبي سعيد ولازمه ملازمة طويلة حتى حصل له الياد داشت وهو المسمى بالإحسان عند السادة النقشبندية، فاستخلفه الشيخ أبو سعيد فرجع إلى كاكوري وتولى الشياخة بها، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه جمع كثير من العلماء. توفي لثمان بقين من محرم سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف بكاكوري فدفن عند والده، كما في مجمع العلماء. مولانا أمين الله العظيم آبادي الشيخ الفاضل الكبير أمين الله بن سليم الله بن عليم الله الأنصاري النكرنهسوي العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين في شرق الهند، له يد بيضاء في المنطق والحكمة والأدب، ولد بنكرنهسه وقرأ العلم على والده، ثم سافر إلى إله آباد وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ محمد قائم الإله آبادي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي وولده عبد العزيز، ثم رجع إلى بلاده، وولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته، فدرس بها مدة عمره، أخذ عنه خلق كثير. وله مصنفات عديدة، منها: رسالة في تفسير قوله تعالى "ولكم في القصاص حياة" ومنها القصيدة العظمى في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنها حاشية على مير زاهد رساله وحاشية على مير زاهد شرح المواقف وحاشية على مسلم الثبوت وله ديوان الشعر الفارسي. توفي لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بكلكته، كما في تذكرة النبلاء. مولانا أمين الله اللكهنوي الشيخ الفاضل أمين الله بن محمد أكبر بن أحمد بن يعقوب الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على عمه المفتي محمد أصغر وعلى جده لأمه المفتي ظهور الله، وحفظ القرآن، له حاشية على شرح الجامي وحاشية على ضابطة التهذيب وشرح على فصول أكبري وتعليقات شتى على الكتب الدرسية. مات يوم السبت لليلة بقيت من جمادي الآخرة سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف بلكهنؤ. السيد إنشاء الله اللكهنوي الشيخ الفاضل إنشاء الله بن ما شاء الله الحسيني النجفي المرشد آبادي ثم اللكهنوي أحد الشعراء المفلقين، ولد ببلدة مرشد آباد وقدم دهلي مع والده في أيام شاه عالم، وتقرب إليه، ثم سافر إلى لكهنؤ، وتقرب إلى سليمان شكوه بن شاه عالم المذكور، فصار من ندمائه، وصاحبه إلى سنة خمس وعشرين، ثم تقرب إلى نواب سعادت علي خان اللكهنوي أمير أوده وصاحبه مدة من الزمان، ثم سخط عليه الأمير وأخرجه من حضرته، فاعتزل عن الناس واعتراه الجنون. وكان شاعراً مجيداً، مفرط الذكاء، جيد القريحة، خفيف الروح، مزاحاً بشوشاً ضحوكاً، عارفاً باللغة التركية والعربية والفارسية والهندية والأفغانية والبنجابية وغيرها، وفي كل منها له شعر مليح. ومن شعره قوله بالعربية: سكت الحبيب متانة بقي التلذذ ساريا لمساؤه يستحسنون ويزعمون محاكيا توفي سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بها. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 928 مولانا أنوار الحق اللكهنوي الشيخ العالم الصالح أنوار الحق بن أحمد عبد الحق بن محمد سعيد بن قطب الدين الأنصاري اللكهنوي أحد كبار المشايخ القادرية، ولد سنة خمسين ومائة وألف، وقرأ العلم على أعمامه الشيخ أحمد حسين بن محمد رضا والشيخ محمد حسن بن غلام مصطفى ولازمهما زماناً، ثم سافر إلى شاهجهانبور وقرأ كبار الكتب الدرسية على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي ثم رجع، وكان أخذ الطريقة عن أبيه وبايعه في السابع عشر من سنه، وكان واده من رجال العلم والمعرفة، فنال حظاً وافراً من المقامات العالية وفتحت عليه أبواب الحقائق، فأوفى الطريقة واستقام عليها مدة حياته مع التوكل والتبتل وتذكر له كشوف وكرامات، ووقائع غريبة، بسط القول بذكرها الشيخ ولي الله اللكهنوي في الأغصان الأربعة. توفي لأربع ليال بقين من شعبان سنة ست وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، فدفن بها في حديقته، وقبره مشهور داخل البلدة يزار. مولانا أنوار الحق الرامبوري الشيخ العالم الفقيه المحدث أنوار الحق الحنفي الرامبوري أحد العلماء المشهورين، كان من نسل الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، له رسالة في إثبات رفع المسبحة وقت التشهد في الصلاة صنفها سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، وإني رأيتها بخطه. مولانا أنوار الله الجانكامي الشيخ الفاضل أنوار الله بن محمد سليم الحنفي المحمدي الجانكامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بأرض الهند، وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة، وكان متولياً التدريس والخطابة في الجامع الكبير بجانكام، وله الشوارق المكية لدفع الظلمات البدعية رسالة نفيسة له بالعربية صنفها بمكة المباركة. المفتي أنور علي الآروي الشيخ العالم الفقيه المفتي أنور علي الحنفي الآروي أحد العلماء المشهورين، قرأ بعض الكتب الدرسية على صنوه كرامة علي وأحمد علي، ثم سافر إلى كلكته ولازم القاضي عباس على أقضى القضاة في البلاد المشرقية، فقرأ عليه سائر الكتب الدرسية وولي الإفتاء فاستقل به زماناً، ثم ولي القضاء، وكان مشكور السيرة في القضاء، لم يزل يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء. مات بمدينة عظيم آباد حين دخلها قاصداً للحج والزيارة لخمس بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف فدفن بعظيم آباد، كما في قسطاس البلاغة. الشيخ أوحد الدين البلكرامي الشيخ الفاضل أوحد الدين بن علي أحمد العثماني البلكرامي صاحب نفائس اللغات كان من كبار العلماء، ولد ونشأ ببلكرام، وسافر للعلم، فقرأ على مولانا حيدر علي بن عناية علي الحسيني الطوكي، وعلى غيره من العلماء، وأخذ عنه القاضي بشير الدين القنوجي والشيخ محمد بشير السهسواني والشيخ جميل أحمد البلكرامي، وخلق كثير. وله مصنفات عديدة، منها: روضة الأزهار في فنون شتى، ومنها مفتاح اللسان في الأساليب والأمثال العربية، ومنها تذكرة شعراء العرب ومنها شرح على قصيدة بانت سعاد ومنها شرح على ديوان المتنبي وشروح على مقامات الحريري ومنها مجموع في مراسيله بالعربية والفارسية، ومنها نفائس اللغات في المفردات الهندية بالفارسي، صنفه في عهد نصير الدين حيدر الكهنوي، ومن شعره قوله: طالت لويلات النوى تلف المشوق بذي الجفا يا قاتلي بلحاظه لحظي لبعدك ما عفا جد لي بحسنك قبلة إني أرى فيها الشفا الجزء: 7 ¦ الصفحة: 929 زاد الهيام مع العنا وضرام قلبي ما انطفا والجسم ذاب من الضنا والدمع باح بما اختفى فإلى متى هذا الجفا يا متلفي ما قد كفى اطلق أسير محبة فارحم وكن متعطفا أنا في هواك متيم فاسمح وكن لي مسعفا وله: مياسة القد ما ماست وما خطرت إلا وقلبي بحبل الود قد أسرت نشوانة من رحيق الحسن قد سفكت دمي بمقلتها عمداً وما حذرت كأنها غصن بان صيغ من ذهب في خدها روضة أنوارها زهرت خريدة ما رنت إلا ومقلتها حسام لحظ على عشاقها شهرت الله الله كم جور على دنف أظن طينتها بالجور قد خمرت جسمي ترى ثياب السقم مذ بعدت عني والقلب نار الشوق قد سعرت لا تسألوا عن دموعي يا أحبتنا يوم الوداع من العينين كيف جرت بحر تموج بالياقوت في مقلي أم ممطرات بأجفاني قد انحدرت وله: يا سائق الظعن قل لي أنت ما الخبر أأنزل الركب حيث الريم والعفر أما مررت بحي فيه لي رشأ تكلف الشمس أن تحكيه والقمر غصن رطيب رشيق زانه هيف شمس إلى وجهها لم يمكن النظر مذ بان عني لم تدر الكرى مقلي أرعى النجوم وعين الدمع منهمر من لي به وهو ظبي جل منشأه يسل لحظاً لقتلي ثم يعتذر بدر إذا ما بدى فالشمس في خجل أو ماس فالغصن في الأوراق يستتر وافى إلي فسر القلب حين دنا وصد عني فزاد الهم والكدر وله: بدا فغارت نجوم الليل في الأفق وماس فاختطف الأغصان في الورق لا غرو إن قتل العشاق ناظره فكم سبا مهج الآساد بالحدق وا سوء حظي وحالي مذ شغفت به فالجسم في ألم والقلب في قلق لولا مناه بقتل السب ما لبست خدوده حلة من حمرة الشفق يا لائمي لا تلمني في هوى رشأ ذرني فقلي أسير غير منطلق الوجه صبح بليل الشعر مستتر يفوق حسناً ضياء البدر في الغسق توفي سنة خمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. مولانا أولاد أحمد السهسواني الشيخ الفاضل أولاد أحمد بن آل أحمد بن المفتي نظر محمد الحسيني النقوي السهسواني أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم إلى رامبور فقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين، ثم سافر إلى لكهنؤ، وقرأ أكثرها على الشيخ تراب علي والمفتي إسماعيل الجزء: 7 ¦ الصفحة: 930 اللندني وحفظ القرآن بعد فراغه من تحصيل العلوم المتعارفة، ودرس وأفاد. له مصنفات عديدة، منها: ابتداء الصرف ومفتاح اللغات وشمس الضحى وسراج التحقيق في شرح ضابطة التهذيب صنفه لصنوه سراج أحمد وله غير ذلك من المصنفات. توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، وله خمسون سنة، كما في حياة العلماء. السيد أولاد حسن بن أولاد علي القنوجي الشيخ الفاضل أولاد حسن بن أولاد علي بن لطف الله الحسيني البخاري القنوجي مولانا أولاد حسن، كان من ذرية الشيخ جلال الدين حسين الحسيني البخاري الأجي، ولد سنة عشر ومائتين وألف بقنوج، واشتغل بالعلم على الشيخ عبد الباسط القنوجي زماناً، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ أكثر الكتب الدرسية على نور الحق بن أنوار الحق اللكهنوي، ولازمه زماناً، ثم رحل إلى دهلي وأخذ عن الشيخ رفيع الدين وصنوه الكبير عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، ولازم السيد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي وبايعه، واستفاض منه فيوضاً كثيرة، وجاهد معه في سبيل الله، وصار خليفة له في دعوة الخلق إلى دين الله، ورجع إلى بلدته. قال ولده العلامة صديق حسن القنوجي في أبجد العلوم: إنه كان في التقوى والديانة واتباع الحق واقتداء الدليل ورد الشرك والبدع آية باهرة، وقدرة كاملة، ونعمة من الله سبحانه وتعالى، له مؤلفات بالألسنة الثلاثة: الهندية والفارسية والعربية، انتهى. مات سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف بقنوج، وقبره مشهور ظاهر. الشيخ أولاد حسين الشكوه آبادي الشيخ الفاضل أولاد حسين الشيعي الشكوه آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ العلم على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد النقوي النصير آبادي، وتفقه عليه ولازمه ملازمة طويلة، حتى فاق أقرانه في الفقه والأصول والكلام وغيرها. ومن مصنفاته: أنوار الربوبية في الأمور العامة والأعراض الذاتية وتعريفاتها. مات سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، كما تكملة نجوم السماء. حرف الباء السيد باقر بن محمد اللكهنوي الشيخ الفاضل باقر بن محمد بن دلدار علي الشيعي النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي، كان أكبر أبناء والده، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده، وبرع فيه، فولاه أمجد علي شاه اللكهنوي المحكمة العدلية ولقبه منصف الدولة فاستقل بها إلى آخر عهد الملوك الإسلاميين، وعزم على السفر نحو الجزائر الانكليزية مع واجد علي شاه، فسار معه إلى كانبور ثم رجع عنها، كما في قيصر التواريخ. وله مصنفات، منها: تشييد مباني الإيمان في الرد على بصارة العين للعلامة حيدر علي الفيض آبادي، وله رسالة في مبحث رضاع الكبير، ورسالة في نكاح بنت الزانية. مات لثمان ليال خلون من جمادي الآخرة سنة ست وسبعين ومائتين وألف بمرض الاستسقاء، كما في تكملة نجوم السماء. مولانا باقر بن مرتضى المدراسي الشيخ الفاضل العلامة باقر بن مرتضى الشافعي المدراسي أحد العلماء المشهورين، كان من طائفة النوائط، ولد بويلور من أعمال مدراس، سنة ثمان وخمسين ومائة وألف، وتلقى مبادئ العلم عن عمه، ثم عن السيد أبي الحسن الويلوري، ثم سافر إلى الجزء: 7 ¦ الصفحة: 931 ترجنابلي وأخذ عن الشيخ ولي الله واستفاض منه، ثم ترك القراءة عليه واشتغل بمطالعة الكتب، وتفقه وأحكم أصول الفقه والكلام ونظر في الحديث والتفسير، وبرز في ذلك على أهله، وتأهل للفتوى والتدريس وهو دون العشرين، واستعان بكثرة المطالعة وبسرعة الحفظ وقوة الإدراك والفهم وبطوء النسيان، وكان يحضر المجالس والمحافل، فيتكلم ويناظر ويفحم الكبار، ويأتي بما يتحير منه أعيان البلدة في العلم، ولما بلغ العشرين من سنه ولي الإنشاء في ديوان الأمير الكبير نواب محمد علي الكوباموي بمدراس، ووظف بمائتي ربية في الشهر، فاستقل به زماناً، ثم جعله الأمير المذكور معلماً لنجله، ولم يمض على ذلك قليل أيام إلا وقد ظهرت نجابته واشتهرت فضيلته، فأنعم عليه الأمير بأقطاعة في التور كان إيرادها أربعة آلاف ومائتي ربية في السنة، ثم أدخله الأمير في ندمائه. وهو أول من نقل العلوم الدينية من العربي إلى الهندي بناحية مدراس، وكانت له اليد الطولى في معرفة النحو والصرف واللغة، وأما الكلام وعلم التوحيد والعقائد فقد اعترف الناس بفضله في استحضار الأصول وتطبيق المنقول بالمعقول، وله مصنفات فائقة وأبيات رقيقة رائقة بعضها بالعربية وبعضها بالفارسية. أما مؤلفاته بالعربية فمنها: تنوير البصر والبصير في الصلاة على النبي البشير النذير ومنها نفائس النكات في إرساله عليه السلام إلى جميع المكونات ومنها القول المبين في ذراري المشركين ومنها الدر النفيس في شرح قول محمد بن إدريس ومنها النفحة العنبرية في مدح خير البرية وديوان شعر له في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنها العشرة الكاملة فيها عشر قصائد على منوال المعلقات السبع، وله ديوان آخر في الغزل والنسيب، وله مقامات على نهج مقامات الحريري منها: الشمامة الكافورية في وصف المعاهد الويلورية والخطفة العقابية للفارة المسكينة والمقامة الترشنافلية والمقامة الآركاتية والمقامة الحيدر آبادية وله رسائل بليغة جمعها في شمائم الشمائل في نظام الرسائل. وأما مؤلفاته بالفارسية فأحسنها: الرسائل فيما يتعلق بالإمامة من المسائل كتاب مفيد في الكلام، وله جهار صد إيراد بر كلام آزاد، أربعمائة إيراد على كلام السيد غلام علي الحسيني البلكرامي، وله السعادة السرمدية في وجوب المحبة المحمدية وله كشف الغطاء عن أشراط يوم الجزاء وله شرح ديباجة المثنوي المعنوي وله أفغان ني شرح الغزل الأول من ديوان حافظ وله رسالتان في شرح البيتين الأولين من المثنوي المعنوي وله إتحاف السالك في شرح كلما خطر ببالك وله بيان دل نهاد في شرح رباعي المستزاد وله إيقاظ الغافلين وإرشاد الجاهلين ونغمه بيدل نواز والسحر الحلال في ذكر الهلال وجلاء البصائر في نقص دلائل المناظر والإعلان بالأذان عند تغول الغيلان والاستعاذة بالله الواحد القهار عند سماع نهيق الحمار وتبيين الإنصاف وتوهين الاعتساف فيما ثبت من أخبار الشيعة من الاختلاف ورد الكذب على الكاذب المنكر لشرف الملقب بالصاحب وكمال العدل والإنصاف الدال على العدول عن الاعتساف ورسالة النقول البديعة في أقسام الشيعة ودلائل الإثني عشرية في رد بعض هفوات الإمامية والحجة المنيعة في إلزام الشيعة والرباعيات البديعة في مناقب الشيعة ورسالة أخرى في بعض أخبار الشيعة ورسالة في شرح الحديث أنتم أعلم وعين الإنصاف وكمال الإنصاف ومعذرت نامه وديوان الشعر الفارسي. وأما مؤلفاته بالهندية فهي: هشت بهشت ورياض الجنان وتحفة الأحباب في مناقب الأصحاب وفرائد ومحبوب القلوب وتحفة النساء وروضة السلام وكلزار عشق وافسانه رضوان شاه وفسانه روح أفزا وصبح نو بهار عشق وندرت عشق وعرفات عشق وحيرت عشق وحسرت عشق وروب سنكار وديوان الشعر الهندي. ومن شعره قوله رحمه الله: قد صيرني الهوى جذاذا يا ليتني مت قبل هذا الجزء: 7 ¦ الصفحة: 932 ما أفعل لم أجد لآهي في صخر فؤادها نفاذا في فرعك قد خفيت لكن من طرفك لا أرى ملاذا أربيت على الحديد طبعا بالقطع وإن حكيت لاذا إن كنت رضيت عن صدودي أدركت من النوى لذاذا ألفيت هواك صفو عمري أبغيه وإن عدا وآذى آكاه إذ أهراق دمعا اغمضت وخلته رذاذا وقوله: في كاظمة أو ذي سلم قد ضل فؤادي بالسدم كالريح يجول بمسرحه كالنار يلوح على علم بالمدمع يحكي غادية بالزفرة يشبه بالضرم قد أبصر فيها بهكنة بالنجم رزت بالمبتسم لو واجه غرتها شمس لغدت أسفاً رهن الندم لو شافه طرتها قمر لتحير في جنح الظلم لله قساوة مهجتها لا تحسب كالحناء دمي مرت وأصارتني جنفا كالأثر طريحاً في اللقم لا أدري أين محلتها فبقيت حسيراً كالوجم لا تنظر قط إلى أسفي لا تسأل حالي في الألم آكاه تناهت حيرته أدركه إلهي بالكرم وله: أيا نفساً تجهلت ببطلان تقولت ومن دهليز إلحاد إلى كفر تنقلت وبعد الخوض في رفض إلى شرك ترحلت تحمرت تكلبت تخنزرت تغولت وفي تنقيص من كملت بخير الخلق أوغلت لقد كانت حبيبته فما لك ما تأملت بحمقك سب من برأت لوحي الله سهلت حجيرتها لها ملك وأنت علام عولت وكانت في تصرفها وأنت على المرا ظلت وتلك وبيت زهراء سواء لو تعقلت شهود الوحي ما قسموا تراثاً أنت بدلت وكان المرتضى منهم فعنه قد تحولت عن السبطين أعرضت إلى الشيطان أرقلت الجزء: 7 ¦ الصفحة: 933 ولو آذيتها مع ذا بدرك لظى تنزلت وقد عارضها بهاء الدين محسن العاملي وأحمد بن محمد الشرواني. وكانت وفاة الشيخ باقر بن مرتضى المدراسي المترجم له لست عشرة خلون من ذي الحجة سنة عشرين ومائتين وألف، وأرخ محمد غوث بن ناصر الدين المدراسي لعام وفاته من قوله: قد مات فرد العصر، كما في حديقة المرام. مرزا باقر الطباطبائي الشيخ الفاضل باقر بن فلان الطباطبائي الأصفهاني ثم الدهاكوي أحد العلماء الشيعة، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه وأثنى على فضله وبراعته في العلوم كلها لا سيما في الفقه والفنون الأدبية. الحكيم ببر علي الموهاني الشيخ الفاضل العلامة ببر علي بن شير علي الحسيني الموهاني الحكيم المشهور بالحذاقة، ولد ونشأ ببلدة موهان وقرأ العلم على أساتذة عصره بلكهنؤ وأكبر آباد، ثم لازم الحكيم ذكاء الله خان الأكبر آبادي، وأخذ عنه الصناعة الطبية، ثم استخدمه صاحب دهولبور، وكانت له اليد الطولى في معرفة دلائل النبض، وتشخيص الأمراض، ووصف الأدوية النافعة، ورزقه الله سبحانه قولاً تاماً، فصار مرجعاً إليه، وانتفع بعلومه خلق كثير. ومن مصنفاته: نفع العوام كتاب مفيد في المعالجات. الشيخ ببر علي الأخباري الشيخ الفاضل ببر علي الأخباري الفقيه المحدث أحد علماء الشيعة، سافر إلى العراق، ومات بها لثلاث بقين من جمادي الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، فدفن عند مشهد الحسين - عليه وعلى أبيه وجده السلام - بكربلاء. مولانا بدر الدين الرامبوري الشيخ الفاضل بدر الدين الحنفي الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. الحكيم بدر الدين السهسواني الشيخ الفاضل بدر الدين بن صدر الدين العمري التهانيسري ثم السهسواني أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره وقرأ قانون الشيخ علي العلامة رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي، وتطبب على أحد الأطباء بدهلي، ثم رجع إلى بلدته، وبعد مدة يسيرة دخل لكهنؤ، وأقام بها مدة طويلة، له تعليقات على قانون الشيخ. مات سنة ستين ومائتين وألف بمرض السرطان ببلدة سنديله، كما في حياة العلماء. الشيخ بدل خان الفرخ آبادي الشيخ الفاضل بدل خان بنكش الاسترزئي الفرخ آبادي أحد العلماء الصالحين، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه، وقال: قرأ النحو والعربية على المفتي محمد عوض البريلوي، وقرأ المتوسطات من الكتب الدرسية على الشيخ حسن علي البدايوني، والمطولات منها على الشيخ عبد الرحيم السندي، وكان معدوم النظير في الفقر والفناء، أخذ الطريقة عن السيد زاهد علي الجونبوري، وكان معتزلاً عن الناس. توفي لخمس ليال خلون من شعبان سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف. مولانا برهان الدين الديوي الشيخ العالم الفقيه برهان الدين بن سرفراز علي الأعظمي الديوي أحد العلماء المشهورين، كان من نسل المفتي عبد السلام الديوي، ولد ونشأ بديوه وقرأ العلم على عمه الشيخ ذي الفقار علي الديوي، وسافر معه إلى رائي بريلي ولبث بها مدة طويلة في زاوية السيد محمد عدل النقشبندي البريلوي، وكان الجزء: 7 ¦ الصفحة: 934 شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم النظامي اللكهنوي يقول: إنه كان يدرس بها وصنف لأقرباء السيد المذكور حاشية على شرح التهذيب لليزدي، انتهى. وله مصنفات كثيرة، منها: المحاكمة بين الشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي والشيخ رشيد الدين الدهلوي في المسائل الخلافية، ومنها رسالة في تحقيق الأوزان ورسالة في أحكام عيد الفطر ورسالة في أحكام عيد الأضحى ورسالة في أحكام النكاح ورسالة في تحقيق الإشارة بالسبابة في الصلاة ورجح القول بالمنع، ورسالة في تحقيق النذور والذبائح، ورسالة في مسائل الربا والرسالة في المواريث وله حاشية على مبحث الطهر المتخلل من شرح الوقاية وحاشية على شرح التهذيب لليزدي. مولانا برهان الحق اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه برهان الحق بن نور الحق بن أنوار الحق الأنصاري اللكهنوي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده، وعلى غيره من العلماء وسافر إلى الحرمين الشريفين مرتين، مرة في سنة اثنتين وخمسين ومرة في سنة إحدى وستين، وسافر إلى بغداد، وأقام بالحرمين الشريفين ثلاثة أعوام، وأخذ الحديث بها عن الشيخ جمال مفتي الأحناف بمكة المباركة والشيخ محمد عابد السندي، وله إجازة في الطريقة عن والده وعن الشيخ عبد الوالي اللكهنوي، وقد أدركه السيد الوالد ببلدة لكهنؤ سنة خمس وثمانين، وكانت وفاته سنة ست وثمانين ومائتين وألف. مولانا بزركك علي المارهروي الشيخ العالم الكبير بزركك علي بن حسن علي الحنفي المارهروي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بمارهره، وتلقى مبادئ العلم في بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ وكلكته، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا حيدر علي الحسيني الطوكي، وعلى غيره من العلماء، ثم ذهب إلى دهلي وأسند الحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، وبرع في جميع العلوم، لا سيما الفنون الرياضية، ثم تصدر للتدريس بأكبر آباد، فدرس وأفاد بها زماناً، ثم استقضى ببلدة عليكده وكان يدرس في أيام اشتغاله بالقضاء أيضاً، ثم ترك الخدمة وسافر إلى طوك في أيام وزير الدولة فجعله قاضي القضاة في بلدته، فاستقام على تلك الخدمة مدة عمره. ومن مصنفاته: العجالة النافعة وإثبات الحق في المناظرة بالمسيحيين، توفي لإحدى عشرة من شوال سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، كما في المشاهير. الشيخ بشارة الله البهرائجي الشيخ العالم الفقيه بشارة الله بن أمانة الله بن أمان الله بن رحمة الله أبو محمد العلوي البهرائجي أحد المشايخ النقشبندية، ولد سنة إحدى ومائتين وألف ببلدة بهرائج وتربى في مهد عمه الشيخ نعيم الله، وقرأ عليه المختصرات ولازمه زماناً، ولما توفي نعيم الله سار إلى دهلي، وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ رفيع الدين وصنوه الشيخ عبد القادر، وكان يحضر دروس الشيخ الأجل عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي أيضاً ويستفيد منه، وكان يحضر لدى الشيخ غلام علي العلوي النقشبندي ويلازمه في خلواته، ثم لما حصل له الفراغ من الكتب الدرسية انقطع إليه بقلبه وقالبه، وأخذ عنه الطريقة، وبلغ رتبة قلما وصل إليها أصحابه، حتى صار صاحب سره، فاستخلفه الشيخ، وكان يحبه حباً مفرطاً، ويقول: إن أربعة رجال من أصحابي سلمهم الله بحانه، وكثر أمثالهم مربوطة بالمودة، والمودة أعز من القرابة: الشيخ أبو سعيد أسعده الله سبحانه وولده أحمد سعيد جعله الله تعالى محموداً، ورؤف أحمد رأف الله به، وبشارة الله جعله الله مبشراً بقبوله، انتهى، كما في رسالة الشيخ عبد الغني رحمه الله. توفي يوم الخميس غرة جمادي الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين وألف ببلدة بهرائج فدفن بها. مولانا بشير أحمد النصير آبادي الشيخ الفاضل بشير أحمد بن كاظم علي النصير آبادي أحد العلماء المبرزين في المنطق الجزء: 7 ¦ الصفحة: 935 والحكمة، ولد ونشأ بنصير آباد واشتغل بالعلم مدة في بلدته ثم سافر إلى لكهنؤ، وأخذ عن الشيخ تراب علي اللكهنوي وعن غيره من العلماء ثم تصدر للتدريس، وكان قوي الحفظ، سريع الإدراك. توفي سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. القاضي بشير الدين القنوجي الشيخ الفاضل العلامة بشير الدين بن كريم الدين العثماني القنوجي أحد العلماء المشهورين، ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف ببلدة قنوج ونشأ بمدينة بريلي وقرأ القرآن على أحمد علي الحافظ الامام بجامع بريلي، وقرأ النحو والصرف وبعض رسائل المنطق على تفضل حسين البريلوي، وقرأ بعض رسائل العروض والبيان والبديع والحساب والفرائض والفقه على والده، وقرأ بعض رسائل المنطق كمير زاهد رسالة وشرح السلم لبحر العلوم وشرحه لحمد الله وتشريح الأفلاك وتحرير الأقليدس علي مولوي محمد حسن البريلوي، وقرأ شرح التهذيب للدواني وحاشيته لمير زاهد وشرح الجغميني علي مولوي محمد علي بن أخت المفتي شرف الدين، وقر المختصر للتفتازاني والتوضيح وحاشيته التلويح وهداية الفقه وتفسير البيضاوي على الشيخ إله داد الرامبوري، وقرأ المطول والمقامات للحريري والمعلقات السبع وديوان المتنبي وديوان الحماسة على مولانا أوحد الدين البلكرامي، وقرأ ما بقي له من الكتب الدرسية على مولانا قدرة الله اللكهنوي، وأخذ الحديث عن الشيخ رحيم الدين البخاري عن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي، وقرأ فاتحة الفراغ وله اثنتان وعشرون سنة ثم تصدر للتدريس، وأقام مدة من الزمان ببلدة طوك ومراد آباد ودهلي وعليكده وكانبور وكان يدرس ويفيد بها، ثم ذهب إلى بهوبال سنة خمس وتسعين وولي القضاء بها، أخذ عنه الشيخ شمس الحق الديانوي والسيد أمير علي المليح آبادي والسيد أمير حسن السهسواني والشيخ وحيد الزمان اللكهنوي والشيخ عليم الدين الشاهجهانبوري والسيد إمداد العلي الأكبر آبادي وخلق كثير من العلماء. ومن مصنفاته: حاشية على شرح السلم لحمد الله، وحاشية على مير زاهد شرح المواقف وله حل أبيات المطول وحل شواهد الكتب الدرسية في النحو والصرف، وشرح جزء من أجزاء المؤطا وتخريج أحاديث شرح العقائد وكشف المبهم شرح على مسلم الثبوت وهو أشهر مصنفاته، وله تفهيم المسائل والصواعق الالهية وغاية الكلام في إبطال عمل المولد والقيام وأحسن المقال في شرح حديث: لا تشد الرحال وبصارة العينين في منع تقبيل الابهامين وله غير ذلك من الرسائل. مات في ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائتين وألف بمدينة بهوبال، كما في تذكرة النبلاء. القاضي بشير الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل بشير الدين بن قطب الدين بن أمين الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد رجال العلم والصلاح، ولد ونشأ بكاكوري، وقرأ العلم على والده وأعمامه وعلى الشيخ فضل الله العثماني النيوتيني والشيخ حسين أحمد المليح آبادي والشيخ تقي علي الكاكوروي، وأسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد والشيخ تقي علي المذكورين، ثم ولي القضاء ببلدة فتحبور سيكري وكان صالحاً، متين الديانة، رفيع القدر، يدرس ويفيد. مات لأربع ليال بقين من شوال سنة ست وتسعين ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع العلماء. الشيخ بشير علي الأمروهوي الشيخ الصالح بشير علي بن فيض علي بن ضيف الله الحسيني الأمروهوي أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بأمروهه، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ تراب علي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم دخل دهلي وأخذ الطريقة عن الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي، ولازمه زماناً، ثم رجع إلى بلدته. أخذ عنه خلق كثير وكان يدرس ويفيد ويذكر. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 936 الحكيم بقاء الله الأكبر آبادي الشيخ الفاضل بقاء الله بن إسحاق بن إسماعيل الدهلوي الأكبر آبادي الطبيب المشهور بالحذاقة، كان من نسل بقاء خان الحكيم المشهور، مات يوم الإثنين من شهر شوال سنة خمس عشرة ومائتين وألف بمدينة أكبر آباد فدفن عند أخيه ذكاء الله في مقبرة الشيخ علاء الدين، كما في مهر جهانتاب. الحكيم بقاء الله السنديلوي الشيخ الفاضل بقاء الله بن مقبول أولياء بن غلام أشرف الحسيني السنديلوي الطبيب المشهور، كان اسمه قادر بخش، ولد ونشأ ببلدة سنديله وقرأ العلم على الشيخ حيدر علي بن حمد الله السنديلوي وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم ببر علي الموهاني، وكان مرزوق القبول. مات لسبع عشرة خلون من شوال سنة أربع وستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. السيد بنده حسين اللكهنوي الشيخ الفاضل بنده حسين بن محمد بن دلدار علي الشيعي النقوي النصير آبادي أحد العلماء المجتهدين في الشيعة، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى أخيه مرتضى بن محمد، ولازمهما مدة من الزمان، وحصل له الإجازة من والده، فلما توفي ولده تولى الاجتهاد حسب وصيته. ومن مصنفاته: الرسالة الخليلية وتحفة السالكين ومقطوع اليد والصراط السوي ونهج السداد والمواعظ الحسينية. مات سنة أربع وتسعين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، فدفن في حسينية جده كما في تكملة نجوم السماء. مولوي بهادر حسين المئوي الشيخ الصالح بهادر حسين المئوي الأعظكدهي أحد العلماء المتورعين، ولد ونشأ بمئو، قرية عظيمة من أعمال أعظمكده وسافر للعلم إلى بنارس وقرأ بها على أساتذة عصره، وبرع وفاق أقرانه في كثير من العلوم، ثم رجع إلى بلدته، وكان قوي الحفظ، سريع الإدراك، صالحاً، متين الديانة، يسترزق بالحياكة. مات سنة سبعين ومائتين وألف، كما في تاريخ مكرم. بهادر شاه التيموري لما مات أكبر شاه التيموري أمير المؤمنين 1254 هـ جلس على سريره ولده أبو ظفر بهادر شاه وتمتع براتب أبيه، ثم أضيف إليه خمسة وعشرون ألفاً. وكان شاعراً صوفياً من مريدي الشيخ فخر الدين الدهلوي، ولما ثارت العساكر الإنكليزية على الإنكليز سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ذهبت إلى دهلي، وبايعت أبا ظفر بهادر شاه، وسفكت الدماء، ونهبت الأموال، ثم غلب الإنكليز على الجنود الوطنية، ألقي القبض على أبي ظفر، فأرسل به إلى رنجون عاصمة بورما فمات بها سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف. وكان يتصف ببعض صفات الفتوة والغيرة، وكان جديراً بأن ينهض بالعائلة الحاكمة، وساعده الزمان وتوفرت له الأسباب، ولكن الحكومة المغولية كانت قد بلغت منتهى الضعف وسرى الوهن في أبناء البلاد، فكان شأنه في ذلك شأن آخر الملوك في الحكومات المنقرضة. وقد عاملته الحكومة الإنكليزية بقسوة نادرة ووحشية بالغة فقتلت أبناءه بين يديه وهو يتحمل كل ذلك في صبر وجلد، وعجز واضطرار. ويمتاز شعره بالرقة والتأثير نتيجة أحواله الشخصية، وتجاربه المريرة، يتجلى فيه الحزن والتعبير عن المشاعر الرقيقة مع التجلد وسمو الهمة وقوة العزيمة، وكان يتلقب في الشعر بظفر. حرف الباء الفارسية الشيخ بناه عطاء السلوني الشيخ العالم الصالح بناه عطاء بن كريم عطاء بن محمد بناه بن محمد أشرف ابن بير محمد العمري الجزء: 7 ¦ الصفحة: 937 السلوني أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد سنة عشر ومائتين وألف بسلون بفتح السين المهملة من أعمال رائي بريلي ونشأ بها في مهد العلم والمشيخة، وقرأ الكتب الدرسية، وتأدب على الشيخ أحمد بن محمد الشرواني صاحب نفحة اليمن وأسند الحديث عن القاضي عبد الكريم النكرامي مشافهة وعن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي مكاتبة وقد تتلمذ في الفارسية على شاعر الفارسية المشهور بمرزا قتيل ولما مات والده تولى الشياخة، وكان على قدم آبائه في السخاء والكرم. ومن مصنفاته: النجم الثاقب لمن يكاتب والدر النظيم وبهجة المجالس كلها في العلوم الأدبية، وله كتاب حافل في الحديث سماه بأنوار الحق بأحاديث أشرف الخلق وأشرف السير كتاب له في أخبار المشايخ الجشتية، وله غير ذلك من الرسائل والكتب يبلغ عددها إلى خمسة وستين كتاباً. توفي سنة خمس وسبعين ومائتين وألف ببلدة سلون. الحكيم بير بخش الدهلوي الشيخ الفاضل بير بخش العمري التهانيسري ثم الدهلوي أحد الأفاضل المشهورين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم قرأ الكتب الطبية على الحكيم نصر الله وتطبب على الحكيم أحسن الله الدهلويين، ثم تصدر للدرس والإفادة، ذكره أحمد بن محمد المتقي الدهلوي المشهور بسيد أحمد خان في آثار الصناديد. حرف التاء المفتي تاج الدين المدارسي الشيخ الفاضل تاج الدين بن غياث الدين المدراسي الخطاط المشهور، ولد بمدراس سنة أربع عشرة ومائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ تراب علي ابن نصرة الله العباسي والشيخ حسن علي الماهلي الجونبوري وعلى غيرهما من العلماء، وولي الإفتاء سنة ثمان وأربعين ببلدة بالم كوتهه فاستقل به زماناً، مدة في جنكل بيت ومدة في سيكاكول وفي غير ذلك من المقامات، وكان رجلاً خفيف الروح، بشوشاً، طيب النفس، حسن الأخلاق. له مصنفات عديدة، منها: رسالة في الصرف وتاج القواعد رسالة له في قواعد اللغة الفارسية ومجمع البحرين رسالة في العروض، وجمنستان شرح كلستان سعدي وحاشية على شرح السلم للقاضي، وله ديوان الشعر الفارسي، كما في مهر جهانتاب. السيد تاج الدين السهسواني الشيخ العارف تاج الدين بن عارف علي الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على مولانا بزركك علي المارهروي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الحديث عن الشيخ إسحاق بن محمد أفضل العمري الدهلوي، وقيل: إنه قرأ على الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي وإخوته، ثم سافر إلى بلاد العرب ومصر والشام، فحج وزار، ورجع إلى بلدته بعد مدة طويلة، فصرف عمره في الإفادة والعبادة. مات بسهسوان لأربع ليال بقين من شوال سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، وله تسعون سنة، كما في حياة العلماء. مولانا تراب علي اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة تراب علي بن شجاعة علي بن فقيه الدين بن محمد دولة ابن المفتي أبي البركات الدهلوي الأمروهوي ثم اللكهنوي، أبو البركات ركن الدين، كان من العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ببلدة لكهنؤ سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف وقرأ العربية على مولانا مخدوم الحسيني اللكهنوي، وبعض رسائل المنطق والكلام والأدب على الشيخ مظهر علي التاجر، وقرأ سائر الكتب الدرسية على المفتي إسماعيل بن الوجيه المراد آبادي والمفتي ظهور الله الأنصاري اللكهنوي، ثم أقبل إلى الدرس والإفادة إقبالاً كلياً، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وخمسين، فحج وزار وأخذ الحديث عن المفتي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 938 عبد الله سراج المكي، ثم عاد ودرس مدة حياته، أخذ عنه الشيخ معين الدين الكروي والقاضي أنور علي المراد آبادي والسيد غني نقي الزيدبوري، وخلق كثير لا يحصون بحد وعد. ومن مصنفاته: التعليق المرضي على شرح القاضي وشرح الشرح على القاضي والتعليق الأحسن على شرح ملا حسن وحاشية على شرح السلم لحمد الله وحاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي وشمس الضحى لإزالة الدجى حاشية له على حاشية غلام يحيى البهاري وتكملته المسماة بتكملة العلي للواء الهدى ومنها: القراضة الغالية وإزالة العضل عن أشعار المطول والهلالين على الجلالين. توفي لإثنتي عشرة خلون من صفر سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف ببلدة محمد آباد فدفن بها، كما في شمس التواريخ. نواب تراب علي خان الحيدر آبادي الوزير الكبير ذو القدر الخطير تراب علي بن محمد علي بن بديع الزمان بن محمد صفدر بن شمس الدين بن محمد تقي بن محمد باقر الأويسي البيجابوري الحيدر آبادي نواب سالار جنك شجاع الدولة مختار الملك، كان من مشاهير رجال الهند، لم يكن في زمانه مثله في الدهاء والتدبير والسياسة، ولد سنة ست وأربعين ومائتين وألف، ونشأ في مهد عمه سراج الملك، واكتسب الفضائل العلمية، ولما توفي عمه المذكور سنة تسع وستين، ولي الوزارة الجليلة بحيدر آباد في أيام ناصر الدولة وله نحو خمس وعشرين سنة، فافتتح أمره بالعقل والرزانة، وعنى بالمالية عناية عظيمة، وأدى الديون واسترد الأقطاع التي كانت مرهونة في أيدي الناس من العرب والأفغان وغيرهم، وقسم الأقطاع على ولايات ومتصرفيات وعمالات، ورتب الدواوين، وحفر الأنهار وسد الثغور، وعمر البلاد، ووسع في الزراعة والتجارة، وأصلح الطرق والشوارع، وبالغ في منع الارتشاء والخيانة، وشدد على أصحابها حتى ظلت الدولة آمنة مطمئنة لا تكاد توجد مثلها في عصر من العصور، وكان مع شدة اعتنائه بالأمور الداخلية كثير الاشتغال بالأمور الخارجية، أصلح المعاهدات الدولية بينه وبين الإنكليز، وأيدهم في زمان ثورة أهل الهند سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف تأييداً لا مزيد عليه ولا يتصور فوقه، كلها في أيام ناصر الدولة وولده أفضل الدولة مع أنهما كانا لا يساعدانه في إصلاح الأمور، ثم لما مات أفضل الدولة سنة خمس وثمانين وتولى المملكة ولده محبوب علي خان وكان صغير السن، أخذ بيده عنان السلطة واعتنى بالمهمات فوق ما كان يعتني بها قبله، ورحل إلى كلكته سنة ثمان وثمانين فلقي بها نائب السلطة الإنكليزية وفاوضه في المهمات ولقبه الإنكليز كي، جي، سي، ايس، آئي ورحل إلى بمبئ سنة اثنتين وتسعين لاستقبال برنس آف ويلز بن ملكة إنكلترا وولي العهد، وسافر إلى كلكته مرة ثانية في تلك السنة وسافر إلى الجزائر البريطانية سنة ثلاث وتسعين، وساح البلاد الأوربية، ولقي هنالك تعباً ومحنة لأجل سقطة فكسرت عظام رجله في أثناء الطريق، ولما وصل إلى لندن استقبله كبار الأمراء بها، وأضافته ملكة انكلترا وولدها المذكور وبعض كبار الأمراء ورجال السياسة الإنكليزية، ومنحته أعضاء دار العلوم بآكسفورد شهادة ذي، سي، إل وكان غرضه من هذا السفر كلامه في أقطاع برار التي استولى عليها الانكليز، فلم ينجح في مهمته ورجع إلى حيدر آباد ورحل إلى دهلي في تلك السنة ملازماً لركاب صاحبه، ولما رجع إلى حيدر آباد ورحل إلى دهلي في تلك السنة ملازماً لركاب صاحبه، ولما رجع إلى حيدر آباد توفي، وكان ذلك في ليلة بقيت من ربيع الأول سنة ثلاثمائة وألف. الشيخ تراب علي الكاكوروي الشيخ العالم الصالح تراب علي بن محمد كاظم العلوي الكاكوروي أحد المشايخ القلندرية، ولد سنة إحدى وثمانين ومائة وألف بكاكوري، ونشأ بها، وقرأ الكتب الدرسية بعضها على قدرة الله البلكرامي ومعين الدين البنكالي، وأكثرها على الشيخ حميد الدين الكاكوروي، وقرأ بعض الرسائل على القاضي نجم الدين ابن حميد الدين، وقرأ هداية الفقه على مولانا فضل الله النيوتيني، وقرأ رسائل التصوف على والده، وأقبل إلى قرض الشعر والتصوف، واشتغل على والده بالأذكار والأشغال مدة، حتى برع في العلم والمعرفة، وتولى الشياخة مقام والده، وحصلت له الإجازة عن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 939 الشيخ مسعود علي القلندر الإله آبادي وشيوخ آخرين. ومن مصنفاته: المقالات الصوفية ومطالب رشيدي والأصول المفسرة وكشف المتواري في أخبار نظام الدين القارئ وأصول المقصود وتعليم الأسماء وشرائط الوسائط واسناد المشيخة وديوان الشعر وغير ذلك. مات لخمس خلون من جمادي الأولى سنة خمس وسبعين ومائتين وألف وله أربع وتسعون سنة كما في الانتصاح. الشيخ تراب علي الخير آبادي الشيخ الفاضل الكبير تراب علي بن نصرة الله العباسي الخير آبادي أحد العلماء المبرزين في المعارف الأدبية، ولد بخير آباد سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، وقرأ العلم على الشيخ غلام إمام الرضوي والسيد عبد الواحد الخير آبادي، وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، فسافر إلى كلكته وولي السفارة، فرحل إلى إيران سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، فساح إيران بصحبة رجال السياسة الانكليزية، ثم نزل مدراس وولي التدريس بها، فدرس وأفاد مدة طويلة، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة إحدى وأربعين فحج وزار، وابتلى بمرض في أثناء السفر، فلما وصل إلى سرينكا بتنم من أعمال ميسور توفي إلى رحمة الله سبحانه. وكان صاحب قوة ورزانة وصلابة في الدين، طويل القامة، حسن الهيئة، له مصنفات منها: وسيط النحو والدر المنظوم في المنطق وأعطاه أمير مدارس سبعة آلاف ربية صلة لذلك الكتاب. توفي لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، كما في حديقة المرام. مولانا تصدق حسين العظيم آبادي الشيخ الفاضل الكبير تصدق حسين بن عبيد الله بن غلام بدر بن سليم الله الأنصاري النكرنهسوي العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين، قرأ النحو والعربية على سلطان أحمد الولايتي بمدينة إله آباد، وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ ولي الله اللكهنوي بمدينة لكهنؤ وأخذ الفنون الرياضية عن إبراهيم حسين اللكهنوي، ثم رجع إلى بلدته واشتغل بالدرس والإفادة، له تعليقات على شرح هداية الحكمة للميبذي، وله ديوان الشعر الفارسي. توفي يوم الثلاثاء لثمان بقين من صفر سنة ثمان وستين ومائتين وألف بقرية نكرنهسه كما في تذكرة النبلاء. نواب تفضل حسين الحيدر آبادي الأمير الكبير تفضل حسين بن أكبر علي بن نظام علي بن قمر الدين الصديقي الحيدر آبادي سبهدار جنك أنوار الدولة سيف الملك نواب تفضل حسين خان كان رابع أبناء والده، ولد سنة ست عشرة ومائتين وألف بحيدر آباد، ونشأ في مهد السلطة في أيام جده وأبيه، وقرأ العلم على السيد سلطان علي وقادر محي الدين ومحمود عالم وجمع من العلماء، وبرز في العلوم الدينية، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ شجاع الدين الحسيني الحيدر آبادي والشيخ سعد الله النقشبندي نزيل حيدر آباد، وكان ورعاً تقياً متعبداً، صاحب صلاح وطريقة، اعترف العلماء بفضله ونبالته، وكان راتبه الشهري ستة آلاف له، وستة آلاف للخيل، مع أقطاع الأرض، تحصل له منها كل سنة مائة ألف وثلاثون ألف ربية. مات لسبع عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف يوم الجمعة بحيدر آباد، كما في تزك محبوبي. نواب تفضل حسين اللكهنوي الفاضل العلامة تفضل حسين بن أسد الله بن كرم الله اللاهوري ثم اللكهنوي نواب تفضل حسين خان، كان من الأفاضل المشهورين في الهند، لم يكن في زمانه مثله في الفنون الرياضية، ولد بسيالكوت، ودخل دهلي وله ثلاث عشرة سنة، وأخذ الفنون الحكمية عن الشيخ محمد وجيه الدهلوي، والفنون الرياضية عن محمد علي بن خير الله المهندس المشهور، ولما بلغ الثامنة عشر من سنه قدم إلى لكهنؤ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 940 مع أبيه، وقرأ حاشية السيد الزاهد على شرح المواقف على الشيخ محمد حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ثم تصدر للإفادة وتقرب إلى شجاع الدولة فجعله أتابكاً لولده سعادت علي خان، فذهب معه إلى إله آباد ودار معه حيث دار، فلما وصل إلى مدينة بنارس انحاز عنه وسافر إلى كلكته، وتقرب إلى نائب الملك العام، وعاش مدة في مصاحبته، وتعلم اللغة الانكليزية واللاطينية، وأقبل على العلوم الرياضية إقبالاً كلياً، واشتغل بها مدة من الزمان، ففاق أقرانه بل على من تقدمه من العلماء في تلك العلوم، وجاء إلى بلدة لكهنؤ مع جنرل بالمر سنة ست أو سبع وتسعين ومائة وألف، ثم ذهب إلى كلكته، وتردد إلى لكهنؤ غير مرة، وبعثه آصف الدولة صاحب أوده إلى كلكته بالسفارة إلى الدولة الانكليزية سنة ثلاث ومائتين وألف، فاستقل بها مدة، ثم ولاه الوزارة سنة إحدى عشرة ومائتين فاستقل بها زماناً، ولما تولى المملكة سعادت علي خان دبر الحيلة لإخراجه، فبعثه إلى كلكته، ووعده أن يصل إليه منشور السفارة بكلكته، فلم يف به فاغتم بذلك، وابتلى بأمراض صعبة، ورجع إلى لكهنؤ، فلما وصل إلى هزاري باغ مات بها، كما في قيصر التواريخ. قال التستري في تحفة العالم: إنه كان نادرة من نوادر الزمان معدوم النظير، في العلم وكثرة الدرس والإفادة، مع اشتغاله بالمهمات، وكان من عادته أن لا يأكل الطعام في اليوم والليلة إلا مرة واحدة، وأن لا ينام إلا في ساعات معدودة من النهار من الفجر إلى الضحى، وكان يشتغل بتدريس الفنون الرياضية من الضحى إلى الهاجرة، ثم يشتغل بمهمات الدولة ويتردد إليه الولاة والحكام ويتردد إليهم أحياناً إلى وقت العصر، ثم يدرس الفقه على مذهب الشيعة ويصلي الظهرين ثم يأكل الطعام، ثم يدرس الفقه على مذهب الأحناف، ثم يصلي العشائين، ثم يخلو ويشتغل بمطالعة الكتب، ولا يزال مشتغلاً بها إلى الصباح، ثم يصلي الفجر، ثم يأمر باحضار المغنين فيغنون ويرقصون، وهو نائم إلى الضحوة، ولذلك عرضت له الأمراض المتعددة من الماليخوليا والفالج سنة أربع عشرة ومائتين وألف، وكان حينئذ بكلكته فشد الرحل إلى لكهنؤ لتبديل الهواء والعلاج، فلم يصل إليها ومات في أثناء السفر، انتهى. ومن مصنفاته: شرح على مخروطات ايلوينوس وشرح على مخروطات ديوبنال وشرح على مخروطات سمسن وله رسالتان في الجبر والمقابلة، وله تعليقات على الكتب الدرسية، تدل على تبحره في العلوم الحكمية. مات لثمان عشرة خلون من شوال سنة خمس عشرة ومائتين وألف، كما في نجوم السماء. الشيخ تقي علي الكاكوروي الشيخ الفاضل الكبير تقي علي بن تراب علي بن محمد كاظم العلوي الكاكوروي أحد العلماء المشهورين في كثرة الدرس والإفادة، ولد بكاكوري في شهر رجب سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف ونشأ بها في مهد العلم والطريقة، وقرأ بعض الكتب الدرسية على عمه الشيخ حماية علي، وبعضها على صنوه الكبير حيدر علي، ثم لازم الشيخ مستعان بن عبد السبحان الكاكوروي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ولبس الخرقة من والده، وأسند الحديث عن الشيخ أمين الدين بن حميد الدين الكاكوروي، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، ومن مصنفاته: الروض الأزهر في مآثر القلندر. مات يوم الأربعاء لسبع عشرة خلون من رجب سنة تسعين ومائتين وألف، كما في الانتصاح. مولانا تهور علي النكينوي الشيخ العالم المحدث تهور علي بن مظهر علي الحسيني النكينوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة نكينه وقرأ أياماً على أساتذة بلدته، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الشيخ مخدوم الحسيني اللكهنوي، وأسند الحديث عنه، وهو أخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي والشيخ فاخر بن يحيى الإله آبادي، ثم قصر همته على الدرس والإفادة، أخذ عنه جمع كثير من العلماء، منهم: القاضي بشير الدين العثماني القنوجي والسيد محمد مخدوم بن ظهير الدين الحسيني اللكهنوي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 941 حرف الثاء مولانا ثابت علي البهكوي الشيخ الفاضل ثابت علي بن نهال الدين الصديقي البهكوي أحد العلماء المبرزين في العربية، ولد بقرية بهكا من أعمال إله آباد واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى لكهنؤ، وأخذ عن الشيخ محمد أشرف اللكهنوي ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس، وكان ممن يشار إليه في قوة العارضة وقوة الإلقاء في ذهن الطالب، أخذ عنه الشيخ رحمن علي الناروي وخلق آخرون. مات لسبع خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء. القاضي ثناء الله الباني بتي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة المحدث ثناء الله العثماني الباني بتي أحد العلماء الراسخين في العلم، كان من ذرية الشيخ جلال الدين العثماني، يرجع نسبه إليه بإثنتي عشرة واسطة، وينتهي إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، ولد ونشأ ببلدة باني بت وحفظ القرآن، وقرأ العربية أياماً على أساتذة بلدته، ثم دخل دهلي وتفقه على الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي وأخذ الحديث عنه، وقرأ فاتحة الفراغ وله ثماني عشرة سنة ثم لازم الشيخ محمد عابد السنامي، وأخذ عنه الطريقة، وبلغ في صحبته إلى فناء القلب، ثم لازم الشيخ جانجانان العلوي الدهلوي، وبلغ إلى آخر مقامات الطريقة المجددية، وكان الشيخ المذكور يحبه حباً مفرطاً، ولقبه بعلم الهدى، ويقول: إن مهابته تغشى قلبي لصلاحه وتقواه وديانته، وإنه مروج للشريعة منور للطريقة متصف بالصفات الملكوتية تعظمه الملائكة، ويقول: إذا سألني الله عن هدية أقدمها إلى جنابه قدمت ثناء الله، انتهى، ولقبه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي ببيهقي الوقت نظراً إلى تبحره في الفقه والحديث. قال الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي في المقامات: إنه كان متفرداً في أقرانه في التقوى والديانة، وكان شديد التعبد، يصلي كل يوم مائة ركعة، ويقرأ من القرآن الكريم حزباً من أحزابه السبعة مع اشتغاله بالذكر والمراقبة وتدريس الطلبة وتصنيف الكتب وفصل القضايا، وقال الشيخ المذكور في موضع آخر من ذلك الكتاب: إنه كان مع صفاء الذهن وجوده القريحة وقوة الفكر وسلامة الذهن بلغ إلى رتبة الاجتهاد في الفقه والأصول، له كتاب مبسوط في الفقه، التزم فيه بيان المسألة مع مأخذها ودلائلها ومختارات الأئمة الأربعة في تلك المسألة، وله رسالة مفردة في أقوى المذاهب المسمى بالأخذ بالأقوى، وله تفسير القرآن في سبع مجلدات كبار، انتهى. وقال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان فقيهاً أصولياً زاهداً مجتهداً، له اختيارات في المذهب، ومصنفات عظيمة في الفقه والتفسير والزهد، وكان شيخه يفتخر به، انتهى. ومن مصنفاته المشهورة رحمه الله: التفسير المظهري في سبع مجلدات، وكتاب مبسوط في مجلدين في الحديث وما لا بد منه في الفقه الحنفي، والسيف المسلول في الرد على الشيعة، وإرشاد الطالبين في السلوك وتذكرة الموتى والقبور وتذكرة المعاد وحقيقة الإسلام ورسالة في حكم الغناء، ورسالة في حرمة المتعة، ورسالة في العشر والخراج، ورسائل أخرى. مات في غرة رجب سنة خمس وعشرين ومائتين وألف ببلدة باني بت. الحكيم ثناء الله الهمداني الشيخ الفاضل ثناء الله بن فيض الله الحسيني الهمداني أحد العلماء المبرزين في الطب، كان من نسل الشيخ علي بن الشهاب الهمداني، أخذ عن الحكيم جعفر الأكبر آبادي، وأقام ببلدة عليكده مدة من الزمان عند الأمير فتح علي، ثم قدم فرخ آباد فقربه نواب غالب جنك إليه، فلم يزل عنده حتى مات، وكان فاضلاً بارعاً في العلوم الحكمية يدرس الجزء: 7 ¦ الصفحة: 942 ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء. توفي سنة إحدى ومائتين وألف بفرخ آباد، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه. الحكيم ثناء الله الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة ثناء الله الدهلوي الحكيم المشهور بالحذق والمهارة، قرأ على خواجه مير بن محمد ناصر الدهلوي وعلى غيره من العلماء ثم تطبب على الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي ثم تصدر للإفادة، وكان معدوداً في الشعراء، له ديوان شعر، مات قبل سنة 1250هـ. الشيخ ثناء الله السنبهلي الشيخ العالم المحدث ثناء الله السنبهلي أحد فحول العلماء، اشتغل بالعلم من صغره، وسافر إلى دهلي، فلازم الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وأخذ عنه وأخذ الطريقة عن الشيخ موسى، ثم عن الشيخ جانجان العلوي الدهلوي، وبلغ الغاية. وكان آية ظاهرة في العلم والعمل، والصبر والاستقامة، لم يزل مشتغلاً بالذكر والمراقبة والتدريس والتذكير، وكان يقول: إن في تدريس الحديث والقرآن نوراً وصفاءاً للقلب، وتتقوى النسبة الأحمدية، كما في المقامات. حرف الجيم الشيخ جان عالم الكواليري الشيخ العالم الكبير جان عالم الشيباني الكواليري أحد العلماء المعتزلين عن الناس، أدركه الشيخ رفيع الدين المراد آبادي عند قفوله عن الحجاز سنة اثنتين ومائتين وألف ببلدة كواليار فأثنى عليه وقال: إنه من نوادر العصر، كما في أخبار الحرمين له. مولانا جان علي العظيم آبادي الشيخ الفاضل جان علي الحنفي العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين في بلاده، له يد بيضاء في المنطق والحكمة، درس وأفاد مدة عمره، وأخذ عنه غير واحد من العلماء. مات لإثنتي عشرة بقيت من جمادي الأولى سنة سبع وستين ومائتين وألف ببلدة كيا بفتح الكاف العجمية. مولانا جان محمد اللاهوري الشيخ العالم الفقيه جان محمد الحنفي اللاهوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم تصدر للتدريس، وكانت له اليد الطولى في الرقية والتكسير. ومن مصنفاته: زبدة التفاسير في ثمانين كراسة، وله رسالة في إثبات الخلافة لمعاوية رضي الله عنه، ورسالة في العقائد، ورسالة في الرد على الشيعة، وشرح على قصيدة البردة وشرح على بدء الأمالي ورسالة في المعراج، ورسالة في حرمة التتن، ورسالة في عدم فرضية صلاة الجمعة في هذه البلاد. مات يوم عاشوراء سنة ثمان وستين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ جعفر بن باقر الدلموي الشيخ العالم الصالح جعفر بن باقر الحنفي الدلموي البريلوي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بدلمؤ بلدة من أعمال رائي بريلي وقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ محمد واضح بن محمد صابر الشريف الحسني البريلوي، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ بعض الفنون الحكمية عن العلامة فضل إمام الخير آبادي ثم رجع إلى بلدته وعكف على الإفادة والعبادة، وكان زاهداً متقللاً، متين الديانة، شديد التعبد، استقدمه نواب سعادت علي خان اللكهنوي للقضاء، فلم يجبه، واستقدمه شيخه فضل إمام إلى خير آباد لما وقع النزاع بينه وبين ابن أخته، فبعث إليه راحلة، فأجاب دعوة الشيخ تأدباً له، ولم يقبل راحلته، ووصل إلى خير آباد بشق النفس، وأقام في مسجد من أبنية الحائكين، واستحضر الفريقين في ذلك المسجد وقضى بحق ابن أخت الشيخ، ثم رجع ولم يقبل الضيافة عن أحدهما. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 943 توفي، سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب، مرزا جعفر بن علي الحكيم اللكهنوي الشيخ الفاضل جعفر بن علي الحكيم اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الطب، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطب عن أبيه مرزا علي شريف، وتطبب علي مرزا محمد علي الأصم، ولازمه زماناً، ثم ولي بدار الشفاء، لقيه السيد الوالد بلكهنؤ سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، وذكره في مهر جهانتاب، قال: إنه كان من الأطباء المشهورين في عصره يدرس ويفيد. مات في آخر شهر محرم سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف. مولانا جعفر بن محمد البهلواروي الشيخ الفاضل جعفر بن محمد مغني البهلواروي أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على الشيخ مخدوم، وأخذ الطريقة عن الشيخ نعمة الله، ولازمهما مدة طويلة، ثم تصدى للدرس والإفادة. مات سنة تسع وأربعين ومائتين وألف بقرية بهلواري، كما في تذكرة الكملاء. الشيخ جعفر بن ولي الله السنديلوي الشيخ الفاضل جعفر بن ولي الله بن علاء الدين بن روح الله الحسيني السنديلوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على أطهر علي ووارث علي وفقيه الله وإفهام الله، وكلهم كانوا من أهل بلدته، ثم لازم الشيخ تراب علي اللكهنوي وأخذ عنه، وبرع في العلم. مات لثلاث عشرة خلون من رمضان سنة إحدى وستين ومائتين وألف بلكهنؤ فنقل جسده إلى سنديله، كما في تذكرة العلماء. الشيخ جعفر بن عبد الغفور الكجراتي الشيخ الصالح جعفر بن عبد الغفور الحنفي الكجراتي أحد العلماء الصالحين، ولي الصدارة والاحتساب بحيدر آباد مكان أخيه عبد القادر ولقب بحكيم الحكماء محي الدولة، فاستقل بالصدارة مدة عمره، وكان عالماً حاذقاً في الطب، صالحاً كبير المنزلة، عند الملوك والأمراء. السيد جعفر علي البلند شهري الشيخ الفاضل جعفر علي بن أفضال علي بن رحم علي الحسيني الشيعي البلند شهري أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد سنة سبع وعشرين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولوي كل شاه البنجابي، ثم قدم لكهنؤ، وقرأ المنطق والحكمة على الشيخ سلامة الله الصديقي البدايوني والشيخ تراب علي اللكهنوي، ثم تفقه على السيد حسين بن دلدار علي الشيعي النصير آبادي، وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، صرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه أنور علي وبركة علي ومحمد حسن وتفضل حسين وعلي حسين وخلق آخرون. مات سنة ثلاثمائة وألف، كما في تكملة نجوم السماء. مولانا جعفر علي الكسمندوي الشيخ العالم الكبير جعفر علي بن باقر علي بن فخر الدين العلوي الكسمندوي، كان من ذرية محمد بن الحنفية، ولد ونشأ بكسمندي بفتح الكاف والميم والدال الهندية قرية من أعمال لكهنؤ، واشتغل بالعلم أياماً في وطنه، ثم قدم لكهنؤ، وأخذ عن المفتي ظهور الله الأنصاري اللكهنوي، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله المحدث الدهلوي، ثم رجع إلى لكهنؤ وتقرب إلى الأمراء وصاحبهم مدة طويلة، ثم ذهب إلى كانبور وولي تحصيل العشر والخراج في كهانم بور واستقل به زماناً. وكان بارعاً في المنطق والحكمة والإنشاء والشعر، مداعباً، مزاحاً، بشوشاً، طيب النفس، حسن المحاضرة، له مصنفات، منها: حاشية على شرح السلم لحمد الله، وله نظم الفرائض في المواريث إلى باب الرد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 944 مات سنة أربع وثمانين ومائتين وألف. مولانا جعفر علي البستوي الشيخ العالم الصالح جعفر علي بن قطب علي الحسيني النقوي البستوي أحد العلماء الربانيين ممن قرأ العلم وتخرج عليه جماعات من الفضلاء، أخذ عن الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، ولازم شيخه السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وصاحبه في الظعن والإقامة، وجاهد معه في سبيل الله، ثم رجع إلى بلاده وتدير بمجهوا بفتح الميم والجيم وسكون الهاء وتشديد الواو قرية من أعمال بستي بفتح الموحدة وهي بلدة في بطون أودية نيبال، فسكن بها مدة عمره، وأسس المدارس لتعليم القرآن والحديث في كرهي ومادهو بور وسمرا وفي غيرها من القرى الكثيرة، وهدى الله به أناساً كانوا كالأنعام بل هم أضل، فجددوا إيمانهم بالله سبحانه، ووفقهم الله للصيام والقيام، وألزمهم كلمة التقوى. ومن مصنفاته: منظورة السعداء في أخبار الغزاة والشهداء مجلد ضخم بالفارسي. توفي سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف بقرية مجهوا فدفن بها. السيد جلال بن الجمال الكشميري الشيخ الصالح جلال بن الجمال الحنفي الكشميري، كان من علماء الآخرة، اعتزل في زاوية بناها عند مقبرة أسلافه يسكن فيها، ولا يتردد إلى الأمراء، وكان ذا تواضع وأخلاق مرضية، لم يزل مشتغلاً بمطالعة القرآن والحديث وكتب السلوك والتصوف. مات سنة سبع عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. مولانا جلال الدين الرامبوري الشيخ الفاضل جلال الدين بن شرف الدين الصديقي الرامبوري أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم على الشيخ غلام جيلاني، وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه ولده غياث الدين وخلق آخرون. مات لتسع بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف برامبور، كما في يادكار انتخاب. مولانا جلال الدين البنارسي الشيخ العالم الصالح جلال الدين بن عبد الأعلى بن كريم الله بن ظهور محمد الهاشمي الجعفري البنارسي أحد العلماء العاملين بالحديث، ولد سنة تسع عشرة أو إحدى وعشرين بعد مائتين وألف، وقرأ العلم على والده وعلى مولانا أحمد الله الأنامي وعلى الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، ثم أسند الحديث عن الشيخ عبد الحق بن فضل الله العثماني النيوتيني، واقتدى به في رفض التقليد والعمل بالنصوص الظاهرة وكان يدرس أحد رجال الحكومة ببلدة غازيبور ويقنع بالكفاف، ثم ولي التدريس في المدرسة الكلية ببلدة بنارس فاستقل بتلك الخدمة مدة عمره وتوطن بها، ومن مصنفاته: رسائل في النحو واللغة والتحريض على العمل بالكتاب والسنة. مات في جمادي الأولى سنة سبع وسبعين ومائتين وألف وله ثمان وخمسون سنة، كما في تذكرة النبلاء. مولانا جلال الدين البرهانبوري الشيخ الفاضل جلال الدين بن محمد نقي بن غلام محمد الحسيني النقوي البرهانبوري أحد العلماء المتورعين، ولد ونشأ ببلدة برهانبور وقرأ العلم على أخته الكبيرة وعلى والده، ثم رحل إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأخذ الحديث عن الأئمة، ثم رجع إلى الهند، وتصدر للدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، وله رسائل في الفقه والسلوك. مات يوم الجمعة لخمس خلون من شوال سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ببلدة برهانبور فدفن بها، كما في تاريخ برهانبور. مولانا جلال الدين الهروي الشيخ الفاضل جلال الدين الهروي ثم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، كان أصله الجزء: 7 ¦ الصفحة: 945 من بلدة هرات قدم الهند في صباه وقرأ العلم ببلدة بيشاور ومحمد بور من بلاد بنجاب ثم دخل دهلي وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي، وقرأ عليه الأفق المبين للسيد باقر داماد، ثم سكن بدهلي ودرس وأفاد بها مدة حياته، أخذ عنه السيد نذير حسين المحدث وقرأ عليه سلم العلوم وشرحه لحمد الله وللقاضي وشرح المطالع. مات وله اثنتان وسبعون سنة ببلدة دهلي، كما في تذكرة النبلاء. المفتي جمال الدين السورتي الشيخ الفاضل المفتي جمال الدين بن عبد الله بن صابر الهاشمي الحنفي السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة سورت وتفقه على والده، وولي الإفتاء والقضاء بعده، فاستقل به مدة، ثم اعتزل عنه، وعمر أوقاته بالإفادة، والعبادة. مات لثلاث عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت. الشيخ جمال الدين اللكهنوي الشيخ الفاضل جمال الدين بن علاء الدين بن أنوار الحق الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على عمه نور الحق، ثم رحل إلى مدراس وولي التدريس في المدرسة الوالاجاهية مقام والده ونال منزلة أبيه، وكان شديد الرغبة في المباحثة، شديد التعصب على من خالفه، طويل اللسان بالتكفير والتضليل، كان يكفر الشيخ إسماعيل ابن عبد الغني الدهلوي على ما نسب إليه من عبارة في كتابه تقوية الإيمان يستدلون بها على إساءة أدبه في مقام النبوة، أعاذنا الله منها، والحق أن الشيخ ساحته بريئة من هذا القبيح، وقد أفرط الجمال في ذلك، فكان يكفر من يستحسن تقوية الإيمان فضلاً عن مصنفه، حتى نال منه السيد محمد علي الواعظ أحد أصحاب سيدنا أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي أذى كثيراً ببلدة مدراس. مات لثمان خلون من ربيع الثاني سنة ست وسبعين ومائتين وألف بمدراس فدفن في المقبرة الوالاجاهية، كما في الأغصان الأربعة. المنشي جمال الدين الدهلوي الشيخ الصالح جمال الدين بن وحيد الدين بن محي الدين بن حسام الدين الصديقي الكوتانوي الدهلوي ترجمان الحديث والقرآن وحسنة من حسنات الزمان، كان من نسل الفقيه المشهور قاسم بن محمد بن أبي بكر رضي الله عنه، ولد بكوتانه على ثلاثين ميلاً من دهلي سنة سبع عشرة ومائتين وألف ونشأ بها، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ العلم على مولانا مملوك العلي النانوتوي والشيخ يعقوب بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز وصنوه الكبير إسحاق بن أفضل، واستفاض عن العلامة رفيع الدين وصنوه الكبير عبد العزيز بن ولي الله والشيخ غلام علي فيوضاً كثيرة، ولازم الشيخ محمد آفاق النقشبندي وبايعه، وأخذ عنه الطريقة، ثم نكث البيعة، ثم لازم الشيخ يعقوب المذكور مدة من الزمان، ثم ساقه سائق القدر إلى بهوبال المحروسة وله ثلاثون سنة، فتزوجت به سكندر بيكم ملكة بهوبال وجعلته مداراً لمهمات الدولة سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، فناب عنها وعن ابنتها شاهجهان بيكم مدة عمره. وكان حليماً، جواداً، متواضعاً كثير العبادة والخير، والحظ، ذا صدق وإخلاص وتوجه وعرفان، لم يزل مشتغلاً بتدريس القرآن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتربية الأيتام والضعفاء، وتزويج الأيامى، وتجهيز البنات، وإشاعة السنة، ونشر القرآن، يتلو ويدرس، ويأخذ المصاحف بألوف من النقود، ويقسمها على مستحقيها. ومن آثاره الباقية: أنه أمر بطبع التفسير الرحماني في أربع مجلدات للشيخ علي بن أحمد المهائممي وحجة الله البالغة وإزالة الخفاء كلاهما للشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وكتباً أخرى بنفقته في مصر القاهرة والهند، وقسمها على مستحقيها، ومن آثاره: إنه صرف مالاً خطيراً على تصنيف تفسير القرآن في اللغة التركية، وتفسير في اللغة الأفغانية ثم أمر بطبعهما على نفقته ثم نشرهما في تركستان وأفغانستان والبلاد الرومية. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 946 ومن آثاره: المدارس العظيمة والمساجد الرفيعة في بلدة بهوبال، وما ترى في بهوبال من كثرة المساجد وعمرانها بالصلاة والجماعة وتلاوة القرآن ودروس الحديث والتشرع والتورع، فإنها من آثاره الباقية. وكان أجمل الناس صورة وسيرة، كأنه ملك على زي البشر، يأتي المسجد في أوقات الصلاة، ويصلي بجماعة، وفي كل وقت من أوقات الصلاة يروح ويغدو إلى المساجد وحده، ويرفع نعليه بيده الكريمة، وما كانت الحجاب والبواب في قصر الإمارة له، يدخل عليه كل من أراد الدخول عليه في أي وقت شاء، ويعرض عليه ما شاء وبالجملة فإنه كان على قدم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، كما في روز روشن. مولانا جمال الدين التكاروي الشيخ الفاضل جمال الدين الحنفي التكاروي العظيم آبادي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بقرية تكاري بكسر التاء الهندية قرية من أعمال عظيم آباد، واشتغل بالعلم مدة في بلاده، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وقرأ على العلامة محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، ولازمه مدة من الزمان، ثم رجع إلى بلاده، وتصدر للتدريس، وكان قانعاً عفيفاً ديناً، يذكر أنه كان يقنع بستين ربية تحصل له كل سنة ويذكر أنه رأى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مبشرة يتوضأ، فسأل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال: من يوافقك يا رسول الله في الوضوء من المجتهدين، فقال: أبو حنيفة، وكان حياً إلى سنة إحدى ومائتين وألف، كما في بحر زخار. القاضي جمال الدين الكشميري الشيخ العالم الفقيه جمال الدين الحنفي الكشميري أحد الفقهاء المشهورين في بلاده، قرأ الكتب الدرسية على المفتي قوام الدين الكشميري، وتفقه عليه، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ فضل الله النوري، وتولى التدريس بكشمير، أخذ عنه أحمد بن نعيم الكشميري وخلق آخرون، وكان شاعراً مجيد الشعر يتلقب بجميل. مات لأربع بقين من شعبان سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير. مولانا جميل أحمد البلكرامي الشيخ الفاضل جميل أحمد بن أسلم بن غلام حسن الصديقي البلكرامي أحد الأدباء المشهورين في عصره، ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف وقرأ العلم على الشيخ أوحد الدين البلكرامي والمفتي سعد الله المراد آبادي والعلامة فضل حق الخير آبادي، ثم أقبل على المعارف الأدبية، وولي التدريس في مدرسة إنكليزية ببلدة جهبره من البلاد الشرقية، واستقل به عشرين سنة. ومن مصنفاته: الدر النضيد في شرح قصيدة الفرزدق في مدح سيدنا علي بن الحسين رضي الله عنهما. مات بجهبره لتسع عشرة خلون من رجب سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. الشيخ جواد بن علي الكشميري الشيخ الفاضل جواد بن علي الشيعي الكشميري أحد الرجال المعروفين بالفضل، قرأ العلم على الشيخ إسماعيل الأصفهاني والسيد حسين بن دلدار علي النصير آبادي، له تعليقات على شرح اللمعة وعلى شرائع الإسلام. مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. مرزا جواد علي اللكهنوي الشيخ الفاضل جواد علي الشيعي اللكهنوي أحد كبار العلماء، ولد سنة أربع وسبعين ومائة وألف، وتفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي، وقرأ الكتب الدرسية على غيره من العلماء، وكانت له مشاركة جيدة في المعقول والمنقول وله حواش وتعليقات على الكتب الدرسية. توفي في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 947 جواد ساباط الساباطي الشيخ الفاضل جواد ساباط لطفي بن إبراهيم ساباط الساباطي أحد الرجال المشهورين، قدم الهند من العرب، ودار البلاد، وأقام بدهاكه وبنارس وكلكته مدة طويلة، وتمذهب بمذهب جديد في كل بلدة ورد فيها، فكان سنياً ببلدة بنارس وصار شيعياً بدهاكه، ولما ورد كلكته ارتد عن الإسلام فسموه بناثا نائيل ساباط ثم أسلم، وكان مداعباً مزاحاً مضحكاً أعجوبة من عجائب الدهر، لقيه أحمد الشرواني بكلكته سنة 1222 هـ، ذكره عبد القادر في كتابه روز نامه. وله مصنفات كثيرة، منها: القواعد الفركزية في الصرف والنحو بالفارسية وضروريات الصرف وربط الحمار في رد الاستعذار رد فيه علي باقر آكاه المدراسي في إثبات الاجتهاد للأمير معاوية رضي الله عنه وله مقدمة العلوم في المنطق والموجز النافع في العروض والمختصر في القوافي والأنموذج الساباطي في العروض والقوافي والتحفة الباقرية في الصنائع والبدائع وشراب الصوفية في أصول التصوف والسهام الساباطية في المجربات والوظائف الساباطية في الأدعية التي أنشأها وموجز الرمل وضرغاطة الرمل وهماكة ساباطية والمراسلات الساباطية ومن لا يحضره النديم وديوان الشعر، وله غير ذلك من الكتب والرسائل، ومن شعره قوله، يمدح به مولانا محمد قاسم قاضي القضاة بمدراس: إلى الذرب الطود الهمام الذي له بكل قضايا ذي مخاصمة أمر إلى عالم الأعلام كهف أولي النهي وقاضي قضاة الهند واختتم الوفر إلى عالم مهما أقام قضية إلى الله لا زيد يقيم ولا عمرو له في فنون العلم كل عجيبة تظن إذا ما شوهدت في الملا سحر معان لصرف النحو منطق فقهه وهيئة حسب النجم من رمله صفر يفسر حكم الفيلسوف بنانه فيظهر من شكل المجسطية السر فللعقل منه ما يرى فيه نفعه وللنقل آيات يحيط بها الخبر وللضيف حق لا يمل قراؤه وللخصم أسياف مهندة بتر وللعلم روض ذو خيال أنيقة وللحلم سدر لن يفارقه الصبر وللعدل رأي لم يعجه سفاهة وللبذل كف لن يشابهه القطر مولانا جنيد بن سخاوة علي الجونبوري الشيخ الفاضل جنيد بن سخاوة علي العمري الجونبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بجونبور، وسافر مع أبيه إلى الحجاز في صغر سنه، فاشتغل عليه بالعلم، زماناً، ورجع إلى الهند بعد وفاته، وقرأ بعض الكتب على الشيخ عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي ببلدة جونبور ثم عن المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكهنوي، وتطبب على الحكيم أولاد علي الجونبوري، ثم تصدر للتدريس والتذكير، انتفع به خلق كثير. توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، كما في تجلى نور. حرف الحاء الشيخ حامد بن عصمة اللاهربوري الشيخ الفاضل حامد بن عصمة الله بن غلام أحمد الحسيني اللاهربوري أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد سنة خمس وستين ومائة وألف بقرية هركام وقرأ العلم على ولده وعلى الشيخ غلام نبي الهركامي وعلى الشيخ غلام إمام بن أحمد الله الخير آبادي وعلى مولانا ولي الله اللكهنوي، ثم تصدر للتدريس بلاهربور وسكن بها، أخذ عنه خلق كثير من أهل بلاده، له يقظة النائمين في التصوف، ورسالة وجيزة في علم التوصيف، وقصائد بالعربية والفارسية. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 948 مات لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف بلاهربور فدفن بها. الشيخ حامد بن محمد أحمد اللكهنوي الشيخ الصالح حامد بن محمد أحمد بن أنوار الحق الأنصاري اللكهنوي، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، تولى الشياخة بعد والده، واستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح. مات سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بلكهنؤ، كما في تذكرة العلماء. مولانا حبيب الله اللكهنوي الشيخ الفاضل حبيب الله بن محب الله بن أحمد عبد الحق الأنصاري اللكهنوي، أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على صنوه الكبير مبين بن محب الله وعلى الشيخ أزهار الحق وأحمد حسين بن محمد رضا والعلامة محمد حسن بن غلام مصطفى، ولازمهم مدة، حتى برع في الفقه والأصول، واشتغل بالاسترزاق، فلم يرغب قط إلى الدرس والإفادة. مات لست عشرة ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة لولده ولي الله. مولانا حبيب الله الألبوري الشيخ الفاضل حبيب الله بن محمد درويش بن عبد القادر القرشي الشافعي الألبوري أحد الفقهاء الشافعية، تفقه على والده، وولي الصدارة في أدهوني من أرض الدكن، فاستقل بها من الزمان، وتقرب إلى دارا جاه بن بسالت جنك، وكان صالحاً ذكياً حسن الخط، له آئينة توجيه في شرح التنبيه في الفقه الشافعي، والشهاب المحرقة في الرد المهدوية ورحمة الأمة في اختلاف الأئمة، كلها بالفارسي. مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته بعض العلماء من قوله: فاضل بي ريا حبيب الله وقبره بقرية البور من أعمال رائجور. مولانا حبيب الله الشاهجهانبوري الشيخ الفاضل حبيب الله الحنفي الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ على الشيخ العلامة عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكهنوي ببلدة شاهجهانبور. مولانا حبيب النبي الرامبوري الشيخ الفاضل حبيب النبي بن ضياء النبي العمري السرهندي الرامبوري، كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، ولد ونشأ بمدينة رامبور وقرأ العلم على الشيخ جمال الدين والمفتي شرف الدين والسيد غلام جيلاني وعلى غيرهم من الأساتذة، ثم أسند الحديث عن الشيخ نور الإسلام بن سلام الله الرامبوري، وتصدر للتدريس، انتفع بعلومه كثير من الناس. مات لأربع خلون من رجب سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب. الشيخ حسن بن إبراهيم اللكهنوي الشيخ الصالح حسن بن إبراهيم بن غياث الدين بن محمد شريف بن إبراهيم الحسيني المودودي اللكهنوي: أحد المشايخ الجشتية، كان من ذرية الشيخ مودود الجشتي، ولد ونشأ بفيض آباد، وأخذ عن عمه الشيخ علي أكبر المودودي الفيض آبادي، ولازمه مدة طويلة، وقدم لكهنؤ فسكن بها، ولبس الخرقة من الشيخ علي أكبر المذكور لتسع خلون من محرم سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف، وأجازه شيخه بالباس الخرقة عن عمه وشيخه السيد محمد مير عن أبيه الشيخ سراج الحق أمر الله المودودي عن شيخه الشيخ خوب الله الكروي عن أبيه السيد أحمد أسد الله الكروي عن شيخه بهاء الدين الشاه آبادي عن شيخه الشيخ نجم الحق محمد السهنوي المشهور بجائين لده، وهو من المشايخ المشهورين في الطريقة الجشتية، وأجازه شيخه علي أكبر في الطريقة القادرية عن الشيخ أبي الحسن علي بن عمر بن علي بن محمد العسقلاني عن أبيه عن جده عن الشيخ معروف بن الحسين بن العباس المروزي بسنده إلى الشيخ محمد بن علي ابن عربي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 949 صاحب الفتوحات وأجازه بحق إجازته في المنام عن الشيخ محب الله الإله آبادي والشيخ محي الدين محمد بن علي ابن عربي صاحب الفتوحات وجعله صاحب سره، فتولى الشياخة بعده. وكان شيخاً جليلاً وقوراً، عظيم المنزلة عند الأمراء، يدرس الفصوص والفتوحات، له مصنفات عديدة، منها: لطائف أكبري على منوال لطائف أشرفي، جمع فيه ملفوظات شيخه. مات سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، كما في الانتصاح. السيد حسن بن أحمد علي البريلوي الشاب الصالح المجاهد حسن بن أحمد علي بن عبد السبحان بن عثمان الشريف الحسني النصير آبادي البريلوي المشهور بحسن مثنى والملقب بسيد موسى كان من رجال العلم والفتوة، ولد ونشأ بعفة وصلاح، وأخذ عن خال والده السيد الشريف أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولازمه وسافر معه إلى بلاد ثغور الهند، فجاهد في سبيل الله معه وجرح في معركة مايار قريب مردان وحمل جريحاً، وهو صابر محتسب يحمد الله على هذه السعادة. مات على إثر ذلك وهو يومئذ شاب لم يبلغ العشرين، وكان ذلك في شهر رجب سنة ست وأربعين ومائتين وألف. السيد حسن بن دلدار علي النصير آبادي الشيخ الفاضل حسن بن دلدار علي بن محمد معين الحسني النقوي الشيعي النصير آبادي ثم اللكهنوي أحد العلماء المذكرين، ولد ببلدة لكهنؤ لتسع بقين من ذي القعدة سنة خمس ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على والده زماناً، ثم قرأ على صنوه الكبير محمد بن دلدار علي، وبرع في كثير من العلوم والفنون، وكان حليماً متواضعاً محسناً إلى الناس. له تعليقات على تحرير الأقليدس ورسالة في تحقيق التعليق بمشيئة الله سبحانه ورسالة في أحكام الموتى، ورسالة في القراءة، ورسالة في تذكرة الشيوخ والشبان في المواعظ، وكتاب مبسوط في أصول الدين بالهندي. مات لإحدى عشرة خلون من شوال سنة ستين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، وله أربع وخمسون سنة، كما في تذكرة العلماء، وفي نجوم السماء: أنه مات سنة سبعين ومائتين وألف وله أربع وستون سنة. مرزا حسن بخش العظيم آبادي الشيخ الفاضل حسن بخش الشيعي العظيم آبادي أحد كبار العلماء، قرأ العلم على السيد حسين بن دلدار علي النصير آبادي، وتفقه عليه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار ورحل إلى كربلاء ولازم الشيخ كاظم الرشتي واختار طريقته غير المرضية عند عامة الشيعة، ورجع إلى الهند سنة اثنتين وخمسين مائتين وألف، فدخل لكهنؤ، وأقام بها مدة طويلة، وأشاع طريقة شيخه الرشتي، وصنف الرسائل في تاييد مذهبه نحو كشف الظلام وترجمة حياة النفس وقصر مواعظه على مذهب الرشتي، فأنكر أستاذه حسين بن دلدار علي وبذل جهده في إصلاحه، وصنف الإفادات الحسينية في الرد على الرشتي، وقال في مفتح كتابه: ومن غريب ما اتفق أن بعض أفاضل الطلبة ممن قرأ علي دهراً طويلاً ووثقت به وواسيته لأنه سلك مسلكاً رضياً وما هو أحسن سبيلاً، سافر إلى حج بيت الله الحرام ثم إلى مشاهد أئمة العراق - عليهم ألف تحية وسلام - فوصل إلى خدمة العلماء الحائر المنيف ونظر إلى معركة عظمى بين الوضيع والشريف وأدرك بها الفاضل الرشتي فألفاه بزعمه عالي الكعب في العلوم، فأحسن الظن به وبقي في صحبته واستفاد من خدمته ما أفساد عليه من عقيدته، ثم رجع إلينا وقد رشح في قلبه الباطل، فأخذ في تأليف بعض الرسائل، منها: رسالة في وجوب صلاة الجمعة تكلم فيها على طريقة المتفقهين، ومنها رسالة: تكلم فيها في أصول الدين قد أكثر الطعن فيها على المتكلمين سماها بكشف الظلام وإن هو إلا إمحاق حق وإظلام ظلام وكشف ما كتموه من الأوهام، ثم استجازني فطويت عنه كشحاً وأعرضت وجهي عنه صفحاً وعرض لي التأسف وأخذني التلهف على ما أحدث في الإسلام والتبس الجزء: 7 ¦ الصفحة: 950 على الأنام سيما هذا الذي كان من خلاني الكرام وكنت أحسبه من أولي الأفهام فنبهته فلم ينتبه، وظن أن العلماء الكرام في كل بلد ومقام لا يدركون دقائق ما حققه هؤلاء الذين زعمهم من أصحاب الأسرار لكلام الإمام عليه السلام، وأخذ في تجهيل الأعلام وبسط بساط الوعظ وترغيب الأنام إلى المشايخ الذين حسبهم من الكرام وإذا كانوا في زي التشيع ومكارم الأخلاق فمالت إليهم طبائع المؤمنين في الآفاق، انتهى بلفظه. وللمرزا حسن بخش رسالة في وجوب صلاة الجمعة ورسالة في الصيام وله رسائل أخرى، وهو سافر إلى العراق مرة أخرى، فلما وصل إلى إله آباد. مات بها في رمضان سنة ستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. الحكيم حسن بخش الدهلوي الشيخ الفاضل حسن بخش الحكيم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الطب والفنون الرياضية، كان يدرس ويفيد بمدينة دهلي، انتفع به جمع كثير، وكان غاية في الذكاء والفطنة وسرعة الخاطر وقوة الحفظ، وكان يحفظ عبارات من الكتب ويقرؤها عن ظهر قلبه، كما يقرأ القرآن الكريم، قربه إليه نواب فيض محمد خان الجهجهري، ولما مات الجهجهري قربه إليه مرزا فخر الدين بن بهادر شاه الدهلوي فلازمه مدة حياته، كما في آثار الصناديد. الشيخ حسن علي بن حاجي شاه اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة حسن علي بن حاجي شاه اللكهنوي المشهور باللندني لطول لبثه بمدينة لندن، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى انكلترا، ولبث بها اثنتي عشرة سنة، يسترزق بها بتعليم أهلها، وتزوج بها بمغربية من أهل لندن، ورجع إلى الهند، مع صاحبته فدخل لكهنؤ في عهد غازي الدين حيدر اللكهنوي، وشفع له السفير الانكليزي لمكانة زوجته، فوظفه غازي الدين المذكور بثلاثمائة من النقود في كل شهر، ثم لما علمت قرينته المغربية أن له زوجاً أخرى في لكهنؤ تزوج بها قبل رحلته إلى لندن انحازت عنه، وسافرت إلى إنكلترا، فوظف له مائة ربية، ثم استخدمه فضل علي خان الدهلوي الوزير في عهد محمد علي شاه، وجعله واسطة بينه وبين السفير الإنكليزي، وولاه السفارة أمجد علي شاه، فاستقل بها إلى آخر الدولة، ولما عزل واجد علي شاه ورحل إلى كلكته سافر معه إلى كانبور ثم رجع إلى لكهنؤ لكبر سنه ومات بها، كما في قيصر التواريخ. وسماه الشيخ أحمد بن محمد الشرواني في بحر النفائس بالسيد حسين اللندني وبعضهم بمحمد حسين، والصواب ما نقلناه عن قيصر التواريخ، قال الشيخ أحمد المذكور: إنه كان من أفاضل الديار الهندية وأبناء العصر وكان قد سافر إلى لندن جزيرة الانكليس من النصارى وهي المعروفة عندنا بالإنجريز وغيرها من بلاد الإفرنج - خذلهم الله - وشاهد من عجائبهم أشياء كثيرة وتعلم الله الإنكليزية فمهر فيها، اطلعت على رسالة له بالعربية لا تخلو من غريبة وفائدة إلى بعض أحبائه بعد إيابه من لندن، انتهى. ثم نقل الشرواني بعض عباراته من تلك الرسالة وإني اطلعت على تلك الرسالة كلها، وهي عزيزة الوجود واطلعت على رسائله التي بعثها إلى الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي وأجوبة الشيخ عبد العزيز المذكور إليه في مجموع لطيف، كلها تدل على براعته في الإنشاء والترسل. ومن فوائده فليعلم أن أرض الإفرنج أرض واسعة جداً تنقطع إلى المحيط الغربي وتتصل بأقاصي الشمال وفي شرقها بلاد اليونان والروم وفي جنوبها الخليج الأعظم المسمى بخليج المغرب، والخليج شعبة عظيمة من البحر داخلة في الأرض، وهذا الخليج هو الفاصل بين ممالك الروم والإفرنج وبين أرض مصر وبلاد البربر المشهورة بأرض المغرب التي يملكها المسلمون إلى زماننا هذا، وسلطانهم من السادات العلوية، ثم إن أرض الإفرنج تسكنها أمم عظيمة قديمة تختلف لغات الأكثر منهم أشد الاختلاف، وهم زهاء أربع عشرة طائفة، لكل منها سلطان كالإنكليس والفرانسيس والألمان والولنديز والأسبانيون والبرتكيس والدينمارك والروس والسويد والبروس والإيتاليان، وملتهم قاطبة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 951 النصرانية، إلا أن فرقاً منهم قد غلب عليهم الميل إلى طريقة الحكماء الطبيعيين من قرب المدة المذكورة أي من قرب ثلاثمائة سنة. والروس أوسعهم مملكة لا يقاس بها كل الهند، والإنكليس أقربهم إلى طريقة الحكمة علماً وعملاً وأشدهم غلبة وشوكة في البحر لاختصاصهم بكثرة المراكب وإتقان صنعتها والمهارة في تسييرها والمحاربة عليها، يشتمل أعظمها على مائة وعشرين مدفعاً فما دون ذلك إلى عشرين، وإنما اعتنوا بذلك كثيراً من دون سائر الأقوام لأن أرضهم جزيرة يحيط بها البحر من الأطراف لا اتصال لها بهذه الأرض بخلاف سائر الإفرنجة فإنها متصلة بها، لكن هذه الجزيرة قريبة من ساحل ملك الفرانسيس جداً وعرض الماء الذي بينهما اثنا عشر فرسخاً، وقد شاعت العلوم اللسانية ومعرفة اللغات القديمة في عامة بلاد الإفرنج كالعربية واليونانية والرومية التي تسمى ليتن وأكثر كتبهم بها، واشتد ولوعهم بتعلم اللغات المختلفة التي لهم، خصوصاً لسان الفرانسيس حتى لا يفوتهم شيء مما قد تعثر عليه قوم دون قوم، وكلما صنف في بلدة كتاب ترجمه الآخرون واتسع باب التصنيف والتأليف أصلاً ونقلاً من لغة إلى أخرى، ويوجد جم غفير من المصنفين في كل عصر بل صار هذا باباً عظيماً لكسب المال، فإن من صنف كتاباً يخرجه إلى من يطبع الكتب فيعمل له في شهور ألوفاً منه حسب ما اشتهاه لا يختلف خطاً وشكلاً وصحة وسقماً، بل كلها على نمط واحد في غاية الصحة والجودة، وتباع لأجل سهولة العمل بقيمة يسيرة يمكن الكل شراؤها فيعود الربح على المصنف، وطبع الكتب صناعة شريفة عظيمة النفع من جهات شتى، ظهر في تلك البلاد من قرب المدة المذكورة، ولا يخلون من رغبة إلى لغة العرب والفرس والترك، بل قد عملوا فيها مجلدات ضخاماً وضبطوها على قدر وسعهم، وقد تصدى رجل من الإنكليس في قرب زماننا يسمى سبيل لترجمة الكتاب الكريم فأتى بالعجب العجاب لعذوبة البيان والتزام التطابق وترك العصبية وسلوك طريق الانصاف وحل المشكلات من مظانها من التفاسير المشهورة كالبيضاوي والكشاف، وكذلك قد وقعت الحكمة الطبيعية والرياضية من قلوبهم كل موقع وحلت بالمحل الأعلى، وتوغلوا فيها على أسلوب جديد واكتفوا من المنطق بقليل، وهجروا الإلهي إلا ايداعه كتباً من ذلك القبيل، ظناً منهم أن أن الاستدلال مركوز في جبلة الإنسان ونسبة المنطق نسبة النحو والعروض قلما يخطئ فيها من أعطى السليقة، ومن يبعد عنها فلا ينفعه تفصيل القوانين أيضاً، والباري جل شأنه لا يبلغ كنه ذاته ولا حقيقة صفاته العقول القاصرة فلا يغني فن الإلهي الذي ليس إلا محض الظن من الحق شيئاً، انتهى ملخصاً. وكانت وفاته ببلدة لكهنؤ في شوال سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في قيصر التواريخ. مرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي الشيخ العالم المحدث حسن علي بن عبد العلي الشافعي اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ رفيع الدين والشيخ عبد القادر، وحصلت له الإجازة عن صنوهما الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، فاعتنى بالحديث أشد اعتناء، وكان في بداية حاله حنفياً ثم صار شافعياً، وكان يدعى أنه من ذؤابة بني هاشم ولذلك يرسم اسمه هكذا ميرك جمال الدين حسن علي الهاشمي والمشهور على أفواه الرجال أنه كان من المغول، وكان اسم والده مرزا بنده علي بيك فبدله بعبد العلي، أخبرني بها شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي. قال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان متبحراً في الحديث ومتقناً لعلومه، قد اشتهر بين الناس أنه كان يتعبد على مذهب الشافعي - رضي الله عنه - وقيل غير ذلك، انتهى. ومن مصنفاته: تحفة المشتاق في النكاح والصداق وبرهان الخلاف، ورسالة في تحريم النجوم والرمل والجفر، وله رسائل كثيرة وفتاوي فقهية. مات يوم السبت لأربع ليال بقين من صفر سنة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 952 خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في قسطاس البلاغة. مولانا حسن علي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل حسن علي بن قادر يار الحنفي الحيدر آبادي أحد العلماء المشهورين ببلدته، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على والده، وعلى غيره من العلماء، وكان قوي الحفظ، سريع الإدراك، زاهداً قانعاً، لم يقبل الخدمة السلطانية ولازم الشيخ سعد الله النقشبندي نزيل حيدر آباد ودفينها، فأخذ عنه الطريقة. مات سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. مرزا حسن علي الشيعي اللكهنوي الشيخ الفاضل حسن علي بن مرزا علي الشيعي اللكهنوي الحكيم مسيح الدولة بهادر، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم تطبب على والده، وتقرب إلى الملوك والأمراء، فحصلت له الوجاهة العظيمة عند السلطان ومن دونه من الأمراء، وكان بارعاً في العلوم الحكمية، حريصاً على جمع الكتب، ادخر من المكتوبة والمطبوعة ما لم يتيسر لأحد من العلماء، ولكنها أتلفت بعد ما توفي ولده الحكيم مظفر حسين، وزينت بها خزائن الكتب في عظيم آباد ورامبور وحيدر آباد وأغار على معظمها المغربيون وقع ذلك بمسمعي ومنظري حين كنت ببلدة لكهنؤ لتحصيل العلوم العربية. مات سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته أسير اللكهنوي من قوله، ع: رفت ز جهان جناب مسيحا بر آسمان مولانا حسن علي الماهلي الجونبوري الشيخ الفاضل حسن علي بن نوازش علي الأنصاري الحنفي الماهلي الجونبوري أحد العلماء المشهورين، ولد بماهل بضم الهاء قرية من أعمال جونبور سنة ست وتسعين ومائة وألف، وسافر إلى بنارس فقرأ على الشيخ محمد عمر البنارسي، وعلى غيره من العلماء، وأقبل على الفنون الرياضية فبرع فيها وفاق أقرانه، وسار إلى كلكته، فدرس وأفاد بها مدة يسيرة، ثم سار إلى مدراس سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، فولي التدريس في مدرسة إنكليزية بها، فدرس زماناً، ثم ولي الإفتاء واشتغل به مدة حياته. ومن مصنفاته: تبصرة الحكمة في الفنون الطبيعية والإلهية ومنتخب التحرير في الهندسة، جمع فيه مبادي الهندسة لطالب الرياضي، وجعله كالمتوسطات لكتاب أقليدس، وله رسائل في الجفر والتكسير والرمل وغيرها، توفي لليلة بقيت من رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف، كما في حديقة المرام. الشيخ حسن علي البدايوني الشيخ الفاضل حسن علي بن عبد اللطيف بن عبد الجليل بن عبد الصمد ابن عبد الرزاق بن القاضي عبد الوهاب الصديقي البدايوني أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بمدينة بدايون وسافر للعلم، وقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم لازم دروس العلامة محمد بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، وقرأ عنده فاتحة الفراغ، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ يسين بن باقر الإله آبادي، وتقرب إلى نواب عماد الملك، فرحل إلى دهلي، وأدرك بها الشيخ فخر الدين ابن نظام الدين الدهلوي، فصحبه وأخذ عنه، ثم سافر إلى بنديلكهند ومكث بها زماناً، وكان يدرس ويفيد، ثم سار إلى سيوني من بلاد مالوه وسكن بها، وحصل له القبول العظيم في تلك البلاد. مات في بداية هذا القرن بسيوني فدفن بها، كما في تذكرة الواصلين. آغا حسن علي الإسماعيلي القمي الأمير الكبير حسن علي بن خليل الله بن أبي الحسن الإسماعيلي القرمطي القمي أحد الرجال المشهورين، قتل والده في صغر سنه، فتربى في مهد السلطة، وزوجه فتح على شاه قاجار الطهراني بابنته، فعاش في أبهة ومجد زماناً، ثم خرج علي محمد شاه بن فتح علي شاه المذكور وبغى عليه سنة سبع وخمسين ومائتين وألف، فقاتله وقتل كثير من أصحابه، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 953 فسار نحو الهند، وسكن بمدينة بمبئ، ونصر الإنكليز في قتالهم مع الأفغان وأهل السند غير مرة، وادعى الإمامة فتبعه خلق كثير من الملاحدة وكان من الحشاشين، لقبه الإنكليز بسمو الأمير، وكان لقبه في الدولة القاجارية آغا خان، مات ببلدة بمبئ وله أربع وثمانون سنة. الشيخ حسن علي العظيم آبادي الشيخ الصالح حسن علي الهاشمي المنعمي العظيم آبادي أحد المشايخ المشهورين، كان من ذرية الشيخ شعيب بن الجلال الهاشمي المنيري، أخذ الطريقة عن الشيخ منعم بن أمان النقشبندي البهاري، ولازمه ملازمة طويلة، ثم تولى الشياخة، وكان صاحب ترك وتجريد، أخذ عنه مولانا عماد الدين المظفر بوري، والشيخ يحيى علي النو آبادي وخلق كثير، وله مكتوبات وملفوظات. توفي لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة أربع وعشرين ومائتين وألف بعظيم آباد فدفن بها، كما في أنوار الولاية. الشيخ حسيب أحمد الرامبوري الشيخ الصالح حسيب أحمد بن رؤف أحمد العمري الرامبوري، كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية رحمه الله، ولد برامبور، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم أباه، وأخذ عنه الطريقة وسافر معه إلى بهوبال وسكن بها، وكان يدرس ويفيد. مات لخمس خلون من جمادي الآخرة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف. السيد حسين بن دلدار علي النصير آبادي الشيخ الفاضل الكبير حسين بن دلدار علي بن محمد معين الحسيني النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي أحد المجتهدين المشهورين في الشيعة، ولد لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، واشتغل بالعلم على والده، وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية، وقرأ بعضها على صنوه محمد بن دلدار علي، وقرأ فاتحة الفراغ وله سبع عشرة سنة ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه المفتي عباس التستري وغني نقي الزيد بوري والسيد حسين المرعشي ومرزا حسن العظيم آبادي وعلي أظهر وهادي بن مهدي ابن أخيه وأبناؤه وخلق كثير. وله رسالة في تجزي الاجتهاد ورسالة في تقليد الموتى ورسالة في الشك في الركعتين الأوليين من الصلاة، وتلك الرسائل صنفها في حداثة سنه في حياة أبيه، ومن مصنفاته كتابه مناهج التدقيق ومعارج التحقيق صنفه بعد وفاة والده، وهو كتاب مبسوط مشتمل على تحقيقات دقيقة وتدقيقات أنيقة ولكنه لم يتم، ومنها: كتابه الذخر الرائق في الفقه إلى باب الطهارة ولم يتم، وله رسالة في مسألة أصالة الطهارة، وحاشية على شرح الكبير للطباطبائي على كتب الصوم والصدقة والهبة، وله روضة الأحكام بالفارسي، طبع منها أبواب الطهارة والصلاة والصوم والميراث ولم يتم باقيه، وله رسالة مبسوطة في باب الميراث، وله رسالة حسينية في تصحيح العقائد رداً على الشيخ أحمد الأحسائي وصاحبه السيد كاظم الرشتي، وله الحديقة السلطانية والرسائل الإيمانية بالفارسية المقصد الأول منها في التوحيد والعدل والنبوة والامامة والمعاد، والمقصد الثاني في العبادات، وله غير ذلك من الرسائل والفتاوي، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. وكانت وفاته في سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف. السيد حسين بن رمضان علي النونهروي الشيخ الفاضل حسين بن رمضان علي الحسيني الشيعي النونهروي أحد فقهاء الشيعة، ولد ونشأ بنونهره قرية جامعة من أعمال غازيبور وسافر للعلم فقدم لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على أساتذة فرنكي محل، وتفقه على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي. مات سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. الشيخ حسين بن عبد الرحيم الرفاعي الشيخ الصالح حسين بن عبد الرحيم بن علي بن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 954 يوسف بن عبد الرحيم الرفاعي السورتي الكجراتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة سورت وتولى الشياخة بعد أبيه. مات في سلخ رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف بمدينة سورت كما في الحديقة. الشيخ حسين بن عبد القادر اللاهوري الشيخ العالم الصالح حسين بن عبد القادر بن الحميد الحسني اللاهوري أحد المشايخ المشهورين في عصره، كان مستجاب الدعوة. مات لإحدى عشرة من ربيع الثاني سنة خمس ومائتين وألف بمدينة لاهور وله تسع وستون سنة، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ حسين بن عرب شاه الدهلوي. الشيخ الفاضل حسين بن عرب شاه بن ميرك شاه الخوشي القندهاري الدهلوي، كان من رجال العلم، ولد بدهلي ونشأ بها، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم سافر إلى لكهنؤ مع جده لأمه، ثم إلى مدراس مع كاركث الإنكليزي، ومات بها، له ديوان شعر وتحفة العجم وخزينة الأمثال وصنم كده جين وهشت كلزار وجذبة عشق وغيرها من الكتب، وكان حياً سنة 1204 هـ. الشيخ حسين بن علي السورتي الشيخ الصالح حسين بن علي بن محمد بن عبد الله بن علي العيدروس الشافعي الحضرمي السورتي أحد المشايخ المشهورين بالهند، ولد ونشأ بمدينة سورت وتولى الشياخة بعد أبيه. مات سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف ببلدة بمبئ، كما في الحديقة. الشيخ حسين المرعشي اللكهنوي الشيخ الفاضل حسين المرعشي الشيعي اللكهنوي، كان من ذرية علي المرعش بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين السبط رضي الله عنهم، وكان من كبار علماء الشيعة، قرأ العلم وتفقه على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي، وبرع في العلوم الآلية والعالية، أخذ عنه غير واحد من الأعلام، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. السيد حسين شاه الكشميري الشيخ الفاضل حسين شاه الحنفي الكشميري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكشمير وقدم كانبور في صغر سنه، فلازم الشيخ عناية أحمد الكاكوروي، وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم ولي التدريس بمدرسة فيض عام في بلدة كانبور فدرس بها مدة طويلة، ثم ذهب إلى بهوبال ونال وظيفة، وكان الشيخ محمد علي الكانبوري يصفه بجودة القريحة وسرعة الخاطر، وسلامة الفكر، ونظافة الطبع، ويقول: إنه كان يدرس بغاية التحقيق والتدقيق. مات سنة خمس وثمانين ومائتين وألف ببلدة بهوبال، فدفن بها. الشيخ حسين بن علي العظيم آبادي الشيخ الفاضل حسين بن علي بن عسكر الجامي العظيم آبادي المشهور بحسين قلي خان، كان من الرجال المعروفين في الشعر والإنشاء، ولد ونشأ بمدينة عظيم آباد وساح البلاد الكثيرة، له نشتر عشق تذكرة شعراء الفرس، صنفه في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف. مات بعظيم آباد لسبع بقين من ذي القعدة سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب. مولانا حسين أحمد المليح آبادي الشيخ العالم المحدث حسين أحمد بن علي أحمد بن علي أمجد الحسيني السرهندي ثم المليح آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد بمليح آباد من أعمال لكهنؤ. ونشأ بها، وسافر للعلم، وقرأ على المفتي ظهور الله ومولانا نور الحق ومرزا حسن علي والسيد مخدوم الحسيني وعبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي بوري وحيدر علي بن حمد الله السنديلوي، ثم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 955 سافر إلى دهلي وحصلت له الإجازة عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، أخذ عنه عبد الحليم بن أمين الله وعبد الرزاق بن جمال الدين وخلق كثير. ومن مصنفاته: رسالة في إثبات البيعة المروجة، ورسالة في حلية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وشرح على رسالة الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي في مبحث الوجود، وله غير ذلك من الرسائل، توفي لأربع خلون من رمضان سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. الشيخ حسين بخش الكاكوروي الشيخ العالم الفقيه حسين بخش بن مير محمد بن محمد كاشف بن خليل الرحمن ابن عبد الرحمن العلوي الحنفي الكاكوروي أحد العلماء الصالحين، ولد سنة ثلاث ومائتين وألف بكاكوري، وقرأ العلم على ابن عمه الشيخ حماية علي العلوي الكاكوروي، وتخرج عليه، ثم أخذ الطريقة القلندرية عن أبيه، وخدم الدولة الإنكليزية مدة، ثم اعتزل واشتغل بالتدريس والتصنيف. له مصنفات عديدة منها: نفحة الهند في الأدب، والآثار الباقية في علم الأعداد، واختلاف البصريين والكوفيين في النحو، وضروريات الأدباء في البديع. توفي لليلة بقيت من جمادي الأولى سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف ببلدة إتاوه فدفن بها في بيته. مولانا حسين علي القنوجي الشيخ الفاضل حسين علي بن عبد الباسط بن رستم علي بن علي أصغر الصديقي القنوجي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة قنوج وقرأ العلم على والده، ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه جمع كثير، ومن مصنفاته: كتاب تمرين المتعلم في الصيغ المشكلة، والتعليلات الصعبة. توفي بعد والده بخمسة أشهر وله أربع وعشرون سنة، وكان ذلك في سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، كما في أبجد العلوم. مولانا حسين علي الفتحبوري الشيخ الفاضل حسين علي الحنفي الفتحبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بفتحبور، وسافر للعلم، فقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ سلامة الله البدايوني ببلدة كانبور ثم سافر إلى رامبور وقرأ سائر الكتب الدرسية على المفتي سعد الله المراد آبادي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي، وله تعليقات على شرح هداية الحكمة للشيرازي، مات سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. الشيخ حسين علي البريلوي الشيخ الفاضل حسين علي القائني الأخباري البريلوي، كان من بني أعمام سبحان علي خان المتكلم المشهور، وله مصنفات كثيرة، منها: معتمد الكلام رد فيه على إيضاح لطافة المقال للشيخ رشيد الدين الدهلوي في جواب رسالة صنفها سبحان علي خان المذكور في لزوم أفضلية أولاد الشيخين على أولاد فاطمة رضي الله عنها على مذهب أهل السنة والجماعة في التفضيل، وله الرسالة الوزيرية في الأصول والأخبار صنفها على لسان وزير الدين الأخباري، كما في كشف الحجب وله رسالة في الأصول والأخبار صنفها بأمر الحكيم مرزا علي خان وله حاشية على مير زاهد رسالة مات في بضع وأربعين ومائتين وألف كما في تكملة نجوم السماء. الشيخ حسين علي الجونبوري الشيخ الفاضل حسين علي الجونبوري أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، كان أصله من سلطانبور قرية في ناحية كراكث ولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته، فاستقل به مدة طويلة، ولما كبر سنه جاء إلى بلدته ومات بها، كما في تجلى نور. مولانا حفيظ الدين الحيدر آبادي الشيخ العالم الصالح حفيظ الدين الواعظي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 956 الحيدر آبادي أحد العلماء الربانيين، لم يزل مشتغلاً بالموعظة والتذكير بحيدر آباد، انتفع به خلق كثير، وكان شديد التوكل، لم يقبل قط من أحد من الأمراء أقطاعاً من الأرض، توفي نحو سنة سبعين ومائتين وألف فدفن بقرية بيبل كانون كما في محبوب ذي المنن. القاضي حفيظ الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل حفيظ الدين بن إمام الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد سنة إحدى وخمسين ومائة وألف بكاكوري، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وأعمامه، ثم ولي القضاء فاستقل به مدة من الدهر، مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع العلماء. الشيخ حفيظ الله اللكهنوي الشيخ الفاضل حفيظ الله بن حبيب الله بن محب الله الأنصاري اللكهنوي، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على أخيه الشيخ ولي الله وعلى أعمامه، ثم ولي نظارة العدالة بفيض آباد، فكان يدرس ويفيد مع اشتغاله بالقضاء. توفي لعشر بقين من ربيع الثاني سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. الشيخ حفيظ الله البدايوني الشيخ الفاضل حفيظ الله بن كرامة الله البدايوني ثم البلاسبوري أحد العلماء الصالحين، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ غلام جيلاني والشيخ سليم الله، ومن مصنفاته: بيت المعرفة وآداب الصبيان وفيض رسان وشرح على مقدمات ظهوري. مات لثلاث بقين من جمادي الآخرة سنة سبع وسبعين ومائتين وألف وله خمسون سنة، كما في يادكار انتخاب. الشيخ حكيم الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل حكيم الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي، أحد العلماء الحنفية، كان ثاني أبناء والده، ولد في سنة أربع وتسعين ومائة وألف بكاكوري ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ عماد الدين اللبكني والشيخ فضل الله العثماني النيوتيني، ثم ولي الإفتاء بمحكمة الدائر والسائر، ثم ولي القضاء بها، ثم ولي الصدارة ثم أحيل على المعاش، وكان صالحاً ديناً مهاباً، رفيع القدر، محب العلم وأهله، لم يزل مشتغلاً بمطالعة الكتب والمذاكرة في العلم. مات لعشر خلون من جمادي الأولى سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في مجمع العلماء. الشيخ حماية علي الكاكوروي الشيخ العالم الصالح حماية علي بن محمد كاظم العلوي الكاكوروي أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية، ولد بكاكوري سنة خمس وثمانين ومائة وألف، وقرأ المختصرات على الحكيم محمد حياة اللكهنوي ثم سار إلى سنديله وأخذ عن الشيخ قاسم علي بن حمد الله السنديلوي، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن المفتي عبد الواجد الخير آبادي، ثم رحل إلى ديوه ولازم الشيخ ذو الفقار علي الديوي، وتخرج عليه، ثم رجع إلى كاكوري، وتصدر للتدريس. له ركاز الأصول شرح بسيط على فصول أكبري وله نور لا ريب في ترجمة فتوح الغيب وملهم الصواب في انحاء طريقة أولي الألباب في السلوك ومعدن علوي في الأعمال والأدعية. مات ليلة الجمعة لخمس بقين من رجب سنة ست وعشرين ومائتين وألف، كما في أصول المقصود. السيد حميد الدين الطوكي الشيخ الفاضل حميد الدين بن عبد السبحان بن عثمان الشريف الحسني النصير آبادي ثم الطوكي أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر، ولد ونشأ بنصير آباد، وسافر للعلم فقرأ على أساتذة عصره، وصحب خاله السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد في هجرته من الهند ورحلته إلى تخوم الهند بطريق الجزء: 7 ¦ الصفحة: 957 أفغانستان وهو الذي كان يكتب من الطريق رسائل بليغة مسهبة في وصف هذه الرحلة الشاقة الطويلة وما يشاهده في الطريق وما يمر به من منازل، في دقة وتحر للحقيقة وبلاغة ورجع وسافر إلى طوك فأكرمه نواب وزير الدولة أمير تلك الناحية، وولاه الإنشاء، فاستقل به مدة حياته، له قصائد غراء بالفارسية. مات يوم الاثنين لتسع بقين من صفر سنة ثمان وستين ومائتين وألف ببلدة طوك كما في سيرة علمية. مولانا حميد الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل حميد الدين بن غازي الدين بن محمد غوث الكاكوروي، كان من عباد الله الصالحين، ولد بكاكوري لثلاث بقين من رمضان سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، وقرأ العلم على الشيخ محب الرحمن الكاكوروي، وعلى غيره من العلماء، وحصلت له الإجازة مكاتبة عن الشيخ أبي الحسن السندي الصغير، له المنشعب المنظوم وأخلاق حميدي رسالة في الأخلاق. مات غرة ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع العلماء. مولانا حميد الدين الحيدر آبادي الشيخ الصالح حميد الدين بن فضل الله الحنفي الحيدر آبادي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولي العدل والقضاء ببلدة حيدر آباد فاستقل به مدة من الزمان، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة خمس وتسعين ومائتين وألف فحج وزار، ورجع إلى الهند، مات بحيدر آباد، كما في مهر جهانتاب. مولانا حميد الدين الجانكامي الشيخ الفاضل حميد الدين الجانكامي أحد الفضلاء المشهورين في بلاده، له أحاديث الخوانين كتاب في تاريخ جانكام بالفارسي، أوله: الحمد لله رب العرش والكرسي، إلخ - كان حياً سنة 1871م، كما في محبوب الألباب. مولانا حميد الدين المدراسي الشيخ الفاضل حميد الدين بن أبي الطيب الحسيني الرحمة آبادي المدراسي أحد العلماء الصالحين، ولد برحمة آباد سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف وتأدب على والده، ثم دخل مدراس، وقرأ العلم على الشيخ علاء الدين اللكهنوي والشيخ محمد سعيد الأسلمي المدراسي والشيخ تراب علي الخير آبادي والمولوي حسن علي الماهلي، ثم رجع إلى رحمة آباد وأقام بها، وكان يسترزق بالزراعة. مات في الثالث عشر من رمضان سنة ست وستين ومائتين وألف. مولانا حنيف الدهمتوري الشيخ الفاضل حنيف بن أبي الحنيف الحنفي الدهمتوري نسبة إلى قرية دهمتور بفتح الدال المهملة والتاء الفوقية ولد لتسع عشرة خلون من محرم سنة تسع وثمانين ومائة وألف، واشتغل بالعلم مدة في بلاده، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وعن غيره من العلماء، واستفاض عن الشيخ غلام علي العلوي أيضاً، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ أنوار الحق وولده نور الحق، ثم ولي الصدارة ببلدة جبلبور فاستقل بها مدة ثم سار إلى دهلي ودرس بها زماناً، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته فدرس بها زماناً قليلاً، ثم ولي العدل والقضاء فأقام مدة ببلدة بهاكلبور ومدة ببلدة عظيم آباد. ومن مصنفاته: تنوير السلم شرح على سلم العلوم طبع بدهلي سنة 1270هـ، ومنها: توضيح العقائد شرح على العقائد النسفية. توفي سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. الحكيم حياة بن أحمد الرامبوري الشيخ الفاضل حياة بن أحمد الأفغاني الرامبوري الحكيم، كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ النحو والصرف على الشيخ عبد الرحمن البنجابي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 958 والفقه والحديث على المفتي شرف الدين، ثم تصدر للتدريس، وكان متعبداً، ملتزم الأحزاب والأوراد. مات لعشر بقين من رمضان سنة سبع وثمانين ومائتين وألف برامبور، كما في يادكار انتخاب. الشيخ حياة الحنبلي الدهلوي الشيخ العالم الصالح حياة بن أبي الحياة الحسيني الحنبلي الدهلوي ثم المدني أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ في الهند، وخرج من دهلي في زمن الفترات، فسافر إلى الحجاز والنجف وكربلاء وبغداد ورجع إلى دهلي وأقام بها زماناً ثم سافر إلى الحرمين الشريفين وسكن بالمدينة المنورة. له رسالة في الفقه على مذاهب الأئمة الأربعة بالفارسية، وله تعريب تلك الرسالة عربها بأمر بعض أهل المدينة، أدركه الشيخ رفيع الدين المراد آبادي وذكره في كتابه، وقال: إنه أخذ الطريقة القادرية بدهلي عن بعض مشايخ تلك الطريقة، ثم حصلت له الإجازة في تلك الطريقة عن السيد مسافر القادري المكي بمكة المباركة، انتهى. مولانا حياة الدهلوي الشيخ العالم الكبير حياة بن أبي الحياة الدهلوي أحد العلماء المشهورين، كان أصله من بنجاب دخل دهلي بعد ما فرغ عن اكتساب العلوم المتعارفة، وأقام بها في زاوية السيد صابر علي، واشتغل بالدرس والإفادة مدة، ثم ذهب إلى بنجاب، وأخذ الطريقة عن الشيخ سليمان بن زكريا التوسوي ورجع إلى دهلي، وأقام بمسجد خارج القلعة، وعكف على الدرس والإفادة، وقد جاوز سبعين سنة في سنة 1263هـ، كما في آثار الصناديد. وكان رحمه الله من الأفاضل المشهورين، درس وأفاد بمدينة دهلي مدة طويلة، وانتهت إليه رئاسة الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ عبد الرحمن الأعمى، والشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الكيرانوي المهاجر إلى مكة المشرفة والشيخ محمد علي الجاند بوري، وخلق كثير من العلماء. مولانا حيدر بن مبين اللكهنؤي الشيخ الفاضل حيدر بن مبين بن المحب الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على والده، ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس، وظفه نواب سعادة علي خان اللكهنوي بثلاث ربيات كل يوم، ولما توفي سعادة علي خان المذكور التفت إليه بعض الأمراء، وخصه بالصلات الجزيلة فوق ما كانت له في عهد الأمير المتوفي، ثم ناقشه الوزير في المذهب وقصد الإيذاء له، فخرج من لكهنؤ وسار إلى كلكته، ومنها إلى مكة المباركة سنة أربعين ومائتين وألف، وأخذ الحديث عن السيد يوسف بن البطاح الأهدل اليماني، والشيخ عمر بن عبد الرسول المكي، ثم سافر إلى المدينة المنورة قبل الحج، وأسند الحديث بها عن الشيخ عبد الحفيظ العجيمي المكي والعلامة محمد عابد بن أحمد علي السندي، ثم رجع إلى مكة وكان قد حفظ القرآن في أثناء السفر، فقرأه في التراويح في المسجد الحرام، ثم تشرف بالحج، وركب الفلك غرة محرم سنة إحدى وأربعين، فلما بعد عن جدة زهاء خمسة أميال أو ستة غرق الفلك وغرق عشرون رجلاً من أصحابه، وغرق ما كان معه من الكتب النفيسة، فلما بلغ ذلك الخبر إلى أمير جده أرسل إليه فلكاً آخر، فركب ووصل إلى بمبئ بعد تسعة عشر يوماً من ركوبه، وقد صادف حلوله بها قدوم شمس الأمراء من حيدر آباد فاحتفى به وبالغ في إكرامه وجاء به إلى حيدر آباد، وقربه إلى ملك حيدر آباد، فوظفه بألف ربية في كل شهر، وأقطعه أرضاً تغل اثني عشر ألفاً من النقود كل سنة فطابت له الإقامة بحيدر آباد. له رسالة في المنطق ورسالة في الأوراد تسمى بالوظائف الحيدرية، وله تعليقات شتى على الكتب الدرسية. مات لثلاث عشرة خلون من محرم سنة ست وخمسين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في الأغصان الأربعة. الحكيم حيدر حسين البريلوي الشيخ الفاضل حيدر حسين بن عطاء حسين الجزء: 7 ¦ الصفحة: 959 الحسيني البريلوي، كان من ذرية المخدوم عادل الملك الجونبوري، ولد ونشأ ببلدة رائي بربلي وتربى في مهد خاله الحكيم غلام علي خان، وأخ عنه وعن غيره من العلماء، وتقرب إلى ملوك أوده فولوه على رائي بريلي، وكان بارعاً في الطب، وكثير من الفنون الحكمية. مات سنة سبع وخمسين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. الشيخ حيدر علي الكاكوروي الشيخ الفاضل حيدر علي بن تراب علي الكاكوروي أحد المشايخ المعروفين بالفضل والكمال، ولد لثمان خلون من شعبان سنة خمس ومائتين وألف بكاكوري ونشأ بها، وقرأ الكتب الدرسية على عمه الشيخ حماية علي، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير، وكان من الأفاضل المشار إليهم في العلم والعمل. مات لعشر بقين من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين وألف وله تسع وسبعون سنة، كما في الانتصاح. الشيخ حيدر علي السنديلوي الشيخ الفاضل العلامة حيدر علي بن حمد الله بن شكر الله الصديقي السنديلوي: أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده، وبعضها على القاضي أحمد علي السنديلوي، ثم لازم الشيخ باب الله الجونبوري وأخذ عنه، وجمع العلم والطب والشعر، ثم اشتغل بالدرس والإفادة، أخذ عنه القاضي إرتضا علي الكوباموي والمرزا حسن علي اللكهنوي والشيخ حسين أحمد المليح آبادي والسيد محمد بن دلدار علي المجتهد وخلق كثير من العلماء. ومن مصنفاته: حاشية على شرح السلم لوالده، وتكملة لذلك الشرح، وحاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وله غير ذلك من الحواشي والشروح. مات لست خلون من رجب سنة خمس وعشرين ومائتين وألف ببلدة سنديله فدفن بمدرسة والده، كما في تذكرة العلماء للناروي. مولانا حيدر علي الطوكي الشيخ العالم الكبير العلامة حيدر علي بن عناية علي بن فضل علي الحسيني البخاري الدهلوي ثم الطوكي أحد العلماء الربانيين، كان من نسل الشيخ جلال بن الحسين بن محمد الحسيني البخاري، ولد ونشأ بدهلي، وسافر إلى رامبور في صغر سنه، وأخذ النحو والعربية عن السيد غلام جيلاني والشيخ عبد الرحمن القهستاني، وقرأ أياماً على الشيخ رستم علي الرامبوري، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الشيخ مبين بن محب الله الأنصاري اللكهنوي، ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ رفيع الدين وصنوه عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، وتطبب على الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي، وتلقى الطريقة العلية عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي. وكان غاية في الذكاء، وسرعة الإدراك، رأساً في معرفة الكتاب والسنة والإختلاف، بحراً زاخراً في العلوم الحكمية، تزوج برامبور وأقام بها مدة، ولذلك اشتهر بالرامبوري، وسار إلى كلكته، ثم إلى طوك فقربه نواب وزير الدولة إليه، وجعله من ندمائه، وألقى بيده أزمة الأمور فسكن ببلدة طوك واشتهر بالطوكي، وكان رحمه الله يدرس ويفيد. أخذ عنه الشيخ أوحد الدين البلكرامي والقاضي بزركك علي المارهروي والقاضي عناية رسول الجرياكوتي والقاضي هداية علي الكيلانوي والقاضي إمام الدين الطوكي والشيخ إبراهيم بن مدين النكرنهسوي، والشيخ أحمد بن محمد ابن علي الشرواني، وخلق كثير لا يحصون بحد وعد. قال القنوجي في أبجد العلوم: إنه كان قصير القامة نحيف البدن، ومن مؤلفاته: صيانة الأناس عن وسوسة الخناس بالهندية في الدفاع عن السيد الإمام أحمد بن عرفان وجماعته ورسالة في إثبات رفع اليدين في المواضع الأربعة من الصلاة، حررها رداً على الجزء: 7 ¦ الصفحة: 960 المولوي محبوب علي الدهلوي بالفارسية، وكان يدرس، ويطبب وينفع الناس. وقال في مقام آخر: إنه كان فاضلاً جليلاً، جمع علم الطب إلى سائر علومه، وكان يذب عن إسماعيل الشهيد، قال في اليانع الجني: وله مع شيخنا أبي العلاء الفضل بن الفضل الخير آبادي مباحثات في شأن إسماعيل يحويها بطون مؤلفاتهما، بدرت منه عند البحث بوادر وهاها العلماء، قلت: والحق بيد السد لا بيد الشيخ، كما يظهر من الرجوع إلى كتبهما عند نظر الإنصاف، انتهى. توفي إلى رحمة الله سبحانه سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ببلدة طوك وله سبعون سنة. مولانا حيدر علي الفيض آبادي الشيخ العالم الكبير العلامة حيدر علي بن محمد حسن بن محمد ذاكر بن عبد القادر الدهلوي ثم الفيض آبادي أوحد المتكلمين والنظار، ولد ونشأ بفيض آباد، وقرأ العلم على مرزا فتح علي والسيد نجف علي والحكيم مير نواب، كلهم كانوا من علماء الشيعة بفيض آباد، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ رشيد الدين والشيخ رفيع الدين، واستفاض عن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي أيضاً ولازمه زماناً، حتى برع في كثير من العلوم والفنون، ثم قدم لكهنؤ، وأقام بها مدة طويلة، وجد في البحث والاشتغال، وأقبل على الجدل والكلام، فصار أوحد زمانه، أقر بفضله الموافق والمخالف، ثم سار إلى بهوبال وأقام بها مدة، ثم سافر إلى حيدر آباد فولاه نواب مختار الملك العدل والقضاء، فاستقل به مدة حياته مع اشتغاله بالتصنيف والتأليف. ومن مصنفاته: منتهى الكلام في مجلد كبير، وإزالة الغين عن بصارة العين في ثلاثة مجلدات ونضارة العينين عن شهادة الحسنين وكاشف اللثام عن تدليس المجتهد القمقام والداهية الحاطمة على من أخرج من أهل البيت فاطمة وروية الثعاليب والغرابيب في إنشاء المكاتيب وكتابه في إثبات ازدواج عمر بن الخطاب بسيدتنا كلثوم بنت المرتضي، وله تكملة فتح العزيز في مجلدات كبار، صنفها بأمر نواب سكندر بيكم ملكة بهوبال. مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف. حرف الخاء مولانا خادم أحمد اللكهنوي الشيخ الفاضل خادم أحمد بن حيدر بن مبين بن المحب الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على عمه الشيخ معين وتخرج عليه، واشتغل بالتذكير والتدريس والإفتاء مدة طويلة، وهو ممن أفتى بحرمة الخروج للشيخ أمير علي الأميتهوي لأخذ ثأر المسلمين بأجودهيا. وله رسالة في مبحث الحاصل والمحصول المتعلق بشرح الكافية للجامي ورسالتان بالعربية والفارسية في تحقيق الدائرة الهندية المتعلقة بشرح الوقاية وله رسالة في مبحث الطهر المتخلل وله وسيلة الشفاعة رسالة في أخبار الصحابة، وله زاد التقوى في آداب الفتوى وله إعلام الهدى في تحريم المزامير والغناء وهداية الأنام في إثبات تقليد الأئمة الكرام وله تعليقات شتى على شرح الجامي وشرح الوقاية ونور الأنوار وشرح السلم لملا حسن. مات لإثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة. الحكيم خادم حسين السنديلوي الشيخ الفاضل أبو علي خادم حسين بن بقاء الله بن مقبول أولياء الحسيني السنديلوي الحكيم المشهور، أخذ عن والده، ودرس وأفاد مدة في بلاده، ثم سافر إلى بهوبال. ومات بها لست عشرة خلون من ذي القعدة سنة خمس وستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. الشيخ خان عالم خان المدراسي الشيخ الصالح خان عالم بن خان جهان بن خير الدين العمري المدراسي أحد الرجال المشهورين بالعلم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 961 والصلاح، ولد بمدراس لأربع بقين من ربيع الأول سنة سبع ومائتين وألف، ونشأ في أرغد عيش، وقرأ العلم ثم أقبل على الشعر والموسيقى، وصرف شطراً من عمره في الصبوح والغبوق محظوظاً بالرزق الواسع، ثم لما قدم مدراس السيد محمد علي بن عناية علي الدهلوي الواعظ المشهور من أصحاب سيدنا الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي تاب على يده الكريمة، وبايعه وأهرق الخمر، وكسر الأوتار، واشتغل بمطالعة الكتاب والسنة والوعظ والتذكير، ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين، وأوذي في ذات الله سبحانه من المخالفين، وأخيف في نصر السنة المحضة، وحذره أمير مدراس بأن يمنع رزقه ويطلق ابنته، فأجابه بأن الأمير إن طلق بنته يزوجها بمن يخدم الخيل في أصطبل الأمير. له مصنفات في نصر السنة ورد البدعة، وله ذكر وأخبار في كتاب القول الجلي في كرامات السيد محمد علي لأفسر الدولة جان جهان خان بهادر. مات لثمان بقين من رمضان سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف. الشيخ خدا بخش الأميتهوي الشيخ الفاضل خدا بخش بن كلو بن غلام مير بن كهيتا بن صبغة الله بن جعفر بن نظام العثماني الأميتهوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ باميتهي، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم تقرب إلى رجال السياسة من الإنكليز وسار إلى فرخ آباد في رفاقة كرنيل بالمر ومستر كرانك، ودخل في أهل الحل والعقد بفرخ آباد، ونال منزلة جسيمة عند أولياء الأمور، فعاش مدة في عزة ومنعة ثم عزل في أيام شوكت جنكك، ورتب له أربعة آلاف ربية تحصل له كل سنة في أيام العزلة. له أبيات رائقة بالفارسية، وله شاه نامه مزدوجة في تاريخ الإنكليز وحروبهم وفتوحاتهم. مات سنة ست وثلاثين ومائتين وألف بفرخ آباد، فدفن بها ثم نقلوا جسده إلى قرية بروا من أعمال أميتهي ودفنوه عند جده الشيخ جعفر بن نظام رحمه الله، كما في تاريخ فرخ آباد بزيادة يسيرة من رياض عثماني. الشيخ خدا بخش الملتاني الشيخ الصالح خدا بخش الجشتي الملتاني أحد كبار المشايخ في عصره، ولد ونشأ بملتان وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم تصدر للتدريس، ودرس بمدينة الملتان أربعين سنة، ثم أخذ الطريقة عن الجمال محمد ابن يوسف الملتاني ولازمه، وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير لا يحصون بحد وعد، وكان من كبار المشايخ، انتقل في آخر عمره إلى خير بور وسكن بها. مات في محرم الحرام سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف بخير بور، كما في كلزار جماليه. الشيخ خدا بخش السندي الشيخ العالم الصالح خدا بخش بن أحمد علي بن محمد عاقل بن محمد شريف العمري الجشتي السندي أحد كبار المشايخ، ولد في سنة خمس ومائتين وألف بقرية كوث متهن ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وأخذ عن أبيه وجده، ولما مات والده جلس على مسند الإرشاد، وكان يدرس ويفيد. مات لإثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في المناقب الفريدية. نواب خرد مند خان الفرخ آبادي الأمير الكبير خرد مند بن خدا بنده بن محمد خان الفرخ آبادي نواب أمين الدولة مظفر الملك خرد مند خان بهادر ببر جنك، كان من الأمراء المشهورين بالفضل والصلاح، ولي النيابة بفرخ آباد في أيام مظفر جنكك، ونال المنزلة الجسيمة منه. وكان صالحاً، ديناً، متعبداً، كثير الصوم والصلاة والصدقات، محسناً إلى العلماء والمشايخ، يجالسهم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 962 ويذاكرهم في العلوم، له آثار باقية بفرخ آباد من البساتين الزاهرة والقصور الشامخة والمساجد الرفيعة. توفي لإحدى عشرة بقين من ذي الحجة سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد. مولانا خرم علي البلهوري الشيخ العالم الصالح خرم علي البلهوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلهور بفتح الموحدة وتشديد اللام قرية من أعمال كانبور وسافر للعلم وقرأ الكتب الدرسية على أبناء الشيخ ولي الله الدهلوي ثم أخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي ولازمه زماناً ثم رجع إلى الهند قبل معركة بالاكوث وشهادة السيد، وله قصيدة قوية بليغة في التحريض على الجهاد والشهادة وبيان فضلهما، كانت تنشد في المعارك الحربية عند الزحف في معسكر السيد الإمام، ثم سافر إلى باندا فقربه إليه نواب ذو الفقار خان وولاه الترجمة والتصنيف. له غاية الأوطار ترجمة الدر المختار في الفقه الحنفي بالهندية، شرع أولاً من كتاب النكاح فأتمها ثم شرع كتاب الحج منها ثم شرع في الترجمة والشرح من أولها، فبلغ إلى باب الأذان، ولم يمهله الأجل لإتمامها، وله ترجمة مشارق الأنوار للصغاني في الحديث وشرحه بالهندية، وله شفاء العليل ترجمة القول الجميل، وله نصيحة المسلمين رسالة مشهورة، في نصر التوحيد والسنة على طراز تقوية الإيمان للشيخ إسماعيل الشهيد، وله رسالة في قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة. توفي في آسيون ودفن بها سنة إحدى وسبعين وقيل ست وسبعين ومائتين وألف. مولانا خطيب أحمد الرامبوري الشيخ العالم الصالح خطيب أحمد بن رؤف أحمد العمري النقشبندي الرامبوري، كان من نسل الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، أخذ العلم والمعرفة عن والده وصحبه مدة طويلة، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند بعد ما توفي والده في أثناء السفر، فدخل بهوبال وأقام بها مدة عمره، وكان يدرس ويفيد. مات سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء. المفتي خليل الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل العلامة خليل الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد العلماء المبرزين في العلوم الرياضية، ولد سنة ثلاث ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ روشن علي الجونبوري، وأقبل على الفنون الرياضية إقبالاً كلياً، حتى برز فيها وفاق أقرانه، بل على من سبقه من العلماء، فولي الإفتاء ببلدة كانبور واستقل به زماناً، ثم استقدمه نواب سعادة علي خان اللكهنوي إلى دار ملكه، وولاه المرصد، فاشتغل بأعماله زماناً، ولم يتم عمله لوفاة الأمير المذكور، ثم بعثه غازي الدين حيدر بالسفارة إلى كلكته وجعل راتبة الشهري خمسة آلاف ربية. ومن مصنفاته: شرح باب التعزيرات من الدر المختار بالفارسي صنفه بأمر هيرنكتن وزير الخارجية بكلكته، ومنها مرآة الأقاليم بالفارسي في قواعد فن الهيئة، ومنها جغرافية الطرق والشوارع مما يختص بمملكة أوده، ومنها رسالة بالفارسية في طول البلد وعرض البلد وغاية النهار، ومنها رسالة بالعربية في تحقيق مرض الهيضة، ومنها رسالة مختصرة في إبطال ظل المثلث، ذكرها عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتاب روز نامه. مات سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف وله ثمان وسبعون سنة. القاضي خليل الرحمن الرامبوري الشيخ الفاضل الكبير خليل الرحمن بن عرفان بن عمران بن عبد الحليم الرامبوري ثم الطوكي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 963 رامبور وقرأ على والده وعلى المفتي شرف الدين والشيخ حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ثم سافر إلى بلدة طوك وولي القضاء الأكبر بها في عهد نواب مير خان، فسكن بها، ولما جاء الشيخ العلامة حيدر علي إلى تلك البلدة ناظره في بعض المسائل، واستاء من مجيئه إلى بلدة طوك، فسافر للحج والزيارة، وأقام بجاوره عند رجوعه من الحج، فوظفه غوث محمد خان أمير تلك البلدة، وأكرمه فسكن ببلدة جاوره، أخبرني بذلك الشيخ محمود بن أحمد الطوكي. قال عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه: له مشاركة في الفنون الرياضية والعلوم الأدبية والتاريخ والطب، انتهى. ومن مصنفاته: الدائر شرح على منار الأصول وله تعليقات على حاشية غلام يحيى ومير زاهد رسالة ومير زاهد على شرح المواقف ورسم الخير ورسم الخيرات رسالتان في إثبات الرسوم من الفاتحة وغيرها، وله مائة عامل صنفه لابنه عبد العريز وشرح بسيط عليه وله منظومة في العروض ومنظومة في جواب سؤال ورد عليه من الحكيم مرزا علي اللكهنوي، أولها: وكم سر خفي للنبي عليه صلاة باريه الحفي الشيخ خيرات علي الكالبوي الشيخ العالم الصالح خيرات علي بن حسين علي بن أحمد سعيد الحسيني الترمذي الكالبوي، كان من ذرية الشيخ محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي، ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة وألف ببلدة كالبي ونشأ بها، وصحب والده وأخذ عنه الطريقة، ولما مات والده قرأ على مرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي، وأسند الحديث عنه. وكان شيخاً جليلاً وقوراً، منور الشكل، كثير العبادة والتأله والخوف من الله سبحانه. مات لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، كما في التقصار. مولانا خير الدين السورتي الشيخ العالم المحدث خير الدين بن محمد زاهد بن حسن محمد الزبيري السورتي أحد العلماء المشهورين، كان من نسل زبير بن عبد المطلب الهاشمي القرشي عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولد بمدينة سورت ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا عبد الغفور والشيخ محمد بن عبد الرزاق الحسيني الأجي، وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ نور الله ثم عن صاحبه الشيخ نصر الله، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ حياة السندي، وعاد إلى سورت، ودرس في الحديث خمسين سنة. ومن مصنفاته: شواهد التجديد وإرشاد الطالبين ورسائل في السلوك. ومن فوائده رحمه الله في بعض رسائله: كن تابعاً لرسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظاهراً وباطناً، مبادراً إلى العمل بظاهر ما تجد في الأحاديث الصحيحة وفي الفقه المعتبر، ولا تطلب الدليل، والشك يرتفع إذا وجدت الحديث الصحيح لأن الدين بالنقل، لأن تجلي الذات موقوف على متابعته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقوله تعالى: " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" ولا تنكر أفعال الناس، وإن كانت مذمومة فانصح بالقول، ولا تعترض على أقوال الصوفية، وإن تجد قولهم وفعلهم مخالفاً للشرع، فأوله وصف القلب عن الكدورات والغل والغش، لأن باب التأويل واسع، وإن لم تقف على التأويل فاسكت وانظر إلى قصة موسى والخضر عليهما السلام، وموسى كان رسولاً والخضر مختلف في نبوته، وما فهم مراده، فكيف يفهم الجاهل مراد العارف، فلا تقبله ولا تنكره واسكت، لأن الخير في السكوت، كما لا تعمل بالشريعة السالفة ولا تنكرها، وأعظم المعاصي عند الأكابر الاعتراض، لأن الاعتراض يرجع إلى الفاعل الحقيقي، ولا فاعل للخير والشر إلا هو، قال تعالى: " فألهمها فجورها وتقواها"، وقال: " إليه يرجع الأمر كله"، فينبغي للسالك أن لا يتوجه إلى الخير ولا إلى الشر بل يكون مستغرقاً ومستهلكاً في شهوده تعالى، كما كان في حال الطفولية، والنهاية هي الرجوع إلى البداية، ولا تتفكر في أمر الرزق ولا في غيره لأنه الجزء: 7 ¦ الصفحة: 964 تعالى يعطيك ما يصلح حالك ومقامك، كالأبوين يعطيان الطعام لأجل الشفقة، والله تعالى أرحم منهما وهو أرحم الراحمين، انتهى. توفي لعشر خلون من رجب سنة ست ومائتين وألف ببلدة سورت فدفن بها، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ خير الدين الحيدر آبادي الشيخ الفاضل خير الدين بن معصوم الحسيني الإمامي المدراسي ثم الحيدر آبادي أحد الأفاضل المشهورين، ولد بمدراس سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، وقرأ الرسائل الفارسية على أمير الدين علي بأوديكير، وأخذ العلوم المعتارفة عن الشيخ أمين الدين علي والحافظ حسين والشيخ علاء الدين اللكهنوي بمدراس، واستفاض عن الشيخ باقر بن مرتضى المدراسي، ثم سافر إلى حيدر آباد وولي التدريس بها، ورتب له خمسمائة ربية في كل شهر، فدرس وأفاد مدة عمره. مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في مهر جهانتاب. مولانا خير الدين الإله آبادي الشيخ الفاضل خير الدين محمد الإله آبادي أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، له متن متين في البلاغة ملخص من تلخيص المفتاح للقزويني، وهو مرتب على مقدمة وثلاثة فنون وخاتمة، صنفه لأجل ولده أمين الدين حسن، والفن الثالث من ذلك المختصر مأخوذ من سبحة المرجان للسيد غلام علي بن نوح الحسيني البلكرامي، وكذلك خاتمته فإنه فصل في الفن الثالث مستخرجات البلكرامي في فن البديع، وفي الخاتمة أقسام العشاق والعشقيات، كما فعل البلكرامي في سبحة المرجان، وله شرح بسيط على متنه سماه نقد البلاغة أوله: نحمدك يا من نور قلوبنا بشوارق المعاني وبوارق البيان - إله صنفه ببلدة جونبور سنة خمس عشرة ومائتين وألف. وكان شيعياً يظهر ذلك من مطالعة الكتاب، فإنه لا يذكر الصحابة رضي الله عنهم في مقام الذكر، ولأنه فسر الآل بقوله: آل النبي: وعترته المعصومون، فإن إثبات العصمة لأهل البيت من مختصات الشيعة. ومن مصنفاته: جونبور نامه في تاريخ بلدة جونبور بلونت نامه في تاريخ مرازبة بنارس، وله تذكرة العلماء في تاريخ بعض العلماء من أهل جونبور، طالعتها ببلدة كلكته في خزانة إيشياتك سوسائتي. حرف الدال الحكيم درويش محمد الرامبوري الشيخ الفاضل العلامة درويش محمد بن عالم خان الحنفي الرامبوري المشهور بنجم الله الصديقي، كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، له مباحث الأطباء رسالة بالعربية في المسائل الطبية التي استصعبها، وبعث الرسالة إلى معاصريه فأجاب عنها محمد علي الأصم اللكهنوي، والحكيم كوجك اللكهنوي والحكيم فتح الدين الكوباموي، وترجمها بالفارسية الحكيم عاشق حسن بن بنده حسن اللكهنوي، وسماها النتائح الحسنية معزياً إلى نفسه، فتصدى لجوابها الحكيم مظفر حسين اللكهنوي في التحقيقات البهية وتعقب فيها على الأطباء المذكورين، وأما مباحث الأطباء فنحن نورد شيئاً من مباحثه لتطلع على ذلك، والقليل يدل على الكثير. من مباحث الأطباء: البحث الأول في التعريف، قال الأطباء: الطب علم يعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما يصح ويزول عن الصحة لتحفظ حاصله وتسترد زائله، يرد عليه شكوك منها: إنهم إن أرادوا بالأحوال الأحوال الكلية فاسناد المعرفة إليها غير جائز، لأن المعرفة لا تتعلق بالأمور الكلية بل بالأمور الجزئية، ولذا لا يقال علمت الله بل يقال عرفت الله، كذا في المطول. وإن سلمت صحة التعلق ها هنا لأن اختيار لفظ منه يدل على أن الأحوال مستفادة من الطب وليست عينه بخلاف الأحوال الكلية، فإنها داخلة فيه، فظهر أن إسناد المعرفة إلى الأحوال غير صحيح، وإن أرادوا بالأحوال الأحوال الجزئية فهو أيضاً محال، لأن معرفة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 965 الأحوال الجزئية متأخرة من الطب، وباعتبار أنه جزء مقوم لماهيته مقدم عليه فيلزم أن يكون الشيء الواحد متقدماً ومتأخراً، وهذا محال بالضرورة، ومنها أن لفظ الزوال مشترك بين معنيين مختلفين وهما الانتقال والعدم، واستعمال اللفظ المشترك ممنوع في التعريفات، ومنها أن الزوال في قوله زائلة لا يمكن استعماله بكلا المعنيين فبالمعنى الأول يلزم الانتقال، وبالمعنى الثاني يلزم إعادة المعدوم، وهما محالان عندهم. وقال في البحث الخامس في المزاج بعد شكوك عديدة، قالوا: إن المزاج الإنساني يعرض له اعتبارات ثمانية: اعتبار بحسب النوع، واعتبار بحسب الصنف، وإعتبار بحسب الشخص، واعتبار بحسب العضو، وكل واحد منها إما بحسب الخارج أو الداخل، وللكل عرض بين الإفراط والتفريط، وها هنا شبهة تفردت بها ترد بعد تسليم مقدمات ثلاث عند الكل: أحدها أن المزاج النوعي الإنساني منحصر بين الإفراط والتفريط، وثانيها أن المزاج الشخصي لكل فرد فرد على حدة وثالثها أن الأفراد غير متناهية لتقدم النوع على مذهب الحكماء، فيلزم بعد التسليم انحصار ما لا يتناهى بين الحاصرين وهو محال، انتهى ملخصاً. وهكذا له عشرون مباحثة في المسائل الطبية، مات سنة وثلاث وثلاثين ومائتين وألف بمدينة رامبور فدفن بها. الشيخ دركاهي النقشبندي الشيخ الكبير فيض بخش دركاهي النقشبندي الهزاروي أحد كبار المشايخ، ولد في تخت هزاره من بلاد بنجاب سنة ستين ومائة وألف ونشأ بها، ثم ساح البلاد، وأدرك المشايخ، حتى وصل إلى بدايون ولقى بها الشيخ جمال الله الرامبوري، فلازمه وأخذ عنه الطريقة النقشبندية، وتولى الشياخة، وكان صاحب ترك وتجريد، وله استغراق دائم بحيث لم يكن له شعور بأوقات الصلاة، بل كان ينبهه الناس بذلك، وكانت حرارة نسبته الباطنية على حد إذا التفت إلى مائة رجل مرة واحدة كانوا يغيبون عن أنفسهم، أخذ عنه الشيخ أبو سعيد والشيخ رؤف أحمد في بداية الحال وخلق كثير من العلماء والمشايخ. توفي لأربع عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة ست وعشرين ومائتين وألف. السيد دلدار علي المجتهد النصير آبادي الشيخ الفاضل العلامة المجتهد دلدار علي بن محمد معين بن عبد الهادي الحسيني النقوي الشيعي النصير آبادي أول من ادعى الاجتهاد، وأقام الجماعة في الجمع والأعياد، كان من نسل السيد نجم الدين السبزواري، يصل نسبه إلى جعفر بن علي النقي - عليه وعلى آبائه السلام -، ولد سنة ست وستين ومائة وألف تقريباً ببلدة نصير آباد على عشرين ميلاً من رائي بريلي وسافر للعلم إلى إله آباد وقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ غلام حسين الدكني، ثم سافر إلى سنديله وقرأ شرح تصديقات السلم لحمد الله على ابنه حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، وقرأ بعض الكتب على مولانا باب الله الجونبوري، وسافر إلى العراق سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف وزار مشاهد الأئمة في الطف والنجف والكاظمين والمشهد، وقرأ الاستبصار للطوسي والفوائد الحارة على الآقا باقر محمد البهباني، وقرأ شطراً من شرح المختصر النافع على مصنفه علي بن محمد علي الطباطبائي، وقرأ بعض كتب الحديث علي مهدي بن أبي القاسم الشهرستاني، كلها في كربلاء وقرأ شطراً من الوافي ومعالم الأصول علي مهدي بن مرتضى الطباطبائي النجفي حين نزل في النجف وصاحبه في سفره إلى الكاظمين والعسكريين وسر من رأى واستفاض منه فيوضاً كثيرة، ثم قدم المشهد سنة أربع وتسعين وأدرك بها مهدي بن هداية الله الموسوي الأصفهاني فصحبه وأخذ عنه، وحصلت له الإجازة منه، فرجع إلى الهند ومكث برهة من الزمان ببلدة نصير آباد ثم دخل لكهنؤ فجعله حسن رضا خان الشيعي الوزير معلماً لأبنائه، ورتب له راتباً ومضت عليه مدة. وكانت الشيعة الإمامية إلى عصره متفرقين في بلاد الهند ليست لهم دعوة إلى مذهبهم، وما كانت لهم جامعة تجمعهم، فقام الشيخ محمد علي الكشميري الجزء: 7 ¦ الصفحة: 966 بفيض آباد وحرض الولاة أن يجمعهم في الصلاة، فألف رسالة في هذا الباب، ولما ذهب حسن رضا خان إلى فيض آباد عرض عليه وحرضه على إقامة الجماعة في الصلاة، واتفق أن الوزير المذكور كان ممن يحسن الظن بالشيخ علي أكبر الصوفي الفيض آبادي، ويعتقد فيه الصلاح، فلقيه مرة ببلدة لكهنؤ فرآه يصلي بجماعة، فلما فرغ الشيخ علي أكبر من الصلاة حرضه على إقامة الجماعة، وذكر له فضائلها على مذهب الشيعة، فذكر الوزير ما عهد إليه محمد علي الكشميري، وعزم على ذلك، فرضي به نواب آصف الدولة: ملك أوده فأقام الجماعة بأمره السيد دلدار علي لثلاث عشرة خلون من رجب سنة مائتين وألف. ثم إنه بذل جهده في إحقاق مذهبه وإبطال غيره من المذاهب لا سيما الأحناف والصوفية والأخبارية حتى كاد يعم مذهبه في بلاد أوده ويتشيع كل من الفرق، ثم إنه أرسل بعض مصنفاته إلى العراق واستجاز عن شيوخه فأجازه مهدي بن مرتضى الطباطبائي النجفي، وعلي بن محمد علي الطباطبائي الكربلائي ومهدي بن أبي القاسم الموسوي الشهرستاني. وله مصنفات كثيرة منها: أساس الأصول في إثبات الأدلة الأربعة وإبطال الفوائد المدنية، للاستر آبادي، ومنها عماد الإسلام في خمسة مجلدات: الأول في التوحيد، والثاني في العدل، والثالث في النبوة، والرابع في الإمامة والخامس في المعاد، ومنها منتهى الأفكار كتاب مبسوط له في أصول الفقه، ومنها شرح على باب الزكاة من حديقة المتقين للمجلسي، وشرح على باب الصوم من ذلك الكتاب في مجلدين، ومنها الشهاب الثاقب في رد مذهب الصوفية، وله رسالة أخرى في هذا الباب وهي جواب سؤال ورد عليه من الشيخ محمد سميع الصوفي، ومنها المواعظ الحسينية ومنها صوارم الإلهيات في قطع شبهات عابد العزي واللات في الرد على باب الإلهيات من تحفة إثنا عشرية، ومنها حسام الإسلام في الرد على باب النبوات من التحفة، ومنها إحياء السنة في الرد على باب المعاد منها، ومنها ذو الفقار في الرد على الباب الثاني عشر من التحفة وهو في مبحث الولاء والبراء، وله رسالة في إثبات الغيبة لصاحب العصر والزمان رداً على التحفة، وله رسالة في إثبات الجمعة والجماعة في غيبة الإمام، وله رسالة الأسانيد كتبها لولده السيد محمد، وله مسكن القلوب صنفه في آخر عمره بعد وفاة ابنه مهدي سنة 1231هـ، وله رسالة في مسائل الخراج صنفه سنة 1234هـ، وله رسالة ذهبية في أحكام ظروف الذهب والفضة، وله إثارة الأحزان في شهادة الإمام حسين عليه السلام، وله حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي صنفها في أوائل عمره. توفي لتسع عشرة خلون من رجب سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ في عهد غازي الدين حيدر، وقبره في حسينية بتلك البلدة، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. نواب دلير همت خان الفرخ آباي الأمير الفاضل دلير همت بن أحمد بن محمد الأفغاني الفرخ آبادي نواب مظفر جنك، ولد بفرخ آباد سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، ونشأ في مهد الإمارة، وقرأ العلم على الشيخ عبد الصمد العظمي الديوي، ثم على ولده عبد الباقي بن عبد الصمد، وأخذ الخط عن قادر علي خان وخادم علي خان، وبرع فيه، وولي الإمارة بفرخ آباد بعد والده سنة خمس وثمانين ومائة وألف، فساس الأمور، وأحسن إلى الناس، وكان محباً لأهل العلم محسناً إليهم، يجالسهم ويذاكرهم في العلوم. توفي لثمان خلون من ربيع الأول سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ دوست محمد القندهاري الشيخ الكبير دوست محمد القندهاري أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد سنة ست عشرة ومائتين وألف، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي، وأخذ عنه الطريقة، وصحبه عدة سنين، حتى بلغ رتبة المشيخة، فاستخلفه الشيخ، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 967 فرجع إلى بلاده، وسكن بموسى زئ من أعمال ذيره إسماعيل خان، أخذ عنه الشيخ عثمان بن عبد الله النقشبندي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، وكان شيخاً جليل القدر، كبير المنزلة، حصل له القبول العظيم، وتذكر له كشوف وكرامات. توفي لليلتين خلتا من شوال سنة أربع وثمانين ومائتين وألف بقرية موسى زئ فدفن بها، كما في الفوائد العثمانية. مولانا دوست محمد اللكهنوي الشيخ الفاضل دوست محمد بن ملا حسن بن غلام مصطفى الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بصفي بور، ودخل لكهنؤ في الثالث عشر من سنه، وقرأ العلم، وحفظ القرآن، وسافر إلى الحجاز للحج والزيارة، فلما وصل إلى سورت قتله قطاع الطريق، فدخل في بشارة قوله تعالى: " ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله". وكان له ثلاثة أبناء كلهم علماء، أكبرهم غلام يحيى، كان صدر الصدور بمدينة بنارس وثانيهم غلام محمد، كان صدر الصدور ببلدة باندا وثالثهم غلام زكريا، كان قاضياً ببلدة بنارس، كما في الأغصان الأربعة. حرف الذال الشيخ ذاكر علي السنديلوي الشيخ الفاضل ذاكر علي بن أكبر علي بن حمد الله بن شكر الله الصديقي السنديلوي أحد العلماء المشهورين في بلاده، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على والده، وعلى عمه حيدر علي بن حمد الله، وغرق في الماء في شبابه، كما في تذكرة العلماء للناروي. السيد ذاكر علي الجونبوري الشيخ الفاضل ذاكر علي الحسيني الشيعي الجونبوري، كان من نسل المفتي أبي البقاء بن محمد درويش الحسيني الواسطي، ولد ونشأ بجونبور، وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيد محمد عسكري الجونبوري، وأكثرها على عبد العلي ابن علي عظيم، ثم جعل معلماً لمستر ويلي سفير الإنكليز ببلدة لكهنؤ، فخدمه مدة طويلة، ثم اعتزل عنه، ورجع إلى بلدته. له ترجمة شرائع الإسلام بالفارسية، وله ذريعة المغفرة كتاب له في تفسير بعض آيات القرآن، وهو أيضاً بالفارسي. مات يوم الثلاثاء لسبع بقين من محرم سنة إحدى عشرة ومائتين وألف ببلدة جونبور، كما في تجلي نور. الحكيم ذكاء الله الأكبر آبادي الشيخ الفاضل ذكاء الله بن إسحاق بن إسماعيل الأكبر آبادي الحكيم الحاذق، كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بأكبر آباد، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم تقرب إلى دولت راو سندهيا ملك كواليار فجعله طيباً خاصاً له، وله قرابادين ذكائي كتاب مشهور في الطب. مات ليلة الجمعة لعشر بقين من شوال سنة تسع ومائتين وألف بأكبر آباد، فدفن بها، في مقبرة الشيخ علاء الدين، كما في مهر جهانتاب. الحكيم ذو الفقار علي الدهاكوي الشيخ الفاضل ذو الفقار علي بن عبد الشافي الدهاكوي الحكيم كان من العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. مولانا ذو الفقار علي الديوي الشيخ الفاضل العلامة ذو الفقار علي بن محبوب علي بن محمد رفيع بن شيخ الإسلام بن عبد الباقي بن المفتي عبد السلام الأعظمي الديوي، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بديوه، وقرأ العلم على الشيخ أحمد حسين بن محمد رضا الأنصاري اللكهنوي، والعلامة عبد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 968 العلي ابن نظام الدين السهالوي، ثم سافر إلى رائي بريلي ولازم الشيخ محمد عدل النقشبندي البريلوي رحمه الله، وأخذ عنه الطريقة، وصحبه مدة، ودرس وأفاد ببلدة رائي بريلي، ثم رجع وولي العدل والقضاء بمدينة لكهنؤ، وكان كثير الدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء، وله تعليقات على الكتب الدرسية. القاضي ذو الفقار علي الحيدر آبادي الشيخ الفقيه القاضي ذو الفقار علي بن القاضي يوسف الحنفي الشاهجهانبوري ثم الحيدر آبادي أحد العلماء المشهورين، ولي القضاء بحيدر آباد بعد ما توفي والده سنة أربعين ومائتين وألف في أيام سكندر جاه، واستقل به مدة حياته. مات سنة ستين ومائتين وألف، كما في تزك محبوبي. حرف الراء مهاراجه رتن سنكه البريلوي الأمير الفاضل رتن سنكه بن بالك رام البريلوي ثم اللكهنوي فخر الدولة دبير الملك مهاراجه بهادر هوشيار جنك، كان من العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والإنشاء والشعر ومعرفة اللغات المتنوعة، ووالده بالك رام كان من الهنادك الوثنيين، وكان ناظر المدافع بلكهنؤ في أيام آصف الدولة، وأما رتن سنكه فإنه ولد ونشأ على مذهب جدوده، وقرأ العلم ونبغ في فنون شتى وفي اللغات العربية والفارسية والتركية والإنكليزية وسنسكرت، فقربه إليه غازي الدين حيدر وولاه الإنشاء بدايوانه، ولقبه منشي الملوك فاستقل به إلى أيام محمد علي شاه، ثم ولي الخراج، ولقبه محمد علي شاه المذكور بفخر الدولة دبير الملك مهاراجه رتن سنكه بهادر هوشيار جنك المتلقب في الشعر بزخمي، ثم لما حصحص عليه الحق رفض دين الآباء وأسلم سنة أربع وستين ومائتين وألف، وعاش بعد ذلك ثلاث سنين. وله مصنفات عديدة منها حدائق النجوم في مجلد ضخم في الهيئة، ومنها ديوان الشعر الفارسي، ومن شعره قوله: بخشد اكرم جان دم بسمل عجبي نيست آبي است وكر خنجر آن عهد شكن را توفي سنة سبع وستين ومائتين وألف، كما في صبح كلشن. مولانا رجب علي الجونبوري الشيخ الفقيه رجب علي بن إمام بخش بن جار الله الحنفي الجونبوري أحد العلماء المذكرين، ولد ونشأ بمدينة جونبور وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ سخاوة علي الجونبوري وقدرة علي الردولوي وأحمد علي الجرياكوتي، ثم أخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ثم تصدى للتذكير، وكان صالحاً، متين الديانة، كبير الشأن، سافر في آخر عمره، للحج والزيارة. مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في مفيد المفتي. الحكيم رحم علي السكندري الشيخ الفاضل العلامة رحم علي بن بهره مند بن نواب بردل خان السكندري ثم الفرخ آبادي الحكيم المشهور، كان من الأفاضل المبرزين في المنطق والحكمة والطب والشعر، قرأ الكتب الدرسية على الشيخ غلام نبي البريلوي والشيخ غلام حسين اللبكني، وأخذ الفنون الطبية عن الحكيم أيوب والمير كوجك والشيخ عوض علي الحسيني، الذين كانوا من الأطباء المشهورين في عصره، رحل إلى فرخ آباد ودرس بها مدة طويلة، أخذ عنه الحكيم شرف الدين السهاوري وخلق كثير. ومن مصنفاته: بضاعة الأطباء وبدائع النوادر وبديع التجارب ومنتخب اللطائف وتذكرة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 969 الشعراء ومصطلح الشعراء ومطلوب الطالب وخلاصة العلوم وله رسائل غير ما ذكرناها، ومن شعره قوله: تاثير بخت تيره بس از مركك هم برفت جز دود نيست شعله شمع مزار ما توفي سنة ست وعشرين ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد. المفتي رحمة علي الدهلوي الشيخ الفقيه المفتي رحمة علي الحسيني الدهلوي أحد الفقهاء الحنفية، كان مفتياً بدار الملك دهلي، لقبه بهادر شاه بسراج العلماء ضياء الفقهاء السيد رحمة علي خان بهادر، وكان حليماً متواضعاً، حسن الأخلاق، حسن المحاضرة. كما في آثار الصناديد. الشيخ رحمة الله الإله آبادي الشيخ العالم الفقيه رحمة الله الحنفي الإله آبادي أحد العلماء المذكورين، كان مكفوف البصر، مكشوف البصيرة، ويقتفي آثار السلف الصالح، ولا يتقيد برسوم المشايخ، ويذكر يوم الجمعة في الجامع الكبير بمدينة إله آباد، وكان أفتى بحرمة الخروج على الإنكليز في أيام الثورة، مع تخويف الثوار وترهيبهم له بالفتك والنهب، فكافأته الحكومة الإنكليزية بعد تسلطها على الهند بأربعة قرى بناحية إله آباد فعاش في رفاهة، وتزوج بأربع نسوة. مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف. كما في مهر جهانتاب. الشيخ رحمة الله اللاجبوري الشيخ الفاضل رحمة الله اللاجبوري السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، كان يقرأ القرآن على سبع قراءات، ولم يكن في بلاده مثله في القراءة سافر للحج والزيارة، ورجع إلى مدينة سورت فدرس وأفاد بها مدة طويلة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار مرة ثانية، ورجع إلى الهند فركب الفلك وغرق في الماء، وكان ذلك في سنة أربع وستين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت. مرزا رحيم الله العظيم آبادي الشيخ الفاضل مرزا رحيم الله الشافعي العظيم آبادي المشهور بدرويش محمد، كان من كبار المشايخ النقشبندية، أخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، وسافر إلى بخارا ثم إلى العراق وبلاد العرب، وساح البلاد، ولقي المشايخ، ووصل إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، ورجع إلى ما وراء النهر ودار البلاد ثم أقام بسبزوار. وكان عالماً كبيراً، بارعاً في الفقه والأصول والحديث، صار شافعياً في آخر عمره، ومات بسبزوار مقتولاً، وكان ذلك في سنة ستين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء. مرزا رحيم الله البريلوي الشيخ الفاضل مرزا رحيم الله الحنفي الرائي بريلوي، كان من طائقة المغول، ولد ونشأ ببلدة رائي بريلي واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ، ولازم الشيخ تراب علي اللكهنوي، وأخذ عنه، وبرع في العلوم كلها أصولاً وفروعاً، فدرس وأفتى مدة طويلة، وكان حسن الخط، جيد الكتابة، قرأ عليه السيد الوالد شطراً من شرح الوقاية. مات سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. مولانا رستم علي الرامبوري الشيخ الفاضل رستم علي الحنفي الرامبوري أحد العلماء المشهورين في المنطق والحكمة، أخذ عن العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وعن غيره من العلماء، وله حاشية على مير زاهد رسالة. مولانا رستم علي الدهلوي الشيخ الفاضل رستم علي الحنفي الدهلوي الحكيم، كان من العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 970 والطب، أخذ الفنون الرياضية عن خواجه فريد الدين الدهلوي، وأخذ الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز رحمه الله، ثم تقرب إلى بهادر شاه، فلقبه بمصلح الدولة الحكيم رستم علي خان بهادر، كما في آثار الصناديد. مولانا رستم علي السنبهلي الشيخ الفاضل رستم علي بن طفيل علي الحسيني الرضوي السنبهلي أحد العلماء المبرزين في الهيئة والنجوم، قرأ الكتب الدرسية، على المفتي بليغ العالم ابن صبيح العالم المرشد آبادي، ثم لازم سرى دهر بندت البنارسي وأخذ عنه الزيج والنجوم وغير ذلك، وصنف كتاباً في الزيج في أيام نصير الدين حيدر اللكهنوي ببلدة لكهنؤ، وسماه الزيج السليمان جاهي ولكنه لم يوفق لتكميله، فهذبه بعد وفاته إمام الدين الدهلوي سنة 1273هـ، رأيته ببلدة لكهنؤ عند مرزا همايون قدر التيموري. مات سنة اثنتين وستين ومائتين وألف. نواب رشيد الدين الحيدر آبادي الأمير الكبير رشيد الدين بن فخر الدين الفريدي العمري الحيدر آبادي نواب اقتدار الملك وقار الأمراء بهادر، كان من الأمراء المعروفين بالفضل والكمال، ولد بحيدر آباد لثمان بقين من محرم سنة ثلاثين ومائتين وألف، ونشأ في مهد الإمارة، وحصل الفضائل العلمية، وتقرب إلى صاحب الدكن، فلقبه باقتدار الدولة بهادر جنك سنة ست وأربعين وزوجه بابنته سنة خمس وخمسين ولقبه باقتدار الملك سنة ست وخمسين، وبوقار الأمراء سنة ثمانين، ونال منزلة والده سنة خمس وتسعين، فلقب بالأمير الكبير شمس الأمراء. كان باذلاً كريماً محباً لأهل العلم، محسناً إليهم، صنف له الحكيم غلام إمام الحيدر آبادي الرشيد الدين خاني كتاباً بسيطاً في تاريخ دكن. توفي لتسع عشرة خلون من محرم سنة تسع وتسعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تزك محبوبي. الشيخ رشيد الدين الكجراتي الشيخ الفاضل رشيد الدين بن ركن الدين بن حسام الدين بن ركن الدين العمري الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، ولد بمدينة أحمد آباد لست خلون من رجب سنة ثمان وستين ومائة وألف، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، بكجرات، ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة وأخذ عن جده وبرع وفاق أقرانه في العلم والمعرفة. له مصنفات كثيرة منها: شرح المثنوي المعنوي وشرح فصوص الحكم وشرح اللوائح ومنها ربيع المعارج والعروة الوثقى ومخبر الأولياء وله غير ذلك، قيل: إن مصنفاته تقارب مائة وخمسين كتاباً، والله أعلم. مات لليلتين خلتا من رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف بأحمد آباد فدفن بها، كما في محبوب ذي المنن. مولانا رشيد الدين الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة رشيد الدين بن أمين الدين بن وحيد الدين بن عبد السلام الكشميري ثم الدهلوي العالم المشهور بسلامة الأفكار، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي علي كبير البنارسي وأكثرها على العلامة رفيع الدين بن ولي الله العمري الدهلوي واستفاد عن الشيخ عبد القادر وصنوه عبد العزيز، ولازم الثلاثة ملازمة طويلة، حتى صار علماً مفرداً في العلم معقولاً ومنقولاً، وانتهت إليه رئاسة التدريس بمدينة دهلي، قال محسن ابن يحيى الترهتي في البانع الجني: إنه كان فاضلاً جامعاً بين كثير من العلوم، أتقن مها جملاً مستكثرات، وكان حسن العبارة دأبه الذب عن حمى السنة والجماعة والنكاية في الرافضة المشائيم، صنف في الرد عليهم ما يعظم موقعه عند الجدليين من أهل النظر نجاره كشميري والكشمير طائفة من الهند الأصلية سموا باسم أرضهم التي يجلب منها الزعافر والشيلان الكشميرية، انتهى. ومن مصنفاته: الشوكة العمرية والصولة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 971 الغضنفرية في مبحث متعة النكاح، ومنها إيضاح لطافة المقال في تفصيل الجواب بالإفصاح عن شرافة الآل وتفضيل الأصحاب كتاب في الرد على رسالة صنفها سبحان علي خان اللكهنوي في لزوم أفضلية أولاد الشيخين على أولاد فاطمة رضي الله عنها على مذهب أهل السنة والجماعة، ومنها إعانة الموحدين وإهانة الملحدين في الرد على رسالة رام موهن رائي الكلكتوي الذي رفض دين الهنادك فأسس ديناً جديداً وسماه برهمو سماج. توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف وله ستون سنة. مولانا رشيد النبي الرامبوري الشيخ الفاضل رشيد النبي بن حبيب النبي بن ضياء النبي العمري الرامبوري أحد العلماء المشهورين، كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي: إمام الطريقة المجددية، ولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته فدرس وأفاد بها مدة طويلة، وله شرح على المعلقات السبع صنفه سنة أربع وستين ومائتين وألف بكلكته، وله أبيات كثيرة بالفارسية. مات سنة أربع وسبعين ومائتين، وألف، كما في روز روشن. الشيخ رضا بن محمد الكشميري الشيخ العالم الفقيه رضا بن محمد بن مصطفى الكشميري أبو حمزة كان من أكابر الفقهاء الحنفية، أخذ عن والده وعميه، وتفقه على جده لأمه نعمة الله بن الأشرف، وأخذ الحديث عنه ثم درس وأفاد، وكان شديد التواضع، حليماً رؤفاً، يبتدئ بالسلام كل من لاقاه صغيراً كان أو كبيراً. مات في شعبان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ رضا حسن الكاكوروي الشيخ الفاضل رضا حسن بن أمير حسن الكاكوروي أحد العلماء المشهورين من ذرية الشيخ نظام الدين العلوي، ولد يوم الخميس لثلاث عشرة من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على أساتذة عصره، وقرأ فاتحة الفراغ، وله ثماني عشرة سنة، ودرس وصنف دون العشرين، له أنموذج الكمال قصيدة على وزن البردة وله شرح عليها صنفه سنة خمس وستين وله تسع عشرة سنة، وله مطارح الأذكياء في حل المسائل العويصة في بعض العلوم. ومن مصنفاته: نفحة الهند وريحانة الرند في مجلدين: المجلد الأول منهما في شرح لامية العجم وهو ملخص من شرح صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي، والمجلد الثاني يشتمل على خمسة أبواب: الأول في الحكايات اللطيفة والثاني في لطائف الأشعار والثالث في تلخيص سبحة المرجان والرابع في تلخيص سلافة العصر والخامس في الرسائل البديعة. السيد رضا حسين النونهروي الشيخ الفاضل رضا حسين بن الحسين بن رمضان الحسيني النونهروي أحد علماء الشيعة، ولد ونشأ بنونهره، قرية جامعة من أعمال غازيبور وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ نذير علي الحنفي الفتحبوري، ثم تفقه على السيد محمد تقي بن الحسين الشيعي اللكهنوي، وصرف شطراً من عمره في التدريس. مات سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. الشيخ رضا علي البريلوي الشيخ الفاضل رضا علي بن كاظم علي بن أعظم شاه بن سعادة يار الأفغاني البريلوي، كان من طائفة بريج وهم قوم أفغانيون، دخل الهند أحد أسلافه فنال رتبة في العسكرية، فسكن ببلدة بريلي وولد بها رضا علي المترجم له، ونشأ وسافر للعلم إلى مدينة طوك فلازم القاضي خليل الرحمن الرامبوري، وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم رجع إلى بلدته، وتصدر للتدريس، أخذ عنه ولده نقي علي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 972 مات لليلتين خلتا من جمادي الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. المفتي رضي الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل المفتي رضي الدين بن القاضي عليم الدين بن القاضي نجم الدين الكاكوروي، أحد الفقهاء الحنفية، ولد في سنة ست عشرة ومائتين وألف بكاكوري، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ فضل الله العثماني النيوتيني، ثم أخذ الحديث عن عم والده الشيخ أمين الدين المحدث وعن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وأخذ الطريقة عن الشيخ أمين الدين المذكور، وولي الإفتاء بمدينة دهلي، ثم انتقل منها إلى غيرها من البلاد. مات لإحدى عشرة بقين من ربيع الثاني سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع العلماء. الشيخ رضي الدين الإله آبادي الشيخ الفاضل رضي الدين بن فرحة الله بن عبد الرحمن بن عبد الرسول العثماني الأميتهوي ثم الإله آبادي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بمدينة إله آباد وقرأ العلم على عمه العلامة بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي ولازمه مدة من الزمان، ثم تصدر للتدريس ببلدته، أخذ عنه خلق كثير. الحكيم رضي الدين الأمروهوي الشيخ الفاضل رضي الدين بن قوام الدين بن أعظم الدين الشيعي الأمروهوي الطبيب الحاذق، كان من نسل الشيخ سماء الدين الدهلوي، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ العلم على أساتذة أمروهه ودهلي، ثم تطبب على والده ونال خمسمائة لنفسه منصباً في أيام أحمد شاه بن محمد شاه الدهلوي، فأقام بدهلي زماناً ثم قدم لكهنؤ، وتقرب إلى آصف الدولة، فجعل له خمسمائة ربية راتباً شهرياً، فخدمه مدة حياته، وله مصنفات منها: الرضية حاشية على شرح الأسباب للنفيس، وله الجامع الرضي في المعالجات، كلاهما بالعربية، وله الرسالة الجماعية. مات في سلخ رمضان سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بالفالج ببلدة أمروهه، كما في شمس التواريخ. الشيخ رفيع الدين القندهاري الشيخ العالم المحدث رفيع الدين بن شمس الدين بن تاج الدين الحنفي النقشبندي القندهاري الدكني أحد العلماء المشهورين في الهند، ولد يوم الخميس لإحدى عشرة بقين من جمادي الآخرة سنة أربع وستين ومائة وألف بقندهار قرية من أعمال ناندير من بلاد الدكن، وسافر للعلم إلى أورنكك آباد فلازم الشيخ قمر الدين الحسيني الأورنكك آبادي، وقرأ عليه الكتب الدرسية وعلى ابنه السيد نور الهدى وعلى السيد غلام نور الأورنك آبادي، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ محمد بن عبد الله المغربي وعن غيره من المحدثين، ورجع إلى الهند، وأخذ الطريقة عن الشيخ رحمة الله النقشبندي، ولازمه مدة، ثم تصدر للارشاد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، وانتهت إليه المشيخة بإقليم دكن، وله رسالة مختصرة بالفارسية في السلوك. توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. نواب رفيع الدين الحيدر آبادي الأمير الفاضل رفيع الدين بن فخر الدين الفريدي العمري الحيدر آبادي الأمير الكبير عمدة الملك نواب شمس الأمراء بهادر، كان من الأمراء المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ومهر في الفنون الرياضية، له رفيع البصر رسالة في المناظر، صنفها سنة 1250هـ، وله رفيع الصنعة في الأصطرلاب، وكان سبط آصف جاه جاه صاحب دكن. مات سنة أربع وتسعين ومائتين وألف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 973 الشيخ رفيع الدين المراد آبادي الشيخ العالم الكبير رفيع الدين بن فريد الدين بن عظمة الله بن عصمة الله ابن القاضي عبد القادر العمري اللكهنوي ثم المراد آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد بمراد آباد سنة أربع وثلاثين ومائة وألف، وأخذ العلم عن أساتذة بلدته، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، ولازمه مدة ثم رجع إلى بلدته، ودرس وأفاد بها مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة إحدى ومائتين وألف، وأدرك الشيخ خير الدين المحدث السورتي بمدينة سورت فقرأ عليه صحيح البخاري وأسند عنه، ثم ركب سفينة الرسول مركباً كان للشيخ ولي الله بن غلام محمد البرهانبوري ومعه الشيخ ولي الله أيضاً، فأوصله الله سبحانه إلى الحجاز فحج وزار، وأدرك المشايخ واستفاض منهم فيوضاً كثيرة، وعاد إلى الهند سنة ثلاث ومائتين وألف وصنف كتاباً في أخبار الحرمين الشريفين ورحلته إلى الحجاز. وله مصنفات أخرى منها: قصر الآمال بذكر الحال والمآل وسلو الكئيب بذكر الحبيب وشرح الأربعين النووية وكنز الحساب وتذكرة المشايخ وتذكرة الملوك وتاريخ الأفاغنة وكتاب الأذكار وترجمة عين العلم وشرح غنية الطالبين وله الافادات العزيزية جمع فيه ما كتب إليه الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي من الفوائد الغربية من باب التفسير. مات لخمس عشرة بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف وله تسع وثمانون سنة، كما في رسالة مفردة ألفوها في سيرته. الشيخ رفيع الدين الدهلوي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة رفيع الدين عبد الوهاب بن ولي الله ابن عبد الرحيم العمري الدهلوي المحدث المتكلم الأصولي الحجة الرحلة فريد عصره ونادرة دهره، ولد بمدينة دهلي، ونشأ بها، واشتغل بالعلم على صنوه عبد العزيز وقرأ عليه ولازمه مدة، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد عاشق بن عبيد الله البهلتي، وبرع في العلم، وأفتى ودرس وله نحو العشرين، وصنف التصانيف، وصار من أكابر العلماء في حياة أخيه المذكور، وقام مقامه في التدريس بعد ما أصيبت عيناه، فازدحم عليه الناس، وتلقى كل أحد من تلك اللطائف على قدر الاستعداد، واعترف بفضله علماء الآفاق وسارت بمصنفاته الرفاق. قال صنوه عبد العزيز فيما كتب إلى الشيخ أحمد بن محمد الشرواني: هذا، وإن الأخ الفذ البذ المتخلق من طيب الخلال بما طاب ولذ الذي هو شقيقي في النسب ولحيقي فيما يظن بي الكرام من فنون العلم وشجون الأدب، وهو تلوي في السن، وصنوي في الصناعة والفن، قد رباه الله بمنح ألطافه على يدي، ومن بتكميله علي، لما زارني من مقامه بعد ما اغترب شطراً من أيامه، أتحفني برسالة وجيزة، بل جوهرة عزيزة، تحتوي على نكت مخترعة، هو أبو بجدتها، وتنطوي على فقر مفترعة لم يسبق إلى أسوتها، مسوقة لتفسير كلام الله المجيد في آية النور، وكشف القناع عن وجوه تلك المعاني المقصورات من الإعجاز في القصور، ولعمري لقد أتى في هذا الباب بالعجب العجاب، وميز القشر عن اللباب، ونور مصابيح زجاجات القلوب وروح الأرواح ببديع الأسلوب، انتهى. وقال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: وكانت له خبرة تامة بغير هذه العلوم أيضاً من علوم الأوائل، وهذا قلما يتفق مثله لأهل العلم، وله مؤلفات جيدة مرصفات، رأيت بعضها فرأيت يكثر في ماله من المتون المهذبة في نفائس الفنون، من رموز خفية، يعسر الاطلاع عليها، ويجمع مسائل كثيرة في كلمات يسيرة، وفي ذلك دلالة واضحة على تعمقه في العلوم ودقة فهمه بين الفهوم، وكتابه دمغ الباطل في بعض المسائل الغامضة من علم الحقائق معروف، أثنى عليه أهلها، وله مختصر جامع بين فيه سريان الحب في الأشياء كلها، وأوضح للناس أطواره يسمى أسرار المحبة قلما اتفق مثله لغيره، ممن تكلم عليها، ولا أعرف من سبقه إلى ذلك إلا رجلان من الفلاسفة أبو النصر الفارابي وأبو علي بن سينا علي ما يفهم من كلام النصير الطوسي في بعض كتبه، انتهى. وله مصنفات غير ما ذكرها الشيخ محسن وهي: رسالة في العروض ورسالة في مقدمة العلم ورسالة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 974 في التاريخ ورسالة في إثبات شق القمر وإبطال البراهين الحكمية على أصول الحكماء، ورسالة في تحقيق الألوان، ورسالة في آثار القيامة، ورسالة في الحجاب، ورسالة في برهان التمانع، ورسالة في عقد الأنامل، ورسالة في شرح أربعين كافات، ورسالة في المنطق، ورسالة في الأمور العامة، وحاشية على مير زاهد رسالة، ومن مصنفاته تكميل الصناعة كتاب عجيب، قلما اتفق مثله لغيره، وله غير ذلك من المؤلفات الجيدة، وله تخميس على بعض القصائد لوالده. ومن شعره قوله: يا أحمد المختار يا زين الورى يا خاتماً للرسل ما أعلاكا يا كاشف الضراء من مستنجد يا منجياً في الحشر من والاكا هل كان غيرك في الأنام من استوى فوق البراق وجاوز الأفلاكا واستمسك الروح الأمين ركابه في سيره واستخدم الملاكا عرضت لك الدنيا وداعو ملة نسخت ببعثك طامعين رداكا فرددتهم في خيبة عن قصدهم الله صانك عنهم ووقاكا واخترت من لبن وخمر فطرة ال إسلام بالهدى إليه هداكا قعدت لك الرسل الكرام ترقباً فعلوت مغبوطاً لهم مسراكا وأممتهم في القدس بعد تجاوز منهم بأمر الله إذ ولاكا وبكى الكليم لما رآك علوته ومنافسوك يحق لهم ذاكا وتزينت حور الجنان بشاشة بك سيدي شوقاً إلى لقياكا وتبشش العرش العظيم لاثماً رجليك نال الفضل إذ آواكا خلفت روح القدس عند السد رة القصوى يخاف من الجلال هلاكا أدناك ربك في منازل قربه جلى لك الأكوان ثم حواكا وأتم نعمته عليك فلم تسل أن تؤثر الإنفاق والإمساكا ألقى إليك كنوز أسرار سمت من حيطة الأفهام إذ ناجاكا وسألت فينا العفو منه شفاعة فأجاب ربك قد وهبت مناكا حتى إذا تم الدنو تسترت منك الهوية في سنا مولاكا فرأيته جهراً بعيني نوره ما كان إلا الله في مجلاكا فكساكا نوراً من أشعة ذاته أفناك عنك إذا به ألقاكا فلك المناصب والسيادة للورى وخلافة الرحمن يا بشراكا جعلت لك الأقدار والأنوار وال جنات والنيران مرآكا أعطاك تخفيفاً وتيسيراً إلى دين قويم محكم لقواكا وسواه من نعم جسام ما لها عد وحد ينتهي أولاكا فرجعت مسروراً بها في لمحة وجميع خلق الله قد هناكا أجريت دين الله بعد بضربة ومحوت رأس الجهل والإشراكا فلقد أتيتك سيدي مستجدياً من سيبك المدرار حسن ولاكا الجزء: 7 ¦ الصفحة: 975 يا ليتني قد فزت منك بنظرة في بدر وجه نور الأفلاكا صلى عليك الله خير صلاته والمالئون صدورهم بهواكا وعلى صحابتك الكرام وآلك ال أطهار ما طاف السما بحماكا وله قصيدة بليغة تدل على علو كعبه في العلوم الفلسفية واقتداره على العربية، عارض بها قصيدة الشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا العينية التي تعرف بقصيدة الروح، ومطلعها: هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تعزز وتمنع فأجاب عنها بقصيدة أولها: عجباً لشيخ فيلسوف ألمعي خفيت بعينيه منارة مشرع توفي رحمه الله في حياة صنوه الكبير عبد العزيز لست ليال خلون من شوال سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بمدينة دهلي فدفن بها خارج البلدة عند أبيه وجده. القاضي ركن الدين الكرانوي الشيخ الفاضل ركن الدين بن محمد أحمد بن خليل الرحمن الأنصاري الكرانوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بفتحبور وسافر في صغر سنه إلى كرانه بكسر الكاف وقرأ النحو والصرف وبعض رسائل المنطق على عمه القاضي نور الحق ثم سار إلى دارا نكر وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ سالم بن الكمال الأنصاري الفتحبوري ثم سافر إلى دهلي وقرأ كبار الكتب الدرسية على الشيخ حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي ثم عاد إلى كرانه وولي القضاء بها مقام أبيه القاضي محمد أحمد، واستقل به ثلاثين سنة، له رسالة في المواريث، ورسالة في الرد على الشيعة. مات لإثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف، كما في أغصان الأنساب. السيد رمضان علي النونهروي الشيخ الفاضل رمضان علي بن نجف علي الحسيني النونهروي أحد علماء الشيعة، ولد ونشأ بنونهره قرية جامعة من أعمال غازي بور وسافر للعلم، وقرأ على والده وعلى غيره من العلماء. مات سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. مولانا روح الفياض الإله آبادي الشيخ الفاضل روح الفياض الحنفي المؤي الإله آبادي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولي التدريس في مدرسة الشيخ أجمل بمدينة إله آباد فدرس وأفاد بها مدة عمره، وكان شاعراً مجيد الشعر. مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، كما في روز روشن. الشيخ روح الله المدراسي الشيخ الفاضل روح الله بن نور الله النقشبندي المدراسي الخطاط، ولد بمدراس سنة ثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ حسن علي الماهلي الجونبوري والشيخ محيي الدين المدراسي مؤلف تحقيق القوانين وعلى غيرهما من العلماء، وبرع وفاق أقرانه في العروض والبلاغة والبديع والنجوم والرمل والتكسير والشعر، وأخذ الخط عن والده، ولازمه مدة، وأخذ الطريقة عنه، واستفاض عن خاله السيد علي محمد الويلوري، له أبيات رائقة بالفارسية، كما في مهر جهانتاب. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 976 مولانا روح الله اللاهوري الشيخ الفاضل روح الله الحنفي اللاهوري أحد العلماء الصالحين، ولد سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، وقرأ العلم على الشيخ سليم اللاهوري، وبرع فيه، وتصدر للتدريس، وانتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، وسافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره فحج وزار، وحفظ القرآن في رمضان بمكة المباركة، ورجع إلى الهند. فمات في اليمن الميمون، وكان ذلك في سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. مولانا روشن علي الجونبوري الشيخ الفاضل روشن علي بن نذر علي الحنفي الجونبوري أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، ولد ونشأ بمدينة جونبور وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته، فقرأ عليه خلق كثير من العلماء، وله مصنفات عديدة منها: رسالة في الجبر والمقابلة، ومنها شرح بسيط على خلاصة الحساب للعاملي، ومنها شرح على مقامات الحريري ومنها شرح على كافية ابن الحاجب أكثرها بالفارسي، وله غير ذلك من الرسائل، وكان جد الشيخ سخاوة علي الجونبوري من جهة الأم، كما في تجلى نور. الشيخ رؤف أحمد الرامبوري الشيخ الفاضل رؤف أحمد بن شعور أحمد بن محمد شرف بن رضي الدين العمري الرامبوري أحد عباد الله الصالحين، كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، ولد ونشأ بمدينة رامبور وقرأ العلم على المفتي شرف الدين، وعلى غيره من الأساتذة، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ دركاهي رحمه الله، وتصدر للارشاد مدة من الزمان، ثم ترك المشيخة وسافر إلى دهلي، ولازم الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي وأخذ عنه، ثم سار إلى بهوبال ورزق حسن القبول. له تفسير على القرآن الكريم بالهندية في مجلدين، وله در المعارف جمع فيه ملفوظات شيخه غلام علي، وله رسالة في الأذكار والأشغال، وله غير ذلك من الرسائل. مات سنة تسع وأربعين ومائتين وألف. المفتي رياض الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل المفتي رياض الدين بن القاضي عليم الدين بن القاضي نجم الدين الكاكوروي أحد العلماء المعروفين بالفضل والصلاح، ولد في سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ فضل الله العثماني النيوتيني، وأسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد المليح آبادي والمرزا حسن علي اللكهنوي والشيخ نور الحسن بن أبي الحسن الكاندهلوي وعم أبيه الشيخ حميد الدين الكاكوروي، وأخذ الطريقة عن الشيخ حميد الدين المذكور، ثم درس وأفاد زماناً طويلاً، وكان قوي الحفظ، مفرط الذكاء، استقدمه نواب كلب علي خان الرامبوري وولاه الإفتاء برامبور، فاستقل به مدة، ثم ذهب إلى حيدر آباد، ولبث بها مدة يسيرة. مات غرة صفر سنة خمس وتسعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في مجمع العلماء. الشيخ رياض مصطفى الكالبوي الشيخ الفاضل رياض مصطفى بن علي أحمد بن خيرات علي الحسيني الكالبوي أحد العلماء الصالحين، كان من نسل الشيخ محمد بن أبي سعيد الحسيني الترمذي، ولد ونشأ ببلدة كالبي وسافر للعلم، وقرأ على أساتذة عصره، ثم درس وأفاد مدة ببلدته. مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في التقصار. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 977 حرف الزاي مولانا زبير الرامبوري الشيخ الفاضل زبير بن أبي زبير الأفغاني الرامبوري أحد الفقهاء الحنفية، كان معدوم النظير في زمانه في استخراج المسائل الجزئية، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. مولانا زكريا بن حيدر الطوكي الشيخ الفاضل زكريا بن حيدر علي الحسيني البخاري الطوكي أحد العلماء الصالحين، حفظ القرآن، وقرأ العلم على والده وتطبب عليه، ولازمه ملازمة طويلة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، ورجع إلى الهند. مات في شبابه وكان صالحاً عفيفاً متعبداً. السيد زين العابدين الطوكي السيد الشريف زين العابدين بن أحمد علي بن عبد السبحان الحسني البريلوي ثم الطوكي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وأخذ عن غير واحد من العلماء، ثم سافر إلى طوك فأكرمه وزير الدولة أمير تلك الناحية، واغتنم قدومه فناب عنه في الحكم. وكان غاية في الزهد والصلاح والعفة والديانة، حسن السمت والدل والهدى، كثير الصمت، شديد التعبد، عميم الاحسان، وكان عجباً في إيصال النفع إلى الناس، فكل من دخل في طوك تعرف السيد أخباره وأحواله بغير أن يطلعه عليها أحد، ثم يعرض على الأمير حاجته، ويجتهد فيه إن لقيه ذلك الرجل، أو لم يلقه فإن لقيه فلا يكلمه في ذلك الأمر أبداً. توفي لسبع بقين من رجب سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف وله إحدى وستون سنة، كما في سيرة علمية. القاضي زين العابدين اليماني الشيخ العالم الكبير العلامة زين العابدين بن محسن بن محمد بن مهدي بن محمد بن أبي بكر الأنصاري الخزرجي السعدي اليماني أحد العلماء المشهورين في أرض الهند، ولد ونشأ ببلدة حديدة بضم الحاء المهملة بلدة من أرض اليمن، وقرأ العلم على أخويه الشيخ حسين والشيخ محمد، ثم ذهب إلى مراوعة وأخذ عن السيد حسن بن عبد الباري الأهدل، وصحبه مدة مديدة، ولازم حلقة تدريسه، فشارك في كثير من العلوم، ونجب في الفقه والنحو، وفتح الله عليه فتحاً مبيناً، ولم يزل مكباً على المطالعة ليله ونهاره ليس همته إلا ذلك، حتى برع ونجب وصار علماً من أعلام العلماء الثابتين المتمكنين، فاستصحبه الوزير جمال الدين الهندي، حين سافر للحج، ووفد عليه في بلدة حديدة وله تسع عشرة سنة: فجاء به إلى بلدة بهوبال وزوجه بابنة ختنه خير الدين، وولاه نيابة القضاء، فاستقام عليه مدة، ثم جعله قاضياً ببلدة بهوبال وقد وفد عليه السيد صديق بن حسن بن علي الحسيني البخاري القنوجي في ذلك الزمان، وحصلت الموافقة بينهما، فقرأ القنوجي عليه الصحاح الست وقرأ اليماني عليه الرسائل الفارسية في الإنشاء والترسل ثم من الله سبحانه علي القنوجي بغزير المال والقضاء النافذ في بهوبال، فعزله عن القضاء فما عاش بعده صاحب الترجمة إلا سنتين. وكان عالماً كبيراً، بارعاً في النحو واللغة والإنشاء، مشاركاً في فنون أخر من الفقه والحديث، له شرح المناسك ومجموع الفتاوي ورسائل في فنون شتى. مات لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة سبع وتسعين ومائتين وألف ببلدة بهوبال فدفن بها. السيد زين العابدين الإله آبادي الشيخ الفاضل زين العابدين الحسيني الكاظمي الكروي ثم الإله آبادي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ ببلدة كره وسافر للعلم، فقرأ على أكابر عصره، وبرز في الفضائل، وتأهل للفتوى والتدريس، ثم سكن بإله آباد مدرساً مفيداً، أخذ عنه غلام أعظم بن أبي المعالي العباسي الإله آبادي وخلق آخرون. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 978 حرف السين نواب سبحان علي اللكهنوي الأمير الفاضل سبحان علي الشيعي الأخباري القائني البريلوي نواب سبحان علي خان، كان من طائفة كنبو، تقرب إلى ملوك أوده ونال منزلة جسيمة ببلدة لكهنؤ، وكان مع اشتغاله بمهمات الأمور يشتغل بالبحث والتنقير والمناظرة بأهل السنة والجماعة وبالشيعة الأصولية، له مصنفات عديدة منها: الباقيات الصالحات ومنها شمس الضحى. مات سنة أربع وستين ومائتين وألف. السيد سجاد علي الجائسي الشيخ الفاضل سجاد علي الحسيني الشيعي الجائسي البريلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ ببلدة جائس وقرأ العلم على السيد دلدار علي بن محمد معين النصير آبادي وتفقه عليه، وترجم المقدمات السبع من عماد الإسلام للسيد دلدار علي المذكور، وكانت له يد بيضاء في الإنشاء والشعر، كما في تذكرة العلماء. مولانا سخاوة علي الجونبوري الشيخ العالم الكبير المحدث سخاوة علي بن رعاية علي بن درويش علي بن نذر علي العمري الجونبوري أحد العلماء المشهورين، ولد سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، وقرأ الرسائل المختصرة على الشيخ قدرة علي الردولوي، وقرأ بعض المتوسطات على الشيخ أحمد الله الأنامي، وبعضها على الشيخ أحمد علي الجرياكوتي، والمطولات على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، والشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي، وأخذ الطريقة عن السيد الامام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي ولازمه برهة من الزمان، ثم رجع إلى جونبور ونزع الجامع الكبير عن أيدي الشيعة، وأقام فيه الجمعة والجماعة، وعمره بالمدرسة القرآنية، ثم سار إلى باندا ودرس بها سنتين ثم عاد إلى جونبور ولبث بها زماناً، ثم سار إلى الحرمين الشريفين مع خاله المفتي محمد غوث الجونبوري سنة أربع وستين ومائتين وألف، فحج وزار، ورجع إلى الهند، ودرس وأفاد بها مدة، ثم هاجر إلى مكة المباركة مع عياله سنة اثنتين وسبعين وتوفي بها. وكان عالماً محدثاً فقيهاً زاهداً، جمع العلم والعمل والورع وقيام الليل والسداد في الرواية وقلة الكلام فيما لا يعنيه وقلة الخلاف على أصحابه، انتفع به وبدروسه خلق كثير من أهل الهند. ومن مصنفاته: القويم في أحاديث النبي الكريم والأسلم في المنطق، ورسالة في الناسخ والمنسوخ، ورسالة في معرفة أوقات الصلاة، ورسالة في الهيئة، ورسائل عديدة في الفقه والسلوك. مات لست خلون من شوال سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بمكة المباركة، كما في تجلى نور. المفتي سخاوة علي البنارسي الشيخ الفاضل سخاوة علي بن المفتي إبراهيم بن عمر الحنفي البنارسي أحد العلماء الصالحين، ولد سنة تسع عشرة ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده بمدينة لكهنؤ، وولي الإفتاء بمدينة بهرائج فاستقل به زماناً، ثم رجع إلى بنارس وعكف على الدرس والإفادة. مات لليلة بقيت من جمادي الآخرة سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، كما في حياة سابق. مولانا سديد الدين الدهلوي الشيخ العالم الكبير سديد الدين بن رشيد الدين بن أمين الدين الحنفي الدهلوي أحد العلماء البارعين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده وأكثرها على الشيخ مملوك العلي النانوتوي، ثم درس وأفاد مدة طويلة بدهلي، ثم دخل رامبور فأكرمه نواب كلب علي خان، ورتب له معاشاً فطابت له الإقامة بتلك البلدة. مولانا سديد الشاهجهانبوري الشيخ الفاضل سديد الدين بن طاهر الحسيني الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وقرأ العلم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 979 على أساتذة عصره، ثم تقرب إلى ملوك أوده وجعله شجاع الدولة معلماً لولده سعادة علي خان، فلما تولى المملكة سعادة علي المذكور نال منه منزلة جسيمة، وكان من الأفاضل المشار إليهم في الذكاء والفطنة والتبحر في العلوم والعقل والدهاء. الشيخ سراج أحمد الخورجوي الشيخ العالم الصالح سراج أحمد بن محمد فارغ الخورجوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بخورجه، ثم دخل دهلي، وأخذ العلم والطريقة عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وإخوته، ثم رجع إلى بلدته، وكان بحراً زاخراً في العلوم لا سيما الطب والتفسير والحديث، وكان حياً سنة 1291هـ، كما في مقالات الطريقة. مولانا سراج أحمد الرامبوري الشيخ العالم المحدث سراج أحمد بن مرشد بن أرشد بن فرخ بن سعيد بن أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي ثم الرامبوري، كان من كبار العلماء، ولد بسرهند لسبع عشرة خلون من شعبان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، ونشأ في مهد أبيه وانتفع بعلومه، له شرح على صحيح مسلم وشرح على جامع الترمذي وعلى سنن ابن ماجه كلها بالفارسي، وله سير المرشدين في أنساب المجدديين وله كحل العين في رؤية النيرين وبرهان التأويل في شرح الإكليل وله رسالة في حرمة الغناء وترجمة البدور السافرة. مات يوم الخميس لثلاث عشرة من ذي الحجة سنة ثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ فنقل جسده إلى رامبور ودفن عند والده، كما في هدية أحمدي. مولانا سراج أحمد السهسواني الشيخ العالم الصالح سراج أحمد بن آل أحمد الحسيني النقوي السهسواني أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين الرامبوري والشيخ تراب علي اللكهنوي والمفتي إسماعيل اللندني، وعلى غيرهم من العلماء، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ إسحاق بن محمد أفضل المحدث سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، ثم ولي الخدمات بلكهنؤ، وأقام بكاكوري مدة طويلة، ثم رجع إلى بلدته واعتزل عن الناس وكان رجلاً صالحاً ديناً، حسن العقيدة، له سراج الإيمان رسالة في الرد على المولوي فضل رسول البدايوني. توفي لتسع عشرة خلون من شوال سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في حياة العلماء. السيد سراج حسين الكنتوري الشيخ الفاضل سراج حسين بن المفتي محمد قلي الحسيني الموسوي الكنتوري أحد علماء الشيعة، قرأ العلم على والده وعلى السيد حسين بن دلدار علي النقوي النصير آبادي، ولازمهما مدة من الزمان، حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، وولي التدريس في مدرسة إنكليزية. مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. مولانا سراج الدهر الجائسي الشيخ الفاضل سراج الدهر بن أمين الدهر الصديقي الجائسي، أحد العلماء المتمكنين على الدرس والإفادة، قرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، وسافر إلى كواليار فدرس وأفاد بها مدة عمره، ومات بها في رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين وألف. الشيخ سراج الدين الكجراتي الشيخ العالم الصالح سراج الدين بن صادق بن عطاء الله بن عبد اللطيف ابن بير محمد الجانبانيري الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بكجرات، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم درس وأفاد، أخذ عنه غير واحد من العلماء. مات بأحمد آباد سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف، كما في الحديقة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 980 السيد سراج الدين الهسوي الفتحبوري السيد العلامة سراج الدين بن مهدي بن الحسين الحسيني الواسطي الهسوي الفتحبوري أحد العلماء الصالحين، يرجع نسبه من جهة أبيه إلى زيد الشهيد، ومن جهة أمه إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، وكان رحمه الله جدي لأمي، ما أدركته ولكني استفدت من كتبه، وسمعت أنه كان من أعاجيب الزمان ذكاءاً وفطنة وعلماً يضرب به المثل، وكان ذا ورع وزهادة وجلادة وبذل وعز وتمكين. ولد ونشأ بهسوة قرية جامعة من أعمال فتحبور وتوفي والده في صغر سنه فرماه الاغتراب إلى لكهنؤ، فقرأ الكتب الدرسية على الحكيم حياة اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ثم رجع إلى وطنه ولازم بيته، لم يخرج منه قط إلا لزيارة الأحباب ولقائهم. مات يوم الإثنين لثلاث بقين من ربيع الثاني سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بقرية هسوه فدفن بها، وإني أرخت لعام وفاته من: رضي الله عن عبده. القاضي سراج الدين الموهاني الشيخ الفاضل سراج الدين الموهاني أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بقرية موهان ودخل لكهنؤ فقرأ العلم على أساتذة عصره، وسار إلى مرشد آباد فلبث بها زماناً، ثم سار إلى كلكته وولي الإفتاء بها، فاشتغل به مدة، ثم ولي القضاء وصار أكبر قضاة الهند، وكان حليماً متواضعاً كثير الاشتغال بمطالعة الكتب وتدريس العلوم، له رسائل في الفقه. قال عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه: إنه كان فاضلاً طبيباً شاعراً قليل العمل مستور العقيدة، فكان أهل السنة يدعون أنه سني، والشيعة يدعون أنه شيعي، ولقد صدق القاضي فيما قال: مذهبم عشق است ومن واقف ز اديان نيستم هندو ونصراني وكبر ومسلمان نيستم توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في روز روشن. مولانا سراج الدين اللكهنوي الشيخ الفاضل سراج الدين الحنفي الهتائيني البجنوري ثم اللكهنوي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ العلم على الشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي وعلى مرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي، وعلى غيرهما من الأساتذة، ثم درس وأفاد ببلدة لكهنؤ مدة طويلة، أخذ عنه غير واحد من الأعلام، له رسالة في إمكان نظير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وامتناعه وقد بسط القول فيها بسطاً لائقاً يزيف بها أقوال شيخه فضل حق المذكور. نواب سعادة علي خان اللكهنوي الأمير الكبير سعادة علي خان بن شجاع الدولة بن صفدر جنك الشيعي اللكهنوي نواب يمين الدولة ناظم الملك وزير الممالك كان من الملوك المشهورين بالعقل والدهاء، ولد سنة سبع وستين ومائة وألف بفيض آباد، ونشأ في نعمة أبيه، وتعلم الخط والحساب والإنشاء والرمي والفروسية وسائر الفنون الحربية، وأخذ العلم عن العلامة تفضل حسين وسديد الدين الشاهجهانبوري وغيرهما، ولما بلغ سن الرشد ناب عن والده في مهمات الدولة مدة، ثم ولاه والده على أقطاع روهيلكهند فاستقل بها مدة من الزمان، ثم لما تولى المملكة صنوه آصف الدولة عزله، ورتب له ثلاثمائة ألف ربية في السنة، فرحل إلى أكبر آباد وبنارس وعظيم آباد وكلكته وصرف شطراً من عمره في تلك البلاد، ولما مات آصف الدولة اتفق الناس عله فقام بالملك سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، وأخذ عنه الإنكليز قطعة كبيرة مما تلى إله آباد فكان يتأسف على ذلك مدة عمره لما علم أن الناس كانوا ينتقدونه ثم إنه بذل جهده في تعمير البلاد وتكثير الزراعة وتمهيد الأمن وجمع المال، وأحسن السيرة في الناس، وجمع في خزانته ثمان عشرة مائة مائة ألف 1800. 00. 000 من النقود وكان يريد أن يأخذ الهند على طريق الاستيجار من ملك الإنكليز الجزء: 7 ¦ الصفحة: 981 كما استجارت عنه الشركة الشرقية المعنونة بلسانهم ايست إنديا كمبني ويؤديه ثلاثين مائة مائة ألف في أول وهلة، فحالت المنية بينه وبين تلك الأمنية والناس يزعمون أنه قتل مسموماً. وكان عادلاً حازماً، صاحب عقل ورزانة ودهاء وسياسة وتدبير، لم ينهض من تلك الأسرة أحد مثله في العقل والتدبير. مات في رجب سنة تسع وعشرين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بها، وقبره ظاهر مشهور. مولانا سعد الدين اللكهنوي الشيخ الفاضل سعد الدين بن المفتي عبد الحكيم الحنفي اللاهوري ثم اللكهنوي، كان من العلماء المشهورين، يصحح الكتب في المطبعة المصطفوية بمدينة لكهنؤ، وله تعليقات على الكتب المطبوعة بها وحاشية بسيطة على ما لا بد منه للقاضي ثناء الله الباني بتي وعلى العجالة النافعة للشيخ عبد العزيز بن ولي اله الدهلوي. المفتي سعد الله المراد آبادي الشيخ الفاضل الكبير سعد الله بن نظام الدين الحنفي المراد آبادي أحد العلماء المشهورين في النحو واللغة، ولد سنة تسع عشرة ومائتين وألف بمراد آباد، وسافر إلى رامبور فقرأ المختصرات على من بها من العلماء، ثم سافر إلى نجيب آباد وقرأ شرح الكافية للجامع وغيره على مولانا عبد الرحمن القهستاني، ثم دخل دهلي وقرأ بعض الكتب على مولانا شير محمد القندهاري والشيخ محمد حياة اللاري والمفتي صدر الدين الدهلوي، ورجع من دهلي سنة ثلاث وأربعين، فدخل لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية على مولانا أشرف والمفتي إسماعيل والمرزا حسن علي المحدث والمفتي ظهور الله، ثم ولي التدريس في المدرسة السلطانية بها فدرس بها مدة ثم ولي نظارة التأليف، فأكمل بعض مجلدات تاج اللغات ثم ولي الإفتاء فاشتغل تسعاً وعشرين سنة، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة سبعين فحج وزار، وأسند الحديث عن شيخ الحرم ومدرسه الشيخ جمال الحنفي، ثم رجع إلى مدينة لكهنؤ واشتغل بالإفتاء ثلاث سنوات أو نحو ذلك، ولما عزل واجد علي شاه اللكهنوي عن السلطة استقدمه نواب يوسف علي خان الرامبوري إلى بلدته وولاه الإفتاء والقضاء فاستقل بهما مدة حياته. ومن مصنفاته: القول المأنوس في صفات القاموس ونور الإيضاح في أغلاط الصراح ونوادر الأصول في شرح الفصول والقول الفصل في تحقيق همزة الوصل ومفيد الطلاب في خاصيات الأبواب وغاية البيان في تحقيق السبحان وميزان الأفكار في شرح معيار الأشعار ومحصل العروض مع شرحه، ورسالة في التشبيه والاستعارة، ورسالتان في تحقيق ال التعريف وشرح على خطبة القطبي وشرح على ضابطة التهذيب وحاشية على شرح السلم لحمد الله وحاشية على شرح الجغميني ورسالة في القوس والقزح، ورسالة في تحقيق علم الواجب تعالى ورسالة في سبع عرض الشعيرة من شرح الجغميني ورسالة في التناسخ ورسالة في الطهر المتخلل. توفي لأربع عشرة من رمضان سنة أربع وتسعين ومائتين وألف. مولانا سعد الله السندي الشيخ العالم الصالح سعد الله الحنفي السندي أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ ببلاد السند وسافر للعلم، وأخذ عن أساتذة عصره، ثم سافر إلى أمرواتي من أعمال برار وسكن بها في الجامع الكبير، وكان شيخاً صالحاً ديناً عفيفاً، كريم النفس، شديد التوكل، هدى الله به خلقاً كثيراً من عباده، توفي نحو سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، كما في محبوب ذي المنن. السيد سعيد الدين البريلوي السيد الشريف سعيد الدين بن غلام جيلاني بن واضح بن صابر الحسني البريلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بمدينة رائي بريلي في زاوية جده السيد علم الله النقشبندي، وقرأ الرسائل المختصرة في بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ، وأخذ عن الحكيم حياة اللكهنوي وعن غيره من الجزء: 7 ¦ الصفحة: 982 العلماء، ثم سافر للاسترزاق إلى حيدر آباد ورجع بعد مدة من الزمان، ثم سافر إلى كلكته فاستخدمه راجه رام موهن رائي واستصحبه إلى دهلي، فلبث بها سنتين عند أكبر شاه الدهلوي، ثم رجع معه إلى كلكته، وتعلم اللغة الإنكليزية، ونال إجازة في الحقوق بها، فلبث في مظفر بور ثمان عشرة سنة وحاز الأموال الصالحة، ثم اعتزل عنها وأقام ببلدته لعله سنة أربع وسبعين. وكان عالماً فقيهاً صالحاً ديناً عفيفاً صدوقاً ذا سخاء وكرم، لم يكن في زمانه مثله في حسن المعاملة والصدق والاحتراز عن السمعة والرياء والكبر والخيلاء، توفي لسبع بقين من جمادي الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف. القاضي سعيد الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل سعيد الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد العلماء المشهورين، كان أكبر أبناء والده، ولد سنة ثمانين ومائة وألف بكاكوري، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ عماد الدين اللبكني وعلى الشيخ فضل الله العثماني النيوتيني، وأخذ الحديث عن عمه الشيخ أمين الدين المحدث، ثم درس وأفاد مدة، وكان بارعاً في كثير من العلوم والفنون، لقبه أكبر شاه الدهلوي بممتاز العلماء سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف. مات لتسع بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع العلماء. مولانا سلام الرحمن البرهانبوري الشيخ الفاضل سلام الرحمن بن عبد القادر بن عبد العظيم العمري الصفوي البرهانبوري أحد العلماء المبرزين في الأصول والفروع، أخذ الطريقة عن آبائه وجلس على مسندهم واستقام على الطريقة الظاهرة والصلاح مدة من الدهر، توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، كما في تاريخ برهانبور. مولانا سلام الله الدهلوي الشيخ العالم المحدث سلام الله بن شيخ الإسلام بن فخر الدين الدهلوي أحد كبار العلماء، كان من نسل الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، دخل رامبور في عهد فيض الله خان أمير تلك الناحية، وانتفع بصلاته، وله مصنفات ممتعة أشهرها: الكمالين على الجلالين في التفسير والمحلي شرح الموطأ في الحديث صنفه سنة خمس عشرة ومائتين وألف، وله شرح على شمائل الترمذي وله خلاصة المناقب في فضائل أهل البيت ورسالة في أصول الحديث، ورسالة في الإشارة بالسبابة عند التشهد في الصلاة. توفي في شهر جمادي الآخرة سنة تسع وعشرين وقيل ثلاث وثلاثين ومائتين وألف. الحكيم سلامة علي البنارسي الشيخ الفاضل سلامة علي بن الشيخ محمد عجيب البنارسي الملقب بحذاقت خان، كان من كبار العلماء، له كتاب بالفارسي في العلوم الحكمية يسمى بمطالع الهند مرتب على خمسة مطالع وخاتمة: الأولى في الفنون الإلهية والطبيعية، والثاني في الهندسة، والثالث في الحساب، والرابع في الهيئة، والخامس في الموسيقى، والخاتمة في رسوم أهل الهند وعاداتهم، طالعت هذا الكتاب في مكتبة الأمير الفاضل حبيب الرحمن الشرواني. الشيخ سلامة الله الكانبوري الشيخ الفاضل سلامة الله بن بركة الله الصديقي البدايوني ثم الكانبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببدايون، وقرأ النحو والصرف على الشيخ أبي المعالي ابن عبد الغني العثماني، وبعض رسائل المنطق والحكمة على مولانا ولي الله تلميذ الشيخ باب الله الجونبوري، ثم لازم السيد مجد الدين الشاهجهانبوري ببلدة بريلي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم سافر إلى دهلي واستفاض عن الشيخ رفيع الدين وصنوه الكبير عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، وأسند الحديث عن الشيخ عبد العزيز المذكور، وأخذ الطريقة عن السيد آل أحمد الحسيني المارهروي، ثم رجع إلى لكهنؤ، وتصدر بها للدرس والإفادة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 983 كان له ذوق سليم في المناظرة، كان يتكلم مع الشيعة ويناظرهم، ويفحم الكبار منهم، حتى بهت مجتهدهم ولم يقدر على الذب عن نحلته، فقضى عليه بالجلاء، فذهب إلى كانبور وسكن بها. قال صاحبه الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه جامع بين أنواع العلوم من القرآن والحديث والفقه وأصوله والتصوف والكلام وغيره من العلوم النظرية، مارسها أحسن ما يكون من الممارسة، حصلت له الإجازة من قبل عبد العزيز المسند، واجتمع به بآخر عمره، وكتب له رفيع الدين الإجازة من قبل أخيه فيما أظن، له كتب ورسائل بعضها في التصوف: كرموز العاشقين وغيره، ومنها في الجدل مع الرافضة، مثل كتابه معركة الآراء والبرق الخاطف جادل مجتهدهم حتى بهت ولم يقدر على الذب عن نحلته، ومنها فتاواه، وديوان شعره وغير ذلك، انتهى. ومن مصنفاته غير ما ذكرها الشيخ محسن: إشباع الكلام في إثبات المولد والقيام وتحرير الشهادتين في شرح سر الشهادتين ورسالة في جواز المصافحة والمعانقة المعتادتين في العيدين، وله رسالتان في قصة مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مات يوم السبت لثلاث خلون من رجب سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف بكانبور. المفتي سلطان حسن البريلوي الشيخ الفاضل سلطان حسن بن أحمد حسن العثماني الأموي البريلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ ببلدة بريلي وقرأ العلم على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الإفتاء وتدرج إلى المناصب الرفيعة، حتى نال الصدارة ببلدة كوركهبور وكان يشتغل بالتدريس مع اشتغاله بالعدل والقضاء، له غاية التقريب في ضابطة التهذيب شرح حافل، تعقب فيه على المفتي سعد الله المرد آبادي والشيخ عبد الحليم اللكهنوي وعلى غيرهما من العلماء، وله رسائل في الذب عن شيخه فضل حق المذكور رداً على المفتي سعد الله. مات سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف. الشيخ سليمان بن زكريا التوسوي الشيخ الصالح العارف الكبير سليمان بن زكريا بن عبد الوهاب الجشتي التوسوي، كان من كبار المشايخ المشهورين في الطريقة الجشتية، ولد بقرية كركوجي على ثلاثين ميلاً من توسه وتوفي والده في صغر سنه، فاشتغل بالعلم على الشيخ محمد عاقل بقرية كوت متهن وقرأ النحو والصرف والمنطق والفقه وغيرها، ثم لازم الشيخ نور محمد بن هندال المهاروني، وأخذ عنه الطريقة، وقرأ عليه آداب الطالبين والفقرات واللوائح والعشرة الكاملة وفصوص الحكم وغيرها، وتصدر للارشاد بتوسه، فازدحم عليه الناس وأخذوا عنه، كان له شأن عظيم في دعاء الخلق إلى الله تعالى، والتسليك في طريق العبادة، والانقطاع عن الدنيا، ذا جذبة إلهية قوية، انتهت إليه رئاسة الطريقة الجشتية في حدود الهند الغربية الشمالية وفي بنجاب في عهده، وله كشوف وكرامات ووقائع غريبة لا يسعها هذا الكتاب. توفي لسبع خلون من صفر سنة سبع وستين ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين وقد جمع الشيخ إمام الدين ملفوظاته في كتابه نافع السالكين. مولانا سناء الدين البدايوني الشيخ الفاضل سناء الدين بن محمد شفيع بن عبد الحميد العثماني الأموي البدايوني أحد العلماء البارعين في الفقه والأصول، ولد سنة تسع عشرة ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ فضل إمام الخير آبادي وعلى غيره من العلماء، واستفاض عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، ثم درس وأفاد ببلدته، له تعليقات شتى على الكتب الدرسية. مات في محرم سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. حرف الشين السيد شاكر علي اللكهنوي الشيخ الفاضل شاكر علي الحسيني الشيعي اللكهنوي أحد العلماء الشيعة الإمامية، قرأ العلم على الجزء: 7 ¦ الصفحة: 984 أساتذة عصره، ثم تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي، ولازمه مدة من الزمان، حتى برع وفاق أقرانه في الأصول والفروع، ذكره مهدي بن نجف علي الفيض آبادي كما في تذكرة العلماء. شاه عالم بن عزيز الدين الدهلوي الملك الفاضل شاه عالم بن عزيز الدين بن معز الدين جهاندار شاه الدهلوي آخر ملوك الهند من سلالة تيمور، قام بالملك سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف بقصة شرحتها في جنة المشرق وكان اسمه عالي كوهر، فلما تولى المملكة لقب نفسه شاه عالم، واستوزر شجاع الدولة صاحب أوده ثم اتفقا على إعانة القاسم صاحب بنكاله في حربه مع الإنكليز، فغلبت الدولة الإنكليزية عليهم، واصطلحوا بأن يقنع شجاع الدولة ببلاد أوده ويقنع شاه عالم بمقاطعة إله آباد فأقام شاه عالم بمدينة إله آباد مدة من الزمان، وكانت المرهتة غالبة على دهلي وما والاها من البلاد، فاستنجد الإنكليز، وأنقذوا مدينة دهلي من أيدي المرهتة، وأجروا لشاه عالم راتباً شهرياً، فأقام بقلعة دهلي ولم يبق له من السلطة إلا الاسم، ولم يزل كذلك إلى أن مات. وكان شاعراً يتلقب بآفتاب، مات سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف ومدته ثمان وأربعون سنة. مولانا شجاع الدين الحيدر آبادي الشيخ العالم الصالح شجاع الدين بن كريم الله بن القاضي محمد دائم العلوي الحيدر آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد بمدينة برهانبور سنة إحدى وتسعين ومائة وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على جده لأمه غلام محيي الدين البرهانبوري، وبعضها على غيره من العلماء، ورحل إلى الحرمين الشريفين بعد وفاته سنة ست ومائتين فحج وزار، ورجع إلى الهند، ودخل حيدر آباد وقرأ صحيح البخاري على المولوي عزت يار الحيدر آبادي، ثم سار إلى قندهار قرية من أعمال ناندير ولازم الشيخ رفيع الدين القندهاري وأخذ عنه الطريقة، ثم رجع إلى حيدر آباد، وتصدر بها للدرس والإفادة. له كشف الخلاصة رسالة في الفقه الحنفي صنفه سنة 1226هـ، وله جوهر النظام منظومة في الفقه بالعربية، وله رسالة في القراءة، ورسالة في مبحث رؤية الله عز وجل، ورسالة في فضل الجماعة، ورسالة في الجبر والقدر، وفي مبحث السماع، وله رسائل في السلوك، ومراسلات وخطب وقصائد بالعربية والفارسية. مات يوم الجمعة لأربع خلون من محرم سنة خمس وستين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تاريخ برهانبور. الحكيم شرف الدين السهاوري الشيخ الفاضل شرف الدين بن القاضي شمس الدين السهاوري القنوجي الحكيم الحاذق، ولد ونشأ بسهاور بضم السين المهملة قرية جامعة من أعمال قنوج وقرأ العلم على الحكيم رحم علي السكندروي صاحب بضاعة الأطباء ولازمه مدة من الزمان، حتى برع وفاق أقرانه في العلوم الحكمية، أخذ عنه ابناه عليم الدين وولي الدين، وصنف لهما كتاباً في المفردات بالفارسية اسمه المفردات الهندية أوله الحمد لله الذي جعل المفردات مبادئ المركبات - إلخ، صنفه في إحدى وعشرين ومائتين وألف. توفي لسبع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة أربع وعشرين ومائتين وألف، هكذا وجدت في بعض صفحات المفردات بخط أحد أصحابه. السيد شرف الدين السورتي الشيخ الفاضل شرف الدين بن عبد الحق الحسيني السورتي الكجراتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة سورت، وتخرج على الجزء: 7 ¦ الصفحة: 985 بعض العلماء، ثم تولى الشياخة. مات لإحدى عشرة خلون من ربيع الأول سنة ست وأربعين ومائتين وألف بمدينة سورت، كما في الحديقة. الشيخ شرف الدين البهلواروي الشيخ الفاضل شرف الدين بن هادي بن أحمدي الحنفي البهلواروي أحد العلماء المبرزين في الفقه والتصوف، ولد لخمس خلون من رجب سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بقرية بهلواري وقرأ العلم على خاله محمد حسين تلميذ جده الشيخ أحمدي وقرأ فاتحة الفراغ نحو سنة أربع وستين، له شرح بسيط على تهذيب المنطق. مات لثلاث خلون من ذي الحجة سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، كما في مشجرة ولده بدر الدين. المفتي شرف الدين الرامبوري الشيخ الفاضل العلامة المفتي شرف الدين الحنفي الرامبوري أحد العلماء المشهورين في الهند، درس وأفاد مدة عمره وانتهت إليه رئاسة التدريس والفتيا بمدينة رامبور تخرج عليه خلق كثير من العلماء كالشيخ أبي سعيد بن صفي الدهلوي والشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد والشيخ محمد علي الرامبوري والشيخ محمد حسن بن أبي الحسن البريلوي وعبد القادر بن محمد أكرم وجمع كثير. له سراج الميزان في المنطق وشرح السلم إلى مقام لا يحد ولا يتصور، وله الفتاوي الفقهية ورسائل كثيرة منها: رسالة في إباحة ريح القرض من المقرض. قال القنوجي في أبجد العلوم: إنه كان شراً في الدين لا شرف الدين كما سماه بذلك سيدي الوالد قدس سره، وكان أبعد خلق الله من السنة مع حفظ الحواشي والشروح الكثيرات للكتب الدرسية المتداولة، منتصراً للبدعة راداً على أهل الحق بخرافاته، محباً للدنيا - عفا الله عنه ما جناه، انتهى. توفي لخمس خلون من شعبان سنة ثمان وستين ومائتين وألف، هكذا وجدت في بعض المجاميع. مولانا شريعة الله المراد آبادي الشيخ الفاضل شريعة الله الصديقي المراد آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، كان أصله من كهر مختصر جاء أحد أسلافه إلى مراد آباد وسكن بها، وكان فاضلاً كبيراً، بارعاً في الفقه والأصول والمنطق والحكمة، أخذ عن العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، ثم سافر إلى كلكته وولي الخدمة الجليلة في الدولة الإنكليزية. مولانا شريعة الله البدوي الشيخ العالم شريعة الله البدوي البنكالي أحد العلماء المشهورين في رفض التقليد والعمل بالنصوص الظاهرة، ولد في بندر كهولا في مديرية فريد بور في بنكال سنة 1178هـ وسافر إلى الحجاز وهو في الثامنة عشرة من عمره، وقرأ على علمائه وشيوخه واستفاد منهم، ورجع بعد عشرين سنة إلى مسقط رأسه، وذلك في سنة 1217هـ وقام بدعوته إلى التوحيد وهجر البدع والعادات الهندكية الجاهلية. والتف حوله عدد كبير من المسلمين من طبقة الفلاحين والعملة والفقراء. ذكره كرامة علي الجونبوري في كتابه نسيم الحرمين قال: إنه سافر إلى بلاد العرب وعاش مدة مع الخوارج والوهابية والخطابية وضل عن مذهب الحق وتمذهب بمذهبهم جاهلاً عن حقيقة مذهبهم فرجع إلى بنكاله بأشد الجهالة وخلط أقوال كل من الثلاثة في مذهبه مثلاً أخذ من الخوارج التكفير بارتكاب الكبيرة ومن الوهابية القول بالشرك لغير جماعته ومن الخطابية شهادة الزور لموافقيهم، وأظهر الفساد في أرض من بنكاله فهلك من كان هالكاً وقلده جماعة من الجهال وفرقوا مذهبهم من مذهبنا حتى أنهم يعرضون عن مجالستنا ومؤاكلتنا وأكل ذبيحتنا ومن الصلاة خلفنا، ومع هذا نسبوا أنفسهم إلى مذهب أهل السنة والجماعة وإلى المذهب الحنفي بالدجل والتلبيس، انتهى. وقال في موضع آخر من ذلك الكتاب: إنهم يسمون أنفسهم فرائضي وسبب هذه التسمية أنهم يقولون: إن الأعمال على نوعين الرائج والفرائج وإنا متمسكون الجزء: 7 ¦ الصفحة: 986 بالفرائج أي بالفرائض، انتهى. وقال في موضع آخر في ذلك الكتاب، ويقولون: ما عرف الدين والشريعة إلا حاجي شريعة الله، ويقول: الدين في جدة أو بده لا في غيرهما، وجدة بلدة معروفة مشرفة بقرب مكة المعظمة - زادهما الله شرفاً وعزاً - وبده نهر كبير في بنكاله كان في ساحله بيت حاجي شريعة الله الذي أفسد دين الناس يريدون من بده نفسه. وقال في موضع آخر: وافترق هذه الفرقة إلى ثلاث فرق وكلها لا تأكل طعام الآخرين وتسمى نفسها الفرقة الناجية التي هي على الصواب، وجوده دستي تعني به خشباً يكون طوله أربع عشرة ذراعاً وهذا علامة صلابته في الدين فإذا ذهب أحدهم في ضيافة يتزود طعاماً فيأكله ولا يأكل من مطبوخ بيت المضيف أو يأكل الأرز غير المطبوخ أو الأرز المدقوق أو النارجيل، والثانية مجلي دستي يعني متوسطة في المساحة وهي تأكل من مطبوخ بيت المضيف إلا الذبيحة، والثالثة جننده يعني متفردة وهي تأكل الذبيحة أيضاً إلا بعد الإنصاف وأخذ الكفارة، وأما ما اتفقوا عليه فمنه ما يقولون: إن المبايعة على يد شيخ الطريقة لقصد التوبة عن المعاصي والسلوك على الطريقة كفر، ويقولون: إن الشيخ والمرشد بمعنى الشيطان ووضع اليد على يد الشيخ عند المبايعة كفر، ويقولون لرئيسهم الأستاذ وللذي يتبعه التلميذ والأستاذ يأخذ العهد من التلميذ على أن لا يأكل الطعام ولا ذبيحة غير الأمة الفرائضية، ويعتقد أن غير قومهم مشرك وأن لا يسلم عليه ولا يصلي خلفه وأن لا يصلي الجمعة والعيدين في أرض الهند لأنها دار الحرب فالذي يصليها في الهند فهو كافر، وأن لا يعتقد مسلمين إلا علماء جماعتهم، وأن يعتقد أن تارك الصلاة وغيرها من الفرائض كافر، ورئيسهم يختار بخلافته رئيس القرية يعلم الناس الشهادة بالزور ويظلم الناس ومن لم يطعه يحرق بيته وذخائره ويعطيه الخيار لتعزير الناس بضرب النعال وأخذ المال ويعين لنفسه الخراج من الخليفة، والخليفة يأخذ أموال الناس بأنواع الحيلة، انتهى. وقال في موضع آخر: ولهم كتاب سموه طريق الأحكام وهو متمسكهم وليس عندهم كتاب غيره، ففي ذلك الكتاب في الطريقة الثلاثين ذكروا أربعين كبيرة على خلاف ما ذكر علماء أهل السنة، ثم قالوا: من ارتكب هذه الكبائر فبكل واحد منها يجلد مائة جلدة وبهذا الحساب يجلد على قدر ما ارتكب يعني إن ارتكب واحدة منها يجلد مائة وإن اثنتين فمائتين، وهكذا قالوا: وإن لم يستطع هذا القصاص بسبب المرض فيؤخذ ماله كله لارتكاب الكبيرة ثم بعده ما يكتسب ذلك المجرم إلى حول فيؤخذ كله ولا يؤخذ عقاره، وقالوا في الطريقة الخامسة: إن فرائض الغسل أحد عشر، وفي الطريقة الثامنة: إن استقبال الذبيحة إلى القبلة فرض، وفي الطريقة الحادية عشرة: إن شروط الصلاة وصفتها سبع وعشرون وعدوا الواجب ثمانية عشر، وفي الطريقة الثلاثين قالوا: كفارة الظهار عتق رقبة فإن عجز عن العتق أطعم سبعين مسكيناً، وهكذا زادوا ونقصوا في نصاب الزكاة ومقدار الصاع ما شاؤا، انتهى. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 987 مات سنة ست وخمسين ومائتين وألف. الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي الشيخ الفاضل الكبير العلامة شريف بن أكمل بن واصل الحنفي الدهلوي الحكيم الحاذق المشهور بكثرة الدرس والإفادة، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وقرأ العلم على أساتذة عصره وتطبب على والده وعمه الشيخ أجمل ولازمهما مدة من الزمان حتى برع وفاق أقرانه في العلوم الحكمية والصناعة الطبية، وانتهت إليه الإمامة في العلم والعمل. له مصنفات كثيرة ممتعة منها حاشية على شرح السلم لحمد الله وحاشية على شرح الأسباب والعلامات وحاشية على شرح الموجز للنفيس وحاشية على قانون الشيخ الرئيس ومنها علاج الأمراض وعجالة نافعة وتأليف شريفي، ورسائل أخرى، كلها مفيدة ممتعة. مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف بدهلي فدفن في مقبرة الشيخ قطب الدين بختيار الكعكي، وأرخ لوفاته بعض العلماء من قوله: دخل الجنة بلا حساب. مولانا شعيب الحق البهاري الشيخ الفاضل المحدث شعيب الحق البهاري أحد العلماء المشهورين كان يدعى بمولانا مسافر، ولد ونشأ ببلدة بهار وسافر للعلم فقرأ المنطق والحكمة على مولانا محمد قائم الإله آبادي ثم سار إلى دهلي وأخذ عن الشيخ ولي الله ابن عبد الرحيم العمري الدهلوي ولازمه زماناً ثم رجع إلى بلاده، أخذ عنه خلق كثير، قال الشيخ محمد سعيد العظيم آبادي في قسطاس البلاغة: إني ما رأيت شيئاً من مصنفاته، قال: وكان له ثلاثة أبناء: عبد الوهاب ومحمد باقر ومحمد تقي. مات سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف وقبره ببلدة عظيم آباد. الحكيم شفائي خان الحيدر آبادي الشيخ الفاضل شفائي خان الحيدر آبادي الحكيم الحاذق كان أصله من شاهجهانبور، ولد ونشأ بها وقرأ العلم على مولانا عبد العلي اللكهنوي وسار إلى بهار بضم الموحدة ثم إلى مدراس وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم أحمد الله المدراسي ولازمه مدة، حتى برز في الصناعة ثم سار إلى حيدر آباد وتقرب إلى جندو لعل وصحبه مدة، ثم تقرب إلى سكندر جاه صاحب الدكن فلقبه بمعتمد الملوك وجعل راتبه ألف ربية شهرية ومنحه أقطاعاً تغل له سبعة آلاف في السنة. وكان عالماً كبيراً بارعاً في العلوم الحكمية حاذقاً في الطب سريع الإدراك جيد الفكرة فصيح الكلام، توفي سنة سبع وخمسين ومائتين وألف. القاضي شمس الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل شمس الدين بن إمام الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكاكوري وقرأ العلم على والده وأعمامه وبرز فيه، توفي لليلة بقيت من ربيع الثاني سنة خمس وأربعين ومائتين وألف بكاكوري، كما في مجمع العلماء. مولانا شمس الدين الحيدر آبادي الشيخ الفاضل شمس الدين بن أمير الدين بن رحمة الله الدهلوي ثم الحيدر آبادي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد بحيدر آباد سنة أربع عشرة ومائتين وألف، وقيل إنه ولد بايلجبور من أرض برار سنة خمس وتسعين ومائة وألف وقدم حيدر آباد في صباه مع والده فحفظ القرآن وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم درس وأفاد، وصنف كتباً كثيرة، منها طريق الفيض وشمس النحو وشمس التصريف وشرح كلمة الحق وخزانة الأمثال والجدول في تحقيق نصف النهار ورسالة في البلاغة، وله أبيات بالفارسية والهندية. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 988 مات لأربع عشرة خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تزك محبوبي. مولانا شمس الدين الهركامي الشيخ الفاضل شمس الدين بن الحامد بن عصمة الله بن غلام أحمد بن معز الدين الحسيني الهركامي أحد العلماء الصالحين، ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف بقرية لاهربور ونشأ بها وقرأ العلم على والده ثم أخذ الطريقة عن الشيخ إدريس الحسني المغربي وعبد الرحمن بن العلاء اللاهربوري، له مصنفات منها: العقائد الشمسية، مات لإحدى عشرة خلون من ربيع الثاني سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، أخبرني بذلك الشيخ ولاية أحمد الهركامي. الشيخ شمس الدين البهلواروي الشيخ الفاضل شمس الدين بن عبد الحي بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء الصالحين، ولد لسبع بقين من جمادي الأولى سنة ثلاث وستين ومائة وألف بقرية بهلواري ونشأ بها وقرأ العلم على الشيخ وحيد الحق، ثم أخذ الطريقة عن جده مجيب الله وأخذ عن الشيخ المعمر شرف الدين الحسيني القادري والسيد بركة الله المحمدي، وأخذ عنه أبناؤه، وله ديوان شعر. مات لثلاث عشرة خلون من شعبان سنة ثمان عشرة ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. مولانا شهاب الدين الكوباموي الشيخ الفاضل شهاب الدين العمري الكوباموي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة كان من ذرية القاضي مبارك بن دائم الكوباموي، ولد ونشأ بمدراس وقرأ العلم على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وعلى ولده عبد الرب وختنه علاء الدين، ثم درس وأفاد بمدراس وقد جاوز مائة سنة. مات لعشر خلون من رمضان سنة ثلاثمائة وألف بمدراس فدفن بها، كما في حديقة المرام. نواب شهاب الدين الدهلوي الأمير الكبير شهاب الدين بن غازي الدين بن قمر الدين بن غازي الدين الصديقي السمرقندي الدهلوي أمير الأمراء نواب عماد الملك كان من رجال السياسة، ولد ونشأ بمدينة دهلي وحفظ القرآن وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم تقرب إلى أحمد شاه الدهلوي ونال القيادة في العساكر السلطانية بعد ما توفي والده سنة خمس وستين ومائة وألف واستقل بها نحو سنتين، ثم نال الوزارة الجليلة سنة سبع وستين وقبض على أحمد شاه وأمه فحبسهما وأجلس عزيز الدين بن شاه عالم الدهلوي على سرير الملك وأخذ الحل والعقد بيده وقتله بعد خمس سنين، ثم أخرج محيي السنه بن كام بخش بن عالمكير وأجلسه على السرير، فلما سمع بذلك أحمد شاه الدراني قدم الهند فسار عماد الملك إلى ناحية بهرتبور ولبث بها مدة ثم ذهب إلى فرخ آباد ثم إلى بلاد الدكن ثم رحل إلى الحرمين الشريفين. كان رجلاً فاضلاً كريماً شجاعاً مقداماً شاعراً مجيد الشعر، ومن شعره قوله: مرا بسنك فلاخن كجا است همسنكي كه دورم أفكني وكرد سر بكرداني توفي سنة خمس عشرة ومائتين وألف، ذكره المفتي ولي الله في تاريخ فرخ آباد. السيد شيخ بن محمد الكجراتي الشيخ الصالح شيخ بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد الشافعي السورتي الكجراتي أحد المشايخ العيدروسية، ولد ونشأ بمدينة سورت وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده سنة ست وخمسين واستقل بها مدة. مات لتسع بقين من ذي الحجة سنة ثمان وستين ومائتين وألف بسورت، كما في الحديقة. الحكيم شير علي الناروي الشيخ الفاضل شير علي بن محيي الدين الحنفي الناروي الحكيم الحاذق، قرأ الكتب الدرسية على والده الجزء: 7 ¦ الصفحة: 989 وبعضها على الحكيم إمام بخش الكيرتبوري وتطبب عليه ولازمه مدة ثم خدم الأمراء بمدينة لكهنؤ ولما كبر سنه رجع إلى بلدته واعتزل عن الناس. مات لأربع عشرة خلون من رمضان سنة ست وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء لولده رحمن علي. مولانا شير محمد الدهلوي الشيخ العالم الكبير شير محمد الحنفي الأفغاني ثم الدهلوي أحد العلماء المشهورين، قرأ المختصرات في بلاد شتى ثم دخل دهلي ولازم الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية ثم لازم الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي وأخذ عنه الطريقة ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء. كان ذكياً فطناً حاد الذهن سريع الملاحظة قانعاً متوكلاً شديد التعبد، سافر في آخر عمره إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة فمات في الطريق، وكان ذلك في التاسع والعشرين من صفر سنة سبع وخمسين ومائتين وألف، كما في آثار الصناديد. حرف الصاد الشيخ صابر بن نصير الدهلوي الشيخ الصالح صابر بخش بن نصير الدين الحسيني الدهلوي كان من كبار المشايخ الجشتية، أخذ الطريقة عن جده غلام سادات بن عبد الواحد الحسيني الدهلوي وتولى الشياخة بعده، وكان شيخاً جليلاً متواضعاً صاحب وجد وحالة. توفي لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف بمدينة دهلي، كما في ياد كار دهلي. مولوي صاحب علي خان الكهوسوي الشيخ الفاضل صاحب علي بن دولت علي بن عبد الله بن أحمد بن لعل محمد الصديقي الكهوسوي أحد العلماء المشهورين، ولد سنة تسع ومائتين وألف وقرأ المختصرات في بلاده ثم سافر إلى كلكته وقرأ الهداية على المفتي محمد مراد والتلويح على الشيخ علي كبير، وولي في ديوان الإنشاء ونال منزلة جسيمة في الحكومة الإنكليزية وبعث إلى كابل فأقام بها زماناً ثم أحيل على المعاش وسافر للحج والزيارة مرتين، وأنشأ مدرسة عظيمة بكهوسي. مات لليلتين خلتا من جمادي الآخرة سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف ببلدة كهوسي فدفن بها. الشيخ صاحب مير الدهلوي الشيخ الفاضل صاحب مير بن خواجه مير بن محمد ناصر الحسيني العسكري الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية، ولد بدهلي ونشأ في مهد العلم والمشيخة وأخذ عن والده وعمه محمد مير وتولى الشياخة بعدهما، وكان فاضلاً كبيراً بارعاً في الهيئة والهندسة والحساب والموسيقى والشعر، ذهب إلى مرشد آباد سنة أربع وتسعين ومائة وألف وأقام عند راجه دولت رام زماناً ثم رجع إلى بلدته واعتزل عن الناس. الحكيم صادق بن شريف الدهلوي الشيخ الفاضل صادق بن شريف بن أكمل بن واصل الدهلوي الحكيم صادق علي خان كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وانتفع بأبيه ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير، له زاد الغريب رسالة مفيدة في الطب. مات سنة أربع وستين ومائتين وألف ببلدة دهلي. الشيخ صادق بن عباس الكشميري الشيخ الفاضل صادق بن عباس علي الشيعي الكشميري أحد العلماء المعروفين، قرأ العلم على السيد علي شاه القمي الكشميري وعلى السيد حسين ابن دلدار علي المجتهد النصير آبادي اللكهنوي ولازمهما مدة من الدهر حتى برع وفاق أقرانه في العلوم. مات سنة تسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 990 الشيخ صادق بن علي الغازيبوري الشيخ الفاضل صادق بن علي الصديقي البهتروي الغازيبوري المشهور بصادق علي بن فرزند علي، ولد ونشأ في بهتري قرية من أعمال غازيبوري وقدم بلدتنا رائي بريلي في صباه ولازم الشيخ ظاهر بن غلام جيلاني الحسني البريلوي وقرأ عليه الكتب الدرسية من البداية إلى الهداية ثم سافر إلى لكهنؤ واشتغل على أساتذتها مدة، وكان ذكياً فطناً حسن الخط سريع الكتابة، له تعليقات شتى على شرح هداية الحكمة للشيرازي وعلى غيرها من الكتب الدرسية. مات سنة اثنتين وستين ومائتين وألف ببلدة رائي بريلي فدفن بها. السيد صادق بن محمد اللكهنوي الشيخ الفاضل صادق بن محمد بن دلدار علي النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي أحد علماء الشيعة، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وإخوته وخلق آخرين، وله مصنفات عديدة منها تأييد المسلمين في إثبات نبوة خاتم النبيين والرد على المسيحين، ومنها قاطع الأذناب وقامع النصاب بفض فصل الخطاب في توجيه الجواب وله رسائل أخرى. مات في عنفوان شبابه لأربع خلون من رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. القاضي صادق بن محمد الهوكلوي الشيخ الفاضل صادق بن محمد الهوكلوي ثم اللكهنوي القاضي محمد صادق خان أختر، ولد ونشأ ببلدة هوكلي على اثني عشر ميلاً من كلكته وقرأ العلم على السيد محمد أسعد البردواني وعلى غيره من العلماء ثم أقبل على الشعر إقبالاً كلياً وقدم لكهنؤ في عهد غازي الدين حيدر وألف له المحامد الحيدرية وفي آخر عمره أدرك واجد علي شاه الملك اللكهنوي وتقرب إليه وسكن بلكهنؤ ومات بعد الفتنة. ومن مصنفاته: تذكرة شعراء الفرس في مجلد ضخم، ترجم فيها خمسة آلاف من الشعراء وسماها آفتاب عالمتاب وفرغ من تأليفها سنة تسع وستين ومائتين وألف، ومنها محامد حيدرية صنفه لغازي الدين حيدر اللكهنوي ومنها لوامع النور في وجوه المنثور ومنها صبح صادق ومنها ديوان الشعر الفارسي وديوان الشعر الهندي، ومن شعره قوله: أختر اين بحر تنك فرصت كه نامش زند كيست حسرت نظاره جشم حبابم كرده است توفي نحو سنة أربع وسبعين ومائتين وألف. مولانا صالح بن خير الدين السورتي الشيخ الفاضل صالح بن خير الدين بن زاهد الهاشمي السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة ثم ولي القضاء ببلدة سورت فاستقل به مدة حياته. توفي لسبع عشرة خلون من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة. الحكيم صبغة الله المدراسي الشيخ الفاضل صبغة الله بن عناية الله الشافعي المدراسي أحد الرجال المعروفين، ولد سنة تسع وتسعين ومائة وألف ببلدة نتهر نكر وانتفع بوالده وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية وبعضها على الشيخ وجيه الله المدراسي والشيخ أحمد الله ثم لازم الحكيم عظيم الدين وأخذ عنه ثم أسند الحديث عن السيد صالح البخاري ودرس وأفاد بمدراس مدة عمره. مات سنة ست وستين ومائتين وألف بمدراس، كما في صبح أعظم. القاضي صبغة الله المدراسي الشيخ العالم المحدث صبغة الله بن محمد غوث بن ناصر الدين بن نظام الدين ابن عبد الله الشهيد الشافعي المدراسي بدر الدولة قاضي الملك، ولد بمدراس لخمس خلون من محرم سنة إحدى عشرة ومائتين وألف وحفظ القرآن الكريم وقرأ درساً أو درسين الجزء: 7 ¦ الصفحة: 991 من ميزان الصرف تبركاً على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي ثم قرأ النحو والصرف على جعفر حسين المدراسي وقرأ المنطق والحكمة وبعض الفنون الرياضية على والده محمد غوث وقرأ مسلم الثبوت والهداية في الفقه الحنفي وحاشية مير زاهد على شرح المواقف والنفيسي في الطب على الشيخ علاء الدين بن أنوار الحق اللكهنوي وقرأ مقدمة الجزري في التجويد على السيد علي بن عبد الله الحموي وأخذ الطريقة النقشبندية عن السيد عبد الغفار النقشبندي، وولي الصدارة بناكور سنة ثمان وثلاثين وولي الإفتاء بعد سنة وولي القضاء سنة ستين وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة ست وستين فحج وزار وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد جان، ولما انقرضت الدولة الاسلامية عن مدراس رتب له الانكليز معاشاً فلازم بيته وقصر همته على الدرس والإفادة. ومن مصنفاته هداية السالك إلى موطأ إمام مالك ونور العينين في مناقب الحسنين والأربعين في معجزات سيد المرسلين ورشق السهام إلى من ضعف كل مسكر حرام وإزالة القتمة في اختلاف الأمة وعمدة الرائض في فن الفرائض والمطالع البدرية في شرح الكواكب الدرية ومناهج الرشاد شرح زواجر الارشاد، وله ذيل على القول المسدد في الذب عن مسند الامام أحمد، وفهرس أحاديث المعجم الصغير وله تعليقات شتى على حاشية شرح المواقف وعلى صحيح مسلم والمنتقي لابن الجارود وسنن الترمذي وشمائل الترمذي وله رسائل أخرى. مات يوم الاثنين لخمس بقين من محرم سنة ثمانين ومائتين وألف، كما في تاريخ أحمدي. المفتي صدر الدين الدهلوي الشيخ العالم الكبير العلامة المفتي صدر الدين بن لطف الله الكشميري ثم الدهلوي أحد العلماء المشهورين في الهند، ولد سنة أربع ومائتين وألف بدهلي ونشأ بها وأخذ العلوم الحكمية بأنواعها عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي وأخذ الفقه والأصول وغيرها من العلوم الشرعية عن الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي وكان يتردد في أثناء التحصيل إلى الشيخ الأجل عبد العزيز بن ولي الله ويستفيد منه، ولما مات الشيخ عبد العزيز أسند الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري سبط الشيخ المذكور وتولى الصدارة مدة طويلة بدار الملك دهلي. وكان نادرة دهره في كل علم لا سيما الفنون الأدبية، إذا سئل في فن من الفنون ظن الرائي والسامع أنه لا يعرف غير ذلك الفن وحكم أن أحداً لا يعرف مثله، ولذلك ترى العلماء يحسبونه علماً مفرداً في العلم، والشعراء يزعمون أنه حامل لواء الشعر والأمراء يرجعون إليه في كل أمر، وكان في رفاهة وعيش رغيد إلى سنة ثلاث وسبعين، فلما ثارت الفتنة العظيمة بالهند ثم غلبت الحكومة الانكليزية على الخارجين عليها اتهموه بافتاء البغي والخروج فأخذوه ونهبوا أمواله ثم أطلقوه فلازم بيته وقصر همته على الدرس والافادة، وكان يوظف خمساً وعشرين نفساً من طلبة العلم في مدرسة دار البقاء عقيب الجامع الكبير بدهلي ويحسن إليهم كافة ويضيفهم ويجالسهم ويقرئهم في علوم متعددة. ومن مصنفاته: منتهى المقال في شرح حديث: لا تشد الرحال ومنها الدر المنضود في حكم امرأة المفقود والفتاوي الكثيرة، ومن شعره قوله بالعربية: وكنا كغصني بائة قد تأنقا على دوحة حتى استطالا وأينعا يغنيهما صدح الحمام مرجعا ويسقيهما كأس السحاب مترعا سليمين من خطب الزمان إذا سطا خليين من قول الحسود إذا سعا ففارقني من غير ذنب جنيته وألقى بقلبي حرقة وتوجعا عفى الله عنه ما جناه فإنني حفظت له العهد القديم وضيعا توفي سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بدهلي فدفن بها وله إحدى وثمانون سنة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 992 الشيخ صديق البرودوي الشيخ العالم الفقيه صديق بن أبي صديق البرودوي الكجراتي كان من الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ ببلدة بروده وقرأ العلم على أساتذة كجرات ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وسكن بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أدركه الحاج رفيع الدين المراد آبادي وذكره في كتابه في الرحلة. القاضي صديق المارهروي الشيخ العالم الفقيه صديق بن بزركك علي الحنفي المارهروي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، أخذ عن والده وولي القضاء ببلدة طوك، وكان فقيهاً وجيهاً حسن السمت كثير الصمت. مات لسبع بقين من جمادي الآخرة سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف ببلدة طوك فدفن بها، كما في المشاهير. الشيخ صفدر بن حسن الشيرازي الشيخ الفاضل صفدر بن حسن بن إسماعيل الشيعي الشيرازي أحد العلماء المبرزين في العربية، قرأ العلم على الشيخ محمد أصغر بن محمد حسين، وصنف بأمره حاشية بسيطة على شرح الشافية أولها: نحمدك يا حميد على ما صرفتنا على الغوايا إلى الطريق المستقيم، إلخ. الشيخ صفدر بن الحسين الأورنك آبادي الشيخ العالم المحدث صفدر بن الحسين بن صادق الأورنك آبادي أحد العلماء الصالحين، لم يكن في عصره ومصره أعلم منه في ضبط المتون والأسانيد، وكان حلو المنطق حسن المحاضرة طويل الباع في معرفة الحديث. مات سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تاريخ النوائط. الشيخ صفدر علي الفيض آبادي الشيخ الفاضل صفدر علي بن حيدر علي الحسيني الدهلوي ثم الفيض آبادي، كان من العلماء المشهورين في الشيعة، له أحسن الحدائق في أربعين كراسة في تفسير سورة يوسف صنفه سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب. السيد صفدر بن صالح الكشميري الشيخ الفاضل صفدر بن صالح الحسيني الرضوي الشيعي الكشميري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكشمير وقرأ العلم على ملا محمد مقيم الكشميري ولازمه ملازمة طويلة وبرع في الفقه والكلام والنجوم والجفر وغيرها، وسافر إلى فرخ آباد في كبر سنه ثم إلى مدينة لكهنؤ وتوفي بها، وكان زاهداً متقللاً عفيفاً، له مجموع في ثلاثة مجلدات. مات يوم الخميس لسبع عشرة خلون من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، كما في نجوم السماء. الشيخ صفي بن عزيز السرهندي الشيخ الصالح صفي بن عزيز بن عيسى بن سيف الدين العمري السرهندي أحد عباد الله الصالحين كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، لم يزل مشتغلاً بمطالعة كتب الحديث والتفسير. توفي يوم الخميس لخمس بقين من شعبان سنة ست وعشرين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بها، كما في تذكرة العلماء للناروي. حرف الضاد الشيخ ضياء الدين البرهانبوري الشيخ العالم الصالح ضياء الدين بن محمد نقي بن غلام محمد الحسيني البرهانبوري أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بمدينة برهانبور وحفظ القرآن وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند وسار إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي ثم رجع إلى بلدته ودرس بها مدة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 993 مات لتسع عشرة خلون من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بدهلي فدفن في مقبرة الشيخ ولي الله رحمه الله، كما في تاريخ برهانبور. مولانا ضياء الدين المالوي الشيخ الفاضل الكبير ضياء الدين بن نعيم الدين العمري المالوي أحد العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والشعر والتصوف وغيرها، أخذ الطريقة عن الشيخ أبي الليث بن أبي سعيد الشريف الحسني البريلوي واستفاض عن الشيخ رؤف أحمد الأحمدي الرامبوري أيضاً ببلدة بهوبال، وله زاوية مشهورة على جبل شاهق بتلك البلدة. مات لست خلون من محرم سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، أخبرني بذلك الشيخ ذو الفقار أحمد البهوبالي. مولانا ضياء النبي الرامبوري الشيخ الفاضل ضياء النبي بن عناية بن سلطان بن عصمة بن يعقوب بن سعيد بن أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي ثم الرامبوري كان من العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والاصطرلاب والمناظر وجر الثقيل وسائر الفنون الرياضية. وكان يدرس ويفيد مع اشتغاله بمهمات الدولة في رامبور، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه وأثنى على فضله وبراعته في العلوم. حرف الطاء الشيخ طيب بن أحمد الرفيقي الشيخ العالم الفقيه طيب بن أحمد بن مصطفى بن المعين الرفيقي الكشميري أحد المشايخ الصوفية، ولد سنة إحدى وتسعين ومائة وألف وقرأ القرآن على خير الدين بن أبي البقاء الكشميري وأخذ العلم عن أبيه وعمه وبني أعمامه وعن الشيخ أبي يوسف عبد الغفور ولبس الخرقة من والد وأخذ الطريقة الكبروية والقادرية والشطارية عن الشيخ عبد الحميد واعتزل عن الناس، وكان يقوم الليل ويصوم النهار، ولم يزل مشتغلاً بالفقه والحديث، وله مصنفات. مات يوم الاثنين لعشر خلون من شوال سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. حرف الظاء الشيخ ظفر أحمد اللكهنوي الشيخ الفاضل ظفر أحمد بن قدرة علي اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء وكان أكبر أولاد أبيه. مات سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة. السيد ظهور أحمد السهسواني السيد الشريف ظهور أحمد بن نور أحمد بن المفتي نظر محمد الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء الصالحين، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، قرأ على والده وعلى الشيخ تاج الدين بن عارف علي السهسواني وبرع أقرانه في كثير من العلوم والفنون ثم بذل جهده في الدرس والإفادة، له كتاب في البلاغة. توفي في حياة والده سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، كما في حياة العلماء. السيد ظهور أشرف الجائسي الشيخ الفاضل ظهور أشرف بن هداية بن عناية بن الفضل بن محمد بن أبي العلى بن الضياء بن المحب بن ولي بن الجلال بن المبارك الأشرفي الجائسي أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، كان غراً كريماً حاذقاً في الطب، أخذ عنه جمع كثير من العلماء. مات سنة سبع وسبعين ومائتين وألف ببلدة جائس، كما في مهر جهانتاب. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 994 الشيخ ظهور الحق اللكهنوي الشيخ العالم الصالح ظهور الحق بن أزهار الحق الأنصاري اللكهنوي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى جده لأمه العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وتفنن عليه بالفضائل وسافر للاسترزاق إلى كلكته ومدراس وحيدر آباد واحتمل المشقة في تلك الأسفار ولكنه لم يحصل له ما يفي بأداء الديون، وكان غراً كريماً لا يستطيع أن يقبل على الدنيا ويشتغل بوجوه المعيشة، وكان يشتغل بمطالعة التفسير والحديث معرضاً عن الحكمة اليونانية، كما في الأغصان الأربعة. الشيخ ظهور الحق البهلواروي الشيخ الصالح ظهور الحق بن نور الحق بن عبد الحق بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد الفقهاء الحنفية، ولد سنة أربع وثمانين ومائة وألف وقرأ العلم على مولانا جمال الدين الدهروي ثم أخذ الاجازة العامة في الحديث مكاتبة عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وأخذ الطريقة عن والده ولازمه مدة، وانتقل من بهلواري إلى عظيم آباد مع والده سنة ثلاثين ومائة وألف فسكن بها، وكان كثير الدرس والإفادة، وله مصنفات في الفقه والسلوك. مات لست عشرة خلون من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف ببلدة عظيم آباد فنقل جسده إلى بهلواري، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. مولانا ظهور علي اللكهنوي الشيخ الفاضل ظهور علي بن حيدر بن مبين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى المفتي ظهور الله اللكهنوي وعلى غيرهما من العلماء وحفظ القرآن في شبابه ودرس ببلدة لكهنؤ زماناً طويلاً وسار إلى حيدر آباد بعد وفاة أبيه سنة أربع وخمسين فتلقى بالإكرام ومنح صلات وجوائز فسكن بها. له تفسير القرآن الكريم والطريقة الوسطى في سماع الموتى والمعراجية وشرح على خطبة شرح السلم للقاضي. مات في سلخ رمضان سنة خمس وسبعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في الأغصان الأربعة. الشيخ ظهور الله البدايوني الشيخ الفاضل ظهور الله بن دليل الله الصديقي الشيعي البدايوني أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ بمدينة بدايون وتخرج على أساتذة عصره وبرز في العروض وقرض الشعر، لقبه مرزا جوان بخت بن شاه عالم الدهلوي بخوش فكر خان وسكن بلكهنؤ مدة من الدهر ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ثم ذهب إلى طهران ولبث بها عند سلطانها فتح علي شاه مدة ثم رجع إلى الهند وأقام ببلدة حيدر آباد أياماً ثم قدم بدايون ومات بها وله ديوان الشعر الفارسي. توفي سنة أربعين ومائتين وألف، فقال وحيد الله بن سعيد الله البدايوني مؤرخاً لعام وفاته، ع: نوا فخر بدايون بود زاير. كما في مختصر سير هندوستان. المفتي ظهور الله اللكهنوي الشيخ الفاضل المفتي ظهور الله بن محمد ولي بن غلام مصطفى الأنصاري اللكهنوي أحد فحول العلماء، ولد سنة أربع وسبعين ومائتين وألف وقرأ العلم على والده وعمه الحسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ثم اشتغل بالتدريس وولي الإفتاء، فارتفع حاله لاشتغاله بالعلم تدريساً وتصنيفاً. ومن مصنفاته: حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد شرح المواقف وحاشية على الدوحة الميادة في الصورة والمادة للجونبوري وحاشية على الشمس البازغة للجونبوري المذكور. مات سنة ست وخمسين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة. السيد ظهور محمد الكالبوي الشيخ العالم المحدث ظهور محمد بن خيرات علي بن حسين علي الحسيني الترمذي الكالبوي أحد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 995 العلماء الربانيين، ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف وقرأ الرسائل المختصرة على أساتذة بلدته ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ ولي الله بن حبيب الله والشيخ حيدر بن مبين وقرأ نور الأنوار وهداية الفقه وشرح نخبة الفكر ورسالة الشيخ عبد الحق الدهلوي في أصول الحديث وكتاب الموطأ للإمام مالك وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر وطرفاً من صحيح مسلم وجزءاً من صحيح البخاري وجملة من الحصن الحصين كل ذلك على الشيخ حسن علي الشافعي وأسند عنه سائر الكتب، وكتب له الشيخ حسن علي المذكور الإجازة العامة لثلاث بقين من شعبان سنة ثمان وأربعين ببلدة باندا ثم راح إلى دهلي وأسند الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل سبط الشيخ عبد العزيز وكان ببلدة دهلي حين توفي الشيخ عبد العزيز المذكور والشيخ غلام علي النقشبندي ثم سافر إلى الحجاز سنة خمسين فحج وزار وأقام بالمدينة المنورة أربعة عشر شهراً وأسند الحديث عن الشيخ محمد عابد السندي صاحب الحصر الشارد وقرأ عليه الصحيحين ثم عاد إلى الهند، قال القنوجي في التقصار: إني زرته غير مرة في كدوره، وكان شيخاً وسيماً وقوراً منور الشبيه، انتهى. مات لثمان بقين من شعبان سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في ضياء محمدي. حرف العين الشيخ عادل اللاهوري الشيخ الصالح عادل بن الفاضل بن الهاشم الشريف الحسني الأجي ثم اللاهوري أحد العلماء المبرزين في الدعوة والتكسير، ولد سنة عشر ومائة وألف. مات سنة عشرين ومائتين وألف بمدينة لاهور، كما في خزينة الأصفياء. مولانا عالم علي المراد آبادي الشيخ العالم المحدث عالم علي بن كفاية علي بن فتح علي الحسيني النكينوي ثم المراد آبادي، أحد أكابر الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بنكينه وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين الرامبوري والشيخ غفران ابن تائب الفقيه الأفغاني ثم سار إلى دهلي وأخذ عن الشيخ مملوك العلي النانوتوي وتطبب على الحكيم نصر الله وقرأ الحديث على الشيخ إسحاق بن أفضل العمري وأسند عنه ثم أقبل على الطب والحديث إقبالاً كلياً وسكن بمراد آباد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء. له شرح بسيط على ضابطة التهذيب ورسالة في تنقيح مخرج الضاد ورسالة في فضل الصيام ورسالة في فضائل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله الحجة البالغة والوثيقة الباهرة. توفي لثلاث بقين من رمضان سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. القاضي عباس علي الكلكتوي الشيخ الفاضل عباس علي الحنفي الكلكتوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، قرأ العلم على الشيخ مبين بن محب الله اللكهنوي والعلامة تفضل حسين الكشميري، وكان مفرط الذكاء كبير الشأن، له اليد الطولى في الفنون الرياضية ولي الإفتاء بكلكته ثم ولي القضاء الأكبر فصار قاضي قضاة الهند، وله تعليقات شتى على هداية الفقه وعلى غيرها من الكتب الدرسية. مات لسبع بقين من رمضان سنة عشرين ومائتين وألف بكلكته، كما في قسطاس البلاغة. القاضي عبد الأحمد السورتي الشيخ العالم القاضي عبد الأحمد الشافعي السورتي كان من قبيلة باعكظه، قرأ العلم على الشيخ عبد الله الحسيني اللاهوري ثم السورتي ولازمه مدة من الزمان حتى برز في الأدب والبلاغة وقرض الشعر، ثم ولي القضاء بمدينة بهروج من أرض كجرات، ذكره بهادر بن أحمد السورتي في حقيقة السورة وقال: إن في اسمه بحثاً ونظراً لأن فيه نسبة العبودية إلى غير الله سبحانه، لعله سماه والده بأحمد فجرى على أفواه الجزء: 7 ¦ الصفحة: 996 الناس عبد الأحمد تأدباً لاسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويدل على ذلك أن الشيخ عبد الأحمد كان يكتب اسمه أحمد بدون تلك النسبة، انتهى. مات لسبع عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، كما في الحديقة. مولانا عبد العلى اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد الأعلى بن عبد العلي بن نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة ثم سافر إلى كلكته وتقرب إلى الولاة وأقام بها زماناً ولكنه لم ينل ما كان يؤمله فرجع إلى لكهنؤ ولبث بها مدة ثم ذهب إلى كلكته، فلما خابت مساعيه مرة ثانية ذهب إلى مدراس عند والده وابتلى بمرض هناك فرجع إلى لكهنؤ ومات في أثناء السفر، وكان والده يمنعه عن ذلك السفر الطويل نظراً إلى شدة مرضه، كما في الأغصان الأربعة. قال عبد الباري في آثار الأول: إنه صنف كتباً كثيرة لا تخلو عن فوائد منها: شرح الفقه الأكبر وطال لسانه في حق سيدنا معاوية رضي الله عنه ومنها رسالة في التاريخ سماها رسالة قطبيه ومنها شرح المناقب الرزاقية لجده وله رسالة في الأوراد، انتهى. وإني ظفرت برسالتيه شرح المناقب الرزاقية وقد أطال الكلام فيه أيضاً على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، ورساله قطبيه في أخبار جده الشيخ قطب الدين بن عبد الحليم السهالوي وأبنائه وفيها فوائد كثيرة، تخلو عنها الأغصان الأربعة وغيرها ومن فوائده من رساله قطبيه أنه قال: إن العلم على نوعين نقلي وعقلي، والنقلي على سبعة أنواع: لغة وصرف ونحو وبلاغة ومناظرة وأصول وفقه، والفقه ثلاثة فنون: العقائد والأحكام والأخلاق، ولكل منها كتب على حدة، فصارت العلوم النقلية تسعة أنواع يجب تحصيلها وبعد ذلك يستحب له أن يشتغل بعلم الوحي وهو القرآن والحديث، ولها أربعة فنون أخر ينبغي تحصيلها: القراءة والتاريخ وأحكام الناسخ والمنسوخ وأقسام أصول الحديث، وبهذا الاعتبار صارت العلوم النقلية أربعة عشر نوعاً، فمن يجمع هذه العلوم بتحقيق وتدقيق فهو مجتهد، لأن الإجتهاد باق إلى الآن غير ماض كما زعم بعض الحمقى، وكيف يقصر على السلف فإن المهدي يكون أفضل المجتهدين في زمانه وكذلك عيسى عليه السلام ولأن الفيوض النبوية - صلى الله على صاحبها وسلم - غير مقصورة على زمان دون زمان، وأما العلوم العقلية فهي أيضاً على سبعة أنواع: الطب والمنطق والطبيعيات والإلهيات والنجوم والتكسير والرياضي، أما الرياضيات فهي أربعة فنون: الحساب والهندسة والهيئة والموسيقى، ولكل منها كتب على حدة فصارت العلوم العقلية عشرة أنواع، من يجمعها بتحقيق وتدقيق فهو حكيم، ومن يجمع هذه الأنواع كلها عقلياً كان أو نقلياً فهو أعقل الناس وأشرفهم. وقال في تلك الرسالة: إن لكل من العلماء في التدريس طريقة على حدة مختلفة على حسب تفاوت الزمان والاستعداد، قال: كان الشيخ قطب الدين الشهيد السهالوي يدرس كتاباً واحداً من كل فن بتحقيق وتدقيق فيتخرج عليه العلماء المحققون، والشيخ نظام الدين كان يدرس كتابين من كل فن لكل من الطلبة إلا الأذكياء منهم فإنه كان يدرسهم كتاباً واحداً، وأما ولده عبد العلي فهو يدرس لبعضهم كتاباً واحداً من كل فن ولبعضهم كتابين ولبعضهم ثلاثة كتب على تفاوت الاستعداد، قال: وإني اخترت طريقة مرضية في التدريس وهي أن يدرس الطلبة في صغر سنهم قبل بلوغهم إلى حد الحلم فإن حافظتهم في هذا الزمان تكون أجود فينبغي أن يدرسهم في اللغة: نصاب الصبيان ونصاب الملحقات ونصاب المثلث ونصاب البديع ونصاب الإخوان ونصاب تجنيس اللغات وفي الصرف: الميزان والمنشعب والزبدة وصرف مير والتصريف من بنج كنج ودستور المبتدئ وفصول أكبري وفي النحو: نحو مير والمائة والجمل والتتمة والضريري والمصباح وهداية النحو ثم يدرسهم كتابين أحدهما من الجزء: 7 ¦ الصفحة: 997 المنقول وثانيهما من المعقول، أما المنقول فيدرس منه الشافية والكافية والصراح والجاربردي والفوائد الضيائية ومختصر المعاني والرشيدية وشرح المنار وشرح المسلم والعقائد السعدية والعقائد الجلالية وشرح الوقاية والهداية وشرح الفصوص وعين العلم والشاطبية وكتاب من التاريخ والمدارك وصحيح البخاري وأما المعقول فمنه: قال أقول وبديع الميزان والقطبي والميبذي ومير زاهد رسالة ومير زاهد ملا جلال وشرح السلم والصدرا والشمس البازغة ومير زاهد شرح المواقف والحاشية القديمة وشرح حكمة العين وخلاصة الحساب والأقليدس وشرح الجغميني وقانونجه والموجز وشرح الأسباب والعلامات ورسالة في الموسيقى، ثم يأذن لهم أن يشتغلوا بالتدريس والتصنيف، انتهى، وكانت وفاته لليلة بقيت من شعبان سنة سبع ومائتين وألف. الشيخ عبد الأعلى البنارسي الشيخ الفاضل عبد الأعلى بن كريم الله الصديقي الغازيبوري ثم البنارسي أحد الرجال المشهورين بالفضل والصلاح، ولد سنة أربع ومائتين وألف وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء وأخذ الطريقة النقشبندية عن أبيه، له هداية المسلمين منظومة في المنطق بالفارسية، توفي سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بمدينة بنارس كما في تذكرة العلماء للناروي. الشيخ عبد الباري الأمروهوي الشيخ الصالح عبد الباري بن ظهور الله بن عبد الهادي الصديقي الأمروهوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بأمروهه وأخذ عن جده الشيخ عبد الهادي ولازمه زماناً وتولى الشياخة بعده ثم استصحبه مرزا جانجانان العلوي الدهلوي إلى دهلي لسابق معرفته بجده ولقنه الذكر على طريق المشايخ النقشبندية ورباه فلازمه ستة أشهر ونال المقامات العالية من ذلك الطريق ثم رجع إلى أمروهه وكان يلقن أصحابه بكلا الطريقين ولكنه كان الغالب عليه الطريقة الجشتية، أخذ عنه الحاج عبد الرحيم وخلق آخرون، توفي لإحدى عشرة خلون من شعبان سنة ست وعشرين ومائتين وألف، كما في نخبة التواريخ. مولانا عبد الباسط القنوجي الشيخ العالم الكبير عبد الباسط بن رستم علي بن على أصغر الصديقي القنوجي أحد العلماء المشهورين كان من نسل الشيخ عماد الدين الكرماني صاحب الفصول العمادية ولد سنة تسع وخمسين ومائة وألف بقنوج ونشأ وقرأ على والده ولازمه ملازمة طويلة حتى برز في الفقه والأصول والعربية وغيرها، ذكره صديق بن الحسن القنوجي في أبجد العلوم وفي اتحاف النبلاء وقال: إنه كان في زمانه أستاذ الأساتذة وشيخ المشايخ تشد إليه الرحال في طلب العلم من بلاد شاسعة وتقصده الطلبة من كل فج عميق، كان في الفرائض آية باهرة، درس وأفاد وألف وأجاد، ومن مؤلفاته: زبدة الفرائض ونظم اللآلي في شرح ثلاثيات البخاري وانتخاب الحسنات في ترجمة أحاديث دلائل الخيرات وأربعون حديثاً ثنائياً وشرحه المسمى بالحبل المتين في شرح الأربعين وعجيب البيان في أسرار القرآن وشفاء الشافية وشرح تهذيب المنطق قال: وكان سريع الكتابة جيد الخط، يعظمه أهل عصره تعظيماً بليغاً ويكرمه علماء وقته إكراماً جليلاً، انتهى. وإني رأيت له شرحاً على زبدة الصرف لظهير بن محمود بن مسعود العلوي بالفارسي وشفاء الشافية شرح على شافية ابن الحاجب أوله: الحمد لله الذي خلق الورى، إلخ وشفاء الشافية اسم تاريخي لذلك وله شرح على خلاصة الحساب للعاملي إلى باب المساحة وشرح على سلم العلوم إلى آخر مبحث الشرطية، ومن أنفع مؤلفاته المنازل الإثنا عشرية في طبقات الأولياء إلى آخر القرن الثاني عشر، توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف. الشيخ عبد الباسط اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد الباسط بن عبد الرزاق بن جمال الدين بن علاء الدين ابن أنوار الحق الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 998 وحفظ القرآن وقرأ العلم على والده ثم سافر إلى حيدر آباد للاسترزاق وخدم الأمراء مدة من الزمان، مات في حياة والده لتسع بقين من ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في آثار الأول لابن أخيه عبد الباري. مولانا عبد الباقي الديوي الشيخ الفاضل عبد الباقي بن عبد الصمد الحسيني الديوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول كان من ذرية المفتي عبد السلام الأعظمي الديوي، ولد ونشأ بديوه وقرأ العلم على والده ولازمه مدة وجاء معه إلى فرخ آباد ولما توفي أبوه جعله نواب غالب جنك معلماً لولده مظفر جنك فأقام بفرخ آباد مدة من الدهر ثم رجع إلى بلدته، وكانت له يد بيضاء في معرفة المثنوي المعنوي له شرح عليه، وقال المفتي ولي الله الفرخ آبادي: إنه أجود الشروح. مولانا عبد الجامع اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد الجامع بن عبد النافع بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على عمه عبد الرب وعلى الشيخ نور الحق والشيخ قدرة علي ولازمهم مدة حتى برز في كثير من العلوم والفنون ثم سافر للاسترزاق إلى حيدر آباد ومات بها سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف. مولانا عبد الجامع السيدنبوري الشيخ الفاضل الكبير عبد الجامع بن أمين الدين بن بديع الدين بن عطاء الله الحسيني المداري السيدنبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بسيدنبور بفتح السين المهملة وسكون الياء التحتية قرية جامعة من أعمال ردولي وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وعلى غيره من العلماء ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه مولانا محمد ظاهر بن غلام جيلاني البريلوي وخلق كثير من العلماء، وله رسائل عديدة منها: رسالة في بيان كلمة التوحيد ورسالة في تحقيق صفة الكلام وله تبييض شرح عطاء الإيمان لوالده في استخراج الفرقة الناجية من اثنتين وسبعين فرقة من قوله: لا إله إلا الله. مولانا عبد الجبار الكماسوي الشيخ الفاضل عبد الجبار بن جمال الله بن محمد أشرف الكماسوي ثم الكلكتوي أحد العلماء العاملين بالنصوص الظاهرة من الكتاب والسنة، ذكره كرامة علي الحنفي الجونبوري في نسيم الحرمين قال: له رسالة في إبطال حجية الإجماع وذم التقليد ثم شنع عليه وعلى أصحابه، قال: إنهم يحللون شرب لبن أزواجهم ويحللون بنات المسلمين والذميين من الهند بملك اليمين ويحرمون ذبيحة المسلم الذي التزم تقليد شخص معين ويمنعون التراويح والأذان الأول يوم الجمعة ويأكلون صدقة الفطر وهم أغنياء ويأمرون الناس أن يرسلوا صدقة الفطر عندهم ولو بعد مدة طويلة، ويقولون: مذهبي محمدي، وتارة يقولون: المذهب بمعنى المزبل وينكرون على الفقه أشد الإنكار، انتهى بلفظه. وإني رأيت له رسالة بالهندية في الرد على قوة الإيمان لكرامة علي الجونبوري المذكور، قال فيها: إن أتباع السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي لما وفدوا في بلادنا وهدى الله بهم عباده فرفضوا رسوم الشرك والبدعة ورغبوا إلى القرآن والحديث وحدث فيهم الوجد والذوق بالكتاب والسنة ومال بعضهم إلى رفع اليدين في الصلاة إقتداءاً بالشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي فقام المولوي كرامة علي الجونبوري بالطعن والتشنيع عليهم في رسائله وقال: إنهم تمذهبوا بمذهب جديد وافترى عليهم غير ذلك ورغبهم عن الكتاب والسنة وقال: إن القرآن والحديث عسيران جداً وفهم ذلك لا يتيسر إلا للمجتهدين، وصنف قوة الإيمان رسالة تضل به الناس عن الصراط المستقيم فخفت ذلك وألفت رسالتي هذه لذكر قبائحه، انتهى. وقال: إني حنفي غير متعصب أعتقد بما في الصراط المستقيم وأعتقد أن الحق دائر بين الأئمة الأربعة من المجتهدين وأعتقد في الأئمة أنهم كانوا أجلاء وأعتقد أن المحدثين وأصحاب الظواهر كانوا ظلال أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن تبعهم من عامة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 999 الناس أو خاصتهم فهو ناج وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة، انتهى. الشيخ عبد الجبار الشاهجهانبوري الشيخ العالم الفقيه عبد الجبار الحنفي الشاهجهانبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وقرأ العلم على أساتذة عصره، ذكره المفتي ولي الله في تاريخه وأثنى عليه. الشيخ عبد الجبار الناكبوري الشيخ العالم الصالح عبد الجبار الناكبوري المهاجر إلى مكة المباركة والمتوفي بها كان من العلماء الربانيين المنقطعين إلى الزهد والعبادة، يحترف بصناعة المشط ويأكل من عمل يده وعليه سيماء الصالحين، ومن مصنفاته الحزب المقبول من أوراد الرسول مقبول متداول في أيدي الناس، هاجر في آخر عمره إلى مكة المباركة ومات بها سنة أربع وتسعين ومائتين وألف فدفن بالمعلاة. الشيخ عبد الجليل الكوئلي الشيخ العالم المحدث عبد الجليل بن رياض الدين الإسرائيلي الكوئلي أحد العلماء المشهورين، ولد سنة خمس وعشرين ومائتين وألف ببلدة كوئل ويقال لها عليكده أيضاً وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا بزركك علي المارهروي وبعضها على غيره من العلماء وبرع في الفنون الرياضية ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ المسند إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي وأقبل على الحديث إقبالاً كلياً ورجع إلى بلدته ودرس بها زماناً ثم استقدمه نواب محمود علي خان إلى جهتارى فأقام عنده مدة طويلة وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء. وكان فيه سكون وحسن سمت ووقار وعفة ونزاهة وديانة وعلو همة وشهامة نفس وانجماع لا سيما عن بني الدنيا وتودد إلى أصحابه ومعارفه، وهو ممن أخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي وصحبه واستقام عليه مدة عمره، استشهد في الثورة الهندية لسبع خلون من محرم سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف فدفن بفناء الجامع الكبير بمدينة كوئل أخبرني بذلك عثمان بن إسماعيل بن عبد الجليل الكوئلي. السيد عبد الجليل البريلوي السيد الشريف عبد الجليل بن محمد بن أبي الليث بن أبي سعيد الحسني البريلوي أحد عباد الله الصالحين كان من ذرية الشيخ الكبير علم الله النقشبندي البريلوي، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة وأخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي وسافر معه إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند وتولى الشياخة ببلدته، وكان رحمه الله كريماً وقوراً منور الشبيه حسن المحاضرة كثير المحفوظ بالعلم والأدب حريصاً على جمع الكتب، أدركته وقرأت عليه في صغر سني جزءاً من القرآن الكريم، له كشكول في مجلد ضخم يحمل الفقه والأدب والتاريخ، توفي لتسع عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثلاثمائة وألف فدفن عند جده أبي سعيد رحمه الله. الشيخ عبد الحق الطوكي الشيخ الفاضل عبد الحق بن خليل الرحمن بن عرفان اليوسفي الرامبوري ثم الطوكي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ برامبور وقرأ الكتب الدرسية على أبيه وسافر معه إلى طوك وسكن بها، ولما ذهب والده إلى جاوره تأخر عنه فلم يخرج عن بيته حتى مات ببلدة طوك وكان يدرس ويفيد، أخبرني بذلك محمود بن أحمد الطوكي. الشيخ عبد الحق الرامبوري الشيخ الفاضل عبد الحق بن عمران اليوسفي الرامبوري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ برامبور وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء ثم سافر إلى بلاد الدكن، ومات بها سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. الشيخ عبد الحق البنارسي الشيخ العالم المحدث المعمر عبد الحق بن فضل الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1000 الله العثماني النيوتيني ثم البنارسي أحد العلماء المشهورين، ولد بقرية نيوتيني من أعمال موهان سنة ست ومائتين وألف وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء ثم سافر إلى دهلي وقرأ بعض كتب الحديث على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي والشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي وأخذ بعضها عن الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي سماعاً عليه ثم سافر إلى مكة المباركة فحج وصدر عنه بمكة بعض ما لا يليق بشأن الأئمة المجتهدين فحبسه الولاة ثم أطلقوه فرجع إلى الهند وأقام بها زماناً ثم سافر إلى الحجاز في ركب السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي فلما وصل إلى المدينة المنورة بعد الحج تكلم في بعض المسائل الخلافية على عادته وتفوه في حق المجتهدين ورمى بالضلال أصحاب المذاهب الأخر من الأحناف والشافعية وكان إذ ذاك الشيخ محمد سعيد الأسلمي المدراسي بالمدينة المنورة فوشي به إلى القاضي فلما علم ذلك عبد الحق خرج من المدينة مختفياً وذهب إلى جريدة وأقام بها حتى قفل الركب إلى تلك القرية فلحق به ثم انحاز عنه في جده ورحل إلى صنعاء اليمن ولقى بها القاضي محمد بن علي الشوكاني والقاضي عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن البهكلي والشيخ عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير اليماني والشيخ محمد عابد بن أحمد علي السندي وكلهم أجازوه إجازة عامة سنة ثمان وثلاثين ثم لحق بالقفل المذكور بمدينة مخا ورجع إلى الهند وسافر إلى الحجاز سبع مرات، وكان السفر السابع سفره من الدنيا إلى الآخرة. قال محمد بن عبد العزيز الزينبي في ثبته: هو شيخي على الحقيقة وقائدي إلى هذه الطريقة ولم أر بعيني أفضل منه، سمعت منه الحديث المسلسل بالأولية عند قدومي عليه من لفظه وذلك في ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين وألف وقرأت عليه الكثير وأجازني بجميع مروياته وكتب لي الإجازات أكثر من عشر مرات وكلها موجودة عندي، وكان ولادته سنة ست ومائتين وألف كما سمعت ذلك منه، وتوفي بمنى محرماً في ثاني ذي الحجة عام ست وسبعين ومائتين وألف يوم الخميس ودفن على باب مسجد الخيف ليلة الجمعة وكنت حاضراً إذ ذاك، وكان ارتحل إلى اليمن وسمع وأدرك منهم: السيد عبد الله بن الأمير والشيخ محمد بن علي الشوكاني والشيخ عبد العزيز والشيخ عبد القادر وأضرابهما من أهل الهند، انتهى. وللشيخ عبد الحق رسالة في قصة سفره إلى صنعاء اليمن ورجوعه منها إلى بلاد الهند، قال فيها: إني ارتحلت من مدينة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عازماً إلى مدينة صنعاء المحمية لزيارة العالم الرباني محمد بن علي الشوكاني فتحملت على نفسي مشاق الأسفار وتجرأت عليه بجوب البراري والبحار ومصائب الأمطار حتى وصلت إلى المدينة المذكورة ونزلت في بيت من بيوتها ثم كتبت إليه كتاباً وأرسلته صحبة بعض الناس فطلبني في ساعته وأكرمني غاية الإكرام وسألني عن مدة عمري وما درست فيه ثم أعطاني نسخاً من مؤلفاته وأمرني بمطالعتها حتى طالعت أكثرها وكنت أتشرف بزيارته في يومي درسه الإثنين والخميس وأسمع منه، فكان الشيخ يحل الغوامض والمعضلات حق حلها فبينما أنا على هذا الحال إذ بليت بالحمى فبقيت محموماً زماناً طويلاً ثم عافاني الله تعالى من ذلك وإذا بالشيخ قد عزم على السفر فسرت إلى حضرته وودعته وكان ذلك يوم الجمعة عاشر جمادي الآخرة سنة 1238هـ، فتلطف بي وعطف علي فقرأت عليه غالب المسلسلات ثم أجازني بجميع ماله من المرويات وكتب لي كتاب الإجازة بيده الشريفة وأعطاني ثبته اتحاف الأكابر في أسناد الدفاتر وأشار إلي بنقله، وهذه صورة إجازة القاضي محمد بن علي الشوكاني لعبد الحق المذكور. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله يقول محمد بن علي الشوكاني غفر الله لهما حامداً لله تعالى ومصلياً على رسوله وآله وصحبه: إني قد أجزت الشيخ العلامة أبا الفضل عبد الحق بن الشيخ العلامة محمد فضل الله المحمدي الهندي كثر الله فوائده بمنه وكرمه ونفع بمعارفه ما اشتمل عليه هذا الثبت الذي جمعته وسميته اتحاف الأكابر باسناد الدفاتر فليرو عني ما اشتمل عليه من كتب الإسلام على اختلاف أنواعها كما يراه فيه وهو أهل لما هنالك ولم أشترط عليه شرطاً فهو أجل من ذلك وأعلى وأخذت عليه أن يصلني بالدعوة المستقبلة في حياتي وبعد مماتي، حررته يوم الجمعة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1001 بتاريخ جمادي الآخرة سنة 1238هـ من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتحية، انتهى. وللشيخ عبد الحق رسالة في أسانيد الشيخ محمد عابد السندي قال فيها: وأما شيخنا الجليل الحامل لعلوم الخليل كذا وكذا الشيخ العلامة محمد عابد بن أحمد علي الواعظ الأنصاري الخزرجي الأيوبي فله شيوخ عديدة منهم: وجيه الدين السيد عبد الرحمن بن سليمان مفتي زبيد ومنهم الشيخ العلامة يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي ومنهم عمه الشيخ العلامة النحرير محمد حسين ابن محمد مراد الأنصاري عن الشيخ عبد الخالق المزجاجي ومنهم الشيخ العلامة صالح الفلاني إلى غير ذلك. وللشيخ عبد الحق رسالة في لقائه بالسيد عبد الله الأمير قال فيها: ولما نزلت مدينة صنعاء المحمية وأدناني الله تعالى بفضله وكرمه من الشيخ العلامة كذا وكذا السيد عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير، عرضت عليه حاجتي فأجابني بغاية اللطف فقرأ علي أولاً بسنده المتصل الحديث المسلسل بالأولية وهو حديث الرحمة وأجازني روايته ورواية جميع ما يجوز له روايته إجازة عامة ثم قرأ علي نبذاً من صحيح البخاري تيمناً، وسمعت في حال درسه الشريف في جامع البيان في تفسير القرآن وأيضاً في صحيح البخاري وفي علم الأصول وغير ذلك. وهذه صورة إجازة السيد عبد الله الأمير للشيخ عبد الحق: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله على نعمائه المتواترة وتفضلاته المسلسلة المتكاثرة والصلاة والسلام على المرفوع إلى أعلى عليين الموضوع معاديه إلى سجين وعلى آله رواة أخباره وصحابته المقتفين طريقه وآثاره، وبعد فإنه وفد إلى صنعاء اليمن الولد العلامة زينة أهل الاستقامة ذو الطريقة الحميدة والخصال الشريفة المحمودة عبد الحق بن محمد فضل الله المحمدي الهندي دامت إفاداته فتشرفت إذ كان من صالحي عباد الله وأصفيائه وحضر مجلس الحديث النبوي وسمع من جوامع الكلم المصطفوي فأول ما سمع مني الحديث المسلسل بالأولية وهو حديث الرحمة المشهور الذي تضمن سنده أولية ما سمع عند أرباب الحديث المأثور ثم سمع مني حصة من صحيح البخاري للإمام أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة البخاري الجعفي مولاهم رحمه الله تعالى ورضي عنه، ولما جدبه عزم العود إلى وطنه والشوق إلى أهله ومسكنه طلب مني إجازة عامة ومثلي منه يطلب ولست بأهل أن أجاز فكيف أن أجيز ولكن الحقائق قد تخفي وقد من الله تعالى علي وله الحمد كثيراً بكرة وأصيلاً بالمثول عند أئمة الأسانيد النبوية والسماع منهم للآثار والأحاديث المصطفوية منهم: والدي وشيخي ناصر السنة مجدد المائة الحادية عشر - رضي الله عنه - قرأت عليه في عدة علوم وسمعت من لفظه كثيراً من الكتب الأمهات الست ومن غيرها من كتب الحديث وشيخنا الإمام العلامة ذو التصانيف المفيدة والفوائد العديدة عبد الخالق ابن الزين المزجاجي قرأت عليه أوائل الأمهات وأجازني بسائرها ومنهم شيخنا الإمام الخطيب الفصح عبد القادر بن خليل كدك المدني سمعت عليه جانباً من صحيح البخاري عام وصوله إلى صنعاء سنة خمس وثمانين ومائة وألف وأجازني إجازة عامة ومنهم شيخنا الإمام المشهور عند الخاص والعام أبو الحسن ابن محمد صادق السندي المدني أجازني إجازة عامة وغير هؤلاء من أهل اليمن نفع الله بهم، فأقول: إني قد أجزت الولد المذكور كثر الله تعالى فوائده بجميع كتب الحديث من الصحاح والمسانيد والمعاجم وغيرها وما يتبعها مما له نفع في الاستنباط للأحكام من نحو وتصريف وأصول الفقه والمعاني والبيان والبديع واللغة كما أجازني مشايخي بالشرط المعتبر عند أهل الأثر وأوصيه بتقوى الله عز وجل واتباع الحق أينما كان ومع من كان والعمل بصحيح السنة ومجانبة البدعة والاستقامة على قدم الحق والصدق وأن لا ينساني من دعائه في خلواته وجلواته وعقب صلواته جمعنا الله تعالى في دار السرور على سرر متقابلين اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وزينة وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد والله تعالى يجزيه جزاء المحسنين ويجعلنا من عباد الله الصالحين وصلى الله على الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1002 رسوله المختار وآله خيرة الأخيار، قاله بفمه وحرره بقلمه خادم السنة النبوية عبد الله بن محمد بن إسماعيل الأمير، غفر الله تعالى لهم، في غرة شهر رجب الحرام سنة 1238هـ، انتهى. وللشيخ عبد الحق رسالة في حكاية لقائه مع القاضي عبد الرحمن بن أحمد ابن الحسن البهكلي قال فيها: إن من أجل نعماء الله تبارك وتعالى التي أنعم الله بها على أن أوصلني بحضرة الإمام كذا وكذا مولانا القاضي عبد الرحمن بن أحمد ابن حسن البهكلي وقد صحبته أياماً كثيرة وبقيت متأملاً في حالاته الشريفة فما وجدتها إلا موافقة لحالات الصحابة والتابعين فهو إذا نخبة المنخوب وإنسان عين المطلوب والقلم يعثر عن المدح لعدم إمكان الإحاطة به هذا القرطاش ولورود النهى عنه إلى أن قال: وقد سمعت منه كثيراً من الأحاديث الشريفة النبوية ومنها من تفسير كتاب الله وأول ما سمعت منه كلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حديث الرحمة المسلسل بالأولية وأجازني رضي الله عنه بجميع مروياته عن شيوخه المتصل سندهم إلى المؤلفين وإلى سيدنا محمد خاتم النبيين مع عدم لياقتي لهذا الأمر العظيم والخطب الجسيم وأفادني الشيخ العلامة بفوائد كثيرة في مدة يسيرة فجزاه الله عني خير الجزاء. وأما إجازة القاضي عبد الرحمن فهي منظومة، منها قوله: وبعد فالله كثير المن من علينا بالإمام السني أعني أبا الفضل حليف الصدق الفاضل المبرور عبد الحق محمدي الهدى والطريقة ووارث العلم على الحقيقة جاء من الهند لأخذ العلم عن أهله الأبرار أهل الفهم طلبني إجازة يروي بها عني أحاديث النبي ذي البها ولست أهلاً أن أجير إنما حسن بي ظناً فكنت عندما وعند هذا قد أجزته بما يجوز لي أرويه عند العلما إلى غير ذلك، وكان عبد الحق بن فضل الله لا يتقيد بمذهب ولا يقلد أحداً في شيء من أمور دينية بل يعمل بنصوص الكتاب والسنة ويجتهد برأيه ولذلك جرت بينه وبين الأحناف مباحثات كثيرة في الاجتهاد والتقليد، ومن مصنفاته الدر الفريد في المنع عن التقليد. توفي محرماً بمنى في ثاني ذي الحجة عام ست وسبعين ومائتين وألف يوم الخميس ودفن على باب مسجد الخيف ليلة الجمعة. مولانا عبد الحق الكوباموي الشيخ الفاضل عبد الحق بن محمد فاخر الكوباموي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بكوبامؤ وسافر للعلم وقرأ على العلامة عبد العلي ابن نظام الدين اللكهنوي وعلى غيره من العلماء وأسند الحديث عن الشيخ عبد القادر الميلابوري وأخذ الطرق المشهورة عن الشيخ صلاح الكوباموي وعن الشيخ غلام بير البلكرامي، أخذ عنه غلام معين الدين بن قدرة أحمد الكوباموي وخلق آخرون، قال المفتي ولي الله في تاريخه: إنه قدم فرخ آباد فجعل معلماً لشوكت جنك وهو حي إلى الآن، انتهى. مولانا عبد الحكيم اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة عبد الحكيم بن عبد الرب بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد بلكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا محمد دائم ثم لازم الشيخ نور الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1003 الحق بن أنوار الحق اللكهنوي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية حتى تأهل للفتوى والتدريس فدرس وأفاد وشمر عن ساق الجد في ذلك مع عمارة الأوقات بالعبادة بأنواعها والإيثار، يدرس الطلبة ويحسن إليهم، وله مصنفات كثيرة منها: حاشية على شرح السلم لحمد الله وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على العروة الوثقى للفتحبوري وتعليقات على تفسير البيضاوي وحاشية على هداية الفقه وله شرح على دائر الأصول المسمى بمسير الدائر، رأيتها عند ولده شيخنا المرحوم محمد نعيم اللكهنوي. مات لست بقين من صفر سنة ست وثمانين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة. مولانا عبد الحكيم الكجراتي الشيخ الفاضل عبد الحكيم بن عبد الوهاب بن عبد الغني العباسي الماتريدي السورتي الكجراتي الخطاط المشهور كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بسورت وقرأ الفقه والحديث والأصولين والتفسير على القاضي غلام علي السورتي والمنطق والكلام والفنون الرياضية على الشيخ محمد سعيد البيشاوري والحكمة الطبيعية على ملا محمد فياض الكابلي وقرأ فاتحة الفراغ سنة ست وخمسين وأخذ الخط عن الحكيم أكمل خان البريلوي. وله مصنفات في النجوم والكلام والتاريخ منها: مناظر النجوم وكلمة الحق ونفائس الكلام وتذكرة الصالحين ورسالة في إثبات المعجزة ورسالة في إثبات شق القمر ورسالة في الرد على الشيعة ورسالة في الرد على النصارى وغير ذلك. مات لست عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت. الحكيم عبد الحكيم الدهلوي الشيخ الفاضل عبد الحكيم بن غلام حسن الدهلوي الحكيم المشهور، ولد ونشأ بمدينة دهلي وقرأ العلم على مولانا شير محمد القندهاري وعلى غيره من العلماء ثم تطبب على والده ولازمه ملازمة طويلة حتى برز في العلم والعمل، وكان مرزوق القبول، انتفع به الناس وأخذوا عنه. مولانا عبد الحكيم الشيخبوري الشيخ الفاضل عبد الحكيم بن كرامة حسين بن ثناء الله الشيخبوري أحد الفقهاء الحنفية كانت له يد بيضاء في النحو والمنطق والكلام وأصول الفقه، أخذ عنه غير واحد من العلماء، مات لأربع عشرة خلون من ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. مولانا عبد الحليم اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة عبد الحليم بن أمين الله بن محمد أكبر بن أحمد بن يعقوب الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد لتسع بقين من شعبان سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ وحفظ القرآن وقرأ النحو والتصريف على والده ثم اشتغل على عمه المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكهنوي وعلى خاله المفتي نعمة الله ولازمهما مدة من الزمان وقرأ شيئاً نزراً على جد أبيه المفتي ظهور الله وعم أبيه المفتي محمد أصغر ثم أسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد المليح آبادي وسافر إلى باندا سنة ستين وولي التدريس فدرس بها أربع سنين ثم رجع إلى بلدته وأقام بها سنة كاملة ثم ذهب إلى جونبور وولي التدريس في المدرسة الإمامية الحنفية، فدرس بها تسع سنين ورجع إلى بلدته سنة ست وسبعين وأقام بها سنة ثم سافر إلى حيدر آباد وولي التدريس بدار العلوم فدرس بها زماناً ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وسبعين فحج وزار وأسند الحديث عن الشيخ جمال بن عبد الله الحنفي المكي والشيخ أحمد بن زين دحلان الشافعي والشيخ محمد بن محمد الغرب الشافعي المدني والشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة وأسند دلائل الخيرات عن الشيخ علي بن يوسف ملك باشلي الحريري وأخذ بعض أشغال المشايخ النقشبندية عن الشيخ عبد الرشيد بن أحمد سعيد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1004 العمري الدهلوي ثم رجع إلى حيدر آباد وولي العدل والقضاء سنة اثنتين وثمانين فاستقل بها مدة حياته. وكان رحمه الله عالماً كبيراً بارعاً في المنطق والكلام وأصول الفقه مشاركاً في الفقه والحديث مدرساً محسناً إلى طلبة العلم. له مصنفات كثيرة منها: التحقيقات المرضية لحل حاشية السيد الزاهد على الرسالة القطبية صنفها في باندا سنة ثلاث وستين، ومنها القول الأسلم لحل شرح السلم لملا حسن، ومنها كشف المكتوم في حاشية بحر العلوم المتعلقة بحاشية السيد الزاهد على الرسالة القطبية ومنها القول المحيط فيما يتعلق بالجعل المؤلف والبسيط ومنها حل المعاقد في شرح العقائد للجلال الدواني، ومنها التعليق الفاصل في مسألة الطهر المتخلل ومنها معين الغائصين في رد المغالطين ومنها الايضاحات لمبحث المختلطات ومنها كشف الانتباه في شرح السلم لحمد الله ومنها البيان العجيب في شرح ضابطة التهذيب ومنها كاشف الظلمة في بيان أقسام الحكمة ومنها العرفان متن متين في المنطق، ومنها نظم الدرر في سلك شق القمر ومنها التخلية في شرح التسوية للشيخ محب الله الإله آبادي، ومنها نور الإيمان في آثار حبيب الرحمن ومنها قمر الأقمار حاشية نور الأنوار في أصول الفقه، ومنها حل النفيسي حاشية على شرح الموجز للنفيس، ومنها الأقوال الأربعة وله غير ذلك من المؤلفات النافعة، وأنفعها تعليقات له على هداية الفقه للمرغيناني. توفي يوم الإثنين لليلة بقيت من شعبان سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد كما في حسن العالم. الشيخ عبد الحميد البدايوني الشيخ الفاضل عبد الحميد بن محمد سعيد بن محمد شريف بن محمد شفيع العثماني الأموي البدايوني أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف وقرأ العلم على صنوه الكبير محمد لبيب البدايوني وأخذ الطريقة عن الشيخ آل أحمد الحسيني المارهروي ثم لازم بيته وكان يدرس ويفيد، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء. مولانا عبد الحي البرهانوي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبد الحي بن هبة الله بن نور الله الصديقي البرهانوي أحد العلماء المشهورين وعباد الله الصالحين، ولد بقرية برهانه بضم الموحدة ونشأ بها ودخل دهلي فلازم الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي وقرأ عليه الكتب الدرسية وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله وانتفع به نفعاً عظيماً، وكان الشيخ عبد العزيز يحبه حباً مفرطاً لأن عمته كانت تحت الشيخ عبد العزيز ولأن عبد العزيز قرأ الفقه على جده نور الله ولذلك زوجه الشيخ المذكور بابنته وأقرأه بعد ما ترك التدريس لإخوته، كما في مقالات الطريقة. وكان عبد الحي مفرط الذكاء قوي الحفظ شديد الاشتغال بالبحث والمطالعة حلو الكلام فصيح المنطق، درس وأفاد مدة بدهلي ثم لازم السيد الإمام أحمد ابن عرفان الشهيد البريلوي في حياة شيخه عبد العزيز وأخذ عنه الطريقة وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف فحج وزار وعرب الصراط المستقيم لأهل الحرمين وبعث إليه القاضي محمد بن علي الشوكاني بعض مصنفاته مع الإجازة العامة لمروياته ورجع إلى الهند مع الإمام المذكور وساح البلاد والقرى بأمره سنتين فانتفع به خلق لا يحصون بحد وعد ثم سافر معه إلى الحدود الشمالية الغربية للهند سنة إحدى وأربعين للجهاد فتوفي بها على فراشه، وآخر كلمة جرى بها لسانه: أللهم ألحقني بالرفيق الأعلى. قال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان من أحسنهم يعني به أصحاب الشيخ عبد العزيز خبرة بالفقه وأمرسهم بالكتب الدرسية، رأيت له رسالة في حث الناس على تزويج أياماهم وردعهم عن استقباح ذلك، انتهى. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1005 ولعبد الحي مصنفات غير ما ذكره الترهتي منها: بابان من الصراط المستقيم بالفارسي في السلوك على طريق النبوة، ومنها تعريب الصراط المستقيم ومنها رسالة في حكاية المناظرة التي جرت بينه وبين الشيخ رشيد الدين الكشميري الدهلوي، ومنها فتاوي كثيرة مشهورة لا يحويها الدفاتر. وكان آية من آيات الله سبحانه في التقوى والعمل وتأثير الوعظ وقلة الأمل وإيثار القناعة في الملبس والمأكل كثير الصمت شديد التوكل جليل الوقار محباً للسنة السنية مبعداً عن الرسوم والبدع، قد غشيه نور الإيمان وسيماء الصالحين، يغضب إذا مدح ويتبشر إذا نصح، والقلم يعثر في المدح لعدم إمكان الإحاطة به. توفي لثمان خلون من شعبان سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف بقرية خار في بلاد الثغور الهندية فدفن بها. الشيخ عبد الحي الأمروهوي الشيخ الصالح عبد الحي بن حفيظ الله الحسيني الدهلوي ثم الأمروهوي أحد المشايخ النقشبندية، أخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي ولازمه مدة من الزمان ثم انتقل إلى أمروهه وسكن بها، أخذ عنه خلق كثير، وكان عالماً صالحاً قوي النسبة عظيم التأثير صاحب ترك وتجريد، لم يتزوج ولم يبن داراً، مات سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف بأمروهه، كما في نخبة التواريخ. مولانا عبد الخالق الدهلوي الشيخ العالم المحدث عبد الخالق الحسيني الدهلوي أحد العلماء المشهورين قرأ العلم على الشيخ عبد القادر بن ولي الله العمري الدهلوي ولازمه مدة من الزمان ثم أسند الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز ودرس بدهلي مدة طويلة، أخذ عنه ختنه السيد الإمام نذير حسين الحسيني المحدث وخلق آخرون، توفي سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في مقدمة غاية المقصود. مولانا عبد الخالق البيشاوري الشيخ الفاضل عبد الخالق الحنفي البيشاوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام، سافر إلى حيدر آباد وطابت له الإقامة بها، مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. المفتي عبد الرب اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد الرب بن شرف الدين بن محي الدين الأعظمي اللكهنوي أحد العلماء الصالحين، له يد بيضاء في الفقه والأصول والفرائض والشعر والنجوم والجفر والموسيقى، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وتوفي والده وهو ابن سنة ولكنه لما كان الله سبحانه قد جبله على الرشد والسعادة اشتغل بالعلم علي طاهر والوجيه الجونبوري، كانا يدرسان في زاوية الشيخ بير محمد اللكهنوي، وجد في البحث والاشتغال حتى برع وفاق أقرانه وولي الإفتاء، وكان زاهداً متقللاً، لم يرغب قط إلى استحصال المناصب الدنيوية. مات يوم الاثنين سلخ ربيع الأول سنة ثمان ومائتين وألف، فأرخ لموته المفتي ظهور الله من قوله: " دخل في الجنة" وكان المفتي ظهور الله من تلامذته، كما في باغ بهار. مولانا عبد الرب اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد الرب بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري اللكهنوي سلطان العلماء، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وتفنن عليه بالفضائل ودرس بلكهنؤ زماناً ثم ترك الاشتغال وسافر إلى مدراس مرتين، مرة بعد وفاة والده، فلقبه الأمير بسلطان العلماء، سلم إليه مدرسة أبيه مع الراتب الشهري فترك المدرسة لابن أخيه عبد الواجد بالجيم بن عبد الأعلى ورجع إلى لكهنؤ وأقام بها مدة حياته، كما في الأغصان الأربعة وإني سمعت شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم بن عبد الرب اللكهنوي يقول: إنه سافر مرة إلى دهلي فلقي بها الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي فأكرمه عبد العزيز وأضافه، انتهى، مات لأربع بقين من رمضان الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1006 سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف. الشيخ عبد الرحمن الجالندهري الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن سيف الرحمن النقشبندي الجالندهري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، أخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي الدهلوي ولازمه مدة من الزمان ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين مرة ثانية فحج وزار ورجع إلى الهند، فلما وصل إلى بلاد السند توفي بها إلى رحمة الله سبحانه، وكان من المشايخ المشهورين، أخذ عنه خلق كثير، مات سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد الرحمن الكجراتي الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن القاضي عبد الأحمد الشافعي السورتي الكجراتي باعكظه كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء ورحل إلى حيدر آباد للاسترزاق فنال المنصب ومات بها، كما في حقيقة سورت. مولانا عبد الرحمن اللكهنوي الشيخ العالم الكبير عبد الرحمن بن محمد حسن بن علم الهدى بن حسن محمد ابن دين محمد بن عرب شاه السندي ثم اللكهنوي أحد المشايخ المشهورين، ولد بقرية روباه من أعمال شكاربور سنة إحدى وستين ومائة وألف وقرأ النحو والتصريف والفقه والأصول على أخيه عبد الحكيم ثم سار إلى خير بور وقرأ المتوسطات على الحافظ محمد فاضل ثم سار إلى مهارون وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ أسد الله ولازمه سنة كاملة ثم سار إلى انكه بلاول قرية في أودية الجبال، وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ كليم الله وصحبه أربع سنين ثم سافر إلى رامبور وأخذ بعض الفنون الرياضية والطبيعية عن الشيخ محمود وأسند الحديث عن بعض العلماء ثم سافر إلى بهار بضم الموحدة ولازم العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وقرأ فاتحة الفراغ في مدرسته وأقام بميدني بور مدة يدرس ويفيد، ثم سافر إلى حيدر آباد الدكن وأقام بها أربع سنين عاكفاً على الدرس والإفادة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سنة خمس أو ست بعد المائتين والألف ثم رجع إلى الهند ودخل بلدته وأخذ الطريقة عن أخيه عبد الحكيم المذكور وأقام بها ستة أشهر ثم سار إلى أجودهن وجاور قبر الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني مدة من الزمان ثم قدم أجمير وعكف على ضريح الشيخ معين الدين حسن السجزي برهة من الدهر ثم قدم دهلي وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد عظيم الدهلوي ثم ساح البلاد ودخل لكهنؤ سنة أربع عشرة ومائتين وعكف على قبر الشيخ محمد مينا رحمه الله سبع سنين ثم انتقل إلى مسجد بندائن بكسر الباء الهندية فأقام بها إلى آخر عمره. وكان يستمع الغناء بالمزامير في فناء المسجد ويتواجد مع شدة نكير العلماء واحتسابهم عليه، وكان يوقر السادة والعلماء إلى الغاية، ويوقر الضرائح المتخذة من القضبان والثياب، ويقول لا يجوز إهانتها لإنتسابها إلى الحسنين رضي الله عنهما، وله مقالات في التوحيد خلافاً للعلماء من المتأخرين والقدماء، وله مصنفات في ذلك كمفتاح التوحيد وجهد المقل وكلمة الحق وكاسرة الأسنان. قال في كاسرة الأسنان: الكلمة الطيبة لا إله إلا الله رد لزعم العكس وهو الكلمة الخبيثة المذكورة في القرآن أي لا شيء من الآلهة الممكنة غير الله وكل إله من الجنس المذكور فيلزم من عبارة النص ودلالتها لا موجود إلا الله أي لا موجود غير الله وكل موجود الله إذ لا فرق بين موجود وموجود آخر، واعلم أنه قد غلط في لا إله إلا الله أكابر العلماء شرقاً وغرباً سلفاً وخلفاً من المحدثين والمفسرين والمجتهدين والمقلدين والمتكلمين والمتفقهين غلطاً فاحشاً من وجوه إلى غير ذلك. وقال في كلمة الحق: إن التوحيد أقدم ركن من أركان الإيمان، وكلمة التوحيد لا إله إلا الله أول المحكمات الخمس التي بنى الإسلام عليها، والتصديق بمضمونها واجب على كل مسلم ومسلمة والأمة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1007 المرحومة كلها، إلا واحدة من الصوفية زعموا أن لا مدلول للكلمة الطيبة إلا أنه سبحانه واحد ومستحق للعبادة وليس الأمر كذلك لأن مشركي العرب أيضاً كانوا مصدقين بوحدته سبحانه ومقرين بأن الله سبحانه مستحق للعبادة، ولم يقل أحد للصنم أنه الله رب العالمين لقولهم ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى وهؤلاء شفعاؤنا عند الله فلو كان مدلول الكلمة الطيبة هو المعنى المذكور فقط لم يكن بين المشركين والمسلمين فرق، ولا ريب أنها نزلت لرد زعم المشركين وجميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد أمروا بالقائها إلى أممهم مطلقاً، وقال نبينا وشفيعنا محمد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فعلم أن مدلول الكلمة الطيبة أمر قد أنكره المشركون إنكاراً شديداً وزعموا بخلافه وهو زعم الغيرية بينه سبحانه وبين الآلهة وسائر الأشياء فنزل في ردهم لا إله إلا الله يعني كل ما توهمتموه غير الله ليس بغير الله بل عينه وسيظهر صحة هذا المعنى بما لا مزيد عليه إن شاء الله تعالى. وقال في ذلك الكتاب: اعلم أن الكلمة الطيبة مشتملة على أمور قد خفي غالبها على أكابر العلماء شرقاً وغرباً سلفاً وخلفاً: الأول كلمة لا التي لنفي الجنس، والثاني اسمها المنكور، والثالث خبرها المحذوف، والرابع القرينة عليه ما هي؟ الخامس كلمة إلا للاستثناء، والسادس فهم المفرع، والسابع كونها من قبيل قصر الموصوف على الصفة دون العكس وكون القصر قصر قلب دون الإفراد والتعيين، والثامن أنه مشتمل على حكمين إيجاباً وسلباً، والتاسع أنها ترجع إلى كليتين سالبة وموجبة، والعاشر أنها محكمة من محكمات القرآن دون غيره من أقسام النظم، ولا بد لمعرفتها من بصيرة في النحو والمعاني والبيان والبلاغة وفن الأصول والميزان والتفسير والحديث، انتهى. وقد تعقب عليه: الشيخ عبد الحكيم اللاهوري وكفره بتلك العقيدة الفاسدة، وللشيخ عبد الحكيم المذكور رسالة في هذا الباب وكتب عليه الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي محاكمة حسنة، وللشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي أيضاً رسالة في الرد على رسالة الشيخ عبد الرحمن المترجم له. مات يوم الجمعة لست خلون من ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين وألف، كما في تنوير الجنان. القاضي عبد الرحمن الآسيوني الشيخ الفاضل القاضي عبد الرحمن الآسيوني أحد الرجال المعروفين بالفضل، قرأ العلم على حيدر علي بن حمد الله السنديلوي ورحل إلى فرخ آباد فسكن بها مدة من الزمان، كما في تاريخ فرخ آباد للمفتي ولي الله. مولانا عبد الرحمن الدهلوي الشيخ الفاضل عبد الرحمن الدهلوي الأعمى أحد العلماء المشهورين كان أصله من بنجاب دخل دهلي صحبة شيخه حياة وأخذ عنه ولازمه مدة من الزمان وبرع في العلوم المتعارفة كلها، وكان شيخه إذا أقرأه الهندسة خطط على ظهره الأشكال الهندسية فيفهمه بذلك الشكل الغريب، وهو درس وأفاد بدهلي زماناً طويلاً، أخذ عنه الشيخ رحمة الله بن الخليل الكرانوي المهاجر المكي والشيخ محمد علي الجاندبوري وخلق كثير من العلماء، وكان يستمع الكتب مع شروحها وحواشيها من بعض أصحابه ثم يدخل حجرته ويغلق بابها ويخرج بعد ساعة أو ساعتين فيدرس تلك الكتب، وكان يفكر في عبارات الكتب المسموعة في الخلوة ويحل عويصاتها. قال أحمد بن محمد المتقي الدهلوي في آثار الصناديد: إنه كان نادرة من نوادر الزمان في الحفظ والذكاء، كف بصره في حداثة السن فمن الله عليه بالبصيرة فلازم الشيخ حياة وأخذ عنه حتى برع وفاق الأقران في العلوم كلها لا سيما الهيئة والهندسة والحساب وغيرها من الفنون الرياضية، فإنه كان يدرس في تلك الفنون أحسن من غيره من الأساتذة ويلقي على الطلبة الخطوط والدوائر بلا تجشم تتحير به العقول وتندهش به الألباب، انتهى، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1008 السيد عبد الرحمن الدهلوي الشيخ الفاضل عبد الرحمن الحسيني الدهلوي أمين الدولة مستحسن الملك نواب شاه نواز خان بهادر مستقيم جنك، لقبه بذلك شاه عالم الدهلوي، وله مرآة آفتاب نما كتاب في التاريخ، صنفه سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، ومات في نيف وثلاثين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب. مولانا عبد الرحمن الرامبوري الشيخ الفاضل عبد الرحمن الحنفي الأفغاني الرامبوري: أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، كان يدرس ويفيد، ذكره عبد القادر في روز نامه. مولانا عبد الرحمن المرزابوري الشيخ العالم الصالح عبد الرحمن الحنفي المرزابوري أحد عباد الله الصالحين، قرأ العلم على المفتي تفضل حسين العمري المرزابوري، وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين مهاجراً إلى الله ورسوله، فحج وزار وأقام بمكة المشرفة مدة من الزمان، ثم أخرجه حسيب باشا أحد ولاة مكة بسعاية الحساد، فعاد إلى الهند، واعتزل في الجامع الكبير بمرزابور، ولبث بها مدة عمره. وكان من علماء الآخرة، قوي العمل، قصير الأمل، لقيه السيد الوالد بمرزابور، وذكره في كتابه مهرجهانتاب وأثنى عليه، توفي سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بمرزابور، أخبرني بها ولده أحمد بن عبد الرحمن. الشيخ عبد الرحيم السورتي الشيخ الصالح عبد الرحيم بن الخليل بن عبد الرحيم بن ناصر بن الحسين ابن عبد القادر البغدادي ثم السورتي الكجراتي، كان من ذرية الشيخ محي الدين عبد القادر الجيلاني رحمه الله، أخذ الطريقة عن السيد صالح الحسني البغدادي، وقدم الهند فسكن بسورت، وحصل له القبول العظيم، مات لسبع من جمادي الأولى سنة سبع وأربعين ومائتين وألف فدفن بسورت، كما في الحديقة. مولانا عبد الرحيم الصفي بوري الشيخ الفاضل العلامة عبد الرحيم بن عبد الكريم الصفي بوري، أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة، له مصنفات عديدة منها: غاية البيان في مجلد في التصريف، ومنها المسالك البهية في النحو، وهو أيضاً، في مجلد ضخم، ومنها شرح المعلقات السبع مختصر من شرح الإمام الزوزني، ومنها منتهى الأرب في لغة العرب في أربعة مجلدات كبار. توفي سنة سبع وستين ومائتين وألف بكلكته فدفن بها. الشيخ عبد الرحيم الرفاعي الشيخ الصالح عبد الرحيم بن علي بن يوسف الرفاعي السورتي الكجراتي أحد المشايخ المشهورين في بلاده، تولى الشياخة بمدينة سورت مدة طويلة واستقام على الطريقة الظاهرية والصلاح، مات ليلة الجمعة لثمان بقين من شعبان سنة اثنتين بعد المائتين والألف ببلدة سورت كما في مهر جهانتاب. مولانا عبد الرحيم الرامبوري الشيخ الفاضل عبد الرحيم بن محمد سعيد الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، درس وأفاد مدة عمره ببلدة رامبور مع الزهد والقناعة، ولم يلتفت إلى الدنيا وأسبابها قط. ومن غرائبه: أن هاكنس الإنكليزي الذي كان والياً على بلاد روهيلكهند استقدمه إلى مدينة بريلي وأراد أن يجعله أستاذاً للعلوم العربية في المدرسة الإنكليزية بها بخمسين ومائتين من النقود الإنكليزية في كل شهر ووعده أن يجعل شهريته بعد زمان بسير ثلاثمائة ربية فأبى، وحاجه بما يقضي منه العجب، فقال: إن أمير بلدته يعطيه عشر ربيات شهرياً فتنقطع عنه تلك الوظيفة، فقال الوالي: إني معطيك أضعاف ذلك بكثير فكيف تفكر في العشرة؟ فالتفت إلى غير ذلك، فقال: إن في بيتي شجرة سدر أثمارها في غاية الحلاوة فكيف أجد تلك الأثمار، فقال: أهل بيتك يرسلونها إليك، فقال: نعم، ولكن الطلبة ما يصنعون بعد غيبتي عن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1009 البلدة وعلى من يقرؤن العلم؟ فقال: إن طلبتهم إلى هذه البلدة يجيئون إليك، وإني أرتب لهم الوظائف والرواتب، فقال: وماذا أجيب الله سبحانه إن سألني عن أخذ الأجرة على التعليم؟ ثم رجع إلى رامبور وقنع على تلك العشرة التي يعطيها نواب أحمد علي خان أمير تلك الناحية وصرف عمره في نشر العلوم والمعارف ابتغاءاً لوجه الله سبحانه، مات برامبور سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، أخبرني بذلك نجم الغني الرامبوري. الشيخ عبد الرحيم الكوركهبوري الشيخ الفاضل العلامة عبد الرحيم بن مصاحب علي الكوكهبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ العلم بدهلي على الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وإخوته، ثم سافر إلى كلكته، وتعلم اللغة الإنكليزية، وكان يرمي بالإلحاد والزندقة، له مصنفات منها: كارنامه حيدري في أخبار السلطان تيبو ووالده حيدر علي، وله رسالة في المفاضلة بين اللسانين العربي والفارسي، مال فيه إلى فضل الفارسي على العربي، وله رسالة في إثبات سكون الشمس في وسط العالم، أولها: إن السماء والفلك لا تدل على معنى موجود سوي ما توهمه القدماء، إلخ وله الأنوار المشرقية في الأسرار المنطقية وله التأليفات التمثيلية إلى رسالة الأسرار المنطقية. الشيخ عبد الرحيم السندي الشيخ الفاضل عبد الرحيم التتوي السندي، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، ولد ونشأ بأرض السند وقرأ النحو والعربية والفقه والأصول وغيرها على أساتذة بلدته، ثم قدم إله آباد وأخذ العلوم الحكمية عن الشيخ غلام حسين الإله آبادي، وسافر إلى فرخ آباد فلبث بها زماناً طويلاً، يدرس ويفيد، ثم رجع إلى بلاده، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ عبد الرحيم السهارنبوري الشيخ الصالح المعمر عبد الرحيم الحسيني الأفغاني ثم السهارنبوري أحد المشايخ المشهورين، أخذ الطريقة القادرية عن الشيخ رحم علي القميصي السادهوروي، والطريقة الجشتية عن الشيخ عبد الباري بن ظهور الله الأمروهوي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند وسكن بسهارنبور مدة من الدهر، فلما وصل السيد الامام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي إلى سهارنبور ولقيه وبايعه، وسافر معه إلى بلاد الثغور الهندية، فاستشهد بها في سبيل الله. كان ذلك لثلاث بقين من ذي القعدة سنة ست وأربعين ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين. مولانا عبد الرزاق الرامبوري الشيخ الفاضل عبد الرزاق الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية. كان يدرس ويفيد، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. السيد عبد الرزاق الشاه آبادي الشيخ الفاضل عبد الرزاق بن محمد إسحاق بن محمد حسين بن محمد غضنفر الحسيني الشاه آبادي أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر، ولد ونشأ ببلدة شاه آباد وسافر للعلم إلى بلدة لكهنؤ، وقرأ على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ محمد فاخر المكين الدهلوي، وأخذ عنه الشعر. له شروح على كل كشتي وديوان الشعر للآصفي وللغني الكشميري وغيرهما وله مظاهر الأنوار ومظاهر الأسرار مزدوجتان بالفارسية وديوان الشعر الفارسي. مات بعد سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بشاه آباد. الشيخ عبد الرشيد الدهلوي الشيخ العالم الصالح عبد الرشيد بن أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، كان من نسل الشيخ أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي، إمام الطريقة المجددية - رحمه الله -، ولد لليلتين خلتا من جمادي الآخرة سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، وحفظ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1010 القرآن، وقرأ العلم على مولانا حبيب الله وعلى مولانا فيض أحمد، وقرأ الصحاح الست على الشيخ إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز ولازم أباه، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة أربع وسبعين فحج وزار، وسكن بالمدينة المنورة وتولى الشياخة مكان والده سنة سبع وسبعين. وكان ورعاً تقياً زاهداً، منقطعاً إلى الله سبحانه، كثير البكاء، شديد الخشية، حسن السمت، كثير الصمت، صاحب معارف ومواجيد، انتقل إلى مكة المكرمة واشتغل هناك مدة بتربية الطالبين وتسليك السالكين. مات بها لسبع عشرة خلون من ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائتين وألف فدفن في المعلاة أمام قبة سيدتنا خديجة الكبرى رضي الله عنها. الشيخ عبد الرشيد الكشميري الشيخ الفاضل عبد الرشيد بن محمد شاه الشويباني الكشميري أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة، ولد ونشأ بشوبيان بضم الشين المعجمة وفتح الباء الفارسية بلدة من أعمال كشمير، بينها وبين قاعدة البلاد أربعة فراسخ، قدم بهوبال فاستخدمه نواب صديق حسن القنوجي، وولاه نيابة الإفتاء، فأقام بها مدة من الزمان، ثم سخط عليه القنوجي لأمر صدر منه، فأمر بجلائه، فسار إلى هوشنك آباد وأقام بها إلى أن توفي إلى رحمة الله سبحانه. وكان بارعاً في المعارف الأدبية، شاعراً، حسن المحاضرة، له القطر الصيب في مدح الإمام أبي الطيب ونزل من اتقى في أخبار المنتقى وله غير ذلك من الرسائل، ومن شعره قوله: حيا الإله مرابع الجيران كنا بها نلهو مع الغزلان ونقيل عند أباطح حصياتها أزرت بدر في نحور غوان وسقى رياضاً عابقات أتحفت غرف الجنان بمهجة الولهان وأطال عمر حدائق سجعت لها ورق الهدى برقائق الألحان وأدام ظل الأيك أيك دلائل فيها ظفرت بمقصد الإيقان ورعى المهيمن عصبة من سنة سكنوا منازل مقلتي وجناني مات لثمان خلون من صفر سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف بمدينة جبلبور. مولانا عبد الرشيد الرامبوري الشيخ الفاضل عبد الرشيد الحنفي الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والكلام. كان يدرس ويفيد، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه، الشيخ عبد الرؤف الكجراتي الشيخ الفاضل عبد الرؤف بن فياض بن زين بن عبد الله بن زين السورتي الكجراتي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على الشيخ قطب الدين الفتني، ولبس منه الخرقة، ثم ولي الخطابة بمسجد المرجان الشامي. مات لتسع عشرة خلون من شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، فدفن عند والده بمسجد المرجان، كما في الحديقة. السيد عبد السبحان النصير آبادي الشيخ الفاضل عبد السبحان بن عثمان بن محمد نور بن محمد هدى بن علم الله النقشبندي البريلوي النصير آبادي أحد فحول العلماء، ولد ونشأ بنصير آباد، واشتغل بالعلم على أساتذة بلدته مدة، ثم سافر إلى آنوله وقرأ الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم رجع إلى بلدته، وأقام بها زماناً، ثم سار إلى لكهنؤ وكان يدرس ويفيد. مات في شوال سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بلكهنؤ فدفن بها بتكية الشيخ عبد النبي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1011 مولانا عبد السلام الهسوي الشيخ العالم المحدث عبد السلام بن أبي القاسم بن مهدي الحسيني الواسطي الهسوي الفتحبوري أحد العلماء الراسخين في العلم، ولد بقرية هسوه من أعمال فتحبور سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على عمه السيد سراج الدين الحسيني الواسطي - رحمه الله - مدة، ثم سافر إلى لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ معين الدين الكروي والشيخ معين بن مبين اللكهنوي، وعلى غيرهما من العلماء، ثم رجع إلى وطنه، وأخذ الطريقة عن والده: ولازمه مدة، ولما توفي أبوه، رحل إلى دهلي، وأخذ الحديث والتفسير عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي، وأخذ الطريقة عن الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد، ولازمه ثلاث سنوات، فلما بلغ رتبة المشيخة رجع إلى وطنه، ولبث بها مدة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي، وأسند دلائل الخيرات عن الشيخ علي بن يوسف ملك باشلي الحريري ثم رجع إلى الهند. وكان رحمه الله ورعاً تقياً زاهداً، جمع العلم والعمل والإقبال على الطاعة، والسداد في الرواية، وقلة الكلام فيما لا يعنيه وقلة الخلاف على أصحابه، وحفظ اللسان عن الفلتات التي لا يخلو عنها غالب أمثاله، وحسن سمت وقناعة وعفاف وزهد واستغناء وإيثار ومحاسن أوصاف، فتح الله عليه بالمعارف، وجعله من العلماء الراسخين في العلم، ومن أخلاقه الزكية: أنه لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحب، ولا يضيع ما استودع ولا يحسد ولا يطعن ولا يلعن ويعترف بالحق، وإن لم يشهد عليه، ولا يتنابز بالألقاب، ولا يجمع في الغيظ، ولا يغلبه الشح عن معروف يريده، وكان لا يستحي من الحق، ويقول فيما لا يعلم أنه لا يدري. وكان يقوم في جوف الليل ويتهجد، ويشتغل بالذكر والفكر، ثم يغدو إلى الجامع الكبير، ويترقب الصلاة فيه مشتغلاً بالمراقبة، حتى يجتمع الناس، ويصلي بالجماعة في الغلس، ثم يشتغل بالأذكار الراتبة إلى الإشراق، ثم يصلي ويتوجه إلى أصحابه، ويلقي عليهم الذكر ساعة، ثم يقرأ القرآن إلى الضحوة، ثم يصلي ويرجع إلى بيته، ويدرس الطلبة إلى الهاجرة، ثم يتغدى ويقيل ساعة، ثم ينهض ويذهب إلى المسجد ويصلي الظهر بجماعة في أول وقته، ويشتغل ساعة بالأحزاب، ثم يرجع ويدرس إلى وقت العصر، ثم يذهب إلى المسجد ويصلي العصر بجماعة في أول وقته، ثم يرجع ويجلس للناس فارغاً بالظاهر ومشتغلاً بالباطن، ويتكلم بقدر الضرورة مع بشاشة الوجه والتبسم إلى وقت المغرب، ثم يصلي المغرب بالجماعة في المسجد، ثم يشتغل بمطالعة الكتب والتصنيف والإفتاء إلى العشاء، ثم يصليه في المسجد ويذهب إلى الحرم، ويتعشى وينام، ولا يشتغل بشيء بعد العشاء. وكان رحمه الله يقول باقامة الجمعة في البلاد والقرى، وله في ذلك مباحثات لطيفة مع المفتي يوسف بن محمد الأصغر اللكهنوي، والشيخ رشيد أحمد الكنكوهي ومحمد أمير بن عبد الله الفتحبوري وغيرهم من العلماء، وله رسائل في هذا الباب كتذكرة الجمعة وإشاعة الجمعة وتبصرة الجمعة وله رسالة في إثبات جواز التقليد، سماها بالتمهيد في إثبات التقليد وله رسائل عديدة في الرد على الشيعة، كتذكرة الإثني عشرية وتفضيح الشيعة وله غير ذلك من الرسائل في الحظر والإباحة، وله فتاوي كثيرة، وكان رحمه الله ابن عم أمي - رحمه الله -. مات لأربع خلون من شوال سنة تسع وتسعين ومائتين وألف. القاضي عبد السلام البدايوني الشيخ الفاضل القاضي عبد السلام بن عطاء الحق العباسي البدايوني أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بمدينة بدايون وقرأ العلم على عمه القاضي بهاء الحق العباسي البدايوني، الذي كان من تلامذة ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، وأخذ الطريقة عن السيد آل أحمد بن حمزة الحسيني المارهروي، ثم ولي القضاء بمدينة رامبور. له مصنفات عديدة منها: أخيار الأبرار بالفارسي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1012 في التصوف وشرح دلائل الخيرات بالفارسي، وعلم الفرائض في الميراث بالفارسي وطوفان عشق مزدوجة بالفارسية، وله تفسير القرآن الكريم منظوم بالأردو، سماه زاد الآخرة وصنفه سنة أربع وأربعين، ومجموع أبياته مائتا ألف. مات لخمس خلون من ذي القعدة سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، كما في تذكرة الواصلين. الحكيم عبد الشافي الدهاكوي الشيخ الفاضل عبد الشافي الدهاكوي الحكيم الحاذق، كان من الأفاضل المشهورين في عصره، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. السيد عبد الشكور البريلوي الشيخ عبد الشكور بن محي الدين بن عبد المقتدر بن محمد معتصم بن محمد معين بن محمد ضياء بن آية الله الحسنى الحسيني البريلوي، كان من العلماء المبرزين في الفقه والفرائض والحساب والأنساب، ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على السيد محمد ظاهر بن غلام جيلاني البريلوي وعلى غيره من العلماء، وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، قوي الحفظ، له مهارة تامة بالعربية والفقه والفرائض والحساب والأنساب والسير والخط، وكثير من الفنون، رحل في آخر عمره إلى طوك وسكن بها، وله كلشن محمودي كتاب بسيط في الأنساب. مات بالاستسقاء يوم الثلاثاء لأربع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف. مولانا عبد الصمد البيشاوري الشيخ الفاضل عبد الصمد بن عبد الرب الحنفي البيشاوري أحد أذكياء العصر، قرأ الكتب الدرسية، ومارس في العلوم، وبرع في الأدب والحديث والفقه والأصول والمنطق، وسافر إلى بهوبال فاستخدمه نواب صديق حسن القنوجي لتصحيح الكتب المصنفة له. مات لعشر خلون من شوال سنة سبع وتسعين ومائتين وألف في بهوبال، وله نحو أربعين سنة. الحكيم عبد الصمد الأمروهوي الشيخ الفاضل عبد الصمد بن كرامة علي الحسيني النقوي الأمروهوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ العلم على السيد غلام نبي الرامبوري ومولانا جلال الدين، ثم سار إلى دهلي، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم إمام الدين الدهلوي، ثم استخدمه راجه جهالاوار، فلبث عنده زماناً ثم استقدمه مهارانا أوديبور وجعله من خاصته. القاضي عبد الصمد الأفغاني الشيخ العالم الفقيه المعمر القاضي عبد الصمد القرشي القادري المحمدي الأفغاني أحد رجال العلم والمعرفة، أخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولازمه ونصره في الجهاد، واستقام على طريقة شيخه حتى توفي إلى الله عز وجل، وكان مولده سنة خمس وسبعين ومائة وألف. مات يوم الجمعة لليلة بقيت من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. مولانا عبد العزيز النصير آبادي الشيخ العالم الصالح عبد العزيز بن آل نبي بن محمد همام بن بركة الله بن عبيد الله بن مدينة الله بن أبي محمد الحسني الحسيني النصير آبادي، كان من أكابر عصره، ولد ونشأ بنصير آباد، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، وبايعه ثم رجع وأقام ببلدته زماناً، وسافر إلى طوك في آخر عمره فرتب له نواب وزير الدولة، وكان قانعاً تقياً متورعاً، شديد التعبد، كثير العمل، قصير الأمل. مات لست بقين من ربيع الثاني سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في سيرة السادات للسيد الوالد رحمه الله. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1013 مولانا عبد العزيز الدهلوي الشيخ الفاضل عبد العزيز بن إلهي بخش بن محمد جميل الدهلوي أحد المشايخ المشهورين، ولد بدهلي سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، وقرأ النحو والعربية على مولانا كريم الله الدهلوي وقرأ مشكاة المصابيح على الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي وقرأ صحيح البخاري على الشيخ إسحاق سبط الشيخ عبد العزيز المذكور واللوائح على الشيخ محرم علي الجشتي والمثنوي المعنوي على مسكين شاه، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد غوث المارهروي، ولازمه مدة، ثم تولى الشياخة بمدينة دهلي. وكان حليماً متواضعاً صوفياً مستقيم الحال، مات يوم عاشوراء سنة ست وتسعين ومائتين وألف بدهلي فدفن بمقبرة الشيخ الكبير عبد الباقي رحمه الله كما في رياض الأنوار. سراج الهند حجة الله الشيخ عبد العزيز الدهلوي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة المحدث عبد العزيز بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي سيد علمائنا في زمانه وابن سيدهم، لقبه بعضهم سراج الهند وبعضهم حجة الله، ولد ليلة الخميس لخمس ليال بقين من رمضان سنة تسع وخمسين ومائة وألف كما يدل عليه لقبه المؤرخ لمولده: غلام حليم حفظ القرآن، وأخذ العلم عن والده، فقرأ عليه بعضاً وسمع بعضاً آخر بالتحقيق والدراية، والفحص والعناية، حتى حصلت له ملكة راسخة في العلوم، ولما توفي أبوه إلى جوار رحمة الله تعالى ورضوانه وله ست عشرة سنة عند وفاة والده، أخذ عن الشيخ نور الله البرهانوي والشيخ محمد أمين الكشميري، وأجازه الشيخ محمد عاشق بن عبيد الله البهلتي، كانوا من أجلة أصحاب والده، فاستفاد منهم ما فاته على أبيه، وله رسالة فصل فيها ما قرأ على والده وعلى غيره من العلماء، فقال: إنه أخذ بعض كتب الحديث مثل أحاديث الموطأ في ضمن المسوى ومشكاة المصابيح بتمامها قراءة على والده، والحصن الحصين وشمائل الترمذي سماعاً عليه بقراءة أخيه الشيخ محمد، وصحيح البخاري من أوله إلى كتاب الحج سماعاً عليه بقراءة السيد غلام حسين المكي، وجامع الترمذي وسنن أبي داود سماعاً عليه بقراءة مولوي ظهور الله المراد آبادي، ومقدمة صحيح مسلم وبعض أحاديثه، وبعض سنن ابن ماجه سماعاً عليه بقراءة محمد جواد البهلتي والمسلسلات، وشيئاً من مقاصد جامع الأصول بقراءة مولوي جار الله نزيل مكة وشيئاً من سنن النسائي سماعاً عليه، وبقية هذا الكتاب من الصحاح الستة قرأها سماعاً على خلفاء والده كالشيخ نور الله وخواجه محمد أمين، وأخذ غير ذلك من الكتب إجازة عامة من أفضل خلفائه وابن خاله الشيخ محمد عاشق البهلتي وخواجه محمد أمين، وإجازة والده لهما مكتوبة في التفهيمات الإلهية وشفاء العليل وهؤلاء قرؤا على والده مع أن الشيخ محمد عاشق كان شريكاً في السماع والقراءة والإجازة لوالده عن شيخه أبي طاهر المدني وأسانيده مذكورة في كتابه الإرشاد في مهمات الإسناد وفي غير ذلك من الرسائل. وكان طويل القامة نحيف البدن، أسمر اللون، أنجل العينين، كث اللحية، وكان يكتب النسخ والرقاع بغاية الجودة، وكانت له مهارة في الرمي والفروسية والموسيقى. وقد قرأ عليه إخوته عبد القادر ورفيع الدين وعبد الغني وختنه عبد الحي ابن هبة الله البرهانوي، وقرأ عليه المفتي إلهي بخش الكاندهلوي، والسيد قمر الدين السوني بتي مشاركاً لإخوته في القراءة والسماع، وقرأ عليه الشيخ غلام علي بن عبد اللطيف الدهلوي صحيح البخاري قراءة عليه، وقرأ عليه السيد قطب الهدى بن محمد واضح البريلوي الصحاح الستة، وأما غيرهم من أصحابه فإنهم قرؤا على إخوته وأسندوا عنه وحضروا في مجالسه وسمعوا كلامه في دروس القرآن، واستفادوا منه إلا ما شاء الله، وأما سبطه إسحاق بن أفضل العمري فإنه كان مقرئه يقرأ عليه كل يوم ركوعاً من القرآن وهو يفسره وهذه الطريقة كانت مأثورة من أبيه الشيخ ولي الله وكان آخر دروس الشيخ ولي الله المذكور، أعدلوا هو أقرب للتقوى ومن هناك شرع عبد العزيز وآخر دروسه كان "إن أكرمكم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1014 عند الله أتقاكم" ومن هناك شرع سبطه إسحاق ابن أفضل، كما في مقالات الطريقة. وكان رحمه الله أحد أفراد الدنيا بفضله وآدابه وعلمه وذكائه وفهمه وسرعة حفظه، اشتغل بالدرس والإفادة وله خمس عشرة سنة فدرس وأفاد، حتى صار في الهند العلم المفرد، وتخرج عليه الفضلاء وقصدته الطلبة من أغلب الأرجاء، وتهافتوا عليه تهافت الظمان على الماء، هذا وقد اعترته الأمراض المؤلمة وهو ابن خمس وعشرين فأدت إلى المراق والجذام والبرص والعمي، ونحو ذلك حتى عد منها أربعة عشر مرضاً مفجعاً، ومن ذلك السبب فوض تولية التدريس في مدرسته إلى صنويه رفيع الدين وعبد القادر، ومع ذلك كان يدرس بنفسه النفيسة أيضاً، ويصنف ويفتي ويعظ، ومواعظه كانت مقصورة على حقائق التنزيل في كل أسبوع يوم الثلاثاء، وكان في آخر عمره لا يقدر أن يقعد في مجلس ساعة فيمشي بين مدرستيه القديمة والجديدة ويشتغل عليه خلق كثير في ذلك الوقت فيدرس ويفتي ويرشد الناس إلى طريق الحق، وكذلك يمشي بين العصر والمغرب ويذهب إلى الشاعر الذي بين المدرسة وبين الجامع الكبير، فيتهادى بين الرجلين يميناً وشمالاً، ويترقب الناس قدومه في الطريق ويستفيدون منه في مشكلاتهم، ومن تلك الأمراض المؤلمة فقدان الاشتهاء إلى حد يقضي أياماً وليالي لا يذوق طعم الغذاء حتى صار الأكل غباً بطريق النوبة كالحمى صر به في تقريظه على المناقب الحيدرية قال فيه: ويعتذر من التقصير في التقريظ بأعذار صادقة وأمراض سابقة ولاحقة حتى أدت إلى فقدان الغذاء بالمرة وصار الأكل غباً بطريق النوبة كالحمى لغلبة المرة وتساقطت القوى واختلت الحواس وتهاترت الأعضاء والعظام والأضراس إلى غير ذلك، وقال في كتابه إلى أمير حيدر بن نور الحسنين البلكرامي: وإن سألتم عن حال هذا المحب فهو في سقم واصب ليلاً ونهاراً وكرب يزعجه سراً وجهاراً وقرار زائل وقلق حاصل، وذلك لاجتماع أمراض، كل منها بانفراده يكفي لإزعاج الرجل وإكماده منها: قبض البواسير واحتباس الرياح في المعدة والأمعاء، ومنها فقدان الاشتهاء إلى حد يقضي أياماً وليالي لا يذوق طعم الغذاء، ومنها صعود الأبخرة إلى القلب فيحاكي حالته الانزهاق والاختناق وربما تصعد إلى الدماغ، فتحدث شقيقة ثاقبة وصداعاً لذاعاً كأنها ضربات الدقاق، وإلى الله المشتكى وهو المستعان، فهذه لا يسع النطق ببنت شفة فضلاً عن إملاء كتاب أو إنشاء صحيفة خطاب إلى غير ذلك. ولعلك تتعجب أنه كان مع هذه الأمراض المؤلمة والأسقام المفجعة لطيف الطبع، حسن المحاضرة، جميل المذاكرة، فصيح المنطق، مليح الكلام، ذا تواضع وبشاشة وتودد، لا يمكن الإحاطة بوصفه ومجالسته هي نزهة الأذهان والعقول بما لديه من الأخبار التي تنشف الأسماع والأشعار المهذبة للطباع والحكايات عن الأقطار البعيدة وأهلها وعجائبها بحيث يظن السامع أنه قد عرفها بالمشاهدة ولم يكن الأمر كذلك، فإنه لم يعرف غير كلكته، ولكنه كان باهر الذكاء، قوي التصور، كثير البحث عن الحقائق، فاستفاد ذلك بوفود أهل الأقطار البعيدة، إلى حضرة دهلي، ولأنه قد صنف الناس في الأخبار مصنفات يستفيد بها مما يقرب من المشاهدة، وكان الناس يقصدونه ليستفيدوا من علمه والأدباء ليأخذوا من أدبه ويعرضوا عليه أشعارهم، والمحاويج يأتونه ليشفع لهم عند أرباب الدنيا ويواسيهم بما يمكنه، وكرمه كلمة إجماع، والمرضى يلوذون به لمداواتهم، وأهل الجذب والسلوك يأتونه ليقتبسوا من أشعة أنواره، وغرباء الديار من أهل العلم والمشيخة ينزلهم في منزله ويفضل عليهم بما يحتاجون إليه ويسعى في قضاء أغراضهم ونيل مطالبهم، وإذا جالسه منحرف الأخلاق أو من له في المسائل الدينية بعض شقاق جاء من سحر بيانه بما يؤلف بين الماء والنار ويجمع بين الضب والنون فلا يفارقه إلا وهو عنه راض. قال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه قد بلغ من الكمال والشهرة بحيث ترى الناس في مدن أقطار الهند يفتخرون باعتزائهم إليه بل بانسلاكهم في سمط من ينتمي إلى أصحابه. قال: ومن سجاياه الفاضلة الجميلة التي لا يدانيه عامة أهل زمانه قوة عارضته لم يناضل أحداً إلا أصاب غرضه وأصمى رميته وأحرز خصله، ومن ذلك براعته الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1015 في تحسين العبارة وتحبيرها والتأنق فيها وتحريرها، حتى عده أقرانه مقدماً من بين حلبة رهانه، وسلموا له قصبات السبق في ميدانه، ومنها فراسته التي أقدره الله بها على تأويل الرؤيا، فكان لا يعبر شيئاً منها إلا جاءت كما أخبر به كأنما قد رآها، وهذا لا يكون إلا لأصحاب النفوس الزاكيات المطهرة عن أدناس الشهوات الرديئة وأرجاسها، وكم له من خصال محمودة وفضائل مشهودة، وجملة القول فيه: إن الله تبارك وتعالى قد جمع فيه من صنوف الفضل وشتاته التي فرقها بين أبناء عصره في أرضه ما لو رآه الشاعر الذي يقول: ولم أر أمثال الرجال تفاوتاً لدى المجد حتى عد ألف بواحد استبان له مثل ضوء النهار أنه وإن كان عنده أنه قد بالغ فيه فإنه قد قصر، فكيف الظن بأمثاله أن يحسن عد مفاخره التي أكثر من حصى الحصباء ومن نجوم السماء؟ انتهى. قلت ولي اعتزاء إليه بطرق متعددة في العلم والطريقة أعلاها طريق الشيخ الإمام الحجة الرحلة مولانا فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي سمعت منه الحديث المسلسل بالأولية والمسلسل بالمحبة، وطرفاً صالحاً من الجامع الصحيح للإمام البخاري وهو سمع منه جميع ما ذكر، كما أخبرني بلفظه، وإني رأيت الشيخ عبد العزيز في المنام في أيام الطلب والتحصيل وكنت إذ ذاك في كانبور كأني طفل صغير في حجر شيخ كبير نقي اللون والثياب مهاب رفيع القدر كأنه أحد الأئمة من أجدادي فألعب في حجره تارة أقعد على ركبته ومرة أجلس بين يديه، وهو يلاطفني كما يلاطف الآباء الأبناء، حتى جاء رجل آخر وهو بين الكهولة والشيخوخة فألقى في روعي أنه عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي فحاطبه الشيخ الذي كنت في حجره كأنه يرقب قدوم الشيخ القادم يا عبد العزيز هذا ولدي أفوضه إليك للتعليم، فذهب عني الشيخ الأول وبقيت أنا والشيخ القادم أحتظ منه وأستفيد وأقرأ عليه حتى أخذت عنه العلوم المتعارفة في ذلك المنام ثم استيقظت وحمدت الله على ذلك وذكرت الرؤيا لبعض العظماء فأولها: بأن الله سبحانه سيمنحني النسبة الخاصة بالشيخ عبد العزيز فإني مترقب من ذلك الوقت لحصول تلك المبشرة. هذا وللشيخ عبد العزيز مؤلفات كلها مقبولة عند العلماء محبوبة إليهم يتنافسون فيها ويحتجون بترجيحاته وهو حقيق بذلك، وفي عبارته قوة وفصاحة وسلاسة تعشقها الأسماع وتلتذ بها القلوب، ولكلامه وقع في الأذهان قل أن يمعن في مطالعته من له فهم فيبقى على التقليد بعد ذلك، وإذا رأى كلاماً متهافتاً زيفه ومزقه بعبارات عذبة حلوة وقد أكثر الحط على الشيعة في المسائل الكلامية، وله حجة قاطعة عليهم لا يستطيعون أن ينطقوا في جواب تحفته ببنت شفة. وأما مصنفاته فأشهرها: تفسير القرآن المسمى بفتح العزيز صنفه في شدة المرض ولحوق الضعف إملاء وهو في مجلدات كبار ... ضاع معظمها في ثورة الهند وما بقي منها إلا مجلدان من أول وآخر ومنها الفتاوى في المسائل المشكلة إن جمعت ما تحويها ضخام الدفاتر والميسر منها أيضاً في مجلدين ومنها: تحفة اثنا عشرية في الكلام على مذهب الشيعة كتاب لم يسبق مثله، ومنها كتابه بستان المحدثين وهو فهرس كتب الحديث وتراجم أهلها ببسط وتفصيل ولكنه لم يتم ومنها العجالة النافعة رسالة له بالفارسية في أصول الحديث ومنها رسالة فيما يجب حفظه لطالبي الحديث ومنها ميزان البلاغة متن متين له في علم البلاغة ومنها ميزان الكلام متن متين له في علم الكلام ومنها السر الجليل في مسألة التفضيل رسالة له في تفضيل الخلفاء بعضهم على بعض ومنها سر الشهادتين رسالة نفيسة له في شهادة الحسنين عليهما السلام ومنها رسالة له في الأنساب ومنها رسالة عجيبة له في الرؤيا وله غير ذلك من الرسائل. وأما مصنفاته في المنطق والحكمة فمنها: حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد شرح المواقف وحاشية على حاشية ملا كوسج المعروفة بالعزيزية وحاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1016 وله شرح على أرجوزة الأصمعي، وله مراسلات إلى العلماء والأدباء وتخميس نفيس على قصيدتي والده: البائية والهمزية. وكان نسيج وحده في النظم والنثر وقوة التحرير وغزارة الإملاء وجزالة التعبير وكلامه عفو الساعة وفيض القريحة ومسارعة القلم ومسابقة اليد، وعندي بفضل الله جملة صالحة منها، وإن كان يسعها هذا المختصر لأوردت شيئاً كثيراً ها هنا. وأما القليل من ذلك الكثير فقوله: يا سائراً نحو بان الحي والأسل سلم على سادة الأوطان ثم قل ما زلت في بعدكم كالنار في شعل والأرض في كسل والماء في ملل أريد لمحة وصل استضئ بها في ظلمة الهجر ضاقت دونها حيلي إني صليت على أنس وتذكرة لأهل ودي وخلق المرء لم يحل فلا أزال بابكاري أسائركم وإن خدمت كرام الخيل والإبل ما العيش إلا خيالات أوجهها إلى ذراكم لدى الأسحار والأصل أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل لعل إلمامكم بالدار ثانية يدب منه نسيم البرء في العلل أرجو اللقاء بميعاد وعدت به والخلف في الوعد منكم غير محتمل فإن عزمتم على إنجاز وعدكم سعيت في طلب الأسباب والوصل أردت تفصيل آمالي فعارضني خوف السآمة في الإكثار والملل لا زال مجدكم في الدهر منبسطاً وظلكم فيه عنا غير منتقل وقوله في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ألا يا عاذلي دم في ملامي فإني لا أحول عن الغرام فجفني ساهر ما دمت حياً وقلبي هائم والدمع هامي فيا ريح الصبا عطفاً ورفقاً إلى ذاك الحمى بلغ سلامي وقل يا أهل ودي في هواكم مضى شهري وأيامي وعامي وصرت ببعدكم كالعود جسمي على نار ودمعي في انسجام إلام تظاهرون على كئيب كسير القلب صب مستهام إلام الهجر والإعراض عني وحتام التمادي في الخصام غرامي ثابت غض طري وحبكم على طرف الثمام نسيتم عهدكم يا أهل ودي كأنا ما التقينا في مقام فإن عدتم لوصل والتئام فأهلاً بالعناق وباللزام وإن جرتم علي فلي غياث بباب المصطفى خير الأنام إليه توجهي وله استنادي وفيه مطامعي وبه اعتصامي أجرني سيدي من ضيم سقم أشد على من وقع الحسام صبرت عليه حتى عيل صبري وكاد يذيقني طعم الحمام فمدحك رقيتي وشفاء دائي إذا ما خضت في لجج السقام وذكرك سيدي حرزي وحصني آتيه به على الجيش اللهام الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1017 مواهبك التي لا نقض فيها بها ربيت من قبل الفطام فمن لي بعد ما وهنت عظامي إذا اشتد البلاء سواك حامي وإن أك ظالماً عظمت ذنوبي فحبك سيدي ماحي الأثام فقد أعطيت ما لم يعط خلق عليك صلاة ربك بالسلام توفي بعد صلاة الفجر يوم الأحد لسبع خلون من شوال سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف وله ثمانون سنة، وقبره بدهلي عند قبر والده خارج البلدة. مولانا عبد العزيز الرامبوري الشيخ الفاضل عبد العزيز الحنفي الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، درس وأفاد مدة طويلة برامبور ثم ترك البحث والاشتغال وصرف عمره في الزهد والمجاهدة، أدركه عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري وذكره في كتابه روز نامه. مولانا عبد العزيز الملتاني الشيخ العالم المحدث عبد العزيز بن أحمد بن الحامد القرشي الفريهاري الملتاني أبو عبد الرحمن كان من كبار العلماء، له مصنفات كثيرة في المعقول والمنقول منها: الصمصام في ذم التأويل والبحر المحيط والسلسبيل ثلاثتها في التفسير وما يتعلق به ومنها كوثر النبي في مصطلحات الحديث والموضوعات والرسالة في إثبات رفع السبابة في التشهد ومختصر منظوم بالعربي في هذا الباب ومنها كتابه النبراس في شرح العقائد بالعربي صنفه سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف وكتابه سدرة المنتهى ومرام الكلام في عقائد الإسلام والإيمان الكامل بالفارسي ورسالة في الرد على الروافض والناهية عن ذم معاوية كلها في الكلام ومنها الحاشية العزيزية على متن الايساغوجي في المنطق ومنها الإكسير في ثلاثة مجلدات والزمرد الأخضر بالعربي صنفه سنة ثمان واثنتين والترياق بالعربي صنفه سنة سبع وثلاثين والعنبر الأشهب بالعربي وفرهنك مصطلحات طبيه بالفارسي كلها في الصناعة الطبية ومنها الياقوت رسالة له بالعربية في ذم التقليد والعتيق ومعجون الجواهر والدر المكنون والنبطاسيا والأوقيانوس واليواقيت في علم المواقيت ورسالة في الجفر الجامع ورسالة في سير السماء وتسهيل السيارات ورسالة في الكسوف واللوح المحفوظ ومنتهى الكمال وله غير ذلك من الرسائل. وكان - رحمه الله - زاهداً متقللاً يديم الاشتغال بمطالعة الكتب وكان لا يتردد إلى الأغنياء ولا يقبل نذورهم وكان شديد الميل إلى إتباع السنة السنية ورفض التقليد، قال في الياقوت: وبالجملة لا يرتاب مسلم في أن الله سبحانه أمر باتباع رسوله فلا نترك اليقين بالشك ومن لامنا عليه فليلم انتهى، وقال في كوثر النبي: وإلى الله المشتكى من المعاصرين ومن علمائهم المتعصبين القاصرين اتخذوا علم الحديث ظهرياً ونبذوا التخريج نسياً منسياً، فأوعظهم ألهجهم بالأكاذيب وأعلمهم أكذبهم في الترغيب والترهيب، وليس هذا أول قارورة كسرت في الإسلام بل هذه الشنيعة متقاومة من سالف الأيام فإن الأبالسة أفسدوا بالوضع والتزوير فانخدع لهم مدونوا المواعظ والتفسير ويهلك بتدوينها تألف بعد تألف والله الناصر الموفق للمحدثين وموكلهم عن نفي الكذب في الدين، انتهى. ومن إفاداته رحمه الله في رفع السبابة في التشهد: حمداً لك اللهم حمداً سرمداً وعلى محمدك السلام مؤبدا وعلى صحابته الكرام جميعهم والعترة الأطهار دام مخلدا عبد العزيز يقول نظماً فابتغوا حكماً صحيحاً بالنصوص مؤيدا إن الإشارة سنة مأثورة قد جاء عن جمع الصحابة مسندا بحديث خير الخلق صح بيانه فاعمل بهذا الخير حتى ترشدا الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1018 وبالإتفاق من الأئمة كلهم كأبي حنيفة صاحبيه وأحمدا والشافعي ومالك فاتبعهم إذ من يخالفهم فليس بمقتدى فالخنصر اعقد والتي اتصلت بها والوسط بالإبهام تسعين اعقدا وأرفع سبحة إذا ما قلت لا وعلى الجلالة ضع وحل المعقدا أما الذين يحرمون فقولهم زور وحكم باطل لا يقتدى قد عارضوا قول النبي برأيهم والرأي في المنصوص ليس مسددا قد قيل أول من أتى بقياسه في رد نص الشرع إبليس الردى إذ قال إن النار نور زاهر والعقل ليس بآمر أن يسجدا فاستخلصن عن كيد كيدانيهم واترك خلاصته ولا تتقيدا واستعظمن أهل الحديث فانهم مثل الصحابة فاتخذهم مرشدا ليس التشبه بالروافض باطلاً في كل فعل سيما سنن الهدى كالأكل باليمنى وحب المرتضى وقراءة القرآن يا أهل الندى بل في شعارهم الذي قد أبدعوا من غير أن يقفو الرسول الأمجدا كاللوح من طين الحسين فإنهم أخذوه في حين العبادة مسجدا ومن ادعى أن السكون محتم فاشارة التهليل زائدة سدى قلنا صنيع الشرع ليس بزائد أو ما ترانا ركعاً أو سجدا ويقال يحسن ترك ما هو دائر في الندب والتحريم حين ترددا قلنا له إن التردد باطل إذ مذهب التحريم ليس مؤيدا وأدلة استحبابها لك قد بدت كالشمس مشرقة فلا تترددا هذاك تلخيص المقالة مجملاً ولنا كتاب مستقل مفردا أخبرنا الشيخ قادر بخش الخليلي الشجاع آبادي أنه مات في شبابه حين جاوز ثلاثين سنة ولم أقف على سنة وفاته. مولانا عبد العلي النكرامي الشيخ العالم الصالح عبد العلي بن بير علي بن غلام إمام الهندي النكرامي أحد الفقهاء الحنفية، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف وقرأ العلم على خاله عليم الله والسيد أنور علي المراد آبادي والشيخ أوحد الدين البلكرامي والشيخ عبد الحكيم بن عبد الرب اللكهنوي وعلى غيرهم من العلماء وأخذ الطريقة عن القاضي عبد الكريم النكرامي ثم لازم خليفته كلزار علي الكشنوي وأخذ عنه، وله الإجازة عن الشيخ بناه عطاء السلوني وخواجه أحمد بن ياسين النصير آبادي. وكان ورعاً تقياً صالحاً عفيفاً متوكلاً، انتفع به خلق كثير وهدى الله به عباده. وله مصنفات عديدة أشهرها: تفسير آيات الأحكام في مجلد ومنها تحقيق الأمور في حدوث الفاتحة والنذور ومنها رسالة في تحقيق المولد والقيام بالعربية ومنها اليواقيت اللطيفة في تأييد مذهب أبي حنيفة ومنها التحرير في حرمة المزامير وله غير ذلك من الرسائل. مات ليلة الأربعاء لليلتين بقيتا من شوال سنة ست وتسعين ومائتين وألف، أخبرني بها ولده إدريس بن عبد العلي رحمه الله. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1019 مولانا عبد العلي السهسواني الشيخ الفاضل عبد العلي بن تراب علي بن مبارز علي الحسيني النقوي السهسواني أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بسهسوان وسافر للعلم إلى مراد آباد ورامبور فقرأ العلم على أساتذة عصره وبرز في الفنون الحكمية ثم سار إلى دهلي وأخذ عن أبناء الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي المحدث وفاق أقرانه في كثير من العلوم ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأقام ببلدة طوك بعد رجوعه عن الحج لسابق معرفة بالعلامة حيدر علي الحسيني الرامبوري فجعله نواب وزير الدولة بهادر أمير طوك عاملاً على ناحية سرونج بكسر السين المهملة فاستقل بها زماناً ثم سافر إلى الحجاز مرة ثانية مهاجراً إلى الله سبحانه فمات بمكة المباركة. وكان رحمه الله متواضعاً حليماً بشوشاً طيب النفس كريم الأخلاق، له مصنفات، توفي سنة ستين ومائتين وألف، كما في حياة العلماء. مولانا عبد العلي الطوكي الشيخ الفاضل عبد العلي بن القاضي خليل الرحمن بن عرفان بن غفران اليوسفي الرامبوري ثم الطوكي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ برامبور وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة وسافر إلى طوك مع والده وأخيه عبد الحق ولما ذهب والده إلى جاوره تأخر عنه ولبث بمدينة طوك حتى مات بها، أخبرني محمود بن أحمد الطوكي. مولانا عبد العلي اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد العلي بن عبد الجامع بن عبد النافع بن العلامة عبد العلي الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على أعمامه ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الوالي اللكهنوي ودرس ببلدة لكهنؤ زماناً. مات لليلتين خلتا من جمادي الأولى سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ فدفن بها، كما في تذكرة العلماء للناروي. مولانا عبد العلي الرامبوري الشيخ الفاضل عبد العلي بن عبد الرحمن بن محمد سعيد الأفغاني الرامبوري أحد العلماء الحنفية، ولد برامبور سنة ثلاث ومائتين وألف ونشأ بها وسافر للعلم إلى بلدة بريلي وقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ مجد الدين الحسيني الشاهجهانبوري ثم رجع إلى رامبور وقرأ على المفتي شرف الدين وعمه عبد الرحيم بن محمد سعيد ثم تصدر للتدريس ببلدته، وأخذ عنه جمع كثير. مات لإحدى عشرة خلون من شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف بمدينة رامبور، أخبرني بها حفيده نجم الغنى. مولانا عبد العلي القنوجي الشيخ العالم الفقيه عبد العلي بن علي أصغر البكري القنوجي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة قنوج وقرأ العلم على صنوه الكبير رستم علي بن علي أصغر ولازمه مدة حتى برع في الفقه والأصول وتأهل للفتوى والتدريس. له مصنفات منها: حاشية على شرح المنار مات بقرية بندكي بكسر الموحدة من توابع كوره جهان آباد كما في أبجد العلوم. مولانا عبد العلي النصير آبادي جدي ووالد والدي الأستاذ العارف عبد العلي بن علي محمد بن أكبر شاه بن محمد شاه بن محمد تقي بن عبد الرحيم بن هداية الله بن إسحاق الحسني الحسيني النصير آبادي أحد العلماء الربانيين، ولد بنصير آباد ونشأ بها وتلقى مبادئ العلم عن ابن عمه محمد بن الأعلى النصير آبادي ثم سافر إلى بلدة لكهنؤ وأخذ عن أساتذتها وأخذ الحديث عن السيد محمد علي الرامبوري والطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وجمع العلم والعمل والزهد والتواضع وحسن السلوك ووضع الله سبحانه له المحبة في قلوب عباده لما اجتمع فيه من خصال الخير فولاه الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1020 أحد مرازبة ناكود من بلاد بكهيلكهند التدريس فدرس بها مدة ثم ولي الإنشاء ثم العدل والقضاء وتحصيل الخراج. وكان من أعاجيب الزمان ذكاءاً وفطنة وعلماً وعملاً وعفة وديانة وزهداً وسخاءاً، لم يلتفت قط إلى زخارف الدنيا والشهوات مع ما منحه الله سبحانه من إقبال الدنيا عليه فكانت وظيفته بذل الأموال على أرباب الحوائج وبذل الجهد في إسعاف المرام والاشتغال بتلاوة القرآن ومطالعة الكتب وكتابة الصحف وعبادة الله عز وجل، وكان يقنع بما يكفيه من اللباس والطعام ولا يتصدر في المجلس ولا يغضب على أحد ولا يكابر ولا يستريح على الفرش المرفوعة ويعفو ويسامح عن الخطايا، وله من التواضع ما لا يساويه فيه أحد ولا يصدق بذلك إلا من تاخمه وجالسه فإنه كان لا يعد نفسه إلا كأحد من الناس، وكانت له اليد الطولى في صناعة الخط والشعر والصياغة والتذهيب وغير ذلك من فنون أخرى. مات سنة تسع وستين ومائتين وألف بالفالج في ناكود وله ثمان وأربعون سنة، وكانت آخر كلمة رطب بها لسانه: هو الرفيق الأعلى. مولانا عبد العلي الرامبوري الشيخ الفاضل عبد العلي بن عمران بن غفران الحنفي الأفغاني الرامبوري أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على جده وأبيه وحفظ القرآن وجوده، ثم درس وأفاد، مات سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. ملك العلماء عبد العلي اللكهنوي الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة عبد العلي بن نظام الدين بن قطب الدين ابن عبد الحليم الأنصاري السهالوي اللكهنوي بحر العلوم ملك العلماء. كان معدوم النظير في زمانه، رأساً في الفقه والأصول، إماماً جوالاً في المنطق والحكمة والكلام، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وفرغ منه وله سبع عشرة سنة، فحينئذ زوجه والده بقرية كاكوري ومات بعد ستة أشهر من فراغه، فاشتغل عبد العلي بمطالعة الكتب وانقطع إلى البحث والاشتغال بمراجعته على الشيخ كمال الدين الفتحبوري، وكان أجل تلامذة والده وأسنهم فكان يباحثه بحثاً دقيقاً في المسائل طلباً للحق وإدراكاً للصواب وهو يرشده إلى إفادات والده وإفاداته المخصوصة وكان لا يشمئز عن مباحثته إياه، قال الشيخ ولي الله في الأغصان الأربعة: إن الناس قالوا للشيخ كمال الدين إن هذا الطفل يباحثك غاية البحث ويكلمك غير مبال للأدب وأنتم لا تؤدبونه ولا تسخطون عليه، فأجابهم بأن له وجوهاً: الأول أن والده نظام الدين كان أستاذي ومن الله استنادي فلست أن أكافئ ما أحسن إلى والده، فكيف أن أحسن إليه؟ والثاني أن هذا الفتى حصل في حداثة سنه بمقاساة التعب ومكابدة المحن ما لم يكن حاصلاً لأبيه في تلك السن، والثالث أن ما تيسر له في هذه السن من سعة النظر على تحقيقات القدماء ومصنفات المتأخرين لا يتيسر للعلماء في مدة أعمارهم، فإنه وإن كان صغير السن ولكنه يساوي في البحث والعلم العلامة صدر الدين الشيرازي والمحقق جلال الدين الدواني، قال الشيخ ولي الله المذكور: إنه أحرز قصبات السبق عن كبار العلماء وسبق في حلبة الرهان على أكابر الأساتذة لأنه كان مواظباً على مطالعة أسفار القدماء التي هي مأخذ المتأخرين من العلماء وعمدتهم، ليلاً ونهاراً، وأما غيره من العلماء فمناط معلوماتهم ما كان مسموعاً عن أساتذتهم ومأخوذاً من أقوال المتأخرين، وأين هذا من ذلك؟ انتهى. وقد درس العلامة عبد العلي بمدينة لكهنؤ زماناً ثم سنحت له في بلدته سانحة عظيمة فاضطر إلى الخروج من بلدة لكهنؤ وقصتها على ما ذكرها ولده عبد الأعلى في رسالة قطبية: إن نور الحسن الشيعي البلكرامي وفد إلى لكهنؤ ومرض فسكن بدار الشيخ محب الله بن عبد الحق اللكهنوي في فرنكي محل وكان رهين الفراش لا يستطيع أن يذهب إلى إحدى الحسينيات لزيارة الضرائح المتخذة من القضبان والثياب على دأبهم في شهر المحرم فطلب الضريح في دار الشيخ محب الله المذكور حيث كان مقيماً للتبرك به، وكانت الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1021 مدرسة الشيخ عبد العلي في أثناء الطريق فجاءوا بالضريح إلى المدرسة المذكورة فظن الشيخ العلامة أنهم ضلوا الطريق وكان مشتغلاً بتلاوة القرآن في تلك الساعة فأومأ بيده إلى أصحابه أن يصرفوهم عن هذا الطريق فمنعوهم ثم كسروها ظناً منهم أن العلامة أمرهم أن يمحقوا هذه البدعة فارتفع الصخب والضوضاء وهجم الناس عليه، وأمر القاضي غلام مصطفى الشيعي اللكهنوي أن يقتلوه ودافعهم العلامة بأصحابه وتلامذته فلما رأوا أنهم لا يقدرون على قتاله صالحوه ثم أرادوا به كيداً ليقتلوه غيلة فاستشار العلامة بني أعمامه في هذا الأمر، فقالوا: نحن لا نستطيع أن نمنعك وندافع عنك وأشاروا عليه بأن يخرج من لكهنؤ ويذهب إلى بلدة أخرى، وأشار عليه أصحابه وأصحاب والده المرحوم أن يثبت في مدرسة أبيه ولا يهجر وطنه، فلما رأى العلامة أن بني أعمامه لا يرضون قيامه في لكهنؤ خرج من هذه البلدة الظالم أهلها وذهب إلى شاهجهانبور فلم يرجع إلى لكهنؤ بعد ذلك ولم يدخلها قط، ولما دخل شاهجهانبور استقبله نواب حافظ الملك أمير تلك الناحية وجعل له ولأصحابه الأرزاق السنية فأقام بقلعة شاهجهانبور عند نواب عبد الله خان وعكف على التدريس والتصنيف بجمع الهمة وفراغ الخاطر وانتفع جمع كثير من العلماء فأقام بشاهجهانبور عشرين سنة، ثم لما استشهد حافظ الملك المذكور واستولى شجاع الدولة أمير بلاد أوده على ملكه ذهب إلى رامبور فاغتنم قدومه نواب فيض الله خان أمير تلك الناحية ورتب الوظائف له ولأصحابه من طلبة العلم فأقام بها أربع سنين ودرس وصنف الكتب وصحح ما كتب بلكهنؤ من الحواشي والتعليقات واشتغل عليه خلق كثير من قاص ودان وتخرج عليه جماعات من الفضلاء من سائر البلدان وقصدته الطلبة من أغلب الأرجاء وتهافتوا عليه تهافت الظمآن على الماء حتى عجز فيض الله خان المذكور عن مؤنتهم فأراد أن يذهب إلى غير هذه البلدة فاستقدمه صدر الدين البردواني إلى بهار بضم الموحدة قرية من أعمال بردوان وهي غير بهار بكسر الموحدة وبعث ولاة الإنكليز رسائل إلى فيض الله خان ليبعثه إلى بهار وكان صدر الدين المذكور بنى بها مدرسة عالية باشارة الولاة، كما في رسالة قطبيه، فأجابه ونهض إليها مع من كان معه من الطلبة والعلماء ومر على بلدتنا رائي بريلي في ذلك السفر فمكث في زاوية السيد محمد عدل بن محمد بن علم الله النقشبندي عدة أيام واستصحب معه ختنه أزهار الحق مع ابني أخيه نور الحق وعلاء الدين فلما وصل إلى بهار استقبله صدر الدين المذكور ورتب له خمسمائة ربية في كل شهر أربعمائة لنفسه ومائة ربية لختنه أزهار الحق ووظف لمائة رجل من المحصلين عليه فأقام بتلك القرية مدة من الزمان ودرس وأفاد ثم تكدرت صحبته بصدر الدين فأراد أن يخرج من تلك القرية فبينما هو في ذلك إذ استقدمه نواب والاجاه محمد علي خان الكوباموي إلى مدراس فسافر إليها مع ستمائة نفس من رجال العلم فلما قرب من مدراس بعث إليه الأمير بعض أبنائه وأقاربه للاستقبال ولما دخل مدراس ووصل إلى باب القصر استقبله الأمير بسائر أقاربه وأركان دولته راجلاً فأراد العلامة أن ينزل من المحفة فمنعه الأمير عن ذلك وحمل المحفة على عاتقه ودخل دار الإمارة وأنزله في قصر من قصورها وأجلسه على الوسادة وقبل قدميه، ثم تعود أن يحضر لديه كل يوم ويرسل إليه المائدة من الأطعمة اللذيذة غداءاً وعشاءاً وكلما يذهب العلامة إلى قصره يستقبله استقبالاً حسناً كاستقباله يوم قدومه إلى مدراس ثم بنى الأمير مدرسة عالية له ورتب الوظائف لرفقائه وتلامذته ولمن كان معه من المحصلين فانتقل العلامة إلى تلك المدرسة واشتغل بالتدريس حتى صار المرجع والمآب للمحصلين واجتمع لديه جمع كثير من كل ناحية من نواحي الهند واستمر على ذلك زماناً طويلاً، ولما مات محمد علي خان المذكور قام مقامه ابنه عمدة الأمراء فبالغ في تعظيمه وأضاف إلى ما كان مرسوماً له من عهد أبيه من الصلات والجوائز، وكذلك ابنه تاج الأمراء علي حسين خان في عهده إلى أن خلع، وقام مقامه عظيم الدولة ابن أمير الأمراء بن محمد علي خان المذكور وانقرضت الدولة الإسلامية في عهده من مدراس فقررت له الدولة الانكليزية نذوراً معينة في كل شهر وعظيم الدولة أيضاً كان لا يقصر عما كانت مرسومة له في العهد السالف الرواتب الشهرية ولغيره من العلماء والطلبة. وكان عبد العلي: بحراً زاخراً من بحور العلم، إماماً الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1022 جوالاً في المنطق والحكمة والأصول والكلام، مجتهداً في الفروع، ماهراً في التصوف والفقه، ذا نجدة وجرأة وسخاء وإيثار وزهد واستغناء، يبذل الأموال الطائلة على رجال العلم والطلبة قلما يبقى له ولعياله إلا يسير ولذلك كان أبناؤه يسخطون عليه. وجملة القول فيه: إنه كان من عجائب الزمن ومحاسن الهند، يرجع إليه أهل كل فن في فنهم الذي لا يحسنون سواه فيفيدهم ثم ينفرد عن الناس بفنون لا يعرفون أسمائها فضلاً عن زيادة على ذلك، وله في حسن التعليم صناعة لا يقدر عليها غيره فإنه يجذب إلى محبته وإلى العمل بالأدلة من طبعه، لم تر العيون مثله في كمالاته وما وجد الناس أحداً يساويه في مجموع علومه ولم يكن في الديار الهندية في آخر مدته له نظير. وله مصنفات جليلة منها: شرح سلم العلوم مع المنهيات، ومنها حاشية على مير زاهد رسالة، ومنها حاشية على مير زاهد ملا جلال ومنها ثلاث حواش له على مير زاهد شرح المواقف: القديمة والجديدة والأجد، ومنها العجالة النافعة في الإلهيات مع منهياته، ومنها حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي، ومنها فواتح الرحموت في شرح مسلم الثبوت، ومنها تكملة شرح تحرير الأصول لابن الهمام لوالده، ومنها تنوير المنار شرح منار الأصول بالفارسي، ومنها الأركان الأربعة في الفقه، ومنها شرح المثنوي المعنوي وله غير ذلك من الرسائل. ومن فوائده: ما قال في شرح مسلم الثبوت تحت قوله: ولو التزم مذهباً معيناً إلخ، فهل يلزم الاستمرار عليه أم لا؟ فقيل: نعم يجب الاستمرار ويحرم الانتقال من مذهب إلى آخر حتى شدد بعض المتأخرين المتكلفين وقالوا: الحنفي إذا صار شافعياً يعزر وهذا تشريع من عند أنفسهم لأن الالتزام لا يخلو عن اعتقاد عليه بالحقية فلا يترك، قلنا: لا نسلم ذلك فإن الشخص قد يلتزم من المتساويين أمراً للتفقه له في الحال ودفع الحرج عن نفسه، ولو سلم فهذا الاعتقاد لم ينشأ بدليل شرعي بل هو هوس من هوسيات المعتقد ولا يجب الاستمرار على هوسه فافهم وتثبت، وقيل: لا يجب الاستمرار ويصح الانتقال، وهذا هو الحق الذي ينبغي أن يؤمن ويعتقد به لكن لا ينبغي الانتقال للتلهي فإن التلهي حرام قطعاً في المذهب كان أو غيره إذ لا واجب إلا ما أوجب الله تعالى والحكم له ولم يوجب على أحد أن يتمذهب بمذهب رجل من الأئمة فايجابه تشريع شرع جديد، ولك أن تستدل عليه بأن اختلاف العلماء رحمة بالنص وترفيه في حق الخلق فلو الزم العمل بمذهب كان هذا نقمة وشدة، انتهى. وكانت وفاته لاثنتي عشرة من رجب سنة خمس وعشرين ومائتين وألف بمدراس فدفن بفناء المسجد الوالاجاهي. السيد عبد العلي الفيض آبادي الشيخ الفاضل عبد العلي الحسيني الفيض آبادي أحد الفقهاء الشيعة، تفقه على السيد دلدار علي المجتهد النصير آبادي ثم اللكهنوي وولي إمامة الصلاة ببلدة فيض آباد، وكان كثير الخضوع والخشوع كثير البكاء سريع الدمعة إذا رأى هلال المحرم، كما في تذكرة العلماء. سيف الدين عبد العلي الكجراتي الشيخ الفاضل الكبير سيف الدين عبد العلي الشيعي الإسماعيلي الكجراتي المتلقب في الشعر بسيفي كان من دعاة المذهب، ولد ونشأ بكجرات ولازم الشيخ رحمة الله بن الحسن الإسماعيلي الكجرات في صباه وأخذ عنه ثم لازم الشيخ هبة الله بن ولي محمد الإسماعيلي الكجراتي وأخذ عنه وفاق أقرانه في العلم والفضل وتولى الدعوة مدة طويلة، له مصنفات منها المجالس السيفية بالعربية صنفه سنة 1224هـ. الشيخ عبد العليم اللوهاروي الشيخ الصالح عبد العليم بن جان محمد بن خان بهادر الحنفي النقشبندي اللوهاروي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بقرية لوهاري من أعمال سهارنبور وسافر مع أبيه إلى دهلي في صباه ودخل في زاوية الشيخ غلام علي الدهلوي وقرأ بعض الكتب الدرسية على المولوي محمد صادق وأقام بها إلى الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1023 الخامس والعشرين من عمره، ثم رجع إلى لوهاري ولقي الشيخ إحسان علي الأجودهني فانجذب إليه ولازمه وأخذ عنه الطريقة ودار البلاد مدة مديدة ثم سافر إلى الحجاز وركب الفلك وسار في البحر ولبث بها ثمانية أشهر لم يصل إلى جدة فرجع من باب الإسكندر إلى بمبئ ومرض بها بكثرة العرق، فسار إلى بهوبال. وتوفي بها لثلاث عشرة خلون من محرم سنة ست وستين ومائتين وألف فدفن بجهانكير آباد، كما في شرح الرباعيات لنصر الله خان. الشيخ عبد الغفور الخورجوي الشيخ الصالح عبد الغفور النقشبندي الخورجوي أحد المشايخ النقشبندية، أخذ عن الشيخ غلام علي الدهلوي ولازمه مدة طويلة ووصل إلى أقصى مقامات السلوك، أخذ عنه الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي وخلق آخرون. مات في سلخ شوال سنة تسع وخمسين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عبد الغني الدهلوي الشيخ الإمام العالم المحدث عبد الغني بن أبي سعيد بن الصفي العمري الدهلوي أحد العلماء الربانيين، كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية رحمه الله، ولد في شهر شعبان سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف بمدينة دهلي، وحفظ القرآن، وقرأ النحو والعربية على مولانا حبيب الله الدهلوي ثم أقبل على الفقه والحديث إقبالاً كلياً، وسمع الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز وقرأ على والده كتاب الموطأ لمحمد بن الحسن الشيباني وقرأ مشكاة المصابيح على مخصوص الله بن رفيع الدين الدهلوي، وأخذ الطريقة عن أبيه، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وأربعين، فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ محمد عابد السندي وأبي زاهد إسماعيل بن إدريس الرومي، ثم رجع إلى الهند، واشتغل بالحديث، وأخذ عنه خلق كثير من العلماء. ولما وقعت الفتنة الهائلة في الهند سنة ثلاث وسبعين وتسلط الإنكليز على دار الملك وتحكموا في أهلها، توجه هو في رهطه تلقاء أرض الحجاز، فقدم مكة وجدد عهده بالركن والحطيم، ثم شد رحله إلى المدينة حتى حل بها حزامه، وأصبح بعض أهلها عاكفاً على الإفادة والعبادة. قد انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل والزهد والحلم والأناة مع الصدق والأمانة والعفة والصيانة، وحسن القصد والإخلاص، والابتهال إلى الله سبحانه، وشدة الخوف منه، ودوام المراقبة له، والتمسك بالأثر والدعاء إلى الله تعالى، وحسن الأخلاق، ونفع الخلق والإحسان إليهم، والتقلل في الدنيا والتجرد عن أسبابها، انتفع بمجسله وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته خلق كثير من العلماء والمشايخ، واتفق الناس من أهل الهند والعرب على ولايته وجلالته، وله ذيل نفيس على سنن ابن ماجة سماه إنجاح الحاجة. توفي يوم الثلاثاء لست خلون من محرم سنة ست وتسعين ومائتين وألف بالمدينة المنورة. المفتي عبد الغني البهلواروي الشيخ الفاضل المفتي عبد الغني بن عبد المغني بن معين الجعفري البهلواروي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بقرية بهلواري وحفظ القرآن وقرأ العلم على المفتي محمد بركة العظيم آبادي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة العلائية عن الشيخ حسن علي، ثم تصدر للتدريس، قرأ عليه خلق كثير، وكان مفتياً. مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف. كما في تذكرة الكملاء. الحكيم عبد الغني الفتحبوري الشيخ الفاضل عبد الغني بن محمد أحمد بن خليل الرحمن بن عبد الواحد الأنصاري الفتحبوري أحد العلماء المبرزين في الطب، ولد ونشأ بفتحبور وسافر إلى كرانه بكسر الكاف فقرأ المختصرات الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1024 على عمه القاضي نور الحق، ثم ذهب إلى دارا نكر وقرأ على خاله محمد سالم بن كمال الدين الفتحبوري، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ثم رجع إلى فتحبور ولبث بها زماناً، ثم ذهب إلى سنديله وأخذ عن حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، وأخذ الطب عن مرزا عبد الله اللكهنوي الحكيم، ثم سكن ببلدته فتحبور واشتغل بمداواة الناس، وله مختصر في الطب سماه العجالة النافعة وهو في خواص الحيوانات وخواص أعضائها وحلتها وحرمتها على المذاهب الأربعة وتعبير الرؤيا. مات لثلاث عشرة خلون من شوال سنة خمس ومائتين وألف وله ثمان وخمسون سنة، كما في أغصان الأنساب لولده رضي الدين محمود. مولانا عبد القادر السنديلوي الشيخ الفاضل عبد القادر بن جميل الدين بن أظهر علي بن أصغر علي بن حمد الله الصديقي الحنفي السنديلوي أحد رجال العلم والطريقة، ولد لتسع عشرة خلون من محرم سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف بسنديله، وقرأ العلم على الشيخ تراب علي والشيخ عبد الحكيم وعلى غيرهما من العلماء، وأخذ الطريقة عن والده، ورحل إلى ناكود وجهانسي وغيرهما من البلاد وكان يدرس ويفيد. مات لتسع عشرة خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف بسنديله، كما في تذكرة العلماء للناروي. مولانا عبد القادر الجونبوري الشيخ العالم الكبير عبد القادر بن خير الدين العمادي الجونبوري أحد العلماء المشهورين، ولد سنة أربعين ومائة وألف، واشتغل أياماً على السيد محمد عسكري الجونبوري، ثم سافر إلى بهلواري وأخذ عن الشيخ وحيد الحق ابن وجيه الحق البهلواروي ولازمه مدة، ثم رجع ولازم الشيخ حقاني الأميتهوي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية لعله ببلدة تانده وبعد فراغه من تحصيل العلوم المتعارفة، سافر إلى كلكته، وولي الإنشاء، فتلقى من بعض علمائها العلوم المغربية، وأقام بكلكته بضع سنوات ثم رجع إلى بلاده، وأخذ الطريقة عن الشيخ باسط علي الحسيني الإله آبادي. وله مصنفات شتى: كالمحاكمة بين العلوم المشرقية والمغربية وكتاب في الكيمياء الحديثة وكتاب في التعقيب على باكون المغربي وكتاب العالم والمتعلم والدرر الفرائد في غرر العقائد وأرجوزة في اللغة الهندية، ومنظومة في المواريث، وله ديوان مشتمل على الخطب والقصائد، ومنظومة في المواريث، وله ديوان مشتمل على الخطب والقصائد، ومنظومة في العروض، ومنظومة في العوامل النحوية، وأبيات رائعة بالعربية، منها ما كتب إلى الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي رحمه الله: يا من يكل به سيراً يبلغه دار الخلافة بلغ حين تأتيها مني السلام وما لا زال يتبعه من المشوق إلى نفس يواليها إلى مقيم بها قد زادها شرفاً ورفعة حين يدعي في أماليها ذاك الولي الرضي العالم العلم محي المكارم باديها وخافيها اشتاقها أذني والعين فاقدة لطول آثاره أو كتب داعبها مات سنة اثنتين ومائتين وألف بقرية سوكهر بور. القاضي عبد القادر الميلا بوري الشيخ الفاضل عبد القادر بن شريف الدين الحسيني الكنتوري ثم الأورنك آبادي المدفون بميلا بور بفتح الميم كان سبط الشيخ نظام الدين الجشتي الأورنكك آبادي، ولد بأورنكك آباد سنة إحدى وخمسين ومائة وألف، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على الشيخ فخر الدين النائطي والقاضي شيخ الإسلام خان، ثم لازم السيد غلام علي الحسيني البلكرامي، وأخذ عنه الفنون الأدبية، ودرس وطالع كتب التفسير الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1025 والحديث والتصوف، وأخذ الطريقة عن خاله الشيخ فخر الدين الأورنكك آبادي ثم الدهلوي، ثم عن السيد فخر الدين الترمذي، وولي القضاء بعد والده بأورنكك آباد، واعتزل عنه بعد ثلاث سنوات، ثم سافر إلى مدراس سنة ثلاث وثمانين وحصل القبول العظيم بها. له مصنفات عديدة منها: أصل الأصول في تطبيق المنقول بالمعقول، ومنها كحل الجواهر في ترجمة الشيخ عبد القادر، ومنها مفتاح المعارف، ومنها شرح المثنوي المعنوي وديوان شعر بالعربية والفارسية، وبلغني أن مصنفاته تربو على خمسين مجلداً، ومن شعره قوله: لله صب مهاة النجد يقتله تصميه وهو بطيب القلب يقبله العشق من حضرة المنان موهبة فكيف صاحب نور العقل يمهله حل الهوى بفؤادي يوم ذي سلم مبارك من جناب الحق منزله لم يدر لذة هم العشق عاذلنا لو ذاق منها قليلاً ليس يمهله قلبي يذوب وأجفاني تسيل وذا من الهوى زاده الرحمن أوله لم يستطع حمل أثقال الهوى جبل فكيف صب ضعيف الجسم يحمله قلبي يحن إلى غزلان ذي أضم حتام حتام يا قومي اعلله يا أيها الصب طوراً بالظباء وطو راً بالمها عن خيال الغيد اشغله مات سنة أربع ومائتين وألف بميلا بور فدفن بها، أخبرني بها حفيده الشيخ المعمر نظام الدين المدراسي ببلدة مدراس. الشيخ عبد القادر الكجراتي الشيخ الفاضل عبد القادر بن القاضي عبد الأحمد الشافعي السورتي الكجراتي باعكظه، كان من العلماء الصالحين ولد ونشأ بسورت وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء. مولانا عبد القادر الرامبوري الشيخ الفاضل عبد القادر بن محمد أكرم بن أسلم بن أحمد بن إسحاق الهروي الدهلوي ثم الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، ولد سنة سبع وتسعين ومائة وألف برامبور، وقرأ الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين الرامبوري وعلى غيره من العلماء، ثم سافر للاسترزاق وولي الخدمات العديدة وقتاً بعد وقت حتى نال الصدارة بمدينة سهارنبور فاستقل بها زماناً، ثم استقدمه نواب محمد سعيد خان الرامبوري وولاه القضاء الأكبر. له مصنفات عديدة منها: كتاب ضخم في أخباره بالفارسي، رأيته بخطه، ومنها كتاب في أخبار ملوك الهند من عهد الهنادك إلى آخر عهد الإسلام مجملاً، ومنها تعليقات على جامع البركات للشيخ عبد الحق المحدث، ومنها شرح الحكم المرتضوية في منافع الأمر والنهي الذي يتعلق بالشريعة المصطفوية، ومنها كتاب في سهو أقلام العلماء، ومنها ترجمة حسن العقيدة للشيخ ولي الله المحدث، ومنها شرح العقيدة للشيخ عبد العزيز بن ولي الله، ومنها كتاب في رموز أسماء أصنام الهنادك، ومنها شرح ميزان البلاغة للشيخ عبد العزيز المذكور، ومنها تعليقات على شمائل الترمذي، ومنها رسالة في حقيقة الدعاء والإجابة، ومنها قبله نما رسالة له في المذاهب، ومنها رسالة مختصرة في العروض، ومنها رسالة في نحو اللغة الهندية، ومنها رسالة في الأمثال الهندية، ومنها رسالة في الحكايات، ومنها كتاب في تاريخ أجمير ومارواز، ومنها رسالة في فضل الصوم، ومنها رسالة في إبطال الرمل والنجوم والجفر والسحر وغيرها وفي حقيقة السحر، ومنها رسالة في إمكان خرق العوائد، ومنها رسالة في أحكام النكاح وأسراره، ومنها رسالة في التعليم والتربية، ومنها رسالة في تحريض الشاطر على تحصيل العلوم وملكاتها، ومنها رسالة في سياسة المدن، ومنها رسالة في الإنشاء، وله غير ذلك من المصنفات. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1026 توفي لسبع خلون من رجب سنة خمس وستين ومائتين وألف بمدينة رامبور، كما في يادكار انتخاب. مولانا عبد القادر الجائسي الشيخ الفاضل عبد القادر بن واصل علي بن رحمة الله الجائسي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بمدينة جائس وقرأ العلم على من بها من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ غفور أشرف الأشرفي الجائسي وسافر إلى مدينة لكهنؤ، وتقرب إلى جان نمس السفير الإنكليزي، ولازمه أربع سنين في أيام آصف الدولة ومن بعده، وسافر معه إلى كلكته فلبث بها سنة ونصفها، ثم ولي السفارة وبعث إلى نيبال براتب شهري قدره ألفا ربية، فسافر إليها وصارت مساعيه مشكورة عند الدولة الإنكليزية، له كتاب في تاريخ جائس بالفارسي. الشيخ عبد القادر الدهلوي الشيخ الإمام العالم الكبير العارف عبد القادر بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي أحد العلماء المبرزين في المعارف الإلهية، اتفق الناس على ولايته وجلالته، توفي والده في صغر سنه، فقرأ العلم على صنوه الكبير عبد العزيز ابن ولي الله، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد العدل الدهلوي، وجمع العلم والعمل والزهد والتواضع وحسن السلوك، ووضع الله سبحانه له المحبة في قلوب عباده، لما اجتمع فيه من خصال الخير فصار مرجوعاً إليه في بلدته، ومرجوعاً إليه بعلم الرواية والدراية وتهذيب النفوس والدلالة على معالم الرشد وطرائق الحق. وكان يدرس ويفيد، ويسكن بالمسجد الأكبر آبادي في دهلي، قرأ عليه الشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي والشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي والشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي ومرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي والشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي المدفون بمكة المباركة والسيد محبوب علي الجعفري والسيد إسحاق بن عرفان البريلوي، وخلق كثير من العلماء. ومن أعظم ما من الله سبحانه عليه أنه وفق لترجمة القرآن الكريم وتفسيره في لغة أهل الهند، قد اعتنى بها العلماء، واتفقوا على أنه معجزة من معجزات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال السيد الوالد في مهر جهانتاب إن الشيخ عبد القادر رأى في المنام قبل أن يوفق لها أن القرآن نزل عليه فحكاه لصنوه عبد العزيز، فقال له صنوه المذكور: إن الرؤيا حق، ولكن الوحي قد انقطع من زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتأويله: أن الله سبحانه يوفقك من خدمة القرآن بما لم تسبق إليه، فحصلت له تلك المبشرة على صورة موضح القرآن، ومن خصائصه: أنه اختار لغة بحذاء لغة قاربت بما حازت في العموم والخصوص والإطلاق والتقييد، حتى إنها لا تتجاوز عنها في موارد الاستعمال، وتلك موهبة إلهية وكرامة ربانية يختص بها من يشاء. وإني سمعت ورويت موضح القرآن عن جدتي لأمي السيدة حميراء بنت علم الهدى الحسني النصير آبادي عن بنت الشيخ عبد القادر عن أبيها المصنف رحمه الله. وكانت وفاته يوم الأربعاء لتسع عشرة خلون من رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف بدهلي فدفن عند والده، وكان الشيخ عبد العزيز ورفيع الدين لا يزالان بقيد الحياة، فكان يوم موته من أنحس الأيام عليهما، وكانا يقولان عند دفنه: إنا لا ندفن الإنسان بل ندفن العلم والعرفان. ومن عجائب الدهر: أنه كان للشيخ ولي الله بن عبد الدحيم الدهلوي أربعة أبناء من بطن إرادة بنت السيد ثناء الله: أكبرهم عبد العزيز ثم رفيع الدين ثم عبد القادر وأصغرهم عبد الغني والد الشيخ إسماعيل الشهيد، فمات أصغرهم عبد الغني أولاً ثم عبد القادر ثم رفيع الدين ثم أكبرهم عبد العزيز، وكانوا كلهم من أجلاء العصر علماً وعملاً وإفادة وإفاضة إلا الشيخ عبد الغني فإنه توفي في عنفوان شبابه، فوفق الله سبحانه ولده إسماعيل المذكور أن يتدارك ما فات والده. الشيخ عبد القادر الحيدر آبادي الشيخ العالم الفقيه عبد القادر الحنفي الحيدر آبادي أحد عباد الله الصالحين، أخذ الطريقة القادرية عن غير الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1027 واحد من المشايخ، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي نسبة أهل البيت ونسبة يسمونها بيرنكي وسمع منه كثيراً من آداب السلوك وتأدب عليه، فأجازه الشيخ سنة ثمان وعشرين، وكانت وفاته في سلخ ذي الحجة سنة تسع وستين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في مقالات الطريقة. مولانا عبد القدوس اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد القدوس بن يعقوب بن عبد العزيز الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ النحو والبلاغة والفقه والأصول على والده، وقرأ المنطق والحكمة على الشيخ حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، وعلى الشيخ غلام يحيى البهاري، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ غلام يحيى المذكور، ولازمه مدة ثم أخذ عن الشيخ أسلم الدهلوي. وكان غاية في العفة والطهارة والزهد والاستغناء والتوكل، احتمل المشاق الكثيرة من قلة المعاش وموت الأولاد، كما في الأغصان الأربعة. له رسالة في إثبات وحدة الشهود، رأيتها بخط مولانا أولاد حسن القنوجي. المفتي عبد القيوم البرهانوي الشيخ الإمام العالم الكبير المحدث المفتي عبد القيوم بن عبد الحي بن هبة الله ابن نور الله الصديقي البرهانوي أحد كبار الفقهاء الحنفية، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، وبايع السيد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي في صغر سنه، وقرأ الرسائل المختصرة في الصرف والنحو على الشيخ نصير الدين الشافعي الدهلوي سبط الشيخ رفيع الدين، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا نصير الدين اللكهنوي النزيل بدهلي، وأخذ الفنون الرياضية عن خواجه نصير الحسيني الدهلوي، وأخذ الفرائض عن الشيخ يعقوب بن أفضل، والفقه والحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل سبطي الشيخ عبد العزيز، وتزوج بابنة الشيخ إسحاق المذكور، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد عظيم أحد أصحاب السيد أحمد المذكور، ولازمه مدة ببلدة طوك وأخذ عن الشيخ يعقوب بن أفضل المذكور. ثم إنه لما رجع عن الحجاز مع عياله ومر على بهوبال في أيام سكندر بيكم كلفته الإقامة في بهوبال وولته الإفتاء وأقطعته الإقطاعات من الأرض فسكن بها، وكان على قدم أسلافه في العلم والحلم والتواضع وبشاشة الوجه والإفادة والتدريس والتذكير وقول الحق ولسان الصدق، لم يزل مشتغلاً بتدريس القرآن والحديث، انتفع به خلق كثير من العلماء، وكان رحمه الله صادق الفراسة حسن التوسم، ربما ألهم بالمغيب، حدثني الثقات ببعض ما أكرمه الله تعالى به من ذلك من خرق العوائد، ومن تأويل الرؤيا، فكان لا يعبر شيئاً منها إلا جاءت كما أخبر بها، كأنما قد رآها، وهذا لا يكون إلا لأصحاب النفوس الزاكيات المطهرة من أدناس الشهوات الرديئه وأرجاسها، وكم له من خصال محمودة وفضائل مشهودة، وجملة القول فيه: أنه كان بقية رهط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، رضي الله عنا وعنهم أجمعين. وكانت وفاته بمولده برهانه سنة تسع وتسعين ومائتين وألف وله سبعون سنة. مولانا عبد الكريم الظفر آبادي الشيخ الفاضل عبد الكريم بن بركة علي الحسيني الواسطي الظفر آبادي أحد العلماء الحنفية، ولد سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وقرأ الرسائل المختصرة في النحو والصرف والمنطق على خاله ساجد علي المحمد آبادي، وقرأ شرح الكافية للجامي وشرح الوقاية على ولي محمد، وقرأ سائر الكتب الدرسية على فقير شاه الكابلي والشيخ سخاوة علي الجونبوري، ولازمهم مدة حتى برز في الفضائل الكثيرة، وفاق أقرانه في براعة التحرير والإنشاء والشعر والخط والتجويد، وفي بعض الصنائع الغريبة، وكان يدرس ويفيد. مات لثمان خلون من محرم سنة أربع وسبعين الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1028 ومائتين وألف، كما في تجلى نور. القاضي عبد الكريم النكرامي الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الكريم بن محمد مقيم بن أمين الدين النكرامي ثم البريلوي، كان من ذرية الشيخ حميد بن عبد البديع بن قطب الدين القلندر العمري الجونبوري، ولد ونشأ بنكرام بفتح النون قرية جامعة من أعمال لكهنؤ، وقرأ الرسائل المختصرة على خاله محمد نذير، والفقه والأصول على الحافظ معين الدين الصالحي الأميتهوي، وقرأ المنطق والحكمة وغيرها على الشيخ عبد القدوس بن يعقوب اللكهنوي والشيخ عبد الواجد الخير آبادي، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم ببر علي خان الموهاني، ثم لازم القاضي عبد الكريم الجوراسي، وأخذ عنه الطريقة الجوراسي، وأخذ عنه الطريقة وسكن ببلدتنا رائي بريلي. وكان بارعاً في الفقه والسلوك، زاهداً عفيفاً متوكلاً، شديد التعبد، له مصنفات عديدة. توفي يوم الأربعاء لتسع بقين من رجب سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وقبره في رائي بريلي ظاهر البلدة، كما في مهر جهانتاب. القاضي عبد الكريم الجوراسي الشيخ العالم الكبير القاضي عبد الكريم النقشبندي الجوراسي أحد كبار المشايخ النقشبندية، قرأ العلم على مولانا حقاني الأميتهوي، ولازمه مدة، ثم بايع السيد محمد بن علم الله النقشبندي البريلوي وصحبه، ولما توفي السيد محمد المذكور لازم ولده الشيخ الكبير محمد عدل، وأخذ عنه الطريقة وبلغ رتبة المشيخة، أخذ عنه القاضي عبد الكريم النكرامي وخلق آخرون من العلماء والمشايخ. مولانا عبد الكريم الحيدر آبادي الشيخ العالم الشهيد عبد الكريم الحنفي السني الحيدر آبادي أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية والكلام وسائر الفنون الحكمية، أخذ عن القاضي يوسف الشاهجهانبوري، ودرس مدة طويلة بحيدر آباد، فصار المرجع والمقصد للمحصلين، قتله ياسين المهدوي غرة محرم الحرام سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف بحيدر آباد في أيام سكندر جاه، كما في تاريخ خورشيد جاهي. الشيخ عبد الكريم الرامبوري الشيخ الصالح عبد الكريم الرامبوري أحد المشايخ الجشتية، كان من ذرية الشيخ عبد القدوس الكنكوهي، ولد ونشأ بأفغانستان، وقدم الهند فقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عناية وغيره من أصحاب الشيخ محمد سعيد الأنبالوي، وسكن برامبور، أخذ عنه غير واحد من المشايخ. مات لليلتين خلتا من شعبان سنة ست ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين. الشيخ عبد الكريم الكجراتي الشيخ الفاضل عبد الكريم الحسيني السورتي الكجراتي أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على الشيخ عبد الله الحسيني اللاهوري بمدينة سورت وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة، وكان صاحب وجد وحالة. مات في غرة محرم سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة. الشيخ عبد الله عيديد السورتي الشيخ الصالح عبد الله بن زين بن عبد الرحمن عيديد باعلوي الحضرمي السورتي أحد المشايخ العيدروسية، مات بمدينة سورت لخمس بقين من جمادي الآخرة سنة عشرين ومائتين وألف، كما في الحديقة. المفتي عبد الله السورتي الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد الله بن صابر بن زاهد بن الحسن بن محمد القرشي السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ العلم على عمه الشيخ خير الدين السورتي المحدث، ثم ولي الإفتاء بمدينة سورت فاستقل به مدة حياته، كما في الحديقة. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1029 مولانا عبد الله المدراسي الشيخ الفاضل عبد الله بن صبغة الله بن محمد غوث الشافعي المدراسي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، ولد لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة ست وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أبيه وعمه وعلى القاضي إرتضاء علي الكوبامؤي وعلى غيرهم من العلماء، وولي الصدارة بمدراس سنة ستين ومائتين وألف، وسافر الحجاز أربع مرات للحج والزيارة، وحج خمس مرات. وله مصنفات عديدة منها: الفوائد الغوثية في فقه الشافعية، ومنها تعليقات على مختصر أبي شجاع في الفقه الشافعي، ومنها تخريج أحاديث البيضاوي، ومنها تحفة الأحبة في بيان استحباب قتل الوزغة، ومنها تحفة المحبين لمولد حبيب رب العالمين، ومنها كتاب الزجر إلى منكر شق القمر، ومنها أوضح المناسك. مات عند رجوعه من مكة المباركة ببلدة كلبركه لخمس بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في حديقة المرام. مولانا عبد الله المدراسي الأمير الفاضل عبد الله بن عبد القادر بن صادق بن عبد الله بن نظام الدين الشافعي المدراسي محتشم الدولة بخشي الملك مير عسكري خان بهادر سالار جنكك ولد لثلاث ليال بقين من شعبان سنة خمس ومائتين وألف، وقرأ العلم على محمد حسين المدراسي، وعلى ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، وعلى الشيخ محمد غوث الشافعي، وكان محمد غوث المذكور من أقاربه، وبيته مشهور بالعلم والدين والحديث، جعله أمير مدراس قائداً على عساكره ولقبه بالألقاب المذكورة فخدمه مدة من الزمان. له مصنفات عديدة منها: الدر الثمين في شرح الأربعين للنواوي، ومنها كتابه في شرح أسماء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومنها كتابه في رجال الصحيح لمسلم بن الحجاج النيسابوري. مات لأربع بقين من محرم سنة سبع وستين ومائتين وألف بمدراس، فصلى عليه نواب محمد غوث المدراسي، وكثر البكاء عليه، وكان وقتاً مشهوداً وحمل على الرؤوس والأصابع إلى الجامع القديم بميلا بور، كما في حديقة المرام وتاريخ النوائط. مولانا عبد الله الغزنوي الشيخ الإمام العالم المحدث عبد الله بن محمد بن محمد شريف الغزنوي الشيخ محمد أعظم الزاهد المجاهد الساعي في مرضاة الله المؤثر لرضوانه على نفسه وأهله وماله وأوطانه صاحب المقامات الشهيرة والمعارف العظيمة الكبيرة، ولد بقلعة بهادر خيل بناحية غزنة سنة ثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على جماعة من العلماء أشهرهم: الفقيه العلامة حبيب الله القندهاري صاحب مغتنم الحصول وكان الشيخ حبيب الله يعظمه ويوقره ويصفه فوق ما يوصف، ثم قدم الهند وقرأ الصحاح الستة على الشيخ نذير حسين المحدث الدهلوي ثم رجع إلى بلاده، وقام فيها لنصر دين الله وإعلاء كلمته صابراً محتسباً فأوذى في ذات الله من المخالفين، ووشى إلى الأمير شير علي خان الكابلي فاستقدمه الأمير إلى كابل وافتتن بزهده وورعه فأشار عليه أن يوافق العلماء فيما اختلف فيه من بعض المسائل الفرعية فأبى، وكان الأمير لا يقدر أن يخالف العلماء، فأمر أن تنتف لحيته ويسود وجهه ويركب على الحمار، ويشهر في البلد، ثم يجلي إلى بلاد الهند، فلما قدم الهند أقام بمدينة بشاور أياماً قلائل، ثم سكن بأمرتسر من بلاد بنجاب وعكف على العبادة والإفادة، انتهى إليه الورع وحسن السمت والتواضع والاشتغال بخاصة النفس، واتفق الناس على الثناء عليه والمدح بشمائله وصار المشار إليه في هذا الباب، وانتفع الناس بصالح دعواته وقصدوه لذلك. وكان حسنة الزمن وزينة الهند، قد غشيه نور الإيمان الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1030 وسيما الصالحين، وله كشوف وكرامات لا يسعها البيان، وقد ذكره نواب صديق حسن القنوجي في تقصار جيود الأحرار والشيخ شمس الحق الديانوي في غاية المقصود ومدحه القاضي طلا محمد البشاوري بقصائد غراء بالعربية والفارسية، وأفرد بترجمته ولده الشيخ عبد الجبار بن عبد الله الغزنوي في رسالة قال فيها: إن والده عبد الله الغزنوي أخذ الطريقة الأحسنية في بداية حاله عن بعض المشايخ، ولازم الأذكار والأشغال مدة من الزمان، وحصلت له النسبة الصحيحة، انتهى، وقال شمس الحق المذكور في مقدمة غاية المقصود: إنه كان في جميع أحواله مستغرقاً في ذكر الله عز وجل حتى أن لحمه وعظامه وأعصابه وأشعاره وجميع بدنه كان متوجهاً إلى الله تعالى فانياً في ذكره عز وجل، انتهى. توفي ليلة الثلاثاء لخمس عشرة خلون من ربيع الأول سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف. السيد عبد الله بن محمد اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد الله بن محمد بن دلدار علي الشيعي النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي أحد رجال العلم، ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده وصنوه الكبير صادق بن محمد اللكهنوي فبرع في أكثر العلوم. ومن مصنفاته: خلاصة الأعمال في العبادات وسبيل النجاة في الأدعية والأذكار، وله رسالة في رد الغلاة من الشيعة وهي بالعربية، كما في تذكرة العلماء. مات سنة ست وستين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ فدفن في حسينية جده، كما في تكملة نجوم السماء. السيد عبد الله الحداد السورتي الشيخ الكبير عبد الله بن محمد بن عبد الله الحداد الباعلوي الحضرمي السورتي أحد المشايخ المشهورين في عصره، قدم الهند وسكن بسورت. مات بها لإثنتي عشرة خلون من شوال سنة سبع عشرة ومائتين وألف وله أربع وثمانون سنة، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ عبد الله الكجراتي الشيخ الفاضل عبد الله بن نور الله الكجراتي أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على الشيخ إبراهيم بن عبد الأحمد السورتي بمدينة سورت ثم ذهب إلى بمبئ وأخذ عن الشيخ عبد الله الكشميري وصحبه مدة، ثم رحل إلى كانهياواز سنة أربع وستين ومائتين وألف وتوطن بمنكلور. ومات بها ست خلون من شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف وله ثلاث وستون سنة، كما في حقيقة سورت. الشيخ عبد الله الإله آبادي الشيخ العالم المحدث عبد الله الصديقي المحمدي الإله آبادي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بمؤ بفتح الميم قرية جامعة من أعمال إله آباد على عشرة أميال من البلدة، واشتغل بالعلم على أساتذه بلاده مدة، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي، واستنسخ الكتب المتداولة وغير المتداولة بخط مستقيم مع الحواشي والتعليقات. وكان قليل الدرس، كثير التصنيف، له مصنفات كثيرة فيها أمور في حلاولة التوحيد والعسل وأخرى في مرارة الحنظل، وكان شديد التعصب على مخالفيه شديد النكير عليهم، يعمل بظواهر النصوص، ويرمى بالكفر أصحاب المذاهب الأخر من الحنفية والشافعية، نعوذ بالله من ذلك. قال في إعتصام السنة: وكذلك أمور المذاهب الأربعة كالحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية والطرق الأربعة كالقادرية والمجددية والنقشبندية والجشتية ليستا نسبة والنسبة إليهم تجر إلى الثلاث والسبعين فرقة لأنهم زائدون على الواحدة، لأن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كلهم في النار إلا واحدة وهو رجل يتشبث بالقرآن الصريح والحديث الصريح، انتهى. وقال في النبراس المنير: التراويح وجوه المعاش للأوباش كالمرائي وجوه الأوقات للأناسي ومجالس المواليد كميلاد النصارى والهنود المكانيد، وكل ذلك الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1031 خلاف سنة الرسول وما زاد منها وقل منها ليس بالقبول، انتهى. وذلك قليل من كثيره رحمه الله وسامحه. ومن مصنفاته: اليم الزغرب في لغات الحديث المنتخب مرتب على حروف المعجم، والعروة الوثقى لمنبع سنة سيد الورى في الحديث على ترتيب أبواب الفقه، وعمدة الصلاة وفائز النجاة في الحديث مقتصراً على مسائل الصلاة، واعتصام السنة وقامع البدعة مرتب على بابين في الآيات والأحاديث المروية في الباب صنفه سنة 1271هـ، والنبراس المنير لصلاة الدياجير، ومعين الأبرار على الصلاة في الليل والنهار جمع فيه من السور القرآنية ما يقرأها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الصلاة، والرياض الأنضر في الفقه الأكبر، في مسائل الصلاة استخرجها من الأحاديث الصحيحة المرفوعة مرتباً على أبواب الفقه، وصمصام الحديد المسلول في قطع لغاديد البدعة والرأي والمذاهب والتقليد المخذول والإعجاز المتين في معجزات سيد المرسلين وهي ترجمة الكلام المبين للمفتي عناية أحمد بالفارسية وله ترجمة شرح الصدور والبدور السافرة، وله سيف الحديد في قطع المذاهب والتقليد، هذا ما وصل إلى من مؤلفاته، وأما غير ذلك من الرسائل فمنها: اللباب في صلاة الأحباب بالعربية، فيها عشرة أبواب صنفه سنة 1269هـ، ومنها العروة المتين في إتباع سنة سيد المرسلين صنفه بالهندية سنة 1273هـ، ومنها السيف المسلول في ذم التقليد المخذول بالهندية صنفه سنة 1273هـ، كما في تذكرة النبلاء. قال الشيخ شمس الحق الديانوي: له منقبة عظيمة في إشاعة السنة لولا فيه بعض التشددات في بعض المسائل رحمه الله وغفر الله له، وقد استنسخ الكتب الستة بيده وقرأ على أحفاد الشيخ ولي الله الدهلوي بل قيل: إنه قرأ على الشيخ عبد العزيز الدهلوي أيضاً، وله أتباع كثيرون في بنكاله، انتهى. مولانا عبد الله العلوي الشيخ الفاضل الكبير عبد الله بن قاسم علي خان الأفغاني الشمس آبادي تم الدهلوي أحد فحول العلماء، كان أصله من شمس آباد، دخل دهلي وقرأ العلم على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، وعلى غيره من العلماء، وبرع في الأدب والشعر والإنشاء والطب وبعض الفنون، ثم درس بدهلي زماناً، وأخذ الطريقة عن السيد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وخرج من دهلي للاسترزاق حتى نزل فرخ آباد واستخدمه نواب محمد علي خان الموسوي، فأقام عنده مدة حياته، له أبيات رائقة بالفارسية والعربية، ومن شعره قوله في مدح السيد أحمد المذكور: برخيز أي بهار كلستان أحمدي كاندر سر زمانه هوائي تو يافتند آن كوهري كه حاصل صدكنج شائكان يك فلس رالكان زبهائي تو يافتند آن لاله شكفته باغ سيادتي كز كلشن مدينة صبائي تو يافتند بكذار كوهسار باوغان سنكدل كاين أبلهان نه قيمت جائي تو يافتند درباب أي مسيح كه دل خستكان كفر بنهاده كوش دل بصدائي تو يافتند بشتاب أي كليم كه لب تشنكان دين آب جكر بضرب عصائي تو يافتند إمروز سرخروئي إسلام در جهان موقوف تيغ كفر زدائي تو يافتند مات سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، كما في آثار الصناديد الشيخ عبد اله اللاهوري الشيخ الفاضل عبد الله الحسيني اللاهوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لاهور وقرأ الرسائل المختصرة بالفارسية في بلاده، ثم سافر إلى الحجاز، فحج وزار، ورجع إلى الهند فدخل برهانبور ولازم الشيخ غلام محمد الكجراتي وقرأ عليه، ولما توفي غلام محمد المذكور ذهب إلى مدينة سورت وأخذ الشعر والإنشاء عن الشيخ عبد الولي بن سعد الله السلوني، وتوطن بها وتصدر الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1032 للتدريس، أخذ عنه خلق كثير. مات لليلة بقيت من ربيع الثاني سنة سبع ومائتين وألف بمدينة سورت فدفن بها كما في الحديقة الأحمدية. القاضي عبد الله المدراسي الشيخ العالم الصالح القاضي عبد الله الحسيني المدراسي أحد كبار المشايخ، كان له أولاد بعضهم علماء وبعضهم صلحاء. مات لسبع عشرة خلون من شعبان سنة خمس وستين ومائتين وألف، كما في حديقة المرام. الشيخ عبد الله المالكي المدراسي الشيخ الفاضل عبد الله بن محمد المالكي المغربي التلمساني ثم الهندي المدراسي أحد العلماء الصالحين، ولد بنجيب آباد، وسافر مع والده إلى مدراس في صغر سنه وأخذ عنه. مات سنة تسع عشرة ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. مولانا عبد الله الدهلوي الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الله الحنفي الدهلوي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وأخذ الطريقة عن الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الأورنك آبادي ثم الدهلوي، ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر إلى بلاد الدكن وسكن بأمراؤتي من أرض برار في الجامع الكبير، وحصل له القبول التام عند أهل البلدة. مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، كما في محبوب ذي المنن. السيد عبد اللطيف التستري الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن طالب بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني الشيعي الجزائري التستري أحد الأفاضل المشهورين، كان ابن عم الوزير الكبير أبي القاسم بن رضي الدين التستري الحيدر آبادي، ولد ونشأ بتستر، وقرأ العلم على السيد إسماعيل بن مرتضى وعبد الكريم بن الجواد والسيد محمد بن علي وغيرهم من العلماء ببلدته، ثم سافر إلى مشاهد الأئمة فزار، وأدرك الشيخ مهدي بن أبي القاسم الشهرستاني والسيد مهدي بن مرتضى الطباطبائي البروجروي والآقا باقر بن محمد البهباني الحائري وغيرهم من كبار العلماء، فاستفاض منهم وقدم الهند، وتقرب إلى سكندر جاه صاحب دكن. وكان فاضلاً كريماً، طيب النفس، حسن المحاضرة، مليح الكلام، صادق اللهجة، له تحفة العالم كتاب بسيط في التاريخ والسير، صنفه سنة ست عشرة ومائتين. توفي يوم الأحد لخمس خلون من ذي القعدة سنة عشرين ومائتين وألف بحيدر آباد فدفن بتكية مير مومن رحمه الله. الحكيم عبد اللطيف السورتي الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن غلام حسين العظيم آبادي ثم السورتي أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بعظيم آباد، وسافر للعلم فدخل أجين وأخذ الصناعة على الحكيم بيرو تلميذ الحكيم محمد أكبر الأرزاني، ثم دخل سورت وقرأ على الشيخ عبد الله الحسيني اللاهوري وسكن بها، وحصل له القبول العظيم في المداواة. مات لخمس عشرة خلون من صفر سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ عبد اللطيف الويلوري الشيخ الإمام العالم الصالح عبد اللطيف بن أبي الحسن الحسيني النقوي الأحمد آبادي الشيخ محيي الدين الويلوري المدراسي أحد العلماء المبرزين في الفقه والتصوف، ولد يوم السبت لأربع عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة سبع ومائتين وألف، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على والده، وعلى محمد حسين، وعلى علاء الدين ملك العلماء بمدراس، وقرأ فاتحة الفراغ سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، وسافر إلى الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1033 الحجاز سنة ستين فحج وزار، وصحب الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي المهاجر بمكة المشرفة وأخذ عنه الحديث، وأجازه الشيخ المذكور سنة اثنتين وستين فرجع إلى الهند، وصرف عمره في نشر العلوم والمعارف، ومن نظر في مصنفاته بان له منزلته في سعة العلم وقوة الفهم وسيلان الذهن، وهو تلقي اللغة الإنكليزية في كبر سنه، وبعث رسالة في تلك اللغة إلى ملكة إنكلترا يدعوها إلى الاسلام، وكان - رحمه الله - أدرك السيد محمد علي الحسيني الرامبوري وحرر القول الفصل في المسائل المتنازعة فيما بينه وبين علماء مدراس، ومن مصنفاته: جواهر الحقائق وجواهر السلوك وفصل الخطاب وغير ذلك. وكان بينه وبين الشيخ عبد الفتاح العسكري الأحمد آبادي شارح المثنوي تسعة وسائط، وهي على ما في تذكرة الأنساب: عبد اللطيف بن أبي الحسن ابن عبد اللطيف بن أبي الحسن بن عبد اللطيف بن ولي الله بن عبد اللطيف بن محمد بن عبد الحق بن قطب بن عبد الفتاح العسكري المذكور، ويرجع نسبه إلى الإمام علي النقي العسكري - عليه وعلى آبائه السلام - مات لإحدى عشرة خلون من محرم سنة تسع وثمانين ومائتين وألف بالمدينة المشرفة، كما في حديقة المرام. الشيخ عبد المجيد البدايوني الشيخ الفاضل عبد المجيد بن عبد الحميد بن محمد سعيد بن محمد شريف بن محمد شفيع العثماني الأموي البدايوني أحد المشايخ الصوفية، ولد لليلة بقيت من رمضان سنة سبع وسبعين ومائة وألف، وتربى في مهد الشيخ محمد علي البدايوني، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، ثم سافر إلى بلاد أوده وتخرج على مولانا ذي الفقار علي الديوي، ثم سافر إلى مارهره وأخذ الطريقة عن السيد آل أحمد المارهروي، ولازمه مدة طويلة، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وله ثمانون سنة. ومن مصنفاته: مواهب المنان شرح جواهر الرحمن في التصوف، وله رسالة في الرد على الروافض، ورسالة في الرد على الوهابية. مات لسبع عشرة خلون من محرم سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. مولانا عبد المجيد البرشدي بوري الشيخ الفاضل عبد المجيد بن نجف علي الحنفي البرشدي بوري البريلوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بيرشدي بور بالياء المجهول قرية جامعة من أعمال رائي بريلي وسافر للعلم إلى لكهنؤ، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ تراب علي اللكهنوي، وعلى غيره من العلماء وحفظ القرآن، وكان مفرط الذكاء، قوي الحفظ. مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. مولانا عبد المغني البهلواروي الشيخ العالم الفقيه المفتي عبد المغني بن معين الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بقرية بهلواري وقرأ العلم على الشيخ وحيد الحق بن وجيه الحق البهلواروي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ مجيب الله بن ظهور الله الجعفري، وتولى الإفتاء مدة طويلة. مات لثلاث بقين من رمضان سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بقرية بهلواري فدفن بها، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. مولانا عبد النافع اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد النافع بن عبد العلي بن نظام الدين الأنصاري السهالوي اللكهنوي أحد العلماء، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ المختصرات على من بها من العلماء، ثم سافر إلى شاهجهانبور وقرأ أكثر الكتب الدرسية على والده، وطلب منه أن يفوض إليه مداخله ومصارفه، فلم يرض بذلك والده، فرجع إلى بلدته، وقرأ على الشيخ محمد ولي بن غلام مصطفى والشيخ يعقوب بن عبد العزيز ما فاته من الكتب الدرسية، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1034 ودرس ببلدته زماناً، ثم سافر إلى مدراس عند والده وطلب منه أن يفوض إليه تدبير منزله، وكان والده عبد العلي كريماً محسناً إلى طلبة العلم لا يعطي لأهله وعياله إلا شيئاً قليلاً، ويبذل أكثر ما يحصل له على المحصلين عليه فيعيش عياله في نكد وضنك فيكبر ذلك على ولده عبد النافع فيذهب إليه ويطلب منه أن يفوض إليه تدبير المنزل ووالده لا يرضى به، فلما استيأس منه رجع إلى لكهنؤ، وأقام بها زماناً يسيراً، ثم سافر إلى نواب مير خان الطوكي، فابتلى بالاستسقاء فرجع إلى لكهنؤ. وتوفي بها لليلتين بقيتا من شعبان سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة. مولانا عبد الواجد اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد الواجد بالجيم المعجمة بن عبد الأعلى بن عبد العلي الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء الحنفية، ولد بلكهنؤ وسافر في صغر سنه إلى مدراس، حيث كان جده عبد العلي، فقرأ المختصرات على عمه عبد الرب، والمطولات على جده عبد العلي، ورجع إلى بلدته، ولبث بها زماناً، ولما توفي جده سافر إلى مدراس مرة ثانية مع عمه عبد الرب المذكور، وقد ولي التدريس في مدرسة جده وختنه علاء الدين قبل وصولهما إلى مدراس، فقسم الأمير رواتب عبد العلي على علاء الدين وبنى له مدرسة أخرى وعلى عبد الرب وفوض إليه المدرسة القديمة فترك عبد الرب تلك المدرسة لابن أخيه عبد الواجد ورجع إلى لكهنؤ، فاشتغل عبد الواجد بالدرس والإفادة مدة حياته، كما في الأغصان الأربعة. توفي لثلاث عشرة خلون من محرم سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف كما في حديقة المرام. المفتي عبد الواجد الخير آبادي الشيخ الفاضل الكبير المفتي عبد الواجد بالجيم الحنفي الخير آبادي أحد فحول العلماء، كان ابن أخت الشيخ محمد أعلم بن ممد شاكر السنديلوي وصاحبه قرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وقرأ بعض الكتب على القاضي وهاج الدين ابن قطب الدين الكوباموي وقرأ شطراً من شرح هداية الحكمة للشيرازي على الشيخ أحمد الله بن صفة الله الحسيني الخير آبادي، ثم تصدر للتدريس، فدرس زماناً طويلاً ببلدته خير آباد، ثم ولي الإفتاء ببلدة لكهنؤ ولاه راجه تكيت رائي، وكان يدرس مع اشتغاله بالإفتاء، أخذ عنه الشيخ فضل إمام الخير آبادي وخلق كثير. مات يوم الجمعة لأربع ليال خلون من شوال سنة ست عشرة ومائتين وألف، كما في آمد نامه. المفتي عبد الواحد اللكهنوي الشيخ الفاضل المفتي عبد الواحد بالحاء المهملة بن عبد الأعلى بن عبد العلي الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على الشيخ أزهار الحق بن عبد الحق اللكهنوي، ثم سافر إلى مدراس وتخرج على جده عبد العلي بحر العلوم، ثم سافر إلى كلكته، ولقي بها رنكتن المغربي أكبر قضاة المحكمة العدلية، ولبث بكلكته مدة من الزمان، فلما توفي القاضي نجم الدين الكاكوروي اجتهد أن يشغل وظيفته فلم يفز بها وولي مكانه المفتي سراج الدين، ثم لما توفي سراج الدين اجتهد مرة ثانية للقضاء فلم ينله، وولي الإفتاء ببلدة رهتك بمائتين وخمسين ربية شهرية، فاستقل به مدة، ثم انتقل إلى بني بت، كما في الأغصان الأربعة. مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في آثار الأول. الشيخ عبد الواحد السهسواني الشيخ الفاضل عبد الواحد السهسواني أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف بسهسوان، ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا أمير حسن وولده أمير أحمد وعلى غيرهما من العلماء، ثم سافر إلى دهلي، وتطبب على الحكيم محمود بن صادق الدهلوي، وله مصنفات عديدة لم تطبع. مات في شبابه سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1035 الشيخ عبد الوالي اللكهنوي الشيخ العالم الصالح عبد الوالي بن أبي الكرم بن يعقوب بن عبد العزيز الأنصاري اللكهنوي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بلكهنؤ وقرأ العلم على خاله نور الحق بن أنوار الحق اللكهنوي، وأخذ الطريقة عن جده لأمه أنوار الحق، ولازمه مدة من الزمان، ودرس وأفاد، وأرشد الناس إلى طرائق الحق. وكان زاهداً عفيفاً متعبداً، ترك البحث والاشتغال في آخر عمره غير المثنوي المعنوي، وتذكر له كشوف وكرامات. مات لثمان بقين من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في آثار الأول. الشيخ عبد الوحيد اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد الوحيد بن المفتي عبد الواحد بالحاء المهملة بن عبد الأعلى بن عبد العلي الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على عمه عبد الواجد بالجيم وعلى الشيخ قدرة علي اللكهنوي، وبرز في الفقه والأصول والفرائض. مات لأربع خلون من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في آثار الأول. المفتي عبد الودود المدراسي الشيخ العالم المفتي عبد الودود بن محيي الدين الحسيني النقوي البردواني ثم المدراسي أحد فحول العلماء، ولد بقرية جوكهريه من أعمال بردوان وقرأ العلم على مولانا أمين الله والقاضي سراج الدين والقاضي غلام سبحان وعلى غيرهم من العلماء بمدينة كلكته، وسافر إلى مدراس سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف، فولي الإفتاء بنتهر نكر، ثم ولي القضاء بجنكل بيته، فاستقل به نحو عشرين سنة، ثم ولي الإفتاء بالمحكمة العدلية بمدراس، فاستقل به نحو أربع وعشرين سنة، كما في صبح وطن. مات لإثنتي عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثمان وستين ومائتين وألف كما في حديقة المرام. السيد عبد الوهاب السورتي الشيخ الفاضل عبد الوهاب بن عبد الحق بن معظم بن سيد شاه الحسيني السورتي أحد المشايخ المشهورين في عصره ببلدة سورت. مات لإحدى عشرة خلون من جمادي الأولى سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف. مولانا عبد الوهاب المدراسي الأمير الفاضل عبد الوهاب بن محمد غوث بن ناصر الدين الشافعي المدراسي مدار الأمراء مدبر الملك مختار الدولة وزارت خان بهادر أرسطو جنك، ولد لخمس خلون من جمادي الأولى سنة ثمان ومائتين وألف بمدراس، وقرأ ميزان الصرف تبركاً على العلامة عبد العلي اللكهنوي، ثم اشتغل بالعلم على عبد القادر وجعفر حسين ومرتضى وعلاء الدين اللكهنوي وعلى غيرهم من العلماء، ثم قرأ على والده وتخرج عليه، وأخذ القراءة عن الشيخ علي بن عبد الله الحموي، وسافر إلى الحرمين الشريفين للحج والزيارة مرتين، مرة في سنة أربع وستين، ومرة في سنة ثمان وسبعين. وكان حسن الأخلاق، عظيم الهمة، كريم السجية، مطلعاً على ما تمس إليه الحاجة من أمور الدنيا والدين، اشتغل بالخدمات الملوكية بعد وفاة والده، وولي القيادة في العساكر سنة اثنتين وأربعين، وولي الوزارة سنة أربع وخمسين، ولقب بالألقاب الفخيمة سنة ستين، واعتزل عن الخدمة سنة سبعين، فلم يقبل الأمير استقالته، واستنابه في الحضور مع الحكام عند فصل الخصام. وكان مع ذلك يدرس ويصنف، ومن مصنفاته: أكمل الوسائل لرجال الشمائل للترمذي والكواكب الدرية منتخب أحاديث مجالسة الدينورية وكشف الأحوال عن نقد الرجال في أسماء الضعفاء، وبدر الغررة في أسماء القراء العشرة ورسالة في الجغرافية، كلها بالعربية، وله نهاية السؤل في مناقب ريحانة الرسول وكاشف الرموزات إلى الورقات في أصول الفقه، وهبة الوهاب في الفقه الشافعي، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1036 وسند الزائرين في الرد على الوهابيين وروزنامج السفر. توفي لخمس خلون من ربيع الأول سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، كما في تاريخ أحمدي. مولانا عبد الهادي الرامبوري الشيخ الفاضل عبد الهادي بن عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري أحد فحول العلماء، قرأ بعض الكتب الدرسية على والده وبعضها على مولانا نور الإسلام بن سلام الله الدهلوي والمفتي شرف الدين الرامبوري ثم ولي خدمات في الدولة الإنكليزية، حتى صار نائباً عن الوالي في إحدى المتصرفيات. وكان شاعراً مجيد الشعر، مات لأربع خلون من ربيع الأول سنة سبع وثمانين ومائتين وألف وله أربع وستون سنة، كما في يادكار انتخاب. مولانا عبد الهادي الجهومكوي الشيخ العالم الصالح عبد الهادي الهندي الجهومكوي أحد العلماء الراسخين، نفع الله به عباده نفعاً عظيماً من أهل بلدتي سارن وجمبارن من البلاد المشرقية، ولد سنة خمس ومائتين وألف في جهومكا قرية من أعمال جمبارن في بيت من بيوت عبدة الأصنام، ونشأ على الكفر، وتعلم الخط والحساب والإنشاء والتاريخ واللغة الانكليزية، وحفظ قوانين الدولة، وذهب إلى عظيم آباد ليشترك في امتحان المحامية، فوافى وروده بها قدوم الإمام المجاهد السيد أحمد بن عرفان البريلوي حين ذهابه إلى الحجاز، فمن الله عليه ببركته بالإسلام فلازمه، وقرأ العلم على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، ثم أخذ عن الشيخ ولاية علي العظيم آبادي والسيد حسن بن علي البخاري القنوجي والشيخ المسند إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وقد استخلفه السيد الإمام في سارن وجمبارن وهما قطعتان من أرض بهار بكسر الموحدة فكان يدور في تلك الأرض ويذكر الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، وينصر السنة المحضة والطريقة السلفية، حتى أوذى في ذات الله من المخالفين والمعاندين، ولكن الله سبحانه نفع به عباده نفعاً عظيماً. مات في سفر الحج سنة خمس وستين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. القاضي عبيد الله العظيم آبادي الشيخ الفاضل عبيد الله بن غلام بدر بن سليم الله بن عليم الله النكرنهسوي العظيم آبادي أحد فحول العلماء، ولد يوم الخميس لست عشرة خلون من ربيع الأول سنة ست وثمانين ومائة وألف بنكرنهسه، قرية جامعة من أعمال عظيم آباد وقرأ العلم على عمه أمين الله بن سليم الله، ودرس مدة طويلة ثم ولي القضاء ببلدة كم كرن من بلاد مدراس فاستقل به زماناً. مات يوم الإثنين لأربع عشرة خلون من صفر سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف بكم كرن، كما في تذكرة النبلاء. ملا عرفان بن عمران الرامبوري الشيخ الفاضل عرفان بن عمران بن عبد الحليم التاجيكي الخراساني ثم الرامبوري، كان من العلماء المتبحرين، ولد ونشأ بخراسان وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم قدم الهند، ولازم العلامة عبد العلي بن نظام الدين السهالوي اللكهنوي، وتخرج عليه ثم تأهل برامبور وتدير بها. له مصنفات جليلة في الفقه والأصول منها: مدار الأصول ودوار الأصول، كلاهما شرح دائر الأصول إلى علم الأصول، له خمسة أبناء كلهم علماء، أجلهم القاضي خليل الرحمن الطوكي، مات بمدينة رامبور. الشيخ عزة علي السنديلوي الشيخ الفاضل عزة علي الحسيني الواسطي السنديلوي أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، قرأ العلم على العلامة حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، ورحل إلى فرخ آباد فأقام بها مدة من الزمان، ثم رجع إلى بلدته، كما في تاريخ فرخ آباد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1037 نواب عزة يار خان الحيدر آبادي الأمير الفاضل عزة يار بن جعفر يار الحنفي الحيدر آبادي حكيم الحكماء نواب محي الدولة، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على جماعة من الفضلاء ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأخذ الحديث، ثم رجع إلى الهند، وولي الصدارة والحسبة بحيدر آباد بعد والده، وتقرب إلى سكندر جاه فمنح أقطاعاً كثيرة من الأرض الخراجية والإدرارات الكثيرة. قتله المهدوية سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف، كما في تزك محبوبي. الفقير عزيز الدين اللاهوري الأمير الفاضل عزيز الدين بن محيي الدين بن غلام شاه البخاري اللاهوري المشهور بالفقير، ولد ونشأ بلاهور، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم تطبب على حاكم رائي الطبيب الوثني اللاهوري، فقربه حاكم رائي إلى رنجيت سنكه ملك بنجاب فداواه في مرضه الذي أصابه في العين فصار سعيه مشكوراً في ذلك، فجعله رنجيت سنكه طبيباً خاصاً له، وأقطعه أرضاً خراجية، ووظفه، وقربه إليه، ثم جعله مرجعاً إليه في مهمات الأمور، لا سيما في المعاهدات الدولية، فلم يزل مقتدراً في أيام كهزك سنكه وشير سنكه. وكان بارعاً في الطب والإنشاء، فصيحاً، ذا دهاء وتدبير وسياسة، لم يكن في زمانه مثله في ذلك وهو الذي بنى مدرسة عظيمة بلاهور فتخرج منها جماعات من الفضلاء. مات نحو سنة إحدى وستين ومائتين وألف بلاهور. الشيخ عزيز الحق الجونبوري الشيخ العالم الفقيه عزيز الحق بن ثناء الحق بن ضياء الحق بن حضرة شيخ ابن محب الله بن نور الله بن المفتي نور الحق بن الشيخ المحدث عبد الحق الدهلوي ثم الجونبوري أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على أساتذة عصره بجونبور، ثم درس وأفاد بها مدة طويلة، ثم لازم الشيخ غلام رشيد الجونبوري، وأخذ عنه الطريقة، ثم قدم لكهنؤ وسكن بها، وكان مرزوق القبول، انتفع به خلق كثير. مات بمدينة لكهنؤ سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف كما في النفحات. مولانا عظمة علي الرمضانبوري الشيخ الفاضل عظمة علي الحنفي الرمضانبوري البهاري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بقرية رمضانبور وأخذ العلم على مولانا شعيب الحق البهاري، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وترك بعضها ثم عكف على مطالعة الكتب، حتى برع في العلم، وولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته فدرس بها مدة طويلة، ثم بعث إلى نيبال فأقام بها زماناً، ومرض فعاد إلى الهند. مات ببلدة بنارس سنة ستين ومائتين وألف، كما في تاريخ رمضانبور. مولانا عظيم الدين اللكهنوي الشيخ الفاضل عظيم الدين اللكهنوي الحكيم، كان من العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى مدراس سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف، وأخذ عن العلامة عبد العلي اللكهنوي، وولي الإفتاء ببلدة ترجنابلي فعاش بها زماناً، وكان بارعاً في الطب والشعر، والكلام والمنطق وغيرها. مات سنة عشرين ومائتين وألف، كما في نتائج الأفكار. مولانا علاء الدين اللكهنوي الشيخ الفاضل الكبير علاء الدين بن أنوار الحق بن عبد الحق الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا مبين بن المحب اللكهنوي، ثم سافر إلى رائي بريلي وقرأ أكثر الكتب على عمه أزهار الحق، وسافر معه إلى بهار بضم الموحدة وقرأ فاتحة الفراغ في دروس العلامة عبد العلي اللكهنوي، ورجع إلى بلدته الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1038 فدرس وأفاد بها زماناً، ثم سافر إلى مدراس وولي التدريس في مدرسة عبد العلي المذكور، ولما توفي عبد العلي ولي مكانه، ولقبه الأمير بملك العلماء له شرح بسيط على فصول أكبري. مات لعشر خلون من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف بمدراس كما في الأغصان الأربعة. مولانا علم الهدى الأميتهوي الشيخ الفاضل علم الهدى بن نجم الهدى بن نور الهدى العثماني الأميتهوي أحد العلماء الصالحين، كان من نسل الشيخ نظام الدين الأميتهوي، ولد ونشأ ببلدة أميتهي وقرأ العلم على أبيه، وقام مقامه في الدرس والإفادة، كما في بحر زخار. مولانا علم الهدى البجنوري الشيخ العالم الفقيه علم الهدى بن القاضي رحمة الدين الحنفي البجنوري أحد عباد الله الصالحين، كان سبط الشيخ أبي القاسم البجنوري، ولد سنة خمس وأربعين ومائة وألف، قرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ بدر عالم الساداموي وبعضها على الشيخ غلام يحيى بن نجم الدين البهاري، ثم سافر للعلم إلى كاكوري وإلى سنديله ثم إلى دهلي، وأخذ عن أساتذة عصره، ثم رجع إلى بجنور وأخذ الطريقة عن الساداموي، ولازمه زماناً، حتى برع في العلم والمعرفة، وولي الشياخة مقام جده أبي القاسم، وكان الساداموي صاحب جده المذكور وخليفته. توفي لسبع بقين من شعبان سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف بقرية بجنور فدفن بها، كما في مخزن البركة. الشيخ علي بن إبراهيم السورتي الشيخ الفاضل علي بن إبراهيم بن عبد الأحد الشافعي السورتي باعكظه، كان من كبار العلماء، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، مات في حياة والده لعشر بقين من ربيع الأول سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت. الشيخ علي بن الحسن الشيعي الشيخ الفاضل علي بن الحسن بن العسكري الشيعي المشهور بمشرف علي خان، كان من كبار العلماء الشيعة، قرأ العلم على السيد محمد بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي وتفقه عليه، له مصنفات عديدة منها: إزاحة الغي في الرد على عبد الحي يعني به العلامة عبد الحي بن هبة الله البرهانوي، رد فيه على كتابه الصراط المستقيم ومنها كتاب المسائل جمع فيه فتاوي السيد محمد بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي وصنوه الحسين بن دلدار علي. مات في بضع وأربعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. السيد علي بن عبد الشكور البريلوي الشيخ الفاضل علي بن عبد الشكور بن محي الدين الحسني الحسيني البريلوي المشهور بعلي المرتضي، ولد سنة أربع وستين ومائتين وألف بمدينة رائي بريلي ونشأ بها، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى بلدة طوك وأخذ عن جماعة من الفضلاء حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون. وكان صالحاً عفيفاً ديناً، مات في شبابه بمدينة طوك لتسع خلون من ربيع الأول سنة تسع وثمانين ومائتين وألف وله خمس وعشرون سنة. السيد علي بن الحسين اللكهنوي الشيخ الفاضل علي بن الحسين بن دلدار علي الشيعي النقوي اللكهنوي المشهور بعلي حسين، كان من أكابر العلماء الشيعة، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ على والده ولازمه مدة، وتطبب على بعض الأطباء، وبرع في أكثر العلوم، لا سيما الصناعة الطبية، لقبه واجد علي شاه اللكهنوي بزين العلماء عضد الدين، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. مات سنة أربع وستين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1039 السيد علي بن دلدار علي اللكهنوي الشيخ الفاضل علي بن دلدار علي بن محمد معين الشيعي النقوي اللكهنوي أحد العلماء الشيعة، ولد لثمان عشرة خلون من شوال سنة مائتين وألف بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده وتفقه عليه، فدرس وأفاد زماناً بلكهنؤ، ثم سافر إلى العراق سنة خمس وأربعين فدخل كربلاء وأدرك بها علماء العراق، فأجازه السيد كاظم الرشتي ورجع إلى الهند سنة ست وأربعين ومكث ببلدة لكهنؤ مدة، ثم سافر إلى العراق سنة ست وخمسين وزار مشهد الرضا بخراسان، ثم رحل إلى كربلاء ومات بها. ومن مصنفاته: ترجمة القرآن بالهندية في مجلدين وقد طبع في عهد أمجد علي شاه، وله رسالة في مبحث فدك وفي إثبات المتعة في الرد على الأخبارية، ورسالة في جواز العزاء على الوجه المرسوم من اتخاذ الضرائح من القضبان والثياب، وله رسالة في القراءة. مات لثمان عشرة خلون من رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين وألف وله ثمان وخمسون سنة، كما في تذكرة العلماء. الحاج علي بن أبي طالب الدهلوي الشيخ الحاج علي بن أبي طالب الدهلوي العظيم آبادي المشهور بعلي مرزا، كان من رجال التاريخ والشعر، له زبدة الأخبار في سوانح الأسفار في مجلدين، صنفه سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب. السيد علي بن بهاء الدين اللكهنوي الشيخ الفاضل علي بن بهاء الدين الحسيني الشيعي اللكهنوي المشهور بعلي الأصغر، كان من كبار العلماء الشيعة، تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين اللكهنوي وقرأ عليه، توفي في عهد محمد علي شاه، كما في تذكرة العلماء. الشيخ علي بن يحيى الكشميري الشيخ العالم الصالح علي بن يحيى بن معين الرفيقي الكشميري أحد أكابر المشايخ الحنفية، ولد سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف وأخذ العلم عن والده وعن أخيه أسلم بن يحيى الرفيقي، وبرع في الفقه والحديث والعربية، فدرس وأفاد مدة حياته، أخذ عنه أبناؤه: عبد الأحد وبهاء الدين وسناء الدين وأبناء عمه: أبو الرضا محمد وأبو الطيب أحمد والشيخ عبد الله وعبد الرسول وغيرهم من العلماء. مات لعشر خلون من محرم سنة أربع عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. السيد علي بن الحسين الصمدني الشيخ الفاضل علي بن الحسين بن علي الحسيني الرضوي الصمدني أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بصمدن بفتح الصاد المهملة وسافر للعلم إلى لكهنؤ وجونبور ثم سار إلى كلكته، وقرأ على القاضي أحمد كبير الحسيني وعلى غيره من العلماء، وجمع العلم والعمل والطب والشعر وسائر الفنون الأدبية، فولي التدريس بالمدرسة العالية في كلكته فدرس بها زماناً، ومات لعشر خلون من رجب سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، كما في تاريخ صمدن. القاضي علي بن أحمد الكوباموي الشيخ الفاضل العلامة علي بن أحمد بن مصطفى العمري الكوبامؤي القاضي إرتضا علي خان المدراسي أحد الأفاضل المشهورين في كثرة الدرس والإفادة، ولد سنة ثمان وتسعين ومائة وألف ببلدة كوبامؤ وقرأ المختصرات على أبيه، ثم دخل لكهنؤ وقرأ على أساتذة عصره، وأقام بلكهنؤ سبع سنين، ثم سافر إلى سنديله وقرأ المنطق والحكمة والكلام على المولوي حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، ثم سافر إلى بلكرام وأخذ الحديث عن الشيخ إبراهيم المليباري، والطريقة عن الشيخ نصير الدين السعدي البلكرامي، وأقام بها سبع سنين، ثم رجع إلى كوبامؤ وسافر إلى مدراس سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، وكان والده قاضي القضاة بها، فاستقل بالدرس والإفادة زماناً، وحصلت له الإجازة عن الشيخ عمر بن عبد الكريم بن عبد الرسول المكي مكاتبة سنة 1241هـ وولي الإفتاء سنة ثلاثين وصار قاضياً بجتوز بكسر الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1040 الجيم الهندية وتشديد الفوقية سنة خمس وثلاثين وصار أكبر قضاة البلاد الجنوبية بمدراس سنة أربع وأربعين، فاستقل بها ثلاث عشرة سنة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ومات عند رجوعه إلى الهند بحديدة. وكان رحمه الله من كبار العلماء، انتهت إليه رئاسة العلم والتدريس بمدراس، انتفع به جمع كثير من العلماء، وله مصنفات مفيدة ممتعة منها: النفائس الارتضائية شرح ميزان البلاغة للشيخ عبد العزيز الدهلوي، ومنها الفرائض الارتضائية في المواريث، ونقود الحساب وتنبيه الغفول في إثبات إيمان آباء الرسول وله شرح على قصيدة البردة للبوصيري، وله حاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي، وحاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد شرح المواقف وله ديوان الشعر الفارسي، وله الفوائد السعدية في السلوك ومنحة السراء في شرح الدعاء المسمى بكاشف الضراء، شرح فيه أسماء الله الحسنى صنفه سنة 1242هـ. مات لسبع خلون من شعبان سنة سبعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. السيد علي بن الحسين اللكهنوي الشيخ الفاضل علي بن الحسين بن دلدار علي الحسيني النقوي الشيعي اللكهنوي المشهور بعلي النقي، كان من علماء الشيعة، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ واشتغل بالعلم على والده، وقرأ عليه، وبرع في الحساب والفرائض وغيرهما، لقبه أمجد علي شاه اللكهنوي بزبدة العلماء معين المؤمنين، وولاه على الزكاة، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. وقال علي أكبر الكشميري في سبيكة الذهب: إن أمجد علي شاه كان يرسل إلى أبيه ثلاثمائة ألف من النقود كل عام، وكذلك كثيراً من النقود كل عام، وكذلك كثيراً من الأقمشة والشالات على وجه الصدقات للقسمة، فكان أبوه يفوض الكل إليه فلما طارت الأخبار بالأقطار توجهت مطايا الآمال نحو سدته فصار مقصداً ومرجعاً للعرب والعجم والكشميريين كانوا يحفونه ويزفونه يرسلون ما يكتنزون إلى أهليهم ويتعاملون بينهم، وللسيد أربعة رباع متزينة بالديباج الرومي والمفارش الحسنة والزرابي الصينية والمساند الكاشانية والشالات الكشميرية والمراوح الطوال المعلقة والخيل المسومة والسوابح المتوسمة والأفيال السمينة الراسية والرباع الشامخة، وكان في كل مربع روض وحوض وتجاه الحوض عريشة موضوعة وحولها كراسي نفيسة، ولكل من الرباع أسماء: أولها بيت الفيوض، والثاني بيت الإنشاء والثالث بيت الأجرى، والرابع بيت القبوض، وكان على كل باب بواب، وكانت له ندماء ظرفاء، وكان يغدو ويروح كل صباح ومساء راكباً على الجواد وتارة على الفيلة، وتارة مع الندماء على العجلة، ويقسم الزكاة والمال على الشيعة، وكان هكذا حاله مدة من الزمان حتى هبت عليه النكباء وقامت عليه القيامة فلا يكون حوله حاف ولا واف ولا رطب ولا جاف ولا من يترقب بالإسعاف ولا من يسمحه بالإلحاف، انتهى. نواب علي إبراهيم الحسين آبادي الأمير الفاضل علي إبراهيم الحسين آبادي المونكيري نواب علي إبراهيم خان، كان من نسل الشيخ شعيب، تقرب إلى نواب قاسم علي خان المرشد آبادي، ولبث عنده زماناً، ثم ولي القضاء الأكبر بمدينة بنارس في عهد اللورد هستنك، له مصنفات عديدة منها: خلاصة الكلام في تذكرة شعراء الفرس، صنفها سنة ثمان وتسعين ومائة وألف، وله كلزار إبراهيم تذكرة شعراء الهند. الشيخ علي أحمد الطوكي الشيخ العالم المحدث علي أحمد الحنفي الطوكي أحد العلماء الصالحين، دخل دهلي في آخر سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، وسكن بنجابي كره وقرأ العلم على مولانا عبد الخالق الدهلوي، وعلى الشيخ المسند إسحاق بن أفضل العمري سبط الشيخ عبد العزيز، وأسند الحديث عنه ثم سافر إلى أرض السند سنة خمسين، ولحق بقافلة السيد الإمام الشهيد أحمد بن عرفان البريلوي، وجاء إلى بلدة طوك في ذلك الركب، فأكرمه وزير الدولة وولاه الإنشاء فاستقل به مدة حياته. