الكتاب: العلل لابن أبي حاتم المؤلف: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ) تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف وعناية د/ سعد بن عبد الله الحميد و د/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي الناشر: مطابع الحميضي الطبعة: الأولى، 1427 هـ - 2006 م عدد الأجزاء: 7 (6 أجزاء ومجلد فهارس)   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بحواشي التحقيق] ---------- علل الحديث لابن أبي حاتم الرازي، ابن أبي حاتم الكتاب: العلل لابن أبي حاتم المؤلف: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، الرازي ابن أبي حاتم (المتوفى: 327هـ) تحقيق: فريق من الباحثين بإشراف وعناية د/ سعد بن عبد الله الحميد و د/ خالد بن عبد الرحمن الجريسي الناشر: مطابع الحميضي الطبعة: الأولى، 1427 هـ - 2006 م عدد الأجزاء: 7 (6 أجزاء ومجلد فهارس)   [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بحواشي التحقيق] {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *} {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ *} [الأنعَام: 1] {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ *} . والحمدُ لله الذي لا يُؤَدَّى شُكْرُ نِعْمة من نِعَمه إلا بنعمةٍ منه تُوجِبُ على مؤدِّي ماضي نِعَمِهِ بأدائها: نعمةً حادثةً يجبُ عليه شكرُهُ بها! ولا يَبْلُغُ الواصفون كُنْهَ عظمته. الذي هو كما وَصَفَ نفسَهُ، وفوق ما يصفه به خلقُهُ. نَحْمَدُهُ سبحانه حمدًا كما ينبغي لِكَرَمِ وجهه وعِزِّ جلاله، ونستعينُهُ استعانةَ مَنْ لا حولَ له ولا قوةَ إلا به، ونستهديه بهداه الذي لا يَضِلُّ مَنْ أنعَمَ به عليه، ونستغفرُهُ لِمَا أَزْلَفْنَا وأَخَّرْنَا استغفارَ مَنْ يُقِرُّ بعبوديته، ويعلمُ أنه لا يغفر ذنبَهُ ولا يُنَجِّيهِ منه إلا هو. ونَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسوله، بعثَهُ اللهُ على حينِ فَتْرةٍ من الرسلِ، فكان خِيرَتَهُ المصطفَى لوحيه، المنتَخَبَ لرسالته، المُفضَّلَ على جميع خلقِه: بفتحِ رحمتِهِ وختمِ نبوتِهِ، وأعمِّ ما أُرْسِلَ به مُرْسَلٌ قبله، المرفوعَ ذِكْرُهُ مع ذِكْرِهِ في الأُولى، والشافعَ المشفَّعَ في الأخرى، أفضلَ خلقِهِ نَفْسًا، وأجمعَهُمْ لكلِّ خُلُقٍ رَضِيَهُ في دينٍ ودنيا، وخيرَهم نسبًا ودارًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 فصلَّى الله على نبيِّنا كلَّما ذكره الذاكرون، وغفَلَ عن ذِكْره الغافلون، وصلَّى عليه في الأوَّلين والآخِرِين، أفضلَ وأكثَرَ وأزكى ما صلَّى على أحدٍ مِنْ خَلْقِه، وزكَّانا - وإياكم - بالصلاةِ عليه أفضلَ ما زكَّى أحدًا من أمته بصلاتِهِ عليه، وجزاه اللهُ عنا أفضَلَ ما جزى مُرْسَلاً عَمَّنْ أُرْسِلَ إليه، فلم تُمْسِ بنا نعمةٌ ظهرَتْ ولا بطنَتْ، نلنا بها حَظًّا في دينٍ ودنيا، أو دُفِعَ بها عنا مكروهٌ فيهما أو في واحدٍ منهما - إلا ومحمَّدٌ صلى الله عليه سَبَبُهَا، القائدُ إلى خَيْرِها، والهادي إلى رُشْدِها (1) . أما بعد: فإنَّ عِلْمَ عِلَلِ الحديثِ مِنْ أَجَلِّ العلومِ (2) التي لم تَتَهَيَّأْ معرفتُهَا إلا لنَزْرٍ يَسِيرٍ مِنْ أهلِ العلمِ؛ وقد صُنِّفَتْ فيه مصنَّفاتٌ عديدةٌ (3) ، من أَهَمِّهَا "كِتَابُ الْعِلَلِ" لأبي محمَّدٍ عبدِ الرحمنِ ابنِ أبي حاتمٍ الرازيِّ (ت327هـ) ، الذي جَمَعَ فيه كلامَ أبيه وأبي زُرْعَةَ في تعليلِ الأحاديثِ، معَ زيادةِ كلامِ بعضِ الأئمَّةِ الآخَرِينَ - على قِلَّتِهِ - وربَّما أَدْلَى هو بِدَلْوِهِ في الكلامِ في هذه العِلَلِ أحيانًا. وقد طُبِعَ هذا الكتابُ أَوَّلَ مَرَّةٍ سنةَ (1343هـ) بتحقيقِ الأستاذِ مُحِبِّ الدِّينِ الخَطِيبِ _ح؛ في المطبعةِ السَّلَفيَّةِ التي كان أنشأَهَا،   (1) من مقدمة الإمام الشافعي لكتاب "الرسالة" بتصرف. (2) انظر مبحث "أهمية علم علل الحديث" الآتي (ص9) . (3) انظر مبحث "المصنفات في علل الحديث" الآتي (ص19) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 مُعْتَمِدًا في تحقيقِه على نُسْخَتَيْنِ، لكنَّ إحداهما منقولةٌ عن الأخرى كما سيأتي بيانُهُ (1) ، وفيهما أسقاطٌ وتصحيفاتٌ، لكنَّهُ وَفَّى بإثباتِ النَّصِّ على حَسَبِ استطاعتِهِ. ثم عَمَدَ الأخُ نَشْأَتُ بنُ كمالٍ الْمِصْرِيُّ، فحَقَّقَ الكتابَ اعتمادًا على النُّسَخِ الخَطِّيَّةِ الأخرى، وطُبِعَ الكتابُ بتحقيقِهِ في (4) مجلَّداتٍ، غيرَ أنَّه وقَعَ في أخطاءٍ نَبَّهَ عليها الأخُ محمَّدُ بنُ صالحٍ الدباسِيُّ الذي قام بتحقيقِ الكتابِ وإخراجِهِ في (3) مجلَّدات، على وجهٍ أَفْضَلَ مِنْ سابقَيْهِ؛ فجزى اللهُ الجميعَ خيرَ الجزاءِ. وقد مَنَّ اللهُ تعالى عَلَيْنَا بالفَرَاغِ مِنْ تحقيقِ هذا الكتابِ، الذي ابتدأْنَا العمَلَ فيه قبل أكثَرَ من خمس سنين، وما كنا نتوقَّع أننا سنلاقي ما لاقيناه من عَنَتٍ ومَشَقَّةٍ في إخراجه على وجهٍ نرجو أن يكونَ الأقرَبَ إلى الصوابِ إنْ شاء الله تعالى. وكانت الرغبةُ في أولِ الأَمْرِ متجهةً إلى إخراجِهِ اعتمادًا على نسخةِ مكتبة أحمد الثالث وحدها؛ دون تخريجٍ أو تعليقٍ إلا على ما لابُدَّ منه، لكنْ واجهَنَا كثيرٌ من الإشكالاتِ التي تَطَلَّبَتِ الرجوعَ إلى نُسَخٍ أخرى، فجمعنا ما وَقَفْنَا عليه منها، ومع هذا كلِّه لم يَزَلْ في الكتابِ مواضعُ أخرى مُشْكِلَةٌ، فرأينا ضرورةَ تقصِّي المراجعِ التي تأخذُ عن ابن أبي حاتم بطريق الرواية أو النقل، كما رأينا ضرورةَ   (1) (ص144 وما بعدها) من هذه المقدمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 تخريجِ الرواياتِ والطرقِ لإتمامِ العمل، فساعَدَنَا هذان الأمران كثيرًا على إزالةِ كثيرٍ من تلك الإشكالاتِ كما سيأتي تفصيلُهُ في خُطَّةِ العملِ إن شاء الله. وقد قدَّمنا للكتاب بمقدمةٍ تناولنا فيها ما يلي: 1 - أهميَّة عِلْمِ عِلَلِ الحديث، والمصنَّفات فيه، وتعريف العِلَّة في اللغة والاصطلاح، وذِكْر أسباب العلة. وكنا نرغب في ذكر قرائن الترجيح والتعليل وأجناس العلة، لكن رأينا الاكتفاء برسالة أخينا الدكتور عادل الزُّرَقي في «قرائن العلة» (1) ، وبما ذكره أبو عبد الله الحاكم في «معرفة علوم الحديث» (ص113-118) عن أجناس العلَّة، ولخَّصه وهذَّبه السُّيُوطي في «تدريب الراوي» (1/422-427) وبلَغَنَا أنَّ الأخ أبا سفيان مصطفى باحو جَمَعَ ذلك وزاد عليه في بحثٍ بعنوان "العِلَّة وأجناسها عند المحدِّثين" لم يُطْبَعْ بعدُ. أجزل الله الأجر والثواب للجميع. 2 - دراسة مُطَوَّلة للمُصَنِّف عبد الرحمن بن أبي حاتم _ح. 3 - ترجمة موجزة لأبي حاتم، وأبي زرعة، رحمة الله عليهما. 4 - التعريف بـ"كتابِ العِلَلِ" لابن أبي حاتم، وفيه: أ) تمهيدٌ يتضمَّنُ أَهَمِّيَّةَ الكتابِ، وبَعْضَ مميِّزاتِهِ، ومَنْهَجَ مصنِّفِهِ فيه.   (1) وهو بحث بعنوان "قواعد العلل، وقرائن الترجيح"، طبع بدار المحدِّث، سنة 1425هـ، الرياض - السعودية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 ب) رواياتُ الكتاب. جـ) ترجمة لرواة الكتاب. د) وصف النُّسَخِ الخَطِّيَّةِ المعتمدة. هـ) تحقيق اسمِ الكتابِ، وصِحَّةِ نِسْبَتِهِ إلى مصنِّفِهِ. و) خُطَّة العَمَلِ ومنهجنا في تحقيق الكتاب، مع بعضِ التنبيهات. ز) نماذج من النُّسَخِ الخَطِّيَّةِ للكتاب. وها هو الكتابُ بين يدَيْكَ - أخي القارئ الكريم - لك غُنْمُهُ، وعلينا غُرْمُهُ، ولا نستطيعُ أنْ نَصِفَ لك ما بُذِلَ فيه من جُهْد، نسألُ اللهَ تعالى أَلاَّ يَحْرِمنا أَجْرَهُ، وحسبنا أنَّا بَذَلْنَا وُسْعَنَا ولا نَدَّعي الكمال، فإنْ أصبنا فَمِنَ الله، وإنْ أخطأنا فَمِنْ أنفسنا ومِنَ الشيطان، مع دعائنا لِمَنْ أتحفَنَا بشيءٍ من الملحوظاتِ حتى نَتَلاَفاها ونَتَدَارَكَهَا في طبعةٍ لاحقة إنْ شاء الله. ولا يفوتنا في الختامِ أنْ نَتقدَّمَ بالشُّكْرِ الجزيلِ لفضيلة الدكتور الشيخ محمد بن تُرْكي التُّرْكي الذي أَتْحَفنا ببعضِ النسخ الخطية لهذا الكتاب. والشُّكْرُ موصولٌ للمحرِّك الإداري للعمل الشيخ أبي أسامة محمد ابن سالم بن علي بن جابر؛ على بَذْلِ وُسْعِهِ وطاقتِهِ، وحُنْكتِهِ في الإدارة على وجه ظهرت ثماره بحمد الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 كما نشكُرُ فَرِيقَ التحقيقِ في هذا الكتابِ الذين لولا تيسيرُ الله سبحانه، ثم تضافُرُ جهودهم؛ لَمَا أمكَنَ إنجازُ هذا العمل الضخم، مع هذه الصعوبات، وهم الإخوة الأساتذة: 1) د. حيدر بن عيدروس علي أحمد. 2) عيسى بن كُوكُوني صُوك. 3) عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الضاحي. 4) حسني بن أحمد بن حَسَانين الجُهَني. 5) حسام بن محمد القَطَّان. 6) علي بن أحمد بن عبد الباقي الخُولي. 7) أيمن بن أحمد ذو الغِنى. 8) محمد بن خالد الوَبَارنه. 9) محمد بن رجب بن محمد الخُولي. كما نَشْكُرُ كلًّا من مُنَضِّد الكتاب الأستاذ يسري بن حسين محمد سعد، وفريق المقابلة: الأستاذ إبراهيم بن عبد الجليل رضوان، والأستاذ حسان بن عبد الكريم العثمان. وآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ د/ سعد بن عبد الله بن عبد العزيز الحميِّد د/ خالد بن عبد الرحمن بن علي الجريسي الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 أَهَمِّيَّةُ عِلْمِ عِلَلِ الحَدِيثِ لقد مَنَّ اللهُ على الأُمَّةِ المحمَّديةِ أنْ جعلها خيرَ الأمم، ودينَها خاتَمَ الأديانِ وأكملَهَا، ونبيَّها خاتَمَ الأنبياءِ وأفضلَهم. وتكفَّل اللهُ لهذه الأُمَّةِ بِحِفْظِ وَحْيها من التحريف والتبديل؛ فقال سبحانه: [الحِجر: 9] ، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ *} والذِّكْرُ هنا يَعُمُّ الكتابَ والسُّنَّة؛ لأنَّ السنَّةَ وحيٌ منزَّلٌ من الله سبحانه؛ قال تعالى: [النّجْم: 3] {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *} ، وهي المبيِّنة للقرآن، وسمَّاها الله ذكرًا؛ قال تعالى: [النّحل: 44] {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} ، فلا يمكن العملُ بالقرآن بمَعْزِل عن السنة؛ كعدد الصَّلوات في اليوم والليلة، وعدد ركعات الصَّلاة، وصفة أدائها، وهكذا الزكاة، والحَجُّ، والصَّوم، وغير ذلك، وهذا الذي جَعَلَ مكحولاً _ح يقول: القرآنُ أحوَجُ إلى السُّنَّة من السنَّة إلى القُرآن (1) . وقال يحيى بن أبي كثير: السُّنَّة قاضيةٌ على الكتاب، وليس الكتابُ بقاضٍ على السنَّة (2) .   (1) أخرجه سعيد بن منصور - كما في "تفسير القرطبي" (1/39) - والمروزي في "السنة" (104) ، والخطيب في "الكفاية" (ص14) ، والهروي في "ذم الكلام" (214) . ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه ابن شاهين في "السنة" (48) ، والهروي في الموضع السابق. (2) أخرجه سعيد بن منصور - كما في الموضع السابق من "تفسير القرطبي" - والدارمي في "سننه" (587) ، والخطيب في الموضع السابق (1/39) ، والمروزي في "السنة" (103) ، والهروي في "ذم الكلام" (211) . ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه ابن شاهين في "السنة" (48) ، والهروي في الموضع السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 وقال الفَضْل بن زياد: سمعتُ أحمدَ بن حنبل وسُئل عن هذا الحديث الذي رُوي: أنَّ السُّنَّةَ قاضيةٌ على الكتاب؟ فقال: ما أجسُرُ على هذا أنْ أقولَهُ، ولكنَّ السنَّةَ تفسِّر الكتاب، وتعرِّفُ الكتابَ وتبيِّنه (1) . وقال حَسَّان بن عَطيَّة: كان جبريلُ _ج يَنْزِلُ على رسول الله (ص) بالسُّنَّة كما ينزل عليه بالقرآن، يعلِّمه إياها كما يعلِّمه القرآن (2) . وقال إسماعيل بن عُبَيدالله: ينبغي لنا أن نَحْفَظَ حديثَ رسول الله (ص) كما نحفَظُ القرآنَ؛ لأن الله تعالى يقول: [الحَشر: 7] {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (3) . وهذا هو الذي فهمه الصحابيُّ الجليلُ عبد الله بن مسعود ح حين قال: «لَعَنَ اللهُ الواشمَاتِ والمُسْتَوْشِمَاتِ، والنَّامِصَاتِ والمُتَنمِّصَاتِ، والمُتَفلِّجَاتِ للحُسْنِ، المُغيِّراتِ خَلْقَ اللهِ» ، فبلغ ذلك امرأةً من بني أَسَدٍ يقال لها: أُمُّ يعقوب، وكانتْ تَقْرَأُ القرآنَ، فأتتْهُ فقالت: ما حديثٌ بلغني عنك؛ أنك لعنتَ الواشمات والمُسْتَوشمات،   (1) أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص15) ، والهروي في "ذم الكلام" (213) ، وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" (1/252) . (2) أخرجه الدارمي (588) ، والمروزي في "السنة" (102) ، والخطيب في "الكفاية" (ص12 و15) ، والهروي في "ذم الكلام" (216) . (3) أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص12) ، والهروي في "ذم الكلام" (217) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 والمُتَنمِّصات، والمُتَفلِّجات للحُسْن، المغيِّراتِ خَلْقَ الله؟ فقال عبد الله: وما لي لا ألعَنُ مَنْ لَعَنَ رسولُ الله (ص) ، وهو في كتاب الله؟! فقالت المرأة: لقد قرأتُ ما بين لَوْحَيِ المصحفِ فما وجدتُّهُ، فقال: لئنْ كنتِ قرأتِيهِ لقد وجَدتِّيهِ (1) ؛ قال الله عزَّ وجلَّ: [الحَشر: 7] {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} . فقالتِ المرأةُ: فإني أرى شيئًا مِنْ هذا على امرأتِكَ الآنَ، قال: اذهبي فانظُري، فدخلَتْ على امرأةِ عبد الله، فلم تَرَ شيئًا، فجاءتْ إليه فقالتْ: ما رأيتُ شيئًا، فقال: أَمَا لو كان ذلك لم نُجامِعْها (2) . وكما أنَّ اللهَ سبحانه ابتَلَى آدَمَ وذريَّتَهُ بالإهباطِ إلى الأرض، وبِمَكْرِ الشيطانِ وكَيْدِهِ لهم لِيَعْلَمَ مَنْ يُطِيعه ممَّن يَعْصيه، وهو القادر سبحانه على أن يجعلَهُمْ كلَّهم عاملين بطاعته؛ كما قال تعالى: [السَّجدَة: 13] {وَلَوْ شِئْنَا لآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَِمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ *} ؛ فإنه كذلك ابتلى الأمَّةَ المحمَّديةَ بطريقةِ نقل السُّنَّة النبوية وروايتها، فمِنَ المعلوم أنَّ السُّنَّة لم   (1) كذا في الصحيحين، بإشباع كسرة تاء المخاطبة، وهي لغةٌ حكاها الخليل الفراهيدي. انظر التعليق على المسألة رقم (1243) من هذا الكتاب. (2) أخرجه البخاري في "صحيحه" (4886) ، ومسلم (2125) . وقوله: «لم نجامعها» هذا لفظُ مسلم. واختلفت روايات البخاري، قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (8/631) : «قوله: ما جامعتُهَا، يَحْتمل أن يكون المراد بالجماعِ: الوَطْءَ، أو الاجتماعَ، وهو أبلغ، ويؤيِّده قوله في رواية الكُشْمَيْهَني: ما جامَعَتْنَا، وللإسماعيلي: ما جامَعَتْنِي» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 تُدَوَّنْ في عصر النبوَّة والخلفاءِ الراشدين كما دُوِّن القرآن؛ لأسبابٍ يطولُ ذِكْرُها (1) ؛ من أهمِّها: طولُ الفترة التي يلزمُهُمْ فيها تدوينُ كُلِّ ما يَصْدُرُ عنه (ص) مِنْ أقوالٍ، وأفعال، وتقريرات، وهي ثلاثٌ وعشرون سنة، مع قِلَّةِ الكَتَبة، ونُدْرَةِ أدواتِ الكتابة، على نحوٍ يَصْعُبُ معه - بل يستحيلُ - كتابةُ كُلِّ ما يَصْدُرُ عنه (ص) طيلةَ هذه الفترة على أكتافِ الإبل، والألواح، وعُسُبِ النخل، والحجارةِ؛ فهذه هي الأدواتُ التي كانوا يَكْتُبون عليها، أما الجُلود فنادرةٌ، وأما الوَرَقُ فمعدومٌ. وكما أنَّ الصِّراعَ بين الشيطان وبني آدم قائمٌ منذ أنْ أُهْبِطَ آدَمُ إلى الأرض، فالصِّراعُ كذلك موجودٌ بين علماء الحديث وأعداء السُّنَّة، وقد تمخَّض هذا الصِّراع عن تلك الجُهُود التي بذلها العلماءُ لحمايةِ جَنَابِ السُّنَّة، وذَبِّ الكذبِ عنها والدَّخيلِ عليها، وتتمثَّلُ في أمور عديدة، من أهمِّها: نَشْأَةُ الإسناد، وعِلْمُ الجرح والتعديل والكلامُ في الرواةِ جَرْحًا وتعديلاً، ومعرفةُ التاريخِ الذي يَسْتبِينُ به صدقُ الرواةِ وكذبُهم، واتصالُ الأسانيدِ وانقطاعُهَا، وعِلْمُ مصطلح الحديث، والمصنَّفاتُ في صحيحِ السُّنَّة وضعيفها، وغيرُ ذلك كثير؛ ومن أشهره: معرفةُ عِلَلِ الحديثِ الذي هو موضوعُ كتابنا هذا.   (1) تجدها مبسوطة عند الخطيب البغدادي في كتابه "تقييد العلم"، وعند محمد عجاج الخطيب في كتابه "السنة قبل التدوين"، وغيرهما. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 ومع أنَّ مدارَ معرفةِ الصحيح من السَّقيم من الحديثِ: على الإسناد الذي قالوا عنه: إنه مِنَ الدِّين (1) ، والنظرُ في الإسنادِ يكونُ في اتصالِهِ وثِقَةِ رجاله؛ إلا أنَّ المحدِّثين وضعوا نُصْبَ أعينهم أمرًا آخَرَ، وهو أنَّ الثقةَ قد يَهِمُ، وربَّما دَخَلَ في دِينِ الله ما ليس منه بسببِ أوهامِ الثقاتِ الذين يُظَنُّ بهم الظَّنُّ الحسن؛ فَمِنْ هنا نشأ عِلْمُ عِلَلِ   (1) جاء في "مقدمة صحيح مسلم" (1/15) عن عبد الله بن المبارك _ح أنه قال: «الإسنادُ من الدين، ولولا الإسنادُ لقال من شاء ما شاء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 الحديث الذي يُعْنَى أولَ ما يُعْنَى بأوهامِ الثقات. قال شيخ الإسلام ابن تيمية (1) : «والمقصودُ هنا أنَّ تَعَدُّدَ الطُّرُق - مع عدمِ التشاعرِ أو الاتفاقِ في العادة - يُوجِبُ العلمَ بمضمون المنقول، لكنَّ هذا يُنتفَعُ به كثيرًا في عِلْمِ أحوال الناقلين، وفى مثل هذا يُنتفَعُ برواية المجهول، والسيِّئ الحفظ، وبالحديثِ المُرْسَل، ونحوِ ذلك. ولهذا كان أهلُ العلم يَكْتُبون مثلَ هذه الأحاديث ويقولون: إنه يَصْلُحُ للشواهدِ والاعتبارِ ما لا يَصْلُحُ لغيره؛ قال أحمد: قد أكتُبُ حديثَ الرجلِ لأعتبرَهُ .... وكما أنهم يَسْتَشهدونَ ويَعْتبرونَ بحديثِ الذي فيه سوءُ حفظ، فإنهم أيضًا يضعِّفون مِنْ حديثِ الثقة الصدوقِ الضابطِ أشياءَ تبيَّن لهم أنه غَلِطَ فيها، بأمورٍ يستدلُّون بها، ويسمُّون هذا: «عِلْمَ عِلَلِ الحديث» ، وهو مِنْ أشرفِ علومهم، بحيثُ يكونُ الحديثُ قد رواه ثقةٌ ضابطٌ وغَلِطَ فيه، وغَلَطُهُ فيه عُرِفَ إما بسببٍ ظاهرٍ [أو خفيٍّ] (2) ؛ كما عَرَفُوا أنَّ النبيَّ (ص) تزوَّج ميمونةَ وهو حلال، وأنه صلَّى في البيت ركعتين، وجعلوا روايةَ ابنِ عباس- لتزوُّجِها حرامًا، ولكونِهِ لم يُصَلِّ - مما وقَعَ فيه الغَلَطُ ... . والناسُ في هذا الباب طرفانِ: طَرَفٌ مِنْ أهلِ الكلام ونحوهم ممَّن هو بعيدٌ عن معرفةِ الحديثِ وأهله، لا يُميِّز بين الصحيحِ والضعيف، فيَشُكُّ في صحةِ أحاديثَ، أو في القَطْعِ بها، مع كونها معلومةً مقطوعًا بها عند أهلِ العِلْمِ به. وطَرَفٌ ممن يدَّعي اتباعَ الحديثِ والعَمَلَ به؛ كلَّما وجَدَ لفظًا في حديثٍ قد رواه ثقةٌ، أو رأى حديثًا بإسنادٍ ظاهرُهُ الصحةُ، يريدُ أن يَجْعَلَ ذلك مِنْ جنسِ ما جزَمَ أهلُ العلم بصحَّته، حتى إذا عارَضَ الصحيحَ المعروفَ، أخَذَ يتكلَّفُ له التأويلاتِ الباردةَ، أو يجعلُهُ دليلاً له في مسائلِ العلم، مع أنَّ أهلَ العلم بالحديثِ يَعْرِفون أنَّ مثلَ هذا غَلَطٌ» . اهـ. وقال ابن القيِّم (3) - في كلامه على حديث: «قَضى باليَمِينِ مع الشَّاهد» ، والرَّدِّ على من أعلَّه -: «وهذه العللُ وأمثالها تَعَنُّتٌ لا تُتْرَكُ لها الأحاديثُ الثابتةُ، ولو تُرِكَتِ السننُ بمثلها لَوُجِدَ السبيلُ إلى تَرْكِ   (1) في "مجموع الفتاوى" (13/352-353) . وانظر: "مقدمة أصول التفسير" (ص68- 74) . (2) ما بين المعقوفين سقط من "مجموع الفتاوى" و"مقدمة أصول التفسير"، فأثبتناه من "توجيه النظر" للشيخ طاهر الجزائري (1/328) ؛ لنقله هذا النَّصَّ عنه. (3) في "تهذيب السنن" (10/25) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 عامَّةِ الأحاديثِ الصحيحةِ الثابتة بمثلِ هذه الخَيَالات. وهذه الطريقُ في مقابلها طريقُ الأصوليين وأكثرِ الفقهاء: أنهم لا يَلْتَفتون إلى علَّةٍ للحديثِ إذا سَلِمَتْ طريقٌ من الطرق منها، فإذا وَصَله ثقةٌ أو رَفَعه لا يبالون بخلافِ مَنْ خالفه ولو كَثُروا. والصوابُ في ذلك: طريقةُ أئمة هذا الشأن، العالمين به وبِعِلَلِهِ؛ وهو النَّظَرُ والتَّمَهُّر في العلل، والنظر في الواقفين والرافعين، والمُرْسِلين والواصلين: أنهم أَكْثَرُ، وأوثقُ، وأَخَصُّ بالشيخ، وأعرَفُ بحديثه،،، إلى غيرِ ذلك من الأمور التي يَجْزِمون معها بالعِلَّةِ المؤثِّرة في موضعٍ، وبانتفائها في موضعٍ آخَرَ؛ لا يرتضون طريقَ هؤلاء، ولا طريقَ هؤلاء» . وقال أبو شَامَةَ المَقْدِسي (1) : «وأئمةُ الحديثِ هم المعتبَرون القُدْوةُ في فنِّهم؛ فوجَبَ الرجوعُ إليهم في ذلك، وعَرْضُ آراءِ الفقهاءِ على السننِ والآثارِ الصَّحيحة؛ فما ساعَدَهُ الأَثَرُ فهو المعتبَرُ، وإلا فلا نُبْطِلُ الخَبَرَ بالرأي، ولا نضَعِّفه إنْ كان على خلافِ وُجُوهِ الضَّعْفِ من علل الحديثِ المعروفةِ عند أهله، أو بإجماعِ الكافَّةِ على خلافه؛ فقد يَظْهَرُ ضَعْفُ الحديثِ وقد يخفى. وأقربُ ما يُؤْمَرُ به في ذلك: أنك إذا رأيتَ حديثًا خارجًا عن دواوينِ الإسلام - كالموطَّأ، ومسند أحمد، والصَّحيحَيْنِ، وسنن أبي داود، والترمذي، والنَّسَائي، ونحوها مما تقدَّم ذكرُه ومما لم نذكُرْهُ - فانظُرْ فيه: فإنْ كان له نظيرٌ في الصحاح   (1) في "مختصر المؤمل" (ص55) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 والحسان قَرُبَ أَمْرُهُ، وإنْ رأيتَهُ يُبَايِنُ الأصولَ وارتَبْتَ به فتأمَّلْ رجالَ إسناده، واعتبِرْ أحوالَهُمْ مِنَ الكُتُبِ المصنَّفَة في ذلك. وأصعبُ الأحوال: أن يكونَ رجالُ الإسنادِ كلُّهم ثقات، ويكونَ متنُ الحديثِ موضوعًا عليهم، أو مقلوبًا، أو قد جرى فيه تدليسٌ، ولا يَعْرِفُ هذا إلا النُّقَّادُ من علماء الحديث؛ فإنْ كنتَ مِنْ أهله فَبِهِ، وإلا فاسألْ عنه أهلَهُ» . وقال ابن رجب (1) : «أَمَّا أهلُ العلمِ والمعرفة، والسُّنَّةِ والجماعة، فإنَّما يَذْكُرون عِلَلَ الحديثِ نصيحةً لِلدِّين، وحفظًا لسنَّة النبيِّ (ص) ، وصيانةً لها، وتمييزًا مما يَدْخُلُ على رواتها من الغَلَطِ والسَّهْوِ والوَهَمِ، ولا يوجبُ ذلك عندهم طَعْنًا في غير الأحاديث المُعَلَّة، بل تَقْوَى بذلك الأحاديثُ السليمةُ عندهم؛ لبراءتها من العلل، وسلامتها من الآفات، فهؤلاءِ هم العارفونَ بِسُنَّةِ رسول الله حَقًّا، وهم النقَّاد الجَهابذةُ الذين ينتقدون انتقادَ الصيرفيِّ الحاذقِ للنَّقْدِ البَهْرَجِ (2) من الخالص، وانتقادَ الجوهريِّ الحاذق للجوهر مما دُلِّسَ به» . وذكر ابن رجب أيضًا (3) روايةَ أَبِي إسحاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة؛ قالت: كانَ النبيُّ (ص) يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ، وَلا يَمَسُّ ماءً، ثم قال:   (1) في "شرح علل الترمذي" (2/894) . (2) البَهْرَجُ - ويقال: النَّبَهْرَج -: هو الرديءُ من الشيء، وكلُّ رديء من الدراهم وغيرها: بَهْرَج. انظر "لسان العرب" (2/217و373) . (3) في "فتح الباري" (1/362-363) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 «وهذا الحديثُ مما اتفَقَ أئمةُ الحديث مِن السَّلَفِ على إنكارِهِ على أبي إسحاق ... وقال أحمدُ بن صالحٍ المِصْريُّ الحافظ: لا يَحِلُّ أن يُروى هَذا الحديثُ؛ يعني: أنَّهُ خطأٌ مقطوعٌ بهِ، فلا تحلُّ روايته مِنْ دونِ بيانِ علَّته. وأما الفقهاءُ المتأخِّرون، فكثيرٌ مِنهُم نظَرَ إلى ثقة رجاله، فظنَّ صِحَّتَهُ، وهؤلاءِ يظنُّون أنَّ كلَّ حديث رواه ثقةٌ فهو صحيحٌ، ولا يتفطَّنون لدقائق علم علل الحديث. ووافقَهم طائفةٌ من المحدِّثين المتأخِّرين؛ كالطَّحَاويِّ، والحاكم، والبيهقي» . اهـ. وفي هذا دَلاَلةٌ على أهميَّةِ عِلْمِ العلل الذي يقولُ عنه عبد الرحمن ابن مَهْدي: «لَأَنْ أَعْرِفَ عِلَّةَ حديثٍ هُوَ عِنْدِي، أَحَبُّ إليَّ من أن أكتبَ عشرين حديثًا لَيْسَ عِنْدِي» (1) . وقال محمد بن عبد الله بن نُمَيْر: قال عبد الرحمن بْن مَهْدي: «معرفةُ الحديثِ إلهامٌ» . قَالَ ابْنُ نُمَيْر: «وصَدَقَ! لو قلتَ لَهُ: مِنْ أينَ قلتَ؟ لم يكنْ له جوابٌ» (*) . وقال أبو حاتِم الرازي: قال عبد الرحمن بْن مَهْدي: «إنكارُنا الحديثَ عِنْد الجهَّالِ كِهَانةٌ» (*) . وقال نُعَيم بن حمَّاد: قلت لعبد الرحمن بن مَهْدي: كيف تَعْرِفُ صحيحَ الحديثِ مِنْ خطئه؟ قال: «كما يَعْرِفُ الطبيبُ المجنونَ» (2) .   (1) انظر مقدمة المصنف لهذا الكتاب "العلل" (ص3-4) . ( *) ... المرجع السابق. (2) "دلائل النبوة" للبيهقي (1/31) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 وقال أبو غالبٍ عليُّ بن أحمدَ بن النَّضْر: سمعتُ عليَّ بن المَدِيني يقول: أخَذَ عبد الرحمن بن مَهْدي على رجلٍ مِنْ أهلِ البَصْرة - لا أسمِّيه - حديثًا؛ قال: فغَضِبَ له جماعةٌ؛ قال: فَأَتَوْهُ فقالوا: يا أبا سعيد، مِنْ أَيْنَ قلتَ هذا في صاحبنا؟ قال: فغَضِبَ عبدُالرحمنِ ابنُ مَهْدي، وقال: «أرأيتَ لو أنَّ رجلاً أتى بدينار إلى صَيْرَفِيٍّ، فقال: انتَقِدْ لي هذا، فقال: هو بَهْرَجٌ، يقولُ له: مِنْ أين قلتَ لي: إنه بَهْرَج؟! اِلزَمْ عملي هذا عِشْرين سَنَةً حتى تَعْلَمَ منه ما أَعْلَمُ» (1) . وروى هذه الحكايةَ البخاريُّ عن شيخه عليِّ بن المَديني باختلافٍ يَسِير (2) . وقد رُوِيَ أيضًا نحوُ هذا المعنى عن الإمام أحمد (3) . وقال الخطيبُ البغدادي (4) : «فمِنَ الأحاديثِ ما تَخْفَى عِلَّتُه فلا يوقَفُ عليها إلا بعد النظرِ الشديد، ومُضِيِّ الزمانِ البعيد» . وقال صالحُ بن محمد البغدادي - المعروفُ بصالحِ جَزَرة -: سمعتُ عليَّ بن المَدِيني يقول: «رُبَّمَا أدركتُ عِلَّةَ حديثٍ بعد أربعين سنةً» (5) .   (1) "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1838) . (2) رواها البيهقي في "دلائل النبوة" (1/31) ، بسنده إلى البخاري. (3) انظر "جامع العلوم والحكم" (ص484) . (4) في "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/385) . (5) المرجع السابق (1841) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 وقال الربيع بن خُثَيْم: «إنَّ مِنَ الحديثِ حديثًا له ضَوْءٌ كضوء النهار تعرفُهُ، وإنَّ مِنَ الحديثِ حديثًا له ظُلمةٌ كظُلْمة الليلِ تُنْكِرُهُ» (1) . وقال الشافعي (2) : «ولا يُستدلُّ على أكثرِ صِدْقِ الحديثِ وكَذِبِهِ إلا بصدقِ المُخْبِرِ وكذبه، إلا في الخاصِّ القليلِ من الحديث» . وأوضَحَ البيهقيُّ عبارةَ الشافعيِّ هذه بقوله (3) : «وهذا الذي استثناه الشافعيُّ لا يقف عليه إلا الحُذَّاقُ مِنْ أهل الحِفْظ؛ فقد يَزِلُّ الصدوقُ فيما يكتبُهُ، فيَدْخُلُ له حديثٌ في حديث، فيصيرُ حديثٌ رُوِيَ بإسناد ضعيفٍ مُرَكَّبًا على إسنادٍ صحيحٍ. وقد يَزِلُّ القَلَمُ، ويُخْطئ السمع، ويَخُونُ الحِفْظ؛ فيروي الشاذَّ من الحديث عن غير قَصْدٍ، فَيَعْرِفُهُ أهلُ الصَّنْعة الذين قيَّضَهُمُ اللهُ تعالى لحفظِ سُنَنِ رسولِ الله (ص) على عباده؛ بِكَثْرة سماعه، وطُولِ مُجالستِهِ أهلَ العِلْمِ به ومُذاكَرتِهِ إيَّاهم» . اهـ. ولذا كان أهلُ الحديث لا يُسلِّمون بكل ما يُرْوَى وإنْ كان صحيحَ السَّنَدِ، حتى يَعْرِضوه على أهل الاختصاص: قال الأعمش: «كان إبراهيمُ (4) صَيْرَفِيَّ الحديث، فكنتُ إذا   (1) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (6/186) ، وهناد في "الزهد" (513) ، ويعقوب ابن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/327) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص316) ، والحاكم في "المعرفة" (ص62) ، والهروي في "ذم الكلام" (5/45) ، ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص431) . (2) في "الرسالة" (ص399) . (3) في "دلائل النبوة" (1/30) . (4) يعني: إبراهيم بن يزيد النخعي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 سمعتُ الحديثَ مِنْ بعضِ أصحابنا، أتيتُهُ فعرضتُهُ عليه» (1) . وقال جريرُ بن عبد الحميد: «كنتُ إذا سمعتُ الحديثَ جِئْتُ به إلى المغيرة، فعرضْتُهُ عليه؛ فما قال لي: أَلْقِهِ، أَلْقَيْتُهُ» (2) . وقال قَبِيصة بن عُقْبة: «رأيتُ زائدةَ يَعْرِضُ كُتُبَهُ على سُفْيان الثَّوْري، ثم التفَتَ إلى رجل في المَجْلِس فقال: ما لك لا تَعْرِضُ كتبَك على الجَهابِذَةِ كما نَعْرِض؟!» (3) . وقال زائدة: «كنا نأتي الأعمشَ، فيحدِّثنا، فَيُكْثِرُ، ونأتي سُفْيانَ الثوريَّ فنذكُرُ تلك الأحاديثَ له، فيقولُ: ليس هذا مِنْ حديثِ الأعمش. فنقول: هو حدَّثنا به الساعةَ! فيقول: اذهَبُوا فقولوا له إنْ شئتم. فنأتي الأعمشَ، فَنُخْبِره بذلك، فيقول: صَدَقَ سفيان؛ ليس هذا مِنْ حديثنا» (4) . وقال الأوزاعيُّ: «إنْ كنا لَنَسْمَعُ الحديثَ فَنَعْرِضُهُ على أصحابنا كما نَعْرِضُ الدرهمَ الزائفَ على الصَّيارفةِ؛ فما عَرَفُوا أَخَذْنا، وما أَنْكَروا تَرَكْنا» (5) .   (1) أخرجه الحاكم في "المعرفة" (ص16) ، والخليلي في "الإرشاد" (2/556) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/219-220) . (2) "الكفاية، في علم الرواية" للخطيب (ص431) . (3) "الآداب الشرعية" لابن مفلح (2/127) . (4) مقدمة "الجرح والتعديل" (ص71) . وهذا يدل - فيما يظهر - على أن الأعمش دلَّس هذه الأحاديث. (5) "تاريخ دمشق" (35/185-186) ، و"الكفاية" للخطيب (ص431) ، و"الآداب الشرعية" (1/126) ، و"جامع العلوم والحكم" (ص484) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 وقال عمرو بن قيس: «ينبغي لصاحبِ الحديثِ أنْ يكونَ مِثْلَ الصيرفيِّ الذي يَنْقُدُ الدرهمَ الزائفَ والبَهْرَجَ، وكذا الحديثُ» (1) . وروى أبو حاتِمٍ (2) ، عن محمود بن إبراهيم ابن سُمَيْع؛ قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن صَالِحٍ يَقُولُ: معرفةُ الحديثِ بمنزلةِ معرفة الذَّهَبِ والشَّبَه؛ فإنَّ الجَوْهَرَ إِنَّمَا يَعْرِفُهُ أهلُهُ، وَلَيْسَ للبصير فِيهِ حُجَّةٌ إِذَا قِيلَ لَهُ: كيف قلتَ: «إنّ هَذَا بائنٌ» ؟ يعني: الجيِّدَ أو الرديءَ. اهـ. وقال محمد بن عمرو بن العَلاَء الجُرْجاني: حدَّثنا يحيى بن مَعِين؛ قال: «لولا الجَهابذةُ لَكَثُرَتِ السَّتُّوقَةُ (3) والزُّيوفُ في روايةِ الشريعة، فمتى أحبَبْتَ فهَلُمَّ ما سَمِعْتَ حتى أَعْزِلَ لك منه نقدَ بيت المال، أَمَا تَحْفَظُ قولَ شُرَيْح: «إنَّ للأثرِ جَهابذةً كجَهابِذَة الوَرِق» ؟! (4) . وقال محمد بن صالح الكِيلِيني (5) : سمعتُ أبا زرعة وقال له رجلٌ: ما الحُجَّةُ في تعليلكم الحديث؟ قال: «الحُجَّةُ أَنْ تسألَني عن حديثٍ له عِلَّةٌ، فأذكُرَ علَّته، ثم تَقْصِدَ ابنَ وارَة - يعني: مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارَة - وتسألَهُ عنه، ولا تُخْبِرُهُ بأنك قد سألتَني عنه، فيذكُرَ علَّته، ثم تَقْصِدَ أبا حاتِم فيعلِّله، ثم تُمَيِّزَ كلامَ كلٍّ منَّا على ذلك   (1) "جامع العلوم والحكم" (ص484) . (2) انظر مقدمة المصنف لهذا الكتاب "العلل" (ص184) . (3) السَّتُّوقَةُ: الدراهم الرديئة المغشوشة. انظر "المُغْرِب" للمطرِّزي (1/382) . (4) "دلائل النبوة" للبيهقي (1/31) ، و"الآداب الشرعية" لابن مفلح (2/127) . (5) انظر: "توضيح المشتبه" (7/338) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 الحديث؛ فإنْ وجدتَّ بيننا خلافًا في علَّته فاعلَمْ أنَّ كلًّا منَّا تكلَّم على مُراده، وإنْ وجدتَّ الكلمةَ متفقةً فاعلَمْ حقيقةَ هذا العلم» . قال: ففعَلَ الرجلُ، فاتفقَتْ كلمتُهم عليه، فقال: أشهَدُ أنَّ هذا العلمَ إِلْهَام (1) . وقال أبو حاتِم الرازي: «مَثَلُ معرفةِ الحديثِ كمَثَلِ فَصٍّ ثَمَنُهُ مئةُ دينار، وآخَرَ مِثْلِهِ عَلَى لونه ثَمَنُهُ عَشَرَةُ دراهم» (2) . وقال عبد الرحمن بن أبي حاتِم الرازي (3) : سمعتُ أبي _ح يقول: «جاءني رجلٌ من جِلَّةِ أصحابِ الرأي - مِنْ أهلِ الفَهْمِ منهم - ومعه دَفْتَرٌ، فعرَضَهُ عليَّ، فقلتُ في بعضها: هذا حديثٌ خطأٌ؛ قد دخَلَ لصاحبِهِ حديثٌ في حديث، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ باطلٌ، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ منكر، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ كَذِبٌ، وسائرُ ذلك أحاديثُ صحاحٌ، فقال: مِنْ أين عَلِمْتَ أنَّ هذا خطأٌ، وأنَّ هذا باطلٌ، وأن هذا كذبٌ؛ أخبرَكَ راوي هذا الكتابِ بأني غَلِطْتُ، وأنِّي كَذَبْتُ في حديثِ كذا؟! فقلتُ: لا، ما أدري هذا الجُزْءُ مِنْ روايةِ مَنْ هو؟ غيرَ أني أَعْلَمُ أنَّ هذا خطأٌ، وأنَّ هذا الحديثَ باطلٌ، وأنَّ هذا الحديثَ كَذِبٌ، فقال: تدَّعي الغيبَ؟ قال: قلتُ: ما هذا ادعاءُ الغَيْبِ، قال: فما الدليلُ على ما تقول؟ قلتُ: سَلْ عما قلتُ مَنْ يُحْسِنُ مِثْلَ   (1) أخرجه أبو عبد الله الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص112-113) ، والخطيب في "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1840) . ومن طريق الحاكم أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/392) . (2) مقدمة "العلل" لابن أبي حاتم (ص183-184) . (3) في "مقدمة الجرح والتعديل" (ص349-351) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 ما أُحْسِنُ، فإنِ اتفقنا عَلِمْتَ أنَّا لم نُجَازِفْ، ولم نقله إلا بفَهْم، قال: مَنْ هو الذي يُحْسِنُ مِثْلَ ما تُحْسِن؟ قلتُ: أبو زُرْعة، قال: ويقولُ أبو زرعة مثلَ ما قلتَ؟ قلتُ: نعم، قال: هذا عَجَبٌ! فأخذ فكتَبَ في كاغَذٍ (1) ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجَعَ إليَّ وقد كتَبَ ألفاظَ ما تكلَّم به أبو زرعة في تلك الأحاديث: فما قلتُ: إنه باطلٌ، قال أبو زرعة: هو كَذِبٌ، قلتُ: الكَذِبُ والباطلُ واحدٌ، وما قلتُ: إنه كذبٌ، قال أبو زرعة: هو باطلٌ، وما قلتُ: إنه منكرٌ، قال: هو منكرٌ، كما قلتُ، وما قلتُ: إنه صَحَاحٌ، قال أبو زرعة: هو صَحَاحٌ (2) . فقال: ما أعجَبَ هذا؛ تَتَّفِقان مِنْ غيرِ مواطأةٍ فيما بينكما!! فقلتُ: فقد بان لك أنَّا لم نُجازف، وإنما قلناه بِعِلْمٍ ومعرفةٍ قد أُوتِينَا، والدليلُ على صحَّة ما نقوله: أنَّ دينارًا نَبَهْرَجًا (3) يُحمَلُ إلى الناقدِ، فيقول: هذا دينار نَبَهْرَجٌ، ويقول لدينار: هو جيِّدٌ، فإنْ قيل له: مِنْ أين قلتَ: إنَّ هذا نَبَهْرَجٌ، هل كنتَ حاضرًا حين بُهْرِجَ هذا الدينارُ؟ قال: لا، فإنْ قيل له: فأَخْبَرَكَ الرجلُ الذي بَهْرَجَهُ: إنِّي بَهْرَجْتُ هذا الدينارَ؟ قال: لا، قيل:   (1) الكاغَذ - بالذال المعجمة - لغةٌ في الكاغَد - بالدال المهملة - وهو: القِرْطاسُ الذي يُكتَب فيه. انظر "لسان العرب" (3/505) ، و"القاموس المحيط" (ص402) . (2) قوله: «صَحَاح» في الموضعين: بفتح الصاد وتخفيف الحاء، وهو لغةٌ في صَحِيح، ويُجْمَعَان على «صِحَاح» بكسر الصاد..انظر: "المصباح المنير" (ص333) ، و"مقدمة صحاح الجوهري" لأحمد عبد الغفور عطار (ص111/ ضبط اسم "الصحاح") . (3) تقدّم أنه والبهرج بمعنًى واحد، وهو الزائف. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 فَمِنْ أين قلتَ: إنَّ هذا نَبَهْرَجٌ؟ قال: عِلْمًا رُزِقْتُ. وكذلك نحن رُزِقْنَا معرفةَ ذلك. قلتُ له: فتَحْمِلُ فَصَّ ياقوتٍ إلى واحد من البُصَراء من الجَوهَرِيِّين، فيقولُ: هذا زُجَاجٌ، ويقولُ لمثله: هذا ياقوتٌ. فإنْ قيل له: مِنْ أين عَلِمْتَ أنَّ هذا زجاجٌ، وأنَّ هذا ياقوتٌ؟ هل حَضَرْتَ الموضعَ الذي صُنِعَ فيه هذا الزجاجُ؟ قال: لا، قيل له: فهل أعلمَكَ الذي صاغَهُ بأنه صاغ هذا زجاجًا؟ قال: لا، قال: فمِنْ أين علمتَ؟ قال: هذا عِلْمٌ رُزِقْتُ، وكذلك نحن رُزِقْنَا علمًا لا يتهيَّأُ لنا أن نُخْبِرَكَ كيف علمنا بأنَّ هذا الحديثَ كذب، وهذا حديثٌ منكر، إلا بما نَعْرِفُهُ» . ثم قال ابن أبي حاتِم: «تُعْرَفُ جَودةُ الدينار بالقياس إلى غيره؛ فإنْ تخلَّف عنه في الحُمْرَةِ والصَّفَاءِ، عُلِمَ أنه مَغْشوش. ويُعْلَمُ جنسُ الجَوْهَرِ بالقياس إلى غيره؛ فإنْ خالفه بالماء والصَّلابة، عُلِمَ أنه زجاج. ويُقاس صِحَّةُ الحديثِ بعدالة ناقليه، وأنْ يكونَ كلامًا يَصْلُحُ أنْ يكونَ مِنْ كلامِ النُّبُوَّةِ. ويُعْلَمُ سقمُهُ وإنكاره بتفرُّدِ مَنْ لم تَصِحَّ عدالتُهُ بروايته، والله أعلم» . اهـ. وذكر أبو عبد الله الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (1) : معرفةَ   (1) في النوع السابع والعشرين منه (ص112-113) ، وانظر "النكت" لابن حجر (2/710) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 علل الحديث، فقال: «وهو عِلْمٌ برأسه، غيرُ الصحيح والسقيم والجَرْحِ والتعديل ... وإنما يعلَّل الحديثُ مِنْ أوجُهٍ ليس للجَرْح فيها مَدْخَل؛ فإنَّ حديثَ المجروح ساقطٌ واهٍ، وعلَّةُ الحديثِ تَكثُرُ في أحاديث الثقات؛ أن يحدِّثوا بحديثٍ له علَّة، فيَخْفَى عليهم علمُهُ، فيصيرُ الحديثُ معلولاً، والحُجَّةُ فيه عندنا: الحفظُ والفَهْم والمعرفةُ لا غير» . وفي موضعٍ آخَرَ (1) ذكَرَ معرفةَ الصَّحيح والسقيم، فقال: «وهذا النوعُ مِنْ هذه العلومِ غيرُ الجَرْحِ والتعديل الذي قدَّمنا ذِكْرَه، فرُبَّ إسنادٍ يَسْلَمُ من المجروحين غيرُ مُخَرَّجٍ في الصحيح، فمِنْ ذلك ... » ، ثم ذكر ثلاثةَ أحاديثَ معلولةً، وتكلَّم على عللها، ثم قال: «ففي هذه الأحاديثِ الثلاثةِ قياسٌ على ثلاثِ مِئَةٍ، أو ثلاثةِ آلاف، أو أكثَرَ من ذلك: أنَّ الصَّحيح لا يُعْرَفُ بروايته فقطْ، وإنما يُعْرَفُ بالفَهْمِ والحفظِ وكثرةِ السَّمَاع، وليس لهذا النوع من العلم عَوْنٌ أكثَرُ مِنْ مذاكرةِ أهلِ الفَهْم والمعرفة؛ لِيَظْهَرَ ما يخفى من عِلَّةِ الحديث، فإذا وُجِدَ مِثْلُ هذه الأحاديثِ بالأسانيد الصَّحيحة غَيْرَ مخرَّجة في كتابَيِ الإمامَيْنِ البخاري ومسلم؛ لَزِمَ صاحبَ الحديثِ التنقيرُ عن علَّته، ومذاكرةُ أهلِ المعرفةِ به لِتَظْهَرَ عِلَّته» . اهـ. وبوَّب الخطيبُ البغداديُّ (2) بابًا ذكَرَ فيه أنَّ المعرفةَ بالحديثِ   (1) "معرفة علوم الحديث" (ص58-60) ، في النوع التاسع عشر. (2) في "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/382) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 ليستْ تلقينًا وإنما هو عِلْمٌ يُحْدِثُهُ اللهُ في القلب، ثم قال: «أَشْبَهُ الأشياءِ بعلمِ الحديث: معرفةُ الصَّرْفِ ونقدُ الدنانيرِ والدراهم؛ فإنه لا يُعْرَفُ جَودةُ الدينارِ والدراهم بلونٍ، ولا مَسٍّ، ولا طَرَاوةٍ، ولا دَنَسٍ، ولا نَقْشٍ، ولا صفةٍ تعودُ إلى صِغَرٍ أو كِبَرٍ، ولا إلى ضِيقٍ أو سَعَة، وإنما يَعْرِفه الناقدُ عند المُعاينة، فَيَعْرِفُ البَهْرَجَ والزائفَ، والخالصَ والمغشوشَ، وكذلك تمييزُ الحديث؛ فإنَّه عِلْمٌ يخلقُهُ اللهُ تعالى في القلوبِ بعد طولِ المُمارسة له والاعتناءِ به» . وقال ابنُ رجب (1) بعد ذِكْرِ بعض الأحاديث المعلولة: «وإنما تُحْمَلُ مِثْلُ هذه الأحاديثِ - على تقدير صحَّتها - على معرفةِ أئمَّةِ الحديثِ الجَهَابذةِ النُّقَّادِ الذين كَثُرَتْ ممارستُهُمْ لكلامِ النبيِّ (ص) وكلامِ غيره، ولحالِ رواةِ الأحاديث ونَقَلَةِ الأخبار، ومعرفَتِهِمْ بِصِدْقهم وكذبهم، وحِفْظهم وضَبْطهم؛ فإنَّ هؤلاءِ لهم نَقْدٌ خاصٌّ في الحديث يَخْتَصُّون بمعرفته، كما يَخْتَصُّ الصيرفيُّ الحاذقُ بمعرفة النقود؛ جَيِّدها ورديئها، وخالِصِهَا ومَشُوبها، والجَوهريُّ الحاذقُ في معرفةِ الجَوْهر بانتقادِ الجَوَاهر، وكلٌّ مِنْ هؤلاءِ لا يمكنُ أن يعبِّر عن سببِ معرفته، ولا يقيمُ عليه دليلاً لغيره، وآيةُ ذلك: أنه يُعْرَضُ الحديثُ الواحدُ على جماعةٍ ممَّن يَعْلَمُ هذا العلم، فَيَتَّفِقون على الجَوَابِ فيه من غير مُواطأة، وقد امتُحِنَ هذا منهم غَيْرَ مَرَّة في زَمَنِ أبي زُرْعة وأبي حاتم،   (1) في "جامع العلوم والحكم" (ص483-485) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 فوُجِدَ الأَمْرُ على ذلك، فقال السائل: أَشْهَدُ أنَّ هذا العلمَ إلهامٌ .... وبكلِّ حالٍ: فالجَهابذةُ النُّقَّاد العارفون بعللِ الحديثِ أفرادٌ قليلٌ من أهل الحديث جِدًّا، وأولُ مَنِ اشتُهِرَ في الكلام في نقد الحديث: ابنُ سِيرين، ثم خلَفَهُ أيوبُ السَّخْتِياني، وأخَذَ ذلك عنه شُعْبةُ، وأخَذَ عن شُعْبةَ يحيى القَطَّانُ وابنُ مَهْدي، وأخَذَ عنهما أحمدُ وعليُّ بنُ المَديني وابنُ مَعِين، وأخَذَ عنهم مثلُ البخاريِّ وأبي داود وأبي زرعة وأبي حاتِم، وكان أبو زرعة في زمانه يقول: قلَّ مَنْ يَفْهَمُ هذا، ما أعزَّهُ! إذا رَفَعْتَ هذا عن واحدٍ واثنين، فما أقلَّ ما تَجِدُ مَن يُحْسِنُ هذا! ولمَّا مات أبو زرعة قال أبو حاتِم: ذهَبَ الذي كان يُحْسِنُ هذا المعنى - يعني: أبا زرعة - ما بقي بِمِصْرَ ولا بالعراقِ واحدٌ يُحْسِنُ هذا. وقيل له بعد موت أبي زرعة: يُعْرَفُ اليومَ واحدٌ يَعْرِفُ هذا؟ قال: لا. وجاء بعد هؤلاءِ جماعةٌ، منهم: النَّسَائيُّ، والعُقَيْلي، وابنُ عَدِيٍّ، والدَّارَقُطْني، وقَلَّ مَنْ جاء بعدهم مَنْ هو بارعٌ في معرفة ذلك، حتى قال أبو الفَرَجِ ابنُ الجَوْزي في أول كتابه "الموضوعات" (1) : قَلَّ من يَفْهَمُ هذا، بل عُدِمَ، والله أعلم» . اهـ. وذكر الحافظُ ابن حجر (2) عن العَلاَئي أنه قال: «وهذا الفَنُّ أغمضُ أنواعِ الحديث، وأَدَقُّها مَسْلَكًا، ولا يقومُ به إلا مَنْ منحَهُ اللهُ   (1) (1/145) . (2) في "النكت" (2/711، 777) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 فَهْمًا غائصًا، واطِّلاَعًا حاويًا، وإدراكًا لمراتبِ الرواة، ومعرفةً ثاقبة؛ ولهذا لم يَتَكَلَّمْ فيه إلا أفرادُ أئمَّةِ هذا الشأنِ وحذاقُهم؛ كابنِ المَدِينيِّ، والبخاري، وأبي زُرْعة، وأبي حاتِم، وأمثالهم، وإليهم المَرْجِعُ في ذلك؛ لِمَا جعَلَ اللهُ فيهم مِنْ معرفةِ ذلك والاطِّلاعِ على غَوامضه، دون غيرهم مِمَّنْ لم يُمارِسْ ذلك. وقد تَقْصُرُ عبارةُ المعلِّل منهم، فلا يُفْصِحُ بما استقرَّ في نفسه مِنْ تَرجيحِ إحدى الروايتَيْن على الأُخْرى، كما في نَقْدِ الصَّيرفي سواء، فمتى وَجَدْنَا حديثًا قد حكَمَ إمامٌ من الأئمَّة المَرجوعِ إليهم بتعليله، فالأَوْلَى اتِّباعُهُ في ذلك كما نتَّبِعُهُ في تصحيح الحديثِ إذا صَحَّحَهُ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 المُصَنَّفاتُ فِي عِلَلِ الحَدِيثِ تقدَّمتِ الإشارةُ إلى أنَّ عِلْمَ عِلَلِ الحديثِ من أجلِّ العلومِ التي لم تَتهيَّأْ معرفتُهَا إلاَّ لِنَزْرٍ يسيرٍ من أهلِ العلمِ. وقد صُنِّفَتْ فيه مصنَّفاتٌ عديدةٌ، ذَكَرَ بعضَهَا الحافظُ السَّخَاويُّ في "فتحِ المغيثِ" (1) ، والدكتورُ همَّام سعيد في مقدِّمةِ تحقيقِه لـ"شرحِ عللِ الترمذيِّ" لابنِ رجبٍ الحنبليِّ (2) ، والدكتور محفوظ زين الله في مقدِّمة تحقيقِهِ لـ"عِلَلِ الدَّارَقُطْنِيِّ" (3) ، والدكتور وَصِيّ الله عَبَّاس في مقدِّمة تحقيقه لـ"العِلَلِ" للإمامِ أحمد بروايةِ عبد الله (4) ، والدكتورُ عبدُ الكريمِ الوريكاتُ في كتابِه "الوَهَمُ في رواياتِ مُخْتَلِفِي الأمصارِ" (5) ، والأستاذُ إبراهيمُ بنُ الصِّدِّيقِ في كتابِهِ "عِلْمُ عِلَلِ الحديثِ، مِنْ خلالِ كتابِ بيانِ الوَهَمِ والإيهامِ" (6) ، وقد أَتَى على ذلك كُلِّهِ وزاد عليه زياداتٍ مفيدةً، ونبَّه على بعضِ الأوهامِ فيه- الشيخُ الدكتورُ عليُّ بنُ عبدِ اللهِ الصَّيَّاحُ في رسالةٍ له بعنوانِ "جُهُودُ الْمُحَدِّثِينَ في بيانِ عِلَلِ الأحاديثِ"، غيرَ أنَّه لم يُفْرِدِ المصنَّفاتِ في العِلَلِ، وإنما ذَكَرها تَبَعًا لذكرِه لمؤلِّفيها في غَمْرَةِ الأئمَّةِ العارفينَ بالعِلَلِ. وفيما يلي ذِكْرُ بعضِ ما وقَفْنَا عليه مِنْ هذه المصنَّفاتِ حتى وفاةِ الخَطِيبِ البغداديِّ: 1) "العِلَلُ" لعليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الْمَدِينيِّ (ت 234هـ) ، وهي   (1) (3/311) . (2) (1/30-37) . (3) (1/47-56) . (4) (1/38-44) . (5) (ص128-140) . (6) (1/68-89) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 كتبٌ متعدِّدةٌ، لكنْ لم يَصِلْ إلينا منها إلا قِطْعَةٌ صغيرةٌ من روايةِ محمَّد ابنِ أحمدَ بنِ البَرَاء، عنه (1) . وقد سَمَّى أبو عبدِ اللهِ الحاكمُ (2) بعضَ هذه الكُتُبِ، ومنها: أ - "كتابُ عِلَلِ الْمُسْنَدِ" ثلاثون جُزْءًا. ب - "كتابُ العِلَلِ" لإسماعيلَ القاضي (3) ، أربعةَ عَشَرَ جُزْءًا. ج - "كتابُ عِلَلِ حديثِ ابنِ عُيَيْنَةَ" ثلاثةَ عَشَرَ جزءًا (4) . د - "كتابُ الوَهَمِ والخطأِ" خمسةُ أجزاءٍ. هـ - "العِلَلُ المتفرِّقةُ" ثلاثونَ جزءًا. وذكر الخَطِيبُ البغداديُّ (5) أنّ إسماعيلَ ابنَ الصَّلْتِ بنِ أبي مريمَ، سَمِعَ من عليِّ بنِ المدينيِّ، وعندَهُ عنه كتابٌ صغيرٌ في عللِ الحديثِ. 2) "العِلَلُ" للإمامِ أحمدَ (ت241هـ) (6) ، وهو أيضًا روايات متعددة، منها:   (1) وقد طبعت هذه القطعة بتحقيق الدكتور محمد مصطفى الأعظمي، وعن هذه الطبعة طُبِعَ الكتاب طبعات أخرى. (2) في "معرفة علوم الحديث" (ص71) . (3) يعني: أنه من رواية إسماعيل القاضي، عنه. (4) وقد ذَكَرَهُ السخاويُّ في الموضع السابق من "فتح المغيث" باسم: "العِلَلُ عن ابنِ عُيَيْنة، روايةُ ابنِ المَدِينِيّ عنه"؛ وبناءً عليه ذكر الدكتور محفوظ زين الله _ح في مقدِّمة تحقيقه لـ"عِلَلِ الدَّارَقُطْني" (1/47) أنَّ سفيان بن عيينة أوَّلُ من صنَّف في العِلَلِ، وتابعه على ذلك الأستاذ إبراهيم بن الصِّدَّيق في كتابه السابق الذِّكْر. وقد نبَّه على هذا الوَهَمِ ومَنْشَئِهِ الدكتور علي الصَّيَّاح في "جهود المحدِّثين" (ص180) . (5) في "تاريخ بغداد" (6/280) . (6) انظر: "تاريخ بغداد" (2/131) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 أ- روايةُ عبد الله ابنِ الإمام أحمد (1) . ب- رواية أبي بَكْر الْْمَرُّوذِيِّ، وعبد الملك المَيْمُوني، وصالحٍ ابنِ الإمامِ أحمد (2) . ج- رواية الخَلاَّل، ولم يصلنا منها سوى قِطْعةٍ من انتخابِ ابنِ قُدَامة منها (3) . 3) "العِلَلُ" لمحمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عَمَّارٍ المَوْصِليِّ (ت242هـ) . 4) "العِلَلُ" لأبي حَفْصٍ عَمْرِو بنِ عليٍّ الفَلاَّسِ (ت249هـ) . 5) "عِلَلُ حديثِ الزهريِّ" لمحمدِ بنِ يحيى الذُّهْلِيِّ (ت258هـ) . 6) "العِلَلُ"، و"التمييزُ"، كلاهما لمسلمِ ابنِ الحَجَّاجِ النَّيْسَابوريِّ (ت261هـ) ، وهما كتابان مختلفانِ، ذَكَرَهُمَا السَّخَاويُّ في الموضعِ السابقِ بما يَدُلُّ على المغايرةِ بينهما، وقد نَصَّ حاجي خَليفة (4) على أنَّ مسلمَ بنَ الحَجَّاجِ ممَّن صنَّف في عِلَلِ الحديثِ. 7) العِلَلُ" لأبي بكرٍ الأَثْرَمِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ هانئٍ (ت قريبًا من سنةِ 260هـ) . 8) "المُسْنَدُ الكبيرُ المُعَلَّلُ" ليعقوبَ بنِ شَيْبَةَ السَّدُوسيِّ (ت262هـ) .   (1) وقد طبع بتحقيق د. وَصِيّ الله عباس. (2) وقد طبعت هذه الروايات مجموعةً بتحقيق د. وَصِيّ الله عباس أيضًا. (3) طبعت هذه القطعة بتحقيق الأخ طارق بن عوض الله. (4) في "كشف الظنون" (2/1159-1160) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 9) "عِلَلُ أبي زُرْعةَ الرازيِّ" لِعُبَيْدِالله بن عبد الكريم أبي زُرْعة الرازي (ت264هـ) ؛ ذَكَرَ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدٍ المالكيُّ الأندلسيُّ (1) أنه من الكُتُبِ التي ورَدَ بها الخطيبُ البغداديُّ دِمَشْقَ. 10) "العِلَلُ" لأبي بِشْرٍ إسماعيلَ بنِ عبدِاللهِ، المعروفِ بـ"سَمُّوْيَهْ" (ت267هـ) . 11) "العِلَلُ" لأبي داود سليمان بن الأشعث السِّجِسْتاني (ت275هـ) (2) . 12) "العِلَلُ" لأبي حاتمٍ محمَّدِ بنِ إدريسَ الحَنْظَلِيِّ الرازيِّ (ت277هـ) ، ذَكَرَهُ ونقَلَ منه الحافظُ ابنُ ناصرِ الدِّينِ الدِّمَشْقيُّ (3) ، وذَكَرَ أنَّه مِنْ روايةِ محمدِ بنِ إبراهيمَ الكَتَّانيِّ عنه، والكَتَّانيُّ هذا - بالتاءِ - تَرْجَمَ له الذَّهَبِيُّ (4) اعتمادًا على يحيى بنِ مَنْدَهْ في "تاريخِ أَصْبَهَانَ"، وذَكَرَ أنه لم يَعْثُرْ له على تاريخِ وفاةٍ، وصوابُهُ: "الكِنَاني" بالنونِ، وفي كُتُبِ الرجالِ نَقْلٌ كثيرٌ لسؤالاتِهِ لأبي حاتمٍ الرازيِّ في الرجالِ والعِلَلِ؛ فالظاهرُ أنَّ الكتابَ مِنْ جَمْعِهِ وتصنيفِهِ، كما صنَعَ عبدُ الرحمنِ بنُ أَبِي حاتمٍ في "العِلَلِ" و"الجَرْحِ والتعديلِ"، وليسَ مِنْ تصنيفِ أبي حاتمٍ،   (1) في "جزء فيه تسميةُ ما وَرَدَ به الشيخُ أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليِّ بنِ ثابتٍ الخطيبُ البغداديُّ دِمَشْقَ". انظر "الحافظ الخطيب وأثره في علوم الحديث" للدكتور محمود الطحان (ص291 رقم 215) . (2) نقل منه ابن الموَّاق في "بغية النُّقَّاد" (2/189) . (3) في "توضيح المشتبه" (1/225) ، و (5/285) ، و (7/174) . (4) في "تذكرة الحفاظ" (3/785 رقم 777) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 وإلاَّ لاشتَهَرَ، ولَذَكَرَهُ ابنُهُ عبدُ الرحمنِ ونَقَلَ َمنه، واللهُ أعلمُ. 13) "العِلَلُ الكبيرُ" و"العِلَلُ الصغيرُ" كلاهما لأبي عيسى التِّرْمِذِيِّ محمدِ بنِ عيسى ابْنِ سَوْرَةَ (ت279هـ) . 14) "العِلَلُ في الحديث" لأبي زُرْعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النَّصْري (ت281هـ) (1) . 15) "عِلَلُ حديثِ الزُّهْريِّ" لأبي بكرٍ أحمدَ بنِ عمرِو بنِ أَبِي عاصمٍ (ت287هـ) ؛ كذا سَمَّاه هو في بعضِ المواضعِ من كتابِه "الآحاد والمثاني" (2) ، وسَمَّاه في موضعٍ آخَرَ: "عِلَلَ الحديثِ" (3) ، وسَمَّاه في أكثرِ المواضعِ: "العِلَلَ" (4) ، وهو كتابٌ واحدٌ فيما يَظْهَرُ؛ بدليلِ أنَّ أكثرَ المواضعِ يكونُ الحديثُ المذكورُ فيها مِنْ روايةِ الزُّهْريِّ، واللهُ أعلمُ. 16) "الْمُسْنَدُ الكبيرُ الْمُعَلَّلُ" لأبي بكرٍ أحمدَ بنِ عَمْرِو بنِ عبدِالخالقِ البَزَّارِ (ت292هـ) (5) . 17) "العِلَلُ" لأبي عليٍّ الْبَلْخيِّ عبدِ اللهِ ابنِ محمَّدٍ (ت294هـ) . 18) "العِلَلُ" لأبي إسحاقَ إبراهيمَ بنِ أبي طالبٍ النَّيْسَابُوريِّ (ت295هـ) . 19) "مُسْنَدُ حديثِ الزُّهْرِيِّ بِعِلَلِهِ، والكلامُ عليه" تأليفُ أبي   (1) انظر "كشف الظنون" (1/584) ، و (2/1440) . (2) (5/429) . (3) (1/240) . (4) (1/238 و317) ، و (4/342) ، و (6/17) . (5) انظر: "تاريخ بغداد" (4/334) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 عبدِالرحمنِ أحمدَ بنِ شُعَيْبٍ النَّسَائيِّ (ت303هـ) (1) . 20) "العِلَلُ" لزكريَّا بنِ يحيى السَّاجِيِّ (ت307هـ) . 21) "الْمُسْنَدُ الْمُعَلَّلُ" لأبي العباسِ الوليدِ ابنِ أَبَانَ بنِ بُوْنَةَ الأَصْبَهَانيِّ (ت310هـ، وقيل: 308هـ) (2) . 22) "العِلَلُ" للخَلاَّلِ أحمدَ بنِ محمدِ بنِ هارونَ (ت311هـ) . 23) "عِلَلُ الأحاديثِ في صحيحِ مسلمٍ" لابنِ عَمَّارٍ الشَّهِيدِ محمدِ بنِ أبي الحُسَيْنِ الجَارُودِيِّ، أبي الفضلِ الهَرَوِيِّ (ت317هـ) . 24) "العِلَلُ" لعبدِ الرحمنِ بنِ أبي حاتمٍ الرازيِّ (ت327هـ) ، وهو كتابُنَا هذا. 25) "العِلَلُ" لأبي عليٍّ الحُسَيْنِ بنِ عليٍّ النَّيْسَابُوريِّ (ت349هـ) . 26) مصنَّفاتُ ابنِ حِبَّانَ محمَّدِ بنِ حِبَّانَ أبي حاتمٍ البُسْتيِّ (ت354هـ) في العِلَلِ، وهي كثيرةٌ، وقد انتقى الخطيبُ البَغْدَاديُّ منها جُمْلَةً فذَكَرَهَا، مع أنه لم يَرَهَا، وإنما اعتمَدَ على ذِكْرِ مسعودٍ السِّجْزيِّ لها؛ قال في "الجامع، لأخلاقِ الراوي وآدابِ السامع" (3) : «ومِنَ   (1) ذكره ابن خَيْر الإِشْبِيلي في "فهرسته" (ص122) ، وساق سنده إليه. (2) ذكره إسماعيل باشا في "إيضاح المكنون" (4/483) ، و"هَدِيَّة العارفين" (6/500) ، وذَكَرَ أبو الشيخ الأصبهاني في "طبقات المحدِّثين" (4/217) أنه صنَّف "المسنَدَ"، ولم يَذْكُرِ " المُسْنَدَ المعلَّل". (3) (2/467-471) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 الكُتُبِ التي تَكْثُرُ منافعُهَا- إنْ كانتْ على قَدْرِ ما تَرْجَمَهَا به واضعُهَا- مصنَّفاتُ أبي حاتمٍ محمدِ بنِ حِبَّانَ البُسْتيِّ التي ذَكَرَهَا لي مسعودُ ابنُ ناصرٍ السِّجْزِيُّ، وأوقَفَنِي على تَذْكِرَةٍ بِأَسَامِيهَا، ولم يُقَدَّرْ ليَ الوصولُ إلى النَّظَرِ فيها؛ لأنَّها غيرُ موجودةٍ بيننا، ولا معروفةٍ عندنا، وأنا أَذْكُرُ منها ما استحسنتُهُ، سوى ما عَدَلْتُ عنه واطَّرَحْتُهُ؛ فمِنْ ذلك: ... كتابُ "عِلَلِ أوهامِ أصحابِ التواريخِ" عَشَرَةُ أجزاءٍ، كتابُ "عِلَلِ حديثِ الزُّهْرِيِّ" عشرون جُزْءًا، كتابُ "عِلَلِ حديثِ مالكِ بنِ أنسٍ" عَشَرَةُ أجزاءٍ، كتابُ "عِلَلِ مناقبِ أبي حَنِيفةَ ومَثَالبِهِ" عَشَرَةُ أجزاءٍ، كتابُ "عِلَلِ ما أَسْنَدَ أبو حنيفةُ" عَشَرةُ أجزاءٍ، كتابُ "ما خالَفَ الثَّوْرِيُّ شُعْبةَ" ثلاثةُ أجزاءٍ، كتابُ "ما خالَفَ شُعْبةُ الثَّوْرِيَّ" جزءان ... » . قال الخطيبُ: «سألتُ مسعودَ بنَ ناصرٍ فقلتُ له: أَكُلُّ هذه الكُتُبِ موجودةٌ عِنْدَكُمْ ومقدورٌ عليها ببلادِكم؟ فقال: لا؛ إنما يُوجَدُ منها الشيءُ اليسير، والنَّزْرُ الحقير، قال: وقد كان أبو حاتمِ بنُ حِبَّانَ سَبَّلَ كُتُبَهُ ووَقَفَهَا وجَمَعَهَا في دارٍ رَسَمَهَا بها، فكان السَّبَبَ في ذَهَابِهَا- مع تطاولِ الزمانِ - ضَعْفُ أمرِ السلطانِ، واستيلاءُ ذوي العَبَثِ والفَسَادِ، على أهلِ تلك البِلاَدِ. قال أبو بكر (1) : مِثْلُ هذه الكُتُبِ الجليلةِ كان يَجِبُ أن يَكْثُرَ لها النَّسْخُ، ويَتنافَسَ فيها أهلُ العِلْمِ، ويَكْتبوها لأنفسِهِمْ، ويُخْلِدُوهَا   (1) أي: الخطيب البغدادي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 أحرازَهُمْ، ولا أَحْسَبُ المانعَ مِنْ ذلك إلا قِلَّةَ معرفةِ أَهْلِ تلك البلادِ لِمَحَلِّ العِلْمِ وفضلِهِ، وزُهْدَهُمْ فيه، ورَغْبَتَهُمْ عنه، وعَدَمَ بصيرتِهِمْ به، واللهُ أعلمُ» . اهـ. 27) "الْمُسْنَدُ الكبيرُ الْمُعَلَّلُ" لأبي عليٍّ النَّيْسَابوريِّ الحُسَيْنِ بنِ محمَّدٍ الماسَرْجِسيِّ (ت365هـ) . 28) "العِلَلُ" لأبي الحُسَيْنِ محمدِ بنِ محمدِ بنِ يَعْقُوبَ النَّيْسَابوريِّ، الْمُقْرئ، الْحَجَّاجِيِّ (ت368هـ) . 29) "العِلَلُ" لأبي أحمدَ الحاكمِ محمدِ ابنِ محمدِ بنِ إسحاقَ النَّيْسَابوريِّ (ت378هـ) . 30) "العِلَلُ" لأبي الْحَسَنِ عليِّ بنِ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيِّ (ت385هـ) . 31) "الأجوبةُ" لأبي مسعودٍ الدِّمَشْقِيِّ إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ عُبَيْدٍ (ت401هـ) . 32) "العِلَلُ" لأبي عبدِ اللهِ الحاكمِ محمدِ ابنِ عبدِ اللهِ النيسابوريِّ (ت405هـ) . 33) "الفَصْلُ لِلوَصْل، الْمُدْرَجِ في النَّقْل"، و"تمييزُ الْمَزِيدِ في مُتَّصِلِ الأسانيدِ" كلاهما للخطيبِ البغداديِّ أحمدَ بنِ عليِّ بنِ ثابتٍ (ت463هـ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 تَعْرِيفُ العِلَّةِ لُغَةً العِلَّةُ في لُغَةِ العَرَبِ: المَرَضُ؛ ويقال لمن أَعَلَّهُ اللهُ بِمَرَض: مُعَلٌّ، وعَلِيلٌ (1) . قال ابن منظور (2) : «وقد اعْتَلَّ العَليلُ عِلَّةً صَعْبةً، والعِلَّةُ: المَرَضُ، عَلَّ يَعِلُّ، واعْتَلَّ، أي: مَرِضَ، فهو عَليلٌ، وأَعَلَّهُ اللهُ، ولا أعَلَّكَ الله، أي: لا أصابَكَ بعِلَّة» . واختُلِفَ في جواز إطلاق «مَعْلول» على الحديثِ الذي فيه عِلَّةٌ: فالمُحَدِّثون يُسَمُّون كلَّ ما يَقْدَحُ في الحديث عِلَّةً؛ أَخْذًا من المعنى اللغويِّ، ويقولون عن الحديثِ الذي فيه عِلَّةٌ: «مَعْلولٌ» ، ومثلهم الفقهاء والأصوليون؛ يقولون في باب القياسِ وغيرِهِ: «العِلَّةُ، والمَعْلول» (3) . وأنكَرَ هذا عليهم بعضُ علماء اللغة، وتَبِعهم متأخِّرو أهل   (1) انظر "المحكم" لابن سيده (1/46) ، و"الأفعال" لابن القوطيَّة (ص17) ، وللسَّرَقُسْطي (1/207) ، ولابن القَطَّاع (2/386) ، و"الصحاح" للجوهري (5/774) ، و"القاموس" للفيروز آبادي (4/21) . (2) في "اللسان" (11/471) . (3) انظر مثلاً: "الجامع الصغير" لمحمد بن الحسن الشيباني (1/189) ، و"أحكام القرآن" للجصاص (2/19) ، و"أحكام القرآن" لابن العربي (4/169) ، و"الوسيط" للغزالي (5/199) ، و"كشاف القناع" للبهوتي (3/376) ، و"أصول السرخسي" (2/145-149) ، و"الإحكام" للآمدي (4/24) ، و"روضة الناظر" (ص20) ، و"المسودة" (ص393) ، وغيرها كثير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 الحديث؛ كابنِ الصلاحِ ومَنْ جاء بعده. فأوَّلُ مَنْ وَقَفنا على إنكاره قولَهُمْ: «مَعْلولٌ» : هو الحريريُّ (ت516هـ) في كتابه "دُرَّة الغوَّاص، في أوهام الخَوَاصّ" (1) ؛ حين قال: «ويقولون للعليل: هو مَعْلولٌ، فَيُخْطِئون فيه؛ لأنَّ المَعْلول: هو الذي سُقِيَ الْعَلَلَ، وهو الشُّرْبُ الثاني، والفعلُ منه: عَلَلْتُهُ. فأمَّا المفعولُ من العِلَّة: فهو مُعَلٌّ، وقد أَعَلَّه اللهُ تعالى» . وقال ابنُ مَكِّيٍّ الصِّقِلِّيُّ (2) : «ويقولون: رجلٌ مَعْلولٌ، وكلامٌ مَعْلولٌ، والصوابُ: مُعَلٌّ» . ثم جاء ابن الصلاح فجعله مَرْذولاً، فقال (3) : «ويُسَمِّيه أهلُ الحديث: المَعْلولَ؛ وذلك منهم - ومن الفقهاء في قولهم في باب القياس: «العِلَّة، والمَعْلول» - مَرْذولٌ عند أهل العربية واللغة» . ثم جاء النوويُّ فعدَّه لَحْنًا، فقال (4) : «ويُسَمُّونه: المَعْلولَ؛ وهو لحنٌ» . وأقرَّه السُّيُوطي في "شرحه" (5) ، ودلَّل على ذلك بقوله: «لأنَّ اسمَ المفعولِ مِنْ «أَعَلَّ» الرباعيِّ لا يأتي على «مفعول» » . اهـ. وكذا   (1) (ص367) ، وسيأتي ذكر تعقُّب الشهاب الخفاجي له. (2) في كتابه "تثقيف اللسان، وتلقيح الجنان" (ص170) . (3) في "علوم الحديث" (1/502) . (4) في "التقريب" (1/407) . (5) "تدريب الراوي" (1/407) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 قال! وقد استعملَهُ هو في كثير من كتبه (1) ، ومنها: "هَمْعُ الهوامع" (2) . وقال الفيروز آبادي (3) : «والعِلَّةُ - بالكسر -: المَرَضُ، عَلَّ يَعِلُّ واعْتَلَّ وأَعَلَّهُ اللهُ تعالى؛ فهو مُعَلٌّ وعَلِيلٌ، ولا تقل: مَعْلولٌ، والمتكلِّمون يقولونها، ولستُ منه على ثَلَج» . اهـ. فكأنه متوقِّف فيها، مائلٌ إلى تخطئتها. والفيروز آبادي في هذا متابع لابن سِيده الذي نقلَ (4) استعمالَ الزَّجَّاجِ لها في بحر المتقارِبِ من العَروض، ثم قال: «وأَرَى هذا إنما هو على طَرْحِ الزائد؛ كأنه جاء على «عُلَّ» ، وإنْ لم يُلْفَظْ به، وإلا فلا وجه له، والمتكلِّمون يَسْتعملون لفظةَ «المَعْلول» في هذا كثيرًا، وبالجملةِ فلستُ منها على ثقةٍ ولا ثَلَجٍ؛ لأنَّ المعروف إنما هو: أَعَلَّهُ اللهُ، فهو مُعَلٌّ، اللهمَّ إلا أنْ يكونَ على ما ذهَبَ إليه سيبَوَيْهِ مِنْ قولهم: «مَجْنونٌ ومَسْلولٌ» ؛ مِنْ أنه جاء على جَنَنْتُهُ وسَلَلْتُهُ، وإنْ لم يُستعملا في الكلامِ؛ استُغني عنهما بـ «أَفْعَلْتُ» . اهـ. وخلاصةُ ما تقدَّم من كلامِ هؤلاء الأَئمَّة: أنَّ المَرَضَ يقالُ من   (1) انظر مثلاً: "تدريب الراوي" (1/84و414) ، و"الدر المنثور" (4/302) ، و"شرح النسائي" (8/128) . (2) (2/327) . (3) في "القاموس المحيط" (4/21) . (4) في "المحكم" (1/46) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 الرباعي فقط: «أَعَلَّهُ» ، فهو «مُعَلٌّ» ، ولا يقالُ من الثلاثي: «عُلَّ» أو «عَلَّهُ» ، فهو «مَعْلول» إلا في الشُّرْبِ فقطْ؛ كما في قولِ كعب بن زُهَيْر ح في قصيدتِهِ المشهورة «بانت سعاد» (1) : تَجْلُو عوارضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمَتْ كأنَّه مُنْهَلٌ بِالرَّاحِ مَعْلولُ (2) وما ذكره هؤلاءِ الأَئمَّةُ مُتَعَقَّبٌ بأنه وقَعَ في كلامِ كثيرٍ ممَّن يُوثَقُ به مِنْ أهلِ العلم والعربية: فهذا الخليلُ بنُ أحمد الفَراهِيدي شيخُ سِيبوَيْهِ استعمَلَ لفظَ «المَعْلول» من العِلَّة في علم العَروض الذي اخترعَهُ، وهذا معروفٌ ومشهورٌ في كتب العَروضيين في بابِ الزِّحافات والعلل، ونقله أيضًا ابنُ سيِّد الناسِ في "سيرته" (3) . وهذا أبو إسحاقَ الزَّجَّاجُ استعمَلَ لفظَ «المَعْلول» في المتقارب   (1) "ديوان كعب بن زهير" بتحقيق وشرح د. محمد يوسف نجم، القصيدة (23) (ص84) . وانظر "القول المستجاد، في بيان صحَّة قصيدة بانت سعاد" للشيخ إسماعيل الأنصاري _ح. (2) تَجْلو: تكشفُ وتُظهِر. العوارِضُ: الأسنانُ ما بَعْدَ الثَّنايا. ذي ظَلْمٍ: يعني الثَّغْر، والظَّلْمُ: الماء الذي يجري على الأسنان، فتراه من شدَّة صفائه وشِدَّة رقَّتها وبياضها. مُنْهَل: سُقِيَ النَّهَلَ؛ وهو الشَّرْبة الأولى. الرَّاح: الخَمْرة. مَعْلول: سُقِيَ العَلَلَ؛ وهو الشُّرْب الثاني. ومعنى البيت: إذا ما ابتسمَتْ كشَفَتْ عن أسنانٍ بيضاء مُنَضَّدة كأنها سُقيت من خمرة عتيقة مَرَّةً بعد أخرى. انظر حاشية البغدادي على "شرح بانت سعاد لابن هشام" بتحقيق نظيف محرّم خواجه (1/404-474) . (3) ذكره الشهاب الخفاجي في "حاشيته على درة الغواص" (ص588) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 من بحور العَروض، وهو مِنَ العِلَّة؛ كما تقدَّم نقله عن ابن سِيدَه. وهذا ابنُ القُوطِيَّة يقول (1) : «عُلَّ الإنسانُ عِلَّةً: مَرِضَ، وعَلَلْتُهُ بالشَّرَابِ عَلًّا وعَلَلاً: سقيتُهُ بعد نَهَلٍ» . وكذلك ذكَرَ «عُلَّ» من العِلَّة كُلٌّ من السَّرَقُسْطي (2) ، وابن القَطَّاع (3) . وإذا صَحَّ مجيءُ الثلاثيِّ بمعنى العِلَّة والمرض، صَحَّ اشتقاق «مَعْلول» منه قياسًا بلا خلاف عند الصرفيين؛ تقول: قُتِلَ زيدٌ، فهو مقتولٌ، وضُرِبَ، فهو مضروبٌ، وعُلِمَ الأَمرُ، فهو معلوم، وهكذا. وكلٌّ من ابن القُوطِية والسَّرَقُسْطي وابن القَطَّاع ذكَرَ الفعلَ الثلاثيَّ في المَرَضِ والشُّرْب، فيكونُ «مَعْلولٌ» بمعنى: مريض به عِلَّة، وبمعنى: مَنْ شَرِبَ مرَّة بعد مرَّة. وذكَرَ ذلك أيضًا محمَّد بن المستنير المعروفُ بقُطْرُب تلميذُ سيبوَيْهِ في كتابه "فَعَلْتُ وأَفْعَلْتُ"، واللَّبْلي؛ على ما نقله الزركشي (4) عنهما. وكذلك الجَوْهَري (5) حين قال: «عُلَّ الشَّيْءُ، فهو مَعْلولٌ» :   (1) في كتابه "الأفعال" (ص17و187) ، وانظر حاشية الشهاب الخفاجي على "درة الغواص" (ص588) . (2) في كتابه "الأفعال" (1/207) . (3) في كتابه "الأفعال" (2/386) . (4) في "نكته على ابن الصلاح" (1/206) . (5) في "الصحاح" (5/774) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 فقولُهُ: «الشيء» : دليلٌ على أنه يريدُ العِلَّةَ بمعنى المَرَض، لا بمعنى الشُّرْب، وإلا لقال: «عُلَّ الإنسانُ أو الحَيَوان» ، والله أعلم. وقد ذكَرَ الزركشيُّ (1) كلامَ ابنِ الصلاح، والحَرِيري، وابنِ سِيدَه، ثم تعقَّبَهم بقوله: «الصوابُ أنه يجوز أنْ يقال: «عَلَّهُ» فهو «مَعْلول» ؛ من العِلَّة والاعتلال، إلا أنه قليلٌ، ومنهم مَنْ نَصَّ على أنه فِعْلٌ ثلاثي» ، ثم ذكر كلام ابن القوطية وغيره. وإلى الجوازِ أيضًا ذهَبَ ابنُ هِشَام في شَرْحه لقصيدة «بانتْ سُعَاد» (2) . وقال الفَيُّومي (3) : «عُلَّ الإنسانُ - بالبناء للمفعول -: مَرِضَ، ومنهم من يبنيه للفاعل، من بابِ ضَرَبَ؛ فيكونُ المتعدِّي مِنْ بابِ قتَلَ، فهو «عليلٌ» ، و «العِلَّةُ» : المَرَضُ الشاغلُ، والجمع: «عِلَل» ، مثلُ: سِدْرةٍ، وسِدَرٍ، و «أَعَلَّه اللهُ» ، فهو «مَعْلول» ، قيل: من النوادر التي جاءتْ على غير قياس، وليس كذلك؛ فإنه من تداخُل اللغتَين (4) ، والأصل: «أَعَلَّه اللهُ» ، فـ «عُلَّ» ، فهو «مَعْلول» ، أو مِنْ «عَلَّهُ» فيكون على القياس. وجاء «مُعَلٌّ» على القياس، لكنَّه قليل الاستعمال، و «اعْتَلّ» : إذا مَرِضَ» .   (1) في "النكت" (1/204-206) . (2) انظر حاشية البغدادي على "شرح بانت سعاد لابن هشام" (1/460) . (3) في "المصباح المنير" (ص426) . (4) انظر في تداخل اللغتين: "الخصائص" لابن جني (1/374- 391) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 وتعقَّب الشهابُ الخَفَاجيُّ (1) الحَرِيريَّ في إنكاره قولهم: «مَعْلول» بقوله: «هذا هو المعروفُ في اللغة، لكنَّ ما أنكره وقَعَ في كلام كثير ممَّن يوثق به من العلماء؛ كالمحدِّثين، والعَروضيين، والأصوليين» ، ثم ذكر كلام ابنِ سِيدَه المتقدِّم، ونَقْلَهُ عن أبي إسحاق الزَّجَّاج، كما أورَدَ كلامَ ابن الصلاح والنووي، ثم قال: «وقال ابنُ سيِّد الناس في "سيرته": إنه يُستعمَل «مَعْلول» من الإعلال أيضًا؛ كما يقول الخليلُ في العَروض، وقد حكاه ابن القُوطِيَّة، ولم يعرفْهُ ابن سِيدَه ... وحكى السَّرَقُسْطي: أَبْرَزْتُهُ بمعنى أَظْهَرْتُهُ، فهو مَبْروز، ولا يقال: بَرَزْتُهُ، وأَعَلَّهُ اللهُ، فهو عَليل، وربما جاء مَعْلولٌ ومَسْقُومٌ قليلاً» . اهـ. وقد استعمَلَ لفظَ «مَعْلول» بمعنى المَرِيض وضدّ الصحيح: كثيرٌ ممَّن يوثق بهم في اللغة - سوى مَنْ تقدَّم ذكره منهم - كالإمام الشافعي (2) ، وابنِ جِنِّيْ (3) ، وابنِ السَّرَّاج (4) ، والرُّمَّاني (5) ، والْمُطَرِّزي (6) ، وابنِ هشام (7) ، والزَّبِيدي (8) ، وغيرهم.   (1) في "حاشيته على درة الغواص" (ص588) . (2) في "الأم" (3/156) . (3) في "الخصائص" (1/155و174و177) ، و (2/172) ، و"سر صناعة الإعراب" (1/252) . (4) في "الأصول في النحو" (2/187) . (5) في "الحدود" (ص67و85) . (6) في "المغرب" (2/80) . (7) في "شرح شذور الذهب" (ص241و242) . (8) في "تاج العروس" (5/318) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 تَعْرِيفُ العِلَّةِ اصْطِلاَحًا يُعَرِّفُ علماءُ الحديث العِلَّةَ: بأنها أسبابٌ غامضةٌ خَفيَّةٌ قادحةٌ في صِحَّةِ الحديث، مع أنَّ الظاهرَ السلامةُ منها. ويعرِّفون الحديثَ المعلول: بأنه الذي اطُّلِعَ فيه على عِلَّةٍ تَقْدَحُ في صِحَّته، مع أنَّ الظاهرَ السلامةُ منها (1) . وعرَّفه الحافظُ العراقي (2) مَرَّةً بنحو هذا التعريف، ونقَلَ البِقَاعي (3) عن الحافظ ابن حجر أنه عرَّفه بقوله: «هو خبرٌ ظاهرُهُ السلامةُ، اطُّلِعَ فيه بعد التفتيش على قادحٍ» ، وهذا التعريفُ اختاره الحافظ السخاوي (4) ، ولم يَنْسُبه إلى أحد، وهو الذي رجَّحه الدكتور همام سعيد (5) ؛ لأنه تعريف جامعٌ مانع كما قال. ولِكَيْ تَتَحقَّقَ العِلَّةُ - على كلا التعريفين - لابُدَّ فيها من شرطين: أ - الغُمُوض والخَفَاء.   (1) انظر "معرفة علوم الحديث" لابن الصلاح (1/502- التقييد) ، و"المنهل الروي" لابن جماعة (ص52) ، و"الشذا الفياح" للأبناسي (1/202) ، و"المقنع" لابن الملقن (1/212) ، و"النكت على ابن الصلاح" (2/710) ، و"فتح المغيث" للسخاوي (1/260) ، و"تدريب الراوي" للسيوطي (1/408) . (2) في "شرح الألفية" (ص104) . (3) في "النكت الوفيّة، بما في شرح الألفية" (2/254 - تحقيق يحيى الأسدي) . (4) في "فتح المغيث" (1/261) . (5) في مقدمة تحقيقه لـ "شرح العلل" لابن رجب (1/22-23) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 ب - القَدْحُ في صحَّة الحديث. أما الغُمُوضُ والخَفَاء: فإنَّ مَنْ ينظُرُ في طعونِ أهلِ العلم بالحديثِ في الأحاديثِ التي يضعِّفونها، يجدُ أنهم يُعِلُّونَ الحديث بأحد سببين: 1) إما سَقْط في الإسناد. 2) أو طعن في الراوي (1) . وربَّما كان السقطُ أو الطعنُ في الراوي واضحًا جليًّا يدركه كلُّ أحد (2) ، وربَّما كان خفيًّا لا يدركُهُ إلا الجهابذةُ (3) ، وقد يُدْرِكه غيرهم   (1) كما في "النكت على ابن الصلاح" لابن حجر (1/493-494) ، و"فتح المغيث" (1/115-116) . (2) كما لو كان الحديث مرسلاً، أو معضَلاً، أو معلَّقًا، أو في سنده رجل متَّهم، أو ضعيف ... أو غير ذلك من الأسباب الظاهرة. (3) كالحديث الذي كشف عِلَّتَهُ أبو حاتم الرازي _ح، ونقَلَ ذلك عنه ابنه عبد الرحمن في "العلل" (1957) فقال: وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ الْحَدِيثَ الَّذِي رواه إسحاق ابن رَاهُوْيَه، عَنْ بَقِيَّة؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو وَهْب الأَسَدِي؛ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: «لا تَحْمَدوا إسلامَ امرئٍ حَتَّى تَعْرِفُوا عُقْدَةَ رَأْيِهِ» . قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَهُ علَّة قلَّ مَنْ يَفْهَمُهَا؛ رَوَى هَذَا الحديثَ عبيد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ، وعبيدُاللهِ بنُ عمرو كنيته: أَبُو وَهْب، وَهُوَ أَسَدِي، فكأنَّ بَقِيَّة بن الوليد كنَّى عبيد الله بْنَ عَمْرٍو، وَنَسَبَهُ إِلَى بَنِي أَسَد؛ لِكَيْلا يُفْطَنَ بِهِ، حَتَّى إِذَا ترَكَ إسحاقَ بنَ أَبِي فَرْوَة مِنَ الْوَسَطِ لا يُهتدى لَهُ، وَكَانَ بَقِيَّةُ مِنْ أَفْعَلِ النَّاسِ لِهَذَا، وأما ما قَالَ إسحاقُ فِي روايته عَنْ بَقِيَّة، عَنْ أَبِي وَهْب: «حَدَّثَنَا نَافِع» ، فهو وَهَمٌ، غير أن وجهه عندي: أن إِسْحَاق لعلَّه حفظ عَنْ بَقِيَّة هَذَا الحديثَ ولمَّا يَفْطَنْ لِمَا عَمِلَ بَقِيَّةُ؛ مِنْ تركه إسحاقَ من الوسط، وتكنيتِهِ عُبَيْدَاللهِ ابنَ عَمْرٍو، فلم يفتقدْ لفظَ بَقِيَّة فِي قوله: «حَدَّثَنَا نَافِع» ، أو «عن نافع» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 بجمعِ طرقِ الحديث (1) ، وتتبُّعِ الاختلاف، ومعرفةِ طريقةِ أهلِ الحديث بالترجيحِ وقرائنه، لكنَّ هذا لا يُخْرِجُهُ عن كونه خفيًّا. ويبدو أنَّ العلماء الذين عرَّفوا العِلَّةَ بالتعريف السابق حرَّروه - كما قال الحافظ ابن حجر (2) - من كلام الحاكم (3) ؛ فإنه قال: «وإنَّما يعلَّل الحديثُ مِنْ أوجُهٍ ليس للجَرْح فيها مَدْخَل، فإنَّ حديثَ المجروحِ ساقطٌ واهٍ، وعلَّةُ الحديث تكثُرُ في أحاديثِ الثِّقات، أنْ يحدِّثوا بحديثٍ له علة، فيخفَى عليهم عِلْمُهُ، فيصيرَ الحديثُ معلولاً، والحُجَّةُ فيه عندنا الحفظُ والفَهْمُ والمعرفةُ لا غير» . قال ابن حَجَرٍ عَقِبَ ذكره لكلام الحاكم هذا: «فعلى هذا لا يسمَّى الحديثُ المنقطعُ - مثلاً - معلولاً، ولا الحديثُ الذي راويه مجهولٌ أو مُضَعَّفٌ معلولاً، وإنما يسمى معلولاً إذا آل أمره إلى شيء مِنْ ذلك، مع كونِهِ ظاهرَ السَّلاَمةِ مِنْ ذلك، وفي هذا رَدٌّ على مَنْ زعَمَ أنَّ المعلولَ يَشْمَلُ كلَّ مردود» .   (1) وأمثلته كثيرة في أبواب العلل؛ كالحديث الذي رواه أبو معمر الْمُقْعَد عبد الله بن عمرو، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، عن أيوب السَّخْتياني، عَنْ عِكْرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ كبشَيْنِ. وخالفه وُهَيب بن خالد، وإسماعيل بن عُلَيّة، وسفيان الثوري، وابن عيينة، وحماد ابن زيد، وغيرهم، فرَوَوْه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) مرسلاً، ليس فيه ذكر لابن عباس. انظر "العلل" لابن أبي حاتم (1631) ، و"المنتقى" لابن الجارود (912) . (2) في "النكت" (2/710) . (3) في "معرفة علوم الحديث" (ص112-113) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 وكان ابنُ الصلاح قد قال (1) : «ثم اعلَمْ أنه قد يُطْلَقُ اسمُ العِلَّةِ على غيرِ ما ذكرناه من باقي الأسبابِ القادحةِ في الحديث، المُخْرِجةِ له مِنْ حال الصحَّة إلى حال الضعف، المانعةِ مِنَ العمل به على ما هو مقتضى لفظِ العِلَّةِ في الأصل؛ ولذلك نَجِدُ في كتب عللِ الحديثِ الكثيرَ من الجَرْح بالكذب والغفلة وسوء الحفظ، ونحوِ ذلك من أنواع الجرح، وسمَّى الترمذي النَّسْخَ عِلَّةً من عِلَلِ الحديثِ (2) . ثُمَّ إنَّ بعضَهم أطلَقَ اسم العِلَّة على ما ليس بقادح مِنْ وجوه الخلاف؛ نحو   (1) في "معرفة علوم الحديث" (1/523) . (2) ذكر الترمذي في "العلل الصغير" (1/323- 324/ شرح ابن رجب) حديثَ ابن عباس في الجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مرض، وحديثَ معاوية في قتل شارب الخمر في الرابعة، ثم قال: «وقد بيَّنَّا علَّةَ الحديثين جميعًا في هذا الكتاب» ، فعقَّب الحافظ ابن رجب على هذه العبارة في "شرحه" بقوله: «فإنما بيَّن ما قد يُسْتَدَلُّ به للنسخ، لا أنه بيَّن ضعف إسنادهما» . ونجد في كتب العلل الأخرى ذِكْرَ بعض الأحاديث الصحيحة التي لا علَّة لها، ولم تذكر إلا لبيان النَّسْخ، ومن ذلك: كتاب "العلل" لابن أبي حاتم، ففي المسألة (114) يقول عبد الرحمن بن أبي حاتم: «وَسَمِعْتُ أَبِي وَذَكَرَ الأَحَادِيثَ الْمَرْوِيَّةَ فِي «الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ» - حَدِيثَ هشام ابن عروة؛ يعني: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النبي (ص) وَحَدِيثَ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، عن النبي (ص) فِي الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ - فَقَالَ: هُوَ منسوخٌ، نَسَخَهُ حَدِيثُ سَهْلِ ابن سَعْدٍ عَنْ أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ» . وقال أيضًا في (246) : «وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حَدِيث ابن مَسْعُود فِي التَّطْبيق منسوخ؛ لأن فِي حَدِيث ابن إدريس - عَنْ عاصم بن كُلَيب، عن عبد الرحمن بْنِ الأسود، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ عبد الله؛ أن النبي (ص) طَبَّق -: ثُمَّ أُخْبِرَ سَعْد، فَقَالَ: صدق أخي، قد كُنّا نفعل، ثُمَّ أُمرنا بِهَذَا؛ يعني بوضع اليدين على الركبتين» . وانظر تعقيب الحافظ ابن حجر الآتي على كلام ابن الصلاح. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 إرسالِ مَنْ أرسَلَ الحديثَ الذي أسنده الثقةُ الضابط ... » . وحاول الحافظُ ابن حجر التوفيقَ بين ما يقعُ في كلامِ بعض أهل العلم، وبين ما حقَّقه ابن الصلاح، فقال (1) : «مرادُه بذلك: أنَّ ما حقَّقه مِنْ تعريفِ المعلول قد يقع في كلامهم ما يخالفُهُ، وطريقُ التوفيق بين ما حقَّقه المصنِّف وبين ما يقعُ في كلامهم: أنَّ اسم العِلَّة إذا أُطْلِقَ على   (1) في "النكت" (2/771) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 حديثٍ لا يلزَمُ منه أن يُسَمَّى الحديثُ معلولاً اصطلاحًا؛ إذِ المعلولُ ما علَّته قادحةٌ خفيَّة، والعِلَّةُ أَعَمُّ من أن تكون قادحةً أو غير قادحة، خفيَّةً أو واضحة؛ ولهذا قال الحاكم: وإنما يُعَلُّ الحديثُ مِنْ أوجهٍ ليس فيها للجَرْحِ مَدْخَل. وأما قوله: «وسمَّى الترمذيُّ النسخَ عِلَّةً» : هو من تتمَّة هذا التنبيه؛ وذلك أنَّ مرادَ الترمذي: أنَّ الحديثَ المنسوخَ - مع صحَّته إسنادًا ومتنًا - طرَأَ عليه ما أوجَبَ عدمَ العملِ به (1) - وهو الناسخُ - ولا يلزم مِنْ ذلك أنْ يُسَمَّى المنسوخُ معلولاً اصطلاحًا كما قرَّرته، والله أعلم» . وما ذكره الحافظ ابن حجر _ح - من أنَّ اسمَ العِلَّة إذا أُطلِقَ على حديثٍ لا يلزم منه أن يُسَمَّى الحديثُ معلولاً اصطلاحًا؛ إذِ المعلولُ ما علَّته قادحةٌ خفيَّة، والعِلَّةُ أَعَمُّ من أن تكون قادحةً أو غير قادحة، خفيَّةً أو واضحة -: اجتهادٌ منه مخالِفٌ لما عليه عملُ أئمَّة الحديث، فكتُبُ العللِ التي صنَّفها الأئمَّة فيها توسُّعٌ في ذِكْرِ كلِّ ما يُعَلُّ به الحديثُ، وجَعْلِ ذلك في أبوابِ العِلَلِ التي يُرَدُّ بها الحديث (2) ، حتى سمَّى ابن الجوزي كتابه: "العلل المتناهية"، وهي عللٌ ظاهرة كما لا يخفى على كل مَنْ طالعه، ولم نَجِدْ أحدًا منهم ذكر هذا الذي قاله الحافظ ابن حجر. وعليه: فالذي يظهر جوازُ إطلاق اسمِ العِلَّةِ على كلِّ قادحٍ في الحديث، سواءٌ كان ظاهرًا أو خَفِيًّا، في السند أو في المتن، وجوازُ تسمية الحديث الذي وجدت فيه العِلَّة: مَعْلولاً، أو مُعَلًّا، غيرَ أنَّ استعمالها في العِلَّةِ الخفيَّة أجودُ بعد أنِ استقرَّ الاصطلاحُ على ذلك عند كثير من أهلِ الحديث بعد ابن الصلاح، والله أعلم. وأما القدحُ في صحَّة الحديث: فَيُفْهَمُ منه أنَّ مِنَ العلل ما لا   (1) سبق ابنَ حجر إلى هذا كلٌّ من الزركشي والعراقي: قال الزركشي في "النكت" (2/215) : «لعل الترمذي يريد أنه عِلَّةٌ في العمل بالحديث، لا أنه علة في صحته؛ لاشتمالِ الصحيحِ على أحاديثَ منسوخةٍ» . ونحوه كلام العراقي في "شرح الألفية" (ص108) ، وانظر كلام الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على "ألفية السيوطي" (ص59- 60) . (2) مثال ذلك: قول ابن أبي حاتم في "العلل" (102) : «وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بْن خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ ابن عَلِيٍّ، عَن آبائه: أنَّ عليًّا انكسرَتْ إحدى زنديه، فأمره النَّبِيّ (ص) أنْ يمسحَ عَلَى الجبائر؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ لا أَصْلَ لَهُ، وعمرو بْن خَالِد متروك الحديث» . فوجود عمرو بن خالد في إسناد هذا الحديث علَّة ظاهرة يدركها كل أحد، ومع ذلك عدَّه أبو حاتم معلولاً، وأدرجه ابنه في كتاب "العلل"، ومثل هذا كثير جِدًّا عنده وعند غيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 يقدح في صحَّة الحديث، ويَعْنُونَ به متنَ الحديث، وأمَّا قَدْحُهَا في ذلك الإسنادِ خاصَّةً فلا اعتراضَ عليه. قال ابن الصلاح (1) : «ثم قد تقع العِلَّةُ في إسنادِ الحديث وهو الأكثر، وقد تقع في متنه. ثم ما يَقَعُ في الإسنادِ قد يَقْدَحُ في صِحَّةِ الإسنادِ والمتن جميعًا؛ كما في التعليلِ بالإرسال والوقف، وقد يقدَحُ في صحَّة الإسناد خاصَّةً من غير قدحٍ في صحَّة المتن. فمن أمثلة ما وقعتِ العِلَّةُ في إسناده من غير قدحٍ في المتن: ما رواه الثقة يَعْلَى بْنُ عُبَيد، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْري، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «البَيِّعَانِ بالخِيَار ... » ، الحديث (2) . فهذا إسناد متصلٌ بنقل العدل عن العدل، وهو معلَّل غير صحيح، والمَتْنُ على كلِّ حالٍ صحيحٌ. والعِلَّةُ في قوله: «عن عمرو بن دينار» ، إنما هو: «عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» ، هكذا رواه الأئمَّة مِنْ أصحاب سفيان عنه، فوَهِمَ يعلى بن عبيد، وعَدَلَ عن عبد الله بن دينار إلى عمرو بن دينار، وكلاهما ثقة» .   (1) في "معرفة علوم الحديث" (1/503) . (2) أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (1/341رقم72) فقال: حدثنا القاسم بن علقمة، حدثنا ابن أبي حاتم؛ حدثنا المنذر بن شاذان؛ حدثنا يعلى بن عبيد؛ حدثنا سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : «البَيِّعَانِ بالخِيَار، وكلُّ بَيِّعَين لا بيعَ بينهما، حتى يتفرَّقا، إلا بيعَ الخِيار» ، وهذا خطأ وقع على يعلى بن عبيد، وهو ثقة متفق عليه، والصواب فيه: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عمر، هكذا رواه الأئمة من أصحاب سفيان عنه، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ. اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 وللحافظ ابن حجر رأيٌ في العِلَّة الإسنادية، ذكر فيه أنها لا تَقْدَحُ - أحيانًا - حتى في الإسناد نفسه: قال _ح (1) : «إذا وقعتِ العِلَّةُ في الإسناد قد تَقْدَحُ، وقد لا تقدَحُ، وإذا قدَحَتْ فقد تخصُّهُ، وقد تستلزمُ القدحَ في المتن، وكذا القولُ في المَتْنِ سواء. فالأقسام على هذا ستة (2) : 1 - فمثال ما وقعت العِلَّة في الإسناد ولم تقدح مطلقًا: ما يوجد مثلاً من حديثِ مُدَلِّسٍ بالعنعنة؛ فإنَّ ذلك عِلَّةٌ توجبُ التوقُّفَ عن قَبوله، فإذا وُجد من طريق أخرى قد صُرِّح فيها بالسماع؛ تبيَّن أنَّ العِلَّة غيرُ قادحة. وكذا إذا اختُلِفَ في الإسنادِ على بعضِ رواته؛ فإنَّ ظاهرَ ذلك يوجب التوقُّف عنه، فإنْ أمكنَ الجمعُ بينها على طريقِ أهلِ الحديث بالقرائنِ التي تَحُفُّ الإسنادَ، تبيَّنَ أنَّ تلك العِلَّةَ غيرُ قادحة (3) . 2 - ومثالُ ما وقعَتِ العِلَّةُ فيه في الإسنادِ وتقدَحُ فيه دون المتن: ما مثَّلَ به المصنِّفُ من إبدالِ رَاوٍ ثقةٍ براوٍ ثقة، وهو بِقِسْمِ المقلوبِ أليقُ؛ فإنْ أُبْدِلَ راوٍ ضعيفٌ براوٍ ثقة، وتبيَّن الوَهَمُ فيه، استلزَمَ القَدْحَ   (1) في "النكت" (2/746-747) . (2) أي: بناءً على ما سبق، وأما التمثيل فوقع لخمسة. (3) ما مثَّل به الحافظ ابن حجر لهذا القسم لا يُسَمَّى علة، فلا يُسَلَّم بأن العلة لا تقدح مطلقًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 في المتن أيضًا، إنْ لم يكنْ له طريقٌ أخرى صحيحة. ومِنْ أغمضِ ذلك أنْ يكونَ الضعيفُ موافقًا للثقةِ في نعته. ومثالُ ذلك ما وقَعَ لأبي أسامةَ حَمَّادِ بنِ أُسَامةَ الكُوفيِّ أحدِ الثقاتِ، عن عبد الرحمنِ ابنِ يَزِيدَ بنِ جابر، وهو مِنْ ثقاتِ الشاميِّين، قَدِمَ الكوفةَ، فكتَبَ عنه أهلُهَا، ولم يَسْمَعْ منه أبو أسامة، ثم قَدِمَ بعد ذلك الكوفةَ عبدُالرحمنِ بنُ يزيدَ بنِ تَمِيم، وهو مِنْ ضعفاء الشاميِّين، فَسَمِعَ منه أبو أسامة، وسأله عَنِ اسمه فقال: عبد الرحمن بن يزيد، فظَنَّ أبو أسامة أنه ابنُ جابر، فصار يحدِّث عنه وينسُبُهُ مِنْ قِبَلِ نفسه، فيقولُ: حدَّثنا عبدُالرحمنِ بنُ يَزِيدَ بنِ جابر، فوَقَعَتِ المناكيرُ في روايةِ أبي أسامة، عن ابن جابر، وهما ثقتان؛ فلم يَفْطَنْ لذلك إلا أهلُ النقد، فميَّزوا ذلك، ونَصُّوا عليه؛ كالبخاريِّ وأبي حاتمٍ وغيرِ واحد. 3 - ومثالُ ما وقعَتِ العِلَّة في المتنِ دون الإِسناد، ولا تَقْدَحُ فيهما: ما وقَعَ من اختلافِ ألفاظٍ كثيرةٍ من أحاديثِ الصحيحَيْنِ إذا أمكَنَ رَدُّ الجميعِ إلى معنًى واحدٍ؛ فإنَّ القَدْحَ ينتفي عنها ... 4 - ومثالُ ما وقعَتِ العِلَّةُ فيه في المَتْن، واستلْزَمَتِ القَدْحَ في الإِسناد: ما يرويه راوٍ بالمعنى الذي ظنَّه (1) ، يكونُ خطأً (2) ، والمرادُ   (1) انظر أمثلتَهُ في السَّبَبِ الثالثَ عشَرَ مِنْ أسبابِ العلَّة (ص66) من هذه المقدِّمة. (2) كذا العبارة في الكتاب، والظاهر أن المعنى: فيكون ظَنُّهُ خطأً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 بلفظِ الحديثِ غيرُ ذلك؛ فإنَّ ذلك يَسْتلزِمُ القَدْحَ في الراوي، فيعلِّلُ الإِسنادَ. 5 - ومثالُ ما وقَعَتِ العِلَّةُ في المتنِ دون الإِسناد: ما ذَكَرَهُ المصنِّفُ من أحدِ الألفاظِ الواردةِ في حديث أنس ح، وهي قوله: «لا يَذْكُرُونَ بِسْمِ اللهِ الرحمنِ الرَّحِيمِ فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ وَلاَ فِي آخِرِهَا» ؛ فإنَّ أصلَ الحديثِ في الصحيحَيْنِ؛ فلفظُ البخاريِّ: «كانوا يَفْتَتِحون بالحمدُ للهِ رَبِّ العالمين» . ولفظُ مسلم في روايةٍ له: نَفْيُ الجهرِ، وفي روايةٍ أخرى نفيُ القراءةِ، وقد تكلَّم شيخُنَا (1) على هذا الموضعِ بما لا مَزِيدَ في الحُسْنِ عليه، إلا أنَّ فيه مواضعَ تحتاجُ إلى التنبيهِ عليها ... » إلى آخِرِ كلامِ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ.   (1) يعني: الحافظ العراقي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 أَسْبَابُ الْعِلَّةِ في الحَدِيثِ تقدَّم أنَّ العِلَّة تطلق على الأسبابِ الظاهرة والخَفِيَّةِ التي تقدَحُ في صحةِ الحديث، وأنها في مُجْمَلِها تعود إلى سببين: أ - السَّقْط في الإسناد. ب - الطَّعْن في الراوي. فكلُّ عِلَّة يُعَلُّ بها الحديثُ داخلةٌ في أحد هذين السببَيْنِ ولا بُدَّ، غيرَ أنَّ السبَبَ قد يكون ظاهرًا يدركه كلُّ أحد، وقد يكون خفيًّا لا يدركه إلا الجهابذة، وقد يدركه غيرهم بجمعِ طرقِ الحديث، وتتبُّعِ الاختلافِ، ومعرفةِ طريقةِ أهل الحديث بالترجيحِ وقرائنِهِ؛ كما تقدَّم بيانه. وليس من مقصودنا هنا ذِكْرُ هذه العلل، سواءٌ كانتْ ظاهرةً أو خَفِيَّة، ولكنْ محاولةُ جَمْعِ الأسبابِ التي نشأَتْ عنها هذه العلل. ولم نَجِدْ أحدًا من الأئمَّة جمَعَ هذه الأسباب، أو تحدَّث عنها مجتمعةً، سوى أقوالٍ منثورة في كتب الرجال، وبعضِ كتبِ علوم الحديثِ، وأمثلةٍ في كتب العلل؛ يمكنُ جمعها منها. وكان قَصَبُ السَّبْقِ في هذا للدكتور همام سعيد في مقدمة تحقيقه لـ"شرح علل الترمذي" لابن رجب. وتتميَّزُ دراستُنَا لأسباب العلة هنا، من دراسته، بتهذيب وزيادات، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 مع الشرح والتمثيل، والفرقُ بيِّن واضح لكلِّ من يوازن بينهما. وتقدَّم أنَّ عِلْمَ العللِ مبنيٌّ على أوهام الثقات، وذكرنا (1) قولَ شيخ الإسلام ابن تيميّة _ح: «وكما أنهم يَسْتشهدون ويَعْتبرون بحديثِ الذي فيه سوءُ حفظ، فإنَّهم أيضًا يضعِّفون مِنْ حديثِ الثقةِ الصدوقِ الضابطِ أشياءَ تبيَّن لهم أنه غَلِطَ فيها، بأمورٍ يَسْتدلُّون بها، ويُسَمُّون هذا: "عِلْمَ علل الحديث"، وهو مِنْ أشرف علومهم؛ بحيثُ يكون الحديثُ قد رواه ثقةٌ ضابطٌ وغَلِطَ فيه، وغَلَطُهُ فيه عُرِفَ إمَّا بسببٍ ظاهرٍ أو خفيٍّ» . ولذا ستكونُ هذه الأسبابُ مشمولةً بهذا السبب الأساس، وهو «أوهام الثقات» ، ومندرجةً تحته، ومآلها إليه؛ لأنه السبب الذي تكون به العِلَّةُ غامضةً خَفِيَّة - في الغالب - وإنْ شئتَ فقل: إنها صُوَرٌ لهذا السبب الرئيس، أو أسبابٌ لوقوعه. أما الأسبابُ التي تكون بها العِلَّة ظاهرة جلِيَّة فليستْ من مقصودنا هنا؛ كما ذكرنا سابقًا. والثقاتُ يتفاوتون في الحفظ والإتقان، بالإضافةِ للأسباب المُعِينة لهم على بلوغِ الدرجاتِ العُلْيا من استقامةِ الحديث: فمنهم ثقاتٌ ضابطون، جبالٌ في الحفظ والإتقان، هيَّأ اللهُ لهم من الأسبابِ ما جعلهم أئمَّةً في هذا الفن، يَشْهَدُ لهم به القاصي والداني.   (1) (ص10) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 ومنهم ثقاتٌ لهم مشاركةٌ في الحفظ والإتقان، لكنَّهم لم يبلغوا مكانةَ الطبقة السابقة. ومنهم ثقاتٌ لهم أوهامٌ وأخطاءٌ عَرَفها الأئمَّةُ وميَّزوها، فهم يقصِّرون في الحفظ عن الطبقة السابقة. وبين أفراد كُلِّ طبقةٍ تفاضُلٌ وتَمايُزٌ، وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء. يقولُ الإمام مسلم بن الحجَّاج (1) وهو يتحدَّث عن الحفاظ، ووقوعِ الوَهَمِ منهم: «فمنهم الحافظُ المتقنُ الحِفْظِ المتوقِّي لما يلزمُ توقِّيه فيه، ومنهم المتساهِلُ الْمُشِيبُ حفظَهُ بتوهُّمٍ يتوهَّمه، أو تلقينٍ يُلَقَّنه مِنْ غيره، فيخلطُهُ بحفظه ثم لا يميِّزُهُ عن أدائه إلى غيره، ومنهم مَنْ هَمُّهُ حفظُ متونِ الأحاديث دون أسانيدها، فيتهاوَنُ بحفظِ الأثر؛ يتخرَّصُها مِنْ بُعْدٍ، فيحيلُهَا بالتوهُّمِ على قومٍ غير الذين أُدِّيَ إليه عنهم، وكلُّ ما قلنا مِنْ هذا في رواة الحديثِ ونُقَّالِ الأخبار فهو موجودٌ مستفيضٌ. ومما ذكَرْتُ لك مِنْ منازلهم في الحفظ ومراتبهم فيه، فليس من ناقلِ خبرٍ وحاملِ أثرٍ من السلف الماضين إلى زماننا - وإنْ كان مِنْ أحفَظِ الناسِ وأشدِّهم توقِّيًا وإتقانًا لِمَا يَحْفَظُ ويَنْقُلُ - إلا الغلَطُ والسَّهْوُ ممكنٌ في حفظه ونقله، فكيف بِمَنْ وصفتُ لك؟!» . اهـ.   (1) في "التمييز" (ص170) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59 وهذه الأوهامُ التي تقع مِنْ هؤلاءِ الثقاتِ تقعُ بأسباب؛ ستكونُ هي موضوعَ بحثنا هنا؛ لأنها هي أسبابُ وقوعِ العِلَّة، وهي على الإجمال: 1- الخَطَأُ والزَّلَلُ. 2- النِّسْيَانُ. 3- التَّوَقِّي والاِحْتِرَازُ. 4- أَخْذُ الحَدِيثِ حَالَ المُذَاكَرَةِ. 5- كَسَلُ الرَّاوِي. 6- التَّصْحِيفُ. 7- انْتِقَالُ البَصَرِ. 8- التَّفَرُّدُ. 9- التَّدْلِيسُ. 10- سُلُوكُ الْجَادَّةِ. 11- التَّلْقِينُ. 12- الإِدْخَالُ عَلَى الشُّيُوخِ. 13- اخْتِصَارُ الْحَدِيثِ، وَالرِّوَايَةُ بِالْمَعْنَى. 14- جَمْعُ حَدِيثِ الشُّيُوخِ بِسِيَاقٍ وَاحِدٍ. 15- مَنْ حَدَّثَ عَنْ ضَعِيفٍ، فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ بِثِقَةٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60 وإليك تفصيلَ ما أُجْمِلَ من الأسبابِالتي هي موضوعُ حديثنا: 1) الخَطَأُ والزَّلَلُ: الثقاتُ جميعُهُمْ بَشَرٌ يُخْطِئون ويُصِيبون، وقد وقع الخطأُ مِنْ كبار الطبقة الأولى، فمِنْ باب أولى أن يَقَعَ ممَّن دونهم، فهذا سببٌ لا ينفكُّ عنه بشر، وقد عقَدَ له ابنُ مُفْلِحٍ فصلاً في "الآداب الشرعية" (1) بعنوان: «فَصْلٌ في خطأ الثقات، وكونِهِ لا يَسْلَمُ منه بشر» ، ثم أورد تحته بعض أقوال الأئمَّة الآتية. وذكَرَ الحافظُ ابن عبد البر (2) حديث سهو النَّبيّ (ص) في الصلاة، ثم قال: «وفي هذا الحديثِ بيانُ أنَّ أحدًا لا يَسْلَمُ من الوَهَمِ والنِّسْيان؛ لأنه إذا اعتَرَى ذلك الأنبياءَ، فغيرُهُمْ بذلك أحرى» (3) . وقال الإمام مالك: «ومَنْ ذا الذي لا يُخْطِئ؟!» (4) . وقال عبد الله بن المبارك: «مَنْ ذا يَسْلَمُ من الوَهَمِ؟!» (5) . وقال عبد الرحمن بن مهدي: «من يُبَرِّئْ نفسَهُ من الخطأ فهو مجنون» (6) .   (1) (2/141) . (2) في "الاستذكار" (1/521) . (3) سيأتي لابن عبد البر كلام جيد في ذكر وهم الزهري والإمام مالك رحمهما الله. (4) "الآداب الشرعية" (2/142) . (5) "شرح العلل" لابن رجب (1/436) ، و"لسان الميزان" (1/214) . (6) المرجع السابق. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61 وقال البُوَيْطي: سمعتُ الشافعيَّ يقول: «قد أَلَّفْتُ هذه الكتبَ، ولم آلُ فيها، ولا بُدَّ أنْ يوجدَ فيها الخطأُ؛ إنَّ الله تعالى يقول: [النِّسَاء: 82] {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} ، فما وَجَدتُّمْ في كتبي هذه مما يخالفُ الكتابَ والسُّنَّة، فقد رجَعْتُ عنه» (1) . وقال مُهَنَّا للإمام أحمد: كان غُنْدَرٌ يغلطُ؟ قال: «أليس هو من الناس؟!» (2) . وقال حنبل: سمعتُ أبا عبد الله (3) يقول: «ما رأيتُ أحدًا أَقَلَّ خطأ من يحيى بن سعيد - يعني القطان - ولقد أخطأ في أحاديث» . قال أبو عبد الله: «ومَنْ يَعْرَى من الخطأ والتصحيف؟!» (4) . وذكَرَ عَبَّاس الدُّوري (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ؛ أَنَّهُ قال: «مَنْ لا يخطئ في الحديث، فهو كذَّاب» . وذُكِرَ عنه أيضًا (6) أنه قال: «لستُ أعجَبُ ممَّن يحدِّث فيخطئ، إنما العَجَبُ ممَّن يحدِّث فيصيب» .   (1) "الآداب الشرعية" (2/141) . (2) المرجع السابق. (3) يعني: الإمام أحمد. (4) المرجع السابق، و"تدريب الراوي" (2/193) . (5) في "تاريخه" (2682) . (6) في المرجع السابق (52) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62 وقال التِّرْمِذي (1) : «وإنما تفاضَلَ أهلُ العلم بالحِفْظِ والإتقانِ والتثبيتِ عند السماع، مع أنه لم يَسْلَمْ من الخطأ والغلط كبيرُ أحدٍ من الأئمَّة، مع حفظهم» . وذكَرَ الذهبيُّ (2) خطأً وقع لعبد الله بن عثمان الملقَّب بعَبْدان، ثم قال: «قلت: عَبْدَانُ حافظٌ صدوق، ومَنِ الذي يَسْلَمُ من الوَهَمِ؟!» . وذكَرَ في موضعٍ آخَرَ (3) وَهَمًا وقع للدَّارَقُطْني، وعبد الغني بن سعيد، والخطيب البغدادي، وابن ماكولا، ثم قال: «فبَعْدَ هؤلاءِ الأعلامِ من يَسْلَمُ من الوَهَمِ؟!» . ومِنَ المتفق عليه بين أهل الحديث: أنَّ ابن شهاب الزُّهْري، وسفيانَ الثَّوْري، وشعبةَ ابنَ الحجَّاج، والإمامَ مالك بن أنس: من أشهرِ كبارِ الحفَّاظ، فإذا وقع الوَهَمُ منهم، فَمِنْ غيرهم أولى، وفيما يأتي ذكرُ بعض الأحاديث التي وَهِمَ فيها هؤلاءِ الحفاظُ: أولاً: ابنُ شهاب الزُّهْري: روى الزُّهْريُّ حديثَ أبي هريرة ح في السَّهْو في الصلاة من طريقِ أشياخه: سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَأَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن، وأبي بَكْر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هِشَام، وعُبَيْد الله بن عبد الله بن   (1) في "العلل الصغير" (1/431/شرح ابن رجب) . (2) في "سير أعلام النبلاء" (14/172) . (3) من "سير أعلام النبلاء" (15/217) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63 عُتْبة، وأبي بَكْر بن سُلَيْمان بن أبي حَثْمَة، كلُّهم عن أبي هريرة ح، وفيه ألفاظٌ مُسْتَنْكَرة، جعلَتْ أهلَ العلم بالحديثِ يُعِلُّونه مِنْ طريقِ الزُّهْري، ولم يُخْرِجه الشيخان، وأخرجه النسائي (1) مبيِّنًا عِلَّته، وأخرجَهُ ابنُ خُزَيْمة في "صحيحه" (2) ، وأطال في بيان عِلَّته ومناقشتها، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3) . وممَّن كشَفَ عِلَّةَ الحديثِ وأوضَحَهَا: الحافظُ ابنُ عبد البَرِّ حين قال (4) : «وأمَّا قولُ الزُّهْري في هذا الحديث: إنه ذو الشِّمَالَيْن: فلم يُتابَعْ عليه، وحمَلَهُ الزُّهْري على أنه المقتولُ يوم بَدْر، وقد اضطُرِبَ على الزُّهْري في حديث ذي اليدَيْن اضطرابًا أوجبَ عند أهل العلم بالنقل تَرْكَهُ مِنْ روايته خاصَّة؛ لأنه مَرَّةً يرويه عن أبي بَكْر بن سليمان بن أبي حَثْمَة؛ قَالَ: بلغني أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) ركَعَ ركعتين، هكذا حدَّث به عنه مالكٌ. وحدَّث به مالكٌ أيضًا عنه، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمة بِمِثْلِ حديثِهِ عن أبي بكر ابن سُلَيْمان بن أبي حَثْمة.   (1) في "الكبرى" (564-568 و1152-1155) ، و"المجتبى" (1229-1232) . (2) (1040-1051) . (3) (2684و2685) . (4) في "التمهيد" (1/364-366) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64 ورواه صالح بن كَيْسان عنه: أنَّ أبا بَكْر بن سليمان بن أبي حَثْمة أخبره: أَنَّهُ بَلَغَهُ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) صلَّى ركعتَيْن، ثم سلَّم، وذكَرَ الحديث، وقال فيه: فأَتَمَّ ما بَقِيَ مِنْ صلاتِهِ، ولم يَسْجُدِ السجدتَيْنِ اللتَيْنِ تُسْجَدان إذا شَكَّ الرجلُ في صلاتِهِ حين لقَّنه الرجل. قال صالح: قال ابن شهاب: فأخبرني هذا الخَبَرَ سعيدُ بنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، قال: وأخبرني به أبو سَلَمة بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعُبَيْدالله بن عبد الله. ورواه ابن إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وعُرْوة بْنِ الزُّبَيْر، وأبي بكر ابن سليمان بن أبي حَثْمة؛ قال: كُلٌّ قد حدَّثني بذلك؛ قالوا: صلَّى رسولُ اللهِ بالناسِ الظهر، فسلَّم من ركعتين ... وذكر الحديث، وقال فيه الزُّهْري: ولم يُخْبِرني رجلٌ منهم أنَّ رسولَ اللهِ (ص) سجَدَ سجدتي السَّهْو، فكان ابنُ شهاب يقول: إذا عَرَفَ الرجلُ ما يبني مِنْ صلاته فأتمَّها، فليس عليه سجدتا السَّهْوِ؛ لهذا الحديثِ. وقال ابن جريج: حدَّثني ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي بَكْر بن سُلَيْمان بن أبي حَثْمة، وأبي سَلَمة ابن عبد الرحمن عمَّن يَقْنَعان بحديثه: أنَّ النَّبيَّ _ج صلَّى ركعتَيْنِ في صلاة الظهر - أو العصر - فقال له ذو الشمالين ابن عبد عمرو: يارسولَ الله، أَقَصُرَتِ الصلاةُ، أم نَسِيتَ؟ ... وذكر الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 65 ورواه معمر، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة ابن عبد الرحمن، وأبي بَكْر بن سُلَيْمان بْنِ أَبِي حَثْمة، عَنْ أَبِي هريرة، وهذا اضطرابٌ عظيمٌ من ابن شهاب في حديث ذي اليدَيْنِ. وقال مسلم بن الحجَّاج في كتابه "التمييز" (1) : قولُ ابن شهاب: إنَّ رسولَ الله لم يَسْجُدْ يومَ ذي اليدَيْنِ سجدتَيِ السَّهْوِ خطأٌ وغلَطٌ، وقد ثبَتَ عن النَّبيّ _ج أنه سجَدَ سجدتَيِ السَّهْوِ ذلك اليومَ من أحاديثِ الثقاتِ؛ ابنِ سِيرِينَ وغيره. قال أبو عمر: لا أعلَمُ أحدًا مِنْ أهل العلمِ والحديث المصنِّفين فيه عَوَّلَ على حديث ابن شهاب في قِصَّةِ ذي اليدين؛ لاضطرابِهِ فيه، وأنه لم يُتِمَّ له إسنادًا ولا متنًا، وإنْ كان إمامًا عظيمًا في هذا الشأن، فالغلَطُ لا يَسْلَمُ منه أحدٌ، والكمالُ ليس لمخلوق، وكلُّ أحدٍ يؤخذُ مِنْ قولِهِ ويُتْرَك، إلا النَّبيَّ (ص) ، فليس قولُ ابن شهاب: إنه المقتولُ يومَ بَدْرٍ، حجَّةً؛ لأنه قد تبيَّن غلطُه في ذلك» . ثانيًا: سُفْيان الثَّوْري: ذكر ابن أبي حاتم (2) أنه سأل أباه وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ الْمُرَقِّع بْنِ صَيْفِي، عَنْ حَنْظلة الْكَاتِبِ؛ قَالَ: لمَّا خرَجَ رسولُ الله (ص) فِي بعضِ مَغَازِيهِ نظَرَ إِلَى   (1) (ص183) مع بعض الاختلاف. (2) في "العلل" (914) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66 امرأةٍ مقتولةٍ، فَقَالَ: «مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ!» ، فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النساء والوِلْدان؟ قال: «قَالَ أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطَأٌ؛ يُقَالُ: إنَّ هَذَا مِنْ وَهَمِ الثَّوْرِي؛ إِنَّمَا هُوَ الْمُرَقِّعُ بن صَيْفي، عن جَدِّهِ رِيَاح بْنِ الرَّبِيع أَخِي حَنْظَلَةَ، عَنِ النَّبيّ (ص) . كذا يرويه مغيرة ابن عبد الرحمن، وزياد بن سعد، وعبد الرحمن ابن أَبِي الزِّنَاد. قَالَ أَبِي: وَالصَّحِيحُ هذا» . ونقل ابن ماجه (1) عن ابن أبي شيبة قولَهُ: «يخطئ فيه الثَّوْري» . وقال البخاري (2) -بعد ذكره للاختلاف-: «وقال الثَّوْري: عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ مرقِّع، عن حنظلة، وهذا وَهَمٌ» . وقال أبو عيسى الترمذي (3) : «حديثُ سُفْيان هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ المرقِّع، عن رَبَاح بْنِ الرَّبِيعِ أَخِي حَنْظَلَةَ الكاتب، هكذا رواه غير واحد عن أبي الزناد. وسألتُ محمَّدًا (4) عن هذا الحديث؟ فقال: رباح بن الربيع، ومن قال: رياح بن الربيع هو وَهَمٌ.   (1) في "سننه" (2842) . (2) في "التاريخ الكبير" (3/314) . (3) في "العلل الكبير" (471) . (4) يعني: البخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67 قال أبو عيسى: رَبَاح بن الربيع أَصَحُّ، وقد روى بعضُ ولد رَبَاح غيرَ هذا عن جده، وقال: رِيَاح بن الربيع، وهكذا قال عليُّ بن المديني: رِيَاح» . وقال الطحاوي (1) : «ولا نَعْلَمُ أحدًا تابَعَ الثوريَّ على روايته كذلك» . ثالثًا: شُعْبة بن الحَجَّاج: أخرج مسلم (2) حديثًا من طريق شُعْبة، عن غَيْلان بن جَرِير؛ سمع عبد الله بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّاني، عَنْ أَبِي قتادة الأنصاري ح: أنَّ رسول الله (ص) سُئِلَ عن صومه؟ قال: فغَضِبَ رسولُ الله (ص) ، فقال عمر ح: رضينا بِاللَّهِ رَبًّا، وبالإسلامِ دِينًا، وبمحمَّدٍ رَسُولاً ... الحديثَ، وفيه أنه (ص) سُئِلَ عن صومِ يوم الإثنين؟ قال: «ذَاكَ يومٌ وُلِدتُّ فِيهِ، ويومٌ بُعِثْتُ - أو أُنزِلَ عليَّ - فيه» ، وسُئِل عن صومِ يومِ عَرَفَةَ؟ فقال: «يكفِّر السَّنَةَ الماضيةَ والباقية» ، قال: وسُئِلَ عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ الماضية» . قال مسلم: «وفي هذا الحديثِ مِنْ رواية شُعْبة: قال: وسُئِلَ عن صوم يومِ الإثنين والخميس؟ فسكتنا عن ذكر الخميس؛ لما نراه وَهَمًا» .   (1) في "مشكل الآثار" (15/438) . (2) في "صحيحه" (1162) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 68 ثم أخرجه مسلم من طُرُقٍ أخرى غير طريق شُعْبة، ليس فيها ذِكْرُ الخميس. مثال آخر: أخرَجَ الترمذي (1) حديثًا من طريق شُعْبة؛ قال: أخبرنا عبدُ رَبِّهِ بنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: سمعتُ أنس بن أبي أنس يحدِّث، عن عبد الله بْنِ نَافعِ بْنِ العَمْياء، عَنْ عبد الله بن الحارث، عن المطَّلِب: أنَّ رسولَ الله (ص) قال: «الصَّلاَةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ في ركعتين، وتَباءَسُ، وتَمَسْكَنُ، وَتُقْنِعُ، وتقولُ: اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ، فمَنْ لَمْ يفعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِداج» . ثم قال الترمذي: «وقال اللَّيْثُ: أنا عبدُ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِمْران بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ عبد الله بْنِ نَافعِ بْنِ العَمْياء، عَنْ رَبِيعة بْن الْحَارِثِ، عَنِ الْفَضْلِ بن عباس» . قال الترمذي: «سمعتُ محمَّد بن إسماعيل (2) يقول: روايةُ اللَّيْث ابن سعد أَصَحُّ من حديث شُعْبة، وشُعْبةُ أخطأَ في هذا الحديث في مواضع: فقال: عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، وإنما هو: عِمْران بْنِ أَبِي أَنَسٍ، وَقَالَ: عن عبد الله بن الحارث، وإنما هو: عن عبد الله ابن نافع، عن ربيعةَ بن الحارث، وربيعةُ بنُ الحارث هو: ابنُ المطَّلِب، فقال هو: عن المطَّلِب، ولم يذكُرْ فيه: عن الفضل بن العباس» .   (1) في "العلل الكبير" (128) . (2) هو: البخاري. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69 وذكر ابن أبي حاتم (1) أنه سأل أباه عن اختلاف شُعْبة والليث في هذا الحديث؟ ثم قال: «قَالَ أَبِي: حديثُ اللَّيْثِ أَصَحُّ؛ لأنَّ أَنَسَ بْنَ أَبِي أنسٍ لا يُعْرَفُ، وعبدُاللهِ بنُ الْحَارِثِ لَيْسَ لَهُ مَعْنَى؛ إِنَّمَا هُوَ رَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ» . وقال في موضع آخر (2) : «قال أَبِي: مَا يقولُ اللَّيْثُ أَصَحُّ؛ لأَنَّهُ قَدْ تابَعَ اللَّيْثَ عمرُو ابنُ الْحَارِثِ وابنُ لَهِيْعَة، وعمرٌو واللَّيْثُ كَانَا يَكْتُبان، وشعبةُ صاحبُ حِفْظٍ» . رابعًا: الإمام مالك: قال أبو محمَّد ابن أبي حاتم (3) : «وسُئِل أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثِ مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَلِيِّ بنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُمَر بْنِ عُثْمان بْنِ عَفَّان، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: «لاَ يَرِثُ الْمُسْلِمُ الْكَافِرَ» ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الرواةُ يَقُولُونَ: عَمْرٌو، وَمَالِكُ يَقُولُ: عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ. قَالَ أَبُو محمَّد: أمَّا الرواةُ الَّذِينَ قَالُوا: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ: فسفيانُ بنُ عُيَيْنَة، ويونسُ بن يزيد، عن الزُّهْري» .   (1) في "العلل" (324) . (2) في "العلل" (365) . (3) في "العلل" (1635) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 70 وذكر ابن أبي حاتم أيضًا (1) عن عليِّ بن المَدِيني أنه قال: «سمعتُ يَحْيَى بنَ سَعِيد يَقُولُ: قال مالكٌ في حديث ابْنِ شِهَاب، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْن: عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، يعني: عَنْ أسامةَ بنِ زَيْدٍ، عَنْ النَّبيِّ (ص) : «لا يَرِثُ المُسْلِمُ الكافرَ» . قَالَ يحيى بن سعيد: فقلتُ لمالك: عمرو بن عثمان، فأبى أن يَرْجِعَ، وقال: قد كان لعثمانَ ابنٌ يقال له: عُمَر، هذه داره» . وذكر ابن عبد البر (2) أنَّ الشافعي ويحيى القطان كانا يراجعانِهِ في هذا الحديث، فأبى أن يَرْجِعَ، وقال كما قال ليحيى بن سعيد. ثم قال ابن عبد البر: «ومالكٌ لا يكاد يُقَاسُ به غيرُهُ حفظًا وإتقانًا، لكنَّ الغَلَطَ لا يَسْلَمُ منه أحدٌ، وأهلُ الحديث يَأْبَوْنَ أن يكونَ في هذا الإسنادِ إلا عمرو - بالواو - وقال علي بن المَدِيني، عن سفيان بن عيينة: إنه قيل له: إنَّ مالكًا يقول - في حديث: «لا يَرِثُ المسلمُ الكافرَ» -: عمر بن عثمان، فقال سفيان: لقد سمعتُهُ من الزُّهْري كذا وكذا مَرَّةً، وتفقَّدته منه، فما قال إلا: عمرو بن عثمان» . ثم قال ابن عبد البر: «وممَّن تابَعَ ابنَ عيينة على قوله: عمرو بن عثمان: مَعْمَرٌ، وابنُ جريج، وعُقَيْلٌ، ويونس بْنُ يَزِيدَ، وشُعَيْب بْنُ أَبِي حمزة، والأوزاعيّ، والجماعةُ أولى أن يُسَلَّمَ لها» .   (1) في مقدمة "الجرح والتعديل" (1/241-242) . (2) في "التمهيد" (9/161-162) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71 2) النِّسْيَانُ: وهو من الأمور التي تعتري جميعَ الناس، وتقدَّم قولُ ابن عبد البر - في حديث سَهْوِ النَّبيّ (ص) -: «وفي هذا الحديثِ بيانٌ أنَّ أحدًا لا يَسْلَمُ من الوَهَمِ والنِّسْيان؛ لأنَّه إذا اعترَى ذلك الأنبياءَ، فغيْرُهُمْ بذلك أحرى» . وقال الأعمش (1) : «سمعتُ مِنْ أبي صالح (2) أَلْفَ حديثٍ، ثم مَرِضْتُ فنسيتُ بعضَها» . وقال أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ المثنَّى (3) : «سمعتُ رِيَاحَ بنَ خالد يقول لِسُفْيان بن عُيَيْنة في مسجدِ الحرامِ (4) سنة إحدى وتسعين: يا أبا محمَّد، أبو معاوية (5) يحدِّث عنك بشيءٍ ليس تحفَظُهُ، ووكيعٌ يحدِّثُ عنك بشيءٍ ليس تحفظُهُ! فقال: صَدِّقهم؛ فإنِّي كنتُ قبل اليومِ أحفَظَ مني اليومَ» . وكان بعضُ المحدِّثين ربَّما حدَّث بالحديث، ثم نسيه، وأنكَرَ أنْ يكونَ حدَّث به: فمن ذلك: ما أخرجه مسلم (6) ، من طريق سُفْيان بن عُيَيْنة، عن   (1) "الكفاية" للخطيب (ص383) . (2) هو: ذكوان السّمّان. (3) المرجع السابق. (4) كذا، بالإضافة، وهو جائزٌ، والجادَّة: المسجد الحرام. انظر التعليق على المسألة رقم (654) . (5) هو: محمد بن خازم. (6) في "صحيحه" (583) . وأخرجه البخاري (842) دون ذكر إنكار أبي معبد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72 عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي مَعْبَد (1) مولى ابن عباس: أنه سمعه يُخْبِرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: مَا كُنَّا نعرفُ انقضاءَ صلاةِ رسولِ الله (ص) إلا بالتكبير. قال عمرو: فذكرتُ ذلك لأبي معبد، فأنكره، وقال: لم أحدِّثْكَ بهذا. قال عمرو: وقد أخبَرَنِيهِ قبل ذلك. وربَّما صاحَبَ إنكارَ الشيخِ خشونةُ لفظِ الراوي عنه في مقابل إنكارِ شيخه؛ كما حصَلَ من الأعمش مع حصين بن عبد الرحمن السُّلَمي: فقد أخرَجَ الخَطِيب (2) ، من طريق أبي بَكْر ابن عَيَّاش، عن الأعمش، عن حُصَيْن بن عبد الرحمن، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة ابن مسعود؛ قال: استدانَتْ ميمونةُ زَوْجُ النَّبيِّ (ص) ثلاثَ مِئَةِ درهمٍ ليس عندها وفاؤها، فنهيتُها عن ذلك! فقالتْ: إني سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: «مَنِ ادَّانَ دَيْنًا يريدُ أداءَهُ؛ أعانَهُ اللهُ عليه» . قال أبو بكر: «أتيتُ حُصَيْنًا أسمَعُ هذا منه، فقال: أنا لم أحدِّثِ الأعمشَ بهذا، فرجعتُ إلى الأعمشِ فأخبرتُهُ، فقال: كَذَبَ (3) واللهِ! لقد حدَّثني» .   (1) اسمه: نافذ. (2) في "الكفاية" (ص138) . (3) أي: أخطأ، وهي لغة أهل الحجاز. انظر "لسان العرب" (1/709) ، و"فتح الباري" (2/490) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 73 وربَّما نَسِيَ الشيخُ الحديثَ، ثم ذهَبَ يحدِّث به عن الراوي عنه، كما حصَلَ من سُهَيْل بن أبي صالح: قال الإمام الشافعي (1) : أخبرنا عبد العزيز ابن محمَّد الدَّرَاوَرْدي، عن رَبِيعة بن أبي عبد الرحمن، عَن سُهَيْل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسول الله (ص) قضَى باليمين مع الشاهد. قال عبد العزيز: فذكَرْتُ ذلك لسهيل، فقال: أخبَرَنِي ربيعةُ، عنِّي - وهو ثقة - أني حدَّثتُهُ إيَّاه، ولا أحفظه. قال عبد العزيز: وكان أصابَ سُهَيْلاً عِلَّةٌ أذهبَتْ بعضَ عَقْله، ونَسِيَ بعضَ حديثه، وكان سُهَيْلٌ يحدِّثه عن ربيعة، عنه، عن أبيه. وأخرجه أبو داود (2) ، من طريق سُلَيْمان بن بِلاَل التَّيْمي، عن ربيعة، وفيه يقولُ سليمان: فَلَقِيتُ سهيلاً، فسألتُهُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: مَا أعرفُهُ، فقلتُ له: إنَّ ربيعة أخبرني به عنك! قال: فإنْ كان ربيعةُ أخبرَكَ عني، فحدِّثْ به عن ربيعة، عنِّي. وقال ابن أبي حاتم (3) : «قِيلَ لأَبِي: يَصِحُّ حديثُ أَبِي هريرة، عن النَّبيّ (ص) فِي الْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ؟ فوقَفَ وَقْفَةً، فَقَالَ: تَرَى الدَّرَاوَرْدِيَّ مَا يَقُولُ؟ يَعْنِي: قَوْلَهُ: قلتُ لسهيلٍ، فلم يعرفه.   (1) في "الأم" (6/255) . (2) في "سننه" (3611) . (3) في "العلل" المسألة رقم (1392/أ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 74 قلت: فليس نِسْيَانُ سُهَيْلٍ دافعً (1) لِمَا حَكَى عنه ربيعةُ، وربيعةُ ثِقَةٌ، والرجلُ يُحَدِّث بالحديثِ وَيَنْسَى. قَالَ: أجلْ هَكَذَا هُوَ، ولكنْ لَمْ نَرَ أنْ يَتْبَعَهُ متابعٌ عَلَى رِوَايَتِهِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ سُهَيْل جماعةٌ كَثِيرَةٌ، لَيْسَ عِنْدَ أحدٍ مِنْهُمْ هَذَا الحديثُ» . وأعجبُ منه: أن ينسى الشيخُ والتلميذُ، فيعودُ الشيخُ فيذكِّرُ التلميذَ بالحديث؛ كما حصَلَ لمعتمر بن سليمان مع شيخه منقذ: قال عَبَّاس الدُّوري (2) : حدَّثنا يحيى (3) ؛ قال: حدَّثنا معتمر بن سليمان؛ قال: حدَّثني مُنْقِذٌ؛ قال: حدَّثْتَنِي أنتَ، عنِّي، عن أيوب، عن الحسن؛ قال: «وَيْحٌ كلمةُ رحمةٍ» !!. 3) التَّوَقِّي وَالاِحْتِيَاطُ وَالاحْتِرَازُ: عُرِفَ عن بعض الأئمَّة - رحمهم الله - شِدَّةُ التوقِّي والاحتراز في الرواية؛ فإذا ما شكَّ في شيء تَرَكَهُ، فإنْ شَكَّ في رفع الحديثِ وقَفَهُ،   (1) كذا، وهو على لغة ربيعة. وانظر تعليقنا عليها في موضعها من "العلل"، وفي المسألة رقم (34) . (2) في "تاريخه" (4226) . وفي هذه الرواية اختلاف عن ابن معين، وعن معتمر بن سليمان، فانظره - إن شئت - في "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة (ص77) ، و"الثقات" لابن حبان (9/197) ، و"المجالسة" للدينوري (1434) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (2/141) ، و"مقدمة ابن الصلاح" (ص313) ، و"فتح الباري" لابن حجر (10/553) ، و"تذكرة المؤتسي" (29) ، و"تدريب الراوي" (2/254) كلاهما للسيوطي. (3) هو: ابن معين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 75 وإنْ شَكَّ في وصلِهِ أرسلَهُ، وهكذا. وربَّما كان هذا الشَّكُّ مرجوحًا، والظَّنُّ الغالبُ رَفْعَ الحديث ووَصْلَهُ، ولكنْ هكذا صنَعَ هؤلاءِ الذين ذُكِروا بهذا، وأكثرُهُمْ من أهل البَصْرة؛ مثل محمَّد بن سِيرين، وأيوب السَّخْتِياني، وعبد الله بن عَوْن، وحَمَّاد بن زيد. قال الدارقطني (1) : «وقد تقدَّم قولنا في أنَّ ابن سيرين - مِنْ تَوَقِّيه وتَوَرُّعِه - تَارَةً يُصَرِّحُ بالرَّفْع، وتارةً يومئ، وتارةً يتوقَّف؛ على حسب نشاطِهِ في الحال» . وذكَرَ حديثًا اختُلِفَ في رفعه ووقفه، ثم قال (2) : «ورَفْعُهُ صَحيحٌ، وقد عرفت عادة ابن سيرين: أنه ربَّما توقَّف عن رفعِ الحديث توقِّيًا» . وقال أيضًا (3) : «ورَفْعُهُ صَحيحٌ؛ لأنَّ ابن سيرين كان شديدَ [التوقِّي] (4) في رفع الحديث» . وقال في موضع آخر (5) : «فرَفْعُهُ صَحيحٌ، ومَنْ وقفه فقد أصاب؛ لأنَّ ابن سيرين كان يفعَلُ مثلَ هذا؛ يَرْفَعُ مرةً، ويُوقِفُ أخرى» . وقال ابن رجب (6) : «وليس وَقْفُ هذا الحديثِ مما يَضُرُّ؛ فإنَّ ابن   (1) في "العلل" (10/25) . (2) في الموضع السابق (10/29) . (3) في الموضع السابق (10/27) . (4) في الأصل: «العوا» ، والمثبت بالاجتهاد بدلالة ما سبق عن ابن سيرين. (5) في الموضع السابق (10/30) . (6) في "شرح العلل" (2/700) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 76 سِيرِينَ كان يقفُ الأحاديثَ كثيرًا ولا يَرْفَعها، والناسُ كلُّهم يخالفونه ويرفعونها» . وفي أسئلة المروزيِّ للإمام أحمد، قال المروزي (1) : «سألته عن هشام بن حَسَّان؟ فقال: أيوبُ وابنُ عَوْن أحبُّ إليّ، وحسَّن أَمْرَ هشام، وقال: قد روى أحاديثَ رَفَعها أَوْقَفوها، وقد كان مذهبهم أنْ يقصِّروا بالحديث ويُوقِفوه» . وقال الدارقطني (2) : «وكان ابنُ عَوْن ربَّما وقَفَ المرفوعَ» . وقال يعقوب بن شَيْبة (3) : «حمَّادُ بنُ زَيْد أثبَتُ من ابن سلمة، وكُلٌّ ثقةٌ، غيرَ أنَّ ابنَ زيد معروفٌ بأنه يقصِّر في الأسانيد، ويُوقِفُ المرفوعَ، وكثيرُ الشكِّ بتوقِّيه، وكان جليلاً لم يكنْ له كتابٌ يَرْجعُ إليه، فكان أحيانًا يذكُرُ فيرفَعُ الحديثَ، وأحيانًا يهابُ الحديثَ ولا يَرْفعه» . ومِنْ جملة مَنْ عُرِفَ عنه هذا وليس من البَصْريين: الإمامُ مالك، يقولُ الدارقطني (4) : «ومِنْ عادَةِ مالكٍ إرسالُ الأحاديثِ، وإسقاطُ رجل» .   (1) في "علل الحديث" (72) . (2) في "العلل" (10/14) . (3) كما في "تهذيب التهذيب" (3/10) . (4) في "العلل" (6/63رقم980) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 77 4) أَخْذُ الْحَدِيثِ حَالَ المُذَاكَرَةِ: كان المحدِّثون يَحُثُّون على مذاكرةِ الحديثِ ويَحْرِصون عليها حِرْصًا شديدًا؛ لِمَا وَجَدوا فيها من الفوائد؛ كاستذكارِ الحديثِ وتحفُّظه، واستدراكِ ما فاتَهُمْ من الأحاديثِ في البابِ الذي يذاكرون فيه، وكَشْفِ الخَلَلِ والعِلَلِ في الأحاديثِ التي يَحْفَظونها، وكَشْفِ الضعفاءِ والكذابين من الرواة. وعُنِيَ بها جميعُ مَنْ ألَّف في علومِ الحديث، بل أفرَدَ لها عددٌ من الأئمَّة بابًا في مؤلَّفاتهم، منهم: أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبة في "المصنَّف" (1) ، والدارمي في "مسنده" (2) ، والرَّامَهُرْمزي في "المحدِّث الفاصل" (3) ، وعدَّها أبو عبدِالله الحاكمُ (4) نوعًا من أنواع علومِ الحديث، وأطالَ فيها الخطيبُ البغداديُّ في "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (5) ، فعقَدَ لها بابًا بعنوان: «مذاكرة الحديثِ مع عامَّة الناس» ، ثم أتبَعَهُ بابًا بعنوان: «المذاكرة مَعَ الأتباعِ والأَصْحَاب» ، ثم بابًا بعنوان: «المذاكرة مَعَ الأقرانِ والأتراب» ، ثم ختمها بباب: «المذاكرة مَعَ الشُّيُوخ وذوي الأسنان» ، وكان قد عقَدَ بابًا قبل ذلك (6) بعنوان: «الكتابة عن المحدِّث في المذاكرة» .   (1) (5/287) . (2) (1/477-489) . (3) (ص545-548) . (4) في "معرفة علوم الحديث" (ص140-146) . (5) (2/404-421) . (6) في (2/28) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 78 وأورَدَ هؤلاءِ المحدِّثون في هذه الأبواب وغَيْرِهَا أقوالاً كثيرةً في الحَثِّ عليها، وذِكْرِ فوائدها، وآدابِهَا، فَمِنْ ذلك: قولُ عليِّ بنِ أبي طالب ح: «تَزَاوَرُوا وتَذَاكَرُوا الحديث؛ فإنَّكم إنْ لم تَفْعَلوا يَدْرُسْ» (1) . وقال أبو سعيدٍ الخُدْريُّ ح: «تحدَّثوا؛ فإنَّ الحديثَ يُهَيِّجُ الحديثَ» (2) . وفي لفظ: «تَذَاكَرُوا؛ فإنَّ الحديثَ يُذْكِرُ الحديثَ» (3) . وقال عَلْقمة: «تَذَاكروا الحديثَ؛ فإنَّ حياتَهُ ذِكْرُهُ» (4) . وقال إبراهيمُ النَّخَعي: «مَنْ سَرَّهُ أنْ يَحْفَظَ الحديثَ، فَلْيُحَدِّثْ به، ولو أنْ يُحَدِّثَ به مَنْ لا يشتهيه؛ فإنَّه إذا فعَلَ ذلك كان كالكتابِ في صَدْرِهِ» (5) .   (1) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26125) ، والدارمي في "مسنده" (650) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (721) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (623 و624) . (2) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26124) ، والدارمي " (617- 622) ، والرامهرمزي (723) ، والخطيب في "الجامع" (1882) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (626و706) . (3) أخرجه الرامهرمزي (722) ، والخطيب في "الجامع" (1883) . (4) أخرجه الدارمي (627) ، والخطيب في "الجامع" (1884) . (5) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26128) ، والدارمي (630) ، والخطيب في المرجع السابق (1885) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 79 وقال يَزِيدُ بنُ أَبِي زِيَادٍ: قَالَ عبدُالرحمن بنُ أبي ليلى: «إحياءُ الحديثِ مذاكرتُهُ» ، فقال له عبدُاللهِ بنُ شَدَّاد: «يَرْحَمُكَ الله! كم مِنْ حديثٍ أحييْتُهُ في صَدْري كان قد مات» (1) . وكان ابنُ شِهَاب الزُّهْري يسمع العِلْمَ مِنْ عُرْوة وغيره، فيأتي إلى جاريةٍ له وهي نائمةٌ فيوقظها فيقول: اسمعي، حدَّثني فلانٌ كذا، وفلانٌ كذا، فتقولُ: ما لي وما لهذا الحديثِ؟! فيقول: قد عَلِمْتُ أنك لا تنتفعين به، ولكنْ سمعتُهُ الآنَ، فأردتُّ أن أَسْتَذْكِره (2) . وقال الأعمش: «كان إسماعيلُ بنُ رَجَاء يجمعُ صبيانَ الكُتَّاب يحدِّثهم، يتحفَّظُ بذلك» (3) . وقال عليُّ بن المَدِيني: «سِتَّةٌ كادتْ تَذْهَبُ عقولهم عند المذاكرة: يحيى (4) ، وعبدُالرحمن (5) ، ووَكِيعٌ، وابنُ عُيَيْنة، وأبو داود (6) ، وعبد الرزَّاق» . قال علي: «مِنْ شِدَّةِ شَهْوتهم له» . وقال: «تذاكَرَ وكيعٌ وعبدُالرحمنِ ليلةً في مَسْجِدِ الحرامِ (7) ، فلم   (1) أخرجه ابن أبي شيبة (26129) ، والدارمي (626 و634) ، والرامهرمزي (727) . (2) المرجع السابق (1887) . (3) أخرجه ابن أبي شيبة (26127) ، والدارمي (629) . (4) هو: ابن سعيد القطان. (5) هو: ابن مهدي. (6) هو: سليمان بن داود الطيالسي. (7) الجادَّةُ: في المسجدِ الحرامِ، والمثبتُ صحيحٌ في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (954) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 80 يزالا حتَّى أذَّن المؤذِّنُ أذانَ الصُّبْح» (1) . وقال عليُّ بنُ الحَسَن بْنِ شَقِيق: «كنتُ مع عبد الله بن المبارك في المَسْجِدِ في ليلةٍ شَتْ َوِيَّةٍ باردةٍ، فقمنا لِنَخْرُجَ، فلمَّا كان عند باب المسجد ذاكرني بحديثٍ، وذاكَرْتُهُ بحديث، فما زال يُذَاكِرني وأذاكِرُهُ، حتى جاء المؤذِّن، فأذَّن لصلاةِ الصبح» (2) . وقال أبو بكر بن زَنْجُويَهْ: قَدِمْتُ مِصْرَ، فأتيتُ أحمد بن صالح، فسألني: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قلتُ: مِنْ بغداد، قال: أين منزلك مِنْ منزل أحمد بن حنبل؟ قلتُ: أنا مِنْ أَصْحَابه، قال: تَكْتُبُ لي موضعَ منزلك؛ فإنِّي أريدُ أوافي العِرَاقَ، حتى تَجْمَعَ بيني وبين أحمد بن حنبل، فكتبْتُ له، فوافى أحمدُ بنُ صالحٍ سنةَ اثنتَيْ عَشْرةَ (3) إلى عَفَّان، فسأل عني، فلقيني، فقال: المَوْعِدُ الذي بيني وبينك، فذهَبْتُ به إلى أحمد بن حنبل، واستأذنْتُ له، فقلتُ: أحمدُ ابنُ صالح بالباب، فقال: ابنُ الطَّبَرِيِّ؟ قلتُ: نعم، فأَذِنَ له، فقام إليه ورحَّب به وقرَّبه وقال له: بَلَغني عنك أنك جمعْتَ حديثَ الزُّهْريِّ، فتعال نذاكر ما روى الزُّهْرِيُّ عن أَصْحَاب رسول الله (ص) ، فجعلا يتذاكران، ولا يُغْرِبُ أحدُهُما على الآخر حتى فَرَغا، وما رأيتُ أحسَنَ من مذاكرتهما! ثم قال أحمدُ بنُ حنبل لأحمدَ بنِ صالح: تعال حتى   (1) أخرجه الخطيب في "الجامع" (1899) . (2) المرجع السابق (1904) . (3) يعني: ومئتين.. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 81 نُذَاكِرَ ما روى الزُّهْري عن أولاد أَصْحَاب رسول الله (ص) ، فجعلا يتذاكران، ولا يُغْرِبُ أحدُهُما على الآخر، إلى أنْ قال أحمدُ بنُ حنبل لأحمدَ بنِ صالح: عندك عَنِ الزُّهْري، عَنْ محمَّد بْنِ جُبَيْر ابن مُطْعِم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف؛ قال النَّبِيُّ (ص) : «ما يَسُرُّنِي أَنَّ لي حُمُرَ النَّعَمِ، وأَنَّ لي حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ» ؟ فقال أحمد ابن صالح لأحمد بن حنبل: أنتَ الأستاذُ وتذكُرُ مِثْلَ هذا؟! فجعَلَ أحمدُ بنُ حنبل يبتسم ويقولُ: رواه عن الزُّهْري رجلٌ مقبول - أو صالح -: عبد الرحمن بن إسحاق، قال: مَنْ رواه عن عبد الرحمن بن إسحاق؟ فقال: حدَّثناه رجلان ثقتان: إسماعيلُ بنُ عُلَيّة، وبِشْر ابن المفضَّل، فقال أحمد بن صالح لأحمد بن حنبل: سألتُكَ بالله إلا أمليتَهُ عليَّ! فقال أحمد: مِنَ الكتاب، فقام، فدخَلَ وأخرَجَ الكتابَ، وأملاه عليه، فقال أحمد بن صالح: لو لَمْ أستَفِدْ بالعراقِ إلا هذا الحديثَ كان كثيرًا. ثم ودَّعه وخرَجَ (1) . وهذا الحديثُ مِنَ الأحاديثِ التي رواها الإمامُ أحمَدُ (2) واستَنْكَرَهَا على عبد الرحمن بن إسحاق، فقد قال المَرُّوذي (3) : قلتُ   (1) أخرج هذه القصة ابن عدي في "الكامل" (1/181) ، ومن طريقه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (4/197-198) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (917) ، ومنهما جرى تصحيح بعض الكلمات. (2) في "مسنده" (1/190رقم1655) عن بشر بن المفضل، و (1/193 رقم 1676) عن إسماعيل بن علية. (3) في "علل الحديث ومعرفة الرجال" (61) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 82 لأبي عبد الله: فعبدُالرحمنِ بنُ إسحاق كيف هو؟ قال: «أَمَّا ما كتبنا مِنْ حديثه: فقد حدَّث عن الزُّهْري بأحاديث» ، كأنَّه أراد تفرَّدَ بها، ثم ذكَرَ حديثَ محمَّد بن جُبَيْر في الحِلْف؛ حِلْفِ المُطَيَّبِينَ، فأنكره أبو عبد الله، وقال: «ما رواه غيره» (1) . وكانوا يتساهلون في المذاكرة ويتسمَّحون، فيحدِّث أحدُهُمْ حالَ المذاكرةِ بالحديثِ على غَيْرِ وجهِ التحديث، ويأخُذُ أحدُهُمْ حالَ المذاكرةِ ما لا يأخُذُهُ في مَجْلِسِ السماع. قال سُفْيان الثَّوْري: «إذا جاءتِ المذاكرةُ جئنا بِكُلٍّ، وإذا جاء التحصيلُ جئنا بمنصورِ بنِ المُعْتَمِرِ» (2) . وقال الخطيب (3) : «إذا أورَدَ المحدِّث في المذاكرة شيئًا أراد السامعُ له أن يدوِّنه عنه؛ فينبغي له إعلامُ المحدِّث ذلك؛ ليتحرَّى في تَأْدِيَةِ لفظِهِ، وحَصْرِ معناه» . ثم أخرَجَ (4) ، عن أبي موسى محمد بن المثنَّى؛ أنه قال: «سألتُ عبد الرحمن - يعني: ابن مهدي - عن حديثٍ، وعنده قوم، فساقه، فذهبتُ أَكْتُبُه، فقال: أيَّ شيء تَصْنَعُ؟! فقلتُ: أكتبُهُ، فقال: دَعْهُ؛ فإنَّ في نفسي منه شيئًا، فقلتُ: قد جِئْتَ به، فقال: لو كنتَ وحدَكَ   (1) انظر مبحث "التفرُّد" للدكتور إبراهيم اللاحم المنشور في "مجلة الحكمة" العدد (24) (ص12-13) . (2) "تهذيب الكمال" (28/553) . (3) في "الجامع" (2/28) . (4) في "الجامع" (1119) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 83 لحدَّثْتُكَ به، فكيف أصنَعُ بهؤلاءِ؟!» . قال الخطيبُ بعد أنْ أخرجه: «كان أبو موسى مِنَ المُلاَزِمِينَ لعبد الرحمن، فقوله: "لو كُنْتَ وحدك لحدَّثتك به"، أراد: أنه متى بان له أنَّ الحديثَ على غير ما حدَّثه به أمكنَهُ استدراكُهُ لإصلاحِ غَلَطه، ولا يمكنُهُ ذلك مع الغُرَباء الذين حَضَروا عنده، والله أعلم. وكان عبد الرحمن بن مَهْدي يحرِّج على أَصْحَابه أن يكتبوا عنه في المذاكرة شيئًا» . ثم ساق الخطيبُ بسنده عن بَكْر بن خَلَف قال: سمعتُ عبدَالرحمنِ بنَ مَهْدي يقولُ: «حرامٌ عليكم أن تَأْخُذوا عنِّي في المذاكرةِ حديثًا؛ لأنِّي إذا ذاكَرْتُ تساهلْتُ في الحديث» . وقال أحمد بن محمد بن سليمان التُّسْتَري: حدَّثني أبو زرعة الرازي؛ حدَّثني إبراهيم بن موسى؛ نا عبد الرحمن بن الحَكَم المَرْوَزي، عن نَوْفَل بن المُطَهَّر قال: قال لنا عبد الله بن المبارك: «لا تَحْمِلُوا عنِّي في المذاكرةِ شيئًا» . قال أبو زُرْعة: وقال إبراهيم: «لا تَحْمِلوا عنِّي في المذاكرة شيئًا» . قال أحمد: وقال لي أبو زُرْعة: «لا تَحْمِلوا عنِّي في المذاكرةِ شيئًا» (1) .   (1) المرجع السابق (1121) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 84 وكان أبو زُرْعة يحرِّج على تلاميذِهِ أن يَكْتبوا عنه في المذاكرةِ شيئًا (1) . وكان عبدُاللهِ ابنُ الإمامِ أحمَدَ لا يكتُبُ - أحيانًا - ما يأخذُهُ عن أبيه حالَ المذاكرة؛ ففي زوائده على "المسند" قال (2) : «وَجَدتُّ هذا الحديثَ في كتاب أبي بخطِّ يده ... وأظنُّني قد سمعتُهُ منه في المذاكرة فلم أَكْتُبْهُ» . والظاهرُ: أنَّ أباه كان ينهاه عن كتابة ما يكونُ في المذاكرة؛ وإنْ كتَبَ ميَّزه مِنْ غيره؛ كما يدلُّ عليه قوله: «وقد سَمِعْتُ أبي ذكَرَ حديثًا عن عبد الرحمن ابن مالك بن مِغْوَلٍ، عن أبي حَصِين؛ في المذاكرة، على غير وجهِ الحديثِ، فكتبتُهُ عنه، وكان سَيِّئَ الرأيِ فيه جِدًّا» (3) . وهذا منهجٌ معروفٌ للإمام أحمد تلقَّاه عن أشياخه، فقد حكى عنه ابنُهُ عبد الله (4) أنه قال: «كتبتُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (5) ، عَنْ شَرِيك؛ على غير وجهِ الحديث» ؛ يعني: المذاكرة (6) . وسأله أبو بكر المَرُّوذي (7) فقال: «قلتُ: يحيى القَطَّانُ أَيْشٍ كان   (1) المرجع السابق (1122) . (2) (4/96 رقم 16879) . (3) "العلل ومعرفة الرجال" (5931) . (4) في المرجع السابق (5327) . (5) هو: القطان. (6) هذا التوضيح من عبد الله. (7) في"العلل" (209) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 85 يقولُ في شَرِيك؟ قال: كان لا يَرْضَاه، وما ذكر عنه [إلا شيئًا] (1) على المذاكرة؛ حديثين» . وقال ابن حزم (2) : «وأما المدلِّسُ فينقسمُ إلى قِسْمَيْنِ، أحدُهُمَا: حافظٌ عدلٌ ربَّما أرسَلَ حديثَهُ، وربَّما أسنَدَهُ، وربَّما حدَّث به على سَبِيلِ المذاكرة، أو الفُتْيَا، أو المناظرة، فلم يَذْكُرْ له سَنَدًا، وربَّما اقتصَرَ على ذِكْرِ بعض رواتِهِ دون بعض ... وقد رُوِّينا عن عبد الرزَّاق بن هَمَّام قال: كان مَعْمَرٌ يُرْسِلُ لنا أحاديثَ، فلمَّا قَدِمَ عليه عبدُاللهِ بنُ المبارك أسنَدَهَا له، وهذا النوعُ منهم كان جِلَّةَ أَصْحَابِ الحديث وأئمَّة المسلمين؛ كالحَسَنِ البَصْري، وأبي إسحاق السَّبِيعي، وقتادةَ بنِ دِعَامة، وعَمْرِو بنِ دينار، وسليمانَ الأعمشِ، وأبي الزُّبَيْر، وسُفْيانَ الثَّوْريِّ، وسُفْيانَ بنِ عُيَيْنة، وقد أدخَلَ عليُّ بنُ عمر الدارقطنيُّ فيهم مالكَ بنَ أنس ولم يكنْ كذلك، ولا يوجدُ له هذا إلا في قليلٍ مِنْ حديثه؛ أرسلَهُ مرةً وأسنَدَهُ أخرى» . وكانوا يَسْتحبُّون لمَنْ أخَذَ عن شيوخه شيئًا حالَ المذاكرةِ أنْ يبيِّن ذلك: قال الخطيب البغدادي (3) : «واستُحِبَّ لمَنْ حَفِظَ عن بعضِ شيوخه في المذاكرة شيئًا وأرادَ روايتَهُ عنه أن يقولَ: حدَّثناه في المذاكرة، فقد   (1) في الأصل: «الاشياء» ، والتصويب من "تاريخ بغداد" (9/283) . (2) في "إحكام الأحكام" (1/131) . (3) في "الجامع" (2/30) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 86 كان غيرُ واحدٍ من متقدِّمي العلماءِ يفعلُ ذلك» . ومِنْ أمثلة مَنْ كان يفعلُ ذلك ممَّن أشار إليهم الخطيبُ: أبو حاتمٍ الرازي، فقد ترجَمَ ابنه عبد الرحمن (1) لمحمَّد بن نُبَاتة السَّرِيِّ فقال: «روى عن أبي عاصمٍ النَّبِيلِ، سمع منه أبي في المذاكرة حديثًا، فاسْتَحْسَنَهُ، فكَتَبه» . وروى الترمذي (2) حديثًا، فقال: «حدَّثني الحسَنُ بنُ علي بهذا - أو شبهه - في المذاكرة» . وقال أبو عَوَانة (3) : «حدَّثني أحمدُ بنُ سَهْلِ بنِ مالك على المذاكرة» . وأمثلةُ هذا كثيرةٌ في كتب الحديث. وأصبَحَ المحدِّثون يَكْشِفون عِلَلَ الأحاديثِ أحيانًا بهذا؛ فينظرون في غَلَط المحدِّث، مع كيفيَّةِ تلقِّيه للحديثِ، فإنْ كان أَخَذَهُ في مجلسِ المذاكرة؛ عَرَفُوا أنَّ العِلَّةَ وقَعَتْ بسبب تحديثِ الشيخِ بهذا وهو غير مُتَهَيِّئٍ للتحديث: قال أبو عبد الله الحاكم (4) : «وجدتُّ أبا عليٍّ الحافظَ سيِّئَ الرأي في أبي القاسم اللَّخْمي (5) ، فسألتُهُ عن السبب فيه؟ فقال: اجتمعْنَا   (1) في "الجرح والتعديل" (8/110رقم489) . (2) في "جامعه" (666) . (3) في "مستخرجه" (4729) . (4) في "المعرفة" (ص143) . (5) يعني: الطبراني. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 87 على بابِ أبي خَلِيفة، فذكرنا طُرُقَ: «أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ على سَبْعةِ أعضاء» ، فقلتُ له: تحفظُ عن شُعْبة، عن عبد الملك بن مَيْسَرة الزَّرَّاد، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ فقال: بلى، [رواه] (1) غُنْدَرٌ، وابنُ أبي عدي، فقلتُ: مَنْ عنهما؟ فقال: حدَّثَناه عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عنهما، فاتهمتُهُ إذْ ذاك. ثم قال أبو علي: ما حدَّث به غيرُ عثمانَ ابنِ عمر (2) » . وذكَرَ الذهبيُّ هذه الحكايةَ (3) ، ثم قال: «قلتُ: هذا تَعَنُّتٌ على حافظٍ حُجَّة؛ قال الحافظُ ضياءُ الدين المَقْدِسي: هذا وَهِمَ فيه الطبراني في المذاكرة، فأمَّا في جَمْعه حديثَ شُعْبة فلم يروه إلا مِنْ حديث عثمان بن عمر، ولو كان كُلُّ مَنْ وَهِمَ في حديثٍ واحدٍ اتُّهِمَ؛ لكان هذا لا يَسْلَمُ منه أحدٌ» . ومن أمثلة ما عُنِيَ الأئمَّةُ بعلَّته: ما جعله الترمذيُّ (4) مثالاً لما يُرْوَى من وجوهٍ كثيرة، ويُسْتَغْرَبُ مِنْ وجه معيَّن؛ حين قال: «رُبَّ حديثٍ يروى من أوجه كثيرة، وإنما يُستغرب لحالِ الإسناد. حدَّثنا أبو كريبٍ، وأبو هشامٍ الرفاعيُّ، وأبو السائب، والحسين   (1) ما بين المعقوفين زيادة من "سير أعلام النبلاء" (16/126) . (2) يعني: عن شعبة. (3) في "السير" (16/126-127) . (4) في "العلل الصغير" كما في "شرحه" لابن رجب (643-644) ، وانظر "العلل الكبير" (565) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 88 الأسود؛ قالوا: ثنا أبو أسامة، عن بُرَيْد بن عبد الله بن أبي بُرْدة، عن جَدِّه أَبِي بُرْدة، عَنْ أَبِي مُوسَى، عن النَّبيّ (ص) قال: «الكافرُ يأكُلُ في سبعةِ أمعاءٍ، والمؤمنُ يَأْكُلُ في مِعًى واحدٍ» . هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه مِنْ قِبَلِ إسناده، وقد روي مِنْ غير وجه عن النَّبيّ (ص) ، وإنما يُسْتَغرب من حديثِ أبي موسى، وسألتُ محمودَ بنَ غَيْلان عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثُ أبي كُرَيْب، عن أبي أسامة، وسألتُ محمدَ بنَ إسماعيل (1) عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثُ أبي كُرَيْب، عن أبي أسامة، ولم نعرفْهُ إلا مِنْ حديثِ أبي كريب، عن أبي أسامة. فقلتُ: حدَّثنا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي أسامة بهذا، فجعَلَ يتعجَّبُ ويقول: ما علمتُ أنَّ أحدًا حدَّث بهذا غَيْرَ أبي كريب! قال محمد: وكنَّا نرى أنَّ أبا كُرَيْب أخَذَ هذا الحديثَ عن أبي أسامة في المذاكرة» . قال ابن رجب (2) - بعد ذكره كلام الترمذي -: «وما حكاه الترمذيُّ عن البخاريِّ ههنا أنه قال: "كنا نرى أنَّ أبا كُرَيْب أخَذَ هذا عن أبي أسامة في المذاكرة": فهو تعليلٌ للحديث؛ فإنَّ أبا أسامة لم يرو هذا الحديثَ عنه أحدٌ من الثقات غَيْرُ أبي كريب، والمذاكرةُ يُجْعَلُ فيها تسامحٌ بخلافِ حالِ السماع أو الإملاء» (3) .   (1) يعني: البخاري. (2) في "شرح علل الترمذي" (2/647) . (3) انظر أيضًا المبحث التالي، و"العلل" لابن أبي حاتم (1552) ، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (3/480) ، و"المجروحين" لابن حبان (3/40) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 89 5) كَسَلُ الرَّاوِي: عُرِفَ مِنْ طباعِ الناسِ أنَّ النَّفْسَ البشريَّة لها إقبالٌ وإدبار، على حَسَبِ ما يَعْتَريها من حزن، أو فَرَح، أو مَرَض، أو قِلَّة نَوْم وأَرَق، أو انشغالٍ بالتفكير في أمر من الأمور، أو غيرِ ذلك ممَّا يجعل الراوي غير مُتَهَيِّئٍ ولا مُسْتَجْمِعٍ قواه للتحديث، وهذا ما يعبِّر عنه المحدِّثون بالكَسَل، وضِدُّهُ النشاط، وفيه شبه مِنَ السبب السابق «المذاكرة» . فربَّما ذكَرَ المحدِّثُ الحديثَ وهو في هذه الحال؛ لمناسبةٍ جرَتْ، لا على سبيلِ التحديث؛ كفتوى، أو موعظة، أو سؤال عن ذلك الحديث، أو عن بعض ما يتعلَّق به؛ كالكلامِ في أحدِ رواته، أو غير ذلك من الأمور التي يجمعها عَدَمُ إرادةِ التحديث؛ فيذكُرُ المحدِّثُ الحديثَ فيَنْقُصُ منه؛ إمَّا بإرسالِهِ وهو موصول، أو بوَقْفِهِ وهو مرفوع، أو يُسْقِطُ مِنْ سنده بعضَ رواته لا على سبيل التدليس، أو لا يسوقُ المَتْنَ بتمامه، أو غيرِ ذلك مما يعتري الحديثَ من اختلاف، منشؤُهُ: ذِكْرُ الحديثِ لا لروايتِهِ، ولكنْ لمناسبةِ المَجْلِسِ أو الموقفِ لِذِكْرِهِ وإنْ كان قاصرًا. وتقدَّم قولُ ابن حَزْم (1) : «وأمَّا المُدَلِّسُ فينقسمُ إلى قسمَيْن، أحدُهُمَا: حافظٌ عدلٌ ربَّما أرسَلَ حديثَهُ، وربَّما أسنَدَهُ، وربَّما حدَّث به على سَبِيلِ المذاكرة، أو الفُتْيَا، أو المناظرة، فلم يَذْكُرْ له سَنَدًا،   (1) (ص86) ، وهو في "إحكام الأحكام" (1/131) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 90 وربَّما اقتصَرَ على ذِكْرِ بعضِ رواته دون بعض ... » إلخ. وربَّما أخَذَ بعضُ الرواة ذلك الحديثَ عن ذلك الشيخِ في هذه الحال، فيرويه على ما فيه مِنْ نقص، وربَّما حدَّث الشيخُ بذلك الحديثِ في مجلسِ التحديثِ تامًّا، فينشأُ الاختلافُ بين الرواة لهذا السبب، وربَّما لم يحدِّث الشيخُ بذلك الحديثِ إلا في حالِ كَسَله، فيختلفُ مع أقرانِهِ ممَّن شاركه في رواية ذلك الحديث، فنجدُ علماءَ الحديثِ يوفِّقون بين هذا الاختلافِ بالإشارةِ إلى هذا السببِ بعبارة يَفْهَمها أهلُ الاختصاص. مثال ذلك: قولُ عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحكَمُ ابن عُتَيْبة، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّار، عَنْ صُهَيْبٍ أَبِي الصَّهْبَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كنتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَار، فمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ (ص) وَهُوَ يصلِّي؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّة، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّار، عَنِ ابْنِ عبَّاس، وَلَمْ يذكُرْ صُهَيْبًا. قلتُ لأَبِي: أَيُّهُمَا أَصَحُّ؟ قَالَ: هَذَا زَادَ رَجُلا، وَذَاكَ نَقَصَ رَجُلا؛ وَكِلاهُمَا صحيحين (2) .   (1) في "العلل" (241) . (2) كذا في جميع النسخ: «صحيحين» ، وله وجه في العربية. انظر التعليق عليه في المسألة نفسها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 91 وقال أَيْضًا (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وُهَيْب (2) ، عَنْ أَيُّوبَ (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أبي راشد، عن عبد الرحمن بن شِبْل، عن النَّبِيِّ (ص) قال: «اقْرَؤُوا الْقُرْآنَ ... » ؟. قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بَعْضُهُمْ فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْد بْن سَلاَّم، عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْراني، عَنْ عبد الرحمن بن شِبْل، عن النَّبِيِّ (ص) ، كِلاهُمَا صحيحٌ؛ غيرَ أنَّ أيوبَ ترَكَ من الإسناد رجلَيْن (4) . وربَّما صرَّح العلماءُ بهذا السببِ أحيانًا. قال ابن رجب (5) : «وقال الأثرَمُ أيضًا: قال أبو عبد الله (6) : ما أحسَنَ حديثَ الكوفيين عن هشامِ بنِ عُرْوة! أسنَدُوا عنه أشياءَ، قال: وما أرى ذاك إلا على النَّشَاط؛ يعني: أنَّ هشامًا يَنْشَطُ تارَةً فيُسْنِد، ثم يُرْسِلُ مَرَّةً أخرى» . وقال مسلم بن الحَجَّاج (7) : «فإذا كانتِ العِلَّةُ - عند مَنْ وصفنا قولَهُ مِنْ قبلُ - في فسادِ الحديثِ وتوهينِهِ إذا لم يُعْلَمْ أنَّ الراويَ قد سمع ممَّن روى عنه شيئًا: إمكانَ (8) الإرسالِ فيه؛ لزمه تركُ   (1) في المصدر السابق (1674) . (2) هو: ابن خالد. (3) هو: ابن أبي تميمة السختياني. (4) انظر أمثلة أخرى كثيرة في "العلل" لابن أبي حاتم (25 و308 و312 و575 و674 و688 و776 و980 و2138 و2302 و2315 و2547) . (5) في "شرح العلل" (2/679) . (6) يعني: الإمام أحمد. (7) في مقدمة "صحيحه" (1/32) . (8) قوله: «إمكان» بالنصب، وهو خبر «كانت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 92 الاحتجاج - في قِيادِ قولِهِ - بروايةِ مَنْ يُعْلَمُ أنه قد سَمِعَ ممَّن روى عنه، إلا في نفسِ الخبر الذي فيه ذِكْرُ السماع؛ لِمَا بَيَّنَّا من قبلُ عن الأئمَّةِ الذين نقلوا الأخبار: أنهم كانت لهم تاراتٌ يُرْسِلُون فيها الحديثَ إرسالاً، ولا يَذْكُرون مَنْ سَمِعوه منه، وتاراتٌ يَنْشَطون فيها، فيُسْنِدون الخبر على هيئة ما سَمِعوا، فيُخْبِرون بالنُّزُول فيه إنْ نزلوا، وبالصُّعُود إنْ صَعِدوا» . وقال ابن حِبَّان (1) : «رَفَعَ هذا الخبرَ عن مالك أربعةُ أَنْفُسٍ (2) : الماجِشُونُ، وأبو عاصم، ويحيى بن أبي قَتِيلة، وأشهَبُ بنُ عبد العزيز، وأرسله عن مالكٍ سائرُ أَصْحَابه، وهذه كانت عادةً لمالك؛ يَرْفَعُ في الأحايينَ الأخبارَ، ويُوقِفها مرارًا، ويُرْسِلها مَرَّةً، ويُسْنِدها أخرى؛ على حَسَبِ نشاطه؛ فالحكمُ أبدًا لِمَنْ رفَعَ عنه وأسنَدَ، بعد أن يكونَ ثقةً حافظًا متقنًا» . وقال الدارقطني (3) : «وقد تقدَّم قولنا في أنَّ ابن سيرين - من تَوَقِّيه وتَوَرُّعِه - تَارَةً يصرِّحُ بالرفع، وتارةً يومئ، وتارةً يتوقَّف؛ على حَسَبِ نشاطه في الحال» . وقال في موضع آخر (4) : «وجميعُ رواة هذا الحديثِ ثقاتٌ، ويُشْبِهُ   (1) في "صحيحه" (11/591) . (2) كذا، والجادَّة: «أربع أنفس» ، وما في "صحيح ابن حبان" متجهٌ في اللغة، وانظر التعليق على نحوه في المسألة رقم (2684) . (3) في "العلل" (10/25) . (4) في "العلل" (1/253) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 93 أن يكونَ قيسُ بنُ أبي حازم كان يَنْشَطُ في الرواية مَرَّةً فَيُسْنِده، ومَرَّةً يَجْبُنُ عنه فيقفه على أبي بكر» . وقال أبو عُمَرَ بنُ عبد البر (1) : «كان ابن شهابٍ _ح أكثَرَ الناسِ بَحْثًا على هذا الشأن؛ فكان ربَّما اجتمَعَ له في الحديث جماعةٌ، فحدَّثَ به مَرَّةً عنهم، ومَرَّةً عن أحدهم، ومَرَّةً عن بعضهم؛ على قَدْرِ نشاطِهِ في حينِ حديثِهِ، وربَّما أدخَلَ حديثَ بعضهم في حديثِ بعضٍ كما صنَعَ في حديثِ الإِفْكِ وغيره، وربَّما لَحِقَهُ الكَسَلُ فلم يُسْنِده، وربَّما انشرَحَ فوصَلَ وأسنَدَ على حَسَبِ ما تأتي به المذاكرة؛ فلهذا اختلَفَ أَصْحَابُهُ عليه اختلافًا كبيرًا في أحاديثه. ويبيِّن لك ما قلنا: روايتُهُ لحديثِ ذي اليدَيْنِ (2) ؛ رواه عنه جماعةٌ، فمرةً يذكُرُ فيه واحدًا، ومرةً اثنَيْنِ، ومرةً جماعةً، ومرةً جماعةً غيرها، ومرةً يَصِلُ، ومرة يقطع» . وقال في موضعٍ آخَرَ (3) - بعد أن ذكَرَ اختلافًا على الإمامِ مالك في وَصْلِ حديثٍ وإرساله -: «وهذا إنما هو مِنْ نشاطِ المحدِّث وكَسَله، أحيانًا يَنْشَطُ فَيُسْنِدُ، وأحيانًا يَكْسَلُ فَيُرْسِلُ، على حَسَبِ المذاكرة» . وقال الحافظ المنذري (4) : «ويمكنُ أن يقال: إنه تذكَّر السماعَ بعد   (1) في "التمهيد" (7/45) . (2) انظر الكلام على حديث ذي اليدين (ص36- 37) من هذه المقدمة، عند مبحث الخطأ والزلل. (3) في "التمهيد" (22/33) . (4) في "جوابه عن أسْئِلة في الجرح والتعديل" (ص85) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 94 ذلك، فصرَّحَ بالتحديث، أو أنَّ الراويَ يَنْشَطُ مرةً فَيُسْنِد، ويَفْتُرُ مرةً فلا يُسْنِد، ويسكُتُ عن ذِكْرِ الشخص مرةً، ويذكُرُهُ أخرى لِمَا يقتضيه الحال» . وقال الرَّشِيد العَطَّار (1) : «وهذا الاختلافُ الذي وقَعَ في إسناد هذا الحديثِ على الزُّهْري لا يؤثِّر في صِحَّته؛ فإنَّ الحديثَ قد يكونُ عند الراوي له عن جماعةٍ مِنْ شيوخه، فيحدِّثُ به تَارَةً عن بعضهم، وتارةً عن جميعهم، وتارةً يُبْهِمُ أسماءَهُمْ، وربَّما أرسلَهُ تارَةً على حَسَبِ نشاطه وكَسَله؛ كما أشار إليه مسلمٌ _ح في مقدِّمة كتابه (2) ، ومع ذلك فلا يكونُ ما ذكرناه اعتلالاً يقدَحُ في صِحَّةِ الحديث ... » إلخ. وذكَرَ الحافظُ ابن حجر (3) خلافًا في حديث، ثم قال: «وروايةُ الوقف لا تعارضُ روايةَ الرفع؛ لأنَّ الراويَ قد يَنْشَطُ فيُسْنِد، وقد لا ينشط فيقف» . وقال في موضع آخر (4) : «فتبيَّن صحةُ كلِّ الأقوال؛ فإنَّ الزُّهْري كان يَنْشَطُ تارَةً فيذكُرُ جميعَ شيوخه، وتارةً يقتصرُ على بعضهم» .   (1) في "غرر الفوائد المجموعة" (ص224) . (2) انظر مقدمة "صحيح مسلم" (1/32) ، وتقدم نقل كلامه (ص47- 48) . (3) في "فتح الباري" (13/125) . (4) في "النكت على ابن الصلاح" (2/783) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 95 6) التَّصْحِيفُ: وهو تغييرُ العبارة أو الكَلِمة عمَّا كانتْ عليه، إلى أخرى تَشْتَبِهُ معها خَطًّا، أو رَسْمًا، وتختلفُ نطقًا. وهذا قد يقع مِنْ كبار العلماء، فضلاً عن غيرهم، وهو مِنْ صور الوَهَمِ التي يقع فيها الرواةُ الثقات، فاحتاجَ العلماءُ إلى التنبيهِ عليه، فصنَّفوا فيه بعضَ المصنَّفات، ومِنْ أجودها: "تصحيفات المُحَدِّثين" لأبي أحمد الحسن بن عبد الله العسكري (ت382هـ) (1) ، وله أيضًا كتابُ "شرح ما يقع فيه التصحيف والتحريف" (2) ، وكتابُ "أخبار المصحِّفين" (3) ، وصنَّف أبو سليمان حَمْدُ بنُ محمَّد الخَطَّابي (ت388هـ) كتابَ "إصلاح خطأ المُحَدِّثين" (4) ، وللسُّ ِيُوطي (ت911هـ) كتابُ "التَّطْريف، في التصحيف" (5) ، وغيرها كثير. وأُفْرِدَ التصحيفُ في كُتُبِ علومِ الحديث بنوعٍ مستقلٍّ؛ فلا تكادُ   (1) طبع بتحقيق الدكتور محمود أحمد ميرة، سنة 1402هـ، بالمطبعة العربية الحديثة بالقاهرة. (2) طبع بتحقيق عبد العزيز أحمد، سنة 1383هـ، بمطبعة مصطفى البابي الحلبي. ثم طبع بتحقيق الدكتور السيد محمد يوسف، ومراجعة أحمد راتب النَّفَّاخ. وهو من مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق - سوريَّة. (3) طبع بتحقيق إبراهيم صالح، سنة 1416هـ، بدار البشائر بدمشق - سورية. (4) طبع بتحقيق د. محمد علي عبد الكريم الرديني، سنة 1407 هـ، بدار المأمون للتراث بدمشق - سورية. (5) طبع بتحقيق د. علي بن حسين البواب، سنة 1409هـ، بدار الفائز بالرياض - السعودية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 96 تَجِدُ مُصَنَّفًا منها إلا وفيه الحديثُ عنه (1) ، وقد تعرَّضَ له الخطيبُ في كتابِ "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" في قُرَابة عشرين صفحةً (2) ، وذكَرَ فيه أخبارًا عن بعض مَنْ صحَّف، ولكنَّها بحاجةٍ إلى تمحيص. وأكثَرُ ما يقَعُ التصحيفُ في الأسماء، وهذا الذي جعَلَ كثيرًا من أهلِ العلمِ يصنِّفون كتبًا في ضَبْطِ الأسماء، وبيانِ ما يَحْتمِلُ منها اللَّبْسَ والاختلاطَ بغيره، منها: "المؤتَلِفُ والمختَلِفُ" للدارقطني (3) ، و"مشتَبِهُ النِّسْبة" لعبد الغني بن سعيد الأَزْدي (4) ، و"تلخيص المتشابه" للخطيب البغدادي (5) ، و"تالي التلخيص" له أيضًا (6) ، وجمَعَ ما في هذه المصنَّفاتِ وغيرِهَا الأميرُ أبو نَصْر ابنُ مَاكُولاَ في كتابه المشهور   (1) انظر على سبيل المثال: "مقدمة ابن الصلاح" (ص279- 283) ، و"الشذا الفَيَّاح" للأبناسي (2/467- 470) ، و"تدريب الراوي" للسيوطي (2/193- 195) ، و"فتح المغيث" للسخاوي (4/55- 65) ، و"المقنع" لابن الملقِّن (2/469- 479) ، و"الغاية، في شرح الهداية" للسخاوي (ص221- 227) ، و"توجيه النظر" لطاهر الجزائري (1/441- 442) . وانظر: "فيض القدير" (4/23) . (2) في المجلد الأول من (ص445) إلى (ص446) . (3) طبع بتحقيق د. موفق بن عبد الله بن عبد القادر، سنة 1406هـ، بدار الغرب الإسلامي ببيروت - لبنان. (4) طبع بتحقيق وتعليق لجنة من المحققين، سنة 1421هـ، بمكتبة الثقافة الدينية- القاهرة. (5) طبع بتحقيق سكينة الشهابي، سنة 1985م، بدار طلاس للدراسات والترجمة والنشر بدمشق - سورية. (6) طبع بتحقيق مشهور بن حسن بن سلمان، سنة 1417هـ، بدار الصميعي للنشر بالرياض - السعودية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 97 "الإكمال" (1) فأحسَنَ وأجاد، وتتابَعَتْ مصنَّفاتُ الأئمَّة بعده تبعًا لكتابه، ومِنْ أحسنها: "توضيحُ المُشْتَبِه" لابن ناصر الدين الدمشقي (2) ، و"تبصيرُ المُنْتَبِه" للحافظ ابن حجر (3) . ومن أمثلة العلل الواقعةِ بسببِ التصحيف: ما وقع لعبد الرحمن بن مَهْدِيٍّ مِنْ أوهامٍ في أسماء الرجال، مع إمامته؛ بيَّن ذلك أبو زُرْعة الرازي فيما نقله عنه تلميذُهُ البَرْذَعي (4) حين قال: «شَهِدتُّ أبا زرعة ذكر عبد الرحمن بن مَهْدِي، ومَدَحه، وأطنَبَ في مدحه، وقال: وَهِمَ في غيرِ شيءٍ؛ قال: عن شهاب بن شَرِيفة، وإنما هو: شِهَابُ بنُ شُرْنُفَة. وقال: عن سِمَاك، عن عبد الله بن ظالم، وإنما هو: مالك بن ظالم. وقال: عن هِشَام، عن الحَجَّاج، عن عائد بن بَطَّة، وإنما هو: ابن نَضْلة ... وقال: عن قيس بن جُبَيْر، وإنما هو: قيس بن حَبْتَر» . ومن ذلك: قولُ عبدِالله ابنِ الإمام أحمد (5) : قال أبي - في حَدِيثٍ ابن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : أنه سُئِلَ عن الماء، وما يَنُوبُهُ من   (1) طبع بتحقيق الشيخ العلاَّمة عبد الرحمن المعلمي، وصوَّرته دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان، سنة 1411هـ. (2) طبع بتحقيق محمد نعيم العرقسوسي، سنة 1414هـ، بمؤسسة الرسالة ببيروت - لبنان. (3) طبع بتحقيق علي محمد البجاوي، تصوير المكتبة العلمية ببيروت - لبنان. (4) في "سؤالاته" (1/326-327) . (5) في "العلل ومعرفة الرجال" (2893) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 98 الدوابِّ -: وقال ابن المبارك: «وما يَثُوبُهُ» ، وصحَّفَ فيه. وقال عبد الله أيضًا (1) : قلت ليحيى (2) : إنَّ عُبَيْداللهِ القَوَاريريَّ حدَّثنا عن ابن مَهْدي، عن جامع بن مَطَر، عن أبي زَوِيَّة: رأيتُ على أبي سعيد الخُدْريِّ عِمامةً سوداءَ، فقال: أخطَأَ، هذا حدَّثناه غيرُهُ عن جامع بن مَطَر، عن أبي رُؤْبة، وصحَّف عبيد الله، لا يُدْرَى مَنْ أبو زَوِيَّة. وكما أنَّ يحيى بن مَعِين كشَفَ خطَأَ عبيد الله القَوَاريري في هذا الحديثِ، فإنه هو لم يَسْلَمْ من التصحيف: فقد قال عبدُاللهِ ابنُ الإمامِ أحمد (3) أيضًا: حدَّثني أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو قَطَن (4) ، عَنْ شُعْبة، عَنِ العَوَّام بْنِ مُرَاجم، فقال له يحيى ابن مَعِين: إنما هو: ابن مزاحم، فقال أبو قَطَن: عليه وعليه! أو قال: ثيابُهُ فَيْءُ المساكينِ إنْ لم يكنِ ابنَ مُرَاجِم! فقال يحيى: حدَّثنا به وكيع، وقال: ابنُ مُزَاحِم، فقلتُ أنا: حدَّثنا به وكيع، فقال: ابن مُرَاجِم، فسكَتَ يحيى (5) .   (1) في المصدر السابق (3962) . (2) هو: ابن معين. (3) في المصدر السابق (3564) . (4) هو: عمرو بن الهيثم. (5) انظر أمثلة أخرى من التصحيف أيضًا في "العلل" لابن أبي حاتم (485 و1549 و2725) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 99 7) انْتِقَالُ الْبَصَرِ: وهذا نوعٌ من التصحيف الذي يقع لناسخي المخطوطاتِ كثيرًا إذا كانتْ هناك كلمةٌ أو عبارةٌ متماثلةٌ في سطرين متواليَيْن، أو سطورٍ متقاربة، يَعْرِفُ ذلك مَنْ كان ذا صلةٍ بالمخطوطات. ويقع أحيانًا مِنْ بعضِ الأئمَّة عند النقل من الكُتُبِ التي تكونُ فيها عباراتٌ متماثلة كذلك، ومن أمثلة ذلك: قولُ ابنِ القَطَّان (1) : «وذكَرَ أيضًا (2) من طريق التِّرْمِذي (3) ، عن حَكِيم بن حَكِيم؛ قال: كتَبَ عمر بن الخطاب إلى أبي عُبَيْدة: أنَّ رسولَ اللهِ (ص) قال: «اللهُ ورسولُهُ مَوْلَى مَنْ لا مَوْلَى لَهُ، والخالُ وارثُ مَنْ لا وارثَ لَهُ» . كذا وقع هذا الحديثُ في النُّسَخ، وهو خطأ؛ ينقُصُ منه واحدٌ، فإنما يرويه حَكِيم بن حَكِيم، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سَهْل بن حُنَيْف؛ قال: كتب عمر بن الخطاب ... وأخاف أنْ يكون إنما سقَطَ لأبي محمد نفسِهِ؛ بقرينةٍ أذكُرُهَا؛ وذلك أنَّ الحديث هو في الترمذيِّ هكذا: "عن عبد الرحمن بن الحارث، عن حَكِيمِ بنِ حَكِيم ابن عَبَّاد بن حُنَيْف، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سَهْل بن حُنَيْف؛ قال: كتب عمر بن الخطاب".   (1) في "بيان الوهم والإيهام" (2/62-64) . (2) يعني: أبا محمد عبد الحق الإشبيلي في كتابه "الأحكام الوسطى" (3/330) . (3) أخرجه الترمذي في "جامعه" (2103) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 100 هذا نصُّه، فأظُنُّ أنَّ أبا محمَّدٍ ألقى بَصَرَهُ على حَكِيم بْنِ حَكِيمِ بنِ عَبَّادِ بنِ حُنَيْف، فكتبه مقتصرًا مِنْ نَسَبِهِ على أبيه، ثم أعاد بَصَرَهُ، فوقَعَ على حُنَيْفٍ جَدِّ أبي أمامة المتصلِ به «قال (1) : كتَبَ عمر بن الخَطَّاب» .... وقد تحقَّق الظنُّ، وارتفَعَ الاحتمالُ بأنَّه في كتابه الكبير (2) هكذا - ومِنْ خَطِّه نقلتُ -: "الترمذي؛ قال: حدَّثنا بُنْدَارٌ، وحدَّثنا [أبو] (3) أحمد الزُّبَيْري؛ حدَّثنا سُفْيان، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن حَكِيم بن حَكِيم ابن عَبَّاد بن حُنَيْف؛ قال: كتَبَ عمر بن الخطاب". فقد تبيَّن أنَّ سقوطَ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل بْن حُنَيْف إنما هو من خطئه، ثم اختصَرَهُ هاهنا على الخطأ» . اهـ. ومِنْ أمثلة انتقالِ البصر أيضًا: ما وقَعَ لابن المُلَقِّن (4) في تخريج حديث: «الصُّلْحُ جائزٌ بين المُسْلِمِينَ» ، وهو حديثٌ معروفٌ من رواية كَثِير بن زَيْد، عن الوليد بْنِ رَبَاح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فقال ابن المُلَقِّن: «ورواه أحمدُ مِنْ حَدِيثِ سليمانَ بنِ بِلالٍ، عَنْ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا: «الصُّلْحُ جائزٌ بين المُسْلِمِينَ» ، فهذه طرق   (1) أي: المُتَّصِلِ به قولُهُ: «قال: كتب عمر بن الخطاب ... » إلخ. (2) يعني "الأحكام الكبرى" لعبد الحق الإشبيلي. (3) ما بين المعقوفين سقط من "بيان الوهم"، فاستدركناه من "جامع الترمذي". (4) في "البدر المنير" (6/86) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 101 متعاضدة» . اهـ. وتابعه الحافظ ابن حجر (1) . وهذا وَهَمٌ بسببِ انتقالِ البصر؛ لأنَّ الإمامَ أحمد إنما أخرَجَ هذا الحديثَ (2) من طريقِ سليمانَ بنِ بلال، عَنْ كَثِير بْنِ زَيْد، عَنْ الوليد ابن رَبَاح، عن أبي هريرة، ثم أخرَجَ بعده حديثًا آخَرَ مِنْ طريقِ سليمانَ بنِ بلال، عن العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النَّبِيَّ (ص) قال: «جُزُّوا الشواربَ، وأَعْفُوا اللِّحَى، وخَالِفُوا المَجُوسَ» ، فانتقَلَ بصَرُ ابنِ المُلَقِّن، فركَّب إسنادَ الحديثِ الثاني على مَتْنِ الحديثِ الأوَّل؛ بسبب روايةِ الإمامِ أحمد للحديثَيْنِ من طريق شيخه الخُزَاعيِّ، عن سليمانَ بنِ بلال. ووقع مثل هذا للشيخ ناصر الدين الألباني (3) _ح، فاعتذَرَ عن ذلك (4) بعد أن نُبِّهَ عليه. 8) التَّفَرُّدُ: وهو مِنْ أَدَقِّ أنواعِ علومِ الحديث، وأصعَبِ أسبابِ العِلَّةِ كَشْفًا؛ ولذا جعلَهُ أهلُ العلم مِنْ أهمِ القرائن التي يُسْتعان بها على إدراك العِلَّة؛ قال ابن الصَّلاح (5) : «ويُستَعَانُ على إدراكها (6) بتفرُّدِ الرَّاوي،   (1) في "التلخيص الحبير" (1259) . (2) في "المسند" (2/366 رقم 8784) . (3) في "السلسلة الصحيحة" (308) . (4) في "إرواء الغليل" (3/363) ، وفي الطبعة الجديدة من "السلسلة الصحيحة" (308) . (5) في "مقدمته" (1/502) . (6) أي: العِلَّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 102 وبمخالفةِ غَيْرِهِ له، مَعَ قرائنَ تَنْضَمُّ إلى ذلك» . والدليلُ على دِقَّتِهِ وصعوبتِهِ: كثرةُ اختلافِ الأئمَّةِ في تطبيقِهِ، سواءٌ كان تفرُّدًا مطلقًا، أو مَعَ وجودِ مخالفةٍ. أمَّا مع وجود المخالفة: فالخلافُ بين الأئمَّة فيه أقلُّ من خِلاَفهم في التفرُّدِ المطلق، لكنَّه ليس مِنْ مقصودنا هنا، وَيَكْفِينا فيه هذا المثال: قال عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) : «وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الأعلى (2) ، عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمان اليَشْكُرِي، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «تَسَمَّوْا بِاسْمِي، ولاَ تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِي» ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ شُعْبة، عَنْ قَتَادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْد، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . قُلْتُ: أيُّهما أَشْبَهُ؟ قَالَ: سعيدُ بنُ أَبِي عَرُوبَة لحديثِ قتادةَ أحفظُ» . فهذا يعني ترجيحَ أبي حاتم لرواية سعيد بن أبي عَرُوبة على رواية شُعْبة، وخالفَهُ في ذلك البخاريُّ ومسلمٌ، فأخرَجَا الحديثَ في "صحيحيهما" (4) من طريق شُعْبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ جَابِرٍ، به. وما ذهب إليه البخاريُّ ومسلمٌ هو الصوابُ؛ بدليلِ أنهما أخرجاه أيضًا مِنْ طُرُقٍ - غَيْرِ طريقِ قَتَادَةَ - عَنْ سالمِ بنِ أَبِي   (1) في "العلل" (2251) . (2) هو: ابن عبد الأعلى السَّامي. (3) هو: ابن أبي عروبة. (4) "صحيح البخاري" (3114) ، و"صحيح مسلم" (2133) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 103 الجَعْد؛ وهذا يؤكِّد أنَّ الحديثَ حديثُ سالم. وقد يخفى التفرُّد مع المخالفة على الإمامِ وإنْ كان كبيرًا؛ مثلُ الحديثِ الذي رواه عبد الله ابن نُمَيْر، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْد، عَنْ سَعْد؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : «مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةً (1) ؛ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سُمٌّ وَلاَ سِحْرٌ» . وخالفَهُ أبو أسامةَ حمَّادُ بنُ أسامة، فرواه عَنْ هاشمِ بنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْد، عَنْ أَبِيهِ، عن النَّبِيِّ (ص) . وسُئِل الإمامُ الدارقُطْنِيُّ (2) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه هاشم بنُ هاشم، واختُلِفَ عنه: فرواه أبو أسامة، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، وخالفه ابن نُمَيْر، فرواه عن هَاشِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عن أبيها، وكلاهما ثِقَةٌ، ولعلَّ هاشمًا سمعه منهما، والله أعلم» . فجوابُ الدارقطنيِّ هذا يَدُلُّ على أنه خَفِيَ عليه تفرُّدُ ابن نمير بهذا الوجه، وأنَّ أبا أسامة قد تُوبِعَ مِنْ عدد مِنَ الرواة؛ ولذا كان جوابُ   (1) العَجْوَةُ: نوع من تمر المدينة. "النهاية" (3/188) . (2) في "العلل" (610) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 104 أبي زرعة أَسَدَّ منه، فقد سأله ابن أبي حاتم (1) عن رواية عبد الله بن نمير هذه؟ فقال: «هَكَذَا قَالَ ابْنُ نُمَيْر! وَقَالَ مَرْوانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو ضَمْرَةَ (2) : عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عن أبيه، عن النَّبيّ (ص) ؛ وهو الصحيحُ» . والحديثُ على هذا الوجه الذي رجَّحه أبو زُرْعة أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ في "صحيحيهما" (3) مِنْ بعضِ هذه الطرقِ وغَيْرِها. وأما التفرُّدُ المُطْلَقُ: فهو الذي يكثُرُ اختلافُهُمْ فيه: ومِنْ أمثلةِ ذلك: ما أخرجَهُ الشيخان (4) ، مِنْ حديثِ عمرو بن عاصم؛ حدَّثنا هَمَّام، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحة، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: جاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (ص) فقال: يَا رَسُولَ اللهِ، أَصَبْتُ حَدًّا، فَأَقِمْهُ عليَّ، قال: وحضَرَتِ الصلاةُ، فصلَّى مع رسولِ الله (ص) ، فلمَّا قضى الصلاةَ، قَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، إنِّي أَصَبْتُ حَدًّا، فأَقِمْ فيَّ كتابَ الله؛ قال: «هل حَضَرْتَ الصلاةَ مَعَنَا؟» ، قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: «قَدْ غُفِرَ لك» . فهذا الحديثُ صحَّحه البخاريُّ ومسلم كما سبق، وخالفهما   (1) في "العلل" (2505) . (2) هو: أنس بن عياض. (3) انظر "صحيح البخاري" (5445 و5768 و5769 و5779) ، و"صحيح مسلم" (2047) . (4) "صحيح البخاري" (6823) ، و"صحيح مسلم" (2764) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 105 أبو حاتم الرازيُّ والبَرْدِيجيُّ: أما أبو حاتم: فحكَى عنه ابنُهُ عبد الرحمن (1) أنه قال: «هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ» . وأما البَرْدِيجيُّ: فنقَلَ عنه ابنُ رجب (2) أنه قال: «هذا عندي حديثٌ مُنْكَرٌ، وهو عندي وَهَمٌ من عمرو بن عاصم» . قال ابن رجب (3) - عَقِبَ ذكره لكلامِ أبي حاتمٍ والبَرْدِيجي -: «وهذا الحديثُ مُخَرَّجٌ في الصحيحَيْنِ مِنْ هذا الوجه، وخرَّج مسلم (4) معناه أيضًا مِنْ حديثِ أبي أمامة، عن النَّبِيِّ (ص) ؛ فهذا شاهدٌ لحديثِ أنس. ولعلَّ أبا حاتمٍ والبَرْدِيجيَّ إنما أنكرا الحديثَ؛ لأنَّ عمرو بن عاصمٍ ليس هو عندهما في مَحَلِّ مَنْ يُحْتَمَلُ تفرُّدُهُ بمثلِ هذا الإسناد، والله أعلم» . ثم نقَلَ ابنُ رجب (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القَطَّان والإمامِ أحمد بعضَ الأمثلةِ التي تَدُلُّ على مِثْلِ ما ذهب إليه أبو حاتم والبَرْدِيجيُّ، وقال: «وهذا الكلامُ يَدُلُّ على أنَّ النَّكَارة عند يحيى القطان لا تزولُ   (1) في "العلل" (1364) ، ونقله عنه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/654) . (2) في "شرح علل التِّرْمذي" (2/654) . (3) في الموضع السابق (2/655) . (4) في "صحيحه" (2765) . (5) في "شرح علل الترمذي" (2/656-657) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 106 إلا بمعرفة الحديثِ مِنْ وجه آخر، وكلامُ الإمامِ أحمد قريبٌ من ذلك ... وأمَّا تصرُّف الشيخين والأكثرين فيدُلُّ على خلاف هذا، وأنَّ ما رواه الثقةُ عن الثقة إلى منتهاه، وليس له عِلَّةٌ، فليس بمنكر» . وفي هذا دَلاَلةٌ على أنَّ الحديثَ الذي يتفرَّدُ به راوٍ من الرواة الذين لا يُحْتَمَلُ تفرُّدُهُمْ مطلقًا، أو في ذلك الحديثِ بعينِهِ، يُعَدُّ حديثًا منكرًا. وليس للحديثِ المنكَرِ تعريفٌ متفقٌ عليه بين الأئمَّة المتقدِّمين؛ ولذا يقولُ الحافظ ابن رجب (1) : «ولم أقفْ لأحدٍ من المتقدِّمين على حدِّ المُنْكَرِ من الحديثِ وتعريفِهِ، إلا على ما ذكره أبو بَكْرٍ البَرْدِيجي الحافظ - وكان من أعيان الحفاظِ المبرِّزين في العلل -: أنَّ المنكر: هو الذي يحدِّث به الرجلُ عن الصحابة، أو عن التابعين عن الصحابة، لا يُعْرَفُ ذلك الحديثُ - وهو مَتْنُ الحديث - إلا مِنْ طريقِ الذي رواه؛ فيكونُ منكرًا. ذكَرَ هذا الكلامَ في سياقِ ما إذا انفرَدَ شُعْبة، أو سعيدُ بنُ أبي عَرُوبة، أو هشامٌ الدَّسْتَوائي؛ بحديثٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وهذا كالتصريحِ بأنَّ كُلَّ ما ينفردُ به ثقةٌ عن ثقة، ولا يُعْرَفُ المتنُ مِنْ غيرِ ذلك الطريق، فهو مُنْكَرٌ؛ كما قاله الإمامُ أحمد في حديثِ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النَّبيّ (ص) : في النَّهْيِ عن   (1) في "شرح علل الترمذي" (2/653-654) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 107 بيعِ الوَلاَء وهِبَته .... قال البَرْدِيجي بعد ذلك: فأمَّا أحاديثُ قتادة التي يرويها الشيوخ؛ مثلُ حَمَّادِ بنِ سَلَمة، وهَمَّامٍ، وأَبَانَ، والأوزاعيِّ؛ ننظُرُ في الحديث: فإنْ كان الحديثُ يُحْفَظُ مِنْ غيرِ طريقهم عن النَّبيّ (ص) ، أو عن أنسِ بنِ مالك من وجه آخر؛ لم يُدْفَعْ، وإنْ كان لا يُعْرَفُ عن أحد، عن النَّبيّ (ص) ، ولا مِنْ طريقٍ عن أنس، إلا مِنْ روايةِ هذا الذي ذكَرْتُ لك؛ كان منكرًا. وقال أيضًا: إذا روى الثقةُ من طريقٍ صحيحٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَاب النَّبيّ (ص) حديثًا لا يصابُ إلا عند الرجلِ الواحد؛ لم يَضُرَّهُ ألاَّ يرويَهُ غيرُهُ إذا كان متنُ الحديثِ معروفًا، ولا يكونُ منكرًا ولا معلولاً» . اهـ. ولمسلم بن الحجَّاج كلامٌ في مقدمة "صحيحه" (1) يبيِّن مراده بالحديث المنكر يحسُنُ إيراده هنا: قال _ح: «وعلامةُ المُنْكَرِ في حديث المحدِّث: إذا ما عَرَضْتَ روايتَهُ للحديث على روايةِ غيره مِنْ أهلِ الحفظ والرِّضَا خالَفَتْ روايتُهُ روايتَهُمْ، أو لم تَكَدْ توافقها، فإذا كان الأغلبُ من حديثِهِ كذلك؛ كان مهجورَ الحديثِ غيرَ مقبولِهِ، ولا مُسْتَعْمَلِهِ، فمِنْ هذا الضَّرْبِ من المحدِّثين: عبدُاللهِ بنُ مُحَرَّرٍ، ويحيى بنُ أبي أُنَيْسة، والجَرَّاحُ بنُ   (1) (1/7) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 108 المِنْهَال أبو العَطُوف، وعبَّادُ بنُ كَثِير، وحُسَيْنُ بنُ عبد الله ابنِ ضُمَيْرة، وعمرُ بنُ صُهْبان، ومَنْ نحا نَحْوَهُمْ في رواية المنكر من الحديثِ، فلَسْنا نُعَرِّجُ على حديثهم، ولا نتشاغَلُ به؛ لأنَّ حُكْمَ أهلِ العلم، والذي نَعْرِفُ مِنْ مَذْهَبهم في قَبُولِ ما يتفرَّدُ به المحدِّثُ من الحديثِ: أنْ يكونَ قد شارَكَ الثقاتِ مِنْ أهل العلم والحفظِ في بعض ما رَوَوْا، وأَمْعَنَ في ذلك على الموافقةِ لهم، فإذا وُجِدَ كذلك، ثم زاد بعد ذلك شيئًا ليس عند أَصْحَابه؛ قبلتْ زيادَتُهُ، فأمَّا مَنْ تراه يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِيِّ في جلالتِهِ، وكثرةِ أَصْحَابِهِ الحفاظِ المتقنين لحديثه وحديثِ غيره، أو لِمِثْلِ هشامِ بن عُرْوة - وحديثُهُمَا عند أهلِ العلمِ مبسوطٌ مشترَكٌ، قد نقَلَ أَصْحَابُهُما عنهما حديثَهُمَا على الاتفاقِ منهم في أكثره - فَيَرْوِي عنهما، أو عن أَحَدِهما، العَدَدَ مِنَ الحديثِ ممَّا لا يعرفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابهما، وليس مِمَّنْ قد شاركَهُمْ في الصحيحِ مما عندهم، فغَيْرُ جائزٍ قبولُ حديثِ هذا الضَّرْبِ من الناس، والله أعلم» . اهـ. وقد حكى ابنُ رَجَب (1) كلامَ مسلمٍ هذا، ثم علَّق عليه بقوله: «فصرَّح بأنَّ الثقةَ إذا أمعَنَ في موافقةِ الثقات في حديثهم، ثم تفرَّد عنهم بحديث؛ قُبِلَ ما تفرَّد به، وحكاه عن أهلِ العلم. وقد ذكرنا فيما تقدَّم (2) قولَ الشافعيِّ في الشاذِّ، وأنه قال: ليس الشَّاذُّ   (1) في "شرح العلل" (2/658-659) . (2) في "شرح العلل" (2/582) ، وانظر قول الشافعي في "آداب الشافعي ومناقبه" لابن أبي حاتم (ص 233- 234) ، و"الكفاية" للخطيب البغدادي (1/419) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 109 من الحديثِ أنْ يروي الثقةُ مِنَ الحديثِ ما لا يروي غيره، إنما الشَّاذُّ أن يروي الثقةُ حديثًا يخالفُ الناسَ، وكذا قال أبو بَكْرٍ الأثرمُ. وحكى أبو يَعْلَى الخَلِيلي (1) هذا القولَ عن الشافعيِّ وجماعةٍ من أهلِ الحجاز، ثم قال: الذي عليه حُفَّاظُ الحديث: أنَّ الشاذَّ ما ليس له إلا إسنادٌ واحد، يَشِذُّ بذلك شيخٌ؛ ثقةً كان أو غَيْرَ ثقة، فما كان عن غَيْرِ ثقة فمتروكٌ لا يُقْبَلُ، وما كان عن ثقة، يُتَوَقَّفُ فيه، ولا يُحْتَجُّ به. وكذلك ذكَرَ الحاكمُ: أنَّ الشَّاذَّ هو الحديثُ الذي ينفردُ به ثقةٌ من الثقات، وليس له أصلٌ متابِعٌ لذلك الثقةِ، ولم يُوقَفْ له على عِلَّة. ولكنَّ كلامَ الخَلِيلي: في تفرُّد الشيوخِ، والشيوخُ في اصطلاحِ أهل هذا العلم: عبارةٌ عمَّن دون الأئمَّةِ والحفاظ، وقد يكونُ فيهم الثقةُ وغيره، فأمَّا ما انفرَدَ به الأئمَّةُ والحفاظُ فقد سمَّاه الخليلي: فَرْدًا، وذكَرَ أنَّ أفرادَ الحفاظِ المشهورين الثقاتِ، أو أفرادَ إمامٍ عن الحفاظ والأئمَّة صحيحٌ متفَقٌ عليه، ومثَّله بحديثِ مالكٍ في المِغْفَرِ (2) . فتلخَّص مِنْ هذا: أنَّ النكارةَ لا تزولُ عند يحيى القَطَّانِ، والإمامِ أحمد، والبَرْدِيجي، وغَيْرِهِمْ من المتقدِّمين إلا بالمتابعةِ، وكذلك الشذوذُ كما حكاه الحاكم.   (1) في "الإرشاد" (1/176) . (2) يعني: ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (1846) ، ومسلم (1357) من طريق الإمام مالك، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْري، عَنْ أنس ح: أنَّ النَّبِيَّ (ص) دخَلَ مَكَّةَ وعلى رأسه المِغْفَرُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 110 وأمَّا الشافعيُّ وغيره: فيرَوْنَ أنَّ ما تَفَرَّدَ به ثقةٌ مقبولُ الروايةِ ولم يخالفْهُ غيرُهُ، فليس بشاذٍّ، وتصرُّفُ الشيخَيْنِ يدُلُّ على مثل هذا المعنى. وفرَّقَ الخليليُّ بين ما ينفردُ به شيخٌ من الشيوخِ الثقاتِ، وما ينفرِدُ به إمامٌ أو حافظٌ: فما انفرَدَ به إمامٌ أو حافظٌ؛ قُبِلَ واحتُجَّ به، بخلافِ ما تفرَّد به شيخٌ من الشيوخ، وحكى ذلك عن حُفَّاظ الحديث، والله أعلم» . اهـ كلام ابن رجب. والإعلالُ بالتفرُّدِ كثيرٌ عند أهلِ العلمِ بالحديث؛ ولذا نَجِدُ البخاريَّ، والعُقَيْليَّ، وابنَ عَدِيٍّ كثيرًا ما يُعِلُّونَ الحديثَ بقولهم: «لا يتابَعُ عليه» (1) . وأكثَرُ ما يُعِلُّونَ بالتفرُّد: إذا تفرَّد خفيفُ الضبط عن إمامٍ مُكْثِرٍ ممَّن يَحْرِصُ أهلُ العلم على جمعِ حديثه وروايتِهِ؛ كالزُّهْري، وقتادة، والأعمش، والثَّوْري، وشُعْبة، ومالك، ونحوهم، أو تفرَّدَ بحديثٍ من أحاديثِ الأحكامِ التي يَحْرِصُ أهلُ العلم على روايتها: مثال ذلك: قولُ عبد الرحمن بن أبي حاتم (2) : «وسألتُ أبي عن   (1) انظر على سبيل المثال: "التاريخ الكبير" للبخاري (1/110 رقم313) ، و (2/86 رقم1779) ، و (3/16 رقم67) ، و (4/18 رقم1817) ، و (5/79) ، و (6/19 رقم1553) ، و (7/27 رقم116) ، و (8/378 رقم3389) ، و"الضعفاء" للعقيلي (1/31) ، و (2/3) ، و (3/30) ، و (4/12) ، و"الكامل" لابن عدي (1/193) ، و (2/7) ، و (3/16) ، و (4/4) ، و (5/4) ، و (6/15) ، و (7/24) . (2) في "العلل" (248) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 111 حديثِ أَوْسِ بنِ ضَمْعَج، عَنْ أبي مسعود، عن النَّبيّ (ص) ؟ فَقَالَ: قد اختَلَفُوا فِي متنه؛ رَوَاهُ فِطْرٌ، وَالأَعْمَشُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن رجاء، عن أوس ابن ضَمْعَج، عَنْ أَبِي مَسْعُود، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ؛ قَالَ: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي القِرَاءَةِ سَوَاءً؛ فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ» . وَرَوَاهُ شُعْبة، والمَسْعودي، عن إسماعيلَ ابنِ رَجَاء، لَمْ يَقُولُوا: «أَعْلَمُهُمْ بالسُّنَّة» . قَالَ أَبِي: كَانَ شُعْبة يَقُولُ: إسماعيلُ بنُ رَجَاء كأنَّه شَيْطَانٌ؛ مِنْ حُسْنِ حَدِيثِهِ، وَكَانَ يهابُ هَذَا الحديثَ؛ يقولُ: حُكْمٌ مِنَ الأحكامِ عن رسول الله (ص) لَمْ يشاركْهُ أحدٌ (1) . قَالَ أَبِي: شُعْبةُ أحفظُ مِنْ كُلِّهم. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: أَلَيْسَ قَدْ رَوَاهُ السُّدِّيُّ عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَج؟ قَالَ: إِنَّمَا رَوَاهُ الحسَنُ بْنُ يَزِيد الأَصَمُّ، عَنِ السُّدِّيِّ، وَهُوَ شَيْخٌ، أَيْنَ كَانَ الثَّوْري وشُعْبة عن هذا الحديث؟! وأخافُ ألاَّ يكونَ محفوظًا» (2) .   (1) وكان شعبة يقول في هذا الحديث إذا حَدَّث به عن إسماعيل بن رجاء: هو ثُلُثُ رأس مالي. انظر "الكامل" (2/326) . (2) هناك أمثلة كثيرة شبيهة بهذا؛ فانظر - على سبيل المثال - "العلل" للخلال (11 و16 و37 و77 و80 و93 و137) ، و"العلل" لابن أبي حاتم (48 و117 و399 و617 و886 و1392/أو1811 و2654 و2686 و2697 و2816) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 112 9) التَّدْلِيسُ: وهو إخفاءُ عَيْبٍ في الإسناد، وإيهامُ الناظِرِ فيه بِخُلُوِّ ذلك الإسنادِ من العَيْب (1) . والتدليسُ عند أهلِ الحديثِ قسمان: 1 - تدليسُ إسناد. 2 - وتدليسُ شيوخ. يقول الحافظ ابن حجر (2) : «والتدليسُ تارَةً في الإسناد، وتارَةً في الشيوخ. فالذي في الإسناد: أنْ يَرْوِيَ عمَّن لقيه شيئًا لم يَسْمَعه منه؛ بصيغةٍ مُحْتَمِلة، ويَلْتَحِقُ به مَنْ رآه ولم يجالسه. ويَلْتَحِقُ بتدليسِ الإسناد: تدليسُ القَطْع، وهو: أن يَحْذِفَ الصيغةَ ويَقْتَصِرَ على قولِهِ مثلاً: الزُّهْري، عن أنس. وتدليسُ العَطْف، وهو: أن يُصَرِّحَ بالتحديثِ في شيخٍ له، ويَعْطِفَ عليه شيخًا آخَرَ له، ولا يكون سَمِعَ ذلك من الثاني. وتدليسُ التسوية، وهو: أن يصنَعَ ذلك لشيخِهِ، فإنِ اطُّلِعَ على أنه   (1) انظر "الكفاية" للخطيب (ص357) ، و"كشف الأسرار" لعبد العزيز البخاري (3/108) ، و"النكت على كتاب ابن الصلاح" لابن حجر (2/615) ، و"لسان العرب" لابن منظور (6/86) ، و"تاج العروس" للزَّبيدي (16/84) . (2) في "تعريف أهل التقديس" (ص68-71) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 113 دلَّسه حُكِمَ به، وإنْ لم يُطَّلَعْ طَرَقَهُ الاحتمالُ، فَيُقْبَلُ من الثقةِ ما صرَّحَ فيه بالتحديثِ، ويُتَوَقَّفُ عمَّا عداه .... وأما تدليسُ الشيوخ، فهو: أنْ يَصِفَ شيخَهُ بما لا يَشْتَهِرُ به؛ من اسمٍ، أو لَقَبٍ، أو كُنْيةٍ، أو نِسْبةٍ، إيهامًا للتكثيرِ غالبًا، وقد يفعلُ ذلك لِضَعْفِ شيخه، وهو خيانةٌ ممَّن تعمَّده (1) ، كما إذا وقَعَ ذلك في تدليسِ الإسنادِ، واللهُ المُسْتَعَان» . اهـ. وقال مسلمُ بن الحجَّاج (2) : «وإنما كان تَفَقُّدُ مَنْ تَفَقَّدَ منهم سماعَ رواةِ الحديثِ ممَّن روَى عنهم: إذا كان الراوي ممَّن عُرِفَ بالتدليس في الحديثِ، وشُهِرَ به، فحينئذٍ يبحثون عن سماعه في روايته، ويتفقَّدون ذلك منه؛ كي تَنْزَاحَ عنهم عِلَّةُ التدليس» . اهـ. وللجهابذةِ النُّقَّادِ مِنْ علماءِ الحديثِ معرفةٌ ثاقبةٌ بطرائقِ الرُّوَاةِ في التدليسِ؛ فإنْ كان الراوي الذي دَلَّسَ مُتَكَلَّمًا فيه، أو روايتُهُ مُضَعَّفَةٌ بأمرٍ آخَرَ، فالأَمْرُ هَيِّنٌ، وإنْ كان ثقةً استوجَبَ ذلك منهم مزيدَ بحثٍ؛ حتى لا يَغْتَرَّ الناظرُ في الإسنادِ بظاهره، فَيَحْكُمَ بِصِحَّته، كما أنه ليس كلُّ عنعنة مِنْ راوٍ وُصِفَ بالتدليس تُرَدُّ (3) ؛ لأنه يترتَّب على ذلك رَدُّ   (1) لكن وجود الدليل على أن راويًا بعينه تعمَّد ذلك مع قناعته بضعف شيخه متعذِّر؛ ولهذا لم يجرح المحدِّثون المدلِّس مطلقًا. (2) في مقدمة "صحيحه" (1/33) . (3) ولهذا جعلوا الرواة الموصوفين بالتدليس على طبقات؛ كما صنع الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين"، فمنهم من تقبل عنعنته، ومنهم من تُرَدُّ، ومنهم من اختلف الأئمة في قبولها وردِّها، ومنهم من ضُعِّف بأمر آخر غير التدليس. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 114 كثير من السنن الصحيحة، وهذا يُشْعِرُ بصعوبةِ الحكمِ على الحديث بالصحَّة، كما يُشْعِرُ بصعوبةِ الإعلال بالتدليس. والذي يُهِمُّنَا هنا هو أنَّ الرواةَ الثقاتِ قد يقع منهم التدليسُ، فَيُحْتاجُ إلى جِهْبِذٍ يَكْشِفُهُ لِتَظْهَرَ عِلَّةُ الإسناد؛ ومِنْ هنا نعلمُ أنَّ مِنْ أسبابِ وجودِ العِلَّةِ: وقوعَ التدليس. فمن أمثلة ذلك: قولُ عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) : وسمعتُ أَبِي وذكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ إسحاقُ بنُ رَاهُوْيَهْ، عَنْ بَقِيَّة (2) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو وَهْب الأَسَدِي؛ قَالَ: حدَّثنا نَافِعٌ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: لا تَحْمَدُوا إسلامَ امْرِئٍ حَتَّى تَعْرِفُوا عُقْدَةَ رَأْيِهِ. قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَهُ عِلَّةٌ قَلَّ مَنْ يَفْهَمُهَا؛ روَى هذا الحديثَ عبيدُاللهِ بنُ عَمْرٍو، عَنْ إسحاقَ بنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النَّبِيِّ (ص) ، وعبيدُاللهِ بنُ عَمْرٍو كنيتُهُ: أَبُو وَهْبٍ، وَهُوَ أَسَدِيٌّ؛ فكأنَّ بَقِيَّةَ بنَ الوليد كَنَى عبيدَاللهِ بنَ عَمْرٍو، ونسَبَهُ إِلَى بَنِي أَسَد؛ لِكَيْلا يُفْطَنَ بِهِ، حَتَّى إِذَا ترَكَ إسحاقَ بنَ أَبِي فَرْوَة مِنَ الوسَطِ لا يُهْتَدَى لَهُ، وَكَانَ بَقِيَّةُ مِنْ أفعَلِ الناسِ لِهَذَا، وأمَّا ما قَالَ إسحاقُ فِي روايتِهِ عَنْ بَقِيَّة، عَنْ أَبِي وَهْب: «حدَّثنا نَافِع» ، فهو وَهَمٌ، غيرَ أنَّ وجهه عندي:   (1) في "العلل" (1957) . (2) هو: ابن الوليد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 115 أنَّ إسحاقَ لعلَّه حفظ عَنْ بَقِيَّةَ هَذَا الحديثَ، ولَمَّا يَفْطَنْ لِمَا عَمِلَ بَقِيَّةُ مِنْ تركِهِ إسحاقَ من الوَسَط، وتكنيتِهِ عبيدَاللهِ بنَ عَمْرو، فلم يَفْتقِدْ لفظَ بَقِيَّةَ (1) فِي قوله: «حدَّثنا نَافِع» ، أو: «عن نافع» . اهـ. وقال أيضًا (2) : وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ جُرَيْج، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ سُهَيْل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبيّ (ص) قَالَ: «مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، ثُمَّ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ... » ، الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا خَطَأٌ، رَوَاهُ وُهَيْبٌ، عَنْ سُهَيْل، عَنْ عَوْن بن عبد الله مَوْقُوفٌ، وَهَذَا أَصَحُّ. قلتُ لأَبِي: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: يَحْتمِلُ أَنْ يَكُونَ الوَهَمُ مِنِ ابنِ جُرَيْج، ويَحْتمِلُ أَنْ يكونَ مِنْ سُهَيْلٍ، وأخشَى أَنْ يكونَ ابنُ جُرَيْجٍ دَلَّسَ هَذَا الحديثَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ مُوسَى، أخَذَهُ مِنْ بَعْضِ الضِّعَفَاءِ. وسمعتُ أَبِي مَرَّةً أُخْرَى يَقُولُ: لا أعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ عن سُهَيْلٍ أحد إِلا مَا يَرْوِيهِ ابنُ جُرَيْج، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، وَلَمْ يذكُرِ ابنُ جُرَيْج فِيهِ الخَبَرَ (3) ؛ فَأَخْشَى أنْ يكونَ أَخَذَهُ عَنْ إبراهيمَ بنِ أَبِي يَحْيَى؛ إذْ لَمْ يَرْوِهِ أَصْحَابُ سُهَيْل، لا أعلَمُ رُوِيَ هَذَا الحديثُ عَنْ النَّبيِّ (ص) فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِ أَبِي هريرة. وذكَرَ الدارقطنيُّ (4) هذا الحديثَ وعِلَّتَهُ، ونقَلَ عن الإمامِ أحمدَ قولَهُ: «وأخشَى أنْ يكونَ ابنُ جُرَيْج دَلَّسَهُ عن موسى بنِ عُقْبة، أخذَهُ من بعضِ الضعفاءِ عنه» ، ثم قال الدارقطني: «والقولُ كما قال أحمد» . وقال أبو حاتم أيضًا في حديثٍ آخر (5) : «ويَحْتمِلُ أَنْ يكونَ مِنْ حديثِ ابنِ جُرَيْج، عَنْ إبراهيمَ بنِ أبي   (1) انظر معنى قوله: «فلم يفتقد ... » إلخ، في التعليق على المسألة رقم (1871) و (2394) . (2) في "العلل" (2078) . (3) أي: السماعَ. (4) في "العلل" (8/201) . (5) في "العلل" (1259) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 116 يَحْيَى، عَنْ صَفْوانَ بنِ سُلَيْم؛ لأنَّ ابنَ جُرَيْج يُدَلِّسُ عَنِ ابنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بنِ سُلَيْم غيرَ شيء» . وقال أبو حاتم أيضًا (1) : «وَلا أَظُنُّ الثَّوْريَّ سَمِعَهُ مِنْ قَيْس، أُرَاهُ مُدَلَّسً» . وقال الدارقطني (2) : «وقيل: إنَّ الثَّوْري لم يسمعْهُ من قيس، وإنما أخذه عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قيس، وهو عنده مرسلٌ» . وقال أبو حاتم أيضًا (3) : «الزُّهْري لَمْ يسمَعْ مِنْ عُرْوة هذا الحديثَ؛ فلعلَّه دَلَّسَهُ» .   (1) في "العلل" (2255) . (2) في "العلل" (6/28) . (3) في "العلل" (968) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 117 وقال أيضًا (1) : «وأَنَا أَخْشَى ألاَّ يكونَ سَمِعَ هذا الأَعْمَشُ مِنْ مُجَاهِدٍ، إنَّ الأَعْمَشَ قليلُ السماعِ مِنْ مُجَاهِدٍ، وعامَّةُ مَا يَرْوِي عَنْ مجاهدٍ مُدَلَّسٌ» . وفي موضع آخر (2) سأله ابنُهُ عبد الرحمن عن الأعمش؟ فقال: «الأعمَشُ ربَّما دَلَّسَ» (3) . 10) سُلُوكُ الْجَادَّةِ: وربَّما عبَّر عنه بعضُهُمْ بقوله: «لَزِمَ الطريقَ» ، أو «أخَذَ طريقَ المَجَرَّة» ، أو نحوِهَا من التعبيراتِ التي تَدُلُّ على معنًى واحدٍ كما سيأتي. ومِنَ المعلومِ: أنَّ هناك بعضَ الأسانيدِ التي يَكْثُرُ دَوَرَانُهَا بسببِ كثرةِ روايةِ الراوي، وكَثْرَةِ الرُّوَاةِ عنه؛ كأبي هريرة ح الذي هو أكثَرُ الصحابةِ روايةً؛ فإنَّ بعضَ تلاميذه أكثَرُوا من الروايةِ عنه، وبعض تلاميذهم أَكْثَروا من الروايةِ عنهم، وربَّما تلاميذُهُمْ أيضًا، وهكذا. فكثرةُ تداوُلِ أحدِ هذه الأسانيدِ بصورةٍ واحدةٍ تجعلُهُ إسنادًا مشهورًا، ويسمَّى عندهم: طريقًا، أو جَادَّة، أو مَجَرَّةً؛ يسهُلُ حفظُهُ كما يسهُلُ سلوكُ الناسِ للجَادَّةِ التي يَمْشُونَ عليها.   (1) في "العلل" (2119) . (2) في "العلل" (9) . (3) انظر أيضًا "العلل" لابن أبي حاتم (109 و645 و1104 و1219 و1871 و2087 و2275 و2463 و2493 و2579) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 118 وربَّما جاء حديثٌ آخَرُ يَشْترِكُ مع هذا الإسنادِ المشهور «الجادَّة» في بعضِ رجاله، ويَخْتلِفُ في بعضهم الآخَرِ، فَيَرْوِيهِ بعضُ الرواةِ فَيَهِمُ، فيذكُرُ الإسنادَ المشهورَ بتمامِهِ بحكمِ الاشتراكِ في بعضه، فينبِّهُ العلماءُ على هذا الوَهَمِ، ويوضِّحون سببه؛ كقولِ البيهقي (1) : «هذا - عِلْمي (2) - من الجنس الذي كان الشافعيُّ _ح يقول: أخَذَ طريقَ المَجَرَّة، فهذا الشيخُ لمَّا رأى أخبارَ ابنِ بُرَيْدة عن أبيه؛ توهَّم أنَّ هذا الخبر هو أيضًا عن أبيه» . وقال البيهقيُّ (3) أيضًا: «قال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعيُّ في هذا الحديثِ: اتبَعَ سُفْيانُ بنُ عُيَيْنة - في قوله: الزُّهْريُّ، عن عُرْوة، عن عبد الرحمن - المَجَرَّةَ. يريد: لَزِمَ الطريقَ» . ومثَّل أبو عبد الله الحاكمُ (4) للجنسِ التاسعِ مِنْ أجناس العلل بحديثٍ قال عنه: «لهذا الحديثِ عِلَّةٌ صحيحةٌ، والمنذرُ بنُ عبد الله أخَذَ طريقَ المَجَرَّةِ فيه» . وذكَرَ السُّيُوطيُّ (5) هذه الأجناسَ التي ذكرها الحاكمُ، وعرَّفَ الجنسَ التاسع بقوله: «التاسع: أنْ تكونَ طريقُهُ معروفةً، يروي أحدُ رجالها حديثًا مِنْ غير تلك الطريقِ، فيقَعُ مَنْ رواه مِنْ تلك الطريقِ   (1) في "سننه" (2/474) . (2) لعله يريد: حَسَبَ عِلْمي. (3) في "معرفة السنن والآثار" (3/434) . (4) في "معرفة علوم الحديث" (ص118) . (5) في "تدريب الراوي" (1/261) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 119 - بناءً على الجادَّة - في الوَهَمِ» . ويوضِّح هذا ويبيِّنه: أنَّ أبا صالحٍ ذكوانَ السَّمَّانَ من المُكْثِرين جِدًّا عن أبي هريرة، وروايةُ ابنِهِ سُهَيْلِ بنِ أبي صالح، عنه، عن أبي هريرة بلغَتْ في "تحفة الأشراف" فقط (218) حديثًا (1) ، فهذا الإسنادُ جادَّةٌ معروفةٌ يخطئ فيه الرواةُ كثيرًا؛ كما حصَلَ من محمَّد بن سليمان الأَصْبَهانيِّ حين روى عَن سُهَيْلِ بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبيّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يصلِّي فِي اليومِ والليلةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعةً. فقد سأل عبد الرحمن بن أبي حاتم (2) أباه عن هذا الحديث؟ فقال: «كنتُ مُعْجَبًا بِهَذَا الْحَدِيثِ، وكنتُ أُرَى أَنَّهُ غريبٌ، حَتَّى رأيتُ: سُهَيْلٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المسيب، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْس، عَنْ عَنْبَسَة، عَنْ أُمِّ حَبِيبة، عن النَّبيّ (ص) ، فَعَلِمْتُ أنَّ ذاك (3) لَزِمَ الطريقَ» . وقال ابن عدي (4) : «وهذا أخطَأَ فيه ابنُ الأصبهاني حيثُ قال: عَنْ سُهَيْل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وكان هذا الطريقُ أسهَلَ عليه» ؛ يعني أسهَلَ عليه في الحفظِ والرواية.   (1) هي في "تحفة الأشراف" (ج9 من ص394 إلى ص426 من الحديث رقم 12585 إلى 12803) . (2) في "العلل" (288) . (3) يعني: الأصبهاني. (4) في "الكامل" (6/229) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 120 ولهذا يرجِّح العلماءُ ما كان خارجًا عن الجادَّة؛ لأنه قرينةٌ على حفظ الراوي؛ يقولُ السخاويُّ (1) : «فسلوكُ غَيْرِ الجَادَّةِ دَالٌّ على مزيدِ التحفُّظ؛ كما أشار إليه النَّسَائِيُّ» . وقال الحافظُ ابنُ حَجَرٍ (2) : «الذي يَجْرِي على طريقةِ أهلِ الحديث: أنَّ روايةَ عبد العزيز شاذَّةٌ؛ لأنَّه سلَكَ الجادَّةَ، ومَنْ عَدَلَ عنها دَلَّ على مزيدِ حفظه» . وفي مثال آخر: روى أبو عَتَّابٍ سهلُ بن حَمَّاد، عن عبد الله بن المثنَّى، عن ثُمَامة بن عبد الله بن أَنَس، عن جَدِّهِ أنسٍ ح، عن النَّبِيِّ (ص) قَالَ: «إِذَا وقَعَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ أَحَدِكُمْ ... » إلخ، وهذا إسنادٌ معروفٌ، وجادَّةٌ مطروقة، وخالفَهُ حمَّاد بن سَلَمة، فرواه عن ثُمَامة، عن أبي هريرة ح؛ وهذا غير الجادَّة. فسأل عبد الرحمن بن أبي حاتم (3) أباه عن هذا الحديث؟ فأجاب بقوله: «هَذَا أَشْبَهُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النَّبيّ (ص) ، ولَزِمَ أَبُو عَتَّابٍ الطريقَ، فَقَالَ: عن عبد الله، عَنْ ثُمَامة، عَنْ أَنَسٍ» (4) . وَقَالَ الحافظ ابن حجر (5) في حديثٍ اختَلَفَ فيه حمَّادُ بنُ سلمة   (1) في "فتح المغيث" (1/174) . (2) في "فتح الباري" (3/269-270) . (3) في "العلل" (46) . (4) انظر أمثلة أخرى أيضًا في "العلل" لابن أبي حاتم (582 و1286 و1823 و2162 و2237 و2296) . (5) في "النكت على ابن الصلاح" (2/714) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 121 مع باقي الرواة عن عِكْرمة: «لكنْ لمَّا فُتِّشَتِ الطرقُ؛ تبيَّن أنَّ عِكْرمةَ سمعه ممَّن هو أصغَرُ منه، وهو الزُّهْري، والزُّهْريُّ لم يسمعْهُ من ابن عمر ذ، إنما سمعه من سالم، فوضَحَ أنَّ رواية حماد بن سلمة مُدَلَّسَةٌ أو مُسَوَّاةٌ، ورجَعَ هذا الإسنادُ الذي كان يمكنُ الاعتضادُ به إلى الإسنادِ الأوَّل الذي حُكِمَ عليه بالوَهَمِ، وكان سبَبُ حكمهم عليه بالوَهَمِ: كَوْنَ سالمٍ أو مَنْ دونه سلَكَ الجادَّةَ» . وقال في موضع آخر (1) : «فروايةُ الدَّرَاوَرْدي لا تنافي روايةَ ابن أبي ذِئْب؛ لأنَّها قَصُرَتْ عنها؛ فدَلَّ على أنه لم يَضْبِطْ إسناده، فأرسلَهُ، وروايةُ عبد الله بن رَجَاء إنْ كانتْ محفوظةً فقد سلك الجادَّةَ في أحاديثِ المَقْبُرِيِّ» (2) . 11) التَّلْقِينُ: والتَّلْقِينُ - في اللغة -: التَّفْهِيمُ، وفي العُرْف: إلقاءُ كلامٍ إلى الآخَرِينَ في الحديث؛ إمَّا إسنادًا أو متنًا، والمبادرةُ إلى التحديثِ بذلك ولو مَرَّةً. والتلقينُ: أَنْ يُلَقَّنَ الْمُحَدِّثُ الشيءَ، فيحدِّثَ به مِنْ غيرِ أنْ يَعْلَمَ أنه مِنْ حديثه، فلا يُقْبَلُ؛ لدلالتِهِ على مجازفتِهِ، وعَدَمِ تثبُّته، وسقوطِ الوثوقِ بالمتَّصِفِ به (3) .   (1) في "هدي الساري" (ص353) . (2) انظر أمثلة أخرى أيضًا في "فتح الباري" (9/384و632) ، و (10/96-97 و146 و364 و444) ، و (11/99) ، و"النكت على ابن الصلاح" (2/610-611و661) . (3) انظر "توضيح الأفكار" للصنعاني (2/155) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 122 قال ابن حزم (1) : «ومَنْ صَحَّ أنه قَبِلَ التلقينَ ولو مرةً، سَقَطَ حديثُهُ كلُّه؛ لأنَّه لم يتفقَّهْ في دينِ الله ا، ولا حَفِظَ ما سَمِعَ، وقد قال _ج: «نضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ منَّا حديثًا، حَفِظَهُ حتَّى بلَّغه غيرَهُ» ؛ فإنما أمر _ج بِقَبُولِ تبليغِ الحافظ. والتلقينُ هو: أن يقولَ له القائلُ: حدَّثَكَ فلانٌ بكذا، ويُسَمِّيَ له مَنْ شاء مِنْ غيرِ أنْ يَسْمَعه منه، فيقول: نعم، فهذا لا يخلو مِنْ أحد وجهين - ولا بُدَّ من أحدهما ضرورةً -: إمَّا أن يكونَ فاسقًا يحدِّثُ بما لم يَسْمَعْ، أو يكونَ مِنَ الغَفْلة بحيث يكونُ الذاهلَ العَقْلِ، المدخولَ الذِّهْنِ، ومِثْلُ هذا لا يُلْتَفَتُ له؛ لأنه ليس مِنْ ذوي الألباب» . اهـ. ولقبولِ التلقينِ أسبابٌ عِدَّةٌ، منها: ضَعْفُ الراوي، وعَدَمُ مبالاتِهِ بالرواية، والغَفْلةُ، وإحسانُ الظنِّ بمن يُلَقِّنُهُ، والاعتمادُ في الحفظ على الكتاب، ثم التحديثُ مِنْ غيره؛ إمَّا لكونِهِ فقَدَ بَصَره، فيحدِّثُ مِنْ حفظه ظَنًّا منه أنه حافظٌ لحديثه، أو لفقدِهِ الكتابَ، أو لكونِهِ لم يَصْطَحِبْ كتابَهُ معه في بعضِ الأماكنِ التي حدَّث فيها، أو لتساهلِهِ في التحديثِ مِنْ غير كتابِهِ مع قدرتِهِ عليه، أو نحو ذلك. والذي يهمنا هنا: بيانُ هذا السببِ الذي يُوقِعُ العِلَلَ الخَفِيَّةَ في بعضِ الأحاديث؛ بسببِ قبولِ بعضِ الثقاتِ الحفاظِ للتلقين، ولم يَكْثُرْ منهم ذلك، ولا عُرِفُوا به حتى يكونَ عِلَّةً ظاهرة.   (1) في "إحكام الأحكام" (1/132) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 123 مثال ذلك: حديثٌ رَوَاهُ يَحْيَى بْنِ بُكَيْر، عَنِ اللَّيْث بْن سَعْد، عَنْ عبد الله بن عُبَيْدالله بن أبي مُلَيْكة، عن عُبَيْدالله بْن أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد، عَنِ النَّبيّ (ص) أنه قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ» ، ورواه أبو الوليد هشامُ بنُ عبد المَلِكِ الطَّيَالِسِيُّ وغَيْرُهُ عن اللَّيْثِ، فَجَعَلَهُ عَنْ سَعْد بْنِ أَبِي وَقَّاص، بدَلَ سعيد بن أبي سعيد. فسأل عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) أبا زرعة عن هذا الاختلاف؟ فقال: «فِي كتابِ اللَّيْثِ فِي أَصْلِهِ: سَعِيدُ بنُ أَبِي سَعِيد، ولكنْ لُقِّنَ بالعراقِ: عن سَعْد» . وهذا يعني: أنَّ اللَّيْثَ لمَّا رحَلَ إلى العراق لم يكُنْ معه كتابٌ، فلُقِّنَ هذا فتلقَّنه، وليس مِنْ عادته، فهو: ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ إمامٌ مشهورٌ كما قال ابن حَجَرٍ في "التقريب" (2) . وسأل ابنُ أبي حاتم أيضًا (3) أباه عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِي، عَنْ بِشْر بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ حَمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النَّبيِّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ، لاَ سَهْلَ إِلاَّ مَا جَعَلْتَ سَهْلاً، وَأَنْتَ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْحَزْنَ سَهْلاً» ؟ فذكَرَ أبو حاتمٍ أنَّ عبد الله بن مَسْلَمة القَعْنَبِيَّ حدَّثهم به عن حَمَّاد،   (1) في "العلل" (538) . (2) (5684) . (3) في "العلل" (2074) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 124 عن ثابت: أنَّ النَّبيَّ (ص) ، هكذا مرسلاً، ليس فيه ذِكْرٌ لأنسٍ ح، ثم قال أبو حاتم: «وبَلَغني أنَّ جَعْفَرَ بنَ عبد الواحد لَقَّنَ القَعْنَبِيَّ عَنْ أَنَسٍ، ثم أُخْبِرَ بذلك، فدعا عليه» . وذكَرَ أبو زرعة الرازيُّ حكايةَ جعفر مع القَعْنبي هذه مع اختلاف يسير، فقد سأله البَرْذَعي (1) عن حديثٍ من رواية جعفر بن عبد الواحد هذا، فاستنكَرَهُ! وقال: «ما أخوفَني أن تكونَ دعوةُ الشيخِ الصالحِ أدركته!» قال البَرْذَعي: قلتُ: أيُّ شيخ؟ «قال: القَعْنَبي؛ بلغني أنه دعا عليه، فقال: اللَّهُمَّ افضَحْهُ، لا أحسَبُ ما بُلِيَ به إلا بدعوةِ الشيخ» ، قلتُ: كيف دعا عليه؟ قال: «بلغني أنه أدخَلَ عليه (2) حديثًا أحسَبُهُ عن ثابت؛ جعَلَهُ عن أنس، فلمَّا فارقه رجَعَ الشيخُ إلى أصله فلم يَجِدْهُ، فاتهمَهُ، فدعا عليه» . فعبدُاللهِ بنُ مَسْلَمة القَعْنبيُّ ثقةٌ عابدٌ، وكان ابنُ مَعِين وابنُ المَدِينيِّ لا يقدِّمان عليه في "الموطأ" أحدًا كما في "التقريب" (3) ، ولم يكنْ من عادتِهِ قَبُولُ التَّلْقين؛ فالظاهرُ أنه وَثِقَ بجعفر بن عبد الواحد، وصادَفَ ذلك غَفْلَةً منه، فَقَبِله، أو أنْ تكونَ الحادثة وقعَتْ كما ذكَرَ أبو زرعة: «أنه أدخَلَ عليه حديثًا» ، والإدخالُ يكونُ بغير عِلْمِ الراوي.   (1) في "سؤالاته لأبي زرعة" (1/574) ، ومن طريقه رواه الخطيب في "تاريخه" (7/174) . (2) سيأتي ذكر الفرق بين التلقين والإدخال في السبب التالي. (3) (3620) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 125 وقد يكون قبولُ الثقة للتلقين بسبب عُلُوِّ مَنْزِلةِ الذي لقَّنه، وإمامتِهِ، واشتهارِهِ بالحفظ، فيهابُ مخالفتَهُ، فيجاريه في خَطَئه، ويتَّهم نفسَهُ؛ كما حصَلَ من أبي عَوَانة وضَّاح بن عبد الله مع شُعْبة؛ وذلك أنَّ شُعْبة كان يُخْطِئُ فِي اسمِ خَالِدِ بْنِ عَلْقمة، ويسمِّيه: مالك بن عُرْفُطَة. فوجَدَ الأئمَّةُ أنَّ أبا عَوَانة روى عن مالك ابن عُرْفُطَة، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَن عائشة: أنَّ النَّبيَّ (ص) نَهَى عَنِ الدُّبَّاء والْحَنْتَمِ والْمُزَفَّت، وهذا يعني تصويبَ ما قال شُعْبة؛ لأنه توبع. فسأل ابنُ أبي حاتم (1) أباه عن ذلك؟ فأجاب بقوله: «كَانَ شُعْبَةُ يُخْطِئُ فِي اسْمِ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَة، وَكَانَ أَبُو عَوَانَة يقول: خالدُ ابنُ عَلْقَمَة، فَقَالَ شُعْبة: لَمْ يكنْ بخالدِ بنِ عَلْقَمَة؛ وَإِنَّمَا كَانَ: مالكَ بنَ عُرْفُطَة، فلقَّنَه الخطَأَ، وترَكَ الصوابَ، وتَلَقَّنَ مَا قَالَ شُعْبة، لَمْ يَجْسُرْ أَنْ يُخَالِفَهُ» . 12) الإِدْخَالُ عَلَى الشُّيُوخِ: وهو قريبٌ من سابقه «التلقين» ، ويَخْتلِفُ عنه في كون التلقين بِعِلْمِ الْمُلَقَّنِ، وأمَّا الإدخالُ فيكون بغير علمِ الراوي الذي أُدْخِلَ عليه الحديث - غالبًا - كما أنَّ التلقينَ يكونُ مشافهةً، وأمَّا الإدخالُ فيكونُ في الكتاب، وربَّما كان الأمرُ قريبًا بعضُهُ من بعض بحيث يلتبسُ هل هو تلقينٌ أو إدخال؛ كما في حكاية عبد الله بن مَسْلَمة القَعْنَبي مع   (1) في "العلل" (1563) ، وانظر رقم (1578) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 126 جعفر بن عبد الواحد التي تقدَّم ذِكْرها في السبب السابق، فأبو حاتم يذكُرُ أنَّ جعفرًا لقَّن القعنبيَّ، وأبو زرعة يذكر أنه أدخَلَ عليه. وكثيرًا ما يَلْجَأُ أهلُ العلمِ بالحديثِ إلى إعلالِ الحديث بهذا السبب - على سبيلِ الظنِّ - إذا لم يَظْهَرْ لهم سببُ وقوعِ العِلَّةِ في الحديثِ. فقد ذكر ابن أبي حاتم (1) أَنَّ أباه أَعَلَّ حديثًا فقال: «هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وسعيدٌ ضعيفُ الحديثِ، أخافُ أنْ يكونَ أُدْخِلَ له» . وذكر ابنُ حِبَّان (2) حديثًا من رواية عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز العُتْبي القُرَشي، ثم قَالَ: «هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ لا أصلَ له، ولعلَّه أُدْخِلَ عليه، فحدَّث به» . وروى ابنُ الجَوْزي حديثًا في "الموضوعات" (3) بسنده إلى عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأَعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وجزَمَ بِوَضْعه، ولم يَجْزِمْ بالمتَّهم به، فقال: «هذا حديثٌ لا يَشُكُّ عاقلٌ في وضعه ... وكان مع الذي رواه نوعُ تغفُّلٍ، ولا أحسَبُ ذلك إلا في المتأخِّرين، وإنْ كان يحيى بن مَعِين قد قال في ابن أبي الزناد: ليس بشيء، ولا يُحْتَجُّ بحديثه ... فلَعَلَّ بعضَ أهلِ الهوى قد أدخَلَهُ في حديثه» .   (1) في المرجع السابق (2352) . (2) في "الثقات" (8/397) . (3) (2/114) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 127 وذكَرَ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ (1) كلامَ ابنِ الجَوْزي هذا، ثم قال: «قلتُ: وقد تقدَّم في ترجمةِ النَّجَّادِ أنه عَمِيَ بِأَخَرَةٍ، وأنَّ الخطيب جوَّز أن يكونَ أُدْخِلَ عليه شيءٌ، وهذا التجويزُ مُحْتَمَلٌ في حق العِشَارِيِّ أيضًا، وهو في حق ابن أبي الزناد بعيدٌ» . وقال الذَّهَبي (2) في ترجمة أبي الفوارس بن الصابوني أحمد بن محمد بن السِّنْدي المِصْري: «صدوقٌ إنْ شاء الله، إلا أنِّي رأيتُهُ قد تفرَّد بحديثٍ باطلٍ عن محمَّد بن حَمَّاد الطِّهْراني، كأنه أُدْخِلَ عليه» . وربَّما أُدْخِلَ على الراوي نسخةٌ بأكملها؛ كما قال ابن حِبَّان (3) في ترجمة عُبَيْد بن كَثِير ابن عبد الواحد التَّمَّار: «رَوَى عن الحَسَن بن الفُرَات، وعن ابنه زياد بن الحَسَن، عن أَبَانَ ابنِ تَغْلِب نسخةً مقلوبةً ... أُدْخِلَتْ عليه، فحدَّث بها، ولم يَرْجِعْ حيثُ بُيِّنَ له، فاستَحَقَّ تَرْكَ الاحتجاجِ به» . ويَعْذِرُ أهلُ الحديثِ ذلك الراويَ الذي أُدْخِلَتْ عليه الأحاديثُ، فلا يُتَّهَمُ بوضعها، مع كَوْنهم يَحْكُمون عليه بما يناسبُ حالَهُ مِنَ الغَفْلة ونحوها. فقد ترجَمَ الذهبيُّ (4) لأبي القاسم هارون ابن أحمد القَطَّان فقال:   (1) في "لسان الميزان" (7/377- أبو غدة) . (2) في "ميزان الاعتدال" (1/297) . (3) في "المجروحين" (2/176) . (4) في "ميزان الاعتدال" (7/59) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 128 «روى حديثًا باطلاً؛ كأنه - المسكين - أُدْخِلَ عليه، ولا يَشْعُرُ» . وهذا الحديثُ ذَكَره الخطيب البغدادي (1) فقال: «لا يثبُتُ هذا الحديث، ورجالُ إسنادِهِ كلُّهم ثقات، ولعلَّه شُبِّهَ لهذا الشيخِ القَطَّان، أو أُدْخِلَ عليه» . وذكَرَ سِبْطُ ابنِ العَجَميِّ هارونَ القَطَّان هذا في "الكشف الحثيث، عمَّن رُمِيَ بوضع الحديث" (2) ، وبيَّن أنه ينبغي أن يُعْذَرَ فلا يُدْرَجَ في المتَّهمين بالوضع، فقال: «فعلى أنه أُدْخِلَ عليه، فلا يُذْكَرُ مع هؤلاءِ، إلا أنه لا يُحْتَجُّ به؛ لأنه مُغَفَّلٌ» . وقال أيضًا (3) عن راوٍ آخَرَ: «وقد لا يُكْتَبُ معهم؛ لاحتمالِ أنْ يكونَ أُدْخِلَ عليه، والله أعلم» . وتَخْتلِفُ مواقفُ الرواةِ الذين أُدْخِلَ عليهم، مِنَ الأحاديثِ التي أُدْخِلَتْ عليهم، وممَّن أدخَلَها؛ فبعضُهُمْ يَرْجِعُ عن تلك الأحاديث، ويَتْرُكُهَا، ويغضَبُ على مَنْ فعَلَ ذلك، فهؤلاءِ لا يؤثِّر فيهم ذلك الفعل. ويَضْعُفُ بعضُهُمْ عن ذلك، فيسقُطُ حديثهم. فمِمَّن عُرِفَ عنه حُسْنُ التصرُّف: أبو الفضلِ عبد الله بن أحمد الطُّوسي المعروفُ بخطيبِ المَوْصِل، فقد حَكَى الحافظُ الذهبي (4) عن   (1) في "تاريخ بغداد" (14/35) . (2) (811) . (3) في المرجع السابق (480) . (4) في "تاريخ الإسلام" (39/324) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 129 ابن الدَّبِيثي أنه قال: سمعتُ تَمِيمَ بنَ البَنْدَنِيجي يقول: أبو الفضل خطيبُ المَوْصِلِ ثقةٌ صحيحُ السماعِ، أدخَلَ عليه محمَّدُ بنُ عبد الخالق في حديثِهِ أشياءَ لم يَسْمَعها، وكان قد دخَلَ عليه ولاطَفَهُ بأجزاء ذكَرَ أنه نَقَلَ سماعَهُ فيها مِنْ مِثْلِ طِرَادٍ، والنِّعَالِيِّ، وابنِ البَطِرِ، وهؤلاءِ قد سَمِعَ منهم أبو الفَضْل، فَقَبِلَهَا منه وحدَّث بها اعتمادًا على نقل محمد له، وإحسانِ الظَّنِّ به، فلمَّا عَلِمَ كذبَ محمَّد، طُلِبَتْ أصولُ الأجزاء التي حَمَلَها إليه، فلم تُوجَدْ، واشتهَرَ أمرُهُ، فلم يعبأِ الناسُ بِنَقْله، وترَكَ خطيبُ الموصلِ كُلَّ ما شَكَّ فيه، وحَذَّر مِنْ روايةِ ما شَكَّ فيه. قال الذهبي: «قلتُ: وبعد ذلك جمَعَ خطيبُ المَوْصِلِ مشيختَهُ المشهورةَ، وخرَّجها من أصوله» . وذكر الخَلِيلي (1) عن ابن عدي: أنَّ رجلاً حدَّث عند زكريا بن يحيى الساجي بحديثَيْنِ عن أحمدَ بنِ عبد الرحمن ابنِ أخي عبد الله بن وَهْب، عن عمِّه عبد الله بن وَهْب، عن الإمامِ مالك، عن الزُّهْري، فقال ابن عدي: هذان الحديثان مِنْ حديثِ ابْنِ وَهْب، عَنْ يونس، عن الزُّهْري، لا عن مالك، فأخَذَ الساجي كتابَهُ، فتأمَّلْ، وقال لابنِ عدي: هذا كما قلتَ، وقال للرَّجُل: ممَّن أَخَذْتَ هذا؟ فأحال على بعض أهلِ البَصْرة، فقال الساجي: عَلَيَّ بصاحبِ الشُّرطة حتى أُسَوِّدَ وجه هذا! فكلَّموه وتشفَّعوا، حتى عفا عنه، ثم مزَّقَ الكتابَ.   (1) في "الإرشاد" (1/408) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 130 قال الذهبي (1) : «وللساجي مصنَّفٌ جليلٌ في عللِ الحديثِ يَدُلُّ على تبحُّره وحِفْظه، ولم تبلغنا أخبارُهُ كما في النَّفْس، وقد هَمَّ بمن أَدْخَلَ عليه ... » ، ثم ذكر هذه الحكاية. ومن أجودِ ما ذُكِرَ في هذا: دفاعُ بعضِ الأئمَّةِ عن شيوخهم؛ كما في قصَّة الدارقطنيِّ مع شيخه دَعْلَج بن أحمد السِّجِسْتاني ومَنْ أدخَلَ عليه بعضَ الأحاديث. فقد ذكَرَ أبو عبد الله الحاكم (2) أنه سأل شيخَهُ الدارقطنيَّ عن عليِّ بن الحسن - ويقال: ابن الحسين - بن جعفر الرُّصَافي، المعروفِ بابن العَطَّار؟ فذكَرَ مِنْ إدخاله على الشيوخ شيئًا فوق الوَصْف؛ فإنه أَشهَدَ عليه، واتخَذَ محضرًا بأحاديثَ أَدْخَلَهَا على دَعْلَجِ بن أحمد. وممَّن أُدْخِلَتْ عليه أحاديثُ أَفْسَدَتْ حديثَهُ بسبب عدمِ معرفته بها، أو بسببِ عَجْزه، أو تساهُلِهِ عن تركها والبراءةِ منها: قيسُ بنُ الرَّبِيع، وأبو صالحٍ كاتبُ اللَّيْث، وسفيانُ بنُ وَكِيع بن الجَرَّاح: أما قيسُ بنُ الربيع: فإنه ابتُلِيَ بابنٍ له أدخَلَ عليه ما ليس مِنْ حديثِهِ وهو لا يَعْلَمُ، فأفسَدَ حديثَهُ. قال جعفر بن أَبَانَ الحافظُ: «سألتُ ابن نُمَيْرٍ عن قيس بن الرَّبِيع؟   (1) في "سير أعلام النبلاء" (14/199) . (2) في "سؤالاته للدارقطني" (254) ، وعنه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/385 رقم 6258) ، وانظر "لسان الميزان" (4/214 رقم564) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 131 فقال: كان له ابنٌ، وهو آفَتُهُ؛ نظَرَ أَصْحَابُ الحديثِ في كتبه، فأنكروا حديثَهُ، وظَنُّوا أنَّ ابنه قد غيَّرها» (1) . وقال عَفَّان: «كنتُ أَسْمَعُ الناسَ يَذْكُرون قيسًا، فلم أَدْرِ ما عِلَّته، فلمَّا قَدِمْنَا الكوفةَ أتيناه، فجَلَسْنَا إليه، فجعَلَ ابنُهُ يلقِّنه ويقولُ له: حُصَيْن، فيقول: حُصَيْن، فيقول رجل آخر: ومُغِيرة، فيقول: ومُغِيرة، فيقول آخر: والشَّيْباني، فيقول: والشَّيْباني» (2) . وروى البخاريُّ (3) عن أبي داود الطَّيَالسي أنه قال: «إنما أُتِيَ قيسٌ مِنْ قِبَلِ ابنه؛ كان ابنُهُ يأخُذُ حديثَ الناسِ، فَيُدْخِلُهَا في فُرَجِ كتابِ قيس، ولا يعرفُ الشيخُ ذلك» . وذكَرَ الإمامُ أحمدُ بنُ حَنْبل قيسًا هذا فقال: «كان له ابنٌ يأخُذُ حديثَ مِسْعَر وسُفْيان الثَّوْري والمتقدِّمين، فيُدْخِلُهَا في حديثِ أبيه وهو لا يعلم» (4) . وقال عليُّ بن المَدِيني: «إنما أَهلكَهُ ابنٌ له قلَبَ عليه أشياء من حديثه» (5) . وقال ابن حِبَّان (6) : «قد سَبَرْتُ أخبارَ قيس ابن الرَّبِيع من رواية   (1) "المجروحين" لابن حبان (2/219) ، و"تاريخ بغداد" (12/460) . (2) "المجروحين" لابن حبان (2/219) . (3) في "التاريخ الأوسط" (2/128رقم1293) . (4) "الكامل" لابن عدي (6/39) . (5) "تاريخ بغداد" (12/460) . (6) في "المجروحين" (2/218-219) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 132 القدماء والمتأخِّرين وتتبَّعتها، فرأيتُهُ صدوقًا مأمونًا حيثُ كان شابًّا، فلمَّا كَبِرَ ساء حفظه، وامتُحِنَ بابنِ سُوءٍ، فكان يُدْخِلُ عليه الحديثَ، فيجيبُ فيه ثقةً منه بابنه، فلمَّا غلَبَ المناكيرُ على صحيحِ حديثِهِ ولم يتميَّز؛ استَحَقَّ مجانبتَهُ عند الاحتجاج، فكلُّ مَنْ مَدَحه مِنْ أئمتنا وحَثَّ عليه؛ كان ذلك منهم لَمَّا نَظَروا إلى الأشياءِ المستقيمةِ التي حدَّث بها عن سَمَاعه، وكلُّ مَنْ وهَّاه منهم، فكان ذلك لِمَا عَلِمُوا ممَّا في حديثه من المناكيرِ التي أدخَلَ عليه ابنُهُ وغيرُهُ» . اهـ. وأما أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب اللَّيْث: فلخَّص حالَهُ ابنُ حِبَّان بقوله (1) : «منكرُ الحديثِ جِدًّا، يروي عن الأثباتِ مالا يُشْبِهُ حديثَ الثقات، وعنده المناكيرُ الكثيرةُ عن أقوامٍ مشاهيرَ أئمةٍ، وكان في نفسِهِ صدوقًا يكتُبُ لِلَّيْثِ بنِ سَعْدٍ الحِسَابَ، وكان كاتبَهُ على الغَلاَّت، وإنما وقع المناكيرُ في حديثِهِ مِنْ قِبَلِ جارٍ له رَجُلِ سُوءٍ؛ سمعتُ ابنَ خُزَيْمة يقول: كان له جارٌ بينه وبينه عداوةٌ، فكان يَضَعُ الحديثَ على شيخِ عبد الله بنِ صالح، ويكتُبُ في قِرْطاسٍ بِخَطٍّ يُشْبِهُ خَطَّ عبد الله بن صالح، ويَطْرَحُ في داره في وَسَطِ كتبه، فيجدُهُ عبد الله، فيحدِّث به، فيتوهَّمُ أنه خطُّه وسماعُهُ، فمِنْ ناحيتِهِ وقَعَ المناكيرُ في أخباره» . وسأل البرذعي (2) أبا زُرْعة عن عُثْمان بن صالح؟ فقال: لم يكنْ   (1) في "المجروحين" (2/40) . (2) في "سؤالاته" (1/417-418) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 133 عندي عثمانُ ممَّن يَكْذِب، ولكنَّه كان يكتُبُ الحديثَ مع خالد بن إسحاق بن نَجِيح، وكان خالدٌ إذا سَمِعُوا من الشيخ أَمْلَى عليهم ما لم يَسْمَعوا، فَبُلُوا به، وقد بُلِيَ به أبو صالحٍ أيضًا في حديثِ زُهْرة بن مَعْبَد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ جابر، ليس له أصلٌ، وإنما هو عن خالدِ بنِ إسحاقَ بنِ نَجِيح» . وذكَرَ ابنُ أبي حاتم (1) أنَّ أباه ذكَرَ حديثًا، فقال: «وَرَوَى هَذَا الحديثَ كاتبُ اللَّيْث، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ مِمَّا أُدْخِلَ على أبي صالح» . وروى أبو عبد الله الحاكمُ (2) عن أحمَدَ بنِ محمَّد التُّسْتَرِيِّ أنه قال: سألتُ أبا زُرْعة الرازيَّ عن حديثِ زُهْرةَ بنِ مَعْبَدٍ، عن سعيد ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) في الفضائل؟ فقال: «هذا حديثٌ باطلٌ، كان خالدُ بنُ إسحاق بن نَجِيح [المِصْريُّ] (3) وَضَعه ودلَّسه في كتاب اللَّيْث (4) ، وكان خالد بن إسحاق بن نَجِيح هذا يضعُ في كتب الشيوخِ ما لم يَسْمَعوا، ويدلِّس لهم ... » . قال الحاكم: «فأقول: رَضِيَ اللهُ عن أبي زرعة؛ لقد شَفَى في عِلَّةِ هذا الحديث، وبيَّن ما خفي علينا، فكلُّ ما أتى أبو صالحٍ كان من   (1) في "العلل" (2346) . (2) كما في "تاريخ دمشق" (29/186) . (3) في الأصل: «البصري» . (4) كذا في الأصل، والحديث ليس من رواية الليث، فلعل صواب العبارة: «في كتاب كاتب الليث» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 134 أجلِ هذا الحديث، فإذا وضعَهُ غيرُهُ، وكَتَبَهُ في كتابِ اللَّيْث (1) ؛ كان المُذْنِبُ فيه غيرَ أبي صالح» . وأما سُفْيانُ بن وَكِيع: فقد ابتُلِيَ بورَّاقٍ له أدخَلَ في كتبِهِ أحاديثَ مناكيرَ، ونصحَهُ أبو حاتمٍ الرازيُّ وابنُ خُزَيْمة، وبيَّن له أبو حاتم كيف يميِّز ما أُدْخِلَ عليه، فلم يأخُذْ بِنُصْحه، فسقَطَتْ رواياتُهُ. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم (2) : سمعتُ أبى يقول: «جاءني جماعةٌ من مَشْيَخة الكوفة، فقالوا: بَلَغَنا أنَّك تَخْتلِفُ إلى مشايخِ الكوفة تكتُبُ عنهم، وتركْتَ سفيانَ بنَ وكيع، أَمَا كُنْتَ ترعى له في أبيه؟! فقلتُ لهم: إنى أُوْجِبُ له، وأُحِبُّ أن تَجْرِيَ أمورُهُ على السِّتْر، وله وَرَّاقٌ قد أفسَدَ حديثَهُ، قالوا: فنحنُ نقولُ له أن يُبْعِدَ الوَرَّاقَ عن نفسه، فوعدتُّهُمْ أن أَجِيئَهُ، فأتيتُهُ مع جماعة من أهل الحديث، وقلتُ له: إنَّ حَقَّكَ واجبٌ علينا في شيخك وفي نَفْسِك، فلو صُنْتَ نفسك، وكنتَ تَقْتصرُ على كُتُبِ أبيك، لكانتِ الرِّحْلةُ إليك في ذلك، فكيف وقد سَمِعْتَ؟! فقال: ما الذي يُنْقَمُ عليَّ؟ فقلتُ: قد أدخَلَ ورَّاقُكَ في حديثِكَ ما ليس مِنْ حديثك، فقال: فكيفَ السبيلُ في ذلك؟ قلتُ: ترمى بالمُخَرَّجات، وتقتصرُ على الأصول، ولا تقرأُ إلا مِنْ أصولك، وتُنَحِّي هذا الوَرَّاقَ عن نفسك، وتدعو بابنِ كَرَامة، وتُوَلِّيه أصولك؛ فإنه يُوثَقُ به، فقال: مقبولٌ منك، وبلغني أنَّ ورَّاقه   (1) انظر التعليق السابق. (2) في "الجرح والتعديل" (4/231) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 135 كان قد أدخلوه بيتًا يَتَسَمَّعُ علينا الحديثَ، فما فعل (1) شيئًا مِمَّا قاله، فبطَلَ الشيخُ، وكان يحدِّث بتلك الأحاديثِ التي قد أُدْخِلَتْ بين حديثه، وقد سُرِقَ مِنْ حديثِ المحدِّثين» . وقال الحاكم أبو عبد الله (2) : سمعتُ أبا عبد الله محمَّد بن يعقوب الحافظَ يقول: سمعتُ محمَّد بن إسحاق - يعني: ابن خُزَيْمة - وقيل له: لِمَ رَوَيْتَ عن أحمدَ بنِ عبد الرحمن بن وَهْب وتركْتَ سفيانَ بنَ وَكِيع؟ فقال: «لأنَّ أحمدَ بنَ عبد الرحمن لمَّا أَنْكَروا عليه تلك الأحاديثَ رجَعَ عنها عن آخرها، إلا حديثَ مالكٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أنس: «إِذَا حَضَرَ العَشَاءُ ... » ، فإنَّه ذكَرَ أنه وجَدَهُ في دُرْجٍ من كُتُب عَمِّه في قِرْطاس، وأمَّا سُفْيَان بن وكيع: فإنَّ ورَّاقه أدخَلَ عليه أحاديثَ، فرواها، وكلَّمناه، فلم يَرْجِعْ عنها، فاستخَرْتُ اللهَ، وتركْتُ الروايةَ عنه» . وذكر ابن حِبَّان سُفْيانَ بنَ وكيع هذا في "المجروحين" (3) وقال: «وكان شيخًا فاضلاً صدوقًا، إلا أنه ابتُلِيَ بورَّاقِ سُوءٍ كان يُدْخِلُ عليه الحديثَ، وكان يثق به فيجيبُ فيما يُقْرَأُ عليه، وقيل له بعد ذلك في أشياء منها، فلم يَرْجِعْ، فمن أجلِ إصرارِهِ على ما قيل له استَحَقَّ التركَ، وكان ابنُ خُزَيْمة يروي عنه، وسمعتُهُ يقول: ثنا بعضُ مَنْ   (1) يعني: سفيان بن وكيع. (2) كما في "تهذيب الكمال" (1/388-389) . (3) (1/359) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 136 أمسكنا عَنْ ذِكْره، وهو من الضَّرْبِ الذي ذكرتُهُ مرارًا: أنْ لو خَرَّ من السماءِ فَتَخْطَفُهُ الطيرُ أَحَبُّ إليه مِنْ أن يَكْذِبَ على رسولِ الله (ص) ، ولكنَّهم أفسدوه» . وذكَرَ في "الثقات" (1) راويًا اسمه: موسى ابن عيسى، وأنه يروي عن زائدةَ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ محمَّد بْن المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبيّ (ص) قال: «لا يَدْخُلُ مكَّةَ سَافِكُ دَمٍ» ، وذكَرَ أنه رواه عنه سفيان بن وكيع، ثم قال: «وهذا مما أُدْخِلَ على سفيان بن وكيع» . وتظهر براعةُ أئمَّةِ الحديثِ في كشفهمُ الأحاديثَ التي أُدْخِلَتْ في أحاديثِ الثقات، وقُدْرَتِهِمْ على تمييزها مِنْ صحيحِ حديثهم؛ كما جاء في سؤالِ عبد الرحمن بن أبي حاتم (2) لأبيه عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَقِيل بنُ حاجبٍ، عن عبد الرزَّاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ قُمَاذِينَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْر بن مُطْعِم، عن عبد الله بْنِ حُبْشِيٍّ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: «لاَ تَطْرُقُوا الطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا؛ فَإِنَّ اللَّيْلَ أَمَانٌ لَهَا» ؟ فقال أبو حاتم: «إنَّ هَذَا الحديثَ ممَّا أُدْخِلَ على عبد الرزَّاق؛ وهو حديثٌ موضوع» . ومِنْ أكثرِ الأحاديثِ إشكالاً عند علماء الحديث: حديثٌ رواه   (1) (9/160) . (2) في "العلل" (1627) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 137 قُتَيْبة بْنُ سَعِيد، عَنِ اللَّيْث بْنِ سَعْد، عَنْ يزيدَ بنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ أَبِي الطُّفَيْل عامر بن واثلة، عن معاذ بن جَبَل ح: أنَّ النَّبيَّ (ص) كان في غَزْوة تَبُوكَ إذا ارتحَلَ قبل أن تَزِيغَ الشمسُ أخَّر الظهرَ حتى يَجْمَعَهَا إلى العصر، فيُصَلِّيهما جميعًا، وإذا ارتحَلَ بعد زَيْغِ الشمسِ صلَّى الظهرَ والعصرَ جَمِيعًا، ثم سار، وكان إذا ارتحَلَ قبل المَغْرِبِ أخَّر المغربَ حتى يُصَلِّيَهَا مع العشاء، وإذا ارتحَلَ بعد المَغْرِبِ عجَّل العشاء، فصلاها مع المغرب (1) . وحكَمَ عليه أبو عيسى التِّرْمِذيُّ (2) بأنه حديثٌ غريب، وقال: «تفرَّد به قُتَيْبةُ، لا نَعْرِفُ أحدًا رواه عن الليثِ غيرَهُ ... والمعروفُ عند أهل العلم حديثُ معاذ؛ من حديثِ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْل، عن معاذ: أنَّ النَّبيَّ (ص) جمَعَ في غَزْوة تَبُوكَ بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء» (3) . وسأل عبد الرحمن بن أبي حاتم (4) أباه عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: «لا أعرفُهُ من حديثِ يزيد، والذي عِنْدِي أَنَّهُ دخَلَ لَهُ حديثٌ في حديث» ، وصوَّب ما صوَّبه الترمذيُّ.   (1) أخرجه أبو داود (1220) ، والترمذي (553) ، وغيرهما. (2) في الموضع السابق. (3) أخرجه مسلم في "صحيحه" (706) من هذا الوجه الذي ذكره الترمذي. وأخرجه أبو داود (1208) من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، به. (4) في "العلل" (245) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 138 وقال أبو عبد الله الحاكم (1) : «نظرنا، فإذا الحديثُ موضوعٌ! وقُتَيْبةُ بن سَعِيد ثقةٌ مأمون ... » ، ثم ساق بسنده عن محمَّد بن إسماعيل البخاري أنه قال: «قلتُ لقتيبة بن سعيد: مع مَنْ كتبْتَ عن الليثِ بنِ سَعْد حديثَ يزيدَ بنِ أَبِي حَبِيب، عن أبي الطُّفَيْل؟ فقال: كتبتُهُ مع خالد المدايني. قال البخاري: وكان خالدٌ المداينيُّ يُدْخِلُ الأحاديثَ على الشيوخ» (2) . وسأل عبد الرحمن بن أبي حاتم أباه (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِي، عَنْ بِشْر بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ حَمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النَّبيّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: «اللَّهُمَّ لاَ سَهْلَ إِلاَّ مَا جَعَلْتَ سَهْلاً، وَأَنْتَ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الْحَزْنَ سَهْلاً» ؟ فصوَّب أبو حاتم إرساله، وذكَرَ أنَّ بِشْرَ بن السَّرِيِّ ثَبْتٌ، ثم قال: «فَلَيْتَهُ ألاَّ يكونَ أُدْخِلَ عَلَى ابْن أَبِي عمر» . 13) اخْتِصَارُ الْحَدِيثِ، وَالرِّوَايَةُ بِالْمَعْنَى: كثيرًا ما تقع العِلَّةُ في الحديثِ بسببِ اختصارِ بعضِ الرواةِ للحديثِ، أو روايتِهِ بالمعنى، على نَحْوٍ يُغَيِّرُ معنى الحديث، فيُظَنُّ أنه حديثٌ آخَرُ، كما حصَلَ من شُعْبة _ح حين روى عن سُهَيْل بن أبي   (1) في "معرفة علوم الحديث" (ص120) . (2) انظر "سنن البيهقي" (3/163) . (3) في "العلل" (2074) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 139 صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : «لا وُضُوءَ إلاَّ مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ» . فأوضَحَ أبو حاتمٍ الرازيُّ وَهَمَ شُعْبة فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فقال: «هذا وَهَمٌ؛ اختصَرَ شُعْبةُ متنَ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: «لا وُضُوءَ إِلاَّ مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ» ، وَرَوَاهُ أَصْحَابُ سُهَيْل، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، عن النَّبيّ (ص) قَالَ: «إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ، فَوَجَدَ رِيحًا مِنْ نَفْسِهِ، فَلاَ يَخْرُجَنَّ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا» » . وبهذا أعلَّه أيضًا ابنُ خُزَيْمة (1) ، والبيهقي (2) . ومِثْلُهُ: ما أخرجه النَّسَائيُّ (3) ، وابن حِبَّان (4) عَنْ شُعْبة، عَن إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ ابنِ عُلَيَّة، عن عبد العزيز بن صُهَيْب، عن أنس ابن مالك ح: أنَّ النَّبيَّ (ص) نهى عن التَّزَعْفُرِ. وأخرجه مسلم من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبة، وعَمْرٍو الناقدِ، وزُهَيْرِ بنِ حَرْب، وابن نُمَيْر، وأبي كُرَيْبٍ، جميعهم عن إسماعيل بن عُلَيَّة، به بلفظ: نَهَى رسولُ اللهِ (ص) أن يتزَعْفَرَ الرَّجُلُ.   (1) في "صحيحه" (1/18) . (2) في "السنن" (1/117) . (3) في "الكبرى" (3687) . (4) في "صحيحه" (5464) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 140 وكذا رواه البخاريُّ (1) ، من طريق عبد الوارث، ومسلمٌ (2) من طريقِ حمادِ بنِ زَيْد، كلاهما عن عبد العزيز بن صُهَيْب، عن أنس. وأخرجه الطحاويُّ (3) من طريقِ ابنِ أبي عِمْران، عن علي بن الجَعْد، عن شُعْبة، وفيه قال علي: «ثم لَقِيتُ إسماعيلَ، فسألتُهُ عنه، وحدَّثته أنَّ شُعْبَةَ حدَّثنا به عنه، فقال: ليس هكذا حَدَّثْتُهُ، وإنما حَدَّثْتُهُ أنَّ النَّبيَّ (ص) نهى أن يتزَعْفَرَ الرجلُ. قال ابن أبي عِمْران: «وهما مختلفان، أمَّا قوله: أن يَتَزَعْفَرَ الرجلُ: فإنَّما دخَلَ في نهيه الرجالُ دون النساء، وأما قوله: نَهَى عن التزعفُرِ: فأدخَلَ فيه الرجالَ والنساءَ» . ثم قال الطحاوي: «وقد رواه سائرُ أَصْحَابِ عبد العزيز، عن عبد العزيز بالنَّهْيِ أن يَتَزَعْفَرَ الرجلُ» . وروى الرَّامَهُرْمُزِيُّ (4) عن أبي يحيى العَطَّار؛ قال: سمعتُ إسماعيل بن عُلَيَّة يقول: «روى عني شُعْبة حديثًا واحدًا فأوهَمَ فيه؛ حَدَّثْتُهُ عن عبد العزيز بْنِ صُهَيْب، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النَّبيَّ (ص) نهى أنْ يتزعفَرَ الرجلُ، فقال شُعْبة: إنَّ النَّبيَّ (ص) نَهَى عن التزعفُرِ» . قال الرامهرمزيُّ: «وكان شُعْبةُ حَفِظَ عن إسماعيل، فأنكَرَ إسماعيلُ   (1) في "صحيحه" (5846) . (2) في الموضع السابق. (3) في "مشكل الآثار" (12/509-510) . (4) في "المحدث الفاصل" (ص389-390) ، ومن طريقه رواه الخطيب في "الكفاية" (1/492-494) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 141 لَفْظَ التزعفر؛ لأنه لفظُ العموم، وإنما المنهيُّ عنه: الرجالُ، وأحسَبُ شُعْبةَ قَصَدَ المعنى، ولم يَفْطَنْ لما فَطِنَ له إسماعيلُ، وشُعْبةُ شُعْبَةُ!!» . ولم يقفِ الحافظُ ابن حجر على إنكارِ إسماعيل على شُعْبة، فقال (1) : «ورواه شُعْبة عن ابنِ عُلَيَّة عند النَّسَائي مطلقًا، فقال: نهى عن التزعفُرِ، وكأنَّه اختصره، وإلا فقد رواه عن إسماعيل فوق العَشَرة من الحفاظِ مقيَّدًا بالرجل، ويَحْتمِلُ أن يكونَ إسماعيلُ اختصَرَهُ لَمَّا حدَّث به شُعْبةُ، والمطلَقُ محمولٌ على المقيَّد، وروايةُ شُعْبةَ عن إسماعيلَ من رواية الأكابر عن الأصاغر» . وَبَيْنَ أهلِ العلم خلافٌ طويلٌ في جواز اختصارِ الحديث وروايتِهِ بالمعنى (2) ، فذهَبَ بعضهم إلى المَنْعِ من ذلك، وجوَّزه بعضهم بشروطٍ اختُلِف فيها أيضًا، والراجحُ الجوازُ بشروطٍ من أهمِّها: أن يكونَ عالِمًا بمدلولاتِ الألفاظ، وما يُحِيلُ المعانيَ منها؛ لأنه جُرِّبَ على بعضِ الرواة الخطَأُ في معرفةِ معاني بعضِ الأحاديث؛ فعدَّهُ الأئمَّةُ من تصحيفِ المعنى؛ كما في قول أبي موسى العَنَزِيِّ محمَّد بن المثنَّى المعروفِ بالزَّمِنِ حين قال: نَحْنُ قومٌ لنا شَرَفٌ؛ صلَّى إلينا رسولُ اللهِ   (1) في "فتح الباري" (10/304) . (2) انظر تفصيله في "الرسالة" للإمام الشافعي (ص271-275) ، و"مشكل الآثار" للطحاوي (12/508- 510) ، و"المحدث الفاصل" للرامهرمزي (ص529-543) ، و"الكفاية" للخطيب البغدادي (1/491-494 و560-585) و (2/7-26) ، و"جامع بيان العلم" لابن عبد البر (1/339-353) ، و"فتح المغيث" للسخاوي (3/137-158) ، وغيرها من كتب علوم الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 142 (ص) ، يعني: حديثَ النَّبيِّ (ص) أنه صلَّى إلى عَنَزَةٍ (1) ، وهي الحَرْبَةُ الصغيرةُ تُغْرَزُ بين يَدَيْهِ (ص) لِيَتَّخِذَهَا سُتْرةً في الصلاة، فظنَّ أبو موسى أنه (ص) صلَّى إلى قبيلتِهِ عَنَزَةَ، وعَدَّ ذلك شرفًا لهم (2) !. وكان بعضُ العلماء بارعًا في معرفة معاني الأحاديث، وروايتها بالمعنى، واختصارِهَا، حتى إنَّ كبارَ الأئمَّةِ ليتعلَّمون منه ذلك؛ كسفيانَ الثَّوْريِّ الذي يقولُ عنه الخطيبُ البغدادي (3) : «وقد كان سُفْيان الثوريُّ يروي الأحاديثَ على الاختصار لمن قد رواها له على التَّمَام؛ لأنَّه كان يَعْلَمُ منهم الحِفْظَ لها والمعرفةَ بها ... » ، ثم روى عن عبد العزيز ابن أَبَانَ أنه قال: «علَّمنا سفيانُ الثَّوْرِيُّ اختصارَ الحديث» ، ويقولُ عبد الله بن المبارك: «علَّمنا سفيانُ اختصارَ الحديث» (4) . أمَّا اختصارُ الحديث: فجوَّزوه لِمَنْ كان عالمًا بتمامِ معناه؛ على أن يكونَ ما اختصَرَهُ منفصلاً عن القَدْرِ الذي ذكره منه، غيرَ مُتَعَلِّقٍ به؛ ولا يَخْتَلُّ معه البَيَان، ولا تَخْتلِفُ الدَّلاَلةُ فيما نقله بِتَرْكِ ما حَذَفَهُ؛   (1) أخرجه البخاري في "صحيحه" (187 و376 و495 و499) ، ومسلم (503) . (2) روى هذه القصة الدارقطني في "سؤالات السلمي له" (366) ، والخطيب في "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (634) ، وذكرها ابن الصلاح في "مقدِّمته" (ص280) ، والسخاوي في "فتح المغيث" (3/78) ، وذكرها أيضًا الذهبي في "تاريخ الإسلام" (19/318) بصيغة التمريض، ثم قال: «فما أدري: هَلْ فَهِمَ معكوسًا، أو أنه قال ذلك مزاحًا؟» . اهـ. (3) في "الكفاية" (ص193) . (4) أخرجه البغوي في "الجعديات" (1823) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص543) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 143 كالاستثناءِ، مِثْلُ قوله (ص) : «لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بالذَّهَبِ، إلا سواءً بسواء» (1) ، فلا يجوزُ اختصارُ الاستثناءِ هنا، وهو قوله (ص) : «إلا سَوَاءً بسواء» . ومن أمثلة ما أخطَأَ الرواةُ فيه بسببِ روايتِهِ بالمعنى واختصارِهِ: ما أخرجه أبو داود (2) ، من طريق مَرْوان بْنُ مُعَاوِيَةَ الفَزَاري، عَنْ أبي حَيَّان يحيى بن سعيد التَّيْمي، عَنْ أَبِي زُرْعة بنِ عَمْرِو بْنِ جَرِير، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ح: أنَّ رسولَ الله (ص) كان يُسَمِّي الأُنْثَى من الخيل: فَرَسًا. وليس هناك روايةٌ بهذه الصفةِ التي رواها مَرْوان الفَزَاري، ولكنه شيءٌ فَهِمَهُ من الحديث الذي أخرجه البخاريُّ (3) مِنْ طريق يحيى بن سَعِيد القَطَّان، ومسلم (4) مِنْ طريق إسماعيلَ ابنِ إبراهيمَ ابنِ عُلَيَّة، وعبدِالرحيمِ بنِ سُلَيْمان، وجريرِ بنِ عبد الحَمِيد، وأيوبَ السَّخْتِياني، جميعهم عَنْ أَبِي حَيَّان التَّيْمي، عَنْ أَبِي زُرْعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ح، عن النَّبيِّ (ص) بالحديثِ الطويل في عُقُوبة الغلول (5) ، وفيه يقولُ (ص) : «لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ له حَمْحَمَةٌ» ،   (1) أخرجه البخاري في "صحيحه" (2175و2182) ، ومسلم (1590) من حديث أبي بكرة ح، واللفظ للبخاري. (2) في "سننه" (2546) ، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4680) . (3) في "صحيحه" (3073) . (4) في "صحيحه" (1831) . (5) الغلول: هو الخيانة في الْمَغْنَم، والسَّرِقَةُ من الغنيمة قبل القِسْمة. انظر "النهاية" لابن الأثير (3/380) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 144 ورواه أبو عَوَانة من طريق أبي أُسَامة حمَّاد بن أُسَامة، عن أبي حَيَّان، به بلفظ: «على رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لها حَمْحَمَةٌ» ، فالظاهرُ أنَّ ضميرَ التأنيثِ في بعض ألفاظ الحديثِ جعَلَ مَرْوانَ بنَ معاوية يعبِّر بما فهمه من الرواية، وقد ذكَرَ هذا الإعلالَ عبدُالرحمنِ بنُ أبي حاتم الرازي (1) ، عن أبيه أنه قال: «هَذَا حديثٌ مشهورٌ، رَوَاهُ جماعةٌ عَنْ أَبِي حَيَّان، عَنْ أَبِي زُرْعة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبيِّ (ص) : أَنَّهُ ذكَرَ الغُلُولَ فَقَالَ: «لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ فَرَسٌ» ، فاختصَرَ مَرْوانُ هَذَا الحديثَ لَمَّا قَالَ: «يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ» ، أَيْ: جَعَلَ الفرَسَ أُنْثَى حِينَ قَالَ: يَحْمِلها، وَلَمْ يقلْ: يَحْمِلُهُ» (2) . 14) جَمْعُ حَدِيثِ الشُّيوخِ بِسِيَاقٍ وَاحِدٍ: الأصلُ في روايةِ الحديث: أنْ يُؤَدِّيَ الراوي الحديثَ كما سَمِعَهُ مِنْ غيرِ زيادةٍ أو نقصٍ أو تغيير، وأنْ يَفْصِلَ سياقَ كلِّ راوٍ عن الآخر، لكنْ لصعوبةِ رواية الحديث بلفظه جوَّزَ العلماءُ الروايةَ بالمعنى كما تقدم، وأمَّا فصلُ سياقِ كلِّ راوٍ عن سياق الآخر فليس متعذِّرًا، غير أنه وُجِدَ من الرواة مَنْ يَقْرِنُ الرواياتِ، ويجمعُ حديثَ الشيوخِ أحيانًا طلبًا للاختصار، دون بيانٍ لِلَفْظِ كُلٍّ منهم، وقد يكونُ في حديثِ بعضهم عِلَّةٌ تَمْنَعُ مِنْ قبوله.   (1) في "العلل" (902) . (2) انظر أمثلة أخرى لأخطاء بعض الرواة بسبب الاختصار والرواية بالمعنى في "العلل" (405 و453) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 145 قال ابن الصلاح (1) : «إذا كان الحديثُ عند الراوي عن اثنَيْنِ أو أكثَرَ، وبَيْنَ روايتهما تفاوتٌ في اللفظ، والمعنَى واحدٌ؛ كان له أن يَجْمَعَ بينهما في الإسناد، ثم يَسُوقَ الحديثَ على لفظ أحدهما خاصَّةً، ويقول: أخبرنا فلانٌ وفلانٌ، واللفظُ لفلان، أو هذا لفظُ فلان؛ قال - أو قالا -: أنا فلان، أو ما أشبه ذلك من العبارات ... » ، ثم أثنى على طريقةِ مُسْلِمٍ في تمييز الروايات بعضها عن بعض، وذكَرَ طريقةَ بعض المحدِّثين كأبي داود وغيره في قولهم: «حدَّثنا فلانٌ وفلان، المعنى؛ قالا: حدَّثنا فلان» ، وربَّما قالوا: «والمعنى واحد» ، فإنْ كان اللفظُ للأوَّلِ وقصَدَ أنَّ رواية الثاني بمعناه فهذا جائزٌ كما بيَّنه أوّلاً، وإنْ قصَدَ أنه رواه بالمعنَى عن كليهما: فهذا غيرُ ممتنعٍ على مذهب مَنْ يرى جوازَ الرواية بالمعنى. ثم قال ابن الصلاح: «وأما إذا جمَعَ بين جماعةِ رواةٍ قد اتفقوا في المعنى، وليس ما أوردَهُ لفظَ كُلِّ واحدٍ منهم، وسكَتَ عن البيان لذلك، فهذا ممَّا عِيبَ به البخاريُّ - أو غيره - ولا بأس به على مقتضى مذهب تجويز الرواية بالمعنى» . وبيَّن الحافظُ ابن حجر أنَّ الإسماعيليَّ ممَّن عاب على البخاريِّ هذا الصنيعَ، فقال (2) : «قوله: «وقال الليثُ: حدَّثني يونس» : وصله الذُّهْلي في "الزُّهْرِيَّات"، وساقه المصنِّف هنا على لفظ يونس،   (1) في "مقدمته" (1/715-716) . (2) في "فتح الباري" (8/24) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 146 وأورده مقرونًا بطريقِ مالك، وفيه مخالفةٌ شديدةٌ له، وسأبيِّنُ ذلك عند شرحه، وقد عابه الإسماعيليُّ وقال: قَرَنَ بين روايتَيْ مالك ويونس مع شِدَّةِ اختلافهما، ولم يبيِّن ذلك» . وما ذكره ابنُ الصلاح من الاعتذارِ للبخاريِّ هو الصحيحُ، فهو ممَّن يجوِّزُ الروايةَ بالمعنى، ولا يُشَكُّ في معرفتِهِ بما يحيل المعاني، بل هو يَعِيبُ بعضَ الرواة الذين يَجْمَعون الرواياتِ وليستْ عندهم الأهليَّةُ لذلك، ويتجنَّبُ إخراجَ حديثهم. يقولُ الحافظُ الخليلي (1) : «ذاكَرْتُ يومًا بعضَ الحفاظ، فقلت: البخاريُّ لم يخرِّجْ حمادَ بنَ سَلَمة في الصحيحِ وهو زاهدٌ ثقة! فقال: لأنه جمَعَ بين جماعةٍ مِنْ أَصْحَاب أنس، فيقول: حدَّثنا قتادة، وثابتٌ، وعبد العزيز بن صُهَيْب، وربَّما يخالَفُ في بعض ذلك، فقلت: أليس ابنُ وَهْب اتفقوا عليه وهو يَجْمَعُ بين أسانيد فيقول: حدَّثنا مالكٌ، وعمرو بنُ الحارث، والليثُ بنُ سَعْد، والأوزاعيُّ؛ بأحاديث، ويجمع بين جماعةٍ غيرهم؟ فقال: ابنُ وهب أتقَنُ لِمَا يَرْوِيه وأحفظُ له» . وذكر ابن رجب (2) كلامَ الخَلِيليِّ السابقَ، ثم علَّق عليه بقوله: «ومعنى هذا: أنَّ الرجُلَ إذا جمَعَ بين حديثِ جماعة، وساق الحديثَ   (1) في "الإرشاد" (1/417-418) . (2) في "شرح علل الترمذي" (2/816) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 147 سياقةً واحدة، فالظاهرُ أنَّ لفظهم لم يتفق، فلا يُقْبَلُ هذا الجمعُ إلا مِنْ حافظٍ مُتْقِنٍ لحديثه، يعرف اتفاقَ شيوخه واختلافهم، كما كان الزُّهْري يجمعُ بين شيوخٍ له في حديثِ الإِفْكِ وغيره. وكان الجمعُ بين الشيوخ يُنْكَرُ على الواقديِّ وغيره ممَّن لا يضبطُ هذا؛ كما أُنْكِرَ على ابن إسحاق وغيره. وقد أَنْكَرَ شعبةُ أيضًا على عَوْفٍ الأعرابي؛ قال ابن المَدِيني (1) : سمعتُ يحيى (2) قال: قال لي شُعْبة في أحاديثِ عَوْف، عن خِلاَسٍ، عن أبي هريرة، ومحمَّد (3) ، عن أبي هريرة إذا جمعهم، قال لي شُعْبة: ترى لَفْظَهُمْ واحدًا؟! قال ابن أبي حاتم (4) : أي كالْمُنْكِرِ على عَوْف. وكذلك أنكر يحيى بنُ مَعِين (5) على عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر العُمَري أنه كان يحدِّث عن أبيه وعمِّه، ويقول: مِثْلاً بِمِثْلٍ، سواءً بسواءٍ، واستَدَلَّ بذلك على ضَعْفه، وعَدَمِ ضبطه» . انتهى كلام ابن رجب.   (1) كما في "مقدمة الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (ص147) . (2) هو: ابن سعيد القطان. (3) هو: ابن سيرين. (4) في الموضع السابق. (5) كما في رواية ابن طهمان لـ"كلام ابن معين في الرجال" (18) ، و"الكامل" لابن عدي (4/276-277) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 148 وكان ابن رجب قد ذكَرَ (1) من ضُعِّف حديثُهُ إذا جمَعَ الشيوخَ، دون ما إذا أفردهم، وذكَرَ فيه أنَّ شُعْبة قال لابن عُلَيّة: «إذا حدَّثَكَ عطاءُ بنُ السائب عن رجلٍ واحد، فهو ثقةٌ، وإذا جمَعَ فقال: زاذان، وميسرة، وأبو البَخْتَرِيِّ، فاتَّقِهِ؛ كان الشيخُ قد تغيَّر» (2) . وذكر ابنُ رَجَبٍ أيضًا (3) أنَّ عَطَاءَ بنَ السائب كان يَجْمَعُ بين المشايخ؛ لاختلاطِهِ، وهو لا يَشْعُرُ، وأنه كان يأتي بذلك على وجه التوهُّم. وذكَرَ (4) بعضَ من ضُعِّف حديثُهُ لهذا السبب، وذكَرَ منهم محمَّدَ بنَ إسحاقَ بنِ يَسَار، وحمادَ بنَ سَلَمة، فقال: «وكذلك ذكَرَ بعضُهُمْ في ابن إسحاق؛ قال أحمد - في رواية المَرُّوذي -: ابنُ إسحاق حَسَنُ الحديث، لكنْ إذا جمَعَ بين رجلَيْن! قلتُ: كيف؟ قال: يحدِّث عن الزُّهْري وآخَرَ، يَحْمِلُ حديثَ هذا على هذا. وكذلك قيل في حَمَّاد بن سلمة؛ قال أحمد - في رواية الأثرم - في حديثِ حَمَّاد بْن سَلَمة، عَنْ أيوبَ وقتادةَ، عن أبي أسماء، عن أبي ثَعْلَبة الخُشَنِيِّ، عن النَّبِيِّ (ص) في آنِيَةِ المُشْرِكين؛ قال أحمد: هذا مِنْ قِبَلِ حماد، كان لا يقومُ على مِثْلِ هذا؛ يجمعُ الرجالَ، ثم يجعله   (1) في "شرح العلل" (2/813-815) . (2) قول شعبة هذا رواه ابن سعد في "الطبقات" (6/338) . (3) في "شرح العلل" (2/817) . (4) في المرجع السابق (2/814-815) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 149 إسنادًا واحدًا، وهُمْ يختلفون» . ولعلَّ مِنْ أكثرِ ما يُشْكِلُ هنا: ما يقَعُ من الثقاتِ الذين لا يُشَكُّ فيهم مِنْ حملِ الأسانيدِ المعلولةِ على الأسانيدِ الصحيحة. قال ابن رجب (1) : «وقد ذكَرَ يعقوبُ بن شَيْبة أنَّ ابن عُيَيْنة كان ربَّما يحدِّث بحديثٍ واحدٍ عن اثنين، ويسوقُهُ سياقةَ واحدٍ منهما، فإذا أُفْرِدَ الحديثُ عن الآخر أرسَلَهُ، أو أوقَفُه» . وقد حمَلَ عبدُاللهِ بنُ وَهْب روايةَ الإمامِ مالك على رواية الليْثِ بنِ سَعْد ويونسَ بنِ يَزِيد في حديثٍ رَوَوْهُ عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْري، عَنْ عُرْوة بن الزُّبَيْر وعَمْرةَ بنتِ عبد الرحمن، كلاهما عن عائشة، في حين أن المعروفَ عن مالكٍ أنه يحدِّث به عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوة، عن عَمْرة، عن عائشة (2) ! ووقع من ابن وَهْب أيضًا مِثْلُهُ في حديثِ مخاصمة الأنصاريِّ للزُّبَيْر بن العَوَّام في شِرَاجِ الحَرَّة، انظره في "علل الترمذي" (3) ، و"علل ابن أبي حاتم" (4) . والأمثلة على هذا كثيرة (5) .   (1) في المرجع السابق (2/816) . (2) انظر "سنن البيهقي" (4/315) . (3) (373) . (4) (1185) . (5) انظر بعضها في: "مسند البزار" (1939) ، و"الكامل" لابن عدي (1/296) ، و (4/316) ، و"العلل" للدارقطني (1113و1116و1290) ، و"سنن البيهقي" (7/109) ، و (10/183 و304) ، و"الفصل للوصل" للخطيب (1/318 و445 و600) ، و (2/625 و846 و899 و903) ، و"تاريخ بغداد" (6/268) ، و"تهذيب الكمال" للمزي (9/512) ، و (34/208) ، و"شرح العلل" (2/840) ، و"التقييد والإيضاح" (1/529) ، و"فتح الباري" (5/35و120) ، و (6/239) ، و (8/493) ، و (10/184 و334) ، و (11/44) ، و (12/11) ، و (13/191) ، و (15/59) ، و"تغليق التعليق" (3/202) ، و (4/131) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 150 15) مَنْ حَدَّثَ عَنْ ضَعِيفٍ، فَاشْتَبَهَ عَلَيْهِ بِثِقَةٍ: وهذا في الغالبِ يحصُلُ بسببِ اتفاقِ راويَيْنِ في الاسم واسم الأب، أو كونِ اسمَيْهِمَا على وزنٍ صَرْفِيٍّ واحدٍ، مع اتفاقِ اسمَيْ أبويهما، كما في عبد الرحمن بن يَزِيد ابن تَمِيم، وعبد الرحمن بن يَزِيد بن جابر، فالأولُ ضعيفٌ، والثاني ثقة، وكذا واصلُ بنُ حَيَّان، وصالح بن حَيَّان، فالأوَّل ثقة، والثاني ضعيف. أما عبد الرحمن بن يزيد: فقد اشتَبَهَ الضعيفُ على حسين الْجُعْفي وأبي أسامة حَمَّاد بن أُسَامة بالثقة، فحدَّثا بأحاديثَ يقولان فيها: حدَّثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جَابر، وهما لم يَسْمَعَا منه، وإنما سمعا من ابن تَمِيمٍ الضعيفِ، فظنَّاه ابنَ جابر الثقة. قال عبدُالرحمن بن أبي حاتم (1) : «وسمعتُ أبي يقول: عبد الرحمن بنُ يَزِيدَ بنِ جَابِر لا أعلَمُ أحَدًا مِنْ أهلِ العراقِ يُحَدِّثُ عَنْهُ، والذي عِنْدِي: أنَّ الذي يروي عَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ وحُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ   (1) في "العلل" (565) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 151 واحدٌ، وهو عبدُالرحمنِ بنُ يَزِيدَ بنِ تَمِيم؛ لأنَّ أبا أسامة روى عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ خمسةَ أحاديثَ - أو ستةَ أحاديث - منكرة، لا يَحْتمِلُ أن يُحَدِّثَ عبدُالرحمنِ بنُ يزيدَ بنِ جابرٍ مِثْلَهُ (1) ، ولا أعلَمُ أحدًا مِنْ أهلِ الشامِ روى عَنِ ابْنِ جَابِر مِنْ هذه الأحاديث شَيْءً (2) . وأمَّا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ: فَإِنَّهُ رَوَى عن عبد الرحمن بْنِ يزيدَ بنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الأَشْعَث، عَنْ أَوْس بْنِ أَوْس، عن النَّبيِّ (ص) فِي يومِ الجُمُعة أَنَّهُ قَالَ: «أَفْضَلُ الأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعةِ، فِيهِ الصَّعْقَةُ، وفِيهِ النَّفْخَةُ» ، وَفِيهِ كَذَا، وَهُوَ حديثٌ مُنْكَرٌ، لا أعلَمُ أحَدًا رَوَاهُ غَيْرَ حُسَيْن الْجُعْفِيِّ. وأمَّا عبدُالرحمنِ بنُ يزيدَ بنِ تَمِيم: فَهُوَ ضعيفُ الحديث، وعبدُالرحمنِ بنُ يزيدَ بنِ جابرٍ ثقةٌ» . اهـ. قال الحافظ ابن حجر (3) : «فإنْ أُبْدِلَ راوٍ ضعيفٌ براوٍ ثقة، وتبيَّن الوهَمُ فيه؛ استلزَمَ القدحَ في المتن أيضًا - إنْ لم يكنْ له طريقٌ أخرى صحيحة - ومِنْ أغمضِ ذلك: أن يكونَ الضعيفُ موافقًا للثقة في نعته. ومثالُ ذلك: ما وقَعَ لأبي أسامة حمَّاد بن أُسَامة الكُوفي أحدِ   (1) كذا في النسخ الخطية، والجادَّة: «مثلها» . وانظر توجيه ذلك في التعليق على المسألة نفسها من "العلل". (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، وهو صحيح في العربية. انظر التعليق عليه في المسألة المذكورة. (3) في "النكت" (2/747-748) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 152 الثقات، عن عبد الرحمن ابن يزيدَ بنِ جابر، وهو مِنْ ثقات الشاميِّين قَدِمَ الكوفةَ، فكتَبَ عنه أهلها، ولم يَسْمَعْ منه أبو أسامة، ثم قَدِمَ بعد ذلك الكوفةَ عبدُالرحمنِ بنُ يزيدَ بن تَمِيم - وهو من ضعفاء الشاميِّين - فَسَمِعَ منه أبو أسامة، وسأله عن اسمه، فقال: عبد الرحمن بن يزيد، فظنَّ أبو أسامة أنه ابنُ جابر، فصار يحدِّث عنه وينسُبُهُ مِنْ قِبَلِ نفسه فيقول: حدَّثنا عبدُالرحمنِ بنُ يزيدَ بنِ جابر، فوقَعَتِ المناكيرُ في رواية أبي أسامة عن ابن جابر، وهما ثقتان، فلم يَفْطَنْ لذلك إلا أهلُ النَّقْد، فميَّزوا ذلك ونصُّوا عليه؛ كالبخاريِّ وأبي حاتمٍ وغيرِ واحد» . وأما واصلُ بنُ حيَّان وصالحُ بنُ حَيَّان: فقد قال عبد الرحمن بن أبي حاتم (1) : «وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا واصلُ بْنُ حَيَّان، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبيّ (ص) ؛ فِي الكَمْأَةِ والحَبَّةِ السوداءِ، وقولِ النَّبيِّ (ص) : «عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ» ؟ فَقَالَ: أخطَأَ زُهَيْرٌ مَعَ إِتْقَانِهِ، هَذَا هُوَ صالحُ بنُ حَيَّان، وَلَيْسَ هُوَ وَاصِلٌ (3) ، وصالحُ بنُ حَيَّانَ لَيْسَ بالقويِّ، هُوَ شَيْخٌ، وَلَمْ يدركْ زهيرٌ واصلاً» . وفي "المراسيل" (4) ذكَرَ عنه ابنه أنه قال: «زُهَيْرُ بن معاوية لم يدركْ واصلَ بنَ حَيَّان، وإنما هو: عن صالحِ بنِ حَيَّان» .   (1) في "العلل" (2182) . (2) هو: عبد الله. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة المذكورة. (4) (ص60 رقم 212) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 153 وذكر الحافظُ العَلاَئي (1) كلامَ أبي حاتم هذا، ثم قَالَ: «ليس هَذَا من المُرْسَلِ، بل هو من المعلَّل بالغَلَطِ من اسمِ رجلٍ إلى آخَرَ» . وقال الإمام أحمد (2) : «انقلَبَ على زُهَيْرِ ابنِ معاوية اسمُ صالح بن حَيَّان، فقال: واصل بن حَيَّان» . وقال يحيى بن مَعِين (3) : «سمع زُهَيْرٌ من صالح بن حَيَّان، وقلَبَ صالحَ بنَ حَيَّان، فجعلها كلَّها عن واصلِ بنِ حَيَّان» . وفي رواية (4) قال: «زهير بن معاوية الجُعْفي يُخْطِئ عن صالح بن حيان، يقول: واصلُ بنُ حَيَّان، ولم يَرَ واصلَ بنَ حَيَّان» . وكذا أبو بَلْجٍ يحيى بن سُلَيْمٍ الواسطيُّ كان يُخْطِئُ في اسم عمرو بن ميمون، وإنما هو ميمونٌ أبو عبد الله مولى عبد الرحمن بن سَمُرَةَ. ومثلُهُ جَرِيرُ بن عبد الحميد اشتبَهَ عليه عاصمٌ الأحوَلُ بأشعَثَ بنِ سَوَّار، حتى ميَّز له بَهْزُ بنُ أسد أحاديثَ كُلٍّ منهما (5) . وَبَعْدُ: فهذا ما تيسَّر جمعُهُ مِنْ هذه الأسبابِ، وثَمَّةَ أسبابٌ أخرى تتعلَّقُ بالثقاتِ الذين ضُعِّفوا في بعضِ أحوالهم، والعلَّةُ مُتَعَلِّقةٌ بسبب الضَّعْفِ؛ فخرجَتْ - فيما نرى - عن كونها خَفِيَّةً، فلم نفصِّلِ الكلامَ   (1) في "جامع التحصيل" (ص177رقم203) . (2) كما في "الكامل" لابن عدي (4/53) . (3) المرجع السابق. (4) في رواية الدوري لـ"تاريخ ابن معين" (2127) . (5) انظر "شرح العلل" لابن رجب (2/821-822) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 154 فيها. وهذه الأسبابُ هي: خِفَّةُ الضَّبْطِ وكثرةُ الوَهَمِ مع بقاء العدالة. قومٌ ثقاتٌ في أنفسهم، لكن حديثهم عن بعضِ الشيوخِ فيه ضَعْفٌ؛ لِعَدَمِ ضبطهم له. الاختلاط. سُوءُ الحِفْظِ آخِرَ العمر. العَمَى مع عَدَمِ الحفظ. احتراقُ الكُتُبِ أو ضياعُهَا. مَنْ كان لا يَحْفَظُ حديثَهُ، فيُحَدِّثُ من غيرِ كتابِهِ أحيانًا، فَيَهِمُ. عدمُ اصطحابِ الكتابِ أثناءَ الرِّحْلة، فيُحَدِّثُ من حفظه، فَيَهِمُ. السماعُ مِنَ الشيخِ في مكانٍ دون ضَبْط، والسماعُ منه في مكانٍ آخَرَ مع الضبط. مَنْ حَدَّثَ عن أهلِ مِصْرٍ أو إقليمٍ فحفظَ حديثَهُمْ، وحدَّثَ عن غيرهم فلم يَحْفَظْ. مَنْ حَدَّثَ عنه أهلُ مِصْرٍ أو إقليمٍ فحفظوا حديثَهُ، وحدَّث عنه غيرُهُمْ فلم يُقِيمُوا حديثه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 155 من انشغَلَ عن العلمِ بأمرٍ آخَرَ كالقضاء. قِصَرُ صُحْبةِ الشيخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 156 التَّعْرِيفُ بِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ (1) اسمُهُ ونسبُهُ وموطنُهُ: هو الإمامُ ابنُ الإمامِ، حافظُ الرَّيِّ وابنُ حافظها: عبدُالرحمنِ بنُ أبي حاتمٍ محمَّدِ بنِ إدريسَ بنِ المُنْذِرِ بنِ داودَ بنِ مِهْرَانَ، أبو محمَّدٍ التَّمِيمِيُّ الحَنْظَلِيُّ، وقيل: بل الحنظليُّ فقطْ؛ وهي نسبةٌٌ إلى دَرْبِ حنظلة بالرَّيِّ، كان يَسْكُنُهُ والدُهُ (2) . ذكر أبو الفضلِ بنُ طاهر (3) نسبةَ «الحَنْظَلي» فقال: «الحنظليُّ، والحنظليُّ: الأوَّلُ منسوبٌ إلى القبيلةِ، وفيهم كثرة. الثاني منسوبٌ إلى دَرْبِ حَنْظَلَةَ بالري، منهم أبو حاتمٍ محمَّدُ بنُ إدريسَ بنِ المنذر الحنظليُّ، وابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم، ودارُهُ ومسجدُهُ في هذا   (1) انظر ترجمته في: "طبقات الحنابلة" (2/55) ، و"سير السلف الصالحين" (4/1231-1244) ، و"تاريخ دمشق" (35/357-366) ، و"الأربعين" لأبي الحسن علي بن المفضل (ص 349-354) ، و"التقييد" (1/331-333) ، و"التدوين في أخبار قزوين" (3/153-155) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/263) ، و"تاريخ الإسلام" (ص206-209/حوادث 321-330) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/829-832) ، و"العبر" (2/208) ، و"المقصد الأرشد" (2/105-106) ، و"طبقات الشافعية الكبرى" (3/324-328) ، و"الوافي بالوفيات" (18/135-136) ، و"فوات الوفيات" (2/287-288) ، و"البداية والنهاية" (11/191) ، و"النجوم الزاهرة" (3/265) ، و"طبقات الحفاظ" (ص345-346) ، و"طبقات المفسرين" للسيوطي (ص 62-64) ، وللداودي (ص65-66) ، و"شذرات الذهب" (2/208-309) . (2) انظر"تاريخ الإسلام" (ص206/حوادث 321-330) . (3) في "المؤتلف والمختلف" (ص57) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 157 الدَّرْبِ رأيتُهُ ودخلتُهُ. وسمعتُ أبا عليٍّ الشافعيَّ يقول: أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ أحمدَ البَزَّازُ في المسجدِ الحرامِ، حدَّثنا أبو الحسينِ عليُّ بنُ إبراهيمَ الرازيُّ، سمعتُ أبا محمَّد عبد الرحمن ابن أبي حاتم قال: قال أبي: نحنُ مِنْ موالي تميمِ بنِ حَنْظَلَةَ مِنْ غَطَفان. والاعتمادُ على هذا أولى، والله أعلم» . قال ياقوتُ الحَمَوِيُّ (1) متعقِّبًا هذا القولَ بعد أنْ حكاه: «وهذا وَهَمٌ، ولعلَّه أراد: حنظلة بن تَمِيم، وأمَّا غَطَفان فإنه لا شَكَّ في أنه غلَطٌ؛ لأنَّ حنظلة هو: حنظلةُ بنُ مالكِ بنِ زيدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيم، وليس في ولده مَنِ اسمُهُ تَمِيمٌ، ولا في وَلَدِ غَطَفانَ بنِ سعدِ بنِ قيسِ بنِ عَيْلانَ مَنِ اسمُهُ تميمُ بنُ حنظلةَ البَتَّةَ، على ما أجمَعَ عليه النسَّابون؛ إلا حنظلةَ بنَ رَوَاحةَ بنِ ربيعةَ بنِ مازنِ بنِ الحارثِ بنِ قَطِيعةَ بنِ عَنْسِ ابن بَغِيض بن رَيْث بن غَطَفان، وليس له ولَدٌ غيرُ غَطَفان، وليس في ولدِ غَطَفان مَنِ اسمُهُ تميمٌ، والله أعلم» . مولده: قال الخليلُ الحافظُ (2) : «سمعتُ القاسمَ بن عَلْقمةَ يقولُ: سَمِعْتُ ابنَ أبي حاتم يقول: وُلِدتُّ سَنَةَ أربعين ومئتين» .   (1) في "معجم البلدان" (2/311) . (2) هو الخليل بن عبد الله الخليلي صاحب كتاب "الإرشاد"، وقوله هذا رواه الرافعي في "التدوين" (3/155) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 158 نشأتُهُ وطلبُهُ للعِلْمِ وصبرُهُ فيه: كان مِنْ عادةِ سَلَفِ الأمة تربيةُ أبنائهم على تقديمِ القرآنِ والعنايةِ به قَبْلَ العلومِ الأخرى، وهذا ما فعلَهُ أبو حاتمٍ الرازيُّ بابنه عبد الرحمن؛ كما أخبَرَ هو عن نفسِهِ: قال أبو الحسنِ عليُّ بنُ إبراهيم الرازيُّ الخطيبُ - في ترجمةٍ عَمِلَها لابن أبي حاتم (1) -: سمعتُ عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: «لَمْ يَدَعْنِي أبي أَشْتغِلُ بالحديثِ، حتى قرأْتُ القرآنَ على الفَضْلِ بنِ شاذانَ الرازيِّ، ثم كَتَبْتُ الحديثَ» . اهـ. ثم بعد أن فرَغَ عبدُالرحمنِ مِنْ قراءةِ القرآنِ على ابن شاذان، بدأ في طلبِ الحديث، بمعونةِ أبيه وأبي زُرْعة، وكان مِنْ نِعَمِ اللهِ عليه أنْ رزقَهُ بهذَيْنِ الإمامَيْنِ اللَّذيْنِ عُنِيَا به، وسلَكَا به طريقَ الطلب على بصيرةٍ. قال الرافعيُّ القَزْوِينيُّ (2) : وَصَفَ الحافظُ إسماعيلُ بنُ محمد الأصبهانيُّ الإمامَ أبا محمَّد، فقال: «تربَّى بالمذاكراتِ مع أبيه وأبي زُرْعة؛ كانا يَزُقَّانِهِ كما يُزَقُّ الفَرْخُ الصغيرُ (3) ، ويُعْنَيَانِ به، ورحَلَ مع أبيه، فأدرَكَ ثقاتِ الشيوخِ بالحجاز والعراق والثغور، وعرَفَ الصحيحَ   (1) كما في "تاريخ دمشق" (35/360) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/263) . (2) في "التدوين" (3/155) . (3) زَقَّ الطائرُ فرخَه يَزُقُّه زَقًّا: أطعمه. "القاموس المحيط" (3/241) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 159 من السقيم، ثم كانتِ الرحلةُ الثانيةُ بنفسِهِ بعد تمكُّنِ معرفتِهِ» . وروى الحافظُ ابنُ عساكر (1) نحوَ هذه العبارة مِنْ طريقِ أبي الحَسَن عليِّ بن إبراهيم الرازيِّ الخطيبِ؛ قال: سمعتُ أبا بكرٍ محمَّدَ ابنَ عبد اللهِ البغداديَّ بمكة يقول: «كان مِنْ مِنَّةِ الله على عبد الرحمن أنه وُلِدَ بين قَمَاطِرِ (2) العلمِ والرواياتِ، وتَرَبَّى بالمذاكراتِ مع أبيه وأبي زُرْعة، فكانا يَزُقَّانِهِ كما يُزَقُّ الفَرْخُ الصغير، ويُعْنَيَانِ به، فاجتمَعَ له مع جوهر نفسه: كثرةُ عنايتهما، ثم تَمَّتِ النعمةُ بِرِحْلته مع أبيه، فأدرَكَ الإسنادَ وثقاتِ الشيوخِ بالحجاز والعراق والشام والثغور، وسُمِعَ بانتخابِهِ حين عرَفَ الصحيح من السقيم، فترعْرَعَ في ذلك، ثم كانت رحلتُهُ الثانيةُ بنفسه بعد تمكُّنِ معرفته، يُعْرَفُ له ذلك، وتقدَّمَ بحُسْنِ فهمِهِ وديانتِهِ وقديمِ سلفه» . وكان أبوه حريصًا على تربيتِهِ وتوجيهِهِ واصطحابِهِ معه في الرحلةِ في طلبِ الحديث، وكان عبد الرحمن خيرَ مثالٍ لطاعةِ الوالدِ والأَخْذِ بتوجيهه. قال أحمدُ بنُ يعقوبَ الرازيُّ (3) : سمعتُ عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ الرازيَّ يقول: «كنتُ مع أبي في الشامِ في الرِّحْلة، فدخلْنَا مدينةً، فرأيتُ رجلاً واقفًا على الطريقِ يَلْعَبُ بِحَيَّةٍ ويقول: مَنْ يَهَبُ   (1) في "تاريخ دمشق" (35/360) . (2) جمع "قِمَطْر"، وهو ما تصان فيه الكتب. "المصباح المنير" (2/516) . (3) كما في "تاريخ دمشق" (35/364) ، و"معجم البلدان" (3/120) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 160 لي دِرْهَمًا حتى أَبْلَعَ هذه الحيةَ؟ فالتفَتَ إليَّ أبي، وقال: يا بُنَيَّ، احفظْ دراهمَكَ؛ فمِنْ أجلها تُبْلَعُ الحَيَّاتُ!» . وسيأتي كيف أنه أجهَدَ نفسَهُ في السماعِ في إحدى رحلاتِهِ لِيَلْحَقَ وَعْدَ أبيه لا يُخْلِفه؛ لأنَّ أباه أَذِنَ له في الرِّحْلة بنفسه إلى وقت حدَّده. وكان عبد الرحمن يرافقُ أباه في الرِّحْلة، ويكتُبُ الحديثَ عن الشيوخ؛ ولذا نجده كثيرًا ما يقولُ في بعضِ التراجم: «كتبتُ عنه مع أبي» (1) . حرصُهُ على الطَّلَبِ، وجِدُّهُ فيه: ظهرَتْ نَجَابةُ عبد الرحمن في إدراكِهِ شَرَفَ الوقت، وقيمةَ الزمن، فبلَغَ من الحِرْص على استغلالِ ساعات العمر - مِنْ أبيه وغيرِهِ من مشايخه - مبلغًا يُثِيرُ الدَّهْشة، وتَحَارُ له العقول، فلم يكنْ يضيِّع وقتَ الأكل، أو المشي، أو دخولِ البيت لحاجةٍ طارئة، حتى وَقْت قضاء الحاجة كان يُحْسِنُ استغلالَهُ، بل ساعاتُ المَرَض، ودُنُوِّ الوفاة، واشتدادِ الكَرْب! وفيما يلي ذِكْرٌ لبعض ما كان يجري له في ذلك: فقد روى ابن عساكر (2) من طريق أبي الحَسَنِ عليِّ بن إبراهيم الرازي؛ قال: سمعتُ أحمدَ بن علي الرَّقَّام يقول: سمعتُ الحسَنَ بنَ   (1) انظر على سبيل المثال "الجرح والتعديل" (2/41 رقم 9) ، و (3/36 رقم 153) ، و (4/110 رقم 484) ، و (5/10 رقم 46) ، و (6/116 رقم 624) ، و (7/70 رقم 397) ، و (8/5 رقم 19) ، و (9/134 رقم 567) . (2) "تاريخ دمشق" (52/11) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 161 الحسين الدَّرَسْتِيني يقول: سمعتُ أبا حاتم يقول: قال لي أبو زُرْعة: ما رأيتُ أحرَصَ على طلبِ الحديثِ منك يا أبا حاتم! فقلتُ: إنَّ عبد الرحمن لحريصٌ، فقال: مَنْ أشبَهَ أباه فما ظَلَم! قال الرَّقَّام: سألتُ عبد الرحمن عن اتفاقِ كَثْرة السماعِ له، وسؤالاتِهِ من أبيه؟ فقال: ربَّما كان يأكُلُ وأقرَأُ عليه، ويمشي وأقرَأُ عليه، ويدخُلُ الخلاءَ وأقرَأُ عليه، ويدخُلُ البيتَ في طلب شيءٍ وأقرَأُ عليه. قال علي بن إبراهيم: وبَلَغني أنه كان يَسْأَلُ أباه أبا حاتم في مرضِهِ الذي تُوُفِّيَ فيه عن أشياءَ من عِلْمِ الحديث وغيره، إلى وقتِ ذَهَابِ لسانه، فكان يُشِيرُ إليه بِطَرْفِهِ: نعم، و: لا. وكان حِرْصُهُ على وقتِهِ يدفعُهُ أحيانًا إلى تركِ لذيذِ الطعام، والاكتفاءِ بما يُقِيمُ صلبه؛ كما أخبَرَ هو عن نفسه: قال أبو الحسن عليُّ بن إبراهيم الرازيُّ الخطيبُ في ترجمته لعبد الرحمن بن أبي حاتم (1) : وسمعتُ عليَّ بن أحمَدَ الخُوَارَزْمِيَّ يقول: سمعتُ عبد الرحمن يقول: «كنا بِمِصْرَ سبعةَ أشهُرٍ لم نأكُلْ فيها مَرَقَةً، نهارَنَا ندورُ على الشيوخِ، وبالليلِ نَنْسَخُ ونُقَابِلُ، فأتينا يومًا - أنا ورفيقٌ لي - شيخًا، فقالوا: هو عَلِيلٌ، فرأينا في طريقنا سَمَكًا   (1) كما في "تذكرة الحفاظ" (3/830) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/266) بتصرف يسير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 162 أعجَبَنَا، فاشتريناه، فلمَّا صِرْنَا إلى البيتِ حضَرَ وقتُ مجلسِ بعضِ الشيوخ، ولم يُمْكِنَّا إصلاحُهُ، فمضينا إلى المَجْلِسِ فلم يَزَلِ السَّمَكُ ثلاثةَ أيامٍ وكاد أن يتغيَّر، فأكلناه نِيْئًا لم نتفرَّغْ نشويه» ، ثم قال: «لا يُستطاعُ العِلْمُ براحةِ الجَسَد!» . وكان يسمعُ من الشيوخِ ويكتُبُ عنهم في أماكنَ شتَّى، حتى في الطريق؛ فقد قال أبو نُعَيْم (1) : «حدَّثنا عبد الرحمن بن محمَّد بن حَمْدان؛ ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم؛ ثنا أبو بِشْرٍ أحمدُ بنُ حَمَّاد الدُّولاَبِيُّ في طريقِ مِصْر؛ ثنا أبو بكر بن إدريس وَرَّاقُ الحُمَيْدي ... » ، ثم ذكَرَ قولاً للإمامِ الشافعيِّ. ويقولُ عبد الرحمن في ترجمتِهِ لمحمَّد بن حَمَّاد الطِّهْراني (2) : «سمعتُ منه مع أبي بالرَّيِّ، وببغدادَ، وإِسْكَنْدرية، وهو صدوقٌ ثقةٌ» . وبلَغَ مِنْ حِرْصِ عبد الرحمن أيضًا أنه كان إذا سَمِعَ بالشيخِ كتَبَ حديثَهُ قبل أن يأتيه، ثم يَسْمَعُهُ منه، وقد لا يتمكَّنُ من السماعِ منه؛ كما نصَّ على ذلك مرارًا؛ ومِنْ ذلك قوله في ترجمة محمد بن خُشَيْش الجُعْفي (3) : «كَتَبْنا فوائدَه في سنة ست وخمسين ومئتين لنسمعَ مِنْهُ، فَلَمْ يُقْضَ لنا السماعُ منه، وهو صدوق» .   (1) في "حلية الأولياء" (9/73و76) . (2) في "الجرح والتعديل" (7/240) . (3) "الجرح والتعديل" (7/248 رقم 1363) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 163 وكان أهلُ العِلْمِ يَعْرِفون لعبد الرحمن حِرْصَهُ وفَضْله ومكانته، فكانوا يُكاتبونه بمرويَّاتهم وأخبارهم؛ فهذا الحافظُ الثقةُ أبو الحسين أحمدُ بن سليمان الرُّهَاويُّ قد أجاز لعبد الرحمن بن أبي حاتم أحاديثَ كَتَبَ بها إليه (1) ، ومِثْلُ هذا كثيرٌ في تراجمِ شيوخِهِ. رِحْلاَتُهُ: من الواضحِ أنَّ عبد الرحمنِ قد تأثَّر بأبيه وبالجَوِّ السائدِ في عصرهم؛ من الاهتمامِ بأمرِ الرِّحْلة في الحديث؛ لطلبِ عُلُوِّ الإسناد، وليجمَعَ الْمُحَدِّثُ ما ليس عنده مِنَ الحديث. وكانوا يَعُدُّون الرِّحْلةَ في هذا السبيلِ دِينًا يتديَّنون به، ويَذُمُّونَ مَنْ لا يَعْبَأُ به. قال عبد الله ابنُ الإمامِ أحمد بن حنبل: سمعتُ أبي يقول: «طلَبُ عُلُوِّ الإسنادِ من الدين» (2) . وقال أيضًا: سألتُ أبي _ح عمَّن طلَبَ العِلْمَ: تَرَى له أنْ يَلْزَمَ رجلاً عنده عِلْمٌ فيكتبَ عنه؟ أو ترى أنْ يَرْحَلَ إلى المواضعِ التي فيها العلم فيَسْمَعَ منهم؟ قال: «يَرْحَلُ؛ يكتبُ عن الكوفيين، والبصريين، وأهل المدينة، ومكة والشام؛ يُشَامُّ الناسَ (3) ، يَسْمَعُ منهم» (4) .   (1) كما في "تذكرة الحفاظ" (2/559) . (2) "الرحلة في طلب الحديث" للخطيب البغدادي (ص89) . (3) أي: ينظر ما عندهم، ويدنو ويقرب منهم. "القاموس المحيط" (4/ 137) . (4) "مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله" (ص439) ، و"الرحلة في طلب الحديث" (ص88) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 164 وقال جعفر الطَّيَالسي: سمعتُ يَحْيَى بنَ مَعِين يَقُولُ: «أربعةٌ لا تُؤْنِسُ منهم رُشْدًا: حارسُ الدَّرْبِ، ومنادي القاضي، وابنُ المحدِّثِ، ورجلٌ يَكْتُبُ في بلده ولا يَرْحَلُ في طلب الحديث» (1) . وقد اختصَرَ الذهبيُّ _ح حالَ عبد الرحمن في الرِّحْلةِ بقوله (2) : «هو الإمامُ ابنُ الإمام، حافظُ الرَّيِّ وابنُ حافظها، رحَلَ مع أبيه صغيرًا، وبنفسه كبيرًا، وسمع أباه وابن وَارَةَ وأبا زُرْعة ... وخَلْقًا كثيرًا بالحجاز والشام ومِصْرَ والعراقِ والجبال (3) والجزيرة» . ويحكي لنا عبد الرحمن أنه كان يرافقُ أباه في الرحلةِ، فيقول: «أخرجني أبي- يعني: رحَلَ بي - سنةَ خمسٍ وخمسين ومئتين، وما احتلَمْتُ بعدُ» (4) . وتقدَّم نَقْلُ قولِ الحافظِ إسماعيلَ بنِ محمَّد الأصبهانيِّ وقولِ أبي بَكْر محمدِ بن عبد الله البغداديِّ: « ... ثم تمَّتِ النعمةُ بِرِحْلته مع أبيه، فأدرَكَ الإسنادَ وثقاتِ الشيوخ بالحجاز والعراق والشام والثغور ... ثم كانتْ رحلتُهُ الثانيةُ بِنَفْسه بعد تمكُّنِ معرفته» .   (1) "الرحلة في طلب الحديث" (ص89) . (2) في "تاريخ الإسلام" (ص207/ حوادث 321-330) . (3) الجبال - جمع جبل-: اسم علم لما بين أصبهان إلى زَنْجان، وقَزْوِين، وهَمَذَان، والدِّينَوَر، وقِرْمِيسِين، والرَّيّ، وما بين ذلك من البلاد الجليلة والكُور العظيمة. وذكر ياقوت أن تسمية العجم لهذه المنطقة بـ"العراق" غلط. "معجم البلدان" (2/99) . (4) "تاريخ دمشق" (35/360) ، و"التدوين" (3/154) ، و"تاريخ الإسلام" (ص208/حوادث 321-330) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/830) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/263) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 165 وأرشدَنَا تاريخُ سماعه مِنْ شيوخه إلى أنَّ أوَّلَ رحلةٍ له كانتْ سنة أربعٍ وخمسين ومئتين؛ ففي "الجرح والتعديل" (1) ترجَمَ ابنُ أبي حاتم لأحد شيوخه، فقال: «محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الثَّلْج البغداديُّ ... كتبتُ عنه مع أبي - وهو صدوقٌ - في سنة أربع وخمسين ومئتين» . والأصلُ في مِثْلِ هذه الحال: أن يكونَ السماعُ في بلد الشيخ؛ فيكونُ عبد الرحمن ارتحَلَ مع أبيه إلى بغداد، إلا أنْ يكونَ ابنُ أبي الثَّلْجِ هو الذي ارتحَلَ إلى الرَّيِّ حيث يُقِيمُ أبو حاتم، وهذا يحتاجُ إلى دليلٍ. وقد أدرَكَ عبد الرحمن أهميةَ الرِّحْلة؛ فرَغِبَ في الرحلة بنفسه، وجرى له في ذلك ما حدَّثنا هو عن نفسه؛ قال تلميذُه عليُّ بن إبراهيم الرازيُّ الخطيب (2) : وسمعتُ عبد الرحمن يومًا يقول: «لا يُستطاعُ العِلْمُ براحة الجسم!» . وتقدَّمَتْ قصةُ انشغالِهِ هو ورفيقُهُ الخراسانيُّ عن الطعام مدةً؛ بسببِ حضورهم مجالسَ سماعِ العِلْم؛ قال عليُّ بن إبراهيم بعد ذِكْرِ القصة: «وكان هذا في الرحلة الثانية (3) ؛ وذلك أنه استأذن أباه وتشفَّعَ   (1) (7/294) . (2) كما في "تاريخ دمشق" (35 /361-362) . (3) يعني: رحلته في سنة اثنتين وستين ومئتين، وهي أول رحلة رحلها بنفسه؛ كما هو واضح من سياق كلامه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 166 إليه بأبي زُرْعة أن يأذنَ له في الرِّحْلة، فلم يَأْذَنْ له حتى أَلَحَّ عليه، ولم يكنْ لأبي حاتم في هذا الوقتِ وَلَدٌ إلا عبد الرحمن، وكان له أولادٌ قبله، فماتوا، فلم تَطِبْ نفسُهُ أن يَأْذَنَ له، ثم أَذِنَ له، وشرَطَ عليه إلى وقتِ كذا، وينصرِفُ إليه في وقتِ كذا. فرحَلَ ودخَلَ مصر ومشايخُ مِصْرَ متوافرون. قال: وعندي أنه كان في اثنتين وستين مثلُ يونسَ بنِ عبد الأعلى، وبَحْرِ بن نَصْر، وابنِ عبد الحكم، والمُزَنِيِّ، والربيعِ، وغيرِهم، ومشايخُ إسكندرية: محمد بن عبد الله ابن ميمون وغيرهم، فأجهَدَ نفسَهُ في السماعِ ليلحقَ وَعْدَ أبيه لا يخلفُهُ، فرُزِقَ السماعَ الكثيرَ، مِثْلُ كُتُبِ ابن وَهْب بأسرها، وكُتُبِ الشافعيِّ _ح، وحديثِ سائر الشيوخ وفوائدهم، ثم خَرَجَ من مصر» . وقال علي بن إبراهيم أيضًا: سمعتُ أبا بكر المُفِيدَ البغداديَّ يقول: «لقد اتفَقَ لعبد الرحمن في رِحْلته من السماع في مدةٍ يسيرةٍ ما يَعْجِزُ عن جمعِه غيرُهُ أن يَكْتُبَ في سنين، ودخَلَ بيروتَ والسواحلَ ودمشقَ والثغورَ» (1) . عَدَدُ حَجَّاته ورِحْلاتِهِ: كانتْ له حَجَّتان: الأولى: مع أبيه سنةَ خَمْسٍ وخمسين ومئتين، وهي التي وصَفَ عبد الرحمن ما جرَى له فيها بقوله: «أخرجني أبي - يعني: رحَلَ بي -   (1) "تاريخ دمشق" (35/362) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 167 سنةَ خمسٍ وخمسين ومئتين، وما احتلَمْتُ بعدُ، فلمَّا أنْ بَلَغْنَا الليلةَ التي خَرَجْنَا فيها مِنَ المدينةِ نريدُ ذا الحُلَيْفة، احتلَمْتُ، فحكَيْتُ لأبي، فَسُرَّ بذلك، وقال: الحمدُ للهِ؛ حيثُ أدركْتَ حَجَّةَ الإسلامِ!» (1) . وحَجَّته الثانية: مع محمَّد بن حَمَّاد الطِّهْراني في سنة سِتِّين ومئتين. وكان له ثلاثُ رِحْلات: الأولى: رِحْلتُهُ مع أبيه، سنةَ خَمْسٍ وخمسين ومئتين والسنةِ التي بعدها، وهي التي حَجَّ فيها حَجَّتَهُ الأولى. ولعلَّ بدايةَ رِحْلته هذه كانتْ في سنة أربع وخمسين ومئتين؛ حين سَمِعَ من محمَّد بن عبد الله بن إسماعيل بن أبي الثَّلْج البغدادي - كما تقدَّم - ثم استمرَّتْ به الرحلةُ إلى التاريخِ المذكور هنا. والرحلة الثانية: بِنَفْسه، إلى مصر ونواحيها، والشامِ ونواحيها؛ في سنة اثنتين وستين. والرحلةُ الثالثة: بنفسه أيضًا، إلى أَصْبَهان؛ إلى يونس بن حَبِيب، وأُسَيْد بن عاصم، وغيرهما، سنة أربع وستين (2) . ويبدو أنَّ رحلتَهُ الأولى مع أبيه هي أَشْهَرُ رحلاتِهِ.   (1) "تاريخ دمشق" (35/360) ، و"التدوين" (3/154) ، و"تاريخ الإسلام" (ص208/حوادث 321-330) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/830) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/263) . (2) "تاريخ دمشق" (35/362) ، و"تاريخ الإسلام" (ص208/ حوادث 321-330) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 168 وكانت الرحلةُ الواحدةُ تَشْمَلُ عدةَ مدنٍ وقُرًى، كما كانت مدةُ إقامته تطولُ أحيانًا في بعضِ هذه المدن التي رحَلَ إليها؛ ومما يَدُلُّ على ذلك: قوله في ترجمة يونسَ بنِ عبد الأعلى الصَّدَفِيِّ المِصْريِّ (1) : « ... روى عنه أبي وأبو زُرْعة، وكتبْتُ عنه، وأقمْتُ عليه سبعةَ أشهرٍ» . البلدان التي رحَلَ إليها: تقدَّم ذِكْرُ الأقاليمِ التي رحَلَ إليها ابنُ أبي حاتم، وهي: الحجازُ، والشام، ومِصْر، والعراق، والجبال، والجزيرة، والسواحل، والثُّغُور. وقد سَمِعَ في عددٍ مِنْ مدن هذه الأقاليمِ وغيرها: فمنها: مَكَّةُ، والمدينةُ؛ كما يتضحُ من النصِّ السابقِ في ذِكْرِ حَجَّته الأولى. ومنها: بَغْدَادُ (2) ، ووَاسِطٌ (3) ، والكُوفةُ (4) ، وحِمْصٌ (5) ، والإِسْكَنْدَريةُ (6) ، وأَصْبَهَانُ (7) ، ووَهْبَنُ (8) ، والسُّرُّ (9) ، وحَدِيثةُ   (1) في "الجرح والتعديل" (9/243 رقم1022) . (2) "الجرح والتعديل" (2/144 رقم472) . (3) "الجرح والتعديل" (8/5 رقم19) . (4) "الجرح والتعديل" (7/220 رقم1217) (5) "الجرح والتعديل" (4/130 رقم567) . (6) "الجرح والتعديل" (7/304 رقم1651) . (7) "الجرح والتعديل" (8/481 رقم2201) ، وانظر: "معجم البلدان" (1/206) ، و"تهذيب الأسماء واللغات" (3/17) . (8) وَهْبَنُ- بفتح أوله وسكون ثانيه وباء موحدة ونون-: عَلَمٌ مُرْتَجَلٌ. وهي من ناحية القَرْج بالري. "معجم البلدان" (5/385) ، و"الأنساب" (4/468) . وقد ذكرها ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/232 رقم 1045) . (9) "الجرح والتعديل" (9/219 رقم 912) ، وانظر: "معجم البلدان" (3/211) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 169 المَوْصِلِ (1) ، والرَّمْلةُ (2) ، وأَيْلَةُ (3) ، وسَامَرَّاءُ (4) ، وقِرْمَاسِينُ (5) ، وقَزْوِينُ (6) ، وهَمَذَانُ (7) ، والنَّهْرَوَانُ (8) ، وأَطْرَابُلُسُ (9) ، وطَبَرِيَّةُ (10) ، وبَيْتُ المَقْدِسِ (11) ، وغَزَّةُ (12) ، ودِمَشقُ (13) ، وبَيْرُوتُ (14) ، وحُلْوانُ   (1) "الجرح والتعديل" (9/310 رقم1339) ، وانظر: "معجم البلدان" (2/231-232) ، و"الأنساب" (2/188) . (2) "الجرح والتعديل" (2/241 رقم856) ، وانظر: "معجم البلدان" (3/69) . (3) "الجرح والتعديل" (3/361 رقم 1636) ، وانظر: "معجم البلدان" (1/292) . (4) "الجرح والتعديل" (2/74 رقم147) ، وانظر: "معجم البلدان" (3/173) . (5) ذكرها في "الجرح والتعديل" (8/480 رقم2200) : «قِرْمَاسين» . ووقع في "تهذيب الكمال" (29/390) نقلاً عن ابن أبي حاتم: «قِرْمِيسين» . وقد ذكر أبو عبيد البكري: «قِرْمِيسين» في "معجم ما استعجم" (ص1067) ، قال: وهو بَلَدٌ جليل من كُورِ الجبل..وذكَرَ محقِّقُهُ أن بِطُرَّةِ إحدى النسخ: «ويقال أيضًا: قِرْماسان» . وذكر ياقوت في "معجم البلدان" (4/330) : «قِرْمِيسِين» ، وقال: بلد معروف بينه وبين همذان ثلاثون فرسخًا قرب الدينور. وذكر قبلها: «قِرْمَاسين» ، ثم قال: «أظنه في طريق مكة، وليستْ قرميسين التي قرب همذان» . (6) "الجرح والتعديل" (7/153 رقم853) ، وانظر: "معجم البلدان" (4/342) . (7) "الجرح والتعديل" (9/97 رقم402) ، وانظر: "معجم البلدان" (5/412) ، و"المصباح المنير" (2/640) . (8) "الجرح والتعديل (6/276 رقم1531) ، وانظر: "معجم ما استعجم" (ص1336) ، و"معجم البلدان (5/325) . (9) "الجرح والتعديل" (3/390 رقم1788) . وانظر: "معجم البلدان" (1/216) . (10) "الجرح والتعديل" (4/396 رقم1732) . وانظر: "معجم البلدان" (4/17) . (11) "الجرح والتعديل" (9/106 رقم449) . (12) "التقييد" لابن نقطة (1/331) . (13) "الجرح والتعديل" (8/116 رقم519) . (14) "تاريخ دمشق" (35/362) ، نقلاً عن أبي بكر المفيد البغدادي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 170 (1) ، والفَرَمَا (2) ، وجَرْجَرَايَا (3) .   (1) "الجرح والتعديل" (2/178رقم603) ، وانظر: "معجم البلدان" (2/290) . (2) "الجرح والتعديل" (9/181 رقم 748) ، وانظر: "معجم البلدان" (4/256) . (3) "الجرح والتعديل" (7/211 رقم 1171) ، وانظر: "معجم البلدان" (2/123) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 171 شُيُوخُهُ: استطاع عبدُالرحمنِ بنُ أبي حاتم - مِنْ خلالِ هذه الجَوْلاتِ التي شَمِلَتِ العديدَ مِنَ المُدُنِ والأقاليمِ التي تقدَّم ذِكْرُ بعضها - أن يَظْفَرَ بِلُقِيِّ كثيرٍ من الشيوخ غيرِ أبيه وأبي زُرْعة، وكان في مقدورِهِ أن يَسْمَعَ مِنْ عددٍ أكثَرَ من هذا بكثيرٍ، لكنْ كان يَحْجِزُهُ الانتقاءُ؛ فهو لا يَرْغَبُ في السماعِ مِنْ مجروحٍ؛ أُسوةً بأبيه وأبي زُرْعة كما سيأتي. وفيما يلي قائمةٌ بأسماءِ بعضِ هؤلاء الشيوخِ ممَّن وقفنا عليهم في مُخْتَلِفِ المصادر، وقد استبعدنا مَنْ رأيناهم ذُكِرُوا من شيوخِهِ على سبيل الوَهَمِ. وهم مُرتَّبون على حروفِ المُعْجَمِ، مع الإشارةِ للمصادر التي ذُكِرَ فيها اسْمُ ذلك الشيخ، وهم: إبراهيم بن إدريس بن المُنْذِرِ الحَنْظَلِيُّ الرازيُّ (1) ، (وهو عم المصنِّف) . إبراهيمُ بن حَمْزة، أبو إسحاق الرَّمْلي (2) . إبراهيم بن خالد الرازي (3) . إبراهيمُ بن راشد الأَدَمي   (1) "الجرح والتعديل" (2/88) ، و"أخبار أصبهان" (1/229) . (2) "التعديل والتجريح" (1/346) . (3) "تاريخ بغداد" (9/31) ، و"تاريخ دمشق" (5/271) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 172 (1) . إبراهيم بن عبد الله بن محمَّد بن أبي شَيْبة، أبو شَيْبة الكُوفي (2) . إبراهيم بن عَتِيق بن حَبِيب، أبو إسحاق العَبْسي، ويقال: السُّلَمي مولاهم (3) . إبراهيم بن مالك البَزَّاز، أبو إسحاق البغدادي (4) . إبراهيم بن محمد بن الدِّهْقان، أبو إسحاق البغدادي (5) . إبراهيم بن مرزوق البَصْري، أبو إسحاق نزيل مِصْر (6) . إبراهيم بن مسعود الهَمَذَاني (7) . إبراهيم بن هانئ، أبو إسحاق، الزَّاهِدُ النَّيْسابوري الأَرْغِياني (8) . إبراهيمُ بن الوليد بن سَلَمة الأَزْدي الطَّبَراني (9) . إبراهيم بن يوسف   (1) "الجرح والتعديل" (2/99) . (2) "الجرح والتعديل" (2/110) . (3) "الجرح والتعديل" (2/122) ، و"تاريخ دمشق" (7/49، 50) ، و"التدوين" (4/201) . (4) "الجرح والتعديل" (2/140) ، و"تاريخ بغداد" (6/186) . (5) "الجرح والتعديل" (2/129) . (6) "الجرح والتعديل" (2/137) ، و"التدوين" (3/109) . (7) "الجرح والتعديل" (2/140) ، و"الإرشاد" للخليلي (2/635- 636 رقم 377) . (8) "الجرح والتعديل" (2/144) ، و"تاريخ دمشق" (7/253) ، و"تاريخ الإسلام" (ص62/ حوادث 261-280) . (9) "التدوين" (1/4) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 173 (1) . أحمد بن إبراهيم (2) . أحمدُ بنُ إسحاق بن صالح بن عَطَاء الوَزَّان، أبو بكر الواسطي (3) . أحمد بن أَصْرَمَ بن خُزَيْمة، أبو العباس المُغَفَّلِيُّ المُزَنِيُّ البَصْري (4) . أحمد بن الحَسَنِ التِّرْمِذي (5) . أحمد بن الحُسَيْن بن عَبَّاد النَّسَائي، البغدادي، السِّمْسَار، لَقَبُهُ: بَيَان (6) . أحمد بن زُهَيْر بن حَرْب، أبو بكر بن أبي خَيْثَمة (7) . أحمد بن سعيد بن يعقوب، أبو العَبَّاس الكِنْدي الحِمْصي (8) . أحمد بن سَلَمة بن عبد الله النَّيْسَابوري (9) .   (1) "تاريخ دمشق" (51/354) . (2) "الجرح والتعديل" (9/51) ، و"اللآلئ المصنوعة" (1/115) . (3) "الجرح والتعديل" (2/41) ، و"التعديل والتجريح" (1/313) ، و"تاريخ الإسلام" (ص50/ حوادث 281-290) . (4) "الجرح والتعديل" (2/42) ، و"درء تعارض العقل والنقل" (7/244) ، و"تاريخ الإسلام" (ص52/حوادث 281-290) . (5) "الجرح والتعديل" (2/47) . (6) "الجرح والتعديل" (2/48 رقم 36) ، و"تاريخ بغداد" (4/94) ، و"تاريخ الإسلام" (19/41/ حوادث 251- 260) . (7) "التعديل والتجريح" (1/317) ، و"تاريخ دمشق" (36/171) ، و (46/94) . (8) "تاريخ الإسلام" (ص44/ حوادث 251- 260) . (9) "الجرح والتعديل" (2/54) ، و"اعتقاد أهل السنة" (3/532) ، و"الحلية" (9/143) ، و"تاريخ بغداد" (4/417) ، و"التعديل والتجريح" (2/508) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 174 أحمد بن سليمان بن عبد المَلِك، أبو الحُسَيْن الرُّهَاوي الحافظ (1) . أحمد بن سِنَان، أبو جعفر القَطَّان الواسطي (2) . أحمد بن سَهْل، أبو حامد الإِسْفَراييني (3) . أحمد بن شَيْبان الرَّمْلي، أبو عبد المؤمن (4) . أحمد بن عبد الجَبَّار العُطَارِدي الكُوفي (5) . أحمد بن عبد الرحمن بن وَهْب، أبو عُبَيْدالله المِصْريُّ، ابن أخي عبد الله بن وَهْب (6) . أحمد بن عبد الرحيم بن البَرْقي، أبو بكر المِصْري (7) . أحمد بن عبد الكريم، أبو عبد الله القُوْمَسِيُّ، المعروف بالطُّوسي (8) . أحمد بن عبد الواحد بن سليمان، أبو جعفر الرَّمْلي (9) .   (1) "تاريخ دمشق" (64/141) . و"سير أعلام النبلاء" (12/475) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/559) . (2) "الجامع لأخلاق الراوي" (2/43) ، و"تاريخ دمشق" (64/198) . (3) "الجرح والتعديل" (2/54) . (4) "الأنساب" (3/92) . (5) "الجرح والتعديل" (2/62) . (6) "الكامل في الضعفاء" (1/185) ، و"اعتقاد أهل السنة" (3/517) ، "التدوين" (2/374) . (7) "الجرح والتعديل" (2/61) . (8) "الجرح والتعديل" (2/61) . (9) "الجرح والتعديل" (2/61) ، و"الأنساب" (3/92) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 175 أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدي (1) . أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن النَّسَائي (2) . أحمد بن عِصَام بن عبد المَجِيد بن كَثِير ابن أبي عَمْرة الأَصْبَهانيُّ، أبو يحيى الأنصاري (3) . أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عاصم النَّبِيل (4) . أحمد بن عُمَيْر، أبو بَكْرٍ الطَّبَري (5) . أحمد بن الفَرَجِ بن سُلَيْمان، أبو عُتْبة الحِمْصي، المعروفُ بالحجازي الكِنْدي المؤذِّن (6) . أحمد بن الفَضْل بن عُبَيْدالله، أبو جعفر العَسْقَلاني   (1) "الجرح والتعديل" (2/63) ، و"تاريخ دمشق" (35/23) . (2) "الجرح والتعديل" (2/63) ، و"الأنساب" (5/485) ، و"تاريخ الإسلام" (ص71/ حوادث 281- 290) . (3) "الجرح والتعديل" (2/66) ، و"طبقات المحدثين" (2/23) ، و"غوامض الأسماء المبهمة" (2/790) ، و"تاريخ الإسلام" (ص266/ حوادث 261- 280) ، و"تغليق التعليق" (4/229) . (4) "الجرح والتعديل" (2/67) ، "تاريخ دمشق" (5/104) ، و (51/355) . (5) "الجرح والتعديل" (2/65) ، و"تصحيفات المحدثين" (1/11) ، و"أخبار المصحفين" (ص39) ، و"الحلية" (6/383) ، و"الجامع لأخلاق الراوي" (2/201) ، و"التعديل والتجريح" (2/573) . (6) "الجرح والتعديل" (2/67) ، و"أخلاق النبي وآدابه" (3/423) ، و"الأنساب" (2/176) ، و"تاريخ دمشق" (5/160) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/584) ، و"تاريخ الإسلام" (ص269/ حوادث 261- 280) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 176 الصايغ (1) . أحمد بن القاسم بن عَطِيَّة، أبو بكر الرازي البَزَّاز الحافظ (2) . أحمد بن محمد بن أنس، أبو العباس ابن القُرْبَيْطِيِّ، البغداديُّ الحافظ (3) . أحمد بن محمد بن أيوب الواسطي، المعروفُ بِبُلْبُلٍ (4) . أحمد بن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْر المُقَدَّمِيّ البَصْريّ، أبو عثمان نزيلُ الحَرَمِ (5) . أحمد بن محمد بن الحَجَّاج بن رِشْدِين المِصْري (6) . أحمد بن محمد بن الزُّبَيْر، أبو علي الأَطْرَابُلُسِيُّ، المعروفُ بابن شُقَيْرٍ (7) .   (1) "الجرح والتعديل" (2/67) ، و"أخبار أصبهان" (2/269) ، و"تاريخ دمشق" (5/166) . (2) "الجرح والتعديل" (5/172) ، و"العظمة" (3/1023) ، و"أخلاق النبي وآدابه" (3/136) ، و"تاريخ دمشق" (5/172، 275) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/53) ، و"تاريخ الإسلام" (ص52/ حوادث 261- 280) ، و"البداية والنهاية" (1/292) . (3) "الجرح والتعديل" (2/74) ، و"تاريخ الإسلام" (ص57/حوادث 251- 260) ، و (ص273/حوادث 261- 280) . (4) "الجرح والتعديل" (2/71) . (5) "الجرح والتعديل" (2/74) ، و"تاريخ الإسلام" (ص57/ حوادث 251- 260) ، و (ص54/ حوادث 261- 280) . (6) "الجرح والتعديل" (2/75) . (7) "الجرح والتعديل" (2/73) ، و"تاريخ دمشق" (5/348) ، و"التدوين" (3/355) ، و"تاريخ الإسلام" (ص144/ حوادث 241-250) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 177 أحمد بن محمد بن ساكن، أبو عبد الله الزَّنْجَاني الفقيه (1) . أحمد بن محمد بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ القُرَشِيُّ، أبو عبد الله، ويُعْرَفُ بِالتُّبَّعِيِّ (2) . أحمد بن محمد بن أبي سَلْمٍ، أبو الحُسَيْنِ الرازي (3) . أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّار، أبو حُمَيْد الحِمْصيُّ العَوْهِيّ (4) . أحمد بن محمد بن عاصم، أبو العباس الرَّازي (5) . أحمد بن محمد بن عُثْمان، أبو عمرو الدِّمَشْقي (6) . أحمد بن محمد بن مسلم (7) . أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد، أبو سعيد القَطَّان (8) .   (1) "تاريخ الإسلام" (ص76/ حوادث 291- 300) . (2) "الجرح والتعديل" (2/72) ، و"تاريخ بغداد" (5/12) . (3) "الجرح والتعديل" (2/75) ، و" التدوين" (2/237) . (4) "الجرح والتعديل" (2/72) ، و"الأنساب" (4/260) ، و"المنتظم" (6/167) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (2/365) . (5) "الجرح والتعديل" (2/75) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/375) ، و"تاريخ الإسلام" (ص281/ حوادث 261- 280) . (6) "الجرح والتعديل" (2/72) ، و"اعتقاد أهل السنة" (2/221) و"تاريخ دمشق" (5/407) . (7) "العلو للعلي الغفار" (ص 152) . (8) "الجرح والتعديل" (2/74) ، و"طبقات المحدثين" (1/356) ، و"أخبار أصبهان" (2/309، 311) ، و"تاريخ بغداد" (5/117) ، و"مشيخة أبي طاهر" (ص309) ، و"تاريخ دمشق" (45/18) ، (63/110) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 178 أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم بن أبي الخَنَاجِرِ، أبو عليٍّ الأنصاريُّ الأَطْرَابُلُسِيُّ (1) . أحمد بن مَرْحُوم الرازي (2) . أحمد بن منصور المَرْوَزِيّ (3) . أحمد بن منصور بن سَيَّار، أبو بكر الرَّمَادي (4) . أحمد بن المَهْدِيِّ، أبو جعفر الأَصْبَهاني (5) . أحمد بن موسى بن يزيد بن موسى، أبو جعفرٍ البَزَّازُ المُقْرِئ، المعروف بالشَّطَوِيِّ (6) . أحمد بن يحيى بن الحَوَارِيِّ البغداديُّ، نزيلُ سَامَرَّا (7) . أحمد بن يحيى بن مالك السُّوسِيّ (8) .   (1) "السنن الكبرى" (1/425) ، و"بغية الطلب في تاريخ حلب" (3/1053) ، و"تاريخ الإسلام" (ص272/ حوادث 261- 280) . (2) "الجرح والتعديل" (2/78) ، و"تاريخ الإسلام" (ص59/ حوادث 251- 260) . (3) "أحاديث أبي الزبير" (ص 80) ، و"شرح علل الترمذي" (2/703) . (4) "الجرح والتعديل" (2/78) ، و"تاريخ بغداد" (5/151) ، و"تاريخ دمشق" (6/25) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/564) . (5) "الجرح والتعديل" (2/79) . (6) "الجرح والتعديل" (2/75) ، و"تاريخ بغداد" (5/141) ، و"تاريخ الإسلام" (ص285/ حوادث 261- 280) . (7) "الجرح والتعديل" (2/81) . (8) "الجرح والتعديل" (2/82) ، و"أحاديث أبي الزبير" (ص 99) ، و"اعتقاد أهل السنة" (8/1434) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 179 أحمد بن يحيى الصُّوفي (1) . أحمد بن يونس بن المسيَّب بن زُهَيْر، أبو العباس الضَّبِّيُّ الكوفي (2) . إدريس بن حاتم بن الأَحْنَفِ الواسطي (3) . إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن، أبو يعقوبَ، لُؤْلُؤ، المعروفُ بالبَغَوي (4) . إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله، أبو بَكْرٍ، شاذان (5) . إسحاق بن إبراهيم، أبو بَكْر الجُرْجَانيّ، ثم الأَسْتَرَابَاذيُّ (6) ، روى عنه مكاتبة. إسحاق بن إبراهيم المُكْتِبُ (7) . إسحاق بن سَيَّار بن محمَّد، أبو يعقوب النَّصِيبِيُّ (8) ، روى عنه مكاتبة.   (1) "الجرح والتعديل" (2/81) . (2) "الجرح والتعديل" (2/81) ، و"تاريخ بغداد" (5/223) ، و"تاريخ دمشق" (6/121، 122) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/595) ، و"تاريخ الإسلام" (ص58/ حوادث 261- 280) . (3) "الجرح والتعديل" (2/266) . (4) "طبقات الحنابلة" (1/109) ، و"العلو للعلي الغفار" (ص 181) . (5) "سير أعلام النبلاء" (12/382) . (6) "تاريخ دمشق" (8/182) . (7) "اعتقاد أهل السنة" (3/508) . (8) "تاريخ الإسلام" (ص301/ حوادث 261- 280) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 180 إسحاق بن صالح بن عَطَاء الواسطي، أبو يعقوبَ المُقْرِئُ الوَزَّان، نزيل سَامَرَّاء (1) . إسحاق بن عاصم الرازي (2) . إسحاق بن عبد الله بن عبد الرحمن، أبو يعقوب ابن أبي حَمْزة (3) . إسحاق بن وَهْب بن زياد الواسطي، أبو يعقوبَ العَلاَّف (4) . إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن سَهْل، أبو إسحاق الكوفيُّ، نزيلُ مِصْر (5) . إسماعيلُ بنُ أسد بن شاهين البغداديُّ، ابن أبي الحارث (6) . إسماعيل بن إسرائيل، أبو محمَّد السَّلاَّل الرَّمْلي (7) . إسماعيل بن حِصْن بن حَسَّان، أبو سليمان الجُبَيْلي (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (2/225) ، و"تاريخ الإسلام" (ص81/ حوادث 251- 260) . (2) "الجرح والتعديل" (2/231) . (3) "الجرح والتعديل" (2/228) . (4) "تاريخ الإسلام" (ص83/ حوادث 251- 260) . (5) "الجرح والتعديل" (2/158) ، و"غنية الملتمس" (ص127) ، و"تاريخ دمشق" (8/374) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/159) . (6) "الجرح والتعديل" (2/161) ، و"اعتقاد أهل السنة" (3/503، و531) ، و"تهذيب الكمال" (3/42) . (7) "الأنساب" (5/675) ، و"التدوين" (1/212) . (8) "الجرح والتعديل" (2/166) ، و"معجم البلدان" (2/109) ، و"توضيح المشتبه" (2/226) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 181 إسماعيل بن صالح، أبو بكرٍ الحُلْوانيُّ التَّمَّار (1) . إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العَبْدي، أبو بِشْرٍ الأَصْبَهانيُّ السَّمُّويِيّ، المعروفُ بِسَمُّويَهْ (2) . إسماعيل بن عمرو بن سعيد، أبو عامرٍ السَّكُونِيُّ الحِمْصي المُقْرِئ (3) . إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن عمرو، أبو إبراهيم المُزَنِيُّ المِصْري (4) . إسماعيل بن يحيى بن كَيْسَان الرازي (5) . أُسَيْدُ بنُ عاصم بن عبد الله، أبو الحُسَيْن الثَّقَفِيُّ الأَصْبَهانيُّ الحافظ (6) . أَعْيَنُ بنُ زَيْد الرازيُّ (7) .   (1) "الجرح والتعديل" (2/178) ، و"اعتقاد أهل السنة" (2/234) ، و (3/504) . (2) "الجرح والتعديل" (2/182) ، و"تاريخ دمشق" (8/423) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (2/142) ، و"تاريخ الإسلام" (ص65/ حوادث 261- 280) . (3) "الجرح والتعديل" (2/190) . (4) "سير أعلام النبلاء" (12/475) ، و"تاريخ الإسلام" (ص65/ حوادث 261- 280) ، و"توضيح المشتبه" (8/128) . (5) "الجرح والتعديل" (2/204) . (6) "الجرح والتعديل" (2/318) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/378) ، و"تاريخ الإسلام" (ص68/ حوادث 261- 280) . (7) "الجرح والتعديل" (2/325) ، و"طبقات الحنابلة" (1/119) ، و"العلو للعلي الغفار" (ص 182) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 182 أَيُّوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سَافِرِيّ، أبو سليمان البغدادي (1) . أيوب بن حَسَّان، أبو سليمان الدَّقَّاق (2) . بَحْر بن نَصْر بن سابق، الخَوْلاني المِصْري (3) . بِشْر بن مسلم - ويقال: بُشَيْرُ بن مسلم - بن مجاهد بن مسلم، أبو مسلم التَّنُوخِيُّ الحِمْصِيُّ (4) . بكر بن عبد الوَهَّاب بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ يحيى المَدَني (5) . جعفر بن أحمد بن عَوْسَجة (6) . جَعْفَرُ بْنُ محمَّد بْنِ الحَجَّاجِ القَطَّانُ الرَّقِّيُّ (7) . جعفر بن محمَّد بن الحسن بن زِيَاد، أبو يحيى الرازيُّ   (1) "الجرح والتعديل" (2/241) ، و"تاريخ بغداد" (7/9) ، و"الأنساب" (3/199) ، و"تاريخ دمشق" (10/83) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (2/93) . (2) "الجرح والتعديل" (2/244) ، و"تاريخ الإسلام" (ص89 / حوادث 251 - 260) . (3) "الجرح والتعديل" (2/419) ، و"كرامات الأولياء" (ص190) ، و"تاريخ دمشق" (51/364) ، و"التدوين" (1/449) . (4) "الجرح والتعديل" (2/368) ، و"الإكمال" (1/299) . (5) "تاريخ الإسلام" (ص95/ حوادث 251- 260) ، و"التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة" (1/219) . (6) "الجرح والتعديل" (2/474) ، و"تاريخ بغداد" (7/177) . (7) "الجرح والتعديل" (2/488) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 183 الزَّعْفَرَاني، المعروف بالتفسيري (1) . جعفر بن محمد بن خالد بن الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّام (2) . جعفر بن محمد بن هارون بن عَزْرَةَ القَطَّانُ (3) . جعفر بن محمد، أبو الفضل العَبْدِي الرازيُّ المُكْتِب (4) . جعفر بن مُنِيْرٍ، أبو محمَّد المدائنيُّ القَطَّان، نَزِيلُ الرَّيِّ (5) . جعفر بن النَّضْر الضرير، أبو الفَضْل الواسطي (6) . حَجَّاج بن حَمْزة بن سُوَيْد العِجْلي الخَشَّابيُّ الرازي (7) . حَجَّاج بن يوسف بن حَجَّاج، أبو محمَّد الثقفيُّ، يعرف بابن الشاعر (8) . حَرْب بن إسماعيل بن خَلَف الكَ ِرْمَاني (9) .   (1) "الجرح والتعديل" (2/488) ، و"تاريخ بغداد" (7/184) ، (20/327) . (2) "الجرح والتعديل" (2/487) . (3) "الجرح والتعديل" (2/488) ، و"اعتقاد أهل السنة" (2/234) . (4) "الجرح والتعديل" (2/488) . (5) "الجرح والتعديل" (2/491) . (6) "الجرح والتعديل" (2/492) . (7) "الجرح والتعديل" (3/158) ، و"تاريخ بغداد" (10/395) ، و"تغليق التعليق" (3/98، 506) . (8) "تاريخ بغداد" (8/240) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/301) ، و"تاريخ الإسلام" (ص104/ حوادث 251-260) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/549) . (9) "تاريخ دمشق" (10/384) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 184 الحسن بن إبراهيم بن موسى البَيَاضِيُّ، نزيلُ مكة (1) . الحسنُ بنُ أحمَدَ بنِ اللَّيْثِ الرازي (2) . الحسن بن أحمد، أبو فاطمة (3) . الحسن بن أيوب بن مسلم، أبو علي القَزْوِيني (4) . الحَسَن بن داود بن مِهْرَان، أبو بَكْرٍ الأزديُّ المؤدِّب (5) . الحَسَن بن سُفْيان بن عامر بن عبد العزيز، أبو العَبَّاس الشَّيْباني الخُرَاسَاني النَّسَوِيُّ (6) ، روى عنه مكاتبة. الحَسَن بن عبد العزيز الجَروِيُّ، أبو علي الجُذَامِيُّ المِصْري (7) . الحسن بن عبد الله الواسطي (8) . الحسن بن عَرَفَةَ بن يزيد العَبْدي (9) .   (1) "الجرح والتعديل" (3/2) ، و"تاريخ بغداد" (7/281) . (2) "الجرح والتعديل" (3/2) . (3) "اعتقاد أهل السنة" (3/383) . (4) "الجرح والتعديل" (3/2) ، و"اعتقاد أهل السنة" (2/321) ، و"التدوين" (2/402) . (5) "الجرح والتعديل" (3/12) ، و"تاريخ بغداد" (7/306) . (6) "سير أعلام النبلاء" (14/157) . (7) "الجرح والتعديل" (3/24) ، و"تاريخ دمشق" (51/384) ، و"تبيين كذب المفتري" (ص 238) . (8) "تغليق التعليق" (2/38) . (9) "الجرح والتعديل" (3/31) ، و"التدوين" (1/449) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 185 الحسن بن علي بن عَفَّان، أبو محمَّد العامري الكُوفي (1) . الحَسَنُ بنُ عَلِيِّ بن مُسْلِمِ بن ماهان، أبو الزُّبَيْرِ النَّيْسَابوري (2) . الحَسَن بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْران المَتُّوثِيُّ، نزيلُ الرَّيِّ (3) . الحسن بن محمد بن سَلَمة النَّحْوِيُّ الرَّازِيُّ (4) . الحسن بن محمد بن الصَّبَّاح، أبو عليٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ (5) . الحسن بن يحيى بن الجَعْد بن نَشِيط، أبو عليِّ بنُ أبي الربيع، العَبْدِيُّ الجُرْجاني (6) . الحَسَن بن يحيى بن السَّكَنِ الضُّبَعِيُّ الأَصَمُّ، أبو عليِّ بنُ أبي يحيى البَصْري (7) . الحُسَيْن بن أحمد (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (3/22) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/24) . (2) "الجرح والتعديل" (3/22) . (3) "الجرح والتعديل" (3/21) ، و"العلو للعلي الغفار" (ص 151) . (4) "الجرح والتعديل" (3/36) . (5) "الجرح والتعديل" (3/36) ، و"التعديل والتجريح" (2/476) ، و"تاريخ دمشق" (51/325) ، و"تغليق التعليق" (4/204) . (6) "الجرح والتعديل" (3/44) ، و"تاريخ بغداد" (7/453) ، و"تاريخ الإسلام" (ص79/ حوادث 261- 280) ، و"تغليق التعليق" (4/36) . (7) "الجرح والتعديل" (3/44) ، و"غنية الملتمس" (ص162) ، "تاريخ الإسلام" (ص118/ حوادث 251-260) . (8) "اعتقاد أهل السنة" (3/507) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 186 الحُسَيْن بن الحَسَن، أبو مُعِينٍ الرازي (1) . الحُسَيْن بن السَّكَنِ بن أبي السَّكَن القُرَشِيُّ البصري (2) . الحُسَيْن بن عبد الله بن محمَّد الكُوفيُّ الواسطيُّ، إمامُ مسجد العَوَّام (3) . الحسين بن عليِّ بن محمَّد بن عُبَيْد الطَّنَافِسِيُّ الكوفيُّ، ثُمَّ القَزْوينيُّ، قاضي قَزْوِين (4) . الحسين بن محمد بن شَنَبة، الواسطي البَزَّاز (5) . الحُسَيْن بن نَصْر بن المُعَارِكِ، أبو عليٍّ البغدادي (6) . الحَكَم بن عَمْرو بن الحَكَم، أبو القاسمِ الأَنْمَاطيُّ، نزيلُ سَامَرَّا (7) . حَمَّاد بن الحسن بن عَنْبسة، أبو عُبَيْدالله النَّهْشَلي الوَرَّاق   (1) "الجرح والتعديل" (3/50) ، و"الجامع لأخلاق الراوي" (2/12) ، و"تاريخ دمشق" (29/338) ، و (37/68) ، و"سير أعلام النبلاء" (10/398) ، و (13/154) ، و"تاريخ الإسلام" (ص116/ حوادث 221- 230) ، و (20/520) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/606) ، و"العلو للعلي الغفار" (ص 143) . (2) "الجرح والتعديل" (3/54) ، و"تاريخ بغداد" (8/50) ، و"تاريخ الإسلام" (ص119/ حوادث 251-260) ، و"تغليق التعليق" (2/242) . (3) "الجرح والتعديل" (3/58) ، و"اعتقاد أهل السنة" (5/938) . (4) "تاريخ الإسلام" (ص337/ حوادث 261-280) . (5) "الجرح والتعديل" (3/65) ، و"تاريخ الإسلام" (ص122/ حوادث 251-260) . (6) "الجرح والتعديل" (3/66) ، و"تاريخ دمشق" (14/338) . (7) "الجرح والتعديل" (3/120) ، و"تاريخ بغداد" (8/229) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 187 البصري، نزيلُ سَامَرَّا (1) . حَمْدون بن سالم الواسطي (2) . حُمَيْد بن الرَّبِيع الخَزَّاز اللَّخْمي (3) . حُمَيْد بن عَيَّاش الرَّمْلي المُكْتِب، أبو الحسن (4) . خالد بن أحمد بن خالد بن حَمَّاد، أبو الهيثم البخاري الذُّهْلي الأمير (5) . خالد بن يزيد بن محمد الأَيْلِي، أبو الوليد (6) . خِدَاش بن مَخْلَدٍ البصريُّ، نزيلُ أَطْرَابُلُسَ (7) . خَلَف بن محمد بن عيسى، أبو الحُسَيْن الواسطي، الملقَّب بِكُرْدُوس (8) . داود بن سليمان بن حَفْص، أبو سَهْل العَسْكَري الدَّقَّاق،   (1) "الجرح والتعديل" (3/135) ، و"تاريخ بغداد" (8/158) . (2) "الإكمال" (2/551) . (3) "الجرح والتعديل" (3/222) ، و"الإرشاد" (2/582) . (4) "الجرح والتعديل" (3/227) . (5) "الجرح والتعديل" (3/322) ، و"تاريخ بغداد" (8/314) ، و"الأنساب" (3/18) ، و"تاريخ الإسلام" (ص83/ حوادث 261-280) . (6) "الجرح والتعديل" (3/361) . (7) "الجرح والتعديل" (3/390) . (8) "الجرح والتعديل" (7/175) ، و"تاريخ بغداد" (8/330) ، و"تاريخ الإسلام" (ص345/ حوادث 261-280) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 188 نزيلُ سَامَرَّا (1) . الرَّبِيع بن سُلَيْمان بن عبد الجَبَّار بن كامل الفقيه، أبو محمد المُرَادِي (2) . رَجَاء بن الجارود، أبو المُنْذِرِ الزَّيَّات (3) . زكريا بن داود بن بكر، أبو يحيى الخَفَّاف النَّيْسَابوري (4) . زياد بن عليٍّ الرازي السُّرِّيُّ (5) . زيد بن إسماعيل بن سَيَّار بن مَهْدِيٍّ، أبو الحَسَن البغدادي الصائغ (6) . زيد بن سِنَان (7) . سعد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أبو عُمَيْرٍ المِصْري (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (3/414) ، و"تاريخ بغداد" (8/369) ، و"تهذيب الكمال" (8/397) ، و"تاريخ الإسلام" (ص131/ حوادث 251-260) . (2) "الجرح والتعديل" (3/464) ، و"الحلية" (9/78) ، و"تاريخ دمشق" (51/312) ، و"تاريخ الإسلام" (ص96/ حوادث 261-280) . (3) "الجرح والتعديل" (3/504) ، و"تاريخ بغداد" (8/412) . (4) "الجرح والتعديل" (3/603) ، و"طبقات الحنابلة" (1/45) ، و"العلو للعلي الغفار" (ص 155) . (5) "الجرح والتعديل" (3/541) . (6) "الجرح والتعديل" (3/557) ، و"تاريخ بغداد" (8/447) ، و"تاريخ الإسلام" (ص345/ حوادث 261-280) . (7) "التدوين" (4/47) . (8) "الجرح والتعديل" (4/92) ، و"اعتقاد أهل السنة" (5/904) ، و"تاريخ بغداد" (2/362) ، و"طبقات الشافعية الكبرى" (4/189) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 189 سعد بن محمَّد بن سعد، ويقال: ابنُ عبد الله بن سَعْد، أبو محمَّد، ويقال: أبو العباس، البَجَلِيُّ البَيْرُوتي القاضي (1) . سَعْدان بن نَصْر البغدادي (2) . سَعْدان بن يَزِيد، أبو محمد البَزَّاز، نزيلُ سَامَرَّا (3) . سَعِيدُ بن سَعْد بن أَيُّوب، أبو عُثْمان البُخَاريُّ، نزيلُ الرَّيِّ (4) . سَعِيد بن أبي سَعِيد، أبو نَصْر الرَّازي (5) . سَعِيد بن أبي سَعِيد الأَنْمَاطي الرازي (6) . سَعِيد بْن عَبْدُوس بْن أَبِي زَيْدون الرَّمْلي (7) . سعيد بن عُثْمان التَّنُوخي، أبو عثمان الحِمْصي (8) . سَلاَّم بن أبي خُبْزة العَطَّار، أبو عبد الله البَصْري (9) .   (1) "الجرح والتعديل" (4/95) ، و"تاريخ دمشق" (20/276، 278) ، و"تاريخ الإسلام" (ص353/ حوادث 261-280) . (2) "الجرح والتعديل" (4/290) . (3) "الجرح والتعديل" (4/290) ، و"تاريخ بغداد" (9/204) . (4) "الجرح والتعديل" (4/32) ، و"تاريخ الإسلام" (ص355/ حوادث 261-280) . (5) "الجرح والتعديل" (3/124 و141 و147) ، و"طبقات الحنابلة" (1/168) . (6) "تاريخ دمشق" (38/409) . (7) "الجرح والتعديل" (4/53) . (8) "الجرح والتعديل" (4/47) . (9) "الجرح والتعديل" (4/260) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 190 سَلَمة بن محمَّد بن أحمد بن مُجَاشِع، أبو أحمَدَ الذُّهْلي (1) . سُلَيْمان بن تَوْبة بن زياد، أبو داود النَّهْرَوَاني (2) . سليمان بن الحارث بن البَاغَنْدي، أبو عبد الله الواسطي (3) . سُلَيْمان بن خَلاَّد، أبو خَلاَّد السَّامَرِّيُّ المؤدِّب المُقْرِئ (4) . سليمان بن داود بن صالح بن حَسَّان، أبو أحمد الثَّقَفِيُّ الرازي القَزَّاز (5) . سليمان بن عبد الحميد، أبو أيوب البَهْرَاني الحِمْصي (6) . سَهْل بن بَحْر العَسْكَرِيُّ السُّكَّري (7) . سَهْل بن دِيزُويَهْ، أبو سعيدٍ الرازيُّ، نزيل أَرْدَبِيل (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (4/172) . (2) "الجرح والتعديل" (4/104) ، و"الأنساب" (5/545) . (3) "الجرح والتعديل" (4/109) . (4) "الجرح والتعديل" (4/110) ، و"تاريخ بغداد" (9/53) ، و"معرفة القراء الكبار" (1/194) . (5) "الجرح والتعديل" (4/115) ، و"أخبار أصبهان" (2/266) ، و"الإرشاد" (2/671) ، و"التدوين" (3/396) ، و"تاريخ الإسلام" (ص131/ حوادث 251-260) . (6) "الجرح والتعديل" (4/130) ، و"تاريخ دمشق" (22/344) . (7) "الجرح والتعديل" (4/194) . (8) "الجرح والتعديل" (4/197) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 191 شُعَيْب بن أَيُّوب الصَّرِيفِينِيّ (1) ، روى عنه مكاتبة. شُعَيْب بن شُعَيْب بن إسحاق، أبو محمد الدِّمَشْقي (2) . شعيب بن عبد الحميد بن بِسْطَام الواسطي الطَّحَّان (3) . صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل، أبو الفضل الشَّيْبَاني (4) . صالح بن بَشِير بن سَلَمة الطبرانيُّ، أبو الفَضْل (5) . صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث المِصْري (6) . صالح بن محمَّد بن عمرو، أبو عليٍّ الأَسَدِيُّ، المعروفُ بصالحِ جَزَرَةَ (7) . طاهر بن خالد بن نِزَارٍ الأَيْلِيُّ، أبو الطَّيِّبِ، نزيلُ سَامَرَّا (8) . عَبَّاد بن الوليد بن خالد، أبو بَدْر الغُبَرِيّ (9) .   (1) "اعتقاد أهل السنة" (3/518) . (2) "الجرح والتعديل" (4/347) . (3) "الجرح والتعديل" (4/350) ، و"تاريخ الإسلام" (ص165/ حوادث 251-260) . (4) "الجرح والتعديل" (4/394) ، و"تاريخ بغداد" (1/221) ، و"التعديل والتجريح" (1/372) ، و (6/350) ، "تكملة الإكمال" (2/314) ، و"سير أعلام النبلاء" (11/178) . (5) "الجرح والتعديل" (4/396) . (6) "الجرح والتعديل" (4/408) . (7) "تذكرة الحفاظ" (2/617) . (8) "الجرح والتعديل" (4/499) . (9) "الجرح والتعديل" (6/87) ، و"أخبار أصبهان" (2/268) ، و"تاريخ بغداد" (11/108) ، و"توضيح المشتبه" (7/314) ، و"تغليق التعليق" (4/367) ، و (5/381) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 192 العباس بن جعفر بن عبد الله بن الزِّبْرِقان، أبو محمد بن أبي طالب البغدادي (1) . عباس بن محمد، أبو الفضل الدُّورِيّ (2) . العَبَّاس بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَد، أبو الفضل العُذْري البَيْرُوتي (3) . العباس بن يزيد بن أبي حَبِيب العَبْدي، أبو الفَضْل البَصْري البَحْرَاني عَبَّاسُويَهْ (4) . عبد الرحمن بن إبراهيم (5) . عبد الرحمن بن بِشْر بن الحَكَم بن حَبِيب، أبو محمَّد العَبْدي النَّيْسَابوري (6) ، روى عنه مكاتبة. عبد الرحمن بن الحَجَّاج بن المِنْهَال الأنماطيُّ، أبو سعيد (7) .   (1) "الجرح والتعديل" (6/215) ، و"تاريخ الإسلام" (ص170/ حوادث 251-260) . (2) "الجرح والتعديل" (6/216) . (3) "الجرح والتعديل" (6/214) ، و"العظمة" (1/408) ، و"تاريخ دمشق" (5/283) ، و (21/199) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/471) ، و"تاريخ الإسلام" (ص116/ حوادث 261-280) . (4) "الجرح والتعديل" (6/217) ، و"الأمثال في الحديث النبوي" (ص 259) ، و"أحاديث أبي الزبير" (ص103) ، و"اعتقاد أهل السنة" (3/450) ، و"كرامات الأولياء" (ص152) ، و"الأنساب" (1/288) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/503) . (5) "تاريخ دمشق" (51/401) . (6) "التعديل والتجريح" (2/860) . (7) "الجرح والتعديل" (5/228) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 193 عبد الرحمن بن خَلَف بن عبد الرحمن بن الضَّحَّاك، أبو معاوية البَصْري الحِمْصي (1) . عبد الرحمن بن عَمْرو بن عبد الله بن صَفْوان، أبو زُرْعة الدِّمَشْقي النَّصْري (2) . عبد الرحمن بن محمد بن منصور البَصْري، نزيلُ سَامَرَّا (3) . عبد الرزَّاق بن بَكْر، أبو عمر الأصبهاني (4) . عبد الصمد بن عبد الوَهَّاب النَّصْري، أبو محمد الحِمْصي (5) . عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كَثِير العَبْدي، أبو العَبَّاس ابن الدَّوْرَقي (6) . عبد الله بن أحمد بن زكريا بن الحارث المَكِّي، أبو يحيى ابن أبي مَسَرَّة (7) . عبد الله بن أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ بْنِ حَنْبَلٍ الشَّيْبَاني (8) .   (1) "تاريخ الإسلام" (ص194/ حوادث 251-260) . (2) "الجرح والتعديل" (5/267) ، و"تاريخ دمشق" (35/143) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/313) . (3) "الجرح والتعديل" (5/283) . (4) "الجرح والتعديل" (6/40) . (5) "الجرح والتعديل" (6/52) ، و"أحاديث أبي الزبير" (ص 194) . (6) "سير أعلام النبلاء" (13/153) ، و"تاريخ الإسلام" (ص373/ حوادث 261-280) . (7) "الجرح والتعديل" (5/6) . (8) "التعديل والتجريح" (1/376) ، و"تاريخ دمشق" (11/505) ، و (15/362) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 194 عبد الله بن أُسَامة، أبو أسامة الكَلْبي (1) . عبد الله بن بِشْر الطَّالْقَاني (2) . عبد الله بن الحُسَيْن بن موسى (3) . عبد الله بن سعيد، أبو سعيد الأَشَجُّ (4) . عبد الله بن سُلَيْمان بن الأَشْعَث، أبو بَكْرِ ابنُ أبي داود الأَزْدي (5) . عبد الله بن عبد الرحمن المِصْري العَنْبَري (6) . عبد الله بن عبد السلام، أبو الرَّدَّاد المِصْري المُكْتِب (7) . عبد الله بن عبد المَلِكِ بن الرَّبِيع، أبو محمد بن أبي راشد (8) . عبد الله بن عَمْرو بن أبي الحَجَّاج، أبو مَعْمَرٍ المِنْقَرِيّ البَصْري (9) .   (1) "الجرح والتعديل" (5/10) . (2) "التعديل والتجريح" (2/641) . (3) "طبقات الحنابلة" (1/19) . (4) "الجرح والتعديل" (5/73) ، و"المستدرك" (4/532) ، و"تاريخ بغداد" (13/185) . (5) "اعتقاد أهل السنة" (3/453) ، و"تاريخ دمشق" (29/77) ، و"تاريخ الإسلام" (ص512/ حوادث 301-320) ، و"الروح" (ص87) . (6) "الجرح والتعديل" (5/99) . (7) "الجرح والتعديل" (5/107) . (8) "الجرح والتعديل" (5/105) . (9) "الجرح والتعديل" (5/119) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 195 عبد الله بن محمد بن إبراهيم السُّلَمي (1) . عبد الله بن محمَّد بن أيوب، أبو محمَّد المُخَرِّمي (2) . عبد الله بن محمد بن شاكر، أبو البَخْتَرِيِّ العَنْبَريُّ البغداديُّ المُقْرِئ (3) . عبد الله بن محمَّد بن عُبَيْد بن سُفْيان، أبو بَكْر القُرَشي، المعروفُ بابن أبي الدنيا (4) . عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الجَرَّاح، أبو العَبَّاس الأَزْدي الغَزِّيّ (5) . عبد الله بن محمد بن الفُضَيل بن الشَّيْخ بن عُمَيْرة، أبو بكر الأَسَدي (6) . عبد الله بن مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ الواسطي (7) .   (1) "اعتقاد أهل السنة" (2/356) . (2) "الأنساب" (5/225) ، و"تاريخ الإسلام" (ص119/ حوادث 261-280) . (3) "الجرح والتعديل" (5/162) ، و"الحلية" (7/213) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/33) ، و"تغليق التعليق" (3/98) و"المقصد الأرشد" (2/48) . (4) "الجرح والتعديل" (5/163) ، و"الحلية" (8/204) ، و"تاريخ بغداد" (10/89) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/677) . (5) "الجرح والتعديل" (5/162 رقم 749) ، و"تاريخ دمشق" (32/361) ، و (52/170) ، و (64/197) ، و"التدوين" (1/80) ، و"تاريخ الإسلام" (ص187/ حوادث 251-260) . (6) "الجرح والتعديل" (5/163) ، وانظر "تاريخ بغداد" (10/87) . (7) "الجرح والتعديل" (5/163) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 196 عبد الله بن هارون، أبو عَلْقمة الفَرْوي (1) . عبد الله بن هلال الدُّومي الدِّمَشْقي (2) . عبد الله بن يحيى بن نَصْر، أبو أحمد الكِيْفِيّ (3) . عبد الله مولى المهلَّب بن أبي صُفْرة (4) . عبد الملك بن عبد الحميد بن مَيْمُون ابن مِهْران (5) . عبد الملك بن مسعود، ابن أبي عبد الرحمن المُقْرِئ (6) . عبد المؤمن بن سَعِيد بن ناصح، أبو بَكْر المؤدِّب الرازي (7) . عُبَيْدالله بن إسماعيل البغدادي (8) . عبيد الله بن سَعْد بن إبراهيم بن سَعْد الزُّهْري (9) .   (1) "الجرح والتعديل" (5/194) . (2) "الجرح والتعديل" (5/193) ، و"معجم البلدان" (2/486) . (3) "توضيح المشتبه" (7/354) . (4) "اعتقاد أهل السنة" (2/243) . (5) "تاريخ دمشق" (51/368) . (6) "الجرح والتعديل" (5/371) ، و"تاريخ بغداد" (10/393) ، و"الجامع لأخلاق الراوي" (2/102) ، و"تاريخ دمشق" (15/297) ، (17/125) ، و (22/122) ، و (64/252، 255) . (7) "الجرح والتعديل" (6/67) . (8) "الجرح والتعديل" (5/308) ، و"تاريخ بغداد" (10/337) . (9) "الجرح والتعديل" (5/317) ، و"الإرشاد" (1/305) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 197 عبيد بن رَبَاح بن سالم الأَيْلي (1) . عثمان بن شُعَيْب، أبو عمرو البغدادي (2) . عِصَام بن رَوَّاد (3) . عَطِيَّة بن بَقِيَّة بن الوليد، أبو سَعِيد الحِمْصِيّ (4) . عَلِيُّ بنُ إبراهيم بن عبد المَجِيد، أبو الحُسَيْن الشَّيْبَاني اليَشْكُري الواسطي (5) . علي بن أحمد بن الصَّبَّاح، أبو الحسنِ بنُ أبي طاهر، القَزْوِيني (6) ، روى عنه مكاتبة. *** علي بن الجُنَيْد = عليّ بن الحُسَيْن ابن الجُنَيْد. علي بن حَرْب بن محمَّد بن عليٍّ، أبو الحَسَن الطائيُّ المَوْصِلي (7) .   (1) "الجرح والتعديل" (5/406) . (2) "الجرح والتعديل" (6/160) . (3) "فتاوى السبكي" (1/22) ، و"تغليق التعليق" (2/188) . (4) "الجرح والتعديل" (6/381) ، و"تاريخ الإسلام" (ص134/حوادث 261-280) . (5) "الجرح والتعديل" (6/175) ، و"تاريخ بغداد" (11/335) ، و"تهذيب الكمال" (20/315) . (6) "تاريخ دمشق" (15/77) ، و"سير أعلام النبلاء" (14/84) ، و"تاريخ الإسلام" (ص205/ حوادث 291-300) . (7) "الجرح والتعديل" (6/183) ، و"أحاديث أبي الزبير" (ص57) ، و"اعتقاد أهل السنة" (3/590) ، و"تاريخ بغداد" (11/418) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 198 علي بن الحَسَن بن يَزِيد السُّلَمي (1) . علي بن الحَسَن الْهِسِنْجَاني (2) . علي بن الحُسَيْن بن إبراهيم بن الحُرِّ ابن زَعْلان، أبو الحسن بن إِشْكَاب (3) . عَليّ بْن الحُسَيْن بْن الجُنَيْد، أبو الحَسَن الرازي (4) . علي بن الحُسَيْن بن مِهْرَان (5) . علي بن أبي دُلاَمةَ زُهَيْرِ بنِ هُذَيْل بن عبد الله البغدادي (6) . علي بن سَعِيد بن عبد الله، أبو الحَسَن العَسْكَري (7) . علي بن سَهْل الرَّمْلي (8) ، روى عنه مكاتبة. علي بن شِهَاب، أبو الحَسَنِ الرازي (9) . علي بن عبد الرحمن بن المُغِيرة المَخْزُومِيُّ المُقْرِئ،   (1) "العلو للعلي الغفار" (ص 169) . (2) "الجرح والتعديل" (6/179) ، و"الحلية" (9/102) ، و"تاريخ بغداد" (2/65) ، و"تاريخ دمشق" (8/339) ، و (22/124) ، و (41/343) ، و (45/348) . (3) "الجرح والتعديل" (6/179) ، و"تاريخ بغداد" (11/392) ، و"البداية والنهاية" (1/81) . (4) "الجرح والتعديل" (6/179) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/671) . (5) "العلو للعلي الغفار" (ص 181) . (6) "الجرح والتعديل" (6/187) ، و"العظمة" (3/987) ، و"تاريخ بغداد" (11/426) . (7) "الأنساب" (4/196) . (8) كرامات الأولياء (ص155) . (9) "الجرح والتعديل" (6/190) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 199 المعروفُ بِعَلاَّن (1) . علي بن عبد العزيز بن المَرْزُبَان بن سابور، أبو الحسن البَغَوِي (2) . علي بن عبد المؤمن بن علي، أبو الحَسَن الزَّعْفَراني الكُوفي، نزيلُ الرَّيِّ (3) . علي بن عمرو بن الحارث بن سَهْل ابن أبي هُبَيْرة الأنصاريُّ البغدادي (4) . علي بن فُرَات الأَصْبَهاني (5) . علي بن المُبَارَك (6) ، روى عنه مكاتبة. علي بن محمَّد بن أبي الخَصِيب الكُوفي (7) . علي بن المُنْذِر بن زَيْد الطَّرِيقي، أبو الحَسَن الأَوْدي الكُوفي العَلاَّف الأَعْوَر (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (6/195) ، و"شعب الإيمان" (1/514) ، و"الأنساب" (4/264) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (2/367) . (2) "تاريخ الإسلام" (ص227/ حوادث 281-290) . (3) "الجرح والتعديل" (6/196) . (4) "الجرح والتعديل" (6/199) . (5) "الجرح والتعديل" (6/201) . (6) "تغليق التعليق" (4/300) . (7) "الجرح والتعديل" (6/202) . (8) "الجرح والتعديل" (8/206) ، و"اعتقاد أهل السنة" (6/1182) ، و"دلائل النبوة" للأصبهاني (ص221) ، و"تاريخ الإسلام" (ص220/حوادث 251-260) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 200 عَمَّار بن خالد بن يَزِيد الواسطيُّ التَّمَّار (1) . عمر بن شَبَّة بن عُبَيْدة، أبو زيد النُّمَيْري النَّحْوي (2) . عمر بن نَصْر، أبو حَفْص الأنصاريُّ النَّهْرَوَاني (3) . عمرو بن سَلْمٍ، أبو عثمان البَصْري، نزيلُ الرَّيِّ (4) . عمرو بن عبد الله بن حَنَشٍ الأوديُّ، أبو عثمان الكُوفي (5) . عمرو بن محمَّد العُثْماني، أبو عُثْمان قاضي مَكَّة (6) . عمرو بن هِشَام، أبو حَفْص الرازي المُقْرِئ (7) . عِمْران بن بَكَّارٍ البَزَّازُ البَرَّادُ الحِمْصيُّ مؤذِّنُ حِمْص (8) . عِمْران بن الفَضْل بن يَزِيد العَطَّار الواسطي (9) .   (1) "الجرح والتعديل" (6/395) ، و"أحاديث أبي الزبير" (ص168) ، و"طبقات الصوفية" (1/378) ، و"الفصل للوصل" (1/578) ، و"الفقيه والمتفقه" (1/237) ، و"تاريخ دمشق" (24/304) ، و"المنتظم" (7/92) . (2) "الجرح والتعديل" (6/116) ، و"شعب الإيمان" (7/238) ، و"تاريخ بغداد" (9/27، 335) ، و"تاريخ دمشق" (62/217) . (3) "الجرح والتعديل" (6/137) ، و"تاريخ بغداد" (11/207) ، و"تاريخ الإسلام" (ص222/حوادث 251-260) . (4) "الجرح والتعديل" (6/237) . (5) "الجرح والتعديل" (6/244) ، و"اعتقاد أهل السنة" (8/1404) ، و"تاريخ الإسلام" (ص222/ حوادث 251-260) ، و"تنزيه الشريعة" (2/202) . (6) "الجرح والتعديل" (6/263) . (7) "الجرح والتعديل" (6/268) . (8) "الجرح والتعديل" (6/294) . (9) "الجرح والتعديل" (6/302) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 201 عيسى بن بَشِير الصَّيْدَنَانيُّ، أبو موسى الرازي (1) . عيسى بن رِزْقِ اللهِ، أبو موسى النَّهْرَوَاني (2) . عيسى بن عبد الرحمن الضَّبِّيُّ، ابنُ بنتِ إبراهيم بن طَهْمَان (3) . عيسى بن أبي عِمْران، أبو عمرو البَزَّار الرَّمْلي (4) . الفضل بن شاذان بن عيسى المُقْرِئ، أبو العَبَّاس الرازي (5) . الفضلُ بن العَبَّاس، أبو بكرٍ الرازيُّ الحافظُ المعروفُ بِفَضْلَك (6) . الفضلُ بن محمَّد البَيْهَقِيُّ، أبو محمَّد الشَّعْرَاني النَّيْسَابوري (7) . الفضل بن يَعْقُوب، أبو العَبَّاس الرُّخَامي (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (6/272) . (2) "الجرح والتعديل" (6/276) ، و"تاريخ بغداد" (11/164) . (3) "سير أعلام النبلاء" (19/169) ، و"تاريخ الإسلام" (ص79/ حوادث 231-240) ، و (ص127/ حوادث 401-420) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/1043) ، و"طبقات الحنفية" (1/52) . (4) "الجرح والتعديل" (6/284) ، و"العلو للعلي الغفار" (ص 131) . (5) "الجرح والتعديل" (7/63) ، و"اعتقاد أهل السنة" (2/213) ، و"معرفة القراء الكبار" (1/234) ، و"تفسير ابن كثير" (1/138) . (6) " التدوين" (4/29) . (7) "الجرح والتعديل" (7/79) . (8) "الجرح والتعديل" (7/70) ، و"تاريخ الإسلام" (ص228/ حوادث 251- 260) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/562) ، و"تغليق التعليق" (4/330) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 202 فُضَيْل بن محمد بن فُضَيْل، أبو يحيى المَلَطِيُّ (1) . القاسم بن عاصم المَرْوَزِيُّ، نزيلُ بغداد (2) . القاسم بن محمد بن الحارث المَرْوَزي (3) . القاسم بن يونس التُّرْمُسَانِيُّ الحِمْصيُّ، أبو محمد (4) . كَثِيرُ بن شهاب بن عاصم بن مالك المَذْحِجِيُّ اليَمَانِيُّ، أبو الحسن القَزْويني (5) . مالك بن عبد الله بن سَيْف، أبو سَعِيد التُّجِيبِيُّ المِصْري (6) . محمد بن آدم المَرْوَزي (7) . محمَّد بن إبراهيم بن حَبِيب، أبو أيوب الفُوْرَارِدِيّ الرازي (8) . محمد بن إبراهيم بن سَعِيد بن موسى ابن عبد الرحمن، أبو عبد الله البُوْشَنْجِيُّ العَبْدي (9) .   (1) "تاريخ الإسلام" (ص241/ حوادث 281-290) . (2) "الجرح والتعديل" (7/115) ، و"تاريخ بغداد" (12/430) . (3) "الجرح والتعديل" (7/120) . (4) "الجرح والتعديل" (7/123) . (5) "الجرح والتعديل" (7/153) و"اعتقاد أهل السنة" (3/389) ، و"التدوين" (4/52) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/158) . (6) "الجرح والتعديل" (8/214) . (7) "تاريخ الإسلام" (ص641/ حوادث 141-160) . (8) "الجرح والتعديل" (7/187) . (9) "الجرح والتعديل" (7/187) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 203 محمَّد بن إبراهيم بن شُعَيْب، أبو الحَسَنِ الغَزَّاء الطَّبَري (1) . محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله، أبو عبد الرحمن المَدِيني الكَثِيري (2) . محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحَسَن بن قَحْطَبة، أبو عبد الله المؤدِّب (3) . محمد بن أحمد بن البَرَاء (4) . محمد بن أحمد بن الجُنَيْد، أبو جعفرٍ الدَّقَّاقُ البغدادي (5) . محمد بن أحمد بن حَمَّاد، أبو بِشْر الدُّولاَبي الأَنْطاكي الوَرَّاق الحافظ (6) . محمد بن أحمد بن الوليد، أبو بكر الثَّقَفي (7) . محمد بن أحمد بن يزيد بن عبد الله، أبو يُونُسَ القُرَشِيُّ   (1) "الجرح والتعديل" (7/187) ، و"المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 122) ، و"الأنساب" (4/289) ، و"تاريخ دمشق" (63/419) . (2) "الجرح والتعديل" (7/187) ، "توضيح المشتبه" (7/286) . (3) "الجرح والتعديل" (7/187) ، و"تاريخ بغداد" (1/389) ، و"نزهة الألباب في الألقاب" (1/182) . (4) "التعديل والتجريح" (2/622) ، و"تاريخ دمشق" (35/475) ، و (46/284) . (5) "الجرح والتعديل" (7/183) ، و"تاريخ بغداد" (1/285) . (6) "تاريخ دمشق" (51/29) ، و"سير أعلام النبلاء" (14/309) ، و"تاريخ الإسلام" (ص275/ حوادث 301-320) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/759) . (7) "طبقات المحدثين" (3/497) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 204 الجُمَحِيُّ المَدَنيُّ الفقيه (1) . محمد بن أحمد، أبو يُونُس المَدِيني (2) . محمد بن إدريس بن عمر، أبو بكرٍ المَكِّيُّ، وَرَّاقُ أبي بكر الحُمَيْديِّ (3) . محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن رَاهُويَهْ (4) . محمد بن إسحاق بن جعفر، ويقال: ابن إسحاق بن محمد، أبو بكرٍ الصَّغَاني ثم البَغْدادي الحافظ (5) . محمد بن إسحاق بن يزيد، أبو عبد الله الصِّينِيّ (6) ، روى عنه مكاتبة. محمد بن إسحاق، المعروفُ بابنِ سَبُّويَه المَرْوَزِيُّ، نزيلُ مكة (7) .   (1) "تاريخ الإسلام" (ص153/ حوادث 261-280) . (2) "الجرح والتعديل" (7/183) ، و"اللآلئ المصنوعة" (2/60) . (3) "الجرح والتعديل" (7/207) ، و"تاريخ دمشق" (51/344) ، و"تاريخ الإسلام" (ص436/ حوادث 261-280) . (4) "تاريخ دمشق" (51/382) . (5) "الجرح والتعديل" (7/195) ، و"تاريخ دمشق" (52/20) ، و"تهذيب الأسماء" (1/94) . (6) "الجرح والتعديل" (7/196) ، و"الأنساب" (3/578) ، و"تاريخ دمشق" (52/37) ، و"المنتظم" (11/244) . (7) "الجرح والتعديل" (7/196) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 205 محمد بن إسحاق المُسُوحي (1) . محمد بن إسماعيل بن سالم الصَّائِغ القُرَشِيُّ، أبو جعفر المَكِّي (2) . محمد بن إسماعيل بن سَمُرَةَ، أبو جَعْفَر الأَحْمَسِيّ الكُوفي السَّرَّاج (3) . محمد بن إسماعيل بن يوسف السُّلَمي، أبو إسماعيل التِّرْمِذي (4) . محمد بن أيوب بن يحيى بن ضُرَيْسٍ، أبو عبد الله البَجَلِيّ الرازي (5) . محمد بن بِشْر بن سُفْيان الجَرْجَرَائي (6) . محمد بن ثَوَاب بن سَعِيد الهَبَّاري، أبو عبد الله الكُوفي (7) .   (1) "الجرح والتعديل" (7/196) ، و"تاريخ الإسلام" (ص253/حوادث 291-300) . (2) "تاريخ الإسلام" (ص437/ حوادث 261-280) . (3) "الجرح والتعديل" (7/190) ، و"جامع بيان العلم وفضله" (2/146) ، و"تالي تلخيص المتشابه" (1/79) . (4) "الجرح والتعديل" (7/190) ، و"تفسير الثعلبي" (7/16) ، و"تاريخ دمشق" (51/329) . (5) "الجرح والتعديل" (7/198) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/449) ، و"تاريخ الإسلام" (ص255/ حوادث 291-300) . (6) "الجرح والتعديل" (7/211) . (7) "الجرح والتعديل" (7/218) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (3/381) ، و"تاريخ الإسلام" (ص279/ حوادث 251-260) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 206 محمد بن جابر بن بُجَيْر بن عُقْبة، أبو بُجَيْر المُحَارِبي الكوفي (1) . محمَّد بن الحارث المَخْزُومي، أبو عبد الله المَدِيني (2) . محمد بن الحَجَّاج الحَضْرَمي المِصْري (3) . محمد بن حَسَّان بن فَيْرُوز الأَزْرَق، أبو جعفر الشَّيْبَاني الواسطي البغدادي (4) . محمد بن الحُسَيْن بن إبراهيم بن الحُرِّ بن زَعْلاَن، أبو جعفر بن إِشْكَاب الصَّغِير العامري (5) محمد بن الحُسَيْن النَّخَغي (6) . محمد بن حَمَّاد الرازي، أبو عبد الله الطِّهْرَاني (7) .   (1) "الجرح والتعديل" (7/220) ، و"تاريخ الإسلام" (ص279/ حوادث 251-260) . (2) "الجرح والتعديل" (7/231) . (3) "الجرح والتعديل" (7/235) ، و"أخلاق النبي (ص) وآدابه" (4/182) . (4) "الجرح والتعديل" (7/237) ، و"تاريخ بغداد" (2/223) ، و"تاريخ الإسلام" (ص283/ حوادث 251-260) . (5) "الجرح والتعديل" (7/229) ، و"تاريخ بغداد" (2/223) ، و"الأنساب" (3/155) . (6) "تاريخ بغداد" (12/320) . (7) "تاريخ بغداد" (2/271) ، و"تاريخ دمشق" (11/3) ، و"التدوين" (1/272) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/628) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/610) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 207 محمد بن حَمُّويَه بن الحَسَن (1) . محمد بن خالد بن خَلِيٍّ الحِمْصي (2) . محمد بن خالد بن يَزِيد، أبو بكر الشَّيْباني القَلُوصي (3) . محمد بن خالد أبو هارون الرازي الخَرَّاز (4) . محمد بن خُشَيْش الجُعْفي (5) . محمد بن خَلَف بن صالح بن عبد الأعلى الكُوفي التَّيْمي (6) . محمد بن خَلَف، أبو بكر الحَدَّادي (7) . مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي نَصْر السِّمْناني الحَنْظَلي (8) . محمد بن دَيْسَم، أبو علي الدَّقَّاق (9) . محمد بن رَوْح (10) .   (1) "الجرح والتعديل" (1/59) ، و"التعديل والتجريح" (1/365) ، "تاريخ دمشق" (11/476) ، و (15/297) ، و (46/403) . (2) "الجرح والتعديل" (7/244) . (3) "الجرح والتعديل" (7/244) ، و"تاريخ دمشق" (52/389) . (4) "الجرح والتعديل" (7/245) ، و"اعتقاد أهل السنة" (3/505) ، "تاريخ الإسلام" (ص285/ حوادث 251-260) . (5) "تاريخ الإسلام" (ص286/ حوادث 251-260) . (6) "الجرح والتعديل" (7/245) ، و"اعتقاد أهل السنة" (8/1390) . (7) "الجرح والتعديل" (7/245) ، و"أخلاق النبي (ص) وآدابه" (3/237) . (8) "الجرح والتعديل" (7/250) . (9) "الجرح والتعديل" (7/251) ، و"تاريخ بغداد" (5/269) . (10) "الحلية" (9/92) ، و"تاريخ دمشق" (51/305) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 208 محمد بن سعيد بن غالب، أبو يحيى العَطَّار الضَّرِير (1) . محمد بن سَعِيد الجَوْسَقي (2) . محمد بن سعيد المُقْرِئ (3) . محمد بن سُلَيْمان بن الحَكَم بن أيُّوب الخُزَاعي الكَعْبي العَلاَّف (4) . محمَّد بْنِ سَهْل بْنِ أَبِي سَهْل الخَيَّاط الرازي، أبو جعفر (5) . محمد بن عامر بن إبراهيم (6) . محمد بن عُبَادة بن البَخْتَرِيِّ، أبو جعفر الواسطي (7) . محمد بن العَبَّاس بن بَسَّام، أبو عبد الرحمن مولى بني هاشم (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (7/266) ، و"طبقات الصوفية" (1/378) ، و"تاريخ بغداد" (5/306) . (2) "تاريخ دمشق" (12/47) . (3) "شرح علل الترمذي" (2/718) . (4) "الجرح والتعديل" (7/269) . (5) "الجرح والتعديل" (7/277) ، و"التدوين" (1/299) ، و"تاريخ الإسلام" (ص291/ حوادث 251-260) ، و (ص262/ حوادث 281-290) . (6) "الجرح والتعديل" (8/44) ، و"الإرشاد" (1/164) . (7) "الجرح والتعديل" (8/17) ، "التوبيخ والتنبيه" (ص 34) ، و"تاريخ دمشق" (40/385) ، و"تاريخ الإسلام" (ص294/ حوادث 251-260) . (8) "الجرح والتعديل" (8/48) ، و"تاريخ دمشق" (24/175) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 209 محمد بن العَبَّاس بن خالد، أبوعبد الله السُّلَمِيُّ الأَصْبَهانيّ (1) . محمد بن العباس، أبو بكر المَكِّي (2) . محمد بن عبد الرحمن، أبو الجَمَاهِرِ الحِمْصي (3) . محمد بن عبد الرحمن الهَرَوِيّ، أبو عبد الله الرازي (4) . محمد بن عبد الله بن إسماعيل الرازي، ابن أبي الثَّلْجِ البغدادي (5) . محمد بن عبد الله بن الجُنَيْد، أبو عبد الله النَّيْسَابوري، نزيلُ جُرْجان (6) . محمد بن عبد الله بن حَبِيب، أبو بَكْر الواسطيُّ، المعروفُ بالخَبَّاز (7) . محمد بن عبد الله بن سَهْل بن المثنَّى الصَّنْعَاني (8) .   (1) "تاريخ الإسلام" (ص167/ حوادث 261-280) . (2) "طبقات الحنابلة" (1/287) ، و"تاريخ دمشق" (5/333) ، و (44/49) ، و"سير أعلام النبلاء" (11/343) ، و"تاريخ الإسلام" (ص/142/ حوادث 241-250) . (3) "الجرح والتعديل" (7/327) . (4) "الجرح والتعديل" (7/326) ، و"التعديل والتجريح" (2/496) . (5) "الجرح والتعديل" (7/294) ، و"تاريخ بغداد" (5/425) ، و"التعديل والتجريح" (2/655) ، و"تاريخ الإسلام" (ص280/ حوادث 251-260) . (6) "الجرح والتعديل" (7/295) . (7) "الجرح والتعديل" (7/296) ، و"تاريخ بغداد" (5/224) . (8) "الجرح والتعديل" (7/305) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 210 محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم، أبو عبد الله المِصْري (1) . محمد بن عبد الله بن المُبَارَك المُخَرِّمِيّ (2) . محمد بن عبد الله بن مَيْمون، أبو بَكْر الإِسْكَنْدراني (3) . محمد بن عبد الله بن يَزِيد، أبو يحيى ابنُ المُقْرِئ المَكِّيّ (4) . محمد بن عبد الملك بن زَنْجُويَهْ، أبو بكرٍ البغداديُّ الحافظ الغَزَّال (5) . محمد بن عبد المَلِك بن مَرْوان بن الحَكَم، أبو جعفر الدَّقِيقي الواسطي (6) . محمد بن عبد الوهاب أبو أحمد النَّيْسَابوري (7) ، روى عنه مكاتبة.   (1) "الجرح والتعديل" (7/300) ، و"العظمة" (4/1400) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (6/163) ، و"تاريخ بغداد" (2/70) ، و"تاريخ دمشق" (51/279) . (2) "الجرح والتعديل" (7/305) ، و"تاريخ بغداد" (13/123) . (3) "الجرح والتعديل" (7/304) ، و"الإرشاد" (1/441) ، و"تاريخ بغداد" (5/426) ، و"الأنساب" (1/151) . (4) "الجرح والتعديل" (7/307) ، و"الفصل للوصل" (2/790) ، و"التعديل والتجريح" (1/457) ، و"تاريخ الإسلام" (ص297/ حوادث 251-260) . (5) "الجرح والتعديل" (8/5) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/346) ، و"تاريخ الإسلام" (ص301/ حوادث 251-260) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/554) . (6) "الجرح والتعديل" (8/5) ، و"اعتقاد أهل السنة" (3/522) ، و"الأنساب" (2/485) . (7) "الحلية" (8/143) ، و"الإرشاد" (2/805) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 211 محمد بن عُبَيْدالله بن يزيد، أبو جعفرٍ البغداديُّ المُنَادِي (1) . محمد بن عُثْمان بن مَخْلَد التَّمَّار الواسطي (2) . محمد بن عُزَيْز بن عبد الله بن زِيَاد ابن عَقِيل، أبو عبد الله الأَيْلي (3) . مُحَمَّدُ بْنُ عُقْبة بْنِ عَلْقمة البَيْروتي (4) ، روى عنه مكاتبة. مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحَسَن بن شَقِيق (5) . محمَّد بن عَلِيِّ بن حَمْزة، أبو عبد الله العَلَوِيّ الأَخْبَاري الشاعر (6) . محمد بن علي بن سعيد النَّسَائي (7) . محمد بن عَمَّار بن الحارث، أبو جعفر الرازي (8) . محمد بن عَمَّار الشَّهِيدُ، أبو الفضل ابن أبي الحُسَيْن   (1) "الجرح والتعديل" (8/3) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/555) . (2) "الجرح والتعديل" (8/25) . (3) "الجرح والتعديل" (8/52) ، و"كرامات الأولياء" (ص135) . (4) "السنن الكبرى" للبيهقي (1/369) ، و"التدوين" (2/406) ، و"تاريخ الإسلام" (ص304/ حوادث 251-260) . (5) "الأنساب" (4/289) . (6) "الجرح والتعديل" (8/28) ، و"تاريخ الإسلام" (ص279/ حوادث 281-290) . (7) "اعتقاد أهل السنة" (3/506) . (8) "الجرح والتعديل" (8/43) ، و"فتح الباب في الكنى والألقاب" (ص194) ، و"اعتقاد أهل السنة" (2/234) ، و"الإرشاد" (1/275) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 212 الهَرَوِيّ (1) . محمد بن عمرو بن تَمَّام المِصْري، أبو الكَرَوَّسِ (2) . محمد بن عمرو بن عَوْن، أبو عَوْن الواسطي (3) . محمد بن عمرو بن المُوَجِّهِ الفَزَاري، أبو المُوَجِّهِ المَرْوَزي اللغوي الحافظ (4) . محمد بن عِمْران بن حَبِيب الهَمْدانيّ (5) ، روى عنه إجازة. محمد بن عُمَيْر، أبو بكرٍ الطَّبَرِيُّ الفقيه (6) . محمد بن عَوْف بن سُفْيان، أبو جعفرٍ الطائيُّ الحِمْصي الحافظ (7) . محمد بن غالب، أبو جعفرٍ الدقاقُ البغداديُّ، المعروفُ بِتَمْتَام (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (8/81) ، و"التعديل والتجريح" (2/643) . (2) "الجرح والتعديل" (8/34) . (3) "الجرح والتعديل" (8/34) ، و"تاريخ الإسلام" (ص307/ حوادث 251-260) . (4) "سير أعلام النبلاء" (13/347) ، و"تاريخ الإسلام" (ص281/ حوادث 281-290) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/615) ، و"توضيح المشتبه" (8/303) . (5) "تاريخ الإسلام" (ص456/ حوادث 261-280) . (6) "الجرح والتعديل" (8/40) ، و"تاريخ الإسلام" (ص175/ حوادث 261-280) . (7) "الجرح والتعديل" (8/52) ، و"العظمة" (2/501) ، و"اعتقاد أهل السنة" (4/822) ، و"تاريخ دمشق" (31/382) ، و (55/47) ، و"التدوين" (1/499) ، و (2/279) ، و"معجم البلدان" (2/303) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/581) . (8) "الجرح والتعديل" (8/55) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 213 محمد بن الفضل بن موسى، أبو بكر القُسْطَاني الرازي (1) . محمَّد بن المثنَّى بن زياد، أبو جعفر السِّمْسَار، البغدادي الزاهد (2) . محمد بن محمد بن رَجَاء بن السِّنْدِيّ، أبو بكر الحَنْظَلي (3) . محمد بن محمد بن المبارك الصُّورِيّ (4) . محمد بن محمد بن مسلم (5) . محمد بن محمد بن مُصْعَب الصُّوري، أبو عبد الله (6) . محمد بن مسلم بن عُثْمان بن عبد الله، المعروفُ بابن وَارَة، أبو عبد الله الرازي (7) . محمد بن مَعْبَد الجَوْسَقي (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (8/60) ، و"اعتقاد أهل السنة" (2/234) ، و"سير أعلام النبلاء" (8/466) ، و"تاريخ الإسلام" (ص285/ حوادث 281-290) ، و"العلو للعلي الغفار" (ص150) . (2) "الجرح والتعديل" (8/95) ، و"سير أعلام النبلاء" (10/473) ، و"تاريخ الإسلام" (ص110/ حوادث 221-230) ، و (ص319/ حوادث 251-260) . (3) "الجرح والتعديل" (8/87) ، و"تاريخ دمشق" (55/162) . (4) "تاريخ دمشق" (55/205) . (5) "التعديل والتجريح" (3/1172) . (6) "الجرح والتعديل" (8/87) . (7) "الجرح والتعديل" (8/79) ، و"تاريخ دمشق" (38/32) ، و (40/395) ، (64/255) ، و"التدوين" (2/23) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/575) . (8) "الحلية" (6/153) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 214 محمد بن مُقَاتِلٍ، أبو زُرْعة المَرْوَزي (1) . محمد بن مَهْرُويَه بن سِنَان، أبو بكر الرازي (2) . محمد بن موسى بن سالم القَاشَاني المُقْرِئ (3) . محمد بن موسى أبو سعيد، الكِسَائي الرازي (4) . محمد بن نَجِيح بن أبي مَعْشَر المَدِيني (5) . محمد بن النَّضْر بن سَلَمة بن الجارود، أبو بكر الجَارُودي النَّيْسَابوري (6) . محمد بن هارون، أبو جعفرٍ البغداديُّ، المعروفُ بأبي نَشِيط (7) . محمد بن هارون، أبو جعفرٍ الفَلاَّس البغدادي المُخَرِّمي (8) . محمد بن هِشَام بن مِلاَس الدمشقيُّ، أبو جعفر (9) .   (1) "أحاديث أبي الزبير" (ص 165) . (2) "الجامع لأخلاق الراوي" (2/201) . (3) "الجرح والتعديل" (8/84) . (4) "الجرح والتعديل" (8/85) . (5) "الجرح والتعديل" (8/110) . (6) "الجرح والتعديل" (8/111) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/541) ، و"تاريخ الإسلام" (ص301/ حوادث 291-300) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/673) . (7) "الجرح والتعديل" (8/117) ، و"تفسير الثعلبي" (7/151) ، و"تاريخ بغداد" (10/161) ، و"تاريخ دمشق" (32/419) . (8) "الجرح والتعديل" (8/118) ، وتاريخ بغداد (3/353) ، و"تاريخ دمشق" (65/26) . (9) "الجرح والتعديل" (8/116) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 215 محمد بن الوَزِيرِ بن قيس، أبو عبد الله الواسطي (1) . محمد بن يحيى بن أيوب الرازي (2) . محمد بن يحيى بن عُمَرَ الواسطي (3) . محمد بن يحيى بن مَنْدَه الأصبهاني (4) . محمد بن يعقوب بن حَبِيب، أبو جعفر الغَسَّاني (5) . محمد بن يعقوب بن يوسف بن مَعْقِل، أبو العَبَّاس الأَصَمّ (6) . محمد بن يعقوب الدِّمَشْقي (7) . محمد بن يوسف بن سليمان بن سُلَيْم، أبو عبد الله البغدادي الجَوْهَري (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (8/115) ، و"اعتقاد أهل السنة" (3/519) ، و"تاريخ الإسلام" (ص333/ حوادث 251- 260) . (2) "اعتقاد أهل السنة" (2/282) . (3) "الجرح والتعديل" (8/125) ، و"الحلية" (5/116) ، و (6/170، 177) ، و"تاريخ دمشق" (65/88) ، و"المنتظم" (2/32) ، و"تاريخ الإسلام" (ص510/ حوادث 141-160) ، و (ص344/ حوادث 251-260) . (4) "بغية الطلب في تاريخ حلب" (2/955) . (5) "تاريخ دمشق" (56/286) . (6) "سير أعلام النبلاء" (15/452) . (7) "الجرح والتعديل" (8/121) . (8) "الجرح والتعديل" (8/120) ، و"تاريخ دمشق" (56/316) ، و"تاريخ الإسلام" (ص274/ حوادث 251-260) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 216 محمود بن آدم (1) ، روى عنه مكاتبة. محمود بن خالد، أبو أحمد الخَانِقِينِيّ (2) . محمود بن الفَرَجِ الأصبهانيُّ، أبو بكر الزاهد (3) . مسلم بن الحَجَّاج، أبو الحُسَيْن النيسابوري، الإمام (4) . معاذ بن محمَّد بن مَخْلَد بن مَطَر، أبو سعيدٍ الرُّؤَاسي العامري البَطِينُ النَّسَائي، المعروفُ بِخُشْنَام (5) . مُغِيرة بن يحيى بن المُغِيرة السَّعْدي الرازي (6) . مِقْدام بن داود بن عيسى بن تَلِيد، أبو عمرو الرُّعَيْنِيّ المِصْري (7) . المُنْذِرُ بنُ شاذان، أبو عُمَرَ الرازي التَّمَّار (8) .   (1) "تاريخ بغداد" (10/241) ، و"تاريخ دمشق" (43/193) . (2) "الجرح والتعديل" (8/291) ، و"طبقات الحنابلة" (1/340) ، و"الأنساب" (2/314) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (1/415) . (3) "الجرح والتعديل" (8/292) . (4) "الجرح والتعديل" (8/182) ، و"المستخرج" لأبي نعيم (3/312) ، و"الإرشاد" للخليلي (1/292) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/588) . (5) "الجرح والتعديل" (8/251) ، و"تاريخ دمشق" (58/466) ، و"نزهة الألباب" (943) . (6) "الجرح والتعديل" (8/232) . (7) "الجرح والتعديل" (8/303) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/345) ، و"تاريخ الإسلام" (ص309/ حوادث 281-290) . (8) "الجرح والتعديل" (8/244) ، و"الإرشاد" (1/341) ، و"تاريخ الإسلام" (ص353/ حوادث 251-260) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 217 موسى بن إسحاق بن موسى، أبو بكرٍ الأنصاريُّ الخَطْمي الفقيه، قاضي الري (1) . موسى بن إسحاق القَوَّاس الكوفي (2) . موسى بن سَهْل بن قادم، أبو عِمْران الرَّمْلي (3) ، روى عنه مكاتبة. موسى بن عبد الرحمن بن سَعِيد بن مَسْروق، أبو عيسى الكِنْدي المَسْرُوقي (4) . موسى بن هارون بن حَيَّان، أبو عمرو القَزْويني (5) . موسى بن يوسف بن موسى بن راشد القَطَّان، أبو عَوَانة الكوفي الرازي (6) . مَوْهَب بن يزيد بن مَوْهَب، أبو سعيدٍ الرَّمْلي (7) .   (1) "تاريخ بغداد" (2/76، و13/52) ، و"تاريخ دمشق" (34/18، و60/392) ، و"تاريخ الإسلام" (ص313/ حوادث 291-300) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/668) . (2) "الجرح والتعديل" (8/135) . (3) "الجرح والتعديل" (8/146) ، و"تاريخ دمشق" (8/174) ، و"بغية الطلب" (3/1441) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/242) . (4) "الجرح والتعديل" (8/150) ، و"التدوين" (3/396) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (3/209) ، و"توضيح المشتبه" (8/147) . (5) "التدوين" (4/134) . (6) "الجرح والتعديل" (8/168) ، و"تاريخ دمشق" (61/251، 392) ، و"تاريخ الإسلام" (ص313/ حوادث 281-290) . (7) "الجرح والتعديل" (8/415) ، و" التدوين" (1/209) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 218 نَصْر بن داود بن منصور بن طَوْق، أبو منصورٍ الصَّغَانِيُّ الخَلَنْجِيّ (1) . نَصْر بن عبد الله بن مَرْوان، أبو القاسمِ البغداديُّ المؤدِّب (2) . نَصْر بن مرزوق، أبو الفتح المِصْري (3) . نَضْر بن عبد الله بن ماهان الدِّينَوَرِيُّ (4) . النَّضْر بن هشام الأَصْبَهاني (5) . هارون بن إسحاق، أبو القاسمِ الهَمْدانيُّ الكوفي (6) . هارون بن حُمَيْد الواسطي (7) . هارون بن سَعِيد الأَيْلي (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (8/472) ، و"تاريخ بغداد" (13/292) ، و"تاريخ الإسلام" (ص482/ حوادث 261-280) . (2) "الجرح والتعديل" (8/472) ، و"تاريخ بغداد" (13/290) . (3) "الجرح والتعديل" (8/472) . (4) "الجرح والتعديل" (8/480) ، و"توضيح المشتبه" (9/86) . (5) "الجرح والتعديل" (8/481) . (6) "الجرح والتعديل" (9/87) ، و"اعتقاد أهل السنة" (4/796) ، و"الأنساب" (5/651) ، و"تاريخ دمشق" (45/190) ، و (64/285) ، و"الأحاديث المختارة" (1/227) ، و"تاريخ الإسلام" (ص358/ حوادث 251-260) . (7) "الجرح والتعديل" (9/88) ، و"تاريخ الإسلام" (ص358/ حوادث 251-260) . (8) "تاريخ دمشق" (51/300) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 219 هارون بن سليمان بن داود، أبو الحَسَنِ الخَزَّاز (1) . هارون بن موسى، أبو علي الأُشْنَاني الهَمَذَاني (2) . هاشم بن خالد بن أبي جَمِيل، أبو مسعودٍ الدِّمَشْقيُّ القُرَشي (3) . هاشم بن يعلى المَقْدِسِيُّ، أبو الدَّرْداء (4) . وَهْب بن إبراهيم الفامي، أبو علي الرازي (5) . يحيى بن أيوب الزاهد (6) . يحيى بن جَعْفَر بن عبد الله بن الزِّبْرِقان، أبو بكر بن أبي طالب (7) . يحيى بن حَبِيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حَبِيب بن أبي ثابت، أبو عَقِيل، نزيلُ سَامَرَّا (8) .   (1) "أحاديث أبي الزبير" (ص 70) ، و"طبقات المحدثين" (3/14) . (2) "الجرح والتعديل" (9/97) ، و"تاريخ الإسلام" (ص484/حوادث261-280) . (3) "الجرح والتعديل" (9/106) ، و"تهذيب الكمال" (12/258) ، و (22/326) ، و"تاريخ الإسلام" (ص361/ حوادث 251-260) . (4) "الجرح والتعديل" (9/106) . (5) "الجرح والتعديل" (9/29) ، و"اعتقاد أهل السنة" (4/742) . (6) "الجرح والتعديل" (9/128) . (7) "الجرح والتعديل" (9/134) ، و"تاريخ بغداد" (14/220) . (8) "الجرح والتعديل" (9/137) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 220 يحيى بن زكريا بن عيسى، أبو زكريا المَرْوَزِيّ، المعروفُ بالسُّنِّيِّ (1) . يحيى بن عبد الأَعْظَم، أبو زكريا الحافظُ القَزْوينيُّ، المعروفُ بِيَحْيَى بن عَبْدَك (2) . يَحْيَى بْنُ عُثْمان بْنِ صَالِحٍ بن صَفْوان، أبو زكريا السَّهْمِيُّ المِصْري (3) . يحيى بن غَوْث بن يحيى الطائي (4) . يحيى بن محمد بن عبد الملك بن قَزَعة أبو السُّقَيْرِ، ويقال: أبو الصَّقْر (5) . يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى بن عبد الله، أبو زكريا الذُّهْلِيُّ النَّيْسَابوري، يلقَّب حَيْكَانَ (6) . يحيى بن يعقوب أبو زكريا (7) .   (1) "الجرح والتعديل" (9/145) ، و"طبقات الحنابلة" (1/401) ، و"تاريخ الإسلام" (ص102/ حوادث 231-240) ، و"العلو للعلي الغفار" (166) . (2) "الجرح والتعديل" (9/173) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/509) ، و"تاريخ الإسلام" (ص490/ حوادث 261-280) . (3) "الجرح والتعديل" (9/175) ، و"تاريخ الإسلام" (21/330) . (4) "الجرح والتعديل" (9/181) . (5) "الجرح والتعديل" (9/186) ، "تاريخ بغداد" (14/213) ، و"الإكمال" (4/309) ، و"توضيح المشتبه" (5/117) . (6) "الجرح والتعديل" (9/186) ، و"تاريخ بغداد" (14/217) . (7) " التدوين" (1/229) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 221 يَزْدَادُ بن عمر الهَمَذَاني (1) . يَزِيدُ بن سِنَان بن يَزِيد بن ذَيَّال، أبو خالدٍ البَصْري القَزَّاز (2) . يَزِيد بن محمَّد بن عبد الصمد، أبو القاسم الدِّمَشْقي (3) . يَزِيد بن مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَان، أبو فَرْوة الرُّهَاوي (4) . يعقوب بن إسحاق، أبو الفَضْل الهَرَوِيُّ الحافظ (5) . يعقوب بن سُفْيان بن جَوَّان الحافظ، أبو يوسف الفَسَوِيُّ الفارسيّ (6) . يعقوب بن عُبَيْد بن أبي موسى النَّهْرَتِيرِيّ (7) . يعقوب بن يوسف بن مَعْقِل بن سِنَان النَّيْسَابوريُّ، والدُ أبي العَبَّاس الأَصَمِّ (8) .   (1) "الجرح والتعديل" (9/310) . (2) "الجرح والتعديل" (9/267) ، و"أحاديث أبي الزبير" (ص53) ، و"أخبار أصبهان" (2/268) ، و"غنية الملتمس" (ص 453) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/554) . (3) "الجرح والتعديل" (9/288) ، و"الأمثال في الحديث النبوي" (ص364) . (4) "الجرح والتعديل" (9/288) . (5) "التعديل والتجريح" (2/613، 713) ، و"تاريخ دمشق" (5/290) ، و"تاريخ الإسلام" (ص84/ حوادث 331-350) . (6) "تاريخ الإسلام" (ص492/ حوادث 261-280) . (7) "الجرح والتعديل" (9/210) ، "تاريخ بغداد" (14/280) ، و"تغليق التعليق" (5/181) . (8) "تاريخ الإسلام" (ص496/ حوادث 261-280) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 222 يَعِيشُ بن الجَهْم، أبو الحَسَن الحَدِيثي (1) . يوسف بن إسحاق بن الحَجَّاج الطَّاحُوني، أبو يعقوبَ الرازيُّ السُّرِّيُّ (2) . يوسف بن بَحْر بن عبد الرحمن، أبو القاسم التَّمِيمي البغداديُّ، قاضي حِمْص (3) . يوسف بن سَعِيد بن مسلم، أبو يعقوبَ المِصِّيصِيّ (4) ، روى عنه مكاتبة. يونس بن حَبِيب بن عبد القاهر، أبو بِشْرٍ العِجْلي الأَصْبَهاني (5) . يونس بن عبد الأعلى، أبو موسى الصَّدَفِيُّ المِصْري (6) . أبو الحسن السِّجِسْتاني، نزيلُ مكة (7) .   (1) "الجرح والتعديل" (9/310) ، و"الأنساب" (2/188) ، و"تاريخ الإسلام" (ص380/ حوادث 251-260) . (2) "الجرح والتعديل" (9/219) ، و"اعتقاد أهل السنة" (2/271) ، و (3/532) ، و"طبقات الحنابلة" (1/396) . (3) "الجرح والتعديل" (9/219) ، و"تاريخ بغداد" (14/305) ، و"تاريخ الإسلام" (ص208/ حوادث 261-280) . (4) "الأنساب" (5/316) . (5) "الجرح والتعديل" (9/237) ، و"التعديل والتجريح" (2/597) ، "التدوين" (2/460) ، و"سير أعلام النبلاء" (12/596) . (6) "الجرح والتعديل" (9/243) ، و"المستخرج على مسلم" (2/380) ، و"تاريخ بغداد" (2/77) ، و"سير أعلام النبلاء" (18/128) . (7) "تاريخ دمشق" (51/379) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 223 أبو عثمان الخُوَارَزْمِيُّ نزيلُ مكة (1) ، روى عنه مكاتبة. أبو علي القُوْهِسْتَانِيّ (2) . أبو محمد البُسْتي السِّجِسْتاني (3) ، روى عنه مكاتبة. أبو محمد قَرِيبُ الشافعيِّ (4) ، روى عنه مكاتبة.   (1) "تاريخ بغداد" (2/66) ، (6/67) ، و"تاريخ دمشق" (51/331) ، و (423) . (2) "اعتقاد أهل السنة" (2/356) . (3) "تاريخ دمشق" (51/389) ، و"الحلية" (9/124) . (4) "تاريخ دمشق" (51/383) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 224 تلاميذُهُ: كان لِمَكَانةِ ابنِ أبي حاتمٍ الرفيعةِ بين أهلِ العِلْمِ، وعُلُوِّ منزلتِهِ في عِلْمِ الحديث، وذُيُوعِ صِيتِهِ - أَكْبَرُ الأَثَرِ في أَنْ يَلْتَفَّ حوله طائفةٌ من التلاميذِ الذين رَحَلَ الكثيرُ منهم إليه مِنْ أماكنَ شَتَّى؛ يَنْهَلُونَ من علمه، ويَرِدُونَ صَفْوَ ثقافته، ويُفِيدُونَ خِبْرَتَهُ. فكما أنَّ ابنَ أبي حاتم أخَذَ عن ذلك العددِ الكثيرِ والجَمِّ الغفيرِ من الشيوخ، فإنَّه قد أخَذَ عنه العلمَ عددٌ كثيرٌ أيضًا من الرواةِ الذين كانوا يتنافسون في الأَخْذِ عنه، وبعضُهُمْ لازَمَهُ ملازمةً طويلةً؛ كأبي القاسم إبراهيمَ بنِ محمَّدِ بنِ أحمدَ بنِ مَحْمُويَه النَّصْرَاباذيِّ الواعظِ؛ الذي قال فيه ابن عساكر (1) : « ... وأكثَرَ عن أبي محمَّد، وأقام عليه بِسَمَاعِ مصنَّفاته» . وكأحمد بن محمد بن عيسى بن الجَرَّاح، أبي العَبَّاس بن النَّحَّاسِ، الرَّبَعِيِّ المِصْريِّ الحافظ؛ الذي قال عنه ابن عساكر أيضًا (2) : « ... وأقام على عبد الرحمن ابن أبي حاتم مُدَّةً، وكانتْ سماعاتُهُ منه كثيرةً ... » . وربَّما اتخَذَ ابنُ أبي حاتم بعضَ الرواةِ وَرَّاقًا له يَأْمَنُهُ على كُتُبه؛ فقد روى ابن عساكر (3) من طريق الإمامِ الحُسَيْن بن علي بن جعفر الأَصْبَهَانيِّ الحَنْبلي، قال: سمعتُ أحمدَ ابنَ محمَّدِ بنِ سَلِيلٍ التَّمِيمِيَّ الرازيَّ وَرَّاقَ عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول: سمعتُ ابنَ أبي حاتم   (1) في"تاريخ دمشق" (7/104) . (2) في المرجع السابق (5/434) . (3) في المرجع السابق (5/293) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 225 يقول: سمعتُ أبي يقول: إذا رأيتُمُ الرَّجُلَ يُحِبُّ أحمدَ بنَ حَنْبَلٍ، فاعلموا أنه صاحبُ سُنَّة. وفيما يلي قائمةٌ بأسماءِ بعضِ هؤلاءِ التلاميذِ ممَّن وقفنا عليهم في مُخْتَلِفِ المصادر، وقد استبعدْنَا مَنْ رأيناهم ذُكِرُوا مِنْ تلاميذِهِ على سَبِيلِ الوَهَمِ. وهم مُرتَّبون على حُرُوفِ المُعْجَمِ، مع الإشارةِ للمصادرِ التي ذُكِرَ فيها اسمُ ذلك التلميذ، وهم: إبراهيم بن محمد بن أحمد بن مَحْمُويَهْ، أبو القاسم الواعظ النَّصْرَاباذي (1) . إبراهيم بن محمد بن إسحاق الكَهْكَني، أبو إسحاق الجُرْجَاني (2) . إبراهيم بن محمد بن بِشْر (3) . إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن يَزْدَاد، أبو إسحاق الرازي (4) .   (1) "شعب الإيمان" (1/514) ، و"المؤتلف والمختلف" لابن طاهر (ص140) ، و"الأنساب" (5/492) ، و"تاريخ دمشق" (7/103) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (3/310) . (2) "تاريخ جرجان" (ص139) . (3) "تاريخ بغداد" (1/252) ، و (2/223) ، و"موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/108) . (4) "التحبير في المعجم الكبير" (2/179) ، و"تاريخ دمشق" (36/125) ، و"مشيخة أبي عبد الله الرازي" (ص251، 253) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (1/416) ، و"التكملة لكتاب الصلة" (3/61) ، و"تاريخ الإسلام" (ص479/ حوادث 521-540) ، و (31/48) ، و"البلدانيات" (ص100) ، و"نفح الطيب" (3/62) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 226 إبراهيم بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَخْتُويَهْ، أبو إسحاق الْمُزَكِّي النَّيْسَابوري (1) . أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن كَثِير بن زِرٍّ، أبو بكر التاجر الرازي (2) . أحمد بن الحَسَن بن عبد ربِّه، أبو عليٍّ القَطَّان (3) . أحمد بن الحُسَيْن بن علي بن إبراهيم ابن الحَكَم، أبو زُرْعة الرازي الصغير الحافظ (4) . أحمد بن الحُسَيْن السَّرَوِيّ، أبو بكر المقرئ (5) . أحمد بن الخَلِيلِ القَزْوِينيُّ، جَدُّ الحافظ الخَلِيلي (6) . أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن (7) . أحمد بن القاسم بن يوسف بن فارس المَيَّانِجِيُّ، أبو عبد الله   (1) "المستدرك" (4/532) ، و"تاريخ بغداد" (6/168) ، و"تاريخ الإسلام" (ص289/ حوادث 351-380) . (2) "الإرشاد" (2/693) ، و"الإكمال" (4/183) . (3) "نوابغ الرواة" (1/23، 147) . (4) "تاريخ بغداد" (4/109) ، و"الجامع لأخلاق الراوي" (2/102) ، و"بغية الطلب في تاريخ حلب" (2/689) ، و"سير أعلام النبلاء" (17/46) ، و"تاريخ الإسلام" (ص567/ حوادث 351-380) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/999) . (5) "الأنساب" (3/250) . (6) "الإرشاد" (1/292) ، و"التدوين" (3/447) . (7) "اعتقاد أهل السنة" (5/992) ، و"كرامات الأولياء" (ص94) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 227 القاضي (1) . أحمد بن محمد بن الحُسَيْن، أبو حامد الخَرْجَاني المَعَافِرِيّ (2) . أحمد بن محمد بن الحُسَيْن البَصِير، أبو العَبَّاس الرازي الحافظ (3) . أحمد بن محمد بن سَلِيلٍ التَّمِيمي الرازي (4) . أحمد بن محمد بن عبد الله بن يَزْدَاد، أبو العباس الرازي (5) . أحمد بن محمَّد بن عيسى بن الجَرَّاح، أبو العَبَّاس بن النَّحَّاس، الرَّبَعِيُّ المصريُّ الحافظ (6) . أحمد بن محمد، أبو بكر الرازي الحافظ (7) .   (1) "تاريخ بغداد" (2/77) ، و"تاريخ دمشق" (5/175) . (2) "حلية الأولياء" (5/336) ، و (8/204) ، و"الأنساب" (2/342) . (3) "الإرشاد" (2/692) ، و"تاريخ دمشق" (61/251) ، و"معجم السفر" (ص309، 341) ، و"تاريخ الإسلام" (ص365/ حوادث 381-400) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/1028) ، و"شذرات الذهب" (3/153) . (4) "تاريخ دمشق" (5/293) . (5) "تاريخ دمشق" (36/125) ، و (52/170) ، و"مشيخة أبي عبد الله الرازي" (ص251) ، و"التكملة لكتاب الصلة" (3/61) ، و"نفح الطيب" (3/62) . (6) "تاريخ دمشق" (5/434) ، و"أخبار الحمقى والمغفلين" (ص90) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (3/219) ، و"تاريخ الإسلام" (ص587/ حوادث 351-380) . (7) "التدوين" (1/270) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 228 أحمد بن محمد، أبو سعيد النَّخَعِيُّ (1) . أحمد بن محمد البَحِيري (2) . أحمد بن موسى، أبو بكر الأَرْدَسْتاني (3) . أحمد بن يونس بن أحمد، أبو الحسن الطَّبَرِيّ (4) . آدم بن محمد بن آدم، أبو محمد الخُوَاري الرازي (5) . إسحاق بن صالح بن عَطَاء، أبو يعقوب الواسطي المقرئ، المعروف بالوَزَّان (6) . إسماعيل بن أحمد بن محمد بن داود النَّسَّاج القَزْويني (7) . إسماعيل بن محمد بن أبي حَرْب المَرَنْدي (8) . جعفر بن أحمد بن محمد، أبو القاسم المقرئ الرازي (9) . جعفر بن عبد الله بن يعقوبَ، أبو القاسم الرازي (10) .   (1) "المستدرك" (3/154) . (2) "تاريخ دمشق" (64/285) . (3) "بغية الطلب في تاريخ حلب" (3/1168) . (4) "تاريخ بغداد" (5/224) . (5) "الأنساب" (2/410) . (6) "الأنساب" (5/596) . (7) "تاريخ الإسلام" (ص517/ حوادث 351-380) . (8) "توضيح المشتبه" (8/103) . (9) "طبقات الصوفية" (1/378) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (5/250) . (10) "النجوم الزاهرة" (4/165) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 229 الحَسَن بن عبد الله بن سَعِيد، أبو أحمَدَ العَسْكَري (1) ، روى عنه إجازةً وكتابة، وقد رَوَى بعضَ مَسَائل "العِلَلِ" عن المصنِّف في كتابه "تصحيفات المحدِّثين". الحَسَن بن علي بن عُمَر بن يَزِيد الصَّيْدَنَاني المُزَكِّي، أبو محمد القَزْويني (2) . الحَسَن بن علي، أبو سَعِيد الرازي (3) . الحُسَيْن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشَّمَاخي، أبو عبد الله الهَرَوِيُّ الصَّفَّار (4) . الحُسَيْن بن سَعِيد (5) . الحُسَيْن بن علي بن العباس بن الفَضْل الهَرَوِيُّ الحافظ (6) . الحُسَيْن بن علي بن محمد التَّمِيمِيُّ، أبو أحمد النَّيْسَابوري، المعروف بـ «حُسَيْنَك» ، وهو أحدُ رُوَاةِ "العلل" عن المصنِّف (7) .   (1) "تصحيفات المحدثين" (1/11، 115) ، و"تاريخ دمشق" (53/51) . (2) "التدوين" (2/424) . (3) "تاريخ بغداد" (7/386) . (4) "تاريخ بغداد" (8/8) ، و"الأنساب" (3/453) ، و"تاريخ دمشق" (14/26) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (2/207) . (5) "التدوين" (2/446) . (6) "توضيح المشتبه" (1/546) . (7) "السنن الكبرى" للبيهقي (6/163) ، و"شعب الإيمان" (7/238) ، و"تاريخ بغداد" (8/88 و195) ، و (13/123) ، و"تاريخ دمشق" (62/217) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 230 الحُسَيْن بن محمد بن حَبَشٍ المقرئ (1) . الحُسَيْن بن محمد بن الحُسَيْن الثَّقَفي (2) . الحُسَيْن بن محمد بن العباس، أبو عليٍّ الفقيهُ الآمُلي (3) . حَمْدُ بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أيوب، أبو عليٍّ الرازي الأصبهاني (4) . حَمْزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن زيد بن عليٍّ، أبو يَعْلَى الزَّيْدي (5) . حَيْدَر بن محمد بن أحمد بن الجُنَيْد، أبو محمَّد الجُنَيْدِيُّ البخاري (6) . الخَضِرُ بن أحمد بن محمد بن الخَضِر القَزْويني، أبو علي الفقيه (7) .   (1) "تاريخ دمشق" (5/279) ، و"العلو للعلي الغفار" (ص 188) . (2) "تفسير الثعلبي" (7/126) . (3) "حلية الأولياء" (6/331) . (4) "مسند الشهاب" (2/271) ، و"تاريخ بغداد" (8/291) ، و"تالي تلخيص المتشابه" (1/79) ، و"التعديل والتجريح" (1/275) ، و"تاريخ دمشق" (5/104، 279) ، و"معجم السفر" (ص107) . (5) "التدوين" (2/475-476) . (6) "الأنساب" (2/176) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (1/298) . (7) "التدوين" (1/80) ، و (2/492) ، و"تاريخ الإسلام" (ص555/ حوادث 351-380) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 231 سليمان بن أحمد بن محمَّد بن داود، أبو داود الواعظ (1) . صالح بن أحمد بن محمَّد الحافظ، أبو الفَضْل التَّمِيمِيُّ، الأحنفي، الهَمَذَاني، ابن السِّمْسَار (2) . صالح بن عيسى (3) . صَفْوان بن الحُسَيْن (4) . العباس بن أحمد بن الفَضْل الزاهد، أبو الفَضْلِ الآجُرِّيُّ (5) . عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين بن عَبْدِيل، أبو نَصْر الشَّيْبَاني الهَمَذَاني الأنماطي (6) . عبد الرحمن بن محمد بن جعفر، أبو نَصْر العُقَيْلي الواعظ (7) . عبد الرحمن بن محمد بن حَمْدان (8) . عبد الرحمن بن محمد بن أبي اللَّيْث، أبو سعيد التَّمِيمي (9) .   (1) "التدوين" (3/51) . (2) "تاريخ الإسلام" (ص77/ حوادث 381-400) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/985) ، و"العبر في خبر من غبر" (3/27) . (3) "الإرشاد" (1/399) . (4) "تفسير الثعلبي" (7/16) . (5) "تاريخ جرجان" (ص327) ، و"الإكمال" (1/133) ، و"الأنساب" (1/61) ، و"توضيح المشتبه" (1/160) . (6) "تاريخ الإسلام" (ص142/ حوادث 381-400) . (7) "الأنساب" (5/565) . (8) "حلية الأولياء" (9/102، 124، 125، 131، 143) . (9) "تاريخ الإسلام" (ص543/ حوادث 351-380) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 232 عبد الرحمن بن أبي عبد الرحمن الجُرْجَاني، أبو محمد القاضي (1) . عبد الله بن أحمد بن الحسن بن يحيى الفقيه (2) . عبد الله بن بِشْرٍ الطَّالْقَاني (3) . عبد الله بن بكر، أبو نَصْر البَزَّاز النَّيْسَابوري (4) . عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أَسَدٍ، أبو القاسم الرازي الشافعيُّ المِصْري، الملقَّب بالدُّودِ (5) . عبد الله بن محمد بن بَرْزَةَ التاجر، أبو محمَّد البَرْزِيّ (6) . عبد الله بن محمد بن جَعْفَر بن حَيَّان، أبو الشيخِ الأنصاريُّ الأصبهاني، وهو من المُكْثِرِينَ من الرواية عن المصنِّف، وقد روى بعضَ مسائل "العِلَلِ" عنه (7) .   (1) "الحلية" (9/68، 73، 78) . (2) "دلائل النبوة" للأصبهاني (ص 219) ، و"طبقات الشافعية الكبرى" (4/78) . (3) "التعديل والتجريح" (2/641) . (4) "تاريخ بغداد" (9/423) ، و"غنية الملتمس" (ص 227) . (5) "جامع بيان العلم وفضله" (2/53) ، و"وفيات المصريين" (ص36) ، و"تاريخ دمشق" (32/161) ، و"تاريخ الإسلام" (ص140/ حوادث 381-400) . (6) "الأنساب" (1/320) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (1/138) ، و"تكملة الإكمال" لابن نقطة (1/268) ، و"توضيح المشتبه" (1/406) . (7) "العظمة" (1/408) ، و (2/501) ، و (3/987) ، و"أخلاق النبي (ص) وآدابه" (رقم 41، 153، و543) ، و"أخبار أصبهان" (2/309) ، و"المستخرج" لأبي نعيم (3/312) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (1/369) ، و"تغليق التعليق" (3/98) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 233 عبد الله بن محمد بن جَعْفَر بن حَيَّان، أبو العباس الحَيَّاني البُوشَنْجِيّ (1) . عبد الله بن محمد بن الحَجَّاج (2) . عبد الله بن محمد بن عبد الوَهَّاب بن نُصَيْر، أبو سَعِيد الواصلي القُرَشي الرازي (3) . عبد الله بن محمَّد بن كَثِير البَيِّعُ (4) . عبد الله بن محمد بن مسلم (5) . *** عبد الله بن محمد الحَيَّاني (6) = عبد الله بن محمد بن جعفر. عبد الله بن محمد، أبو محمَّد الصَّيْدَلاني (7) . عبد الله بن محمد، أبو محمَّد الفقيه (8) . ولعلَّه الذي قبله. عبد الملك بن العَبَّاس بن خالد، أبو عليٍّ الخالديُّ القَزْوينيُّ الزاهد (9) .   (1) "توضيح المشتبه" (2/150) . (2) "الحلية" (7/213) . (3) "ذم الكلام" (5/62) ، و"الأنساب" (5/564) ، و"تاريخ دمشق" (32/252) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (3/348) . (4) "الإرشاد" للخليلي (2/693) . (5) "تاريخ دمشق" (5/293) . (6) "سير أعلام النبلاء" (18/518) . (7) "التدوين" (2/108) . (8) "تاريخ دمشق" (7/238) . (9) "التدوين" (3/270) ، و"تاريخ الإسلام" (ص374/ حوادث 351-380) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 234 عُبَيْدالله بن محمَّد بن حَمْدُويَهْ، أبو الحَسَنِ الرازي الوزير (1) . عُبَيْدالله بن هارون بن موسى بن هارون بن حَيَّان، أبو نعيم الحَيَّاني (2) . عَتَّاب بن محمد بن أحمد بن عَتَّاب، أبو القاسم الرازي الوَرَامِينِيّ الحافظ (3) . عُتْبة بن عُبَيْدالله بن موسى بن عُبَيْدالله، أبو السائب الهَمَذَاني القاضي (4) . علي بن إبراهيم، أبو الحُسَيْن الرازي (5) . علي بن أحمد بن واصل المستملي، أبو القاسم الواصلي الزَّوْزَنِيّ (6) . علي بن بُخَار، أبو الحسن الرازي (7) ، وهو أَحَدُ رُوَاةِ   (1) "تاريخ بغداد" (10/364) ، و"الأنساب" (5/600) . (2) "التدوين" (3/292) . (3) "الأنساب" (5/587) ، و"معجم البلدان" (5/370) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (3/358) . (4) "تاريخ بغداد" (12/320) ، و"سير أعلام النبلاء" (16/47) ، و"تاريخ الإسلام" (ص446/ حوادث 331-350) . (5) "الأنساب" (2/280) . (6) "الأنساب" (5/563) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (3/348) . (7) "تاريخ بغداد" (11/355) ، و"الإكمال" (7/257) ، و"توضيح المشتبه" (9/34) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 235 "العِلَلِ" عن المصنِّف. علي بن بِشْر بن علي، أبو الحَسَن القَزْوِيني الصُّوفي (1) . علي بن الحُسَيْن بن عبد الرحمن، أبو الحَسَن البخاري، المعروفُ بالسَّدِيْوَرِيِّ (2) . علي بن عبد العزيز بن مُدْرِك، أبو الحسن البَرْذَعي (3) . علي بن عَطَاء القَزْويني (4) . علي بن القاسم بن العباس بن الفَضْل ابنِ شاذان، أبو الحسن القاضي الرازي (5) . علي بن القاسم بن محمَّد، أبو الحسن السُّهْرَوَرْدِيُّ (6) . علي بن محمد بن أحمد بن يعقوب، أبو الحُسَيْن المَرْوَزي القَزْوِيني (7) .   (1) "التدوين" (3/477) ، و"تاريخ دمشق" (41/282) . (2) "تاريخ الإسلام" (ص298/ حوادث 351-380) . (3) "تاريخ بغداد" (2/65، و66، و67، 362) ، و"تاريخ الإسلام" (ص149/ حوادث 381-400) . (4) "التدوين" (3/385) . (5) "تاريخ بغداد" (3/420) ، و (12/53) ، و"التدوين" (3/394) . (6) "التدوين" (1/212، 499) ، و (2/279) . (7) "اعتقاد أهل السنة" (3/517، 518) ، و (4/758) ، و (5/986) ، و"تاريخ بغداد" (7/395) ، و (10/393) ، و (12/252) ، و"الجامع لأخلاق الراوي" (2/102) ، و"التدوين" (2/34) ، و (3/396) ، و"تاريخ الإسلام" (ص201/ حوادث 381-400) ، و"ذيل التقييد" (2/340) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 236 علي بن محمد بن بُنْدَار، أبو الحَسَن الطَّبَري (1) . علي بن محمد بن عمر، أبو الحَسَن الفقيه القَصَّار (2) ، وقد روى كتاب «ثواب الأعمال» عن المصنِّف. علي بن محمَّد الفَأْفَاء (3) . علي بن مَنْصُور بن محمد بن أحمد بن يعقوب (4) . عَمَّار بن الحسن بن محمَّد بن ماجه (5) . عمر بن عبد الله بن زاذان، أبو حَفْص القاضي الزاذاني القَزْويني (6) . عمر بن محمَّد الخَيَّاط، أبو حفص الفقيه (7) . عيسى بن علي بن زَيْد، أبو القاسم الدِّينَوَرِيّ (8) ، وقيل: ابن أحمد بن علي بن زيد. الفضل بن الفضل، أبو العباس الكِنْدي (9) .   (1) "تاريخ بغداد" (12/83) . (2) "التدوين" (3/313) . (3) "تاريخ دمشق" (5/104، 152، و279) . (4) "تاريخ دمشق" (17/125) . (5) "التدوين" (3/467) . (6) "تاريخ بغداد" (11/264) ، و"الأنساب" (3/119) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (2/51) . (7) "أخبار أصبهان" (1/420) . (8) "تاريخ بغداد" (13/314) . (9) "تفسير الثعلبي" (7/126) ، و"تاريخ بغداد" (10/43) ، و"الجامع لأخلاق الراوي" (2/73) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 237 القاسم بن عَلْقمة، أبو سعيد الأَبْهَري الشُّرُوطي، وقد رَوَى بعضَ مسائل "العلل" عن المصنِّف (1) . محمد بن أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الله (2) . محمد بن أحمد بن جعفر بن أَذِيْنٍ، أَبُو بَكْرُ (3) . مُحَمَّد بْن أَحْمَد بن شَاذَانَ الرازي (4) . محمد بن أحمد بن علي بن حامد الطَّبَري (5) . مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفَضْل بن شَهْرَيَار، أبو بَكْر التاجر الأَرْدَسْتاني (6) ، وهو أحد رواة "العلل" عن المصنِّف. محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن محمد بن ميمون بن عَوْن الكاتب، أبو بكر القَزْوِيني (7) . محمد بن أحمد بن محمد بن حَمْدان، أبو عُثْمان (8) . محمد بن أحمد بن منصور القَطَّان (9) .   (1) "الإرشاد" للخليلي (1/292) ، و"التدوين" (4/201) . (2) "بغية الطلب في تاريخ حلب" (2/924) . (3) "الإكمال" (1/5) . (4) "تاريخ دمشق" (40/45) ، و (42/358) . (5) "اعتقاد أهل السنة" (3/450) ، و (6/1181) . (6) "أخبار أصبهان" (2/268) ، و"تاريخ الإسلام" (ص156/ حوادث 381-400) ، و (ص509/ حوادث 401-420) . (7) "التدوين" (1/80، 191) . (8) "أخبار أصبهان" (2/266) . (9) "اعتقاد أهل السنة" (3/503) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 238 محمد بن أحمد بن النَّضْر (1) . محمد بن أحمد، أَبُو بَكْرُ (2) . مُحَمَّد بْن أَحْمَد، أبو جعفر النَّاتِلِيُّ الحاجِّي (3) . محمد بن إسحاق بن محمَّد بن يحيى ابن مَنْدَهْ، أبو عبد الله العبدي (4) ، وهو أَحَدُ رُوَاةِ "العِلَلِ" عن المصنِّف. محمد بن إسحاق بن محمد القَزْويني، أبو عبد الله الكَيْسَاني (5) . محمد بن إسحاق بن يعقوب بن إسحاق، أبو بكر الشَّيْبَاني الطَّبَري (6) . محمد بن جعفر بن محمد، أبو جعفر المُوسَائي العَلَوي (7) . محمد بن جعفر بن محمد، أبو عبد الله الأُشْنَاني المُقْرئ (8) .   (1) "حلية الأولياء" (5/116) ، و (6/170، 177) . (2) "الإرشاد" للخليلي (2/709) . (3) "تاريخ بغداد" (13/185) ، و"معجم السفر" (ص360) ، و"سير أعلام النبلاء" (18/128) ، و"تاريخ الإسلام" (ص515/ حوادث 441-460) ، و"توضيح المشتبه" (1/312) ، و"تاج العروس" (30/451) . (4) "سير أعلام النبلاء" (17/28) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/1031) . (5) "التدوين" (1/219) ، و"تاريخ الإسلام" (ص67/ حوادث 381-400) . (6) "تاريخ بغداد" (1/258) . (7) "الأنساب" (5/405) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (3/268) . (8) "أخبار أصبهان" (2/269) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 239 محمد بن جعفر، أبو بكر الفُقَّاعي (1) . محمد بن الحَسَن بن محمد بن بَرْدَخْشَاذ السِّرَاجي، أبو عبد الله (2) . محمد بن الحَسَن، أَبو جعفر الخُدْرِيّ (3) . محمد بن الحُسَيْن الجُرْجاني، أبو الحَسَن الحَنَّاطي (4) . محمد بن الحُسَيْن الفارسي (5) . محمد بن سليمان بن حَمْدان البَزَّاز الخُوْزي، أبو الحُسَيْن القَزْوِيني (6) . محمد بن سليمان بن محمد بن سُلَيْمان، أبو سَهْل الحَنَفي العِجْلي الصُّعْلُوكي النَّيْسَابوري (7) . محمد بن سليمان بن يَزِيد بن سُلَيْمان بن سَلْمان الفَامِيّ، أبو سليمان القَزْوِيني (8) .   (1) "تاريخ بغداد" (4/85) ، و"اللآلئ المصنوعة" (2/208) . (2) "تاريخ بغداد" (1/221، 223) ، و (8/164) ، و"ذم الكلام" (3/171) ، و"تاريخ دمشق" (10/339) ، و"توضيح المشتبه" (5/90) . (3) "تاج العروس" (11/144) . (4) "الأنساب" (2/275) . (5) "اعتقاد أهل السنة" (6/1076) ، و"تاريخ بغداد" (12/163) ، و"الجامع لأخلاق الراوي" (2/102) . (6) "التدوين" (1/296-297) . (7) "اللباب في تهذيب الأنساب" (2/242) ، و"تاريخ الإسلام" (ص423/ حوادث 351-380) . (8) "التدوين" (1/4، 298) ، و (4/201) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 240 محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عُصْم، أبو عبد الله بن أبي ذُهْل العُصْمي الضَّبِّيّ (1) . محمد بن عبد الله بن جَعْفَر بن عبد الله بن الجُنَيْد، أبو الحُسَيْن الرازي، والدُ تَمَّام (2) . محمد بن عبد الله بن عبد العزيز، أبو بكرِ بنُ شاذان (3) . محمد بن عبد الله بن محمد بن الحُسَيْن الفقيه، أبو بكر الصِّبْغِيُّ النيسابوريُّ الشافعي (4) . محمد بن عبد الله أبو عَلِيٍّ الأصبهاني (5) . مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحَسَن (6) . مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْن، أبو بكر ابنُ الفَأْفَاء الرازيّ، قاضي الدِّيْنَوَر (7) . محمد بن علي بن حَمْزة العَلَوِيُّ الأَخْبَاري الشاعر (8) .   (1) "الأنساب" (4/205) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (2/345) ، و"تاريخ الإسلام" (ص634/ حوادث 351-380) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/1006) . (2) "تاريخ دمشق" (53/335) . (3) "شعب الإيمان" (3/182) ، و"ذم الكلام" (5/217) . (4) "تكملة الإكمال" (3/642) ، "تاريخ الإسلام" (ص309/ حوادث 331-350) ، و"توضيح المشتبه" (5/406) . (5) "غوامض الأسماء المبهمة" (2/790) . (6) "تفسير الثعلبي" (7/151) . (7) "تاريخ الإسلام" (ص313/ حوادث 351-380) . (8) "الوافي بالوفيات" (4/80) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 241 مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ، أبو عبد الله المُعَسَّلي (1) ، وهو مُكْثِرٌ عنه؛ روى عنه «فوائدَ العراقيين» . محمد بن علي بن محمَّد بن عَوْف البُرْجي، أبو مسلم الضرير (2) . محمد بن علي الساوي (3) . محمد بن عيسى بن محمد بن سعيد، أبو حاتمٍ الوَسْقَنْدي الرازي (4) . محمد بن محمد بن إسحاق الحاكم، أبو أحمَدَ الحافظ (5) . محمد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ سَعِيد، أبو بكرٍ السِّجْزِيُّ النَّيْسَابوري العَدْل (6) . محمد بن مَيْسَرة بن علي بن الحسن ابن إدريس الخَفَّاف، أبو نُعَيْمٍ القَزْوِيني (7) . محمد بن يعقوب بن يوسف، أبو العَبَّاس الأَصَمّ (8) .   (1) "التدوين" (1/449) . (2) "أخبار أصبهان" (2/275) ، و"تكملة الإكمال" (1/391) . (3) "اعتقاد أهل السنة" (5/904) . (4) "معجم البلدان" (5/376) . (5) "البداية والنهاية" (6/92) . (6) "دلائل النبوة" للبيهقي (6/21) ، و"تاريخ الإسلام" (ص298/ حوادث 351-380) . (7) "التدوين" (2/36) . (8) "إعلام الموقعين" (4/246) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 242 محمد بن يوسف بن محمد بن الجُنَيْد، أبو زُرْعة الكَشِّيُّ الجُرْجَاني (1) . منصور بن محمد بن أحمد بن حَرْب، أبو نَصْرٍ البخاري الحَرْبي القاضي (2) . مَهْدِيّ بن محمد بن العباس بن عبد الله بن أحمد بن بَجِيَّةَ، أبو الحسن الطَّبَرِيّ، المعروفُ بابنِ سَرْهَنْكَ (3) . موسى بن إسحاق بن موسى الأنصاري الخَطْمي، قاضي الرَّيِّ (4) . موسى بْنِ عِمْران بْنِ مُوسَى بْنِ هِلاَل، أبو عِمْران السَّلَمَاسي (5) . الوليد بن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، أبو العَبَّاسِ الزَّوْزَنِيُّ الواعظ (6) . يعقوب بن يوسف بن يعقوب الرازي، أبو سَهْل (7) .   (1) "تاريخ جرجان" (ص454) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/997) . (2) "الأنساب" (2/199) ، و"تاريخ دمشق" (60/347) ، و"تاريخ الإسلام" (ص668/ حوادث 351-380) . (3) "تكملة الإكمال" (1/455) . (4) "تاريخ دمشق" (60/347) . (5) "تاريخ دمشق" (61/186) . (6) "أخبار أصبهان" (2/311) ، و"الأنساب" (3/175) ، و"تاريخ دمشق" (63/110) ، و"معجم البلدان" (3/158) ، و"تاريخ الإسلام" (ص602/ حوادث 351-380) . (7) "أخبار أصبهان" (2/335) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 243 يوسف بن القاسم بن يوسف، أبو بكرٍ القاضي المَيَّانِجِيُّ (1) . أبو أحمد بن أبي الحَسَنِ الدارمي (2) . *** أبو الحَسَنِ البَحِيرِيُّ (3) = لعله أحمد ابن محمد البَحِيري. أبو الحُسَيْنِ ابنُ أخي مُهَنَّا (4) . أبو القاسم العِجْلي (5) . *** أبو محمد بن أبي الحسن (6) = لعله الحسن بن علي بن عمر. أبو الوليد (7) . هكذا غير منسوب.   (1) "الجامع لأخلاق الراوي" (2/43) ، و"تقييد العلم" (ص74) ، و"ذيل مولد العلماء" (ص109) ، و"تاريخ دمشق" (11/435) ، و"تغليق التعليق" (2/39) ، و"الإمتاع بالأربعين" (ص28) . (2) "السنن الكبرى" للبيهقي (10/340) ، و"معرفة السنن" (2/460) ، و (5/150) . (3) "الأحاديث المختارة" (1/227) ، وجاء في الإسناد ما نصه: أظنه أحمد بن محمد ابن جعفر. (4) "المنتظم" (2/32) . (5) "التدوين" (2/460) . (6) "الاعتقاد" (ص271) . (7) "معرفة السنن" (7/33) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 244 مكانتُهُ العِلْميَّة، ورجوعُ العلماءِ إليه، وثناؤُهُمْ عليه: لقد أهَّل تبكيرُ ابنِ أبي حاتم بطلبِ العِلْمِ وجِدُّهُ فيه - إضافةً إلى ما أنعَمَ اللهُ به عليه مِنْ نشوئه بين خزائنِ العِلْم: أبيه وأبي زُرْعة - أهَّله ذلك إلى أن يَفُوقَ أقرانه، ويُصْبِحَ من أعلامِ العِلْمِ في عصره وبعده، في بلده وخارجها، يُشَارُ إليه بِالبَنَان، ويُرْجَعُ إليه في المُعْضِلات، وقد حَفِلَتْ ترجمةُ ابن أبي حاتم بإبرازِ مكانتِهِ العِلْمية التي تبوَّأَهَا بين العلماء، والشهادةِ له بالتقدُّمِ في العلوم، والثناءِ الجميلِ على شخصيَّته العِلْمية؛ فهذا أبو الحَسَنِ عليُّ ابنُ أحمَدَ الخُوَارَزْمي (1) يقول: «عبد الرحمن ابنُ أبي حاتم إمامٌ ابنُ إمام، قد رُبِّيَ بين إمامَيْنِ: أبي حاتم وأبي زُرْعة، إِمامَيْ هُدًى» . وقال أبو يعلى الخليلي (2) : «أخَذَ عِلْمَ أبيه وأبي زُرْعة، وكان بَحْرًا في العلومِ ومعرفةِ الرجال والحديثِ الصحيحِ من السقيم، وله من التصانيفِ ما هو أشهَرُ مِنْ أن يُوصَفَ؛ في الفقه، والتواريخ، واختلافِ الصحابة والتابعين وعلماءِ الأمصار ... ويقال: إنَّ السُّنَّةَ بالرَّيِّ خُتِمَتْ به» . وقال أيضًا (3) : «كان يقال: أئمةٌ ثلاثةٌ في زمان واحد: ابنُ أبي داود ببغداد، وابنُ خُزَيْمة بِنَيْسَابور، وابنُ أبي حاتم بالرَّيِّ» .   (1) "تاريخ دمشق" (35/361) . (2) في "الإرشاد" (2/683) . (3) في "الإرشاد" (2/611) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 245 وقد صنَّف أبو الحسن عليُّ بنُ إبراهيم الرازيُّ الخطيبُ المجاوِرُ بمكَّة ترجمةً لأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم؛ قال فيها (1) : سمعتُ أبا الحسنِ عليَّ بن الحسن المِصْريَّ بالرَّيِّ - في جنازةِ عبد الرحمن بن أبي حاتم، وكان رَحَلَ إليه من العراقِ، وسَمِعَ منه - يقولُ: «قَلَنْسُوَةُ عبد الرحمن من السماء (2) ، وما هو بِعَجَبٍ، رَجُلٌ منذ ثمانين سنةً على وَتِيرَةٍ واحدة، ما انحرَفَ عن الطريقِ ساعةً واحدة» . وقال أبو عبد الله الزَّعْفَرَاني (3) : «روى ابنُ صاعد ببغدادَ في أيَّامه حديثًا أخطَأَ في إسناده، فأنكَرَ عليه ابنُ عُقْدَةَ الحافظُ، فخرَجَ عليه أصحابُ ابن صاعد، وارتَفَعُوا إلى الوزيرِ عليِّ ابن عيسى، وحُبِسَ ابن عُقْدة، فقال الوزير: مَنْ يُسْأَلُ أو يُرْجَعُ إليه؟ فقالوا: ابن أبي حاتم. قال: فكتَبَ إليه الوزيرُ يسألُهُ عن ذلك؟ فنظَرَهُ وتأمَّلَ، وإذا الحديثُ على ما قال ابن عُقْدة، فكتَبَ إليه بذلك، فأُطْلِقَ عن ابن عُقْدة، وارتفَعَ شأنه» .   (1) كما في "تاريخ دمشق" (35/359 - 365) . (2) كذا في الأصل، فإنْ سلمتِ العبارةُ من التصحيف، فلعلّه يعني بها: علوَّ همَّة ابن أبي حاتم، وفي هذا المعنى قال أبو الحسن النُّعَيْمي كما في "تاريخ بغداد" (11/331) [من المتقارب] : إذا أَظْمَأَتْكَ أَكُفُّ اللئامِ كَفَتْكَ القناعةُ شِبْعًا وَرِيَّا فَكُنْ رَجُلاً رِجْلُهُ في الثَّرَى وهَامَةُ هِمَّتِهِ في الثُّرَيَّا ويبعد جدًّا أن يريد ظاهر العبارة الذي يدلُّ على الغلوِّ، وادِّعاء الغيب، والله أعلم. (3) كما في "تاريخ دمشق" (35/365) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 246 وقال أبو الوليد الباجي (1) : «عبد الرحمن ابن أبي حاتم ثِقَةٌ حافظ» . وقال ابن أبي يعلى (2) : «أبو محمَّدٍ الإمامُ، ابنُ الإمامِ، الحافظُ» . وقال ابن عساكر (3) : «أَحَدُ الحُفَّاظ، صنَّفَ "كتاب الجَرْح والتعديل"، فأكثَرَ فائدتَهُ، رحَلَ في طلب الحديث» . وقال القزويني (4) : «مِنْ كبارِ الدنيا عِلْمًا وَوَرَعًا» . وقال ابن نقطة (5) : «الإمامُ ابنُ الإمام» . وقال ياقوت (6) : «أحدُ الحُفَّاظ، صنَّف "الجَرْح والتعديل"، فأكثَرَ فائدتَهُ» . وهذه عبارةُ الحافظِ ابنِ عساكر السابقةُ، فيبدو أنه أَخَذَهَا عنه. وقال الذهبي (7) : «وكان بَحْرًا لا تُكَدِّرُهُ الدِّلاَء» . وقال الحافظ ابن كَثِير (8) : «الحافظُ الكبيرُ، ابنُ الحافظِ الكبيرِ» . وقال ابن السُّبْكي (9) : «أحدُ الأئمَّة في الحديثِ والتفسيرِ والعبادةِ   (1) كما في "تاريخ دمشق" (35/363) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/831) . (2) في "طبقات الحنابلة" (2/55) . (3) "تاريخ دمشق" (35/357) . (4) في "التدوين" (3/154) . (5) في "التقييد" (1/331) . (6) في "معجم البلدان" (3/120) . (7) في "سير أعلام النبلاء" (13/264) . (8) في "البداية والنهاية" (11/191) . (9) في "طبقات الشافعية" (1/111) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 247 والزُّهْدِ والصلاحِ، حافظٌ ابنُ حافظٍ» (1) . وقد ذكَرَ اللاَّلَكَائِيُّ (2) سياقَ ما رُوِيَ عن النبي (ص) وعن الصحابةِ والتابعين في رُؤْيَةِ المؤمنين الرَّبَّ عَزَّ وجل، ثم أورَدَ أسماءَ الصحابةِ والتابعين الذين رُوِيَ عنهم ذلك، ثم قال: «ومِنَ الفقهاء: مالكُ بنُ أنس، واللَّيْثُ ابنُ سَعْد، والأوزاعي ... ومحمدُ بنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ، وابنُ خُزَيْمة، وعبدُالرحمنِ بنُ أبي حاتم» ؛ فهذا يعني أنه معدودٌ في الفقهاء أيضًا. صلاحُهُ وزُهْدُهُ ووَرَعُهُ، وعِبَادتُهُ وتَوَاضُعُهُ: عُرِفَ أبو محمَّد عبدُالرحمنِ بنُ أَبِي حاتم رَحِمَهُ اللَّهُ بِكَثْرةِ عبادته، وشِدَّةِ خوفِهِ وورعِهِ، وهذه ثمرةُ العِلْم؛ كما قال تعالى: [فَاطِر: 28] {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} . وقال عبد الله بن مسعود ح (3) : «ليس العِلْمُ بِكَثْرةِ الروايةِ، وإنما العِلْمُ الخَشْية» . وفيما يلي ذِكْرٌ لأقوالِ أهل العلم وشهادَتِهِمْ لأبي محمَّد بذلك: قال علي بن إبراهيم الرازي (4) : «كان عبد الرحمن بن أبي حاتم مُقْبِلاً على العبادةِ مِنْ صِغَره، والسَّهَرِ بالليل، والذِّكْرِ، ولزومِ الطهارة، فكساه اللهُ بها نُورًا، فكان يُسَرُّ به من نَظَرَ إليه» .   (1) سيأتي ذكر بقيَّة أقوال العلماء في الثناء عليه في المبحث التالي. (2) في "اعتقاد أهل السنة" (3/470-471) . (3) أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص158) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/131) . (4) كما في "تاريخ دمشق" (35/360) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/830) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 248 وقال أبو الحسن علي بن أحمد الفَرَضِيُّ (1) : «ما رأيتُ أحدًا ممَّن عرَفَ عبد الرحمن ذكَرَ عنه جهالةً قَطُّ، وكنتُ ملازمًا له مدةً طويلةً فما رأيتُهُ إلا على وتيرةٍ واحدة، لم أَرَ منه ما أنكرتُهُ مِنْ أمرِ الدنيا ولا مِنْ أمر الآخرة، بل رأيتُهُ صائنًا لنفسِهِ ودينِهِ ومروءتِهِ» . وقال علي بن إبراهيم (2) : سمعتُ العبَّاس ابن أحمد الكِيْلِيَّ يقول: بَلَغني أنَّ أبا حاتم قال: «ومَنْ يَقْوَى على عبادةِ عبد الرحمن؟! لا أَعْرِفُ لعبد الرحمن ذَنْبًا!» . وقال أبو الفَضْل التِّرْمِذي (3) : «كنتُ مع أبي حاتم، إذْ خرَجَ من السِّكَّةِ، وعبدُالرحمنِ في الصلاةِ يصلِّي بالناسِ على رَأْسِ مَسْكَنِهِ، فوقَفَ فقال: خَفِّفْ يا عبد الرحمن، ثم قال: لا يتهيَّأُ لي أنْ أَعْمَلَ ما يَعْمَلُ عبدُالرحمن!» . وسأل أبا عبد الله القزوينيَّ الواعظَ المعروفَ بابن السَّامِي بعضُ إخوانه: أَيْشٍ خَبَرُكَ يا أبا عبد الله مع أبي محمَّد في الصلاة؟ فقال له: «إذا دَخَلْتَ مع عبد الرحمن في الصلاة، فَسَلِّمْ نفسَكَ إليه يَعْمَلُ بها ما يشاء» (4) .   (1) كما في "سير أعلام النبلاء" (13/265) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/830) . (2) "تاريخ دمشق" (35/359) . (3) "تاريخ دمشق" (35/362) . (4) "تاريخ دمشق" (35/362) ، و "تذكرة الحفاظ" (3/831) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/266- 267) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 249 وقال أبو عبد الله بن دينار الدِّيْنَوَرِيُّ (1) : «قد رأيتُ مشايخَ أهلِ العِلْمِ، ما رأيتُ أحسَنَ شَيْبَةً من عبد الرحمن بن أبي حاتم» . وقال أبو يعلى الخَلِيلي (2) : «وكان زاهدًا يُعَدُّ من الأبدال (3) » . وروى الخطيبُ (4) بإسناده عن أبي بَكْرٍ محمد بن مَهْرُوْيَه بنِ سِنَان   (1) "تاريخ دمشق" (35/360) . (2) في "الإرشاد" (2/683) . (3) اختلف في تفسير «الأبدال» ، على معانٍ؛ منها: أنهم كلَّما مات رَجُلٌ أبدَلَ الله مكانه رجلاً. ومنها: أنهم أبدلوا السيِّئاتِ مِنْ أخلاقهم وأعمالهم وعقائدهم بحسنات. وقيل: هم أبدالُ الأنبياء، وهو الراجح. قال الإمام أحمد: إنْ لم يكونوا أصحابَ الحديثِ فَمَنْ هُمْ؟ قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة في "مجموع الفتاوى" (4/96- 97) : «فتأمَّل هذه الحكومةَ العادلةَ؛ ليتبيَّن لك أنَّ الذين يَعِيبون أهلَ الحديثِ، ويَعْدِلُونَ عن مذهبهم: جهلةٌ زنادقةٌ منافقون بلا ريب؛ ولهذا لَمَّا بَلَغَ الإمامَ أحمدَ عن ابنِ أبي قُتَيْلة أنه ذُكِرَ عنده أهلُ الحديثِ بمكة، فقال: قومُ سوءٍ - فقام الإمامُ أحمدُ، وهو يَنْفُضُ ثوبَهُ، ويقول: زِنْدِيقٌ! زِنْدِيقٌ! زِنْدِيق! ودخَلَ بيتَهُ؛ فإنه عَرَفَ مغزاه. وعَيْبُ المنافقين للعلماءِ بما جاء به الرسولُ: قديمٌ مِنْ زمن المنافقين الذين كانوا على عَهْدِ النبيِّ. وأمَّا أهلُ العلم: فكانوا يقولون: هم الأبدالُ؛ لأنهم أبدالُ الأنبياءِ، وقائمون مَقَامَهُمْ حقيقةً، ليسوا من الْمُعْدَمِينَ الذين لا يُعْرَفُ لهم حقيقةٌ؛ كلٌّ منهم يقومُ مَقَامَ الأنبياءِ في القَدْرِ الذي ناب عنهم فيه؛ هذا في العِلْمِ والْمَقَالِ، وهذا في العبادةِ والحالِ، وهذا في الأمرَيْنِ جميعًا، وكانوا يقولون: هم الطائفةُ المنصورةُ إلى قيامِ الساعةِ، الظاهرون على الحق؛ لأنَّ الهدى ودِينَ الحَقِّ الذي بَعَثَ اللهُ به رسلَهُ معهم، وهو الذي وَعَدَ اللهُ بظهوره على الدِّينِ كلِّه، وكفى بالله شهيدًا» . اهـ. وأما ما ورد في «الأبدال» من أحاديث في "مسند أحمد" وغيره: فهي ضعيفةٌ، لا تصحُّ. وانظر أيضًا: "مجموع الفتاوى" (11/441- 442) ، و"منهاج السنة" (1/93- 94) ، و"الإنصاف في حقيقة الأولياء وما لهم" للصنعاني (ص13- 17) . (4) في "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (2/201 رقم1613) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 250 الرازي قال: سمعتُ عَليّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيْد يقول: سمعتُ يَحْيَى بْنَ مَعِين يَقُولُ: إنا لَنَطْعَنُ على أقوامٍ لعلَّهم قد حَطُّوا رِحالَهُمْ في الجنة منذ أكثَرَ من مِئَتَيْ سَنَةٍ (1) . قال ابن مَهْرُوْيَهْ: فدخلتُ على عبد الرحمن ابن أبي حاتم، وهو يَقْرَأُ على الناس كتابَ "الجَرْحِ والتعديل"، فحدَّثْتُهُ بهذه الحكايةِ، فَبَكَى، وارتعَدَتْ يداه حتَّى سقَطَ الكتابُ مِنْ يده، وجعَلَ يبكي ويَسْتَعِيدني الحكايةَ، ولم يَقْرَأْ في ذلك المجلسِ شيئًا، أو كما قال. وقال محمد بن الفضل العَبَّاسي (2) : «كنا عند عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ وهو ذا يَقْرَأُ علينا "كتابَ الجَرْحِ والتعديل"، فدخَلَ عليه يوسفُ بنُ الحُسَيْن الرازي، فقال له: يا أبا محمَّد، ما هذا الذي تَقْرَؤُهُ على الناس؟ قال: كتابُ صَنَّفْتُهُ في الجَرْحِ والتعديل، فقال: وما الجَرْحُ والتعديل؟ فقال: أُظْهِرُ أحوالَ أهلِ العلم، مَنْ كان منهم ثِقَةً أو غيرَ ثقة، فقال له يوسف بن الحُسَيْن: استَحَيْتُ لك يا أبا محمد، كم مِنْ هؤلاءِ القومِ قد حَطُّوا رواحلهم في الجَنَّة منذ مِئَةِ سنةٍ، ومِئَتَيْ سنةٍ، وأنت تَذْكُرُهُمْ وتغتابهم على أَدِيمِ الأرضِ؟ فبكى عبد الرحمن، وقال: يا أبا يعقوبَ، لو سَمِعْتُ هذه الكلمةَ قبل تَصْنيفي هذا الكتابَ، لَمَا صَنَّفْتُهُ» .   (1) ذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/268) هذه الحكاية، وانتقد هذه العبارة بقوله: "قلت: لعلَّها: من مئة سنة؛ فإن ذلك لا يبلغ في أيام يحيى هذا القدر". (2) "تاريخ دمشق" (35/364) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 251 وذكَرَ الذَّهَبي (1) هذه الحكايةَ من طريقِ أبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوَهَّاب الرازي، ثم قال مُبَيِّنًا: «قلتُ: أصابَهُ على طريق الوَجَلِ وخَوْفِ العاقبة، وإلا فكلامُ الناقدِ الوَرِعِ في الضعفاءِ مِنَ النُّصْحِ لِدِينِ الله، والذَّبِّ عن السُّنَّة» . وروى ابن عساكر (2) أنَّ عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: «دخلْتُ دِمَشْقَ على كَتَبَةِ الحديثِ، فمررْتُ بِحَلْقة قاسمٍ الجُوعِيِّ، فرأيتُ نفرًا جلوسًا حوله وهو يتكلَّم عليهم، فهالني مَنْظَرُهُمْ، فتقدَّمْتُ إليهم، فسمعتُهُ يقول: اغتَنِمُوا مِنْ أهلِ زمانكم خَمْسًا، منها: إنْ حَضَرْتُمْ لم تُعْرَفُوا، وإنْ غِبْتُمْ لم تُفْقَدُوا، وإنْ شَهِدتُّمْ لم تُشَاوَرُوا، وإنْ قلتم شيئًا لم يُقْبَلْ قولُكُمْ، وإنْ عَمِلْتُمْ شيئًا لم تُعْطَوْا به. وأوصيكُمْ بخمسٍ أيضًا: إنْ ظُلِمْتُمْ لم تَظْلِموا، وإنْ مُدِحْتُمْ لم تَفْرَحُوا، وإنْ ذُمِمْتُمْ لم تَجْزَعوا، وإنْ كُذِّبْتُمْ فلا تَغْضَبُوا، وإنْ خانوكم فلا تَخُونوا. قال: فجعلْتُ هذا فائدتي من دِمَشْقَ» . وقال ابن كَثِير (3) : «وكان مِنَ العبادةِ والزَّهَادة والوَرَعِ والحِفْظِ والكَرَاماتِ الكثيرةِ المَشْهورة على جانبٍ كبيرٍ _ح، وقد صلَّى مَرَّةً، فلمَّا سلَّم قال له رَجُلٌ مِنْ بعضِ مَنْ صلَّى معه: لقد أَطَلْتَ بنا، ولقد سَبَّحْتُ في سجودِي سبعينَ مَرَّةً! فقال عبد الرحمن: لكنِّي واللهِ   (1) في "سير أعلام النبلاء" (13/268) . (2) في "تاريخ دمشق" (49/120) ، وانظر "التقييد" لابن نقطة (1/332) . (3) في "البداية والنهاية" (11/191) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 252 ما سَبَّحْتُ إلا ثلاثًا. اهـ. وقال عليُّ بنُ إبراهيم (1) : دخلنا يومًا على عبد الرحمن بِغَلَسٍ قبل صلاةِ الفَجْرِ في مَرَضِهِ الذي توفِّي فيه، وكان على الفراشِ قائمًا يصلِّي، وكنا جماعةً وأبو الحُسَيْنِ الدَّرَسْتِينِيُّ في الجماعة، فركَعَ فأطالَ الركوع، فقال أبو الحُسَيْن: هو على العادةِ التي كان يستعملها في صِحَّته. وقال عليُّ بن إبراهيم أيضًا (2) : سمعتُ أحمَدَ بنَ محمَّد بْنِ عمر الرازي- بعد وفاةِ عبد الرحمن بن أبي حاتم، والناسُ مجتمعون للتعزية (3) ، والمسجدُ غاصٌّ بأهله - قام فقرأ: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ *} [المؤمنون] {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ *} ، فَضَجَّ المسجدُ بالبكاءِ والنَّحِيب، وقالوا: نرجو أنْ يكونَ عبدُالرحمنِ مِنْ أهلِ هذه الآيات؛ فإنَّ هذه الخصالَ كانتْ كلُّها فيه. مِحْنَتُهُ: ذكَرَ الإمامُ الحافظُ قَوَّامُ السُّنَّة الأصبهانيُّ (4) محنةً وقعَتْ لعبد الرحمن بن أبي حاتم؛ حين تعرَّض للقتل عدةَ مراتٍ من بعض   (1) "تاريخ دمشق" (35/363) . (2) في الموضع السابق. (3) في المطبوع: "للتقرئة"، والتصويب من المخطوط (10/164) . (4) في "سير الصالحين" (4/1239-1244) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 253 المخالفين له في المعتَقَدِ، لكنْ لم نَجِدْ لهذه المِحْنة ذِكْرًا عند غير قَوَّامِ السنة، وفيها شيء من الغَرَابة؛ ومن ذلك: ما ذُكِرَ أنَّ ابن أبي حاتمٍ قال: إنها أعجَبُ من محنةِ الإمامِ أحمد، مع أنها ليستْ شيئًا في مقابلِ محنة الإمامِ أحمد؛ فلذلك أعرضنا عن ذكرها. عَدْلُهُ وإنصافُهُ وتواضُعُهُ: عُرِفَ عن ابن أبي حاتم _ح اتصافُهُ بالزهد والصلاح كما تقدَّم. لكنْ قد يَزْهَدُ الإنسانُ في المال، ومَلَذَّاتِ الدنيا الظاهرة، وتَضْعُفُ نفسُهُ عن الشهواتِ الخفيَّة. أمَّا ابنُ أبي حاتمٍ فقد حَفِظَ لنا التاريخُ بعضًا مِنْ سِيرَتِهِ التي تَدُلُّ على كَسْره لشهوةِ نَفْسه الخفيَّة؛ مما يَدُلُّ على اتصافِهِ بزُهْدِ الباطنِ كما اتصَفَ بزهدِ الظاهر. فبِرَغْمِ ما عُرِفَ عن أبيه وأبي زُرْعة من إمامتهما في علم الحديث، مما يُعَدُّ فخرًا لابن أبي حاتم، إلا أننا نَجِدُهُ يَغْلِبُ نَفْسَهُ ويُنْصِفُ؛ فيذكُرُ مَنْ كان يفوقهما مِنْ أقرانهما؛ فيما يرى؛ فقد روى ابنُ عساكر (1) عن أبي عبد الله الحاكمِ الحافظ؛ قال: سمعتُ أبا عليِّ بنَ عَبْدُوْيَه الوَرَّاق بالرَّيِّ يقولُ: سمعتُ عبدَالرحمنِ بنَ أبي حاتم يقول: كان ابنُ وَارَةَ (2) إذا اجتمَعَ مع أبي وأبي زُرْعة تقدَّمهم؛ لأنه   (1) في "تاريخ دمشق" (55/392) . (2) هو: مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 254 كان أسنَّهُمْ وأسندَهُمْ. فلم تَمْنَعِ ابنَ أبي حاتمٍ مكانةُ أبيه وأبي زُرْعة عنده مِنْ أن يذكُرَ تَقدُّمَ ابنِ وَارَةَ عليهما. وقد تجاوَزَ عبدُالرحمن ذلك ففضَّلَ قرينَهُ على نَفْسِهِ؛ فقد أورَدَ الذَّهَبي (1) عن أحمدَ بنِ عبد الله المعدّل؛ قال: سمعتُ عبد الله بن خالد الأَصْبَهانيَّ يقول: سئل عبد الرحمن بن أبي حاتم عن ابنِ خُزَيْمة؟ فقال: وَيْحَكُم! هو يُسْأَلُ عنا، ولا نُسْأَلُ عنه، هو إمامٌ يُقْتَدَى به. ويظهر تواضُعُه في أنه كان يروي عمَّن هو أصغَرُ منه، مِثْلُ: أبي الفَضْلِ يعقوبَ بنِ إسحاق الهَرَوِيِّ، الحافظ، روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم بالإجازةِ، وهو أكبَرُ منه (2) . مصنَّفاته: تمكَّن عبد الرحمن بن أبي حاتم - مِنْ خلالِ ملازمتِهِ لأبيه ولأبي زُرْعة، وكَثْرَةِ رِحْلاتِهِ العِلْميَّةِ وسَعَةِ اطلاعِهِ ورواياتِهِ - مِنْ جَمْعِ مادةٍ علميةٍ دَفَعَتْهُ إلى كثرةِ التصنيفِ الذي أشار إليه يحيى بنُ مَنْدَهْ بقولِه (3) : «صنَّفَ ابنُ أبي حاتم المُسْنَدَ في ألفِ جُزْءٍ، وكتابَ الزُّهْد، وكتابَ الكُنَى، وكتابَ الفوائدِ الكبيرَ، وفوائدَ أهلِ الرَّيِّ، وكتابَ تقدمةِ   (1) في "تاريخ الإسلام" (ص425/ حوادث 301-320) . (2) "تاريخ الإسلام" (ص84/ حوادث 331-340) . (3) فيما نقله عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/264-265) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 255 الجرحِ والتعديلِ» ، وأشار إليه أبو يعلى الخَلِيليُّ بقولِه (1) : «وله مِنَ التصانيفِ ما هو أشهَرُ من أن يُوصَفَ؛ في الفقهِ، والتواريخِ، واختلافِ الصحابةِ والتابعينَ وعلماءِ الأمصارِ ... » . وقد حكى ابن نُقْطة (2) ، عن الخَلِيلي: أنَّ جَدَّهُ كان مع إسماعيل ابن محمَّد بن أبي حَرْب الْمَرَنْدي في الرِّحْلة حين ارتحَلَ إلى ابن أبي حاتم، وأنه كتَبَ عن ابن أبي حاتم أكثَرَ من خَمْسِ مِئَةِ جُزْءٍ. ولكثرةِ مصنَّفاته كان لها فِهْرِسٌ كبير؛ قال القَزْوِيني (3) : «وجمَعَ وصنَّفَ الكثيرَ حتَّى وقَعَتْ ترجمةُ مصنَّفاتِهِ الكبارِ والصغارِ في أوراق!» ، وقد ذكَرَ (4) أنه رأى هذا الفِهْرِسَ؛ قال عند ذِكْرِ من صنَّف في فضائل قَزْوِين: «وقد ألَّف وجمَعَ فيها الإمامُ المشهور عبد الرحمن بن أبي حاتم، رأيتُ فِهْرِسْتَ كُتُبِهِ التي وقَفَهَا وتصدَّق بها. في جملةِ ما سمَّاها من مصنَّفاته الصغيرةِ والكبيرةِ: وجُزْء في فضائلِ قَزْوِين» . ولا شَكَّ في أنَّ مصنَّفَاتِهِ تربو على ما ذكَرَهُ ابنُ مَنْدَهْ وغيره، وإليك ذكرَ ما تَمَّ الظَّفَرُ به منها: آدابُ الشافعيِّ ومناقبُهُ. مطبوعٌ.   (1) في "الإرشاد" (2/683) . (2) في "تكملة الإكمال" (5/540 رقم5969) . وانظر: "توضيح المشتبه" (8/103) . (3) "التدوين" (3/155) . (4) "التدوين" (1/4) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 256 أصلُ السُّنَّةِ، واعتقادُ الدين (1) . بيانُ خَطَأ أبي عبد الله محمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ البُخَارِيِّ فِي "تاريخه". مطبوع. التفسيرُ، وقد طُبِعَ ما وُجِدَ منه. تقدمةُ الجَرْحِ والتعديلِ. مطبوع (2) . ثوابُ الأعمال (3) . الجرحُ والتعديلُ. مطبوع.   (1) كذا ذكره سزكين في "تاريخ التراث" (1/354 رقم8) ، وقال: يتضمَّن أسئلة وجَّهها إلى والده وإلى أبي زُرْعة، مع إجابتها، وذكَرَ أنه مخطوط في الظاهرية، ضمن المجموع رقم (11) ، (ق166/أ- 169، القرن السادس) ، وقد يكون هو الآتي باسم: "السنة". والظاهر أنه هو الذي رواه اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (1/176) حين قال: "اعتقاد أبي زرعة عُبَيْدالله ابن عبد الكَرِيم، وأبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الرازيَّيْنِ، وجماعة من السلف ممَّن نقل عنهم رحمهم الله". ثم قال: أخبرنا محمد بن المظفَّر المُقْرِئ؛ قال: حدَّثنا الحسين بن محمد بن حبش المقرئ؛ قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بْنِ أَبِي حَاتِمٍ؛ قَالَ: سألتُ أبي وأبا زرعة عن مذاهبِ أهلِ السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماءَ في جميعِ الأمصار وما يعتقدان من ذلك؟ فقالا: أدركْنَا العلماءَ في جميعِ الأمصار حجازًا، وعراقًا، وشامًا، ويمنًا، فكان مِنْ مذهبهم: الإيمان قول وعمل، يزيدُ وينقص ... " إلخ. (2) طبع مع كتاب "الجرح والتعديل" المذكور لاحقًا، وهو مستقلٌّ عنه كما في الموضع السابق من "السير"، و"تاريخ الإسلام" (ص207/حوادث321-330) للذهبي. (3) "التدوين" (3/313-314) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 257 جُزْءٌ مِنْ حديثِ أبي محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (1) . الجِهَادُ؛ ذكَرَهُ ابنُ أبي حاتمٍ في "العِلَلِ" (2) ، فقال: «فنظَرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِيمَا كَتَبْتُ عن يونس بن عبد الأَعْلَى في "كتاب الجهاد"» . اهـ. ويَبْقَى النظر بعد ذلك: هل هذا مصنَّفٌ مستقلٌّ بهذا العنوان، أو يَعْنِي به أَصْلَ كتابِهِ عن شيوخِهِ؟ حديث (3) . الرَّدُّ على الجَهْمية (4) . زُهْدُ الثمانيةِ من التابعين (5) ، وهم: عامرُ بنُ عبد الله، وأُوَيْسٌ القَرَنِيُّ، وهَرِمُ بن حَيَّان، والربيعُ بن خُثَيْم، وأبو مسلم الخَوْلاَني،   (1) "المعجم المفهرس" (ص262 رقم1094) ، و"المَجْمَع المؤسِّس" (1/366-367) . وقد يكون هذا الجزء هو الآتي باسم: "حديث". (2) المسألة رقم (1022) . (3) كذا ذكره سزكين في "تاريخ التراث" (1/354 رقم9) ، وذكر أنه مخطوط في الظاهرية، في المجموع رقم (41/8) ، (ق103/أ- 109/ب، القرن السادس) ، ولعله هو المذكور قبله، أو يكون قطعة من كتبه الأخرى؛ كالمسند ونحوه. (4) نقل عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع؛ في "الفتاوى" (12/506) وغيره، وابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" (ص135) ، والذهبي في "العلو" (ص131 و189) ، وابن حجر في "فتح الباري" (8/366) . وانظر: "سير أعلام النبلاء" (13/264) . (5) "المعجم المفهرس" (ص184 رقم752) ، و"المَجْمَع المؤسِّس، للمعجم المُفَهْرِس" (2/73 رقم595) . وذكره سزكين في "تاريخ التراث" (1/354 رقم7) ، وذكر أنه مخطوط في الظاهرية، ضمن المجموع رقم (11) ، (ق160/أ-166/أ، القرن السادس الهجري) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 258 والأسودُ بن يَزِيد، ومَسْروقُ بن الأَجْدَع، والحَسَنُ البَصْريُّ. الزُّهْدُ (1) . السُّنَّةُ (2) . فضائلُ أهلِ البيت (3) . فضائلُ قَزْوين (4) . فضائلُ مَكَّة (5) . فوائدُ الرَّازِيِّينَ (6) .   (1) "التدوين" للرافعي (1/212و499) ، و (2/279 و387) ، و (4/121) ، والموضع السابق من "السير"، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (ص207 / حوادث 321 - 330) . (2) ذكره مَرْعي الكَرْمي الحنبلي في "أقاويل الثقات" (ص233) ، وقد يكون هو المتقدِّمَ باسم: "أصل السنة، واعتقاد الدين". (3) ذكره ياقوت في "معجم البلدان" (3/121) ، في حكايةٍ باطلةٍ سيأتي بيانُ زيفها؛ وعليه فلا تَصِحُّ نسبةُ هذا الكتاب لابن أبي حاتم. (4) "التدوين" (1/4) . (5) قال السخاوي في "الإعلان بالتوبيخ" (ص281) : "ولعبد الرحمن بن أبي حاتم كتاب مكة"، وكان ذَكَر مكة قبل ذلك (ص279-280) ، فقال: "جمع فضائلها على نَمَطِ الأَزْرَقِيِّ والفَاكِهِيِّ: المفضَّلُ بن محمد أبو سعيد الجَنَدي، وأبو سعيد الشَّعْبي (ويُحَرَّرُ مع الأول!) وأبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن أَبِي حاتِم، ثم الحافظ الضياء المقدسي". فتكنيته عبد الرحمن بـ"أبي الفرج" توحي بأنه شخص آخر غير أبي مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حاتم، أو يكون هناك خطأ في هذه الكنية. (6) "الإرشاد" للخليلي (2/790) ، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (ص207/حوادث321-330) ، وسمَّاه الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (13/264-265) : "فوائد أهل الري". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 259 فوائدُ العِرَاقيين (1) . الفوائدُ الكبيرُ (2) . كِتَابُ الْعِلَلِ، وهو كتابُنَا هذا، وسيأتي الحديثُ عنه مفصَّلاً (3) . الكُنَى (4) . المراسيلُ. مطبوع. المُسْنَدُ (5) . مناقبُ أحمد (6) . رواياتُهُ للكتب: وهناك كُتُبٌ مِنْ رواية ابن أبي حاتم عن مصنِّفيها، منها: 1) حديثُ الحَسَن بن عَرَفة (7) . 2) كتابُ «التفسير» لأبي سَعِيد عبد الله بن سَعِيد الأَشَجِّ الكِنْدي (8) .   (1) "التدوين" (1/147، 209، 449-450) . (2) كذا في الموضع السابق من "السير"، ووقع في "تاريخ الإسلام" (ص207/حوادث321-330) : "الفوائد الكثيرة". (3) انظر (ص127- 181) . (4) ذكره الذهبي في الموضعين السابقين من "السير"، و"تاريخ الإسلام". (5) "سير أعلام النبلاء" (13/264-265) . (6) "سير أعلام النبلاء" (11/178) . (7) "التدوين" (2/34) . (8) "التحبير في المعجم الكبير" (2/178-179) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 260 3) كتاب «المُسْنَد» لوكيع بن الجَرَّاح (1) . وَقْفُهُ كُتُبَهُ على المسلمين: تقدَّم أنَّ عبد الرحمن أطالَ ملازمةَ أبيه وأبي زُرْعة، وأصبَحَ راويتهما؛ ولذا رَأَى أنَّ ما في كتبهما مُودَعٌ في كتبه؛ فلا حاجةَ لوجودِ أصولِ كتبهما بعد قيامِهِ بتهذيبِ هذه الكُتُبِ وتَنْقيحِهَا، فقام بِدَفْنها، ثم جعَلَ كُتُبَهُ التي صنَّفها وَقْفًا يَنْتفِعُ بها عمومُ المسلمين، واختار وَصِيًّا عليها؛ وكان وَصِيَّهُ عليها أبو الحسن عليُّ بنُ الحُسَيْن الدَّرَسْتِينِيُّ القاضي (2) . موقفُهُ من الرواية عن المجروحين: جرتْ عادةُ كثيرٍ من المحدِّثين بِتَرْكِ الرواية عن المجروحين، ومن هؤلاءِ المحدِّثين: أبو حاتمٍ وأبو زُرْعة الرازيَّان؛ ففي "الجرح والتعديل" (3) ترجَمَ عبد الرحمن بن أبي حاتم للقاسمِ بنِ محمد بن أبي شَيْبة، وقال: «قال أبو زُرْعة: كتبْتُ عن القاسمِ بن محمَّد بن أبي شَيْبة، ولم أحدِّثْ عنه بشيءٍ» ، ثم قال عبد الرحمن: «سُئِلَ أبي عنه؟ فقال كتبتُ عنه، وتركْتُ حديثَهُ» . وترجَمَ عبد الرحمن أيضًا (4) لمحمَّد بن عُقْبة السَّدُوسي البَصْري وقال: «سألتُ أبي عنه؟ فقال: ضعيفُ الحديثِ، كتبْتُ عنه ثم تركْتُ   (1) المصدر السابق (2/181) . (2) انظر: "الإرشاد" للخليلي (2/683) ، و"التدوين" (1/4) . (3) (7/120 رقم682) . (4) في "الجرح والتعديل" (8/36 رقم166) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 261 حديثَهُ، فليس نحدِّث عنه، وترَكَ أبو زُرْعة حديثَهُ ولم يَقْرَأْ علينا، وقال: لا أحدِّثُ عنه» . وقد جرَى عبد الرحمن على طريقةِ هذَيْنِ الإمامَيْنِ، فربما كتَبَ عن الرجلِ، فإذا تبيَّن له أنه مجروحٌ، ترَكَ الروايةَ عنه. ومن أمثلة ذلك: أنه ترجَمَ (1) لمحمَّد بن إسحاق الصِّينِيِّ، فقال: «كتبتُ عنه بمكة ... وسألتُ أبا عَوْن ابن ِ عمرو بن عَوْن عنه، فتكلَّم فيه، وقال: هو كذَّاب. فتركْتُ حديثَهُ» . وترجم أيضًا (2) لعيسى بن أبي عِمْران البَزَّارِ الرَّمْلي، فقال: «كتبتُ عنه بالرَّمْلة، فنظَرَ أبي في حديثِهِ، فقال: يَدُلُّ حديثُهُ أنه غيرُ صدوق. فتركْتُ الروايةَ عنه» . شخصيَّتُهُ العِلْميَّةُ النقديَّةُ وآراؤُهُ: وَرِثَ عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه مكانَتَهُ العلميَّةَ التي استبانَتْ لنا مِنْ ثناء الأئمَّة عليه كما سبق، ويَدُلُّ عليه اعتدادُهُمْ بأحكامِهِ على الرجالِ في كتابِ "الجرح والتعديل". وهناك بعضُ المواقفِ التي تَدُلُّ على هذا تفصيلاً: فمن ذلك: أنَّ أبا الشيخِ الأَصْبَهانيَّ ترجَمَ (3) لشيخِهِ أبي بكر   (1) في "الجرح والتعديل" (7/196 رقم1100) . (2) في "الجرح والتعديل" (6/284 رقم1574) . (3) في"طبقات المحدثين بأصبهان" (3/497-498 رقم 468) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 262 محمد بن أحمد بن الوليد الثَّقَفي، وذكَرَ أنه كتَبَ عنه حديثًا لم يَكْتُبْهُ إلا عنه، وقال: فممَّا كتبنا عنه مِنَ الغرائب: حدَّثنا محمد بن أحمد بن الوليد؛ قال: ثنا أحمد بن شَيْبان الرَّمْلي؛ قال: ثنا سُفْيان بن عُيَيْنة، عن الزُّهْري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) بعَثَ سَرِيَّةً إلى نَجْدٍ، فبلَغَ سُهْمَانُهُمُ اثنا عشَرَ (1) ، فنفَّلهم بعيرًا بعيرًا. ثم قال أبو الشيخ: ألقَيْتُ هذا الحديثَ على أبي محمَّد بن أبي حاتم، فأنكَرَهُ، وقال: قد كتبنا عنه (2) عامَّةَ ما عنده عن ابن عُيَيْنة، فلم نَجِدْ هذا. وترجَمَ عبد الرحمن بن أبي حاتم (3) للحُسَيْنِ ابن إدريس الأنصاريِّ المعروفِ بابن خُرَّم الهَرَوِيِّ، وقال: «كتَبَ إليَّ بِجُزْءٍ من حديثِهِ عن خالد بن الهَيَّاج بن بِسْطَام، فأوَّلُ حديثٍ منه باطلٌ، وحديثُ الثاني (*) باطلٌ، وحديثُ الثالثِ (*) ذكرتُهُ لعليِّ بْن الحُسَيْن بْن الجُنَيْد، فقال لي: أَحْلِفُ بالطلاقِ أنه حديثٌ ليس له أصلٌ. وكذا هو عندي (4) ، فلا   (1) كذا في "طبقات المحدِّثين"، والجادَّة: اثنَيْ عَشَرَ؛ لأنَّه مفعول «بَلَغَ» ؛ كما في مواضع الحديث من كتب السُّنَّة، وما في "الطبقات" صحيحٌ أيضًا، ووجْهُهُ: أنه من إلزام المثنى الألف مطلقًا على لغة بني الحارث بن كعب وجماعة من العرب. انظر بيانها في التعليق على المسألة رقم (554) . (2) يعني: عن أحمد بن شيبان الرملي. (3) في "الجرح والتعديل" (3/47 رقم206) . ( *) ... كذا بإضافة الموصوف إلى صفته، وهو جائزٌ على مذهب الكوفيين، والجادَّة: والحديثُ الثاني، والحديثُ الثالثُ. انظر التعليق على المسألة رقم (505) . (4) القائل: "وكذا هو عندي": هو ابن أبي حاتم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 263 أدري منه أو مِنْ خالد بن هَيَّاج بن بِسْطام؟» . وقال أبو أحمد الحافظ (1) : سمعتُ عبد الرحمن بن أبي حاتمٍ يقولُ: ما بَقِيَ لكتابِ المبسوطِ راوٍ غَيْرُ أبي العَبَّاس الوَرَّاق، وبَلَغنا أنه ثقةٌ صدوق. وقال أحمد بن عبد الله المعدّل (2) : سمعتُ عبد الله بن خالدٍ الأَصْبَهانيَّ يقول: سُئِلَ عبد الرحمن بن أبي حاتم عن ابن خُزَيْمة؟ فقال: ويحكم! هو يُسْأَلُ عنا، ولا نُسْأَلُ عنه، هو إمامٌ يُقتدَى به. ومِنَ الآراءِ التي ذهَبَ إليها ابنُ أبي حاتم: جوازُ الروايةِ بالإجازةِ والمكاتَبَةِ، فقد تلقَّى عن بعضِ شيوخِهِ إجازةً، ومكاتبةً، وروَى بهما، وأجازَ هو لبعضِ تلاميذِهِ كذلك. ومِنْ أمثلة ذلك: قولُهُ (3) : «ثنا عليُّ بن المُبَارَك كتابةً؛ ثنا زيد بن المبارك» . وقوله (4) : «أنبأنا عبد الله بن أحمد - فيما كتَبَ إليَّ - قال: وسُئِلَ أبي» . وأما تلاميذُهُ الذين أجازهم، فمنهم: أبو عبد الله بن مَنْدَهْ؛ قال   (1) كما في "تاريخ الإسلام" (ص367/ حوادث 331-350) . (2) تقدمت الإشارة إليه في تواضعه (ص112 و115) ، وانظر: "تاريخ الإسلام" (ص425/ حوادث 301- 320) . (3) كما في "تغليق التعليق" (4/300) . (4) كما في "التعديل والتجريح" للباجي (1/376) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 264 الذهبيُّ عنه (1) : «وله إجازةٌ من الحافظِ عبد الرحمن بن أبي حاتم» . ومنهم: أبو أحمَدَ الحَسَنُ بن عبد الله بن سَعِيدٍ العَسْكَري؛ قال في كتابه «تصحيفات المحدِّثين» : وأخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم إجازةً» ، وقال: «أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم فيما كتَبَ إلينا» (2) . ومنهم: حَمْدُ بن عبد الله الأَصْبَهاني؛ قال أبو الوليد الباجي (3) : «وما أخرجْتُهُ فيه عن عبد الرحمن بن أبي حاتم فأجازَهُ لنا أبو ذَرٍّ؛ قال: أجازه لنا حَمْدُ بنُ عبد الله الأصبهانيُّ؛ قال: أجازَهُ لنا عبد الرحمن» . أوهامُهُ: ما مِنْ إمامٍ من الأئمَّة إلا وله أوهامٌ، غيرَ أنَّها مغمورةٌ في بحر صوابِهِ، وتقدَّم في ذِكْرِ مصنَّفات ابن أبي حاتم أنه صنَّف كتابَ "بيان خطأ أبي عبد الله محمَّد بْنُ إسماعيلَ البخاريِّ فِي تاريخه"، وقد عُنِيَ الخطيبُ البغداديُّ _ح في كتابه "مُوضِحِ أوهامِ الجمعِ والتفريق" ببيانِ أخطاءِ وأوهامِ الأئمَّة التي وقعَتْ في الرجال، ومنهم عبد الرحمن ابن أبي حاتم.   (1) في "تذكرة الحفاظ" (3/1031-1032) . (2) "تصحيفات المحدِّثين" (1/11، 115) . (3) في "التعديل والتجريح" (1/275) . وحَمْدٌ هذا معروفٌ بالرواية عن ابن أبي حاتم، وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/291) عن الدارقطني قوله: "وحمد: شيخٌ كتبنا عنه، من شيوخِ الرَّيِّ وعدولهم". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 265 فمِنْ ذلك: ما ذكره الخطيبُ بقوله (1) : «وقد جمَعَ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازيُّ الأوهامَ التي أَخَذَها أبو زُرْعة على البخاريِّ في كتابٍ مفرد، ونظرْتُ فيه، فوجدتُّ كثيرًا منها لا تَلْزَمه، وقد حَكَى عنه في ذلك الكتابِ أشياءَ هي مدوَّنَةٌ في تاريخِهِ على الصواب، بخلافِ الحكايةِ عنه. ومن العَجَبِ: أن ابن أبي حاتمٍ أغار على كتابِ البخاريِّ (2) ، ونقلَهُ إلى كتابِهِ في الجَرْح والتعديل، وعمَدَ إلى ما تضمَّن من الأسماءِ، فسأل عنها أباه وأبا زُرْعة، ودوَّن عنهما الجوابَ في ذلك، ثم جمَعَ الأوهامَ المأخوذَةَ على البخاريِّ، وذكَرَهَا مِنْ غيرِ أن يقدِّم ما يُقِيمُ به العُذْرَ لنفسِهِ عند العلماء؛ في أنَّ قَصْدَهُ بتدوينِ تلك الأوهامِ بيانُ الصوابِ لمن وقَعَتْ إليه، دون الانتقاصِ والعَيْبِ لمن حُفِظَتْ عليه! ونحنُ لا نَظُنُّ أنه قصَدَ غيرَ ذلك؛ فإنه كان بِمَحَلٍّ من الدين، وأَحَدَ الرُّفَعَاءِ من أئمة المسلمين، رحمةُ اللهِ عليه وعليهم أجمعين» . ومن ذلك: توهيمُ الخطيبِ البغداديِّ للإمامِ الدَّارَقُطْنِيِّ في تفريقِهِ بين حَجَّاج بن سُلَيْمان بن أفلَحَ الرُّعَيْني، وحَجَّاج بن سُلَيْمان بن القُمْري؛ حيث قال (3) : «فوَهِمَ في التفريق بين هاتَيْن الترجمتَيْنِ؛ لأنَّ المذكورَ فيهما رجلٌ واحد» .   (1) "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/7-8) . (2) سيأتي تفصيل الكلام على ذلك (ص121-122) . (3) كما في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/324) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 266 قال الخطيب: «وقد وَهِمَ فيه عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازيُّ مِنْ قَبْلُ؛ كوَهَمِ أبي الحَسَن الدارقطني؛ وذلك أنَّ ابن أبي حاتم قال في "كتاب الجرح والتعديل" (1) : حَجَّاج ابن سُلَيْمان بن القُمْري: روى عن اللَّيْث بن سَعْد، روى عنه محمَّد بن سَلَمة المُرَادي، سألتُ أبي عن حَجَّاج بن سليمان بن القُمْري هذا؟ فقال: شيخٌ معروفٌ. ثم قال ابن أبي حاتم: حَجَّاج بن سليمان الرُّعَيْني: روى عن ابنُ لَهِيعة، روى عنه يونسُ بنُ عبد الأعلى، قيل ذلك لأبي زُرْعة، وسُئِلَ عنه؟ فقال: مُنْكَرُ الحديث. قال الخطيبُ: وهذا الرجُلُ قد ذكره أبو سَعِيدٍ عبد الرحمن بن يونس بن عبد الأعلى الصَّدَفِيُّ في "كتاب تاريخ المِصْرِيِّينَ" الذي ذَكَرَ لي أحمد بن محمد العَتِيقِيُّ أنه سَمِعَهُ من علي بن أبي سَعِيد بن يونس، عن أبيه، فقال: حَجَّاج بن سُلَيْمان بن أفلَحَ الرُّعَيْني: يكنى أبا الأزهر، يُعْرَفُ بابنِ القُمْري، يحدِّث عن حَرْمَلَةَ بنِ عِمْران، ومالكِ بنِ أنس، واللَّيْث، وابن لَهِيعة، وفي حديثه خطأٌ ومناكيرُ، توفِّي في السَّرَّاجِين فجأةً وهو على حِمَاره، يومَ السَّبْتِ لِسِتٍّ بَقِينَ من جُمَادَى الأولى، سنةَ سَبْعٍ وتسعين ومئة» . اتهامُهُ بالتشيُّع: جرَتْ سُنَّةُ اللهِ سبحانه بابتلاءِ المُصْلِحِينَ - من الأنبياء، والعلماء،   (1) (3/162 رقم 687 و688) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 267 والدُّعَاةِ، وغيرهم - بأنواعِ الابتلاءِ المختلفة، ومنها: رَمْيُهُمْ بما هم منه بُرَآء؛ كما قالوا عن نبينا (ص) : مجنونٌ، ساحرٌ ... إلخ. ومِنْ هؤلاءِ الذين ابتُلُوا ببعضِ الفِرَى: ابنُ أبي حاتم؛ فقد قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1) بعد ذِكْرِ ترجمة ابن أبي حاتم: «وما ذكرتُهُ لولا ذِكْرُ أبي الفضل السُّلَيْماني له فَبِئْسَ ما صَنَعَ! فإنه قال: ذِكْرُ أسامي الشِّيعَةِ من المحدِّثين - الذين يقدِّمون عليًّا على عثمان -: الأعمش، النُّعْمان بن ثابت، شُعْبة ابن الحَجَّاج، عبد الرزَّاق، عُبَيْدالله بن موسى، عبد الرحمن بن أبي حاتم» . وهذه فِرْيَةٌ لا تَسْتنِدُ إلى دليل، بل الدليلُ بخلافها؛ وذلك أنَّ اللاَّلَكَائِيَّ (2) حين ذكَرَ معتقَدَ أبي زُرْعة وأبي حاتم، رواه مِنْ طريقِ عبد الرحمن بْنِ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: «سألتُ أبي وأبا زُرْعة عن مذاهبِ أهلِ السُّنَّةِ في أصول الدِّين، وما أدركا عليه العلماءَ في جميعِ الأمصار، وما يَعْتَقِدان مِنْ ذلك؟ فقالا: أَدْرَكْنَا العلماءَ في جميعِ الأمصار، حِجَازًا، وعِرَاقًا، وشَامًا، ويَمَنًا، فكان مِنْ مذهبهم: الإيمانُ قولٌ وعَمَلٌ، يَزِيدُ ويَنْقُصُ، والقرآنُ كلامُ اللهِ غيرُ مخلوقٍ بجميعِ جهاته، والقَدَرُ خَيْرُهُ وشَرُّهُ مِنَ الله عز وجل، وخيرُ هذه الأمةِ بعد نبيِّها عليه الصلاةُ والسلام: أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، ثم عُمَرُ بنُ الخَطَّاب، ثم عُثْمانُ بنُ عَفَّان، ثم عَلِيُّ بنُ أبي طالب _ت، وهم   (1) (2/587-588) . (2) في "اعتقاد أهل السنة" (1/176-180) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 268 الخلفاءُ الراشدون المَهْدِيُّون، وأنَّ العَشَرَةَ الذين سَمَّاهم رسولُ الله (ص) ، وشَهِدَ لهم بالجَنَّة، على ما شَهِدَ به رسولُ الله (ص) ، وقولُهُ الحَقُّ، والترحُّمُ على جميعِ أصحابِ محمد (ص) ، والكَفُّ عما شَجَرَ بينهم ... » ، وفي آخره قال عبد الرحمن: «وبه أقولُ أنا» . فهل هناك دليلٌ أَقْوَى مِنْ تصريحِ المرءِ بِمُعْتَقَدِهِ في المسألة نفسها؟! وهناك شبهةٌ أخرى ذكرها ياقوتُ (1) ؛ فقال: «وكان أَهْلُ الرَّيِّ أهلَ سُنَّةٍ وجماعةٍ، إلى أن تغلَّبَ أحمدُ بنُ الحَسَنِ المَارْدَانِيُّ عليها، فأظهَرَ التشيُّعَ، وأكرَمَ أهلَهُ وقرَّبهم، فتقرَّبَ إليه الناسُ بتصنيفِ الكتبِ في ذلك، فصنَّفَ له عبدُالرحمنِ بنُ أبي حاتم كتابًا في فضائلِ أهلِ البيت وغيره، وكان ذلك في أيامِ المُعْتَمِدِ وتغلُّبِهِ عليها في سنة 275، وكان قبل ذلك في خِدْمةِ كوتكين بن ساتكين التُّرْكي» . وهذه فِرْيةٌ أُخْرَى نُجِلُّ عبدَالرحمنِ أنْ يكونَ من أهلها، وهو ممَّن عُرِفَ عنه الوَرَعُ والزُّهْدُ في الدنيا كما مَرَّ معنا، فهل يُتَصَوَّرُ ممَّن هذه حاله أن يَجْعَلَ دينه سِلْعةً للملوك؟! وهو الذي ذكَرَ مِنْ معتقَدِ أبيه وأبي زُرْعة (2) قولَهُمَا: «والمرجئةُ المبتدِعَةُ ضُلاَّلٌ، والقَدَرِيَّةُ المبتدِعَةُ ضُلاَّلٌ؛ فمَنْ أنكَرَ منهم أنَّ اللَّهَ عزَّ وَجَلَّ لا يَعْلَمُ ما لم يكنْ قبل أنْ يكونَ فهو كافرٌ، وأنَّ الجهميَّةَ كُفَّارٌ، وأنَّ الرافضةَ رَفَضُوا الإسلامَ ... وسمعْتُ أبي وأبا زُرْعة يَأْمُرانِ بِهِجْرانِ أهلِ الزَّيْغِ والبِدَعِ، يُغَلِّظان في ذلك أشدَّ   (1) في "معجم البلدان" (3/121) . (2) "اعتقاد أهل السنة" للالكائي (1/178) ، وتقدم نقل بعض معتقدهما في الصفحة السابقة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 269 التغليظ، ويُنْكِران وَضْعَ الكتبِ بِرَأْيٍ في غيرِ آثار، ويَنْهَيَانِ عن مجالسةِ أهلِ الكلام، والنَّظَرِ في كُتُبِ المتكلِّمين، ويقولان: لايُفْلِحُ صاحبُ كلامٍ أبدًا ... » ، ويَخْتِمُ ذلك ابنُ أبي حاتم بقوله: «وبه أقولُ أنا» . فيا سبحانَ الله! رجلٌ يرى هِجْرَانَ أهلِ الزَّيْغِ والبِدَع، وينهى عن مجالستِهِمْ، يَذْهَبُ فَيَضَعُ لهم الكُتُبَ التي تناسبُ أهواءهم مِنْ أجلِ عَرَضٍ زائل؟! هذا لا يُتَصَوَّرُ من مثلِ ابنِ أبي حاتم!!. ثُمَّ إنَّ هذه الحكايَةَ وقَعَتْ - على ما ذُكِرَ هنا - سنَةَ (275هـ) ، وعُمْرُ عبد الرحمن (35) سَنَةً، وأبوه حَيٌّ، والشابُّ الذي في مِثْلِ هذا السِّنِّ لا يعوِّلُ الناسُ على قَوْلِهِ، وبخاصَّةٍ مع وُجُودِ أبيه، ثم أين كان أبوه عن هذا الانحرافِ؟! أَمَا كان يَرْدَعُ ابنَهُ، أو يَهْجُرُهُ على الأقَلِّ كما هجَرَ غَيْرَهُ مِنْ أهلِ البِدَعِ؟! ومع هذا كلِّه لم يذكُرْ ياقوتُ مِنْ أين أخَذَ هذه الحكايةَ، ولم يُورِدْ لها سندًا؛ فمثلها لا يَسْوَى مِدَادَ تسويده، ومن ذلك يتبيَّن أنه لا تَصِحُّ نسبةُ كتابِ "فضائل أهل البيت" إلى ابن أبي حاتم (1) ، والله أعلم. اتهامُهُ بِسَرِقَةِ كتابِ البخاري: كان للبخاريِّ _ح قَدَمُ السَّبْقِ في تصنيفِ كتابٍ يضمُّ رواةَ الحديثِ عامَّةً، وهو "التاريخُ الكبير"، غير أنه لم يَسْتَوْعِبْ جميعَ الرواة، بل فاتَهُ عددٌ منهم، ومع هذا فليس مِنْ مقصودِهِ ذِكْرُ أقوالِ الأئمة في هؤلاءِ   (1) وانظر (ص117) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 270 الرواةِ جَرْحًا وتعديلاً، ولكنَّه اعتنَى ببيانِ سماعِ الراوي مِنْ شيوخه، وذِكْرِ الأحاديثِ المعلولةِ التي يرويها المترجَمُ له أحيانًا، وما تفرَّد به ... إلى غير ذلك مِنْ ملامحِ مَنْهَجِهِ في هذا الكتاب. فوقَفَ أبو حاتم وأبو زُرْعة على هذا الكتابِ، فوجَدَا فيه عِلْمًا غزيرًا، غَيْرَ أنه يَحْتاجُ إلى تكميلٍ وتهذيبٍ مِنْ وِجْهة نظرهما، فأناطا عَمَلَ ذلك بعبد الرحمن بن أبي حاتم الذي قام به خَيْرَ قيام، فكان من أبرزِ ماعَمِلَهُ: 1 - حَذْفُ الأحاديثِ التي يَذْكُرُهَا البخاريُّ. 2 - الاعتناءُ بِذِكْرِ الشيوخِ والتلاميذِ أكثَرَ من عنايةِ البخاريِّ. 3 - زيادةُ تراجِمَ كثيرةٍ لم يَذْكُرْهَا البخاريُّ؛ فقد بلَغَ عددُ تراجمِ "التاريخ الكبير" مع كتاب "الكُنَى" (15698) ترجمة حَسَبَ ترقيمِ التراجم، بينما بلَغَ عددُ تراجمِ "الجرح والتعديل" (18040) ترجمة؛ بزيادةٍ قَدْرُهَا (2342) ترجمة. 4 - إضافةُ أقوالِ أئمَّة الجَرْح والتعديل، مع أقوالِ أبيه وأبي زُرْعة في الرواة المعروفين، وَفْقَ منهجٍ انتقائيٍّ (1) من إمامٍ عارفٍ بهذا الشأن، وهذا ما لم يُعَرِّجْ عليه البخاريُّ، وهو أبرزُ مميِّزات هذا الكتاب، بحيثُ أصبَحَ عُمْدَةً لكلِّ مَنْ جاء بعده، فلو قال قائل: إنه في هذا أحسَنُ وأنفَعُ من كتابِ البخاريِّ، لَمَا أبعَدَ.   (1) انظر تفصيل ذلك في تقدمة الشيخ عبد الرحمن المعلِّمي للكتاب، من صفحة (ط) إلى صفحة (ي ز) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 271 ومع هذه المفارقاتِ وجَدْنَا مَنْ يَعِيبُ على ابن أبي حاتمٍ تأليفَهُ لهذا الكتاب: فقد قال أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ (1) : كنتُ بالرَّيِّ، فرأيتُهُمْ يومًا يقرؤون على أبي محمَّد ابن أبي حاتم كتابَ "الجَرْحِ والتعديل"، فلمَّا فَرَغُوا قلتُ لابنِ عَبْدُويَه الوَرَّاق: ما هذه الضُّحْكة؟ أراكم تقرؤون كتابَ "التاريخِ" لمحمد بن إسماعيلَ البخاريِّ على شَيْخِكم على هذا الوجه، وقد نَسَبْتموه إلى أبي زُرْعة وأبي حاتم؟! فقال: يا أبا أحمد، اعلَمْ أنَّ أبا زُرْعة وأبا حاتم لمَّا حُمِلَ إليهما هذا الكتابُ، قالا: هذا عِلْمٌ حَسَنٌ لا يُستغنَى عنه، ولا يحسُنُ بنا أن نَذْكُرَهُ عن غيرنا، فأقعَدَا أبا محمَّدٍ عبدَالرحمنِ حتى سألهما عن رَجُلٍ بعد رجلٍ؟ وزادا فيه ونَقَصَا منه. وقد أجاب الشيخُ عبد الرحمن المعلِّمي _ح عن هذا الإشكالِ بقوله (2) : «كأنَّ أبا أحمد _ح سَمِعَهُمْ يقرؤون بعضَ التراجمِ القصيرةِ التي لم يَتَّفِقْ لابنِ أبي حاتم فيها ذِكْرُ الجَرْحِ والتعديل، ولا زيادةٍ مهمَّةٍ على ما في «التاريخ» ، فاكتفَى بتلك النظرةِ السَّطْحيَّة، ولو تصفَّحَ الكتابَ لَمَا قال ما قال. لا رَيْبَ أنَّ ابن أبي حاتم حذا في الغالبِ   (1) أخرج هذه القصة ابن عساكر في "تاريخه" (35/363) من طريق البيهقي، عن أبي عبد الله الحاكم، عن أبي أحمد الحاكم. وأخرجها الخطيب في مقدمة "الموضح" (1/8) قائلاً: حُدِّثْتُ عن أبي أحمد ... فذكرها. (2) في تقديمه لـ"مقدمة الجرح والتعديل" صفحة (ي) ، (يا) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 272 حَذْوَ البخاريِّ في الترتيبِ وسياقِ كثيرٍ من التراجمِ وغيرِ ذلك، لكنَّ هذا لا يَغُضُّ مِنْ تلك المزيَّةِ العظمى، وهي التصريحُ بنصوصِ الجَرْحِ والتعديل، ومنها زيادةُ تراجمَ كثيرةٍ، وزياداتُ فوائدَ في كثيرٍ من التراجم، بل في أكثرها، وتدارُكُ أوهامٍ وقعتْ للبخاري، وغير ذلك. وأمَّا جوابُ ابن عَبْدُوْيَه الوَرَّاق فعلى قَدْرِ نفسه، لا على قَدْرِ ذَيْنِكَ الإمامَيْنِ: أبي زُرْعة وأبي حاتم، والتحقيقُ: أنَّ الباعثَ لهما على إقعادِ عبد الرحمن، وأَمْرِهِمَا إيَّاه بما أمراه: إنما هو الحِرْصُ على تسديدِ ذاك النَّقْصِ، وتكميلِ ذاك العِلْم، ولا أَدَلَّ على ذلك مِنِ اسمِ الكتابِ نَفْسه؛ "كتابُ الجَرْح والتعديل" ... » . وفاته: تُوُفِّيَ ابنُ أبي حاتم رَحِمَهُ اللهُ تعالى في المحرَّمِ سنةَ سَبْعٍ وعشرين وثلاثِ مِئَةٍ، بِالرَّيِّ، وهو في عَشْرِ التسعين، أي: وله بضعٌ وثمانون سنةً (1) .   (1) انظر "الإرشاد" (2/683) ، و"تاريخ الإسلام" (ص209/ حوادث 321-330) ، و"سير أعلام النبلاء" (13/269) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 273 تَرْجَمَةُ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ (1) اسْمُهُ، ووِلاَدَتُهُ، وطَلَبُهُ: هو محمد بن إدريس بن المُنْذِر بن داود بن مِهْران، الحَنْظَلِيُّ الغَطَفَانِيُّ الرازي. وُلِدَ سنَةَ خَمْسٍ وتِسْعين ومئة، وبَكَّرَ بطلبِ الحديثِ وكتابةِ العلم؛ فبدأَ كتابةَ الحديثِ وهو ابنُ أربعَ عَشْرَةَ سنةً؛ ورحَلَ رِحْلتَهُ الأولى وهو ابنُ ثمانَ عَشْرَةَ سنةً؛ سنةَ ثلاثَ عَشْرَةَ ومئتين، واستمرَّتْ أكثَرَ من سبع سنين. ورحَلَ رحلةً أخرى في سنة اثنتَيْنِ وأربعين. وتكبَّد المَشَاقَّ في رِحْلاته، ولاقى الشدائدَ، وعَدَّ ما مشى على قَدَمَيْهِ في أول رحلة، فبَلَغَ ما يقرُبُ من مسيرةِ أربعةِ أشهُرٍ سَيْرَ الجَادِّ، ثم ترَكَ العَدَّ!. شُيُوخُهُ: سمع خَلْقًا لا يُحْصَوْنَ كثرةً؛ قال الخليلي: «قال لي أبو حاتم   (1) بتصرف واختصار من "سير أعلام النبلاء" (13/247-263) . وانظر ترجمته في: "الجرح والتعديل" (1/349-375) ، (7/204) ، و"تاريخ بغداد" (2/73-77) ، و"طبقات الحنابلة" (/1/284-286) ، و"سير السلف الصالحين" (4/1227-1231) ، و"تاريخ دمشق" (52/3-16) ، و"المنتظم" (5/107-108) ، و"الأنساب" (2/279-280) ، و"التدوين في أخبار قزوين" (1/215-216) ، و"تهذيب الكمال" (24/381-390) ، و"تاريخ الإسلام" (ص430-435/حوادث 261-280) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/567-569) ، و"العبر" (2/58) ، و"طبقات الشافعية الكبرى" (2/207-211) ، و"الوافي بالوفيات" (2/183) ، و"البداية والنهاية" (11/59) ، و"طبقات القراء" لابن الجزري (2/97) ، و"طبقات الحفاظ" (ص255) ، و"المقصد الأرشد" (2/370-371) ، و"شذرات الذهب" (2/171) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 275 اللَّبَّان الحافظ: قد جمعْتُ مَنْ روى عنه أبو حاتم الرازيُّ، فبلغوا قريبًا مِنْ ثلاثةِ آلاف» . ومِنْ هؤلاءِ الشيوخ: الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل، وآدَمُ بنُ أبي إياس، والرَّبِيعُ بن سُلَيْمان المُرَادي، وسَعِيدُ بن أبي مَرْيَم، وعبد الله بن صالح كاتبُ اللَّيْث، وعبدُالمَلِكِ بنُ قُرَيْبٍ الأَصْمَعيُّ، وعُبَيْدُاللهِ بنُ عبد الكريمِ أبو زُرْعة الرازي رفيقُهُ، وعمرو بن عليٍّ الفَلاَّس، وقُتَيْبةُ ابن سَعِيد، ومحمدُ بن بَشَّار بُنْدَار، ويحيى بن مَعِين، ويونس بن عبد الأعلى. تَلاَمِيذُهُ: حدَّث عنه خَلْقٌ كثيرٌ، منهم: إبراهيمُ الحَرْبي، وابن ماجه، وأبو بكر بن أبي الدُّنْيَا، وأبو داود، وأبو زُرْعة الدِّمَشْقِيّ، وأبو زُرْعة الرازي رفيقُهُ، والرَّبِيعُ بن سُلَيْمان المرادي - وهو مِنْ شيوخه - وعبد الرحمن بن أبي حاتم ابنه، والنَّسَائي، وابن صاعد، ويونس بن عبد الأعلى، وهو مِنْ شيوخه. ثَنَاءُ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ: قال عنه الذهبي: الإمامُ الحافظُ الناقد، شيخُ المحدِّثين، كان من بحورِ العِلْم، طَوَّفَ البلادَ، وبَرَعَ في المَتْن والإسناد، وجمَعَ وصنَّف، وجَرَحَ وعدَّل، وصَحَّحَ وعلَّل. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعتُ موسى بن إسحاقَ القاضي يقول: ما رأيتُ أحفَظَ مِنْ والدك. قال عبد الرحمن: وكان قد لَقِيَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 276 أبا بكرِ بنَ أبي شَيْبة، وابنَ نُمَيْر، وابنَ مَعِين، ويحيى الحِمَّاني. وقال الخَلِيلي: كان أبو حاتمٍ عالمًا باختلافِ الصَّحَابةِ وفِقْهِ التابعين ومَنْ بعدهم. سمعتُ جَدِّي وجماعةً سَمِعُوا عليَّ بنَ إبراهيم القَطَّان يقول: ما رأيتُ مِثْلَ أبي حاتم. فقلنا له: قد رأيتَ إبراهيمَ الحَرْبِيَّ وإسماعيلَ القاضي؟ قال: ما رأيتُ أجمَعَ من أبي حاتم وأفضَلَ منه (1) . وقال عليُّ بنُ إبراهيم الرازي: حدَّثنا أحمد ابن عليٍّ الرَّقَّام، سمعتُ الحَسَنَ بنَ الحُسَيْن الدَّرَسْتِينِيَّ قال: سمعتُ أبا حاتم يقول: قال لي أبو زُرْعة: ما رأيتُ أحرَصَ على طَلَبِ الحديثِ منك! فقلتُ له: إنَّ عبد الرحمن ابني لَحَرِيصٌ. فقال: مَنْ أشبَهَ أباه فما ظَلَم. قال الرَّقَّام: فسألتُ عبد الرحمن عن اتفاقِ كَثْرةِ السماعِ له وسؤالاتِهِ لأبيه؟ فقال: ربَّما كان يأكُلُ وأقرَأُ عليه، ويَمْشِي وأقرَأُ عليه، ويدخُلُ الخَلاَءَ وأقرَأُ عليه، ويدخُلُ البيتَ في طَلَبِ شيء وأقرَأُ عليه!. وقال أحمدُ بن سَلَمة النَّيْسَابوري: ما رأيتُ بعد إسحاقَ (2) ومحمَّدِ بن يحيى أحفَظَ للحديثِ من أبي حاتمٍ الرازي، ولا أعلَمَ بمعانيه. وقال يونس بن عبد الأعلى: أبو زُرْعةَ وأبو حاتمٍ إماما خراسان. ودعا لهما، وقال: بقاؤُهُمَا صلاحٌ للمسلمين.   (1) كذا، والجادَّة: «ولا أفضَلَ منه» . (2) هو: ابن راهُوْيَهْ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 277 وقال الخطيب: كان أبو حاتمٍ أحَدَ الأئمَّةِ الحفاظِ الأثبات. وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعتُ أبي يقولُ: جرى بيني وبين أبي زُرْعة يومًا تمييزُ الحديثِ ومَعْرِفتُهُ، فجعَلَ يذكُرُ أحاديثَ وعِلَلَهَا، وكذلك كُنْتُ أذكُرُ أحاديثَ خطأ، وعِلَلَهَا، وخَطَأَ الشيوخِ، فقال لي: يا أبا حاتم، قَلَّ مَنْ يفهمُ هذا! ما أَعَزَّ هذا! إذا رَفَعْتَ هذا من واحد واثنَيْنِ، فما أقلَّ مَنْ تَجِدُ مَنْ يُحْسِنُ هذا! وربما أَشُكُّ في شيء أو يتخالجني في حديثٍ، فإلى أنْ ألتقي معك لا أَجِدُ مَنْ يشفيني منه. قال أبي: وكذلك كان أمري. وقال الذهبي: إذا وثَّق أبو حاتمٍ رجلاً فتمسَّكْ بقوله؛ فإنَّه لا يوثِّق إلا رجلاً صحيحَ الحديث، وإذا لَيَّنَ رجلاً أو قال فيه: لا يُحْتَجُّ به، فتوقَّفْ حتى تَرَى ما قال غيُرُه فيه؛ فإنْ وثَّقه أحدٌ فلا تَبْنِ على تجريح أبي حاتم؛ فإنَّه مُتَعَنِّتٌ في الرجالِ؛ قد قال في طائفةٍ من رجالِ الصِّحَاحِ: ليس بِحُجَّةٍ، ليس بِقَوِيٍّ، أو نحو ذلك. وَفَاتُهُ: قال أبو الحُسَيْن بن المُنَادِي وغيره: مات الحافظُ أبو حاتمٍ في شَعْبان سنةَ سَبْعٍ وسبعين ومئتين، وقيل: عاش ثلاثًا وثمانين سنة. رحمه الله تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 278 تَرْجَمَةُ أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ (1) اسْمُهُ، ووِلاَدَتُهُ، وطَلَبُهُ: هو الإمام، سيِّد الحُفَّاظ؛ عُبَيْدُاللهِ بنُ عبدِالكريمِ بنِ يزيدَ بنِ فَرُّوخ، مُحَدِّثُ الرَّيِّ، وجَدُّهُ فَرُّوخ: مولى عيَّاش بن مُطَرِّف بن عبد الله بْنِ عيَّاش بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ المَخْزُومي. وأبوه عبد الكريم هو خالُ رفيقِهِ أبي حاتم الرازي. وُلِدَ أبو زُرْعة سنةَ مئتين؛ على ما رُوِيَ عنه نفسه، وقيل في مولده غيرُ ذلك. طلَبَ الحديثَ وهو حَدَثٌ صغيرٌ، وارتحَلَ إلى الحجازِ والشامِ ومِصْرَ والعراقِ والجزيرةِ وخُرَاسان، وكانتْ نيَّةُ الرِّحْلةِ والسماعِ من الشيوخِ تخالطُ نِيَّتَهُ في الرِّبَاطِ؛ قال: «لا أعلَمُ صَفَا لي يَوْمُ رباطٍ قَطُّ؛   (1) بتصرف واختصار من "سير أعلام النبلاء" (13/65-85) . وانظر ترجمته في: "الجرح والتعديل" (1/328-349) ، (5/325) ، و"الثقات" (8/407) ، و"تاريخ بغداد" (10/326-337) ، و"طبقات الحنابلة" (1/199-203) ، و"سير السلف الصالحين" (4/1223-1227) ، و"تاريخ دمشق" (38/11-39) ، و"المنتظم" (5/47-48) ، و"الأنساب" (3/24) ، و"التدوين في أخبار قزوين" (3/284) ، و"تهذيب الكمال" (19/89-103) ، و"تاريخ الإسلام" (ص124-132/ حوادث 261-280) ، و"تذكرة الحفاظ" (2/557-559) ، و"العبر" (2/28-29) ، و"الوافي بالوفيات" (19/255-256) ، و"البداية والنهاية" (11/37) ، و"طبقات الحفاظ" (ص249-250) ، و"المقصد الأرشد" (2/69-71) ، و"شذرات الذهب" (2/148-149) . وانظر كتاب "أبو زُرْعة الرازي وجهوده في السُّنَّة النبويَّة" للدكتور سعدي الهاشمي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 279 أمَّا بيروتُ فأَرَدْنَا العباسَ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَد، وأما عَسْقَلان فأردنا محمَّد بن أبي السَّرِيِّ، وأمَّا قَزْوين فمحمَّد بن سعيد بن سَابِق» . وكتَبَ وصنَّف ما لا يوصفُ كَثْرة. شُيُوخُهُ: سَمِعَ خلقًا كثيرًا؛ منهم: أبو الوليد الطَّيَالسي، والإمامُ أحمد بن حنبل، وأحمدُ بنُ يونس اليَرْبُوعي، والربيع بن سُلَيْمان المُرَادي، وسُلَيْمان ابن بِنْتِ شُرَحْبِيل، والعباس بن الوليد بن مَزْيَد، وعبد العزيز بن عبد الله الأُوَيْسِي، وعبد الله بن مَسْلَمة القَعْنَبي، وعمرو ابن عليٍّ الفَلاَّس، وأبو حاتمٍ الرازيُّ رفيقُهُ، وأبو نُعَيْم الفَضْل بن دُكَيْن، وموسى بن إسماعيل، وقَبِيصَة بن عُقْبة، ويحيى بن بُكَيْر، ويونس بن عبد الأعلى. تَلاَمِيذُهُ: حدَّث عنه الخلقُ الكثير أيضًا؛ منهم: أبو بكر بن أبي داود، وأبو عَوَانة الإِسْفَرَايِيني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وعبدُاللهِ ابنُ الإمامِ أحمد، وعَدِيُّ بن عبد الله والدُ ابن عَدِيٍّ، والتِّرْمِذي، والنَّسَائي، وابن ماجه. وحدَّث عنه مِنْ شيوخه: إسحاق بن موسى، وحَرْمَلة بن يحيى، والرَّبِيع المُرَادي، وعمرو بن عليٍّ الفَلاَّس، ويونس بن عبد الأعلى، ومِنْ أقرانه: ابن وَارَة، وأبو حاتم، ومُسْلِمٌ، وإبراهيمُ الحَرْبي. ثَنَاءُ الْعُلَمَاءِ عَلَيْهِ: قال أبو إسحاق الجُوزَجَاني: كنا عند سليمان بن عبد الرحمن، فلم يَأْذَنْ لنا أَيَّامًا، ثم دَخَلْنَا عليه فقال: بَلَغني ورودُ هذا الغلامِ - الجزء: 1 ¦ الصفحة: 280 يعني أبا زُرْعة - فَدَرَسْتُ للالتقاءِ به ثلاثَ مِئَةِ ألفِ حديثٍ. وقال عبد الله بن أحمد: لمَّا ورَدَ علينا أبو زُرْعة، نزَلَ عندنا، فقال لي أبي: يا بُنَيَّ، قد اعتضْتُ بنوافلي مذاكَرَةَ هذا الشيخِ. وقال الإمامُ أحمد أيضًا: ما جاوَزَ الجِسْرَ أحدٌ أفقَهُ من إسحاقَ ابنِ رَاهُوْيَهْ، ولا أحفَظَ من أبي زُرْعة. وقال ابن أبي شَيْبة: ما رأيتُ أحفَظَ من أبي زُرْعة. وقال محمد بن إسحاق الصاغاني: أبو زُرْعة يُشَبَّهُ بأحمدَ بنِ حنبل. وقال عَليّ بْن الحُسَيْن بْن الجُنَيْد: ما رأيتُ أحدًا أعلَمَ بحديثِ مالكٍ من أبي زُرْعة، وكذا سائرُ العلوم. وقال إسحاقُ بن رَاهُوْيَهْ: كلُّ حديث لا يعرفُهُ أبو زُرْعة الرازي فليس له أَصْلٌ. وقال يونس بن عبد الأعلى: ما رأيتُ أكثَرَ تواضعًا من أبي زُرْعة، هو وأبو حاتمٍ إمامَا خراسان. وحدَّث يونسُ يومًا فقال: حدَّثنا أبو زُرْعة، فقيل له: مَنْ هذا؟ فقال: إنَّ أبا زُرْعة أشهَرُ في الدنيا مِنَ الدنيا. وقال فَضْلَكُ الصائغُ: دخلْتُ على الرَّبِيعِ بِمِصْرَ فقال: مِنْ أين؟ قلتُ: من الرَّيِّ. قال: تركْتَ أبا زُرْعَةَ وجئتَ؟! إنَّ أبا زرعة آيَةٌ، وإنَّ الله إذا جعَلَ إنسانًا آيَةً أبانه مِنْ شكله، حتى لا يكونَ له ثانٍ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 281 ودخَلَ فَضْلَكُ أيضًا في المدينةِ على أبي مُصْعَبٍ الزُّهْري، فقال له: تَرَكْتَ أبا زُرْعة وجئتني؟! لَقِيتُ مالكًا وغيره، فما رأتْ عيناي مِثْلَ أبي زرعة. وَفَاتُهُ: كانتْ وفاته _ح في آخرِ يومٍ من سنة أربعٍ وستين ومئتين. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ محمَّد بْنُ عليٍّ وَرَّاقُ أبي زُرْعة: حَضَرْنَا أبا زرعةَ بـ «ماشَهْرَانَ» وهو في السَّوْقِ (1) ، وعنده أبو حاتمٍ وابن وَارَةَ والمنذرُ ابنُ شاذان وغيرهم، فَذَكَروا حديثَ التلقين: «لَقِّنُوا موتاكم: لا إله إلا الله» واستَحْيَوْا من أبي زُرْعة أن يلقِّنوه، فقالوا: تَعَالَوْا نذكُرُ الحديثَ؛ فقال ابن وَارَةَ: حدَّثنا أبو عاصم، حدَّثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح. وجعل يقولُ: ابن أبي. ولم يجاوزْهُ. وقال أبو حاتم: حدَّثنا بُنْدَارٌ، حدَّثنا أبو عاصم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن صالح. ولم يجاوز. والباقون سكتوا. فقال أبو زُرْعة، وهو في السَّوْقِ: حدَّثنا أبو عاصم، حدَّثنا عبد الحميد، عن صالحِ بنِ أبي عَرِيب، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّة، عَنْ مُعَاذ بْنِ جَبَل، قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : «مَنْ كان آخِرَ كلامِهِ: لا إِلَهَ إلا اللهُ، دخَلَ الجَنَّةَ» . وخرَجَ رُوحُهُ معه، رحمه الله تعالى.   (1) في السَّوْق، أي: في نَزْع الموت، كأنَّ الرُّوحَ تُسَاقُ لِتَخْرُجَ مِنْ البَدَنِ، ويقال له: السِّيَاقُ أيضًا، وهما مصدران مِنْ «سَاقَ يَسُوقُ» . انظر: "النهاية" لابن الأثير (2/424) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 282 التَّعْرِيفُ بِـ"كِتَابِ الْعِلَلِ" لاِبْنِ أَبِي حَاتِمٍ أ) تمهيدٌ تَقَدَّمَ (1) ذِكْرُ المصنَّفاتِ التي صُنِّفَتْ في عِلَلِ الحديث، ومِنْهَا "كِتَابُ الْعِلَلِ" لعبد الرحمن بنِ أبي حاتم الذي هو مِنْ أَجْوَدِهَا وأَحْسَنِهَا عند الأئمَّة؛ وعنه يقولُ الحافظُ ابنُ كَثِير (2) : «ومِنْ أَحْسَنِ كتابٍ وُضِعَ في ذلك (3) ، وأَجَلِّهِ وأَفْحَلِِهِ: كتابُ "العِلَلِ" لعليِّ ابنِ الْمَدِينيِّ شيخِ البخاريِّ، وسائرِ المحدِّثين بعدَهُ في هذا الشأنِ على الخصوصِ. وكذلك "كتابُ العِلَلِ" لعبدِ الرحمنِ بنِ أبي حاتمٍ، وهو مرتَّبٌ على أبوابِ الفقهِ» . وفي مَعْرِضِ ذِكْرِ الحافظِ العراقيِّ (4) للكُتُبِ التي ينبغي لطالبِ عِلْمِ الحديثِ العنايةُ بها، قال: «ثم الكُتُبُ المتعلِّقةُ بِعِلَلِ الحديثِ، فمنها: كتابُ أحمدَ بنِ حنبل، وابنِ المَدِينِيِّ، وابنِ أبي حاتم ... » . ويقولُ السَّخَاويُّ (5) في مَعْرِضِ ذِكْرِهِ للكُتُبِ التي ينبغي لطالبِ عِلْمِ الحديثِ العنايةُ بها - تبعًا للعراقي -: «ولابنِ أبي حاتمٍ، وكتابُهُ في مجلَّدٍ ضَخْمٍ، مرتَّبٌ على الأبوابِ. وقد شَرَعَ الحافظُ ابنُ عبدِ الهادي في شَرْحِهِ، فاخترمتْهُ المنيَّةُ بعدَ أنْ كَتَبَ منه مجلَّدًا على يَسِيرٍ منه» . اهـ. ولقد بدا لنا واضحًا مِنْ خلالِ هذه المَسِيرةِ الطويلةِ مَعَ الكتاب -   (1) (ص19- 22) من هذه المقدمة. (2) في "اختصار علوم الحديث" (1/197- 198) . (3) يعني: في علل الحديث. (4) في "شرح الألفية" (ص304) . (5) في "فتح المغيث" (3/311) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 283 التي تربو على خَمْسِ سَنَوَاتٍ -: أنَّ هذا الكتابَ مِنْ أَبْدَعِ ما صُنِّفَ في عِلَلِ الْحَدِيثِ، وأنه حوَى فوائدَ يَكَادُ يَعْجِزُ طَلَبَةُ العِلْمِ عن استخلاصِهَا، ومِنْ أَهَمِّ ما يُمَيِّزُهُ: أنه لم يَقْتَصِرْ على رأيِ مُصَنِّفِهِ فقطْ - كما هو الحالُ في مُعْظَمِ كُتُبِ العِلَلِ - بل شَمِلَ آراءَ كثيرٍ من الأئمَّة؛ كَشُعْبةَ بنِ الحَجَّاجِ، ويحيى بنِ سَعِيدٍ القَطَّانِ، وأبي الوليدِ الطَّيَالِسِيِّ، ويحيى بنِ مَعِين، والإمامِ أحمدَ بنِ حَنْبَل، ومسلمِ بنِ الحَجَّاج، وعَلِيِّ ابنِ الحُسَيْن بن الجُنَيْد، ومحمَّدِ بنِ عَوْفٍ الحِمْصي (1) ، بالإضافةِ إلى ابْنِ أبي حاتمٍ نَفْسِهِ. هذا إلى جانبِ أحكامِ وآراءِ أبي حاتمٍ وأبي زُرْعةَ الرازيَّيْنِ، التي شَكَّلَتْ معظمَ مادَّةِ هذا الكتابِ، وهما مَنْ هما في معرفةِ العِلَلِ، وحَسْبُكَ بِمَنْ يُعْنَى الدَّارَقُطْنيُّ بِنَقْلِ أحكامِهِ على الأحاديثِ (2) ، بل تَجِدُ وَجْهَ الشَّبَهِ واضحًا بين صَنِيعِهِ وبين صنيعِ أبي حاتمٍ في كَشْفِ عِلَلِ بعضِ الأحاديثِ (3) ؛ بما يُوحِي بِأَثَرِ أبي حاتمٍ في الدارقطنِيِّ في معرفةِ عِلَلِ الأحاديث!! ونَضَعُ بين يدَيْكَ - أخي القارئ - بعضَ المميِّزاتِ والفوائدِ الأخرى، التي تُسْتَخْلَصُ من مُدَارسةِ هذا الكتابِ الفَذِّ:   (1) انظر أرقام المسائل التي ورد فيها كلامُ هؤلاءِ الأئمَّة (ص158/التنبيه الثالث) . (2) كالمسائل رقم (58 و77 و111) التي نقلها في "السنن" (1/107) ، و (1/149) ، و (1/190) . (3) انظر المسألة رقم (491) ، وانظر معها "علل الدارقطني" (1730) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 284 فمن ذلك: الحُكْمُ على روايةِ بعضِ الرواةِ عن شُيُوخهم بأنها مُرْسَلةٌ (1) ، ولا تُوجَدُ هذه الأحكامُ في كتابِ "المَرَاسِيل" للمصنِّف - ابن أبي حاتم - فهي من الزياداتِ عليه. ومن ذلك: أحكامُ أبي حاتمٍ على بعضِ الرواةِ الذين لا تُوجَدُ لهم ترجمةٌ (2) . وشبيهٌ به حُكْمُهُ على بعضِ الرواةِ الذين لم يَذْكُرْهُمُ ابنه في "الجرح والتعديل" (3) . ومن ذلك: بيانُ أبي حاتمٍ لِبَعْضِ الرواةِ الذين خَفِيَ أَمرُهُمْ على بعضِ الأئمَّة (4) . ومن ذلك: تلك الأحاديثُ الغَرِيبَةُ التي لا تكادُ تُوجَدُ إلا عند ابنِ أبي حاتم في هذا الكتاب، وعنه ينقُلُ الأئمَّةُ ذلك الحديثَ (5) ، وهناك عدةُ أحاديثَ نَصَّ الحافظُ ابنُ عبد الهادي على أنه لم يَجِدْهَا؛   (1) انظر على سبيل المثال المسائل رقم (317 و736 و1590) . (2) كأسباط بن عَزْرة الذي حَكَمَ عليه أبو حاتم في المسألة (2179) بأنه مجهول، وقد أفرد الأخ فالح الشِّبْلي الرواةَ المذكورين في "العلل" بِجَرْحٍ أو تعديلٍ بمصنَّف بعنوان: "المستخرَجُ مِنْ كتابِ العِلَلِ لابن أبي حاتم في الجَرْحِ والتعديل"، وهو مطبوعٌ بمكتبة الوعي الإسلامي، بدمشق. (3) كعبد الرحمن بن ساعدة الذي حَكَمَ عليه أبو حاتمٍ في المسألة رقم (2133) بأنه لا يُعْرَفُ. (4) مثل "ابن أبي عُبَيْد الزُّرَقي عن أبيه" المذكور في المسألة (2593) ؛ فقد بيَّن أبو حاتم أنه إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْد بْنِ رِفَاعة، وخَفِيَ هذا على المِزِّيِّ وابنِ حَجَر. (5) كالحديث المذكور في المسألة رقم (248) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 285 كقوله (1) : «ولم يُخَرِّجْ أحدٌ من أهل السُّنَنِ هذا الحديثَ، ولم أَرَهُ في "معجم الطبراني"، ولا في "سُنَنِ الدارقطني"، ولا في "السنن الكبير" للبيهقي، وقد فَتَّشْتُ عنه في كُتُبٍ أُخَرَ، فلم أره» . ومن ذلك: إظهارُ الفَرْقِ بين طريقةِ المحدِّثين، وطريقةِ الفقهاء والأصوليِّين، في إعلالِ الأحاديثِ وتَصْحيحِهَا؛ كحديثِ ابن عمر عن النبي (ص) : «لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ» ؛ فقد قال عنه أبو حاتم (2) : «منكر» ، ومع ذلك صحَّحه ابنُ حِبَّانَ (3) ، وقال عنه البُوصِيرِيُّ (4) : «هذا إسنادٌ صحيح» ؛ أَخْذًا بظاهرِ الإسناد. ومن ذلك: معرفةُ ما يَجْرِي فيه الخلافُ بين المحدِّثين، وتَخْتَلِفُ بسببِهِ أحكامُهُمْ على الأحاديثِ؛ كالتفرُّدِ ونحوِهِ؛ فهناك أحاديثُ أعلَّها أبو حاتمٍ وأبو زُرْعة، وأَخْرَجَهَا الشيخان في صَحِيحَيْهِمَا (5) ، وهناك أحاديثُ اختلَفَ فيها حُكْمُ أبي حاتم وأبي زُرْعة فيها مع حُكْمِ الدارقطنيِّ (6) ، أو غيرِهِ من الأئمَّة النُّقَّاد؛ كيحيى القَطَّانِ (7) ، بل   (1) في كتابه "تعليقة على العلل" (ص156) . (2) في المسألة رقم (726) ، وانظر المسألة رقم (774) . (3) فأخرجه في "صحيحه" (3548) . (4) في "مصباح الزجاجة" (2/64) . (5) كالأحاديث المذكورة في المسائل رقم (124، 217، 673، 803، 916، 921، 1146) ، وغيرها. (6) كما في المسألتين رقم (676 و869) ، وغيرهما. (7) كما في المسألة رقم (606) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 286 اختلَفَ حُكْمُ أبي حاتمٍ أحيانًا مع حُكْمِ أبي زُرْعة (1) ، وربَّما خالَفَ عبدُالرحمنِ بنُ أبي حاتم أباه (2) ، بل رُبَّمَا اختلَفَ قولُ الإمامِ الواحدِ منهم في مسألةٍ واحدةٍ (3) ، وربَّما أَشْكَلَ الأَمْرُ فَتَوَقَّفَ عن الترجيح (4) . ومن ذلك: حَثُّ طُلاَّبِ عِلْمِ الحديثِ على البُعْدِ عن الأقوالِ الشاذَّةِ وما يجري مَجْرَاهَا من الأقوالِ التي يكونُ الاعتمادُ فيها على خَطَأٍ في فَهْمِ عبارةِ إمام، أو الأخذِ بلازمِ قولِهِ، أو مجاراتِهِ في خطئه، أو نحوِ ذلك؛ مِثْلُ تصحيحِ روايةِ ابنِ لَهِيعة إذا كانتْ مِنْ طريقِ العَبَادلةِ - ومَنْ في حُكْمهم - فإعلالُ أبي حاتمٍ وأبي زُرْعة لأحاديثِ ابنِ لَهِيعة ليس فيها تفريقٌ بين العبادلةِ وغيرهم (5) . ومِثْلُ الإعلالِ بالتدليسِ، والتشديدِ في العَنْعَنة؛ بخلافِ ما يَذْهَبُ إليه بعضُ المجتهدين من طَلَبَةِ العِلْمِ الذين أَلْصَقُوا بالأئمَّةِ قَبُولَ عَنْعنةِ المدلِّس مطلقًا (6) ، إلا إذا تبيَّنَ أنه دلَّس تلك الروايةَ. وهذا الكتابُ مليءٌ بالأمثلةِ التي ينبغي لطالبِ عِلْمِ الحديثِ   (1) كما في المسائل رقم (277، 333، 580، 581) ، وغيرها. (2) كما في المسألة رقم (192) ، وانظر المسألة رقم (2710) . (3) كما في المسائل رقم (280، 386، 581، 788، 851، 869) . (4) كما في المسائل رقم (279، 658، 2233) ، وغيرها. (5) كما في المسائل رقم (634، 635، 636، 637، 768، 960، 2755، 2807) . (6) وقد اختلف الأئمة في المدلِّسين؛ فمنهم مَنْ قَبِلُوا عنعنته، ومنهم مَنْ رَدُّوا عنعنته، ومنهم من اختلَفُوا في قبولِ عنعنته وردِّها، وبعضُهُمْ فَصَّلَ فيما يُقْبَلُ ويُرَدُّ منها. انظر تفصيل ذلك في كتاب الحافظ ابن حجر: "تعريف أهل التقديس، بمراتب الموصوفين بالتدليس" المشهور باسم "طبقات المدلِّسين". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 287 تأمُّلُهَا، واستخراجُ الفوائدِ المتعلِّقةِ بهذه المسألةِ منها (1) . ومن ذلك: بيانُ مَنْهَجِ الأئمَّةِ في التشديدِ في أحاديثِ العقائدِ والأحكام (2) ، والتساهُلِ في غيرها كالفَضَائِلِ، والرقائقِ، والأدعية (3) . ومن ذلك: التنبيهُ على أنه ليس كُلُّ متابعةٍ أو شاهدٍ يَرْفَعُ مِنْ درجةِ الحديثِ ويُقَوِّيهِ؛ فَكَمْ مِنَ الأحاديثِ التي لا يَعْتَدُّ فيها أبو حاتمٍ وأبو زُرْعة بمتابعةِ الراوي وإنْ كان غَيْرَ مُتَّهَمٍ، بل ربَّما كان ثقةً أحيانًا؛ لأنهم يَرَوْنَ أنه أخطَأَ (4) !! ومن ذلك: بيانُ أنه ليس كُلُّ اختلافٍ على راوٍ يُعَدُّ قادحًا، بل مِنَ الرواةِ مَنْ هو مُكْثِرٌ مِنَ الروايةِ، فربَّما رَوَى الحديثَ على وجوهٍ كلُّها صحيحةٌ عنه؛ كقتادةَ، فإنَّ مِثْلَ هذا في حديثِهِ كثيرٌ (5) . ومن ذلك: أنهم قد يرجِّحون روايةَ راوٍ مُتَكَلَّمٍ فيه خالَفَ عددًا من الثقات، فزاد هو في الإسنادِ رجلاً نَقَصُوهُ، ولم يَقَعِ التصريحُ في روايتِهِمْ بالسماعِ في مَوْضِعِ الزيادةِ، ويُشِيرُونَ إلى ذلك بقولهم أحيانًا:   (1) انظر المسائل رقم (60، 62، 77، 317، 333، 404، 406، 474، 596، 645، 725، 731، 736، 794، 799، 800، 965، 978، 1006، 1119، 1151، 1183، 1259، 1353، 1377، 1531، 1531/أ، 1561، 1580، 1871، 2119، 2394، 2516، 2579، 2603، 2663) . (2) انظر المسائل رقم (124، 248، 1392/أ) . (3) انظر المسألة رقم (13) . (4) انظر المسائل رقم (40، 44، 128، 205، 548، 670، 718، 1292، 1300) . (5) انظر المسألة رقم (684) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 288 الزيادةُ مِنَ الثقةِ مقبولةٌ (1) . ومن ذلك: بيانُ مَنْهَجِ الأئمَّةِ في الانتخابِ؛ وهو أَخْذُ الغرائبِ، وتَرْكُ المشاهير (2) . ومن ذلك: بيانُ اختصاصِ بعضِ الأئمَّةِ ببعضِ الشيوخِ، وتَقْدِيمِهِمْ فيهم على أئمَّةٍ آخَرِينَ حالَ الخلافِ؛ مثلُ كَوْنِ عبد الله بنِ المبارك ويحيى بنِ سَعِيدٍ القَطَّانِ أعلَمَ بحديثِ شُعْبةَ مِنْ وَكِيعِ بنِ الجَرَّاح (3) . ومن ذلك: أنَّ روايةَ الراوي للحديثِ بِنُزُولٍ قرينةٌ تَدُلُّ على إعلالِ روايةِ مَنْ رواه عنه عاليًا (4) . ومثله: لو كان الحديثُ عندَ الراوي مرفوعًا لم يَحْتَجْ أن يُحَدِّثَ به موقوفًا؛ لأنَّ هذا يَدُلُّ على إعلالِ الروايةِ المرفوعةِ (5) . ومن ذلك: الاستدلالُ بمتابعةِ القَرِينِ لقرينِهِ - وهما مِنْ بلدٍ واحد - على أنَّ شيخهما قد قَدِمَ إلى بلدهما؛ وهذا يُغَلِّبُ جانبَ السَّمَاعِ؛ وهذه الفائدةُ مِنْ أنفسِ الفوائد، وهي مستفادةٌ مِنْ سؤالِ ابن أبي حاتم لأبيه (6) عن سماعِ أبي إسحاقَ السَّبِيعيِّ مِنْ عبد الله بن أبي قتادةَ حين رَوَى عنه، عن ضَمْرَة بنِ عبد الله بْنِ أُنَيس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبي (ص) قَالَ: «لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ» ؛ فاستدَلَّ أبو حاتمٍ   (1) انظر المسائل رقم (333، 361، 488، 571، 920، 1209، 2077، 2659) . (2) انظر المسألة رقم (787) . (3) كما في المسألة رقم (684) . (4) كما في المسألة رقم (309) . (5) كما في المسألة رقم (376) . (6) في المسألة رقم (736) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 289 على سماعِ أبي إسحاق من عبد الله بن أبي قتادة بِكَوْنِ إسماعيلَ بنِ أبي خالد رَوَى هذا الحديثَ أيضًا عن عبد الله بن أبي قتادة؛ فهذا يَدُلُّ على أنَّ ابنَ أبي قتادةَ قَدِمَ الكُوفَةَ التي هي بَلَدُ أبي إسحاقَ وإسماعيلَ بنِ أبي خالد؛ وهذا يَدُلُّ على أنَّ المحدِّثين ينزِّلون المعاصرةَ مع اتِّحَادِ البَلَدِ منزلةَ اللِّقَاء، والله أعلم. ولأَِهَمِّيَّةِ هذا الكتابِ عند الحافظِ محمَّدِ بنِ أحمَدَ بنِ عبد الهادي (ت744هـ) ؛ صنَّف كتابًا طُبِعَ بعنوانِ "تعليقةٌ على العِلَلِ لابن أبي حاتمٍ"؛ ذهَبَ يَشْرَحُ فيه عِلَّةَ الحديثِ الذي يُورِدُهُ ابنُ أبي حاتم؛ بتخريجِهِ مِنْ كتب الحديثِ، ونَقْلِ كلامِ الأئمَّةِ فيه، وفي الرُّوَاةِ، وله أحكامٌ على الأحاديثِ والرُّوَاةِ، مع بعضِ التصويباتِ لبعض الأخطاءِ الواقعةِ في "العِلَلِ" لابن أبي حاتمٍ، وقد استَفَدْنَا مِنْ هذا الكتابِ فوائدَ عديدةً مُثْبَتَةً في مَوَاضِعِهَا (1) . وقد افتتَحَ ابنُ أبي حاتمٍ كتابَهُ هذا بمقدِّمةٍ عن أهميَّةِ عِلْمِ العِلَلِ، ثم ثَنَّى بكتابِ الطهارةِ، ثم الصلاة ... وهكذا؛ مُرَتِّبًا له على أبوابِ الفقه، غير أنه لم يُقَسِّمِ الكتابَ الواحِدَ إلى أبوابٍ، فكتابُ الصلاةِ - مثلاً - استَغْرَقَ في المجلَّد الثاني من (ص36) إلى (ص508) ، دون تبويب. وليس هناك ترتيبٌ بين المسائل، غَيْرَ أنه ربَّما سرَدَ عددًا من   (1) وانظر (ص149) من هذه المقدمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 290 المسائلِ عن شيخٍ واحدٍ كحَمَّاد بن سَلَمة؛ كما صنَعَ في المسائلِ مِنْ رقم (326) إلى رقم (334) . وكثيرًا ما يَسْرُدُ سؤالاتِهِ لأبيه متتاليةً، وكذا سؤالاته لأبي زُرْعة. وربَّما كرَّر المسألةَ الواحدةَ كما سيأتي في التنبيهات (1) . وربَّما كرَّر بعضَ الأبوابِ، مثلُ قولِهِ في المجلَّد الخامس (ص342) : «عِلَلُ أخبارٍ رُوِيَتْ فِي الدعاء» ، فإنَّه كرَّره في المجلَّد السادس (ص333) بالعنوان نفسه. وربَّما فرَّق أبوابَ الموضوعِ الواحد، مثلُ قولِهِ في المجلد الرابع (ص570) : «عِلَلُ أخبارٍ رُوِيَتْ في القرآنِ وتفسيرِ القرآن» ، وفي المجلَّد السادس (ص635) قال: «عِلَلُ أخبارٍ رُوِيَتْ فِي حروفِ القرآن» .   (1) (ص157/ التنبيه الثاني) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 291 ب) ِروَايَاتُ "كِتَابِ الْعِلَلِ" وَقَفْنَا على أربعِ رواياتٍ لكتاب "العلل" عن ابن أبي حاتم، وهي على الإجمال: 1) روايةُ أبي بَكْرٍ محمَّد بْن أَحْمَد بْن الفَضْل بن شَهْرَيَارَ الأَرْدَسْتاني. 2) روايةُ أبي أحمَدَ الحُسَيْنِ بنِ عليِّ بنِ محمَّد بن يحيى التَّمِيمِيِّ النَّيْسَابوريِّ المعروفِ بـ «حُسَيْنَك» . 3) روايةُ أبي الحَسَنِ عليِّ بنِ بُخَار الرازي. 4) روايةُ أبي عبد الله محمَّدِ بنِ إسحاقَ بن مَنْدَهْ. وثَمَّةَ ثلاثُ رواياتٍ روى بَعْضُ الأئمَّة بها بعضَ المسائل، فقد تكونُ رواياتٍ لكتابِ «العِلَلِ» بتمامه، وقد تكونُ لبعضِ مسائله، أو لبعضِ كتبِ ابن أبي حاتم الأخرى التي ورَدَتْ فيها هذه المسائل. وهذه الرواياتُ الثلاثُ هي: 1) روايةُ أبي أحمَدَ الحَسَنِ بنِ عبد اللهِ العَسْكَري. 2) روايةُ أبي الشَّيْخِ عبد الله بن محمَّد بن جعفر بن حَيَّان. 3) روايةُ القاسم بن عَلْقَمَة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 293 وفيما يلي تفصيلُ ما أُجْمِلَ من هذه الروايات: 1) أمَّا روايةُ أبي بَكْرٍ محمَّد بْن أَحْمَد بْن الجزء: 1 ¦ الصفحة: 294 الفَضْل بن شَهْرَيَارَ: فَيَرْوِيها عنه أَبُو طاهرٍ محمَّدُ بنُ أَحْمَد بن أبي عليٍّ عبدِالرَّحِيمِ الأَصْبَهانيُّ، وأبو مسعودٍ الدِّمَشْقيُّ إبراهيمُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْد، وعنهما رواها الخطيبُ البَغْداديُّ في "مُوضِحِ أوهام الجمع والتفريق" (1/269) ، و (2/69 و126 و288 و475) ، و"الكفاية" (2/390 رقم 1171) ، لكنَّ روايتَهُ عن أبي مسعود الدمشقيِّ مِنْ كتابه؛ حيثُ كان يقول: «قرأتُ في كتابِ أبي مسعود إبراهيمَ بنِ محمَّد الدِّمَشْقي» . وهذه الرواية هي التي رُوِيَتْ مِنْ طريقها النسختان (أ) و (ت) : أما النسخة (أ) : فبدايتها هكذا: «حدَّثنا الشيخُ أَبُو طاهرٍ محمَّدُ بنُ أحمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ» ، ولم يُذْكَرِ الراوي عن أبي طاهرٍ ومَنْ دونه، وتاريخُ نَسْخ هذه النُّسْخة سنة (730هـ) ، ووفاةُ أبي طاهر كانتْ سنةَ (445هـ) . وأمَّا النسخةُ (ت) : فجاء الإسنادُ على غِلاَفها هكذا: «كتابُ علل الحديثِ، تأليفُ الإمامِ أبي محمد عبد الرحمن ابن الإمام أبي حاتم محمَّد بن إدريسَ بنِ المُنْذِرِ بنِ داود بن مِهْران الرازي الحافظ، مولى تَمِيمِ ابنِ حَنْظَلة (1) ، الغَطَفاني الحَنْظَلي _ح. روايةُ أبي بَكْر محمَّد بْن أَحْمَد بْن الفَضْل بن شَهْرَيَارَ عنه، رواية أبي طاهرٍ محمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الرَّحِيم عنه، رواية أبي بكر محمد بن عليِّ ابن ِ أبي ذَرٍّ الصَّالْحَاني إجازةً عنه، رواية أبي الفَتْح ناصر بن محمد بن أبي الفَتْح ناصر المعروف بِوِيْرِج الأَصْبَهاني عنه، إجازةً منه لصاحبِهِ إسماعيل بن عبد الله بن عبد المُحْسِن ابن الأَنْمَاطي الأَنْصَاري رفَقَ اللهُ به، ونفَعَهُ بسائره، آمين» . 