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1041 القاضي علي أشرف البهلواروي الشيخ الفاضل علي أشرف بن علي أكبر بن وحيد الحق الجعفري البهلواروي أحد الفقهاء الحنفية، ولد لخمس خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف بقرية بهلواري ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وأخذ الطريقة عن الشيخ نعمة الله، وولده أبي تراب بن نعمة الله، ثم انتقل إلى بهار وسكن بها، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء. مات لست بقين من ربيع الأول سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. السيد علي أظهر النظام آبادي الشيخ الفاضل علي أظهر الحسيني الشيعي النظام آبادي أحد كبار العلماء، قرأ العلم على السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي، وتفقه عليه، له مصنفات عديدة منها: رسالة في الرد على الفرقة الأخبارية كما في تذكرة العلماء. السيد علي أعظم البهلواروي الشيخ الفاضل علي أعظم بن أفضل علي الحسيني الحنفي البهلواروي أحد العلماء المتورعين، ولد سنة ست وثلاثين ومائتين وألف ونشأ بقرية، بهلواري وقرا العلم على مولانا عبد الغني بن عبد المغني الجعفري تم أخذ الطريقة عن الشيخ أبي الحسن بن نعمة الله البهلواروي، له رسالة في إبطال الضرائح المروجة في الهند، صنفها سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف. مات لثلاث بقين من جمادي الأولى سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء. الشيخ علي أعظم الهندي الشيخ الفاضل علي أعظم الهندي الدفين بكلكته، قرأ العلم على مولانا مخدوم الحسيني اللكهنوي، ثم سافر إلى كلكته وأخذ عن الشيخ أمين الله بن سليم الله العظيم آبادي، والقاضي نجم الدين الكاكوروي، ثم ولي التدريس، فدرس بكلكته مدة، ومات بها، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. الشيخ علي أكبر الفيض آبادي الشيخ الفاضل العلامة علي أكبر بن أسد الله بن أمر الله الحسيني الفيض آبادي، كان من نسل الشيخ قطب الدين مودود الجشتي رحمه الله، ولد ونشأ بدهلي، وأخذ عن عمه وشيخه السيد محمد مير الحسيني الدهلوي المشهور بالشيخ بهلن، ولازمه مدة حياته، فلما مات عمه المذكور بفرخ آباد ونقل جسده إلى مدينة بريلي أقام بها مدة، ثم سار إلى إله آباد سنة إحدى وسبعين ومائة وألف، وعكف على مطالعة كتب الشيخ محي الدين ابن عربي، ثم كتب: الشيخ محب الله الإله آبادي على قبر الشيخ محب الله المذكور الواقع على شاطئ نهر جمن مع اشتغاله بالحق سبحانه، فرأى الشيخ محب الله المذكور في المنام ووقع بينهما كلام على مذهبه فاعترف بما اعترف، وأعطاه الخرقة التي كانت عليه، فلما أفاق لاقاه غلام محب الله بن حبيب الله بن سيف الله بن تاج الدين بن محب الله المذكور، وأخبره أنه رأى في منامه جده، فأمره أن يخرج الخرقة التي كان يلبسها في حياته إليه فأتى بها لديه فأخذها، ثم إنه لبس الخرقة في المنام عن الشيخ محي الدين ابن عربي المذكور، ثم أدرك الشيخ أبا الحسن علي بن عمر بن علي بن محمد العسقلاني بمدينة إله آباد وكان من رجال العلم والطريقة فألبسه الخرقة وأجازه في الطريقة القادرية عن أبيه عن جده عن الشيخ معروف بن الحسين بن العباس المروزي عن الشيخ حزين بن عبد الكريم اللاري عن الشيخ سهل بن إبراهيم بن إسحاق الترمذي عن الشيخ علي بن الحسن بن الحسين الإيلي عن الشيخ شهاب ابن النجيب المغربي عن الشيخ أبي علي بن إبراهيم بن يوسف العسكري عن أبي بكر ابن محمد بن أبي جعفر المغازلي عن الشيخ سعيد الفرغاني عن صدر الدين محمد بن إسحاق القونوي عن الشيخ محمد بن علي بن عربي صاحب الفصوص والفتوحات. وأما عمه السيد محمد مير المذكور فإنه أخذ الطريقة عن أبيه أمر الله عن الشيخ خوب الله الكروي عن أبيه السيد أحمد أسد الله الكروي عن الشيخ بهاء الدين الشاه آبادي عن الشيخ نجم الحق محمد السيوهني المشهور بجائين لده، وهو من كبار المشايخ الجشتية الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1042 في الهند وانتقل من دهلي إلى فيض آباد وسكن بها، وحصلت له الوجاهة العظيمة عند الأمراء، يكرمه نواب آصف الدولة ووزيره حسن رضا خان، ويتردد إليه، ويتلقى إشاراته بالقبول، وهو الذي أشار إلى الوزير أن يقيم الجماعة للصلاة، وكانت الشيعة الإمامية إلى ذلك العصر يصلون الصلاة المفروضة منفردين، فاستجاز الوزير من آصف الدولة وأمر السيد دلدار علي النصير آبادي أن يتصدى لإقامة الجماعة فامتثل أمره سنة إحدى ومائتين وألف. وكان الشيخ علي أكبر من أرباب الوجد والسماع والتوحيد الوجودي، وكان يفضل علياً - كرم الله وجهه - على سائر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، صرح به في وصاياه لجد أمي السيد مهدي بن الحسن الهسوي، رأيتها بخطه. وله مصنفات عديدة منها: تنبيه الغي وتصفية التسوية كلاهما في التوحيد الوجودي، ومنها منهاج السراج في الفروع صنفه لجد أمي المذكور، ومنها المكاشفات وهي حاشية على نفحات الأنس للجامي في مجلدين، الأول منهما صنفه سنة ثمان وتسعين ومائة وألف أوله: الحمد لله الذي أوجد الأشياء عن عدم وعدم العدم، إلخ والمجلد الثاني صنفه سنة تسع وتسعين أوله: الحمد لمن لا وجود لسواه فلا نشهد إلا إياه، إلخ مات سنة عشر ومائتين وألف. الشيخ علي أكبر البهلواروي الشيخ الفاضل علي أكبر بن وحيد الحق بن وجيه الحق الجعفري البهلواروي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد لخمس عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة ثمانين ومائة وألف، وقرأ العلم على أبيه، ولازمه مدة طويلة، وأخذ الطريقة عن خاله نعمة الله بن مجيب الله البهلواروي. مات لإحدى عشرة بقين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. الشيخ علي بخش الجهبروي الشيخ الفاضل علي بخش بن إمام بخش الجهبروي أحد العلماء المبرزين في الأدب، له أبيات بالعربية والفارسية والهندية. مات سنة سبعين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب. ملا علي باد شاه الكشميري الشيخ الفاضل علي باد شاه الشيعي الكشميري، كان من العلماء الأعلام بفيض آباد، يدرس ويفيد ويرشد الناس إلى الفروع والأصول على مذهب الشيعة، كما في سبيكة الذهب. السيد علي جعفر الإله آبادي الشيخ الفاضل علي جعفر بن علي رضا بن فقير الله الجنيدي الغازيبوري ثم الإله آبادي كان من نسل عبيد الله الأعرج الحسيني الترمذي، ولد يوم الأحد لأربع بقين من ربيع الثاني سنة تسع وتسعين ومائة وألف وقرأ العلم على مولانا عبد العلي الإله آبادي، ودرس وصنف وهو دون العشرين. له فصول رضوى في الصرف، صنفه في السادس عشر من سنه، وله شرح على هداية النحو وحاشية على مير قطبي وحاشية على مير زاهد وحاشية على شرح الميبذي. مات لخمس خلون من جمادي الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات. الشيخ علي حبيب البهلواروي الشيخ الفاضل علي حبيب بن أبي الحسن بن نعمة الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء الصالحين، ولد لخمس بقين من رمضان سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على أبيه ومعظمها على أخيه نور العين، وعمه أبي تراب، وعلى محمد حسين، كلهم كانوا من أصحاب مولانا أحمدي البهلواروي، ثم استقدم ابن عمه الشيخ آل أحمد بن محمد إمام البهلواروي من المدينة المنورة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1043 وسمع منه الصحاح الست وأسند عنه. وكان حريصاً على جمع الكتب النفيسة ومطالعتها، وكان واسع الاطلاع على مذهب الحنفية طائعاً لما يثبت له من السنة وهو اجتهد في إبطال بدعة الضرائح، وطواف القبور وإيقاد السرج الكثيرة في الأعراس، وكان يجوز القنوت في الفجر عند النازلة، ويجوز رفع السبابة في التشهد في الصلاة ويجوز قراءة الفاتحة خلف الإمام في الصلاة السرية، وقراءة الأدعية المأثورة عند رفع الرأس عن الركوع وبين السجدتين، وباعتدال الأركان في الصلاة كما هو مذهب أهل الحديث، وبأداء الصلاة في الأوقات المستحبة عند أهل الحديث. وله مصنفات في الفقه والعقائد منها: النعمة العظمى في بعض المسائل، وهو أول ما صنفه وقد رجع عن مسائله بعد اطلاعه على الأحاديث الصحيحة، ومنها: شواهد الجمعة في إبطال شرطية السلطان لإقامة الجمعة، ومنها الأسوة الحسنة في تفضيل الخلفاء الراشدين، ومنها صلاة المحبين في صيغ الصلاة، وديوان الشعر الفارسي، وكان يتلقب في الشعر بنصر. مات يوم الإثنين لثلاث بقين من ربيع الأول سنة خمس وتسعين ومائتين وألف. الشيخ علي سجاد البهلواروي الشيخ الفاضل علي سجاد بن نعمة الله بن مجيب الله الجعفري البهلواروي كان سادس أبناء والده، ولد لإحدى عشرة بقين من ذي القعدة سنة تسع وتسعين ومائة وألف، وقرأ العلم على مولانا أحمدي ثم أخذ الطريقة عن أبيه ولازمه مدة، وله مصنفات منها: رسالة في فضائل النبي صلى الله عليه وسلم ورسالة في الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورسالة في الفقه الحنفي، وديوان الشعر الفارسي. مات لإثنتي عشرة بقين من رمضان سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. السيد علي شاه الكشميري الشيخ الفاضل علي شاه الشيعي الكشميري أحد كبار العلماء، ذكره علي أكبر في سبيكة الذهب قال: إنه سافر إلى العراق، وأقام بها اثنتي عشرة سنة، وكان يدرس ويفيد، فاستقدمه الحكيم مهدي علي خان الكشميري إلى فرخ آباد للامامة في الصلوات، فقدم فرخ آباد وأقام بها زماناً، ثم لما رجع الحكيم مهدي علي خان المذكور إلى لكهنؤ جاء معه ومات بلكهنؤ لخمس بقين من ربيع الأول سنة تسع وستين ومائتين وألف. مرزا علي شريف اللكهنوي الشيخ الفاضل علي شريف بن محمد زمان الشيعي اللكهنوي الحكيم الحاذق، تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي، وأخذ عنه، ثم تطبب على كبار الأطباء، وبرع في المنطق والحكمة والكلام والصناعة الطبية، له حواش وتعليقات على الكتب الكلامية، ورسالة نفيسة في الحميات، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. وكانت وفاته في سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، كما في مختصر سير هندوستان. السيد علي ضامن النونهروي الشيخ الفاضل علي ضامن بن إمداد علي الحسيني النونهروي أحد الفقهاء الشيعة، ولد ونشأ بنونهره قرية من أعمال غازيبور وسافر للعلم فقرأ على الشيخ عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي، والشيخ تراب علي بن شجاعة علي الأمروهوي، وله حاشية على الشمس البازغة مات سنة ثمانين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. السيد علي كبير الإله آبادي الشيخ الفاضل علي كبير بن علي جعفر بن علي رضا بن فقير الله الحسيني الإله آبادي أحد العلماء الصالحين، ولد بمدينة إله آباد لليلتين بقيتا من محرم سنة اثنتي ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على عم أبيه السيد نور الحسن وقرأ شرح هداية الحكمة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1044 للميبذي وشرح عقائد النسفي على الشيخ رضي الدين الإله آبادي وابنه نصير الدين وقرأ عليه تحرير الأقليدس وسلم العلوم وشرح السلم ومير زاهد ملا جلال ومير زاهد رسالة وغيرها من كتب المنطق، وقرأ بعض رسائل الفرائض على الفقيه برهان الدين الديوي وقرأ شطراً من مختصر المعاني على محمد حنيف الولايتي، وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا روح الفياض الموي، واستفاد منه في كثير من العلوم والفنون، وأخذ الطريقة عن أبيه، وأسند الحديث عنه وعن السيد إدريس المغربي المحدث، ودرس وصنف. ومن مصنفاته تحفة الكبير في مناقب الخلفاء وأصحاب التطهير وإتحاف أرباب الحياة لأرواح الأموات ووظيفة القبول في ذكر تعيين مولد الرسول وغاية التوضيح في مشروعية التسبيح ورسالة صنفها في إبطال التقية وهداية الأحباب في كشف عما شجر بين الأصحاب وخلاصة المناقب في فضائل آل بيت سيد آل غالب وغاية المطالب في بحث إيمان أبي طالب وإظهار السعادة شرح أسرار الشهادة والأربعين في مناقب الخلفاء الراشدين ونجوم الاهتداء في اقتداء الأربعة من الأئمة الخلفاء ومطلوب الطالبين في أسماء رجال الأربعين وغاية البيان في ذم مروان وضياء القلوب في سير المحبوب وتقوية الإيمان في فضائل شهر رمضان وغرة الكمال في ذكر شهر شوال وبسط الكلام في فضائل ذي الحجة الحرام والعشرة المبشرة في مناقب العشرة والفوائد الجعفرية وانتخاب العقيدة وصحيفة العوائد في ذكر وفاة الوالد وترجمة رجال الشمائل للترمذي. مات لأربع خلون من محرم سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات. المفتي علي كبير المجهلي شهري الشيخ العالم الكبير علي كبير بن علي محمد الجعفري المجهلي شهري، أحد العلماء المشهورين، كان من نسل جعفر الطيار ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، ولد سنة سبعين ومائة وألف ببلدة جونبور ونشأ بها وقرأ بعض الكتب على والده، ثم سافر إلى لكهنؤ، وأخذ المنطق والحكمة عن الشيخ مبين بن محب الله اللكهنوي، وأخذ الفنون الرياضية عن العلامة تفضل حسين الكشميري، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، وتفقه عليه، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد آفاق بن إحسان الله النقشبندي، ثم ولي الإفتاء بالدائر والسائر ونال منزلة جسيمة عند ولاة الأمر، فشفع لبني أعمامه، وأوصلهم إلى منازل عالية في الخدمات الملوكية، وترك الخدمة في سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، واعتزل في بيته زماناً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وقد قارب المائة، وتوفي بقرية فريد بور على خمسة أميال من مجهلي شهر بعد عوده من الحج، ومن مصنفاته المخروطات الجبرية والمخروطات الهندسية. مات ليلة الجمعة لسبع بقين من ربيع الأول سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في تجلى نور. مولانا علي محمد اللكهنوي الشيخ العالم علي محمد بن معين بن مبين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المذكرين، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على ابن عمه خادم أحمد بن الحيدر اللكهنوي، وتفقه عليه، له رسائل بالهندية منها: هداية النسوان وجشمه فيض في طهارة الماء ونجاسته، ومنها رسالة في مسائل الزكاة. مات سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في آثار الأول. مولانا علي محمد المجهلي شهري الشيخ الفاضل علي محمد الهاشمي الجعفري المجهلي شهري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمجهلي شهر وقرأ العلم على مولانا باب الله المجهلي شهري وتصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء. له مصنفات منها: جهار عنصر في الصرف والنحو، ومنها منهاج الإسلام في الفقه والعقائد، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1045 ومنها تهذيب الإيمان في الأخلاق. مات يوم الإثنين لست بقين من رمضان سنة ست وثلاثين ومائتين وألف، كما في تجلى نور. مولانا علي محمد السنبهلي الشيخ الفاضل علي محمد بن محمد داود الأنصاري السنبهلي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بمدينة سنبهل وقرأ العلم على الشيخ قطب الدين ابن غلام فريد السنبهلي، ولازمه مدة طويلة، حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون. له شرح بسيط على تصورات تهذيب المنطق للتفتازاني صنفه سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، أوله: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، إلخ. الشيخ عليم الدين القنوجي الشيخ الفاضل عليم الدين بن فصيح الدين الحنفي القنوجي أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد ونشأ بقنوج، وقرأ العلم على الشيخ عبد الباسط بن رستم علي القنوجي، وبرع في العلم، وأفاد الناس مدة طويلة، ذكره السيد صديق حسن القنوجي في أبجد العلوم قال: إنه كان في الفضائل أنموذج السلف الصلحاء، وفي العلوم تذكار العرب العرباء، تلمذ على الشيخ عبد الباسط القنوجي، وأتم الكتب الدرسية من البدء إلى الغاية في حلقة درسه وحوزة إفادته، ودرس عمراً، وألف كتباً منها: عين الهدى شرح قطر الندى في النحو ودرر الفضائل في شرح الشمائل ورسائل في المنطق، وعام تأليف عين الهدى سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، انتهى. المفتي عليم الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل عليم الدين بن نجم الدين بن حميد الدين الكاكوروي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ العلم على أبيه وعلى مولانا فضل الله النيوتيني والشيخ عماد الدين اللبكني والمفتي عبد الواجد الخير آبادي، ثم ولي الإفتاء بالدائر والسائر، فاشتغل به زماناً، ثم ولي القضاء بها ثم ولي الصدارة. وكان مفرط الذكاء جيد الحفظ، مات بكاكوري لسبع عشرة خلون من ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين وألف، كما في مجمع العلماء. مولانا عليم الله النكرامي الشيخ الفاضل عليم الله بن أحمد الله بن حفيظ الله بن القاضي أبي تراب الحنفي النكرامي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بنكرام وحفظ القرآن وسافر للعلم إلى لكهنؤ، فقرأ الكتب الدرسية على مرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرحمن الصوفي ولازمه ملازمة طويلة، له شرح على جهد المقل لعبد الرحمن المذكور بالفارسي. مات سنة ست وخمسين ومائتين وألف بنكرام، أخبرني بها إدريس ابن عبد العلي النكرامي. السيد عليم الله الجالندري الشيخ الفاضل الكبير عليم الله بن عتيق الله الحسيني الجالندري أحد العلماء المبرزين في الفقه والسلوك، ولد لثمان بقين من جمادي الأولى سنة تسع ومائة وألف ببلدة جالندر ونشأ بها وقرأ العلم على الشيخ بهلول البركي وعلى غيره من العلماء، ثم لازم الشيخ محمد سعيد بن يوسف الأنبالوي، وأخذ عنه الطريقة الجشتية، وعاش عمراً طويلاً. له مصنفات عديدة منها: أنهار الأسرار ونزهة السالكين في السلوك، وزبدة الروايات في الفقه، ونثر الجواهر ترجمة نظم الدرر والمرجان لمرزا خان المحدث البركي، وله شرح على أخلاق ناصري وشرح على بوستان سعدي وله غير ذلك من الكتب والرسائل. مات لست عشرة خلون من صفر سنة اثنتين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء. السيد عليم الله الشاهجهانبوري الشيخ الفاضل عليم الله الحسيني الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1046 ببلدة شاهجهانبور وقرأ العلم على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه، وقال: إنه كان تقياً متورعاً، اتفق الناس على نبالته. الشيخ عليم الله الكنكوهي الشيخ الصالح عليم الله النقشبندي الكنكوهي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، أخذ الطريقة عن الشيخ الكبير جانجانان العلوي الدهلوي، ولازمه مدة من الزمان، حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة. مات سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء. الشيخ عماد الدين الكشميري الشيخ العالم الفقيه عماد الدين بن عبد الرسول بن إبراهيم بن أسلم بن يحيى بن معين الرفيقي الكشميري أحد العلماء الصالحين، ولد سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على جماعة من العلماء، ثم أسند الحديث، وقرأ صحيح البخاري على الشيخ أحمد علي الواعظ، ولبس الخرقة من الشيخ أحمد التاربلي، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، أخذ عنه نظام الدين وحمزة. مات لثمان خلون من رمضان سنة ثلاثمائة وألف، كما في حدائق الحنفية. مولانا عماد الدين الكشميري الشيخ الفاضل عماد الدين بن نظام الدين محمد شاه الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولي مشيخة الإسلام بكشمير بعد والده، وله مصنفات منها: رسائل بالعربية والفارسية في الحساب والأصطرلاب. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بكشمير وله ثلاثون سنة، كما في روضة الأبرار. مولانا عماد الدين اللبكني الشيخ الفاضل العلامة عماد الدين الحنفي اللبكني أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قرأ بعض الكتب الدرسية على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وبعضها على ملا حسن بن غلام مصطفى السهالوي، ثم تصدر للتدريس. وكان نادرة من نوادر الزمان، وبديعة من بدائعه الحسان، له قدم راسخ في المنطق والحكمة، وتآليف حسان تدل على فضله وغزارة مادته، منها: العقدة الوثيقة في بعض المسائل الحكمية والعشرة الكاملة في مبحث العلم، ورسالة في المقولات العشرة، وحاشية على شرح التهذيب لليزدي وله غير ذلك من الحواشي والشروح. مولانا عماد الدين المظفر بوري الشيخ العالم الصالح عماد الدين المنعمي الجك مجاهدي المظفر بوري أحد العلماء الصالحين، أخذ الطريقة عن الشيخ حسن علي المنعمي، ولازمه مدة طويلة، حتى صار صاحب وجد وحالة. مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في أنوار الولاية. السيد عماد علي البدايوني الشيخ الفاضل عماد علي الحسيني البدايوني أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية ولد ونشأ بمدينة بدايون وسافر للعلم فقرأ على أساتذة عصره في بلاد شتى، ثم لازم دروس العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي ببلدة شاهجهانبور وتخرج عليه، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء، مات ببلدة بدايون كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ عمر بن إسماعيل الدهلوي الشيخ العالم الصالح عمر بن إسماعيل بن عبد الغني بن ولي الله العمري الدهلوي أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بدار الملك دهلي، وقرأ العلم، وتصدر للتدريس مع قناعة وعفاف وتوكل واستغناء عن الناس، والتبتل إلى الله سبحانه، كان لا يلتفت إلى الدنيا وأربابها، حتى قيل: إن أبا ظفر السلطان التيموري اشتاق إلى لقائه، واستقدمه إلى القلعة، فأبى واعتذر إليه. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1047 مات سنة ثمان وستين ومائتين وألف. الشيخ عمر بن غوث البنارسي الشيخ الفاضل عمر بن غوث بن سعيد بن نور بن عبد الكريم العمري البنارسي أحد العلماء المشهورين بالشعر، ولد بقرية كنت من أعمال مرزابور سنة ثلاث وثلاثين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على والده مدة، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن أساتذتها، ثم لازم الشيخ سراج الدين علي خان الأكبر آبادي، وأخذ عنه الشعر، وأقبل عليه إقبالاً كلياً، ورجع إلى بلاده وسكن بمدينة بنارس، وكان متواضعاً حليماً متعبداً، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة. له مصنفات عديدة منها، كنج شائكان مجموع كبير في طبقات شعراء الفرس، ومنها مجموع فيه خمس مزدوجات له، ومنها ديوان الشعر الفارسي. توفي لأربع خلون من شعبان سنة خمس وعشرين ومائتين وألف وله اثنان وتسعون سنة، كما في حياة سابق. الشيخ عمر الحنفي الرامبوري الشيخ العالم الفقيه عمر بن أبي عمر الحنفي الرامبوري أحد زعماء المذهب الحنفي، كان يذب عن حمى مذهبه، ويناظر أهل الحديث، ويباحثهم في الفروع، ولد ونشأ بقرية رامبور من أعمال سهارنبور وهي غير رامبور التي هي قصبة بلاد الأفاغنة بروهيلكهند، قرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي وأكثرها على مولانا محمد علي الحامد بوري ببلدة دهلي، له تعليقات على شرح هداية الفقه للعيني، وله طنطه صولت رسالة في مبحث السماع، وله رسالة في جواب ما ورد عليه من الشيخ محمد حسين البنالوي من مشكلات مذهب الحنفية. مات لثلاث خلون من رمضان سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف وله ست وعشرون سنة. مولانا عمران الرامبوري الشيخ العالم الفقيه عمران بن غفران بن تائب بن سعد الله الحنفي الرامبوري أحد الفقهاء المشهورين، ولد ونشأ برامبور، وتفقه على والده وقرأ الكتب الدرسية على مولانا حيدر علي الرامبوري ثم الطوكي، ولازمه مدة طويلة وسافر معه إلى كلكته، له رسالة في تجهيز الميت وتكفينه بالهندية. مات سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف وله اثنان وسبعون سنة، كما في تذكرة العلماء للناروي. المفتي عناية أحمد الكاكوروي الشيخ العالم الكبير المفتي عناية أحمد بن محمد بخش بن غلام محمد بن لطف الله الديوي ثم الكاكوروي أحد العلماء المشهورين، ولد بديوه بكسر الدال المهملة لتسع خلون من شوال سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف وسافر إلى رامبور في الثالث عشر من سنه، فقرأ النحو والصرف على السيد محمد البريلوي، ثم اشتغل على مولانا حيدر علي الطوكي، وعلى مولانا نور الإسلام الدهلوي، ولازمهما زماناً ثم سافر إلى دهلي، وأخذ الحديث عن الشيخ المسند إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي، ثم سار إلى، عليكده ولازم دروس الشيخ بزركك علي المارهروي، وأخذ عنه العلوم الحكمية، وولي التدريس بعليكده، فدرس بها سنة كاملة، ثم ولي الإفتاء فاستقل به ثلاث سنين مع اشتغاله بالتدريس، وولي العدل والقضاء بعليكده، فاشتغل به سنتين، ثم نقل منها إلى بلدة بريلي وجعل صدر الأمين فاستقل به أربع سنين، ثم جعل صدر الصدور، ونقل إلى أكبر آباد، وثارت الفتنة العظيمة بالهند قبل أن يصل إلى أكبر آباد، وعمت جميع البلاد، وارتفعت حكومة الإنكليز من الهند دفعة واحدة، وقتل منهم ما لا يحصيه البيان، وذلك سنة ثلاث وسبعين، ثم كروا على أهل الهند، ودفعوا الفتنة بالسيف والسنان، وأخذوا الخارجين ومن أعانهم على الخروج، واتهم المفتي عناية أحمد أيضاً باثارة الفتنة، وأمر بجلائه إلى جزائر السيلان، فاتفق وجود كريم بخش الطبيب الإنكليزي هناك فأحسن إليه، وصنف له المفتي عناية أحمد بعض الرسائل لفقدان الكتب العلمية بتلك الجزيرة، ومن حسن المصادفات أن حاكم الجزيرة كان يحب أن ينقل تقويم البلدان من العربية إلى الهندية، ليسهل عليه نقله إلى الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1048 اللغة الإنكليزية، وكان عرض ذلك الكتاب على بعض العلماء المنفيين بتلك الجزيرة للترجمة فلم يقبل ذلك أحد منهم، فعرض على المفتي عناية أحمد فقبله وترجم ذلك الكتاب بالهندية، فاستحسنها حاكم الجزيرة، وشفع له فأطلق من الأسر، فدخل الهند، وأقام بكانبور، بتكليف المرحوم عبد الرحمن بن الحاج روشن خان الحنفي اللكهنوي صاحب المطبعة النظامية، وأنشأ بها مدرسة مباركة سماها فيض عام ودرس نحو ثلاث سنوات، ثم شد الرحل للحج والزيارة، فلما قرب أن يصل إلى جده غرقت سفينته في البحر، ولم ينج من تلك المهلكة أحد. ومن مصنفاته علم الفرائض وهو أول رسالة صنفها سنة اثنتين وستين، ومنها ملخصات الحساب، ومنها تصديق المسيح وردع حكم القبيح، ومنها الكلام المبين في آيات رحمة للعالمين، ومنها محاسن العمل الأفضل في الصلاة، ومنها الدر الفريد في مسائل الصيام والقيام والعيد ومنها هدايات الأضاحي، ومنها رسالة في ليلة القدر، ورسالة في فضل العلم والعلماء، ورسالة في فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وسالة في ذم ميله وضمان الفردوس في الترغيب والترهيب، والأربعين من أحاديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومما صنفه في بورت بلير لكريم بخش المذكور علم الصيغة في التصريف والوظيفة الكريمة في الأدعية، وتاريخ حبيب إله في سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَن وخجسته بهار وترجمة تقويم البلدان ومواقع النجوم جداول استحسنها طامس الحاكم العام بالبلاد المتحدة ولقبه الخان. توفي لسبع عشرة خلون من شوال سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، أخبرني بذلك مولانا لطف الله الكوئلي سلمه الله تعالى. مولانا عناية علي العظيم آبادي الشيخ العالم المجاهد عناية علي بن فتح علي بن وارث علي الهاشمي الصادق بوري العظيم آبادي أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بصادق بور، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم لازم السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وأخذ عنه الطريقة، وسافر معه إلى حدود الهند الشمالية الغربية وأعانه في الجهاد والغزو، ولما استشهد الإمام لازم أخاه الشيخ ولاية علي وأعانه في ذلك، ولما توفي أخوه المذكور تولى الإمارة، ولم يرجع إلى الهند منذ خرج منها. وكان رحمه الله عالماً محدثاً شجاعاً مقداماً عارفاً بالفنون الحربية، كانت له حروب ووقائع مع الإنكليز، مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في الدر المنثور. الشيخ عناية الله الموي الشيخ الفاضل عناية الله بن باب الله الموي الأعظمكدهي أحد العلماء المشهورين، ولد بمؤ سنة 1260هـ ونشأ بها، وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ عبد الله الموي الحكيم، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن غير واحد من العلماء، وتطبب على الأطباء، ثم رجع إلى بلاده، وولي التدريس بكهوسي في مدرسة صاحب علي خان، فدرس بها مدة. مات في ربيع الأول سنة ثمانين ومائتين وألف، كما في تاريخ مكرم. مولانا عياض الرامبوري الشيخ الفاضل عياض بن أبي عياض الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية، قرأ العلم على المفتي شرف الدين الرامبوري، وله دستور المنتهي كتاب في الصرف حذاء دستور المبتدئ للصفي بن نصير الردولوي. حرف الغين مرزا غازي الحكيم اللكهنوي الشيخ الفاضل مرزا غازي الحكيم الشيعي اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ذكره مرزا هادي في تكملة نجوم السماء، قال: إنه الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1049 قرأ العلم على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد، وتفقه عليه، وكان عميق الفكر، دقيق النظر، طبيباً حاذقاً. مات في حياة أستاذه ليلة الأحد لثمان خلون من رمضان سنة سبع وخمسين ومائتين وألف. مولانا غضنفر اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه غضنفر بن حيدر بن المبين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المذكرين، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على عمه معين بن المبين وعلى المفتي ظهور الله ولازمهما مدة، ثم تصدر للتدريس والتذكير، وكان حج مع والده وذهب معه إلى حيدر آباد ثم عاد إلى لكهنؤ، وتزوج، ثم سافر إلى حيدر آباد. مات بها سنة سبعين ومائتين وألف، كما في آثار الأول وغيره. مولانا غفران الرامبوري الشيخ الفاضل غفران بن تائب بن سعد الله الحنفي الرامبوري المشهور برواية كش، كان من أفاغنة براهي خيل، ولد ونشأ برامبور، وتفقه على ملا فقير أخوند الأفغاني، وقرأ الكتب الدرسية على غيره من العلماء، له الفتاوي الفقهية في مائة كراسة. مات سنة ستين ومائتين وألف وله مائة سنة، كما في تذكرة العلماء للناروي. مولانا غلام أحمد السورتي الشيخ العالم الفقيه غلام أحمد بن غلام محمد بن ولي الله السورتي الكجراتي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة سورت وتفقه على أبيه وأخذ عنه الحديث، ثم درس وأفاد مدة حياته. مات لليلة بقيت من ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائتين وألف فدفن عند والده بسورت، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ غلام أحمد الحيدر آبادي الشيخ الصالح غلام أحمد بن غلام الحق الحيدر آبادي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بأورنكك آباد، وحفظ القرآن وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أخذ الطريقة عن أبيه، ولازمه ملازمة طويلة، حتى بلغ رتبة المشيخة وسكن بحيدر آباد. قيل: إنه كان معدوم النظير في معرفة الحقائق والمعارف، له شرح على مرآة العارفين، كان يدرسه ويدرس فصوص الحكم وكان الفصوص على طرف من لسانه. توفي لليلتين خلتا من شوال سنة أربع ومائتين وألف، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ غلام أعظم الإله آبادي الشيخ الفاضل غلام أعظم بن أبي المعالي بن أجمل بن ناصر بن يحيى العباسي الإله آبادي أحد مشايخ الطريقة العلائية، ولد لست خلون من ذي القعدة سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، ونشأ في مهد العلم والمشيخة في أيام جده وأبيه، وقرأ المختصرات على الشيخ علي جعفر الإله آبادي وسائر الكتب الدرسية على السيد زين العابدين الكاظمي الكروي، وأخذ الفنون الرياضية عن المفتي نعمة الله اللكهنوي. كان مفرط الذكاء، سريع الإدراك، قوي الحفظ، له حظ عظيم في قرض الشعر والإنشاء، له ديوان الشعر الفارسي، ومصنفات عديدة، منها: الإنصاف في رفع السبابة في التشهد. مات سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف ببلدة إله آباد، كما في ذيل الوفيات. الشيخ غلام إمام الإله آبادي الشيخ الفاضل غلام إمام بن غلام محمد بن محمد واعظ بن عبد الواحد العثماني الأميتهوي ثم الإله آبادي أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ ببلدة أميتهي واشتغل بالعلم زماناً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ أسد الله اللكهنوي والشيخ الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1050 حيدر علي الفيض آبادي، ثم أقبل على الشعر إقبالاً كلياً، وأخذ عن قتيل ومصحفي وساحر والمازندراني ولازمهم مدة، ثم ولي الإنشاء بالمحكمة العدلية بأكبر آباد، فاستقل بها زماناً، ورمى بالارتشاء، وأخذ في المحاسبة، وأطلق منها بعد جهد بليغ، فسافر إلى حيدر آباد وتقرب إلى نواب محيي الدولة، ونال منه منزلة جسيمة ووظف له، فسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند، وصرف شطراً من عمره في إنشاء الشعر الفارسي في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنشاده بالتغني في محافل المولد، وله ديوان الشعر الفارسي وديوان الشعر الهندي ورسالة في قصة المولد. توفي لأربع عشرة خلون من شوال سنة ست وتسعين ومائتين وألف بمدينة إله آباد، كما في رياض عثماني. مولانا غلام إمام الحيدر آبادي الشيخ الفاضل غلام إمام بن متهور بن مكارم بن غلام محمد الأفغاني الحيدر آبادي أحد العلماء المبرزين في التاريخ والشعر والفنون الرياضية، ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف بحيدر آباد ونشأ بها، وتعلم الخط والفروسية والفنون الحربية، ثم تقرب إلى الأمراء للاسترزاق بالفنون الحربية فرغبوه في العلم، فشرع في ميزان الصرف سنة ثلاث وأربعين وقرأ العربية على أساتذة بلدته، ثم أقبل على الفنون الرياضية، وقرأ القوشجية وشرح الجغميني ومفتاح الأفلاك وشمس الهندسة والستة الشمسية وغيرها، وأقبل على الشعر والتاريخ، فبرع وفاق أقرانه، وصنف رشيد الدين خاني كتاباً في التاريخ وجمع ديوان الشعر له، ومدح الأمراء ونال منهم الصلات والجوائز، ثم أقبل على العلم وقرأ بعض الكتب الدرسية في المنطق والحكمة، ثم أقبل على التصوف، وقرأ اللوائح وجام جهان نما والفصوص لابن عربي، وصحب الشيخ غلام على أحد المشايخ المشهورين بحيدر آباد، وأخذ الطريقة عنه، ثم قرأ سائر الكتب الدرسية في المنطق والفقه والأصول والكلام والحكمة والتفسير والحديث، وفرغ من تحصيل العلوم المتعارفة في كبر سنه وقصر همته على الدرس، والإفادة ومن مصنفاته غير ما ذكرناه: خورشيد جاهي كتاب بسيط في التاريخ، صنفه سنة ثلاث وثمانين، وله محيي الصلاة وترجمة الكيداني في الفقه الحنفي، وأحسن التركيب وخورشيد دانش في الحكمة، ومائة رسائل إلى أحبابه في الإنشاء، وكشف الغوامض في اللغز، ورسالة في الهيئة فيما يتعلق بذوات الأذناب، ومطالع خورشيد في المنطق وتيغ هندي في مصطلحات اللغة الهندية، وخورشيد الحساب في الجبر والمقابلة، وله مزدوجة وديوان شعر. مات لثمان عشرة خلون من شوال سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في ذيل تاريخ خورشيد جاهي لولده. مولانا غلام جيلاني الرامبوري الشيخ الفاضل العلامة غلام جيلاني بن أحمد الشريف البغدادي ثم الهندي الرامبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ببلدة بيلي بهيت وانتقل منها بعد ما توفي حافظ الملك إلى رامبور وقرأ العلم على ملا حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي وعلى بحر العلوم عبد العلي بن نظام الدين السهالوي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، كما في يادكار إنتخاب. وإني سمعت من الشيخ محمد بن الحسن الرامبوري المحدث أنه أسند الحديث عن الشيخ سلام الله بن شيخ الإسلام الدهلوي، لعله قرأ عليه أولاً ببلدة رامبور ثم ذهب إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد العزيز المذكور، والله أعلم. وكان كثير الدرس والإفادة، قرأ عليه المفتي شرف الدين والقاضي خليل الرحمن ومولانا حيدر علي ومولانا محمد علي وخلق كثير من العلماء. وبايع السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد لما زار رامبور واستفاد منه، وكان مع جلالته وسنه وكثرة تلاميذه، يجري مع راحلة السيد عند رجوعه، فإذا منعه من ذلك وقف يبكي ويقول: لو كانت أيام الشباب لجريت هكذا، ذكره الأمير وزير الدولة في كتاب وصايا الوزير. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1051 مات ضحوة الإثنين لثلاث بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف وله ثمانون سنة، كما في يادكار إنتخاب. السيد غلام جيلاني البريلوي السيد الشريف غلام جيلاني بن محمد واضح بن محمد صابر بن آية الله بن علم الله الحسني الحسيني البريلوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد سنة خمس وسبعين ومائة وألف ونشأ ببلدة رائي بريلي في زاوية جده السيد علم الله، وحفظ القرآن وانتفع بأبيه، وسافر إلى لكهنؤ ودهلي، وأدرك الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وغيره من كبار العلماء واستفاض منهم. وكان قانعاً عفيفاً ذا عبادة ورياضة على قدم أسلافه، له كشكول يحمل الشعر والتاريخ والطب والفقه والسلوك وغيرها. مات سنة خمس وخمسين ومائتين وألف وله ثمانون سنة، واسمه غلام جيلاني يشعر بتاريخ ولادته. الحكيم غلام حسن الدهلوي الشيخ الفاضل غلام حسن بن نامدار الكشميري الحنفي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ ببلدة دهلي، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، ثم أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم شريف ابن أكمل الدهلوي، وتصدى للدرس والإفادة، انتفع به ناس كثيرون وأخذوا عنه مات في بضع وخمسين ومائتين وألف بمدينة دهلي. الشيخ غلام حسين الجونبوري الشيخ العالم الكبير العلامة غلام حسين بن فتح محمد بن محمد عوض العلوي العباسي الجونبوري أحد العلماء المبرزين في الحساب والهيئة والهندسة وغيرها من الفنون الرياضية، كان من نسل عباس بن علي بن أبي طالب ولد، سنة خمس ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأحرز من العلم قسطاً جزيلاً، حتى صار أبدع أبناء العصر في الفنون الرياضية، فاستقدمه راجه تكاري فلبث عنده زماناً طويلاً، وصنف له كتباً كثيرة، ثم جاء إلى بنارس وأقام عند أميرها مدة، ثم سافر إلى مرشد آباد فوظف له أمير تلك الناحية فعاش مدة يتمتع بها. ومن مصنفاته الممتعة: شرح على تحرير الأقليدس وشرح على المجسطي، ومنها جامع بهادر خاني كتاب بسيط في الفنون الرياضية، مرتب على ستة خزائن: الخزينة الأولى في الهندسة، والثانية في علم الأبصار، والثالثة في علم الحساب، والرابعة في منتخبات الفنون الثلاثة المتقدمة على سبيل التركيب من المساحة وتكسير الداوئر واستخراج مقادير الجيوب وظلال القسي وغيرها، والخامسة في علم الهيئة والأجرام العلوية والبسائط السفلية، والسادسة في تبيين مؤامرات الزيج والتقويم، وشرع في تأليفه يوم السبت الخامس عشر من صفر سنة ثمان وأربعين، وفرغ من ذلك يوم الثلاثاء الخامس عشر من جمادي الأولى سنة تسع وأربعين، وقام بطبعه سنة خمسين في أيام اللور هستنكك. مات سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في تجلي نور. الشيخ غلام حسين الأميتهوي الشيخ الفاضل غلام حسين بن محمد عظيم الحنفي الديوناتهي المتهراوي ثم الأميتهوي أحد العلماء الصالحين، كان من نسل الشيخ حسن الغوري، ولد ونشأ بديوناته، واشتغل بالعلم على الشيخ فقير الله القادري، ثم سافر إلى دهلي وقرأ على الشيخ برخوردار اللاهوري وعلى غيره من الأساتذة، ثم جاء إلى بلاد أوده وتوطن ببلدة أميتهي. وكان متفرداً في زمانه في الفقه والحديث والتصوف، له شأن عال في بيان الحقائق والمعارف، وكان شاعراً مجيداً، له منظومة في الفقه، كما في بحر زخار. مولانا غلام حسين الصمدني الشيخ الفاضل غلام حسين بن نور علي الرضوي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1052 الصمدني الفرخ آبادي أحد العلماء المبرزين في العلم، ولد ونشأ بقرية صمدن بفتح الصاد المهملة قرية من أعمال فرخ آباد وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذة قنوج وفرخ آباد، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ أنوار الحق بن عبد الحق الأنصاري اللكهنوي، ثم سار إلى دهلي، وأخذ الحديث عن الشيخ ولي الله ابن عبد الرحيم العمري الدهلوي، ثم سافر إلى بنكاله فدرس وأفاد بها مدة من الزمان. ومن مصنفاته جنة الفردوس رسالة بالعربية في إثبات الجنة بالدلائل العقلية، وله منتخب صحاح الجوهري ورياض رضوان وديوان الشعر العربي والفارسي. مات بدهاكه سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، كما في تاريخ صمدن للسيد عبد العزيز. مولانا غلام حسين البهاري الشيخ الفاضل غلام حسين العمري البهاري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد بقرية هروي قريباً من شيخبوره من أعمال مالده ونشأ بها، وسافر للعلم فقرأ بعض الكتب الدرسية على بحر العلوم عبد العلي وبعضها على ملا حسن بن غلام مصطفى، ثم لازم الشيخ شاكر الله السندولوي وأخذ عنه الطريقة واستقام عليها مدة عمره، وكان صاحب وجد وحالة، تذكر له كشوف وكرامات، ذكره اللكهنوي في بحر زخار. السيد غلام حسين الإله آبادي الشيخ العالم الكبير غلام حسين الحسيني الدكني ثم الإله آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ محمد أعلم ابن شاكر الله السنديلوي، وبعضها على العلامة بركة بن عبد الرحمن الإله آبادي، ثم تصدر للتدريس ببلدة إله آباد، أخذ عنه سلام الله بن بير محمد بن سيف الله اللاهوري والسيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي وخلق كثير، وكان السيد دلدار علي المذكور يطريه ويبالغ في مدحه، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي، ومن مصنفاته رسالة بسيطة في تحقيق الجعل المؤلف والجعل البسيط. الشيخ غلام حسين الزيد بوري الشيخ الفاضل غلام حسين الزيد بوري أحد رجال التاريخ والسير، كان من مستخدمي الدولة الإنكليزية بانكريز آباد، له رياض السلاطين كتاب في أخبار بنكاله، صنفه بأمر جارج أذني الإنكليزي. مات بانكريز آباد من بلاد بنكاله في سلخ صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب. الشيخ غلام حسنين القنوجي الشيخ غلام حسنين بن حسين علي بن عبد الباسط الصديقي القنوجي أحد الفقهاء الحنفية، ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على محمد سعادة المتوكل الفرخ آبادي، وبعضها على المفتي ولي الله ابن أحمد علي الحسيني، وأخذ عنه الحديث والتفسير سنة ست وثلاثين، وسافر للحج والزيارة، فحج سنة خمس وخمسين، وصحب بمكة الشيخ عبد الله سراج وشمس الدين شطا والسيد عمر الآفندي، وبالمدينة المنورة الشيخ محمد عابد السندي وأخذ عنه الصحاح والسنن المشهورة، ورجع إلى الهند، له ذيل المنازل الإثني عشرية لجده عبد الباسط، وقد قاسى في تكميله جهداً بليغاً، ثم سافر في آخر عمره إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار ورجع إلى الهند، فلما بلغ مرفأ بمبئ مات بها، كما في أبجد العلوم. المفتي غلام حضرة اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه غلام حضرة بن محمد غوث الأعظمي اللكهنوي أحد العلماء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على من بها من العلماء، وولي الإفتاء بمدينة لكهنؤ، فاستقل به مدة حياته، وكان الأمراء يحترمونه إلى الغاية. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف. الشيخ غلام حيدر الإله آبادي الشيخ الفاضل غلام حيدر بن قطب الدين بن فاخر بن يحيى العباسي الإله آبادي أحد العلماء الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1053 المبرزين في العلوم الحكمية، ولد سنة ست وثمانين ومائة وألف بمدينة إله آباد وتربى في مهد عمه أجمل بن ناصر بن يحيى الإله آبادي، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا روح الفياض المؤي وعلى غيره من العلماء، وبرع في العلوم الحكمية، فدرس وأفاد وأخذ عنه غير واحد من العلماء. مات يوم الخميس لإحدى عشرة خلون من محرم سنة ثمان وستين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات. الحكيم غلام حيدر الدهلوي الشيخ الفاضل غلام حيدر بن نامدار الكشميري الدهلوي الحكيم الحاذق، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي وعلى إخوته: الشيخ رفيع الدين والشيخ عبد العزيز ولازمهم مدة من الزمان، ثم أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي، وتصدر للدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، كما في آثار الصناديد. الشيخ غلام رسول الكشميري الشيخ الفاضل غلام رسول بن عبد السلام الحنفي الكشميري أحد العلماء المذكرين، ولد سنة ثمان وتسعين ومائة وألف بكشمير ونشأ بها، وقرأ العلم على الأخوند محمد رفيق والشيخ أمان الله البانبوري والشيخ يحيى الكروي ولازمهم مدة، ثم تصدى للتذكير، وكانت مواعظه مؤثرة تأخذ بمجامع القلوب، والناس كانوا يدعونه بمولانا أخوند سه بابا. مات لتسع بقين من محرم سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير. مولانا غلام رسول اللاهوري الشيخ الفاضل غلام رسول بن غلام فريد الحنفي اللاهوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بلاهور، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وانتهت إليه رئاسة العلم والتدريس بأرض بنجاب. مات سنة خمسين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. المفتي غلام سبحان البهاري الشيخ الفاضل العلامة غلام سبحان البهاري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بأرض بهار وقرأ العلم على مولانا معظم الدين وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس بالمدرسة العالية في كلكته فدرس بها مدة، ثم ولي الإفتاء بها، ثم ولي القضاء الأكبر بكلكته وحصلت له الوجاهة العظيمة عند الولاة والأمراء. الحكيم غلام ضامن الكروي الشيخ الفاضل غلام ضامن بن دائم علي الحسيني الكروي ثم الفرخ آبادي أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية والطب والشعر وسائر الفنون الحكمية، ولد ونشأ بفرخ آباد، وقرأ العلم على والده، ثم تصدر للتدريس، وكان شاعراً، مجيد الشعر، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني الفرخ آبادي في تاريخه. الحكيم غلام علي البريلوي الشيخ الفاضل غلام علي بن أكمل علي الحسيني النقوي البريلوي أحد العلماء المبرزين في الطب والتاريخ والأنساب والسير، ولد ببلدة رائي بريلي وسافر إلى دهلي عند والده نواب أكمل خان في صباه، وقرأ النحو والعربية على أساتذة دهلي، ولبث بدهلي زماناً، ولما دخل غلام قادر القلعة سنة اثنتين ومائتين وألف وقبض على شاه عالم وفقا عينيه، وثارت الفتنة العظيمة بدهلي خرج أكمل من دهلي وسار إلى بلاد الدكن ثم إلى الحرمين الشريفين، وسافر ولده غلام علي إلى لكهنؤ، وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذتها، ولما رجع والده عن الحجاز بعد الحج والزيارة وأقام في البلاد الجنوبية استقدم ولده غلام علي إلى تلك البلاد، فسافر إليه ودار معه في تلك الناحية مدة من الزمان، ولما توفي والده رجع إلى بلدة لكهنؤ سنة اثنتين وعشرين وتقرب إلى جان بيلي السفير الإنكليزي وصنف بأمره عماد السعادة كتاباً بسيطاً في الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1054 تاريخ أوده ونال الخدمة الرفيعة في الدولة الإنكليزية، فاستقل بها مدة حياته. مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. القاضي غلام علي السورتي الشيخ العالم الفقيه غلام علي بن جمال بن عبد الله الهاشمي السورتي الكجراتي أحد الفقهاء الحنفية، ولي الإفتاء والقضاء بعد والده، وكان يدرس ويفيد. مات لست بقين من رمضان سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف بمدينة سورت، كما في حقيقة سورت. الحكيم غلام علي الأميتهوي الشيخ الفاضل غلام علي بن عباد الله بن خليل بن رضي بن عزة الله العثماني الأميتهوي أحد العلماء المبرزين في الصناعة، ولد ونشأ بأميتهي، وسافر في شبابه إلى حيدر آباد فقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى بروده وتطبب على الحكيم قاسم علي الموهاني، ثم شفع له الحكيم المذكور إلى صاحب كواليار فجعله طبيباً خاصاً له وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى كواليار. مات بها في منتصف ربيع الثاني سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في رياض عثماني. الشيخ غلام علي الدهلوي الشيخ الإمام العالم الزاهد غلام علي بن عبد اللطيف العلوي النقشبندي البنالوي ثم الدهلوي أحد الأولياء السالكين، اتفق الناس على ولايته وجلالته، ولد سنة ست وخمسين ومائة وألف ببلدة بناله من بلاد بنجاب ونشأ بها، وقرأ العلم حيث ما أمكن له في بلاده، ثم سافر إلى دهلي وقرأ صحيح البخاري على الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي وأسند عنه الحديث، ولازم الشيخ الكبير جانجانان العلوي الدهلوي وله اثنان وعشرون سنة، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة طويلة، ولما توفي شيخه المذكور تولى الشياخة مكانه، فحصل له القبول العظيم وتكاثر عليه العلماء والمشايخ وعامة الناس من كل صنف وطبقة من العرب والعجم. وكان يشتغل بالنفي والإثبات كل يوم عشرة آلاف مرة وباسم الذات ما لا يحصى بحد وعد وبالاستغفار والصلاة على النبي المختار صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما لا يستقصي، وكان يقرأ القرآن الكريم قدر عشرة أجزاء كل يوم، وكان يجتزئ في إفطار الصوم بالماء، وفي النوم على الأرض، واظب على ذلك خمس عشرة سنة حتى نال مرتبة قلما يبلغ إليها الناس، قال أحمد بن المتقي في آثار الصناديد: إنه كان عجيبة من عجائب الدهر في الزهد والقناعة والتسليم والرضاء والتوكل والإيثار والترك والتجريد، لم يتزوج قط، ولم يبن داراً، ولم يدخر شيئاً من النذور والفتوحات، ولم يلبس الثياب الفاخرة، ولم يأكل الأطعمة اللذيذة، بل كانت فتوحاته مصروفة على مستحقيها، وكان يصلي صلاة الصبح في أول وقتها، ثم يقرأ القرآن عشرة أجزاء، ثم يتوجه إلى أصحابه، ويلقى عليهم النسبة، فيشتغل بها إلى صلاة الإشراق ثم يصلي، ويتصدر للتدريس فيدرس الحديث والتفسير إلى الظهيرة، ثم يأكل قدر ما يقويه على العبادة، ويقيل اتباعاً للسنة السنية، ثم يصلي الظهر في أول وقته، ثم يدرس الفقه والحديث والتصوف إلى وقت العصر، ثم يصلي ويتوجه إلى أصحابه، كما كان يتوجه إليهم أول النهار، وكان يحيي ليله بالعبادة والقيام إلا قدراً يسيراً من النوم، وكان نومه على مصلاه، وقلما تخلو زاويته من خمسمائة رجل يأكلون من مطبخه، انتهى. وقال الشيخ مراد بن عبد الله القزاني في ذيل الرشحات: إنه كان قليل المنام، وقليل الطعام، فإذا رأى أحداً من أصحابه في نوم الغفلة وقت التهجد كان يوقظه، وكان الأغنياء يرسلون إليه أطعمة مطبوخة بالتكلفات فلم يكن يأكل منها بل كان يكره أكلها للطالبين أيضاً، وكان يقسمها على جيرانه، وكان يحيي أكثر الليالي بالذكر والمراقبة، وكان نومه قعوداً على هيئة الاحتباء، ولم يكن يمد رجليه من غاية الحياء إلا قليلاً، حتى كان موته على هيئة الاحتباء، وكان من الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1055 الحياء بمكان لم ينظر إلى وجهه في المرآة فضلاً عن النظر إلى وجوه الناس، وكان بعض أرباب الحاجة يأخذ شيئاً من ملكه من غير إذنه فإذا رآه أشاح بوجهه تغافلاً عنه، وكان بعضهم يأخذ كتابه ثم يجيئون بذلك الكتاب للبيع عنده فيعطي قيمته ويأخذه، فإذا قال له شخص أحياناً إن هذا الكتاب من كتبكم وله علامة موجودة فيه كان يمنعه بعنف، ويقول: إن كاتباً واحداً يكتب كتباً متعددة فيجوز أن يكون مثله لا عينه، وكان يلبس الثياب الخشنة فإذا أرسل إليه شخص ثوباً نفيساً كان يبيعه، وكان ذلك عادته في سائر الأشياء، فيشتري بثمنه ثياباً متعددة ويتصدق بها، ويقول: إن انتفاع أشخاص أفضل من انتفاع شخص واحد، ولم يكن يذكر شيء من الدنيا في مجلسه وكان مجلسه مثل مجلس سفيان الثوري، فإن تكلم فيه أحد بغيبة شخص كان يقول: إن أحق الناس بالذكر بالسوء أنا، وكان عادته الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان لا يأخذه في ذلك لومة لائم، وكان الملوك والصعلوك سواسية عنده في ذلك، انتهى. أخذ عنه السيد إسماعيل المدني والشيخ أحمد الكردي والشيخ خالد الكردي والشيخ محمد جان الباجوري والشيخ أبو سعيد الدهلوي وولده الشيخ أحمد سعيد والشيخ رؤف أحمد الرامبوري والشيخ بشارة الله البهرائجي والسيد أبو القاسم بن المهدي الحسيني الواسطي وخلق كثير من العلماء والمشايخ، وله رسائل عديدة منها: مقامات مظهري وأيضاح الطريقة. مات لثمان بقين من صفر سنة أربعين ومائتين وألف بدهلي وقبره ظاهر مشهور داخل البلدة. الشيخ غلام علي الجرياكوتي الشيخ الفاضل غلام علي بن نجابة الله بن فضل الله بن سلطان أحمد العباسي الجرياكوتي أحد العلماء المبرزين في النحو، سافر إلى دهلي في شبابه وأخذ عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي ولازمه مدة، ثم رجع إلى بلدته وتصدر للتدريس، وله رسائل في الصرف والنحو. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. المفتي غلام غوث الكوباموي الشيخ الفاضل غلام غوث العمري الكوباموي أحد العلماء المشهورين كان من نسل القاضي مبارك، رحل إلى مدراس في صغر سنه، وقرأ العلم على القاضي إرتضا علي خان الكوبامؤي، ولازمه مدة، ثم ولي الإفتاء بكنتور بتقديم النون على التاء الفوقية بلدة من أعمال مدراس، فاشتغل بالفتيا والتدريس مدة طويلة، وذهب إلى حيدر آباد في مرض موته للعلاج فمات على أربعة أميال من حيدر آباد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف. الشيخ غلام فريد السورتي الشيخ الفاضل غلام فريد بن غلام أحمد السورتي فريد الدين الحنفي الكجراتي، كان من كبار المشايخ، ولد ونشأ بأحمد آباد، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم دخل سورت وسكن بها، وكان يدرس المثنوي المعنوي، انتفع به جمع كثير. مات لثمان بقين من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة. مولانا غلام فريد اللاهوري الشيخ العالم الفقيه غلام فريد الحنفي اللاهوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان كثير الدرس والإفادة قلما يشتغل بغيرها من الأشغال. مات سنة ست عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ غلام قادر الكوباموي الشيخ الفاضل غلام قادر بن عبد الحق بن فاخر الكوباموي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ العلم على القاضي إرتضا علي الكوباموي، واشتغل بالتدريس مدة مديدة بمدراس، له رسائل في الفقه والعقائد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1056 مات لأربع خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف بمدراس. مولانا غلام الله اللاهوري الشيخ العالم الفقيه غلام الله بن غلام فريد الحنفي اللاهوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بلاهور، وقرأ العلم على والده، ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس، وانتهت إليه رئاسة العلم ببنجاب. مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ غلام محمد اللاهوري الشيخ العالم الصالح المفتي غلام محمد بن رحيم الله بن رحمة الله القرشي اللاهوري أحد العلماء الصالحين، كان من نسل الشيخ بهاء الدين زكريا الملتاني، ولد ونشأ بلاهور، وقرأ العلم على الشيخ غلام رسول اللاهوري، وتطبب وتصدى للدرس والإفادة، وكان يسترزق بالكتابة. مات سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء. مولانا غلام محمد السورتي الشيخ الفاضل غلام محمد بن ولي الله بن غلام محمد الحنفي الكجراتي السورتي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على والده وتفقه عليه، وأسند الحديث عنه، ثم درس وأفاد، أخذ عنه غير واحد من العلماء. مات لسبع خلون من صفر سنة أربعين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية. القاضي غلام مخدوم الجرياكوتي الشيخ الفاضل غلام مخدوم بن عبد الصمد العباسي الجرياكوتي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بجرياكوت، واشتغل بالعلم على أساتذة عصره، وقرأ عليهم، وتلقى لغة سنسكرت من أحبار البراهمة، وكان مفرط الذكاء، قوي الحفظ، سريع الإدراك، له ديوان الشعر الفارسي. مات سنة خمس ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي الشيخ غلام مرتضى الإله آبادي الشيخ العالم غلام مرتضى بن الشيخ تيمور الحنفي الإله آبادي الشاعر المتلقب في الشعر بجنون، له تفسير القرآن الكريم بالأردوية نظماً مفيداً. المفتي غلام مصطفى البردواني الشيخ الفاضل غلام مصطفى الحنفي البردواني أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية، قرأ العلم على بحر العلوم عبد العلي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الإفتاء بمدينة إتاوه فاستقل به زماناً، ثم نقل عنها إلى بير بهوم من أعمال بنكاله، وكان شاعراً مجيد الشعر، له مزدوجة بالفارسية. الحكيم غلام مصطفى البهاري الشيخ الفاضل غلام مصطفى البهاري الطبيب الحاذق، كان من الأطباء المشهورين، له رسالة في مجرباته، أولها: الحمد لله استاف العلل الظاهرة، إلخ كما في محبوب الألباب. مولانا غلام مير السنديلوي الشيخ الفاضل غلام مير بن قلندر بخش بن عبد الله بن زين العابدين الحسيني السنديلوي أحد رجال العلم والمشيخة، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ بعض الكتب الدرسية على حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن المفتي ظهور الله اللكهنوي والمفتي عبد الواجد الخير آبادي، ثم سافر إلى كلكته، وكان يسترزق بالتجارة، مات لثلاث خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين ومائتين وألف ببلدة سنديله، كما في تذكرة العلماء للناروي. مولانا غلام ناصر الرامبوري الشيخ الفاضل غلام ناصر بن محمد أكرم بن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1057 محمد أسلم الخراساني ثم الهندي الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على من بها من العلماء ثم ولي العدل والقضاء ببلدة جبل بور فاستقل بها مدة طويلة. وكان حليماً متواضعاً حسن الصورة، مليح الكلام، طيب النفس، شاعراً، طبيباً، بارعاً في الفنون الرياضية. مات لتسع خلون من شعبان سنة تسع وخمسين ومائتين وألف برامبور، كما في يادكار انتخاب. السيد غلام نبي البلكرامي الشيخ الفاضل غلام نبي الحسيني البلكرامي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ ببلكرام، وقرأ العلم على العلامة كمال الدين الفتحبوري وعلى غيره من العلماء، ثم سار إلى فرخ آباد وتقرب إلى بخشي رحمة خان ولبث عنده زماناً. مات سنة إحدى عشرة ومائتين وألف ببلكرام، كما في تاريخ فرخ آباد. مولانا غلام نبي الشاهجهانبوري الشيخ الفاضل الكبير غلام نبي الحنفي الشاهجهانبوري أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قرأ العلم على بحر العلوم عبد العلي وملا حسن بن غلام مصطفى ببلدة رامبور ولازمهما مدة من الزمان، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء وله مصنفات في المنطق أشهرها حاشيته على مير زاهد رسالة. الشيخ غلام نبي الحيدر آبادي الشيخ العالم الفقيه غلام سرور الحسيني الحيدر آبادي الخطيب بمكة مسجد، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على أساتذة العصر، وولي الخطابة بمكة مسجد بعد أبيه، وكان محدثاً فقيهاً ذا جرأة ونجدة. مات سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ غلام نجف السنديلوي الشيخ الفاضل غلام نجف بن أحمد بن عناية الله السنديلوي أحد العلماء الصالحين، كان كثير الدرس والإفادة، شديد التعبد، ربما يقرأ القرآن في ليلة واحدة. مات في رمضان سنة خمس عشرة ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. الحكيم غلام نجف الدهلوي الشيخ الفاضل غلام نجف بن مسيح الدين العمري الشيخوبوري البدايوني ثم الدهلوي عضد الدولة بهادر، كان من نسل الشيخ سليم بن بهاء الدين السيكروي قدم دهلي في صباه، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم تطبب على الحكيم صادق بن شريف الدهلوي والحكيم أحسن الله بن عزيز الله ولازمه مدة، ثم تصدر للدرس والإفادة، لقبه أبو ظفر بعضد الدولة، وولاه الإنكليز مداواة الناس بمدينة دهلي، كان حسن الخلق، عميم الإحسان، شديد التواضع. الشيخ غلام همداني الأمروهوي الشيخ الفاضل غلام همداني بن ولي محمد الأمروهوي ثم اللكهنوي المتلقب في الشعر بمصحفي، كان من الشعراء المجيدين باللغة الهندية، قرأ النحو والعربية على مولوي مظهر علي اللكهنوي، والعلوم الحكمية على الشيخ محمد مستقيم الكوباموي، وأقبل على الشعر إقبالاً كلياً، حتى برز فيه وصار معدوداً في فحول الشعراء ونوابغهم. له رياض الفصحاء تذكرة الشعراء من أهل الهند، صنفه سنة ست وثلاثين، وله ديوان الشعر الفارسي وديوان الشعر الهندي في أربعة مجلدات كبار. مات سنة أربعين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، كما الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1058 في خمخانه جاويد. القاضي غلام يحيى البهاري الشيخ الفاضل القاضي غلام يحيى البهاري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، كان قاضي القضاة ببلدة كلكته، له ترجمة هداية الفقه بالفارسية جمعها سنة تسعين ومائة وألف باعانة المولوي تاج الدين البنكالي والمير محمد يسين الإيراني والمولوي شريعة الله السنبهلي، في أيام اللورد هستنك، ثم نقلها من الفارسية إلى الإنكليزية الكبتان هملتن الإنكليزي في ثلاثة مجلدات منها، وهي ما يتعلق بالمعاملات، وأخطأ في كثير من المواضع، فلما عثر على أغلاطه جان هربرت هارنكتن المغربي أقضى قضاة الهند أمر الشيخ محمد راشد بن ضياء الدين محمد البردواني سنة إحدى وعشرين في أيام سر جارج هلرو بارلو، فبذل جهده في تصحيح الترجمة وتنقيحها وتهذيبها. السيد غني نقي الزيد بوري الشيخ الفاضل غني نقي الحسيني الرضوي الشيعي الزيد بوري ثم اللكهنوي، أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة، ولد ونشأ بزيد بور ودخل لكهنؤ في صباه، وقرأ العلم على الشيخ تراب علي ولازمه مدة، ثم تفقه على السيد حسين بن دلدار علي الشيعي اللكهنوي. له مصنفات عديدة منها: الرسالة الفرقية جمع فيها اللغات المتقاربة في المعاني، ومنها شرح دعاء الصباح ومنها تاج اللغات، وله أبيات بالعربية. مات في شهر رجب سنة سبع وخمسين ومائتين وألف بلكهنؤ فنقل جسده إلى زيد بور، كما في نجوم السماء. مولانا غياث الدين الرامبوري الشيخ الفاضل الحكيم غياث الدين بن جلال الدين بن شرف الدين الصديقي الرامبوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد برامبور، وقرأ العلم على مولانا غلام جيلاني الرامبوري، ومولانا نور الإسلام بن سلام الله الدهلوي، وعلى غيرهما من الأساتذة، وانتفع بوالده وتفنن في الفضائل عليه، وصار من أكابر العلماء في حياة شيوخه، له مصنفات في اللغة والطب وغيرهما، أشهرها غياث اللغات في مجلد ضخم. وله منتخب العلوم وخلاصة الإنشاء ورسالة في العروض والقافية وواهر التحقيق وإزالة الأغلاط وخواص الأدوية والمجربات الغياثية وغيرها، وله شروح وتعليقات على الدواوين الفارسية. مات لثمان بقين من ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب. مولانا غياث الدين السورتي الشيخ الفاضل غياث الدين بن شرف الدين بن عبد الحق الحسيني السورتي الكجراتي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم أخذ الطريقة وتولى الشياخة بها له مصنفات لم أقف على أسمائها. مات لاثنتي عشرة خلون من شعبان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت. حرف الفاء مولانا فائق علي البنارسي الشيخ الفاضل الكبير فائق علي بن أمين الدين بن بديع الدين بن عطاء الله الحسيني المداري الكنتوري ثم البنارسي أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس بمدينة بنارس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء. مولانا فاخر المكين الدهلوي الشيخ الفاضل فاخر المكين الدهلوي أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على من بها من العلماء، وأخذ الشعر عن مرزا عظيم الدين الكشميري، وخرج من دهلي في الفتنة الدرانية سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف، فدخل لكهنؤ، وأقام بها مدة حياته. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1059 وكان شاعراً مجيد الشعر، له أبيات رائقة بالفارسية، منها قوله: رفتم بمسجدي كه به بينم جمال دوست دستي برخ كشيد ودعا را بهانه ساخت توفي في بضع وعشرين ومائتين وألف، كما في نتائج الأفكار. الحكيم فتح الدين الكوباموي الشيخ الفاضل فتح الدين الكوباموي الطبيب الحاذق، قرأ بعض الكتب الدرسية على خاله فضل حكيم الكوباموي الحكيم، وأخذ عنه، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الحكيم أسد علي بن درويش محمد الصديقي المهمي وتطبب عليه. له تركيب القوانين كتاب بسيط في المعالجات بالفارسي، أوله: نحمده ونصلي على رسوله الكريم، إلخ، وله حل مشكلات المباحث بالعربي أوله: الحمد لله الذي نزل من القرآن ما هو شفاء، إلخ صنفه بمدينة لكهنؤ. السيد فتح علي الدهلوي الشيخ الفاضل فتح علي بن عوض علي بن عثمان علي الحسيني النقوي الدهلوي أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ بدار الملك دهلي وقرأ العلم على القاضي مبارك بن دائم الكوباموي وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن السيد صدر جهان الدهلوي، واعتزل عن الناس، وصرف عمره في الإفادة والعبادة، وكان معدوداً في الشعراء. مات سنة أربع وعشرين ومائتين وألف وله خمس وتسعون سنة كما في صبح كلشن. مولانا فتح علي الجونبوري الشيخ الصالح فتح علي العمري الجونبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بمندياهو، هي قرية من أعمال جون بور وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم لازم السيد أحمد بن عرفان البريلوي الإمام المجاهد وأخذ عنه الطريقة وسماه السيد بعبد القدوس. مات بأرض بنجاب، كما في تجلى نور. الحكيم فتح الله الدهلوي الشيخ الفاضل فتح الله بن ثناء الله الحنفي الدهلوي الحكيم، كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على من بها من العلماء، وتطبب على صنوه نصر الله، ثم تصدر للدرس والإفادة بدهلي. الشيخ فتح محمد الجونبوري الشيخ الفاضل فتح محمد بن محمد عوض العلوي العباسي الشيعي الجونبوري أحد علماء الشيعة، كان من نسل عباس بن علي رضي الله عنهما، ولد ونشأ ببلدة جون بور واشتغل أياماً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن علمائها، وفاق أقرانه في الفنون الحكمية، وكان والده محمد عوض أيضاً من العلماء، أخذ عن مير عسكري وله نوع من الماليخويا، وللشيخ فتح محمد مصنفات في الحكمة. مات سنة أربعين ومائتين وألف، كما في تجلى نور. نواب فخر الدين الحيدر آبادي الأمير الكبير فخر الدين بن أبي الفتح بن أبي الخير العمري الفريدي الشكوه آبادي ثم الحيدر آبادي نواب شمس الأمراء بهادر، كان من نسل الشيخ فريد الدين مسعود الأجودهني، انتقل جده أبو الخير إلى حيدر آباد وخدم آصف جاه، فحظي بالمنصب الرفيع هو ثم ولده أبو الفتح، ثم ولده فخر الدين وكان مولده ببلدة حيدر آباد لخمس خلون من رمضان سنة مائتين وألف، نشأ في مهد الإمارة، وقرأ العلم، وحظي بالمنصب في حداثة سنه، ولما توفي أبوه تولى الإمارة مكانه، وصار منصبه عشرة آلاف لنفسه وعشرة آلاف للخيل والأقطاع التي تغل له أربعين لكاً أربعة ملايين في كل سنة وزوجه صاحب الدكن بابنته بشير النساء بيكم سنة خمس عشرة. وكان باذلاً كريماً حسن الخلق، شديد التواضع، محباً لأهل العلم، بارعاً في الفنون الرياضية، لم يزل الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1060 مشتغلاً بمطالعة الكتب والتصنيف، وكان يبدل مالاً خطيراً على جمع الكتب والآلات الرصدية، وعلى تأسيس المدارس والكتاتيب، ويوظف العلماء، ويحسن إلى طلبة العلم، له آثار باقية في بلاد الدكن من البلاد والقرى والحياض والجداول والجسور والقصور والمدارس والمساجد، منها قصر جهان نما بناه بحيدر آباد سنة ثمان وثلاثين على طراز الأشكال الهندسية، وجمع فيه الكتب والآلات الرصدية مما يكبر جمعها. ومن مآثره كتابه شمس الهندسة صنفه سنة إحدى وأربعين وهو مأخوذ في الأعمال والأشكال المسطحة والمجسمة من كتاب موسى كلارك وكان في اللغة الفرنساوية، فترجمه بالفارسية، وأضاف عليها بعض الأعمال من الكتب الإنكليزية كخطوط الجيب والمماس والمخرج، وأضاف عليها غير ذلك من الأعمال والأشكال من كتب أخرى حتى صار أجمع ما في الباب، وخطيباً في المحراب، وأمر بطبع ذلك الكتاب بنفقته سنة إحدى وخمسين. ومنها كتابه الستة الشمسية وهي ترجمة الرسائل الستة من الإنكليزية إلى الهندية من مصنفات ريوري رنت جانس الإنكليزي في الجر الثقيل والهيئة الفيثاغورثية وعلم الماء وعلم الهواء وعلم الأنظار وعلم البرق، صنفه باعانة السيد أمان علي الدهلوي وغلام محيي الدين الحيدر آبادي ومستر جونس ومستر بيدستي سنة أربع وخمسين، ثم أمر بطبعه وتقسيمه على العلماء سنة سبع وخمسين وكذلك أمر بطبع رسالته في المناظر وأخرى في الأصطرلاب، وأمر بترجمة الكتابين في علم الكيمياء، فترجمهما مير شجاعة على المتلقب بكرم من الإنكليزية إلى الهندية، وفي سنة ثمان وخمسين أسس مدرسة بحيدر آباد وكتاتيب كثيرة تابعة لها، وفي سنة ستين اصطفى من تلك الكتاتيب عشراً من المتخرجين، وبعثهم إلى المدارس الانكليزية لتحصيل الطب المغربي على نفقته. مات سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، كما في تاريخ خورشيد جاهي. مرزا فخر الدين اللكهنوي الأمير الفاضل فخر الدين بن محسن الزمان بن فخر الدين بن زين الدين العالمكيري الدهلوي ثم الشيعي اللكهنوي، كان من العلماء المشهورين في الهيئة والحساب واستخراج التقويم والإنشاء والشعر، وكان له يد بيضاء في خطوط النسخ والتعليق والرقاع، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ النحو والصرف على مولوي ثناء الله تلميذ ملا حسن، وقرأ المنطق والحكمة على ملا مبين بن محب الله اللكهنوي، وأخذ الفنون الرياضية عن العلامة تفضل حسين ولازمه مدة من الزمان، وتفقه على السيد دلدار علي الحسيني الشيعي اللكهنوي المجتهد ثم ولي علي بخشيكري في أيام تفضل حسين المذكور. له مصنفات منها: الصيدية صنفها لآصف الدولة، ومنها حاشية على تحرير الأقليدس وحاشية على المجسطي. مات في آخر رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. مولانا فخر الدين الويلوري الشيخ العالم الفقيه فخر الدين الشافعي الويلوري المدراسي أحد فحول العلماء، كان مديم الاشتغال بالعلم، كثير الدرس والإفادة، انتفع به خلق كثير، كما في تاريخ النوائط. الشيخ فدا حسين الألوري الشيخ الفاضل فدا حسين الرسول شاهي الألوري أحد المشايخ المشهورين، كان من نسل الشيخ أبي يعقوب يوسف بن أبي أيوب الهمداني، أخذ الطريقة عن الشيخ مظفر حسين الميرتهي، ثم الألوري، وقرأ عليه العلوم المتعارفة، ولازمه ملازمة طويلة، ولما مات الميرتهي تولى الشياخة مكانه، وكان على قدم مشايخه في الترك والتجريد وإدمان الخمر والحشيش، دخل دهلي واعتزل بها أربعين سنة. مات لثمان عشرة خلون من محرم سنة تسع وخمسين ومائتين وألف، كما في آثار الصناديد. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1061 مولانا فرحة حسين العظيم آبادي الشيخ العالم المحدث فرحة حسين بن فتح علي بن وارث علي الهاشمي الزبيري العظيم آبادي، أحد العلماء الربانيين، ولد سنة ست وعشرين ومائتين وألف، وأخذ العلم عن والده وعن الشيخ محمد واعظ وعن صنوه الشيخ ولاية علي، وأسند الحديث عنه، ثم لازم السيد المجاهد أحمد بن عرفان البريلوي وأخذ عنه الطريقة، وقام مقام صنوه ولاية علي المذكور في التدريس والتذكير بعد ما سافر إلى الحدود الشمالية الغربية، انتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ وأخذوا عنه. مات سنة أربع وسبعين ومائتين وألف وله ثمان وأربعون سنة، كما في الدر المنثور لولده عبد الرحيم. مولانا فرخ حسين البيكو بوري الشيخ الفاضل العلامة فرخ حسين الحسيني الرضوي البيكو بوري: أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية والبلاغة والتجويد والنجوم والجفر الجامع وسائر الفنون الحكمية، ولد بقرية بيكوبور من أعمال كهاتي على عشرين ميلاً منها إلى جهة الغرب والجنوب، سافر للعلم في صغر سنه وأخذ عن أساتذة عصره، ثم لازم الحكيم ذكاء الله الأكبر آبادي، وأخذ عنه الصناعة الطبية، وقرأ قانون الشيخ على الحكيم ببر علي خان الموهاني ببلدة دهولبور وفاق أهل عصره في معرفة النبض، وتشخيص الأمراض، ووصف الأدوية، وانتهت إليه رئاسة العلم والتدريس ببلاده، كما في آثار الشرف. الحكيم فرزند علي الفرخ آبادي الشيخ الفاضل فرزند علي بن إمام الدين بن غريب الله النيوتيني ثم الفرخ آبادي: أحد العلماء الماهرين بالطب، ولد ونشأ بفرخ آباد، وأخذ عن والده وتطبب عليه، ثم قام مقامه في الدرس والإفادة ومداواة الناس، قال المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه: إنه جالينوس في عصره وبقراط في دهره. خواجه فريد الدين الدهلوي الأمير الفاضل خواجه فريد الدين بن محمد أشرف بن عبد العزيز الكشميري الدهلوي نواب دبير الدولة أمين الملك مصلح جنك، كان من نسل الشيخ أبي يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني، ولد ونشأ بدار الملك دهلي سنة إحدى وستين ومائة وألف، وقرأ العلوم المتعارفة على من بها من العلماء، ثم سافر إلى لكهنؤ، ولازم العلامة تفضل حسين نحو ثلاث سنين، وأخذ عنه الفنون الرياضية، ثم رجع إلى بلدته، ودرس بها زماناً، ثم عاد إلى لكهنؤ سنة اثنتي عشرة ومائتين، وصنف بها فوائد الأفكار في أعمال الفرجار بالفارسي، ولقي بها جنرل مارتين وسر كوراوزلي، فبعثاه إلى كلكته، وشفعا له إلى ولاة الأمر، فولوه النظارة في المدرسة العالية، فأقام بها أياماً قلائل، ثم بعثوه إلى إيران لعله في سنة ثمان عشرة بسفارة إلى فتح علي شاه ملك إيران، ولما رجع إلى الهند بعثوه إلى آوا قاعدة برهما، ولما رجع عنها ولوه على تحصيل الخراج في بنديلكهند واستقام على تلك الخدمة مدة، ثم اعتزل عنها، ورجع إلى دهلي سنة خمس وعشرين وأقام بها زماناً، ثم ذهب إلى كلكته، وصنف بها التحفة النعمانية رسالة في الأصطرلاب سنة إحدى وثلاثين، ورجع في تلك السنة إلى دهلي، فاستوزره أكبر شاه الدهلوي، ولقبه دبير الدولة أمين مصلح جنك، فاستقام على تلك الخدمة مدة، ثم اعتزل عنها، وذهب إلى كلكته، ثم استقدمه أكبر شاه المذكور إلى دهلي واستوزره مرة ثانية سنة خمس وثلاثين، فاستقام عليها زماناً، واعتزل سنة ثمان وثلاثين، ثم لم يقبل المناصب الدنيوية قط، وصرف عمره في الدرس والإفادة، أخذ عنه الشيخ كرامة العلي بن حياة العلي الإسرائيلي الدهلوي، ورجب علي الشيعي اللاهوري والحكيم رستم علي الدهلوي وخواجه ناصر جان وخلق آخرون. وكانت له رسائل عديدة في الفنون الرياضية، ضاع أكثرها في الفتنة المشهورة بدهلي سنة ثلاث وسبعين إلا ثلاث رسائل: إحداها فوائد الأفكار وثانيها الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1062 التحفة النعمانية وثالثها رسالة في الفرجار المتناسبة، وثلاثتها محفوظة في مدرسة العلوم بعليكده. مات لأربع عشرة خلون من محرم سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، كما في السيرة الفريدية لسبطه أحمد بن المتقي الدهلوي. مولانا فريد الدين الدهلوي الشيخ العالم الصالح فريد الدين الشهيد الدهلوي أحد العلماء المذكرين، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا كريم الله الدهلوي، ومعظمها على الشيخ شير محمد القندهاري، وأخذ الحديث عن الحاج محمد قاسم الدهلوي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد العزيز بن إلهي بخش الدهلوي، ولازمه مدة من الزمان وصاهره الشيخ المذكور. وكان عالماً صالحاً يعظ الناس ويذكرهم، وله السيف المسلول على من أنكر أثر قدم الرسول. توفي سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، قتل في بيته يوم دخلت الجنود الإنكليزية بدهلي بعد الفتنة المشهورة، كما في رياض الأنوار. مولانا فصيح بن غلام رضا الغازيبوري الشيخ الصالح فصيح بن غلام رضا بن بديع الدين بن الشيخ أفضل العباسي الإله آبادي ثم الغازيبوري أحد عباد الله الصالحين، ولد لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف، وصرف شطراً من عمره في المصارعة، ثم من الله سبحانه عليه بالإقبال على الآخرة، وذلك ببركة السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان البريلوي، حين سافر إلى الحجاز ومر على غازيبور نحو سنة سبع وثلاثين، فبايع السيد محمد علي الحسيني البخاري، قيل: إنه استقدم السيد أحمد المذكور بعد وصوله إلى بتنه فبعث إليه صاحبه السيد محمد علي المذكور، فبايعه وأخذ عنه، ثم رغب إلى العلم وسافر إلى بنارس وله تسع عشرة سنة، فلازم الشيخ صفة الله، وقرأ عليه النحو والعربية والفقه والأصول وغيرها، ثم أقبل على التذكير وانتفع به خلق كثير لا يحصون بحد وعد. وكان رحمه الله مخالفاً لأصحابه وشيوخه في عمل المولد والقيام. توفي لليلة بقيت من ربيع الأول سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بغازيبور فدفن بها، كما في تذكرة فصيحي. مولانا فصيح الدين الجونبوري الشيخ الصالح فصيح الدين بن فلان بن محمد جميل الحنفي الجونبوري أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ ببلدة جونبور وقرأ العلم على جده محمد جميل، ثم لازم صهره الشيخ غلام رشيد، وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعده، وكان على قدم شيخه في الاستقامة على الطريقة والزهد والقناعة والالتزام بسنن المشايخ وآثارهم، كما في تجلى نور. مولانا فضل إمام الخير آبادي الشيخ الفاضل العلامة فضل إمام بن محمد أرشد بن محمد صالح بن عبد الواجد بالجيم بن عبد الماجد بن القاضي صدر الدين العمري الحنفي الهركامي ثم الخير آبادي أحد مشاهير العلماء، انفرد بالإمامة في صناعة الميزان والحكمة في عصره، ولم ينازعه في ذلك أحد من نظرائه، ولد ونشأ بخير آباد وقرأ العلم على مولانا عبد الواجد الخير آبادي، ثم درس وأفاد وأقبل على المنطق والحكمة إقبالاً كلياً، وصنف الكتب، وخدم الدولة الإنكليزية ببلدة دهلي، حتى نال معاش تقاعد، وكان قليل الخبرة بالفقه والحديث، ومن مصنفاته المرقاة في المنطق متن متين، ومنها تلخيص الشفاء للشيخ الرئيس، ومنها حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال مات بخير آباد لخمس خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف. مولانا فضل حق الخير آبادي الشيخ الإمام العالم الكبير فضل حق بن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1063 فضل إمام بن محمد أرشد العمري الحنفي الماتريدي الخير آبادي أحد الأساتذة المشهورين، لم يكن له نظير في زمانه في الفنون الحكمية والعلوم العربية، ولد سنة اثنتي عشرة ومائتين وألف، وانتفع بوالده وتفنن في الفضائل عليه، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد القادر ابن ولي الله العمري الدهلوي، وحفظ القرآن في أربعة أشهر، وقرأ فاتحة الفراغ وله ثلاث عشرة سنة، وفاق أهل زمانه في الخلاف والجدل والميزان والحكمة واللغة وقرض الشعر وغيرها، ونظمه يزيد على أربعة آلاف شعر، وغالب قصائده في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبعضها في هجو الكفار، أتته الطلبة للاشتغال عليه من بلاد بعيدة فدرس وأفاد وألف وأجاد، وكان زيه زي الأمراء دون العلماء، يلعب بالشطرنج ولا يحتشم عن استماع المزامير والحضور في مجالس الرقص وغير ذلك من المنكرات، وكان مأموراً بديوان الإنشاء بدهلي، ثم اتهم بالخروج على الحكومة الإنكليزية سنة ثلاث وسبعين فحبس ونفي إلى جزيرة من جزائر السيلان. قال القنوجي في أبجد العلوم: إنه كان إمام وقته في العلوم الحكمية والفلسفية بلا مدافع غير أنه وقع في أهل الحق ونال منهم على تعصب منه، وكان السبب في ذلك قلة الخبرة منه بعلوم السلف وطريقتهم في الدين واتباعهم للأدلة الواردة من سيد المرسلين مع ميل إلى البدع التي يستحسنها المقلدة، ولذا انتقد عليه عصابة من علماء الحق، لهم تواليف في ذلك، قال: وقد رأيت الشيخ فضل حق بدهلي في زمان الطلب وهو كهل في المسجد الجامع وقد أتى هناك لصلاة الجمعة وزيه زي الأمراء دون العلماء، وكان بينه وبين أستاذي العلامة محمد صدر الدين خان الدهلوي صدر الصدور بها مودة أكيدة ومحبة شديدة لأنهما كانا شريكين في الاشتغال على أستاذ واحد وعلى أبيه الفاضل فضل إمام، ومع ذلك يسخط أستاذي عليه في بعض أموره، منها رده على الشيخ الحافظ الواعظ المحدث الأصولي الحاج الغازي الشهيد محمد إسماعيل الدهلوي، ويقول: لا أرضى منك ذلك وليس هذا بعشك، انتهى. ومن مصنفات الشيخ فضل حق الجنس الغالي في شرح الجوهر العالي كتاب في الحكمة الإلهية والهدية السعيدية في الحكمة الطبيعية والروض المجود في حقيقة الوجود وحاشية على تلخيص الشفاء لوالده وحاشية على الأفق المبين للسيد باقر داماد، وحاشية على شرح السلم للقاضي ورسالة في تحقيق العلم والمعلوم، ورسالة في تحقيق الأجسام، ورسالة في تحقيق الكلي الطبعي، ورسالة في التشكيك وفي الماهيات، وتاريخ فتنة الهند ورسائل في الرد على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي في إثبات امتناع نظير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وله شعر فائق لولا أنه أكثر فيه من التجنيس الذي ينبو عنه السماع وتأباه الطباع، قد جمعه الشيخ جميل أحمد البلكرامي والمفتي سلطان حسن البريلوي، وإني أمرت ولدي وفلذة كبدي عبد العلي سلمه الله تعالى فجمع جملة صالحة مما كان متفرقاً، ومن شعره قوله: إن لم تصب نظرة من أعين نعس فمن نفي النوم من عينيك في الغلس من استنام إليها سهدته وكم ممن أنامته من يقظان محترس سلبن وسنته فازددن في سنة وغصنه فترا فازداد في الهوس بلا لا يذرن بمن يرمقن من رمق ولا يدعن بذي نفس سوى نفس ولا شفاء له إلا الشفاه إذا سقينه عسلاً يشتار من لعس قد بغض الصيد ما يخفون من صلف وحبب الغيد ما يبدين من شوس قد حسن الحسن منها كل سيئة حتى الجفاء وسوء الخلق والشرس وله: لا تنصبغ بهوى بيض الأماليد فأحمر الموت في أجفانها السود الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1064 في غمز ألحاظها فتك الأسود وإن حاكين ريم الفلا بالطرف والجيد قد خاب من غازل الغزلان يأملها وباد من رام أنس الريم في البيد ذر المراشف واستعذابهن ففي تلك العذاب عذاب غير مردود فلا يروقنك لين في معاطفها إن القلوب لمن أقسى الجلاميد يبكي المشوق بعبرات موردة ما في مباسمها من حسن توريد وله: فؤادي هائم والدمع هامي وسهدي دائم والجفن دامي وقلب ما فتى بجوى ولوع ولوع في اضطراب واضطرام ودمع بل دم صرف جرى من يناطي ساجماً أي انسجام وطرف أرمد يؤذيه غمض وليل سرمد ساجي الظلام طويل لا يقاس به ظلام فساعته كشهر بل كعام حمامي حاضر والوجد باد وجسمي ذابل والشوق نام مات لإثنتي عشرة خلون من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف بجزيرة من جزائر السيلان فدفن بها. الشيخ فضل رسول البدايوني الشيخ العالم الفقيه فضل رسول بن عبد المجيد بن عبد الحميد العثماني الأموي البدايوني أحد الفقهاء الحنفية، ولد في صفر سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على جده عبد الحميد، ثم سافر إلى لكهنؤ وتخرج على مولانا نور بن أنوار الأنصاري اللكهنوي، ثم تطبب على الحكيم ببر على الموهاني ببلدة دهولبور وأقام بها زماناً للاسترزاق، ثم طلبه والده إلى بدايون وأقام بها برهة من الزمان، ثم سافر إلى بنارس واشتغل بمداواة الناس مدة مديدة، ثم جاء إلى بلدته وأخذ الطريقة عن أبيه، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الله سراج المكي والشيخ عابد السندي المدني، ورجع إلى الهند، وأقام بها زماناً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورحل إلى بغداد وأخذ الطريقة عن السيد علي نقيب الأشراف بها، ثم عاد إلى الهند وحصل له القبول بحيدر آباد، كان يتردد إليها ويجالس الأمراء، وينال من محي الدولة أحسن منال. وكان فقيهاً جدلياً مناظراً شديد التعصب في المذهب، دائم المخاصمة بالعلماء، أبعد خلق الله عن السنة، منتصراً للبدعة، راداً على أهل الحق بخرافاته، محباً للدنيا، وكان يكفر الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، ويرمي بالنصب والخروج الشيخ ولي الله المحدث، ويطعن في الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، إمام الطريقة المجددية، ويقول: إنهم ضلوا فأضلوا. ومن مصنفاته: المعتقد المنتقد والبوارق المحمدية وتصحيح المسائل وسيف الجبار وفوز المؤمنين وتلخيص الحق وإحقاق الحق وقيل: إن له شرحاً على فصوص الحكم وله كتاب الصلاة وتلخيص شرح الإمام النواوي، وله حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وله غير ذلك من المصنفات. توفي لثلاث خلون من جمادي الآخرة سنة تسع وثمانين ومائتين وألف وله سبع وسبعون سنة، كما في تذكرة علماء الهند. القاضي فضل الرحمن البردواني الشيخ العالم الفقيه القاضي فضل الرحمن القرشي الحنفي البردواني أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببردوان بفتح الموحدة بلدة من أعمال بنكاله وقرأ العلم على مولانا أمين الله بن سليم الله العظيم آبادي، وعلى صنوه الكبير القاضي غلام سبحان القرشي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1065 البردواني، وعلى غيره من العلماء، ثم ولي القضاء بأرض بنكاله، وصار أكبر قضاة الهند من تلقاء الدولة الإنكليزية، فاستقل بها إلى أن أحيل على المعاش، له كتاب التشييد بالأدلة المعقولة والمنقولة بما لا مزيد عليه في إبطال كلمة الحق للشيخ عبد الرحمن الصوفي اللكهنوي. الشيخ فضل علي الشيخ العالم الصالح فضل علي بن محمد علي بن علي رضا القرشي القلندر كان من أفاضل الصوفية، أخذ الطريقة عن الشيخ باسط علي الإله آبادي القلندر ولازمه مدة طويلة، ثم ساح البلاد، ولقي المشايخ، وكان يدرس ويفيد، له مصنفات عديدة منها: مناقب الأصفياء وكلمات الأسرار وخلاصة المعارف وبيعة الرضوان ورسالة في مراتب الإنسان، ورسالة في أقسام الأولياء، ورسالة في مسألة الجبر والاختيار، كما في النفحات العنبرية. المفتي فضل الله الأمروهوي الشيخ العالم الفقيه فضل الله بن أسرار أحمد الحسيني الرضوي الأمروهوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بأمروهه، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم سار إلى طوك فقرأ عليه نواب محمد علي خان، وولاه الإفتاء ببلدته، كما في نخبة التواريخ. مولانا فضل الله النيوتيني الشيخ الفاضل فضل الله بن محمد مبين العثماني النيوتيني أحد العلماء المشهورين بالفضل والصلاح، قرأ العلم على القاضي نجم الدين الكاكوروي وعلى غيره من العلماء، ثم درس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه الحكيم مهدي علي خان وزير صاحب أوده والقاضي سعيد الدين والمفتي حكيم الدين والمولوي رضي الدين والمولوي مسيح الدين والمولوي رياض الدين والمولوي وجيه الدين والشيخ تراب علي القلندر وخلق كثير من العلماء. توفي سنة ست وخمسين ومائتين وألف. مولانا فقيه الله السنديلوي الشيخ الفاضل فقيه الله بن أصلح الله بن علاء الدين الحسيني السنديلوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد بسنديله سنة ثلاث ومائتين وألف ونشأ بها، وقرأ العلم على جماعة من العلماء كالشيخ أحمد بخش السنديلوي ومولوي محمد هادي الديوي ومولوي غلام حسين البنكالي ومولوي محمد أسلم البلكرامي ومولانا نور الحق ومولانا حيدر ومولانا سراج الحق والمفتي محمد أصغر من أهل لكهنؤ، وعلى السيد جعفر علي الكسمندوي، ثم تصدر للتدريس والتذكير. مات لثمان بقين من صفر سنة تسع وخمسين ومائتين وألف بسنديله، كما في تذكرة العلماء للناروي. مولانا فياض علي العظيم آبادي الشيخ المحدث فياض علي بن إلهي بخش بن هداية علي الجعفري المهدانوي العظيم آبادي، كان من نسل جعفر الطيار ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، ولد ونشأ بعظيم آباد، وقرأ العلم على صنوه أحمد الله، وأخذ الحديث عن الشيخ ولاية علي المحدث، وبايعه واشتغل عليه بالأذكار والأشغال مدة، ثم تصدر للتدريس والتذكير، وكانت موعظته مؤثرة قوية ينتفع بها العلماء كما ينتفع بها عامة الناس، وكان بمنزلة الوزير لشيخه ولاية علي في غزواته ومجاهداته في حدود الهند، ولما توفي الشيخ المذكور رجع إلى عظيم آباد ولبث بها مدة يدرس ويذكر، ثم هاجر إلى الحدود مع أهل بيته وترك ماله من العروض والعقار والحرث والأنعام، توفي بها، كما في الدر المنثور. الشيخ فيض أحمد البدايوني الشيخ الفاضل فيض أحمد بن غلام أحمد بن شمس الدين بن محمد علي العثماني الأموي البدايوني، أحد الفضلاء المشهورين في عصره، ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف بمدينة بدايون وقرأ العلم على خاله فضل رسول بن عبد المجيد البدايوني، ولبس الخرقة عن جده لأمه عبد المجيد، وولي الإنشاء ببلدة إله آباد أخذ عنه السر وليم ميور المسيحي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1066 الإنكليزي حاكم الولاية الشمالية المتحدة، وقيل: إنه كان يؤيده في التصنيف ويتتبع له الدلائل والشواهد، سمعتها من غير واحد من رجال بدايون. ومن مصنفاته حاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي، وحاشية على فصوص الفارابي وثلاثة دواوين في الشعر العربي والفارسي والهندي، أما ديوان الشعر العربي فقد رأيته ووجدته كله في مديح السيد عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه، أطرى في مدحه وأفرط، ومن شعره على علاته قوله: لا يفزعنك أنواء وساعات ولا يهمك أيام وليلات ولا تظن لنجم سعداً أو نحساً فإنها لوجود الحق آيات ولا تعلق بهجو الدهر والشهر فإنما هي أوقات وآنات وناد شيخك واستشفع به عجلاً ولا تؤخر ففي التأخير آفات تبارك الله لا سكر ولا صحو فياله من كؤوس الوصل نشوات وجمع جمع وجمع الفرق والجمع له عن الله أحوال عليات توفي سنة أربع وسبعين ومائتين وألف. نواب فيض الله خان الرامبوري الأمير الكبير فيض الله بن علي محمد الرامبوري نواب فيض الله خان كان من الرجال المعروفين بالرئاسة والسياسة، ولد ونشأ في نعمة أبيه وسار معه إلى دهلي ثم إلى سرهند في أيام محمد شاه الدهلوي، وكان بسرهند إذ جاء أحمد شاه الدراني، وشن الغارة على سرهند، فحمله معه إلى قندهار فلبث عنده مدة، ثم دخل الهند وجاء إلى آنوله فحصلت له قطعة صغيرة من الملك تحصل له منها خمسة لكوك نصف مليون في كل سنة، فاستقر برامبور، وأضاف في ملكه تدريجاً، وبنى مدرسة عظيمة برامبور. وكان رجلاً حازماً مقداماً، حسن الصورة، مليح القول كثير التعبد، يجالس العلماء، ويذاكرهم في العلم، ويحسن إليهم، مات لثمان عشرة خلون من ذي الحجة سنة ثمان ومائتين وألف، وكانت مدته عشرين سنة، كما في يادكار انتخاب. حرف القاف مولانا قاسم بن أسد علي النانوتوي الشيخ الإمام العالم الكبير محمد قاسم بن أسد علي بن غلام شاه بن محمد بخش الصديقي النانوتوي أحد العلماء الربانيين، ولد بنانوته سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، ودخل سهارنبور في صغر سنه، وقرأ المختصرات على الشيخ محمد نواز السهارنبوري، ثم سافر إلى دهلي، واشتغل على الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم أخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي، ولازمه مدة، وأخذ الطريقة عن الشيخ إمداد الله العمري التهانوي وصحبه واستفاض منه فيوضاً كثيرة، واشتغل في المطبعة الأحمدية بدهلي للشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري وكان الشيخ في ذلك الزمان مجتهداً في تصحيح صحيح البخاري وتحشيته، ففوض إليه خمسة أجزاء من آخر ذلك الكتاب، وكانت تلك الأجزاء عسيرة سيما في مقامات أورد فيها البخاري على أبي حنيفة، فبذل جهده في تصحيح الكتاب وتحشيته، وبالغ في تأييد المذهب حتى استوفى حقه. وكان أزهد الناس وأعبدهم وأكثرهم ذكراً ومراقبة وأبعدهم عن زي العلماء ولبس المتفقهة من العمامة والطيلسان وغيرهما، وكان في ذلك الزمان لا يفتي ولا يذكر بل يشتغل في ذكر الله سبحانه ومراقبته، حتى فتحت عليه أبواب الحقائق والمعارف، فاستخلفه الشيخ إمداد الله المذكور ومدحه بأن مثل القاسم لا يوجد إلا في العصر السالف، ثم تزوج بأمره الشريف وصعد المنبر بتكليف الشيخ مظفر بن محمود الكاندهلوي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1067 فذكر أحسن تذكير. ولما ثارت الفتنة العظيمة بالهند سنة ثلاث وسبعين اتهموه بالبغي والخروج على الحكومة الإنكليزية، فاختفى عن الناس برهة من الزمان ثم ظهر فأنجاه الله سبحانه، وبرأه مما قالوا، فسافر إلى الحجاز، ومعه يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، وجمع من رهطه سنة سبع وسبعين فحج وزار وحفظ القرآن في ذلك السفر، وعاد إلى الهند، وأقام ببلدة ميرته برهة من الدهر، وكان يسترزق بتصحيح الكتب في المطبعة المجتبائية لممتاز علي خان وكان ببلدة ميرته إذ أسس الشيخ الحاج عابد حسين الديوبندي المدرسة الإسلامية بديوبند، فاستحسنها وصار من أعضاء المدرسة وأيدها حق التأييد، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين سنة خمس وثمانين فحج وزار ورجع إلى الهند وسكن بميرته. وله مشاهد عظيمة في المباحثة بالنصارى والآرية، أشهرها المباحث التي وقعت ببلدة شاهجهانبور سنة ثلاث وتسعين وأربع وتسعين فناظر أحبار النصارى وعلماء الهنادك غير مرة، فغلبهم وأقام الحجة وظهر فضله في المناظرة، فصلها الشيخ فخر الحين الكنكوهي في كتابه انتصار الإسلام وفي كفتكوي مذهبي وفي مباحثة شاهجهانبور وغيرها من الرسائل. ومن مصنفاته: رسالة عجيبة في الهندية سماها قبله نما وله تقرير دلبذير وآب حياة وحجة الإسلام والدليل المحكم وهدية الشيعة وتحذير الناس والحق الصريح في بيان التراويح وتصفية العقائد واللطائف القاسمية والتحفة اللحمية وقاسم العلوم. مات يوم الخميس لأربع خلون من جمادي الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بديوبند، كما في رسالة الشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي. مولانا قاسم علي السنديلوي الشيخ الفاضل قاسم علي بن حمد الله بن شكر الله الصديقي السنديلوي أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على أبيه ولازمه مدة، ثم درس وأفاد، وسافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، كما في تذكرة العلماء للناروي. مولانا قدرة أحمد الكوباموي الشيخ الفاضل قدرة أحمد بن عناية أحمد بن شرف الحق بن غلام أشرف ابن عبد الحي بن عبد الواسع بن عبد الرحيم بن عبد القادر بن نعم الله بن عبد الحي الكوباموي أحد الأفاضل، ولد ونشأ بكوبامؤ، وقرأ العلم على مولانا عبد الحق الكوباموي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ نصير الدين السعدي البلكرامي ورحل إلى مدراس سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، له خلاصة الأنساب كتاب بالفارسي في أنساب العمريين من أهل كوبامؤ. الحكيم قدرة علي الردولوي الشيخ الفاضل قدرة علي بن عبد النبي الصفوي الردولوي أحد العلماء المبرزين في الصناعة كان من نسل الإمام أبي حنيفة نعمان بن ثابت الكوفي، ولد ونشأ بردولي، وتلقى مبادئ العلم عن أهل بلدته، ثم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1068 دخل لكهنؤ وقرأ على مولانا مظهر علي والشيخ عبد الواسع وعلى غيرهما من الأساتذة، ثم لازم الشيخ عبد الرحمن الصوفي وأخذ عنه الطريقة، ودرس بلكهنؤ مدة، ثم رحل إلى جونبور وأقام بها في دار القاضي ضياء الله الجونبوري، وكان يدرس ويتطبب، أخذ عنه غير واحد من العلماء، وكان على قدم شيخه في مسألة التوحيد، مات ببلدة جونبور وله أربعون سنة، كما في تنوير الجنان. مولانا قدرة علي اللكهنوي الشيخ الفاضل قدرة علي بن فياض علي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين كان سبط الشيخ يعقوب بن عبد العزيز الأنصاري اللكهنوي، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا نور بن أنوار اللكهنوي، ثم سافر إلى مدراس وأخذ عن بحر العلوم عبد العلي بن نظام الدين السهالوي، وولي التدريس في المدرسة الوالاجاهية بمدراس، أخذ عنه غير واحد من العلماء. مولانا قدرة الله السنبهلي الشيخ الفاضل قدرة الله بن قبول محمد الموي السنبهلي أحد الشعراء المشهورين، كان من نسل الشيخ كرم الله الشهيد، قرأ الكتب الدرسية على المولوي غلام طيب البهاري، ولازمه مدة، ثم أخذ الشعر عن الشيخ قيام الدين الجاندبوري، وأقبل عليه إقبالاً كلياً، له ديوان الشعر الهندي، وكتاب في طبقات الشعراء من أهل الهند، مات سنة أربع وعشرين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب. مولانا قدرة الله الكوباموي الشيخ الفاضل قدرة الله بن محمد كامل الصديقي الكوباموي أحد الشعراء المبرزين في العلم، ولد بكوبامؤ سنة تسع وتسعين ومائة وألف ونشأ بها، وقرأ العلوم العربية على مولوي محمد مقيم ومولوي غلام جيلاني ومولوي بدر عالم، ثم لازم الشيخ أحمد بن مصطفى العمري الكوباموي وأخذ عنه بعض الفنون الحكمية، وسافر إلى مدراس سنة سبع وعشرين، وأخذ الفرائض والحساب عن القاضي إرتضا علي خان، وتقرب إلى ولاة الأمر فنال منهم الصلات الجزيلة. له نتائج الأفكار كتاب في تراجم شعراء إيران صنفه سنة 1256هـ وله ديوان الشعر الفارسي، ومن شعره قوله: فارغ بعدم بوده ام از فكر جهاني آورد درين دهر تماشائي تو مارا مولانا قدرة الله البرهانبوري الشيخ العالم الصالح قدرة الله الحنفي البرهانبوري أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلدة برهانبور وقرأ العلم على الشيخ إسماعيل العباسي البرهانبوري، ولازمه ملازمة طويلة، وتصدر للدرس والإفادة بعده، وكان ماهراً في الصناعة الطبية، مرزوق القبول في الموعظة والتذكير، سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند، مات ببلدة برهانبور سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في تاريخ برهانبور. الحكيم قدرة الله الدهلوي الشيخ الفاضل قدرة الله الدهلوي الحكيم المتلقب في الشعر بقاسم، كان من العلماء المبرزين في الطب والتصوف والشعر، أخذ الطريقة عن الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الدهلوي، له تذكرة الشعراء من أهل الهند، وله ديوان الشعر الهندي، مات سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، كما في محبوب الألباب. مولانا قطب الدين الدهلوي الشيخ العالم الصالح الفقيه المحدث قطب الدين بن محي الدين الحنفي الدهلوي أحد كبار الفقهاء، اشتهر بمعرفة الفقه حفظاً وتنزيلاً للوقائع واستحضاراً للخلاف حتى كان يقدم على كثير من العلماء في الفقه والحديث، وانتفع الناس بدروسه وفتاواه وبمصنفاته المفيدة، وهو أخذ الفقه والحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز ولازمه ملازمة طويلة بمدينة دهلي. وكان زاهداً متورعاً، قانعاً عفيفاً، صالحاً ذا عناية تامة بالتدريس والتصنيف، شديد الرغبة في المباحثة في الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1069 العلم والمذاكرة به، شديد التعصب على من خالفه في المذهب، له مصنفات في الرد على السيد نذير حسين الحسيني الدهلوي فيما خالفه من المذهب الحنفي. وله مصنفات غير ذلك في الفقه والحديث، منها مظاهر حق شرح المشكاة بالهندية في أربعة مجلدات، ومنها ظفر جليل شرح الحصن الحصين بالهندية، ومنها جامع التفاسير تفسير القرآن الكريم بالهندية، ومنها معدن الجواهر وآداب الصالحين والطب النبوي وتوفير الحق وتنوير الحق وله غير ذلك من الرسائل. سافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره فمات بمكة المباركة سنة تسع وثمانين ومائتين وألف وله خمس وستون سنة، كما في حدائق الحنفية. الشيخ قطب الدين الكجراتي الشيخ الصالح قطب الدين العمري الفتني الكجراتي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بفتن، وقرأ العلم على علماء بلدته، ثم دخل سورت وأخذ عن الشيخ فاضل الكجراتي، وسكن بتلك البلدة، وكان صاحب وجد وحالة. مات لأربع بقين من جمادي الآخرة سنة سبع عشرة ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية. مولانا قطب الدين السنبهلي الشيخ الفاضل قطب الدين بن غلام فريد السنبهلي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بمدينة سنبهل وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة، حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، أخذ عنه مولانا علي محمد بن محمد داود السنبهلي وخلق كثير من العلماء. مولانا قطب الدين الدهلوي الشيخ الصالح قطب الدين بن فخر الدين بن نظام الدين الجشتي الأورنك آبادي ثم الدهلوي: أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بدهلي ولازم أباه وأخذ عنه، ولما توفي والده جلس على مسند الإرشاد بدهلي، مات لإثنتي عشرة بقين من محرم الحرام سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف. مولانا قطب الهدى البريلوي الشيخ الإمام العالم المحدث قطب الهدى بن محمد واضع بن محمد صابر بن آية الله بن علم الله الحسني الحسيني النقشبندي البريلوي، أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، لم يكن له نظير في زمانه في معرفة الفقه والحديث والعربية والإنشاء والخط، ولد ونشأ ببلدة رائي بريلي وانتفع بوالده وتلقى منه ثم دخل لكهنؤ، وأخذ عن العلامة تفضل حسين الكشميري وعن غيره من العلماء، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، واستنسخ الكتب النفيسة من خزانته، وأخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي ولازمه مدة، ثم رجع إلى بلدته وعكف على الدرس والإفادة. وكان قوي الحفظ، سريع الإدراك، شديد الرغبة في البحث والتنقير، شديد الحرص على الكتابة، وكان خطه في غاية الجودة، له تعليقات شتى على صحيح البخاري وجامع الترمذي وعين العلم وسفر السعادة وعلى غيرها من الكتب، وله رسالة نفيسة في إثبات كفر فرعون المسمى بالجانب الشرقي في كفر فرعون الغرقى. توفي لتسع عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ست وعشرين ومائتين وألف وله اثنتان وأربعون سنة، كما في كلشن محمودي. مولانا قلندر بخش الباني بتي الشيخ الفاضل قلندر بخش الحنفي الباني بتي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، أخذ عن العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، ودرس وأفاد مدة بدار الملك دهلي وبمدينة مراد آباد أخذ عنه خلق كثير من العلماء. السيد قلندر بخش الجلال آبادي الشيخ العالم الصالح قلندر بخش الحسيني الجلال الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1070 آبادي: أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بجلال آباد قرية من أعمال مظفر نكر وقرأ العلم على المفتي إلهي بخش الكاندهلوي، وتفقه عليه، وتأدب، وأخذ عنه كل ما أخذ من المعقول والمنقول، ثم درس وأفاد مدة حياته، أخذ عنه الشيخ محمد بن أحمد الله التهانوي والشيخ الكبير إمداد الله بن محمد أمين التهانوي المهاجر المكي وخلق آخرون. وكان شيخنا إمداد الله المذكور يقول: إنه كان يتشرف برؤية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الرؤيا الصالحة كل ليلة، أخبرني بها مولانا أشرف علي التهانوي، مات سنة ستعين ومائتين وألف. الشيخ قمر الدين الدهلوي الشيخ الفاضل قمر الدين الحسيني السوني بتي ثم الدهلوي أحد الشعراء المجيدين، كان من نسل الإمام ناصر الدين الحسيني المشهدي، قرأ العلم على الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي مشاركاً لإخوته عبد القادر ورفيع الدين، ولازمه مدة ثم أخذ الطريقة عن الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الدهلوي، وأقبل على الشعر إقبالاً كلياً، حتى صار معدوداً في الشعراء المفلقين، ولما سافر إلى لكهنؤ تشيع بها وسافر إلى حيدر آباد فحصلت له الصلات الجزيلة من جندو لعل وله ديوان شعر يحمل مائة ألف وخمسين ألف بيت بالفارسي والهندي. توفي سنة ثمان ومائتين وألف وله تسع وأربعون سنة، كما في نتائج الأفكار. نواب قمر الدين الحيدر آبادي الأمير الفاضل قمر الدين بن معين الدين الحيدر آبادي نواب أكبر يار جنك، كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، جعله نظام علي خان صاحب الدكن معلماً لولده سكندر جاه، ولقبه بأكبر يار جنك وأضاف على خدمته المذكورة بخشيكري على خدمه وخواصه، ومنحه أقطاعاً غلتها أربعة آلاف ربية في السنة. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف في حالة السجدة في صلاة المغرب، كما في تاريخ خورشيد جاهي. المفتي قوام الدين الكشميري الشيخ الفقيه المفتي قوام الدين بن سعد الدين بن معز الدين بن أمان الله الحنفي الكشميري، كان من كبار الفقهاء الحنفية، ولد لأربع خلون من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائة وألف بكشمير، ونشأ بها، وقرأ العلم على الشيخ رحمة الله والشيخ عبد الله ونور الهدى بن عبد الله وعلى غيرهم من العلماء، وأجازه المير قارئ تلميذ شيخ القراء والحاج عبد الولي الطرخاني تلميذ الشيخ أبي الحسن السندي والحاج نعمة الله النوشهروي والشيخ محسن البلجمري، تلميذ جده أمان الله، فلما بلغ رتبة الشياخة تصدر للتدريس في زاوية السيد أمين الأويسي الكشميري، وولي القضاء بكشمير ومشيخة الإسلام بها، وانتهت إليه رئاسة الفتيا والتدريس، له كتاب الصحائف السلطانية يحتوي على ستين علماً. توفي لتسع خلون من ذي القعدة سنة تسع عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. حرف الكاف الشيخ كاظم العلوي الكاكوروي الشيخ الصالح كاظم بن كاشف بن الخليل بن عبد الرحمن العلوي الكاكوروي أحد المشايخ القلندرية، كان من نسل الشيخ نظام الدين بهيكه، ولد لسبع عشرة خلون من رجب سنة ثمان وخمسين ومائة وألف ببلدة كاكوري على مسيرة 16 كيلو متراً من لكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على الحافظ عبد العزيز والشيخ حميد الدين الكاكوروي وأكثرها على مولانا غلام يحيى بن نجم الدين البهاري، والشيخ حمد الله بن شكر الله السنديلوي، ثم سافر إلى إله آباد وأخذ الطريقة عن الشيخ باسط علي الحسيني الإله آبادي ولازمه عشر سنين ثم رجع إلى بلدته وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ أحمدي بن محمد نعيم الكرسوي، وتولى الشياخة بكاكوري. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1071 وكان زاهداً عفيفاً، عظيم الورع، شديد التعبد، حسن الأخلاق، لم يزل مشتغلاً بمطالعة التعرف لأبي بكر الكلا آبادي وقوت القلوب للمكي ورسائل القشيري وكشف المحجوب للهجويري ومصنفات الغزالي والجيلي وابن عربي والجامي، وكان يستحسن مصنفات الشيخ ولي الله المحدث وتحقيقاته في السلوك، وله رسالة سماها معمور داشتن أوقات وله نغمات الأسرار مجموع لأبياته الرقيقة الرائقة بالهندية، مات لتسع بقين من ربيع الثاني سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف، كما في الانتصاح. مولانا كاظم السورتي الشيخ العالم الواعظ كاظم بن أشرف السورتي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على أساتذة عصره وبرع فيه، وكان يعظ الناس في كل أسبوع يوم الجمعة، ويحضر مجالسه ألوف من الناس ويتأثرون بوعظه، كما في حقيقة سورت. مولانا كاظم علي النصير آبادي الشيخ الفاضل كاظم علي بن أمان الله الحسيني النصير آبادي: أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة العربية، ولد ونشأ بنصير آباد من أعمال رائي بريلي وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى كلكته وصنف بها البحر المحيط كتاباً ضخماً في مفردات اللغة العربية بالفارسي مأخوذاً من القاموس والصحاح والصراح ومختار الصحاح وشمس العلوم والنهاية والمغرب وتاج الأسامي وتاج المصادر والمهذب وحياة الحيوان وكنز اللغات ومجمع الأمثال وغيرها من الكتب، ووصل إلى حرف الخاء عدد صفحاته 731، ولميتم بوجوه. مرزا كاظم علي اللكهنوي الشيخ الفاضل كاظم علي بن غلام علي الشيعي اللكهنوي أزهد علماء الشيعة وأعبدهم، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على السيد دلدار علي المجتهد وتفقه عليه، ثم درس وأفاد، له مصنفات في مبحث الأصول والأخبار وفي أصول الدين، منها نصرة المؤمنين، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. توفي سنة تسع وأربعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، فقال الشاعر ناسخ مؤرخاً لوفاته ع: حيف بي مثل محدث بوده مولانا كرم إلهي اللاهوري الشيخ الفاضل كرم إلهي الحنفي اللاهوري أحد أكابر الفقهاء، درس وأفاد مدة طويلة بمدينة لاهور وكان عالماً بالصرف والنحو والمعاني والبيان، ماهراً في الفقه والأصول، مشاركاً في المنطق والحكمة، أخذ عنه الشيخ فقير محمد الجهلمي وخلق آخرون. مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. الشيخ كرم الله الدهلوي الشيخ العالم الصالح كرم الله بن عبد الله الهندي الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بدهلي في الإسلام، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر ابن ولي الله المحدث، وأخذ عن الشيخ رفيع الدين والشيخ عبد العزيز أيضاً، ولازمهم مدة، ثم لازم الشيخ غلام علي الدهلوي، وأخذ عنه الطريقة، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة ثلاث وأربعين، فحج وزار، ودخل سورت فانتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ، ثم رجع إلى دهلي ولبث بها مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فلما دخل سورت ابتلى بمرض السرطان فأقام بها. وتوفي لثلاث بقين من شعبان سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، وقبره بمدية سورت، كما في الحديقة الأحمدية. الحكيم كرامة حسين البريلوي الشيخ الفاضل كرامة حسين بن عطاء حسين الحسيني البريلوي أحد الرجال المعروفين بالإنشاء والطب، كان من نسل المخدوم عادل الملك الجونبوري، ولد ونشأ ببلدة رائي بريلي وتربى في الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1072 مهد خاله الحكيم غلام علي بن أكمل علي البريلوي، وأخذ عنه وعن غيره من العلماء، ثم ولي الخدمات الجليلة بمدينة لكهنؤ. مات لثمان بقين من رجب سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف بمدينة بريلي، كما في مهر جهانتاب. مولانا كرامة علي الجونبوري الشيخ الصالح والمصلح الكبير كرامة علي بن إمام بخش بن جار الله بن كل محمد بن محمد دائم الصديقي الحنفي الجونبوري أحد أكابر الفقهاء الحنفية ودعاة الإسلام ولد لسبع عشرة خلون من المحرم سنة خمس عشرة ومائتين وألف بمدينة جونبور، وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ أحمد علي الجرياكوتي وبعضها على مولانا أحمد الله الأنامي وبعضها على مولانا قدرة الله الردولوي وبايع السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي ولازمه زماناً وعهد إليه السيد بالدعوة إلى الدين والشرع والاصلاح وبشره بها، فسافر إلى بنكاله ودار البلاد للإرشاد وكان الناس بدواً أميين بعداء عن المدنية والحضارة لا يلبسون من الثياب إلا ما يسترون به عوراتهم وكان النساء سافرات الوجوه لا يحتجبن ولا يمتاز المسلمون عن الوثنيين في العادات والتقاليد والشعائر حتى في الأسماء، وكانوا يفرون من أهل الحضر ويستوحشون من المصلحين فلم يزل يفتل في غاربهم ويتلطف بهم حتى استأنسوا به واجتمعوا لديه فأرشدهم إلى الحق وهداهم إلى الدين الخالص وعلمهم وهذبهم وأصبح نافذ الكلمة فيهم يعظمه الناس، ويتلقون إشاراته بالقبول وتغلغلت دعوته في أحشاء البلاد وأوغلت في أوديتها وجبالها وقراها وأمصارها واهتدى به خلائق تعد بمآت الألوف. وله مصنفات في الفقه والسلوك نحو مفتاح الجنة وقد نال قبولاً عظيماً وانتشاراً كبيراً ونقل إلى لغات عديدة وأعيد طبعه مراراً وزينة المصلي وزينة القاري وزاد التقوي والكوكب الدري والدعوات المسنونة وشرح الجزري ونور الهدى ورفيق السالكين وفيض عام ومكاشفات رحمت وقوة الإيمان ونسيم الحرمين وغيرها من الكتب والرسائل. وكان مجوداً يقرأ القرآن بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأخذ القراءة عن السيد إبراهيم المدني والسيد محمد الاسكندراني وكان قليل الخبرة بالحديث، مات يوم الجمعة لثلاث خلون من ربيع الثاني سنة تسعين ومائتين وألف برنكبور من أعمال بنكاله كما في مفيد المفتي وغيره. مولانا كرامة العلي الدهلوي الشيخ العالم المحدث كرامة العلي بن حياة علي الإسرائيلي الشافعي الدهلوي صاحب السيرة الأحمدية كان من كبار العلماء، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي والشيخ فضل إمام بن محمد أرشد الخير آبادي، وقرأ شيئاً من الحديث على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، ثم أسند عن الشيخ إسحاق بن محمد أفضل سبط الشيخ عبد العزيز، ودرس بدهلي مدة من الزمان، ثم سافر إلى حيدر آباد فولي العدل والقضاء بألف ربية شهرية، فاستقل به عشرين سنة، ومن مصنفاته السيرة الأحمدية في مجلد ضخم بالعربية. مات سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بحيدر آباد فدفن بها. السيد كرامة علي الجونبوري الشيخ الفاضل الكبير كرامة علي الحسيني الشيعي الكجكانوي الجونبوري أحد العلماء المبرزين في الفنون الرياضية، كان من نسل السيد حميد الدين الحسيني المحمد آبادي، ولد بقرية كجكانوان من أعمال جونبور وقرأ المختصرات من النحو والمنطق على السيد ذاكر علي الجونبوري، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ المنطق والحكمة وغيرهما على مولانا ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي، وأخذ الفقه والحديث على مذهب الشيعة عن الشيخ نادر علي الشيعي اللكهنوي، ثم سافر إلى بلاد العجم واستفاض عن كثير من العلماء، ثم ولي التدريس في المدرسة العربية بمشهد الرضاء في أيام السلطان فتح علي شاه، ثم ولي الإنشاء في السفارة الإنكليزية ببلدة تبريز واستقل به مدة، ثم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1073 رجع إلى الهند، وولي القضاء ببلدة أجمير فاستقام عليه زماناً ثم ولي نظارة الحسينية بهوكلي للحاج محسن بخمسين وتسعمائة ربية شهرية، ومن مصنفاته رسالة في مأخذ العلوم، ورسالة في العروض والقافية، ورسالة في المفاضلة بين اللسانين العربي والفارسي. مات سنة خمس وثمانين ومائتين وألف ببلدة هوكلي فدفن في الحسينية المذكورة، كما في تجلى نور. مولانا كرامة الله الجرياكوتي الشيخ الفاضل كرامة الله بن أحمد المليح بن ركن الدين العباسي الجرياكوتي أحد العلماء الصالحين، توفي والده في صغر سنه، فترامى به الاغتراب إلى جونبور وقرأ بعض الكتب الدرسية على السيد عسكري الجونبوري، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ عن الشيخ حمد الله بن شكر الله السنديلوي، وعلى غيره من العلماء، ثم دخل لكهنؤ للاسترزاق، فال قطعة من الأرض يحصل له منها ألفان كل سنة فتصدر للتدريس في بلدته، وعاش عمراً طويلاً. توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء للناروي. الشيخ كرامة الله الدهلوي الشيخ الفاضل كرامة الله الحنفي الدهلوي الواعظ، ذكره المفتي ولي الله ابن أحمد علي الحسيني في تاريخه، قال: إنه قدم فرخ آباد في عهد غالب جنكك، وكان قانعاً عفيفاً ديناً يذكر في كل أسبوع يوم الجمعة في الجامع الكبير بفرخ آباد، ولم يزل بها إلى آخر أيام مظفر جنك المتوفي سنة 1211هـ ومات بعد موته، انتهى. السيد كريم بخش الأمروهوي الشيخ العالم الصالح كريم بخش بن إمام الدين الحسيني المودودي الأمروهوي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بأمروهه، واشتغل بالعلم زماناً على علماء بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ، وقرأ المنطق والحكمة على الشيخ تراب علي، ولازمه مدة، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المحدث، ثم رجع إلى بلدته، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الحي الأمروهوي، وتصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير، كما في نخبة التواريخ. مولانا كريم الزمان السنديلوي الشيخ الفاضل كريم الزمان بن نهال الدين السنديلوي أحد العلماء الصالحين، كان نسل خواجه عبيد الله الأحرار السمرقندي، ولد سنة ثلاثين ومائتين وألف ببلدة سنديله، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا تراب علي اللكهنوي، ثم دخل لكهنؤ وقرأ سائر الكتب على المفتي سعد الله المراد آبادي، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير. مات لليلة بقيت من ربيع الثاني سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بالفالج، كما في تذكرة العلماء للناروي. الشيخ كريم عطاء السلوني الشيخ الكبير كريم عطاء بن محمد بناه بن محمد أشرف بن بير محمد بن عبد النبي العمري السلوني البريلوي أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد بسلون - بفتح السين المهملة - لمنتصف ربيع الثاني سنة ست وسبعين ومائة وألف، وحفظ القرآن بالقراءات السبع، ولازم أباه وانتفع به في العلم والطريقة، ولما مات والده تولى الشياخة مكانه. وكان شيخاً جليلاً مهاباً، رفيع القدر، كبير المنزلة، ذا سخاء وإيثار وتواضع وحسن خلق. توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف بسلون، كما في مهر جهانتاب. مولانا كريم الله الدهلوي الشيخ العالم الفقيه كريم الله بن لطف الله الحنفي الدهلوي أحد الفقهاء الحنفية وعلمائهم المشهورين في كثرة الدرس والإفادة، قرأ العلم على مولانا كاظم ومولانا رشيد الدين والشيخ الكبير عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، ثم سار إلى مارهره وأخذ الطريقة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1074 عن السيد آل أحمد المارهروي ولازمه مدة، ثم رجع إلى دهلي وتصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ. مات لأربع خلون من شوال سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف وله تسعون سنة، كما في رياض الأنوار. مولانا كفاية الله المراد آبادي الشيخ العالم الصالح كفاية الله الحنفي المراد آبادي أحد العلماء المبرزين في الشعر، له مصنفات كثيرة، منها بهار خلد منظومة بالهندية في شرح الشمائل للترمذي، ومنها نسيم جنت منظومة بالهندية في شرح الأربعين في فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله مزدوجات عديدة وديوان الشعر الهندي، كلها في ذكر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومدحه، وعلى كلامه رونق القبول. مات سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. مولانا كليم الله الأنكوي الشيخ الفاضل الكبير كليم الله الحنفي الأنكوي أحد الأساتذة الماهرين في العلوم الحكمية، كان يسكن بأنكه شاه بلاول من أعمال سون في أودية جبال سكيسر، قرأ عليه مولانا عبد الرحمن الصوفي اللكهنوي أكثر الكتب الدرسية إلى المطول وشرح العضدية ولازمه أربع سنين، وكان يقول: إنه كان زاهداً قانعاً عفيفاً متقللاً ديناً يدرس ويفيد، كما في تنوير الجنان. السيد كمال الدين الموهاني الشيخ الفاضل كمال الدين الحسيني الشيعي الموهاني أحد الرجال المشهورين في العلم، قرأ العلم على مولوي زكريا ومولوي سراج الدين ومولوي تراب على ومولانا عبد الحكيم بن عبد الرب وخلق آخرين، ثم تصدر للتدريس بمدينة لكهنؤ، أخذ عنه غير واحد من العلماء، له حاشية على شرح السلم لملا حسن. مات سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. حرف الكاف الفارسية الشيخ كل محمد البريلوي الشيخ العالم كل محمد الحنفي البريلوي أحد عباد الله الصالحين، قرأ العلم في بلاد شتى على أساتذة عصره، ثم دخل رائي بريلي ولازم القاضي عبد الكريم النكرامي، وأخذ عنه الطريقة، ولما مات القاضي تولى الشياخة مكانه مات سنة ست وخمسين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. مولانا كلزار علي العظيم آبادي الشيخ الفاضل كلزار علي بن روشن علي بن لطف علي النكرنهسوي العظيم آبادي أحد العلماء الصالحين، ولد نحو سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ النحو على مولانا يعقوب البارهوي، ثم رحل إلى لكهنؤ وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا ولي الله اللكهنوي، ثم سافر إلى كلكته وأخذ عن القاضي فضل الرحمن البردواني والمفتي وارث علي الصاحب كنجي، وأسند الحديث عن الشيخ إبراهيم بن مدين الله النكرنهسوي، ثم رجع إلى عظيم آباد وتصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء، وله رسائل كثيرة، كما في تذكرة النبلاء. الحكيم كلزار علي الدهلوي الشيخ الفاضل كلزار علي الدهلوي الحكيم المشهور بالفضل والكمال قربه تيمور شاه إليه فصاحبه زماناً، ثم سكن بأجمير، وجاوز سنه ثمانياً وتسعين سنة ولكنه لم يلجأ مع كبر سنه إلى المنظار، وكان يكتب في تلك السن قدر ثمان وريقات ويتردد إلى المرضى كل يوم راجلاً، ويأكل أكل الشاب القوي ويخلو بالنساء، مات بأجمير سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في روز نامه لعبد القادر. الشيخ كلشن علي الجونبوري الشيخ الفاضل كلشن علي الشيعي الجونبوري أحد فحول العلماء، كان أصله من قرية مسونده بفتح الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1075 الميم والدال الهندية على خمسة أميال من جونبور، ولد سنة خمس عشرة ومائتين وألف، وقرأ النحو والصرف على مولوي ذاكر علي الجونبوري، ثم رحل إلى لكهنؤ وقرأ أياماً على غلام ضامن ومرزا كاظم علي الشيعي، ثم اشتغل على مولانا ولي الله الحنفي اللكهنوي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم ولي العدل بجونبور، فاستقل به خمس سنين ثم ولي العشر والخراج ببلدة رهتك واستقام عليه مدة، ثم ولي ديوان الخراج ببلدة رام نكر واحتظ بتلك الخدمة مدة حياته وسافر إلى الحرمين الشريفين مرتين، وسافر إلى مشاهد العراق. ومن مصنفاته شرح على خلاصة الحساب للعاملي. مات لليلة بقيت من ربيع الثاني سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف ببنارس، كما في تجلى نور. حرف اللام مولانا لطف علي الراجكيري الشيخ العالم المحدث لطف علي بن رجب علي الراجكيري البهاري أحد العلماء الصالحين، ولد سنة خمس أو سبع وأربعين ومائتين وألف، وسافر للعلم فقرأ على المفتي نعمة الله اللكهنوي والمفتي واجد علي البنارسي والشيخ نور الحسن الكاندهلوي والمفتي صدر الدين الدهلوي والعلامة فضل حق الخير آبادي، ثم أسند الحديث عن السيد نذير حسين الحسيني، ورجع إلى بلدته وله خمس وثلاثون سنة فاشتغل بالدرس والإفادة مدة من الزمان، وحفظ القرآن الكريم، ثم سافر إلى سهارنبور، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، وصحبه زماناً، ثم سار إلى مراد آباد وأخذ عن الشيخ عالم علي الحسيني النكينوي، ثم رجع إلى عظيم آباد ودرس بها مدة، ثم سافر إلى الحجاز، فحج وزار وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المهاجر المدني، ثم رجع إلى الهند، وولي التدريس بمدينة طوك فأقام بها سنة وبضعة وأشهر، ثم خرج منها، ولما وصل إلى بنارس ابتلى بمرض شديد ومات بها. وكان كثير الدرس والإفادة، اشتغل في أوائل عمره بالعلوم الحكمية، ودرس وأفاد مدة، ثم اشتغل بالفقه والحديث، ولم يكن له نظير في الحلم والأناة والصدق وصلاح الظاهر والباطن، أخذ عنه خلق كثير من العلماء. مات لثمان عشرة خلون من شوال سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. مولانا لطف الله اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة لطف الله بن عبد الله الحنفي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، كان أصله من زمانية قرية من أعمال غازيبور، ولد ونشأ بها، وسافر للعلم فقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي، وبعضها على مرزا حسن علي الشافعي المحدث، وكان مفرط الذكاء، سريع الإدراك، قوي الحافظة، شديد الرغبة في البحث والجدل، سكن بلكهنؤ، وصرف عمره بالدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء. وله مصنفات في المناظرة منها أوتاد الحديد لمنكر الاجتهاد والتقليد مرتب على مقدمة وأربعة أوتاد وخاتمة رد فيه على الشيخ عبد الحق النيوتيني رداً مشبعاً، ومنها لمعات الثقلين في إثبات حديث الاقتداء بالشيخين مرتب على مقدمة وذيل وثلاث لمعات وخاتمة، ومنها صولة الأسد على أعداء التعدد رسالة في إثبات إقامة الجمعة في مقامات عديدة من مصر واحد، صنفه في الرد على الشيخ محبوب علي السنبهلي، ومنها مظهر العجائب وهو تفسير سورة الفاتحة في مجلد ضخم رد فيه على الشيعة، ومنها القبقاب ومنها طعن السنان. وله غير ذلك من الرسائل، توفي في شهر جمادي الأولى سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ. حرف الميم السيد مبارز علي السهسواني الشيخ الفاضل الكبير مبارز علي الحسيني النقوي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1076 السهسواني أحد رجال العلم والطريقة، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم فقرأ على أساتذة عصره، ولازمهم حتى برز في الفنون الحكمية، ثم لازم السيد علي أكبر الحسيني الدهلوي ثم الفيض آبادي ببلدة بريلي وأخذ عنه الطريقة والتزم أذكار الطريقة الجشتية وأشغالها مدة طويلة، ففتحت عليه أبواب الكشف والشهود، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند، ثم سافر مرة أخرى وساح البلاد. ومات بمكة المباركة، له حاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي صنفه في بداية حاله. مولانا مبين البهلواروي الشيخ الفاضل مبين بن المفتي أفضل الحنفي البهلواروي أحد العلماء المشهورين في عصره، ولد ونشأ ببهلواري، وقرأ العلم، ثم درس وأفاد. مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء. ملا مبين اللكهنوي الشيخ الفاضل الكبير مبين بن محب بن أحمد بن محمد سعيد بن قطب الدين الأنصاري اللكهنوي أحد كبار الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على ملا حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ولازمه ملازمة طويلة، ثم درس وأفاد وصنف، وفاق أهل زمانه في الدرس والإفادة والتصنيف والتذكير، ذكر لي شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي أنه أول من جلس للتذكير في فرنكي محل من أبناء الشيخ قطب الدين المذكور. ومن مصنفاته: شرح بسيط على سلم العلوم في المنطق تلقاه العلماء بالقبول، وشرح بسيط على مسلم الثبوت في أصول الفقه، وله شروح على مير زاهد رسالة ومير زاهد ملا جلال ومير زاهد شرح المواقف، وله حاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي على مبحث المثناة بالتكرير، وله رسالة في مسائل الصيام، ورسالة في فضائل أهل البيت، وله كنز الحسنات في مسائل الزكاة وشرح التبصرة وغيرها. مات لثمان بقين من ربيع الثاني سنة خمس وعشرين ومائتين وألف بلكهنؤ، كما في الأغصان الأربعة. مولانا مجاهد الدين البالابوري الشيخ العالم الفقيه مجاهد الدين بن معصوم بن ... عناية الله الحسيني الخجندي البالا بوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد ببلدة بالا بور من أعمال برار سنة ثمان وخمسين ومائة وألف، وقرأ المختصرات على مولانا شمس الدين البالا بوري، ثم لازم دروس السيد نور الهدى بن قمر الدين الحسيني الأورنك آبادي، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وأخذ عن السيد قمر الدين المذكور بأورنك آباد أيضاً، ثم رجع إلى بالا بور وأخذ الطريقة عن أبيه، ولازمه مدة من الزمان، واشتغل ببلدته بالدرس والإفادة فدرس بها مدة، ثم سافر إلى حيدر آباد سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف فأكرمه الأمراء، وأقطعه سكندر جاه أمير تلك الناحية قريتين. مات يوم الخميس لعشر بقين من رجب سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف فدفن ببلدة بالا بور، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ مجد الدين الشاهجهانبوري الشيخ الفاضل الكبير مجد بن طاهر الحسيني مجد الدين الشاهجهانبوري أحد العلماء المشهورين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ وهاج الدين بن قطب الدين الكوباموي، وقيل إنه أدرك القاضي مبارك وقرأ عليه أيضاً، ثم سافر إلى كلكته وولي التدريس بالمدرسة العالية، فدرس وأفاد بها مدة طويلة، وتقرب إلى أولياء الأمر، وكان مبتلي بالوسواس لا يروي غليله من إراقة الماء فيغتسل من الصباح إلى الظهيرة ويريق الماء من قرب عديدة، شافهني بذلك بعض الثقات ببلدة شاهجهانبور، وكان يعرف بمولوي مدن بفتح الميم والدال المهملة بعدها نون ساكنة، قال ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي في الأغصان الأربعة: إنه قدم لكهنؤ مرة في موكب اللورد ولزلي الحاكم العام بالهند الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1077 فذهبت إليه، وكان في خباء، فاستأذنت الدخول عليه، فأذن لي وإني كنت سمعت من قبل أنه لا يصافح أحداً ولا يعانق لأجل الوسواس، فلما دخلت عليه رأيته يستنجي باليمين، فلما رآني أخرج يده اليمنى من الإزار ومد إلي للمصافحة، وكان الحجر بيده، وقال: المصافحة مسنونة، فقلت: هكذا ليست بمسنونة، ثم قلت: إن الله سبحانه جعل اليمنى للوجه واليسرى للعورة، ولذا شرع الاستنجاء باليسارى، فإن كان لعذر الحرج في اليمنى فبينوا لي ذلك الحرج، فقال: إني أستنجي باليمين لا لعذر أو مرض بعذر بل لأني ما وقفت على نص على حرمة الاستنجاء باليمنى، فقلت له: يبعد من المسلم أن يخالف السنة النبوية، فضاق صدره، وقال لي: إن شيخكم ملا حسن ذهب إلى أن التصديق إدراك والحقيقة أنه ليس بكيفية إدراكية بل حالة تحصل بعد الإدراك، كما ذهب إليه السيد محمد زاهد الهروي في بعض تعليقاته، فقلت له: إن الهروي قلد صاحب نقد التنزيل في خطأ فاحش صدر منه في تلك المسالة، لأنه يلزم على قوله أن المصدق به إدراك والتصديق جهل، وهذا لا يصح، لأنه إن قلت إنه إدراك لتعلق العلم التصوري به، فينبغي أن يكون المتصور إدراكاً لا المصدق به، وإن كان إدراكاً لتعلق العلم التصديقي به فلا يصح أن يقال إن التصديق غير إدراك، لأنه لا يسع للعاقل أن يقول إن متعلق الشيء إدراك والشيء جهل، وانجر الكلام إلى التطويل ولم يأت بجواب الغليل ويشفي العليل، انتهى. مات نحو سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف ببلدة بريلي، كما في تاريخ فرخ آباد. مولانا محب الله الهندي الشيخ العالم الكبير محب الله الحنفي الهندي ثم المكي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بالهند، وقرأ العلم على بحر العلوم عبد العلي اللكهنوي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأقام بمكة المباركة مجاوراً للحرم المحترم، أدركه الشيخ رفيع الدين المراد آبادي في مكة سنة إحدى ومائتين وألف وذكره في كتابه. مولانا محبوب علي الدهلوي الشيخ العالم المحدث محبوب علي بن مصاحب علي بن حسن علي بن روشن علي بن رحيم الدين بن فهيم الدين الحسيني الجعفري الدهلوي أحد العلماء المشهورين، ولد بدار الملك دهلي في غرة محرم سنة مائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، وحصلت له الإجازة عن الشيخ عبد العزيز بلا واسطة وشارك العلامة إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي في السماع والقراءة للترمذي على الشيخ عبد القادر المذكور، وبايع السيد المجاهد أحمد بن عرفان البريلوي بيعة الجهاد، وسافر إلى الحدود مع أصحابه لينصره في الجهاد، ولكن الشيطان وسوس في صدره فتأخر ورجع إلى الهند. وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري وسمع منه الحديث المسلسل بالأولية، وكذا المسلسل بسورة الصف وكذا الأربعين المروية عن أهل البيت عليهم السلام من لفظه وأجازه إجازة عامة وكتبها له بخطه. مات في عاشر ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين وألف ببلدة دهلي فدفن بهاكما في يادكار دهلي. مولانا محبوب علي السنبهلي الشيخ الفاضل محبوب علي الحنفي السنبهلي ثم الرامبوري أحد الفقهاء الحنفية قدم لكهنؤ سنة ستين ومائتين وألف، وأقام بمدرسة الشيخ بير محمد اللكهنوي أياماً قلائل، وكان يذكر، وله هداية الجمعة رسالة أثبت فيها أن إقامة الجمعة في مقامات عديدة من مصر واحد لا تجوز، وتكره في ثلاث مقامات منه كراهة تحريم، وقد رد عليه مولانا لطف الله اللكهنوي في كتابه صولة الأسد على أعداء التعدد قال فيه: إنه كان يقول إن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي أخطأ في تفسير ما أهل لغير الله وإن تقوية الإيمان للشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي تقوية الإيمان، إلى غير ذلك من الأقاويل. الشيخ محسن بن منتظم الدهلوي الشيخ الفاضل محسن بن منتظم بن شجاع الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1078 الدهلوي الحكيم، كان من الرجال المعروفين بالفضل والكمال، له اليد الطولى في الصناعة الطبية والزيج والشعر والفنون الغريبة، له ديوان الشعر الفارسي وديوان الشعر الهندي، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ محسن بن يحيى الترهتي الشيخ العالم المحدث محسن بن يحيى البكري التيمي الترهتي الفريني صاحب اليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني كان من كبار العلماء، ولد ونشأ ببورنيه بلدة من أرض ترهت بضم الفوقية، وأخذ عن الصدر ركن الدين القرشي الترهتي ثم الشريف عبد الغني المفتي السارني وعلى جواد السلهتي والفقيه محمد ... البكري الترهتي ثم الشيخ محمد سعيد بن واعظ علي العظيم آبادي، أخذ عن هؤلاء النحو والعربية، ثم سافر إلى كانبور ولازم الشيخ سلامة الله الصديقي البدايوني، وصحبه نحو سنتين وسمع عليه من أوائل كتاب البخاري ومن غيره سماعاً ليس بالمنتظم، وانتفع به في أنواع العلوم، ثم لازم العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، وقرأ عليه، ثم قرأ على المفتي واجد علي بن إبراهيم بن عمر البنارسي، ثم من الله عليه بالحج والزيارة، فسافر إلى الحرمين الشريفين، وأخذ عن الشيخ المحدث عبد الغني ابن أبي سعيد العمري الدهلوي بالمدينة المنورة. وله كتاب مفيد في الأسانيد المسمى باليانع الجني في أسانيد الشيخ عبد الغني، فرغ من تصنيفه عشية يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من رجب سنة ثمانين ومائتين وألف بالمدينة النبوية على صاحبها الصلاة والتحية. الحكيم محسن الكشميري الشيخ الفاضل محسن الشيعي الكشميري ثم الدهلوي الحكيم، كان من العلماء المبرزين في الكلام والطب والتاريخ والإنشاء والموسيقى والخط، قدم رامبور في عهد فيض الله خان وسكن إلى عهد أحمد علي خان ثم رحل إلى دهلي وسكن بها. السيد محمد بن أبي الليث البريلوي السيد الشريف محمد بن أبي الليث بن أبي سعيد الحسني الحسيني البريلوي أحد عباد الله الصالحين، ولد سنة أربع وتسعين ومائتين وألف بمدينة بريلي في زاوية جده السيد علم الله، ونشأ بها وحفظ القرآن، وقرأ على أساتذة عصره، ثم جلس على مسند الإرشاد مقام أبيه، واستقام عليه مدة من الزمان مع الطريقة الظاهرة والصلاح. توفي بلكهنؤ سنة ست وخمسين ومائتين وألف فنقلوا جسده إلى رائي بريلي ودفنوه بها، كما في سيرة السادات. القاضي محمد المغربي الشيخ العالم الكبير القاضي محمد بن أبي محمد الأنصاري المالكي التلمساني المغربي ثم الهندي المدراسي أحد العلماء المشهورين، حفظ القرآن وأخذ الحديث والقراءة في بلاده، ثم قدم مكة المباركة وأخذ الفقه بها، ثم ورد الهند ودخل لكهنؤ فقرأ أصول الفقه والمنطق والحكمة وغيرها على الشيخ الكبير نظام الدين بن قطب الدين الأنصاري السهالوي، ثم رحل إلى دهلي وأقام بها زماناً، ثم راح إلى نجيب آباد وسكن بها مدة من الدهر ثم سار إلى مدراس وولي الإفتاء بها. وكان عالماً كبيراً بارعاً في القراءات والحديث حافظه لفظاً ومعنى وكان يقرأ القرآن على القراءآت السبع، كما في رساله قطبيه، وفي حديقة المرام: إن الناس قالوا له عند احتضاره فوض أولادك إلى النواب، قال: لا والله بل أفوض أولادي إلى الله كما قال تعالى "وعلى الله فليتوكل المتوكلون"، ثم بلغت أولاده إلى درجة الإمارة والرئاسة، وكراماته معروفة، انتهى. توفي لثلاث عشرة خلون من محرم سنة إحدى ومائتين وألف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1079 السيد محمد الهوكلوي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحسيني الشيعي الهوكلوي أحد كبار الفقهاء من طائفة الشيعة الإمامية، قرأ العلم على السيد محمد بن دلدار علي الشيعي النصير آبادي وتفقه عليه، ولازمه مدة من الزمان، حتى برع في الفقه والأصول وولي الخطابة والإمامة ببلدة هوكلي، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. مرزا محمد الفيض آبادي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الشيعي الأصولي الفيض آبادي أحد كبار علماء الشيعة، قرأ العلم على السيد محمد بن دلدار علي المجتهد النصير آبادي وتفقه عليه، ولازمه مدة، حتى برع في الفقه والأصول والكلام، كما في تذكرة العلماء. السيد محمد الحكيم الدهلوي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحكيم الدهلوي، كان ختن الحكيم عزة الله، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على العلامة رشيد الدين والحكيم قدرة الله والحكيم عزة الله، وبرع في العلوم الحكمية، فولي التدريس بدهلي، كالج كلية دهلي، وكان شاعراً مجيد الشعر. مات نحو سنة سبعين ومائتين وألف وله خمس وسبعون سنة، كما في خمخانه جاويد. مولانا محمد الجائسي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الجائسي القاضي محمد جان بالجيم كان قاضياً ببلدة مرشد آباد تقرب إلى الولاة، فمنح أقطاعاً من الأرض تغل له خمسين ألف ربية في كل سنة، وكان باذلاً سخياً وظف سبعمائة وألف رجل من القراء، ومصر في تلك الأرض بلدة سماها أشرف كنج وبنى بها المساجد والزوايا والمكاتب، وكان حريصاً على جمع الكتب النفيسة وبنى لها داراً واسعة، وبذل عليها كل ما يحصل له من الأموال الوافرة وأوقفها على طلبة العلم، وكان له أخ يسمى بأحمد جان كان عالماً تقياً، كما في تاريخ جائس لعبد القادر خان. مولانا محمد الدهلوي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحنفي الدهلوي الشيخ محمد جان بالجيم كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ذكره أحمد بن المتقي الدهلوي في آثار الصناديد قال: إنه كان منشئاً في المحكمة العدلية بدهلي، وكان شاعراً مجيد الشعر، حسن الأخلاق، حسن المحاضرة، كثير المحفوظ بالأدب والشعر، انتهى. الشيخ محمد السورتي الشيخ الفاضل محمد بن أبي محمد الحسيني السورتي الشيخ محمد هادا كان من العلماء المشهورين، أخذ عن الشيخ محمد بن عبد الرزاق الحسيني الأجي بمدينة سورت، وولي الإفتاء في المحكمة العدلية الإنكليزية بسورت، فاستقل به مدة، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه غر واحد من العلماء. مات غرة ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف كما في الحديقة. السيد محمد الدهلوي الشيخ الصالح عماد الدين محمد بن أبي محمد الحسيني الدهلوي المعروف بمير محمدي، كان من كبار المشايخ الجشتية، أخذ العلم والطريقة عن خاله السيد فتح علي القادري الدهلوي، ثم لازم الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الجشتي الأورنك آبادي ثم الدهلوي بمدينة دهلي وصحبه مدة طويلة، وأخذ عنه، وصار من كبار المشايخ في حياته، أخذ عنه خلق كثير وتذكر له كشوف وكرامات. مات بدهلي سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف وقبره عند جتلي قبر. السيد محمد بن أحمد السورتي الشيخ الصالح محمد بن أحمد بن الحسين بن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1080 علي الشافعي الحضرمي السورتي أحد المشايخ العيدروسية، ولد لأربع خلون من ربيع الأول سنة خمس ومائتين وألف بمدينة سورت ونشأ بها، وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده. مات لسبع بقين من ذي القعدة سنة ست وسبعين ومائتين وألف بسورت، كما في حقيقة سورت. الشيخ محمد بن أحمد الحيدر آبادي الشيخ الفقيه محمد بن أحمد بن عزة الحنفي الحيدر آبادي نواب محيي الدولة محمد يار خان بهادر، كان صدر صدور الدكن، ومحتسب الدولة الآصفية بحيدر آباد، ولد ونشأ بها، وتقرب إلى الملوك، فصار الأمراء ومن دونهم من الناس يكرمونه غاية الإكرام، ويتلقون إشاراته بالقبول، واجتمع لديه جمع كثير من العلماء والمشايخ، وكان يمنحهم الجوائز الثمينة والصلات الجزيلة، وكانت له إقطاعات عظيمة من الأرض الخراجية، وبقيت في أعقابه، وهم أغنياء ليس لهم في العلم والعمل شأن يذكر. مات لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في مهر جهانتاب. مولانا محمد بن أحمد الله التهانوي الشيخ الفاضل الكبير محمد بن أحمد الله العمري التهانوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بقرية تهانه من أعمال مظفر نكر وقرأ على مولانا عبد الرحيم التهانوي والشيخ قلندر بخش الجلال آبادي، ثم سار إلى دهلي وأخذ العلوم المعتارفة عن الشيخ مملوك العلي النانوتوي، وقرأ المنطق والحكمة على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، ثم لازم الشيخ إسحاق ابن أفضل العمري الدهلوي، وأخذ عنه الحديث. وكان مفرط الذكاء، سريع الإدراك، قوي الحفظ، حلو الكلام، بايع السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي في صغر سنه، ولما بلغ سن الرشد أخذ الطريقة عن الشيخ نور محمد الجهنجانوي، وسافر إلى بلدة طوك فولي التدريس بها، فدرس وأفاد مدة مديدة، ثم رجع إلى بلدته وصرف عمره في الإرشاد والتلقين. له مصنفات منها دلائل الأذكار في إثبات الجهر بالاسرار والقسطاس في أثر ابن عباس أول فيه أثر ابن عباس: في كل أرض آدم كآدمكم إلخ، وله الإرشاد المحمدي في الأذكار والأشغال، وله المكاتبة المحمدية في رسائله في إثبات الذكر بالجهر، وله المناظرة المحمدية في إثبات الخرق والالتئام في الأفلاك وتفضيل الختنين، وله تعليقات على شرح العقائد. مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف وله ست وستون سنة أخبرني بذلك مولانا أشرف علي التهانوي. السيد محمد بن أعلى النصير آبادي الشيخ العالم الصالح محمد بن أعلى بن محمد بن تقي بن عبد الرحيم بن هداية الله الشريف الحسني النصير آبادي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، قرأ العلم على أساتذة لكهنؤ ثم أخذ عن الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، وأخذ الطريقة عن السيد الكبير أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي ولازمه مدة، ثم درس وأفاد، أخذ عنه جدي السيد عبد العلي، وكان ابن عمه وعمته، وأخذ عنه السيد خواجه أحمد النصير آبادي وخلق آخرون. مات بالفالج ليلة السبت غرة شعبان سنة ست وثمانين ومائتين وألف وله سبعون سنة، كما في مهر جهانتاب. الشيخ محمد بن أكبر الشاهجهانبوري الشيخ الفاضل محمد بن أكبر الأفغاني الشاهجهانبوري الشيخ محمد زمان خان الشهيد، ولد بشاهجهانبور لثلاث خلون من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى كانبور وأخذ عن الشيخ سلامة الله الصديقي البدايوني وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم سافر إلى حيدر آباد وأخذ الحديث عن الشيخ كرامة العلي الإسرائيلي، ثم اشتغل بالدرس الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1081 والإفادة، حتى طار ذكره في حيدر آباد، فطلبه نواب ناصر الدولة ملك الدكن، وجعله معلماً لولده أفضل الدولة، ولما مات أفضل الدولة صار معلماً لولده محبوب علي خان، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وسافر إلى دمشق الشام والقدس الشريف والنجف والطف وبغداد وبلاد أخرى. وكان رحمه الله ذا ترك وتجريد وزهد وإيثار، لم يتزوج قط، كان يقرئ الطلبة ويعينهم في الملبس والمأكل، ويشفع لهم بعد فراغهم من التحصيل للوظائف والخدمات. ومن مصنفاته خير المواعظ في الحديث في مجلدين، ومنها بستان الجن في مجلد، ومنها كتاب الرحلة، ومنها هدية المهدوية في رد أتباع السيد محمد بن يوسف الجونبوري، وذلك الكتاب صار سبباً لهلاكه، لأنه لما شاع في حيدر آباد اشتعل المهدويون غضباً، فقام أحد منهم لقتله، فبينما هو يقرأ القرآن بعد صلاة المغرب على عادته الجارية ضربه بالكتار، فوقع على المصحف، فتقاطر دمه على قوله تعالى "فانظر كيف كان عاقبة المفسدين" وكان ذلك يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف بحيدر آباد فدفنوه في مدرسته، كما في تزك محبوبي. السيد محمد بن باقر اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد بن باقر شاه الشيعي البخاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين في مذهب الإمامية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على السيد حسين بن دلدار علي اللكهنوي وتفقه عليه، ثم سافر إلى العراق سنة تسع وخمسين فأقام بكربلاء، وجاور مشهد الإمام عليه وعلى جده السلام. له مصنفات عديدة ومباحثات بأهل السنة وعلماء الشيعة، كما في تذكرة العلماء. الشيخ محمد بن الحسن المدراسي الشيخ الفاضل محمد بن الحسن الأوديكري المدراسي أحد الفضلاء البارعين في الشعر، ولد بأوديكر سنة ست وثمانين ومائة وألف، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ عبد القادر الفخري الميلا بوري، وأقبل على الشعر إقبالاً كلياً، فصار أبدع أبناء عصره فيه. مات سنة خمس عشرة ومائتين وألف، كما في تنائج الأفكار. السيد محمد بن دلدار علي اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة محمد بن دلدار علي بن معين بن عبد الهادي الحسيني النقوي الشيعي النصير آبادي ثم اللكهنوي، مجتهد الشيعة وإمامهم في عصره، ولد لسبع عشرة خلون من صفر سنة تسع وتسعين ومائة وألف بمدينة لكهنؤ واشتغل بالعلم على والده من صباه، ولازمه ملازمة طويلة، وفرغ من تحصيل العلوم المتعارفة وله نحو تسع عشرة سنة، فتصدى للدرس والإفادة، وأجازه والده سنة ثمان عشرة ومائتين إجازة عامة، أخذ عنه إخوته السيد حسين والسيد علي وخلق كثير من العلماء، وكان ممن تبحر في الكلام والأصول، وحصل له جاه عظيم عند الملوك لا سيما أمجد علي شاه اللكهنوي لقبه بسلطان العلماء وولاه الإفتاء، وكان يأتي عنده في بيته ويتبرك به ويتواضع له فوق الوصف. وله مصنفات عديدة، منها كتابه في مبحث الإمامة جواباً عما اشتمل عليه تحفه اثنا عشرية للشيخ عبد العزيز الدهلوي ومنها كتابه في المسح على الرجلين، ومنها كتابه أصل الأصول في الرد على السيد مرتضى الأخباري الذي نقض على أساس الأصول لوالده السيد دلدار علي، ومنها تعليقاته على الشرح الصغير للسيد علي الطباطبائي، ومنها تعليقاته على شرح السلم لحمد الله، ومنها كتابه الصمصام القاطع في إبطال مذهب أهل السنة والجماعة وإثبات عداوتهم بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ومنها كتابه طعن الرماح في مبحث الفدك والقرطاس بما اشتمل عليه التحفة، ومنها الضربة الحيدرية في رد الشوكة العمرية للرشيد الدهلوي، ومنها كتابه ثمرة الخلافة في إثبات أن الخلافة كانت مثمرة لشهادة الإمام حسين رضي الله عنه، ومنها العجالة النافعة في علم الكلام وأصول الدين، ومنها سم الفار في الرد على أهل السنة، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1082 ومنها البرق الخاطف في باب عائشة رضي الله عنها، ومنها رسالة في صلاة الجمعة ولكنها لم تتم، ومنها شرح زبدة الأصول للعاملي وهو أيضاً لم يتم، ومنها الفوائد النصيرية في أحكام الزكاة والخمس وغيرهما صنفه باسم محمد علي شاه الذي كان وقت تصنيفه ملقباً بنصير الدولة، ومنها كشف الغطاء في الرد على السيد ياد علي الشيعي النصير آبادي الذي نقض على مصنفات والده السيد دلدار علي، ومنها كوهر شاهوار في المفاضلة بين القرآن وبين أهل البيت عليهم السلام، ومنها السبع المثاني في القراءة، ومنها إحياء الاجتهاد في أصول الفقه، وله غير ذلك من الرسائل، كما في تذكرة العلماء. مات سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، فقال الشاعر مؤرخاً لوفاته ع: ستون كعبه ودين مبين فتاد ز جائي. السيد محمد بن زين السورتي الشيخ الصالح محمد بن زين بن عبد الحق الحسيني السورتي: أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بمدينة سورت وأخذ عن أبيه وعن غيره من العلماء، كما في حقيقة سورت. مولانا محمد بن سخاوة علي الجونبوري الشيخ الفاضل محمد بن سخاوة علي العمري الجونبوري أحد العلماء الصالحين، كان أكبر أبناء والده، ولد ونشأ بجونبور، واشتعل بالعلم على والده وتفنن عليه بالفضائل، وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، وكان غاية في الذكاء والفطنة، قوي الحظ، سريع الإدراك حسن المحاضرة، حلو المنطق، له رسالة في حقيقة البيع. مات في شبابه لليلتين خلتا من شوال سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، كما في تجلى نور. المفتي محمد بن ضياء الدين البرداوني الشيخ العالم الفقيه محمد بن ضياء الدين البردواني المفتي محمد راشد، كان من الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بأرض بنكاله وقرأ العلم في المدرسة العالية وغيرها ثم ولي المولوية بسوبريم كورت المحكمة النهائية ببلدة كلكته فاستقل بها مدة، ثم ولي الإفتاء بتلك البلدة، وهو الذي صحح الترجمة الفارسية لهداية الفقه سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف في أيام سر جارج هلرو بارلو الحاكم العام في البلاد الهندية، في ذلك العصر بأمر جان هربرت هارنكتن الإنكليزي أقضى قضاة الهند، وكانت الترجمة المذكورة لقاضي القضاة غلام يحيى خان البهاري. السيد محمد بن عبد العلي الفيض آبادي الشيخ الفاضل محمد بن عبد العلي الحسيني الشيعي الفيض آبادي: أحد الفقهاء الإمامية، قرأ العلم على والده وعلى السيد دلدار علي بن معين الحسيني النصير آبادي، ثم قام مقام والده في الخطابة والإمامة بفيض آباد، وله مصنفات عديدة، كما في تذكرة العلماء. الشيخ محمد بن عبد الله الغزنوي الشيخ العالم المحدث محمد بن عبد الله الغزنوي ثم الأمرتسري المجمع على فضله ونبله ودينه وتقواه لا ينكره إلا من كان في قلبه منه شيء، ولد بقرية صاحبزاده من أعمال غزنة ونشأ بها، وأخذ عن والده وتفنن عليه بالفضائل، ثم قدم الهند ودخل دهلي، ولازم دروس الشيخ المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي، وأخذ عنه وفاق الناس في الحديث واشتغل به وسكن بأمرتسر. وكان رحمه الله ممن أوذى في ذات الله من المخالفين وأخيف في نصر السنة المحضة وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي. وله حاشية على تفسير جامع البيان قد استحسنها العلماء غاية الاستحسان. مات في ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1083 الشيخ محمد بن عبد الله السورتي الشيخ الصالح محمد بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن محمد الحسيني الشافعي الحضرمي السورتي: أحد المشايخ العيدروسية، ولد لسبع خلون من جمادي الأولى سنة إحدى وسبعين ومائة وألف بمدينة سورت وأخذ عن أبيه وتولى الشياخة بعده واستقل بها ثماني وخمسين سنة. مات لثلاث بقين من شعبان سنة ست وخمسين ومائتين وألف بسورت، كما في الحديقة. القاضي محمد بن عرفان الرامبوري الشيخ الفاضل محمد بن عرفان الحنفي الرامبوري القاضي محمد خان كان من الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة رامبور وقرأ العلم على والده وعلى المفتي شرف الدين وعلى ملا حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي والعلامة عبد العلي ابن نظام الدين، ودرس ببلدته زماناً، ثم سافر إلى طوك فقرأ عليه وزير الدولة أمير تلك الناحية، وولاه القضاء فسكن ببلدة طوك، ومات بها، وكان غير متعصب في المسائل الخلافية خلافاً لأخيه القاضي خليل الرحمن، أخبرني بذلك الشيخ محمود حسن الطوكي. السيد محمد بن عطاء الجونبوري الشيخ الفاضل محمد بن عطاء الحسيني الجونبوري أحد العلماء الشيعة الإمامية، ولد ونشأ بجونبور، وقرأ العربية أياماً على السيد علي حسين الكلانبوري، ثم قرأ على نعمة حسين بن ولاية حسين الجونبوري، وقرأ عليه الكتب الدرسية إلى شرح السلم والرشيدية ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن السيد هادي ومرزا محمد علي والسيد محمد الأمروهوي وعلى أظهر النظام آبادي وأحمد علي المحمد آبادي والمفتي عباس التستري، ثم تفقه على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي، ثم تقرب إلى رئيس إمارة محمود آباد وأقام عنده مدة حياته. مات سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف بجونبور، كما في تجلى نور. مرزا محمد بن عناية أحمد الشيعي الدهلوي الشيخ الفاضل محمد بن عناية أحمد الشيعي الكشميري الدهلوي أحد العلماء المشهورين، ولد بدهلي ونشأ بها واشتغل بالعلم من صباه ولازم دروس الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، فقرأ عليه الكتب الدرسية ثم تفقه على السيد رحم علي الشيعي الدهلوي، وتطبب على الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي، ولازمه زماناً، ثم تصدى للدرس والإفادة، وفاق أقرانه في الجدل والكلام وصناعة الطب، وصنف كتابه النزهة رداً على خمسة أبواب من التحفة للشيخ عبد العزيز المذكور، وكان يأنف من نسبة التلمذ إلى عبد العزيز وينكره. ومن مصنفاته شرح على الرسالة الوجيزة للعاملي، وقد عزا إليه الكشميري في نجوم السماء، تنبيه أهل الكمال والإنصاف على اختلال رجال أهل الخلاف وقال: إنه عد فيه رجال الصحاح الستة ممن يرمي بالكذب والوضع والضعف والخروج والنصب والإرجاء والقول بالقدر، قال: وله رسالة في تعصبات أهل السنة، وله منتخب لأنساب السمعاني، ومنتخب لكنز العمال للمتقي، لخص فيها الأخبار التي تدل على إمامة سيدنا علي رضي الله عنه وأولاده وما تدل على مثالب الصحابة ومعايبهم، وله رسالة في مبحث رؤية الله عز وجل، وعد من مصنفاته كتباً كثيرة كتلخيص فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر وتلخيص إرشاد الساري للقسطلاني وتلخيص الجمع بين الصحيحين للحميدي وتلخيص جامع الأصول وتلخيص الاستيعاب لابن عبد البر وتلخيص مسند الإمام أحمد بن حنبل وتلخيص الفتاوي العالمكيرية وتلخيص حلية الأولياء لأبي نعيم وتلخيص تاريخ الرسل والملوك للطبري وتلخيص الخميس في أحوال النفس النفيس وتلخيص شرح المقاصد للتفتازاني وتلخيص الملل والنحل للشهرستاني وتلخيص كتاب السياسة والإمامة للدينوري وتلخيص شرح المواقف للجرجاني وغيرها، قال الكشميري في نجوم السماء: إنه مات سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، وقال البدايوني في المختصر: إنه توفي سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، ويدل عليه ما أرخ لوفاته رضي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1084 علي خان الجهان آبادي بقوله: ختم فقه. مرزا محمد الأخباري اللكهنوي الشيخ الفاضل مرزا محمد بن كاظم علي بن محمد رضا الشيعي الأخباري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين في عصره، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى السيد حسين بن دلدار علي الحسيني النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي، وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، حديد الفكر، واعظاً مذكراً، سافر إلى مشاهد العراق، ومن مصنفاته نور الإسلام لكشف معنى الطعام. مات لليلة بقيت من رمضان سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. السيد محمد المرتعش الدهلوي الشيخ الفاضل محمد بن محمد أصغر الحسيني الدهلوي الحكيم محمد المرتعش اللكهنوي، كان من العلماء المشهورين في الصناعة الطبية، أخذ عن والده ولازمه ملازمة طويلة، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الحكيم يعقوب وولده إبراهيم وخلق كثير من العلماء وكان مرتعشاً، ولكنه إذا وضع الأنامل على شريان المريض وجس نبضه كشف القناع عن دلائل النبض فيدهش القلوب ويسحر الألباب، ذكره السيد الوالد في مهر جهانتاب. مات سنة سبع وخمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ. الشيخ محمد بن محمود الكشميري الشيخ محمد العالم الفقيه محمد بن محمود بن رحمة الله المتقي الكشميري الشيخ محمد أكبر هادي، كان سبط السيد عبد السلام الاندرابي، ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف، وقرأ العلم على جده الشيخ رحمة الله وأخذ القراءة والتجويد عن صهره إسحاق، واستفاض عن الشيخ محمد أشرف الكشميري فيوضاً كثيرة، ثم تصدى للدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من العلماء. مات لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير. الشيخ محمد الرفيقي الكشميري الشيخ العالم الصالح محمد بن مصطفى بن معين الرفيقي الكشميري أبو الرضا، كان من كبار المشايخ الحنفية، ولد سنة أربع وخمسين ومائة وألف بكشمير، وقرأ العلم على خاله نور الهدى وجده لأمه عبد الله اليسوي، وأخذ الحديث والتصوف عن أبيه وعمه، وقرأ العوارف على صهره أشرف بن رضا، وله مصنفات في التصوف. مات يوم الأربعاء لست عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة ثمان عشرة ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. خواجه محمد الملكابوري الشيخ العالم الصالح محمد بن مظفر القرشي الملكابوري، كان من نسل الشيخ محمد بن فضل الله البرهانبوري، ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف بملكابور، وسافر للعلم، فقرأ على أساتذة عصره، ورجع إلى ملكابور فدرس وأفاد بها مدة طويلة، ثم قدم كاكوري من أعمال لكهنؤ وأخذ الطريقة عن الشيخ تقي علي بن تراب علي الكاكوروي القلندر، ولازمه زماناً، ثم رجع إلى بلدته، ومات لسبع بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، كما في النفحات العنبرية. الشيخ محمد بن نعمة الله البهلواروي الشيخ الفقيه محمد بن نعمة الله بن مجيب الله الجعفري البهلواروي أحد المشايخ الأعلام، كان خامس أبناء والده، ولد لعشر خلون من صفر سنة ثمان وتسعين ومائة وألف ببهلواري، ونشأ بها في نعمة أبيه، وقرأ على الشيخ أحمدي بن وحيد الحق الجعفري، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه ملازمة طويلة، وكان صاحب المواجيد الصادقة. مات لثلاث خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف فدفن عند أخيه أبي الحياة، كما في الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1085 مشجرة الشيخ بدر الدين. الشيخ محمد بن ولي الله الدهلوي الشيخ العالم المحدث محمد بن ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي أحد رجال العلم والطريقة، كان أكبر أبناء والده، ولد ونشأ بدهلي ولازم أباه واشتغل عليه وأخذ عنه، وانتقل بعد وفاته إلى برهانه فسكن بها، ومات سنة ثمان ومائتين وألف فدفن في الجامع الكبير بقرية برهانه. المفتي محمدي العظيم آبادي الشيخ العالم الفقيه المفتي محمدي بن المعصوم العظيم آبادي أحد الفقهاء الحنفية، قرأ العلم على الشيخ أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، ولازمه ملازمة طويلة، ثم ولي الإفتاء، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء. توفي لثلاث بقين من ربيع الأول سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء. الشيخ محمد آفاق الدهلوي الشيخ العالم العارف الفقيه محمد آفاق بن إحسان الله بن محمد أظهر بالظاء المعجمة بن محمد نقي بالنون بن عبد الأحد العمري الدهلوي كان من ذرية الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية، ولد سنة ستين ومائة وألف، وأخذ الطريقة عن الشيخ ضياء الله الكشميري، وأخذ عنه شيخنا المحدث فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، وكان مرزوق القبول، سافر إلى أفغانستان فبايعه زمان شاه ملك كابل وخلق كثير. مات يوم الأربعاء لسبع خلون من محرم سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف بمدينة دهلي. الشيخ محمد أجمل الإله آبادي الشيخ العالم الصالح محمد أجمل بن محمد ناصر بن يحيى العباسي الإله آبادي أحد الرجال المشهورين، ولد ليلة إحدى عشرة خلون من شوال سنة إحدى وستين ومائة وألف ببلدة إله آباد وقرأ النحو والصرف وبعض كتب المنطق على مولانا فصيح الجونبوري، وقرأ سلم العلوم على مولانا محمد أسلم، وبعض الكتب على الشيخ ياسين، وبعضها على القاضي مستعد خان الجونبوري، وأخذ الحديث عن المفتي محمد ناصح مفتي العساكر السلطانية وهو أخذ عن عمه الشيخ فاخر بن يحيى العباسي، وأخذ الطريقة عن ابن عمه الشيخ قطب الدين بن فاخر، ولما رحل ابن عمه قطب الدين المذكور إلى الحرمين الشريفين تولى الشياخة مكانه. وكان كريماً متواضعاً، حسن المحاضرة، كثير الفوائد: مات غرة ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات. مولانا محمد أحسن البشاوري الشيخ الفاضل الكبير محمد أحسن بن محمد صادق بن محمد أشرف الخوشابي البشاوري المعروف بحافظ دراز، لطول قامته، كان من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، له مصنفات كثيرة منها منح الباري شرح صحيح البخاري بالفارسي، ومنها حاشية على شرح السلم للقاضي مبارك، ومنها حاشية على تتمة أخوند يوسف، وله غير ذلك. مات سنة ثلاث وستين ومائتين وألف وله إحدى وستون سنة، كما في تاريخ علماء الهند. الشيخ محمد أحمد اللكهنوي الشيخ الصالح محمد أحمد بن أنوار الحق بن عبد الحق اللكهنوي أحد المشايخ القادرية، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وتفقه على والده وأخذ عنه، وقام مقامه في الإرشاد والتلقين، وكان صالحاً تقياً عفيفاً متوكلاً قانعاً باليسير. مات في منتصف صفر سنة تسع وستين ومائتين وألف، كما في آثار الأول. الحكيم محمد أرشد الدهلوي الشيخ الفاضل العلامة محمد أرشد بن عبد الشافي خان مسيح الملك الدهلوي المشهور بشفائي خان، كان الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1086 من العلماء المبرزين في المنطق والحكمة أصله من دهلي انتقل منها إلى فيض آباد في أيام الفترة عند ورود أحمد شاه الدراني فاغتنم قدومه شجاع الدولة وأكرمه غاية الإكرام، له شروح وتعليقات على الكتب الطبية منها فوائد شفائي شرح موجز القانون ومنها شرح الأسباب والعلامات ومنها جراحة المعاندين في عدم بقاء جرم الأدوية الغذائية. ومن فوائده في شرح الموجز: وكان ممن تفرد بقول الوجود المعتدل الحقيقي في الخارج فقال في ذلك المبحث، والحق عندي هو خلاف ذلك، ولا أستحي بقول القائلين إنه يخالف الجمهور، بل أستحي عن لومة لائم بأنك خرجت عن تقرير الحق في متابعة الجمهور، فإن رعاية التقليد في أكثر المواضع يستر الحق، بل يمكن وجود المعتدل الحقيقي عندنا وإثباته موقوف على مقدمة وهي: أن الثقيل ما يتوجه إلى المركز والخفيف ما يتوجه إلى المحيط، والطلب لا يكون إلا عند الخروج عن حيز الطبعي، وإذا كان العنصر في الحيز فلا ينسب إليه الخفة ولا الثقل، ويعلم أيضاً أن الحركة تنعدم بوجود العائق، فإن الأرضية غالبة على أبداننا، فمن طبائعنا الهبوط إلى المركز لو لم يكن كثافة الأرض عائقة عنا فكذلك المعتدل الحقيقي مع تساوي ميوله إلى أحياز العناصر يمكن وجوده عندنا، فإن الأرضية والمائية اللتين فيه مقتضيتان للثقل والهبوط، وكثافة الأرض مانعة عن ذلك وإنا لا نسلم استحالة اقتضاء الجسمين المختلفين بالحقيقة لمكان واحد لإمكان اقتضاء أحدهما بالطبع والثاني بالقسر، انتهى. توفي سنة ثلاثين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن بها وله ثمانون سنة، كما في روز روشن. مولانا محمد أسلم البلكرامي الشيخ الفاضل محمد أسلم بن غلام حسن الصديقي البلكرامي أحد العلماء المشهورين، كانت له يد بيضاء في العلوم الأدبية ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه، وأثنى على براعته في الفنون الأدبية ومهارته في اللغة الفارسية، قال: إنه كان شاعراً مجيد الشعر وكان شعره على منهج القدماء، انتهى. الحكيم محمد أسلم النصير آبادي السيد الشريف محمد أسلم النصير آبادي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بنصير آباد، قرأ على علماء بلدته، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم هداية الله الصفي بوري ولازمه مدة، وأخذ الطريقة عن السيد خواجه أحمد بن ياسين النصير آبادي، وصرف عمره في الإفادة والعبادة. وكان عالماً صالحاً، له مختصر لطيف في الأقرابادين مات سنة ست وسبعين ومائتين وألف. مولانا محمد أسلم البندوي الشيخ الفاضل محمد أسلم الحنفي السني البندوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، قرأ العلم على العلامة عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، ولازمه مدة، وأخذ عن غيره من العلماء، له مختصر المفيد لأبي علي القوشجي في الفوائد الحكمية صنفه سنة 1205، كما في محبوب الألباب. الحكيم محمد أشرف الكاندهلوي الشيخ الفاضل محمد أشرف بن إمام الدين البكري الكاندهلوي الحكيم، ولد ونشأ بقرية كاندهله من أعمال مظفر نكر وقرأ الكتب الدرسية على عمه المفتي إلهي بخش بن شيخ الإسلام الكاندهلوي، وتطبب عليه وبرع في معرضة النبض، ومن مصنفاته بحر العلاج كتاب في الطب. مات لثلاث خلون من ربيع الأول سنة سبع وأربعين ومائتين وألف بقرية خانبور من أعمال بلند شهر. مولانا محمد أشرف اللكهنوي الشيخ العالم الكبير محمد أشرف بن نعمة الله بن معظم بن أحمد الصديقي الكشميري ثم اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد بمدينة لكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ مخدوم الحسيني اللكهنوي، وأكثرها على العلامة نور الحق الأنصاري، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه الشيخ ولاية علي العظيم آبادي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1087 وجمع كثير من العلماء. ومن مصنفاته الأصول الراسخة وشرحه الدوحة الشامخة وقسطاس الصرف وتفسير القرآن، وله تذكرة علماء الهند بالعربية ولكنها لم تتم. مات لسبع عشرة خلون من صفر سنة أربع وأربعين ومائتين وألف. مولانا محمد أشرف السورتي الشيخ الفاضل محمد أشرف السورتي الخطاط، قرأ العلم على الشيخ صالح بن خير الدين الهاشمي السورتي، وأفاد الناس مدة من الزمان، مات لسبع عشرة خلون من شوال سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت. المفتي محمد أصغر اللكهنوي الشيخ الفقيه المفتي محمد أصغر بن المفتي أحمد بن أبي الرحم بن يعقوب بن عبد العزيز الأنصاري السهالوي اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بلكهنؤ، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على والده وعلى العلامة مبين بن محب الله اللكهنوي، وسلك على قدم آبائه في الإفتاء والتدريس، وعمر مدرسة جده المرحوم، ولي الإفتاء فاستقل به مدة عمره، وله تعليقات شتى على الكتب الدرسية. مات يوم السبت لتسع عشرة خلون من رجب سنة خمس وخمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ. مولانا محمد أصغر اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد أصغر بن أكبر علي بن كرم الله الكشميري اللكهنوي أحد العلماء المعروفين بالفضل، ولد بلكهنؤ، وقرأ النحو والعربية على والده أكبر علي المتوفي سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، وقرأ الميبذي على المفتي نعمة الله وقرأ نور الأنوار على مولانا عبد الوحيد والمطول على الشيخ خادم أحمد، وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا عبد الحكيم بن عبد الرب اللكهنوي، وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه جمع كثير من العلماء. مات سنة ست وثمانين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات. الحكيم محمد أصغر الدهلوي الشيخ الفاضل محمد أصغر الحسيني الدهلوي الحكيم، كان من الرجال المشهورين بالفضل والكمال، درس وأفاد مدة طويلة بدهلي، ثم قدم لكهنؤ وتصدر للتدريس، أخذ عنه ولده السيد محمد المرتعش ومرزا محمد علي الأصم والحكيم يعقوب، كلهم تخرجوا عليه ونبغوا في الصناعة وصاروا أساتذة عصرهم. مات في أوائل القرن الثالث عشر، ذكره السيد الوالد في مهر جهانتاب لعله سمع ذلك من شيخه الحكيم يعقوب. الشيخ محمد أعظم الروبري الشيخ الصالح محمد أعظم الحسيني الترمذي الروبري أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بروبر قرية جامعة من أعمال أنباله وقرأ العلم على عمه الشيخ محمد سالم وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن عمه المذكور، ولازمه مدة مديدة، ثم جلس على مسند الإرشاد، أخذ عنه غير واحد من العلماء والمشايخ. مات سنة سبع وعشرين ومائتين وألف بروبر، كما في أنوار العارفين. المفتي محمد أفضل البهلواروي الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد أفضل بن المرحوم الحنفي البهلواروي أحد الفقهاء الحنفية، ولي الإفتاء في مصلحة الدائر والسائر وأخذ الطريقة عن الشيخ مجيب الله الهاشمي الجعفري. مات سنة ثمان عشرة ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1088 الشيخ محمد أكبر الكشميري الشيخ الفاضل محمد أكبر الحنفي الكشميري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم سافر إلى بمبئ وولي التدريس في المدرسة المحمدية بالجامع الكبير، فدرس بها ثلاثين سنة، أخذ عنه السيد عبد الفتاح والسيد عماد الدين والمفتي عبد اللطيف وخلق آخرون. مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء. الشيخ محمد أكرم الشاهجهانبوري الشيخ الفاضل محمد أكرم بن محمد جان الحنفي الشاهجهانبوري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم تصدى للدرس والإفادة ببلدته، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه، وقال: إنه قدم فرخ آباد فلقيته بالجامع الكبير بها، انتهى. الشيخ محمد إمام البهلواروي الشيخ الصالح محمد إمام بن نعمة الله بن مجيب الله الهاشمي البهلواروي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد بقرية بهلواري لاثنتي عشرة خلون من جمادي الأولى سنة أربع وتسعين ومائة وألف، وقرأ العلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة، ودرس وأفاد، أخذ عنه صنوه محمد حسين، وله رسائل في المنطق. مات لثمان خلون من محرم سنة خمس وخمسين ومائتين وألف كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. السيد محمد أمير الدهلوي السيد الشريف محمد أمير الدهلوي المشهور ببنجه كش، كان مشهدي الأصل، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وكان طويل القامة، عظيم الجثة، شديد البطش، قوياً ماهراً بالمصارعة والفنون الحربية ولذلك لقبوه ببنجه كش، ولم يكن له نظير في زمانه في الخط، لقبه السلطان بألماس رقم خان، خرج من دهلي في الفتنة المشهورة بها سنة ثلاث وسبعين وذهب إلى ألور فقتل بها من يد بعض العسكريين من الإنكليز سنة أربع وسبعين ومائتين وألف. الحكيم محمد أنور السورتي الشيخ الفاضل محمد أنور بن عبد اللطيف بن غلام حسين العظيم آبادي ثم السورتي الكجراتي أحد العلماء الماهرين في الصناعة الطبية، قرأ العلم على الشيخ عبد الله الحسيني اللاهوري بمدينة سورت وأخذ الصناعة عن والده ثم قام مقامه في الدرس والإفادة وكان حاذقاً بارعاً في العلوم. مات لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة خمس وستين ومائتين وألف بسورت، كما في الحديقة الأحمدية. المفتي محمد بركة العظيم آبادي الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد بركة الحنفي العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم على مير جمال الدين الفاضل، ثم درس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه مولانا عبد الغني بن عبد المغني البهلواروي وخلق كثير من العلماء. مات سنة عشرين ومائتين وألف، كما في تاريخ الكملاء. مولانا محمد بخش الدهلوي الشيخ الفاضل محمد بخش الحنفي الدهلوي المشهور بتربيت خان، كان من الرجال المشهورين بمعرفة الفنون الرياضية، أخذ عن الشيخ رفيع الدين بن ولي الله الدهلوي، وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، أخذ عنه السيد نذير حسين الدهلوي، وقرأ عليه القوشجية وخلاصة الحساب وشرح الجغميني في الهيئة، وكان يقول: إن له نظراً بالغاً في أسفار القدماء، وكان أبو جده أستاذ الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، مات وله ثمانون سنة، كما في تذكرة النبلاء الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1089 السيد محمد تقي اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد تقي بن الحسين بن دلدار علي الحسيني الشيعي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين بالاجتهاد في مذهب الشيعة الإمامية، ولد لست عشرة خلون من جمادي الأولى سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف بلكهنؤ، واشتغل بالعلم على والده من صباه، وتخرج عليه فأجازه أبوه وعمه الكبير السيد محمد ابن دلدار علي اللكهنوي، ولقبه أمجد علي شاه اللكهنوي أمير أوده بممتاز العلماء وولاه التدريس في المدرسة السلطانية. له مصنفات عديدة منها نخبة الدعوات في الأدعية المأثورة، ومنها العباب في النحو وكتاب الإرشاد في الرد على من ينكر تأثير الدعاء وحديقة الواعظين ونزهة الواعظين ولمعة الواعظين كلها في الموعظة، وله رسالة في جواز إمامة من يكون فاسقاً عند نفسه وعادلاً عند المؤمنين، وله رسالة في فضائل الدعاء وآدابه، وله شرح على تبصرة الحلي في الفقه، كما في تذكرة العلماء للفيض آباي. وقال علي أكبر الكشميري في سبيكة الذهب: إن له ينابيع الأنوار في تفسير كلام الله الجبار كتاباً في التفسير، قال: وإنه جد واجتهد في جمع الكتب وتنفيذ الخطب وبنى لها داراً نوراء محفوفة بروضة حوراء وأسس فيها مسجداً وحسينية يزدحم الشيعة فيها من أول عشرة المحرم بالعزاء والبكاء والمأتم، قال: وقد جرت بينه وبين عمه السيد محمد بن دلدار علي في حقية المزرعة لجده مشاجرات ومنافرات بوثوب السعاة وإغراء الدعاة حتى انجرت إلى المحاكمات لا يليق ذكرها في هذا الكتاب، انتهى. مات سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، فأرخ لموته إسماعيل حسين الشكوه آبادي المنير بقوله ع: افتاد ستون كعبه فقه. السيد محمد تقي النصير آبادي الشيخ الفاضل محمد تقي بن نصير الدين الشريف الحسني النصير آبادي أحد السادة القادة، ولد ونشأ بنصير آباد قرية جامعة من أعمال رائي بريلي وقرأ العلم على مولانا خواجه أحمد بن ياسين النصير آبادي، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ عن الشيخ نور الحسن بن أبي الحسن الكاندهلوي، وعن غيره من العلماء، وله تعليقات على شرح الأصول الأكبرية وعلى أكثر الكتب الدرسية رأيتها بخطه، وكان رحمه الله غاية في الذكاء والفطنة. مولانا محمد جميل البرهانبوري الشيخ العالم الفقيه محمد جميل بن عبد الغفار الحنفي البرهانبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة برهانبور وحفظ القرآن وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى حيدر آباد وقرأ بها أياماً ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن الشيخ سيد محمد القندهاري والمفتي صدر الدين الدهلوي والشيخ المسند إسحاق ابن أفضل العمري سبط الشيخ عبد العزيز، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن مرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند، وولي القضاء ببلدته برهانبور فتولاه مدة، ثم ذهب إلى حيدر آباد وولي التدريس بها في المدرسة العالية فدرس وأفاد مدة عمره، أخذ عنه خلق كثير. مات لسبع بقين من جمادي الأولى سنة أربع وسبعين ومائتين وألف ببلدة حيدر آباد، كما في تاريخ برهانبور. مولانا محمد حسن البريلوي الشيخ الفاضل الكبير محمد حسن بن المفتي أبي الحسن الحنفي القادري البريلوي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، أخذ عن المفتي شرف الدين الرامبوري وعن غيره من العلماء، وله شرح بسيط على معراج العلوم لملا حسن، ورسالة مفردة في حقيقة التصديق المسماة بغاية الكلام في حقيقة التصديق عند الحكماء والإمام وأصل الأصول مختصر مفيد بالفارسي في النحو. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1090 مرزا محمد حسن اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد حسن اللكهنوي الشاعر المشهور المتلقب في الشعر بقتيل، كان أصله من لاهور وكان من كفار الهنادك، انتقل والده دركاهي مل من لاهور إلى فيض آباد وأسلم ولده هذا على يد الشيخ محمد باقر الشهيد الشيعي الفيض آبادي وتشيع، وقرأ عليه مدة ثم سافر إلى دهلي، وقرأ على من بها من العلماء، وأقبل على الشعر إقبالاً كلياً، وتعلم اللغة الفارسية ومهر بها، ثم تقرب إلى عماد الملك ولبث عنده مدة من الزمان بمدينة كالبي ثم دخل لكهنؤ وأقام بها مدة حياته. له هفت ضابطه وشجرة الأماني ونهر الفصاحة وجار شربت ودريائي لطافت وإنشاء قتيل وديوان الشعر كلها بالفارسي، ومن شعره قوله: ديدم نشسته بر سر راهي قتيل را او داند ودلش كه جه ديد وجرا نشست مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. السيد محمد حسن الأمروهوي الشيخ الفاضل محمد حسن بن محمد سيادة بن محمد عبادة الحسيني النقوي الأمروهوي أحد علماء الشيعة، ولد ونشأ ببلدة أمروهه وتفقه على أبيه ولازمه مدة، ثم سار إلى لكهنؤ وأخذ عن السيد محمد بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي وصنوه حسين بن دلدار علي ولازمهما زماناً ثم رجع إلى بلدته، ولما مات صنوه محمد عسكري بن محمد سيادة تولى الإمامة في الصلوات مكانه سنة تسع وثمانين وصار المرجع والمقصد في كل باب من أبواب المذهب، وكان حياً سنة 1291هـ. الشيخ محمد حسن الجعفري الشيخ الفاضل محمد حسن الجعفري المجهلي شهري، كان من العلماء الصالحين، جعله جهاندار شاه بن شاه عالم الدهلوي معلماً لولده مرزا خرم بخت فصنف له زبدة النحو رسالة وجيزة بالعربية، ولد في سنة تسع وثمانين ومائة وألف، ومات لسبع خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف. الحكيم محمد حسين الشيرازي الشيخ الفاضل محمد حسين بن محمد هادي العقيلي الشيعي الشيرازي ثم الهندي المرشد آبادي، كان من العلماء الماهرين في الصناعة، أخذ عن والده عن محمد تقي الحكيم عن أبيه وعن السيد محمد هادي العلوي، والعلوي أخذ عن الشيخ محمد مسيح الحكيم المشهور بأرض العراق، وكان والده بن أخت الحكيم محمد هاشم ابن محمد هادي العلوي المشهور بمعتمد الملوك، فانتفع بكتبه وإفاداته كثيراً، وانتفع بالسيد محمد علي بن عبد الله اليزدي المرشد آبادي، ولازمه مدة حياته، وكان يمدحه كثيراً في مصنفاته، وكذلك انتفع بالشيخ محمد علي الأصفهاني الدفين بمدينة بنارس وأخذ عنه. وله مصنفات كثيرة ممتعة أشهرها مخزن الأدوية في المفردات في مجلد ضخم، ومنها قرابادين كبير في مجلدين، صنفه سنة خمس وثمانين ومائة وألف، ومنها خلاصة الحكمة مجلد ضخم في الكليات صنفه سنة خمس وتسعين ومائة وألف، وله رسالة في الجدري والحصبة والحميقاء، ورسالة في أم الصبيان، ورسالة في العرق المدني، ورسالة في الختان، ورسالة في ذات الجنب للأطفال، ورسالة في الرد على ما أوردوه على رسالة الشيخ محمد صالح، وله توضيح الرشحات صنفه سنة ست وثمانين ومائة وألف، ومن شعره قوله: اكر از تلخ كاميهائي من يكدم بياد آري فرامش ميكني افسانه شيرين وفرهادش مات سنة خمس ومائتين وألف بمدينة بنارس كما في محبوب الألباب. السيد محمد حسين الجونبوري الشيخ الفاضل محمد حسين بن مظهر علي الحسيني الجونبوري، كان من نسل قاضي القضاة حسن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1091 سعيد خان، ولد ونشأ ببلدة جونبور وقرأ النحو والصرف وبعض كتب المنطق والحكمة على مولانا سخاوة علي الجونبوري، وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ محمد شكور بن أمانة علي الجعفري ثم درس وأفاد واشتغل بالعلم مدة حياته. مات يوم الجمعة لثلاث خلون من رمضان سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في تجلى نور. مولانا محمد حسين المدراسي الشيخ الفاضل محمد حسين بن نجم الدين القادري المدراسي أحد رجال العلم، كان من ذرية الشيخ محمد حسين الشهيد البندري بكسر الموحدة ولد بمدراس سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات في النحو والعربية على بدر الدولة، ثم لازم القاضي ارتضا علي الكوباموي وقرأ عليه عين العلم واللوائح ومشكاة المصابيح والعجب العجاب ومقامات الحريري وبعض الرسائل في الألغاز، وأخذ الشعر عن أبي سعيد بن أبي الطيب المدراسي وغيره، وبرع في الشعر، فلقبه نواب محمد غوث الأمير المدراسي بأفضل الشعراء شيرين سخن خان بهادر. وله مصنفات منها ترجمة مقامات الحريري وميزان الأشعار وأعظم الصناعة في شرح المعميات من حدائق البلاغة وبحر العجم وبحر المصادر وديوان الشعر الفارسي وكان حياً سنة 1296هـ، كما في مهر جهانتاب. الشيخ محمد حسين البهلواروي الشيخ الفاضل محمد حسين بن نعمة الله بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي، كان سابع أبناء والده، ولد بقرية بهلواري لثمان عشرة خلون من محرم سنة ثمان ومائتين وألف، وقرأ العلم على صنوه الكبير محمد إمام ولازمه مدة، حتى برع وفاق أقرانه في العلم، وتصدى للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء، وسافر للحج والزيارة في آخر عمره، فمات بمكة لثلاث عشرة من شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. السيد محمد حسين الحيدر آبادي الشيخ الفاضل محمد حسين بن علي نور بن نور محمد البكلوي ثم الحيدر آبادي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بحدود الهند الشمالية الغربية، وقدم الهند سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم دخل حيدر آباد سنة خمس وخمسين في أيام ناصر الدولة، فجعله معلماً لولده أفضل الدولة، فأقام بتلك الخدمة ثم ناب الحكم بدار القضاء واستقل به زماناً صالحاً، مات غرة رمضان سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تزك محبوبي. السيد محمد حسين الجزائري الشيخ الفاضل محمد حسين بن محمد علي بن محمد حسين بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني الشيعي الجزائري أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد بشيراز غرة محرم سنة سبع ومائتين وألف ونشأ بها، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وكان والده في أرض الهند عند ابن عمه الوزير أبي القاسم ابن الرضي الجزائري، فاستقدمه إلى حيدر آباد فسافر إليها، ولكنه قدمها بعد وفاة أبيه ووفاة الوزير المذكور كليهما، فتلقاه منير الملك ختن الوزير وزوجه بإحدى بنات عشيرته، وكلفه الإقامة عنده فتوطن بحيدر آباد. وكان عالماً كبيراً بارعاً في العلوم الحكمية حاذقاً في الطب شاعراً مجيد الشعر، ومن شعره قوله: ويطمع المرء في أن يتركوه سدى ولا يحاسبه رب الورى أبدا كلا سيأتيه يوم لا مرد له إن لم يمت أمس محسوراً يموت غدا اصبر على حادثات الدهر منتظرا لروح رب البرايا حسبنا وعدا واستغن بالعلم والتقوى وكن رجلا لا يرتجي غير رزاق الورى أحدا ومن مصنفاته مختار الجوامع وديوان الشعر الفارسي، مات لثمان بقين من ذي القعدة سنة سبع الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1092 وثمانين ومائتين وألف بحيدر آباد، كما في تزك محبوبي. الشيخ محمد حسين السندي الشيخ العالم الكبير محمد حسين بن محمد مراد بن يعقوب الحافظ بن محمود الأنصاري الخزرجي ثم أحد بني أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولد ونشأ في أرض السند، وقرأ العلم على والده، ثم هاجر معه إلى أرض العرب، وكان أبوه يلقب بشيخ الإسلام وهو يروي عن الشيخ محمد هاشم بن عبد الغفور التتوي السندي عن الشيخ عبد القادر بن أبي بكر بن عبد القادر الصديقي نسباً المكي بلداً مفتي الحنفية بمكة المشرفة عن الشيخ حسن بن علي العجيمي والشيخ عبد الله ابن سالم البصري والشيخ أحمد النخلي بأسنادهم، وللشيخ محمد حسين أسانيد أخرى، فإنه كان يروى عن السيد سليمان بن يحيى بن عمر مقبول الأهدل والشيخ محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله المغربي وعن الشيخ محمد السمان الصوفي المشهور في المدينة المشرفة، وكانت له اليد الطولى في علم الطب ومعرفة متقنة بالنحو والصرف وفقه الحنفية وأصوله، ومشاركة في سائر العلوم، وله شهرة عظيمة في أرض العرب. قال القاضي محمد بن علي الشوكاني في البدر الطالع في ترجمة ابن أخيه محمد عابد صاحب الحصر الشارد: إن عمه كان مشهوراً بعلم الطب مشاركاً في غيره. وذكره الشيخ رفيع الدين المراد آبادي في كتابه أخبار الحرمين وقد أدركه بجده سنة اثنتين بعد الألف والمائتين حيث كان أسس ريحان الوزير لوالده محمد مراد الرباط والمسجد والمسكن وكانت له خزانة عامرة بالكتب النفيسة، انتهى. الشيخ محمد حسين السورتي الشيخ الصالح محمد حسين بن أبي الحسن بن شرف الدين بن فتح الله الحسيني الترمذي السورتي أحد المشايخ المشهورين في عصره، ولد ونشأ بمدينة سورت وأخذ عن أبيه، وتولى الشياخة بعده، وكان صالحاً تقياً ديناً متعبداً، مات لثمان عشرة خلون من محرم سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية. مرزا محمد ذكي اللكهنوي الشيخ الفاضل ذكي بن جواد علي الشيعي اللكهنوي المعروف بمرزا حجو، كان من العلماء المشهورين بمدينة لكهنؤ قرأ العلم على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد، وتفقه عليه، ثم تصدى للتدريس، وكان ورعاً، توفي في حياة شيخه يوم الجمعة لعشر ليال بقين من محرم سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. السيد محمد رضا اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد رضا بن أبي القاسم الطباطبائي الشيعي اللكهنوي أحد الرجال المعروفين في الإنشاء والتاريخ، نشأ بمدينة لكهنؤ، وصنف بها مظاهر الأديان في التاريخ، مات في آخر القرن الثالث عشر، كما في محبوب الألباب. ملا محمد رضا الكشميري الشيخ الفاضل محمد رضا الشيعي الكشميري ثم اللكهنوي، كان من المتألهين، ذكره علي أكبر في سبيكة الذهب قال: إنه كان زاهداً مقللاً يعيش بأجرة الطحن وغذاؤه الخبز اليابس بالملح الجريش وفرشه الحصير العتيق وكان لا يتردد إلى الأغنياء ولا يتركهم يترددون إليه حتى أن يمين الدولة سعادة علي خان صاحب أوده وفد عليه مرة واستأذن الدخول فلم يرض بحضوره، انتهى. مرزا محمد رفيع اللكهنوي الشيخ الفاضل مرزا محمد رفيع الحكيم الشيعي اللكهنوي المعروف بمرزا مغل، كان من العلماء المبرزين في الفروع والأصول، قرأ العلم على السيد دلدار علي ابن محمد معين النصير آبادي المجتهد وتفقه عليه، وكان حسن الخط والشعر، وله يد بيضاء في الصناعة الطبية، له مصنفات منها وسيلة النجاة وزاد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1093 الآخرة ومثير الأحزان وغيرها، كما في تذكرة العلماء. مات سنة سبع وأربعين ومائتين وألف. مولانا محمد روشن النارنولي الشيخ الفاضل محمد روشن الحنفي النارنولي أحد العلماء الحنفية، كان أصله من تاور بالتاء الهندية انتقل بعض أسلافه منها إلى نارنول لعله ولد ونشأ بها، ثم سافر للعلم فدخل غوث كده ثم دخل رامبور وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ سلام الله بن شيخ الإسلام الدهلوي وعلى مولانا أحمد خان الرامبوري، وبعضها على غيرهما من العلماء، وكان مفرط الذكاء، قوي الحفظ والإدراك، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. مولانا محمد سالم الدهلوي الشيخ الفاضل أبو الخير محمد سالم بن سلام الله بن شيح الإسلام الحنفي البخاري الدهلوي، كان من ذرية الشيخ المحدث عبد الحق بن سيف الدين البخاري، ولد ونشأ بالهند، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار ورجع إلى الهند، له مصنفات عديدة أشهرها أصول الإيمان في حب النبي وآله من أهل السعادة والإيقان صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين، مرتب على مقدمة وخمسة فصول، طبع بدهلي سنة تسع وخمسين في حياة المصنف، كما في العبقات وله نور الإيمان وله لطائف الأسرار في الرقي والعزائم، وله طريق السالم وترجمة حزب البحر ورسالة في جواز استماع الغناء، كما في مرآة الحقائق. مولانا محمد سالم الفتحبوري الشيخ الفاضل محمد سالم بن العلامة كمال الأنصاري الفتحبوري أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بفتحبور وقرأ العلم على والده ثم ولي التدريس بمدرسة دارا نكر بلدة قريبة من مراد آباد وأمروهه فدرس بها مدة من الزمان، ثم خرج منها وأقام برهة من الدهر في ناحية بريلي ومراد آباد ورامبور وعاش عند الأفاغنة ثم جاء إلى فتحبور واعتزل بها وقد ناهز السبعين. مات لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة أربع وعشرين ومائتين وألف، كما في أغصان الأنساب. الشيخ محمد سعيد الراهوني الشيخ الكبير محمد سعيد الجشتي الراهوني أحد المشايخ المشهورين في عصره، أخذ العلم والطريقة عن الشيخ عليم الله بن عتيق الله الجالندري وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه جمع كثير، وراهون بالنون المعجمة قرية جامعة من أعمال جالندر. مات سنة عشرين ومائتين وألف، كما في خزينة الأصفياء. مولانا محمد سعيد المدراسي الشيخ العالم الفقيه محمد سعيد الأسلمي المدراسي أحد العلماء المشهورين، ولد بمدراس سنة أربع وتسعين ومائة وألف، وقرأ العلم وتخرج على ملك العلماء، ودرس وأفاد زماناً، ثم ولي على الوظائف والإدرارات لأهل الحرمين، ولقبه الأمير بسراج العلماء حافظ محمد أسلم خان بهادر سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، ولذلك اشتهر بالأسلمي، فذهب إلى الحجاز ومكث بها زماناً طويلاً، وترجم هناك التحفة للشيخ عبد العزيز الدهلوي بالعربية لإفادة أهل مكة، وعاد إلى مدراس بعد مدة، وبنى بيتاً وبستاناً ومقبرة لأجله في نواحي سعيد آباد ثم سار إلى حيدر آباد ثم إلى أورنك آباد وعاد بعد مدة إلى مدراس ومات بها. وله مصنفات عديدة منها سفينة النجاة في مجلد كبير في المسائل الخلافية، طالعتها بمدراس عند تجمل حسين الكوباموي، ومنها تفسير القرآن صنفه في أرذل العمر في أربعة مجلدات بالفارسي. مات لثمان خلون من ربيع الأول وقيل لإحدى عشرة من محرم سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومائتين وألف. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1094 نواب محمد سعيد الرامبوري الأمير الكبير محمد سعيد بن غلام محمد بن فيض الله الرامبوري، كان من الرجال المعروفين بالعقل والدهاء، ولد ونشأ برامبور، ولما سافر والده للحج أقام بمدينة بنارس مدة، ثم قدم لكهنؤ وأقام بها زماناً، ثم سافر إلى كلكته وناب الحكم في متصرفية بدايون ولما مات أحمد علي خان الرامبوري ولم يخلف أحداً يتولى الإمارة استقدمة الإنكليز إلى رامبور فولي الإمارة بها سنة أربعين ومائتين وألف. وكان رجلاً فاضلاً ماهراً بالفروسية والرمي والفنون السياسية مشاركاً في الطب، أخذ من مرزا محمد علي اللكهنوي الحكيم، مات لثلاث عشرة خلون من رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في ياد كار انتخاب. مولانا محمد سليم الجونبوري الشيخ الفاضل محمد سليم بن محمد عطاء الجعفري الجونبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين وألف ببلدة مجهلي شهر ونشأ بها، وقرأ العربية على المفتي علي كبير بن علي محمد ثم لازم القاضي محمد شكور بن أمانة علي، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وقرأ بعضها على مولانا رحمة الله الكابلي، ثم ولي القضاء وتدرج إلى الصدارة، وكان ذلك منتهى آمال أهل الهند في عصره في الدولة الإنكليزية. ومن مصنفاته رقية السليم في الحديث وحاشية على شرح الجغميني في الهيئة وهفوات الإلحاد في الأدب، ورسالة في الجبر والمقابلة وميزان الوافي في علمي العروض والقوافي ورسالة في تحقيق الشهور وجونبور نامه في التاريخ، وله ديوان الشعر الفارسي وأبيات كثيرة بالعربية. توفي في أول ليلة من جمادي الأولى سنة ست وستين ومائتين وألف ببلدة أعظمكده وله أربع وأربعون سنة، كما في تجلى نور. السيد محمد سيادة الأمروهوي الشيخ الفاضل محمد سيادة بن محمد عبادة الحسيني النقوي الأمروهوي أحد العلماء الشيعة، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ العلم على أبيه، وتفقه عليه، ولازمه ملازمة طويلة، ثم سافر إلى لكهنؤ ولازم السيد محمد بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي، وأخذ عنه الفقه والكلام وأصول الفقه وسائر العلوم، عقلياً كان أو نقلياً، حتى صار أبدع أبناء عصره في الفقه والأصول، ورجع إلى بلدته وتولى الإمامة للصلوات المفروضة بأمروهه مقام والده وصار المرجع والمقصد لأهل المدينة في الفتيا والتدريس. مات سنة خمس وستين ومائتين وألف بأمروهه، كما في تاريخ أصغري. الشيخ محمد شاكر السورتي الشيخ الفاضل محمد شاكر الحنفي السورتي أحد الفقهاء المعروفين، أخذ عن الشيخ عبد الله الحسيني اللاهوري بمدينة سورت ودرس وأفاد مدة عمره، مات لإحدى عشرة خلون من ذي القعدة سنة أربعين ومائتين وألف بسورت، كما في الحديقة الأحمدية. مولانا محمد شكور المجهلي شهري الشيخ الفاضل الكبير محمد شكور بن أمانة علي الجعفري الهاشمي المجهلي شهري أحد العلماء المشهورين في الدرس والإفادة، كان من نسل جعفر الطيار ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، ولد سنة إحدى عشرة ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على جده لأمه الشيخ علي محمد، وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن العلامة رشيد الدين الكشميري والشيخ عبد الحي البكري البرهانبوري والشيخ رفيع الدين وصنوه الشيخ الكبير عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، وأخذ بعض الفنون الحكمية عن الشيخ فضل إمام الخير آبادي ثم ولي الإفتاء وتدرج إلى الصدارة فاستقام على تلك الخدمة خمساً وعشرين سنة، واعتزل عنها سنة ستين ومائتين وألف وتمتع بمعاش تقاعد أربعين سنة، وأخذ من الحكومة الإنكليزية ستاً وتسعين ألف ربية تقريباً وهذا نادر جداً، الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1095 وسافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره فحج وزار، وأخذ عن السيد محمد حسين الحنفي مفتي مكة المباركة وكان من أصحاب الطحطاوي. وله شرح على المقامات الهندية وحل أبحاث الفرائد وشرح على كنز الدقائق في الفقه، وله ترجمة طوطي نامه للنخشبي، وكلها بالعربية. مات لليلة بقيت من شوال سنة ثلاثمائة وألف ببلدة مجهلي شهر، كما في تجلى نور. مولانا محمد طه النصير آبادي الشيخ الفاضل محمد طه بن زين العابدين بن نور الدين الحسني الحسيني النصير آبادي البريلوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بنصير آباد وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الشيخ عبد الحكيم اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى ناكور إلى جدي السيد عبد العلي، وكان من بني أعمامه فلازمه مدة حياته. وكان زاهداً متقللاً قانعاً باليسير مع العمل الكثير، أخذ عنه السيد الوالد وقرأ عليه ترجمة القرآن ورسائل النحو والمنطق. مات سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. مولانا محمد ظاهر البريلوي الشيخ العالم الكبير محمد ظاهر بن غلام جيلاني بن محمد واضح بن محمد صابر ابن آية الله بن علم الله الحسني الحسيني البريلوي أحد العلماء الربانيين، ولد ببلدة رائي بريلي في زاوية جده علم الله سنة ثمان وتسعين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على عمه قطب الهدى ولازمه مدة، وقرأ بعض الكتب على مولانا ذي الفقار علي الديوي، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن الشيخ عبد الجامع السيدنبوري، وتطبب على بعض الأطباء المشهورين، ثم رجع إلى بلدته وأخذ الطريقة عن السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، وكان من بني أعمامه وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند، وتصدر للإرشاد. وكان ورعاً تقياً ذا مهابة وخلق حسن وتواضع، سليم العقل، فصيح اللسان يحترمه الناس لما اشتمل عليه من حسن الصورة وحلو المنطق وعذوبة المحاضرة، لم يزل مشتغلاً بالوعظ والخطابة والتدريس والإفتاء وفصل الخصومات من غير أن ينصبه السلطة وكان ذلك مع الفضل والدين والرزانة. وكانت له ملكة راسخة في قرض الشعر ينشئ بكمال الفصاحة والحلاوة لا سيما في الهندية الخالصة عن خلط الألفاظ العربية والفارسية يقال له بهاكا وعلى كلامه رونق القبول، وقد جمع السيد الوالد جملة صالحة من ذلك في كتابه مهر جهانتاب وهو جد سيدي الوالد رحمه الله من جهة الأم. وله مصنفات منها تحريم الحرام في تفسير قوله تعالى "وما أهل لغير الله به"، ومنها قاطع البدعة، ومنها خير المسالك في السلوك، ومنها رسالة في مبحث وحدة الوجود، وله ديوان الشعر الهندي. مات سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف ببلدة رائي بريلي بمرض الفالج وقبره مشهور ظاهر بمقبرة أسلافه. العلامة محمد عابد السندي الشيخ الامام العالم المحدث الفقيه محمد عابد بن أحمد علي بن محمد مراد بن يعقوب الحافظ بن محمود الأنصاري الخزرجي ثم أحد بني أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولد ببلدة سيون بلدة على شاطئ النهر شمالي حيدر آباد السند هاجر جده مع رهطه إلى أرض العرب وكان يلقب بشيخ الاسلام وكان من أهل العلم والصلاح، فتوفي عمه في الحديدة وأبوه بجده، فقرأ الشيخ محمد عابد أكثر ما قرأ على عمه محمد حسين بن محمد مراد ثم على علماء اليمن والحجاز، أجلهم السيد العلامة عبد الرحمن بن سليمان بن يحيى بن عمر الأهدل والشيخ يوسف بن محمد بن العلاء المزجاجي والشيخ محمد طاهر سنبل والمفتي عبد الملك القلعي والشيخ صالح بن محمد العمري الفلاني، وكان أكثر مقام الشيخ بزبيد، دارة باليمن معروفة حتى عد من أهلها ودخل صنعاء اليمن فألقى بها رحله، ولبث فيهم برهة من عمره يتطبب الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1096 لامامهم، وتزوج بنت وزيره، وذهب مرة بطريق السفارة من قبل إمام صنعاء إلى مصر بهدية منه أرسلها على يديه إلى واليها، وكان هذا هو سبب المعرفة بينه وبين والي مصر ووقوفه على بعض فضله وإشرافه على شيء من عظم شأنه، وكان شديد التحنن إلى ربوع طابة عظيم التشوق إلى شذاها، فجاء مرة ليلقي بها جراناً، ويتخذ من أهلها جبراناً، فنزل فيهم يحبوهم وينحلهم مما أعطاه الله سبحانه، ويقوم الأود منهم بنصحه ويسد الثلمة منه بوعظه، فكان الناس نقموا منه هذه الخصلة، فقاموا عليه وكالبوه ورموه عن قوس واحدة، فقوض خباءه من فنائهم، وارتحل إلى حيث وجهه مولاه وأشد من ذلك بلاءاً ما أبلاه الله به في الحديدة وذلك أنه حين كان بها أمر قاضيها السيد حسين بن علي الحازمي، وكان يشايع الزيدية بعد ما خالف الشريف حمود بن محمد علي أهل نجد سنة أربع وعشرين ومائتين وألف أن يزيد أهلها قول حي على خير العمل في ندائهم للصلوات ويدعوا ما توارثوه من السلف في أذان الفجر من قولهم الصلاة خير من النوم فإنه كان يراها بدعة إنما أحدثها عمر رضي الله عنه في إمرته، ولما رأى القاضي من امتناع الناس من ذلك الذي كان يسوله ويدعوهم إليه اشتد باطله فسطا على الناس وحبس أربعين نفساً من الحنفية الذين كانوا بها مكبولين في قيود من حديد، وكان الشيخ ممن حبسهم وقيدهم فلم يقصر من عدوانه عليه دون أن زاده أذى، فجعل في رقبته ورقاب من يلوذ به من خويصة أهله أغلالاً، وأقامهم في الحبس ستة أيام، ثم أخرجهم بأسرهم وخلى سبيلهم غير الشيخ فإنه أمر بضربه فضرب على ذلك، ثم نفاه من الحديدة ثم أنه عاود مرة أرض قومه فدخل نواري من بلاد السند وأقام بها ليالي معدودات، ثم هزه الشوق إلى بلاد العرب، فعطف إليها عنانه، ثم رزقه الله تعالى العود إلى المدينة، وأقام بها في غاية ما يكون من العز، وولي رئاسة علمائها من قبل والي مصر، ولم يزل مجتهداً في العبادة وإقامة السنن والصبر على الجفاء ونصح الأمة وخفض جناحه عليهم ونشر علومه حتى لقي الله عز وجل، كما في اليانع الجني. وقال القاضي محمد بن علي الشوكاني في البدر الطالع: إنه خرج إلى بندر الحديدة مع عمه وكان عمه مشهوراً بعلم الطب مشاركاً في غيره، وصاحب الترجمة له اليد الطولى في علم الطب ومعرفة متقنة بالنحو والصرف وفقه الحنفية وأصوله، ومشاركة في سائر العلوم، وفهم صحيح سريع، طلبه خليفة العصر مولانا الإمام المنصور بالله إلى حضرته العلية من الحديدة لاشتهاره بعلم الطب، فوصل الحضرة وانتفع جماعة من الناس بأدويته، وكان وصوله إلى صنعاء سنة 1213هـ وتردد إلي، وقرأ علي في هداية الأبهري وشرحها للميبذي في الحكمة الإلهية، فكان يفهم ذلك فهماً جيداً مع كون الكتاب وشرحه في غاية الدقة والخفاء، بحيث كان يحضر حال القراءة جماعة من أعيان العلماء العارفين بعدة فنون فلا يفهمون غالب ذلك، ثم عاد إلى الحديدة في شهر شوال من تلك السنة بعد أن أحسن إليه الخليفة وقرر له معلوماً نافعاً، وكساه ونال من فائض عطاه، ثم تكرر وفوده إلى صنعاء مرة بعد مرة في أيام الإمام المنصور كما ذكرنا، ثم في أيام الإمام المتوكل، ثم في أيام مولانا الإمام المهدي، وأرسله إلى مصر إلى الباشا محمد علي بهديته منها فيل، وكان ذلك سنة 1232هـ ورجع وأخبرنا باندراس العلم في الديار المصرية وأنه لم يبق إلا التقليد أو التصوف، انتهى. وقال الشيخ محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه كان من أحسن الناس هدياً وسمتاً في زمانه، خلف من مصنفاته كتباً مبسوطة ومختصرة نافعة مفيدة، فمنها كتابه المواهب اللطيفة على مسند الإمام أبي حنيفة اقتصر فيه على رواية الحصكفي، ومنها كتابه طوالع الأنوار على الدر المختار حافل جداً، استوفى فيه غالب فروع مذهب أصحابه، واستوعب مسائل الواقعات والفتاوي، ومنها كتابه شرح تيسير الوصول لابن الديبع الحافظ الشيباني، بلغ منه إلى كتاب الحدود من حرف الحاء، وله كتاب مبسوط في الأسانيد المسمى بحصر الشارد في أسانيد محمد عابد أتمه في بندر مخا في شهر رجب سنة 1240هـ، وقيل له شرح على بلوغ المرام لابن حجر الحافظ العسقلاني غير أنه لم يكمله، ومن صالحاته الباقيات ما وقفه من كتبه المستجادات من سائر الفنون وهي على الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1097 كثرتها نزهة لعيون الناظرين قد نفع الله بها كثيراً ممن أراده بالنفع، انتهى. وله أبيات رائقة رقيقة منها قوله مخمساً أبيات بعض أئمة اليمن نقلتها عن بحر النفائس: يا من يحل وثاق أرباب الهوى أشجى فؤادي ما لقيت من الجوى وحشاشة ذابت وصبري قد هوى وحمامة غنت على فنن اللوى فغدا يسيل دمي من الآماق يا ما أحيلاه بعود زمرد باتت تجس عليه كل ملذذ وتميس عجباً فوقه بتلذذ تشدو وقد خلصت من القفص الذي قد قيدت فيه عن الإطلاق فشفت بهاتيك اللحون عليلها ورثت بمهجة مبتلي يرثى لها مذ رجعت في مسمعي تعليلها ناديتها لما سمعت هديلها يا ذات طوق نحن في الأطواق قالت تسليني كلاماً في الحلى فاصبر لتنظر لطف مولاك العلي فأجبتها والجفن من دمعي ملى لي منك ما بك يا حمامة فاسألي من حل قيدك أن يحل وثاقي توفي يوم الإثنين لسبع عشرة خلون من شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين ومائتين وألف ودفن بالبقيع قبالة باب عثمان بن عفان رضي الله عنه. القاضي محمد عاقل السندي الشيخ العالم الصالح محمد عاقل بن محمد شريف بن محمد يعقوب بن نور محمد ابن محمد زكريا العمري السندي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بكوت متهن قرية جامعة من بلاد السند وحفظ القرآن وجوده ثم اشتغل بالعلم على والده، وقرأ الكتب الدرسية قراءة تدبر وإتقان، ثم أسس مدرسة عظيمة بقرية كوت متهن واشتغل بالدرس والإفادة مدة طويلة، ثم لازم الشيخ نور محمد الجشتي المهاروني، وأخذ عنه الطريقة، وصار من كبار المشايخ في حياة شيخه أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ. وكان رحمه الله كثير العبادة، شديد المجاهدة، قليل الوجد والسماع، مات لثمان خلون من رجب سنة ثلاثين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته بعض أصحابه من قوله: روز هشتم بود از ماه رجب السيد محمد عبادة الأمروهوي الشيخ الفاضل محمد عبادة بن محمد نجابة الحسيني الشيعي الأمروهوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بأمروهه، وسافر للعلم، فقرأ على السيد دلدار علي بن محمد معين الحسيني النقوي النصير آبادي، وتفقه عليه، ثم رجع إلى بلدته وتولى الإمامة في الصلوات الخمس، أخذ عنه ولده محمد سيادة وخلق آخرون. الحكيم محمد عسكري الأمروهوي الشيخ الفاضل محمد عسكري بن بخش الله الحنفي الأمروهوي الحكيم الحاذق كان من ذرية الشيخ عبد الله الحسيني الأمروهوي، ولد ونشأ بأمروهه وأخذ عن أبيه وعن غيره من العلماء، ثم سار إلى معسكر الأمير نواب مير خان فجعله طبيباً خاصاً له، فدار معه في البلاد، ثم سكن ببلدة طوك وحصل له القبول العظيم. مات بها فنقلوا جسده إلى أمروهه ودفنوه بها سنة خمسين ومائتين وألف، فأرخ لموته بعض أصحابه ع: رفت بر آسمان مسيح زمان السيد محمد عسكري اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد عسكري بن محمد شاه بن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1098 محمد بن دلدار علي الحسيني النقوي الشيعي اللكهنوي أحد الرجال المعروفين بالفضل والكمال، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على عمه مرتضى بن محمد وعلى عم أبيه السيد حسين بن دلدار علي، ولازمهما مدة من الزمان، حتى برع وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون. مات سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. السيد محمد عسكري الأمروهوي الشيخ الفاضل محمد عسكري بن محمد سيادة بن محمد عبادة الحسيني النقوي الأمروهوي أحد علماء الشيعة، ولد ونشأ بأمروهه، وتفقه على والده ثم سار إلى لكهنؤ، وأخذ عن السيد محمد بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي، وصنوه حسين بن دلدار علي، ثم رجع إلى بلدته، وتولى الإمامة في الصلوات بعد والده بأمروهه، وصار المرجع والمقصد في الفتيا والتدريس. مات بأمروهه سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، فأرخ لموته بعض الناس من أهل بلدته من قوله ع: بجنان بقرب خدا رسيد مولانا محمد عظيم البيشاوري الشيخ العالم الفقيه محمد عظيم البيشاوري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة بيشاور وقرأ العلم واشتغل بالموعظة والتذكير، حتى ظهر فضله بين العلماء المذكرين، وكان يعظ في اللغات المتنوعة كالفارسية والأفغانية، فيأخذ بمجامع القلوب. مات سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. مرزا محمد علي اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد علي بن جواد علي الشيعي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد الحكيم بن عبد الرب والشيخ تراب علي بن شجاعة علي الحنفي اللكهنوي، ثم تفقه على السيد حسين بن دلدار علي المجتهد الشيعي النصير آبادي، وأخذ الحديث عنه، وحصلت له الإجازة عن السيد محمد بن دلدار علي أيضاً، ثم تقرب إلى واجد علي شاه، وسافر معه إلى كلكته واختص بامامته في الصلوات. مات بكلكته لأربع خلون من شعبان سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. مولانا محمد علي الرامبوري الشيخ الفاضل محمد علي بن ملا خواص الأفغاني الرامبوري، كان من العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ذكره عبد القادر في كتابه روز نامه قال: كانت مباحث الأمور العامة وما يعم الأجسام على لسانه، وكذلك مباحث السيد الزاهد في حواشيه ومباحث شروح السلم، انتهى. مولانا محمد علي اللكهنوي الشيخ العالم المحدث محمد علي بن عبد العزيز بن حميد الحق بن بشير الحق الكوركهبوري ثم اللكهنوي أحد العلماء الصالحين، كان من نسل القاضي حبيب الله العثماني الكهوسوي الكوركهبوري، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على مرزا حسن علي المحدث، وأخذ الحديث عنه ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه عبد العزيز بن أحمد الكشميري وعبد الغفار بن عالم علي الكانبوري وخلق آخرون، وله نور العينين في أخبار سيد الكونين. مات في سلخ شوال سنة سبع وستين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ أخبرني بها حامد علي الكاتب أحد سلائل الشيخ محمد علي. مولانا محمد علي البهيروي الشيخ العالم الصالح محمد علي بن عبد الحكيم بن أبي الغوث الحنفي الصوفي البهيروي أحد الفقهاء المعروفين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ في بهيره بكسر الموحدة قرية جامعة من أعمال أعظم كده وقرأ العلم بها على أساتذة عصره، ثم سافر إلى مدراس، وأخذ عن ملك العلماء عبد العلي بن نظام الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1099 الدين اللكهنوي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأقام بالمدينة المشرفة ثلاث سنوات وأخذ الحديث عن مشايخ الحرمين، ولازمهم مدة، ثم رجع إلى الهند، ودخل بلدته بعد ثلاث وعشرين سنة فلازم بيته وقنع بالوظيفة التي كانت تحصل له من أمير مدراس. مولانا محمد علي الطوكي السيد الشريف محمد علي بن عبد السبحان بن عثمان بن نور بن هدى بن السيد علم الله النصير آبادي البريلوي ثم الطوكي، كان ابن أخت السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولد سنة خمس وتسعين ومائة وألف ببلدة رائي بريلي وتلقى العلم حيث ما أمكن له ببلدته، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن من بها من العلماء، وبايع خاله المذكور، وكان أكبر منه سناً وهو أول من بايعه ورافقه في سفر الحج وسافر معه إلى الحدود الشمالية الغربية، وأقام ببلدة طوك عند أميرها وزير الدولة. وكان زاهداً متقللاً قانعاً باليسير شاعراً مجيد الشعر، له جلاء العيون في سير النبي الأمين المأمون منظومة جيدة في السير، وله منظومة في حلية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وباغ رحمت منظومة في الموعظة ومخزن أحمدي كتاب له في أخبار شيخه، كلها بالفارسية. مات لأربع خلون من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين وألف ببلدة طوك، كما في سيرة السادات للسيد الوالد. مولانا محمد علي الرامبوري الشيخ العالم الكبير المحدث محمد علي بن عناية علي بن فضل علي الحسيني النقوي الدهلوي ثم الرامبوري، كان شقيق العلامة حيدر علي وصنوه الصغير وتلوه في العلم والعمل، أخذ الطريقة عن السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، ولازمه مدة من الزمان، فاستخلفه السيد ووجهه إلى مدراس، فسار إليها واشتغل بالإرشاد والموعظة، وكان في تذكيره تأثير عجيب، تاب على يده الكريمة ألوف من الرجال والنساء، وأنابوا إلى الله سبحانه، ورفضوا البدع والأهواء، حتى نهض زعماء البدعة ودعاتها إلى خصامه، وكفروه وأحرقوا تقوية الإيمان للشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، فثارت الفتنة العظيمة، وكان جمال الدين بن علاء الدين اللكهنوي رأس تلك الفتنة العادية، كفره وسعى إلى الحكام فأمروا بجلائه من مدراس، حتى خرج منه واستخلف خان عالم المدراسي من بعده بمدراس. وهو ممن أخذ عنه جدي السيد عبد العلي النصير آبادي الحديث وأسند عنه، مات سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف. الحكيم محمد علي اللكهنوي الشيخ الفاضل المعمر محمد علي بن غلام نبي العطار الشيعي اللكهنوي المعروف بحكيم نبا بالنون وتشديد الموحدة، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على الشيخ نور الحق الحنفي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم أعطاه والده صحيفة جمع فيها ما وجد من مركبات الأدوية ومفرداتها للحكيم مرزا علي خان والحكيم محمد علي الأصم وغيرهما، فاشتغل بمطالعتها مع انهماكه في مطالعة كتب الطب بجزئيه العلمي والعملي واجتهد في ذلك، وتصدى للدرس والمداواة وصرف عمره في ذلك، أخذ عنه الشيخ نور كريم القدوائي وخلق كثير من العلماء، أدركه السيد الوالد سنة خمس وثمانين ببلدة لكهنؤ، وكان إذ ذاك قد أربى على التسعين وقد اختلط. الشيخ محمد علي السندي الشيخ العالم الصالح محمد علي بن محمد مراد الخزرجي السندي ثم أحد بني أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولد ونشأ باقليم السند وأخذ عن أبيه ثم انتقل معه إلى أرض العرب، وسكن بجده حيث الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1100 كان أسس لوالده ريحان الوزير المسجد والرباط، أدركه رفيع الدين المراد آبادي وذكره في كتابه أخبار الحرمين قال: إنه مات بعد الحج في أول شهر المحرم، انتهى، لعله مات سنة اثنتين بعد الألف والمائتين. مرزا محمد علي الأصم اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة محمد علي الأصم اللكهنوي الحكيم المشهور، كان من كبار العلماء لم يكن في زمانه أعلم منه وأبصر في الفنون العلمية والعملية، أخذ الصناعة عن السيد محمد أصغر الحسيني الدهلوي وتطبب عليه مدة ثم تصدر للتدريس والإفادة ببلدة لكهنؤ وانتهت إليه رئاسة الطب. وكان لا يبالي بالأمير والوزير في أمر العلاج، حتى إن الملك القاهر نصير الدين حيدر اللكهنوي مرض ذات يوم ورجع إليه فأمره بالدواء والحمية، ثم أحس أن الملك خالفه في الحمية، فترك العلاج واعتزل في بيته، فاستعان الملك بغيره من الأطباء فبذلوا جهدهم في مداواته فلم يبرأ فبعث الملك رسولاً إليه ليأتي به، فأبى أن يذهب إليه، فأرسل إليه رجلاً من ندمائه ثم بعث إليه الوزير وهو يأبى كل مرة، فبعث إليه وقال: لم يبق أحد إلا أنا فإن أبيت أتجشم صعوبة القدوم إلى بيتك مع شدة المرض! فقال الأصم: إن الملك له سلطة على أجسام الناس ولي سلطة على قلوبهم وإني إن جلست في الصحراء يجتمع الناس لدي ويخضعون لي، ثم ذهب وداواه فبرئ. ومن مآثره الجميلة: أنه كان يعتني بالفقراء أشد اعتناء، ويؤقر الطلبة ويقربهم، ويبذل عليهم كل ما يحصل له من الأموال الوافرة، وكان لا يغيب عن أوقات الدرس وإن طلبه الملوك والأمراء، ذكره السيد الوالد في مهر جهانتاب، وله رسالة في حل المسائل الطبية المذكورة في مباحث الأطباء للحكيم درويش محمد الرامبوري. مات يوم الخميس لست خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف وله ست وثمانون سنة، فأرخ لوفاته السيد علي أوسط اللكهنوي بقوله ع: افسوس طبيب هاي حاذق افسوس وبقوله ع: طبيبي بي نظيري بوده هي هي مولانا محمد علي السندي الشيخ العالم الصالح محمد علي السندي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بأرض السند، وسافر إلى بشاور ولاهور وبلاد أخرى للعلم فقرأ على أساتذة عصره وانقطع إلى الزهد والعبادة، وصلى صلاة الفجر من وضوء العشاء ستاً وثلاثين سنة، ولكنه لم يفتح عليه أبواب الكشف والشهود مع تلك المجاهدة فلازم الشيخ سليمان التونسوي، وأخذ عنه الطريقة وسكن بقرية مكهده على شاطئ نهر السند وصرف عمره في الدرس والإفادة. مات لليلة بقيت من رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف، كما في روز روشن. الشيخ محمد علي الكشميري الشيخ الفاضل محمد علي الشيعي الكشميري ثم الفيض آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على عبد الحكيم الكشميري، ثم قدم فيض آباد واستوطن بها، له رسالة في فضل الصلاة بالجماعة، وهو أول من حرض أمراء الشيعة على إقامة الجمع والجماعات على مذهب الشيعة الإمامية، مات بفيض آباد ودفن بها. مرزا محمد علي اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد علي الشيعي اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ على السيد دلدار علي بن محمد معين النصير آبادي المجتهد ثم سافر إلى العراق فزار مشاهد الأئمة، ثم رحل إلى مكة المباركة للحج، كما في تذكرة العلماء. مرزا محمد علي العظيم آبادي الشيخ الفاضل محمد علي بن إبراهيم العظيم آبادي المشهور بالمحمدي كان من العلماء المشهورين في الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1101 العلوم الحكمية، ولد ونشأ بعظيم آباد، وقرأ العلم على أساتذة بلدته، واشتغل بالدرس والإفادة مدة من الدهر، ثم هاجر بلدته لخصومة كانت بينه وبين زوجته، فدخل مظفر بور وتزوج بها في إحدى العائلات الكريمة، ولبث بها عشرين سنة. الشيخ محمد علي العظيم آبادي الشيخ الفاضل محمد علي العظيم آبادي المشهور بآغائي صاحب، قرأ العلم على عمه القاضي عباس علي الكلكتوي، ثم تصدر للدرس والإفادة، أخذ عنه جمع كثير، مات يوم الأربعاء لسبع خلون من شعبان سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، كما في قسطاس البلاغة. مولانا محمد علي الصدربوري الشيخ الفاضل محمد علي بن رمضان علي الصدر بوري المليح آبادي أحد العلماء الصالحين، ولد في بضع وعشرين ومائتين وألف، وقرأ العلم على مرزا حسن علي الشافعي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ بشارة الله البهرائجي، ورحل إلى طوك سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف فتقرب إلى وزير الدولة أمير تلك الناحية. وله مصنفات منها: آثار محشر منظومة في آثار القيامة ووقائع أحمدي في أخبار سيدنا الإمام الشهيد أحمد بن عرفان البريلوي وتحفة الأصحاف وتحفة الأخبار وكوهر منظومة وسلك كهر ومفتاح المخازن وهدية الأخبار وركاز الهداية ورسائل أخرى. مات لخمس عشرة بقين من رجب سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، كما تذكرة علماء الهند للناروي. الشيخ محمد علي الخير آبادي الشيخ الصالح محمد علي بن شمس الدين الخير آبادي المشهور بالحافظ محرم علي، كان من كبار المشايخ الجشتية، ولد في سنة 1192هـ بخير آباد وسافر للعلم إلى رامبور ثم إلى دهلي، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم سافر إلى توسه وأدرك بها الشيخ سليمان بن زكريا التوسوي، فأمره الشيخ بتكميل العلم، فدار البلاد، وأخذ عن جماعة من الأعلام، ثم رجع إلى توسه ولازم الشيخ المذكور مدة من الزمان، وأخذ عنه الطريقة الجشتية الفخرية، ثم رجع إلى خير آباد وحصل له القبول العظيم في حيدر آباد سافر إلى بلاد دكن غير مرة، وأخذ عنه خلق كثير، منهم الشيخ حسن الزمان محمد التركماني الحيدر آبادي. مات لإحدى عشرة بقين من ذي القعدة سنة ست وستين ومائتين وألف بخير آباد فدفن بها. الشيخ محمد عليم الإله آبادي الشيخ الفاضل محمد عليم بن موسى الإله آبادي أحد العلماء المشهورين كان سبط الشيخ يحيى بن أمين العباسي، ولد ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وقرأ على خاله محمد ناصر، وعلى الشيخ محمد فصيح الجونبوري، وله مصنفات منها: الصافية شرح الشافية وشرح الميزان والمنشعب وشرح الزبدة في الصرف، وله غاية المهمة في ذكر الأصحاب والأئمة والجواهر الظواهر في أشغال الطريقة، وله مزدوجة بالفارسية تسمى بشير برنج، وله ديوان الشعر الفارسي. مات لخمس عشرة خلون من شوال سنة عشرين ومائتين وألف، كما في ذيل الوفيات. المفتي محمد عوض البريلوي الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد عوض بن المفتي درويش محمد الحنفي البريلوي أحد العلماء المشهورين، ولي الإفتاء بمدينة بريلي بعد وفاة والده، وكان شديد التعبد، ذا جرأة ونجدة. مات سنة عشرين ومائتين وألف، كما في تاريخ فرخ آباد. الشيخ محمد غوث المدراسي الشيخ العالم الفقيه محمد غوث بن ناصر الدين بن نظام الدين بن عبد الله الشافعي المدراسي أحد الفقهاء المشهورين، ولد بمحمد بور من بلاد آركات لسبع عشرة خلون من رمضان سنة ست وستين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على جده نظام الدين مدة، وأسند الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1102 الحديث عنه، ولما توفي جده اشتغل على مولانا أمين الدين الصديقي الإلوري بكسر الهمزة ورحل معه إلى بلدة رامناة وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، ولما توفي أمين الدين رجع إلى مدراس، ولازم ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي وقرأ عليه فاتحة الفراغ، ثم تقرب إلى أمير الأمراء بن والاجاه، وكان يعلم ولده عظيم الدولة، ولما توفي والده ولي العدل والقضاء، فصار منفذاً لأحكام الشرع، ولما ولي المملكة عمدة الأمراء بن والاجاه اعتزل عن الخدمة المذكورة، ورحل إلى حيدر آباد سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف ولم ينل مرامه، فرجع إلى مدراس في أيام عظيم الدولة بن أمير الأمراء فولاه الوزارة الجليلة سنة ست عشرة ومائتين، ولقبه بشرف الدولة شرف الملك غالب جنك فاستقل بالوزارة إلى سنة ثلاث وعشرين ثم اعتزل عنها. وله مصنفات كثيرة منها: نثر المرجان في رسم نظم القرآن في مجلدين والفوائد الصبغية في شرح الفرائض السراجية وسواطع الأنوار في معرفة أوقات الصلاة والأسحار وبسط اليدين لإكرام الأبوين وأرجوزة في ألقاب سيدنا علي رضي الله عنه وكفاية المبتدي في الفقه الشافعي وزواجر الإرشاد إلى أهل دار الجهاد وتعليقات على مختصر أبي شجاع وتعليقات على شرح قطر الندى ومسائل في الفقه الشافعي والنصف الآخر من الكافي مختصر الكافية، وحواش على القاموس والشافي شرح الكافي في النحو، ولم يتم، والنجم الوقاد شرح قصيدة بانت سعاد ووسائل البركات شرح دلائل الخيرات ولم يتم، ونحور الفوائد وبحور الفرائد في المواريث، كلها بالعربية. وأما مصنفاته بالفارسية فمنها: أنهار المفاخر في مناقب السيد عبد القادر واليواقيت المنثورة في الأذكار المأثورة وبسائم الأزهار في الصلاة على سيد الأبرار وهداية الغوي إلى المنهج السوي في طب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وخواص الحيوان ورشحات الإعجاز في تحقيق الحقيقة والمجاز ورسالة في الرد على خواجه كمال الدين وآمدن وبرهان الحكمة ترجمة هداية الحكمة والفتاوي الناصرية في فقه الحنفية وخلاصة البيان في شرح عقيدة عبد الرحمن المراد به الجامي وزبدة العقائد وأما مصنفاته بالهندية فرسالة في فقه الأحناف. مات يوم الأحد لإحدى عشرة خلون من صفر سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في تاريخ أحمدي. المفتي محمد قلي الكنتوري الشيخ الفاضل المفتي محمد قلي بن محمد حسين بن حامد حسين بن زين العابدين الموسوي النيسابوري الشيعي الكنتوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد سنة ثمان وثمانين ومائة وألف، وقرأ العلم على أساتذة لكهنؤ ثم لازم السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي المجتهد، وأخذ عنه الفقه والأصول والحديث، ثم ولي الإفتاء ببلدة ميرته فاستقل به مدة من الزمان، وصنف كتباً في الأصول والكلام، منها: السيف الناصري في الرد على الباب الأول من التحفة وتقليب المكايد في الرد على الباب الثاني من ذلك الكتاب، وبرهان السعادة في الرد على الباب السابع منه وتشييد المطاعن لكشف الضغائن في الرد على الباب العاشر منه ومصارع الأفهام لقطع الأوهام في الرد على الباب الحادي عشر والأجوبة الفاخرة في رد ما نقض الشيخ رشيد الدين علي السيف الناصري والفتوحات الحيدرية في الرد على الصراط المستقيم للشيخ عبد الحي والشيخ إسماعيل بن عبد الغني والشعلة الطفرية في الرد على الشوكة العمرية للشيخ رشيد الدين ونفاق الشيخين بحكم أحاديث الصحيحين وتطهير المؤمنين عن نجاسة المشركين وتقريب الأفهام في تفسير آيات الأحكام وله غير ذلك من الرسائل. مات لتسع خلون من محرم سنة ستين ومائتين وألف، كما في تذكرة العلماء. الشيخ محمد كاظم الكاكوروي الشيخ الصالح محمد كاظم بن محمد كاشف بن خليل الرحمن العلوي الكاكوروي أحد المشايخ القلندرية، ولد لسبع عشرة خلون من رجب، سنة ثمان الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1103 وخمسين ومائة وألف ببلدة كاكوري وقرأ بعض الكتب الدرسية على الحافظ عبد العزيز والشيخ حميد الدين، وأكثرها على مولانا غلام يحيى البهاري والشيخ حمد الله السنديلوي، ثم لازم السيد باسط علي القلندر الإله آبادي وأخذ عنه الطريقة القلندرية، وصحبه عشر سنين، ثم رجع إلى بلدته وحصلت له الإجازة في الطريقة النقشبندية عن الشيخ أحمدي بن محمد نعيم الكرسوي عن السيد محمد عدل بن محمد بن علم الله النقشبندي الرائي بريلوي عن أبيه عن جده، وقد أخذ عنه ولده الشيخ تراب علي وخلق آخرون. وكان شيخاً كبيراً زاهداً متورعاً، شديد التعبد، حسن الأخلاق كثيراً ما يطالع التعرف لأبي بكر الكلا آبادي، وقوت القلوب للمكي، والرسائل للقشيري، وكشف المحجوب للهجويري، ومصنفات أنوري والجيلي وابن عربي والجامي وأتباعهم، وكان يستحسن طريقة الشيخ ولي الله الدهلوي وتحقيقاته في السلوك والتصوف، وله أبيات رائقة في لغة أهل الهند التي يسمونها بهاشا. مات لتسع بقين من ربيع الثاني سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف، كما في الانتصاح. الشيخ محمد لبيب البدايوني الشيخ الفاضل محمد لبيب بن محمد سعيد العثماني الأموي البدايوني أحد العلماء المبرزين في الفقه والفرائض، ولد ونشأ ببدايون، وتفقه على والده ولازمه مدة، وكان يدرس ويفيد. مات في محرم سنة خمس ومائتين وألف وله أربع وسبعون سنة، كما في تذكرة علماء الهند للناروي. مولانا محمد لطيف المجهلي شهري الشيخ العالم الفقيه محمد لطيف الهاشمي الجعفري المجهلي شهري أحد العلماء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة مجهلي شهر وحفظ القرآن، واشتغل بالعلم على المفتي علي كبير بن علي محمد، وأخذ عنه، ثم لازم الشيخ محمد شكور، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم ولي الإفتاء ثم القضاء ثم الصدارة، واستقل بها حتى أحيل على المعاش، فاعتزل في بيته زماناً، ثم سافر إلى الحجاز، ومات بمكة المباركة، له تكملة ترجمة طوطي نامه. مات لثلاث ليال بقين من رمضان سنة سبع وستين ومائتين وألف، كما في تجلى نور. مولانا محمد مخدوم اللكهنوي الشيخ العالم المحدث محمد مخدوم بن محمد نواز بن عبد السميع الحسيني اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على الشيخ يعقوب ابن عبد العزيز اللكهنوي ثم سافر إلى دهلي، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ المسند ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي ولازمه مدة، ثم رجع إلى لكهنؤ، واشتغل بالدرس والإفادة، أخذ عنه مرزا حسن علي الشافعي وخلق كثير، وكان إذا فرغ من تدريس القرآن والحديث اشتغل بكلستان للشيخ سعدي الشيرازي، ولم يأل جهداً في تصحيحه وتحشيته. مات لثمان عشرة خلون من ربيع الثاني سنة تسع وعشرين ومائتين وألف. مولانا محمد مرشد السرهندي الشيخ العالم الصالح محمد مرشد بن محمد أرشد بن فرخ شاه الحنفي السرهندي أحد الفقهاء الصالحين، ولد لإحدى عشرة خلون من صفر سنة سبع عشرة ومائة وألف، وانتفع بأبيه، حتى برع وفاق أقرانه في العلم والمعرفة، ودخل رامبور فتلقاه فيض الله خان أمير تلك البلدة بإكرام، فسكن بها واشتغل بالدرس والإفادة، أخذ عنه ولده سراج أحمد شارح الترمذي. مات يوم الإثنين لإحدى عشرة بقين من رجب سنة إحدى ومائتين وألف برامبور، كما في الهدية الأحمدية. مولانا محمد مستعان الكاكوروي الشيخ الفاضل الكبير محمد مستعان بن عبد السبحان الكاكوروي أحد الفقهاء الحنفية، كان من ذرية الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1104 الشيخ قيام الدين صنو الشيخ سعدي بن محمد الكاكوروي، ولد ونشأ بكاكوري، وقرأ العلم على مولانا محمد أعلم بن شاكر الله السنديلوي، وأخذ عنه الشيخ تقي علي وخلق آخرون. وكان عالماً كبيراً بارعاً في المنطق والحكمة والأصول والكلام زاهداً تقياً متورعاً حسن القصص حلو الكلام مفرط الذكاء. مات غرة رجب سنة سبع وعشرين ومائتين وألف، أخبرني بذلك سخي علي بن حبيب علي الكاكوروي. القاضي محمد معروف المدراسي الشيخ العالم الفقيه القاضي محمد معروف بن عبد الله المدراسي أحد العلماء المشهورين ببلدة مدراس، قرأ العلم على والده ثم على القاضي إرتضا علي الكوباموي، ودرس وأفاد زماناً، ثم ولي الإفتاء فاستقل به مدة طويلة، ثم ولي القضاء الأكبر بعد ما توفي شيخه إرتضا علي المذكور. مات لليلة بقيت من شعبان سنه أربع وسبعين ومائتين وألف، كما في حديقة المرام. مولانا محمد معصوم البالابوري الشيخ الصالح محمد معصوم بن محمد خليل الله النقشبندي البالابوري البراري أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، كان من ذرية شيخ الإسلام السيد عناية الله النقشبندي المجددي، ولد سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، وحفظ القرآن وتلقى التربية، ونال الإجازة من أبيه، وجلس على مسند الإرشاد سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، وجاهد في سبيل الله، ولم يزل مشغولاً بالتربية والإرشاد أكثر من أربعين سنة، كان كبير المنزلة عند ولاة الدكن يرجعون إليه ويتلقون إشاراته بالقبول، وكانت له عناية بتنفيذ أحكام الشرع في ولاية برار. مات سنة سبع وتسعين ومائتين وألف ببالابور ودفن في مقبرة آبائه، كما في تذكرة أولياء دكن. مولانا محمد معين اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه محمد معين بن مبين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على صنوه الكبير حيدر وعلى ابن عمه ولي الله وعلى المفتي ظهور الله بن محمد ولي، وأسند الحديث عن الشيخ المحدث عبد الحفيظ الحنفي المكي، ثم اشتغل بالدرس والإفادة، وكان يذكر في كل أسبوع يوم الجمعة، قائماً مقام والده المرحوم. وله رسائل في الفقه أشهرها: غاية البيان فيما يحل ويحرم من الحيوان وغاية الكلام في القراءة خلف الإمام وإبراز الكنوز في أحوال أرباب الرموز المذكورة في الحصن الحصين والمعينية في تحريم المتعة وتفسير آيات المواريث، وله حاشية على هداية الحكمة للشيرازي وتعليقات شتى على الكتب الدرسية. مات لليلتين خلتا من شهر جمادي الآخرة سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ. خواجه محمد مير الدهلوي الشيخ العالم الكبير محمد مير بن محمد ناصر الحسيني العسكري الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية، يرجع نسبه إلى الشيخ الكبير بهاء الدين محمد النقشبند البخاري بإحدى عشرة واسطة وإلى الإمام حسن العسكري بخمس وعشرين واسطة، ولد بدار الملك دهلي، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وأخذ العلوم الحكمية عن خواجه أحمد الدهلوي، وأخذ الشعر والتصوف عن صنوه الكبير خواجه مير ولازمه مدة حياته وتفقه عليه ثم ولي الشياخة مكانه، وكان غاية في الزهد والقناعة والاستغناء عن الناس والانقطاع إلى الله سبحانه، أخذ عنه خواجه محمد نصير وخلق آخرون، وله مزدوجة بالهندي وديوان الشعر الهندي مات قبل سنة 1250هـ. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1105 مولانا محمد ميران الكشميري الشيخ الفاضل محمد ميران الكشميري أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة والإنشاء وقرض الشعر، أصله من أرض كشمير، انتقل منها إلى دهلي، وقرأ العلم على القاضي مبارك الكوباموي وحمد الله السنديلوي وعلى غيرهما من العلماء، ثم سكن بدهلي مدرساً مفيداً، وقد جاوز مائة سنة، كما في روز روشن. الشيخ محمد نعيم الكشميري الشيخ الفاضل محمد نعيم بن محمد مقيم الكشميري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بكشمير، وقرأ العلم على عمه الشيخ محمد أكبر هادي، واستفاض منه فيوضاً كثيرة ثم صحب الشيخ عبد الرحيم وأخذ عنه الطريقة، ثم تولى التدريس مقام عمه المذكور، مات لثلاث بقين من رمضان سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير. خواجه محمد نصير الدهلوي الشيخ الفاضل محمد نصير بن مير كلو الحسيني الأكبر آبادي ثم الدهلوي، كان سبط خواجه مير بن محمد ناصر الحسيني الدهلوي، ولد سنة تسع وثمانين ومائة وألف، وأخذ العلم والطريقة عن الشيخ ممد مير بن محمد ناصر الدهلوي، وبرع في الهيئة والهندسة والحساب والجبر والمقابلة والموسيقى والشعر، ولما توفي خاله صاحب مير بن خواجه مير تولى الشياخة مكانه. أخذ عنه الشيخ عبد القيوم بن عبد الحي البرهانوي وجمع كثير من العلماء، له رسالة في الموسيقى، ورسائل عديدة في الحساب، واختراعات غريبة في أعمال الحساب والجبر والمقابلة. مات لليلتين خلتا من شوال سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في آثار الصناديد وغيره من الكتب. مولانا محمد واضح الحسني البريلوي الشيخ العالم الكبير الفقيه السيد الشريف محمد واضح بن محمد صابر بن آية الله بن الشيخ الأجل قطب الأقطاب مولانا السيد علم الله الحسني الحسيني البريلوي، ولد ونشأ ببلدة رائي بريلي وتلقى مبادي العلم في بلده، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد الله الأميتهوي، تلميذ أستاذ العلماء العلامة نظام الدين الأنصاري السهالوي، واستفاض عن أستاذ أستاذه العلامة نظام الدين أيضاً، فبرز في الفضائل، وتأهل للفتوى والتدريس، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ المسند ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي، ولبس منه الخرقة القادرية، ثم رجع إلى بلدته، وأجازه والده الشيخ الجليل السيد محمد صابر الحسني في الطريقة الأحسنية النقشبندية المجددية، وجلس على مسند الإرشاد قائماً مقام والده المرحوم. وكان كبير المنزلة، رفيع المكانة عند الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وقد جاء في إحدى رسائله التي كتبها إليه ما معناه إن الله سبحانه قد خصكم بنعم عظيمة، منها الجمع بين النسب العلوي الهاشمي، والتمسك بعقيدة أهل السنة، وبين العلم والتقوى، والجلوس على مسند الأولياء الكرام، ثم الاتصاف بالتواضع، وهو بين الأضداد الذي لا يتفق إلا نادراً، وناهيك به فضلاً. وجاء في البركات الأحمدية أنه كان نادرة في المعارف والحقائق، علامة في العلم الظاهر والباطن، وفي التصوف والسلوك، وكان عالماً متبحراً، وفقيهاً محدثاً في عصره، وأثنى السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد على قوته الباطنية. وكان له أربعة أبناء، أكبرهم غلام جيلاني، وله ابنان أكبرهما السيد محمد ظاهر الفاضل المشهور، وهو جد سيدي الوالد من جهة الأم، المرجح أنه مات في أوائل المائة الثالثة عشرة. مولانا محمد وجيه الكلكتوي الشيخ العالم الفقيه محمد وجيه بن مولا بخش بن القاضي أكبر علي الصديقي البهاري ثم الكلكتوي أحد العلماء المشهورين في الأحناف، كان رئيس المدرسين في المدرسة العالية بكلكته، أخذ عنه خلق كثير، قال الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1106 الشيخ شمس الحق الديانوي في تذكرة النبلاء: إن الشيخ عبد الله السراج المكي كان يقول: اجتمعت معه في الهند سنة ست وخمسين ومائتين وألف وأثنى عليه كثيراً، انتهى. الشيخ محمود بن عبد القادر السورتي الشيخ الفاضل محمود بن عبد القادر بن عبد الأحمد الشافعي السورتي باعكظه، كان من العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بسورت، وقرأ العلم على عمه إبراهيم بن عبد الأحمد باعكظه، وكان يسترزق بالتجارة، مات غرة ربيع الأول سنة ست وثمانين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت. الشيخ محمود بن كرامت علي الجونبوري الشيخ الفقيه المجود محمود بن كرامت علي بن إمام بخش الصديقي الحنفي الجونبوري الفاضل، ولد ونشأ بجونبور، وقرأ العلم على والده وأخيه أحمد وعلى المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكهنوي، وأخذ الفنون الرياضية عن الشيخ عبد الله القندهاري، ثم تصدى للتدريس والتذكير، وكان رجلاً صالحاً كريماً، مفرط الذكاء، متين الديانة. مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في مفيد المفتي. الشيخ محمود بن مراد الأورنك آبادي الشيخ الصالح محمود بن مراد بن شريف الصديقي الأورنك آبادي نزيل سورت ودفينها، ولد ونشأ بأورنك آباد، وأخذ عن أبيه عن جده، ثم دخل سورت وسكن بها. مات لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ محمود بن مقصود الكجراتي الشيخ الصالح محمود بن مقصود بن محمود بن مراد بن شريف الصديقي الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، تولى الشياخة بعد أبيه، وأخذ عنه خلق كثير. مات لسبع بقين من ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بفتن فدفن بها، كما في الحديقة. مولانا محمود بخش الكاندهلوي الشيخ العالم الصالح محمود بخش بن شيخ الإسلام بن قطب الدين بن عبد القادر الصديقي الكاندهلوي أحد عباد الله الصالحين، كان من ذرية الإمام فخر الدين الرازي صاحب التفسير الكبير، ولد ونشأ بكاندهله على مسيرة ست وثلاثين ميلاً من دهلي، واشتغل بالعلم من صباه، وجد واجتهد فيه، حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، وكان حليماً متواضعاً حسن الأخلاق شديد التعبد صادق اللهجة، سديد القول يدرس ويفيد. مات في سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف. مولانا محي الدين البدايوني الشيخ الفاضل محي الدين بن عبد القادر بن فضل رسول العثماني الأموي البدايوني أحد الفقهاء الحنفية، ولد بمدينة بدايون سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على والده، وأخذ عنه الطريقة وصنف وأفتى، ومن مصنفاته: حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على كليات القانون وشمس الإيمان رسالة له في الرد على الوهابية. مات لست خلون من ذي القعدة سنة سبعين ومائتين وألف بسهارنبور، كما في تذكرة علماء الهند. السيد محي الدين الرفاعي الشيخ الصالح محي الدين بن يوسف بن عبد الرحيم الرفاعي أحد رجال العلم والطريقة، ولد سنة أربع وثلاثين ومائة وألف بمدينة سورت ونشأ بها وتفقه على أبيه وأخذ عنه الطريقة. مات لأربع خلون من شعبان سنة ثلاث عشرة ومائتين وألف بسورت، كما في الحديقة الأحمدية. مولانا محي الدين الكرنولي الشيخ الفاضل محي الدين بن فقير محمد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1107 الكرنولي أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد بمدراس سنة عشر ومائتين وألف وقرأ العلم على الشيخ حسن علي الماهلي وعلى غيره من العلماء، له مصنفات منها: تحقيق القوانين في اللغة الفارسية. سافر إلى الحجاز سنة خمس وخمسين فحج وزار ورجع إلى مدراس، ومات بها سنة سبع وستين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. مولانا مخصوص الله الدهلوي الشيخ العالم الفقيه مخصوص الله بن رفيع الدين بن ولي الله العمري الدهلوي أحد الفقهاء الحنفية، كان مقرئاً في دروس عمه الشيخ عبد العزيز وكان موصوفاً بالصلاح، أخذ عنه الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المهاجر، قال محسن بن يحيى الترهتي في اليانع الجني: إنه حين افترق الناس إلى فرقتين وصاروا فيما بين الوهابية والمقابرية حزبين لم ينحز إلى واحدة من الفئتين غير أنه كانت فيه عصبية على بعض أئمة الفقهاء تثار منه آونة مخاصماته لأهل الجدل والمراء، توفي قبل وقعة القرطاس بنحو سنتين، انتهى. مات لثلاث عشرة من ذي الحجة سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، كما في بعض التعاليق. الشيخ مراد الله التهانيسري الشيخ العالم الصالح مراد الله بن قلندر بخش العمري التهانيسري أحد المشايخ النقشبندية، قدم دهلي في صباه مع والده وأدرك بها الشيخ جان جانان العلوي النقشبندي، فلما قتل الشيخ المذكور، وخرب بلدته تهانيسر من أيدي السكه بكسر السين المهملة وهم قوم طوال الشعور في غرب الهند دخل لكهنؤ ولازم الشيخ نعيم الله البهرائجي، وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه مولانا أبو الحسن النصير آبادي والشيخ غلام رسول الكانبوري وخلق آخرون. وكان مرزوق القبول، صاحب قوة قدسية، له شأن عجيب ووقائع غريبة، في الهمة الصادقة، والنسبة الصحيحة، وإلقائها على مريديه وظهور الآثار عليهم. مات سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ وقبره ظاهر مشهور. مولانا مراد الله اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه مراد الله بن نعمة الله بن نور الله الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس، واشتغل به زماناً ببلدة لكهنؤ، ثم رحل إلى كجرات، ودرس ببلدة بروده مدة، ثم سافر إلى الحجاز سنة تسع وسبعين فحج وزار، وابتلي بالإسهال عند رجوعه عن الحجاز، فمات في حياة والده سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف. السيد مرتضى الحسيني اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه مرتضى بن مصطفى بن أسد علي بن عبد البديع بن محي الدين الحسيني اللكهنوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، واشتغل بالعلم على عمه السيد مخدوم الحسيني وتفقه عليه وأسند الحديث منه، ثم أخذ المنطق والحكمة عن الشيخ مبين بن محب الله الأنصاري اللكهنوي، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم رضي الدين الأمروهوي، ثم ولي الإنشاء في السفارة الإنكليزية بلكهنؤ، وسافر إلى كلكته فأقام بها زماناً، ثم رجع وولي الإفتاء بلكهنؤ، في أيام سعادة علي خان اللكهنوي، وبايع السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي في أيام غازي الدين حيدر، واعتزل عن الإفتاء في أيام نصير الدين حيدر، رأيت له كشكولاً جمع فيه النوادر من الصرف والنحو واللغة والبلاغة وغيرها من العلوم الأدبية، وكان حسن الخط. مات يوم الجمعة لثمان خلون من شوال سنة خمسين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ. السيد مرتضى بن محمد البلكرامي الشيخ الإمام العالم المحدث مرتضى بن محمد بن قادري بن ضياء الله الحسيني الواسطي البلكرامي نزيل مصر ودفينها المشهور بالزبيدي وهو صاحب تاج العروس شرح القاموس، ولد بمحروسة بلكرام سنة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1108 خمس وأربعين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على أساتذة بلدته زماناً، ثم خرج منها فجاء إلى سنديله وخير آباد وقرأ على أساتذتها، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، ثم ذهب إلى سورت وأخذ عن الشيخ خير الدين بن زاهد السورتي، وأقام عنده سنة، ثم سافر إلى الحجاز سنة أربع وستين وأقام بزبيد بفتح الزاي دارة علم معروفة باليمن، وأخذ عن السيد أحمد بن محمد مقبول الأهدل ومن في طبقته كالشيخ عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي والشيخ محمد بن علاء الدين المزجاجي، وأجازه مشايخ المذاهب الأربعة، وعلماء البلاد الشاسعة، وحج مراراً واجتمع بالسيد عبد الرحمن العيدروس بمكة المشرفة، وقرأ عليه مختصر السعد ولازمه ملازمة كلية، وهو الذي شوقه إلى مصر، فذهب إليها ودخل في تاسع صفر سنة سبع وستين، وسكن بخان الصاغة، وحضر دروس أشياخ الوقت، كالشيخ أحمد الملوي والجوهري والحفني والبليدي والصعيدي والمدابغي وغيرهم، وتلقى عنهم وأجازوه وشهدوا بعلمه وفضله وجودة حفظه، وسافر إلى الجهات البحرية مثل رشيد ودمياط وسمع الحديث من علمائها، وكذلك سافر إلى أسيوط وبلاد الصعيد وتلقى عن علمائها، ثم تزوج وسكن بعطفة الغسال، وشرع في تصنيف الكتاب الذي شاع ذكره وطار في سائر الأقطار والأمصار، الدال على علو كعبه ورسوخ قدمه في علم اللغة المسمى بتاج العروس، حتى أتمه عشر مجلدات كوامل في أربعة عشر عاماً وشهرين، وعند إتمامه أولم وليمة حافلة جمع فيها طلبة العلم وأشياخ الوقت، وأطلعهم عليه فشهدوا بفضله وسعة إطلاعه ورسوخه في علم اللغة، ثم انتقل إلى منزل بسويقة اللالا، وذلك في أوائل سنة تسع وثمانين فأقبل عليه أكابر تلك الخطة وأعيانها، ورغبوا في معاشرته لأنه كان لطيف الشكل والذات، حسن الصفات، بشوشاً بسوماً وقوراً محتشماً، وكان يعتم مثل أهل مكة عمامة منحرفة بشاش أبيض ولها عذبة مرخاة على قفاه ولها حبكة وشراريب حرير طولها قريب من متر، وكان ربعة نحيف البدن، ذهبي اللون، متناسب الأعضاء، معتدل اللحية، قد وخطه الشيب في أكثرها، مترفاً في ملبسه، مستحضراً للنوادر والمناسبات، ذكياً فطناً، واسع الحفظ، عارفاً باللغة التركية والفارسية، فاستأنس به أهل تلك الخطة وأحبوه، وصار يعطيهم ويفيدهم بفوائد، ويجيزهم بقراءة أوراد وأحزاب، فتناقلوا خبره وحديثه، فأقبل عليه الناس منكل جهة فشرع في إملاء الحديث على طريق السلف في ذكر الأسانيد والرواة والمخرجين من حفظه على طرق مختلفة، وكل من قدم عليه يملي عليه الحديث المسلسل بالأولية برواته ومخرجيه ويكتب له سنداً بذلك، وأجازه بسماع الحاضرين فيعجبون من ذلك، ثم إن بعضاً من أفاضل علماء الأزهر ذهبوا إليه وطلبوا منه إجازة فقال لهم: لا بد من قراءة أوائل الكتب، واتفقوا على الاجتماع بجامع شيخون بالصليبة كل يوم اثنتين وخميس من كل جمعة، فشرع في صحيح البخاري، وصار يملئ عليهم بعد قراءة شيء من الصحيح حديث المسلسلات أو فضائل الأعمال ويسرد رجال سنده ورواته من حفظه، ويتبعه بأبيات من الشعر كذلكن فيتعجبون من ذلك فازداد شأنه وعظم قدره واجتمع عليه أهل تلك النواحي وغيرها من العامة والأكابر والأعيان، والتمسوا منه تبيين المعاني، فانتقل من الرواية إلى الدراية، وصار درساً عظيماً، وازدادت شهرته، وأقبل الناس من كل ناحية لسماعه ومشاهدة ذاته، ودعاه كثير من الأعيان إلى بيوتهم وعملوا من أجله ولائم فاخرة، فيذهب إليهم مع خواص الطلبة والمقرئ والمستملي وكاتب الأسماء، فيقرأ لهم شيئاً من الأجزاء الحديثية كثلاثيات البخاري أو الدارمي أو بعض المسلسلات بحضور الجماعة، وصاحب المنزل وأصحابه وأحبابه وأولاده، وبناته ونسائه من خلف الستائر، وبين أيديهم مجامر البخور بالعنبر والعود مدة القراءة، ثم يجتمعون كذلك بالصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على النسق المعتاد، ويكتب الكاتب أسماء الحاضرين والسامعين حتى النساء والصبيان والبنات واليوم والتاريخ، ويكتب تحت ذلك صح ذلك وهذه كانت طريقة المحدثين في الزمن السابق، وطلب إلى الدولة العلية في سنة أربع وتسعين، فأجاب ثم امتنع وطار صيته في الآفاق، وكاتبه ملوك النواحي من تركيا والحجاز والهند واليمن والشام والبصرة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1109 والعراق وملوك المغرب والسودان وقزان والجزائر والبلاد البعيدة، وكثرت عليه الوفود من كل ناحية يستجيزونه فيجيزهم، وقد استجازه السلطان عبد الحميد الأول ملك قسطنطينية، فأجازه بكتب الحديث، وكتب له الإجازة، وكتب إجازة أيضاً لمحمد باشا راغب صدر الوزارة ونظام الملك، وكتب إجازة إلى غزة ودمشق وحلب وآذربيجان وتونس ونادلا وحران وديار بكر وسنار ودارفور ومدراس وغيرها من البلدان على يد جماعة من أهلها الذين وفدوا عليه وسمعوا منه وتوقفوا لديه واستجازوا لمن هناك من هناك من أفاضل العلماء، فأرسل إليهم مطلوبهم من تلك الأسانيد العليا. وأما أسانيده فهي كثيرة متشعبة طرقها لا يكاد يحصيها أحد بالبيان إلا ما ذكر مرتضى بن محمد البلكرامي المترجم له في إجازته التي كتبها لبعض أهل اليمن فقال: أخبرني ما بين قراءة وسماع وإجازة خاصة وعامة مشايخنا الأئمة الأعلام السيد نجم الدين أبو حفص عمر بن أحمد بن عقيل الحسيني والشهابان أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف بن عمر المجري الملوي وأحمد بن حسن بن عبد الكريم بن محمد بن يوسف الخالدي وعبد الله بن محمد الشبراوي والسيد عبد الحي بن الحسن بن زين العابدين البهنسي خمستهم عن مسند الحجاز عطاء بن سالم البصري والشهاب أحمد بن محمد النخلي ح وشيخنا النجم أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحفني بالفاء عن المسند عبد العزيز بن إبراهيم الزيادي ح وشيخنا المتفنن أحمد بن عبد المنعم بن صيام الدمنهوري عن الشمس محمد بن منصور الإطفيحي ح وشيخنا أبو المعالي الحسن بن علي المدابغي عن عبد الجواد بن القاسم المحلي ح وشيخنا المعمر السيد محمد بن محمد التليدي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني ح وشيخنا الشهاب أحمد بن شعبان بن غرام الزعبلي الشهير بالسابق قال هو وهو أعلى بدرجة والزرقاني والمحلي والإطفيحي والزيادي والنخلي والبصري. أخبرنا الحافظ شمس الدين محمد بن علاء الدين البابلي وزاد الزرقاني والإطفيحي والزيادي فقالوا: وأبو الضياء علي بن علي الشبراملسي ح وأخبرنا شيخنا أبو عبد الله محمد بن أحمد العشماوي عن أبي العز محمد بن أحمد بن العجمي عن أبيه محدث القاهرة الشهاب أحمد بن محمد العجمي، قال هو والبابلي: أخبرنا المسند نور الدين علي بن يحيى الزيادي عن كل من المسندين يوسف بن زكريا ويوسف بن عبد الله الأرميوني كلاهما عن الحافظ شمس الدين أبي الخير محمد ابن عبد الرحمن السخاوي ح وبرواية البابلي والشبراملسي عن الشهاب أحمد ابن خليل السبكي وبراوية البابلي خاصة عن خاله سليمان بن عبد الدائم البابلي وأبي النجا سالم بن محمد السنهوري وعبد الرؤف بن تاج العارفين المناوي والشهاب أحمد بن محمد بن يونس الحنفي والمعمر محمد بن محمد بن عبد الله القلقشندي الواعظ خمستهم عن نجم السنة محمد بن أحمد بن علي الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري. وبرواية السنهوري عن الشهاب أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكي عن شيخ الإسلام وعن عبد الحق بن محمد السنباطي. وبرواية الواعظ أيضاً عن أحمد بن محمد السبكي عن الجمال إبراهيم بن أحمد ابن إسماعيل القلقشندي. وبرواية شيخ مشايخنا البصري عن علي بن عبد القادر الطبري عن عبد الواحد بن إبراهيم الخطيب عن الشمس محمد بن إبراهيم العمري هو والجمال القلقشندي والسنباطي وشيخ الإسلام والسخاوي عن حافظ الأمة شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي محمد العسقلاني الشهير بابن حجر قدس الله سره بأسانيده المتفرعة إلى أئمة الكتب الستة وغيرهم مما أوردها في كتاب المعجم المفهرس وهو في جزء حافل. وبرواية عبد الواحد الخطيب أيضاً عن الجلال عبد الرحيم بن عبد الرحمن العباسي هو والأرميوني وأبو زكريا أيضاً عن الحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي بأسانيده المذكورة في معجمه. ومن مشايخي الإمامان الفقيهان محمد بن عيسى بن الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1110 يوسف الدنجاوي ومصطفى بن عبد السلام المنزلي أخذت عنهما بثغر دمياط وهما يرويان عن الإمام أبي حامد محمد بن محمد البديري عن الشيخ إبراهيم الكوراني وقريش بنت عبد القادر الطبري ومحمد بن عمر الشوبري ومحمد بن داود العناني والمقرئ محمد بن قاسم البقري وأحمد بن عبد اللطيف البشيشي بأسانيدهم. ومن مشايخي سالم بن أحمد النفراوي وسليمان بن مصطفى المنصوري وأبو السعود محمد بن علي الحسني وعبد الله بن عبد الرزاق الحريري ومحمد بن الطيب الفاسي ومحمد بن عبد الله بن العرب التلمساني بالمنور وعلي بن العربي السقاط وعمر بن يحيى الطحلاوي وغيرهم. وممن كتب بالإجازة إلى جماعة أجلهم: الشهاب أحمد بن علي الميني الحنفي من دمشق وعلي بن محمد السلمي من صالحيتها وأبو المواهب محمد بن صالح بن رجب القادري ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي النقيب ومحمد بن طه العقاد وأحمد بن محمد الحلوي أربعتهم من حلب والمسند أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ابن سالم السفاريني الحنبلي من نابلس وأحمد بن عبد الله السنوسي ومحمد بن علي بن خليفة الفريابي كلاهما من تونس ولي غيرهم من الشيوخ ذوي الرسوخ الموصوفين بالصلاح المنتظمين في سلك ذوي الفلاح تغمدهم الله بعفوه وزادهم من سلسبيل الجنة بصفوه وأسانيدهم مشهورة وفي صحف السماعات مسطورة، انتهى. وقد ذكر مرتضى بن محمد المترجم له في برنامجه الذي كتبه للسيد باسط علي ابن علي بن محمد بن قادري البلكرامي بمصر نحواً من ثلاثمائة شيخ له الذين أخذ عنهم العلم وسمي منهم من علماء الهند: الشيخ فاخر ابن يحيى العباسي الإله آبادي والشيخ المسند ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، قال: وحضرت بمنزله في دهلي، وذكر أنه لقي الشيخ أبا الحسن بن محمد صادق السندي المدني والشيخ خير الدين بن زاهد الحنفي السورتي وغيرهما. وأما مصنفاته فأحسنها وأشهرها تاج العروس شرح القاموس في عشرة مجلدات كبار، اشتهر أمره في حياته جداً فاستكتب منه ملك الروم نسخة وسلطان دار فور نسخة وملك الغرب نسخة وطلب منه أمير اللواء محمد بيك أبو الذهب نسخة، وجعلها في خزانة كتب مسجده الذي أنشأه بالقرب من الأزهر وبذل في تحصيله ألف ريال. وللمترجم له تآليف غير هذا الشرح تزيد على مائة كتاب منها: إتحاف السادة المتقين شرح إحياء علوم الدين في عشرين مجلداً وتكملة القاموس مما فاته من اللغة وشرح حديث أم زرع ورفع الكلل عن العلل وتخريج حديث شيبتني هود وتخريج حديث نعم الإدام الخل والمواهب الجلية فيما يتعلق بحديث الأولية والمرقاة العلية بشرح الحديث المسلسل بالأولية والعروس المجلية في طرق حديث الأولية وشرح الحزب الكبير للشاذلي المسمى بتنبيه العارف البصير على أسرار الحزب الكبير وإنالة المحاضرة في آداب البحث والمناظرة ورسالة في أصول الحديث ورسالة في أصول المعمي وكشف الغطا عن الصلاة الوسطى والاحتفال بصوم الست من شوال وإيضاح المدارك عن نسب العواتك وإقرار العين بذكر من نسب إلى الحسن والحسين والابتهاج بذكر أمر الحاج والفيوضات العلية بما في سورة الرحمن من أسرار الصيغة الإلهية والتعريف بضرورة علم التصريف والعقد الثمين في طرق الإلباس والتلقين وإتحاف الأصفياء بسلاسل الأولياء وإتحاف بني الزمن في حكم قهوة اليمن وإتحاف الإخوان في حكم الدخان والمقاعد العندية في المشاهد النقشبندية مائة وخمسون بيتاً والدرة المضيئة في الوصية المرضية مائتان وعشرون بيتاً وإرشاد الإخوان إلى الأخلاق الحسان مائة وعشرون بيتاً وألفية السند في ألف وخمسمائة بيت، وشرحها في عشرة كراريس وشرح صيغة ابن مشيش وشرح صيغة البدوي وشرح ثلاث صيغ لأبي الحسن البكري، وشرح سبع صيغ المسمى بدلائل القرب للسيد مصطفى البكري والأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة وتحفة العيد في كراس، وتفسير سورة يونس على لسان القوم ولقطة العجلان في الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1111 ليس الإمكان أبدع مما كان والقول الصحيح في مراتب التعديل والتجريح والتحبير في حديث المسلسل بالتكبير والأمالي الحنفية في مجلد والأمالي الشيخونية في مجلدين، ومعارف الأبرار فيما للكنى والألقاب من الأسرار والعقد المنظم في أمهات النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والفوائد الجليلة في مسلسلات ابن عقيلة والجواهر المنيفة في أصول أدلة مذهب الإمام أبي حنيفة مما وافق عليه الأئمة الستة، والنفحة القدسية بواسطة البضعة العيدروسية وحكمة الإشراق إلى كتاب الآفاق وشرح الصدر في شرح أسماء أهل بدر والتفتيش في معنى لفظ درويش ورفع نقاب الخفاء عمن انتمى إلى وفاء وأبي وفاء وبلغة الأريب في مصطلح آثار الحبيب وإعلام الأعلام بمناسك حج بيت الله الحرام ورشف سلاف الرحيق في نسب حضرة الصديق والقول المبتوت في تحقيق لفظة ياقوت ولقط اللآلي من الجوهر الغالي وهي في أسانيد الحفني، وهدية الإخوان في شجرة الدخان وإتحاف سيد الحي بسلاسل بني طي وترويح القلوب بذكر ملوك بني أيوب ونشوة الارتياح في بيان حقيقة الميسر والقداح وغير ذلك من الرسائل الكثيرة. وله أشعار كثيرة منها قوله من قصيدة يمدح بها السيد محمد أبا الأنوار بن وفاء ويذكر فيها نسبه رحمه الله: مدحت أبا الأنوار أبغى بمدحه وفور حظوظي من جليل المآرب نجيباً تسامى في المشارق نوره فلاحت هواديه لأهل المغارب محمد الباني مشيد افتخاره بعز المساعي وابتذال المواهب ربيب العلا المخضل سيب نواله سماء الندى المنهل صوب السحائب كريم السجايا الغر واسطة العلا بسيم المحيا الطلق ليس بغاضب حوى كل حلم واحتوى كل حكمة ففات مرام المستمر الموارب به ازدهت الدنيا بهاءاً وبهجة وزانت جمالاً من جميع الجوانب مخايله تنبيك عما وراءها وأنواره تهديك سبل المطالب له نسب يعلو بأكرم والد تبلح منه عن كريم المناسب ومن كلامه أيضاً: توكل على مولاك واخش عقابه ودوم على التقوى وحفظ الجوارح وقدم من البر الذي تستطيعه ومن عمل يرضاه مولاك صالح وأقبل على الفعل الجميل وبذله إلى أهله ما اسطعت غير مكالح ولا تسمع الأقوال من كل جانب فلا بد من مثن عليك وقادح ولما بلغ ما لا مزيد عليه من الشهرة وعظم الجاه عند الخاص والعام احتجب عن أصحابه، وأغلق الباب، وترك الدروس والإقراء، واستمر على هذه الحالة إلى أن آذنت شمسه بالزوال، وغربت بعد ما طلعت من مشرق الإقبال، فأصيب بالطاعون بعد صلاة الجمعة في مسجد الكردي المواجه لداره، ودخل البيت، واعتقل لسانه تلك الليلة، وتوفي يوم الأحد في شعبان سنة خمس ومائتين وألف ولم يترك ابناً ولا بنتاً ولم يرثه أحد من الشعراء ولم يعلم بموته أهل الأزهر ذلك اليوم لاشتغال الناس بأمر الطاعون فخرجوا بجنازته وصلوا عليه ودفن بقبر أعده لنفسه بالمشهد المعروف بالسيدة رقية، انتهى من بحر زخار ومآثر الكرام وأبجد العلوم والنفس اليماني ونور الأبصار للسيد مؤمن بن حسن الشبلخي وعجائب الآثار في التراجم والأخبار للشيخ عبد الرحمن الجبرتي الحنفي المصري. السيد مرتضى الأصولي اللكهنوي الشيخ الفاضل مرتضى الحسيني الشيعي الأصولي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1112 اللكهنوي أحد كبار العلماء، تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النصير آبادي المجتهد، وله رسالة في إثبات العينية في صفات الله سبحانه للذات، وله حواش وتعليقات على الكتب المتداولة، ذهب إلى حيدر آباد الدكن وأقام بها مدة طويلة، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. السيد مرتضى الأخباري اللكهنوي الشيخ الفاضل مرتضى الشيعي الأخباري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، له رسالة في أسرار الصلاة ورسالة في تأييد مذهبه من الأخبارية، تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النصير آبادي المجتهد وأخذ عنه، ثم سافر إلى الحجاز للحج والزيارة، فمات بمخا، كما في تذكرة العلماء للفيض آبادي. ومن مصنفاته كتابه في الرد على أساس الأصول لشيخه دلدار علي المذكور، ورد عليه السيد محمد بن دلدار علي في كتابه أصل الأصول. السيد مرتضى بن محمد اللكهنوي الشيخ الفاضل مرتضى بن محمد بن دلدار علي الحسيني النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي أحد العلماء المشهورين في بلدته، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى صنوه الكبير صادق بن محمد، وحصلت له الإجازة عن أبيه. مات لسبع عشرة خلون من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. مولانا مردان علي البدايوني الشيخ الفاضل مردان علي الحنفي البدايوني أحد العلماء المشهورين، قرأ العلم على أساتذة بمدينة رامبور ودهلي، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ غلام علي العلوي الدهلوي، ثم دخل فرخ آبادي وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه الحكيم أصغر حسين الفرخ آبادي وخلق آخرون. الحكيم مرزا علي اللكهنوي الشيخ الفاضل مرزا علي بن مرزا جهجو الشيعي اللكهنوي حكيم الملوك كان ممن تبحر في المنطق والحكمة والصناعة، وفاق أقرانه في معرفة الأمراض المتشابهة في الأعراض ومعرفة الأدوية المتشاكلة في الصور، قرأ العلم على السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي وعلى غيره من العلماء، وخدم الملوك، ومنح ألقاباً رفيعة، أخذ عنه ولده مسيح الدولة وخلق كثير. مات يوم الخميس لخمس عشرة خلون من صفر سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، فأرخ لعام وفاته الشاعر المشهور المتلقب في الشعر بناسخ من قوله ع: اي واي مرزا علي خان بهادر مولانا مسيح الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل الكبير مسيح الدين بن عليم الدين بن نجم الدين الكاكوروي أحد العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والنجوم والتاريخ وسائر الفنون الحكمية، ولد لست عشرة خلون من شعبان سنة تسع عشرة ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده وعلى مولانا فضل الله العثماني النيوتيني والشيخ محمد مستعان الكاكوروي والمفتي ظهور الله بن محمد ولي اللكهنوي والشيخ قدرة علي بن فياض علي اللكهنوي، والمرزا حسن علي الشافعي، وأسند الحديث عن مرزا حسن علي المذكور وعن صنوه المفتي رضي الدين، وسافر إلى أكبر آباد سنة ثلاث وأربعين وتعلم اللغة الإنكليزية، ثم ولي دار الإنشاء واستقل بها مدة، ولما نقلت دار الإنشاء إلى إله آباد ذهب إلى إله آباد وأقام بها زماناً، ثم انتقلت خدمته إلى شمله فسافر إليها وبعد مدة قليلة صار رئيساً بديوان الإنشاء للحاكم العام للهند، واستقام على تلك الخدمة الجليلة مدة، واعتزل عنها سنة 1844م واشتغل بالتجارة وخسر فيها بعدم بصيرته فذهب إلى مرشد آباد وخدم الأمراء بها مدة، واعتزل عنها سنة 1854م ورجع إلى بلدته فلبث بها سنتين، ثم بعثه واجد علي شاه اللكهنوي إلى لندن مع ولده وأمه وأخيه لاسترداد السلطة وثارت الفتنة العظيمة بالهند، وسخط أهل الحل الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1113 والعقد على أهل الهند، فخابت مساعيه في ذلك، فعزله واجد علي شاه المذكور عن السفارة، فأقام بلندن مدة، ثم ذهب إلى مصر القاهرة سنة 1863م ومن هناك إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأسند الحديث عن مشايخ عصره وأقام بها سنتين، ثم رجع إلى الهند، وحفظ القرآن الكريم، وقصر همته على التصنيف والتأليف. ومن مصنفاته: مفتاح الرشاد لكنوز المعاش والمعاد وجدول الطلوع والغروب وشرح الخطبة الشقشقية وتاريخ الخلفاء وتاريخ الهند وتاريخ إنكلترا وله غير ذلك من الرسائل. توفي لسبع خلون من محرم سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في سيرة مسيح الدين لولده إكرام الدين. القاضي مصطفى بن خير الدين الكوباموي الشيخ الفاضل مصطفى بن خير الدين بن خير الله العمري الكوباموي القاضي مصطفى علي خان بهادر، ولد ونشأ بكوبامؤ، وتلقى العلم من الشيخ محمد زمان والشيخ محمد أكرم، كلاهما عن القاضي عبد الغني بن دائم العمري الكوباموي، ثم لبس الخرقة من الشيخ قدرة علي الجشتي المسولوي، وسافر إلى مدراس، وكان أمير تلك البلدة من بني أعمامه، فولاه التدريس ثم قلده القضاء، ثم جعله قاضي القضاة بمدراس، فاستقام على تلك الخدمة مدة عمره. له ديوان الشعر الفارسي وتذكرة الأنساب صنفها سنة اثنتين وتسعين ومائة وألف ببلدة جينا بتن وقد طالعتها. مات سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. الشيخ مصطفى بن شمس الدين البهلواروي الشيخ الصالح مصطفى بن شمس الدين بن عبد الحي بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد المشايخ القادرية، ولد لتسع عشرة خلون من صفر سنة تسع وتسعين ومائة وألف بقرية بهلواري ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا أحمدي بن وحيد الحق البهلواروي، وحصلت له الإجازة عن المحدث يوسف البطاح الأهدل المكي سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، وحصلت له الإجازة في الطريقة عن أبيه، ولازمه ملازمة طويلة، ثم تولى الشياخة بعده بكلكته، وانتقل في آخر عمره إلى مدراس، ومات بها لسبع عشرة خلون من ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. الشيخ مصطفى بن طيب الرفيقي الشيخ العالم الصالح مصطفى بن طيب بن أحمد بن مصطفى الرفيقي الكشميري أحد الفقهاء الحنفية، ولد سنة ست وعشرين ومائتين وألف، وتفقه على والده وأسند الحديث عنه، وقرأ العلم على غيره من العلماء، ثم درس وأفاد، أخذ عنه بهاء الدين وأحمد وأحسن وعبد الشكور وخلق كثير من أهل كشمير. مات يوم الجمعة لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. نواب مصطفى خان الدهلوي الأمير الفاضل مصطفى بن مرتضى الحنفي النقشبندي الدهلوي نواب مصطفى خان شيفته، كان من الأمراء المعروفين بالكمال، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم أقبل على الشعر إقبالاً كلياً، وأخذ عن الحكيم مؤمن خان ولازمه مدة حتى برز فيه، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الغني ابن أبي سعيد الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، وسافر للحج والزيارة لعله سنة أربع وثمانين، ورجع إلى الهند ومات بها. وكان من الشعراء المفلقين، له ترغيب السالك إلى أحسن المسالك وكلشن بي خار تذكرة شعراء الهند، وله ديوان الشعر الهندي وآخر بالفارسي. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1114 توفي سنة ست وثمانين مائتين وألف. المفتي مصلح الدين السورتي الشيخ الفاضل المفتي مصلح الدين بن صالح بن خير الدين الهاشمي السورتي أحد الفقهاء الحنفية، ولي الإفتاء ببلدته واستقل به مدة حياته. مولانا مظفر حسين الكاندهلوي الشيخ العالم الفقيه الصالح مظفر حسين بن محمود بخش الحنفي الكاندهلوي أحد كبار العلماء، لم يكن في زمانه مثله في التورع والاستقامة على الشريعة واتباع السنة المطهرة، لم يأكل قط لقمة مشتبهة، وكان إذا أكل بغير وقوف عليها قذفتها المعدة، ولد ونشأ بكاندهله، واشتغل بالعلم على المفتي إلهي بخش بن شيخ الإسلام الكاندهلوي، ولازمه مدة، ثم سافر إلى دهلي بعد وفاته، وأخذ عن الشيخ يعقوب بن محمد أفضل العمري سبط الشيخ عبد العزيز، وأدرك السيد الإمام المجاهد أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي، فاستفاض منه وانتصر للسنة السنية البيضاء، وأوذى في ذات الله من المبتدعين، واجتهد في تزويج الأيامي وتجهيزهن، واحتمل المشاق والمحن، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند، وسافر إليهما مرة أخرى فلما بلغ مكة المباركة توفي شيخه يعقوب، فصلى عليه وجهزه، وحج ثم راح إلى المدينة المنورة، فمرض في أثناه الطريق، ولما وصل إلى تلك البلدة الشريفة انتقل إلى دار الرحمة، وكان ذلك ليلة الخميس عاشر محرم سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف. الحكيم مظفر حسين اللكهنوي الشيخ الفاضل مظفر حسين بن حسن علي بن مرزا علي الشيعي اللكهنوي الحكيم المشهور، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على مولانا أنور علي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم تطبب على والده، ولازمه ملازمة طويلة، ولما مات والده ولي على المارستان السلطاني، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه جمع كثير من الأطباء، وله مصنفات كثيرة، منها النتائج الحسينية. مات لثلاث خلون من صفر سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، كما في مهر جهانتاب. مولانا مظهر علي العظيم آبادي الشيخ العالم الصالح مظهر علي الحنفي العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين، له اليد الطولى في الفقه والأصول والعربية، درس وأفاد مدة عمره في عظيم آباد، وأخذ عنه غير واحد من العلماء، منهم الشيخ محمد سعيد بن واعظ علي صاحب قسطاس البلاغة. توفي يوم السبت لست خلون من صفر سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، فأرخ لعام وفاته محمد سعيد المذكور بقوله ع: آه شنبه سادس ماه صفر يوم الرحيل الشيخ مظهر علي الكروي الشيخ الصالح مظهر علي بن أشرف علي بن غلام فريد الحسني الحسيني الكروي أحد المشايخ الجشتية، كان من ذرية الأمير الكبير قطب الدين محمد المدني الكروي، ولد ونشأ بمدينة كره وسافر إلى دهلي، وأخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، ثم رجع وتولى الشياخة ببلدته، أخذ عنه خلق كثير. مات لثلاث خلون من رجب سنة ست وخمسين ومائتين وألف. نواب معالج خان الدهلوي الشيخ الفاضل معالج خان الكشميري الدهلوي كان من كبار الأطباء في عصره، تقرب إلى محمد شاه التيموري، فلقبه بمعالج خان، واشتهر بذلك، ودخل فيض آباد لعله في عهد شجاع الدولة، فحظي عنده الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1115 وعند أهل بيته أمة الزهراء بيكم، فطابت له الإقامة بفيض آباد وكان حياً في عهد آصف الدولة. السيد معز الدين الكروي الشيخ الفاضل معز الدين بن خيرات علي الحسيني المشهدي الكاظمي الكروي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، قرأ العلم على أساتذة لكهنؤ. ومات في شبابه سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة علماء الهند. مولانا معشوق علي الجونبوري الشيخ الفاضل معشوق علي بن غلام حسين الحنفي الجونبوري، كان ابن أخت الشيخ فتح علي العمري الجونبوري صاحب سيدنا الإمام الشهيد، ولد ونشأ ببلدة جونبور وقرأ العلم على علماء بلدته، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ الفنون الأدبية عن الشيخ أحمد بن محمد الشرواني، تم ولي القضاء، وكان كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، حريصاً على جمع الكتب، ومن مصنفاته كتاب مفيد في الأخلاق، وله الفرائض الأسلمية في المواريث وأجزاء من شرح ديوان المتنبي. مات لست خلون من رمضان سنة ثمان وستين ومائتين وألف، كما في تجلى نور. الشيخ معين الدين السهسواني الشيخ الصالح معين الدين بن بخشش الدين الأنصاري السهسواني الخطيب كان من العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره بمدينة رامبور ثم سافر إلى بلاد أخرى، ولازم الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي والشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي زماناً طويلاً، واستفاض منهم فيوضاً كثيرة، ثم رجع إلى بلدته وجلس للتذكير والموعظة، وكان يحتسب على الناس ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ولا يخاف في الله لومة لائم، انتفع به خلق كثير لا يحصون بحد وعد. مات سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، كما في حياة العلماء للسهسواني. الشيخ معين الدين الأميتهوي الشيخ الفاضل معين الدين بن سراج الحق بن عبد القادر بن الشيخ أحمد الصالحي الأميتهوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بأميتهي، وقرأ العلم على ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين اللكهنوي، وسافر معه إلى مدراس ثم رجع إلى بلاده، وأخذ الطريقة عن الشيخ شاكر الله ولازمه مدة، ودرس وأفاد، وكان قانعاً عفيفاً زاهداً، تزوج بابنة الحكيم أكمل خان البريلوي، كما في صبح بهار. الشيخ مغيث الدين السهارنبوري الشيخ الفاضل مغيث الدين الحكيم السهارنبوري أحد العلماء الربانيين، ولد ونشأ بمدينة سهارنبور وقرأ العلم على المفتي إلهي بخش الكاندهلوي وتطبب عليه، وأخذ الطريقة عن سيدنا الإمام الشهيد ولازمه مدة، وسافر معه إلى بلاد الثغور، وشاركه في الجهاد في سبيل الله، ثم رجع إلى الهند وسكن ببلدته يداوي الناس. وكان عالماً كبيراً صالحاً تقياً متورعاً ناسكاً وقافاً عند حدود الله وأوامره ونواهيه، محسناً إلى الناس، ينفعهم بعلمه وفهمه وتجاربه مع قناعة وعفاف. الشيخ مقصود بن محمود الكجراتي الشيخ العالم الصالح مقصود بن محمود بن مراد بن شريف البكري الكجراتي أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بسورت، وأخذ عن أبيه وسافر إلى فتن فسكن بها، وكان يدرس فصوص الحكم لابن عربي. مات لست خلون من ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين وألف بفتن، كما في الحديقة الأحمدية. مولانا مملوك العلي النانوتوي الشيخ العالم الكبير مملوك العلي بن أحمد علي بن غلام شرف بن عبد الله الصديقي النانوتوي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1116 أحد الأساتذة المشهورين، ولد ونشأ بنانوته قرية من أعمال سهارنبور وقرأ أياماً في بلاده، ثم دخل دهلي وأخذ عن العلامة رشيد الدين الدهلوي وعن غيره من العلماء، وتفنن في الفقه والأصول والعربية، مع مهارة تامة في المنطق والحكمة، ولي التدريس بمدرسة دار البقاء فدرس وأفاد مدة عمره، وأفنى قواه في ذلك، حتى ظهر تقدمه في العلماء، أخذ عنه خلق كثير لا يحصون بحد وعد، وسافر إلى الحجاز سنة ثمان وخمسين فحج وزار، وعاد إلى الهند بعد سنة كاملة. مات لإحدى عشرة خلون من ذي الحجة سنة سبع وستين ومائتين وألف بمرض اليرقان قبل السابع، كما في رسالة ولده يعقوب في ترجمة الشيخ محمد قاسم النانوتوي. الحكيم منصور علي النجيب آبادي الشيخ الفاضل منصور علي الحكيم النجيب آبادي أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، كانت له اليد الطولى في معرفة الأمراض المتشابهة في الأعراض ووصف الأودية المناسبة لها، أخذ عنه الشيخ نصر الله خان الخويشكي الخورجوي وخلق كثير. مات لثمان بقين من ذي القعدة سنة ثمان وستين ومائتين وألف وقبره بقرية حبيب والا من أعمال شير كوت. مولانا منير علي الآسيوني الشيخ الفاضل منير علي الآسيوني أحد رجال الفضل والكمال، ولد ونشأ بآسيون، قرية جامعة من أعمال أنام وقرأ العلم على مولانا حيدر علي بن حمد الله السنديلوي، وأخذ الشعر عن محمد حسن المتلقب بقتيل اللكهنوي، ثم دخل فرخ آباد يتوقع النيابة في الحكم فأقام بها زماناً ثم ذهب إلى بنارس ومات، كما في تاريخ فرخ آباد. مولانا منير الله البراري الشيخ العالم الصالح منير الله بن حفيظ الدين الواعظي البراري أحد العلماء الربانيين، أخذ عن أبيه، ولازمه مدة، ثم اشتغل بالدرس والإفادة، وكان يعظ، فانتفع به خلق كثير. مات سنة تسع وسبعين ومائتين وألف بقرية مانا مرتضى بور. من أعمال برار، كما في محبوب ذي المنن. الشيخ مولا بخش البهاري الشيخ العالم الفقيه مولا بخش بن القاضي أكبر علي الحنفي الصديقي البهاري، كان من كبار العلماء، له زاد الآخرة كتاب مفيد في الموعظة، صنفه سنة ست وأربعين ومائتين وألف. السيد مهدي بن الحسين الهسوي السيد الشريف العلامة مهدي بن الحسين بن لطف الله بن رفيع الدين ابن السيد أمجد الحسيني الواسطي الكروي ثم الهسوي الفتحبوري أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بهسوه بفتح الهاء قرية جامعة من أعمال فتحبور وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على ملا حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ علي أكبر الجشتي الفيض آبادي ولازمه مدة، وصنف له الشيخ بعض الكتب وكتب له وصية بين فيها مسألة التوحيد على مذهب ابن عربي، وقال فيها: إن علياً رضي الله عنه أفضل من جميع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وهذه الوصية موجودة عندي بخط الشيخ علي أكبر المذكور، وكان مهدي بن الحسن رحمه الله جد أمي الكريمة، له شرح على البيت الأول من المثنوي المعنوي في جزء استدل فيه على وحدة الوجود بالآيات والأحاديث. مات لخمس عشرة خلون من رمضان سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف بهسوه فدفن بها. الحكيم مهدي بن صفي اللكهنوي الأمير الفاضل مهدي بن صفي الشيعي الكشميري الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1117 ثم اللكهنوي نواب منتظم الدولة، كان أصله من كشمير، قدم والده إلى لكهنؤ في أيام آصف الدولة، وتقرب إلى الأمراء، واشتغل ولده مهدي بالعلم، وأخذ العلوم الحكمية، ثم تطبب على من بها من الحذاق في الصناعة الطبية، ثم اشتغل بها، ورزق حسن القبول، وتقرب إلى نواب سعادة علي خان صاحب أوده وخدمه مدة، ولما توفي سعادة علي خان المذكور، وتولى المملكة ولده غازي الدين حيدر ولاه وزيره معتمد الدولة علي خير آباد ومحمدي سنة ثلاثين ومائتين وألف، وكان في قلبه شيء منه، فأراد أن يبعده عن الحضرة، ثم أراد أن يعزله ويتهمه بالبغي والخروج، فلما وقف عليه الحكيم خرج من مستقره سراً، وسار إلى فرخ آباد واعتزل هناك مدة من الزمان، ثم استقدمه نصير الدين حيدر واستوزره سنة ست وأربعين فافتتح أمره بالحزم والسياسة، وبنى مارستاناً كبيراً بمدينة لكهنؤ وولي عليه مرزا علي أكبر ابن الحاج الغوغائي، وكذلك أسس داراً الطباعة السلطانية وولي عليها أحداً من الإنكليز، وكذلك بنى داراً للعجزة، والمدرسة الإنكليزية، وبنى المرصد، وولي عليه هربرت أحد المهندسين من طائفة الإنكليز، وبنى مدرسة عظيمة للكشميريين، ووظف عشرة رجال من العلماء للتدريس، ووظف للطلبة الوظائف الشهرية والأطعمة اليومية ورتب لخدمتهم الغلمان، وكان يستمع منهم الدروس، ويطعمهم ألذ الحلوات والأطعمة، ثم عزل عن الوزارة سنة ثمان وأربعين، وأمر بجلائه فرحل إلى فرخ آباد ولبث بها زماناً، ثم استقدمه محمد علي شاه، وولاه الوزارة الجليلة مرة أخرى سنة ثلاث وخمسين، ومات في بضعة أشهر من وزارته. وكان صاحب عقل ورزانة، متين الديانة، حازماً شجاعاً ماهراً بالفنون الحكمية، له آثار باقية من القناطر العظية ببلدة لكهنؤ وشاهجهانبور وغيرهما، توفي لأربع بقين من رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، وقبره مشهور ظاهر في البلدة. ملا مهدي بن محمد شفيع المازندراني الشيخ الفاضل مهدي بن محمد شفيع الشيعي الأستر آبادي المازندراني أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بمازندران، وقرأ العلم على السيد علي الطباطبائي وعلى غيره من العلماء، ثم قدم الهند ودخل لكهنؤ في عهد غازي الدين حيدر سنة أربعين بعد المائتين والألف وسكن بها، وكان فاضلاً مجتهداً، لم يزل مشتغلاً بالتدريس والتصنيف، معتزلاً في بيته، ومن مصنفاته قاطيس العقول في قواعد الأصول ونباريس الفرعيات في نواميس الشرعيات وحاشية له على المطول ورسالة له بالفارسية في أصول الدين، وله غير ذلك من الرسائل. مات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ فدفن في حسينية المجتهد، كما في نجوم السماء. السيد مهدي بن هادي اللكهنوي الشيخ الفاضل مهدي بن هادي بن مهدي بن دلدار علي الحسيني الشيعي اللكهنوي أحد أكابر العلماء الشيعة، ولد ونشأ بمدينة لكهنؤ، وقرأ العلم على والده، وأجاز له عم أبيه السيد محمد بن دلدار علي، وله مصنفات منها تحفة الصائم ورسالة في الاجتهاد والتقليد. مات بعد وفاة والده بسنتين سنة سبع وسبعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. السيد مهدي بن نجف علي الفيض آبادي الشيخ الفاضل مهدي بن نجف علي الحسيني الرضوي نسباً والشيعي مذهباً والعظيم آبادي أصلاً والرسول بوري مسكناً، كان من العلماء المشهورين في عصره، قرأ العلم على السيد هادي بن مهدي بن دلدار علي المجتهد النصير آبادي بمدينة لكهنؤ، ودرس وأفاد بها زماناً، له تذكرة العلماء في أخبار علماء الشيعة في مجلد ضخم بالفارسية. مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف، وأما، رسول بور فهي محلة من محلات جعفر نكر وهي قرية جامعة من أعمال إتاوه، كما في تكمة نجوم السماء. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1118 الشيخ مهدي بن صادق الكلبركوي الشيخ الفاضل مهدي بن صادق بن إبراهيم الحسيني الكلبركوي الدكني ثم المدارسي أحد الرجال المعروفين، ولد بمدراس سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، وقرأ العلم على عبد الحميد البنكالي ومحيي الدين الواقف والسيد دين محمد الكرماني وغيرهم، وفاق أقرانه، في الشعر والخط وكثير من الفنون، كان يكتب النسخ والتعليق في غاية الجودة، كما في مهر جهانتاب. الشيخ مهدي بن عارف المدراسي الشيخ الفاضل مهدي بن عارف الحنفي السني المدراسي أحد الأفاضل المشهورين، ولد سنة سبع عشرة ومائتين وألف بمدراس، ونشأ بها، وقرأ العلم على والده وعلى عبد القادر وعبد الرحمن ومحمد غلام ويوسف علي خان وقاضي الملك ومدار الأمراء وعلى غيرهم من الأساتذة، وتعلم اللغة الفارسية والإنكليزية، ثم ولي التدريس خاصة للانكليز في مدرستهم، فدرسهم سبع عشرة سنة ثم اعتزل عن ذلك، ونال معاش تقاعد. له مصنفات منها الدليل الساطع يشتمل على اللغات الهندية، ومنها دليل الشعراء يحتوي على مناهج كلام أهل فارس، ومنها حكايات دل بسند وواقعات آصفي وكلزار عجم في اللغة وإملا نامه ومعدن الجوهر وروضة العابدين ترجمة المجلد الأول من الدر المختار وترجمة آداب الصالحين وخلاصة التكميل في العقائد وتحسين الأخلاق ومطلوب الأطباء. السيد مهدي بن عبد الله التستري الشيخ الفاضل مهدي بن عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الحسيني الشيعي الجزائري التستري، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بتستر، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم قدم الهند، وسكن بمرشد آباد، وقام بها عشرين سنة، حصل له القبول العظيم في بلاد بنكاله. مات سنة ست بعد المائتين وألف بمرشد آباد، كما في نجوم السماء. الحكيم مير جان اللكهنوي الشيخ الفاضل مير جان اللكهنوي الحكيم المشهور بالمهارة في الصناعة الطبية، مات ليلة الخميس لعشر بقين من شوال سنة إحدى وستين ومائتين وألف، فقال السيد علي أوسط اللكهنوي مؤرخاً لوفاته ع: ماه شوال حيف ليل خميس حرف النون خواجه ناصر بن نصير الدهلوي الشيخ الفاضل ناصر بن نصير الحسيني الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والموسيقى والشعر، ولد ونشأ ببلدة دهلي، وأخذ الفنون الرياضية عن خواجه فريد الدين الدهلوي، ودرس وأفاد مدة مديدة بدهلي، ثم سافر إلى عظيم آباد وأقام بها برهة من الزمان، ثم ابتلى بها بوجع الكلية، ومات في حياة والده، فنقلوا جسده إلى دهلي ودفنوه بمقبرة أسلافه. مات في بضع وخمسين ومائتين وألف، لأنه كان حياً سنة 1250هـ، كما يظهر من كلشن بي خار ومات والده سنة 1261هـ، كما في آثار الصناديد. السيد ناصر حسين الجونبوري الشيخ الفاضل ناصر حسين بن مظفر حسين الحسيني الشيعي الجونبوري أحد الفقهاء الشيعة، ولد ونشأ بجونبور، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا سخاوة علي العمري الحنفي الجونبوري، وبعضها على الشيخ عبد الحليم بن أمين الله الأنصاري اللكهنوي، ثم لازم الشيخ كلشن علي الشيعي الجونبوري، وأخذ عنه الفقه والكلام على مذهب الإمامية، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن السيد محمد تقي مجتهد الشيعة وسافر إلى الحرمين، ثم إلى مشاهد العراق، فحج وزار ورجع إلى الهند. له علم الأدب في مناهج كلام العرب رسالة في الأدب بالعربية، وله رشق النبال في إثبات المتعة وتحريف القرآن، وله رسالة في مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورسالة في تفسير آية التطهير، ورسالة في إثبات نجاسة المشركين بالفارسية وله كتاب ضخم في مصائب أهل الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1119 البيت عليهم السلام، وله رسائل أخرى، كما في تجلى نور. الشيخ ناصر وزير الدهلوي الشيخ الصالح ناصر وزير الحسيني الدهلوي أحد المشايخ النقشبندية، أخذ الطريقة عن الشيخ دوست محمد القندهاري، ثم عن الشيخ عبد الرشيد بن أحمد سعيد الدهلوي المهاجر المدني، ولازمه مدة، وبلغ رتبة الكمال. مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف بدهلي فدفن بها، كما في يادكار دهلي. الشيخ نثار علي الظفر آبادي الشيخ العالم المحدث نثار علي بن محمد صادق الحسيني الواسطي الظفر آبادي كان من ذرية الشيخ قطب الدين أبي الغيث رحمه الله، ولد ونشأ بظفر آباد، وقرأ العلم على مولانا بركة الإله آبادي وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى دهلي ولازم الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وصحبه أربع سنين، وأخذ عنه ثم رجع إلى بلدته، وعكف على الدرس والإفادة. وكان عالماً كبيراً، بارعاً في الفقه والحديث، مشاركاً في المنطق والحكمة، متواضعاً، حسن الأخلاق، حلو المنطق، يحسن الظن بالناس. مات يوم الجمعة لثلاث بقين من شوال سنة خمس عشرة ومائتين وألف، وقبره بميان بوره، قرية من أعمال إله آباد، كما في تجلى نور. الحكيم نثار علي الأمروهوي الشيخ الفاضل نثار علي بن محمد عسكري بن بخش الله الحنفي الأمروهوي أحد العلماء المبرزين في الصناعة، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم أباه وأخذ عنه الصناعة الطبية، وسكن ببلدة طوك فصار المرجع والمقصد في الصناعة الطبية، أخذ عنه ولداه علي حسن ونور الحسن وجمع كثير من العلماء. الشيخ نجابة أحمد النكرنهسوي الشيخ الفاضل نجابة أحمد بن تلطف حسين بن روشن علي الصديقي النكرنهسوي العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد سنة اثنتين ومائتين وألف، وقرأ العلم على مولانا إبراهيم بن مدين الله النكرنهسوي والقاضي هداية علي الكيلانوي، كلاهما عن السيد حيدر علي الطوكي، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير، وكان صالحاً تقياً باراً بوالديه تذكر له كشوف وكرامات لا نطيل الكلام بذكرها. مات لست عشرة خلون من رجب سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة النبلاء. الشيخ نجف علي السنديلوي الشيخ الفاضل نجف علي بن روشن علي بن نصرة الله الشيعي السنديلوي أحد العلماء الأفاضل، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم على الشيخ حيدر علي ابن حمد الله السنديلوي، وله كتاب في تاريخ دهولبور. توفي بالفالج لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في تذكرة علماء الهند. القاضي نجف علي الجهجهري الشيخ الفاضل العلامة نجف علي بن عظيم الدين الحنفي الجهجهري أحد مشاهير الأذكياء كانت له اليد الطولى في اللغة والإنشاء والشعر وسائر الفنون الأدبية، له شرح على مقات الحريري في صنعة الإهمال، وشرح على ديوان المتنبي وشرح على ديوان الحماسة وشروح على قصيدة البردة وقصيدة بانت سعاد والقصيدة الإمالية، وله تعليقات على المطول وشرح على الدساتير البازندلي في اللغة الدرية وله تكملة صولة فاروقي ديوان الشعر الفارسي. مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف. السيد نجف علي الفيض آبادي الشيخ الفاضل نجف علي الحسيني الشيعي الفيض آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ذكره الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1120 أحمد بن محمد بن باقر الأصفهاني في مرآة الأحوال وقال: إنه أفضل العلماء ببلدته وأعلمهم وأقدسهم والناس يتهمونه بالتصوف، انتهى. وقال علي أكبر الكشميري في سبيكة الذهب: إنه كان زاهداً تاركاً للدنيا الدنية، وله حالات ومقامات ومكاشفات وكرامات، كان غذاؤه الخبز اليابس مع الملح الجريش، وفرشه الحصير العتيق بحسب العريش، قال: إنه كان ذات يوم في الحمام إذ دخل فيه أحد من الأعلام فظن أنه الدلاك، فقال له المستحم: دلكني، فقام وغسله ودلكه دلكاً مديداً فطابت نفسه وأعطاه أجرة جزيلة فرد وقال: ها إن أجرى إلا على الله، ولما فرغ فراح ونقل الحكاية لبعض أخلائه من أهل الصلاح فاستفسر منه حليته فصك رأسه وقال: هو ليس الدلاك بل هو خير من سكان الأفلاك، فقام المدلوك وذهب إليه واستغفر الله لذنبه وخر على قدميه، فرفعه إليه وعانقه وقال: لا بأس إني أتوسل إلى الله بخدمة المؤمنين، انتهى. مات سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، قال علي أوسط اللكهنوي مؤرخاً لوفاته ع: اي هي سيد نجف علي فاضل السيد نجف علي النونهروي الشيخ الفاضل نجف علي الحسيني الشيعي النونهروي الغازيبوري أحد كبار علماء الشيعة، ولد ونشأ بنونهره، قرية جامعة من أعمال غازيبور وسافر للعلم إلى مدينة لكهنؤ فقرأ على أساتذة فرنكي محل ثم تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين الحسيني النصير آبادي. وله مصنفات عديدة، منها شرح على القصيدة الحميرية ومنها حاشية على مبحث المثناة بالتكرير ومنها حاشية على مير زاهد ملا جلال ورسالة في إثبات حرمة نكاح الشيعية بالسني ومنها زلهاب السقر على من استباح الخمر، وله رسالة في الأنساب بالعربية، وكتاب في مصائب الحسين عليه السلام. مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف. قاضي القضاة نجم الدين علي الكاكوروي الشيخ الفاضل الكبير القاضي نجم الدين علي بن حميد الدين بن غازي الدين ابن محمد غوث الكاكوروي قاضي القضاة نجم الدين علي خان، كان من العلماء المشهورين في الهند، ولد بكاكوري لخمس عشرة خلون من ربيع الأول سنة سبع وخمسين ومائة وألف، واشتغل بالعلم على أبيه مدة، ثم أخذ عن الشيخ عبد الرشيد الجونبوري الدفين بلكهنؤ، والشيخ غلام يحيى بن نجم الدين البهاري، وملا حسن بن غلام مصطفى اللكهنوي، ولعله أخذ الفنون الرياضية عن العلامة تفضل حسين الكشميري، ثم قربه العلامة إلى كورنر جنرل الحاكم العام بأرض الهند فولاه القضاء الأكبر فاستقل به خمساً وعشرين سنة، وأحيل لكبر سنه على ثلاثة آلاف شهرية، فأراد أن يعتزل في بيته بكاكوري، فسافر من كلكته ولما وصل إلى مدينة بنارس توفي بها إلى رحمة الله سبحانه. وكان حسن الأخلاق، مهاباً رفيع القدر، سليم النفس، طيب الأعراق، زاكي الخصال، يشوشاً محباً للفقراء والضيفان، محسناً إلى ذوي قرابته وأهل بلدته، له مصنفات منها شرح بسيط بالفارسي على كتاب الجنايات من الفتاوي الهندية، ومنها الستة الجبرية في الجبر والمقابلة - وهي منظومة، وله شرح على الستة الجبرية بالفارسي، وله رسالة في حسن التناسب للأعضاء الإنسانية وله رسالة في السعد والنجس، وله رسالة في حل شبهة الاستلزام لابن كمونه البغدادي، وله رسالة في الأنساب، وله أبيات عديدة بالعربية، ذكرها الشرواني في مصنفاته، وشعره شعر العلماء. مات يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلون من ربيع الثاني سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، كما في مجمع العلماء لمنظور الدين الكاكوروي. السيد نجم الهدى النصير آبادي السيد الشريف نجم الهدى بن محمد ثابت بن محمد حيا بن محمد سنا بن محمد هدى بن علم الله الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1121 الحسني الحسيني النقشبندي النصير آبادي أحد المشايخ المشهورين بالفضل والصلاح، ولد ونشأ بنصير آباد من أعمال رائي بريلي وأخذ عن الشيخ يحيى بن ضياء الحسيني الجائسي، ولازمه زماناً، وتصدر للارشاد بعده، أخذ عنه الشيخ يار محمد اللعل كنجي والشيخ مختار أحمد الجائسي والسيد ياسين ابن مقتدي النصير آبادي وخلق آخرون، وكان مغلوب الحالة، تذكر له كشوف وكرامات، ومن مصنفاته نجم الهداية منظومة في مجلد كبير. مات سنة سبع وخمسين ومائتين وألف، كما في السيرة العلمية للسيد الوالد. الشيخ نذير الدين السرهندي الشيخ الفاضل نذير الدين بن محيي الدين السرهندي أحد الرجال المعروفين بالفضل، انتقل والده من سرهند إلى بلدة بريلي من أعمال روهيلكهند فسكن بها، ومات، وقبره بتلك البلدة، وولده نذير الدين المترجم له سافر إلى فرخ آباد وناب الحكم فسكن بتلك البلدة، ومات وقبره بفرخ آباد، ذكره المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني في تاريخه، وقال: إنه كان عالماً بارعاً في كثير من العلوم والفنون، انتهى. مولانا نسيم الرامبوري الشيم نسيم الأفغاني الرامبوري الفاضل الكبير، كان من العلماء المشهورين في عصره ببلدة رامبور ذكره عبد القادر في كتابه روز نامه وقال: إنه كان يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء. الحكيم نصر الله الدهلوي الشيخ الفاضل نصر الله بن ثناء الله الحنفي الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الهيئة والهندسة والحكمة والمنطق والصناعة الطبية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على الشيخ عبد القادر وصنويه الشيخ رفيع الدين والشيخ عبد العزيز أبناء الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، ثم تطبب على الحكيم شريف بن أكمل الدهلوي، ثم تصدر للدرس والإفادة ببلدة دهلي وأقام بها زماناً، ثم استقدمه نواب فيض محمد خان الجهجهري، فلبث عنده مدة، ثم رجع وخدم الأمراء مدة، ثم راح إلى جهجهر ولبث عند عبد الرحمن الجهجهري، وله رسائل عديدة في معرفة أمزجة المركبات، ومعرفة البحران، وأبيات رائقة بالهندية، وكان يتلقب في الشعر بوصال، وكان حياً في سنة 1271هـ. نواب نصر الله الرامبوري الأمير الكبير نصر الله بن عبد الله بن علي محمد الحنفي الرامبوري نواب نصر الله خان كان من رجال الرئاسة والسياسة، ناب الحكم برامبور سنة ثمان ومائتين وألف، فاستقل بالوزارة ست عشرة سنة. وكان رجلاً كريماً فاضلاً شجاعاً، حسن الصورة والسيرة، محباً لأهل العلم محسناً إليهم، اجتمع لديه جمع كثير من العلماء ووفدوا عليه من أقطار بعيدة والسادة والأشراف من نواحي الهند. توفي لأربع بقين من شوال سنة خمس وعشرين ومائتين وألف وله أربع وستون سنة، كما في يادكار انتخاب. مولانا نصر الله المارهروي الشيخ الفاضل نصر الله بن هداية الله بن محمد الكنبوه الحنفي المارهروي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ ببلدة مارهره وقرأ العلم على مولوي محمد باقر ومولوي محمد نجاة المشرقي، ثم أخذ الطريقة عن السيد آل محمد بن بركة الله الحسيني المارهروي وبعده عن ولده السيد حمزة، ولازمه مدة حياته، ودرس وأفاد، أخذ عنه السيد آل أحمد والسيد آل بركات وخلق آخرون. مات لسبع خلون من جمادي الأولى سنة خمس وتسعين ومائتين وألف ببلدة مارهرة، كما في المشاهير. الشيخ نصر الله الخورجوي الشيخ العالم الكبير نصر الله بن محمد عمر الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1122 الخويشكي الخورجوي، أحد الفقهاء الحنفية، ولد بخورجه سنة 1226هـ وقرأ العلم على مولانا أحمد علي العباسي الجرياكوتي وعلى غيره من العلماء، ثم تطبب على الحكيم منصور علي النجيب آبادي، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد العليم اللوهاروي، ثم تقرب إلى الولاة الإنكليز، فولوه الأعمال الجليلة، وناب الحكم في بعض المتصرفيات، ولما أحيل على المعاش ذهب إلى حيدر آباد فولي القضاء ثم بولاية الأقطاع الشمالية ثم المغربية، ونال معاش التقاعد من الدولة الآصفية أيضاً. وكان عالماً كبيراً بارعاً في كثير من العلوم والفنون، حريصاً على الدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير. وله مصنفات منها إرشاد البليد في إثبات التقليد ومنها شرح خلاصة الكيداني بالفارسي ومنها شرح الرباعيات لليوسفي في الطب ومنها تاريخ دكن وله غير ذلك من الكتب. مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف. الشيخ نصير الحق العظيم آبادي الشيخ العالم المحدث نصير الحق بن ظهور الحق بن نور الحق بن عبد الحق بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي العظيم آبادي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد سنة تسع عشرة ومائتين وألف بمدينة عظيم آباد وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ محمد صفي البهلواروي، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وأخذ عن مرزا حسن علي المحدث الشافعي، وحصلت له الإجازة عن أبيه، فتصدر للتدريس، وتولى الشياخة بعد أبيه، وكان يمنع عن المزامير في الغناء، ويأذن للدف فقط. مات لليلتين بقيتا من شوال سنة ستين ومائتين وألف بعظيم آباد، فنقل جسده إلى بهلواري، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. الشيخ نصير الدين الإله آبادي الشيخ الفاضل نصير الدين بن رضي الدين بن فرحة الله بن عبد الرحمن بن عبد الرسول الأميتهوي ثم الإله آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بمدينة إله آباد وقرأ العلم على والده وتصدر للتدريس وبموته انقطعت سلسلة التدريس من عشيرة العلامة بركة رحمه الله. الشيخ نصير الدين الفرخ آبادي الشيخ الفاضل نصير الدين بن ظهور محمد الأميتهوي الفرخ آبادي أحد الرجال المعروفين، ولد ونشأ بقرية أميتهي من توابع فرخ آباد وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، ثم رجع وعكف على العبادة والإفادة، كما في تاريخ فرخ آباد. مولانا نصير الدين البرهانبوري الشيخ العالم الصالح نصير الدين عبيد الله بن جلال الدين الحسيني البرهانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ ببلدة برهانبور وقرأ العلم على والده وعلى غيره من الأساتذة، ثم تصدر للتدريس. وله مصنفات كثيرة منها ذريعة الاستشفاع في سير السيد المطاع والصاعقة الرابية على فرقة الوهابية الكذابية وروضة الريحان في فضائل رمضان ومستوفي الحقوق في ذم العقوق وإيضاح الارتداد وساطع الأنوار من كلام سيد الأبرار، والتيسير في مهمات التفسير وبرهان الهدى في تفسير الرحمن على العرش استوى ولباب النقائح في أحكام الذبائح والبراهين الساطعة في إثبات مذهب أهل السنة اللامعة وتنبيه الأغبياء في فضائل سيد الأصفياء وكشف المعضلات في ذكر النساء المحرمات وترغيب المجاهدين وترغيم المعاندين وهل من مزيد في جواز اللعن على يزيد والمبكيات في أخبار الشهداء بالطف ولطائف التهذيب ومعيار الأفراس وشعب الإيمان ورسالة في عدد الآيات والحروف والسور والسجدات في القرآن الكريم والرسالة الغالية وتكملة منافع المسلمين. وفي آخر عمره رحل إلى الحرمين الشريفين ومات الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1123 بالمدينة المنورة وكان ذلك في الخامس عشر من محرم سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، كما في تاريخ برهانبور. الشيخ نصير الدين الرامبوري الشيخ الفاضل نصير الدين بن غلام حسين الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، ولد ونشأ ببلدة رام بور وقرأ الكتب الدرسية من معقول ومنقول على مولانا نور الإسلام بن سلام الله الرامبوري، ثم تصدر التدريس، أخذ عنه جمع كثير. مات لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ست وستين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب. مولانا نصير الدين الدهلوي الشيخ العالم الكبير المجاهد نصير الدين بن نجم الدين الحسيني السوني بتي الدهلوي، كان من نسل الإمام ناصر الدين الحسيني السوني بتي من جهة الأب، وأما من جهة الأم فكان سبط الشيخ رفيع الدين بن ولي الله العمري الدهلوي، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ على الشيخ إسحاق بن محمد أفضل العمري الدهلوي وعلى غيره من العلماء، وتزوج بابنة الشيخ إسحاق المذكور، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد آفاق العمري النقشبندي ولازمه مدة وهاجر عام 1250هـ مع ركب عظيم من المجاهدين، وأقام بالسند مدة، ثم وصل إلى ستهانه مركز المجاهدين من أصحاب السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد، واختاروه أميراً، وبايعوه على الجهاد. وتوفي في نحو سنة ست وخمسين ومائتين وألف، وكان رحمه الله صاحب همة عالية، ونفس قوية، كثير الدعاء، آمراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، محيياً للسنة. المفتي نظام الدين السورتي الشيخ العالم المفتي نظام الدين بن خير الدين بن زاهد الهاشمي السورتي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بمدينة سورت وقرأ العلم على والده ولازمه مدة، ثم ولي الإفتاء ببلدة سورت، وكان يدرس ويفيد. مات لليلتين بقيتا من شهر رجب سنة أربعين ومائتين وألف، كما في حقيقة سورت. مولانا نظم الدين الدهلوي الشيخ الفاضل نظام الدين بن مهدي علي الدهلوي أحد الرجال المعروفين في العلوم الحكمية. له مصنفات عديدة منها رسالة في العلوم الطبيعية صنفها في سنة ثمان ومائتين وألف، وله رسالة في المنطق، كما في محبوب الألباب. المفتي نظام الدين الديوي الشيخ الفاضل الكبير نظام الدين بن نور الهدى الحسيني الأعظمي الديوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قرأ العلم على العلامة تفضل حسين الكشميري، ثم ولي الإفتاء، فاشتغل به مدة، ثم تدرج إلى الصدارة بمدينة بنارس وكان حياً في سنة 1211هـ، كما في باغ بهار. السيد نظام الدين اللكهنوي الشيخ الفاضل نظام الدين الحسيني الشيعي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، تفقه على السيد دلدار علي بن محمد معين النقوي النصير آبادي وكانت له يد بيضاء في المنطق والحكمة والهيئة والهندسة والحساب والشعر وغير ذلك، وله مصنفات، كما في تذكرة العلماء. الشيخ نظام الدين الكشميري الشيخ الفاضل نظام الدين الفوراهي الكشميري أحد العلماء الربانيين، سافر إلى الحجاز فحج وزار، ولقي المشايخ وأخذ منهم، ثم رجع إلى الهند ودخل دهلي، ولازم دروس الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي وقرأ عليه، ثم رجع إلى كشمير، واعتزل عن الناس في بيته، فلم يخرج منه قط، حتى أن ولده مات فلم يخرج من بيته للدفن، وكان ينتسخ القرآن الكريم ويجعله موقوفاً للقراء، والملهمات رسالة في التصوف. مات لليلة بقيت من ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائتين وألف، كما في تاريخ كشمير. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1124 المفتي نظر محمد السهسواني الشيخ العالم المفتي نظر محمد بن المفتي أبي محمد بن المفتي محمد عاقل الحسيني المودودي السهسواني أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، وقرأ العلم على أبيه، وولي الإفتاء بعده، فاشتغل به زماناً، ثم أخذته الجذبة الالهية فسافر إلى بلاد، وأخذ الطريقة عن الشيخ سيف الله ببلدة سلون وكان من خلفاء السيد حمزة الحسيني المارهروي، فلازمه مدة، ثم رجع إلى بلدته، وعكف على العبادة، وترك الإفتاء لولده نور أحمد، ثم سار إلى بلدة بريلي وأخذ عن السيد علي أكبر الحسيني المودودي الدهلوي ثم الفيض آبادي، ولازمه مدة، ثم رجع إلى بلدته، وحصل له القبول العظيم. مات يوم الجمعة لأربع عشرة خلون من ذي القعدة سنة ست وثلاثين ومائتين وألف، كما في حياة العلماء. الشيخ نعمة حسين الجونبوري الشيخ الفاضل نعمة حسين بن ولاية حسين العمري الشيعي الجونبوري كان من نسل الشيخ من الله بن بهاء الدين الجونبوري، ولد لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة سبع عشرة ومائتين وألف، وقرأ العربية على الشيخ عناية مخدوم ومولانا سخاوة علي الجونبوري، والرسائل المختصرة في المنطق إلى شرح الشمسية وحاشيته على خير الدين محمد وشرح الوقاية وشرح هداية الحكمة للميبذي علي خادم حسين البنارسي وخلاصة الحساب وشرح السلم وشرح العقائد النسفية والرشيدية وغيرها على مولانا قدرة علي والمختصر النافع على آقا إسماعيل الإيراني والفرائض الشريفية على فضل رب البنارسي وقرأ مير زاهد رسالة ومير زاهد ملا جلال وشرح السلم لحمد الله وشرحه للقاضي وشرح هداية الحكمة للشيرازي والشمس البازغة وسائر الكتب الدرسية على الشيخ عطا حسنين البنارسي، ثم خدم الحكومة الإنكليزية، وصرف عمره في ذلك. ومن مصنفاته شرح على زبدة الصرف ورسالة في الفرائض ورسالة في العروض والقافية وديوان الشعر الفارسي والهندي. مات ببدايون ودفن بها، كما في تجلى نور. الشيخ نعمة الله البهلواروي الشيخ العارف الكبير نعمة الله بن مجيب الله بن ظهور الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد المشايخ المشهورين، ولد لأربع خلون من محرم سنة ستين ومائة وألف، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا وحيد الحق البهلواروي، ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعده وله إحدى وثلاثون سنة، أخذ عنه جمع كثير، من العلماء والمشايخ. توفي لليلة بقيت من شعبان سنة سبع وأربعين ومائتين وألف بقرية بهلواري فدفن بها، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. المفتي نعمة الله اللكهنوي الشيخ الفاضل الكبير المفتي نعمة الله بن المفتي نور الله بن القاضي محمد ولي ابن القاضي غلام مصطفى الأنصاري اللكهنوي أحد كبار الأساتذة، لم يكن في زمانه مثله في الهيئة والهندسة والحساب وغيرها من الفنون الرياضية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى عمه المفتي ظهور الله، ثم ولي الإفتاء ببلدة فيض آباد وبلدة لكهنؤ، فاستقل به مدة، ثم سافر إلى بروده بلدة من أرض كجرات ولبث بها عند الحكيم هاشم علي خان الرضوي المهاني زماناً، وأقام ببلدة بتيا بكسر الموحدة وسكون الفوقية بلدة من بلاد بهار مدة طويلة، وكان أمير تلك الناحية يحسن إليه. وكان ذا توقد وذكاء وحلاوة في المنطق وتواضع وحلم، يدرس بغاية الدقة والمتانة، حتى قيل: إنه كان يدرس ورقاً واحداً من كتاب في ثلاث ساعات نجومية، وكان يتتبع الشروح والحواشي كلها، وكان لا يرضى حتى يلقي دروسه على ذهن الطالب، أخذ عنه الشيخ عبد الحليم بن أمين الله وولده العلامة عبد الحي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1125 والقاضي محمد فاروق الجرياكوتي وشيخنا فضل الله ابن نعمة الله المترجم له وخلق كثير من العلماء. مات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف. مولانا نعيم الدين القنوجي الشيخ الفاضل نعيم الدين بن فصيح الدين الحنفي القنوجي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بقنوج، وقرأ العلم على الشيخ عبد الباسط القنوجي، وكان في أخذ العلوم وتحصيل الكمالات العلمية تلو أخيه الكبير عليم الدين ومن مصنفاته شرح على تصديقات السلم وحاشية على شرح هداية الحكمة للصدر الشيرازي، كما في أبجد العلوم. مولانا نعيم الله اللكهنوي الشيخ الفاضل نعيم الله بن حبيب الله بن محب الله الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على صنوه الكبير ولي الله بن حبيب الله اللكهنوي، ودرس وأفتى، وكان رأساً في الفقه والفرائض والحساب، أخذ عنه لطف الله اللكهنوي صاحب القبقاب. مات لست عشرة خلون من شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف. مولانا نعيم الله البهرائجي الشيخ العالم الصالح نعيم الله بن غلام قطب الدين بن غلام محمد بن آدم ابن المبارك بن الجلال بن نصير الدين العلوي النقشبندي البهرائجي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد بمدينة بهرائج سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، فقرأ المختصرات على أساتذة بلاده، وسافر إلى لكهنؤ ودهلي غير مرة، وأخذ عن المولوي محمد خليل ببلدة لكهنؤ والمولوي إمام بخش ببلدة شاهجهانبور والمولوي شهاب الدين ببلدة بريلي، ثم قدم لكهنؤ سنة سبع وسبعين ولازم الشيخ العلامة محمد ولي الأنصاري اللكهنوي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية من المعقول والمنقول، وأخذ الحساب والفرائض عن المفتي عبد الرب اللكهنوي، وأدرك هناك الشيخ محمد جميل النقشبندي سنة ست وثمانين، فلازمه زماناً، وأخذ عنه أذكار الطريقة النقشبندية وأشغالها. ثم سافر إلى حضرة دهلي، ولازم الشيخ الكبير مرزا جانجانان العلوي الدهلوي، وصحبه أربعة أعوام، وأخذ عنه ونال الإجازة المطلقة منه، وفي أثناء ذلك أخذ الحديث عن الشيخ حاجي أحمد الدهلوي، وهو ممن أخذ عن الشيخ المسند ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، وأخذ القراءة والتجويد عن الشيخ سلطان يوسف الختلاني، ثم قدم لكهنؤ وتصدر للارشاد والتلقين، وأقام بها مدة من الزمان، ثم سار إلى دهلي ثم إلى باني بت وصحب القاضي ثناء الله العثماني الباني بتي نحو سنة، واستفاض منه فيوضاً كثيرة، ثم قدم لكهنؤ وقضى بقية حياته في مسقط رأسه بهرائج مشتغلاً بالإرشاد والتربية والعبادة وتلقين الذكر. ومن مؤلفاته حاشية على مير زاهد رسالة وحاشية على ملا جلال ولم تطبعا، ومكتوبات شيخه المرزا مظهر جان جانان رحمه الله وبشارات مظهرية، وخلاصتها معمولات مظهرية وأنفاس الأكابر توفي سنة 1218هـ. الشيخ نقي علي البريلوي الشيخ الفقيه نقي علي بن رضا علي بن كاظم علي بن أعظم شاه بن سعادة يار الأفغاني البريلوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد غرة رجب سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وأخذ عن أبيه وقرأ عليه ما قرأ من الكتب الدرسية، ثم أخذ الطريقة عن السيد آل رسول المارهروي، وأسند الحديث عنه سنة أربع وتسعين، وسافر للحج سنة خمس وتسعين فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي، وعاد إلى الهند، وكان ممن ينتصر للبدع والرسوم. وله مصنفات منها الكلام الأوضح في تفسير ألم نشرح ووسيلة النجاة في السير، وجواهر البيان في أسرار الأركان وأصول الرشاد في تصحيح مباني الفساد وهداية البرية إلى الشريعة الأحمدية وإذاقة الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1126 الآثام لمانعي المولد والقيام وتزكية الإيقان برد تقوية الإيمان وغيرها. مات في سلخ ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، كما في تذكرة علماء الهند. مولانا نوازش علي النكينوي الشيخ العالم الفقيه نوازش علي بن ناصر علي الحسيني النكينوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بنكينه بلدة من أعمال بجنور وقرأ العلم على أساتذة عصره ثم درس وأفاد، له منظومة في الفرائض. مولانا نوازش علي الدهلوي الشيخ العالم الفقيه نوازش علي الحنفي الدهلوي أحد العلماء المذكرين، أخذ الحديث عن الشيخ إسحاق بن أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وقرأ الكتب الدرسية على غيره من العلماء، وكان حليماً قانعاً متوكلاً، حسن الأخلاق، ربما يعقد في بيته مجلس التذكير، وربما يدعوه المسلمون في بيوتهم للتذكير، وكان مرزوق القبول في ذلك. المفتي نور أحمد السهسواني الشيخ العالم الفقيه المفتي نور أحمد بن نظر محمد بن أبي محمد الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم إلى مراد آباد ولكهنؤ وقرأ على أساتذة عصره، أجلهم العلامة عبد العلي محمد بن نظام الدين اللكهنوي، ثم ولي الإفتاء ببلدته. له تعليقات على شرح السلم للقاضي مبارك، وعلى الشمس البازغة للجونبوري وله غير ذلك من المصنفات. مات سنة ثمانين ومائتين وألف بسهسوان وله تسعون سنة، كما في حياة العلماء. مولانا نور الإسلام الرامبوري الشيخ العالم الكبير نور الإسلام بن سلام الله بن شيخ الإسلام الحنفي الدهلوي ثم الرامبوري، كان من ذرية الشيخ عبد الحق بن سيف الدين البخاري الدهلوي، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على ملا حسن بن غلام مصطفى وعلى ملك العلماء عبد العلي بن نظام الدين، حين كان ببلدة رامبور وعلى غيرهما من العلماء وصار بارعاً في الهيئة والهندسة والحساب وغيرها من الفنون الرياضية. له إيثار الحق رسالة في مبحث الزمان، ورسالة في مبحث المكان ورسالة في أصول الحديث، وحاشية على شرح السلم للقاضي، وحاشية على مير زاهد رسالة وتعليق نفيس على مبحث المثناة بالتكرير. مولانا نور الأصفياء الحيدر آبادي الشيخ الفاضل نور الأصفياء بن نور العلي بن قمر الدين الحسيني الأورنكك آبادي ثم الحيدر آبادي أحد العلماء الحنفية، ولد ونشأ بأورنكك آباد وتفقه على والده، ثم ذهب إلى كرنول ولبث بها زماناً عند نواب ألف خان، ثم قدم إلى حيدر آباد وولي الوكالة من جهة شمس الأمراء إلى جندو لعل ديوان ذلك العصر، ونال أقطاع الأرض تغل له ثلاثين ألف ربية في كل سنة. وكان عالماً بارعاً يدرس ويفيد، ومن مصنفاته نور القلوب ونور الأسرار والمناقب الغوثية. مات بحيدر آباد سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، كما في تزك محبوبي. مولانا نور الحسن الكاندهلوي الشيخ الفاضل نور الحسن بن أبي الحسن بن المفتي إلهي بخش الكاندهلوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بكاندهله على مسيرة ست وثلاثين ميلاً من دهلي واشتغل بالعلم على أبيه مدة من الزمان، ثم لازم العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، وأخذ عنه العلوم الحكمية، ثم درس وأفاد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء منهم السيد أحمد بن المتقي الدهلوي رائد التعليم العصري الغربي في الهند ومؤسس جامعة عليجراه الإسلامية وصاحب التفسير المشهور وكان يراسله ويعترف بفضله. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1127 وكان عالماً حليماً متواضعاً، حسن الأخلاق، حسن المحاضرة، حلو المنطق ذا عارضة وبلاغة، لا يتكلم إلا بلغة فصيحة وعبارة واضحة جلية، مع تفرده في المنطق والحكمة. مات يوم الثلاثاء لإحدى عشرة خلون من محرم الحرام سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بكاندهله فدفن بها. السيد نور الحسن الكالبوي الشيخ الفاضل نور الحسن بن باقر علي بن خيرات علي الحسيني الترمذي الكالبوي، ولد ونشأ بكالبي، وحفظ القرآن، ثم اشتغل بالعلم، وجد في البحث والاشتغال، حتى برع وفاق أقرانه في اللغة والإنشاء وقرض الشعر وسائر الفنون العربية، وسافر إلى بهوبال وتقرب إلى الأمير العلامة صديق حسن القنوجي، فولاه التدريس بمدرسة سيهور، له تعريب الإكسير في أصول التفسير للقنوجي، وتقريظ على تفسيره فتح البيان ذكره القنوجي في التقصار وأثنى عليه. مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف ببلدة بهوبال. السيد نور الحسن الأمروهوي الشيخ الفاضل نور الحسن بن نثار علي بن محمد عسكري بن بخش الله الحسيني الأمروهوي، كان من نسل الشيخ محمد بن عبد الله الرضوي، ولد ونشأ ببلدة أمروهه وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا عليم الله البجنوري وأكثرها على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، وتطبب على والده. وكان رجلاً صالحاً كريماً متواضعاً، مفرط الذكاء، مرزوق القبول في الطب. الحكيم نور الحسن السهسواني الشيخ الفاضل نور الحسن بن نياز أحمد العمري السهسواني أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم إلى رامبور ولكهنؤ وبلاد أخرى، فقرأ على أساتذة عصره ثم أخذ الصناعة عن الحكيم أسد علي السهسواني، ولازمه مدة، حتى برع وفاق أقرانه، وسار إلى متهرا فسكن بها، وكان يدرس ويفيد. مات سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمتهرا، كما في حياة العلماء. مولانا نور الحق اللكهنوي الشيخ الفاضل الكبير نور الحق بن أنوار الحق الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بلكهنؤ، واشتغل على عمه أزهار الحق، وسافر معه إلى بلدة رائي بريلي ولبث بها مدة في زاوية السيد محمد عدل رحمه الله، ثم سافر إلى بهار بضم الموحدة وقرأ سائر الكتب الدرسية على العلامة عبد العلي اللكهنوي، ثم رجع إلى بلدته لكهنؤ، وتصدر للدرس والإفادة، وانتهت إليه الرئاسة العلمية. مات ليلة الأحد لسبع بقين من ربيع الأول سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، كما في الأغصان الأربعة. الشيخ نور الحق البهلواروي الشيخ الفاضل نور الحق بن عبد الحق بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد المشايخ الصوفية، ولد بقرية بهلواري في شهر جمادي الآخرة سنة ست وخمسين ومائة وألف، وقرأ العلم على الشيخ وحيد الحق البهلواروي ثم أخذ الطريقة عن جده مجيب الله وحصلت له الإجازة منه سنة ثلاث وسبعين، وانتقل من بهلواري إلى عظيم آباد مع ولده ظهور الحق سنة ثلاثين ومائتين وألف، وكان صاحب وجد وحالة، له ديوان الشعر الفارسي. مات بعظيم آباد لأربع خلون من شعبان سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. القاضي نور الحق الرامبوري الشيخ العالم الفقيه نور الحق بن القاضي محمد منعم بن القاضي محمد معصوم الحسيني الرامبوري الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1128 أحد الأفاضل المشهورين، له تفسير القرآن الكريم، صنفه بأمر فيض الله خان الرامبوري، وله أربعة دواوين للشعر الهندي، ومزدوجات عديدة. توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف، كما في يادركار انتخاب. الشيخ نور الدين الكشميري الشيخ العالم الفقيه نور الدين بن عبد الله بن مصطفى بن معين الدين الرفيقي الكشميري، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، ولد في سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، ونشأ في مهد ابن عمه طيب بن أحمد بن مصطفى الرفيقي، ولبس منه الخرقة، وقرأ العلم على مولانا محمد حسن بن نظام الدين وصحب شيوخاً كثيرة في بلاد شتى، ولم يرغب في النكاح قط. وكان عظيم الهيبة، جليل الوقار، عالي الهمة، حسن الأخلاق، كثير المواساة للناس، وكان ينظم الأشعار أحياناً. مات في تاسع رجب سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. مولوي نور الدين الرامبوري الشيخ الفاضل نور الدين بن إسماعيل الحنفي الرامبوري أحد المتكلمين، لم تكن له خبرة بالكتاب والسنة، وله مصنفات كثيرة منها: الفاروق بين الحق والباطل أوله: الحمد لله كلام قديم لبيان بالجمال له، إلخ، صنفه سنة ثمان وستين ومائتين وألف، ومنها خليفة الرحمن في الفقه والكلام كلاهما بالعربية. قال في كتابه الفاروق في حق يزيد بن معاوية عليه ما يستحقه: هو شريف من أشراف قريش وساداتهم نسباً وحسباً جميعاً، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأئمة من قريش، ولأنه اقتدى به جميع أصحاب رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو بعضهم فاتباعه صار أمراً مسنوناً في أمر خلافة الله عند الله له، وما وقع من اختلاف بين عثمان بن عفان ومحمد بن الصديق وبين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وبين حسين بن علي ويزيد بن معاوية في أمر صحة خلافة الله وعدمه فعند الله لا اعتبار له، فإن قال أحد من الناس إني لا أتبع يزيد بن معاوية ولا أذكره بالخير لأنه لم يتبعه حسين بن علي قطعاً، فقل له: الخارجي يقول كذلك إني لم أتبع علياً لأنه لم يتبعه معاوية بن أبي سفيان، والرافضي والخارجي كل واحد منهما يقول إني لا أتبع عثمان بن عفان لأنه لم يتبعه محمد بن الصديق في آخر أيام خلافته، فما تقول في جوابهما فهو جوابك بلسانك، إلخ. وقال في خليفة الرحمن إن يزيد كان شاعراً عالماً دبيراً حسن الوجه، وكانت عمته أم حبيبة زوجة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والصلاة والسلام كما وجب على آله كذلك وجب على صهرائه لأن الصهرية سبب القرابة نسباً وحسباً جميعاً. وقال: كانت خلافته باختيار معاوية بن أبي سفيان وبيعة الصحابة كلهم أو بعضهم منهم عمرو بن العاص، واتباع الصحابة واجب، وكان اتباع خلافتهم واستخلافهم أيضاً واجباً لقوله صلى الله عليه وسلم: أصحابي كالنجوم فبأيهم اقتديتم اهتديتم. قال: وإذا عرفت هذا فنسبة الفسق والكفر إلى يزيد بن معاوية حرام واستحلاله كفر، وما قيل إنه جوز اللعن على أهل بيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإنه أمر بالملاهي وشرب الخمر وظلم الناس وغير ذلك فهذا كله بهتان عظيم لا يجوز سمعه. وقال: يزيد بن معاوية كان خيراً من جميع الناس في زماننا لأنه رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يحل ذكره إلا بالخير، انتهى، وإني لم أقف على سنة وفاته. مولانا نور الزمان الدهاكوي الشيخ الفاضل نور الزمان الدهاكوي أحد العلماء الصالحين، كان قانعاً متورعاً، ذكره عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري في كتابه روز نامه. مولانا نور عالم الرامبوري الشيخ الفاضل نور عالم الحنفي الأفغاني الرامبوري أحد العلماء المبرزين في الفنون الحكمية كان يدرس الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1129 ويفيد، قرأ عليه عبد القادر بن محمد أكرم الرامبوري شرح هداية الحكمة للميبذي وذكره في كتابه روز نامه. السيد نور العلي الحيدر آبادي الشيخ العالم الصالح نور العلي بن قمر الدين الحسيني الأورنكك آبادي أحد العلماء المتورعين، ولد سنة 1160هـ ونشأ بأورنك آباد، وقرأ العلم على والده، وحج وزار معه ثم قدم حيدر آباد فأقام بها زماناً، وكان لا يتردد إلى بيوت الأمراء والأغنياء، وكان قائم الليل صائم الدهر، لم تفته صلاة بجماعة قط. مات لثلاث عشرة خلون من ربيع الأول سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، وفي محبوب ذي المنن إنه مات 1233هـ بمدينة حيدر آباد، فدفن بها في حديقة ولده نور الأصفياء وله مائة سنة، كما في تزك محبوبي. مولانا نور كريم الدريا بادي الشيخ الفاضل نور كريم بن مخدوم بخش القدوائي الدريابادي أحد العلماء المشهورين، ولد في سنة خمس عشرة ومائتين وألف بدرياباد ونشأ بها، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد الحكيم بن عبد الرب اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم تطبب على الحكيم محمد علي بن غلام نبي اللكهنوي، وسكن بلكهنؤ عاكفاً على الدرس والإفادة، وبعد مدة من الزمان ولي التدريس في كيننك كالج المدرسة الكلية بلكهنؤ. وكان رجلاً كريماً متواضعاً مشكلاً منور الشبيه قد أدركه السيد الوالد وذكره في مهر جهانتاب، وله مصنفات كثيرة في الطب، منها شفاء الأمراض في المعالجات، ومنها ترجمة مفرح القلوب في الكليات، ومنها ترجمة مخزن الأدوية في المفردات وله غير ذلك من الرسائل. مات سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف وله ثلاث وسبعون سنة. الشيخ نور الله البجهرايوني الشيخ الصالح نور الله بن محمد مقيم الحنفي الصوفي البجهرايوني الأعظم بوري أحد المشايخ المشهورين، ولد ونشأ بجهرايون بلدة من أعمال مراد آباد وقرأ العلم على المفتي شرف الدين الرامبوري وعلى غيره من العلماء ببلدة رامبور ثم دخل لكهنؤ ولازم الشيخ عبد الرحمن الصوفي اللكهنوي، وصحبه عمراً طويلاً، وقرأ عليه بعض كتب التصوف والسلوك. وله مصنفات في ذلك منها النور المطلق شرح كلمة الحق لشيخه عبد الرحمن المذكور، ومنها إزالة القناع عن وجوه السماع كتاب مبسوط في إباحة السماع بالفارسي، ومنها تنوير الجنان في سيرة شيخه عبد الرحمن وأنوار الرحمن وهداية المعلمين. مات في الثالث عشر من رمضان سنة سبع وستين ومائتين وألف، ودفن في زاوية شيخه الشيخ عبد الرحمن الصوفي في لكهنؤ. المفتي نور الله اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه المفتي نور الله بن محمد ولي بن غلام مصطفى الأنصاري اللكهنوي، كان من ذرية الشيخ الشهيد قطب الدين السهالوي، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى المفتي عبد الواجد الخير آبادي، وصار بارعاً في الفنون الرياضية وغيرها، وولي الإفتاء ببلدة لكهنؤ. وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه خلق كثير، وله تعليقات شتى على الكتب الدرسية، ورسالة في الجبر والمقابلة. قال عبد الباري بن عبد الوهاب اللكهنوي في آثار الأول: إنه كان مشهوراً في توضيح المطالب وتوقيعها في ذهن الطالب. مات سنة إحدى وستين ومائتين وألف. الشيخ نور محمد المهاروني الشيخ العالم الصالح العارف نور محمد بن هندال الجشتي المهاروني أحد المشايخ المشهورين، كان اسمه بهيل بكسر الموحدة وكان من طائفة كدل من قوم الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1130 بنوار، ولد لأربع عشرة خلون من رمضان سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف بقرية جوتاله وحفظ القرآن على محمد مسعود المهاروني، وسافر إلى لاهور وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذتها، ثم دخل دهلي وقرأ على الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الدهلوي، وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة، ثم رجع إلى مهارون قرية من أعمال بهاولبور فسكن بها وصار مرزوق القبول، أخذ عنه الشيخ سليمان بن زكريا التوسوي وخلق كثير، وكان له شأن رفيع في قوة النسبة ودعاء الخلق إلى الله والانقطاع عن علائق الدنيا، نفع الله به وبخلفائه خلقاً كثيراً، وكان صاحب جذبة إلهية قوية وتأثير عظيم. مات لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة خمس ومائتين وألف بقرية تاج سرور على ثلاثة أميال من مهارون فدفن بها، كما في خزينة الأصفياء. مولانا نور محمد السورتي الشيخ العالم الصالح نور محمد الحنفي السورتي أحد عباد الله الصالحين، قرأ العلم على مولانا أحمد علي والسيد محمد هادا بمدينة سورت، وكان يسترزق بصناعة الأمشاط، ويأكل من عمل يده. مات لست عشرة خلون من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية. الشيخ نور محمد الجهنجهانوي الشيخ العارف الكبير نور محمد الجشتي الجهنجهانوي أحد المشايخ المشهورين، كان من نسل الشيخ عبد الرزاق الولي المشهوري، أخذ الطريقة الجشتية عن الشيخ عبد الرحيم الأفغاني الشهيد، وستر حاله بتعليم الأطفال في قرية لوهاري ولم يفته تكبير التحريمة ثلاثين سنة، وسافر إلى بلاد الثغور مع شيخه عبد الرحيم، وأخذ عن سيدنا الإمام أحمد بن عرفان الشهيد البريلوي وبايعه ثم رجع بأمره إلى الهند، أخذ عنه الشيخ الكبير شيخنا إمداد الله التهانوي المهاجر إلى مكة المشرفة وخلق آخرون. مات لأربع خلون من رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين وألف، كما في أنوار العارفين. السيد نور الهدى الأورنكك آبادي الشيخ العالم الكبير نور الهدى بن قمر الدين الحسيني الأورنكك آبادي أحد المشايخ النقشبندية، ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة وألف ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وأخذ عن أبيه وفرغ من تحصيل العلوم المتعارفة في السادس عشر من عمره، وحفظ القرآن، وحج وزار مع والده، ودرس وأفاد بأورنك آباد مدة عمره، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، له شرح بسيط على مظهر النور لوالده في مبحث الوجود الذي صنفه بأمر مرزا جان جانان العلوي الشهيد، وله شرح على نور الكريمتين لوالده وبوارق النور حاشية على شرح مظهر النور له، ورسالة في التشكيك على الحاشية القديمة ورسالة في الإيراد على القاضي عضد الدين الايجي ورسالة في ما أورد على السيد الزاهد وله غير ذلك من الرسائل. مات في سلخ رمضان سنة عشر ومائتين وألف، وقيل إنه مات سنة ثلاث بعد ألف ومائتين وله خمسون سنة. السيد نور الهدى الطوكي السيد الشريف نور الهدى بن محمد علي بن عبد السبحان الحسني الحسيني النصير آبادي ثم الطوكي بخشي الملك سيد نور الهدى خان بهادر هيبت جنكك كان من الأجواد الكرام، ولد ونشأ بنصير آباد، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن أساتذتها، ثم سافر إلى طوك وتقرب إلى وزير الدولة أمير تلك الناحية فجعله مير بخشي وأقطعه أرضاً خراجية فاستقل بها مدة حياته. وكان جواداً كريماً محسناً، سافر إلى الحجاز فحج وزار، ولد سنة ثلاثين ومائتين وألف. ومات سنة تسع وتسعين ومائتين وألف وله سبعون سنة تقريباً، كما في السيرة العلمية للسيد الوالد. الشيخ نياز أحمد البريلوي الشيخ العالم العارف نياز أحمد بن رحمة علي الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1131 العلوي السرهندي ثم البريلوي أحد كبار المشايخ الجشتية، ولد سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف بسرهند، ودخل دهلي في صغر سنه، فتربى في مهد الشيخ فخر الدين بن نظام الدين الدهلوي، وأخذ عنه العلم والطريقة، ثم سافر إلى بريلي بأمر شيخه وسكن بها، وحصل له القبول العظيم. وكان عالماً كبيراً بارعاً في العلوم الحكمية، ماهراً في الفنون الرياضية، أخذها عن خواجه أحمد الدهلوي، له رسالة دقيقة بالعربية في الحساب، صنفها لأجل السيد آل رسول المارهروي، وله ديوان الشعر الفارسي والهندي أكثره في التوحيد والحب الإلهي والتصوف، وقد سارت أبياته مسير الأمثال، وانتشرت في الأوساط الصوفية. مات لست خلون من جمادي الآخرة سنة خمسين ومائتين وألف ببلدة بريلي فدفن بها. حرف الواو مولانا وارث علي السنديلوي الشيخ الفاضل وارث علي بن أمين الله بن وصف الله بن علاء الدين الحسيني السنديلوي، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، ولد سنة أربع ومائتين وألف بسنديله ونشأ بها، وقرأ المختصرات على مولوي أحمد بخش السنديلوي، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الشيخ نور الحق والشيخ سراج الحق والشيخ جعفر علي الكسمندوي ومولانا مظهر علي التاجر والحكيم فرزند حسين الفرخ آبادي، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء. مات في عاشر رمضان سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، كما في تذكرة علماء الهند. المفتي واجد علي البنارسي الشيخ الفاضل العلامة المفتي واجد علي بن إبراهيم بن عمر العمري البنارسي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ بلكهنؤ وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الإفتاء بمدينة لكهنؤ في السفارة الإنكليزية فاستقل به خمس عشرة سنة، ثم راح إلى بتيا بكسر الموحدة وسكون الفوقية فاستخدمه أمير تلك الناحية. وكان إماماً جوالاً في المنطق والحكمة، متفرداً بين أقرانه في تدريس الشفاء والأفق المبين والحواشي القديمة والجديدة، درس وأفاد مدة عمره، وأخذ عنه خلق لا يحصون بحد وعد. مات ببلدة جهبره يوم الجمعة لسبع بقين من ربيع الأول سنة ست وسبعين ومائتين وألف، فأرخ لوفاته بعض أحبابه من قوله تعالى "ولا يبغون عنها حولاً"، كما في حياة سابق. مولانا واصل علي الجائسي الشيخ الفاضل واصل علي بن رحمة الله الحنفي الجائسي أحد العلماء الأفاضل، ولد ونشأ بمدينة جائس وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم سار إلى آنوله وولي التدريس بمدرسة خانسامان فدرس بها زماناً، ولما سار شاه عالم إلى روهيلكهند خرج منها وقدم بلدته، وأخذ الطريقة عن الشيخ أشرف بن حبيب الله الأشرفي الجائسي رحمه الله، ولازمه مدة، كما في تاريخ جائس. مولانا وجيه الدين الدهلوي الشيخ العالم الكبير وجيه الدين الدهلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، قرأ العلم على مولانا نظام الدين بن قطب الدين اللكهنوي وولي التدريس ببلدة دهلي، أخذ عنه خلق كثير، وكان مفرط الذكاء، كثير الشعر. مات ودفن ببلدة دهلي، كما في رساله قطبيه. مولانا وجيه الدين السهارنبوري الشيخ العالم المحدث وجيه الدين الحنفي السهارنبوري أحد العلماء الأفاضل، أخذ عن الشيخ عبد الحي بن هبة الله البرهانوي وأسند عنه، ثم درس وأفاد مدة بسهارنبور، أخذ عنه أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري وقرأ عليه صحيح البخاري. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1132 الشيخ وجيه الله المدراسي الشيخ العالم الصالح وجيه الله بن مجيب الله العظيم آبادي ثم المدراسي أحد الشعراء المجيدين، ولد ونشأ بعظيم آباد، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، وبايع الشيخ منعم الدهلوي، ولما مات أبوه قسم متروكاته على الفقراء والمساكين، وسافر للحج، فلما وصل إلى مدراس لبث بها اثنتي عشرة سنة عند نصير الدولة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وعاد إلى مدراس فأقام ببلدة ترجنابلي مدة، ثم سافر إلى الحجاز مرة ثانية فحج وزار، ورجع إلى مدراس وأقام بها مدة حياته، وكان شاعراً مجيد الشعر، له ديوان الشعر الفارسي ومن شعره قوله: بيهوده بسير كل وكلزار مكرديد در كلشن دل باغ وبهار است به بينيد مات سنة تسع وعشرين ومائتين وألف بمدراس، كما في نتائج الأفكار. مولانا وحيد الدين البهلتي الشيخ العالم المجاهد وحيد الدين بن معين الدين البهلتي الدهلوي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ بقرية بهلت على عشرين ميلاً من دهلي، وقرأ العلم على الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، وصحب الشيخ عبد العزيز وصنوه عبد القادر ثلاث عشرة سنة، ثم لازم السيد الإمام المجاهد السيد أحمد بن عرفان الشهيد رحمه الله وسافر معه إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند، ثم سافر معه إلى الثغور. مولانا وحيد الحق البهلواروي الشيخ الفاضل الكبير وحيد الحق بن وجيه الحق بن أمان الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد كبار الأساتذة، ولد ونشأ ببهلواري وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده وأكثرها على خاله الشيخ مبين الجعفري، ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير. وكان شيخاً صدوقاً، حسن الأخلاق، مليح الشمائل، حلو الكلام، ورعاً تقياً، يحترز عن الشبهات ولا يأكل طعام مستخدمي الحكومة الإنكليزية، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فيكسر أطواق الأطفال يطوقونهم بها في المحرم، ويقطع الزنانير التي يلبسونها في عاشوراء، وكان يتزيأ بزي الفقراء ولا يتجشم التصنع في الزي واللباس، وكان يجلس على الحصير وعليه خميصة سوداء، وكان يجتنب عن استماع الغناء في أول الأمر، كما هو دأب الفقهاء الحنفية، فلما غلبت عليه الحالة، رغب إليه وحضر في مجلس السماع غير مرة. وكان كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، أخذ عنه ابناه أحمدي وعلي أكبر وبنو خاله المفتي عبد الغني وعبد العلي وعمه الصغير عبد الواسع والشيخ شمس الدين ونور الحق ونعمة الله بن مجيب الله وعبد القادر بن خير الدين العمادي وخلق كثير، وله تعليقات شتى على هداية الفقه وشمائل الترمذي وتفسير البيضاوي وله رسائل في الفقه. مات لست بقين من صفر سنة إحدى ومائتين وألف وقيل مائتين وألف. مولانا وزير علي السنديلوي الشيخ الفاضل وزير علي بن أنور علي بن أكبر علي بن حمد الله الصديقي السنديلوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد ونشأ بسنديله، وقرأ العلم حيثما أمكنه في بلاده، ثم سافر إلى كلكته وأخذ الفنون الأدبية بها، وولي التدريس في المدرسة العالية بخمسين ومائتين ربية راتباً شهرياً، له ديوان الشعر العربي، كما في تذكرة علماء الهند. الشيخ وصي أحمد البهلواروي الشيخ الفاضل وصي أحمد بن مصطفى بن شمس الدين بن عبد الحي بن مجيب الله الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء المتصوفين، ولد في سلخ ذي الحجة سنة أربع وعشرين ومائتين وألف، وقرأ العلم على خاله الشيخ أبي الحسن ومحمد حسين ابني الشيخ نعمة الله بن مجيب الله، وأسند الحديث عن أبيه، وأخذ الطريقة عن جده لأمه الشيخ نعمة الله وخاله أبي تراب، وسكن ببلدة بهلواري خلافاً لوالده الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1133 وجده، وكان شاعراً مجيد الشعر، له ديوان الشعر الفارسي والهندي. توفي لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. مولانا ولاية علي الصادق بوري الشيخ الإمام العالم المحدث المجاهد المصلح ولاية علي بن فتح علي بن وارث علي بن محمد سعيد الهاشمي الصادق بوري العظيم آبادي أحد العلماء الربانيين، ولد بصادق بور سنة خمس ومائتين وألف، واشتغل بالعلم مدة ببلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ أشرف بن نعمة الله اللكهنوي، وبايع سيدنا الإمام أحمد بن عرفان البريلوي الشهيد، ثم رجع إلى بلدته، وأقام الجمعة والجماعة، واشتغل بالتدريس والتذكير مدة، ثم لازم شيخه السيد أحمد المذكور وأخذ الحديث عن الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، وسافر معه إلى الحدود، وجاهد في الله مدة، ثم بعثه شيخه السيد أحمد إلى بلاد دكن، فسافر إلى حيدر آباد وأقام بها زماناً، وهدى الله به بعض عباده، ثم لما سمع بشهادة السيد في معركة بالا كوت رجع إلى بلده عظيم آباد وأقام بها سنتين، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الله سراج مفتي الأحناف بمكة المباركة، ثم راح إلى اليمن ونجد وحضرموت وغيرها من أقطاع العرب وأخذ عن القاضي محمد بن علي الشوكاني، ثم عاد إلى الهند وبعث أخاه عناية علي إلى الحدود ثم ارتحل بنفسه وغزا علي كشمير وحصل له الفتوحات العظيمة، فلاذ صاحب كشمير بالإنكليز، فوقعوا فيه وأخذوه وأتوا به إلى لاهور وأمره الحاكم العام أن يفرق الجنود ويذهب بنفسه إلى عظيم آباد، ولا ينتقل من بيته سنتين، فرضي بذلك وأقام ببلدته وعكف على التدريس والتلقين والتذكير، حتى انقضت المدة، فارتحل مع أهله وعياله ودار البلاد، ثم ذهب إلى الحدود، واشتغل بها بالتدريس والتلقين وتعليم الفنون الحربية وتجهيز الجيوش. وكان ربع القامة، مائلاً إلى الطول أسمر اللون أزج الحاجبين، كث اللحية، يلوح على وجهه علائم الهم ومخائل الذل والافتقار، وكان حريصاً على اتباع السنة السنية، متتبعاً للسنن في كتب الحديث والسير عاملاً بها، جامعاً بين العلم والعمل والعبادة والفتوة، عالي الهمة، بعيد النظر، رابط الجأش، زاهداً في الدنيا، مقبلاً إلى الله بقلبه وقالبه، قوي التأثير كثير الابتهال والدعاء. وقال القنوجي في إبقاء المنن: إني لقيته في قنوج وحضرت تذكيره فما رأيت أحداً أسرع تأثيراً منه، انتهى. مات في شهر الله المحرم سنة تسع وستين ومائتين وألف. السيد ولاية علي الكامونبوري الشيخ الفاضل ولاية علي الشيعي الكامونبوري أحد رجال العلم، قرأ أكثر الكتب الدرسية على السيد حسين بن رمضان علي النونهروي وسافر إلى مشاهد العراق، وأخذ بها عن السيد مرتضى. مات سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في تكملة نجوم السماء. الشيخ ولاية علي الإسلامبوري الشيخ الصالح ولاية علي بن كريم بخش بن مير علي بن حسن علي الحسيني الهمداني الإسلامبوري أحد المشايخ المشهورين، كان من نسل الشهاب علي الحسيني الهمداني رحمه الله، ولد سنة سبع عشرة ومائتين وألف باسلامبور، قرية جامعة من أعمال عظيم آباد وقرأ المختصرات في الصرف والنحو وغيرهما، ثم لازم الشيخ يحيى علي النوآبادي، وأخذ عنه الطريقة، ثم عكف على الإفادة والعبادة، وكان شيخاً صالحاً مرزوق القبول، أخذ عنه خلق كثير. مات في الرابع عشر من محرم سنة ثلاثمائة وألف، كما في أنوار الولاية. المفتي ولي الله الفرخ آبادي الشيخ العالم الفقيه المفتي ولي الله بن أحمد علي الحسيني الفرخ آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1134 بقرية ساندي من أعمال خير آباد يوم الجمعة لعشر خلون من شوال سنة خمس وستين ومائة وألف، وسافر مع أبيه إلى فرخ آباد في صغر سنه، واشتغل بالعلم على من بها من العلماء، ثم دخل قنوج ولازم دروس الشيخ عبد الباسط بن رستم علي القنوجي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وسافر إلى الحجاز سنة تسع وثمانين فحج وزار، وأخذ القراءة والحديث عن الشيخ أحمد بن محمد سعيد صقر ووالده محمد سعيد والشيخ عبد الملك الحنفي مفتي مكة المباركة والشيخ إبراهيم الشافعي الزبيري، ورجع إلى الهند سنة ست وتسعين، وبنى مدرسة عظيمة بفرخ آباد سنة أربع وعشرين ومائتين وألف وسماها فخر المرابع ودرس وأفاد، أخذ عنه خلق كثير. له مصنفات عديدة منها شرح ورد التقرب وحزب التوسل إلى سيد الأنبياء والرسل ومنها نظم الجواهر ونضد الفرائد تفسير القرآن الكريم في ثلاثة مجلدات بالفارسي ومنها تاريخ فرخ آباد في مجلد بالفارسي ومنها المطر الثجاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج. مات يوم الإثنين بخمس خلون من رجب سنة تسع وأربعين ومائتين وألف. مولانا ولي الله اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة ولي الله بن حبيب الله بن محب الله الأنصاري اللكهنوي أحد الأساتذة المشهورين، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على عمه ملا مبين، ولازم دروسه مدة، ثم اشتغل بمطالعة أسفار القدماء ومقالات العلماء، وبذل جهده في التدريس، حتى انتهت إليه الرئاسة العلمية بمدينة لكهنؤ وانتفع به خلق كثير. ومن مصنفاته معدن الجواهر تفسير القرآن الكريم ونفائس الملكوت شرح مسلم الثبوت في أصول الفقه، وحاشية على هداية الفقه وحاشية على العروة الوثقى للعلامة كمال الدين في الكلام، وحاشية على شرح هداية الحكمة للشيرازي في الحكمة، وله تكملة شرح السلم لملا حسن وشرح بسيط على غاية العلوم ومعارج الفهوم وعلى تذكرة الميزان وله تكملة شرح السلم لجده عبد الحق، وله ثلاث حواش على مير زاهد رسالة وحاشية على مير زاهد ملا جلال وحاشية على مير زاهد شرح المواقف وله رسالة في مبحث التشكيك وله كشف الأسرار في خصائص سيد الأبرار ومرآة المؤمنين وتنبيه الغافلين في مناقب آل سيد المرسلين وآداب السلاطين وعمدة الوسائل والأغصان الأربعة وله غير ذلك من الرسائل. مات في عاشر صفر سنة سبعين ومائتين وألف وله ثمان وثمانون سنة. مولانا ولي الله السورتي الشيخ العالم الكبير ولي الله بن غلام محمد السورتي الكجراتي ثم البرهانبوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بكجرات واستقدمه أبوه إلى برهانبور حين ولي التدريس بها، فقرأ عليه الكتب الدرسية في سبع سنوات، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ أبي الحسن السندي، ورجع إلى الهند بعد وفاة والده سنة تسع وأربعين ومائة وألف، فسكن بمدينة سورت ودرس وأفاد بها مدة حياته، أخذ عنه خلق كثير. له كتاب التنبيهات النبوية في سلوك الطريقة المصطفوية جمع فيه أبواب الزهد والآداب وما يتعلق بذلك، لخصه من المشكاة للخطيب والشفاء للقاضي عياض والمواهب اللدنية للقسطلاني وغيرها، أوله: الحمد لله رب العالمين أكمل الحمد على كل حال، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان الأشملان على سيد المرسلين كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، إلخ. مات لإحدى عشرة خلون من جمادي الأولى سنة سبع ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية. مولانا ولي الله البدايوني الشيخ الفاضل ولي الله الحنفي البدايوني أحد الأفاضل المشهورين، قرأ العلم على مولانا باب الله الجونبوري، ودرس وأفاد مدة طويلة ببدايون، أخذ عنه الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1135 الشيخ سلامة الله وخلق آخرون. مولانا ولي الله اللاهوري الشيخ الفاضل ولي الله الحنفي اللاهوري أحد الفقهاء الحنفية، قرأ العلم على مولانا غلام رسول القلعوي ومولانا نور أحمد الكوتلوي ومولانا نور أحمد البكوي وعلى غيرهم من العلماء. وكان قوي الحفظ، سريع الإدراك، شديد الرغبة في المباحثة، يفتي ويعظ ويذب عن حمى دين الإسلام، ويرد على النصارى أباطيلهم. له مصنفات عديدة منها صيانة الإنسان عن وسوسة الشيطان والأبحاث الضرورية والمباحثة الدينية وغير ذلك. مات بمرض الإسهال يوم الجمعة لست بقين من جمادي الأولى سنة ست وتسعين ومائتين وألف، كما في حدائق الحنفية. حرف الهاء الشيخ هادي بن أحمدي البهلواروي الشيخ الفاضل هادي بن أحمدي بن وحيد الحق الهاشمي الجعفري البهلواروي أحد العلماء الصالحين، ولد لست خلون من شوال سنة تسع وتسعين ومائة وألف بقرية بهلواري ونشأ بها، وقرأ العلم على أبيه ودرس وأفاد، أخذ عنه جمع كثير، مات لخمس عشرة خلون من شوال سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف بقرية بهلواري، كما في مشجرة الشيخ بدر الدين. السيد هادي بن علي أحمد الكالبوي الشيخ العالم الفقيه هادي بن علي أحمد بن خيرات علي الحسيني الترمذي الكالبوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بكالبي، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المفتي أسد الله الإله آبادي، وأكثرها على المفتي صدر الدين الدهلوي ودرس زماناً قليلاً، مات سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، كما في ضياء محمدي. السيد هادي بن مهدي اللكهنوي الشيخ الفاضل هادي بن مهدي بن دلدار علي الحسيني النقوي الشيعي اللكهنوي مجتهد الشيعة بمدينة لكهنؤ ولد في سابع رجب سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف، وتوفي والده وجده في صغر سنه، فتربى في مهد عمه السيد حسين، وقرأ عليه العلم فأجازه عمه المذكور وعمه الكبير محمد بن دلدار على إجازة عامة، وأثنى على علمه وفضله وذكائه ثناءاً جميلاً فتصدر للتدريس. وكانت له اليد الطولى في المناظرة بالمسيحيين، اعترف به الموالف والمخالف، ولقبه أمجد علي شاه بصدر الشريعة عمدة العلماء. له مصنفات عديدة منها كتابه في إثبات النبوة لسيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببشارات الأنبياء، وله رسالة في كيفية الصلاة في أرض التسعين، ورسالة في أجوبة ما نقضوا على مصنفاته، وكتابه تمحيص الحق في رد ما بعث إليه قسيس النصارى من الرسائل من بلدة أكبر آباد وله تعليقات على الحبل المتين للعاملي، ورسالة وجيزة في الأدعية الماثورة. توفي سنة خمس وسبعين ومائتين وألف فدفن في حسينية جده بلكهنؤ، كما في تكملة نجوم السماء. مولانا هادي علي الكهنوي الشيخ العالم الكبير هادي علي بن حسين علي بن مجيب الدين بن غلام قادر البجنوري اللكهنوي، كان من نسل الشيخ فخر الدين الشهيد، ولد ونشأ بقرية بجنور من أعمال لكهنؤ وقرأ العلم على المفتي سعد الله المراد آبادي، وعلى غيره من العلماء، وبرز في النحو واللغة وقرض الشعر، له تعليقات شتى على الكتب الدرسية، ومنظومة في خواص الأبواب، ومنظومة في شرح الأربعين للشيخ ولي الله، مات سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف. الحكيم هاشم بن أحسن الدهلوي الشيخ الفاضل هاشم بن أحسن بن أفضل الدهلوي الحكيم المشهور في الهند، له حاشية على شرح الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1136 الأسباب والعلامات صنفه سنة أربع وثمانين ومائة وألف في شبابه، أوله: الحمد لله الذي هدانا الصراط المستقيم، إلخ، كما في محبوب الألباب. حرف الياء السيد ياد علي النصير آبادي الشيخ الفاضل ياد علي الحسيني النقوي الشيعي النصير آبادي الفقيه المحدث، كان من كبار الشيعة، ولد ونشأ ببلدة نصير آباد من أعمال رائي بريلي وقرأ العلم على السيد دلدار علي بن محمد معين الحسيني النصير آبادي المجتهد، وتفقه عليه ولازمه مدة طويلة، وكان يفتخر بتلمذه، ثم اعتزل عنه، وله تفسير القرآن بالفارسي، كما في تذكرة العلماء. مات يوم الإثنين لخمس بقين من جمادي الآخرة سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف، فقال على أوسط اللكهنوي مؤرخاً لوفاته ع: يوم اثنين وبست وبنجم بوده مولانا يار علي الترهتي الشيخ العالم المحدث يار علي الحنفي الترهتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، قرأ الكتب الدرسية في بلاده، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ الحديث على الشيخ المسند إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز، وكان مفرط الذكاء متوقد الذهن. الشيخ ياسين بن أبي بكر السورتي الشيخ الصالح ياسين بن أبي بكر بن صادق بن عطاء الله بن عبد الله بن عبد اللطيف بن بير محمد الجانبانيري السورتي، كان من نسل سعد بن أبي وقاص الصحابي المبشر بالجنة رضي الله عنه، تولى الشياخة بمدينة سورت مقام عبد القادر بن محمد السورتي، أخذ عنه جمع من الناس، مات لإحدى عشرة خلون من جمادي الآخرة سنة اثنتين ومائتين وألف، كما في الحديقة الأحمدية. السيد يحيى بن ضياء الجائسي الشيخ العالم الفقيه يحيى بن محمد ضياء بن محمد عدل الحسني الحسيني الجائسي أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بمدينة جائس من توابع رائي بريلي وأخذ الطريقة عن السيد محمد عدل بن محمد علم الله الحسني الحسيني البريلوي، وأخذ عنه السيد نجم الهدى النصير آبادي والشيخ أمين الدهر بن عالي تبار الجائسي وخلق كثير. مولانا يحيى علي الصادقبوري الشيخ العالم المحدث يحيى علي بن إلهي بخش بن هداية علي الجعفري المهدانوي ثم الصادقبوري أحد العلماء الربانيين المجاهدين، ولد سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف وقرأ العلم على صنوه الشيخ أحمد الله وعلى الشيخ ولاية علي، وأخذ الطريقة عن الشيخ ولاية علي المذكور، وأسند الحديث عنه، ثم تصدر للتدريس والتذكير، وكانت له اليد الطولى في الفقه والحديث ومهارة تامة في استخراج المواريث والحساب. وكان آية من آيات الله سبحانه في الصبر على البلاء والرضاء بالقضاء والشجاعة والسماحة، سافر إلى الحدود مع شيخه ولاية علي، وأعانه في الغزو والجهاد، ثم عاد معه إلى الهند واشتغل بالتدريس والتذكير مدة، ثم سافر معه مرة أخرى، ولما توفي شيخه عاد إلى الهند وعكف على التدريس والتذكير زماناً طويلاً، ثم قبض عليه الإنكليز بسبب الإعانة لمن كانوا من غزاة الهند من أصحاب السيد أحمد رحمه الله سنة ثمانين ومائتين وألف وألقوا عليه من المصائب ما لا يحصيها البيان، وكان يتحمل ذلك وينشد: ولست أبالي حين أقتل مسلماً على أي شق كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع ثم أصدرت المحكمة حكمها بالشنق، فأبدى سروره الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1137 وفرحه بذلك، وحكم عليه بالنفي المؤبد إلى جزيرة اندمن وتوفي هناك سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، كما في الدر المنثور. الشيخ يحيى علي النوآبادي الشيخ الصالح يحيى علي بن مظفر علي الحسيني المنعمي النوآبادي البهاري أحد المشايخ المشهورين ولد ببلدة بهار سنة إحدى وتسعين ومائة وألف وقرأ العلم ولازم الشيخ حسن علي المنعمي البتنوي، وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه ولده أشرف علي والشيخ ولاية علي الإسلامبوري وخلق كثير، توفي لعشر خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين ومائتين وألف بخسروبور نوآباد فدفن بها، كما في أنوار الولاية. القاضي يعقوب علي الكوباموي الشيخ الفاضل يعقوب علي بن فضل علي بن رحم علي العثماني السنديلوي ثم الكوباموي أحد العلماء الصالحين، ولد في رمضان سنة سبع ومائتين وألف واشتغل بالعلم على أساتذة بلاده مدة، ثم سافر إلى مدراس وقرأ على الشيخ تراب علي الخير آبادي والشيخ حسن علي الماهلي والقاضي إرتضا علي الكوباموي، وولي الإفتاء بمليبار، ثم القضاء في مجهلي بندر ثم ولي الصدارة براجمندري، واشتغل بتلك الخدمات مدة طويلة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند واعتزل عن الناس براجمندري. وتوفي بذلك المقام لعشر بقين من رمضان سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، كما في روز روشن. الحكيم يعقوب اللكهنوي الشيخ الفاضل يعقوب الكشميري اللكهنوي الحكيم المشهوري بالحذق في الصناعة الطبية، قرأ على السيد محمد أصغر الحسيني الدهلوي، ثم تطبب على السيد محمد بن محمد الأصغر الدهلوي المشهور بالمرتعش، واشتغل بالطبابة في كانبور زماناً، ثم رجع إلى لكهنؤ وسكن بها في جهوائي توله وعكف على الدرس والإفادة، وكان من خيار الناس صورة وسيرة، انتفع بدروسه جمع كثير من العلماء، منهم السيد الوالد رحمه الله، مات سنة ست وثمانين ومائتين وألف وله ثمانون سنة، كما في مهر جهانتاب. مولانا يعقوب الدسنوي الشيخ العالم الفقيه يعقوب الحنفي الدسنوي أحد فحول العلماء، له اليد الطولى في الفنون الرياضية، ولد ونشأ بدسنة بكسر الدال المهملة قرية من أعمال بهار وقرأ المختصرات على أساتذة بلاده، ثم سافر وأخذ عن الشيخ سخاوة علي العمري الجونبوري، ثم رجع إلى بهار واشتغل بالدرس والإفادة مدة ببلدة مونكر ثم ولي التدريس في مدرسة إنكليزية ببلدة بهار، مات سنة ثمانين ومائتين وألف. مولانا يعقوب الدهلوي الشيخ العالم المحدث يعقوب بن محمد أفضل العمري الدهلوي المهاجر إلى مكة المشرفة، كان سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي المحدث، ولد ببلدة دهلي لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة مائتين وألف ونشأ في مهد جده المذكور، وقرأ عليه ثلاثة دروس من شرح الكافية للجامي وقرأ الجلالين عليه في حالة المشي، وقرأ سائر الكتب الدرسية على الشيخ رفيع الدين بن ولي الله، وحصلت له الإجازة عن الشيخ عبد العزيز المذكور في العلم والطريقة، فدرس وأفاد مدة ببلدة دهلي، ثم هاجر إلى مكة المشرفة مع صنوه الكبير إسحاق بن أفضل رحمه الله سنة ثمان وخمسين وسكن بمكة، أخذ عنه السيد صديق حسن القنوجي وخواجه أحمد بن ياسين النصير آبادي وخلق كثير. مات يوم الجمعة لثلاث بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف بمكة المباركة، كما في مهر جهانتاب. المفتي يوسف بن أصغر اللكهنوي الشيخ الفاضل العلامة المفتي يوسف بن المفتي أصغر بن المفتي أبي الرحم ابن المفتي يعقوب الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1138 الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد بلكهنؤ سنة ثلاث وعشرين ومائتين وألف وقرأ العلم على أبيه وعلى المفتي ظهور الله والمفتي نور الله، وولي الإفتاء بعد أبيه سنة خمس وخمسين فاستقل به إلى سنة اثنتين وسبعين، واعتزل في بيته مدة بعد ذلك، ثم ولي التدريس في المدرسة الحنفية الإمامية ببلدة جونبور سنة سبع وسبعين فدرس بها إلى سنة ست وثمانين، ثم سافر إلى الحجاز فدخل مكة في آخر رمضان وسافر إلى المدينة المنورة في آخر شوال فمات بالمدينة. وكان من كبار الأساتذة، درس وأفاد مدة عمره، وله مصنفات مشهورة منها حاشية على شرح السلم للقاضي وحاشية على شرح السلم لملا حسن وحاشية على الشمس البازغة للجونبوري وتكملة لحاشية ملا حسن على الشمس البازغة وحاشية على طبعيات الشفاء وحاشية على شرح الوقاية إلى مبحث المسح بالرأس وتعليقات على تفسير البيضاوي وصحيح البخاري. مات يوم الأحد لإحدى عشرة بقين من ذي القعدة سنة ست وثمانين ومائتين وألف، كما في مقدمة الرعاية. الحكيم يوسف الدهلوي الشيخ الفاضل يوسف بن غلام حسن الحنفي الدهلوي الحكيم الحاذق، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ العلم على كبار الأساتذة وتطبب على والده وعمه، ثم تصدر للدرس والإفادة. القاضي يوسف الشاهجهانبوري الشيخ العالم الفقيه القاضي يوسف بن أبي يوسف الحنفي الأفغاني الشاهجهانبوري أحد العلماء المشهورين في عصره، ولد ونشأ بمدينة شاهجهانبور وقرأ العلم في مدرسة العلامة عبد العلي ثم سافر إلى بهار بضم الموحدة وقرأ عليه الكتب الدرسية وتزوج في تلك البلاد، ثم سافر إلى مدراس ولبث بها زماناً عند والاجاه، ثم سافر إلى حيدر آباد وولي القضاء بها سنة ثمان ومائتين وألف في أيام نظام الملك نظام علي خان الحيدر آبادي، ولقب شريعت الله خان بهادر. وكان كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، أخذ عنه ولده ذو الفقار علي والشيخ عبد الكريم الحيدر آبادي الشهيد وخلق آخرون، مات سنة أربعين ومائتين وألف. نواب يوسف علي خان الرامبوري الأمير الكبير نواب يوسف علي خان بن نواب محمد سعيد خان الشيعي الرامبوري، أحد الرجال المعروفين بالرئاسة والسياسة، ولد ونشأ في نعمة أبيه وولي الرئاسة سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف مكان والده. وكان فاضلاً كريماً محباً لأهل العلم، شاعراً مجيد الشعر، له ديوان شعر في مجلد، توفي لست بقين من ذي القعدة سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، كما في يادكار انتخاب. الشيخ يوسف بن عبد الله البيجابوري الشيخ الصالح الفقيه يوسف بن عبد الله بن محمد بن درويش الحسيني العريضي البيجابوري أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على المفتي عبد القوي الحيدر آبادي، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأقام بها زماناً ثم رجع إلى الهند وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ رحمة الله الأوديكري وسكن بحيدر آباد وكان يدرس الفقه والحديث، مات لثلاث ليال خلون من صفر سنة تسع عشرة ومائتين وألف بمدينة حيدر آباد فدفن بها، كما في محبوب ذي المنن. الجزء: 7 ¦ الصفحة: 1139 الجزء الثامن يتضمن تراجم علماء الهند وأعيانها في القرن الرابع عشر الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1158 تقديم الجزء الثامن بقلم: نجل المؤلف أبي الحسن علي الحسني الندوي الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد فقد كان هذا الجزء الأخير الجزء الثامن من كتاب نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر للعلامة السيد عبد الحي الحسني رحمه الله وأثابه، في حاجة إلى إكمال وزيادات، وكان المؤلف مشغولاً بتسويده وتحريره، ففاجأته المنية، ولم يمهل لإكماله، وكان هذا الجزء يشتمل على خمسمائة وتسع وخمسين 559 ترجمة، ويبلغ عدد التراجم التي خلف فيها المؤلف بياضاً أو فراغاً، أو مات أصحاب التراجم بعد وفاة المؤلف 350 ترجمة، وقد تدرج هؤلاء المترجمون في مراتب من النبوغ والشهرة، والتأليف والإنتاج، أو كان لهم نشاط وجولة في المجال السياسي، وجدت في البلاد أحوال، ونشأت حركات، وخاض هؤلاء الأعلام معتركها، وتقلدوا قيادتها، فكان لا بد من إكمال هذه التراجم، وتسجيل حوادث حياتهم، ومآثرهم العلمية والعملية من جديد. وكان الذين قد شغفوا بهذا الكتاب في الهند وخارجها، يطلبون إصدار هذا الجزء، وكان الإلحاح يتجدد منهم حيناً بعد حين، وكان صديقنا الفاضل الدكتور عبد المعيد خان مدير دائرة المعارف العثمانية حالاً يلح علي بالتفرغ لهذا العمل، ولا شيء أحب إلي من تحقيق هذا الغرض، فإن فيه خدمة للدين والعلم، وللأئمة والبلد، وفوق ذلك كله بر بالوالد ووفاء بحقه، وأداء لأمانته، ولكني بقيت متهيباً لهذا العمل، مستعظماً له عدة سنين. أولاً: لأنه عمل شاق عسير تقصر عنه قواي ومواهبي، فإن تلقيح هذا الكتاب بالعبارات الجديدة والزيادات الحديثة صعب جداً، وذلك لإيجاز المؤلف، ودقته وعبارته المحكمة الرصينة التي لا يسهل تقليدها، وللالتزامات التي التزمها في تحرير الآراء ووصف المترجم، ومدحه ونقده، والاقتصاد في ذلك، وعدم إرسال القول على عواهنه. والثاني: إن هذا الجزء هو أكثر تنوعاً واتساعاً في التراجم من كل عصر مضى، ففيه كبار العلماء ونوابغ المؤلفين، وشيوخ أجلاء، ومربون وأهل القلوب، ومعلمون كبار، وأصحاب الدرس والتخريج، ومنهم قادة الفكر الحديث، ورواد حركات ونهضات، يحتدم حولهم الجدال، ويكثر عنهم القيل والقال، ومنهم: أدباء وشعراء، ومنهم: من خاض المعارك السياسية، واكتوى بنارها وأوارها، وامتزج تاريخه بتاريخ الهند الديني والسياسي، فلا يمكن الفصل بينهما، وامتدت حوادث حياته على بساط طويل من الزمان، مفروض بالأشواك، ومنهم: من جمع بين النبوع والسراوة، وتفنن في الفضائل والكمالات، ومنهم من شذ عن السواد الأعظم من المسلمين، وأسس مذهباً الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1159 جديداً، أو فرق جديدة، واستهدف للنقد العنيف، والجرح المرير، إلى غير ذلك من نماذج الفكر وأساليب الحياة، وأنماط الإنسانية، ولعل أصعب تاريخ هو تاريخ المعاصرين الذين يعاصرهم المؤلف، ويرى آثار نبوغهم ونباهتهم في الحياة، وقد يبذل جهده، ويجهد نفسه في تصويرهم، وتحديد مكانتهم، والتنويه بشأنهم، فيستقله كثير ممن عاشرهم وعرفهم عن كثب، ويستهوله كثير ممن سمع عنهم، أو خبرهم، واطلع على الخبايا، ومواضع الضعف في حياتهم، وهكذا يستهدف المؤلف لنقد الفريقين، فحيناً ينسب إلى البخل والتفريط، وحيناً يتهم بالمبالغة والإسراف، ولكن كل ذلك لا يمنع رائد الحقيقة، ومدون التاريخ من أن يقيد معلوماته للأجيال القادمة، ويحفظ الملامح الحقيقية في المصور التاريخي العام الخالد. أقدمت إلى هذا العمل الشاق المحرج، متهيباً مدفوعاً في البداية، منشرحاً مندفعاً في النهاية، وبدأت أقرأ الكتاب، وأسجل ما وقع بعد المؤلف في حياة المترجم، وأطواره وآثاره، ومؤلفاته، معتمداً في ذلك على أثبت المراجع وأوثق المصادر، ومما كتبه هو نفسه، أو أخص أصحابه، أو ما كان مشاهد عيان، ومعرفة شخصية، وحرصت على أن يتميز كل ما أزيده، ويصدر عن قلمي القاصر عما صدر عن قلم المؤلف نفسه، وما كان في متن الكتاب فجعلت الزيادات والملحقات كلها بين عمودين هكذا حتى لا يلتبس الأصل بالزيادة، وبذلت مجهودي في أن أكتب بقلم، وأطبق مقاييسه وموازينه في الحكم على الشخصيات، ونقدها وتقريظها، وحاولت أن أعيش في أدبه وأسلوبه وتفكيره، زمن إكمال هذا الكتاب، وأقلده بقدر ما يمكن لشخص، أكثر من قراءة هذا الكتاب، وتشرب أسلوبه وفكرته، مع ذلك أقر بأني لم أصل إلى النقطة التي وصل إليه المؤلف في السداد والاقتصاد، وغزارة العبارة، وقلة المباني، وكثرة المعاني، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. هذا، والزيادات كلها محدودة في التراجم التي جاءت في الكتاب، ولم أضم تراجم جديدة إلى الكتاب، ولم أكتب ترجمة جديدة لم يكتبها المؤلف، فإن الأمر كان يطول جداً، وقائمة الشخصيات التي نبغت بعد المؤلف، واستحقت التنويه والتسجيل أو فات المؤلف ذكرها، كبيرة تبلغ إلى المئات، وهو موضوع كتاب مستقل يكون ذيلاً لكتاب نزهة الخواطر ولعل الله يقيض لذلك رجلاً آخر يوفق للقيام به. وبدأت أقيد سني وفيات المترجمين، فلا أجد إلى كثير منها سبيلاً، فيما عندنا من المطبوعات والمراجع، فاضطر إلى مراسلة من يتصل بهؤلاء المترجمين بسبب، أو يلتقي بهم في زمالة أو نسب، وطالت المراسلات، وتكررت الرسائل والردود، وقد جر ذلك في بعض الأحيان إلى زيارة القبور، وقراءة الألواح، والاتصال بأبناء المترجمين وأحفادهم، وقد جر هذا البحث في بعض الأحيان إلى مراجعة الأوراق والوثائق في البلدية، لتحقيق اسم الوالد، أو سنة ولادته، فاجتمعت بذلك مجموعة كبيرة من الوفيات والمعلومات، وأسماء المؤلفات، ولم يبق إلا نحو 130 شخصاً لم أهتد إلى سني وفياتهم، فأشرت إلى ذلك في الهامش، وأكبر ظني أنه لو تأخر هذا البحث عن السنين والتواريخ، والمعلومات عن المترجمين عدة سنين أخر لضاع الشيء الكثير منها وتلف، ولم يكن إليه سبيل لمن يأتي بعدنا، ويحاول جمع هذه المعلومات، ويؤلف كتاباً في تراجم هؤلاء الرجال، وقد شاهدت في ذلك تيسيراً لا أعلله إلا بإخلاص المؤلف، والإعانة الغيبية لحفظ آثار العلماء والمؤلفين الذين أفنوا قواهم، وأجهدوا نفوسهم في سبيل العلم أو الدين. وفي الآخر إن كاتب هذه السطور مدين لأولئك الأفاضل الذين أعانوه بالمعلومات، وبصفة خاصة في التواريخ وسني الوفيات، ولم يضنوا بما عندهم من علم، ووثائق تاريخية، ومراجع علمية، ولولا أن قائمة أسماء هؤلاء الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1160 الفضلاء تطول طولاً مملاً لسردت أسماءهم، ولهم اعتراف الكاتب، وشكر القراء، ما عند الله من المثوبة والجزاء أفضل من كل هذا، والله لا يضيع أجر المحسنين. وبهذا الجزء الثامن الأخير تكمل سلسلة نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر للعلامة السيد عبد الحي الحسني، والحمد لله الذي بعزته وجلاله تتم الصالحات. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1161 الطبقة الرابعة عشرة في أعيان القرن الرابع عشر حرف الألف السيد آقا حسن اللكهنوي الشيخ الفاضل آقا حسن بن كلب عابد بن كلب حسين بن محمد حسين الحسيني النجمي الشيعي النصير آبادي ثم اللكهنوي، أحد علماء الشيعة ومجتهديهم، ولد لثلاث بقين من ربيع الأول سنة اثنتين ومائتين وألف في لكهنؤ ونشأ في مهد العلم، وقرأ المباديء من العلوم الآلية على السيد سبط محمد، وكتب المعقول والمنقول والفقه والأصول على السيد أبي الحسن بن السيد بنده حسين اللكهنوي وعلى المولوي مير آغا المعروف بعماد العلماء، وسافر إلى العراق، وحضر دروس علمائها، ونال الإجازة في الاجتهاد، ورجع إلى الهند، واشتغل بالدرس والإفادة والإفتاء، وكان يصلي بالجماعة في الحسينية الآصفية في الجمعة والعيدين، وأسس جمعية سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف، واشتهرت فيما بعد بمؤتمر الشيعة، وسافر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف إلى المشاهد في العراق، وحج وزار، وكان كثير الفتوى، قليل التأليف، له رسائل قليلة في بعض المسائل الفقهية، وترجمة بعض أجزاء عماد الإسلام، وكان غزير العلم، عالي الكعب في فقه مذهبه، مقبولاً عند أصحابه، معتمداً عليه في الفقه والإفتاء، كما في تذكرة بي بها للمولوي محمد حسين النوكانوي. مات في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف. السيد آل حسن الأمروهوي الشيخ الفاضل الكبير آل حسن بن نذير أحمد بن إمام الدين الحسيني المودودي، أحد الفقهاء الحنفية وأذكيائهم، ولد ونشأ بأمروهه، وقرأ المختصرات على عمه كريم بخش، ثم سافر إلى ديوبند وقرأ المختصر وشرح العقائد ونور الأنوار وحاشية الميبذي على مولانا محمود الديوبندي والشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، ثم سافر إلى عليكده وقرأ بعض الكتب في الفنون الأدبية على مولانا فيض الحسن السهارنبوري، وقرأ بعض الكتب من المنطق والحكمة على المفتي لطف الله، ثم دخل كانبور ولازم دروس الشيخ عبد الحق ابن غلام رسول الحسيني الكانبوري، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية من الفقه والأصول والكلام والحكمة، وقرأ فاتحة الفراغ سنة ثمان وثمانين ومائتين بعد الألف، ثم سافر إلى مراد آباد وشرع صحيح البخاري على السيد عالم علي النكينوي المحدث، وابتلى النكينوي بالأمراض في خلال ذلك فسافر إلى دهلي وقرأ الصحاح والسنن على شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، ولما برع في العلم سافر إلى حيدر آباد الدكن فأكرم وفده الشيخ محمد زمان الشاهجهان بوري، وبذل جهده في إسعاف مرامه. وكان رحمه الله خفيف الروح مزاحاً، حلو اللفظ والمحاضرة، كثير المحفوظ بشعر وأدب، مفيد المجالسة، طلق الوجه، ذا بشاشة للناس، حليماً متواضعاً، له نخبة التواريخ بالفارسي، صنفها في الأنساب والسير. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1163 مات سنة ست وثلاثمائة وألف. الشيخ إبراهيم بن إسماعيل الرانديري الشيخ الفاضل إبراهيم بن إسماعيل الحنفي الرانديري الكجراتي، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ براندير، قرية جامعة من أعمال سورت وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى ديوبند وأخذ عن أساتذة المدرسة العالية بها، ثم دخل دهلي وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم رضي الدين الدهلوي شفاء الملك، ثم رجع إلى بلدته وتصدر للتدريس والمداواة. مات في غرة رمضان سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف. الشيخ إبراهيم بن ستابه السندي الشيخ الفاضل إبراهيم بن ستابه الملتاوي السندي، أحد العلماء العاملين، ولد في السادس عشر من رجب سنة اثنتين وستين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات على القاضي إسماعيل، والنحو والعربية وسائر الكتب الدرسية في الفقه والأصول والكلام وغيرها على مولانا عبد الغفور بن إبراهيم المتوفي سنة 1286 هـ - ذكره النكرامي في تطبيب الإخوان. مولانا إبراهيم بن عبد الرحيم السندي الشيخ العالم الصالح إبراهيم بن عبد الرحيم بن عبد الغفور الماروي السندي، أحد الأفاضل، ولد بقرية مثاري من أعمال السند سنة تسع وسبعين ومائتين بعد الألف، وحفظ القرآن، وقرأ العلم على عمه عبد الولي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار. مولانا إبراهيم بن عبد العلي الآروي الشيخ العالم المحدث إبراهيم بن عبد العلي بن رحيم بخش الآروي، أبو محمد، كان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد في سنة أربع وستين ومائتين بعد الألف، واشتغل بالعلم من صباه، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ المختصرات في بلدته، ثم سافر إلى ديوبند وإلى عليكده وأخذ عن الشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي والمفتي لطف الله وعن غيرهما من الأساتذة، ثم رجع إلى بلدته، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا سعادت حسين البهاري، وكان مدرساً في المدرسة العربية بآرهن ثم سافر إلى سهارنبور، وقرأ الصحاح والسنن على الشيخ المحدث أحمد علي بن لطف الله الحنفي السهارنبوري، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي المدرس في الحرم الشريف المكي، والشيخ أحمد بن أسعد الدهان المكي، والمفتي محمد بن عبد الله بن حميد مفتي الحنابلة بمكة، والشيخ الأجل عبد الغني ابن أبي سعيد الحنفي الدهلوي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري، والشيخ عبد الجبار بن الفيض الأنصاري الناكبوري، وعاد إلى الهند، وأنسد الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين الحسيني الدهلوي المحدث، وشيخنا العلامة حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني، وسافر إلى أمرتسر وصحب الشيخ الكبير عبد الله بن محمد أعظم الغزنوي، واستفاض منه، وفي آخر عمره دخل بلدتنا رائي بريلي وأخذ الطريقة عن السيد ضياء النبي بن سعيد الدين الحسني الرائي بريلوي خال سيدي الوالد، ولازمه مدة. وكان عابداً متهجداً، يعمل بالنصوص الظاهرة، ولا يقلد أحداً من الأئمة، ويدرس ويذكر، وكانت مواعظه مقصورة على الحديث والقرآن، ويحترز عن إيراد الروايات الضعيفة فضلاً عن الموضوعات، ويقرأ القرآن الكريم بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب، وربما تأخذه الرقة في أثناء الخطاب وتأخذ الناس كلهم، فيصير مجلس موعظته مجلس العزاء وقد أسس في بلدته مدرسة دينية سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، سماها المدرسة الأحمدية. وجرت بينه وبين الشيخ أمانة الله بن محمد فصيح الغازيبوري في التقليد ورفضه، من المنازعات ما لا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1164 تحوبه بطون الصفحات، حتى اجتمعا في مجلس ندوة العلماء بلكهنؤ سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف، فأصلح أعضاء الندوة بينهما، فبادر إبراهيم إلى المصافحة، فتصافحا على رؤوس الأشهاد ولم يخالفا قط، ثم في آخر أمره تذكر عهده بزمزم والحطيم وهاجر من الهند، فسافر إلى الحجاز ونجد وغيرهما من بلاد العرب، فمات بها. وله مصنفات عديدة، أحسنها طريق النجاة في ترجمة الصحاح من المشكاة وسليقه ترجمة الأدب المفرد للإمام البخاري، وتفسير الجزء الآخر من القرآن الكريم، وفقه محمدي شرح الدرر البهية للشوكاني، وأركان الإسلام والقول المزيد في أحكام التقليد وتلخيص الصرف وتلخيص النحو وغير ذلك، وكلها بلغة أهل الهند. مات في اليوم السادس من ذي الحجة سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف، ودفن في المعلاة. المولوي أبو بكر بن محمد الجونبوري الشيخ الفاضل أبو بكر بن أبي الخير محمد بن سخاوت علي العمري الجونبوري، أحد العلماء الصالحين، ولد سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بمدينة جونبور وحفظ القرآن، وقرأ الرسائل المختصرة على والده وعلى السيد أمين بن طه الشريف الحسني النصير آبادي، ثم لازم الشيخ عبد الله الغازيبوري ببلدة آره، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وقرأ صحيح البخاري وبلوغ المرام على القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري، وحصلت له الإجازة منه، ودرس ببلدة جونبور سنتين في حياة والده، ثم تولى النظارة في المدرسة القرآنية لجده، ثم اختير أستاذاً لمادة الدين في الجامعة الإسلامية، في عليكده، وناظراً للقسم الديني في هذه الجامعة ومشرفاً عليه، فمكث مدة ثلاث عشرة سنة يدرس ويشرف على الشؤون الدينية في الجامعة ويصلي بالناس في جامع الجامعة متمتعاً باحترام الطلبة والأساتذة وثقة رجال الإدارة، واتفقت الألسن على الثناء عليه، والاعتراف بفضله ونزاهته، وسداد رأيه، وحسن قصده، علت بسببه وبأخلاقه وسماحته وفهمه للأمور منزلة العلماء وأهل الدين في عيون رجال التعليم الحديث والمشتغلين بالعلوم العصرية، وحسن رأيهم فيهم، وأجلوهم وبقي على ذلك يدرس ويفيد، حتى أصيب بالآكلة، وعانى من شدة المرض وبرحائه ما لا يتحمله كثير من الأقوياء وهو صابر محتسب ذاكر لله تعالى، فأحيل إلى المعاش، وعاد إلى وطنه مكرماً، مأسوفاً عليه، حيث توفي إلى رحمة الله لست بقين من شعبان، سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وألف، ودفين عند والده. كان الشيخ أبو بكر متفنناً في العلوم والفضائل، راسخاً في العلوم العقلية والنقلية، له اليد الطولى في الفقه والفرائض، والهيئة والهندسة، وعلم الحساب والتقويم، له ذوق أصيل ونظر ثاقب في الشعر الفارسي والأردي، كان كثير المحفوظ منه يتمثل بأحسن أبباتهما في مواقعهما، فيعجب الحاضرون بحسن استحضاره، وحسن بداهته، لطيف العشرة، حلو المنطق، أليفاً ودوداً، خفيف الظل والروح، يستطيب مجلسه وحديثه رجال كل طبقة، ولا يملونه، سمع النفس، متواضعاً بشوشاً، طارحاً للتكلف، لا يتطاول بالعلم، ولا يتظاهر بالتقوى، ولا يتميز عن الناس، متصلباً في العقائد والأصول متسامحاً في المسائل والفروع، وكان على عقيدة سلفه، أتباع سيدنا الإمام أحمد بن عرفان الشهيد رحمه الله، بايع سيدنا ضياء النبي الحسني الرائي بريلوي، واستقام على دين متين، وسمت حسن، وأخلاق مرضية، وبر ومواساة، وإيثار وكرم، حتى لقي ربه. كان نحيف الجسم، مديدة القامة، أسمر اللون، خفيف لحم الوجنتين، رزيناً وقوراً، خفيفاً نشيطاً في العمل، متخففاً في اللباس، يتعمم في غالب الأوقات، وكان حسن الخط، مليح الكتابة، بارعاً في الحساب. له مصنفات قليلة، منها: رسائل في الهيئة والهندسة، ورسالة في أصول الحديث، ورسائل في التعليم الديني للأطفال، ومجموع خطب للجمع والأعياد، وكان ممن يرى الجمعة في القرى وينتصر لذلك، وله رسالة في إثباتها، وانتخاب لأبيات المثنوي المعنوي، وسيرة الرسول، كتاب في السيرة النبوية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1165 السيد أبو الحسن المجتهد اللكهنوي السيد الفاضل أبو الحسن بن بنده حسين بن محمد بن دلدار علي النقوي الشيعي اللكهنوي، أحد الأذكياء، ولد سنة ثمان وستين ومائتين وألف، ونشأ بمدينة لكهنؤ، واشتغل بالعلم من صباه، وقرأ على والده، وعلى الشيخ علي نقي، والمولوي سيد حسين، والمولوي كمال الدين وقام بالإجتهاد بعده، وكان نافذ الكلمة في أهل مذهبه، كان كثير الدرس والإفادة، وله مشاركة جيدة في العلوم الحكمية، له تعليقات على المغالطات العامة الورود. مات في السابع عشر من صفر سنة تسع وثلاثمائة وألف، كما في تذكرة بي بها. السيد أبو الحسن اللكهنوي الشيخ الفاضل أبو الحسن بن علي شاه بن السيد صفدر شاه الحسيني الكشميري، أحد العلماء الشيعة الإمامية، ولد في السابع عشر من ربيع الأول سنة ستين ومائتين وألف ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة عصره ومصره، وقرأ فاتحة الفراغ وله أربع عشرة سنة، ثم سافر إلى الحجاز سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، فحج وزار، ثم سافر إلى العراق، وزار المشاهد وصحب العلماء، ورجع إلى لكهنؤ، وأسس بها مدرسة، وسماها المدرسة الناظمية، كان يدرس ويفيد في مدرسة سلطان المدارس ويتولى النظارة فيها. مات لخمس بقين من محرم سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف، كما في تذكرة بي بها. السيد أبو الحسن اللكهنوي الشيخ الفاضل أبو الحسن بن نقي شاه بن أمير شاه الرضوي الكشميري، أحد علماء الشيعة وكبرائهم، ولد يوم السبت لسبع بقين من رجب سنة ست وستين ومائتين بعد الألف بمدينة لكهنؤ ونشأ بها، ولازم السيد علي محمد ابن محمد بن دلدار علي الشيعي اللكهنوي وقرأ عليه، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وذهب إلى كربلاء فزار مشهد الحسين - عليه وعلى جده السلام -، وأخذ عن أساتذة العراق، ثم رجع إلى الهند، واشتغل بالدرس والإفادة. وله مصنفات كثيرة، أشهرها حل المغلقات شرح السبع المعلقات، وإقامة البرهان في حلة القهوة والقليان، وإسعاف المأمول شرح زبدة الأصول، وأحسن المواعظ في ثلاثة مجلدات، وإزالة الشبهات في الرد على الطبائعية، وله غير ذلك من الرسائل. مات في الثاني عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف، كما في تذكرة بي بها. السيد أبو الحسين المارهروي الشيخ العالم الصالح أبو الحسين بن ظهور حسن بن آل رسول بن آل بركات بن حمزة بن آل محمد بن بركة الله الحسيني الواسطي المارهروي، المشهور بأحمد النوري. كان من العلماء الصوفية، ولد ونشأ بمارهره، واشتغل بالعلم من صباه، وأخذ الحديث والطريقة عن جده السيد آل رسول، وأخذ المسلسل بالأولية عن الشيخ أحمد حسن المراد آبادي عن الشيخ أحمد بن محمد الدمياطي عن الشيخ المعمر محمد بن عبد العزيز عن الشيخ المعمر أبي الخير بن عموس الرشيدي عن شيخ الإسلام زين الدين زكريا بن محمد الأنصاري، وهو سند عال جداً، وإني لقيته في بهوبال غير مرة، وأخذت عنه المسلسل بالأولية، وكان شيخاً صالحاً، غراً كريماً ضخماً، ربع القامة، حسن المحاضرة. له مصنفات كثيرة في الفروع والأصول، منها: النور والبهاء في أسانيد الحديث وسلاسل الأولياء. مات لإحدى عشرة خلون من رجب، سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف. السيد أبو القاسم اللاهوري السيد الفاضل أبو القاسم بن الحسين بن النقي بن أبي الحسن بن محمد القمي الكشميري ثم اللاهوري، أحد علماء الشيعة الإمامية، كان من نسل موسى المبرقع - عليه وعلى جده السلام - ولد بفرخ آباد سنة تسع وأربعين ومائتين بعد الألف، واشتغل بالعلم من الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1166 صباه، وقرأ بعض الكتب الدرسية على أهل عصره، ثم لازم دروس السيد محمد بن دلدار على النصير آبادي المجتهد بلكهنؤ، وأخذ عنه الفقه والأصول والكلام والحديث، وأجازه السيد محمد المذكور وابن أخيه السيد تقي، ثم سافر للحج والزيارة، فلما وصل إلى لاهور سكن بها عند النواب علي رضا خان الشيعي اللاهوري، وأقام بها زماناً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وسافر إلى العراق، وحصلت له الإجازة عن الشيخ مرتضى الأنصاري والعلامة الأردكاني وجمع كثير من العلماء، ثم رجع إلى لاهور وتصدر للإجتهاد. له مصنفات كثرة، منها: كتاب البشري شرح مودة القربى للهمداني، وحقائق لدنى شرح خصائص النسائي، وسيادة السادة في الأنساب، وأشهر مصنفاته لوامع التنزيل وسواطع التأويل في تفسير القرآن الكريم بالفارسي في إثنى عشر مجلداً، وزيادة إلى قوله تعالى: " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه، إلخ". مات لأربع عشرة خلون من محرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة لاهور. السيد أبو القاسم الهنسوي الفتحبوري السيد الشريف أبو القاسم بن عبد العزيز بن سراج الدين الحسيني الواسطي الهنسوي الفتحبوري، أحد العلماء الصالحين، ولد لخمس خلون من ربيع الأول سنة خمس وسبعين ومائتين بعد الألف ببلدة نصير آباد، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، ولازم عمه السيد عبد السلام بن أبي القاسم الحسيني النقشبندي، وأخذ عنه العلم والمعرفة، وحصلت له الإجازة عن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الباني بتي المحدث، والشيخ الصالح أمين الدين الحكيم الكهنتوي والسيد ضياء النبي بن سعيد الدين الشريف الحسني الرائي بريلوي والسيد الوالد - رحمهم الله ونفعنا ببركاتهم -. وكان صالحاً نقياً تقياً، حليماً متواضعاً، بشوشاً طيب النفس كريم الأخلاق. له اشتغال بالمطالعة والتأليف مع تودد ومواساة وبر واشتغال بخاصة النفس، كانت بينه وبين الشيخ العلامة رشيد أحمد الكنكوهي مراسلات ومكاتبات، وكذلك راسل العارف الكبير الشيخ الأجل إمداد الله بن محمد أمين العمري التهانوي المهاجر إلى مكة المكرمة، وكانت له عناية بجمع مآثر أسلافه الكرام، جمع رسائل الإمام الشيخ ولي الله المحدث الدهلوي وابنه العلامة المحدث عبد العزيز والشيخ محمد عاشق البهلتي وغيره، الواردة إلى الشيخ أبي سعيد بن محمد ضياء بن آية الله بن علم الله النقشبندي البريلوي في مجموعة، وسماها مكتوب المعارف، وله من المؤلفات نور على نور ترجمة سرور المحزون في السيرة للشيخ الإمام المحدث ولي الله الدهلوي، وعرض مخلصان وشعلة جان سوز ومآثر السلام وبركات أحمدية كلها في أردو، ومجموع فتاوي. توفي في ثاني عشر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن بجوار عمه الشيخ الكبير عبد السلام بن أبي القاسم الهنسوي. الحكيم أجمل بن محمود الدهلوي المعروف بمسيح الملك حكيم أجمل خان الشيخ الفاضل العلامة أجمل بن محمود بن صادق بن شريف الحنفي الدهلوي، الحكيم الحاذق، المشهور بحاذق الملك، أحد الأذكياء الماهرين في الصناعة الطبية. ولد بدار الملك دهلي سنة أربع وثمانين ومائتين بعد الألف، وحفظ القرآن وقرأ العلم على صديق أحمد الدهلوي، والشيخ عبد الحق الكمتهلوي المفسر، والمولوي عبد الرشيد الرامبوري، ومرزا عبيد الله بيكئ وغيرهم من العلماء، وقرأ الكتب الطبية بعضها على والده، وأكثرها على صنوه الكبير عبد المجيد خان، ولازمهما مدة طويلة، واشتغل بالتدريس في المدرسة التي أسسها صنوه عبد المجيد بدهلي سنة 1309 هـ، فدرس بها زماناً، ثم استقدمه نواب حامد علي خان صاحب رامبور إلى بلدته، وجعله رئيس الأطباء، فأقام بها مدة، ثم رجع إلى دهلي وقام مقام أخيه في التدريس والمداواة، وأسس مدرسة لتعليم القابلات، وأسس مارستاناً مختصاً للنساء، وأسس مؤتمراً الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1167 خصوصياً للأمور الطبية، وهو اليوم مشتغل بأن يرقى المدرسة الطبية المذكورة إلى أعلى مدارج الكمال، وحصل لها أرضاً خارج البلدة وبنى بها بناءاً شامخاً للمدرسة، وسافر إلى العراق، وزار بغداد والمشاهد حوالي سنة 1323 هـ، وسافر إلى بلاد الغرب سنة 1328 هـ، فرأى بها المدارس والمارستانات. وله شهرة عظيمة في بلاد الهند، لقبته الدولة البريطانية بحاذق الملك سنة 1325 هـ إعترافاً بخدماته الطبية وعلو المنزلة في أهل الهند، ولما نشبت الحرب العالمية الأولى وظهرت معاداة الحلفاء للدولة العثمانية وتآمرها على مملكتها وبلادها وكان للدولة البريطانية النصيب الأوفر في هذه المعاداة هاج المسلمون في الهند وأبدوا سخطهم واستنكارهم، وكان الشيخ أجمل المترجم له من زعماء هؤلاء المسلمين، فرد الوسامات التي نالها من الحكومة الإنجليزية ولقب حاذق الملك الذي منحته، علامة للاستنكار ومجاراة لأهل ملته، وكان ذلك في سنة 1329 هـ، فقرر المسلمون أن يعوضوه بلقب آخر فمنحوه لقب مسيح الملك، وكان ذلك بقرار قرر في حفلة لجميعة العلماء في كانفور، وغلب عليه هذا اللقب الأخير واشتهر به، وضرب بسهم وافر في الحركة الوطنية المتحدة، وبذل جهده في جمع كلمة أهل الهند وطوائفهم وتأليف جبهة متحدة لتحرير البلاد ونيل الاستقلال، لذلك اشترك في المؤتمر الوطني الهندي، ورأس بعض حفلاته المهمة، وعمل مع غاندي وزعماء المؤتمر، وكان من أكبر أصدقائه، وكان جميع أهل الطوائف ينظرون إليه باحترام، ويجلونه لعقله وكبر نفسه ورزانته ونزاهته، وبقي محترماً كبير المنزلة عظيم الجاه عند جميع الطبقات، حتى بعد ما نشب الخلاف بين المسلمين والهنادك وحدثت الحروب الطائفية. وسافر إلى أوربا مرة ثانية في سنة 1344 هـ، وزار عواصم أوربا الكبيرة، وزار سوريا وفلسطين ومصر، واحتفت به هناك الأوساط الإسلامية. وكان مع اشتغاله بالسياسة دائم الاشتغال بالمطالعة، شديد العناية بالصناعة الطبية، كبير الاهتمام بتقدمها ورقيها، بحسب تغير الأحوال وتقدم العلوم، مواظباً على المداواة، والعناية بالمرضى، مشاركاً في الحركات العلمية والمشاريع الخيرية، رأس حفلة ندوة العلماء مرتين: مرة في دهلي في سنة 1328 هـ، وثانية في كانفور سنة 1345 هـ، له مشاركة جيدة في العلوم الأدبية، صنف له العلامة محمد طيب المكي والرامفوري النفحة الأجملية في الصلات الفعلية واختير عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق. كان الشيخ أجمل جميلاً وسيماً، حسن الشارة، حلو المنطق، لطيف العشرة، حاضر البديهة، خفيف الروح، بشوشاً مع رزانة ووقار، وعفة نفس، لا تعتريه الحدة، ولا يغلبه الطيش، بعيداً عن التبذل، وهجر الكلام. له مصنفات كثيرة، منها: القول المرغوب في الماء المشروب، وإزالة المحن عن اكسير البدن، وإيقاظ النعسان في أغاليط الاستحسان، والتحفة الحامدية في الصناعة النكلسية، والأوراق المزهرة والساعاتية، كلها باللغة العربية، وله رسالة في الطاعون، ورسالة في النحو، ورسالة في تركيب الأدوية، واستخراج درجاتها، وله المحاكمة بين القرشي والعلامة، وله حاشية على شرح الأسباب إلى مبحث السرسام، وله اللغات الطبية والمحمودية مقدمة اللغات الطبية، وله خطب مبتكرة بالأردو، ومقالات معجبة في السياسة، ومختارات في المسائل الطبية. ومما خالف فيه جمهور الأطباء وهي عدة مسائل: تخصيص أيام البحران، بحسب الدورة القمرية، ليس بشيء، لأنها لا تقع كثيراً في الأيام المخصوصة بها كما نشاهد، ولذلك اضطروا إلى القول بتقدم البحران وتأخره، الحمى الصفراوية لا وجود لها لأن الصفراء لا تتعفن لوجوه، أحدها أن الصفراء تنصب من المرارة إلى الأمعاء فتمنع الفضول من التعفن، فالشيء الذي أودعه الله فيه منع التعفن كيف يتعفن، وثانيها أن الصفراء التي توجد في مرارة الحيوانات إذا وضعت في إناء فتبقى فيه، لا تتعفن، وثالثها أن الصفراء مثل الخل والخمر في اللطافة والحدة، وهما لا يتعفنان، الأخلاط لا تتعفن داخل العروق، لأنها دائمة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1168 الحركة مع الدم، والشيء الجاري لا يتعفن، طعم الصفراء ليس بمر، فإنا نجد كثيراً بخلاف ذلك، لا يجزم بوجود الغذاء المطلق الذي لا كيفية له قبل استحالته إلى الأخلاط، لأنه من المستحيل أن يصير الغذاء بجملته جزء عضو كما يقولون، بل تبقى عنه عند كل هضم لطخة، والغذاء المطلق تبقى منه أيضاً تلك اللطخة، إلى غير ذلك من المسائل. ومن شعره قوله: سعاد سافرت وبقيت وحدي أقاسي نار هجر وابتعاد وكنا في الحديقة في اجتماع قضينا بعد ذلك بانفراد فغابت شمسها في الغرب حتى بهت وعينها صادت فؤادي كأني ذات ليل في منامي طويل الفرع مجتمع الوداد توفي في الرابع من رجب سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف في رامفور، ونقلت جثته إلى دهلي ودفن بها القاضي احتشام الدين المراد آبادي الشيخ العالم الفقيه القاضي إحتشام الدين الحنفي المراد آبادي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بمراد آباد، وقرأ المختصرات في بلدته، ثم سافر ولازم القاضي بشير الدين العثماني القنوجي وأخذ عنه، وسافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين المحدث، ثم رجع إلى بلدته وتصدر للتدريس والتصنيف. له تفسير القرآن الكريم بالأردو، سماه الاكسير الأعظم وهو في مجلدات عديدة، وله ترجمة المجلد الأول من الفتاوي العالمكيرية، وترجمة متنخب التواريخ للبدايوني، ورسالة في العقائد، وله غير ذلك من الرسائل. مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. السيد أحمد بن إبراهيم اللكهنوي السيد الشريف أحمد بن إبراهيم بن محمد تقي بن الحسين بن دلدار علي الحسيني النقوي الشيعي النصير آبادي ثم اللكهنوي، المشهور بالعلامة الهندي، ولد في الثامن عشر من ذي الحجة سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، ونشأ بلكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على الميرزا محمد حسن الكشميري، والمولوي سيد محمد، والمولوي سرفراز حسين، والمولوي سيد علي وغيرهم، وأجازه في الجمعة والجماعة وتفقه على أبيه وسافر معه إلى الحجاز، وبعده إلى العراق، وقرأ العلم على علماء الطف والنجف، وأقام بها زماناً طويلاً ونال الإجازة في الاجتهاد من كبار العلماء ثم رجع إلى الهند، وأقام بها نحو أربع سنوات، وسافر إلى العراق سنة 1337 هـ واشتغل بالأمور الإصلاحية، ورد الأوقاف إلى مقاصدها، ونال القبول في علماء البلاد، واشتهر بالعلامة الهندي، له مصنفات كثيرة، أشهرها: حماية الإسلام، وله فلسفة الإسلام في أجزاء كثيرة، وورثة الأنبياء وغير ذلك. مات في سنة ثمان وستين وثلاثمائة وألف. مولانا أبو المكارم أحمد بن خير الدين الكلكتوي الشيخ الفاضل أبو الكلام أحمد بن خير الدين الكلكتوي، المشهور بأبي الكلام آزاد، وسماه والده غلام محي الدين، وهو من أذكياء العصر. ولد ونشأ بكلكته، واشتغل بالعلم من صباه، وخالف أباه في بعض المسائل في صغر سنه، فغضب عليه وأقصاه، فشمر عن ساق الجد في الطلب والتحصيل، وقرأ بعض الكتب على أساتذة كلكته، ثم على أساتذة بمبئ، ولما حصلت له الملكة الراسخة في معرفة اللغة العربية أقبل إلى مطالعة الكتب وجد واجتهد، وأنشأ مجلة شهرية من بمبىء، ثم قدم لكهنؤ وولي إنشاء مجلة الندوة لسان حال ندوة العلماء، فأقام بلكهنؤ زماناً، ثم سار إلى أمرتسر وتولى إنشاء صحيفة الوكيل الأسبوعية، فأقام بها سنة، ثم سار إلى كلكته وأنشأ الهلال الصحيفة الأسبوعية سنة 1330 هـ، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1169 وحصل له القبول العظيم في بلاد الهند لمهارته في أساليب الكلام، وبراعته في الإنشاء والترسل، ثم أنشأ صحيفة سماها البلاغ ثم صحيفة الإقدام ثم أقصته الحكومة عن ولاية بنغال في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف، وألزمته الإقامة في رانجي مدينة في ولاية بهار، ومنعته الخروج منها والاشتغال بالطبع والنشر، فاقتصر على التصنيف والتذكير، والاشتغال بالأذكار والأشغال، والتعبد والتلاوة، وانتفع به خلق لا يحصون، وأسسوا بأمره مدرسة لأطفال المسلمين، ثم أطلقته الحكومة سنة 1338 هـ فسار إلى كلكته، وأسس بها مدرسة عظيمة سنة 1239 هـ. وكانت البلاد في ذلك الحين تشتعل قلقاً واضطراباً بتأثير ما حدث في ممتلكات الدولة العثمانية وسياسة الحلفاء، وفي مقدمتهم الحكومة البريطانية في قضية العثمانيين والبلاد الإسلامية كلها، وظهر تقرير رولت وصدر القانون الخاص بالمسلمين، وكانت حركة الخلافة على قدم وساق، فخاض أبو الكلام في هذه الحركة وأشعلها بخطابته الساحرة، ومقالاته البليغة القوية، ورافق مستر غاندي الذي كان قد احتضن حركة الخلافة وفكرتها، مجاراة لعواطف المسلمين، وتأييداً لقضية عادلة، وأيد أبو الكلام مبدأ ترك موالاة الحكومة الإنجليزية، ومقاطعة البضائع الأجنبية، ومبدأ لا عنف ولا إعتداء المبادىء التي دعا إليها غاندي فأقام عليها الدلائل الشرعية، وجال فيها وصال، فكان لها الرواج والقبول في الأوساط الإسلامية، واضطربت لها الحكومة الإنجليزية، وقام بجولات واسعة مع غاندي وزعماء الخلافة في أنحاء الهند، وألقى الخطب الرنانة في المحافل الكبيرة. وأصدر صحيفة سماها بيغام الرسالة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، ورأس مؤتمر الخلافة في آكره وأسرته الحكومة الإنجليزية سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، وأدلى أبو الكلام ببيان في المحكمة في أسلوب أدبي بليغ، وفي لغة واضحة قوية، كان له الأثر العميق في نفوس المسلمين والمواطنين، وأطلقته الحكومة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف، وتلقاه الشعب بحماس وترحيب، واختير رئيساً لحفلة المؤتمر الوطني الهندي الخاص، الذي عقد في دهلي سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف، دعا فيه إلى توحيد صفوف أبناء البلاد واتحاد الطوائف الهندية على اختلاف دياناتها وعقائدها، وظلت هذه دعوته وعقيدته إلى آخر حياته. وقد دب الخلاف في صفوف المؤتمر الوطني، واندلعت نيران الفتنة والخلاف بين المسلمين والهنادك، بصفة خاصة، وحدثت اصطدامات عنيفة بين الطائفتين في طول البلاد وعرضها، تأثر بها أكثر زعماء الطائفتين، وغير كثير منهم اتجاههم، وقطعوا الرجاء من عودة الوحدة والانسجام بين الطائفتين، وظل أبو الكلام متمسكاً بعقيدته وفكرته مرتبطاً بالمؤتمر الوطني الهندي رابط الجأش، قوي الشكيمة، كبير النفس، يتلقى نقد الكثرة من أبناء ملته واتهاماتهم وسخطهم وسخريتهم، في صبر وأناة وعزة نفس، ولم يزل بذلك يبتعد عن الجماهير المسلمة، ويعيش في عزلة عن الشعب، مشغولاً بذات نفسه، وبما يكتب ويؤلفه من نقل معاني القرآن إلى أردو وتفسيرها في لغة أدبية عصرية، وهنا تحول من مصلح ديني وداعية إسلامي إلى زعيم وطني وقائد سياسي، وقد صرف فكره ونشاطه - بعد ما رأى مصير الخلافة العثمانية، وتفكك الوحدة بين الشعوب الإسلامية - من المجال الإسلامي العام إلى المجال الوطني الخاص، ومن خارج البلاد إلى داخلها، لا يرى له نشاط إلا في مجالس المؤتمر التنفيذية وحفلاته السنوية. وفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة وألف، ألف حزب المؤتمر الوطني الوزارة في عدة ولايات هندية، وكان أبو الكلام من كبار المشرفين والموجهين في هذا التأليف، له الكلمة النافذة والرأي الوجيه في اختيار الوزراء، واستقالت هذه الوزارات سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وألف، وقد قويت حركة العصبة الإسلامية في هذه المدة ومطالبتها بباكستان، وثار المسلمون في جميع البلاد الهندية في تأييد هذه الفكرة، وتعرض أبو الكلام وزملاؤه الذين كانوا يعارضون هذه الفكرة، ويدعون إلى فكرة الهند غير المنقسمة للسخط العام من المسلمين، واكتسحت هذه الفكرة الكثرة من المسلمين، وبقي أبو الكلام على مبدئه وفكرته من غير هوادة وتذبذب، واختير رئيساً سنة تسع وخمسين الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1170 وثلاثمائة وألف للمؤتمر الوطني الهندي للمرة الثانية، وألقى خطبة بليغة في أسلوب أدبي. ونشبت الحرب العالمية الثانية سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وألف، وبدأ المؤتمر المقاومة السلمية، وأسرت الحكومة أبا الكلام لسنة وثمانية أشهر، ولكن أطلقته قبل انتهاء هذا الميعاد، وأرسلت الحكومة السياسي الإنجليزي المعروف استيفورد كريبس، وجرت بينه وبين أبي الكلام مذاكرات بصفته رئيس المؤتمر، ظهر فيها ذكاؤه وحنكته، وأخفقت هذه المذاكرات، وفي رجب إحدى وستين وثلاثمائة وألف قرر مجلس المؤتمر التنفيذي الطلب من الإنجليز بأن يغادروا البلاد في أسلوب مكشوف سافر، وكان أبو الكلام رئيس هذا المجلس بحكم منصب الرئاسة، وألقت الحكومة القبض على جميع أعضاء المجلس، وفيهم أبو الكلام على إثر هذا القرار، واعتقلتهم في قلعة أحمد نكر التاريخية الأثرية، ودام هذا الاعتقال إلى رابع رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة وألف ثلاث سنين إلا شهرين، اشتغل فيها بالمطالعة وكتابة الرسائل الأدبية، التي وجهها إلى مولانا الأمير حبيب الرحمن الشيرواني، سجل فيها خواطره ومشاعره في أسلوب أدبي رفيع، وصدر هذا الكتاب باسم غبار خاطر. وانعقد مؤتمر في شمله حضره أبو الكلام كوكيل للمؤتمر، وأخفق هذا المؤتمر أيضاً، وقامت في سنة خمس وستين وثلاثمائة وألف حكومة في المركز، كانت تتألف من ممثلي المؤتمر الوطني والعصبة الإسلامية واختير أبو الكلام وزيراً للمعارف، وزارت الهند بعثة كانت تتألف من كبار وزراء بريطانيا للوصول إلى اتفاق بين الحكومة البريطانية وأحزاب الهند السياسية في جانب وبين الطوائف الهندية في جانب آخر، تقرر بعد ذلك مصير الهند وتمنحها الاستقلال الذي اقتضته الظروف العالمية والأوضاع الداخلية في بريطانيا وفي الهند نفسها، ساهم في المذاكرات معها أبو الكلام مساهمة ذات قيمة، وظهرت فيها لبقاته ومرونته، وأصرت العصبة الإسلامية تحت قيادة رئيسها محمد علي جناح على المطالبة بالتقسيم، وتكوين دولة باكستان لا ترى عنها بديلاً ولا تجد عنها محيصاً، وكان أبو الكلام من أشد المعارضين لهذه الفكرة، ولكن استسلم لها كبار زعماء المؤتمر وجميع زملائه من الأكثرية، وقبل هذا المبدأ وتقرر التقسيم، وحدثت اضطرابات هائلة، وحروب طاحنة، ومذابح طائفية تقشعر لها الأبدان، ويشمئز منها الوجدان، قصمت ظهر أبي الكلام، وهدأت ثائرته، وفترت همته ونشاطه، فلزم البيت، وبقي عضواً في مجلس المؤتمر التنفيذي، ووزيراً للمعارف الحكومية المركزية، منطوياً على نفسه، بعيداً عن المجامع الشيعية، حتى وافته المنية لليلة خلت من شعبان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف في دهلي، وصلى عليه جمع كبير من المسلمين، ودفن في الرحبة التي تواجه المسجد الجامع في مشهد شعبي عظيم وجم غفير. إن أحمد أبا الكلام يحيط بشخصيته وحياته شيء كثير من الغموض والاضطراب وقد شاعت أخبار عن أسفاره إلى بلاد العرب، ودراسته في الأزهر، يصعب تصديقها على المتعمق في مطالعة التاريخ، والمتتبع لحوادث حياته ونشاطه، وقد روى في كتابه تذكرة، وروى عنه بعض خاصته أخباراً وتفاصيل عن أسرته وأجداده، ومآثرهم ومواقفهم في الدعوة وقول الحق لا يعتمد عليه المطلعون على تاريخ الهند وتراجم العلماء، وقد تناولها بعض النقاد بالبحث. ولكن مما لا شك فيه أنه كان من نوابغ الرجال ونوادر العصر، فطنة وذكاء، وحدة ذهن وتوقد فكر، وثقة بالنفس واعتداداً بها، واعتزازاً بكرامته، وتمسكاً برأيه وعقيدته، وثباتاً على المبدأ وإباء عن الضيم، وترفعاً عن خسائس الأمور وسفاسفها، وكان جميلاً وسيماً أبيض اللون، مشرب الحمرة، فارع القامة، قليل شعرات اللحية، حسن الملبس والشارة، لطيف العشرة، مليح الكلام، فصيحاً في كتابته وخطبه وحديثه، ينتقي اللفظ الصحيح الفصيح، قوي الذاكرة كثير المحفوظ، حسن الاختيار للأبيات، حسن الاقتباس من القرآن والاستشهاد بالآيات، خطيباً مصقعاً، كاتباً بليغاً، وصحافياً بارعاً، وسياسياً ثاقب الفكرة سليم الذهن، مطلعاً على كتب التاريخ والأدب وأخبار الشعوب والبلاد، حسن التصرف فيما وعته الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1171 ذاكرته، وحواه صدره، إذا تحدث في موضع ظن السامع أنه صاحب اختصاص فيه، سلفي العقيدة، قد رفض التقليد وخالف أباه - الذي كان شيخ طريقة - في الرسوم والبدع، وآثر مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، ومع ذلك كان يأخذ البيعة من بعض الناس، ويرشدهم في الطريق، وأثر في عقليته ما قرأه في ريعان شبابه من كتب العقليين والسيد أحمد خان وأصحابه، فتأثر بها مع معارضته السياسية والعلمية لهذه المدرسة وأصحابها، ذكياً. جيد الفهم لكثير من الآيات القرآنية، يفسرها بأسلوبه الأدبي القوي، فيعجب بها الشباب المتعلم، وذكاؤه يسبق علمه، وقوة بيانه تغلب على تعمقه في العلم وسعة نظره في كتب المتقدمين، له كتاب تذكرة في ترجمة حياته، وذكر مآثر أسلافه لم تمم، وغبار خاطر وكاروان خيال جمع فيهما رسائله الأدبية، وكلها وجهت إلى مولانا الأمير حبيب الرحمن الشيرواني، ومجلدان من ترجمة القرآن وتفسيره، وله غير ذلك من الرسائل والنشرات السياسية والاجتماعية. الشيخ أحمد بن صبغة الله المدراسي الشيخ العالم المحدث أحمد بن صبغة الله بن محمد غوث الشافعي المدراسي، أحد العلماء المشهورين في بلاده، ولد بمدراس يوم الخميس لتسع بقين من ذي القعدة سنة سبع وستين ومائتين بعد الألف، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وقرأ على السيد إسحاق ومولانا محمد سعيد وعلى غيرهما من العلماء، وفرغ من تحصيله سنة ثلاثمائة وألف، واشتغل بالتدريس والتصنيف. ومن مصنفاته: الفتاوي الصبغية، ومختصر في الفقه، وتحفة صلاح حاشية توشة فلاح في المناسك، وقاطعة اللسان لمن أنكر قراءة نظم القرآن وتفضل العلوم، وتكملة تلقيح الأثر، وتخريج أحاديث صفوة التصوف، وأسماء الرجال لشيوخ محمد بن طاهر المقدسي، والأربعين من سيد الأولين والآخرين، وفهرس الأسماء المبهمة، وفهرس الأسماء المتشابهة في الرجال، والتاريخ الأحمدي. مات في الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وثلاثمائة وألف بمكة المباركة. السيد أحمد بن عبد الرحمن الدهلوي الشيخ الفاضل أحمد بن عبد الرحمن الحسيني الدهلوي صاحب المعجم المشهور فرهنك آصفيه، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلوم الآلية، وتفنن في الفضائل على أهل عصره، ثم ولي التدريس فدرس زماناً بدهلي وشمله. له مصنفات كثيرة أشهرها فرهنك آصفيه في أربعة مجلدات كبار في اللغة الهندية يسمونها أردو، تلقاها محبوب علي خان ملك الدكن، وأعطاه خمسة آلاف ربية جائزة على هذا التصنيف، ورتب له خمسين ربية شهرية، واشترى منه أربعمائة نسخة من ذلك الكتاب، وفرقها على أهل العلم، ومن مصنفاته: رسوم دهلي. توفي في التاسع عشر من رجب سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف. الشيخ أحمد بن عبد القادر الكوكني الشيخ الفاضل العلامة أحمد بن عبد القادر الجيتكر الشافعي الكوكني، نسبة إلى كوكن، على ما قيل طائفة من قريش خرجت من المدينة المنورة في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي خوفاً منه، فوصلت ساحل بحر الهند، وسكن بعض أفرادها في مدراس وحواليها، واشتهروا بالنوائط، وتوطن بعضهم في كوكن، وهي منطقة معروفة على ساحل بحر الهند فانتسبوا إليها، وكلهم شافعيون. والشيخ أحمد ولد عشية النصف من شعبان سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف، وسماه باسمه أحد السادات الحضرمية كان نازلاً عند أبيه في مدينة بمبىء، وهو نشأ في عفاف وطهارة، وكان من صغر سنه مشهوراً بالفطنة والذكاء، مجبولاً على الكرم والسخاء، قرأ القرآن على الشيخ آدم الدهشني، والمختصرات على الحافظ محمد علي الكوكني وعلى غيره من علماء المعمورة، ثم لم يزل مشمراً عن ساق الجد في طلب العلم حتى فاق أقرانه، فقرأ المنطق والحكمة والأصول الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1172 والكلام والطب وغيرها على مولانا عبد الله الحنفي البدايوني، والقاضي محمد إسماعيل المهري الشافعي الكوكني، والشيخ عبد الحميد باعكظه الشافعي الخطيب، والعلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ومولانا نصر الله خان الخورجوي، والشيخ محمد شاه الحنفي المحدث نزيل دهلي، وبرع في كثير من العلوم لا سيما الفنون الأدبية، ولكن الزمان احتال عليه بالداء العضال ورماه بوجع في ظهره، حتى اشتد عليه المرض وانحنى ظهره، وحصلت له كلفة عظيمة من الجلوس والقيام والمشي، وكان مع شدة مرضه يلقى الناس ببشاشة، ويراعي معهم الخلق الحسن، ويحافظ على الأوقات، وكان أكثر وقته في المطالعة، وأكثر اشتغاله بنفع الخلائق من التدريس والمداواة والنصيحة، وشهد بفضله وتبحره جماعة من الفضلاء، منهم: السيد علوي بن أحمد السقاف شيخ السادة في الحرم الشريف المكي، قال فيه: إنه ممن يشد إليه الرحال، ولو لم يكن لنا قصد في دخول الهند والخروج من مكة المشرفة سوى زيارته لكفى. وله شعر رائق، غاية في حسن السبك، وجودة التركيب، وطلاوة الألفاظ، وجزالة المعنى، قد أرسل إلى جملة صالحة من قصائده الغراء، ووصفني بأبيات رائقة لست أهلاً لذلك. فمن قصيدة نبوية له: يا شوق بلغ إلى جيران ذي سلم سلام صب سليم الهم والألم واستمطرن من ندى ألطافهم شبما يطي لظى لاعج في القلب مضطرم وقل لهم أرسلوا طيفاً فطيفهم روح المحبين يحيي ميت النسم من لي به وسهادي ظل يمنعه أو بالكرى وهو مدفوع بينهم لولاهم ما كلأت الليل مكتئباً أرعى النجوم حليف الوجد والسقم ولا جرى دمع عيني كالعقيق على ذكر العقيق وذكر البان والعلم لولا اضطراب فؤادي من مياسمهم ما زاده خفقاناً بارق الظلم ولا صبا القلب أو هاج البكا وصبا إن هب ريح جرت من رقمتي اضم يا لائمي وشراب الحب أسكرني لو ذقت لذة كأس الحب لم تلم ألست تعلم أن العدل في مهج ال عشاق يفعل فعل الزيت في الضرم أعان شوقي جوى قد شب في كبدي وخانني في الهوى صبري ومعتزمي هوى سرى في دمي قدماً فلا عجب إن ضن عيني بدمعي وهو عين دمي والدهر لم يكفه أني الجريح به حتى رماني بداء غير منحسم لم يصف مشرب في عيشتي أبداً فمم عوفيت بالآلام والنقم ضاعت بضاعتي المزجاة صفوتها وما اكتسبت سوى حمل من التهم يا ليت شعري لم الخلاق أنشأني أللتحسر والآلام والندم هبني ذنوبي قد جمت أليس لها من الرسول شفيع رحمة الأمم محمد بهجة الدارين نورهما سر الوجود وعين الجود والكرم ومن قصيدة يرثي بها شيخه عبيد الله: الله أكبر كاد الخير ينعدم والموت أفضل ما في الخلق يخترم كلا ولا حي ينجو من مخالبه سيان عند المنايا القرم والقزم مالي أرى الأرض تبقى وهي تنقصها جزر ومد لبحر الهول ملتطم الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1173 أرى الليالي والأيام سودها سود النوائب حتى بيضها ظلم يا ماشياً فوق وجه الأرض ذا ميل ما تحت رجل إلا أعظم رمم يا ظامئاً ليس يروي ظماه شبم لقد وردت سراباً وهو مضطرم كن حيث شئت فلا تنفك من حرق ما دام روحك في الأعضاء تحتدم لحا المهيمن ذي الدنيا وطالبها في بعدها نكد في قربها تهم والعمر لحظة عين لا قرار لها وما مضى مثل ما لم يمض منعدم جئنا بكياً ورحنا حاسرين على اله امات يلقي عليها الترب والرجم وللزمان غلو في تلاعبه يبني فيهدم ما يبنيه أو يضم أين الصناديد من فرس ومن عرب لم ينج داراً ولا صخر ولا هرم أين الذي شيد الأهرام يحسبها تحميه عن مهرمات دونها حطم سل هل تنبىء عن أبنائها سباء أو هل تخبر عن آرامها إرم وليسأل القلعة الحمراء طارقها كم من دموع جرت فيها وطل دم عفى الديار ديار العلم قاطبة قحط الرجال وأيم الله قد عدموا في غدوة شفعت صبح القيامة من نعى تزلزل منه الشم والأكم رزء تدارك منه الدين منسلما وقد وهت عروة الإسلام تنفصم ومن قصيدة أنشأها لندوة العلماء: عفى ديار علوم الدين قاطبة نسج الدبور وأرياح جرت نقما يا للمدارس أضحت وهي دارسة يا للمكاتب تبكي العلم والعلما أما سمعتم بكاها وهي صارخة صراخ ثكلى على مولدها اخترما هذي المشاعر ضيم الدهر عطلها ورد واردها غيظاً وما كظما هذي الشعائر لم يبق الصروف بها مقدار عشر العشير الوزن والقيما وارحمتاه لأرض الدين ينقصها ريب المنون ممدا سيلها العرما وارحمتاه لدين قل عصبته من كل حام حماه راسخ قدما وارحمتاه لدين لات عدته فمد بالنهب أيدي عصبها الخصما وارحمتاه لدين قل نادبه والرجال وواسيفاه واقلما يا للبقية صونوا الدين تنتصروا يصونكم ويرد المجد والحشما إني محذركم من وقع واقعة يمسي الوليد لديها هيبة هرما ألا خذوا حذركم في كل آونة فما اتقى النار إلا كيس حزما ووثقوا عروة الإسلام أوهنها تفرق فيكم قد حل مخترما هذي اختلافاتكم كم شخصت بكم وسفهت عرب الإسلام والعجما أليس أكمل هذا الدين ربكم أما أتم عليكم فضله النعماء يا ليت شعري ففيما ذا اختصامكم وما الذي بعده ترضونه حكما الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1174 كم ذا التنازع ريح العز أذهبها كم ذا التشاجر ويحاً أثمر السدما كم ذي الفتاوي وكم تكفير إخوتكم كم ذا التشاتم واذلاه واندما هذا الذي فتر الإسلام نهضته هذا الذي قصر الأعزام والهمما هذا الذي حير الأحرار ترقية هذا الذي غير الأخلاق والشيما الله الله كونوا أصدقاء كما كانت معاشرة أسلافنا القدما الله الله إن كنتم لهم خلفا فتابعوهم مع الإحسان لا جرما وثقفوا أود الأحداث تربية حتى تقوم بهم شوق الكمال نمى ضيعتموهم إذا الأقوام غيركم حازوا الفنون وفاقوا في النهى حكما غداً سيسأل كل عن رعيته فما جوابكم يا معشر العلماء توفي إلى رحمة الله سبحانه ليلة العشرين من محرم سنة عشرين وثلاثمائة وألف بمدينة بمبىء، أخبرني بذلك صنوه عبد الله الجيتكر. الشيخ أحمد بن عثمان المكي الشيخ العالم المحدث أبو الخير أحمد بن عثمان الحنفي المكي ثم الهندي المالوي، كان من العلماء المبرزين في الرجال والسير، لم يكن مثله في زمانه أحد بعد شيخنا حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني. ولد بمكة المباركة في ثاني ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات في البلدة المباركة ثم دخل الهند، وذلك في سنة ست وتسعين ومائتين وألف، فلازم شيخنا العلامة حسين بن محسن المذكور، وأخذ عنه الحديث والرجال وأصول الحديث والتفسير وغيرهما، وصحبه مدة طويلة حتى برع وفاق أقرانه، ثم سافر البلاد، وجاب الأغوار والأنجاد، ولقي المشايخ الأمجاد، وتتبع المدارس والمكاتب، وصنف الكتب، وفي آخر أمره دخل مراد آباد ولازم شيخنا الإمام المحدث فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، وقرأ عليه الصحاح والسنن. ومن مصنفاته: إتحاف الإخوان في أسانيد مولانا فضل الرحمن، وإتحاف البشر في أعيان القرن الثالث عشر، والنفح المكي لمعجم شيوخ أحمد المكي، والهدية الأحمدية في أنساب ولد الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية وهي بالفارسية، وقد طبع منها الأول والآخر، ونسخة من معجمه في المكتبة الآصفية بحيدر آباد خطية. مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف بمدينة بمبىء. السيد أحمد بن المتقي الدهلوي المعروف بسيف أحمد خان الرجل الكبير الشهير أحمد بن المتقي بن الهادي بن عماد بن برهان الحسيني التقوي الدهلوي. كان من مشاهير الشرق، لم يكن مثله في زمانه في الدهاء ورزانة العقل، وجودة القريحة، وقوة النفس والشهامة والفطنة بدقائق الأمور، وجودة التدبير، وإلقاء الخطبة على الناس، والمعرفة بمواقع الخطبة على حسب الحوادث، والتفرس من الوجوه، وقد وقع له مع أهل عصره قلاقل وزلازل، وصار أمره في حياته أحدوثة، وجرت فتن عديدة، والناس قسمان في شأنه: فبعض منهم مقصر به عن المقدار الذي يستحقه، بل يريعه بالعظائم، وبعض آخر يبالغ في وصفه ويجاوز به الحد، ويلقبه بالمجدد الأعظم والمجتهد الأكبر، ويتعصب له كما يتعصب القسم الأول عليه، وهذه قاعدة مطردة في كل من يفوق أهل عصره في أمر، وهو ما بلغ رتبة العلماء، بل قصارى أمره ادلاجه في الفضلاء، وهو ما أتقن فناً، وتصانيفه شاهدة بما قلته، فإن رأيت مصنفاته علمت أنه كان كبير العقل، قليل العلم، ومع ذلك كان سامحه الله تعالى قليل العمل، لا يصلي ولا يصوم غالباً. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1175 وشأنه عجيب كل العجب، فإنه كان في بداية أمره على مذهب المشايخ النقشبندية، لأنه نشأ فيهم، وكان والده محمد المتقي من أصحاب الشيخ غلام علي الدهلوي، وأمه عزيز النساء بنت فريد الدين الكشميري الوزير كانت بايعت السيد الإمام المجاهد السيد أحمد الشهيد السعيد البريلوي، فصنف الرسائل في إثبات الرابطة وتصور الشيخ، وفي إثبات عمل المولد، وكان الناس يبدعونه في ذلك الحال، ثم رغب إلى طائفة السيد الإمام ومختاراته، وصنف الرسائل في الانتصار له، فنسبه الناس إلى الوهابية، ثم ارتقى إلى ذروة التحقيق والاجتهاد في المذهب، وصدرت منه الأقاويل في تفسير القرآن الكريم، وفي تهذيب الأخلاق، فكفره الناس، وبعضهم بدعوه، ونسبوه إلى نيجر، وهي كلمة انكليزية، معناه الفطرة، لقوله: الإسلام هو الفطرة، والفطرة هي الإسلام. وكان مولده في خامس ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين بعد الألف بدهلي، وتربى في حجر أمه وجده لأمه خواجه فريد الدين، وقرأ النحو والصرف وبعض رسائل المنطق إلى شرح التهذيب لليزدي وقرأ شرح هداية الحكمة للميبذي ومختصر المعاني والمطول على علماء بلدته، ثم صرف همته إلى الهيئة والهندسة وقرأ تحرير الأقليدس وشرح الجغميني وبعض الرسائل في الآلات الرصدية للبرجندي وأعمال الكرة وأعمال الاصطرلاب وصنعة الاصطرلاب والربع المجيب والربع المقنطر والهلزون وجريب الساعة وفرجاء التقسيم والفرجاء المتناسب كلها على خاله زين العابدين، ثم قرأ القانونجه والموجز ومعالجات السديدي، وكليات النفيسي وشرح الأسباب والعلامات إلى أمراض العين على الحكيم غلام حيدر خان الدهلوي وتطبب عليه برهة من الزمان، ثم تقرب إلى بعض متوسلي الحكومة الإنكليزية، وولي التحرير في ديوان الحاكم لأقطاع آكره، وبعد مدة ولي القضاء لفتحبور سيكري، فصار صدر امين واستقل بالقضاء أربع سنوات، ولقبه في هذه السنين بهادر شاه بن أكبر شاه بن شاه عالم التيموري جواد الدولة عارف جنك ثم نقل من فتحبور إلى دهلي، وسنحت له فرصة للأخذ والقراءة، فقرأ القدوري وشرح الوقاية وأصول الشاشي ونور الأنوار وبعض كتب أخرى على مولانا نوازش على الدهلوي، وقرأ بعض المقامات من مقامات الحريري وبعض القصائد من السبع المعلقات على مولانا فيض الحسن السهارنبوري، وقرأ مشكاة المصابيح وقدراً صالحاً من جامع الترمذي وبعضاً من صحيح مسلم على مولانا مخصوص الله بن رفيع الدين العمري الدهلوي وأسند عنه القرآن الكريم، وصنف آثار الصناديد كتاباً في تاريخ دهلي، وتجشم الصعوبة في تصنيفه سنة 1264 هـ، فتلقاه الناس بالقبول، ونقل من دهلي إلى بجنور سنة 1272 هـ، وصنف بها تاريخ بجنور، وجد في تصحيح آئين أكبري لأبي الفضل بن المبارك الناكوري، فصححه بمقابلة النسخ العديدة، وكتب عليه الحواشي المفيدة. وكان في بجنور إذ ثارت الفتنة العظيمة ببلاد الهند وثارت العساكر الإنكليزية على الحكومة سنة 1273 هـ، فقام على ساق لنصرة الحكومة الإنكليزية، فلما تسلطت الحكومة مرة ثانية رتبت له مائتي ربية شهرية له إلى حياته، وبعده لولده الكبير حامد بن أحمد الدهلوي إلى حياته، وجعلته صدر الصدور ببلدة مراد آباد، وهو عبارة عن نيابة القاضي في إحدى المتصرفيات، فسار إلى مراد آباد سنة 1275 هـ، وصنف الرسائل في أسباب الثورة والخروج، واشتهر أمره في الهند، وظهر فضله بين أهلها عند الحكومة الإنكليزية، ثم صنف تفسير الإنجيل وسماه تبيين الكلام، ولكنه لم يتم، واجتهد فيه في تقريب دين الإسلام إلى دين النصارى، ثم نقل إلى غازيبور سنة 1279 هـ وأنشأ بها مجمعاً علمياً لنقل الكتب العلمية والتاريخية من اللغة الإفرنجية إلى لغلة أهل الند يسمونها أردو، وحرض أهل تلك البلدة من المسلمين والهنادك لإنشاء مدرسة إنكليزية، فأنشأوها وسموها وكلوريه اسكول على اسم ملكة إنكلترا، ثم نقل من غازيبور إلى عليكزه سنة 1281 هـ، فنقل معه ما كان للمجمع العلمي من الآلات والأدوات إلى عليكزه، وجمع الناس عليه، وجمع الإعانات له، وبنى بناء شامخاً لإدارته، فنقل أكثر الكتب المفيدة إلى أردو من العربية والإنكليزية، وأنشأ من تلك الرابطة العلمية صحيفة أسبوعية لإصلاح أهل الهند، ونقل من عليكزه إلى بلدة بنارس سنة 1284 هـ، وصنف كتاباً في حلة طعام أهل الكتاب والمؤاكلة معهم سنة 1285 هـ، وسافر مع ولديه حامد ومحمود إلى جزائر بريطانيا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1176 سنة 1286 هـ وأقام في العاصمة سنة وخمسة أشهر، زار في خلالها المراكز الثقافية والمجامع العلمية وبعض الجامعات الشهيرة والمصانع والمعامل الكبيرة، واطلع على المشاريع التعليمية والفنية، ولقي الأساتذة الكبار وأعيان الدولة، وقابل الملكة فكتوريا واحتفت به الدوائر الرسمية وصنف بها الخطبات الأحمدية في السيرة النبوية وشرح لعقيدة الإسلامية، ورد ما أورده السر وليم ميور على السيرة ومهاجمته للاسلام وصاحب رسالته، في كتابه الشهير حياة محمد ورجع إلى الهند سنة 1292 هـ، وأنشأ مجلة تهذيب الأخلاق. وفشا أمره في الناس، فكفره قوم من العلماء لأقاويل صدرت منه في المجلة وتبعه الآخرون، وشرع في تصنيف تفسير القرآن، واحتضن المدرسة التي أسسها المولوي سميع الله خان باتفاقه وتوجيهه للمسلمين بعلي كزه، أصبحت بعده بمدة الجامعة الإسلامية سنة 1292 هـ وسكن بتلك البلدة، وطلب من الحكومة أن يحال إلى المعاش، وأجيب إلى ذلك، فانتقل إلى عليكزه، ووهب لهذه المدرسة التي توسعت بعد حياته واشتهرت باسم جامعة عليكزه الإسلامية ذكاءه ونفوذه ومواهبه كلها، وانصرف إليها انصرافاً كلياً يرغب فيها جميع طبقات المسلمين، ويجمع لها التبرعات والإعانات بكل وسيلة وحيلة، ويحتار لها الأساتذة الماهرين من الإنجليز وغيرهم، ويبني لها البنايات العظيمة، ويقوم لتعريفها والدعوة إليها بالجولات في أنحاء الهند، ويقوم بالدعوة إلى التعليم العصري واقتباس الحضارة الغربية وعادات الغربيين، ويكتب ويؤلف ويشير على الحكومة بما يراه صالحاً لها وللمسلمين، ويشارك في تشريع بعض القوانين وتهذيبها، ويخطب في المجلس التشريعي. وأسس في سنة 1304 هـ المؤتمر التعليمي الإسلامي لمساعدة المسلمين في الاستفادة بالتعليم الحديث وتوجيههم، وعارض المؤتمر الوطني العام، ودعا المسلمين إلى التنحي عنه والعمل لوحدهم متمسكاً بقلة عددهم، وتخلفهم في مجال السياسة والثقافة، وقرب العهد بالثورة التي أثارت حولهم الشبهات، ومنحته الحكومة سنة 1306 هـ وساماً ممتازاً يسمى نجم الهند ولقبته ب كي. سي. ايس. آئي. ومنحته جامعة ايدمبرا الدكتوراه الفخرية في سنة 1307 هـ، ونشأ بينه وبين أعضاء المجلس التأسيسي للمدرسة خلاف في بعض القضايا الإدارية، وعارضه صديقه القديم، وعضده الأيمن في تأسيس المدرسة المولوي سميع الله خان في اختياره نجله القاضي سيد محمود سكرتيراً مساعداً لللجنة، فانفصل سميع الله وزملاؤه عن المجلس، واستقالوا عن العضوية، وكان لذلك الأثر العميق في نفس السيد أحمد خان وأعصابه، وتأثرت صحته، وحدث أن الكاتب الهندكي الذي كان يثق به السيد أحمد خان وجعله أمين الصندوق في الكلية تحققت عليه خيانة في مائة ألف وخمسة آلاف ربية بالتزوير، فكانت ضربة قاضية لم تحتملها أعصاب السيد أحمد خان وصحته، وتكدرت أيامه الأخيرة، ومات ابنه السيد حامد في سنة 1315 هـ، فانهارت صحته ولزم الصمت، واعتراه في غرة ذي القعدة 1315 هـ احتباس البول، وفي الرابع من ذي القعدة 1315 هـ أصابه الصداع الشديد والحمى، وفارق الحياة في الليل، ودفن بجوار مسجده الذي بناه في وسط الجامعة. كان السيد أحمد خان - رغماً عن المآخذ ومواضع النقد التي أشار إليها المؤلف - من الرجال العصاميين، الذين أثروا في عصرهم وجيلهم تأثيراً لم يعرف لغيره من معاصريه، وقد أثر في عقلية أبناء عصره ومن جاء بعدهم وفي السياسة والأدب والإنشاء وحركة التأليف، وتخرج في مدرسته الفكرية - على ما فيها من ضعف وانحراف - رجال قادوا الحركة الفكرية والسياسية في شبة القارة الهندية، كان قوي الشخصية، قوي النفوذ على أصحابه وجلسائه، عاملاً دؤباً، لا يتعب ولا يمل، وكان نشاطه كثير الجوانب، متنوع الأغراض، واسع النطاق، وكان على رقة في الدين وشذوذ في العقيدة شديد الحب للمسلمين، شديد التألم بما أصيبوا به، تواقاً إلى تقدمهم وسبقهم في مضمار العلم والمدنية والرفاهية، يستخدم لذلك كل وسيلة وحيلة، وكان رجلاً مرهف الحس، حاد الذهن، عصبياً، سريع الانفعال والقبول، كثير الاعتداد برأيه، كثير الاعتماد على غيره، إذا أعجب به ووثق، شديد الإجلال للحضارة الغربية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1177 كان أبيض اللون تغلب عليه الحمرة، واسع الجبين، كبير الهامة في غير عيب، وكان في أنفه قصر عن وجهه الكبير، كبير الأذنين، وكان في نحره غدة تغطيها لحيته الكبيرة، وكان جسيماً بديناً، وكان في قامته طول قد عدله سمن جسمه وضخامة بدنه، وكان قوي الأعضاء ضخم الكراديس، وكان يلبس لباس أهل وطنه قبل أن يسافر إلى انكلترا، وبقي بعد ذلك يلبس اللباس التركي، ويلبس الطربوش، وكان يعيش كالغربيين في بيت منعزل، ويأكل على طريقتهم. وأما مختاراته في المسائل الكلامية والعقائد الدينية، فمنها: إن الله سبحانه علة العلل لجميع الكائنات إنه عالم بجميع ما كان وما يكون، وعلمه هذا هو التقدير صفاته تعالى عين ذاته العقل يكفي في معرفة الله وفي التمييز بين الكفر والإسلام لا يقبل العدم ما كان يبقى من الموجودات بعد انعدام العوارض نوعية كانت أو شخصية لا ينتقض قانون الفطرة لأن أفعاله تعالى قانونه حسن الأشياء وقبحها عقلي الإنسان مجبور في فطرته وجبلته ومختار في قدرته إجماع الأمة ليس بحجة شريعة لا يجب على أحد تقليد أحد غير النبي المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم الإيمان تصديق بالقلب، فإن أذعن أحد بالشهادتين في القلب فهو مؤمن ولو تشابه بقوم في خصوصيات الدين وشعار الكفر كالزنار والصليب والأعياد أحكام الشريعة كلها مطابقة للفطرة النبوة ملكة راسخة فطرية من بابن تهذيب الأخلاق ملكة النبوة هي الناموس الأكبر، ويقال لها بلسان الشرع جبريل معجزات الأنبياء ليس من دلائل النبوة المعجزة ليست غير مطابقة للفطرة، ولكن خفيت على الناس أسبابها فظنوا أنها خارقة للعادة، الملائكة والشياطين ليست بأشخاص متحيزة بالذات المراد بالملائكة القوى الملكية، والمراد بالشياطين القوى البهيمية، فإنها موجودة في وجود الإنسان ليست خارجة عنهم القرآن ليس بمعجز في الفصاحة والبلاغة، لأنه ليس مما ألقى في قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظه، بل بمضمونه ومعناه، والمراد من قوله تعالى: " فاتوا بسورة من مثله" وقوله: " فاتوا بعشر سور مثله" التحدي في الهداية والتعليمات رؤية الله سبحانه لأحد منا لإنسان محال، لا يقبله العقل الجنة والنار غير موجودتين في الخارج، بل المراد تخييل الراحة والعذاب بقدر فهم الإنسان السماء هو بعد غير متناه يتصل بعضه ببعض، ولذلك أطلق عليه سبع سماوات، فهو ليس بأجرام فلكية، كما يزعمه الحكماء ليست في القرآن آية منسوخة، لا منسوخة التلاوة ولا منسوخة الحكم لا رق في الإسلام الطوفان في زمن نوح عليه السلام ما كان عاماً لسائر الأرض معراج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ما كان جسمانياً، وكذلك شق الصدر، فإنهما كان على طريق الرؤيا نحن مجبورون في اتباع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ في الأمور الدينية، مختارون في الأمور الدنيوية ما وقع التحريف اللفظي في الكتب السماوية الخلافة بعد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ما كانت خلافة النبوة يحل أكل الطيور التي خنقها النصارى وطبخوها للأكل، وله مختارات في المذهب غير ذلك، ذكرها ألطاف حسين في كتابه حياة جاويد. الشيخ أحمد بن محمد السورتي الشيخ الفاضل أحمد بن محمد بن هاشم اللونتي السامرودي السورتي أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد يوم الأربعاء لتسع خلون من جمادى الأولى سنة خمس وتسعين ومائتين بعد الألف، وقرأ العلم على والده ولازمه مدة، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي ثم رجع إلى بلدته وصرف عمره في الدرس والإفادة. مات يوم الأحد لسبع عشرة خلون من شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف. الشيخ أحمد بن نظام الحيدر آبادي الشيخ الفاضل أحمد بن نظام النائطي المدراسي ثم الحيدر آبادي، شمس العلماء أحمد عبد العزيز نواب عزيز جنك من الأفاضل المشهورين بمعرفة التاريخ والسير واللغة والحساب والشعر، ولد ونشأ ببلدة حيدر آباد، وقرأ العلم على المولوي شهاب الدين والمولوي وجيه الدين وعلى غيرهما من أساتذة دار الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1178 العلوم بحيدر آباد، وأخذ اللغة والشعر عن الشيخ محمد حسين المدراسي وحبيب الله النيلوري، ثم تقرب إلى ولاة الأمر وخدم الدولة الآصفية في دواوين الحساب والمالية ثمانياً وعشرين سنة، وصنف الكتب، منها منتخب المال وخزينة الحساب وعمدة القوانين وأعظم العطيات وشيرازه دفاتر - كلها في المالية والحساب - فنال الصلات والجوائز من صاحب الدكن، ولقب بعزيز جنك. ومن مصنفاته غير ما ذكرناها آصف اللغات في اللغة الفارسية، طبع منها إثنا عشر مجلداً حتى اليوم. مات يوم الجمعة في السابع عشر من ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف. القاضي أحمد الهزاروي الشيخ الفاضل القاضي أحمد بن فلان الحنفي الهزاروي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بهزاره، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على والده، ثم سافر إلى ديو بند وأخذ عن أساتذتها في المدرسة العالية، ثم رجع إلى بلاده وولي القضاء وحصل له القبول العظيم في بلاده، وهو اليوم مشتغل بالقضاء والتدريس. مات في السابع عشر من صفر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف، وله سبعون سنة، كما وجد بخط ولده الشيخ عبد السلام. السيد أحمد حسن الأمروهوي الشيخ العالم الفقيه أحمد بن حسن بن أكبر حسين الحسيني الحنفي الأمروهوي أحد العلماء المشهورين بسعة التقرير والتبحر في الكلام، ولد ونشأ ببلدة أمروهه، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى ديو بند ولازم الشيخ قاسم بن أسد علي النانوتوي وأخذ عنه، وأخذ عن غيره من العلماء أيضاً، وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، ثم أسند الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري والشيخ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي والشيخ الكبير عبد القيوم بن عبد الحي البكري البرهانوي، وسافر إلى الحجاز فحج وزار وأخذ الطريقة عن الشيخ إمداد الله التهانوي المهاجر إلى مكة المشرفة وأسند الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، ثم رجع إلى الهند وولي التدريس في المدرسة العربية ببلدة أمروهه. وكان حسن الصورة حلو الكلام، مليح الشمائل قوي العمل، كثير الدرس والإفادة، لقيته بأمروهه غير مرة، مات لليلة بقيت من ربيع الأول سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا أحمد حسن الطوكي الشيخ العالم الفقيه أحمد حسن بن غلام حسين بن سعد الله الأفغاني النجيب آبادي ثم الطوكي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة نجيب آباد وقرأ المختصرات على أبيه، ثم سافر إلى طوك وقرأ على المولوي عبيد الله خان والقاضي عبد العلي بن خليل الرحمن الرامبوري وتطبب عليه، وكان خطاطاً، له إكليل المدائح وجين كت. مات لتسع خلون من شوال سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة طوك، فدفن بها. السيد أحمد حسن النصير آبادي السيد الشريف أحمد حسن بن محمد بن يسين الحسني الحسيني النصير آبادي كان من ذرية الأمير الكبير بدر الملة المنير السيد قطب الدين محمد بن أحمد المدني المدفون بمدينة كزه. ولد ونشأ ببلدة نصير آباد، واشتغل بالعلم على عمه السيد خواجه أحمد بن يسين النصير آبادي وقرأ عليه جميع الكتب الدرسية، وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة طويلة، ثم درس وأفاد ببلدته زماناً، وفي آخر عمره سار إلى جاوره عند والده وولي خدمة. وكان عالماً بارعاً في الفقه والحديث والعربية، متعبداً مذكراً، زاهداً ناسكاً، له قدم راسخة في العفة والقناعة والتوكل والتقلل من الدنيا. مات لإثنتي عشرة خلون من شعبان سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة نصير آباد، فقبر عند عمه الشيخ الكبير مولانا خواجه أحمد النصير آبادي. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1179 مولانا أحمد حسن الكانبوري الشيخ الفاضل العلامة أحمد حسن الحنفي البطالوي ثم الكانبوري أحد العلماء المشهورين في كثرة الدرس والإفادة، تخرج عليه خلق لا يحصون كثرة. ولد ونشأ ببلدة بطاله من أعمال كورداس بور، وسافر للعلم فلازم المفتي لطف الله ببلدة عليكزه وتخرج عليه، وولي التدريس بمدرسة مظاهر العلوم في سهارنبور فدرس بها زماناً، ثم ولي بفيض عام في كانبور فسكن بها وتأهل وتدير ودرس بها مدة طويلة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأخذ الطريقة عن الشيخ إمداد الله التهانوي المهاجر إلى مكة المباركة، ثم رجع إلى الهند. وكان إماماً علامة، خيراً ديناً، ورعاً متواضعاً، وافر العقل، حسن الاخلاق، متخلقاً بجميع الصفات، جميل العشرة، كثير النصح والمحبة لأصحابه، ساكناً متجمعاً عن الناس، متعففاً عن التردد إلى بني الدنيا، قانعاً باليسير، طارحاً للتكلف، كثير الإنصاف والبشر لمن يقصده للأخذ عنه، مواظباً على الاشتغال، والإقبال على الإقراء، صبوراً، مديم التدريس من غير ملل ولا ضجر، وإني لا أعلم أحدا اشتغل بالتدريس كما اشتغل به هذا الحبر، كان يدرس الكتب الدقيقة في المنطق والحكمة والأصول والكلام ويباحث في المسائل العويصة من علوم متعددة زيادة على خمسة عشر درساً في كل يوم، وفي ذلك عرضت له البواسير، يهرق الدم الكثير وهو لا يتعطل عن التدريس، حتى غلب عليه الهزال، ومنعه الأطباء عن التدريس قاطبة، ولكنه ما ترك حتى توفي إلى رحمة الله سبحانه. له حاشية مبسوطة على شرح السلم لحمد الله، وتعليقات على المثنوي المعنوي، ورسالة في مبحث إمكان الكذب وامتناعه لله سبحانه، وأثبت بالدلائل الكلامية الامتناع. مات في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ببلدة كانبور. مولانا أحمد حسن الدهلوي الشيخ العالم المحدث أحمد حسن الدهلوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بمدينة دهلي وحفظ القرآن، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم شيخنا السيد نذير حسين المحدث وأخذ عنه، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند وخدم الدولة الآصفية بحيدر آباد وولي على ميدك سنة 1294 هـ وأقام بها مدة، ثم أحيل إلى المعاش ورجع إلى دهلي. وله مصنفات كثيرة ممتعة، منها أحسن التفاسير بالأردو في مجلدات كبار، وحاشية بسيطة على بلوغ المرام للعسقلاني، وتخريج مشكاة المصابيح، وكان مشغولاً في آخر عمره بتخريج أحاديث مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - رحمه الله ونفعنا ببركاته -. مات في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف. الحكيم أحمد حسين الإله آبادي الشيخ الفاضل أحمد حسين بن بدر الدين العثماني الحنفي الإله آبادي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بسيد سراوان قرية من أعمال إله آباد، واشتغل بالعلم على مولانا محمد حسن بن تفضل حسين العمري الإله آبادي، وقرأ عليه الفنون العربية وشيئاً من المنطق والحكمة، ثم سافر إلى كانبور وقرأ سائر الكتب الدرسية على العلامة أحمد حسن الكانبوري، ثم دخل لكهنؤ وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم حيدر حسين اللكهنوي، وسافر إلى كلكته فتطبب بها زماناً، ثم رجع إلى إله آباد واشتغل بالمداواة والتصنيف. وكان باهر الذكاء متوقد الذهن، اجتمعت به في أيام الطلب والتحصيل مدة، وله كتب في السير، منها كتاب في سيرة نور الدين محمود الزنكي، وكتاب في سيرة صلاح الدين الأيوبي، وله ترجمة تاريخ ابن خلدون المغربي. مات لسبع خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف. المفتي أحمد رضا خان البريلوي الشيخ العالم الفقيه أحمد رضا بن نقي علي بن الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1180 رضا علي الأفغاني الحنفي البريلوي المشهور بعبد المصطفى. ولد يوم الإثنين عاشر شوال سنة اثنتين وسبعين ومائتين بعد الألف ببلدة بريلي، واشتغل بالعلم على والده ولازمه مدة طويلة حتى برع في العلم وفاق أقرانه في كثير من الفنون لا سيما الفقه والأصول، وفرغ من تحصيله سنة ست وثمانين، وله أربع عشرة من عمره، وسافر للحج مع والده سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، ثم حج سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف. وأسند الحديث - في الحجة الأولى - عن السيد أحمد زيني دحلان الشافعي المكي والشيخ عبد الرحمن سراج مفتي الأحناف بمكة والشيخ حسين ابن صالح جمل الليل، وذاكر علماء الحجاز في بعض المسائل الفقهية والكلامية، وألف بعض الرسائل أثناء إقامته بالحرمين، وأجاب عن بعض المسائل التي عرضت على علماء الحرمين، وأعجبوا بغزارة علمه وسعة اطلاعه على المتون الفقهية والمسائل الخلافية وسرعة تحريره وذكائه. ورجع إلى الهند وأكب على التأليف وتحرير المسائل والرد على مخالفيه والإفتاء، وكان قد أخذ الطريقة عن السيد آل رسول الحسيني المارهروي ونال الإجازة منه. كان متشدداً في المسائل الفقهية والكلامية، متوسعاً مسارعاً في التكفير، قد حمل لواء التكفير والتفريق في الديار الهندية في العصر الأخير وتولى كبره وأصبح زعيم هذه الطائفة تنتصر له وتنتسب إليه وتحتج بأقواله، وكان لا يتسامح ولا يسمح بتأويل في كفر ومن لا يوافقه على عقيدته وتحقيقه أو من يرى فيه انحرافاً عن مسلكه ومسلك آبائه، شديد المعارضة، دائم التعقب لكل حركة إصلاحية، انعقدت حفلة مدرسة فيض عام سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف في كانفور، وحضرها أكثر العلماء النابهين، وهي الحفلة التي تأسست فيها ندوة العلماء، ومن أكبر أغراضها توحيد كلمة المسلمين وإصلاح ذات البين بين علماء الطوائف وإصلاح التعليم الديني، وحضرها المفتي أحمد رضا المترجم، وخرج منها وقد قرر محاربة هذه الجمعية، فأصدر صحيفة أسماها التحفة الحنفية لمعارضة ندوة العلماء، وألف نحو مائة رسالة وكتاب في الرد عليها، وأخذ فتاوي العلماء في أنحاء الهند، وتوقيعاتهم في تكفير علماء الندوة، وجمعها في كتاب سماه إلجام ألسنة لأهل الفتنة وأخذ على ذلك توثيق علماء الحرمين، ونشره في مجموعة، سماها فتاوي الحرمين برجف ندوة المين في سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف. ثم انصرف إلى تكفير علماء ديو بند، كالإمام محمد قاسم النانوتوي والعلامة رشيد أحمد الكنكوهي والشيخ خليل أحمد السهارنفوري ومولانا أشرف علي التهانوي ومن والاهم، ونسب إليهم عقائد، هم منها برآؤ، ونص على كفرهم وأخذ على ذلك توثيقات علماء الحرمين الذين لا يعرفون الحقيقة، ونشرها في مجموعة سماها حسام الحرمين على منحر أهل الكفر والمين قال فيها من شك في كفرهم وعذابهم فقد كفر واشتغل بهذا الرد والنقض والمحاربة والمعارضة لا تأخذه في ذلك هوادة ولا يعتريه وهن، حتى أصبح التكفير شغل الناس الشاغل، وكانت مضاربات ومحاكمات وفتن ومشاغبات. وكان يعتقد بأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يعلم الغيب علماً كلياً، فكان يعلم منذ بدء الخليقة إلى قيام الساعة بل إلى الدخول في الجنة والنار جميع الكليات والجزئيات، لا تشذ عن علمه شاذة، ولا تخرج من إحاطته ذرة، وكان يعبر عنه بقوله علم ما كان وما يكون وقد صنف في هذا الموضوع عدة رسائل منها رسالة سماها إنباء المصطفى ورسالة أخرى باسم خالص الاعتقاد وله رسالة في هذا المعنى بالعربية سماها الدولة المكية وعلق عليها حاشية زادت عليها أضعافاً مضاعفة وسماها الفيوض الملكية، وكان ينتصر للرسوم والبدع الشائعة وقد ألف فيها رسائل مستقلة، وألف رسائل في الاستمداد والاستعانة بأولياء الله وأهل القبور، وكان مع ذلك يرى حرمة سجدة التحية وألف فيها رسالة سماها الزبدة الزكية لتحريم سجود التحية وهي رسالة جامعة تدل على غزارة علمه وقوة استدلاله، وكذلك كان ينتصر للأعياد التي تقوم على القبور ويسميها أهل الهند الأعراس ومع ذلك يحرم الغناء بالمزامير، ويحرم صنع الضرائح منسوبة إلى الحسين - عليه وعلى آبائه السلام -، التي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1181 يصنعها أهل الهند بالقرطاس ويسمونها تعزية. كان عالماً متبحراً، كثير المطالعة واسع الاطلاع، له قلم سيال وفكر حافل في التأليف، تبلغ مؤلفاته ورسائله على رواية بعض مترجميه إلى خمسمائة مؤلف، أكبرها الفتاوي الرضوية في مجلدات كثيرة ضخمة، كان قوي الجدل، شديد المعارضة، شديد الإعجاب بنفسه وعلمه، قليل الاعتراف بمعاصريه ومخالفيه، شديد العناد والتمسك برأيه، يندر نظيره في عصره في الاطلاع على الفقه الحنفي وجزئياته، يشهد بذلك مجموع فتاواه وكتابه كفل الفقيه الفاهم في أحكام قرطاس الدراهم الذي ألفه في مكة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف، وكان راسخاً طويل الباع في العلوم الرياضية والهيئة والنجوم والتوقيت، ملماً بالرمل والجفر، مشاركاً في أكثر العلوم، قليل البضاعة في الحديث والتفسير، يغلو كثير من الناس في شأنه فيعتقدون أنه كان مجدداً للمائة الرابعة عشر. مات لخمس بقين من صفر سنة أربعين وثلاثمائة وألف. مولانا أحمد علي الجونبوري الشيخ العالم الصالح أحمد علي بن كرامة علي الصديقي الجونبوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بجونبور، وتفقه على والده وأخذ عنه الطريقة، وقرأ العلم على الشيخ عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي، وعلى غيره من العلماء، وتولى الشياخة بعد ما توفي والده في بنكاله، وسكن بجانكام، وكان يعتزل في البحر على سفينة، ورزق من حسن القبول في تلك البلاد ما لم يرزق أحد من المشايخ. وكان شيخاً متورعاً متواضعاً، حليماً جواداًن كثير العزلة كبير المنزلة، يسأل فيهب كل ما يرزق حتى يهب ثيابه وفرش بيته، ويأتيه من التحف والهدايا ما لا يحصى بحد وعد فيفرق كل ذلك، ولا يدخر شيئاً من النذور والفتوحات ولو كانت مآت وألوفاً، وسافر إلى الحجاز للحج والزيارة فصرف في ذلك السفر على ما قيل أربعين ألفاً من النقود الفضية الإنكليزية. مات سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف بجانكام فدفن بها. السيد أحمد على الطوكي الشيخ العالم الصالح أحمد علي بن محمد علي الحسيني الرامبوري ثم الطوكي أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر والتاريخ والطب، ولد ونشأ في مهد العلم وقرأ على عمه العلامة حيدر علي الطوكي، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ عن المفتي صدر الدين الحنفي الدهلوي، ثم عاد إلى بلدة طوك وتطبب على عمه المذكور. وكان مداعباً مزاحاً، حلو المنطق، حسن المحاضرة، مليح الشمائل متين الديانة، له ترجمة تاريخ الواقدي في ثلاثة مجلدات، وترجمة تزك جهانكيري في مجلد، وله غير ذلك من الكتب. مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة طوك. السيد أحمد علي الكانبوري السيد الشريف أحمد علي بن محمد علي الحنفي الكانبوري كان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد في سنة سبع وتسعين ومائتين وألف ونشأ بكانبور، واشتغل بالعلم من صباه، وقرأ على المولوي غلام حسين والعلامة أحمد حسين الكانبوري وعلى غيرهما من العلماء، ثم سافر إلى مراد آباد وقرأ الصحاح والسنن على مولانا عبد الكريم، ولازمه مدة وأخذ عنه. وكان باهر الذكاء، قوي الإدراك سريع الحفظ، وله من محاسن الأخلاق ومكارم الصفات ما ليس لغيره مع عقل رصين ودين متين، واشتغال بخاصة النفس، وتفويض للأمور، وزهد وعفاف، وعزة نفس، وهو من بيت معمور بالآداب والعلوم، وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله تعالى، سافر إلى الحجاز صحبة والده فحج وزار، ورجع إلى الهند. ومات في رمضان يوم الجمعة وهو يصلي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف. المولوي أحمد علي الفتحبوري الشيخ الفاضل أحمد علي بن أمجد علي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1182 الفتحبوري أحد العلماء المدرسين، ولد في ربيع الثاني سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف بفتحبور قرية جامعة من أعمال باره بنكي، وقرأ المختصرات على المولوي عابد حسين الفتحبوري وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى كانبور ودخل بجامع العلوم المدرسة الكبيرة بها، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا أشرف علي بن عبد الحق التهانوي ولازمه مدة من الزمان، ثم ولي التدريس بتلك المدرسة ودرس بها زماناً. وكان من أوائل من أجازهم الشيخ أشرف علي التهانوي، وكانت له مناسبة تامة بالفقه، يدل على ذلك الأجزاء الخمسة الأولى من كتاب بهشتي زيور الذي تلقى بالقبول وانتشر انتشاراً عظيماً في بلاد الهند. مات في عشرين من ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وثلاث مائة وألف قبل شيخه مولانا أشرفي علي التهانوي. القاضي أحمد الله السورتي الشيخ الفاضل أحمد الله بن رحمة الله الحسيني اللاجبوري السورتي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بسورت، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم ولي القضاء بقرية بارجول من أعمال سورت، وكان شاعراً بليغاً، مجيد الشعر. مات لتسع خلون من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثمائة وألف. مولانا أحمد الله الدهلوي الشيخ العالم الصالح أحمد الله الدهلوي أحد الأفاضل الصلحاء، قرأ الكتب الدرسية على العلامة محمد بشير السهسواني وتخرج عليه، ثم أخذ الحديث عن شيخنا حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني وعن غيره من المحدثين، ثم ولي التدريس بدهلي في مدرسة عليجان - بالجيم. الحكيم أحد الدين اللاهوري الشيخ الفاضل أحمد الدين بن علاء الدين الحنفي اللاهوري أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بلاهور، وقرأ العلم على مولانا غلام محمد البكوي والشيخ فيض الحسن السهارنبوري وعلى غيرهما من العلماء، وقرأ الكتب الطبية على والده وتطبب عليه مدة، ثم تصدر للتدريس والمداواة. وله مصنفات عديدة، أشهرها كاشف الرموز، وهو شرح الموجز بالفارسي. مولانا أحمد كل الهزاروي الشيخ العالم الصالح المعمر أحمد كل الحنفي الهزاروي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشا بهزاره - بفتح الهاء - واشتغل بالعلم من صباه وتفقه على مشايخ عصره، حتى نبغ في العلم وصار المرجع والمقصد في الفقه الحنفي، واشتغل بالتدريس ستين سنة وقد جاوز مائة وسبع عشرة سنة، ولكنه كان مع كبر سنه لا يحتاج إلى المنظرة، وله الوجاهة العظيمة عند الأفاغنة، وتذكر له كشوف وكرامات. مولانا إدريس النكرامي الشيخ العالم الصالح إدريس بن عبد العلي الحنفي النكرامي أحد الفقهاء المتورعين، ولد بنكرام يوم الإثنين الرابع عشر من شوال سنة خمس وسبعين ومائتين بعد الألف، وقرأ العلم على والده وتفقه عليه، ثم دخل لكهنؤ وقرأ مسلم الثبوت في أصول الفقه على مولانا عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الحق بن محمد مير الدهلوي والشيخ عبد الرحمن ابن محمد الباتي بتي المحدث وشيخنا الإمام فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، وأخذ الطريقة عن أبيه وعن الشيخ فضل الرحمن المذكور وعن خالي المرحوم عبد السلام بن أبي القاسم الحسيني الواسطي وعن غيره من المشايخ، وتولى الشياخة بعد أبيه. وكان صالحاً متورعاً، متين الديانة، حسن الأخلاق، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1183 لطيف المعاشرة مع اشتغال بخاصة النفس، وتفويض للأمور، وعفاف وعزة نفس، يدرس ويذكر. وله مصنفات كثيرة، منها تحفة النبلاء في آداب الخلاء، والقول الموطا في تحقيق الصلاة الوسطى، ومواهب القدوس في أحكام الجلوس، والتعليق النقي على رسالة الشيخ علي المتقي، وتحفة الحبيب في تحقيق الصلاة والكلام بين يدي الخطيب، والعون لمن نفى إيمان فرعون، والتحقيق المبين في مجددي المائتين، والكلام المسدد في رواة موطا محمد، وتحصيل المرام بتبويب مسند الإمام، والأربعين من مرويات نعمان سيد المجتهدين، ونفحة الشمائم لأهل العمائم، والبرهان على حكم تقييل الإبهامين عند الأذان، والدرة الزكية في تأييد مذهب الحنفية، وتطييب الإخوان بذكر علماء الزمان، وله غير ذلك من الرسائل. مات في عاشر رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف بنكرام. مولانا إرشاد حسين الرامبوري الشيخ العالم الفقيه إرشاد حسين بن أحمد حسين بن محي الدين بن فيض أحمد ابن كمال الدين بن درويش أحمد بن زين بن يحيى بن أحمد العمري السرهندي ثم الرامبوري أحد العلماء المشهورين في الهند، كان من نسل الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي إمام الطريقة المجددية. ولد ونشأ ببلدة رامبور، وقرأ على ملا نواب بن سعد الله الأفغاني المهاجر إلى مكة المباركة ولازمه مدة طويلة حتى برع وفاق أقرانه في المعقول والمنقول، ثم سافر إلى دهلي ولازم الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد المجددي الدهلوي وأخذ الطريقة عنه وأسند الحديث، ثم رجع إلى رامبور وعكف على الدرس والإفادة والإرشاد والتلقين، وانتهت إليه الفتيا ورئاسة المذهب الحنفي برامبور، وحصل له القبول العظيم والمنزلة الجسيمة عند صاحبها كلب علي خان الرامبوري، كان يحترمه ويتلقى إشاراته بالقبول. وله مصنفات عديدة، منها انتصار الحق في الرد على معيار الحق، للمحدث الدهلوي. مات يوم الإثنين منتصف جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف برامبور. الشيخ إسحاق بن إبراهيم القنوجي الشيخ العالم الفقيه إسحاق بن إبراهيم الحنفي القنوجي أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، ولد ونشأ بقنوج، وقرأ العلم على أساتذة المدرسة العربية بديوبند وتخرج عليهم، ثم سافر إلى بهوبال وتقرب إلى نواب صديق حسن القنوجي، فجعله عاملاً في قطعة من أقطاع بهوبال. له قصائد في مدحه وفي مدح صاحبته نواب شاه جهان بكيم، ومن شعره قوله: بشرى ففردوس النشاط قد أزهرا واهتز عنقود المنى فتنورا والأرض كالأطلال مخصبة خضرة فإذا تشمس عاد يوماً مقمرا ما أطيب الأحياء أزكى ما زهت يا للشباب يشق أعراق الثرى وكأن آفاق السماء عشية محمرة في عكس ورد أحمرا وترى الشقيق حبابة محمرة مقلبوة بثت ببحر أخضرا والبيض لو قلبت ظهور قبيعها درر فرائد في الزمرد نشرا وكأن عاجلة المسرة أثرت إن الثريا كالأقاح تكشرا أبت الثمار غصونه فمججنها وكذا الأويرق والمعادن أثمرا سال النضار على الجداول حقبة لا بد للأشجار أن تنتضرا سيقانها مصفرة فكأنما ذهب سبيك قد نما فتشجرا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1184 هذي الرياض وما ذكرت كأنها وجه الحبيب برائقً وزواهرا ما للحدائق أخرجت أثقالها تشكو طلاها الياسمين وعبهرا ماذا السؤال عن الرياض تضوعت أو ما ترى جو السماء معطرا يا صاحبي لا باس إن لم تطلع أن تلك إلا عن حديق لن ترى روض الكواعب كلها روض المنى روض الغواني اللابسات غدائرا الفاترات المحدقات كحيلة الناعمات الرافلات تبخترا الحاجبات وجوههن مدللاً والمبديات من الجمال مشاعرا والفاحم الوجف الأثيث كمدجن متساحم قد غم روضا أزهرا وكأنه شمس ضممت وراءها مخروط ظل الأرض فهو كما ترى فهي الليالي لو تراه مدبرا وهو النهار أو الذكاء منورا تعس الجوى مستأصلاً بالي وقد أفنى الهوى مهجاً فمالي لا أرى ومع الحزين من الكآبة إذ جرى يعتل ما يلهي الطبيب فلو درى همل الدموع كنظم در هالك شوقاً لنظم مياسم نفعت الكرى إلى غير ذلك من الأبيات. السيد إسحاق بن قاسم المدراسي الشيخ الفاضل إسحاق بن قاسم المدراسي كان سبط الشيخ محمد غوث الشافعي النائطي، ولد سنة ثلاثين ومائتين بعد الألف، وأخذ عن خاله الشيخ صبغة الله بن محمد غوث وعن القاضي ارتضا علي خان العمري الكوباموي، وكان مفرط الذكاء متين الديانة كبير الشأن، أخذ عنه غير واحد من العلماء. وكان معدوداً في الشعراء، لقبه أمير بلدته طرازش خان بهادر، وله أبيات رائقة بالفارسية. مات يوم السبت لثلاث ليال بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف. الشيخ إسحاق بن لطيف الهدى البردواني الشيخ العالم الفقيه إسحاق بن لطيف الهدى الحنفي الكيتهني البردواني أحد العلماء المشهورين، ولد بكيتهن - بفتح الكاف وسكون التحتية وفتح الفوقية بعدها هاء - مختفية ونون - قرية من أعمال بردوان من أرض بنكاله. ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات على أساتذة بلاده، ثم دخل آره وقرأ على المولوي محمد حنيف الآروين، ثم سار إلى كانبور وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا عبد الغفار اللكهنوي والمولوي أشرف علي التهانوي، ثم ولي التدريس بالمدرسة العالية بكلكته، ومنحته الحكومة لقب شمس العلماء، ثم رقى إلى درجة المعلم في مدرسة حكومية في ذهاكه وأحيل إلى المعاش وعين معلماً في قسم الإسلاميات في جامعة ذهاكه. مات في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف في كلكته في حادثة اصطدام وقد جاء في زيارة: لوطنه، فنقلت جثته إلى قريته كيتهن ودفن بها. الشيخ إسحاق بن أبيه الرامبوري الشيخ الفاضل إسحاق بن أبيه الرامبوري ثم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ ببلدة رامبور وقرأ العلم على مولانا أمير أحمد ووالده العلامة أمير حسن السهسواني ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا المحدث نذير الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1185 حسين الدهلوي، وتصدر للتدريس ببلدة دهلي، أخذ عنه فقير الله البنكلوري، وخلق كثير. الشيخ أسد الحق الخير آبادي الشيخ الفاضل أسد الحق بن عبد الحق بن فضل حق بن فضل إمام العمري الخير آبادي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة، حتى برع وفاق أقرانه في العلوم الحكمية، وولي التدريس بالمدرسة العالية برامبور، فدرس وأفاد بها زماناً، ومات في شبابه لسبع خلون من ربيع الثاني سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف برامبور. مولوي أسد الله الموي الشيخ الفاضل أسد الله بن لعل محمد الحنفي الموي الأعظم كدهي أحد العلماء الماهرين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بمئو، وقرأ المختصرات على صنوه الحكيم عبد الله، ثم سافر إلى مرزا بور وقرأ كبار الكتب على مولانا معين الدين الحسيني الكروي، ثم رجع إلى بلدته ولازم أخاه وأخذ عنه الصناعة الطبية، ثم رجع إلى مرزابور، واشتغل بالتدريس والمداواة. مات في سنة أربعين وثلاثمائة وألف. مولوي أسد الله السندي الشيخ الفاضل أسد الله بن الله بخش الحنفي السندي أحد العلماء المشهورين ببلاده، ولد في سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بقرية نكهر بالتاء العجمية من أعمال حيدر آباد السند، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على المولوي محمد حسن السندي بمدرسة العلوم في حيدر آباد، ثم سافر إلى ديوبند وقرأ على مولنا السيد أحمد الدهلوي، والمولوي محمود الديوبندي وعلى غيرهما من العلماء، ثم حفظ القرآن الكريم. له مصنفات، منها جنة النعيم في استخراج لغات القرآن الكريم، وتحفية الحذاق في ترجمة الترياق، ورسائل في التجويد وغيره. المفتي إسماعيل بن إبراهيم البنارسي الشيخ العالم الفقيه المفتي إسماعيل بن إبراهيم بن عمر الحنفي البنارسي أحد الفقهاء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد بمدينة بنارس سنة سبع عشرة ولازمه ملازمة طويلة، وأخذ الطب عن الحكيم محمد علي الأصم اللكهنوي، وولي الإفتاء بلكهنؤ بعد أبيه، واستقل به نحو ثلاثين سنة، ثم رجع إلى بنارس، واعتزل بها عن الناس، له مصنفات عديدة في الكلام. مولانا إسماعيل بن عبد الجليل الكوئلي الشيخ الفاضل العلامة إسماعيل بن عبد الجليل الإسرائيلي الكوئلي أحد العلماء المشهورين، ولد ببلدة كوئل التي يسمونها اليوم عليكزه سنة ثلاث وستين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات على المرحوم أحمد حسن وكان من تلامذة والده، ثم لازم الشيخ فيض الحسن السهارنبوري وأخذ عنه، وجد في البحث والاشتغال حتى فاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، ثم قرأ الصحاح والسنن على مولانا قاسم النانوتوي، وتصدر للتدريس. وكان يعمل بنصوص الحديث والقرآن ولا يقلد أحداً وينشد - ع إني أحب الحسن حيث وجدته للحق في وجه الملاح مواقع له مصنفات جليلة، أشهرها القول الصريح في تكذيب مثيل المسيح، والقول الصواب في المولد والقيام. توفي لثلاث بقين من شوال سنة إحدى عشرة وعشرة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1186 وثلاثمائة وألف ببلدة كوئل. الشيخ إسماعيل الرانديري الشيخ العالم الصالح إسماعيل بن حافظ محمد بن حافظ الصالح الحنفي الرانديري أحد العلماء العاملين، ولد ونشأ براندير، وقرأ المختصرات على أهل بلدته، ثم سافر إلى بهوبال وقرأ الكتب الدرسية على المولوي بديع الزمان اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم قرأ الصحاح والسنن على شيخنا العلامة حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني ولازمه مدة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأخذ القراءة والتجويد عن الشيخ محمد الدمياطي، ثم رجع إلى راندير وولي الخطابة بها في الجامع الكبير. وكان صالحاً، فاضلاً، متورعاً، متين الديانة، حسن الأخلاق، لطيف المعاشرة مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة والتوكل والعفاف والصدق. مات في السابع عشر من ربيع الأول سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف براندير. السيد أشرف الشمسي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل أشرف بن علي بن أشرف الحسيني الشمسي المهدوي الحيدر آبادي أحد الأدباء المشهورين، ولد بحيدر آباد سنة ثمانين ومائتين بعد الألف، وقرأ المنطق والحكمة والأصول والكلام وغيرها على مولانا عباس الجرياكوتي ومولانا عبد الصمد القندهاري، ولازمهما مدة من الزمان حتى برز في الفضائل العلمية لا سيما الكلام والشعر، ومن قوله: تعودت دهراً بالعباد الكرائب فأعيى فؤادي ازدحام المصائب ولو صار عظمى في الرزايات إثمدا توطنت يوماً في عيون الحبائب وهو من طائفة المهدوية، يعتقد بأن السيد محمد بن يوسف الجونبوري كان مهدياً. مولانا أشرف علي الصادقبوري الشيخ الفاضل أشرف علي بن أحمد الله بن إلهي بخش بن هداية علي الجعفري الصادقبوري العظيم آبادي كان من العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد ونشأ بعظيم آباد، وقرأ المختصرات على أبيه، ثم لازم صنوه عبد الحميد وأخذ عنه، ثم صحب عمه الشيخ فياض علي وسافر معه إلى أفغانستان ولبث بها برهة من الدهر، ثم عاد ودخل لكهنؤ وقرأ العلوم الحكمية على من بها من العلماء، ثم توجه إلى العلوم الغربية وجد في البحث والاشتغال ببلدة كلكته ونال الفضيلة التامة من كليتها، وولي التدريس ببلدة بهاولبور ثم جوناكده، ثم ولي النظارة والتدريس في المدرسة الإنكليزية ببلدة بانده، ولقبته الحكومة شمس العلماء، وكان صالحاً ديناً حسن العقيدة. مات لليلتين خلتا من شوال سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا أشرف علي التهانوي الشيخ العالم الفقيه أشرف علي بن عبد الحق الحنفي التهانوي الواعظ المعروف بالفضل والأثر. ولد بتهانه قرية من أعمال مظفر نكر لخمس خلون من ربيع الآخر سنة ثمانين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات على مولانا فتح محمد التهانوي والمولوي منفعت علي الديوبندي، وقرأ أكثر كتب المنطق والحكمة وبعض الفقه والأصول على مولانا محمود حسن الديوبندي المحدث، وأكثر كتب الفقه والأصول وبعض الحديث على مولانا محمود، والفنون الرياضية والمواريث على شيخنا السيد أحمد الدهلوي، والحديث والتفسير على مولانا يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، كلها في المدرسة العالية بديوبند. ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأخذ الطريقة عن الشيخ الكبير إمداد الله التهانوي المهاجر إلى مكة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1187 المباركة، وصحبه زماناً ثم رجع إلى الهند ودرس مدة طويلة في مدرسة جامع العلوم بكانبور مع اشتغاله بالأذكار والأشغال، حتى غلبت عليه الحالة فترك التدريس وسافر إلى أقطار الهند وراح إلى الحجاز مرة ثانية وصحب شيخه مدة، ثم عاد إلى الهند وأقام بموطنه في آخر صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف، فلم يغادره إلا نادراً للتداوي أو لاضطرار، وصار مرجعاً في التربية والإرشاد وإصلاح النفوس وتهذيب الأخلاق، تشد إليه الرحال ويقصده الراغبون في ذلك من أقاصي البلاد وأدانيها، وانتهت إليه الرياسة في تربية المريدين وإرشاد الطالبين، والإطلاع على غوائل النفوس ومداخل الشيطان، ومعالجة الأدواء الباطنة والأسقام النفسية، وهو ملتزم لمكانه، يقصد ولا يقصد، ويؤتى ولا يأتي، وللإقامة في زاويته والاستفادة من مجالسه قيود والتزامات، يحتملها الطالبون، لا يلتزم ضيافة القاصدين شأن الزوايا، بل يقومون بذلك بأنفسهم، ويخص بعض الفضلاء وخاصة الزائرين بالضيافة، ومع ذلك يؤمه الطالبون من أنحاء بعيدة، ويتحملون نفقاتهم. وكان أوقاته مضبوطة منظمة، لا يخل بها ولا يستثنى فيها إلا في حالات اضطرارية، وكان إذا انصرف من صلاة الصبح اشتغل بذات نفسه، عاكفاً على الكتابة والتأليف منفرداً عن الناس، لا يطمع فيه طامع إلى أن يتغدى ويقيل ويصلي الظهر، فإذا صلى الظهر جلس للناس يكتب الردود على الرسائل، ويقرأ بعضها للناس ويتحدث إليهم، ويؤنسهم بنكته ولطائفه، وكان حديه نزهة للأذهان، وفاكهة للجلساء، بحيث لا يملون ولا يضيقون، ويكتب بعض الحجب والتعويذات، فإذا صلى العصر انفرد عن الناس واشتغل بشؤون بيته إلى أن يصلي العشاء، فلا يطمع فيه طامع. وقد كان من كبار العلماء الربانيين الذين نفع الله بمواعظهم ومؤلفاتهم، وقد بلغ عدد مجالس وعظه التي دونت في الرسائل وجمعت في المجاميع إلى أربعمائة مجلس، وقد كان نفع كتبه ومجالس وعظه عظيماً في إصلاح العقيدة والعمل، واستفاد منها ألوف من المسلمين، ورفض عدد لا يحصيه إلا الله العادات والتقاليد الجاهلية والرسوم والبدع التي دخلت في حياة المسلمين وفي بيوتهم وأفراحهم وأحزانهم بسبب الاختلاط الطويل بالكفار وأهل البدع والأهواء، وقد كان له فضل كبير في تيسير الطريقة وتقريبها، وتنقيح الغايات من الوسائل، واللباب من القشور والزوائد. كانت له اليد الطولى في المعارف الإلهية، ومهارة جيدة في التصنيف والتذكير، ورزق من حسن القبول ما لم يرزق غيره من العلماء والمشايخ في العصر الحاضر، قرأت عليه شطراً من أصول الشاشي وجزءاً، من شرح الكافية للجامي، وبعضاً من شرح الشمسية للرازي. وله مصنفات كثيرة ممتعة ما بين صغير وكبير وجزء لطيف ومجلدات ضخمة، أحصاها بعض أصحابه فبلغت إلى نحو ثمانمائة، منها نحو اثنى عشر كتاباً بالعربية، منها أنوار الوجود في أطوار الشهود، والتجلي العظيم في أحسن تقويم، وسبق الغايات في نسق الآيات، وغيرها، ومن مصنفاته في غير العربية الإكسير في ترجمة التنوير، والتأديب لمن ليس له في العلم والأدب نصيب، وتحذير الإخوان عن تزوير الشيطان، والقول البديع في اشتراط المصر للتجميع، والقول الفاصل بين الحق والباطل، وتنشيط الطبع في إجراء القراءات السبع، وبيان القرآن في الترجمة والتفسير في ثلاثين جزءاً، والتكشف عن مهمات التصوف، وتربية السالك وتنجية الهالك، وحياة المسلمين وتعليم الدين، والبوادر والنوادر، وإصلاح الرسوم، ومجاميع كثيرة لمجالسه وكلامه ولمواعظه، وقد كان لكتابه بهشتي زيور الذي ألفه أصلا لتعليم البنات وضمنه المسائل الفقهية التي تشتد إليها الحاجة رواج وذيوع قلما بلغهما كتاب آخر من الكتب الدينية في هذا العصر، وطبع مراراً كثيرة يصعب إحصاؤها. وكان مشكلاً منور الشبيه، أبيض مشرب الحمرة ربعة من الرجال، حسن الثياب في غير إسراف وتجمل، حلو المنطق، لطيف العشرة، فيه دعابة مع مهابة ووقار وسكينة ورزانة، كثير المحفوظ، حسن الاستشهاد بالأبيات، كثير الإنشاد لأشعار المثنوي لمولانا جلال الدين الرومي في المواعظ والمجالس في محالها، شديد العناية كثير الحسبة على أداء الحقوق إلى أصحابها وإصلاح المعاملات مع الناس، لا يحتمل الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1188 في ذلك تساهلاً وتغافلاً. توفي إلى رحمة الله تعالى لست عشرة خلون من رجب سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وألف وقد بلغ من العمر اثنتين وثمانين سنة، ودفن في تهانه بهون. مولانا أشرف علي السلطانبوري الشيخ العالم الصالح أشرف علي بن عبد الغفور الحنفي السلطانبوري أحد العلماء العاملين، ولد يوم الأحد لسبع خلون من رمضان سنة ثمان وستين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على والده والحكيم صادق علي والمولوي رحمة الله في بلدة كبورتهله وسافر إلى دهلي سنة إحدى وتسعين وأقام بها إلى سنة ثلاث وتسعين، وقرأ في هذه المدة بعض الكتب على المفتي عبد الله الطوكي والكتب الطبية على الحكيم عبد المجيد بن محمود الدهلوي، ثم سافر إلى سهارنبور، وقرأ الفقه والأصول على المولوي أحمد سحن الكانبوري ومولانا محمد مظهر النانوتوي والحديث على الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، ثم دخل كنكوه وأخذ الطريقة عن الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي المحدث، واشتغل بالتدريس والتصنيف. له عناية تامة بالمناظرة، ومن مصنفاته تنبيه المغرور في الرد على القادياني، ورسالة في الرد على الشيعة، ورسالة في تحقيق السيادة، ورسالة في شمائل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. السيد أشفاق حسين البريلوي السيد الفاضل أشفاق حسين بن بشير الدين بن محمد أرزاني الحسيني النقوي السهسواني ثم البريلوي أحد العلماء الصالحين. ولد ونشأ بسهسوان، وقرأ العلم على الشيخ فضل رسول العثماني البدايوني، ثم تطبب على الحكيم إمام الدين الدهلوي، وتقرب إلى ولاة الأمر وخدم الحكومة الإنكليزية مدة من الزمان، وناب الحكم في قطر من أقطار جبلبور، وأحيل إلى المعاش، وكان بارعاً في كثير من العلوم والفنون، مداعباً مزاحاً حلو المنطق، مليح الشمائل، حسن المعاشرة، بليغ العبارة، كان يحفظ جملة من الأدبيات، ويسرد ذلك على محالها سرداً حسناً، وكان حريصاً على طلب العلم وجمع الكتب، يشتغل بمطالعتها، ويستخدم العلماء ويحسن إليهم بالقرى ورواتب شهرية، فيذاكرهم في العلوم ويدرس بحضورهم، لقيته ببلدة بريلي، وكان بين الستين والسبعين من العمر، فوجدته تذكاراً للسلف، حسن الصحبة والمعاشرة، طلق الوجه ذا بشاشة للناس، يدرس في الجلالين، ويحضر في دروسه مولانا هداية علي البريلوي وكان من يوظفه. مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف. مولانا أصغر حسين الفرخ آبادي الشيخ الفاضل العلامة أصغر حسين بن غلام غوث الحنفي الفرخ آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد في الثالث عشر من محرم سنة خمس وثلاثين ومائتين بعد الألف، وقرأ العلم على مولانا سراج الدين المراد آبادي والشيخ مردان علي البدايوني وعلى غيرهما من العلماء، ثم تطبب وصار أوحد عصره في العلوم الحكمية والفنون الأدبية، وتهافت عليه المحصلون من أقطار بعيدة، فدرس وأفاد مدة طويلة ببلدته، ثم سافر إلى بهلوبال ونال الحظ والقبول من صاحبها نواب صديق حسن القنوجي وكان من تلامذته، قرأ عليه في بداية حاله بعض الكب الدرسية، فجعله رئيس الأطباء ثم حاكم المرافعة، فأقام بها مدة ثم حدثت بينهما المنافرة فعزله الأمير المذكور، فرجع إلى بيته واشتغل بالتدريس والتصنيف، له مصنفات كثيرة ممتعة. مات في سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة فتح كده. السيد إعجاز أحمد السهسواني الشيخ الفاضل إعجاز أحمد بن عبد الباري بن سراج أحمد الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء الصالحين، ولد في سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على الحكيم محمود عالم بن إلهي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1189 بخش السهسواني ولازمه مدة، ثم سافر إلى بهوبال وقرأ التوضيح والتلويح ومسلم الثبوت وتفسير البيضاوي على العلامة محمد بشير السهسواني، وقرأ المطول وشرح السلم للقاضي مبارك وشرح الهداية للصدر الشيرازي، على شيخنا القاضي عبد الحق الكابلي، ثم أخذ الحديث عن شيخنا المحدث حسين بن محسن الأنصاري اليماني نزيل بهوبال، ثم رجع إلى سهسوان وأقام بها زماناً، ثم سكن بقرية بسولي بفتح الموحدة والسين المهملة، يدرس ويتطبب. وولي رياسة تدريس اللغة العربية والفارسية في مدرسة ببدايون، ثم عين نائب العميد في كلية في فيض آباد، واشتغل هناك ستاً وعشرين سنة إلى أن أحيل إلى المعاش في سنة أربع وستين وثلاثمائة وألف، واعتزل في وطنه منقطعاً إلى المطالعة والتصنيف والشعر والأدب. كان السيد إعجاز أحمد متضلعاً من الفنون الأدبية، بصيراً بأصنافه ومذاهبه، شاعراً مكثراً مجيداً في أردو على طريقة الشعراء المتأخرين، ويقول الشعر الرصين البليغ في العربية والفارسية وأردو. توفي في إحدى عشرة خلون من شعبان سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وألف بسهسوان وله من العمر ثمان وثمانون سنة. وله مصنفات كثيرة: منها تسلية الفؤاد بترجمة بانت سعاد، وتوقيع الفريد في تذكار أدباء الهند، ورشحات الكرم في شرح فصوص الحكم للفارابي، والدراري المضيئة، ونقد وانتقاد، وشعر العرب، وتذكرة شعراء سهسوان، وقند بارسي ديوان شعر له بالفارسية، وسحر وإعجاز ديوان شعر له في أردو وديوان الشعر له بالعربية، ومن شعره قوله: قد جبت في طلب العلوم مفاوزاً ومهالكاً كالهائم المتشوق كم من أذى وسط الفلاة سئمته فلقيت آمالي بوجه مشرق غرتني الدنيا كثيراً بالغنى وتركتها سخطاً لظاهر رونق ومن قوله: يهوى الفتى لذة الدنيا ويأملها ولا نصيب له منها سوى الألم تباً لدار فناء لا بقاء لها ولا مصير لأهليها سوى العدم فهب من رقدة الغفلات نل فرصاً فليس ينفع بعد الفوت من ندم ومن قوله: ولا أنسى سليمى يوم سارت بها الأجمال طائعة الزمام أتتني كي تودعني فقامت تعض بنانها والطرف دامي وغير وجهها وشك التنائي وأوجع قلبها روع انصرام فأومت باللحاظ حذار واش وفي زفراتها حرق الغرام مولانا أعظم حسين الخير آبادي الشيخ العالم الصالح أعظم حسين بن لطف حسين الحنفي الخير آبادي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بخير آباد، وقرأ العلم على العلامة عبد الحق بن فضل حق العمري الخير آبادي وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى بهوبال وقرأ الصحاح والسنن على مولانا عبد القيوم بن عبد الحي البكري البرهانوي وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة، ولم يزل موظفاً في بهوبال إلى أن توفي، وفي كل عصر كان مشاراً إليه في الفقه والديانة مع الاستقامة على الطريقة والصلاح الظاهر، لقيته غير مرة في بهوبال، وكان هاجر إلى الحجاز في آخر عمره وأقام بها نحو عشر سنين. مات في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف بالمدينة المنورة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1190 المفتي أعظم علي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل المفتي أعظم علي الحسيني الحيدر آبادي أحد الفقهاء المعروفين بالصلاح، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وولي الإفتاء بعد ما اعتزل جده لأمه المفتي مسيح الدين لكبر سنه. مولانا أفضل حسن الحيدر آبادي الشيخ الفاضل أفضل حسن بن ظهور علي بن محمد حيدر بن محمد مبين الأنصاري اللكهنوي ثم الحيدر آبادي كان من ذرية الشيخ الشهيد قطب الدين السهالوي، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ عبد الحليم ابن أمين الله الأنصاري اللكهنوي ببلدة حيدر آباد، وسافر إلى الحجاز للحج والزيارة مرتين: مرة أولى مع والدته، ومرة ثانية في سنة ثمان وثلاثمائة وألف، وكان من العلماء العاملين وعباد الله الصالحين. مات سنة ثلاث عشرة، أو أربع عشرة وثلاثمائة بعد الألف بحيدر آباد. مولانا إفهام الله اللكهنوي الشيخ الفاضل إفهام الله بن إنعام الله بن ولي الله الأنصاري اللكهنوي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ المختصرات على الشيخ عبد الباسط بن عبد الرزاق اللكهنوي، ثم لازم العلامة عبد الحي بن عبد الحليم وأخذ عنه، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الرزاق وبايعه، ثم اشتغل بالتدريس فدرس مدة بلكهنؤ، ثم ولي التدريس في مدرسة ويلور من أرض مدراس فدرس بها زماناً، ثم ولي التدريس بمدرسة كلبركه من بلاد الدكن فدرس بها مدة. وكان بارعاً في الأصول والكلام، له رسالة في تحقيق الروح، ورسالة في المعراج، وحاشية على شرح العقائد، وحاشية على حاشية الخيالي، وحاشية على شرح الشمسية. مات أول يوم من ذي القعدة سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف، وله ست وثلاثون سنة. المولوي إلهي بخش الكوباكنجي الشيخ الفاضل إلهي بخش بن عبد القادر الحنفي الكوباكنجي الأعظم كدهي، أحد العلماء المشهورين، ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف بكوباكنج قرية من أعمال أعظمكده، وقرأ العلم على مولانا سخاوة علي الجونبوري والشيخ تراب علي والشيخ عبد الحليم بن أمين الله، ثم درس وأفاد مدة برسزا - بفتح الراء وسكون السين المهملتين بعدها راء هندية وألف - ثم تصدر بكهوسي في مدرسة المولوي صاحب علي خان. مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف. مولانا إلهي بخش الفيض آبادي الشيخ الفاضل العلامة إلهي بخش الحنفي الفيض آبادي، أحد العلماء المشهورين بجودة القريحة وقوة الحفظ وسيلان الذهن، ولد ونشأ بفيض آباد ودخل لكهنؤ للعلم، فقرأ على مولانا أنور علي اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم درس وأفاد مدة طويلة بلكهنؤ، ثم سافر إلى بهوبال، وجعله نواب صديق حسن القنوجي معلماً لولديه، وبعد مدة يسيرة ولاه النظارة على مدراس بهوبال المحروسة، وسافر إلى الحرمين الشريفين في آخر عمره، لقيته في بهوبال، وكان مفرط الذكاء، صالحاً عفيفاً، متين الديانة. وله مصنفات ممتعة، منها تعليقاته على شرح السلم لحمد الله، وحاشية بسيطة على شريح التهذيب لليزدي، وحاشية على شرح مائة عامل، وتعليقات على أكثر الكتب الدرسية وله عمدة المرام في تحقيق الجملة والكلام، رسالة مبسوطة بالفارسية، ومن مخترعاته التراكيب المنطقية على منوال التراكيب النحوية، ومن مصنفاته شرح المرقاة في المنطق بالفارسي، ونسبه إلى السيد علي حسن بن نواب صديق حسن القنوجي. توفي بمكة سنة ست وثلاثين وألف، ودفن في المعلاة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1191 خواجه ألطاف حسين حالي الباني بتي الشيخ الفاضل خواجه ألطاف حسين بن ايزد بخش الأنصاري الباني بتي، أحد الأفاضل المشهورين في الهند. ولد في سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف، ببلدة باني بت، على ثلاثة وخمسين ميلاً من دهلي ونشأ بها، وحفظ القرآن الكريم ثم اشتغل بالعلم على المولوي إبراهيم حسين الأنصاري الشيعي الباني بتي، فقرأ عليه النحو والعربية، وبعض الكتب من المنطق، ثم سافر إلى دهلي وقرأ على مولانا نوازش علي الدهلوي ولازمه مدة، ثم رجع إلى بلدته سنة اثنتين وسبعين، وأخذ عن المولوي قلندر علي والمولوي محب الله والشيخ المحدث عبد الرحمن الأنصاري ولازمهم مدة، ثم سار إلى جهانكير آباد وتقرب إلى نواب مصطفى خان الدهلوي وصاحبه مدة، وتتلمذ في الشعر على الشاعر المشهور أسد الله خان غالب واختص به وبايع الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد المجددي الدهلوي، وأقبل على الشعر إقبالاً كلياً، ثم سافر إلى لاهور، وأقام بها زماناً، ثم ولي على التدريس في دهلي، واستمر عليه إلى سنة تسع وثلاثمائة وألف، ووظف له الوزير آسمان جاه الحيدر آبادي، فاعتزل في بيته منصرفاً إلى الكتابة والتأليف، ومساعدة حركة التعليم التي كان يتزعمها السيد أحمد خان. وله مصنفات جليلة، منها حياة جاويد كتاب بسيط في سيرة السيد أحمد بن المتقي الدهلوي، وحياة سعدي في سيرة المصلح السعدي الشيرازي، ويادكار غالب في سيرة أسد الله الدهلوي الغالب، وترياق السموم في الذب عن الملة الإسلامية والرد على المسيحيين، ومجالس النساء ومناجاة بيوه وشكوه هند وله أرجوزات كثيرة. من أشهر مصنفاته المد والجزر في الإسلام المعروف بمسدس حالي منظومة تلقاها الناس بالقبول وسارت مسير الأمثال في البلاد، وأولع الناس بها ولعاً عظيماً، وطبعت مراراً لا تحصى، وهي ملحمة إسلامية ذكر فيها ظهور الإسلام وما له من فضل على الإنسانية، وذكر البعثة المحمدية والشخصية النبوية في أسلوب معجب مطرب، وذكر الصحابة والعرب وما لهم من فضل في إحياء العلوم والحضارة، ومآثر السلف وعلو همتهم، ثم ذكر ما نكب به المسلمون في الدور الأخير من انحطاط في الأخلاق وانصراف عن معالي الأمور وسقوط في الهمة، وصور المجتمع الإسلامي المعاصر تصويراً دقيقاً صادقاً، ويؤخذ عليه أنه بالغ في الثناء على الحكومة الانكليزية وعدلها وفضلها وله مقدمة في الشعر وديوان الشعر بالأردو، وله أبيات رائقة رقيقة بالعربية والفارسية، وهو أول من اخترع أسلوباً جديداً في الشعر. وكان رقيق الشعور، مرهف الحس، سريع الانفعال، جيد القريحة في الشعر، له كعب عال في نقد الشعر ومعرفة جيده من سقيمه، أحسن الاقتباس من الأساليب العصرية في النقد والتاريخ، رقيق الذوق، متألماً بما أصيب به المسلمون، مبالغاً في حب السيد أحمد خان، شديد الإعجاب به، كريم الطبع، متواضعاً، دمث الخلق، كثير الإنصاف مع معاصريه. مات في الثالث عشر من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف بباني بت. مولانا إمام الدين الطوكي الشيخ العالم الفقيه المحدث إمام الدين بن يار محمد الكشميري الحنفي الطوكي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ببلدة بونجه - بضم الباء الفارسية والجيم المعقود - سنة خمس وعشرين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم أياماً في بلاده، ثم دخل دهلي وقرأ على المفتي صدر الدين وعلى غيره من الأساتذة، وأخذ الحديث عن الشيخ المسند إسحاق بن أفضل العمري الدهلوي، ثم سافر إلى طوك ولازم العلامة حيدر علي الحسيني الرامبوري وأخذ عنه في الفقه والأصول والطب والحديث وكثير من العلوم والفنون، وسكن بطوك مدرساً مفيداً، أخذ عنه نواب محمد علي خان والقاضي عبد الغفار ومحمد حسن ابن بيان خان وخلق كثير من العلماء، وأسند عليه الشيخ أبو الخير أحمد بن عثمان المكي، وانتهت إليه رئاسة العلم ببلدة طوك، وفي آخر عمره ولي قضاء القضاة بها. مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1192 مولانا أمان الحق اللكهنوي الشيخ الصالح أمان الحق بن برهان الحق بن نور الحق بن أنوار الحق الحنفي الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وحفظ القرآن وجوده، ثم اشتغل بالعلم، وقرأ على والده وعلى الشيخ عبد الحكيم بن عبد الرب اللكهنوي، وبرع في الحساب والمواريث والفقه، ثم اشتغل بالتدريس. مات لإحدى عشرة بقين من ربيع الأول سنة خمس وثلاثمائة وألف ببلدة لكهنؤ. مولانا أمانة الله الغازيبوري الشيخ الصالح المعمر أمانة الله بن محمد فصيح الحنفي الغازيبوري أحد المشايخ المعروفين بالصلاح، تفقه على والده، وأخذ عنه الطريقة وتولى الشياخة بعده. وكان مرزوق القبول في الوعظ والتذكير، قليل العلم، شديد التعصب على من ينتمي إلى أهل الحديث، مع الوجاهة العظيمة، والوقار والعفة، والاستقامة والصلاح، انتفع بمواعظه خلق كثير لا يحصون بحد وعد. مات في السادس عشر من رمضان سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف بغازيبور. مولانا أمانة الله البلكهني الشيخ الفاضل أمانة الله بن لطف الله الحنفي البلكهني أحد العلماء المشتغلين بالدرس والإفادة، ولد حوالي سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، ونشأ بعليكده، وقرأ العلم على والده ولازمه ملازمة طويلة، ولما سافر والده إلى حيدر آباد تصدر للتدريس بعليكده، وكانت له مشاركة جيدة في العلوم الرياضية، وكان كثير الصمت قليل الكلام، عاكفاً على الدرس والإفادة. مات في شهر ذي الحجة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف. المولوي أمجد علي الكاكوروي الشيخ الفاضل أمجد علي بن أحمد علي بن غالب علي بن محمد نواز بن خليل الرحمن العلوي الكاكوروي كان من نسل الشيخ نظام الدين بهيكه. ولد ونشأ بكاكوري واشتغل بالعلم على الشيخ تقي علي بن تراب علي الكاكوروي القلندر، ولازمه ملازمة طويلة وأخذ عنه الفقه والأصول والكلام والمنطق والحكمة وغيرها من العلوم المتعارفة في الهند، وخدم الدولة الإنكليزية مدة طويلة حتى ناب الحكم في إحدى المتصرفيات وأحيل إلى المعاش، لقيته غير مرة ببلدة لكهنؤ، فوجدته عالماً كبيراً بارعاً في العلوم الأدبية، والفنون الحكمية، ذا فكر نقاد وذهن وقاد، لم يزل مشتغلاً بمطالعة الكتب والمذاكرة. مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، بكاكوري. السيد إمداد العلي الأكبر آبادي الشيخ الفاضل إمداد العلي بن غلام مصطفى بن أحمد الله بن إلهام الله بن خليل الله بن فتح الله بن إبراهيم بن الحسن الحسيني الجعفري الأكبر آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بأكبر آباد واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة بلاده، ثم لازم القاضي بشير الدين العثماني القنوجي وأخذ عنه، وخدم الدولة الإنكليزية حتى ناب الحكم في كانبور ومراد آباد وفي بلاد أخرى وأحيل إلى المعاش. وكان فاضلاً كريماً محباً لأهل العلم، محسناً إليهم، ناصراً للسنة السنية، قامعاً للبدعة المخذولة، حج وزار، وبايع الشيخ الكبير الحاج إمداد الله التهانوي المهاجر إلى مكة المكرمة وأسس مدرسة عظيمة بأكبر آباد، وأسس أيام إقامته بمراد آباد مدرسة للعلوم الدينية بها سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف اشتهرت بالمدرسة الإمدادية وصنف الكتب، وجمع الكتب النفيسة. ومن مصنفاته: إمداد الاحتساب على المداهنين في أحكام طعام أهل الكتاب، رد فيه على السيد أحمد بن المتقي الدهلوي، ومنها إمداد الآفاق في الرد على تهذيب الأخلاق للسيد أحمد المذكور، وإمداد السنة في التراويح وأنها ليست بسنة مؤكدة وأنها ثمان الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1193 ركعات، وفيه رد على المولوي محمد فصيح الغازيبوري، وإمداد الغوي عن الصراط السوي في جواب توضيح السنن الهدى للمولوي عبد الرحمن الصدر الأمين فيما رد على إمداد السنة ونور الهدى، رسالة ثالثة له في التراويح. الشيخ إمداد الله الفاروقي التهانوي الشيخ العارف الكبير الأجل إمداد الله بن محمد أمين العمري التهانوي المهاجر إلى مكة المباركة كان من الأولياء السالكين العارفين، اتفقت الألسن على الثناء عليه والتعظيم له. ولد يوم الإثنين لثمان بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين ومائتين بعد الألف بنانوته قرية من أعمال سهارنبور، وقرأ الرسائل الفارسية على الوجه المرسوم، وقرأ الحصن الحصين على مولانا قلندر بخش الجلال آبادي، وقرأ المثنوي المعنوي عليه أيضاً، وهو ممن قرأ على المفتي إلهي بخش الكاندهلوي، ثم سافر إلى دهلي ولازم الشيخ نصير الدين الشافعي المجاهد وأخذ عنه الطريقة، وبعد شهادته رجع إلى تهانه بهون فأقام بها زماناً، ثم دخل لوهاري ولازم الشيخ نور محمد الجهنجهانوي وأخذ عنه الطريقة، وفتح الله سبحانه عليه أبواب المعرفة وجعله من العلماء الراسخين في العلم، فتصدر للارشاد والتلقين بأمر شيخه. وثار المسلمون وأهل البلاد على الحكومة الإنجليزية سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، وقامت جماعة من العلماء والصلحاء وأهل الغيرة من المسلمين في سهارنبور ومظفر نكر فأعلنوا الحرب على الإنكليز واختاروا الشيخ إمداد الله أميراً لهم، واشتبك الفريقان في ميدان شاملي قرية من أعمال مظفر نكر فقتل حافظ محمد ضامن شهيداً، وانقلبت الدائرة على المسلمين ورسخت أقدام الإنكليز، واشتد بطشهم بكل من اتهم بالمشاركة في هذه الثورة، وضاقت على العلماء العاملين الغيارى الأرض، وضاق مجال العمل في الهند، وقضى بعض الرفقة مدة في الاختفاء والانزواء، ولجأ بعضهم إلى الهجرة ومغادرة البلاد، وآثر الشيخ إمداد الله الهجرة إلى مكة المكرمة، ودخل مكة سنة ست وسبعين ومائتين وألف وألقى رحله بالبلد الأمين، وكان أول إقامته على الصفا ثم انتقل إلى حارة الباب حيث قضى حياته ولقي ربه، وعاش أياماً طويلة في عسر شديد وفقر وفاقة، شأن الأولياء المتقدمين، وهو صابر محتسب، راض بما قسم الله له من الحال، حتى جاء الله بالفرج، وأبدل العسر باليسر، وجاءته الدنيا راغمة، واشتغل بالمجاهدات والعبادات متوجهاً إلى الله بقلبه وقالبه، دائم الذكر والمراقبة، فائض القلب والباطن بالعلوم والأنوار مع هضم للنفس واطراح على عتبة العبودية، وتواضع للعباد، وعلو همة وشهامة نفس، وإجلال للعلم والعلماء، وتعظيم للشريعة والسنة السنية، حتى غرس الله حبه في قلوب عباده، وعطف قلوب العلماء الكبار والمشايخ الأجلاء إلى الرجوع إليه والاستفادة منه، وأمه طلاب المعرفة واليقين من بلاد بعيدة، وبارك الله في تربيته وطريقته، فانتشرت أنوارهما في الآفاق، وجدد به الطريقة الجشتية الصابرية، وانتمى إليها ودخل في سلكها كبار العلماء والفضلاء ونفع الله به خلائق لا يحصون، أجلهم الشيخ قاسم والشيخ رشيد أحمد ومولانا يعقوب والمولوي أحمد حسن والمولوي محمد حسين والمولوي أشرف علي، وكلهم صاروا شيوخاً، وانتفع بهم خلق كثير. وكان الشيخ إمداد الله مربوع القامة يميل إلى الطول، نحيف الجسم، أسمر اللون، كبير الهامة، واسع الجبين، أزج الحاجبين واسع العينين، حلو المنطق ودوداً بشوشاً، قليل المنام، مقلاً من الطعام، قد أضناه الحب الإلهي، وأنحفته المجاهدات والرياضات، رحب الأناة، واسع القلب، جامعاً للأشتات، يلتقي على حبه والاستفادة منه المختلفون في الأذواق والمشارب، متسامحاً مع الناس، متوسعاً في المسائل الجزئية والمذاهب الخلافية لا يتعصب فيها ولا يتشدد، مولعاً بالمثنوي المعنوي دائم الاشتغال به تأملاً وتدريساً وتذوقاً وتلقيناً، ينصح أصحابه بقراءته والتأمل فيه، له مصنفات لطيفة كلا في الحب الإلهي والمعرفة والتصوف، منها ضياء القلوب بالفارسية، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1194 وإرشاد مرشد وكلزار معرفة وتحفة العشاق وجهاد أكبر وغذاء روح ودردنامة غمناك كلها في أردو، وأكثرها في الشعر. توفي يوم الأربعاء ثاني عشر جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف بمكة المباركة، فدفن بالمعلاة عند الشيخ رحمة الله الكيرانوي. السيد أمير أحمد السهسواني الشيخ الفاضل العلامة أمير أحمد بن أمير حسن النقوي السهسواني أحد كبار العلماء، ولد نحو سنة ستين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على والده وأخذ عنه النحو والعربية وتفقه عليه، وقرأ العلوم الحكمية على مولانا قلندر علي الباني بتي، ثم دخل دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا المحدث نذير حسين الدهلوي. وكان غاية في الذكاء، سريع الإدراك قوي الحفظ، رأساً في معرفة العربية واللغة والاشتقاق، واختلاف المذاهب والرجال، وسائر فنون الحديث، جيد المشاركة في المنطق والحكمة، كثير الادعاء معجباً بنفسه، لا يرى أحداً مثله في العلوم كلها، عقلياً كان أو نقلياً، يحضر المجالس والمحافل، فيتكلم ويناظر ويفحم الكبار، وكان ينصر السنة المحضة والطريقة السلفية، وله إقدام وشهامة وقوة نفس توقعه في أمور صعبة، لقبته الدولة الإنكليزية بشمس العلماء. ومن مصنفاته: نقض الأباطيل في الذب عن الشيخ إسماعيل في مسألة إمكان النظير وامتناعه، ومنها نزو الحجلة في الصلاة على العجلة، وله غير ذلك من الرسائل. مات سنة ست وثلاثمائة وألف، وله خمس وأربعون سنة. الشيخ أمير أحمد اللكهنوي المعروف بأمير مينائي الشيخ الفاضل أمير أحمد بن كرم محمد الصديقي المينائي اللكهنوي أحد الشعراء المفلقين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ العلم على المفتي سعد الله المراد آبادي وعلى غيره من العلماء، ثم أقبل إلى الشعر إقبالاً كلياً وأخذ عن مظفر علي المتلقب في الشعر بأسير وجد فيه حتى فاق أقرانه، وطار صيته في الآفاق، فاستقدمه نواب يوسف علي خان الرامبوري ووظفه، فطابت له الإقامة برامبور، وتتلمذ عليه نواب كلب علي خان، وبعد موته سافر إلى بهوبال، وفي آخر عمره إلى حيدر آباد الدكن ومات بها. له مصنفات أشهرها أمير اللغات في مجلدين، الأول في لغات الألف الممدودة، والثاني في الألف المقصورة، وله خيابان آفرينش في مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مأخوذ من بذل القوة في سني النبوة للشيخ هاشم السندي، وله محامد خاتم النبيين، ديوان شعر في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وله مرآة الغيب، وصنم خانة عشق ديوانان في النسيب والغزل، والقصائد المدحية، وله يادكار انتخاب تذكرة في تراجم الشعراء. مات في تاسع عشر جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف بحيدر آباد. مولانا أمير باز السهارنبوري الشيخ الصالح المعمر أمير باز بن نامدار الحنفي السهارنبوري أحد العلماء المذكرين، ولد بقرية بهوجبور من أعمال مظفر نكر في سابع عشر جمادى الآخرة نحو سنة سبع أو ثمان وخمسين ومائتين بعد الألف، وقرأ على مولانا محمد بن أحمد الله التهانوي، ومولانا محمد مظهر ومولانا قاسم ومولانا يعقوب بن مملوك العلي والشيخ سعادة علي والشيخ أحمد علي بن لطف الله وعلى غيرهم من العلماء وبايع الشيخ عبد الرحيم السهارنبوري في الطريقة القادرية المجددية، وكان الشيخ عبد الرحيم من خلفاء الشيخ الكبير عبد الغفور الصواتي المعروف باخوند صاحب وحصلت له الإجازة منه. وكان حسن الملكة في التعليم، تأسست مدرسة مظاهر العلوم وهو يقرأ الكتب النهائية فدخل فيها وقرأ فاتحة الفراغ سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، وناب عن الشيخ محمد مظهر النانوتوي في بعض دروسه في غيبته، واختير واعظاً في المسجد الجامع في سهارنبور وقضى مدة يعظ ويذكر، وحصل بينه وبين أساتذة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1195 مظاهر العلوم وأصحاب الإمام رشيد أحمد الكنكوهي خلاف حين قام بختم القرآن على قبر شيخه في يوم وفاته، وكان متوسعاً في بعض المحدثات التي شاعت عند أهل الطرق، وكان يدور في القرى يعظ ويذكر، وانتفع به خلق، وحصلت منه الإجازة في الطريقة القادرية المجددية. مات لتسع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. الشيخ أمير الحق العظيم آبادي الشيخ العالم الفقيه أمير الحق بن ظهور الحق بن نور الحق بن عبد الحق بن مجيب الله الجعفري الحنفي العظيم آبادي أحد المشايخ المشهورين، ولد لست خلون من ذي القعدة سنة سبع وعشرين ومائتين وألف ببلدة عظيمة آباد، وقرأ العلم على صنوه الكبير نصير الحق، وأخذ عنه الطريقة، وتولى الشياخة بعده، وكان يدرس، ويذكر كل يوم، ويقتصر في تذكيره على تفسير القرآن ومعارف الصوفية، أخذ عنه ولده رشيد الحق. مات في منتصف المحرم سنة اثنتين وثلاثمائة وألف ببلدة عظيم آباد، وقبر عند أسلافه. السيد أمير علي اللكهنوي السيد الفاضل العلامة أمير علي بن معظم علي الحسيني المليح آبادي ثم اللكهنوي أحد العلماء المشهورين في الهند، ولد في سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، وقرأ الرسائل الفارسية والفنون الرياضية من الحساب وأقليدس والجبر والمقابلة وعلم المثلثات والمساحة ونحوها، ولما بلغ الخامس عشر من سنه ترك الاشتغال بذلك وأقبل إلى العلوم العربية، فقرأ المختصرات على السيد عبد الله الآروي وشيخه مولانا حيدر علي المهاجر، ثم لازم القاضي بشير الدين العثماني القنوجي وقرأ عليه الأصول والكلام والمنطق والحكمة وغيرها، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث نذير حسين الدهلوي وقرأ عليه الصحاح والسنن قراءة تدبر وإتقان، وتطبب على الحكيم عبد المجيد بن محمود الدهلوي، ثم رجع إلى بلدته وتزوج بلكهنؤ وسكن بها، وصرف شطراً من عمره في تصحيح الكتب وتحشيتها وترجمتها في مطبعة نولكشور - بكسر النون وفتح الواو وكسر الكاف - وفي آخر عمره استقدمه ناظر المدرسة العالية إلى كلكته وولاه التدريس، وبعد سنة أو سنتين استقدمه أعضاء الندوة إلى لكهنؤ وولوه نظارة دار العلوم ورئاسة التدريس بها، فدرس وأفاد نحو ثلاث سنين وتوفي إلى رحمة الله سبحانه. وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، قوي الحفظ سريع الإدراك، متين الديانة، شريف النفس، حسن المعاشرة، سافر إلى الحجاز فحج وزار، وولي التدريس بجدة فدرس بها زماناً طويلاً، ورجع إلى الهند، وكان أعلم العلماء في زمانه وأعرفهم بالنصوص والقواعد مع توسعه في الرجال والحديث، مديم الاشتغال في كتبه، غير متصلب في المذهب الحنفي، يتتبع الدليل ويترك التقليد إذا وجد في مسألة نصاً صريحاً مخالفاً للمذهب غير منسوخ، وهو من أشياخي، صحبته مدة وقرأت عليه تفسير الجلالين من أوله إلى آخره قراءة تدبر وإتقان. وله مصنفات عديدة، منها مواهب الرحمن في تفسير القرآن بالأردو في ثلاثين مجلداً، ومنها عين الهداية شرح هداية الفقه بالأردو، ومنها ترجمة الفتاوي العالمكيرية، ومنها شرح صحيح البخاري بالأردو في مجلدات كبار، ومنها حاشية بسيطة على التوضيح والتلويح، وحاشية على تقريب التهذيب للحافظ، وتكملة التقريب المسماة بالتصقيب، وله المستدرك في الرجال، جمع فيه رواة الصحاح والسنن، واستقراهم من أنساب السمعاني وغيره من الكتب، ولكنه لم يتم. مات في شهر جب سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف بلكهنؤ. السيد أمين بن طه النصير آبادي السيد الشريف أمين بن طه بن زين الحسني الحسيني النصير آبادي، أحد كبار العلماء، ولد لثمان خلون من ذي الحجة سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، ونشأ بنصير آباد من أعمال رائي بريلي، واشتغل بالعلم أياماً ببلدته على مولانا أحمد حسن، ثم دخل لكهنؤ وقرأ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1196 سائر الكتب الدرسية على مولانا عبد الحي بن عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي، ثم سافر إلى سهارنبور وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث أحمد بن لطف الله السهارنبوري، ورجع إلى بلدته، وأقام بها زماناً، ثم دخل رائي بريلي ولازم سيد الشيخ ضياء النبي بن سعيد الدين الحسني الحسين الرائي بريلوي وأخذ عنه الطريقة، وسافر إلى الحجاز فحج وزار وأسند الحديث عن مشايخ الحرمين الشريفين، ثم رجع إلى الهند وتصدر للتدريس والتذكير، يذكر في كل أسبوع يوم الجمعة، وربما يسافر إلى برتاب كده وسلطانبور وأعظمكده وجونبور ويدور في عمالاتها وقراها، انتفع به خلق لا يحصون بحد وعد، وصلحت أحوالهم، وهجروا البدع والعوائد الجاهلية والشعائر الوثنية والتزموا الصلاة والصيام، وتابوا عن كثير من المحرمات الشرعية كالربا وأكل الحرام وصنع الضرائح من القرطاس تقليداً للشيعة وبدع المحرم والأعمال الشركية والبدعية عند القبور، وكان شديداً على الروافض وأهل البدع، متورعاً في الأكل، إذا عرف أن مضيفه عامل بالربا أو شهد عله امتنع هو وأصحابه عن الأكل عنده حتى يتوب، وينقض المعاملة، وربما ينقضي فيه يوم، وإذا دخل بيتاً ورأى فيه صورة أبى الدخول والجلوس فيه حتى يزال المنكر، وكان يأبى الدخول في المحاكم والمثول أمام الحكام الإنكليز، وكان يقضي بنفسه في المعاملات وفق الشريعة المطهرة، وكان شديد العمل بالحديث المشهور: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان وسافر إلى برما بدعوة من أهلها حوالي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف، وجرى على طريقته من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجانبة البدع والرسوم، وانتفع به العباد. كان مربوع القامة، أبيض اللون والبشرة أدعج العينين، قوي البنية، عريض الجبهة، أشم الأنف، طلق الوجه، قد ألقيت عليه المهابة وكسى الجمال، نظيف الأثواب، حسن الهندام. مات يوم الإثنين في الثاني عشر من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن في حظيرة ديوان خواجه أحمد النصير آبادي أمام مسجده في نصير آباد. مولانا أمين الدين الدهلوي الشيخ العالم الصالح أمين الدين بن محمد إسماعيل الأورنك آبادي ثم الدهلوي أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين، ولد ونشأ بإقليم الدكن، وسافر للعلم فدخل ديوبند سنة تسع وثلاثمائة وألف، وقرأ الكتب الدرسية على أساتذة المدرسة العالية بها، ثم دخل دهلي سنة 1312 هـ وأسس بها المدرسة الأمينية سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف بسنهري مسجد لروشن الدولة، ثم نقل المدرسة في مسجد لطف الله الصادق الباني بتي في كشميري دروازه وبنى الأبنية الفاخرية بفناء المسجد، وأنفق على العمارة ثلاثين ألفاً من النقود الإنكليزية حتى اليوم. مات في التاسع عشر من رمضان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا أنوار الله الحيدر آبادي المعروف بفضيلت جنك الشيخ الفاضل العلامة أنوار الله بن شجاع الدين بن القاضي سراج الدين العمري الحنفي القندهاري الحيدر آبادي أحد العلماء المشهورين. ولد بقندهار قرية جامعة من أعمال نانديز من أرض الدكن لأربع خلون من ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين وألف، وحفظ القرآن وقرأ المختصرات على أساتذة بلاده، وقرأ على الشيخ عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي، ثم لازم ابنه الشيخ عبد الحي اللكهنوي ببلدة حيدر آباد، وأخذ التفسير عن الشيخ عبد الله اليمني، وتخرج في التصوف والسلوك على والده، وحصلت له الإجازة منه، وبرع في كثير من العلوم والفنون، وتوظف في الحكومة، واستقال بعد مدة قصيرة، وحج حجة الإسلام في سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، ولقي الشيخ الكبير الحاج إمداد الله المهاجر المكي وبايعه، وحصلت له الإجازة منه. واختير معلماً لصاحب الدكن سمو الأمير محبوب الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1197 علي خان النظام السادس سنة خمس وتسعين ولقب بخان بهادر سنة إحدى وثلاثمائة وألف، وفي سنة إحدى وثلاثمائة وألف حج الحجة الثانية، وفي سنة خمس وثلاثمائة وألف حج الحجة الثالثة وأقام بالمدينة المنورة ثلاث سنين، ورجع إلى حيدر آباد سنة ثمان وثلاثمائة وألف، وعين معلماً لولي العهد الأمير عثمان علي خان، ولما مات صاحب الدكن الأمير محبوب علي خان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، وولي الأمير عثمان علي خان النظام السابع ولاه الصدارة والاحتساب، وكان ذلك سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف، وولاه وزارة الأوقاف سنة اثنتين وثلاثين، ولقبه نواب فضيلت جنك وفي ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف عين معلماً لولي العهد وصنوه، وحصلت له الوجاهة العظيمة والكلمة النافذة في الأمور الدينية والمسائل الشرعية، وقام باصلاحات كثيرة، وانتفع به البلاد والعباد. وكان أوحد زمانه في العلوم العقلية والنقلية، شديد التعبد، مديم الاشتغال بالتدريس والمذاكرة ومطالعة الكتب والتصنيف، شديد النكير على أهل البدع والأهواء، أسس المدرسة النظامية بحيدر آباد سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، وأسس مجمعاً علمياً للتأليف والنشر، سماه إشاعة العلوم. وكان مديد القامة، عريض ما بين المنكبين، صدعاً من الرجال، قوي البنية، أبيض اللون مشرباً بالحمرة، واسع العينين، كث اللحية، وكان قليل التكلف في الطعام واللباس، مواظباً على الرياضة البدنية إلى آخر حياته، متورعاً في الأموال والمكاسب والوظيفة، حليماً متواضعاً، يعود المرضى ويحضر الجنائز، وكان صاحب معروف وبر، لا يدخر المال ولا يهتم به، عف اللسان، بعيداً ن الهجر والفحش، وكان يدرس الفتوحات المكية بعد المغرب إلى نصف الليل، وكان عظيم الاعتقاد في الشيخ محي الدين ابن عربي، وفي آخر حياته كان يقضي ليله في الاشتغال العلمي، وكان ينام بعد صلاة الفجر إلى أن يتعالى النهار، وكان مشغوفاً بجمع الكتب النادرة. وله مصنفات كثيرة بالأردو والعربية، منها: إفادة الإفهام في مجلدين في الرد على القادياني، وكتاب العقل في الفلسفة القديمة والجديدة، وحقيقة الفقه في مجلدين في وجوه ترجيح الفقه ومناقب أبي حنيفة، وأنوار أحمدي في مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ومقاصد الإسلام في أحد عشر جزءاً، كلها في أردو، وله غير ذلك من المؤلفات. مات سلخ جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف، ودفن في المدرسة النظامية التي أسسها. مولانا أنور شاه الكشميري الشيخ الفاضل العلامة أنور شاه بن معظم شاه الحسيني الحنفي الكشميري أحد كبار الفقهاء الحنفية وعلماء الحديث الأجلاء ولد في ودوان قرية من أعمال كشمير لثلاث بقين من شوال سنة اثنتين وتسعين ومائتين بعد الألف، وقرأ المختصرات على والده، ثم سافر إلى بكلي - بفتح الباء الفارسية وسكون الكاف الهندية - وقرأ على أساتذتها شيئاً من الفقه والأصول والمنطق، ثم سافر إلى ديوبند سنة عشر وثلاثمائة وألف وقرأ العلوم المتعارفة على مولانا إسحاق الأمرتسري والشيخ خليل أحمد الأنبهلوي والعلامة محمود حسن الديوبندي، ثم ولي التدريس بالمدرسة الأمينية بدهلي فدرس وأفاد بها زماناً، ثم سافر إلى الحجاز سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف، فحج وزار وأسند الحديث عن الشيخ حسين بن محمد الجسر الطرابلسي صاحب الحميدية، ثم رجع إلى أرض الهند وأقام بديوبند يدرس بها ابتغاء لوجه الله سبحانه. ولما سافر شيخه العلامة محمود حسن إلى الحجاز سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف وكان ينوي الإقامة الطويلة هناك استخلفه في تدريس الحديث وولاه رئاسة التدريس في ديوبند، فاشتغل بتدريس سنن الترمذي وصحيح البخاري، وانتهت إليه رئاسة تدريس الحديث في الهند، وبقي مشتغلاً به مدة ثلاث عشرة سنة في تحقيق وإتقان وتوسع في نقل المذاهب، ودلائلها، واستحضار للنقول، واطلاع على دواوين السنة وشروح الحدي وكتب المتقدمين، أكبر همه التطبيق بين الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1198 الحديث والفقه، ينتصر للمذهب الحنفي ويقيم الدلائل على صحته وأرجحيته، وقد نفع الله بدرسه خلقاً كثيراً، وتخرج على يده عدد كبير من الفضلاء اشتغلوا بتدريس الحديث ونشر العلم. وظل الشيخ عاكفاً على الدرس والإفادة، منقطعاً إلى مطالعة الكتب، لا يعرف اللذة في غيرها، حتى حدثت فتنة في المدرسة سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف ألجأته إلى الاعتزال عن رئاسة التدريس وشياخة الحديث فيها، وغادر ديوبند بطلب من بعض تلاميذه وأصحابه فتوجه إلى ذابهيل قرية جامعة من أعمال سورت في جماعة من أصحابه وتلاميذه، وأسس له بعض التجار مدرسة فيها سموها الجامعة الإسلامية فعكف فيها على الدرس والإفادة، وانتفعت به هذه البلاد، وأمه طلبة علم الحديث والعلماء من الآفاق، وبقي يدرس ويفيد حتى برح به داء البواسير وأنهكته الأمراض، فسافر إلى ديوبند ووافاه الأجل لليلة خلت من صفر سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه جمع كبير من الطلبة والعلماء والمحبين له، ودفن قريباً من بيته عند مصلى العيد. كان الشيخ أنور نادرة عصره في قوة الحفظ، وسعة الاطلاع على كتب المتقدمين والتضلع من الفقه والأصول، والرسوخ في العلوم العربية الدينية والتفسير وعلوم الحكمة، يستظهره ما قرأه في ريعان شبابه، وما طالعه في مكتبة يسرد منه العبارات وينقل منه فلا يخل بمعنى، نهماً بالعلم والمطالعة، شغوفاً بالاطلاع الجديد، وكان دقيق النظر في طبقات الفقهاء والمحدثين ومراتب كتبهم، منصفاً في الحكم عليهم، يعترف لشيخ الإسلام ابن تيمية بالفضل والنبوغ، ويصفه بالبحر الزخار الذي لا ساحل له مع انتقاده له في تفرداته وحدته، ويعترف للحافظ ابن حجر بغزارة العلم وعلو الكعب في صناعة الحديث، وكان كثير الإعجاب بكتابه فتح الباري دائم الثناء عليه، وكذلك كان كثير الإعجاب بالشيخ محي الدين ابن عربي في بيان الحقائق والمعارف الإلهية، وكان نقي الذهن صافي الفكرة، سليم الصدر، سمح النفس، شديد الغيرة على الإسلام، وعقيدة أهل السنة، شديد العداء والبغض للقاديانية، كثير الرد عليهم، منصرفاً إلى تبيين ضلالهم وكفرهم، يحث أصحابه على ذلك ويوصيهم به، يكتب ويؤلف ويخطب ويسافر لهذا الغرض. وكان مربوع القامة يميل إلى القصر، أبيض اللون، صدعاً، تغشاه السكينة، ويعلوه الوقار، خافت الصوت، لا يتكلم إلا فيما يعنيه، وفيما يتصل بالعلم والدين، مجالسه مجالس علم وإفادة، وقد غلبته الرقة في آخر حياته، فكان سريع الدمعة كثير البكاء، وغلبه شغف بالحقائق الإلهية والعلوم الدقيقة. ومن مصنفاته: تعليقات على فتح القدير لابن الهمام إلى كتاب الحج، وتعليقات على الأشباه والنظائر، وتعليقات على صحيح مسلم وعقيدة الإسلام في حياة عيسى عليه السلام، وإكفار الملحدين في ضروريات الدين، ونيل الفرقدين في مسألة رفع اليدين، ومشكلات القرآن، وقد جمع بعض تلاميذه بعض إفاداته في درس سنن الترمذي، وسماه العرف الشذى في مجلد، وجمع بعض كبار أصحابه بعض تحقيقاته وإفاداته في درس الجامع الصحيح للبخاري، وسماه فيض الباري في أربعة مجلدات، تولى تأليفها وتحريرها الشيخ بدر عالم الميرتهي. ومن شعره قوله في مدح شيخه رشيد أحمد الكنكوهي: قفا يا صاحبي عن السفار بمرأى من عرار أو بهار يسير بنشرها نفحات أنس وريا عند محى من قطار يفيض لروحها رشحات قدس حياة للبراري والقفار وقد عادت صباها من رباها بأنفاس يطيب بها الصحاري فيسري في قلوب الصحب وجد بأطراف الحديث لدى اعتبار الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1199 أطيب لنشره نفساً ونفساً فأروى من رويات الكبار أتابعهم ويمليني دموعي حديثي من شيوخي لأذكار أجلهم وأبجلهم مقاماً أبو مسعودهم جبل الوقار لقد فرع الورى عملاً وعلماً مكارم ساعدت كرم النجار إمام قدوة عدل أمين ونور مستبين كالنهار فقيه حافظ علم شهير كصبح مستنير هدى سار إليه المنتهى حفظاً وفقهاً وأضحى في الرواية كالمدار ففي التحديث رحلة كل راو وفي الأخبار عمدة كل قاري فقيه النفس مجتهد مطاع وكوثر علمه بالخير جاري وأحى سنة كانت أميتت وإذ وضح النهار فلا تماري وأصبح في الورى صدراً وبدراً منيراً وارياً حلك التواري وأصبح مفرداً علماً رفيعاً كرفع المفرد العلم المنار وآية رحمة فضلاً وفيضاً عباباً مستطاباً للقواري وغرة دهره علماً وديناً طراز زمانه مثل النضار يقوم لشكره آثاره في مدارس أو مساجد كالدراري متى ما جاد جود قام شكراً له العزمات من باد وقار وأما فضله ذوقاً وحالاً ففرد فيه لا أحد يجاري علو مقامه قدماً وسبقاً فلا من طائر فيه مطار فضيل زمانه ورعاً وزهداً وحاتم عصره عند امتيار كان جبينه بدر مبين تهلل نوره عند الزوار وهمته كصبح مستطير أو الغيث المغيث لدى انتظار لقد نفع الورى شرقاً وغرباً وأشرق نوره عند اعتكار وزحزح عن حريم الحق نكراً فحصحص في البسيط على الجهار ودار مع استقامته مداراً أصيل الأصل محمر الزمار فرحمة ربه أبداً عليه وطاب ثراه من رضوان باري القاضي أنور علي اللكهنوي الشيخ الفاضل الكبير القاضي أنور علي الحسيني الحنفي اللكهنوي أحد كبار الأفاضل، قرأ العلم على مولانا تراب علي اللكهنوي، وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم مسيح الدولة حسن علي خان اللكهنوي، وتصدر للتدريس بمدينة لكهنؤ، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، ثم سافر إلى جونبور، فولي التدريس في المدرسة الإمامية الحنفية، فدرس بها زماناً، ثم راح إلى بهوبال، فولي القضاء بها، وإني لقيته ببلدة بهوبال في أيام الطلب والتحصيل، وبعد مدة يسيرة سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى بلدته واعتزل بها. وله مصنفات عديدة، أشهرها أنوار الحواشي، وهي حاشية على شرح الموجز المشهور بالنفيسي، والتبيان حاشية على أوقات البحران، وضوء السراج حاشية على السراجية في المواريث، وله تعليقات على أكثر الكتب الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1200 الدرسية، مات سنة ثلاث وثلاثمائة وألف بكلهنؤ. القاضي أيوب بن قمر الدين البهلتي الشيخ العالم المحدث المفتي ثم القاضي أبو الصبر أيوب بن قمر الدين بن محمد أنور الصديقي الحنفي البهلتي أحد كبار العلماء، كان أصله من سدهور - بكسر السين وتشديد الدال المهملتين قرية من أعمال باره بنكي - من أرض أوده، وولد ببهلت - بضم الباء الفارسية - قرية من أعمال مظفر نكر بين سنة إحدى وأربعين وأربع وأربعين من القرن الثالث عشر. وقرأ المختصرات على مولانا نصر الله الخورجوري ببلدة مظفر نكر، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ على السيد محمد الدهلوي وعلى علي أكبر وعلي أصغر القاطنين بسوني بت، وعلى المولوي سديد الدين بن رشيد الدين الدهلوي، وعلى مولانا نصير الدين اللكهنوي، وعلى الشيخ عمر بن إسماعيل الدهلوي، والشيخ مملوك العلي النانوتوي، والشيخ عبد الغني بن أبي سعيد، وصنوه الكبير الشيخ أحمد سعيد، وعلى العلامة ملا نواب، وعلى ابن خالته المفتي عبد القيوم بن عبد الحي البزهانوي، وكان يتردد إلى مولانا إسحاق بن أفضل العمري المحدث ويحضر مجالس وعظه، وقرأ عليه شيئاً، وسافر إلى الحرمين الشريفين مرتين، وأخذ الحديث عن الشريف محمد بن ناصر بن الحسين الحازمي القشيري، والشيخ يعقوب بن أفضل العمري الدهلوي بمكة المباركة، ودخل بهوبال نحو سنة ست وستين ومائتين بعد الألف فسكن بها، وولي الإفتاء مكان ابن خالته المرحوم المفتي عبد القيوم نحو سنة سبع وتسعين ومائتين بعد الألف، وولي القضاء نحو سنة اثنتين وثلاثمائة وألف. وكان شيخاً صالحاً، جليل القدر، كبير المنزلة، مرزوق القبول، حسن المعاشرة، طلق المحيا، ذا بشاشة وتواضع للناس، يرد السلام مبتسماً ويحي بأحسن منها، وكان يشار إليه في تأويل الرؤيا، يدرس ويفيد، لقيته ببلدة بهوبال وحضرت في دروسه، وكان يحبني - رحمه الله تعالى ونفعنا ببركاته -. مات نحو سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة بهوبال. مولانا أيوب بن يعقوب الكوئلي الشيخ الفاضل أيوب بن يعقوب بن عبد الجليل الإسرائيلي الكوئلي أحد الأذكياء المبرزين في العلم، ولد ونشأ ببلدة كوئل، واشتغل بالعلم أياماً على أبيه وعمه، ثم سار إلى بهوبال وقرأ المنطق والحكمة على شيخنا القاضي عبد الحق الكابلي، وكان مشاركاً لي في الأخذ والقراءة في شرح القاضي مبارك بن أدهم الكوباموي على السلم، وقرأ بعض الرسائل في الفنون الرياضية على شيخنا العلامة السيد أحمد الدهلوي، وقرأ الأصول والكلام على العلامة محمد بشير السهسواني، كل ذلك في بهوبال، ثم دخل لكهنؤ وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم عبد الولي ابن عبد العلي اللكهنوي، واشتغل أياماً بتصحيح الكتب وتحشيتها في مطبعة نولكشور، ثم سار إلى دهلي وأقام بها مدة، وكان مديم الاشتغال بالتدريس والتصنيف، وله ذكاء مفرط وذهن ثاقب وفطرة سليمة وقريحة جيدة وحسن أخلاق وتواضع وبشاشة للناس مع لين الكنف، له حاشية على التوضيح والتلويح ومصنفات عديدة، مات بدهلي. مولانا أيوب البشاوري الشيخ العالم الفقيه أيوب بن لطيف الله الحنفي البشاوري أحد كبار العلماء، له مصنفات بالعربية، منها تحرير الفوائد في تقسيم العقائد. والعقود الدرية في الرد على الوجودية، وأسفار المسألة في أسرار البسملة، وتعليم الغبي في إمامة الصبي، وبذل الهمة في نفع الميت، وضياء النبراس في حكم شعر الرأس، ورحمة الأحد في سنة اللحد، والدرة المضيئة في ضيافة التعزية، والدر المصون في حكم النفع بالمرهون، وتبيين المسألة في تحسين المشورة، ومصباح الضياء في حقيقة الرياء، والدر النضيد في مصلى العيد، وتحقيق الإجابة في الدعوات المستجابة، ومختصر الكلام في سد ذرائع الحرام، وعمدة النصر في تأخير العصر. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1201 حرف الباء السيد باقر مهدي الجرولي السيد الفاضل باقر مهدي بن ظفر مهدي بن حسن ذكي الحسيني الموسوي الشيعي الجرولي أحد الأفاضل المشهورين، ولد بقرية جرول - بفتح الجيم وسكون الراء المهملة - قرية من أعمال بهرائج سنة ست وسبعين ومائتين بعد الألف، تفقه على والده، وعلى السيد علي محمد الشيعي اللكهنوي، والسيد كلب باقر الجائسي الحائري، وأخذ عنهم الأصول والكلام، وأخذ المنطق والحكمة عن العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي والفنون الرياضية عن السيد تفضل حسين الفتحبوري. وكان مفرط الذكاء، حسن المعاشرة، كبير المنزلة، مديم الاشتغال بمطالعة الكتب، حريصاً على جمعها، له مجموع الخطب العربية، والمواعظ الباقرية، ورسالة في تجهيز الأموات، وعيد كا جاند رسالة له بالأردو. مات لتسع خلون من صفر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف بجرول. الشيخ بدر الدين البهلواروي الشيخ العالم الفقيه الزاهد بدر الدين بن شرف الدين بن الهادي بن الأحمدي الحنفي الجعفري البهلواروي أحد كبار المشايخ من نسل سيدنا جعفر الطيار ابن عم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحبه وصاحبه، وهو صاحب السجادة المجيبية، وحافظ الآثار الحبيبية. ولد سنة ثمان وستين ومائتين وألف ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وأخذ عن والده، وعن الشيخ نعمة مجيب، وعن صهره الشيخ علي الحبيب كلهم كانوا من تلامذة الشيخ محمد حسين تلميذ جده الشيخ أحمدي الفاضل المشهور بالهند، تولى الشياخة بعد ما اعتزل عنها الشيخ عين الحق بن علي الحبيب البهلواروي. رزق قبولاً عظيماً في ولاية بهار، وقصده الطالبون لله من أنحاء البلاد، واشتهر علمه وزهده، ونزاهة نفسه، وجرأته في قول الحق، وحرصه على نفع المسلمين، فاختاروه أميراً للشريعة في بهار، واستقام على ذلك بصدق وعفة ونصيحة للمسلمين حتى لقي الله، ولقبته الحكومة الإنكليزية بشمس العلماء، فقبله على كره حتى ظهر عداء الانجليز للاسلام والمسلمين وعنادهم في شأن الخلافة الاسلامية والدولة العثمانية، فرده على الحكومة، علامة لاستنكاره لسياستها وجورها، لقيته ببهلواري فوجدته شيخاً صدوقاً متودداً، حسن الأخلاق، حسن السمت والهدى، مليح الشمائل، شديد التعبد، مديم الاشتغال بمطالعة الكتب، يلوح عليه آثار التوفيق والقبول. توفي إلى رحمة الله في السادس عشر من صفر، سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف. الحكيم بدر الدين الدهلوي الشيخ الفاضل المعمر بدر الدين بن قطب الدين الحكيم الحنفي الدهلوي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على أساتذة دهلي، ثم لازم الحكيم أحسن الله خان وقرأ عليه الكتب الطبية وتطبب عليه، ثم تولى الطبابة مكان والده، وكان فاضلاً متين الديانة حسن الأخلاق، عميم الإحسان، رزق حسن القبول في المداواة. مات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف بدهلي. مولانا بديع الزمان اللكهنوي الشيخ العالم المحدث بديع الزمان بن مسيح الزمان بن نور محمد اللكهنوي أحد الفضلاء المشهورين، ولد في سنة خمسين ومائتين وألف، وقرأ العلم على مولانا عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي ومولانا محمد زمان السهارنبوري ومولانا محمد عباس البشاوري بحيدر آباد، وبايع الشيخ المجاهد ولاية على العظيم آبادي، وصحب السيد محمد قاسم الكوهيري زماناً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن السهارنبوري المهاجر ورجع إلى الهند، وأسند الحديث عن شيخنا المحدث نذير حسين الدهلوي، ثم رحل إلى بهوبال واستخدمه نواب صديق حسن القنوجي، فأقام بها مدة طويلة، ثم أخرج من بهوبال بوجوه ما وقفت عليها، فرحل إلى حيدر آباد. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1202 وكان من العلماء المشهورين برفض التقليد، شديد التعصب على مخالفيه، كثير البذاءة على الحنفية، له مصنفات، منها ترجمة جامع الترمذي في مجلدين، وسبيكة الذهب الإبريز، وفتح المنان في لغات القرآن، ومرآة الإيقان في قصص القرآن، ورياض الجنة، ورسالة في الاستواء على العرش، ورسالة في تحقيق علم الغيب. مات سنة أربع وثلاثمائة وألف. مولانا بركة الله السورتي الشيخ الفاضل بركة الله الحنفي السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، قرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا فضل الرحمن الحنفي البندوي، وبعضها على العلامة واجد علي البنارسي نزيل بردوان، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ محمد سعيد بن واعظ علي العظيم آبادي، ثم أخذ عنه الطريقة، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند وسكن بمدينة سورت، وكان يدرس ويفيد، أخذ عنه غير واحد من العلماء. مولانا بركات أحمد الطوكي الشيخ الفاضل الكبير بركات أحمد بن دائم علي الحنفي الطوكي أحد الأفاضل المشهورين في المنطق والحكمة. ولد ببلدة طوك نحو سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته على أبيه، وعلى محمد حسن خان المعسكري، ثم سافر إلى رامبور، وقرأ على العلامة عبد الحق بن فضل حق العمري الخير آبادي ولازمه مدة، ثم دخل دهلي وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم غلام نجف خان الدهلوي ولازمه مدة، ثم سافر إلى بهوبال، وقرأ الصحاح الستة على مولانا أيوب بن قمر الدين البهلتي، وقرأ فاتحة الفراغ عنده، وكنت في ذلك المشهد، ثم رجع إلى طوك وولي دار الشفاء بها، فقصر همته على التدريس، ودرس مدة طويلة حتى صار معدوداً في الأساتذة المتبحرين. وانتهت إليه رئاسة التدريس في العلوم العقلية، وأمه الطلبة من الآفاق، وتخرجت عليه جماعة من الفضلاء، أصبحوا من بعد أساتذة كباراً، وصار يرحل إليهم من جهات بعيدة. وهو شديد التعصب على أهل الحديث، طويل اللسان عليهم، وله توغل في الفلسفة، ولا يلمع على جبينه أثر الحديث، وأقبل إلى المشايخ والصوفية وأهل القلوب في آخر حياته، وكانت تأخذه الجذبة الإلهية والاستغراق في بعض الأحيان، وكانت له نهامة بالمطالعة، لم ينقطع عنها حتى في الليلة التي توفي فيها. له من المؤلفات: الأنهار الأربعة في التصوف، والقول الضابط في تحقيق الوجود الرابط، وإمام الكلام في تحقيق الأجسام في الفلسفة، وحواش في الفلسفة وعلم الكلام، وحاشية على جامع الترمذي. توفي غرة ربيع الأول سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف. مولوي بشير الدين الدهلوي الشيخ الفاضل بشير الدين بن سعد الدين بن ركن الدين بن ذكاء الله الدهلوي، أحد الأفاضل البارعين في الفنون الأدبية، ولد ببلدة دهلي سنة سبع وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره ومصره، وجمع الطب بسائر العلوم، ثم سافر إلى حيدر آباد، فولي التدريس بالمدرسة العالية، ثم انتقل من تلك الخدمة إلى غيرها من الخدمات الكثيرة في العدلية والمالية والعسكرية، حتى صار ضابطاً سر عسكر للجنود غير المنتظمة سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف. حكيم بنده حسن اللكهنوي الشيخ الفاضل بنده حسن بن إمام بخش بن علي بخش بن خدا بخش بن رحيم بخش الشيعي الأمروهوي ثم اللكهنوي كان من طائفة كنبوه، ولد في خامس ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1203 وألف، وقرأ العلم على خاله العلامة تراب علي الحنفي اللكهنوي، ثم أخذ الطب عن الحكيم عبد الله اللكهنوي، ثم تقرب إلى جودهري حشمت علي الحنفي السنديلوي، فاستخدمه وجعله من ندمائه، وكان يدرس ويفيد، له حاشية على الأقصرائي وجامع المفردات، صنفه سنة ست وثمانين. مات بكانبور لثلاث بقين من ربيع الأول سنة خمس وثلاثمائة وألف. السيد بنده حسن الحيدر آبادي السيد الفاضل بنده حسن بن نياز حسن الشيعي الحيدر آبادي أحد الأفاضل المشهورين في الفنون الأدبية، ولد ونشأ بحيدر آباد، وأصله كان من ناحية باني بت، وقدم والده حيدر آباد وتزوج بها وأعقب، وكان بنده حسن رابع أبناء والده وقائماً مقامه في التدريس. مرزا بهادر علي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل بهادر علي بن محمد رضا بن غلام علي بن بيكلر جنك الشيعي الحيدر آبادي أحد الفقهاء الإمامية. ولد بحيدر آباد سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على السيد كاظم علي وغلام حسين وعلى غيرهما من الأساتذة بدار العلوم، وفاق أقرانه في كثير من العلوم والفنون، ثم تصدر للتدريس وأسس مدرسة كبيرة بحيدر آباد، سماها باب العلوم. المولوي بردل الكابلي الشيخ الفاضل بردل - بضم الباء العجمية - الحنفي الكابلي كان من مشاهير العلماء، ولد ونشأ بحدود أفغانستان، وسافر للعلم فقدم الهند وقرأ على المفتي لطف الله بن أسد الله البلكهني الكوئلي وعلى غيره من العلماء، ثم دخل رامبور وتزوج بها، ودرس زماناً، ثم سافر إلى طوك وولي التدريس في المدرسة الخليلية بها، فدرس بها مدة ثم أخرجه أمير الطوك لخلاف وقع بينه وبين الحكيم بركات أحمد، فسار إلى دهلي وولي التدريس في المدرسة النعمانية، فدرس بها إلى آخر عمره. وكان عالماً بارعاً في الفقه والأصول والكلام والمنطق، أخذ عنه غير واحد من العلماء. مات في رمضان سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف. حرف التاء السيد تصدق حسين الكنتوري السيد الفاضل تصدق حسين بن غلام حسنين الموسوي الشيعي الكنتوري أحد الفقهاء الشيعية الإمامية، ولد سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على خاله السيد حامد حسين بن محمد قلي الموسوي الكنتوري وعلى السيد عباس بن علي بن جعفر التستري والسيد محمد نقي اللكهنوي، ثم سافر إلى حيدر آباد، فولي نظارة المكتبة الآصفية. مولانا تلطف حسين الدهلوي الشيخ العالم الصالح تلطف حسين الصديقي المحيي الدين بوري ثم الدهلوي أحد الأفاضل المشهورين، ولد بمحيي الدين بور قرية من أعمال عظيم آباد سنة أربع وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ المحدث عبد الله الغازيبوري والقاضي بشير الدين العثماني القنوجي ومولانا عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي، ثم لازم الشيخ المحدث نذير حسين الدهلوي وأخذ عنه الحديث، وأسند عن شيخنا العلامة حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني، ولازم الدهلوي ستاً وعشرين سنة. له اليد الطولى في استخراج المواريث والمناظرة، وكان يسترزق بتجارة الكتب. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1204 حرف الثاء مولانا ثناء الله الأمرتسري الشيخ الفاضل ثناء الله بن محمد خضرجو الكشميري ثم الأمرتسري أحد الفضلاء المشهورين بالمناظرة، ولد في سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، ونشأ بأمرتسر من بلاد بنجاب، أصله من كشمير، أسلم آباؤه في القديم، واشتغل بالعلم أياماً على مولانا أحمد الله الأمرتسري، ثم قرأ الحديث على الشيخ عبد المنان الضرير الوزير آبادي، ثم سار إلى ديوبند وقرأ المنطق والحكمة والأصول والفقه على أساتذة المدرسة العالية بها، ثم دخل كانبور وقرأ على مولانا أحمد حسن الكانبوري كبار الكتب الدرسية، وفرغ من تحصيله سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف، ثم رجع إلى أمرتسر واشتغل بالتصنيف والتذكير والمناظرة، وأسس دار الطباعة، وأنشأ صحيفة أسبوعية في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف تسمى أهل الحديث، استمرت في الصدور أربعاً وأربعين سنة. له مصنفات كثيرة في الرد على مرزا غلام أحمد القادياني وعلى الآرية وهي طائفة من كفار الهنود، رفضوا عبادة الأوثان وأقروا بالتوحيد، ولكنهم ذهبوا إلى نفي الصفات وقدم العالم وإنكار الرسالة وإثبات التناسخ، وهم أكبر أعداء الإسلام في الهند، ومن مصنفاته: تفسير القرآن بكلام الرحمن في تفسير القرآن بالعربية في مجلد، فسر فيه القرآن بالقرآن، وقد تعقب عليه بعض العلماء، ومنها التفسير الثنائي بالأردو، في مجلدات، ومنها تقابل ثلاثة كتاب له بالأردو في المقابلة بين شرائع الإسلام وشرائع الويد والإنجيل. وكان قوي العارضة، حاد الذهن، قوي البديهة، سريع الجواب، عالي الكعب في المناظرة، له براعة في الرد على الفرق الضالة وإفحام الخصوم، ذلق اللسان، سريع الكتابة، كثير الاشتغال بالتأليف والتحرير، كثير الأسفار للمناظرة والانتصار للعقيدة الإسلامية، وكان أكثر رده على الآرية والقاديانية، وكان عاملاً بالحديث، نابذاً للتقليد، يذهب مذهب الشيخ ولي الله الدهلوي في الأسماء والصفات، وكان جميلاً وسيماً، أبيض اللون معتنياً بصحته وملبسه، محافظاً على الأوقات، مجتهداً دؤوباً في العمل، عنده دماثة خلق، ومرونة في الأخلاق، وسعة في المعلومات، وحسن عشرة، ساهم في الحركة السياسية الوطنية، وشارك في المؤتمر الوطني العام، وكان له فضل في تأسيس جمعية العلماء وتقويتها، وفي تأييد ندوة العلماء التي ظل عضواً فيها طول حياته. وقد تحداه المرزا غلام أحمد القادياني عام ست وعشرين وثلاثمائة وألف بأن من يكون كاذباً منهما ويكون على باطل يسبق صاحبه إلى الموت ويسلط الله عليه داء مثل الهيضة والطاعون، وقد ابتلي المرزا بهذا الداء بعد مدة قليلة ومات، أما الشيخ ثناء الله فقد عاش بعد هذا أربعين سنة. انتقل من أمرتسر إلى كجرانواله في باكستان بعد ما انقسمت الهند، فلم يمكث إلا سنة ومات لأربع خلون من جمادى الأولى سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف في سركودها وله من العمر ثمانون سنة. حرف الجيم الحافظ جمال الدين الكلكتوي الشيخ الصالح المحدث جمال الدين بن عبد الشكور بن محمد أشرف البهاري نزيل كلكته ودفينها كان من كبار المشايخ من أصحاب سيدنا الإمام السيد أحمد الشهيد السعيد البريلوي - رحمه الله ونفعنا ببركاته - ومن آثاره الباقية جامع كبير بكلكته في غاية الحصانة والمتانة، ومدرسة عظيمة بفناء المسجد. مات يوم الأحد لثمان خلون من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثمائة وألف. حرف الحاء السيد حامد حسين الفيض آبادي الشيخ الفاضل حامد حسين بن الحسين الحسيني الشيعي الفيض آبادي، أحد علماء الشيعة الإمامية، ولد سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، ولازم السيد حامد حسين بن محمد قلي الشيعي الكنتوري من صغر سنه، وهو يحبه ويلاطفه ويملي عليه مصنفاته، ثم قرأ العلم الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1205 على السيد ناصر حسين بن حامد حسين وبرع في الأدب والتاريخ والسير. وله شعر جيد في المديح والحماسة والنسيب، وحتى الساعة بلغ ديوانه خمسة عشر حرفاً، وله تخميس طويل على قصيدة السيد ناصر حسين المسماة بالبرد المفوف. ومن شعره قوله في مدح سيدنا علي المرتضى رضي الله عنه: ما للملاح أرى سعدى وسلماها ردينها وسعاداً ثم ليلاها يمسن في حلل من سندس خضر زانت حلياً لها في السعر أغلاها طوبى لكم أيها الهيام فاجتمعوا زوروا ربوعاً دمي نجد بأعلاها كانت لنا حاجة في زورة ولها كمثل حاجة يعقوب قضيناها أفق أيا قلب في ذا اليوم أن به تفوز من سرب الابكار سعداها سود الفروع كأن الليل خمرها بيض الوجوه كأن الشمس غذاها خدودها كبلخش في معادنه في الاحمرار فمن رباه رباها شفاهها كيواقيت يشعشعها عند التبسم ضوء من ثناياها قليلة القدر تحكي عن غدائرها ومطلع الفجر يبدو عن محياها مثل القوارير للصهباء أعينها لا يستفيق ولا يصحو سكاراها ألحاظها قضب والفرق متضح تبقى دهوراً بحال النزع قتلاها تشبهت بزليخا مصر سطوتها تدوم في السجن والأقياد أسراها كم من لبانات قلبي قد قضيت بها في جنح ليل إذا ما الليل يغشاها ورب ليل سقتني طعم ريقتها تحكي مداق الطلا في الشرب أحلاها كم من سلاف قبيل الصبح نلت وكم إذا تنفس صبح نلت أشهاها قبل الممات أروى هامتي بدني ولا أخاف ولا أخشى لعقباها تبدو فعال أناس في حياتهم وليس يعلم بعد الموت أشقاها ما للرياض قد احمرت شقائقها ساب لعقل حليم طيب رياها فالورد يفخر طوراً فوق نرجسها قد حدقت شزراً من ذاك عيناها والسر ومنتصب الأفنان في عجب عن قد سعدى ولا يحكيه حاشاها أرى زهور رياض قد تفتق من وجد ومن طرب في حب مولاها طوبى لشهر أتانا واسمه رجب فيه ولادة نور من بني طه أعني به حيدراً في المهد عهد صبي مولاي خير بني الدنيا وأزكاها هو الذي كان بيت الله مولده وذي الرواية صحت فاعتقدناها إلى غير ذلك من الأبيات. السيد حامد حسين الكنتوري الشيخ الفاضل العلامة حامد حسين بن محمد قلي بن محمد حسين بن حامد حسين بن زين العابدين الحسيني الموسوي الكنتوري أحد الأفاضل المشهورين في أرض الهند. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1206 ولد لأربع خلون من محرم سنة ست وأربعين ومائتين وألف في ميرله حيث كان والده صدر الصدور، وقرأ عليه الكتب الابتدائية المتداولة، ومات أبوه وله خمس عشرة سنة من العمر، فقرأ الأدب على المولوي بركة علي السني والمفتي محمد عباس اللكهنوي، والعلوم العقلية على السيد مرتضى بن المولوي سيد محمد، وكتب العلوم الشرعية على السيد محمد بن دلدار علي وعلى السيد حسين، وكان أكثر أخذه ودراسته عن الأخير، واشتغل بعد التحصيل بترتيب مؤلفات والده وتصحيحها ومقابلتها بالأصول، وبدأ بتأليف استقصاء الإفحام في الرد على منتهى الكلام للشيخ حيدر علي الفيض آبادي، وأكمل شوارق النصوص، وسافر في سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف للحج والزيارة، واقتبس من الكتب النادرة في الحرمين ورجع إلى الهند، وانصرف إلى المطالعة والتأليف واقتناص الكتب النادرة وكثير منها بخط مؤلفيها من كل مكان وبكل طريق، وأنفق عليها الأموال الطائلة، حتى اجتمع عنده عشرة آلاف من الكتب، منها ما جلبت من مصر والشام والبلاد البعيدة، وكان بارعاً في الكلام والجدل، واسع الاطلاع كثير المطالعة، سائل القلم سريع التأليف، وقد أضنى نفسه في الكتابة والتأليف حتى اعترته الأمراض الكثيرة وضعفت قواه، وكان جل اشتغاله بالرد على أهل السنة ومؤلفات علمائهم وأئمتهم، كالشيخ الإمام ولي الله الدهلوي وابنه الشيخ عبد العزيز والشيخ حيدر علي الفيض آبادي وغيرهم. ومن مؤلفاته استقصاء الإفحام في مجلدين ضخمين، وعبقات الأنوار في ثلاثين جزءاً، وشوارق النصوص في خمسة أجزاء، وكشف المعضلات في حل المشكلات، وكتاب النجم الثاقب في مسألة الحاجب في الفقه، والدرر السنية في المكاتب والمنشئات العربية، وله غير ذلك من المؤلفات. مات في الثامن عشر من صفر سنة ست وثلاثمائة وألف في لكهنؤ، ودفن في حسينية العلامة السيد دلدار علي المجتهد. الشيخ حبيب أحمد الدهلوي. الشيخ الفاضل حبيب أحمد بن حسن علي بن غلام حسين بن محمد أشرف الحنفي الدهلوي أحد العلماء الصالحين، ولد بدهلي سنة سبعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المفتي عبد الله بن صابر علي الطوكي وشيخنا السيد أحمد الدهلوي وعلى غيرهما من العلماء، ثم ولي التدريس بالمدرسة الفتح بورية بدهلي، وهو اليوم مشتغل بالدرس والإفادة. الشيخ حبيب حيدر الكاكوروي الشيخ العالم الصالح حبيب حيدر بن علي أنور بن علي أكبر بن حيدر علي ابن تراب علي العلوي الحنفي الكاكوروي، أحد المشايخ القلندرية، ولد بكاكوري في السابع عشر من شوال سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وقرأ على أبيه ولازمه ملازمة طويلة، وتولى الشياخة بعده لست خلون من محرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، لقيته بكاكوري فوجدته فاضلاً، كريماً صالحاً، مديم الاشتغال بمطالعة الكتب والمذاكرة، والتصنيف والتدريس. وكان متناسب الأعضاء، قوي الجسم، لونه بين السمرة والبياض، ربع القامة، واسع الجبين، واسع العينين، أقنى الأنف، يحلق رأسه، ويواظب على الرياضة البدنية، له من المصنفات: الكلمة الباقية في الأسانيد والمسلسلات العالية، وتنوير الهياكل بذكر إسناد الأوراد والسلاسل - كلاهما بالعربية، والإيضاح تتمة الانتصاح بذكر أهل الصلاح للشيخ علي أنور، وله غير ذلك. توف في السابع عشر من ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف، ذكره أخوه الشيخ تقي حيدر في النفحات العنبرية، وصنف أخوه الأصغر الشيخ علي حيدر رسالة بسيطة سماها الفكر الغريب بذكر الحبيب في جزءين. مولانا حبيب الرحمن السهارنبوري الشيخ الفاضل حبيب الرحمن بن أحمد علي بن لطف الله الحنفي الماتريدي السهارنبوري أحد الفقهاء المشهورين، ولد ونشأ بسهارنبور، وقرأ على الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1207 والده وعلى غيره من العلماء، وتصدر للتدريس في حياة والده، وبعده ولي به في مدرسة مظاهر العلوم، فدرس بها مدة واعتزل عنها في ربيع الأول سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف، وراح إلى حيدر آباد، وولي التدريس بدار العلوم. وكان شاعراً قديراً من المكثرين والمجيدين، مات بحيدر آباد، في السادس عشر من محرم سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا حبيب الرحمن خان الشرواني البهيكن بوري المعروف بنواب صدر يار جنك الشيخ الفاضل حبيب الرحمن بن محمد تقي الشرواني الحنفي البهيكن بوري أحد الفضلاء المشهورين بالهند. ولد لليلتين بقيتا من شعبان سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف بقرية بهكين يور من أعمال علي كده، ونشأ بها في رفاهة من العيش بظل والده وعمه نواب عبد الشكور خان، وعمر والده قرية باسمه حبيب كنج وأسس بها قلعة لمسكنه، وكان تلوح عليه علائم الرشد والسعادة في صغر سنه، فاشتغل بالعلم أياماً على المولوي عبد الغني القائم كنجي وقرأ عليه العلوم المتعارفة، وأخذ عن شيخ شيخه المفتي لطف الله الكوئلي أيضاً، وتعلم اللغة الإنكليزية في مدرسة العلوم بعليكده، وفي مدرسة كانت بآكره، وأقبل إلى الإنشاء والشعر، ثم إلى العلوم الشرعية، واستقدم شيخنا المحدث حسين بن محسن الأنصاري من بهوبال وقرأ عليه الصحاح قراءة تدبر وإتقان، وأجازه الشيخ، وإني أظن أنه ذكر لي أن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي أيضاً أجازه في الحديث، ودخل في الحادي والعشرين من رجب سنة خمس وثلاثمائة وألف في قرية مراد آباد، وبايع الشيخ الكبير فضل الرحمن البكري المراد آبادي. وبالجملة فإنه نال الفضيلتين، وجمع الكتب النفيسة من كل علم وفن وأكثرها خطية نادرة الوجود، وصنف الكتب، وله مكارم وفضائل، وحسن خلق، واشتغال بالعلوم والعبادات، والقيام بوظائف الطاعات، وقضاء حوائج المحتاجين، والسعي في صلاح المسلمين، قلما يقر على القيام به غيره. ثم اختار الله سبحانه له الصدارة في بلاد الدكن الإسلامية مع ما منحه من غزير المال والرئاسة في بلاده، فترك الأهل والوطن ابتغاء لوجه الله سبحانه في خدمة المملكة الإسلامية، تقبل الله منه وأيده فيما أراد من الخيرات، ولقد طلبه المير عثمان علي خان صاحب الدكن بما توسم منه الخير من غير أن يذكره لديه أحد، وذلك في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف، فعينه وزيراً للأمور الدينية، والأوقاف الإسلامية، وخصه بالتكريم، واستقام على هذا المنصب الخطير نحو ثلاث عشرة سنة، مع عفة ونزاهة وعزة نفس، واجتهاد في خدمة العباد والبلاد، وإعانة على المصالح الإسلامية والمشاريع الخيرية، متمتعاً بثقة صاحب الأمر، وثناء أهل العلم والدين، كان له سهم وافر في تأسيس الجامعة العثمانية في حيدر آباد، التي قررت تدريس العلوم والفنون في لغة أردو لأول مرة، وفي تكوين قسم الدراسات الدينية في هذه الجامعة، الذي كانت له فائدة كبيرة في تخريج الشباب الجامعين بين العلوم الدينية والعلوم المدنية، حتى اعتزل عنه وأحيل إلى المعاش حوالي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف، ولزم بيته محفوفاً بالكرامة، منقطعاً إلى مطالعة الكتب، وجمع النفائس منها، متوفراً على خدمة المراكز الدينية والجهود التعليمة، مشغولاً بالذكر وأنواع العبادات. وقد وفقه الله للحج سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، فسافر إلى الحجاز على قدم صدق وإخلاص، لا يصرف وقتاً، ولا همة في غير مقاصد الحج وعباداته، وزار مدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، واستفاد من مكتباتها وعلمائها. وكانت له عناية كبيرة بندوة العلماء من أول عهد قيامها إلى آخر يوم من أيام حياته، فكان عضواً تأسيسياً في لجنتها في أول يوم، واختير ثلاث مرات رئيساً لحفلاتها السنوية، وكان من أبرز أعضائها العاملين، شديد الاقتناع بمبادئها التعليمية والإصلاحية، ولما صدرت مجلة الندوة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف كلسان حال ندوة العلماء اختير العلامة شبلي بن الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1208 حبيب الله النعماني والشيخ حبيب الرحمن الشرواني مديري التحرير للمجلة، وحازت إعجاب أهل العلم والأدب بمقالاتها التحقيقية، وأفكارها السليمة الراجحة، وكذلك كانت له صلة متينة قديمة بالكلية الإسلامية في علي كره إلى أن أصبحت الجامعة الإسلامية الشهيرة، فظل رئيساً فخرياً لقسم الدراسات الدينية فيها مدة طويلة، ومنحته الجامعة الدكتواره الفخرية في أصول الدين لست خلون من صفر سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وألف، اعترافاً بعلو منزلته وحسن خدمته للعلم والدين، وكان له اتصال دائم بالمجامع العلمية والمراكز الثقافية في الهند، يشترك في لجانها، ويرأس حفلاتها، فكان الرئيس الدائم لدار المصنفين في أعظم كره، والأمين العام للمؤتمر التعليمي الإسلامي في علي كره، واختير مراراً رئيساً للمؤتمرات الأدبية وألقى فيها خطباً ومحاضرات نالت الإعجاب والتقدير. وكان من أصحاب الأساليب الأدبية في أردو وكاتباً مترسلاً بليغاً، يمتاز إنشاؤه بالحلاوة والطلاوة، والانسجام والرشاقة، والبعد عن التكلف والصناعة، ورسائله ومكاتيبه أنموذج للانشاء البليغ، تفيض بالحياة، وتسيل رقة وعذوبة، هي أشبه بالحديث منها بالكتابة، وكان خطيباً مصقعاً، يؤثر في الناس، وشاعراً مطبوعاً في اللغة الفارسية، ناقداً جهبذاً للشعر الفارسي والأردي وأدبهما، مؤرخاً واسع الاطلاع، كثير المطالعة، مؤلفاً بارعاً، يلوح على كتاباته أثر القبول. وبالجملة كان من نوادر العصر ومحاسن الدهر، في الجمع بين الفضائل المتشتتة، والمحاسن المتنوعة، دين متين لا مغمز فيه وهمة عالية لا قصور فيها، وذوق أصيل في الأدب والشعر لا تكلف فيه، سلامة ذهن وحصافة رأي، وقوة إرادة وحسن إدارة، وحلاوة منطق ونزاهة لسان، قد جمع بين الرئاستين وفاز بالحسنيين. كان شديد الغرام بجمع الكتب النادرة، وآثار السلف من مخطوطات وتوقيعات وغير ذلك، ينفق فيها المال الجزيل، وقد جمع مكتبة تحوي العدد الكبير من الكتب المخطوطة النادرة، وكان يقضي فيها وقتاً طويلاً، هو من أحب أوقاته إليه، ووضع له فهارس بنفسه وخطه، وقد ضمت هذه المكتبة إلى مكتبة جامعة على كراه الإسلامية، وخصص لها جناح خاص باسمه. وكان شديد الحب لشيخه سيدنا فضل الرحمن الكنج مراد آبادي، لا يفتأ عن ذكره، وكذلك كان شديد الإعجاب بأستاذه مولانا لطف الله الكوئلي، وكلما ذكرهما جاشت نفسه، وتفتقت قريحته، وأرسل النفس على سجيتها. كان فارع القامة، أبيض اللون والبشرة، حسن الهندام والهيئة، جميل الملبس والبشارة، كأنه من بقايا الأمراء الكبار في حكومة إسلامية سابقة، وقوراً مهيباً، موزون الكلام والمشي، لطيف العشرة والصحبة إذا بدأ عملاً استقام عليه مدة حياته، وإذا نزل عند صديق أو خصه بتكريم حافظ عليه إلى الأخير، صاحب بر ومواساة، شديد التكرم والبر بأهل الحرمين وجيران الرسول صلى الله عليه وسلم، محافظاً على الصلاة في الجماعة في المسجد في السفر والحضر، مواظباً على قيام الليل والصلاة على النبي عليه السلام، معتنياً بصحته وصفاء ذهنه، وحفظ أوقاته وأداء حقوق أصحابه. له مصنفات في أردو انتفع بها الناس، من أحسنها علماء سلف وسيرة الصديق ومنها نابينا علماء جمع فيها أخبار العلماء المكفوفين، تنشيطاً لطلبة العلم وأهل هذا الزمان، وأستاذ العلماء في سيرة أستاذه مولانا لطف الله الكوئلي، وانتقد على ما كتبه الخطيب البغدادي عن الإمام أبي حنيفة في تاريخ بغداد، وله مقالات كثيرة جمعت في مجموعة في حياته، وله شعر في الفارسية والأردو. مات رحمه الله يوم الجمعة لسبع خلون من ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة وألف في عليكره، ودفن في قرية حبيب كنج. الشيخ حبيب الله الدكني الشيخ العالم الصالح حبيب الله بن صبغة الله الشطاري الدكني أحد كبار المشايخ من نسل الشيخ حبيب الله بن خليل الله البيجابوري، أخذ الطريقة عن أبيه عن جده، وهلم جراً إلى الشيخ حبيب الله المذكور، وتولى الشياخة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1209 له حبيب الحقائق في تفسير الدقائق كتاب كبير بالفارسي في تفسير بعض آيات القرآن الكريم، صنفه سنة اثنتين وثلاثمائة وألف. الشيخ حسن بن سليمان البهلواروي الشيخ الصالح حسن بن سليمان بن داود الحنفي البهلواروي أحد العلماء العاملين، ولد ونشأ بقرية بهلواري، وقدم لكهنؤ فقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا فاروق بن علي الجرياكوبي وعلى غيره من العلماء، ثم رجع إلى موطنه وأخذ عن الشيخ علي نعمة الجعفري البهلواروي، وقرأ على والده أيضاً وتفقه عليه وأخذ الطريقة عن الشيخ بدر الدين بن شرف الدين الجعفري، واشتغل عليه بالأذكار والأشغال. كان صالحاً عفيفاً حسن الأخلاق شديد التعبد كثير الخشية من الله سبحانه، له ميلاد الرسول رسالة نفيسة، وحب الرسول والسيدة في سيرة سيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وله كتاب بسيط في تذكرة الشيخ أبي النجيب السهروردي كلها بالأردو. مات في شبابه سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف. المولوي حسن بن شاه محمد الجلال بوري الشيخ الفاضل حسن بن شاه محمد الجلال بوري أبو رحمة أحد الأفاضل المشهورين في المناظرة، ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف في جلال بور جدان من أعمال كجرات، بلدة من بلاد بنجاب، وقرأ العلم على جده محمد بن مسعود الفقيه الحنفي، وأخذ الحديث عن الشيخ برهان الدين الجهيلمي من تلامذة السيد نذير حسين المحدث، وتعلم لغة سنسكرت صرفها ونحوها من بندت تلسي رام الوثني، وقرأ شاستر والويد على بندت بال رام ادوانسي البنارسي، فتفرد في معرفة العلوم الهندية وفاق في ذلك على أبناء العصر، وهجر التقليد وأخذ المذهب بظواهر النصوص، ولذلك أوذي من المخالفين في بلدته، فترك الأهل والوطن، والدار والسكن وساح البلاد مد، ثم سكن بميرته. ومن مصنفاته كتاب في الرد على تكذيب البراهين ورد فطرة وويدون كي تعليم كا فوتو في حقيقة ويد وتاريخه، وأنوار الهدى في الرد على التقليد بالعربية، طبعت في المطبعة الفاروقية سنة 1306 هـ، والتحقيق الحسن في الرد على التقليد بالأردو، وطبع في شوكة المطابع سنة 1305 هـ. مولانا حسن بخش الكاكوروي الشيخ العالم الفقيه حسن بخش بن حسين بخش بن مير محمد العلوي الحنفي الكاكوروي أبو المحسن كان من العلماء الصالحين، ولد لسبع بقين من صفر سنة إحدى وعشرين ومائتين وألف، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا تقي علي والشيخ حيدر علي ابني الشيخ تراب علي الكاكوروي، ثم لازم المرزا حسن علي المحدث اللكهنوي، وأخذ عنه ثم خدم الدولة الإنكليزية ببلدة مين بوري وسكن بها. له مصنفات عديدة، منها تفريح الأذكياء في أحوال الأنبياء في مجلدين ضخمين، وتفريح العاشقين في ميلاد سيد المرسلين، وتذكير العارفين في أحوال سيد الكاملين في سيرة الشيخ عبد القادر الجيلاني، كلها بالأردو. مات لإحدى عشرة بقين من جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثمائة وألف بمين بوري. مولانا حسن الزمان الحيدر آبادي الشيخ العالم المحدث حسن الزمان بن قاسم علي بن ذي الفقار علي بن إمام قلي التركماني الحيدر آبادي أحد كبار العلماء ولد بحيدر آباد ونشأ بها وقرأ على أساتذتها، وأخذ الطريقة الجشتية النظامية عن الشيخ محمد علي الخير آبادي، وهو أخذ عن الشيخ محمد سليمان التونسوي، وحصلت له الإجازة منه، واشتغل بالذكر والعبادة والمطالعة والتأليف، وبايعه خلق كثير في الطريقة الجشتية والقادرية، أخذ عنه الشيخ لطيف الزمان وغيره. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1210 له مصنفات عديدة، منها نور العينين في فضيلة المحبوبين والقول المستحسن شرح فخر الحسن للشيخ فخر الدين الجشتي الدهلوي، والتحقيق الجلي لنسب السيد الجيلي، وأشهر مصنفاته الفقه الأكبر في علوم أهل البيت الأطهر، أوله الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، أللهم لك الحمد وإليك المشتكى، إلخ. توفي نحو سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف بحيدر آباد. مولانا حسن شاه الرامبوري الشيخ العالم المحدث حسن شاه بن سيد شاه الحسيني الحنفي الرامبوري أحد العلماء المشهورين بالحديث، ولد ونشأ بمدينة رامبور وقرأ الكتب الدرسية على المفتي شرف الدين وعلى غيره من العلماء، ثم لازم السيد عالم علي النكينوي بمراد آباد وقرأ عليه الصحاح والسنن، وأخذ الطريقة القادرية عن السيد غلام جيلاني البلاسبوري، والنقشبندية عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي، والشيخ مرتضى الرامبوري، نزيل الطوك وآخرهم كان من أصحاب سيدنا الإمام السيد أحمد الشهيد السعيد. كان من خيار السادة النبلاء الفضلاء القادة، له من محاسن الأخلاق ومكارم الصفات ما ليس لغيره مع عقل رصين ودين متين، واشتغال بخاصة النفس، وعفاف وعزة نفس، وجلالة في القلوب، وفخامة رائدة عند جميع الناس، درس وأفاد ببلدته أربعين سنة، أخذ عنه ولده السيد محمد شاه وخلق كثير من العلماء. توفي لثمان بقين من صفر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة رامبور مولانا حسين عطاء الله الحيدر آبادي الشيخ العالم المحدث حسين عطاء الله بن صبغة الله بن محمد غوث الشافعي المدراسي ثم الحيدر آبادي أحد كبار العلماء، ولد بمدراس لليلة بقيت من شعبان سنة ستين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم من صباه وتخرج على أهله، ثم سافر إلى حيدر آباد وأخذ عن عصابة العلوم الفاضلة، ثم ولي خدمة جليلة، واستمر عليها مدة طويلة، ورتب له ستمائة من النقود الفضية كل شهر معاشاً، ثم ولي الرئاسة في أقطاع الأمير الأكبر نواب آسمان جاه الحيدر آبادي. وكان مفرط الذكاء متين الديانة، كبير الشأن رفيع الخطر، حسن الأخلاق صادق اللهجة، له الوجاهة العظيمة عند الملوك والأمراء. ومن مصنفاته فهرس اللغات والجمل للصحيحين كأنه مفتاحهما في مجلد ضخم، ومنها كتاب أشعار السيرة النبوية، رتب فيها أشعار السيرة لابن هشام على الحروف، وأكمل بعض القصائد، وكان مشتغلاً بجمع أشعار الأغاني وترتيبها على الحروف، ولا أدري هل رتبها أم لا. مات سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف بحيدر آباد. السيد حسين البلكرامي المعروف بنواب عماد الملك السيد الفاضل حسين بن كرامة حسين الحسيني الواسطي البلكرامي نواب عماد الدولة عماد الملك سيد حسين البلكرامي علي يار خان بهادر مؤتمن جنك من مشاهير العصر الحاضر. ولد بمدينة كيا - بفتح الكاف الفارسية، سنة ستين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم من صغر سنه، وقرأ العلوم العربية أياماً، ثم دخل في المدرسة الإنكليزية بمدينة بهاكلبور، ثم في المدرسة الإنكليزية بعظيم آباد ونال الفضيلة بامتياز سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، فأراد والده أن يشغله في الوظائف الحكومية، فلم يرض بها لاشتغاله بالعلم، وتولى التدريس في المدرسة الكلية بمدينة لكهنؤ، مع إكبابه على مطالعة الكتب والأخذ والقراءة على أهل العلوم العربية، ولم يزل مجداً في ذلك حتى اشتهر فضله مع معرفة اللغتين الإنكليزية والعربية وطار صيته في الآفاق فاستقدمه نواب مختار الملك الوزير الكبير إلى حيدر آباد، وقربه إلى نفسه، ورقاه درجة بعد درجة، حتى صار سكرتيراً خصوصياً لصاحب الدكن، وناظراً الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1211 على المدارس كلها، ولقبه صاحبه علي يار خان بهادر مؤتمن جنك وأعطاه المنصب ألفين لذاته وخمسمائة للخيل. وفي سنة إحدى وثلاثمائة وألف لقبه عماد الدولة وفي سنة أربع وثلاثمائة وألف عماد الملك وأضاف في منصبه، فصار ثلاثة آلاف وخمسمائة له، وألفين وخمسمائة للخيل، ثم أحيل إلى المعاش فسار إلى لندن وصار عضواً خصوصياً في مجلس وزير الهند، فأقام بها زماناً يسيراً، ورجع إلى حيدر آباد وسكن بها، ولما ولي الوزارة بحيدر آباد يوسف علي بن لائق علي بن مختار الملك جعله صاحب الدكن مشيراً للوزير نظراً إلى حداثة سنه فاستقل بتلك الخدمة نحو سنتين، ثم اعتزل عنها وأفرغ أوقاته لترجمة القرآن الكريم بالإنكليزية، وضعف بصره، وانحرفت صحته فلم يكمل منها إلا ستة عشر جزءاً. وكان السيد حسين نادرة عصره في معرفة اللغة الإنكليزية وآدابها، أديباً ضليعاً وكاتباً مترسلاً، ومترجماً قديراً، يكتب ويقول الشعر البليغ في اللغة الإنكليزية، ماهراً في اللغة الفرنسية، مطلعاً على الأدب العربي والشعر الجاهلي، يحفظ الكثير منه، ولوعاً بالمطالعة وجمع الكتب النادرة، مشغوفاً بالبحوث العلمية والمعاني الدقيقة، كريماً متواضعاً، يحب طلبة العلم، ويجل العلماء، يجالسهم ويذاكرهم في العلم. مات لثمان بقين من ذي القعدة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف. شيخنا العلامة حسين بن محسن اليماني الشيخ الإمام العلامة المحدث القاضي حسين بن حسن بن محمد بن مهدي ابن أبي بكر بن محمد بن عثمان بن محمد بن عمر بن محمد بن مهدي بن حسين بن أحمد بن حسين بن إبراهيم بن إدريس بن تقي الدين بن سبيع بن عامر بن عتبة ابن ثعلبة بن عوف بن مالك بن عمرو بن كعب الخزرج بن سعد الأنصاري الصحابي. كانت ولادته ببلدة الحديدة لأربعة عشر مضين من جمادى الأولى سنة خمس وأربعين ومائتين وألف، وبعد بلوغه سن التمييز شرع في قراءة القرآن الكريم وختم في حياة والده وقد بلغ من العمر ثلاث عشرة سنة، وبعد وفاة والده رحل إلى قرية المراوعة، ومكث بها ثماني سنين، اشتغل بعد إتقان النحو وغيره بالفقه على مذهب الإمام الشافعي حتى أتقنه حق الإتقان، ثم شرع في قراءة علم الحديث على الترتيب أولاً سنن ابن ماجة ثم النسائي ثم أبي داؤد ثم الترمذي ثم الجامع الصحيح للبخاري ومسلم، وكل ذلك على شيخه السيد العلامة حسن بن عبد الباري الأهدل، ثم توجه بعد ذلك إلى مدينة زبيد من أرض اليمن إلى مفتي زبيد وابن مفتيها السيد العلامة سليمان بن محمد بن عبد الرحمن الأهدل، فقرأ عليه الصحاح الستة وغيرها، كحزب الإمام النواوي وابن العربي، وأجازه إجازة كاملة عامة بخطه الشريف، والسيد سليمان بن محمد المذكور قد أدرك جده السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل صاحب النفس اليماني، وأخذ عنه وعن أبيه محمد بن عبد الرحمن، وأخذ عن جمع من العلماء، ولم يزل شيخنا حسين يتردد إليه كل سنة للأخذ عنه، فإذا تأخر استدعاه إليه. ومن نعم الله عليه أن الشيخ صفي الدين أحمد بن القاضي محمد بن علي الشوكاني وصل من مدينة صنعاء إلى الحديدة لأمر اقتضى ذلك، فحضر شيخنا لديه ولازمه مدة إقامته، وقرأ عليه أطرافاً من الأمهات الست، وأجازه إجازة خاصة وعامة، وكان يحبه حباً شديداً، ويقول له: أبوك تلميذ أبي وأنت ابني وتلميذي! ومن نعم الله عليه أنه كان كثير التردد إلى الحرمين الشريفين لا سيما مكة - شرفها الله تعالى - فاجتمع بالشريف العلامة الحافظ محمد ابن ناصر الحازمي، وكان الشريف المذكور يمكث بمكة المشرفة من شهر رجب إلى تمام أشهر الحج، فكان شيخنا يلازمه كل سنة، وأول سنة لقيه فيها سنة ثمانين ومائتين وألف، فأول ما قرأ عليه مسند الدارمي من أوله إلى آخره مع مشاركة المفتي أيوب بن قمر الدين البهلتي نزيل بهوبال له في ذلك، وغيره في تلك السنة ومن بعدها، وكان شيخنا يحضر عليه من غرة رجب إلى آخر أشهر الحج وأيامه، فقرأ عليه أطرافاً صالحة من الأمهات الست وجميع المسلسلات للعلامة أحمد بن الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1212 عقيلة، وأجازه بخطه الشريف إجازة وافية كافية، وأحبه محبة صافية، ودعا له بأدعية مرجوة القبول إن شاء الله تعالى. وشيخنا حسين ولي القضاء ببلدة لحية - بضم اللام - بلدة من بلاد اليمن قريبة من الحديدة مسافة ثلاثة أيام أو أكثر، وتولى بها القضاء نحو أربع سنين، ثم استعفى منها لواقعة وقعت عليه، وهي أن رجلاً من نواب الحديدة ممن بيده الحل والعقد من الأتراك يقال له أحمد باشا طلب من تجار اللحية مكساً غير معين على اللؤلؤ الذي يستخرجونه من البحر من غير أن يعلم مقداره وثمنه، وأحضر العلماء على ذلك وأراد منهم الفتوى، فامتنع الشيخ حتى إن الباشا المذكور أحضر المدفع لتخويفه وقال له: إن لم تكتب على هذه الفتوى أرميك بهذا المدفع حتى يصير جسمك أوصالاً، فقال: افعل ما أردت هذا لا يضر قطعاً لا عند الله ولا عند الناس ولا في العرف ولا في الاصطلاح، ولا عندك من مولانا السلطان في ذلك حكم تحتج به علينا، ولو فرضنا أن عندك في ذلك حكماً فطاعة السلطان إذا أمر بما أمر الله به فأمره مطاع، وإن أمر بخلاف الكتاب والسنة فلا طاعة له علينا، وحاشاه أن يحكم بغير كتاب أو سنة! وهذا الاستعفاء مقدم في خدمتكم من هذا المنصب فشدد عليه ثلاثة أيام، ومنعه من الأكل والشرب، وأصهره في الشمس ثلاثة أيام حتى تغيرت صورته، وأنكره كل من عرفه، فتحمل هذه المشاق، ولم يرض أن يحكم بخلاف الكتاب والسنة وأقوال الأئمة، وترك وطنه ومسقط رأسه، فقدم أرض الهند، وذلك بعد خمس سنين من الفتنة العظيمة بالهند فدخل بهوبال في عهد سكندر بيكم وأقام بها سنتين، ثم رجع إلى وطنه، ثم عاد بعد خمس سنين في عهد شاهجهان بيكم، وأقام ببلدة بهوبال أربع سنوات، ثم رجع إلى وطنه. ثم عاد إلى الهند بعد خمس سنين، وتوطن ببلدة بهوبال، وكان في مدة إقامته هنالك قد طار صيته في جميع الأقطار الهندية، وأقر له بالتفرد في علم الحديث وأنواعه كل أحد من كبار العلماء، وإني رأيتهم يتواضعون له ويخضعون لعلمه، ويستفيدون منه، ويعترفون بارتفاع درجته عليهم وأخذ عنه جماعة من أعيانهم كالسيد صديق حسن بن أولاد حسن الحسيني البخاري القنوجي، والشيخ محمد بشير بن بدر الدين السهسواني، والشيخ شمس الحق بن أمير علي الديانوي والشيخ عبد الله الغازيبوري، والشيخ عبد العزيز الرحيم آبادي، والمولوي سلامة الله الجيراجبوري والمولوي وحيد الزمان الحيدر آبادي، والشيخ طيب ابن صالح المكي، وأبو الخير أحمد بن عثمان المكي، والشيخ الصالح إسحاق ابن عبد الرحمن النجدي، وخلق كثير من العلماء. وهذا العبد الضعيف - أصلح الله شأنه وصانه عما شأنه - قد أخذ عنه شيئاً كثيراً في علم الحديث، فقرأت عليه أوليات الشيخ محمد سعيد سنبل، والحصن الحصين، وجامع الترمذي وسنن أبي داؤد، وصحيح مسلم بن الحجاج النيسابوري، وصحيح الإمام محمد بن إسماعيل البخاري، قرأتها عليه كلها من أولها إلى آخرها، وقرأت عليه جملة صالحة من بلوغ المرام وسمعت بقراءة غيري عليه سنن النسائي، وسنن ابن ماجة ومسند الدارمي، والمؤطا، والمشكاة وغيرها، وسمعت منه كثيراً من الأحاديث المسلسلة كالحديث المسلسل بالأولية والمسلسل بالمحبة والمسلسل بيوم العيد والمسلسل بيوم عاشوراء والمسلسل بالمصافحة والمسلسل بالمشابكة والمسلسل بالصحبة وغيرها، وقد أجازني إجازة عامة تامة نفعنا الله ببركاته. وشيخنا حسين لم يكن له كثرة اشتغال بتأليف، ولو أراد ذلك لكان له في الحديث ما لا يقدر عليه غيره، وله رسائل حافلة ومباحث مطولة هي مجموعة في مجلد، وقد فاته كثير وذهب، ولكنه لم يحرص على جمع ذلك، وله تعليقات على سنن أبي داؤد. وقد كان كثير التردد إلى بلدة لكهنؤ في آخر عمره، وكان ينزل عندي، ويحبني كحب الآباء للأبناء، وقد دخل لكهنؤ قبل موته بنحو أربعة أشهر، وأقام بها نحو شهر أو أقل، ثم رحل عنها إلى حبيب كنج قرية من أعمال عليكده، بعد طلب مولانا حبيب الرحمن بن محمد تقي الشرواني، فأقام عنده نحو أربعة أشهر، وفي آخر جمادى الأولى قوض خيام الارتحال منها إلى مدينة بهوبال فلم يمكث بها إلا نحو خمسة عشر يوماً، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1213 ثم انتقل إلى رحمة الله سبحانه، وقبل وفاته بنحو عشر ساعات خرج من البيت وكان يوم الثلاثاء عاشر جمادى الآخرة على أحسن حالة لملاقاة أحبابه، وطلب منهم الدعاء لحسن الختام عن حلول الحمام، ثم دار على بيوت أولاده كالمودع لهم، وكان ذلك بعد صلاة الظهر إلى بعد صلاة العصر في اليوم المذكور، وبعد أن صلى العصر ورجع إلى بيت ولده عبد الله بن حسين عرضت له مذاكرة معه في أن خديجة رضي الله عنها كان لها ولد في الجاهلية يسمى بعبد العزى أم لا، فأمر ولده المذكور بإحضار بعض الكتب التي كان يتخيل حل تلك المسألة منها فأحضرها، وأملى عليه ما شاء الله أن يملي منها، فقارب ذلك غروب الشمس، فنهض عبد الله للوضوء فتوضأ ورجع، وكان شيخنا متكئاً على وسادة له وإذا برأسه قد خفق وعلى تلك الوسادة قد أطرق، فاستلقى على ظهره ممدودة يديه ورجليه مغمضة بلا تغميض عينيه وإن جبينه ليتفصد من العرق، فظنه عبد الله نائماً فحركه وإذا بروحه قد فارقت جسده، وكانت تلك الليلة ليلة الأربعاء، وفي صبيحتها، لعله قبيل الضحى، خرجوا بنعشه وأودعوه في رمسه، وكان ذلك في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف، رحمه الله ونفعنا ببركاته. مولانا حسين أحمد الفيض آبادي المشهور بالمدني الشيخ العالم الصالح المحدث حسين أحمد بن حبيب الله الحنفي الفيض آبادي ولد في التاسع عشر من شوال سنة ست وتسعين ومائتين وألف بقرية بانكر مئو من أعمال أناؤ وتلقى مبادي العلوم في ثانده وسافر سنة تسع وثلاثمائة وألف وهو في الثالثة عشرة من عمره إلى المدرسة العربية بديوبند ومكث سبع سنين وقرأ فاتحة الفراغ وأخذ الحديث عن العلامة محمود حسن الديوبندي، وتفقه عليه ولازمه مدة طويلة، وقصد كنكوه وبايع الإمام العلامة المحدث رشيد أحمد الكنكوهي، وهاجر والده إلى المدينة المنورة مع عياله سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف فرافقه، ولقي بمكة الشيخ الأجل إمداد الله التهانوي المهاجر إلى مكة المباركة، وهو شيخ شيخه واستفاد منه واحتظ بصحبته، ودخل المدينة وأقام هناك على قدم صدق وإخلاص وتوكل وتقشف، وطلبه شيخه العلامة رشيد أحمد إلى كنكوه سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف، ومكث سنتين، وأجازه الشيخ، ثم رجع إلى الحجاز سنة عشرين وثلاثمائة وألف، وتصدر للتدريس في مدينة الرسول - صلى الله عليه وعلى صاحبها وسلم - محتسباً متطوعاً، يدرس في الحديث والتفسير والفقه، يشتغل به من بعد العشاء إلى قيام الليل، ومكث إلى سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، يزور في خلالها الهند، ويحضر دروس شيخه العلامة محمود حسن، ويعود إلى المدينة المنورة، إلى أن سافر شيخه محمود حسن سنة ثلاث وثلاثين للحج والزيارة، ودخل المدينة سنة أربع وثلاثين، فلازمه الشيخ حسين أحمد، وقدم مكة المباركة معه، وكان ذلك في أثناء الحرب العالمية، وخروج الشريف حسين، وبغيه على الدولة المتبوعة العثمانية، ومعه المولوي حسين أحمد، والمولوي عزيز كل، والحكيم نصرة حسين الكوروي وغيرهم من أصحابه، وأسرهم ولاة الأمر في الحجاز، وأسلموهم إلى الحكومة الإنكليزية، فنقلتهم إلى مصر، ثم إلى مالطه، حيث وصلوا سلخ ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين، ولبثوا فيها ثلاث سنين وشهرين، ومات الحكيم نصرة حسين بمالطه وجد الشيخ حسين أحمد في خدمة أستاذه، وفي العبادة والمطالعة، وحفظ القرآن الكريم، وصدر الأمر باطلاق سراحهم لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، وعادوا إلى الهند مكرمين، ومرض الشيخ محمود حسن مرضه الأخير، فكان بجانبه يخدمه ويسهر عليه وأمره الشيخ بالتوجه إلى كلكته ليشتغل أستاذاً في المدرسة التي أسسها مولانا أبو المكارم، وقد سأله أن يرسل أحد خاصته، فآثر الشيخ حسين أحمد رضا شيخه على هوى نفسه، فلم يسافر بعيداً، إلا وفوجىء بنبأ وفاته، فعاد إلى ديوبند وقد دفن الشيخ، وتوجه إلى كلكته واشتغل مدة في هذه المدرسة، ثم انتقل إلى سلهث عاصمة ولاية آسام ومكث ست سنين يدرس الحديث الشريف، ويربي النفوس، وينفخ في الناس روح الأنفة والإباء وحب الحرية، وانتفع به خلائق لا تحصى. وحميت حركة التحرير والثورة السياسية في الهند، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1214 فخاض فيها وأفتى بحرمة العدل في الجيش الإنجليزي وسجن في منتصف المحرم سنة أربعين وثلاثمائة وألف، وحوكم في كراجي محاكمة مشهورة، وحكم عليه بسجن سنتين مع الاشتغال بالأعمال الشاقة، وأطلق سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف. ولما اعتزل الشيخ العلامة أنور شاه الكشميري شياخة الحديث في ديوبند وانتقل إلى ذابهيل وقع الاختيار على الشيخ حسين أحمد رئيساً للمعلمين وشيخاً للحديث في دار العلوم، فانتقل إلى ديوبند سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف، واستقل بتدريس الحديث ورئاسة المدرسة، فحافظت على شهرتها ومركزها وثقة الناس بها، وشمر عن ساق الجد والاجتهاد في تدريس الحديث الشريف وفي بث روح النخوة والإباء في المسلمين، وجمع بين التدريس والعمل في المجال السياسي بهمة نادرة وقوة إرادة، وجال في الهند طولاً وعرضاً يحضر الحفلات، ويلقي الخطب والمحاضرات، ويتحمل مشاق السفر، ويسهر الليالي، وهو محافظ على أوقاته وأوراده، يجهد نفسه ويحى ليله في المطالعة والتدريس مع بشاشة دائمة وتواضع مفرط وإكرام للوافدين وقضاء لحق الزائرين والسائلين. وصرف همته إلى تأبيد القضية الوطنية ومساعدة جمعية العلماء التي كان من أكبر أعضائها، فقاد حركة العصيان المدني سنة إحدى وخمسين، وسجن لستة أشهر ثم أطلق، ورأس عدة حفلات سنوية لجمعية العلماء، وفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف قامت الحركة الوطنية على قدم وساق، وغلى مرجلها، وطلب المؤتمر الوطني من الإنجليز أن يغادروا البلاد، وألقى الشيخ حسين أحمد خطباً حماسية، فألقى القبض عليه لثمان خلون من جمادى الأولى سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف، وبقي معتقلاً نحو ثلاث سنوات وهو صابر محتسب، متحمل للأذى، مشتغل بالعبادة والإفادة في السجن، حتى جاء الأمر بالإطلاق في السادس من رمضان سنة ثلاث وستين، فعاد إلى ما كان عليه من كفاح وجهاد، وتعليم وإرشاد، وخدمة للعباد والبلاد، وقويت حركة العصبة الإسلامية التي تنادي بتقسيم الهند وتطالب بباكستان ودانت بها الجماهير من المسلمين بحماسة وتفان، وكان الشيخ حسين أحمد يرى في هذه الفكرة الضرر العظيم على المسلمين، ويعتقد أنها تفقدهم مركزهم السياسي ووحدتهم الملية، وأنها من وحي الدهاء السياسي الإنجليزي، فعارضها بإيمان وإخلاص، وذعر الهند جولة ورحلة، وجهر بعقيدته، لا يخاف فيها لومة لائم، ولا إهانة مهين، فتعرض لسخط المتحمسين والثائرين من أتباع العصبة الإسلامية وأصحاب فكرة التقسيم، ولقي منهم الشيء الكثير من الأذى والإهانة وهو صابر محتسب، لا يفتر في عمله، ولا يكف عن نشاطه، يرشد المسلمين وأهل البلاد، إلى ما يرى فيه الخير والسداد، غير مدفوع بطمع، ولا مبال بثناء أو نقد، حتى أعلن التقسيم في رمضان سنة ست وستين وثلاثمائة وألف، فانفجرت الحروب الطائفية، ووقعت المذابح العظيمة في مدن الهند وقراها، وافترس المسلمون في الهند الشمالية الغربية وحول دهلي ووقع ما كان يخافه الشيخ وأصحابه، ونزج من نزح منهم إلى باكستان وبقي من بقي في اضطراب حال وتشتت بال، وأصبحت المراكز الدينية والثقافية في الهند في خطر الزوال، وأصبحت البقية الباقية من المسلمين في خطر الاستسلام أمام الأكثرية، فانقلب الشيخ واعظاً دينياً، يثير في المسلمين الإيمان والثقة بالله والاعتزاز بالدين، ويدعوهم إلى الصبر والثبات والتوكل على الله، ومقاومة المهاجمين والمغيرين بالإيمان واليقين، فقوت مواعظه وجولاته القلوب المنخلعة، وأرسخت الأقدام المتزلزلة، وزال الخطر، وانقشع السحاب، وبقيت المراكز الثقافية والدينية على حالتها الأولى، وبدأ المسلمون يزاولون حياتهم ونشاطهم باعتدال وثقة. واعتزل الشيخ السياسة العملية بعد استقلال البلاد، وعكف على الدرس والإفادة، والدعوة إلى الله، وتربية النفوس، لا يتصل بالحكومة ورجالها، حتى أنعم عليه رئيس الجمهورية في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف برتبة فخرية، فرفض ذلك قائلاً: إنه لا ينسجم مع طريقة أسلافه، وبقي في ديوبند يدرس الحديث الشريف، ويتجول في الهند يدعو المسلمين إلى التمسك بالدين، واتباع الشريعة الغراء، واقتفاء الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1215 السنن النبوية، وإصلاح الحال، والإكثار من ذكر الله، وقد عطف الله عليه القلوب والنفوس، وغرس حبه في أهل الخير، فأقبلوا عليه زرافات ووحدانا، وتقاطر عليه الناس من كل صوب، وانهالت عليه الدعوات، وهو يتقبلها بقلب طيب، ويتحمل في سبيلها المشاق، حتى اعتراه مرض القلب وضغط الدم، فانقطع عن الأسفار مدة قليلة ولزم بيته وهو ملتزم للأوراد، جاد في التربية والإرشاد، وإكرام الضيوف ولقاء الزوار، قد تغلب عليه الخشوع والرقة، والابتهال إلى الله تعالى، والتهيؤ للقائه، حتى وافاه الأجل في الثالث عشر من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف وصلى عليه الشيخ محمد زكريا الكاندهلوي في جمع حاشد لا يحصى، ودفن بجوار أستاذه الشيخ محمود حسن الديوبندي والإمام محمد قاسم النانوتوي. كان الشيخ حسين أحمد من نوادر العصر وأفراد الرجال صدقاً وإخلاصاً، وعلو همة وقوة إرادة، وشهامة نفس، وصبر على المكاره ومسامحة للأعداء، يشفع لهم ويسعى في قضاء حوائجهم، وثبات على المبدأ ورحابة ذرع سعة صدر، وجمع للأشتات من الفضائل والمتناقضات من الأعمال، له نزاهة لا ترتقي إليها شبهة، وهمة لا تعرف الفتور والكسل، واشتغال دائم لا يتطرق إليه الملل. كانت له أوقات مشغولة منظمة، كان إذا صلى الصبح أفطر مع الضيوف الذين يكثر عددهم، ثم توجه إلى دار الحديث، وقرأ درسين: درساً في صحيح البخاري، ودرساً في جامع الترمذي، وكان يقرأ هو بنفسه في غالب الأيام بلحن عربي، وصوت واضح قوي، ويفيض في الشرح والإلقاء، ثم ينصرف ويتغدى مع ضيوفه ويقيل، وبعد أن يصلي الظهر يجلس للوافدين ويشرب معهم الشاي، ويكتب الرسائل والردود، ويقضي حاجة الزائرين والسائلين، وإذا صلى العصر جلس للضيوف والزائرين يحدثهم ويؤنسهم، وإذا كان في آخر السنة قرأ درساً كذلك إلى صلاة المغرب، فإذا صلى المغرب قام للنوافل وأطال القراءة والقيام ويتفرغ للمسترشدين وأصحاب السلوك، فإذا صلى العشاء، قرأ درساً في صحيح البخاري إلى أن يمضي من الليل ثلثه أو نصفه، ثم دخل البيت وأخذ حظه من الراحة، ثم قام يتطوع ويطيل القيام، ويشتغل بالذكر والمراقبة، ويكثر الدعاء والابتهال، وقد ينشد الأبيات الرقيقة المرققة في المناجاة والعبودية إلى أن يصبح فيصلي، وإذا صلى إماماً في سفر وحضر التزم السنن وقرأ من السور ما صح في الحديث وثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لا يخل بذلك، وكان في آخر عمره غلبت عليه الحمية الدينية والغيرة للشرع والسنة النبوية، فكان لا يتحمل تفريطاً فيها، وقد تعتريه الحدة في ذلك ويعلو صوته، ويشدد الإنكار على من خالف السنة أو استخف بشعائر الإسلام، وكان شديد الحب لأساتذته ومشايخه، شديد الغيرة فيهم، وكانت له ملاحظات في بعض آراء شيخ الاسلام ابن تيمية وما تفرد به في بعض المسائل والآراء. كان مربوع القامة، كبير الهامة، عريض الجبهة واسع العينين، أسمر اللون، جسيماً مفتول الذراعين، قوي البنية، وقوراً مهيباً في غير عبوس أو فظاظة، طلق الوجه دائم البشر، وكان يلتزم الملابس الثخينة من النسج الوطني، وكان شديد البغض للإنجليز كشيخه محمود حسن، شديد الحب والبغض في الله، وكان قد راض نفسه على النوم والانتباه، ينام إذا شاء وينتبه متى أراد، وكان شديد العبادة والاجتهاد في رمضان، وكان يؤمه مئات من المريدين، ويصومون معه ويقومون، ويتحول المكان الذي يقضي فيه رمضان إلى زاوية عامرة بالذكر والتلاوة، والسهر والعبادة. كان قليل التصنيف، له الشهاب الثاقب ......... وسفرنامة مالطه في وصف آيامه في أسر مالطه وأخبار أستاذه شيخ الهند ...... ونقش حياة في مجلدين، أكثره في التاريخ السياسي، وقد جمعت رسائله في ثلاثة مجلدات. الشيخ حسين علي السنديلوي الشيخ الفاضل حسين علي بن غلام مرتضى العمري السنديلوي كان أصله من صفي بور، ولد بسنديله سنة أربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن علمائها، ثم تصدر للتدريس. وله مصنفات، منها ديوان الشعر، وشرح أربعين كافا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1216 وغيرهما، توفي سلخ جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف. مولانا حسين علي ألواني الشيخ العالم الصالح حسين علي ابن الحافظ ميان محمد بن عبد الله الحنفي النقشبندي ألواني أحد كبار المشايخ النقشبندية. ولد بقرية وان بجهران من أعمال بنون سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وقيل سنة خمس وثمانين ومائتين وألف ونشأ بها، وقرأ الكتب الدرسية من ميزان الصرف إلى حمد الله على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى كانبور وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا أحمد حسن الكانبوري معقولاً ومنقولاً، وقرأ الحديث على الإمام رشيد أحمد بن هداية أحمد الكنكوهي، قرأ عليه الصحيحين، وسنن الترمذي، وسنن أبي داود، وقيد دروسه وتحقيقاته أثناء الدرس في دقة وإيجاز، وأحبه وآثر طريقته وعقيدته ثم رجع إلى بلاده ولازم الشيخ عثمان بن عبد الله النقشبندي وأخذ عنه الطريقة ونال منه الإجازة، ودرس عنده زماناً، قرأ عليه الشيخ سراج بن عثمان النقشبندي وخلق آخرون. ثم رجع إلى وطنه وتولى الشياخة بها وشمر عن ساق الجد والاجتهاد في الدعوة إلى التوحيد والدين الخالص، وإخلاص العبادة لله تعالى والإنكار على الشرك بجميع أنواعه ومظاهره، وعبادة القبور، وإتخاذ الأرباب من دون الله، والغلو في الأولياء والصالحين، وإعطائهم ما هو من صفات الله تعالى وأفعاله، والرد على الاستغاثة بغير الله والاستعانة بهم، واعتقاد أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كان يعلم الغيب، وأبلى في ذلك بلاء حسناً، وقاسى شدائد وأهوالاً،، وهو رابط الجأش راسخ القدم لا يحابي ولا يداهن، ولا يوري ولا يكنى، بل يصدع بالحق الصريح والحكم الشرعي الصحيح، ولا يخاف في الله لومة لائم، وكان على قدم الشيخ إسماعيل الشهيد الدهلوي، وأصحاب السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد، والعلامة رشيد أحمد بن هداية أحمد الكنكوهي، وكانت له طريقة خاصة في تفسير القرآن تدور حول عقيدة التوحيد في القرآن، وما ورد فيها من آيات ونصوص، يشرحها ويوضحها ويطبقها في حياة المسلمين، وعاداتهم وأعمالهم، وقد تخرجت عليه جماعة من العلماء، وانتفع به خلائق لا يحصون، وتذكر له كشوف وكرامات، كان غاية في التقشف وترك التكلف، يعيش كالفلاحين، ويلبس لباسهم، ويعمل بيده، كان أسمر مائلاً إلى البياض، ممشوق القامة، قوي الجسم، كثير الصمت. ومن مؤلفاته بلغة الحيران في ربط آيات الفرقان وتفسير بي نظير، وتحريرات حديث، وتلخيص الطحاوي، وتحفة إبراهيمية. توفي في شهر رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وألف. مولانا حفيظ الله البندوي الشيخ الفاضل الكبير حفيظ الله بن دين علي البندوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بقرية بندي - بفتح الموحدة - قرية من أعمال أعظمكده وسافر إلى غازيبور، فاشتغل بالعلم أياماً على مولانا عبد الله الغازيبوري وعلى غيره من العلماء، ثم دخل لكهنؤ ولازم الشيخ عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي وتخرج عليه، وأخذ عنه الحديث، ثم ولي التدريس في المدرسة الإنكليزية بكاكوري فدرس بها زماناً، ثم استقدمه شيخه عبد الحي المذكور إلى لكهنؤ، وجعله معلماً لختنه يوسف بن قاسم بن مهدي بن يوسف الأنصاري، فدرس بلكهنؤ مدة طويلة، ثم سار إلى رامبور وولي التدريس في المدرسة العالية، وحصلت له الوجاهة العظيمة عند أهل تلك البلدة، فدرس بها تسع سنين، ثم رجع إلى لكهنؤ وولي التدريس بدار العلوم التي أسسها أعضاء الندوة، فدرس بها زماناً طويلاً، ثم سار إلى ذهاكه وولي التدريس في المدرسة العالية، ولقبته الدولة الإنكليزية بشمس العلماء ثم أحيل إلى المعاش سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، وسافر للحج، وولي نظارة دار العلوم في لكهنؤ ورئاسة التدريس فيها، فاستقام على ذلك نحو عشر سنين، ثم اعتزلها سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف. وله مشاركة جيدة في المعقول والمنقول ومعرفة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1217 بالحديث، وهو يحب العمل بمقتضى ظاهر النصوص وينصر أهل الحديث. وله مصنفات، منها حاشية بسيطة على التصريح في الهيئة، وكنز البركات في سيرة مولانا أبي الحسنات. مات لسبع خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وألف. مولانا حفيظ الله الدهلوي الشيخ العالم الصالح حفيظ الله بن كاما خان السلفي الدهلوي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة دهلي، وحفظ القرآن الكريم في صباه، فدعا له الشيخ الشهيد إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي بالبركة، ووالده كان من أصحاب الشيخ عبد القادر بن ولي الله الدهلوي، فقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا عبد الخالق الدهلوي، وبعضها على الشيخ إسحاق بن محمد أفضل سبط الشيخ عبد العزيز، وبعد رحلته إلى الحجاز لازم السيد نذير حسين المحدث الدهلوي، وأخذ عنه الحديث والتفسير والفقه الحنفي والأصولين، ثم اشتغل بالدرس والإفادة، وكان يذكر في كل أسبوع ضحوة يوم الإثنين، وكانت مواعظه مقصورة على تفسير القرآن الكريم بالأحاديث الصحيحة تأخذ بمجامع القلوب، وإني حضرت في مجلسه. توفي لثلاث ليال خلون من رمضان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف بدهلي. السيد حمزة بن أمير علي الدهلوي الشيخ العالم الفقيه حمزة بن أمير علي الحسيني الدهلوي أحد العلماء الصالحين من نسل الشيخ الكبير جلال الدين حسين بن أحمد الحسيني البخاري الأجي، ولد ونشأ بدهلي واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة مصره، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن الشيخ عبد الحي وشيخنا فضل الله بن نعمة الله اللكهنوي وسافر في سنة اثنتين وثلاثمائة إلى كنكوه وأخذ الحديث عن الشيخ رشيد أحمد الحنفي الكنكوهي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الطريقة عن الشيخ الأجل إمداد الله بن محمد أمين العمري التهانوي المهاجر إلى مكة المباركة، ثم رجع إلى الهند واشتغل بالتذكير والتلقين وتربية المريدين. مولانا حميد الدين الهزاروي الشيخ الفاضل حميد الدين بن رحمة الله الحنفي الهزاروي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ بمانسهره قرية من أعمال هزاره، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى ديوبند، ورامبور، وقرأ المنطق والحكمة على مولانا فضل حق الرامبوري وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس ببلدة بريلي. وهو باهر الذكاء، جيد القريحة، له اليد الطولى في الفنون الأدبية. مولانا حيدر حسن خان الطوكي الشيخ الفاضل حيدر حسن بن أحمد حسن بن غلام حسين خان الياغستاني الأفغاني الطوكي، صنو الشيخ محمود حسن صاحب المصنفات، ولد حوالي سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، ونشأ ببلدة طوك، وقرأ العلم على إخوته محمد حسن ومحمود حسن، وعلي محمد حسن خان، ومولانا عبد الكريم ببلدته، ثم سافر إلى لاهور ولازم الشيخ غلام أحمد النعماني اللاهوري مدة من الدهر، وأخذ عنه في المدرسة النعمانية، ثم أخذ الحديث عن شيخنا العلامة حسين بن محسن الأنصاري اليماني وشيخنا المحدث نذير حسين الدهلوي، ورجع إلى بلدته فولي التدريس في المدرسة الناصرية. له مشاركة جيدة في الفقه والأصول والكلام والحديث، يدرس ويفيد مع عفاف وعزة نفس، واشتغال بخاصة النفس، وتفويض للأمور، وتوكل على الله سبحانه، وقناعة باليسير استقدمه مؤلف هذا الكتاب لما يعلم من غزارة علمه ورسوخه في الدين وملكته القوية في التعليم إلى لكهنؤ، ليكون أستاذاً للحديث في دار العلوم التابعة لندوة العلماء فاعتذر مراراً، إيثاراً للخدمة التي يقوم بها في بلده، وما يفتح الله به عليه من رزق، ثم أجاب طلبه، لما بينه الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1218 وبين الداعي وعشيرته من الود القديم، وبدأ يدرس في دار العلوم من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، ومكث في دار العلوم نحو سبع عشرة سنة، يدرس كتب الصحاح ويخدم الحديث الشريف تدريساً وتحقيقاً، وكتابة وتعليقاً، وتربية وتخريجاً، عاكفاً على الدرس والإفادة، والبحث والمطالعة، منقطعاً إلى ذلك بقلبه وقالبه، لا يعرف اللذة في غيره، ولا يتصل بالدنيا وأسبابها، قانعاً باليسير! زاهداً في الكثير، مؤثراً للطلبة على نفسه وعياله، ولإجهاد النفس، وتحمل التعب في الدرس والمطالعة على راحته، لا يدخر مالاً، ولا يطمع في مفقود، ولا يطمح إلى جاه أو منصب، همه ولذته من العيش أن يعثر على كتاب جديد، أو بحث مفيد، أو أن يجد حجة لمذهبه الذي ينصره، وولي نظارة دار العلوم في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف، واستقام على ذلك جامعاً بين التدريس والإدارة بجد واجتهاد، وحسن قصد وإخلاص، حتى دعته دواعي الشوق إلى وطنه، فاعتزل الخدمة في دار العلوم لثلاث خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وألف، وعاد إلى مسقط رأسه، واشتغل بتدريس الحديث الشريف والعلم النافع، مع زهد وعبادة، وذكر تلاوة، حتى جاءه الطلب من ربه. كان الشيخ حيدر حسن من العلماء الربانيين والمعلمين المربين، بايع الإمام إمداد الله التهانوي المهاجر إلى مكة المكرمة في شبابه عند ما سعد بالحج والزيارة وأجازه الشيخ، واستقام على طريقته وأوراده إلى آخر أيام حياته، وكان عابداً قواماً، يطيل القيام في صلاة الليل ويكثر القراءة ويطيل السجود، ويكثر الدعاء والابتهال، وكان غزير الدمعة، كثير الخشوع، طويل القنوت في الصلاة، يصلي بالناس بالغلس ويطيل القراءة، وكان يرى أن الأفضل والأصح أن يشرع في الغلس ويختم بالأسفار، وكان يقرأ القرآن بلحن شجي، وتجويد وترتيل، وكانت له اليد الطولى في القراءات العشر، يقرأ في الشاطبي قراءة تحقيق وإتقان، ويعني بتصحيح القرآن عناية عظيمة، ويحذق الفن كأساتذته، أسس في بلده مدرسة خاصة بتعليم القرآن، واستقدم لها الأساتذة الكبار من لكهنؤ. وكان متضلعاً من العلوم العقلية، درسها دراسة إتقان وإمعان، راسخاً في النحو وعلوم البلاغة، بارعاً في الهيئة والهندسة، وعلم الاصطرلاب يدرس كتبه الكبار بمهارة وقوة، وكان متصلباً في المذهب الحنفي، شديد الحب والإجلال للإمام أبي حنيفة، عظيم الانتصار له مع إجلال للأئمة الثلاثة، إلا أنه قد تعتريه الحدة الأفغانية والغيرة المذهبية، فينتقد الشافعية انتقاداً شديداً، ويتكلم عن الإمام البخاري وجامعه، مع اعترافه بفضله واشتغاله بتدريسه. وكان منهجه في تدريس الحديث منهجاً علمياً، هو أشبه بمنهج المحدثين منه بمنهج الفقهاء، يذكر المذاهب، ويذكر أدلتها وما يحتج به أصحابها من الحديث، ولا يقصر في ذلك، ثم يحاكم فيها محاكمة مبنية على علم الأصول والرجال، أكثر من الدلائل المنطقية والتعليلات العقلية، وكان طريقه في ذلك طريق العلامة محمد بن علي الشوكاني في نيل الأوطار وكان من أشياخ أشياخه، وكان مؤثراً لكتب علماء اليمن كالعلامة السيد محمد بن إبراهيم الوزير، والأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني، والعلامة المقبلي وغيرهم، وكان مع انتصاره للمذهب الحنفي كثير العطف على تلامذته من أهل الحديث، شديد الود لأصدقائه الذين يذهبون هذا المذهب. وكان غاية في التواضع، ولين العريكة ومجاراة الطلبة والفقراء، لا يتميز عنهم بشيء، ولا يترفع بعلم أو زهد، يؤانسهم ويستأنس بهم ويشاركهم في أشغالهم، كان مع ذلك شديد الغيرة، أبي النفس يثور إذا شعر بإهانة لنفسه أو استخفاف لدينه، متخففاً في ملابسه، ملتزماً للعمامة على الطريقة الأفغانية، وكان ربع القامة، أحمر اللون، منور الشبيه، تلوح على وجهه آثار السهر والعبادة، من رآه أجله وأحبه. له رسائل قليلة في بعض المسائل الخلافية، منها: جزء في رفع اليدين، وجزء في بحث الصاع، وجزء في مسألة الحجاب الشرعي. كانت وفاته في الخامس عشر من جمادى الأولى سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف، ودفن في المقبرة المعروفة بموتي باغ بطوك. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1219 الحكيم حيدر حسين اللكهنوي الشيخ الفاضل حيدر حسين .... اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية والصناعة الطبية، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على المفتي عباس بن علي التستري وعلى غيره من العلماء، ثم لازم الحكيم مظفر حسين اللكهنوي وأخذ عنه الصناعة الطبية، ثم ولي بدار الشفاء السلطاني بمدينة لكهنؤ، وله مكارم وفضائل، وحسن خلق واشتغال بالعلوم والعبادات. ومن شعره قوله يمدح به الحكيم مظفر حسين: لأستاذي مناقب لست أحصى عسير جمعها في غير ذاته مجيد ماجد فذ فريد بري عن عديل في صفاته وهل أحد يدانيه لطب فذلك خير من هم من ولاته مسيح ابن المسيح مليك حذق شفاء الداء أدنى معجزاته فرب أدمه مقرونا بعز وزد بمزيد فضلك في حياته ومن قوله ما كتب إلى السيد مهدي المصطفى آبادي: من مبلغ عني سلام وداد خدناً صديقاً ساكناً بفؤادي ملك الفؤاد وداده وفراقه أورى ضرام الوجد في الأكباد أرجو إلهي أن ييسر وصله فلقاه أشهى مقصدي ووداد ومن قوله ما كتب إليه: يا حبذا أرق لطيف جاءني من عندكم غب الزمان الأطول واها لرق كامل في حسنه كصفيحة البدر المنير الأكمل بوروده قد زال ما قاسيته في بينكم من حسرة وتململ الشيخ حيدر علي الجاندباري الشيخ الفاضل حيدر عل بن بدل الجاندباري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بجاندبار قرية من أعمال أعظم كده، وقرأ العلم على مولانا سلامة الله الجيراجبوري والشيخ المحدث عبد الله بن عبد الرحيم الغازيبوري والشيخ شكر الله السرحدي وعلى غيرهم من العلماء، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن عن شيخنا العلامة نذير حسين الدهلوي، ثم ولي التدريس في المدرسة المحمدية بدانابور، ومن مصنفاته ضرب الختام في الرد على ظل الغمام، والحجة الساطعة في شرح الزبدة، والموعظة الحسنة، وإطفاء الشرور. السيد حيدر علي الرضوي كان عالماً مجتهداً من علماء الشيعة، قرأ العلم على والده، وعلى المولوي تراب علي السني: وقرأ الفقه وزبدة الأصول وتهذيب الأصول ومسلم الثبوت على المولوي أحمد علي المحمد آبادي، والأدب على المفتي محمد عباس التستري اللكهنوي، وكان من أخص تلامذته، عينه النواب لطف علي خان البتنوي إماماً للجمعة والجماعة عنده، ومكث هناك سنين، وكان يقضي نصف السنة في لكهنؤ ونصفها في بتنه ودرس في المدرسة الإيمانية بلكهنؤ متطوعاً، وكان موصوفاً بالتورع والزهد والعبادة. كان عالي الكعب في المعقول والمنقول، له اليد الطولى في الشعر والأدب، وله من المصنفات الحواشي على الصدرا بالعربية، وحاشية على شرح السلم بحمد الله، وحاشية على شرح السلم للملا حسن، وشرح زبدة الأصول، وحاشية على شرح اللغة، وديوان شعر بالعربية ومجموع في الإنشاء العربي. ومن شعره ما كتب إلى المفتي عباس: الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1220 أسرت بسجن البعد في دار غربة به رق لي إنسان عيني باكيا أقلب جنبي في المضاجع كربة بدمع سكيب أحمر اللون قانيا أحس بصدري نار وجد تأججت نوائرها قد كاد تحرق باليا ولكن جرى العين كالعين في النوى لأطفي ضراماً أوقدت بفؤاديا وكلت إلى الله أموري جميعها رضيت به فليقض ما كان قاضيا كفاني دنوي من مراحمه وإن أبت بقلي دهري عن الأهل نائيا وثوقي بمن عم البرايا نواله ويدنو إلى من قد نأى عنه عاصيا فربي كفيلي في رجائي وشدتي يجيب دعائي لا يخيب راجيا ألا دمت للدين المبين مؤيدا مدى يبتغي أهل الوداد التلاقيا بمن حبهم فرض على كل عاقل وذكرهم الأسنى يزين النواديا عليهم سلام الله ما طار طائر فلاذ بأغصان الحدائق شاديا مات لعشر بقين من المحرم سنة اثنتين وثلاثمائة وألف في لكهنؤ، كما في تذكرة بي بها، للمولوي محمد حسين النوكانوي. حرف الخاء الشيخ خليل بن محمد اليماني الشيخ الفاضل خليل بن محمد بن حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني ثم المالوي أحد الأذكياء، ولد في بهوبال سنة أربع وثلاثمائة وألف، ونشأ بها وحفظ القرآن، واشتغل على والده مدة طويلة وتعلم في دار العلوم التابعة لندوة العلماء، ونال الشهادة منها ثم أخذ الحديث عن شيخنا السيد أمير علي الحسيني اللكهنوي، ولازم مدة حتى برع في الفنون الأدبية، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته، وحاز إعجاب الطلبة، وثقة رحال الإدارة بملكته الراسخة في التعليم، واقتداره على اللغة العربية وآدابها بحكم أصله العربي وذوقه الأدبي، ثم انتقل إلى جامعة ذهاكه ومكث مدة يدرس ويفيد، حتى عين أستاذاً في جامعة لكهنؤ في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، ومكث بها أربع عشرة سنة، ينفع الطلبة ويرشدهم، ويحبب إليهم لغة القرآن، ويحثهم على دراستها وإتقانها، مخلصاً في عمله، مشمراً في ذلك عن ساق الجد والاجتهاد، محبباً إلى الطلبة بحسن إلقائه للدروس، ومبالغته في النصح، وسماحة نفسه وبعدها عن التكلف، مكرماً في الأساتذة ورجال الإدارة بجده واجتهاده، وإخلاصه لمهنته، ودماثة خلقه وتواضعه، قد حبب إليهم العرب واللغة العربية، والأخلاق الإسلامية، يألفه ويجله الوثنيون والإنجليز كما يألفه ويجله المسلمون، وهو في خلال ذلك يسعى في نشر اللغة العربية، والدعوة الإسلامية في البلد، يعلم أبناء البيوتات محتسباً متطوعاً، ويفتح أذهانهم لعقيدة التوحيد وحب السنة، ويستميل قلوبهم لتعلم اللغة العربية، فانتفع به عدد كبير، وكان بيته مدرسة غير نظامية يؤمها طلبة العلم من الأطراف، ويسكنها بعضهم وهو يعطف عليهم كالأب، فكانت مدرسة أكثر نفعاً وإنتاجاً من الجامعة التي يدرس فيها، فتخرج منها أساتذة ومؤلفون، وعلماء خدموا اللغة العربية والعوم الدينية، واستقام على ذلك بجد ونشاط حتى اعتلت صحته، فاعتزل الخدمة في الجامعة في شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وألف، وحدث له بعض الحوادث التي كدرت صفو حياته، وأثرت في صحته، فاعتكف في بيته في لكهنؤ أعواماً إلى أن سافر إلى مولده بهوبال حيث اختير عضواً في مجلس العلماء، ومعلماً لولي العهد، ولم ينقطع عن التعليم ونشر اللغة العربية، والدعوة إلى الكتاب والسنة، إلى أن انتقل إلى باكستان سنة تسع وستين وثلاثمائة وألف. وله اشتغال بالعلوم ومهارة في التدريس، ونجابة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1221 كاملة وذهن وقاد وفكر نقاد، إلى إدراك الحقائق منقاد وكان رقيق الذوق، أبي النفس، كريم الأخلاق، له قدم راسخة في علوم البلاغة وآداب اللغة العربية، وطبع أصيل في الشعر والأدب، يعرف جيده من رديه، وصحيحه من سقيمه، كان إذا أنشد شعراً حسناً من أشعار الأوائل، جاشت نفسه، وترنحت عواطفه، وعلا صوته، فكأنك بعكاظ أو ذي المجنة وكان رقيق القلب، يمني الفطرة، إذا قرأ القرآن ذرفت عيناه، واختنق صوته، وكانت له ملكة راسخة في تعليم اللغة العربية وتسهيلها، وتحبيبها إلى النفوس، وكان له منهج مبتكر في تعليم مبادي العربية وآدابها في الهند، وكان يرجح كتب المتقدمين والأوائل على كتب المتأخرين في الأدب العربي وعلوم البلاغة، وقد انتشرت بسعيه كتب كثيرة لم يألفها أهل الهند، وقبلتها الأوساط العلمية والحلقات المدرسية، وكان له شغف عظيم بالدعوة إلى الإسلام ونشر فضائله، وتصلب في عقيدة التوحيد، وقد نشأ فيه في آخر عمره غلو في نبذ التقليد، والأخذ من الكتاب والسنة رأساً. كان مربوعاً من الرجال، مائلاً إلى القصر، شديد السمرة، عريض الجبهة، واسع العينين، سريع الخطى، جهوري الصوت، واضح النبرات. حج حجة الإسلام سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، وحج وزار بعد ذلك مراراً، ولم يكن له اشتغال بالتأليف، وليست له إلا رسائل صغيرة في مبادي اللغة العربية وقواعدها. مات لتسع خلون من جمادى الأولى سنة ست وثمانين وثلاثمائة وألف. مولانا خليل أحمد السنبهلي الشيخ الفاضل خليل أحمد بن سراج أحمد الإسرائيلي الحنفي السنبهلي أحد العلماء المشهورين في الهند، قرأ العلم على مولانا فيض الحسن السهارنبوري وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس بمدرسة العلوم في عليكده، وله مكارم وفضائل وحسن خلق، واشتغال بالعلوم مع قناعة وعفاف، ومن مصنفاته آيات الله الكاملة ترجمة حجة الله البالغة. مات لخمس بقين من جمادى الأولى سنة أربعين وثلاثمائة وألف. مولانا خليل أحمد الأنبيلهوي السهارن بوري الشيخ العالم الفقيه خليل أحمد بن مجيد علي بن أحمد علي بن قطب علي بن غلام محمد الأنصاري الحنفي الأنبيثهوي أحد العلماء الصالحين وكبار الفقهاء والمحدثين. ولد في أواخر صفر سنة تسع وستين ومائتين وألف في خئولته في قرية نانوته من أعمال سهارنبور ونشأ ببلدة انبيثهه من أعمال سهارنبور، وقرأ العلم على خاله الشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي والشيخ محمد مظهر النانوتوي وعلى غيره من العلماء في المدرسة العربية بديوبند، وفي مظاهر العلوم بسهارن بور، والعلوم الأدبية على الشيخ فيض الحسن السهارنفوري، في لاهور قرأ فاتحة الفراغ في سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، وعين أستاذاً مساعداً معين المدرسين في مظاهر العلوم، وأقام مدة في بهوبال وسكندرآباد وبهاولبور وبريلي يدرس ويفيد، إلى أن اختير أستاذاً في دار العلوم بديوبند في سنة ثمان وثلاثمائة وألف، ومكث ست سنين، ثم انتقل إلى مظاهر العلوم في سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف، وتولى رئاسة التدريس فيها، واستقام على ذلك أكثر من ثلاثين سنة منصرفاً إليهم انصرافاً كلياً، وتولى نظارتها سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف، وصرف همته إليها ونالت به المدرسة القبول العظيم، وطبقت شهرتها أرجاء الهند، وأصبحت تضارع دار العلوم في العلوم الدينية، والمكانة العلمية، وأمها الطلبة من الآفاق، إلى أن غادرها في سنة أربع وأربعين إلى الحرمين الشريفين فلم يرجع إليها. وكان قد بايع الشيخ الإمام العلامة رشيد أحمد الكنكوهي بعد ما فرغ من التحصيل واختص به، وسعد بالحج والزيارة سنة سبع وتسعين ومائتين وألف، ولقي بمكة الشيخ الأجل الحاج إمداد الله المهاجر، فأكرم وفادته، وخصه بالعناية، وأجازه في الطرق، ورجع إلى الهند، فأجازه الشيخ الإمام العلامة رشيد أحمد الكنكوهي، واختص به الشيخ خليل أحمد اختصاصاً الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1222 عظيماً، وانتفع به انتفاعاً كبيراً، حتى أصبح من أخص أصحابه، وأكبر خلفائه، ومن كبار الحاملين لعلومه وبركاته والناشرين لطريقته ودعوته. وكان قد درس الحديث دراسة إتقان وتدبر، وحصلت له الإجازة عن كبار المشايخ والمسندين كالشيخ محمد مظهر النانوتوي والشيخ عبد القيوم البرهانوي، والشيخ أحمد دحلان مفتي الشافعية، والشيخ عبد الغني بن أبي سعيد المجددي المهاجر، والسيد أحمد البرزنجي، وعني بالحديث عناية عظيمة تدريساً وتأليفاً، ومطالعة وتحقيقاً، وكان من أعظم أمانيه أن يشرح سنن أبي داود، فبدأ في تأليفه سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف، يساعده في ذلك تلميذه البار الشيخ محمد زكريا بن يحيى الكاندهلوي، وانصرف إلى ذلك بكل همته وقواه، وعكف على جمع المواد وتهذيبها وإملائها، لا لذة له، ولا هم في غيره، وأكب على ذلك إلى أن سافر إلى الحجاز السفر الأخير في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودخل المدينة في منتصف المحرم سنة خمس وأربعين، وانقطع إلى تكميل الكتاب حتى انتهى منه في شعبان سنة خمس وأربعين، وتم الكتاب في خمسة مجلدات كبار، وقد صب فيه الشيخ مهجة نفسه، وعصارة علمه، وحصيلة دراسته، وقد أجهد قواه، وأرهق نفسه في المطالعة والتأليف، والعبادة والتلاوة، والمجاهدة والمراقبة، حتى اعتراه الضعف المضني، وقل غذاؤه، وغلب عليه الانقطاع، وحبب إليه الخلاء، والشوق إلى اللقاء، يصرف أكثر أوقاته في تلاوة القرآن، ويحضر الصلوات في المسجد الشريف، بشق النفس، وقد ودع تلاميذه، وخاصة أصحابه للهند، وبقي في جوار النبي صلى الله عليه وآله وسلم نزيل المدينة وحلس الدار، مشغول الجسم بالعبادة والذكر مربوط القلب بالله ورسوله، منقطعاً عما سواه حتى أجاب داعي الله في المدينة المنورة. كان الشيخ خليل أحمد له الملكة القوية، والمشاركة الجيدة في الفقه والحديث، واليد الطولى في الجدل والخلاف، والرسوخ التام في علوم الدين، والمعرفة واليقين، وكانت له قدم راسخة، وباع طويل في إرشاد الطالبين، والدلالة على معالم الرشد ومنازل السلوك، والتبصر في غوامض الطريق وغوائل النفوس، صاحب نسبة قوية، وإفاضات قدسية، وجذبة إلهية، نفع الله به خلقاً كثيراً، وخرج على يده جمعاً من العلماء والمشايخ، ونبغت بتربيته جماعة من أهل التربية والإرشاد، وأجرى على يدهم الخير الكثير في الهند وغيرها في نشر العلوم الدينية، وتصحيح العقائد وتربية النفوس، والدعوة والإصلاح، من أجلهم المصلح الكبير الشيخ محمد إلياس بن إسماعيل الكاندهلوي الدهلوي صاحب الدعوة المشهورة المنتشرة في العالم، والمحدث الجليل الشيخ محمد زكريا ابن يحيى الكاندهلوي السهارنفوري صاحب أوجز المسالك ولامع الدراري والمؤلفات المقبولة الكثيرة، والشيخ عاشق إلهي الميرتهلي وغيرهم. كان جميلاً وسيماً، مربوع القامة مائلاً إلى الطول، أبيض اللون، يغلب في الحمرة، نحيف الجسم ناعم البشرة، أزهر الجبين دائم البشر، خفيف شعر العارضين، يحب النظافة والأناقة، جميل الملبس نظيف الأثواب في غير تكلف أو إسراف، وكان رقيق الشعر ذكي الحس، صادعاً بالحق صريحاً في الكلام في غير جفاء، شديد الاتباع للسنة، نفوراً عن البدعة، كثير الإكرام للضيوف، عظيم الرفق بأصحابه، يحب الترتيب والنظام في كل شيء والمواظبة على الأوقات، مشتغلاً بخاصة نفسه وبما ينفع في الدين متنحياً عن السياسة مع الاهتمام بأمور المسلمين، والحمية والغيرة في الدين، حج سبع مرات، آخرها في شوال سنة أربع وأربعين من الهجرة. له من المصنفات: المهند على المفند، وإتمام النعم على تبويب الحكم ومطرقة الكرامة على مرآة الإمامة، وهدايات الرشيد إلى إفحام العنيد، كلاهما في الرد على الشيعة الإمامية، وبذل المجهود في شرح سنن أبي داود. كانت وفاته بعد العصر من يوم الأربعاء في السادس عشر من ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف في المدينة المنورة، وشيعت جنازته في جمع عظيم، ورؤيت له رؤى صالحة، ودفن في البقيع لدى مدفن أهل البيت. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1223 مولانا خليل الرحمن الملتاني الشيخ العالم الصالح خليل الرحمن بن خدا بخش اللاهوري ثم الملتاني أحد العلماء المتورعين، قرأ النحو والعربية على المولوي قمر الدين والحافظ نور محمد المراد آبادي، والمنطق والحكمة على المولوي عبد العزيز الأمروهوي والسيد أمير أحمد بن أمير حسن السهسواني والمولوي عبد الكريم الرامبوري، وقرأ الفقه والحديث على مولانا أكبر على المحدث برامبور، ثم رجع إلى بلاده وسكن بقرية من أعمال ملتان، وهو ممن يعمل بالحديث ولا يقلد أحداً من الأئمة. مولانا خليل الرحمن الهزاروي الشيخ العالم الفقيه خليل الرحمن الحنفي المسوالي الهزاروي أحد الفقهاء الحنفية، اشتغل بالعلم من صغر سنه، وسافر إلى رامبور فقرأ المنطق والحكمة في المدرسة العالية على أساتذتها، ثم سافر إلى ديوبند وأخذ الفقه والحديث على أساتذة المدرسة العربية، ثم رجع إلى بلاده وسكن بمسوال - بكسر الميم وسكون السين المهملة - قرية من أعمال هزاره وهو يدرس ويفيد. حرف الدال القاضي دلاور علي الحيدر آبادي الشيخ العالم الفقيه القاضي دلاور علي الحنفي الحيدر آبادي أحد القضاة المشهورين، ولد ونشأ بحيدر آباد، وولي القضاء الأكبر بعد ما توفي صهره القاضي ذو الفقار على الحيدر آبادي سنة ستين ومائتين وألف، واستقل به خمسين سنة. مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف بحيدر آباد. القاضي دوست محمد الطوكي الشيخ الفاضل العلامة دوست محمد بن محمد أمير الحنفي الأفغاني الكابلي ثم الطوكي أحد كبار العلماء، ولد ونشأ بمدينة كابل وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم دخل الهند ولازم المفتي نعمة الله بن نور الله الأنصاري اللكهنوي وأخذ عنه الهيئة والهندسة من الفنون الرياضية وغيرها، ثم سار إلى مرادآباد وأخذ الحديث عن السيد عالم علي الحسيني النكينوي وصحبه مدة وقرأ عليه الصحاح والسنن، ثم تصدر للتدريس بمدينة أكبر آباد ودرس بها مدة طويلة، ثم دخل طوك وتزوج بها، وولي القضاء الأكبر، لقيته بمدينة لكهنؤ حين وفد علي للاستفتاء. وكان فاضلاً جيداً، علامة في العلوم الحكمية، وله مشاركة جيدة في الفقه والأصول والكلام. ومن مصنفاته حاشية على شرح هداية الحكمة، وعين الإصابة في رفع السبابة، وله كتاب بسيط في إثبات عصمة الأنبياء بالعربية. توفي لأربع خلون من شوال سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة طوك. حرف الذال المولوي ذكاء الله الدهلوي الشيخ الفاضل المعمر ذكاء الله بن ثناء الله الدهلوي صاحب المصنفات المشهورة، ولد بدهلي سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف ونشأ بها، واشتغل بالعلم على أساتذة عصره بكلية دهلي، ونال الفضل والكمال في العلوم الرياضية، فولي التدريس في كلية حكومية سنة ثمان وستين ومائتين وألف، ونقل إلى إله آباد بعد مدة، وأحيل إلى المعاش من كلية إله آباد، فسكن بدهلي وأفرغ أوقاته للتصنيف والترجمة ونقل الكتب الإنكليزية والفارسية إلى أردو، ولم يكن في زمانه من يدانيه في كثرة المصنفات، وله في الفنون الرياضية والتاريخ والسير مائة وستون كتاباً وقد ذكر في بعض مقالاته أنه سطر بقلمه اثنين وخمسين ألفاً من الصفحات منها تاريخ الهند في أربعة عشر مجلداً، وآثين قيصري، وعروج سلطنت انكلشية در هند في ذكر ارتقاء الحكومة الإنكليزية في الهند في أدوار مختلفة، والكتاب في عدة أجزاء، وسوانح ملكة وكتوريه وفلسفة الأمثال ومنتخب الأمثال، ومحاسن الأخلاق، ومحاربات الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1224 عظيم وترجم عدداً كبيراً من الكتب، منها أصول الهندسة، وكتاب في الجبر والمقابلة، وحساب الكليات، وله غير ذلك من المؤلفات والتراجم. مات سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف بدهلي. مولانا ذو الفقار أحمد المالوي الشيخ الفاضل الكبر ذو الفقار أحمد بن همت علي بن شاه ولي بن شاه عالم الحسيني النقوي السارنكبوري ثم البهوبالي المالوي أحد كبار العلماء. ولد لثمان بقين من صفر سنة اثنتين وستين ومائتين وألف بمدينة بهوبال، وقرأ العلم على المولوي عبد الله، والمولوي جان محمد، والمفتي أحمد كل، والحكيم معز الدين، وشيخنا العلامة عبد الحق بن محمد أعظم الكابلي، وشيخنا وبركتنا حسين بن محسن السبعي الأنصاري، والشيخ المحدث عبد القيوم بن عبد الحي الصديقي البرهانوي وعلى غيرهم من العلماء في بهوبال ووفق للحج والزيارة مرتين، وأدرك كبار المشايخ بمكة المباركة، وأخذ عنهم كالشيخ المهاجر يعقوب بن محمد أفضل العمري الدهلوي، والشيخ محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري، والسيد شريف محمد بن ناصر الحازمي - والسيد أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي، فبلغ من العلم والكمال مبلغ الرجال - وقربه نواب صديق حسن القنوجي إلى نفسه - وأدناه وأهله بالعناية والقبول - وكان يحبه حباً مفرطاً. وله مصنفات، منها المبتكر في المؤنث والمذكر، كتاب أجمع ما في الباب، وطي الفراسخ في منازل البرازخ، والروض الممطر في تراجم علماء شرح الصدور، ومحاسن المحسنين في حكايات الصالحين. وله أبيات رقيقة رائقة بالعربية، منها قوله في دار بناها ملكة بهوبال: لله دار ما أجل بناءها أكرم بها من منزل معطار تلك القناديل التي فيها ترى شهب السماء تلوح للأنظار منها نفائس ما رأت عين ولا سمعت بها أذن مدى الأعصار وله: رقع وما ربع منازل عشرة ناد وما ناد معاهد عزة لا زال في عيش رغيد من بنى ونباهة وسخاوة وكرامة مات لتسع بقين من محرم سنة أربعين وثلاثمائة وألف، ببلدة بهوبال. مولانا ذو الفقار علي الديوبندي الشيخ الفاضل ذو الفقار علي بن فتح علي الحنفي الديوبندي أحد العلماء المشهورين في الفنون الأدبية. ولد ونشأ بديوبند، وسافر للعلم إلى دهلي، فقرأ الكتب الدرسية على مولانا مملوك العلي النانوتوي والمفتي صدر الدين الدهلوي، ولازمهما ملازمة طويلة، حتى برع وفاق أقرانه في المعاني والبيان والنحو وقرض الشعر، وقلد تفتيش المدارس الابتدائية من تلقاء الحكومة، فاستمر على ذلك سنين وأحيل إلى المعاش، لقيته بديوبند فوجدته حبراً ماهراً بالفنون الأدبية بين الكهولة والشيخوخة. ومن مصنفاته شرح ديوان الحماسة، وشرح ديوان المتنبي، وشرح السبع المعلقات وكتاب في البلاغة، كلها بالأردو، وله غير ذلك من المصنفات، ومن شعره قوله من قصيدة يمدح بها السلطان عبد الحميد الثاني ملك الدولة العثمانية: يا قاسي القلب يا من لج في عذلي إليك عني فإني عنك في شغل وكيف تعرف حال المستهام أيا من لم تصبه سهام الأعين النجل نام الخليون في خفض وفي دعة وقد أرقت بدمع سائل همل الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1225 قد صادني عرضاً روسية غنيت بحسنها عن جمال الحلي والحلل سفاكة وحياة العاشقين بها فتاكة وهي مع ذا مرهم العلل هيفاء ضامرة لعساء غادرة بيضاء ساحرة بالغنج والكحل كالشمس تبدو جهاراً غير خافية ولا تستر بالأستار والكلل رنت إلي بعيني جوذر فغدا قلبي جريحاً بجرح غير مندمل فيا بني الأصفر التزوير شيمتكم تلقيكم خودكم في الشر والغيل قولوا لها الآن إن شئتم فلا حكم أن صبك المبتلي لا تهجري وصلي إن لم تتب من جفاها قد عزمت على أن أستغيث بسلطان الورى البطل عبد الحميد أمان الخائفين مبي د الظالمين سديد القول والعمل كهف الأنام مغيث المستضام له إفى أقاصي المعالي أقرب السبل العادل الباذل المرهوب سطوته في الجود كالبحر بل كالعارض الهطل غوث الورى خادم الحرمين معتصم ال مكروب غيث الندى يهمي بلا مطل شهم همام أمير المؤمنين وسلطا ن السلاطين نجل السادة الأول رأس الكماة إمام للغزاة ومقدا م الحماة لدين أشرف الملل غشمشم ندس قرم أخي ثقة ماضي العزيمة من خمر العلى ثمل لله جيشك أبطال النزال ومن في الكر كالليث في التمكين كالجبل أبناء حرب قتال العلج بغيتهم آساد حرب لهم غاب من الأسل الخائضون غمار الموت من طرب والقاهرون على الأقيال والبسل قضوا حقوق المعالي بالسلاهب وال بيض القواضب والعتالة الذبل عبد الكريم عظيم الجيش يقدمهم ثبت الجنان قوي القلب في الجلل النصر يقدمه والفتح يخدمه والله يحميه من زلل ومن خلل يا آل عثمان ويا فخر الكرام ويا خير الأنام لانتم منتهى أملي صدي الملوك صناديد القروم أما ثيل السلاطين في الإعطاء كالنبل جزاكم ربكم خير الجزاء عن الا سلام إذ قد نصرتم سيد الرسل أغناكم الله بالنصر المبين لكم عن الإعانة بالأنصار والخول ولو دعوتم أولي التقوى لخدمتكم لباكم الكل من حاف ومنتعل من كل مصطدم لله منتقم ليث الوغى غير هياب ولا وكل سلوا سيوفكم والله ناصركم على الطغاة من الأوغاد والسفل حتام حلمكم يغريهم وإلى متى سيوفكم في الجفن والحلل تباً لقوم بغوا كفراً بنعمتكم فأهلكوا لوبال المكر والدغل فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم بين البلاقع والغابات والطلل للهدم ما رفعوا للخرق ما رقعوا للنهب ما جمعوا بالزور والبخل الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1226 للسبي ما ولدوا للحرق ما حصدوا للسلب ما حشدوا بالغدر والدغل لله دركم لله دركم إذ قد تداركتم العطشى على عجل سقوا كؤوس الردى كرهاً وقد شربت طوعاً دماءهم الأسياف بالعلل حماكم الله ما أمضى سيوفكم قطعتموهم وهم أكسى من البصل يا أيها الملك الميمون طلعته أما ترى الرؤس في التزوير والحيل وكيف دسوا وقد حثوا البغاة على ال غدر الشنيع فجوزوا الذل بالفشل جاؤا لحربكم معهم فردهم ظبي سيوفكم بالويل والألل لما رأوكم مدبرين ومخ ذولين ما اكترثوا بالأهل والثقل فالكفر في خطر والدين في ظفر والروس في خجل والروم في جذل أضحى سيوفهم أمسى مدافعهم في الغمد من عطل والحرس من صحل يا بئس ما اقترحوه من وقاحتهم بدعاً فيأنف منه كل ذي نبل وقد أصبتم إذا أعرضتم أنفاً عن قول كل سحيف الرأي مبتذل أخزاهم الله ما أغباهم فنسوا قدماً هزيماتكم في الأعصر الأول هذا وإذ جربوا فيكم مجربهم عادوا ندامى كما قد قيل في المثل وقد دعاني إلى الإنشاد مجدكم فسرا فلست بأهل الشعر والغزل أبقاكم الله في عز وفي شرف وفي علو وفي مجد وفي زعل أعداؤكم في حضيض الذل من حيل أخبابكم من ذرى العلياء في قلل بهاشمي كريم سيد سند هاد بشير نذير سيد الرسل توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف بديوبند. حرف الراء مولانا راغب الله الباني بتي الشيخ العالم الصالح راغب الله بن محب الله الحنفي الباني بتي أحد الفقهاء الحنفية، ولد في السابع عشر من رجب سنة تسع وستين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى سهارنبور وقرأ على مولانا أحمد حسن الكانبوري والشيخ محمد مظهر والعلامة محمد قاسم النانوتوي، ثم دخل عليكده ولازم المفتي لطف الله الكوئلي وقرأ أكثر الكتب الدرسية، ثم رجع إلى بلدته وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي ولازمه زماناً، ثم ولي التدريس في المدرسة العربية بباني بت. لقيته سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف ببلدته فوجدته بين الكهولة والشيخوخة، عالماً متواضعاً كثير الصمت، حسن الدل والسمت. مولانا رحمان علي الناروي الشيخ الفاضل رحمان علي بن شير علي الصديقي الحنفي الناروي أحد العلماء المشهورين، ولد يوم الجمعة لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على إخوته، ثم دخل فتحبور، وقرأ على مولانا محمد شكور المجهلي شهري والشيخ ثابت علي البهكوي والفاضل حسين علي الفتحبوري والمولوي عبد الله الزيد بوري، ثم سافر إلى بانده وقرأ على مولانا سلامة الله الكانبوري، ثم أسند الحديث عن عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي، وسار إلى بلدة ريوان - بكسر الراء الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1227 المهملة - سنة سبع وستين ومائتين وألف، صحبة أخيه الشيخ أمان علي، وخدم الحكومة مدة طويلة، حتى صار عضواً من أعضاء الحكومة سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، ولقبته الدولة الإنكليزية خان بهادر سنة أربع وتسعين، وكان مديم الاشتغال بمطالعة الكتب النافعة والتصنيف. ومن مصنفاته أمنية الإسلام - بالعربي، وقد طبع بمصر القاهرة، ومنها تذكرة علماء الهند بالفارسي، ومنها تحفة مقبول في الشمائل - بالأردو، وآداب أحمد في السنن الزوائد، والطريقة الحسنة في إثبات المولد والقيام، وكفارة الذنوب، ورياض الأمراء، ومنية اللبيب، وطب رحماني، وصحت جسماني، ونخبة البحرين. مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا رحمة الله السورتي الشيخ الفاضل رحمة الله بن أحمد الله بن رحمة الله اللاجبوري السورتي أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، ولد ونشأ بمدينة سورت، وسافر للعلم إلى بلاد الهند وقرأ على أساتذة عصره، وأخذ الحديث بمدينة بهوبال عن شيخنا المحدث حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني والقاضي محمد بن عبد العزيز الجعفري المجهلي شهري وغيرهما، ثم رجع إلى بلدته وولي التدريس بمدرسة الحاج إسماعيل أشرف السورتي براندير، له ترتيب المسائل على أقوى الدلائل وتحقيق المسائل من عمدة الوسائل وسبع سنابل في تصريح المسائل وتلك عشرة كاملة وكحل العينين في ترك رفع اليدين وهداية البرايا في أحكام الضحايا كلها في أردو. توفي في عاشر جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف. مولانا رحمة الله الكيرانوي الشيخ الفاضل العلامة رحمة الله بن خليل الله بن نجيب الله بن حبيب الله ابن عبد الرحيم بن قطب الدين العثماني الكيرانوي من نسل الشيخ الكبير جلال الدين العثماني الباني بتي. كان من العلماء المبرزين في الكلام والمناظرة، ولد في جمادى الأولى سنة ثلاث وثلاثين ومائتين وألف بكيرانه - بكسر الكاف - قرية جامعة من أعمال مظفر نكر ونشأ بها، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى دهلي وقرأ العلوم المتعارفة على الشيخ عبد الرحمن الأعمى وشيخه محمد حياة، ولازمهما مدة طويلة حتى أتقنها، ودرس وأفتى، وله ذكاء مفرط لم يكن في زمانه مثله، وله المقالات التي طال بينه وبين أهل عصره من علماء النصارى البحث فيها، واضطرب بسببه للخروج من الهند، فسار إلى الحجاز وأقام بمكة المباركة. وقصة مناظرته بأحبار النصارى أن الدولة الإنكليزية لما تسلطت على أرض الهند تسلطاً قوياً لم يظهروا دعوة الناس إلى ديانتهم بوسيلة علمائهم إلى ثلاث وأربعين سنة، وبعدها أخذوا في الدعوة وكانوا يتدرجون فيها، حتى ألفوا الرسائل والكتب في الرد على أهل الإسلام، وقسموها في الأمصار، وشرعوا في الوعظ في الأسواق ومجامع الناس، والمسلمون كانوا متنفرين عن استماع وعظهم ومطالعة رسائلهم إلى مدة، فلم يلتفت أحد من علماء الهند إلى الرد على تلك الرسائل، لكن تطرق الوهن بعد مدة في العوام، وخاف العلماء زلتهم، فتوجهوا إلى النظر في مصنفاتهم، وقاموا ببيان الحق، فصنف السيد آل حسن الرضوي الموهاني كتباً ورسائل وطلب رحمة الله صاحب الترجمة من فندر القسيس صاحب ميزان الحق الذي كان أعلى القسوس كعباً في معرفة العلوم الإسلامية أن يناظره بمحضر الناس ليتضح الحق، فأجاب ذلك في المسائل الخمسة التي هي أمهات المسائل بين الفريقين، أعني التحريف والنسخ والتثليث، وحقيقة القرآن ونبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فانعقد المجس العام بأكبر آباد في شهر رجب سنة سبعين ومائتين وألف، وكان الدكتور محمد وزيرخان معيناً لصاحب ميزان الحق، فظهرت الغلبة لرحمة الله في مسألتي النسخ والتحريف، فلما رأى ذلك صاحب الميزان سد باب المناظرة، ووقع في الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1228 عرض الشيخ رحمة الله ونفسه، فخرج من الهند وسافر إلى مكة المباركة وأقام بمحلة الخندريسة، وصنف بها إظهار الحق بأمر السيد أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي سنة ثمانين ومائتين وألف، شرع في تصنيفه لست عشرة خلون من رجب، وفرغ منه في آخر ذي الحجة. وقد أثنى على الكتاب وعلو مكانته كبار العلماء في الشرق العربي لميزات يمتاز بها هذا الكتاب وكان الاقبال على هذا الكتاب كبيراً والعناية به عظيمة ونقل إلى اللغة التركية وقامت الحكومة العثمانية بترجمة الكتاب في عدة لغات أوروبية، وفزعت له الأوساط النصرانية الأوربية، وجاء في تعليق كبرى صحف انجلترا على هذا الكتاب. لو دام الناس يقرءون هذا الكتاب لوقف تقدم المسيحية في العالم. وألقى الرحل في مكة، وأسس المدرسة الصولتية في رمضان سنة تسعين ومائتين وألف، وبارك الله فيها، ونفع بها خلقاً كثيراً، وتخرج فيها عدد كبر من العلماء والقضاة. وله مصنفات أخرى بعضه بالفارسية وبعضها بالأردو، أشهرها إزالة الأوهام وإزالة الشكوك وإعجاز عيسوي وأصح الأحاديث في إبطال التثليث وقد استدعاه السلطان عبد الحميد العثماني إلى قسطنطينية وكلفه الإقامة لديه فلم يجبه، ورجع إلى مكة المباركة، وكان ذلك ثلاث مرات، الأولى سنة ثمانين ومائتين وألف، والثانية سنة إحدى وثلاثمائة وألف، والثالثة سنة أربع وثلاثمائة وألف، وكانت الأخيرة لعلاج نزول الماء والعملية الجراحية في العين، فأقام مدة عمره بمكة مفيداً مدرساً. توفي لسبع بقين من رمضان سنة ثمان وثلاثمائة وألف، فدفن بالمعلاة. مولانا رحمة الله اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه رحمة الله بن نور الله بن محمد ولي بن غلام مصطفى ابن محمد أسعد بن قطب الدين السهالوي اللكهنوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بلكهنؤ في فرنكي محل، ولازم أخاه المفتي نعمة الله بن نور الله من صغر سنه، وقرأ عليه العلوم المتعارفة ثم رحل إلى غازيبور، وأسس بها مدرسة بمساعدة أملها، وأدخل فيها اللغة الإنكليزية، فساعدته الحكومة، وكان رجلاً حازماً، شهماً كريماً متواضعاً، يدرس ويفيد، لقيته بلكهنؤ عند قدومه لتعزية الشيخ عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي. له شرح على ميزان الصرف، وعلى المنشعب، وعلى بنج كنج، وشرح على خلاصة الحساب للعاملي، ورسالة في الفقه، ومجموع لفتاواه. مات لسبع عشرة خلون من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمائة وألف ببلدة غازيبور. الشيخ العلامة رشيد أحمد الكنكوهي الشيخ الإمام العلامة المحدث رشيد أحمد بن هداية أحمد بن بير بخش ابن غلام حسن بن غلام علي بن علي أكبر بن القاضي محمد أسلم الأنصاري الحنفي الرامبوري ثم الكنكوهي أحد العلماء المحققين والفضلاء المدققين، لم يكن مثله في زمانه في الصدق والعفاف، والتوكل والتفقه، والشهامة، والإقدام في المخاطر، والصلابة في الدين، والشدة في المذهب. ولد لست خلون من ذي القعدة سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، ببلدة كنكوه في بيت جده لأمه، ونشأ بين خؤولته، وكان أصله من رامبور قرية جامعة من أعمال سهارنبور، وقرأ الرسائل الفارسية على حاله محمد تقي، والمختصرات في النحو والصرف على المولوي محمد بخش الرامبوري، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ شيئاً من العربية على القاضي أحمد الدين الجهلمي، ثم لازم الشيخ مملوك العلي النانوتوي وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وبعضها على المفتي صدر الدين الدهلوي، وقرأ كتب الحديث والتفسير الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1229 أكثرها على الشيخ عبد الغني، وبعضها على صنوه الكبير أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي، حتى برع وفاق أقرانه في المعقول والمنقول، ورجع إلى كنكوه، وتزوج بخديجة بنت خاله محمد تقي، ثم حفظ القرآن في سنة واحدة، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ الأجل إمداد الله بن محمد أمين العمري التهانوي ولازمه مدة، ثم تصدر للتدريس بكنكوه، واتهموه بالثورة والخروج على الحكومة الإنكليزية سنة ست وسبعين ومائتين وألف، فأخذوه ثم حبسوه في السجن ستة أشهر ببلدة نظفر نكر، ولما ظهرت براءته أطلقوه في الأسر، فاشتغل بالدرس والإفادة زماناً يسيراً، ثم سافر إلى الحجاز بنفقة رجل من أهل رامبور سنة ثمانين ومائتين وألف، وكان شيخه إمداد الله المذكور خرج من الهند قبل ذلك نحو سنة ست وسبعين فلقيه بمكة وحج حجة الإسلام، ثم سافر إلى المدينة المنورة فزار ولقي شيخه عبد الغني، ثم رجع إلى الهند واشتغل بالدرس والإفادة زماناً، وسافر إلى الحجاز مرة ثانية سنة أربع وتسعين في جماعة صالحة، منهم الشيخ محمد قاسم والشيخ محمد مظهر والشيخ يعقوب والشيخ رفيع الدين، والشيخ محمود حسن الديوبندي، ومولانا أحمد حسن الكانبوري وجمع آخرون، فحج عن أحد أبويه، ورحل إلى المدينة المنورة وأقام بها عشرين يوماً، ولقي شيخه عبد الغني، ثم رجع إلى مكة وأقام بها شهراً كاملاً، واستفاض من شيخه إمداد الله، ثم رجع إلى الهند ودرس وأفاد مدة بكنكوه، ثم سافر إلى الحجاز سنة تسع وتسعين فحج عن أحد أبويه، وسار إلى مدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لقي شيوخه وعاد إلى الهند، ولازم بيته فلم يخرج منه إلا مرة أو مرتين إلى ديوبند للنظر في شؤون المدرسة العربية بها. وكان قبل سفر الحجاز في المرة الثالثة يقرىء في علوم عديدة من الفقه والأصول والكلام والحديث والتفسير، وبعد العود من الحجاز في المرة الآخرة أفرغ أوقاته لدرس الصحاح الستة، والتزم أن يدرسها في سنة واحدة، وكان يقرىء جامع الترمذي أولاً، ويبذل جهده فيه في تحقيق المتن والاسناد، ودفع التعارض وترجيح أحد الجانبين، وتشييد المذاهب الحنفي، ثم يقرىء الكتب الأخرى سنن أبي داود فصحيحي البخاري ومسلم فالنسائي وفابن ماجة سردا مع بحث قليل فيما يتعلق بالكتاب ولم تكن له كثرة اشتغال بالتأليف. وكانت أوقاته موزعة مضبوطة يحافظ عليها صيفاً وشتاء، فإذا صلى الفجر اشتغل بالذكر والفكر في الخلوة حتى يتعالى النهار، ثم يتطوع ويقبل على الطلبة، وهم كبار العلماء والمحصلين، يدرسهم في الفقه والحديث والتفسير، واقتصر في آخر عمره على تدريس الصحاح الستة، فلما كف بصره ترك التدريس وتوسع في الإرشاد والتحقيق، وبعد أن ينتهي من التدريس، يشتغل بكتابة الرسائل والردود، يجيب المستفتين، ولما عجز عن الكتابة لنزول الماء في عينيه وكل كتابة الرسائل وتحرير الفتاوي إلى تلميذه النجيب الشيخ محمد يحيى بن إسماعيل الكاندهلوي، وكان يحرص على أن ينتهي من كتابة الرسائل والفتاوي في يومها، فإذا انتهى من الكتابة تغدى وانصرف يقيل ويستريح، فإذا صلى الظهر اشتغل بتلاوة القرآن من المصحف، وبعد ما كف بصره كان يتلو حفظاً، ثم اشتغل بالدروس إلى العصر، وكان يجلس للعامة بين العصر والمغرب، فإذا صلى المغرب قام يتطوع، ثم ينصرف إلى البيت ويكون مع عياله ويتعشى، فإذا صلى العشاء - وكان يؤخره غالباً - انصرف إلى فراشه ينام ويستريح، وكان هذا دأبه على مر الأيام. وكان آية باهرة ونعمة ظاهرة في التقوى، واتباع السنة النبوية والعمل بالعزيمة والاستقامة على الشريعة، ورفض البدع ومحدثات الأمور ومحاربتها بكل طريق، والحرص على نشر السنة وإعلاء شعائر الإسلام، والصدع بالحق وبيان الحكم الشرعي، ثم لا يبالي بما يتقاول فيه الناس، لا يقبل تحريفاً، ولا يتحمل منكراً، ولا يعرف المحاباة والمداهنة في الدين، مع ما طبعه الله عليه من التواضع والرفق واللين، دائراً مع الحق حيث ما دار يرجع عن قوله إذا تبين له الصواب، انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل ورئاسة تربية المريدين، وتزكية النفوس، والدعاء إلى الله وإحياء السنة وإماتة البدع. وقد رزقه الله من التلاميذ والخلفاء ما يندر وجود الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1230 أمثالهم في هذا العصر في الاستقامة على الدين، واتباع الشريعة الغراء، ونشر العلم النافع، وإحياء السنن وإصلاح المسلمين، ونفع بهم خلائق لا تحصى بحد وعد. كان الشيخ معتدل القامة، متناسب الأعضاء، صدعاً في الجسم، عريض الجبهة، أزهر الجبين، أزج الحاجبين، أنجل العينين في حياء، مستوى الأنف في شمم، كث اللحية، عريض ما بين المنكبين، له صوت عال في رفق ووضوح، دائم البشر، فصيح اللسان، جميل اللحن، وكان غاية في ذكاء الحس، ودقة الشعور، مقتصداً في حياته متوسطاً بين الإفراط والتفريط، يحب النظافة والأناقة، طارحاً للتكلف، قد أرسل النفس على سجيتها. ومن كبار خلفائه الشيخ خليل أحمد السهارنفوري والشيخ محمود حسن الديوبندي والشيخ عبد الرحيم الرئي بوري والشيخ حسين أحمد الفيض آبادي، ومن أشهر تلاميذه الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي والشيخ ماجد علي المانوي والشيخ حسين علي ألواني وآخرون. له مصنفات مختصرة قليلة، منها تصفية القلوب، وإمداد السلوك وهداية الشيعة، وزبدة المناسك وهداية المعتدي، وسبيل الرشاد، والبراهين القاطعة في الرد على الأنوار الساطعة، للمولوي عبد السميع الرامفوري طبع باسم الشيخ خليل أحمد السهارنفوري، وبعض رسائل في المسائل الخلافية والرد على البدع، وقد جمع بعض أصحابه رسائله في مجموعة، وجمعت فتاواه في ثلاثة مجلدات. وقد جمع تلميذه النجيب الشيخ محمد يحيى بن إسماعيل الكاندهلوي ما أفاد به في درسه لجامع الترمذي، وطبع باسم الكوكب الدري ودون ما أفاده في درس الجامع الصحيح، ونشره الشيخ محمد زكريا بن الشيخ محمد يحيى الكاندهلوي مع تعليقاته، وسماه لامع الدراري. وإني لقيته سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة كنكوه وسمعت عنه المسلسل بالأولية وإنه أجازني ودعا لي بالبركة. كانت وفاته يوم الجمعة بعد الأذان لثمان خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا رضا علي البنارسي الشيخ العالم الفقيه رضا علي بن سخاوت علي بن إبراهيم بن عمر الحنفي البنارسي أحد العلماء الصالحين، ولد لست عشرة خلون من صفر سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وحصل له الفراغ من تحصيل العلوم المتعارفة سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، وسافر للحج سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، فحج وزار وأخذ الطريقة عن الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، ثم رجع إلى الهند، واشتغل بالتدريس والتذكير، وانتهت إليه رئاسة الفتيا ببلدته. له مصنفات، منها مظاهر الحق في إثبات عمل المولد والقيام ورغائب الألباب رسالة له في القراءة، وله مجموع في المسائل الفقهية. توفي لتسع بقين من شعبان سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف بمدينة بنارس. حكيم رضى الدين الدهلوي الشيخ الفاضل رضى الدين بن ظهير الدين بن غلام نجف العمري البدايوني ثم الدهلوي أحد الأفاضل المشهورين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على المولوي بركات أحمد الطوكي وعلى غيره من العلماء، ثم اشتغل بمداواة الناس وتدريس الكتب الطبية، وكان بيته بيت العلم والحكمة منذ مدة طويلة فصار المرجع والمقصد في الصناعة، ولقبته الدولة الإنكليزية شفاء الملك، ثم خان بهادر. مات لسبع خلون من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف بدهلي. مولانا رفيع الدين البهاري الشيخ العالم المحدث رفيع الدين بن بهادر علي بن نعمة علي الصديقي الشكرانوي البهاري أحد العلماء المشهورين. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1231 ولد في سنة إحدى وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على مولانا محمد أحسن الكيلانوي، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث نذير حسين الدهلوي وقرأ عليه الصحاح الستة ومؤطا مالك وتفسير الجلالين مشاركاً للسيد شريف حسين بن نذير حسين، ثم سافر إلى أمرتسر وصحب الشيخ الأجل عبد الله بن محمد أعظم الغزنوي، ولبث عنده ثمانية أشهر واستفاض منه فيوضاً كثيرة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار. وله مكارم وفضائل، وأخلاق حسنة، بذل الأموال الطائلة في تحصيل الكتب النفيسة، واستنسخها وجلبها من العرب والعراق، ولا يقلد أحداً من الأئمة، ويفتي بما يقوم عنده دليله، وله يد بيضاء في التفسير، تفسير القرآن بالقرآن، ويدرسه كل يوم بمحضر للناس، ويدرس الحديث. مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف. المولوي رياست حسين الشيخ الفاضل رياست حسين بن خورشيد علي الحنفي المنجهلي بوري الرائي بريلوي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ، وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية في المدرسة السبحانية بإله آباد على المولوي عبد الكافي الإله آبادي، وعلى غيره من العلماء، ثم أسس مدرسة ببلدتنا رائي بريلي، وسماها المدرسة الرحمانية، وساهم في حركة الخلافة، واشتغل بالوعظ والإفتاء في بلدته. مات في الثامن عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف. الشيخ رياست علي الشاهجهانبوري الشيخ العالم الفقيه رياست علي الحنفي الشاهجهانبوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بشاهجهانبور، وقرأ بعض الكتب الدرسية على علماء بلدته، ثم سافر إلى رامبور ولازم الشيخ إرشاد حسين العمري النقشبندي، وقرأ عليه الفقه والأصول والكلام والمنطق والحكمة، ثم أخذ عنه الطريقة وصحبه زماناً، ثم رجع إلى بلدته وعكف على الدرس والإفادة. له مصنفات كثيرة، منها الزلالين شرح الجلالين، ولباب التنزيل في حل مشكلات القرآن، كلاهما في التفسير. مات لسبع بقين من ربيع الثاني، سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف. حرف الزاي السيد زين العابدين المحمد آبادي الشيخ الفاضل زين العابدين بن حسين بخش الحسيني الشيعي المحمد آبادي أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، ولد بمحمد آباد بلدة من أعمال أعظمكده سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على المولوي على أظهر الشيعي نظام آبادي، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ الكتب الطبية على الحكيم مرزا علي جان اللكهنوي ولازمه مدة، ثم رجع إلى بلدته واشتغل بمداواة الناس، وكان مرزوق القبول، حسن المعالجة. مات سنة ست وثلاثمائة وألف بمحمد آباد. حرف السين السيد سبط أحمد السهسواني الشيخ الفاضل سبط أحمد بن أولاد أحمد بن آل أحمد الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، ولد ونشأ بسهسوان، وقرأ العلم على العلامة أمير حسن الحسيني السهسواني، ولازمه مدة طويلة، ثم سافر إلى بهوبال وتقرب إلى نواب صديق حسن الحسيني البخاري. وكان صالحاً، متين الديانة، حسن العقيدة، سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى بهوبال، له مصنفات، منها إعلاء كلمة الحق في نصر السنة. مات سنة سبع وثلاثمائة وألف بآسته. السيد سبط حسين اللكهنوي الشيخ الفاضل سبط حسين بن رمضان علي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1232 الحسيني السبزواري الجائسي ثم اللكهنوي، سبط السيد بنده حسين بن محمد بن دلدار علي الشيعي المجتهد، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية في المعقول والمنقول على الشيخ أبي الحسن بن بنده حسين وعلى السيد علي محمد والمولوي حبيب حيدر، وكان أكثر أخذه من الشيخ أبي الحسن المذكور، واشتغل بالتدريس والتأليف، ثم سافر إلى العراق وزار المشاهد، وأخذ الفقه والأصول والحديث والتفسير من الميرزا محمد حسين الشهرستاني والميرزا محمد حسين الشيرازي والميرزا حبيب الله الرشتي والشيخ علي اليزدي، وقرأ فاتحة الفراغ وأخذ الإجازة في الاجتهاد سنة تسع وثلاثمائة وألف، ورجع إلى الهند وأقبل على الدرس والإفادة والتأليف مع قناعة، واختير مكان أستاذه الشيخ أبي الحسن المذكور سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف، وكانت له اليد الطولى في أصول الفقه، وتولى رياسة التدريس في المدرسة السليمانية في بتنه وفي جونفور وله مشاركة في الطب. له كتاب الزواهر وصفاح العقيان في تحريف القرآن وعرائس الأفكار وتحفة العوام ومناهج الأصول وتاج الكرامة في إثبات الإمامة وغير ذلك. مات في سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف، كما في تذكرة بي بها. حكيم سراج الحق البدايوني الشيخ الفاضل سراج الحق بن فيض أحمد العثماني البدايوني أحد الأفاضل المشهورين، ولد في سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده، وبعضها على خاله نور أحمد البدايوني، ثم لازم الشيخ فضل رسول العثماني، وأخذ عنه الطرقة، وله مصنفات، منها سراج الحكمة في الحكمة الطبعية، وشرح على ميزان المنطق، وحاشية على المعتقد والمنتقد، وديوان شعر بالعربي والفارسي. الشيخ سراج الدين الديروي الشيخ الصالح سراج الدين بن عثمان الحنفي النقشبندي الديروي أحد المشايخ المشهورين، ولد يوم الإثنين لخمس عشرة خلون من محرم سنة سبع وتسعين ومائتين وألف بقرية موسى زئي من أعمال ديره إسماعيل خان، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا محمود الشيرازي، وبعضها على مولانا حسين علي ألواني، وأخذ الطريقة عن أبيه ولازمه إلى يوم وفاته، ثم تولى الشياخة مكانه، أخذ عنه المولوي غلام حسين الكانبوري، وخلق كثير من العلماء والمشايخ. وكان شيخاً جليلاً صاحب إفاضة قوية، واستقامة على الطريقة وآدابها شأن أسلافه الكرام، وكانت له وجاهة عظيمة، وشغف بعلم الحديث، خرج الأحاديث الواردة في المبسوط للسرخسي، مات يوم الجمعة لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف بموسى زئي. مولانا سعادة حسين البهاري الشيخ الفاضل سعادة حسين بن رحمة عل بن غلام علي الحنفي البهاري أحد كبار العلماء ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف بكتها قرية من أعمال بهار - بكسر الموحدة - واشتغل بالعلم أياماً في بلاده، ثم سافر إلى جونبور وقرأ على المفتي يوسف بن أصغر الأنصاري اللكهنوي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث نذير حسين الدهلوي، ثم رجع إلى بلاده وولي التدريس بآره، فدرس بها عشر سنين، وفي خلال ذلك أسند الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله الحنفي السهارنبوري عند قدومه بآره، وسافر إلى الحجاز سنة ست وتسعين ومائتين وألف، فحج وزار ورجع إلى الهند فولي التدريس بالمدرسة العالية بكلكته، ولقبته الحكومة الإنكليزية شمس العلماء، اجتمعت به في كلكته فوجدته شيخاً مشكلاً، منور الشبيه، حسن الأخلاق، كثير التواضع، قليل الخلاف على أصحابه له حاشية على مير زاهد رسالة ورسالة في إبطال التناسخ. عمر طويلاً، ومات في الثامن عشر من جمادى الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1233 الأولى سنة ستين وثلاثمائة وألف. مولانا سكندر علي الخالصبوري الشيخ الفاضل سكندر علي بن عبد الرحيم بن عبد الكريم بن عبد المجيد ابن عبد الرؤف بن محمد يوسف القندهاري ثم الخالصبوري اللكهنوي أحد الأذكياء المشهورين. ولد بلكهنؤ لخمس خلون من رجب سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، ونشأ في عمومته وخؤولته، وقرأ المختصرات على السيد أحمد يار الخالصبوري، ومن شرح الكافية إلى هداية الفقه على الشيخ علي أكبر بن علي حيدر العلوي الكاكوروي، ثم سافر إلى بمبىء وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا عبيد الله الحنفي البدايوني، والفرائض على الشيخ عبد الحميد باعكظه الشافعي السورتي خطيب الجامع، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر، بايع الشيخ مظهر بن أحمد سعيد الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، ثم رجع إلى الهند ولازم خالي السيد عبد السلام بن أبي القاسم الحسيني الواسطي وصحبه سبع سنين وأخذ عنه الطريقة، ثم سار إلى بمبىء وولي التدريس بها، فعكف على الدرس والإفادة. وكان عالماً كبيراً لغوياً وجيهاً منور الشبيه حسن الشكل جميل الزي جهوري الصوت، لذيذ المآكل، ذا قناعة وزهد وإيثار وتورع واستقامة، لم يتزوج قط، ولم يبن داراً، ووقف كتبه في آخر عمره وفرقها على المدارس الإسلامية. وله بعض الرسائل بالعربية والفارسية، منها تحفة العلماء في امتناع كذب الباري جل شأنه، وله تنقيح المسائل ومعيار البلاغة وصحيفة العشق وديوان الشعر. مات لسبع عشرة خلون من شعبان سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف ببلد بمبىء. مولانا سلامة الله الجيراجبوري الشيخ العالم المحدث سلامة الله بن رجب علي الجيراجبوري، نزيل بهوبال ودفينها، ولد ونشأ بجيراج بور - بفتح الجيم - قرية من أعمال أعظمكده وقرأ بعض الكتب على المولوي عبد الله الجيراجبوري والمولوي عبد الغني بن شاه مير الفرخ آبادي، ثم دخل جونبور وقرأ الكتب على المفتي يوسف بن أصغر الأنصاري اللكهنوي، ثم سافر إلى سهارنبور وقرأ الحديث على الشيخ أحمد علي بن لطف الله الحنفي السهارنبوري، ثم أسند الحديث عن شيخنا المحدث نذير حسين الدهلوي، ثم سافر إلى بهوبال، وولي التدريس في المدرسة السليمانية، فدرس بها مدة، ثم ولي نظارة المدارس، فاستقل بها مدة وأحيل على معاش تقاعد، ولما ماتت شاهجهان بيكم ملكة بهوبال جعلوه محصلاً للخراج في بعض أقطاع المملكة. وكان من كبار العلماء، لم يزل مشتغلاً بالدرس والإفادة، وإني سمعت عمن أثق به أنه كان ينسب نفسه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأنه قرأ الحديث على شيخنا حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني بعد وروده بهوبال، وأجازه شيخنا إجازة خاصة في الأمهات الست، وعامة بغيرها. مات في ربيع الثاني سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا سلامة الله الرامبوري الشيخ الصالح الفقيه سلامة الله الحنفي الرامبوري أحد الأفاضل المشهورين، قرأ العلم على الشيخ إرشاد حسين الحنفي الرامبوري، وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة من الدهر، ولما مات شيخه قام مقامه في التذكير والتلقين والتدريس، وهو يعرف بقناعة وعفاف وتوكل وتصلب في المذهب، لا يرد السلام ولا يصافح من كان يتزيا بزي الأفرنج أو يأخذ من لحيته أو يطول شاربه، وله عجائب، منها أنه أعلن أن من فاتته الجماعة فله تسعة وتسعون عذاباً، ومنها أنه بلغني بنقل الشيخ محمد بن يوسف السورتي أنه يفسر الحمد لله رب العالمين في شأن سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ويجعل الله ورب العالمين ونحوهما صفة له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ على تأويل وترقيم لم أحط به، وفي مثل هذا من الجور الذي لا يرضاه مسلم غيور، مع كل هذا فلهذا الرجل فضل على نظرائه في القناعة وقشف المعيشة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1234 مات لثمان خلون من جمادى الأولى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف. الحكيم سلامة الله المباركبوري المعروف بعبد السلام الشيخ الفاضل سلامة الله بن خان محمد المباركبوري أحد العلماء المدرسين، ولد بمباركبور من أعمال أعظم كده سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على غير واحد من العلماء، ثم أخذ عن العلامة عبد الله بن عبد الرحيم الغازيبوري والمولوي عبد الرحمن المباركبوري والمولوي عبد الحق المدرس بالمدرسة الفتحبورية، ثم لازم شيخنا السيد نذير حسين الحسيني الدهلوي وأخذ عنه الحديث والتفسير، وحصلت له الإجازة عن شيخنا المحدث حسين ابن محسن الأنصاري اليماني والقاضي محمد بن عبد العزيز الجعفري المجهلي شهري وغيرهما، ثم قدم لكهنؤ وتطبب على الحكيم عبد الولي بن عبد العلي اللكهنوي، ثم ولي التدريس في المدرسة الأحمدية بآره، فدرس بها زماناً واختار لنفسه عبد السلام اسماً في كتبه، واشتهر به في المراكز العلية، له كتاب سيرة البخاري في أردو. مات في الثامن عشر من رجب سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف. مولانا سلطان أحمد اللكهنوي الشيخ الفاضل سلطان أحمد بن الله بخش الحنفي القندهاري ثم اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بقندهار، وقرأ الفقه والأصول على ملا مهر دل الفراهي القندهاري، وقرأ النحو والصرف على ملا شير محمد القندهاري، وقرأ المنطق على القاضي محمد نور القندهاري صاحب الحاشية على شرح السلم للكوباموي، ثم دخل بيشاور ودار البلاد والقرى وأخذ الفنون الرياضية والطبعية عن بعض علماء الهند، ثم دخل آكره وقرأ الحديث على مولانا عبد الله القندهاري نزيل آكره، وسافر معه إلى كشمير وصحبه مدة، ثم سافر إلى بهوبال وقرأ الشمس البازغة للجونبوري على شيخنا القاضي عبد الحق الكابلي، وسمع عليه أكثر الكتب الدرسية، ثم سار إلى جونبور وشرع إلهيات الشفاء على مولانا هداية الله الرامبوري، ولكنه لم يستحسن طريقته في الدرس والإفادة فسار إلى خيرآباد وقرأ إلهيات الشفاء على العلامة عبد الحق الخيرآبادي، وسمع عليه جميع الكتب الدرسية في المنطق والحكمة ولبث عنده خمس سنين، ثم ذهب إلى دهلي وإلى غيرها من البلاد ودرس في عدة مدارس، وتزوج ببلدة لكهنؤ وسكن بها، وهو اليوم مدرس في المدرسة النعمانية بدانابور سلمه الله تعالى. مولانا سلطان محمود الملتاني الشيخ العالم الصالح سلطان محمود بن فريد الدين الملتاني أحد العلماء المتورعين، ولد ونشأ بديره إسماعيل خان، وقرأ بعض الكتب الدرسية على والده، وأكثرها على مولانا قادر بخش الديروي الذي أخذ عن الشيخ خليل الرحمن الخوشابي تلميذ الشيخ الأجل عبد العزيز بن ولي الله العمري الدهلوي، ولقي كبار المشايخ، منهم الشيخ يحيى الزاهد الفارسي، أدركه في الهرم واستفاد منه، وكان الزاهد من أصحاب الشيخ عبد العزيز المذكور، واشتغل بالتدريس والتذكير مدة عمره بمدينة الملتان، وأوذي في ذات الله سبحانه غير مرة. وكان شيخاً كبيراً قانعاً عفيفاً متورعاً يعمل ويعتقد في الحديث ولا يقلد أحداً من الأئمة، ذكر الناس ببلدة الملتان أربعين سنة، وكان لمنطقه حلاوة وعلى عبارته طلاوة. مات في بضع وعشرين وثلاثمائة وألف بملتان، أخبرني بذلك قادر بخش الخليلي الملتاني. السيد سليمان الندوي الشيخ الفاضل سليمان بن أبي الحسن الحسيني الزيدي الدسنوي البهاري أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية ونوابغ الفضلاء والمؤلفين في القارة الهندية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1235 ولد لسبع بقين من صفر سنة اثنتين وثلاثمائة وألف، ونشأ بدسنه - بكسر الدال وسكون السين المهملتين - قرية من أعمال بهار بكسر الموحدة، وقرأ مبادىء العلم على صنوه الشيخ أبي حبيب النقشبندي، وسافر سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف إلى بهلواري ومكث هناك عاماً، وقرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ الجليل محي الدين المجيبي البهلواروي، ثم سافر إلى المدرسة الإمدادية في دربهنكه ومكث هناك سنة وقرأ بعض الكتب المتداولة، ثم سافر إلى لكهنؤ والتحق بدار العلوم ندوة العلماء سنة ثماني عشرة وثلاثمائة وألف، وبقي فيها خمس سنوات، وقرأ فاتحة الفراغ ونال الشهادة سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، قرأ في دار العلوم على المفتي عبد اللطيف السنبهلي والسيد علي الزينبي الأمروهوي والمولوي شبلي بن محمد علي الجيراجبوري والشيخ الفاضل حفيظ الله البندولي والعلامة فاروق بن علي العباسي الجرياكوبي، وبعض الكتب الأدبية على مؤلف هذا الكتاب. وتأدب على العلامة شبلي ابن حبيب الله البندولي، واستفاد منه استفادة عامة واختص به ولازمه، وتداول نيابة تحرير مجلة الندوة ثلاث مرات بين عام أربع وعشرين وثلاثمائة وألف وعام ثلاثين وثلاثمائة وألف، ولفت الأنظار بمقالاته العلمية التي تدل على نبوغه وتبشر بمستقبل الكاتب، وعين أستاذاً في دار العلوم سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف للغة العربية وأدبها، واستقدمه مولانا أبو الكلام سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف إلى كلكته فشاركه في تحرير صحيفة الهلال ومكث هناك سنة، واختير أستاذاً للألسنة الشرقية في كلية بونا التابعة لجامعة بمبىء سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف، وأقام فيها نحو ثلاث سنوات يدرس آداب اللغة الفارسية، وحاز ثقة الأساتذة والطلبة. وطلبه أستاذه العلامة شبلي بن حبيب الله النعماني حين حضرته الوفاة وشعر بدنو الأجل، وفوض إليه إكمال سلسلة سيرة النبي - على صاحبها الصلاة والسلام - التي بدأ بها، ونظارة دار المصنفين التي أسسها، وتوفي أستاذه على إثر ذلك، فنهض بأعباء هذه المؤسسة، وخلف أستاذه فيها وانقطع إليها كلياً، وذلك في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف، وتولى رئاسة تحرير مجلة المعارفة الشهرية، وعكف على التأليف والتحقيق مكباً على إكمال سيرة النبي مشاركاً في حركة الخلافة مسايراً لعواطف المسلمين مع الاحتفاظ بأشغاله العلمية وذوقه الأدبي وطبعه الهادىء، فأحرز بذلك مكانة خاصة من بين العلماء والمشتغلين بالسياسة، واختير عضواً في وفد الخلافة الذي قرر إرساله إلى عاصمة الجزائر البريطانية سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف ليبلغ إلى أركان الدولة وجهة نظر مسلمي الهند في الخلافة العثمانية وارتباطهم بقضيتها، فرافق الزعيم المسلم الشهير محمد علي الرامبوري والسيد حسين البهاري وغيرهما، فقابل أركان الدولة وقادة الرأي في أوربا ورجال السياسة في العالم الإسلامي، وزار لندن وباريس القاهرة، وقاد وفد الخلافة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف إلى الحجاز للإصلاح بين الملك عبد العزيز والشريف حسين، وعقد الملك عبد العزيز بن سعود مؤتمراً للعالم الإسلامي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودعا علماء المسلمين وزعماءهم ليقرروا مصير البلاد، وقرر المسلمون إرسال وفد واختاروه رئيساً للبعثة، واختير نائب الرئيس لحفلات المؤتمر، ودعاه الملك نادر خان ملك أفغانستان في رجب سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف ليستفيد من تجاربه ودراساته في سياسة البلاد التعليمية وتوجيه المعارف في أفغانستان فرافق الدكتور محمد إقبال والسيد رأس مسعود، وزار كابل وغزنين وأكرمه الملك واحتفت به البلاد، ومنحته جامعة علي كره الإسلامية الدكتوراة الفخرية في الآداب لست خلون من صفر سنة اثنتين وستين وثلاثمائة وألف اعترافاً بمكانته العلمية وعلو كعبه في العلوم والآداب. وكان مع انقطاعه إلى العلم والتحقيق وشهرته التي طبقت الآفاق يحن إلى إكمال نفسه ونيل درجة الإحسان، ويشعر بحاجة إلى من يرشده في دقائق إصلاح النفس وكمال الإخلاص والتحقيق، وساقه سائق التوفيق والمناسبة العلمية إلى مولانا أشرف علي التهانوي، وبايعه في رجب سنة سبع وخمسين وثلاث الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1236 مائة وألف، وأذعن له بالثقة والاعتماد والتفويض والانقياد، ونال عند شيخه الزلفي في أقل مدة، فأجازه واستخلفه لعشر خلون من شوال سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف. واستقدمه النواب حميد الله خان والي بهوبال ليتولى رئاسة القضاء في الإمارة ورئاسة الجامعة الأحمدية، والإشراف على التعليم الديني والأمور الدينية في بهوبال فأجابه إلى ذلك لميله إلى الإعتزال عن دار المصنفين لمدة، وقصد بهوبال في رجب سنة خمس وستين وثلاثمائة وألف، وأقام فيها ثلاث سنوات، واشتغل بالدرس والإفادة ونصح المسلمين، وحج سنة ثمان وستين وثلاثمائة وألف الحجة الأخيرة، وألغيت إمارة بهوبال، وضمت إلى الحكومة الهندية، واضطربت الأحوال، فاستقال من وظيفته في المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة وألف، وكان بعض أركان حكومة باكستان وقادتها الذين يعرفون منزلته العلمية وتبصره في العلوم الدينية يدعونه إلى باكستان ليشارك في وضع الدستور الاسلامي للحكومة الوليدة، وقد أجابهم إلى ذلك في شعبان سنة تسع وستين وثلاثمائة وألف، وقرر الإقامة في باكستان واختير رئيساً للجنة التعليمات الاسلامية، إلا أن هذه اللجنة لم تستطع أن تكمل مهمتها، وحلت بعد مدة قصيرة، ولم يجد السيد ما كان يؤمله من التشجيع والتقدير في مقاصده الدينية والعلمية، وتعرض لحسد بعض العلماء واستهانة ولاة الأمر بقيمته ومكانته، وعاش بقية عمره في عفاف وقناعة، وعزة نفس واشتغال بخاصة النفس، والمطالعة والبحوث العلمية، واختاره مجمع فؤاد الأول في مصر عضواً مراسلاً في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف، ورأس بعض الحفلات العلمية الكبيرة، وكتب بحوثاً علمية، وأشار على ولاة الأمر وعلماء البلاد بما يرى فيه الخير والسداد لسلامة البلاد ومستقبلها، وبقي مشغولاً بالذكر والعبادة والتربية والإفادة إلى أن وافاه الأجل غرة ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف، وحضر جنازته كبار العلماء وأعيان البلاد وسفراء الحكومات الإسلامية والعربية، ودفن بجوار الشيخ شبير أحمد العثماني. كان السيد سليمان الندوي ربع القامة، مائلاً إلى القصر، له وجه مشرق، تلوح عليه أمارات الهدوء والسكينة، ويعلوه الوقار والرزانة، له لحية كثة مستديرة، وجبين واسع زاهر، ممتلىء الوجنتين، واسع العينين تشفان عن ذكاء وحياء، أزج الحاجبين، رقيق الشفتين، نقي اللون بين سمرة وبياض، نظيف الملابس دائماً، لا يراه لناس قط في وسخ وتبذل، ملتزماً للعمامة في الأسفار والمجامع، مقلاً من الكلام، كثير الصمت، دائم الفكرة، امتزج العلم بلحمه ودمه، فلا يعني إلا به، ولا يتحدث إلا عنه، مديم الاشتغال بالمطالعة والبحث، دائم المذاكرة للعلماء في العلم والدين، سلس القريحة، سائل القلم في التأليف والتصنيف، ليست الخطابة في المجامع العامة والخوض في السياسة من طبعه وذوقه، فلا يتقدم إلى ذلك إلا متكلفاً أو مضطراً، راسخاً في العلوم العربية وآدابها، عالي الكعب، دقيق النظر في علوم القرآن وعلم التوحيد والكلام، واسع الاطلاع، غزير المادة في التاريخ، وعلم الاجتماع والمدنية، منشئاً صاحب أسلوب أدبي في اللغة الأردية، كاتباً مترسلاً في اللغة العربية، شاعراً مقلاً في اللغتين مع إحسان وإجادة، حليماً صابراً يقهر النفس، ويتسامح مع الأعداء والمعارضين، ضعيف المقاومة في شؤونه الشخصية، يتحمل ما يرهقه ويشق عليه. كان من كبار المؤلفين في هذا العصر، ومن المكثرين من الكتابة والتأليف مع سعة علم ودقة بحث وتنوع مقاصد، له تكملة سيرة النبي لأستاذه في خمسة مجلدات كبار، تعتبر دائرة المعارف في السيرة النبوية والعقيدة الإسلامية، وخطبات مدراس من خير ما كتب في السيرة النبوية، ونقل إلى الإنكليزية والعربية، وأرض القرآن في مجلدين في جغرافية القرآن، وسيرة عائشة وسيرة مالك وخيام ونقوش سليماني في البحوث اللغوية والأدبية، وحياة شبلي في سيرة أستاذه، وعرب وهند كي تعلقات الصلات بين العرب والهند وعربون كي جهاز راني الملاحة عند العرب وله غير ذلك من البحوث العلمية والمقالات الكثيرة التي تحويها مجلدات المعارف الكثيرة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1237 ومن شعره الرقيق الرائق، وهو يصف الشمس عند مغيبها: كأنما الشفق الممتد في الأفق خمر معتقة شجت لمغتبق خمر يعتقها أعلى همالية شجت بماء غمام هامر غدق كف الطبيعة تسقي الناس أكؤسها ويل لمن هذه الصهباء لم يذق تحسو القلوب حمياها إذا نظرت إلى السماء بأقداح من الحدق والطير تشربها حيناً تروح إلى أوكارها صافرات السجع في حلق والريح سائرة في روضة أنف تهدي السرور إلى حوباه منتشق دن من القهوة الصهباء في الأفق والكأس تطفو به لا الشمس في الشفق بلى أنه برقع قان له شية والشمس وجه حبيب بالحجاب يقي بل إنما الشمس للصواغ بوتقة قد ذاب عسجدها وانثج في طرق بل إنما الشمس من أعمارنا قتلت يوماً فسال دم جار من العنق فذلك الشفق المحمر من دمه وقبره ليله المستور بالغسق ومن شعره وهو يذكر الرضا بالقضاء: يا أيها الناس ما دمتم على الأرض لا تخلصون من الإبرام والنقض فإن ما قدر الرحمن قاضيكم من شدة ورخاء كله يمضي ويقول وهو يحث الصبر على المكاره. لا تغتر بسرور ذاهب فان ولاتهم بهم نفس إنسان فبعد ما أكل الإنسان أكلته حلو الضريب ومر الصبر سيان ويذكر معنى الموت فيقول: إن الحياة كتاب وهو متسق وكل يومك من أيامها ورق لا الموت معناه إلا أن تفرقه الريح فتنتشر الأوراق تفترق وينكر على خشية الموت ويقول: حتام تخشى المنايا فهي آتية وينفد الموت أعداداً من النفس إن الحياة ثياب والردى دنس حتى متى تتقي الأثواب من دنس كانت وفاته في الرابع عشر من ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة وألف في كراتشي وشيعت جنازته بجمع حافل من العلماء والأعيان ودفن قريباً من ضريح العلامة شبير أحمد العثماني. مولانا سليمان بن داود البهلواروي الشيخ العالم الصالح سليمان بن داود بن وعظ الله بن محبوب بن بير نذر ابن فتح محمد البهلواروي أحد المشايخ المشهورين، أصله من قرية كهكته قرية من أعمال سارن، ولد لعشر خلون من محرم سنة ست وسبعين ومائتين وألف ببهلواري في بيت جده لأمه الشيخ اصطفا بن وعد الله بن سعد الله العمري، ونشأ في خؤولته، واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث نذير حسين الدهلوي، وأسند عن الشيخ أحمد علي الحنفي السهارنبوري أيضاً، وأخذ الطريقة عن صهره الشيخ علي حبيب الجعفري البهلواروي وسافر إلى كنج مراد آباد، واستفاد من بركة شيخنا فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي وصحبه وأسند عنه وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وأدرك مشايخ عصره في الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1238 الحرمين الشريفين منهم الشيخ الكبير الحاج إمداد الله المهاجر المكي وبايعه وقرأ عليه، وحصلت له الإجازة منه. وكان في بداية حاله يعمل ويعتقد في الحديث ولا يقلد أحداً، يدل عليه تقريظه على معيار الحق للمحدث الدهلوي، ثم رغب إلى المتصوفين، يقتدي برسوم المشايخ من حضور الأعراس واستماع الغناء بالآلات والرقص والتواجد. وله اليد الطولى في الموعظة والتذكير، والتفرس لعواطف الناس وأميالهم، بفصاحة وخلابة، يضحكهم ويبكيهم كلما شاء، وربما يقرأ أبيات المثنوي المعنوي في أثناء الخطاب باللحن الشجي يأخذ بمجامع القلوب ويؤثر في الناس كل تأثير. وكان من كبار المؤيدين لندوة العلماء، يخطب في حفلاتها، وينتصر لأغراضها ومقاصدها، وقد طار صيته في الهند، وأولع الناس بخطبه ومواعظه، وتنافست فيه الجمعيات والمؤتمرات التعليمية والدينية، تتسابق في دعوته، وتستعين بخطابته، فأيد المؤتمر التعليمي الاسلامي، ورأس خمس حفلات لندوة العلماء السنوية. كان مفرط الذكاء، حاضر البديهة، لطيف النكتة، كثير الفكاهة طيع القريحة في النظم العربي والنثر الأدبي، واسع المشرب في العقيدة والمذاهب الخلافية، شديد الانكار على الاعتزال والمعتزلة، غالياً في حب أهل البيت، أثنى عليه السيد أحمد خان واعترف بفضله وكذلك خلفاؤه كمحسن الملك ووقار الملك. ومن مصنفاته شجرة السعادة وسلسلة الكرامة بالفارسي في أنساب السادة الصوفية، وله رسالة في الصلاة والسلام وآداب الناصحين وذكر الحبيب وشرح القصيدة الغوثية، وشرح الحديث المسلسل بالأولية بالعربي، وصلاح الدارين في بركات الحرمين، وصيانة الأحباب عن إهانة الأصحاب وله عين التوحيد بالعربية، وله مجموع رسائل في التصوف والحقائق، في ثلاثة أجزاء، سماه شمس المعارف وله أبيات بالعربية والفارسية، ومما أنشدنيه قوله مخمساً لقول المفتي عباس بن علي الشيعي التستري: قال الرسول السيد المقبول إن الصحابة كلهم لعدول عجباً من الرفاض كيف تقول إن الصحابة منهم المجهول الهالكون المهلكون الغول توفي لثلاث بقين من صفر سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف. المولوي سميع الله الدهلوي الشيخ الفاضل سميع الله بن عزيز الله الحنفي الدهلوي أحد مشاهير العصر، ولد ونشأ بدهلي وقرأ العلم على مولانا مملوك على النانوتوي والمفتي صدر الدين الدهلوي وعلى غيرهما من الأفاضل، وتصدر للتدريس فدرس وأفاد زماناً، ثم ولي القضاء سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، ونقل إلى عليكزه سنة ثمان وسبعين، وعزل عن تلك الخدمة سنة تسع وسبعين، فاشتغل بالمحاماة في المحكمة العالية بآكره وبعد مدة من الزمان جعل صدر الصدور بعليكزه وذلك في سنة ست وتسعين، وسافر إلى مصر صحبة اللورد نارته بروك بالسفارة سنة اثنتين وثلاثمائة وألف، ولما رجع إلى الهند لقبته الدولة الانكليزية سي - ايم - جي وولته القضاء الأكبر ببلدة رائي بريلي ثم رقته إلى خدمة أعلى من تلك الخدمة فاستقل بها مدة، وأحيل إلى المعاش سنة عشر وثلاثمائة وألف، فسافر إلى الحجاز للحج والزيارة فحج وزار، ورجع إلى الهند وسكن ببلدة عليكزه. وكان فاضلاً جيداً، صحيح العقيدة، ملازماً للصلوات الخمس، محباً للعلم والعلماء، درس وأفاد مدة من الزمان، وكان يوظف الطلبة، ويقرئهم في علوم عديدة، وأسس المدرسة العربية بدهلي سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف على نفقته، ورتب العلماء، أجلهم مولانا محمد علي الجاند بوري وجعل الأرزاق السنية للمحصلين، وكان شريكاً غالباً في تأسيس المدرسة الكلية بعليكزه وعضداً قوياً للسيد أحمد بن المتقي الدهلوي، وكان السيد أحمد المذكور يريد أن الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1239 يجمع مليوناً ومائتي ألف أولاً ثم يؤسس المدرسة، فخالفه في ذلك وأسس المدرسة قبل ذلك ببلدة عليكزه في ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، فاتفقا عليه مدة طويلة، ثم وقع الخلاف بينهما في ولاية العهد، فكان السيد أحمد المذكور يريد أن يولي بعده ابنه محمود وسميع الله يخالفه فيه ويقول له: نترك ذلك لمن يخلفنا، فمن يكون أصلح لهذا العمل ولوه عليها، واعتزل عنه وأسس دار إقامة للمحصلين، ببلدة إله آباد وهي عامرة آهلة حتى اليوم. مات سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة دهلي. مولانا سيف الرحمن الطوكي الشيخ الفاضل سيف الرحمن بن غلام جان خان بن عبد المؤمن خان الحنفي الدراني الولايتي ثم الطوكي أحد كبار العلماء، ولد سنة سبعين ومائتين وألف هجرية ونشأ بأفغانستان، وقرأ الفقه والأصول والعربية في بلاده، ثم قدم الهند وأخذ الفنون الرياضية عن الشيخ لطف الله بن أسد الله الكوئلي ولازمه مدة، ثم سافر إلى كنكوه وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث رشيد أحمد الحنفي الكنكوهي وقرأ عليه الصحاح الستة، ولازمه سنة كاملة ثم رحل إلى طوك وتزوج بابنة القاضي دوست محمد الكابلي وسكن بها، وولي التدريس بالمدرسة الناصرية ببلدة طوك فدرس بها مدة طويلة، ثم ولي التدريس بالمدرسة الفتحبورية بدهلي، وإني استقدمته لدار العلوم غير مرة فلم يتفق له القدوم إلى لكهنؤ. وفي حدود سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف خرج من الهند وسافر إلى بلاده سراً باتفاق مع العلامة الشيخ محمود حسن الديوبندي ومساعدته، وحرض أهل تلك البلاد على حمل السلاح إزاء الحكومة الإنكليزية، وأثرت مواعظه وأحاديثه في الناس، حتى دخل في حرب مع الإنجليز تحت إمارة الشيخ المعروف بحاجي ترنك زئي، ولما وقعت الهزيمة وانتصر الإنكليز هاجر إلى كابل وأقام بها، ولما طلب الإنكليز من الأمير حبيب الله خان تسليمه، سفر إلى ياغستان ومكث مدة مع مستوفي الممالك، ولما قتل الأمير حبيب الله خان وبويع أمان الله خان بالإمارة رجع إلى كابل، وشغل مناصب خطيرة في المملكة إلى أن اعتزل. كان الشيخ سيف الرحمن عالماً قوي العلم، ذكياً شديد الفطنة، شهماً عالي الهمة، شديد الغيرة في الدين، شديد البغض للإنجليز، فصيحاً مفوهاً، كثير الخبرة بأمور الدنيا، عارفاً بالسياسة، واعياً متيقظاً، رجع بعد ما تحررت الهند وقامت باكستان إلى وطنه بشاور وسكن في قريته متهرانو في شمال بشاور، ومات بها لسبع خلون من جمادى الأولى سنة تسع وستين وثلاثمائة وألف، ودفن في مقبرة أسلافه. نواب سلطان جهان بيكم والية بهوبال الملكة الفاضل نواب سلطان جهان بيكم بنت شاهجهان بيكم بنت سكندر بيكم ملكة بهوبال المحمية من مشاهير الهند. ولدت في بهوبال سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، ونشأت في مهد السلطة، وقرأت القرآن وترجمته على مولانا جمال الدين الوزير، وتعلمت الخط والكتابة، واللغة الفارسية والإنكليزية، وقرأت المختصرات على المفتي أيوب ابن قمر الدين البهلتي، واستفادت السياسة والرئاسة من جدتها سكندر بيكم، حتى برزت في كثير من العلوم والفنون، وتزوجت بأحمد علي خان اللوهاروي، وجلست على مسند الرئاسة بعد ما توفيت أمها سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف، ومات زوجها سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف فأخذت عنان السلطة بيدها الكريمة، وافتتحت الأمر بالكياسة والسياسة والرفق وحسن المعاملة، وتقدمت الإمارة في عهدها في المدنية والرفاهة، والتنظيم، وشجعت على نشر المعارف، وساعدت في المشاريع التعليمية وتأليف الكتب المفيدة، وكان لها فضل في تأليف سيرة النبي للعلامة شبلي بن حبيب الله، واختيرت رئيسة الجامعة الإسلامية بعليكزه. وكانت كاتبة، مؤلفة خطيبة، وقد بايعت الامام رشيد أحمد بن هداية الله الكنكوهي بالكتابة، وكان لها حب بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ واحترام للعلماء وأصحاب الفضل. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1240 مات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف. حرف الشين المفتي شاه دين اللدهيانوي الشيخ العالم الفقيه المفتي شاه دين بن محكم الدين الحنفي اللدهيانوي أحد كبار الفقهاء، ولد بقرية جك مغلاني من أعمال جالندهر وقرأ المختصرات في بلاده، ثم دخل سهارنبور وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا محمد مظهر بن لطف علي النانوتوي وعلى غيره من العلماء بمدرسة مظاهر العلوم، ثم دخل علي كزه ولازم المفتي لطف الله بن أسد الله الحنفي الكوئلي وأخذ عنه، ثم ولي التدريس والإفتاء ببلدة لدهيانه فسكن بها. العلامة شبلي بن حبيب الله البندولي المعروف بمولانا شبلي النعماني الشيخ الفاضل العلامة شبلي بن حبيب الله البندولي فريد هذا الزمان المتفق على جلالته في العلم والشأن. ولد سنة أربع وسبعين ومائتين وألف بقرية بندول من أعمال أعظمكده وقرأ أياماً في العربية على مولانا فاروق بن علي العباسي الجرياكوبي، ثم أقبل إلى المنطق والحكمة وأخذ عنه وبرز فيه ولازمه مدة طويلة، ثم سافر إلى رامبور وأخذ الفقه والأصول عن الشيخ إرشاد حسين العمري الرامبوري، ثم ذهب إلى لاهور وأخذ الفنون الأدبية عن الشيخ فيض الحسن السهارنبوري شارح الحماسة، ثم دخل سهارنبور وقرأ الحديث على الشيخ أحمد علي بن لطف الله الماتريدي السهانبوري، حتى فاق أقرانه في الإنشاء والشعر والأدب والتاريخ وكثير من العلوم والفنون، وكان متصلباً في المذهب في ذلك الزمان، صرف برهة من الدهر في المباحثة بأهل الحديث، وصنف إسكات المعتدي رسالة في قراءة الفاتحة خلف الإمام. ثم ولي التدريس بمدرسة العلوم في عليكده، فصحب الأساتذة الغربيين وأدار معهم كؤوس المذاكرة، وصحب السيد أحمد بن المتقي الدهلوي وحزبه، حصل له نفور كلي عن المباحثة، ومال إلى التاريخ والسير فصنف كتاباً في سيرة المأمون العباسي وسيرة النعمان في سيرة الإمام أبي حنيفة وكتابه الجزية وحقوق الذميين وكتاباً في تاريخ العلوم الاسلامية وتعليماتهم وكلها تلقيت بالقبول، وحصلت له شهرة عظيمة في بلاد الهند، وسافر إلى بلاد الروم والشام ومصر ولقي رجال العلم والدولة، وأعطاه السلطان عبد الحميد العثماني النيشان من الطبقة الرابعة، ولما رجع إلى الهند لقبته الدولة الإنكليزية شمس العلماء فأقام بعد ذلك زماناً يسيراً بمدرسة العلوم، ثم اعتزل وراح إلى حيدر آباد فرحب به السيد علي البلكرامي وأكرم مثواه وولاه نظارة العلوم والفنون فأقام بها خمس سنين، ثم ترك الخدمة وقنع بمائة ربية شهرية بدون شرط الإقامة بحيدر آباد، فقدم لكهنؤ. وأقبل إلى ندوة العلماء وكان عضواً من أعضائها البارزين، فوله على دار العلوم التي أسسها أعضاء الندوة سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف فاشتغل بالنظارة مدة ثمانية أعوام، وقد فدعت رجله اليسرى من ضرب البندقية انطلقت من يده خطأ في بيته بأعظمكده سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، فقطعها الجراح الانكليزي من الساق، ثم صنعت له رجل من أدم وخشب، فكان يدخل فيه رجله المقطوعة ويربطها بالرباطات المحكمة ثم يمشي كالأصحاء. كان قوي الحفظ، سريع الملاحظة، يكاد يكشف حجب الضمائر، ويهتك أسرار السرائر، دقيق النظر قوي الحجة، ذا نفوذ عجيب على جلسائه فلا يباحثه أحد في موضوع إلا شعر بانقياد إلى برهانه، وربما لا يكون البرهان مقنعاً، وكان واسع الاطلاع في تاريخ الاسلام والتمدن الاسلامي، كثير المحفوظ بالأدب والشعر، كثير المطالعة لم يفته كتاب كتب في آداب الأمم وفلسفة أخلاقهم إلا طالعه، ولم يكن له نظير في سرعة الجواب، والمجىء بالنادرة الغريبة على جهة البديهة، وسرد الأبيات الفارسية والأردوية على محالها، وله عناية كاملة بالعلم، ورغبة ونشاط وإقبال على المذاكرة والتصنيف وإلقاء الخطب. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1241 وكان مع ذلك معجباً برأيه، لا ينقاد لأحد ولو كان برهانه مقنعاً، وفيه شيء من التلون، ومن عادته أنه كلما يحدث في مسألة، يكثر في التعبير وإذا أنشد شعراً أتبعه بالشرح والترجمة، كان مخاطبه أعجمي وهو عربي، أو مخاطبه جاهل لا يعرف اللغة العربية والفارسية وهو عارف باللغات المتنوعة والمعاني الدقيقة يريد إفهامه، وكذلك كانت عادته أنه ربما يأخذ رأياً في أمر من الأمور من رجل، ثم يعرض على الناس وينسبه إلى نفسه، وربما يعرضه على ذلك الرجل بعارضة وبلاغة، ويمهد له المقدمات كأنه خصيمه في ذلك الأمر. وكان معتزلياً في الأصول، شديد النكير على الأشاعرة، وله كتب ورسائل في ذلك، ككتابه في فن الكلام، وكتابه في تاريخ الكلام، ومقالاته في رسائل شبلي ومقالات شبلي ومن مصنفاته غير ما ذكرناها كتاب في سيرة الغزالي، وكتاب في سيرة العارف الرومي وفي نقد شعره والحكم عليه، وله كتاب بسيط في سيرة سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه، وهو كتاب قوي ممتاز مؤثر، وله كتاب في الموازنة بين الشاعرين الهنديين المعروفين من فرسان المراثي أنيس ودبير وله إزالة اللوم في ذكر أعيان القوم وله شعر العجم في خمسة مجلدات وهو من أفضل مؤلفاته، أقر له علماء هذا الشأن بالفضل والجودة وله كتاب في الانتقاد على مقالات جرجي زيدان بالعربي في التمدن الاسلامي، وله مقالة في مكتبة الإسكندرية وله ديوان الشعر الفارسي، ومن مصنفاته المجلد الأول من السيرة النبوية، وكان يريد أن يصنفه في خمسة مجلدات فلم يتم الأمر له، وقام بتدوينه بعض تلامذة دار العلوم على رأسهم وفي مقدمتهم السيد سليمان الندوي فأسسوا له مؤسسة عظيمة بأعظمكده وسموها دار المصنفين. مات بالإسهال الدموي ضحوة يوم الأربعاء لليلة بقيت من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف، ببلدة أعظمكده. مولانا شبلي بن سخاوة علي الجونبوري الشيخ العالم الصالح الشبلي بن سخاوة علي العمري الجونبوري، كان ثالث أبناء والده، ولد في عاشر شعبان سنة ثلاث وستين ومائتين وألف ببلدة جونبور، ونشأ في مهد جده لأمه القاضي ضياء الله الجونبوري، وحفظ القرآن وقرأ العلم على المفتي يوسف بن أصغر الأنصاري اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى دهلي، وأخذ الحديث عن السيد المحدث نذير حسين الدهلوي ثم رجع وأخذ الطريقة عن السيد خواجه أحمد النصير آبادي ولازمه مدة من الدهر، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة ست وثمانين ومائتين وألف. وكان غاية في الذكاء والفطنة، حاد الذهن دقيق النظر في المسائل الحكمية، ويجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق من حسن المعاشرة ولين الكنف، له رسالة في النحو. مات لتسع بقين من رمضان سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف بقرية مندياهو من أعمال جونبور. المولوي شبلي بن عناية الله البمهوري الشيخ الفاضل شبلي بن عناية الله البمهوري أحد الأفاضل المشار إليه في الذكاء والفطنة، قرأ العلم في دار العلوم على مولانا حفيظ الله والشيخ شبلي الجيراجبوري، والسيد علي الزينبي وغيرهم، وقرأ على ديوان المتنبي وغيره، وجد في البحث والاشتغال، حتى برع وفاق أقرانه، وولي التدريس بدار العلوم فدرس بها زماناً، ثم ولي التدريس بمدرسة الإصلاح في سراي مير من أعمال أعظمكده، يدرس ويفيد، وعسى أن يكون من كبار العلماء. توفي في شهر محرم سنة أربع وتسعين وثلاثمائة وألف. المولوي شبلي بن محمد علي الجيراجبوري الشيخ الفاضل شبلي بن محمد علي الحنفي الجيراجبوري أحد العلماء الصالحين، اشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى رامبور، وقرأ على أساتذة المدرسة العالية، منهم الشيخ الفاضل حفيظ الله البندوي، قرأ عليه ولازمه مدة، ثم ولي التدريس بدار الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1242 العلوم، يدرس ويفتي. وله مشاركة جيدة في الفقه والأصول والحديث ونظر واسع على جزئيات المسائل. مات لأربع بقين من رمضان سنة أربع وستين وثلاثمائة وألف. مولانا شريف حسين الدهلوي السيد الشريف العفيف شريف حسين بن شيخنا نذير حسين الحسيني الدهلوي المحدث، ولد بمدينة دهلي سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف واشتغل بالعلم من صباه، وقرأ على أبيه ولازمه مدة عمره وتأهل للفتوى والتدريس فترك والده له الإفتاء، وكان يدرس الفقه والحديث بحضرة والده. مات لست خلون من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثمائة وألف ببلدة دهلي وكان والده حياً. مولانا شكر الله الصبرحدي الشيخ الفاضل شكر الله الصبرحدي الأعظمكدهي أحد العلماء المشهورين، ولد في سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف بصبرحد، قرية من أعمال أعظمكده على ثمانية أميال من محمد آباد، وقرأ العلم على المفتي يوسف بن أصغر الأنصاري اللكهنوي في المدرسة الإمامية الحنفية ببلدة جونبور، وعلى غيره من العلماء، وصرف عمره في الدرس والإفادة، له العجالة في إزالة الإزالة في الرد على إزالة الشكوك للمولوي فخر الدين الحسيني الإله آبادي. مات سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف مولانا شمس الحق الديانوي الشيخ العالم الكبير المحدث شمس الحق بن أمير علي بن مقصود علي بن غلام حيدر بن هداية الله بن محمد زاهد بن نور محمد بن علاء الدين البكري الديانوي العظيم آبادي، أحد العلماء العاملين، وعباد الله الصالحين. ولد لثلاث بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ببلدة عظيم آباد، وقرأ المختصرات على المولوي عبد الحكيم الشيخبوري ومولانا لطف العلي البهاري، ثم سافر إلى لكهنؤ سنة اثنتين وتسعين، وقرأ بعض الكتب الدرسية على شيخنا فضل الله بن نعمة الله اللكهنوي ولازمه سنة كاملة، ثم سافر إلى مراد آباد وقرأ على العلامة بشير الدين العثماني القنوجي، ولازمه إلى سنة خمس وتسعين، ثم سافر إلى دهلي وأسند الحديث عن الشيخ المسند نذير حسين الدهلوي، ورجع إلى بلدته ولبث بها إلى سنة اثنتين وثلاثمائة وألف، ثم سافر إلى دهلي، وقرأ على الشيخ المذكور القرآن الكريم، والجلالين، والمؤطأ، وسنن الدارمي، وسنن الدارقطني والصحاح الست، ولازمه ثلاث سنين، وأدرك هناك شيخنا العلامة حسين ابن محسن السبعي الأنصاري، وأسند عنه. ثم رجع إلى بلدته، وعكف على التدريس والتصنيف، والتذكير، وبذل جهده في نصرة السنة، والطريقة السلفية، ونشر كتب الحديث، وجمع كتبها التي كانت عزيزة الوجود في السنة المطهرة، وأنفق مالاً في طبع بعض الكتب، وله منة عظيمة على أهل العلم بذلك. وكان حليماً متواضعاً، كريماً عفيفاً، صاحب صلاح وطريقة ظاهرة، محباً لأهل العلم، سافر إلى الحجاز سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف، فحج وزار وأدرك المشايخ، فاستفاد منهم وأفاد، وكان يحبني لله سبحانه وكنت أحبه، وكانت بيني وبينه من المراسلة ما لم تنقطع إلى يوم وفاته. ومن مصنفاته: غاية المقصود شرح سنن أبي داؤد ولم يتم، ولو تم لكان في مجلدات كثيرة، ومنها عون المعبود، شرح سنن أبي داؤد في أربعة مجلدات كبار، والمجلد الأول منها قد طبع باسم أخيه محمد أشرف، وهو ملخص من غاية المقصود، ومن مصنفاته التعليق المغني عن سنن الدارقطني في مجلدين، وإعلام أهل العصر بأحكام ركعتي الفجر، كلها بالعربية، والأقوال الصحيحة في الأحكام النسكية والقول المحقق في تحقيق إخصاء البهائم والعقود الجمان في جواز الكتابة للنسوان وهذه الثلاثة بالفارسية، والكلام المبين في الجهر بالتأمين الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1243 والتحقيقات العلى بإثبات فرضية الجمعة في القرى ورسالة في الرد على الضرائح المتخذة من الخشب والثياب، وهذه الثلاثة بالأردو، وأما الكتب التي لم تتم في حياته، فمنها النور اللامع في أخبار صلاة الجمعة عن النبي الشافع، وتحفة المتهجدين الأبرار في أخبار صلاة الوتر وقيام رمضان عن النبي المختار، وتذكرة النبلاء في تراجم العلماء، وتفريح المتذكرين في ذكر كتب المتأخرين وتنقيح المسائل، وهو مجموعة الفتاوي له. توفي في التاسع عشر من ربيع الأول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف. ديوان شمس الدين الجيبوري الشيخ الصالح الفقيه شمس الدين بن محمد الحنفي الجيبوري، أحد رجال الدولة، ولد ونشأ ببلدة جيبور، واتجر مدة طويلة، وتقرب إلى وزير الدولة أمير بلدة طوك فاتخذه وزيراً له ومتولياً على ديوان الخراج في ملكه. وكان سريع الإدراك، قوي الحفظ، شديد الانهماك في مطالعة الكتب والمذاكرة، حريصاً على جمع الكتب النفيسه، كثير الاستحضار للمسائل الجزئية، رأيته في كبر سنه ولقيته فوجدته منهمكاً في المطالعة وبيده المصنف لابن أبي شيبة، وإني سمعت الشيخ محمود حسن الطوكي يقول: إنه ما قرأ على أحد من الأساتذة غير المختصرات، انتهى. مات في العشر الأول من القرن الرابع عشر الهجري. جودهري شوكة علي السنديلوي الشيخ الصالح الفقيه شوكة علي بن مسند علي بن منصب علي الحنفي السنديلوي أحد العلماء المشهورين. ولد يوم الخميس لتسع خلون من المحرم سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف بسنديله من بلاه أوده، ولما طعن في الثالثة من سنه حدثت له بثرة في خاصرته، فتشنجت بها الأعصاب فهزلت قدماه من ذلك، فصار مقعداً لا يقدر أن يمشي، ولكنه كانت تلوح عليه مخائل الرشد والسعادة، فحفظ القرآن، وقرأ المختصرات على السيد فقيه الله السنديلوي، والمولوي أسرار قل البخاري، ثم لازم العلامة تراب علي اللكهنوي، استقدمه جده لتعليمه إلى سنديله فقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وفاق أقرانه في الفقه والأصول والمنطق والحكمة والعربية، رأيته ببلدتنا راي بريلي حين قدومه لزيارة المشاهد وكنت صغير السن، أنزله خادمه عن السرير وأخذه في حجره، فدخل في مقبرة السيد علم الله النقشبندي. وكانت له خزانة الكتب النفيسة، ومدرسة عالية بسنديله، أسسها بنفقته وأوقف عليها عروضاً وعقاراً. ومن مصنفاته حاشية على شرح الجامي، والاستقصاء في الاستفتاء، وعلم اليقين في مسائل الأربعين، وثمرات الأنظار فيما مضى من الآثار، وغاية الإدراك في مسائل السواك، وأنوار الهدى في تحقيق الصلاة الوسطى، وكشف المستور عن وجه السحور، وله غير ذلك من الرسائل. مات في الثامن عشر من ربيع الأول سنة عشرين وثلاثمائة وألف في سنديله، وله من العمر ست وثمانون، ولم يعقب. مولانا شير علي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل الكبير شير علي بن رحم علي بن أنوار علي الحسيني الحيدر آبادي أحد العلماء المشهورين. ولد بقرية تركيا واس من أعمال ريوازي من أرض بنجاب، وتوفي والده في صغر سنه، فتربى في مهد خاله نجف علي ببلدة بلندشهر، وتعلم الخط ومبادىء الفارسية وحفظ خمسة عشر جزءاً من القرآن، ثم أقبل يبحث له عن وظيفة يقوت بها نفسه وأسرته، وسافر إلى جي بور وقدم طلباً للوظيفة، وبينما كان ينتظر النتيجة إذ جاءه رجل وطلب منه أن ينتسخ له دعاء منظوماً باللغة العربية، فقام له بذلك، ولما طلب منه أن يفسره له عجز عن ذلك واعتذر، وحرك ذلك همته وشحذ عزمه على التحصيل، فسافر من غده إلى الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1244 أجمير، ومنها إلى أحمدآباد فسورت، ومكث في راندير سنتين وقرأ على الشيخ محمد عيسى، ثم جاء إلى دهلي وقرأ على المفتي عبد الله الطوكي شيئاً من المنطق، ثم جاء إلى لكهنؤ، وأقام بها شهرين، وحضر دروس الشيخ عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري، ثم ذهب إلى جونبور ولازم العلامة هداية الله بن رفيع الله الرامبوري، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية معقولاً ومنقولاً، وجد في البحث والاشتغال، ودرس بحضرة شيخه مدة طويلة، ثم ولي التدريس بقرية كلاؤبي - بضم الكاف الفارسية - قرية جامعة من أعمال بلند شهر، ودرس بها عامين، ثم ولي التدريس بمدرسة دار العلوم بكانبور وأقام بها نحو سنتين، ثم ذهب إلى وانمبازي من بلاد مدراس وولي التدريس فأقام بها سنتين، ثم ذهب إلى حيدر آباد الدكن، وجعله نواب وقار الأمراء وزير الدولة الآصفية معلماً لولده سلطان الملك، فسكن بحيدر آباد وتزوج بها، وبعد خمس عشرة سنة من قدومه بحيدر آباد استقدمه العلامة شبلي بن حبيب الله النعماني إلى لكهنؤ، وولي نظارة دار العلوم ورئاسة التدريس فيها فدرس بها عامين، ثم رجع إلى حيدر آباد وولي التدريس بدار العلوم، ثم لما تأسست الجامعة العثمانية انتقل إليها وولي رئاسة القسم الديني فيها، ومكث بها مدة يدرس ويفيد إلى أن أحيل إلى المعاش. وهو من كبار الفضلاء، له مشاركة جيدة في الفنون الرياضية، واليد الطولى في التدريس وإلقاء المطالب العلمية على أذهان المحصلين. مات لسبع بقين من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف. نواب شاهجهان بيكم ملكة بهوبال نواب شاهجهان بيكم بنت نواب سكندر بيكم بنت نواب قدسية بيكم الملكة الفاضلة الباذلة. ولدت بحصن إسلام نكر على ثلاثة فراسخ من بهوبال سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، وجلست مجلس أبيها نواب جهانكير محمد خان بالاستحقاق من غير شقاق وهي ابنة تسع سنين في الخامس عشر من محرم سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، وأتت إليها خلعة فاخرة من جهة ملكة بريطانيا والهند، وربت في حجر أمها وحصلت الفنون، وتعلمت الخط والكتابة واللغة الفارسية والإنشاء والشعر، واستفادت أدب الرئاسة والسياسة حتى برعت في ذلك الأقران، وامتازت بينهم في القدرة على ترجمة القرآن، وتحرير الرسائل الدينية، وتقرير المسائل الدولية، وكان يضرب بها المثل في الذكاء والحفظ والكرم والجود، ولما بلغت من العمر اثنتين وعشرين سنة فوضت عنان الرئاسة إلى أمها، واكتفت لنفسها بولاية العهد. ولما توفيت والدتها سنة خمس وثمانين ومائتين وألف جلست على مسند الرئاسة، ولما مات زوجها نواب باقي محمد خان تزوجت بالسيد العلامة صديق حسن بن أولاد حسن الحسيني البخاري القنوجي سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، ثم إنها سافرت إلى بمبىء سنة تسع وثمانين، وهناك حصل لها الخطاب العالي من الدرجة الأولى والنيشان السلطاني، وسافرت بعد ذلك سنة اثنتين وتسعين إلى كلكته، ولاقت بها برنس آف ويلز أكبر أولاد ملكة بريطانيا وولي عهدها، وسافرت إلى دهلي سنة أربع وتسعين وحصل لها النيشان القيصري العظيم الشأن المكتوب عليه العز من الله وأعطاها حاكم الهند العام سيفاً فرنجياً مع نطاق مطلي وصندوق محلى، ثم جاء لها خطاب آخر ترجمته تاج الهند وفي سنة ست وتسعين ورد مثالان عظيمان على اسمها مع نشان من الدرجة العليا التي يقال لها شفقة من جهة السلطان عبد الحميد خان الغازي ملك الدولة العثمانية. وكانت صاحبة الفضل والكرم، وربة النعم، عمرت الديار، وأحيت المدارس العلمية، وبنت المساجد العظيمة، وقررت الوظائف الفخيمة، وحفرت الآبار، وغرست الحدائق والأشجار، وأحدثت العمائر الكبار، وأسبلت ذيول المنح والعطايا على أهل الفضل من أهل الهند، وأهل الحرمين الشريفين واليمن، والعراق، والشام وغيرها من البلاد، وأعطت الطلبة ألوفاً من المصاحف والكتب الدينية، وأوقفت أرزاقاً كثيرة على الفقراء والمحاويج، ولم تزل تمنح العفاة والواردين بمملكتها من الحجاج والغزاة والمسافرين والطلبة والمساكين، من الأقمشة والأموال والبيوت والرواتب الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1245 الشهرية، وأنفقت مالاً عظيماً على طبع المصحف والتفسير والحديث واللغة وغيرها من العلوم والفنون، وأسست المدرسة الجهانكيرية على اسم أبيها بدار ملكه. ولها كتب مشهورة، منها ديوان الشعر، وتهذيب النسوان. ماتت لليلتين بقيتا من صفر سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف بدار ملكها بهوبال. السيدة شمس النساء السهسوانية السيدة الفاضلة شمس النساء بنت الفاضل الكبير السيد أمير حسن المحدث السهسواني إحدى الصالحات القانتات، ولدت بسهسوان، وقرأت القرآن بالتجويد، ثم تعلمت الخط والكتابة، وقرأت النحو والصرف والتفسير ومشكاة المصابيح ثم الصحاح الستة على أبيها وحازت الفضيلة. وكانت سريعة الإدراك، قوية الحفظ، صالحة دينة، تحفظ المتون والأسانيد، وكانت تذكر في النساء، وتهديهن إلى معالم الرشد والخيرات، توفيت بالصرع سنة ثمان وثلاثمائة وألف. حرف الصاد مولانا صادق اليقين الكرسوي الشيخ العالم الصالح صادق اليقين بن سراج اليقين الحنفي الكرسوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث. ولد ونشأ بكرسي - بضم الكاف - قرية جامعة من أعمال لكهنؤ حفظ القرآن وقرأ المختصرات في بلاده، ثم سافر إلى ديو بند، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا محمود حسن الديوبندي وعلى غيره من العلماء، ثم دخل كنكوه وأخذ الحديث عن الشيخ رشيد أحمد الحنفي الكنكوهي، وقرأ عليه أياماً ثم أخذ عنه الطريقة، وحصلت له الإجازة منه وسافر إلى الحجاز للحج والزيارة مع والده سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف فحج وابتلى بالزحير بمكة المباركة ومات بها في ثالث محرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف فدفن بالمعلاة، وكان على قدم السلف الصالحين في الزهد والعفاف، والصدق والإخلاص، وعلو الهمة في المجاهدة والعبادات، شديد الحب لشيخه، عظيم الأدب معه. مولانا صابر الدين الجكوالي الشيخ الفاضل صابر الدين بن برهان الدين الحنفي الجكوالي الجهلمي أحد العلماء الصالحين، ولد في سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، وحفظ القرآن وقرأ الكتب الدرسية على والده وعلى القاضي غلام محمد الجكوالي وعلى غيرهما من العلماء في بلاده، ثم سافر إلى كنكوه وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث رشيد أحمد الحنفي الكنكوهي، ثم رجع إلى بلاده وعكف على الدرس والإفادة. وكان عالماً كبيراً، صالحاً متعبداً، كثير الخيرات، كريم العشرة، حسن الأخلاق. توفي لسبع خلون من رجب سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا صدر الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل صدر الدين بن رشيد الدين بن المفتي خليل الدين بن القاضي نجم الدين علي الكاكوروي أحد الأفاضل المشهورين. ولد سنة ثلاث وستين ومائتين وألف بكاكوري، وقرأ العلم على الشيخ تقي علي بن تراب علي القلندر ولازمه مدة، وأخذ الهيئة والهندسة عن جده المفتي خليل الدين. وكان صالحاً متين الديانة، ملازماً للأوراد، له إنشاءات بليغة، مات في شهر رجب سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف بكاكوري. نواب صديق حسن خان القنوجي أمير بهوبال علامة الزمان، وترجمان الحديث والقرآن، محيي العلوم العربية، وبدر الأقطار الهندية، السيد الشريف الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1246 صديق حسن بن أولاد حسن بن أولاد علي الحسيني البخاري القنوجي، صاحب المصنفات الشهيرة والمؤلفات الكثيرة. ولد يوم الأحد لإحدى عشرة بقين من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف ببلدة بانس بريلي موطن جده لأمه المفتي محمد عوض العثماني البريلوي، ثم جاء مع أمه الكريمة من بريلي إلى قنوج موطن آبائه الكرام، فلما طعن في السنة السادسة من عمره توفي أبوه، فصار في حجر والدته يتيماً فقيراً، وقرأ بعض أجزاء القرآن ومبادي الفارسية في الكتاب، وقرأ مختصرات الصرف والنحو والبلاغة والمنطق على أخيه أحمد حسن بن أولاد حسن، وأقام شهوراً في فرخ آباد وفي كانفور، وقرأ على أساتذتهما في النحو والمنطق والفقه والحديث قراءة غير منتظمة، ولقي العلماء والشيوخ ولقي بعض خلفاء السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد ودعاته وهم يعطفون عليه لأن والده من أصحاب السيد الشهيد. وسافر سنة تسع وستين ومائتين وألف إلى دهلي، فاعتنى به المفتي صدر الدين خان صدر الصدور وأستاذ الأساتذة في دهلي وأنزله في بيت السري الفاضل نواب مصطفى خان، وكان بيته ملتقى العلماء والشعراء والفضلاء والوجهاء من كل صنف وطبقة، فاستفاد بصحبتهم كثيراً في العلوم والآداب وحسن المحاضرة، وقرأ على المفتي صدر الدين قراءة منتظمة وقرأ الكتب الآلية درساً درساً، فقرأ مختصر المعاني، وشرح الوقاية، وهداية الفقه، والتوضيح والتلويح، وسلم العلوم وشروحه، والميبذي والصدرا، والشمس البازغة، ومير زاهد وحواشيه، وشرح المواقف، وأربعة أجزاء من الجامع الصحيح للبخاري قراءة، والباقي سماعاً، وسورة البقرة من تفسير البيضاوي، وتحرير الأقليدس، والعقائد النسفية، وديوان المتنبي، ومقامات الحريري، وغير ذلك من الكتب المقررة في العلوم المتداولة، وقرأ فاتحة الفراغ وهو في الحادية والعشرين من عمره، وأجازه المفتي صدر الدين إجازة خاصة، وكتب له شهادة بالتحصيل ثم سافر للاسترزاق وأنزله سائق التقدير ببلدة بهوبال المحروسة، فولاه الوزير جمال الدين الصديقي الدهلوي تعليم أسباطه، فقرأ في تلك الفرصة القليلة نبذة صالحة من كتب الحديث، كصحيح مسلم، وجامع الترمذي، وسنن ابن ماجة، وسنن النسائي والدراري المضيئة شرح الدرة البهية للشوكاني، كلها على القاضي زين العابدين بن محسن الأنصاري اليماني نزيل بهوبال وقاضيها، وحصلت له الإجازة عن صنوه الكبير شيخنا حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني، والشيخ المعمر عبد الحق بن فضل الله العثماني النيوتيني. وكان في بهوبال والحالة هذه إذ أخرجه الوزير المذكور من تلك البلدة ونفاه فسار إلى بلدة طوك وألقى عصا التسيار عند السيد زين العابدين، ابن السيد أحمد علي الشهيد النصير آبادي ابن أخت الشهيد السعيد السيد أحمد المجاهد الغازي، فشفع له عند وزير الدولة، أمير تلك الناحية، فرتب له ثمانين ربية في كل شهر، فما لبث بها إلا قليلاً حتى ألقى الله في روع الوزير المذكور رأفة ورحمة له، ورأى مصلحة في طلبه، فقدم بهوبال سنة ست وسبعين ومائتين وألف، وولي على تحرير الوقائع، وزوجه الوزير بابنته التي أولادها كانوا يتعلمون منه. وسافر سنة خمس وثمانين ومائتين وألف للحج، ودخل لثلاث بقين من رمضان في هذه السنة في الحديدة، ودخل في الثالث عشر من ذي القعدة في مكة وقضى مناسك الحج، وبقي مدة إقامته في الحديدة ومكة عاكفاً على انتساخ الكتب النادرة في الحديث واشتغل بذلك في منى، ونقل بقلمه بعض الكتب المبسوطة، واقتنى عدداً من كتب الحديث، وقرأ كتب السنة على محدثي اليمن، وأخذ منهم الإجازة في الحديث، وحصلت له الإجازة عن الشيخ يعقوب بن محمد أفضل العمري المهاجر سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، ورجع إلى بهوبال وولي نظارة المعارف فيها سنة ست وثمانين ومائتين وألف، ثم ولي النظارة بديوان الإنشاء في أوائل شعبان من سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، وخلع عليه ومنح لقب خان. وكان يتردد بحكم منصبه إلى نواب شاهجهان بيكم ملكة بهوبال ويمثل بين يديها، فألقى الله في قلبها الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1247 محبته فقربته إلى نفسها، وكانت أيماً، مات زوجها النواب باقي محمد خان قبل سنوات وقد اقترحت عليها الحكومة الإنجليزية بالزواج ليكون زوجها بجوارها ليساعدها في شؤون الحكومة والإدارة، فتزوجت به لما علمت من شرف نسبه وغزارة علمه واستقامة سيرته سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، وجعلته معتمد المهام سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، ومنحته أقطاعاً من الأرض الخراجية تغل له خمسين ألف ربية في كل سنة، وخلعت عليه ولقبته الدولة البريطانية الحاكمة بالهند لعشر خلون من شعبان سنة تسع وثمانين ومائتين وألف نواب والا جاه أمير الملك سيد محمد صديق حسن خان بهادر ومنحته حق التعظيم في أرض الهند بطولها وعرضها باطلاق المدافع سبع عشرة طلقة، وخلعت عليه بالخلع الفاخرة، ومنحه السلطان عبد الحميد خان في سنة خمس وتسعين ومائتين وألف الوسام المجيدي من الدرجة الثانية. وكان في أحسن حال ورخاء بال، مشتغلاً بالعلم والمطالعة مكباً على التأليف والتصنيف جامعاً بين الرئاستين العلمية والعملية، إذ حدث ما أزعج باله وشغل خاطره فقد وشيت له سعايات، ودبرت عليه مؤامرات، واحتقد عليه وكيل الحكومة الإنجليزية لدى الإمارات الهندية، فاتهمه بأنه حرض في بعض مؤلفاته على الجهاد، وأنه مشمر عن ساق الجد والاجتهاد في نشر المذهب الوهابي في الهند، وهو مذهب اتهم أصحابه بالخروج على الحكومة الإنجليزية، وعرفوا بنزعتهم إلى الجهاد، واعترض عليه بأنه ألزم شاهجهان بيكم ملكة بهوبال الحجاب الشرعي ليستبد بأمور الحكومة ويطلق يده فيها، وغير ذلك من التهم، فانتزعت منه ألقاب الإمارة والشرف التي منحته إياها الحكومة الإنجليزية، وألغي الأمر باطلاق المدافع تعظيماً وكان ذلك في الرابع عشر من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة وألف، ثم منع في العام القابل من التدخل إلى إدارة الحكومة ونظمها، وتنكرت له الوجوه، وشمت به الأعداء وهو صابر محتسب، وزوجته أميرة البلاد ثابتة على الإخلاص والوداد، والوفاء والاتحاد، تبذل جهدها في نفي هذه التهم، وإزالة هذه المحنة، وكان في ذلك إذ اعتراه مرض الاستسقاء ونفذ فيه قضاء الله، وردت إليه الحكومة لقب الإمارة نوبا في سلخ ذي الحجة سنة سبع وثلاثمائة وألف وقد فارق الدنيا ولقي الرفيق الأعلى. اشتد به المرض وأعياه العلاج واعتراه الذهول والإغماء، وكانت أنامله تتحرك كأنه مشغول بالكتابة، ولما كان سلخ جمادى الآخرة في سنة سبع وثلاثمائة وألف أفاق قليلاً، فسأل صاحبه الشيخ ذا الفقار أحمد المالوي عن كتابة مقالات الإحسان وهو تأليفه الأخير الذي ترجم فيه فتوح الغيب لسيدنا عبد القادر الجيلي هل صدر من المطبعة؟ فقال: إنه على وشك الصدور، ولعله يصل في يوم وليلة، فحمد الله على ذلك وقال: إنه آخر يوم من الشهر، وهو آخر كتاب من مؤلفاتنا، فلما كان نصف الليل فاضت على لسانه كلمة أحب لقاء الله قالها مرة أو مرتين، وطلب الماء واحتضر وفاضت نفسه، وكان ذلك في ليلة التاسع والعشرين من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثمائة وألف، وله من العمر تسع وخمسون سنة وثلاثة أشهر وستة أيام، وشيعت جنازته في جمع حاشد، وصلى عليه ثلاث مرات، وقد صدر الأمر من الحكومة الانجليزية أن يشيع ويدفن بتشريف لائق بالأمراء وأعيان الدولة كما كان لو بقيت له الألقاب الملوكية والمراسيم الأميرية، ولكنه كان قد أوصى بأن يدفن على طريقة السنة، فنفذت وصيته. وكان مع اشتغاله بمهمات الدولة كثير الاشتغال بمطالعة الكتب وكتابة الصحف وجمع ما لا تنحصر بحد وعد. وله مصنفات كثيرة ومؤلفات شهيرة في التفسير والحديث والفقه والأصول والتاريخ والأدب قلما يتفق مثلها لأحد من العلماء، وكان سريع الكتابة حلو الخط، يكتب كراستين في مجلس واحد بخط خفي في ورق عال، ولكنه لا تخلو تأليفاته عن أشياء، إما تلخيص أو تجريد، أو نقل من لسان إلى لسان آخر، وكان كثير النقل عن القاضي الشوكاني وابن القيم وشيخه ابن تيمية الحراني وأمثالهم، شديد التمسك بمختاراتهم، وكان له سوء ظن بأئمة الفقه والتصوف جداً، لا سيما أبي حنيفة، والعجب أنه كان يصلي على طريقة الأحناف فلا يرفع الأيدي في المواضع غير تكبير الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1248 التحريمة ولا يجهر بآمين بعد الفاتحة ولا يضع يده على صدره وإن كان ليوتر بواحدة ويصلي ثمان ركعات في التراويح. وكان غاية في صفاء الذهن وسرعة الخاطر، وعذوبة التقرير وحسن التحرير، وشرف الطبع وكرم الأخلاف، وبهاء المنظر وكمال المخبر، وله من الحياء والتواضع ما لا يساويه فيه أحد، ولا يصدق بذلك إلا من تاخمه وجالسه، فإنه كان لا يعد نفسه إلا كأحد الناس، وهذه خصيصة اختصه الله بها سبحانه، ومزية شرفه بالتحلي بها، فإن التواضع مع مزيد الشرف أحب من الشرف مع التكبر، ثم له من حسن الأخلاق أوفر حظ وأجل، قل أن يجد الإنسان مثل حسن خلقه عند أصغر المتعلقين بخدمته. ومن أعظم ما منحه الله سبحانه أن ألقى في قلبه محبة العلماء الربانيين، والميل إلى معالي الأمور، ولذلك كان يتطلع إلى أخبارهم ويتبرك بآثارهم، وكان له ميل عظيم ومحبة زائدة بشيخنا الإمام فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، كان يذكره بالخير ويقول: إنه أحد العلماء الربانيين، ليس له نظير في اتباع السنة السنية والزهد والاستغناء عن الناس، ولذلك استقدمه إلى بهوبال ليبايعه، فأبى شيخنا الدخول وأرسل إليه عمامته ودعا له بالبركة وحسن الخاتمة، وأوصاه أن يواظب على الاستغفار، فأخذ السبحة ولازم الاستغفار، حتى أنه كان يشتغل به آناء الليل والنهار، وإني سمعت ولده أخانا في الله السيد نور الحسن عفا الله عنه كان يقول: إني لما رأيت السبحة بيده أول مرة عجبت وسألته عن ذلك فأجابني أنه ألزم نفسه الاستغفار منذ أوصاه الشيخ، وتلك كرامة جليلة صدرت عن أنفاس شيخنا الزكية، فإن أنوار الاستغفار لاحت عليه وازدات حيناً بعد حين حتى قلعت مكارهه في آخر عمره وغلبت عليه الحالات السنية ثم وثم، حتى أنه وفق بالتوبة عما كان عليه من سوء الظن بأئمة الفقه والتصوف، وكتب ذلك في آخر مقالات الإحسان ومقامات العرفان وهو ترجمة فتوح الغيب للشيخ الإمام عبد القادر الجيلي رضي الله عنه وهو آخر مصنفاته، ثم بعثه إلى دار الطباعة فطبع، ووصل إليه في ليلة توفي إلى رحمة الله سبحانه في تلك الليلة، أخبرني بذلك صاحبه السيد ذو الفقار أحمد الحسيني المالوي. وكان محافظاً على الصلوات في الجماعة، يصليها في أوائل أوقاتها، محافظاً على أداء الزكاة في كل حول، وقد تبلغ زكاة أمواله إلى ألوف كثيرة، مكثراً من الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، محافظاً على الأدعية المأثورة عند أوقاتها، متورعاً في الأموال، قد تخلى عما لا يحل له أخذه أو ما يشك فيه، دائم البشر، حلو المنطق، مقلاً من الكلام، غير جاف ولا عبوس، كثير الحلم قليل الغضب، عفيف اللسان لا يقترح لنفسه شيئاً، مشغول الفكر بالمطالعة والتأليف، حتى قد كان في بعض الأحيان لا يميز بين أنواع الطعام المختلفة، منصفاً يعرف لأقرانه ولكثير ممن يخالفه فضلهم، يقول ولده السيد علي حسن خان: إنه لا بلغه نعي العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي وقد جرت بينهما مباحثات ومناظرات علمية، وألف كل واحد منهما في الرد على صاحبه كتباً ورسائل وضع يده على جبهته وأطرق رأسه برهة ثم رفع رأسه وعيناه تدمعان وهو يدعو للشيخ ويسترحم، وقال: اليوم غربت شمس العلم، وقال: إن اختلافنا كان مقصوراً على تحقيق بعض المسائل، ثم أعلن الصلاة على الغائب، وكان كثر التعظيم لأهل العلم شديد الاعتناء بجمع الكتب النادرة، ونشر علوم السنة وكتب السلف، أنفق عليها الأموال الطائلة، فأمر بطبع تفسير ابن كثير مع فتح البيان وفتح الباري للعلامة ابن حجر العسقلاني، وقد اشترى نسخته من الحديدة وكانت بخط ابن علان وطبعه بمطبعة بولاق في مصر، وكلف طبعه خمسين ألف ربية، وأهداه إلى أهل العلم والمشتغلين بالحديث في الهند وخارجها، وقد انتسخ سنن الدارمي عند قفوله من الحج والبحر هائج والسفينة مضطربة. كان يقوم قبل الفجر فإذا صلى اشتغل بتلاوة القرآن والدعاء والذكر وقراءة جزء من الحصن الحصين للجزري، حتى إذا ارتفعت الشمس اشتغل بسماع أخبار الإمارة وطلبات رجال الإدارة ساعة، ثم يقبل إلى التأليف ومطالعة الكتب من غير أن يضيع دقيقة حتى ينتصف النهار ويدخل الظهر، فيتغدى ويقيل ساعة ثم يصلي الظهر، ويشتغل إلى المغرب بالأمور الإدارية، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1249 وقد يركب للنزهة قبل المغرب فيتفرج قليلاً، ثم يصلي المغرب ويسمع الأخبار المهمة التي حملتها البرقيات والملتقطات من بعض مقالات الجرائد والصحف، ثم يدرس في كتاب من كتب القرآن والسنة، ويحضره بعض أبنائه وخاصة طلبة العلم، ويحضر بعض الشعراء والأدباء فيتذاكر معهم في الشعر والأدب، ويتساجل في اللطائف الشعرية والنكت الأدبية، ثم يصلي العشاء وينصرف إلى النوم والراحة. كان معتدل القامة مليح اللون، مائلاً إلى الصباحة يغلب فيه البياض، ممتلىء الوجنات، أقنى الأنف، واسع الجبين، أسيل الوجه، جميل المحيا، عريض ما بين المنكبين، له لحية قصيرة. أما مؤلفاته فقد بلغ عددها إلى اثنين وعشرين ومائتين، فإذا ضمت إليها الرسائل الصغيرة بلغت إلى ثلاثمائة، وقد جاءت أسماؤها في كتب كثيرة من تأليفه وتأليف غيره، وكان يفضل من مؤلفاته فتح البيان، وعون الباري، والسراج الوهاج، وحضرات التجلي، والتاج المكلل، ومسك الختام، ونيل المرام، وإكليل الكرامة، وحصول المأمول، وذخر المحتي، والروضة الندية، وظفر اللاضي، ونزل الأبرار، وإفادة الشيوخ، وبدور الأهلة، وتقصار حجج الكرامة، ودليل الطالب، ورياض المرتاض، وضوء الشمس، وخيرة الخير، ولسان العرفان، والدرر البهية، وانتقاد الحطة، ورسالة ذم علم الكلام، والأربعين في الأخبار المتواترة، والمعتقد المنتقد، وأجوبة بعض أسولة الأعلام، ورسالة الاحتواء، ورسالة الناسخ والمنسوخ، وإتحاف النبلاء. وقد ألف بعدها كتباً أهمها أبجد العلوم في ثلاثة مجلدات، وله غير ذلك من المؤلفات استقصى أسماءها ولده الأكبر السيد نور الحسن في مقدمة كتاب نيل المرام واستوعبها ابنه علي حسن في سيرة والده التي سماها بمآثر صديقي فليرجع إليه. صالحة بنت عناية رسول العباسية المرأة الفاضلة العفيفة صالحة بنت عناية رسول بن القاضي علي أكبر العباسي الجرياكوثي إحدى الصالحات القانتات، ولدت سنة أربع وثمانين ومائتين وألف بجرياكوث، ونشأت في مهد أبيها، وقرأت عليه الكتب الدرسية، ولازمت أباها ملازمة طويلة حتى برعت في العلوم كلها، عقلياً كان أو نقلياً، وفاقت أقرانها في تدبير المنزل والخياطة، وطبخ الأطعمة وغيرها، زوجها أبوها سنة تسع وثلاثمائة وألف، وماتت في حياة أبيها سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف. حرف الضاد المولوي ضياء الدين الدهلوي الشيخ الفاضل ضياء الدين بن محمد بخش بن غلام حسين الدهلوي أحد العلماء المشهورين، كان أصله من قرية بسي - بفتح الموحدة - من أعمال دهلي، وقرأ العلم على مولانا مملوك علي والمفتي صدر الدين والحكيم أحمد علي وعلى غيرهم من العلماء، ثم ولي التدريس في المدرسة الكلية بدهلي، فاشتغل به مدة من الدهر، ثم ناب الحكم في إحدى المتصرفيات من جهة الحكومة الانكليزية، ولقبته الدولة بشمس العلماء وبخان بهادر، وأحيل إلى المعاش بعد برهة من الدهر، له رسالة في الطبعيات بالأردو. مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف. السيد ضياء النبي الحسني الرائي بريلوي السيد الشريف العفيف ضياء النبي بن سعيد الدين بن غلام جيلاني بن محمد واضح بن محمد صابر بن آية الله بن الشيخ الكبير علم الله الحسني الحسيني الشيخ الأجل قطب الأقطاب النقشبندي البريلوي. بركة الدنيا وسر الوجود، ولب لباب العرفان، كان آية من آيات الله، ولد بمدينة رائي بريلي في زاوية جده السيد علم الله المذكور حوالي سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، ونشأ في تصون تام وعفاف وتأله، وقرأ شيئاً نزراً من العلوم في بلدته، ثم سافر إلى دهلي راجلاً في عشرين يوماً، وأدرك بها الشيخ أحمد سعيد وصنوه عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي، وأقام في زاوية الشيخ أحمد سعيد المذكور، وقرأ بعض الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1250 الكتب الدرسية على مولانا حبيب الله في سنتين، ثم استقدمه والده إلى بلدته فأجابه ورجع ولبث عنده زماناً، ثم سافر إلى لكهنؤ وأقام في مسجد دبير الدولة عند المفتي سعد الله المرادآبادي، وقرأ بعض الكتب الدرسية عليه وعلى غيره من العلماء، ثم رجع إلى الوطن وأخذ الطريقة عن السيد الشريف خواجه أحمد بن محمد ياسين النصيرآبادي، وصحبه مدة من الزمان بنصيرآباد، ثم رجع إلى بلدته وأقام بها مدة، ولما توفي السيد خواجه أحمد المذكور وشعر بحاجة إلى زيادة وتكميل لازم صاحبه الخواجه فيض الله الأورنك آبادي اللكهنوي، وأخذ عنه وصار مجازاً في الطريقة عنه، وسافر إلى الحجاز فحج وزار ورجع إلى الهند سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، وكانت جدتي فاطمة بنت عمه السيد محمد ظاهر بن غلام جيلاني البريلوي أيضاً في ذلك الركب. فلما رجع إلى بلدته كثرت الوفود عليه من العلماء والمشايخ فانتفعوا به وأخذوا عنه الطريقة، منهم الشيخ أبو الخير بن سخاوة علي العمري الجونبوري، والسيد محمد أمين بن محمد طه النصيرآبادي، والشيخ الفاضل محمد البردواني، والشيخ إبراهيم بن عبد العلي الآروي، والمولوي عبد القادر بن عبد الله الموي، وإني أيضاً صحبته برهة من الدهر وأخذت عنه الطريقة الأحسنية، وقرأت عليه في صباي بعض الرسائل، ولما من الله علي بالمثول بين أيدي أئمة الحديث وأخذت عنهم ورجعت إلى الوطن قرأ علي الحصن الحصين واستجازني، وتلك مفخرة عظيمة، لعل الله سبحانه يتجاوز عن خطيئاتي ويعفو ويسامحني بذلك السبب ولله الحمد، وكان يحبني حباً مفرطاً، وزوجني بابنته خير النساء سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف بعد ما توفيت زوجتي زينب بنت خالي السيد عبد العزيز بن سراج الدين الحسيني الواسطي سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف. كان عاكفاً على الذكر والعبادة وأداء الفرائض ونوافل الطاعات، منقطعاً إلى الله بقلبه وقالبه، منصرفاً عما سواه، لا يجد الراحة إلا في الصلاة، فإذا صلى الصبح انتظر الظهر وقس على ذلك، معلق القلب بالمسجد عظيم الخشوع في الصلاة، طويل القنوت فيها، قلما رأى الناس مثل صلاته خشوعاً وقنوتاً وسكينة وابتهالاً، وكانت في بدنه وقدمه رعشة شديدة، وكان قد علا سنه، فإذا مشى خيف عليه من السقوط، ولكنه إذا قام في الصلاة فكأنه سارية نصبت، لا يميل ولا يتحرك ولا يمل ولا يتعب، ربما سمع القرآن في ليلة واحدة وهو قائم لا تضطرب قدمه، لا هم له إلا الدين والاستعداد للآخرة، وقد بسط الله له في الرزق وورث عن أبيه قرى وأملاكاً، ولكن اكتفى من الدنيا ببلغة عيش يتبلغ بها، ومال يسير يقتني به كتاباً جديداً من كتب الدين، أو يؤاسي به ذا حق أو صاحب حاجة، وكانت له اليد العليا دائماً، يضيف أصحابه الذين بايعوه ويكرمهم، ولا يطوف على أصحابه ومبايعيه مثل كثير من الشيوخ بل يأتونه ويقيمون عنده في غالب الأحوال، وكان شديد الاتباع للسنة، شديد الكراهة للبدع ومحدثات الأمور، قوي الإفاضة على المستفيدين والمسترشدين، قوي النسبة، يشعر الذين يجالسونه ويستفيدون منه بحلاوة في الصلاة والدعاء وحب لله ورسوله، وتتغير أحوالهم، يوالي من والى الله، ويهجر من هجر الله ورسوله، ولا يداهن في دين الله أحداً، ولا يرعى في ذلك حقاً وحرمة، من رآه أو عاشره عرف أن لله خلقاً خلقهم للآخرة وصدق قوله تعالى: "إنا أخلصنهم بخالصة ذكرى الدار". توفي لخمس عشرة خلون من ذي القعدة سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن في مقبرة آبائه في الجهة الشمالية الغربية من المسجد. حرف الطاء القاضي طلا محمد البيشاوري الشيخ العالم الكبير القاضي طلا محمد بن القاضي محمد حسن بن محمد أكبر ابن خان العلوم الأفغاني البيشاوري أحد العلماء المشهورين في بلاد الهند، لم يكن مثله في زمانه في معرفة الفنون الأدبية، وكان جده قاضي القضاة بأفغانستان، وكذلك صنوه عبد الكريم وابن أخيه عبد القادر، وكان طلا محمد متولياً بديوان الإنشاء في كلكته، وولده محمد أسلم كان والياً من الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1251 تلقاء الإنكليز في بعض المتصرفيات. وبالجملة فإنه كان من بيت العلم والمشيخة، تأدب على ذويه وتفقه، ثم أخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث المشهور، ولازم الشيخ الصالح عبد الله بن محمد أعظم الغزنوي واستفاد منه، له نشاء الطرب في أشواق العرب مجموع لطيف، وله قصائد غراء في نصر السنة ومدح أهلها، منها قوله: راحت سليمى فقلبي اليوم في قلق ومهجتي من لهيب الوجد في حرق علياء في نسب غيداء في طرب لمياء في شنب كحلاء في الحدق إذا بدت في أناس قال قائلهم سبحان من خلق الإنسان من علق فبارك الله في حسن إذا طرحت على المناكب فوديها ذوي الحلق كأنها الصبح في نور وفودتها سرادق الليل قد سيطت على الفلق البيت أرقني والوجد أحرقني والقلب في دهق والعين في أرق كأنني تحت أقدامي لفي جمر لا أستطيع على حال من القلق وله من أخرى: قاسي بمحمل سلمى وارتقى شجني وأسقم الهجر في أشواقها بدني أضنى الهوى بنيتي في العشق يا أسفا لولا علي من الأثواب لم ترني فما بجفني لم تنظر إلى أحد وما لقلبي لم يرغب إلى سكني قد زاد همي وعيل الصبر أجمعه إذ طافني طيفها وافتر عن وسني فلا أنيس إليه منتهى جذلي ولا صديق إليه مشتكى حزني وله من أخرى: قفا برياض الشعب خير المنازل بدمع غزير في الصبابات سائل لبك ربوعاً شتت البين أهلها وأقفرها بالقطر تسكاب وابل منازل حسن لا محا الله رسمها وعمرها عوداً بتلك القبائل ألما على آثار ليلى وربعها ودار حموها بالرماح الذوابل فداء لها نفسي وقلبي ومهجتي وخالص أموالي وسربي ونائلي أيا سمرات الحي من أرض حاجز سقتكن وسمى الحيا بالهواطل عهدت بكن الحي في خير منزل فيا طيبه أكرم به من منازل وله من أخرى في مدح شيخه نذير حسين: أئمة أيد الله الكريم بهم دين النبي نبي الجن والبشر لولاهم ما عرفنا الدين من سفه وما أصبنا الهدى صفواً بلا كدر فرحمة الله والرضوان يتبعها عليهم ما بكى ورق على سمر قوم هم أيدوا الإسلام واتبعوا وحي السماء عن الجبار فادكر فازوا من الله بالغفران وارتفعوا في الخلد واتكأوا فيه على السرر هم في رياض التقى كالغيث في هطل هم في سماء العلا كالأنجم الزهر ففي مودتهم نافس وطب وانل وقر عيناً بلا حقد ولا وغر إن رمت فوزاً فخذ وارو حديث نبي عن معدن الرشد لا تترك ولا تذر الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1252 فمعدن الرشد في هذا الزمان أرى هو الهمام إمام العصر ذا القدر محدث العصر داماء العلوم ومهدي الخ لائق في بدو وفي حضر أعنى نذير حسين السيد السند الع لامة المرتضى من سادة الغرر وكيف لا وهو من أولاد سيدنا الم بعوث شافع يوم البؤس والضرر عون لغيث وشيخي في الحديث به تغيبت منكرات البدع في العصر ومستقيم على درس الكتاب كت اب الله جل عن الأوهام والفكر وبعده بأحاديث النبي بها له الهيام هيام الواله الضجر وله من هذه القصيدة: يا رب يا سيدي يا منتهى أملي ما لي سواك لكشف الضر والضرر يا ربنا ارحم على فقري ومسكنتي هب لي ذنوبي وباعدني عن السقر يا رب أكرم علي عبد سهى وأسى في الذنب منغمس في الإثم منغمر فكم سهى في مشيب العمر واجبه وكم أسى في شباب غير معتكر أنت الغني فلا يخشى احتياجك في شيء وأنت الغني عني وعن وزري لا تنكرن بنا الدنيا بعونك يا منجي الغريق عن الداماء ذي الخطر يا خالق الخلق ما لي من ألوذ به بغير فضلك عند الحادث الغير يا سيدي يا إله العرش يا أملي ويا غياثي ويا كهفي ومدخري سبحان ربك رب العز عز وجل عما يقول أولو الأهواء والنكر وله من أخرى: يا خالقي عبدك الخاطي الحزين لقد أتاك منكسراً فاجبر لمنكسر مستغفراً من ذنوب لا عداد لها بعفوك الجسم يا رحمن لا تذر فلا تدعني مليك العرش مطرحاً بين النوائب والأسدام والغير حسبي لدى الموبقات الصم أنت فلا نرجو سواك لنيل السؤل والوطر عليك يا ذا العطايا جرى معتمدي في كل خطب أتى بالضير والضرر فاغفر وأكرم عبيداً ما له عمل من الصوالح يا رحمن في العمر لكنه تائب مما جناه فقد أتاك مستغفراً يخشى من السقر فإن رحمت على من جاء مفتقراً فأنت أهل به يا رب فاغتفر وإن تعذب فإني أهل ذاك وذا عدل قويم بلا لوم ولا نكر ثم الصلاة على خير الخليقة من كفاه معجزة أن شق في القمر وآله الطيبين الطهر قاطبة وصحبه المكرمين السادة الغرر ما هبت الريح واهتز النبات بها وما تغنت حمام الأيك في السحر توفي إلى رحمة الله سبحانه سنة عشر وثلاثمائة وألف بمكة المباركة فدفن بالصلاة. السيد طلحة بن محمد الطوكي الحسني السيد الصالح طلحة بن محمد بن نور الهدى بن الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1253 محمد علي بن عبد السبحان الشريف الحسني البريلوي ثم الطوكي أحد العلماء المبرزين في الحديث والرجال والعربية، ولد بطوك سنة ثمان وثلاثمائة وألف ونشأ بها، وسافر للعلم إلى لكهنؤ سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف حين سافرت إلى طوك، فرافقني في ذلك السفر عند رجوعي إلى مدينة لكهنؤ، وقرأ العربية على مولانا محمد فاروق الجرياكوثي وعلى غيره من العلماء بدار العلوم التابعة لندوة العلماء ولبث بها أياماً، ثم رجع إلى طوك وقرأ الكتب الدرسية على مولانا حيدر حسن ومولانا سيف الرحمن في المدرسة الناصرية، ثم سافر إلى لاهور ونال درجة الفضيلة في المدرسة الكلية بها، ثم دخل دهلي وتطبب على الحكيم غلام رضا خان الشريفي، وأقام ببلدة طوك وبمبىء زماناً طويلاً، كان يدرس ويتطبب، ثم دخل بلدتنا رائي بريلي وتزوج بأختي شمس النساء بنت والدي المرحوم فخر الدين بن عبد العلي، رحمهما الله تعالى. وهو من عشيرتي وبني أعمامي، رزقه الله سبحانه الذكاء المفرط والذهن الثاقب والحفظ السريع والعمل الصالح، حفظ القرآن بعد فراغه من التحصيل في أربعة أشهر وقد دخل في سلك المعلمين في الكلية الشرقية التابعة لجامعة بنجاب في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف، واستقام على ذلك خمساً وعشرين سنة، مشتغلاً بالإفادة والاستزادة في العلم والاستكثار من الدراسة والمطالعة، ودخل في اختبارات كثيرة في الإنجليزية، ونال شهادة ماجستير فيها، حتى اعتزل الوظيفة بطلبه سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف، وله نهامة بالعلم وطلب للمزيد الجديد، وحرص على الإتقان والتثبت، لا يجد كتاباً جديداً إلا ويعكف عليه مطالعة، ولا يجد صاحب اختصاص في فن إلا ويغترف من علمه، له مشاركة في أكثر الفنون النقلية والعقلية والأدبية والرياضية، واسع الاطلاع في التاريخ والتراجم، مستحضر للسنين والحوادث، وله شغف بالنجوم والمواقيت يعرف سيرها وبروجها، ويحفظ الكثير من أسمائها ومواقعها، كثير المحفوظ في الشعر العربي والفارسي والأردي، لطيف العشرة كثير الانبساط، طارحاً للتكلف، انتقل سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف إلى باكستان وأقام في كراجي وسافر في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وألف إلى مصر والشام وقسطنطينية وزار مكتباتها، وألف كتاباً في الحضارة في عهد النبي وفي عهد الصحابة، استوعب فيه من العادات والأدوات ومرافق الحياة وأشكال المدنية، وما بلغت إليه العلوم والآداب في عصرهم، وجمع من ذلك الشيء الكثير الذي قلما يوجد مثله في كتاب آخر، وله كتاب وسيط ألفه في بهوبال في بداية حاله في سيرة سيدتنا أم سلمة زوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، وله مقالات علمية في إعجاز القرآن وبلاغته وهو ممن يعمل بنصوص الكتاب والسنة، ولا يرى التقليد واجباً إلا أنه يتبع المذهب الحنفي في أكثر شؤونه وعباداته. توفي لسبع بقين من رجب سنة تسعين وثلاثمائة وألف. حرف الظاء القاضي ظفر الدين اللاهوري الشيخ الفاضل ظفر الدين بن إمام الدين الحنفي اللاهوري أحد الأدباء المشهورين، ولد يوم الجمعة سنة خمس وسبعين ومائتين وألف بقرية كوث قاضي، واشتغل بالعربية أياماً، وقرأ الحديث على المفتي علاء الدين محمد تلميذ السيد نذير حسين الدهلوي، وقرأ الكتب الدرسية على أبي أحمد مراد على تلميذ العلامة فضل حق الخيرآبادي وعلى المولوي عبد الله تلميذ المفتي سعد الله المراد آبادي وعلى المولوي محمد الدين تلميذ المفتي لطف الله الكوئلي، ثم تأدب على الشيخ فيض الحسن السهارنبوري، وقرأ عليه الكتب الطبية وبعض المعقول والحديث، وأخذ الفقه والأصول عن الشيخ غلام قادر البهيروي، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية بلاهور فدرس وأفاد بها مدة حياته. ومن مصنفاته الباكورة الشهية في شرح الألفية، ونيل المرام في أصول الأحكام، ونيل الأرب من مصادر العرب، وسلك الجواهر، والعلق النفيس، وسبيل النجاة، وله غير ذلك من الرسائل. وهو أصدر مجلة شهرية في العربية من بلدة لاهور سماها نسيم الصبا وله شعر حسن بالعربي. توفي لست بقين من رمضان سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1254 السيد ظفر مهدي الجرولي الشيخ الفاضل ظفر مهدي بن حسن ذكي الحسيني الموسوي الجرولي أحد علماء الشيعة، ولد بخمس عشرة خلون من رجب سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف بقرية جرول من أعمال بهرائج، وسافر للعلم إلى مدينة لكهنؤ فقرأ في المدرسة السلطانية على المفتي محمد علي وعلى ولي محمد حسين الجائسي، وتفقه على السيد محمد بن دلدار على المجتهد اللكهنوي، وبرع أقرانه في كثير من العلوم. وله التآليف بالهندية والفارسية، منها حديقة السادات بالهندية، وروض الصادقين، وتهذيب الخصائل، ونخبة الأخبار. مات لسبع عشرة خلون من صفر سنة عشرين وثلاثمائة وألف، أخبرني بها محمد بن يوسف السورتي. مولانا ظهور الإسلام الفتحبوري الشيخ الصالح ظهور الإسلام بن حسن علي الحسيني الكاظمي النيسابوري الفتحبوري أحد عباد الله الصالحين. ولد بدلمئو من أعمال رائي بريلي، ونشأ في خؤولته، واشتغل بالعلم وسافر إلى البلاد حتى دخل عليكره وقرأ الكتب الدرسية على المفتي لطف الله الكوئلي، ثم جاء إلى لكهنؤ وقرأ الحديث وبعض الكتب على العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي، وأسند الحديث عن القارىء عبد الرحمن ابن محمد الأنصاري الباني بتي، وعن شيخنا وبركتنا الإمام فضل الرحمن البكري المراد آبادي وبايعه وأخذ عنه الطريقة، ثم أسس مدرسة عربية ببلدة فتحبور ودرس وأفاد مدة. وكان صاحب علم ظاهر وباطن، كثير التواضع والانكسار، كثر البر والإحسان، شديد الإيثار عميم النفع، ذا خلق حسن، لا يتميز عن الناس بشيء ولا يتصدر في المجلس، وكان يقوم الليل، ويلازم النوافل، ويواظب على الجماعة وحضور المسجد، وسافر إلى الحجاز مرتين فحج وزار غير مرة. انتفع خلق كثير بمجالسه وصحبته، وقد غرس الإيمان وحب الإسلام في نفوس عدد من عظماء الهنادك، وبعض الأسر الشريفة منهم، فرفضت الأوثان وآمنت بالتوحيد، وحافظت على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن، وكان من الأعضاء العاملين في ندوة العلماء، ومن الذين يرون الجمع بين التعليم الديني والتعليم العصري. توفي إلى رحمة الله سبحانه ليلة الجمعة لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة فتحبور. مولانا ظهور الحسن الرامبوري الشيخ الفاضل ظهور الحسن بن نياز الله الحنفي الرامبوري أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على مولانا إرشاد حسين وعلى غيره من العلماء، ودرس زماناً في المدرسة العالية برامبور، ثم سافر إلى راندير بقرب سورت فأقام هناك مدة، ثم تصدر بالمدرسة الحنفية في جونبور ودرس بها، ثم رجع إلى رامبور وولي التدريس في المدرسة الإنكليزية، وكان يعتقد علم الغيب في النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ويجوز الأذان على القبر ونحو ذلك من المسائل البدعية، وكان يعتقد في مولوي أحمد رضا خان البريلوي خيراً كثيراً. مات في الثاني عشر من جمادى الثانية سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف. مولانا ظهور أحسن النيموي الشيخ العالم الفقيه ظهير أحسن بن سبحان علي الحنفي النيموي العظيم آبادي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، ولد ونشأ بقرية نيمي - بكسر النون وسكون التحتية - قرية من أعمال عظيم آباد، اشتغل بالعلم من صغره وسافر إلى لكهنؤ وقرأ على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، وبايع الشيخ الإمام فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، واشتغل بقرض الشعر مدة طويلة، ثم وفقه الله سبحانه لخدمة الحديث الشريف، وكان قد رأى ذات ليلة في المنام أنه يحمل فوق رأسه جنازة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1255 النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فعبر هذا الرؤيا بأن يكون حاملاً لعلمه، فشمر عن ساق الجد واشتغل بالحديث، وصنف آثار السنن وهو كتاب نادر غريب، ثم علق عليه تعليقاً حسناً سماه التعليق الحسن على آثار السنن ثم علق على هذا التعليق تعليقاً سماه بتعليق التعليق وكل ذلك من أول أبواب الطهارة إلى آخر أبواب الصلاة، أوله: نحمدك يا من جعل صدورنا مشكاة لمصابيح الأنوار، ونور قلوبنا بنور معرفة معاني الآثار، إلخ، قال في خطبة الكتاب، إن هذه نبذة من الأحاديث والآثار، وجملة من الروايات والأخبار انتخبتها من الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد، وعزوتها إلى من أخرجها، وأعرضت عن الإطالة بذكر الأسانيد، وبينت أحوال الروايات التي ليست في الصحيحين بالطريق الحسن، انتهى. وللشيخ ظهير أحسن مصنفات غير ذلك الكتاب منها أوشحة الجيد في تحقيق الاجتهاد والتقليد والحبل المتين وكان عالي الكعب، واسع الاطلاع دقيق النظر في الحديث والرجال ونقد الحديث ومعرفة علله وطبقاته، تلقى كتابه آثار السنن بالقبول، وعنى به علماء هذا الشأن. توفي نحو سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. حرف العين مولانا عابد حسين الفتحبوري الشيخ العالم الصالح عابد حسين بن محمد حسين الحنفي اللكهنوي ثم الفتحبوري من ذرية القاضي حبيب الله العثماني الكهوسوي، جد الشيخ غلام نقشبند بن عطاء الله اللكهنوي، الأستاذ المشهور، كان من العلماء المتورعين. ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، وانتقل مع والده إلى فتحبور، قرية جامعة من أعمال باره بنكي من بلاد أوده، واشتغل بالعلم على مولانا نذير علي اللكهنوي، فقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم تصدى للدرس والإفادة في حياة شيخه وصار من أكابر العلماء، لقيته في محمد بور من أعمال باره بنكي فوجدته شيخاً منوراً وقوراً متواضعاً، حسن الشكل حسن الأخلاق، حلو المنطق. مات يوم الوقوف من ذي الحجة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن بفناء مسجده بفتح بور بجوار شيخه الشيخ نذير علي. أبو الفضل عباس بن أحمد الشرواني الشيخ الفاضل عباس بن أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم الشيعي الشرواني ثم المالوي، كان من العلماء المبرزين في التاريخ والإنشاء والشعر، أصله من همدان، انتقل جده منها إلى شروان وسكن بها، ثم ورد الهند وانتفع بآصف الدولة أمير ناحية الأوده، ثم ذهب إلى اليمن وتزوج بها، وولد له منها أحمد، وانتقل أحمد إلى أرض الهند وتزوج ببلدة لكهنؤ، فولد بها عباس بن أحمد لثمان بقين من شوال سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف، ونشأ في مهد والده وأخذ عنه وساح البلاد، ثم سكن بمدينة بهوبال من بلاد مالوه، رأيته بها وجالسته وهو ما بين الكهولة والشيخوخة فوجدته بارعاً في التاريخ والإنشاء مداعباً مليح القول، كثير الإعجاب بنفسه. وله مصنفات في التاريخ منها فيروز نامه في تاريخ الدولة العثمانية، وجارجمن في تاريخ الدكن، وقلائد الجواهر في أحوال البواهر. لم يعثر على سنة وفاته، ومن المرجح أنه مات في العقد الأول من القرن الرابع عشر الهجري ببهوبال، ودفن بها. المفتي عباس بن علي اللكهنوي الشيخ الفاضل المفتي عباس بن علي بن جعفر بن أبي طالب بن نور الدين ابن نعمة الله الموسوي الحرائري التستري ثم اللكهنوي أحد كبار الأدباء. قدم جده جعفر بن أبي طالب إلى الهند وسكن بلكهنؤ، وولد بها عباس في آخر ربيع الأول سنة أربع وعشرين ومائتين وألف ونشأ بها، واشتغل على عبد القوي الحنفي تلميذ السيد محمد مخدوم الحسيني اللكهنوي وقرأ عليه الرسائل المختصرة بالفارسية، ثم اشتغل على مولانا عبد القدوس الحنفي اللكهنوي وقرأ عليه رسائل النحو والصرف وغيرهما، ثم تتلمذ على الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1256 مولانا قدرة علي الحنفي اللكهنوي وقرأ عليه كتب المنطق والحكمة والحساب والهيئة والهندسة وسائر الفنون المتعارفة، وقرأ الكتب الطبية على مرزا غوث علي تلميذ آقا صاحب، وعلى حكيم مرزا علي خان اللكهنوي وتطبب عليه، ثم لازم السيد حسين بن دلدار علي المجتهد اللكهنوي وقرأ عليه الفقه والحديث وبعض الكتب الدرسية، وصحبه مدة طويلة حتى صار صاحب سره، وجعله السيد حسين المذكور مجازاً عنه في رواية الأخبار المأثورة عن الأئمة الأخيار وكتب له الإجازة، فاشتغل بالدرس والإفادة، وولي التدريس في المدرسة السلطانية في عهد أمجد علي شاه، واستقام على تلك الخدمة ثلاث سنين، ثم ولي الإفتاء في ديوان الوزارة سنة إحدى وستين ومائتين وألف، ولم يزل على تلك الخدمة مدة طويلة، ولقب من قبل ملك أوده بتاج العلماء وافتخار الفضلاء، وكان واجد علي شاه آخر ملوك أوده يبالغ في إكرامه، وطلبه إلى كلكته حيث كان منفياً، فأقام بها مدة ثم رجع بعد وفاته إلى لكهنؤ وانصرف إلى الدرس والإفادة والتأليف، واستفاد منه خلق كثير في الأدب والإنشاء من الشيعة وأهل السنة. وكان بارعاً في الأدب والإنشاء وقرض الشعر باللغة الفارسية والعربية، حافل القريحة حاضر البديهة من المؤلفين المكثرين، يكاد يبلغ عدد مؤلفاته ما بين صغير وكبير إلى مائة وخمسين. له من المؤلفات مزدوجات كثيرة طويلة، أشهرها من وسلوي وديوان رطب العرب وقصائد كثيرة، ومعراج المؤمنين في مجلدين في الطهارة والصلاة، وبناء الإسلام في الصوم، والشريعة الغراء في الفقه ورياض الإنشاء وأجزاء في التفسير، وخلاصة جامع الأصول، وحواش على شروح السلم، وحواش على تحرير الأقليدس، والظل الممدود في الإنشاء العربي، وظل ممدود في الإنشاء الفارسي، وغير ذلك من المؤلفات. مات لأربع بقين من رجب سنة ست وثلاثمائة وألف في لكهنؤ، ودفن في حسينية العلامة السيد دلدار على المجتهد، كما في تذكرة بي بها. السيد عبد الأحد الكانبوري الشيخ الصالح عبد الأحد بن عبد الرحمن بن آل نبي بن محمد همام بن بركة الله بن عبيد الله بن مدينة الله بن أبي محمد بن فتح عالم بن القاضي السيد محمد ابن القاضي السيد محمود الحسني الحسيني النصير آبادي، من ذرية محمد بن عبد الله ابن حسن بن حسن السبط، عليه وعلى جده السلام، نسبه ونسبنا يجتمع في القاضي محمود المذكور، وكان من المشايخ الأعلام، أخذ العلم عن خاله الشيخ سارج الدهر بن أمين الدهر الصديقي الجائسي، وعن الشيخ بهادر علي الكواليري، ثم لازم الشيخ سلامة الله الصديقي البدايوني ببلدة كانبور، وسكن بها في بيت صهره السيد شجاعة علي الدلموي، وصحب شيخه سلامة الله مدة طويلة حتى صار صاحب سره وحامل علمه في الطريقة القادرية. وكان شيخاً كبراً صالحاً، مشكلاً حسناً منور الشبيه، حلو اللفظ والمحاضرة، ذا بشاشة للناس، مشتغلاً بالعبادة لا يراه أحد إلا في بيته أو في المسجد، وكان يحبني حباً مفرطاً، أخذت عنه بعض الأعمال. وكانت وفاته في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف، وقبره في جاجمئو من أعمال كانبور. القاضي عبد الأحد الخانبوري الشيخ العالم الصالح عبد الأحد بن القاضي محمد حسن الخانبوري، أحد العلماء البارعين في الفقه والحديث، ولد عشاء ليلة الاثنين لأربع عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة ثمان وستين ومائتين وألف، ونشأ في مهد العلم، وقرأ على أبيه، ثم أخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، وصحب الشيخ الكبير عبد الله الغزنوي واستفاد منه. الشيخ عبد الأول الجونبوري الشيخ الفاضل عبد الأول بن كرامة علي بن إمام بخش بن جار الله بن كل محمد بن محمد دائم الجونبوري، أحد الأدباء المشهورين. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1257 ولد سنة أربع وثمانين ومائتين وألف بجزيرة سنديب - بضم السين المهملة - من أرض البلاد الشرقية، ونشأ في حجر والده وحفظ القرآن، واشتغل بالعلم على تلامذة مولانا عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، وقرأ أوائل التلويح على التوضيح على الشيخ الكبير مولانا محمد نعيم بن عبد الحكيم النظامي اللكهنوي بمدينة لكهنؤ، وقرأ شرح العقائد، وشرح السلم لملا حسن، وشرح التهذيب لملا جلال، والرسالة القطبية، وحاشيتي بحر العلوم على السيد شير علي البلند شهري بمدينة جونبور، ثم سافر إلى الحجاز وأخذ عن الشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الكرانوي المهاجر، والشيخ عبد الله بن السيد حسين المرحوم، قرأ عليه كتب الحديث، ثم لازم الشيخ عبد الحق بن شاه محمد الإله آبادي المهاجر وقرأ عليه كتب التفسير والحديث والأوراد، وسمع منه وروى عنه، وله إجازات عن محدثي الحرمين، وكان في بلاد العرب أقل من سنتين، وحج مرتين: مرة عن نفسه، ومرة عن أمه. وهو واعظ فصيح اللسان، ظاهر البيان، حسن العبارة، حلو الإشارة مجود القراءة، حسن الخطين، سريع اليراع، أسمر اللون، مربوع القامة، كث اللحية، وله أشعار رائقة بالعربية، وقد جاوزت مؤلفاته مائة كتاب ورسالة. ومن مصنفاته الطريف للأديب الظريف، والمنطوق في معرفة الفروق، وعرائس الأفكار في مفاخرة الليل والنهار، والتليد للشاعر المجيد، والرديف لتالي الطريف، وأحسن الوسائل في حفظ الأوائل، والطريق السهل إلى حال أبي جهل، والمحاكمة بين فضيلة عائشة وفاطمة، والبسطى في بيان الصلاة الوسطى. ومن شعره قوله: لعمرك ما الدنيا بذات تودد لا تبغ فيها عيشة قم ومهد ألم تر أسلافاً مضوا لسبيلهم وما أخبروا عن حالهم مثل جلمد وبانوا عن الدنيا وعن دورهم نأوا وأنت تلاقيهم فاعرض عن الدد ولم أر مثل الموت للناس منهلاً ويأتي ولو كانوا بقصر مشيد ألا فاذكرن ضيق القبور ووحشة وراقب منوناً بالتقى والتزود ولا تفخرن بالجاه تلق الأسى به ألا فاعبدن وازهد لنفسك تسعد مات لاثنتي عشرة خلون من شوال سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف في كلكته ودفن بها، وأرخ لوفاته بعضهم بقوله: فله أجر عظيم. مولانا عبد الباري العظيم آبادي الشيخ الفاضل عبد الباري بن تلطف حسين بن روشن علي بن حسين علي ابن لطف علي بن حبيب الله بن علي أكبر بن كمال الدين البكري النكرنهسوي العظيم آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم العقلية. ولد في نكرنهسة قرية من أعمال عظيم آباد، ونشأ في مهد العلم وقرأ المختصرات في بلاده، ثم قدم لكهنو وقرأ الكتب الدرسية على العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي، وكان ذكياً فطناً، حاد الذهن جيد القريحة، سريع الحفظ، برع أقرانه في العلوم الحكمية، وتطبب على شيخنا عبد العلي بن إبراهيم اللكهنوي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، ثم رجع إلى بلاده وتصدر للمداواة ببلدة عظيم آباد، ورزق من حسن القبول ما لم يرزق أحد من الأطباء في بلاده غير الشيخ عبد الحميد بن أحمد الله الصادقبوري، لقيته غير مرة بعظيم آباد، فوجدته في أول رحلتي إلى تلك البلدة من المتنعمين، لا يهمه إلا الأكل والنوم، ثم وجدته في المرة الثانية والثالثة، كأنه انتبه من رقدة الغفلة وكان يدرس القرآن الكريم كل ليلة بعد صلاة المغرب، مائلاً إلى الصلاح، حتى مرض بالاستسقاء، ولما أشرف على الموت استدعى السيد محمد علي بن عبد العلي الكانبوري قدومه إلى عظيم آباد، وكان حينئذ ببلدة لكهنؤ، فذهب إليه وأدخله في الطريقة، فتاب على يده وأتاب، تاب الله عليه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1258 وكانت وفاته نحو سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف. السيد علي الباري السهسواني الشيخ العالم الكبير عبد الباري بن سراج أحمد بن آل أحمد الحسيني النقوي السهسواني أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية ولد بسهسوان سنة ست وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على مولانا أمير حسن السهسواني ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث. وكان مفرط الذكاء سريع الإدراك قوي الحفظ، جيد المشاركة في العلوم، له يد بيضاء في البحث والمناظرة، يحضر المجالس والمحافل، يتكلم ويناظر ويفحم الكبار من أحبار الهنود والنصارى. له تعليقات على الكتب الدرسية ومصنفات أخرى، منها إعلام الأحبار والأعلام أن الدين عند الله الإسلام كتاب مبسوط في الرد على النصارى، وله هداية المبتدعين، وترجمة القائد إلى العقائد، وله غير ذلك من الرسائل، مات بعد الحج والزيارة بمدينة بهوبال لتسع خلون من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثمائة وألف، كما في حياة العلماء. مولانا قيام الدين عبد الباري الفرنكلي محلي اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد الباري بن عبد الوهاب بن عبد الرزاق الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين. ولد في سنة خمس وتسعين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، واشتغل بالعلم على مولانا عبد الباقي بن علي محمد الأنصار اللكهنوي، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وبعضها على مولانا عين القضاة بن محمد وزير الحسيني الحيدرآبادي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف وأسند الحديث عن المشايخ الأجلاء، منهم السيد علي ظاهر الوتري المدني، والسيد أمين رضوان، والسيد أحمد البرزنجي، والسيد عبد الرحمن الكيلاني نقيب الأشراف وغيرهم، واشتغل بالتدريس بقوة وجد، ولما تأسست المدرسة النظامية في فرنكي محل بسعيه بدأ يدرس فيها وفي خارجها، وأكثر اشتغاله في الأخير بالحديث والقرآن، وكان له درس في المثنوي للعارف الرومي في بيته، وتخرج عليه عدد كبير من الفضلاء. وكانت له عناية بالمؤسسات العلمية، والمشاريع التعليمية، واتصال بالحياة العامة، وعطف على قضايا المسلمين، وانغماس زائد في الحركة السياسية، وكان من قادة حركة الخلافة المتحمسين، ومن كبار المؤيدين لقضية الخلافة العثمانية، يحرض على تأييدها بكل وسيلة، ويجمع الإعانات ويعقد الحفلات، ويقوم في سبيلها بالجولات والرحلات، ويهاجم الانجليز والحلفاء مهاجمة عنيفة سافرة، وحصل له القبول العظيم، وذاع صيته في الآفاق، وبايعه محمد علي وشوكت علي من زعماء حركة الخلافة، وأصبح منزله مركزاً كبيراً للندوات السياسية، ومضيفاً لكبار الزعماء والقادة، ومشاهير العلماء والعظماء من المسلمين وغير المسلمين، أسس جمعية سماها خدام الكعبة لحماية المقدسات الإسلامية، ولما نشبت الحرب العالمية الأولى وأفتى بعض العلماء بعدم إعانة الأتراك رفض الشيخ عبد الباري أن يفتي بذلك، وكان من كبار أنصار جمعية الخلافة، ومن الدعاة إلى التعاون السياسي بين المسلمين والهندوس واتحادهم لمحاربة العدو المشترك، وأيد حركة مقاطعة البضائع الأجنبية، وأسس جمعية العلماء سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، ولما دخل الملك عبد العزيز بن سعود في الحجاز وأزال القباب والأبنية عن البقيع والمعلاة وأيدته لجنة الخلافة وهاجمت الشريف حسين والي الحجاز اعتزل الشيخ لجنة الخلافة وخالفها، وأسس في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف جمعية سماها خدام الحرمين لمعارضة الحكومة السعودية وتصرفاتها، وعقد لذلك الحفلات العظيمة، وخطب فيها الخطب المثيرة. ودام على هذا النشاط السياسي والحركة الدائبة إحدى وعشرين سنة، لا يفتر ولا يهدأ، والناس بين إقبال إليه وإدبار، وإطراء وانتقاد، حتى أصيب بالفالج لليلتين خلتا من رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف وغشى عليه، وتوفي بعد يومين لأربع خلون من الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1259 رجب سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف. كان جسيماً وسيماً، مربوع القامة ضارباً إلى القصر، وردي اللون، قوي البنية، مفتول الأعضاء، مواظباً على الرياضة البدنية، سريع السير، كان سخياً جواداً مضيافاً، لا يخلو منزله من الضيوف، مبالغاً في الإكرام، وكان شجاعاً جريئاً، دموي المزاج، تعتريه الحدة في أكثر الأحيان ويغلب عليه الغضب، فيتجاوز حد الاعتدال، وكان وقوراً مهيباً، غيوراً فيما يتصل بالإسلام والمسلمين ويمس حرمة علماء الدين، وكان شديد المحافظة على الصلاة بالجماعة سفراً وحضراً، لا يسافر إلا مع اثنين من الرفاق، لئلا تفوته الجماعة حتى في القطار، وكان مواظباً على الأوراد والرواتب. له مصنفات عديدة، منها آثار الأول من علماء فرنكي محل، وحسرة المسترشد بوصال المرشد، والتعليق المختار على كتاب الآثار، وله رسالة في حلة الغناء، وتعليقات على السراجية في الفرائض ورسالة في الهيئة القديمة والجديدة، ومؤلفات في الفقه، منها التعليق المختار، ومجموع فتاوي، وفي أصول الفقه ملهم الملكوت شرح مسلم الثبوت، وفي الحديث الآثار المحمدية والآثار المتصلة، والمذهب المؤيد بما ذهب إليه أحمد، وله غير ذلك من الرسائل وحواش على الكتب الدرسية. مولانا عبد الباقي اللكهنوي الشيخ العالم الصالح عبد الباقي بن علي محمد بن محمد معين بن ملا محمد مبين الأنصاري اللكهنوي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الآلية والعالية. ولد في سنة ست وثمانين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، وقرأ النحو والصرف على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي مشاركاً لختنه محمد يوسف وقرأ بعض الكتب على مولانا حفيظ الله البندوي، وبعضها على مولانا عين القضاة ابن محمد وزير الحيدر آبادي، وقرأ شرح هداية الحكمة للميبذي على مولانا فضل الله ابن نعمة الله، وهداية الفقه على شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم النظامي، وكنت مشاركاً له في القراءة والسماع في شرح هداية الحكمة وهداية الفقه، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرزاق بن جمال الدين اللكهنوي. ودرس وأفاد مدة من الزمان ببلدته، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ الحديث عن المشايخ الأجلاء، ثم سكن بمدينة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عفة وقناعة وتوكل على الله سبحانه واشتغال بالتدريس ومطالعة الكتب. وله مصنفات عديدة، منها حسرة الفحول بوفاة نائب الرسول، والمنح المدنية في مختارات الصوفية، ورسالة في مبحث الغناء، ورسالة في تحقيق علم الغيب، وله غير ذلك من الرسائل. توفي إلى رحمة الله لأربع بقين من ربيع الثاني سنة أربع وستين وثلاثمائة وألف، ودفن في جنة البقيع. مولانا عبد الجبار العمر بوري الشيخ الفاضل عبد الجبار بن بدر الدين العمر بوري، أحد العلماء المبرزين في المعارف الأدبية. ولد في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بعمر بور قرية من أعمال مظفر نكر، وقرأ النحو والصرف والبلاغة، وبعض رسائل المنطق على المولوي غلام علي القصوري والمولوي عبد العلي الحنفي نزيل أمرتسر والمولوي إبراهيم الشيعي الباني بتي، وقرأ الفقه والأصول وبعضاً من الحديث الشريف على مولانا محمد مظهر النانوتوي والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، والعلوم الحكمية على المولوي حسن أحمد، والفنون الأدبية على العلامة فيض الحسن السهارنبوري، ثم لازم السيد نذير حسين الدهلوي المحدث وأخذ عنه الحديث، وولي التدريس في مقامات عديدة. وله رسائل في الخلاف والمذهب، بعضها في إنكار مجلس المولد، وبعضها في إبطال التقليد، وله ديوان الشعر العربي، ومن قصائده قوله في ندوة العلماء سنة 1318 هـ. لحا الله دنيا فتنتني بزهرة وقد أوقعتني في بلاء وحيرة بخضرتها أشواك يأس وحسرة بنضرتها أسقام روح ومهجة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1260 غدائرها حيات حزن ووحشة عقارب أدواء وزور ونكبة لقد لدغت من كان يهوى وصالها فلا زال في بؤس وكرب ونقمة فليس له راق وواق ونافع ولم يسترح من كربة وصعوبة زخارفها قد هيجت لوعة الهوى فاورت بنفسي والفؤاد بشعلة فحدثت قلبي هل لنفسي مسكن يروحني من حر سوء وشدة ولست بناج من حرور مشوش سوى أن يغيث الرب من غيث رحمة فقال فؤادي لا تكونن قانطاً بلى قد سمعنا آنفاً بمسرة نسيم الصبا جاءت بريا مفرح تهنئنا خيراً بفيضان ندوة مولانا عبد الجبار الغزنوي الشيخ العالم المحدث عبد الجبار بن عبد الله محمد أعظم الغزنوي ثم الأمرتسري، المتفق على ولايته وجلالته. ولد في سنة ثمان وستين ومائتين وألف بقرية صاحبزاده من أعمال غزني واشتغل بالعربية على أخويه: الشيخ محمد بن عبد الله وأحمد بن عبد الله، ثم تفقه على أبيه، وكان والده زاهداً يعد من الأبدال، له كشوف وكرامات ووقائع عجيبة، ثم دخل دهلي ولازم دروس السيد نذير حسين الدهلوي المحدث المشهور وأخذ عنه، واستكمل العلوم وهو دون العشرين، وأيد بكثرة المطالعة وسرعة الحفظ، وقوة الإدراك والفهم، فاشتغل بالحديث والقرآن ببلدة أمرتسر مع انقطاعه إلى الزهد والعبادة، والإشتغال بالله تعالى، والتجرد عن أسباب الدنيا، ودعاء الخلق إلى الحق سبحانه، وله أوراد وأذكار يداوم عليها بكيفية وجمعية، رأيته غير مرة في أمرتسر، فألفيته على قدم السلف الصالحين، من العلماء الربانيين، وكان لا يلتزم المذهب المعين إذا أفتى، بل بما يقوم عنده دليله، ولكنه كان لا يسيء الظن بالأئمة المجتهدين، ولا يذكرهم إلا بخير. مات في الجمعة الأخيرة من رمضان لخمس بقين من ذلك الشهر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف. المولوي عبد الجليل السنديلوي الشيخ الفاضل عبد الجليل بن نوازش علي بن بشارة علي السنديلوي أحد العلماء الماهرين بالصناعة. ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، وقرأ المختصرات على والده، وسائر الكتب الدرسية على جودهري شوكة علي والسيد محمد علي الدوكوهي والشيخ محمد كامل العظيم آبادي والحكيم عبد الحميد الصادقبوري، ثم قدم لكهنؤ وتطبب على الحكيم عبد العلي بن إبراهيم اللكهنوي وولي التدريس بمدرسة شوكة الإسلام في سنديله للجودهري شوكة علي المذكور، فدرس وأفاد بها زماناً. وله مصنفات منها البرق الخاطف في علوم النبض والمعارف، والهداية الكبرى لإنتقال الدوار من درجة إلى أخرى، والشهاب الثاقب على منكري رؤية الله الواجب. مات لأربع بقين من المحرم سنة أربع وستين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الحسيب السهسواني الشيخ العالم الصالح عبد الحسيب بن هداية علي الحسيني السهسواني أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بسهسوان، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا تاج الدين السهسواني، ثم سافر إلى مراد آباد، وأخذ عن المولوي أحمد حسن والمولوي قطب عالم وعن غيرهما من العلماء، ثم أخذ الحديث عن الشيخ عالم علي النكينوي المحدث، ثم رجع إلى بلدته، ودرس وأفاد مدة طويلة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1261 وكان صالحاً عفيفاً قانعاً شديد التعبد، مات سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، كما في حياة العلماء. مولانا عبد الحق الإله آبادي الشيخ العالم الكبير عبد الحق بن شاه محمد بن يار محمد البكري الحنفي الإله آبادي، المهاجر إلى مكة المباركة. ولد ونشأ بأرض الهند في قرية نيوان في ضواحي إله آباد واشتغل بالعلم من صغره، وقرأ على مولانا تراب علي اللكهنوي، وبايع مولانا عبد الله الكوركهبوري وسافر إلى دهلي وقرأ على الشيخ قطب الدين الحنفي الدهلوي المحدث وعلى غيره من العلماء، ثم هاجر إلى مكة المباركة سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف وأخذ عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي، وحصلت له الإجازة منه في الحديث والطريق وتصدر للتدريس، ومكث بمكة المكرمة خمسين سنة يدرس ويفيد، ويربي ويجيز واشتهر بشيخ الدلائل، أخذ عنه الشيخ أبو الخير عبد الله بن عمر الدهلوي والمولوي عبد الأول الجونبوري وخلق كثير من العلماء. وله نهاية الأمل في مسائل الحج البدل، وتعليقات على الدر المختار، والإكليل على مدارك التنزيل للنسفي في سبعة مجلدات كبار. كانت وفاته لتسع عشرة خلون من شوال سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، ودفن بالمعلاة عند الشيخ رحمة الله الكيرانوي. الحكيم عبد الحق الأمرتسري الشيخ الفاضل عبد الحق بن عبد العزيز الدينا نكري الأمرتسري، أحد العلماء المشهورين. ولد بخواص بور من أعمال أمرتسر سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، واشتغل على والده زماناً، ثم دخل أمرتسر وقرأ مدة في مدرسة تأييد الاسلام، ثم سافر إلى سهارنبور وقرأ على أساتذة مظاهر العلوم زماناً صالحاً، ثم سار إلى كانبور ولازم دروس الشيخ أحمد حسن الكانبوري، ثم ذهب إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، وقرأ الكتب الطبية على الحكيم أجمل خان وصنوه واصل خان، ثم تطبب على نور محمد الطبيب الدهلوي، ثم رجع إلى أمرتسر، واشتغل بالمداواة والتدريس، وأصدر صحيفة أسبوعية باسم أهل السنة والجماعة وأسس كلية طبية في أمرتسر. مات لأربع بقين من ذي القعدة سنة سبعين وثلاثمائة وألف في لاهور. مولانا عبد الحق الكانبوري الشيخ الفاضل عبد الحق بن غلام رسول النقشبندي الهتكامي ثم الكانبوري أحد العلماء المشهورين في بلاد الهند. ولد ونشأ بكانبور، واشتغل بالعلم من صغره، وقرأ على العلامة فضل حق بن فضل إمام العمري الخير آبادي بمدينة لكهنؤ، ثم وفق للحج والزيارة فأسند الحديث عن الشيخ أحمد النجدي المحدث، ولما عاد إلى بلاد الهند تصدر للتدريس ببلدته مدة مديدة. وكان منجمعاً عن الناس، فصيح العبارة قوي المباحثة، حسن الخط، غاية في الذكاء، مشكلاً حسناً، منور الشبيه، معجباً بصورته وعلمه وتقريره وتحريره وخطه ونسبه، حلو اللفظ والمحاورة، يفتتن به من رآه، ولذلك استقدمه نواب كلب علي خان الرامبوري، واستقبله بالترحيب والإكرام، فأقام برامبور مدة، ثم سافر إلى حيدر آباد فالتفت إليه نواب وقار الأمراء وزير الدولة الآصفية، وعقد له مجالس التذكير في قصره الشامخ فلك نما وبايعه وقرر له الجراية، وجعلها نافذة لأبنائه بعده. له ترجمة جذب القلوب إلى ديار المحبوب بالأردو، وفتاوي فقهية، توفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف بحيدر آباد. العلامة عبد الحق الخير آبادي الشيخ الفاضل العلامة عبد الحق بن فضل حق بن الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1262 فضل إمام العمري الخير آبادي، أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة، لم يكن مثله في زمانه، تخرج على والده ولازمه مدة طويلة، ثم قربه نواب كلب علي خان الرامبوري إلى نفسه، ولم يتركه يذهب إلى بلاد أخرى، ولما توفي الأمير المذكور قام مقامه ولده مشتاق علي خان، وكان معتوهاً فصر الحل والعقد بيد وزيره أعظم الدين خان، فخرج عبد الحق من رامبور وأقام ببلدته زماناً، ثم سافر إلى حيدر آباد وتقرب إلى بعض الأمراء، فنال المنصب وصار راتبه الشهري مائتين من النقود المروجة بحيدر آباد بدون شرط الخدمة، فرجع إلى بلدته وأقام بها إلى أن توفي مشتاق علي خان المذكور وقتل أعظم الدين خان واستقل بالملك حامد علي خان بن مشتاق علي خان، فاستقدمه حامد علي خان المذكور إلى رامبور، وخصه بالعناية، فأقام برامبور إلى أن توفي إلى الله سبحانه. وكان إماماً جوالاً في المنطق والحكمة، عارفاً بالنحو واللغة، ذا سكينة ووقار، ووفور ذكاء وحسن تعبير، وخبرة بمسالك الاستدلال، ولطف الطبع وحسن المحاضرة، وملاحة النادرة إلى حد لا يمكن الإحاطة بوصفه، ومجالسته هي نزهة الأذهان والعقول، بما لديه من الأخبار التي تشنف الأسماع، والأشعار المهذبة للطباع، والحكايات عن الأقطار البعيدة وأهلها وعجائبها، حتى كان من سحر بيانه يؤلف بين الماء والنار، ويجمع بين الضب والنون، وكان مداعباً مزاحاً ذا نفوذ عجيب على جلسائه، فلا يباحثه أحد في موضوع إلا شعر بالانقياد إلى برهانه، وإن كان البرهان في حد ذاته غير مقنع. وكان حسن الصورة جميل الوجه، كثير الإعجاب بنفسه، شديد التعصب على من خالفه، بسيط اللسان على غيره من العلماء، لم يزل يشنع عليهم بشقشقة اللسان ويقول: لم يكن في بلاد الهند علماء، بل كانوا معلمي الصبيان، لا يتجاوزون على الضمير والمرجع، وأنهم ما شموا روائح العلوم، وكان يستثنى من هؤلاء الشيخ نظام الدين محمد السهالوي والشيخ كمال الدين الفتحبوري وبحر العلوم عبد العلي محمد اللكهنوي ويقول: إنهم كانوا بحور العلم، وأذكياء العالم، وكانوا أمثال الدواني والسيد الشريف، ويقول: إن الشيخ عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي كان متبحراً في العلوم الدينية، عارفاً بالمنطق والحكمة، وإن أباه الشيخ ولي الله كان ناصبياً، ويقول: إن قطعة من أقطاع الهند نهض منها رجال العلم في كل قرن، وهي تبتدىء من دهلي وتنتهي إلى بهار، لا يتجاوز العلم عنها، ويقول: إني حين أتذكر الشيخ عبد الحكيم السيالكوثي، يتمثل لي في عالم الخيال رجل طويل القامة، بقميص عريض مع قصر في الطول وسعة في الكمين، ومئزر أسود، وعمامة كبيرة على الرأس ولحية مغبرة، فحين يتمثل لي هذا الشكل أقول: أين هذا من العلم؟ سمعت تلك الأقاويل وأمثالها من فمه بمدينة لكهنؤ. وله مؤلفات مقبولة عند العلماء، وفي عباراته قوة وفصاحة، وسلاسة تعشقها الأسماع وتلتذ بها القلوب ولكلامه وقع في الأذهان، فمن مصنفاته المشهورة تسهيل الكافية معرب من شرح الكافية للسيد الشريف، وشرح هداية الحكمة للأبهري، وحاشية على حاشية غلام يحيى علي مير زاهد رسالة، وحاشية على حاشية مير زاهد على شرح المواقف، وحاشية على شرح السلم لحمد الله، وحاشية على شرح السلم للقاضي، وشرح على مسلم الثبوت، وله غير ذلك من المصنفات. توفي سنة ثمان عشر وثلاثمائة وألف. القاضي عبد الحق الكابلي الشيخ العالم الكبير العلامة المفتي ثم القاضي عبد الحق بن محمد أعظم الحنفي الكابلي، نزيل بهوبال ودفينها. ولد ونشأ بمدينة كابل، وقرأ القرآن وتعلم الخط واشتغل بالعلم زماناً في بلدته، ثم سافر وقرأ المنطق والحكمة وغيرها على ملا سريج شارح حاشية السلم للقاضي، ثم دخل الهند ولقي الشيخ العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي بكلكته وقرأ عليه بضع دروس من الأفق المبين، ثم ترك الاشتغال عليه ودخل جونبور ولقي الشيخ هداية الله بن رفيع الله الرامبوري ولم يقرأ عليه شيئاً، ثم ذهب إلى رامبور وأدرك بها الشيخ عبد العلي الفاضل المشهور فقرأ عليه الأفق الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1263 المبين للسيد باقر داماد وكتاب الشفاء لابن سيناء، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وساح أكثر بلاد الشام والعراق، ثم رجع إلى الهند ودخل بهوبال وأخذ بعض الفنون الرياضية عن الشيخ فتح الله نائب المفتي بها، وقرأ الصحاح الستة على مولانا عبد القيوم بن عبد الحي البكري البزهانوي المفتي بها، وتزوج بابنة الشيخ فتح الله المذكور، وولي التدريس في المدرسة الشاهجهانية فدرس وأفاد مدة مديدة، ولما توفي شيخه وصهره فتح الله ولي نيابة المفتي مكانه، وولي الإفتاء سنة اثنتين وثلاثمائة وألف، وقلده بالقضاء سنة خمس وثلاثمائة، فاستقل به مدة حياته. وكان إماماً بارعاً في الفقه والأصول والكلام، عارفاً بدقائق المنطق والحكمة والهيئة والحساب، مشاركاً في الحديث، ملازماً لأنواع الخير والعلوم، كثير الدرس والإفادة، مليح البحث، صحيح الدين، قوي الفهم، كثير المطالعة لفنون العلم، حلو المذاكرة، طيباً بشوشاً، كريم الأخلاق، قرأت عليه أكثر الكتب الدرسية في المنطق والحكمة والهندسة والهيئة بمدينة بهوبال حين كان مفتياً بها. ومن مصنفاته: القول المسلم على شرح السلم للقاضي، والحاشية على حاشية القاضي على حاشية مير زاهد على شرح المواقف، والحاشية على التلويح شرح التوضيح في أصول الفقه، فالحاشية على خطبة القاموس، وله رسالة نفيسة في مبحث المثناة بالتكرير، ورسالة في الأصطرلاب، وله غير ذلك من الرسائل. توفي بالطاعون في بلدة بهوبال ودفن بها لثمان بقين من رمضان المبارك سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الحق الدهلوي صاحب تفسير حقاني الشيخ العالم الفقيه عبد الحق بن محمد مير الحنفي الدهلوي المفسر المشهور، أصله كان من كمتهله بفتح الكاف العجمي قرية من أعمال أنباله من أرض بنجاب. وله بها في السابع والعشرين من رجب سنة سبع وستين ومائتين وألف، واشتغل أياماً في بلاده، ثم سافر إلى كانبور وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا عبد الحق بن غلام رسول الحسيني الكانبوري، ومعظمها على مولانا لطف الله بن أسد الله الكوئلي، ثم سار إلى مراد آباد وقرأ بعض الكتب من الصحاح الستة على مولانا عالم علي النكينوي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، وولي التدريس بدهلي في المدرسة الفتحبورية فدرس وأفاد بها زماناً، وسكن بدهلي وتزوج بها وتدير، ثم ترك المدرسة واشتغل بالتصنيف وجد في استحصال الوظيفة من حيدر آباد وظفر بها بدون شرط الخدمة فصنف الكتب، وطار صيته في بلاد الهند. وكان قوي المباحثة شديد الرغبة، مليح البحث حلو المذاكرة، مداعباً مزاحاً بشوشاً طيب النفس، استقدمته أعضاء المدرسة العالية بكلكته في آخر عمره، ورتبوا له خمسمائة ربية شهرية، ولقبته الدولة الإنكليزية بشمس العلماء. ومن مصنفاته: التعليق النامي على الحسامي في أصول الفقه، وعقائد الإسلام بالأردو في أصول الدين، والبرهان في علوم القرآن بالأردو، وفتح المنان في تفسير القرآن في مجلدات كبار بالأردو وهو معروف بالتفسير الحقاني. مات في الثاني عشر من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الحكيم الصادقبوري الشيخ العالم المحدث عبد الكريم بن أحمد الله بن إلهي بخش بن هداية علي الهاشمي الصادقبوري العظيم آبادي، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بعظيم آباد، وقرأ العلم على صنوه الكبير عبد الحميد بن أحمد الله، ثم أخذ الحديث عن عمه الشيخ يحيى علي العظيم آبادي المحدث، وأخذ عنه الطريقة واشتغل بالذكر والفكر، والتذكير والتدريس، وله مهارة تامة في العلوم النافعة من الفقه والحديث والتفسير والطب، وقبول عظيم في بعض الأقطار، وكان شديد التعصب في المذهب شديد الحمية في الاسلام، لا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1264 يخاف في الله لومة لائم، ولا يعتني بالمصالح الدنيوية، حتى أنه كان لا يخاف على نفسه من عثرات اللسان وسقطات البيان، رأيته في عظيم آباد مراراً كثيرة. مات في الخامس عشر من محرم سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الحليم الويلوري الشيخ العالم الصالح عبد الحليم بن إسماعيل بن الحسين بن إمام الدين بن نور الدين الويلوري المدراسي أبو إسماعيل، ولد سنة سبع وخمسين ومائتين وألف ببلدة ويلور ونشأ بها، وقرأ في بلده على الشيخ عبد القادر البرياكيمي، وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي حين إقامته بحيدر آباد، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأخذ الحديث عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري المهاجر، والشيخ صالح بن عبد الله السناري، والسيد محمد علي بن ظاهر الوتري المدني، وشيخنا حسين بن محسن اليماني نزيل بهوبال ودفينها. وكان عالماً كبيراً، له رسوخ في العربية وقدرة على التحرير والإنشاء، وغوص في المسائل الكلامية. مات سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف. المولوي عبد الحليم شرر اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد الحليم بن تفضل حسين بن محمد بن نظام الدين بن معز الدين العباسي الكرسوي ثم اللكهنوي، المتلقب في الشعر بشرر، أحد العلماء المشهورين في الفنون الأدبية. ولد في شهر رجب سنة ست وسبعين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ وسافر إلى كلكته سنة خمس وثمانين، وقرأ المختصرات على والده، ثم لازم المرزا محمد علي الشيعي اللكهنوي وقرأ عليه الكتب الدرسية إلى شرح السلم لحمد الله، ثم رجع إلى لكهنؤ وقرأ سائر الكتب على العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم اللكهنوي، وأخذ الفنون الأدبية عن المفتي عباس بن علي الشيعي التستري، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي وصحبه سنتين، ثم رجع إلى لكهنؤ واشتغل مدة بالتحرير في أوده أخبار الجريدة الأسبوعية بلكهنؤ، ثم أنشأ صحيفة أسبوعية بنفقته وسماها المحشر، وصنف رواية غرامية فتلقيت بالقبول، واشتغل بالتصنيف وظهر تقدمه في الروايات، وصنف حتى اليوم زهاء تسع وعشرين، وأنشأ جريدة أخرى سماها المهذب، وأنشأ دلكداز مجلة شهرية تختص للمباحث الأدبية وهي مستمرة في الظهور، وسافر إلى حيدر آباد غير مرة، وبعثه نواب وقار الأمراء وزير الدولة الآصفية مع ولده ولي الدين إلى انكلترا سنة 1311 هـ، فأقام بها سنتين وتعلم اللغة الإنكليزية، وصنف بأمره تاريخ السند، فأعطاه خمسة آلاف من النقود صلة، وصنف بأمره تاريخ الأرض المقدسة، ومات الوزير فرجع إلى لكهنؤ سنة 1323 هـ، وبعد ثلاث سنين طلبه المولوي عزيز مرزا أحد أركان الدولة إلى حيدر آباد، فأقام بها سنة ثم رجع إلى لكهنؤ وأقام بها زماناً، ثم طلبه سنة 1336 هـ صاحب الدكن إلى حيدر آباد وأمره بتصنيف تاريخ الاسلام ووظفه بخمسمائة ربية شهرية، ورجع بأمره إلى لكهنؤ واشتغل بتاريخ الاسلام. له مصنفات كثيرة: كسيرة جنيد، وسيرة شبلي، وسيرة معين الدين الجشتي، وسيرة سكينة بنت الحسين عليه السلام، وسيرة حسن بن الصباح، وسيرة قرة العين، وسيرة الملكة زنوبيا، وسيرة قيس العامري وتذكرة المشاهير، وأما تاريخ السند فهو في مجلدين، وتاريخ الأرض المقدسة يشتمل على خمسة أجزاء: الأول في تاريخ الأمم السالفة قبل المسيح، والثاني: في المسيح والمسيحية، والثالث في تاريخ العرب قبل الاسلام، والرابع في تاريخ الهنود، والخامس في سيرة سيدنا محمد النبي الأمين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. مات سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف. المفتي عبد الحميد الشافعي السورتي الشيخ العالم الصالح عبد الحميد بن إبراهيم بن عبد الأحمد باعكظة الشافعي السورتي، أحد كبار الفقهاء. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1265 ولد ونشأ بمدينة سورت، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس في المدرسة المحمدية والخطابة في الجامع الكبير بمعمورة بمبىء. وكانت له يد بيضاء في الفرائض والحساب، درس وأفاد مدة طويلة، وأخذ عنه غير واحد من الأعلام. مات لعشرة ليال خلون من رمضان سنة ثمان وثلاثمائة وألف، فدفن بمقبرة سونابور من بلدة بمبىء، كما في حقيقت سورت. مولانا عبد الحميد الصادقبوري الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الحميد بن أحمد الله بن إلهي بخش بن هداية علي الهاشمي الصادقبوري العظيم آبادي، أحد العلماء المبرزين في المعارف الأدبية. ولد يوم الأربعاء لثمان خلون من شوال سنة خمس وأربعين ومائتين وألف ببلدة عظيم آباد وقرأ المختصرات على عمه الشيخ فياض علي، ثم سافر إلى لكهنؤ ولازم دروس المفتي واجد علي البنارسي، وأخذ عنه العلوم الحكمية، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم طالب علي اللكهنوي، وكان ببلدة لكهنؤ، إذ ثارت الفتنة العظيمة في بلاد الهند سنة ثلاث وسبعين، فنهبت أمواله وكتبه في تلك الفتنة فرجع إلى عظيم آباد، ورزقه الله سبحانه قبولاً عظيماً في العلاج، لقيته بعظيم آباد غير مرة، فألفيته بحراً زاخراً في العلوم الحكمية والمعارف الأدبية، منطقياً ذا محاضرة حسنة، ومناشدة طيبة، ما رأيت أحداً مثله في قوة الحفظ وجودة القريحة، وسعة الاطلاع على أسفار القدماء، وطول الباع في تمييز الصواب عن الخطأ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وكان ينظم القصيدة الفائقة في لحظة مختطفة بحيث لا يصدق بذلك إلا من له مزيد اختبار، فمنها قوله من القصيدة الطويلة نظمها بمشهد منى ومسمع ارتجالاً: فوا أسفاً ونحن بنو كرام توارث فيهم علم وجود ذوي الأعلام والأقلام طراً يزينهم المكارم والجنود وهم قد سخروا شرقاً وغرباً من الأقطار وافاهم وفود وقد كانوا ملاذ الناس طراً لكل مصيبة خصوا ونودوا وقد كانوا أولى طول وملك تطيعهم العساكر والجنود وتخضع عند رؤيتهم رقاب وترتعد الهزابر والفهود قصرنا نحن في وهن وهون يرق لنا المعاند والحسود وسعى في الأرض طغياناً وعدواً مع الأحزاب شيطان عنود يشيع البغض بين المؤمنين ففر الجمع وانهزم الجنود وكان الناس قبلاً في شقاق ونار الضغن يوقدها الوقود وشب ضرام نيران النفاق ونار البغي ليس لها خمود وفي أعناقهم أغلال غل ومن حقد بأرجلهم قيود وهم عن صالح الأعمال رغبوا وقد بعدوا كما بعدت ثمود توفي إلى رحمة الله سبحانه لخمس خلون من جمادى الثانية سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف، بعظيم آباد. مولانا عبد الحميد اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه عبد الحميد بن عبد الحليم بن عبد الحكيم بن عبد الرب ابن بحر العلوم عبد العلي محمد الأنصاري اللكهنوي، أحد العلماء المشهورين. ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، واشتغل أياماً على صنوه الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1266 عبد المجيد، ثم لازم عمه شيخنا محمد نعيم النظامي اللكهنوي، وتفقه عليه، ودرس مدة طويلة وصنف وذكر، حتى حصلت له الوجاهة العظيمة في عوام أهل البلدة، ولقبته الدولة الإنكليزية بشمس العلماء. ومن مصنفاته: الكلام القدسي في تفسير آية الكرسي، والحل الضروري حاشية القدوري، وله حاشية على المجلد الثالث من شرح الوقاية وهو تكملة عمدة الرعاية للعلامة عبد الحي اللكهنوي، وله ضمين الصرف، ورسائل عديدة بالأردو. مات في الخامس عشر من شوال سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الحميد الرامبوري الشيخ الفاضل عبد الحميد بن محمد غفران الحنفي الرامبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على صنوه محمد عمران، وعلى مولانا إرشاد حسين الحنفي الرامبوري، ثم تصدر للتدريس. مولانا عبد الحميد الفراهي المعروف بحميد الدين الفراهي الشيخ الفاضل عبد الحميد بن عبد الكريم بن قربان قنبر بن تاج علي، الأنصاري الفراهي الأعظمكدهي، المعروف بحميد الدين الفراهي، أحد العلماء المشهورين. ولد في جمادى الآخرة سنة ثمانين ومائتين وألف في قرية فريهه من قرى مديرية أعظم كده، واشتغل بالعلم أياماً على المولوي محمد مهدي والعلامة شبلي النعماني، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم وشيخنا فضل الله بن نعمة الله، ثم سار إلى لاهور وتأدب على مولانا فيض الحسن السهارنبوري، ثم تعلم الإنكليزية ونال الفضيلة في العلوم الغربية أيضاً وامتاز في الفلسفة الحديثة، ثم ولي التدريس بمدرسة الإسلام بكراتشي فدرس بها زماناً، ثم ولي بالمدرسة الكلية بعليكده ثم بإله آباد، ثم سافر إلى حيدر آباد وتصدر بدار العلوم وأقام بها مدة من الزمان، ثم اعتزل عنها ولازم بيته ببلدة أعظم كده عاكفاً على المطالعة والتأليف، وأسس في سراي مير قريباً من قريته مدرسة دينية سماها مدرسة الإصلاح من أكبر مقاصدها تحسين طريقة تعليم العربية والاختصاص في علوم القرآن، وانتخب رئيساً للجنة دار المصنفين الإدارية. وهو من كبار العلماء، له خبرة تامة بالعلوم الأدبية، وقدرة كاملة في الإنشاء والترسل، وتودد إلى معارفه وأصحابه مع جودة فهم، ووفور ذكاء، وزهد وعفة، وشهامة نفس وانجماع، لا سيما عن بني الدنيا وعدم اشتغال بما لا يعنيه، راسخ في العلوم العربية والبلاغة، متعمق فيها، متضلع من أشعار الجاهليين، وأساليب بيانهم، واسع الاطلاع على الصحف السابقة، حسن النظر في كتب اليهود والنصارى، عاكف على التدبر في القرآن، والغوص في معانيه وأساليبه، يعتقد أن القرآن مرتب البيان، منسق النظام، ويذهب إلى ربط الآيات بعضها ببعض، وقد بنى على ذلك تفسيره نظام الفرقان. وله ديوان الشعر الفارسي، ومنظومة في اللسان الدرى لأمثال سليمان، ومنظومة بالأردو في الإعراب سماها تحفة الإعراب، ورسالتان في النحو والصرف، ورسائل بالعربية في تفسير القرآن، منها الإمعان في أقسام القرآن، والرأي الصحيح فيمن هو الذبيح، وبعض أجزاء من تفسيره المسمى نظام الفرقان وتأويل القرآن بالقرآن منها تفسير سورة التحريم، والعصر، والذاريات، والشمس، والقيامة، والتين، والكافرون، واللهب، وجمهرة البلاغة، وديوان شعر عربي، ومنها ما لم يطبع إلى الآن. مات في التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف في مدينة متهرا، ودفن بها. مولانا عبد الحي السورتي الشيخ العالم الكبير عبد الحي بن أحمد الكفليتوي السورتي الكجراتي الخطيب بجامع رنكون، كان من الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1267 الأفاضل المشهورين، له مصنفات كثيرة، منها كتاب البصائر في تذكير العشائر وكتاب المدافع الإلهية في الرد على مذهب البابية ونسيم الصبا في حرمة الربا وسلعة القربة في توضيح شرح النخبة وله نظم الدرر منظومة في التصريف، وشرح بسيط عليها سماه بالقول الأغر، أوله: يقول عبد الحي ذو الآثام حمداً لمولى الحمد والإنعام وله عقد الفرائد في نم العقائد، أوله: يقول عبد الحي في ابتداء سبحان رب الأرض والسماء وله نزهة الأنظار منظومة في المنطق، أوله: يقول عبد الحي ذو العيوب حمداً لمن أحاط بالغيوب وله شرح على عقد الفرائد وشرح على نزهة الأنظار. توفي بمدينة رنكون سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الحي اللكهنوي الشيخ العالم الكبير العلامة عبد الحي بن عبد الحليم بن أمين الله بن محمد أكبر بن أبي الرحم بن محمد يعقوب بن عبد العزيز بن محمد سعيد بن الشيخ الشهيد قطب الدين الأنصاري السهالوي اللكهنوي. العالم الفاضل النحرير أفضل من بث العلوم فأروى كل ظمآن ولد في سنة أربع وستين ومائتين وألف ببلدة باندا وحفظ القرآن، واشتغل بالعلم على والده وقرأ عليه الكتب الدرسية معقولاً ومنقولاً، ثم قرأ بعض كتب الهيئة على خال أبيه المفتي نعمة الله بن نور الله اللكهنوي، وفرغ من التحصيل في السابع عشر من سنه، ولازم الدرس والإفادة ببلدة حيدر آباد مدة من الزمان، ووقفه الله سبحانه للحج والزيارة مرتين: مرة في سنة تسع وسبعين مع والده، ومرة في سنة ثلاث وتسعين بعد وفاته، وحصلت له الإجازة عن السيد أحمد بن زين دحلان الشافعي، والمفتي محمد بن عبد الله ابن حميد الحنبلي بمكة المباركة، وعن الشيخ محمد بن محمد الغربي الشافعي، والشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الحنفي الدهلوي بالمدينة المنورة، ثم إنه أخذ الرخصة من الولاة بحيدر آباد وقنع بمائتين وخمسين ربية بدون شرط الخدمة، وقدم بلدته لكهنؤ فأقام بها مدة عمره، ودرس وأفاد وصنف وذكر. وإني حضرت بمجلسه غير مرة، فألفيته صبيح الوجه أسود العينين، نافذ اللحظ، خفيف العارضين، مسترسل الشعر، ذكياً فطناً، حاد الذهن، عفيف النفس، رقيق الجانب، خطيباً مصقعاً، متبحراً في العلوم معقولاً ومنقولاً، مطلعاً على دقائق الشرع وغوامضه، تبحر في العلوم، وتحرى في نقل الأحكام، وحرر المسائل، وانفرد في الهند بعلم الفتوى، فسارت بذكره الركبان، بحيث أن علماء كل إقليم يشيرون إلى جلالته. وله في الأصول والفروع قوة كاملة وقدرة شاملة، وفضيلة تامة، وإحاطة عامة، وفي حسن التعليم صناعة لا يقدر عليها غيره، وكان إذا اجتمع بأهل العلم وجرت المباحثة في فن من فنون العلم لا يتكلم قط، بل ينظر إليهم ساكتاً، فيرجعون إليه بعد ذلك، فيتكلم بكلام يقبله الجميع ويقنع به كل سامع، وكان هذا دأبه على مرور الأيام، لا يعتريه الطبش والخفة في شيء كائناً ما كان، والحاصل أنه كان من عجائب الزمن ومن محاسن الهند، وكان الثناء عليه كلمة إجماع والاعتراف بفضله ليس فيه نزاع. وكان على مذهب أبي حنيفة في الفروع والأصول، ولكنه كان غير متعصب في المذهب، يتتبع الدليل ويترك التقليد إذا وجد في مسألة نصاً صريحاً مخالفاً للمذهب، قال في كتابه النافع الكبير: ومن منحه أي منح الله سبحانه أني رزقت التوجه إلى فن الحديث وفقه الحديث، ولا أعتمد على مسألة ما لم يوجد أصلها من حديث أو آية، وما كان خلاف الحديث الصحيح الصريح أتركه، وأظن المجتهد فيه معذوراً بل الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1268 مأجوراً ولكني لست ممن يشوش العوام الذين هم كالأنعام، بل أتكلم الناس على قدر عقولهم - انتهى، وقال بعيد ذلك: ومن منحه أنه جعلني سالكاً بين الافراط والتفريط، لا تأتي مسألة معركة الآراء بين يدي إلا ألهمت الطريق الوسط فيها، ولست ممن يختار التقليد البحت بحيث لا يترك قول الفقهاء وإن خالفته الأدلة الشرعية، ولا ممن يطعن عليهم ويهجر الفقه بالكلية - انتهى، وقال في الفوائد البهية في ترجمة عصام بن يوسف: ويعلم أيضاً أن الحنفي لو ترك في مسألة مذهب إمامه بقوة دليل خلافاً لا يخرج به عن ربقة التقليد، بل هو عين التقليد في صورة ترك التقليد، ألا ترى أن عصام بن يوسف ترك مذهب أبي حنيفة في عدم الرفع، ومع ذلك هو معدود في الحنفية، ويؤيده ما حكاه أصحاب الفتاوي المعتمدة من أصحابنا من تقليد أبي يوسف يوماً الشافعي في طهارة القلتين، وإلى الله المشتكى من جهلة زماننا حيث يطعنون على من ترك تقليد إمامه في مسألة واحدة لقوة دليلها، ويخرجونه عن مقلديه، ولا عجب منهم، فإنهم من العوام، إنما العجب ممن يتشبه بالعلماء ويمشي مشيهم كالأنعام - انتهى. وكان مع تقدمه في علم الأثر وبصيرته في الفقه له بسطة كثيرة في علم النسب والأخبار وفنون الحكمية، وكان ذا عناية تامة بالمناظرة، ينبه كثيراً في مصنفاته على أغلاط العلماء، ولذلك جرت بينه وبين العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي مباحثات في تعليقات حاشية الشيخ غلام يحيى على مير زاهد رساله، وكان الشيخ عبد الحق يأنف من مناظرته، ويريد أن لا يذاع رده عليه، وكذلك جرت بينه وبين السيد صديق حسن الحسيني القنوجي فيما ضبط السيد في اتحاف النبلاء وغيره من وفيات الأعلام نقلاً عن كشف الظنون وغيره، وانجرت إلى ما تأباه الفطرة السليمة، ومع ذلك لما توفي الشيخ عبد الحي المترجم له تأسف بموته تأسفاً شديداً، وما أكل الطعام في تلك الليلة، وصلى عليه صلاة الغيبة، نظراً إلى سعة إطلاعه في العلوم والمسائل، وكذلك جرت بينه وبين العلامة محمد بشير السهسواني في مسألة شد الرحل لزيارة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ومن مصنفاته في علم الصرف: التبيان شرح الميزان، وتكملة الميزان وشرحه، وامتحان الطلبة في الصيغ المشكلة، ورسالة أخرى سماها جاركل، وفي النحو خير الكلام في تصحيح كلام الملوك ملوك الكلام وإزالة الجمد عن إعراب أكمل الحمد، وفي المناظرة: الهدية المختارية شرح الرسالة العضدية. وفي المنطق والحكمة: هداية الورى إلى سواء الهدى، ومصباح الدجى في لواء الهدى، وعلم الهدى، كلها حواش على حاشية غلام يحيى علي مير زاهد رساله، والتعليق العجيب بحل حاشية الجلال على التهذيب، وحل المغلق في بحث المجهول المطلق، والكلام المتين في تحرير البراهين، وميسر العسير في بحث المثناة بالتكرير، والإفادة الخطيرة في بحث سبع عرض شعيرة، ودفع الكلال عن طلاب تعليقات الكمال، والمعارف لما في حواشي شرح المواقف، وتعليق الحمائل على حواشي الزاهدية على شرح الهياكل، وحاشية البديع الميزان - ولم تتم هذه الأربعة، والكلام الوهبي المتعلق بالقطبي، وتكملة حاشية النفيسي لوالده. وفي النسب والأخبار: حسرة العالم لوفاة مرجع العالم، والفوائد البهية في تراجم الحنفية، والتعليقات السنية على الفوائد البهية، ومقدمة الهداية وذيله المسمى بمذيلة الدراية، والنافع الكبير لمن يطالع الجامع الصغير، ومقدمة السعاية، ومقدمة التعليق الممجد، ومقدمة عمدة الرعاية، وإبراز الغي الواقع في شفاه العي، وتذكرة الراشد في رد تبصرة الناقد، وخير العمل بذكر تراجم علماء فرنكي محل - لم تتم، والنصيب الأوفر في تراجم علماء المائة الثالثة عشر - لم تتم، ورسالة أخرى في تراجم السابقين من علماء الهند - لم تتم. وفي الفقه والحديث: السعاية في كشف ما في شرح الوقاية - لم تتم، وعمدة الرعاية حاشية شرح الوقاية، والتعليق الممجد على موطا محمد، وجمع الغرر في الرد على نثر الدرر، والقول الأشرف في الفتح عن المصحف، والقول المنشور في هلال خير الشهور، وتعليقه المسمى بالقول المنثور، وزجر أرباب الريان عن شرب الدخان، وترويح الجنان بتشريح حكم شرب الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1269 الدخان، والإنصاف في حكم الاعتكاف، والافصاح عن حكم شهادة المرأة في الإرضاع، وتحفة الطلبة في مسح الرقبة، وتعليقه تحفة الكملة، وسباحة الفكر في الجهر بالذكر، وإحكام القنطرة في أحكام البسملة، وغاية المقال فيما يتعلق بالنعال، وتعليقه ظفر الأنفال، والهسهسة بنقض الوضوء بالقهقهة، وخير الخبر بأذان خير البشر، ورفع الستر عن كيفية إدخال الميت وتوجيهه في القبر، وقوت المغتذين بفتح المقتدين، وإفادة الخير في الاستياك بسواك الغير، والتحقيق العجيب في التثويب، والكلام الجليل فيما يتعلق بالمنديل، وتحفة الأخبار في إحياء سنة سيد الأبرار، وتعليقه نخبة الأنظار، وإقامة الحجة على أن الاكثار في التعبد ليس ببدعة، وتحفة النبلاء فيما يتعلق بجماعة النساء، وزجر الناس على إنكار أثر ابن عباس، والفلك الدوار فيما يتعلق برؤية الهلال بالنهار، والفلك المشحون في انتفاع الراهن والمرتهن بالمرهون، والأجوبة الكاملة للأسئلة العشرة الكاملة، وظفر الأماني بشرح المختصر المنسوب إلى الجرجاني، وإمام الكلام فيما يتعلق بالقراءة خلف الامام، وتعليقه الفوائد العظام، وتدوير الفلك في حصول الجماعة بالجن والملك، ونزهة الفكر في سبحة الذكر، وتعليقه النفحة، والقول الجازم في سقوط الحد بنكاح المحارم، وآكام النفائس في أداء الأذكار بلسان الفارس، وتحفة الثقات في تفاضل اللغات - لم تتم، وردع الاخوان عما أحدثوه في آخر جمعة رمضان، وزجر الشبان والشيبة عن ارتكاب الغيبة، والآثار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة، وتبصرة البصائر في معرفة الأواخر - لم تتم، وجمع المواعظ الحسنة لخطب شهور السنة، والآيات البينات على وجود الأنبياء في الطبقات، ودافع الوسواس في أثر ابن عباس، والسعي المتكرر في رد المذهب المأثور، والكلام المبرور في رد القول المنصور، والكلام المبرم في رد القول المحكم، ونفع المفتي ورسائل لجمع متفرقات المسائل، ومجموعة الفتاوي في ثلاثة مجلدات، والرفع والتكميل في الجرح والتعديل. وكانت وفاته لليلة بقيت من ربيع الأول سنة أربع وثلاثمائة وألف، وله من العمر تسع وثلاثون سنة ودفن بمقبرة أسلافه، وكنت حاضراً في ذلك المشهد، وكان ذلك اليوم من أنحس الأيام، اجتمع الناس في المدفن من كل طائفة وفرقة أكثر من أن يحصر، وقد صلوا عليه ثلاث مرات. مولانا عبد الحي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل عبد الحي بن عبد الرحمن بن أحمد علي بن لطف الله الأنصاري الماتريدي السهارنبوري ثم الحيدر آبادي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، قرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء بحيدر آباد، ثم قدم لكهنؤ وأخذ عن الشيخ فاروق بن علي الجرياكوثي، وتطبب على الحكيم عبد الولي اللكهنوي ثم رجع إلى حيدر آباد وولي التدريس بدار العلوم. وله براعة في الشعر والأدب واللغة والنحو، شرع في تأليف كتاب كبير في أمثال العرب وتعبيراتهم سماه معجم الأمثال طبع منه جزء لطيف، وقد حفظ القرآن في آخر حياته، وبايع مولانا أشرف علي التهانوي ونال منه الإجازة. مات لليلتين بقيتا من رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف بالطاعون في حيدر آباد ودفن بها. الشيخ عبد الحي الجانكامي الشيخ الفاضل عبد الحي بن مخلص الرحمن الحنفي الصوفي الجانكامي، أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بجانكام، وسافر للعلم فقرأ أياماً في مدرسة جشمة رحمت بغازيبور، ثم قدم لكهنؤ ولازم العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، ولما مات شيخه عبد الحي لازم شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي، وقرأ عليه هداية الفقه، وتفسير البيضاوي، ومسلم الثبوت، والفرائض الشريفية، والعقائد العضدية وغيرها، وكنت مشاركاً له في الأخيرين، ثم تصدر للتدريس فدرس وأفاد مدة طويلة ببلدة لكهنؤ ثم سافر إلى بلاده وتولى الشياخة مكان والده، وكان والده أخذ الطريقة عن الشيخ إمداد علي عن الشيخ مهدي حسن عن الشيخ مظهر حسين عن الشيخ فرحة الله عن الشيخ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1270 حسن علي عن الشيخ محمد منعم القادري المتوفي سنة 1185 هـ. مات لست عشرة خلون من ذي الحجة الحرام سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، كما في سيرة فخر العارفين للسيد سكندر شاه. مولانا عبد الخالق الراجكوثي الشيخ العالم الصالح عبد الخالق الراجكوثي، أحد العلماء المبرزين في الحديث، سمعت أنه كان عالماً بارعاً في الحديث والتفسير، وله أولاد. مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الرب الدهلوي مؤسس مدرسة عبد الرب الشيخ العالم الصالح عبد الرب بن عبد الخالق الحسيني الدهلوي، أحد العلماء المشهورين، لم يكن في زمانه مثله في الموعظة والتذكير، وكان له معرفة بمواقع الخطبة على حسب الحوادث، ويجودها ببلاغة، ولكلامه وقع في أذهان الناس، وسلاسة تعشقها الأسماع، وتلتذ بها القلوب، وهو إذا شاء أبكى الناس، وإذا شاء أضحكهم، ولقوة عارضته جمع مالاً خطيراً زهاء مائة ألف، وأسس بها جامعاً كبيراً ببلدة سهارنبور جامعاً بين الحسن والحصانة من حمر الحجارة وبيضها المنحوتة على نهج الجامع الشاهجهاني ببلدة دهلي، وأسس مدرسة في بلدة دهلي، وله رسائل بالأردو منها فردوس آسيه. مات في محرم سنة خمس وثلاثمائة وألف، بدهلي. مولانا عبد الرحمن الغازيبوري الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن جهجو الغازيبوري، أحد الأفاضل المشهورين، كان ابن أخت الشيخ عبد الله بن عبد الرحيم الغازيبوري. ولد لخمس بقين من رجب سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، ثم قرأ العربية أياماً على المولوي عبد الأحد اللكهنوي، ثم اشتغل على خاله عبد الله المذكور وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية ثم ولي التدريس بمدرسة جشمة رحمت في بلدة غازيبور فدرس بها مدة من الزمان، ثم ترك الخدمة واشتغل بالتدريس بدون أخذ الأجرة عليها، له شرح بسيط ممتع على شرح التهذيب بالأردو، وله ديوان شعر بالأردو وقصائد بالعربية، منها قوله: ظعنت سليمى فالسرور قبيح والعين تذرف والفؤاد جريح الصبر في يوم الفراق محرم أو ما ترى ورق الأراك تنوح تسعى العواذل في سلو صبابتي أو ما علمن بأنني لجموح سأموت تبريحاً وما من عاشق إلا ويفنى بالجوى ويطوح العشق أمر لو أبوح بسره تالله لم يك في الدنيا مريح لا عيب فيها غير أن فؤادها إذ قيل جودي بالوصال شحيح هي شادن أحوى وأن غذاءها قلب المشوق المبتلي لا الشيح شمس بها شمس السماء مضيئة مسك إذا مرت عليك تفوح وعيونها من وحش وجرة مطفل ولها ترائب كالصباح تلوح في حبها قد جبت قفر أموره في أرجل الخريت فيه يذوح ما جاء مقو فيه قبلي واحد تعوي الذئاب به ولي تسبيح يا ويلتي ما فزت قط بمقصدي بل مسنى من قطعه التبريح لم يسمح الزمن المعاند بالذي أغدر له متأسفاً وأروح فالآن يا نفسي اشغلي بثناء من ذكراه للقلب الحزين مريح الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1271 إلى غير ذلك من الأبيات. المولوي عبد الرحمن المباركبوري صاحب تحفة الأحوذي الشيخ العالم الصالح عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركبوري الأعظم كدهي، أحد العلماء المشهورين، ولد ببلدة مبارك بور من أعمال أعظم كده سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على والده، ثم اشتغل على مولانا عبد الله الغازيبوري وقرأ عليه، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، وأسند عن شيخنا حسين بن محسن الأنصاري اليماني والقاضي محمد بن عبد العزيز الجعفري المجهلي شهري، ثم ولي التدريس بالمدرسة الأحمدية ببلدة آره فدرس وأفاد زماناً، ثم انتقل إلى مدرسة دار القرآن والسنة في كلكته فدرس بها مدة، ثم اعتزل التدريس وانقطع إلى التأليف، وأقام عند العلامة الشيخ شمس الحق العظيم آبادي ثلاث سنين، وأعانه في تكميل عون المعبود، ثم عاد إلى وطنه مباركبور ولزم بيته عاكفاً على التصنيف والتأليف، والردس والإفادة، والذكر والعبادة، وقد نفع الله به جماعة من الطلبة والفضلاء، وأسس مدارس دينية في مباركبور وفي بلرام بور وبستي وكوند واستفاد الناس بصحبته وإخلاصه ومواعظه، وخدم علم الحديث تدريساً وتأليفاً، وشرحاً وبحثاً. كان متضلعاً من علوم الحديث، متميزاً بمعرفة أنواعه وعلله، وكان له كعب عال في معرفة أسماء الرجال، وفن الجرح والتعديل، وطبقات المحدثين، وتخريج الأحاديث، ألف تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي في ثلاثة مجلدات كبار، وأفرد جزءاً بالمقدمة، وقد وقع هذا الكتاب من علماء هذا الشأن موقعاً كبيراً، وكان شديد الانتصار لأهل الحديث كثير الرد على الحنفية. وكان من العلماء الربانيين، عالماً عاملاً، خاشعاً متواضعاً، رقيق القلب، سريع الدمعة، كثير البكاء سخياً صاحب إيثار وكرم، وبر بطلبة العلم، بعيداً عن التكلف في الملبس والمأكل، والمظهر والمخبر، زاهداً متقللاً من الدنيا، قانعاً باليسير، زاهداً في المناصب والرواتب الكبيرة، مكباً على العلم والتأليف، والمطالعة، ذاكراً لله تعالى في كل حال، سليم الصدر، نزيه اللسان، كثير الصمت، كف بصره في آخر عمره، ثم عاد بعملية القدح، واعترته أمراض أخرى، ووافته المنية في السادس عشر من شوال سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة وألف. الشيخ عبد الرحمن الملتاني الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عبيد الله بن قدرة الله الجشتي الملتاني، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، أخذ عن والده وعن غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن أبيه، ولازمه ملازمة طويلة، ودرس وأفاد، وكان على قدم أبيه في العلم والعمل. الحافظ عبد الرحمن الأمروهي الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن عناية الله الحنفي البمبوي الأمروهي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، وأصله من سنديله من أسرة ينتهي نسبها إلى سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، ولد ونشأ بمعمورة بمبئ، وحفظ القرآن بمكة وتفقه على والده وعلى أساتذة مكة المباركة وديوبند، وأدرك بها الإمام محمد قاسم بن أسد علي النانوتوي وقرأ عليه السنن الترمذي، وكان من آخر تلاميذه، وقرأ الحديث على العلامة أحمد حسن المحدث الأمروهي في مراد آباد، ثم على الإمام رشيد أحمد الكنكوهي، وأسند الحديث عن شيخنا العلامة حسين بن محسن الأنصاري اليماني ثم ولي التدريس بمراد آباد في المسجد الشاهي، فدرس بها مدة من الزمان، ثم استقدمه أهل بمبئ بمدرسة كمو سيته - بفتح الكاف وتشديد الميم - فدرس بها زماناً، ثم ولي رئاسة التدريس وشياخة الحديث في المدرسة الإسلامية بجامع أمروهه، واشتغل بضع سنين بتدريس الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية بدابهيل. له حاشية على تفسير البيضاوي، وحواش على المطول ومختصر المعاني، وكان على قدم الصلاح الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1272 والعفاف، مقتدياً بأساتذته وسلفه، بايع الشيخ الأجل إمداد الله المهاجر المكي وحصلت له الإجازة منه، كثير الدرس والإفادة. مات لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف بأمروهه، ودفن بجوار شيخه العلامة أحمد حسن الأمروهي في المسجد الجامع بأمروهه. مولانا عبد الرحمن الكثهوي الشيخ العالم الصالح عبد الرحمن بن فتح الدين بن عبد الله الكثهوي، أحد العلماء المشهورين، حفظ القرآن وقرأ العلم على الشيخ عبد الله الجكزالوي، والشيخ نظام الدين البهكوازوي، والمولوي محمد إسحاق الرامبوري، وأخذ الحديث عن الشيخ عبد المنان الضرير الوزير آبادي، ثم أسند عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، كما في تطييب الإخوان. وإني سمعت الشيخ محمد بن يوسف السورتي يقول: إنه عالم بالحديث والنحو، وله معرفة بالأدب، وله مسائل في النحو وأمثاله، يقلد فيها بعض المتقدمين، كمثل ما يقول في أبي هريرة وأبي بكرة إنه ينصرف جزءه الأخير، وله ولبعض تلامذته فيه رسائل، منها إزاحة الحيرة في صرف أبي هريرة، قال: وقد كتبت في ذلك كتاباً حافلاً سميته حسام الكلام على صارفي أبي هريرة وأشباهه من الأعلام، ضمنته خلاصة كلام الأئمة النحويين واللغويين، وبينت لغط المخالفين، قال: وهذا الرجل مع ورع فيه مبتلي بوسواس، فتراه يغتسل مرات ويتوضأ مراراً، وربما فاتته الجماعة وهو يتوضأ قبلها بنصف ساعة، انتهى. الشيخ عبد الرحمن الباني بتي المعروف بقارىء عبد الرحمن الباني بتي الشيخ العالم الفقيه المجود عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي، المشهور بالقارىء، كان أفضل عصره في الفقه وأعرفهم بطرقه، أخذ القراءة والتجويد عن السيد إمام الدين الأمروهي، وقرأ عليه الشاطبي والمشكاة، والطريقة المحمدية والفرائض، وأخذ عنه السبعة، وقرأ على والده الرسائل المختصرة في النحو والعربية، وقرأ شيئاً منها على العلامة رشيد الدين الدهلوي، وقرأ شرح العقائد للتفتازاني مع حاشيته للفاضل الخيالي على السيد محمد الدهلوي، وقرأ سائر الكتب الدرسية من المعقول والمنقول على مولانا مملوك العلي النانوتوي، ثم لازم دروس الشيخ المحدث أبي سليمان إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وخصه الشيخ بأنظار العناية والقبول حتى صار صاحب سره، وتأهل للإفتاء والتدريس، ودخل باندا بلدة مشهورة من أرض بنديلكهند، فوظف له نواب ذو الفقار الدولة أمير تلك الناحية، فأقام بها إلى سنة ثلاث وسبعين، ثم رجع إلى بلدته واعتزل بها عاكفاً على الدرس والإفادة وانتهت إليه رئاسة المذهب الحنفي. وكان ورعاً تقياً، قانعاً فصيحاً، مستحضر الفروع للمذهب مع الخبرة التامة بالفقه والأصول، صارفاً جميع أوقاته بخدمة القرآن والحديث، عم نفعه لأهل العلم، ما من عالم من علماء الحنفية في عصره إلا أخذ عنه، رحلت سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف وسمعت المسلسل بالأولية منه، وقرأت عليه أوليات الشيخ محمد سعيد سنبل في نسخة عليه خاتم الشيخ المحدث إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي، فأجازني بجميع مروياته من مقروءاته ومسموعاته إجازة عامة تامة، ودعا لي بالبركة - نفعنا الله ببركاته - آمين. وله رسائل في الخلاف والمذهب، توفي بخمس ليال خلون من ربيع الثاني سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف بباني بت. المولوي عبد الرحمن السلهثي الشيخ العالم الفقيه عبد الرحمن بن محمد إدريس بن محمد محمود بن محمد كليم العمري الحنفي السلهثي، أحد العلماء المشهورين بأرض بنكاله، ولد ونشأ ببلدة سلهث - بكسر السين المهملة وسكون اللام بعدها تاء عجمية - قرأ العلم على صنوه الكبير عبد القادر، ثم تصدر للتصنيف والتدريس. ومن مصنفاته أحسن العقائد - رسالة بالأردو، وسيف الأبرار المسلول علي الفجار - رسالة بالفارسية، وهي في الرد على ثبوت الحق الحقيق، أثبت فيها الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1273 وجوب تقليد الشخص المعين على الناس، وشنع فيها تشنيعاً بالغاً على السيد المحدث نذير حسين الدهلوي صاحب ثبوت الحق الحقيق، وعلى الشيخ الشهيد المجاهد الغازي في سبيل الله إسماعيل بن عبد الغني بن ولي الله العمري الدهلوي صاحب تقوية الإيمان، وكفر الشيخ الشهيد رحمه الله تعالى. المولوي عبد الرحمن راسخ الدهلوي الشيخ العالم الصالح عبد الرحمن بن محمد حسين بن محمد إسماعيل البنتي الدهلوي المشهور براسخ، ولد ونشأ بمدينة دهلي، وقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد العلي الميرلهي في مدرسة المرحوم حسين بخش الدهلوي، ثم عكف على التذكير والتدريس، وأقبل على الشعر وصار معدوداً في الشعراء، وتولى في شبابه إنشاء عدة جرائد ومجلات، منها: أفضل الأخبار ودهلي بنج وخير خواه عالم وكان من الشعراء المكثرين، له ديوان شعر بالأردو، طبع باسم مرآة الخيال سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف، وديوان لم يطبع، وشرح المثنوي المعنوي، وكان من الراسخين في اللغة والأدب، وصحة الكلمات بصيراً بمواضع استعمالها، وأقلع في آخر عمره عن النسيب والغزل، وعكف على التدريس والتذكير. مات لثمان بقين من شعبان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف وله أربع وأربعون سنة كما في خمخانة جاويد. المولوي عبد الرحمن الدهلوي الشيخ الفاضل عبد الرحمن الولايتي الدهلوي أحد الأفاضل المشهورين في العلوم الآلية، أخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، والشيخ حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني، ودرس بدهلي في صدر بازار ثم كشن كنج زماناً طويلاً، ثم تصدر بمدرسة السيد نذير حسين المذكور، وهو الآن حي. مولانا عبد الرحمن السهارنبوري الشيخ العالم الكبير عبد الرحمن بن أحمد علي بن لطف الله الحنفي الأنصاري السهارنبوري ثم الحيدر آبادي، أحد كبار العلماء. ولد ونشأ بسهارنبور وقرأ الحديث على والده، واللغة والأدب على الشيخ فيض الحسن السهارنبوري، وبايع الشيخ الكبير الحاج إمداد الله التهانوي المهاجر، ودرس وأفاد مدة بمدينة سهارنبور، واشتغل بالمداواة مدة في إثاوه وتعرف هنا بالسيد مهدي علي المعروف بمحسن الملك فحثه على الرحلة إلى حيدر آباد حيث كان معتمداً للمالية، فسافر إلى حيدر آباد، وعين طبيباً خاصاً للأمير الكبير خورشيد جاه، ثم اعتزل عن ذلك واشتغل بمداواة المرضى، وصار مرزوق القبول فيها، ورتب له المير عثمان علي خان صاحب الدكن مائتي ربية شهرية، وألف كتاباً سماه الطب العثماني وقدمه إلى سمو النظام، فمنح عليه مكافأة عشرة آلاف ربية، كان بارعاً في الحديث والأدب والطب، سلس القريحة في الشعر العربي، له التحفة العثمانية منظومة بالعربية، ذكر فيها أخباره وما جرى له. مات في سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف. القاضي عبد الرحيم الكرنولي الشيخ العالم الفقيه القاضي عبد الرحيم بن عبد القادر الشافعي الكرنولي المدراسي، أحد الأفاضل المشهورين بمدراس. ولد ببلدة كرنول من أرض مدراس سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على عبد الكريم الكرنولي، وقادر بادشاه المدراسي، وبديع الزمان بن مسيح الزمان اللكهنوي، والمودودي المدراسي، والسيد عباس الولايتي بحيدر آباد الدكن، ثم تصدر للتدريس، وله رغبة إلى العمل بنصوص الكتاب والسنة، ورفض التقليد، أسس مدرسة لتعليم البنات، ومدرسة لتعليم العلوم الدينية، وتولى منصب القضاء الذي توارثه عن آبائه. مات لسبع خلون من جمادى الأولى سنة تسع الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1274 وأربعين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الرحيم الصادقبوري الشيخ العالم المحدث عبد الرحيم بن فرحة حسين بن فتح علي بن محمد سعيد الهاشمي الصادقبوري العظيم آبادي أحد المجاهدين في سبيل الله. ولد سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف ببلدة عظيم آباد، ونشأ في مهد العلم والمشيخة، وقرأ العلم على مولانا إرادة حسين والعلامة عبد الحميد ووالده أحمد الله وصنوه فياض علي وعلى غيرهم من العلماء، فدرس وأفاد مدة من الزمان، وأسرته الحكومة الإنكليزية واتهمته بالإعانة لمن كانوا في حدود أفغانستان من غزاة الهند، وألقت عليه من المصائب ما تقشعر منه الجلود وتذوب القلوب، ثم أجلته إلى جزائر أندمن في المحيط الهندي فمكث بها عشرين سنة، ثم أطلقته سنة ثلاثمائة وألف، فعاد إلى بلدته وأقام بها زماناً قليلاً، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار سنة إحدى وثلاثمائة، ثم عاد وسافر للحج والزيارة مرة ثانية سنة عشر وثلاثمائة. مات يوم النحر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الرحيم الدهلوي الشيخ الصالح عبد الرحيم القادري الدهلوي، أحد المشايخ المعروفين في الهند. ولد ونشأ بدهلي، وسافر في صغر سنه إلى بنير - بضم الموحدة وكسر النون - ناحية في حدود أفغانستان، فأدرك بها الشيخ عبد الغفور القادري أحد الأولياء المشهورين وبايعه وصحبه، وحفظ القرآن وقرأ النحو والفقه، ثم رجع إلى بلاد الهند بأمر شيخه، وأخذ العلم عن أساتذة دهلي، وتطبب على بعض الأطباء ثم رجع إلى بنير، وصحب شيخه مدة من الزمان، فلما أجازه الشيخ رجع إلى الهند وعكف على الإفادة والعبادة. ومن مصنفاته رسالة في الصرف، ومرآة القرآن رسالة له في القرآءة والتجويد، وروضة النعيم في الموعظة، ورحمة الرحيم في ذكر النبي الكريم، وتزويج الأيامي، وفتح سنة الإسلام، وله غير ذلك من الرسائل. مات لثلاث عشرة خلون من ذي القعدة سنة خمس وثلاثمائة وألف بدهلي، وأرخ لوفاته بعض أحبابه من قوله قد رضي الله عنه كما في يادكار دهلي. الشيخ عبد الرزاق اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه عبد الرزاق بن جمال الدين بن علاء الدين الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين. ولد في سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، واشتغل بالعربية أياماً على مولانا نور كريم الدريابادي، ثم قرأ بعض الكتب على المفتي محمد أصغر اللكهنوي وسائر الكتب الدرسية على ولده المفتي محمد يوسف، ثم أسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد المليح آبادي والشيخ محسن بن بدر المدني، وأخذ الطريقة القادرية عن خاله عبد الوالي بن أبي الكرم اللكهنوي سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، واشتغل مدة من الزمان بالإفتاء والتدريس على طريقة أسلافه ثم اعتزل، وقصت أن الشيخ الشهيد أمير علي الأميلهوي لما خرج على الهنادك الذين حرقوا المصحف وهدموا المسجد وقتلوا المسلمين ببلدة أجودهيا أفتاه للخروج خلافاً على نقي الشيعي الخبيث، وكان الشيخ متفرداً في الإفتاء بين أهل السنة والجماعة، وكذلك السيد محمد بن دلدار علي اللكهنوي المجتهد كان متفرداً في إفتائه بين علماء الشيعة وسائر العلماء مالوا إلى الوزير ونالوا منه الصلات والجوائز، وكان المجتهد بعيداً من منال الوزير، والشيخ عبد الرزاق كان مسكيناً فخوفه الحكام ورهبوه بالأسر، فاختفى منهم، وترك الافتاء من ذلك اليوم، وتصدر للمشيخة، وعاش عمراً طويلاً، أدركته ببلدة لكهنؤ وحضرت في مجلسه مراراً، وسمعت شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي يقول: إن هذا الرجل أول من عقد المجلس للسماع في الأعراس وسمع الغناء بالآلات بمشهد من الناس، انتهى. وكان من أعداء الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1275 الدهلوي الشهيد الغازي في سبيل الله ينتصر لما يخالفه من الرسوم والأهواء كل انتصار. ومن مصنفاته حاشية على شرح الوقاية، ومنهج الرضوان، وكشف القناة عن أحوال الأموات، والأنوار الغيبية، وله رسالة في مقامات الصوفية، ورسالة في السعد والنحس، ورسالة في آداب المطالعة، ورسائل في مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ورسائل في ترجمة الشيخ عبد القادر الجيلاني، ورسائل في تراجم الخلفاء الراشدين، ورسالتان في تراجم السبطين، وله رسائل غير ذلك. مات لخمس بقين من صفر سنة سبع وثلاثمائة وألف بمدينة لكهنؤ، فدفن بمقبرة أسلافه. السيد عبد الرؤف الحيدر آبادي الشيخ الفاضل عبد الرؤف بن فيض أحمد بن محمد حسين البكلوي الحيدر آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد بحيدر آباد سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ نياز محمد الحيدر آبادي وعلى غيره من العلماء. المولوي عبد السبحان البهاري الشيخ الفاضل عبد السبحان بن إسماعيل الحنفي البهاري أحد الفضلاء المبرزين في العلوم الحكمية، اشتغل بالعربية مدة من الزمان على أساتذة دار العلوم ببلدة لكهنؤ، ثم سافر إلى طوك وأخذ المنطق والحكمة عن المولوي بركات أحمد بن دائم علي الطوكي، ثم ولي التدريس ببلدة كانبور فدرس وأفاد بها زماناً، ثم سار إلى إله آباد ودرس بها في مصباح العلوم مدة، ثم ولي التدريس بدار العلوم. المولوي عبد السبحان الناروي الشيخ العالم الفقيه عبد السبحان بن محمد محسن الحنفي الناروي الإله آبادي أحد الفقهاء، ولد بناره ويقال لها أحمد آباد، وهي قرية جامعة من أعمال إله آباد، نشأ بها وتعلم الخط والكتابة ثم سافر إلى إله آباد وقرأ العلم على السيد فخر الدين الحسيني الإله آبادي، وأخذ عنه الطريقة ولازمه مدة طويلة ثم تصدر للتدريس، أخذ عنه المولوي عبد الكافي الناروي وعبد الحميد بن حيدر حسين الجونبوري وخلق آخرون. وكان عفيفاً قانعاً ديناً شديد التصلب في المذهب شديد النكير على غيره، له مصنفات، منها التهديد في وجوب التقليد، والدلائل القاطعة في تحقيق الفرقة الناجية، وخير المقالة في إزالة العجالة، ورسالة في أسرار الصلاة. مات بإله آباد يوم الجمعة لتسع بقين من محرم سنة ثلاث وثلاثمائة وألف، وله ثلاث وستون سنة. المولوي عبد السلام الندوي الشيخ الفاضل عبد السلام بن دين محمد البتوي الأعظم كدهي، أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بقرية بلو من أعظم كده واشتغل بالعلم زماناً على أساتذة بلاده، ثم قدم لكهنؤ وقرأ على السيد علي الزينبي والمولوي شبلي بن محمد علي والمولوي حفيظ الله وعلى غيره من الأساتذة بدار العلوم، وتخرج فيها، ثم ولي التدريس بها فدرس زماناً وكان يكتب في مجلة الندوة مقالات علمية نالت إعجاب أهل العلم وحاز بها ثقة العلامة شبلي النعماني ورضاه وناب في تحريرها عدة شهور ثم سار إلى أعظم كده وصار رفيقاً من رفقاء دار المصنفين. له كتاب في سيرة عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي رضي الله عنه ومجلد من مجلدات سيرة النبي، وانقلاب الأمم ترجمة سر تطور الأمم، وأسوة صحابه في جزئين تلقى بالقبول، وشعر الهند وإمام رازي. وكان من الكتاب المترسلين في الأردو، وجيز العبارة في رصانة ورشاقة، يكتب عن طبع وسليقة، وكان من كبار تلاميذ العلامة شبلي بن حبيب الله البندولي، ومن الذين قلدوا أسلوبه في البحوث العلمية، فنجحوا، وكان غراً غمراً لا يحسن أمور الدنيا، صاحب فطنة وذكاء في الكتابة والتأليف، جيد المشاركة في العلم، بصيراً بالشعر. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1276 مات لليلتين بقيتا من صفر سنة ست وسبعين وثلاثمائة وألف، ودفن بجوار العلامة شبلي النعماني في دار المصنفين بأعظم كره. مولانا عبد الشكور الكاكوروي اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه عبد الشكور بن ناظر علي بن فضل علي الحنفي الكاكوروي، أحد العلماء المشهورين، ولد لست بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف بقرية كاكوري ونشأ بفتحبور حيث كان والده محصلاً للخراج من تلقاء الحكومة، وقرأ المختصرات على مولانا نور محمد الفتحبوري، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا عين القضاة بن محمد وزير الحيدر آبادي بين سنة عشر وثلاثمائة وألف وسبع عشرة وثلاثمائة وألف ولازمه مدة طويلة، ثم أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم عبد الولي المرحوم، ثم ولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء فدرس بها زماناً، ثم ذهب إلى دهلي وأقام بها مدة في دار الطباعة لمزرا حيرة وترجم القرآن الكريم وصحيح البخاري من قبل مرزا حيرة المذكور، ثم رجع إلى لكهنؤ وولي التدريس بالمدرسة الفرقانية لمولانا عين القضاة المذكور فدرس بها مدة من الزمان واعتزل عنه سنة أربع وثلاثين. وانقطع إلى التأليف والمناظرة والرد على الشيعة الإمامية والانتصار لأهل السنة والدفاع عن الصحابة والخلفاء الراشدين، وإثبات الحق والفضل لهم، ونشر مناقبهم وإعلان محاسنهم وفضلهم على الإسلام والمسلمين، والرد على الأهواء والبدع والعقائد التي انتشرت في أهل السنة بطول اختلاطهم بالشيعة وحكمهم ونفوذهم في هذه البلاد، مشمراً في سبيل ذلك عن ساق الجد والاجتهاد، معتبراً ذلك أعظم قربة وأفضل جهاد، يؤلف ويناظر ويخطب ويحاضر ويكشف اللثام عن عقائد الشيعة ومذاهبهم وآرائهم وما ذهبوا إليه في كتبهم التي لا يتوصل إليها أفراد الناس وعامة العلماء ولا يعلمها إلا خاصة الخاصة، حتى صار في ذلك العلم المفرد في الديار الهندية وفي غيرها، وانتهت إليه الإمامة في هذا الشأن في عصره لا يدانيه في الإحاطة بهذا الغرض أحد من معاصريه إلا أن يكون عند الله علم بذلك. نفع الله به خلائق لا يحصون بحد وعد، وأقلع من لا يحصيه إلا الله عن البدع والرسوم المنتشرة في الهند بتأثير الشيعة من صنع الضرائح من الورق التي يسمونها تعزيه ومن سوء الظن بالصحابة رضي الله عنهم، ومن بسط اللسان فيهم والوقوع في أعراضهم، وتمسكوا بالعقيدة السنية الخالصة ورسخ حبهم والتعظيم لهم في قلوبهم، وأسس لهذا الغرض مدرسة سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف سماها دار المبلغين. هذا مع الورع وحسن السمت والتواضع والاشتغال بخاصة النفس وإيثار الانقطاع وترك التكلف ودوام الابنهال والزهد والتوكل والاشتغال بالذكر والمراقبة. كان متوسط القامة أقرب إلى القصر، على وجهه سيماء الصالحين، أسمر اللون شديد السمرة متخففاً في اللباس طارحاً للتكلف نشيطاً قوياً في العمل والاشتغال دائم البشر مهيباً وقوراً لا يتكلم إلا يما يعنيه كثير الصمت والحياء، وكان كلامه فصلاً لا فضول فيه ولا مبالغة، بايع الشيخ أبا أحمد البهوبالي بن الشيخ خطيب أحمد بن الشيخ رؤف أحمد المجددي، واختص به وداوم على أشغال القوم. وكان شديد الاعتقاد عظيم الحب والإجلال لشيخ أبيه مولانا عبد السلام الهنسوي وهو خال المؤلف دائم الذكر له والحديث عنه ولمشايخه وأئمته لا سيما الإمام الرباني الشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، وكان دائم الاشتغال برسائله وقد يدرسها للخاصة، وكذلك الشيخ غلام علي النقشبندي الدهلوي، وكان قوي الرسوخ جيد النظر في الفقه دقيق الفهم للقرآن دائم الاشتغال به، قد حفظه في كبر سنه في مدة قصيرة، وفي الأيام التي قضاها في السجن، وقد كان ذلك لقيامه بحركة مدح الصحابة علناً وجهاراً ومعارضته للحكومة في ذلك القانون الذي أصدرته. ومن أحسن مصنفاته علم الفقه في سبعة مجلدات وقد انتهى إلى كتاب النكاح، وهو كتاب عظيم يمتاز بالدقة والتنقيح وله ترجمة أسد الغابة وترجمة تاريخ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1277 الطبري وترجمة إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء انتهى إلى المقصد الأول، ومجموعة تفسير آيات الإمامة والخلافة تشتمل على اثنتين وعشرين رسالة، وكتاب في سيرة الخلفاء الراشدين، وكتاب في السيرة النبوية سماها النفحة العنبرية، وسيرة الحبيب الشفيع من الكلام العزيز الرفيع. توفي إلى رحمة الله في السابع عشر من ذي القعدة سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وألف. السيد عبد الصمد السهسواني الشيخ العالم الفقيه عبد الصمد بن غالب حسين الحسيني السهسواني أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ بسهسوان وسافر للعلم إلى بدايون، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على الشيخ عبد القادر بن فضل رسول العثماني وبعضها على غيره من العلماء، وكان حفظ القرآن الكريم ثم اشتغل صحيح البخاري فحفظ معظمه ولم يزل باذلاً جهده في ذلك إلى أن توفي. وكان على مسلك شيخه في الخلافيات شديد التعصب على مخالفيه ولكنه قليل البذاءة عليهم حسن المعاشرة ذا بشاشة للناس لين الكنف، رأيته غير مرة ببلدة فتحبور يأتي على مسترشديه، وكان يسكن في بهبوند من أعمال اثاوه، مات بها سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد العزيز الرحيم آبادي الشيخ الفاضل عبد العزيز بن أحمد الله السلفي الرحيم آبادي المظفربوري أحد العلماء المشهورين. ولد سنة سبعين ومائتين وألف بقرية رحيم آباد من أعمال مظفربور، وقرأ العلم على المولوي محمود عالم الرامبوري والحكيم عبد السلام الدهلوي ثم العظيم آبادي ومولانا محمد يحيى بن منور حسين الهرني العظيم آبادي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الفقه والحديث عن شيخنا المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، ثم رجع إلى بلدته، وجد في البحث والاشتغال حتى حصلت له ملكة راسخة في الخلافة والمذهب، له صيانة المؤمنين عن شر المبتدعين، وحسن البيان في الرد على سيرة النعمان. مات برحيم آباد نحو سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف. الحكيم عبد العزيز اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد العزيز بن إسماعيل بن يعقوب الحنفي اللكهنوي، أحد الأفاضل الماهرين في الصناعة الطبية، قرأ الكتب الدرسية على شيخنا محمد نعيم ابن عبد الحكيم الأنصاري اللكهنوي وعلى غيره من الأساتذة، وقرأ الكتب الطبية على جده الحكيم يعقوب وعمه إبراهيم، ثم صرف عمره في الدرس والإفادة حتى اشتهر ذكره وبعد صيته وفاق الأقران في الفنون النظرية، قرأت عليه طرفاً من كليات القانون للشيخ الرئيس، وكان صالحاً ملازماً للصوم والصلاة، ووفقه الله سبحانه بالحج والزيارة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف. ول رسالة في إبطال حس جوهر الدماغ، رد فيها على معاصره الحكيم عبد المجيد بن محمود الدهلوي، وله رسالة في مبحث الطاعون عزاها إلى ولده عبد الرشيد. مات بالفالج ليلة الجمعة لإحدى عشرة بقين من شوال سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف بلكهنؤ فدفن بمقبرة أسلافه. الحكيم عبد العزيز الحيدرآبادي الشيخ الفاضل عبد العزيز بن بهاء الدين بن محمد حسن بن محمد عمر الآركاني ثم الحيدر آبادي، أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بمحمدبور آركاث، وقرأ العلم على أساتذة المدرسة الإسلامية ببلدة بنكلور، وقرأ الكتب الطبية على خاله الحكيم غلام مصطفى المدراسي، ثم تطبب على والده ودخل حيدرآباد سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف فتصدر بها للدرس والإفادة، ثم جعله محبوب علي خان صاحب الدكن طبيباً خاصاً له. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1278 مولانا عبد العزيز اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه عبد العزيز بن عبد الرحيم بن عبد السلام بن عبد القدوس الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، قرأ أكثر الكتب الدرسية على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي وبعضها على غيره من العلماء، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد الرزاق بن جمال الدين اللكهنوي، وولي التدريس في المدرسة الإنكليزية كالون اسكول ببلدة لكهنؤ. ومن مصنفاته تعليقات على تخريج الهداية للزيلعي، وحاشية على المجلد الرابع من شرح الوقاية مات لأربع بقين من صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف مولانا عبد العزيز المالوي الشيخ العالم الصالح عبد العزيز بن حمزة الحنفي المالوي نائب المفتي في بهوبال المحروسة، ولد ونشأ بها، وقرأ العلم على أساتذة بهوبال، ثم لازم دروس المفتي عبد القيوم بن عبد الحي البكري البزهانوي نزيل بهوبال، وأخذ عنه الحديث والتفسير واستفاض منه فيوضاً كثيرة، ثم عكف على الدرس والإفادة، وكان يدرس القرآن الكريم بعد الظهر كل يوم، انتفع بمجلسه وبركة دعائه وطهارة أنفاسه خلق كثير في بهوبال، وكان آية ظاهرة في القناعة وقلة الأمل وكثرة العمل، رأيته في بهوبال وتمتعت بصحبته. مات يوم الأحد لست ليال بقين من ربيع الأول سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف بمدينة بهوبال. مولانا عبد العزيز اللكهنوي الشيخ العالم المحدث عبد العزيز بن غلام أحمد الكشميري اللكهنوي أحد العلماء المشهورين. ولد ببلدة فرخ آباد سنة أربعين ومائتين وألف، وقرأ النحو والصرف وشطراً من مشكاة المصابيح على المولوي هداية الله الصفي بوري، وقرأ بلوغ المرام على المولوي عبد الحق بن فضل الله النيوتيني، وقرأ شطراً من صحيح البخاري على مولانا حسين أحمد المليح آبادي، وقرأ النصف من السنن لأبي داود علي مولانا سراج أحمد السنبهلي، وقرأ بعض رسائل المنطق، فلما بلغ إلي قال أقول عافه وكره وترك الاشتغال به، وحصلت له الإجازة عن الشيخ عبد الحق ابن فضل الله المذكور وعن الشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي. وكان من أكابر العلماء ببلدة لكهنؤ، رأيته غير مرة، وكان نقي اللون ربع القامة ثائر الرأس. الحكيم عبد العزيز الدريابادي الشيخ الصالح عبد العزيز بن نور كريم الحنفي الدريابادي أحد الأطباء المشهورين، ولد بلكهنؤ سنة إحدى وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على شيخنا محمد نعيم ووالده عبد الحكيم اللكهنوي والمفتي سعد الله المراد آبادي والمولوي مظهر علي الرامبوري، والكتب الطبية على الحكيم إبراهيم بن يعقوب ووالده يعقوب الحنفي ومرزا مظفر حسين الشيعي، ثم ولي التدريس بالمدرسة الكلية كينك كالج مقام والده المرحوم، وكان يدرس الكتب الطبية في بيته، أخذ عنه غير واحد من الأطباء، وكان وجيهاً مشكلاً منور الشبيه أبيض اللون، مات في رجب سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف. المولوي عبد العزيز الرامبوري الشيخ الفاضل عبد العزيز الحنفي الرامبوري المعروف بعلم المنطق، كان من أهل أمبيلها من أعمال سهارنبور، تعلم أولاً من بعض العلماء، ثم لازم دروس العلامة عبد الحق بن فضل حق الخيرآبادي، أظنه خمس عشرة سنة، حتى ضبط أكثر تقاريره ولا يعرف له في غير المنطق والحكمة أثر، وقد دخل في زمرة المعتقدين للمشايخ والقبور حتى أنه ربما يسجد وقلما يفوته سفر زيارة لعرس قبر من قبور المشايخ، وله شغف بالسماع ونحوه، وكان تصدر بالمدرسة العالية برامبور زماناً وتتلمذ عليه أمير تلك البلدة النواب حامد علي خان في المنطق ثم استقال لعله مات في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، ولم يعرف له تأليف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1279 مولانا عبد العزيز الهزاروي الشيخ العالم المحدث عبد العزيز بن عبد السلام بن إلياس بن عبد اللطيف العثماني الهزاروي أحد العلماء الصالحين، له استجلاء البصر من شرح نخبة الفكر بالأردو. الحكيم عبد العلي اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد العلي بن إبراهيم بن يعقوب الحنفي اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية. ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وحفظ القرآن، ثم اشتغل بالعلم وقرأ على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي وعلى شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم الأنصاري، وقرأ الكتب الطبية على جده وأبيه ولازمهما مدة من الزمان حتى برع وفاق الأقران في الفنون العلمية والعملية سيما المعالجات، فاشتهر اسمه وبعد صيته وجعله نواب كلب علي خان الرامبوري طبيباً خاصاً له مقام والده المرحوم، ولم يزل مجتهداً في إكرامه ويحبه حباً مفرطاً، فأقام برامبور إلى وفاة الأمير المذكور، ثم رجع إلى بلدته ومكث بها برهة من الزمان، ثم استقدمه واجد علي شاه اللكهنوي إلى كلكته فذهب إليه ومكث عنده إلى وفاته، ثم رجع إلى لكهنؤ وأقام بها زماناً، ثم استقدمه نواب شاهجهان بيكم ملكة بهوبال وكنت حينئذ في بهوبال فقرأت عليه بعض الكتب الطبية وتطببت عليه. وكان حسن الصورة مشكلاً ضخماً سمياً ذا بشاشة للناس وتواضع كثير الاعتناء بالمساكين، وكان لا يرجح الغني على الفقير في المعالجة، توفي بمدينة لكهنؤ في ضعف المعدة يوم وضع حجر أساس كلية الطب الحديث مذيكل كالج بلكهنؤ على يد جورج الخامس ملك جزائر بريطانيا والهند وما وراء البحار، وكنت إذ ذاك في ذلك المجلس فسمعت أنه توفي الآن فظنت أن الطب اليوناني قد مات بوفاته حتى قام مقامه الطب الغربي، وكان ذلك سلخ شوال سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف. السيد عبد العلي بن عبد الحي الحسني اللكهنوي ولد مؤلف الكتاب، ولد لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف بهنسوه - قرية جامعة من أعمال فتحبور - في بيت جده لأمه السيد عبد العزيز بن سراج الدين الحسيني الواسطي، وقرأ في علم الآلات على شيخه السيد علي الزينبي والمولوي شبلي الجيراجبوري، وأخذ الهيئة عن المولوي سلطان محمد الكابلي، والهندسة عن العلامة شير علي الحيدرآبادي وحضر الدروس في دار العلوم لندوة العلماء، وقرأ على بعض الكتب الدرسية ولازمني مدة وأخذ عني الصناعة الطبية، وقرأ على شيخنا العلامة حسين بن محسن الأنصاري اليماني حين وفد علي من بهوبال كتاب الأوليات للشيخ محمد سعيد سنبل وأجازه شيخنا المذكور، ثم سافر إلى ديوبند سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، وقرأ الصحاح والسنن على السيد أنور شاه الكشميري وعلى العلامة محمود حسن الديو بندي المحدث ولازمهما سنة كاملة، ثم رجع إلى مدينة لكهنؤ، فزوجته بابنة خاله السيد أبي القاسم بن عبد العزيز الحسيني الواسطي. وأقبل على دراسة اللغة الإنجليزية والعلوم العصرية، وانتسب إلى إحدى مدارسها الرسمية وخرج ناجحاً، ودخل في كلية لكهنؤ وجد في البحث والاشتغال حتى نال الفضيلة بتفوق في علم الكيمياء وعلم الحيوان وعلم النبات وغيرها، وذلك سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف، وحصلت له وسامتان عاليتان، إحداهما من الذهب المسكوك مع الكتب النفيسة من جامعة إله آباد على يد الحاكم العام للولايات الشمالية المتحدة. وقرأ الطب القديم على مؤلف هذا الكتاب، وسافر في هذه السنة إلى دهلي ومكث عند طبيب الهند المشهور وزعيمها حاذق الملك الحكيم أجمل خان ومكث عنده ستة أشهر يرافقه ويستفيد منه، ثم التحق بكلية الطب الحكومية في لكهنؤ سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، واستقام على طريقته وشارته محافظاً على الشعائر الدينية والآداب الاسلامية متقشفاً في الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1280 اللباس والوضع، جاداً في البحث والدراسة حتى نال إعجاب أساتذته وثقتهم وتقدير زملائه واحترامهم، وتوفي والده مؤلف هذا الكتاب سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، وأكمل المترجم دراسته في كلية الطب وأخذ الشهادة من جامعة لكهنؤ سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف، ثم بدأ حياته المستقلة كطبيب ليكفل أسرته، وكان زاهداً في الوظائف الحكومية. وانتخب عضواً في لجنة ندوة العلماء التنفيذية سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، وانتخب نائب المدير سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف ومديراً أو الأمين العام سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف، وقد قطعت ندوة العلماء ودار العلوم التابعة لها أشواطاً بعيدة زمن إدارته وإشرافه، وجلب لها بعض الأساتذة الكبار وفاقت في تحسين طريقة تعليم اللغة العربية وإصلاح مناهج الدرس، وحج وزار سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف على جناح شوق وحب، وطابت له الأيام في الحرمين الشريفين، وظل مشتغلاً ثلاثين سنة بإدارة ندوة العلماء وخدمة الناس عن طريق المداواة والبر والمؤاساة، مهتماً بأمور المسلمين مساهماً في تأييد القضايا الإسلامية والمشاريع الإصلاحية بقدر الإمكان، مشتغلاً بذات نفسه معتزلاً في بيته، قليل الحديث إلا فيما ينفعه وينفع الناس، زاهداً في الجاه والشهرة والظهور. وكان رحمه الله مثالاً نادراً للجمع بين محاسن القديم والجديد وفضائل الدين والدنيا رسوخ في العقيدة واستقامة في الدين، وتضلع في العلوم القديمة والحديثة وسعة آفاق الفكر وتصلب في المبادىء والغايات، وتوسع في الوسائل والآلات، وقد اجتمع فيه حب الواقعية وعدم التعصب مع الإتقان والتعمق، متوسطاً بين الجمود والتجدد وبين التقليد ورفض التقليد، وكانت له فطرة سليمة بعيدة عن الإفراط والتفريط، كان متقشفاً في حياته الشخصية، زاهداً في معيشته، ولكنه كان واسع النظر، رحب الصدر في العلم والدراسة، متتبعاً للحديث الأحدث، من العلوم والتجارب، وكان حريصاً على اتباع السنة بعيداً عن الإسراف وعن تقليد العادات الهندية، وكان جاداً في كل أعماله، متقناً لكل ما درسه من قديم وجديد، إماماً في مسجد الحي، عالماً فقيه النفس، قد بايع مولانا حسين أحمد الفيض آبادي، وكان شديد الحب كثير الإجلال له، وكان بيته منزله الدائم في البلد، وكان أثيراً كبير المنزلة عنده، وكان قوي الحمية للاسلام، مقدراً للجهاد أينما كان، حريصاً على المساهمة فيه، واسع الاطلاع على شؤون العالم الإسلامي، شديد التعلق بجزيرة العرب والحجاز والحرمين الشريفين، عميق الحق شديد التعظيم للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه وأهل بيته، شديد الحب للعرب يسوؤه ويؤلمه ذمهم، وانتقاص حقهم وفضلهم، خبيراً بجغرافية الجزيرة العربية، ألف كتاباً بالعربية في هذا الموضوع في شبابه، كبر الاعتناء بالحديث النبوي الشريف، وكان له شغف بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن قيم الجوزية، حسن الاعتقاد شديد الإجلال للشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي والشيخ ولي الله الدهلوي والسيد أحمد بن عرفان الشهيد، وكان له شغف عظيم واهتمام كبير بالدعوة إلى الإسلام ونشر الدين والعلم في الطبقات المتخلفة وأصحاب الحرف والمهن. وكان واسع الذرا رحيب الصدر لإخوته الصغار وأهل بيته، وكان قد غلب عليه الاحتساب، لا يتكلم إلا فيما يعنيه، ويكتفي بقدر ما يلزمه، ولا ينفق إلا فيما يرجو ثوابه، مقتصداً فيما يتفاخر به الناس، منبسطاً فيما يدخره عند الله، رزقه الله القبول العام، وقد بلغ الغاية في بر والده وطاعته، ونال رضاه وأدعيته الوافرة، وقد ختم رحمه الله ترجمت في هذا الكتاب بقوله: وهو حسن الفهم جيد التصور قوي الإدراك، قد أخذ العلوم الآلية والعالية بنصيب وافر، فتح الله سبحانه عليه أبواب معارفه، وجعله من العلماء العاملين، ورفع شأنه وبارك فيه، وجعل لي قرة عين بحوله وطوله، وإني أجزته بجميع ما تجوز لي روايته، وتصح عني درايته بحق ما أجازني جمع من المشايخ الأجلاء، وأرجو الله تعالى أن ينفعه وينفع به، ويجعله من عباده الصالحين ومن العلماء الناشرين للدين القويم بحق النبي الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. كان مربوع القامة مائلاً إلى القصر أبيض اللون والبشرة جميلاً، وسيماً، من رآه أحبه وأجله، طلق الوجه وقوراً، ضحكه التبسم في غالب الأحوال، وإذا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1281 ضحك دمعت عيناه، عريض الجبهة واسع العينين، نظيف الأثواب في غير تكلف وإسراف، يحب النظافة والنظام في كل شيء، يؤثر من اللباس والطعام ما خف وعم، وكان جيد الخط، بارعاً في الكتابة، متقناً للحساب، يجيد اللغة الفارسية والعربية والإنجليزية، وإذا كتب باللغة الأردوية أوجز وأجاد، وكان يباشر أموره بنفسه، وكان يحسن شيئاً كثيراً من الأمور المنزلية، ويعرف الخياطة والطبخ، وكان صبوراً دؤوباً في المداواة والتمريض، ناصحاً مخلصاً للمرضى، ولا يستحيي من قوله: ما فهمت ولا يصر على خطاء، ويحب الفقراء والمساكين، ويؤثر مساكنتهم ومجالستهم، ويكره المبالغة في كل شيء، قد فطر على الاقتصاد والتوسط في أمور الدين والدنيا. ولم يزل على ذلك حتى انحرفت صحته في الزمن الأخير، وأصيب بضغط الدم وأمراض القلب، حتى وافاه الأجل المحتوم لتسع ليال بقين من ذي القعدة سنة ثمانين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه مولانا عبد الشكور اللكهنوي في جمع حاشد، ونقل جثمانه إلى وطنه رائي بريلي حيث دفن بجوار والده وأجداده بمقبرة شيخ المشايخ الشيخ علم الله النقشبندي رحمه الله تعالى. المولوي عبد العلي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل عبد العلي بن محمد مهدي بن عارف الدين بن محمد معروف البرهانبوري المدراسي ثم الحيدر آبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم ولي التدريس بدار العلوم في حيدر آباد الدكن، واستقل به مدة حياته، أخذ عنه جمع كثير. مات في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف بحيدر آباد. المولوي عبد العلي آسي المدراسي الشيخ الفاضل عبد العلي بن مصطفى الحنفي الجتوري المدراسي، ثم اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة. ولد ونشأ ببلدة جتور - بكسر الجيم المعقود وتشديد التاء الفوقية - قدم لكهنؤ في شبابه وقرأ معظم الكتب الدرسية على مولانا إلهي بخش الفيض آبادي، وبعضها على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ثم استخدمه عبد الرحمن خان صاحب المطبعة النظامية لتصحيح الكتب، وكان له يد بيضاء في التصحيح والتحشية والإنشاء والشعر. له مصنفات، منها: التبصرة النظامية في الرؤس الثمانية، وتبصرة الحكمة في حفظ الصحة، وتكملة واجب الحفظ، وحل التصاريف المشكلة، وميزان اللسان، وتنبيه الوهابيين، وله غير ذلك من الرسائل. وأسس مطبعة في لكهنؤ كان لها فضل كبير في نشر الكتب العربية والدينية. مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف. المولوي عبد العلي الجانكامي الشيخ الفاضل عبد العلي بن منة علي الجانكامي أحد الرجال المعروفين بالفضل والصلاح، ولد في سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على أساتذة مصره، ثم سافر إلى كلكته وقرأ على أساتذة المدرسة العالية بها، وتعلم اللغة الإنكليزية، ثم ولي التدريس بمدرسة هوكلي، ومن مصنفاته صحيفة الأعمال ومرآة الأحوال. مولانا عبد العلي الرامبوري الشيخ الفاضل العلامة عبد العلي الحنفي الرامبوري أحد الأفاضل المشهورين في المنطق والحكمة وسائر الفنون الرياضية، درس وأفاد مدة عمره، وأخذ عنه غير واحد من العلماء، منهم القاضي عبد الحق بن محمد أعظم الكابلي صاحب القول المسلم. توفي سنة ثلاث وثلاثمائة وألف ببلدة رامبور. مولانا عبد العلي الميرلهي الشيخ العالم الفقيه عبد العلي بن نصيب علي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1282 الحنفي الميرلهي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بقرية عبد الله بور من أعمال ميرله، وقرأ العلم على العلامة محمد قاسم النانوتوي، ومولانا أحمد علي السهارنبوري، والشيخ فيض الحسن السهارنبوري، وعلى غيره من العلماء. درس في المدرسة العربية بديوبند، ثم تصدر للتدريس في مدرسة المرحوم حسين بخش بدهلي في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، لقيته ببلدة دهلي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف كان كثير التواضع، طارحاً للتكلف، أليفاً ودوداً، كثير الضيافة موسراً، تخرجت عليه جماعة من العلماء الكبار، وقرأ عليه الشيخ محمد أشرف علي التهانوي، والشيخ أنور شاه الكشميري والشيخ حسين أحمد الفيض آبادي المدني وغيرهم. توفي لإثنتي عشرة خلون من جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن في مقبرة الشيخ ولي الله الدهلوي. المفتي عبد الغفار الكواليري الشيخ العالم الفقيه عبد الغفار بن أحمد حسن الخير آبادي ثم الكواليري أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة كواليار، وحفظ القرآن في صغر سنه، ثم اشتغل بالعلم على جده لأمه الشيخ بهادر علي الكواليري فقرأ عليه الكتب الدرسية، وسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند وولي الإفتاء بكواليار. له مصنفات، منها: تبصره حق نما، وفضائل القرآن، والباقيات الصالحات، ومرج البحرين في فضائل الحرمين، ونور العينين في تقبيل الإبهامين، وكنز الفرائض. مولانا عبد الغفار الكانبوري الشيخ العالم الفقيه عبد الغفار بن عالم علي بن غلام مخدوم الصديقي اللكهووي ثم الكانبوري أحد الفقهاء الحنفية. ولد في سنة سبع وأربعين ومائتين وألف بمدينة لكهنؤ، واشتغل بالعلم على مولانا محمد علي بن عبد العزيز اللكهنوي، ثم على الشيخ سراج الدين السنبهلي، والمفتي سعد الله المراد آبادي، ثم حفظ القرآن الكريم وقرأ فاتحة الفراغ وله خمس وعشرون سنة، فدرس وأفاد بلكهنؤ مدة من الزمان، ثم ذهب إلى كانبور سنة أربع وسبعين وقدم بها في المطبعة النظامية مدة عمره، وكان حسن الأخلاق كثير الصمت مديم الاشتغال بالدرس والإفادة شديد التعبد، له هداية العباد إلى آداب محفل الميلاد وبدر الكمال وفتاوى بي نظير، ومنظومة في الدعاء. مات لعشر ليال خلو من ذي الحجة الحرام سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، ببلدة كانبور. مولانا عبد الغفار الرامبوري الشيخ العالم الفقيه عبد الغفار الحنفي الرامبوري أحد العلماء المشهورين، أخذ عن الشيخ إرشاد حسين الأحمدي الرامبوري ولازمه مدة مديدة ودرس وأفاد ولما توفي شيخه إرشاد حسين صار خليفة له في العلم والطريقة، وهو الذي قرأ عليه الشيخ محمد طيب المكي أول ما نزل رامبور شيئاً من المعقول، وإني سمعت محمد بن يوسف السورتي يقول: إني كلمته فوجدته غير ضابط لما يقول، وسمعت عنه أخباراً تدل على أنه قليل المعرفة، قال: وشيخنا محمد طيب يصفه بذلك أيضاً، انتهى. القاضي عبد الغفار الطوكي الشيخ العالم المفتي ثم القاضي عبد الغفار ابن جهوثي خان الحنفي الطوكي أحد العلماء المشهورين ببلدة طوك، كان من الهنادك، أسلم والده، وقرأ عبد الغفار على مولانا حيدر علي بن عناية علي الحسيني الرامبوري ثم الطوكي وعلى تلميذه القاضي إمام الدين، ثم خدم الحكومة حتى صار أكبر قضاتها. مات لتسع خلون من صفر سنة سبع وثلاثمائة وألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1283 الملوي عبد الغفار الموي الشيخ الفاضل عبد الغفار بن عبد الله الموي الأعظم كدهي أحد العلماء المشهورين، ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المولوي فيض الله الموي والمولوي عبد الأحد الإله آبادي وعلى غيرهما من العلماء، ثم تأدب على السيد مهدي بن نوروز على المصطفى آبادي، وتطبب على الحكيم باقر حسين اللكهنوي، ثم سافر إلى كنكوه وأخذ الحديث عن الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، ثم ولي التدريس بسراج كنج من بلاد بنكاله فدرس بها زماناً، ثم ولي التدريس بمدرسة أنوار العلوم في نوانكر من أعمال بليا. وسعد بالحج والزيارة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف، فأجازه الشيخ عبد الحق الإله آبادي المهاجر بمكة المشرفة. ومن مؤلفاته المطبوعة: غرائب البيان في مناقب النعمان، ومسلك البردة في منسك الحج والعمرة، وقصوى الذرى لمن تمسك بأوثق العرى في عدم إقامة الجمعة في القرى، وخمس رسائل منها طيب الأقاحي في مسائل الأضاحي، وكشف الحقيقة في مسائل العقيقة، وتحقيق قول الطرفين في الكلام بين الخطبتين، وكشف المكنون في الخروج من الطاعون، وغير ذلك مما لم يطبع بعد، إلجام المتعنتين في الذب عن الإمام أبي حنيفة والرد على جارحيه. توفي في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف. المولوي عبد الغفور الجيراجبوري الشيخ الفاضل عبد الغفور بن سخاوة علي الجيراجبوري الأعظم كدهي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بجيراج بور - قرية من أعمال أعظم كده - وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على مولانا حفيظ الله البندوي، وعلى غيره من الأساتذة برامبور، وولي التدريس في المدرسة المعينية بأجمير فدرس بها مدة من الزمان، ثم سار إلى كلكته وولي التدريس بالمدرسة العالية فدرس بها قليلاً، ثم قدم لكهنؤ وولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء يدرس بها، وله كثرة اشتغال بالتدريس. مات سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف. المولوي عبد الغفور المحمد آبادي الشيخ الفاضل عبد الغفور بن محمد إكرام العمري المحمد آبادي الأعظم كدهي أحد العلماء الصالحين، ولد بمحمد آباد سنة خمس وستين ومائتين وألف، وقرأ مدة على كريم الدين الغالببوري والمولوي واجد النتهوبوري، ثم سافر إلى جونبور ولازم دروس المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكهنوي وأخ عنه، ثم اشتغل بمهمات المعيشة وخدم الحكومة الإنكليزية مدة، حتى نال الصدارة وأحيل إلى المعاش، له مصنفات ممتعة. المولوي عبد الغفور الطوكي الشيخ الفاضل عبد الغفور الحنفي الطوكي كان أصله من بنكاله، ولد ونشأ بها، وسافر للعلم فقرأ على أساتذة عصره، ثم قدم طوك ودرس وأفاد بها مدة حياته. وكان فاضلاً كبيراً بارعاً في النحو والعربية، أخذ عنه السيد مصطفى بن يوسف الطوكي وصنوه السيد محمد عرفان وخلق كثير من العلماء. مات ودفن ببلدة طوك. المولوي عبد الغفور الرمضانبوري الشيخ العالم الفقيه عبد الغفور الحنفي الرمضانبوري البهاري أحد العلماء المشهورين، ولد في سنة سبعين ومائتين وألف بقرية رمضان بور من أعمال مونكير، واشتغل أياماً على المولوي إسماعيل الرمضانبوري والشيخ محمد أحسن الكيلاني، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي، ثم سار إلى سهارنبور وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري المحدث، ثم رجع إلى بلاده. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1284 وله مصنفات منها: الإسعاف حاشية الإنصاف، وتسهيل المتأمل وشرح التهذيب، وعمدة المقاصد، ومفيد الأحناف في مبحث السلام، ورسالة في سجود السهو، وخلاصة المفردات، وله غير ذلك من الرسائل. المولوي عبد الغفور الدانابوري الشيخ الفاضل عبد الغفور الدانابوري أحد العلماء العاملين بالحديث، قرأ العلم على مولانا فيض الله الموي وعلى غيره من العلماء، ثم أسند الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، وكان من أصدقائي، له مصنفات كثيرة وشعر حسن، منها قوله: بانت سلمى فما شيء يسلينا ولوعة البين يشوينا ويصلينا قامت تودعني والهجر يمنعها وقمت عانقتها والحزن يبكينا تقول صبراً جميلاً لا تمت أسفاً أعطاك ربي غداة البين تسكينا فيا لها تركتني هائماً قلقاً وودعتني وداعاً لا تبالينا القلب ملتهب والعين ذارفة وشب نار الهوى والدمع يروينا غيداء فاتنة هيفاء ناعمة تحكي نسمي الصبا أعضائها لينا شمس إذا طلعت برق إذا برزت فتانة بسهام العين ترمينا كأنها في ظلام الليل إذ خرجت برق تنور من تلقاء بلقينا خود غدائرها طالت إلى قدم والفرع يحكي سواداً من ليالينا تفديك شوقاً تعالى واسمحي كرما اللحظ من طرفك الممراض يشفينا حتام نشكو بقلب نازح قلق متنا وإن لقاء منك يحيينا ماذا جنينا وليس الحب معصية بأي ذنب هداك الله تقلينا مالت إلينا فولت بعد ما ركنت صدت فسلت لنا سيفاً وسكينا إلى غير ذلك من الأبيات. مولانا عبد الغني اللعلبوري الشيخ الفاضل عبد الغني بن شهامة علي بن مظهر علي بن دائم علي الصديقي اللعلبوري البهاري أحد العلماء الصالحين، ولد في سنة تسع وخمسين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على والده، ثم اشتغل على مولانا لطف العلي البهاري ومولانا عليم الدين النكرنهسوي، وقرأ عليهما سائر الكتب الدرسية، ثم سافر إلى دهلي وقرأ الصحاح الست وهداية الفقه على شيخنا المحدث نذير حسين الدهلوي، وحصلت له الإجازة منه. مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف كما في تذكرة النبلاء. مولانا عبد الغني الرامبوري الشيخ الفاضل عبد الغني بن عبد العلي بن عبد الرحمن بن محمد سعيد الحنفي الرامبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية. ولد برامبور سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده، وعلى المفتي شرف الدين، والمولوي محمد غفران، والمولوي غلام فرح، والمولوي محمد علي، والمولوي جلال الدين، والعلامة عبد العلي، والعلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي، وعلى غيرهم من العلماء برامبور، وقرأ فاتحة الفراغ سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، وأقام برامبور زماناً ثم سافر للاسترزاق، فولي التدريس في الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1285 المدرسة الإنكليزية بمين بوري - بفتح الميم - وأقام بها مدة، ثم سافر إلى أوديبور وخدم الحكومة مدة عمره. له مصنفات: منها شرح على مجموع الصيغ، وشرح على شرح الميزان للمفتي شرف الدين، وشرح على تشريح الأفلاك. توفي برامبور لعشرة ليال بقين من ذي القعدة سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف، أخبرني بها ولده نجم الغني. مولانا عبد الغني الفرخ آبادي الشيخ الفاضل عبد الغني بن محمد مير بن نصرة مير بن فتح مير الأفغاني الفرخ آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بفرخ آباد، وسافر للعلم فقرأ العلوم الآلية والعالية كلها على المفتي لطف الله بن أسد الله البلكهني - بكسر الباء العجمية - ثم ولي التدريس بقرية بهيكن بور من أعمال عليكزه فدرس بها مدة من الزمان، ثم سافر إلى حيدر آباد مع شيخه المفتي لطف الله، فولي التدريس في دار العلوم. وله المقال الطريف في البلاغة، وموارد المصادر والأفعال، وحوار العرب في اللغة العربية، وأرمغان آصفي في مجلدات باللغة الفارسية. مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف بعليكزه. السيد عبد الفتاح الكلشن آبادي الشيخ العالم الفقيه عبد الفتاح بن عبد الله الحسيني النقوي الحنفي الكلشن آبادي أحد الفقهاء المشهورين. ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على سيد ميان السورتي، وشان عالم البرودوي، وبشارة الله الكابلي، وعبد القيوم الكابلي، والمفتي عبد القادر التهانوي، وخليل الرحمن الرامبوري، والشيخ فضل رسول العثماني البدايوني، وعلى خلق آخرين، وحصل سند الإفتاء سنة أربع وستين ومائتين وألف، فولي الإفتاء بخانديس واستقام به مدة، ثم ولي التدريس بالمدرسة الكلية الفنستن كالج بمعمورة بمبىء سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، فدرس بها مدة طويلة حتى أحيل على معاش تقاعد، ولقبته الحكومة الإنكليزية خان بهادر فاعتزل في بيته بكلشن آباد ناسك. وله مصنفات كثيرة: منها جامع الفتاوي في أربعة مجلدات، وخزينة العلوم في مجلدين، وتاريخ الأولياء في مجلدين، والتحفة المحمدية في رد الفرقة المرتدية، وتأييد الحق وأشراف الإنشاء وكليد دانش وصد حكاية وديوان شعر. المولوي عبد القادر الموي الشيخ الفاضل عبد القادر بن عبد الله الموي الأعظمكدهي كان من عشيرة الحائكين، ولد سنة تسع وسبعين ومائتين وألف ببلدة مئو ناته بهنجن من أعمال أعظمكده، وقرأ أياماً على المولوي حسام الدين، والمولوي محمد علي الموي، ثم أخذ عن الشيخ فيض الله الموي وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، وفرغ سنة ثلاث وثلاثمائة وألف، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا المحدث مولانا نذير حسين الدهلوي، ثم قدم بلدتنا رائي بريلي وأخذ الطريقة عن سيدنا ضياء النبي بن سعيد الدين النقشبندي، ثم تصدر للتدريس فدرس وأفاد أربع سنين في بلدته مئو وثلاث سنين في مدرسة المسلمين ببلدة كامثي، وبضع سنين في المدرسة الأحمدية بآره. وله حل المغلقات في بيان الطلقات وتفريح الجنان بأحكام القيام في رمضان وعمدة الكلام في الرد على درة النظام والروضة الناضرة من علم المناظرة، وكتاب في سيرة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه. توفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف. الشيخ عبد القادر الكجراتي الشيخ الفاضل عبد القادر بن عبد الله بن نور الله الحسيني الكجراتي أحد الأفاضل المشهورين، ولد في سنة أربع وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على عمه الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1286 السيد محمد بن نور الله الحسيني، وعلى الشيخ محمود باعكظه السورتي، وأخذ العروض عن السيد علوي العيدروس السورتي، وبرع في كل علم وفن. الشيخ عبد القادر البدايوني الشيخ العالم الفقيه عبد القادر بن فضل رسول العثماني الحنفي الماتريدي البدايوني أحد العلماء المشهورين في بلاد الهند. ولد ببلدة بدايون سنة ثلاث وخمسين ومائتين وألف ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا نور أحمد البدايوني، والعلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ جمال عمر المكي، ثم رجع إلى الهند. وكان فقيهاً أصولياً جدلياً ذا عناية تامة بالبحث والمناظرة، وكان على قدم والده في إثبات نذور الأولياء، وأعراس المشايخ، والستور على القبور، وإيقاد السرج عليها، وإثبات عمل المولد بالهيئة المروجة، والقيام عند ذكر الولادة والمبادرة إلى تكفير المسلمين وتبديعهم وتفسيقهم، أعاذنا الله من ذلك. وله مصنفات منها: سيف الإسلام المسلول على المناع لعمل المولد والقيام، وأحسن الكلام في تحقيق عقائد الإسلام، وحقيقة الشفاعة على أهل السنة والجماعة، وشفاعة السائل بتحقيق المسائل. مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة بدايون. الشيخ عبد القادر الحيدر آبادي الشيخ العالم الفقيه عبد القادر بن فضل الله بن محمد علي بن عبد القادر البكري الحنفي الحيدر آبادي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد لتسع خلون من ربيع الثاني سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف ببلدة حيدرآباد واشتغل أياماً على والده، ثم قرأ على مولانا محمد زمان الشاهجهان بوري، والشيخ نياز محمد البدخشي، والشيخ محمد حسن علي الحيدر آبادي، والشيخ فضل رسول العثماني البدايوني، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر، وولي خدمات جليلة بحيدر آباد، فاستقل بها مدة ثم اعتزل عنها. وله مصنفات كثيرة، منها تبليغ الأحكام في آداب الطعام، وسوط الرحمن على ظهر الشيطان، وتحفة العاشقين، والتذكرة القادرية، ونور الهدى، وبدر الدجى، وشمس الضحى، ونور الإيمان، وكوهر مقصود وغير ذلك. توفي لليلتين خلتا من ذي الحجة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف. الشيخ عبد القادر السورتي الشيخ العالم الفقيه عبد القادر بن محمود بن عبد القادر بن عبد الأحمد باعكظه الشافعي السورتي كان من العلماء الأتقياء، ولد في السابع عشر من رجب سنة ثلاث وتسعين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم وقرأ على الأساتذة المشهورين، ثم أسند الحديث عن الشيخ محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة ثمان وثلاثمائة وألف، وأخذ عن المشايخ الأجلاء، ثم رجع إلى الهند وأقام ببلدة بمبىء، وله مصنفات، منها تحفة الفقير إلى من اجترأ على المسلم بالتكفير وتحفة المشتاق في أحكام النكاح والإنفاق. الشيخ عبد القادر السلهثي الشيخ الفاضل عبد القادر بن محمد إدريس بن محمد محمود بن محمد كليم العمري الحنفي السلهثي أحد العلماء المشهورين بأرض بنكاله، ولد ونشأ ببلدة سلهث - بكسر السين المهملة وسكون اللام، آخرها تاء عجمية - قرأ العلم على المولوي رمضان الله تلميذ القاضي فضل الرحمن، ثم تصدر للدرس والإفادة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1287 له مصنفات كثيرة في الفقه والعقائد، منها الدر الأزهر في شرح الفقه الأكبر والفوائد القادرية في شرح العقائد النسفية والرد المعقول على النهج المقبول والجوامع القادرية. المفتي عبد القادر الرامبوري الشيخ العالم الفقيه عبد القادر الحنفي الرامبوري مفتي المحكمة حالاً، يعرف بمعرفة جزئيات الفقه والفتاوي، وهو رجل معمر يذكره الناس بكل خير وصلاح من عدم قبول الرشوة والتداهن في الحكم، ولكني سمعت محمد بن يوسف السورتي يقول: إنه لا رأي له، وهو لا يزال يتتبع الخلاف ولو من جانب بعض أعوانه، فإنه قد أفتى غلطاً في أحكام شتى، ثم روجع فلم يزل يصر عليه حتى أفحم، انتهى. الشيخ عبد القدير الحيدر آبادي الشيخ الفاضل عبد القدير بن عبد القادر بن فضل الله البكري الحيدرآبادي أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية والدينية ولد بحيدر آباد سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على المولوي إلهي بخش والسيد ناظر الدين والشيخ محمد سعيد وغيرهم بدار العلوم في حيدر آباد، وأخذ العلوم الأدبية عن السيد أبي بكر بن شهاب الحضرمي الحيدر آبادي، والقراءة عن السيد محمد عمر الحسيني عن السيد محمد التونسي، والحديث عن السيد محمد عمر القادري، والطريقة عن خاله السيد محمد صديق الحسيني القادري، حتى برز في الفضائل الكثيرة ولما تأسست الجامعة العثمانية حوالي سنة سبع وثلاثين هجرية، تعين أستاذاً فيها، ثم تولى رئاسة القسم الديني وأحيل إلى المعاش وله مصنفات في الأدب والتفسير والتصوف وعلم الكلام ومن شعره الرقيق الرائق قوله: جد الهوى والجوى والسقم والألم والغم عم وحبل الصبر ينفصم الجسم فيه ضنى والقلب فيه هوى والصدر فيه جوى والنار تضطرم حباً لأحمد خير الخلق كلهم المصطفى المجتبي طابت له الشيم الشمس غرته والليل طرته تبدو نجوم الليالي حين يبتسم غوث غياث وغيث الملومات به يستشفع العرب عند الله والعجم يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي فالهند ضاقت وزاد الهم والألم مات لسبع عشرة خلون من شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة وألف بحيدر آباد، ودفن بها وله ثلاث وتسعون من العمر. المولوي عبد القدير الديوبندي الشيخ العالم الفقيه عبد القدير الحنفي الديوبندي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة ديوبند من أعمال سهارنبور، ودخل في المدرسة العربية بها سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أساتذتها الشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي والسيد أحمد الدهلوي والمولوي محمود حسن الديوبندي وغيرهم وفرغ سنة أربع وتسعين، ثم دخل سهارنبور وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي ابن لطف الله السهارنبوري، ثم قدم لكهنؤ وولي خدمة التصحيح في دار الطباعة للمنشي نولكشور. مولانا عبد القدوس الموي الشيخ الفاضل عبد القدوس بن حسام الدين الموي الإله آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد ببلدة مئو قاضي طيب من أعمال إله آباد سنة ثمان وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على مولانا لطف الله الكوئلي والمفتي عنايت أحمد الكاكوروي وعلى غيرهما، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا السيد نذير الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1288 حسين الدهلوي المحدث، ثم تصدر للتدريس، وله مصنفات، منها كشف الرموز. ملا عبد القيوم الحيدر آبادي الشيخ الفاضل عبد القيوم بن عبد الباسط بن محمد مهدي الصديقي الحنفي الحيدر آبادي أحد العلماء المشهورين. ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على حياة خان المدراسي والمولوي حنيف الحيدر آبادي ومولانا علي عباس الجرياكوثي والمولوي شجاعة حسين الكوركهبوري والسيد معين الدين بن خيرات علي الكاظمي الكزوي، وسافر إلى البلاد وصرف شطراً من عمره في البحث والاشتغال حتى صار بارعاً في كثير من الفنون، ثم رجع إلى حيدر آباد وخدم الدولة الآصفية مدة من الزمان وأحيل إلى المعاش. وكان شهماً حازماً سخياً ذا جرأة ونجدة، فصيح اللسان حسن المحاضرة، كثير المحفوظ بالأدبيات، له رسالة في التعليم الإلزامي، وأبيات بالعربية والفارسية. مات في رمضان المبارك سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف بحيدر آباد، فنقلوا جسده إلى كلبركه، ودفنوه في مقبرة المشايخ الجنيدية المعروفة بروضة الشيخ. مولانا عبد الكافي الإله آبادي الشيخ العالم الفقيه عبد الكافي بن عبد الرحمن الحنفي الناروي الإله آبادي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بناره، بفتح النون، قرية جامعة من أعمال إله آباد، وقرأ العلم على الشيخ عبد السبحان بن محمد محسن الحنفي الناروي، ثم تصدر للتدريس، وأسس مدرسة للعلوم العربية بمدينة إله آباد، وسماها السبحانية على اسم شيخه المذكور، لقيته غير مرة، ووجدته شيخاً صالحاً منوراً متعبداً، على وجهه سيماء الصالحين. مات لتسع بقين من شعبان سنة خمسين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الكريم الهزاروي الشيخ الفاضل عبد الكريم بن عبد الرزاق بن كمال الدين بن كرم مير العلوي الحنفي الهزاروي أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ونشأ في لبركوث - بفتح اللام والموحدة وسكون الراء - قرية من أعمال هزاره، قرأ بعض الكتب من النحو والعربية على المولوي نور عالم الهزاروي، ثم سافر إلى ديوبند وقرأ في المدرسة العربية بها الفقه والحديث والأصول والكلام وشيئاً من المنطق والحكمة، ثم سافر إلى رامبور وقرأ على العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي، وصاحبه مولانا فضل حق بن عبد الحق الرامبوري، وجد في البحث والاشتغال حتى برز في العلوم وتأهل للفتوى والتدريس، فدرس مدة برامبور، ثم ولي التدريس بشاهجهانبور فدرس بها بضع سنين، ثم ولي التدريس في المدرسة المحبوبية بحيدر آباد فدرس بها مدة، ثم ولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء في بلدة لكهنؤ. وكان من العلماء المبرزين في العلوم عقلياً كان أو نقلياً، سليم الذهن جيد القريحة، صالحاً عفيفاً ديناً جواداً كريماً صاحب غيرة دينية وحمية إسلامية، له اليد الطولى في المناظرة له رسالة في إبطال حركة الأرض، ورسائل أخرى. مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة لكهنؤ، ولم يجاوز ستاً وثلاثين سنة. مولانا عبد الكريم البنكلوري الشيخ العالم الفقيه عبد الكريم بن فخر الدين البنكلوري أحد العلماء المبرزين في العلم والعمل، لقيته ببلدة مدراس فوجدته شيخاً صالحاً بارعاً في كثير من العلوم، وهو ذكر لي أنه قرأ العلم على أساتذة حيدر آباد الدكن وسافر له إلى بلادشتي، وأهدى لي بعض مؤلفاته، وكان ممن لا يتقيد بمذهب ولا يقلد في شيء من أمور دينه بل يعمل بنصوص الكتاب والسنة ويجتهد برأيه. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1289 مولانا عبد الكريم الطوكي الشيخ الفاضل عبد الكريم الحنفي الطوكي الخطاط، كان من العلماء المبرزين في العربية وقرض الشعر، له مصنفات عديدة، منها شرح على رسالة الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي في أصول الفقه، وله منظومة في البلاغة. مولانا عبد الكريم البنارسي الشيخ الفاضل عبد الكريم البنارسي ثم الطوكي أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة، ارتحل أسلافه إلى سورت، لعله في ثورة الهند سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، فتعلم العلم على بعض علماء سورت، ثم قرأ بعض الكتب الدرسية على الشيخ محمد بن أبي محمد الجوناكدهي، ثم سافر إلى دهلي أو غيرها من البلاد وقرأ على أساتذتها، ثم دخل بنارس وتقرب إلى نواب محمد علي حان الطوكي نزيل بنارس ودخيلها، وصاحبه مدة حياته ثم رحل إلى طوك. مولانا عبد الكريم الدهلوي الشيخ العالم الفقيه عبد الكريم الدهلوي أحد العلماء الصالحين، أخذ الحديث عن الشيخ رشيد أحمد بن هداية أحمد الحنفي الكنكوهي وصحبه مدة، ثم سكن بدهلي عاكفاً على الدرس والإفادة، وحصل له القبول العظيم من أهل تلك البلدة. مولانا عبد الكريم الكنج مراد آبادي الشيخ العالم المحدث عبد الكريم الكنج مراد آبادي أحد المشايخ الأعلام، أصله من بنجاب، ولد ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا أمير أحمد بن أمير حسن السهسواني وعلى غيره من العلماء، ثم دخل كنج مراد آباد حوالي سنة سبع وتسعين ومائتين وألف وصحب الشيخ العارف فضل الرحمن بن أهل الله البكري الكنج مراد آبادي المحدث وأخذ عنه الحديث وتفقه عليه، وسكن كنج مراد آباد وتزوج بها ببنت بنت الشيخ، له أرجوزة في لغة أهل الهند سماها منكابيتي. استقام على الشياخة مدة، مشغولاً بالذكر والإفادة والتربية والإرشاد بعيداً عن البدع وما تقيد به المشايخ من الرسوم والأعياد والأعراس. مات لليلتين بقيتا من ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف وله من العمر ثمانون سنة. مولانا عبد اللطيف السنبهلي الشيخ الفاضل عبد اللطيف بن إسحاق الحنفي السنبهلي أحد العلماء المشهورين ولد ونشأ بقرية أفضل كده واشتغل بالعلم أياماً على والده، ثم سافر إلى كانبور وقرأ الكتب الدرسية على مولانا أحمد حسن الكانبوري وبعض الكتب على المفتي لطف الله الكوئلي، ثم ولي التدريس بدلمئو - بفتح الدال المهملة - بلدة من أعمال رائي بريلي فدرس بها زماناً طويلاً، ثم ولي الإفتاء بندوة العلماء فاشتغل به زماناً، ثم ولي التدريس بدار العلوم في لكهنؤ فدرس بها مدة مديدة، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأقام بها ثلاث سنين، ثم رجع وسكن مدة طويلة بزاوية الشيخ محمد علي بن عبد العلي الحسيني الكانبوري ببلدة مونكير وكان يدرس ويفيد بها، ثم سافر إلى حيدر آباد وولي التدريس بالجامعة العثمانية سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف ومكث بها مدة طويلة يدرس ويفيد حتى آلت إليه رئاسة القسم الديني في الجامعة، ثم أحيل إلى المعاش وانتخب رئيساً للقسم الديني في جامعة عليكزه الإسلامية حوالي سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف، ومكث نحو عشر سنوات حتى أحيل إلى المعاش مرة ثانية في سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف، فاعتزل في بيته يدرس في الحديث ويشتغل بالمطالعة والتأليف. كان ذكياً حاد الذهن، له مشاركة جيدة في الفقه والحديث وعناية بالتجارة وتنمية الأموال وكان من العلماء الذين بسط الله لهم في الرزق ووسع لهم، وكان ذا خبرة وإطلاع وممارسة للأمور، لطيف العشرة، فكه المحاضرة، له شرح على جامع الترمذي سماه شرح اللطيف إذا طبع كان في عدة مجلدات الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1290 كبار، وله لطف الباري في شرح تراجم أبواب البخاري، وله رسالة في أصول الحديث - كلها بالعربية، وله مشكلات القرآن وتاريخ القرآن وتذكرة أعظم في سيرة الإمام أبي حنيفة وصرف لطيف ونحو لطيف كلها في أردو، وبعض رسائل علمية. مات لإثني عشر خلون من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وألف بعليكزه ودفن بها. مولانا عبد الله البلكرامي الشيخ الفاضل الكبير عبد الله بن آل أحمد الحسيني الواسطي البلكرامي أحد العلماء المشهورين في بلاد الهند، ولد لتسع بقين من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف ببلدة بلكرام، وقرأ العلم على مولانا سلامة الله البدايوني ثم الكانبوري والعلامة فضل حق الخير آبادي والمفتي نور الحسن الكاندهلوي وعلى غيرهم من العلماء، وسافر إلى الحجاز فحج وزار وأسند الحديث عن السيد أحمد بن زين دحلان الشافعي المكي بمكة المباركة. وكانت له اليد الطولى في العلوم الأدبية والمعارف الحكمية، أخذ عنه خلق كثير، وله فيض الصرف، وتشريح النحو، وعين الإفادة في كشف الإضافة، والتحفة العلية حاشية الهدية السعيدية، وله حاشية على هداية الفقه من كتاب اليبوع إلى كتاب الشفعة. مات سنة خمس وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الله الأنصاري الأنبهلوي الشيخ العالم الفقيه عبد الله بن أنصار علي بن أحمد علي بن قطب علي بن غلام محمد الأنصاري الحنفي الأنبهلوي أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بأنبهله قرية من أعمال سهارنبور، وقرأ العلم على خاله الشيخ يعقوب بن مملوك العلي وصهره الشيخ قاسم بن أسد علي النانوتوي، وقرأ فاتحة الفراغ سنة سبع وثمانين ومائتين وألف، وأسند الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري والسيد عالم علي النكينوي والقاري عبد الرحمن الباني بتي، وقرأ المثنوي المعنوي على الشيخ الأجل إمداد الله العمري التهانوي المهاجر، وولي الخطابة والموعظة في مدرسة العلوم بعليكزه لانتسابه إلى الشيخ قاسم المذكور سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف، وهو قليل الخبرة بالعلوم مع صلاح في الطريقة الظاهرة. مات في نحو أربع وأربعين وثلاثمائة وألف في بومبائي. مولانا عبد الله الطوكي الشيخ العالم الفقيه عبد الله بن سكندر الأفغاني الطوكي أحد العلماء الصالحين ولد ونشأ بطوك، وقرأ العلم على المولوي عبد الغفور والمولوي محمد حسن والمولوي محمد حسين ببلدة طوك، ثم سافر إلى بهوبال وأخذ الحديث عن المفتي عبد القيوم بن عبد الحي البرهانوي وعن شيخنا حسين بن محسن السبعي الأنصاري اليماني نزيل بهوبال. المفتي عبد الله الطوكي الشيخ الفاضل الكبير عبد الله بن صابر علي الحنفي الطوكي أحد العلماء المشهورين في بلاد الهند. ولد ونشأ ببلدة طوك وسافر للعلم، وأخذ عن المفتي لطف الله ابن أسد الله الكوئلي وعن غيره من العلماء، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري المحدث، ثم ولي التدريس بدهلي في مدرسة مولانا عبد الرب فدرس وأفاد بها مدة، ثم ولي التدريس في كلية العلوم الشرقية اورنتيل كالج بلاهور فدرس بها مدة طويلة، وحصلت له الوجاهة العظيمة من أهل تلك البلدة، ثم ولي التدريس بدار العلوم في بلدة لكهنؤ فتصدر بها زماناً، ثم ولي بالمدرسة العالية بكلكته وابتلى بالفالج في زمان يسير، فاعتزل عن ذلك وسار إلى بهوبال عند ولده أنوار الحق ومات بها. له تعليقات على شرح السلم المسمى بحمد الله، وعجالة الراكب في امتناع كذب الواجب بالعربية، وله الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1291 غير ذلك من المصنفات، ومن شعره الرقيق الرائق قوله مادحاً للوزير عبيد الله خان الطوكي. طال الأصيل وطابت الأسحار واخضرت الأنجاد والأغوار في كل نحو روضة وقرارة جادت عليها ديمة مدرار در الغمام على الخمائل والربى فزكى النجوم وأوشع الأشجار وعلا الفروع لرندها وعرارها واهتزت الأنوار والأزهار فشقائق النعمان تحسب أنها قبسات نار فوقهن أوار ويفوح جاديها ونشر بهارها ويروق ذاك الدلب والدر دار والياسمين قد ازدهى بجماله والورد في ألوانه مفخار والأقحوان منور بجنوبها والآس قد ملئت به الأقتار فترى النسيم إذا تهب خلالها سكران خمراً وعليه دوار وترى على أوراقها وغصونها تتغرد الذبان والأطيار والناس في دعة وعيش مخضل ورفاهة لا يحتوي المقدار وتنعم حتى تقول كأنهم في جنة تجري بها الأنوار فسألتهم ما بال ذا العيش الهني ومن الذي انقادت له الأقدار فالأرض ما بخلت بحسن نباتها والمزن ما انقطعت له الأقطار قالوا ألم تشعر بقيلهم الذي نضرت بحسن نظامه الأمصار ومن الذي ازدخر الفضائل كلها وله على كل المديح خيار كهف الورى هذا عبيد الله من خشعت له الأصوات والأبصار ذلت صروف الدهر في سطواته وتهيبته السهل والأغوار إلى غير ذلك من الأبيات الرائقة، توفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف بمدينة بهوبال. مولانا عبد الله الغازيبوري الشيخ الصالح العلامة عبد الله بن عبد الرحيم بن دانيال الموي الأعظمكدهي ثم الغازيبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث. ولد بمئو - بفتح الميم بلدة من أعمال أعظمكده - سنة إحدى وستين ومائتين وألف وحفظ القرآن، ثم سافر للعم إلى غازيبور وقرأ العلم على المولوي رحمة الله اللكهنوي وصنوه الكبير المفتي نعمة الله، ثم سافر إلى جونبور وقرأ على المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكهنوي في المدرسة الإمامية الحنفية، ثم سار إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث وتفقه عليه، ثم سافر إلى الحجاز سنة سبع وتسعين ومائتين وألف فحج وزار وأدرك الشيخ المعمر عباس بن عبد الرحمن بن محمد ابن الحسين بن القاسم الميني الشهاري تلميذ القاضي محمد بن علي الشوكاني صاحب نيل الأوطار فأسند عنه الحديث، ورجع إلى الهند وسكن غازيبور ودرس أكثر من خمس وعشرين سنة في العلوم كلها بغازيبور وذيانوان قرية من أعمال عظيم آباد وبلدة آره، أخذ عنه خلق لا يحصون بعد وعد. وكان مع غزارته في العلم وكثرة الدرس والإفادة فقيهاً زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة، يعمل ويعتقد في الحديث ولا يقلد أحداً، وقد أوذي في ذات الله وأخرج من بلدته، فعاش ببلدة آره مدة من الزمان سعيداً حميداً، ثم استقدمه الناس إلى مدينة دهلي بعد وفاة الشيخ المحدث محمد بشير السهسواني فدرس بها زماناً، ثم قدم لكهنؤ وسكن بها لتربية أسباطه الأيتام الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1292 ومات بها، وكان يحبني حباً مفرطاً ويأتيني في كل أسبوع مرة أو مرتين ويصلي الجمعة خلفي، وكنت معالجاً له في مرض موته - نفعنا الله ببركاته آمين. وله مؤلفات عديدة، منها رسالة في الصرف ورسالة في النحو ورسالة في المنطق ورسالة في المواريث ورسالة في تحقيق التراويح، وله غير ذلك من الرسائل. مات يوم الثلاثاء لتسع بقين من صفر سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة لكهنؤ، وكان ذلك في آخر النهار ودفن بعد العشاء بمقبرة عيش باغ. مولانا عبد الله الجيراج بوري الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الله الجيراج بوري الأعظم كدهي أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بجيراج بور من أعمال أعظم كده، وسافر إلى جونبور فقرأ الكتب الدرسية على المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكهنوي وعلى غيره من العلماء في المدرسة الإمامية الحنفية، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم محمود بن الصادق الشريفي، ثم رجع إلى بلاده وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه المولوي سلامة الله والمولوي شبلي وخلق كثير من العلماء. مولانا عبد الله البرهانبوري الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الله الحنفي البرهانبوري أحد العلماء المبرزين في العلوم العربية، ولد ونشأ بديول كهاث قرية من أعمال أورنك آباد وسافر للعلم إلى بلاد شتي وقرأ على كبار الأساتذة، ثم دخل حيدر آباد وولي التدريس في دار العلوم فدرس وأفاد بها مدة عمره. مات سنة اثنتين وثلاثمائة وألف ببلدة حيدر آباد. الشيخ عبد الله الجكزالوي الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الله الجكزالوي نزيل لاهور، الذي دعا الناس إلى مذهب جديد سماهم أهل الذكر، دعاهم إلى القرآن وأنكر الأحاديث قاطبة، وصنف الرسائل في ذلك وقال: إن الناس افتروا على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورووا عنه الأحاديث وما كان ينبغي له أن يقول ويفعل شيئاً ليس له ذكر في القرآن، وأما ما ورد في القرآن "وأطيعوا الرسول" فالمراد به القرآن فليس القرآن والرسول شيئين متغايرين يجب اتباع كل واحد منهما على حدة على حدة، فالمراد بالرسول في قوله تعالى: " قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم" وقوله: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول" وقوله: " إذا دعوا إلى الله ورسوله" وقوله: " ما حرم الله ورسوله" وقوله: " إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" وغيرها من الآيات الكريمة في القرآن، وقال: إن المراد بالنبي في قوله تعالى: " إن الله وملئكته يصلون على النبي" الأنبياء كلهم، وهذه الآية ليست مختصة بنبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكذلك أنكر الفضل للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على سائر الأنبياء وأنكر الشفاعة له، وأنكر ثواب العبادة المالية والجسمانية للموتى، وكذلك شرع لأهل الذكر طريقة الصلاة فقال: إن الأذان والإقامة بدعة، والتحريمة أن يرفع الرجل يديه إلى الأذن ويمسه، ثم يضع اليمنى على اليسرى على القلب ويقول: هو العلي الكبير - مقام: الله أكبر، ولا يتقدم الإمام على المؤتمين، بل يقوم في صفهم، ويقرأ في الركعة الأولى: إني وجهت وجهي للذي فطرني - إلخ، ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا - إلى - أنت العزيز الحكيم، وعلى الله توكلنا ربنا - إلى - مع القوم الظالمين، ويقرأ في كل ركعة: بسم الله وسورة الفاتحة وقل هو الله أحد، وفي الركوع: سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً - إلى - من الذل، وربنا اصرف عنا عذاب جهنم - إلى - مقاماً، وربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً - إلى - الفوز العظيم، وفي القومة: ربنا ما خلقت هذا باطلاً - إلى - إنك لا تخلف الميعاد، وكذلك يقرأ في السجدة ما قرأ في الركوع، ويقرأ في الجلسة ما يقرأ في القومة، ويقرأ في القعدة: ربنا لا تؤاخذنا - إلخ، ربنا أفرغ علينا صبراً - إلخ، ربنا لا نزغ قلوبنا - إلخ، ربنا إنك جامع الناس ليوم - إلخ، وسع ربنا كل شيء علماً - إلخ، ربنا آتنا من لدنك رحمة - إلخ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة - إلخ، ويقرأ: سبحان ربك رب العزة - إلخ مقام الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1293 الصلاة، وقال في رسائله: إن تلاوة القرآن للجنب جائز، وكذلك للحائض والنفساء، وتعيين مدة الحيض والنفاس تشريع من الناس. مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف. الشيخ عبد الله الجيتكر الكوكني الشيخ الفاضل عبد الله بن المفتي عبد القادر الجيتكر الشافعي الكوكني، نسبة إلى كوكن على ما قيل طائفة من قريش خرجت من العرب في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي خوفاً منه فوصلت ساحل بحر الهند، وسكن بعض أفرادها في مدراس وحواليها واشتهروا بالنوائط، وتوطن بعضهم في كوكن وهي خطة معروفة فانتسبوا إليها، وكلهم شافعيون، والشيخ ولد ونشأ بمعمورة بمبىء، وقرأ العلم على صنوه الكبير الشيخ أحمد وعلى غيره من العلماء، وأسس دار الطباعة ببلدته لنشر الكتب العربية. وكان من أجواد الناس مشهوراً في الفطنة والذكاء، له قصائد غراء بالعربية، منها ما أنشأ لندوة العلماء سنة 1320 هـ: يا شوق بلغ إلى ساداتي العلما سلام عبد كئيب كابد الألما والثم ثراهم وأخبرهم بحالته عسى يزيلون عنه ما به كرما قد زاد عود ربيع في لواعجه وشق عن قلبه زهر إذا ابتسما أبكاه حزناً غناء العندليب على ورد الرياض وقد سال العيون دما شد المطوق فوق البان هيجه شجوا على ألفه قد بان منصرما ألف به كان حبل الأنس متصلا فراغم الدهر حتى جثه جذما والدهر يحجز بين اثنين ما اجتمعا ولا يزال مجداً في فراقهما حتى ترى ما مضى كالطيف مدته أو لم يكن قبل قط الثمل ملتئما قد ضاع من يده الدر النفيس وإذ ما اعتاض منه بديلاً هام وهو غمى وما له أحد يشفيه من كرب إلا أراكين ناد ندوة العلماء ومن تلك القصيدة: ألم تروا فات من تشاجركم فوائد واستفاد الغير مغتذما قد حيرتني أمور منكم صدرت وقد تركتم وراء الظهر ما لزما كان اختلافكم للقوم رحمتهم فصحفت لنزاع بينكم دهما أما لديكم كتاب جل منزله هدى ونور وتفصيل حوى حكما كم آية خاطبتكم في إقامة ما أتى البشير وقد أحيى به أمما والصلح خير وبالإصلاح آمرة آيات حق فمن يعمل بها سلما فاصلحوا ما استطعتم ذات بينكم وأرعوا حقوق إخاء واحفظوا ذمما حكم ذا الخصام وكم ذا الخلف بينكم لقد فشلتم ورزء فيكم عظما كم ذي الفتاوي وكم تكفير بعضكم بعضاً وكيف إذا شددتم الرضما قوموا فكونوا كنفس وهي واحدة إن التفرق منكم ضيع الحرما وقوله من قصيدة أنشأها سنة 1321 هـ: دع ذكر ربات الكليل وذر الصبابة والغزل الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1294 القلب مشغول فما للعشق فيه من محل يا للرجال ألم تروا ماذا بقومكم نزل هل عد مع عدة نرجوا بها دفع الجلل قد عمنا الداء العضا ل من البطالة والكسل داء أخل بعقلنا والجسم منه قد اضمحل داء به فسد المزاج وفي الطباع بدأ الخلل داء لقد سلب القوى عنا وعوض بالشلل داء تعطل منه إحسا ساتنا والخطب جل خطب أباد جموعنا حتى وصفنا بالفشل خطب لهول وقوعه ال ولدان والسهم اشتغل خطب تزلزلت الأرا ضي منه واندك القلل خطب أقام قيامة قبل القيامة منذ حل وارحمتاه لحالنا إذ نجم عزتنا أفل واخيبتاه لقد أحا ط من الذل الظلل يا للحمية اسعدي فتسددي فينا الوصل هل تستقيم شؤوننا والحبل منا منفصل قد زال شمس نهارنا في غفلة وبدأ الطفل فالآن إن لم ننتبه هل بعد فينا من أمل لله يا قوم اتركوا كل التشاجر والجدل ماذا التجاهل والتغا فل والتساهل والمطل ماذا التراخي في التق دم والتكاسل والمطل بتعصب منكم لقد ضاقت ... جل الحيل أودى تأخر كم عن ال أقران في شر الغيل ما عندكم غير اللسا ن وليس يتبعه عمل إن الكلام بغير شغل كالبكاء على الطلل ومن تلك القصيدة: فالعمر أقصر مدة والوقت يمضي بالعجل لا ينفعنكم التأسف بعد ما يقضي الأجل والله ليس نفوسكم تركت سدى لا تشتغل فغدا سيسأل كلكم عما جنى عما فعل ماذا يكون جوابه أم لم يجب عما يسل ما الدين إلا النصح وا لله الموفق للعمل وله غير ذلك من القصائد. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1295 مات ببلدة بمبىء نحو سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. الشيخ عبد الله السورتي الشيخ الفاضل عبد الله بن عبد الوهاب السورتي أبو عبد الله المحدث الحافظ السلفي المعروف باكمارو، كان غاية في الذكاء والحفظ وذلاقة اللسان، وكان قرأ أولاً في سورت ثم رحل إلى الحجاز فقرأ الحديث، ويغلب أنه تخرج على الشيخ المحدث محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري المهاجر الذي وقف نفسه على تعليم الحديث بمكة المباركة، وكان الشيخ عبد الله في أول أمره من المتعصبين في التقليد وإن الله تعالى ألهمه محبة أهل الحديث، ورجع إلى ترك التقليد بصحبة شيخه محمد بن عبد الرحمن المذكور، وكان رجلاً زاهداً لا يليق درهماً، وكان إذا لبس جديداً رقعه ببعض الخرق، وكان يقول بجواز المتعة حتى ألجىء في هذه المسألة إلى مناظرات في راندير، وجرى في بهوبال مع الشيخ محمد بشير السهسواني، ولكن لم يبلغ إلى زيادة كلام لصد بعض الأحبة عن ذلك، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ولا يخاف في الله لومة لائم، وكان يذهب في العرس والوليمة، فإذا ما رأى شيئاً يخالف الشرع رجع لوقته من غير مبالاة، ولقبه باكمارو كلمة هندية معناها قاتل الأسد، لأن باك في الهندية الأسد، والسبب في شهرته بذلك أن مبتدعة الهند يصنعون في محرم أسداً من كاغذ وخشب وغيره مع ما يصنعون من الضرائح، ويطوفون الأسواق والشوارع المعروفة ومعهم رايات وتصاوير وغير ذلك، فجاؤوا على باب الشيخ وكانوا يعرفون جلادته وبغضه لذلك، فخرج عن بيته وأحرق الأسد، فضربوه حتى تضرج بالدم، ثم كانت فيه مرافعة إلى المحكمة، تخلص منها الشيخ بفضل الله سبحانه، ولذلك سمى باكمارو. توفي في حدود سنة عشر وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الله البايزيد بوري الشيخ العالم الفقيه عبد الله بن فرزند علي الصديقي البايزيد بوري أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببايزيد بور من أعمال كيا، وسافر للعلم فقرأ على مولانا نور الحسن بن أبي الحسن الكاندهلوي والمفتي صدر الدين الدهلوي، ثم أخذ الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث وتفقه عليه، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأخذ الحديث والتجويد عن السيد أحمد بن عفيف بن أسعد الدهان الحضرمي، ومكث بمكة المباركة زائداً على سنتين وسعد بالحج ثلاث مرات، ثم رجع إلى الهند وأسس بلدته مدرسة لتجويد القرآن، وكان ممن لا يلتزم المذهب المعين بل يعمل بظواهر النصوص، ولذلك أوذي من أهل بلدته فخرج من البلد وتدير خارجها، وأوقف على تلك المدرسة خمسة وسبعين فداناً من الأرض الخراجية. مات في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الله الموي الشيخ الفاضل عبد الله بن لعل محمد الموي الأعظم كدهي أحد العلماء الصالحين، ولد بمئو سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية بعضها على الشيخ عناية الله الواعظ والشيخ الكبير سخاوة علي العمري الجونبوري، وأكثرها على مولانا تراب علي ومولانا عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي، وأخذ الصناعة الطبية عن غير واحد من الأطباء، أجلهم الحكيم يعقوب اللكهنوي، وسافر معه للحج والزيارة سنة أربع وثمانين، وسافر للحج مرة ثانية سنة تسعين وأخذ الحديث عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر، ثم رجع إلى الهند وأقام ببلدة نوانكر، كان يدرس ويفيد، ولما كبر سنه رجع إلى بلدته واعتزل عن الناس. توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1296 مولانا عبد الله الصادقبوري الشيخ العالم المحدث عبد الله بن ولاية علي الهاشمي الصادقبوري العظيم آبادي أحد العلماء الصالحين والأبطال المجاهدين، ولد سنة ست وأربعين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على العلامة عبد الحميد والشيخ فياض علي، ثم صحب والده وأخذ عنه الحديث وسافر معه إلى أفغانستان ورافقه في الجهاد والغزو، وبعد وفاة والده لازم عمه عناية علي ومكث عنده ثلاث سنين، ثم قدم عظيم آباد ولازم عمه فرحة حسين ولما توفي عمه سافر إلى الحرمين الشريفين بأهله وعياله فحج وزار، وسافر إلى صوات - بضم الصاد المهملة قطعة من أرض ياغستان - ووصل إلى مركز المجاهدين في ملكا وهم بقية أصحاب السيد الإمام أحمد بن عرفان الشهيد، والمرابطون في سبيل الله وكان ذلك سنة ست وسبعين ومائتين وألف، وبويع بالإمارة على إثر وفاة مولانا مقصود على الدانا فوري أمير المجاهدين، واستمر في الإمارة وقيادة الجيوش وشن الحروب والرباط الدائم في سبيل الله، منقطعاً إلى العبادة وأنواع الطاعات، والدعوة إلى التوحيد والجهاد، مع زهد وتقشف في الحياة، وعزوف عن الشهوات، وفقر وفاقة مدة أربعين سنة، وقد خاض في حروب مع الإنجليز تشيب لهولها الولدان، وأتى فيها بصبر واستقامة، واستهانة بالحياة، ومجازفة بالنفس والنفيس، وحنين إلى الشهادة، وشدة على أعداء الله، ومثابرة على الشدائد تحار منها العقول وتتجدد بها ذكرى المجاهدين الأولين، وكان رحمه الله آية من آيات الله في قوة النفس وشدة الشكيمة، واقتحام المعارك وتوكل على الله، وكثرة الدعاء وكان مستجاب الدعوات. توفي إلى رحمة الله لثلاث بقين من شعبان سنة عشرين وثلاثمائة وألف في تلوائي في صوات ودفن بها. مولانا عبد الله الأعظم كدهي الشيخ الفاضل عبد الله بن همة علي الجاند باري الأعظم كدهي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بجاند بار قرية من أعمال أعظم كده، وقرأ العلم على مولانا سلامة الله الجيراج بوري، ومولانا شكر الله السبرحدي وغيرهما من العلماء، ثم لازم دروس العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي وأخذ عنه، وولي التدريس بويلور فدرس بها مدة من الزمان، وسعد بالحج والزيارة وحفظ القرآن، وكان مفرط الذكاء سريع الإدراك قوي الحفظ، مات لليلة بقيت من ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الله العمادي الشيخ الفاضل عبد الله بن محمد أفضل بن الحسين بن الحسين بن الحيدر ابن محمد وارث بن خير الدين بن معين بن طيب بن داود بن قطب بن عماد العمادي البكري التيمي اليماني ثم الهندي الأمرتوائي - بفتح الهمزة وسكون الميم وكسر الراء المهملة وسكون التاء الفوقية قرية من أعمال جون بور - وهو من مشاهير العصر. ولد سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، وقرأ على والدته أياماً، ثم على والده وأخذ عنه الفقه والأصول والكلام، وأخذ اللغة والعربية والحديث والتفسير عن جده، ثم لازم العلامة هداية الله بن رفيع الله الرامبوري، وأخذ عنه المنطق والحكمة، ثم ورد لكهنؤ وتولى إنشاء مجلة البيان العربية فاشتغل بالإنشاء مدة، ثم سار إلى أمرتسر وتولى إنشاء جريدة الوكيل الغراء، فأقام بتلك البلدة مدة، ثم سار إلى حيدر آباد الدكن ووظف بدار الترجمة. وله مصنفات كثيرة، منها شرح المفصل للزمخشري بالفارسي، والمحكمات وعلم الحديث وتاريخ العرب القديم وصناعة العرب وفلسفة القرآن وكتاب الزكاة وابن عربي وبدعات المحرم كلها بالأردو وكلها طبعت، وأما ما لم تطبع إلى الآن فمنها ترجمة الطبقات الكبرى لابن سعد بالأردو، وترجمة كتاب التنبيه والاشراف بالأردو، وترجمة تاريخ جون بور للشيخ عبد القادر العمادي بالأردو، ومعاريف الهند بالعربي، وكتاب الحرية والاستبداد في أن المسلم لا ينبغي أن يقبل الضيم بل يجب عليه أن يغير منكرات الاضطهاد مهما استطاع، بالعربي، وقول فيصل في الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1297 الرد على الشيعة، وأما ما ترجمه من العربية إلى الأردوية فمنها مروج الذهب للمسعودي، والمجلدان الأخيران من تاريخ الأمم والملوك للطبري، والملل والنحل لابن حزم الأندلسي، والمعارف لابن قتيبة، وغير ذلك من المصنفات والتراجم. وكان الشيخ عبد الله العمادي متفنناً في العلوم والآداب، له مشاركة جيدة في الحديث والتفسير، والفقه والأصول، وعلم الكلام، منشئاً مترسلاً في العربية والفارسية والأردية، له طبع ريان في الشعر وقلم سيال في الكتابة والترجمة، قوي الذاكرة كثير المحفوظ، حسن المحاضرة، ناقداً للشعر والأدب، واسع الاطلاع على الكتب والمؤلفات. مات ليلة الخميس لتسع خلون من شوال سنة ست وستين وثلاثمائة وألف ودفن بجوار السيد أحمد بادبا رحمه الله في حيدر آباد، وله شعر حسن رائق بالعربي. مولانا عبد الله بن عمر أبو الخير المجددي الدهلوي الشيخ العالم الفقيه أبو الخير عبد الله بن عمر بن أحمد سعيد الحنفي النقشبندي الدهلوي أحد كبار المشايخ، من ذرية الشيخ الإمام أحمد بن عبد الأحد العمري السرهندي إمام الطريقة المجددية. ولد لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين ومائتين وألف بدار الملك دهلي، وسماه جده محي الدين ووالده عبد الله، وسافر في صغر سنه إلى الحرمين الشريفين مع أبيه وجده فأقام بمكة المباركة مدة طويلة وقرأ الكتب الدرسية على الشيخ عبد الحق بن شاه محمد الإله آبادي والشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن العثماني الكرانوي والشيخ حبيب الرحمن الردولوي والسيد أحمد الدهان المكي وعلى غيرهم من العلماء، وأخذ الطريقة عن والده ولازمه وسافر معه إلى الهند، ثم سكن بدهلي في زاوية الشيخ غلام علي النقشبندي الدهلوي واعتزل بها عن الناس مدة طويلة، ثم فتح الباب ولازم الدرس والإفادة، لقيته ببلدة دهلي، وحصل له القبول العظيم والوجاهة العظيمة عند الأمراء وأهل الرياسة وطالبي الطريقة النقشبندية المجددية خصوصاً في الحدود الشمالية وأفغانستان وبلوجستان، وأقبل الناس إليه من البلاد البعيدة، واستقام على الطريقة مدة طويلة وكان صاحب جذبة إلهية ونسبة قوية، تروى له كشوف وكرامات. كانت وفاته ليلة الجمعة لليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه جمع كبير، ودفن في زاوية جده. مولانا عبيد الله الميدني بوري الشيخ الفاضل عبيد الله بن أمين الدين الشهابي الصديقي الجيتوي الميدني بوري أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد بجيتوا - بكسر الجيم المعقود بعدها تحتية ثم فوقية من أعمال ميدني بور في إقليم بنكاله - لست خلون من جمادى الآخرة سنة خمسين ومائتين وألف، ودخل كلكته فقرأ العلم على أساتذة المدرسة العالية بها، ثم ولي التدريس بكلية هوكلي فدرس بها مدة، ثم ولي النظارة لكلية ذهاكه سنة إحدى وتسعين، وكان يعرف اللغات الإنكليزية والفارسية والبنكله وسنسكرت مع مهارته في اللغة العربية. له مصنفات ممتعة، منها طراز الأزهار في سير الفلاسفة الكبار، وتشحيذ الإدراك في حقيقة حركة الأرض ووجود الأفلاك، ودراية الأدب في لسان العرب، ومفتاح الأدب في علمي النحو والصرف، والمناهل الصافية في مسائل الجغرافية، وديوان الشعر. وله مخمس يعارض به الشيخ الرئيس: من بعد ما سكنت بعش امنع من فوق رأس القد روض ممرع بألد عيش أرغد متبرع هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تعزز وتمنع من كل ساجعة هدير معارف في كل لحن تالد أو طارف مستورة في ستر ظل وارف محجوبة عن كل مقلة عارف مع أنها سفرت ولم تتبرقع الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1298 إلى غير ذلك، مات سنة ثلاث وثلاثمائة وألف بدهاكه. القاضي عبيد الله المدراسي الشيخ العالم الفقيه القاضي عبيد الله بن صبغة الله الملقب بقاضي الملك بدر الدولة بن محمد غوث الشافعي المدراسي أحد الفقهاء المشهورين في بلاده، ولد لأربع خلون من شعبان سنة سبعين ومائتين وألف ونشأ بمدراس، ومات والده في صغر سنه فقرأ العلم على عمه الشيخ عبد الوهاب الملقب بمدار الأمراء ثم على الشيخ السيد علي رضا، وقرأ فاتحة الفراغ على شمس العلماء مولانا السيد محمد إسحاق، وأسس مدرسة كبيرة بداره سماها المدرسة المحمدية وبقي يدرس فيها مدة عمره وانتفع به خلق كثير، وأمه الطلبة من الآفاق، وكانت له اليد الطولى في الفقه والحديث، وضعف بصره لشدة اشتغاله بالمطالعة، فكان يدرس الصحاح الستة عن ظهر قلب في آخر عمره، وولي القضاء، ولقبته الحكومة بشمس العلماء، وكان الاعتماد على فتاواه في المنطقة الجنوبية وخارجها، وقد بايع الشيخ الكبير أبا أحمد بن الشيخ خطيب أحمد المجددي البهوبالي، وحصلت له الإجازة في الطرق الأربعة، وكانت عنده دماثة خلق ولين عريكة وتواضع نفس وبر ومواساة، تشرف بالحج والزيارة مع أهله، وزار الشام والقدس ومصر، لقيته بمدراس سنة 1335 هـ فوجدته شيخاً وقوراً منوراً حسن الأخلاق. له مصنفات يبلغ عددها إلى اثنتين وعشرين كتاباً، منها رسالة في النحو، ورسالة في الفقه الشافعي، ورسالة في سيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، ورسالة في تكفير منكري المعراج الجسماني ومنكري نزول عيسى على نبينا وعليه السلام، ومجموع فتاوي وتحفة الزائرين وغيرها. مات يوم الاثنين في الخامس عشر من ربيع الأول سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه جمع كبير، وتعطلت الأسواق والإدارات الحكومية، ودفن في المقبرة الوالاجاهية. الشيخ عبيد الله الملتاني الشيخ الصالح عبيد الله بن قدرة الله الحنفي الملتاني أحد المشايخ الجشتية، ولد ونشأ بالملتان وقرأ العلم على والده، ثم أخذ عن المولوي كل محمد وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ودرس وأفاد مدة طويلة بمدينة الملتان، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ خدا بخش الخير بوري وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ، وكان شيخاً جليلاً مهاباً رفيع القدر كبير المنزلة عظيم الورع والعزيمة، له مصنفات عديدة. توفي يوم الجمعة لست خلون من جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمائة وألف بمدينة الملتان. مولانا عبيد الله البدايوني الشيخ الفاضل عبيد الله الحنفي البدايوني نزيل بمبىء ودفينها كان من كبار الفقهاء، قرأ العلم على مولانا حبيب الرحمن الردولوي ومولانا آل أحمد البهلواروي المهاجرين وعلى الشيخ جمال الدين المكي مفتي الأحناف بمكة المباركة، ثم رجع إلى الهند ودخل بدايون وأخذ الطريقة عن الشيخ فضل رسول العثماني البدايوني وقرأ عليه بعض الكتب الدرسية، ثم ولي التدريس بالمدرسة المحمدية في بلدة بمبىء فدرس وأفاد بها ثلاثين سنة، أخذ عنه خلق كثير من العلماء. مات لتسع خلون من جمادى الأولى سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف بمرض السل ونزف الدم. مولانا عبيد الله البائلي الشيخ العالم الصالح عبيد الله السلفي البائلي صاحب تحفة الهند، كان اسمه في الجاهلية اننت رام واسم أبيه كوني مل، من الله سبحانه عليه السلام، وأظهر إسلامه سنة أربع وستين ومائتين وألف ببلدة مالير كونله وصلى بالجماعة في المصلى يوم عيد الفطر، وحسن إسلامه، وصنف رسالة لطيفة في تحقيق ديانة الهنود سنة تسع وستين ومائتين وألف تسمى بتحفة الهند، فهدي الله سبحانه بها كثيراً من الناس. كان الشيخ عبيد الله من السعداء الذين شرح الله صدرهم للاسلام، وملأ قلوبهم حباً وإيماناً وحكمة، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1299 وهدى بهم خلقاً كثيراً من عباده، وكان راسخاً في الاسلام وعقيدة التوحيد، حريصاً على اتباع الكتاب والسنة، واقتفاء الآثار النبوية والطريقة المرضية، شديد الكراهة للكفر والشرك والبدعة، ولما حضرته الوفاة أوصى أصحابه بأن يجعلوه في الحجر حتى يفارق الدنيا، كما لحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالرفيق الأعلى وهو في حجر عائشة بين سحرها ونحرها، ودعا بنته وضمها إلى صدره، كما فعل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مع فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يزل لاهجاً بذكر الله إلى آخر عهده بالدنيا، وقال بعض أصحابه وهو يجود بنفسه: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فقال: لم يرد هذا في الحديث عند الموت، وإنما ورد: لا إله إلا الله، وكان متعلق القلب برمضان كثير السؤال عنه، يتمنى أن يموت فيه، ومات في سلخ شعبان سنة عشر وثلاثمائة وألف، ودفن بعد ما أهل رمضان، كما جاء في كتاب للشيخ عبد الحق إلى الشيخ أحمد حسن منشىء صحيفة شحنة هند. مولانا عبيد الله السندي الشيخ العالم الصالح عبيد الله الحنفي السندي أحد العلماء المشهورين، ولد في بيت من بيوت الوثنيين في تاسع محرم سنة تسع وثمانين ومائتين وألف في بلدة سيالكوث وتوفي والده قبل ولادته فتربى في حجر خاله الوثني، وتعلم الخط والحساب والتاريخ وغيرها في المدرسة إنكليزية، ورأى ذات يوم في اليقظة أن نقطة من النور حاذت بين عينيه ثم دخلت في قلبه، فوجد برداً وسكينة في قلبه، وألقى في روعه أنه سيدخل في دين الإسلام، فرغب إليه وحصل بعض الكتب الاسلامية كتحفة الهند للشيخ عبيد الله البائلي وتقوية الايمان للشيخ الشهيد إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي، واشتغل بها مدة حتى رسخ في قلبه الايمان، فهاجر من بلدته إلى أرض السند سنة أربع وثلاثمائة وألف وأسلم على يد الشيخ الحاج محمد صديق السندي وبايعه في الطريقة القادرية، واشتغل بالعلم فقرأ رسائل النحو والصرف إلى كافية ابن الحاجب، ثم سافر إلى الملتان ومنها إلى ديوبند وقرأ على أساتذة المدرسة بعض رسائل المنطق، ثم سافر إلى كانبور وقرأ أكثر اكبت الدرسية لعله على مولانا أحمد حسن الكانبوري، ثم رجع إلى ديوبند وأخذ الحديث عن العلامة محمود حسن الديوبندي وتفقه عليه، ثم ولي التدريس بمدرسة دار الرشاد في أرض سند فدرس بها زماناً، ثم رجع إلى ديوبند وأقام بها مدة من الزمان وأسس جمعية مؤتمر الأنصار، وخالفه أعضاء المدرسة العربية في بعض الأمور واتهموه بسوء الاعتقاد، فسار إلى دهلي وأسس نظارة المعارف بفناء المسجد الفتحبوري، وأعلن أنه يدرس القرآن الكريم وحجة الله البالغة وبعض كتب الحديث في سنتين لمن يريد الأخذ ممن نالوا درجة الفاضلية في الإنكليزية فدرس بها أعواماً. ثم لما نشبت الحرب الكبرى سافر إلى حدود أفغانستان مختفياً متستراً بايعاز من شيخه العلامة محمود حسن الديوبندي، يحمل رسالة الجهاد والثورة على الإنجليز إلى خاصة تلاميذه، وليحمل أمير أفغانستان على محاربة الإنجليز والهجوم على الحكومة الإنجليزية في الهند، فورد في كابل في خامس ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، وقابل الأمير حبيب الله خان والي أفغانستان ونائبه، واقترح عليهما زحف الجنود الأفغانية إلى الهند، ووعد الأمير، واتفقوا على أنه إذا نجحت هذه المهمة وتحقق الجلاء فإنه سيجلس على عرش دهلي ابن من أبناء الأمير كملك دستوري للبلاد، وقامت في كابل حكومة هندية موقتة كان رئيسها راجه مهندر برتاب أحد الثوار من الولاية الشمالية الهندية، وكان الشيخ عبيد الله وزير الداخلية في هذه الحكومة، وبدأ عبيد الله يشكل فرقة من المتطوعة لهذا الغرض سماها جنود الله، وأرسل في هذه المدة رسائل سرية إلى شيخه، اشتهرت فيما بعد بالرسائل الحريرية، لأنها كانت كتبت على منادل من الحرير، وأصبحت الشغل الشاغل للإنجليز، وجرت حولها مباحثات وتحقيقات. وتنكرت الحكومة الأفغانية للشيخ عبيد الله لعل ذلك بايعاز من الإنجليز وفرضت عليه رقابة وألزمته الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1300 داراً، كان يشتغل فيها بتعليم القرآن لزملائه المعتقلين الذين كان أكثرهم من تلاميذ الكليات والجامعات الذين هاجروا من الهند، وفي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف اغتيل الأمير حبيب الله خان وخلفه في الملك ابنه الأمير أمان الله خان، ونشط الشيخ عبيد الله واستطاع أن يسرب إلى الهند إعلانات سرية فيها تحريض للجهاد وقتل الإنجليز ونشبت الحرب بين أفغانستان والإنجليز، كانت فيها الشيخ ورفقته جولة وصولة، وتوجيه وإشراف، وحصلت الهدنة في الخامس والعشرين من شعبان سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف، واستفادت أفغانستان من هذه الحرب ونالت الاستقلال، وبقي عبيد الله ينتهز الفرصة لتحقيق غايته وإثارة الحكومة الأفغانية على تأييد القضية الهندية، قابل لهذا الغرض القائد التركي المعروف بجمال باشا، الذي زار كابل في أوائل سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف، وبدأ نفوذ الإنجليز يقوي في بلاط الأمير أمان الله خان، وبدأ مجال العمل يضيق ويقصر للشيخ عبيد الله وزملائه وتلاميذه، فغادر كابل لثمان بقين من صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف مع زملائه الشباب وتجشم المشاق في هذه الرحلة ومر ببخارا وتاشقند حتى وصل في التاسع عشر من ربيع الأول من هذه السنة في ماسكو عاصمة البلاد السوفيتية ومكث هناك نحو تسعة أشهر، درس في خلالها فلسفة الشيوعية ونظامها بمساعدة تلميذه وزميله ظفر حسن أيبك، وقابل بعض زعماء الحركة، من بينهم وزير الخارجية في المملكة ووافق على مساعدة أهل الهند في إجلاء الإنجليز، وشاهد الضغط الموجود على الديانات، وإرهاق الأقليات، ووضع خطة للحكومة الحرة الهندية تقوم على الوفاق، وطبعها وأرسلها تهريباً إلى الهند، وصودرت هناك. فلما يئس من الروس توجه في شهر ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف إلى تركيا لإكمال خطته التحريرية الجهادية، وقضى نحو خمسة أشهر في أنقره، ثم دخل استنبول في ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف، وقابل عصمت باشا رئيس وزراء تركيا، ولم يزل في حل وعقد، ومداولات ومخابرات، حتى يئس من الوصول إلى نتيجة، فعزم على التوجه إلى مكة ملجأ العاملين ومثابة المسلمين، وقد أعيت به الحيل، وضاقت عليه السبل، فسافر من أستنبول في الثالث والعشرين من ذي القعدة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف بالباخرة عن طريق إيطاليا، وكان العام الذي انعقد فيه المؤتمر الإسلامي بدعوة الملك عبد العزيز ابن سعود، ولم يدرك الحج والمؤتمر بتأخر الباخرة، وألقى رحله في جوار البيت، ومكث نحو خمس عشرة سنة يدرس التفسير للراغبين فيه من العلماء والقاصدين لبيت الله الحرام، ويقضي أوقاته في الدرس والمطالعة، والعبادة والإفادة، معتزلاً في بيته، زاهداً متوكلاً، متقشفاً في الحياة يتبلغ بلقمة من العيش وبما يقيم صلبه، لا يطمع في الدخول في الهند والاجتماع بالأحبة والتلاميذ، حتى جاء الله بالفرج، وسعى بعض أصدقائه من أصحاب النفود في منحه السماح للعودة إلى الهند، فسمح له بذلك، فعاد إلى وطنه ووصل إلى كراتشي في منتصف محرم سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وألف بعد أربع وعشرين سنة، واستقبله تلاميذه وزملاؤه والمقدرون لفضله وجهاده باخلاص وحماس، وقد مات أكثر شيوخه، وانقرض جيل وجاء جيل جديد، وتطورت البلاد، وتغيرت الأحوال، فلقي جواً جديداً، وشعر بشيء من الغربة، وأبدى من الآراء الغريبة، والأفكار الشاذة في السياسة والاجتماع، والثقافة والإصلاح ما لم توافق أكثر أصدقائه، وقادة المسلمين وزعمائهم، واتسعت الفجوة بينه وبين العلماء والزعماء، وكان يرى اقتباس الخط اللاطيني، واتخاذ اللباس الإفرنجي تفادياً من فرض لباس وطني، يغلب فيه تابع اللباس البرهمي، والحروف السنسكيريتيا، وكان يرى أنه الحل الوحيد لوقاية المسلمين من الوقوع تحت عبودية الأكثرية الفكرية والثقافية، وانزعجت من ذلك الطبقات الدينية، وقضى أيامه الأخيرة في الهند في تناس وقلة إقبال يقضي مدة في دهلي ومدة في السند يدرس فيها حجة الله البالغة على طريقته الخاصة، ويشكل بعض اللجان السياسية، حتى وافاه الأجل في الثالث من رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وألف، ودفن بجوار شيخه العارف الكبير الشيخ غلام محمد في قرية دين بور من توابع بهاولبور. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1301 وكان الشيخ عبيد الله من نوادر الرجال في قوة الإرادة وشهامة النفس واقتحام المخاطر، والبعد في التخيل، والاعتماد على النفس، والعزوف عن الشهوات، وكان مفرط الذكاء قوي المناسبة في العلوم، جيد النظر في طبقات العلماء، وتاريخ العلوم وتدوين الحديث، وكان مفرط الحب والانتصار لشيخ الإسلام ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي، عظيم الشغف بكتبه وعلومه وتحقيقاته، لا يكاد يعدل به أحداً من حكماء الإسلام والعلماء الأعلام، جعل كتابه حجة الله البالغة وتحقيقاته في كتبه أساس فكره وجهده، يطبقها على العصر الجديد ونظمه، بذكاء يغلب عليه التخيل والتقعر، وكان له مذهب في تفسير القرآن، يستنبط منه دقائق السياسة العصرية، والمذاهب الاقتصادية، ويتوسع في الاعتبار والتأويل، وقد تخرج عليه في هذا الأسلوب من التفسير بعض كبار العلماء الذين نفع الله بهم خلقاً كثيراً، أشهرهم الشيخ أحمد علي اللاهوري، وقد انتقد على هذا الأسلوب الشيخ أشرف علي التهانوي، وألف رسالة سماها التقصير في التفسير. وكان شديد الانتقاد لزعيم الهند المشهور غاندي وسياسته، ويراها خطراً على شخصية المسلمين، وكان شديد الانتقاد لكمال أتاترك، شديد المعارضة للشيوعين والملاحدة، وكانت تعتريه حدة في بعض الأحيان، فيثور وينفجر ولا يبالي بشيء، وكان لا يبالي بقالة الناس ونقدهم، وكانت له أذكار قلبية، وأوراد يديمها. وكان مربوع القامة أسمر اللون، زاهداً في اللباس والطعام، ولم يكن له كبير اشتغال بالتأليف، ومن أحسن ما كتب التمهيد في أئمة التجديد بالعربية ألفه بمكة، ومقالة عن الشيخ ولي الله الدهلوي في العدد الخاص بذلك لمجلة الفرقان الشهرية، تدل على سعة نظره وعمق فكرته. المولوي عبيد الله الدهلوي الشيخ الفاضل عبيد الله الاثاوي ثم الدهلوي الطبيب، قرأ العلم وأخذ الإجازة عن شيخنا حسين بن محسن الأنصاري اليماني والشيخ عبد الوهاب الملتاني ثم الدهلوي ثم تطبب بالمدرسة الطبية في دهلي، وهو الآن بدهلي يدرس ويتطبب. المولوي عبد الماجد البهاكلبوري الشيخ الفاضل عبد الماجد بن عبد الواجد البهاكلبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة بهاكلبور، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم دروس العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي وأخذ عنه، ثم أقام بكلكته يدرس بها ويذكر، لقيته غير مرة في تلك البلدة فشفعت له إلى نواب محسن الملك، فاستقدمه إلى عليكزه واستخدمه للتذكير بمدرسة العلوم، فأقام بها سنة كاملة ثم رجع إلى بلاده، وولي التدريس في المدرسة الإنكليزية ببلدته بهاكلبور، وأنه تمذهب بعد ذلك بمذهب القادياني وصار من دعاة ذلك المذهب. مات في نحو خمس وستين وثلاثمائة وألف في قاديان ودفن بها. مولانا عبد المجيد اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد المجيد بن عبد الحليم بن عبد الحكيم بن عبد الرب ابن بحر العلوم عبد العلي محمد الأنصاري اللكهنوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول. ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، واشتغل أياماً على عمه شيخنا محمد نعيم، ثم لازم العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، ولما مات العلامة عبد الحي لازم صاحبه مولانا عين القضاة الحيدر آبادي وأخذ عنه، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ القراءة والتجويد بمكة المباركة، ثم رجع إلى الهند وولي التدريس في المدرسة الكلية كيننك كالج بلكهنؤ. وله خبرة تامة بالفقه والأصول وبعض العلوم الحكمية مع التواضع وحسن الأخلاق، ولذلك حبب إلى الناس وصار المرجع والمقصد ببلدته بعلم الفتوى الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1302 والخطابة في المصلى، ولقبته الحكومة بشمس العلماء، له مصنفات. مات لسبع بقين من جمادى الأولى سنة أربعين وثلاثمائة وألف بمدينة لكهنؤ. الحكيم عبد المجيد الدهلوي الشيخ الفاضل عبد المجيد بن محمود بن صادق بن شريف الشريفي الدهلوي الحكيم المشهور بحاذق الملك كان من كبار الأطباء، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على مولانا محمد علي الجاند بوري وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الحديث عن شيخنا السيد نذير حسين الحسيني الدهلوي المحدث، وتطبب على أبيه، وقرأ الكتب الطبية على ابن عمه غلام رضا خان، ثم تصدر للتدريس وظهر فضله بين الأطباء في حياة والده، ولما مات والده قام مقامه، وأسس مدرسة طبية بدهلي سنة ست وثلاثمائة وألف، ثم لقبته الدولة الإنكليزية بحاذق الملك. وكان مفرط الذكاء سريع الإدراك، قوي الحفظ، له يد بيضاء في المعالجة، وقدرة كاملة في الدرس والإفادة، ودراية بمؤلفات القدماء، وخبرة بمسالك الاستدلال، قل أن يوجد له نظير في ذلك، والحاصل أنه كان من عجائب الزمن ومحاسن الهند، سارت بذكره الركبان، وطار صيته في الآفاق، فصار المرجع والمقصد في أمر المعالجة. مات لسبع بقين من ربيع الأول سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف. مولانا عبد المقتدر البدايوني الشيخ الفاضل عبد المقتدر بن عبد القادر بن فضل رسول العثماني الحنفي البدايوني أحد العلماء المشهورين، ولد سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف بمدينة بدايون ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا نور محمد البدايوني، وبعد وفاته قرأ هداية الفقه وتفسير البيضاوي والصحاح الستة على والده، وفرغ من التحصيل سنة ثمان وتسعين، وسافر للحج والزيارة مع أبيه، وجلس على مسند مشيخته بعده، وكان على قدم أبيه وجده في التعصب على مخالفيه والانتصار للرسوم المروجة في المشايخ. مات في بضع وعشرين من محرم سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف بمدينة بدايون. مولانا عبد الملك الطوكي الشيخ الفاضل عبد الملك بن محيي الدين الحنفي الطوكي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة طوك، وقرأ بعض الكتب الدرسية على أساتذة مصره وعصره، ثم سافر إلى رامبور وقرأ على المفتي سعد الله بن نظام الدين المراد آبادي، ثم رجع إلى طوك وتصدر للدرس والإفادة، وله مصنفات. مات ودفن ببلدة طوك. مولانا عبد المنان الوزير آبادي الشيخ العالم الكبير المحدث عبد المنان بن شرف الدين الوزير آبادي الفاضل المشهور، ولد سنة سبع وستين ومائتين وألف بقرية قرولي من أعمال جهلم، وكف بصره في صغر سنه وتوفي والده ولكنه مع ذلك شرع الاشتغال بالعلم وحفظ القرآن الكريم، وقرأ المختصرات على المولوي برهان الدين الهتاروي والمولوي قل أحمد الجكوي، ثم رحل إلى سهارنبور ولازم الشيخ محمد مظهر النانوتوي مدة من الزمان وأخذ عنه، ثم سافر إلى بهوبال وأقام بها مدة، وأخذ القرآن وسنن ابن ماجة عن الشيخ عبد الجبار الناكبوري، وقرأ سنن الترمذي وأبي داؤد والنسائي والدارمي على الحكيم محمد أحسن الحاجبوري، ثم ذهب إلى دهلي وأخذ عن الشيخ المسند نذير حسين الدهلوي وقرأ عليه تفسير الجلالين وهداية الفقه والصحاح الستة، وأجازه الشيخ إجازة عامة، وحصلت له الإجازة عن الشيخ المعمر عبد الحق بن فضل الله النيوتيني أيضاً، ثم سار إلى أمرتسر ولازم الشيخ الكبير عبد الله الغزنوي سنتين كاملتين، واستفاض منه فيوضاً كثيرة، ثم ذهب إلى وزير آباد سنة اثنتين وتسعين وسكن بها وعكف على الدرس والإفادة، فدرس الصحاح الستة أكثر من خمس وثلاثين مرة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1303 وكانت له اليد الطولى في النحو واللغة، وخبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم، وبفنون الحديث، وبالعالي والنازل والصحيح والسقيم مع حفظه لمتون الدين، انفرد به في تلامذة السيد نذير حسين المذكور، فلم يبلغ أحد رتبته في كثرة الدرس والإفادة ولم يقاربه، قال الشيخ شمس الحق الديانوي: لا أعلم أحداً في تلامذة السيد نذير حسين المحدث أكثر تلامذة منه، قد ملأ بنجاب بتلامذته، كأنه هو حافظ الصحاح في هذا العصر، وقد أناط السيد نذير حسين عمامته على رأسه سنة عشرين وثلاثمائة وألف، واستخلفه في بنجاب، انتهى. إني رأيته في بلدة أمرتسر وتمتعت بصحبته، مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد المنعم الجانكامي الشيخ الفاضل عبد المنعم الحنفي الجانكامي أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، قرأ العلم على أساتذة المدرسة العالية بكلكته، وولي التدريس في مدرسة ذهاكه، ثم جانكام، ثم جعل ناظور المدرسة المحسنية بذهاكه. وكان فاضلاً كبيراً، بارعاً في النحو واللغة، والمعاني والبيان، والعروض والشعر، له تصويب البيان في شرح الديوان، وهو شرح ديوان المتنبي، وله ديوان الشعر العربي وبعض رسائل في الأخلاق بالفارسية. فمن شعره قوله من قصيدة يمدح بها عبيد الله: جرى دمعي المهراق شجواً بمنزل رأينا به داراً ترأت كعوكل وروضا بهوج الريح صارت غصونه أيادي ندب فوق رأس لعيطل ذكرت بها سلمى أؤمل وصلها وكيف الرجا يا قلب لي في عقنقل فقلت لعيني سامحيني بعبرة فلبت فجاءتني بدمع مسلسل رأينا بها عيناً تولت فلم تعد كدابك مذ هاجرتني لم تحول فهل بعد صد زورة منك خفية تداوي بها قلب الكئيب المذلل أعيني بسجع يا حمامة ضارعاً معنى وقد أعياه نوح التعزل تراكمت الأحزان والقلب واحد تزاحمت الأثقال في كور محمل وما عيش من قد بات يبكي تقطعاً بناب جديد انشبت أم رنقل وكيف التلذاذ الراح ممن تصادمت عليه مراز لم يطق صدر أعبل صعود العلى همي وما كنت خائباً تنفس صعدائي ترى غير أسفل تقلبني الأيام تقليب قلب تحولني الأحوال تحويل حول أيا دهر هل منك لطف تداركا لبلبال بال المستهام المقتل فاما تدارك أو أشد مراجعاً زمامي إلى باب النبيل المبجل وقوله من قصيدة يمدح بها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إليك رسول الله أهدي ثنائيا وأبغي به قرباً وإن كنت نائيا أقرب نفسي من جنابك سيدي عسى أن أرى روحاً على البعد دانيا عسى تكشف البلوى وكم بك فرجت غوائل إذ نوديت أدرك غياثيا أؤمل منك العطف عطف عواطف وإن كنت عما يجلب العطف قاصيا فإنك شمس يستضاء بنورها وما كل شيء يقبس الضوء صافيا أتيتك أرجو من نوالك رشحة وما خاب مستسق أتى البحر صاديا ومن قصيدة أخرى الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1304 يا ليت لي بمراتع الآرام من نزلة تطفي اضطرام غرامي كانوا الضياء وفارقوا فبقاعهم بعد الضياء تبرقعت بظلام رحلوا وقد رحل الحبيب لظعنهم وخلف الأكباد بالآلام رحلوا وقد سلبوا العقول وأضرموا نار الجوى بجوانحي وعظام لهفي على دار ترى بقطابهم قطبت بعيد تهلل بسام لا خير في عيش الفتى وحبيبه مستنكر لمودة الأحلام لاموا المشوق واشفقوا من حبيبه لضني به وكآبة وسقام أوكل من عشق استحق ملامة لا والذي بيديه كل زمام ما لي ألام على الهوى ووددت لو أفحمت فيه عواذلي وندامي أألام فيه على الحمام وإنني أحببت لو لاقيت فيه حمامي لو يعلمون من الذي أحببته ما لامني على الهوى لوامي مات في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد المؤمن الديو بندي الشيخ الفاضل عبد المؤمن بن فهيم الدين العثماني الحنفي الديو بندي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بديو بند، وقرأ العلم على أساتذة المدرسة العربية بها، منهم الشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، وجد في البحث والاشتغال حتى برع في العلم وتأهل للفتوى والتدريس، وقرأ فاتحة الفراغ ومنح الشهادة ونيطت على رأسه العمامة في رهط من العلماء والمتخرجين، منهم الشيخ أشرف علي التهانوي والشيخ ناظر حسن الديو بندي، وكان ذلك سنة إحدى وثلاثمائة وألف فولوه في المدرسة القومية ببلدة ميرله، ومكث بها زماناً يدرس ويفيد، وتخرجت عليه جماعة من الفضلاء، منهم مولانا عاشق إلهي الميرلهي والشيخ إعزاز علي الديو بندي، ثم انتقل إلى مدرسة إمداد الإسلام وولي رئاسة التدريس بها، وبقي يدرس التفسير والحديث فيها مدة، وكان جيد التدريس موجز العبارة، قانعاً بالكفاف، محتسباً في تعليمه. مات في سنة سبع وأربعين في دهلي ودفن في مقبرة العارف الكبير الشيخ عبد الباقي النقشبندي. مولانا عبد الواسع الأميثهوي الشيخ الفاضل عبد الواسع بن يوسف علي بن يعقوب علي الحنفي الأميثهوي أحد العلماء المبرزين في المنطق والحكمة. ولد لسبع خلون من ذي القعدة سنة تسعين ومائتين وألف بمدينة بهوبال ونشأ بها، وقرأ المنطق والحكمة والكلام والأصول على شيخنا القاضي عبد الحق الكابلي، والفنون الأدبية على مولانا ذو الفقار أحمد المالوي، والفقه والحديث على الشيخ يوسف بن عبد القيوم البكري البرهانوي، وقرأ على غيرهم من العلماء، ثم سار إلى حيدر آباد وولي التدريس بدار العلوم ثم في الجامعة العثمانية. وله مصنفات: منها شرح على عروض المفتاح، وتعليقات على شرح السلم المسمى بحمد الله، وكتاب في الهيئة القديمة والجديدة، وكتاب مبسوط في المنطق القديم والجديد، ومعيار الأوقات لأداء الصيام والصلوات، ثلاثتها باللغة الأردوية. المولوي عبد الودود الندوي الأعظم كدهي الشيخ الفاضل عبد الودود بن عبد الغفور بن سخاوة علي الجيراجبوري الأعظم كدهي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بجيراج بور من أعمال أعظم كده، وقدم لكهنؤ في صباه فقرأ الكتب الدرسية بدار العلوم لندوة العلماء على مولانا حفيظ الله البندوي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1305 وعلى غيره من الأساتذة، ونال الفضيلة من تلك المدرسة ثم ولي التدريس بها، وبقي سنين يدرس فيها، ثم انتقل إلى باره جنار في الحدود الشمالية الغربية قاضياً ومفتياً، ثم إلى رامبور حيث درس مدة في المدرسة العالية بها، وكان عاقلاً وقوراً متين الديانة، حسن الإلقاء والتقرير للمسائل العلمية. مات في ذي الحجة سنة ست وسبعين وثلاثمائة وألف. الحكيم عبد الولي اللكهنوي الشيخ الفاضل عبد الولي بن عبد العلي بن إبراهيم بن يعقوب الحنفي اللكهنوي كان من الأطباء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وحفظ القرآن، ثم اشتغل بالعربية أياماً على السيد محمد مقيم بن محمد معين الحسني البريلوي، وكان من بني أعمام السيد الوالد، ثم أخذ المنطق والحكمة عن المولوي إفهام الله اللكهنوي، وقرأ الكتب على عمه الحكيم عبد العزيز وتطبب عليه وعلى جده، ثم تصدر للدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من الأعلام، وإني قرأت عليه حميات القانون، وصحبته قريباً من سنة ببلدة لكهنؤ. مات في الرابع عشر من ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف وله ثمان وأربعون سنة. مولانا عبد الوهاب البهاري الشيخ الفاضل عبد الوهاب بن إحسان علي السريندوي البهاري أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ونشأ بقرية سرينده من أعمال بهار، واشتغل بالعلم على أساتذة بلاده مدة، ثم دخل لكهنؤ وقرأ على العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي، ثم تصدر للتدريس فدرس مدة مديدة ببلدة كانبور ثم بحيدر آباد الدكن، ثم ولي بالمدرسة العالية في كلكته. وكان فاضلاً بارعاً في المنطق والحكمة، كثير الدرس والإفادة، أخذ عنه غير واحد من الأعلام، وله مصنفات: منها الصحيفة الملكوتية حاشية على مير زاهد رسالة، ومنها شرح على هداية الحكمة، تعقب فيها على العلامة عبد الحق الخير آبادي. توفي لليلتين بقيتا من ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا عبد الوهاب الويلوري مؤسس مدرسة الباقيات الصالحات الشيخ العالم الصالح عبد الوهاب بن عبد القادر القادري الحنفي الويلوري أحد كبار العلماء والمشايخ، صرف عمره في الدرس والإفادة، وأسس مدرسة عظيمة بمدينة ويلور، وهو أول من نشر العلم الشريف بعد اندراسه في بلاد المعبر والمليبار وأكثر بلاد الدكن، وكان مولده سنة سبع وأربعين ومائتين وألف بمدينة ويلور، ونشأ في حب العلم، وقرأ بعض الكتب الدرسية على الحكيم زين العابدين المائل والمولوي غلام قادر وعلى غيرهما، ثم سافر إلى مكة المباركة وأخذ عن الشيخ رحمة الله بن خليل العثماني الكرانوي والعلامة ملا محمد نواب الهندي المهاجرين إلى مكة، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد دحلان الشافعي مدرس الحرم الشريف والسيد حسين المهاجر، ثم رجع إلى الهند وصحب الشيخ محي الدين عبد اللطيف الويلوري وأخذ عنه الطريقة، ثم عكف على الدرس والإفادة، وأسس مدرسة عظيمة بمدينة ويلور، سنة تسع وتسعين ومائتين وألف وسماها الباقيات الصالحات وهي مدرسة مباركة في تلك البلاد، تخرج منها خلق كثير من العلماء. مات لثمان بقين من ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف، فصلى عليه الشيخ عبد اللطيف بن ركن الدين بن عبد اللطيف الويلوري، ودفن بويلور، نفعنا الله ببركاته. الحكيم عبد الوهاب الغازيبوري المعروف بحكيم نابينا الشيخ الفاضل الكبير عبد الوهاب بن عبد الرحمن الأنصاري اليوسف بوري الغازيبوري أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، حفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره، وقرأ مبادي الصرف والنحو في وطنه ثم سافر إلى ديوبند وهو في الخامسة عشرة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1306 من عمره قرأ الكتب الدرسية على أساتذة المدرسة العربية بديوبند، وأصابه الجدري قبل أن يكمل الدراسة فأضر بذلك وكف بصره، ورجع إلى ديوبند وأكمل الدراسة وقرأ فاتحة الفراغ، واشتغل بالتدريس سنتين متطوعاً ثم سار إلى دهلي وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم محمود بن صادق الشريفي الدهلوي، ثم سافر إلى حيدر آباد واشتغل بالطبابة، وحصل له القبول العظيم عند أهل البلدة والوجاهة العظيمة عند الأمراء فأقام بحيدر آباد مدة مديدة، ثم دخل بمبىء وأقام بها أعواماً، ثم سار إلى شوله بور وأقام بها زماناً، ثم وظف في حيدر آباد مرة ثانية، ثم أحيل إلى المعاش وحج وزار، ثم أقام بدهلي يعالج المرضى مشتغلاً بالذكر والعبادة. وكان من سوانح الدهر وعجائب الزمن في قوة الحفظ وسرعة الإدراك وصدق الفراسة، وآية في معرفة النبض وتشخيص الأمراض المتشابهة في الأعراض، وإني سمعت بعض الثقات يقول: إنه عرفه بحبس النبض فقط، وتروى له غرائب في هذا الباب، له رسالة في الأسرار الشريانية، في الأردو. وكان وجيهاً منور الشبيه، كث اللحية، صاحب دين وعبادة ووقار. توفي لسبع خلون من ربيع الآخر سنة ستين وثلاثمائة وألف، ودفن بكنكوه بجوار شيخه الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي حسب وصيته. المولوي عبد الوهاب الرامبوري الشيخ الصالح عبد الوهاب بن محمد عمر خان الحنفي الرامبوري أحد العلماء الصالحين، كان عالماً زاهداً كثير القناعة، آمراً بالمعروف ناهياً عن الشرك والبدعة، ملازماً لقيام الليل في جماعة في مسجده، محافظاً على الصلوات في أول وقتها، له معرفة بالحديث والتفسير والفقه، كان يدرس في مدرسة السيد حامد شاه قاضي البلد ويتقاضى راتباً زهيداً، مات لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وثلاثمائة وألف وله نحو خمس وسبعين سنة. المولوي عثمان الجتاروي الشيخ العالم الفقيه عثمان بن أشرف علي الحنفي الجتاروي أحد الأفاضل المشهورين، ولد بقرية جتاره من أعمال أعظم كده سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المولوي محمد سليم السمروي والمولوي راحت علي الجون بوري، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن العلامة عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي، وقرأ الكتب الطبية على المولوي عبد العزيز بن نور كريم الدريابادي والحكيم سيد محمد بن محمد ولي المهاني، ثم ولي التدريس بكاكوري فدرس بها مدة عمره. وله تخريج الجواهر العبقرية من الذخيرة الاسكندرية، والصواعق المشتعلة على تنبيه الجهلة، وجاموس النواميس بحكم الاسطماخيس. المولوي عثمان العليكدهي الشيخ الفاضل عثمان بن إسماعيل بن عبد الجليل الاسرائيل الكوئلي العليكدهي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بعليكده، واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة مصره، ثم سافر إلى بهوبال وقرأ بعض الكتب على مولانا محمد بشير السهسواني، ثم سافر إلى بلدة طوك وتخرج على المولوي بركات أحمد ابن دائم علي الطوكي، ثم رجع إلى بلدته. الشيخ عثمان بن عبد الله الديروي الشيخ الصالح عثمان بن عبد الله الحنفي الديروي أحد كبار المشايخ النقشبندية، ولد ببلدة لوني من أعمال ديره إسماعيل سنة أربع وأربعين ومائتين وألف، وسافر للعلم فقرأ على أساتذة عصره، ثم لازم الشيخ دوست محمد القندهاري سنة ست وستين وأخذ عنه الحديث والسير والأخلاق والتصوف، ولازم الذكر والفكر على طريقة السادة النقشبندية، وصحبه مدة طويلة حتى بلغ رتبة الكمال، وتولى الشياخة بعده سنة أربع وثمانين، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى الهند فسكن بموسى زئي قرية من أعمال ذيره، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1307 وصرف عمره في نشر العلوم والمعارف، أخذ عنه خلق كثير. توفي لثمان بقين من شعبان سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف. المفتي عزيز الرحمن الديوبندي الشيخ الفاضل عزيز الرحمن بن فضل الرحمن العثماني الديوبندي أحد الفقهاء الحنفية، ولد سنة خمس وسبعين ومائتين وألف ونشأ بديوبند، وقرأ العلم على عصابة العلوم الفاضلة بالمدرسة العربية بها، وقرأ فاتحة الفراغ سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف، وقضى مدة في ميرله يدرس ويفيد ثم ولي التدريس والإفتاء بالمدرسة العالية بديوبند سنة تسع وثلاثمائة وألف، وناب في الإدارة، وداوم على التدريس والإفتاء إلى سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وألف، فغادر المدرسة مع العلامة محمد أنور شاه الكشميري وأخيه الشيخ شبير أحمد العثماني وتوجه إلى ذابهيل في ولاية كجرات، حيث أقام يدرس ويفيد إلى أن توفي إلى رحمة الله. وقد بايع الشيخ رفيع الدين الديوبندي خليفة الشيخ عبد الغني المجددي المهاجر إلى المدينة المنورة في الطريقة النقشبندية، وداوم على أشغال القوم بجد واجتهاد، وصدق وإخلاص، وأجازه الشيخ في الطريقة واستخلفه وتوجه إلى الحرمين الشريفين سنة خمس وثلاثمائة وألف، ومكث هناك سنتين واستفاد من شيخ المشايخ الحاج إمداد الله المهاجر المكي وحصلت له الإجازة، وسافر حوالي سنة تسع وثلاثمائة وألف إلى كنج مراد آباد، وأسند الحديث عن شيخنا فضل الرحمن البكري المراد آبادي. وكانت له ملكة راسخة في الافتاء، وخبرة تامة بالفقه، واستحضار لمتونه وجزئياته، يكتب الجواب عفو الساعة فيض الخاطر، ولا يحتاج إلى المراجعة أو التغيير في أكثر الأحيان، هذا مع تحر للصواب، ودقة في تحرير المسائل، وإلمام بالحوادث والنوازل، وقد داوم على ذلك أربعين سنة، وكتب من الأجوبة، وأصدر من الفتاوي ما يملأ بطون الدفاتر. وكان غاية في التواضع، وهضم النفس وستر الحال، والحرص على إيصال النفع، وكان يدور بعد صلاة العصر على البيوت ويسأل الأرامل والعجائز عن حاجاتهن، ثم يذهب إلى السوق بنفسه ويشتري لهن ما خف وثقل ويحمله بنفسه، ويطلع على سطوح بيوت الفقراء أيام المطر ويعالجها بنفسه بالترميم والتطيين، وقد غلبت عليه الرأفة بالناس والشفقة على الخلق، هذا مع حلم زائد وصبر على المكاره، وهم الآخرة، ودوام التوجه إلى الله، وتعظيم الشرع، وكان كثير الإفاضة قوي النسبة، يداوم على حلقة الذكر والتوجه، وتذكر له كشوف وكرامات. توفي في السابع عشر من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن بجوار الإمام محمد قاسم النانوتوي والعلامة محمود حسن الديوبندي، رحمة الله عليه. كان قليل الاشتغال بالتأليف، له حاشية على ميزان البلاغة للشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي، ومجموعة فتاوي في مجلدات كبار، وله منحة الجليل ببيان ما في معالم التنزيل للبغوي - طبع على هامش المصحف في مطبع لامع النور بآكره سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف. القاضي عزيز الرحمن الهزاروي الشيخ العالم الفقيه عزيز الرحمن الحنفي الهزاروي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بداته قرية من أعمال هزاره وقرأ العلم بها، ثم ولي القضاء بقرية بزره، وهو مع اشتغاله بمهمات القضاء يدرس ويفيد. المولوي عصمة الله البختاور كنجي الشيخ الفاضل عصمة الله بن غلام حسين البختاور كنجي أحد العلماء الصالحين، ولد بقرية بختاور كنج من أعمال أعظم كده سنة ثمان وثمانين ومائتين وألف، وقرأ أياماً على المولوي عبد الأحد الإله آبادي وعلى غيره من العلماء بمرزا بور، ثم سافر إلى الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1308 كانبور وتخرج على العلامة أحمد حسن الكانبوري بمدرسة فيض عام، وقرأ فاتحة الفراغ سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، ثم أسند الحديث عن الشيخ الإمام فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي وبايعه، ثم ولي التدريس بالمدرسة الأحمدية ببلدة آره وكان مرافقاً ومساعداً للشيخ محمد علي المنوكيري في رده على القاديانية. مات في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف بالطاعون. المولوي عطاء الرحمن الطوكي الشيخ الفاضل عطاء الرحمن بن عبد الرحمن الحنفي الطوكي، أحد العلماء الصالحين، ولد ببلدة طوك سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على أساتذة مصره، ثم سافر إلى لاهور وقرأ على مولانا غلام أحمد في المدرسة النعمانية، ثم قدم رامبور وأخذ عن المولوي ماجد علي المانوي، ثم سافر إلى دهلي وتطبب على الفاضل الكبير أجمل بن محمود الشريفي، ثم رجع إلى طوك ودرس بها قليلاً، له تعليقات على حميات القانون. توفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف. المولوي عظمة الله اللكهنوي الشيخ الفاضل عظمة الله بن أحمد الله بن المفتي نعمة الله الأنصاري اللكهنوي أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على المولوي عبد الحميد بن عبد الحليم والمولوي إفهام الله بن إنعام الله والمولوي عبد الباقي ابن علي محمد وعلى مولانا عين القضاة بن محمد وزير الحيدر آبادي ومولانا محمد فاروق بن علي أكبر الجرياكوثي، ثم ولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء فدرس بها زماناً، ثم ذهب إلى سيتابور وولي التدريس في المدرسة الإنكليزية. مات في الثالث والعشرين من محرم سنة ست وخمسين وثلاثمائة وألف. السيد علي التستري الشيخ الفاضل علي بن أبي الحسن الشيعي التستري ثم الحيدر آبادي، أحد الأطباء المشهورين في الهند، ولد بحيدر آباد، وأخذ عن والده، وتقرب إلى شجاع الدولة مختار الملك نواب تراب علي خان الحيدر آبادي الوزير فجعله معلماً لولده لائق علي خان، ووظف له خمسمائة ربية فلما مات مختار الملك ونال الوزارة ولده المذكور وظف له ألف ربية شهرية، ولقبه صاحب الدكن بسلطان العلماء، وكانت بينه وبين العلامة علي عباس الجرياكوثي من المطارحات ما تفعم بها بطون الصفحات. ومن قصائده ما أرسل إلى نواب صديق حسن القنوجي: أمير الهند ليس له نظير وهل من مثله فيها أمير أمير في الامارة لا يضاهي له العليا نديم أو سمير كبير في المعارف والمزايا إذا ما قيل في الدنيا كبير دبير في المهام بأصغريه كما الدنيا عطاردها دبير أبى كفوا سوى العليا قدما لذا ازدوج العلا فهو القدير هو السلطان في بهوبال إلا متى رتق المهام هو الوزير رووا عنه المحامد في المعالي ثقاة لا يردهم الخبير إليه تشد من عرب رحال خوال وهي ملائي إذ تسير إلى غير ذلك من الأبيات، مات بحيدر آباد لست بقين من ذي القعدة سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، فأرخ لوفاته الحكيم نوازش على من قوله: مضجعه دار النعيم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1309 السيد علي البلكرامي المعروف بشمس العلماء الشيخ الفاضل علي بن زين الدين بن كرامت حسين الحسيني الواسطي البلكرامي، أحد الأفاضل المشهورين في معرفة اللغات المتنوعة، لم يكن له نظير في عصره في أرض الهند كلها. ولد سنة ثمان وستين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم من صغره، وقرأ العربية من الثامن إلى الرابع عشر من سنه، ثم اشتغل بالإنكليزية ونال درجة الفضيلة فيها سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف في ثماني سنين، وتعلم لغة سنسكرت في خلال ذلك، ثم اشتغل بالحقوق ونال درجة منها في ثلاث سنين، ثم دخل في كلية الهندسة ببلدة رزكي - بضم الراء المهملة بعدها راء هندية - وأراد أن يشتغل بها وينال الدرجة القصوى منها فلم يمهله الزمان، وطلبه شجاع الدولة مختار الملك نواب تراب علي خان الحيدر آبادي الوزير إلى حيدر آباد، واستصحبه إلى إنجلترا وأدخله في المدرسة السلطانية المختصرة بعلم طبقات الأرض والمعادن، فاشتغل بها سنتين ونال الدرجة القصوى منها، ونال درجات من علم الكيمياء وعلم الطبيعة وعلم الحياة وعلم المعادن وغيرها، وتعلم في خلال ذلك اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية وغيرها، وقدم الهند بعد سنتين فجعله مختار الملك ناظراً على السكك الحديدية والمعادن وغيرها، فاشتغل بها مدة وتعلم اللغات المروجة في أقطار الهند كالمرهتية والتلنكية والكجراتية والبنكالية والهندية وغيرها، وحصل شهادة المحاماة من كلكته، ولقبته الدولة الإنكليزية شمس العلماء سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف، وفي سنة تسع عشرة اعتزل عن الخدمة وأحيل إلى المعاش بثمانمائة ربية شهرية، وسافر إلى لندن عاصمة الجزائر البريطانية سنة عشرين، وولي تعليم اللغة المرهتية بجامعة كيمبرج فأقام بها مدة من الزمان، ثم رجع إلى الهند وسكن بمدينة هردوئي من بلاد أوده على ستة عشر ميلاً من بلكرام. وكان مفرط الذكاء، جيد القريحة، قوي الحفظ، يحفظ كل ما يقرأ مرة فلا ينساه أبداً، وكان حسن الصورة، كبي العزم، سخياً باذلاً، كريماً بارعاً في التاريخ والسير والأنساب وكثير من العلوم والفنون، لكم يكن له نظير في زمانه في معرفة اللغات، وإنه جمع الكتب النفيسة من كل علم وفن، وأنفق عليها مالاً خطيراً، وكان كثير الاشتغال بمطالعة الكتب، مولعاً بها، محباً لأهل العلم محسناً إليهم، قليل التعصب على أهل السنة والجماعة. له مصنفات، منها كتابه في أصول القانون التي تتعلق بالطب، ترجمها من كتاب الهير الإنكليزي، وله رسالة في تحقيق كليلة ودمنة، ونقلها من لغة إلى لغة، وله رسالة في مزية اللغة الفارسية على سنسكرت، ورسالة في مستعمرات ايلوره ورسالة في طبقات الأرض مما يتعلق باقليم حيدر آباد المحروسة، وله تمدن العرب وتمدن الهند، كلاهما منقولان من الفرنسية إلى اللغة الأردوية. مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة هردوئي. السيد علي الكجراتي الشيخ الفاضل علي بن عبد الله بن نور الحسيني الكجراتي، أحد العلماء الصالحين، ولد غرة محرم سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ محمود باعكظه وعلى عمه محمد بن نور الله، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محمد حسين الشاهجهانبوري، وصرف عمره في الإفادة والعبادة، توفي لخمس خلون من ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. الشيخ علي بن محمد السورتي الشيخ الفاضل علي بن محمد بن هاشم اللونتي السامرودي السورتي، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد ليلة الجمعة لثمان بقين من جمادى الأولى سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أبيه وعلى غيره من العلماء، ثم صرف عمره في الدرس والإفادة. مات يوم الخميس لثلاث عشرة خلون من شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1310 الشيخ علي أحمد البهروي الشيخ العالم الصالح علي أحمد بن نعمة الله بن محمد أطهر بن محمد واجد العمري البهروي سبط الشيخ أبي إسحاق بن محمد غوث، ولد في سنة تسع وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أبيه وعلى الشيخ محمد سليم المجهلي شهري ومولانا أحمد علي الجرياكوثي، ثم تولى الشياخة مكان جده لأمه الشيخ أبي إسحاق. وكان آية ظاهرة ونعمة باهرة في التقوى والعزيمة، صواماً قواماً، ذاكر لله سبحانه، وكان لا يغتاب ولا يحتمل أن يستمع الغيبة، وكانت مجالسه محفوفة بذكر الله سبحانه في كل وقت. مات لست عشرة خلون من صفر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف. الشيخ علي أكبر الشرواني الشيخ الفاضل علي أكبر بن مصطفى بن محمود الشرواني الشماخي ثم الحيدر آبادي، أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، له مصنفات عديدة، منها المسائل التمرينية في الصرف، ومسألة الإخبار بالذي في النحو، والشكوك الموردة في المسائل المنطقية مع الأجوبة الشافية في المنطق، والتحفة النظامية في الفروق الإصطلاحية في اللغة، صنفه سنة 1310 هـ. الشيخ علي أكبر الكاكوروي الشيخ العالم الصالح علي أكبر بن حيدر علي بن تراب علي العلوي الحنفي الكاكوروي، أحد المشايخ القلندرية، ولد لإحدى عشرة خلون من ربيع الأول سنة تسع وأربعين ومائتين وألف بكاكوري، وقرأ العلم على عمه الشيخ تقي علي بن تراب علي بن محمد كاظم الكاكوروي، ولبس الخرقة منه، وجلس على مسند الإرشاد مقام أبيه وجده، أسند الحديث عن الشيخ آل أحمد البهلواروي وكان عالماً بارعاً في الفقه والأصول، أخذ عنه المولوي سكندر علي الخالصبوري وخلق آخرون، لقيته بكاكوري فأكرمني وأضافني بالحلوى والأنبج - الثمر المعروف في الهند - ومن مصنفاته أصل الأصول في بيان السلوك والوصول، وهدية المتكلمين. كان فصيح اللسان، عارفاً بمواضع الكلام، حلو المنطق، دمث الخلق، بشوشاً، كثير الإنبساط، قليل الاعتراض على الناس، كثير التواضع كان مربوع القامة، أبيض اللون، حسن الملاح، كثير الحياء. مات يوم الأربعاء لسبع عشرة خلون من رجب سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف بكاكوروي. الشيخ علي أنور الكاكوروي الشيخ العالم الفقيه علي أنور بن علي أكبر بن حيدر علي العلوي الحنفي الكاكوروي، أحد العلماء المتصوفين، ولد لتسع خلون من ربيع الآخر سنة تسع وستين ومائتين وألف، وحفظ القرآن، ثم اشتغل بالعلم على عم والده الشيخ تقي علي، ولازمه مدة طويلة حتى برز في كثير من العلوم والفنون، فدرس وأفاد مدة، وجلس على مسند الإرشاد مقام أبيه وجده، كان كثير الرأفة متودداً، يحب النظافة والأناقة، محبباً إلى الناس، جواداً. ومن مصنفاته التحرير الأنور في تفسير القلندر، والإنتصاح بذكر أهل الصلاح، والحوض الكوثر في تكملة الروض الأزهر لشيخه تقي علي المذكور، وشهادة الكونين في مقتل سيدنا الحسين السبط عليه وعلى جده السلام، وفيض التقي في حل مشكلات ابن عربي، والقول الموجه في تحقيق من عرف نفسه فقد عرف ربه، والتصفية في شرح التسوية، وتنوير الأفق في شرح تبيين الطرق، وكشف الدقائق عن رموز الحقائق، وزواهر الأفكار في شرح جواهر الأسرار، والدرر الملتقة في شرح التحفة المرسلة، والدر اليتيم في إيمان آباء النبي الكريم، والرشحات في شرح اللمعات، والدر المنظم في مناقب الغوث الأعظم، والدرة البيضاء في تحقيق صداق فاطمة الزهراء. مات يوم الجمعة لعشر ليال بقين من محرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف بكاكوري. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1311 المولوي علي بخش البدايوني الشيخ العالم الفقيه علي بخش بن خدا بخش الحنفي البدايوني، أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ ببلدة بدايون وقرأ العلم على المولوي فيض أحمد العثماني البدايوني، ثم خدم الحكومة الإنكليزية حتى نال الصدارة في المحكمة العدلية، وكان مع اشتغاله بمهمات القضاء كثير الدرس والإفادة، له مباحثات مع السيد أحمد بن المتقي الدهلوي رئيس الطائفة، وغالب تأليفاته في الرد عليه، منها الشهاب الثاقب، وتأييد الإسلام، وله رسالة في الرد على الشيعة. مات سنة ثلاث وثلاثمائة وألف. الشيخ علي حسن الجائسي الشيخ الفاضل علي حسن بن ظهور أشرف بن هداية أشرف الأشرفي الجائسي، أحد العلماء المتصوفين، ولد ونشأ بجائس، واشتغل أياماً على أبيه، ثم دخل لكهنؤ وأخذ عن المولوي فضل الله بن نعمة الله اللكهنوي وعن غيره من الأساتذة، ثم رجع إلى جائس وتولى الشياخة بها مع اشتغاله بالطبابة، وكان - سامحه الله - مبتلى بأنواع البدع والخرافات من اتخاذ الضرائح وغيرها في المحرم، بنى الحسينية بمدينة جائس، وبذل عليها مالاً خطيراً، وكان يفعل في المحرم كل ما يفعله جهال الشيعة، رأيته، كان ضليعاً في اللغة الفارسية شاعراً باللغتين، مات لست بقين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن في مقبرة الشيخ جهانكير أشرف السمناني بكجهوجهه. السيد علي حسن الجائسي الشيخ الفاضل علي حسن بن غلام إمام الحسيني، الجائسي، أحد علماء الشيعة وكبرائهم، ولد ونشأ بجائس، وقرأ العلم على السيد حسين بن دلدار على اللكهنوي وكان من بني أعمامه، فجد في البحث والإشتغال حتى بلغ رتبة الإجتهاد، وسافر في كبر سنه إلى العراق فلقبه علماء الشيعة بسيد المجتهدين، قارب عمره خمساً وتسعين سنة. مات لليلتين خلتا من رجب سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف، ببلدة جائس وتأسف بموته خلق كثير من الشيعة. مولانا علي عباس الجرياكوثي الشيخ الفاضل علي عباس بن إمام علي بن غلام حسين العباسي الجرياكوثي، أحد الأدباء المشهورين، ولد بجرياكوث - بتشديد الياء التحتية والتاء العجمية - قرية جامعة من أعمال أعظم كده اشتغل بالعلم أياماً على عمه مولانا أحمد علي الجرياكوثي، وقرأ شرح هداية الحكمة للميبذي على الشيخ المعمر أبي الحسن المنطقي، وترك الإشتغال في أثناء الدرس وعكف على مطالعة الكتب، وكان مفرط الذكاء، عجباً في سرعة الحفظ وقوة الجنان، قلما يدخل في باب من أبواب العلم إلا وهو يتمكن منه ويفحم كبار العلماء في مسائلها، سافر في بداية حاله إلى حيدر آباد وأنشأ قصيدة في مدح الأمراء، ثم رجع خائباً وأنشأ قصيدة أخرى في هجوهم، منها قوله: من حيدر آباد اهربن ولا تقم فيها فؤاد أولي المكارم يصدأ وأقام ببلدة بهوبال مدة من الزمان في عهد سكندر بيكم واحظ بصلاتها، ثم رجع إلى بلدته وأقام بها زماناً حتى طلبه شجاعة الدولة مختار الملك نواب تراب علي خان الحيدر آبادي الوزير إلى حيدر آباد فسافر ونال الخدمة الجليلة، فخدم الدولة الآصفية مدة طويلة حتى أحيل إلى المعاش بحق التقاعد. ومن مصنفاته نبراس الفطانة، في المنطق، والقيطون، في المناظرة، وخلاصة الصرف وأبحاث الصرف، في التصريف، ورقية النجاة وحل الكافية، في النحو، والإيجاد في الإرشاد، وميزان الأوزان، ووسواس الخناس، والهلالية والمكاتيب وغيرها. ومن شعره قوله مقرظاً: يا من لقد كان يشكو ضيعة الأدب أبشر فقد زاح ما بالنفس من وصب أشكاك تأليف شفن لوذع فطن من لا ضهى له في العجم والعرب الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1312 أعطاه قي ذا الزمان الله جل وعلا من المفاخر ما الإنسان لم يهب إن شئت حب رسول الله فادل به لا بد للصرح والأفلاك من عتب فيالها من كتاب جامع سير ال رسول أرسله بالصارم الذرب لا تعجبوا إن علا كتب الذين مضوا فإن في الخمر معنى ليس في العنب إلى غير ذلك، توفي سنة اثنتين وثلاثمائة وألف بجرياكوث. السيد علي محمد اللكهنوي الشيخ الفاضل علي محمد بن محمد بن دلدار علي الشيعي النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي، أحد علماء الشيعة وكبرائهم. ولد ببلدة لكهنؤ في شوال سنة ستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أساتذة عصر ومصره، ثم سافر إلى العراق فأجازه السيد علي بن محمد رضا بن محمد مهدي الطباطبائي الفروي المجتهد في النجف والسيد علي نقي الطباطبائي وغيرهما، فرجع إلى الهند ودرس وأفاد مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورحل إلى العراق مرة ثانية فزار المشاهد، ثم رجع إلى الهند وحصل له القبول العظيم ببلدة جون بور وعظيم آباد لقيته ببلدة لكهنؤ فوجدته بين الكهولة والشيخوخة. ومن مصنفاته، المثالية في إباحة التصاوير العكسية، والدر الثمين في نجاسة الغسالة، وتحفة الواعظين في مجلد، ونصر المؤمنين في الرد على مرزا محمد الأخباري، وإيقاظ الراقدين في بعض ما رأى من الأحلام والرؤى، وشرح زبدة الأردبيلي في مبحث الصوم، وتصديق الصدوق في المنطق، وإرشاد اللبيب في شرح تهذيب النحو، وفصل الخطاب في حلة شرب القليان، والصولة العلوية للذب عن الملة المحمدية، وعماد الدين، كلاهما في الرد على النصارى، وغيث الله المدرار لإطفاء ثائرة أهل النار وغيرها من الرسائل. توفي يوم الجمعة لأربع خلون من ربيع الثاني سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف بلكهنؤ، فدفن بحسينية جده عند والده السيد محمد. مولانا علي نعمة البهلواروي الشيخ العالم المحدث على نعمة بن عناية رسول الجعفري البهلواروي، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، ولد سنة اثنتين ومائتين وألف ونشأ ببهلواري من أعمال عظيم آباد وسافر للعلم فقرأ الكتب الدرسية على مولانا عبد الله الغازيبوري ولازمه مدة، ثم أسند الحديث عن السيد المحدث نذير حسين الدهلوي وأخذ عنه، ثم درس وأفاد، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وكان يعمل ويعتقد بالحديث الشريف ولا يقلد أحداً من الأئمة، لقيته ببهلواري فوجدته رجلاً بشوشاً طيب النفس كريم الأخلاق، له شعر حسن، منها قوله: أسقي على طلل درست معالمه مذ هاجرت هنداته وفواطمه طوراً أحن وتارة أبكي إذا تبكي لهن بذي الأراك حمائمه قد زال عقلي في الهوى حتى بدا ما كنت أخفيه وكنت أكاتمه يا عاذلي رفقاً بصب هائم ومدنف قد أسقمته لوائمه فأنا الذي لعب الفراق بقلبه قد قطعته بيضه وصوارمه وقوله: الحب لا يستطيع الصب يكتمه حل الغرام به ودمعه ودمه وقلبه حزن والعين باكية تفيض في الخد هتانا وتسجمه وإن يكن صامتاً وليس يظهره فحاله كل ما يخفى يترجمه أضناه سقماً فما أبقى سوى رمق منه فراق الحبيب وهو يظلمه الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1313 وعيشه بات مراً في الهوى فغدا نهاره مثل ليل جن مظلمه ممس وخوف النهار دام يسهره ومصبح وسهاد الليل يسقمه الوحش أصحابه والفقر مربعه والدمع مونسه والهم محرمه مه لا تلمه فلم تنظر بناظره ولا شعرت بماذا فيه يعلمه ولم تذق ما يعاني من شدائده فكيف تعذله جهلاً وترغمه مات لتسع بقين من شوال سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف. السيد علي نقي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل علي نقي بن محمد علي الحسيني الشيعي الحيدر آبادي، أحد علماء الشيعة وكبرائهم، ولد في الثالث عشر من رجب سنة سبع وسبعين ومائتين وألف وتفقه على والده وقام مقامه في الدرس والإفادة حتى صار المرجع والمقصد في المذهب بحيدر آباد، مات في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف. مولانا عليم الدين النكرنهسوي الشيخ العالم المحدث عليم الدين حسين بن تصدق حسين بن عبيد الله بن غلام بدر بن سليم الله الأنصاري النكرنهسوي العظيم آبادي، أحد العلماء المشهورين. ولد في سنة ستين ومائتين وألف، واشتغل أياماً على أساتذة بلاده، ثم سافر إلى لكهنو وأخذ العلوم الحكمية عن المفتي نعمة الله بن نور الله اللكهنوي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الفقه والأصول عن المفتي صدر الدين، والحديث عن شيخنا السيد نذير حسين المحدث، وتطبب على صحة الدولة بهادر، ورجع إلى بلدته بعد عشر سنين فدرس وأفاد، وصرف عمره في نشر العلوم الدينية والمعارف اليقينية، وسافر إلى الحجاز سنة ثلاث وثلاثمائة وألف فحج وزار. وكان ملازماً لأنواع الخير قوياً في دينه، جيد التفقه كثير المطالعة لفنون العلم، حلو المذاكرة، مع الدين والتقوى، وإيثار الإنقطاع وترك التكلف، لم يزل يدرس وينفع بمواعظه الناس، ويجتهد في محق الرسوم والأهواء، انتفع به خلق كثير، وله مصنفات، منها سلم الأفلاك في الهيئة، وله أجزاء في التفسير ورسائل في الخلافيات. مات يوم الجمعة لعشر بين من محرم سنة ست وثلاثمائة وألف. السيد عماد الدين السورتي الشيخ العالم الصالح عماد الدين بن شاهجهان بن زين العابدين الرفاعي السورتي الكجراتي، أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية والفقه والكلام، ولد سنة ست وأربعين ومائتين بمدينة سورت ونشأ بها، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم دخل بمبىء وسكن بها. مات لأربع خلون من صفر سنة عشر وثلاثمائة وألف بمدينة بمبىء. الشيخ عمر بن فريد الدهلوي الشيخ الصالح عمر بن فريد الدين الحنفي الصوفي الدهلوي، كان سبط الشيخ عبد العزيز القادري الدهلوي، ولد ونشأ في بيت العلم والمشيخة، وقرأ العلم على مولانا كريم الله الدهلوي، وأخذ الطريقة عن جده لأمه، ثم تولى الشياخة، لقيته ببلدة دهلي فوجدته حليماً متواضعاً مقيماً على سنن المشايخ، لم يكن يتجاوز عنها قدر شعرة. له مصنفات، منها أحسن البضاعة في إثبات النوافل بالجماعة، والإستشفاع والتوسل بآثار الصالحين وسيد الرسل، ورياض الأنوار في ملفوظات جده عبد العزيز. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1314 المولوي عناية الله الكوئلي العليكدهي الشيخ الفاضل عناية الله بن لطف الله الحنفي الكوئلي، أحد العلماء المشهورين، ولد حوالي سنة ست وسبعين ومائتين وألف ونشأ ببلدة عليكده ولازم أباه من صغر سنه وتخرج عليه، وقرأ الطب وتطبب، ثم درس وأفاد مدة مديدة بمدرسته في عليكده، ثم سافر إلى بهوبال وخدم الحكومة زماناً، حتى جعل عضواً من أعضاء مجلس العلماء، وتشرف بالحج والزيارة مع الأميرة سلطان جهان بيكم والية بهوبال، وأسند الحديث عن علماء الحرمين. مات حوالي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف. المولوي عناية الله السندي الشيخ العالم الفقيه عناية الله بن محمود الحنفي الماروي السندي، أحد العلماء الصالحين، ولد ببلدة ماري - بفتح الميم - من بلاد السند في ليلة البراءة سنة ست وسبعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على الحاج عبد الولي والشيخ بير محمد والقاضي عبد الحميد والمفتي عبد الواحد والمولوي لعل محمد والمولوي محمد حسين بحيدر آباد السند، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار وأخذ عن القارىء أحمد والقارىء عبد الله الهندي المكي، وحصلت له الإجازة عن الشيخ محمد مراد القزاني المكي والشيخ محمد أمين رضوان المدني والسيد محمد علي بن ظاهر الوتري المدني، ثم رجع إلى الهند ودرس وأفاد مدة من الزمان، وسافر إلى الحرمين الشريفين مرة أخرى فحج وزار ورجع ظافراً بمزيد الفضيلة، له تعليقات شتى على الكتب الدرسية. مولانا عناية رسول الجرياكوثي الشيخ الفاضل العلامة عناية رسول بن علي أكبر العباسي الجرياكوثي أحد العلماء المحققين، لم يكن له نظير في زمانه في الفنون الرياضية وفي معرفة اللغة العبرانية. ولد سنة أربع وعشرين ومائتين وألف، ببلدة جرياكوث - بتشديد الياء التحتية آخرها تاء عجمية - قرأ المختصرات على أبيه، ثم لازم الشيخ أحمد علي العباسي الجرياكوثي وأخذ عنه الفنون الحكمية، ثم سافر إلى بلدة طوك وأخذ الفقه والحديث عن السيد حيدر علي الحسيني الرامبوري ثم الطوكي ولازمه مدة مديدة، ثم رجع إلى بلدته وتاقت نفسه إلى معرفة اللغة العبرانية فسار إلى كلكته سنة ثمان وستين ومائتين وألف وتهود، ثم صحب أحبار اليهود ست سنين وأخذ عنهم اللغة العبرانية، ورجع إلى بلدته سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف واعتزل عن الناس في بيته. وله مختارات في المذهب، منها أنه كان يقول لا يجوز نكاح الصغيرة ولو كان بولاية أبيها، ولا يجوز نكاح الفضولي، وكان يقول بحرمة الخمر قاطبة سواء كان من عنب أو شعير أو غير ذلك خلافاً للأحناف، وكان لا يجوز التحريف في التوراة، وكان يقول إن المراد بعصمة الأنبياء عصمتهم في فهم الوحي، وكان يقول إن المعراج كان جسمانياً إلى المسجد الأقصى وروحانياً إلى ما فوق ذلك، وكان يقول بإباحة اللعب بالشطرنج. ومن مصنفاته البشرى في مجلدين، كتاب جليل القدر عظيم النفع في مبحث النبوة، ومنها المقولات العضدية في الهندسة في ثلاثة مجلدات، وفي كل مجلد ست مقالات، أضاف فيها شيئاً واسعاً على تحرير أقليدس، ومنها كتاب في الجبر والمقابلة، وكتاب في الحساب، ونور الأنظار في علم الأبصار، والفصول العضدية في القراءة، وميزان الكافي في الصرف، وبداية الصرف في تصريف اللغة الفارسية، والزندية، والكلدية، وكتاب في تصريف العبرانية، وكتاب في إعجاز القرآن، وكتاب في مبحث الرضاعة، وله غير ذلك من المصنفات، مات غرة شوال سنة عشرين وثلاثمائة وألف. مولانا عناية العلي الحيدر آبادي الشيخ العالم الفقيه عناية العلي بن كرامة العلي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1315 الإسرائيلي الدهلوي ثم الحيدر آبادي، أحد العلماء الصالحين، ولد بدهلي سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف، وذهب إلى حيدر آباد مع أبيه في صغر سنه، ولازم أباه وتخرج عليه، ثم خدم الدولة الآصفية مدة مديدة، أحيل إلى المعاش، لقيته بحيدر آباد سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف، فوجدته شيخاً منور الشبيه، حسن الأخلاق حسن المحاضرة. له مصنفات: منها رسالة في التراويح، ورسالة في رؤية الهلال، ورسالة في العقائد، ورسالة في سماع الموتى والنذور، والذبيحة، والاستعانة والشفاعة، والتبرك، ورسالة في تقبيل الإبهامين عند الأذان، وله فتاوى كثيرة لم تجمع. مات لإحدى عشرة خلون من ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا عين الحق البهلواروي الشيخ العالم المحدث عين الحق بن علي حبيب بن أبي الحسن بن نعمة الله الجعفري البهلواروي، أحد العلماء الربانيين، كان من أهل بيت العلم والمشيخة، ولد ونشأ ببهلواري، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا علي نعمة البهلواروي وبعضها على مولانا عبد الله الغازيبوري، وولي الشياخة في صغر سنه، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ولما رجع إلى الهند اعتزل عن الشياخة. وكان عالماً صالحاً، متعباً حسن العقيدة، يعمل بالنصوص، لقيته غير مرة، مات بمدينة لكهنؤ بالفالج يوم الثلاثاء لإحدى عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، فنقل جسده إلى بهلواري. مولانا عين القضاة الحيدر آبادي اللكهنوي الشيخ الفاضل عين القضاة بن محمد وزير بن محمد جعفر الحسيني الحنفي النقشبندي الحيدر آبادي ثم اللكهنوي، أحد الأفاضل المشهورين. ولد بحيدر آباد عاصمة بلاد الدكن سنة أربع وسبعين ومائتين وألف كما أخبرني بها والده، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم قدم لكهنؤ وقرأ بعض الكتب الدرسية على تلامذة العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ثم تتلمذ عليه ولازمه وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية وبرز في العلوم الحكمية، وصنف حاشية بسيطة على شرح هداية الحكمة للميبذي، ودرس زماناً قليلاً بلكهنؤ، ثم أخذته الجذبة الربانية فسار إلى بلدة سورت ولازم الشيخ موسى جي التركيسري وأخذ عنه الطريقة النقشبندية، ثم قدم لكهنؤ وأقام بدار شيخه عبد الحي المذكور على جسر فرنكي محل ومعه والده، وعكف على الدرس والإفادة، لا يراه أحد إلا في بيته أو في المسجد، وبعد مدة طويلة سافر إلى الحرمين الشريفين وأقام بهما سنتين، ثم قدم لكهنؤ وبنى له والده داراً ببلدة لكهنؤ، وهو لم يتزوج ولا تسرى، ووالده كان يقوم بمصالحه مدة حياته، وهو صاحب بر ومؤاساة لأصحابه وسعى في مصالحهم، وملبوسه كأحاد الفقهاء، وهو ربع القامة، نقي اللون، محلوق الرأس، طويل اللحية، يصلي مع الناس في المسجد ولكنه لا يؤمهم. وفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف سافر مع والده إلى الحرمين الشريفين مرة ثانية فحج وزار، ورجع إلى بلدة لكهنؤ، وأسس والده المدرسة الفرقانية لتدريس القرآن وتعليم القراءة والتجويد وأوقف عليها عروضه وعقاره، ومات سنة 1331 هـ فقام مقامه ولده السعيد الرشيد يحمل أعباء المدرسة، وزاد فيها بمقدار كثير، وبنى العمارات العالية للمدرسة، ورتب الأساتذة، ووظف الطلبة، حتى بلغت مصارفه نحو ثلاثة آلاف شهرية وهو فقير لا مال له ولا يأخذ عن أحد درهماً ولا ديناراً، والله أعلم من أين يصل إليه المال الخطير للمدرسة، وللاعطاء كل يوم صباحاً ومساء، لكل من يفد عليه من العرب والعجم، فإنه في إنفاق المال كالريح المرسلة. وقد نفع الله بهذه المدرسة نفعاً كبيراً وتخرج منها مئات من الحفاظ والقراء المجودين وانتشروا في الهند وما جاورها من البلاد ونشروا علم القراءة والتجويد وخرجوا، وكان يطعم الناس طعام الإمارة مرتين في كل سنة، ويصنع وليمة عظيمة بمناسبة مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يؤذن فيها لكل وارد وصادر من أهل البلد وغيره، ويذبح لها مائتان من النعاج والتيوس المخصية الفارهة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1316 توفي إلى رحمة الله في الثاني من رجب سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وألف وقد زاره رجل من إيران وأنشده أبياتاً منسوبة إلى سيدنا علي كرم الله وجهه، فأخذته الجذبة وخر ساجداً ومات في تلك الحالة. حرف الغين مولانا غلام أحمد الكوثي الشيخ العالم الفقيه غلام أحمد بن شيخ أحمد الحنفي الكوثي، أحد العلماء المشهورين، ولد في سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف بقرية كوث إسحاق من أعمال كجرانوله من بلاد بنجاب، وكان من طائفة الزط أسلم أسلافه، وهو قرأ النحو والعربية على أساتذة بلاده، ثم سافر وأخذ المنطق والحكمة عن المولوي عبد الله الهوشيار بوري، وأخذ بعض الفنون الرياضية عن المولوي شاه دين اللودهيانوي، وأخذ الفقه والأصول عن المولوي غلام قادر البهروي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، لقيته غير مرة ببلدة لاهور، وكان فاضلاً كبيراً جيد التفقه، حليماً متواضعاً شديد التعبد كثير الصمت حسن السمت، له مهارة في استخراج المسائل الجزئية ومهارة في التدريس، درس في المدرسة النعمانية نحو عشرين سنة، وله تعليقات على أكرثاؤذوبيوش، وعلى كتاب المناظر للأقليدس. مات ليلة الأربعاء لثلاث خلون من ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف بلاهور. مرزا غلام أحمد القادياني الرجل الشهير غلام أحمد بن غلام مرتضى بن عطاء محمد بن كل محمد برلاس القادياني المتمهدي ثم المتنبي المشهور في بلاد الهند، كان يظهر الزهد والتصوف والكرامات، ويباحث أحبار الآرية والنصارى ويفحمهم في مباحثاته، ويصرف آناء الليل والنهار في الذب عن الإسلام، ويبذل جهده كل الجهد، ويصنف الكتب في ذلك، حتى إنه ادعى أنه مهدي موعود، ثم ادعى أنه مسيح معهود، وسمى نفسه مثيل المسيح، ثم ادعى أنه بروز أحمد ثم قال إنه بروز كرشن عظيم الهنود، وكان يخبر الناس بما يكون، فافتتن به خلق كثير، واعتقدوا فيه الخير، وأنكره الآخرون فقالوا: إنه مشعبذ ومتكهن وساحر وكذاب، وكفره السيد نذير حسين المحدث الدهلوي والشيخ حسين بن محسن اليماني والعلامة محمد بشير السهسواني وغيرهم من العلماء الربانيين، ولهم رسائل في الرد عليه والذب عن أهل السنة والجماعة. وكان مولده نحو سنة ست وخمسين ومائتين وألف، قرأ النحو والصرف وبعض رسائل المنطق والحكمة على المولوي كل علي شاه، واشتغل بالدنيا زماناً وخدم الدولة الإنكليزية، ثم ترك ذلك وقام بالذب عن الملة الإسلامية وإبطال الأديان الأخرى، وصنف الكتب أشهرها براهين أحمديه، وادعى أن الله سبحانه ألهمه: والسماء والطارق، وكان ذلك في حياة والده، ثم ادعى أنه ألهم: أليس الله بكاف عبده، وهذا كان أول أمره ثم تتابع الوحي والإلهام، ولما تم القرن الثالث عشر ادعى أنه مجدد لهذه المائة وقد ألهمه الله: الرحمن علم القرآن، لتنذر قوماً ما أنذر آباؤهم: لتبين سبيل المجرمين، قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين، ثم بعد ذلك ادعى: أنه مهدي موعود، ثم قال: إنه مسيح معهود وقد ألهمه الله: جعلناك المسيح ابن مريم، وألهمه: الحمد لله الذي جعلك المسيح ابن مريم، أنت شيخ المسيح الذي لا يضاع وقته، كمثلك در لا يضاع، انتهى. وقال: إن عيسى ابن مريم توفى ولم يرفعه الله إلى السماء كما يزعم الناس، قال: إن امرأة بيلاطوس الذي أراد قتل عيسى ابن مريم رأت في المنام أن قتله يجلب البلاء عليهم، فتدبرت الحيلة لخلاصه، واليهود ظنوا أنه قتل وأنه لم يقتل، وجاء إلى أنصاره وأراهم الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1317 الجراحة بيده وتناول منهم الخبر والسمك فأكلها، وعالجه الحواريون بمرهم الرسل أو مرهم عيسى الذي ذكره الشيخ في القانون والأطباء في أقراباذيناتهم، ثم سافر إلى البلاد ومنع أنصاره بكشف أخباره، فقدم نصيبين ثم أفغانستان وسكن بجبل نعمان مدة، ثم دخل الهند وقدم بنجاب ودار بلاد الهند، ثم رجع إلى بنجاب وسار إلى كشمير واعتزل على جبل سليمان، ثم صرف شطراً من عمره في سري نكر ومات بها ودفن قريباً من محلة خان يار وله خمس وعشرون سنة، وفي سنة ثمان وثلاثمائة وألف ادعى أنه مثيل المسيح وقال: لقد أرسلت كما أرسل الرجل المسيح بعد كليم الله موسى الذي رفعت روحه بعد تعذيب وإيذاء شديد في عهد هيروديس إلى آخر ما جاء في كتاب فتح الإسلام، وصرح بذلك بأساليب مختلفة في كتبه فتح الإسلام وتوضيح مرام وإزالة أوهام، وطبق على نفسه الأحاديث التي وردت في نزول المسيح عليه السلام والتفاصيل التي جاءت فيها في تطرف وتقعر، وأبعد النجعة في تأويلها، ففسر كلمة دمشق التي جاءت في الأحاديث بأنها قرية يسنها رجال طبيعتهم يزيدية وأنها قاديان، وقال: إن قرية قاديان مشابهة بدمشق، وأما الرداءان الأصفران اللذان ينزل فيهما المسيح فالمراد منهما علتان: أولاهما في أعلى الجسم وهو دوار الرأس، وأخراهما في أسفل الجسم وهي كثرة البول، وأما المنارة الشرقية المذكورة في الأحاديث فقد تخلص منها ببناء منارة في شرقي قاديان، وطلب لها الإعانات من أصحابه، وبدأها في حياته، ونمت بعد وفاته، وجال وصال في هذا الموضوع، وفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف أعلن النبوة بصراحة، وبدأ يؤلف لذلك الرسائل ووعد بأنها ستبلغ أربعين، ولذلك سماها الأربعين، ثم اقتصر على الأربعة تأسياً بالله تعالى في إبدال خمسين صلاة بخمس، وألف رسالة سنة عشرين وثلاثمائة وألف، أسماها تحفة الندوة قدمها إلى حفلة ندوة العلماء المنعقدة في أمرتسر، قال فيها: فكما ذكرت مراراً أن هذا الكلام الذي أتلوه هو كلام الله بطريق القطع واليقين كالقرآن والتوراة، وأنا نبي ظلي وبروزي من أنبياء الله، وتجب على كل مسلم إطاعتي في الأمور الدينية، ويجب على كل مسلم أن يؤمن بأني المسيح الموعود، وكل من بلغته دعوتي فلم يحكمني ولم يؤمن بأني المسيح الموعود ولم يؤمن بأن الوحي الذي نزل علي من الله هو مسؤل ومحاسب في السماء وإن كان مسلماً، لأنه قد رفض الأمر الذي وجب عليه قبوله في وقته، إنني لا أقتصر على قولي أن لو كنت كاذباً لهلكت، بل أضيف إلى ذلك أنني صادق كموسى وعيسى وداؤد ومحمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقد أنزل الله لتصديقي آيات سماوية تربى على عشرة آلاف، وقد شهد لي القرآن، وشهد لي الرسول، وقد عين الأنبياء زمان بعثتي، وذلك هو عصرنا هذا، والقرآن يعين عصري، وقد شهدت لي السماء والأرض، وما من نبي إلا وقد شهد لي. وادعى فيما بعد أنه نبي مستقل، صاحب أمر ونهي، وكفر من لا يؤمن بنبوته، وأغلظ القول فيهم، وقال بالتناسخ والحلول، وادعى التفوق على كثير من الأنبياء، وشذ وأغرب في الأقوال والعقائد، وانتصر للحكومة الإنجليزية، وأيدها بكل جهده، وألف في هذا الموضوع عدداً كبيراً من الكتب والرسائل، وادعى أنه نشر خمسين ألف كتاب ورسالة وإعلان في الهند وفي البلاد الإسلامية في هذا الموضوع، وأفتى بنسخ الجهاد وتحريمه، وأعلن أن الإنجليز هم أولو الأمر الذين تفترض طاعتهم على المسلمين، وقال في آخر كتابه شهادة القرآن: إن عقيدتي التي أكررها أن للاسلام جزءين: الجزء الأول إطاعة الله، والجزء الثاني إطاعة الحكومة التي بسطت الأمن وآوتنا في ظلها من الظالمين، وهي الحكومة البريطانية. وصرح في رسالة قدمها إلى نائب حاكم المقاطعة الإنجليزي في غرة ذي القعدة سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف بأنه من الأسرة التي هي من غرس الإنجليز ومن صنائعهم. وفي سنة خمس وثلاثمائة وألف أخبر أن الله أمره أن يخطب فتاة إسمها محمدي بيكم وقال: إن زوجها الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1318 أبوها بشاب آخر مات هذا الشاب خلال عامين ونصف وأبوها خلال ثلاث سنوات، وقال: إنه وحي نازل عليه، وقال: إن الله سيحقق وعده ويمنحها له بكراً كانت أو ثيباً، ويزيل العراقيل وينجز هذا العمل، ولا راد لما قضى الله، وقال مرة أخرى. وقد ألهمني الله: ويسئلونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين، زوجناكها لا مبدل لكلماتي، وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مسترم، انتهى بلفظه. وقال: والقدر قدر مبرم من عند الرب العظيم .... وقال: وإني أجعل هذا النبأ معياراً لصدقي وكذبي، وما قلت إلا بعد ما أنبئت من ربي إلى غير ذلك من التحديات والتصريحات، ولكن أهل الفتاة رفضوا طلبه وزوجوها شاباً من أهل قرابتهم، ولم ييئس المرزا من تحقيق هذه النبوة فقال حلفاً في المحكمة: إنها ستدخل يوماً من الأيام في زواجه، وإنه من أخبار الله ولا مبدل لكلمات الله، ولكنه فارق الدنيا ولم تدخل في زواجه، وعاش زوجها سلطان محمد زمناً طويلاً بعده. وقد تحدى عام ست وعشرين وثلاثمائة وألف الشيخ ثناء الله الأمرتسري بأن الكاذب المفتري من الرجلين سيموت، ودعا الله تعالى أن يقبض المبطل في حياة صاحبه، ويسلط عليه داء مثل الهيضة والطاعون يكون فيه حتفه، وفي ربيع الآخر سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف أصيب بالهيضة الوبائية وهو في لاهور ومات لليلة بقيت من ربيع الآخر سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف، ونقلت جثته إلى قاديان حيث دفن في المقبرة التي سماها بمقبرة الجنة بهشتي مقبره. كان مرزا غلام أحمد تغلب عليه في بداية أمره الغرارة وقلة الفطنة والاستغراق، وكان لا يحسن ملأ الساعة، وكان يعد الأرقام عداً، وقد لا يميز الأيمن من الحذاءين من الأيسر، حتى اضطر إلى وضع العلامة عليها بالحبر، وقد أصيب في شبابه بالنوبات العصبية العنيفة، ونقل عنه الاشتغال بالعبادات والمجاهدات، ومواصلة الصيام شهوراً، وقد بدأ حياته في تقشف وزهادة، فلما تبوأ الزعامة الدينية اتسع له العيش، وأقبلت عليه الدنيا، وأغدقت عليه الأموال، وأصبح يعيش هو وأهله في نعيم وبذخ، وتصرف في الأموال تصرفاً مطلقاً، وتوسع في المطاعم والمشارب والأبنية، وكان سليطاً طويل اللسان، هجاءاً مقذعاً للمخالفين، والعلماء المعاصرين، لعاناً بذي القول، كثير التهكم والاستهزاء. وكان مربوع القامة بديناً، أحمر اللون كث اللحية، وكان سريع الكتابة سيال القلم، يبلغ عدد مؤلفاته أربعة وثمانين كتاباً، منها ما يحتوي على أكثر من ألف صفحة، أكبرها وأشهرها براهين أحمديه، وقد بلغ الكتاب إلى ثلاثمائة ملزمة، كلها تحتوي على ست عشرة صفحة، والأربعين وسرمة جشم آريه وفتح إسلام وإزالة أوهام وتوضيح مرام، وآئينة كمالات إسلام وتبليغ رسالت والدر الثمين وغير ذلك. الحكيم غلام جيلاني اللاهوري الشيخ الفاضل غلام جيلاني بن سلطان محمود الأنصاري اللاهوري، أحد الأطباء الماهرين في الصناعة الطبية، ولد سنة تسعين ومائتين وألف، واشتغل أياماً بالعربية، وأخذ الصناعة الطبية، ثم تعلم اللغة الإنكليزية، ودخل في كلية الطب الحديث مديكل كالج ببلدة لاهور، وأخذ الصناعة الطبية الحديثة في بضع سنين، ثم ولي الطبابة في السفارة الإنكليزية بكرمان، فسار إليها وأقام بها مدة، ثم نقل إلى قائنات من بلاد الفرس واستقل بها زماناً، ثم نقل إلى سيستان فأقام بتلك النواحي نحو ثمان سنين، ولقبته الدولة الإنكليزية خانصاحب، ودولة إيران شمس الأطباء ومنحته نيشان شير خورشيد، ثم دعته الدواعي المنزلية إلى رجوعه بأرض الهند، فرجع إلى لاهور سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، وترك الخدمة واشتغل بالتصنيف والتأليف. له كتاب مبسوط مفيد في مفردات الأدوية ومركباتها، صنفه بتحقيق وتدقيق، وله كتاب في تاريخ الطب والأطباء، وله كتاب في لغات الأدوية. مات لتسع خلون من شعبان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1319 المولوي غلام حسين الكانبوري الشيخ العالم الفقيه غلام حسين بن الشيخ محمد ابن الشيخ إبراهيم الحنفي العيسى خيلي ثم الكانبوري، أحد المشايخ النقشبندية، ولد بعيسى خيل من أعمال بنون في الحدود الشمالية الغربية، وقرأ الصرف والنحو ومبادي العلوم في بلده على الشيخ ولايت، وسافر إلى سهارن بور لطلب العلم راجلاً، ثم ركب القطار إلى كانبور وقرأ الكتب الدرسية على مولانا أحمد حسن الكانبوري وقرأ فاتحة الفراغ سنة ثمان وثلاثمائة وألف ولازمه مدة طويلة، ثم سكن بكانبور ودرس وأفاد زماناً طويلاً في مسجد السيد محمد علي ابن عبد العلي الكانبوري، ولما سار السيد المذكور إلى الحرمين الشريفين سار معه وحج وزار، وقرأ المثنوي على الشيخ الكبير إمداد الله المهاجر المكي درساً درساً وقد كان سافر إلى موسى زي، وأخذ الطريقة عن الشيخ سراج الدين بن عثمان النقشبندي، ولازمه مدة حتى صار مجازاً عنه في الطريقة فرجع إلى كانبور وتولى الشياخة بها، وحصل له القبول العظيم من أهل تلك البلدة، وكان يزور شيخنا فضل الرحمن الكنج مراد آبادي ويقيم عنده ويستفيد منه، وقد أسند الحديث عنه. كان جامعاً للعلوم متميزاً في النحو والفقه، اقتصر على التدريس وتربية المريدين، ولم يكن له اشتغال بالتأليف، توفي لأربع خلون من صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف. الحكيم غلام حسنين الكنتوري الشيخ الفاضل غلام حسنين بن السيد محمد بخش الحسيني الموسوي الكنتوري، أحد علماء الشيعة وكبرائهم، ولد بكنتور - بكسر الكاف - لسبع عشرة خلون من ربيع الأول سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المولوي السيد أحمد علي المحمد آبادي والمولوي السيد حسين والمولوي السيد محمد تقي، وتطبب على أطباء لكهنؤ، ثم سافر إلى جودهبور للاسترزاق وأقام بها زماناً. وكان فاضلاً بارعاً في الفنون العربية والصناعية، معجباً بنفسه، يدعي أنه يعلم الكيمياء والسيمياء والريمياء، وأن له اليد الطولى في سبعين علماً، سمعته من فيه سنة 1311 هـ، له ترجمة القانون للشيخ الرئيس، وترجمة كامل الصناعة، ورسائل في الطب، وكتاب انتصار الإسلام في مجلد ضخم في علم الكلام. مات بفيض آباد سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا غلام رسول القلعوي الشيخ العالم المحدث غلام رسول القلعوي - نسبة إلى قلعة مهياسنكه - من بلاد بنجاب، كان من العلماء الراسخين في العلم، قرأ على مولانا نظام الدين البكوي وعلى غيره من العلماء، ثم دخل دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي مشاركاً للشيخ الأجل عبد الله بن محمد أعظم الغزنوي في القراءة والسماع، وأقبل على الحديث إقبالاً كلياً، ورجع إلى بلدته وجد في البحث والاشتغال ثم في التدريس والتذكير. وكان آية ظاهرة ونعمة باهرة في كثرة العمل وقلة الأمل وتأثير الوعظ، ما رأى الناس مثله في دياره علماً وعملاً وجمالاً وخلقاً واتباعاً وكرماً وحكماً في حق نفسه، وقياماً في حق الله عند انتهاك حرمته، هابته الحكومة الإنكليزية، فمنعته عن التذكير وعن السفر بدون الإذن. له رسالة في إثبات رفع السبابة عند التشهد في الصلاة، ورسالة في إبطال أربع ركعات في الجمعة الأخيرة من رمضان المشهورة بقضاء العمر، كما في تذكرة النبلاء. المفتي غلام رسول الأمرتسري الشيخ العالم الفقيه المفتي غلام رسول الحنفي الأمرتسري، أحد العلماء الصالحين، لقيته غير مرة ببلدة أمرتسر، كان يدرس في المدرسة الإسلامية بها، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1320 وأظن أنه كان يقول إنه قرأ العلم على مولانا حبيب الله. وكان فقيهاً أصولياً متكلماً حليماً متواضعاً، منور الشبيه أميل إلى الحق، وعلى جبينه سيماء الصالحين، له مصنفات عديدة. مولانا غلام رسول المدراسي الشيخ العالم الفقيه غلام رسول الحنفي المدراسي، أحد كبار العلماء، أدركته بمدراس سنة 1319 هـ، وأظن أنه كان يقول أنه قرأ العلم بحيدر آباد في مدرسة المولوي محمد زمان الشاهجهانبوري، وكان المرجع والمقصد بمدراس على سجادة الفقيه عبد الرحمن، وكان بارعاً في الفقه والأصول، متكلماً على مذهب الماتريدية، شديد التعصب على مخالفيه. مات يوم الأربعاء لسبع عشرة خلون من صفر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف بمدراس. الحكيم غلام رضا الدهلوي الشيخ الفاضل غلام رضا بن غلام مرتضى بن محمد صادق بن محمد شريف الشريفي الدهلوي، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ ببلدة دهلي، وقرأ العلم على عصابة العلوم الفاضلة ثم تطبب، وعمر، وكان صالحاً تقياً ديناً، كبير المنزلة جليل الشأن، درس وأفاد مدة عمره، وأخذ عنه خلق كثير، أدركته ببلدة دهلي وهو بين الكهولة والشيخوخة، وكان طويل القامة منور الشبيه. توفي لليلتين بقيتا من رمضان سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة دهلي وله خمس وسبعون سنة. مولانا غلام قادر البهيروي الشيخ العالم الفقيه غلام قادر الحنفي البهيروي، أحد العلماء المشهورين، لم يكن له نظير في بنجاب في كثرة الدرس والإفادة، قرأ العلم على المفتي صدر الدين الحنفي الدهلوي وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الخطابة في المسجد بيكم شاهي ببلدة لاهور، فدرس وأفاد بها مدة عمره، أخذ عنه الحكيم نور الدين البهيروي والمولوي غلام أحمد الكوتي وخلق كثير لا يحصون. مات سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف وله ثمانون سنة. المولوي غلام محمد الكوثي الشيخ الفاضل غلام محمد بن خان محمد الحنفي الكوثي الفتحبوري، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بكوث - قرية من أعمال فتحبور - وقرأ العلم على مولانا سلامة الله البدايوني ولازمه مدة من الزمان، ثم سكن ببلدته وهدى الله سبحانه به أهل بلدته. مات لأربع عشرة خلون من ربيع الأول سنة إحدى وثلاثمائة وألف بقرية كوث. القاضي غلام محمد الجكوالي الشيخ الفاضل القاضي غلام محمد بن غلام رسول الحنفي الجكوالي الجهياسي - نسبة إلى جكوال بفتح الجيم المعقود قرية من أعمال جهيلم من بلاد بنجاب - ولد سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على والده والمتوسطات على المولوي برهان الدين في بلاده، ثم سافر إلى سهارنبور وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا أحمد حسن الكانبوري بمدرسة مظاهر العلوم، وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري المحدث، ثم رجع إلى بلاده ودرس بها زماناً، ثم استقدمه شيخه أحمد حسن المذكور فناب التدريس عنه سنتين، ثم رجع إلى بلاده وولي القضاء من تلقاء الحكومة الإنكليزية، وكان كثير العلم قوي العمل حسن الأخلاق، له شرح على المتن المتين في النحو وحاشية على حاشية القاضي مبارك. مات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا غلام نبي السوهدروي الشيخ العالم المحدث غلام نبي بن محبوب عالم السوهدروي، أحد العلماء الراسخين في العلم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1321 ولد في رمضان سنة خمس وستين ومائتين وألف بقرية سوهدره من أرض بنجا، وقرأ المختصرات على أساتذة عصره، ثم دخل وزير آباد وقرأ النحو والصرف والمنطق والفقه وأصوله والكلام على مولانا قادر بخش الفقيه، ثم سار إلى جلالبور ما وراء نهر جناب وأخذ عن الشيخ عبد الباقي الجلالبوري، ثم ذهب إلى سيالكوث وقرأ حاشية الخيالي والمطول والتوضيح والتلويح وتفسير البيضاوي وشيئاً من الحديث الشريف على مولانا غلام مرتضى السيالكوثي، ثم رجع إلى سوهدره واشتغل بمطالعة الكتب بالمراجعة إلى الشروح والحواشي، ودرس وأفاد، وأقام الجمعة في وطنه، وولي الخطابة والتذكير، وأسند الحديث عن الشيخ محمد اللكهنوي صاحب التفسير المحمدي، ثم ذهب إلى أمرتسر سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف ولازم الشيخ الأجل عبد الله ابن محمد أعظم الغزنوي ثلاثة أشهر، واستفاض منه فيوضاً كثيرة، ثم حصلت له الإجازة عن الشيخ المحدث نذير حسين الدهلوي. وكان دائم الابتهال كثير الاستعانة، قوي التوكل ثابت الجأش، لا يلتزم المذهب المعين، بل يفتي بما يقوم عنده دليله، فأوذي في ذلك من الأحناف، وقام عليه المشايخ قياماً لا مزيد عليه، بدعوه وناظروه وكابروه وهو ثابت لا يداهن ولا يبالي. له شعر بالفارسي، ومصنفات في تحذير الناس عن الابتداع، بعضها طبعت وبعضها لم تطبع. مولانا غلام نبي اللهي الشيخ العالم الصالح غلام نبي الحنفي النقشبندي اللهي الجهيلي، أحد المشايخ الأعلام، ولد سنة أربع وثلاثين ومائتين وألف بلله قرية من أعمال جهيلم، وقرأ النحو والصرف والفقه والمنطق على والده، ثم سافر إلى بيشاور وقرأ سائر الكتب الدرسية على المفتي محمد أحسن البيشاوري المعروف بحافظ دراز، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ محي الدين النقشبندي القصوري، وتولى الشياخة بعده، أخذ عنه ولده دوست محمد الجهيلي والشيخ غلام حسين والشيخ غلام مرتضى ومولانا إمام الدين الجمؤلي، بتشديد الميم، وكلهم قرؤا عليه الكتب الدرسية وأخذوا الطريقة عنه. مات يوم الأحد لتسع بقين من ربيع الأول سنة ست وثلاثمائة وألف، كما في أخبار المشايخ المجددية. حرف الفاء مولانا فتح محمد التهانوي الشيخ العالم الفقيه فتح محمد الحنفي التهانوي، أحد الفقهاء الصالحين، ولد ونشأ بتهانه بهون - قرية جامعة من أعمال مظفر نكر - واشتغل بالعلم، وقرأ أكثر الكتب على ملا محمود الديوبندي والشيخ يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، وبعضها على مولانا قطب الدين الحنفي الدهلوي ومولانا عبد الرحمن الباني بتي والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، ثم لازم الشيخ إمداد الله العمري التهانوي المهاجر إلى مكة المباركة وأخذ عنه الطريقة، وكان حليماً متواضعاً، زاهداً متعبداً مجوداً، يقرأ القرآن بلحن شجي يأخذ بمجامع القلوب، ويتلطف بمن له رغبة في الاشتغال بالعلوم، ويدرس في علوم عديدة، ويحسن إليهم ويخدمهم في كثير من الأمور، ومن خصائصه أنه سافر مدة عمره راجلاً، لم يركب قط على عربة ولا على غيرها من المراكب، إني قرأت عليه شيئاً من شرح الكافية للجامي وطرفاً من أصول الشاشي ببلدة كانبور. مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة تهانه وله سبعون سنة. مولانا فتح محمد اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه فتح محمد الحنفي اللكهنوي، أحد الفقهاء المبرزين في الفقه والأصول، كان والده وثنياً ووالدته مسلمة فنشأ على دين أمه، فلما بلغ سن الرشد لازم الشيخ العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي وأخذ عنه الفقه والأصول والكلام والحديث وغيرها، ثم عكف على الدرس والإفادة، وأسس رفاه المسلمين مدرسة ببلدة لكهنؤ. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1322 وله مصنفات منها تفسير القرآن الكريم بالأردو في أربعة مجلدات وهو المسمى بخلاصة التفاسير، ومنها كتابه تطهير الأموال في معاملات الفقه، كتاب مفيد، ومنها إصلاح الأعمال، ومنها القول الثابت، رسالة له في الكلام، والقول السديد في إثبات التقليد، كلاهما بالعربية، ورسالة في المواريث، ورسالة في الحساب، وضروريات دين، رسالة في مسائل الصوم والصلاة. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا فخر الحسن الكنكوهي الشيخ العالم الصالح فخر الحسن بن عبد الرحمن الحنفي الكنكوهي، أحد العلماء المشهورين ممن اشتغل بالعلم وتميز وكتب واشتهر بالفضل والكمال من تلامذة الشيخ محمد قاسم النانوتوي وأصدقائه وملازميه في الظعن والإقامة، أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم محمود بن صادق الشريفي الدهلوي، واشتغل بمداواة الناس في آخر عمره بكانبور وقرأ الحديث على الشيخ العلامة رشيد أحمد الكنكوهي. وكان حسن الشكل ضخماً ظريفاً بشوشاً، حلو اللفظ والمحاضرة، موصوفاً بالصدق والصفاء، صاحب حميد وشجاعة، متصلباً في المذهب ذا نجدة وجرأة، يصرف أوقاته كثيراً في المناظرة بالهنود والنصارى، ويتلذذ بذكرها وفكرها، له تعليقات بسيطة على سنن أبي داود سماها بالتعليق المحمود، وله حاشية على تلخيص المفتاح، وحاشية مختصرة على سنن ابن ماجه. مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف بكانبور. السيد فخر الدين البريلوي والد جامع هذا الكتاب غفر الله لهما، وسياق نسبه هكذا: فخر الدين ابن عبد العلي بن علي محمد بن أكبر شاه بن محمد شاه بن محمد تقي بن عبد الرحيم ابن هداية الله بن إسحاق بن محمد معظم بن القاضي أحمد بن القاضي محمود الشريف الحسني النصيرآبادي، من سلائل الأمير الكبير شيخ الإسلام قطب الدين محمد ابن أحمد المدني المدفون بمدينة كزه. وكان مولده سنة ست وخمسين ومائتين وألف في زاوية الشيخ علم الله ابن محمد فضيل النقشبندي البريلوي من بلدة رائي بريلي، وكان الشيخ علم الله يلحق بأجداده في محمد معظم بن القاضي أحمد بن محمود النصيرآبادي، لأن محمد معظم له ولدان: إسحاق وهو من أجداد والدي، وفضيل - مصغراً - وهو أبو علم الله، وكان الشيخ علم الله جد السيد محمد تقي بن عبد الرحيم من جهة الأم وهو جد سيدي الوالد من جهة الأب، وأما جد والدي من جهة الأم فهو السيد محمد ظاهر بن غلام جيلاني بن محمد واضح بن محمد صابر بن آية الله بن الشيخ علم الله المذكور. وبالجملة فإن والدي ولد ببلدة رائي بريلي ونشأ بها، وقرأ القرآن وتعلم الخط والحساب، وقرأ الفارسية أياماً، ثم رحل مع أمه وأبيه إلى ناكود، وكان والده بها محصلاً للخراج، ومتولي القضايا من تلقاء الحكومة الإنكليزية، فأقام بناكود مدة، وقرأ المختصرات على والده وعلى المولوي علي بخش الجائسي والمولوي طه بن زين النصيرآبادي، وبعض الكتب الطبية على الحكيم أحمد جان بن أبو جان الدهلوي - بتشديد الموحدة - ولما توفي والده سنة تسع وستين ومائتين وألف رجع إلى بلدته وقرأ شيئاً على جده لأمه السيد محمد ظاهر ولازمه مدة، ثم سافر إلى لكهنؤ سنة ثلاث وثمانين فتفقه على مولانا محمد نعيم بن عبد الحكيم الأنصاري اللكهنوي، وقرأ عليه شرح الوقاية ومشكاة المصابيح وتفسير الجلالين، وقرأ السديدي والنفيسي وشرح الأسباب وكليات القانون وحمياتها على الحكيم يعقوب اللكهنوي ولازمه ثلاث سنين من ثلاث وثمانين إلى خمس وثمانين، وأقبل على قرض الشعر وأخذ عن أمير الله اللكهنوي المتلقب في الشعر بتسليم ثم رجع إلى بلدته ولازم السيد خواجه أحمد بن محمد ياسين النصير آبادي، وكان ابن خالة أبيه وزوج عمته، وكان نسبه يتصل بجدوده في السيد إسحاق بن أحمد بن محمود النصيرآبادي فأخذ عنه الطريقة، وأجازه الشيخ بجميع مروياته ومسموعاته الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1323 ومقرواته كما أجازه الشيخ سخاوت علي العمري الجونبوري والشيخ يعقوب بن محمد أفضل الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي والسيد محمد بن أعلى شاه النصير آبادي ومشايخه الآخرون، ثم سافر للاسترزاق إلى أوديبور وحيدر آباد وبهوبال وطوك وغيرها، وأقام بحيدر آباد ثمان سنين، وكذلك في بهوبال، ثم اعتزل في بلدته في آخر عمره. وكان محمود السيرة والسريرة، متعففاً قانعاً باليسير، طارحاً للتكلف، متجمعاً عن الناس، مشتغلاً بخاصة نفسه، صابراً على نوائب الزمن وحوادث الدهر مع كثرة ما يطرقه من ذلك، محافظاً على أمور دينية، متواضعاً على الطاعة، غير متصنع في كلامه ولا في ملبسه، لا يبالي بأي ثوب برز للناس ولا بأي هيئة لقيهم، وكان سليم الصدر، لا يعتريه غل ولا حقد، ولا سخط ولا حسد، ولا يذكر أحداً بسود كائناً من كان، محسناً إلى أهله، قائماً بما يحتاجون إليه متعباً نفسه في ذلك، ولقد كان تغشاه الله برحمته ورضوانه فكان من عجائب الزمن، ومن عرفه حق المعرفة تيقن أنه من أولياء الله سبحانه، ولقد بلغ بي إلى حد من البر والشفقة والإعانة على طلب العلم والقيام بما احتاج إليه بحيث لم يكن لي شغل بغير الطلب فجزاه الله خيراً وكافاه بالحسنى. وكان زاهداً في الدنيا راغباً إلى الآخرة، ليس له نهمة في جمع ولا كسب، بل غاية مقصوده منها ما يقوم بكفاية من يعوله، ولم يزل مستمراً على حاله الجميل، معرضاً عن القال والقيل، ماشياً على أهدى سبيل، حتى توفاه الله سبحانه، ولم يباشر شيئاً مما يتعلق بالدنيا قبيل موته نحو خمس سنين، بل تجرد للاشتغال بالطاعة، والمواظبة على الجمع والجماعة، وتلاوة القرآن، ومطالعة الكتب، والتصنيف والتدريس. وترك ولدين، أكبرهما عبد الحي وهو جامع هذا الكتاب، ومحمد صابر، وهما من بطنين مختلفين، أما هذا العبد فإنه ولد لثمان عشرة خلون من رمضان سنة ست وثمانين ومائتين وألف من بطن عزيز النساء بنت السيد العلامة سراج الدين الحسيني الواسطي، وأما محمد صابر فإنه ولد من بطن حكيمة بنت السيد عبد القادر بن عبد الباقي بن محمد جامع بن محمد واضح الحسني البريلوي، ومات في صغره سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة لكهنؤ، وقد أجاز لي والدي رحمه الله تعالى بجميع مقرواته ومسموعاته ومروياته كما أجازه جده السيد محمد ظاهر وعمه السيد خواجه أحمد المذكوران، ووهب لي جميع كتبه. وأما مصنفاته فهي كثيرة ممتعة، أحسنها مهر جهانتاب بالفارسي في ثلاثة مجلدات كبار، كتاب عجيب، لا يكاد يوجد مثله في كثرة الفوائد وهو كموسوعة علمية، ودائرة معارف في العلوم والفنون والتراجم والسير المجلد الأول منها مرتب على ثلاثة دفاتر الدفتر الأول في مسائل العلوم والفنون المتعارفة وغير المتعارفة، كما فعل السيوطي في النقاية وشرحها، والدفتر الثاني في سير الأنبياء وأئمة أهل البيت، والصحابة التابعين، والمحدثين والعلماء والحكماء، وشيوخ الطريقة، والدفتر الثالث في تراجم شعراء العربية والفارسية، والأردية والهندية، وقد تم المجلد الأول في ألف وثلاثمائة صفحة بالقطع الكبير، أما المجلد الثاني فقد أراد المؤلف أن يذكر فيه جغرافية العالم وتاريخه، وقد انتهى من جزء كبير من جغرافية قارة آسيا، ولما وصل إلى نصف الكتاب شعر بأن اللغة الفارسية قد أشرفت على الزوال والانقراض في الهند، فجمدت قريحته، وانصرف عن الكتابة فترة من الزمان، ثم استأنف التأليف في أردو، ولكن الأجل لم يمهله ولبى داعي الحق. وله من المؤلفات سيرة السادات وهو كتاب كامل شامل في سرد أنساب السادة والأشراف، ولا سيما أنساب السادة الحسنية القطبية، وله السيرة العلمية في سيرة شيخ المشايخ السيد علم الله الحسني، كلها بالفارسية، ومنها سبيل النجاة في الأدعية والأذكار، ومجربات خيالي ومنها مسدس خيالي في جواب مسدس حالي ونثر خيالي في الإنشاء الفارسي، ومنجيات خيالي وله ديوان شعر كبير في الفارسية والأردية يحتوي على آلاف من الأبيات، ومنظومات ومزدوجات كثيرة. مات لعشر خلون من رمضان سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف، ودفن في مقبرة آبائه في الجهة الشمالية الغربية من المسجد في زاوية جده الشيخ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1324 علم الله الحسني رحمه الله في رائي بريلي. السيد فخر الدين الإله آبادي المعروف بحكيم بادشاه الشيخ العالم الفقيه فخر الدين بن محمد زمان بن رفيع الزمان القادري النقشبندي الإله آبادي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بإله آباد، واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ على المفتي نعمة الله بن نور الله والشيخ محمد معين الفرنكي محلي والمفتي محمد ولي الله وأخوند شير الولايتي وعلى المفتي يوسف بن محمد أصغر ووالده المفتي محمد أصغر، وأسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد الميلح آبادي، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، ورجع إلى إله آباد وعكف على الدرس والإفادة، وكان أعلم العلماء في عصره ومصره، يدرس ويتطبب، ويعرف بحكيم بادشاه. أخذ الطريقة عن والده، وبعد وفاته عن أخيه الأكبر الشيخ محمد أحسن أشرف القادري، وجلس على سجادة أبيه، وأجازه صهره السيد محمد عاشق الكروي في الطريقة النقشبندية المجددية. له مصنفات، منها كف الألسنة عن تكفير الرفضة، والفائحة في جواز الفاتحة، وإزالة الشكوك والأوهام رداً على تقوية الإيمان للشيخ الشهيد إسماعيل ابن عبد الغني العمري الدهلوي، ورسالة في تفرقة البدعة والسنة. توفي لست بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثمائة وألف كما في أرمغان عثمان شاهي. مولانا فدا حسين الدربهنكوي الشيخ العالم الفقيه فدا حسين الحسيني الحنفي الدربهنكوي، أحد العلماء الصالحين، اشتغل بالعلم من صغر سنه، وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا لطف الله الكوئلي، وبعضها في الفنون الرياضية على المفتي نعمة الله اللكهنوي، وقرأ أصول الفقه وشرح الجغميني والجلد الرابع من هداية الفقه على مولانا عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، والتوضيح والتلويح وسنن الترمذي وشطراً من الهداية على الشيخ محمد قاسم النانوتوي، والحديث على مولانا أحمد علي الحنفي السهارنبوري المحدث، وأخذ الطريقة عن الشيخ إمداد الله التهانوي المهاجر وعن صاحبه الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي ثم قصر همته على الدرس والإفادة، فدرس مدة بأكبرآباد وآره وبلنه ورسول بور وبلاد أخرى، أخذ عنه خلق كثير. الحكيم فرزند علي الشاه آبادي الشيخ الفاضل فرزند علي بن ضامن علي الحسيني الحنفي الشاه آبادي، أحد العلماء الماهرين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بشاه آباد، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته ثم دخل لكهنؤ وقرأ على المفتي سعد الله المراد آبادي، ثم لازم العلامة محمد نواب الخالصبوري المهاجر وأخذ عنه، ثم تطبب على الحكيم إمام الدين الدهلوي وصحبه زماناً، ثم سافر إلى بهوبال في عهد شاه جهان بيكم فجعلته طبيباً خاصاً لها سنة سبع وسبعين ومائتين وألف، فأقام بها مدة من الدهر، وسار إلى نرسنكه كده من بلاد مالوه سنة سبع وتسعين فأقام بها زماناً، ثم رجع إلى بلدته وأقام بها مدة، فلما توليت المملكة سلطان جهان بيكم بنت شاهجهان بيكم المذكورة طلبته إلى بهوبال مرة ثانية سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف، فسافر إليها ولم يلبث بها إلا قليلاً. وكان صالحاً تقياً ديناً، كريم النفس، طيب الأخلاق، لقيته بمدينة لكهنؤ في كبر سنه. مات لثلاث ليال بقين من رجب سنة عشرين وثلاثمائة وألف بمدينة بهوبال. مولانا فريد الدين الكاكوروي الشيخ العالم المحدث فريد الدين بن مسيح الدين بن عليم الدين بن القاضي نجم الدين الكاكوروي، أحد العلماء المشهورين، ولد بكاكوري غرة ربيع الأول سنة تسع وخمسين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المولوي محمد حسين البزاكانوي وأكثرها على عمه المفتي رياض الدين الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1325 الكاكوروي والمفتي سعد الله المراد آبادي، وأسند الحديث عن عمه رياض الدين والمفتي سعد الله وعمه وجيه الدين والشيخ آل أحمد بن محمد إمام البهلواروي والشيخ تقي علي ابن تراب علي الكاكوروي والسيد حسن شاه بن سيد شاه الرامبوري وسيدنا فضل الرحمن بن أهل الله المراد آبادي، وكلهم أجازوه إجازة عامة، وعلى بعضهم قرأ الصحاح والسنن، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند فلازم بيته بكاكوري. مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف. المولوي فضل حسين المهدانوي الشيخ الفاضل فضل حسين بن فرخ حسين بن واجد علي المهدانوي المنيري، أحد العلماء المشهورين، ولد لثلاث بقين من محرم سنة إحدى وسبعين مائتين وألف، وقرأ العلم على ملا محمد عارف البشاوري والمولوي عبد الحميد البهاري، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، وتطبب على الحكيم عبد المجيد بن محمود الشريفي الدهلوي، ثم سكن بمهدانوان، وله تأليفات في الفقه والحديث، منها رسالة في القنوت في النازلة، والحياة بعد الممات، كتاب في سيرة شيخه وشيخنا السيد نذير حسين. مولانا فضل حق الرامبوري الشيخ الفاضل الكبير فضل حق بن عبد الحق الحنفي الرامبوري، أحد العلماء المبرزين ف العلوم الحكمية. ولد بمدينة رامبور سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، وحفظ القرآن الكريم في صغر سنه، ثم قرأ النحو والصرف على المولوي عبد الرحمن القندهاري، ثم سافر إلى بهيكن بور وقرأ بعض الكتب الدرسية على المولوي عبد الكريم الرامبوري، ثم دخل عليكزه وقرأ المطولات على المفتي لطف الله الكوئلي، ثم رجع إلى بلدة بريلي وقرأ مصنفات القدماء على مولانا هداية علي البريلوي، ثم ولي التدريس في المدرسة الطالبية ببلدة بريلي فدرس بها زماناً ثم ولي التدريس في المدرسة العالية برامبور فدرس بها زماناً، وقرأ في خلال ذلك بعض مصنفات القدماء على العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي، ثم سافر إلى بهوبال وولي التدريس بها في المدرسة السليمانية فأقام بها سنة، وأسند الحديث عن شيخنا المحدث حسين بن محسن السبعي اليماني، ثم رجع إلى رامبور واشتغل بالتدريس في المدرسة العالية زماناً، ثم سار إلى كلكته وولي التدريس في المدرسة العالية بها وأقام بها سنة، ثم رجع إلى رامبور ونال الصدارة في التدريس بالمدرسة العالية، قد أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وانتهت إليه الرياسة العلمية بمدينة رامبور. ومن مصنفاته حاشية على حاشية السيد الشريف علي إيساغوجي، وحاشية على حاشية مير زاهد على شرح المواقف، وحاشية على شرح السلم لحمد الله، وحاشية على التلويح، وشرح على دروس البلاغة، ومن مصنفاته ظفر حامدي وأفضل التحقيقات في مسألة الصفات. مات لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وألف برامبور ودفن بها. مولانا فضل الرحمن الكنج مراد آبادي الشيخ العلامة المحدث المسند المعمر صاحب المقامات العلية والكرامات المشرقة الجلية شرف الإسلام فضل الرحمن بن أهل الله بن محمد فياض بن بركة الله ابن عبد القادر بن سعد الله بن نور الله المعروف بنور محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحيم بن محمد الصديقي الملانوي ثم الكنج مراد آبادي، كان من العلماء الربانيين. ولد سنة ثمان ومائتين وألف بملانوان، بتشديد اللام، وقرأ العلم على مولانا نور بن أنوار الأنصاري اللكهنوي وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى دهلي صحبة الشيخ حسن علي اللكهنوي المحدث فأدرك بها الشيخ عبد العزيز بن ولي الله والشيخ غلام علي والشيخ محمد آفاق وغيرهم من كبار المشايخ، وأخذ الحديث المسلسل بالأولية والمسلسل بالمحبة عن الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1326 الشيخ عبد العزيز المذكور، وسمع منه شطراً من صحيح البخاري، ثم رجع إلى بلدته ولبث بها برهة من الزمان، ثم سافر إلى دهلي ما توفي الشيخ عبد العزيز، فلازم سبطه الشيخ إسحاق بن محمد أفضل العمري وقرأ عليه الصحاح الستة، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد آفاق النقشبندي الدهلوي، وصحبه مدة حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة، ثم عاد إلى بلدته وأقام بها زماناً، ولما توقيت أم عياله انتقل إلى كنج مراد آباد على أربعة أميال من ملا نوان وتزوج بها وسكن، ولكنه كان في ذلك الزمان يؤثر السفر على الإقامة، فربما يسير إلى لكهنؤ وكانبور وبنارس وقنوج وغيرها من البلاد، وربما يشتغل بتصحيح المصاحف في دور الطباعة، ويشتغل بتدريس الحديث الشريف. ثم لما كبر سنه ترك السفر واعتزل بمراد آباد، فتهافت عليه الناس تهافت الظمآن على الماء، وتواترت عليه التحف والهدايا، وخضع له الوجهاء وسراة الناس، يأتون إليه من كل فج عميق ومرمى سحيق، حتى صار علماً مفرداً في الديار الهندية، ورزق من حسن القبول ما لم يرزق أحد من المشايخ في عصره. وكان أكبر من رأيت وأعلمهم بهدى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ودله وسمته، لا يتجاوز عنه في أمر من الأمور مع العفاف والقناعة، والاستغناء والسخاوة، والكرم والزهد، لا يدخر مالاً، ولا يخاف عوزاً، تحصل له الألوف من النقود فيفرقها على الناس في ذلك اليوم، حتى كان لا يبيت ليلة وفي بيته درهم أو دينار، وكان لا يحسن الملبس والمأكل، ولا يلبس لبس المتفقهة من العمامة والطيلسان فضلاً عن تكبير العمامة وتطويل الأكمام، ولا يهاب أحداً في قول الحق وكلمة الصدق ولو كان جباراً عنيداً، قد انتهت إليه الإمامة في العلم والعمل، والزهد والورع، والشجاعة والكرم، والجلالة والمهابة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع حسن القصد والإخلاص والابتهال إلى الله تعالى، ودوام المراقبة له والدعاء إليه، وحسن الأخلاق ونفع الخلق والإحسان إليهم، فإن حلفت بين الركن والمقام أني ما رأيت في العالم أكرم منه ولا أفرغ منه عن الدينار والدرهم ولا أطوع منه للكتاب والسنة ما حنثت، وإني ما رأيت أعلم بكتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ منه. وكان ربع القامة نقي اللون، عظيم الهامة مرسل اللحية قصيرها، يصلي بالناس في المسجد، ويسكن في حجرة بفنائه ويسعى مع أصحابه في مصالحهم، وملبوسه كأحاد الناس، يدرس القرآن الحكيم والحديث الشريف قبل الظهيرة، وبعد الظهر وبعد العصر في أغلب الأوقات، سمعت منه المسلسل بالأولية والمسلسل بالمحبة وشطراً من صحيح البخاري، كان يقرأ رضي الله عنه ويتكلم في أثناء القراءة على الأحاديث. وأما كشوفه وكراماته فلا تسئل عن ذلك! فإنها بلغت حد التواتر، وإني ما وجدت في الأولياء السالفين من يكون مثله غير الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه. توفي لثمان بقين من ربيع الأول سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف بمراد آباد فدفن بمقبرة مراد خان، وقد صنف في أخباره وأقواله الشيخ محمد علي المونكيري ارشاد رحماني والسيد تجمل حسين البهاري فضل رحماني وكمالات رحماني والمولوي عبد الغفار الآسيوني هديه عشاق رحماني. مولانا فضل الله اللكهنوي الشيخ الفاضل فضل الله بن المفتي نعمة الله الأنصاري اللكهنوي، كان من ذرية الشيخ الشهيد قطب الدين محمد السهالوي، ولد ونشأ بلكهنؤ في ظل والده وأخذ عنه وكان والده يجتهد كل الاجتهاد في تدريسه، ويقرر المسألة ويبالغ فيها حتى يحفظ كلها، ولما برز في الفنون الحكمية ولي التدريس في المدرسة الكلية كيننك كالج بلكهنؤ، فدرس وأفاد بها مدة عمره. وكان رجلاً غراً كريماً، مسرفاً مقيداً برسوم المشايخ، يخالط الأمراء ويخضع للفقهاء والمتصوفة، ويجنح للقبور، وكان قليل الخبرة بالعلوم الشرعية، ملازماً لتدريس المنطق والحكمة لا سيما الزواهد الثلاثة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1327 وتحرير الأقليدس وخلاصة الحساب وشرح الجغميني وغيرها، قرأ عليه شرح هداية الحكمة للميبذي وحاشية غلام يحيى علي مير زاهد رساله. مات لأربع عشرة خلون من ربيع الآخر سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة لكهنؤ. المولوي فقير الله الكثهوي الشيخ الفاضل فقير الله بن فتح الدين بن عبد الله الكثهوي، أحد العلماء العاملين بالحديث، ولد نحو سنة ثمانين ومائتين وألف بقرية كله مسرال - بتشديد التاء الهندية وفتح الميم - من أعمال شاه بور من بلاد بنجاب، قرأ على الشيخ عبد المنان الوزير آبادي المحدث والشيخ عبد الجبار بن عبد الله الغزنوي، ثم أسند الحديث عن شيخنا نذير حسين الحسيني الدهلوي وشيخنا حسين بن محسن الأنصاري اليماني والعلامة محمد بشير السهسواني، فلما برز في العلم ولي التدريس بنصرة الإسلام في بنكلور من البلاد الجنوبية، فدرس وأفاد بها مدة عمره. له مصنفات، منها القول المصدوق في إثبات التشهد للمسبوق، والتبري من افتراء المفتري، والموعظة الحسنة في خطبة الجمعة بكل لسان من الألسنة، ورسالة في إثبات الجهر بالفاتحة في صلاة الجنازة، وله غير ذلك من الرسائل. مات سنة أربع وثلاثين وثلاث مائة وألف. المولوي فقير محمد الجهيلمي الشيخ العالم الفقيه فقير محمد بن محمد سفارش الحنفي الجهيلمي، أحد العلماء المشهورين، ولد بقرية جتن - بكسر الجيم المفقودة وتشديد التاء الفوقية - قرية من أعمال جهيلم سنة ستين، مائتين وألف، واشتغل بالعلم على أساتذة بلاده مدة من الزمان، ثم سافر إلى دهلي وقرأ أكثر الكتب الدرسية على المفتي صدر الدين الدهلوي، وعاد إلى بلاده سنة سبع وسبعين وأقام بوطنه مدة، ثم دخل لاهور واستفاد عن الشيخ كرم إلهي المتوفي سنة 1282 هـ وعن الشيخ ولي الله اللاهوري، ورغب إلى المناظرة بالنصارى وصنف في ذلك كتباً ورسائل، منها زبدة الأقاويل في ترجيح القرآن على الأناجيل، ومن مصنفاته حدائق الحنفية في طبقات المشايخ الحنفية بالأردو مأخوذ من الفوائد البهية مع زيادات مفيدة. مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا فيض الحسن السهارنبوري الشيخ العالم الكبير العلامة فيض الحسن بن علي بخش بن خدا بخش القرشي الحنفي السهارنبوري، كان من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلماً، لم يكن في عصره أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بها متوفراً على العلوم الحكمية، قرأ المختصرات على والده، ثم سافر إلى رامبور وأخذ عن العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي وعلى غيره من العلماء، ثم دخل دهلي وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي، وتطبب على الحكيم إمام الدين، ثم صرف عمره في الدرس والإفادة، وولي التدريس في آخر عمره في الكلية الشرقية اورينلل كالج بلاهور، وانتهت إليه رئاسة الفنون الأدبية. له مصنفات جليلة ممتعة، منها حاشية على تفسير البيضاوي، وحاشية على تفسير الجلالين، وحاشية على مشكاة المصابيح، وشرح بسيط على ديوان الحماسة، وشرح بسيط على المعلقات السبع، ومصنف جليل في الأنساب وأيام العرب، والتحفة الصديقية رسالة في شرح حديث أم زرع، سماها باسم السيد صديق حسن بن أولاد حسن القنوجي وأهداها إليه، وله ديوان شعر يشتمل على قصائد غراء. ومن قصائده فيما جرى بين السلطان المرحوم عبد الحميد ملك الدولة العثمانية وبين روسيا من الحرب سنة 1294 هـ. ما لي بذي الأرض من وال ولا واق ولا طبيب ولا آس ولا راق ولا حميم ولا جار ولا سكن ولا نديم ولا كأس ولا ساق الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1328 أبكي على بكاء غير منقطع فلينظر الناس أجفاني وآماقي حولي كثير من الأعداء همهم قتلي ومالي دون الله من واقي قوم غلاظ شديد شيط من دمهم شراسة وعتوا في سوء أخلاقي جفت نفوسهم قست قلوبهم فلا تميل بشيء من تملاقي إني أخاف على نفسي تألبهم على أشفق منهم كل إشفاق فسوف آوي إلى جلد أخي ثقة ادم كمى إلى التقتال مشتاق حامي الذمار حمى الأنف ذي أنف طلق اليدين طويل الباع سواق عاد إلى قتل قتل غير مكترث إذ تكشف الحرب للأبطال عن ساق شاكي السلاح إلى الرايات مبتدرا صدق المقام إلى الغايات سباق عن آل عثمان سامي الطرف مبتسم إلى الطعان شديد البأس مشتاق قوم إذا ما غزوا فازوا ببغيتهم ولا يعودون في شيء بإخفاق فتيان صدق أولو بأس ذوو كرم لا يجلسون لدى قوم بإطراق هينون لينون لا يرمون في خلق بسوءة وتراهم حسن أخلاق بيض كرام لهم مجد ومكرمة غراء يثني عليهم كل ملاق لا يرغبون إذا نالوا منالهم في المال والخيل والأحمال والناق إن سيم أصغرهم خسفاً ومظلمة يغضب إلى السيف فرداً غير مفتاق لا يصبرون إلى ما لا يليق بهم وإن تمالى عليهم جمع فساق يسقون عذباً فراتاً طاب مورده لا يشربون بغسلين وغساق يوفون بالعهد إن يرموا بمنقصة فلا يخاف لديهم نقض ميثاق لا يبخلون على من جاء يسألهم وما لأبوابهم عهد بإغلاق جادوا بأموالهم جادوا بأنفسهم ولا يزالون في جود وإنفاق نثني عليهم وما نثني وقد كبروا عن الثناء بتبليغ وإغراق أعزة سادة سيد ذوو شرف بيض كرام بنو عيص بن إسحاق أمر جلي وشأن غير ملتبس قبل اعتصام ببرهان ومصداق يعولهم ملك برندندس مدار أعطية مفتاح أرزاق رأس السلاطين عرنين الملوك به مجد أثيل وعز باسق باق ليث إذا الدهر في خوف ومضطرب غيث إذا الناس في بؤس وإملاق فك الرقاب وإطلاق العتاة به يرى فلا زال في فك وإطلاق يا أيها الملك العرنين أنت لنا مولى وأنت مفدى كل آفاق لله درك إذ أنكرت ما نطقت به الأعادي ولم ترنق بإزلاق باؤا بذل على غيض فقيل لهم أخزاكم الله في مصر ورستاق كذاك يفعل من يبغي العلى وله عرق كريم يباري كل أعراق الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1329 زان الإله بك الدنيا فما برحت تربو وتهتز في نور وإشراق نثني عليك ولا تحصى مناقبكم بذكر ما فيه من سم وترياق تحيي الحبيب بإكرام يليق به تردى العدو بإغراق وإحراق قلب قوي ورأي صائب ويد تهوي إلى السيف في ميل ومشتاق وبأس عبد الكريم الباسل البطل الآتي بما شاء من نفع وإرهاق لمن يوالي ومما شاء من ضرر لمن يعادي بإيثاق وإيباق لا بارك الله في قوم طغوا وبغوا عليك ثم عتوا في بعد آفاق بغوا عليك فخابوا إذ لقيتهم بكل ضرب شديد الضرب مخراق بكل ذي مصدق أخي صدق إذا دعى صدقه يأتي بمصداق يبغي البراز فيعدو غير مكترث بهم فيضرب منهم فوق أعناق ويل أمه من شديد العدو حيث أتى يعدو ويزري عمر بن براق جاهدتهم واثقاً بالله فانهزموا خوفاً ومن قتلوا ألقوا باضلاق تهشهم اصبع فيها وتأكلهم طير ولو أسروا بيعوا بأسواق أتيتهم فتولوا حين صار لهم نفع السوابق حشو الأنف والماق سقيت من جاءكم منهم على ظما كأس الحمام جزاك الله من ساق ويل لهم وعليهم إذ أتوا فلقوا فأرهقوا سوء ذل شر إرهاق مات العدو مغيظاً محنقاً وترى أعدى عدوك في غيظ وإخفاق أنتم جيد بأن تملي لكم كتب من المديح فلا تزروا بأوراق إنا نحبك حباً لا يماثله ولا يدانيه شيئاً حب عشاق ندعو لكم ولمن فيكم لكم ولمن يثني عليكم ولا يثني بإملاق هذا ونرجو لكم خيراً ونحمدكم بذكر ما شاء منكم ملء أشداق توفي لإثنتي عشرة خلون من جمادى الأولى سنة أربع وثلاثمائة وألف. المولوي فيض الله الموي الشيخ الفاضل فيض الله الموي الأعظم كدهي، أحد العلماء المتمكنين من الدرس والإفادة، وفقه الله سبحانه في صغر سنه بالاشتغال في العلم، فلازم الشيخ سخاوة علي العمري الجونبوري، قرأ عليه الكتب الدرسية، وبرز في المعقول والمنقول، ثم أخذ الطريقة عن السيد خواجه أحمد بن محمد يسين الحسني النصير آبادي، وكان على قد شيوخه في اتباع السنة السنية واقتفاء آثار السلف، يدرس ويفيد. توفي سنة ست وثلاثمائة وألف. فاطمة الخانبورية السيدة الفاضلة فاطمة بنت القاضي محمد حسن بن محمد كل الخانبوري الهزاروي، كانت من الصالحات القانتات، ولدت بخانبور، وقرأت العلم على والدها وعلى إخوتها الفاضلين القاضي عبد الأحد والقاضي محمد، مشاركة لأخيها القاضي يوسف حسين، توفيت سنة اثنتين وثلاثمائة وألف. حرف القاف مولانا قادر بخش السهسرامي الشيخ العالم الفقيه قادر بخش بن حسن علي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1330 الحنفي السهسرامي، أحد العلماء المذكرين، ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ببلدة سهسرام، وقرأ على والده وعلى المولوي أحمد حسين السهسرامي والقاضي نور الحسين الكهاثوي ثم سافر إلى مرزابور وأخذ عن السيد معين الدين الكاظمي الكروي، ثم دخل لكهنؤ ولازم العلامة عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي وقرأ عليه أكثر المطولات من الكتب الدرسية، وبعضها على مولانا محمد نعيم ابن عبد الحكيم الأنصاري اللكهنوي، ثم سافر إلى باني بت ومراد آباد وأسند عن شيخنا القارىء عبد الرحمن الباني بتي وشيخنا الإمام فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأسند عن السيد أحمد بن زين دحلان الشافعي المكي وعن الشيخ حبيب الرحمن الردولوي المهاجر، ثم رجع إلى الهند وولي التدريس والموعظة بكهكزه - بفتح الكاف وسكون الهاء بعدها كاف عجمية ثم راء هندية - وهي قرية جامعة من أعمال بورنيه. ومن مصنفاته التقرير المعقول في فضل الصحابة وأهل بيت الرسول، والأربعين في إشاعة مراسم الدين، وضرب القادر على رقبة الواعظ الفاجر، ورفع الارتياب عن المغترين بشرف الأنساب، وغاية المقال في رؤية الهلال، وتحفة الأتقياء في فضائل آل العباء، وجور الأشقياء على ريحانة سيد الأنبياء. مات في رجب سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف. مرزا قاسم علي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل قاسم علي الشيعي الرشتي الحيدر آبادي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، لم يكن له نظير في زمانه في الهيئة والهندسة والنجوم والخط، أخذ عنه جمع كثير ببلدة حيدر آباد. مات لعشرة خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثمائة وألف بحيدر آباد. مولانا قاسم يار الكروي الشيخ الفاضل قاسم يار بن جعفر يار الحنفي الكروي، أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، ولد ببلدة كزه سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، وحفظ القرآن في صغر سنه، ثم اشتغل بالعلم على السيد حسن الكروي وقرأ عليه بعض الكتب، ثم سافر إلى لكهنؤ وقرأ أكثر الكتب الدرسية على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ولما توفي العلامة المذكور قرأ هداية الفقه وتفسير البيضاوي وشرح العقائد للمحقق الدواني وكتاباً آخر لعله مسلم الثبوت على شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي، وتطبب على الحكيم عبد العزيز بن إسماعيل اللكهنوي، ثم سافر إلى كنكوه وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث رشيد الكنكوهي. وكان مفرط الذكاء قوي الحافظة لم يكن مثله في زمانه. المولوي قمر الدين الأجميري الشيخ الفاضل قمر الدين الحنفي الأجميري، أحد العلماء المشهورين في زمانه، قرأ العلم على المفتي لطف الله بن أسد الله الكوئلي، وعلى غيره من العلماء، ثم أسس مدرسة عربية ببلدة أجمير، فدرس بها مدة من الزمان، ومن مصنفاته الميزان، والمحاورة، وهداية الأدب. حرف الكاف المولوي كاظم علي الدريا آبادي الشيخ الفاضل كاظم علي بن قاسم علي الحسيني الدريا آبادي، أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية. مات لأربع عشرة من ربيع الأول سنة خمس وثلاثمائة وألف، كما في تذكرة العلماء. المولوي كرامت حسين الكنتوري الشيخ الفاضل كرامت حسين بن سراج حسين بن المفتي محمد قلي الحسيني الشيعي الكنتوري، أحد العلماء المشهورين في العلوم الأدبية، ولد في سنة تسع وستين ومائتين وألف ببلدة جهانسي واشتغل بالعلم الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1331 أياماً على والده وعلى المفتي أنور علي الحسيني التهانوي، وقرأ عليهما المختصرات من الفقه والتفسير والنحو والعربية وبعض الفنون الرياضية ببلدة جركهاري ثم سافر للحج مع عميه السيد إعجاز حسين والسيد حامد حسين سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف بعد ما توفي والده، وقرأ في أثناء السفر عليهما بعض الكتب الأدبية، ولما رجع إلى الهند أقام بلكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية كلها على السيد محمد تقي بن حسين النقوي اللكهنوي والسيد أحمد علي المحمد آبادي والمفتي عباس بن علي التستري وعمه السيد حامد حسين الكنتوري، ولازم عمه مدة طويلة، ثم سافر إلى جركهاري عند صنوه الكبير عناية حسين سنة إحدى وتسعين وتعلم اللغة الإنكليزية، ثم ولي التدريس بكلية نيا كانون راجكمار كالج ووظف له خمسون ربية شهرية سنة اثنتين وتسعين فدرس بها نحو ثلاث سنين، وفي خلال ذلك كان يتعلم اللغة الإنكليزية ويطالع الكتب الإنكليزية في العلوم والفنون، ثم ولي الإنشاء ورتب له مائتان من النقود شهرية سنة خمس وتسعين، وولي النظارة في باوني سنة تسع وتسعين، وولي النيابة في نرسنكه كده سنة ثلاثمائة وألف، وسافر مع صاحبها سنة أربع وثلاثمائة وألف إلى لندن عاصمة الجزائر البريطانية، فاشتغل بها بالحقوق بإذن من صاحبه وأخذ شهادة الحقوق، ورجع إلى الهند بعد ثلاث سنين واشتغل بها في إله آباد، وبعد بضعة أشهر ولي التدريس بمدرسة العلوم في عليكده، وكان ذلك سنة تسع وثلاثمائة وألف، فاستقل به إلى سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف، ثم رجع إلى إله آباد وولي القضاء في محكمة الاستئناف بإله آباد هائي كورث سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف، فاستقل به أربع سنين وأحي إلى المعاش سنة تسع وعشرين، فقدم لكهنؤ وسكن بها، وأسس مدرسة لتعليم البنات وأوقف عليها كل ما له من عروض وعقار. وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، قوي الحفظ سريع الإدراك، سليم الذهن حلو المذاكرة، كثير الاشتغال بالتدريس والتصنيف، شديد الانهماك بمطالعة الكتب، غير متعصب على مخالفيه، غير متصلب في المذهب، له مصنفات كثيرة، منها كتابه الحقوق والفرائض، وكتابه علم القانون، وكتابه في مبحث الهبة - ثلاثتها بالإنكليزية - وكتابه فقه اللسان بالعربية في ثلاثة مجلدات، وكتابه في الأمور العامة بالعربية، وكتابه علم الأخلاق بالفارسي وبالأردو، وكتابه الأفراد الكاسبة بالأردو، وكتابه الدين والكون بالأردو، وله غير ذلك من الكتب والرسائل. مات بلكهنؤ سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف وله خمس وستون سنة. مولانا كرامة الله الدهلوي الشيخ العالم الفقيه كرامة الله الحنفي الدهلوي، أحد العلماء الصالحين، حفظ القرآن، وسافر للعلم فقرأ المنطق والحكمة على مولانا عبد العلي الرامبوري ومولانا محمد حس السنبهلي، وأخذ الفنون الرياضية عن مولانا سديد الدين وشيخنا السيد أحمد الدهلويين، وأخذ الفقه والحديث عن الشيخ يعقوب بن مملوك العلي ومولانا قاسم بن أسد علي النانوتويين، ثم ولي التدريس في مدرسة المرحوم حسين بخش بدهلي فدرس بها خمس سنين، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سنة أربع وثلاثمائة، وأخذ الطريقة عن الشيخ إمداد الله العمري التهانوي المهاجر، ثم رجع إلى الهند واشتغل بالتدريس زماناً، ثم ترك البحث والاشتغال. وكان يدرس المثناوي المعنوي كل يوم بعد صلاة الفجر، ويجلس للتذكير في كل أسبوع يوم الجمعة، حضرت في مجلس سنة 1311 هـ فوجدته خطيباً مصقعاً يلوح عليه أثر القبول. مولانا كفاية الله الدهلوي المعروف بمفتي كفاية الله الشيخ العالم الصالح كفاية الله بن عناية الله بن فيض الله الحنفي الشاهجهانبوري ثم الدهلوي، أحد كبار العلماء، ولد في سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف بشاهجهانبور، ودخل في المدرسة الإعزازية ومكث بها سنتين، ثم سافر إلى مراد آباد والتحق بمدرسة شاهي وقرأ على أساتذتها، منهم مولانا عبد العلي الميرلهي والمولوي محمد حسن والمولوي محمود الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1332 حسن السهسواني وكان يتكسب بصناعة القلانس وكان يخيطها ويبيعها وينفق على نفسه، ثم سافر إلى ديوبند سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، وقرأ في المدرسة العالية بها على مولانا منفعت علي الديوبندي والحكيم محمد حسن والشيخ غلام رسول والشيخ خليل أحمد الأنبيثهوي، والحديث على مولانا عبد العلي الميرلهي والعلامة محمود حسن الديوبندي، وقرأ فاتحة الفراغ في سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف، ثم رجع إلى شاهجهانبور وأقام في مدرسة عين العلم خمس سنين يدرس ويباشر الإدارة، ثم توجه إلى دهلي على طلب من الشيخ أمين الدين مؤسس المدرسة الأمينية ومديرها، ودخل في سلك أساتذتها في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف، حتى آلت إليه إدارتها ونظارتها على وفاة الشيخ أمين الدين في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، واستقام على ذلك أربعاً وثلاثين سنة ثابتاً مثابراً، محتسباً، رابط الجأش، يدرس ويفيد، ويفتي ويعلم، ويخرج ويربي، وقد توسعت في عهده المدرسة الأمينية وبلغت أوجها من بين مدارس البلد ومعاهده. وكانت للشيخ كفاية الله عناية بالقضايا الإسلامية، وميل إلى السياسة، يتألم بما يؤلم المسلمين، ويحط من شأنهم، قد ورث ذلك عن أستاذه العلامة محمود حسن الديوبندي، كان من كبار أنصاره، ومن أوفى تلاميذه في الانتصار للخلافة العثمانية، والسعي لتحرير البلاد ونفي الإنجليز، وكان له الفضل الكبير في تأسيس جمعية العلماء التي تأسست في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف وتشييد بنيانها، وقد بقي الرئيس لها لمدة عشرين سنة، وكان من كبار أنصار الحركة الوطنية التحريرية، ومن كبار المؤيدين للمؤتمر الوطني من بين علماء المسلمين وقادتهم، وقد سجن مرتين، أولاهما في السابع عشر من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف، وحكم عليه بالسجن لستة أشهر، وثانيتهما في ذي القعدة سنة خمسين وثلاثمائة وألف، وحكم عليه بسجن ثمانية عشر شهراً، ولما ظهرت حركة الردة في بعض الأسر التي أسلمت في الماضي وعودتها إلى دينها السابق واستفحلت هذه الحركة قام الشيخ كفاية الله، وقاومها بارسال الوفود من العلماء وغيرهم لتثبيت المسلمين على دينهم، وسافر رئيساً لوفد جمعية العلماء لحضور المؤتمر الإسلامي الذي انعقد بدعوة الملك عبد العزيز بن سعود في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف، وظهرت حصافة رأيه وعمق نظره في المباحثات التي دارت في هذا المؤتمر والقرارات التي اتخذت فيه، وسافر مرة ثانية لحضور مؤتمر فلسطين، الذي عقد في القاهرة في شعبان سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف، ولقي حفاوة واستقبالاً في الأوساط الإسلامية والعلمية في مصر، وتلقاه العلماء والزعماء بصفة المفتي الأكبر للديار الهندية ومن كبار علمائها وقادتها. وقد استقلت الهند سنة ست وستين وثلاثمائة وألف، وقامت الحكومة الوطنية، وقد آلمه ما رأى من خيبة الأمل في الذين كافح معهم في تحرير البلاد، وفي تعايش الشعوب المختلفة في البلاد تعايشاً سلمياً ودياً، فكسر ذلك خاطره، وانصرف عن المحافل السياسية، واعتزل في البيت عاكفاً على العلم والإفتاء والذكر والعبادة حتى وافته المنية. كان الشيخ كفاية الله قوي العلم عالماً متقناً ضليعاً طويل الباع، راسخ القدم في الفقه، عظيم المنزلة في الإفتاء وتحرير المسائل وتنقيحها، يكتبها بعبارة وجيزة متينة، وكان دقيق النظر في المسائل والنوازل، جيد المشاركة في الحديث وصناعته، له ذوق في الأدب العربي، وقدرة على قرض الشعر، بارعاً في الحساب والعلوم الرياضية، جيد الخط، كثير التواضع قليل التكلف، وقوراً رزيناً، يحب الترتيب والنظام في كل شيء، يخدم نفسه ويكون في مهنة أهله في البيت، له سلامة فكر وصفاء ذهن، وتورع عن الغيبة وفحش الكلام، قد بايع في شبابه الإمام الشيخ رشيد أخمد الكنكوهي، واستقام على صلاح وصدق وعفاف، واشتغال بما ينفع الناس، له أربعة أجزاء من من تعليم الإسلام لتعليم الدين لأطفال المسلمين، تلقى بالقبول وطبع مراراً، وكان قليل الاشتغال بالتصنيف، منصرفاً إلى الإفتاء والتدريس، له مجموع فتاواه باسم كفاية المفتي في مجلدات كبار. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1333 ومن شعره العربي ما قاله عن شيخه العلامة محمود حسن الديوبندي حين كان أسيراً في مالطة: ألا يا مالطة طوبى وبشرى ثوى بك من محا آثار كفر ولم تك قبله إلا خرابا خمولاً غير معروف بخير فلما حلها عادت رياضاً منضرة من التقوى وذكر مكللة بأزهار المزايا وأزهار المزايا خير زهر ألا يا مالطة كوني سلاما على محمودنا الراضي بقدر إمام الخلق قدوتهم جميعاً له كرم إلى الآفاق يسري جنيد العصر سري الزمان غيوث فيوضه تهمي وتجري فريد في خلائقه العذاب وحيد في التقى من غير فخر أشد الناس أمثلهم بلاء فيا شمس الهدى يا طود صبر ذكرنا يوسف الصديق لما أسرت بغير استحقاق أسر لحر البين في صدر الكئيب تفيض دموعه حمراً كجمر سينزلك العزيز محل عز ويضرك النصير أعز نصر سيكفيك الإله فأنت مرء كفاك الله قدماً كل شر توفي في الثالث عشر من ربيع الثاني ليلة الخميس سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه جمع كبير، ودفن أمام مقبرة العارف الكبير الشيخ قطب الدين بختيار الكعكي في دهلي. السيد كلب باقر النصير آبادي السيد الشريف كلب باقر بن كلب حسين بن محمد حسين الحسيني النقوي النصير آبادي، أحد علماء الشيعة وكبرائهم، ولد ونشأ بنصير آباد، وسافر إلى لكهنؤ للعلم، فقرأ بها على أساتذة عصره، ثم سافر إلى العراق فزار المشاهد وصحب العلماء ولازمهم مدة طويلة حتى برع في العلم وفاق أقرانه، وشهد بفضله وأدبه علماء العراق، منهم الشيخ محمد سعيد بن محمود سعيد النجفي، له قصائد في مدحه، ومنهم مرزا محمد تقي الشيرازي والشيخ عباس ابن الحسن النجفي والسيد محمد كاظم اليزدي وخلق آخرون. له دلائل الخيرات في العقائد، يشتمل على ألفي بيت، يشهد ببراعته في العلوم الأدبية، أولها: الحمد لله العلي الشأن ذي المن والآلاء والإحسان رب الأنام الباري المصور والخالق المحيي المميت المنشر مات سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف. نواب كلب علي خان الرامبوري والي رامبور الأمير الفاضل كلب علي بن يوسف علي بن محمد سعيد الحنفي السني الرامبوري، أحد الأمراء المشهورين. ولد بدهلي سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، ونشأ في نعمة جده وأبيه، وقرأ العلم على المولوي محمد حياة والمولوي جلال الدين والمولوي عبد العلي والمولوي غياث الدين وعلى العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، وتولى الإمارة سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف بعد ما توفي والده واستقدم الشيخ أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الدهلوي إلى رامبور، فلم يجبه وبعث ولده الشيخ عبد الرشيد إليه فبايعه، ولازم الشيخ إرشاد حسين العمري وأخذ عنه الطريقة، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة تسع وثمانين فحج وزار، وبذل أموالاً طائلة في الحرمين. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1334 وكان فاضلاً باذلاً يحب العلماء يجالسهم ويذاكرهم في العلوم، وربما يطالع الكتب، فاجتمع لديه كبار العلماء والشعراء، وخصهم بالصلات والجوائز وبذل مالاً وافراً على تحصيل الكتب، فصارت خزانته ملآنة من الكتب النفيسة النادرة الوجود. وله تاج فرخي ديوان الشعر الفارسي، وأربعة دواوين باللغة الأردوية، أولها نشيد خسرواني، وثانيها دستنبوي خاقاني، وثالثها درة الإنتخاب، ورابعها توقيع سخن. مات لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثمائة وألف. حرف اللام المفتي لطف الله الكوئلي العليكدهي الشيخ العالم الكبير العلامة المفتي لطف الله بن أسد الله بن فيض الله بن لعل محمد الحنفي الكوئلي، أحد الأساتذة المشهورين في الهند. ولد سنة أربع وأربعين ومائتين وألف بقرية بلكهنه - بكسر الباء العجمية - من أعمال كوئل ويسمونها عليكده وقرأ المختصرات على أساتذة وطنه، ثم سافر ولازم المفتي عناية أحمد الحنفي الكاكوروي وقرأ عليه الكتب الدرسية، وبرع في كثير من العلوم والفنون، وإني سمعت عمن أثق به - لعله المولوي حبيب الرحمن الشرواني - أنه أسند الحديث عن القارىء عبد الرحمن الباني بتي، ثم درس وأفاد مدة طويلة بمدرسة فيض عام في بلدة كانبور ثم سار إلى بلدته كوئل وسكن بها، واشتغل بالتدريس، قرأ عليه ألوف من رجال الهند وخراسان، وانتشروا في الآفاق، وأسسوا المدارس، فانتهت إليه الرئاسة العلمية، وصار المرجع والمقصد، يأتون إليه من كل فج عميق ومرمى سحيق، استقدمه في كبر سنه نواب وقار الأمراء وزير الدولة الآصفية إلى حيدر آباد في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، وولاه الصدارة في دار العلوم ثم الإفتاء في محكمة الإستئناف، فاستقل به مدة من الزمان، ولما كف بصره رجع إلى بلدته وأحيل إلى المعاش. وكان مع غزارته في العلوم كثير الصمت حسن الأخلاق، كريم النفس سليم الباطن من الحقد والغيظ، لا يذكر أحداً بسوء، ويحسن إلى من يسيء إليه، ولا يظهر لأحد مقتاً ولا عبوساً، كثير التواضع والرفق بالناس، يجالس الفقراء ويحادثهم، ويبذل لهم العطايا، ويحب العلماء والأفاضل ويعتقد في الأولياء والمشايخ، ويلازم الفرائض والسنن، وكان يحبني حباً مفرطاً. وكان من المؤيدين لندوة العلماء المنتصرين لها، ورأس حفلتها السنوية الأولى في كانبور سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف، وحفلتها المنعقدة في بريلي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف. كان مديد القامة جسيماً، أبيض اللون والبشرة، عريض ما بين المنكبين، واسع الجبين، أدعج العينين، ضخم الأنف، رقيق الشفتين، في عنقه طول، دائم البشر، وقوراً متأدباً، غضيض الطرف، بعيداً عن التكلف، له معرفة بالشعر الجيد، وذوق رفيع، عفيف اللسان نزيه الكلام، ورزق من التلاميذ النجباء الذين أصبحوا من بعد كبار العلماء ونشروا العلوم في الآفاق ما لم يرزق إلا القليل من الأساتذة والمدرسين، في عصره. مات لتسع خلون من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة عليكده وله تسعون سنة. المفتي لطف الله الرامبوري الشيخ العالم الفقيه المفتي لطف الله بن المفتي سعد الله بن نظام الدين الحنفي المراد آبادي ثم الرامبوري، أحد العلماء الصالحين، ولد سنة أربع وتسعين ومائتين وألف في لكهنؤ، وقرأ الكتب الدرسية على والده وتفقه عليه، وولي الإفتاء ببلدة رامبور بعد ما توفي والده، لقيته فوجدته حليماً متواضعاً، منور الشبيه قليل العلم كثير العلم. مات لثمان بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف برامبور، ودفن في مقبرة شاه بغدادي. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1335 المولوي لعل محمد السندي الشيخ العالم الفقيه لعل محمد بن القاضي رحمة الله المتاروي السندي، أحد العلماء الصالحين، ولد بقرية متاري - بفتح الميم والتاء العجمية - من أعمال حيدر آباد السند لليلة بقيت من شوال سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على المولوي عبد الولي المتاروي السندي في سبع سنين، وحفظ القرآن في سبعة أشهر، ثم تصدر للتدريس في ننده غلام علي خان قرية من أعمال حيدر آباد السند، وسافر إلى الحرمين الشريفين سنة ثلاثمائة وألف فحج وزار وأقام بها سنة كاملة، وأخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ عبد الرحمن السندي، ثم رجع إلى الهند واشتغل بالتدريس، أخذ عنه غير واحد من الأعلام. المولوي لمعان الحق اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه لمعان الحق بن برهان الحق بن نور الحق الأنصاري اللكهنوي، أحد الفقهاء الحنفية، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ وقرأ العلم على مولانا عبد الحكيم بن عبد الرب، ثم على ولده شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي، وأخذ الطريقة عن أبيه، ثم تولى الشياخة، وكان يذكر ويعظ. مات لخمس عشرة خلون من رمضان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. لحاظ النساء السهسوانية الست الفاضلة لحاظ النساء بنت الشيخ صابر حسين الصديقي السسواني، إحدى النساء الفاضلات، ولدت في شعبان سنة تسعين ومائتين وألف، ببلدة رامبور ونشأت في نعمة أبيها، وسافرت معه إلى بهوبال وتعلمت الخط والكتابة والرسائل المختصرة بالفارسية من أبيها، ثم قرأت النحو والصرف وغيرهما من العلوم الآلية، ثم قرأت بلوغ المرام وبعض الصحاح والسنن على مولانا محمد بشير السهسواني، ثم أخذت بعض كتب الأحاديث عن شيخنا وبركتنا حسين بن محسن اليماني، وحصلت لها الإجازة عنهما وعن الشيخ المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي. وكانت سريعة الحفظ جيدة الفهم، صرفت عمرها في مطالعة الحديث والتفسير مع اشتغالها بتلاوة القرآن وإحياء الليل بالعبادة، ماتت في شبابها لإثنتي عشرة خلون من صفر سنة تسع وثلاثمائة وألف، بمراد آباد. حرف الميم مولانا ماجد علي الجونبوري الشيخ الفاضل الكبير ماجد علي الحنفي المانوي، أحد الأفاضل المشار إليهم في سعة الإطلاع وكثرة الدرس والإفادة، ولد بماني كلان من أعمال جونبور وقرأ المختصرات في بلاده، ثم سافر وأخذ عن العلامة عبد الحق ابن فضل حق الخير آبادي ولازمه مدة من الزمان، ثم دخل عليكده ولازم دروس المفتي لطف الله الكوئلي زماناً، ثم سار إلى بهوبال وقرأ على القاضي عبد الحق بن محمد أعظم الكابلي شرح الجغميني، وسمع بعض الكتب الدرسية عليه، وكنت مشاركاً له في شرح الجغميني، ثم سافر إلى كنكوه وأخذ الحديث عن الشيخ المحدث رشيد أحمد الحنفي الكنكوهي، ثم ولي التدريس بالمدرسة العربية في كلاوثي فدرس بها زماناً، ثم ولي التدريس بالمدرسة العربية في ميندهو، كلاهما من أعمال بلند شهر فدرس وأفاد بميندهو مدة طويلة، ثم سافر إلى بهار - بكسر الموحدة - وولي بالمدرسة العزيزية، ولم يلبث بها إلا قليلاً فرجع إلى ميندهو ثم سافر إلى كلكته وولي الصدارة بالتدريس في المدرسة العالية بها. وكان من كبار الأفاضل يدرس الكتب الدقيقة في العلوم الحكمية بغاية التحقيق والتدقيق، وله نظر واسع على مصنفات القدماء. توفى يوم العيد غرة شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1336 الشيخ محمد بن أحمد الطوكي الشيخ الفاضل الكبير محمد بن أحمد الطوكي أبو الرضاء، كان من العلماء المشهورين، ولد ببلدة طوك سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف ونشأ بها، وحفظ القرآن، وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى بلاد شتى وقرأ الكتب الدرسية على المفتي لطف الله بن أسد الله الكوئلي على غيره من العلماء، ثم لازم الشيخ فيض الحسن السهارنبوري، وتأدب عليه، ثم دخل دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث. وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، قوي الحفظ سريع الكتابة، يكتب النسخ والتعليق بغاية الحلاوة، وكان حسن المحاضرة كثير المحفوظ بالأدب والشعر يسرد على محالها، ولكنه كان شديد التعصب على الأحناف، بذاء اللسان يهجوهم ويشنع عليهم على رؤس الأشهاد، ولذلك غضب عليه نواب إبراهيم علي خان أمير ناحية طوك وأمر بحبسه، ثم أطلقه بشفاعة عمه عبيد الله خان فذهب إلى بهوبال فوظف له نواب صديق حسن القنوجي فأقام بها مدة طويلة، رأيته بها وجالسته، ثم رجع إلى بلدته طوك سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف، وكان مريضاً بالإستسقاء، فمات بها. ومن مصنفاته شرح بسيط على ديوان الحماسة، وشرح على ديوان المتنبي، وحاشية على لامية العرب للشنفري، وله الدراسة الوافية في العروض والقافية والقصيدة البديعة في ذم المقلدة الشنيعة تشتمل على اثنتين وثمانين ومائتين بيت، وأخرى تربو على مائة وخمسين بيتاً، وله قصائد غيرها، وشعره جيد حسن السبك سهل المأخذ، منها قوله: هواكم بقلبي والجوى في تمدد وشوقي للقياكم مقيمي ومقعدي أبى القلب أن يسلو الأحبة صابراً وأن يرتضي نوماً بجفن مسهد أناجي نجوماً طول ليلي كأنني أطارت كرى عيني ليلة أرمد لقاؤكم المطلوب أحلى من الكرى وأشهى من العيش اللذيذ المرغد وكم بت أبكي من تذكر جيرتي وأرعى عهوداً كن في خير معهد بكت عين قلبي بالدماء تحزنا إذا ذكرت أيام وصل مبعد وما لي لا أبكي وقد حازني النوى ولم أعط منكم نظرة المتزود أطارت تباريح الحوى كل بنيتي ومل طيبي طول سقمي وعودي إلى كم أقاسي شدة من فراقكم أذوب بنار في الحشا متوقد رحلتم فبالله كم من حبائل تصيد فؤادي من أغاني المغرد سلبت لذيذ العيش لا عيش بعدكم أعيش وعيشي عيش جيران أكمد أقاسي أواماً في هجير غرامكم ولم أرض غير الوصل والدهر موردي وأنتم شفائي لا دوائي غيركم ومنكم أرجي الفوز في نيل مقصدي فمنوا على من يرتجي بقدومكم حياة فؤاد بالسرور المجدد وإن لم تلاقوني بأنس ورغبة فيا وجد لا تذهب ويا حسرة اشهدي وقوله من أخرى: إلى الله أشكو المشركين ببلدة بليت بها منكم بكرب وغربة أقمت لديهم مدة في ديارهم كئيباً حزيناً من أذاهم وجفوة أصبت بحقد منهم وقلائهم فكم شدة قاسيتها وبلية الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1337 أقضي الليالي ساهراً متفكراً مخافة كيد منهم وخديعة وضاقت على الأرض جداً برحبها هجوماً لأنواع الخطوب الملمة وجدتهم عمياً عن الحق والهدى ومقتحمي لج الضلال وبدعة فنبهتهم عن غفلة ودعوتهم إلى دين رب العالمين وشرعة وذكرت بالقرآن سراً وجهرة ورغبتهم في الاتباع بسنة نصحتهم باللين كي يأخذوهما ويصغوا إلى قولي بأنس ورغبة وأخبرت عن بطلان تقليد مذهب وعرفتهم ما جاءنا بالأدلة وكررت تذكيري رجاء لنفعه ورددت نصحي مرة بعد مرة واسمعتهم فيما أمرنا بأخذه أحاديث ترغيب وآثار رتبة فلم يذعنوا للحق بل زاد زيغهم وطغيانهم دون الرجوع وتوبة ولم ينتهوا عن غيهم وضلالهم وساءتهم مني مذمة بدعة وأغضبهم إنكار تقليد مذهب وعزهم إنكار زور بكثرة فأعرض عني كلهم وتأخروا وقد ألفوا عن أخذ نهج طريقة ولو كان من يدعو إلى الزيغ والهوى أجابوا إلى التقليد من غير فترة وكيف تلقوا بالقبول هدايتي وقد آمنوا بالجبت من طول مدة أصروا على ما ضل آباؤهم به ولم يأخذوه عن دليل وحجة مذاهب اختاروا برأي معوج على الملة الغراء غير محجة مات نحو سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف، ببلدة طوك. السيد محمد المحمد آبادي الشيخ الفاضل محمد بن أحمد علي الحسيني الشيعي المحمد آبادي، أحد الأفاضل المشهورين في الصناعة الطبية، ولد بمحمد آباد سنة خمسين ومائتين وألف، ونشأ في نعمة أبيه، وتخرج عليه، وكان والده من كبار العلماء، ثم لازم الحكيم محمد علي بن غلام نبي اللكهنوي، وأخذ عنه الصناعة الطبية بلكهنؤ، ثم رجع إلى بلدته واشتغل بالطبابة، وكان مرزوق القبول حسن المعالجة. السيد محمد السورتي الشيخ الصالح محمد بن أحمد الله بن رحمة الله الحسيني اللاجبوري السورتي، نزيل بهوبال ودفينها، ولد ونشأ بمدينة سورت وحفظ القرآن، ثم قرأ العلم على أساتذة عصره وسافر إلى بهوبال فولى نظارة المساجد بها، رأيته في بهوبال ولقيته غير مرة، وكان صالحاً ديناً عفيفاً متعبداً. مات لإحدى عشرة خلون من ربيع الثاني سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف بدق الشيخوخة في بهوبال. الشيخ محمد بن إسماعيل السندي الشيخ الفاضل محمد بن إسماعيل بن دين محمد الهالوي السندي، أحد العلماء الصالحين، ولد بقرية هالا كنده من أعمال حيدر آباد السند، لثلاث بقين من رمضان سنة ست وسبعين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على المولوي عبد اللطيف الهالوي، ثم دخل حيدر آباد وأخذ عن المولوي محمد حسن الكنيدي، ثم تصدر للإفادة فدرس بها نحو ثلاث سنين، ودرس بوطنه مدة طويلة، وسافر إلى الحرمين الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1338 الشريفين سنة تسع وثلاثمائة وألف، فحج وزار وأسند الحديث عن الشيخ عبد الحق بن شاه محمد الإله آبادي المهاجر، ثم رجع إلى الهند، واشتغل بالدرس والإفادة، له خلاصة الأصول ومجموع الفتاوي. الشيخ محمد بن حسين الأنصاري الشيخ العالم المحدث محمد بن حسين بن محسن بن محمد الأنصاري الخزرجي السعدي اليماني، أحد الأدباء المشهورين، ولد ببلدة حديدة سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف تقريباً كما أخبرني بها، وقرأ على والده بعض رسائل النحو والفقه الشافعي، وكذلك على عمه الأكبر الشيخ محمد بن محسن اليماني، وقدم بهوبال نحو سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، فلازم عمه وصنو أبيه الشيخ ازين العابدين وتأدب عليه، وأخذ عنه الفقه والحديث، وقرأ على المولوي عبد الله البلكرامي نائب قاضي بهوبال بعض رسائل النحو والمنطق والفقه والأصول، وعلى مولانا عبد الحق بن محمد أعظم الكابلي بعض رسائل المنطق، وعلى مولانا يوسف علي الكوباموي بعض الكتب الدرسية في الفقه والأصول والحكمة، وأخذ عنه العروض والقافية، وقرأ على المفتي عبد القيوم بن عبد الحي البكري البرهانوي، المجلد الأول من صحيح البخاري وبعضاً من جامع الصغير وأجازه بما قرأه إجازة خاصة، وقرأ على نجله يوسف بن عبد القيوم مسند الإمام أحمد وأوليات الشيخ محمد سعيد سنبل وإجازات والده وجده، فأجازه برواية ذلك عنه، وقرأ على القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري جملة صالحة من صحيح البخاري وبلوغ المرام وقد أجازه بكل ما تجوز له روايته وتصح عنه درايته، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأجازه الشيخ عبد الله بن إدريس السنوسي الحسني الفاسي بروايته عن الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر عن الشيخ محمد عابد بن أحمد علي السندي صاحب حصر الشارد، ولما رجع إلى بهوبال ولي التدريس في مدرسة والده، فدرس وأفاد بها مدة طويلة، وسافر إلى الحجاز ثم إلى الشارقة من بلاد عمان ثم قدم لكهنؤ وولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء، وإني قرأت عليه ببلدة بهوبال الوافي بعلمي العروض والقوافي مع شرحه الصغير للدمنهوري والمقامات للحريري وديوان المتنبي وكتاب الحماسة والمعلقات السبع وغيرها. وله مصنفات منها الطرز الموشى بفوائد الإنشاء في مجلد، والمورد الصافي في العروض والقوافي، والنور الساطع المقتبس من محاسن البدع الطالع ومن قصائده ما أنشده في ندوة العلماء سنة 1320 هـ : دعاها إذا غنت على الروضة الغنا فإنا وجدنا في المغاني لها مغنى وقولاً لحادي العيس فليحمد السرى فإنا سمعنا في الأغاني لها لحنا وقولاً لغزلان النقاء لك البقا لقد طبتما عيشاً بعيش هو الأهنى ولا تسألا غير الصبا عن صبابتي فعنها رويت اللطف لطفاً له معنى سرت وعليل الطرف لا يعرف الكرى ومهجته حرى وقتب له مضنى وما اشتاق لا والله للمدح ناظري ولا لغزال الريم والغادة الرعنا ولا نظرت عيني إلى ما يسرها ولا شاهدت في الربع جلاله يغنى رعى الله ذات الطوق كم حركت هوى وكم بذلت صوتاً وكم أخذت منا وساق صبيح الوجه راق صبوحه كما راق ماء الحسن في الروضة الغناء أتاني بها صرفاً وأومى بطرفه فقلت له بالله من هذه زدنا فما الراح إلا الروح عند بزوغها فعجل بها صرفاً ودع فرجها عنا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1339 شربنا على ذكر الحبيب مدامة سكرنا بها من قبل أن نعرف الدنا لها الكأس بدر وهي شمس يديرها هلال وكم يبدو إذا مزجت معنى وقائلة ما بال قلبك مولع بعالمها الأعلى ورفرفها الأسنى وحتام تسعى لابتناء معالم من العلم قد أسهرت في حوزها الجفنا لعمرك من يسعى لنيل فضائل فقد حارب الدنيا ومات بها حزنا يرى شربه فيها سراباً وعقله عقالاً لما يبغي وقوته وهنا فقلت دعيني من حديث خرافة فإنا أناس نعشق المجد مذ كنا لنا أنفس تأبى الهوان وترتقي إلى المنهج الأعلى ولم تطلب الأدنى لنا سلف ساروا على خير شرعة ونحن على آثار شرعهم سرنا ولا خير في الدنيا إذا لم تجد بها حبيباً وتجني من جداك بها عدنا ولا خير فيمن يجمع المال للغنا فأوزاره تبقى وصاحبه يفنى وليس الغنى إلا التعفف والتقى ومأثرة تنمى ومكرمة تجنى وما أنشأه سنة 1334 هـ بندوة العلماء: يا سعد كرر حديثاً صار أعذبه من أصدق القول لا ما قيل أكذبه أهد المسامع حلياً من فرائده فإنه الدر والدارية يرغبه بالله لا تهده إلا أخا ثقة مهذب طبعه قد راق متربه ما كل جيد نظيم الدر حليته ما كل من ينشد الأشعار تطربه وصن بديع المعاني عن سوى فطن صافي السجية حر حين تنسبه فإنه أنفس الأشياء يضن به من كان في الذروة العلياء منصبه أليس معناه قد سار الزمان به سير الصبا وذووه عنه تكتبه والبدر في أفقه ما شام منه سنا إلا سرى نحوه للنور يرقبه لا تعجبن فهذي ندوة العلماء سارت وعيسهم للقلب تجذبه ساروا وقلبي فيهم واجب وله يريد سيراً فلولا الذئب يعقبه ساروا لبونا ستاراً طاب مقدمهم فيها وهان من المقصود أصعبه أتوا يقودهم شهم أبو شرف من نسل عبد مناف فاق منصبه السيد الندب عبد الحي ناظمها أجل شخص فنون العلم مشربه فتى أرى قدره أهلاً لكل على لم يسع إلا لمجد طاب مذهبه ومما أنشأه عند ذهاب أركان الندوة إلى مدراس سنة 1335 هـ للاحتفال: شكت بلسان الحال طول جفاها ونادت ولكن من يجيب نداها وشدت إلى مدراس أمراس رحلها لتبلغ منهم ما يزيل عناها وجاءت إليهم تستغيث من الأولى جفوها ولم يعنوا برفع بناها ولم يكملوا ما قد بقي غير كامل ولم يعبأوا بالطالبين ولاها الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1340 ولم يجهدوا فيا لتتميمها فقد شكت بلسان الحال طول جفاها عسى أهل مدراس ومن حل قربهم أولى همة عليا تشيد سماها فيا ندوة قد كدر الدهر صوفها وطاب عليها كربها وعناها خليلي لم يبق الجفاء لناظري بكاء فهل عين تعير بكاها فأبكي من هجر طويل وغربة بدار متى أدعو أجاب صداها أحاط بها الإفلاس من كل جانب فطلابها من لومها وصداها يصيحون فيها كل يوم وليلة جياعاً وأظمأهم شديد صداها فيا أهل دين الله قوموا فبادروا لنصر عباد الله من علماها فجاؤا إلى مدراس يستنجدونهم يقودهم ابن الوصي وطاها يقودهم حبر نبيل معظم وذلك عبد الحي بدر سماها فتى همه التقوى وهمة نفسه أنافت على مريخها وسهاها فتى قد جنى من كل فن ثماره وحاز من العليا رفيع ذراها قريب إلى أهل الشريعة والتقى بعيد بمن يهدي بغير هداها عفيف عن الأموال إلا بحقها يرى زهرة الدنيا يطير هباها ومما أنشأه سنة 1336 هـ عند ذهابي إلى ناكبور للاحتفال السنوي: دعاني من هوى سعدى دعاني فداعي الشوق للندوى دعاني دعاني أن أقول مقال صدق حقيق أن يفوه به جناني بأن الله لا يخفى عليه خفي حيث كان بلا تواني فأوجب في الزكاة على ذويها حقوقاً ليس يحصرها لساني وندوتنا غدت علقاً نفيساً تحلت بالبيان وبالمعاني وقد شدت إلى نكبور تبغي ندى من أهل ثروتها يداني تحث السير نحوهم سريعاً إليهم تمتطي ظهر الأماني أنادي عيسهم عوجوا لداري فقالوا لا إلى دار التهاني ومعهم جملة العلماء حثوا ركائبهم لتشييد المباني بوعظ يصدع الصخرات حقاً ونصح كالمثالث والمثاني يقودهم فتى من آل طاها كريم ما له في الناس ثاني بعبد الحي يسمى طاب أصلاً وفرعاً لا يدانيه مداني ذكي أريحي ألمعي فريد فاق بالشم الحسان تراه دائماً طلق المحيا لذي الحاجات من قاص ودان ومما أنشأه مهنئاً بولادة ولدي الرشيد عبد العلي سلمه الله تعالى سنة 1310 هـ: سر قلبي بذلك المولود لصفي خل وفي ودود فاضل كامل تقي نقي سعيد عاقل لبيب مجيد الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1341 هذه الغانيات اطربن بال دف وباللحن والغنا والنشيد كل حوراء ناظرات بطرف كعيون المها وطرف غيد كسهام أهدابها راشقات ونقد القلوب قبل الجلود بقدود كأنها غصن البا ن ترنحن للمحب العميد ذات فرع كأنها الليل إذ يسجو على قلب عاشق معمود حسى الله كم أقاسي صعاباً من هواها ولم أنل مقصودي فلذا رمت أن أخلص نفسي بمديحي لسبط خير الوجود فلعلي أرجو النجاة بمدحي لأهل الكساء أهل الجود قام في منبر القلوب خطيباً فسر طيب نشره في جلودي جدد العهد بالسرور وأضحى يتجلى بكل سعد جديد هي بشرى لسيدي ذي نجار بشرته بنجله المولود كوكب لاح في سماء علاء درة رصعت بعقد فريد مستهلاً أتى فكان هلالاً قد رأينا كماله يوم عيد غير بدع إذا سما وهو طفل فهو من عنصر الكرام الصيد كم يوم علاهم في ازديار للمعالي ومجدهم في الصعود فهنيئاً لك البشارة عبد الحي بالقادم الكريم الرشيد أبد الله عمره وحماه وحباه بحلة التأييد لم يزل سيداً حليماً رشيداً فهو جزء من الحليم الرشيد بدر سعد لأجل ذا أرخوه بدر تم بدى بوقت سعود ومما كتب إلى من بهوبال سنة 1340 هـ: كتبت كتاباً بالسلام وبالود وبالمسك والكافور والعطر والند وعفرته بالزعفران كرامة لما فيه من ذكر الأحبة والسود إلى قمر الدنيا إلى غاية المنى إلى عند من لا عنده بعض ما عندي إلى الفاضل النحرير والعالم الذي يسمى بعبد الحي يا لك من عبد هو ابن رسول الله وابن وصيه وابن الحسين السبط واسطة العقد عليهم سلام الله ما ذر شارق وما سح ودق في خمائل من ورد سلام عليهم كلما لاح بارق وما غنت الورقا على ورق الرند سلام عليهم كلما هبت الصبا وما جاءت الأخبار منهم إلى عندي سلام على عبد العلي وصنوه علي ومن يأوي إليهم على بعد سلام محب قلبته يد النوى من الشوق في نار مسعرة الوقد فوالله ما طابت حياتي بعدكم ترى أنتم طابت حياتكم بعدي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1342 حرام على النوم حتى أراكم ولو كنت في الفردوس أو جنة الخلد ومما أنشأه مهنئاً بولادة حسن المثنى بن عبد العلي سلمهما الله تعالى سنة 1339 هـ. حسن المثنى دمت ترقى في العلى درجاً رقاها والداك وجدكا ولدتك واضحة الجبين وأصلها فرع السماء به تعالى قدركا عبد العلى أبوك نجل السيد المنطيق عبد الحي جدك قد زكا من عصبة قرشية نالوا العلى بالمصطفى المختار يعلو مجدكا فافخر على هام السماك برتبة جلت وفاقت في الورى أن تدركا فلذا الغواني بالأغاني أطربت والورق قد صدحت بعالي مدحكا فاسلم ودم في نعمة وسلامة ورغيد عيش مع أبيك وجدكا مات غرة ذي الحجة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وألف في بهوبال ودفن بها. الشيخ المحدث محمد بن عبد الرحمن السهارنبوري الشيخ العالم المحدث المسند محمد بن عبد الرحمن الأنصاري السهارنبوري المهاجر إلى حرم الله المكي، كان من كبار المحدثين، ولد ونشأ ببلدة سهارنبور، وسافر إلى دهلي في صباه، فلازم الشيخ نصير الدين المجاهد ختن الشيخ إسحاق بن محمد أفضل العمري الدهلوي، وقرأ عليه وعلى الشيخ إسحاق وصنوه الشيخ يعقوب قراءة غير منتظمة، ثم سافر إلى شيخه نصير الدين إلى بلاد السند، وجاهد معه في سبيل الله، وقرأ على بعض تلامذة الشيخ محمد حياة السندي المحدث مشكاة المصابيح بالتدبر والإتقان، وحصلت له بها ملكة راسخة في الحديث ثم سافر إلى مكة المباركة وله اثنتان وعشرون سنة، فلازم الشيخ عبد الله سراج الحنفي المكي، وقرأ عليه صحيح البخاري في عشر سنين، ولما نزل بمكة المباركة الشيخ إسحاق المذكور وتدير بها قرأ عليه الصحاح الستة كلها من أولها إلى آخرها، وسافر إلى بلاد نجد وعسير واليمن والشام راجلاً، وأخذ عن مشايخ عصره، وكلهم أجازوه، وأخرج من مكة ثلاث مرات، وأوذي في ذات الله سبحانه غير مرة، وكان يعمل ويعتقد بالحديث ولا يقلد أحداً من الأئمة، درس بمكة مدة عمره، وقيل إنه درس في الحديث سبعين سنة، وجاوز عمره تسعين سنة. مات بمكة المباركة سنة ثمان وثلاثمائة وألف. القاضي محمد بن عبد العزيز المجهلي شهري الشيخ العالم المحدث شمس الدين أبو عبد الله القاضي محمد بن عبد العزيز الجعفري المجهلي شهري، أحد العلماء المشهورين في الهند. ولد لخمس بقين من شوال سنة اثنتين وخمسين ومائتين وألف، قرأ العلم على مولانا سخاوة علي العمري الجونبوري، وأخذ الحديث عن غير واحد من الشيوخ، منهم الشيخ المعمر عبد الحق بن فضل الله العثماني النيوتيني، سمع منه المسلسل بالأولية عند أول قدومه عليه من لفظه، وذلك في ربيع الأول سنة سبع وسبعين ومائتين وألف، وقرأ عليه الكثير، وأجازه بجميع مروياته، وكتب له الإجازات أكثر من عشر مرات، ومنهم الشيخ أحمد البخراوي المكي، قرأ عليه أبواباً من سنن أبي داود، وكان شديد الرواية، لا يجيز كل من لاذ به، ومنهم الشيخ المعمر سليمان مرداد الإمام لمسجد الحرام، قرأ عليه من أول الصحيح أبواباً، ومنهم الشيخ محمد بن عمر المكي الإمام لمسجد الحرام، سمع منه المسلسل بالأولية على شرطه، وأضافه على التمر والماء، وسمع منه أوائل الصحيح من لفظه على أصل أصيل عليه خطوط أبيه، وأجازه بجميع مروياته عن أبيه وعن الشيخ عبد الملك مفتي مكة وغيرهما من المشايخ، وكان ذلك مرة سنة سبع وثمانين ومرة أخرى سنة خمس وتسعين، ومنهم السيد عبد الله بن محمد كوجك البخاري ثم المكي، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1343 سمع منه أول البخاري من لفظه في أصله، وهو يروي عن أبيه وعن الشي محمد عابد السندي، وكتب الإجازة بخطه، ومنهم الشيخ المعمر السيد محمد المدني أجازه بجميع مروياته، وكتب له الإجازة بخطه، وهو يروى عن السيد السنوسي ثم المكي وغيره، ومنهم الشيخ المعمر محمد أمين بن حسن البوسنوي المدني، وهو عمر طويلاً وأدرك المشايخ الأجلاء، منهم الشيخ عمر المكي وأبوه الشيخ حسن البوسنوي، أسند له حديثاً من الصحيح لمسلم من طريق عن الشيخ صالح الفلالي بسنده المتصل إلى الإمام مسلم، ومنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجل روايته عن أهل المدينة، وأجاز له بذلك السند جميع الصحيح لمسلم، ثم أجازه بجميع مروياته عن جميع مشايخه، ومنهم السيد أحمد بن المهدي الحسني المغربي نزيل مكة، وهو يروى عن مشايخ أجلة، منهم السيد محمد المغربي المكي عن الشيخ أحمد بن إدريس المغربي المكي وغيره من المشايخ، وأجازه وصافحه، ومنهم السيد محبوب علي الجعفري الدهلوي، سمع منه الحديث المسلسل بالأولية بشرطه، وكذا المسلسل بسورة الصف، وكذا الأربعين المروية عن أهل البيت عليهم السلام من لفظه، وأجازه إجازة عامة، وكتبها له بخطه، ومنهم الشيخ يعقوب بن محمد أفضل الدهلوي برواية كتاب الانتباه في سلاسل أولياء الله، ولكنه توفي قبل أن يرتحل إلى مكة، فلم يحصل له منه لقاء ولا سماع، ومنهم الشيخ عبد الغني ابن أبي سعيد العمري الدهلوي المهاجر، سمع منه وأجازه إجازة عامة، ومنهم الشيخ سخاوة علي العمري الجونبوري، أجازه بمروياته إجازة عامة، وأجازه برواية القويم من مصنفاته خاصة، ولعله منفرد برواية هذا الكتاب عن مصنفه لا يشاركه فيه أحد. وكان عالماً كبيراً، بارعاً في الحديث، يعمل ويعتقد بالنصوص الظاهرة من الكتاب والسنة، وكان شديد التعصب على مخالفيه، طويل اللسان على الأحناف، عفيفاً ديناً، صالح العمل، سافر إلى الحجاز مرتين، مرة سنة سبع وثمانين، ومرة أخرى في سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، وولي القضاء ببلدة بهوبال، فاستقل به مدة من الزمان، سمعت منه المسلسل بالأولية بشرطه في مدينة لكهنؤ، وناولني بلوغ المرام، وكتب لي بالإجازة، له مصنفات. توفي يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة عشرين وثلاثمائة وألف وله نحو سبع وستين سنة. الشيخ محمد بن عبد الله الجوناكدهي الشيخ العالم الصالح محمد بن عبد الله الجوناكدهي ثم السورتي، أحد الأفاضل المشهورين بكجرات، قرأ العلم على الشيخ سليمان الجوناكدهي، وأقام ببلدة يعظ ويدرس، ثم هاجر منها لأسباب تطاولت من شقاق الناس وعداوتهم وضيق ذات اليد إلى سورت سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف، فأقام بسكرامبوره، وطابت له الإقامة به حتى انتقل بجميع متاعه وبيته، قرأ عليه الشيخ محمد بن يوسف السورتي والشيخ عبد الكريم البنارسي وخلق آخرون. وسمعت الشيخ محمد بن يوسف السورتي يقول إنه كان سلفي العقيدة، ولم يكن في العلم بمرتبة عالية، بل كان قليل العلم بالحديث وغيره، ولم يكن عارفاً بالأصول والعربية. توفي سنة اثنتين وعشرين أو ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف. الشيخ محمد بن عيسى البكنوي الشيخ العالم المحدث محمد بن عيسى الكورني البكنوي، أحد العلماء الصالحين، ولد في سنة خمس وستين ومائتين وألف بقرية كيكي من أعمال حافظ آباد، وانتقل مع والده إلى جهانيا ثم إلى بكنه - بضم الموحدة - فأقام بها ما شاء الله، وشرع على جده الاشتغال بالعلم، وحفظ القرآن، وحفظ أبواب الصرف بتعليلاتها في عدة أيام، حتى فرغ عن رسائل النحو والصرف ومتون الفقه، وشرع كافي ابن الحاجب وفتح الرحمن، وكان أحرص الغلمان على اللهو واللعب، فذهب به جده إلى قلعة مهياسنكه وفوضه إلى أستاذه الشيخ غلام رسول القلعوي، فلبث عنده ثلاث سنين وقرأ عليه شرح الشمسية مع حاشيته للسيد الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1344 الشريف ومشكاة المصابيح، وكان الحرص على كثرة الدروس، والقلعوي كان كثير الاشتغال بتدريس الكتب الدقيقة، ولذلك لم يستطع أن يكثر له الدروس، فسافر إلى البلاد وقرأ حاشية السيد الزاهد على الرسالة مع حاشيته لغلام يحيى وشرح السلم المسمى بحمد الله وتحرير الأقليدس وشرح الجغميني والتصريح شرح التشريح والمختصر والمطول ومقامات الحريري على المفتي لطف الله بن أسد الله الكوئلي، وقرأ شرح السلم لملا حسن وشرح الهداية للصدر الشيرازي والشمس البازغة ومعاملات هداية الفقه والحسامي والتوضيح مع حاشيته التلويح والتفسير البيضاوي على العلامة محمد بشير بن بدر الدين السهسواني، وقرأ شرح تهذيب لملا جلال وشرح المواقف للسيد مع حاشيتهما للسيد الزاهد وشرح السلم للقاضي ومسلم الثبوت للبهاري على القاضي بشير الدين العثماني القنوجي، وقرأ السديدي والنفيسي وشرح الأسباب وقانون الشيخ على مولانا نور كريم الدريابادي ببلدة لكهنؤ، ثم تطبب على الحكيم محمد بن محمد ولي المهاني، ثم سافر إلى دهلي وقرأ جامع الترمذي وصحيح البخاري على مولانا السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، وسمع عليه غيرهما من الصحاح والسنن، فأجازه الشيخ إجازة عامة، وأجازه الشيخ قطب الدين الحنفي الدهلوي ثم رجع إلى موطنه وسكن بكجرات من بلاد بنجاب وعكف على الدرس والإفادة ومداواة الناس، له تعليقات شتى على الكتب الدرسية ورسائل في الخلاف والمذهب، وكان ممن لا يلتزم المذهب المعين ولا يقلد أحداً من الأئمة. الشيخ محمد بن غلام رسول السورتي الشيخ العالم الصالح محمد بن غلام رسول السورتي، أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ ببلدة سورت، وسافر للعلم، فقرأ على المفتي نعمة الله اللكهنوي والشيخ محمد سعيد العظيم آبادي وعلى غيرهما من العلماء، ثم دخل سهارنبور وأخذ الحديث عن مولانا أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري المحدث، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وأخذ عن الشيخ رحمة الله بن الخليل الكرانوي والشيخ إمداد الله العمري التهانوي وعن السيد أحمد بن زين دحلان الشافعي المكي، وكان يسترزق بالتجارة في معمورة بمبىء. مات لسبع بقين من محرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف. القاضي محمد أبو عبد الله الخانبوري الشيخ العالم الصالح محمد بن القاضي محمد حسن الخانبوري أبو عبد الله، كان من العلماء المبرزين في الفقه والحديث والعربية، ولد يوم الأربعاء في العشرة الأولى من رمضان سنة سبعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، واستفاض عن الشيخ عبد الله الغزنوي فيوضاً كثيرة، وكان تلو أخيه القاضي عبد الأحد في القراءة والسماع، إلا أنه صحب السيد نذير حسين المذكور أكثر منه بسنتين، كما في تذكرة النبلاء. الحكيم السيد محمد المهاني الشيخ الفاضل السيد محمد بن محمد ولي بن واجد علي الحسيني الشيعي المهاني، أحد العلماء المشهورين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بمهان - بضم الميم - بلدة من بلاد أوده، واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة بلدته، ثم دخل لكهنؤ وقرأ الفنون الحكمية على مولانا تراب علي الحنفي اللكهنوي، وتطبب على بعض الأطباء، ثم ولي الطبابة في مارستان السلطاني بلكهنؤ، لقيته به، وكان يقول إنه يحفظ ألف أدوية متفق الأثر ومختلف الخواص، تتلمذ عليه كثير من الناس وانتفعوا به. مات سنة أربع وثلاثمائة وألف. السيد محمد الحسيني الكالبوي السيد الشريف محمد بن محمد هادي بن علي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1345 أحمد بن خيرات علي الحسيني الترمذي الكالبوي، أحد السادة القادة، ولد ونشأ بكالبي، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم دخل كانبور وقرأ على مولانا محمد علي الحسيني الكانبوري وعلى غيره من العلماء، ثم سار إلى غازيبور وقرأ على مولانا محمد فاروق العباسي الجرياكوثي، ثم سار إلى لاهور وتأدب على مولانا فيض الحسن السهارنبوري، ثم ولي التدريس في المدرسة العربية سيهور من بلاد مالوه فأقام بها زماناً، ثم نقل إلى أجين فدرس بها مدة عمره. وكان فاضلاً أديباً شريف النفس حسن الأخلاق، صالح العقيدة والعمل، له قصائد غراء، منها ما أنشدني في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ماذا علي بدمع خالط العلقا أم ارتدى علقاً أو أليس الشفقا هيجت طوفان إذا سحت له أجفان عيني والآماق والحدقا اخترت حباً ولم أدرك عواقبه يا رب سهل ويسر كيف ما اتفقا بئس الذي هو دون العشق مصطبر وبئس دون عزاء القلب من عشقا قصدي لقاء سليمى قصد مفتقد عندي النوى وغراب البين قد نعقا إلى عنى جزاها الله إذ نظرت ترمي بسهم أصاب القلب فانفلقا لا الصدر لا القلب لا الأحشاء لا كبدي ما كان من لوعة الأشواق محترقا يحكي الجحيم معاذ الله من خلدي ما دمت حياً فلي قد شاء مرتفقا ما بال صب وكتم الحب مقصده أجفانه ذرفت والقلب قد خفقا ماذا يفيد ملام الناس في رجل لم يترك الحب إلا روحه رمقا تباً للائم صب لا يزال به حب النبي رسول الله ملتصقا بدر سراج منير نير قمر قد نور الأرض والأفلاك والأفقا أنور بوجهك يا من حسنه عجب كأن وجهك شمس ضوؤها شرقا أمسى جبينك من آثار مكرمة برقاً بريقاً ضياء لؤلؤاً فلقا نور الظلام ففي أنوار عزته إليه في الليل يمشي الطارق الطرقا ما نمت شوقاً إلى أنوار عارضه خياله في عيوني ألزم الأرقا ألفيت ارزي فاق رائحة في جسمه عرق ما أطيب العرقا لو كان ربق الأعناق طاعته لكان أحسن مما زين العنقا يعفو عن الناس من حلم ومن كرم عن الرقاب يفك الغل والربقا ويكظم الغيظ عند الغيظ مرحمة ولا يقول سوى وحي إذا نطقا للمؤمنين جناح الرفق يخفضه مثل الأب البر بالأولاد قد رفقا روحي فداه ومن مالي ومن ولدي من جاءه خائفاً قد صانه ودقا من جاءه مؤمناً بالذنب معترفا فلا يخاف به بخساً ولا رهقا قد أصبح الفاخر الأثواب ملبسه وكان يلبس ثوباً واهناً خلقا زينت مثل عروس كل أرملة كان الرداء عليها الصوف والخرقا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1346 فياض نافلة مدرار أعطية بحر المراحم لا طرقاً ولا رنقا ما لي أراك لدى عهد وموعدة أوفى وأصدق من أوفى ومن صدقا نال المكارم والأخلاق قاطبة فاق الكرام عن الغايات قد سبقا إذ يفتق الناس شيئاً فهو يرتقه ولا مجال لغير رتق ما فتقا وما وجدت رجالاً خيرة شرفاً ولا حياء ولا حلماً ولا خلقا لولا أحبك حب الماء في ظماً لم يسقني الله ماء بارداً غدقا لا يرتدي جاره خسفاً ومظلمة ولا يرى مهناً إليه من أبقا إنا عرفناك إذ أنبت معجزة في يابس الشجر الأغصان والورقا يا سيدي يا رسول الله خد بيدي إني امرؤ مذنب ممن علا رنقا يا سيدي أنت لي كهف وملتحد إذ لا أرى في إلا الخوف والفرقا إذا وجدت ذنوبي لا انتهاء لها فأنت شافع ذنبي عند من خلقا كيف اضطرابي إذ آتيك ملتجئاً تبقى علي إذا لم يبق من ومقا أنت الشفيع فرب العرش يغفر لي إني أعوذ به من شر ما خلقا في بحر معصية أرجو النجاة به ولا أخاف به الطوفان والغرقا يوم القيامة لا ترجى شفاعته لمن يكون على البدعات مرتفقا يجر ذيل فؤادي حب روضته بالرأس كيف إليها لست منطلقا صلوا عليه صلاة فاح نفحتها وسلموا بسلام طيبه عبقا الشيخ محمد بن نور الله الكجراتي الشيخ الفاضل محمد بن نور الله الحسيني الكجراتي، أحد الأفاضل المشهورين في عصره، ولد سنة ست وعشرين ومائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ إبراهيم بن عبد الأحمد باعكظه الشافعي السورتي، ولازمه مدة من الزمان وتفقه عليه وأسند الحديث عنه، ثم لازم الدرس والإفادة. مات غرة جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة وألف وله ست وسبعون سنة كما حقيقت سورت. الشيخ محمد بن هاشم السورتي الشيخ الفاضل محمد بن هاشم بن محمد بن علي بن أحمد بن علي اللونتي السامرودي السورتي، أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية والقراءة والحديث والفقه والنجوم والخط والإنشاء وغيرها. ولد أوان الضحى لعشر ليال بقين من رجب سنة ست وخمسين ومائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ رحيم الدين بن محي الدين المشهور بفقير الله شاه والشيخ عبد الله بن عبد الوهاب السورتي والشيخ حسين بن محسن اليماني والسيد علي أحمد السوندي والشيخ منصور الرحمن المعمر العالي الإسناد الذي أجازه القاضي محمد بن علي الشوكاني لما حج إلى بيت الله الحرام والشيخ نصير الدين أحمد المشهور بغلام علي مولى النكينوي والشيخ المحدث نذير حسين الدهلوي وخلق آخرين، ثم صرف عمره بالدرس والإفادة، وجمع الكتب النادرة للقدماء، وصنف وخرج. وله من التصانيف نيل المنى في تقصير الصلاة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1347 بمنى والأقوال الإيمانية في شرح أربعين السليمانية، بالأردو نثراً، والأقاويل الإيمانية في شرح أحاديث السليمانية، بالأردو نظماً، وترجمة صحيح البخاري، إلى سبعة أجزاء، وتحريم الرجعة في تحريم المتعة، وتسيير السير في وجوب التقليد على السعة والتخيير، بالعربي، وجواهر النظم في الفرائض، وهي أرجوزة لطيفة وجيزة وكتاب بسيط في الفرائض - بالأردو، وكتاب بسيط في الصرف، بالفارسي، وترجمة القصيدة التائية للعلامة ابن أبي بكر المقري الواعظ، بالأردو، وقصيدة في مدح خير النساء، وارجوزة في علم النحو، ومصباح المجالس في مدح النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وله قصيدة في مدح شيخه جمال الدين موسى السورتي، منها قوله: قد كنت من بعد سمعت صفاته فوجدتها أضعاف وصف فخام ورأيته علماً دليلاً حجة ولسالكي المنهاج خير إمام لما بلغت الأربعين بغفلة وابيض راسي شيبة كثغام أنا غافل متكاسل متساهل مترهل مستأهل لملام فصرفت في لعب ولهو كلها وبنوم أو شرب وأكل طعام نفسي جموح سرحة أمارة بالسوء لا تلوى بغير حرام حتى تسود واقتسى لذنوبها قلبي بسود نكاتها كسخام وعليه ران بشؤمها فاشتد كال حجر الصليب على سواد فحام فكأنه حجر بحجري محجر الشيط ان بالوسواس والإيهام فمتى الرقى يجوب عقبات لها لغلي بعير الجاذب المحرام فأخذته شيخ الطريق ومقتدي أسلمت في يده يدي وزمام مات بالطاعون لسبع بقين من شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف. الشيخ محمد بن يوسف السورتي الشيخ الفاضل أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن أحمد بن علي اللونتي السامرودي السورتي، أحد العلماء المبرزين في النحو واللغة وسائر الفنون الأدبية. ولد في شهر شعبان سنة سبع وثلاثمائة وألف بسامرود ونشأ بها، وقرأ المختصرات على الشيخ محمد بن عبد الله الجوناكدهي والمولوي محمد جعفر البمبوي، ثم سافر إلى دهلي سنة إحدى وعشرين وقرأ بعض الكتب على المولوي عبد السلام الدهلوي والمولوي عبد الوهاب الملتاني والمولوي شرف الدين، ثم قرأ الأدب والعروض والقافية واللغة على المولوي يوسف حسين الخانبوري، ثم سافر إلى حيدر آباد سنة سبع وعشرين ولازم الشيخ محمد طيب بن محمد صالح الكاتب المكي، وقرأ عليه المنطق والحكمة والأدب، وصحبه مدة من الزمان. وكان نادرة عصره في قوة الحفظ وكثرة المحفوظات، وسعة المطالعة، والتضلع من العلوم الأدبية ومقالات القدماء، كان له باع طويل وقدم راسخة في الصرف والنحو، واللغة والأدب، والأخبار والأنساب والرجال، قلما يدانيه أحد في ذلك، وكان صاحب إتقان وتحقيق في المسائل النحوية والعلوم اللغوية، يحفظ الآلاف من الأبيات، ويروي الشيء الكثير من الشعر والأدب والمتون والنصوص، وقد انصرف في آخر عمره إلى علم الحديث، وكان عصبي المزاج تعتريه حدة، ويثور في كثير من الأحيان، وقد أدركته صناعة الأدب، وعاش ككثير من أصحاب النبوغ والتفوق متنقلاً من بلد إلى بلد، لم ينتفع الناس بعلمه كما كان ينبغي، لفضل ذكائه وكثرة اعتداده بنفسه، فأقام في الجامعة الملية الإسلامية بدهلي مدرساً، ثم انتقل إلى الجامعة الرحمانية ببنارس، ثم تحول إلى بمبىء ودرس في مدرسة لأهل الحديث، وكان كثير التردد إلى طوك وقد تزوج بها، وكان له غرام بجمع الكتب النادرة، ينتسخها ويبيعها، وكان عاملاً الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1348 بالحديث، شديداً في مذهبه، شديد النكير على الحنفية والمقلدين، وكان قليل التكلف كثير المؤاساة بالأصدقاء، سخياً كريم النفس، له جسم ممتلي وهامة كبيرة، وكان ضخم القوائم. ومن مصنفاته مقدمة في الصرف، ومقرب في النحو، والزيادات الوافية على الكافية الشافية، وشرح ديوان حسان، والإنصاف فيما جرى في نحو أبي هريرة من الخلاف، وكتاب ذكاة الصيد في أن ما أصابه الرصاص ونحوه بحيوان محرمة وشق جلده حلال. ومن أبياته ما كتب إلى من جرول يشكو فيها فتية من الأنصار: أقول لنفسي في الخلاء ألومها لك الويل ما هذا التخشع والذكر ومن أجل أن خانت عهودك عصبة يهمهم الدنيا وما إن لهم عذر هم بسطوا تلك الأماني حقبة فلما اطمأن الأمر واستحصد الأمر وبانت بنات الشوق يحنن نزعا وضم الحشا منها الحباب فلا صبر وكانوا طويلاً يأملون خيانتي فما خنت يوماً لا ولا غالهم مكر على غير شيء قلبوا لي مجنهم وضحوا بقلبي ضحية ما لها نكر ولم يرقبوا ولا الدين راعهم ولا سطوة الله العزيز ولا العذر ولا رحموني إذ منيت بشقوة ولا حفظوا في الوداد فما دروا أتشكو فما الشكوى تفيد ولا البكا بمغن فتيلاً لا ولا شأنك الختر ولا أنت ممن يكثر القيل في الخنى ولا دأبك التملاق يوماً ولا الهجر أم السلو والهجران من غير بغضة أحب بلى إن السلو له أصر وكم قد منيت من زمان بغصة وفجع ونقض فاصطبرت لها صخر فلا تشمتي الأعداء يا نفس إنني صبور على العسراء إن غرني دهر وله يذم قثاء الطوك ويمدح خربزه وهو البطيخ: لا تأكلن إما مررت التوكا قثاءه فإن فيه النوكا اقبح به من منظر يدهوكا يظل في الإعياء منه فوكا واخضم من البطيخ ما يزهيكا فإنه السردي الذي يدعوكا للأكل والتطراب قد يندوكا مات في الخامس عشر من رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف بعليكره ودفن بها. مولانا محمد أحسن النانوتوي الشيخ العالم الفقيه محمد أحسن بن لطف علي بن محمد حسن الصديقي الحنفي النانوتوي، أحد الفقهاء المشهورين، ولد ونشأ بنانوته، وسافر للعلم إلى دهلي فقرأ على مولانا مملوك العلي وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ عن الشيخ عبد الغني ابن أبي سعيد العمري الدهلوي، ثم ولي التدريس في المدرسة الكلية ببلدة بريلي قصبة بلاد روهيلكهند، وسافر إلى الحجاز سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف فحج وزار واستفاض من شيخه عبد الغني المذكور بالمدينة المنورة فيوضاً كثيرة، ثم رجع إلى الهند ودرس وأفاد، وخرج وصنف. له مذاق العارفين ترجمة إحياء علوم الدين، وأحسن المسائل ترجمة كنز الدقائق، وتكملة غاية الأوار، وترجمة الدر المختار، وأحسن البضاعة في مسائل الرضاعة، وغير ذلك، ومن مآثره الجميلة تصحيحه وتحشيته حجة الله البالغة، وإزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء للشيخ ولي الله بن عبد الرحيم العمري الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1349 الدهلوي المحدث، ثم نشرهما من دار الطباعة الصديقية له، جزاه الله عن المسلمين خير الجزاء. توفي لتسع خلون من شعبان سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف. مولانا محمد أحسن الكيلانوي الشيخ الفاضل محمد أحسن بن السيد شجاعة علي الواسطي الحنفي الكيلانوي البهاري، كان من ذرية الشيخ أبي الفرح الواسطي الحسيني البهاري، ولد بكيلاني قرية في ولاية بهار سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، وأقبل على العلم في كبر سنه، ورحل في طلبه بعد ما تزوج وولد له، فقرأ المتوسطات على مولانا نعمة الله النبي نكري في مظفر بور، والمعقولات على المفتي واجد علي بن إبراهيم البنارسي، والهيئة والهندسة على المفتي نعمة الله بن نور الله اللكهنوي وأتقنهما، واشتغل بتصحيح المقالة الأولى للطوسي في الأقليدس وتحشيتها، وطبع هذا الكتاب للمرة الأولى بعنايته وتحت إشرافه، وأخذ عن الشيخ فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، كما صرح به في حاشيته على حاشية بحر العلوم يقول: هذا مما استفدته عن الشيخ فضل حق، انتهى. وأخذ الفقه والحديث عن مولانا أكبر علي الرامبوري المحدث ومولانا عالم علي الحسيني النكينوي، واشتغل بالتدريس في مدرسة حكومية في مدينة كيا ثم استقال عن الوظيفة واعتزل في قريته كيلاني وتصدر للتدريس، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وقصده الطلبة من البلاد البعيدة، وكان جل اشتغاله بالعلوم الحكمية وتدريسها. له رسالة في ستة عشر جزءاً في مبحث الوجود الرابطي، وحاشية على حاشية بحر العلوم، وحل العقود في بعض مسائل التصوف. توفي سنة إحدى وثلاثمائة وألف بكيلاني ودفن بها. الشيخ محمد أشرف الديانوي الشيخ العالم الصالح محمد أشرف بن أمير علي الصديقي الديانوي، هو شقيق الشيخ شمس الحق المحدث صاحب عون المعبود، ولد لثلاث خلون من ربيع الثاني سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، وقرأ العلم مشاركاً لصنوه شمس الحق المذكور على المولوي عبد الحكيم الشيخبوري والمولوي لطف العلي البهاري ومولانا فضل الله بن نعمة الله اللكهنوي والقاضي بشير الدين العثماني القنوجي، ثم أخذ الحديث عن شيخنا وشيخ الكل السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، ثم لازم بيته وعكف على العبادة والإفادة، لقيته ببلدة عظيم آباد، فوجدته رجلاً صالحاً تقياً صابراً، قانتاً، صادق القول صحيح الاعتقاد، متواضعاً، له رسالة في القراءة خلف الإمام وقد عزا إليه صنوه شمس الحق المجلد الأول من عون المعبود، أخبرني بذلك الشيخ شمس الحق. مات لخمس عشرة خلون من محرم سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف بديانوان. الحكيم محمد أعظم الرامبوري الشيخ الفاضل الحكيم محمد أعظم بن شاه أعظم بن محمد رضى بن إسماعيل السيستاني ثم الرامبوري، أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية. ولد سنة تسع وعشرين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المولوي عبد الرحيم بن محمد سعيد والمفتي شرف الدين الرامبوري وعلى غيرهما من الأساتذة، ثم تطبب على والده ولازمه مدة ثم سافر إلى بهوبال سنة إحدى وخمسين وله اثنتان وعشرون سنة، فتقرب إلى نواب جهانكير محمد خان، وأقام في بهوبال مدة طويلة، ثم دخل أجين وأقام به ثلاث سنين عند بيجابائي، ثم دخل اندور وتقرب إلى تكوجي راؤ هلكر أمير تلك الناحية، وولي خدمات جليلة بها، ولم يخرج من اندور مدة حياته. وكان فاضلاً كبيراً، واسع النظر، متين الديانة، رفيع المنزلة عند الأمراء، له مصنفات كثيرة في الطب، منها اكسير أعظم في أربعة مجلدات كبار في المعالجات، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1350 ورموز أعظم في مجلدين في المعالجات، ومحيط أعظم في مفردات الأدوية، وقرابادين أعظم في مركباتها، ونير أعظم في دلائل النبض، وركن أعظم في معرفة البحرانات، كلها بالفارسي. توفي يوم الإثنين لأربع خلون من محرم سنة عشرين وثلاثمائة وألف ببلدة اندور، أخبرني بها ابن أخته نجم الغنى. المولوي محمد أعظم الجرياكوثي الشيخ الفاضل محمد أعظم بن نجم الدين بن أحمد علي العباسي الجرياكوثي أحد العلماء الصالحين، لقيته بكلبركه، وسمعت ولده أحمد المكرم يقول: إن والده ولد لأربع عشرة خلون من صفر سنة سبع وستين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على المولوي دلدار علي وعمه عناية رسول، وعلى عمه الآخر علي عباس وسافر معه إلى حيدر آباد وتأدب عليه، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الحسيني الدهلوي، ثم سافر إلى رامبور وأخذ الفنون الرياضية عن العلامة عبد العلي، والعلوم الطبعية عن الشيخ سديد الدين، والصناعة الطبية عن الحكيم علي حسين اللكهنوي، ثم سار إلى حيدر آباد وولي الخدمة الملوكية، فخدمها مدة من الدهر وحصل له المعاش. ومن مصنفاته رسالة وجيزة في المواريث، ورسالة في تغذية الشاي، ورسالة في العروض، ورسالة في التصريف، ورسالة في النحو، وله شرح على أطباق الذهب، وكتاب في الحيوان، وكتاب في اللغات الصرفية، ومكاتب بالعربية والفارسية، مات لأربع عشرة خلون من محرم سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا محمد أكرم اللكهنوي الشيخ العالم الفقيه محمد أكرم بن مولانا محمد نعيم بن عبد الحكيم الأنصاري اللكهنوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ ببلدة لكهنؤ، ولازم أباه من صغر سنه وتخرج عليه، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند فدرس وأفاد مدة ببلدة لكهنؤ، ثم ولي التدريس بالمدرسة العالية برامبور، فلبث بها مدة من الزمان، ثم رجع إلى بلدته ولازم بيته. وكان صالح العمل كثير الاشتغال بمطالعة الكتب والفتيا والتدريس، مات في حياة والده سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة لكهنؤ. مولانا محمد أمير الفتحبوري الشيخ العالم الصالح محمد أمير بن عبد الله الحنفي الفتحبوري، أحد العلماء المبرزين في المعقول والمنقول، كان أصله من ناحية دهلي، دخل بلاد أوده في صباه واشتغل بالعلم على مولانا سلامة الله البكري البدايوني وقرأ عليه الكتب الدرسية، ثم تطبب على الحكيم هداية الله الصفي بوري، وكان رجلاً ذكياً فطناً حاد الذهن، سريع الإدراك قوي الحفظ، سليم الطبع، تزوج ببلدة فتحبور في إحدى العائلات الكريمة وسكن بها، ثم سافر للاسترزاق وخدم الحكومة بجهالاوار مدة عمره، وكان مع اشتغاله بمهمات الأمور كثير الاشتغال بالتدريس والفتيا والمداواة مع الكرم والاستغناء. توفي سنة ثمان وثلاثمائة وألف بجهالاوار من بلاد راجبوتانه. المولوي محمد أمين الجرياكوثي الشيخ الفاضل محمد أمين بن محمد فاروق بن علي أكبر العباسي الجرياكوثي، أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، ولد سنة ست وتسعين ومائتين وألف، ونشأ في مهد جده لأمه الشيخ محمد كامل، وقرأ العلم على أبيه وعمه عناية رسول، وسافر مع جده إلى الحجاز سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف فيحج وزار، ورجع معه إلى الهند وولي التدريس في المدرسة الإنكليزية ببلدة رائي بريلي، فدرس بها زماناً ثم اعتزل عنها، وولوه على ترجمة القانون المسعودي لأبي ريحان محمد بن أحمد البيروني، فاشتغل به زماناً. السيد محمد باقر اللكهنوي السيد الشريف محمد باقر بن أبي الحسن الحسيني الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1351 الرضوي اللكهنوي، أحد علماء الشيعة وكبرائهم، ولد ليلة الجمعة لثمان خلون من صفر سنة ست وثمانين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، ونشأ في حجر والده وقرأ العلم عليه وعلى غيره من العلماء ثم سافر إلى العراق وزار الطف والنجف، ثم أقام بالنجف لأنه في هذا العصر مناخ للتفقه والاجتهاد، فقرأ الفقه والأصول على مشايخ عصره ونال الاجتهاد في مدة قليلة، فرجع إلى الهند وولي درجة الاجتهاد في مدرسة حسين آباد، وله قريحة طيعة في الفنون الأدبية وإن كان لاشتغاله بما هو أهم قليل الاشتغال بانشاء القريض. فمن قصائده ما أنشأ في مدح سيدنا علي رضي الله عنه: صحى القلب عن حب الحسان العواتق وأصبحت في شغل عن اللهو عائق أأبغي وصال البيض والشيب شامل كفى وازعاً عنهن شيب المفارق وصاح نهار الشيب في ليل عارضي وحلق غربان الشباب الغرانق وجربت هذا الناس حتى مللتهم فلم أر فيهم من صديق موافق ولم ألف منهم غير وغد مماكر ولم ألق منهم غير خب مماذق يجاذبني العلياء قوم سفاهة وهيهات أين النجم من كف رامق وكم أشقوني فانثنيت مكرماً وأثر عودي في النبال الرواشق وأعيت قناتي أن تلين لغامز وما ثوب مجدي بالدثور الشيارق وما وجد الأقوام ذيلي مدنساً لدن رمقوني بالعيون الروامق وما أنا إلا البدر في الليل طالعاً وهم كالكلاب العاديات الزواعق فقل للأولى أموا اللحاق إلا اربعوا على ظلعكم لا تدحضوا في المزالق وقل للعدى موتوا بغيظ نفوسكم فما الفضل إلا للكرام المعارق ونحن ورثنا المجد عن كل ماجد وآباء صدق كالشموس الشوارق بهاليل ازوال تناخ ببابهم صدور الأماني أو صدور الأيانق وكل فتى تعشو إلى ضوء ناره ثمال الأيامي موئل للدرادق ربيع اليتامى ينعش الناس سيبه إذا اخلفت قطر الغيوم الدوافق طويل عماد البيت أبلج لم يزل لدن شب حتى شاب مأوى لطارق وأبيض ميمون النقيبة ماجد خلائقه مسك لعرنين ناشق وكل لبيق بالطعان حزور طويل نجاد السيف حامي الحقائق وكل فتى لا يرهب الطعن قلبه محشش لنار الحرب في كل مازق ذريني أنل ما لا ينال من العلى بكف طويل الباع أبلج حادق إلى آخر القصيدة: له القول المصون في فسخ عقد نكاح المجنون ورسائل في الفقه، وحواش وتعليقات على الكتب الدرسية. كانت وفاته في السادس عشر من شعبان سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف في كربلا ودفن بها، كما في تذكرة بي بها للمولوي محمد حسين النوكانوي. مولانا حمد بشير السهسواني الشيخ الفاضل العلامة المحدث محمد بشير بن بدر الدين بن صدر الدين العمري السهسواني، أحد الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1352 العلماء المشهورين ببلاد الهند. ولد ببلدة سهسوان سنة أربع وخمسين ومائتين وألف، واشتغل أياماً على علماء بلدته، ثم دخل لكهنؤ سنة ثلاث وسبعين ولازم المفتي واجد علي ابن إبراهيم الحنفي البنارسي، وقرأ عليه الزواهد وشرح السلم للقاضي والشمس البازغة وإلهيات الشفاء وغيرها، وثم سافر إلى متهرا وقرأ على الحكيم نور الحسن السهسواني، ثم دخل دهلي وأخذ الحديث عن السيد المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي، ثم لازم الدرس والإفادة، فدرس سنة كاملة ببلدة سلهث، - بكسر السين المهملة آخرها تاء عجمية - وهي بلدة مشهورة من آسام، ودرس سنة كاملة ببلدة سهسرام، وخمس عشرة سنة ببلدة أكبر آباد، وثلاثين سنة ببلدة بهوبال، وبعد ذلك إلى سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة دهلي. وكان من كبار العلماء، ورعاً صالحاً، تقياً نقياً، مفرط الذكاء جيد القريحة، له مهارة تامة في أصول الفقه، ولي التدريس في بهوبال أول قدومه بها، ثم ولي نظارة المدارس كلها، وكان السيد صديق حسن القنوجي يحترمه غاية الاحترام، وهو قرأ بها على شيخنا حسين بن محسن الأنصاري اليماني، وسافر إلى مكة المباركة فحج وأخذ بمكة عن الشيخ محمد بن عبد الرحمن السهارنبوري، والشيخ أحمد بن عيسى الشرقي. وله مصنفات، منها صيانة الإنسان في الرد على الشيخ أحمد بن زين دحلان، والقول المحكم، والقول المنصور، والسعي المشكور، ثلاثتها في شد الرحل لزيارة قبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والسيف المسلول، والبرهان العجاب في فرضية أم الكتاب، ورسالة في تحقيق الربا، ورسالة في الرد على القادياني، ورسالة في إثبات البيعة المروجة، ورسالة في جواز الأضحية إلى آخر ذي الحجة، وكان في تلك المسألة طرفاً لشيخه حسين بن محسن المذكور، ولكن الشيخ كان يحبه ويعترف بفضله، وقد كتب في بعض مكاتيبه إلى الشيخ شمس الحق صاحب عون المعبود وقد رأيته بخطه، قال: ورحم الله أخانا العلامة محمد بشير! فقد كان عالماً محققاً متمسكاً بالكتاب والسنة، وقد مضى رحمه الله إلى رحمة الله رحمة الابرار، وأسكنه جنات تجري من تحتها الأنهار، انتهى. مات بدهلي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا محمد جان البحري آبادي الشيخ الفاضل محمد جان بن يعقوب العمري الحنفي البحري آبادي، أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، ولد ونشأ بقرية بحري آباد من أعمال أعظم كده وحفظ القرآن، وقرأ المختصرات على أهل تلك الناحية، ثم تأدب على مولانا محمد فاروق بن علي أكبر العباسي الجرياكوثي، ثم لازم دروس الشيخ عين القضاة ابن محمد وزير الحيدر آبادي وأخذ عنه الفقه والأصول والكلام وغيرها، ثم ولي التدريس بجوناكده في مدرسة مهابت خان، فأقام بها مدة طويلة، ثم اعتزل عنه وولاه التدريس شيخه مولانا عين القضاة المذكور في المدرسة الفرقانية، وله شعر بالعربي والفارسي ومن شعره قوله يمدح الإمام الرباني مولانا الشيخ أحمد السرهندي: بركاته عمت فوافت كل ما ذرت عليه الشمس من بحر وبر عم الورى طراً سنا آثاره قرت لرؤيتها عيون ذوي البصر الشد ظل بسعيه متهللاً من بعد ما قد كان منطمس الأثر والشرك والإلحاد قد محيا به والغي أدبر والضلال نأى وفر كم محدث نيرانه خمدت به إذ طار من نيرانه شرر وشر بحر خضم منه كم نبعت وكم سالت عيون أو جرى منه النهر كم من موات القلب نال حياته من فيضه فزها وراق به النظر الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1353 سلسال عرفان به قد ميزوا ما كان منه صفا وما منه انكدر كم جاهر غر أتاه لرشده فالجهل زال برشده وكذا الغرر كم من أتى سعياً إليه بقلبه ال قاسي وروح قد أحاط به الكدر أو نفسه قهرت فجاء ونفسه مقهورة أما هواه فقد هجر والروح منه بنظرة منه انجلى القلب لان وكان أصلد من حجر توفي لليلتين خلتا من شعبان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف. المولوي محمد حسن الطوكي الشيخ الفاضل محمد حسن بن أحمد حسن بن غلام حسين بن سعد الله الأفغاني النجيب آبادي ثم الطوكي، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة طوك، وقرأ المختصرات على علماء بلدته، ثم سافر إلى رامبور وقرأ على مولانا أكبر علي والمفتي سعد الله والعلامة عبد العلي المهندس، ثم سافر إلى بهوبال وأخذ الحديث عن المفتي عبد القيوم بن عبد الحي البكري البزهانوي وشيخنا القاضي حسين بن محسن الأنصاري اليماني، ثم رجع إلى بلجته وولي الإفتاء في المحكمة العدلية، له رسائل بالأردو. مات سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وألف. المولوي محمد حسن النيوتيني الشيخ الفاضل محمد حسن بن أسد الله بن تبارك الله بن مبارك الله بن ثناء الله بن معظم بن أبي الخير بن القاضي ضياء الدين العثماني النيوتيني، أحد الأفاضل المشهورين. ولد لعشر ليال خلون من ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف يوم الجمعة بقرية نيوتيني من أعمال مهان، وقرأ بعض الكتب الدرسية بوطنه، ثم دخل لكهنؤ وقرأ الكتب الدرسية كلها على أساتذة المدرسة السلطانية، ثم خدم الحكومة الإنكليزية، وترقى درجة بعد درجة حتى نال الصدارة في المحكمة العدلية بفرج آباد واستقل بتلك الخدمة مدة من الزمان حتى أحيل إلى المعاش، فسافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وسافر بعد رجوعه من الحج إلى حيدر آباد، وولي القضاء في العدالة العالية، وبعد مدة ولي القضاء الأكبر، ولما حصل له المعاش رجع إلى بلاده. وكان مع اشتغاله بالقضاء كثير الاشتغال بالدرس والإفادة، وكان يقرى المحصلين ويحسن إليهم، وكان شديد التعبد كثير الإحسان كثير الصلة، مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف. المولوي محمد حسن الطوكي الشيخ العالم الفقيه محمد حسن بن بيان الأفغاني الطوكي، أحد العلماء الصالحين، قرأ العلم على مولانا السيد حيدر علي الحسيني الرامبوري ثم الطوكي وعلى صاحبه القاضي إمام الدين الحنفي الطوكي، ولازمهما مدة طويلة حتى برع في كثير من العلوم والفنون، وكان كثير الدرس والإفادة، أخذ عنه المولوي حيدر حسن بن أحمد حسن والمولوي بركات أحمد بن دائم علي والمولوي عبد الكريم وخلق كثير من العلماء. مات في سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف. مولانا محمد حسن السنبهلي الشيخ الفاضل الكبير محمد حسن بن ظهور حسن بن شمس علي الإسرائيلي السنبهلي كان من كبار العلماء. ولد ونشأ ببلدة سنبهل، وقرأ المختصرات على أساتذة عصره ومصره، ثم سار إلى رامبور وقرأ الكتب الدرسية على مولانا سديد الدين الدهلوي وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس في بعض المدارس العربية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1354 لقيته بلكهنؤ، فوجدته ذكياً فطناً، حاد الذهن سريع الملاحظة، ذا حافظة عجيبة وفكرة غريبة، تفرد في قوة التحرير وغزارة الإملاء، وجزالة التعبير، وكلامه عفو الساعة وفيض القريحة، ومسارعة القلم ومسابقة اليد، وكان شديد التعصب على من لا يقلد الأئمة. طالعت من مصنفاته شرح مختصر على إيساغوجي، صنفه في يوم واحد، وشرح بسيط على ميزان المنطق، سماه بالمنطق الجديد وهو مشتمل على نتائج تحقيقات كثيرة، والقول الوسيط في الجعل المؤلف والبسيط، وسوانح الزمن على شرح السلم للمولوي حسن، ونظم الفرائد على شرح العقائد، وشرح بالقول على أصول الشاشي، وتعليقات مبسوطة على هداية الفقه، وتنسيق النظام لمسند الإمام، حاشية بسيطة على مسند الإمام أبي حنيفة برواية الحصكفي مع مقدمتها المبسوطة، كلها طبعت وشاعت في الهند، وأما ما لم تطبع فمنها صرح الحماية على شرح الوقاية مع المقدمة وهي أحسن مؤلفاته رأيته عند المرحوم عبد العلي المدراسي، وله غير ذلك من المصنفات عدها في مقدمة صرح الحماية مائة كتاب وكتاب ما بين المجمل والمفصل والصغير والكبير. توفي يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلون من صفر سنة خمس وثلاثين وألف. المولوي محمد حسن السندي الشيخ العالم الصالح محمد حسن بن عبد الرحمن الحنفي النقشبندي السندي، أحد العلماء الصالحين، ولد في شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف ببلدة قندهار، وقرأ المختصرات ببلدته، ثم سافر مع والده إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ومكث بمكة المباركة خمس سنين وقرأ أكثر الكتب الدرسية في المدرسة الصولتية للعلامة رحمة الله بن الخليل الكرانوي المهاجر، ثم دخل الهند وقرأ على المولوي لعل محمد السندي، وسكن بقرية تنده محمد خان من أعمال حيدر آباد السند. الشيخ محمد حسن الأمروهوي الشيخ الفاضل محمد حسن بن كرامة علي بن رستم علي الحسيني النقوي الأمروهوي، أحد العلماء المبرزين في معرفة الكتب السماوية، ولد سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى بلاد أخرى، وقرأ الفنون الحكمية على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، والعلوم الدينية على المفتي صدر الدين الدهلوي، ثم تطبب على الحكيم إمام الدين، وأخذ الطريقة عن السيد حضرت شاه الشطاري الرامبوري، ثم ولي التدريس بكلية أجمير، فدرس بها زماناً، ثم اعتزل عن الخدمة وسكن بأجمير مجاوراً لقبر الشيخ الكبير معين الدين حسن السجزي. ومن مصنفاته معالمات الأسرار بالفارسي في مجلد ضخم في التفسير سماه تفسير حضرت شاهي، وله تفسير في أردو سماه غاية البرهان، ومقدمته في كتاب مستقل، والدر الفريد في مسألة التوحيد، وكشف الأسرار، وتلخيص التواريخ، وناموس الأديان، والمعراج المسيحي وغيرها. مات يوم الجمعة لإحدى عشرة بقين من رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة أجمير. الشيخ محمد حسن البهيني الشيخ العالم الفقيه محمد حسن بن نور الحسن البهيني الجكوالي أحد العلماء المشهورين في بلاده، ولد في سنة سبع وسبعين ومائتين وألف بقرية بهين من أعمال جكوال، وقرأ العلم على جده لأمه المولوي عبد الحليم وعلى غيره من العلماء، ثم ولي التدريس براولبندي في المدرسة الإنكليزية، فدرس بها زماناً، ثم ولي التدريس بالمدرسة النعمانية بلاهور، ودرس بها ستة أعوام. وله من المصنفات روض الربى في حقيقة الربوا والفرائض الفيضية في الولاء والوصية، وكتاب في النحو، وقصيدة على نهج البردة. مات سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1355 القاضي محمد حسن الخانبوري الشيخ العالم الصالح القاضي محمد حسن بن محمد كل بن هداية الله الخانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث، ولد سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف أو مما يقرب ذلك، وقرأ العلم على صهره القاضي عبد الصمد القرشي الخانبوري، وأدرك الشيخ إسماعيل بن عبد الغني العمري الدهلوي في صباه، أخذ عنه أبناؤه عبد الأحد ومحمد ويوسف حسين وخلق آخرون. توفي لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى وثلاثمائة وألف. الشيخ محمد حسن العظيم آبادي الشيخ العالم الصالح محمد حسن بن ولايت علي الهاشمي الصادقبوري العظيم آبادي، أحد عباد الله الصالحين. ولد سنة أربع وستين ومائتين وألف، واشتغل بالعلم على مولانا عبد الحميد بن أحمد الله الصادقبوري والشيخ يحيى علي المحدث، وكاد يقرأ فاتحة الفراغ إذ دهمت عشيرته الدهماء وقامت عليهم القيامة بسبب إعانة من كان بحدود أفغانستان من غزاة الهند، وذلك في سنة ثمانين ومائتين وألف، فشد المئزر للدفاع عنهم مع حداثة سنه وجد في ذلك، ولكن القدر يسبق والقضاء يمضي، فأمر بالجلاء للشيخ أحمد الله والشيخ يحيى علي والشيخ عبد الرحيم وغيرهم، وصودرت أموالهم من عروض وعقار، ودمرت دورهم وقصورهم وحدائقهم، إلى غير ذلك من المصائب، فصبر عليه وتصدى أن يلم شعث العائلة ويرتق فتق العشيرة، فاجتهد في تحسين ظنون الولاة بتلك العشيرة، وأصدر لذلك جريدة مفيدة، ثم أسس مدرسة للعلوم الغربية، فحصل له جاه وثقة عند الولاة، ولقبوه بشمس العلماء. وكان مع اشتغاله بتلك المهمات يشتغل بالعلوم النافعة ويدرس، وربما يطالع الكتب، وكان يستحسن مصنفات الشيخ ولي الله بن عبد الرحيم الدهلوي والقاضي محمد بن علي الشوكاني. توفي لست خلون من ربيع الثاني سنة سبع وثلاثمائة وألف، كما في الدر المنثور. السيد محمد حسين النصير آبادي الشيخ الفاضل محمد حسين بن أحمد حسين بن محمد بن يسين الحسني الحسيني النصير آبادي، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ في حجر عم والده السيد خواجه أحمد النصير آبادي، وقرأ عليه وعلى والده، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ عن العلامة عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري، وقرأ بعض الكتب على شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم الأنصاري، ثم تطبب على الحكيم مظفر حسين اللكهنوي، ثم سافر إلى بهوبال وتزوج بها في عشيرة السيد صديق حسن القنوجي، وسكن بتلك البلدة. وكان فاضلاً بارعاً في الفقه والأصول والعربية، جواداً كريماً، منور الشيبه ربع القامة، نقي اللون يهب كل ما يقع بيده من الدراهم والدنانير والأطعمة والألبسة، وكان يدرس ويذكر. توفي سنة ثلاث وثلاثمائة وألف ببلدة بهوبال. الشيخ محمد حسين فقير الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد حسين بن إسماعيل الحنفي البنتي ثم الدهلوي المتلقب في الشعر بفقير، كان من عباد الله الصالحين، ولد بقرية بنت - بفتح الموحدة والنون بعدها تاء فوقية - من أعمال مظفر نكر سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على الشيخ محبوب علي الجعفري الدهلوي والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري وعلى غيرهما من العلماء، وتتلمذ في الشعر على الشاعر الشهير محمد إبراهيم ذوق ثم لازم الشيخ مظفر حسين الكاندهلوي وأخذ عنه، وسافر إلى قسطنطينية سنة أربع وتسعين ومائتين وألف، وأخذ الطريقة عن السيد محمد ظافر الشاذلي، وصحبه سنتين ثم رجع إلى الهند. ومن مصنفاته تعليم الحياء لجماعة النساء وراحة أرواح المؤمنين في مآثر الخلفاء الراشدين وديوان شعر بالأرجو تلقى بالقبول. مات لثمان بقين من رمضان سنة أربع وعشرين الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1356 وثلاثمائة وألف وله إحدى وثمانون سنة. المولوي محمد حسين آزاد الدهلوي الشيخ الفاضل محمد حسين بن باقر علي الشيعي الدهلوي المتلقب في الشعر بآزاد، كان من الشعراء المشهورين والكتاب المترسلين، أحد أصحاب الأساليب الأدبية، ولد ونشأ بدهلي، وأخذ عن أبيه وعن غيره من العلماء في المدرسة الكلية بدهلي، وأخذ الشعر عن محمد إبراهيم ذوق الدهلوي، وخرج من دهلي بعد الفتنة العظيمة بها سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، فساح البلاد ودخل لاهور سنة إحدى وثمانين وتدير بها، وكان خرج منها سنة اثنتين وثمانين، فسافر إلى كلكته، ثم إلى كابل وبخارا بأمر الدولة الإنكليزية، وخرج من لاهور سنة إحدى وثلاثمائة وألف، وسافر إلى إيران وساح بلاد العراق لإتقان اللغة الفارسية، ولقبته الحكومة الإنكليزية بشمس العلماء سنة خمس وثلاثمائة وألف، واعتراه الجنون سنة سبع وثلاثمائة وألف أو مما يقرب ذلك. ومن مصنفاته المشهورة آب حيات كتاب عجيب في طبقات شعراء الهند لم ينسج على منواله وهو على ما فيه من مآخذ وتسامحات تاريخية مثل للإنشاء البليغ وتلقى بقبول عظيم، وهام به الناس، ومنها سخندان فارس في تاريخ اللغة الفارسية، ومها دربار أكبري في سيرة السلطان أكبر شاه التيموري ورجاله، ونيرنكئ خيال، في جزءين. مات سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف في لاهور. السيد محمد حسين اللكهنوي الشيخ الفاضل محمد حسين بن بنده حسين بن محمد بن دلدار علي الحسيني النقوي النصير آبادي ثم اللكهنوي، مجتهد الشيعة الإمامية، ولد بلكهنؤ غرة رجب سنة سبع وستين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على المولوي نقي والمولوي سيد حسن والمولوي كمال الدين الموهاني، وقرأ الفقه والأصول والكلام والتفسير على والده، ودرس الطلبة سنين، ثم سافر سنة تسع وتسعين ومائتين وألف إلى العراق وزار المشاهد، وحضر دروس العلم هناك، وأكرموه لأنه من بيت علم واجتهاد في الهند، وأجازوه في الاجتهاد، وكان ذلك في إحدى وثلاثمائة وألف، وقرأ الأدب على المفتي محمد عباس، وأخذ الطب من أطباء لكهنؤ. وكان وجيهاً مهيباً، قوي الذاكرة كثير المحفوظ، كثير الدرس، قوي البدن، يركب الخيل، توفي لليلة بقيت من رجب سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. وله من المؤلفات بناء الإسلام، والتحرير الرائق في حل الدقائق والروض الأبيض في منجزات المريض، وشرح زبدة الأصول، كما في تذكرة بي بها. مولانا محمد حسين الإله آبادي الشيخ الفاضل الكبير محمد حسين بن تفضل حسين العمري المحبي الإله آبادي أحد كبار العلماء والمشايخ ولد ونشأ بإله آباد، وقرأ المختصرات على مولانا شكر الله المحبي الإله آبادي ثم سافر إلى لكهنؤ، وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا محمد نعيم بن عبد الحكيم، وسائر الكتب على العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، وتأدب على المفتي عباس بن علي التستري، وتطبب على الحكيم مظفر حسين اللكهنوي، ثم رجع إلى إله آباد، فدرس وأفاد بها مدة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ أحمد بن زين دحلان الشافعي المكي، وأخذ الطريقة عن الشيخ الكبير إمداد الله العمري التهانوي المهاجر، ثم رجع إلى الهند وأقام ببلدته مدرساً مفيداً إلى مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأخذ عن شيخه إمداد الله المذكور، وصحبه مدة إقامته بمكة المباركة، كذلك سافر إلى الحجاز أربع مرات، ولم تزل تزداد به الحال في أسفاره إلى الحجاز حتى أنه صار مغلوب الكيفية. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1357 وكان في بداية حاله يقتدي بأصحاب سيدنا الإمام السيد أحمد الشهيد السعيد في جميع أقواله وأفعاله واشتهر في ذلك، فتعصب الناس في شأنه ولقبوه بالوهاب، نسبة إلى الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي، كما لقبوا تلك الفئة الصالحة بالوهابية، مع أنهم كانوا لا يعرفون نجداً ولا صاحب نجد، بل هم بيت علم الحنفية وقدوة الملة الحنيفية، وأصحاب النفوس الزكية، وأهل القلوب القدسية، وبالجملة فإن محمد حسين صاحب الترجمة مال في نهاية حاله إلى استماع الغناء والمزامير، وحضور الأعراس، والقيام في مولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والقول بوحدة الوجود وإفشائها على عامة الناس، والرقص والتواجد في أندية الغناء، والقول بإيمان فرعون وغير ذلك من الأقوال والأفعال، واقتفى بها جده الكبير محب الله الإله آبادي، فرضى عنه المشايخ وسخط عليه أهل الجد والاتباع ثم أقبل العامة على استماع الغناء والتواجد، فازداد البهاء في الأعراس ومحافل المولد، وأحدث محفلاً في ليلة السابع والعشرين من رجب في كل عام بإله آباد بكل تزيين وتحسين، فاقتدى به الناس وروجوه في بلاد أخرى، وكان يفتخر بذلك ويقول: إني مبدع لذلك المحفل في الهند، واقتصر في آخر أمره بتلك الأشغال، وترك التدريس، وصار كثير الأسفار، يرتحل تارة إلى رودولي وتارة إلى بيران كلير، وتارة إلى باك يثن، وتارة إلى أجمير، وإلى دهلي وإلى غير ذلك من البلاد، يدور على مزارات الأولياء. ومع ذلك كان نادرة من نوادر الدهر بصفاء الذهن وجودة القريحة، وسرعة الخاطر وقوة الحفظ، وعذوبة التقرير وحسن التحرير، وشرف الطبع وكرم الأخلاق، وبهاء المنظر وكمال المخبر، وحسن السيرة وحلم السريرة، كنت قرأت عليه في بداية حالي وأول رحلتي لطلب العلم طرفاً من شرح كافية ابن الحاجب للجامي، وشطراً من شرح تهذيب المنطق لليزدي. وكان موته عجيباً، فإنه راح إلى أجمير أيام العرس فعقد مرزا نثار علي بيك مجلساً للسماع، فحضر ذلك المجلس بدعوته، وأمر المغني أن يقول: خشك تار وخشك جنك وخشك بوست از كجا مي آيد اين آواز دوست فأخذته الحالة فأمره أن يقول: ني زتار وني زجنك وني ز بوست خود بخود مي آيد اين آواز دوست ثم أمره أن يتغنى بأبيات الشيخ عبد القدوس الكنكوهي أولها: آستين بر رو كشيدي همجو مكار آمدي با خودي خود در تماشا سوي بازار آمدي وكان يفسر الأبيات حتى قال المغني: كفت قدوسي فقيري در فنا ودر بقا خود بخود آزاد بودي خود كرفتار آمدي فقال إن الفناء والبقاء كليهما من شئون التنزيه، فكرر المغني ذلك البيت، فقال: ورد علم جديد خود بخود آزاد قال: وأشار إلى نفسه وكرر ثلاث مرات ثم أطرق رأسه، فحمله الشيخ واجد علي السنديلوي أحد المشايخ، ولم يلبث إلا قليلاً وطارت روحه من الجسد، وكان في ذلك يوم الإثنين لثمان خلون من رجب سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف. المولوي محمد حسين البطالوي الشيخ الفاضل أبو سعيد محمد حسين بن رحيم بخش بن ذوق محمد الهندي البطالوي، أحد كبار العلماء، كان من طائفة كايسة طائفة من الهنود، أسلم أحد أسلافه، وكان مولده في السابع عشر من محرم سنة ست وخمسين ومائتين وألف، اشتغل بالعلم أياماً في بلاده، ثم سافر إلى دهلي وعليكده ولكهنؤ وغيرها من البلاد، وقرأ على المفتي صدر الدين الدهلوي والعلامة نور الحسن الكاندهلوي وعلى غيرهما من العلماء، ثم لازم السيد نذير حسين المحدث وقرأ عليه الموطأ والمشكاة والصحاح الستة وصحبه مدة، ثم رجع إلى بلدته واشتغل بالتصنيف الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1358 والتدريس والتذكير، وشرع في إلقاء التفسير بكرة كل يوم في المسجد على طريق شيخه نذير حسين، حتى اشتهر ذكره وظهر فضله، فأنشأ مجلة شهرية سماها إشاعة السنة وكان يبحث فيها عن مذاهب المبتدعة، ويرد على السيد أحمد بن المتقي الدهلوي، وكذلك يرد على مرزا غلام أحمد القادياني، وكذلك يرد على عبد الله الجكزالوي، ويرد على كل من يخالفه، فأفرط في ذلك وجاوز عن حد القصد والاعتدال، وشدد النكير على مقلدي الأئمة الأربعة لا سيما الأحناف، وتعصب في ذلك تعصباً غير محمود، فثارت به الفتن، وازدادت المخالفة بين الأحناف وأهل الحديث، ورجعت المناظرة إلى المكابرة والمجادلة بل المقاتلة. ثم لما كبر سنه ورأى أن هذه المنازعة صارت سبباً لوهن الإسلام ورجع المسلمون إلى غاية من النكبة والذلة رجع إلى ما هو أصلح لهم في هذه الحالة، وأما ما كان عليه من المعتقد والعمل فهو على ما قال في بعض الرسائل، إن معتقده معتقد السلف الصالح مما ورد به الأخبار وجاء في صحاح الأخبار، ولا يخرج عما عليه أهل السنة والجماعة، ومذهبه في الفروع مذهب أهل الحديث المتمسكين بظواهر النصوص، وأما شغله في غالب الأوقات فهو عرض أقاويل العلماء على النصوص الصحيحة، فقبول ما يوافقها، ورد ما يخالفها، وكتب هذه المباحث على هوامش متون الصحاح كما علق أشياء على كتاب الصلاة والمغازي والتفسير من صحيح البخاري، والنصف الأول من المشكاة، وكثيراً ما أفرد المسائل في الرسائل سماها باسم، أو تركها بلا علم ورسم، فمن المسميات بالأسماء البرهان الساطع، المشروع في ذكر الاقتداء بالمخالفين في الفروع، ومنح الباري في ترجيح صحيح البخاري، والبيان في رد البرهان، في مبحث الاجتهاد والتقليد، وهداية الرب لإباحة الضب، والاقتصاد في بيان الاعتقاد، في صفات الباري جل مجده، والاقتصاد في حكم الشهادة والميلاد، والمفاتيح في بحث التراويح، وكشف الأستار عن وجه الاظهار، وأما ما لم يسم باسم ولم يعلم بعلم فهو أكثر من أن يذكر. مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف. المولوي محمد حسين الطوكي الشيخ العالم الفقيه محمد حسين بن عبد الله الحنفي الطوكي، كان من المشتغلين بالدرس والإفادة، قرأ العلم على أخيه محمد يار والقاضي إمام الدين الحنفي الطوكي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عمن بها من العلماء، ثم رجع وتصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء، وكان متورعاً عفيفاً صدوقاً، متين الديانة، مات ببلدة طوك. المولوي محمد رشيد الكانبوري الشيخ العالم الفقيه محمد رشيد بن عبد الغفار بن عالم علي الحنفي اللكهنوي ثم الكانبوري أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بكانبور، وقرأ العلم على والده وعلى مولانا أشرف علي العمري التهانوي وعلى غيرهما من العلماء، ثم ولي التدريس بمدرسة جامع العلوم في كانبور، فدرس وأفاد زماناً، ثم سار إلى كلكته وولي التدريس بالمدرسة العالية، فدرس بها سنتين ومات بها. وكان صالحاً صدوقاً، ديناً ملازماً للخير والطاعات، لقيته غير مرة، وكان من أصدقائي، مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف. المفتي محمد سعيد المدراسي الشيخ العالم المحدث المفتي محمد سعيد بن صبغة الله محمد غوث الشافعي المدراسي ثم الحيدر آبادي أحد كبار العلماء، ولد بمدراس لثلاث خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على صنوه عبد الله، ثم لازم دروس القاضي ارتضا علي الكوباموي، وقرأ عليه العلوم الحكمية، ثم تفقه على والده وأخذ عنه الحديث، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وأجازه الشيخ محمد مظهر بن أحمد سعيد العمري الدهلوي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1359 المهاجر، ثم دخل حيدر آباد الدكن سنة ست وثمانين ومائتين وألف، واختير عضواً من أعضاء العدلية، فاستقل بخدمته مدة، ثم ولي الإفتاء في المحكمة العالية، فاستقل به مدة حياته. وكان عالماً كبيراً، حريصاً على جمع الكتب النادرة، مديم الاشتغال بمطالعتها، له مصنفات، منها كتابه التنبيه على التنزيه، في العقائد، وكتابه هداية الثقات إلى نصاب الزكاة، ونور الكريمتين في رفع اليدين بين الخطبتين، وتشييد المباني في تخريج أحاديث مكتوبات الإمام الرباني، وتخريج أحاديث الأطراف، والقول الجلي في معنى قدمي هذه على رقبة كل ولي كلها بالعربية، وله غير ذلك من الرسائل بالفارسي والأردو. توفي لعشر خلون من شعبان سنة أربع عشرة وثلاثمائة وألف بحيدر آباد. مولانا محمد سعيد العظيم آبادي الشيخ العالم المحدث محمد سعيد بن واعظ علي بن عمر دراز الجعفري الزينبي العظيم آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد لثلاث بقين من ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف بعظيم آباد، وقرأ المختصرات على والده وعلى المولوي مظهر علي والمولوي أبو الحسن المنطقي، ثم سافر إلى كانبور ولازم دروس العلامة سلامة الله البدايوني وتخرج عليه، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ نذر محمد البلهوري أحد أصحاب السيد الإمام السيد أحمد الشهيد، ورجع إلى بلاده سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، ودرس بها مدة من الزمان، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، وأسند الحديث عن السيد محمد بن علي الحسيني السنوسي الخطابي والشيخ عبد الغني الدمياطي والسيد محمد العطوشي المدني والشيخ يعقوب بن محمد أفضل العمري الدهلوي المهاجر. وكان ذا سخاء وإيثار وحلم وتواضع يقرىء الطلبة ويقريهم، ويعطي الوارد والصادر، وكان يحترز عن مجالسة الأغنياء وعن الغيبة والنميمة، وكان يدرس العلوم الأدبية والحكمية من الصباح إلى الظهيرة، والمعارف الدينية من بعد الظهر إلى المساء، وأسس مدرسة عظيمة بعظيم آباد اشتهرت بالسعيدية. له مصنفات، منها قسطاس البلاغة ومقصد البلاغة، وشرح ميزان المنطق، وتحفة الإخوان في المناظرة، وإشمام العطر في أحكام عيد الفطر وزاد الفقير في الحج متوكلاً على اللطيف الخبير، والحلاوة العلية في الرد على من أحدث الحلو والرطب موجبة كلية، وله تعليقات على شرح كافية ابن الحاجب للجامي وعلى حاشية غلام يحيى على الرسالة. توفي لأربع خلون من شعبان سنة أربع وثلاثمائة وألف وله ثلاث وسبعون سنة، كما في الدر المنثور. مولانا محمد سعيد البنارسي الشيخ العالم المحدث محمد سعيد البنارسي أحد العلماء المشهورين، كان أصله من قرية كنجاه في بلاد بنجاب، واسم والده كهزك سنكه بن كاهن سنكه من الهنادك الوثنيين، ولد سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، فلما قارب سنة عشرين سنة وفقه الله بالإسلام، وكان بارعاً في الفنون الرياضية عارفاً باللغة الفارسية وبهاكا، أشهر لغات أهل الهند، فسافر إلى ديوبند وقرأ النحو والعربية والفقه وشيئاً من المنطق والحكمة على أساتذة المدرسة العربية، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي، ثم لازم الشيخ عبد الله الغازيبوري وقرأ عليه ما بقي له من الكتب الدرسية، وسافر معه إلى الحجاز فحج وزار وأسند الحديث عن الشيخ المعمر عباس بن عبد الرحمن الشهابي اليماني، ثم رجع إلى الهند وسكن بمدينة بنارس، وأسس بها دار الطباعة سماها الصديقية فأعانه نواب صديق حسن القنوجي ووظف له، فأنشأ مجلة شهرية سماها نصرة السنة، لقيته ببلدة بنارس، ووجدته كثير الاشتغال بالمباحثة، ذا عناية تامة بالمسائل الخلافية، شديد النكير على مخالفيه، له رسائل عديدة في هذا الباب. توفي لإثنتي عشرة بقين من رمضان سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1360 محمد شاه آغا خان الكجراتي إمام الفرقة الآغاخانية الرجل الكبير محمد شاه بن آغا علي بن حسن علي الإسماعيلي القرمطي الفارسي ثم الهندي الكجراتي أحد الرجال المشهورين في العصر الحاضر، تولى الإمامة في صغر سنه، وسافر إلى الجزائر البريطانية، ولقبه الإنكليز سنة 1315 هـ سي، ايس، آئي، وفي سنة 1320 هـ جي، سي، ايس، آئي ويلقبونه بسمو الأمير هزهائنس، وهذا اللقب مما يلقبون به الملوك الذين تحت سيادة الإنكليز، وهو الإمام الثامن والثلاثون عند القرامطة، ويسمونه الإمام الحاضر ومن معتقداته ما نص عليه في نطقه في المحكمة في مدينة بمبىء، إني أعتقد أن الله ظهر في جسم علي وأن محمداً رسول علي، وإني لا أصلي ولا أصوم، ولا أسافر إلى مكة والمدينة وسامرا والكاظمين، ولا أسير للحج والزيارة، وإني لا أعتقد أن القرآن كلام الله ولا أتدين به، إلى غير ذلك من الخرافات، نعوذ بالله منها. وله أتباع كثيرة في أرض الهند وفي بلاد أفريقية يدعون خوجه وله أتباع من كفار الهنادك يقال لهم شمسيون، وكلهم يرونه الإمام الحاضر ويزعمون أنه مظهر من مظاهر الله سبحانه، ولذلك يسجدون بين يديه ويقبلون رجليه، ويعرضون عليه كل ما يخرجون من أموالهم في كل سنة، وهو يعيش في غاية الرفاهة، وله كلمة نافذة في الدولة، ملبوسه ومطعمه إفرنجيان، يسكن بأوربا غالباً ويأتي الهند كل سنة ويقيم بها مدة قليلة، وربما يخدم الدولة الإنكليزية بلسانه وجنانه، حتى أنه سافر إلى بلاد مصر في الحرب الكبرى لإصلاح الأمور، وسافر إلى العرب والعراق، وهو الذي حرض الشريف حسين أمير مكة على مساعدة الإنكليز والخروج على الدولة المتبوعة على ما قيل، وإني سمعت أن الأتراك أسروه سنة 1334 هـ وأطلقوه بعد مدة، فأقام بلندن مدة طويلة. وورد الهند سنة 1339 هـ واحتفل أتباعه سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وألف بعيده الذهبي، فوزنوه بالذهب مرة في بومباي، ومرة في أفريقيا وفي سنة أربع وستين وثلاثمائة وألف احتفلوا بعيده الألماسي، فوزنوه بألماس مرتين كذلك، وقد ظهرت له عناية بالقضايا السياسية الإسلامية في الهند في العهد الأخير، ومثل دوراً فيها، وقاد بعض الوفود من ممثلي المسلمين إلى الحاكم العام، وظهر له نشاط في مشروع الجامعة الإسلامية في عليكزه، وقام بجولة لجمع الإعانات لها في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف، وحضر مؤتمر المائدة المستديرة في لندن ممثلاً لمسلمي الهند، ويبدو من بعض ما نشر من مذكراته وخواطره أنه عدل بعض العدول عن تطرفه وشذوذه عن جماعة المسلمين، واتجه بعض الاتجاه إلى الجامعة الإسلامية، والله أعلم بالسرائر والنيات. مات في الثالث عشر من ذي الحجة سنة ست وسبعين وثلاثمائة وألف مولانا محمد شاه الرامبوري الشيخ العالم المحدث محمد شاه بن حسن شاه بن سيد شاه الحسيني الحنفي الرامبوري، أحد كبار العلماء، ولد سنة ست وخمسين ومائتين وألف ببلدة رامبور، وقرأ العلم على والده وعلى المولوي طيب والمولوي كريم الله والمولوي عزيز الله والمولوي معظم شاه الأفاغنة ببلدة طوك، وأخذ الحديث عن أبيه وسمع المسلسل بالأولية، وقرأ صحيح مسلم على شيخ أبيه السيد عالم علي النكينوي ثم المراد آبادي، وحصلت له الإجازة عن شيخنا فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، وبايع أباه وأخذ عنه الطريقة القادرية، ثم أخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ كرامة علي الجونبوري، وصحبه زماناً واستفاض منه، ورجع إلى بلدة رامبور ودرس بها ثلاثين سنة، وله رواية عن والده عن غلام حسين عن سراج الحق عن الشيخ سلام الله الرامبوري صاحب المحلي والكمالين عن أبيه عن جده عن الشيخ المسند عبد الحق ابن سيف الدين الدهلوي، كما أخبرني بلفظه ببلدة رامبور إذ لقيته بها، وأجازني بذلك الطريق وأعطاني ثبت الشيخ عبد الحق المذكور. وهو منور الشيبه، حسن الأخلاق، حلو الكلام، قد غشيه نور الإيمان وسيماء الصالحين، انتهى إليه الورع وحسن السمت والتواضع والاشتغال بخاصة النفس، واتفق الناس على الثناء عليه والمدح لشمائله. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1361 كانت وفاته لسبع بقين من شعبان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا محمد شاه الحيدر آبادي الشيخ العالم الفقيه محمد شاه القميصي القادري الحيدر آبادي أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على مولانا محمد زمان الشاهجهانبوري وعلى غيره من العلماء، له أحسن الذريعة للسد عن الأقوال الشنيعة صنفه في الرد على الفقه الأكبر للشيخ حسن الزمان محمد الحيدر آبادي، وله تبيين كذب المفتري في نسب السيد البشتري في الرد على التحقيق الجلي في نسب الشيخ عبد القادري الجيلي للمولوي حسن الزمان المذكور، وله ترجمة خير المواعظ بالفارسية في مجلدين. مات بحيدر آباد سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف. الشيخ محمد طيب المكي الشيخ الفاضل العلامة محمد طيب بن حمد صالح الكاتب المكي ثم الهندي الرامبوري، أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية والمعارف الحكمية، قرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء، وقدم الهند في شبابه، فاشتغل مدة على مولانا إرشاد حسين العمري الرامبوري، ثم لازم العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي ببلدة رامبور وأخذ عنه العلوم الحكمية، ثم أخذ الحديث عن شيخنا المحدث حسين بن محسن الأنصاري اليماني بمدينة بهوبال، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية برامبور، فدرس وأفاد بها مدة عمره وأقام بعض الوقت مدرساً في دار العلوم التابعة لندوة العلماء بلكهنؤ. وكانت له يد بيضاء في العلوم الأدبية والمعارف الحكمية، وكان يحفظ جملة من أخبار العرب وأنسابها وأشعارها لا يحفظها غيره، وكان سليم الطبع حاضر الذهن ذكياً يتوقد ذكاء غير أن فيه شدة، وله إنصاف في العلم بحيث لا يصر على أمر إذا عرف الدليل على خلافه، بل يذعن للحجة وينقاد للحق أينما كان. له رياض الأدب، والنفحة الأجملية في الصلاة الفعلية، وكتاب الملاطفة في الرد على المولوي أحمد رضا في التقليد، وكتاب الانتقاد على العلامة محمد محمود الشنقيطي التركزي في رده على عاكش اليمني شارح لامية العرب للشنفري، وهذا الكتاب أدبي لطيف في بابه، وكتاب القبسة في الفنون الخمسة: المعاني والبيان والبديع والعروض والقوافي، وكتاب المكالمة في اللغة الدارجة، وكتاب الأحاجي الحامدية، وكتاب ما جرى من الفضول، وكتاب الحسن والأحسن، وكتاب في القراءة خلف الإمام، وكتاب في معنى لا إله إلا الله، ورسالة في معنى أولي الأمر في قوله تعالى "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" وله رسائل كثيرة في المعقول، وحواش على شرح السعد على القطبية، وحواش على المفصل. ومن شعره ما كتب إلى الشيخ محمد بن الحسين اليماني: ماس الجبين والاجزعة الحدق أبهى من الورد لولا لؤلؤ العرق ومزنة الريق في برق سحائبه من العقيق يحاكي العقد في نسق والسحر مقلتها والشعر ريقتها والسيمياء لجفر دق عن خلق وفضة الكف فيها القوس من ذهب كالشمس فيها هلال صيغ عن شفق جاءت إلي وعيني قط ما نظرت شخصاً سواها ولم ترحل عن الأرق في روضة وقفت أغصانها عجباً من ميلها واجتماع الصبح والغسق فالقد يرقص بين البان من فرح والفرع يلثم خد الروض من شبق بتنا وللراح حكم في جوانحنا وللعناق أياد طلن عن حدق لمست ياقوت حق العاج من غصن وقلت للصدر داو الصدر من حرق الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1362 وبت أشكر صنع الدهر منبسطاً كما فرحت بمكتوب من الرشق كتبت يا شمس بل والشمس دونكم وإن وضعتك فوق الرأس من شفق آمنت أنك قطب الشعر بل قمر لكل علم ومحي الفضل من رمق فلم بعثت بأبيات ومعجزة وجيش فهمي لكم منقاد بالخلق أنا الممد لأن الاسم اسمكم فالفضل منكم ومن علياكم سبق وما أتيت بهذا الشعر ممتدحاً بل جئت ممتثلاً بالطوع متسق فكيف أمدح من جلت مدائحه عن البديع وعن شعري وعن لبقي فأجابه الشيخ محمد المذكور: فيروزج الحسن أم ذا فيلق الفلق أم بدر تم يحاكي طلعة الأفق أم تلك شمس بدت في الناس ظاهرة فأشرقت ببهاها ظلمة الأفق أتلك غانية أمست مداعبة فقد جلت بسناها حندس الغسق السحر فعلتها والخمر ريقتها والبدر صيغ لها من فضة يقق تلك العقيق يحاكي في تلونه برق إذا لاح لولا لؤلؤ العرق رشيقة القد هيفاء القوام على صفحات وجنتها ضرب من الشفق جاءت تبختر في حلي وفي حلل والليل معتكر والصب في أرق وشافهتني فخلت الدر متسقاً فقلت وصلاً فأومت لي على الحدق فعانقتني فخلت الروح قد رجعت وبت ألثم حق العاج من شبقي بتنا ضجيعين في أنس وفي فرح وفي اجتماع بلا خوف ولا قلق فبينما نحن في لهو وفي لعب والكوس مرصوصة كالعقد في العنق جاءت كشمس الضحى في الظهر قائلة في طلعة الشمس ما يغني عن الفلق فقلت حياً هلا بالوصل يا أملي روحي الفداء لمن وافت على فشق وقلت من فرحي طوراً بمقدمها وتارة كونها جاءت على وفق أهذه الدر أم عقد الجمان أم ال تبر المنظم يحلي الدر في النسق أم البلابل في البانات ساجعة تشدو فهيجت الورقا على الورق فالورق تسجع والأغصان راقصة والبدر ينفط بالإبريز والورق في روضة رقصت باناتها طرباً واستمرت فرحاً بالوابل الغدق وأفصحت بلسان الحال قائلة من عند بدر الدجى والنجم في الأفق أعني به العالم النحرير حجتنا محمد طيب الأخلاق والخلق من فاق جل الورى في علمه وزكا أصلاً وطاب فروعاً طيب العرق هو ابن صالح من طابت عناصره بالفضل والعلم والآداب واللبق كتبت يا بدر بل والبدر دونكم وإن رفعتك فوق الرأس من شفق يا بدر دين الهدى رفقاً على دنف أمس طريح الهوى ما فيه من رمق الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1363 أهذه معجزات قد بعثت بها لله درك ما أعلاك من لبق أبقاك ربي في عز وفي دعة تخوض بحراً من الآداب في دفق فأجابه محمد طيب بهذه الأبيات: تقنعت بدم شمس بلا شفق فهل لشمس الضحى يا صاح من شفق فتانة كلما تفتر عن برد تبسم العشق عن نار وعن أرق وكلما كتبت أقلام بانتها سحراً يحدث حرف العين بالرشق وعند ما خجلت أزهار وجنتها جاءت وقاحة موج الردف بالشنق بها لبست ثياب الوحد مذ لبست ثلجاً بجسم لقد هنته بالحرق فكلما طفل دمعي شد مئزره جسمي استحال وعظمي صار كالعلق وما استبيح دمي إلا بمبسمها ففيه للدر أكنان وللورق وفي برق ولكن لاح من شفق وفيه شبه مقال الفاضل الحذق محمد بن حسين من محاسنه كالجوهر الفرد أو كالقطر في نسق ماذا أقول وباعي في أنامله يغوص دهراً فظن البحر في الأفق العلم فيه انتهى والفضل دان له وحلقة الصبح محفوظ من الغسق توفي في شهر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف بمدينة رامبور فدفن بها. مولانا محمد عادل الكانبوري الشيخ العالم الفقيه محمد عادل بن محي الدين الحنفي الناروي ثم الكانبوري أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد لإحدى عشرة خلون من ربيع الثاني سنة إحدى وأربعين ومائتين وألف بناره من أعمال إله آباد، وقرأ العلم على المولوي غلام محمد الكوثي ومولانا عبد الله الحسيني الواسطي البلكرامي وعلى العلامة سلامة الله البدايوني ببلدة كانبور، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ عبد العزيز القادري الدهلوي ببلدة دهلي، وهو غير الشيخ الأجل عبد العزيز بن ولي الله الدهلوي المحدث، ثم عاد إلى كانبور وجلس على مسند الشيخ سلامة الله المذكور، وصرف عمره في الإفتاء والتدريس. وكان فقيهاً مشاركاً في العلوم الحكمية، حسن الأخلاق متواضعاً غراً كريماً، يدرس ويفتي، ويذكر بعد صلاة الجمعة كل أسبوع، وكان يصلي الصلوات الخمس في آخر أوقاتها، كما كان يفعل شيخه سلامة الله. ومن مصنفاته تنزيه الفؤاد عن سوء الاعتقاد، وتحقيق الكلام في التداوي بالشيء الحرام، واكتساب الثواب ببيان حكم أبدان المشركين والمؤاكلة مع أهل الكتاب. توفي لتسع خلون من ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف. السيد محمد عرفان الطوكي السيد الشريف محمد عرفان بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم بن عرفان الحسني الحسيني البريلوي ثم الطوكي، سبط السيد الإمام الشهيد السعيد المجاهد في سبيل الله السيد أحمد بن عرفان البريلوي رحمه الله ونفعنا ببركاته. ولد ببلدة طوك سنة خمس وستين ومائتين وألف، ونشأ في عفاف وطهارة، وقرأ المختصرات ببلدته على المولوي عبد الغفور والشيخ عبد الملك والشيخ عبد المالك والقاضي إمام الدين وغيرهم من علماء بلدته، ثم سافر إلى ديوبند وقرأ بعض الكتب الدرسية على مولانا محمود حسن الديوبندي ومولانا يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي، ثم سافر إلى بهوبال وقرأ ما بقي له من الكتب الدرسية على شيخنا القاضي عبد الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1364 الحق الكابلي، وقرأ الصحاح الستة على المفتي عبد القيوم بن عبد الحي البكري البرهانوي، وحصلت له الإجازة عن شيخنا القاضي حسين بن محسن الأنصاري اليماني، ثم سار إلى دهلي وأخذ عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، وحصلت له الإجازة منه، ثم سافر إلى سهارنبور وتأدب على مولانا فيض الحسن السهارنبوري، وجمع العلم والعمل، والشعر والزهد والفصاحة، والورع، وقيام الليل والعبادة، والسداد في الرواية، وقلة الكلام فيما لا يعنيه، وتلاوة الكتاب العزيز، وكان في حفظه عن ظهر قلبه آية باهرة، قل أن يرتج في قراءته مع ما منحه الله سبحانه من الصوت الحسن، إذا سمع المار في طريقه وقف، وكان لا يقلد أحداً في الفروع ويعمل بالحديث، وله شعر رقيق، سهل التركيب منسجم الألفاظ، عذب النظم، ومن خصائصه أنه لم يبالغ في مدح أحد ولا أطرى فيه، فإن اتفق له فكان بالدعاء والثناء الجميل لا يتجاوز عن الواقع، وكان له منزلة جسيمة عند أمير بلدته نواب إبراهيم علي خان الطوكي. ومن شعره ما كتب إلى القاضي زين العابدين اليماني معاتباً له: مالي أراك نسيتني وتركتني من بعد حب خلته مستحكما وعيادة مسنونة وزيارة منكم أخي تلطفا وترحما أظننت أني قد برئت فصدكم وزعمت شيئاً لم يكن أن يزعما يا صاح إن اشتد دائي بعدكم يوماً فبت توجعاً وتألما وشربت يوماً مسهلاً لي ثالثاً قد كان أمر الله أمراً مبرما وقعدت ضعفاً بعده ونقاهة قد صد أن أمشي وأن أتعلما ما كان ضرك لو أتيت فزرتني وجلست عندي ساعة أتكلما وله شاكراً إلى نواب إبراهيم علي خان: أعطيتني علماً نفيساً نافعاً طوبى لمن يدعي بذلك عالما علم يفرق بين حق ثابت والباطل الموضوع فرقاً ناعما علم به علم الحديث وأهله في عصمة أكرم بذلك عاصما لولاه ما امتاز الظلام من الضيا ولصار أصل الدين خر دعائما أعطيت ما لا أستطيع ثناءه فحياك ربي كل خير دائما بلغت كل مناك تتبع الهدى ترضي إلهك والرسول مداوما لا زلت فينا سيداً ومسوداً زين الرئاسة والإمارة حاكما ووقيت ريب الدهر تفرح دائماً وبقيت في حفظ المهيمن سالما وحييت تعلو فوق كل عزيمة ووجدت تبني في الأنام مكارما ودعاء خير للأمير خليلنا حق قعوداً بالدوام وقائما قد نلت من هذا ومن آبائه نعماً وأرجو منه بعد مراهما وله في الحث على العدل والإحسان: بقيت بعز واقتدار وإمرة يصاحبها الإقبال والنصر دائما بقيت بروح للأنام وراحة ولا زلت في نعماء ربك سالما نراك تقوي الدين من بعد ضعفه فأصبح مخدوماً وأصبحت خادما تقدم حكم الشرع ما اسطعت دائماً تعظمه قلباً وتكرم عالما الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1365 نظنك شمس الدين والخير إننا رأيناك مما جانب الشرق قادما فينصرك الرحمن نصراً مؤزراً فكنت بأعباء الوزارة قائما تدبر تدبيراً تسوس سياسة وتعمر ما قد خربوه فطالما وأدرك عباد الله من قد وجدتهم أضربهم من كان من قبل حاكما فكن أنت جباراً لكسر أصابهم قديماً وأيضاً للجروح مراهما وتأخذ للمظلوم من كل ظالم وتنصر مظلوماً وجدت وظالما وكنت لأهل البغي حرباً محارباً وكنت لأهل الرشد سلماً مسالما تقوي ضعيفاً قد أتا بضعفه وتضعف من قد كان للخلق هاضما وصدق ظنون الناس فيك جميعهم فإنهم يرجون منك مراحما وقال يرثي ابن عمه السيد أحمد سعيد: لقد مات إذ مات ابن عمي وعمتي مكارم أخلاق وحسن الشمائل طلاقة وجه للقاء وتبسم وحسن بيان لاجتماع المحافل وما رزئت عثمان قط بمثله نساء بني عرفان شر الثواكل وكان ضحوك السن أطيب ليناً ولم يك بالفظ الغليظ ولا يلي تراه جبال الحلم عند سكوته وإن يتكلم كان سحبان وائل وكان رزيناً زينة القوم والندى لمشهده النادي كروض البلابل وقال يرثي ابن عمه السيد محمود مهدي: جل المصاب وعم خطب فادح حزن القلوب وفاضت العينان إنا رزئنا خير إخوان لنا من آل عثمان ومن عرفان إنا رزئنا من يعز نظيره فينا ومن هو نحبة الأخوان قد كان محموداً ومهدياً ومن آل النبي خلاصة الإنسان قد كان ذا رفق بنا وطبيبنا عضد العشيرة عمدة الجيران قد كان ذا خلق يمازح دائماً طلق المحيا ضاحك الأسنان فليبكه المرضى الذين إذا أتوا ذهبوا به معهم بكل أوان قد كان يخدم من يداوي خدمة بيديه والرجلين ثم لسان ولربما أعطى الدواء من عنده لله محتسباً ليوم ثان وقال مضمناً لقوله تعالى "إنه كان وعده مأتيا": يا خليلي لا تيأسن وترجى وإن أجرمت بكرة وعشيا وتناهيت في فجور وفسق وضلال تكبراً وعتيا وتنحيت وانصرفت علوا إذ هوى الناس سجداً وبكيا رحمة الله وارج منه نجاة يمح ما جئت ذاكراً ونسيا وتجد ربنا حفا بك حفواً إنه كان بالعباد حفيا وعد الله ربنا الذي تاب ثواباً يوم الجزاء وفيا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1366 فتيقن لوعد ربك وارح إنه كان وعده ماتيا وكتب إلى الشيخ محمد بن حسين اليماني يعزى بابنه: إن العزيز أعزه الرحمن فمقامه فيما نظن جنان فرطا لكم عند الإله الباري أمحمد بن حسين الأنصاري حمداً وشكراً في قضاء الله ما فيه مزدجر لقلب لاه إن كان فارقكم لأمر منزل فهو السبيل وليس فيه بأول وقال يناجي فيه: يا سيدي يا سيدي ارحم وخذ كرماً يدي أنت الكريم المرتجى ذو رحمة بالأعبد وفق لما ترضى لنا يا ربنا وتهجد واغفر لعبدك ما جنى بخطائه وتعمد توفي ببلدة طوك يوم الجمعة لسبع بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا محمد عزيز البهيروي الشيخ العالم الصالح محمد عزيز بن علي أحمد بن نعمة الله الحنفي العمري البهيروي، أحد عباد الله الصالحين، ولد ونشأ بقرية بهيره، وقرأ بعض الكتب الدرسية على أبيه، ثم سافر إلى جونبور وقرأ المعقول والمنقول على مولانا عبد الحليم بن أمين الله الأنصاري اللكهنوي في المدرسة الإمامية الحنفية، ثم سار إلى سهارنبور وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، ثم دخل دهلي وأسند عن الشيخ المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي، ثم سافر إلى لكهنؤ وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم إبراهيم بن يعقوب الحنفي اللكهنوي، وكان رح صالحاً ديناً، مفرط الذكاء مليح القول حسن الصورة، مات سنة عشر وثلاثمائة وألف. المفتي محمد عظيم الطوكي الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد عظيم بن المولوي محمد وسيم الحنفي الطوكي، أحد الفقهاء المشهورين ببلدة طوك، ولد ونشأ بها، وقرأ العلم على مولانا محمد حسن المعسكري الطوكي وعلى غيره من العلماء، ثم ولي الإفتاء ببلدة طوك، فصرف عمره في الإفتاء والتدريس. مات بالطاعون سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف. المفتي محمد علي البنارسي الشيخ العالم الفقيه المفتي محمد علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن عمر الحنفي البنارسي، أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، وله بلكهنؤ، وقرأ العلم على والده وعمه المفتي واجد علي، وأخذ الصناعة الطبية عن مسيح الدولة الحكيم حسن علي بن مرزا علي اللكهنوي وولي الإفتاء بمدينة لكهنؤ، فاستقل به مدة، ثم سافر إلى جهبره مع عمه المذكور وسكن بها، وكان يدرس ويداوي الناس، له تعليقات على تحرير الأقليدس، وكتاب في الطب. توفي سنة ثلاث وثلاثمائة وألف ببلده جهبره. المولوي محمد علي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل محمد علي بن أكبر علي بن إبراهيم المدني السورتي ثم الحيدر آبادي، أحد العلماء المذكرين، ولد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة أربع وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده وعلى غيره من العلماء بحيدر آباد، ثم قام مقام والده في الموعظة والتذكير، ورتب له صاحب الدكن ثلاثمائة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1367 ربية شهرية على وجه المنصب. الشيخ محمد علي الحيدر آبادي الشيخ الفاضل محمد علي بن صفر علي بيك الطبسي الشيعي الحيدر آبادي، أحد علماء الشيعة ومجتهديهم، ولد بقرية طبس من أعمال المشهد سنة خمس وخمسين ومائتين وألف، وقرأ العلم على علماء العراق والنجف، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وقدم الهند وأقام ببلدة بمبىء سنتين، ثم دخل حيدر آباد فوظفه نواب مختار الملك بمائة ربية، ووظفه إمداد جنك من خزانته ثلاثمائة شهرية، فسكن بحيدر آباد وطلبت له الإقامة بها. له تبيان المسائل ومجمع المسائل، ورسالة في الطهارة، ومنظومة كلها بالفقه، ومفاتيح الأصول في أصول الفقه، وأنوار الأبصار، وإثبات النبوة بالدلائل العقلية في الكلام، ورسالة في تفسير آية النور، وله غير ذلك من الرسائل. السيد محمد علي الكانبوري المونكيري مؤسس ندوة العلماء الشيخ العالم الفقيه الزاهد محمد علي بن عبد العلي بن غوث علي الحنفي النقشبندي الكانبوري، أحد الأفاضل المشهورين في الهند. ولد بكانبور لثلاث خلون من شعبان سنة اثنتين وستين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على المفتي عنايت أحمد الكاكوروي، ثم أخذ عن السيد حسين شاه الكشميري، ثم لازم المفتي لطف الله الحنفي الكوئلي ببلدة كانبور، وقرأ عليه سائر الكتب الدرسية، ثم ولي التدريس بمدرسة فيض عام فدرس بها زماناً، ثم اعتزل وسافر إلى سهارنبور وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي الحنفي السهارنبوري المحدث، ولازم دروسه سنة كاملة، ولما حصلت الإجازة منه رجع إلى كانبور. وكان في شبابه أخذ الطريقة عن الشيخ كرامة علي القادري الكالبوي، ثم أخذ عن شيخنا الشيخ الكبير فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي واستفاض منه فيوضاً كثيرة، فنال الإجازة منه، فاشتغل بالأذكار والأشغال مدة، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وأقام بمكة المباركة سنة كاملة، ورجع إلى الهند سنة عشرين وثلاثمائة وألف، وذهب إلى بلدة مونكير فسكن بها، وحصل له القبول العظيم، وسافر إلى الحجاز مرة ثانية وأقام بها سنتين، ثم رجع إلى مونكير واشتغل بالعبادة والإفادة. وهو الذي أسس ندوة العلماء سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف لإحياء المدارس العربية وإصلاح نظام الدرس، ورفع النزاع من الفرق الإسلامية والذب عن الإسلام، فبارك الله سبحانه في مساعيه، وأسس أعضاء الندوة مدرسة عظيمة بمدينة لكهنؤ سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف، وهي التي اشتهرت بدار العلوم، نفع الله بها المسلمين. وكان للشيخ محمد علي منذ أيام الطلب والتدريس إلمام بما يجري حوله من حوادث وتيارات، وكان يتتبعها بعقل واع ونفس حساسة، ورأى نشاط القسوس المسيحيين ودعاة التبشير في نشر النصرانية وتشكيك المسلمين في عقيدتهم ودينهم، ورأى خطر ذلك على الشباب وأبناء المسلمين، فأقبل على دراسة النصرانية ومراجعها وحججها، وشمر عن ساق الجد للرد على القسوس والمبشرين، وأصدر صحيفة لهذا الغرض سماها منشور محمدي واستمرت في الصدور نحو خمسة أعوام، وألف في رد المسيحية كتباً قيمة، منها مرآة اليقين وآئينة إسلام ودفع التلبيسات ومن أهمها بيغام محمدي. وكان قد اطلع في أثناء رده على المسيحية، ومناظرته مع القسوس والمبشرين على مواضع الضعف في صفوف العلماء والذين تقع عليهم مسؤلية الدفاع عن الإسلام، وعلى مداخل الفساد والزيغ والإلحاد بانتشار التعليم الجديد في البلاد، وكانت فتنة التكفير وخصومات العلماء المذهبية، وتنازع الطوائف الإسلامية قد بلغت أوجها في هذه الفترة، وقد أصبحت المدارس والمساجد مركز حروب داخلية، وازدحمت المحاكم الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1368 بالقضايا الخلافية التي يرفعها المسلمون، ويحكم فيها القضاة المسيحيون والحكام الوثنيون، ورأى جمود العلماء على المنهج الدراسي القديم الذي يسمى بالدرس النظامي، وعضهم عليه بالتواجد مع شدة حاجة العصر إلى تطويره وتنقيحه فحمله كل ذلك على تأسيس ندوة للعلماء لتبادل الفكر والرأي، وتنسيق الجهود في إصلاح التعليم والمسلمين، ووهب نفسه وعقله، وعنايته لهذه الحركة ومركزها، وأصبحت له الشغل الشاغل، اشتغل بإدارة ندوة العلماء وتحقيق مشاريعها وأهدافها، ووقع بينه وبين بعض زملائه من أعضاء الندوة خلاف في بعض المسائل التعليمية والإدارية ولجت به الأمراض واعتراه الضعف، وجذبته دواعي الشوق وتربية النفوس، وحب العزلة، فقدم استقالته عن إدارة ندوة العلماء، وقبلت مع التأسف لسبع بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف، واعتزل في زاويته، في مدينة مونكير في ولاية بهار فأقبلت عليه الدنيا، وقصده الراغبون في الإصلاح والتربية من كل جانب، وصار المقصد والمرجع في هذا الشأن. وفي هذه الفترة زحفت القاديانية على ولاية بهار بقوة وعزم، واضطربت عقيدة كثير من المتعلمين والموظفين، فنهض مولانا محمد علي وصمد لها يقاومها بالدعوة والمناظرة، وأصبح لا يهدأ له بال ولا يقر له قرار، يؤلف الرسائل والكتب في الرد عليها، ويكتب الكتب إلى أصحابه، ويحثهم على مقاومة هذه الفتنة، وبذل النفس والنفيس في هذا الشأن في سبيلها، ويؤثر ذلك على النوافل والطاعات، والأوراد والأذكار، ويعتقده أفضل الأعمال وأعظم القربات، وقد ألف نحو مائة مؤلف بين رسالة وكتاب كبير، طبع منها أربعون كتاباً باسمه، وطبع أكثرها باسم غيره، ووقعت مناظرة بين علماء القاديانية وبين علماء أهل السنة في سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف، واهتم لها مولانا محمد علي اهتماماً كبيراً، ولقيت القاديانية في هذه المناظرة هزيمة منكرة، وتراجعت وخلا الجو. وعكف مولانا محمد علي على الذكر والعبادة وتربية النفوس، وانقطع إلى الإرشاد والتعليم، وتأليف الكتب في الرد على أهل الأهواء والبدع مع استغناء وتوكل، وزهد وقناعة، وبذل وسخاء، ومالت إليه قلوب العباد، وتهافت عليه الناس وبايعه خلق لا يحصون بحد وعد، وقد قدر بعض الناس أن عدد من بايعه يبلغ إلى أربعمائة ألف، وتغيرت أخلاق الناس وصلحت أحوالهم، وقد غلب عليه الحب والاستغراق في آخر حيات، وقوي تأثيره، وانتشرت بركته. كان مولانا محمد علي عالماً ربانياً، ومصلحاً كبيراً، صاحب جذبة إلهية ونسبة قوية، أثنى عليه شيخه مولانا فضل الرحمن الكنج مراد آبادي، ثناء بالغاً، وقال إن روحه من بقية أرواح المتقدمين، وإن أمثاله قليلة في كل عصر، وكان من العلماء المطلعين العاملين الذين عملوا لنهضة الإسلام والمسلمين، وإعلاء شأن العلم والدين، وكان شديد الغيرة على الإسلام، شديد الحمية قوي الدفاع عن العقيدة الصحيحة وحرمات الدين، شديد الاشتغال بما ينفع الإسلام والمسلمين، قوي الإفاضة على الطالبين المسترشدين، شديد الاتباع للسنة شديد المحبة لله وللرسول، تروى له كشوف وكرامات، ووقائع في التأثير، واسع الصدر سمح النفس، كثير التعاون مع أصحابه، كثير الاحتمال للآراء المختلفة، متصلباً في الأصول والمحكمات، متوسعاً في الجزئيات والخلافيات. كان ممدود القامة، مكتنز اللحم، أسمر اللون، عريض ما بين المنكبين، وساع الجبين، أسيل الوجه، له معرفة بالرياضيات البدنية، يجيد السباحة، دائم البشر، واضح الصوت، له لحن شجي في قراءة القرآن، وقوراً مهيباً، يحب النظافة والأناقة في كل شيء، لا يراه أحد في وسخ أو تبذل، كثير الحياء، يحسب كل جليس أنه أحب إليه من غيره. وكان إذا صلى الفجر جلس لأولاده، وخاصة أصحابه، ثم اشتغل بالذكر والتسبيح، ثم يتناول الشاي ويحضره خواص ضيوفه، ثم يقبل على التأليف والتحرير، ثم يتناول الغداء ويقيل، ثم يصلي الظهر ويجلس بعد الظهر للمريدين والطالبين، ويبايع من يرغب في ذلك، ويتناول الشاي، ويتفقد الضيوف ويؤانسهم، ويتحدث في العلم والدين، ثم يصلي العصر، ويشتغل بالذكر والتسبيح، وقد يتنزه في حديقة البيت، ويشتغل بعد صلاة المغرب بالأذكار والأوراد الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1369 ويتعشى، ثم يصلي العشاء وينصرف إلى الراحة مبكراً، ثم يقوم في الليل ويطيل القراءة، وكان هذا دأبه على مر الأيام بعد ما أقام بزاويته في مونكير. له مؤلفات كثيرة، من أحسنها: بيغام محمدي في الرد على المسيحية وفيصلة آسماني في الرد على القاديانية، وقد ظهرت فيه قوة استدلاله وإحكام عبارته وإرشاد رحماني في أحوال مولانا فضل الرحمن الكنج مراد آبادي وأقواله وتعاليمه، وله مقالات وكتب في الانتصار لندوة العلماء. توفي لثمان خلون من ربيع الأول سنة ست وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن في زاويته بمونكير. المولوي محمد علي الموي الشيخ الفاضل محمد علي بن فيض الله الموي أبو المكارم كان من العلماء المشهورين في رفض التقليد، ولد ونشأ ببلدة مئو من أعمال أعظم كده، وقرأ العلم على مولانا عبد الله بن عبد الرحيم الغازيبوري، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد نذير حسين الدهلوي المحدث، ثم قدم لكهنؤ وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم عبد العزيز بن إسماعيل الحنفي اللكهنوي، وجد في البحث والاشتغال حتى برع في كثير من العلوم، وكان يدرس ويصنف، وله عناية بالمناظرة، وظف له نواب صديق حسن القنوجي، فصرف عمره في العلم برفاهة من العيش، له مصنفات كثيرة. توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة وألف. القاضي محمد علي الكوكني الشيخ العالم القاضي محمد علي بن القاضي محمد حسن بن القاضي محمد يوسف الشافعي الكوكني المشهور مركهي - بكسر الميم والكاف العجمية آخرها ياء مجهول - ولد في اثنتي عشرة خلون من شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين وألف، وولي القضاء ببلدة بمبىء بعد ما توفي والده سنة خمس وتسعين ومائتين وألف، وانتهت إليه رئاسة المذهب والصدارة بتلك البلدة. السيد محمد علي الدوكوهي الشيخ الفاضل محمد علي بن محي الدين الحسيني الحنفي الدوكوهي أحد العلماء المبرزين في الفقه والعربية، قرأ العلم على مولانا أحمد حسن الكانبوري والعلامة لطف الله الكوئلي وعلى غيرهما من العلماء، ثم سافر إلى عظيم آباد وتطبب على الحكيم عبد الحميد الصادقبوري، ثم تصدر للدرس والمداواة بعظيم آباد. نواب محمد علي خان الطوكي والي إمارة طوك الأمير الكبير نواب محمد علي بن وزير الدولة بن مير خان الحنفي الطوكي يمين الدولة أمين الملك نواب محمد علي خان بهادر نصرت جنك، ولي الملك بعد أبيه سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف بمدينة طوك، وعزله الإنكليز لسبع بقين من شعبان سنة أربع وثمانين ومائتين وألف بعد ثلاث سنين من ولايته ونقموا عليه قتله أنوب سنكه عم دهرت سنكه صاحب لاوه، فوظفوا له خمسة آلاف ربية شهرية، فأقام بدينة بنارس واشتغل بالعلم، وأخذ الحديث الشريف عن المفتي عبد القيوم بن عبد الحي البكري البرهانوي، وقرأ عليه الصحاح الستة قراءة تدبر وإتقان، وصنف الكتب، منها قرة العيون في شرح سرور المحزون بالأردو في ستة مجلدات كبار، وبذل أموالاً طائلة في جمع الكتب النفيسة النادرة، ووظف العلماء، فصنفوا له الكتب، وأنفق على طبع الكتب النافعة ونشرها أموالاً، منها الشروح الأربعة لجامع الترمذي، والشروح الثلاثة للبخاري. وكان مولعاً بسيرة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وحليته وغزواته وغزوات الصحابة رضي الله عنهم، ينفق كثيراً من أمواله في ذلك، وقد أسس مسجداً كبيراً بمدينة بنارس، وعنده مدرسة عالية للعلوم العربية، ووظف العلماء والطلبة فيها. مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة بنارس، وقبره بفناء المسجد الذي أسسه بتلك البلدة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1370 مولانا محمد فاروق الجرياكوثي الشيخ الفاضل العلامة محمد فاروق بن علي أكبر العباسي الجرياكوثي أحد الأفاضل المشهورين في الهند. ولد ونشأ بجرياكوث - بتشديد التحية والجيم المعقود - قرأ المنطق والحكمة على صنوه الكبير عناية رسول وعلى الشي المعمر أبي الحسن المنطقي، وأخذ الهيئة عن الشيخ رحمة الله بن نور الله اللكهنوي ببلدة غازيبور، والفقه والأصول عن المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكهنوي في المدرسة الإمامية الحنفية ببلدة جونبور، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، ثم درس وأفاد في بلاد كثيرة، وفي آخر عمه ولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء في مدينة لكهنؤ، فدرس بها بضع سنين، احتظظت بصحبته وصادقته في المودة، له رسائل عديدة في بعض الفنون، وله شعر بالفارسي والعربي، منها قوله: هنيئاً للذي جاب الموامي ورام رقى الأعلام الكمال على ظهر الخيول يقيم يوماً وأياماً على قتد الجمال وكم بحر يسيح بغير زاد وكم أرض يجوب بلا انتعال تحامي زهرة الدنيا نفوراً وأنكر جمع مال والموالي ودام معاقراً كرب الرزايا وعاش مواظباً سهر الليالي من الأظعان من طابت سراهم إلى أخذ العلوم من الرجال رجال عارجين ذرى التسامي بأقدام علت قلل التعالي فنالوا منزلاً ولقد ترقوا إلى ما لا ينال من المنال مات لثلاث عشرة خلت من شوال سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف. الشيخ محمد فاضل السورتي الشيخ الفاضل محمد فاضل بن محي الدين بن ياسين بن أبي بكر السعدي الكجراتي السورتي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد سنة سبع عشرة ومائتين وألف بمدينة سورت، واشتغل بالعلم أياماً على أساتذة بلدته، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن أساتذتها، ثم ردع إلى بلدته وتولى الشياخة بها مكان والده المرحوم، أخذ عنه خلق كثير من العلماء والمشايخ. توفي لتسع خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثمائة وألف بمدينة سورت كما في حقيقت سورت. الشيخ محمد كامل الوليد بوري الشيخ العالم الصالح محمد كامل بن إمام علي الحنفي الوليد بوري أحد المشايخ النقشبندية، ولد بوليد بور سنة خمس وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب على الشيخ علي أحمد البهيروي، ثم سافر إلى جون بور وقرأ على مولانا عبد الحليم بن أمين الله اللكهنوي في المدرسة الإمامية الحنفية وعلى غيره من العلماء، وأخذ الطريقة عن الشيخ عبد العليم الحسني القادري، ثم عن الشيخ أمير علي الجائسي، والشيم كلزار شاه الكشنوي، بكسر الكاف، وخدم الدولة الإنكليزية مدة طويلة حتى أحيل إلى المعاش، له صراط التكميل بالعربي في التصوف، وله عدة رسائل في السلوك. توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا محمد كمال العلي بوري الشيخ الفاضل محمد كمال بن كريم الدين بن خير الله الحنفي العليبوري العظيم آبادي، أحد الأفاضل المشهورين، ولد سنة تسع وأربعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المفتي واجد علي البنارسي والمفتي صدر الدين الدهلوي والمفتي سعد الله المراد آبادي والسيد معين الدين الكاظمي الكروي وعلى غيرهم من العلماء، ثم لازم السيد عالم علي الحسيني النكينوي، وأخذ عنه الحساب والفرائض والحديث، وولي التدريس في المدرسة العربية ببلدة عظيم آباد سنة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1371 تسعين ومائتين وألف، فدرس بها ثلاثين سنة، وانتهت إليه الرئاسة العلمية بتلك البلدة. لقيته بها، فوجدته كثير الاشتغال بالتدريس، حليماً متواضعاً، حسن الأخلاق، له تعليقات على شرح كافية ابن الحاجب للجامي، وعلى حاشية غلام يحيى على الرسالة. مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، كما في تذكرة النبلاء. الشيخ محمد مظهر الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد مظهر بن أحمد سعيد بن أبي سعيد العمري الحنفي الدهلوي المهاجر إلى مدينة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. ولد لثلاث خلون من جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين ومائتين وألف بمدينة دهلي، ونشأ بها في مهد العلم والمشيخة، وقرأ العلم على مولانا حبيب الله وعلى غيره من العلماء، ثم لازم أباه، وقرأ عليه مكتوبات جده الإمام الرباني مرتين قراءة تدبر وإتقان، وأخذ عنه الطريقة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين باذنه فحج وزار، ورجع إلى الهند وصحب والده، وهاجر معه إلى الحجاز سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، فسكن بالمدينة المنورة، وجلس على مسند أبيه بعد وفاة صنوه الكبير عبد الرشيد، فحصل له القبول العظيم. وكان من العلماء الربانيين جامعاً بين المعقول والمنقول، حاوياً للفروع والأصول، مطلعاً على دقائق المعارف وحقائق الحكم، ترجم له الشيخ مراد ابن عبد الله القزاني في ذيل الرشخات ترجمة حسنة، قال: وكان طريقته في تربية السالكين مثل طريقة آبائه من غير تبديل وتغيير بزيادة أو نقصان، سالكاً فيه طريق الاقتصاد، شاخصاً بصره إلى سددوا وقاربوا وملاحظاً معنى بشروا ولا تنفروا وكان يأمر كلا من الطالبين بما يناسبه من وظائف الأذكار، فمنهم من يأمره بالإكثار، ومنهم من يأمره بالمجاهدة والرياضة والعزلة عن الأغيار، ومنهم من يفوض إلى يده زمام الاختيار، وكان اعتناؤه بالعلماء وطلبة العلوم أكثر، والتفاته إليهم أوفر، وكان كثير الحث على طلب العلوم بما شاهد من فشو الجهل وأنواع البدع في العالم، وكان لا يكلفهم بكثرة الأذكار على وجه يفضي إلى ترك التحصيل، وبنى مدرسة عالية في المدينة المنورة بباب البقيع ثلاث طبقات مشتملة على جميع ما يحتاج إليه من خزانة الكتب ومحل التدريس ومحل اجتماع الإخوان للذكر، انتهى، له المقامات السعيدية، رسالة بالفارسية في حالات أبيه ومقاماته. توفي لليلة الاثنين لاثنتي عشرة خلون من محرم سنة إحدى وثلاثمائة وألف، فدفن بالبقيع بجنب قبر والده. مولانا محمد مظهر النانوتوي الشيخ العالم المحدث محمد مظهر بن لطف علي بن محمد حسن الصديقي الحنفي النانوتوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث. ولد ونشأ بنانوته قرية من أعمال سهارنبور وسافر للعلم إلى دهلي فقرأ على مولانا مملوك العلي النانوتوي وعلى الشيخ صدر الدين الدهلوي والشيخ رشيد الدين، وقرأ بعض كتب الحديث على الشيخ الأجل الشيخ محمد إسحاق بن محمد أفضل الدهلوي، واشتغل بالتصحيح في مطبعة نولكشور زماناً، وأخذ عنه الطلبة الفقه والأصول والكلام، وكان ممن قرأ عليه الإمام محمد قاسم النانوتوي، قرأ عليه بعض الكتب الابتدائية ثم تصدر للتدريس وأفنى قواه في تدريس الكتاب والسنة، ونشر العلوم والفنون بمدرسة مظاهر العلوم في بلدة سهارنبور في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وهذه المدرسة المباركة أسسها مولانا سعادت علي السهارنبوري، وكان من رهط سيدنا الإمام الشهيد السيد أحمد بن عرفان البريلوي. وكان عالماً متبحراً متقناً للفنون، بايع الإمام رشيد أحمد بن هداية أحمد الكنكوهي، وأجازه، وكان كثير القراءة للقرآن، دائم الذكر رطب اللسان باسم الذات، بعيداً عن التكلف، زاهداً متقشفاً، وقوراً، قد ألقيت عليه المهابة. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1372 مات يوم الأحد لست بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثمائة وألف وله من العمر سبعون سنة، فأرخ لوفاته مولانا محمد سعيد: زين جهان نقل مكان كرد بدار جنات الشيخ محمد معصوم الدهلوي الشيخ العالم الصالح محمد معصوم بن عبد الرشيد بن أحمد سعيد العمري السرهندي ثم الدهلوي أحد العلماء المبرزين في الفقه والحديث. ولد ببلد دهلي لتسع خلون من شعبان سنة ثلاث وستين ومائتين وألف، وقرأ العلم على العلامة محمد نواب بن سعد الله الخالصبوري وعلى والده، ثم أخذ الحديث والتفسير وغيرهما عن عم والده الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي، وأخذ الطريقة عن جده الشيخ أحمد سعيد، وسافر معه إلى الحرمين الشريفين سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، ولما مات جده لازم أباه بالمدينة المنورة وأخذ عنه، ولما مات والده قدم الهند وسكن برامبور، فأكرم وفادته نواب كلب علي خان الرامبوري، ووظفه أربعمائة ربية شهرية فطابت له الإقامة بها، وأقام إلى مدة طويلة، ثم سافر إلى الحجاز وسكن بالمدينة المنورة، لقيته برامبور. وكان شيخاً صالحاً وقوراً عظيم المنزلة كبير الشأن، يدرس ويلقن الذكر على أصحابه صباحاً وسماء، وله مصنفات عديدة، توفي في العاشر من شعبان سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف. مولانا محمد مكي الجونبوري الشيخ العالم الصالح محمد مكي أبو الخير بن سخاوت علي العمري الجونبوري كان رابع أبناء والده، ولد بمكة المباركة لإحدى عشرة بقين من جمادى الأولى سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، ولما توفي والده بمكة المشرفة قدم الهند مع والدته، وقرأ العلم على صنوه شبلي بن سخاوت علي وعلى المولوي عبد الله الكوباوي ومولانا سعادت حسين البهاري، ثم قدم لكهنؤ وأخذ عن العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ثم دخل بلدتنا رائي بريلي وأخذ الطريقة عن سيدنا ضياء النبي بن سعيد الدين البريلوي، وصحبه مدة، ثم رجع إلى بلدته وعكف على التدريس والتذكير، انتفع به كثير من الناس. مات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة جونبور. السيد محمد مهدي المصطفى آبادي الشيخ الفاضل محمد مهدي بن نوروز علي الحسيني الشيعي المصطفى آبادي البريلوي أحد علماء الشيعة وكبرائهم، ولد ونشأ بمصطفى آباد قرية جامعة من أعمال رائي بريلي ودخل لكهنؤ في صباه، فقرأ العلم على السيد حامد حسين بن محمد قلي الموسوي الكنتوري ولازمه مدة، وأخذ الفنون الأدبية على المفتي عباس بن علي التستري، وصحبه برهة من الدهر حتى برع في الإنشاء والشعر، وفاق أقرانه في ذلك، وكان عباس يفتخر به ويقول إنه أصدق خل من بطانتي، وأوثق سهم في كنانتي، انتهى، له الكواكب الدرية مجموع في الإنشاء والشعر. ومن شعره قوله يرثي به شيخه المفتي عباس المتوفي سنة 1306 هـ: قفا بديار دارسات بلاقع عفت من رياح عاصفات زعازع طلول علوم أوحشتها يد الفنا وما غاب من آثارها غير راجع تعفى العلوم بالخطوب فأصبحت قفار الديار خاويات المراتع خوالد صماء بالإكام كما ترى أثافي سفعاً في فناء المرابع لقد لعب الدهر المشت بأهلها فأظعنهم تباً له من مخادع فقد ظعنوا عنها جميعاً وغادروا معالم من أقلامهم والأصابع بذا اليوم قد صاروا رهين مقابر وبالأمس قد كانوا رؤس المجامع فجعنا بقوم شيدوا دين ربهم وما قصروا في ذاك قيد الأكارع الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1373 ولا سيما حبر فصيح ومفلق فقيه نبيه قائم الليل خاضع وقوله من قصيدة أخرى المسماة بشقائق النعمان: طار الكرى من بينكم عن مآقي فترفقاً بالهائم المشتاق يا حبذا يوم تحملتم به نحو الغرى على متون عتاق يوم تحملتم وفي وجناتكم أثر الجوى بالمدمع المهراق يوم تحملتم فهيج لي البكا مبكاكم قلتم فهل من واق يوم تحملتم وفي آثاركم سمحت بدمع ساكب آماقي فحشاي قد أودعتم جمر الغضا فمنيت بالإقلاق والإيراق ودعتموني مستهاماً بعد ما أحرزت حظاً وافراً بتلاق ظعنوا عن الصب المشوق ومعهم سحبوا الحشا بأعنة الأشواق غادرتم الصب العميد وسرتم أو ما رضيتم عنه باسترقاق منوا على المأسور بالهند التي شدت فأضحى في أشد وثاق بالسوق والإطلاق والإذها ب والإخلاص والإنقاذ والإعتاق وقوله من قصيدة سماها فتيت العقيان: كلفت بها مذ ميط عني تمائمي فليس بمغن عنه لومة لائم فلما رنت نحو الطلول ركائبي وقفن ولا يسمعن زجر اللوائم وذكر حبيبي في الفؤاد عواذلي فما نفعكم من حل عقد الرتائم إليك فإني لست مني بغادر وفي طرقات الحب لست بهائم شكوت إليها حر وجد لهيبه بدمع غزير كالسيول وساجم ولست بسال عن مودتها التي منيت بها ما بين واش وشاتم وإن سلوا عن صبابة فرعها أعز علينا من عضاض الأراقم غدائرها طول الليالي ذكرتها إذا ما رأيت كل أسود فاحم لعمري فدت نفسي وعيني ومهجتي على كل ذي وجه منير وباسم خليلي قد سرق الفؤاد فاطلبا من الظبي ذي جيد تليع وناعم على كل باك في الفضيلة سابق فهيج مبكانا بكاء الحمائم لقد سلبت طيب الكرى عن كريمتي عقيلة غيد الدهر فخر الكرائم وقوله من قصيدة سماها شفاء الأسقام: قد قام عني عودي لغرامي أعيى الطبائب كلهم أسقامي صار الأقارب والأجانب كلهم في لوعتي ومدامعي وسقامي دنف كئيب لا يمن سهاده صب شج يبكي بدمع دام جاءت تخافت من سماع مراقب ذهبت تجنب أعين اللوام بيضاء يلمع في البراقع وجهها أفلت متى برزت من الحمام وبركتم في كلة وقرام فغدوتم كالزهر في الأكمام الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1374 أودعتها قلبي وهن ظعائن والدمع في التسكاب والتسجام وبدار آنسة وقفت وإنني أبكي على الأطلال كابن حزام توفي لليلتين بقيتا من صفر سنة سبع عشرة وثلاثمائة وألف. مولانا محمد نعيم اللكهنوي الشيخ الفاضل الكبير محمد نعيم بن عبد الحكيم بن عبد الرب بن ملك العلماء بحر العلوم عبد العلي محمد الأنصاري اللكهنوي، أحد كبار العلماء. ولد ونشأ بلكهنؤ وحفظ القرآن، ثم اشتغل بالعلم على والده وتخرج عليه، ثم تصدر للتدريس فدرس وأفاد مدة من الزمان ببلدته، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأسند الحديث عن السيد أحمد بن زين دحلان الشافعي المكي ومن في طبقته من المحدثين، ثم رجع إلى الهند واعتزل في بيته مفيداً مدرساً، قرأت عليه هداية الفقه والسراجية وشرح العقائد للدواني ونخبة الفكر، وسمعت عنه المسلسل بالأولية، وأجازني بمقرواءته ومسموعاته. وكان عالماً كبيراً فقيهاً أصولياً، متكلماً ناصحاً مفيداً، مع البر والدين، والتودد والتواضع، والحلم والأناة والاستقامة، وله أتم خبرة بأحوال الناس وما يليق لكل أحد منهم وما يناسبه وما لا يناسبه، ومجالسته هي نزهة الأذهان والعقول بما لديه من الأخبار التي تنشف الأسماع. وكان غاية في الزهد والقناعة، والتوكل على الله والتبتل إليه، والتسليم والرضا والصبر، ذا سخاء وإيثار، يطعم الأضياف، ويعيش طلقاً ذا بشاشة للناس، لم يطلع أحد قط على فقره وفاقته، وكان يقنع بقدر يسير يصل إليه من ولاة رامبور وكان لا يقبل النذور والفتوحات من عامة الناس، لا سيما عن مريديه، وإنه رد ما يبلغ ثمنه خمساً وعشرين ألفاً من النقود الفضية الإنكليزية عرضتها عليه فضلو بيكم، وأمرها أن يصرفها في الخيرات، لوجه شبهة في تلك الأموال، وكان حريصاً على جمع الكتب النفيسة، يقبل هدايا الكتب، وإنه باع داره التي كانت على جسر فرنكي محل، واشترى بثمنها حاشية الطحطاوي على الدر المختار بستين ربية. وإني ما رأيت أصبر منه على البلاء، مات ابنه الوحيد مولانا محمد أكرم، وكنت حينئذ في بهوبال فلما نعيت به حضرت لديه للتعزية، فلقيني طلقاً ذا بشاشة على دأبه وقال: إن أم عيالي ربما تضجر عن صنك العيش فتشكوا إلي فكنت أسليها وأقول لها: إن المولوي محمد أكرم سيسافر للاسترزاق، فيفتح الله سبحانه على أبواب الرزق، ولما كان فيه مظنة الاعتماد على غير الله قطعه الله بفضله ومنه، قال ذلك ورأيت على وجهه الكريم ملامح الامتنان، فعجبت من ذلك. توفي إلى رحمة الله سبحانه لتسع بقين من ربيع الثاني سنة ثمان عشرة وثلاثمائة بلكهنؤ. العلامة محمد نواب الخالصبوري الشيخ الفاضل الكبير العلامة محمد نواب بن سعد الله بن عبيد الله الحنفي الأفغاني الخالصبوري، أحد الأفاضل المشهورين في الهند. ولد ونشأ بأفغانستان، ودخل الهند في شبابه، فلازم العلامة فضل حق ابن فضل إمام العمري الخير آبادي، وقرأ عليه جميع الكتب الدرسية عقلياً كان أو نقلياً، وقرأ الكتب الطبية على الحكيم إمام الدين الدهلوي، ثم أخذ الطريقة النقشبندية عن الشيخ أحمد سعيد العمري الدهلوي، ثم قدم لكهنؤ وتزوج بخالصبور في إحدى العائلات الكريمة، وتطبب على مسيح الدولة الحكيم حسن علي بن مرزا علي الشيعي اللكهنوي، وكان يدرس العلوم الآلية والعالية بغاية التحقيق والتدقيق، درس مدة من الزمان بلكهنؤ، ثم سافر إلى بهوبال وأقام به سنتين، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وسكن بمكة المباركة. وكان مفرط الذكاء جيد القريحة، سريع الإدراك قوي الحفظ معدوم النظير في زمانه، رأساً في الفقه والأصول، وله يد بيضاء في المنطق والحكمة والطب، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1375 وسائر الفنون الحكمية، حصل له القبول العظيم في زمانه، وأخذ عنه خلق لا يحصون بحد وعد، مات في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثمائة وألف بمكة المباركة، أخبرني به ولده. الحكيم محمد ياسين الآروي الشيخ العالم الفقيه محمد ياسين بن ناصر علي الحنفي الغياثبوري ثم الآروي، أحد العلماء المشهورين، ولد ببلدة آره في الثاني عشر من شوال سنة ثمانين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على والده وعلى مولانا سعادة حسين البهاري، وعلى مولانا وحيد الحق الأستهانوي، والمولوي فدا حسين الدربهنكوي ببلدة آره ثم سافر إلى كلكته وأخذ عن الشيخ سعادة حسين المذكور ولازمه زماناً، ثم سافر إلى لكهنو وتخرج على العلامة عبد الحي ابن عبد الحليم اللكهنوي، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم عبد العلي بن إبراهيم الحنفي اللكهنوي، ثم رجع إلى بلدته آره وتصدر للتدريس. له مصنفات عديدة منها معين المعالجين، مختصر في الطب بالفارسي، ورسالة في جهر التأمين وسره في الصلاة، وتنبيه الشياطين، رسالة في المناظرة، ورسالة في مناقب الإمام أبي حنيفة. الشيخ محمود بن حسام الدين الكجراتي الشيخ العالم الفقيه محمود بن حسام الدين الأحمد آبادي الكجراتي، أحد المشايخ الجشتية، ولد بأحمد آباد لخمس عشرة خلون من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره، ثم لازم أباه وأخذ عنه الطريقة، ولما مات والده جلس على مشيخة الإرشاد، واشتغل بالدرس والإفادة مدة من الزمان، وسافر إلى حيدر آباد سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، وأقام بها نحو سنتين وانتفع به ناس كثيرون، ثم رجع إلى أحمد آباد وسافر إلى حيدر آباد مرة ثانية سنة إحدى وثلاثمائة وألف، وأقام بها نحو سنة، ثم رجع إلى أحمد آباد ومات بها، وكان شيخاً كريماً عميم النفع كثير الإحسان، له تبصرة التوحيد كتاب في مقامات الأولياء ومكاشفاتهم. مولانا محمود الشيرازي الشيخ الفاضل محمود بن عبد الله الحنفي النقشبندي أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بشيراز، واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم سافر إلى قسطنطينية وأخذ عن أهلها، وصار بارعاً في القراءة والتجويد والحديث والعلوم العربية والمعارف الحكمية، ثم قدم الهند ولازم الشيخ عثمان بن عبد الله النقشبندي بموسى زي من أعمال ذيره إسماعيل خان، وأخذ عنه الطريقة، وسكن بزاويته مدرساً مفيداً. مولانا محمود الموي الشيخ العالم الفقيه محمود بن غلام محمد بن دوست محمد الموي الأعظم كدهي، أحد العلماء الصالحين، ولد بمئو سنة خمس وسبعين ومائتين وألف، ونشأ بها، وقرأ شطراً من العلم على أساتذة بلدته، ثم قدم لكهنؤ وأخذ عن العلامة عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي، ولازمه مدة ونال منه الإجازة، ثم أخذ الصناعة الطبية عن الحكيم عبد العزيز بن إسماعيل الحنفي اللكهنوي، ثم سافر إلى دربهنكه ثم إلى بهوبال، ورجع إلى بلدته بعد مدة، وكان يدرس ويتطبب، ويسترزق بالحياكة. توفي يوم الجمعة لثلاث مضين من صفر سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف. الشيخ محمود بن محمد السورتي الشيخ الفاضل محمود بن محمد بن هاشم بن محمد بن علي بن أحمد اللونتي السامرودي السورتي، أحد العلماء البارعين في المعقول والمنقول، ولد يوم الجمعة لسبع بقين من رجب سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، وقرأ العلم على العلامة محمد بشير السهسواني وعلى غيره من العلماء، ثم أخذ الحديث عن القاضي الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1376 حسين بن محسن الأنصاري اليماني، ثم صرف عمر في الدرس والإفادة. مات يوم السبت لليلتين بقيتا من شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف وله اثنتان وأربعون سنة. الشيخ محمود بن محمد الكيلاني الشيخ الفاضل الكبير محمود بن محمد الشيعي الكيلاني أحد العلماء المبرزين في العلوم الأدبية، ولد سنة ثلاث وستين ومائتين وألف بقرية دويشل بمقربة لاهجان من بلاد كيلان، واشتغل بالعلم على أساتذة بلاده زماناً، ثم سافر إلى العراق وأخذ عن كبار العلماء والمجتهدين، ثم ورد الهند وأقام زماناً ببلدة بمبىء، ثم وفد إلى كلكته سنة تسع وثمانين ومائتين وألف، وتزوج بها وتدير، لقيته بكلكته فوجدته شيخاً فاضلاً، عظيم القدر جليل المنزلة، له وجاهة عظيمة عند عامة أهل البلد، وله مصنفات. مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف بكلكته. المولوي محمود حسن السهسواني الشيخ الفاضل محمود حسن بن محمد إمام الزبيري السهسواني، أحد العلماء المتمكنين من الدرس والإفادة، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية في المدرسة العربية بديوبند، ثم دخل كنكوه وأخذ الحديث عن الشيخ رشيد أحمد الحنفي الكنكوهي المحدث، ثم ولي التدريس في المدرسة العربية بالجامع الكبير في مراد آباد، فانتفع به خلق كثير، وكان درس بها خمساً وثلاثين سنة. توفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة سهسوان وله ستون سنة كما في حياة العلماء. مولانا محمود حسن خان الطوكي الشيخ العالم الكبر محمود حسن بن أحمد حسن بن غلام حسين الحنفي الأفغاني النجيب آبادي ثم الطوكي أحد العلماء المشهورين. ولد ونشأ ببلدة طوك، واشتغل أياماً على القاضي إمام الدين والقاضي دوست محمد، ثم سافر إلى رامبور وقرأ على مولانا أكبر علي والعلامة عبد العلي، ثم سافر إلى بهوبال وأخذ الحديث عن شيخنا القاضي حسين بن محسن الأنصاري اليماني، ثم ساح أكبر بلاد الهند، وأسند عن القاري عبد الرحمن بن محمد الأنصاري الباني بتي، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وسافر إلى القاهرة وبيروت، ورجع إلى الهند. له مصنفات عديدة، منها الرسالة الصيدية طبعت في بيروت، ومنها معجم المصنفين جمع فيه شيئاً كثيراً، واستوعب المصنفين من علماء الإسلام في الشرق والغرب، فأحاط بهم إحاطة، وذكر منهم جمعاً عظيماً من المتأخرين والمتقدمين، وقد استتب الكتاب في ستين مجلداً، وجاء في عشرين ألفاً من الصفحات، واشتمل على تراجم أربعين ألفاً من المصنفين، ويبلغ عدد من سمى منهم بأحمد إلى الفين، وقد طبعت منه أربعة أجزاء، على نفقة الحكومة الآصفية في حيدر آباد، في بيروت. وكان مولانا محمود حسن عالماً متضلعاً من العلوم العقلية والنقلية، متفنناً في الفضائل العلمية، راسخاً في علم الأصول، واسع الاطلاع على كتب التاريخ والتراجم، كثير القراءة، دائم الاشتغال بالعلم، بشوشاً طيب النفس، خفيف الروح ذا دعابة، لطيف العشرة، متواضعاً، لا يتكلف في الملبس، يعيش كأحاد الناس، ثم أقام مدة في حيدر آباد، مشتغلاً بالتأليف والمطالعة، ثم انتقل إلى مسقط رأسه طوك حيث توفى في السابع عشر من شوال سنة ست وستين وثلاثمائة وألف. مولانا محمد حسن الديوبندي المعروف بشيخ الهند الشيخ العالم الكبير العلامة المحدث محمود حسن بن ذو الفقار علي الحنفي الديو بندي، أعلم العلماء في العلوم النافعة، وأحسن المتأخرين ملكة في الفقه وأصوله، وأعرفهم بنصوصه وقواعده. ولد سنة ثمان وستين ومائتين وألف في بريلي ونشأ بديوبند، وقرأ العلم على مولانا السيد أحمد الدهلوي ومولانا يعقوب بن مملوك العلي وعلى العلامة محمد قاسم وعلى غيرهم من العلماء، وصحب مولانا محمد قاسم المذكور مدة طويلة، وانتفع به كثيراً، حتى صار الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1377 بارعاً في العلوم، وولي التدريس في المدرسة العربية بديوبند سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، ثم أخذ الطريقة عن الشيخ رشيد أحمد الكنكوهي، وكان يتردد إليه غير مرة في السنة، وحصلت له الإجازة منه، حتى كبره موت الكبراء، لقيته بديوبند غير مرة، ووجدته ملازماً للعبادة والورع، وقيام الليل والسداد في الرواية، سريع الإدراك شديد الرغبة في المذاكرة بالعلم، ذا عناية تامة بالفقه وأصوله، يحفظ متون الأحاديث، وانتهت إليه رئاسة الفتيا والتدريس في آخر أمره. وكان سافر إلى الحجاز للحج والزيارة غير مرة، سافر في سنة أربع وتسعين ومائتين وألف في جماعة صالحة من الشيوخ: الشيخ محمد قاسم والشيخ رشيد أحمد والشيخ يعقوب والشيخ رفيع الدين والشيخ محمد مظهر والمولوي أحمد حسن الكانبوري وخلق آخرين، فحج وزار، وأدرك بمكة المباركة الشيخ الكبير إمداد الله العمري التهانوي والعلامة رحمة الله بن خليل الرحمن الكرانوي، وبالمدينة المنورة الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي، واستفاض منهم فيوضاً كثيرة. ولما توفي مولانا محمد يعقوب النانوتوي وسافر مولانا السيد أحمد الدهلوي إلى بهوبال ولي الشيخ محمود حسن رئاسة التدريس سنة خمس وثلاثمائة وألف، وشمر عن ساق الجد والاجتهاد في تعليم علوم السنة وتخريج الطلبة، وتربية الطالبين، ونفع الله به في هذه الفترة نفعاً عظيماً. وكان قد وضع خطة لتحرير الهند من حكم الإنجليز، كان يريد أن يستعين فيها بالحكومة الأفغانية والخلافة العثمانية، وهيأ لها جماعة من تلاميذه وممن يثق بهم من أصحابه، وكان في مقدمتهم المولوي عبيد الله السندي، وأرسله إلى أفغانستان، وكان الاتصال بينه وبين تلاميذه وأصحابه في الحدود الشمالية وفي أفغانستان، ولما تم لهم بعض ذلك ومهدوا الأرض للثورة واشتدت عليه الرقابة في الهند سافر إلى الحجاز سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف، وأقام بمكة وقابل غالب باشا الوالي التركي سراً، ثم سافر إلى المدينة المنورة وقابل أنور باشا وزير الحربية وجمال باشا القائد العام للجيش العثماني الرابع حين زار المدينة المنورة، وفاوضهما في طرق إعانة المسلمين في الهند ونفي الإنجليز منه، وأخذ منهما رسالة سرية إلى الشعب الهندي، والوعد بتأييد القضية الهندية، وحمل أهل الهند على مساعدة الشيخ محمود حسن والاعتماد عليه، وأخذت صور هذه الوثيقة، وقرر تسريبها إلى الهند وأفغانستان بطريقة سرية، واشتهرت فيها بعد بالرسائل الحريرية وصلت إلى الهند، وأراد الشيخ محمود حسن أن يصل إلى الحدود الشمالية الحرة بين أفغانستان والهند عن طريق إيران فسافر إلى الطائف، ورجع إلى مكة وأقام بها مدة، ودرس في صحيح البخاري وحج، وكان ذلك سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وألف. واكتشفت الحكومة الإنجليزية المؤامرة، وعرفت قضية الرسائل الحريرية، فصرفت عنايتها إلى القبض على زعيم هذه الحركة وقطب رحاها، وكان الشريف حسين أمير مكة قد خرج عن الدولة المتبوعة العثمانية، وثار عليها بتحريض الدولة الإنكليزية فأوعزت إلى الشريف بإلقاء القبض عليه وتسليمه إلى الحكومة الإنجليزية، فألقي القبض عليه في صفر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف، ومعه المولوي حسين أحمد الفيض آبادي والحكيم نصرت حسين الكوروي والمولوي عزيز كل والمولوي وحيد أحمد، وسفر هؤلاء في الثامن عشر من ربيع الأول سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف إلى مصر ومنها إلى مالطه حيث وصلوا سلخ ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف. ولبث الشيخ في مالطه نحو ثلاث سنوات وشهرين صابراً محتسباً، عاكفاً على الذكر والعبادة، منصرفاً إلى التربية والإفادة، راضياً بقضاء الله وقدره، ومات الحكيم نصرت حسين في المنفى، وأطلق سراحهم لليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، ووصل إلى الهند في عشرين من رمضان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف مكرماً مبجلاً، قد مالت إليه القلوب، وتطلعت إليه النفوس، وقد غلب لقب شيخ الهند على اسمه، فاشتهر في العامة والخاصة، واستقبل استقبالاً الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1378 عظيماً في كل بقعة نزل فيها أو مر بها، وتقاطر الناس لاستقباله وزيارته، واحتفل به أهل وطنه احتفالاً كبيراً، وكان قد أضناه الأسر، ووهنت قواه لمقاساته للأمراض ومعاناته للمشقة والمجاهدة، ولكنه لم يستجم من عنائه، ولم يستقر في وطنه، بل قام بجولة في مدن الهند، وسافر إلى علي كزه، ووضع حجر أساس الجامعة الملية الإسلامية، وألقى الخطب وأصدر الفتاوي، ودعا إلى مقاطعة الحكومة الإنجليزية، ورجع إلى دهلي، واشتد به المرض والضعف، حتى وافاه الأجل في الثامن عشر من ربيع الأول سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف في دهلي، ونقل جسده إلى ديو بند، وصلى عليه جمع كبير، ودفن بجوار أستاذه الإمام قاسم النانوتوي. كان مولانا محمود حسن آية باهرة في علو الهمة وبعد النظر، والأخذ بالعزيمة، وحب الجهاد في سبيل الله، قد انتهت إليه الإمامة في العصر الأخير في البغض لأعداء الإسلام والشدة عليهم، مع ورع وزهادة، وإقبال إلى الله بالقلب والقالب، والتواضع والإيثار على النفس، وترك التكلف، وشدة التقشف، والانتصار للدين والحق، وقيام في حق الله، وكان دائم الابتهال، قوي التوكل ثابت الجأش، سليم الصدر، جيد التفقه، جيد المشاركة في جميع العلوم العقلية والنقلية، مطلعاً على التاريخ كثير المحفوظ في الشعر والأدب، صاحب قريحة في النظم، واضح الصوت، موجز الكلام في إفصاح وبيان، تمتاز دروسه بالوجازة والدقة، والاقتصار على اللب، كثير الأدب مع المحدثين والأئمة المجتهدين، لطيفاً في الرد والمناقشة، كان قصير القامة، نحيف الجثة، أسمر اللون، كث اللحية في توسط، غير متكلف في اللباس، عامته من الكرباس الثخين، وقور في المشي والكلام، تلوح على محياه أمارات التواضع والهم، وتشرق أنوار العبادة والمجاهدة، في وقار وهيبة مع بشر وانبساط مع التلاميذ والإخوان. وكان قليل الاشتغال بالتأليف بالنسبة إلى غزارة علمه وكثرة درسه، له تعليقات لطيفة على سنن أبي داؤد، وجهد المقل في تنزيه المعز والمذل كتاب له بالأردو في مسألة إمكان الكذب وامتناعه، والأدلة الكاملة في جوانب السؤالات العشرة للشيخ محمد حسين البتالوي، وإيضاح الأدلة في جواب مصباح الأدلة لدفع الأدلة الأذلة للسيد محمد أحسن الأمروهي. الحكيم محمود عالم السهسواني الشيخ الفاضل محمود عالم بن إلهي بخش الحسيني السهسواني، أحد العلماء المبرزين في العلوم الحكمية، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم إلى رامبور فقرأ على العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي وعلى غيره من العلماء، وأخذ الصناعة الطبية عن الحكيم عبد العلي بن إبراهيم اللكهنوي ولازمه مدة، وأخذ الحديث عن السيد محمد شاه بن حسن شاه الرامبوري، ثم رجع إلى بلدته ودرس بها مدة طويلة، أخذ عنه غير واحد من العلماء. مات في شهر رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف. المولوي محمود عالم الرامبوري الشيخ الفاضل محمود عالم الحنفي الرامبوري أحد كبار العلماء، ولد ونشأ برامبور، واشتغل أياماً على أساتذة بلدته، ثم قدم لكهنؤ، وقرأ على مولانا تراب علي الحنفي اللكهنوي صاحب التعليق المرضي وعلى غيره من العلماء، ثم تصدر للتدريس، وسار إلى البلاد المشرقية، فقرأ عليه خلق كثير من العلماء، منهم الشيخ عبد العزيز بن أحمد الله الرحيم آبادي. مات سنة اثنتين وثلاثمائة وألف. مولانا محيي الدين الدهلوي الشيخ العالم الصالح محيي الدين بن مؤيد الدين بن العلامة رشيد الدين الحنفي الكشميري الدهلوي، أحد العلماء البارعين في الفقه والأصول والعربية، نشأ في ظل صنوه الكبير أمين الدين بحيدر آباد، وقرأ العلم على أساتذة عصره، وخدم الدولة الآصفية بحيدر آباد مدة طويلة حتى ولي القضاء الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1379 الأكبر بأورنك آباد. مولانا مراد علي التاندوي الشيخ الفاضل مراد علي بن غلام قادر الحنفي التاندوي، أحد العلماء الصالحين، ولد لثمان بقين من ربيع الثاني سنة تسع وأربعين ومائتين وألف بقرية تانده - بالتاء والدال العجميتين - قرية من أعمال هوشياربور فاشتغل بالعربية أياماً على أساتذة هوشياربور، ثم سافر للعلم إلى بلاد شتى، وقرأ على مولانا عبد العلي الرامبوري والعلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي ومولانا رحمة الله بن خليل الرحمن الكرانوي وخلق آخرين من العلماء، ثم خدم الدولة الإنكليزية حتى أحيل إلى المعاش، وكان مع اشتغاله بمهمات الأمور يدرس ويفيد، أخذ عنه المولوي غلام أحمد الكوتي وخلق آخرون. المولوي مرتضى بن قاسم البندوي الشيخ الفاضل مرتضى بن قاسم الحنفي البندوي، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بقرية بندي من أعمال أعظم كده، وسافر للعلم إلى رامبور فقرأ الكتب الدرسية على المولوي فضل حق بن عبد الحق الرامبوري والمولوي محمد طيب بن محمد صالح المكي والمولوي ظهور الحسن والمولوي حفيظ الله وعلى غيرهم من العلماء في المدرسة العالية، ثم ولي التدريس ببلدة كونده من بلاده أوده فأقام بها خمس سنين، ثم سار إلى منكلور من أعمال سهارن بور ودرس بها زماناً، ثم ولي التدريس بمحمد آباد من أعمال أعظم كده فدرس بها زماناً، ثم قدم لكهنؤ وولي تصحيح الكتب بدار الطباعة للمنشي نولكشور فخدمها مدة طويلة، ثم ولي التدريس بدار العلوم لندوة العلماء. مات حوالي سنة سبعين وثلاثمائة وألف. المفتي مسيح الدين الحيدر آبادي الشيخ العالم الفقيه المفتي مسيح الدين بن المفتي جمال الدين الحنفي الحيدر آبادي أحد فقهاء الحنفية، ولد بحيدر آباد سنة إحدى وخمسين ومائتين وألف، وقرأ العلم على أساتذة عصره بحيدر آباد، ثم ولي الإفتاء بعد ما توفي والده، ولقبه صاحب الدكن عمدة العلماء، محبوب نواز الدولة سنة خمس وثلاثمائة وألف، وأعطاه المنصب ثلاثة آلاف له، وألفين للخيل مع العلم والنقارة. مات في اليوم الحادي والعشرين من رجب سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وألف. الحكيم مسيح الدين الإله آبادي الشيخ العالم الفقيه مسيح الدين بن فخر الدين القادري الإله آبادي، أحد العلماء المشهورين ببلدته، ولد بإله آباد في شهر ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية كلها على والده وتطبب عليه، له رسالة في المناسخة، وله هداية الطالبين، رسالة في السلوك. مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف بإله آباد. مولانا مشتاق أحمد الأنبهتوي الشيخ العالم الفقيه مشتاق أحمد بن مخدوم بخش بن نوازش علي الحنفي الأنصاري الأنبهتوي، أحد العلماء المشهورين. ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف بأنبهته - بالتاء العجمية - قرية جامعة من أعمال سهارن بور، وقرأ العلم على مولانا سعادت علي السهارنبوري ومولانا سديد الدين الدهلوي والسيد محمد علي الجاندبوري والعلامة فيض الحسن السهارنبوري، ثم أخذ الحديث عن القاري عبد الرحمن بن محمد الباني بتي، وتصدر للتدريس، أخذ عنه غير واحد من العلماء. له مصنفات عديدة، منها تحصيل المنال بإصلاح حسن المقال والتسهيد في إثبات التقليد، وقريرة العين بتحقيق رفع اليدين، وأحسن التوضيح في مسألة التراويح، والمعراج الجسماني في الرد على القادياني، وتبشير الأصفياء باثبات حياة الأنبياء، والضابطة في تحصيل الرابطة، ورفيق الطريق في أصول الفقه، وإزالة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1380 الالتباس، ونسخ التوراة والإنجيل، وله غير ذلك من الرسائل، وكان عنده ميل إلى الانتصار لبعض البدع. مات لليلتين بقيتا من محرم سنة ستين وثلاثمائة وألف. نواب مشتاق حسين الأمروهي المشهور بوقار الملك الشيخ الكبير مشتاق حسين بن فضل حسين الحنفي الأمروهي نواب انتصار جنك وقار الدولة وقار الملك، كان من الرجال المشهورين في الصدق والديانة والعزيمة الراسخة بحيث لا يزعجه عما يبدي من العزائم شيء. ولد سلخ محرم سنة سبع وخمسين ومائتين وألف في قرية سراوه من أعمال مراد آباد، وأصله من كنبوه - أسرة مشهورة بالذكاء وحسن الإدارة، ومات أبوه وله ستة أشهر، فنشأ يتيماً في حجر أمه، وعنيت بتربيته وإنشائه على الخصائل المحمودة. قرأ بعد ما انتهى من الكتاب مبادىء العربية والشريعة على الشيخ راحت علي الأمروهوي، ثم التحق بمدرسة حكومية، ثم دخل في كلية الهندسة في روزكي واجتاز الامتحان حوالي سنة ست وسبعين ومائتين وألف. وعين مدرساً في المدرسة المحلية التي تخرج فيها براتب شهري لا يزيد على عشر ربيات، وتعرف بالسيد أحمد خان مؤسس الحركة التعليمية الشهير، فعينه على مراقبة دار العجزة والفقراء في أمروهه، وكانت أيام مجاعة عامة في الهند. وتنقل في وظائف مختلفة حتى عين موظفاً في محكمة عليكزه، واشتغل مدة تحت رئاسة السيد أحمد خان، وأعجب السيد أحمد بنجابته وأمانته ونصحه، ودخل في امتحان جديد في المصلحة المالية ونجح، وعمل مع السيد أحمد خان في مجاعة سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف في مديرية كوركهبور، وأقر الحكام الإنجليز بحسن خدمته، وتجلت عصاميته واستقامته على الدين والمبادىء في الحوادث التي وقعت أثناء خدمته في الحكومة ومعاملته للحكام الإنكليز، وظهرت قوة نفسه وأنفته، وإباؤه للضيم، وأعان السيد أحمد في مشاريعه التعليمية، وقام بنشاط ملحوظ في رفع شأن المسلمين، ونشر العلم والآداب فيهم، وتأسيس المؤسسات الخيرية في المناطق التي خدم فيها، وظهر نبوغه في الأمور الإدارية، وفهم لعلل المسلمين وأسباب انحطاطهم. واستقدمه سالار جنك وزير المملكة الآصفية بحيدر آباد لإصلاح الإدارة وتنظيم المالية، والتقدم بالبلاد، في من استخدمهم من نوابغ الهند وفضلائها، وتوجه إلى حيدر آباد سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف، وعين ناظم العدلية، وارتقى في مدة قليلة إلى أمانة وزارة العدلية، وقام بإصلاحات دقيقة، واسعة المدى في الإدارة والتشريع، وتنظيم المالية، ورفاهة البلاد، وعين حاكماً في كلبركه في سنة تسع وتسعين ومائتين وألف، ومات سالار جنك سلخ ربيع الأول سنة ثلاثمائة وألف، وعين عضواً في المجلس المالي للدولة في سنة إحدى وثلاثمائة وألف بزيادة في الراتب، وانحل المجلس خلال عام واحد، ورقى المولوي مشتاق حسين إلى منصب حاكم الولاية ولقب بانتصار جنك بهادر، وقام كالمعتاد بإصلاحات وتنظيمات مفيدة، تعود على البلاد بالخصب والرفاهية وحسن الإدارة، ونقل إلى أمانة وزارة المالية في سنة أربع وثلاثمائة وألف، وأثار نجاحه وما حصل له من القبول في الشعب حسد الحساد والمنافسين، وأعانت على ذلك صرامته وعدم مداهنته وإيثاره لمصلحة الشعب والبلاد على كل مصلحة، حتى اضطر إلى طلب الإحالة على المعاش، ورفض هذا الطلب، ولقب بوقار الدولة وقار الملك، وأنعم عليه الأمير محبوب علي خان صاحب الدكن بالمنصب والعلم والنقارة، وكان ذلك لثلاث بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثمائة وألف، وعين مساعداً للوزير، وتوسعت دائرة حكمه في البلاد، ونشط الحساد في الوشاية والسعاية، ووجهت إليه تهم هو منها بريء، فعاد إلى طلب الإحالة على المعاش، ووفق عليه في الرابع والعشرين من ربيع الأول سنة عشر وثلاثمائة وألف. وأقام المولوي مشتاق حسين مدة في وطنه، منصرفاً إلى الأمور المفيدة، ومساعدة المشاريع الخيرية الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1381 وتشجيعها، وسافر في شوال سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف للحج والزيارة، واستقام خلال هذه المدة كلها على مساعدة مدرسة العلوم في عليكزه، وبذل النصح لها، من غير محاباة أو مداهنة، وقد اضطره إخلاصه مراراً إلى أن عارض السيد أحمد خان الذي كان يجله ويحبه معارضة شديدة أغضبته عليه، واتسعت الفجوة بينه وبين شيخه السيد أحمد خان حين اختار ابنه السيد محمود خليفة له في إدارة الكلية. واختير أميناً عاماً للكلية على وفاة النواب مهدي علي خان المعروف بمحسن الملك في عاشر ذي القعدة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف، وكان من خيرة من تقلد هذا المنصب، وشمر عن ساق الجد والاجتهاد في إصلاح الحال، وتربية الشباب الذين يتعلمون في هذه الكلية، ورفع شعائر الإسلام، والحث على التدين، والقيام بالواجبات الدينية والشعائر الإسلامية، ووقف موقفاً قوياً صارماً تجاه العنصر الإنكليزي الذي كان قد استولى على الكلية، وتدخل الحكام الإنكليز في شؤون الكلية، وأثبت عصاميته واعتداده برأيه واعتماده على المسلمين، وبيض الله وجهه في هذه المواقف، وإثارة النخوة القومية في المسلمين، وكان له فضل كبير في تأسيس العصبة الإسلامية وتقويتها، وفي تأييد القضايا التي تؤثر في حياة المسلمين، وتقدمت في دوره الكلية الاسلامية تقدماً واسعاً، ووجد اتجاه إلى الدين، وأيد ندوة العلماء، وشجع على التعليم الديني. وفي سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف قدم استقالته عن الأمانة العامة الكلية، وقبلت في السادس من شعبان من هذه السنة، وقوبلت بتأسف عام، وشعور بالاعتراف والإعجاب بشخصيته وأعماله، وكان يدعو إلى استقلال المسلمين السياسي، وأن تكون لهم جبهة سياسية منفصلة عن الهندوس، ويعارض الانتخاب المشترك، وقاد المسلمين سياسياً مدة طويلة، وتمتع بإحترام وثقة نادرة، ضعفت صحته أخيراً وتمادى به المرض فاعتزل في البيت. كان المولوي مشتاق حسين من نوادر العصر ونوابغ الرجال في الصرامة وقوة العزم، والرسوخ في العقيدة، والثبات على المبدأ، والتمسك بالأخلاق الفاضلة في الإدارة والسياسة، والأمور الخلافية، كثير الجد فيما يعانيه من الأمور، بعيداً عن الهزل وسفاسف الأمور وخسائس الأغراض، حريصاً على خدمة أمته وإخوانه، وقوراً مهيباً، سليم العقيدة، محافظاً على الواجبات الدينية، والشعائر الإسلامية، كان لا يدخر مالاً، اعتزل الخدمة في حيدر آباد وله راتب ضخم ومنصب كبير، وليس عنده ما يرجع به إلى وطنه، فباع أثاث بيته، واستعان به على السفر. كان عبلاً جسيماً، قصير القامة، قصير العنق، كبير اللحية، وكان يحلق رأسه غالباً، ويلبس الطربوش. كانت وفاته لأربع خلون من ربيع الآخر سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه جمع حاشد، ودفن في أمروهه. الشيخ مصلح الدين الجونبوري الشيخ العالم الفقيه مصلح الدين بن رجب علي بن إمام بخش الحنفي الجونبوري، أحد العلماء المشهورين في البلاد الشرقية، ولد ونشأ بجونبور واشتغل بالعلم أياماً في بلدته، ثم لازم عمه الشيخ كرامة علي الجونبوري، وأخذ عنه الطريقة، ورافقه في الظعن والإقامة، ولما مات عمه اشتغل بالتذكير وفي بلاد بنكاله. وكان فصيح اللسان حلو المنطق، نفع الله به عباده في نواكهالي وسنديب وذهاكه وميمن سنكه وكهرله وببنا ودهوبزي وكوالبازه وجانكام وآركان ورنكبور وديناج بور ومالده وسراج كنج من بلاد بنكاله وآسام وجزائر السيلان. مات سنة ست وثلاثمائة وألف. السيد مصطفى بن يوسف الطوكي السيد الشريف العلامة العفيف مصطفى بن يوسف بن يعقوب بن إبراهيم ابن عرفان الحسني البريلوي ثم الطوكي، المتفق على ولايته وجلالته. ولد ونشأ ببلدة طوك وحفظ القرآن، ثم اشتغل الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1382 بالعربية أياماً على المولوي عبد الغفور النحوي الطوكي، ثم سافر إلى البلاد وقرأ على مولانا أمير أحمد بن أمير حسن السهسواني والعلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي، ثم أخذ الحديث عن السيد المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي، ورجع إلى بلدته فدرس وأفاد بها زماناً، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، وأقام بالحجاز سنة كاملة. وكان - رحمه الله ونفعنا ببركاته - رحيب الصدر، كريم الكف واسع العطاء، كثير البكاء من خشية الله سبحانه، لم يكن يلبس لبس المتفقهة والمتصوفة ولا يختار ثيابهم من تكبير العمامة وتطويل الأكمام، وكان يعمل ويعتقد بالحديث الشريف، وكان شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم اللكهنوي مع صلابته في المذهب يقول: إن لمثله يسوغ أن يتتبع الأحاديث ويعمل بها نظراً إلى تورعه، وبالجملة فإنه كان قريع أوانه وفريد زمانه في الإقبال على الله والاشتغال بالعبادة والمعاملة الربانية، وضع الله سبحانه له المحبة في قلوب عباده، لما اجتمع فيه من خصال الخير من العلم والعمل، والزهد والتواضع، وحسن السلوك وتهذيب النفوس، والدلالة على معالم الرشد وطرائق الحق، وإيصال الخير إلى كل محتاج، لم تر عيني مثله في الورع، ولم أجد أحداً يساويه في اتباع السنة السنية، وكان سبط سيدنا الإمام الشهيد السيد أحمد بن عرفان البريلوي. مات يوم الأربعاء لخمس بقين من شعبان سنة عشرين وثلاثمائة وألف ببلدة طوك. المولوي مظهر حسن الطوكي الشيخ الفاضل مظهر حسن بن أحمد حسن بن غلام حسين الأفغاني الطوكي أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية، ولد ونشأ بطوك، وقرأ العلم على صنويه الكبيرين: محمد حسن ومحمود حسن، ثم سافر إلى لاهور وقرأ فاتحة الفراغ على المفتي عبد الله بن صابر علي الطوكي، ثم ولي التدريس ببلدة ميسور من بلاد الدكن، وقضى جزءاً كبيراً من عمره هناك، حتى أحيل إلى المعاش فرجع إلى بلدته. كان له شغف بالأدب العربي والإنجليزي، واليد الطولى في علم الألسنة وصلة بعضها ببعض وانشعابها، قضى شطراً كبيراً من عمره في البحث والتحقيق في هذا الموضوع، وكان يرى ويثبت أن اللغة العربية هي أم الألسنة وجميع اللغات متفرعة عنها، راجعة إليها، كتب في ذلك مقالات ورسائل، ضاع أكثرها. مات في الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وألف في طوك. الحكيم مظهر علي السهسواني الشيخ الفاضل مظهر علي بن بدر الدين بن صدر الدين العمري السهسواني الحكيم الحاذق، ولد ونشأ ببلدة سهسوان، وقرأ العلم على صنوه الكبير العلامة محمد بشير، ولازمه مدة من الزمان، ثم سار إلى بلدة كواليار، وجعله صاحبها طبيباً خاصاً، له تفسير القرآن الكريم إلى سورة البقرة. توفي بمكة المباركة بعد الحج سنة ست عشرة وثلاثمائة وألف، كما في حياة العلماء. الحكيم معز الدين الخالصبوري الشيخ الفاضل الكبير معز الدين بن القاضي محمد عظيم الأفغاني الخالصبوري أحد العلماء المشهورين، ولد بخالصبور من أعمال لكهنؤ، وقرأ العلم على أساتذة بلاده، ثم تطبب على الحكيم يعقوب الحنفي اللكهنوي، ولازمه مدة من الزمان، ثم سافر إلى بهوبال وتقرب إلى أمير تلك الناحية، فصار رئيس الأطباء في محروسة بهوبال، رأيته بها غير مرة، كان يدرس ويداوي الناس، ولكن المرضى كانوا ناقمين عليه لإنهماكه في التدريس والتصنيف، ومطالعة الكتب. له تعليقات نفيسة على المطول، وتعليق نفيس على خمسة فنون من معالجات القانون للشيخ الرئيس. مات في بعض وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة بهوبال. مولانا معين الدين الكزوي الشيخ العالم الكبير معين الدين بن خيرات علي الحسيني الكاظمي الكزوي أحد العلماء المشهورين الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1383 بكثرة الدرس والإفادة، درس وأفاد أربعين سنة وأفنى قواه في ذلك حتى أخذ عنه ألوف من الرجال. ولد ببلدة كزه - بفتح الكاف والراء الهندية - وسافر للعلم إلى بلدة لكهنؤ، وقرأ على مولانا عبد الحكيم بن عبد الرب والمفتي ظهور الله بن محمد ولي والمحدث مرزا حسن علي وعلى غيرهم من العلماء ولازمهم مدة طويلة حتى فاق أقرانه، ثم تصدر للتدريس فدرس ببلدة لكهنؤ مدة، ثم سافر إلى الحرمين الشريفين فحج وزار، ورجع إلى الهند وولي التدريس في المدرسة العربية ببلدة مرزابور، فدرس بها خمس عشرة سنة، رأيته في بلدتنا رائي بريلي، وكان شيخاً منور الشيبه حسن الخلق، سريع الكلام. له تعليقات متشتة على الكتب الدرسية ورسائل شتى، منها التعليق الكامل في مبحث الطهر المتخلل من شرح الوقاية، ورسالة في مبحث المثناة بالتكرير من شرح هداية الحكمة للشيرازي، ومرقاة الأذهان في علم الميزان ومرآة الأذهان في علم الواجب تعالى وتقدس، والآداب المعينية بالفارسية في فن المناظرة، وكذلك جلاء الأذهان في علم القرآن وهداية الكونين إلى شهادة الحسنين والتبيان في فضائل النعمان والتبيان في حكم شرب الدخان. توفي لثلاث خلون من ربيع الأول سنة أربع وثلاثمائة وألف. مولانا معين الدين الأجميري الشيخ الفاضل معين الدين بن عبد الرحمن الهندي الأجميري أحد كبار العلماء، ولد ونشأ في الإسلام، وكانت ولادته لأربع بقين من صفر سنة تسع وتسعين ومائتين وألف واشتغل بالعلم على الحكيم بركات أحمد بن دائم علي الطوكي، فلازمه مدة طويلة وتخرج عليه، وقرأ العلوم الرياضية على مولانا لطف الله الكوئلي، وولي التدريس بالمدرسة النعمانية بلاهور، وبقي يدرس ويفيد فيها أكثر من سنتين، ثم تدير بأجمير سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف، وأسس سنة سبع وعشرين مدرسة سماها معين الحق، وبدأ يدرس فيها بجد واجتهاد، ودقة وإتقان، وقد زارها سمو النظام مير عثمان علي خان صاحب الدكن وحضر دروسه، وسر بها وخلع عليه، وأجرى للمدرسة جراية شهرية، ومن هنا سميت المدرسة المعينية العثمانية وتصدر للتدريس فيها خمس عشرة سنة، ثم استقال لخلاف وقع بينه وبين أعضاء المدرسة، وأسس سنة ثمان وثلاثين مدرسة سماها دار العلوم الحنفية الصوفية وبقي يدرس فيها مدة اثنتي عشرة سنة، وأمها الطلبة من الآفاق، وانتفعوا به انتفاعاً عظيماً، وتخرجت عليه جماعة من الفضلاء. وكان الشيخ معين الدين قوي الملكة في التعليم، جيد المشاركة في العلوم العقلية والرياضية، مشاركاً في العلوم الدينية، له مشاركة في السياسة وحركة الخلافة، سجن لسنتين، ورأس حفلة جمعية العلماء التي انعقدت في أمروهه وبقي نائب الرئيس لها مدة طويلة، وكان مع اشتغاله بالتدريس وتضلعه من العلوم الظاهرة مقبلاً على العبادة وأنواع الطاعات، معتنياً بتربية الباطن وإصلاح النفس، قد بايع الشيخ عبد الوهاب بن الشيخ عبد الرزاق اللكهنوي، وكان يعيش في استغناء وتوكل وعفاف نفس، وكان صادعاً بالحق، قد غلب عليه حب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان كلما درس الحديث وذكر مرض النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي توفي فيه تأثر وفاضت عيناه، وكان مندمجاً في الطلبة، مشاركاً لهم في مشاغلهم ونزهتهم، وكان كثير المحفوظ في الشعر، كثير المؤاساة والبر بالطلبة. كان قليل الاشتغال بالتصنيف، له حاشية على جامع الترمذي لم تكمل، وله رسائل على بعض المباحث الفلسفية، وكتاب في سيرة الشيخ الكبير معين الدين السجزي الأجميري، لم يطبع. مات يوم عاشوراء سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وألف بأجمير، ودفن بجوار مقبرة الشيخ معين الدين الأجميري. مولانا مقيم الدين الكوثي الشيخ العالم الفقيه مقيم الدين بن سلطان محمد الحنفي الكوثي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول، ولد ونشأ بقرية كوث ممريز من أعمال تانك، وقرأ الكتب الدرسية على المولوي دين محمد التانكي والشيخ محمد مظهر النانوتوي والعلامة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1384 عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي والعلامة أحمد حسن الكانبوري، ثم ولي التدريس بمدرسة شوكة الإسلام في بلدة سنديله فدرس بها مدة طويلة، ثم سافر إلى بلاده. مولانا منصور علي المراد آبادي الشيخ العالم الفقيه منصور علي بن المولوي حسن علي خان بن المولوي عبد الله خان بن المولوي أمان الله خان الحنفي المراد آبادي أحد العلماء المشهورين في بلاد الهند، قرأ العلم على العلامة محمد قاسم الحنفي النانوتوي، ولازمه مدة من الزمان، ثم أخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله الماتريدي السهارنبوري، وصحبه زماناً، ثم سافر إلى بلاد الدكن، وولي التدريس في المدرسة الطبية بحيدر آباد، فدرس بها مدة طويلة، وأحيل إلى المعاش، فسافر إلى مكة المباركة وتوطن بها. له مذهب منصور في جزءين، والفتح المبين، ومعيار الأدوية. مات بمكة المباركة سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا منفعت علي الديوبندي الشيخ العالم الفقيه منفعت علي بن بلند بخش الحنفي الديوبندي أحد الفقهاء المشهورين، ولد ونشأ بديوبند، وقرأ العلم على مولانا يعقوب بن مملوك العلي النانوتوي وشيخنا السيد أحمد الدهلوي وعلى غيرهما من العلماء في المدرسة العربية بديوبند، ومكث بها طالباً من سنة أربع وثمانين ومائتين وألف إلى سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف ثم ولي التدريس بتلك المدرسة فدرس بها إلى سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وألف، ثم اعتزل عنها وخالف أعضاء المدرسة في نظامها، ودرس مدة في مدرسة فتحبوري، ثم انتقل إلى جامع العلوم بكانبور، ودرس بها زماناً. كان عالماً كبيراً، بارعاً في الهيئة والهندسة والحساب والفقه والفرائض، له رسالة بسيطة بالأردو في المواريث. توفي في كانبور لسبع خلون من ذي القعدة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وألف ودفن بها. مولانا منور علي الرامبوري الشيخ العالم المحدث منور علي بن مظهر الحق الحنفي الرامبوري أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ برامبور، وقرأ المختصرات على والده ثم على المولوي محمد صديق الرامبوري، ثم أخذ المنطق والحكمة عن العلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي، وأخذ الحديث عن السيد محمد شاه بن حسن شاه الحسيني الرامبوري، ثم ولي التدريس بالمدرسة العالية فدرس بها زماناً، ثم سافر إلى الحجاز سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وألف فحج وزار، وأقام بها سنة كاملة، ثم رجع إلى الهند. مات سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف، وأرخ بعضهم بوفاته بقوله: مرقد آفتاب حديث. الحكيم مهدي الشيعي اللكهنوي الشيخ الفاضل مهدي بن محمد الشيعي الكشميري اللكهنوي، أحد العلماء الماهرين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على المفتي عباس ابن علي التستري وعلى غيره من العلماء، ثم تطبب على الحكيم مظفر حسين ابن حسن علي الشيعي اللكهنوي ولازمه مدة من الزمان، ثم تصدر للتدريس والمداواة. مات لتسع بقين من رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة لكهنؤ. نواب مهدي علي خان الإثاوي المعروف بمحسن الملك الأمير الكبير مهدي علي بن ضامن علي الحسيني البارهوي الاثاوي نواب محسن الدولة محسن الملك منير نواز جنك، كان من الرجال المشهورين بالعقل والدهاء. ولد ببلدة إثاوه سنة ثلاث وخمسين ومائتين الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1385 وألف، وقرأ المختصرات على أساتذة بلدته، ثم لازم المولوي عنايت حسين الديوي وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية ولم يساعده الزمان أن يقرأ عليه فاتحة الفراغ، فاضطر إلى الاسترزاق، وقبل خدمة محقرة في ديوان الخراج بعشر ربيات شهرية، فأقام على تلك الخدمة مدة، حتى ناب عن محصل الخراج في بلدته، ثم صار محصل الخراج، وناب الحكم في متصرفية مرزا بور سنة أربع وثمانين ومائتين وألف، فاستقل به زماناً وظهرت كفايته وجده واجتهاده أيام المجاعة العامة، فخلعت عليه الحكومة الهندية، ودخل في مباراة المقالات والأجوبة على سؤال السيد أحمد خان أسباب انحطاط المسلمين التعليمي، وقلة استفادتهم من المدارس الرسمية، وبرز في هذه المباراة، ونال المكافأة الأولى، وهي خمسمائة ربية، وتوطدت بينه وبين السيد أحمد خان الصلات العلمية الفكرية، وأعجب بشخصيته وأفكاره وساعده بالكتابة والتحرير والذب والدفاع. ثم استقدمه الوزير الكبير شجاع الدولة مختار الملك إلى حيدر آباد، فسافر إليها سنة إحدى وتسعين، وولي الخدمات الجليلة حتى صار معتمداً للوزير، صارت شهريته ألفين وثمان مائة من النقود الآصفية، ولقب منير نواز جنك محسن الدولة محسن الملك وقام باصلاحات مفيدة، وقدم اقتراحات ومشوعات، ظهرت فيها سعة إطلاعه وحصافة رأيه، وأقر لها بالفضل، وسافر حوالي سنة خمس وثلاثمائة وألف إلى لندن عاصمة الجزائر البريطانية للدفاع عن حكومة حيدر آباد في قضية اتفاق مع بعض الشركات الأجنبية وأقام مدة، زار في خلالها المراكز التعليمية والمشاريع العمرانية، ولم يزل يترقى درجة بعد درجة في المنصب، وثار عليه الحساد حتى اتهموه بالارتشاء والإرشاء، فأمر بجلائه من حيدر آباد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة وألف، ووظف له ثمانمائة من النقود الآصفية، فدخل بمبىء واختار الإقامة بها، وكان يتردد إلى عليكده ويقيم بها زماناً، حتى توفى الرجل الكبير السيد أحمد بن محمد المتقي الدهلوي زعيم حركة التعليم الحديث بالهند سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف، فاتفق الناس عليه فقام مقامه، وصار معتمداً للمؤتمر التعليمي الإسلامي والمدرسة الكلية بها، واستقل بهما إلى وفاته، وتقدمت في عهده الكلية الإسلامية تقدماً كبيراً، وتوسعت في ماليتها وعدد طلبتها وفي شهرتها، وكان موقفه موفقاً سلمياً ليناً إزاء الأساتذة الإنكليز والحكام بخلاف زميله المولوي مشتاق حسين الذي خلفه من بعد، وثارت مشاكل في إدارة الكلية، واستهدفت شخصيته للنقد واللوم أحياناً، وحصل إضراب من الطلبة، ونزاع بينهم وبين الأساتذة، هذا مع اعتراف الجميع بنبوغه وكبر نفسه، وكثرة مواهبه وإخلاصه للكلية، وقاد المسلمين سياسياً مدة بقائه في مركزه، وكانت سياسته سلمية هادئة، يراعى فيها تخلف المسلمين في مجال التعليم والسياسة، وتوهم الحكام الإنكليز منهم، وأثر كل ذلك في صحته وأعصابه، حتى وهنت قواه، واعتلت صحته، وهو عاكف على خدمة الكلية، وتوسيع نطاقها، ورفع شأنها ونشر التعليم في المسلمين، وخدمة القضايا الإسلامية، ينتقل من مكان إلى مكان ويتحمل الأسفار، ويحضر المحافل والحفلات، ويكتب ويخطب. كان النواب مهدي علي خان من نوابغ العصر ذكاء، وقوة شخصية، وحضور بديهة، وحسن خطابة، وتأثير في عقول الناس، وكان كاتباً مترسلاً، له قلم سيال وأسلوب قوي، وكان حليماً جواداً، كثير المؤاساة والبر بالأشراف والفقراء وأهل الحاجة وكان رقيقاً دمث الخلق وسيما حسن الملبس والمآكل مؤلفاً بارعاً، ولد ونشأ في أسرة شيعية، ورجح عقيدة أهل السنة بدرايته وتحقيقه، وألف كتاباً في الرد على عقائد الشيعة سماه آيات بينات وهو كتاب عظيم، ولكنه لم يكمل. مات لتسع خلون من رمضان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وألف في شمله، ونقلوا جسده إلى عليكده، ودفنوه بها بجوار السيد أحمد خان. القاضي مير أحمد البشاوري الشيخ الفاضل مير أحمد بن القاضي صاحبزاده بن محيي الدين بن عبد الله ابن عبد الرحمن العلوي البخاري ثم الهندي البشاوري أحد العلماء المشهورين، ولد ببلدة بشاور سنة سبع وسبعين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات في بلاده، ثم سافر إلى خراسان الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1386 وأخذ الفقه والأصول والمنطق وغيرها عن أساتذة عصره ثم رجع إلى الهند ونال الفضيلة من كلية لاهور، ثم ولي التدريس في مدرسة المعلمين بأمرتسر ودرس بها ثلاث سنين، ثم ساح البلاد صحبة رجال الدولة الإنكليزية تسع عشرة سنة، ثم ولي التدريس في مدرسة المعلمين براولبندي، ونقل بعد مدة إلى لاهور، له رسائل في الفقه، وفتاواه مشهورة في الذب عن الحكومة الإنكليزية، ولذلك لقبته الدولة بشمس العلماء سنة تسع عشرة وثلاثمائة وألف. حرف النون مولانا ناصر الدين الدهلوي الشيخ الفاضل ناصر الدين بن محمد علي الحنفي الدهلوي، أبو منصور، كان من نسل القاضي عبد الغفور الداعي بوري القنوجي، ولد بناكبور وقرأ العلم على أبيه وجده، وتعلم اللغة الإنكليزية، ثم قرأ التوراة والإنجيل على أحبار اليهود والنصارى، ثم صرف عمره في المناظرة بالنصارى، وأفنى قواه في الذب عن الملة الحنيفية، وصنف كتباً، وكان في صدد تصنيف التفسير على أسلوب جديد، كان يفسر القرآن الكريم بالأحاديث الصحيحة، ويصدقها بآيات التوراة والانجيل، ولكنه لم يتم. ومن مصنفاته نويد جاويد ودولة فاروقي وعقوبة الضالين في الرد على هداية المسلمين لعماد الدين المسيحي، والاستيصال في الرد على المسيح الدجال لرامجندر المسيحي، ورقيمة الوداد في الرد على نياز نامه لصفدر علي المسيحي، ولحن داودي في الرد على نغمة طنبوري للعماد المذكور، وإنعام عام في الرد على آئينة إسلام لرجب علي المسيحي، وإفحام الخصام في الرد على تفتيش الإسلام لراجوس المسيحي، وتصحيح التأويل في الرد على تفسير المكاشفات للعماد المذكور وإعزاز القرآن في الرد على إعجاز القرآن لرامجندر المذكور، وميزان الميزان في الرد على ميزان الحق لفندر الإنكليزي، ومجموعة وعظ وياد داشت، والشلاق في الرد على تهذيب الأخلاق الجريدة للسيد أحمد بن محمد المتقي الدهلوي، وحرز جان في الرد على أصلية قرآن لعبد الله آتهم المسيحي، والتبيان في الأجوبة لأسئلة النصارى، ومصباح الأبرار في الرد على مفتاح الأسرار لفندر المذكور، والتأديب، ونمونة تحريف، وتشويش القسيسين، والمحاكمة بين عقوبة الضالين وهداية المسلمين، وتنقيح البيان في الرد على تفسير القرآن للسيد أحمد المذكور. مات سنة عشرين وثلاثمائة وألف بدهلي. السيد ناصر حسين اللكهنوي مجتهد الشيعة الشيخ الفاضل ناصر حسين بن حامد حسين بن المفتي محمد قلي الحسيني الموسوي اللكهنوي، أحد علماء الشيعة الإمامية وكبرائهم. ولد يوم الخميس لتسع عشرة خلون من جمادى الآخرة سنة أربع وثمانين ومائتين وألف ببلدة لكهنؤ، ونشأ في مهد العلم، وقرأ منهج البلاغة على والده سبع مرات، وحفظ أكثره، وفي أثناء ذلك كان يختلف إلى المفتي عباس بن علي الحسيني التستري، ويأخذ عنه الفنون الأدبية والمعارف الحكمية، حتى برع فيها وفاق أقرانه، وكان التستري شديد الرأفة به، كثير الحدب عليه، وقد أجازه إجازة عامة برواية مروياته ومسموعاته، وكان ذلك في آخر أيام حياته، وأوصى إليه بالصلاة عليه. له مصنفات كثيرة، منها ديوان الشعر، وديوان الخطب، وكتاب الأثمار الشهية في المنشآت العربية، وإسباغ النائل بتحقيق المسائل، ونفحات الأزهار في فضائل الأئمة الأطهار في زهاء ستة عشر مجلداً، وله رسالة مفردة في وجوب السورة، وكتاب مفرد طويل فيما ظهر من فضائل سيدنا علي المرتضى كرم الله وجهه يوم خيبر، وهو في صدد تكميل عبقات الأنوار من فضائل الأئمة الأطهار لوالده. وله من قصيدة يذكر النيروز فيها ويمدح محمد بن حسن العسكري: الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1387 حان الربيع بعدة وعتاد وأتى بعيد أعظم الأعياد يوم به أضحى الرياض كأنها حلل مفوفة من الأبراد قد عطرت ميدا لباس خريدة أدنى ملابسها صبيغ الجادي قد أطربت بورودها وزهورها وبكل غصن للصبا مياد قد صابها الوسمى ثم وليها من بعد ما سقيت بصوب عهاد قد وافق الأنهار مطر وإنها تجري كصب مستهام صاد فحمائم البستان فيه هواتف وسواجع الكعتان فيه شواد لا غرو لو طربت وغنت أنه يوم أتى بالحظ والاسعاد يوم منير بين أيام الورى متوقد كالكوكب الوقاد يوم له شرف على شامخ يسمو عن الغايات والأبعاد يوم أقر بفضله أهل النهى من مشرك أو مسلم منقاد ورث عن أبيه مكتبته الحافلة بنوادر الكتب ومخطوطات المؤلفين، وحافظ عليها وزاد فيها، واشتهرت باسمه المكتبة الناصرية، وأمها العلماء والباحثون من بلاد بعيدة. مات سنة ستين وثلاثمائة وألف في لكهنؤ، ودفن في أكره بجوار المفتي نور الله الشوستري المعروف بالشهيد الثالث. الحكيم ناصر علي الغياثبوري الشيخ الفاضل ناصر علي الحنفي الغياثبوري ثم الآروي، أحد العلماء الماهرين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بغياثبور قرية من أعمال عظيم آباد، وقرأ المختصرات على المولوي علي أعظم البهلواروي، ثم سافر إلى البلاد، وقرأ سائر الكتب الدرسية على مولانا عبد الحليم بن أمين الله الأنصاري اللكهنوي، وتطبب على الحكيم إبراهيم بن يعقوب الحنفي اللكهنوي ولازمه مدة طويلة، ثم رجع إلى بلاده وتدير ببلدة آره، كان يدرس ويفيد. له مصنفات كثيرة شهيرة، منها ناصر الأبرار في مناقب أهل البيت الأطهار، وعناصر الشهادتين وعناصر البركات ترجمة دلائل الخيرات، ومناصر الحسنات، وناصر الطلاب وأربعة عناصر في اللغة، ومفردات ناصري، وناصر المعالجين في الطب، وناصر المحسنين في أخلاق سيد المرسلين. مات في صفر سنة خمس وثلاثمائة وألف ببلدة آره. مولانا ناظر حسن الديوبندي الشيخ العالم الفقيه ناظر حسن بن أمير بخش بن ظهور عالم الحنفي الديوبندي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ بديوبند، وقرأ العلم على أساتذة المدرسة العربية بها، وقرأ فاتح الفراغ سنة ست وتسعين ومائتين وألف ثم لازم الشيخ أحمد علي بن لطف الله الحنفي السهارنبوري ببلدة سهارنبور وأخذ عنه الحديث ثم ولي التدريس ببلدة جهتاري - بفتح الجيم المعقود - فدرس بها زماناً طويلاً، ثم ولي التدريس في المدرسة العالية بكلكته، فدرس بها مدة من الزمان وأحيل إلى المعاش، ثم سافر إلى ذهاكه حوالي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف، ودرس في جامعتها بضع سنين، وعين رئيساً للمدرسة العالية في ذهاكه وتوفي هناك. له مصنفات عديدة بالأردو، منها الفرقان في قراءة أم القرآن - في مجلد ضخم، وكشف الغطا عن مسألة الربا، مات غرة ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وألف. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1388 مولانا نجم الدين الجرياكوثي الشيخ الفاضل نجم الدين بن أحمد علي بن غلام حسين بن سعد الله العباسي الجرياكوثي، أحد العلماء المبرزين في الإنشاء والشعر والعلوم العربية، ولد ونشأ بجرياكوث - بكسر الجيم المعقود وتشديد الياء التحتية آخرها التاء العجمية - قرأ العلم على والده ولازمه مدة مديدة، وفاق أقرانه في كثير من العلوم، ومن مصنفاته هفت أقسام، في الصرف، والإعراب الأربعة، في النحو، ورسالة في العروض والقافية، وله غير ذلك من الرسائل. مات في شوال سنة سبع وثلاثمائة وألف. الحكيم نجم الغني الرامبوري الشيخ الفاضل نجم الغني بن عبد الغني بن علي العلي بن عبد الرحمن بن محمد سعيد الحنفي الرامبوري، أحد العلماء المبرزين في الفنون الأدبية والتاريخ. ولد بمدينة رامبور سنة ست وسبعين ومائتين وألف، وسافر مع والده إلى أوديبور سنة إحدى وتسعين وقرأ عليه النحو والصرف، ورجع إلى رامبور سنة إحدى وثلاثمائة وألف، فقرأ الكتب الدرسية على المولوي ظهور حسين والشيخ إرشاد حسين والعلامة عبد الحق بن فضل حق الخير آبادي، وأخذ الحديث عن السيد حسن شاه وولده السيد محمد شاه، والفنون الأدبية عن الشيخ محمد طيب بن محمد صالح الكاتب المكي، والطب عن الحكيم حسين رضا والحكيم أحمد رضا اللكهنويين، وقرأ فاتحة الفراغ سنة ست وثلاثمائة وألف، ثم سافر إلى أوديبور وولي التدريس بها لعله بعد وفاة والده. له مصنفات كثيرة بالأردو، منها مذاهب الإسلام في الملل والنحل، وعقود الجواهر في أخبار البواهر، وأخبار الصناديد في تاريخ روهيلكهند، وتاريخ أوده في أربعة أجزاء وخواص الأدوية في الطب، وبحر الفصاحة في البيان والبديع والعروض، ونهج الأدب في النحو والصرف، ومنتهى القواعد وتهذيب العقائد، وميزان الأفكار، ونجم الغني وتعليم الإيمان، وتذكرة السلوك، وكتاب بسيط له في أصول الفقه، وله القول الفصل في شرح مسألة الطهر المتخلل من شرح الوقاية. مات لخمس بقين من صفر سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وألف. السيد نذير أحمد السهسواني الشيخ الفاضل نذير أحمد بن آل أحمد الحسيني النقوي السهسواني، أحد الأفاضل المشهورين، ولد ونشأ بسهسوان، وسافر للعلم، فقرأ على مولانا أحمد حسن المراد آبادي والعلامة فيض الحسن السهارنبوري والشيخ تراب علي اللكهنوي وعلى غيرهم من العلماء، وتطبب بدهلي على الحكيم فيض علي الدهلوي، ثم رجع إلى بلده وعكف على الدرس والإفادة، أخذ عنه خلق كثير، وله مصنفات. مات في ربيع الأول سنة تسع وثلاثمائة وألف بسهسوان، كما في حياة العلماء. المولوي نذير أحمد الدهلوي الشيخ الفاضل نذير أحمد بن سعادة علي بن نجابة علي الأعظم بوري البجنوري ثم الدهلوي، أحد الأدباء المشهورين. ولد سنة سبع وأربعين ومائتين وألف ببلدة بجنور، وقرأ المختصرات على مولانا نصر الله الخويشكي الخورجوي ببلدة بجنور، ثم دخل دهلي سنة ثمان وخمسين وقرأ العلم على أساتذة المدرسة الكلية بها، وولي التدريس بكنجاه من أرض بنجاب سنة إحدى وسبعين، وبعد سنتين ولي نظارة المدارس ببلدة كانبور، وتعلم اللغة الإنكليزية، ثم أعان الولاة في نقل تعزيرات الهند من اللغة الإنكليزية إلى الأردوية، وأصلح ما كان فيه من خلل في تعبير المعاني ووضع المصطلحات، وصار سعيه مشكوراً في ذلك، فناب الحكم في إحدى المتصرفيات، ثم استقدمه نواب مختار الملك وزير الدولة الآصفية إلى بلاد الدكن وولاه على بعض الأقطاع، فأقام بتلك البلاد عشر سنين، وأحيل إلى المعاش، فرجع إلى بلدته دهلي واعتزل في بيته. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1389 وكانت له اليد الطولى في العلوم العربية، والكعب العالي في الفنون الأدبية، وكان يقع في الحديث الشريف وفي رواته ويقول: هم جهال لا يعرفون العلوم الحكمية ولا معاني الأحاديث الحقيقية، وكان حفظ القرآن الكريم في كبر سنه، ونقل معانيه باللغة الأردوية، ومال في تفسير القرآن إلى أقوال مرجوحة، وكان كثير الافتخار بترجمته للقرآن، لتضلعه من اللغتين، ومعرفته لأساليبهما، ويؤخذ عله أنه قد يختار التعبير الذي لا يليق بالملك العلام وجلال الكلام، لغرامه باستعمال ما جرى على لسان أهل اللغة، وشاع في محاورة بعضهم لبعض، وقد يتورط بذلك فيما يثير عليه النقد واللائمة، ووقع له ذلك في كتابه أمهات الأمة الذي حدثت عليه ضجة، وكثرت فيه الأقاويل. كان عصامياً، صنيع نفسه، وجده واجتهاده في العلم والأدب والتأليف، وكان يفتخر بذلك وكان خطيباً بارعاً، لاذعاً في النكت، كثير التهكم، قد أيد حركة السيد أحمد خان التعليمية وانتصر لها بخطابته ومحاضراته، وأعان خليفته النواب محسن الملك، وكان ذا عناية بتنمية الأموال وتثميرها مقتصداً في إنفاقها، حلو الحديث فكه المحاضرة، كثير الدعابة، خفيف الروح، حاضر البديهة، زار الأمير حبيب الله خان والي أفغانستان الهند، فقابله المولوي نذير أحمد في دهلي، وقد اجتمع العيد مع الجمعة، فأنشده ع: عيد وعيد وعيد صرن مجتمعه وجه الحبيب ويوم العيد والجمعة ففرح الأمير بحسن اختياره، وحضور بديهته، وأقبل عليه يقبله ويعانقه ويبالغ في الثناء عليه. وكان أسمر اللون، طويل القامة مائلاً إلى السمن، بطيناً، كبير الهامة، أصلح، له عينان صغيرتان غائرتان تنمان عن ذكاء مفرط، جهوري الصوت، أفوه واسع الشدقين، صغير الأنف كبير المنخرين، صغير العنق غليظه، متجملاً في اللباس إذا برز للناس، مقتصداً فيه إلى النهاية إذا دخل البيت، واشتغل بذات نفسه. وله مصنفات ممتعة، أحسنها ما يغنيك في الصرف في التصريف، ومبادىء الحكمة في المنقط في أسلوب عصري مبسط كلاهما بالأردو، والحقوق والفرائض وله غير ذلك، نحو مرآة العروس، وبنات النعش، وتوبة النصوح، وابن الوقت، والأيامي، كلها روايات أخلاقية تجمع بين الأدب والعلم، وتعليم الدين والأخلاق، وتلقيت بقبول عظيم وله أبيات رقيقة رائقة بالعربية. منها قوله في مدح سر وليم ميور. تمنيت أن القلب كان لساني يبوح بسر يحتويه جناني فإني إذا ما رمت إظهار شكركم تقصر عنه منطقي وبياني ولم أر قبلي قط من نال غاية تخلف عنها أهل كل زمان يلاطفه بحر الندى وعبابه ويكرمه ليث الوغى وطعان دعاني فأدناني وأعلى محلتي وأجلسني من قربه بمكان وزودني ما إن تنوء بعصبة أولى قوة لهذ أشق عوان نقودي فلي في ألفه ألف حاجة قضاء ديون وافتكاك رهان وغيرهما ما لا أكاد أعدها وذا ساعتي صيغت من العقيان أقلدها جيدي ليعلم أنني لسر وليم في ربقة الإحسان وله في قدوم الأمير حبيب الله خان ملك أفغانستان: جمعت فيك التقى والملك والأدبا والله إنا نرى في شأنك العجبا ذكرتنا الخلفاء الراشدين فدم على الهدى وتبع منهاجهم رغبا إنا لفي زمن في أهله خبل لا يحسنون اكتساب العلم والطلبا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1390 لا سيما المسلمون الغافلون فهم يرجون أجراً ولا يقضون ما وجبا الدهر ذو خول والمرء مرتهن يجزي سواء بما ألغى وما كسبا الله قدر في الدنيا بحكمته لكل واقعة أو حادث سببا الأمر والحكم أيام مداولة بين الخلائق والدنيا لمن غلبا الحرب ترفع أقواماً وتخفضهم وإن للناس في تسليطهم نوبا أما الحديث فقد زالت مهابته كن حامل السيف أو من تحمل الخشبا لا يعصمنك من ضرب البنادق لا وإن تطبقت تحت الجوشن اليلبا فالعلم في عصرنا اشتدت سواعده وعن ان لنا في جمعه أربا وربنا الله لا تحصى مواهبه والعلم أكبر ما أعطى وما وهبا بالعلم كرمنا والعقل فضلنا لولاهما للقينا الكد والنصبا كل يريد علوا لا يليق به فإن في العلم سراً كان محتجبا المترفون هم الفساق أكثرهم يبذرون تلاد المال والنشبا إن ينتهوا ينتهوا عن سوء فعلهم للعجز والضعف لا خوفاً ولا رهبا أخلاف قوم علوا في الأرض مرتبة وآمنوا بنبي شرف العربا ضلوا طريق الهدى والدين قد نبذوا وراءهم فاستحقوا المقت والغضبا لتهلك القوم حتى لا معاش لنا ولا كفافاً إذا لم ناله دأبا الجهل فقر وداء لا شفاء له ولا نهاية إلا الموت والعطبا بالقل والذل دنيانا مكدرة والدين فينا ينادي الويل والحربا إلى غير ذلك، مات بالفالج سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة دهلي. شيخنا السيد نذير حسين الدهلوي الشيخ الإمام العالم الكبير المحدث العلامة نذير حسين بن جواد علي بن عظمة الله بن الله بخش الحسيني البهاري ثم الدهلوي، المتفق على جلالته ونبالته في العلم والحديث. ولد سنة عشرين وقيل خمس وعشرين ومائتين وألف بقريته سورج كدها من أعمال بهار - بكسر الموحدة - ونشأ بها، وتعلم الخط والإنشاء، ثم سافر إلى عظيم آباد وأدرك بها السيد الإمام الشهيد أحمد بن عرفان الحسني البريلوي وصاحبيه الشيخ إسماعيل بن عبد الغني الدهلوي والشيخ عبد الحي بن هبة الله البزهانوي سنة سبع وثلاثين ومائتين وألف، فملأ قلبه من الإيمان وغشيه نور المعرفة، فسافر للعلم وأقام ببلدة إله آباد أياماً وقرأ المختصرات على أعيان تلك البلدة، ثم سافر إلى دهلي وأقام في مقامات عديدة في أثناء السفر حتى دخل دهلي سنة ثلاث وأربعين، فقرأ الكتب الدرسية على السيد عبد الخالق الدهلوي والشيخ شير محمد القندهاري والعلامة جلال الدين الهروي، وأخذ الأصول والبلاغة والتفسير عن الشيخ كرامة العلي الإسرائيلي صاحب السيرة الأحمدية، والهيئة والحساب عن الشيخ محمد بخش الدهلوي، والأدب عن الشيخ عبد القادر الرامبوري وفرغ من ذلك في خمس سنين، ثم تزوج بابنة الشيخ عبد الخالق المذكور، ولازم دروس الشيخ المسند إسحاق بن محمد أفضل العمري الدهلوي سبط الشيخ عبد العزيز بن ولي الله، وأجازه الشيخ المذكور سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف حين هجرته إلى مكة المشرفة، فتصدر للتدريس والتذكير والإفتاء، ودرس الكتب الدرسية من كل علم وفن لا الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1391 سيما الفقه والأصول إلى سنة سبعين ومائتين وألف، وكان له ذوق عظيم في الفقه الحنفي، ثم غلب عليه حب القرآن والحديث، فترك اشتغاله بما سواهما إلا الفقه. وإني حضرت دروسه سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف، فوجدته إماماً جوالاً في الحديث والقرآن، حسن العقيدة، ملازماً للتدريس ليلاً ونهاراً، كثير الصلوات والتلاوة، والتخشع والبكاء، شديد التعصب على من خالفه، مداعباً مزاحاً، متواضعاً حليماً، ذا جرأة ونجدة، لا يخاف في الله لومة لائم، ورزقه الله سبحانه عمراً طويلاً، ونفع بعلومه خلقاً كثيراً من أهل العرب والعجم، انتهت إليه رئاسة الحديث في بلاد الهند. وكان - رحمه الله - من أوذي في ذات الله سبحانه غير مرة، واتهمه الناس بالاعتزال عن أهل السنة والجماعة، وبالخروج على ولاة الهند، فقبض عليه الإنكليز سنة ثمانين أو إحدى وثمانين، فنقلوه إلى بلدة راولبندي من أرض بنجاب، فلبث في السجن سنة كاملة، ثم أطلقوه، فعاد إلى دهلي واشتغل بالدرس والإفادة كما كان يشتغل بها قبل ذلك، ثم إنه لما رحل إلى الحجاز سنة ثلاثمائة وألف، رموه بالاعتزال وبأنه يقول بحلة شحم الخنزير، وبأن النكاح بالعمة والخالة جائز، وبأن الزكاة ليست في أموال التجارة، وهكذا رموه بما هو بريء عن ذلك، فرفعوا تلك القصة إلى والي مكة فقبض عليه الوالي، واستنطقه وحبسه يوماً وليلة، ثم أطلقه، ثم إنه لما عاد إلى الهند بدعوه وكفروه، كما كفر الناس في الزمن السالف كبار العلماء من الأئمة المجتهدين، والله سبحانه مجازيهم في ذلك، فإن الشيخ كان آية ظاهرة، ونعمة باهرة من الله سبحانه في التقوى والديانة، والزهد والعلم والعمل، والقناعة والعفاف، والتوكل والاستغناء عن الناس، والصدق وقول الحق، والخشية من الله سبحانه، والمحبة له ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، اتفق الناس ممن رزقه الله سبحانه حظاً من علم القرآن والحديث على جلالته في ذلك. وكان شيخنا حسين بن محسن الأنصاري اليماني يحبه حباً مفرطاً ويثني عليه، وقد كتب في جواب عن سؤال ورد عليه في حق السيد نذير حسين المترجم له: إن الذي أعلمه وأعتقده وأتحققه في مولانا السيد الإمام والفرد الهمام نذير حسين الدهلوي أنه فرد زمانه ومسند وقته وأوانه، ومن أجل علماء العصر، بل لا ثاني له في إقليم الهند في علمه وحلمه وتقواه، وأنه من الهادين والمرشدين إلى العمل بالكتاب والسنة والمعلمين لهما، بل أجل علماء هذا العصر المحققين في أرض الهند أكثرهم من تلامذته، وعقيدته موافقة لعقيدة السلف الموافقة للكتاب والسنة ع: وفي رؤية الشمس ما يغنيك عن زحل فدع عنك قول الحاسد العذول، والأشر المخذول، فإن وبال حسده راجع إليه وآئل عليه، أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فمن نال من هذا الإمام الهادي إلى سنة خير الأنام فقد باء بالخسران المبين، وما أحسن ما قال القائل: ألا قل لمن كان لي حاسداً أتدري على من أسأت الأدب أسأت على الله في ملكه لأنك لم ترض لي ما وهب اللهم! زد هذا الإمام شرفاً ومجداً، واخذل شانئه ومعاديه، ولا تبق منهم أحداً، هذا ما أعلمه وأتحققه في مولانا السيد نذير حسين أبقاه الله، والله يتولى السرائر، انتهى ما كتب شيخنا حسين بن محسن المذكور. ولم يكن للسيد نذير حسين كثرة اشتغال بتأليف، ولو أراد ذلك لكان له في الحديث ما لا يقدر عليه غيره، وله رسائل عديدة، أشهرها معيار الحق، وواقعة الفتوى ودافعة البلوى، وثبوت الحق الحقيق، ورسالة في تحلي النساء بالذهب، والمسائل الأربعة، كلها باللغة الأردوية، وفلاح الولي باتباع النبي، ومجموعة الفتاوى بالفارسي، ورسالة في إبطال عمل المولد، بالعربي، وأما الفتاوى المتفرقة التي شاعت في البلاد فلا تكاد أن تحصر، وظني أنها لو جمعت لبلغت إلى مجلدات ضخام. وأما تلامذته فعلى طبقات، فمنهم العالمون الناقدون الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1392 المعروفون، فلعلهم يبلغون إلى ألف نفس، ومنهم المقاربون بالطبقة الأولى في بعض الأوصاف، ومنهم من يلي الطبقة الثانية، وأهل هاتين الطبقتين يبلغون إلى الآلاف، وأما أشهرهم في الهند فمنهم ابنه السيد الشريف حسين المتوفي في حياته والشيخ عبد الله الغزنوي العارف المشهور وبنوه الأتقياء محمد وعبد الجبار وعبد الواحد وعبد الله، ومنهم الشيخ محمد بشير العمري السهسواني والسيد أمير حسن وابنه أمير أحمد الحسيني السهسواني والشيخ المحدث عبد المنان الوزير آبادي والشيخ محمد حسين البطالوي صاحب إشاعة السنة والعلامة عبد الله بن عبد الرحيم الغازيبوري والسيد مصطفى بن يوسف الشريف الحسني الطوكي والسيد أمير علي بن معظم علي الحسيني المليح آبادي والقاضي طلا محمد بن القاضي محمد حسن البشاوري والشيخ غلام رسول القلعوي والمحدث شمس الحق ابن أمير علي الديانوي صاحب عون المعبود والشيخ عبد الله بن إدريس الحسني السنوسي المغربي والشيخ محمد بن ناصر بن المبارك النجدي والشيخ سعد بن حمد ابن عتيق النجدي وخلق لا يحصون. وقد مدحه العلماء بقصائد غراء، وترجم له الشيخ شمس الحق المذكور في مقدمة غاية المقصود ترجمة حافلة، وأفرد لترجمته المولوي فضل حسين المهدانوي المظفربوري كتابه الحياة بعد المماة، وهو كتاب حافل لأخباره في اللغة الأردوية. وإني قد صحبته أياماً ببلدة دهلي، وأجاز لي إجازة عامة تامة، وكتب لي الإجازة بيده الكريمة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وألف. وكانت وفاته يوم الإثنين لعشر ليال مضين من رجب سنة عشرين وثلاثمائة وألف ببلدة دهلي، رحمه الله ونفعنا ببركاته، آمين. مولانا نذير علي الفتح بوري الشيخ الفاضل الكبير نذير علي الصديقي الحنفي اللكهنوي ثم الفتحبوري، أحد الأفاضل المشهورين بكثرة الدرس والإفادة، ولد ونشأ بلكهنؤ، وقرأ العلم على المفتي واجد علي البنارسي، ولازمه مدة طويلة حتى برع في العلم وفاق أقرانه في العلوم الحكمية، فدرس وأفاد مدة من الزمان ببلدة لكهنؤ، ثم ولي التدريس بمدرسة محمودآباد من أعمال سيتابور، فدرس بها زماناً طويلاً، ثم ترك الخدمة والوظيفة وسكن بفتحبور من أعمال باره بنكي ودرس بها مدة عمره، وكان من الفضلاء المشهورين في عصره، انتفع به خلق كثير من العلماء والمشايخ. توفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف بفتحبور. السيد نصرت علي الدهلوي الشيخ الفاضل نصرت علي بن ناصر الدين بن محمد علي الحسيني الدهلوي، أحد الأفاضل المشهورين في المناظرة، ولد لسبع عشرة خلون من شوال سنة أربع وستين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على أساتذة عصره، وتعلم اللغة الإنكليزية، وصنف التصانيف الكثيرة، منها نصرة اللغات، ومرآة السلاطين، وأحسن الدليل في معلومات التوراة والإنجيل وغير ذلك. الحكيم نصير الحق العظيم آبادي الشيخ الفاضل نصير الحق بن محمد حسين العظيم آبادي، أحد العلماء المبرزين في الصناعة الطبية، ولد ونشأ بعظيم آباد، وقرأ العلم على العلامة عبد الله بن عبد الرحيم الغازيبوري والقاضي بشير الدين العثماني القنوجي والشيخ عبد الحي ابن عبد الحليم اللكهنوي، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن السيد المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي، وتطبب على الحكيم عبد المجيد بن محمود الشريفي الدهلوي، ثم رجع إلى بلدته، ورزق حسن القبول في العلاج، وصار المرجع والمقصد في هذا الباب. توفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وألف. الشيخ نظر أحمد السهسواني الشيخ الفاضل نظر أحمد بن آل محمد بن نذير أحمد الحسيني النقوي السهسواني، أحد العلماء الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1393 الصالحين، ولد في ذي القعدة سنة أربع وثلاثمائة وألف بمدينة سهسوان ونشأ بها، وقرأ على السيد إعجاز أحمد والحكيم محمود عالم وعلى غيرهما من أهل بلدته، ثم سافر إلى بهوبال ثم إلى دهلي ولاهور، وقرأ على السيد ذو الفقار أحمد النقوي المالوي والمولوي محمد طيب المكي الرامبوري والمفتي عبد الله الطوكي والمولوي نذير أحمد الدهلوي وعلى غيرهم من العلماء حتى برع في كثير من العلوم، ثم رجع إلى بلدته وعكف على الدرس والإفادة، وقد جمع له والده خزانة الكتب. مولانا نور أحمد الأمر تسري الشيخ العالم الفقيه نور أحمد بن شهاب الدين بن عمر بخش الحنفي البسروي السيالكوثي ثم الأمرتسري، أحد العلماء الصالحين. ولد ونشأ بقرية بسرور - بالباء العجمية - من أعمال سيالكوث، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على مولانا أحمد حسن الكانبوري والشيخ محمد مظهر ابن لطف علي النانوتوي والقارىء عبد الرحمن بن محمد الباني بتي والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري وعلى غيرهم من العلماء، ثم سافر إلى مكة المباركة سنة ثمان وتسعين ومائتين وألف فحج وزار، وأخذ عن الشيخ رحمة الله ابن الخليل العثماني الكرانوي المهاجر والشيخ أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي والشيخ عبد الحميد الداغستاني والشيخ حسب الله المكي والشيخ عبد الرحمن ابن عبد الله سراج الحنفي المكي والشيخ عبد الجليل براده الآفندي المدني، وصحب الشيخ محمد مظهر بن أحمد سعيد الدهلوي والشيخ إمداد الله بن محمد أمين التهانوي والشيخ الصالح حبيب الرحمن الردولوي، واستفاض منهم، ثم رجع إلى الهند وذلك سنة إحدى وثلاثمائة وألف، فأقام ببلدة أمرتسر وولي التدريس بها. وهو رجل صالح متين الديانة، لم يزل مشتغلاً بالتذكير والتدريس، لقيته غير مرة ببلدة أمرتسر ومن مآثره طبع رسائل الإمام الرباني الشيخ أحمد ابن عبد الأحد السرهندي بتصحيح وتنقيح وتخريج للأحاديث، وحواش مفيدة، وبخط واضح جميل، مات لثلاث عشرة خلون من شعبان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وألف في أمر تسر، ودفن بجوار مسجد نور. مولانا نور أحمد الديانوي الشيخ العالم المحدث نور أحمد بن كوهر علي بن مهر علي التيمي القرشي الديانوي، أحد العلماء الصالحين، ولد بعظيم آباد لتسع خلون من ذي الحجة سنة خمس وستين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على المولوي عبد الحكيم الشيخبوري وسائر الكتب الدرسية على مولانا لطف العلي البهاري، وسافر إلى الحجاز سنة اثنتين وتسعين ومائتين وألف فحج وزار، وأسند الحديث عن السيد أحمد بن زيني دحلان الشافعي المكي، ولما رجع إلى الهند لازم السيد نذير حسين المحدث وأخذ عنه، وأخذ عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري وشيخنا القاضي حسين بن محسن السبعي اليماني، وكان مفرط الذكاء سريع الادراك، متين الديانة كبير الشأن. مولانا نور أحمد البدايوني الشيخ الفاضل نور أحمد بن محمد شفيع بن عبد المجيد الحنفي البدايوني، أحد العلماء المشهورين، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على المولوي فيض أحمد العثماني البدايوني، وتفنن في الفضائل عليه، ثم تصدر للتدريس، وكان صالحاً عفيفاً، ديناً متوكلاً، لا يلتفت إلى أسباب الدنيا وزخارفها، ولا يتصنع بالزي واللباس، ولم يزل مشتغلاً بالتدريس مع الزهد والعبادة. مات سنة اثنتين وثلاثمائة وألف. المفتي نور الحق الطوكي الشيخ العالم الفقيه نور الحق بن خير الدين الحنفي الطوكي، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ ببلدة طوك، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المولوي محمد الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1394 حسين البهيروي، وأكثر الكتب على الحكيم دائم علي والمولوي عبد الغفور القاطنين ببلدة طوك وعلى غيرهما من العلماء، ثم ولي الإفتاء، وله براعة كاملة في الإنشاء وقرض الشعر. مات لثلاث بقين من صفر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف. الحكيم نور الحسن الدهلوي الشيخ الفاضل نور الحسن بن سيد حسن بن محمد حسين الحنفي الدهلوي أحد العلماء الصالحين، انتقل جده محمد حسين المتوفي سنة 1291 هـ من دهلي إلى رامبور ثم إلى بهوبال وسكن بها، وولد بها نور الحسن المترجم له ونشأ، وقرأ المختصرات على سيدي الوالد رحمه الله ببلد بهوبال، ثم سافر إلى دهلي وقرأ أكثر الكتب الدرسية على مولانا فضل حق الرامبوري، وتطبب على الحكيم عبد المجيد بن محمود الشريفي الدهلوي ولازمه مدة من الزمان، ثم رجع إلى بهوبال واشتغل بمداواة الناس، وحصل له القبول العظيم في ذلك. وكان حليماً متواضعاً حسن الأخلاق، شديد الرأفة لمن يتوسل به في العلاج، صاحب عقل ودين وعبادة، صار في آخر عمره رئيس الأطباء ببلدة بهوبال، وكان يشرف على ثلاثين مستوصفاً ومستشفى. مات في شهر رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة وألف ببلدة بهوبال. السيد نور الحسن القنوجي المعروف بنواب نور الحسن خان السيد الشريف نور الحسن بن صديق حسن بن أولاد حسن الحسيني البخاري القنوجي، أحد الرجال المشهورين في الفضل والكرم. ولد ببلدة بهوبال يوم الأربعاء لتسع بقين من شهر رجب سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف، ونشأ على الصلاح والطاعة، ونما في شغل العلم وبرع في الذكاء والفطنة على الأقران، وأخذ عن المفتي ثم القاضي أيوب بن قمر الدين البهلتي والقاضي أنور علي اللكهنوي والمولوي إلهي بخش الفيض آبادي والقاضي بشير الدين العثماني القنوجي والعلامة محمد بشير السهسواني والقاضي محمد بن عبد العزيز الجعفري وشيخنا العلامة حسين بن محسن الأنصاري وعن والده السيد العلامة صديق حسن القنوجي، ثم رحل إلى مراد آباد وأدرك بها الشيخ الكبير فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، وصحبه واستفاض منه، وصرف شطراً من عمره في بهوبال، وتمتع بالخزينة التي جمع والده من الكتب النفيسة العزيزة الوجود ومن الأموال المحللة، ولما توفيت نواب شاهجهان بيكم ملكة بهوبال انتقل منها إلى لكهنؤ وسكن بها. كان نادرة عصره في الجود والكرم، ورقة الشعور ودماثة الخلق، والتأنق والتلطف في البر والمؤاساة بالأشراف الذين قعد بهم الزمان ورق حالهم وذوي الخصاصة، قد يخلع الكسوة التي هي على جسمه، ويؤثر على الفقراء على نفسه، ويزور الأرامل والعجائز في الأكواخ والخصص، ويطعمهن الطعام اللذيذ الشهي، ويتلذذ بذلك، وينفق فلا تعلم شماله ما أنفقت يمينه، وكان ممدود المائدة، كثير الضيافة أريحياً، لذته في الإنفاق والإطعام، له حب مفرط لشيخه مولانا فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي، وغرام بجمع أحواله وأخباره، وروايتها ونشرها، وصلة متينة بأصحابه ومن ينتمي إليه، وكان باراً بابنه الشيخ أحمد بن فضل الرحمن يتلقى إشارته بالقبول، وولع بشعر الشاعر الصوفي الكبير خواجه مير دود المتوفي سنة تسع وتسعين ومائة وألف سعى في نشر مؤلفاته ودواوين شعره. وكان له حب زائد لجامع هذا الكتاب، على أنه أكبر منه سناً، وأغزر منه علماً، يكثر التردد إليه، ويبالغ في تعظيمه، ويحرص على مجالسته، ويبث إليه بذات نفسه. وله شعر حسن بالفارسي والأردو، وكلام بليغ في العبارات الأدبية، وله الرحمة المهداة في الفصل الرابع الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1395 من المشكاة، ومنتخب عمل اليوم والليلة لابن السني، ومنتخب مشارق الأنوار، ومنتخب عوارف المعارف، ومنتخب تاريخ الخلفاء، ومجموع لطيف، جمع فيه اثنتين وخمسين رسالة له في التصوف والسلوك، وأما النهج المقبول، وعرف الجادي، نكارستان سخن، وتذكرة شعراء الفرس، وطور كليم، تذكرة شعراء الهند، كلها بالفارسي، وسبل السلام شرح بلوغ المرام في مجلدين بالعربي، وغير ذلك من الكتب فليست من مصنفاته، فإن العلماء صنفوها ونسبوها إليه بأمر والده، وبعضها من مصنفات والده كالنهج المقبول، وعرف الجادي وغيرهما. مات بمدينة لكهنؤ لثمان خلون من محرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وألف. المولوي نور الحسنين الحيدر آبادي الشيخ العالم الفقيه نور الحسنين بن محمد حيدر بن العلامة محمد مبين الحنفي اللكهنوي ثم الحيدر آبادي، أحد الفقهاء المشهورين في الصلاح، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ العلم على من بها من العلماء، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار، وأسند الحديث عن الشيخ محمد عابد بن أحمد علي الحنفي السندي، كما في آثار الأول، وله منزلة كبيرة عند صاحب الدكن، وقد ناهز اليوم سبعين سنة. الحكيم نور الدين البهيروي الشيخ الفاضل نور الدين ابن الحافظ غلام رسول البهيروي ثم القادياني المشهور بخليفة المسيح، كان من كبار العلماء، ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف بقرية بهيره شاه بور من بلاد بنجاب وينتهي نسبه كما روى إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتعلم الفارسية والخط ومبادىء العربية، وعين أستاذاً للفارسية في مدرسة من مدارس الحكومة في راولبندي، وتعلم الأقليدس والحساب والجغرافية، واجتاز امتحاناً، وعين مديراً لمدرسة ابتدائية، ومكث في هذه الوظيفة أربع سنوات، قرأ في خلالها بعض كتب النحو والمنطق وعلم العقائد، واعتزل هذه الوظيفة وانقطع إلى الدراسة، وقرأ شيئاً يسيراً على الشيخ أحمد دين، ثم تركه لكثرة تنقله وسافر إلى لاهور، ومنها إلى رامبور وقرأ على الشيخ حسن شاه والشيخ عزيز الله والشيخ إرشاد حسين والمفتي سعد الله والشيخ عبد العلي، وأتم دراسته ومكث هناك ثلاث سنين. ومن رامبور سافر إلى لكهنؤ وقرأ الطب على الطبيب المشهور الحكيم علي حسين، ومكث عه سنتين، وحذق علم الطب، ومن رامبور سافر إلى بهوبال، وعنى به المنشي جمال الدين خان مدار المهام، وقرأ على المفتي عبد القيوم ابن الشيخ عبد الحي البرهانوي الحديث والفقه، ورحل للحج سنة خمس وثمانين ومائتين وألف، وأقام في الحجاز وقرأ على الشيخ محمد الخزرجي والسيد حسين والشيخ رحمة الله الهندي صاحب إظهار الحق، وصحب الشيخ الجليل الشيخ عبد الغني بن أبي سعيد الدهلوي المهاجر إلى المدينة المنورة، وبايعه في الطريقة المجددية، ورجع إلى بهيره، وحدثت بينه وبين علماء بلده مباحثات ومناظرات. وأقام مدة من الزمان ببلدة جمون - بتشديد الميم - وجعله أمير تلك الناحية طبيباً خاصاً له، فحصل له القبول العظيم في تلك البلدة، ووقعت بينه وبين أمير جمون وحشة، وعزل عن الوظيفة حوالي سنة تسع وثلاثمائة وألف. وتعرف بالمرزا غلام أحمد القادياني خلال إقامته في جمون، ولما ألف المرزا براهين أحمديه ألف الحكيم كتاب تصديق براهين أحمديه، وبايعه وخضع له، حتى قال لما أخبر بأن المرزا ادعى النبوة: لو ادعى هذا الرجل أنه نبي صاحب شريعة ونسخ شريعة القرآن لما أنكرت عليه، وألف الحكيم نور الدين باقتراح المرزا غلام أحمد كتاب فصل الخطاب في الرد على النصارى، في أربعة أجزاء، وانتقل إلى قاديان وتدير هناك، وبويع بالخلافة على وفاة المرزا غلام أحمد سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف، ولقب بالخليفة الأول وخليفة المسيح الموعود نور الدين الأعظم، وكان متردداً أول أمره في تكفير من لا يؤمن بنبوة المرزا ثم الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1396 جزم بالتكفير، ووقع خلاف من بعض الناس في خلافته ولكنه لم يعتزل، وعاش ست سنوات، وسقط من الفرس وجرح، واعتقل لسانه قبل الوفاة بأيام. كان الحكيم نور الدين عالماً كبيراً، جمع بين المعقول والمنقول، وبرع في علم الطب، ومن الناس من يرى أنه كان يمد المرزا بحجج وبراهين علمية، وكان قلق النفس، تحرر في المذهب، ورفض التقليد في بداية أمره، وأعجب بآراء السيد أحمد خان وتلاميذه وزملائه، وجنح إلى تأويل ما عارض من النظريات الحديثة، ومال إلى تأويل المعجزات والحقائق الغيبية، وكان كبير الرغبة في المباحثات والمناظرات، وكان مع تحرره كثير الخضوع للإلهام والرؤيا الغريبة. له مصنفات عديدة، منها فصل الخطاب في تصديق الكتاب في الرد على أعداء الإسلام، كتاب مبسوط في أربعة مجلدات، ومنها نور الدين في الرد على ترك إسلام. مات في السادس عشر من ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف، ودفن في قاديان. المفتي نور الضياء الحيدر آبادي الشيخ العالم الفقيه المفتي نور الضياء بن نور الأتقياء بن نور المقتدى بن نور المصطفى بن قمر الدين الحسيني الأورنك آبادي ثم الحيدر آبادي، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ بحيدر آباد، وقرأ النحو والعربية والفقه والأصول على ملا صلاح الدين الكابلي والشيخ محمد هاشم الحسيني القندهاري والقاضي فياض الدين الهروي، وقرأ المنطق والحكمة والكلام والحديث والتفسير على الشيخ ولي محمد والشيخ عباس علي خان، والفنون الأدبية على الشيخ محمد الحسيني اليماني، والتجويد على الشيخ إبراهيم المصري، فبرز في كثير من العلوم والفنون مع نبالته في الزهد والورع، فولاه والده على زاوية جده مولانا قمر الدين الحسيني بأورنك آباد، وفي سنة عشرين وثلاثمائة وألف جعله صاحب الدكن معيناً لناظم الأمور الدينية، ثم جعله مفتياً بالمحكمة العالية بحيدر آباد. مولانا نور محمد الفتحبوري الشيخ الفاضل نور محمد بن شيخ أحمد الحنفي الشاهبوري ثم الفتحبوري، أحد العلماء الصالحين، ولد ببلدة شاهبور من بلاد بنجاب سنة ثلاث وسبعين ومائتين وألف، وقرأ بعض الكتب الدرسية على المولوي عبد الرحمن بن عبيد الله الملتاني، ثم سافر إلى دهلي وأخذ عن المفتي عبد الله الطوكي بمدرسة الشيخ عبد الرب، وتطبب على الحكيم غلام رضا بن مرتضى الشريفي الدهلوي، ثم قدم عليكزه ولازم المفتي لطف الله بن أسد الله الكوئلي، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية معقولاً ومنقولاً، وأخذ الطريقة عن شيخنا الإمام فضل الرحمن بن أهل الله البكري المرادآبادي، ثم ولي التدريس بالمدرسة الإسلامية بفتحبور، فسكن بها ودرس وأفاد، أخذ عنه جمع كثير. توفي إلى رحمة الله لثمان خلون من رجب سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف، ودفن بفتحبور. مولانا نور محمد اللدهيانوي الشيخ الفاضل نور محمد بن علي محمد الحنفي اللدهيانوي، أحد العلماء العاملين ولد ونشأ بقرية مانكث من أعمال لدهيانه - بضم اللام وسكون الدال المهملة - وسافر إلى سهارنبور، فقرأ الكتب الدرسية على مولانا محمد مظهر بن لطف علي النانوتوي والشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري المحدث وعلى غيرهما من العلماء، ثم ولي التدريس ببلدة لدهيانه فسكن بها، ودرس وأفاد. حرف الواو مولانا وارث حسن الكوروي الشيخ العالم الصالح وارث حسن بن امتياز حسن الحسيني الحنفي الكوروي، أحد العلماء العاملين وعباد الله الصالحين. ولد ونشأ ببلدة كوزه - بالراء العجمية - بلدة من أعمال فتحبور، وسافر للعلم، فقرأ الكتب الدرسية على الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1397 أساتذة المدرسة العالية بديوبند، ثم ذهب إلى كنكوه وأخذ الحديث والطريقة عن الشيخ رشيد أحمد الحنفي الكنكوهي، ثم سافر إلى الحجاز فحج وزار وصحب الشيخ إمداد الله بن محمد أمين التهانوي المهاجر زماناً، ورجع إلى الهند، فولي التدريس ببلدة بنارس ثم بمظفربور، فدرس وأفاد مدة من الزمان، ثم ترك البحث والاشتغال، ودار البلاد ولقي المشايخ وأخذ عن الشيخ حسين علي النقشبندي وعن غيره من المشايخ بالحدود، ثم سكن ببلدة لكهنؤ في الجامع الكبير بتل الشيخ بير محمد اللكهنوي، وحصل له القبول العظيم، وانتفع به خلق كثير، أكثرهم من المحامين والقضاة، والموظفين الكبار وأهل الوجاهة، وحسنت أحوالهم وأخلاقهم، وعمرت أوقاتهم بالأوراد والأذكار. وكان عنده توسعاً فيما تقيد به مشايخ البلاد من العوائد والرسوم كالفاتحة والأعراس وغير ذلك. كانت وفاته في اليوم السادس عشر من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه جمع كبير، ودفن فوق التل أمام المسجد. مولانا وجيه الدين المدراسي الشيخ الفاضل وجيها لدين بن أحسن الله النيلوري المدراسي ثم الحيدر آبادي، أحد العلماء المبرزين في العلوم، ولد يوم الجمعة لثلاث خلون من رمضان سنة ثمان وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على القاضي ارتضا على الكوباموي وعلى غيره من العلماء بمدراس، ثم سافر إلى حيدر آباد وولي التدريس في المدرسة العالية النظامية، فدرس وأفاد بها مدة عمره. وكان من أجلة العلماء، له مهارة في جميع العلوم معقولاً ومنقولا، ذكره السيد الوالي في مهرجهانتاب، مات لثلاث بقين من ذي الحجة سنة عشر وثلاثمائة وألف بحيدرآباد. المفتي وجيه الدين الكاكوروي الشيخ الفاضل المفتي ثم القاضي وجيه الدين بن عليم الدين بن نجم الدين الكاكوروي، أحد العلماء الصالحين، ولد في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وألف، وقرأ العلم على والده وعلى الشيخ فضل الله العثماني النيوتيني، ثم أسند الحديث عن الشيخ حسين أحمد المليح آبادي والشيخ آل محمد بن محمد إمام البهلواروي، وولي الإفتاء، ثم تدرج إلى خدمات أخرى حتى صار صدر الصدور. وكان صالحاً ديناً تقياً، مهاباً رفيع القدر، له ترجمة العبادات من شرح الوقاية، بالفارسية، مات غرة ربيع الأول سنة خمس وثلاثمائة وألف، كما في مجمع العلماء للشيخ منظور الدين الكاكوروي. مولانا وحيد الزمان الحيدر آبادي المعروف بنواب وقار نواز جنك الشيخ العالم الكبير المحدث وحيد الزمان بن مسيح الزمان بن نور محمد بن شيخ أحمد العمري الملتاني ثم الحيدر آبادي نواب وقار نواز جنك بهادر، كان من العلماء المشهورين وكبار المؤلفين. ولد بكانبور سنة سبع وستين ومائتين وألف، وقرأ الكتب الدرسية على المفتي عناية أحمد الكاكوروي والمولوي سلامة الله البدايوني والمفتي لطف الله الكوئلي والقاضي بشير الدين العثماني القنوجي وعلى غيرهم من العلماء بكانبور، ثم لازم العلامة عبد الحي بن عبد الحليم اللكهنوي وأخذ عنه، وسافر إلى الحجاز غير مرة، مرة سنة سبع وثمانين وأخرى سنة أربع وتسعين، ومات والده بمكة المباركة سنة خمس وتسعين فحج وزار واستفاد من الشيخ عبد الغني المجددي المهاجر إلى المدينة المنورة ومن غيره من العلماء وشيوخ الحديث وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد بن عيسى بن إبراهيم الشرقي الحنبلي، ثم رجع إلى الهند وحصلت له الإجازة عن السيد المحدث نذير حسين الدهلوي وشيخنا القاضي حسين بن محسن الأنصاري اليماني وشيخنا وبركتنا فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي وبايعه في الطريقة القادرية، وكتب له الشيخ بالدخول في الطريقة النقشبندية بعد زمان ثم سكن بحيدرآباد، وخدم الدولة الآصفية أربعاً وثلاثين سنة، فتدرج إلى خدمات جليلة حتى صار معتمداً للوزير، ولقبه صاحب الدكن نواب وقار نواز جنك بهادر وكان ذلك سنة أربع عشرة الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1398 وثلاثمائة وألف، وصار عضواً في مجلس مالية الدولة، وقاضياً في محكمة الاستئناف، ومكث أربع سنين في مناصبه العالية، حتى أحيل إلى المعاش سنة ثماني عشرة وثلاثمائة وألف، واعتزل في بيته عاكفاً على المطالعة والتأليف والترجمة والتصنيف، مع قناعة وانجماع عن الناس، واشتغال بالمفيد النافع والصالح الباقي، وقضى في ذلك مدة اثنتي عشرة سنة، ثم شد الرحل إلى المدينة المنورة مهاجراً إليها في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف، وزار دمشق والقدس، ثم ألقى العصا بطيبة الطابة، وطابت له الإقامة هناك، حتى اضطر إلى العودة إلى الهند لمرض زوجه وإلحاحها على الرجوع، فرجع إلى حيدر آباد، ونشبت الحرب العالمية الأولى، فاضطر إلى الإقامة، ومكث في وقار آباد حتى وافاه الأجل المحتوم. كان الشيخ وحيد الزمان من كبار مؤلفي عصره ترجمة وتصنيفاً، وأكثر كتبه تراجم لكتب الحديث، وكان عالماً متفنناً، راسخ القدم في علم اللغة والحديث والتفسير والفقه والأصول، غزير التأليف، سريع الكتابة، مقتدراً على الترجمة، نهماً بمطالعة الكتب، مديم الاشتغال بالكتابة والتحرير، قوي الحفظ سريع الإدراك، مع استغناء وعزة نفس، وعدم تملق للرؤساء والأمراء، وكان فيه تسرع قد يندم عليه وتقلب في الآراء، كان شديداً في التقليد في بداية أمره، ثم رفضه وتحرر واختار مذهب أهل الحديث مع شذوذ عنهم في بعض المسائل، وكان يجمع بين الصلاتين باستمرار لعلل اعترته، وكان كثير الاعتناء بصحته، مواظباً على الرياضة البدنية، وكان عالي الهمة، مجتهداً في العلم والتأليف، يقضي نهاره في الكتابة من غير ملل أو كلال، حفظ القرآن في شبابه في سنة وستة أشهر، وداوم على تلاوته، ودرس اللغة الإنكليزية في كبر سنه، وحصلت له مشاركة فيها، وكان يرى تطوير المنهاج الدراسي القديم، وقد قام برحلة لإقناع العلماء بذلك، ولما قامت ندوة العلماء وتأسست دار العلوم في لكهنؤ أيدها، وحث الوزير على إعانتها، وكانت عنده دماثة خلق ورقة قلب وتواضع، واعتراف بمواضع النقص والضعف في طبيعته وحياته، يحاسب نفسه وينصف منها، وكان كثير الإجلال لشيخه مولانا فضل الرحمن الكنج مراد آبادي، يحبه ويكثر ذكره. وكان مائلاً إلى الطول، واسع الجبهة والعينين، أقنى الأنف، أسيل الوجه، أزج الحاجبين، دقيق العنق طويله، رقيق الشفتين، مستدير اللحية. وكان مع اشتغاله بمهمات الخدمة يشتغل بالتصنيف، فصنف كتباً كثيرة، منها نور الهداية شرح شرح الوقاية بالأردو، وأحسن الفوائد في تخريج أحاديث شرح العقائد، وإشراق الأبصار في تخريج أحاديث نور الأنوار، والانتهاء في الاستواء، وتفسير القرآن الكريم بالأردو وهو المسمى بالوحيدي، وتبويب القرآن لضبط مضلعين القرآن بالأردو، وشرح مؤطأ الإمام مالك بالأردو، وتسهيل القاري شرح صحيح البخاري بالأردو، وشرح صحيح مسلم بالأردو ورفع العجاجة شرح سنن ابن ماجه بالأردو، وشرح سنن النسائي بالأردو، وكنز الحقائق من فق خير الخلائق، وهدية المهدي من الفقه المحمدي، وإصلاح الهداية في فقه الحديث، ونزل الأبرار من فقه النبي المختار، وعلامات الموت في الطب، وحاشية على حاشية مير زاهد على شرح المواقف في الكلام، وأوراد وحيدي، وتذكرة وحيدي، وله غير ذلك من الرسائل، ومن أحسن كتبه وحيد اللغات في غريب الحديث ومفرداته، وهو كتاب جليل جم الفوائد في ثمانية وعشرين مجلداً بالقطع الكبير. مات لأربع بقين من شعبان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وألف في آصف نكر، ونقل إلى وقار آباد ودفن في التربة التي هيأها، وقد ترجم نفسه في كتابه تذكرة الوحيد وكتب له تلميذه المرزا محمد حسن اللكهنوي ترجمة ضافية. المولوي وصي أحمد السورتي الشيخ العالم الفقيه وصي أحمد الحنفي السورتي ثم الكانبوري، أحد العلماء المشهورين في الفقه والكلام، ولد بسورت، ودخل كانبور في صباه فقرأ الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1399 بعض الكتب الدرسية على السيد محمد علي بن عبد العلي الكانبوري، وأكثرها على المفتي لطف الله بن أسد الله الكوئلي، ثم رحل إلى سهارنبور ولازم دروس الشيخ أحمد علي بن لطف الله السهارنبوري، وأخذ عنه الحديث، ثم رجع إلى كانبور وأقام بها زماناً، ثم رحل إلى بيلي بهيت وسكن بها، وكان من الفقهاء المتعصبين عل من يعمل بنصوص الحديث، كثير النكير عليهم، جمع أقوالاً شتى من كتبهم، وجعل تلك الأقوال مذهبهم، وحملها على معان يكفر بها قائلوها تارة على سبيل اللزوم وأخرى على اعتبار مفهم المخالف، فكفر بها كل من يعمل ويعتقد بالحديث، وأفتى بإخراجهم من المساجد، وجد واجتهد في إثبات التوقيعات عن الفقهاء، وسماها بجامع الشواهد لإخراج غير المقلدين من المساجد، فيها توقيعات وخواتم كنعال الخيل، وله تعليقات شتى على سنن النسائي، وشرح معاني الآثار للطحاوي تدل على قلة بضاعته في الحديث. المولوي وكيل أحمد السكندربوري الشيخ الفاضل وكيل أحمد بن قلندر حسين بن محمد وسيم بن محمد عطاء العمري الحنفي السكندربوي أحد العلماء المشهورين. ولد لتسع خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائتين وألف بقرية دلبت بور من أعمال سارن، وقرأ المختصرات على الشيخ عبد العليم السكندربوري وعلى غيره من العلماء، ثم لازم العلامة عبد الحليم بن أمين الله الأنصاري اللكهنوي، وقرأ عليه أكثر الكتب الدرسية، وقرأ الشمس البازغة على المفتي يوسف بن محمد أصغر اللكهنوي، والتوضيح مع التلويح على السيد معين الدين الكاظمي الكروي، وقانون الشيخ علي السيد أنور علي اللكهنوي، وسائر الكتب الطبية على الشيخ نور كريم الدريابادي، وتطبب على الحكيم يعقوب الحنفي اللكهنوي. وكان مفرط الذكاء، سريع الإدراك، قوي الحفظ شديد الرغبة إلى المباحثة، كثير النكير على أهل الحديث وعلى الفئة الصالحة من أصحاب سيدنا الإمام الشهيد السيد أحمد بن عرفان الحسني البريلوي، صنف التصانيف، وخدم الدولة الآصفية مدة حياته. أما مصنفاته فهي كثيرة يبلغ عددها إلى نحو تسعين كتاباً منها حد العرفان، رسالة بالعربية المنطق، وهي شرح العرفان للشيخ عبد الحليم المذكور، ومعيار الصرف، والياقوت الرماني شرح المقامات للبديع الهمداني، وآئينة جيني ترجمة التاريخ اليميني، وعمدة الكلام بجواز كلام الملوك ملوك الكلام، وكتاب في أخبار النحاة، وتذكرة اللبيب فيما يتعلق بالطب والطبيب، وإزالة المحن عن إكسير البدن، والياقوتي في الأقرابادين، والادحاصات شرح الايماصات، وإبطال الأباطيل برد التأويل العليل، وإرشاد العنود إلى طريق أدب عمل المولود، وإرشاد المرغاد إلى مسلك حجة أخبار الآحاد، وإصباح الحق الصريح عن أحكام المحدث والقبيح، وصيانة الإيمان عن قلب الاطمينان، والكلام المقبول في إثبات إسلام آباء الرسول، ونصرة المجتهدين برد هفوات غير المقلدين، والازدجار بجواب الاشتهار، والاعتماد بخطاء الاجتهاد، والكلام المنجي برد إيرادات البرزنجي، والياقوت الأحمر شرح الفقه الأكبر، والبصائر ترجمة الأشباه والنظائر، والتحقيق المزيد في لعن يزيد، وتشييد المباني بالنكاح الثاني، وتنقيح البيان بجواز تعليم كتابة النسوان، وتنبيه المحالفين بجواب تفضيح المخالفين، ودافع الشقاق عن إعجاز الانشقاق، ودستور العمل بتدبير المنزل، والرفادة على جرح العبادة، والمحدد بجهات المجدد، ونور العينين في تفسير ذي القرنين، والأنوار الأحمدية، والهدية المجددية، والوسيلة الجليلة، وديوان الشعر الفارسي. مات في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وألف. مولانا ولايت حسين البردواني الشيخ الفاضل ولايت حسين بن خيرات حسين الحنفي البردواني، أحد العلماء الصالحين، ولد سنة ثلاث وستين ومائتين وألف ببردوان، ونشأ بها، وقرأ العلم على الشيخ إله داد الجهبروي والمولوي عبد العلي الرامبوري والعلامة عبد الحق بن فضل حق الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1400 العمري الخير آبادي والعلامة عبد الحي بن عبد الحليم الأنصاري اللكهنوي وعلى غيرهم من العلماء، ثم دخل سهارنبور وأخذ الحديث عن الشيخ أحمد علي بن لطف الله الحنفي السهارنبوري، ثم ولي التدريس بالمدرسة العالية بكلكته، فدرس وأفاد بها مدة عمره، وانتفع به جمع كثير من العلماء. وكان شيخاً صالحاً متعبداً، وسافر للحج، وشهد الوقوف وفاضت روحه والإمام يخطب في مسجد النمرة، ودفن بعرفات، وكان ذلك يوم عرفة سنة أربعين وثلاثمائة وألف. حرف الهاء مولانا هادي حسن النصير آبادي الشيخ العالم الصالح هادي حسن بن أبي الحسن الحنفي النقشبندي النصير آبادي أحد المشايخ النقشبندية، ولد ونشأ بنصير آباد، وانتفع بوالده المرحوم، وقرأ بعض الكتب على شيخنا محمد نعيم بن عبد الحكيم النظامي اللكهنوي، وقرأ الجامع للترمذي على شيخنا وبركتنا فضل الرحمن بن أهل الله البكري المراد آبادي وحصلت له الإجازة منه لسائر الكتب. وكان حليماً متواضعاً، منور الشيبه، حلو المنطق حسن المحاضرة، حسن الأخلاق، كثير الاشتغال بأذكار الطريقة وأشغالها، رأيته غير مرة، وكان - رحمه الله - يدرس ويفيد. مات سنة ست وثلاثمائة وألف. مولانا هداية الله خان الرامبوري الشيخ الفاضل الكبير هداية الله بن رفيع الله الحنفي الرامبوري، أحد العلماء المشهورين، ولد ونشأ برامبور، وقرأ العلم على العلامة فضل حق بن فضل إمام الخير آبادي، والصحاح الستة على السيد عالم علي الحسيني النكينوي، ثم ولي التدريس بالمدرسة الإمامية الحنفية ببلدة جونبور، فدرس وأفاد بها مدة عمره، أخذ عنه خلق كثير من العلماء، وانتهت إليه رئاسة المنطق والحكمة، وكان قليل الخبرة بالعلوم الدينية. مات غرة رمضان سنة ست وعشرين وثلاثمائة وألف ببلدة جونبور. مولانا هداية الله الفارسي الشيخ الفاضل هداية الله بن عبد الله الحنبلي الفارسي السورتي، أحد العلماء المبرزين في المعارف، ولد في خامس محرم سنة خمسين ومائتين وألف، وكان اسمه جهانكير بن بهمن شاه، أسلم مع أبيه، وسافر للعلم فقرأ النحو والصرف على مولانا حبيب الله البريلوي، وقرأ الكتب الدرسية على المفتي سعد الله المراد آبادي وعلى غيره من العلماء، والكتب الطبية على الحكيم إبراهيم بن يعقوب اللكهنوي والحكيم محمد أعظم بن شاه أعظم الرامبوري، وقرأ موضح القرآن للشيخ عبد القادر والصحاح الستة على المفتي عبد القيوم ابن عبد الحي البكري البرهانوي بمدينة بهوبال ولازمه مدة واستفاض منه فيوضاً كثيرة، وحصلت له الإجازة عن الشيخ قطب الدين الدهلوي والسيد محبوب علي الجعفري والسيد عالم علي النكينوي والشيخ أبي الحسن بن إلهي بخش الكاندهلوي والسيد نذير حسين المحدث والشيخ الإمام فضل الرحمن ابن أهل الله المراد آبادي والسيد عبد الحي الفاسي المغربي والشيخ حسين بن محسن الأنصاري اليماني والشيخ شعيب بن أبي شعيب المغربي والشيخ عليم الدين ابن رفيع الدين الحيدر آبادي وخلق آخرين، وله إجازة في الطريقة القادرية عن المفتي عبد القيوم المذكور والحاج وارث علي الديوي، وفي الطريقة الجشتية والقادرية عن السيد صالح، وفي الجشتية الصابرية عن الشيخ أحمد الله البستوي، وفي الجشتية النظامية عن الشيخ محمد حسين الشاهجهانبوري، وله إجازات عن جمع آخرين، وسافر إلى الحجاز فحج وزار، وسافر إلى بلاد مصر والشام والقدس، وإلى بلاد أوربا وإلى بلاد التتر وإلى بلاد أمريكه، وساح معظم المعمورة، ورأى العجائب من كل بلدة وإقليم. وكان باهر الذكاء قوي التصور، كثير البحث عن الحقائق، لطيف الطبع، حسن المحاضرة، فصيح المنطق مليح الكلام، وكانت مجالسته نزهة الأذهان والعقول، بما لديه من الأخبار التي تشنف الأسماع، الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1401 والأشعار المهذبة للطباع، والحكايات عن الأقطار البعيدة وأهلها وعجائبها، وكان يعرف اللغات المتنوعة، ويتكلم بالعربي والفارسي والإنكليزي والتامل والتلنكو والبنكله والكجراتي وغيرها من غير تصنع وتجشم كأهل اللسان، وكان يتردد إلى لكهنؤ في آخر عمره كل سنة، ويقيم بها بضعة أشهر عند حبي في الله المرحوم السيد نور الحسن القنوجي وعند غيره من الأحباب، وكان أكثر إقامته بحيدر آباد أو أجمير. مات بحيدر آباد سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة وألف. مولانا هداية الله السندي الشيخ العالم الفقيه هداية الله بن محمود الحنفي المتاروي السندي، أحد العلماء الصالحين، ولد لأربع عشرة خلون من رمضان سنة إحدى وثمانين ومائتين وألف ببلدة متاري من أعمال حيدر آباد السند، وقرأ المختصرات على صنوه عناية الله بن محمود وعلى القاضي محمد علي المتاروي، وقرأ بعض الكتب في النحو والتفسير على الشيخ عبد الولي، وبعضها في الفقه والحديث على الشيخ ولي محمد الملاكاتياري، ثم سافر إلى الحجاز، وقرأ هداية الفقه على مولانا حضرت نور في المدرسة الصولتية، وأصول الفقه على مولانا عبد السبحان، وأسند الحديث عن الشيخ عبد الحق بن شاه محمد الإله آبادي والسيد محمد علي ابن ظاهر الوتري والسيد محمد سعيد بن محمد بن عبد الرحمن المغربي والسيد عبد الله الشافعي المكي النهاري والسيد محمد بن سالم بن علوي جمل الليل، وحج خمس سنوات، وله رسائل كثيرة، منها أربعة بالعربية. حرف الياء المفتي يحيى بن أيوب البهلتي الشيخ العالم الفقيه يحيى بن أيوب بن قمر الدين بن محمد أنور الصديقي الحنفي البهلتي ثم المالوي، أحد العلماء الصالحين، ولد سنة ثمان وسبعين ومائتين وألف في بهوبال، وحفظ القرآن وله عشر سنين، وقرأ على والده الشيخ محمد أيوب وعلى العلامة عبد القيوم بن الشيخ عبد الحي البرهانوي، وبدأ يدرس ويفيد في رعاية أبيه، وقرأ الطب على أطباء بلده، وبايع الشيخ أبا أحمد المجددي البهوبالي، وحصلت له الإجازة منه، وولي نيابة الإفتاء في حياة أبيه، ولما توفي أبوه في سنة خمس عشرة وثلاثمائة وألف ولي الإفتاء في بهوبال، ولما أحيل النواب محيي الدين المراد آبادي إلى المعاش حوالي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وألف، ولي الشيخ يحيى القضاء مكانه، وقام بعدة إصلاحات في محكمة القضاء وسن قواعد جديدة. كانت له اليد الطولى في التعبير، وكان له شغف بجمع نوادر الكتب، وأخذ الإجازة عن المحدثين، وكان صاحب تقوى وعبادة، ملازماً لدروس التفسير والحديث. مات غرة ربيع الآخر سنة خمسين وثلاثمائة وألف. الشيخ يحيى بن وجه الله العظيم آبادي الشيخ العالم الصالح يحيى بن وجه الله الحسيني الرضوي، أحد المشايخ المشهورين، أخذ عنه الشيخ أحمد أبو الخير المكي. مات يوم الإثنين لأربع بقين من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة وألف. الشيخ يعقوب الدهلوي الشيخ العالم الصالح يعقوب بن كريم الله الحنفي الدهلوي، أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بدهلي، وقرأ العلم على والده وصحبه مدة من الزمان، ولما مات والده قام مقامه في التدريس والتذكير، فحصل له القبول العظيم من أهل البلدة، وانتهت إليه الفتيا والتدريس ببلدة دهلي. مات بها يوم الخميس لتسع خلون من ربيع الأول سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وألف، فدفن عند والده الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1402 بمقبرة الشيخ الأجل خواجه عبد الباقي بن عبد السلام النقشبندي الدهلوي. مولانا يعقوب النانوتوي الشيخ العالم الكبير المحدث يعقوب بن مملوك العلي الصديقي الحنفي النانوتوي، أحد الأساتذة المشهورين في الهند، ولد لثلاث عشرة مضين من صفر سنة تسع وأربعين ومائتين وألف بنانوته، وحفظ القرآن الكريم، وقرأ الرسائل المختصرة بالفارسية، ثم سافر إلى دهلي مع والده سنة تسع وخمسين، وقرأ عليه الكتب الدرسية معقولاً ومنقولاً، ثم درس وأفاد ببلدة دهلي وأجمير وفي الفتنة العامة ببلاد الهند سنة ثلاث وسبعين اعتزل ببيته، وفي سنة سبع وسبعين سافر إلى الحجاز فحج وزار، ولما رجع إلى الهند ولي التدريس في المدرسة العالية بديوبند، فدرس بها مدة عمره، وأخذ عنه خلق لا يحصون بحد وعد، وسافر إلى الحجاز مرة ثانية سنة أربع وتسعين فحج وزار، وصحب شيخه الشيخ إمداد الله التهانوي المهاجر بمكة المباركة. كان من كبار الأساتذة، ظهر تقدمه في فنون، منها الفقه والأصول والحديث والأدب، وكان يميل إلى الشعر أحياناً: يقول في مدح السلطان عبد الحميد العثماني: الوعظ ينفع لو بالعلم والحكم فالسيف أبلغ وعاظ على القمم لولاه ما بلغ الدنيا لآخرها وآض كل وجود الدهر في العدم والسيف للضيم إعدام بهيبته كالبدر يجلو الدجى بالنور في الظلم بهمة الملك المنصور منتصر سيف لشرب دم الكفار كل ظمي أكرم به ملكاً للمسلمين غداً كهف الأنام مزيل الفقر والعدم الخان سلطاننا عبد الحميد غداً ذي الجود والفضل والإحسان والكرم لو لم يكن معشر الإسلام نصرته للدين ما كنتم في الأمن والسلم لولاه لم يبق للاسلام من شرف وصرتم لابي لحم على وضم خليفة السلف المنصور دائمة من آل عثمان خير الناس كلهم الناس في طينة في الأصل واحدة وقدرهم لعلي الأقدار في الهمم حرية النفس للانسان جوهرة فقيمة المرء يعلو منه في القيم إلى غير ذلك من الأبيات. توفي لثلاث خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثمائة وألف بنانوته مولانا يعقوب السهسواني الشيخ الفاضل يعقوب بن عبد العلي بن تراب علي بن مبارز علي الحسيني النقوي السهسواني، أحد كبار الفضلاء، ولد ونشأ بسهسوان، وقرأ المختصرات على الحكيم أسد علي السهسواني، ثم سافر إلى رامبور وقرأ الكتب الدرسية على المولوي عبد الواجد الرامبوري الضرير، ثم سافر إلى طوك وأخذ عن العلامة حيدر علي الحسيني الرامبوري، وتطبب على الحكيم إمام الدين الدهلوي، وأقام بتلك البلدة مدة عمره، وظفه أمير تلك الناحية، وكان يداوي المرضى ويدرس. مات بالفالج سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة وألف ببلدة طوك كما في حياة العلماء. الشيخ يوسف الرامبوري الشيخ الفاضل يوسف بن أبي يوسف العمري المجددي الرامبوري المحدث الفقيه السرهندي الأصل، قرأ العلوم الآلية على علماء عصره، وأخذ الإجازة عن الشيوخ، كان له شغف كثير وإلمام تام بالحديث ورجاله. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1403 مات في حدود سنة تسع وعشرين وثلاثمائة وألف. الشيخ يوسف المدراسي الشيخ العالم الفقيه يوسف بن أبي يوسف المدراسي ثم الرامبوري، أحد العلماء العاملين، قرأ العلم على الشيخ عبد الرحمن بن عناية الله الكوكني والشيخ فضل حق بن عبد الحق الرامبوري، وسار إلى ديو بند فتفقه على أساتذة المدرسة العالية، ثم بعد مدة لما رجع إلى رامبور أنزله المفتي لطف الله بن سعد الله الرامبوري بيته، ووكل إليه كتابة الفتيا التي ترد عليه، ثم زوجه ابنته وأقامه معلماً بمدرسة أنوار العلوم برامبور. القاضي يوسف حسين الخانبوري الشيخ العالم المحدث يوسف حسين بن القاضي محمد حسن الهزاروي الخانبوري، أحد العلماء المبرزين في النحو والعربية، ولد ضحوة الجمعة لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين ومائتين وألف بقرية خانبور من أعمال هزاره، وقرأ العلم على أبيه وصنويه القاضي عبد الأحد والقاضي أبي عبد الله محمد، ثم رحل إلى أفغانستان سنة إحدى وثلاثمائة وألف، وأدرك بها الشيخ المجاهد عبد الكريم بن ولاية علي العظيم آبادي، فقرأ عليه سنن النسائي وغيره، وصحبه سنة وستة أشهر، ثم رجع إلى بلاده وأقام بوطنه نحو سنتين، ثم سافر إلى دهلي على جناح الشوق راجلاً، فوصل إليها في اثنين وعشرين يوماً في شهر الله المحرم سنة ست وثلاثمائة وألف، ولازم دروس السيد المحدث نذير حسين الدهلوي، وقرأ عليه المحدث، وأخذ عن شيخنا حسين بن محسن الأنصاري أيضاً، وعن الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن ابن عبد الله بن عبد الوهاب النجدي وعن الشيخ إبراهيم بن سليمان المهاجر المكي، وكلهم أجازوه عند ورودهم ببلدة دهلي. وله مصنفات، منها إتمام الخشوع بوضع اليمين على الشمال بعد الركوع - بالعربية، وأخرى بالهندية، وله زبدة المقادير - رسالة في معرفة الأوقات، وله قصائد بالعربية. ومن شعره قوله: سلي يا سليمى كل ذي المجد عن ذكرى أذو شرف مثلي عهدت بذا القطر أخو الهمة العليا أصيل مكرم ولي عهود المكرمات مع الفخر شديد على أهل الضلالة غائط وبين أصاحيب الهداية ذو البر صبور على البأساء والضر والتوى وليس على رزء المذلة ذا صبر وآباؤنا من أشرف القوم سادة كرام أولى المجد المؤثل والذكر وله رحمه الله غاب عقلي بسورة الغفلات وتلا العطب عائد السكرات يا صباحاً من محنة يا صباحا صبحتني بنكبتي زلاتي وبعاد الحبيب أمسى بيأس كيف أصبحت كيف أمست هناتي عوقتني عن موطني وقبيلي إن هذا لأعظم النائبات هوت الريح في مكان سحيق بي فأين المحيص عن سوآتي أبعدتني عن كل ما أهواه عن عهود الحمى وعن أمهاتي. مولانا يوسف علي اللكهنوي الشيخ الفاضل يوسف علي بن يعقوب علي بن فضل على العثماني الكوباموي اللكهنوي، أحد العلماء الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1404 الصالحين، ولد لست بقين من شعبان سنة ثمان وعشرين ومائتين وألف، وقرأ المختصرات على والده براجمندري، ثم وفد لكهنؤ وقرأ العلوم الآلية على الشيخ قدرت علي بن فياض علي اللكهنوي، ثم تصدر للتدريس فدرس وأفاد مدة طويلة ببلدة لكهنؤ، وسافر إلى بهوبال سنة ثلاث وثمانين ومائتين وألف، وقرأ الصحاح الستة على المفتي عبد القيوم بن عبد الحي البكري البرهانوي، وسمع أوائل سعيد سنبل على شيخنا القاضي حسين بن محسن الأنصاري اليماني، وسكن ببلدة بهوبال، وخدم الدولة مدة حياته. رأيته في بهوبال فوجدته شيخاً منوراً، نقي اللون ربعة القامة، أبيض الشعر في لباس جميل، وكان من أصدقاء سيدي الوالد، ومن مصنفاته الجواهر الفريدة شرح القصيدة، وشرح نظم الفرائض، ودوحة الميزان في المنطق، ورسالة في العروض والقافية. مات لثلاث خلون من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة وألف بمدينة بهوبال. السيد يونس علي البدايوني الشيخ الفاضل يونس علي الحنفي البدايوني، أحد العلماء الصالحين، ولد ونشأ ببلدة بدايون، وقرأ العلم على المولوي محمد حسن بن ظهور حسن السنبهلي وعلى غيره من العلماء، ثم سافر إلى دهلي وأخذ الحديث عن شيخنا المحدث نذير حسين الحسيني الدهلوي، لقيته ببلدة لكهنؤ. تم الكتاب بحول الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وسلم. الجزء: 8 ¦ الصفحة: 1405