2) وأما روايةُ أبي أحمَدَ الحُسَيْنِ بنِ عليِّ ابن ِ محمَّد بن يحيى التَّمِيمي النَّيْسَابوري المعروفِ بـ «حُسَيْنَك» : فَيَرْوِيها عنه أبو بَكْر أحمدُ بنُ محمَّد بن أحمد بن غالب البَرْقَاني، وعن البَرْقاني رواها الخطيبُ البغداديُّ في مواضعَ مِنْ "تاريخه"، منها: (8/88-89 و196) ، و (9/67-68) . وهذه الروايةُ هي التي رُوِيَتْ مِنْ طريقها النسخةُ (ف) ، فقد جاء في بدايتها: «أوَّلُ كتاب العِلَل، يَشْتمِلُ عَلَى سبعةَ عَشَرَ جزءًا. الجزءُ الأوَّلُ فِي عللِ أخبارٍ رُوِيَتْ فِي الطهارةِ. أخبرنا أبو أحمد الحُسَيْن بن عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ يحيى التَّمِيمِيُّ قراءة عَلَيْهِ فِي سنةِ تِسْعٍ وستين وثلاثِ مئة؛ قال: أخبرنا أبو محمَّد عبد الرحمن بن أبي حاتم _ح» . ولم يُذْكَرِ الراوي عن الحُسَيْن بن علي ومَنْ دونه، وتاريخُ نَسْخِ هذه النسخةِ سنة (730هـ) ، ووفاةُ الحُسَيْن بن عليٍّ كانت سنة (375هـ) . 3) رواية أبي الحَسَن عليِّ بن بُخَار الرازي، ومِنْ طريقه رواها الدَّارَقُطْني؛ كما صرَّح بذلك في "المؤتلف والمختلف" (4/2230)   (1) انظر تعقُّب ياقوت الحموي لهذا القول في "معجم البلدان" (2/311) ؛ فقد ذكر أنَّ صوابَهُ عنده فيما يظهر: حنظلة بن تميم. وقد تقدَّم نقل كلامه هذا (ص75) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 295 حين قال: «وأما بُخَار: فهو عليُّ بنُ بُخَار الرازي أبو الحَسَن، شيخٌ كتبنا عنه في دَارَقُطْن، حدَّثَنا عن عبد الرحمن بن أبي حاتم بِعِلَلِ الحديثِ وسؤالاتِهِ لأبيه ولأبي زرعة في ذلك» . وروى الخطيبُ البَغْدادي في "تاريخه" (11/355) هذا النَّصَّ عن أبي القاسم الأَزْهَري عن الدَّارَقُطْني. ونقل الدارقطنيُّ في كتاب "السنن" (1/104 و106 و149 و190) عن ابن أبي حاتم المسائلَ رقم (47 و58 و77 و111) ، فلعلَّها من روايته عن عليِّ بنِ بُخَار هذا، والله أعلم. 4) روايةُ أبي عبد الله محمَّدِ بنِ إسحاقَ بنِ مَنْدَهْ، بالإجازةِ عن ابن أبي حاتم. ذكر هذه الروايةَ الحافظُ ابن حجر في "المعجم المُفَهْرِس" (ص158) في الكلامِ على كتاب "العلل" فقال: «قرأتُ على مَرْيَمَ بنتِ الأَذْرَعيّ سَنَدَهُ إليه (1) ، وأجازتني سائرَهُ بروايتها، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي الحَسَن بن الْمُقَيَّر، عن أبي الفضل بن ناصر،   (1) جاءت العبارة في المطبوع هكذا: «قرأته على مريم بنت الأذرعي بسنده إليه» ، والتصويب من المخطوط (ق67/أ) . والمعنى: أنه قرأ على مريم بنت الأذرعي سند كتاب "العلل" فقط إلى ابن أبي حاتم، ولم يقرأ الكتاب، وأجازته برواية باقيه؛ كما هو الحال في كتاب "الأربعين" لمحمد بن أسلم الطوسي؛ فإنه قال في ترجمة مريم هذه في "المَجْمَع المؤسِّس" (2/570) : «قرأت عليها إسناده، ولم أقرأ الكتابَ» . وقال في "المُعْجَمِ المُفَهْرِس" (ص209 رقم 901) : «وقرأتُ سنَدَ "الأربعين" هذه على مريمَ بنتِ الأَذْرَعِيِّ، عن يونس بن أبي إسحاق» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 296 عن أبي القاسم بن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مَنْدَهْ؛ أنبأنا أبي، عن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، إجازةً، به» . ومن طريقِ الحافظ ابن حجر رواه الرُّودَانِيُّ في "صِلَة الخَلَف" (ص303) . وأما الرواياتُ الثلاثُ التي رُوِيَتْ بها بعضُ مسائل الكتاب - والتي يَحْتَمِلُ أنْ تكونَ لكتابِ العِلَل بتمامِهِ، ويَحْتمِلُ أن تكونَ لبعض مسائله، أو لبعضِ كتبِ ابن أبي حاتم الأخرى التي وَرَدَتْ فيها هذه المسائل -: فهي: 1) روايةُ أبي أحمَدَ الحَسَن بن عبد الله بن سَعِيد العَسْكَري للمسألتين رقم (559 و1019) عن ابن أبي حاتم بالإجازة، روى بها في كتابه "تصحيفات المحدِّثين": (1/116-118) ، و (2/628-629) ، و (3/992- 994) . 2) رواية أبي الشَّيْخ عبد الله بن محمد بن جَعْفر بن حَيَّان، ومن طريقِهِ روى أبو نُعَيْم في "الحلية" (9/4) قولَ عبد الرحمن بن مَهْدِيٍّ وابن نُمَيْر في مقدمة "العلل" (1/4) . وتقدَّم في ترجمة ابن أبي حاتم أنه مِنْ شيوخ أبي الشَّيْخِ الذين روى عنهم (1) . 3) روايةُ القاسم بن عَلْقَمة المسألة رقم (1091) ، ومن طريقه روى الخَلِيلي في "الإرشاد" (1/275) .   (1) انظر (ص106) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 297 هذا؛ وقد وَقَفْنا على روايةٍ ذَكَرها الحافظُ ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/39) فقال: «وأُنْبِئْتُ عمَّن سَمِعَ المسلمَ بنَ أحمد النَّصِيبي؛ أنَّ علي بن الحَسَن الفقيه أخبره: أنا أبو القاسم النَّسِيب؛ أنا محمد بن عبد الرحمن الكَنْجَرُوذِيُّ؛ أنا يوسف بن القاسم المَيَّانِجي؛ أنا عبدُالرحمنِ بنُ أبي حاتم ... فذكَرَ الحديثَ بهذا الإسناد، وقال: هَذَا حديثٌ خطأٌ، إِنَّمَا هُوَ موقوفٌ عن عَمَّار، رواه جماعة: الثَّوْري، وشُعْبة، وزهير فَمَنْ دونهم، كلُّهم، موقوفً؛ قولَ عَمَّار (1) ، وليس لرفعه معنًى» . ويُوسُفُ بن القاسم المَيَّانِجِيُّ معروفٌ بالرواية عن ابن أبي حاتم كما تقدَّم في ذكر تلاميذه، وهذا الحديثُ الذي نقَلَ ابنُ حجر عن ابن أبي حاتم عِلَّتَهُ: هو حديثٌ رواه عبد الرزَّاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بنِ زُفَرَ، عَنْ عَمَّار، عن النبي (ص) قال: ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدْ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: الإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ ... الحديثَ، وهو الآتي في المسألة رقم (1931) ، ولم نَرَ هذا النقلَ الذي ذكره الحافظ ابن حجر من "العلل"، ولكنَّه رَأْيٌ لابن أبي حاتم في هذا الحديثِ، ولم يُسْنِدْهُ إلى أبيه وأبي زرعة كما في المسألة رقم (1931) .   (1) كذا، والمراد: موقوفًا؛ مِنْ قولِ عَمَّار. لكنْ حُذِفَتْ ألف تنوين النصب من «موقوف» على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) ، وكذلك حُذِفَ حرف الجر «مِنْ» ، فانتصَبَ مابعده على نزع الخافض. انظر التعليق على المسألة رقم (12) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 298 شجرة روايات كتاب "العلل" عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عبد الرحمن بن أبي حاتم الجزء: 1 ¦ الصفحة: 299 ج) تَرْجَمَةُ رُوَاةِ "كِتَابِ الْعِلَلِ" تقدَّم أنَّ لـ"كِتَابِ العِلَل" - فيما وقفنا عليه - سبعةَ طُرُقٍ عن ابن أبي حاتم، منها ما هو صريحٌ أنه روايةٌ لـ"كِتَابِ العِلَل"، ومنها ما هو غيرُ صريحٍ، ومِنْ هذه الطُّرُقِ طريقان رُوِيَتْ بهما النُّسَخُ الأصليَّة للكتاب، وهي (أ) و (ت) و (ف) : أما الطريقُ الأوَّل: فهو طريقُ النسختَيْنِ (أ) و (ت) ، وهو مِنْ روايةِ أبي طاهر محمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الرحيم الكاتبِ الأَصْبَهاني، عن أبي بَكْرُ محمَّد بْن أَحْمَد بْن الفَضْل بن شَهْرَيَارَ، عن ابن أبي حاتم. ولم يُذْكَرْ في (أ) مَنِ الذي رواه عن أبي طاهر، وأمَّا (ت) : فمِنْ روايةِ صاحبها إسماعيلَ بنِ عبد الله الأَنْمَاطي، عن أبي الفَتْح وِيْرِج ناصرٍ الأَصْبَهانيِّ، عَنْ محمَّد بْنِ عَليّ بْن أبي ذَرٍّ الصَّالْحَاني، عن أبي طاهر. وفيما يلي ترجمةٌ لرجال هذا الإسناد: 1 - أَبُو بَكْرُ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ الفَضْلِ بنِ شَهْرَيَارَ الأَرْدَسْتَاني (1) ، حدَّث عن عبد الرحمن ابن أبي حاتم، وحدَّث عنه أَبُو طاهرٍ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِالرَّحِيمِ الأَصْبَهانيُّ، وأبو مسعودٍ إبراهيمُ بنُ محمدِ بنِ عُبَيْدٍ   (1) بفتح الألف، وسكون الراء، وفتح الدال وسكون السين المهملتين، وفتح المثناة الفوقية، وفي آخرها نون؛ نسبة إلى أَرْدَسْتَان، وهي بُلَيْدةٌ قريبةٌ من أصبهان، وضبطها بعضهم بكسر الدال. انظر "الأنساب" للسمعاني (1/108) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 301 الدِّمَشْقيُّ، وأبو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانيُّ، وغيرهم. وهو مِنْ بيتِ علمٍ وفضل، فعمُّه عليُّ بنُ الفضل التاجرُ المعدّل الأَرْدَسْتاني من أهل العلم، وكذا أخوه أبو عبد الله عُبَيْدالله بن أحمد ابن الفَضْل بن شَهْرَيَارَ الأَرْدَسْتاني التاجر، وابنا أخيه هذا: أبو القاسمِ الفضلُ وعبدُالواحد ابنا عُبَيْدالله بن أحمد، والحافظُ الفقيه أبو الحَسَن محمد بن عبد الواحد بن عُبَيْدالله الأَرْدَسْتاني الأصبهاني ابن ابن أخيه، ومصنِّف كتاب "الدلائل السَّمْعية، على المسائل الشرعية". تُوُفِّيَ سنة سَبْعٍ وثمانين وثلاثِ مئة (1) . 2 - أَبُو طاهر محمَّد بْن أَحْمَد بن عبد الرَّحِيم الكاتب الأَصْبَهاني؛ روى عن محمَّد بْن أَحْمَد بْن الفضل، وأبي الشيخ عبد الله بن محمد بن حَيَّان، وروى عن الحافظِ أبي الحَسَن عليِّ بن عمر الدارقطني كتابَ "السنن". روى عنه أبو بَكْر مُحَمَّدِ بْنِ عليِّ بْن أَبِي ذَرٍّ الصَّالْحَاني الأصبهاني، وأبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مَنْدَهْ، وإسماعيل بن الفَضْل بن الإِخْشِيد السَّرَّاج؛ وحدَّثوا عنه بـ"السنن" للحافظ الدارقطني. قال ابن نُقْطة: «لم يحدِّثْ في وقتِهِ أوثَقُ منه، وأكثَرُ حديثًا،   (1) انظر ترجمته في "تاريخ أصبهان" لأبي نعيم الأصبهاني (2/297-298) ، و"الموضح"للخطيب البغدادي (2/69 و126) ، و"تكملة الإكمال" لابن نقطة (4/501) ، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (حوادث 351 - 380 ص 661) ، و"كشف الظنون" لحاجي خليفة (1/760) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 302 صاحبُ الكتبِ والأصولِ الصحاح _ح، وهو آخِرُ مَنْ حدَّث عن أبي الشيخ، والقَبَّابِ - فيما أعلم - بِأَصْبَهان» . وذكر ابن نُقْطة عن عبد العزيز النَّخْشَبي أنه قال: «ولد أبو طاهر في سنة ثلاثٍ وسِتِّينَ وثلاثِ مئة، وكان أوَّلُ سماعه مِنْ أبي الشيخ الأنصاريِّ في سنة ثمان وستين وثلاث مئة» . وذكر ابن نُقْطة أنَّ وفاته يوم الجمعة، الحادِيَ عَشَرَ من شهرِ ربيعٍ الآخِرِ؛ سنةَ خمسٍ وأربعين وأربع مئة (1) . 3 - أبو بكر مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ بْن أَبِي ذَرٍّ الصَّالْحَاني الأَصْبَهاني؛ حدَّث عن أبي طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الرحيم بـ"سنن الدارقطني" بالإجازة، وله فيها شيءٌ يَسِيرٌ مسموع، وحدَّث عنه بغيرها من الأجزاءِ والعوالي، وهو آخِرُ مَنْ حدَّث عنه، وبه خُتِمَ حديثُ أبي الشيخ، حدَّث عنه جماعةٌ بِأصْبَهان؛ منهم أبو مسلم بن الإِخْوة، وزاهر ابن أحمد الثقفي، وغيرهما، توفِّي صباحَ يومِ الأحد، ثالثَ جُمَادَى الآخرة، سنةَ ثلاثين وخمس مئة (2) . 4 - أبو الفتح ناصرُ بنُ محمد بن أبي الفتح الأَصْبَهاني المقرئ القَطَّان، المعروف بالوِيْرِج - ويقال: الوِيْرِي (3) - صدوقٌ ومُكْثِر،   (1) انظر ترجمته في "تاريخ دمشق" لابن عساكر (5/159) ، و"التقييد" لابن نقطة (ص52) ، و"ذيل التقييد" للفاسي (2/292) . (2) انظر ترجمته في "تكملة الإكمال" (2/645) ، و"التقييد" (ص92) ، كلاهما لابن نقطة. (3) بكسر الواو، والمثنَّاة التحتيَّة، والراء المهملة؛ نسبة إلى قرية من قرى أصبهان. انظر "الأنساب" (4/497) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 303 سَمِعَ من إسماعيل بن الإِخْشِيد السَّرَّاج "سنن الدارقطني"، بسماعه من أبي طاهرٍ محمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الرحيم، بسماعه من الدارقطني، وسمع أيضًا من أبي الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي الأَصْبَهاني، وابن أبي ذَرٍّ، وغيرهما، وعنه أبو الجَنَاب الْخَيْوَقِيُّ، وأبو رَشِيد الغَزَّال، وأكثَرَ عنه الحافظُ أبو الحَجَّاج يوسف بن خَلِيل الدمشقي، وآخرون، وتوفِّي في ذي الحِجَّة سنةَ ثلاثٍ وتِسْعين وخمس مئة (1) . 5 - الحافظ تَقِيُّ الدِّين أبو طاهر إسماعيل ابن عبد الله بن عبد المُحْسِن الأنصاريُّ المِصْريُّ الأَنْمَاطي، سمع القاضي محمد بن عبد الرحمن الحَضْرَمي، وأبا القاسمِ البُوصِيرِيّ، وأبا طاهر الخُشُوعي، وغيرَهم، حدَّث عنه أبو بكرٍ عبد الله بن عمر بن علي بن الخَضِر القُرَشِيّ بـ"جزء حنبل بن إسحاق" (2) ، وحدَّث عنه أيضًا الحافظان ابن نُقْطة، والمُنْذِري. وُلِدَ في نحو سنة سبعين وخمس مئة، وكتَبَ بخطه المليحِ الرشيقِ ما لا يوصفُ كَثْرة، اشتغَلَ من صِباه وتفقَّه، وقرأ الأدب، وقَدِمَ دِمَشْقَ سنةَ ثلاثٍ وتِسْعين وخمس مئة، ثم حَجَّ سنةَ إحدى وسِتِّ مئة، فذهَبَ إلى بغداد، وكانتْ له عنايةٌ وافرة، وحِرْصٌ تامٌّ وجِدٌّ واجتهاد، مع معرفةٍ كاملة، وحِفْظٍ وحِذْقٍ ونقدٍ وفصاحة،   (1) انظر ترجمته في "ذيل التقييد" (2/292 و320) ، و"سير أعلام النبلاء" (21/306) ، و"العبر" (4/282) ، و"شذرات الذهب" (4/315) ، و"النجوم الزاهرة" (6/143) . (2) "جزء حنبل" (ص 154) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 304 وسرعةِ قَلَمٍ، واقتدارٍ على النظم والنثر، وهو أولُ من سَنَّ كتابةَ إجازةِ الشيخِ عَقِبَ كتابةِ السماع (1) ، وتوفِّي سنة تِسْعَ عَشْرَةَ وسِتِّ مئة (2) . وللخطيبِ البغداديِّ روايةٌ بالوِجَادة عن كتابِ أبي مسعود الدِّمَشْقي، عن ابن شَهْرَيَارَ كما تقدَّم، وأبو مسعود هو: 6 - إبراهيمُ بنُ محمَّد بْنِ عُبَيْد أبو مسعودٍ الدِّمَشْقيُّ الحافظُ الجَوَّال، مصنِّفُ كتابِ "أطراف الصحيحين"، وأحَدُ مَنْ برَّز في هذا العلمِ، سافَرَ الكثيرَ، وجابَ البلادَ في طلب العلم، فَسمِعَ ببغدادَ من أصحابِ أبي شُعَيْب الحَرَّاني، ومحمد بن يحيى المَرْوَزي، ويوسفَ ابنِ يعقوبَ القاضي، وجَعْفَرٍ الفِرْيَابي، وبالكوفةِ مِنْ أصحاب أبي جعفر المُطَيَّن، وأبي الحُصَيْن الوادعي، وبالبصرةِ مِنْ أصحاب أبي خليفةَ الجُمَحِيِّ، وبواسطَ من أبي محمَّد ابن السَّقَّا، وبالأَهْوَازِ من أحمد بن عَبْدان الشِّيرَازي، وأقرانِهِ، وبأَصْبَهَان من أبي بكر بن المُقْرِئ، ونحوه، وبخراسانَ مِنْ أصحاب الحسن بن سُفْيَان، وأبي بكر بن خُزَيْمة، ومحمد بن إسحاق السَّرَّاج، وأمثالهم. قال الخطيبُ البغدادي: «كان صدوقًا ديِّنًا وَرِعًا فَهِمًا» . وكان له عنايةٌ بصحيحَيِ البخاريِّ ومسلم، وكان الدارقطنيُّ يذاكره   (1) انظر "النكت" للزركشي (3/498) ، و"الشذا الفياح" للأبناسي (1/293) ، و"فتح المغيث" للسخاوي (2/53) ، و"تدريب الرواي" للسيوطي (2/25) . (2) انظر ترجمته في " تكملة الإكمال" (4/396) ، و" سير أعلام النبلاء" (22/173) ، و" تذكرة الحفاظ" (4/1403) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 305 فيهما أحيانًا؛ فقد ذكَرَ الزَّرْكَشِيُّ (1) ما انتُقِدَ من الأحاديث على الصحيحَيْنِ، فقال: «وأكثَرُ استدراكِ الدارقطنيِّ يرجع إلى المسانيد، مِنْ غيرِ ترجيحِ المتون، وقد أجاب عن بعضه أبو مسعودٍ إبراهيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عُبَيْدٍ الدمشقيُّ. قال الدراقطني: اجتمعْتُ بأبي مسعود، فتذاكَرْنَا معه الصحيحَيْنِ، ومشينا معه، ثم فَتَحْنَا عليه جوابَ غرائبَ ... » . توفِّي أبو مسعود سنةَ إحدَى وأربعِ مئة ببغداد، وقلَّما رَوَى؛ لأنه ماتَ كَهْلاً، فلم يَنْتشِرْ حديثه (2) . وأما الطريقُ الثاني: فهو طريقُ النُّسْخة (ف) ، وهو من رواية أبي أحمد الحُسَيْن بن علي التَّمِيمي، عن ابن أبي حاتم. ولم يذكر الناسخُ سنَدَ النسخةِ إلى التَّمِيمِيِّ كما تقدَّم، لكنَّ الخطيبَ البغداديَّ يروي هذا الطريقَ عن شيخه أبي بَكْرٍ البَرْقاني، عن التميمي، وفيما يلي ترجمةٌ لرجالِ هذا الإسناد: 7 - الحافظ أبو أحمَدَ الحُسَيْن بن عليِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عبد الرحمن بن الفضلِ بنِ عبد الله التَّمِيمِيُّ المعروفُ بحُسَيْنَك، وبها اشتهر، ويُعْرَفُ أيضًا بابن مُنَيْنَة؛ نسبةً إلى جَدَّته مُنَيْنَةَ بنتِ رجاء بن   (1) في "النكت" (1/287) . (2) انظر ترجمته في "تاريخ بغداد" (6/172) ، و"تاريخ دمشق" (7/199) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/1068-1069) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 306 معاذ، كان جارًا لأبي بكر بن خُزَيْمة بنيسابور، وحدَّث عنه، وتربَّى في حِجْره، وبه تخرَّج، وحدَّث أيضًا عن محمَّد بن إسحاق السَّرَّاج، وأبي القاسم البَغَوي، وغيرهم. روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وأبو بَكْر البَرْقَاني، وأحمد بن محمد المؤدِّبُ المعروفُ بالزَّعْفَرَاني، وغيرهم. كان ابنُ خُزَيْمة يُعِزُّهُ ويقدِّمه على أولاده، ويَبْعَثُهُ إذا تخلَّف عن مَجْلِسِ السلطان لينوبَ عنه، وكان عمره عند وفاةِ ابنِ خُزَيْمة ثلاثًا وعشرين سنة. قال البَرْقَاني: كان حُسَيْنَك ثقةً جليلاً حُجَّةً، وقال الخطيب: كان ثقةً حُجَّة، وقال الحاكم: صَحِبْتُهُ حضرًا وسفرًا فما رأيتُهُ ترَكَ قيام الليل مِنْ نحو ثلاثين سنة، وكان يقرَأُ كلَّ ليلة سُبُعًا، وكانتْ صَدَقاتُهُ دَارَّةً سِرًّا وعلانية، أخرَجَ مرةً عَشَرة من الغزاة بآلتهم بَدَلاً عن نفسه، ورابَطَ غيرَ مَرَّة، وأولُ سماعه في سنة خمسٍ وثلاثِ مئة. توفِّي في ربيعٍ الآخِرِ سنةَ خمسٍ وسبعين وثلاث مئة، وكان مولده سنةَ ثمانٍ وثمانين ومئتين. وأخوه أبو الفَضْلِ عبد الرحمن بن علي النَّيْسَابوري من أهل العلم؛ حدَّث عن ابن خُزَيْمة وغيره، وحدَّث عنه الحاكمُ وغيره، وكانتْ وفاته سنةَ سِتِّينَ وثلاث مئة. ولِحُسَيْنَك ابنٌ من أهلِ العلم أيضًا كثيرُ الرواية، اسمه: إسماعيلُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 307 ابنُ الحسين بن علي، أبو المظفَّر الْمِنْكَاني (1) ، ولد سنة سبعٍ وخمسين وثلاث مئة في شَعْبان، وروى الكثيرَ عن والده (2) . 8- الإمام الفقيهُ الحافظُ الثَّبْتُ، شيخُ الفقهاء والمحدِّثين؛ أبو بكر أحمدُ بنُ محمَّد ابن أحمد بن غالب الخُوَارَزْمِيُّ، البَرْقاني، الشافعيُّ، صاحبُ التصانيف. وُلِدَ آخِرَ سنةِ سِتٍّ وثلاثين وثلاثِ مئة، وسَمِعَ في سنةِ خمسين وثلاث مئة بِخُوَارَزْمَ من أبي العباس بن حَمْدان الحِيْرِيِّ النَّيْسَابوري؛ حدَّثه عن محمد بن الضُّرَيْس والكبار، وحدَّث عن الإمام أبي بكر الإسماعيلي، وأبي أحمد ابن الغِطْرِيف، وأبي عليِّ بنِ الصَّوَّاف، وأبي بَكْر القَطِيعي، وأبي أحمد الحاكم، والحافظ عبد الغَنِيِّ بن سعيد، وخلقٍ كثير. حدَّث عنه أبو بكر البَيْهَقي، وأبو بكر الخَطِيب، والفقيه أبو إسحاق الشِّيرَازي، وعددٌ كثير. واستوطَنَ بغدادَ دَهْرًا. قال الخطيب: «كان ثِقَةً، وَرِعًا، مُتْقِنًا، متثبِّتًا، فَهِمًا، لم يُرَ في شيوخنا أثبتُ منه، حافظًا للقُرْآن، عارفًا بالفقه، له حَظٌّ من علم   (1) لعلَّه نسب إلى: «صَرْمِنْكان» ، وهي من قرى تِرْمِذ. انظر "معجم البلدان" (3/402) . (2) انظر ترجمة الحافظ أبي أحمد التميمي في "تاريخ بغداد" (8/74) ، و"المنتخب من السياق" (ص137) ، و"تذكرة الحفاظ" (3/968) ، و"توضيح المشتبه" (8/36) ، و"اللباب" (1/222) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 308 العربية، كثيرَ الحديث، حَسَنَ الفَهْم له والبصيرةِ فيه ... » ، وذكَرَ كلامًا طويلاً في مدحه والثناءِ عليه وذِكْرِ شيءٍ من أخباره. وقال أبو القاسم الأَزْهَري: «البَرْقاني إمامٌ، إذا مات ذَهَبَ هذا الشأن» . وقال أبو الوليد الباجي: «البَرْقاني ثقةٌ حافظ» . وذكره أبو إسحاقَ الشِّيرَازي في "طبقاتِ الفقهاء"، فقال: «تفقَّه في حداثته، وصنَّف في الفقه، ثم اشتغَلَ بعلمِ الحديثِ، فصار فيه إمامًا» . توفِّي ببغدادَ يومَ الأَرْبِعاء، أولَ يومٍ من رَجَب، سنةَ خمسٍ وعشرين وأربعِ مئة، ودُفِنَ من الغد يومَ الخميس، وصُلِّيَ عليه في جامعِ المنصور (1) . وأما بقيَّةُ رواياتِ الكتابِ التي لم ترد بها النُّسَخُ التي وقفنا عليها، فهي: رواية علي بن بُخَار، ومحمد بن إسحاق بن مَنْدَهْ، وأبي أحمد العَسْكَري، وأبي الشَّيْخِ الأَصْبَهاني، والقاسم بن عَلْقمة، لكنَّ روايةَ العَسْكري وأبي الشيخ والقاسم ليستْ صريحةً في أنها روايات للكتاب كاملاً؛ كما سبق بيانه. وفيما يلي ترجمةٌ لهؤلاء الرواة: 9 - عَلِيُّ بن بُخَار، أبو الحَسَن الرازي، حدَّث عن عبد الرحمن   (1) انظر ترجمته في "طبقات الفقهاء" لأبي إسحاق الشيرازي (ص134) ، و"تاريخ بغداد" (4/373-375) ، و"سير أعلام النبلاء" (17/464-467) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 309 بن أبي حاتم بِعِلَلِ الحديثِ وسؤالاتِهِ لأبيه وأبي زُرْعة في ذلك، وحدَّث عن أبي العَبَّاس أحمد بن جعفر الجَمَّال الرازي، حدَّث عنه الدارقطني (1) . 10 - محمَّد بن إسحاق بن محمد بن يحيى ابن مَنْدَهْ، أبو عبد الله العَبْدِيُّ الأَصْبَهاني، الحافظُ الجَوَّال، صاحبُ التصانيف، كان من أئمةِ الحديثِ وثقاتهم، مولده في سنةِ عَشْرٍ وثلاثِ مئة، أو السنةِ التي بعدها، وسَمِعَ سنةَ ثمانِ عَشْرَةَ، رَوَى بالإجازةِ عن ابنِ أبي حاتم، ورحَلَ سنةَ ثلاثين إلى نَيْسَابور، فأدرَكَ أبا حامد بن بِلاَل، ومحمد بن الحُسَيْن القَطَّان، وكتَبَ عن الأَصَمِّ نحوًا من ألفِ جزء، ثم رحَلَ إلى بغداد، فلقي ابنَ البَخْتَرِيِّ، والصَّفَّارَ، ولقي بدمشق وغيرها خَيْثَمةَ بن سليمان، ولقي بمكة أبا سعيدِ بنَ الأَعْرَابي، وبمصر أبا الطاهر المَدِينِيَّ، وببخارَى ومَرْوٍ وبَلْخٍ جماعةً، وطوَّف الأقاليم، وكتَبَ بيده عدةَ أحمال، وبقي في الرحلة نحوًا من أربعين سنة، ثم عاد إلى وطنه شيخًا، فتزوَّج ورُزِقَ الأولاد، وحدَّث بالكثير، وكان مِنْ دعاة السُّنَّة، وحُفَّاظ الأثر. قال هو عن نفسه: كتبتُ عن ألفِ شيخٍ وسبعِ مئةِ شيخ. وقال أيضًا: كتبتُ عن خَيْثَمةَ بأَطْرَابُلُسَ ألفَ جزء. وقال البَاطِرْقَاني: حدَّثنا ابنُ مَنْدَهْ إمامُ الأئمَّة في الحديثِ لقَّاه اللهُ رِضْوانَهُ،   (1) انظر ترجمته في "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (4/2230) ، و"تاريخ بغداد" للخطيب (11/355) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (7/357) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (9/34) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 310 وأسكنه جِنَانَهُ. وقال أبو إسحاق إبراهيم بن محمَّد بن حَمْزة الحافظ: ما رأيتُ مِثْلَ أبي عبد الله بن مَنْدَهْ. وقال جعفر المستغفري: ما رأيتُ أحفَظَ مِنِ ابن مَنْدَهْ! وبيتُ بني مَنْدَهْ بيتُ علم منذ القِدَمِ، وقد صنَّف فيهم الحافظُ الذهبي مُصَنَّفًا ذكره في ترجمة أبي عبد الله بن مَنْدَهْ هذا من "تذكرة الحفاظ" (1) ، فقال: «واستوفَيْنَا ذِكْرَ أبي عبد الله في كتاب آل مَنْدَهْ، ولقد كنتُ أَتَحَسَّرُ على لُقِيِّ العلامةِ نجمِ الدين أبي عبد الله بن حَمْدان في سنةِ أربعٍ وتسعين (2) لأَِجْلِ عُلُوِّ حديثِ ابن مَنْدَهْ عنده، ولم يقعْ لي بالاتصال» . وقال أبو عليٍّ النَّيْسَابوري الحافظ: «بنو مَنْدَهْ أعلامُ الحفَّاظ في الدنيا قديمًا وحديثًا» ، ثم قال: «أَلاَ تَرَوْنَ إلى قريحةِ أبي عبد الله؟!» ، وما يشبه هذا الكلامَ. وقال أيضًا: «أبو عبد الله مِنْ بيتِ الحديث والحفظ» ، وأحسَنَ الثناءَ على سَلَفِهِ وعليه، رحمهم الله. وكانتْ وفاتُهُ ليلةَ الجمعةِ سَلْخَ ذي القَعْدة سنةَ خَمْسٍ وتسعين وثلاثِ مئة. وكان بينه وبين أبي نُعَيْمٍ الأصبهانيِّ وَحْشَةٌ، فأقذَعَ أبو نُعَيْمٍ في جَرْحه، ونال منه، واتهمه، فلم يُلْتَفَتْ إليه؛ لِمَا بينهما من العظائم، ونال ابن مَنْدَهْ من أبي نُعَيْمٍ وأسرَفَ أيضًا، نسألُ اللهَ   (1) (3/1035) . (2) يعني: وسِتِّ مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 311 العفو والعافية (1) . 11 - الحسَنُ بن عبد الله بن سَعِيد بن الحُسَيْن، أبو أحمد العَسْكَري الأَدِيب، سَمِعَ أبا القاسمِ البَغَوِيَّ، وأبا بكرِ بنَ أبي داود السِّجِسْتَاني، وأكثَرَ عنهما، وبالَغَ في الكتابة، وبقي حتى علا به السِّنُّ، واشتهرَ في الآفاقِ بالدراية والإتقان، وانتهَتْ إليه رياسةُ التحديث، والإملاءِ للآداب، والتدريسِ بقُطْرِ «خُوزِسْتَان» ، ورحَلَ الأَجِلاَّءُ إليه؛ للأخذِ عنه، والقراءةِ عليه، وكان يملي بعدَّةِ مُدُنٍ، توفِّي في صفر، سنةَ ثلاثٍ وثمانين وثلاث مئة (2) . 12 - أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر ابن حَيَّانَ الأَصْبَهاني، المعروفُ بأبي الشيخ، حافظٌ كبيرٌ ثقةٌ، له تصانيفُ كثيرةٌ، وُلِدَ سنةَ أربعٍ وسبعين ومئتين، وسَمِعَ في سنةِ أربعٍ وثمانين، وكتب العالي والنازل، ولَقِيَ الكبار، سَمِعَ مِنْ جَدِّهِ لأمِّه الزاهد محمود بن الفَرَجِ، وأبي يعلى المَوْصِلي، وعبد الرحمن بن أبي حاتم، وأبي بكر بن أبي عاصم، وخلقٍ كثيرٍ، حدَّث عنه أبو بكرِ بنُ مَرْدُوْيَهْ، وأبو سَعْدٍ المَالِينِيُّ، وأكثَرَ الرواية عنه أبو نُعَيْمٍ الحافظُ، وآخِرُ مَنْ روى عنه   (1) انظر ترجمته في "تاريخ دمشق" (52/29-34) ، و"التقييد" (1/39-41) ، و"تكملة الإكمال" (1/304) و (3/277) ، كلاهما لابن نقطة، و"تذكرة الحفاظ" للذهبي (3/859 و1031-1036) و (4/1251) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/558) و (5/238) . (2) انظر ترجمته في "تاريخ أصبهان" (1/323) ، و"معجم الأدباء" (2/549) ، و"المقتنى" للذهبي (ص136) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 312 أَبُو طاهر مُحَمَّد بْن أَحْمَد ابن عبد الرَّحِيمِ الكاتب بأصبهان، مات في سنة تسع وستين وثلاث مئة (1) . 13 - أبو سعيدٍ القاسمُ بنُ عَلْقمة الشُّرُوطي الأَبْهَري، لَقِيَ بالرَّيِّ ابنَ أبي حاتم، وأحمَدَ ابنَ خالد الحَرُوري، ومَنْ بعدهما، وبأَبْهَرَ الحسَنَ بنَ عليٍّ الطُّوسِيَّ وغيره، وكان قيِّمًا فيما يرويه، وله في الفقه والشروطِ مَحَلٌّ كبيرٌ. مات سنةَ ثمانٍ وثمانين وثلاثِ مئة (2) .   (1) انظر ترجمته في " تذكرة الحفاظ" (3/45) ، و"اللباب في تهذيب الأنساب" (1/404) ، و"طبقات الحفاظ" (ص382) . (2) انظر ترجمته في " الإرشاد" للخليلي (2/775) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 313 د) وَصْفُ النُّسَخِ الخَطِّيَّةِ المُعْتَمَدَةِ ظَفِرْنَا لهذا الكتابِ بخَمْسِ نُسَخٍ خَطِّيَّةٍ؛ هي: الأُولى: نُسْخَةُ مكتبة طوبقبو بإستانبول (أحمد الثالث) ، وَرَمَزْنَا لها بالرمز: (أ) . الثانية: نُسْخَةُ مكتبة فَيْض الله أَفَنْدِي بإستانبول، ورمزنا لها بالرمز: (ف) . الثالثة: نسخة مكتبة أحمد تَيْمُور باشا بمصر، ورمزنا لها بالرمز: (ت) . الرابعة: نسخة مكتبة تشِسْتَرْبِتِي بإيرلندا، ورمزنا لها بالرمز: (ش) . الخامسة: نسخة دار الكتب المصرية، ورمزنا لها بالرمز: (ك) . وأفضلُ هذه النسخ النسختان الأُولَيَانِ: (أ) و (ف) ، ولكنْ سقَطَ من (ف) بعضُ الأوراق، ولا تخلو نسخةٌ من نُسَخِ كتابنا هذا من وجودِ بعضِ الأخطاء والأسقاط؛ ولذا لم نَتَّخِذْ نسخةً منها أصلاً مُطلَقًا، وإنما أخرَجْنَا النَّصَّ الأَصَحَّ والأَكْمَلَ من مجموعِ النُّسَخِ على حَسَبِ الاجتهاد، لكنِ اعتمدنا النسخةَ (أ) في إثباتِ إسنادِ الكتاب، ونهاياتِ الأجزاء، وبداياتها؛ لأنها أكملُ النسخ في هذا، ووضعنا ما في بقيَّة النسخ من ذلك في حاشية الكتاب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 315 وفيما يلي وصفٌ تفصيليٌّ لهذه النسخ: النُّسْخة الأُولَى: نسخةُ مكتبة طوبقبو بإستانبول (أحمد الثالث رقم531) ، وهي التي رمزنا لها بالرمز: (أ) . وهي نسخةٌ كاملةٌ ومقابَلَةٌ، وتقع في (278) ورقة، في كل ورقة صفحتان، وفي الصفحة (25) سطرًا، مُسَطَّرتها (18. 5×26) ، نُسِخَتْ بخطٍّ نَسْخِيٍّ جيِّد بتاريخ: سابعَ عشَرَ شَهْرِ ربيعٍ الأوَّل من شهور سنة ثلاثين وسبع مئة (730هـ) ، بخط محمد بن أحمد بن علي الخَطِيب بقرية العَبَّادِيَّة (1) من عمل المَرْجِ الشَّامِيِّ بِدِمَشْق. وهذا الناسخُ هو الناسخُ للنُّسْخة (ف) الآتية، وهو الناسخ أيضًا للنسخةِ التي اعتمدَهَا الشيخُ حَبِيبُ الرحمنِ الأعظمي _ح في تحقيق "سنن سعيد بن منصور" (2) ، وطريقتُهُ في الكتابة تَدُلُّ على خِبْرته بالنَّسْخِ، والظاهرُ أنه مِنْ أهلِ العلم، وكان يَنْسَخُ لنفسه كما نَصَّ على ذلك صراحةً في النسخة (ف) كما سيأتي (3) . وقد كُتِبَ على صفحةِ العنوان ما نصُّه: «كتابُ العِلَلِ، تأليفُ الحافظِ أبي محمَّدٍ عبدِالرحمنِ بْنِ أبي حاتمٍ محمَّدِ بنِ إدريسَ الحَنْظَلِيِّ الرازيِّ» ، ثم في أعلى الصفحةِ إلى جهةِ اليسار عبارة: «فرغه محمَّد   (1) انظر "تاريخ دمشق" لابن عساكر (14/430) ، و (37/38) ، و (49/327) ، و (57/172) ، و"معجم البلدان" (4/75) . (2) انظر "سنن سعيد بن منصور" بتحقيق الأعظمي (2/401) . (3) في وصف النسخة (ف) (ص144) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 316 بن العَطَّار مُطالَعَةً وانتِقاءً، وصلَّى اللهُ عَلَى محمَّد وآلِهِ» . ومحمَّدُ بنُ العَطَّارِ هذا يظهَرُ مِنْ صنيعِهِ أنه لخَّصَ "كتابَ العلل" هذا، وانتقَى منه ما يريد؛ كما يَظْهَرُ من عبارتِهِ السابقة، ومِنْ تعليقاتِهِ على الكتاب؛ فإنَّه - فيما يبدو - هو صاحبُ التعليقاتِ والتصويباتِ والتخريجاتِ الموجودةِ على هذه النسخة، وكتَبَ في آخِرِ الجُزْءِ الأوَّلِ ما نصُّه: «انتَقَيْتُهُ، والحَمْدُ للهِ على نعمه» (1) ، لكنْ يؤخذُ عليه جُرْأَتُهُ على التصويبِ والتصرُّفِ في أصلِ الكتاب (2) ، حتى إنه قد يَلْتَبِسُ على مَنْ لا يَتَنَبَّهُ لصنيعه هذا، فَيَظُنُّ هذه التصويباتِ من الناسخ في المقابلة. وفي الصفحةِ الأُولى أثبَتَ محمَّد بن العَطَّار - فيما يبدو - فِهْرِسًا للكتابِ تحت العنوان، فقال: «فِهْرِسْتُهُ: الطهارة، الصلاة، باب الوِتْر، الأَذَان، الاستسقاء، السَّهْو، سُجُودُ القرآن، الجُمُعة، الزكاة، الصَّوْم، الحَجّ، الغَزْوُ والسِّيَر، الجنائز، البُيُوع، النِّكَاح، الطلاق، الأَيْمَان، النُّذُور، الحُدُود، الدِّيَات، الأحكام، الأَقْضِية، الشُّفْعة، اللِّبَاس، الأَطْعِمة، الأَشْرِبة، الذبائح، الأَضَاحِيّ، الصَّيْد، العَقِيقة، الفرائض، ما يتعلَّق بالقرآنِ وتَفْسِيرِهِ، الزُّهْد، الإِيمَان، ثوابُ   (1) يوجد في نهاية النسخة أيضًا تعليقٌ بخطٍّ يشبه خَطَّ ابن العَطَّار هذا، ونصه: «طالعه وعلَّق منه: الفقير إسماعيل ابن ... عفا الله عنه» ، فلا يبعد أن يكون هو صاحب التعليقات، وإن كنا نرجِّح أنه ابن العطار؛ لأنه صرَّح على صفحة الغِلاَف بأنه انتقى من الكتاب. (2) انظر التنبيه الثامن (ص159) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 317 الأعمالِ، الدعاء، البِرُّ، الصِّلَة، العَرْض، الحِسَاب، الآداب، الطِّبّ، المجازاةُ على المعروفِ، الفضائلُ، دلائلُ النُّبُوَّة، الأمراءُ، الفِتَن، العِتْق، الْمُدَبَّر، أُمُّ الولد، القَدَرُ، صِفَةُ الجنة والنار، الهِبَاتُ، العِلْم، حُرُوفُ القرآن، الإجارات، النُّذُور» . ويُلاحظُ على هذه الفَهْرَسَةِ: تغييرُ أسماءِ بعضِ الأبواب، وَنَقْصُ أبوابٍ أخرى. أمَّا الذي تغيَّر اسمُهُ من الأبوابِ: فبابُ «الدعاء» ، فقد جعله الْمُفَهْرِسُ بعنوان: «المجازاةُ على المعروف» ، وموضعُهُ بعد الطِّبِّ وقبل الفضائل، وبابُ «الدُّعَاء» جاء في الأصل في هذا الموضعِ نفسِهِ، وفي موضعٍ آخَرَ قبله - كما في الفِهْرِس -: بعد ثوابِ الأعمال، وقبل البِرِّ والصِّلَة، فالْمُفَهْرِسُ نظَرَ - فيما يبدو - إلى تقدُّمِ بابِ الدعاء، وإلى موضوعِ بعضِ الأحاديثِ الواردةِ في هذا الموضع، فوجدَهَا تتعلَّقُ بالدعاءِ لِمَنْ أُسْدِيَ إليه معروفٌ، فاجتهَدَ في وَضْعِ هذا العنوانِ الذي يلائمُ بعضَ ما في الباب مِنْ أحاديثَ؛ كحديثِ جابر، عن النبي (ص) أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَلْيَجْزِ بِهِ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فلْيُثْنِ عليه ... » ، وحديثِ أسامةَ بنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : «مَنْ أُولِيَ مَعْرُوفًا فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ» . وأمَّا الأبوابُ الناقصة: فأربعةٌ، وهي: العِدَدُ، وفَضْلُ الدُّورِ [وفي بعض النسخ: الكُور] والأمصارِ، والعُمْرَى، والخَرَاج. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 318 وفي أسفلِ صفحة العنوان كُتِبَ مانصُّه: «فائدة: حَكَى الحافظُ أبو بكر الخطيبُ في ترجمة عليِّ بنِ [بُخَار] عن الدَّارَقُطْني أنه قال: هو شيخٌ كَتَبْنَا [عنه] بدارِ القُطْن، حَدَّثَنَا عن ابنِ أبي حاتم بِعِلَلِ الحديثِ، وسؤالاتِهِ لأبيه وأبي زُرْعة في ذلك» . وهذا النَّصُّ رواه الخطيبُ البَغْدادي في "تاريخ بغداد" (1) ، بسنده إلى الدَّارَقُطْنِيِّ، وهو في كتابِ "المُؤْتَلِفِ والمُخْتَلِفِ" (2) للدَّارَقُطْني، ومنهما استدركنا ما لم يَظْهَرْ في التصويرِ، فجعلناه بين معقوفَيْنِ. وفي الصفحةِ الأُولى كتَبَ الناسخُ: «بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيم. وصلَّى اللهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ كثيرًا. أوَّلُ كتابِ العِلَلِ. حدَّثنا الشيخ أَبُو طاهرٍ محمَّد بن أحمد ابن عبد الرحيم؛ ثَنَا أَبُو بَكْرٍ محمَّدُ بْن أحمدَ ابنِ الفَضْلِ بنِ شَهْرَيَارَ - قراءة عَلَيْهِ فِي سنةِ تسعٍ وسِتِّينَ وثلاثِ مِئَةٍ - قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم _ح» . وقُسِمَتْ هذه النسخةُ إلى سبعةَ عَشَرَ جُزءًا، وتختلفُ أوراقُ كلِّ جُزْء، فمُعْظَمُ الأجزاءِ تقعُ في سبعَ عَشْرَةَ ورقةً ونصفِ الورقةِ (صفحة) ، وبعضُهَا يَصِلُ إلى ثمانَ ِعَشْرَةَ ورقةً ونصفِ الورقة، وربَّما وقع في أربعَ عَشْرَةَ ورقةً، وستَّ عَشْرَةَ.   (1) (11/355) . (2) (4/2230) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 319 ويَحْرِصُ الناسخُ على جعلِ بياضٍ في نهايةِ الجُزْء، وقبلَ البدء بالجُزْءِ الذي يليه، وربَّما اضْطَرَّتْهُ الكتابةُ إلى أن يَبْدَأَ الجزءَ من منتصفِ الصفحةِ ويَدَعَ نصفها الأَعْلَى بياضًا إذا لم يَكُنْ في الصفحة التي قبلها بياضٌ. ويبدأُ الناسخُ كلَّ مسألةٍ بجعلِ أولِ كلمةٍ منها بالخَطِّ الغليظِ تمييزًا لها عن المسألةِ التي قبلها، ويَخْتِمُ المسألةَ بدائرةٍ منقوطةٍ تَدُلُّ في الأغلبِ على أنَّ النسخةَ قوبلتْ بعد فراغه مِنْ نَسْخِهَا كما هو معلومٌ لدى المشتغلين بهذا الفَنِّ. وفي نهايةِ هذه النسخةِ كتَبَ الناسخُ: «آخِرُ كتابِ العِلَلِ، بحمدِ اللهِ ومَنِّهِ وعَوْنِهِ، وصلَّى اللَّهُ عَلَى محمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ. وكان الفراغُ من نَسْخِهِ في تاريخِ سابعَ عَشَرَ شهرِ ربيعٍ الأوَّلِ، مِنْ شهورِ سنةِ ثلاثين وسَبْعِ مئة، وكتبه محمَّد ابن أحمد بن علي الخَطِيبُ، يومئذٍ، بقريةِ العَبَّادِيَّة مِنْ عَمَلِ المَرْجِ الشامي، بِدِمَشْقَ المَحْروسةِ، عفا الله عنه وعن أُمَّةِ محمَّد أجمعين، وحَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ» . وفي أعلى الصفحة الأخيرة جاء ما نصُّه: «طالعَهُ وعلَّق منه: الفقيرُ إسماعيل بن ... عفا الله عنه» . النُّسْخة الثانية: نسخةُ مكتبةِ فَيْض الله أَفَنْدِي بإستانبول رقم (498) ، وهي التي رمزنا لها بالرمز: (ف) . وهي روايةٌ أخرى للكتابِ عن ابنِ أبي حاتم، فالنسخةُ (أ) من الجزء: 1 ¦ الصفحة: 320 طريقِ محمدِ بنِ أحمدَ ابن ِ الفَضْلِ بنِ شَهْرَيَارَ، وهذه النسخةُ من طريق الحُسَيْن بن علي بن محمد بن يحيى التَّمِيمي. وهي نُسْخةٌ كاملةٌ تقريبًا ومقابَلَةٌ، إلا أنَّه سقَطَ منها بعضُ الأوراق، وتقع في (263) ورقة، ووَصْفُهَا هو وَصْفُ النسخةِ السابقة (أ) ؛ لأنَّ ناسخَهُمَا واحدٌ، وهو محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ الخطيبُ، بقريةِ العَبَّادِيَّةِ مِنْ عَمَلِ المَرْجِ الشاميِّ بِدِمَشْق، وقد نَسَخهما في سنةٍ واحدة، إلا أنَّ هذه متأخِّرةٌ عن تلك بشهرٍ إلا ثلاثةَ أيامٍ، فقد فرَغَ الناسخُ مِنْ نَسْخها يومَ السبتِ رابعَ عَشَرَ شهرِ ربيعٍ الآخِرِ من سنة ثلاثين وسَبْعِ مئة (730هـ) . وعددُ الأسطُرِ في الصفحة الواحدة (25) سطرًا، ومُسَطَّرتها (18. 5×26) ، وخَطُّها نسخيٌّ جيِّدٌ كخط النسخة (أ) . وتتفق هذه النُّسْخة مع النُّسْخة (أ) أيضًا في التجزئة وصفتِها؛ على النحو الذي تقدَّم. وأمَّا صفحةُ العنوان: فكُتِبَ فيها ما نصُّه: «كتابُ العِلَلْ، وبيانِ ما وقَعَ من الخطأِ والخَلَلْ، في بعضِ طُرُقِ الأحاديثِ المَرْويَّهْ، في السُّنَّةِ النبويَّهْ، تصنيفُ الشيخِ العالمِ الثِّقَةِ الحافظِ أبُوا (1) محمَّدٍ عبدِالرحمنِ بنِ أبي حاتمٍ محمَّدِ بنِ إدريسَ الحَنْظَليِّ الرازيِّ رَضِيَ اللهُ عنه وأرضاه، وقد جعله مشتملاً على تِسْعةَ عَشَرَ جزءًا» .   (1) كذا في الأصل بواو بعدها ألف، والجادَّةُ: أبي، لكنْ لما وقع في الأصل وَجْهٌ في العربيَّة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 321 وهذا العنوان لم نعتمدْهُ؛ لأنه ليس بِخَطِّ الناسخ، وليس هناك نسخة أخرى تَحْمِلُ هذا العنوان، وقد أخطَأَ كاتبُ هذا العنوان في ذكر عَدَدِ الأجزاء فقال: «تسعةَ عَشَرَ» ، وإنما هي «سبعةَ عَشَرَ» ، ونصَّ على ذلك الناسخُ صراحةً في أوَّل الكتابِ، فقال: «بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيم. وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ. أوَّلُ كتاب العِلَل، يشتملُ عَلَى سبعةَ عَشَرَ جُزُؤًا. الجُزُؤُ الأوَّلُ فِي عِلَلِ أخبارٍ رُوِيَتْ في الطهارة: أخبرنا أبو أحمد الحُسَيْنُ ابنُ عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ يحيى التَّمِيمِيُّ، قراءة عَلَيْهِ فِي سنة تِسْعٍ وسِتِّينَ وثلاثِ مئة؛ قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم _ح» . وفي آخِرِ الكتابِ ما نَصُّهُ: «آخِرُ كتابِ العِلَلِ، بحمد الله ومَنِّهِ، وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا، كتَبَهُ لِنَفْسِهِ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ الخطيبُ، يومئذٍ، بقريةِ العَبَّادِيَّةِ من عمل المَرْجِ الشامي، بِدِمَشْقَ المَحْرُوسةِ، وكان الفراغُ مِنْ نَسْخه يومَ السبتِ رابعَ عَشَرَ ربيعٍ الآخِرِ من سنةِ ثلاثين وسَبْعِ مئة، وحَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوكيل، والحمدُ لله ربِّ العالمين» . النُّسْخة الثالثة: نسخة مكتبة أحمد تَيْمُور باشا (رقم 135) ، وهي التي رمزنا لها بالرمز: (ت) . وهي من رواية مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفَضْل ابن شَهْرَيَار، عن ابن أبي حاتم، فطريقها هو طريق النسخة (أ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 322 وهي نسخةٌ كاملةٌ تقريبًا، وإنْ كان يعتريها ما يعتري بَقِيَّةَ النُّسَخِ من السَّقْط والتصحيف الذي نبَّهنا عليه في موضعه، وخَطُّهَا نسخيٌّ جيِّد، وتقع في (364) ورقة - (728) صفحة - وفي الصفحة (23) سطرًا، وهي أقدَمُ النُّسَخِ؛ فقد فرَغَ الناسخُ من نَسْخها يومَ الأحدِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا من رَجَبٍ سنةَ خمسَ عَشْرَةَ وسِتِّ مئةٍ (615هـ) ، ولم يذكر اسمه، وهو وَرَّاقٌ نَسَخَها لصاحبها إسماعيلَ بنِ عبد الله الأنصاريِّ الآتي ذكره - فيما يظهر - يَدُلُّ على ذلك قوله في آخرها: «غفَرَ اللهُ لكاتبِهِ ولصاحبِهِ» . وهي أُولَى النسختَيْنِ اللَّتَيْنِ اعتمَدَ عليهما الأستاذ مُحِبُّ الدين الخَطِيب _ح في تحقيقه للكتاب في طبعته الأولى، وقال في وصفها في مقدِّمته: «فاعتمدنا في طبعه على نسختَيْنِ خطيتَيْنِ قديمتَيْنِ، إحداهما: في خِزَانَةِ العلاَّمةِ المحقِّقِ صاحبِ السعادة أحمد تَيْمُور باشا (رقم 135 حديث) ، وهي في (728) صفحة، في كل صفحة (23) سطرًا، وقد انتهَتْ كتابتها في دمشق لِلَيْلَتَيْنِ بقيتا من رجبٍ سنةَ (615هـ) » . وجاء على صفحة الغِلاَف ما نصُّه: «كتابُ عِلَلِ الحديثِ، تأليفُ الإمامِ أبي محمَّدٍ عبدِالرحمن ابنِ الإمامِ أبي حاتمٍ محمَّدِ بنِ إدريسَ بن المنذرِ بنِ داودَ بن مِهْران الرازيِّ الحافظِ، مولى تَمِيمِ بنِ حَنْظَلة، الغَطَفاني الحَنْظَلي _ح. روايةُ أبي بكر محمد بن أحمد ابن الفَضْل بن شَهْرَيَارَ عنه، روايةُ أبي طاهر محمَّد بْن أَحْمَد بْن عبد الرَّحِيم عنه، روايةُ أبي بكرٍ محمَّد بْنِ عَليّ بْن أَبِي ذَرٍّ الصَّالْحَاني إجازةً عنه، روايةُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 323 أبي الفَتْحِ ناصر بن محمد بن أبي الفَتْح ناصرٍ المعروفِ بِوِيْرِج الأَصْبَهَانيِّ عنه، إجازةً منه لصاحبِهِ إسماعيلَ بن عبد الله بن عبد المُحْسِنِ بن الأَنْمَاطيِّ الأَنْصَاريِّ رَفَقَ اللهُ به، ونفَعَهُ بسائره، آمين» . ونرجِّحُ أنَّ العنوانَ والإسنادَ كُتِبَا بِخَطٍّ غَيْرِ خَطِّ الناسخ. وتحت العنوانِ والإسنادِ فِهْرِسٌ لأبوابِ الكتابِ بِخَطٍّ غيرِ خَطِّ الناسخ أيضًا، وعن يمينهما ترجمةٌ موجزةٌ لابنِ أبي حاتم من أحدِ المطالعين أو المُتَمَلِّكِينَ للنُّسْخة، مأخوذةٌ من "دُوَلِ الإسلام" للذَّهَبي، وفي أعلى الصفحة وَجِهَتِهَا اليسرى بعضُ التَّمَلُّكات للكتاب، وفوق الفِهْرِسِ خَتْمٌ كبيرٌ لأحمد تَيْمُور باشا المالكِ الأخير للنسخة. وفي الصفحةِ اليمنى المقابلةِ لصفحةِ العنوان ذِكْرٌ لقصة مسلم بن الحَجَّاج مع البخاري - رحمهما الله تعالى - في ذكرِ عِلَّةِ حديثِ كَفَّارةِ المَجْلِس، ثم نَقْلٌ لنقدِ الحافظ العراقيِّ للقصَّة مأخوذٌ من شَرْحه لألفية الحديث، وجميعُهُ بخطٍّ غيرِ خَطِّ الناسخ. وفي بدايةِ الكتابِ كتَبَ الناسخ: «أوَّلُ كتابِ العِلَلِ. بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم. رَبِّ يَسِّرْ وأَعِنْ» ، ثم بياضٌ بمقدار ثلاثة أسطر، ثم: «قال: أخبرنا أبو محمَّدٍ عبدُالرحمنِ بنُ أبي حاتم _ح» ، ولم يَذْكُرِ الإسنادَ، ولا القائلَ: «قال: أخبرنا» ، فإنْ كان الإسنادُ الذي على صفحةِ العنوان بِخَطِّ الناسخ، فيكونُ القائلُ هو أبا بكرٍ محمدَ بنَ أحمدَ بنِ الفضلِ بنِ شَهْرَيَارَ، وإلا فلا يَبْعُدُ أن يكون صاحبُهَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 324 إسماعيلُ بنُ عبدِاللهِ الأنصاريُّ اكتفَى بكتابة إسناده على صفحة العنوان، ثم تحقَّق من مطابقة النُّسْخة لروايته؛ بمقابلتها، ويكونُ الناسخ ترَكَ البياضَ الذي بمقدار ثلاثة أسطر في أوَّلِ النُّسْخة لِيُلْحِقَ صاحبُها إسنادَهُ بها، والله أعلم. وكتَبَ الناسخُ في نهاية الكتاب: «آخِرُ كتابِ العِلَلِ، والحمدُ لله رَبِّ العالمين. وقع الفَرَاغُ من تسويده يومَ الأَحَدِ لِلَيْلَتَيْنِ بَقِيَتَا من شهرِ اللهِ الأصَمِّ؛ رَجَبٍ عَظَّمَ اللهُ حُرْمَتَهُ مِنْ سنةِ خمسَ عَشْرَةَ وسِتِّ مئة؛ بِدِمَشْقَ حَرَسها الله، غفَرَ الله لكاتبِهِ، ولصاحبِهِ، ولجميعِ المؤمنين؛ إنه هو الغفور الرحيم» . النسخة الرابعة: نسخة مكتبة تشِسْتَرْبِتِي في دَبْلِن بِإِيرلَنْدَا (رقم 3516) كما في "تاريخ التراث" لفؤاد سِزْكِين (1) ، وعنها صورةٌ في مَرْكَز المخطوطاتِ بالجامعة الإسلامية (986) ، وهي التي رمزنا لها بالرمز: (ش) . تقع هذه النسخة في (310) ورقات، وفي الصفحة (25) سطرًا، وهي منسوخة في شهرِ ربيعٍ الآخِرِ سنةَ خمسٍ وثلاثين وسَبْعِ مئةٍ (735هـ) ، وناسخُهَا هو علي بن عمر بن عبد الله، وخَطُّها نَسْخِيٌّ لا بأس به، وقد قُوبِلَتْ؛ بدليلِ تصريحِ الناسخِ في بعضِ المواضع؛ كما في (ق44/أ) حين قال: «بلغ مقابلةً، فَصَحَّ إنْ شاء الله» .   (1) (1/353-354) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 325 وهي نسخةٌ كاملةٌ، إلا أنه سقَطَ مِنْ أوَّلها بعضُ الورقات، فبدايتها مِنْ منتصفِ المسألة رقم (44) . وهذه النُّسْخَةُ هي أكثَرُ النُّسَخِ شَبَهًا بالنُّسْخة (أ) ؛ لاتفاقهما في كثيرٍ من الفُرُوق؛ فالظاهرُ أنها منقولةٌ عنها، فهي متأخِّرةٌ عنها بنحوِ خَمْسِ سنوات. وهناك بعضُ القرائنِ القويَّةِ على هذا؛ ومنها: أ) ما جاء في المسألة رقم (1078) ؛ حين قال أبو حاتم: «وَلا أعلَمُ رَوَى أَبُو سَلَمةَ عَنْ ثَوْبَان إِلا حَدِيثًا يَرْوِيهِ أَبُو سَعْدٍ البَقَّالُ - وَهُوَ حديثٌ مُنْكَرٌ - عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ ثَوْبَان ... » . ففي نسختَيْ (أ) و (ش) - كما في صورتَيْهِمَا المرفقتَيْنِ - جاءت العبارة هكذا: «منكر متصل عن أبي سلمة» ، لكن في (أ) جعَلَ الناسخ الدائرة المنقوطة لِلْفَصْلِ بين قوله: «منكر» و «عن أبي سلمة» ، ثم ضرب عليها، وكتب فوقها: «متصل» ، فإمَّا أنه لَحَقٌ، أو قَصَدَ الناسخُ إلغاءَ الفَصْل، فقال: إنَّ الفَصْل مُلْغًى، والكلام متصلٌ، فظَنَّ ناسخُ (ش) أنَّ قوله: «متصل» في سياق الكلام، فأدخلها في النَّصِّ، وهذا هو الأظهر؛ فيكونُ فيه دليلٌ على أنَّ (ش) منقولة من (أ) ، إلا أنْ يكونَ في أصلهما ما يُزِيلُ هذا الاحتمالَ. هذا؛ وربَّما اختَلَفَتْ هذه النُّسْخةُ عن النُّسْخةِ (أ) اختلافًا يسيرًا بسببِ خطأِ الناسخِ، أو اجتهاده، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 326 صورة النسخة (أ) : صورة النسخة (ش) : ب) في المسألة رقم (183) قال أبو حاتم: «فَرَوَى المَسْعُودِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنِ ابْنِ يَعْلَى بْنِ مُرَّة، عن النبي (ص) » . وهناك علامة فوق «عن» من قوله: «عن ابن يعلى» ، وكُتِبَ في الهامش بخَطٍّ يبدو أنه خط الناسخ: «خَيْثَم» ، ولم يكتب عليها ما يَدُلُّ على أنه لَحَقٌ أو تصويبٌ، وأثبَتَ ناسخُ (ش) العبارة هكذا: «فَرَوَى المَسْعُودِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عن خَيْثَم بن يَعْلَى بْنِ مُرَّة، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » ، مع أنَّ هذا غلَطٌ، وليس هناك راوٍ اسمُهُ خَيْثَمُ بن يَعْلَى كما أوضحنا ذلك في تعليقنا على هذه المسألة. وفي صورة هذا الموضعِ مِنْ كلتا النسختَيْنِ ما يوضِّح هذا: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 327 صورة النسخة (أ) : صورة النسخة (ش) : هذا؛ وتبتدئُ هذه النُّسْخةُ بقوله: «لم يَعْهَدْ إلينا رَسُولُ اللهِ (ص) شَيْئًا لم يَعْهَدْهُ إِلَى الناسِ، إِلا ثلاثة: أَمَرَنَا أن نُسْبِغَ الوُضُوءَ ... » إلخ، وهذا في منتصفِ المسألة رقم (44) كما سبق، وتنتهي بقوله: «آخِرُ "كتابِ العِلَل"، بحمد الله ومَنِّه، وصلَّى اللهُ عَلَى محمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ، علَّقه العبدُ الفقيرُ إلى الله تعالى عليُّ بنُ عمرَ بنِ عبد الله [ ... ] اليَمَانِي، عفا الله عنه وعن والدَيْهِ [ ... ] ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وكان ذلك يومَ [ ... ] ربيع الآخِر سنَةَ خَمْسٍ وثلاثين وسَبْعِ مئةٍ [ ... ] ، وحسبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوكيل» . اهـ. وما بين المعقوفات بياضٌ لم نتمكَّنْ من قراءتِهِ لرداءةِ التصوير. وهي أيضًا مُجَزَّأَةٌ إلى سبعةَ عشَرَ جزءًا، لكنَّ التَّجْزِئةَ يجعلها الجزء: 1 ¦ الصفحة: 328 الناسخُ في الهامشِ ويَخْتَصِرها، فيقولُ مثلاً: «آخِرُ الجُزْءِ الرابعَ عشَرَ» ، ولا يذكر ما يذكره ناسخ (أ) و (ف) . النُّسْخَة الخامسة: نُسْخةُ دارِ الكُتُبِ المِصْرِيَّة رقم (908) ، وهي التي رمزنا لها بالرمز: (ك) ، وهي النسخةُ الثانيةُ التي اعتمدَهَا الأستاذ مُحِبُّ الدِّينِ الخَطِيب _ح في تحقيقه للكتابِ أوَّلَ مَرَّة، مع النسخة المتقدِّمة (ت) ، وقال في وصفها في المقدِّمة: «والثانيةُ في دارِ الكُتُبِ المِصْرية (رقم 908 حديث) ، وهي في مجلَّد من القَطْع الكبير، في كُلِّ صفحة منه (29) سطرًا، وقد فَتَكَتْ بها الأَرَضَةُ، وليس في آخرها تاريخ. وأعتقد أنَّ إحدى النسختَيْنِ منقولةٌ عن الأخرى؛ لاتفاقهما أحيانًا كثيرةً في خطأ الناسخ» . وهي نسخةٌ مكتوبةٌ بخطٍّ نسخيٍّ جيِّد، لكنْ لم يُذْكَرْ فيها اسمُ الناسخِ، ولا تاريخُ النَّسْخ، وكُتِبَ عليها أنها تقع في (244) ورقة، وهو خطأ، فعددُ أوراقها (215) ورقة، وسقَطَ مِنْ أوَّلها ورقةٌ واحدةٌ - فيما يظهر - مع صفحةِ العُنْوان، وتبتدئُ من نهايةِ المسألةِ رَقْم (3) في كتاب الوُضُوء، من قوله: «الوُضُوء: مُحَمَّد بْن الجَعْد؛ فَيَحْتَمِلُ أنْ يكونَ اسمَهُ محمَّدٌ وحَمَّادٌ جميعًا» وفي آخِرِهَا مانصُّه: «هذا آخِرُ الكتابِ المَعْرُوفِ بـ"كتاب العِلَلِ"، والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالمين، وصلواتُهُ عَلَى سيِّدِنَا محمَّدٍ وآلِهِ وصحبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا» . وترجَّح لنا أنها نسخةٌ منقولةٌ من النسخة (ت) ؛ بدليلِ أنَّ المواضعَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 329 التي يكونُ فيها طَمْسٌ في النُّسْخة (ت) يبيِّض لها ناسخُ (ك) كما يبدو في الصور المعروضةِ لبعضِ المواضع من النسختين: أ) ففي المسألة رقم (1787) من (ت) ؛ في الصفحة (437) قال ابن أبي حاتم: «وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثَني به عن أبي غَسَّانَ زُنَيْجٍ، عن يحيى بن الضُّرَيْس» ، وسقط قوله: «الضُّرَيْس» ، ثم ألحقه الناسخُ في الهامش، ثم طُمِسَتْ بعده ثلاثُ كلمات - بسبب الرطوبة فيما يظهر - وهي قوله: «قال: حَدَّثنا قُدَامَة» ، ونجد ناسخ (ك) بَيَّض لهذه الكلماتِ الثلاث. ويَمْتَدُّ هذا الطَّمْسُ إلى السَّطْرِ الذي يليه، فيذهبُ منه قوله: «فسمعتُ أبي» ، ثم إلى السَّطْرِ الذي يليه، فيذهب منه قوله: «عن عِكْرمة» ، ونجد ناسخ (ك) يُبَيِّضُ لهذه الكلمات المطموسة كلها؛ كما يظهر من مطالعة النصَّيْنِ في صورتَيِ النسختَيْنِ هاتين: صورة النسخة (ت) : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 330 صورة النسخة (ك) : ب) ويمتدُّ هذا الطَّمْس في (ت) ؛ فيذهبُ بكثيرٍ من كلماتِ الأسطر الأربعة الأولى من المسألة (1791) ؛ فيُبَيِّضُ ناسخ (ك) لهذه الأسطر، ويبدأ من السطر الذي سَلِمَ من الطَّمْس كما يظهر من صورتيهما هاتين: صورة النسخة (ت) : صورة النسخة (ك) : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 331 ج) وفي المسألة رقم (528) يقول ابن أبي حاتم: «وسُئِلَ أَبُو زُرْعة عَنْ حديثٍ رواه يَزِيد ابن هارون، عن محمَّد بن عبد الرحمن بن الْمُجَبِّر» ، وطُمِس قوله: «المجبِّر» في (ت) ، فَبَيَّضَ له ناسخُ (ك) كما يظهر من صورتيهما هاتين: صورة النسخة (ت) : صورة النسخة (ك) : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 332 هـ) تَحْقِيقُ اسْمِ الْكِتَابِ، وَصِحَّةِ نِسْبَتِهِ إِلَى مُصَنِّفِهِ اشْتُهِرَ ابنُ أبي حاتمٍ بكتابِهِ "العِلَلِ" عند أهل العِلْمِ، خاصَّةً المحدِّثِينَ وأصحابَ التَّرَاجِمِ والمُؤَرِّخِينَ، كما جاءَ اسْمُ الكتابِ مَعْزُوًّا إلى ابن أبي حاتمٍ في جميعِ النُّسَخِ الخَطِّيَّةِ للكتابِ، كما تَقَدَّمَ في وَصْفِ تِلْكَ النُّسَخِ؛ فليس هناك شَكٌّ في صِحَّةِ نِسْبةِ الكتابِ إليه. وقد عُرِفَ هذا الكتابُ عند أهلِ العِلْمِ المعاصرين باسْمِ: «عِلَلِ الحديثِ» ؛ لِكَوْنِ طَبَعَاتِهِ الثلاثِ السابقةِ - التي أَشَرْنَا إليها في صَدْرِ هذه المقدِّمةِ (1) - صَدَرَتْ بهذا الاسْمِ؛ اعتمادًا مِن محقِّقيها على ما ورَدَ في صَفْحَةِ عُنْوَانِ النُّسْخةِ (ت) الآتي الحديثُ عنها؛ غَيْرَ أنَّنا عَدَلْنَا عن هذه التَّسْمِيَةِ، ورَجَّحْنَا أن يكونَ العنوانُ: «كِتَاب العِلَلِ» بمرجِّحاتٍ عديدةٍ، وهي: 1- اتفقَتْ نُسَخُ الكتابِ الخَمْسُ على أنَّ اسمَهُ: «كتابُ العِلَلِ» ، إلا النُّسْخةَ (ت) ؛ فقد خالفَتْ في عُنْوانِ النُّسْخةِ فقطْ فجعلتْهُ: «عِلَلَ الحديثِ» ، أمَّا في بدايتِهَا وآخِرِهَا فموافقةٌ لبقيَّةِ النُّسَخِ (2) . وسقَطَ من مَطْلَعِ النسختَيْنِ (ش) و (ك) وَرَقَاتٌ ذهَبَ معها عُنْوَانُ الكتابِ فيهما، غَيْرَ أنَّ اسْمَ الكتابِ في آخرهما: «كِتَابُ العِلَلِ» ، وبه سُمِّيَ الكتابُ في جميعِ المواضعِ مِنَ النسختَيْنِ (أ) و (ف) ؛ في العُنْوانِ والبدايةِ والنهايةِ وتَجْزِئَةِ الكتابِ، غَيْرَ موضعٍ واحدٍ في نهايةِ الجُزْءِ   (1) (ص5) . (2) انظر (ص144-145) من هذه المقدمة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 333 الأوَّل من النسختَيْن؛ فإنَّ اسمَ الكتابِ هناك جاء باسم "عِلَل الحديث"، ومِثْلُهُ في بدايةِ الجُزْءِ الثاني من النسخة (ف) فقط (1) . 2- نُرَجِّحُ أنْ يكونَ عُنْوَانُ الكتابِ في النُّسْخَةِ (ت) كُتِبَ بِخَطٍّ غيرِ خَطِّ الناسخ، كما أنَّ ما جاء في المَوْضِعِين المذكورِين من النسختَيْنِ (أ) و (ف) ، لم يتكرَّرْ في بَقِيَّةِ الأجزاءِ السبعةَ عَشَرَ؛ بل جاء فيهما باسمِ: "كِتَابُ العِلَلِ". 3- جاء في نهايةِ النُّسْخة (ك) قولُهُ: «هذا آخِرُ الكتابِ المعروفِ بـ"كِتَابِ العِلَلِ"؛ وهذا كالنَّصِّ على ما كان معروفًا مِنِ اسمِ الكتابِ في عَصْرِ الناسخ، والله أعلم. 4- في عُنْوانِ الكتابِ في النُّسْخة (ف) - وهو بخطٍّ غيرِ خَطِّ الناسخ أيضًا - زيادةٌ على اسمِ الكتابِ مقحمةٌ، وصورتُهَا: «كِتَابُ العِلَلْ، وبَيَانِ ما وَقَعَ مِنَ الخَطَأِ والخَلَلْ، في بَعْضِ طُرُقِ الأحاديثِ المَرْوِيَّهْ، في السُّنَّةِ النَّبَوِيَّهْ ... » ، وهذه الزيادةُ على أنها مُقْحَمَةٌ، إلا أنها دليلٌ آخَرُ على أنَّ عُنْوانَ الكتابِ: «كتابُ العِلَل» ؛ لأنَّ كَاتِبَهَا بَنَى السَّجْعَةَ فيه على حَرْفِ اللام: «العِلَلْ، الخَلَلْ» ، ولو كان أصْلُ العنوانِ عنده: «عِلَلَ الحديثِ» لَجَعَلَ سَجْعَتَهُ على حَرْفِ الثاء. 5- سَمَّى الحافظُ ابنُ رَجَبٍ (2) كتابَ ابنِ عبد الهادي - الذي عَلَّقَ   (1) انظر نهاية الجزء الأول، وبداية الجزء الثاني بين المسألتين رقم (171) و (172) . (2) في "ذيل طبقات الحنابلة" (5/120) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 334 فيه على مَسَائِلَ مِنْ هذا الكتابِ -: «تعليقة على العِلَلِ لابنِ أبي حاتم» ، وذكَرَهُ البَغْداديُّ في «هَدِيَّةِ العارفين» باسم: «شَرْح كتابِ العِلَلِ، على ترتيبِ كُتُبِ الفِقْهِ» (1) . 6- جميعُ مَنْ ذكَرَ كتابَنَا مِنَ المتقدِّمين والمتأخِّرين أسماه: «كِتَابَ العِلَل» ، وقد وقَفْنَا على عَشَرَاتِ المواضعِ التي سُمِّيَ فيها بهذا الاسمِ في كُتُبِ التخريجِ والتَّرَاجِمِ والرجالِ، ومع طُولِ التَّفْتِيشِ لم نَقِفْ على مَنْ خالَفَ ذلك إلا ما كان من الشَّيْخِ طاهرٍ الجزائريِّ في كتابه «تَوجِيه النَّظَرِ» (2/651) فقد ذَكَرَهُ باسْمِ «عِلَلِ الحديثِ» ، وهو متأخِّر، والظاهرُ: أنَّه اعتَمَدَ في ذلك على عُنْوانِ النُّسْخةِ (ت) ، والله أعلم. هذا؛ وقد وقَفْنَا في كتابِ «المُؤْتَلِفِ والمُخْتَلِفِ» للدَّارَقُطْني (4/2230) على نَصٍّ تقدَّم ذِكْرُهُ (2) في الحديثِ عن رواياتِ كتابِ «العِلَلِ» ، يقولُ فيه: «وأما بُخَارٌ: فهو عليُّ بنُ بُخَارٍ الرازيُّ، أبو الحَسَن، شيخٌ كَتَبْنَا عنه في دَارَقُطْن، حدَّثنا عن عبدِالرحمن بنِ أبي حاتمٍ بِعِلَلِ الحديثِ وسؤالاتِهِ لأبيه ولأبي زُرْعة في ذلك» . وقد يتوهَّم متوهِّمٌ أنَّ قوله: «عِلَل الحديث» تصريحٌ منه باسْمِ الكتابِ، وليس بذاك، ولا يَقُومُ دليلاً؛ بل هو ذِكْرٌ للموضوعات التي حدَّثهم بها عن ابنِ أبي حاتم، وهي: عِلَلُ الحديثِ النبويِّ، وأسئلةُ ابنِ أبي حاتمٍ لأبيه ولأبي زُرْعة في ذلك، والله أعلم.   (1) وانظر ما تقدم (ص127) . (2) انظر ما تقدَّم (ص132) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 335 و) خُطَّةُ العَمَلِ فِي الكِتَابِ اتَّبَعْنَا في تحقيقِ الكتابِ وإخراجِهِ الخُطَّةَ التاليةَ: 1) نَسَخْنَا الكتابَ بأكملِهِ مِنْ نسخةِ مكتبةِ أحمد الثالث (أ) ، مع الإبقاء على رَسْمِ الناسخِ ما أمكَنَ، إلا ما رأينا تعديلَهُ؛ إمَّا لكونِهِ خَطَأً مما سيأتي التنبيه عليه في حاشية الكتاب، أو لمخالفتِهِ ما اسْتَقَرَّ عليه الرسمُ الإملائي اليوم عند الكُتَّاب؛ ككتابتهم: «الربا» هكذا: «الربوا» ، وهذا رَسْمٌ قديمٌ لبعضِ كَتَبَةِ الحديثِ وغيرِهِ، وهو موافقٌ لِرَسْمِ المُصْحَفِ العُثْماني، لكنَّه مخالفٌ لما استَقَرَّ عليه الاصطلاحُ في عِلْمِ الإملاءِ الحديث. ونحوُ ذلك رَسْمُ بعضِ الكلماتِ - في مواضعَ كثيرةٍ مِنْ هذا الكتابِ - خلافَ الرَّسْمِ المشهور - وإنْ كان له وجهٌ صحيحٌ في اللغة - ومِنْ ذلك: قولُهُ: «كذا» ، فإنه يَرِدُ أحيانًا مكتوبًا بالياء المنقوطةِ «كَذي» ، وأحيانًا بالياءِ غيرِ المنقوطة «كَذى» ، وهي كافُ الجرِّ واسْمُ الإشارة؛ فإنْ كان بالألِفِ فهو إشارةٌ لِمُذَكَّر، وهو الجادَّةُ المشهورة، وإنْ كان بالياءِ المنقوطةِ فهو إشارةٌ لمؤنَّثٍ، وإنْ كان بالياءِ غيرِ المنقوطة فَيَحْتمِلُ أنْ يكونَ إشارةً لمؤنَّثٍ مفهومٍ من السياق، لكنْ لم تُنْقَطِ الياءُ على عادةِ بعضِ النُّسَّاخ، ويَحْتمِلُ أنْ يكونَ إشارةً لمذكَّرٍ، والأصلُ: «ذا» ، لكنْ أُمِيلَتِ الألفُ، فَكُتِبَتْ ياءً، وممَّن حكى إمالةَ «ذا» الإشاريَّةِ: سيبوَيْهِ؛ كما أوضَحْنَاهُ في التعليق على المسألة رقم (124) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 337 ومِنْ ذلك أيضًا كلمة: «الجزء» فقد تكرَّرت في أوائلِ أجزاءِ الكتابِ وأواخِرِهَا مكتوبةً في النسختَيْنِ (أ) و (ف) هكذا: «الجزؤ» ، وهو رسمٌ صحيحٌ أيضًا، ففي هذه الكلمة لغتان فصيحتان، وبهما قُرِئ؛ فقد قرَأَ الجمهور: {ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا} [البقرة: 260] بإسكانِ الزاي، وهي لغةُ تَمِيمٍ وأَسَد، وقرأ أبو بَكْرٍ وأبو جَعْفَرٍ والمُفَضَّلُ: {جُزُؤًا} بِضَمِّ الزاي، وهي لغةُ الحِجازيِّين. انظر "معجم القراءات" للدكتور عبد اللطيف الخطيب (1/378) ، ووقع ذلك أيضًا في بعضِ النُّسَخِ في مواضعَ أُخْرَى قليلةٍ مِنَ الكتاب، غيرِ ما في أوائلِ الأجزاءِ وأواخِرِها، ولم نُشِرْ إلى ذلك في مواضعه اكتفاءً بما ذكرناه هنا. 2) قابلنا بقيَّةَ النُّسَخِ مع النصِّ المنسوخِ عن النسخة (أ) ، وتحرَّينا إثباتَ فروقِ النُّسَخِ بِكُلِّ دِقَّةٍ على قَدْرِ استطاعتنا، ولم نُغْفِلْ مِنَ الفروقِ إلا ماجَرَتِ العادةُ بإهماله؛ كـ «حدَّثنا» و «ثنا» ، ونحوهما، أو « (ص) » و «_ج» ، وأمثال ذلك. ومِنَ الفروقِ التي أهملناها غالبًا: بدايةُ كُلِّ سؤالٍ في النُّسْخة (ت) ، وعنها النسخة (ك) ؛ فإنهما تَبْتَدِئَانِ في الأغلبِ بقوله: «سَأَلْتُ» ، أو: «سَمِعْتُ» ، وفي بقيَّةِ النسخ: «وسَأَلْتُ» أو «وسَمِعْتُ» بالواو. 3) ترجَّح لنا مِنْ خلالِ مقابلةِ النُّسَخِ أَنَّ نُسْخَةَ مكتبةِ تشِسْتَرْبِتِي (ش) منقولةٌ عن نُسْخة مكتبة أحمد الثالث (أ) ، وأنَّ نسخةَ دار الكتب المصريَّة (ك) منقولةٌ عن نُسْخة مكتبة أحمد تَيْمُور باشا (ت) ، فَجَعَلْنَا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 338 العُمْدةَ في إثباتِ النَّصِّ على النُّسَخِ الثلاثِ (أ) و (ت) و (ف) ، وقد أثبَتْنَا فروقَ هاتَيْنِ النسختَيْنِ في حَاشِيَةِ الكتابِ؛ وقد نُثْبِتُ ما فيهما في أَصْلِ الكتابِ بين مَعْقُوفين في أحيانٍ قليلةٍ، إذا دَعَتِ الحاجةُ إلى ذلك، كَأَنْ تَتَّفِقَا مع ما في مصادِرِ التخريجِ، ويكونَ ما في بقيَّةِ النُّسَخِ خَطَأً أو تصحيفًا. 4) عَزَوْنَا الآياتِ إلى سُوَرها، بِذِكْرِ رَقْمِ الآيةِ، واسْمِ السُّورةِ، وجَعَلْنَا ذلك في الحاشية، كما خرَّجنا القراءاتِ القرآنيَّةَ مِنْ كُتُبِ القراءاتِ والتفسيرِ واللغة. 5) قُمْنَا بتخريجِ الأحاديثِ والآثَارِ وأقوالِ أَهْلِ العِلْمِ من كُتُبِ الحديثِ والرجالِ وغيرِهَا حَسَبَ الطاقةِ؛ بطريقةٍ تُعِينُ على تَصوُّرِ العِلَّة، وذلك بتخريجِ كُلِّ طريقٍ عند ذكر ابنِ أبي حاتمٍ أو غيره لها، وربَّما أَضَفْنَا طرقًا أُخْرَى ممَّا لم يَذْكُرْهُ ابنُ أبي حاتم، ولم نَسْتَقْصِ التخريجَ إذا كان الحديثُ مُخَرَّجًا في كُتُبِ الحديثِ المشهورة. 6) في الكتاب كثيرٌ من المسائلِ كَرَّرَهَا المصنِّفُ كما سيأتي بيانه (1) ، فلم نُكَرِّرْ تخريجَ الطُّرُقِ فيها، ولكنِ اكتفَيْنَا بالتخريجِ في أوَّلِ مسألة، إلاَّ أنْ يكونَ في المسألةِ المتأخِّرةِ ما يستدعي جَعْلَ التخريجِ فيها؛ كالتفصيلِ في الطُّرُقِ، ونحوه. 7) تَتَبَّعْنَا واستَقْرَيْنَا كثيرًا مِنَ الكُتُبِ التي هي مَظِنَّةُ روايةِ النَّصِّ   (1) (ص157/ التنبيه الثاني) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 339 عن ابنِ أبي حاتم، أو نقلِهِ بتمامِهِ، أو نَقْلِ جزءٍ منه، وأعاننا هذا على استدراكِ كَثِيرٍ من السَّقْطِ، وتصحيحِ ما اتفقَتْ عليه النُّسَخُ مِنْ أخطاءٍ؛ كما تَجِدُ مثالَهُ في المسألةِ رَقْم (118) التي استَدْرَكْنَا السَّقْطَ فيها من نقلِ الحافظِ ابنِ حَجَرٍ لها في "النُّكَتِ الظِّرَاف"، والمسألةِ رَقْم (217) التي استدرَكْنَا السَّقْطَ فيها مِنْ روايةِ الخطيبِ البغداديِّ لها في "المُوضِحِ لأوهامِ الجَمْعِ والتفريق"، والمسألة رقم (1019) التي وقَعَ فيها كثيرٌ من التصحيفِ الذي أصلَحْنَاهُ من "تصحيفات المحدِّثين" للعَسْكَرِيِّ الذي روى هذه المسألةَ عن شَيْخِهِ عبدِالرحمنِ بنِ أبي حاتم، ومن هذه الكتب: "تَعْلِيقَةٌ على العِلَلِ" للحافظ ابن عبد الهادي؛ وهو يُعَدُّ نسخةً أخرى من كتاب "العلل"، وغيرُهَا كثيرٌ ممَّا تراه في مواضعه. 8) واجهَتْنَا بعضُ الصُّعُوباتِ عند ضَبْطِ النَّصِّ، ومن أهمِّها معالجةُ السَّقْطِ والزيادةِ والتصحيفِ، فما كان بيِّنًا مِنْ ذلك لا إشكالَ فيه؛ أَصْلَحْنَاهُ واستدرَكْنَاهُ، غيرَ أنَّ ابنَ أبي حاتمٍ يَسُوقُ الحديثَ أحيانًا مِنْ طريقِ راوٍ هو مَخْرَجُ ذلك الطريقِ الذي يُشِيرُ إلى عِلَّتِهِ، فنجدُهُ في كُتُبِ الحديثِ التي أخرجَتْهُ مع بَعْضِ الاختلافِ عمَّا ذَكَرَهُ ابنُ أبي حاتم، فلا نستطيعُ القَطْعَ بالسَّقْطِ أو الزيادةِ أو التصحيفِ في النُّسَخِ؛ حَذَرًا مِنْ أنْ يكونَ هذا وَجْهًا مِنْ وجوهِ الاختلافِ وقعَ لابن أبي حاتم ولم نَقِفْ عليه؛ كما تجده في المسألة رَقْم (12) حين قال: «وَرَوَاهُ زائدةُ، عَن الأَعْمَشِ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي لَيْلَى، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 340 عَن البَرَاء، عَن بِلاَل، عَنِ النبي (ص) » ، ولم نَجِدِ الحديثَ على هذه الصِّفَةِ التي ذَكَرَهَا ابنُ أبي حاتم، ولكنْ وَجَدْنَا الأئمَّةَ أخرجوه مِنْ طريقِ زائدةَ، عَن الأعمشِ، عَن الحَكَم، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البَرَاء، عن بِلاَل، عن النبيِّ (ص) ، به هكذا، بزيادةِ الحَكَم، وهو ابن عُتَيْبة. 9) جَمَعْنَا في كلِّ مسألةٍ ما وَقَفْنَا عليه مِنْ أقوالِ الأئمَّةِ الآخَرِينَ في إعلالِ الحديثِ أو تصحيحِهِ، سواءٌ وافَقَ أو خالَفَ رأيَ أبي حاتمٍ أو أبي زُرْعة أو غيرِهِمَا ممَّن تكلَّم على عِلَّةِ الحديثِ المذكورِ في المسألة، حتَّى يكونَ القارئُ على درايةٍ بما قيل في الحديثِ، وربَّما أَهْمَلْنَا أقوالَ بعضِ الأئمَّة إذا كَثُرَ كلامُهُمْ في الحديثِ الواحد، وربَّما فاتَنَا شيءٌ مِنْ أقوالهم سَهْوًا، أو لأننا لم نَقِفْ عليه. وكان حِرْصُنَا على أقوالِ جَهَابذةِ أهلِ الحديث الذين يُعْتَنَى بِجَمْعِ أقوالهم؛ كيحيى القَطَّانِ، وعبدِالرحمنِ ابنِ مَهْدِيٍّ، والإمامِ أحمد، وعليِّ بن المَدِينِيِّ، ويحيى بنِ مَعِين، والبُخَاريِّ، ومُسْلِمٍ، والنَّسَائِيِّ، والدَّارَقُطْنِيِّ، ونحوِهم. أما المتساهِلُونَ الذين ساروا على طريقةِ علماءِ الأصولِ في النَّظَرِ إلى عِلَلِ الأحاديثِ؛ كابن حِبَّان، والحاكمِ في "المستدرك"، وكثيرٍ ممَّن جاء بعد ابنِ الصَّلاَحِ والنَّوَوِيِّ وتأثَّروا بهما، فلم نَحْرِصْ على جَمْعِ أقوالهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 341 10) مَيَّزْنَا الأعلامَ الذين قد يَلْتَبِسون بغيرهم؛ بِسَبَبِ عدمِ نِسْبتهم، أو لكونهم ذُكِرُوا بِكُنَاهُمْ، أو بألقابِهِمْ، أو غيرِ ذلك. 11) فَسَّرْنَا الألفاظَ الغريبة؛ بِالرُّجُوعِ إلى كُتُبِ اللغةِ وغريبِ الحديثِ وشروحِ كُتُبِ السُّنَّة. 12) خَرَّجْنَا الأبياتَ الشِّعْرِيَّةَ مِنْ مَظَانِّها، وَنَسَبْناها إلى بُحُورها الشِّعْرِيَّةِ وقائليها. 13) وَجَدْنَا في الكتابِ كثيرًا من العباراتِ التي جاءتْ على خلافِ المشهورِ من قواعدِ اللُّغَةِ والنَّحْوِ؛ مما يتوهَّمُهُ المتوهِّمُ لَحْنًا وخَطَأً - وقد وقَعَ ذلك في مُتُونِ الأحاديثِ والآثارِ، وفي كَلاَمِ المُصَنِّفِ وغيرِهِ - فأثبَتْنَاهُ في صُلْبِ الكتابِ ولم نُغَيِّرْ منه شَيْئًا؛ مُتَّبِعِينَ في ذلك مَنْهَج أَهْلِ العلم المحقِّقين في القديمِ والحديثِ، والَّذِي سيأتي تحريرُ الكلام فيه في آخِرِ التنبيهات (1) . وقد اجتَهَدْنَا في تَوْجِيهِ ما وقَعَ مِنْ ذلك وتخريجِهِ على وَجْهٍ أو أكثَرَ من العربيَّة، مُقْتَفِينَ في هذه التوجيهاتِ والتخريجاتِ صَنِيعَ أَهْلِ العلمِ المحقِّقين من المتقدِّمِينَ والمتأخِّرِينَ، بل والمُعَاصِرِينَ (2) .   (1) انظر التنبيه الثامن (ص159) . (2) وممَّن ارتضَى هذا المنهجَ، وطبَّقه في كتبِ الحديثِ النبويِّ والآثار، واعتَمَدَ هذه الوجوهَ والتَّخْريجاتِ المختلفةَ في العربيَّة: أبو البقاءِ العُكْبَرِيُّ (ت 616هـ) في كتابه "إعرابِ الحديث النبوي" الذي وضعه على "جامع المسانيد" لابن الجَوْزي، وابنُ مالك (ت 672هـ) في كتابه "شواهدِ التوضيحِ والتَّصْحِيح، لِمُشْكِلاَتِ الجامعِ الصحيح" الذي وضعه على "صحيح البخاري"، والسِّ ُيُوطيُّ (ت 911هـ) في كتابه "عُقُود الزَّبَرْجَد، في إعرابِ الحديث النبوي" الذي وضعه على "مسند الإمام أحمد"، وكذلك شُرَّاحُ الحديثِ في مصنَّفاتهم، وسار على ذلك أيضًا أهلُ التحقيقِ والتدقيقِ في العصر الحاضر، ومنهم العلاَّمةُ الشيخ أحمد بن محمَّد شاكر في تحقيقه لكتاب "الرِّسَالة" للإمام الشافعي، و"جامع الترمذي"، وغيره. ومثلُ هذه التَّخَارِيجِ والوجوه تجدها مبثوثةً في كثيرٍ من كتب أهل العلم المختلفة، سواءٌ في نصوص الأحاديث النبوية أو غيرها، ومنها: كتبُ إعرابِ القرآنِ وقراءاتِهِ؛ كـ "إعراب القرآن" لأبي جعفر النَّحَّاس (338هـ) ، و"الحُجَّةِ للقُرَّاء السبعة" لأبي عليٍّ الفارسيِّ (377هـ) ، و"الْمُحْتَسَبِ في تبيينِ وجوهِ شَوَاذِّ القراءات، والإيضاحِ عنها" لتلميذه أبي الفتحِ ابنِ جِنِّيْ (392هـ) ، و"كَشْفِ المُشْكِلاَتِ، وإيضاحِ المُعْضِلات" لجامع العلوم الباقولي (543هـ) ، و"التبيان، في غريب إعراب القرآن" لأبي البركاتِ بن الأنباريِّ (577هـ) ، و"التبيان، في إعراب القرآن"، و"إعرابِ القراءاتِ الشواذِّ" كلاهما للعكبري (616هـ) . وكتبُ تفسيرِ القرآن؛ كـ"جامع البيان" لابن جرير الطبري (310هـ) ، و"الكَشَّاف" للزَّمَخْشَري (538هـ) ، و"المحرَّر الوجيز" لابن عطيَّة (546هـ) ، و"التفسير الكبير" للرازي (604هـ) ، و"الجامع لأحكام القرآن" لِلْقُرْطُبِيِّ (671هـ) ، و"البحر المحيط" لأبي حَيَّان (745هـ) ، والدُّرِّ المَصُون" للسَّمِين الحَلَبي (756هـ) ، و"اللُّبَاب، في علوم الكتاب" لابن عادل الحنبلي (880هـ) ، و"فتح القدير" للشَّوْكَاني (1250هـ) ، و"رُوحِ المَعَانِي" للآلُوسِيِّ (1270هـ) ، و"أضواء البَيَان" لِلشِّنْقِيطِيِّ (1393هـ) . وكتبُ أعاريبِ الحديثِ؛ ككتبِ العكبريِّ، وابنِ مالكٍ، والسيوطيِّ المذكورةِ آنفًا. وكتبُ شروحِ الحديثِ؛ كـ "الْمُعْلِم، بفوائدِ مُسْلِم" للمازري (536هـ) ، و"إكمال الْمُعْلِم، بفوائدِ صحيحِ مسلم" للقاضي عِيَاض (544هـ) ، و"الْمُفْهِم، لِمَا أَشْكَلَ مِنْ تلخيصِ كتاب مسلم" لأبي العَبَّاس القُرْطُبي (656هـ) ، و"الْمِنْهَاج، شرح صحيح مسلمِ بنِ = = الحَجَّاج" للإمام النَّوَوي (676هـ) ، و"شرح سنن ابن ماجه" المسمَّى: بـ "الإعلام، بِسُنَّتِهِ عليه الصلاةُ والسلام" لِمُغَلْطَاي (762هـ) ، و"طَرْحِ التَّثْرِيب، في شَرْحِ التَّقْرِيب" للعراقي (806هـ) ، و"فتح الباري، بشرح صحيح البخاري" لابن حَجَرٍ العَسْقَلاَني (852هـ) ، و"عُمْدَة القاري، في شرح البخاري" للعَيْني (855هـ) ، و"تنوير الحَوَالك، شرح موطأ مالك"، و"التوشيح، شرح الجامع الصحيح (صحيح البخاري) "، و"الدِّيبَاج، في شرح صحيح مسلم بن الحَجَّاج"، و"شرح سنن النَّسَائي" وهي للسُّيُوطي (911هـ) ، و"إرشاد الساري، لشرح صحيح البخاري" للقَسْطَلاَّني (923هـ) ، و"فيض القدير، بشرح الجامع الصغير" لِلْمُنَاوي (1031هـ) ، و"شرح موطأ مالك" لِلزُّرْقَاني (1122هـ) ، و"عون المعبود، شرح سنن أبي داود" لأبي الطَّيِّبِ العظيم آبادي (1329هـ) ، و"تُحْفَة الأَحْوَذي، بشرح الترمذي" لِلْمُبَارَكْفُورِي (1353هـ) . وكتبُ شروحِ الأشعار ودواوينِ الشعراء؛ كـ"شرح القصائد السَّبْعِ الطِّوَالِ الجاهليَّات" لأبي بكر الأنباري (328هـ) ، و"كتاب الشعر" لأبي علي الفارسي (377هـ) ، و"شرح ديوان المتنبي" لأبي العلاء المَعَرِّي (449هـ) ، و"شرح حماسة أبي تَمَّام" للأَعْلَمِ الشَّنْتَمَرِيِّ (476هـ) ، و"شرح اختيارات المفضَّل" للخطيب التِّبْرِيزِيِّ (502هـ) ، و"الأمالي" لابن الشَّجَري (542هـ) ، و"التبيان، في شرح الديوان" لابن عَدْلان النَّحْوي (665هـ) ، وهو المنسوبُ للعُكْبَري (616هـ) ، وهو شرحٌ لديوان المتنبِّي، و"حاشية على شرح بانت سعاد لابن هشام" لعبد القادر البغدادي (1093هـ) ، وغير ذلك كثير. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 342 ............................ وقد كان مَنْهَجُنَا في التعليقِ على هذه المُشْكِلاَتِ على النحو التالي: (أ) وَضَعْنَا فروقَ النُّسْخَتَيْنِ (ش) ، و (ك) في الحاشية، ولم نُعَلِّقْ غالبًا على ما خالفَ الجَادَّةَ فيهما؛ لأنَّ أُولاَهُمَا منسوخةٌ عن (أ) ، وثَانِيَتَهُمَا عن (ت) ، كما تقدَّم بيانُهُ في وَصْفِ النسخ. (ب) إذا اختَلَفَتِ النُّسَخُ (أ) و (ت) و (ف) ، اختَرْنَا منها ما وافَقَ المَشْهُورَ مِنَ القواعدِ وأَثْبَتْنَاهُ في مَتْنِ الكتاب، وما في بقيَّةِ النُّسَخِ جعلناه في الحاشيةِ - مع النسختين (ش) ، و (ك) - معَ ذِكْرِ ما وقفنا عليه في مصادر التخريجِ ممَّا وافَقَ ما في النُّسَخِ أو خالفَهُ، لكنَّا لم نُعَلِّقْ - مِنْ جهةِ العربيَّةِ - على ما أثبتناه في الحاشية مخالفًا للجادَّة، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 344 إلا في القليلِ النادر؛ إذا دَعَتِ الحاجةُ إلى ذلك. (ج) إذا اتَّفَقَتِ النُّسَخُ على خلافِ الجادَّةِ المشهورةِ، أثبتنا ما وقَعَ فيها في مَتْنِ الكتابِ، وعلَّقنا عليهِ بِذِكْرِ ما تَيَسَّرَ لنا ذِكْرُهُ من رِوَايَاتِهِ الواردةِ في مَصَادرِ التَّخْرِيجِ وفاقًا وخلافًا، مع توجيهِ ما في النُّسَخِ مِنْ جهةِ العربيةِ مما ذكَرَهُ العلماءُ في الكُتُبِ المذكورةِ آنِفًا وغَيْرِهَا؛ خاصَّةً كُتُبَ إعرابِ الحديثِ وشُرُوحِهِ، وكُتُبَ أَعَاريبِ القرآن، وتَوْجِيهِ القراءاتِ المتواترةِ والشاذَّةِ؛ وإلاَّ اجتهَدْنَا في تخريجِهِ وتوجيهِهِ بالرجوعِ إلى آراء النَّحْوِيِّينَ الكُوفيِّين وغيرِهِمْ مِمَّنْ خرَجَ على قواعدِ مدرسةِ البَصْرَةِ التي هَيْمَنَتْ على النَّحْوِ العربيِّ طَوَالَ العصورِ السابقةِ إلى يومنا هذا، وصارتْ آراؤُهَا هي المعتمَدَةَ دون غيرها، وإنْ خالفَتْ هذه الآراءُ الدليلَ في غيرِ ما قليلٍ (1) ، وقد اعتبَرْنَا في ذلك كلَّ ما وافقَ وجهًا ذكَرَهُ إمامٌ مُعْتَبَرٌ مِنْ أَئِمَّةِ العربيَّةِ، وإنْ كان غيرُهُ أَقْوَى منه؛ وهذا ما أشار إليه ابنُ جِنِّيْ في كتابِهِ «الْمُحْتَسَبِ في تَبْيِينِ وُجُوهِ شَوَاذِّ القراءاتِ، والإيضاحِ عنها» (1/236) - وهو مِنْ آخِرِ ما ألَّف - فقال: «ليس يَنْبَغِي أَنْ يُطْلَقَ على شَيْءٍ له وجهٌ من العربيَّةِ قائمٌ - وإنْ كان غيرُهُ أَقْوَى منه -: أنَّه غَلَطٌ» . اهـ.   (1) قال أبو حيان في "البحر المحيط" (3/167 أول سورة النساء) : «ولَسْنَا مُتَعَبَّدِينَ بقولِ نُحَاةِ البَصْرةِ ولا غَيْرِهِمْ مِمَّنْ خالفهم؛ فَكَمْ حُكْمٍ ثَبَتَ بنقلِ الكوفيِّين مِنْ كلامِ العَرَبِ لَمْ يَنْقُلْهُ البَصْرِيُّونَ!! وكَمْ حُكْمٍ ثَبَتَ بنَقْلِ البَصْرِيِّين لم يَنْقُلْهُ الكوفيُّون!! وإنما يَعْرِفُ ذلك مَنْ له استبحارٌ في عِلْمِ العربيَّةِ لا أصحابُ الكنانيش، المشتغِلُونَ بضروبٍ مِنَ العلومِ، الآخِذُونَ عن الصُّحُفِ دون الشيوخ» . اهـ. وانظر التعليق على المسألة رقم (1619) .. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 345 وهذا الذي أبان عنه ابنُ جِنِّيْ، وهو: تصويبُ ما كان له وَجْهٌ مِنَ العربيَّةِ قائمٌ، ولو في لُغَةٍ لِبَعْضِ العَرَبِ: هو المنهجُ الْمَرْضِيُّ؛ فقد جَرَى عليه عَمَلُ المحقِّقين مِنَ العلماءِ قديمًا وحديثًا، وطبَّقوه في كُتُبِهِمْ، على اختلافِ الفُنُونِ والعلومِ، كما تقدَّم بيانُهُ قريبًا. على أنَّ تحقيقَ هذا المَطْلَبِ والاضطلاعَ به في هذا الكتابِ: قد أخَذَ منَّا وقتًا وجهدًا كبيرَيْنِ؛ لكثرةِ ما فيه مِنَ القضايا اللغويةِ والنحويةِ التي خالفتِ الجَادَّةَ وما اشتهَرَ من القواعدِ (1) ، وليس الْمُخْبَرُ   (1) وأكثرُ ما وقَعَ في كتابنا هذا مِنْ تلك القضايا: هو مِنَ المسائلِ اللغويَّةِ المختلَفِ فيها بين أئمَّةِ العربيَّة ومدارِسِهَا؛ ولهذا فقد احتجَجْنَا لِمَا ذَكَرْنَاهُ مِنْ هذه الوجوهِ والتخاريجِِ: بنصوصٍ من القرآنِ وقراءاتِه، والحديثِ وما يَكونُ حُجَّةً مِنْ رواياتِه، ومِنْ كلامِ العَرَبِ الْمُحْتَجِّ بهم نَثْرًا وشِعْرًا، وهذه هي الحُجَجُ السمعيَّةُ عند النحاةِ واللُّغَويين، والسَّمَاعُ أَقْوَى الحُجَجِ عندهم، وقد عَزَوْنَا الآياتِ إلى مواضعها من المُصْحَفِ الشريف، واجتهدْنَا في نِسْبَةِ القراءاتِ إلى أشهَرِ وأَتْقَنِ مَنْ قرَأَ بها، والأحاديثِ إلى أوثقِ مَنْ أخرجَهَا، وأما كلامُ العربِ نَثْرُهُ وشِعْرُهُ: فقد بذلْنَا وُسْعَنَا في معرفةِ قائليه، ومع هذا فقد فاتنا نسبةُ بعضِهِ؛ وإنما تَحَرَّيْنَا ذلك لِمَا عُرِفَ مِنْ علم أصول النحو: أنَّه لا يَجُوزُ الاحتجاجُ بشِعْرٍ أوْ نَثْرٍ لا يُعْرَفُ قائلُهُ، وإنْ كان التحقيقُ: أنَّ في ذلك تفصيلاً، وأنَّ مَدَارَ القَبُولِ والرَّدِّ في شواهدِ العربيَّة: على مَخَارِجِ رِوَايَتِهَا، وَصِدْقِ رُوَاتِهَا، والثقةِ بهم. انظر: "الخصائص" لابن جِنِّيْ (3/309- 313/ باب في صِدْقِ النَّقَلَة، وثِقَةِ الرُّوَاةِ والحَمَلَة) ، و"الإصباح، في شرح الاقتراح" للدكتور محمود فَجَّال (ص123-127) ، و"فيضَ نَشْرِ الانشراح، مِنْ رَوْضِ طَيِّ الاقتراح" لابن الطَّيِّب الفاسي (ص123-127، ت: الدكتور محمود فَجَّال) ، وغيرَهَا من كتبِ هذا الفن..وانظر بحثًا بعنوان «من كلام العرب: قولُهُمْ: أمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقًا انْطَلَقْتُ» للدكتور محمد أحمد الدالي، ضمن مَجَلَّةِ مجمع اللغة العربية بدمشق. المجلد 69، ج3، ص809- 811. هذا؛ وقد كُنَّا أَطَلْنَا في تخريجِ هذه المواضعِ من الكتابِ على هذا المَنْهَجِ، مُحْتَجِّينَ بما وقَفْنَا عليه مِنْ شواهدَ قرآنيَّةٍ وحَدِيثِيَّةٍ، ومِنْ كلامِ العربِ نَثْرِهِ وشِعْرِهِ، لكنَّنا رَأَيْنَا أنَّ حَوَاشِيَ الكتابِ قد أُثْقِلَتْ بهذه التخريجاتِ؛ فاختصَرْناها تخفيفًا على القارئ، ونظرًا لطبيعةِ هذا الكتابِ، فهو كتابٌ مختصٌّ بِعِلَلِ الأحاديث، واكتفَيْنَا بِبَعْضِ تلك الشواهد مما فيه الحُجَّةُ والبيان، مع سَرْدِ المصادر المختلفة لهذه الوجوه والتخريجات والشواهد؛ لِيَرْجِعَ إليها ويَسْتَزِيدَ منها مَنْ شاء. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 346 كالْمُعَايِنِ، وإنَّنَا لَنُنْشِدُ مع الشاعر قولَهُ [من البسيط] : يا ابنَ الكِرَامِ أَلاَ تَدْنُو فَتُبْصِرَ مَا قَدْ حَدَّثوكَ فَمَا رَاءٍ كَمَنْ سَمِعَا؟! فمنِ اطَّلَعَ على ما قُمْنَا به في هذا الكِتَاب، عَرَفَ حَقِيقَةَ ما أَخْبَرْنَاهُ به، وأرشَدْنَاهُ إليه، واللهُ المُوَفِّقُ لِلصَّوَاب، وهو الهادي إلى سَوَاءِ السَّبِيل. 14) رَقَّمْنَا مَسَائلَ الكتابِ ترقيمًا تَسَلْسُلِيًّا يَتَّفِقُ مع ترقيمِ الطبعةِ الأُولَى التي أَخْرَجَهَا الأستاذ مُحِبُّ الدِّينِ الخَطِيب _ح؛ لِيَتَمَكَّنَ الباحثُ مِنَ الاستفادةِ من طَبْعَتِنَا هذه، مع الجُهُودِ التي خرَجَتْ بناءً على الطبعةِ السابقة، كالبرامجِ الحَاسُوبية، وغيرها. وواجهَتْنَا بعضُ الصعوباتِ في ذلك، ومنها المسائلُ الساقطةُ مِنْ طبعةِ مُحِبِّ الدين الخطيب، والمواضعُ التي دُمِجَتْ فيها مسألةٌ بأُخْرَى، فرأينا تفريعَهَا مِنَ المسألةِ التي قبلها؛ بإعطائِهَا الرَّقْمَ نَفْسَهُ، مع تَمْييزِهَا بِحَرْفٍ أَبْجَدِيٍّ يَدُلُّ عليها؛ هكذا: (554) ، ثم (554/أ) ، ثم (554/ب) ،،، وهَلُمَّ جَرًّا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 347 15) قدَّمنا للكتابِ بمقدِّمةٍ بَيَّنَّا فيها أهميَّةَ عِلْمِ عِلَلِ الحديثِ، والمصنَّفاتِ فيه، وتعريفَ العِلَّةِ في اللغةِ والاصطلاحِ، وذَكَرْنَا أسبابَ وقوعِ العِلَّةِ في الحديثِ، وتَرْجَمْنَا فيها للمصنِّفِ تَرْجَمَةً مطوَّلةً، وتَرْجَمْنَا لأبيه وأبي زُرْعَةَ بترجمةٍ مُوجَزةٍ لكلٍّ منهما، وعَرَّفْنَا بالكتاب، وذكَرْنَا رواياتِهِ، وتَرْجَمْنَا لرواتِهِ، وَوَصَفْنَا فيها النُّسَخَ الخَطِّيَّةَ له، وحقَّقنا صِحَّةَ اسمِهِ ونِسْبَتِهِ إلى مُصَنِّفِهِ، إضافةً إلى خُطَّةِ العَمَلِ هذه وما صاحَبَهَا من تنبيهات، وَوَضَعْنَا في نهايتها نماذجَ من النُّسَخِ الخَطِّيَّةِ المعتمدةِ للكتاب. 16) صَنَعْنَا فهارسَ عِلْمِيَّةً مفصَّلةً تُعِينُ الباحثَ على الوقوفِ على بُغْيته مِنْ مسائلِ الكتابِ وفوائده، وجَعَلْنَا الإحالاتِ فيها جميعًا على أرقام المسائلِ دون الصفحات، وهي: فِهْرِسُ الآياتِ القرآنيَّة. فِهْرِسُ الأحاديثِ النَّبَوِيَّة. فِهْرِسُ الآثارِ. فِهْرِسُ المَسَانِيدِ. فِهْرِسُ ألفاظِ الجَرْحِ والتَّعْدِيلِ نادرةِ الاِستعمالِ. فِهْرِسُ الأعلامِ. فِهْرِسُ الأماكنِ والبِقَاعِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 348 فِهْرِسُ القبائلِ والأُمَمِ والجَمَاعَاتِ. فِهْرِسُ الوقائعِ. فِهْرِسُ غَرِيبِ اللُّغَةِ. فِهْرِسُ مَسَائِلِ العَرَبِيَّةِ. فِهْرِسُ الأشعارِ وأنصافِ الأبياتِ. فِهْرِسُ الأرجازِ. فِهْرِسُ الكُتُبِ الوَارِدَةِ فِي الكِتَابِ. فِهْرِسُ مَرَاجعِ التحقيقِ المطبوعة. فِهْرِسُ مَرَاجعِ التحقيقِ المخطوطة. فِهْرِسُ الموضوعاتِ. فِهْرِسُ الفَهَارِسِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 349 تَنْبِيهَاتٌ الأَوَّلُ: يَظْهَرُ لنا أنَّ ابنَ أبي حاتمٍ جَمَعَ كثيرًا من مادَّةِ الكتابِ في حَيَاةِ أبيه وأبي زُرْعة، لكنَّه لم يصنِّفْ كتابَهُ هذا إلاَّ بَعْدَ وفاةِ أبيه؛ يُشْعِرُ بذلك قولُهُ في المسألة رَقْم (108) : «وحِفْظِي عن أبي _ح» ، ولو كان أبوه حَيًّا لَسَأَلَهُ، ولَمَا احتاجَ إلى الاعتمادِ على حِفْظه، وصِيغَةُ الترحُّمِ قرينةٌ قويَّةٌ في هذه المسألةِ وفي مَسَائِلَ أُخْرَى؛ كالمسألتَيْنِ رَقْم: (124 و1875) ، وفي المسألة رَقْم (1936) في حديثٍ من رواية أبي سَعِيدٍ مولى الجَرَادِيِّينَ بيَّن أبو حاتمٍ أنَّ أبا سعيدٍ هَذَا هو الحَسَنُ بْن دِينَارٍ، ثم قال ابن أبي حاتم: «فذكَرْتُ هَذَا الحديثَ لابْنِ جُنَيْدٍ الحافظِ، فَقَالَ: كَانَ إسحاقُ بْنُ أَبِي كاملٍ البَاوَرْدِيُّ ببغدادَ، يَسْأَلُ عَنْ هَذَا الْحَدِيث، وكنا نَرَى أَنَّهُ غريبٌ؛ فقد أفسَدَ علينا أَبُو حاتمٍ _ح لَمَّا بيَّن أنه الحَسَنُ ابن دِينَارٍ!» . ولعلَّ مِنْ أقوى الدلائلِ على هذا: ما جاء في المسألةِ رَقْم (1004) في حديثٍ رواه سَلْمُ ابنُ مَيْمُونٍ الخَوَّاصُ، فقال ابنُ أبي حاتم: فَسَمِعْتُ محمَّدَ بْنَ عَوْف يَقُولُ: «غَلِطَ سَلْمُ ابنُ مَيْمُونٍ فِي هَذَا الحديثِ» . وَلَمْ يُبَيِّنْ أكثَرَ مِنْ هَذَا، وَلَمْ يُبَيِّنِ الصحيحَ مَا هُوَ، وَلَمْ يَتَّفِقْ لِي سؤالُ أَبِي عَنْ ذَلِكَ!! فسأَلْتُ عليَّ بنَ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْد - حافِظَ حديثِ الزُّهْرِيِّ - وذكَرْتُ لَهُ هَذَا الحديثَ؟ فَقَالَ: «الصحيحُ: الزُّهْرِيُّ، عَنِ ابنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبي (ص) » . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 350 فلو كان أبوه حَيًّا لسأله، ولَمَا احتاجَ إلى سؤالِ محمَّدِ بنِ عَوْفٍ، وعليِّ بنِ الجُنَيْد. وهذا على سَبِيلِ الظَّنِّ الغالب، وإلا فَيَحْتمِلُ أن يكونَ صنَّفَ أَصْلَ الكتابِ في حَيَاةِ أَبِيهِ وأبي زُرْعة، ثم أضافَ هذه المسائلَ المُشَارَ إليها وغيرَها بعد وَفَاةِ أبيه، والله أعلم. الثَّاني: وقَعَ في الكتابِ كَثِيرٌ من المسائلِ المُكَرَّرةِ، وهي أنواعٌ: أ) فمنها مسائلُ يكونُ السؤالُ فيها مُوَجَّهًا إلى أبيه مَرَّةً، وإلى أبي زُرْعةَ مَرَّةً أخرى؛ فهاتان مسألتان مُخْتَلِفتان؛ لأنَّ الجوابَ صدَرَ من إمامَيْنِ، وإنْ كان في حديثٍ واحد؛ كما في المسألتين رقم (1112 و1123) . ب) ومنها مسائلُ جاءتْ في بابَيْنِ مختلفَيْنِ؛ فالتكرارُ هنا بِسَبَبِ مناسبةِ المسألةِ للبابِ الذي وَرَدَتْ فيه؛ كما في المسألة رقم (1067) في كتابِ الجنائز، وهي تتعلَّقُ بِفَضْلِ الصبر على المُصِيبَةِ، فقد أعادها في كتابِ الزُّهْدِ برقم (1870 و1892) . ج) ومنها مسائلُ جاءَتْ مُكَرَّرةً في بابٍ واحدٍ أو أبوابٍ متفرِّقةٍ، والسؤالُ موجَّهٌ فيها إلى أبيه مثلاً، أو أبي زُرْعة، لكنِ اختَلَفَ ترجيحُهُ؛ كما في المسائلِ رَقْم (788 و851 و869) ؛ فهذا ليس تكرارًا كما هو ظاهر. د) ومنها مَسَائِلُ جاءَتْ مُكَرَّرةً في بابٍ واحدٍ، والسؤالُ موجَّهٌ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 351 فيها إلى أبيه مثلاً، أو أبي زُرْعة، لكنْ يوجدُ في سؤالٍ زيادةٌ عمَّا في السؤالِ الآخَرِ مِنْ غيرِ اختلافٍ في الترجيح، فالظاهرُ في هذه الحالِ أنَّ السؤالَ وُجِّهَ إلى ذلك الإمامِ أكثَرَ من مَرَّةٍ، فأجابَ في كُلِّ مَرَّة بجوابٍ؛ كما في المسألتين رَقْم (1294 و1307) ، و (791 و809) . هـ) ومنها مسائلُ جاءَتْ مُكَرَّرةً في بابٍ واحدٍ، والسؤالُ موجَّهٌ فيها إلى إمامٍ واحدٍ، مِنْ غَيْرِ اختلافٍ بين المسألتَيْنِ؛ كما في المسألتَيْنِ رَقْم (1295 و1308) ، فهذا ذهولٌ مِنِ ابنِ أبي حاتم في تكرارِهِ لها - فيما يظهر - والله أعلم. الثَّالِثُ: مُعْظَمُ مَادَّةِ هذا الكتابِ سؤالاتٌ وَجَّهَهَا ابنُ أبي حاتم إلى أبيه وأبي زُرْعة، أو إلى أحدهما، وأَكْثَرُهَا أسئلةٌ لأبيه، وهناك سؤالاتٌ موجَّهةٌ منه إلى شيخَيْنِ آخرَيْنِ له، وهما: أ) عليُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْد، وهي ذوات الأرقام: (253 و431 و554/أو554/ب و764 و874 و891 و1004 و1527 و1785 و1786 و1834 و1858 و2543 و2808) . ب) محمَّدُ بنُ عَوْفٍ الحِمْصيُّ، وهما مسألتان فقط؛ رَقْم (175 و1004) . وربَّما ورَدَ في بعضِ المسائلِ ذِكْرٌ لِقَوْلِ بعضِ الأئمَّةِ المتقدِّمين؛ كَشُعْبَةَ في المسائلِ رَقْم (115 و248 و306 و1563) ، ويحيى القطَّانِ في المسائلِ رَقْم (605 و799 و2221 و2731) ، وأبي الوَلِيدِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 352 الطَّيَالِسِيِّ في المسألة رَقْم (322) ، ويحيى بنِ مَعِينٍ في المسائل رَقْم (125 و211 و293 و378 و554/أو581 و1131 و1312 و1373 و1879 و2117 و2449 و2564 و2661) ، والإمامِ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ في المسائل رَقْم (732 و832 و872 و1224 و1438 و1551 و2185 و2203 و2303 و2371 و2829) . وورَدَ في المسألةِ رقم (2256) روايةٌ مِنِ ابنِ أبي حاتم عن أبي الفَضْلِ أحمَدَ بنِ سَلَمة في سؤالٍ سأله أبا زُرْعة، ثم مسلمَ بنَ الحَجَّاج الذي كشَفَ عَنْ عِلَّتِهِ. الرَّابِعُ: ذكَرَ ابنُ أبي حاتمٍ في بعضِ المسائلِ بعضَ الكُتُبِ التي اعتمَدَ عليها في بيان العِلَّةِ، وقد وضَعْنَا لها فِهْرِسًا بعنوانِ "فِهْرِسُ مَوَارِدِ المصنِّف"، ولكنْ واجهَتْنَا بعضُ الإشكالات في ذلك، ومِنْ أهمِّها: أنَّ ذِكْرَ هذه الكُتُبِ لا يعني بالضرورةِ أنَّها مصنَّفاتٌ لأصحابها؛ لاحتمالِ أن تكونَ أصولَهُمُ التي دوَّنوا فيها أحاديثَهُمْ عن شيوخهم حالَ الطَّلَبِ؛ كقولِ أبي حاتم في المسألة رقم (2579) : «هَذَا الحديثُ لَيْسَ هُوَ فِي كتابِ أَبِي صالحٍ عَنِ اللَّيْث» ، لكنَّ هذا لا يَمْنَعُ أن يكونَ مَوْرِدًا للمصنِّف. ومِنْ ذلك: قولُهُ في المسألة رقم (208) : «وكان في كتابِ أبي زُرْعة» ، وفي المسألة رقم (104) : «وقد كَانَ أَبُو زُرْعة أخرَجَ هَذَا الحديثَ فِي كِتَابِ "المُخْتَصَر"، وفي المسألة رقم (2370) : الجزء: 1 ¦ الصفحة: 353 «وسمعتُ أَبَا زُرْعة وانتهَى إِلَى حديثٍ في "فَوَائِدِهِ"» ؛ فهل هي أسماءٌ لكتابٍ واحدٍ، أو أكثَرَ؟! ومِنْ ذلك: قولُهُ في المسألة رقم (1199) : «وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثَنَا بِهَذَا البابِ في "كتابِ النِّكَاح"، وفي المسألة رقم (1434) : «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، وَلَمْ يَقْرَأْ عَلَيْنَا فِي "كتابِ الشُّفْعَة"، وضَرَبْنَا عليه» ، وفي المسألة رقم (1505) : «قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو زُرْعة كتابَ الأطعمة» ، ونحوُهُ في المسألة رقم (1546) ، وقولُهُ في المسألة رقم (1640) : «وانتَهَى أَبُو زُرْعة فِيمَا كَانَ يَقْرَأُ مِنْ كتابِ الفَرَائض» ، ونحوُهُ في المسألة رقم (1646) ، وقولُهُ في المسألة رقم (2533) : «وَكَانَ حَدَّثهم قَدِيمًا فِي "كتابِ الآداب"» ؛ فَهَلْ هذه أسماءُ مصنَّفاتٍ مستقلَّة، أو أبوابٌ مِنْ أحدِ كُتُبِ أبي زُرْعة؟! الخَامِسُ: يَرِدُ في بعضِ الكُتُبِ عَزْوُ بعضِ الأقوالِ أو الأحاديثِ إلى العِلَلِ لابنِ أبي حاتم، ولا تُوجَدُ في النُّسَخِ التي بين أيدينا، ولا نَظُنُّ هذا دليلاً على نَقْصٍ في الكتاب، ولكنْ مَرَدُّهُ إلى خطأ في العَزْوِ - والله أعلم - كما حصَلَ من الزَّرْكَشِيِّ _ح؛ فإنه قال في "النُّكَتِ على مقدِّمة ابنِ الصَّلاَح" (1/453) : «وقال ابنُ أبي حاتمٍ في "كتاب العِلَلِ": قال أحمدُ بنُ حَنْبَل: ما أراه سَمِعَ مِنْ عبدِالرحمنِ ابنِ أَزْهَرَ، إنما يقولُ الزُّهْري: كان عبدُالرحمنِ بنُ أَزْهَرَ يحدِّثُ، فيقولُ مَعْمَرٌ وأسامةُ: سمعتُ عبدَالرحمنِ بنَ أَزْهَرَ، ولم يَصْنَعَا عندي شيئًا، وقد أدخَلَ بينه وبينه طلحةَ ابنَ عبدِاللهِ بنِ عَوْف» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 354 وهذا النَّصُّ إنما هو في "المَرَاسِيل" لابنِ أبي حاتم (ص190 رقم 700) ، ولم نَجِدْهُ في "العلل". السَّادِسُ: يَرِدُ في بعضِ الكُتُبِ عَزْوُ بَعْضِ الأقوالِ لأبي حاتم في "كتاب العلل"؛ كما في "توضيح المُشْتَبِهِ" لابن ناصر الدين (1/225) حين قال: «رواه أبو حاتمٍ الرازيُّ في "العِلَلِ" عَنْ يَحْيَى بنِ إسماعيلَ بنِ عبد الله بنِ حَبِيبِ بنِ أبي ثابت؛ حدَّثنا فِرْدَوْس، فذكره» . وهذا النَّصُّ ليس في "العِلَلِ" لعبد الرحمن ابن أبي حاتم، لكنْ وجدنا ابن ناصر الدِّينِ ينقل عن كتاب "العلل" لأبي حاتم الرازي، برواية محمَّد بن إبراهيم الكَتَّاني عنه؛ كما صرَّح به في بعضِ المواضِعِ من كتابه "توضيح المشتبه"، منها: (5/285) ، و (7/174) . السَّابِعُ: يَرِدُ في بعضِ الكُتُبِ بعضُ الأقوالِ في عِلَلِ الأحاديثِ يَرْويها ابنُ أبي حاتم، عن أبيه؛ كما في "تفسيرِ ابنِ كَثِير" (2/185) حين قال: «قال ابنُ أبي حاتم: قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خَطَأٌ؛ والصحيحُ: عن عائشة، موقوف» . وهذا النقلُ ليس من "العِلَلِ" لعبدِالرحمنِ بنِ أبي حاتم، ولكنْ مِنْ كتابه الآخَرِ: "تَفْسِير القرآن" (4761) ، ففيه ذكرٌ لبعضِ أقوالِ أبيه في العِلَلِ. الثَّامِنُ: أثبتنا النَّصَّ كما وَرَدَ في النُّسَخِ وإنْ خالَفَ المشهورَ مِنْ قواعدِ النَّحْوِ واللغة، وعلَّقنا على ذلك بِذِكْرِ وجوهٍ له تُصَحِّحُهُ مِنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 355 مذاهبِ النحاةِ واللغويِّين وغَيْرِهِمْ (1) : وقد اختلَفَ أهلُ العِلْمِ، رحمهم الله، تُجَاهَ هذه القَضِيَّةِ - وهي إصلاحُ اللَّحْنِ والتصحيف، والأَخْطاءِ النَّحْوِيَّةِ واللُّغَوِيَّة، في النُّسَخِ الخَطِّيَّة - وكان اختلافُهُمْ في جهتين: الجهةُ الأُولى: إصلاحُ الخَطَأِ في النُّطْقِ والرِّوَاية، وذَكَرُوا فيه طُرُقًا أربعةً: الأُولى: طريقةُ مَنْ يَرَى أنَّه يَرْوِيهِ على الخَطَأِ واللَّحْنِ كما سَمِعَهُ؛ وذَهَبَ إلى ذلك: نافعٌ مولى ابنِ عُمَرَ، ومحمَّدُ بنُ سِيرِينَ، وأبو الضُّحَى، وأبو مَعْمَرٍ عبدُاللهِ بنُ سَخْبَرة، وأبو عُبَيْدٍ القاسمُ بنُ سَلاَّمٍ، قال ابنُ الصَّلاَح في كتابه "علوم الحديث" (ص218) : «وهذا غُلُوٌّ في مذهبِ اتِّبَاعِ اللفظِ، والمَنْعِ مِنَ الروايةِ بالمعنى» . والثانية: طريقةُ مَنْ يَرَى تغييرَهُ وإصلاحَهُ وروايتَهُ على الصَّوَابِ؛ وقد ذهَبَ إلى ذلك: ابنُ المُبَارَك، والأَوْزاعيُّ، والشَّعْبيُّ، والقاسمُ ابنُ محمَّد، وعَطَاءٌ، وهَمَّامٌ، والنَّضْرُ بن شُمَيْل؛ قال ابن الصَّلاَح في الموضعِ السابقِ مِنْ كتابِهِ المذكور: «وهو مذهبُ المحصِّلين والعُلَماءِ من المحدِّثين، والقَوْلُ به في اللَّحْنِ الذي لا يَخْتَلِفُ به المَعْنَى وأمثالِهِ لازمٌ على مَذْهَبِ تَجْوِيزِ روايةِ الحديثِ بالمعنى» .   (1) وقد تقدَّم بيانُ ذلك ومَنْهَجِنَا فيه (ص342- 347) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 356 والثالثة: طريقةُ التوقُّفِ، وهي تَرْكُ رِوَايَةِ الخَطَأِ والصَّوَابِ جميعًا؛ حكى ذلك ابنُ دَقِيقِ العِيدِ في «الاقتراحِ» (ص294-295) عن شَيْخه عِزِّ الدينِ ابنِ عبدِالسَّلاَم، قال: سمعتُ أبا محمَّد ابنَ عبدِالسَّلاَمِ - وكان أحدَ سَلاَطينِ العُلَماء - كان يَرَى في هذه المسألةِ ما لم أَرَهُ لأحدٍ: أنَّ هذا اللفظَ المُخْتَلَّ لا يُرْوَى على الصَّوَاب، ولا على الخَطَأ؛ أمَّا على الصواب: فإنه لم يُسْمَعْ مِنَ الشيخِ كذلك، وأمَّا على الخَطَإ: فلأنَّه (ص) لم يَقُلْهُ كذلك. اهـ. قال الزَّرْكَشِيُّ في «النُّكَتِ على ابن الصَّلاَح» (3/622-623) : «وهذا نظيرُ قولِ أصحابِنَا [يعني: الشافعيَّةَ] فيما لو وكَّله ببيعٍ فاسدٍ: أنَّه لا يستفيدُ الفاسد؛ لأنَّ الشَّرْعَ لم يَأْذَنْ فيه، ولا الصحيح؛ لأنَّ المالكَ لم يَأْذَنْ فيه» . اهـ. وهذا القولُ غريبٌ. والرابعة: طريقةُ التفصيلِ بَيْنَ ما له وَجْهٌ سائغٌ في لُغَةِ العَرَبِ؛ فلا يُغَيَّرُ، وما لَيْسَ له وَجْهٌ؛ فيغيَّرُ؛ حَكَى ذلك القَابِسِيُّ في «المُلَخَّصِ» - كما في "النكت على مقدِّمة ابن الصَّلاَح" للزركشي (3/622) - قال القابِسِيُّ: «وأمَّا اللَّحْنُ في الحديثِ فشديدٌ، وقد سَمِعْتُ أبا الحَسَنِ محمَّدَ بنَ هاشمٍ البَصْرِيَّ - وكان مِنْ عُلَمَاءِ الناسِ وخِيَارِهِمْ رحمه الله تعالى - يقولُ: سُئِلَ أبو عِمْران - يعني النَّسَوِيَّ - عن اللَّحْنِ يُوجَدُ في الحديثِ؟ فقال: إنْ كان شيئًا تقولُهُ العَرَبُ - وإنْ كان في غَيْرِ لغةِ قُرَيْش - فلا يُغَيَّرُ؛ لأنَّ النبيَّ (ص) كان يُكَلِّمُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 357 الناسَ بلسانهم، وإنْ كان مِمَّا لا يُوجَدُ في كلامِ العَرَبِ فَرَسُولُ اللهِ (ص) لا يَلْحَنُ» . اهـ. واختاره ابنُ حَزْمٍ في «كتابِ الإحكامِ» (2/216) ، قال: «وأمَّا اللَّحْنُ في الحديثِ: فإنْ كان شَيْئًا له وَجْهٌ في لغةِ بَعْضِ العَرَبِ، فَلْيَرْوِهِ كما سَمِعَهُ، ولا يُبَدِّلْهُ، ولا يَرُدَّهُ إلى أَفْصَحَ منه، ولا إلى غَيْرِهِ، وإنْ كان شيئًا لا وَجْهَ له في لغةِ العَرَبِ البَتَّةَ، فحَرَامٌ على كُلِّ مُسْلِمٍ أنْ يحدِّثَ باللَّحْنِ عن النبيِّ، فإنْ فَعَلَ فهو كاذبٌ مُسْتحِقٌّ للنارِ في الآخِرَةِ؛ لأنَّا قد أيقنَّا أنَّه _ج لم يَلْحَنْ قَطُّ؛ كتيقُّنِنَا أنَّ السماءَ مُحِيطَةٌ بالأرضِ، وأنَّ الشمسَ تطلُعُ من المَشْرِقِ، وتَغْرُبُ في الْمَغْرِبِ؛ فمَنْ نَقَلَ عن النبيِّ (ص) اللَّحْنَ، فقد نَقَلَ عنه الكَذِبَ بيقين، وفَرْضٌ عليه أنْ يُصْلِحَهُ، ويَبْشُرَهُ مِنْ كتابه، ويَكْتُبَهُ مُعْرَبًا، ولا يحدِّثَ به إلا مُعْرَبًا، ولا يَلْتَفِتَ إلى ما وُجِدَ في كِتَابِهِ من لَحْنٍ، ولا إلى ما حَدَّثَ شيوخُهُ ملحونًا ... » . اهـ. واختار هذا المذهبَ أيضًا: ابنُ فارسٍ في كتابِ «مآخذ العِلْم» - كما في "النكت على مقدِّمة ابن الصَّلاَح" للزركشي (3/623) - لكنَّه اشتَرَطَ في تغييرِهِ وروايتِهِ على الصوابِ: العِلْمَ بالعربيَّة، وجَعَلَ هذا مما يَحْتَاجُ إلى تَرَوٍّ وبَحْثٍ شديدٍ؛ فإنَّ اللغةَ واسعةٌ، واختار الجوازَ، وقال: وأما قولُهُ (ص) : «نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا كما سَمِعَ» ؛ فالمرادُ: كما سَمِعَ مِنْ صِحَّةِ المعنَى واستقامتِهِ مِنْ غيرِ زيادةٍ ولا نقصانٍ يُغَيِّرَانِ المعنى، فأمَّا أنْ يَسْمَعَ اللَّحْنَ فيؤدِّيَهُ فلا. وبَعْدُ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 358 فمعلومٌ أنَّ النبيَّ (ص) كان لا يَلْحَنُ؛ فينبغي أنْ تُؤَدَّى مقالتُهُ عنه في صِحَّةٍ كما سُمِعَ منه» . اهـ. واختاره أيضًا ابنُ المنيِّر - كما في "فتح المغيث" للسخاوي (2/267) ، و"النكت على مقدِّمة ابن الصَّلاَح" للزركشي (3/623) - واحتجَّ على الجَوَازِ بقولِهِ (ص) : «فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ» . الجهةُ الثانيةُ: اختلافُهُمْ في إصلاحِ الخَطَأِ في أصلِ النُّسْخَةِ والكتابِ، وللعلماءِ في ذلك قديمًا وحديثًا مَسْلَكان: الأوَّل: مَسْلَكُ مَنْ يَرَى إصلاحَهُ في الكتابِ، وتَغْيِيرَ ما وقَعَ في أُصُولِهِ، وربَّما أَشَارُوا إلى ما في الأَصْلِ المَنْسُوخِ عنه، وربَّما لم يُشِيرُوا، وقد ينبِّهون على سَبَبِ تَغْيِيرهم، وكثيرًا ما يُغْفِلون التنبيه، ومِنْ هؤلاءِ الإمامُ أبو الوَلِيدِ الوَقَّشِيُّ كما سيأتي في كلامِ القاضي عِيَاضٍ. وعلى هذا المذهبِ: عَمَلُ كثيرٍ مِنْ نَاشِرِي الكُتُبِ (مِمَّنْ تَسَمَّوْا بـ «المحقِّقين» ) في هذا الزمان، وسيأتي في كلامِ القاضي عِيَاضٍ وابنِ الصَّلاَح وغيرِهِمَا ما في هذا المَسْلَكِ مِنْ مفاسدَ خطيرةٍ، وشرورٍ مستطيرةٍ، على العِلْمِ والتراثِ، واللهُ المستعان!! والثاني - وهو مذهبُ المحقِّقين مِنْ أهلِ العلمِ قديمًا وحديثًا -: أنَّ الصحيحَ: إثباتُ النَّصِّ كما وَصَلَ إلينا في أُصُولِهِ ونُسَخِهِ الخَطِّيَّةِ، مع تَبْيِينِ الصَّوَابِ في الحاشية، ووَجْهِهِ مِنْ جِهَةِ العربيَّةِ أو النَّقْلِ؛ إنْ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 359 أمكنَ ذلك؛ وهذا ما سِرْنَا عليه في هذا الكتابِ. وفي تصويبِ هذا المنهجِ في «تحقيقِ النصوصِ» يقول ابنُ الصَّلاَحِ _ح في كتابه «علوم الحديث» (ص 229-230) : «وأمَّا إصلاحُ ذلك وتَغْيِيرُهُ في كتابِهِ وأَصْلِهِ: فالصوابُ تَرْكُهُ وتقريرُ ما وقَعَ في الأَصْلِ على ما هُوَ عليه، مع التَّضْبِيبِ عليه، وبيانِ الصوابِ خارجًا في الحاشية؛ فإنَّ ذلك أَجْمَعُ للمَصْلَحَةِ، وأَنْفَى لِلْمَفْسَدةِ، وقد رُوِّينَا أنَّ بعضَ أصحابِ الحديثِ رُئِيَ في المنامِ وكأنَّه قد مَرَّ مِنْ شَفَتِهِ أو لسانِهِ شَيْءٌ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ: لَفْظَةٌ مِنْ حديثِ رسولِ اللهِ (ص) غَيَّرْتُهَا برأيي، ففُعِلَ بي هذا. وكثيرًا ما نَرَى ما يَتَوَهَّمُهُ كثيرٌ من أهلِ العلمِ خَطَأً - وربَّما غَيَّرُوهُ - صوابًا ذا وَجْهٍ صحيحٍ، وإنْ خَفِيَ واسْتُغْرِبَ!! لا سيَّما فيما يَعُدُّونَهُ خَطَأً مِنْ جهةِ العربيةِ؛ وذلك لِكَثْرةِ لُغَاتِ العربِ وتَشَعُّبِهَا، ورُوِّينَا عن عبدِاللهِ بنِ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: كان إذا مَرَّ بأبي لَحْنٌ فاحشٌ غَيَّرَهُ، وإذا كان لَحْنًا سهلاً تَرَكَهُ، وقال: كذا قال الشيخُ!!» . وقد علَّق الزَّرْكَشِيُّ على ما ذكره ابنُ الصَّلاَحِ، فقال في «النُّكَتِ» (3/623-624) : «ما ذكره المصنِّفُ أنه الصوابُ، حكاه ابنُ فارسٍ عن شيخه أبي الحَسَنِ عليِّ بنِ إبراهيمَ القَطَّانِ، قال: فكان يَكْتُبُ الحديثَ على ما سَمِعَهُ لَحْنًا، ويكتُبُ على حاشيةِ كتابِهِ: «كذا قال - يعني الذي حدَّثه - والصوابُ كذا» ، قال ابنُ فارسٍ: وهذا أَحْسَنُ ما سَمِعْتُ في هذا البابِ، وقال أبو حَفْصٍ الْمَيَّانِشِيُّ في «إيضاحِ ما لا الجزء: 1 ¦ الصفحة: 360 يَسَعُ المحدِّثَ جَهْلُهُ» [ص258-259، ضِمْنَ خَمْسِ رسائلَ في علوم الحديث] : «صَوَّبَ بعضُ المشايخِ هذا، وأنا أستحسنُهُ، وبه آخُذُ» . اهـ. وقال ابنُ دقيقِ العيدِ في «الاقتراح» (ص262) : «وإذا وقَعَ في الروايةِ خَلَلٌ في اللفظِ: فالذي اصطُلِحَ عليه ألاَّ يُغَيَّرَ؛ حَسْمًا للمادَّةِ؛ إذْ غَيَّرَ قومٌ الصَّوَابَ بالخطأ؛ ظَنًّا منهم أنه الصَّوَابُ، وإذا بَقِيَ على حالِهِ، يُضَبَّبُ عليه، ويُكْتَبُ الصوابُ في الحاشية» . اهـ. وقد حرَّر ذلك كلَّه وأجاد في البَيَان: القاضي عِيَاضٌ في كتابه «الإلماع» (ص185- 188) ، فقال _ح: «الذى استمَرَّ عليه عَمَلُ أكثرِ الأشياخِ: نقلُ الروايةِ كما وَصَلَتْ إليهمْ وسَمِعُوهَا، ولا يغيِّرونها مِنْ كُتُبِهِمْ، حتى أَطْرَدوا ذلك في كلماتٍ من القرآنِ استَمَرَّتِ الروايةُ في الكُتُبِ عليها بخلافِ التلاوةِ المُجْمَعِ عليها، ولم يَجِئْ في الشاذِّ مِنْ ذلك في الموطَّأ والصَّحِيحَيْنِ وغيرها؛ حمايةً للباب، لكنَّ أَهْلَ المعرفةِ منهم يُنَبِّهُونَ على خَطَئِهَا عند السماعِ والقراءةِ وفى حواشى الكُتُبِ، ويَقْرَؤُونَ ما فى الأصولِ على ما بَلَغَهُمْ. ومنهم: مَنْ يَجْسُرُ على الإصلاحِ، وكان أجرأَهُمْ على هذا من المتأخِّرين القاضى أبو الوليدِ هشامُ بنُ أحمدَ الكِنَانيُّ الوَقَّشِىُّ؛ فإنَّه - لكثرةِ مطالعتِهِ وتفنُّنِهِ في الأدبِ واللغةِ وأخبارِ الناسِ، وأسماءِ الرجالِ وأنسابِهِمْ، وثُقُوبِ فهمِهِ وحِدَّةِ ذِهْنِهِ - جَسَرَ على الإصلاحِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 361 كثيرًا، وربَّما نبَّه على وجهِ الصوابِ؛ لكنَّه ربَّما وَهِمَ وغَلِطَ في أشياءَ من ذلك، وتحكَّم فيها بما ظَهَرَ له، أو بِمَا رآه في حديثٍ آخَرَ، وربَّما كان الذي أصلحَهُ صوابًا، وربَّما غَلِطَ فيه وأصلَحَ الصوابَ بالخطأ!! وقد وقَفْنَا له مِنْ ذلك في الصحيحَيْنِ والسِّيَرِ وغيرها على أشياءَ كثيرةٍ، وكذلك لِغَيْرِهِ مِمَّنْ سلك هذا المَسْلَكَ. وحمايةُ بابِ الإصلاحِ والتغييرِ أولى؛ لئلا يَجْسُرَ على ذلك مَنْ لا يُحْسِنُ، وَيَتَسَلَّطَ عليه مَنْ لا يَعْلَمُ، وطَرِيقُ الأشياخِ أَسْلَمُ مع التَّبْيِينِ؛ فيَذْكُرُ اللفظَ عند السَّمَاعِ كما وقَعَ، وينبِّهُ عليه، ويذكُرُ وجهَ صوابِهِ: إمَّا مِنْ جهةِ العربية، أو النقلِ، أو ورودِهِ كذلك في حديثٍ آخَرَ،، أو يقرؤُهُ على الصوابِ، ثم يقولُ: وقَعَ عند شَيْخنا أو في روايتِنَا كذا، أو مِنْ طريقِ فلانٍ كذا، وهو أَوْلَى؛ لئلا يقولَ على النبيِّ (ص) ما لم يَقُلْ. وأحسنُ ما يُعْتَمَدُ عليه في الإصلاحِ: أنْ تَرِدَ تلك اللفظةُ المغيَّرةُ صوابًا فى أحاديثَ أُخْرَى، فإنْ ذَكَرَهَا على الصَّوَابِ في الحديثِ أَمِنَ أنْ يقولَ عن النبيِّ (ص) ما لم يَقُلْ، بخلافِ إذا كان إنما أَصْلَحَهَا بِحُكْمِ عِلْمِهِ ومقتضى كلامِ العَرَبِ. وهذه طريقةُ أبي عَلِيِّ بنِ السَّكَنِ البغداديِّ فى انتقائِهِ روايتَهُ لصحيحِ البُخَاريِّ؛ فإنَّ أكثرَ متونِ أحاديثِهِ ومُحْتَمِلَ روايتِهِ هى عنده الجزء: 1 ¦ الصفحة: 362 مُتْقَنَةٌ صحيحةٌ مِنْ سائرِ الأحاديثِ الأُخَرِ الواقعةِ في الكتابِ وغيرِهِ. وقد نَبَّهَ أبو سُلَيْمَانَ الخَطَّابيُّ على ألفاظٍ مِنْ هذا في جُزْءٍ أيضًا (1) ؛ لكنَّ أَكْثَرَ ما ذَكَره مما أنكرَهُ على المحدِّثين له وجوهٌ صحيحةٌ في العربيَّةِ، وعلى لغاتٍ منقولةٍ، واستمرَّتِ الروايةُ به» . اهـ. كلام القاضي عياض، وهو نفيسٌ جِدًّا. وانظر أيضًا: «الكِفَاية» للخَطِيب (ص185-188، و194 - 198) ، و «فَتْحَ المُغِيث» للسَّخَاوي (3/167-176) ، و «توجيه النَّظَر» لطاهر الجزائري (2/690 - 691) . هذا؛ وقد اخترنا نحنُ مَنْهَجَ عدمِ التغييرِ - إلا ما سيأتي استثناؤُهُ - وذلك فيما يتصرَّفُ فيه كَثِيرٌ من المحقِّقين، ويظنُّونه لَحْنًا، وأبقينا على ما في الأُصُولِ الخطيَّةِ في صُلْبِ الكتاب، وعلَّقنا على ذلك تعليقًا وافيًا يبيِّنُ صِحَّةَ أكثرِ ما وقع في هذه النُّسَخِ، وأنَّ لها وجهًا في العربيَّة، بل قد يَكُونُ لها أحيانًا وجوهٌ كثيرةٌ (2) ؛ مما سيبيِّنُ للقارئ عَبَثَ كثيرٍ ممن تصدَّروا لإخراجِ كتبِ التُّرَاثِ الإسلاميِّ، وكان أَوْلَى بهم أَلاَّ يَفْعَلُوا؛ فمَنْ تَتَبَّعَ الكُتُبَ المُحَقَّقةَ وَجَدَ أغلَبَ أولئك المحقِّقين! يُثْبِتون الخطأَ في مَتْنِ الكتاب، والصوابَ في الحاشية، ويُرَجِّحُونَ بين النُّسَخِ ترجيحاتٍ خاطئةً، وهذا مِنْ جُرْأَتِهِمْ على ما لم   (1) الظاهر: أنَّه يعني كتابه "إصلاح غَلَطِ المحدِّثين"، وهو مطبوعٌ متداول. (2) تقدَّم الكلام على ذلك (ص153- 155) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 363 يُحِيطُوا بعلمِهِ ولمَّا يَأْتِهِمْ تأويلُهُ؛ فتجدُهُمْ يَتَصَرَّفون في نَصِّ الكتابِ بالزيادةِ والنُّقْصَان، والتقديمِ والتأخير، والتصويبِ والتعديل؛ وهذا مخالفٌ لما عُرِفَ عند محقِّقي العلماءِ: أنَّ التحقيقَ: هو إخراجُ الكتابِ كما وضَعَهُ مؤلِّفُهُ، لا كما يَتَرَاءَى لِمُحَقِّقِهِ. وبعضُهُمْ - وهم كُثُرٌ!! - يزيدُ الطِّينَ بِلَّةً، ويَجْمَعُ بين الحَشَفِ وسُوءِ الكِيلَةِ، فَتَرَاهُ يُغَيِّرُ في صُلْبِ الكتابِ باجتهادِهِ دون إشارةٍ إلى ما في الأصولِ الخَطِّيَّةِ التي رجَعَ إليها - وقد يُشِيرُ إلى ذلك في مقدِّمةِ الكتابِ إشارةً عامَّةً غائمةً - زَعْمًا منه بأنَّ في ذلك تكثيرًا للحواشي بلا فائدةٍ؛ وهذا مَسْخٌ للتراثِ وضياعٌ لِمَا حُجِبَ منه، وهو في الحقيقةِ جَسَارةٌ قد تؤدِّي إلى الإخلالِ بالأمانةِ العلميَّة؛ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ بالله! ونحنُ هنا نُهِيبُ بإخواننا المحقِّقين بأن يَسِيروا على طريقةِ سَلَفِهِمْ من العلماءِ المتقدِّمين، وقد أشارَ إلى دِقَّةِ مَذْهَبِهِمْ وتصويبِهِ القاضي عِيَاضٌ وابنُ الصَّلاَح وغيرُهُمَا مِمَّنْ ذَكَرْناه، واللهُ الموفِّقُ للصواب، وإليه المَرْجِعُ والمَآب. على أنَّنا استَثْنَيْنا مِنْ ذلك بعضَ المواضعِ التي كان أَكْثَرُهَا في أسماءِ الرِّجَالِ والرُّوَاةِ؛ فاتَّبعْنا فيها ما يَلِي: فإنْ كان خطأً لا شكَّ فيه: كأنْ يكونَ السِّيَاقُ يَدُلُّ على روايةِ المصنِّف بالسماعِ من شيخٍ تُوُفِّيَ قبل ولادتِهِ، أو يَذكُرَ المصنِّفُ اللفظةَ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 364 أو الاسمَ مَرَّتَيْنِ ومرادُهُ منهما واحدٌ؛ بِدَلالةِ سياقِ كلامِهِ وسابِقِهِ ولاحقِهِ، لكنْ حدَثَ خَلَلٌ في النُّسَخِ في أحدِ الموضعَيْنِ، أو يكونَ قد ذَكَرَهُ المصنِّفُ على الصَّوَابِ في "الجَرْحِ والتَّعديلِ"، أو في "المَرَاسِيلِ"، أو أَجْمَعَتْ مصادرُ التخريجِ والتوثيقِ أو مُعْظَمُهَا على الصَّوَابِ، ولا يَصلُحُ تَخريجُ مثلِهِ لغةً - خاصَّةً إذا كان اسمَ راوٍ - فهذا نُغيِّرُهُ إلى الصَّوَابِ، ونَجْعَلُهُ في متنِ الكتابِ بين مَعْقُوفينِ، مع التَّنبيهِ عليه في الحاشيةِ، وذِكْرِ مَصادِرِ تَغْيِيرِهِ وتَصويبِهِ، وقد احتْرَزْنَا في ذلك كثيرًا، وبَذَلْنَا وُسْعَنَا في البُعْدِ عن التَّغييرِ. وقد دَعانا إلى تَغييرِ مثلِ هذا أيضًا: اعتقادُنَا أنَّ هذا الخطَأَ يبعُدُ أن يَقَعَ مِثْلُهُ من المصنِّفَ، إلا أن يكونَ سهوًا. على أنَّ مِثْلَ هذه الأخطاءِ تَكونُ - في الأغلبِ - من النُّسَّاخِ، لا في أصلِ كتابِ المصنِّفِ؛ فَحَسُنَ التَّغييرُ إلى الصَّوابِ على كلِّ حالٍ، واللهُ أعلمُ. وأمَّا ما كان غيرَ ذلك وكان مُحْتَمِلاً: فقد تَرَكْنَاهُ في صُلْبِ الكتابِ، وعلَّقْنا عليه في الحاشيةِ بذِكْرِ ما نراه صوابًا، واللهُ أعلمُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 365 نَمَاذِجُ مِنَ النُّسَخِ الْخَطِّيَّةِ لِلْكِتَابِ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 367 صفحة العنوان من النسخة (أ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 369 الصفحة الأولى من النسخة (أ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 370 الصفحة قبل الأخيرة من النسخة (أ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 371 نهاية النسخة (أ) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 372 صفحة العنوان من النسخة (ف) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 373 الورقة الأولى من النسخة (ف) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 374 الصفحة الأخيرة من النسخة (ف) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 375 صفحة العنوان من النسخة (ت) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 376 الورقة الأولى من النسخة (ت) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 377 الورقة الأخيرة من النسخة (ت) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 378 الصفحة الأولى من النسخة (ش) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 379 الورقة الأخيرة من النسخة (ش) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 380 الورقة الأولى من النسخة (ك) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 381 الورقة قبل الأخيرة من النسخة (ك) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 382 نهاية النسخة (ك) الجزء: 1 ¦ الصفحة: 383 بِسْم ِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) وصلَّى اللَّهُ على سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ كثيرًا (2) ربِّ يَسِّرْ وأَعِنْ (3) أوَّلُ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" حدَّثنا الشيخُ أَبُو طاهرٍ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عبد الرحيمِ؛ ثَنَا أَبُو بكرٍ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ الفضلِ بنِ شَهْرَيَارَ - قراءة عَلَيْهِ فِي سنة تِسْعٍ وسِتِّينَ وثلاثِ مِئَةٍ (4) - قال: أخبرنا أبو محمَّدٍ عبدُالرحمنِ بنُ أبي حاتِمٍ _ح؛ قَالَ: حدَّثنا أحمدُ بنُ سَلَمة (5) ؛ قَالَ: سمعتُ أبا قُدَامةَ السَّرَخْسِيَّ (6) يقول: سمعتُ عبدَالرحمنِ بنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: لَأَنْ أَعْرِفَ   (1) سقط من أول النسخة (ش) أربع ورقات، وبدايتها من وسط المسألة رقم (44) كما سيأتي التنبيه عليه، وسقط وجه من أول (ك) ، وبدايتها من نهاية المسألة رقم (3) . (2) قوله: «وسلم كثيرًا» ليس في (ف) ، ومن قوله: «وصلى الله ... » إلى هنا ليس في (ت) . (3) قوله: «رب يسر وأعن» من (ت) فقط. (4) من قوله: «حدثنا الشيخ ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ف) ، وهو ضمن السقط الواقع في (ش) و (ك) ، وجاء بدلاً منه في (ف) قوله: «يشتمل على سبعة عشر جُزُؤًا. الجُزُؤُ الأول فِي علل أخبار رُوِيَتْ في الطهارة: أخبرنا أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن يحيى التميمي، قراءة عَلَيْهِ فِي سنة تسع وستين وثلاث مئة» ؛ وهذا يدل على أنَّ النسخة (ف) روايةٌ أخرى عن ابن أبي حاتم. (5) في (ت) : «مسلمة» . (6) هو: عُبَيدالله بن سعيد بن يحيى بن بُرْد اليَشْكُرِيّ، مولاهم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 387 علَّةَ حديثٍ هُوَ عِنْدِي (1) ؛ أَحَبُّ إليَّ مِنْ أنْ (2) أَكْتُبَ (3) حديثًا لَيْسَ عِنْدِي (4) . أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّدٍ عبدُالرحمنِ بنُ أَبِي حاتِمٍ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا (6) عليُّ (7) بنُ الْحُسَيْن بنِ الجُنَيْد؛ قال: سمعتُ محمدَ بنَ عبدِالله بنِ نُمَير يقول: قال عبدُالرحمنِ بنُ مَهْدي: معرفةُ الحديثِ إلهامٌ (8) . قَالَ ابْنُ نُمَير: وصَدَق! لو قلتَ لَهُ: مِنْ أَيْنَ قلتَ؟ لم يكن له جَوَابٌ (9) .   (1) قوله: «عندي» ليس في (ف) . (2) قوله: «أن» ليس في (أ) . (3) في (أ) : «أكتبه» . (4) رواه الخطيب في "الجامع" (2/281 رقم1635) عن أبي نعيم، عن أبي محمد بن حيان، عن ابن أبي حاتم، به، بلفظ: «لأن أعرفَ علَّة حديثٍ أحبُّ إليَّ من أن أستفيد عشرة أحاديث» . ورواه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص112) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن إسحاق الهاشمي، عن أحمد بن سلمة، به، بلفظه، إلا أنه قال: «مِنْ أنْ أكتب عشرين حديثًا ليس عندي» . ومن طريق الحاكم أخرجه الخطيب في "الجامع" (2/450 رقم1971) . (5) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا، ليس في (أ) . (6) في (أ) : «وحدثنا» . (7) في (أ) : «محمد» ، وهو خطأ. انظر "الجرح والتعديل" (6/179 رقم981) . (8) نقل ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص484) قول ابن مهدي هذا. (9) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/4) - ومن طريقه الخطيب في "الجامع، لأخلاق الراوي وآداب السامع" (1837) - عن أبي محمد بن حيان، عن ابن أبي حاتم، به. وتصحفت العبارة في "الحلية" هكذا: «بمعرفة الحديث البهاء» ، والباقي بنحوه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 388 أخبرنا أبو محمَّدٍ عبدُالرحمنِ بنُ أبي حاتِمٍ _ح (1) ؛ قَالَ (2) : وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ عبد الرحمن بْن مهدي: إنكارُنَا الحديثَ عِنْد الجُهَّالِ كِهَانةٌ (3) . وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: مَثَلُ معرفةِ الحديثِ كمَثَلِ فَصٍّ ثَمَنُهُ مِئَةُ دينارٍ، وآخَرَ مِثْلِهِ عَلَى لَوْنِهِ ثَمَنُهُ عَشَرةُ دَراهِمَ (4) . حَدَّثَنِي (5) أَبِي؛ أَخْبَرَنَا محمود بن إبراهيم ابن سُمَيْع؛ قَالَ: سمعتُ أَحْمَد بْن صَالِحٍ يَقُولُ: معرفةُ الحديثِ بمنزلةِ معرفة الذَّهَبِ والشَّبَهِ (6) ؛ فإنَّ الجَوْهَرَ إِنَّمَا يَعْرِفُهُ أهلُهُ (7) ، وَلَيْسَ للبصيرِ فِيهِ حُجَّةٌ إِذَا قِيلَ لَهُ   (1) من قوله: «أخبرنا أبومحمد ... » إلى هنا، من (ت) فقط. (2) قوله: «قال» ليس في (أ) . (3) ذكر هذا النص ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص484) . (4) أخرجه الخطيب في "الجامع" (2/382-383 رقم 1836) من طريق علي بن محمد بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حاتم، به. وانظر الموضع السابق من "جامع العلوم والحكم". (5) من هنا إلى قوله آخر الفقرة: «الجيد أو الرديء» من (ت) فقط. وقد أخرجه الخطيب في "الجامع" (2/384 رقم 1839) من طريق أبي بكر محمد بن أحمد الأصبهاني، عن مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفضل بن شهريار، عن ابن أبي حاتم، به. (6) قال الفيومي في "المصباح المنير" (1/303) : الشَّبَهُ - بفتحتين - من المعادِن: ما يُشبِهُ الذهبَ في لونِه، وهو أرفعُ الصُّفْر. اهـ. (7) وقع عند الخطيب في الموضع السابق: «بمنزلة معرفة الذهب - وأحسبه قال: الجوهر- إنما يبصره أهله» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 389 (1) : كيف قلتَ: «إنَّ هَذَا [بائنٌ] (2) » ؟ يعني: الجَيِّدَ أو الرَّديءَ (3) .   (1) يعني: عندما يقال له؛ فـ «إذا» هنا: ظرفيةٌ لم تضمَّنْ معنى الشرط. (2) ما بين المعقوفين في موضعه بياضٌ في (ت) ، وهو ضمن السقط الواقع في بقيَّة النسخ، وأثبتناه من "الجامع" للخطيب. وأما معنى «بائن» هنا، فَيَحْتملُ وجهين: الأوَّل: أن يكون بمعنى: واضح وظاهر؛ قال في "المصباح المنير" (1/70) : «بان الأمرُ يَبِينُ، فهو بَيِّنٌ، وجاء بَائِنٌ على الأصل، وأبانَ إبانةً، وبيَّن، وتبيَّنَ، واستبانَ؛ كلُّها بمعنى الوضوح والانكشاف» ، وهذا المعنى هنا استظهره محقِّق "الجامع" للخطيب، فقال: «هكذا في الأصل: باين، ولعلَّه أراد: بَيِّن، بمعنى: واضح وظاهر» . اهـ. وعلى ذلك: فمعنى مقالة أحمد بن صالح: أنه إذا قيل للبصير بالجوهر والذهب: كيف قلتَ: «إنَّ هذا الذهب - إشارةً إلى الذهب الجيد أو الرديء - بائنٌ، أي: واضحٌ عندنا وظاهرٌ أنه جيِّد أو رديء» ؟ -: فإنَّه لا يكون له في هذا الحكم حجةٌ واضحة، أو بيِّنةٌ ظاهرة؛ فكذلك معرفةُ الحديثِ بيِّنةٌ وواضحة عند أهلها البصيرين بها وإنْ خفيتْ على غيرهم. والثاني: أن يكون بمعنى: منفصل ومتميِّز، ففي "المصباح المنير" أيضًا: «وبان الشَّيْءُ: إذا انفصَلَ؛ فهو بائنٌ، وأبنتُهُ - بالألف -: فَصَلْتُهُ» . اهـ. وعلى ذلك: فمعنى العبارة: إذا قيل للصَّيْرفي البصير الذي يميِّز بين الجيِّد والرديء من الذهب: كيف قلتَ: «إنَّ هذا الذهب الجيد بائن، أي: متميِّزٌ عن الذهب الرديء، أو العكس» ؟ -: فإنَّه لا تكون له حجةٌ في هذا الفصل والتمييز، فكذلك التمييز في معرفة الحديث بَيْنَ صحيحه وضعيفه. على أنَّ معنى الوضوح ومعنى التميُّز معنيان متلازمان؛ فكل واضحٍ ظاهرٍ متميِّزٌ ومنفصلٌ عن غيره، وكلُّ متميِّزٍ عن غيره واضحٌ وظاهرٌ، والله أعلم. (3) عند الخطيب: «يعني: جيدًا أو رديئًا» ، ولعل هذا اللفظ يشهد للتوجيه الأوَّل في معنى قوله: «بائن» ، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 390 بَيَانُ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الطَّهَارَةِ 1 - أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتِم _ح (1) ؛ قال (2) : سألتُ (3) أَبَا زُرْعة (4) عْنَ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصةُ بنُ عُقْبَةَ (5) ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء (6) ، عَنْ أَبِي قِلابة (7) ، عَنْ عَمْرو بْنِ مِحْجَل - أَوْ مِحْجَن - عَنْ أَبِي ذر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الصَّعِيدَ كَافِيكَ وَلَوْ لَمْ تَجِدِ المَاءَ عَشْرَ سِنينَ، فإِذَا أَصَبْتَ المَاءَ فأَصِبْهُ بَشَرَتَكَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصةُ (8) ؛ إِنَّمَا هُوَ: أبو   (1) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) فقط. (2) قوله: «قال» ليس في (أ) . (3) المثبت من (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «وسألت» بالواو. (4) في (ت) : «أبا زرعة ح» . (5) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/317) تعليقًا، والبزار في "مسنده" (3974) ، والدارقطني في "سننه" (1/187) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/947) . ومن طريق الدارقطني رواه الخطيب في "الفصل للوصل" (2/947) . ووقع في رواية البخاري: «عن عمرو بن محجن، عن أبي ذر» ، وفي رواية البزار: «عن عمرو ابن محجن أو محجن [كذا] ، عن أبي ذر» . وفي رواية الدارقطني: «عن محجن أو أبي محجن، عن أبي ذر» . قال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد» . (6) هو: ابن مهران. (7) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (8) قال البخاري: «وقال بعضهم: ابن محجن، وهو وهمٌ» . ونقل الخطيب في "الفصل للوصل" (2/948) عن ابن معين قوله في رواية قبيصة: «أخطأ في عمرو ابن محجن، إنما هو عمرو بن بجدان» . وقال الخطيب (2/934) : «ورواه قَبيصة بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابة، عن عمرو بن محجن أو محجل، وقيلَ: عن أبي قِلابة، عن محجن أو أبي محجن، عن أبي ذر، ولم يُتابَع قَبيصةُ على شيء من هذين القولين» . الحديث: 1 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 391 قِلابة (1) ، عن عَمْرو ابن بُجْدانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 2 - وسألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه شُعْبَةُ (4) ،   (1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (913) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/180 رقم 21568) ، والترمذي في "جامعه" (124) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، وابن حبان في "صحيحه" (1313) من طريق مخلد بن يزيد، جميعهم (عبد الرزاق والزبيري ومخلد) ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عن أبي قلابة، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" (5/155 رقم 21371) . وأخرجه أبو داود في "سننه" (332) ، وابن حبان أيضًا (1311) ، والحاكم في "المستدرك" (1/176-177) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، والبزار في "مسنده" (3973) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2292) ، وابن حبان أيضًا (1312) ، والدارقطني في "سننه" (1/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/212 و220) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قلابة، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . (2) ذكر الدارقطني في "العلل" (1113) الاختلاف في هذا الحديث ورجح ما رجحه أبو زرعة هنا. وانظر "بيان الوهم والإيهام" (1073 و2464) ، و"الإمام" (3/161-167) لابن دقيق العيد، و"نصب الراية" (1/148-149) ، و"الآداب الشرعية" لابن مفلح (2/290) . (3) نقل هذا النص بتمامه ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/137) ، ونقل بعضه ابن رجب في "فتح الباري" (2/248-249) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (7/480-481) . وانظر المسألة رقم (4) و (34) و (85) . (4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (674) . ومن طريق الطيالسي أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/113) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/210) . وأخرجه أحمد في "المسند" (4/265 رقم 18333) ، وأبو داود في "سننه" (324) ، والنسائي (312) من طريق محمد بن جعفر غُنْدر، ومسلم في "صحيحه" (368) من طريق يحيى بن سعيد، وأبو داود في "سننه" (325) ، والنسائي (319) من طريق حجاج الأعور، والبيهقي في"السنن الكبرى" (1/209) من طريق عمرو بن مرزوق، أربعتهم (غندر ويحيى وحجاج وعمرو) عن شعبة، به. الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 392 وَالأَعْمَشُ (1) ، عَنْ سَلَمةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عن ذَرٍّ (2) ، عن ابن عبد الرحمن بْنِ أَبْزَى (3) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ رَجُلا أَتَى عُمَرَ فَقَالَ: إِنِّي أجنَبْتُ وَلَمْ أجدِ (4) الماءَ؟ ... فذكَرَ عمَّارً (5) عن النبيِّ (ص) في التيمُّم.   (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36281) من طريق وكيع، والبزار في "مسنده" (1386) ، وأبو عوانة في "مسنده" = = (1/305) ، والدارقطني في "سننه" (1/183) من طريق جرير، وابن خزيمة في "صحيحه" (269) من طريق أبي يحيى التيمي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/112) من طريق عيسى بن يونس، وأبو عوانة في "مسنده" (1/305) ، والدارقطني في "سننه" (1/183) ، والشاشي في "مسنده" (1028 و1030) من طريق ابن نمير، والشاشي (1035) ، والدارقطني (1/183) من طريق يعلى بن عبيد، والشاشي (1027) من طريق محاضر بن المورع، سبعتهم (وكيع وجرير وأبو يحيى وعيسى وابن نمير ويعلى ومحاضر) عن الأعمش، عن سلمة، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أبيه، به. ليس فيه ذرٌّ. (2) هو: ابن عبد الله المُرْهِبي. (3) هو: سعيد. (4) قوله: «ولم أجد» لم يتضح في (ف) . (5) قوله: «عَمَّار» كذا في جميع النسخ بدون ألف بعد الراء، ويَحْتمل وجهين: الأوَّل: أن يكون منصوبًا: «عَمَّارً» ؛ على أنَّه مفعولُ «ذكَرَ» ، والتقدير: «فذكَرَ الراوي حديثَ عَمَّارٍ عن النبيِّ (ص) في التيمُّم» ؛ فحُذِفَ المضافُ، وهو «حديث» ، وأقيم المضاف إليه مقامه؛ فأخذ إعرابَهُ، وهو النصب؛ فصَارت العبارة: فذكَرَ عَمَّارًا، ونظير ذلك ما ذكره المفسِّرون وغيرهم في قوله تعالى: [يُوسُف: 82] {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا} ، أي: واسألْ أهلَ القريةِ؛ فَحُذِفَ الأهلُ، وأقيمتِ القرية مقامهم، وكما في قوله تعالى: [البَقَرَة: 93] {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} ، والمراد: وأشربوا في قلوبهم حُبَّ العِجْلِ. انظر: "شروح الألفية" (باب الإضافة) . وقوله: «عمارً» المنصوبُ كان حقُّه أن يكون بألف تنوين النصب: «عمارًا» ؛ لأنَّه عَلَم مصروف، لكنَّه جاء هنا بحذف الألف؛ على لغةِ ربيعة؛ فإنهم يحذفون ألف تنوين المنصوب نطقًا وخطًّا، وقفًا ووصلاً؛ وانظر تتمة الكلام على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) . والوجه الثاني: أن يكون مرفوعًا: «عَمَّارٌ» ؛ على أنه فاعلُ «ذكَرَ» ، والمفعولُ محذوفٌ للعلم به، والتقدير: «فذكَرَ عَمَّارٌ حديثًا (أو حديثَهُ) عن النبيِّ (ص) في التيمُّم» ، وقد وقع في العربية حَذْفُ ما يُعْلَمُ من الكلام كثيرًا؛ ولعل الوجه الأوَّل أولى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 393 وَرَوَاهُ الثوريُّ (1) ، عَن سَلَمةَ بْن كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي (2) مالك، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبْزَى؛ قَالَ: كنتُ عِنْد عُمَر؛ إِذْ جاءه (3) رجلٌ ... ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ شُعْبة (4) أشبهُ (5) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: ما اسمُ أَبِي مالك؟ قَالَ: لا يُسمَّى، وهو الغِفَاري (6) .   (1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (915) ، وأحمد في "مسنده" (4/319 رقم 18882) ، وأبو داود في "سننه" (322) ، والنسائي (316) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1606) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/113) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/210) . ومن طريق عبد الرزاق رواه ابن المنذر في "الأوسط" (2/15) . (2) قوله: «عن أبي» لم يتضح في (ف) . (3) في (ت) : «جاء» . (4) قوله: «حديث شعبة» لم يتضح في (ت) . (5) في"الإمام": «حديث شعبة أشبه قليلاً» ، وفي"النكت الظراف": «حديث شعبة أثبت» . (6) قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" (3/375) : «وقال ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: لا يسمى. كذا قال! وقد سماه غيره» . ونقل عن ابن أبي خيثمة قوله: «سألت ابن معين عن أبي مالك الذي روى عنه حصين؟ فقال: هو الغفاري، كوفي ثقة، واسمه: غزوان» . وقال عبد الله بن أحمد: «سألت يحيى بن معين عن اسم أبي مالك؟ فقال: اسمه غزوان الغفاري» . انظر "العلل ومعرفة الرجال" (1/389) مع التعليق عليه. وقال البيهقي في "الكبرى" (1/210) : «اسمه: حبيب ابن صهبان» ، فتعقبه الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (2/54) بقوله: «وفيما قاله نظر! فإن حبيب بن صهبان هو أبو مالك الكاهلي الأسدي، وأما الغفاري فاسمه: غزوان؛ قاله ابن معين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 394 3 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بكرِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ (1) ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الجَعْد، عَنْ قَتَادَةَ، عن ابن (3) سِيرِينَ (4) وصالحٍ أَبِي الْخَلِيلِ (5) ؛ أنَّهُمَا قَالا فِي التيمُّم ِ: الوَجْهَ والكفَّيْنِ (6) ؟   (1) هو: عبد الله بن محمد. وروايته في "المصنف" (1682) ووقع فيه: «حماد بن الجعد» بدل «محمد بن الجعد» . (2) هو: سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي. (3) في (ت) : «أنس» بدل: «ابن» . (4) هو: محمد. (5) هو: صالح بن أبي مريم. (6) كذا في جميع النسخ، ولك في قوله: «الوجه» ثلاثة أوجه: الأول: النصب على المفعولية بفعلِ محذوف: «الوَجْهَ والكَفَّيْنِ» ، والتقدير: قالا في التيمُّم: يَمْسَحُ الوَجْهَ والكَفَّيْنِ، حُذِفَ الفعلُ وفاعله وبقي المفعول به منصوبًا. والوجه الثاني: الرفعُ على الفاعليَّة بفعل محذوف أيضًا: «الوَجْهُ والكَفَّينِ» ، والتقدير: قالا في التيمُّم: يَكْفي الوَجْهُ والكَفَّينِ، أو على النيابة عن الفاعل، والتقدير: قالا في التيمُّم: يُمْسَحُ الوَجْهُ والكَفَّينِ. وفي هذا الوجه يحتمل قوله: «والكَفَّينِ» تخريجين؛ أحدهما: أن يكون منصوبًا بالياء على أنه مفعول معه، والواو واو المعيَّة، والتقدير: مع الكَفَّيْنِ، وثانيهما: أن يكون معطوفًا على الوجه؛ فيكون مرفوعًا بألف المثنَّى، لكنَّها كُتِبَتْ ياءً لإمالتها، وسببُ الإمالة هنا: كسرةُ النون بعد الألف. انظر الكلام على الإمالة وأسبابها في المسألة رقم (25) ، (124) . والوجه الثالث: الجر على الإضافة: «الوَجْهِ والكَفَّيْنِ» مع حذف المضاف، والتقدير: قالا في التيمُّم: يَكْفي مَسْحُ الوَجْهِ والكَفَّيْنِ، فَحُذِفَ الفعلُ والفاعلُ المضافُ، وبقي المضاف إليه على ما كان عليه مجرورًا؛ كقراءة سليمان بن جَمَّاز المدني: [الأنفَال: 67] {وَاللَّهُ يُرِيدُ الآْخِرَةَ} بجر «الآخرة» ، أي: عَمَلَ الآخرةِ، أو باقِيَ الآخرةِ. لكنه قليل. وانظر تفصيل ذلك في: "شرح ابن عقيل" (2/73- 74) ، و"أوضح المسالك" (3/150- 151) ، و"الدر المصون" للسمين الحلبي (5/638) ، (9/354- 355) . هذا؛ وقد ورد نحو ذلك في حديثِ عَمَّار عند البخاري (341) ؛ وفيه: «يَكْفِيكَ الوَجْهُ وَالكَفَّينِ» ، وقد رُوي هذا - كما في الطبعة اليونينيَّة (1/75) - بثلاث روايات: الرفع: «الوَجْهُ والكَفَّانِ» ، و «الوَجْهُ والكَفَّينِ» ، والنصب: «الوَجْهَ والكَفَّيْنِ» ، والجر: «الوَجْهِ والكَفَّيْنِ» . وقد خَرَّج ابنُ مالك وغيره هذه الروايات بنحو ما ذكرنا هنا. فانظر: "شواهد التوضيح" (ص 256) ، و"فتح الباري" (1/445) ، و"عمدة القاري" (4/22-23) ، و"عقود الزبرجد" (2/154-155) . الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 395 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ! وإنما هو: حمَّاد بن الجَعْد (1) . قلتُ: فالوَهَمُ مِن ابنِ أبي شيبة؟ قال أبو زرعة: حَدَّثَنا بحديثٍ فِي "كتاب (2) الفرائض" عَنْ أَبِي دَاوُدَ، فَقَالَ: «حمَّاد بْن الجَعْد» ، وَقَالَ فِي "كتاب الوُضُوء" (3) : «مُحَمَّد بْن الجَعْد» ؛ فَيَحْتمِلُ أن يكونَ اسمَهُ: «محمدٌ» و «حمَّادٌ» (4) جميعا. 4 - وسألتُ (5) أبا زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى (6) ، عن   (1) هكذا وقع في "المصنف" (1682) كما سبق. (2) في (ت) : «من كتاب في كتاب» . (3) من قوله: «الوضوء» بداية النسخة (ك) . (4) «محمد» اسم «يكون» مؤخر، و «حماد» معطوف عليه. و «اسمه» خبر «يكون» مقدم. وفيه وجوه إعرابية أخرى. (5) نقل هذا النص الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (4/280) ، وفيه: «قال ابن أبي حاتم عن أبي زُرْعَةَ: هَذَا خَطَأٌ، وَإنَّمَا الصَّحِيحُ: عن الحكم وسلمة، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي أبزى، عن عمار» . اهـ. كذا فيه: «زِرُّ بن حبيش» ! ولعل قوله: «ذر» بالذال المعجمة تصحَّف في نسخة الحافظ إلى «زِرّ» بالزاي، فجعله «ابن حبيش» . وانظر المسألة رقم (2) و (34) و (85) . (6) هو: محمد بن عبد الرحمن. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن رواه ابن ماجه في "سننه" (570) ، والدارقطني في "الأفراد" (227/أ/أطراف الغرائب) من طريق حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن الحكم وسلمة بن كهيل؛ أنهما سألا عبد الله ابن أبي أوفى عن التيمم؟ ... قال الدارقطني: «غريب من حديثهما عنه، تفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عنهما، ولم يروه عنه هكذا غير حميد الرؤاسي» . الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 396 سَلَمةَ (1) والحَكَمِ (2) ، عَنْ ذَرٍّ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي التيمُّم؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ وَإنَّمَا الصَّحيحُ: سَلَمَةُ (4) والحكَمُ، عَنْ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ أَبْزَى (5) ، [عَنْ أَبِيهِ] (6) ، عَن عمَّار، عن النبيِّ (ص) (7) . 5 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه إبراهيم بن عبد الملك (8) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يغتسلُ بالصَّاع، ويتوضَّأُ بالمُدِّ؟   (1) هو: ابن كُهَيْل. (2) هو: ابن عُتَيْبَة. (3) هو: ابن عبد الله المُرْهِبي. (4) في (ت) و (ك) : «مسلمة» . (5) هو: سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى. (6) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، وقد ذكره المصنف على الصواب في المسألة رقم (2) و (34) ، وهو الموافق لما هو معروف من حديث ذر. انظر "تحفة الأشراف" (7/479-481) ، و"إتحاف المهرة" (11/721-727) ، ومصادر التخريج. (7) أخرجه مسلم في "صحيحه" (368) من طريق شعبة، عن الحكم وسلمة -فرقهما- عن ذَرٍّ، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (338 و339 و340 و341 و342 و343) - مقطعًا - من طريق شعبة، عن الحكم - وحده - عن ذَرٍّ، به. (8) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/58) ، وذكر له حديثًا آخر وقال: «غير محفوظين من حديث قتادة» . الحديث: 5 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 397 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: قَتَادَةُ (1) ، عَنْ صفيَّةَ بنتِ شَيْبَةَ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 6 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (4) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيق، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ح،   (1) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/385) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/121 و249 رقم 24898 و26120) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/49) من طريق أبان بن يزيد العطار، وأحمد أيضًا (6/121 رقم 24897) ، وأبو داود في "سننه" (92) ، وابن ماجه (268) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4858) ، وابن المنذر في "الأوسط" (643) ، والطحاوي (2/49) من طريق همام ابن يحيى، وأحمد (6/234 رقم 25974) ، والطحاوي (2/49) من طريق سعيد بن أبي عروبة، والدارقطني في "السنن" (1/94) من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، جميعهم عن قتادة، به. وأخرجه الطحاوي (2/49) من طريق إبراهيم بن المهاجر، عن صفيَّة بنت شيبة، به. (2) قال العقيلي في "الضعفاء" (2/149) : «هذا يرويه قَتَادَةُ، عَنْ صفيَّة بِنْتِ شَيْبَةَ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ، بإسناد صحيح؛ وهو الصحيح» . وذكر الدارقطني في "العلل" (ج5/104/ب) الاختلاف في هذا الحديث على قتادة، ولم يذكر طريق إبراهيم بن عبد الملك، ثم قال: «وأصحها: قول من قال: عن قَتَادَةُ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عن عائشة» . اهـ. وانظر المسألة رقم (41) . (3) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/70) هذا النص عن ابن أبي حاتم، ونقله بتصرف ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/31) ، وانظر "التلخيص الحبير" (1/100) . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/3 و10 رقم 7 و62) ، وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر الصديق" (108، 110) ، وأبو يعلى في "مسنده" (109 و4915) ، وابن عدي في "الكامل" (2/261) . الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 398 عن النبيِّ (ص) قَالَ: السِّواكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ (1) لِلرَّبِّ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ أَبِي عَتِيق (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة. قَالَ أَبُو زرعة: أخطأ فيه حمَّاد (3) .   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «مرضات» ، وهو اسم، واللغة المشهورة وهي لغة قريش: أن تبدل تاء التأنيث في الاسم حال الوقف هاءً إنْ كان ما قبلها متحركًا لفظًا أو تقديرًا؛ نحو شَجَرَة، وابْنَة، ومَرْضَاة، وقُضَاة، وبعضُ العرب كطيِّئ لا يُبْدلون مع وجود الشروط، فيقولون: شَجَرَت، وابْنَت، ومَرْضَات، وقُضَات، ومن ذلك: قولُ بعضهم: يا أهلَ سورة البَقَرَتْ، فقال مجيب: لا أحفظُ منها ولا آيَتْ. وعلى هاتين اللغتين جاءت ألفاظٌ في القرآن الكريم؛ فوقف نافع وابن عامر وعاصم وحمزة، في نحو قوله تعالى: [الدّخان: 43] {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ *} ، [التّحْريم: 12] {وَمَرْيَمَ ابْنَةَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا} - بالتاء، وهو الموافق لرسم المصحف، ووقف باقي السبعة بالهاء على لغة قريش، وهو خلاف الرسم. انظر "شرح ابن عقيل" (2/472-473) ، و"أوضح المسالك" (4/311-312) ، و"شرح الأشموني" (4/13-15) ، و"همع الهوامع" (3/438) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (8/435-436) ، و (9/530-532) . (2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق؛ كما جاء مصرَّحًا به في مصادر التخريج. وروايته أخرجها أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (109) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4916) من طريق = = الدراوردي، والإمام أحمد في "المسند" (6/124 رقم 24925) ، والنسائي في "سننه" (5) ، وابن حبان في "صحيحه" (1067) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما (الدراوردي ويزيد) عن ابن أبي عتيق، به. ورواه الشافعي في "مسنده" (1/30/ترتيب السندي) ، والحميدي في "مسنده" (162) ، وأحمد في "مسنده" (6/47 و62 و238 رقم24203 و24332 و26014) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي عتيق، عن عائشة، به. (3) قال أبو يعلى في "مسنده" (4915) : «سألت عبد الأعلى عن حديث أبي بكر الصديق؟ فقال: هذا خطأ» . وعبد الأعلى هو: ابن حماد النرسي، كما في "مسند أبي يعلى" (109) . وقال ابن عدي: «ويقال: إن هذا الحديث أخطأ فيه حماد بن سلمة حيث قال: عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ؛ وإنما رواه غيره عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أبيه، عن عائشة» . وقال الدارقطني في "العلل" (1/277) عن هذا الحديث: «يَرْوِيهِ حمَّاد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي بكر. وخالفه جماعة من أهل الحجاز وغيرهم، فرووه عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وهو الصواب» . اهـ. وانظر "العلل" للدارقطني (5/105/أ) . وقال الحافظ ابن حجر في "التغليق" (3/166) : «وشذَّ حمَّاد بن سلمة، فرواه عَنِ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ أبيه، عن أبي بكر؛ وهو خطأ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 399 وَقَالَ أَبِي: الْخَطَأُ مِنْ حمَّاد، أو مِنِ (1) ابْنِ أَبِي عَتِيق. 7 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، عَنْ محمد بن عبد الرحمن الطُّفَاوي (2) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (3) ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) - فِي الوُضُوء- أَنَّهُ قَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ لَمْ يُحْدِثْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: الأعمش (4) ، عن عبد الملك بْنِ مَيْسَرة، عَنِ النَّزَّال (5) ، عَنْ علي، عن النبيِّ (ص) .   (1) قوله: «من» من (ف) فقط. (2) ذكر روايته الدارقطني في "العلل" (4/140) . (3) هو: شقيق بن سلمة. (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/78 رقم 583) ، والترمذي في "الشمائل" (209) ، والبزار في "مسنده" (781) ، والدارقطني في "العلل" (4/140-141) ، كلهم من طريق محمد بن فضيل، عنه، به. وتابع محمد ابن فضيل عليه غير واحد؛ كما سيأتي في كلام الدارقطني. ورواه البخاري في "صحيحه" (5615) من طريق مسعر، و (5616) من طريق شعبة، كلاهما عن عبد الملك بن ميسرة، به. (5) هو: ابن سَبْرَة. الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 400 قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟ قَالَ: مِنَ الطُّفَاوي (1) . قلتُ: مَا حَالُ الطُّفَاوي؟ قَالَ: صَدُوقٌ، إلاَّ أَنَّهُ يَهِمُ أَحْيَانًا (2) . 8 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ فُضَيلٍ (4) ، عَنْ حُصَيْن (5) ، عن الشَّعْبي (6) ، عَن المغيرة بْن شُعْبَة (7) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛   (1) قال الدارقطني في"العلل" (4/140) : «واختلف عن الأعمش؛ فرواه أبو حفص الأبار، ومحمد بن فضيل، وأبو الأحوص سلاَّم بن سليم، عن الأعمش، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال. وخالفهم محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وَوَهِمَ فيه؛ رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن علي. والصواب: حديث النزال بن سبرة» . (2) نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/324 رقم1747) هذه العبارة عن أبيه بدل أبي زرعة، فقال: «سألت أبي عن أبي المنذر محمد بن عبد الرحمن الطفاوي؟ فقال: ليس به بأس، صدوق، صالح؛ إلا أنه يهم أحيانًا» . ثم قَالَ: «سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، فقال: هو منكر الحديث» . (3) انظر المسألة التالية. (4) اسمه: محمد. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (7/97) ، فقال: «ورواه إبراهيم بن طهمان، ومحمد ابن فضيل، وورقاء، وسويد بن عبد العزيز، عن حصين، عن الشعبي وحده، عن المغيرة» . (5) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي. (6) هو: عامر بن شَراحيل. (7) في (ت) : «عَنْ عُرْوَةَ بْنِ المغيرة بْن شعبة» ، وفي (ك) : «عن عروة بن المغيرة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو الموافق لما ذكره الدارقطني في "العلل" (7/97) من رواية ابن فضيل. الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 401 فِي المَسْح عَلَى الخُفَّين. وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (1) ، عَنْ حُصَين، عَن الشَّعْبي، عَنْ عُرْوَة بْنِ المغيرة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ زائدة بْن قُدامة (2) ، عَنْ حُصَين، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدة؛ سَمِعَ المغيرةَ بْن شُعْبَة (3) . وَقَالَ غيره: عَنْ حُصَين، عَنْ أَبِي سُفْيان (4) ، عَن المغيرة بْن شُعْبَة. وَرَوَاهُ عَبْثَرٌ (5) ، عَنْ حُصَين، عَن الشَّعْبيِّ وسعدِ (6) بْن عُبَيْدة، عَن المغيرة؛ بلا عُرْوَة؟   (1) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (776) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (190) ، والدارقطني في "سننه" (1/194) ، وقرن الحميدي في روايته مع حصين بن عبد الرحمن كلًّا من زكريا بن أبي زائدة، ويونس بن أبي إسحاق. (2) ذكر روايته الدارقطني في "العلل" (7/96) . (3) قوله: «شعبة» في موضعه بياض في (ت) . (4) هو: طلحة بن نافع. (5) في (ت) و (ك) : «عنتر» . وهو: عبثر بن القاسم. وروايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (249/أ-ب/أطراف الغرائب) ، وقال: «تفرد به علي بن الحسن بن بكر، عن عمه محمد بن بكر، عن عبثر بن القاسم، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشعبي وسعد بن عبيدة، عن ابن المغيرة» . كذا وقع فيه: «عن ابن المغيرة» . وذكر الدارقطني في"العلل" (7/96) رواية عبثر، فقال: «رواه عبثر بن القاسم، وزفر ابن الهذيل، وخالد بن عبد الله الواسطي، وسليمان بن كثير، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشعبي وسعد بن عبيدة، عن المغيرة» . ورواه الدارقطني في العلل" (7/100) من طريق زفر، عن حصين، بمثله. (6) في (ف) «وسعيد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 402 قَالَ أَبِي: وَلَيْسَ لأَبِي سُفْيان معنى. قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ هُشَيْم (1) ، عَنْ حُصَين، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد وَأَبِي سُفْيان؛ سمعا المغيرةَ بْن شُعْبَة. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: فأيُّهما الصَّحيحُ عندك؟ قَالَ: أَنَا إِلَى حَدِيث الشَّعْبيِّ بلا عُرْوَة أَمْيَلُ؛ إذ (2) كَانَ للشعبي أصلٌ فِي المسح (3) . 9 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيانُ الثوري (5) ، وشُعْبَةُ بنُ الحجَّاج (6) ، وجريرُ بنُ حَازِمٍ، وأبو معاويةَ   (1) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1856) ، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/407 رقم972) . (2) في (ك) : «إذا» . (3) الحديث رواه البخاري (206) ، ومسلم (274) من طريق الشعبي، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ المغيرة، عن أبيه، به. وذكر الدارقطني في"العلل" (7/96-100) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وأحسنها إسنادًا: حديث الشعبي، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ المغيرة، عن أبيه» . اهـ. (4) نقل ابن حجر في "إتحاف المهرة" (13/417) قول أبي حاتم: «وهم فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ» ، وانظر المسألة السابقة. (5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (751) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/267) ، والبغوي في "شرح السنة" (193) . (6) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (406) ، والبخاري في "صحيحه" (224) ، وأبو داود في "سننه" (23) ، والنسائي في "سننه" (26) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/267) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (61) ، وابن حبان في "صحيحه" (1424) . الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 403 الضَّريرُ (1) ، ويحيى القَطَّانُ (2) ، وابنُ عُيَينة (3) ، وجماعةٌ (4) ، عَن الأعمش، عَنْ أَبِي وَائلٍ (5) ، عَن حذيفة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّين. وَرَوَاهُ أحمدُ بْنُ يُونُسَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش، عَن الأعمشِ وعاصم ٍ (6) ، عَنْ أَبِي وائِلٍ، عَن المغيرة بن شُعْبَة، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2863) ، وأبو عوانة في "مسنده" (1/198) . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2864) . (3) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (447) ، وأبو عوانة في "مسنده" (1/198) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/267) .. (4) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1855) ، وأحمد في "مسنده" (5/382 رقم 23241) من طريق هشيم، ومسلم في "صحيحه" (273) من طريق أبي خيثمة، وأبو داود في "سننه" (23) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/267) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (61) ، وابن حبان في "صحيحه" (1425) من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، والبزار في "مسنده" (2865) من طريق عبد الله بن إدريس، وابن الجارود في "المنتقى" (36) من طريق عيسى بن يونس، وأبو عوانة في "مسنده" (1/198) من طريق يحيى بن عيسى الرملي وأبي بدر، وأبو عوانة = = (1/197-198) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (61) من طريق وكيع، وابن حبان (1427) من طريق عبد الواحد بن زياد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/100) من طريق جعفر بن عون، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/11-12) من طريق الحسن بن صالح ومحمد بن طلحة جميعهم، عن الأعمش، به. (5) هو: شقيق بن سلمة. (6) هو: ابن بَهْدَلَة، وابن أبي النَّجود أيضًا. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (63) من طريق حماد ابن سلمة، عن حماد بن أبي سليمان وعاصم بن بهدلة. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/101) من طريق شعبة، عن عاصم، كلاهما (حماد بن أبي سليمان، وعاصم) عن أبي وائل، به. قال البيهقي: «كذا رواه عاصم بن بهدلة، وحماد بن أبي سليمان، عَنْ أَبِي وائل، عَن المغيرة، والصحيح ما روى منصور والأعمش، عَنْ أَبِي وائل، عَن حذيفة؛ كذا قاله أبو عيسى الترمذي وجماعة من الحفاظ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 404 فأيُّهما الصَّحيحُ من حَدِيث الأعمش؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مِنْ (1) حديثِ هؤلاءِ النَّفَر: عَن الأعمش، عَنْ أَبِي وائِلٍ، عَن حذيفة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهِمَ فِي هَذَا الحديث أَبُو بَكْرُ بنُ عيَّاش؛ إِنَّمَا أَرَادَ: الأعمش (2) ، عَنْ مُسْلِم بْنِ صُبَيْحٍ، عَن مسروق، عَن المغيرة، ولم (3) يُمَيِّزْ حديثَ أَبِي وائِلٍ من حَدِيث مُسْلِم. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: أَخْطَأَ أَبُو بَكْرُ بْن عَيَّاش فِي هَذَا؛ الصَّحيحُ مِنْ حديثِ الأعمش: عَنْ أَبِي وائِلٍ، عَن حذيفة (4) . وَرَوَاهُ منصور (5) ، عَنْ أَبِي وائِلٍ، عَن حذيفة؛ ولم يذكر المَسْح، وذكَرَ أنَّ النبيَّ (ص) [بال] (6) قائمًا (7) .   (1) قوله: «من» من (أ) فقط. (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (388) ، ومسلم في "صحيحه" (274) . (3) في (ت) و (ك) : «قيل» بدل: «ولم» ، وصوبها العلاَّمة المعلمي في نسخته من "العلل": «فلم» . (4) انظر كلام الدارقطني آخر المسألة. (5) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (225) ، ومسلم في "صحيحه" (273) . (6) في جميع النسخ: «قال» ، والتصويب من"صحيح البخاري" (224و225) وغيره. (7) في (أ) : «فإنما» بدل: «قائما» ، وفي (ت) : «وإنما» . ولم تنقط النون في (ت) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 405 قلتُ: فالأعمش؟ قَالَ: الأعمشُ (1) ربَّما دَلَّس. وقلتُ (2) لأبي وأبا زرعة (3) : حديثُ (4) الأعمش، عَنْ أَبِي وائِلٍ، عَن حذيفة، أصحُّ، أو حديثُ عَاصِم، عَنْ أَبِي وائل، عَن المغيرة؟ قَالَ أَبِي: الأعمشُ أحفظُ من عَاصِم. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: حديثُ عاصمٍ، عَنْ أبي وائِلٍ، عن   (1) قوله: «قال: الأعمش» سقط من (ك) . (2) في (ت) و (ك) : «قلت» بلا واو. (3) كذا في جميع النسخ، وهو ضمن السقط الذي في (ش) . والجادة: «وأبي زرعة» ، ومجيئه بالألف له تخريجان: الأول: أنه مجرورٌ بكسرة مقدَّرةٍ على الألف للتعذُّر، على لغة بني الحارث بن كعب، وخَثْعم، وزُبَيْد؛ فإنهم يُجْرون الأسماء الستة مجرى الاسم المقصور مطلقًا - رفعًا ونصبًا وجَرًّا - فيقولون مثلاً: هذا أبا زرعة، ورأيتُ أبا زرعة، ومررت بأبا زرعة، ومن شواهد هذه اللغة: قول ابن مسعودٍ لأبي جهل: «أنتَ أبا جهل» . وقولُ رُؤْبة أو أبي النَّجْم العِجْلي: إنَّ أباها وأبا أباها ... قد بَلَغَا في المَجْدِ غايَتَاهَا والجادَّة أن يقال: «أنتَ أبو جهل» ، و «إنَّ أباها وأبا أبيها» . وانظر في هذه اللغة: "شرح المفصَّل" (1/52- 53) ، و"شواهد التوضيح والتصحيح، لمشكلات الجامع الصحيح" لابن مالك (ص157) ، و"التذييل والتكميل" لأبي حيان (1/164- 167) ، و"شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك" (1/54) . والثاني: أنه منصوبٌ بالألف على مذهب الجمهور، وهو على ذلك مفعولٌ معه لـ «قلتُ» ، والواو للمعية، والمعنى: قلتُ لأبي مع أبي زرعة؛ كما تقول: سرْتُ والطَّريقَ، أي: مع الطريق. انظر: "شرح ابن عقيل" (1/536- 537) . (4) في (أ) : «عن حديث» ، وكأنه ضرب على قوله: «عن» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 406 المغيرة، عن النبيِّ (ص) (1) . 10- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه ابنُ المبارك (2) ،   (1) قال الدارقطني في "العلل" (7/95) : «يرويه عاصم بن أبي النجود وحماد بن أبي سليمان، عَنْ أَبِي وائِلٍ، عَن المغيرة بن شعبة، وَوَهِما فيه على أبي وائِلٍ، ورواه الأعمش ومنصور، عَنْ أَبِي وائِلٍ، عَن حذيفة، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصواب» . اهـ. (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/377) تعليقًا، وابن حبان في "صحيحه" (1342) ، والطبراني في "الكبير" (20/428 رقم 1036) . ورواه أحمد في "مسنده" (4/247 رقم 18165) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني في "الكبير" (20/428 رقم 1035) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما (يزيد وحماد) عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ ابن سيرين، به. ومن طريق أحمد رواه الخطيب في "الفصل للوصل" (2/872) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (734) من طريق سعيد ابن عبد الرحمن، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1877) ، وأحمد في "مسنده" (4/244 رقم 18134) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/377) تعليقًا، والدارقطني في "سننه" (1/192) من طريق ابن عليَّة عن أيوب، وابن خزيمة في "صحيحه" (1645) ، والطبراني في "الكبير" (20/426-427 رقم 1032) من طريق يونس بن عبيد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/31) من طريق يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عون، والطبراني في "الكبير" (20/426-428 رقم 1030 و1033 و1035 و1036 و1038) من طريق قتادة، وأشعث بن سوَّار، وحبيب ابن الشهيد، وعوف، وأبي حرَّة، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/873-874) من طريق مالك بن إسماعيل، عشرتهم (سعيد، وأيوب، ويونس، وابن عون، وقتادة، وأشعث، وحبيب، وعوف، وأبو حرَّة، ومالك) عن محمد بن سيرين، به. قال ابن خزيمة: «إن صح هذا الخبر - يعني: قوله: "حدثني عمرو بن وهب" - فإن حماد بن زيد رواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قال: حدثني رجل يكنى أبا عبد الله، عن عمرو بن وهب» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/130) : «وحديث عمرو بن وهب الثقفي صحيح من رواية أيوب، عن ابن سيرين، عنه، مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وابن علية وغيرهما» . ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/30) ، والدارقطني في "سننه" (1/192) من طريق يَحْيَى بْنُ حَسَّانٍ، عَنْ حَمَّادِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، مثله. وسيأتي في كلام أبي حاتم ذكر خلاف آخر على حماد. الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 407 عن عَوْفٍ (1) وهشام ٍ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ وَهْب؛ أنَّ المغيرة بْن شُعْبَة حدَّثه عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المسح عَلَى الخُفَّين؟ فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ أيُّوبُ السَّخْتِياني (3) - من رواية حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب - عن محمد (4) ، عن أبي عبد الله، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْب، عَن المغيرة، عن النبيِّ (ص)   (1) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي. (2) هو: ابن حسَّان. (3) هو: أيوب بن أبي تميمة. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/429 رقم 1039) من طريق عارم أبي النعمان، عن حماد، عن أيوب، به. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/58) من طريق أبي الربيع الزهراني، عن حماد، به، إلا أنه قال: «عن رجل» بدل: «عن أبي عبد الله» . ورواه أحمد في "مسنده" (4/248 رقم 18165) من طريق أسود بن عامر، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/874) من طريق عفان، كلاهما عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ ابن سيرين، عن رجل، عن المغيرة، به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/377) تعليقًا، من طريق أبي نعيم، عن جرير، عن ابن سيرين، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَن المغيرة، به. (4) هو: ابن سيرين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 408 (1) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ بعضُ أصحاب ابن عَوْنٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عون، عن محمد، عن عمرو ابن وَهْب، عَنْ رجلٍ، عَن آخَرَ، عن المغيرة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: عَمْرو، عَنْ رجلٍ، عَن آخَرَ، عَن المغيرة (3) . 11 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حسن بْن صَالِحٍ (4) ، عَنْ عَاصِمِ بن عُبَيدالله، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ في المسح على الخُفَّين.   (1) ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (6/377) الخلاف في هذا الحديث، إلا أنه وقع فيه: «وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ، عن أبي عبد الله، عن المغيرة» ، ولم يذكر عمرو بن وهب. (2) في (ك) : «ابن عوف» . وابن عون اسمه: عبد الله. وروايته أخرجها الخطيب في "الفصل للوصل" (2/875-876) من طريق سليم بن أخضر، عن ابن عون، به. ورواه النسائي في "سننه" (82) من طريق بِشْرِ بْنِ الْمُفَضَّلِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عن رجل، عن المغيرة، به. ورواه الطبراني في "الكبير" (20/439 رقم 1041) من طريق يزيد بن إبراهيم، عن محمد، عن بعض أصحابه، عن المغيرة، به. (3) نقل ابن حجر في "إتحاف المهرة" (13/432) ترجيح أبي زرعة لهذه الطريق، وقال العلائي في "جامع التحصيل" (ص 264) : «وسئل ابن معين عن حديث محمد بن سيرين، عن عمرو بن وهب: كنا عند المغيرة؛ في ذكر المسح على الخفين؟ فقال: بينهما رجل» ، ورجح الدارقطني خلاف هذا؛ فقال في "العلل" (7/109) : «فالقول قول أيوب وقتادة ومن تابعهما» . اهـ. أي: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَهْبٍ، عَن المغيرة. (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1873) ، وأحمد في "مسنده" (1/54 رقم 387) ، والبزار في "مسنده" (122) ، والدارقطني في "العلل" (2/26) . قال البزار: «هكذا رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ عاصم ابن عبيد الله، وقد روي عن عاصم بخلاف هذا الإسناد» . وقال ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/119) : «إسناد جيد» . الحديث: 11 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 409 ورواه ابنُ فُضَيل (1) ، وجرير (2) ، وعبد الرحيم بْن سُلَيمان، فَقَالُوا: عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَن عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ (3) ، عَن يزيد، عَن عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (4) - أو عَن عَمِّه - عَن عُمَر. فأيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالا: عاصمٌ مضطربُ الحديث، والحَسَنُ ابن صالِح أحفظُ من يزيدَ بنِ أَبِي زياد ومِنْ شَريكٍ (5) ؛ وَهُوَ أشبَهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وحديثُ حسن بْن صالِح أصحُّ، ولا يَبعُدُ أنْ يكونَ الاضطرابُ من عَاصِم (6) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَاهُ شَريكٌ، فَقَالَ: عَنْ عاصم (7) ، عن عبد الله   (1) هو: محمد. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (2/21) . (2) هو: ابن عبد الحميد. (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (263) من طريق محمد بن عبد الملك، عنه، به. ورواه أحمد في "مسنده" (1/20 رقم128) من طريق عفان، عن خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي زياد، عن عاصم بن عبيد الله، عن أبيه -أو عن جدِّه - عن عمر، به. وكذا ذكر الدارقطني في "العلل" (2/21) رواية خالد بمثل رواية الإمام أحمد. (4) من قوله: «عن عمر، عن النبي (ص) ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (6) قال الدارقطني في "العلل" (2/22) : «والاضطراب في هذا من عاصم بن عبيد الله؛ لأنه كان سَيِّئَ الحفظ» . اهـ. (7) قوله: «عن عاصم» مكرر في (ت) و (ك) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 410 بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُمَر (1) . ومنهم من يَقُولُ (2) : شَريك، عن عاصم (3) ابن عُبيدالله، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر. ومنهم من يَقُولُ: شَريك، عَن عَاصِمٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فأمَّا مِنْ حَدِيث يزيدَ بْن أَبِي زِيَادٍ: [فعن] (4) عَاصِم، عَنْ أَبِيهِ - أو عَمِّه - عَن عُمَر، عَنِ النبيِّ (ص) : أشبَهُ. 12 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان الثوري (6) ، وشَريك (7) ، عَن الأعمش، عَن الحكم بن عُتَيبة، عن   (1) وروي عن شريك على وجه آخر؛ قال الدارقطني في "العلل" (2/21) : «وقال شريك: عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ أبيه، أو عن عمر» . اهـ. (2) في (ف) : «مَنْ يقول: عن» . (3) من قوله: «عن عبد الله بن عامر ... » إلى هنا، سقط من (أ) ؛ لانتقال النظر. ورواية شريك على هذا الوجه: رواها أحمد في "مسنده" (1/32 رقم 216) عن الطيالسي، عن شريك، به. ورواه الطيالسي في "مسنده" (14) عن شريك، عن عاصم، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر، به. (4) في جميع النسخ: «فعمر بن» ، وقال العلاَّمة محب الدين الخطيب: «كذا في النسختين! [يعني (ت) و (ك) ] ، ولعله: فعن عاصم، عن أبيه» . اهـ. وقال العلاَّمة المعلمي في هامش نسخته من "العلل": «أو فعنه عن» . وتقدم في أول المسألة على الصواب. (5) انظر المسألة رقم (52) و (76) و (82) . (6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (736) ، وأحمد في "مسنده" (6/13و15رقم 23898 و23916) . (7) روايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (960) . الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 411 عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّين؟ قَالا: وَرَوَاهُ أَيْضًا عِيسَى بْن يُونُسَ (1) ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ (2) ، وابن نُمَير (3) ، عَن الأعمش، عن الحكم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة، عَن بلال، عَنِ النبيِّ (ص) (4) . وَرَوَاهُ زائدة (5) ، عَن الأعمش، عَنْ عبد الرحمن بن أبي ليلى،   (1) روايته أخرجها مسلم في"صحيحه" (275) . (2) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها مسلم في"صحيحه" (275) ، وأحمد في "مسنده" (6/12 رقم 23884) ، والنسائي في "سننه" (104) ، والبزار في "مسنده" (1358) . قال البزار: «ولا نعلم روى كَعْبِ بْنِ عُجرة، عَن بلال غير هذا الحديث» . (3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها مسلم في"صحيحه" (275) ، وأحمد في "مسنده" (6/14 رقم 23904) ، والنسائي في "سننه" (104) . ورواه مسلم (275) من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، به. (4) قال ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في كتاب مسلم" الحديث (7) : «هذا حديث قد اختلف فيه على الأعمش: فرواه أبو معاوية وعيسى وابن فُضيل وعلي بن مسهر وجماعة هكذا، ورواه زائدة بن قدامة وعمار بْنِ رُزَيْقٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ الحكم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البراء، عن بلال. وزائدة ثبت متقن. ورواه سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ الحكم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال؛ لم يذكر بينهما كعبًا ولا البراء. وروايته أثبت الروايات. وقد رواه عن الحكم - غير الأعمش- أيضًا: شعبة، ومنصور بن المعتمر، وأبان بْن تغلب، وزيد بْن أبي أنيسة وجماعة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال؛ كَمَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ. وحديث الثوري عندنا أصح من حديث غيره، وابن أبي ليلى لم يلق بلالاً» . اهـ. (5) قوله: «زائدة» مطموس في (ك) . وزائدة هو: ابن قدامة. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/15 رقم 23915) ، والنسائي في "سننه" (105) ، والبزار في "مسنده" (1359) من طريق زائدة، عَن الأعمش، عَن الحكم، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البراء بن عازب، عن بلال، به. وكذا ذكر الدارقطني في "العلل" (7/173) رواية زائدة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 412 عَن البَرَاء، عَن بلال، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . قلت (2) لَهما: فأيُّ هَذَا الصَّحيحُ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مِنْ حَدِيث الأعمش: عَن الحكم، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال (3) ؛ بلا كعب (4) . قلتُ لأَبِي: فمِنْ غيرِ حَدِيث الأعمش (5) ؟ قَالَ: الصَّحيحُ ما يَقُولُ شُعْبَةُ (6) ، وأبانُ بْن تَغْلِبَ (7) ، وزيد بن   (1) من قوله: «ورواه زائدة ... » إلى هنا، سقط من (أ) ؛ لانتقال النظر (2) في (أ) و (ش) : «فقلت» . (3) قوله: «بلال» مطموس في (ك) . (4) قال البيهقي في "المعرفة" (1/280) : «وإذا اختلف سفيان وغيره في حديث الأعمش؛ كان الحكم لرواية سفيان؛ كيف وقد رواه شعبة بن الحجاج، عن الحكم ابن عتيبة، كما رواه سفيان، عن الأعمش، عن الحكم ابن عتيبة!» . اهـ. (5) في (ك) : «فمن حديث غير الأعمش» . (6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/13 رقم 23898) ، والنسائي في "سننه" (106) ، والبزار في "مسنده" (1370) ، والشاشي في "مسنده" (962) . (7) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (150) ، والطبراني في "الكبير" (1/357 رقم 1087) . ومن طريق الحميدي رواه الشاشي في "مسنده" (957) . وروايته عندهم جميعًا مقرونة بمحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، كلاهما عن الحكم، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 413 أَبِي أُنَيْسَة (1) أَيْضًا، عَن الحكم، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال؛ بلا كعب. وَقَالَ أَبِي: الثوريُّ وشُعْبَةُ أحفظُهم (2) . قلتُ لأَبِي: فإنَّ ليثَ بْن أَبِي سُلَيْمٍ يحدِّث فيضطرب: يحدِّثُ (3) عَنْهُ يَحْيَى بْن يعلى (4) ، عَن الحَكَم، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة، عَن بلال، عَنِ النبيِّ (ص) ، وعن أَبِي بَكْرٍ، وعمر؛ فِي المَسْح. وَرَوَاهُ مُعْتَمِر (5) ، عَنْ ليثٍ، عن الحَكَم ِ وحبيبِ بْن أَبِي ثابت، عَن شُرَيْح بْن هانئ، عَن بلال، عن النبيِّ (ص) .   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/14 رقم 23911) ، والشاشي في "مسنده" (958) . (2) قوله: «أحفظهم» لم يتضح في (ف) . (3) في (ف) : «فحدث» . (4) هو أبو المحيَّاة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1930) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (1/350 رقم 1062) . وقال الدارقطني في"الأفراد" (96/ب/أطراف الغرائب) : «تفرد به أبو المحيَّاة يحيى بن يعلى، عَنْ لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ» . (5) هو: ابن سليمان. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/358 رقم 1096) . وأخرجه في "الأوسط" (3214) من طريق معتمر، عن ليث، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن شريح، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حبيب إلاَّ ليث، تفرَّد به معتمر» . وقال الدارقطني في "العلل" (3/233) بعدما ذكر الاختلاف على ليث بن أبي سليم فيه: «وذِكْرُهُ بلالً في حديث شريح بن هانئ وَهَمٌ من ليث لاتفاق أصحاب الحكم على ترك ذكره، ولموافقة أصحاب شريح بن هانئ لترك ذكره» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 414 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ - حديثَ الأعمش (1) -: عن الحكم، عن عبد الرحمن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ، عَن بلال. قَالَ أَبِي وأَبُو (2) زرعة (3) : ليثٌ لا يُشْتَغَلُ بِهِ؛ في حديثه (4) مثلُ ذِي (5) كثيرٌ؛ هُوَ مضطربُ الحديثِ.   (1) أي: الصحيحُ مِنْ حديثِ الأعمشِ؛ كما سيأتي عن أبي زرعة نفسِه في آخر المسألة. وعلى ذلك ينصب قوله: «حديث الأعمش» على نزع الخافض حُذِفَ الخافضُ وهو حرف الجر «مِنْ» ، فانتصَبَ ما بعده. وقد ذهب جمهور النحويين إلى أن حذف حرف الجر - مع غير «أنْ» و «أَنَّ» - لا ينقاس، بل يُقتصر فيه على السماع، وذهب الأخفش الصغير إلى جوازه قياسًا مطردًا بشرط تعيُّنِ الحَرْفِ، وتعيُّنِ مكان الحذف؛ نحو: بَرَيْتُ القلمَ بالسِّكِّينِ، فتقول: بَرَيْتُ القَلَمَ السِّكِّينَ. وإذا حذف حرف الجر: فالنصبُ متعيِّنٌ، والناصبُ عند البصريين الفعلُ، وعند الكوفيين نَزْعُ الخافض، وذكروا من شواهد ذلك قولَهُ تعالى: [الأعرَاف: 155] {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} ، أي: مِنْ قَوْمِهِ. وغيره من الشواهد. وقد ورد السماعُ بنزع الخافض في جمل ليس فيها أفعال - كما وقع هنا في كلام أبي زرعة - نحو قولهم: «زيدٌ منِّي مَعْقِدَ الإزارِ» ، و «ومَعْقِدَ القابلة» ، و «مناطَ الثريا» ، قال ابنُ الأنباري: «الأصلُ فيها كلِّها أن تستعمل بحرف الجر، إلا أنَّهم حذفوا حرف الجر في هذه المواضع اتساعًا» . اهـ. انظر في نزع الخافض: "أسرار العربية" لابن الأنباري (ص180) ، و"شرح ابن عقيل" (3/39) ، و"أوضح المسالك" لابن هشام (2/182) ، و"المسائل السَّفَرية" له (ص21- 27) ، و"خزانة الأدب" للبغدادي (10/55- 58 الشاهد رقم 810) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (7/19- 20، 43) . (2) في (أ) : «قال أبي وأبا زرعة» ، والمثبت من (ش) و (ف) ، وهو الجادَّة، لكن ما في (أ) له وجهان، تقدما في التعليق على نحوه آخر المسألة رقم (9) . (3) من قوله: «الصحيح حديث الأعمش ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) . (4) قوله: «في حديثه» سقط من (ف) . (5) قوله: «ذي» اسم إشارة للمؤنَّث، وتقدير الكلام: «مثلُ ذي الأسانيد، أو الروايات المضطربة، أو الاضطرابات» . وقد نقطت ياؤها في (ك) فقط. وانظر التعليق على المسألة رقم (124) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 415 قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أليس شُعْبَةُ، وأبانُ بنُ تَغْلِبَ (1) ، وزيدُ بنُ أَبِي أُنَيْسَة يَقُولُونَ: عَن الحكم، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال؛ بلا كعب؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الأعمش حافظٌ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ، وعيسى بْن يُونُسَ، وابن نُمَير؛ وهؤلاءِ قد حفظوا عَنْهُ. ومِنْ غيرِ حَدِيث الأعمش، الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال؛ بلا كعب. وَرَوَاهُ منصورٌ (2) ، وشُعْبَةُ، وزيدُ بْن أبي أُنَيْسَة، وغيرُ واحد؛ إِنَّمَا قلتُ: مِنْ حَدِيث الأعمش (3) . 13 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حديثُ زيدِ ابن أَرْقَمَ عن النبيِّ (ص) - فِي دخُولِ الخَلاَء (4) - قد اختلفوا فيه (5) :   (1) قوله: «ابن تغلب» ليس في (أ) . (2) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1368) من طريق زائدة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال، به. قال البزار: «ولا نعلم روى منصور، عن الحكم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال، إلا هذا الحديث، ولا نعلم أحدًا حدَّث به عن منصور إلا زائدة» . (3) انظر التعليق على أوَّل جواب أبي زرعة، وقد ذكر الدارقطني أوجه الاختلاف في هذا الحديث في المسألة رقم (379) ، (1282) من كتابه "العلل". (4) ولفظه: «إن هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ؛ فإذا أتى أحدُكُم الخَلاءَ فليقُل: أعوذُ بالله من الخُبُث والخَبائِث» . (5) قال ابن الملقن في "البدر المنير" (1/378/مخطوط) : «قال ابن أبي حاتم في "علله": قال أبو زرعة: اختلفوا في إسناده» . وانظر المسألة رقم (167) . الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 416 فأمّا سعيدُ بْن أَبِي عَروبة (1) ، فإنه يَقُولُ: عَنْ قَتَادَةَ، عَن القاسم بْن عَوْف، عَنْ زَيْدٍ، عن النبيِّ (ص) . وشُعْبَةُ (2) يَقُولُ: عَنْ قَتَادَةَ (3) ، عَن النَّضْر ابن أنس، عن زيد بن   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2) ، والإمام أحمد في "مسنده" (4/373 رقم 19331) ، وابن ماجه في "سننه" (296) ، والنسائي في "الكبرى" (9905، 9906) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7218) ، والحاكم في "المستدرك" (1/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/96) ، والخطيب في"تاريخ بغداد" (13/301) من طرق عن سعيد، به. واختلف على سعيد بن أبي عروبة في هذا الحديث: فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9904) من طريق إسماعيل بن علية، عنه، عَنْ قَتَادَةَ، عَن النضر بْن أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم، به، مثل رواية شعبة الآتية. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/204) من طريق رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به مرفوعًا. قال ابن عدي: «وهذا الحديث يرويه قَتَادَةَ، عَن النضر بْن أَنَسٍ، عن زيد بن أرقم، وروي عن قتادة، عن أنس» . (2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (714) ، وأحمد في "مسنده" (4/369 و373 رقم 19286 و19332) ، وأبو داود في "سننه" (6) ، وابن ماجه في "سننه" (396) ، والنسائي في "الكبرى" (9903) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (69) ، وابن حبان في "صحيحه" (1408) ، والحاكم في "المستدرك" (1/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/96) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/287) من طرق عن شعبة، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1406) من طريق عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن القاسم بْن عوف الشيباني، عن زيد، به، مثل رواية سعيد بن أبي عروبة. قال الترمذي في "العلل الكبير" (ص 23 رقم3) بعد أن ذكر طريقي قتادة: «قلت لمحمد -أي البخاري-: فأيُّ الروايات عندك أصح؟ قال: لعل قتادة سمع منهما جميعًا، عن زيد بن أرقم. ولم يقض في هذا بشيء» . (3) من قوله: «عن القاسم ... » إلى هنا، سقط من (ف) ؛ لانتقال نظر الناسخ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 417 أرقم، عن النبيِّ (ص) (1) . وحديثُ عبد العزيز بن صُهَيْب، عَن أنس، أشبَهُ عِنْدِي (2) . قلتُ: فحديثُ إسماعيلَ بنِ مسلمٍ يزيد فِيهِ: «الرِّجْسِ النَّجِسِ ... » (3) .   (1) من قوله: «وشعبة يقول ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) حديث عبد العزيز بن صهيب رواه البخاري (142 و6322) ، ومسلم (375) ، والترمذي (5) وغيرهم. قال الترمذي: «حديث أنس أصح شيء في هذا الباب وأحسن. وحديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب، روى هشام الدستوائي وسعيد بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ؛ فقال سعيد: عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ، عن زيد بن أرقم. وقال هشام: عن قتادة، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. وَرَوَاهُ شعبة ومعمر، عَنْ قَتَادَةَ، عَن النضر بْن أنس، فقال شعبة: عن زيد بن أرقم، وقال معمر: عَن النضر بْن أَنَسٍ، عَنْ أبيه» . (3) أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8825) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (18) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ الحسن وقتادة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كان رسول الله (ص) إذا دخل الغائط قال: «باسم اللَّه، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ من الرِّجْسِ النَّجِسِ، الخبيثِ المُخْبِثِ، الشيطانِ الرجيم» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الحسن وقتادة إلاَّ إسماعيل بن مسلم، تفرد به عبد الرحيم بن سليمان» . وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (365) ، ومن طريقه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/198) بسند آخر إلى عبد الرحيم بن سليمان بهذا الإسناد، لكن من طريق الحسن وحده ليس فيه «قتادة» . وأخرجه الطبري في "تفسيره" (12/112) وأبو نعيم - كما في "نتائج الأفكار" (1/198) - من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن إسماعيل، به، وفيه «عن الحسن وقتادة» . وأخرجه مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ في "الدعاء" (37) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ الحسن، مرسلاً. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (2) من طريق هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ الْحَسَنِ، مرسلاً أيضًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 418 قَالَ: وإسماعيلُ ضعيفٌ، فأرى أن يُقال: «الرِّجْسِ النَّجِس، الخَبيثِ المُخْبِث، الشَّيطانِ الرَّجيم» ؛ فإنَّ هَذَا دعاءٌ. 14 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ (1) : حديثُ أَبِي فَزارة (2) لَيْسَ بصحيح، وَأَبُو زيد (3) مجهول. يعني: فِي الوُضُوء بالنَّبِيذ (4) . 15 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْدة بْن الأسود (6) ، عَن القاسم بْن الْوَلِيدِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّين؟ قَالا: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمة (7) ، عَنِ ابْنِ   (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (1/175) ، والزيلعي في"نصب الراية" (1/138) . ووقع في "الإمام": «ليس يصح» . ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/485) ، والجَورقاني في "الأباطيل والمناكير" (1/331) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/357) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/43) عن أبي زرعة قوله: «حَدِيث أَبِي فزارة لَيْسَ بصحيح» . وانظر المسألة رقم (99) . (2) هو: راشد بن كيسان. (3) هو: مولى عمرو بن حريث. (4) سيأتي تخريجه في المسألة رقم (99) . (5) هذه المسألة بتمامها سقطت من (ك) . ونقل بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/133) . (6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/35 رقم 12423) من طريق مسلم الملائي، عن سعيد، به مرفوعًا بلفظ: «المسح على الخفين للمقيم يومٌ وليلة، وللمسافر ثلاثةُ أيام ولياليهن» . (7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1911) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/84) من طرق عن قتادة، عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابن عباس قال: يمسح المسافر على الخفين ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوم وليلة. الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 419 عَبَّاس، موقوف (1) . 16 - وسألتُ (2) أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوان الطَّاطَري (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَاري (5) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ: أَنَّهُ سَمِعَ أنسًا قال: رأيتُ النبي (ص) توضَّأ، فخلَّل لِحْيَتَهُ؟ قَالَ أَبِي: الخطأُ مِنْ مَرْوان؛ مُوسَى بنُ أبي عائِشَة (6) يحدِّث عن   (1) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (84) ، وفيها زيادة على ما هنا. ونقل الحافظ أبو زرعة العراقي في "تحفة التحصيل" (ص528) هذه المسألة بنصِّها والمسألة الآتية برقم (84) ، وساقهما في سياقٍ واحد. (3) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (4) هو: مروان بن محمد. وروايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/149) . وأخرجه ابن البختري في "الجزء الحادي عشر من فوائده" (548/مجموع مصنَّفاته) من طريق صفوان بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفزاري، به. قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/149) : «ورجاله ثقات، لكنه معلول؛ فإنما رواه مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عَنْ يزيد الرقاشي، عن أنس» . (5) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. (6) روايته على هذا الوجه أخرجها أبو حاتم في المسألة رقم (84) ، وابن البختري في "الجزء الحادي عشر من فوائده" (549 - مجموع فيه مصنفاته) من طريق أحمد ابن يونس، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ موسى بن أبي عائشة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (106) عن يَحْيَى بْنُ آدم، عَنِ الْحَسَنِ بن صالح، عن موسى، عَنْ يَزِيدَ الرِّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، به، لم يقل فيه: «عن رجل» . وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (10/37) ، وابن عدي في "الكامل" (2/137) من طريق أبي الأشهب جعفر بن الحارث، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عن زيد الجزري - وهو: ابن أبي أنيسة - عَنْ يَزِيدَ الرِّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك، به. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (94/ب/أطراف الغرائب) من طريق سلمة بن العبَّاد، عن موسى، عن يزيد، عن أنس، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/386) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (114) ، وابن ماجه في "سننه" (431) ، وابن جرير في "التفسير" (10/38) ، وأحمد ابن منيع في "مسنده"- كما في "مصباح الزجاجة" (1/176) - والطبراني في "الأوسط" (520) ، والخطيب البغدادي في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (2/453) من طرق، عَنْ يَزِيدَ الرِّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، به. الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 420 رَجُلٍ (1) ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشي، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) . 17 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة، عَن الحجَّاج (2) ، عَنْ عَمْرو بْنِ مُرَّة، عَنْ عُبَيْد بْنِ عُمَيْر - فِي الجُرْح - قَالَ: يَمْسَحُ ما حَوْلَهُ (3) ؟ فقال (4) أَبِي: رَوَاهُ شُعْبَة (5) ، عَنْ عَمْرو بْنِ مُرَّة، عَن يوسف بْن مَاهَِكَ، عَنْ عُبَيد بْنِ عُمَير؛ والصَّحيحُ حديثُ شُعْبَة. 18 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ يُونُسَ (6) ، عَنِ الحَسَن (7) ؛ فِي المرأة يكون بِعَجُزِهَا الجُرْحُ؟   (1) قوله: «عن رجل» سقط من (ف) . (2) هو: ابن أرطاة. (3) قوله: «ما حوله» مطموس في (ك) . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1439) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/229) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1443) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، به نحوه. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (865) عن الثوري، عن عمرو، به. (6) هو: ابن عبيد. (7) أي: البصري. وروايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (2358) من طريق عاصم الأحول، عن الحسن؛ في المرأة بها الجرح ونحوه؟ قال: يخرق الثوب على الجرح ثم ينظر إليه. يعني: الطبيب. الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 421 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مِسْكين (1) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ يُونُسَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، بِنَحْوِهِ. قَالَ أَبِي: حدَّثنا النُّفَيْلي (2) ، عَن مِسْكين. قَالَ أَبِي: وقد كَانَ يُذاكِرُني. 19 - وسألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ضَمْرَة (4) ، عَن الثوري، عَن حُمَيد (5) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ طافَ عَلَى نِسائِه فِي غُسْلٍ واحد؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا خطأٌ؛ أخطأ ضَمْرَة؛ إنما هو: الثوريُّ (6)   (1) هو: ابن بكير. (2) هو: عبد الله بن محمد. (3) نقل الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (1/300) بعض هذا النص بتصرف. (4) هو: ابن ربيعة. وروايته لم نقف عليها. لكن الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/99 رقم 11946) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3718) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/129) ، وابن حبان في "صحيحه" (1207) من طريق هشيم. = = والإمام أحمد في "المسند" (3/189 رقم 12967) ، وأبو داود في "سننه" (218) ، والنسائي في "سننه" (263) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3719) ، (3886) ، وابن حبان في "صحيحه" (1206) من طريق إسماعيل بن علية كلاهما (هشيم وإسماعيل) عن حميد، به. (5) هو: ابن أبي حميد الطويل. (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/185 رقم 12925) ، وابن ماجه في "سننه" (588) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (9036) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3129) من طريق عبد الرحمن بن مهدي. والترمذي في "جامعه" (140) ، وابن ماجه في "سننه" (588) ، من طريق أبي أحمد الزبيري، وأبو يعلى في "مسنده" من طريق عبد الله بن الوليد العدني، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/129) من طريق قبيصة بن عقبة، وأبي نعيم الفضل بن دكين، والعقيلي في "الضعفاء" (4/454) من طريق أبي نعيم، خمستهم عن سفيان، به. الحديث: 19 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 422 ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أنس. ثُمَّ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لو كَانَ عِنْد الثوري: عَن حُمَيد، عَن أنس (1) ؛ كَانَ لا يحدِّث بِهِ عن مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أنس. قِيلَ لأَبِي زرعة: فإنَّ سَعِيد بْن عَبْدوس بْن أَبِي زيدون (2) - وَرَّاقَ الفِرْيابي- حدَّث عَن الفِريابي (3) ، عَن الثوري، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، وعن مَعْمَر، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أنس؟ قَالَ: ما أدري ما هَذَا! ما أعرفُ مِنْ حديثِ الفِريابي (4) إلا عن   (1) من قوله: «عن النبي (ص) أنه طاف ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) . (2) لم نقف على روايته على هذا الوجه. لكن أخرجه الدولابي في "الكنى والأسماء" (1/167) عنه، عن الفريابي، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي عروة - وهو: معمر بن راشد - عن أبي الخطاب - وهو قتادة بن دعامة - عن أنس بن مالك، به. (3) هو: محمد بن يوسف. (4) روايته على هذا الوجه أخرجها البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (10/155 رقم 14034) من طريق عبد الله بن أبي مريم، عنه، به. وقال البيهقي: «أبو الخطاب هذا: قتادة، وأبو عروة هذا: معمر» . ورواه عنه سعيد بن أبي زيدون على هذا الوجه كما تقدم. قال الترمذي في "جامعه" (140) : «وقد روى محمد ابن يوسف هذا عن سفيان فقال: عن أبي عروة، عَنْ أَبِي الخطاب، عَنْ أَنَسٍ. وأبو عروة هو: معمر بن راشد، وأبو الخطاب: قتادة بن دعامة» . وقال الدارقطني في"العلل" (4/28/ب) : «وقال الفريابي: عن الثوري، عن أبي عروة، عَنْ أَبِي الخطاب، عَنْ أَنَسٍ. وأبو عروة: معمر، وأبو الخطاب: قتادة» . ونقل الذهبي في "السير" (12/413) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (5/391) ، عن البخاري قوله: «كنت في مجلس الفريابي فقال: حدثنا سفيان، عن أبي عروة، عَنْ أَبِي الخطاب، عَنْ أَنَسٍ: أن النبي (ص) كان يطوف عَلَى نسائه فِي غسل واحد، فلم يعرف أحدٌ في المجلس أبا عروة، ولا أبا الخطاب، فقلت: أما أبو عروة فمعمر، وأبو الخطاب قتادة. قال: وكان الثوري فعولاً لهذا؛ يكني المشهورين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 423 الثوري، عن [أبي عُرْوَة] (1) ، عَنْ أَبِي الخطَّاب، عَنْ أَنَسٍ؛ ما أدري ما هَذَا! 20 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة (2) ، عَن الحجَّاج (3) ، عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عليِّ بْن أَبِي طالب، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طالب، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا قامَ من الليل ... فذكر الحديثَ فِي (4) صلاة الليل؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عليِّ بن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّه، والوَهَمُ من حمَّاد. 21 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ الأَنْصَارِيّ (6) ، عَن بَهْز بْن حَكِيم (7) ، عَن زُرَارَة (8) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) : أنه كان يُوضَعُ   (1) في جميع النسخ: «أبي فروة» بالفاء، وكأنها صححت في (أ) إلى: «عروة» بالعين، وهو الصواب. (2) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (438) . (3) هو: ابن أرطاة. (4) في (أ) : «من» . (5) روايته أخرجها مسلم (763) من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن محمد بن عليِّ ابن عبد الله بن عباس، به. (6) هو: محمد بن عبد الله. (7) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/236 رقم 25987) ، وأبو داود في "سننه" (1347) من طريق يزيد بن هارون، وأبو داود (1346 و1348) من طريق أبي عدي ومروان بن معاوية، ثلاثتهم عن بهز، به. (8) هو: ابن أوفى. الحديث: 20 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 424 له (1) وَضُوءُهُ (2) وسِواكُهُ من الليل. وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَن بَهْزٍ، عَنْ سعد ابن هشام، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ أَبِي: إن كَانَ حَفِظَ حمَّاد، فهذا أشبَهُ. 22 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ (4) ، عَنْ أَبِي   (1) قوله: «له» ليس في (ت) و (ف) (ك) . (2) الوَضُوء بالفتح: هو الماءُ الذي يُتوضَّأُ به، والوُضُوء بالضم: الفِعْلُ. "المصباح المنير" (2/663) . (3) كذا جاءت رواية حماد بن سلمة في جميع النسخ، والحديث رواه أبو داود (56) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/365) ، والطبراني في "الأوسط" (502) من طريق حماد، عَن بَهْز بْن حكيم، عَن زُرارة ابن أوفى، عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ عائشة، به، هكذا بزيادة زرارة بين بهز وسعد. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سعد إلا زرارة، ولا عن زرارة إلا بهز، تفرد به حماد بن سلمة» . ورواه أحمد في "مسنده" (6/236 رقم 25988) من طريق عمران بن يزيد العطار، عن بهز، بمثله. وقد سئل الدارقطني في "العلل" (5/75/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه زرارة بن أوفى، واختلف عنه؛ فرواه سليمان التيمي، وشعبة، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو عوانة، وهمام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أوفى، عن سعيد [كذا، وصوابه: سَعْدِ] بْنِ هشام، عَنْ عَائِشَةَ، منهم من اختصره، ومنهم من أتى به بطوله، وخالفه بهز ابن حكيم؛ فرواه عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى، عَنْ عائشة، لم يذكر سعيد [كذا] ابن هشام، وقول قتادة أصح» . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (3695) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (655) ، ولفظ عبد الرزاق: « ... عن أبي هشام [كذا، والصواب: أبي هاشم] ، قال: سألتُ سعيد بن جُبَير عن الرجل يَرَى في ثوبه الأذى وقد صلَّى؟ ... قال: اقرأ عليَّ الآيةَ التي فيها غَسْلُ الثَّوب!!» . الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 425 هاشم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير: أَنَّهُ سُئِل عَن النَّجاسة تُصيب الثَّوْبَ؟ قَالَ: اقرأ عليَّ آية فِي غَسْلِ الثِّياب!! ؟ فقلت لهما: مَنْ أَبُو هاشِم هَذَا؟ قَالَ أَبِي: هُوَ إسماعيلُ بنُ كَثِير المكِّي، وَلَيْسَ هُوَ: «أَبُو (1) هاشمٍ   (1) كذا في جميع النسخ، وهو من الأسماء الستة؛ فكان حقُّه أن يكون بالألف «أبا» ؛ لأنه منصوبٌ خبرًا لـ «ليس» ؛ لكنَّ كَتْبَهُ بالواو - على ما في النسخ - له وجوهٌ من العربية: الأول: أنَّه منصوب بالألف، لكنَّه كُتِبَ بالواو على حكاية أصل التكنية - الذي وُضِعَ عليه الاسم، وهو الرفع - وذلك فيمن اشتُهِرَ بكنيتِهِ - كما هنا - ومن هذا الباب: ما صَحَّ عنهم من كتابة: «عليُّ بْنُ أبو طالب» ، و «معاويةُ بْنُ أبو سفيان» ، ونحوهما. ويشهد له قراءة {تَبَتْ يَدَا أَبُو لَهبٍ وَتَبَّ} [المسد: 1] . والثاني: أنَّ نصبه بالألف أيضًا، وكُتِبَ بالواو على الحكاية، لكنَّها هنا حكايةُ الرفع في قول ابن أبي حاتم في سؤاله: «مَنْ أبو هاشمٍ هذا؟» ، وليستْ حكايةَ أصل التكنية الذي وُضِعَ عليه الاسم، كما في الوجه الأوَّل. وفي هذَيْنِ الوجهين: يكون «أبو» بالواو لفظًا وخطًّا، وإنْ كان في موضع نصب كما بيَّنا. والوجه الثالث: أنَّه منصوبٌ بالألف؛ لكنَّه كُتِبَ بالواو على الأصل في لام كلمة «الأب» - وهو الواو - وهذا في الخط والكتابة لا في النطق واللفظ؛ فَيُكْتَبُ «أبو هاشم» هنا بالواو لكن ينطق بالألف، ونظيره: كتابتهم «الصلوة» و «الزكوة» و «الربو» ونحوها هكذا بالواو، ولا تنطق إلا بالألف. وانظر: "الرسالة" للشافعي (ص89- حاشية الشيخ أحمد شاكر رقم3) ، و"تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة (ص256- 258) ، و"الفائق" للزمخشري (1/14- 15) ، و"تفسير الكشاف"، و"اللباب" لابن عادل الحنبلي، و"روح المعاني" (سورة المسد) ، و"فتح الباري" (4/29- 30) ، و"مرقاة المفاتيح" (5/593) ، (7/41) ، (9/558) ، (11/164- 165) ، و"تاريخ دمشق" (62/395- 396) ، و"الوافي بالوفيات" (1/39) ، و"التراتيب الإداريَّة" (1/148- 155) ، و"عقود الزبرجد" (3/253- 255) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 426 الرُّمَّانيّ» (1) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ الرُّمَّاني. قلتُ: رَوَاهُ مُحَمَّدُ (2) بْنُ كَثِير، فَقَالَ: إسماعيل بْن كثير!! قَالَ: إنْ حَفظ ابنُ كثير، فهو كما يَقُولُ. 23 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيْم (4) ، عن عبد الله بن   (1) قال عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (255) : «سألت أبي: من أبو هاشم هذا؟ فقال أبي: = = إسماعيل بن كثير، وليس هو الرُّمَّاني» . وأبو هاشم الرماني، اسمه: يحيى بن دينار، وقيل: ابن الأسود، وقيل: ابن نافع. (2) قوله: «محمد» لم يتضح في (ف) . (3) نقل هذا النص بتصرف ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/155) ، والحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (2/270) . وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/51) : «رواه الشافعي مرسلاً، وقال: سمعت غير واحد من الحفاظ يروونه لا يذكرون فيه جابرًا. وكذا قال البخاري وأبو حاتم» . اهـ. وانظر "تعجيل المنفعة" (2/19) . (4) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (480) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/74) ، والبيهقي في "الخلافيات" (542، 543) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/193) . ورواه الشافعي في "الأم" (1/19) عن عبد الله بن نافع، به. ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/134) . ورواه ابن ماجه في "سننه" (480) من طريق مَعْنِ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أبي ذئب، به. الحديث: 23 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 427 نَافِعٍ الصَّائغ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب (1) ، عن عُقْبة بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي مَعْمَر، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبَان، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (2) ؛ الناسُ يَروونه (3) عَنِ ابْنِ ثَوْبَان، عَنِ النبيِّ (ص) مُرسَلاً؛ لا يذكرون جابرًا.   (1) واسمه: محمد بن عبد الرحمن. (2) قال الشافعي: «وسمعت غير واحد من الحفاظ يرويه ولا يذكر فيه جابرًا» . وقال أبو داود في "مسائله" (2000) : «سمعت أحمد سئل عن حديث ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عُقْبَةَ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر، عن النبي (ص) : " مَنْ مسَّ ذَكرهُ فليتوضَّأ"؟ قَالَ: هذا من ابن نافع، كان لا يحسن الحديث، يريد بذلك قوله "عن جابر"، يعني: "جابرٌ": وَهَمٌ، وأن الحديث عن محمد ابن عبد الرحمن، عن النبي (ص) مرسلً» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (6/436) : «وقال بعضهم: عن جابر ح، ولا يصح» . وقال الطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/74) : «كلُّ من رواه عن ابن أبي ذئب من الحفاظ، يقطعه، ويُوقِفه على محمد بن عبد الرحمن» . أي: يَرْوُونَهُ عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنِ النبي (ص) مرسلاً، كما بيَّن ذلك الطحاوي نفسُه عقب روايته له. وخالف في ذلك ابن عبد البر فصحح في "التمهيد" (17/193) إسناده موصولاً. (3) أخرجه الشافعي في "الأم" (1/19) من طريق ابن أبي فديك، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/75) من طريق أبي عامر العقدي، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عقبة بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن النبي (ص) ، به. ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/134) ، وفي "الخلافيات" (544) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 428 24 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَاذَانُ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش، عن عبد الملك (3) ، عَنْ عَطاء (4) ، عَنْ صَفْوان بْنِ يَعْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ (5) ؛ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَتِرْ.   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2509) ، وسيجيب عنها أبو زرعة. ونقل الحافظ ابن حجر هذا النص في "النكت الظراف" (9/115) من قوله: «قلت لأبي» حتى نهاية المسألة. قال ابن رجب في "فتح الباري" (1/336) : «وقد قيل: إن في إسناده انقطاعًا، ووصله بعض الثقات، وأنكر وصله أحمد وأبو زرعة» . (2) هو: الأسود بن عامر. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/224 رقم 17970) ، وأبو داود في "سننه" (4013) ، والنسائي في "سننه" (407) ، والطبراني في "الكبير" (22/259-260 رقم 670) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/198) ، و"الأسماء والصفات" (157) . (3) هو: ابن أبي سليمان. (4) هو: ابن أبي رباح. (5) في (أ) : «يستتر» . ولفظ «الستير» فيه ضبطان: الأول: «سَتِير» ؛ بمعنى: ساتر، كرحيم بمعنى راحم؛ ذكر هذا الضبطَ: ابنُ الأثير في "النهاية" (2/341) ، والعيني في "عمدة القاري" (15/301) ، والسيوطي = = في "شرح النسائي" (1/200) ، والشوكاني في "نيل الأوطار" (1/318) ، وابن منظور في "اللسان" (4/343) ، والزبيدي في "تاج العروس" (مادَّة ستر) ، و"أسماء الله الحسنى" دراسة في البنية والدلالة لأحمد مختار عمر (ص24، 59) . والثاني: سِتِّير، بمعنى: ساتر، كصِدِّيق، وقد ذكر هذا الضبطَ: المُنَاويُّ في "فيض القدير" (2/228) ، ونقله عنه العظيم آبادي في "عون المعبود" (11/34) ، وانظر التعليق على "مختصر سنن أبي داود" للمنذري (6/15) . وكلاهما من أوزان المبالغة. وأمَّا معناه: فقد قال البيهقي: «يعني: أنَّه ساتر يستُرُ على عباده كثيرًا، ولا يفضحهم في المشاهد، كذلك يحب من عباده السَّتْر على أنفسهم، واجتناب ما يشينهم، والله أعلم» ، وقال ابن القيم: في نونيَّته الكافية الشافية [من الكامل] : وهو الحَيِيُّ فليسَ يَفْضَحُ عَبْدَهُ عند التجاهُرِ منه بالعِصْيانِ لكنَّه يُلْقِي عليه سِتْرَهُ فَهُوَ السَّتِيرُ وصاحبُ الغفرانِ وهذا على أنه بمعنى «فاعل» ، وأما جَعلُه بمعنى «مفعول» أي: مستور عن العيون في الدنيا، فقد قال المناوي: إنه «بعيدٌ من السَّوْق، كما لا يخفى على أهل الذَّوْق» . اهـ. انظر: "مرقاة المفاتيح" (2/137) ، و"الأسماء والصفات" للبيهقي (157) ، و"شفاء العليل" لابن القيم (1/105) ، و"الوابل الصيب" (ص54) ، و"طريق الهجرتين" (ص 214) . والضبط الأول «السَّتِير» أولى وأصحُّ من الثاني «السِّتِّير» ؛ لكثرة من نصَّ عليه من العلماء، ولكثرة ورود هذا الوزن في أسماء الله تعالى؛ كالرحيم، والعليم، والقدير، وغيرها. ولأن ابن دُرَيْد في "الجمهرة" (2/1191) ، والسيوطي في "المزهر" (2/138-140) قد سردَا ما جاء في اللغة على وزن «فِعِّيل» ، ولم يذكرا منها لفظ «السِّتِّير» ، وهما من أهل الاستقراء. وقد ذكر ابن دريد أنه لا يجوز بناء «فِعِّيل» إلا ما سمع من العرب. وكذلك فإن بيت النونية المذكور فيه هذا الاسم، ينكسر وزنه إذا ضبط على «فِعِّيل» . وأيضًا فإن أكثر ما جاء على «فِعِّيل» من الأوصاف إنما هو في الصفات القبيحة الذميمة؛ كالسِّكِّير، والفِسِّيق، وغيرها، وأسماء الله تعالى كلُّها حُسْنَى في أعلى درجات الحسن والكمال. الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 429 قلتُ لأَبِي: وَقَدْ رأيتُ (1) عَنْ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ (2) ؛ عَنْ أَبِي   (1) أي: وقد رأيتُهُ، والمراد: رأيتُ هذا الحديثَ، حُذِفَ المفعولُ به وهو مقصودٌ؛ للعلم به، فَنُوِيَ؛ كقوله تعالى: [هُود: 107] {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} ، أي: يريدُهُ، وقوله تعالى: [المجَادلة: 4] {فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَآسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا} ، أي: فمن لم يجد الرقبة، و: فمن لم يستطع الصوم. ويقدر في كل موضع حذف منه المفعول ما يليق به. وانظر: "الخصائص" (2/372) ، و"مغني اللبيب" (ص 797-799) ، و"المفصَّل" للزمخشري (ص85) ، و"البرهان، في علوم القرآن" للزركشي (3/162- 179) ، و"همع الهوامع" للسيوطي (2/11- 13) . (2) هو: أحمد بن عبد الله بن يونس، ولم نقف على روايتِهِ، ولكنْ أخرجَهُ هَنَّاد في "الزهد" (1360) ، من طريق عبدة، عن عبد الملك، به، ورواه عبد الرزاق في "المصنَّف" (1111) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي عطاء، به، مرسلاً. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 430 بكر (1) ، عن عبد الملك، عن عَطاء، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) . قلتُ لأَبِي: هَذَا المتَّصِلُ مَحْفُوظٌ؟ قَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ (3) . 25 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيْث ابن سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (4) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار (5) ، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ النبيَّ (ص) أكلَ لَحْمَ شاةٍ، ثُمَّ صلَّى ولم يَتَوَضَّأْ (6) .   (1) في (أ) يشبه أن تكون: «عن أبي بكير» . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وسيأتي الكلام عليها في المسألة رقم (34) . (3) وسئل أبو زرعة في المسألة رقم (2509) عن رواية شاذان هذه، فقال: «لَمْ يَصْنَعْ فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ شَيْئًا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ فِي حِفْظِهِ شيءٌ؛ وَالْحَدِيثُ حَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ زُهَيْرٌ، وَأَسْبَاطُ بن محمد، عن عبد الملك، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ أمية، عن النبي (ص) » . اهـ. وزهير هو: ابن معاوية، وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4012) ، والنسائي (406) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/198) . ورواية أسباط أخرجها ابن أبي شيبة، كما في "النكت الظراف" (9/115) . وتابع عبدَالملك عليه محمد بن عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ يعلى، به. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/224 رقم 17968) . (4) روايته أخرجها ابن المنذر في "الأوسط" (1/224) . = ... ورواه مالك في "الموطأ" (1/25) عن زيد بن أسلم، به. ومن طريق مالك رواه البخاري في "صحيحه" (207) ، ومسلم في "صحيحه" (354) . (5) في (أ) : «عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ صفوان، عن عطاء بن يسار» . (6) في (أ) و (ت) : «ولم يتوضَّ» ، ويخرَّج ما فيهما على إجراء الفعل المهموز مجرى المعتل في حالتي الجزم والبناء، وقد أوضحنا ذلك في المسألة رقم (168) . الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 431 وَرَوَاهُ مَعْنٌ (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن النبيِّ (ص) ؟ فقال أبي (2) : جميعًا صَحِيحَين ِ (3) ؛ حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ المُنْذِر، عَنْ مَعْن بْنِ عِيسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي رافعٍ وابنِ عَبَّاس، عن النبيِّ (ص) ؛ جَمَعَهُما.   (1) هو: ابن عيسى. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (9141) من طريق إبراهيم بن المنذر، عنه، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ زيد بن أسلم إلا هشام بن سعد، تفرد به معن بن عيسى» . ورواه مسلم في "صحيحه" (357) من طريق أبي غطفان، عن أبي رافع، به. وانظر "العلل" للدارقطني (1180) . (2) في (أ) و (ف) : «فقال لي» . (3) كذا في جميع النسخ: «صحيحين» بياء قبل النون، والجادَّة أن يكون «صحيحان» ؛ لأنَّه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هما جميعًا صحيحان، وهو مثنًى؛ فكان حقُّه أن يرفع بالألف، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ عربيةً، وله وجهان: الأوَّل: أن يكون بياء خالصة، على أنَّه مفعولٌ به ثانٍ، ويقدَّر المفعولُ الأول ضميرَ الحديثَيْنِ، وناصب المفعولين: إما أن يكون فعلاً مقدرًا؛ أي: فقال أبي: أعدُّهما جميعًا صحيحَيْنِ، أو: أحَسِبهما جميعًا صحيحَيْنِ. وإما أن يكون الفعل «قال» هو الناصب، على أنه هنا بمعنى «ظنَّ» فيأخُذ حكمها في نصب المفعولين، وذلك على لغةِ بني سُلَيْم؛ و «ظن» تأتي بمعنى الظن والحِسْبان، وتأتي بمعنى اليقين، والمعنيان محتملان هنا، ويحدد المراد بالسياق. ويكون التقدير هنا: فعدهما أبي جميعًا صحيحين، أو فحسبهما أبي جميعًا صحيحَيْن. وعلى هذا تحذف النقطتان الفوقيتان بعد قوله: «فقال أبي» . وانظر الكلام على لغة بني سُلَيْم في المسألة رقم (759) . وانظر في مجيء «ظنَّ» - التي «قال» هنا بمعناها - في معنى اليقين تارةً، وفي معنى الحِسْبان تارةً أخرى-: "مفردات القرآن" للراغب الأصفهاني (ص539- 540) . والوجه الثاني: أن يكون «صحيحَينِ» بألف ممالة نحو الياء، وكتبتْ هذه الألف ياءً لإمالتها، وأميلتْ بسبب كسرة النون بعدها، ووقوع الياء التي بين الحاءَيْن قبلها منفصلةً عنها بحرف واحد هو الحاءُ الثانية، وكان يكفي أحدهما. والإمالةُ لغةُ بني تميم ومَنْ جاورهم من سائر أهل نَجْد؛ كأسدٍ، وقَيْسٍ، وأمَّا أهلُ الحجاز فلا يُميلون إلا قليلاً. وللإمالة أسباب ثمانية، انظر تفصيل ذلك في "أوضح المسالك" (4/318) ، و"شرح ابن عقيل" (2/480) ، و"شرح الأشموني" (4/385- 387) ، و"شذا العرف، في فن الصرف" للحملاوي (ص188) ، و"توجيه النظر" لطاهر الجزائري (2/827- 829) . وانظر كتابة الألف الممالة ياءً وخاصة المتوسطة: "المطالع النصريَّة" (ص138) وغيره من كتب الإملاء. وانظر "شرح النووي على صحيح مسلم" (1/41-42) ، و (3/39) ، (10/23- 24، 98- 99) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 432 26 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاذ بْن هِشَامٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ،   (1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3234) بلفظ: «أَتَانِي رَبِّي فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! قُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: رَبِّ لا أَدْرِي، فَوَضَعَ يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيَّ، فَوَجَدتُّ بَرْدَهَا بَيْنَ ثَدْيَيَّ، فَعَلِمْتُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! فَقُلْتُ: لَبَّيْكَ رَبِّ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعْلَى؟ قُلْتُ: فِي الدَّرَجَاتِ وَالكَفَّارَاتِ، وَفِي نَقْلِ الأَقْدَامِ إِلَى الجَمَاعَاتِ، وَإِسْبَاغِ الوُضُوءِ فِي المَكْرُوهَاتِ، وَانْتِظَارِ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، وَمَنْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ عَاشَ بِخَيْرٍ وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» . ثم قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» . ومن طريق معاذ بن هشام أيضًا أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2608) ، وابن خزيمة في "التوحيد" = = (319) ، والآجري في "الشريعة" (1039) . وأخرجه الآجري في "الشريعة" (1040) من طريق عبَّاد بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عن أبي قلابة، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/368 رقم 3484) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (682/المنتخب) ، والترمذي في "جامعه" (3233) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (320) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (14) من طريق مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قلابة، عن ابن عباس، به. ليس فيه «خالد بن اللَّجلاج» . الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 433 عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي قِلابة (1) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ اللَّجْلاج، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) : رَأَيْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ فِي إسباغِ الوُضُوء ونحوِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا رَوَاهُ الوليدُ بْن مُسْلِم (2) ، وصَدَقَةُ (3) ، عَنِ ابْنِ جَابِر (4) ؛ قَالَ: كنَّا مَعَ مكحولٍ، فمرَّ بِهِ خالدُ بنُ اللَّجْلاج، فَقَالَ مكحولٌ: يا أبا (5) إِبْرَاهِيم، حَدِّثنا، فَقَالَ: حدَّثني ابنُ عايش الحَضْرَمي، عن النبيِّ (ص) (6) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبَهُ، وقتادةُ يُقال: لم يَسْمَعْ من أَبِي قِلابة إِلا أحرفًا؛ فإنه وقع إِلَيْهِ كتابٌ مِنْ كتبِ أَبِي قِلابة (7) ، فلم يميِّزوا بين   (1) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (2) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2195) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (476) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (318) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (11) . (3) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (397، 476) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2585) . (4) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. (5) قوله: «أبا» سقط من (أ) و (ف) . (6) جمع أبو حاتم - _ح - هنا بين رواية الوليد وصدقة، ورواية الوليد جاء فيها التصريح بسماع ابن عايش من النبي (ص) . قال ابن خزيمة في "التوحيد" (2/537) : «قوله في هذا الخبر: قال: سمعت رسول الله (ص) : وَهَمٌ؛ لأن عبد الرحمن بن عايش لم يسمع من النبي (ص) هذه القصة ... » . وانظر "تصحيفات المحدثين" للعسكري (2/868) ، و"الإصابة" (6/292) . (7) روى ابن معين في "الجزء الثاني من حديثه" (ص275) عن أيوب قال: «لم يسمع قتادة من أبي قلابة شيئًا، إنما وقعت إليه كتب أبي قلابة» . وقال في "تاريخه" (2/79/رواية الدوري) : «لم يسمع قتادة من سعيد بن جبير ... ولا من أبي قلابة إنما حدث عن صحيفة أبي قلابة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 434 عبد الرحمن بْن عايش، وبين ابن عَبَّاس. قَالَ أَبِي: ورَوَى هَذَا الحديثَ جَهْضَمُ بن عبد الله اليَمَامي، وموسى بْن خلف العَمِّي (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّم، عَنْ جَدِّه مَمْطُور (2) ، عن أبي عبد الرحمن السَّكْسَكي، عَنْ مَالِكِ بْنِ يَخَامِرَ، عَن معاذ بْن جبل، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبَهُ من حديث ابن (3) جابر (4) .   (1) روايتهما على هذا الوجه أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (20/109 رقم 216) ، وقد بيَّن الدارقطني في "العلل" (6/56-57) أن رواية جهضم: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن زيد، عن جده، عن عبد الرحمن الحضرمي؛ وهو عبد الرحمن بن عايش. وأن رواية مُوسَى بْنُ خَلَفٍ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ، عن جده؛ فقال: عن أبي عبد الرحمن السكسكي. قال الدارقطني: «وإنما أراد: عن عبد الرحمن؛ وهو ابن عايش» . اهـ. ورواية جهضم التي ذكرها الدارقطني أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/243 رقم 22109) ، والترمذي في "جامعه" (3235) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/203- 205) . ورواية موسى بن خلف أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/345) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/206) . وقال ابن عدي: «وهذا له طرق ... واختلفوا في أسانيدها فرأيت أحمد بن حنبل صحح هذه الرواية التي رواها مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير: حديث معاذ بن جبل، قال: هذا أصحها» . وانظر "الإصابة" (6/292) . (2) في (ت) : «ممكور» بالكاف، وفي (ك) : «مسطور» . وهو: أبو سلام الأسود الحبشي. (3) في (ف) : «أبي» . (4) الكلام على هذا الحديث واختلاف طرقه يطول، انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 124) ، و"التوحيد" لابن خزيمة (2/533 فما بعدها) ، و"العلل" للدارقطني (6/54-57) ، و"جامع التحصيل" (ص223) ، = = و"الإصابة" (6/291 فما بعدها) ، و"تهذيب التهذيب" (2/520) . وللحافظ ابن رجب رسالة مستقلة في شرح هذا الحديث والكلام على طرقه، وعنوانها: "اختيار الأَوْلَى، في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 435 27 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَاصِم (1) ، عَن قُرَّة (2) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : إِذَا وَلَغَ الكَلْبُ فِي الإِنَاءِ ... (4) ؟   (1) هو: الضَّحَّاك بن مخلد. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/19) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (2649) ، والدارقطني في "سننه" (1/67-68) ، والحاكم في "المستدرك" (1/160) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/247) . قال الطحاوي: «وهذا حديث متصل الإسناد فيه خلاف ما في الآثار الأُوَل، وقد فصلها هذا الحديث لصحة إسناده» . وقال الحاكم: «تفرد به أبو عاصم، وهو حجة» . ونقل الدارقطني عن شيخه أبي بكر النيسابوري قوله: «كذا رواه أبو عاصم مرفوعًا، ورواه غيره عن قرَّة: ولوغ الكلب مرفوعًا، وولوغ الهر موقوفًا» . وقال البيهقي: «وأبو عاصم الضحاك بن مخلد ثقة إلا أنه أخطأ في إدراج قول أبي هريرة في الهرة في الحديث المرفوع في الكلب، وقد رواه علي بن نصر الجهضمي، عن قرة، فبينه بيانًا شافيًا» . وقال البيهقي أيضًا في "المعرفة" (2/70) : «وأما حديث مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة: " إذا ولغ الهر غسل مرَّة " فقد أدرجه بعض الرواة في حديثه، عن النبي (ص) في ولوغ الكلب، ووهموا فيه. الصحيح أنه في ولوغ الكلب مرفوع، وفي ولوغ الهر موقوف ... » . وقال الدارقطني في "العلل" (1443) بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «والصحيح قول من وقفه على أبي هريرة في الهر خاصة» . (2) هو: ابن خالد. (3) هو: ابن سيرين. (4) وتمامه فيه الأمر بالغَسْل من ولوغ الهرة مرة أو مرتين. الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 436 قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ أَبُو عَاصِم؛ حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عليٍّ، عَنْهُ، وَأَخْطَأَ فِيهِ؛ حدَّثنا أَبُو نُعَيم (1) ؛ قال: ثنا (2) قُرَّة، عَنْ مُحَمَّدٍ (3) ؛ قَالَ: إِذَا وَلَغَ الكَلْبُ فِي الإناءِ. قَالَ أَبِي: والصَّحيحُ ما يرويه أَبُو نُعَيم (4) . 28 - وسألتُ (5) أَبِي عَن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ رجاء (6) ، وَأَبُو نُعَيم (7) ؛ قَالا: حدَّثنا (8) ربيعة بْن عُبَيْد الكِنَاني، عَن المِنْهَال ابن عَمْرٍو؛ قَالَ: حدَّثنا زِرُّ (9) بْن (10) حُبَيْش؛ قَالَ: جاء رَجُل إِلَى عليِّ بن   (1) هو: الفضل بن دُكَيْن. (2) في (ت) : «ونا» ، وفي (ك) : «وثنا» . (3) كذا في النسخ: عن محمد؛ من قوله! وذكر الدارقطني في "العلل" (8/117) الاختلاف في وقف هذا الحديث أو رفعه عن أبي هريرة، ولم يذكره عن محمد ابن سيرين. وانظر "الإمام" لابن دقيق العيد (1/241 فما بعدها) . (4) مراد أبي حاتم: «الصحيح من رواية قرة: ما رواه عنه أبو نعيم» ، وإلاَّ فالحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (279) من طريق هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مرفوعًا. (5) انظر المسألة الآتية برقم (144) . (6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (561) . (7) هو: الفضل بن دُكَيْن. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (114) ، والطبراني في "الأوسط" (3736) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/58 و74) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ المنهال بن عمرو إلا ربيعة الكناني - وهو ربيعة بن عبيد، كوفي - وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم الأنصاري» . ورواه أبو نعيم الأصبهاني في "تاريخ أصبهان" (1/223) من طريق مروان بن معاوية، عن ربيعة، به. وانظر "العلل" للدارقطني (501) . (8) في (ت) و (ك) : «وثنا» . (9) في (ف) : «زيد» . (10) قوله: «بن» مكرر في (ك) . الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 437 أَبِي طالب، فسأله عَن وُضُوءِ رسولِ الله (ص) ، فذكَرَ ثلاثًا، وذكر أنه مَسَحَ برأسِهِ حتَّى ألَمَّ (1) أن يَقْطُرَ، ثم غسل رجلَيْهِ ثلاثًا ثلاثًا (2) ، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ رسول الله (ص) ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروى هَذَا الحديثُ عَن المِنْهال، عَنْ أَبِي حَيَّة الوَادِعي (3) ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (4) . أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ (5) ؛ قال (6) : ثنا به (7) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا الهَيْثَم بْن يَمَان؛ قال: نا عَمْرُو بْنُ ثابت (8) ، عَن المِنْهال بن عمرو، عن أبي   (1) في (أ) و (ف) : «إلى» بدل: «ألمَّ» . وانظر "سنن البيهقي" (1/74-75) . والمعنى: حتى قَرُبَ أن يَقْطُر؛ قال ابن الأثير في "النهاية" (4/272) : «ومنه الحديث في صفة الجنة: «فلولا أنَّه شيءٌ قضاه اللهُ، لَأَلَمَّ أنْ يَذْهَبَ بَصَرُهُ؛ لِمَا يَرَى فيها» ؛ أي: يَقْرُب [كذا، ولعل الصواب: تَقَرُبَ] » . اهـ. (2) قوله: «ثلاثًا» الثاني ليس في (ت) و (ك) . (3) مشهور بكنيته ومختلف في اسمه؛ فقيل: عمرو بن نصر، وقيل غير ذلك. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (121) ، وأحمد في "المسند" (1/120 رقم 971) ، وأبو داود في "سننه" (116) ، والترمذي في "جامعه" (48) ، والنسائي في "سننه" (96) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عنه، به. (4) نقل هذا النص عن أبي حاتم الحافظُ ابن حجر في "النكت الظراف" (7/373) . ونقله ابن الملقن في "البدر المنير" (3/293) ، إلا أنه وقع فيه أنه من قول أبي زرعة، لا أبي حاتم. وكذا في مختصره "التلخيص الحبير" (1/135) . وانظر جواب أبي زرعة في المسألة رقم (144) . (5) أي: ابن أبي حاتم. (6) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) . (7) قوله: «به» ليس في (ت) و (ك) ، وفي (ف) : «وثنا به» . (8) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (52/ب/أطراف الغرائب) وقال: «غريب من حديث المنهال بْن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي حيَّة، تفرد به عمرو بن ثابت» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 438 حَيَّة ابن قيس، عن عليٍّ ح، عن النبيِّ (ص) . قلتُ أنا: أما عبد الله بْن رجاء: فحدَّثني أَبِي عَنْهُ؛ قال: نا ربيعة بْن عُبَيْدٍ، عَن المِنْهال ابن عَمْرٍو. وأمّا أَبُو نُعَيم: فحدَّثنا أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم؛ قال: ثنا ربيعة الكِنَاني (1) ، عَن المِنْهال بْن عَمْرو. فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ ربيعة بْن عُبَيد. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ربيعة بْن عُتْبَة (2) . 29 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مَرْوَانُ الفَزَاري (4) ، عن محمد بن عبد الرحمن ابن مِهْران، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِي (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : لَوْلاَ أَنْ يَثْقُلَ عَلَى أُمَّتِي، لَفَرَضْتُ السِّوَاكَ، وَلَأَخَّرْتُ صَلاَةَ العِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ.   (1) في (ت) : «الكتاني» بالتاء. (2) وبهذا ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (3/291) . وقال المزي في "تهذيب الكمال" (9/131) : «ربيعة ابن عتبة، ويقال: ابن عبيد» . (3) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (1/248) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/118) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (3/356) . وستأتي هذه المسألة برقم (254) . (4) هو: مروان بن معاوية. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3031) . ورواه النسائي أيضًا (3030) من طريق أبي عامر العقدي، عن محمد بن عبد الرحمن، به. (5) هو: سعيد بن أبي سعيد. الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 439 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ (1) الثِّقَاتُ (2) عَنِ المَقْبُرِي، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . وبعضُهم يَقُولُ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (3) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 30- وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُصْعَب بن المِقْدَام   (1) في (أ) : «ورواه» بالواو. (2) الحديث رواه الطيالسي في"مسنده" (2448) عن أبي معشر، وأحمد في "مسنده" (2/250 رقم 7412) ، وابن ماجه في "سننه" (287 و691) ، والنسائي في "الكبرى" (3033 و3034 و3035 و3036 و3037) ، وابن حبان في "صحيحه" (1531 و1538 و1539 و1540) من طريق عبيد الله بن عمر، وعبد الله بن أحمد في زياداته على "المسند" (1/80 رقم 607) من طريق محمد بن إسحاق، والنسائي في "الكبرى" (3032) ، والحاكم في "المستدرك" (1/146) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/36) من طريق عبد الرحمن السراج، جميعهم عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة، به. وقد اختلف على أبي معشر - وهو ضعيف - وعلى عبيد الله بن عمر، كما سيأتي. (3) الحديث رواه النسائي في "الكبرى" (3038) ، والدارقطني في "الأفراد" (312/أ/أطراف الغرائب) من طريق بقية، عن عبيد الله بن عمر، والنسائي في "الكبرى" (3039) من طريق الليث، عن أبي معشر، كلاهما (عبيد الله وأبو معشر) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. قال الدارقطني: «تفرد به بقية، عن عبيد الله، عن المقبري، عن أبيه» . وانظر "العلل" للدارقطني (2047) . (4) نقل هذا النص بتصرف الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (3/400) . الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 440 (1) ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ (ص) أَنْ يَمَسَّ الرجلُ ذَكَرَهُ بِيَمينِهِ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْرِيُّ (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، عن عبد الله ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟ قَالا: مِنْ مُصعَب بْنِ المِقْدام. 31 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مسروق (5) ، وسَلَمةُ بْن كُهَيْل (6) ، ومنصورُ بْن المُعْتَمِر، والحَسَنُ بن   (1) روايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (8244، 8245) ، وابن حبان في "صحيحه" (1433) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/111) . قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (3/400) : «هو معلول» . (2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (3) روايته أخرجها ابن حزم في "المحلى" (2/78) ، وأخرجه الترمذي في "جامعه" (15) من طريق سفيان ابن عيينة، وابن خزيمة في "صحيحه" (68) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عن معمر، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . ورواه البخاري في "صحيحه" (154) ، ومسلم في "صحيحه" (267) من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به. (4) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/147/مخطوط) . (5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (790) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1864) ، والحميدي في "مسنده" (439) ، وأحمد في "مسنده" (5/214 رقم 21871) ، والترمذي في "جامعه" (95) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/438) ، وابن حبان في "صحيحه" (1329 و1333) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/276) . قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . (6) لم نقف على رواية سلمة بن كهيل من هذا الوجه. والحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/213 رقم 21853) ، وابن ماجه في "سننه" (554) ، والطبراني في "الكبير" (4/94 رقم 3759 و3760) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/278) من طريق شعبة، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عَنِ الحارث بْن سويد، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ خزيمة، به. وقد اختلف على منصورُ بن المُعْتَمِر، وسيأتي بيان ذلك. الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 441 عُبَيدالله (1) ، كلُّهم رَوى عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِي (2) ، عن عمرو ابن ميمون، عن أبي عبد الله الجَدَلي، عَن خُزَيمة بْن ثابت، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّين (3) . وَرَوَاهُ الحكَمُ بنُ عُتَيبة (4) ، وحمَّادُ بْن أبي سُلَيمان (5) ، وأبو   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/94 رقم 3758) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/277) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/147) . (2) هو: إبراهيم بن يزيد بن شريك. (3) قال ابن معين: «حديث خزيمة في المسح صحيح» . "من كلام يحيى بن معين في الرجال/رواية ابن طهمان" رقم (207) . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/186) : «وقال مهنَّا: سألت أحمد عن أجود الأحاديث في المسح؟ قال: حديث شريح بن هانئ عن عائشة، وحديث خزيمة بن ثابت، وحديث عوف بن مالك» . (4) في (ك) : «عيينة» . وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1315) ، وأحمد في "مسنده" (5/213 رقم21852) ، وأبو داود في "سننه" (157) ، وابن الجارود في "المنتقى" (86) ، والبغوي في "الجعديات" (178) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/81) ، والطبراني في "الكبير" (4/95 رقم 3763) من طريق شعبة، عن الحكم وحماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم النخعي، به. قال الترمذي في "جامعه" (96) : «وقد روى الحكم بن عتيبة وحماد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ، عَنْ أَبِي عبد الله الجدلي، عَن خُزيمة بْن ثابت؛ ولا يصح» . (5) تقدم تخريج رواية شعبة، عن الحكم وحماد بن أبي سليمان. والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (791) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1863) ، وأحمد في "مسنده" (5/214 رقم 21869) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/82) ، والطبراني في "الكبير" (4/95-98 رقم 3764 و3780) من طرق عن حماد بن أبي سليمان، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 442 مَعْشَر (1) ، وشُعَيْبُ بْن الحَبْحاب (2) ، والحارثُ العُكْلي (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعي (4) ، عَنْ أبي عبد الله الجَدَلي، عَن خُزَيمة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لا يقولون: عمرو ابن ميمون (5) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ (6) : الصَّحيحُ من حَدِيث إِبْرَاهِيم التَّيْمِي: عَنْ   (1) هو: زياد بن كليب. وروايته أخرجها أحمد في = = "مسنده" (5/214 رقم 21870) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/82) ، والطبراني في "الكبير" (4/98 رقم 3781 و3782 و3783) ، و"الأوسط" (7135و8363) ، وابن عدي في "الكامل" (3/142) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/99رقم 3785) . (3) هو: الحارث بن يزيد. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/99 رقم 3786) ، و"الأوسط" (4924) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/274) . والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (4/98-99 رقم 3784) ، و"الأوسط" (3035) من طريق علي بن الحكم، والطبراني في "الكبير" (4/99 رقم 3787) من طريق يزيد بن الوليد، والطبراني في "الكبير" (4/99 رقم 3788) ، وابن عدي في "الكامل" (3/213) من طريق زكريا أبي يحيى البدي، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/124) من طريق عمر بن عامر، جميعهم عن إبراهيم النخعي، به. (4) هو: إبراهيم بن يزيد بن قيس. (5) روى ابن أبي حاتم في "المراسيل" رقم (16) بسنده إلى شعبة أنه قال: «لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي حديث خزيمة بن ثابت في المسح» . وقال الترمذي في "العلل الكبير" (64) : «سألت محمد بن إسماعيل عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا يصح عندي حديث خزيمة بن ثابت في المسح؛ لأنه لا يعرف لأبي عبد الله الجدلي سماع من خزيمة بن ثابت، وكان شعبة يقول: لم يسمع إبراهيم النخعي من أبي عبد الله الجدلي حديث المسح، وحديث عمرو بن ميمون عن عبد الله الجدلي؛ هو أصح وأحسن» . (6) نقل هذا النص عن أبي زرعة الحافظُ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/284) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 443 عَمْرِو (1) بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي عبد الله الجَدَلي، عَن خُزَيمة، عَنِ النبيِّ (ص) ، والصَّحيحُ من حَدِيث النَّخَعي: عَنْ أبي عبد الله الجَدَلي؛ بلا عَمْرو بْن ميمون (2) . قَالَ أَبِي: عَن منصورٍ مُختَلِفٌ؛ جريرٌ الضَّبِّيُّ (3) وأبو عبدِالصمدِ (4) يحدِّثان بِهِ يقولان: عَنِ ابْنِ التَّيْمِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن أبي عبد الله الجَدَلي، عَن خُزَيمة. وَأَبُو الأَحْوَص (5) يحدِّث بِهِ لا يقولُ فِيهِ: عمرو بن ميمون (6) .   (1) في (ك) : «عمر» . (2) في (ك) زيادة: «عن النبي (ص) » . (3) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (1332) ، والطبراني في "الكبير" (4/94 رقم 3757) . (4) هو: عبد العزيز بن عبد الصمد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/213 رقم 21857) ، والطبراني في "الكبير" (4/93 رقم 3755) . ورواه الحميدي في "مسنده" (438) ، وأحمد في "مسنده" (5/213 رقم 21859) ، وأبو عوانة في "مسنده" (1/262) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/81) من طريق سفيان بن عيينة، عن منصور، به. (5) هو: سَلاَّم بن سُلَيْم. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1314) ، والطبراني في "الكبير" (4/93 رقم 3756) . (6) روى الطبراني في "الكبير" (4/99 رقم 3789) من طريق سفيان، عن حماد ومنصور، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله، عن خزيمة، به. ثم نقل عن عبد الله ابن الإمام أحمد قوله: «قَالَ أَبِي: هَذَا خَطَأٌ» . قَالَ الطبراني: «أراد أحمد بن حنبل أنه خطأ حديث منصور، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله الجدلي، والصواب من حديث منصور: حديث عمرو بن ميمون» ، وانظر "الإمام" لابن دقيق العيد (2/180-191) ، و "البدر المنير" لابن الملقن (2/143-148/مخطوط) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 444 32 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمان بْنُ أَبِي شَيْبة (1) ، عَنْ شَرِيكٍ (2) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيان (3) ، عَنْ جَابِرٍ (4) ، عن رسول الله (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَسْتَاكَ (5) ... ؟   (1) روايته أخرجها تمام في "فوائده" (157/الروض البسام) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1938) ، وأبو طاهر السلفي في "معجم السفر" (693) . (2) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (3) هو: طلحة بن نافع. (4) في (ت) و (ك) : «حديثه» بدل: «جابر» . (5) كذا في جميع النسخ: «فليستاك» بألف قبل الكاف، والجادَّة أن يقال: «فَلْيَسْتَكْ» - كما وقع في بعض مصادر التخريج - لأنَّه مضارعٌ مجزوم بلام الأمر، وما في النسخ وجهُهُ: أنَّ أصل الفعل: «فَلْيَسْتَاكَنْ» ، مبنيًّا على الفتح، لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة، ثم حذفت النون تخفيفًا، وبقيت الفتحة على الكاف دليلاً عليها؛ وذلك نحوٌ مما قاله بعضهم في تخريج قراءة أبي جعفر المنصور: [الشَّرح: 1] {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *} بفتح الحاء: «نَشْرَحَ» ، وقول الحارث بن المنذر الجرمي [من الرجز] : في أيِّ يَوْمَيَّ مِنَ المَوْتِ أَفِرّ ْ أيومَ لم يُقْدَرَ أَمْ يَوْمَ قُدِرْ؟! فقد خرِّجت القراءة والبيت تخريجات، منها: أنَّ الأصل: «نَشْرَحَنْ» و «يُقْدَرَنْ» بتوكيد الفعل بنون التوكيد الخفيفة، ثم حُذِفَتْ هذه النون، وبقيتِ الفتحةُ دليلاً عليها. وقد ذهب ابن عصفور وابن هشام إلى أنَّ حذف نون التوكيد الخفيفة في غير التقاء الساكنين لا يجوزُ في الشعر إلا ضرورةً، وفي سعة الكلام إلا شاذًّا. وانظر: "نوادر أبي زيد" (ص 13) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/678- 679) ، و"اللمع" لابن جني (ص201- 202) ، و"ضرائر الشعر" (ص 112-113) ، و"مغني اللبيب" (ص275- 276، 382- 383) ، و"همع الهوامع" (2/543) ، و"خزانة الأدب" (11/450- 452 الشاهد رقم 954) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (10/487- 489) . وتمام الحديث: «فإنَّ أحدَكُم إذا قرأَ في صَلاةٍ، وَضَعَ مَلَكٌ فاهُ على فِيهِ؛ فلا يَخرُجُ مِن فِيهِ شَيءٌ إلاَّ دخلَ في فَمِ المَلَك» . الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 445 فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأَعْمَشُ (1) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيدة، عن أبي عبد الرحمن (2) ، عَنْ عليٍّ - مَوْقُوفٌ (3) -: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ ... . قلتُ لَهُمَا: فالوَهَمُ (4) مِمَّن هُوَ؟ قَالا: يَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ مِنْ أَحَدِهِمَا. قلتُ: يَعْنِيان: إِمَّا مِنْ عُثْمَانَ، وَإِمَّا مِنْ شَريك (5) . 33 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زهير (7) ، عن ابن   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1799) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عنه، به. (2) هو: السُّلَمي، واسمه: عبد الله بن حبيب. (3) من قوله: «هذا وهم ... » إلى هنا، سقط من (ك) . وقوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) في (أ) و (ش) : «الوهم» . (5) رواه ابن المبارك في "الزهد" (1224) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (4184) من طريق ابن عيينة، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، به. ورواه البزار في "مسنده" (603) ، وابن صاعد في "زوائد الزهد" لابن المبارك (1225) من طريق فضيل ابن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، به، مرفوعًا. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي ح بإسناد أحسن من هذا الإسناد، وقد رواه غير واحد عن الحسن بن عبيد الله عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي ح، موقوفًا» . (6) نقل هذا النص الحافظُ ابن حجر في "النكت الظراف" (10/276) . (7) هو: ابن معاوية، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3261) ، والبزار في "مسنده" (192/ب/مسند أبي هريرة) ، والدارقطني في "الأفراد" (301/ب/أطراف الغرائب) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (3/192) من طريق زياد البكائي، عن ابن جحادة، به. قال ابن عدي: «وعندي أنهما [أي: زياد وزهير] أخطأا على ابن جحادة، أو الخطأ من ابْنِ جُحَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار؛ فإن هذا الحديث لا يرويه عن ابن جحادة غيرهما، وقد روى هذا الحديث أصحاب عمرو ابن دينار الأثبات مثل حماد بن زيد وابن عيينة وغيرهما، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عباس، وهو الصَّواب» . الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 446 جُحَادَةَ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنِ أبي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) خَرَج (2) مِنَ الغائِطِ، فأُتِي بِطَعَام، فَقَالَ رجلٌ: إِلا نَأْتِيكَ بِوَضُوء؟ قَالَ: أُرِيدُ الصَّلاةَ؟! (3) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الحُوَيرِث، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) . قلتُ لأَبِي (6) : الوَهَمُ مِنْ (7) زُهَيْرٍ؟ قَالَ: لا، هُوَ مِنَ ابْنِ جُحَادَة (8) .   (1) في (أ) و (ف) : «جحاد» ، وابن جحادة هذا اسمه: محمد. (2) في (ت) و (ك) : «يخرج» . (3) يعني: «أَأُرِيدُ الصلاة؟!» ؛ كما في "سنن ابن ماجه"، أي: هل تراني أُريدُ الصلاة حتى أتوضَّأَ، إنما أريدُ الطعامَ!! (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/222 رقم 1932) ، ومسلم في"صحيحه" (374) . (5) قال الدارقطني في "العلل" (1583) ، وفي "الأفراد": «والصواب: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عباس» . (6) في (ت) و (ك) : «لأن» بدل: «لأبي» . (7) قوله: «من» مكرر في (أ) . (8) قال البزار في "مسنده" (ل192/ب/مسند أبي هريرة) : «وهذا الحديث أحسب أن محمد بن جحادة أخطأ في إسناده؛ إذ رواه عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هريرة، والصواب: ما رواه عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، هكذا رواه أيوب وابن عيينة وجماعة عن عمرو بن دينار» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 447 قلتُ لأَبِي: مِنْ أينَ أَصْلُهُ؟ قَالَ: كوفيٌّ ثقةٌ صَدوق، مِثْلُ عمرِو بنِ قَيْسٍ، وَأَبِي خالدٍ الدَّالاني، وزيدِ بنِ أَبِي أُنَيْسَة. 34 - وسألتُ (1) أَبِي عَن اختلافِ حديثِ عمَّار بْن ياسر فِي التيمُّم، وما الصَّحيحُ منها؟ فَقَالَ: رَوَاهُ الثوريُّ (2) ، عَن سَلَمة (3) ، عَنْ أَبِي مالك الغِفَاري (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبْزَى، عَن عمَّار، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي التيمُّم. وَرَوَاهُ شُعْبَة (5) ، عَن الحَكَم (6) ، عَن ذَرٍّ (7) ، عَنْ سَعِيدِ بن عبد الرحمن بْنِ أَبْزى، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمَّار، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ شُعْبَة (8) ، عَن سَلَمة، عَن ذَرٍّ (9) ، عن ابن عبد الرحمن بن   (1) نقل هذا النص بتمامه ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/138-139) ، ونقل بعضه الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (2/249) ، وأبو زرعة العراقي في "تحفة التحصيل" (ص625) . وانظر المسألة رقم (2) و (4) و (85) . (2) تقدمت روايته في المسألة رقم (2) . (3) يعني: ابن كُهَيْل. (4) واسمه: غزوان. (5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (4/265 رقم 18332) ، والبخاري في "صحيحه" (338) ، ومسلم (368) . (6) هو: ابن عتيبة. (7) ضبب ناسخ (ف) على قوله: «ذر» ، فلعله ظن الصواب: «زِرّ» . وذَرٌّ هذا: هو ابن عبد الله المُرْهِبي. (8) تقدمت روايته في المسألة رقم (2) . (9) في (أ) : «زر» . الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 448 أَبْزى، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمَّار، عن النبيِّ (ص) (1) . وَرَوَاهُ حُصَينٌ (2) ، عَنْ أَبِي مالك؛ قال: سمعتُ عَمَّارً (3) يذكُرُ   (1) من قوله: «ورواه شعبة عن سلمة ... » إلى هنا، سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر. (2) هو: ابن عبد الرحمن السُّلمي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1685) ، والدارقطني في "سننه" (1/184) . (3) كذا في جميع النسخ من غير ألف بعد الراء، وهو منصوبٌ مصروفٌ بلا خلاف، وكانت الجادَّة أنْ يُكتَبَ بالألف؛ لأنه مفعول «سمعتُ» ، لكنَّه جاء هنا على لغةِ ربيعة؛ فإنهم لا يُبْدِلُونَ من التنوين في حال النصب ألفًا - كما يفعل جمهور العرب- بل يحذفون التنوين ويقفون بسكون الحرف الذي قبله؛ كالمرفوع والمجرور، ولابد من قراءتِهِ منوَّنًا في حال الوصل؛ غير أنَّ الألف لا تُكْتَبُ؛ لأنَّ الخط مداره على الوقف. والظاهر: أنَّ هذا غير لازم في لغة ربيعة؛ فالوقف على المنصوب المنوَّن بالألف: كثيرٌ جدًّا في أشعارهم؛ فكأنَّ الذي اخْتصُّوا به هو جوازُ الإبدال. قال ابن جني في "الخصائص" (2/97) : «ولم يحك سيبويه هذه اللغة، لكن حكاها الجماعة: أبو الحسن [الأخفش] ، وأبو عبيدة وقطرب وأكثر الكوفيين» . اهـ. وقد وقَع من ذلك في الأحاديث والآثار وكلام المحدِّثين وكلام العرب: شيءٌ كثير؛ فقد قال النوويُّ عن حديث البخاري (3239) ، ومسلم (165) : «قوله (ص) : «وأُرِيَ مالكًا خَازِنَ النَّارِ» ... . ووقع في أكثر الأصول: «مالك» بالرفع [أي: على صورة المرفوع] ؛ وهذا قد يُنْكَرُ، ويقال: هذا لَحْنٌ، لا يجوزُ في العربية، ولكنْ عنه جوابٌ حسَنٌ، وهو أنَّ لفظةَ «مالك» منصوبةٌ، ولكنْ أسقطتِ الألفُ في الكتابة، وهذا يفعلُهُ المحدِّثون كثيرًا؛ فيكتبون: «سمعتُ أنسً» بغير ألف، ويقرؤونه بالنصب، وكذلك «مالكً» كتبوه بغير ألف، = = ويقرؤونه بالنصب؛ فهذا - إن شاء الله تعالى - مِنْ أحسنِ ما يقال فيه، وفيه فوائدُ يتنبَّه بها على غيره، والله أعلم» . "شرح النووي على مسلم" (2/227) ، وانظر نحوه في (8/83، 225) . ونقل العيني في "عمدة القاري" (6/252) عن الكرماني قوله في مثل هذا بعد تخريجه على لغة ربيعة: «ومِثْلُهُ كثير في هذا الصحيح [يعني: صحيح البخاري] ؛ نحو: سمعتُ أنسً، ورأيتُ سالمً» . وانظر أيضًا: (8/262) و (22/87) ، و"فتح الباري" (9/621) ، و"شرح السيوطي على سنن النسائي، مع حاشية السندي" (5/180) ، وشواهد لغة ربيعة أكثر من أن تحصى، شعرًا ونثرًا. ولغة ربيعة هي إحدى ثلاث لغات للعرب في الوقف على الاسم المنوَّن: واللغة الفصحى: أن يوقفَ عليه بإبدال تنوينه ألفًا؛ إن كان بعد فتحة، وبحذفه إن كان بعد ضمة، أو كسرة، بلا بَدَل؛ تقول: رأيتُ زَيْدَا، وهذا زَيْدْ، ومررتُ بزَيْدْ. والثالثة: أن يوقفَ عليه بإبدال التنوين ألفًا بعد الفتحة، وواوًا بعد الضمة، وياءً بعد الكسرة، وهي لغة الأَزْد؛ يقولون: رأيتُ زَيْدَا، وهذا زَيْدُو، ومررتُ بزَيْدِي. انظر في هذه اللغة وشواهدها: "سر صناعة الإعراب" لابن جني (2/477- 479) ، و"الخصائص" (2/97) ، و"شواهد التوضيح والتصحيح، لمشكلات الجامع الصحيح" لابن مالك (ص89، 91، 102- 103 مبحث رقم 6، 7، 10) ، و"المساعد، على تسهيل الفوائد" لابن عقيل (4/302- 303) ، و"شرح قطر الندى" لابن هشام (ص356) ، و"شرح الأشموني على الألفية" (4/351) ، و"همع الهوامع" للسيوطي (3/427 باب الوقف) ، و"خزانة الأدب" للبغدادي (1/99) ، (4/445- 447) ، (10/478) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 449 التيمُّمَ، موقوف (1) . قَالَ أَبِي: الثوريُّ أحفظُ من شُعْبَة. قلتُ لأَبِي: فحديثُ حُصَين عَنْ أَبِي مالك؟ قَالَ: الثوريُّ أحفظُ، ويَحْتملُ أن يكونَ سَمِعَ أَبُو مالك من عمَّار كلامًا غيرَ مرفوع، ويَسْمَعَ (2) مرفوعًا - من عبد الرحمن بن أَبْزى، عن   (1) كذا في جميع النسخ بلا ألف بعد الفاء، وهو حالٌ منصوبٌ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة أيضًا كما في قوله السابق: «سمعتُ عمارًا» . (2) في (أ) : «وتسمع» . والجادَّة أن يقال: «وسَمِعَ» ؛ لأنَّه معطوفٌ على قوله: «سمع أبو مالك» ، والتقدير: «يَحْتملُ أن يكون سَمِعَ أَبُو مالك من عمارٍ كلامًا غير مرفوع، ويحتملُ أنْ يكونَ سَمِعَ مرفوعًا القصةَ من عبد الرحمن بْنِ أبزى، عَن عمار، عَنِ النبي (ص) » ، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 450 عمَّار، عن النبي (ص) - القِصَّةَ. قلتُ: فأبو مالك سمعَ من عمَّار شَيْئًا؟ قَالَ (1) : ما أدري ما أقولُ لك! قد روى شُعْبَة، عَنْ حُصَين، عَنْ أبي مالك؛ سمعتُ عَمَّارً (2) ، ولو لم يعلمْ شُعْبَةُ أَنَّهُ سَمِعَ من عمَّار، ما كَانَ شُعْبَةُ يرويه، وسَلَمةُ أحفظُ من حُصَين. قلتُ: ما تُنْكِرُ أن يكونَ سَمِعَ من عمَّار، وقد سمعَ من ابن عَبَّاس؟ قَالَ: بينَ مَوْتِ ابن عَبَّاس وبينَ موتِ عمَّار قريبٌ من عِشْرينَ سَنَةً (3) . 35- وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصة (5) ، عَنْ سُفْيان (6) ، عَن الأَغَرِّ (7) ، عَن خليفة بْن حُصَين، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه قيس بن   (1) في (ف) : «قالا» . (2) كذا في النسخ، وكانت في (أ) : «عمارًا» ثم ضرب على الألف، جريًا على لغة ربيعة، كما بيَّنا في تعليقنا المتقدم على هذه المسألة. (3) بل الصواب: قريب من ثلاثين سنة، وانظر "الإمام" (3/139) حاشية رقم (3) . (4) نقل هذا النص بتصرف ابن الملقن في "البدر المنير" (3/365/مخطوط) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (8/290) ، و"تهذيب التهذيب" (1/445) ، و"التلخيص الحبير" (2/136) . (5) هو: ابن عقبة. وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/296) و (3/187) ، لكن وقع عنده: «أن جده قيس بن عاصم» بدل: «عَنْ جَدِّهِ قيس بْن عَاصِم» . وتابع قبيصة وكيع في بعض الوجوه عنه كما سيأتي. ومن طريق الفسوي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/172) . (6) هو: الثوري. (7) هو: ابن الصَّبَّاح المِنْقَري. الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 451 عاصم: أنه أتى النبيَّ (ص) فأسلمَ، فأمره أن يغتسلَ بماءٍ وسِدْرٍ؟ قَالَ: إنَّ هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ قَبِيصةُ فِي هَذَا الحديث؛ إِنَّمَا هُوَ: الثوري (1) ، عَن الأَغَرِّ، عَن خليفة بْن حُصَين، عَنْ جَدِّه قيس: أَنَّهُ أتى النَّبِيّ (ص) ... ليس فيه أبوه.   (1) رواه عن سفيان الثوري على هذا الوجه: عبد الرزاق، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير العبدي، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو عامر العقدي، وعبد الله بن الوليد العدني، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، وأبو أسامة حماد بن أسامة، ووكيع في بعض الوجوه عنه. أما رواية عبد الرزاق: فأخرجها هو في "مصنفه" (9833) . وأما رواية عبد الرحمن بن مهدي: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/61 رقم 20611) ، والترمذي في "جامعه" (605) . وأما رواية محمد بن كثير العبدي: فأخرجها أبو داود في "سننه" (355) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/117) . وأما رواية يحيى بن سعيد القطان: فأخرجها النسائي في "سننه" (188) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (255) ، وابن حبان (1240) . وأما رواية أبي عامر العقدي: فأخرجها ابن الجارود في "المنتقى" (14) ، لكن تصحف فيه «سفيان» إلى «سليمان» ، وجاء على الصواب عند ابن حجر في "إتحاف المهرة" (16356) . وأما رواية عبد الله بن الوليد العدني: فأخرجها ابن المنذر في "الأوسط" (640) . وأما رواية أبي عاصم الضحاك بن مخلد: فأخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/348) ، والطبراني في "الكبير" (18/338 رقم 866) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/117) ، والبيهقي في "سننه" (1/171) ، وفي "المعرفة" (1421 و1422) ، و"الدلائل" (5/317) . وأما رواية أبي أسامة حماد بن أسامة: فأخرجها البيهقي في الموضع السابق من "المعرفة". وأما رواية وكيع بن الجراح: فإنه اختلف عليه: فذكر الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (8/290) أن وكيعًا أخرجه في "مسنده" عن سفيان، فقال: «عن خليفة، عن أبيه، عن جده» ، وهذا يوافق رواية قبيصة المذكورة هنا. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/61 رقم 20615) عن وكيع مثل الرواية التي ذكرها ابن حجر. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/36) فقال: أخبرنا وكيع؛ قال: حدثنا سفيان، عن الأغر المنقري، عن خليفة بن الحصين، عن قيس بن عاصم أنه أسلم ... الحديث. وأخرجه البيهقي في "السنن" (1/171) من طريق سعدان بن نصر؛ ثنا وكيع، عن سفيان، عن الأغر بن خليفة بن حصين: أن جده قيس بن عاصم ... الحديث. قال البيهقي: «وبمعناه رواه محمد بن كثير وجماعة، إلا أن أكثرهم قالوا: عَنْ جَدِّهِ قيس بْن عَاصِم، ورواه قبيصة بن عقبة، فزاد في إسناده» . وللحديث طريق أخرى عن الأغر؛ فأخرجه الطبراني في "الكبير" (18/338 رقم867) ، و"الأوسط" (7041) ، والبيهقي في "الدلائل" (5/317) من طريق قيس بن الربيع، عَن الأغرِّ، عَن خليفة بْن حصين، عَنْ جَدِّهِ قيس بْن عَاصِم ... فذكره. قال الترمذي: «حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه، والعمل عليه عند أهل العلم: يستحبون للرجل إذا أسلم أن يغتسل ويغسل ثيابه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 452 36 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حديثُ سِمْعان (2) - في بَولِ   (1) ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/316) هذا النص أيضًا، وابن الجوزي في "التحقيق" (1/58) ، وفي "الضعفاء" (2/26) ، وابن دقيق العيد في "الإمام" (1/271) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/212) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/293) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/60) . (2) هو: سِمْعان بن مالك الأسدي، وقد ضُبِطَ «سِمْعان» بكسر السين في "المشتبه" (ص372) ، و"توضيح المشتبه" (5/176) ، و"الميزان" (2/234) ، و"لسان الميزان" (3/114) ، بينما ضبط بفتح السين في "الأنساب" للسمعاني (3/58) ، و"المؤتلف والمختلف" للدارقطني (3/1324) ، ولعل الصواب ضبطُهُ بالكسر؛ فقد ذكَرَ في "تاج العروس" (11/224- سمع) ؛ أنَّ العرب سَمَّوْا: سَمْعُونَ، وسَمَاعَةَ - مخفَّفة - وسُمَيْعًا كزُبَيْر، وسِمْعَانَ بالكسر، قال: «والعامَّةُ تفتح السين» . وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1753) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3626) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/14) ، والدارقطني في "سننه" (1/131-132) . قال الدارقطني: «سمعان مجهول» . وقال في "العلل" (727) بعد أن ذكر الحديث من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَن سمعان: «وليس بمحفوظ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (2/428) : «وقد روي ذلك في حديث ابن مسعود ح وليس بصحيح، وقد تكلمنا عليه في الخلافيات» . الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 453 الأعرابيِّ فِي المَسْجِد - عَنْ أَبِي وائل (1) ، عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: احْفِرُوا مَوْضِعَهُ. قَالَ: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بِقَويٍّ (3) . 37 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِيسَى ابنُ جَعْفَرٍ، عَنْ مِنْدَلٍ (4) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عمر الزُّهْري؛ سمعتُ   (1) هو: شقيق بن سلمة. (2) هو: ابن مسعود. (3) كذا جاءت عبارة أبي زرعة في النسخ! وقد وقع اختلاف عند من نقلها عنه؛ فنقلها عنه ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل"، وابن الجوزي في "التحقيق" و"الضعفاء": «الحديث منكر، وسمعان ليس بالقوي» ، ومثله في "التلخيص" وأصله "البدر المنير"، إلا أنه فَرَّقَ العبارة فقال: «وفيه سمعان بن مالك، وليس بالقوي؛ قاله أبو زرعة، وقال ابن أبي حاتم في"العلل"عن أبي زرعة: هو منكر» . ونقلها ابن دقيق العيد في"الإمام" والزيلعي في"نصب الراية": «هذا حديث منكر ليس بالقوي» . وعليه؛ فقد اتفقوا في قولهم: «منكر» واختلفوا في قولهم: «ليس بالقوي» هل يعود على سمعان أو على الحديث. ونقل ابن حجر في "إتحاف المهرة" (10/226) قوله: «هذا حديث ليس بقوي» إلا أنه نسبه إلى أبي حاتم! (4) هو: مندل بن علي العَنَزي، ويقال: اسمه عمرو، ومندل لقب غلب عليه، وهو مثلَّث الميم، لكنْ في حاشية "تهذيب الكمال" (28/493) ، قال المحقِّق: «جاء في حاشية نسخة المؤلِّف التي بخطِّه تعليقٌ له نصُّه: " حُكِيَ عن الخطيبِ أنَّه كان يقول: مِنْدَل بكسر الميم، وكذلك رأيتُهُ بخطه» . الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 454 عبد الله ابنَ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب يذكُرُ عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ (1) صَلاَةً بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلا صَدَقَةً مِنْ غُلُولٍ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ ذَا (2) بِشَيْءٍ (3) . قلتُ: فتَعرِفُ أَبَا عُمَرَ الزُّهْرِيَّ؟ قَالَ: لا. 38 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدةُ الضَّبِّيُّ (5) ، عن عبد الله بن عبد الله الرَّازي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ذِي   (1) في (ت) و (ك) : «لا يقبل الله» بدل: «إن الله لا يقبل» . (2) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ف) : «ذى» ، وهي ضمن السقط الذي في (ش) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (124) . (3) يعني بهذا الإسناد عن ابن عمر؛ فإن الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (224) من طريق مصعب بن سعد، عن عبد الله بن عمر، به. (4) نقل هذا النص بتصرف ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/369-370) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/177) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/7/مخطوط) . ونقله ابن حجر في "التلخيص" (1/204) مختصرًا. وستأتي هذه المسألة برقم (510) . (5) هو: عُبَيدة بن مُعَتِّب. وروايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على المسند" (4/67 رقم16629) و (5/112 رقم21080) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2667) . ومن طريق عبد الله ابن الإمام أحمد أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/175) ، وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (22/277 رقم 710) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي ليلى، حدثني أبي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أخيه عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن يعيش الجهني، يعرف بذي الغرة، به. الحديث: 38 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 455 الغُرَّة الطَّائي (1) ، عن النبيِّ (ص) - فِي الوُضُوء مِنْ لَحْمِ الإِبِل - قال: تَوَضَّؤُوا. وَرَوَاهُ جابرٌ الجُعْفِيُّ (2) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (3) ، عَنْ سُلَيْك الغَطَفاني، عن النبيِّ (ص) . وحدَّثنا سَعْدُوْيَهْ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا عبَّاد بْنُ العوَّام (5) ، عَنِ الحجَّاج بْنِ أَرْطَاة، عن (6) عبد الله، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أُسَيْد ابن حُضَيْر، عن النبيِّ (ص) (7) . قلتُ لأبي: فأيُّهما الصَّحيحُ؟   (1) في (أ) : «الظائي» بالظاء المعجمة. (2) هو: جابر بن يزيد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1281) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/164 رقم6713) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3648) ، وسيذكرها المصنف في المسألة رقم (510) . (3) قوله: «عن ابن أبي ليلى» سقط من (أ) . (4) هو: سعيد بن سليمان الضَّبِّي. وانظر في ضبط «سَعْدُوْيَهْ» و «رَاهُوْيَهْ» ونحوهما: التعليق على المسألة رقم (163) . (5) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/352 و391 رقم19097 و19483) من طريق محمد بن مقاتل المروزي، وابن ماجه في "سننه" (496) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن حاتم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/383-384) من طريق الخضر بن محمد الحراني، ثلاثتهم عن عباد بن العوام، به. (6) قوله: «عن» سقط من (ك) . (7) قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/176) : «وهو حديث مرسل؛ فإن ابن أبي ليلى لم يسمع من أُسَيد بن حضير، والحجَّاج تكلم فيه غير واحد من الأئمة» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 456 قَالَ: مَا رَوَاهُ الأعمشُ (1) ، عَنْ عبد الله بن عبد الله الرَّازي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البَرَاء، عن النبيِّ (ص) . والأعمشُ أحفظ (2) .   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/288 و303 رقم 18538 و18703) ، وأبو داود في "سننه" (184 و493) ، والترمذي في "جامعه" (81) ، وابن ماجه في "سننه" (494) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (32) . (2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/447) : «ذو الغرة الطائي له صحبة، بما رواه عُبَيدة الضبي، عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ ذِي الغرة قال: سألت النبي (ص) عن الصَّلاة في أعطان الإبل والوضوء من لحومها؟ والحديث خطأ، والصحيح: عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البراء، عن النبي (ص) ، وعُبَيدة ضعيف الحديث، وذو الغرة روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ سمعت أبي يقول ذلك» . اهـ. وقال الترمذي في الموضع السابق: «وقد روى الحجاج ابن أرطاة هذا الحديث عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حضير، والصَّحيح: حديث عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البراء ابن عازب، وهو قول أحمد وإسحاق» . ثم قال: «وروى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عن الحجاج بن أرطاة فأخطأ فيه، وقال فيه: عن عبد الله بن عبد الرحمن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عن أسيد بن حضير، والصَّحيح: عن عبد الله بن عبد الله الرازي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البراء بن عازب» . وقال في "العلل الكبير" (ص47) : «حديث الأعمش أصح» ، ثم نقل عن إسحاق بن راهويه أنه قال: «صحَّ في هذا الباب حديثان عن النبي (ص) : حديث البراء، وحديث جابر بن سمرة» . وكذا قال أحمد كما في "سنن البيهقي" (1/159) . وقال ابن خزيمة (32) : «ولم نر خلافًا بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر صحيح من جهة النقل؛ لعدالة ناقليه» . اهـ. وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «صوابه: ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ؛ رواه الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البراء» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 457 39 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بنُ زكريا بنِ (2) أَبِي زائدة (3) ، وَأَبُو دَاوُدَ (4) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ حَبيب بْنِ زيد، عَنْ عَبَّاد بْنِ تَميم، عَن عَمِّه عبد الله (5) بن زيد، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ أُتِيَ (6) بإناءٍ فِيهِ ماءٌ قَدْرَ ثُلُثَيِ المُدِّ؛ فتوضَّأَ بِهِ. وَرَوَاهُ غُنْدَرٌ (7) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ زيد، عَنْ عَبَّاد بْنِ تَميم، عَن جَدَّته أُمِّ عُمَارة، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي حديثُ غُنْدر (8) .   (1) نقل هذا النص عن أبي زرعة البيهقيُّ في"السنن" (1/196) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/95/مخطوط) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (6/641-642) . (2) في (أ) : «عن» بدل: «بن» . (3) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (1009) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (118) ، وابن حبان في "صحيحه" (1083) ، والحاكم في "المستدرك" (1/144) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/196) . ورواه البيهقي في "الخلافيات" (1/429) من طريق سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَحْيَى بن زكريا، به. وزاد فيه: «والأذنان من الرأس» . ورواه ابن ماجه في "سننه" (238) عن سويد بن سعيد، به، مقتصرًا على هذه الزيادة. دون بقية الحديث. (4) هو: سليمان بن داود الطيالسي. وروايته أخرجها في "مسنده" (1195) . ومن طريقه أحمد في "مسنده" (4/39 رقم 16441) . ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/32) من طريق معاذ العنبري، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/196) من طريق أبي خالد الأحمر، كلاهما عن شعبة، به. (5) في (ك) : «عن عبد الله» . (6) قوله: «أتي» سقط من (ك) . (7) هو: محمد بن جعفر. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (94) ، والنسائي في "سننه" (74) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن" (1/196) . (8) نقل البيهقي في "سننه" (1/196) قول أبي زرعة هذا. الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 458 40 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ عَاصِم (2) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) - فِي المَجْدور (3) والمَريض -: إِذَا خَافَ عَلَى نَفْسِهِ، تَيمَّمَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَاهُ جريرٌ (4) أَيْضًا، فَقَالَ: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس - رَفَعَهُ - فِي المَجْدور. قَالَ: إنَّ هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ عليُّ بْن عَاصِم. وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانَة (5) ، وَوَرْقَاء (6) ، وغيرهما، عَنْ عطاء بن السَّائب،   (1) نقل هذا النص بتمامه ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/120) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/127-128/مخطوط) ، ونقله ابن حجر في "التلخيص" (1/258) ، فقال: «وقال أبو زرعة وأبو حاتم: أَخْطَأَ فِيهِ عَليّ بْن عَاصِم» . اهـ. (2) لم نقف على روايته لهذا الحديث مرفوعًا، وقد رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/224) من طريق يحيى ابن جعفر، عن علي بن عاصم، به موقوفًا على ابن عباس. قال البيهقي: «ورواه إبراهيم بن طهمان وغيره أيضًا عن عطاء موقوفًا، وكذلك رواه عزرة عن سعيد بن جبير موقوفًا» . (3) المجدور: المصاب بالجُدَري. والجُدَري - بضم الجيم وفتحها -: قروح في البدن تتنفَّط وتتقيَّح. وقد جَدَر وجُدِر وجُدِّر، فهو مجدور ومجدَّر. انظر: "القاموس المحيط" (1/387) . (4) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (272) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/19) ، والدارقطني في "السنن" (1/177) ، والحاكم في "المستدرك" (1/165) . ومن طريق ابن خزيمة رواه ابن الجارود في "المنتقى" (129) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/224) . قال ابن خزيمة: «هذا خبر لم يرفعه غير عطاء بن السائب» . (5) هو: وضَّاح بن عبد الله. (6) هو: ابن عمر. الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 459 عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، موقوف (1) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (2) . 41 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَيْبان النَّحْوي (4) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَن (5) ، عَنْ أُمِّه (6) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يتوضَّأُ بالمُدِّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: قَتَادَةُ (7) ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ وهذا أشبَهُ.   (1) كذا بحذف ألف تنوين الاسم المنصوب على لغةِ ربيعةَ. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دكين في "كتاب الصلاة" (158) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/19) ، والدارقطني في "السنن" (1/178) من طريق عاصم الأحول، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس قال: رُخِّص للمريض التيمم بالصعيد. قال الدارقطني: «رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ عَاصِم، عَنْ عطاء ورفعه إلى النبي (ص) ، ووقفه وَرْقَاء وأبو عوانة وغيرهما، وهو الصواب» . (3) نقل هذا النص بتصرف الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (12/389) . وانظر ما سبق في المسألة رقم (5) . (4) هو: ابن عبد الرحمن. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/280 رقم 26393) ، والنسائي في "المجتبى" (347) ، والطبراني في "الأوسط" (9316) . قال الطبراني: «لم يروه عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أمه، عن عائشة، إلا شيبان» . (5) في (ك) : «الحسين» . والحسن هذا هو: البصري. (6) في "العلل" للدارقطني (5/107/ب) : «عن أبيه» بدل: «عن أمه» . (7) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/121 رقم 24897 و24898) ، وأبو داود في "سننه" (92) ، وابن ماجه في "سننه" (268) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4858) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/117) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/49) ، والدارقطني في "سننه" (1/94) . قال العقيلي في "الضعفاء" (2/149) : «هذا يرويه قَتَادَةُ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عن عائشة، عن النبي (ص) بإسناد صحيح، وهو الصحيح» . اهـ. وقال الدارقطني في الموضع السابق من "العلل": «وأصحها قول من قال: عن قَتَادَةُ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عن عائشة» . الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 460 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مِنْ حديثِ قَتَادَةَ: حديثُ صَفِيَّةَ بنتِ شَيْبَةَ، عن عائِشَة: صُحِّح (1) . وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ عُبَيد، عَنِ الحَسَن، عَنْ أمِّ سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا عِنْدِي أشبَهُ. 42 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَبَّانُ بنُ هِلالٍ، وحَرَمِيٌّ (3) ، وإبراهيمُ بنُ الحجَّاج، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثُمَامة بْنِ أَنَسٍ، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (4) : اسْتَنْزِهُوا مِنَ البَوْلِ؛ فإِنَّ عَامَّةَ عَذَابِ القَبْرِ مِنَ البَوْلِ؟ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : قَالَ (6) أَبِي: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (7) ، بِهِ (8) ، عَنْ   (1) في (ك) : «صحيح» . (2) نقل هذا النص بتصرف ابن كثير في"إرشاد الفقيه" (1/57-58) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (1/351/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص" (1/188) . (3) هو: ابن حفص العتكي. (4) قوله: «قال» سقط من (ك) . (5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (6) في (ف) : «وقال» . (7) هو: موسى بن إسماعيل. (8) قوله: «به» من (ت) و (ك) فقط. الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 461 حمَّاد، عَنْ ثُمَامة، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرْسَلً (1) ؛ وَهَذَا أشبَهُ عِنْدِي. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: المحفوظُ: عَنْ حمَّاد، عَنْ ثُمَامة، عَنْ أَنَسٍ، وقصَّر أَبُو سَلَمة (2) . 43 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد (4) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر - أوغيره -: أنَّ (5) النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي (6) آنِيَةِ الفِضَّةِ إِنَّمَا يُجَرْجِرُ (7) فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ؟   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغةِ ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) الحديث رواه الدارقطني في "السنن" (1/127) من طريق أبي جعفر الرازي، عن قتادة، عن أنس به. قال الدارقطني: «المحفوظ مرسل» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (1560 و1585) . ونقل بعضها ابن الملقن في "البدر المنير" (2/447) بتصرف. (4) يعني: ابن سلمة. ولم نجد من أخرج روايته هذه أو ذكرها، لكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (6878 و6879) من طريق هشام بن الغاز، وبُرْد بن سنان، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وذكر الدارقطني في "العلل" (5/110/ب - 111/أ) أن خصيف بن عبد الرحمن، والضحاك بن عثمان، وعبد الله بن عامر الأسلمي وغيرهم، رووه عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وذُكر هذا في المطبوع من "العلل" أيضًا (2191) ، لكن جاء فيه: «عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عبد الله ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» ، وهو خطأ بلا شك. (5) في (أ) : «عن» بدل: «أن» . (6) في (ف) : «من» . (7) المعنى: كأنما يَجْرَع نارَ جهنَّم؛ أي: يُحْدِر فيها نارَ جهنَّم، فجعل الشُّربَ والجَرْعَ جَرْجَرةً، وهي صوتُ وقوع الماء في الجَوْف، يقال: جرجر فلان الماء: إذا جرعه جرعًا متواترًا له صوت. ويروى برفع النار؛ جعل «النار» هي التي تجرجر. والأكثر النصب. وانظر "النهاية" (1/255) . الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 462 قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق، عَنْ أم سَلَمة، عن النبي (ص) (1) . قلتُ لأَبِي ولأَبِي زرعة: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟ فَقَالا: من حمَّاد (2) .   (1) ومن هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم وأبو زرعة، أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" كما سيأتي. (2) لأنه خالفه يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن بشر، وعلي بن مسهر؛ فرووه عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر الصديق، عَنْ أم سلمة، به. أما رواية يحيى بن سعيد: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/306 رقم26611) ، ومسلم في "صحيحه" (2065) ، والنسائي في "الكبرى" (6872) . وأما روايتا محمد بن بشر وعلي بن مسهر: فأخرجهما مسلم أيضًا في الموضع السابق. وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (2/924 رقم1649) عن نافع بمثل رواية هؤلاء الثلاثة عن عبيد الله. ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (5634) ، ومسلم في الموضع السابق، وأخرجه مسلم أيضًا من طريق الليث بن سعد، وأيوب، وموسى بن = = عقبة، وعبد الرحمن السراج، جميعهم عن نافع، كسابقه. وأخرج ابن عدي هذا الحديث في "الكامل" (3/338) من طريق عبد العزيز بْنِ أَبِي روَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عن أبي هريرة، ثم قال: «وهذا الحديث اختلف فيه على نافع على عشرة ألوان، أو قريب منه ... وكل ذلك خطأ؛ إلا من رواه عَنْ نَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر الصديق، عَنْ أم سلمة، عن النبي (ص) ، وهو الصواب» . اهـ. وهذا هو الذي رجَّحه الدارقطني أيضًا في "العلل" (2191) و (5/107/ب - 108/أ) . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (16/103) : «وهذا عندي خطأ لا شك فيه، ولم يرو ابن عمر هذا الحديث قط - والله أعلم - ولا رواه نافع عن ابن عمر، ولو رواه عن ابن عمر ما احتاج أن يحدِّث به عن ثلاثة، عن النبي (ص) » . وفي المسألة رقم (1560) : «قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هو؟ قال: مِنْ حمَّاد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 463 44 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عن أبي جَهْضَمٍ (2) ، عن عُبَيدالله بن عَبدالله بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ ابن عَبَّاس (3) ؛ قَالَ: لم يَعْهَدْ (4) إلينا رسول الله (ص) شَيْئًا لم يعهَدْهُ إِلَى الناس، إِلا ثلاثة: أَمَرَنَا أن نُسبِغَ الوُضُوءَ ... ؟ فَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ عبد الله بن عُبَيدالله بْن عَبَّاس (5) ؛ أَخْطَأَ فِيهِ حمَّاد.   (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2723) . ورواه أحمد في "مسنده" (1/232 رقم 2060) ، والترمذي في "العلل الكبير" (28) ، والطبراني في "الكبير" (10/273 رقم10643) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/23) من طريق الثوري، عن أبي جهضم، بمثله. قال الترمذي: «سألت محمدًا [أي: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث سفيان الثوري وهمٌ، وهم فيه سفيان، فقال: عن عُبيدالله بن عبد الله بن عباس، والصحيح: عَبدالله بن عبيد الله بن عباس» . اهـ. وبنحوه في "الجامع" للترمذي (1701) ، وانظر "السنن الكبرى" للبيهقي (10/23) ، و"تهذيب الكمال" للمزي (15/254) . (2) هو: موسى بن سالم. (3) في (ك) : «عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ» . (4) من هنا ابتدأت نسخة (ش) ؛ كما سبق التنبيه عليه في بداية الكتاب (ص183) . (5) أي: عن عمه ابن عباس. انظر "تحفة الأشراف" (5/41) ، و"إتحاف المهرة" (7/345) . الحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 464 وقَالا جَميعًا: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زيد (1) ، وعبد الوارث (2) ، ومُرَجَّى بْن رَجَاء (3) ، فقالوا كلُّهم: عن أبي جَهْضَمٍ، عن عبد الله بن عُبَيدالله؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 45- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة (4) ، عن   (1) وقد اختلف عنه؛ فرواه ابن ماجه في "سننه" (426) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (175) من طريق أحمد بن عبدة، والنسائي في "سننه" (141 و3581) من طريق يحيى بن حبيب وحميد بن مسعدة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/4) من طريق أسد وسليمان ابن حرب، خمستهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أبي جهضم، عن عَبدالله بن عُبيدالله، عن ابن عباس، به. ورواه مسدَّد في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" (534) - عن حماد، عن عُبيدالله بن عَبدالله، عن ابن عباس، به. ومن طريق مسدد رواه الدارمي في "مسنده" (727) . ورواه الطبراني في "الكبير" (10/273 رقم10642) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، عن حماد، بمثل رواية مسدَّد. (2) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (808) . ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/23) . (3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/4) . ورواه أحمد في "مسنده" (1/225 رقم 1977) ، والترمذي في "جامعه" (1701) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (175) من طريق ابن عليَّة، وأحمد في "مسنده" (1/249 رقم 2238) من طريق وُهَيب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/4) من طريق سعيد بن زيد، ثلاثتهم عن أبي جهضم، عن عَبدالله بن عُبيدالله، عن ابن عباس، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . (4) روايته على هذا الوجه ذكرها الدارقطني في "العلل" (6/235) . ورواه النسائي في "عمل اليوم والليلة" - كما في "تحفة الأشراف" (12003) - عن بُنْدار، عَنْ غُنْدر، = = عَنْ شُعْبَةَ، عن منصور قال: سمعت رجلاً يرفع الحديث إلى أبي ذر، قوله. ورواه النسائي أيضًا - كما في "تحفة الأشراف" (12003) - عن حسين بن منصور، عن يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شعبة، عن منصور، عن أبي الفيض، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. ومن طريق النسائي رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (22) . ورواه عبد الله بن أبي جعفر الرازي - كما في "العلل" للدارقطني (1096) - عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن أبي الفيض، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حثَمة وأبي ذر، عن النبي (ص) . قال الدارقطني: «وليس هذا القول بمحفوظ» . اهـ. وصحح الدارقطني وقفه على أبي ذر من طريق شعبة. الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 465 منصور (1) ، عن الفَيْضِ (2) ، [عن] (3) ابن أَبِي حَثْمة (4) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا خرجَ مِنَ الخَلاء قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي، وَأَذْهَبَ عَنِّي الأَذَى؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شُعْبَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وَرَوَاهُ الثوريُّ (5) ، فَقَالَ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ عُبَيد بْنِ عَلِيٍّ (6) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (7) . وَكَانَ أكثرُ وَهَمِ شُعْبَة في   (1) هو: ابن المعتمر. (2) وفي بعض الطرق: «عن أبي الفيض» ؛ كما سيأتي نقله آخر المسألة. (3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه. انظر"العلل" للدارقطني (6/235) . (4) في (ت) و (ك) : «خثمة» بالخاء المعجمة. وابن أبي حثمة هذا اسمه: سهل. (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في (29898) ، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" - كما في "تحفة الأشراف" (12003) - والطبراني في "الدعاء" (372) . (6) قال الحافظ في"التقريب" (8264) : «أبو علي الأزدي عن أبي ذر، اسمه: عبيد بن علي، وهو مقبول، من الثالثة، وقيل فيه: أبو الفيض، والأول أصح» . اهـ. (7) نقل الحافظ ابن حجر هذا النص عن أبي زرعة بتصرف في "النكت الظراف" (9/194-195) . وانظر "تهذيب التهذيب" (4/529) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 466 أسماءِ الرِّجَال (1) . وَقَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ سُفْيان! وَكَذَا قَالَ شُعْبَة! وَاللَّهُ أَعْلَمُ أيُّهما الصَّحيحُ؟ والثوريُّ أَحْفَظُ، وشُعْبَةُ رُبَّمَا أَخْطَأَ فِي أسماءِ الرِّجال، ولا نَدري هَذَا مِنه أَمْ لا؟ 46 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ حمَّاد أَبُو عَتَّاب (3) ، عن عبد الله ابن المثنَّى، عَنْ ثُمَامة (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ فِيهِ؛ فإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ دَاءً (5) ، وَفي الآخَرِ شِفَاءً؟   (1) قال الإمام أحمد: «كان غلط شعبة في أسماء الرجال» . "الجرح والتعديل" (4/370) . وقال علي بن المديني: «كان شعبة يخطئ في أسماء الرجال» . "تصحيفات المحدثين" للعسكري (1/34) . ونقل ابن حجر في "التهذيب" (2/169) عن العجلي أنه قال: «كان يخطئ في أسماء الرجال قليلاً» . ونقل في (2/170) عن الدارقطني أنه قال في "العلل": «كان شعبة يخطئ في أسماء الرجال كثيرًا لتشاغله بحفظ المتون» . وانظر المسألة رقم (145) . (2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (2/169) ، والحافظ ابن حجر في "التلخيص" (1/37) تصحيح أبي حاتم وأبي زرعة لهذه الطريق، ونقل في "فتح الباري" (10/250) ترجيح أبي حاتم. (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (4/أ/مسند أنس) ، و (2866/كشف الأستار) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/250) : «ورجاله ثقات» . (4) هو: ابن عبد الله بن أنس. (5) في (ك) : «ذا» بدل: «داء» . الحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 467 فَقَالَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ (1) جَمِيعًا: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنِ ثُمَامة بن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا الصَّحيحُ (3) . وَقَالَ أَبِي: هَذَا أشبَهُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، ولَزِمَ أَبُو عَتَّاب الطريقَ؛ فَقَالَ: عن عبد الله، عَنْ ثُمَامة، عَنْ أَنَسٍ. وَقَالَ أبو زرعة: هذا حديث عبد الله بن المُثَنَّى، أخطأ فيه عبد الله؛ والصَّحيحُ: ثُمامة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ح. 47 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة (4) ، عن سِنانٍ   (1) في (ف) : «فقال أبي وأبا زرعة» . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/263 رقم 7572) ، والدارمي في "مسنده" (2082) ، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده" (125) . ورواه الدارمي (2081) من طريق عُبَيد بن حُنين، عن أبي هريرة، به. قال الدارمي: «قال غير حماد: ثمامة، عن أنس، مكان أبي هريرة، وقوم يقولون: عن القعقاع، عن أبي هريرة، وحديث عُبَيد بن حُنين أصح» . وذكر الدارقطني الخلافَ في هذا الحديث في = = "العلل" (8/279) ، ثم قال: «وقول حماد أشبه بالصواب» . وذكره في (4/42/ب) وقال: «والقولان محتملان» . ونقله ابن الملقن في"البدر المنير" (2/170) عن الدارقطني بلفظ: «حديث أبي هريرة هو الصواب» . (3) هذا من التصحيح النسبي، أي: أن الراجح في رواية ثمامة أنها عن أبي هريرة؛ غير أن ثمامة لم يدرك أبا هريرة، وروايته عنه مرسلة. انظر "الجرح والتعديل" (2/466) ، و"تهذيب الكمال" (4/405) . (4) روايته ذكرها الدارقطني في "سننه" (1/104) . الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 468 أبي (1) ربيعة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ النبيَّ (ص) كانَ إذا توضَّأ، غَسَلَ مَآقِيَ (2) عينَيهِ بإصْبَعَيه؟ قَالَ أَبِي: روى حمَّاد بْن زَيْدٍ (3) ، عَن سِنَان، عَن شَهْرٍ (4) ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عن النبيِّ (ص) ، وحمَّادُ بْن زيد أحفظُ وأثبتُ من حمَّاد بْن سَلَمَةَ، وسِنانُ بنُ ربيعة أَبُو ربيعة مُضطَرِبُ الحديث (5) . 48 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدة، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ - قَالَ أَبِي: وَهُوَ والدُ كَثِير بْنِ يَحْيَى بْنِ كَثِير، وكُنيَتُه: أَبُو النَّضْر، وَلَيْسَ بالعَنْبري - عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عن مُحارِب بن   (1) في (ت) و (ك) : «ابن» ، ولم تتضح في (ش) ، وكلاهما صحيح، فهو: سنان بن ربيعة أبو ربيعة الباهلي البصري، كما في "التقريب" (2639) . (2) في (أ) و (ف) و (ك) : «مافي» ، ولم تتضح في (ش) ، والمثبت من (ت) . والمَآقي: جمع المَأْقِي، وهو لغةٌ في «الماق» ، و «المُوق» ؛ وهو مُؤخَّر العين، وقيل: مُقَدَّمها. و «المَأْقِي على وزن «الفَعْلِي» ، وهو نادر. انظر "النهاية" (4/289) ، و"لسان العرب" (10/336) ، و"المصباح المنير" (2/585) . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/258 رقم 22223) ، وأبو داود في "سننه" (134) ، وابن ماجه في "سننه" (444) ، والروياني في "مسنده" (1247) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/381) ، والدارقطني في "سننه" (1/103) ، والبيهقي في "الخلافيات" (1/405-406) . (4) هو: ابن حوشب. (5) انظر "الإمام" لابن دقيق العيد (1/499 فما بعدها) ، والتعليق على "الخلافيات" للبيهقي (1/406 فما بعدها) . (6) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/371) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/8/مخطوط) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (6/36) ، ولم يذكر قوله: «حَدِيثُ ابْنِ إِسْحَاقَ أَشْبَهُ، مَوْقُوفٌ» . ونقله في "التلخيص" (1/204) مختصرًا، لكن جاءت عبارته هكذا: «وذكر ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبيه أنه منكر، وأن له أصلاً من هذا الوجه عن ابن عمر، لكنه موقوف» . اهـ. الحديث: 48 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 469 دِثَار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: تَوَضَّؤُوا مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ، وَلاَ تَوَضَّؤُوا مِنْ لُحُومِ الغَنَمِ؟ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: سمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: كُنْتُ أُنكِرُ هَذَا الْحَدِيثَ؛ لتفرُّده، فوجدتُّ لَهُ أَصْلا: حدَّثنا ابْنُ المُصَفَّى (2) ، عَنْ بَقِيَّة (3) ؛ قَالَ: حدَّثني فلانٌ - سَمَّاه - عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ مُحارِب، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ، بنحوه. قال (4) : وحدَّثني عُبَيدالله بْنُ سَعْدٍ الزُّهْري؛ قَالَ: حَدَّثَنِي (5) عَمِّي   (1) في (ت) و (ك) و (ف) : «وسمعت» بدل: «قال أبو محمد: سمعت» . (2) واسمه: محمد. (3) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (497) ، والطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (11) من طريق يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ ربِّه، عَنْ بقية، عن خالد ابن يزيد، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ مُحارِب، عن ابن عمر، به. ورواه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص 477) من طريق نصير بن كثير الكشي، عن بقية قال: حدثنا: عبيد - أو عتبة - بن قيس الهاشمي، حدثني عطاء، بمثله. (4) أي: أبو حاتم؛ لأنَّ عبيد الله بن سعد الزُّهْري من شيوخِهِ وشيوخ ابنه؛ ففي "الجرح والتعديل" (5/317) : «كتَبْتُ عنه مع أبي» ، وسيأتي في آخر المسألة ترجيحُ أبي حاتم لهذه الرواية (5) في (أ) و (ش) : «حدثنا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 470 يَعْقُوبُ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ؛ حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ السَّائب الثَّقَفي: أَنَّهُ سَمِعَ مُحارِبَ بْنَ دِثَار يذكُرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، بِنَحْوِ هَذَا، وَلَمْ يرفَعْه. قَالَ أَبِي: حديثُ ابْنِ إِسْحَاقَ أشبَهُ، موقوف (3) . 49 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه داود ابن أَبِي هِنْدٍ (5) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (6) ، عن جابر: أنَّ (7) النبي (ص) قَالَ: غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّام ٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ - عَلَى مَا رَوَاهُ الثِّقات -: عَنْ أَبِي (8) الزُّبَير (9) ، عَنْ طَاوُسٍ، عن أبي هريرة، موقوفً (10) .   (1) هو: يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ. (2) هو: محمد، صاحب "المغازي". وروايته أخرجها ابن المنذر في "الأوسط" (1/139) من طريق ابن إسحاق، عن عطاء، عَنْ مُحارِب، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به، موقوفًا. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . (4) نقل هذا النص عن أبي حاتم: ابن رجب في"فتح الباري" (5/397) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/375) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (3/382) . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/304 رقم 14266) ، والنسائي في "سننه" (1378) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1747) ، وابن حبان في"صحيحه (1219) . (6) هو: محمد بن مسلم بن تدرس. (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن» بدل: «أن» . (8) في (ف) يشبه أن تكون: «ابن» . (9) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (2613) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي الزبير، به. (10) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الحديث: 49 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 471 50 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْت، عَنْ عِرَاك بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: سمعتُ عائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعَ النبيُّ (ص) قَوْمًا يَكْرهونَ استقبالَ القِبْلَة بالغائِط، فقال: حَوِّلُوا مَقْعَدَتِي (3) إِلَى القِبْلَةِ؟ قَالَ أَبِي: فَلَمْ أزَلْ أقفُو أَثَرَ هَذَا الْحَدِيثِ، حَتَّى كَتَبْتُ (4) بمصَر عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ بْنِ مُضَر- أَوْ غَيْرِهِ - عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَر (5) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِراك بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، موقوفً (6) ؛ وهذا أشبَهُ (7) .   (1) نقل هذا النص عن أبي حاتم: ابنُ عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/91) . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1613) ، وأحمد في "مسنده" (6/137 رقم 25063) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/156) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (324) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/234) ، والدارقطني في "سننه" (1/60) . (3) في (ف) : «مقعدين» ، وفي (ك) : «مقعدي» . (4) في (ت) : «كتبه» ، وطمست في (ك) ، وتشبه أن تكون «كتبت» . (5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/156) تعليقًا. (6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . (7) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/156) : «قال موسى: حدثنا حماد، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ خَالِدِ بن أبي الصلت: كنا عند عمر بن عبد العزيز، فقال عراك ابن مالك: سمعت عائشة: قال النبي (ص) : «حولوا مقعدي إلى القبلة» بفرجه. وقال موسى: حدثنا وُهَيب، عن خالد، عن رجل: أن عراكًا حدث عَنْ عَمْرَة، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبي (ص) . وقال ابن بكير: حدثني بكر، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عراك، عن عروة: أن عائشة كانت تنكر قولهم: لا تستقبل القبلة، وهذا أصح» . وقال الترمذي في "العلل الكبير" (ص24) : «سألت = = محمدًا عَن هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ: هَذَا حديث فيه اضطراب، والصحيح عن عائشة قولها» . اهـ. ونقل الأثرم عن الإمام أحمد قوله: «أحسن ما في الرخصة: حديث عائشة خ، وإن كان مرسلاً، فإن مَخْرَجَهُ حسن» . قال الأثرم: قلت: عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: سَمِعْتُ عائشة. فأنكره وقال: عراك من أين سمع عائشة؟ ما له ولعائشة؟ هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ عروة - يعني: عن عائشة خ -. نقله ابن دقيق العيد في"الإمام" (2/522) . وانظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (606) ، و"العلل" (5/95/ب) ، و"السنن" (1/59) كلاهما للدارقطني، و"التمهيد" لابن عبد البر (1/309 فما بعدها) ، و"نصب الراية" (2/106) ، و"تهذيب الكمال" (8/92) ، و"الميزان" (1/632) وقال: «حديث منكر» ، و"تهذيب التهذيب" (1/ 522) ، و"تحفة التحصيل" لأبي زرعة العراقي (ص342) . الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 472 51 - وسمعتُ (1) أَبِي ذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عبدُالوارِث (2) ، عن عبد العزيز بْنِ صُهَيب، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَتْ لَهُ خِرْقةٌ يَتَمَسَّحُ بِهَا. فقال: إني رأيتُ فِي بَعْضِ الرِّوايات: عَنْ عبد العزيز: أنه كان   (1) نقل هذا النص ابنُ دقيق العيد في "الإمام" (2/71-72) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (1/319/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/172) . (2) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (1/185) من طريق أبي عمرو بن السماك، ثنا حنبل بن إسحاق، ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو قال: سألت عبد الوارث عن حديث عَبْد الْعَزِيزِ بن صهيب، عَن أنس؛ أن النبي (ص) كان له منديل - أو خرقة - فإذا توضأ مسح وجهه، فقال: كان في قطينة، فأخذه ابن عليَّة فلست أرويه. قال البيهقي: «وهذا لو رواه عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس، لكان إسنادًا صحيحًا؛ إلا أنه إمتنع من روايته. ويحتمل أنه إنما كان عنده بالإسناد الأول» . اهـ. أي: عبد الوارث، عن أبي عمرو بن العلاء، عن إياس ابن جعفر؛ أن رجلاً حدَّثه أن النبي (ص) كان له خرقة ... . قال البيهقي: «وهذا هو المحفوظ من حديث عبد الوارث» . الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 473 لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ خِرْقَةٌ (1) ... وَمَوْقُوفٌ (2) أشبَهُ، وَلا (3) يَحْتَمِلُ أنْ يَكُونَ مُسْنَدًا (4) . 52 - وسألتُ (5) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ زهير (6) ، عَن حُمَيد الطَّويل (7) ، عَنْ أَبِي رَجَاء (8) ، عَن عَمِّه أَبِي إدريس (9) ، عَن بلال، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المسح عَلَى الخُفَّيْنِ والخِمَار؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ حُمَيد (10) ، عَنْ أَبِي رجاء مولى أَبِي قِلابة، عَنْ أَبِي قِلابة (11) ، عَنْ أَبِي إدريس، عَن بلال، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِمَّن هُوَ؟   (1) روى ابن المنذر في "الأوسط" (1/415) من طريق عبيد الله بن أبي بكرة، أنه رأى أنس بن مالك يمسح وجهه بالمنديل بعد الوضوء. (2) كذا، وهو منصوبٌ على الحال، والتقدير: «وهو أشبَهُ موقوفًا» ، لكنْ حُذِفَتْ منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) . (3) في (أ) : «لا» بلا واو. (4) أخرج الترمذي في"جامعه" (53) حديث عائشة: كان لرسول الله (ص) خرقة يُنَشِّفُ بها بعد الوضوء، ثم قال الترمذي: «حديث عائشة ليس بالقائم، ولايصح عن النبي (ص) في هذا الباب شيء» . (5) انظر المسألة رقم (12) و (76) و (82) . (6) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/362 رقم 1115) . (7) هو: حميد بن أبي حميد. (8) واسمه: سلمان، مولى أبي قِلابة. (9) هو: عائذ الله بن عبد الله الخَوْلاني. (10) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1378) ، والطبراني في "الكبير" (1/362، 363 رقم 1115 و1116) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/62) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (66/229، 230) . (11) قوله: «عن أبي قِلابة» سقط من (أ) و (ش) . وأبو قِلابة اسمه: عبد الله بن زيد. الحديث: 52 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 474 قَالَ: لا يُدرى (1) . 53 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ (3) ، عن   (1) قال البزار في "مسنده" (4/212-213) : «وقد روى حديثَ أيوب غيرُ واحد عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابة، عن بلال، ولم يذكروا أبا إدريس، ولا نعلم أحدًا = = قال: "عن أبي إدريس" إلا حماد بن سلمة، ولا قال: "عن أبي رجاء، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَبِي إدريس" إلا خالد، وقد رواه زهير بن معاوية، عن حميد، عن أبي رجاء، عَنْ أَبِي إدريس، عَن بلال، ولم يذكروا أبا قِلابة، وأبو رجاء مولى أبي قِلابة مشهور، روى عنه حميد والحجاج الصواف، وروى هذا الحديث المعتمرُ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ فأخطأ فيه» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (7/180 رقم1285) : «ورواه حميد الطويل، واختلف عنه: فرواه زهير وزياد ابن خيثمة، عن حميد، عن أبي رجاء، عَنْ أَبِي إدريس، عَن بلال. وكذلك قال معتمر عن حميد، واختلف عنه: فقيل: عن المقدَّمي، عن معمر، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ الناجي، عن أبي إدريس، وليس ذلك بمحفوظ. وقال خالد الواسطي: عن حميد عَنْ أَبِي رجاء مولى أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي إدريس، عَن بلال» . وقال أبو بكر البرقاني في "سؤالاته للدارقطني" (28) : «سألته عن حديث زهير، عن حميد، عَنْ أَبِي رجاء، عَن عمِّه أبي إدريس، عن بلال في المسح؟ فقال: ينفرد زهير فيه بزيادة أبي رجاء. فقلت: يخرج هذا الحديث في الصحيح؟ فقال: نعم» . اهـ. هكذا وقع في "السؤالات": «عَنْ أَبِي رجاء، عَن عمِّه، عن أبي إدريس» ! وهو مخالف لما ذكر في المراجع السابقة عن رواية زهير. (2) نقل هذا النص عن أبي حاتم: ابنُ عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/207) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/84/مخطوط) . (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (248) ، والترمذي في "جامعه" (106) ، والبزار في "مسنده" (271/أ-ب/مسند أبي هريرة) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/216) ، وابن عدي في "الكامل" (2/193) ، والدارقطني في "الأفراد" (305/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/388) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/179) . الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 475 مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ أنَّ النبي (ص) قَالَ: تَحْتَ كُلِّ شَعْرَةٍ جَنَابَةٌ؛ فَاغْسِلُوا الشَّعَرَ وأَنْقُوا البَشَرَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، والحارثُ ضعيفُ الحديث (1) .   (1) نقل البيهقي في"السنن" (1/179) عن الشافعي قوله: «هذا الحديث ليس بثابت» . وقال أبو داود: «الحارث بن وجيه حديثه منكر، وهو ضعيف» . وقال الترمذي: «حديث الحارث بن وجيه حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديثه، وهو شيخ ليس بذاك وقد روى عنه غير واحد من الأئمة، وقد تفرد بهذا الحديث عن مالك بن دينار» . وقال البزار: «ولا نعلم أسند مالك، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، إلا هذا الحديث، ولا نعلم رواه عن مالك إلا الحارث بن وجيه» . وقال العقيلي في ترجمة الحارث: «لا يتابع عليه، وله غير حديث منكر، وله إسناد غيرهما (كذا!) فيه لين أيضًا» . وقال ابن عدي عقب ذكره لهذا الحديث وحديث آخر: «وهذان الحديثان بأسانيدهما عن مالك بن دينار، لا يحدث عن مالك غير الحارث بن وجيه» . وقال الدارقطني في "الأفراد": «غريب من حديث محمد عنه، تفرد به مالك بن دينار، وعنه الحارث بن وجيه» . وقال الدارقطني في "العلل" (8/103) عن هذا الحديث: «يرويه الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) ، وغيره يرويه عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ الحسن مرسلاً. وَرَوَاهُ أَبَانٌ الْعَطَّارُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ولا يصح مسندًا، والحارث بن وجيه من أهل البصرة ضعيف» . وقال أبو نعيم: «تفرد به الحارث عن مالك» . وقال البيهقي: «تفرد به هكذا الحارث بن وجيه» ، ثم روى عن ابن معين قوله في الحارث: ليس حديثه بشيء. ثم قال البيهقي: «وأنكره غيره أيضًا من أهل العلم بالحديث: البخاري وأبو داود السجستاني وغيرهما، وإنما يروى عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً، وعن الحسن، عن أبي هريرة، موقوفًا، وعن النخعي: كان يقال ... » . وانظر "المحلى" (2/32) ، و"العلل المتناهية" (1/373) ، و"البدر المنير" (2/84/مخطوط) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 476 54 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عاصمٍ النَّبِيلُ (2) ، عَنِ الثَّوْري، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيّب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عن النبيِّ (ص) قَالَ (3) : ألاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ يُكَفِّرُ الخَطَايَا، وَيَزِيدُ فِي الحَسَنَاتِ؟ ... ، وذكَرَ الحديثَ فِي إسباغ الوُضُوء فِي المَكَارِهِ، وكثرةِ الخُطا إِلَى المساجِد، وَفِيهِ: وَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ، فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ، وَسُدُّوا الفُرَجَ، وَإِذَا قَالَ الإِمَامُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا لَكَ الحَمْدُ، وَخَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ المُقَدَّمُ، وَفِيهِ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ! إِذَا سَجَدَ الرِّجَالُ (4) ، فَاحفَظُوا أبْصَارَكُمْ (5) ؟   (1) انظر المسألتين رقم (278) و (368) . (2) هو: الضَّحَّاك بن مَخْلَد. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (532/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1102) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (177 و357 و1562 و1693) ، وابن حبان في "صحيحه" (402) ، والحاكم في "المستدرك" (1/191-192) ، وذكرها الدارقطني في "الأفراد" كما في (272/أ/أطراف الغرائب) . (3) قوله: «قال» سقط من (ك) . (4) في (ك) : «الرجا» . (5) كذا في (ف) ، وتحرَّفت في (أ) و (ش) إلى: «فاخفضوا أبصاركم» بالضاد، ولم تنقط الخاء فيهما، ووردتْ في (ت) و (ك) : «فاحفظن أبصاركم» ، وقد وردتْ أيضًا في بعض مصادر التخريج: «فاحفظوا أبصاركُنَّ» ، وفي بعضها: «فاحفظْنَ أبصاركنَّ» ، وهو الجادَّة. لكنَّ ما جاء في النسخ من تذكير الضمير «فاحفظوا أبصاركم» يَحْتملُ وجوهًا: الأوَّل: ما قاله ابن حَزْم _ح؛ فقد أخرَجَ الحديثَ في "المحلى" (3/227) من طريق شيخه حمام بسنده إلى سعيد بن المسيب، فذكره، وفيه: «فاحفظوا أبصاركم» ، ثم قال ابن حزم: «هكذا في كتابي عن حمام، وبالله! ما لَحَن رسول الله (ص) ، ولولا أنَّ ممكنًا أن يخاطب رسول الله (ص) النساء ومن معهُنَّ من صغار أولادهِنَّ، لما كتبناه إلا: فاخْفِضْنَ [كذا] أبصارَكُنَّ» . والثاني: أنَّ الضمائر ذُكِّرَتْ؛ ليكونَ الأمرُ بحفظِ الأبصارِ عن عورة الساجد عامًّا للرجال والنساء، ومن هنا فإنَّ الشَّرْطَ وإنْ كان خاصًّا بالنساء، فإنَّ جوابَهُ عامٌّ، يَعُمُّ جميع الناظرين؛ فلا ينظُرُ الرجالُ ولا النساء إلى عورة الساجد، وهذا أبلغ. والثالث: أن قوله: «فاحفظوا أبصاركم» سُبِقَ بلفظ «الرجال» ؛ فجاءتِ الضمائر على صيغة التذكير؛ للمشاكلة والمجاورة. ووردتْ في لغة العرب تأثيراتٌ كثيرة للمجاورة؛ حيثُ يخرُجُ المجاور عن قاعدته ليشاكلَ مجاوِرَهُ؛ كالجَرِّ على المجاورة وغيره. انظر: "الخصائص" (3/94- 96) ، (3/218- 227 فصل في الجوار) ، و"سر صناعة الإعراب" (1/75، 80- 82) ، و"مغني اللبيب" (ص275- 276) ، و"اللباب" للعكبري (2/288- 289) ، و"لسان العرب" (5/75) . والرابع: أنَّ ضمير جمع المذكَّر يرجع إلى لفظ «المعشر» في قوله: «معشر النساء» ، لا إلى معناه، والتقدير: فاحفظوا أبصاركم يا مَعْشَرَ النساءِ؛ فإنَّ المعشر: باعتبار لفظه مذكَّر، وباعتبار معناه مؤنَّث لإضافته إلى النساء، والضمير قد يعودُ إلى الكلمة باعتبار لفظها، وقد يعود إليها باعتبار معناها؛ وهذا كثير في العربية خاصَّة في رجوع الضمير إلى «مَنْ» و «مَا» الموصولتين. انظر: "شرح التسهيل" (1/196) ، و"شرح ابن الناظم" (ص58) ، و"ارتشاف الضرب" (2/1024- 1029) . الحديث: 54 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 477 قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْرِيُّ (1) ، عَنِ ابْنِ عَقيل (2) ، وليس لعبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ مَعْنَى؛ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنِ ابْنِ عَقِيلٍ:   (1) روايته على هذا الوجه (سفيان، عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ المسيِّب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عن النبي (ص) ، به) ذكرها الدارقطني في "الأفراد" (272/أ/أطراف الغرائب) . ورواه عدد من الرواة عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عقيل، عن جابر بن عبد الله، وسيأتي تخريج روايتهم في المسألة (278) . (2) هو: عبد الله بن محمد بن عقيل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 478 زُهَيْرٌ (1) ، وعُبَيْدُاللهِ بنُ عَمْرٍو (2) . 55 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رواه عبد الصَّمد بن عبد الوارث (3) ، عَن الهيثم بْن قَيس، عَنْ عبد الله بْنِ مُسْلِم بْن يسار، عَنْ أبيه، عن   (1) هو: ابن محمد. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/160 رقم 2627) ، وأحمد في "مسنده" (3/3 رقم 10994) ، وابن ماجه في "سننه" (427 و776) ، والبزار في "مسنده" (531/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1355) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (177) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/16) . (2) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (984/المنتخب) ، والدارمي في "مسنده" (725) ، ولم يذكرا بعض ألفاظه. قال البزار: «لا نعلم رواه عن الثوري إلا أبو عاصم، وأظن عبد الله بن أبي بكر هو: عبد الله بن محمد بن عقيل» . وقال ابن خزيمة في "صحيحه" (1/90) : «هذا الخبر لم يروه عن سفيان غير أبي عاصم، فإن كان أبو عاصم قد حفظه فهذا إسناد غريب، وهذا خبر طويل قد خرجته في أبواب ذوات عدد. والمشهور في هذا المتن: عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، = = عَنْ أَبِي سعيد؛ لا عن عبد الله بن أبي بكر» . اهـ. وقال الدارقطني في "الأفراد" (272/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حديثه عنه، لم يروه عنه غير عبد الله بن محمد بن عقيل، وكذلك رواه الثوري، عن ابن عقيل هذا، ورواه أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ عَنِ الثَّوْرِيِّ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب، ولم يتابع عليه، وتفرد به أبو عاصم، عن الثوري» . وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، وهو غريب من حديث الثوري؛ فإني سمعت أبا علي الحافظ يقول: تفرد به أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ» . وقال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (5/226) : «إن كان محمد بن عقيل يكنى: أبا بكر، فقد دلَّسه الثوري بلا شك، ثم وجدت أبا بكر البزار قد جزم بأن الثوري كنى محمد بن عقيل أبا بكر ودلَّسه» . اهـ. (3) روايته أخرجها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6656) . الحديث: 55 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 479 جَدِّه (1) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ رخَّص للمُسافِر فِي المَسْحِ على الخُفَّين والعِمَامة، للمُقِيم ِ يومٌ وليلة، وللمُسافِرِ ثلاثةُ أيّام، وأنّه نَهى عَن الصَّرْفِ (2) ؟ قَالَ أَبِي: هذان (3) الحديثان مُنكَران؛ حدَّثنا بِهما قُرَّةُ بنُ حبيب (4) ، ولم يذكُرْ فِيهِ العِمَامَة، وَلَيْسَ لِيَسارٍ صُحْبة. 56 - وسألتُ (5) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن، عَن الأعمَش، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّار (6) ، عن علي؛   (1) هو: يسار بن سُويد الجُهَني. (2) الصَّرْفُ: هو بيعُ أحد النقدَيْنِ بالآخر، أي: بيعُ الذهب بالفضة، وعكسه. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (4/382) ، و"فيض القدير" (6/318) . (3) في (ت) : «هذا ان» . (4) روايته أخرجها العقيلي في"الضعفاء" (4/354) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/236) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/298) ، وفي "معرفة الصحابة" (6655) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/124 و125) من طريق قرة بن حبيب، عن الهيثم بن قيس، به. قال العقيلي في ترجمة الهيثم بن قيس: «ولا يصح حديثه من هذا الطريق، وأما المتن فثابت من غير هذا الوجه» . وقال ابن قانع: «ولا أعرف وجه هذا الحديث» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث مسلم، ومن حديث أبيه وابنه؛ تفرد برفعه الهيثم بن قيس، وهو بصري» . وقال الذهبي في ترجمة الهيثم من "الميزان" (4/325) : «لم يصح حديثه» . وانظر "المتفق والمفترق" للخطيب (3/1910 و1911) ، و"الإصابة" (10/366) . (5) في (ت) و (ك) : «قال أبي: سألت» . (6) في (ت) : «الخزَّاز» ، بالخاء المعجمة، وآخره زاي. الحديث: 56 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 480 قَالَ: كنتُ رجلا مَذَّاءً، فاستَحْيَيْتُُ أنْ أسألَ رسولَ الله (ص) (1) ، فأمرتُ المِقْدَادَ بْن الأسود أن يسأل (2) النبيَّ (ص) ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (3) ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش (4) ، عَن مُنْذِر الثوري (5) ، عَنِ ابْنِ الحنفيَّة (6) ، عَن عَليّ. قلتُ لأَبِي: مَن محمَّد بن عبد الرحمن هَذَا؟ قَالَ: لا أعرفُهُ، ولا أعرفُ أحدًا يُقالُ لَهُ: محمَّد بن (7) عبد الرحمن يحدِّثُ عَن الأعمش (8) ، ومحمدُ بنُ عبد الرحمن الكوفيُّ   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «النبي (ص) » . (2) في (ت) و (ك) : «فسأل» بدل: «أن يسأل» . (3) ذكر البزار في "مسنده" (3/36) حديثًا ليحيى بن الجزار عن علي مرفوعًا: «شغلونا عن الصَّلاة الوسطى ... » الحديث، ثم قال: «ولا نعلم روى يحيى الجزار عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب ح إلا هذا الحديث» . وقال الحافظ ابن حجر في ترجمة محمد بن عبد الرحمن من "لسان الميزان" (5/250) : «روى عنه سعيد بن بشير حديثًا إسناده خطأ» . (4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (132) ، ومسلم في "صحيحه" (303) . (5) هو: ابن يعلى. (6) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن أبي طالب. (7) قوله: «محمد بن» سقط من (أ) و (ش) . (8) قال الحافظ في "اللسان" (5/250) بعد أن ذكر كلام أبي حاتم: «وفي الحصر نظر؛ فإن المذكور بعده يرد عليه» ، ثم قال في الترجمة التي بعده: «محمد بن عبد الرحمن القشيري الكوفي، عن الأعمش» وأخرج البخاري في "صحيحه" (6416) حديثًا من طريق محمد بن عبد الرحمن أبي المنذر الطفاوي، عن سليمان الأعمش. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 481 هُوَ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، ولا أعلمُ ابنَ أَبِي لَيْلَى روى عَن الأعمش شَيْئًا (1) . 57 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج (4) ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي مُلَيْكَة (5) ، عَنْ عائِشَة، عن رسول الله (ص) قَالَ: إِذَا قَاءَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ، أَوْ رَعَفَ، أَوْ قَلَسَ (6) ؛ فَلْيَتَوَضَّأْ، وَلْيَبْنِ عَلَى مَا صَلَّى، مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ؟   (1) نقل الحافظ ابن حجر في الموضع السابق من "اللسان" هذا النص عن أبي حاتم، ثم تعقبه قائلاً: «لا أبعد أن يكون هو؛ فإن له معه قصة قال فيها ابن أبي ليلى: الأعمش أستاذنا ومعلمنا» . وذكر الدارقطني في "العلل" (4/118) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وحديث ابن الحنفية هو الصحيح» . (2) نقل هذا النص ابنُ دقيق العيد في "الإمام" (2/344) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/161) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/129/مخطوط) ، ونقله ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/153) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/496) مختصرًا. وستأتي هذه المسألة برقم (512) ، وفيها إعلال أبي زرعة للحديث بمثل إعلال أبي حاتم هنا. (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1221) ، والدارقطني في "سننه" (1/153 و154) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/142) ، و"الخلافيات" (2/324 رقم 619) . (4) هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج. (5) هو: عبد الله بن عبيد الله. (6) يقال: قَلَسَ الرجلُ يَقْلِسُ قَلْسًا، من باب ضَرَبَ، أي: خرج من بطنه طعامٌ أو شرابٌ إلى الفم، وسواءٌ ألقاه أو أعاده إلى بطنه إذا كان مِلْءَ الفم أو دونه، فإذا غَلَبَ فهو قَيْءٌ. والقَلْسُ، بالسكون: مصدر، والقَلَسُ، بالتحريك: اسم للمقلوس فَعَل بمعنى مفعول. انظر: "المصباح المنير" (2/513) ، و"اللسان" (6/179-180) ، و"مختار الصحاح" (ص475) . الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 482 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (2) ، عن النبيِّ (ص) مُرسَلاً (3) ؛ والحديثُ هذا (4) .   (1) هو: عبد العزيز بن جُريج. (2) كذا وقع هنا وفي المسألة الآتية برقم (512) بذكر «ابن أبي مليكة» ، وكذا نقل ابن دقيق العيد وابن عبد الهادي وابن الملقن عن أبي حاتم. ولم نقف عليه. وقال ابن دقيق العيد: «هذا لون آخر، ينبغي أن يتتبع بالكشف» . والمشهور أن أصحاب ابن جريج يروونه، عنه، عن أبيه، مرسلاً. ومن هذا الوجه رواه عبد الرزاق في "المصنف" (3618) ، والدارقطني في "سننه" (1/155) . ومن طريق عبد الرزاق رواه الدارقطني في "السنن" (1/155) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/142-143) . وانظر "الخلافيات" للبيهقي (2/324) فما بعدها. (3) قال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/153) : «وقال أبوحاتم الرازي: ليس هذا الحديث بشيء؛ إنما هو: مرسل» . (4) قال أحمد: «هكذا رواه ابن عياش. إنما رواه ابن جريج فقال: عن أبي، وإنما هو عن أبيه، ولم يسمعه من أبيه، وليس فيه عائشة، ولا النبي (ص) » . اهـ. نقله عنه ابن عدي في "الكامل" (5/290) ، ثم قال ابن عدي: «وهذا غير محفوظ عن ابن جريج، إنما يرويه عنه إسماعيل بن عياش، وابن عياش إذا روى عن أهل الحجاز وأهل العراق، فإن حديثه عنهم ضعيف، وإذا روى عن أهل الشام فهو أصلح» . اهـ. وقال الدارقطني في "السنن" (1/154) : «كذا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عن عائشة. وتابعه سليمان بن أرقم، وهو متروك الحديث، وأصحاب ابن جريج الحفاظ عنه يَرْوُونَهُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أبيه مرسلاً» . وقال في"العلل" (5/89/ب) عن هذا الحديث: «يرويه ابن جريج، واختلف عنه: فرواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ ابْنِ جريج، عن أبيه، وعن ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وعن عطاء بن عجلان، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عائشة. وخالفه أصحاب ابن جريج، منهم: حجاج، وعثمان بن عمر، وعمر بن عبد الله الأنصاري، وعبد الوهاب بن عطاء؛ رووه عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً، ولم يذكروا ابن أبي مليكة، وهو الصواب» . اهـ. وقوله: «عمر بن عبد الله الأنصاري» كذا في الأصل!! وصوابه: «محمد بن عبد الله الأنصاري» . انظر"السنن" له (1/155) . ونقل الدارقطني في هذا الموضع عن محمد بن يحيى قوله: «وأما حديث ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عن عائشة الذي يرويه إسماعيل بن عياش - فليس بشيء» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (2/255) : = = «وهذا الحديث أحد ما أنكر على إسماعيل بن عياش، والمحفوظ ما رواه الجماعة عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) مرسلاً» . اهـ. وقال في "الخلافيات": «هكذا رواه إسماعيل بن عياش - وهو ممن لا تقوم به الحجة - عن ابن جريج، عن عبد الله بن أبي مليكة، رواه أيضًا مرَّةً عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) نحو رواية الجماعة، ومرَّةً عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، عن النبي (ص) ، وهو وهمٌ» . وضعفه ابن حزم في "المحلى" (1/275) . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/161) : «الصحيح أن هذا الحديث مرسل» . وقال الشافعي في حديث ابن جريج عن أبيه: «ليست هذه الرواية بثابتة عن النبي (ص) » نقله البيهقي في "السنن" (1/143) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 483 58 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن أبي العِشْرين (2) ، عن   (1) نقل هذا النص الدارقطني في "سننه" (1/107) ، ونقله عن الدارقطني البيهقي في "السنن الكبرى" (1/55) ، وابن دقيق العيد في"الإمام" (1/496) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/410) ، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/177) . والنص في "سنن الدارقطني" كما هنا، عدا آخره، ففيه: «كان النبي (ص) ، مرسلاً، وهو أشبه بالصواب» . وكذا نقله البيهقي. وفي "الإمام"، و"البدر المنير"، و"مصباح الزجاجة": «كان النبي (ص) ، مرسلاً، وهو الصواب» . ونقل النص عن أبي حاتم أيضًا الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (6/120) . (2) هو: عبد الحميد بن حبيب. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (432) ، وابن عدي في "الكامل" (5/297) ، والدارقطني في "سننه" (1/107 و152) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/55) . قال ابن عدي: «قد حدَّث الأوزاعيُّ عن عبدِالواحد هذا بغير حديث، وأرجو أنه لا بأس به؛ لأنَّ في روايات الأوزاعي عنه استقامةً» . قال الدارقطني: «ورواه أبو المغيرة، عن الأوزاعي موقوفًا، وهو الصواب» . وقال البيهقي: «تفرَّد به عبد الواحد بن قيس، واختلفوا في عدالته؛ فوثَّقه يحيى بن معين، وأباه يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن إسماعيل البخاري» . الحديث: 58 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 484 الأوزاعيِّ (1) ، [عن عبدِالواحد] (2) بْنِ قَيْسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا توضَّأ، عَرَكَ عارِضَيْهِ، وشَبَّكَ بَيْنَ لَحْيَيْهِ (3) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ الوليدُ (4) ، عَنْ الأوزاعي، عن عبد الواحد، عَنْ يزيدَ الرَّقَاشِيِّ (5) وقتادةَ؛ قَالا: كان النبي (ص) ... وَهُوَ أشبَهُ. 59 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعة (6) ، عَنِ الحارث   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) في جميع النسخ: «وعبد الواحد» ، وهو خطأ، والتصويب من مصادر التخريج. (3) اللَّحْيُ، بفتح اللام: هو عَظْمُ الحَنَك، وهو الذي عليه الأسنان، وهو من الإنسان حيثُ يَنْبُتُ الشَّعْر، وهو أعلى وأسفَلُ، وجمعه: أَلْحٍ وَلُحِيٌّ، مثل: فَلْسٍ وفُلُوسٍ وأَفْلُس. "المصباح المنير" (2/551) . (4) هو: ابن مسلم. وروايته أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (10/41) . ورواه الدارقطني في "سننه" (1/152) من طريق عبد الله بن سماعة، عن الأوزاعي مثله. ورواه الدارقطني أيضًا من طريق أبي المغيرة، عن الأوزاعي، عن عبد الواحد بن قيس، عن يزيد الرقاشي، عن النبي (ص) ، به. قال الدارقطني: «والمرسل هو الصواب» . (5) هو: يزيد بن أبان. (6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد (1/88 رقم 668 و669) ، والبزار في "مسنده" (890) ، والطبراني في "الأوسط" (6390) من طريق ابن لهيعة، عن الحارث ابن يزيد، عن عبد الله بن زُرََيْْر، عن علي به مرفوعًا. قال البزار: «وهذا الحديث لا نحفظه يروى عن رسول الله (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . وقال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» . الحديث: 59 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 485 بن يزيد، عن عبد الله بْنِ زُرَيْر (1) ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَجَدَ فِي بَطْنِهِ رِزًّا (2) وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ، فَلْيَنْصَرِفْ؟ قَالَ أَبِي: أَنَا أَرْضَى أنْ يكونَ هَذَا مِنْ كلامِ عليٍّ، مَوْقُوفٌ (3) ، وابنُ لَهِيعة قَدْ خلَّط فِي حَدِيثِهِ. فأمَّا فِي هَذَا الحديث: فقال مَرَّةً: حدَّثنا عبد الله بن هُبيرة (4) ، عن عبد الله بْنِ زُرَيْر (5) ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) في (ش) : «زر» . (2) «الرِّزُّ» بكسر الراء: الصَّوتُ الخفيُّ، ويريد به القرقرة، وقيل: هو غَمْزُ الحَدَث وحركَتُه للخروج. انظر "النهاية" (2/219) . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد = = تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والحديث رواه الشافعي في "الأم" (7/164) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/256) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، به، موقوفًا. ورواه أبو عبيد في "غريب الحديث" (4/333) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، عن عاصم بن ضمرة والحارث، عن علي، به، موقوفًا. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/256) من طريق إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الحارث، عن علي، به، موقوفًا. (4) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد وجادة في كتاب أبيه (1/99 رقم 777) . (5) في (ش) : «زر» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 486 وَقَالَ مَرَّةً: حدَّثنا الْحَارِثُ بْنُ يزيد (1) ، عن عبد الله بْنِ زُرََيْْر، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 60 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيينة (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَن حَسَّان بْن بلال، عَن عمَّار، عن النبيِّ (ص) ؛ في تخليل اللِّحْيَة؟   (1) قوله: «بن يزيد» ليس في (أ) . (2) من قوله: «وقال مرة ... » إلى هنا، سقط من (ش) ؛ لانتقال النظر. (3) نقل هذا النص مختصرًا ابن دقيق العيد في "الإمام" (1/490) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (11/720) . (4) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (147) عن ابن عيينة، به. ورواه الترمذي في "جامعه" (30) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، والطبراني في "الأوسط" (2395) من طريق إبراهيم بن بشار الرمادي، كلاهما عن ابن عيينة، به. ورواه الطيالسي في "مسنده" (680) ، والحميدي في "مسنده" (146) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (98) ، ثلاثتهم عن ابن عُيينة، عن عبد الكريم بن أمية، عَن حسان بْن بلال، عَن عمَّار، به. ورواه ابن ماجه في "سننه" (429) من طريق محمد ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ، عَنِ ابن عُيينة، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/149) ، ولكن وقع عنده: «سفيان، عن عبد الكريم الجزري، عن حسان بن بلال، أنه رأى عمار بن ياسر ... » ، فذكره، وقال: «صحيح» . قال الحافظ في "إتحاف المهرة" (11/720) : «قوله: " إنه صحيح " غير صحيح؛ بل هو معلول، وما وقع عنده في نسب عبد الكريم وَهَمٌ، وإنما هو: أبو أمية، وقد ضعفه الجمهور» . اهـ. وقال أيضًا: «قد بيَّن ابن المديني علة هذا الحديث، فقال: «لم يسمعه قتادة إلا من عبد الكريم، والله أعلم» . اهـ. قال البخاري في"التاريخ الكبير" (3/31) : «وروى ابن عيينة، عن عبد الكريم: قال حسان بْن بلال، عَن عمار: خلل النبي (ص) لحيته، ولم يسمع عبد الكريم من حسان. وقال ابن عيينة مرة: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حسان، عن عمار، عن النبي (ص) ، ولا يصح حديث سعيد» . اهـ. وقال ابن عيينة: «لم يسمع عبد الكريم من حسان بن بلال حديث التخليل» . انظر "جامع الترمذي" (30) ، و"العلل الكبير" للترمذي (ص33-34) ، و"الضعفاء" للعقيلي (3/63) ، و"مسائل الإمام أحمد" لأبي داود (2046) . الحديث: 60 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 487 قَالَ أَبِي: لم يحدِّثْ بِهَذَا أحدٌ سوى ابنِ عُيينة، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة (1) . قلتُ: هُوَ صَحيحٌ؟ قَالَ: لو كَانَ صَحيحًا، لكان فِي مُصَنَّفات ابن أَبِي (2) عَروبة، ولم يذكُر ابنُ عُيَينة فِي هَذَا الحديثِ الخَبَرَ (3) ؛ وَهَذَا أَيْضًا مما يوهِّنُهُ. 61 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صالحُ بنُ كَيْسان (5) ، وعبدُالرحمنِ ابنُ إِسْحَاقَ (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُبَيدالله بن   (1) قال الطبراني في "الأوسط" (2395) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا سعيد، تفرد به سفيان» . (2) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (3) قوله: «الخبر» سقط من (ت) و (ك) . والذي يظهر أن قوله: «الخبر» ليس في نسخة "العلل" التي عند ابن دقيق العيد أو لم يتضح فيها؛ لأنه عندما وصل نقله عن "العلل" إلى هذا الموضع قال: «وفهمت من المكتوب هاهنا ما معناه: أن ابن عيينة لم يذكر في هذا الحديث السماع، أو الخبر، أو ما يقارب هذا» ، ثم تابع نقله فقال: «وهذا أيضًا مما يوهنه» ، والله أعلم. (4) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/141-142) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/155-156) ، ووقع في المطبوع منه: «عن عباس» بدل: «عن ابن عباس» ، وهو خطأ، وسبق عنده على الصواب. (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/263-264 رقم 18322) ، وأبو داود في "سننه" (320) ، والنسائي في "المجتبى" (314) في حديث طويل، وفيه: «التيمُّم إلى المناكِب والآباط» . (6) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1609 و1652) . الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 488 عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَن عمَّار، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي التيمُّم؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ مالك (1) ، وابن عُيَينة (2) ، عَن الزُّهْري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَن عَمَّار، وَهُوَ الصَّحيحُ، وهما أحفَظُ. قلتُ: قد رَوَاهُ يونسُ (3) ، وعُقَيْلٌ (4) ، وابنُ أَبِي ذئب (5) ، عن الزُّهْري، عن عُبَيدالله (6) بن عبد الله، عن عمَّار (7) ، عن النبيِّ (ص) ، وهُمْ أَصحابُ الكُتُب! فَقَالا: مالكٌ صاحبُ كتاب، وصاحبُ حِفْظ (8) .   (1) روايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (315) ، وابن حبان (1310) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/283-284) . (2) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (143) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (278) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/47) . (3) هو: ابن يزيد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/321 رقم 18893) ، وأبو داود في "سننه" (318) . (4) هو: ابن خالد. (5) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (672) ، وأحمد في "مسنده" (4/320 رقم 18888) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1633) . (6) في (ك) : «عبد الله» بدل: «عبيد الله» . (7) قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود" (1/200) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/155) : «وهو منقطع؛ فإن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عمار بن ياسر» . اهـ. (8) قال ابن رجب في "فتح الباري" (2/56) : «وهذا حديث منكر جدًّا، لم يزل العلماء يُنكرونه، وقد أنكره الزهري راويه، وقال: هو لا يَعتبر به الناسُ؛ ذَكَره الإمام أحمد، وأبو داود، وغيرُهما. وروي عن الزهري أنه امتنع أن يُحَدِّث به، وقال: لم أسمعه إلا من عُبَيْدِ الله! وروي عنه أنه قال: لا أدري ما هو! وروي عن مكْحُولٍ أنه كان يَغضب إذا حدَّث الزهريُّ بهذا الحديث، وعن ابن عُيَيْنَةَ أنه امتَنع أن يُحدِّث به، وقال: ليس العملُ عليه. وسئل الإمام أحمدُ عنه، فقال: ليس بشيْء. وقال أيضًا: اختلفوا في إسناده، وكان الزهري يَهابُه، وقال: ما أرى العملَ عليه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 489 62 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرَّزاق (2) ، وأبو قُرَّة   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/153) . (2) اختلف على عبد الرزاق في هذا الحديث؛ فرواه عنه على هذا الوجه: ابن السري، وسلمة بن شبيب، وروايتهما ذكرها الدارقطني في "العلل" (5/198/أ) . ورواه عنه الدبري في "المصنف" (412) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (24/194 رقم 491) . والحسن بن علي الحلواني وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3226) . ومحمد ابن رافع وروايته أخرجها البيهقي في "الخلافيات" (540) ؛ ثلاثتهم (الدَّبري، والحسن بن علي، ومحمد ابن رافع) عن عبد الرزاق بهذا الإسناد، وفيه: «عن بسرة، أو زيد بن خالد» . ولفظة «أو» سقطت من "مصنف عبد الرزاق" وهي في "معجم الطبراني"؛ فلتصحح. ورواه عن ابن جريج: حجاج بن محمد المصيصي، ومحمد بن بكر البرساني، واختلف على كلٍّ منهما فيه: فأمَّا رواية حجاج: فأخرجها البيهقي في "الخلافيات" (538) من طريق إبراهيم بن الحسن المقسمي، عنه، قال: قال ابن جريج: أخبرني ابن شهاب، عن عبد الله ابن أبي بكر، عن عروة، ولم يسمع ذلك منه، [يعني الزهري لم يسمع ذلك من عروة]- أنه كان يحدث عن بسرة بنت صفوان، وزيد بن خالد ... بالحديث. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/196) ، ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (537) من طريق أحمد ابن هارون المصيصي، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عائشة، وزيد بن خالد، به. قال البيهقي: «أخطأ فيه هذا المصيصي؛ حيث قال: «عن عائشة» ، وإنما هو «عن بسرة» . وأمَّا رواية البرساني: فأخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (135) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن" (1/390) - = = عن محمد بن بكر البرساني، عن ابن جريج، حدثني الزهري، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ؛ قال - يعني الزهري -: ولم أسمعه منه [أي: لم يسمعه من عروة] ؛ أنه كان يحدث عن بسرة بنت صفوان، وعن زيد بن خالد، به. وقال البيهقي في "الخلافيات" (2/261) : «وهذا إسناد صحيح» . وأخرجه البيهقي في "الخلافيات" (539) من طريق أحمد بن المقدام، ثنا محمد ابن بكر [تحرفت في المطبوع إلى بكير] ، ثنا ابن جريج، به. وفيه: «أنه كان يحدث عن بسرة، أو زيد بن خالد» . وفي الحديث خلافات أخرى على الزهري وغيره، وانظر حاشية (8) آخر المسألة. الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 490 موسى بنُ طارق (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، [عن الزُّهْري، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ] (2) ، عَنْ عُرْوَة، عَن بُسْرَةَ (3) وزيدِ بنِ خَالِدٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي مَسِّ الذَّكَر؟ قَالَ أَبِي: أخشى أن يكونَ ابنُ جُرَيج أخَذَ هَذَا الحديثَ مِنْ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى؛ لأنَّ أبا جَعْفَر حدَّثنا؛ قَالَ: سمعتُ إبراهيمَ بْن أَبِي يَحْيَى يَقُولُ: جاءني ابنُ جُرَيج بِكُتُبٍ مِثْلِ هَذَا - خَفَضَ يده اليُسْرى ورفعَ اليمنى؛ مقدارَ بِضْعَةَ (4) عَشَرَ جزءًا - فقال (5) : أروي   (1) ذكر روايته الدارقطني في "العلل" (5/198/أ) . (2) في جميع النسخ و"تنقيح التحقيق" نقلاً عن المصنِّف: «عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَن الزُّهْرِيّ» ، وهو خطأ، والتصويب من مصادر التخريج. وسيأتي على الصواب في المسألة رقم (74) و (81) . (3) هي: بنت صفوان. (4) في (ف) : «بضع» . (5) في (أ) و (ش) : «قال» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 491 هَذَا عنك؟ فَقَالَ (1) : نعم (2) . 63 - قَالَ أَبُو محمَّد (3) : سمعتُ أَبِي وذكَرَ حديثَ عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمة الماجِشُونِ (4) ، عَنِ ابن شهاب، عن عُبَيدالله بن عبد الله بن   (1) كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: «فقلتُ» ، والقائل: هو إبراهيم بن أبي يحيى. (2) قال الدارقطني في "العلل" (5/198/أ) : «وروى هذا الحديث ابن جريج؛ واختلف عنه: فرواه أبو قرة والبرساني، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عبد الله ابن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ بسرة، وعن زيد بن خالد جميعًا، وكذلك قال ابن السري (؟) ، وسلمة بن شبيب، عن عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وقال غَيْرهما: عن عبد الرزاق في هذا الحديث بهذا الإسناد: "أو زيد بن خالد" بالشك؛ وكذلك قال حجاج الأعور، ومخلد بن يزيد، عن ابن جريج، وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزهري، عن عروة، عن زيد بن خالد وحده، عن النبي (ص) » . والكلام على الخلاف في هذا الحديث يطول. انظر "العلل الكبير" للترمذي (ص48) ، و"الضعفاء" للعقيلي (3/163- 164) ، و"العلل" للدارقطني (5/21/أ) و (5/197/ب فما بعدها) ، و"الخلافيات" للبيهقي (2/223/ فما بعدها) ، و"الإمام" لابن دقيق العيد (2/269/فما بعدها) . وانظر المسألة رقم (74) و (81) . (3) في جميع النسخ: «أبو علي» ، وهو خطأ ظاهر، وما أثبتناه هو الصوابُ الموافق لمنهج المصنِّف في هذا الكتاب، فأبو محمد هو ابن أبي حاتم نفسه. وانظر نحو ذلك في المسألة رقم (1201) . وقد نقل الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (11/316) هذا النص بتصرف. (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/327 رقم 26778) من طريق عبد العزيز الماجشون، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي سفيان بن أخنس، عن أم حبيبة، به. وكذا ذكر الدارقطني في "العلل" (5/190/ب) رواية عبد العزيز الماجشون، ثم قال: «ووهم فيه» . الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 492 عُتْبة، عَنْ أُمِّ حَبِيبة - وَكَانَتْ خالَتَهُ - قالتْ (1) : دخلتُ (2) عَلَيْهَا، فسَقَتْني شَرْبَةً مِنْ سَوِيق، فقالت: يا ابنَ أَخِي! توضَّأْ؛ فإنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) أَمَرَنَا أَنْ نتوضَّأَ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ. فَقَالَ (3) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: الزُّهْري (4) ، عن أبي   (1) كذا في جميع النسخ: «قالت» بتأنيث الفعل على أنَّ التي قالت هي أمُّ حبيبة، وهذا لا ينتظم مع المقول بعده، والصواب أنَّ القائل: «دخلتُ عليها» هو الراوي عنها وهو ابن أختها، فالجادَّة أن يقال: «قال: دخلتُ عليها» ؛ كما في جميع مصادر التخريج. لكنَّ ما وقع في النسخ عندنا من تأنيث الفعل له وجه من العربية، وهو أنَّ مجاورة الفعل للاسم المؤنَّث قبله جعله في الصورة مؤنَّثًا، وإن كان في الحقيقة مسندًا إلى ضمير المذكَّر، وللجوار تأثير في جوانب عدة من العربية. وانظر التعليق على نحو ذلك في المسألة رقم (54- الوجه الثالث) . (2) في (ف) : «دخل» . (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (665) من طريق معمر، و (666) من طريق ابن جريج، وابن أبي شيبة في "المصنف" (550 و551) ، والطبراني في "الكبير" (23/238 و239 رقم 464 و469) من طريق عثمان بن حكيم، وعبد الرحمن بن عبد العزيز، وأحمد في "مسنده" (6/327 رقم26779) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7145) من طريق ابن أبي ذئب، وأحمد (6/328 رقم 26784) ، والطبراني في "الكبير" (23/239 رقم 467) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وأحمد (6/328 رقم26785) ، والطبراني (23/239 رقم 468) من طريق محمد بن إسحاق، والنسائي في "سننه" (181) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/63) من طريق بكر بن سوادة، والنسائي في "سننه" (180 و186) من طريق الزُّبَيْدي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/63) من طريق عبد الرحمن بن خالد، والطبراني (23/238 رقم 466) من طريق صالح بن كيسان، جميعهم عن الزهري، به. رواه أحمد (6/326 و327 رقم26773 و26782) ، وأبو داود في "سننه" (195) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/62-63) ، والطبراني (23/239 رقم 470) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي سلمة، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 493 سَلَمة (1) ، عن أبي سُفْيان ابن سَعِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الأَخْنَس، عَنْ أُمِّ حَبِيبة، عَنِ النبيِّ (ص) ... دَخَلَ لابْنِ أَبِي سَلَمة (2) الماجِشُونِ حديثٌ فِي حَدِيثٍ (3) . 64 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عُثْمان ابن حَكِيم، عن ابن   (1) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (2) في (ت) : «مسلمة» . (3) قال العقيلي في "الضعفاء" (4/390) بعد أن رواه من طريق الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا: «وقال معمر وعقيل وصالح بن كيسان وشعيب: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الأَخْنَسِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، وهذه الرواية أولى» . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/190/ب) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح من ذلك ما رواه صالح بن كيسان ومن تابعه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي سفيان، عن أم حبيبة. وكذلك رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سفيان، عن أم حبيبة» . وذكر في "العلل" (8/301-302) أنه رواه عبد العزيز الماجشون أيضًا عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عبد العزيز، عن إبراهيم بن قارظ، عن أبي هريرة مرفوعًا، ثم قال الدارقطني: «وعند الزهري في هذا الحديث أسانيد: عنده ما ذكرناه عن عمر بن عبد العزيز، وعنده: عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بكر بن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وعنده: عن سعيد بن خالد ابن عمرو بن عثمان، عن عروة، عن عائشة خ، وعنده: عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الأَخْنَسِ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ؛ كلُّهم عن النبي (ص) ؛ في الأمر بالوضوء مما مست النار. ورواه فليح بن سليمان، عن الزهري، فلم يقم إسناده، وخَلَّط فيه. وكل ما ذكرناه محفوظ عن الزهري صحيح عنه» . اهـ. الحديث: 64 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 494 المُنْكَدِر، عَنْ حُمْرَان: أنَّ عُثْمَان أكلَ خُبْزًا ولَحْمًا، فصلَّى ولم يتوضَّ (1) . وَرَوَاهُ رَوْحُ بنُ القاسم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَن أَبَان بْن عُثْمَانَ (2) ، عَنْ عُثْمَانَ؟ فَقَالَ أَبِي: حديثُ أبان أشبَهُ. 65 - وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ: سَأَلَنا إبراهيمُ بنُ مُوسَى، فَقَالَ: أيُّ حديثٍ فِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّيْنِ أصَحُّ؟ فسكتنا، فَقَالَ: هُوَ حديثُ الأعمش (4) ، عَنْ أَبِي الضُّحَى (5) ، عَن مسروق (6) ، عَن المغيرة، فقلتُ   (1) في (ك) : «ولم يتوضأ» وهو الجادَّة. والمثبت من بقيَّة النسخ، وانظر تخريجه في المسألة رقم (168) . (2) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (1/26) عن ضمرة ابن سعيد المازني، عن أبان به. ومن طريق مالك رواه ابن المنذر في "الأوسط" (1/221) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/68) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/157) . (3) نقل هذا النص بتمامه ابن دقيق العيد في"الإمام" (2/105) ، ونقله بتصرف الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (8/483 و491) . وانظر ما يأتي في المسألتين رقم (173) و (182) . (4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (363 و388 و2918 و5798) ، ومسلم في "صحيحه" (274) ولفظه: خرج رسول الله (ص) ليقضي حاجته، فلما رجع تلقيته بالإداوة، فصببت عليه فغسل يديه، ثم غسل وجهه، ثم ذهب ليغسل ذراعيه فضاقت علية الجبة فأخرجهما من تحت الجبة، فغسلهما، ومسح رأسه، ومسح على خفيه، ثم صلى بنا. (5) هو: مسلم بن صُبَيْح. (6) هو: ابن الأجدع. الحديث: 65 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 495 أَنَا لَهُ: حديثٌ حِجازيٌّ، قَالَ: ما هُوَ؟ قلتُ: حديثُ يَحْيَى بن سعيد (1) ، عن سَعْد (2) ابن إِبْرَاهِيمَ، عَن نَافِع بْن جُبَير بْن مُطْعِم، عَنْ عُرْوَة بْنِ المغيرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . فسكَتَ. قال أبي: أقولُ الآن (3) : حديثُ الزُّهْري (4) ، عَنْ عبَّادِ بنِ زِيَادٍ، وإسماعيلَ بنِ محمدِ بنِ [سعد] (5) ، عَنْ عُرْوَةَ وحمزةَ ابنَيِ المغيرة بْن شُعْبَة، عَن أبيهما، عَنِ النبيِّ (ص) . 66 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ إبراهيم بن سعد (6) ، عن   (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (182) ، ومسلم في "صحيحه" (274) . (2) في (ف) : «عن سعيد» . (3) في (ت) و (ك) : «الآن أقول» ، وكذا في "الإمام". (4) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1374) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/123) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/123) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (748) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بن سعد، عن حمزة ابن المغيرة، عن أبيه، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني في "الكبير" (20/376 رقم 880) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/121) : «وربما حدَّث به ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عبَّاد بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عن أبيه، ولا يذكر حمزة بن المغيرة، وربما جمع حمزة وعروة ابني المغيرة في هذا الحديث، عن أبيهما المغيرة» . وانظر "العلل" للدارقطني (1235) . (5) تصحف في جميع النسخ إلى: «سعيد» ، والمثبت من "الإمام"، و"المصنف" و"المعجم الكبير". وانظر ترجمة إسماعيل في "تهذيب الكمال" (3/189) . (6) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/232) ، وابن عدي في "الكامل" (1/248) ، والطبراني في "الكبير" (4/138 رقم3921) ، والدارقطني في "الأفراد" (262/أ/أطراف الغرائب) . قال ابن عدي: «هكذا يروي إبراهيم بن سعد هَذَا الْحَدِيثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عبد الرحمن بن يزيد بن حارثة (كذا!) ، عن أبي أيوب، وأصحابُ الزهري خالفوه، فرووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ» . اهـ. وقال الدارقطني: «تفرد به إبراهيم عن الزهري» . وذكر الدارقطني في "العلل" (6/96) الاختلاف في هذا الحديث، وصحح ما صححه أبو حاتم هنا. الحديث: 66 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 496 الزُّهْري، عن عبد الرحمن بْنِ يَزيد بْنِ جَارِيَةَ، عَنْ أبي أيُّوبَ، عن النبيِّ (ص) : لا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ، وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا. قَالَ: أَتَى (1) هَذَا بآبِدَةٍ (2) ، وَهُوَ خطأٌ؛ الصَّحيحُ: عَنِ الزُّهْري (3) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أيُّوبَ، عن النبيِّ (ص) . 67 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي (4) سُلَيْم (5) ، عَنْ   (1) قوله: «أتى» سقط من (ك) . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «بايده» بالياء المثناة، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، والصواب ما أثبتناه، والمعنى أنه أتى بشيء غريب؛ يقال: أتى فلان بآبدة، أي: داهية يبقى ذكرها على الأبد، وأَبَدَ الشاعرُ: أتى في شعره بالعويص ومالا يعرف معناه على بادئ الرأي. وهي الأوابد والغرائب. "تاج العروس" (4/328، 329) . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (394) ، ومسلم في "صحيحه" (264) . (4) قوله: «أبي» ليس في (أ) و (ش) . (5) روايته أخرجها إسحاق ومسدد في "مسنديهما"، وأبو يعلى في "مسنده الكبير" - كما في "المطالب العالية" (181) -، وابن حبان في "الثقات" (5/571) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (7/192) من طريق مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ لَيْثٍ، به. ووقع في "المطالب العالية" نقلاً عن رواية إسحاق ومسدد وأبي يعلى: «أبو المشتمعل» بدل: «أبو المستهل» . لكن ذكر ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/127) هذا الحديث من رواية أبي يعلى ووقع عنده: «أبو المستهل» كما هنا. ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (79) من طريق مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عاصم، به. الحديث: 67 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 497 عَاصِمٍ (1) ، عَنْ أَبِي المُسْتَهِلّ (2) ، عَنْ عمر، عن النبي (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، فَأَرَادَ (3) أَنْ يَعُودَ، فَلْيَغْسِلْ فَرْجَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا يَرَوْنَ أَنَّهُ: عَاصِمٌ (4) ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (5) ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (6) . 68 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عيسى ابن يونس (7) ، عن   (1) هو: ابن سليمان الأحول. (2) انظر ترجمته في"الثقات" لابن حبان (5/571) . (3) في (ت) و (ك) : «وأراد» . (4) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (308) ولفظه: «إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، ثمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ؛ فَلْيَتَوَضَّأ» . (5) هو: علي بن داود الناجي. (6) قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ خطأ، ولا أدري من أبو المستهل، وإنما روى عاصم، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ بن ربيعة، عن عمر، قوله. وهو الصواب. وروى عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أبي سعيد، عن النبي (ص) » . وقال الدارقطني في "العلل" (2/240) : «كذا رَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ ووَهمَ فيه، ورواه الثقات الحفاظ عن عاصم، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ النَّاجِيِّ، عَنْ أبي سعيد الخدري ... وقولهم أولى بالصواب من قول الليث» . وقال: «وليث بن أبي سليم لا يحتج به، وفي حديث أبي سعيد كفاية» . وقال ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/127) : «هذا حديثٌ غريب من هذا الوجه، وأبو المستهل هذا لا أعرفه، ولم يذكره ابن أبي حاتم» . (7) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (352) ، والسرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث" (1/133) ، وابن عدي في "الكامل" (7/116) ، والدارقطني في "الأفراد" (107/أ/أطراف الغرائب) . الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 498 هاشم بن بَرِيد (1) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل، عَنْ جَابِرٍ: أنَّ رَجُلا سلَّم عَلَى النبي (ص) وَهُوَ يَبول، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ (ص) : إِذَا رَأَيْتَنِي فِي هَذِهِ (2) الحَالِ، فَلاَ تُسَلِّمْ عَلَيَّ؛ فَإِنَّكَ (3) إِنْ سَلَّمْتَ عَلَيَّ، لَمْ أَرُدَّ عَلَيْكَ؟ قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ رَوَى هَذَا (4) الحديثَ أَحَد غَيْر (5) هاشم بن   (1) في (أ) و (ك) : «يزيد» . (2) في (ت) و (ك) : «هذا» . (3) قوله: «فإنك» سقط من (ك) . (4) قوله: «هذا» مكرر في (ك) . (5) كذا في جميع النسخ، ويحتمل النصب والرفع: أما النصب: فعلى أنَّ «أعلم» متعد لمفعولين، و «أحد» هو المفعول الأول له، وجملةُ «روى هذا الحديث» في محل نصب المفعول الثاني. أو على أن «أعلم» بمعنى «أعرف» متعدٍّ لمفعول واحد، وجملة «روى» في محل نصب حالٍ؛ وهي في الأصل نعت لـ «أحد» فلما تقدمت أعربت حالاً. وفاعلُ «روى» على الوجهين ضمير يعود إلى «أحد» ؛ فهُوَ عائدٌ إلى متأخِّرٍ في اللفظ، متقدِّمٍ في الرتبة، وهو جائزٌ في العربية. وكلمة «غَيْرَ» هنا منصوبة أيضًا إما على الاستثناء أو على أنها بدلٌ من «أحدً» ، أو نعت له. وأصل الكلام: «لا أعلمُ أحدًا رَوَى هذا الحديثَ غَيْرَ هاشمِ بنِ البريد» . وعلى ذلك: فقوله «أحد» وقع في سياق النفي، وهو الأصل، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وأما الرفع: فعلى أن «أحدٌ» فاعل «رَوَى» ، وجملة «روى هذا الحديث أحدٌ ... » إما لا محل لها من الإعراب، على إلغاء الفعل «أعلم» المتعدِّي إلى مفعولين وإبطال عمله على رأي الكوفيين والأخفش مطلقًا، أو على قول البصريين على اعتبار أنه غير متصدِّر في الكلام بل سُبق بحرف النفي «لا» . وإما أن تكون في محل نصب المَفْعُول الثاني لـ «أعلم» ، ويقدَّر مفعولُهُ الأوَّلُ ضميرَ شأنٍ محذوفًا، والتقدير: «لا أعلمُهُ [أي: الشأن والحديث] : رَوَى هذا الحديثَ أحدٌ ... » ، وكلمة «غَيْرَ» هنا يجوز فيها الرفع نعتًا لـ «أحدٌ» أو بدلاً منه، أو النصب على الاستثناء. وعلى ذلك فقوله: «أحد» وقع في سياق الإثبات، وهو خلاف الأصل، لكنَّه هنا يؤوَّل بالنفي، فيتجه الكلام. انظر في ضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) ، وانظر في مجيء «أحد» في سياق الإثبات المؤوَّل بالنفي: التعليق على المسألة رقم (305) ، وانظر: "أوضح المسالك" (2/60-63/باب ظن وأخواتها) ، و (2/222/باب الاستثناء) ، و (2/279-285/باب الحال) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 499 البَرِيدِ (1) . 69 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو بكر ابن عَيَّاش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ؛ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ حُجْرِ بنِ عَدِيٍّ الكِنْدي؛ قال: فجاءت جارِ يَتُهُ فَقَالَتْ: إنَّ ابنَكَ دَخَلَ المَخْرَجَ (3) ولم يَمَسَّ ماءً، فقال: ياجاريةُ، هاتي تلك الصَّحيفةَ، فقرأ: £! "، هَذَا مَا حدَّثني عليُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: إنَّ الطُّهُورَ نِصْفُ الإِيمَانِ؟ قَالَ أَبِي: بَيْنَ أَبِي إسحاق وحُجْرٍ رَجُلَينِ (4) ؛ يرويه الثِّقاتُ عن   (1) قال ابن عدي: «وهذا لا أعلم رواه عن عبد الله بن محمد بن عقيل إلا هاشم» . وقال الدارقطني: «تفرد به هاشم بن البريد عنه، ولا أعلم حدَّث به عنه غير عيسى ابن يونس» . (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) المَخْرَج هنا: الحُشُّ أو الكَنيف، أي: مكانُ قضاء الحاجة. انظر: "التلخيص في معرفة أسماء الأشياء" للعسكري (ص176) ، و"لسان العرب" (خ ر ج) (2/249) ، (ح ش ش) (6/286) . (4) كذا في جميع النسخ «رجلين» بياء قبل النون، والجادَّة أن يكون: «رجلان» ؛ لأنَّه مبتدأ مؤخَّر، وهو مثنًّى؛ فكان حقُّهُ أن يرفع بالألف، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على وجهين صحيحين في العربية: الوجه الأوَّل: أن يكون بياءٍ خالصة؛ على أنه مفعول به أوَّل، والظرف قبله «بين أبي إسحاق وحجر» هو المفعولُ الثاني، وفي ناصبهما احتمالان، ذكرناهما في التعليق على نحوه في المسألة رقم (25) . والوجه الثاني: أن يكون بألفٍ ممالةٍ نحو الياء: «رَجُلَينِ» ، وإنما أُمِيلَتِ الألفُ لوقوعِ كسرةِ النون بعدها، والكلام في الإمالة وأسبابها في التعليق على المسألة رقم (25) ، و (124) . الحديث: 69 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 500 أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ آخَرَ، عَنْ (1) غلامِ حُجْرٍ، عَنْ حُجْر (2) . قَالَ أَبِي: وسماعُ أَبِي بكرٍ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ لَيْسَ بِذَاكَ القَوي. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (3) : حدَّثني (4) [أبي قال] (5) : أبو إسحاقَ   (1) في (ت) و (ك) : «فمنهم عن» . (2) الأثر أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (30950- طبعة اللحيدان) عن وكيع، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الكِنْدي، عن غلام لحجر بن عدي، عن حجر، عن علي، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (30948- طبعة اللحيدان) عن ابن مهدي، عن الثوري، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (800) من طريق يَحْيَى بْن سَعِيد، عَنِ الثَّوْرِيّ، والبيهقي في "الشعب" (39) من طريق إسرائيل، كلاهما (الثَّوْرِيُّ وَإِسْرَائِيلُ) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الكندي، عَنْ حجر بن عدي، عن علي، به. ومن طريق البيهقي رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/208) . ووقع في "السنة": «ابن أبي ليلى» بدل «أبي ليلى» ! ورواه ابن سعد في "الطبقات" (6/220) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (801) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عمير بن قُميم، عن غلام لحجر بن عدي، عن حجر، عن علي، به. ووقع في "السنة": «عمير ابن نمير» ! (3) في (ت) و (ك) : «فقال» . (4) في (ف) : «وحدثني» . (5) ما بين المعقوفين زيادة لابد منها، وبدونها يكون النص هكذا: «حدَّثني أبو إسحاقَ» ويستحيل أن يروي أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبي إسحاق؛ فإنَّ أبا إسحاق السَّبِيعي توفي سنة (129هـ) ، وقيل: قبل ذلك، وأبو محمد بن أبي حاتم ولد سنة (240هـ) أو (241هـ) ، أي: بعد وفاة أبي إسحاق بأكثر من مائة سنة. كما لا يمكن أن يروي عنه أبو حاتم؛ فقد كانت ولادة أبي حاتم سنة (195هـ) ، وجاء النص في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص146 رقم 529) هكذا: «سمعتُ أبي يقول: أبو إسحاق الْهَمْداني قَدْ رَأَى حُجْرَ بْن عَدِيٍّ، ولا أعلم سمع منه» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 501 قَدْ رَأَى حُجْرَ بْنَ عَدِيٍّ، وَلا أَعْلَمُ سَمِعَ مِنْهُ (1) . 70 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ (3) الفَرْوي (4) ، عَنِ ابْنِ أَبِي المَوَالي (5) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جابِر، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّواكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ؟ فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهِ أَبُو زُرْعَةَ (6) ، عَنِ الفَرْوي. فَقَالَ أَبِي: لَيْسَ بمَحْفُوظ؛ حدَّثنا بِهِ حَرْمَلة (7) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (8) ، عَنِ ابْنِ أَبِي الَمَوَالِي، عَنْ ابن عَقيل، عن النبيِّ (ص) ، مرسَلً (9) . قَالَ أَبِي: والمرسَلُ أشبَهُ.   (1) أي: ولا أَعْلَمُهُ سمع منه؛ حُذِفَ المفعول به في «لا أعلمه» اختصارًا؛ للعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) . (2) نقل هذا النص بتصرف ابن الملقن في "البدر المنير" (3/93) ، والحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/162) . (3) من قوله: «قد رأى حُجر ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) هو: إسحاق بن محمد. وروايته أخرجها ابن عدي في"الكامل" (4/308) ، وأبو نعيم في "كتاب السواك" - كما في "عمدة القاري" (11/19) -، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/161-162) . (5) في (أ) و (ت) : «الموال» ، وكلاهما صحيح. وابن أبي الموالي اسمه: عبد الرحمن. (6) هو: عبيد الله بن عبد الكريم الرازي. (7) هو: ابن يحيى. (8) هو: عبد الله. (9) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . الحديث: 70 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 502 71 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا بحديثٍ عَن هارون بْن سَعِيد الأَيْلي، عَنْ خَالِدِ بْنِ نِزَار، عَنْ إِبْرَاهِيمَ - يعني: ابن طَهْمان - قَالَ: حدَّثني عَاصِم بْن أَبِي النَّجُود، عَنْ حُمْران مولى عُثْمَان؛ أنَّهُ قَالَ: صلَّى عثمانُ صلاة من الصَّلَوات - قَالَ عَاصِم: يُرَوْنَ أَنَّها صلاةُ العَصْر - قَالَ: أمَا إنِّي أردتُّ أن أُحَدِّثَكُمْ حديثًا عَنْ رَسُولِ الله (ص) ، ثم بدا لي ألاَّ أُحَدِّثَكُموه، فَقَالَ لَهُ الحكم بْن العاص (1) : حدِّثنا يا أميرَ المؤمنين؛ فإمَّا خيرٌ فنأخُذُ (2) بِهِ، وإمَّا شرٌّ فَنَتَّقِيهِ (3) ؛ فَقَالَ عُثْمَان: توضَّأَ رسولُ الله (ص) لِهذه الصَّلاة ... فذكر الحديثَ فِي فضل الوُضُوء والصَّلاة. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُرْوَى (4) : عاصمٌ (5) ، عَنْ مُوسَى بن طَلْحة، عن   (1) عند أحمد في "المسند" (1/67 رقم484) : «الحكم ابن أبي العاص» . (2) في (أ) : «فنأخذه» . (3) عند أحمد في "المسند": «إنْ كانَ خيرًا فنأخُذُ به، أو شرًّا فنتقيه» . (4) في (ك) : «يرون» . (5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (77) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، به. ورواه أحمد في "مسنده" (1/67 رقم484) ، والبزار في "مسنده" (428) ، والدارقطني في "الأفراد" (33/أ/أطراف الغرائب) من طريق أبي عوانة، عن عاصم، عَنِ المسيب بْن رافع، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَن حمران، عن عثمان، به. قال البزار: «وهذا الحديث حدَّث به حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ بن بهدلة، فلم يوصله كما وصله أبو عوانة» . وقال الدارقطني: «تفرد به أَبُو عُوَانَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ المسيب، عن موسى، وفيه ألفاظ لم يأت بها غيره» . ورواه البزار في "مسنده" (427) من طريق أبي عوانة، عبد الملك بْنُ عُمَيْرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَن حمران، عَنْ عُثْمَانَ، به. الحديث: 71 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 503 حُمْران، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . 72 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْملة (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعة (5) ، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ شُرَحْبِيل، عن زيد ابْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر بن الخطاب ح: رأيتُ رسولَ الله (ص) عَامَ الحُدَيْبِيَةِ توضَّأ مَرَّةً مرَّة. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (6) : زَيْدٌ (7) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسار، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (8) .   (1) قال الدارقطني في "العلل" (3/24) : «وروى هذا الحديث مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَن حمران، عن عثمان، فرواه عنه عبد الملك بن عمير، ولم يُختَلَفْ عنه. ورواه عاصم بن بَهْدَلَةَ، عن موسى بن طلحة، واختُلِف عنه، فقال حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنْ عَاصِمٍ، عن موسى بن طلحة، وخالفه أبو عوانة، فرواه عن عاصم، عَنِ المسيب بْن رافع، [عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ] ، عَن حمران. وقول أبي عوانة أشبه بالصواب» . اهـ. (2) نقل هذا النص بتصرف ابن حجر في "النكت الظراف" (8/9-10) . (3) هو: ابن يحيى. (4) هو: عبد الله. (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/23 رقم 149) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (12) من طريق حسن بن موسى، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/29) من طريق أسد، كلاهما عن ابن لهيعة، به. ورواه أحمد في "مسنده" (1/23 رقم 151) ، وابن ماجه في "سننه" (412) ، والبزار في "مسنده" (292) من طريق رشدين بن سعد، عن الضحاك، به. (6) قوله: «هو» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (157) . (8) قال الترمذي في "جامعه" (42) : «وحديث ابن عباس أحسنُ شيء في هذا الباب وأصح. وروى رِشْدين بن سعد وغيره هذا الحديث عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابٍ: أَنّ النبي (ص) توضأ مرة مرة، وليس هذا بشيء، والصَّحيحُ ما روى ابن عجلان وهشام بن سعد وسفيان الثوري وعبد العزيز بن محمد، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبي (ص) » . اهـ. وقال البزار: «وهذا الحديث خطأ، وأحسب أن خطأه أتى من قبل الضحاك بن شرحبيل، فرواه عنه رِشْدين بن سعد وعبد الله بن لهيعة، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه، عن عمر. والصَّواب ما رواه الثقات عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عباس» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (2/263) : «وقال ابْنِ لَهِيعَةَ: عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن أبيه، عن عمر. ورواه سفيان الثوري ومعمر وداود ابن قيس الفَرَّاء وعبد العزيز بن الدَّرَاوَرْدي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبي (ص) ، وهذه الروايةُ أولى» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (2/144) عن هذا الحديث: «يرويه ابن لهيعة ورِشْدين بن سعد، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عمر، وخالفه عبد الله بن سنان، فرواه [عَنْ] زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، عن النبي (ص) ، وكلاهما وهمٌ. والصواب: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عباس. كذا رواه الحفاظ عن زيد بن أسلم» . اهـ. وانظر"الكامل" لابن عدي (4/247) . الحديث: 72 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 504 73 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عَمَّار (2) ، عن   (1) نقل هذا النص عن أبي حاتم ابن دقيق العيد في "الإمام" (1/509) ، وابن رجب في "فتح الباري" (1/326) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (1/323/مخطوط) . (2) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/203) ، وابن عدي في"الكامل" (2/57) ، ومن طريق ابن حبان أخرجه ابن الجوزي في"العلل المتناهية" (1/348) . ورواه إسحاق بن راهويه، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى في "مسانيدهم"- كما في "فتح الباري" لابن رجب (1/326) - من طريق البختري، به. الحديث: 73 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 505 البَخْتَريِّ بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا تَوَضَّأتُمْ، فَأَشْرِبُوا أَعْيُنَكُمْ مِنَ المَاءِ، وَلاَ تَنْفُضُوا أَيْدِيَكُمْ مِنَ المَاءِ؛ فإِنَّهَا مَرَاوِحُ الشَّيْطَانِ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، والبَخْتَريُّ ضعيفُ الْحَدِيثِ، وَأَبُوهُ مَجْهُولٌ (2) . 74 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حسن الحُلْواني (4) ، عن عبد الصَّمد بن عبد الوارث، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ حُسَين المعلِّم (6) ، عن   (1) هو: عبيد بن سلمان. (2) قال ابن حبان في ترجمة البختري: «يروي عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ نسخة فيها عجائب، ولا يحل الاحتجاج به إذا انفرد؛ لمخالفته الأثبات في الروايات مع عدم تقدم عدالته» . وقال عنه ابن عدي: «روى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) قدر عشرين حديثًا، عامتها مناكير، فيها: أشربوا أعينكم الماء، وفيها: الأذنان من الرأس» . اهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (1/299) : «أنكر ما روى: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا ... » فذكر الحديث. وضعف الحديث الحافظ ابن حجر في"فتح الباري" (1/362) . (3) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/153) ، وقال ابن الملقن في "البدر المنير" (2/34/مخطوط) : «وأعل أبو حاتم حديث عائشة كما ذكره عنه ابنه في "علله"» . ونقله بتصرف ابن حجر في "إتحاف المهرة" (17/178) . وانظر المسألة رقم (62) و (81) . (4) هو: ابن علي. وروايته أخرجها في"السنن" له، كما في"إتحاف المهرة" (17/178) . وأخرجه الدارقطني في "العلل" (5/22/أ) من طريق سعيد بن جرير البكائي، عن عبد الصمد بن عبد الوارث، به. (5) هو: عبد الوارث بن سعيد. (6) هو: حسين بن ذكوان. الحديث: 74 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 506 يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ الْمُهَاجِرِ بْنِ عِكْرِمَة، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأ. وَرَوَاهُ شُعَيب بْنُ إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ هِشَامٍ (2) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عُرْوَة، عن عائِشَة، عن النبي (ص) : مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ فِي الصَّلاَةِ، فَلْيَتَوَضَّأ (3) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ ضَعِيفٌ؛ لَمْ يسمَعْهُ يَحْيَى مِنَ الزُّهْري (4) ، وأدخَلَ بَيْنَهُمْ (5) رَجُلا لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عنه إلاَّ   (1) ستأتي رواية شعيب بن إسحاق في المسألة رقم (443) . (2) هو: ابن سَنْبَر الدَّستوائي. (3) من قوله: «ورواه شعيب ... » إلى هنا، سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال النظر، ويبدو أنه ألحق بالهامش ولم يظهر في التصوير، فهناك إشارة لَحَق، لكنها وضعت قبل قوله: «فليتوضأ» . (4) لم ترد رواية ليحيى عن الزهري فيما سبق، فالظاهر أن هذا توطئة لكلامه الآتي، ومعناه: أن هذا الحديث إنما يرويه يحيى عن الزهري بواسطة رجل ليس بالمشهور ... إلخ كلامه. (5) كذا في جميع النسخ: «بينهم» ، ومراده: أنَّ يحيى أدخَلَ بينه وبين الزهري رجلاً ليس بالمشهور، كما سبق بيانه، فالجادَّةُ أن يقال: «بينهما» ، لكنَّ ما في النُّسَخِ له تخريجات في العربية نذكر منها ما يحضرنا: الأوَّل: أنَّ الضمير في «بَيْنَهُمْ» ضميرُ جمعٍ لفظًا ومعنًى؛ لكنَّه جاء هنا في موضع المثنى؛ لوجهين: 1- ما ذهب إليه جماعةٌ من العلماء؛ أنَّ أقلَّ ما يدلُّ عليه الجمع اثنان. انظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (368) . 2- أنَّه نزِّل المثنَّى منزلةَ الجمعِ، فعبِّر عنه بضميره «هم» ؛ وذلك لأن التثنية جَمْعٌ بين اثنَيْن؛ كما في الحديث: «الاثنان فما فوقهما جماعة» ، وإنما عبِّر عن المثنى هنا بالجمع؛ لعدم اللبس ووضوح المعنى، والله أعلم. والتخريج الثاني: أنَّ الضمير في «بَيْنَهُمَ» ضميرُ مثنًّى لفظًا ومعنًى، وأصله: «بَيْنَهُمَا» ، ثم حذفت ألف التثنية واجتزئَ بالفتحة التي على الميم قبلها دليلاً عليها، فأصبحت: «بَيْنَهُمَ» ؛ والاجتزاءُ بالحركات القصيرة عن حروف المد لغةُ هوازن وعليا قيس، وقد تكلَّمنا على هذه اللغة، وذكرنا شواهد الاجتزاء في التعليق على المسألة رقم (679) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 507 يَحْيَى (1) ، وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ الزُّهْري، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ (2) ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ مَرْوان (3) ، عَنْ بُسْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَلَوْ أنَّ عُرْوَة سَمِعَ مِنْ عائِشَة، لَمْ يُدْخِلْ بَيْنَهُمْ أَحَدٌ (4) . وَهَذَا يَدلُّ عَلَى وَهْنِ الْحَدِيثِ (5) .   (1) نقل ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/164) قول أبي حاتم في المهاجر بن عكرمة. وذكر ابن حجر أن من الرواة عن المهاجر أيضًا: سويد بن حجير الباهلي، وجابر بن يزيد الجعفي. (2) في "إتحاف المهرة" نقلاً عن "العلل": «عبد الله وأبي بكر» ، وهو خطأٌ. (3) يعني: ابن الحَكَم. (4) كذا في جميع النسخ، وفي "تنقيح التحقيق": «بينهما أحدًا» ، وفي العبارة إشكالان: الأول: قوله: «بينهم» ، والجادَّة: بينهما؛ لأنه المراد، وقد سبق الجواب عن مثل ذلك قبل قليل. والثاني: قوله: «أَحَدً» هكذا جاء في النسخ بحذف ألف تنوين المنصوب، على لغةِ ربيعة، وكانت الجادَّة أن يكون بالألف: «أحدًا» ؛ لأنه مفعول «لم يُدْخِلْ» . وتقدم الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (34) : والظاهر: أنَّ الضمير في قوله: «بينهم» ، يعود إلى «عروة وبُسْرة» ، والمراد: لو أنَّ هذا الحديث عند عروة عن عائشة، لَمَا رَغِبَ عن روايته عنها، ورواه عن بُسْرة مُدْخِلاً بينَهُ وبينها مروانَ. (5) استوعب الدارقطني الكلام على الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" (5/195/ب -210/أ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 508 75- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمد ابن ثابت فَرْخُوْيَهْ (2) ، عن عبد الرزَّاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ سِماك بْنِ الفَضْل، عَنْ أَبِي رِشْدِين (3) الجَنَدِيِّ، عَنْ سُرَاقة بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبي (ص) : إِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الغَائِطَ، فَلاَ يَسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ، وَاتَّقُوا مَجَالِسَ اللَّعْنِ: الظِّلَّ، وَالمَاءَ، وَقَارِعَةَ الطَّرِيقِ، وَاسْتَمْخِرُوا الرِّيحَ (4) ، وَاسْتَشِبُّوا (5) عَلَى سُوقِكُمْ (6) ، وَأَعِدُّوا النُّبَلَ (7) ؟   (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/507) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (1/352/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/188-189 رقم137) . وانظر "التاريخ الكبير" (3/353) . (2) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار"، كما في "الإمام" لابن دقيق العيد (2/516) ، وانظر ضبط «فَرْخُوْيَهْ» و «رَاهُوْيَهْ» ونظائرهما في: التعليق على المسألة رقم (410) . (3) في (أ) : «رشداين» ، وفي (ش) : «راشد بن» ، ولم تتضح في (ت) . واسم أبي رشدين: زياد. (4) أي: اجعلوا ظهوركم إلى الريح عند البول، والمَخْرُ في الأصل: الشَّقُّ؛ مَخَرَتِ السفينةُ الماءَ: شقته بصدرها وجرتْ. وإذا جعل الإنسان ظهره للريح، أخذت = = عن يمينه ويساره، فكأنه قد شَقَّها به. انظر "لسان العرب" (5/161) . (5) في (أ) و (ش) : «واستنشبوا» ، والمثبت هو الصواب، وقد ضبطه ابن دقيق العيد في الموضع السابق من "الإمام" لفظًا، وفسَّره بقوله: «أي: استوفزوا» . وفي "لسان العرب" (1/482) : «أي: استوفزوا عليها، ولا تستقروا على الأرض بجميع أقدامكم وتدنوا منها» . (6) في (أ) : «شوقكم» . (7) قال الخطابي في "غريب الحديث" (3/222) : «يروى بضم النون وفتحها، وأكثر المحدِّثين يرويه: النَّبَل، مفتوحة النون، وأجودهما الضمة، قال الأصمعي: إنما هو: النُّبَل، بضم النون وفتح الباء، واحدها: نُبْلَة» . والنُّبَل: الحجارة التي يستنجى بها. انظر "لسان العرب" (11/641) . الحديث: 75 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 509 قال أبي: إنما يَرْوونه موقوفً (1) ، وأسنده عبد الرزاق بِأَخَرَةٍ. 76 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ راشِد (3) ، عَنْ مَكْحُولٍ (4) ، عَن نُعَيم بْن خَمَّار (5) ، عَن بلال، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المَسْحِ عَلَى الخُفَّين؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ العلاء بْن الْحَارِثِ (6) ، وأبو وَهْب   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والحديث رواه الخطابي في "غريب الحديث" (2/559) من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ الفضل، عن أبي راشد (كذا) ، عن سراقة، به، موقوفًا. وعزاه ابن حجر إلى "المصنف" لعبد الرزاق، ولم نقف عليه. ورواه الطبراني في "الأوسط" (5198) من طريق رباح ابن زيد، عن معمر، به، موقوفًا. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/353) تعليقًا من طريق معتمر، عن سماك، به، موقوفًا. (2) انظر المسألة رقم (12) و (52) و (82) . (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (737) ، وأحمد في "مسنده" (6/12 و13 و14 رقم 23892 و23893 و23908) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد (6/13 رقم 23896) ، والطبراني في "الكبير" (1/352 رقم 1068) . (4) قوله: «عن مكحول» سقط من (أ) و (ش) . (5) في (أ) و (ش) : «حمام» بدل «خمار» ، وفي (ف) و (ك) : «حماد» ، والمثبت من (ت) . و «خَمَّار» أحد الأقوال التي قيلت في اسم والد نعيم. وقيل: «حَمَّار» ، وقيل: «هَدَّار» ، وقيل: «هَبَّار» ، وقيل: «هَمَّار» ، وهو الأشهر. انظر "تهذيب الكمال" (29/497) . (6) العلاء بن الحارث هذا كنيته: أبو وهب، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1380) ، والطبراني في "الكبير" (1/360 و361 رقم 1105 و1109) ، ووقع في الموضع الأوَّل منه (1105) : «عن الحارث بن معاوية، عن أبي جندل» ، وهو خطأ. الحديث: 76 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 510 الكَلاَعي (1) ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ الحارثِ ابنِ (2) معاوية وَأَبِي (3) جَنْدَلِ بنِ سُهَيلِ (4) ابنِ عَمْرٍو، عَن بلال، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ وكيعٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ (5) ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَن بلال،   (1) في (ش) : «الكلابي» . وأبو وَهْب هذا اسمه: عبيد الله بن عبيد. وروايته أخرجها الدولابي في "الكنى" (1/250 رقم 445) ، والطبراني في "الكبير" (1/361 رقم 1106) ، وفي "مسند الشاميين" (1364 و3579) ، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" (3/176) ، والدارقطني في "الأفراد" (97/أ/أطراف الغرائب) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (66/122) . قال الدارقطني: «تفرد به إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي وهب عبيد الله بن عبيد الكلابي، عن مكحول» . ورواه الطبراني في "الكبير" (1/361 رقم 1107) من طريق إسحاق بن عبد الله بن أبي قرة، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ الحارث بْن معاوية، عن بلال، به. ورواه ابن الصبَّاح في "مسند بلال" (10) ، والبغوي في "الجعديات" (3401) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (66/122) - والطبراني في "الكبير" (1/360 رقم 1103 و1104) ، وفي "مسند الشاميين" (3578) من طريق ثوبان، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنِ الحارث بْن معاوية، وسهيل بن أبي جندل، عن بلال، به. ووقع عند ابن الصبَّاح: «سهيل بن جندل» . (2) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» . (3) في (ت) و (ك) : «معاوية بن» . (4) في (ش) : «سهل» . (5) روايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (970) من طريق المعافى بن عمران، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مكحول؛ أن الحارث بن معاوية وأبا جندل بن سهيل؛ أنهما قالا لبلال: أخبرنا عن وضوء رسول الله (ص) ... فذكره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 511 عن النبيِّ (ص) (1) ؟ قَالَ أَبِي وَأَبُو زرعة جَميعًا: الصَّحيحُ: حديثُ مكحول (2) ، عَنِ الحارثِ بنِ مُعاوية وَأَبِي جَنْدَل، عَن بلال (3) . 77 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِقْل (5) ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (6) ، وَغَيْرُهُمَا (7) ، عَنِ الأوزاعيِّ، عن عطاء (8) ، عن ابن   (1) من قوله: «ورواه وكيع ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) من قوله: «عن بلال، عن النبي (ص) . قال أبي ... » إلى هنا، مكرر في (ت) ، مع ملاحظة السقط الذي سبق التنبيه عليه في التعليق السابق. (3) ذكر الدارقطني في"العلل" (7/180) الخلاف على مكحول في هذا الحديث وقال: «وقول العلاء بن الحارث أشبه بالصواب» . (4) نقل هذا النص الدارقطني في "السنن" (1/190) ، والقرطبي في "التفسير" (5/218) ، وابن دقيق العيد في "الإمام" (3/118) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/225) ، ونقل بعضه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/703) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/101/مخطوط) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (7/407) . ووقع في المطبوع من"سنن الدارقطني" و"تفسير القرطبي": «وأسند الحديث» . وقال ابن الملقن بعد نقله لعبارة أبي حاتم وأبي زرعة: «يريد أنه أدخل إسماعيل فيه، وتبين أن الأوزاعي أخذه عن إسماعيل» . (5) هو: ابن زياد. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (2420) ، والدارقطني في "سننه" (1/190) ، والحاكم في "المستدرك" (1/178) . (6) روايته ذكرها أبو نعيم في "الحلية" (3/317) . (7) رواه الدارقطني في "سننه" (1/191) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (759) من طريق أيوب بن سويد، والحاكم في "المستدرك" (1/178) من طريق بشر بن بكر، وأبو نعيم في "الحلية" (3/317) من طريق محمد بن كثير المصيصي، ثلاثتهم عن الأوزاعي، به. (8) هو: ابن أبي رباح. الحديث: 77 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 512 عَبَّاسٍ: أنَّ رَجُلا أَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ، فأَجْنَبَ (1) ، فأُمِرَ بالاغتِسال، فاغتَسَل، فكُزَّ (2) ، فَمَاتَ ... وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ (3) ؟ فَقَالا: رَوَى هَذَا الحديثَ ابنُ أَبِي العِشْرين (4) ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ابن مُسْلِمٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وأفْسَدَ (5)   (1) قوله: «فأجنب» سقط من (ك) . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «فكن» ، وفي (ك) : «نكز» ، والمثبت من (ت) . والكُزَازُ: داءٌ يأْخُذُ من شِدَّةِ البَرْدِ، وتَعْتَرِي منه رِعْدَةٌ، وهو تَشَنُّجٌ يصيبُ الإِنسانَ من البَردِ الشَّديد، أو من خُروج دَمٍ كثيرٍ. وقد كُزَّ الرجلُ - على صيغة ما لم يُسَمَّ فاعلُهُ -: زُكِمَ، وأكزَّه الله فهو مكزوزٌ، "لسان العرب" (5/400) . (3) في (ت) : «الحرث» بدل: «الحديث» . (4) هو: عبد الحميد بن حبيب. ولم نقف على روايته من هذا الوجه. والحديث رواه ابن ماجه في "سننه" (572) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (526) من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عطاء، عن ابن عباس، به. ورواه أحمد في "مسنده" (1/330 رقم 3056) ، والدارمي في "مسنده" (779) ، والدارقطني في "سننه" (1/192) من طريق أبي المغيرة، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/288) تعليقًا، والدارقطني في "السنن" (1/192) من طريق يحيى الضحاك، وأبو داود في "سننه" (337) من طريق محمد بن شعيب، والدارقطني في "السنن" (1/191) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/227) من طريق الوليد بن مزيد، أربعتهم عن الأوزاعي قال: بلغني عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (867) عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ ابن عباس، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه الدارقطني في "السنن" (1/191) . (5) في (ك) : «وأفيد» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 513 الحديثَ (1) . 78 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (3) ، عَن ثور بْن يَزِيدَ، عَن رجاء بْن حَيْوة، عَن كاتب المغيرة ابن شُعْبَة (4) ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة، عن النبيِّ (ص) (5) ؟   (1) قال الدارقطني في "السنن" (1/190) : «اختلف على الأوزاعي فقيل: عنه، عن عطاء، وقيل: عنه بلغني عن عطاء، وأرسل الأوزاعي آخره، عن عطاء، عن النبي (ص) ، وهو الصواب» . (2) نقل هذا النصَّ بتصرُّف ابنُ الملقِّن في "البدر المنير" (2/139/مخطوط) ، وستأتي هذه المسألة برقم (135) . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/251 رقم 18197) ، والبخاري في "الأوسط" (1/436- الصميعي) ، وأبو داود في "سننه" (165) ، والترمذي في "جامعه" (97) ، وفي "العلل الكبير" (70) ، وابن ماجه في "سننه" (550) ، وابن الجارود في "المنتقى" (84) ، والدارقطني في "السنن" (1/195) ، والبيهقي في "معرفة السنن" (2/124 رقم 2063) ، وفي "الخلافيات" (996) . ومن طريق أحمد رواه أبو نعيم في "الحلية" (5/176) ، ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/291) . وأخرجه الشافعي - كما في "مختصر المزني" (ص10) - ومن طريقه البيهقي في "معرفة السنن" (2/124 رقم 2061 و2062) - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي يحيى، وتمَّام في "فوائده" (191- الروض البسام) من طريق عتبة بن السكن، وذكره الدارقطني في "علله" (1/109) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيْع، ثلاثتهم عن ثور بن يزيد، به، مِثْلَ رواية الوليد. قال الدارقطني في "علله" (7/110) : «ورُوِيَ هذا الحديثُ عن عبد الملك بن عُمَيْر، عن وَرَّاد، عن المغيرة، لم يذكر فيه أسفل الخف، ورواه الحكم بن هشام، وإسماعيل ابن إبراهيم بن المهاجر، عن عبد الملك» . (4) هو: ورَّاد الثقفي. (5) يعني حديث: أن رسول الله (ص) مسح أعلى الخف وأسفلَه؛ كما في مصادر التخريج، وفيما سيأتي في المسألة رقم (135) . الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 514 [فقالا: رواه الوليدُ هكذا! ورواه غيره (1) ] (2) ، ولم يذكُرِ المغيرةَ، وأفسَدَ هَذَا الحديثُ [حديثَ] (3) الوليدِ؛ وهذا أشبهُ (4) ،   (1) أخرجه من هذا الوجه تعليقًا: البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/436 رقم 980 الصميعي) ، والترمذي في "جامعه" (97) ، و"علله" (70) ، والدارقطني في "سننه" (1/195) ، و"علله" (7/110) من طريق ابن المبارك، عن ثور، قال: حدِّثتُ عَن رجاء بْن حيوة، عَن كاتب المغيرة، عن النبي (ص) به، مرسلاً ليس فيه المغيرة. (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من الموضع السابق من "البدر المنير"، ولم نجد أحدًا نقله عن المصنِّف سواه. (3) في جميع النسخ: «حدثنا» ، والمثبت هو الصواب، ويدلُّك على صحة ذلك أمور: الأوَّل: ما سيأتي من قول أبي حاتم في المسألة رقم (135) عن حديث الوليد: «لَيْسَ بِمحفوظ، وسائر الأحاديث عَنِ المغيرة أصحُّ» . والثاني: أن سياق الجواب يقتضي أنَّ الحديثَ برواية غير الوليد أفسَدَ حديثَ الوليد، وأن الحديث من رواية غيره - بدون ذكر المغيرة - أشبه. والثالث: ما نقله ابن الملقِّن في "البدر المنير" عن جواب أبي حاتم وأبي زرعة هنا قال: «فقالا: رواه الوليد هكذا، ورواه غيره بإسقاط المغيرة، وأفسده» ، وهذا بيِّن فيما ذكرناه، لكنَّ صاحب "البدر المنير" نقل عنهما بعد ذلك مباشرة قولهما: «وحديثُ الوليد أشبه» ، ولا يستقيم بحال أن تكون هذه عبارة أبي حاتم وأبي زرعة؛ لأنَّ الصحيح خلافها، كما سبق، ووجه العبارة: «وهذا أشبه» يعني: حديث غير الوليد، والله أعلم. (4) قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/280) : «قال الأثرم عن أحمد: إنه كان يضعفه ويقول: ذكرته لعبد الرحمن بن مهدي فقال: عن ابن المبارك، عن ثور حُدِّثت عن رجاء، عن كاتب المغيرة، ولم يذكر المغيرة. قال أحمد: وقد كان نعيم ابن حماد حدثني به، عن ابن المبارك كما حدثني الوليد بن مسلم به، عن ثور، فقلت له: إنما يقول هذا: الوليد، فأما ابن المبارك فيقول: حُدِّثت عن رجاء، ولا يذكر المغيرة، فقال لي نعيم: هذا حديثي الذي أسأل عنه، فأخرجَ إليَّ كتابه القديم بخط عتيق، فإذا فيه ملحق بين السطرين بخط ليس بالقديم: عن المغيرة، فأوقفته عليه وأخبرته أن هذه زيادة في الإسناد لا أصل لها، فجعل يقول للناس بعدُ وأنا أسمع: اضربوا على هذا الحديث» . وقال أبو داود: «وبلغني أنه لم يسمع ثور هذا الحديث من رجاء» . وقال الترمذي في "جامعه" (97) : «هذا حديث معلول؛ لم يسنده عن ثور بن يزيد غير الوليد بن مسلم. وسألت أبا زرعة ومحمدًا عن هذا الحديث؟ فقالا: ليس بصحيح؛ لأن ابن المبارك روى هذا عن ثور، عن رجاء؛ قال: حُدِّثت عن كاتب المغيرة ... مرسلً، عن النبي (ص) ، ولم يذكر فيه المغيرة» . اهـ. وبنحوه في "العلل الكبير" (70) . وقال الدارقطني في "العلل" (7/111) بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «وحديث رجاء لا يثبت؛ لأن ابن المبارك رواه عن ثور بن يزيد مرسلاً» . اهـ. = ... وقال أبو نعيم: «غريب من حديث رجاء، لم يروه عنه إلا ثور» . وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/46) : «وهذا حديث في إسناده انقطاع، وروي مرسلاً، وقد علله الشافعي وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والترمذي، وقال النووي: ضعفه أهل الحديث» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 515 وَاللَّهُ أَعْلَمُ (1) . 79 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش، عَنْ ثَعْلبة ابن مُسْلِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ خَالِدِ بن حَبْتَرٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : إِذَا سَقَطَ الذُّبَابُ فِي شَرَابِ   (1) قوله: «والله أعلم» ليس في (ت) و (ك) . (2) في (ت) و (ك) : «إكليل» . (3) في (ت) و (ك) : «حسن» بدل: «حبتر» ، ولم نجد في الرواة من يقال له: «قيس بن خالد بن حبتر» ، بل لم نجد من يقال له: «قيس بن خالد» في هذه الطبقة، وفيهم: «قيس بن حبتر» مترجم في "التقريب" (5602) وغيره، وهو غير هذا فيما يظهر، ونخشى أن يكون في الإسناد تصحيف وسقط، فيكون «حبتر» متصحفًا عن «حنين» فرسمُهُما متشابه جدًّا؛ فالحديث معروف من رواية «عبيد ابن حنين، عن أبي هريرة» ، كما في "صحيح البخاري" (3320) ، والظاهر أن الإشكال قديم، فقد نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (2/170) بعض هذا النص، فقال: «وقال - يعني: ابن أبي حاتم - في موضع آخر منها: سألت أبي عنه - أي: عن حديث أبي هريرة من رواية قيس بن خالد عنه -؟ فقال: هذا حديث مضطرب الإسناد» . الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 516 أَحَدِكُمْ، فَلْيَغْمِسْهُ، ثُمَّ لْيَطْرَحْهُ؛ فإِنَّ أَحَدَ جَنَاحَيْهِ دَاءٌ، وَالآخَرَ دَوَاءٌ. فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُضطَرِبُ الإِسْنَادِ. 80 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ (2) شُرَحْبيل (3) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ أَشْعَثَ (4) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إَذَا قَعَدَ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وَاجْتَهَدَ، فَقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ؟   (1) نقل هذا النص بتمامه ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/15) ، ونقله بتصرف ابن حجر في"النكت الظراف" (10/329) . (2) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (3) هو: سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شُرَحْبيل. وانظر التعليق على المسألة رقم (1186) . وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/374) . ورواه النسائي في"الكبرى" (198) ، وفي "المجتبى" (192) من طريق عبد الله بن يوسف، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/381) من طريق بشر بن الحارث، كِلاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث لم يقل فيه: عن عيسى، عَنْ أَشْعَثَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) - إلا سليمان بن عبد الرحمن، وغيره يقول: عَنِ الأَشْعَثِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أبي هريرة، ولم أكتبه إلا عن ابن عبدوس» . (4) نسبه النسائي والدارقطني: «ابن عبد الملك» ، على حين ذهب ابن عدي في "الكامل" (1/374) إلى أنه أَشْعَث ابن سَوَّار؛ حيث أورد هذا الحديث في ترجمته، ثم قال: «ولأشعث بن سوار غير ما ذكرت ... » . الحديث: 80 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 517 قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي خطأٌ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَشْعَثُ (2) ، عَنِ الحَسَن (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: ممَّن الْخَطَأُ؟ قَالَ: مِنْ أَحَدِهِمَا: إِمَّا مِنِ ابْنِ شُرَحبيل، وَإِمَّا مِنْ عِيسَى (4) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أحفَظُ مِنْ حَدِيثِ أَشْعَثَ إِلا هَكَذَا. قلتُ: فَيُمْكِنُكَ أَنْ تقولَ: خطأٌ؟ قَالَ: لا! رَوَى قَتَادَةُ (5) ، عَنِ الحَسَن، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (6) ، عَنْ أَبِي   (1) وكذا قال النسائي، وقال الدارقطني في"العلل" (8/259) : «وهو غريب وليس بمحفوظ عن ابن سيرين» . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/470-471 رقم 10083) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (932) من طريق يونس بن عبيد، وأبو يعلى في "مسنده" (6227) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن الحسن، به. (3) هو: البصري. (4) قال النسائي في"الكبرى": «هذا خطأ، ولا نعلم أحدًا تابع عيسى بن يونس عليه، والصواب: أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هريرة، والحسن لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . اهـ. وقال ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/16) : «لم يتبين لأبي حاتم ممن الخطأ عنده، والنسائي أخرج الحديث، عن إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني، عن عبد الله بن يوسف، عن عيسى بن يونس، وهذا يبرئ ابن شرحبيل من نسب الخطأ إليه» . (5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (291) ، ومسلم في "صحيحه" (348) . قال الدارقطني في "العلل" (8/259) بعد أن ذكر الخلاف فِي هَذَا الْحَدِيثِ: «وَالصَّحِيحُ: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) » . (6) هو: نُفَيع الصائغ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 518 هريرة، عن النبيِّ (ص) . ورواه [يونس] (1) ، عَنِ الحَسَن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . 81 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد بن مسلم (3) ، عن عبد الرحمن بْنِ نَمِرٍ (4) اليَحْصُبِيِّ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ مَرْوان، عَنْ بُسْرَة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كانَ يأمُرُ بالوُضُوءِ مِنْ مَسِّ الذَّكَرِ، والمرأةَ مثلَ ذَلِكَ (5) ؟   (1) هو: ابن عبيد، وفي جميع النسخ: «يوسف» ، وكذا في أصل "الإمام"، وصُوِّبت في الهامش إلى «يونس» ، وهو الصواب. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (932) ، والدارقطني في "العلل" (8/259) . (2) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/326) ، وابن عبد الهادي في"تنقيح التحقيق" (1/153) ، وابن حجر في"التلخيص" (1/221) . وانظر ما سبق في المسألة رقم (62) و (74) . (3) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3231) ، وابن حبان في "صحيحه" (1117) ، وابن عدي في "الكامل" (4/292) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/132) . قال ابن أبي عاصم: «ولا نعلم أحدًا يقول هذا عن الزهري غيره» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذه الزيادة التي ذكر في متنه: " والمرأة مثل ذلك" لا يرويه عن الزهري غير ابن نمر هذا» . وانظر "أطراف الغرائب" (325/أ) . (4) في (ت) و (ك) : «نمير» . (5) كذا في جميع النسخ، وله تقديران: الأوَّل: وكان يأمر المرأة مِثْلَ ذلك، أي: بالوضوء إذا مسَّت فرجها. والثاني: وكان يأمر بالوضوء من مَسِّ المرأةِ مِثْلَ ذلك منها، كنايةً عن الفرج. وعلى التقدير الأول: تُنْصَبُ «المرأة» على المفعولية، وعلى التقدير الثاني: ترفع عطفًا على فاعل المصدر «مَسّ» ، وهو الرجل؛ فإنَّ تقدير الكلام: وكان يأمُرُ مِنْ مَسِّ الرَّجُلِ الذَّكَرَ (أي: ذكَرَهُ) ، ومِنْ مَسِّ المرأةِ مِثْلَ ذلك منها، والله أعلم. وانظر بيان العطف بالرفع على فاعل المصدر المجرور لفظًا في المسألة رقم (2066) . الحديث: 81 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 519 فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ وُهِمَ فِيهِ فِي مَوْضِعَيْنِ: أَحَدُهُمَا (1) : أنَّ الزُّهْري يرويه عن عبد الله ابن أبي بكر.   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «إحديهما» . والأصل: إحداهما؛ لأن كل اسم مقصور حكمه إذا اتصل به الضمير أن يكتب بالألف، نحو: بُشْراها، وذِكْراها، وإحداها، وإحداهما، وبعضُ العلماء والكَتَبة يستثنون من ذلك «إحدى» فيكتبونها بالياء: إحديها، وإحديهما، وتجد ذلك في كثير من المخطوطات، وهذا من أوهام الخواصِّ؛ كما نصَّ عليه الحريريُّ في "دُرَّة الغَوَّاص" (ص130) ، وانظر: "المطالع النصرية" (ص147- 148) . وقد جاء في هذه النسخ «إحداهما» بصيغة المؤنَّث مع أن «الموضع» مذكَّر، فالجادَّة: أن يقال: أحدهما، كما في (ت) و (ك) ، لكن يخرَّج ذلك بجعله من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر؛ حَمَلَ الموضع على معنى النقطة أو المسألة أو نحو ذلك، فقال: «إحداهما» بدل «أحدهما» . والحملُ على المعنى، كما يقول ابن جني في "الخصائص": «واسعٌ في هذه اللغة جِدًّا» . ومن شواهد حمل المذكَّر على المؤنَّث: قولُ ميمونة خ فيما رواه البخاري في "صحيحه" (259) ، قالت: «ثم أُتِيَ [أي: النبي (ص) ] بِمِنْدِيلٍ، فلم يَنْفُضْ بها» ، قال العيني في "العمدة" (3/206) : «إنما أنَّث الضمير [يعني: في «بها» ] ؛ لأنَّ «المنديل» في معنى الخِرْقة. ومنه أيضًا: ما حكاه غير واحدٍ عن أبي عمرو بن العلاء: «أنَّه سمع رجلاً من أهل اليمن يقول: «فُلاَنٌ لَغُوبٌ جاءَتْهُ كتابي فاحتقرَهَا» ، قال: فقلتُ له: أتقولُ: جاءتْهُ كتابي؟ فقال: نَعَمْ؛ أليس بصحيفة؟! قلتُ: فما اللَّغُوب؟ قال: الأحمق» . اهـ. وانظر في الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر: "كتاب سيبويه" (3/565- 566) ، و"الأصول في النحو" لابن السَّرَّاج (3/476- 481) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص79، 222، 255- 256) ، و"الخصائص" لابن جني (2/411، 415- 419 فصل في الحمل على المعنى) ، و"شواهد التوضيح" = = لابن مالك (ص143- 145، وص176- 177) ، و"الأشباه والنظائر في النحو" للسيوطي (3/166- 168) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 520 وَلَيْسَ (1) فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْمَرْأَةِ (2) . 81/أ - قلتُ لأَبِي (3) : فحديثُ أُمِّ حَبيبة عن النبيِّ (ص) في: مَنْ مَسَّ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ (4) ؟ قَالَ أَبِي (5) : رَوَى ابنُ لَهِيعَة (6) فِي هَذَا الْحَدِيثِ ممَّا يُوَهِّنُ الحديثَ، أي: تَدُلُّ (7) روايتُهُ أنَّ مَكْحُولا قَدْ أدخَلَ بينه وبين   (1) أي: والموضع الثاني الذي وقع فيه الوَهَم. وانظر "التلخيص الحبير" (1/221) . (2) قوله: «ذكر المرأة» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . (3) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/303-304) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/153) . (4) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1724) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (2070) ، وابن ماجه في "السنن" (481) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7144) ، والدولابي في "الكنى" (2/115) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/75) ، والطبراني في "الكبير" (23/235 رقم 450) ، وفي "الأوسط" (3084) ، وفي "مسند الشاميين" (1516) ، وتمام في "الفوائد" (195- الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/130) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/191) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (119) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/73) من طرق عن الهيثم ابن حميد، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة زوج النبي (ص) أنَّها سمعت رسول الله (ص) يقول: «مَنْ مَسَّ فَرْجَه فلْيتوَضَّأ» . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (481) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/191) . ومن طريق أبي يعلى: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/424) . (5) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) ، ولا في "الإمام". (6) انظر رواية ابن لهيعة في المسألة الآتية برقم (488) . (7) في (أ) و (ف) و (ش) : «أو تدل» ، وكذا في "تنقيح التحقيق"، والمثبت من (ت) و (ك) وكذا في "الإمام" إلا أنها غيِّرت في هامشه إلى: «أو تدل» ، وما أثبتناه أولى بالسياق، وانظر المسألة رقم (488) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 521 عَنْبَسَة رَجُلا (1) . 82 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هُشَيم (3) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني (4) ، عَنْ عَوْف بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ أَمَرَ (5) بِالْمَسْحِ بِتَبُوك؛ للمُسافرِ ثَلاثًا، وللمُقِيمِ (6) يَوْمً وَلَيْلَةٌ (7) ، وَثَبَتَ (8) .   (1) في (ت) و (ك) : «قد دخل بينه وبين عنبسة رجلاً» ، والفعلُ «دخَّل» مشدَّدَ الخاء: وهو معنى «أدخَلَ» ، كما في كتب اللغة والمعاجم. ووردت العبارة في "الإمام" هكذا: «قد دخل بينه وبين عنبسة رجل» ، وتحتمل فيه وجهين: أولهما: كما في (ت) و (ك) : «قد دخَّلَ ... رجلً» . (2) نقل هذا النص بتصرف ابن حجر في "إتحاف المهرة" (12/538 رقم16047) ، وانظر المسألة (12) و (52) و (76) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1853) ، وأحمد في "مسنده" (6/27 رقم 23995) ، والبزار في "مسنده" (2757) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/82 و83) ، والطبراني في "الكبير" (18/40 رقم 69) ، وفي "الأوسط" (1145) ، والدارقطني في "السنن" (1/197) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/275) . قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن عوف إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشيم» . (4) قوله: «الخولاني» مطموس في (ك) ، وأبو إدريس هذا هو: عائذ الله بن عبد الله. (5) قوله: «أمر» سقط من (ت) و (ك) . (6) قوله: «وللمقيم» مطموس في (ك) . (7) كذا، وتحتمل وجهين: الأول: النصب على الظرفية «يومً وليلةً» عطفًا على «ثلاثًا» ، وكُتِبَ قوله: «يومً» بحذف ألف تنوين المنصوب على لغةِ ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: الرفع على الابتداء، والواو للاستئناف، والتقدير: وللمقيمِ يومٌ وليلةٌ في المسح. والله أعلم. (8) كذا جاء في جميع النسخ! ولم يظهر لنا معنى «وثبت» ، إلا أن يعني أن الحكم ثابت في أحاديث أخرى وإن كان هذا الطريق معلولاً، وقد قال البخاري عن هذا الطريق فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير"رقم (68) : «حديث حسن» . وقال في "التاريخ الكبير" (1/390) : «إن كان هذا محفوظًا فإنه حسن» . الحديث: 82 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 522 وَرَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَيَّار، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرة بْنِ حَلْبَس، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ؛ قَالَ: سَأَلْتُ الْمُغِيرَةَ بن شُعْبَة عمَّا حضَرَ مِنْ (2) رسول الله (ص) بِتَبُوك (3) ، فبال (4) النبيُّ (ص) ، فمسَحَ (5) عَلَى خُفَّيه (6) . قلتُ: وَرَوَاهُ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ أَبِي قِلابة (7) ، عن أبي إدريس،   (1) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/390) ، والطبراني في "الكبير" (20/444 رقم 1085) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/219) ، و (60/14) . (2) في (ت) و (ك) : «عن» . (3) قوله: «بتبوك» سقط من (ك) . (4) في (ك) : «فسأل» ، ويشبه أن تكون كذلك في (ت) إلا أنها نقطت بموحَّدة تحتية، وفي (أ) : «قال» وضرب عليها وكتب مقابلها في الحاشية «فبال» وعليها علامة «صح» ، وجاءت على الصواب في (ف) و (ش) . (5) في (ف) : «ومسح» . (6) كذا في النسخ، ولا شك أن في المتن تصحيفًا وسقطًا، ووجه الكلام أن يكون هكذا: «سألت المغيرة بن شعبة عمَّا حضر من رسول الله (ص) بتبوك؟ فقال: وضَّأتُ النبيَّ (ص) ، فمسَحَ على خُفَّيْهِ» . ولفظ الحديث في رواية البخاري: «سألت المغيرة بن شعبة بدمشق؛ قال: وضَّأت النبي (ص) بتبوك، فمسح على خُفَّيه» ، ولفظ الطبراني: «سألت المغيرة بن شعبة عما حضر من رسول الله (ص) بتبوك، فقال: وكان رسول الله (ص) في غزوة تبوك، فمسح على خُفَّيه» ، ومن الواضح أن «وكان» في لفظ الطبراني متصحفة عن: «وضَّأت» ، والله أعلم، ولفظ ابن عساكر: «قدم المغيرة بن شعبة دمشق، فأتيته، فسألته عما - يعني! - حضر، فقال: وضَّأت رسول الله (ص) في غزوة تبوك، فمسح على خُفَّيه» . ولفظ ابن عساكر في الموضع الآخر منه قريبٌ من هذا اللفظ. (7) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 523 عن بلال، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ مسَحَ عَلَى الخُفَّيْنِ والخِمَار (1) . قلتُ لأَبِي: أيُّهم أشبَهُ وأصَحُّ؟ فَقَالَ أَبِي: دَاوُد بْنُ عَمْرٍو لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ (2) . وَكَذَلِكَ إِسْحَاقُ بْنُ سَيَّار (3) لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ؛ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غيرُ الْوَلِيدِ، وَلا نعلَمُ رَوَى أَبُو إِدْرِيسَ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة شَيْئًا سِوَى هَذَا الْحَدِيثَ. وَأَمَّا حديثُ خَالِدٍ فَلا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ خَالِدًا فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي قِلابة، ويَرْوونه عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ بِلالٍ، عن النبيِّ (ص) مُرسَلاً؛ لا يَقُولُ: أَبُو إِدْرِيسَ. وأَشْبَهُهُما حديثُ بلال؛ لأنَّ أَهْلَ الشام يَرْوون عَن بلال هَذَا الحديثَ فِي المَسْحِ من حديثِ مكحولٍ وغيرِه، ويَحْتمِلُ أن يكون أَبُو إدريس قد سَمِعَ من عَوْفٍ والمغيرةِ أَيْضًا؛ فإنه من قدماء تابعي أهلِ   (1) كذا ذكر هنا من رواية خالد الحذاء؛ بإثبات أبي إدريس. وذكر الدارقطني في "العلل" (7/180) أن رواية خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابة، عن بلال؛ بإسقاط أبي إدريس. قال الترمذي في "العلل الكبير" (69) : «قلت -أي للبخاري -: حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ رَوَى عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أبي إدريس، عن بلال؟ قال: أخطأ فيه ابن سلمة؛ أصحاب أبي قِلابة رووا عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ بِلالٍ، ولم يذكروا فيه: " عن أبي إدريس"» . وسبق قول البزار في التعليق على المسألة (52) : «ولا نعلم أحدًا قال: "عن أبي إدريس" إلا حماد بن سلمة» . (2) نقل الحافظ في "التهذيب" (1/568) قول أبي حاتم: «دَاوُد بْنُ عَمْرٍو لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ» . (3) في (أ) و (ش) : «يسار» ، وتقدم على الصواب، وانظر "الجرح والتعديل" (2/222 رقم 769) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 524 الشَّام، وله إدراكٌ (1) حَسَنٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (2) . 83 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ كان حدَّث به عبدُالرحمنِ بنُ خالدٍ الرَّقِّي، عَنِ الأَصْبَغ ابن أخي عُبَيدالله (3) بْن عَمْرٍو، عَن آخَرَ قد سَمَّاه، عَن جعفرِ بْن بُرْقان، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي السِّوَاك؟ قَالَ (4) : وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيم (5) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأصَمِّ؛ قَالَ: بلغني أنَّ رسول الله (ص) ... قَالَ أَبِي: وَهَذَا الصَّحيحُ. 84 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَري (7) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَاري (8) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَة، عن أنس، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ توضَّأ وخلَّل لِحْيَتَه، وَقَالَ: بِهَذَا أَمَرَنِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ؟   (1) في (ف) : «أدرك» . (2) قوله: «والله أعلم» ليس في (ت) و (ك) . (3) في (ف) : «عبيد» . (4) يعني: أبا حاتم فيما يظهر. (5) هو: الفضل بن دُكَين. (6) تقدَّمت هذه المسألة برقم (16) ، ونقل الحافظ أبو زرعة العراقي في "تحفة التحصيل" (ص528) هذه المسألة بنصِّها والمسألةَ السابقة برقم (16) ، وساقهما في سياق واحد، ونقلَ ألحافظُ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (2/350-351) كلام أبي حاتم أخِرَ المسألة بتصرُّف. (7) هو: مروان بن محمد، وقد بيَّن أبو حاتم في المسألة السابقة رقم (16) أن الخطأ هنا من مروان الطاطري. (8) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. الحديث: 83 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 525 فَقَالَ أَبِي: هَذَا غيرُ مَحفوظ؛ وحدَّثنا (1) أحمدُ (2) بن يونس (3) ، عَنِ الحَسَن (4) بْنِ صَالِحٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَة، عَنْ رجلٍ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِي (5) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) .   (1) قوله: «وحدَّثنا» مكانه في (ت) و (ك) : «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم: قَالَ: حدَّثنا» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو الصواب؛ فالقائل: «حدَّثنا أحمد بن يونس» ، هو أبو حاتم، وليس ابنَهُ أبا محمد، ويدل على ذلك أمور: الأوَّل: أن أحمد بن يونس توفِّي سنة (227هـ) ، وكانت ولادة أبي محمد بن أبي حاتم سنة (240هـ) أو (241هـ) ، فلا يمكنُ أن يروي عنه. والثاني: ما صُرِّحَ به في بقيَّة النسخ (أ) و (ش) و (ف) أن القائل: «حدَّثنا أحمد بن يونس» هو أبو حاتم، وهو ما اخترنا إثباته. والثالث: أن ظاهر المسألة أن الجواب كلَّه لأبي حاتم، فهو يذكر مَنْ روى الحديث على الصواب مخالفًا لما رواه مروانُ الطاطريُّ؛ ليؤيِّد به قوله: «هذا غير محفوظ» ، يعني: رواية مروان، وأن الخطأ منه، كما تقدَّم نصُّه على ذلك في المسألة رقم (16) . (2) في (أ) : «محمد» ، ثم صوِّبت في الهامش. (3) هو: أحمد بن عبد الله بن يونس، ينسب إلى جدِّه، كما قال أبو الفضل الهروي في "معجم أسامي المحدثين" (ص 38) ، وهو من شيوخ أبي حاتم، وتقدَّم تخريج روايته في المسألة رقم (16) . وقد يشتبه اسم هذا الراوي مع أحمد بن يونس بن المسيِّب شيخِ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، إلا أنَّ هذا مدفوعٌ هنا من وجهين: الأوَّل: أنَّ أحمد بن يونس بن المسيِّب لم يدرك الحسن بن صالح، فوفاة الحسن بن صالح كانت سنة تسع وستين ومئة كما في "التقريب" (1250) ، ووفاة أحمد بن يونس بن المسيب سنة ثمان وستين ومئتين كما في الموضع السابق من "معجم أسامي المحدثين". فإن قيل: إنه لم يصرح بالسماع منه هنا، فيحتمل أن بينهما واسطة، فالجواب: أنه صرح بالسماع منه في رواية ابن البختري التي تقدم تخريجها في المسألة رقم (16) . والثاني: أنَّ أبا حاتم لم يَرْوِ عن أحمد بن يونس بن المسيِّب شيئًا، ولم يذكره أحد ممَّن ترجم لهما في عداد شيوخه، والله أعلم. (4) في (أ) و (ش) : «حسين» ، وفي (ت) و (ك) : «حسن» ، والمثبت من (ف) . (5) هو: ابن أبان. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 526 قَالَ أَبِي: هَذَا الصَّحيحُ، وَكُنَّا نَظُنُّ أنَّ ذاك (1) غريبٌ، ثُمَّ تبيَّنَ لَنَا عِلَّتُه: ترَكَ (2) مِنَ الإِسْنَادِ نَفْسَيْنِ (3) ؛ وجعَلَ: مُوسَى عَنْ أَنَسٍ. 85 - وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثنا عن هارون ابن سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نِزار، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان (5) ، عَنْ حُصَين بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عمَّار بْنِ يَاسِرٍ: أَنَّهُ أجنَبَ فِي سَفَرٍ، فتمعَّك فِي التُّرَاب (6) ، فلمَّا أتى رسولَ الله (ص) ، ذكَرَ ذلك له، فقال: إِنَّمَا (7) يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِكَفَّيْكَ التُّرَابَ، ثُمَّ تَمْسَحَ بِوَجْهِكَ، وَتَمْسَحَ كَفَّيْكَ إِلَى الرُّصْغَيْنِ (8) .   (1) في (ت) و (ك) و"إتحاف المهرة": «ذلك» . (2) يعني: مروان الطاطري فيما يرى أبو حاتم. (3) قوله: «تَرَكَ من الإسناد نفسين» مكانه في "إتحاف المهرة": «وسقَطَ من الإسناد الأوَّل رجلان» . (4) نقل ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/137) هذا النص عن هذا الموضع، وعنده: «ثم تمسح كفيك» ، و: «هذا هو أبو مالك» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (2/248) : «والموقوف أصح؛ قاله أبو حاتم» . وانظر المسألة رقم (2) و (4) و (34) . (5) روايته أخرجها الدارقطني (1/183) من طريق داود بن شبيب، عن إبراهيم بن طهمان، به. قال الدارقطني: «لم يروه عن حصين مرفوعًا غير إبراهيم بن طهمان، ووقفه شعبة وزائدة وغيرهما. وأبو مالك في سماعه من عمار نظر؛ فإن سلمة بن كهيل قال فيه: عَنْ أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ أبزى، عن عمار؛ قاله الثوري عنه» . وانظر المسألة رقم (2) و (34) . (6) أي: تمرَّغ في التراب وتقلَّب فيه. انظر: "الفائق" (3/375) ، و"النهاية" (4/344) ، و"تهذيب اللغة" (1/214) . (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «أما» . (8) «الرُّصْغُ» لغةٌ في الرُّسْغ، وهو: مَفصِلُ ما بين السَّاعِدِ والكفِّ، والسَّاقِ والقَدَم. انظر "القاموس المحيط" (ص 782) . الحديث: 85 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 527 فقال (1) أَبِي: هُوَ أَبُو مالكٍ الغِفاريُّ (2) ، والصَّحيحُ: عَن عمَّارٍ موقوف (3) ؛ من حَدِيث حُصَين، عَنْ أَبِي مالك. 86 - وسمعت (4) أبي قال: ذكرتُ [لعبد الرحمن الحَلَبي] (5) ابنِ   (1) في (ف) و (ك) و"الإمام": «قال» . (2) واسمه: غزوان. (3) كذا في جميع النسخ بلا ألف، ويحتمل وجهين: الأوَّل: النصب على أنَّه حالٌ، وكتب بحذف ألف تنوين المنصوب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني: الرفع على أنَّه خَبَرٌ ثانٍ للمبتدأ «الصحيح» ، والخبر الأوَّل: «عن عمَّار» ، وهذا من باب تعدُّد الأخبار؛ فإنَّه قد يكون للمبتدأ الواحد خبران فصاعدًا، بعطف وبغير عطف، ومثالُهُ بغير عَطْفٍ - كما وقع هنا - قولُهُ تعالى: [البُرُوج: 14-16] {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ *ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ *فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ *} . وهذا من تعدُّد الخبر في اللفظ والمعنى جميعًا، وضابطه: أن يَصِحَّ الإخبار بكلِّ واحدٍ منهما على انفرادِهِ، وحُكْمُ هذا النوع: أنَّه يجوز فيه العطف وتركُهُ، وإذا عُطِفَ أحدهما على الآخر، جاز أن يكون العطف بالواو وبغيرها. وانظر: "شرح كافية ابن الحاجب" للرضي الأستراباذي (1/234- 236) ، و"شرح ابن عقيل" (1/238- 242) ، وشروح الألفية الأخرى، آخر باب الابتداء. (4) نقل هذا النص بتمامه ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/28) ، ونقله بتصرف ابن رجب في "فتح الباري" (1/382) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/208) ، وانظر "الفتح" له (1/397) ؛ شرح حديث (292) . وانظر المسألة رقم (114) . (5) في جميع النسخ: «ذكرت لأبي عبد الرحمن الحبلي» ، وكذا نقله ابن دقيق العيد، وهو خطأ، ونقله على الصواب الحافظ في "إتحاف المهرة" حيث قال: «ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه؛ قال: قلت لعبد الرحمن ابن أخي الإمام بحلب، وكان يفهم الحديث» . وهو عبد الرحمن بن عبيد الله بن حكيم الأسدي المعروف بابن أخي الإمام، ويقال: أخو الإمام؛ ترجم له في "تهذيب التهذيب" وقال: «قال أبو حاتم في "العلل": سألته وكان يفهم الحديث» ، وانظر "الجرح والتعديل" (5/258) ، و"الثقات" لابن حبان (8/382) ، و"تهذيب الكمال" (7/267) . الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 528 أَخِي الإِمَامِ - وَكَانَ يفهَمُ الحديثَ - فَقُلْتُ لَهُ: تعرفُ هَذَا الحديثَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْران (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا (2) مُبَشِّر الحَلَبي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّف (3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أُبَيِّ بن كعب، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ (5) : كَانَ الفُتيا (6) فِي بُدُوِّ الإِسْلامِ: المَاءُ مِنَ المَاءِ، ثُمَّ قال النبيُّ (ص) : إِذَا الْتَقَى الخِتَانَان ِ، وَجَبَ الغُسْلُ؟ فَقَالَ لي: قد دَخَلَ لصاحبِك حديثٌ (7) فِي حديثٍ؛ ما نعرفُ لِهذا الحديث أصلا (8) . 87 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ فِي حديثٍ رواه سعيد بن   (1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (787) ، وأبو داود في "سننه" (215) ، وابن حبان في "صحيحه" (1179) ، والطبراني في "الكبير" (1/200 رقم 538) ، والدارقطني في "سننه" (1/126) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/166) . وصححه الدارقطني والبيهقي. (2) في (ت) و (ك) : «أنبأنا» . (3) في (ك) : «مطرق» . (4) هو: سلمة بن دينار. (5) القائل هو أُبيُّ بن كعب، وسيأتي قول النبي (ص) . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كانت الفتيا» ؛ للتأنيث بالألف المقصورة في «الفتيا» ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيح؛ لأنَّ التأنيث هنا ليس حقيقيًّا، فيجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه، مع ترجُّح التأنيث. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) .. (7) قوله: «حديث» مطموس في (ك) . (8) قال ابن دقيق العيد: «وكأنه أراد هذه الرواية، لا أصل الحديث» ، ثم نقل عن ابن أبي حاتم ما سيأتي في المسألة رقم (114) . = ... وقال ابن رجب في"فتح الباري" (1/382) - بعد أن نقل قوله: «ما نعرفُ لِهذا الحديث أصلا» -: «وفي ذلك نظر» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (1/397) . الحديث: 87 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 529 (1) زَيْدٍ (2) ، عَنْ واصلٍ مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِيهِ (3) ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله (ص) يَتَبَوَّأُ لِبَوْلِهِ. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا مرسَلٌ (4) .   (1) قوله: «سعيد بن» مطموس في (ك) . (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/378) من طريق أبي عاصم، عن سعيد بن زيد، به. ورواه يحيى ابن إسحاق السيلحيني، عن سعيد بن زيد، واختلف عنه: فرواه الحارث بن أسامة في "مسنده" (59/بغية الباحث) عن يحيى بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زيد، عن واصل، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أبيه، به. ومن طريق الحارث رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4798) . ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/185) عن بشر بْنِ مُوسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ إسحاق، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (3064) عن بشر بْنِ مُوسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ إسحاق، عن سعيد، عن واصل، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ واصل مولى أبي عيينة إلا سعيد بن زيد، ويحيى هو: يحيى بن عبيد ابن دجي، لم يسند عبيد بن دجي عن أبي هريرة إلا هذا الحديث» . ورواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4799) من طريق هناد بن السَّري، عن وكيع، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ واصل، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أبيه، به. ورواه سعيد بن يعقوب الأصبهاني في "كتاب الصحابة"- كما في "المطالب العالية" (35) - من طريق ابن أبي السَّري، عن وكيع، عن سعيد، عن واصل، عن عبيد بن صَيْفي، عن أبيه، عن النبي (ص) ، به. ورواه أبو موسى المديني من هذا الوجه كما في "أسد الغابة" (3/42) . (3) هو: عبيد بن رُحَيّ - ويقال: دُحَيّ - الجهضمي، ويقال: الجهني. (4) أورد المصنف هذا النص أيضًا في "المراسيل" (607) ، وزاد قول أبي زرعة: «ليس لوالد يحيى بن عبيد صحبة» . وذكره قبل ذلك برقم (488) ، وسقط منه قوله: «عن أبيه» ، ثم قال: «فَسَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا مرسل؛ يعني: عن النبي (ص) » . وانظر "الإصابة" (5327) ، و"جامع التحصيل" (ص234) ، و"تحفة التحصيل" (ص334) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 530 88 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ فِي حديثٍ رَوَاهُ عِكرِمَة بْنُ عَمَّار (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ عِياض- وَيُقَالُ أَيْضًا: عِياضُ بنُ   (1) قوله: «بن عمار» مكرر في (ف) . وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/36 رقم11310) ، وأبو داود في "سننه" (15) ، والنسائي في "الكبرى" (33) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (71) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/46) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن ماجه في "سننه" (342) من طريق عبد الله بن رجاء، كلاهما عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ هلال بن عياض، عن أبي سعيد الخدري، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/99) . ورواه ابن ماجه (342/1) ، وابن خزيمة (1/39) عقب الحديث (71) ، والحاكم في "المستدرك" (1/157) ، والبيهقي (1/100) من طريق سَلْم بن إبراهيم الوراق، وابن ماجه (342/2) ، والنسائي في "الكبرى" (32) ، والحاكم (1/157) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن عكرمة، عن يحيى، عن هلال، عن أبي سعيد، به. قال أبو داود: «هذا لم يسنده إلا عكرمة بن عمار» . ونقل ابن ماجه عن محمد بن يحيى الذهلي قوله في طريق عياض بن هلال: «وهو الصواب» . وقال ابن خزيمة بعد أن رواه من طريق عياض بن هلال: «وهذا هو الصحيح، هذا الشيخ هو عياض بن هلال، رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كثير غيرَ حديث، وأحسب الوهم من عكرمة بن عمار حين قال: عن هلال بن عياض» . وقال الدارقطني في "العلل" (2294) : «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختلف عنه، فرواه عكرمة بن عمار، واختلف عن عكرمة أيضًا؛ فرواه الثوري، عن عكرمة، عن [يحيى] ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أبي سعيد، وكذلك قال عبد الملك بن الصباح، عن عكرمة، وقال عبيد بن عقيل: عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة. وقال أَبَانٌ الْعَطَّارُ: عَنْ يَحْيَى، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وقال مسكين بن بكير: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله. وقال غير مسكين: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير مرسلاً. وأشبهها بالصواب حديث عِيَاضِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي سعيد» . وانظر كلام الحاكم في "المستدرك" (1/158) . الحديث: 88 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 531 هِلالٍ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عن النبيِّ (ص) : أنه نهى المُتَغَوِّطَيْنِ أنْ يَتَحدَّثانِ (1) . وَرَوَاهُ الأوزاعيُّ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن النبيِّ (ص) ،   (1) كذا في جميع النسخ «أنْ يَتَحَدَّثَانِ» بإثبات نون الرفع مع «أنْ» ، والجادَّة: «أنْ يَتَحَدَّثَا» ؛ كما في بعض مصادر التخريج. لكنَّ ما وقع في النسخ يتخرَّج على وجهَيْنِ: الأوَّل - وهو قولُ البصريين -: أنْ تكون «أنْ» هنا مصدريَّة غير ناصبة، أُهْمِلَتْ حملاً على أختها «ما» المصدريَّة، و «يتحدَّثان» مضارعٌ مرفوعٌ؛ ومن الشواهد على ذلك: قراءةُ ابن محيصن: [البَقَرَة: 233] {لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} ، بضم الميم من «يُتِمُّ» ، وغير ذلك. والوجه الثاني - وهو قولُ الكوفيين -: أنْ تكون «أنْ» هي المخفَّفَةَ من «أنَّ» الثقيلة، واسمُهَا ضميرٌ محذوف، وجملةُ «يتحدَّثان» خبرُهَا، وكان حقُّه هنا أن يُفْصَلَ بين «أنْ» وخبرها بفاصل، لكنَّه لم يذكر فاصلاً على نحو ما جاء في قول الشاعر [من الخفيف] : عَلِمُوا أنْ يُؤَمَّلُونَ فَجَادُوا قَبْلَ أنْ يُسْأَلُوا بأعظمِ سُؤْلِ وهذا قليل، وتقديرُ الحديث على هذا: نَهَى المتغوِّطَيْن عن أنَّه - أو عن أنَّهما - يتحدَّثان، يعني: عن تحدُّثهما. وانظر: "الخصائص" (1/390) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/549) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (2/563) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص78) ، و"شواهد التوضيح" لابن مالك (ص235- 236) ، و"شرح ابن الناظم على الألفيَّة" (ص129- 131) ، و"أوضح المسالك" (4/156) ، و"مغني اللبيب" (ص42) ، و"شرح قطر الندى" (ص239- 240) ، و"عقود الزبرجد" (1/98) ، و"خزانة الأدب" (8/420- 428 الشاهد رقم 642) . (2) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/158) . ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/100) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 532 مُرسَلاً. قَالَ أَبِي (1) : الصَّحيحُ هَذَا - يَعْنِي (2) : حديثَ الأَوْزَاعِيِّ - وحديثُ عِكرِمَة وَهَمٌ. 89 - وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ فِي حديثٍ رَوَاهُ زَمْعَة (4) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزْداد (5) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قال رسول الله (ص) : إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَنْتُرْ (6) ذَكَرَهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ (7) . قَالَ أَبِي: هُوَ عيسى بن يَزْداد بن فَساء (8) ، وليس (9) لأبيه صُحبَة،   (1) نقل هذا النص عن أبي حاتم: ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/54) . (2) في (ت) و (ك) : «المعنى» . (3) نقل هذا النص عن ابن أبي حاتم: ابنُ الملقن في "البدر المنير" (1/358/مخطوط) ، وابن حجر في "الإصابة" (1/42) ، و"التلخيص الحبير" (1/192) . وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/291) : «سألت أبي عن عيسى بن يزداد؟ فقال: لا يصح حديثه، وَلَيْسَ لأبيه صحبة، ومن الناس من يُدْخِله فِي المسند عَلَى المجاز، وهو وأبوه مجهولان» . ونقل ابن كثير في"إرشاد الفقيه" (1/54) قول أبي حاتم: «عيسى وأبوه مجهولان» . (4) هو: ابن صالح. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1708) ، وأحمد في "مسنده" (4/347 رقم 19053) ، وأبو داود في "المراسيل" (4) ، وابن ماجه في "سننه" (326) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/238) ، وابن عدي في "الكامل" (5/254) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6679) ، وقرن ابن قانع وابن عدي زكريا بن إسحاق بزمعة. (5) في (أ) : «يزداذ» . (6) في (ت) و (ك) : «فلينثر» . (7) قوله: «مرات» ليس في (ف) . (8) كذا وقع هنا، وفي "تهذيب الكمال" (23/57) وغيره: «فساءة» ، وفي (ك) : «بسام» . (9) في (ك) : «ليس» بلا واو. الحديث: 89 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 533 ومِنَ الناس مَنْ يُدْخِلُهُ فِي المسند (1) عَلَى المجاز، وَهُوَ وأبوه مجهولان (2) . 90 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ فِي حديثِ إِسْرَائِيلَ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة (6) ، عَنْ عبد الله: أنَّ النبيَّ (ص) استَنْجى بِحَجَرين، وأَلْقى (7) الرَّوْثَةَ. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: اختلَفُوا فِي هَذَا الإسناد (8) :   (1) يعني: الحديث الذي ذُكر صحابيُّه، وهو ضدّ المرسل. (2) من قوله: «ومن الناس ... » إلى هنا، سقط من (ف) . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (6/392) : «عيسى ابن يزداد عن أبيه مرسل، روى عنه زمعة، لا يصح» . وقال ابن عدي: «عِيسَى بْنِ يَزْدَادَ عَنْ أَبِيهِ، وقيل: عيسى بن أزداد، عن أبيه، لا يعرف إلا بهذا الحديث» . وقال النووي في "المجموع" (2/110) : «اتفقوا على أن هذا الحديث ضعيف» . وانظر "ذيل الميزان" للعراقي (165) . (3) نقل هذا النص بتمامه ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/567-568) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/216) ، ونقل بعضه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/100) . (4) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1643) ، وأحمد في "مسنده" (1/388 و465 رقم 3685 و4435) ، والترمذي في "جامعه" (17) ، والشاشي في "مسنده" (921) ، والطبراني في "الكبير" (10/61 رقم 9952) ، والدارقطني في "العلل" (5/33) . (5) هو: السَّبيعي عمرو بن عبد الله. (6) هو: ابن عبد الله بن مسعود، مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه. (7) في (ك) : «وارما» . (8) سئل الدارقطني _ح عن هذا الحديث في "العلل" (686) ، فأطال جدًّا في ذكر الاختلاف فيه، ومن جملة ما قال (5/23) : «ذِكْر الاختلاف على أبي إسحاق في ذلك: روى هذا الحديث أبوإسحاق السبيعي، واختُلِفَ عنه فيه اختلافًا شديدًا ... » ، ثم أخذ في ذكره. الحديث: 90 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 534 فمنهُم من يَقُولُ: عَنْ أَبِي إسحاق (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله. ومنهم من يَقُولُ (2) : عَنْ أَبِي إسحاق (3) ، عن الأسود (4) ، عن عبد الله. ومنهم من يَقُولُ: عَنْ أَبِي إسحاق (5) ، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله. ومنهم من يَقُولُ: عَنْ أَبِي إسحاق (6) ، عن عَلْقَمَة، عن عبد الله. والصَّحيحُ عِنْدِي: حديثُ أَبِي عُبَيدة، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وكذا يروى إسرائيل - يعني: عن أَبِي إسحاق، عن أبي عُبَيدة - وإسرائيلُ أحفَظُهُمْ (7) .   (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (156) . (2) من قوله: «عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر، وكذلك سقط من "الإمام"، و"نصب الراية". (3) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (5/36 و37) . (4) في (ف) : «عبد الرحمن بن الأسود» بدل: «الأسود» ، ورواية عبد الرحمن بن الأسود أخرجها الدارقطني في "العلل" (5/36) . (5) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (5/34 و35) . (6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/171 رقم 25378) عن محمد بن جعفر عنه به. وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (1/450 رقم 4299) ، والبزار في "مسنده" (1606) ، والطبراني في "الكبير" (10/61 رقم 9951) ، والدارقطني في "السنن" (1/55) ، وفي "العلل" (5/29- 32) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/103) . من طرق عن سعيد به بلفظ: «مرن أزواجكن» . (7) أخرج الترمذي هذا الحديث في "جامعه" (17) ، ثم قال: «سألت عبد الله بن عبد الرحمن: أيُّ الروايات في هذا عن أبي إسحاق أصح؟ فلم يقض فيه بشيء. وسألت محمدًا عن هذا؟ فلم يقض فيه بشيء، وكأنه رأى حديث زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الرحمن ابن الأسود، عن أبيه، عن عبد الله أشبه، ووضعه في كتاب "الجامع". وأصحُّ شيء في هذا عندي: حديث إسرائيل وقيس، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن عبد الله؛ لأن إسرائيل أثبت وأحفظ لحديث أبي إسحاق من هؤلاء، وتابعه على ذلك قيس بن الربيع» . وانظر "العلل" للدارقطني (5/18-39) ، و"هدي الساري" لابن حجر (ص 348-349) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 535 91 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ فِي حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدٌ (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ (2) ، عَنْ عائِشَة: مُرُوا أزواجَكُنَّ (3) أن يغسِلُوا عنهُم   (1) هو: ابن أبي عروبة. وروايته على هذا الوجه بلفظ: «مروا أزواجكنَّ» أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (6/171 رقم 25378) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سعيد، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1618) ، وابن راهويه في "مسنده" (3/764 رقم 1379) ، وأحمد في "مسنده" (6/236 رقم 25994) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4514) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/105-106) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (2/205) . ورواه أحمد (6/95 و171 رقم 24639 و25378) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/356 رقم 319) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/106) من طريق همام، والترمذي في "جامعه" (19) ، والنسائي في = = "سننه" (46) ، وابن حبان في "صحيحه" (1443) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/106) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن قتادة، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . وقال البيهقي: «ورواه أبو قلابة وغيره عن معاذة العدوية فلم يسنده إلى فعل النبي (ص) ، وقتادة حافظ» . (2) قوله: «معاذة» في هذا الموضع والموضع التالي: في (ش) : «معاوية» ؛ وكذا كان في (أ) ، وغيِّرت إلى «معاذة» في الموضع الأول، وإلى «معاذ» في الموضع الثاني، وفي (ت) و (ك) : «معاذ» في الموضعَيْنِ. ومعاذة هي: بنت عبد الله العدوية، وكانت من أهل البصرة. (3) في (ك) : «أزواجكم» ، وقوله: «مروا أزواجكنَّ» كذا جاء في النسخ وفي مواضع من "مسند أحمد"، وكانت الجادَّة أن يقال: «مُرْنَ أزواجكنَّ» ؛ كما في بقية مصادر التخريج. أما رواية: «مُرُوا أزواجكنَّ» : فيمكنُ تخريجها على أنَّها خاطبتهنَّ بصيغة التذكير في «مُرُوا» ؛ لأنَّ الأمر غالبًا ما يكون من الرجال، وأبْقَتْ على صيغة التأنيث في «أزواجكنَّ» منعًا للالتباس الحاصل لو قالت: «مُرُوا أزواجَكُمْ» ؛ ولذلك جاءتْ هكذا «أزواجكنَّ» في جميع مصادر التخريج، والله أعلم. الحديث: 91 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 536 أثرَ الغائِط وَالْبَوْلِ؛ فَإِنِّي أستَحْيِيهِمُْ (1) ، وكان رسول الله (ص) يفعَلُه (2) . وقلتُ لأَبِي زُرْعَةَ (3) : إنَّ شُعْبَة يروي عَن يزيدَ الرِّشْكِ (4) ، عن   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «أَسْتَحِيهِمْ» ، وفي "مسند أبي يعلى": «فإنِّي أَسْتَحْيِي منهم» وكل ذلك صحيحٌ في اللغة؛ فإنه يقال: اسْتَحْيَيْتُ، واسْتَحَيْتُ؛ الأولى بياءين وهي لغةُ أهل الحجاز وبها نزل القرآن، والثانية لتميم بياء واحدة حذفوا الياء الأخيرة كراهية التقاء الياءين، وقال الأخفش وغيره: يتعدَّى بنفسه وبالحرف، وعلى ذلك فلك في هذا الفعل أربع لغات: اسْتَحْيَيْتُ منه واستَحْيَيْتُهُ؛ بياءين فيهما، واستَحَيْتُ منه واستَحَيْتُهُ؛ بياء واحدة فيهما، والاستحياء: هو الانزواءُ والانقباض، ويقال: حَيِيَ منه حياءً فهو حَيِيٌّ. انظر: "المصباح المنير" (1/160) . (2) قال السِّنْدي في "حاشيته على النسائي": «قوله: «كان يفعله» ، أي: فهو أولى وأحسَنُ، ولم تُرِدْ أنَّ الاكتفاء بالأحجار لا يجوز» . اهـ. (3) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/538) . (4) اختلف على يزيد الرشك في هذا الحديث: فرواه ابنُ أبي شيبة في "المصنَّف" (1633) من طريق ابن عليَّة، عنه، به موقوفًا مِثْلَ رواية شعبة التي ذكرها المصنِّف. ورواه أحمد في "مسنده" (6/113 رقم 24826) من طريق أبان، والطبراني في "مسند الشاميين" (1283) من طريق عبد الله بن شوذب، كلاهما عَن يزيد الرشك، عَن معاذة، به مرفوعًا. وقرن أبانُ في روايته قتادة بيزيد الرشك. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/300) : «قال لي سعيد بن محمَّد، نا يعقوب، نا أبي، عن ابن إسحاق، حدَّثني الصلت بن مسلم، عن الحسن، عن أم الصهباء امرأةٍ من أهل البصرة ثقة، قالت: دخلت على عائشة في نسوة من أهل البصرة؛ قالت: «مُرْنَ أزواجَكُنَّ، فإنِّي أسْتَحِيهِنَّ؛ فلْيَغْسِلوا سبيلَ الغائطِ والبول» ، وأمُّ الصهباء هي معاذةُ، روى أبو قلابة ويزيدُ الرِّشْك عَن معاذة، عَنْ عَائِشَةَ، ورفعَهُ قَتَادَةَ، عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أنَّ النبي (ص) كان يَفْعَلُهُ» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 537 معاذة، عَنْ عائِشَة؛ موقوف (1) ، وأسنده قتادة. فأيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: حديثُ قتادةَ مرفوع أصَحُّ (2) ، وقتادةُ أحفَظُ، ويزيد الرِّشْك لَيْسَ بِهِ بأس (3) .   (1) كذا بحذف ألف تنوين المنصوب على لغةُ ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) أصلُ نظمِ الكلامِ: حديثُ قتادةَ أَصَحُّ مرفوعًا، وقوله: «مرفوع» حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. (3) قال الدارقطني في "العلل" (5/106/ب-107/أ) : «اختلف في رفعه على معاذة؛ فرواه قتادة، عن معاذة. واختلف عنه في رفعه، فرفعه معمر وحماد بن زيد، عن أيوب (كذا!) ، عن أبي قلابة، عن معاذة، عن عائشة. ورفعه إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ أَيُّوبَ. ورواه يزيد الرِّشْك واختلف عنه؛ فرفعه أبان العطار وعبد الله بن شَوذَب، عن يزيد الرِّشْك. ورفعه شعبة وحماد بن زيد عنه. ورواه عاصم الأحول، عن معاذة، عن عائشة موقوفًا أيضًا. ورواه ابن حسان واختلف عنه؛ فرواه عمر بن المغيرة، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عائشة بنت عرار، عن معاذة، عن عائشة، ورفعه إلى النبي (ص) . وتابعه زائدة، عن هشام بن حسان على إسناده، إلا أنه وقفه على عائشة. ورواه عبد الله بن رجاء المكي، عن هشام، عن معاذة، عن عائشة، مرفوعًا؛ وأسقط منه = = عائشة بنت عرار. ووقفه إسحاق بن سويد، عن معاذ [ة] . ورَفْعُه صحيحٌ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، مرفوعًا. وكذلك قال الأوزاعي: عن أبي عمار، عن عائشة» . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (4/300-301) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 538 92 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ فِي حديثٍ (2) رَوَاهُ الفِريابي (3) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَب، عن محمد بن عبد الله بْنِ سَلاَمٍ (4) ؛ قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا رسولُ الله (ص) فَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحْسَنَ الثَّنَاءَ عَلَيْكُمْ فِي الطُّهُورِ: {} (5) ، وذكر الاستِنجاءَ   (1) نقل بعض هذا النص ابن دقيق العيد في"الإمام" (2/544) ، وابن الملقن في"البدر المنير" (1/374/مخطوط) ، وابن حجر في "الإصابة" (9/122) ، ونقله ابن عبد الهادي في"شرح العلل" (ص275) ؛ إلا أنه وقع فيه سقط في المخطوط (62/ب) ، ذهب معه من بداية المسألة إلى قوله: «قَدِمَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه» . وهذا الموضع هو بداية "شرح العلل". (2) قوله: «وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ فِي حديث» تكرر في (ت) . (3) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/18) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1630) ، وأحمد في "مسنده" (6/6 رقم 23833) من طريق يحيى بن آدم، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/307-308) ، وابن جرير في "تفسيره" (17240) من طريق ابن المبارك، وابن جرير أيضًا (17228) من طريق محمد بن سابق، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/22) من طريق عنبسة بن عبد الواحد، أربعتهم عن مالك ابن مغول، به. وانظر "العلل" للدارقطني (1604) . (4) «سَلاَم» هنا هو والد عبد الله بن سَلاَم الحبر الصحابي، وهو بتخفيف اللام، وقد جمع السيوطي في "ألفية الحديث" من سمِّي «سَلاَمًا» بتخفيف اللام وتثقيلها، وذكر من المخفف - وهم ثمانية -: والد عبد الله بن سَلاَم هذا. انظر: "شرح الشيخ أحمد شاكر" على ألفية السيوطي، باب المؤتلف والمختلف، و"مقدمة ابن الصلاح" (1/344) ، و"الشذا الفَيَّاح" للأبناسي (2/617) ، و"اليواقيت والدرر" للمناوي (2/326) . (5) الآية (108) من سورة التوبة. وقوله: «والله يحب المُطَّهِّرين» سقط من (ت) و (ك) . الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 539 بِالْمَاءِ. وَرَوَاهُ سَلَمة بْن رَجَاء (1) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، عَنْ سَيَّار (2) ، عَن شَهْر، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بْنِ سَلاَم؛ قَالَ: قَالَ أَبِي: قَدِمَ علينا رسولُ الله (ص) ... وَرَوَاهُ أَبُو خالدٍ الأحمرُ (3) ، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْر، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلاً. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ عندنا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: عَنْ محمد بن عبد الله بْنِ سَلاَم قَطْ (4) ؛ لَيْسَ فِيهِ: عَنْ أَبِيهِ. 93 - وسمعتُ (5) أَبِي يَقُولُ: أصحُّ حديثٍ فِي هَذَا الباب- يعني:   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (381/ قطعة من الجزء 13) . (2) في (ك) : «يسار» . (3) هو: سليمان بن حيَّان. (4) «قَطْ» هنا ساكنةُ الطاء بمعنى «حَسْبُ» ، وهو الاكتفاء بالشيء؛ تقول: قَطْنِي، أي: حَسْبِي، ويقال فيها أيضًا: «فَقَطْ» بزيادة فاء في أوَّلها لتحسين اللفظ، وتستعملان في النفي والإثبات، وهذه بخلاف «قَطُّ» المشدَّدة الطاء؛ فإنَّها ظرفٌ لا يستعمل إلا في النفي، والسياقُ هنا للإثبات. انظر في الكلام على «قَطْ» و «قَطُّ» والفرق بينهما: "مغني اللبيب" (ص181-182) ، و"المصباح المنير" (ص508) ، و"الكليات" للكفوي (ص737) ، و"الفوائد العجيبة" لابن عابدين (ص47) ، و"الثمر الداني، في شرح رسالة القيرواني" (1/134) . (5) نقل بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/480و481) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/55) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/77) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (1/380/مخطوط) ، وابن حجر في "نتائج الأفكار" (1/216) ، ونقله بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص279) . الحديث: 93 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 540 فِي باب الدُّعَاء عِنْد الخُرُوج من الخَلاء -: حديثُ عائِشَة خ (1) ؛ يعني: حديثَ إسرائيل (2) ، عَن يوسف بْن أَبِي بُرْدَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة. 94 - وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ في حديثٍ رَوَاهُ ابنُ (4) لَهِيعة (5) ، عَنِ   (1) وهو قولها: «كان رسولُ الله (ص) إذا خرج من الغائط، قال: «غُفْرَانَكَ» ، قال البغوي في "شرح السنة" (1/379) : «معناه: أسألك غفرانَكَ، كما قال الله سبحانه وتعالى: [البَقَرَة: 285] {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا} ، أي: أَعْطِنا غفرانَكَ؛ فكأنَّه رأى تَرْكَهُ ذِكْرَ الله - عز وجل - زمانَ لُبْثِهِ على الخلاء تقصيرًا منه؛ فتداركه بالاستغفار» . اهـ. (2) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (7 و29895) ، وأحمد في "مسنده" (6/155 رقم 25220) ، والدارمي في "مسنده" (707) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (693) ، وفي "التاريخ الكبير" (8/386) ، والنسائي في "الكبرى" (9907) ، وابن الجارود في "المنتقى" (42) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (90) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/358 رقم 325) ، وابن حبان في "صحيحه" (1444) ، والطبراني في "الدعاء" (369) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (23) ، والدارقطني في "الأفراد" (358/أ/أطراف الغرائب) ، والحاكم في "المستدرك" (1/158) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/79) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حَدِيث إسرائيل، عَن يوسف بْن أبي بُردَة. وأبو بُردَة ابن أبي موسى اسمه: عامر بن عبد الله بن قيس الأشعري، ولا نعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة خ، عن النبي (ص) » . اهـ. وقال الدارقطني: «تفرد به يوسف، عن أبيه، عنها، وتفرد عنه إسرائيل» . (3) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/167) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص280) . (4) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) . (5) روايته أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (292) عن ابن لهيعة، به. ومن طريق ابن المبارك رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/383) ، وأحمد في "مسنده" (1/228 رقم2614) . ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (95/بغية الباحث) من طريق أشهل بن حاتم، وأحمد في "مسنده" (1/303 رقم 2764) من طريق موسى بن داود، والطبراني في "الكبير" (12/184 رقم 12986) من طريق عبد الله بن يوسف، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، به. ورواه أحمد (1/303 رقم 2764) ، والطبراني (12/184 رقم 12987) من طريق يحيى بن إسحاق السيلحيني، عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن الأعرج، عن حنش، عن ابن عباس، به. الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 541 عبد الله بْنِ هُبَيْرَة، عَنْ حَنَشٍ (1) الصَّنْعاني، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يخرُجُ، فَيَبُولُ، فيتمسَّحُ بالتُّرابِ، فَقَالَ (2) : يَا رسولَ اللَّهِ، الماءُ مِنْكَ قريبٌ! فَقَالَ: مَا أَدْرِي لَعَلِّي لاَ أَبْلُغُ. فَقَالَ أَبِي: لا يصِحُّ هَذَا الحديثُ، ولا يصِحُّ فِي هَذَا الباب حديثٌ. 95 - وسألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رواه سُفْيان (5) ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «حفش» . (2) في "شرح العلل": «فقيل» . (3) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في"الإمام" (1/145) ، وعنده: «فتوضأ من فضلها» ، ونقله ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص287) . (4) في (أ) و (ش) : «وسألتُ أبي زرعة» . (5) هو: الثوري. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (396) ، وابن راهويه في "مسنده" (2018) ، وأحمد في "مسنده" (1/235 و284 و308 رقم 2101 و2102 و2566 و2805 و2806) ، والدارمي في "مسنده" (762) ، وابن ماجه في "سننه" (371) ، والنسائي في "سننه" (325) ، وابن الجارود في "المنتقى" (48 و49) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/268 و296 رقم 187 و212) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (109) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/26) ، وابن حبان في "صحيحه" (1242) ، والطبراني في "الكبير" (11/219 رقم11714) ، والحاكم في "المستدرك" (1/159) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/188 و267) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/333) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36082) ، والدارمي (761) ، وأبو داود في "سننه" (68) ، والترمذي في "جامعه" (65) ، وابن ماجه (370) ، وابن خزيمة (91) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2411) ، وابن حبان (1241 و1261) ، والطبراني (11/219 رقم11715 و11716) ، والبيهقي (1/189 و267) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/423) من طرق عن سماك، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . ورواه ابن راهويه في "مسنده" (2017) ، وأحمد في "مسنده" (1/308 رقم 2807) من طريق وكيع، عن الثوري، عن سماك، عن عكرمة، به، مرسلاً. قال ابن راهويه: «زاد وكيع بعدُ: " نا " فيه عن ابن عباس» . وقال أحمد: «حدثنا به وكيع في "المصنف" عن سُفْيَانُ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، ثم جعله بعدُ: عن = = ابن عباس» . قال ابن رجب في "فتح الباري" (1/284) : «وأعله الإمام أحمد بأنه روي عن عكرمة مرسلاً» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/36) : «وقال أحمد: أتقيه لحال سماك، ليس أحد يرويه غيره. وقال: هذا فيه اختلاف شديد؛ بعضهم يرفعه، وبعضهم لا يرفعه» . وقال ابن عبد البر: «رواه جماعة عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، منهم شعبة والثوري إلا أن جُلَّ أصحاب شعبة يروونه عنه، عن سماك، عن عكرمة مرسلاً، ووصله عنه محمد بن بكر، وقد وصله جماعة عن سماك، منهم الثوري، وحسبك بالثوري حفظًا وإتقانًا» . وقال: «وهكذا رواه أبو الأحوص وشريك، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس مرفوعًا، وكلُّ من أرسل هذا الحديث فالثوري أحفظ منه، والقول فيه قول الثوري ومن تابعه على إسناده» . الحديث: 95 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 542 سِمَاك بن حَرْب (1) ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ بعضَ أزواج النبي (ص) اغتسلَتْ مِنْ جَنابَة، فَجَاءَ النبيُّ (ص) ، فَقَالَتْ لَهُ، فتوضَّأَ بِفَضْلِها، وَقَالَ: المَاءُ لاَ يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ.   (1) قوله: «ابن حرب» من (ف) فقط. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 543 وَرَوَاهُ شَرِيكٌ (1) ، عَن سِماك، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن مَيمُونة؟ فَقَالَ: الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ بلا مَيْمُونة. 96 - وسألتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ محمدِ بنِ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَير:   (1) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1730) عن شريك، به. ومن طريق الطيالسي رواه أحمد في "مسنده" (6/330 رقم 26801) ، وابن ماجه في "سننه" (372) ، والدارقطني في "سننه" (1/53) . ورواه أحمد (6/330 رقم26802) من طريق هاشم بن القاسم، والطبراني في "الكبير" (24/18 رقم 36 و37) من طريق عصمة بن سليمان وأبي غسان، والدارقطني في "سننه" (1/52) من طريق يحيى بن أبي بكير، جميعهم عن شريك، به. ورواه أحمد (1/338 رقم 3120) من طريق حجاج المصيصي، عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، به. قال الدارقطني: «اختلف في هذا الحديث على سماك ولم يقل فيه: "عن ميمونة" غير شريك» . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/181/ب - 182/أ) الاختلاف فيه على سماك، ولم يُرَجِّح. (2) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (1/201-202و206-207) مع بعض التصرف، والزيلعي في "نصب الراية" (1/108) ، ونقله ابن عبد الهادي بتمامه في "شرح العلل" (ص297-298) ، ونقل بعضه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/542 و543) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1525) ، وأحمد في "مسنده" (2/12 رقم 4605) ، والدارمي في "مسنده" (758) ، وأبو داود في "سننه" (64) ، والترمذي في "جامعه" (67) ، وابن ماجه في "سننه" (517) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5590) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/15 و16) ، وفي "شرح المشكل" (2646) ، والدارقطني في "سننه" (1/19 و21) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/261) . الحديث: 96 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 544 فقلت: إنه يقول: عن عُبيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ (1) ، عَنِ ابْنِ (*) عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ الوليدُ بْنُ كَثِيرٍ (2) ، فَقَالَ: عن محمد ابن جعفر بن الزُّبَير، عن عبد الله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ (*) عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا كَانَ الماءُ قُلَّتَيْنِ، لَمْ يُنَجِّسْهُ شَيْءٌ؟ فَقَالَ (3) أَبُو زُرْعَةَ: ابنُ إِسْحَاق لَيْسَ يُمْكِنُ أن يُقْضَى لَهُ. قلتُ لَهُ: ما حالُ مُحَمَّد بْن جَعْفَر؟ فَقَالَ: صَدوق. فقلتُ لأَبِي: إنَّ حَجَّاج بْن حَمْزَة حدَّثنا عَنْ أَبِي أسامة (4) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، فَقَالَ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبَّاد بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؟   (1) في (ف) : «عن عبيد الله بن عمر» . (*) ... قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1526) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (817/المنتخب) ، وأبو داود (63) ، والنسائي في "الكبرى" (50) ، وابن الجارود في "المنتقى" (45) ، وابن حبان في "صحيحه" (1249) ، والدارقطني في "سننه" (1/13-15) . (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (4) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن الجارود في "المنتقى" (44) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2645) ، وابن حبان (1253) ، والدارقطني (1/15 و16-17) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 545 فَقَالَ أَبِي: مُحَمَّد بْن عبَّاد بْن جَعْفَر (1) ثقةٌ، وَمُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الزُّبَير ثقةٌ، والحديثُ لِمحمد (2) بْن جَعْفَر بْن الزُّبَير أشبَهُ (3) .   (1) قوله: «ابن جعفر» ليس في (ف) . (2) كذا وقع هنا وفي "شرح العلل" لابن عبد الهادي، ولو قال: «والحديثُ بمحمَّد بْن جعفرِ بْن الزبير أَشْبَهُ» ، لكان أشبَهَ!. (3) أطال الدارقطني _ح في إخراج طرق هذا الحديث وعرض الاختلاف فيه، وذلك في بداية "السنن" (1/13-23) ، ومن ذلك تخريجه للاختلاف على أبي أسامة حماد بن أسامة؛ فأخرجه من طرق عَنْ أَبِي أسامة، عَنِ الْوَلِيدِ بن كثير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عباد بْن جعفر، ومن طرق أخرى عَنْ أَبِي أسامة، عَنِ الْوَلِيدِ بن كثير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزبير، ثم قال: «فلما اختُلِفَ على أبي أسامة في إسناده؛ أحببنا أن نعلم مَن أتى بالصواب، فنظرنا في ذلك، فوجدنا شعيب بن أيوب قد رواه عَنْ أَبِي أسامة، عَنِ الْوَلِيدِ بن كثير على الوجهين جميعًا: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزبير، ثم أتبعه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عباد بْن جعفر؛ فصحَّ القولان جميعًا عن أبي أسامة، وصحَّ أن الوليد بن كثير رواه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزبير، وعن مُحَمَّدِ بْنِ عباد بْن جَعْفَرٍ جميعًا، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، فكان أبو أسامة مرة يحدِّث به عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، ومرة يحدِّث به عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ عباد بْن جَعْفَرٍ، والله أعلم» . اهـ. وانظر "العلل" له أيضًا (4/66/أ - 67/أ) ، و"سنن البيهقي" (1/260-261) . وعرض ابن عبد البر في "التمهيد" (1/329) بعض هذا الاختلاف، ثم قال: «ومثل هذا الاضطراب في الإسناد يوجب التوقف عن القول بهذا الحديث، إلى أن القُلَّتين غيرُ معروفتين، ومحال أن يتعبد الله عباده بما لا يعرفونه» . اهـ. وخرَّج ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص288-297) بعض هذا الاختلاف، وقال: «وقد استوفيت الكلام على حديث القُلَّتين في مكان آخر، وذكرت الاختلاف في إسناده ومتنه، ومن صحَّحه من الأئمة مرفوعًا، ومن صحَّح وقفه. وقد رواه أصحاب المسانيد والسنن، ولم يروه صاحبا الصحيحين لأجل الاختلاف في إسناده» . اهـ. وقد أطال ابن دقيق العيد في الموضع السابق من "الإمام" في تخريج هذا الحديث، والكلام عليه، وكذا ابن القيم في "تهذيب السنن" (1/56-74) ، فانظرهما إن شئت، والله أعلم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 546 97 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ (2) ، عَنِ الأَحْوَصِ (3) بنِ حَكِيم، عَنْ راشِدِ بنِ سَعْدٍ (4) ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : لاَ يُنَجِّسُ الماءَ إِلاَّ مَا غَلَبَ عَلَيْهِ طَعْمُهُ وَلَوْنُهُ؟ فَقَالَ (5) أَبِي: يوصِّله (6) رِشْدِينُ (7) بنُ سَعْدٍ (8) ؛ يقول: عن أبي   (1) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص302-303) ، وفي "تنقيح التحقيق" (1/26) ، ونقل بعضه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/552) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/27) ، وفي "تحفة الطالب" (ص255) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/82) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3) ، وفي "موافقة الخُبْر الخَبَر" (1/487) . (2) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/16) ، والدارقطني في "السنن" (1/29) . قال الطحاوي: «هذا منقطع» . وقال الدارقطني: «مرسل، ووقفه أبو أسامة على راشد» . ثم رواه من طريق أبي أسامة، عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أبي عون وراشد بن سعد قالا: الماء لا ينجسه شيء إلا ما غير ريحه أو طعمه. (3) في (أ) : «الأخوص» . (4) في (ش) : «أسعد» . (5) في (أ) و (ش) : «قال» . (6) «يوصِّله» بالتشديد، مضارعُ: وصَّله، وهو بمعنى الفعل الثلاثي: وصَلَ الحديثَ يَصِلُهُ. وانظر الكلام على ذلك في التعليق على المسألة رقم (163) . (7) في (ك) : «راشدين» . (8) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (521) ، والدارقطني في "سننه" (1/28- 29) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/259) من طريقه، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أمامة، عن النبي (ص) ، به. قال الدارقطني: «لم يرفعه غير رشدين بن سعد، عن معاوية بن صالح، وليس بالقوي» . = ... وقال ابن الملقن في "البدر المنير" (2/82) : «وقال الدارقطني في "علله": هذا حديث يرويه رشدين بن سعد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ راشد، عن أبي أمامة مرفوعًا، وخالفه الأحوص بن حكيم؛ فرواه عن راشد ابن سعد، مرسلاً، عن النبي (ص) . وقال أبو أسامة: عن الأحوص، عن راشد قوله، لم يجاوز به راشدًا. قال الدارقطني: ولا يثبت الحديث» . اهـ. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/389) من طريق حفص بن عمر الأَيْلي، عَن ثور بْن يَزِيدَ، عَن رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أمامة، به، مرفوعًا، ثم قال: «وهذا الحديث ليس يوصله عن ثور إلا حفص بن عمر، ورواه رشدين بن سعد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أمامة، موصولاً أيضًا. ورواه الأحوص بن حكيم مع ضعفه، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ النبي (ص) ، مرسلاً، ولا يذكر أبا أمامة» . الحديث: 97 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 547 أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) ، ورِشْدِين (1) لَيْسَ بقَويٍّ، والصَّحيحُ مرسَلٌ (2) . 98 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ فِي حديثٍ رواه وكيع (4) ، عن   (1) في (ك) : «وراشدين» . (2) روى البيهقي في "السنن" (1/260) عن الشافعي _ح أنه قال: «وما قلت من أنه إذا تغير طعم الماء ولونه وريحه كان نجسًا؛ يروى عن النبي (ص) من وجهٍ لا يُثبِتُ أهلُ الحديث مثلَه، وهو قول العامة لا أعلم بينهم فيه خلافًا» . اهـ. (3) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص307) ، ونقل قول أبي زرعة فقط ابن عبد الهادي أيضًا في "تنقيح التحقيق" (2/580) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/134) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/155) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/33) ، وبمعناه في "إتحاف المهرة" (16/38- 39) . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (343) ، وابن راهويه في "مسنده" (178) ، وأحمد في "مسنده" (2/442 رقم 9708) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/386-387) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6090) ، والدارقطني في "سننه" (1/63) ، والحاكم في "المستدرك" (1/183) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/334 رقم 547) . ورواه أحمد (2/328 رقم 8342) ، والحاكم في الموضع السابق من "المستدرك"، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/249 و251) من طريق هاشم بن القاسم، والطحاوي في "شرح المشكل" (2656) ، والدارقطني في "سننه" (1/63) من طريق محمد بن ربيعة الكلابي، وابن عدي في "الكامل" (5/252) من طريق مسكين الحذاء، والحاكم في الموضع السابق من "المستدرك" من طريق أبي نُعَيْم، أربعتهم عن عيسى ابن المسيب، به. قال العقيلي بعد أن ذكر ضعف عيسى: «لا يتابعه إلا من هو مثله أو دونه» . وقال ابن عدي: «هذا لا يرويه غير عيسى بن المسيب بهذا الإسناد» . وقال الدارقطني: «تفرد به عِيسَى بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي زرعة، وهو صالح الحديث» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح» . الحديث: 98 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 548 عِيسَى بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرو بْنِ جَرِير، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الهِرُّ سَبُعٌ (1) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يرفَعْهُ أَبُو نُعَيم (2) ، وهو أصَحُّ، وعيسى ليس بِقَوِيٍّ. 99 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ فِي الوُضُوء بالنَّبيذِ؟ فَقَالا: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بِقَويٍّ؛ لأَنَّهُ لَمْ يَرْوِهِ (4) غيرُ أبي فَزَارَة،   (1) قال الحربي في "غريب الحديث" له (2/684) : «قوله: الهِرُّ: سَبُعٌ، هو: السِّنَّوْرُ الذَّكَر، والهِرَّة الأنثى» . اهـ. (2) يعني: الفضل بن دُكَيْن، ولم نجد من أخرج روايته على هذا الوجه، لكن أخرجها الحاكم مرفوعةً - كما سبق - مقرونةً برواية وكيع، ومعطوفةً على رواية هاشم بن القاسم، ولعل الحاكم حمَلَ رواية أبي نعيم على رواية وكيع المرفوعة. (3) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص308) ، وابن دقيق العيد في "الإمام" (1/183) ، ونقل شطره الأخير العراقي في "ذيل الميزان" (ص210) ، ونقله عن العراقي ابن حجر في "اللسان" (4/88) . وانظر ما سبق في المسألة رقم (14) . (4) في (ف) : «لم يرويه» . الحديث: 99 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 549 عَنْ أَبِي زَيْدٍ (1) - وحمَّادِ بنِ سَلَمة (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (3) - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وعليُّ بْنُ زَيْدٍ لَيْسَ بِقَويٍّ، وَأَبُو زَيْدٍ شيخٌ مَجْهُولٌ لا يُعْرَف، وعَلْقَمَةُ يَقُولُ: لَمْ يكنْ عبدُالله مع النبي (ص) ليلةَ الجِنِّ، فوَدِدتُّ أَنَّهُ كَانَ مَعَهُ. قلتُ لَهما: فإنَّ (4) معاوية بْن سَلاَّم (5) يحدِّث عَنْ أَخِيهِ (6) ، عَنْ جَدِّه (7) ، عَنِ ابْنِ غَيْلان، عَنِ ابْنِ مَسْعُود ... ؟ قَالا: وَهَذَا أَيْضًا لَيْسَ بشيء؛ ابنُ غَيْلان مجهول (8) ، ولا يَصِحُّ فِي هَذَا الباب شيء.   (1) وأبو زيد يرويه عن ابن مسعود. وتقدم تخريج رواية أَبِي فَزَارَةَ عَنْ أَبِي زَيْدٍ، بهذا الإسناد في المسألة رقم (14) . (2) أي: ورواه حماد بن سلمة. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/455 رقم 4353) ، والطحاوي في = = "شرح معاني الآثار" (1/95) ، والدارقطني في "سننه" (1/77) ، والجورقاني في "الأباطيل" (308) . قال الدارقطني في "العلل" (940) : «ولا يثبت هذا الحديث؛ لأنه ليس في كتب حماد بن سلمة المصنفات، وعلي بن زيد ضعيف، وأبو رافع لا يثبت سماعه من ابن مسعود» . اهـ. وقال الجوزقاني: «هذا حديثٌ باطل؛ مخالف للكتاب والسنة والإجماع والقياس، لم يروه عن أبي رافع إلا علي بن زيد» . (3) هو: نفيع الصائغ. (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» بدل: «فإن» ، وكذا كانت في (أ) ثم صوِّبت في الهامش، وعليها علامة التصحيح. (5) روايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (1/78) . ووقع عنده: «فلان بن غيلان» . (6) هو: زيد بن سلاَّم. (7) هو: أبو سلاَّم ممطور الحبشي. (8) قال الدارقطني في "السنن" (1/78) : «الرجل الثقفي الذي رواه عن ابن مسعود مجهول، قيل اسمه: عمرو، وقيل: عبد الله بن عمرو بن غيلان» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 550 100 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحيم بْنُ زَيْدٍ العَمِّيّ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ توضَّأ مرَّة مرَّة، وَقَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ (3) لاَ يَقْبَلُ اللهُ لَهُ (4) صَلاَةً إِلاَّ بِهِ، ثُمَّ توضَّأَ مرَّتين مرَّتين، وَقَالَ: هَذَا وُضُوءُ مَنْ يُضَاعِفُ اللهُ لَهُ الأجْرَ مَرَّتَيْنِ، ثُمَّ توضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَقَالَ: هَذَا وُضُوئِي وَوُضُوءُ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي؟ فَقَالَ أَبِي: عبدُالرحيم (5) بْنُ زَيْدٍ متروكُ الْحَدِيثِ، وزيدٌ العَمِّيُّ ضعيفُ الْحَدِيثِ، وَلا يصحُّ هذا الحديثُ عن النبيِّ (ص) .   (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/9) بتصرف، ولم يذكر قوله: «وَهُوَ زَيْدٌ الْعَمِّيُّ وَهُوَ ضَعِيفُ الحديث» ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/291-292) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/28) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/322) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/141) ، و"إتحاف المهرة" (8/686) ، وأبو زرعة العراقي في "تحفة التحصيل" (ص508) . ونقله بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص322-323) ، وانظر المسألة رقم (146) و (164) و (166) و (172) . (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (419) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/288) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5598) ، وفي "معجمه" (46) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/161-162) . وذكر العقيلي لهذا الحديث طريقًا آخر ثم قال: «كلاهما فيه نظر» . ورواه الطيالسي في "مسنده" (2036) ، وابن عدي في "الكامل" (3/300) ، والدارقطني في "السنن" (1/80) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/80) من طريق سلاَّم الطويل، والدارقطني (1/79) من طريق محمد ابن الفضل، كلاهما عن زيد العمي، به. (3) قوله: «من» ليس في (ف) . (4) قوله: «له» ليس في (ت) و (ك) . (5) قوله: «عبد الرحيم» أثبتناه من (ت) و (ف) و (ك) ، و"شرح العلل"، وقد سبق ذِكْره في سؤال ابن أبي حاتم، وهو الصواب، وفي (أ) و (ش) : «عبد الرحمن» ، وكانت هكذا في (ف) ، ثم صوِّبت في الهامش. الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 551 وسُئل أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ عِنْدِي حديثٌ واهٍي (1) ، ومعاويةُ بنُ قُرَّة لَمْ يَلْحَقِ ابنَ عُمَرَ (2) . وَقُلْتُ (3) لأَبِي: فإنَّ (4) الربيع بن سُلَيمان حدَّثنا بهذا (5) الحديثِ عَنْ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، عَنْ سلاَّم بْنِ سُلَيْم، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَمَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ: هُوَ سَلاَّم الطَّويل، وَهُوَ متروكُ الْحَدِيثِ. وَهُوَ زيدٌ العَمِّي (6) ، وهو (7) ضعيفُ الحديث (8) .   (1) كذا في جميع النسخ بإثبات الياء مع الاسم المنقوص المرفوع المنوَّن، وهي لغةٌ صحيحةٌ عند العرب وإنْ كانت مرجوحة، وانظر الكلام عليها في المسألة رقم (146) . (2) نقل قول أبي زرعة هذا: ابن التركماني في "الجوهر النقي" (1/80) . (3) في (ت) و (ك) : «قلت» بلا واو. (4) المثبت من (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «قال» . (5) في (ت) و (ك) : «هذا» . (6) أي: وزيدٌ المذكور هو زيد العَمِّي، لا زيد بن أسلم. (7) قوله: «وهو» ليس في (ف) . (8) ذكر ابن عدي في"الكامل" (3/99) هذا الحديث من رواية داود بن المُحَبَّر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ معاوية ابن قرَّة، عن أبيه، عن النبي (ص) ، ثم قال: «وهذا رواه زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، فقال عبد الله بن عَرادة عنه: عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عَنِ عبيد بن عمير، عن أُبَيِّ بن كعب، وقال سلاَّم الطويل: عَنْ زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ ابن قرَّة، عن ابن عمر، وهكذا رواه عبد الرحيم بْنُ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ أَبِيهِ أيضًا» . وأخرج هذا الحديث (3/300) في ترجمة سلام الطويل، ثم قال: «وهذا اختُلِفَ على معاوية بن قرَّة؛ فقال سلام: زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عن ابن عمر، وهكذا رواه عبد الرحيم بن زيد، عن أبيه. ورواه عبد الله بن عَرادة، عَنْ زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن قرَّة، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ أُبَيِّ بن كعب» . اهـ. وذكره الدارقطني في "العلل" (4/50/ب-51/أ) ، فقال: «يرويه زيد العَمِّي، ومحمد بن الفضل بن عطية، عَنْ زَيْدٍ العَمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ورواه أبو إسرائيل الملائي، عن زيد العَمِّي، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ووهِمَ فيه، والصواب: قول من قال: عن معاوية بن قرَّة. وقال مرحوم بن العطَّار: عن عبد الرحيم بْنُ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ أَبِيهِ، عن معاوية بن قرَّة، مرسلاً. ورواه عبد الله بن عَرَادة، عَنْ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن قرَّة، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ أُبَيِّ بن كعب، ولم يتابع عليه» . اهـ. وذكر ابن عبد البر هذا الحديث في "التمهيد" (20/259) وحكم عليه بالضعف، وقال: «وحديث: "هَذَا وُضُوئِي وَوَضُوءُ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي"؛ فإنما يدور على زيد بن الحواري العمِّي والد عبد الرحيم بن زيد، وهو انفرد به، وهو ضعيف ليس بثقة، ولا ممن يُحتَجُّ به، وقد اختُلِف عليه فيه أيضًا» ، ثم ذكر الاختلاف، ثم قال: «وهو حديث لا أصل له، وعبد الرحيم وأبوه زيد متروكان» ، ثم أخرجه بسنده، ثم قال: «هذا كله منكر في الإسناد والمتن، وقد ثبت عن النبي (ص) أنه كان يتوضَّأ مرَّة مرَّة، رواه ابن عباس وغيره من حديث الثقات، وأجمعت الأمة أن من توضَّأ مرَّة واحدة سابغة أجزأه، وكيف كان رسول الله (ص) يتوضَّأ مرَّة مرَّة، فيرغب بنفسه عن الفضل الذي قد ندب غيره إليه؟! أو كيف كان يتوضَّأ مرَّة أو مرَّتين ويقصِّر عن ثلاث إذا كانت الثلاث وضوء إبراهيم (ص) ، وقد أُمر أن يتَّبع ملة إبراهيم حنيفًا؟! وليس يشتغل أهل العلم بالنقل بمثل حديث عبد الرحيم بن زيد العمِّي وأبيه وقد أجمعوا على تركهما» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 552 101 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: لا يَثبُتُ عن النبيِّ (ص) في تَخليلِ اللِّحْيَة حديثٌ (2) .   (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (1/487) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص326) ، وابن القيم في "تهذيب السنن" (1/110) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/43) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/26) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (1/292/مخطوط) ، وابن حجر في"التلخيص الحبير" (1/153) . (2) نقل ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص329-330) أن الخلاَّل روى في "العلل" عن أبي داود أنه قال: «قلت لأحمد بن حنبل: تخليل اللحية؟ قال: تخليل اللحية قد روي فيه أحاديث، ليس يثبت منها حديث، وأحسن شيء فيها: حديث شقيق، عن عثمان» . اهـ. وانظر "مسائل أبي داود" (40) . الحديث: 101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 553 102 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو بن خالد (2) ، عن   (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/175) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص335) ، وفي "تنقيح التحقيق" (1/200) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/76) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/187) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/98/مخطوط) . (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنَّف" (623) عن إسرائيل، عَنْ عَمْرو بْن خَالِد، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدِّه، عن علي، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن ماجه في "سننه" (657) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/269) ، والدارقطني في "سننه" (1/226) ، والبيهقي في "الخلافيات" (2/498 رقم 839) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/124- 125) ، والدارقطني في "السنن" (1/227) ، والبيهقي في "معرفة السنن" (2/40 رقم 1652) ، وفي "الخلافيات" (2/499 رقم 840) من طريق سعيد بن سالم القداح، عن إسرائيل، عن عمرو بن خالد، به، = = مِثْلَ رواية عبد الرزاق. قال البيهقي في "الخلافيات" (2/500) : «وقد سرقه عمر بن موسى الوجيهي [يعني: من عمرو بن خالد] ، فرواه عن زيد بن علي» ، ثم ساقه بسنده إلى عمر بن موسى عن زيد بن علي، به. ونحوه في "معرفة السنن" (2/40) . وقال في "السنن الكبرى" (1/228) : «وتابعه [أي: تابع عمرو بن خالد] على ذلك: عمر بن موسى بن وجيه، فرواه عن زيد بن علي مثله، وعمر بن موسى متروك منسوب إلى الوضع، ونعوذ بالله من الخذلان، ورُوِيَ بإسنادٍ آخرَ مجهول عن زيد ابن علي، وليس بشيء، ورواه أبو الوليد خالد بن يزيد المكي بإسنادٍ آخر عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَن علي، مرسلاً، وأبو الوليد ضعيف، ولا يثبت عن النبي (ص) في هذا الباب شيءٌ، وأصح ما روي فيه حديث عطاء بن أبي رباح الذي قد تقدَّم، وليس بالقوي، وإنما فيه قول الفقهاء من التابعين فَمَنْ بعدهم مع ما رُوِّينا عن ابن عمر في المسح على العصابة، والله أعلم» . ونحوه في "معرفة السنن" (2/40- 41) ، وزاد: «وأصحُّ ما رُوِيَ فيه: حديثُ عطاء ابن أبي رباح، مع الاختلاف في إسناده ومتنه، والذي أخرجه أبو داود في كتاب "السنن" [336] » . اهـ. وقد أخرج البيهقي في "الخلافيات" (2/502- 503) ما أشار إليه هنا في "السنن" و"المعرفة" من قوله: «وروي بإسناد آخر مجهول عن زيد بن علي» ، فقال: «وقد روي بإسنادٍ آخر ضعيف؛ أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو بن مهدي المذكر، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان بالبصرة، حدَّثنا عبد الله بن محمد البلوي - وبَليٌّ حيٌّ من اليمن، نزل الفسطاط - حدَّثني إبراهيم بن عبيد الله - أو ابن عبد الله - بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زيد بن علي بن الحُسَيْن بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عَنِ عليٍّ ح، قال: أصيبَتْ إحدى زَنْدَيَّ مع رسول الله (ص) ، فأمر به رسول الله (ص) فَجُبِرَ، فقلتُ: يا رسول الله، كيف أصنع بالوضوء؟ قال: امسَحْ على الجبائر، قلتُ: فالجنابة؟ قال: كذلك فافعلْ. عبد الله بن محمد البلويّ مجهول؛ رأينا في أحاديثه المناكير» . الحديث: 102 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 554 زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَن آبائه: أنَّ عليًّا انكسَرَتْ إِحْدَى زَنْدَيْهِ (1) ، فأمره النبيُّ (ص) أن يمسَحَ على الجَبائِر؟   (1) كذا في جميع النسخ، وكذا في أكثر مصادر التخريج: «إحدى زَنْدَيْهِ» أو «إحدى زَنْدَيَّ» بتأنيث الزَّنْد، وفي "مصنَّف عبد الرزاق": «أحَدُ زنديَّ» . والزند - كما في كتب المعاجم - مذكَّر لا مؤنَّث؛ ولذا قال صاحب "المغرب، في ترتيب المعرب" (1/369) : «صوابه: انكَسَرَ أحَدُ زندَيْهِ؛ لأنَّ الزند مذكَّر، والزندان: عظما الساق» . اهـ. لكن ما وقع هنا وفي مصادر التخريج له وجهان في العربية: الأول: إذا قلنا بأنَّ «الزند» مذكَّر فإن ما وقع عندنا يكون من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر؛ حُمِلَ «الزند» على معنى «اليد» ، وهي مؤنثة، أو يكون «الزند» بمعنى «الذراع» ، وهي مؤنثة أيضًا على الأفصح، والتقدير: «انكسرت إحدى ذراعيه» ، وحَمْلُ المذكَّر على معنى المؤنَّث له نظائر كثيرة في اللغة. انظر التعليق على المسألة رقم (81) . والثاني: أن السيوطي نقل في "المزهر" (2/196- 197) عن بعضهم أن «الزند» مما يؤنث. وعلى ذلك فالروايتان صحيحتان من جهة العربية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 555 فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ لا أَصْلَ لَهُ، وعمرو بْن خالد مَتروكُ الحديث (1) .   (1) قال العقيلي في "الضعفاء" (3/268) : «لا يعرف هذا الحديث إلا من حَدِيث عَمْرو بْن خَالِد هذا» . وقال ابن عدي: «ولعمرو بن خالد غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه موضوعات» . وقال عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (3/15- 16 رقم 3944- 3945) : «سمعتُ رجلاً يقول ليحيى: تحفظُ عن عبد الرزَّاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرة، عَنْ علي، عن النبي (ص) ؛ أنه مسَحَ على الجبائر؟ فقال: باطلٌ؛ ما حدَّث به معمر قطُّ؛ سمعتُ يحيى يقول: عليه بدنةٌ مقلَّدة مجلَّلة إنْ كان معمرٌ حدَّث بهذا قطُّ؛ هذا باطل، ولو حدَّث بهذا عبد الرزَّاق، كان حلال الدم! مَنْ حدَّث بهذا عن عبد الرزاق؟ قالوا له: فلانٌ، فقال: لا، واللهِ ما حدَّث به معمر، وعليه حجةٌ مِنْ ههنا - يعني: المسجدَ - إلى مكة إنْ كان معمرٌ حدَّث بهذا» . اهـ. ثم قال عبد الله: «وهذا الحديثُ يروونه عن إسرائيلَ، عَنْ عَمْرو بْن خَالِد، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَن آبائه، عن علي؛ أنَّ النبي (ص) مسح على الجبائر، وعمرو بن خالد لا يَسْوَى حديثُهُ شيئًا» . وقال ابن حزم في "المحلَّى" (2/75) - بعد أن ذكره من طريق عمرو بن خالد، قال: «هذا خَبَرٌ لا تَحِلُّ روايته إلا على بيان سقوطه؛ لأنه انفرد به أَبُو خَالِدٍ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الواسطي، وهو مذكور بالكذب» . وهذا الحديث ذكره الشافعي في "الأم" (1/60) معلَّقًا من غير إسناد، ثم قال: «ولو عرفتُ إسناده بالصحة، = = قلتُ به، وهو مما أستخير الله فيه» . اهـ. ونقل النووي في "المجموع" (2/341) اتفاق الحُفَّاظ على ضعفه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 556 103 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ فِي حديثٍ رَوَاهُ جَرِيرٌ (2) ، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ الحَكَم (*) بْنِ سُفْيان - أَوْ أَبِي الحَكَم بْنِ سُفْيان - عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَضَح فَرْجَهُ (4) . وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ (5) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ الْحَكَمِ (*) بْنِ سُفْيان - أَوْ سُفْيان بن الحكم - عن النبيِّ (ص) .   (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في"الإمام" (2/83) ، وابن عبد الهادي في"شرح العلل" (ص342-343) ، ونقله بتصرف مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/366 و367) . (2) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/410 رقم 15384) ، والطبراني في "الكبير" (3/217 رقم 3184) . وأخرجه أبو داود في "سننه" (168) ، من طريق زائدة، عن منصور، عن الحكم، أو ابن الحكم، عن أبيه، به. (3) هو: ابن المعتمر. (*) ... في (ك) : «الحكيم» . (4) هذا المتن مختصر، وأصله: «أنَّه رأى النبيَّ (ص) بال ثُمَّ توضَّأَ، ونضَحَ فرجَهُ» ؛ كما في عامة الروايات. انظر: "عون المعبود" (1/197) . (5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (587) ، وأحمد في "مسنده" (15423 و23517 و23519 و23520) ، وأبو داود في "سننه" (166) ، والحاكم في "المستدرك" (1/171) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/161) . قال أبو داود: «وافق سفيان جماعةٌ على هذا الإسناد، وقال بعضهم: الحكم أو ابن الحكم» . ورواه عبد الرزاق (586) عن معمر، والطبراني (3/217 رقم 3181) من طريق مفضل بن مهلهل، كلاهما (معمر ومفضل) عن منصور، به. الحديث: 103 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 557 وَرَوَاهُ وُهَيب (1) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ الحَكَمِ (2) بْنِ سُفْيان، عَنْ أَبِيهِ. وَرَوَاهُ ابنُ عُيَينة (3) ، عَنْ منصورٍ وابنِ أَبِي نَجِيح (4) ، عَنْ مُجاهِد، عَن رَجُلٍ مِنْ ثَقِيف، عَنْ أَبِيهِ. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: مُجاهِد، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيان، وَلَهُ صُحْبَة. وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحيحُ: مُجاهِد، عَنِ الحكم بن سُفْيان،   (1) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (3/216 رقم 3178) . ورواه الطبراني (3/216 و217 رقم 3180 و3182) من طريق زكريا بن أبي زائدة، والطبراني (3/216 و217 رقم 3175 و3183) من طريق سلام بن أبي مطيع وقيس بن الربيع، ثلاثتهم عن منصور، به. (2) في (أ) و (ش) : «عن أبي الحكم» ، وكذا في "شرح العلل"، وكأنه ضرب عليها في المخطوط (88/أ) ، وهناك تعليق بالهامش الظاهر أنه عليها، لكن رداءة التصوير منعت من التحقق من ذلك، والمثبت من بقيَّة النسخ و"الإمام" نقلاً عن هذا الموضع، وهو الصواب كما يتضح من سياق طرق الحديث في "الإمام" (2/81-82) . (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (167) ، والحاكم في "المستدرك" (1/171) من طريقه عن ابن أبي نجيح وحده، عن مجاهد، به. ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/161) . ورواه الإسماعيلي في "معجم شيوخه" (2/567) من طريق مسعر، عن منصور وحده، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن رَجُلٍ مِنْ ثقيف؛ أنَّ رسول الله (ص) كان إذا توضأ نضح فرجه بالماء. ليس فيه «عن أبيه» . (4) هو: عبد الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 558 عَنْ أَبِيهِ، وَلأَبِيهِ صُحْبَة (1) . 104 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابنُ لَهِيعة (3) ، عن   (1) قال الترمذي في "العلل الكبير" (27) : «سألت محمدًا عن حديث مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ - أَوْ أَبِي الْحَكَمِ، أو سفيان بن الحكم-: أن النبي (ص) كان إذا توضَّأ وفرغ من وضوئه أخذ كفًّا من ماء فرشَّه تحته؟ فقال: الصحيح ما روى شعبة ووهيب، وقالا: عن أبيه، وربما قال ابن عُيَيْنَةَ فِي هَذَا الحديث: عن أبيه. وقال شعبة: عن الحكم - أو أبي الحكم -، عن أبيه. قال محمد: وقال بعض ولد الحكم بن سفيان: إن الحكم لم يدرك النبي (ص) ولم يره» . وأطال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/329-330 رقم 2647) في ذكر الاختلاف على مجاهد ومن دونه في هذا الحديث. وذكر الحافظ في "التهذيب" (1/463) في ترجمة الحكم بن سفيان الخلاف في هذا الحديث، ومما = = قاله: «وقال ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبيه: الصحيح: الْحَكَمِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ أَبِيهِ. وكذا قال الترمذي في "العلل" عن البخاري، والذهلي عن ابن المديني. وصحح إبراهيم الحربي وأبو زرعة وغيرهما: أن للحكم بن سفيان صحبة، فالله أعلم، وفيه اضطراب كثير» . وانظر "مسند الطيالسي" (1364) ، و"شرح العلل" لابن عبد الهادي (ص336 -345) ، و"شرح ابن ماجه" لمغلطاي (1/366-371) . (2) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/76-77) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص347) ، ونقل بعضه ابن حجر في "النكت الظراف" (3/228) ، ونقل بعضه بتصرف مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/371) . (3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1782) ، وأحمد في "مسنده" (4/161 رقم17480) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (283) ، وابن ماجه في "سننه" (462) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/300) ، وابن أبي عاصم في "الأوائل" (38) ، وفي "الآحاد والمثاني" (1/201) ، والبزار في "مسنده" (1332) ، والطبراني في "الأوائل" (18) ، وابن عدي في "الكامل" (4/150) ، والدارقطني في "السنن" (1/111) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/363) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (8/56) . ومن طريق الفسوي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/161) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير ابن لَهِيعَةَ، عَن عُقيل، عَنِ الزهري» . ورواه الطبراني في "الأوسط" (3901) من طريق سعيد ابن شرحبيل، عن الليث، عن عقيل، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الليث إلا سعيد بن شرحبيل، والمشهور من حديث ابن لهيعة» . الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 559 عُقَيْل (1) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) : أنَّ جبريل _ج أتاهُ فأراهُ الوُضُوءَ، فلمَّا فَرَغَ، نَضَحَ فَرْجَهُ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ باطِلٌ. قلتُ: وقد كَانَ أَبُو زُرْعَةَ أخرَجَ هَذَا الحديثَ فِي كتاب "المختصر" عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ الأَشْيَب (2) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، فظننتُ أَنَّهُ أخرجَهُ قديمًا للمعرفة (3) . 105 - وسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ فِي حديثٍ رَوَاهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارة (5) ، عَنِ الحَرِيش بْنِ الخِرِّيت - أَخِي الزُّبَير بْنِ الخِرِّيت - عن   (1) هو: ابن خالد. (2) هو: الحسن بن موسى. (3) أي: لم يخرجه لروايته وللاحتجاج به، وإنما لبيان علته، أو لجمع الروايات من باب معرفة ما في الباب فقط؛ وهذا يعينهم في معرفة علة الحديث. (4) في (ف) : «وسألت» . وقد نقل هذا النص ابن عبد الهادي في"شرح العلل" (ص355) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/269) . (5) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/442) ، وابن حزم في "المحلى" (2/152) . ورواه البزار في "مسنده" (313/كشف الأستار) من طريق حرمي بن عمارة به، بلفظ: «في التيمم ضربتين؛ ضربة للوجه، وضربة لليدين إلى المرفقين» . قال البزار: «لا نعلمه يروى عن عائشة إلا من هذا الوجه، والحريش أخو الزبير بن الخريت، بصري» . الحديث: 105 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 560 ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (1) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كنتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فِي سَفَرٍ، فوقعَتْ قِلادَتي، فأُنْزِلَتْ آيةُ التَّيَمُّمِ. فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، والحَريشُ شيخٌ لا يُحتَجُّ بِحَدِيثِهِ (2) . 106 - وسألتُ (3) أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ، عَنِ الوَضِين   (1) هو: عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة. (2) الحديث رواه البخاري (334) ، ومسلم (367) من طريق عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به. (3) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص359) ، و"تنقيح التحقيق" (1/144) ، ونقله بتصرف ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/214) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/401) ، وابن التركماني في "الجوهر النقي" (1/118) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/45-46) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/48) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/16-17/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/208) ، و "إتحاف المهرة" (11/534) . (4) كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: «وسألت أبي وأبا زرعة» . انظر التعليق الآتي على قوله: «فقالا» . (5) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن راهويه في "مسنده"- كما في "النكت الظراف" (10208) -، وأحمد في "مسنده" (1/111 رقم887) ، وأبو داود في "سننه" (203) ، وابن ماجه في "سننه" (477) ، وأبو يعلى في "معجمه" (260) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/329) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3432) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (656) ، وابن عدي في "الكامل" (7/89) ، والدارقطني في "سننه" (1/161) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (330) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/118) . ومن طريق ابن راهويه رواه ابن المنذر في "الأوسط" (1/144 رقم 36) . الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 561 بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَة، عَنِ ابْنِ عائِذٍ (1) ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) ؟ وَعَنْ حديثِ [أَبِي بَكْرِ] (2) بْنِ أَبِي مَرْيَمَ (3) ، عَنْ عَطِيَّة بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : العَيْنُ وِكَاءُ سَهٍ (4) ؟   (1) هو: عبد الرحمن بن عائذ الأزديُّ الثُّماليُّ. (2) في جميع النسخ: «ابن أبي بكر» ، والتصويب من المصادر التي نقلت عن"العلل". (3) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (749) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7372) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3433 و3434) ، والطبراني في "الكبير" (19/372 رقم875) ، و"مسند الشاميين" (1494) ، وابن عدي في "الكامل" (2/38) ، والدارقطني في "السنن" (1/160) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/154) و (9/305) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/118) . ورواه عبد الله بن أحمد (4/96-97 رقم 16879) قال: وجدت هذا الحديث في كتاب أبي بخط يده: حدثني بكر بن يزيد - وأظنني قد سمعته منه في المذاكرة فلم أكتبه، وكان بكر ينزل المدينة، أظنه كان في المحنة كان قد ضرب على هذا الحديث في كتابه - قال: حدثنا بكر بن يزيد قال: أخبرنا أبو بكر - يعني ابن أبي مريم- به. ومن طريق عبد الله بن أحمد رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/92) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/38) من طريق الوليد ابن مسلم، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ جُنَاحٍ، عَنْ عطية، عن معاوية، به، موقوفًا. ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/118-119) . (4) كذا في جميع النسخ، ومثله في "نصب الراية". وفي بقية المصادر: «وكاء السَّهِ» بـ «أل» التعريفيَّة، وفي معناه قال أبو عبيد: «السَّهُ، يعني: حلقة الدُّبُر، والوِكَاءُ أصله: هو الخيطُ أو السَّيْرُ الذي يُشَدُّ به رَأْسُ القِرْبَة؛ فجَعَلَ اليقظةَ للعين مِثْلَ الوِكَاءِ لِلْقِرْبَة، يقول: فإذا نامتِ العَينُ استَرْخَى الوكاءُ؛ فكان منه الحدث ... » ، وقال ابن الأثير: «السَّهُ: حَلْقَةُ الدُّبُر، وهو منَ الاِسْت، وأصلها: سَتَهٌ بوزن فَرَس، وجمعها: أستاه؛ كأفراس ... ويروى في الحديث: «وكَاءُ السَّتِ» بحذف الهاء وإثبات العين، والمشهور الأوَّل. ومعنى الحديث: أنَّ الإنسانَ مهما كان مستيقظًا، كانت اسْتُهُ كالمشدودةِ المَوْكِيِّ عليها، فإذا نام انْحَلَّ وكاؤُهَا. كَنَى بهذا اللفظ عن الحَدَثِ وخروجِ الريح، وهو مِنْ أحسَنِ الكنايات وألطفها» . اهـ. "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/451) ، و"النهاية" لابن الأثير (2/429-430) ، وانظر "المصباح المنير" (1/266) ، و"شرح مشكل الآثار" (9/55-58) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 562 فقالا (1) : لَيْسَا بقويَّين. وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ ابْنِ عائِذ، عَنْ عليٍّ، بِهَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: ابنُ عائِذٍ، عن عليٍّ، مرسَلٌ (2) .   (1) كذا في جميع النسخ: «فقالا» ، وجاء في بداية السؤال أن ابن أبي حاتم سأل أباه فقط. ووقع عند ابن عبد الهادي: «فقال» . وذكر ابن دقيق العيد ومغلطاي وابن كثير والزيلعي أن ابن أبي حاتم سأل أباه وأبا زرعة عن هذين الحديثين؟ فقالا ... . (2) قال الساجي في الوضين بن عطاء: «عنده حديث واحد منكر [عَنْ] مَحْفُوظِ [بْنِ] عَلْقَمَةَ، عَنِ عبد الرحمن بن عائذ، عن علي؛ حديث: "العينان وكاء السه"» ، ثم قال الساجي: «رأيت أبا داود أدخل هذا الحديث في كتاب "السنن" ولا أراه ذكره فيه إلا وهو عنده صحيح» . "تهذيب التهذيب" (4/310) . وهذا لا يلزم؛ إذ إن أبا داود يدخل في "سننه" الصحيح والحسن والضعيف، بل وشديد الضعف، وينبِّه على بعضه. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (18/248) : «هذان الحديثان ليسا بالقويين» . وقال ابن حزم في "المحلى" (1/231) : «وهذان أثران ساقطان، لا يحل الاحتجاج بهما» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/144) : = = «ورواه البيهقي من رواية ابن أبي مريم مرفوعًا، ومن رواية مروان بن جناح، عن عطية بن قيس، موقوفًا، وهو أصح. وسُئِلَ الإمام أحمد عن حديث علي ومعاوية في ذلك؟ فقال: حديث علي أثبت وأقوى» . قال ابن الملقن في "البدر المنير" (2/17/مخطوط) : «ومراده أنه أثبت على عِلاَّته» . وقال الحافظ في "بلوغ المرام" (ص 36 رقم86 و87) عن حديث علي ومعاوية: «وفي كلا الإسنادين ضعف» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 563 107 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ شُعْبَة (2) ، عَنْ سُهَيل (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : لا وُضُوءَ إلاَّ مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ. قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ اختَصَرَ (5) شُعْبَة متنَ هَذَا الْحَدِيثِ (6) ؛ فَقَالَ: لا وُضُوءَ إِلاَّ مِنْ صَوْتٍ أَوْ رِيحٍ (7) . وَرَوَاهُ (8) أَصْحَابُ سُهَيل (9) ، عَنْ سُهَيل (10) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي   (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/268) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل " (ص360-361) ، وفي "تنقيح التحقيق" (1/179) ، وابن التركماني في "الجوهر النقي" (1/117) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/12) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/207) . وانظر المسألة رقم (501) . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/410 و471 رقم 9313 و10093) ، والترمذي في "جامعه" (74) ، وابن ماجه في "سننه" (515) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (27) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1583) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/117 و120) . قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . (3) هو: ابن أبي صالح. (4) هو: أبو صالح ذكوان السَّمَّان. (5) في (ت) و (ك) : «اختص» . (6) وكذا قال ابن خزيمة والبيهقي بأن الحديث الأول مختصر من الحديث الثاني خلافًا لابن التركماني. (7) من قوله: «قال أبي: هذا وهم ... » إلى هنا، سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (8) في (ك) : «رواه» بلا واو. (9) رواه أحمد في "مسنده" (2/414 رقم 9355) ، وأبو داود في "سننه" (177) من طريق حماد بن سلمة، ومسلم في "صحيحه" (362) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/117) من طريق جرير، والترمذي في "جامعه" (75) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وابن الجارود في "المنتقى" (2) من طريق وهب ابن جرير، وابن خزيمة في "صحيحه" (28) من طريق خالد الواسطي، جميعهم عن سهل، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . (10) قوله: «عن سهيل» سقط من (أ) و (ش) . الحديث: 107 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 564 هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا كَانَ (1) أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاةِ، فَوَجَدَ رِيحًا مِنْ نَفْسِهِ؛ فَلاَ يَخْرُجَنَّ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا. 108 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير (3) ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن عائِشَة: كان النبي (ص) يُقَبِّلُ إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلاة وَلا يَتَوَضَّأ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ لا أصلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري، وَلا أَعْلَمُ مَنْصُورَ بْنَ زَاذَانَ سَمِعَ مِنَ الزُّهْري، وَلا رَوَى عَنْهُ. وحِفظي عن أبي _ح (4) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا أَرَادَ: الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقبِّل وَهُوَ صَائِمٌ (5) . قلتُ لأبي: الوَهَمُ مِمَّن هو (6) ؟ قَالَ: مِنْ سعيد (7) بن بَشير (8) .   (1) قوله: «كان» سقط من (ك) . (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل " (ص362) ، ونقله بتصرف مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/499 و500) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (17/612) ، وانظر المسألة رقم (109) و (110) و (166) . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4385 و4686) ، وفي "مسند الشاميين" (4/81 رقم 2787) ، وابن عدي في "الكامل" (3/375) ، والدارقطني في "السنن" (1/135) . (4) في (ك) : «رحمة الله عليه» . (5) سيأتي هذا الطريق والكلام عليه في المسألة رقم (739) . (6) في (ت) و (ف) و (ك) : «ممن الوهم» . (7) في (أ) يشبه أن تكون: «شعبة» ، ثم صوِّبت. (8) قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا منصور، تفرد به سعيد بن بشير» . وقال ابن عدي: «لا أعلم رواه عن منصور غير سعيد بن بشير» . = ... وقال الدارقطني في "السنن": «تفرد به سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مَنْصُورِ، عن الزهري، ولم يتابع عليه، وليس بقوي في الحديث، والمحفوظ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة: أن النبي (ص) كان يقبل وهو صائم. وكذلك رواه الحفاظ الثقات عن الزهري، منهم معمر وعقيل وابن أبي ذئب، وقال مالك، عن الزهري: في القُبلة الوضوء. ولو كان ما رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ منصور، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة، صحيحًا - لما كان الزهري يفتي بخلافه» . وقال في "العلل" (5/ل151/أ) : «تفرد به سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مَنْصُورِ بن زاذان، عن الزهري، وخالفه عقيل بن خالد، وابن أبي ذئب، ويزيد بن عياض، ومعمر بن راشد، فرووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة: أن النبي (ص) كان يقبل وهو صائم، ولم يذكر الوضوء ... » . وانظر "الخلافيات" للبيهقي (2/179 فما بعدها) ، و"الإمام" لابن دقيق العيد (2/260) . الحديث: 108 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 565 109 - وسمعتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ فِي حديثِ حجَّاجِ بنِ أَرْطَاة (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ زَيْنَبَ السَّهْمِيَّة، عَنْ عائِشَة، عَنْ رَسُولِ الله (ص) : أَنَّهُ (3) كَانَ يتوضَّأ، ويُقَبِّل، ويصلِّي، وَلا يَتوضَّأ. فَقَالا: الحجَّاج يُدَلِّس فِي حَدِيثِهِ عَنِ الضُّعَفاء، وَلا يُحْتَجُّ بحديثه (4) .   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص365) ، ونقل بعضه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/502) ، وانظر المسألة رقم (108) و (110) و (166) . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/62 رقم 24329) ، وابن ماجه في "سننه" (503) ، والدارقطني في "السنن" (1/142) ، و"العلل" (5/156/أ) ، والبيهقي في "الخلافيات" (2/176 رقم446) . (3) قوله: «أنه» سقط من (ف) . (4) قال الدارقطني في "العلل" (5/156/أ) : «يرويه عمرو ابن شعيب، عن زينب، عن عائشة، وزينب هذه مجهولة. حدَّث به عن عمرو بن شعيب: الحجاج بن أرطاة والعَرْزَمي، وهما ضعيفان. ورواه الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، بهذا الإسناد. حدث به عنه ابن أبي العشرين، وعثمان بن عمرو بن ساج. ورواه محمد ابن إسحاق، عن عمرو بن شعيب فقال: عن مجاهد، عن عائشة: أن النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائم في رمضان، وهذا أصحُّ من الذي تقدم، والله أعلم» . اهـ. ونقل البيهقي عن الحاكم قوله: «هذا إسناد لا تقوم به الحجة فإن حجاج بن أرطاة - على جلالة قدره - غير مذكور في الصحيح، وزينب السهمية ليس لها ذكر في حديث آخر» . الحديث: 109 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 566 110 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: لَمْ يَصِحَّ حديثُ عائِشَة (2) فِي تَرْكِ الوُضُوء مِنَ القُبْلَة. يَعْنِي: حديثَ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبيب (3) ، عَنْ عُرْوَة (4) ، عَنْ عائِشَة. وسُئل أَبُو زُرْعَةَ عَنِ الوُضُوء من القُبلَة؟   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص369-370) ، ثم قال: «كذا وجدت في النسخة التي نقلت منها كلام أبي زرعة، والله أعلم!» . وكأنه أشكل على ابن عبد الهادي قولُ أبي زرعة، وسيأتي توجيهه في التعليق آخر المسألة. ونقله مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/493) ، وانظر المسألة رقم (108) و (109) و (166) . (2) وكذا قال يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وَابْنُ معين، وعلي بن المديني، والبخاري، والدارقطني، والبيهقي، فمَنِ الناسُ بعدَهم؟! قال الترمذي: «وليس يصح عن النبي (ص) في هذا الباب شيء» . انظر "جامع الترمذي" (86) ، و"العلل الكبير" له (51) ، و"الخلافيات" للبيهقي (2/167-168) ، و"المعرفة" (1/376) ، و"العلل" للدارقطني (5/129/ب) ، و"تهذيب الكمال" (5/362) . (3) هو: ابن أبي ثابت. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (485) ، وابن راهويه في "مسنده" (2/99 رقم 566) ، وأحمد في "مسنده" (6/210 رقم 25766) ، والترمذي في "جامعه" (86) ، وأبو داود في "سننه" (179) ، وابن ماجه في "سننه" (502) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/128 رقم15) ، والدارقطني في "السنن" (1/137 و138) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/125-126) ، وفي "الخلافيات" (435) ، وفي "المعرفة" (1/376) . (4) قيل: هو عروة بن الزبير، وقيل: عروة المزني. الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 567 فَقَالَ: إنْ لَمْ يَصِحَّ حديثُ عائِشَة، قلتُ بِهِ (1) . 111 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ (3) ، عَن قيس بْن طَلْق، عَنْ أَبِيهِ (4) : أَنَّهُ سألَ رسول الله (ص) : هَلْ فِي مَسِّ الذَّكَرِ وُضُوءٌ؟ قَالَ: لا؟ فلم [يُثْبِتاهُ] (5) ، وقَالا: قيس بْن طَلْق لَيْسَ مِمَّن تقوم به الحُجَّة،   (1) أي: قلت بالوضوء من القُبلة. (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص374) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/437) . (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (426) ، وأحمد في "المسند" (4/23 رقم 16292) ، وابن ماجه في "سننه" (483) ، وابن الجارود في "المنتقى" (25) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/75) ، والدارقطني في "السنن" (1/149) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/103) ، و"تاريخ أصبهان" (2/352) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (1192) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1745) ، وأحمد في "مسنده" (4/22 رقم 16286) ، وأبو داود في "سننه" (182) ، والترمذي في "جامعه" (85) ، والنسائي في "سننه" (165) ، وابن حبان في "صحيحه" (1119 و1120 و1121) ، والبيهقي في "الخلافيات" (567) من طرق عن قيس، به. (4) هو: طلق بن علي الحنفي. (5) في جميع النسخ: «يبيناه» ، والمثبت من "شرح العلل"، و"شرح ابن ماجه"، ويؤيد هذا التصويب: أن الدارقطني في "السنن" (1/149) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" (1/135) ، وفي "الخلافيات" (2/282) -، والمنذري في "مختصر السنن" (1/134) نقلا هذا النص هكذا: «قال ابن أبي حاتم: سَأَلْتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديث محمد بن جابر هذا؟ فقالا: قيس ابن طلق ليس ممن يقوم به حجة، ووهَّناه ولم يُثْبِتاه» . وانظر "الإمام" لابن دقيق العيد (2/277) ، و"البدر المنير" (2/34/مخطوط) ، و (3/223/مخطوط) . الحديث: 111 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 568 [وَوَهَّنَاهُ] (1) . 112- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَان الوَرَّاق (3) ، عَنْ جَعْفَرٍ الأَحْمَرِ (4) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّاني (5) ، عَنْ زَاذَانَ (6) ، عَن سَلْمَانَ: أَنَّهُ رَعَفَ، فَقَالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ (ص) : أَحْدِثْ لِذَلِكَ (7) وُضُوءًا؟ فَقَالَ أَبِي: أَبُو خَالِدٍ هَذَا: عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، متروكُ الْحَدِيثِ، لا يُشتَغَلُ بِهَذَا الْحَدِيثِ. قلتُ لأَبِي: فإنَّ الرَّمَادي (8) حدَّثنا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ منصور، عن   (1) في جميع النسخ: «ووهَّماه» ، والمثبت من المراجع السابقة. (2) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/349) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص386) . (3) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/156) ، ورواه البزار في "مسنده" (2522) ، والطبراني في "الكبير" (6/239 رقم 6098) ، و"الأوسط" (2862) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/105-106) من طريق الحسين بن حسن، عن جعفر الأحمر، عن يزيد أبي خالد الدالاني، عن أبي هاشم، به. (4) هو: جعفر بن زياد. (5) مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: يحيى بن دينار، وقيل: يحيى بن الأسود، وقيل غير ذلك. (6) هو: أبو عبد الله، ويقال: أبو عمر الكندي، الكوفي. (7) في (أ) و (ش) : «أحدث لك» . (8) في (أ) و (ش) و (ف) : «الرماني» ، وكذا في "الإمام"، والمثبت من (ت) و (ك) و"شرح العلل"، وهو الصواب. والرَّمَادي هذا هو: أحمد بن منصور. وروايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/156) . ورواه الطبراني في "الكبير" (6/239 رقم 6099) من طريق القاسم بن دينار، والدارقطني في "سننه" (1/156) من طريق محمد بن الخليل، كلاهما عن إسحاق ابن منصور، به. قال الدارقطني: «عمرو القرشي هَذَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ أبو خالد الواسطي، متروك الحديث» . وقال ابن الجوزي في "التحقيق" (1/189) : «وهذا لا يصح» . الحديث: 112 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 569 هُرَيْم (1) ، عَنْ عَمْرٍو القُرَشي، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّاني (2) ، هَذَا الحديثَ؟ فَقَالَ: هُوَ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ. 113 - وسألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ عَنِ الغُسْل من الحِجامَة، قلت: يُروَى عَنِ النبيِّ (ص) : الغُسْلُ مِنْ أَرْبَع ... (4) ؟ فَقَالَ: لا يصحُّ هَذَا؛ رَوَاهُ مُصعَب بْن شيبة، وَلَيْسَ بِقَويٍّ. قلتُ لأَبِي زرعة: لم يُرْوَ عَنْ عائِشَة من غير حَدِيث مُصْعَب؟   (1) هو: ابن سفيان. (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «الزماني» . (3) نقل هذا النص بتمامه ابن الملقن في "البدر المنير" (2/67/مخطوط) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (16193) . وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/69) : «وإسناده على شرط مسلم، وقال أحمد، وعلي ابن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة: لا يصح فِي هَذَا الباب شيء» . (4) وهو بتمامه: «الغُسْل من أربع: من الجنابة، ويومِ = = الجمعة، ومن الحجامة، ومن غُسْل الميت» . والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (483) ، وابن راهويه في "مسنده" (2/81) ، وأحمد في "مسنده" (6/152 رقم 25190) ، وأبو داود في "سننه" (348 و3160) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (256) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/197) ، والدارقطني في "سننه" (1/113) ، والحاكم في "المستدرك" (1/163) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/299 و300) ، وفي "المعرفة" (2/135-136) ، و"الخلافيات" (3/268) من طريق مصعب بن شيبة، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنْ النبي (ص) ، به. الحديث: 113 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 570 قال: لا (1) . 114 - وسمعتُ (2) أَبِي وذكَرَ الأحاديثَ المَروِيَّة فِي: المَاءُ مِنَ المَاءِ: حديثَ هشام بن عُرْوَة (3) ؛ [يعني: عَنْ أَبِيهِ] (4) ، عَنْ أَبِي أيُّوب (5) ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) نقل الترمذي في "العلل الكبير" (246) عن البخاري قوله: «وحديث عائشة في هذا الباب ليس بذاك» . وروى العقيلي في "الضعفاء" (4/196-197) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هانئ أنه سأل الإمام أحمد، فقال: «ذكرت لأبي عبد الله الوضوء من الحجامة، فقال: ذاك حديث منكر؛ رواه مصعب بن شيبة، أحاديثه مناكير، منها هذا الحديث» . وقال عبد الله بن أحمد في "المسائل" (1/82-83) : «سمعت أبي يقول: رُوي عن النبيِّ (ص) : «الغُسْلُ مِنْ غَسل الميت» ، وليس يثبت، ولا «يتوضأ من حمل الجنازة» ليس يثبت، ولا «يغتسل من الحجامة» ، ليس يثبت عن النبيِّ (ص) » . وقال أبو داود في "سننه" (2162) : «وحديث مصعب ضعيف، فيه خصال ليس العمل عليه» . وقال الدارقطني في "السنن" (1/113) : «مصعب بن شيبة ليس بالقوي، ولا بالحافظ» . (2) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/28) ، ونقل بعضه ابن رجب في "فتح الباري" (1/348) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/83) . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (293) ، ومسلم في "صحيحه" (346) . (4) قوله: «يعني عن أبيه» سقط من (أ) و (ت) و (ش) و (ف) ، واستدرك بهامش (ت) ، ولكن لم يظهر في التصوير، والمثبت من (ك) فقط، إلا أن فيها: «عن أمه» بدل: «عن أبيه» ، والتصويب من "الإمام"؛ حيث نقل ابن دقيق العيد هذا النص، ولكن وقع عنده: «أي: عن» بدل: «يعني: عن» !. (5) هو: خالد بن زيد الأنصاري. الحديث: 114 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 571 وحديثَ شُعْبَة (1) ، عَنِ الحَكَم (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي: المَاءُ مِنَ المَاءِ. فَقَالَ: هُوَ مَنسوخٌ؛ نَسَخَهُ حديثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (4) ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. 115 - وسمعتُ (5) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ أَبِي إِسْحَاقَ (6) ، عَنِ الأَسْوَدِ (7) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالت (8) : كَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) يَنَامُ وَهُوَ جُنُبٌ، وَلا يَمَسُّ مَاءً. فَقَالَ أَبِي (9) : سمعتُ نَصْرَ بْنَ عَلِيٍّ (10) يَقُولُ: قَالَ أَبِي: قَالَ شُعْبَةُ: قَدْ سمعتُ حديثَ أبي إسحاق: أنَّ النبي (ص) كَانَ يَنَامُ جُنُبًا، ولكنِّي أَتَّقِيهِ (11) .   (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (180) ، ومسلم في "صحيحه" (345) . (2) هو: ابن عُتَيبَة. (3) هو: ذكوان السَّمَّان. (4) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (86) . (5) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/731) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (11/379-381) . (6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (6/102 رقم24706) ، ومسلم في "التمييز" (40) ، وأبو داود في "سننه" (228) ، والترمذي في "جامعه" (118 و119) ، وابن ماجه (581 و582 و583) ، والنسائي في "الكبرى" (9052) وغيرهم. (7) هو: ابن يزيد النخعي. (8) في (ت) و (ك) : «قال: قلت» . (9) في (أ) : «فقال: إني» . (10) هو: الجَهْضَمي. (11) ذكر ابن ماجه أن سفيان الثوري قال: «فذكرت الحديث يومًا، فقال لي إسماعيل - يعني ابن أبي خالد-: يا فتى! يُشَدُّ هذا الحديث بشيء؟» . وقال مسلم: «فهذه الرواية عن أبي إسحاق خاطئة؛ وذلك أن النخعي وعبد الرحمن بن الأسود جاءا بخلاف ما روى أبو إسحاق» . ونقل ابن حجر في "النكت الظراف" (11/380) أن أبا داود قال - في رواية ابن العبد -: «هذا الحديث ليس بصحيح» . وساق أبو داود بسنده عن يزيد بن هارون أنه قال: «هذا الحديثُ وهمٌ» . وقال الترمذي: «وهذا قول سعيد بن المسيب وغيره. وقد روى غير واحد عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبي (ص) : أنه كان يتوضَّأ قبل أن ينام، وهذا أصحُّ من حَدِيثَ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الأَسْوَدِ. وقد رَوَى عن أبي إسحاق هذا الحديث شعبةُ والثوري وغير واحد، ويرون أن هذا غلط من أبي إسحاق» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (5/58/ب) : «اختلف فيه على الأسود بن يزيد: فرواه أبو إسحاق السبيعي كذلك، واختلف عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: فرواه داود بن الجراح، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن الحارث، عن علي، وَوَهِم فيه، والصواب: عن الأسود، عن عائشة. ويقال: إن أبا إسحاق وَهِم في هذا عن الأسود؛ لأن عبد الرحمن بن الأسود والحكم ابن عيينة روياه فخالفا أبا إسحاق؛ رواه عبد الرحمن بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، عن النبي (ص) : كان إذا أراد أن ينام توضأ. ورواه الحكم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة نحو قول أبي إسحاق، عن الأسود؛ قال ذلك قيس بن الربيع، عن مغيرة، ولم يتابع عليه. والصحيح من ذلك: ما رواه عبد الرحمن ابن الأسود وإبراهيم النخعي، عن الأسود، عن عائشة. وقال بعض أهل العلم: يشبه أن يكون الخبران صحيحين، وأن عائشة قالت: ربما كان النبي (ص) قدَّم الغسل، وربما أخَّره؛ كما حكى ذلك غُضَيف بن الحارث، وعبد الله بن أبي قيس، وغيرهما، عن عائشة، وأن الأسود حفظ ذلك عنهما، فحفظ عنه أبو إسحاق تأخير الوضوء والغسل، وحفظ عبد الرحمن بن الأسود وإبراهيم تقديم الوضوء على الغسل» . وقال الإمام أحمد: «ليس بصحيح» . وقال مهنَّا عن أحمد بن صالح: «لا يحل أن يروى هذا الحديث» . وفي "علل الأثرم": «لو لم يخالف أبا إسحاق في هذا إلا إبراهيمُ وحده لكفى؛ فكيف وقد وافقه عبد الرحمن ابن الأسود، وكذلك روى عروة وأبو سلمة، عن عائشة» . نقل ذلك كله الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/245) . وذكر ابن القيم في "تهذيب السنن" (1/154-155) كلام ابن حزم في تصحيح هذا الحديث، وذكر تعقبًا جيدًا لأحد الأئمة عليه، ثم قال ابن القيم: «والصواب ما قاله أئمة الحديث الكبار مثل يزيد بن هارون، ومسلم، والترمذي، وغيرهم؛ من أن هذه اللفظة وهم وغلط؛ والله أعلم» . اهـ. وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في "فتح الباري" (1/362) : «وهذا الحديث مما اتفق أئمة الحديث من السلف على إنكاره على أبي إسحاق، منهم: إسماعيل ابن أبي خالد، وشعبة، ويزيد بن هارون، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومسلم بن الحجاج، وأبو بكر الأثرم، والجوزجاني، والترمذي، والدارقطني ... وأما الفقهاء المتأخرون، فكثير منهم نظر إلى ثقة رجاله، فظَنَّ صِحَّته، وهؤلاء يظنون أن كل حديثٍ رواه ثقة فهو صحيح، ولا يفطنون لدقائق علم علل الحديث، ووافقهم طائفة من المحدثين المتأخرين؛ كالطحاوي والحاكم والبيهقي» . وانظر "التمهيد" لابن عبد البر (17/39) ، و"فتح الباري" لابن حجر (1/394) ، و"شرح ابن ماجه" لمغلطاي (2/731-735) . الحديث: 115 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 572 116 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش (2) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن رسول الله (ص) قَالَ: لا يَقْرَأُ الجُنُبُ وَلا الحَائِضُ شَيْئًا مِنَ القُرْآن ِ.   (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/70-71) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/756) ، والزيلعي في"نصب الراية" (1/195) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/136) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/71/مخطوط) ، وابن حجر في"النكت الظراف" (6/240) ، و"التلخيص الحبير" (183) . (2) روايته أخرجها الحسن بن عرفة في "جزئه" (60) ، وابن ماجه في "سننه" (595) ، وعبد الله بن أحمد في "العلل" (5675) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/88) ، وأبو الحسن القطان في "زياداته على ابن ماجه" (596) ، وابن عدي في"الكامل" (1/298) ، والدارقطني في "سننه" (1/117) . = ... ومن طريق الحسن بن عرفة رواه الترمذي في "جامعه" (131) ، والدارقطني في "سننه" (1/117) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/89 و309) . وذكر عبد الله بن أحمد في "العلل" (5675) أنه سأل أباه عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «هَذَا باطل، أُنكره على إسماعيل بن عياش» . قال عبد الله: «يعني: أنه وهمٌ من إسماعيل بن عياش» . وسأل الترمذي في "العلل الكبير" (75) البخاري عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: «لا أعرفه من حديث ابن عقبة، وإسماعيلُ بن عياش منكر الحديث عن أهل الحجاز وأهل العراق» . اهـ. وقال الترمذي في "جامعه": «حديث ابن عمر لا نعرفه إلا من حديث إسماعيل بن عياش» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه غير ابن عياش» . وقال البيهقي: «ليس هذا بالقوي» . الحديث: 116 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 574 فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قولَه (1) . 117- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد بن أبي (3) عَدِيٍّ (4) ،   (1) يعني: عن ابن عمر مِنْ قولِهِ، فحذف حرف الجر «من» ؛ فانتصب «قوله» على نزع الخافض. وقد تقدَّم التعليق عليه في المسألة رقم (12) . (2) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/186) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/236) ، وابن القيم في "تهذيب السنن" (1/183) ، وابن رجب في "فتح الباري" (1/437) ، وابن التركماني في "الجوهر النقي" (1/326) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/184/مخطوط) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (12/460) . (3) قوله: «أبي» سقط من (ت) ، وفي موضعها إشارة لَحَق، ولكن لم يظهر شيء في المصورة. (4) هو: محمد بن إبراهيم. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (286) ، والنسائي في "سننه" (215 و362) ، والدارقطني في "سننه" (1/206) ، والحاكم في "المستدرك" (1/174) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/325) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن أبي عدي من كتابه، به. ورواه أبو داود (286) ، والنسائي (216 و363) ، والدارقطني (1/207) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ: حَدَّثَنَا ابن أبي عدي من حفظه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُروة، عَنْ عَائِشَةَ، عن فاطمة، به. ومن طريق النسائي رواه الطحاوي في "شرح المشكل" (2729) . ونقل البيهقي عن عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبي يقول: كان ابن أبي عدي حدثنا به عن عائشة ثم تركه. وقال النسائي: «قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ واحد لم يذكر أحد منهم ما ذكره ابن أبي عدي» . الحديث: 117 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 575 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْري، عَنْ عُروَة، عن فاطِمَة (1) : أنَّ النبي (ص) قَالَ لَهَا: إِذا رأَيْتِ الدَّمَ الأَسوَدَ، فَأَمْسِكِي عَنِ الصَّلاةِ، وَإِذا كانَ الأَحْمَرَ ُ (2) ، فَتَوَضَّئِي؟ فَقَالَ أَبِي: لَمْ يُتابَعْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى هَذِهِ الرِّواية، وَهُوَ مُنكَرٌ (3) . 118 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَيْبان النَّحْوي (5) ، عن   (1) هي بنت أبي حُبيش. (2) قوله: «الأحمر» يحتمل النصب والرفع؛ فالنصبُ على أنَّه خبر لـ «كان» ، والتقدير: وإذا كان هو [أي: ما تَرَيْنَهُ] الأحمَرَ. والرَّفْعُ على أنه فاعلٌ بـ «كان» التامَّة، والمعنى: وإذا وقَعَ أو حصَلَ الدمُ الأحمرُ، والله أعلم. (3) ذكر الدارقطني في"العلل" (5/31/ب) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «وأما الزهري فتفرد بهذا الحديث عنه مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ» . (4) نقل بعض هذا النص بتصرف ابن حجر في "النكت الظراف" (12/439) . (5) هو: شيبان بن عبد الرحمن. وروايته على هذا الوجه هي من رواية أبي نعيم الفضل ابن دكين كما في كلام ابن أبي حاتم الآتي، ولم نقف عليها، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/279 رقم 26388) من طريق حسن بن موسى وحسين بن محمد، وابن ماجه في "سننه" (646) ، وابن الجارود في "المنتقى" (116) من طريق عبيد الله بن موسى، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/337) من طريق محمد بن سابق ومعاوية ابن سلام، خمستهم عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ أبي سلمة، عن أم أبي بكر، عن عائشة، به. ووقع في المطبوع من "سنن ابن ماجه": «أم بكر» والتصويب من "تحفة الأشراف" (17976) . ورواه ابن راهويه في "مسنده" (3/1001) ، وأحمد في "مسنده" (6/160 و215 رقم25269 و25803) من طريق علي بن المبارك، وأحمد (6/71 رقم 24428) ، وأبو داود في "سننه" (293) من طريق حسين المعلم، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَن أم بكر، عن عائشة، به. الحديث: 118 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 576 يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن أم بَكْر، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المُسْتَحاضَة (1) ؟ فَقَالَ أَبِي: هُوَ وَهَمٌ، والصَّحيحُ مايقولُ الأوزاعيُّ، ومعاويةُ (2) بن سَلاَّم؛ فقالا: عن أم [أبي] (3) بكر (4) . وقال (5) أبومحمد: وقد اختلفوا عَلَى شَيْبان؛ فَقَالَ أبونُعَيم (6) : عَن أم بَكْر (7) ، وَقَالَ الْحُسَيْن (8) المَرُّوذي (9) : عَن أم أَبِي بَكْر. 119 - وسألتُ (10) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامٌ (11) ،   (1) ولفظه: أن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) في المرأة ترى ما يَريبها بعد الطُّهر؛ قال: «إنما هي عِرْقٌ، أو عُروق» . (2) في (ك) : «ومعاو» . وتقدم تخريج روايته. (3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والتصويب من "النكت الظراف"، وانظر "سنن البيهقي" (1/337) . (4) وكذا رجح الدارقطني في "العلل" (5/106/ب - 107/أ) . (5) في (ف) : «قال» بلا واو. (6) هو: الفضل بن دُكَيْن. (7) من قوله: «وقال أبو محمد ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (8) في (ش) : «الحسن» . (9) في (ت) و (ك) : «المردودي» . وحسين هذا هو: ابن محمد. وتقدم تخريج روايته. (10) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "النكت الظراف" (11/325) ، ونقله بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص29) . (11) هو: ابن أبي عبد الله الدَّستوائي، وقد اختلف عليه: فرواه ابن حزم في "المحلَّى" (2/211) على هذا الوجه، من طريق وهب بن جرير، عنه، به. وروي عنه - كما سيأتي في كلام أبي حاتم - عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ: أنَّ أمَّ حَبِيبَةَ سَأَلَتِ النَّبِيَّ ... مرسلاً؛ أخرجه: إسحاق بن راهويه في "مسنده" (4/244) ، من طريق معاذ بن هشام، والدارمي في "مسنده" (935) من طريق يزيد بن هارون ووهب بن جرير، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/351) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/89) من طريق مسلم بن إبراهيم، جميعهم عن هشام الدستوائي، به. الحديث: 119 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 577 ومَعْمَرٌ (1) ، وغيرُهما (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أُمِّ حَبيبة؛ أَنَّهَا استُحِيضَتْ، فأمرها رسولُ الله (ص) أَنْ تَغتَسِلَ لكُلِّ صَلاةٍ؟ فَلَمْ يُثْبِتْهُ، وَقَالَ: الصَّحيحُ: عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتوائي (3) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة: أنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ سَأَلَتِ النبي (ص) ... وَهُوَ مُرسَلٌ. وَكَذَا يَرْوِيهِ حربُ بْنُ شَدَّاد (4) . وَقَالَ الْحُسَيْنُ المعلِّم (5) : عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة؛ قال:   (1) هو: ابن راشد. ولم نقف على روايته على هذا الوجه. لكنْ أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (4/245) من طريقه، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أنَّ أُمَّ حبيبة بنت جحش كانت تُهَرَاق الدم ... فذكر مِثْلَ رواية هشام الدستوائي المرسلة. (2) رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (16/89) من طريق أبان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به. (3) تقدَّم تخريج روايته هذه ورواية معمر المرسلتين، وقد قال ابن الجارود في "المنتقى" (115) بعد أنْ أخْرَج رواية حسين المعلِّم الآتية، قال: «ورواه مَعْمَرٌ وهشامٌ، فقالا: عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، أنَّ أمَّ حبيبة» ، وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (1/351) : «كذلك رواه حسين المعلِّم، وخالفه هشام الدستوائي فأرسله» . (4) في (ك) : «شا» . (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (293) ، وابن الجارود في "المنتقى" (115) ، وابن حزم في "المحلَّى" (2/211) ، ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/351) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/89) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 578 أَخْبَرَتْنِي (1) زينبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمة: أنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تُهَرَاقُ الدَّمَ ... وَهُوَ مُرسَلٌ (2) . 120 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيمان (4) ، عن   (1) في (ش) : «حدثتني» . (2) قوله: «وهو مرسل» يعني: أن زينب بنت أم سلمة كانت تابعيَّة، وذهب إلى ذلك أبو حاتم هنا والعجلي وابن سعد، وقد وقع خلاف في صحبتها. انظر: "الثقات" للعجلي (2098) ، و"المعرفة والتاريخ" للفسوي (2/722) ، و"تهذيب السنن" لابن القيم (1/485) ، و"الإصابة" (7/676) ، و"فتح الباري" (6/525) . وقد ذكرالدارقطني في "العلل" (5/218/ب -219/أ) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وقال حسين المعلِّم: عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سلمة، أَخْبَرَتْنِي زَيْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَةَ: أن امرأة عبد الرحمن كانت تُهراقُ الدم، وهو أشبه الأقاويل بالصواب» . اهـ. (3) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في"شرح العلل" (ص33) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (3/439) . قال ابن عبد الهادي: «انتهى ما ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وفيه: أن التي سَأَلَتْ فاطمةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيش، لا بنت قيس كما تقدم، وهو أشبه؛ فإن بنت قيس لا مدخل لها في حديث الاستحاضة، والحديث في الجملة لا أصل له، والله أعلم» . اهـ. (4) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكنَّ الحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/148) من طريق الحسن بن عمر بن شقيق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ: قَالَ: سألتْ فاطمةُ بنت قيس رسول الله (ص) . وأخرجه الطبراني في "الصغير" (1/153 رقم 235) ، وفي "الأوسط" (3/217 رقم 2960) من طريق وهب ابن بقية، والدارقطني في "سننه" (1/219 رقم 62) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/355) من طريق قطن ابن نُسَيْر الغبري، كلاهما عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر؛ أنَّ فاطمة بنت قيس سألت النبيَّ (ص) . وأخرجه الحاكم في "مستدركه" (4/62) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/335) من طريق وهب بن بقية، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، قالتْ: سألتُ رسول الله (ص) . الحديث: 120 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 579 ابْنِ جُرَيج (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ (3) : سألَتْ فاطمةُ بنتُ أَبِي حُبَيش رسولَ اللَّهِ (ص) فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! المرأةُ المُسْتَحاضَةُ كَيْفَ تَصْنَعُ؟ قَالَ: تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ طُهْرٍ، ثُمَّ تُصَلِّي؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ (4) . 121 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثِ مِقْسَم (6) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي الَّذي يَأْتِي امرَأَتَهُ وَهِيَ حائِض؟   (1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (3) في (ك) : «قالت» . (4) في (ت) و (ك) : «هذا ليس بشيء» . وقد نقل ابن حجر عن الإمام أحمد قوله في هذا الحديث: «ليس بصحيح» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث لم يحدث به عن ابن جريج بهذا الإسناد غير جعفر ابن سليمان، ويقال: إنه أخطأ فيه، أراد به إسنادًا آخر عن ابن جريج، لعله يرويه عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، فلعل جعفرً أراد هذا الحديث فأخطأ عليه، فقال: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ» . اهـ. وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (1/335) : «وهكذا رواه قَطَن بن نُسَير عن جعفر بن سليمان، فقال في الحديث: " أن فاطمة بنت قيس سألت "، ولا يعرف إلا من جهة جعفر بن سليمان، والله أعلم» . اهـ. ونقل في (1/356) عن أبي بكر بن إسحاق قوله: «جعفر بن سليمان فيه نظر، ولا يعرف هذا الحديث لابن جريج، ولا لأبي الزبير من وجه غير هذا، وبمثله لا تقوم حجة، واختُلِف عليه فيه» . اهـ. (5) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص49) كما هنا، ونقله ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/259) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/171/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/293) باختلاف يسير، وانظر النص التالي. (6) هو: ابن بُجْرَة. الحديث: 121 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 580 فَقَالَ: اختلفتِ الرِّوايةُ: فَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عباس، موقوفً (1) . وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي عَنْ مِقْسَم، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلاً (2) . وأمَّا مِنْ حديثِ شُعْبَة: فإنَّ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ (3) أَسْنَدَهُ،   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم الكلامُ عليها في التعليق على المسألة رقم (34) . هذا؛ والحديث رواه الدارمي في "مسنده" (1146) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والدارمي (1147) ، والنسائي في "الكبرى" (9099) من طريق سعيد بن عامر، وابن الجارود في "المنتقى" (110) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/315) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، والبيهقي (1/314-315) من طريق عفان ابن مسلم وسليمان بن حرب، خمستهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عبد الحميد بن عبد الرحمن، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به، موقوفًا. قال البيهقي: «وكذلك رواه مسلم بن إبراهيم، وحفص ابن عمر الحوضي، وحجاج ابن منهال، وجماعة، عن شعبة، موقوفًا على ابن عباس» . (2) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1263) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/212) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/316) من طريق الثوري، = = عن علي بن بذيمة وخصيف، عن مِقْسَم، عن النبيِّ (ص) ، مرسلاً. (3) في (ك) : «يحيى بن شعبة» . ويحيى بن سعيد هذا هو: القطَّان. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/229-230 رقم2032) ، وأبو داود في "سننه" (264 و2168) ، وابن ماجه في "سننه" (640) ، والنسائي في "سننه" (289) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/212) ، والطبراني في "الكبير" (11/302 رقم 12066) ، والحاكم في "المستدرك" (1/171-172) ، جميعهم من طريق يحيى القطان، عن شعبة، عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ عبد الحميد بن عبد الرحمن، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) فِي الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حائض، قال: يتصدَّق بدينار أو نصف دينار. قال أبو داود: «هكذا الرواية الصحيحة؛ قال: دينار، أو نصف دينار، وربما لم يرفعه شعبة» . وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (640) من طريق ابن أبي عدي، وابن الجارود في "المنتقى" (108) من طريق وهب بن جرير، وفي (109) من طريق سعيد بن عامر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/314) من طريق النضر بن شميل، أربعتهم عن شعبة، به مرفوعًا. ورواه جماعةٌ غير هؤلاء عن شعبة بالإسناد السابق موقوفًا. وقال ابن القيم في "تهذيب السنن" (1/173) : «قول أبي داود: "هكذا الرواية الصحيحة" يدلُّ على تصحيحه للحديث، وقد حكم أبو عبد الله الحاكم بصحته، وأخرجه في "مستدركه"، وصححه ابن القطان أيضًا» . وقال أبو داود في "مسائله لأحمد" (177) : «سمعت أحمد سُئل عن الرجل يأتي امرأته وهي حائض؟ قال: ما أحسنَ حديثَ عبد الحميد فيه!! قلت: فتذهب إليه؟ قال نعم، إنما هو كفارة. قلت: فدينار أو نصف دينار؟ قال: كيف شئت» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 581 وَحَكَى (1) أنَّ شُعْبَة قَالَ: أَسْنَدَهُ لِي الحَكَمُ (2) مَرَّةً، وَوَقَفَهُ (3) مرَّة (4) . وَقَالَ أَبِي: لَمْ يسمَعِ الحكمُ من مِقْسَم هذا الحديثَ (5) .   (1) أي: يحيى بن سعيد، وفي (ت) و (ك) : «وحكاه» ، وفي (أ) : «وحكي» بالياء المنقوطة، والمثبت من (ش) و (ف) ، وهو الصواب. (2) هو: ابن عُتَيبَة. (3) في (ف) : «وقفه» بلا واو. (4) أخرج البيهقي هذا الحديث في "السنن" (1/315) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، ثم قال ابن مهدي: «فقيل لشعبة: إنك كنت ترفعه! قال: إني كنت مجنونًا فصححت» ، ثم قال البيهقي: «فقد رجع شعبة عن رفع الحديث، وجعله من قول ابن عباس» . اهـ. والكلام على هذا الحديث والاختلاف فيه يطول، وقد توسع الشيخ دبيان بن محمد الدبيان في كتاب "الحيض والنفاس" (2/877-908) في تخريج طرقه، فانظره إن شئت. (5) اختُلِف على الحكم بن عتيبة في هذا الحديث: فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9100 و9101) من طريق عمرو بن قيس وأبي عبد الله الشقري، كلاهما عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابن عباس، به موقوفًا. وتقدم أن شعبة رواه عن الحكم، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، عن مقسم، به هكذا بزيادة عبد الحميد في الإسناد، وهذا الذي جعل أبا حاتم يقول: إن الحكم لم يسمعه من مقسم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 582 122 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حديثُ قتادة (2) : عَن مِقْسَم، ولا أعلَمُ قتادةَ روى عن عبد الحميد (3) شَيْئًا، ولا عَنِ الحَكَم (4) . 123 - وسألتُ (5) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عَقِيل (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِمْران بْن طَلْحة، عَن أُمِّهِ حَمْنَةَ بنتِ جَحْشٍ؛   (1) هذا النص من تتمة المسألة السابقة، وتركنا ترقيمَهُ محافظةً على ترقيم الطبعة الأولى. وقد نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص49) . (2) لعل مراده: أنَّ الصحيح إنما هو حديث قتادة عن مقسم، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/237 رقم 2121) و (1/312 رقم 2843) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (9105) ، من طريق سعيد بن أبي عروبة، عنه، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: أمر رسول الله (ص) الَّذِي يَأْتِي امْرَأَتَهُ وَهِيَ حَائِضٌ أن يتصدَّق بدينار، أو نصف دينار. (3) هو: ابن عبد الرحمن. (4) لكن الحديث أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (9104) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/315) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، عن عبد الحميد ابن عبد الرحمن، عن مقسم، به، مرفوعًا. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12065) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/315- 316) من طريق حماد بْنِ الْجَعْدِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحكم، عن عبد الحميد، عن مقسم، به، مرفوعًا. (5) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص56) ، وفي"تنقيح التحقيق" (1/238) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/156/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/289) ، و"إتحاف المهرة" (16/921 رقم21407) . (6) هو: عبد الله بن محمد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (1174) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1364) ، وأحمد في "مسنده" (6/381-382 و439 رقم 27144 و27474 و27475) ، وأبو داود في "سننه" (287) ، والترمذي في "جامعه" (128) ، وابن ماجه في "سننه" (627) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3189 و3190) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/222) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2718 و2719) . الحديث: 122 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 583 فِي الحَيْضِ (1) ؟ فوهَّنَهُ، ولم يُقَوِّ (2) إسناده (3) .   (1) وفيه أن حَمْنَةَ بنت جحش قالت: كنت أُستحاض حيضة كثيرة شديدة، فأتيت رسول الله (ص) أستفتيه ... ، الحديث بطوله في وصف متى تتوقف المستحاضة عن الصَّلاة؟ ومتى تصلي؟ والرخصة لها في الجمع بين الصلاتين. (2) في (ت) و (ك) : «ولم يقوِّي» . وانظر التعليق على المسألة رقم (228) . (3) قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح ... ، وسألت محمدًا -يعني البخاري- عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث حسن، وهكذا قال أحمد بن حنبل: هو حديث حسن صحيح. وقال أحمد وإسحاق في المستحاضة: وإذا استمرَّ بها الدم، ولم يكن لها أيام معروفة، ولم تعرف الحيض بإقبال الدم وإدباره، فالحكم لها على حديث حمنة بنت جحش، وكذلك قال أبو عبيد» . وقال في "العلل الكبير" (74) : «قال محمد - يعني البخاري-: حديث حمنة بنت جحش في المستحاضة هو حديث حسن، إلا أن إبراهيم بن محمد بن طلحة هو قديم، لا أدري سمع منه عبد الله بن محمد بن عقيل أم لا؟ وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَقُولُ: هو حديث صحيح» . اهـ. واختلف قول الإمام أحمد؛ فنقل عنه الترمذي - كما سبق - أنه قال: «هو حديث حسن صحيح» . وقال أبو داود: «سمعت أحمد يقول: حديث ابن عقيل في نفسي منه شيء» . وقال في "مسائله" (160) : «سمعت أحمد يقول: يُروى في الحيض حديث ثالث؛ حديث عبد الله بن محمد بن عقيل، في نفسي منه شيء» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (1/443) - بعد أن ذكر كلام الترمذي-: «ونقل حرب عن أحمد، قال: نذهب إليه، ما أحسنَه من حديث! واحتجَّ به إسحاق وأبو عبيد، وأخذا به، وضعفه أبو حاتم الرازي، والدارقطني، وابن منده، ونقل - أي: ابن منده - الاتفاق على تضعيفه من جهة عبد الله بن محمد بن عقيل؛ فإنه تفرَّد بروايته. والمعروف عن الإمام أحمد أنه ضعفه ولم يأخذ به، وقال: ليس بشيء، وقال مرَّة: ليس عندي بذلك، وحديث فاطمة أصحُّ منه وأقوى إسنادًا، وقال مرَّة: في نفسي منه شيء. ولكن ذكر أبو بكر الخلال: أن أحمد رجع إلى القول بحديث حمنة والأخذ به، ولله أعلم» . اهـ. ونقل نحو هذا أيضًا في (1/526) . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/213/ب) الاختلاف على عبد الله بن محمد بن عقيل في هذا الحديث، وذكر رواية من رواه عنه، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عن عمِّه عِمْرَانَ بْن طَلْحَةَ، عَن أمه حمنة بنت جحش، ثم قال: «وهو الصحيح» . وقال ابن المنذر (2/224) : «وأما حديث ابْنُ عقيل عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمد بن طلحة في قصة حمنة، فليس يجوز الاحتجاج به ... » . وانظر"تهذيب السنن" لابن القيم (1/183-187) ، والموضع السابق من "شرح العلل" لابن عبد الهادي. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 584 124- وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ خَالِد بْن سَلَمة (2) ، عَنِ البَهِيِّ (3) ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كان النبي (ص) يذكُرُ اللهَ تعالى عَلَى كُلِّ أَحْيانِه؟ فَقَالَ: ليسَ بذاك، هُوَ حديثٌ لا يُروى إلا مِنْ ذا الوَجْهِ (4) .   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل " (ص59-60) ، ونقل بعضه ابن رجب في "فتح الباري" (1/426) . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/70 رقم 24410) ، ومسلم في "صحيحه" (373) ، وأبو داود في "سننه" (18) ، والترمذي في "جامعه" (3384) ، و"العلل الكبير" (669) ، وابن ماجه في "سننه" (302) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4699) وابن حبان في "صحيحه" (802) . ورواه البخاري في "صحيحه" قبل الحديث رقم (305) و (634) تعليقًا مجزومًا به. (3) هو: عبد الله، مولى مصعب بن الزبير. (4) كذا في (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ش) : «ذي الوجه» ، وفي (ف) : «ذى الوجه» ، ولم تنقط الياء، ومن عادة الناسخ عدم نقط الياءات، وأثبتها الحافظ ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (11/أ) هكذا: «ذا الوجه» ، وصوبها = = في الهامش: «ذى» ، وكتب بجانبها: «صح» ، وهذا يعني تصحيحه للوجهين جميعًا، وكلُّ هذه الوجوه صحيحة من جهة العربية: فأما قوله: «من ذا الوجه» ، فـ «ذا» : اسمُ إشارةٍ لمذكَّر، والوجه: بَدَلٌ منه، وهو مذكَّر أيضًا، ولا إشكالَ فيه. وأمَّا قوله: «من ذي الوجه» بالياء المنقوطة، فمشكِلٌ؛ لأنَّ «ذي» إشارةٌ لمؤنَّث، و «الوجه» : بدلٌ منه وهو مذكَّر، والبدل والمبدل منه لابدَّ أن يتَّحدا في النوع تذكيرًا وتأنيثًا؛ فيكونا مؤنَّثَيْنِ أو مذكَّرَيْنِ، ولكنْ يجاب عن ذلك: بأنَّ «الوجه» هنا مؤنَّث؛ لأنَّه في معنى الجهة أو الوِجْهة؛ فيكونُ البدل والمبدل منه مؤنثَيْنِ؛ كأنَّه قال: مِنْ هذي الجهة؛ قال في "اللسان" (13/556) : «والوَجْهُ والجهةُ بمعنًى، والهاء عوضٌ من الواو» . اهـ. وهذا من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر، وهو جائز في العربية وله نظائر، انظر ذلك في التعليق على المسألة رقم (81) . وأمَّا قوله: «مِنْ ذى الوَجهْ» بالياء غير المنقوطة - كما في (ف) و"شرح العلل"- فإنه يحتمل وجهين: الأوَّل: أنَّ الياء منقوطة - كما في (أ) و (ش) - إلا أنَّ ناسخ (ف) أهمل نقطها على عادته، وتخرَّج على أنَّ «الوجه» بمعنى الجهة كما سبق بيانه، كأنَّه قال: «مِنْ ذِي الجهة» . والثاني: أنَّ الياء في «ذى» غير منقوطة، والأصل «ذا» إشارةً لمُذَكَّر، لكنْ أمِيلَتْ ألفها فكتبتْ ياءً هكذا: «ذَى» ؛ وعليه فاللفظان مذكَّران؛ كأنَّه قال: مِنْ هذا الوجه. ومع أنَّ الإمالةَ لا تدخُلُ في الأسماء المبنيَّة غير المتمكِّنة، ولا الحروف؛ لعدم تصرُّفها واشتقاقها، فقد سُمِعَ عن العرب إمالةُ بعض الأسماء المبنيَّة، وبعضِ الحروف؛ فمن الأسماء المبنيَّة: «ذا» الإشاريَّة و «مَتَى» ، وغيرهما. ومن الحروف: «بَلَى» ، و «يا» في النداء، و «لا» في الجواب في نحو قولهم: «افعلْ هذا إِمَّا لاَ» ، وغير ذلك. وانظر: "شرح النووي" (1/41- 42) ، و"كتاب سيبَوَيْهِ" (4/125، 135) ، و"شرح المفصل" (9/66) ، و"اللباب" للعكبري (2/457- 458) ، و"أوضح المسالك" (4/321) ، و"شرح ابن عقيل" (2/484) ، و"شرح الأُشْموني" (4/397) ، و"شرح شافية ابن الحاجب" للرضي الأستراباذي (3/26- 27) ، و"المطالع النصرية" (ص140) . الحديث: 124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 585 فذكرتُ (1) قول أَبِي زُرْعَةَ لأَبِي _ح، فقال (2) : الذي أرى أَنْ   (1) في (أ) و (ش) : «فذكرته» . (2) في (ك) : «قال» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 586 يُذكَرَ اللهُ عَلَى كُلِّ حالٍ، عَلَى الكَنِيفِ (1) وغيره؛ عَلَى هَذَا الحديثِ (2) . 125- وسألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله القَوَاريري (4) ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا عَمرو بْنُ سُفْيان بْنِ أَبِي الْبَكَرَاتِ (5) ، عَنْ مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَة، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ (6) - وَكَانَ من أصحاب النبيِّ (ص) - عن النبيِّ (ص) (7) قَالَ: إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ، فَلاَ يَسْتَقْبِلِ الرِّيحَ بِبَوْلِهِ فَيُرَدُّ (8) عَلَيْهِ (9) ؟   (1) الكَنِيفُ: الخَلاء، وموضعُ قضاء الحاجَة، وأصله: من السِّتْر، فكل ساتر: كَنيف. انظر "لسان العرب" (9/308-310) . (2) نقل الترمذي في "العلل" عن البخاري قوله: «هو حديث صحيح» . وقال في "جامعه": «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث يَحْيَى بْنُ زكريا بْن أَبِي زائدة» . وقال الدارقطني في"العلل" (5/49/ب) : «يرويه زكريا ابن أبي زائدة عن خَالِد بْن سَلَمَةَ، عَنِ البهيِّ، عن عروة، عن عائشة، قال ذلك يحيى بن زكريا والوليد بن القاسم الهمداني، عن زكريا. ورواه القاسم بن حبيب عن يزيد، عن زكريا، فلم يقم إسناده، وأسقط منه رجلاً. والصواب ما قاله يحيى والوليد عن زكريا» . (3) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/452) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص61) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (1/352/مخطوط) . (4) هو: ابن عمر بن ميسرة. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (38) ، وعزاه ابن حجر في "المطالب العالية" و"الإصابة" (2/264) إلى ابن قانع من طريق مَحْفُوظِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنِ الْحَضْرَمِيِّ، به. (5) في (ت) و (ك) : «البكران» . (6) هو: حضرمي بن عامر الأسدي. (7) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (أ) و (ش) و (ف) . (8) قوله: «فَيُرَدُّ» لم تنقط الياء في (ف) ، والمراد: فَيُرَدُّ عليه رشاشُ البول فينجِّسه، وفي "شرح العلل": «فَتَرُدُّ» بالتاء، أي: فَتُردُّ عليه رشاشَ البول، فينجِّسه. انظر: "فيض القدير" (1/311) . (9) ذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في ترجمة حضرمي ابن عامر في "الإصابة" (2/264 رقم1754) ، وذكر أنه رواه أبو يعلى وابن قانع. الحديث: 125 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 587 فقلتُ لأبي زرعة: مَحفُوظٌ ماحالُه؟ قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ، ولكنَّ الشأنَ فِي يُوسُفَ؛ كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يَقُولُ: يَكْذِب (1) . 126 - وقلتُ (2) لأَبِي وَأَبِي زُرْعَةَ (3) فِي حديثِ مالك (4) ، عن   (1) قال ابن عبد الهادي في الموضع السابق من "شرح العلل" عقب ذكره لكلام ابن أبي حاتم: «انتهى ما ذكره، ولم يرو هذا الحديث أصحاب السنن الأربعة، ولا الطبراني في "المعجم الكبير"، ولا الدارقطني والبيهقي في"سننهما"، ويوسف بن خالد السَّمْتي أجمعوا على تركه» . (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص71) ، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/68) . (3) في (ف) : «وأبا زرعة» . (4) يعني: ابن أنس. وروايته على هذا الوجه أخرجها في "الموطأ" (54/رواية أبي مصعب الزهري) ، و (32/رواية القعنبي) ، و (95/رواية محمد بن الحسن الشيباني) ، و (123/رواية عبد الرحمن بن القاسم) ، و (28/رواية سويد بن سعيد) ، ومن طريق أبي مصعب الزهري أخرجه البغوي في "شرح السنة" (286) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (35/290- 291) . ومن طريق القعنبي أخرجه أبو داود في "سننه" (75) ، وابن حبان في "صحيحه" (1299) ، والجوهري في "مسند الموطأ" (290) . وأخرجه الشافعي في "مسنده" (1/22-ترتيب السندي) ، وفي "الأم" (1/8) ، وعبد الرزاق في "مصنَّفه" (353) عن مالك، به، ومن طريق الشافعي أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (1/303) . وأخرجه أبو عبيد في "الطهور" (206) من طريق ابن أبي مريم، وأحمد في "مسنده" (5/303 رقم 22580) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وأبو عبيد في "الطهور" (206) ، وأحمد في "مسنده" (5/303 رقم 22580) ، والدارقطني في "السنن" (1/70) من طريق إسحاق بن عيسى، وأحمد في "مسنده" (5/309 رقم 22636) من طريق حماد بن خالد الخَيَّاط، والدارمي في "مسنده" (763) من طريق الحكم بن المبارك، والترمذي في "جامعه" (92) من طريق معن بن عيسى، والنسائي في "سننه" (68 و340) ، وفي "الكبرى" (63) عن قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي شيبة في "مصنَّفه" (325) ، وابن ماجه في "سننه" (367) ، والحاكم في "مستدركه" (1/159- 160) ، وابن حزم في "المحلَّى" (1/117) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/245) من طريق زيد بن الحباب، وابن خزيمة في "صحيحه" (104) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/303) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/18- 19) ، وفي "شرح المشكل" (2655) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/245) من طريق عبد الله بن وهب، وابن الجارود في "المنتقى" (60) من طريق مطرِّف بن عبد الله، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/319) من طريق يحيى بن سعيد القطان. جميعهم (ابن أبي مريم، وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق بْنُ عِيسَى، وحمَّاد بْنُ خَالِدٍ الخَيَّاط، والحكم ابن المبارك، ومعن بن عيسى، وقتيبة بن سعيد، وزيد ابن الحباب، وعبد الله بن وهب، ومطرِّف بن عبد الله، ويحيى القطان) عن مالك، به. ووقع في "الموطَّأ" (46/رواية يحيى بن يحيى الليثي) : حَمِيدة - بفتح الحاء - بنت أبي عبيدة بن فروة؛ قال ابن عبد البر في "التمهيد" (1/318) : «لم يتابعه أحدٌ على قوله ذلك، وهو غلط منه، وإنما يقول الرواة للموطَّأ كلُّهم: ابنة عُبَيْد بن رفاعة، إلا أنَّ زيد بن الحباب قال فيه عن مالك: حُمَيْدة بنت عُبَيْد بن رافع، والصواب: رفاعة، وهو رفاعة بن رافع الأنصاري» . اهـ. الحديث: 126 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 588 إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحة، عَنْ حُمَيدة (1) بِنْتِ عُبَيد بْنِ رِفاعة، عَن كَبْشَةَ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ - وَكَانَتْ تحتَ ابْنِ أَبِي قَتادة -: أنَّ أبا   (1) ذكر المزي في ترجمتها من "تهذيب الكمال" (35/159) أنَّ يحيى بن يحيى الأندلسي يقول في روايته: «حَمِيدة» بالفتح، وسائر أصحاب مالك يقولون: «حُمَيْدة» بالضم. والرواية في كتابنا من غير رواية يحيى عن مالك؛ لأنه يقول فيها: «حُمَيْدة بِنْتِ عُبَيْد بْنِ رِفَاعَةَ» ، ورواية يحيى: «حَمِيدة بنت أبي عُبَيْد بن فروة» ، وهي خطأ كما تقدم بيانه. وانظر: "التمهيد" (1/318) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 589 قَتادة قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) في الهِرِّ: لَيْسَتْ (1) بِنَجَسٍ، هِيَ مِنَ الطَّوَّافَاتِ. فقلتُ لهما: إنَّ حُسينً المعلِّمَ وهَمَّامً (2) يقولان: عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحة، عَنْ أُمِّ يحيى؟   (1) في (ت) و (ك) : «ليس» . (2) همام هو: ابن يحيى. ورواية حسين وهمام أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (1/245) . هذا؛ وقد جاء في جميع النسخ: «إنَّ حسين المعلِّم وهمَّام» بدون ألف في آخر «حسين» و «همَّام» ، وهما اسمان = = مصروفان؛ فكانت الجادة أن يقال: إنَّ حُسَيْنًا المُعَلِّمَ وهمَّامًا» ؛ لكنَّ ما في النسخ له وجوه من العربية صحيحة: أمَّا قوله: «حسين» ، فله وجهان: أحدهما: أنه منصوبٌ منوَّنٌ «حسينً» ؛ حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم الكلام عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: أنَّه منصوبٌ غير منوَّن «حُسَيْنَ» ، وإنما حُذِفَ منه التنوين لالتقاء الساكنين، وهما: التنوين، ولام «الْمُعَلِّم» ، وحذفُ التنوين للتخلُّص من التقاء الساكنين كثيرٌ ومنتشرٌ في العربية، وفي القراءات القرآنية، ومن ذلك: قراءةُ الحسن وابن سيرين ونصر بن عاصم وغيرهم: {قُل هُوَ اللهُ أَحَدُ اللهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص: 1] ، دون تنوين «أحد» ، ونحوه قولُ أبي الأسود الدؤلي [من المتقارب] : فَأَلْفَيْتُهُ غَيْرَ مُسْتَعْتِبٍ وَلاَ ذَاكِرَ اللهَ إلاَّ قَلِيلاَ دون تنوين «ذاكر» ، وبنصب لفظ الجلالة، وقد ذكر علماء النحو والقراءات من ذلك شواهد كثيرة. انظر تفصيل ذلك في: "المقتضب" للمبرِّد (2/312) ، و"شرح شواهد الشافية" (ص163) ، و"مغني اللبيب" (ص844) ، و"همع الهوامع" (3/410) ، و"خزانة الأدب" (11/374- 382 الشاهد رقم 942) ، و"إعراب القرآن" للنحاس (5/309) ، و"المحرَّر الوجيز" لابن عطيَّة (2/326) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان (3/139) ، (4/190، 441- 442) ، (7/343) ، (8/530) . وأمَّا قوله: «وَهَمَّام» ، فهو منصوبٌ منوَّن قولاً واحدًا، لكنْ حذفتْ منه ألفُ تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 590 فَقَالا: اسمُها حُمَيدة، وكنيتُها: أَمُّ يَحْيَى (1) . 127 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثِ عبد الله ابن عُكَيم (3) : جاءنا كتابُ النبي (ص) قبلَ موتهِ بِشَهْرٍ: أَنْ لاَ تَنْتَفِعُوا مِنَ المَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلا عَصَبٍ؟   (1) قال البيهقي: «قال أبو عيسى: سألت محمدًا- يعني ابن إسماعيل البخاري- عن هذا الحديث؟ فقال: جوَّد مالك ابن أنس هذا الحديث وروايته أصح من رواية غيره» . وقال الترمذي في "جامعه" (92) : «هذا حديث حسن صحيح ... وهذا أحسن شيء روي في هذا الباب، وقد جوَّد مالك هذا الحديث عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي طلحة، ولم يأت به أحدٌ أتمَّ من مالك» . وقال الدارقطني في "العلل" (6/162) بعد ذكر الاختلاف في رفع هذا الحديث ووقفه: «ورفعه صحيح، ولعل من وقفه لم يسأل أبا قتادة: هل عنده عن النبي (ص) فيه أثر أم لا؟ لأنهم حكوا فعل أبي قتادة حسب. وأحسنها إسنادًا: ما رواه مالك عن إسحاق، عن امرأته، عن أمها، عن أبي قتادة، وحفظ أسماء النسوة، وأنسابهن، وجوَّد ذلك، ورفعه إلى النبي (ص) » . وانظر "الإمام" لابن دقيق العيد (1/232-235) . (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص77) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/399) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/77) . (3) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (202) ، والطيالسي في "مسنده" (1389) ، وأحمد في "مسنده" (4/310 رقم 18780) ، وأبو داود في "سننه" (4127) ، والترمذي في "جامعه" (1729) ، والنسائي في "سننه" (4249) من طريق الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن عُكَيم، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن، ويروى عن عبد الله ابن عكيم، عن أشياخ لهم هذا الحديث، وليس العمل على هذا عند أكثر أهل العلم، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الله بن عكيم أنه قال: أتانا كتاب النبي (ص) قبل وفاته بشهرين. قال: وسمعت أحمد بن الحسن يقول: كان أحمد بن حنبل يذهب إلى هذا الحديث؛ لما ذكر فيه: قبل وفاته بشهرين، وكان يقول: كان هذا آخر أمر النبي (ص) ، ثم ترك أحمد بن حنبل هذا الحديث لمَّا اضطربوا في إسناده؛ حيث رَوى بعضهم فقال: عن عبد الله بن عكيم، عن أشياخ لهم من جهينة» . اهـ. ووقع في هذا الحديث اختلاف كثير، ينظر في حاشية "الخلافيات" للبيهقي (1/255-239) ، و"مسند الطيالسي" (1389) ، و"مسند أحمد" (4/310 رقم 18780) ، وانظر "الإمام" لابن دقيق العيد (1/316-322) ، والمواضع السابقة من "شرح العلل"، و"البدر المنير"، و"التلخيص". الحديث: 127 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 591 فقال أبي: لم يَسْمَعْ عبدُالله بن عُكَيم من النبي (ص) ، وَإِنَّمَا هُوَ كِتابُه (1) . 128 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ أحاديثَ تُروى (3) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي: إسْبَاغُ الوُضُوءِ يَزِيدُ فِي العُمُرِ؟ وذكرتُ لَهُمَا الأسانيدَ المرويَّةَ فِي ذَلِكَ؟ فضعَّفاها كلَّها، وَقَالا: لَيْسَ فِي: إِسْبَاغُ الوُضُوءِ يَزِيدُ فِي العُمُرِ حديثٌ صحيحٌ (4) .   (1) قال ابن عبد الهادي بعد نقله لكلام ابن أبي حاتم: «انتهى ما ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"، وقال في"المراسيل": عبد الله بن عُكيم: سألت أبي عن = = عبد الله بن عكيم؛ قلت: إنه يروي عن النبي (ص) أنه قال: "من علَّق شيئًا، وُكِلَ إليه"؟ فقال: ليس له سماع من النبي (ص) ؛ إنما كتب إليه. قلت: أحمد بن سنان أدخله في "مسنده"؟ قال: من شاء أدخله في "مسنده" على المجاز. قال أبو زرعة في حديث ابن عُكَيم: كتب إليه النبي (ص) . فقال أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ عكيم من النبي (ص) ، وكان في زمانه. سمعت أبي يقول: لا يُعرَف له سماع صحيح؛ أدرك زمان النبي (ص) » . اهـ. وهذا النقل موجود في "المراسيل" (ص 103-104) . (2) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في"الإمام" (2/27-28) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص83) . (3) في (ت) : «يُرْوَى» ، ولم تنقط في (ف) و (ك) . (4) الحديث روي عن أنس من طرق كثيرة منها: ما رواه العقيلي في "الضعفاء" (1/148) من طريق بكر الأعنق، و (3/445) من طريق الفضل بن عباس، وابن عدي في "الكامل" (1/375) من طريق الأشعث بن براز، كلاهما عن ثابت، عن أنس، به. ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/349) . قال العقيلي: «ليس لهذا المتن عن أنس إسناد صحيح» . وقال: «الرواية في هذا متقاربة في الضعف» . وقال ابن عدي: «ولأشعث بن براز هذا من الحديث غير ما ذكرت، وليس بالكثير، وعامة ما يرويه غير محفوظ، والضعف بيِّن على رواياته» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح» . ورواه العقيلي (1/119) ، وابن عدي (1/418) من طريق الأزور بن غالب، عن سليمان التيمي، عن أنس، به. قال العقيلي: «لم يأت به عن سليمان التيمي غير الأزور هذا، ولهذا الحديث عن أنس طرق ليس منها وجه يثبت» . وقال ابن عدي بعد أن ذكر حديثًا آخر للأزور: «لم يروهما عن الأزور غير يحيى بن سليم، وهو من حديث سليمان التيمي لا يروى عنه إلا من هذا الطريق، ولأزور بن غالب غير ما ذكرت من رواية يحيى بن سليم عنه، أحاديث معدودة يسيرة غير محفوظة، وأرجو أنه لا بأس به» . ورواه أبو يعلى في "مسنده" (4293) من طريق ضرار ابن مسلم، عن أنس، به. ورواه أبو يعلى (4183) ، والطبراني في "الأوسط" (2808) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/192) من طريق عَوْبد بن أبي عمران، عن أبيه، عن أنس، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي عمران إلا ابنه عَوْبد» . وقال ابن حبان في ترجمة عَوْبد: «كان ممن ينفرد عن أبيه بما ليس من حديثه؛ توهُّمًا، على قِلَّة روايته، فبطل الاحتجاج بخبره» . ورواه الطبراني في "الأوسط" (5453) من طريق مسدد، عن علي بن الجعد، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أنس، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن دينار إلا علي بن الجعد، ولم يروه عن علي بن الجعد إلا مسدد ومحمد بن عبد الله الرقاشي» . ورواه ابن عدي (3/364) من طريق سعيد بن زون التغلبي، عن أنس، به. قال ابن عدي: «وسعيد بن زون بهذا الحديث معروف به عن أنس، وقد تابعه على لفظ هذا الحديث عن أنس كثير ابن عبد الله الناجي، وسعيد بن زون أعرف بهذا الحديث، ولا أبعد أن يكون له غيره عن أنس، أو عن غيره، إلا أن هذا المتن الذي جاء به عن أنس الذي ذكرته لم يأت بهذا المتن أو أرجح منه إلا ضعيف مثله» . وانظر "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (2/452) . الحديث: 128 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 592 129 - وسمعتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ وذكرتُ لهما حديثًا رواه عبدُالرحمنِ بنُ حَرْمَلَة (2) ، عَنْ أَبِي ثِفَال (3) ؛ قال: سمعتُ رَبَاحَ بن   (1) نقل بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (1/447-448) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/251) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/35) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/4) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/242و244) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/127) ، وفي "إتحاف المهرة" (5/520) ، ونقله ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص88) ، ثم قال: «انتهى ما ذكره. وقد روي في اشتراط التسمية على الوضوء أحاديثُ كثيرة غير هذا الحديث؛ كحديث أبي سعيد وأبي هريرة وغيرهما، ولا يخلو كل واحد منها من مقال، لكن الأظهر أن الحديث في ذلك بمجموع طرقه حسن أو صحيح. قال الإمام أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: ثبت لنا أن النبي (ص) قَالَ: "لا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يسمِّ". وقد اختار اشتراط التسمية على الوضوء من أصحابنا: أبو بكر الخلال، وصاحبه أبو بكر عبد العزيز، وأبو إسحاق بن شاقلا، والقاضي أبو يعلى، وابن عقيل، وصاحب "النهاية"، وابن الجوزي، وأبو البركات صاحب "المحرر"، وغيرهم، وهذا = = القول هو الصحيح إن شاء الله» . اهـ. وانظر المسألة رقم (2589) . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/70 رقم 16651) و (6/382 رقم 27145) ، والترمذي في "جامعه" (25) ، وفي "العلل الكبير" (16) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/367 رقم 344) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/26) ، والدارقطني في "سننه" (1/72-73 و73) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/43) . وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على المسند" (4/70 رقم 16652) ، والترمذي في "جامعه" (26) ، وابن ماجه في "سننه" (398) من طريق يزيد بن عياض، عن أبي ثفال، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/27) ، والحاكم في "المستدرك" (4/60) من طريق سليمان ابن بلال، عن أَبِي ثِفَالٍ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عبد الرحمن بن أبي سفيان، عن جدته أنها سمعت رسول الله (ص) . (3) هو: ثمامة بن وائل بن حصين المُرِّي، وقد ينسب إلى جده، فيقال: ثمامة بن حصين. الحديث: 129 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 594 عبد الرحمن بْنِ أَبِي سُفْيان بْنِ حُوَيطِب؛ قَالَ: أَخْبَرَتْنِي جَدَّتي (1) ، عَنْ أَبِيهَا؛ أنَّ رسول الله (ص) قَالَ: لا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ. فَقَالا: لَيْسَ عِنْدَنَا بِذاك الصَّحيحِ؛ أَبُو ثِفالٍ مجهولٌ، ورَبَاحٌ مجهولٌ (2) .   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «أخبرني جدي» . وجدَّتُه هذه هي: ابنة سعيد بن زيد ح. (2) قال الترمذي: «قال أحمد بن حنبل: لا أعلم في هذا الباب حديثًا له إسناد جيِّد، وقال إسحاق: إن تَرَكَ التسمية عامدًا أعاد الوضوء، وإن كان ناسيًا أو متأوِّلاً أجزأه. قال محمد بن إسماعيل: أحسن شيءٍ في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرحمن» . وقال في "العلل الكبير": «فسألت محمدًا -يعني البخاري- عن هذا الحديث؟ فقال: ليس في هذا الباب حديث أحسن عندي من هذا، ورباح بن عبد الرحمن بن أبي سفيان، عن جدَّته، عن أبيها، أبوها: سعيد بن زيد. قلت له: أبو ثفال المُرِّي ما اسمه؟ فلم يعرف اسمه. وسألت الحسن بن علي الخلاَّل؟ فقال: اسمه ثمامة بن حصين. قال أبو عيسى: رباح بن عبد الرحمن هو أبو بكر بن حويطب، فنُسب إلى جدِّه. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيث وَكِيعٌ، عَنْ حماد بن سلمة، عن صدقة مولى ابن الزبير، عن أبي ثفال، عن أبي بكر بن حويطب، عن النبي (ص) ، وهذا حديث مرسل» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (1/177) : «الأسانيد في هذا الباب فيها لين» ، وروى عن البخاري أنه قال: «أبو ثِفَالٍ المُرِّي عَنْ رَبَاحِ بْنِ عبد الرحمن، في حديثه نظر» . وقال ابن حبان في "الثقات" (8/158) : «لكن في القلب من هذا الحديث؛ لأنه اختلف على أبي ثفال فيه ... ، قد ذكرت طريق هذا الخبر باختلافه في كتاب "الاجتماع والاختلاف"» . وذكر الدارقطني في "العلل" (678) اختلافًا في هذا الحديث، وقال: «والصحيح قول وهيب وبشر بن المفضل ومن تابعهما» ؛ يعني روايتهما لهذا الحديث عن أبي حرملة، عن أَبِي ثِفَالٍ، عَنْ رَبَاحِ بْنِ عبد الرحمن بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ، عن جدته، عن أبيها. وانظر "الكامل" لابن عدي (3/173) ، و"ميزان الاعتدال" (4/508) ، والمسألة رقم (2589) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 595 130 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَب (2) ، عَنْ يُونُسَ (3) ، عَنِ الحَسَن (4) ، عَنْ [عُتَيٍّ] (5) ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنِ (6) النَّبِيِّ (ص) : إِنَّ لِلوُضُوءِ شَيْطَانً (7) يُقَالُ لَهُ:   (1) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص96-97) ، ونقله بتصرف ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/31) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/296) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/94/مخطوط) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/247) ، وستأتي هذه المسألة مجيبًا عنها أبو زرعة في المسألة رقم (158) . (2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (549) . ومن طريق الطيالسي رواه الترمذي في "جامعه" (57) ، وابن ماجه في "سننه" (421) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده على "المسند" (5/136 رقم 21238) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (122) ، وابن عدي في "الكامل" (3/54) ، والحاكم في "المستدرك" (1/162) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (757) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/197) ، وابن الجوزي في "المنتظم" (1/179) ، وفي "العلل المتناهية" (1/345 و348) ، والضياء في "المختارة" (1247 و1248 و1249) . ووقع في "المنتظم": «حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني محمد بن المثنى ... » ؛ وهو خطأ. وأخرجه الشاشي في "مسنده" (1503) من طريق محمد بن دينار، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/383) من طريق سفيان بن حسين، كلاهما عن يونس بن عُبَيْد، به. (3) هو: ابن عبيد. (4) هو: البصري. (5) هو: ابن ضَمْرَةَ السَّعدي، وتصحَّف في (أ) و (ش) و (ف) إلى: «يحيى» ، وفي (ت) و (ك) يشبه أن يكون: «عتر» ، والتصويب من المسألة الآتية برقم (158) ، ومن "شرح العلل"، و"الإمام" (2/30-31) ، و"تهذيب الكمال" (19/328) . (6) في (أ) و (ش) : «أن» بدل: «عن» . (7) كذا في جميع النسخ «شيطان» بدون ألف بعد النون، ومثله في "المختارة" (1247 و1248) ، ويخرَّج على وجهين: الأول: وجه النصب «شيطانً» ؛ على أنَّه اسمُ «إنَّ» مؤخَّرٌ، وجادَّته أن يقال: «إنَّ للوُضُوءِ شيطانًا» ؛ لكنْ حُذِفَتْ منه ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: وجه الرفع «شيطانٌ» ؛ على أنه مبتدأ مؤخَّر، وخبرُهُ مقدَّمٌ وهو قوله: «للوضوء» ، والجملة الاسميةُ مرفوعةُ الطرفين، وهي في محل رفع خبر «إنَّ» ؛ وعلى ذلك يكون اسمُ «إنَّ» ضميرَ شأنٍ محذوفًا، والتقدير: إنَّه لِلْوُضُوءِ شيطانٌ، وانظر تفصيل القول في ضمير الشأن وحذفِهِ مع «إنَّ» وغيرها من الحروف الناسخة في التعليق على المسألة رقم (854) . الحديث: 130 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 596 الوَلَهَانُ (1) ، فَاحْذَرُوهُ. فَقَالَ أَبِي (2) : كَذَا رَوَاهُ خارِجَةُ! وَأْخَطَأَ فِيهِ. وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ (3) ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الحَسَن، قولَهُ. وَرَوَاهُ غيرُ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الحَسَن: أنَّ النبيَّ (ص) ...   (1) قال ملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (2/117) : «الوَلَهَان، بفتحتين: مصدرُ وَلِهَ يَوْلَهُ وَلَهَانًا، وهو ذَهَابُ العقلِ والتحيُّرُ مِنْ شدةِ الوجد وغايةِ العشق؛ فسمِّي به شيطانُ الوضوء ... وهو [مصدرٌ] بمعنى اسم الفاعل، أو باقٍ على مصدريَّته للمبالغة؛ كرجلٍ عَدْلٍ» . اهـ. وانظر: "فيض القدير" للمناوي (2/503) ، و"تحفة الأحوذي" (1/188) ، و"المغرب، في ترتيب المعرب" (2/371) . ولكنْ جاء في "المصباح" (2/672) : «وقيل أيضًا: [وَلِهَ، فهو] وَلْهَان، مثل غَضِبَ فهو غَضْبَانُ؛ وبه سمِّي شيطانُ الوضوء: الوَلْهَانَ، وهو الذي يُولِعُ الناسَ بكثرة استعمال الماء» . اهـ. وعلى ذلك يجوز هنا الوجهان: الفتح والسكون، والفتح أشهر في كلام اللغويين وشراح الحديث، والله أعلم. (2) في (ت) و (ك) : «لي» بدل: «أبي» . (3) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكنْ أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/197) من طريقه، عن بيان، عن الحسن، قوله. وقد ذكر يحيى بن معين هذه الرواية في "تاريخه" (1/252 رقم 1660) ، وقال: «هذا «بيان» رجلٌ غير بيان بن بشر» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 597 مُرسَلً (1) . وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: رَفْعُهُ إِلَى النبي (ص) مُنكَرٌ (2) . 131 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعْتَمِر (4) ، عَنْ ليثٍ (5) ، عَنْ طَلْحة بْنِ مُصَرِّف، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ جَدِّه (7) : دخلتُ عَلَى النَّبِيِّ (ص) ، فَرَأَيْتُهُ يَفْصِلُ بَيْنَ المَضْمَضَة والاستِنْشاق؟   (1) كذا بحذف ألف تنوين المنصوب على لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) . (2) قال الترمذي: «حديث أبيِّ بن كعب حديث غريب، وليس إسناده بالقوي عند أهل الحديث؛ لأنا لا نعلم أحدًا أسنده غير خارجة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن الحسن قولَه، ولا يصحُّ فِي هَذَا الباب عن النبي (ص) شيء، وخارجة ليس بالقوي عند أصحابنا، وضعفه ابن المبارك» . وقال الحاكم: «ينفرد به خارجة بن مصعب، وأنا أذكره محتسبًا لما أشاهده من كثرة وسواس الناس في صب الماء» . قال البيهقي: «وهذا الحديث معلول برواية الثوري، عن بيان، عن الحسن بعضه من قوله غير مرفوع، وباقيه عن يونس بن عبيد من قوله غير مرفوع» . وقال: «وخارجة ينفرد بروايته مسندًا وليس بالقوي في الرواية» . (3) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص99-100) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/283) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/134) . (4) هو: ابن سليمان. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (139) ، والطبراني في "الكبير" (19/181 رقم410) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/51) . ورواه الطبراني (19/180 رقم409) من طريق أبي سلمة الكندي، عن ليث، به. (5) هو: ابن أبي سُلَيم. (6) هو: مُصرِّف بن عمرو. (7) هو: عمرو بن كعب. الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 598 فَلَمْ يُثْبِتْهُ، وَقَالَ: طَلْحةُ هَذَا يُقال: إِنَّهُ رجلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: هُوَ طَلْحَةُ ابن مُصَرِّف، وَلَوْ كَانَ طَلْحةَ بنَ مُصَرِّف، لم يُختَلَفْ فِيهِ (1) . 132 - وسمعتُ (2) أَبِي فِي حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مريم، عن حَبِيب ابن عُبَيد، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ: أنَّ النبيَّ (ص) توضَّأَ مِنْ نَهْرٍ، وفَضَلَتْ فَضْلَةٌ، فرَدَّه في النَّهْر.   (1) روى ابن أبي حاتم في مقدمة "الجرح والتعديل" (ص37) عن عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بن عيينة: إن ليثًا روى عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنّ النَّبِيَّ (ص) توضأ، فأنكر ذلك سفيان! وعجب منه؛ أن يكون جدُّ طلحة لقي النبي (ص) !» . وقال أبوداود في "سننه" (132) في حديث آخر لليث، عن طلحة في الوضوء: «قال مسدَّد: فحدَّثت به يحيى - يعني القطَّان - فأنكره. وسمعت أحمد - يعني ابن حنبل - يقول: إن ابن عيينة زعموا أنه كان يُنكره، ويقول: أَيْشٍ هذا: طلحة، عن أبيه، عن جدِّه؟!» . اهـ. (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص101-102) ، ونقل بعضه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/306) . (3) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (1459) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/147) ، والبيهقي في"الزهد الكبير" (879) . قال ابن حبان في ترجمة أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ: «من خير أهل الشام، ولكنه كان رديء الحفظ، يحدِّث بالشيء ويهم فيه، لم يفحش ذلك منه حتى استحق الترك، ولا سلك سنن الثقات حتى صار يحتج به، فهو عندي ساقط الاحتجاج به إذا انفرد» . وقال ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص101) : «هذا الحديث غير مخرَّج في "السنن"، وهو منقطع، وأبو بكر بن أبي مريم ضعَّفه غير واحد من الأئمة ... » ، ثم ذكر كلام ابن حبان، ثم قال: «وذكره ابن عدي فيمن اسمه بكير، وقال: اسم أبي بكر يقال: بكير، ويقال: اسمه عبد السلام بن حميد، ولم يذكر هذا الحديث في ترجمته، وقال فيه: هو ممَّن لا يحتج بحديثه، ولكن يكتب حديثه» . اهـ. الحديث: 132 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 599 فَقَالَ أَبِي: حبيبٌ عَنْ أَبِي الدَّرداء، مُرسَلٌ (1) . 133 - وسمعتُ (2) أَبِي وذكَرَ حديثَ عليِّ ابنِ جعفرٍ الأحمرِ (3) ، عن عبد الرحيم (4) بن سُلَيمان، عن أَشْعَثَ (5) ، عَنِ الحَسَن (6) ، عَنْ أَبِي موسى الأشعري، عن النبيِّ (ص) قال: الأُذُنَان ِ مِنَ الرَّأْس. فَقَالَ (7) أَبِي: ذاكَرْتُ أَبَا زُرْعَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى (8) ، عَنْ عبد الرَّحيم، فقال (9) : عن أبي موسى الأشعريِّ (10) ، موقوفً (11) .   (1) وكذا نقل عن أبيه في "المراسيل" (ص26رقم85) ، وانظر "جامع التحصيل" (159) . (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص104-105) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/334) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (10/13) . (3) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/32) ، وابن عدي في "الكامل" (1/372-373) ، والدارقطني في "السنن" (1/102) ، ومن طريقه البيهقي في "الخلافيات" (1/394-395) . (4) في (ش) : «عبد الرحمن» . (5) في (أ) : «الأشعث» . وأشعث هذا هو: ابن سوَّار الكندي. (6) هو: البصري. (7) قوله: «الرأس فقال» مطموس في (ك) . (8) هو الفراء. وذكر روايته الدارقطني في "السنن" (1/103) . والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (158) قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن أَشْعَثُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي موسى، به، موقوفًا. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن المنذر في "الأوسط" (1/401) ، وابن عدي في "الكامل (1/373) ، والدارقطني في "السنن" (1/103) . (9) قوله: «فقال» ليس في (ف) . (10) قوله: «الأشعري» من (ف) فقط. (11) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . هذا؛ وقد قال العقيلي في ترجمة أشعث بن سوَّار: «لا يتابع عليه، الأسانيد في هذا الباب لَيِّنَة» . = ... وقال ابن عدي: «ولا أعلم رفع هذا الحديث عن عبد الرحيم غير عليِّ بن جعفر، ورواه غيره موقوفًا عن عبد الرحيم» . وقال الدارقطني في "العلل" (7/250) : «رفعه علي ابن جعفر، عن عبد الرحيم بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الأَشْعَثِ، عَنِ الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبي (ص) ، والصواب موقوف» . وقال في "السنن" (1/102) : «رفعه علي بن جعفر، عن عبد الرحيم، والصواب موقوف، والحسن لم يسمع من أبي موسى» . وقال ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص103) : «وهذا الحديث غير مُخَرَّج في شيء من "السنن الأربعة"، والصواب وقفه على أبي موسى» . الحديث: 133 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 600 134 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ قُرَادٌ أَبُو نوح (2) ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي المتوَكِّل (3) ؛ قَالَ: توضَّأَ عُمَر، وبقِيَ عَلَى بَعْضِ رِجْلِهِ قِطعَةٌ لم يُصِبْها الماءُ، فأمره رسولُ الله (ص) أن يعيدَ الوُضُوء. فَقَالَ أَبِي: أَبُو المتوكِّل لم يَسمَعْ من عمر (4) ، وإسماعيلُ هذا ليسَ   (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/13) ، وعنده: «وبقي على ظهر رجله لمعة» ، ونقله ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص106) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (1/314/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/166) ، وقد قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (501) : «سمعتُ أبي يقول: أبو المتوكِّل الناجي، لم يَسْمَعْ من عمر» . (2) اسمه: عبد الرحمن بن غزوان، وقراد لقب. وروايته أخرجها البيهقي في "الخلافيات" (1/459) . ووقع في أصوله الخطية: «توضأ ابن عمر» . نبه على ذلك محققه، وبيَّن أنَّ الصواب ما وقع في "العلل". (3) هو: علي بن داود. (4) قال البيهقي: «وهذا منقطع» . الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 601 بِهِ بأس (1) . 135 - وسمعتُ (2) أَبِي يَقُولُ فِي حديثِ الْوَلِيدِ (3) ، عَن ثَوْر بْن يَزِيدَ، عَن رجاء بْن حَيْوة، عَن كاتب المغيرة (4) ، عَنِ المغيرة: أنَّ النبيَّ (ص) مَسَحَ أَعْلى الخُفِّ وأسْفَلَهُ. فَقَالَ: لَيْسَ بمَحْفُوظ، وسائِرُ الأحاديثِ عَنِ الْمُغِيرَةِ أصَحُّ. 136 - وسألتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ ثابت (7) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) : «في التيمُّمِ   (1) قال ابن عبد الهادي في الموضع السابق من "شرح العلل"- بعد أن ذكر هذه المسألة-: «ولم يخرِّج أحد من أهل "السنن" هذا الحديث، ولم أره في "معجم الطبراني"، ولا في "سنن الدارقطني"، ولا في "السنن الكبير" للبيهقي، وقد فتشت عليه في كتب أُخر، فلم أره ... » ، ثم استطرد في بيان أن شعبة ليس له رواية عن إسماعيل بن مسلم. (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص116) ، و"تنقيح التحقيق" (1/194) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/139/مخطوط) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (8/497) ، وتقدمت هذه المسألة برقم (78) . (3) هو: ابن مسلم. (4) هو: وَرَّاد الثقفي. (5) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في"شرح العلل" (ص129) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/116/مخطوط) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (6/226) بتصرف. (6) كذا في جميع النسخ و"شرح العلل": «أبا زرعة» ! ووقع عند ابن الملقن نقلاً عن هذا الموضع: «سألت أبي» ، وعند ابن حجر: «جزم أبو حاتم بأن رفعه خطأ، وإنما هو موقوف» . (7) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (330) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/39) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/85) ، وابن عدي في "الكامل" (6/134) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/206) . الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 602 ضَرْبَتَينِ (1) » ؟ قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو موقوفٌ (2) .   (1) كذا في جميع النسخ بالياء قبل النون: «ضربتين» ، والجادَّة: «في التيمُّمِ ضربتان» ، خبر مقدَّم ومبتدأ مؤخَّر، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين صحيحين في العربية: الأوَّل: بالألف الممالة قبل النون من «ضَرْبتَينِ» ، على أنها مبتدأ مؤخَّر مرفوع بالألف؛ وإنما كتبت ياءً لإمالتها، بسبب كسرة النون، وتنطق بالألف الممالة لا بالياء الخالصة، والجملةُ على هذا اسمية؛ كأنه قال: «في التيمُّمِ ضربتان» . انظر في الإمالة: التعليق على المسألة رقم (25) ، (124) . والثاني: بالياء المحضة قبل النون، على أنها مثنًّى منصوبٌ على نزع الخافض، كأنَّه قال: «عن النبي (ص) في التيمُّم بضربتَيْنِ» ، حُذِفَ الخافضُ (الباء) ؛ = = فانتصب ما بعده «ضربتَيْنِ» ، على نزع الخافض، أي: على حذفِ الجارِّ. وقد تقدَّم التعليق عليه في المسألة رقم (12) . (2) روى العقيلي بسنده إلى ابن معين أنه قال: «محمد بن ثابت العبدي ليس به بأس، ينكر عليه حديث ابن عمر في التيمم لا غير» . وقد وقع في طبعتي "الضعفاء": «الحسن بن ثابت» بدل: «محمد بن ثابت» ! وقال أبو داود: «سمعت أحمد بن حنبل يقول: روى محمد بن ثابت حديثًا منكرًا في التيمم» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/51) : «وخالفه أيوب وعبيد الله والناس فقالوا: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ فعله» . وقال ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (7/216 رقم1201) : «سمعتُ أبي يقول - وسألته عن محمد بن ثابت العبدي؟ فقال-: ليس هو بالمتين، يكتب حديثه، وهو أحب إليَّ من أبي أمية بن يعلى وصالح المُرِّي، روى حديثًا منكرًا» . ونقل المزي في "التحفة" (8420) عن أبي داود قوله في "كتاب التفرد": «لم يتابع أحدٌ محمد بن ثابت في هذه القصة على ضربتين، عن النبي (ص) ، ورووه فعلَ ابن عمر» . وصوَّب العقيلي في "الضعفاء" (4/39) وقفه على ابن عمر. وقال البيهقي: «وقد أنكر بعض الحفاظ رفع هذا الحديث على محمد بن ثابت العبدي؛ فقد رواه جماعةٌ عن نافع من فعل ابن عمر» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (2/41) : «ورفعه منكر عند أئمة الحفاظ، وإنما هو موقوف عندهم؛ كذا قاله الإمام أحمد ويحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم وأبو داود والبخاري والعقيلي والأثرم. وتفرد برفعه محمد بن ثابت العبدي، عن نافع، والعبدي ضعيف. وذكر الأثرم عن أبي الوليد أنه سأل محمد بن ثابت هذا: من الذي يقول: النبي وابن عمر؟ فقال: لا أدري» . وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/72-73) : «وفي إسناده محمد بن ثابت العبدي، وقد ضعفه بعض الحفاظ، ووثقه بعضهم، وقد خولف في هذا الحديث، فرواه الثقات من فعل ابن عمر، قاله البخاري وأبو زرعة وابن عدي. وقال الخطابي: هذا حديثٌ لا يصح، وقال البيهقي: رفع هذا الحديث غير منكر» . وتعقب ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص118-124) كلام البيهقي قائلاً: «وفي تصليحه لحديث محمد بن ثابت العبدي وغيره من الأحاديث التي أنكرها الأئمة في هذا الباب - نظر من وجوه كثيرة» . وانظر "تاريخ بغداد" (5/344) . والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (818) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (1673) من طريق أيوب، وابن المنذر في "الأوسط" (2/48-49) من طريق عبيد الله بن عمر، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به، موقوفًا. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه العقيلي في "الضعفاء" (4/39) . ورواه عبد الرزاق (817) من طريق سالم، عن ابن عمر، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه ابن المنذر (2/48) . ونقل المزي في "التحفة" (8420) عن أبي داود قوله في "كتاب التفرد": «وروى أيوب ومالك وعبيد الله وقيس ابن سعد ويونس الأيلي وابن أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر أنه تيمم ضربتين للوجه واليدين إلى المرفقين» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 603 137 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُرَّة بْن سُلَيمان، عَنْ   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص133) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/116/مخطوط) وعنده: «وسألت أبي» ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (8/365) ، و"التلخيص الحبير" (1/268) . الحديث: 137 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 604 سُلَيمان بْنِ أَبِي دَاوُدَ (1) ، عَنْ سالمٍ (2) ونافعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : «فِي التيمُّمِ ضَرْبَتَينِ (3) » ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وسُلَيمانُ ضعيفُ الحديث. 137/أ - قال أبو محمد (4) : قلتُ: وقد روى (5) هَذَا الحديثَ الربيعُ بْن بدر (6) ، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَن جَدِّه (8) ، عَنِ الأَسْلَع (9) ؛ قَالَ: كنتُ أخدُمُ النبيَّ (ص) ... فذكَرَ: التيمُّمَ ضَرْبَتَينِ (10) .   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/181) ، والحاكم في "المستدرك" (1/179-180) . وذكر مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/691) هذا الحديث، وقال: «ذكره أبو الحسن المقري في "سننه"، وضعفه أبو حاتم» . (2) هو: ابن عبد الله بن عمر. (3) كذا في جميع النسخ، وقد تقدم التعليق على مثل ذلك في المسألة السابقة. (4) قوله: «قال أبو محمد» من (ف) فقط. ونقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص138) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/116/مخطوط) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/354) . (5) في (ك) : «ردا» بالدال المهملة. (6) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/131) ، وابن عدي في "الكامل" (3/128) ، والطبراني في "الكبير" (1/298 رقم 876) ، والدارقطني في "سننه" (1/179) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1092 و1093) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/208) . قال ابن عدي: «ليس يرويه غير الربيع» . وقال البيهقي: «الربيع بن بدر ضعيف إلا أنه غير منفرد به» . (7) هو: بدر بن عمرو السَّعْدي. (8) هو: عمرو بن جراد السَّعدي. (9) قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (149) في ترجمة الأسلع: «لا أعلم له غير هذا الحديث، ولم يرو عنه غير الربيع بن بدر المعروف بعُليلة بن بدر، عن أخيه فيما علمنا، وفي الذي قبله نظر» . (10) كذا في جميع النسخ، ويتوجه على احتمالين: إما أنْ يكون الحديث محكيًّا بالمعنى؛ فيكونُ «التيمُّم» منصوبًا مفعولَ «ذكَرَ» ، و «ضربتَيْنِ» : منصوبًا على نزع الخافض، والتقدير: فذكَرَ التيمُّمَ بِضَرْبتَيْنِ؛ حُذِفَ الخافضُ (حرف الجر) ، فانتصَبَ ما كان مخفوضًا، انظر الكلام على نزع الخافض في التعليق على المسألة رقم (12) . وإما أن يكون الحديث محكيًّا باللفظ؛ فيكونُ «التيمُّمُ» مبتدأً مرفوعًا، وفي قوله: «ضربتين» على ذلك تخريجان: الأوَّل: أن يكون بألف ممالةٍ قبل النون: «ضربتَينِ» ؛ على أنَّه خبرُ للمبتدأ مرفوعٌ بالألف؛ كأنَّه قال: «فذكَرَ: التيمُّمُ ضربتان» ، وإنما كتبت الألف ياءً لإمالتها، وتنطق ألفًا ممالةً لا ياءً خالصة، وسببُ إمالة الألف هنا: كسرةُ النون بعدها. انظر: الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) . والثاني: أن يكون بياءٍ خالصة قبل النون: «ضربتَيْنِ» ؛ على أنَّه منصوبٌ على نزع الخافض، والتقدير: «التيمُّمُ بضربتَيْنِ» ، والجار والمجرور خبرٌ أو متعلِّق بخبر محذوف، أي: التيمم ثابتٌ بضربتين، حُذِفَ المتعلَّق والخافض (حرف الجر) ، فانتصَبَ «ضربتَيْن» . أو منصوب بعاملٍ مقدَّر، والتقدير: «التيمُّمُ يكونُ ضربتَيْنِ» ؛ حُذِفَ الفعل، وبقي معموله «ضربتين» منصوبًا سادًّا مسدَّ الخبر. وانظر فيما يَسُدُّ مسدَّ الخبر التعليق على المسألة رقم (827) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 605 فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الربيعُ بْن بدر متروكُ الحديث. 138 - وسألتُ أَبِي عَن رواية عُرْوَة (1) عَن عَليّ؟ فقال: مُرسَلٌ (2) .   (1) هو: ابن الزبير. (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في الموضع السابق، ثم قال: «وليس هذا موضع ذكر هذا الكلام» . وانظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص149) . الحديث: 138 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 606 ومِنَ الطَّهَارة أَيضًا 139 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ (2) عَنِ اختلافِ الرُّواة فِي خَبَرِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة فِي الاستِنْجاء. وَرَوَاهُ وَكِيعٌ (3) ، وعَبْدَة (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ خُزَيمة، عَنْ عُمَارة بْنِ خُزَيمة، عَنْ أَبِيهِ خُزَيمة (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: ثَلاَثَةُ أحْجَارٍ لَيْسَ فِيهَا رَجِيعٌ.   (1) في (ف) : «سئل» بلا واو. (2) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (142-143) ، ونقل بعضه ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/551) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (3/126) ، وأشار إليه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/104) . (3) هو: ابن الجَرَّاح. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (437) ، وأحمد في "مسنده" (5/213 رقم 21861) ، وابن ماجه في "سننه" (315) ، والطبراني في "الكبير" (4/86-87 رقم 3727) . (4) هو: ابن سليمان الكلابي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1638) ، والترمذي في "العلل الكبير" (9) ، والطبراني في "الكبير" (4/86 رقم 3725) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (22/308) . ورواه أحمد في "مسنده" (5/214 رقم21921) ، والطبراني (4/86 رقم 3726) من طريق عبد الله بن نمير، والدارمي في "مسنده" (698) من طريق علي بن مسهر، وأبو داود في "سننه" (41) من طريق أبي معاوية الضرير، وابن ماجه في "سننه" (315) ، والطبراني في "الكبير" (4/86-87 رقم 3724 و3727) من طريق ابن عيينة ووكيع، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/121) من طريق عبد الرحيم ابن سليمان، جميعهم عن هشام بن عروة، به. (5) في (ك) : «عن خزيمة» . الحديث: 139 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 607 ومنهُم مَنْ يَقُولُ: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَمَّن حدَّثه، عَنْ عُمَارة بْنِ خُزَيمة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ وَكِيعٍ وعَبْدَة (1) . 140- وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيمان (3) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الزُّهْري، عَنْ (4) عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أيُّوبَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الزُّهْري (5) ، عَنْ عُبَيد بْنِ السَّبَّاق؛ يَعْنِي: عن النبيِّ (ص) مُرسَلاً (6) .   (1) ذكر البيهقي في "السنن" (1/103) هذا الاختلاف على هشام بن عروة، وقال: «وكان ابن المديني يقول: الصواب رواية الجماعة عن هشام، عن عمرو بن خزيمة» . ونقل الترمذي في"العلل الكبير" عن البخاري قوله: «الصحيح ما روى عبدة ووكيع» . وانظر "التمهيد" لابن عبد البر (22/308-309) . (2) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص144) ، ونقله ابن الملقن في "البدر المنير" (3/204) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/117) بتصرف. ووقع عند ابن الملقن: «سألت أبا زرعة» . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/149 رقم3971) . (4) في (ت) تشبه أن تكون: «عمن» . (5) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (1/65) . ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "الأم" (1/196-197) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5016) ، ومسدَّد في "مسنده"، كما في "المطالب العالية" (695) . (6) قال الدارقطني في"العلل" (6/95) : «وهو وهمٌ؛ وإنما رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ السبَّاق مرسلاً عن النبي (ص) ؛ قال ذلك مالك بن أنس وغيره، ومعاوية الصدفي ضعيف، حدَّثهم بالري بأحاديث من حفظه، وهم فيها على الزهري، وأما روايته عن الزهري فهي من غير طريق إسحاق مستقيمة، يشبه أن يكون من كتابه» . الحديث: 140 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 608 141 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمان بْنُ أَبِي شَيْبة (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَان، عَنْ سُفْيان (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (4) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ السِّوَاكُ مِنْ أُذُنِ النبيِّ (ص) موضعَ القَلَمِ مِنْ أُذُنِ الكاتِبِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ وَهِمَ فيه يحيى ابن يَمَان (5) . 142 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الوهَّاب بْنُ نَجْدَة الحَوْطِي (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش، عَنْ حَبِيبِ بْنِ صالح، عن ثابت   (1) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في"شرح العلل" (ص146) ، ونقل بعضه ابن الملقن في"البدر المنير" (3/222) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/118) . (2) روايته أخرجها الطبراني - كما في "شرح العلل" (ص 145) -، وابن عدي في "الكامل" (7/237) . ومن طريق الطبراني رواه البيهقي في"السنن الكبرى" = = (1/37) . ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/101) من طريق أبي هاشم الرفاعي، عن يحيى بن يمان، به. قال الطبراني: «لم يروه عن سفيان إلا يحيى» . (3) هو: الثوري. (4) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن الحسين، المعروف بالباقر. (5) قال البيهقي: «ويحيى بن يمان ليس بالقوي عندهم، ويشبه أن يكون غلط مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الأول إلى هذا» . وفسَّر ابن عبد الهادي كلام البيهقي بقوله: «يعني: مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، والله أعلم» . وحديث زيد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1786) ، وأحمد في "مسنده" (4/116 رقم 17048) ، والترمذي في "جامعه" (23) ، وأبو داود في "سننه" (47) . (6) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2508) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/119) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2/163) ، والخطيب في "الموضح" (2/44) . الحديث: 141 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 609 بن أبي ثابت، عن عبد الله بن مُعَانِق الدِّمَشْقي، عن [عبد الرحمن] (1) بْنِ غَنْم الأَشْعَرِيِّ، عَنْ أَبِي عامر الأشعري، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إسْبَاغُ الوُضُوءِ نِصْفُ الإِيمَان ِ؟ فقال أبو زرعة: عبدُالوهَّاب شيخٌ صالحٌ مِنْ بَنِي حَوْط، مِنْ مَذْحِجٍ مِنَ الْعَرَبِ، وَأَبُو عَامِرٍ الأَشْعَرِيُّ اسْمُهُ: عُبَيد، قُتِلَ بحُنَيْنٍ (2) ، وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ (3) ، وَهُوَ أشبَهُ، إِلا أَنَّ الشَّيخَ قَالَ: أَبُو عَامِرٍ. 143 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه الفِرْيابي (5) ، عن   (1) في جميع النسخ: «عبد الرحيم» . والمثبت من مصادر التخريج السابقة. (2) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «بخيبر» وهو خطأ. قال البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/50) : «عُبيد أبو عامر الأشعري قُتِل أيام حنين قبل وفاة النبي (ص) بأقل من سنتين» . وقال ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص149) : «وأما أبو عامر الذي سمَّاه أبو زرعة عبيدًا فهو عم أبي موسى الأشعري، قتل بحنين لا بخيبر، وفي النسخة التي كتبت منها: قتل بخيبر، وهو وهم» . وقصة مقتله أيام حنين رواها البخاري (4323) ، ومسلم (2498) . (3) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (223) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زيد ابن سلام، عن أبي سلام، عنه، به. وانظر "جامع العلوم والحكم" (ص 399) الحديث الثالث والعشرون. (4) في (ت) و (ك) : «سئل» بلا واو. ونقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص151-152) ، ونقل بعضه ابن حجر في "النكت الظراف" (7/247) . (5) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (1/79) . ورواه أحمد في "مسنده" (1/67 رقم 487 و488) من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، وعبد الله ابن الوليد العدني، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/79) من طريق الحسين بن حفص، وأبي حذيفة، أربعتهم عن سفيان، به. ورواه الدارقطني في "سننه" (1/85) من طريق الإمام أحمد، عن الأشجعي، عن أبيه، به. وقال: «صحيح إلا التأخير في مسح الرأس فإنه غير محفوظ، تفرد به ابن الأشجعي، عن أبيه، عن سفيان بهذا الإسناد وهذا اللفظ، ورواه العدنيان: عبد الله بن الوليد وزيد بن أبي حكيم والفريابي وأبو أحمد وأبو حذيفة، عن الثوري بهذا الإسناد، وقالوا كلهم: أن عُثْمَان توضأ ثلاثًا ثلاثًا وقال: هكذا رأيت رسول الله (ص) يتوضأ ولم يزيدوا على هذا، وخالفهم وكيع؛ رواه عن الثوري، عَنْ أَبِي النضر، عَنْ أَبِي أنس، عن عثمان أن النبي (ص) توضأ ثلاثًا ثلاثًا، كذا قال وكيع وأبو أحمد، عن الثوري، عَنْ أَبِي النضر، عَنْ أَبِي أنس وهو مالك بن أبي عامر، والمشهور: عن الثوري، عن أَبِي النضر، عَن بسر بْن سعيد، عن عثمان» . الحديث: 143 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 610 سُفْيان (1) ، عَن سالم أَبِي النَّضْر، عَن بُسْرِ (2) بْن سَعِيد: أنَّ عُثْمَان توضَّأَ ثلاثًا ثلاثًا، ثُمَّ قال لأصحابِ رسول الله (ص) : هكذا رأيتُمْ رسولَ الله (ص) يَتوضَّأ؟ قالوا (3) : نعم. وَرَوَاهُ وَكِيعٌ (4) ، عَنْ سُفْيان، عَنْ أَبِي النَّضْر، عَنْ أَبِي أنس (5) : أنَّ عُثْمَان توضَّأَ بالمقاعد (6) ، فَقَالَ: إِلا أُرِيكُمْ وُضُوءَ رَسُول الله (ص) ؟ قَالَ: ثُمَّ توضَّأَ ثلاثًا ثلاثًا؟   (1) هو: الثوري. (2) في (ش) : «بشر» . (3) في (أ) و (ش) : «فقالوا» . (4) هو: ابن الجَرَّاح الرؤاسي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/57 رقم 404) ، ومسلم في "صحيحه" (230) . (5) هُوَ: مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ الأصبحي. (6) قال ياقوت في "معجم البلدان" (5/164) : «المقَاعِدُ: جمع مَقْعَد، عند باب الأقبر بالمدينة. وقيل: مساقف حولها. وقيل: هي دكاكين عند دار عثمان بن عفان ح. وقال الداوُدي: هي الدَّرَج» . اهـ. وقال المطرزي في "المغرب" (2/188) : «المقاعِدُ في حديث حُمران: موضعٌ بعينه» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 611 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ الفِرْيابي (1) ؛ الصَّوابُ ما قَالَ وكيع. وسألتُ أَبِي عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حديثُ وكيع أصَحُّ، وَأَبُو أنس: جَدُّ مالك بْن أَنَسٍ، وَأَبُو أنس عَنْ عُثْمَانَ مُتَّصِلٌ، وبُسْرُ (2) بْن سَعِيدٍ عَنْ عثمانَ مُرسَلٌ (3) . 144 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عن حديثٍ رواه أحمد ابن يونس، عن أبي بكر ابن عَيَّاش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنِ الحارث   (1) تعقب ابن عبد الهادي كلام أبي زرعة بقوله: «وفي قول أبي زرعة: "وهم فيه الفريابي" نظر! فقد تابعه الحسين ابن حفص، وأبو حذيفة، وعبد الله بن الوليد العدني، وروايتهم أشبه بالصواب من رواية وكيع، والله أعلم» . ووقع في المطبوع من "شرح العلل" خلل صوَّبناه من المخطوط (34/أ) . (2) في (ش) : «وبشر» بالمعجمة. (3) ذكر الدارقطني في "العلل" (259) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح قول من قال: عن بسر ابن سعيد، والله أعلم» ، ونقله ابن عبد الهادي عن الدارقطني، ثم قال: «وهذا الذي صححه الدارقطني مخالف لما صححه أبو زرعة وأبو حاتم، وقوله في هذا أولى، والله أعلم» . (4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. ونقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص154-155) ، وانظر المسألة رقم (28) . (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. ورواية أبي بكر بن عَيَّاش، عنه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1060) بلفظ: أن عليًّا دعا بماء، فغسل يديه ثلاثًا قبل أن يدخلهما في الإناء، ثم قال: هكذا رأيت رسول الله (ص) صنع. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (396) . ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/225-226) من طريق أحمد بن عبد الله بن سيف، حدثنا عمر بن شبة، حدثنا أبو أحمد، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، به، أنه توضأ ثلاثًا ثلاثًا. قال الخطيب: «قال لنا البرقاني: قال فيه مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدِيُّ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ حيَّة، عن علي. قال أبو داود السجستاني: وهو خطأ. قال البرقاني: وقول من قال: " الحارث " خطأ أيضًا. وصوابه: أبو إسحاق، عَنْ أَبِي حيَّة بْن قَيْسٍ. كذلك قال ابن مهدي وأبو أحمد الزبيري والفريابي وعبد الرزاق» . الحديث: 144 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 612 الأعور، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي الوُضُوء: أَنَّهُ توضَّأَ ثلاثًا. وَرَوَاهُ الثَّوْري (1) ، وَأَبُو الأَحْوَص (2) ، وإسرائيل (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي حَيَّة، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي الوُضُوء؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: ما قَالَ الثوريُّ، وَأَبُو الأَحْوَصِ، وإسرائيلُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو حَيَّة لا يُعْرَفُ اسمه، وهو ابنُ قيس الوَادِعي (4) .   (1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (120) ، وأحمد في "مسنده" (1/120 و125 و142 و148 رقم 971 و1025 و1205 و1273) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/157 رقم1351و1354) ، والبزار في "مسنده" (734 و735) . (2) في (ف) : «أبو الأحوص» . وهو: سَلاَّم بن سُلَيم. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (116) ، والترمذي (48) ، وابن ماجه في "سننه" (436) ، والنسائي في "سننه" (96) ، والبزار في "مسنده" (736) ، وعبد الله ابن أحمد في "زوائد المسند" (1/127 رقم 1046) . (3) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (121) ، وأحمد في "مسنده" (1/127 رقم 1050) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/157 رقم 1350) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/29) . (4) وذكر الدارقطني الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" (4/189-192 رقم501) وقال: «وأصحها كلها قول من قال: عن أبي حَيَّة ... وأما قول أبي بكر ابن عياش فغير محفوظ» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 613 145 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَة، عَنْ عَبْدِ خَيرٍ (3) ، عَن علي ح؛ فِي الوُضُوء ثلاثًا. وَرَوَاهُ أَبُو عَوانَة (4) ، وزائدة (5) ، عن خالد ابن عَلْقَمَة، عَنْ (6) عبدِ خَيرٍ، عَنْ علي، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الوُضُوء؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ شُعْبَة (7) ؛ إِنَّمَا أَرَادَ خالدَ بنَ عَلْقَمَة،   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص163) . (2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (142) ، وأحمد في "مسنده" (1/122 و139 رقم 989 و1178) ، وأبو داود في "سننه" (113) ، والنسائي في "سننه" (93) ، والبزار في "مسنده" (793) ، وأبو يعلى في "مسنده" (535) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/35) . ومن طريق الطيالسي رواه الخطيب في "الموضح" (2/78) . (3) هو: ابن يزيد الهمداني. (4) هو: الوضَّاح بن عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/154 رقم 1324) ، وأبو داود في "سننه" (111) ، والنسائي في "سننه" (92) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/141 رقم 1199) . (5) هو: ابن قدامة. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/135 رقم 1133) ، والبزار في "مسنده" (791) ، وأبو داود في "سننه" (112) ، والنسائي في "سننه" (91) ، وأبو يعلى في "مسنده" (286) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (147) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/35) . قال البزار: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن خالد ابن عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خير، عَنْ علي، ولا نعلم أحدًا أحسن له سياقة ولا أتم كلامًا من زائدة» . (6) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «عن» . (7) وحكى عبد الله بن أحمد في "العلل" (1210) عن أبيه قوله: «أخطأ شعبة فِي اسْمِ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، فقال: مالك بن عُرْفُطَةَ» . وأخرج الخطيب في "الموضح" (2/79) عن علي بن المديني قوله: «وأما حديث عبد خير، عن علي في الوضوء: فهذا حديث كوفي، وإسناده صالح، رواه مشيخة عَنْ عَبْدِ خير، عَن عَليّ، لم يبلغنا عنهم إلا خير؛ منهم خالد بن علقمة، فرواه عنه زائدة وشريك، وشعبة، وكان يخالفهم في الاسم؛ يقول: مالك بن عرفطة، ورواه أبو عوانة، وكان زمانًا - فيما بلغني عنه - يرويه عن هذا الشيخ ويقول: مالك بن عرفطة - كما قال شعبة - ثم رجع أبو عوانة إلى كتابه فوجده خالد بن علقمة» . ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (10203) عن أبي داود أنه قال - في رواية أبي الحسن بن العبد -: «مالك بن عرفطة إنما هو: خالد بْن علقمة، أخطأ فيه شعبة ... » ، ثم ذكر عن أبي عوانة نحو ما قَالَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ. وأخرج الترمذي في "جامعه" (49) هذا الحديث من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عبد خير، ثم قال: «وقد رواه زائدة بن قدامة وغير واحد، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد خير، عن علي ح؛ حديث الوضوء بطوله، وهذا حديث حسن صحيح. وروى شعبة هذا الحديث عن خالد بن علقمة، فأخطأ في اسمه واسم أبيه، فقال: مَالِكِ بْنِ عُرْفطة، عَنْ عَبْدِ خير، عن علي» . وقال البزار في "مسنده" (793) : «ورواه شُعْبَةُ عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفطة فأخطأ في اسمه واسم أبيه، وإنما هو: خالد بن علقمة» . وقال النسائي (93) : «هذا خطأ، والصواب: خالد بن علقمة؛ ليس مالك بن عرفطة» . وقال عبد الله بن أحمد في "المسند" (1/122 رقم989) : «هذا أخطأ فيه شعبة؛ إنما هو: عن خالد ابن علقمة، عن عبد خير» . وسئل الدارقطني في "العلل" (424) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه عن عبد خير جماعة، اختلفوا عليه ... » ، ثم شرع في ذكر الاختلاف إلى أن قال (4/49) : «فأما شعبة: فوهم فِي اسْمِ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، فسمَّاه خالد بن عرفطة (كذا!) » . وجاء في هامش نسخة خطية "العلل" للدارقطني: «فائدة: قول الحافظ الدارقطني: فسماه خالد بن عرفطة ليس بذلك؛ بل سماه: مالك بن عرفطة، فوهم في اسمه واسم أبيه» . وذكر الخطيب في"الموضح" (2/77-80) خالد بن = = علقمة، ثم قال: «وهو مالك بن عرفطة الذي روى عنه شعبة هذا الحديث، وكان شعبة يخطئ في اسمه ونسبه» . وانظر المسألة رقم (1563) و (1578) . الحديث: 145 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 614 ورواه سُفيانُ (1) موقوفً (2) لم يَرْفَعْهُ. 146 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبَّاسٌ [النَّرْسِي] (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ عَطَاءٍ (6) ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) فِي صِفَة الوُضُوء مَرَّةً مرَّة، فَقَالَ: هَذَا الَّذِي افْتَرَضَ اللهُ   (1) هو: الثوري. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه عبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" (1/115 و116 رقم928 و945) من طريق القاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان الثوري، عن خالد ابن عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ خير، عَنْ علي: أن النبي (ص) توضأ ثلاثًا ثلاثًا. وقال الدارقطني في "العلل" (4/50) : «ورواه هياج بن بسطام، عن سفيان الثوري، عن شريك، عن خالد بن علقمة، وخالفه القاسم بن يزيد الجرمي والحارث بن مسلم، فروياه عن الثوري، عن خالد بن علقمة» . (2) كذا في جميع النسخ، و"شرح العلل" المخطوط (36/ب-37/أ) ، بحذف ألف تنوين المنصوب على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص164) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/194) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/328) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/141) ، وستأتي هذه المسألة برقم (172) وانظر المسألة رقم (100) و (164) . (4) في (أ) و (ف) : «الترسي» ، بالتاء المثناة الفوقية، وفي (ك) تشبه أن تكون: «الفرسي» بالفاء، ولم تتضح في (ت) ، والمثبت من (ش) ، و"شرح العلل"، وهو: عباس بن الوليد بن نصر النَّرْسي. ولم نجد روايته هذه، ولا من نصَّ على أنه يروي عن يحيى ابن ميمون. وانظر "الأنساب" للسمعاني (4/414) ، و"تهذيب الكمال" (14/259) ، و"تهذيب التهذيب" (5/116) ، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/227) ، والجصاص في "أحكام القرآن" (3/341) من طريق عبد الأعلى بن حماد النرسي - ابن عم عباس بْن الْوَلِيدِ النرسي - عَنْ يَحْيَى بن ميمون، به. قال ابن عدي: «وليحيى بن ميمون غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه ليس بمحفوظ» . (5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (6) هو: ابن أبي رباح. الحديث: 146 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 616 عَلَيْكُمْ، ثُمَّ توضَّأَ مرَّتين مرَّتين، فَقَالَ: مَنْ ضَعَّفَ، ضَعَّفَ اللهُ لَهُ، ثم أعادها الثَّالِثَةَ (1) ، فَقَالَ: هَذَا وُضُوءُنَا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ واهٍي (2) مُنكَرٌ ضعيفٌ (3) . 147 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سعيد   (1) في (ت) و (ك) : «الثالث» . (2) كذا في جميع النسخ: «واهي» بإثبات الياء، والجادَّة حذفها «وَاهٍ» ؛ لأنه اسمٌ منقوصٌ منوَّنٌ مرفوعٌ نعتًا لقوله «حديثٌ» ، لكنَّ إثبات هذه الياء - كما في النسخ - لغة صحيحة حكاها أبو الخَطَّاب ويُونُسُ عَنِ الموثُوق بعربيَّتهم؛ ينطقون بالياء وقفًا ويحذفونها وصلاً، وترسم الكلمة في الحالين بالياء؛ لأنَّ مدار الكتابة على الوقف؛ فيقولون في الوقف: هذا رَامِي، ومررتُ بغازِي، وفي الوصل: هذا رامٍي حاذقٌ، ومررتُ بغازٍي شجاعٍ، ويجب أن يقرأ في حال الوصل: بتنوين ما قبل الياء، مع حذف الياء نطقًا، وإنْ كانت مكتوبةً، وعلى هذه اللغة جاءت قراءةُ ابن كثير: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍي} [الرعد: 7] ، ونحو ذلك. والراجح لغة جمهور العرب، بحذف هذه الياء في الاسم المنقوص المنون المرفوع والمجرور. انظر: "الكتاب" لسيبويه (2/288) ، و"اللباب" للعكبري (2/204) ، و"شرح المفصل" (9/75) ، و"شرح الشافية" (2/301) ، و"أوضح المسالك" (4/309) ، و"شرح قطر الندى" (ص354) ، و"شرح الأشموني" (4/356- 358) . (3) قال ابن عبد الهادي: «ولم يخرج أحد من أصحاب "السنن" هذا الحديث، ويحيى بن ميمون هو أبو أيوب التمَّار البصري، قال عمرو بن علي: كتبت عنه، وكان كذَّابًا، يحدِّث عن علي بن زيد بأحاديث موضوعة، وقال أحمد بن حنبل: ليس بشيء، خرَّقنا حديثه ... » ، وانظر: "الضعفاء والمتروكون" لابن الجوزي (3/203) . (4) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص167) ، لكن تصحَّف قوله: «بماء» في المطبوع إلى: «بإناء» ، وهو في المخطوط منه (37/ب - 38/أ) على الصواب، ونقل بعضه ابن حجر في"النكت الظراف" (11/191) ، و"التهذيب" (4/631) . الحديث: 147 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 617 القَطَّان (1) ، عَنْ أَبِي جَعْفَر الخَطْمي (2) ، عَنْ عُمَارةَ بنِ خُزَيمة والحارثِ ابن فُضَيل، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي قُرَادٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي الوُضُوء. وَرَوَاهُ غُنْدَر (3) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ أَبِي جَعْفَر المديني، عَنْ عُمَارة بْنِ عُثْمَان بْن حُنيف؛ قَالَ: حدَّثني القَيْسي (4) : أَنَّهُ كان مع النبي (ص) فِي سَفَر، فأُتِيَ بِماء، فغسَلَ يدَه مَرَّة، وغسَلَ وَجْهَهُ وذِراعَيْهِ مرَّة، وغسَلَ رِجلَيْهِ مرَّة بيَدَيه كِلتَيْهِمَا؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: حديثُ يَحْيَى بْن سَعِيد القَطَّان. 148 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه الأوزاعيُّ (6) ، وحسينٌ   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/443 رقم 15660 و15661) ، و (4/224 و237 رقم 17971 و18075) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/244) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (334) ، والنسائي في "سننه" (16) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (51) ، وعبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" (4/224 رقم 17971) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4638) مطولاً ومختصرًا. (2) هو: عمير بن يزيد. (3) هو: محمد بن جعفر. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/368 رقم 2318) ، والنسائي في "سننه" (113) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/373-374) . (4) القيسي هذا: صحابي، ويقال: هو عبد الرحمن بن أبي قُراد. (5) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في"شرح العلل" (ص172) ، ونقل بعضه ابن حجر في "النكت الظراف" (16092) ، و"إتحاف المهرة" (21668) ، وستأتي المسألة برقم (178) ، وانظر المسألة رقم (194) . (6) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/84 رقم 24543) ، والترمذي في "العلل الكبير" (33) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (1/230-231) . الحديث: 148 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 618 المعلِّمُ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ الدَّوْسي (2) ؛ قَالَ: دخلتُ مع عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى عائِشَة، فدعا بِوَضُوء، فقالت: يا عبد الرحمن (3) ، أَسْبِغِ الوُضُوءَ؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ. وَرَوَاهُ عِكرمَة بْنُ عمَّار، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (4) ، عَنْ أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سَالِمٍ مَوْلَى المَهْرِيِّين؛ قال: دخلتُ مع عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى عائِشَة ... فذكَرَ الحديثَ.   (1) روايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (11505) . ورواه الطبري (11507) ، وأبو عوانة (1/230-231) من طريق علي بن المبارك، وأبو عوانة (1/230-231) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/38) ، وابن عدي في "الكامل" (2/417) من طريق حرب بن شداد، كلاهما عن يحيى، به. (2) هو: سالم بن عبد الله النَّصْري، ويقال له: مولى النَّصريِّين، ومولى مالك بن أوس، ومولى دَوْس، ومولى المَهْري، ومولى شدَّاد، والدَّوْسي، وسالم سَبَلان. (3) في (ف) : «يا أبا عبد الرحمن» . (4) في (ت) : «عن بحر بن أبي كثير» ، ووقع في (ك) هكذا: «عن بحري لعله يحيى أبي كثير» . ورواية عِكرمَة بن عمَّار أخرجها الطبري في "تفسيره" (11506) . ورواه أبو عبيد في "الطهور" (377) ، ومسلم في "صحيحه" (240) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/38) من طريق عمر بن يونس، عنه، به. ووقع عند أبي عبيد: «أبو سالم - أو سالم - مولى المهري» . وعند مسلم والطحاوي: «حدثني سالم مولى المهري» . ورواه الخطيب في "الموضح" (1/293) من طريق موسى بن مسعود، عن عكرمة، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن مولى المهري، عن عائشة، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/109 رقم 2136) : «وقال عكرمة: عن يحيى، حدثني أبو سلمة، حدثني أبو سالم المهري؛ ولا يصح» . وقال الخطيب: «كذا رَوَاهُ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يحيى ابن أبي كثير، وهو وهم، والصواب: عن يحيى، عن سالم نفسه، ولا وجه لإدخال أبي سلمة في الإسناد، وقول عكرمة أيضًا: عن مولى المهري، خطأ؛ إنما هو سالم الدوسي كما ذكرناه عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، ووافق شيبان على روايته أبو عمرو الأوزاعي، وعلي بن المبارك، وحسين المعلم، فرووه جميعًا عن يحيى، عن سالم الدوسي» . وقال ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في كتاب = = الصحيح لمسلم بن الحجاج" (4) : «وهذا حديث قد خالف أصحابَ يحيى بن أبي كثير عكرمةُ بن عمار، رواه علي بن المبارك، وحرب بن شداد، والأوزاعي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؛ قال: حدثني سالم، وقد قيل: عن عكرمة في هذا الحديث: حدثني أبو سالم وليس هو بمحفوظ، وذِكْر أبي سلمة عندنا في حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ غير محفوظ، وقد روي عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ من غير رواية يحيى بن أبي كثير من غير ذكر سالمٍ فيه» . وقال الدارقطني في "العلل" (5/80/أ) : «ووهم فيه عكرمة» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 619 وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيم (1) ، عَنْ شَيْبانَ (2) أَبِي معاويةَ (3) النَّحْوِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْس؛ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ؛ أنه سمع عائِشَة تقول لعبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَسبغِ الوُضُوءَ؛ فإنِّي سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ الأوزاعيِّ وحسينٍ المعلِّمِ (4) ، وحديثُ شَيْبَانَ وَهَمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ أَبُو نُعَيم (5) .   (1) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها المحاملي في "أماليه" (100/رواية ابن البيع) . (2) هو: شيبان بن عبد الرحمن. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «أبو معاوية» . (4) وكذا رجح الدارقطني في "العلل" (5/80/أ) . (5) كذا قال أبو زرعة هنا، وقال في المسألة (178) : «وهم شيبان» . والأقرب أن الوهم من أبي نعيم، فقد روى هذا الحديث أبو عبيد في "الطهور" (376) ، وأحمد في "المسند" (6/81 رقم 24516) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، وأحمد (6/99 رقم 24678) من طريق الحسن بن موسى، كلاهما عن شيبان، به، دون ذكر أبي هريرة. ومن طريق أبي عبيد رواه الخطيب في "الموضح" (1/293) . قال الدارقطني في "العلل" (5/80/أ) : «ولا يصح فيه أبو هريرة» . وذكر الترمذي هذا الحديث في "العلل الكبير" (24) من طريق أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن معيقيب، عن النبي (ص) ، به. ثم قال: «فسألت محمدًا - يعني البخاري- عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حديثُ أبي سلمة، عن عائشة: حديث حسن، وحديثُ سالم مولى دَوْس، عن عائشة: حديث حسن، وحديثُ أبي سلمة، عن معيقيب: ليس بشيء؛ كان أيوب لا يُعرف صحيحُ حديثه من سقيمه، فلا أحدِّث عنه، وضعَّف أيوبَ بن عتبة جدًّا» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 620 149 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (2) ، عَن شَيْبَة بْنِ الأَحْنَف الأوْزَاعِيِّ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو سَلاَّم (3) الأَسْوَدُ (4) ؛ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الأشعَري؛ قَالَ: سمعتُ أبا عبد الله الأشعَري؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أُمَراءُ الأجنادِ: عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ، وخالدُ بْنُ الْوَلِيدِ، ويزيدُ بْنُ أَبِي سُفْيان، وشُرَحْبِيلُ بْنُ حَسَنَة: أَنَّهُمْ سَمِعُوا رسولَ الله (ص)   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص174) ، ونقل بعضه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/351) . (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/247) ، وابن ماجه في "سننه" (455) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (665) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/89) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (12/427- 428) . ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (494) من طريق إسماعيل بن عياش، عن الأوزاعي، به. ورواه أبو يعلى في "مسنده" (7184 و7350) ، والطبراني في "الكبير" (4/115 رقم 3840) ، و"مسند الشاميين" (1624) من طريق الوليد بن مسلم، به، مختصرًا، وليس فيه موضع الشاهد. (3) في (ت) و (ك) : «أبو حسلام» . (4) هو: ممطور الحَبَشي. الحديث: 149 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 621 يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو صَالِحٍ لا يُعْرَف اسمُهُ (1) ، وَلا أَبُو عبد الله يُعْرَفُ اسمُه (2) . 150 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ لَيْثُ بْنُ أبي سُلَيم (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ سَابِط (5) ، عَنْ أَبِي أُمَامَة - أَوْ عَنْ أَخِي أَبِي أُمامَة - عن النبيِّ (ص) : وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّار؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخُو أَبِي أُمامَة لا أَعْرِفُ اسمَهُ (6) . 151- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُحَارِبي (7) ، عن مُطَّرِح   (1) نقله ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (9/392) . (2) قال البخاري: «وحديث أبي عبد الله الأشعري - = = "ويل للأعقاب من النار "- هو حديث حسن» . نقله الترمذي في "العلل الكبير" (ص35) عقب كلامه المتقدم في المسألة السابقة، وانظر "شرح العلل" لابن عبد الهادي (ص173-174) . (3) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص175) ، ونقل بعضه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/352) . (4) روايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (11526) ، والدارقطني في "سننه" (1/108) ، والبيهقي في "سننه" (1/84) . (5) قال ابن معين: «عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط، ومن قال: عبد الرحمن بن سابط فقد أخطأ» . "تهذيب التهذيب" (2/509) . وقال ابن حجر في "التقريب" (3867) : «عبد الرحمن بن سابط، ويقال: ابن عبد الله ابن سابط، وهو الصحيح» . (6) ذكر ابن حجر في "الإصابة" (1/25) أُبَيَّ بن عجلان الباهلي، وقال: «أخو أبي أمامة، ذكره ابن شاهين عن ابن أبي داود، وأنه روى عن النبي (ص) » . (7) هو: عبد الرحمن بن محمد. وروايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (11525) . الحديث: 150 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 622 (1) بن يزيد، عن عُبَيدالله بْنِ زَحْر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ القاسِم (2) ، عَنْ أَبِي أُمامَة، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مُطَّرِحٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) . 152 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم (5) ، عَنْ سُفْيان (6) ، عَنْ مُحارِب بْنِ دِثار، عَنْ سُلَيمان بْنِ بُرَيْدَة، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى خمسَ صَلَواتٍ بِوُضُوء واحِد. وَرَوَاهُ وَكِيعٌ (7) ، عَنْ سُفْيان، عن مُحارِب ابن دِثار، عَنِ ابْنِ بُرَيدَة، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) ؟   (1) انظر ضبطه في "تقريب التقريب". (2) هو: ابن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن مولى بني أمية. (3) نقل بعض هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/351) ، ونقله بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص 176) ، ولكن وقع عنده: «مطرح ضعيف جدًّا» ، ثم قال: «ولم يخرج أحد من أصحاب "السنن" هذا الحديث بهذا الإسناد، وفيه أربعة متكلَّم فيهم: مطرح، وابن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم، ولكن بعضهم أضعف من بعض» . (4) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/88) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/520) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص 179) . (5) هو: الفضل بن دُكَين. (6) هو: الثوري. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (157) عنه، به. ورواه أبو عبيد في "الطهور" (41) ، والطبري في "تفسيره" (11332) من طريق ابن مهدي، عن الثوري، به. (7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (298) ، وابن ماجه في "سننه" (510) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (14) ، والطبري في "تفسيره" (11331) ، وابن حبان في "صحيحه" (1707) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (88) . ورواه ابن خزيمة (13) ، والروياني في "مسنده" (68) من طريق معتمر بن سليمان، والطبري في "تفسيره" (11334) من طريق معاوية بن هشام، كلاهما عن الثوري، به. قال ابن خزيمة: «لم يسند هذا الخبر عن الثوري أحدٌ نعلمه غيرُ المعتمر ووكيع، ورواه أصحاب الثوري وغيرهما عن سفيان، عن محارب، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ النبي (ص) . فإن كان المعتمر ووكيع - مع جلالتهما - حَفِظا هذا الإسناد واتصاله، فهو خبر غريبٌ غريبٌ» . والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (158) عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مرثد، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ أبيه، به. ورواه أحمد في "مسنده" (5/350 رقم 22966) ، ومسلم في "صحيحه" (277) ، وأبو داود في "سننه" (172) ، والنسائي في "سننه" (133) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (12) ، والطبري في "تفسيره" (11330) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/271) ، وابن عبد البر في = = "التمهيد" (8/239) من طريق يحيى القطان، وأحمد (5/385 رقم 23029) ، والترمذي في "جامعه" (61) ، وابن الجارود (1) ، وابن خزيمة (12) ، والطبري (11330) ، وابن عبد البر (8/240) من طريق ابن مهدي، ومسلم (277) من طريق عبد الله بن نمير، والطبري (11333) من طريق معاوية بن هشام، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/41) من طريق أبي عامر العقدي وأبي عاصم الضحاك بن مخلد وأبي حذيفة، والبيهقي (1/162 و271) من طريق ابن وهب وعلي بن قادم، جميعهم عن سفيان، به. ورواه الطيالسي في "مسنده" (842) ، والبغوي في "الجعديات" (2081) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (89) من طريق قيس بن الربيع، عن علقمة ابن مرثد، به. الحديث: 152 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 623 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ أَبِي (1) نُعَيم أصَحُّ (2) .   (1) في (ف) : «أبو» . (2) قال ابن عبد الهادي: «وكأن أبا زرعة يشير إلى أن رواية سفيان هذا الحديث عن محارب مرسلاً أصَحُّ من روايته عنه متصلاً، لا أن إرساله أصَحُّ مطلقًا، والله أعلم» . وقال ابن دقيق العيد: «كل هذا يختص برواية سفيان عن محارب» . ويدل على هذا أن الترمذي أخرج الحديث من طريق ابن مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بريدة، عن أبيه، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . ثم قال: «وَرَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ محارب، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ أبيه. ورواه عبد الرحمن بن مهدي وغيره، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عن النبي (ص) مرسلاً، وهذا أصح من حديث وكيع» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 624 153 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيد بْنِ كاسِب (2) ، عن الدَّرَاوَرْدي (3) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمد بن عبد الله بْنِ جَحْش، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ زينبَ بِنْتَ جَحْش أَخْرَجَتْ لَهُمْ مِخْضَبًا (4) مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَتْ: كنتُ أُرَجِّلُ فِيهِ رأسَ رسولِ اللَّهِ (ص) . وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ (5) ، عَنِ الدَّرَاوَرْدي، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْش، عن النبيِّ (ص) .   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص182-183) . (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (472) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3093) ، والطبراني في "الكبير" (24/53 و56 رقم 139 و144) . ... ورواه ابن المنذر في "الأوسط" (1/315) من طريق محمد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ منصور، عن الدراوردي بمثله. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/369) عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ الدراوردي، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ، به. (3) هو: عبد العزيز بن محمد. (4) المِخْضَبُ: إناءٌ يُغتَسَلُ فيه. انظر"التلخيص في معرفة أسماء الأشياء" لأبي هلال العسكري (ص192) . (5) قال ابن حجر في "النكت الظراف" (11/323) : «رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ الدَّرَاوَرْدي بهذا السند، فقال: عن محمد بن إبراهيم؛ قلبه» ، ثم قال بعد ذكر الروايات: «ورجح أبو زرعة رواية يعقوب فيه على رواية غيره» . ورواه أحمد في "المسند" (6/324 رقم 26753) من طريق علي بن بحر، عن الدَّرَاوَرْدي بمثله. الحديث: 153 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 625 وَرَوَاهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ عَبْدالله العُمَرِيِّ (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْش، عَنْ زَيْنَبَ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ خَالِدٍ (2) ، عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (3) جَحْش، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْش: أَنَّهَا كَانَتْ تُرجِّلُ رأسَ رسولِ اللَّهِ (ص) فِي مِخْضَبٍ مِنْ صُفْرٍ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا الصَّحيحُ (4) ؛ يَعْنِي: حديثَ يَعْقُوبَ بْنِ حُمَيد بْنِ كاسب، عن الدَّرَاوَرْدي (5) .   (1) هو: عبد الله بن عمر، أخو عبيد الله المذكور آنفًا. (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/324 رقم 26852) . ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3094) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، وأبو يعلى في "مسنده" (7157) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد، كلاهما عن عبد الله بن عمر، بمثله. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/320) من طريق إسماعيل بن أويس، عن الدراوردي، عن عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بن جحش الأسدي: أن رسول الله (ص) كان يتوضأ في مخضب صفر في بيت زينب بنت جحش. (3) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» . (4) في (ك) : «هذا هو الصحيح» . (5) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/217/ب) الاختلاف في هذا الحديث على عبيد الله وعبد الله العمريين، ثم قال: «والحديث شديد الاضطراب» ، وقال: «لا أعلم رواه عن عبد الله غيرُ الدراوردي» . وقال في "الأفراد" (326/أ/أطراف الغرائب) : «اختلفا في إسناده فقال محمد بن عمرو بن أبي مذعور: عن عبد العزيز بن محمد، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بن جحش، عن زينب، وقال محمد بن عمرو بن سليمان الأنصاري: عن الدراوردي، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمد، عن أبيه، عن زينب، وهو حديث غريب تفرد به عبد العزيز الدراوردي» . وانظر "الإكمال" لابن ماكولا (2/337-338) فقد ذكر الاختلاف في الحديث. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 626 154 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبيد بْنُ يَعِيش، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَير، عَنْ طَلْحة ابن يَحْيَى، عَنْ أُمِّ كُلْثوم بِنْتِ عبد الله بْنِ زَمْعَة، عَنْ جدَّتها أُمِّ سَلَمة: رفَعَتْ إِلَيْهَا مِخْضَبًا مِنْ صُفْرٍ، فقالت: كان رسولُ الله (ص) يغتَسِلُ فِيهِ. وَرَوَاهُ عُقْبَة بْنُ مُكْرَم (2) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَير، عَنْ طَلْحة بْنِ يَحْيَى، عَنْ أم كُلْثُم (3) بنتِ عبد الله بْنِ زَمْعَة، عَنْ جَدَّتها أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ - يَعْنِي: مَنْ قَالَ -: عَنْ أُمِّ كُلْثُوم (4) . 155 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بن الأَجْلَح (6) ،   (1) هذا النص نقله ابن عبد الهادي في"شرح العلل" (ص184) ، ثم قال: «ولم يخرج أحد من أصحاب الكتب الستة هذا الحديث، ولم يرووا لأم كلثوم هذه شيئًا، ولم أر هذا الحديث في"مسند" الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل أيضًا، والله أعلم» . (2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6932) ، والطبراني في "الكبير" (23/354 رقم 830) ، ووقع عندهما «أم كلثوم» ، وسقط من إسناد الطبراني: يونس ابن بكير. (3) في (ت) و (ك) : «أم كلثوم» . (4) قوله: «أم كلثوم» لم يظهر في التصوير في (ش) . (5) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/597) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص186) ، ثم قال: «ولم يخرج أحد من أصحاب "السنن" حديث عبد الله بن الأجلح هذا، ولم أره في "معجم الطبراني". (6) روايته أخرجها الإسماعيلي في "معجم شيوخه" (381) . الحديث: 154 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 627 عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِي (1) ، عَنِ الحارث بْن سُوَيد؛ قَالَ: بالَ جرير بن عبد الله، ثُمَّ توضَّأَ ومسَحَ عَلَى خُفَّيْه، فرآهُ رجلٌ فتعجَّبَ لذلك! فَقَالَ: لا تَعْجَبْ؛ فإني رأيتُ رسولَ الله (ص) يَفْعَلُهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا الحديثُ وَهِمَ فيه عبدُاللهِ بنُ الأَجْلَح (2) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : رَوَاهُ أصحابُ الأعمش (4) عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن هَمَّام بْن حارث، عَنْ جَرير؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (5) . 156 - وسُئِلَ (6) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو نُعَيم (7) ، عن   (1) هو: إبراهيم بن يزيد. (2) وكذا وهَّمه الدارقطني كما سيأتي. وقال ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص 184) : «وعبد الله بن الأجلح الكندي أبو محمد الكوفي روى له الترمذي وابن ماجه، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن حبان في"الثقات"، لكنه واهم في هذا الحديث كما ذكره أبوزرعة؛ لمخالفة سائر أصحاب الأعمش له، والله أعلم» . (3) أي: ابن أبي حاتم. (4) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (387) من طريق شعبة، ومسلم في "صحيحه" (272) من طريق أبي معاوية ووكيع، جميعهم عن الأعمش، به. (5) ذكر الدارقطني في "العلل" (4/88/أ) خلافًا طويلاً في هذا الحديث، ومما قاله: «رواه زائدة بن قدامة، وأبو شهاب الحنَّاط، وأبو عوانة، والثوري، وشعبة، وداود الطائي، وابن عيينة، وجرير، وعيسى بن يونس، وحفص بن غياث، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن همام، عن جرير. وخالفهم عبد الله بن الأجلح، فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الحارث بن سويد، عن جرير، ووهم فيه، والأول أصح» . اهـ. (6) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص187) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/597) . (7) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (2/311 رقم2293) . ورواه أحمد في "مسنده" (4/363 رقم 19223) من طريق أسود بن عامر، والطبراني (2/311 رقم2293) من طريق يحيى الحماني، كلاهما عن شريك، به. الحديث: 156 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 628 شَريك (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرير، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن جرير: رأيتُ النبيَّ (ص) يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيه. وَرَوَاهُ ابْنُ الأَصْبَهَانِيِّ (2) ، عَنْ شَريك، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرير، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) توضَّأَ ومسَحَ عَلَى خُفَّيه؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ أَبِي (3) نُعَيم، وإبراهيمُ هُوَ: ابْنُ جَرير بن عبد الله البَجَلي، وَلَمْ يَلْحَقْ أَبَاهُ (4) . 157 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو (6) غَسَّان النَّهْدي (7) ، عن عبد السَّلام بْن حَرْبٍ (8) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي عَروبة، عن   (1) هو: ابن عبد الله النَّخَعي، القاضي. (2) هو: محمد بن سعيد. (3) في (ك) : «أبو» . (4) سئل الدارقطني في"العلل" (4/103/أ) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه إياد بن عبد الله البجلي وبشر بن عمرو البجلي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَن جرير، وخالفهما شَريك، رواه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ، عَن قيس ابن أبي حازِم، عن جرير؛ وهو أشبه» . (5) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص190) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (4/35) ، وانظر "شرح ابن ماجه" لمغلطاي (2/624) . (6) في (ك) : «ابن» . (7) هو: مالك بن إسماعيل. (8) كذا ذكر روايته البخاريُّ كما في "العلل الكبير" للترمذي (71) . والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (6/263 رقم 6167) من طريق يحيى الحماني، عن عبد السلام بْن حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أَبِي شريح، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عن سلمان، به. كذا برواية أَبِي شريح، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ! الحديث: 157 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 629 قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ أَبِي شُرَيْح (2) ، عَنْ سَلْمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المسح عَلَى الخُفَّين والعِمامة. وَرَوَاهُ شُعَيب بْنُ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ داود الكِنْدي (4) ، عن محمد ابن زيد، عَنْ أَبِي شُرَيْح (5) ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المسح؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا حديثٌ وَهِمَ فيه عبدُالسَّلامِ بنُ حَرْب (6) .   (1) هو: العَبْدي، مولى زيد بن صُوحان. (2) ذكره ابن حجر في "التقريب" بكنيته فقط، وقال: «مقبول» . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (6/263 رقم 6166) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/220) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (691) عن داود ابن أبي الفرات، به. ومن طريق الطيالسي رواه ابن عساكر (67/221) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (228 و1869) ، وابن ماجه في "سننه" (563) من طريق يونس بن محمد، وأحمد في "مسنده" (5/439 رقم 23717) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والترمذي في "العلل الكبير" (71) من طريق ابن مهدي، وابن حبان في "صحيحه" (1345) ، والطبراني في "الكبير" (6/262 رقم 6165) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/96) من طريق أيوب السختياني، وابن حبان (1344) ، والطبراني (6/262 رقم 6164) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/220-222) من طريق زيد بن الحباب وشيبان وطالوت بن عباد وعفان وأبي عبد الرحمن المقرئ، جميعهم عن داود بن أبي الفرات، به. (4) هو: داود بن أبي الفرات. (5) من قوله: «عن سلمان، عن النبي (ص) ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (6) قال الترمذي في "العلل الكبير" (71) : «سألت محمدًا - يعني البخاري- عن هذا الحديث؛ قلت: أبو شريح ما اسمه؟ قال: لا أدري، لا أعرف اسمه، ولا أعرف اسم أبي مسلم مولى زيد بن صوحان، ولا أعرف له غير هذا الحديث. ورواه عبد السلام بن حرب، عن سعيد، عن قتادة، وقلبه، فقال: عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي شريح» . اهـ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 630 158 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي، عَنْ خارِجَة بْنُ مُصعَب، عَنْ (2) يُونُسَ، عَنِ الحَسَن، عَنْ عُتَيٍّ، عَنْ أُبَيِّ ابن كعب، عن النبيِّ (ص) : لِلْوُضُوءِ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ: الوَلَهَانُ (3) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ عِنْدِي مُنكَرٌ (4) . 159 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَالِكٌ (6) ، وَابْنُ عُيَينة (7) ، وغيرهما (8) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) كَانَ يغتَسِلُ مِنْ إناءٍ، هُوَ الفَرَق (9) .   (1) تقدَّمت هذه المسألة برقم (130) ، وتكلَّم عنها أبو حاتم، وقد نقلها ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص194) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (1/34) ، ونقل بعضها مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/296) . (2) في (أ) : «عبر» ، وفي (ش) : «عير» . (3) انظر الكلام على ضبط «الولهان» ومعناه في التعليق على المسألة رقم (130) . (4) زاد في المسألة رقم (130) قولَ أبي حاتم: «كَذَا رَوَاهُ خَارِجَةُ! وَأْخَطَأَ فِيهِ، وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَوْلَهُ. وَرَوَاهُ غَيْرُ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ: أَنّ النبي (ص) ... مرسلً» . (5) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص197) . (6) روايته أخرجها في"الموطأ" (1/44-45 رقم99) ، ومن طريقه أخرجه مسلم في"صحيحه" (319) . (7) روايته أخرجها مسلم في الموضع السابق. (8) أخرجه البخاري في "صحيحه" (250) من طريق ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وأخرجه مسلم من طريق الليث، عن الزهري، به. (9) الفَرَقُ: مِكيالٌ ضخمٌ لأهل المدينة، قيل: هو ستةَ عَشَرَ رِطْلاً، قال الأزهريُّ: المحدِّثون يقولون: الفَرْق، وكلام العرب: الفَرَق. انظر"لسان العرب" (10/305) . الحديث: 158 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 631 وَرَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ سَعْدٍ (1) ، عَنِ الزُّهْري، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ... هَذَا الحديثَ (2) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ عِنْدِي حديثُ عُرْوَة (3) . 160- وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بن عبد الرحمن   (1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (410) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4412) ، وابن عدي في "الكامل" (1/248) ، والبيهقي في "سننه" (1/194) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (8/101) . (2) قوله: «هذا الحديث» منصوب على البدل من الضمير في قوله: «ورواه» . وإبدال الاسم الظاهر من ضمير الغائب، وله شواهدُ مذكورةٌ في مواضعها من كتب النحاة. انظر شروح "الألفية" (باب البدل) . ويخرج أيضًا على النصب على نزع الخافض، كأنه قال: بهذا الحديث. أو: إلى آخر هذا الحديث، أو نحوه. (3) قال ابن عدي: «وهذا الحديث يرويه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن القاسم، عن عائشة. وأصحاب الزهري خالفوه، فرووه عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة» . وقال الدارقطني في "العلل" (5/24/أ) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه، فرواه ابن عيينة ومعمر والأوزاعي وجعفر بن برقان وبحر السَّقَّاء، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة. وخالفهم إبراهيم بن سعد، فرواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمد، عن عائشة. والقول قول من قال: عن عروة» . اهـ. ووقع في أصل "العلل" للدارقطني: «عن القاسم بن محمد وعَن عائشة» ، وهو خطأ ظاهر. وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (1/363) : «ويحتمل أن يكون للزهري شيخان؛ فإن الحديث محفوظ عن عروة والقاسم من طرق أخرى» . (4) نقل هذا النص مغلطاي في"شرح ابن ماجه" (2/601-602) ، ونقله ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص200-201) ، ثم أردفه قائلاً: «ولم يخرج حديث حماد هذا أحد من أصحاب "السنن"، والوهم فيه يحتمل أن يكون من غير حماد ... » ، ثم ذكر جرح البخاري وابن عدي ليحيى بن يزيد الرهاوي، وتعقب أبي حاتم للبخاري. الحديث: 160 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 632 الدمشقي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ يَحْيَى بْن يَزِيدَ الرُّهَاوي (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَة، عَنْ حمَّاد (2) ، عَن عامر الشَّعْبي، عن إبراهيم ابن (3) أَبِي مُوسَى، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة؛ فِي الوُضُوء والمَسْح عَلَى الخُفَّين؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ حمَّاد؛ خالفه أَبُو إِسْحَاقَ السَّبيعي (4) ، وابن أَبِي خَالِد (5) ، وحُصَين (6) .   (1) في (ت) : «الهاروني الرهاوي» ، وضرب على قوله: «الهاروني» . (2) هو: ابن أبي سليمان. وروايته أخرجها أبو الشيخ في = = "طبقات المحدثين بأصبهان" (39) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/157) من طريق أبي حنيفة، عنه، به. (3) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/371 رقم 866) . (5) هو: إسماعيل الأَحْمسي. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/372 رقم 869) . (6) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (191) ، والطبراني في "الكبير" (20/372 رقم 867) . ورواه البخاري في "صحيحه" (206 و5799) ، ومسلم في "صحيحه (274) من طريق زكريا بن أبي زائدة، ومسلم (274) من طريق عمر بن أبي زائدة، وأحمد في "مسنده" (4/251 رقم 18193) ، والنسائي في "سننه" (82) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/31) ، و"شرح مشكل الآثار" (5653) من طريق ابن عون، وأبو داود في "سننه" (151) ، وابن خزيمة (191) ، والطبراني (20/371 رقم 865) من طريق يونس بن أبي إسحاق، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/83) ، والطبراني (20/374 رقم 873) من طريق داود بن يزيد، والطبراني (20/373 و374 رقم 871 و872 و874) من طريق القاسم ابن الوليد ومجالد وبكر بن عامر وسليم مولى الشعبي، جميعهم عن الشعبي، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 633 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : قلتُ (2) : يعني: أنهم رَوَوْا هذا (3) الحديثَ عَنِ الشَّعْبي، عَنْ عُرْوَة ابن المغيرة، عَنِ الْمُغِيرَةِ؛ وَلَيْسَ لإبراهيم بْن أَبِي مُوسَى هاهُنا معنى (4) . 161 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (6) ، عَنْ سُفْيان (7) ، عَن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ النُّعْمان (8) ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنْ جُهَينة يُقالُ لَهَا: أمُّ صَفِيَّة - هَكَذَا قَالَ قَبيصة! - قَالَتْ: نازَعْتُ   (1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) . (2) في (أ) و (ش) : «وقلت» . (3) قوله: «هذا» من (ف) فقط. (4) ذكر الدارقطني في "العلل" (7/96) الاختلاف في هذا الحديث ومما قاله: «ورواه حماد بن أبي سليمان ومنصور بن المعتمر وجابر الجعفي والسري بن إسماعيل، عن الشعبي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي موسى الأشعري، عن المغيرة. وأحسنها إسنادًا حديث الشعبي، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ المغيرة، عن أبيه» . (5) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل " (ص205-206) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (13/89) . (6) هو: ابن عقبة. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (24/236 رقم 599) من طريق حفص بن عمر، عنه، به. ووقع عنده: «أم صُبَيَّة» بدل: «أم صفية» . ورواه في (25/168 رقم 409) من طريق حفص بن عمر أيضًا، عنه، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ خَرَّبُوذ، عن أم صميتة (كذا) ، به. قال الترمذي في"العلل الكبير" (30) : «قلت لمحمد - يعني البخاري -: روى هَذَا الْحَدِيثَ قُبَيْصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عن أسامة، فقال: عن أم صفية؟ فقال: أخطأ فيه قبيصة» . (7) هو: الثوري. (8) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/113) : «سالم ابن سرج، ويقال: ابن خَرَّبوذ أبو النعمان، وقال بعضهم: ابن النعمان، ولم يصح» . الحديث: 161 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 634 النبيَّ (ص) فِي الوُضُوء مِنْ إناءٍ واحِدٍ. وَرَوَاهُ وكيعٌ (1) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النُّعْمان بْنِ خَرَّبُوذَ (2) ، عَنْ أُمِّ صُبَيَّة (3) ... هَذَا الحديثَ (4) . وَرَوَاهُ ابنُ وَهْب (5) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ النُّعْمان،   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (371) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (2383) ، وأبو داود في "سننه" (78) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (3409) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7970) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (24/235- 236 رقم 597) من طريق ابن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ويحيى الحماني، ثلاثتهم عن وكيع، به، وجاء فيه: سالم بن النعمان بن خَرَّبوذ. قال الترمذي في "العلل الكبير" (30) : «فسألتُ محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: وَهِمَ وكيع، والصَّحيحُ: عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سالم بن خَرَّبوذ أبي النعمان» . (2) في (أ) : «خربوز» . (3) في (أ) و (ت) و (ك) : «أم صفية» . (4) كذا: «ورواه وكيع ... هذا الحديثَ» ، وهي صحيحةٌ في العربية، تقدَّم بيان وجهها في المسألة رقم (159) . (5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/25) ، والطبراني في "الكبير" (24/235 رقم 596) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7969) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/190) . ووقع عند أبي نعيم: «النعمان بن سالم» . ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/295 و296) من طريق سليمان بن بلال ومحمد بن عمر الواقدي، وابن سعد أيضًا (8/295) ، وابن ماجه في "سننه" (382) من طريق أنس بن عياض، وأحمد في "مسنده" (6/367 رقم 27068) ، والترمذي في "العلل الكبير" (30) من طريق يحيى القطان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/25) من طريق عبد الوهاب، والطبراني في "الكبير" (24/235 رقم 596) من طريق عيسى بن يونس، جميعهم عن أسامة، به. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 635 عَنْ أُمِّ صُبَيَّة. وَرَوَاهُ خارجَةُ بْنُ الْحَارِثِ (1) ، عَنْ سَالِمِ بْنِ سَرْج (2) ؛ سمعتُ أمَّ صُبَيَّة ... فذكَرَ (3) الحديثَ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ قَبِيصَة: أُمُّ صَفِيَّة، وَإِنَّمَا هِيَ: أُمُّ صُبَيَّة، وَاسْمُهَا: خَوْلَة بِنْتُ قَيْسٍ، ووَهِمَ وكيعٌ فِي الْحَدِيثِ، والصَّحيحُ: حديثُ ابنِ وَهْب. وسالمٌ: ابنُ النُّعْمانِ [بنِ سَرْج] (4) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي: أنَّ وَكِيعًا قَالَ: عَنِ النُّعْمان بْنِ خَرَّبُوذَ (5) ؛ فَهَذَا الَّذِي وَهِمَ فِيهِ. 162 - وسُئِلَ (6) أَبُو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أبي ذئب (7) ،   (1) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/295) ، وأحمد في "مسنده" (6/366 رقم 27067) ، والطبراني في "الكبير" (24/235 رقم 595) . (2) في (ش) و (ك) : «سرح» بالحاء المهملة. (3) في (ف) : «تذكر» . (4) ما بين المعقوفين ليس في (ف) ، وفي موضعه بياض في (ت) و (ك) ، وفي (أ) : «بن بسر» ، وفي (ش) : «بن بشر» ، والمثبت من "شرح العلل"، و"الجرح والتعديل" (4/187-188 رقم812) . (5) في (ك) : «خربود» بالدال المهملة. (6) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص207) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/264-265) ، ثم قال ابن عبد الهادي عقبه: «ولم أر حديث ابن أبي ذئب هذا في شيء من الكتب الستة» . وانظر "شرح ابن ماجه" لمغلطاي (1/243) ، وانظر المسألة رقم (170) . (7) قوله: «ذئب» سقط من (ت) و (ف) و (ك) . وفي موضعه من (ف) علامة لَحَق، ولم يظهر في التصوير. وابن أبي ذئب هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (1590) . الحديث: 162 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 636 عمَّن سَمِعَ أَبَا سَلَمة بْنَ عبد الرحمن، يحدِّث عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) : إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنَ النَّوْمِ، فَلْيَغْرِفْ عَلَى يَدِهِ ثَلاَثَ غَرَفَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي حَيْثُ بَاتَتْ يَدُهُ. وَرَوَاهُ الزُّهْري (1) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ... هَذَا الحديثَ (2) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا عِنْدِي وَهَمٌ؛ يَعْنِي: حديثَ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (3) . 163 - وسمعتُ (4) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ يُونُسَ (5) ، عَنْ عِكْرِمَة بْنِ عمَّار، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْم - وَهِيَ جَدَّةُ إِسْحَاقَ - إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ،   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/241 رقم 7282) ، ومسلم في "صحيحه" (278) . (2) كذا: «ورواه الزهري ... هذا الحديثَ» ، وهي عبارة صحيحة عربية، ذكرنا وجهها في التعليق على المسألة رقم (159) . (3) نقله ابن الملقن في الموضع السابق من "البدر المنير" عن أبي زرعة بلفظ: «إنه وهم، والصَّواب حديث أبي هريرة» . وانظر "العلل" للدارقطني (8/75 رقم1419) . (4) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/8) بتصرف، وفيه سقط، ونقله بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص209) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/779-780) ، ونقل بعضه ابن حجر في "النكت الظراف" (1/85) . (5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (310) . الحديث: 163 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 637 فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، المرأةُ تَرَى مَا يَرَى الرَّجُلُ فِي الْمَنَامِ؛ بأنَّ زوجَها جامَعَها، أتغتَسِلُ؟ فقال رسولُ الله (ص) : إِذَا وَجَدَتِ المَاءَ، فَلْتَغْتَسِلْ (1) . وَرَوَى الأوزاعيُّ (2) ، عن إسحاق بن عبد الله ابن أَبِي طَلْحة، عَنْ جَدَّته أُمِّ سُلَيم؛ قَالَتْ (3) : دخلَتْ أُمُّ سُلَيم عَلَى أُمِّ سَلَمة، فَدَخَلَ عَلَيْهَا رسولُ الله (ص) ، فقالتْ لَهُ (4) أمُّ سُلَيم: أرأيتَ إِذَا رأتِ المرأةُ ... ؟ قَالَ أَبِي: إسحاقُ بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحة، عَنْ أُمِّ سُلَيم، مُرسَلٌ، وعِكرِمَة بْنُ عمَّار روى عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ أم سُلَيم ...   (1) أخرجه مسلم في "صحيحه" (310) من طريق عمر بن يونس، به. (2) لم نقف على روايته على هذا الوجه. والحديث أخرجه الدارمي في "مسنده" (791) ، وأبو عوانة في "مسنده" (832) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك، قال: دخلتْ أمُّ سُلَيْم على النبي (ص) وعنده أم سلمة، فقالت: المرأة ترى في منامها ما يرى الرجل ... (3) كذا في جميع النسخ «قالت» ، ولا يستقيم مع مقول القول بعده، والظاهر: أن القائل هو إسحاق بن عبد الله يخبر عن جدَّته أم سليم؛ فكانتِ الجادَّةُ على ذلك أن يقال: « ... قال: دخلَتْ أم سليم ... » . لكننا نقول: إن لمجيء الفعل «قالت» على صورة التأنيث وجهًا في العربية، وهو أنَّه - مع كونه مسنًدا إلى ضمير المذكَّر - جاء في صورة المؤنَّث لمجاورته للاسم المؤنَّث الذي قبله وهو قوله: «أم سليم» ، وللجوار تأثيرات في العربية. وانظر التعليق على نحو ذلك في المسألة رقم (54 - الوجه الثالث) . (4) قوله: «له» ليس في (ف) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 638 وحديثُ الأوزاعيِّ (1) أشبَهُ مُرسَلً (2) من المُوَصَّلِ (3) .   (1) قال ابن عبد الهادي _ح عن حديث الأوزاعي: «وحديث الأوزاعي عن إسحاق لم يخرجه أحد من الأئمة الستة، وحديث عكرمة انفرد به مسلم عن الجماعة، والله أعلم» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (4/10/أ) : «اختلف فيه على إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: فرواه عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بن عبد الله، عن أنس، وتابعه مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ. وخالفهما يحيى بن عبد الله وأبو المغيرة والوليد؛ رَوَوه عن الأوزاعي، عن إسحاق، عن جدته أم سليم؛ لم يذكروا فيه أنسًا، وكذلك قال همام: عن إسحاق، عن جدته. وقال يحيى بن أبي كثير وحسين المعلم: عن إسحاق بن عبد الله، عن أم سليم، فأرسلاه. ورواه عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة أخو إسحاق، عن أم سليم، والمرسل أشبه بالصواب» . اهـ. (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدَّم التعليقُ عليها في المسألة رقم (34) . (3) كذا في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) ، لكن كتب بهامش (ف) : «الصواب: موصول» ، وفي هامش (ت) فوق الكلمة علامة تصويب أو تعليق، لكنْ لم يظهر في مصوَّرتها، وجاء في (ك) : «الموصول» ، وقد نقل ابن عبد الهادي في"شرح العلل" هذه الكلمة «الموصل» ، ثم قال: «كذا قال، والصواب أن يقال: أشبه من الموصول» . لكن استعمال هذا اللفظ «الموصَّل» بمعنى «الموصول» صحيح من جهتين: الأولى: من جهة النقل عن أهل الحديث؛ فقد استعملوا مصطلح «الموصَّل» كما استعملوا «الموصول» و «المتصل» ، وكلُّه عندهم بمعنًى واحد، وهو: ما سلم من الانقطاع، وتجد ذلك عند الخطيب في "الكفاية" (ص20) ، وابن دقيق العيد في "الاقتراح" (ص17) ، والعراقي في "التقييد والإيضاح" (ص153) ، وابن حجر في "مقدِّمة الفتح" (ص465) ، والسخاوي في "فتح المغيث" (1/34، 134، 233) ، والصنعاني في "توضيح الأفكار" (1/69) ، وقد ورد لفظ «الموصَّل» بهذا المعنى في كتابنا هذا في أكثر من موضع. وعلى ذلك: فهذا اصطلاح مطروق ثابت وارد في لغة المحدِّثين، المتقدِّمين منهم والمتأخرين. والجهة الثانية: من جهة النقل عن أهل العربية؛ فقد نقل علماء العربية استعمال العرب للفظ: «الموصَّل» في معنى «الموصول» أو «المتصل» ؛ قال في "تاج العروس" (15/776 وصل) : «وصَلَ الشيءَ بالشيءِ يَصِلُهُ وَصْلاً وَصُِلَةً بالكسر والضم ... ووصَّلَهُ توصيلاً: لَأَمَهُ [أي: ضمَّهُ به وجمعه] ، وهو ضِدُّ: فَصَلَهُ، وفي التنزيل العزيز: [القَصَص: 51] {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} ، أي: وصَّلنا ذكر الأنبياء وأقاصيصَ مَنْ مضى بعضَهَا ببعض؛ لعلَّهم يعتبرون، ويقال: وصَّل الحبالَ وغيرَهَا توصيلاً: وصَلَ بعضها ببعض» . اهـ. = = ونحوه في "لسان العرب" (11/726) وغيره من المعاجم. ويتصرف هذا الفعل ومشتقاته في المعنى الحديثي فيقال: وصَّل الراوي المراسيل يُوصِّلها توصيلاً، فهي مُوَصَّلة؛ كما يقال: وَصَلَها يَصِلُها وَصْلاً فهي موصولة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 639 164 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ سهل ابن عُثْمَانَ العَسْكَري، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاث، عَنِ الحجَّاج بْنِ أَرْطَاة، عَنْ عَطَاءٍ (2) ، عَنْ حُمْران بْنِ أَبَانٍ - أَوْ أَبَانِ بْنِ حُمْران - عن عثمان، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ توضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، إِلا مَسْحَ رأسِه مَرَّةً؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى هَذَا الحديثَ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ (3) ، وحمَّادُ بنُ سَلَمة، وهُشَيْمٌ (4) ، وعَبَّادُ ابن عَوَّام (5) ، وابنُ أَبِي زَائِدَةَ (6) ، عَنْ   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص211) ، وانظر المسألة رقم (100) و (146) و (172) و (187) . (2) قوله: «عن عطاء» سقط من (ك) . وعطاء هذا هو: ابن أبي رباح. (3) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" (1/66 و72 رقم 472 و527) . (4) هو: ابن بشير. (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (133) ، وعنه ابن ماجه في "سننه" (435) . ورواه ابن أبي شيبة (65) من طريق أبي معاوية، عن حجاج، بمثله. (6) هو: يحيى بن زكريا. (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 164 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 640 حَجَّاج، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ ... مُرسَلً (*) . وَرَوَاهُ يزيدُ بنُ أَبِي حَبِيبٍ، وأسامةُ بنُ زَيْدٍ، واللَّيْثُ، وابنُ لَهِيعة (1) ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عُثْمَانَ، مُرسَلً (*) . وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيج (2) ، عَنْ عَطَاءٍ: أَنَّهُ بلَغَه عَنْ عُثْمَانَ ... مُرسَلً (*) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ عِندَنا (3) . 165 - أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم (4) ؛ قَالَ (5) : حدَّثنا (6) أبو زرعة؛ قال: حدَّثنا عبد الجبَّار بن عاصِم؛ قال: حدَّثني عُبَيدالله بن عمرو، عن عبد الملك العامِري، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن   (1) هو: عبد الله. (2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (124) . ورواه أحمد في "مسنده" (2/348 رقم 8578) من طريق همام، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن عثمان، به. (3) سئل الدارقطني في "العلل" (263) عن هذا الحديث؟ فقال: «اختُلِف فيه: فرواه حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ الحجَّاج بْنِ أَرْطَاة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ حمران، عن عثمان. وخالفه حمَّاد بن زيد، ويحيى بن أبي زائدة، وغيرهما، فرووه عَنِ الْحَجَّاجِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ عثمان، مُرسَلاً، وكذلك رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وأسامة بن زيد، والأوزاعي، عن عطاء، عن عثمان، مُرسَلاً. فإن كان حفظ حفص بن غياث هذا عن الحجاج، فقد زاد فيه حمرانَ، وهذه زيادة حسنة، وحفص من الثقات» . وانظر "التاريخ الكبير" (6/456) . (4) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا، من (ت) و (ك) فقط. (5) قوله: «قال» ليس في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «وقال» . (6) في (ف) : «وحدثنا» . الحديث: 165 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 641 جَابِرٍ؛ قَالَ: جَاءَ ناسٌ مِنَ الطَّائِف يَشْكُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) بَرْدَ أَرْضِهِم؛ لِيُرَخِّصَ لَهُم فِي الغُسْل، فقال رسولُ الله (ص) : أَمَّا أَنَا، فَأَصُبُّ عَلَى رَأْسِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وحدَّثنا عَمْرُو بْنُ قُسَيْط الرَّقِّيُّ؛ قال: حدَّثنا عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أُنَيْسَة، عن عبد الملك العامِري، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، مَوقوفً (1) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (2) . 166 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا به عن محمد بن عبد الله بْنِ بَكْرٍ (4) الصَّنْعاني، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشِم (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو سَلاَّم، عَنْ زَيْدٍ العَمِّي (6) ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيق (7) ، عَنْ عائِشَة:   (1) كذا بحذف ألف تنوين المنصوب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص213) ، ثم قال: «وهذا الحديث غير مُخرَّج في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه، وقد روي نحوه عن أبي سفيان ومحمد بن علي، عن جابر، وهو مخرَّج في "صحيح مسلم". اهـ. = ... وهذا الحديث الذي أشار إليه ابن عبد الهادي هو: ما أخرجه مسلم (328) من طريق أَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، عن جابر بن عبد الله: أن وفد ثقيف سألوا النبي (ص) فقالوا: إن أرضنا أرض باردة، فكيف بالغسل؟ فقال: «أما أنا فأفرغ على رأسي ثلاثًا» . وأخرجه مسلم أيضًا من طريق محمد بن علي بن الحسين، عن جابر، إلا أنه لم يذكر وفد ثقيف، وهو مخرَّج عند البخاري في "صحيحه" (252 و255 و256) من هذا الوجه. (3) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (4) في (ش) : «ابن أبي بكر» . (5) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد. (6) هو: زيد بن الحواري. (7) هو: بكر بن عمرو الناجي. الحديث: 166 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 642 أنَّ رسول الله (ص) قَبَّلَها، ثُمَّ مَضى لِوَجْهِهِ، وَلَمْ يُحْدِثْ وُضُوءًا. وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أَبُو سَلاَّم (1) هَذَا هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا (2) هُوَ سَلاَّمٌ الطويلُ (3) ، والحديثُ مُنكَرٌ، وسَلاَّمٌ متروكُ الحديث (4) . 167 - أخبرنا (5) أبو محمد عبد الرحمن قَالَ (6) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّار (7) ، عَنْ أَبِي مَعْشَر (8) ، عن عبد الله بن عبد الله بْنِ (9) أَبِي طَلْحة، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: كان رسولُ الله (ص) إذا دَخَلَ الخَلاَءَ يقول: بِاسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبُثِ وَالخَبَائِثِ.   (1) قوله: «أبو سلام» مكرر في (ك) . (2) في (ك) : «وإنما» بالواو. (3) هو: سلاَّم بن سَلْم، أو ابن سُلَيم. (4) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في"شرح العلل" (ص215) ، ثم قال: «ولم يرو هذا الحديث أحدٌ من أصحاب "السنن"، ولم أره في "سنن الدارقطني"، ولا في ترجمة سلام الطويل من كتاب ابن عدي وابن حبان، والله سبحانه وتعالى أعلم» . اهـ. وانظر المسألة رقم (100) ، وانظر أيضًا المسألة رقم (108) و (109) و (110) . (5) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل " (ص216-217) ، وخرَّج هذا الحديث من "سنن سعيد ابن منصور"؛ من روايته عن هشيم بن بشير، عن أبي مَعْشَر، عن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحة، عَنْ أَنَسٍ، ثم قال ابن عبد الهادي: «أبو معشر هو نجيح، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة» . (6) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن قال» من (ت) و (ك) فقط. (7) في (ت) و (ك) : «محمد بن مكدر» ، وزاد في (ك) : «ولعله منكدر» . (8) هو: نجيح بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (5) ، وابن عدي في "الكامل" (7/55-56) من طريق هشيم، عنه، به. وعند ابن عدي: «ابن أبي طلحة» . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في "الدعاء" (358) . (9) قوله: «عبد الله بن» الثاني ليس في (ك) . الحديث: 167 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 643 فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا أَمْلاهُ عَلَيْنَا (1) مِنْ حِفْظه، وَقِيلَ لِي (2) : فِي كِتَابِهِ: عَنْ أَبِي مَعْشَر، عَنْ حَفْصِ بْنِ (3) عُمَرَ بن عبد الله بْنِ (4) أَبِي طَلْحة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. وحدَّثنا أَبِي؛ قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مَعْشَر، عَنْ حَفْصِ بن عمر بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) (6) . 168 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ عَيَّاش (8) ، عَنْ شُعَيب بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ آخِرَ الأمرِ مِنْ رَسُولِ الله (ص) تركُ الوُضُوء مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ؟   (1) يعني: محمد بن بكار. (2) في (ت) و (ك) : «وقيل أبي» . وكتب في هامش (ك) : «لعله: قال» يعني بدل: «قيل» . (3) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (4) قوله: «عبد الله بن» ليس في (أ) و (ش) و (ف) ، ولا في "شرح العلل". (5) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (357) . (6) من قوله: «وهو الصحيح ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. والحديث سئل عنه الدارقطني في "العلل" (4/22/ب) فقال: «يرويه أبو معشر نجيح، واختلف عنه؛ فقال هشيم: عن أبي معشر، عن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وقال أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهراني: عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، = = عَنْ حَفْصِ بْنِ عُمَرَ، عن أنس، والقول قول أبي الربيع، وهو حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي طلحة أخي إسحاق، وهو الذي يروي عنه خلف بن خليفة» . (7) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/403-404) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص220) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/461) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/9/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/205) ، و"إتحاف المهرة" (3/543) . وستأتي هذه المسألة برقم (174) . (8) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (192) ، والنسائي في "سننه" (185) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (43) ، وابن الجارود في "المنتقى" (24) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/225) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/66-67) ، وابن حبان في "صحيحه" (1134) ، والطبراني في "الأوسط" (4663) ، و"الصغير" (671) ، و"مسند الشاميين" (2973) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/136) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (362) ، والدارقطني في "الأفراد" (112/ب/أطراف الغرائب) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (64) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/155 و156) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/346) و (12/276) ، وابن حزم في "المحلى" (1/243) . وقد نبَّه أبو داود على أن هذا الحديث مختصر من الحديث الذي قبل هذا في "سننه" برقم (191) ، وسيأتي ذكره في كلام أبي حاتم الآتي آخر المسألة. وقال الطبراني في "الأوسط": «لا يَروي هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا شعيب بن أبي حمزة، تفرد به علي بن عياش» . قال ابن حبان: «هذا خبر مختصر من حديث طويل؛ اختصره شعيب بن أبي حمزة متوهِّمًا لنسخ إيجاب الوضوء مما مَسَّت النار مطلقًا، وإنما هو نسخ لإيجاب الوضوء مما مسَّت النار؛ خلا لحم الجزور فقط» . وقال الدارقطني: «تفرد به علي بن عياش الحمصي، عن شعيب عنه» . الحديث: 168 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 644 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُضطَرِبُ الْمَتْنِ؛ إِنَّمَا هُوَ: أنَّ النبيَّ (ص) أكل كَتِفًا (1) ولم يَتَوَضَّ (2) ؛ كَذَا رَوَاهُ الثقاتُ عَنِ ابْنِ   (1) سيأتي في المسألة رقم (174) بلفظ: «أن النبي (ص) أكَلَ كَتِفًا، ثُمَّ صلَّى وَلَمْ يتوضَّ» . (2) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على إجراء الفعل المهموز مجرى المعتلِّ في حالتي جزم المضارع وبناء الأمر، فالأصل هنا: «يتوضَّأ» ، ثم أُبْدِلَتْ همزتُهُ ألفًا؛ فصارتْ: «لم يتوضَّا» ، ودخَلَ الجازم بعد الإبدال، فحذفتِ الألف للجزم «لم يَتَوَضَّ» ؛ قال العيني في "عمدة القاري" (3/105-106) / «يجوز [أي في قوله: لم يتوضَّأ» ] وجهان: أحدهما: إثباتُ الهمزة الساكنة علامةً للجزم. والآخر: حذفها؛ تقول: لم يَتَوَضَّ؛ كما تقول: لم يَخْشَ، بحذف الألف. والأول هو الأشهر» . اهـ. وانظر كلام ابن هشام على جزم الفعل المهموز في "أوضح المسالك" (1/74) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 645 المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ (1) ، وَيَحْتملُ أَنْ يَكُونَ شُعَيبٌ حدَّث بِهِ مِنْ حِفظِه؛ فوَهِمَ فِيهِ (2) . 169 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَتَّاب بْنُ بَشِير (4) ، عَنْ خُصَيْف (5) ، عَنْ سعيد ابن جُبَير؛ قَالَ: عابَ ابنُ عُمَرَ عَلَى سعدٍ المَسْحَ عَلَى الخُفَّين وهُما بالعِرَاق، فلمَّا رَجَعَا، اجْتَمَعَا عندَ عُمَرَ، فَقَالَ لَهُ سعدٌ: سَلْ أميرَ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ الَّذِي عِبْتَ علَيَّ، فقال سعدٌ:   (1) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (639) ، وأحمد في "مسنده" (3/322 رقم 14453) ، وأبو داود في "سننه" (191) من طريق ابن جريج، وعبد الرزاق (640) ، وابن حبان في"صحيحه" (1132 و1136) من طريق معمر، وأحمد (3/304 و307 رقم 14262 و14299) من طريق علي بْن زَيْدٍ وسفيان بن عُيَيْنَةَ، وأبو يعلى في "مسنده" (2160) ، وابن حبان (1138 و1145) من طريق جرير، وابن حبان (1137 و1139) من طريق أيوب السختياني وروح بن القاسم، جميعهم عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، به. (2) قال البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/178) : «حدثنا علي قال: قلت لسفيان: إن أبا علقمة الفروي قال: عن ابن المنكدر قال جابر ح: أكل النبي (ص) ولم يتوضأ. فقال: أحسبني سمعت ابن المنكدر يقول: أخبرني مَنْ سمع جابرًا: أكل النبي (ص) ... ، وقال بعضهم: عن ابن المنكدر: سمعت جابرًا ولا يصح» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/205) : «قال الشافعي في "سنن حرملة": لم يسمع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر؛ إنما سمعه من عبد الله ابن محمد بن عقيل» . (3) نقل بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/134) ، ونقله بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص221-222) . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/436 رقم 12237) . ورواه الطبراني (11/89 رقم 11140) من طريق عثمان بن ساج، عن خصيف، عن مجاهد وعكرمة وسعيد بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، به. (5) هو: ابن عبد الرحمن الجَزَري. الحديث: 169 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 646 عابَ علَيَّ المسحَ (1) عَلَى الخُفَّين، فَقَالَ عُمَرُ: فعلتَ (2) ؟! قَالَ: نَعَمْ، قَالَ عُمَرُ: عمُّكَ أعلَمُ مِنكَ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ عَلِمنا أَنَّ رسولَ الله (ص) قَدْ مَسَحَ، ومَسَحَ أصحابُه. وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيج (3) ؛ فَقَالَ: عَنْ خُصَيف، عَنْ مِقْسَم (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ابنُ جُرَيج عِنْدِي أحفَظُ مِنْ عَتَّاب بْنِ بشير. 170 - قال أبو محمد (5) : وذكر (6) أبي حديثًا رواه حفص بن عبد الله النَّيسابوري (7) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عن هشام بن حَسَّان،   (1) في (ت) و (ك) : «بالمسح» . (2) أي: فقال عمر لابنه: أَعِبْتَ عليه المسحَ على الخفَّيْنِ؟! كما يفهم من مصادر التخريج. (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/366 رقم 3462) ، وأبو داود في "سننه" من رواية أبي الطيب بن الأشناني عنه - كما في "تحفة الأشراف" (6488) - والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/273) . (4) هو: ابن بُجْرة. (5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ف) فقط، وفي (ك) : «قال محمد» . وقد نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص223) ، ثم قال: «ولم يخرِّج هذا الحديث من هذا الوجه أحد من أهل الكتب الستَّة، ولم أره في "سنن الدارقطني"، ولا "السنن الكبير" للبيهقي، والله أعلم» . (6) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو، وانظر المسألة رقم (162) . (7) لم نقف على روايته، والحديث رواه أبو نعيم في "مستخرجه على مسلم" (1/333 رقم 642) من طريق خَالِدِ بْنِ نزار، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا. ولم يسق متن الحديث. ورواه أبو نعيم أيضًا في "تاريخ أصبهان" (1/147) من طريق الحسين بن حفص، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ هشام، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) قال: «إِذا استَيقَظَ أحَدُكم مِنْ مَنامِه، فلا يَغْمِسْ يَده فِي الإِنَاءِ حَتَّى يغسل كفه ثَلاثَ مرَّاتٍ؛ فإنَّه لا يَدري أَيْنَ باتَتْ يَدُهُ» . والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (278) من طريق عبد الأعلى، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا، إلى قوله: «فَإِنَّهُ لا يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يده» . الحديث: 170 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 647 عَنْ محمدِ بنِ سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وسُهَيْلِ (1) بنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ، فَلْيَغْسِلْ (2) كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ قَبْلَ أَنْ يَجْعَلَهَا (3) فِي الإِنَاءِ؛ فإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ، ثُمَّ لْيَغْتَرِفْ بِيَمِينِهِ مِنْ إِنَائِهِ، ثُمَّ لْيَصُبَّ عَلَى شِمَالِهِ [فَلْيَغسِلْ] (4) مَقْعَدَتَهُ. قَالَ أَبِي: يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ: «ثُمَّ لْيَغْتَرِفْ بِيَمينِه ... » ، إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ، مِنْ كَلامِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان؛ فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ يَصِلُ كلامَه بالحديث؛ فلا يُمَيِّزُهُ المُسْتَمِع.   (1) قوله: «وسهيل» في (أ) : «ورواه سهيل» ، وفي (ش) : «ورواه سهل» ، وفي (ف) : «وسهل» ، والمثبت من (ت) و (ك) و"شرح العلل". و «سهيل» مجرورٌ عطفًا على «محمد بن سيرين» ، أي: أنَّ هشامًا يرويه عن محمد بن سيرين وعن سهيل بن أبي صالح. (2) في (ف) : «فليغتسل» . (3) في (ك) : «يجعلهما» وهي صحيحة والمراد هنا الكَفَّان، وما أثبتناه من بقية النسخ «يجعلها» : مستقيمٌ أيضًا، ويُحْمَلُ على أحد معنيين: الأول: على معنى «الكف» ، أي: قبل أن يجعَلَ كَفَّهُ في الإناء؛ والكَفُّ مؤنَّثةٌ؛ "المصباح المنير" (ص535) . والثاني: على معنى «اليد» ، أي: قبل أن يجعل يده في الإناء. (4) المثبت من (ك) و"شرح العلل"، وفي بقيَّة النسخ: «فليغتسل» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 648 171 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان الواسِطي، عن عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عمرو، عن عُبَيدالله (3) بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ: أنَّ النبيَّ (ص) توضَّأَ ثلاثًا ثلاثًا، وَمَرَّةً مرَّةً؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ لَيْسَ فِيهِ: «عَنْ أَبِيهِ» ؛ حدَّثنا أبو الوليد الطَّيَالسي (4) ، عن عبد العزيز بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو (5) ، عن   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص224-225) ، ثم قال: «وهذا الحديث هو آخر الجزء الأول من كتاب العلل» . (2) هو: عبد العزيز بن محمد. ورواية سعيد بن سُلَيمان الواسِطي عنه؛ أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/30 و36) ، والروياني في "مسنده" (727) ، والطبراني في "الأوسط" (907) ، وابن الهيثم في "فوائده" رواية أبي نعيم - كما في "إتحاف المهرة" (14/236) - من طريق سعيد بن سليمان، عَنِ الدَّراوردي، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو، عن عبد الله بن عُبَيدالله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي رافع، به. فالظاهر أنه سقط من إسناد ابن أبي حاتم قوله: «عبد الله ابن» . وليس عند الروياني والطبراني قوله: «عن أبيه» ، وهي ثابتة في "مجمع البحرين" للهيثمي (404) . قال الطبراني: «لا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي رافع إلا بهذا الإسناد، تفرد به الدراوردي» . (3) الظاهر أن صوابه: «عن عبد الله بن عبيد الله» كما يتضح من التخريج والتعليق آخر المسألة. (4) هو: هشام بن عبد الملك. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/44) ، والطبراني في "الكبير" (1/317 رقم 937) . ورواه البزار في "مسنده" (272/كشف الأستار) من طريق أحمد بن أبان، والطبراني في "الكبير" (1/317 رقم 937) من طريق القعنبي، والدارقطني في "السنن" (1/81) من طريق عبد الله بن عمر الخطابي، جميعهم عن الدراوردي، به. (5) في (أ) : «عمر» ، ولم تتضح في مصورة (ش) . الحديث: 171 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 649 عُبَيدالله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي رافع (1) ، عن النبيِّ (ص) (2) .   (1) قوله: «عن أبي رافع» سقط من (أ) و (ش) . (2) كذا رجَّح أبو زرعة رواية أبي الوليد الطيالسي على هذا الوجه، والظاهر أنه لم يقف على رواية سعيد بن سليمان على الوجه الذي ذكرناه في التخريج أول المسألة - وكذلك من تابعه على هذه الرواية مما سيذكره الدارقطني ويرجِّحه - وهو روايته عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو، عن عبد الله بن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، قال الدارقطني في "علله" (1173) ، عند كلامه عن هذا الحديث: «يرويه الدراوردي، واختلف عنه؛ فرواه سعيد بن سليمان، وسليمان الشاذكوني، ونعيم بن حماد، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو، عن عبد الله بن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدِّه. ورواه أبو همام عن الدراوردي، بهذا الإسناد إلا أنه لم يذكر عمرو بن أبي عمرو. ورواه سعيد بن منصور وضرار بن صرد وخلف بن هشام، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو، عن يعقوب بن خالد، عن أبي رافع. ورواه الحسن بن الصباح الزعفراني، عن سعدويه، عن الدراوردي، عن محمد بن عمارة ويعقوب بن المسيب، عن أبي رافع، وأشبهها بالصواب حديث عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عبد الله بن عبيد الله - هو عبادل -، عن أبيه، عن جده. وحديث محمد بن عمارة وهو حديث آخر؛ لأن سعيد بن سليمان قد أتى بهما جميعًا، فأشبه أن يكونا محفوظين عن الدراوردي» . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 650 .. تَمَّ الجُزْءُ الأَوَّلُ (1) ، ويَتْلُوهُ الجُزْءُ (2) الثَّاني من عِلَلِ الحديث: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العَبَّاسُ بْن الْوَلِيدِ النَّرْسي (3) ، عَنْ يَحْيى بْنِ مَيْمون بْن (4) عَطَاءوالحَمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين (5) ، وصلَّى اللَّهُ عَلَى محمَّد وآلِهِ وصَحْبِهِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا (6)   (1) زاد بعده في (ف) : «بحمد الله وعونه وكرمه ومنِّه» . (2) في (ف) : «يتلوه في الجزء» . (3) في (أ) : «الترسي» ، وفي (ف) غير منقوطة، وانظر المسألة رقم (146) ، والمسألة الآتية برقم (172) . (4) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (5) قوله: «رب العالمين» ليس في (ف) . (6) من قوله: «تم الجزء الأول ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) . وفي (أ) زيادة بخط محمد بن العطار، وهذا نصها: «انتقيته، والحمد لله على نعمه» الجزء: 1 ¦ الصفحة: 651 بِسْمِ اللَّه الرَّحمن الرَّحيم وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدوآلِهِ وصَحْبِهِ وسلَّم 172 - أنا أبو محمد عبدُالرحمن بن أبي حاتِم _ح؛ قال (1) : سُئِل (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العَبَّاسُ بْن الْوَلِيدِ (3) النَّرْسي (4) ، عَنْ يَحْيى بْنِ مَيْمون بْن (5) عَطاء، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ توضَّأَ مَرَّةً مرَّة، ثُمَّ قال رسولُ الله (ص) (6) : هَذَا وُضُوءُنَا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ، فَمَنْ زَادَ عَلَى ذَلِكَ، فَقَدْ أَسَاءَ وَأَرْبَى؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ لِهَذَا الحديثِ أصلٌ. وامْتَنَع مِنْ قِراءَتِه، ولم يَقْرأ (7) علينا.   (1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) . ومكانه في (ف) : «بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيم. وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد وآلِهِ وصَحبِه. الجُزْءُ الثَّاني من عِلَلِ الحديث، يشتملُ عَلَى عِلَلِ أحاديثَ رُوِيَتْ في الطَّهارة والصَّلاة. أخبرنا أبو أحمدَ الحسينُ بن عليِّ بنِ محمدِ بنِ يَحْيَى النَّيْسَابوريُّ، قِراءةً عليه سنةَ تِسعٍ وسِتِّين وثلاثِ مِئَة؛ قال: نا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم _ح قال» . (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص226) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/294) ، وتقدمت هذه المسألة برقم (146) ؛ ولذا قال ابن عبد الهادي عقب نقله لهذا النص: «وهذا الحديث هو أول الجزء الثاني من العلل، وقد تقدم ذكره بأطول من هذا اللفظ، وراويه يحيى بن ميمون ساقط، والله أعلم» ، وانظر المسألة رقم (100) . (3) في (ش) : «بن أبي الوليد» . (4) في (أ) : «الترسي» . (5) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (6) قوله: «ثم قال رسول الله (ص) » مكانه في جميع النسخ: «ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) » . وفي "شرح العلل": «ثم قال» فقط. (7) في "شرح العلل": «يقرأه» . الحديث: 172 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 5 173- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا (2) محمَّدُ بنُ عَوْف الحِمْصِيُّ، عَنْ أبي تَقِيٍّ عبد الحميد بن إبراهيم، عن عبد الله بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الزُّبَيدي (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَبَّاد بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُرْوَة بْنِ المغيرة بْن شُعْبَة؛ أنَّ (4) مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَهُ (5) ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الْمُغَيرَةِ بْنِ شُعْبَة؛ أَنَّهُمَا سَمِعا الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَة (6) ؛ أَنَّهُ سارَ مَعَ رسولِ الله (ص) فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ؛ أنَّ رسولَ الله (ص) (7) تبرَّزَ وتوضَّأَ ومَسَحَ عَلَى (8) خُفَّيه ... وذكَرَ الحديثَ؟   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص227) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/605) ، وانظر المسالة رقم (65) و (182) . (2) أي: «حدثناه» أو «حدثنا به» ، بتقدير الضمير الرابط بين جملة النعت والمنعوت؛ كقوله تعالى: [البَقَرَة: 48] {وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} أي: فيه. انظر: "أوضح المسالك" (3/275) . (3) في (ت) و (ك) : «الزبيري» . والزُّبيدي هذا هو: محمد ابن الوليد. (4) علق ابن عبد الهادي في "شرح العلل" على هذا الموضع بقوله: «الصواب أن يقال: وعن الزهري؛ أن إسماعيل بن محمد أخبره» . وانظر التعليق الآتي. (5) كذا في جميع النسخ - عدا (ف) ففيها سقط كما سيأتي - وقد نقل ابن عبد الهادي هذا النص في "شرح العلل"، ثم نبَّه على هذا الإشكال بقوله: وقوله: «عَنْ عُرْوَةَ بْنِ المغيرة بْن شُعْبَةَ؛ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أخبره» : فيه وهم فاحش غير ما ذكره أبو حاتم من التقديم والتأخير؛ وهو: أن عروة بن المغيرة لم يروه عن إسماعيل بن محمد، والراوي عن إسماعيل بن محمد هو الزهري، لكن هذا الغلط من النسخة بلا شك، والله أعلم. اهـ. (6) من قوله: «أن محمد بن إسماعيل ... » إلى هنا، سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (7) كذا في جميع النسخ و"شرح العلل"! ولعل صواب العبارة: «وأن رسول الله (ص) » . (8) قوله: «على» ليس في (ت) و (ك) . الحديث: 173 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 6 فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: إسماعيلُ ابن مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، بدَلَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ (1) . 174 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَوْف، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاش، عَنْ شُعَيْب بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ آخِرَ الأمرِ من رسول الله (ص) تَرْكُ الوُضُوء مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُضطَرِبُ الْمَتْنِ؛ إِنَّمَا هُوَ: أنَّ النبيََّّ (ص) أَكَلَ كَتِفًا، ثُمَّ صلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّ (3) ؛ كَذَا رَوَاهُ الثقاتُ عَنِ ابْنِ المُنكَدِر،   (1) قال ابن عبد الهادي في "شرح العلل": «ولم يرو أحد من أئمة الكتب الستة حديث الزُّبَيدي عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذَا الْبَابِ، ولم أره في "سنن الدارقطني"، ولا "السنن الكبير" للبيهقي، وليس عندي من "معجم الطبراني" شيء في هذا الموضع فأكشفه منه، والله أعلم» . اهـ. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/371) : «وقال بعضهم: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسماعيل، عن ابن المغيرة بن شعبة، عن أبيه، عن النبي (ص) ، في المسح. قال أبو عبد الله: وهو وهم، والصحيح: إسماعيل بن محمد» . وأصل حديث المغيرة - من غير رواية الزبيدي - أخرجه البخاري في "صحيحه" (182) ، ومسلم (274) ، وانظر المسألة رقم (8) و (65) و (82) و (160) ، و (182) . وذكر الدارقطني في "العلل" (7/103) الخلاف في هذا الحديث ومما قاله: «قد روى هذا الحديث يونس ابن يزيد الأيلي وعمرو بن الحارث وابن جريج وابن إسحاق وصالح بن أبي أخضر، عن الزهري، عن عباد ابن زِيَادٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عن أبيه، وهو الصَّحيح عن الزهري» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (168) . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ولم يتوضَّأْ» ، وقد وجَّهنا صحة ما وقع في النسخ هنا في التعليق على مثله في المسألة رقم (168) . الحديث: 174 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 7 وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ حدَّث مِنْ حِفظِه؛ فوَهِمَ فِيهِ. 175 - وسمعتُ (1) مُحَمَّدَ بْنَ عَوْف الحِمصي الطَّائي، وحدَّثنا عَنْ مُوسَى بْنِ أيُّوب النَّصِيبي، عَنْ يُوسُفَ بْنِ شُعَيب الخَوْلاني - وَكَانَ يسكُنُ اللاَّذِقِيَّة (2) - عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (3) ، عَنْ حَسَّانَ بنِ عَطِيَّة، عَنْ جَابِرِ بن عبد الله، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق: أَنَّهُ أكلَ مع النبي (ص) لَحْمًا، ثم صلَّى ولم يتوضَّ (4) . فسمعتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَوْف يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرويه النَّاسُ: عَنْ عَطَاءٍ (5) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أبي بكر، موقوفً (6) .   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص231) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/468) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (8/197) . (2) قال ياقوت الحموي في "معجم البلدان" (5/5) : «اللاذقية ... : مدينةٌ في ساحل بحر الشام، تُعَدُّ من أعمال حِمْص، وهي غربي جبلة؛ بينهما سِتَّةُ فراسخ، وهي الآن من أعمال حلب» . (3) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (4) كذا في جميع النسخ، وانظر تخريجها اللغوي في التعليق على المسألة رقم (168) . وأما الحديث، فقد قال ابن عبد الهادي في "شرح العلل": «ولم يرو هذا الحديث أحد من أصحاب الكتب الستة، ولم أره في "المعجم الكبير" للطبراني، ولا "سنن الدارقطني"، ولا "السنن الكبير" للبيهقي» . اهـ. وانظر التعليق آخر المسألة. (5) هو: ابن أبي رباح. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (647 و664) من طريق ابن جريج ويحيى بن ربيعة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/67) من طريق رباح بن أبي معروف، ثلاثتهم عن عطاء، به. ورواه الطحاوي (1/67) من طرق عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، به موقوفًا. (6) كذا في جميع النسخ، وهو منصوبٌ على الحال، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (1/222 رقم27) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «ولا يثبت هذا؛ لأن الراوي له عن الأوزاعي ضعيف، وحسان بن عطية لم يدرك جابرًا» . وقال: «والصواب قول من قال: جابر عن أبي بكر؛ من فعله» . الحديث: 175 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 8 176 - وسمعتُ (1) أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي حديثً (2) كتبتُهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِي خَيْثَمَة مُصْعَب بْنِ سعيد (3) ، عن المغيرة بن   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص235-236) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (1/314) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/166) ، و"إتحاف المهرة" (8/196-197) . (2) كذا في جميع النسخ، بلا ألف، وهو منصوب على المفعوليَّة لـ «رأى» ، والجادَّة: «حديثًا» ؛ لكنَّه جاء هنا بحذف ألف تنوين المنصوب على لغةِ ربيعة، انظر المسألة رقم (34) . (3) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/182) من طريق أحمد بن محمد الأنطاكي، وابن عدي في "الكامل" (6/359) من طريق عمر بن الحسين، والدارقطني في "سننه" (1/109) من طريق عبد الكريم ابن الهيثم، ثلاثتهم عن مصعب بن سعيد، به. قال العقيلي في ترجمة المغيرة: «ولا يتابعه إلا من هو نحوه» . وقال ابن عدي: «ولا أعلم رواه عن الوازع بهذا الإسناد غير مغيرة هذا» . وقال الدارقطني: «الوازع بن نافع ضعيف الحديث» . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (12/ب/أطراف الغرائب) وقال: «غريب من حديث سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عن أبي بكر، تفرد به الوازع ابن نافع عنه، وتفرد به المغيرة بن سقلاب، عن الوازع» . ورواه الطبراني في "الأوسط" (2219) ، و"الصغير" (27) من طريق أحمد بن عبد الوهاب التميمي، عن مصعب بن سعيد، به إلا أنه لم يذكر «عمر» . قال الطبراني في "الصغير": «لا يُروى عن أبي بكر الصديق إلا بهذا الإسناد، تفرد به المغيرة بن سقلاب» . ورواه أبو عوانة في "صحيحه" (1/253) ، والدارقطني في "سننه" (1/109) من طريق أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدِ بْنِ سِنَانٍ الرهاوي، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (128) من طريق الحارث بن بهرام، كلاهما عن المغيرة بن سقلاب، به. الحديث: 176 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 9 سِقْلابٍ (1) الحَرَّاني، عَنِ الْوَازِعِ بْنِ نافع، عن سالم بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق؛ قَالَ: كنتُ جالسًا عند النبي (ص) ، فَجَاءَ رجلٌ قَدْ توضَّأَ وَفِي قدمِهِ مَوْضِعٌ لَمْ يُصِبْهُ الماءُ، فقال له (2) النبي (ص) : اذْهَبْ فَأَتِمَّ وُضُوءَكَ (3) ، فَفَعَلَ. فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، ووازعُ بْنُ نَافِعٍ ضعيفُ الحديث. 177 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ (5) بْنُ سابِق (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عَنْ مَنْصُورٍ (7) ، عَنِ الحَكَم (8) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيدة، عَنِ الْبَرَاءِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاةِ؟   (1) كذا في جميع النسخ ومصادر ترجمته: «سقلاب» بالسين المهملة، ووقع في "إتحاف المهرة": «صقلاب» بالصاد المهملة. (2) قوله: «له» ليس في (ت) و (ك) . (3) قوله: «وضوءك» سقط من (ف) . (4) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص238) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (2/17) ، و"فتح الباري" (11/109) ، وستأتي هذه المسألة برقم (2062) ، وانظر المسألة رقم (1996) و (2057) . (5) قوله: «رواه محمد» سقط من (أ) و (ش) ، وفي موضعه في (ش) علامة لَحَق، ولم يظهر شيء في التصوير. (6) روايته أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (10617) ، والروياني في "مسنده" (397) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1137) . (7) هو: ابن المعتمر. (8) هو: ابن عُتَيبة. الحديث: 177 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 10 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ لَيْسَ فِيهِ الحَكَمُ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنْصُورٌ (1) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيدة نفسِهِ، عن البراء، عن النبيِّ (ص) (2) . 178- وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم، عَنْ شَيْبان النَّحْوي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْس؛ أَنَّهُ سَمِعَ أبا هُرَيْرَةَ؛ أَنَّهُ سمع عائِشَة تقول لعبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ: أَسْبِغِ الوُضُوءَ؛ فإنِّي سمعتُ   (1) أخرجه البخاري في "صحيحه" (247) ، ومسلم (2710) من هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم. (2) قال ابن حجر في "فتح الباري" (11/109) - بعد أن ذكر قول أبي حاتم هذا -: «قلت: فهو من المزيد في متصل الأسانيد» . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (148) ، ونقلها ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص239) بتمامها، ونقل بعضها مغلطاي في"شرح ابن ماجه" (1/348) ، وانظر المسألة (194) . الحديث: 178 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 11 رسولَ الله (ص) يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأعْقَابِ مِنَ النَّارِ. وَرَوَاهُ الأوزاعيُّ، وحسينٌ المعلِّمُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سَالِمٍ الدَّوْسي؛ قَالَ: دخلتُ مَعَ عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَلَى عائِشَة، فدعا بِوَضُوء، فقالَ (1) : يا عبد الرحمن! أسبغِ الوُضُوءَ؛ فَإِنِّي سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأعْقَابِ مِنَ النَّارِ، وَلَيْسَ فِي إسنادِهما ذكرُ أَبِي هُرَيْرَةَ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شَيْبان (2) ، والصَّحيحُ حديثُ الأوزاعيِّ وحسينٍ المعلِّمِ. قال أبو محمد (3) : قيل (4) لأَبِي زُرْعَةَ: فإنَّ عُمَرَ بْنَ يونس اليَمَامي   (1) كذا في جميع النسخ: «فقال» ، وتقدَّم في المسألة رقم (148) بلفظ: «فقالت» وهو الجادَّة؛ لأن القائلة هي عائشة خ، ولم يتضح في مصوَّرة "شرح العلل" (54/أ) ، لكنَّ مجيء فعل القول هنا مذكَّرًا مع كون فاعله ضمير المؤنَّث - جائزٌ على ثلاثة أوجه: الأوَّل: أنَّه من باب تأثير المجاورة؛ فقد ذُكِّرَ المؤنَّثُ لمجاورة المذكَّر قبله في قوله: «دعا بوضوء» ، وانظر في تأثير المجاورة المسألة رقم (54- الوجه الثالث) . والثاني: أن الضمير في «قال» يرجع إلى الراوي، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث. انظر التعليق على المسألة رقم (270) . والثالث: أنَّه جارٍ على ما ذهب إليه ابن كَيْسَان: أنَّ الفعل إذا كان مسندًا إلى ضمير المؤنَّث لا يجب إلحاقه علامة التأنيث، فيجوز أن يقال: هندٌ ذَهَبَ، والشمسُ طَلَعَ، ووافقه الجوهري إذا كان الضمير يعود إلى مؤنَّثٍ غيرِ حقيقيٍّ، واحتج ابن كيسان بقول عامر بن جُوَيْن الطائي [من المتقارب] : فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَهَا ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا وقال: «وليس بضرورة؛ لتمكُّنِه من أن يقول: «أَبْقَلَتِ ابْقَالَهَا» بالنقل، أي: بنقل كسرة «إِبْقَالَهَا» إلى التاء الساكنة، وقال السيوطي في "همع الهوامع" (3/333) : «وقال ابن كَيْسَان: يقاس عليه [أي: على هذا البيت] ؛ لأنَّ سيبويه حكى: قال فلانةُ» . اهـ. يعني أنه لا فَرْقَ بين الإسناد إلى المضمر والمظهر. ومن شواهد هذا أيضًا قولُ الشَّنْفَرَى في قصيدته "لاميَّة العرب" [من الطويل] : فَلَمْ يَكُ إلا نَبْأَةٌ ثُمَّ هَوَّمَتْ فقلنا: قَطَاةٌ رِيعَ أَمْ رِيعَ أَجْدَلُ؟ وقولُ الأعشى [من المتقارب] : فإِمَّا تَرَيْنِي ولِي لِمَّةٌ فإنَّ الحوادثَ أَوْدَى بِهَا والجادة: قَطَاةٌ رِيعَتْ، فإنَّ الحوادثَ أَوْدَى بها. انظر: "كتاب سيبويه" (2/45-46) ، و"الخصائص" (2/411-412) ، و"مغني اللبيب" (ص620) ، و"أوضح المسالك" (2/97-100 مع حاشية محيى الدين) ، و"خزانة الأدب" (1/63-67 الشاهد رقم2) ، و (11/368 الشاهد رقم 936) ، و"روح المعاني" (1/290) ، و"إعراب القرآن" للنحاس (3/75) ، و"شرح فتح القدير" (1/274) . (2) كذا نسب أبو زرعة الوهم هنا إلى شيبان، ونسبه في المسألة (148) إلى أبي نعيم، وهو الأقرب إلى الصواب كما سبق بيانه هناك. (3) قوله: «قال أبومحمد» من (ف) فقط. (4) في (أ) و (ش) : «وقيل» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 12 رَوَى عَنْ عِكْرِمة بْنِ عمَّار، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي سَلَمة ابن عبد الرحمن؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَالِمٍ مَوْلَى المَهْرِيِّين (1) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَى عُمَرُ (2) بْنُ يُونُسَ! والصَّحيحُ كَمَا رَوَاهُ الأوزاعيُّ وحسينٌ المعلِّمُ. 179- وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير المِصِّيصي، عَنِ الأوزاعيِّ (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (5) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أُميَّة الضَّمْري؛ قَالَ: رأيتُ النبي (ص) يَمْسَحُ (6) على الخُفَّين والعِمامَة؟   (1) انظر التعريف به في التعليق على المسألة رقم (148) ، وانظر الكلام على أنه سالم أو أبو سالم في التعليق على المسألة (194) . (2) في (ك) : «عمرو» . (3) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص243) ، ونقل بعضه مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/676) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (8/139) ، و"فتح الباري" (1/308) . (4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (562) من طريق الوليد بن مسلم، ومحمد بن مصعب، كلاهما عن الأوزاعي، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (746) من طريق معمر، عن يحيى، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في"مسنده" (4/179 رقم 17615) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/271) . وانظر "أطراف الغرائب" (240/أ) ، و"النكت الظراف" لابن حجر (10707) . (5) قوله: «عن أبي سلمة» مكرر في (ك) . (6) في (ك) : «مسح» . الحديث: 179 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 13 فَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: أَبُو سَلَمة (1) ، عن جعفر ابن عَمْرِو بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) . 180- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ، عَنْ أَبِي سُفْيان الأَنْمارِي، عن يحيى ابن سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (4) ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ (5) توضَّأَ وخلَّل لِحْيَتَهُ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ موضوعٌ، وَأَبُو سُفْيان الأنماريُّ مجهولٌ (6) . 181 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُطَّلب بْنُ زِيَادٍ (8) ، عن   (1) في (ت) : «أبو مسلمة» . وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (204 و205) . (2) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص244) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/319-320) ، وابن حجر في "لسان الميزان" (7/55) ، و"النكت الظراف" (7/256) . (3) هو: ابن الوليد. (4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6253) ، و"مسند الشاميين" (2402) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/206) من طريق شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، عنه به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عطاء الخراساني إلا شعيب بن رزيق» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث عطاء تفرد به شعيب» . (5) قوله: «أنه» ليس في (ت) و (ك) . (6) بهامش نسخة (أ) علق محمد بن العطار على هذا الموضع، بقوله: «وقد صحَّحه الترمذي من غير هذا الوجه عن عثمان» وانظر: "جامع الترمذي" (31) . (7) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص246) ، ثم قال: «ولم يخرج هذا الحديث من هذا الوجه أحد من أئمة الكتب الستة، وكعب هذا هو المدني، روى له ابن ماجه والترمذي، وهو غير مشهور، قال الترمذي: ليس بمعروف، لا نعلم أحدًا روى عنه غير ليث» ، ثم نقل كلام أبي حاتم الآتي نقله من "الجرح والتعديل". (8) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1975) . وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ طاوس إلا ليث، تفرد به المطلب بن زياد» . الحديث: 180 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 14 ليثٍ (1) ، عَنْ طَاوُسٍ (2) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أَنْتُمُ الغُرُّ المُحَجَّلُونَ مِنْ آثَارِ الطَّهُورِ؛ فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ليثٌ (3) ، عَنْ كَعْبٍ (4) ، عَنْ (5) أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . 182 - وسمعتُ (6) أَبِي وذكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (7) ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عَنْ عبَّاد بْنِ زياد - مِنْ وَلَدِ المغيرة ابن شُعْبَة - عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة: أنَّ رسولَ اللهِ (ص) ذهب لحاجَتِه (8) في   (1) هو: ابن أبي سُلَيم. وقوله: «بن زياد عن ليث» تكرر في (أ) . (2) هو: ابن كيسان. (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/362 رقم 8741) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (479) . (4) هو: المديني، ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/161 رقم908) ، وقال: «سئل أَبي عن كعب الذي روى عن أبي هريرة؟ فقال: هو رجل وقع إلى الكوفة، روى عنه ليث بن أبي سُلَيم، لا يعرف، مجهول، لا أعلم روى عنه غير ليث وأبو عوانة حديثًا واحدًا» . (5) في (ش) : «بن» بدل: «عن» . (6) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص247) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/605) ، وانظر المسألة رقم (65) و (173) . (7) في "الموطأ" (1/35 رقم71) ، ومن طريقه أخرجه الشافعي في "مسنده" (125) ، وأحمد في "مسنده" (4/247 رقم 18160) ، ومسلم في "التمييز" (ص219) ، والنسائي في "سننه" (79) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/247 رقم18161) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/121) . (8) في (أ) و (ش) : «لحاجة» . الحديث: 182 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 15 غَزْوَةِ تَبوك. قَالَ الْمُغِيرَةُ: فذهبتُ مَعِي بِمَاءٍ، فجاءَ رسولُ (1) اللَّهِ (ص) ، فسَكَبْتُ عَلَيْهِ، فغسَلَ وجهَهُ ويَدَيْهِ، ومسَحَ برأسِهِ، ومسَحَ عَلَى الخُفَّيْنِ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: وَهِمَ مالكٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ فِي نَسَبِ عبَّاد بْنِ زِيَادٍ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ، وَيُقالُ لَهُ: عبَّادُ بنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي سُفْيان، وَإِنَّمَا هُوَ: عبَّاد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُرْوَة وَحَمْزَةَ ابْنَيِ (2) المغيرة بْن شُعْبَة، عَنِ الْمُغِيرَةِ بن شُعْبَة، عن النبيِّ (ص) (3) .   (1) في (ك) : «لرسول» . (2) في (ت) و (ك) : «بن» . (3) قال أبو حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (6/80 رقم 409) : «قال مالك: هو مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، ووهم مالك في نسب عبَّاد، وليس من ولد المغيرة، ويقال: إنه من ولد زياد بن أبي سفيان» . وقال مصعب الزبيري: «وأخطأ فيه مالك خطأ قبيحًا» ؛ أخرجه عنه: عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (4/247 رقم18161) ، ومن طريق عبد الله أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/228) ، ثم فسَّره ابن عساكر فقال: «يعني في قوله: "وهو من ولد المغيرة"، وصوابه: عبَّاد بن زياد، عن رجل من ولد المغيرة، وهو عروة، والله أعلم» . ونقل المزي في"تهذيب الكمال" (14/120) قول مصعب، مع تفسير ابن عساكر له - باختلاف يسير - وجعله أجمعه عن مصعب، وكذا صنع ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص247-248) ، والظاهر أنه أخذه عن شيخه المزي. وأخرج مسلم هذا الحديث في "التمييز" (ص219) من طريق مالك، ثم أخرجه من طريق أبي أويس؛ أخبرني ابن شهاب؛ أن عَبَّادُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي سفيان أخبره ... فذكره، ثم قال مسلم: «فالوهم من مالك في قوله: "عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ مِنْ وَلَدِ المغيرة"، وإنما هو عباد ابن زياد بن أبي سفيان كما فسَّره أبو أويس في روايته» . وقال الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك: «رَوَى مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ الزُّهْرِيّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ زِيَادٍ مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ: أَنَّ رسول الله (ص) ذَهَبَ لِحَاجَتِهِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ ... » ، فذكر قصة وضوئه والمسح على الخُفَّين. خالفه صالح بن كيسان، ومعمر، وابن جريج، ويونس، وعمرو بن الحارث، وعقيل بن خالد، وعبد الرحمن بن خالد بن مسافر، وغيرُهم؛ فرَوَوه عن الزهري، عن عباد ابن زِيَادٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بن شعبة، عن أبيه، فزادوا على مالك في الإسناد: عروة بن المغيرة. وبعضهم قال: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَبَّادِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عُرْوَةَ وَحَمْزَةَ ابني المغيرة، عن أبيهما؛ قال ذلك عقيل وعبد الرحمن بن خالد ويونس بن يزيد من رواية الليث عنه، ولم ينسُب أحد منهم عبادًا إلى المغيرة بن شعبة، وهو عَبَّادُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي سفيان؛ قال ذلك مصعب الزبيري، وقاله عليُّ بن المديني ويحيى بن معين وغيرهم. ووهم مالك _ح في إسناده في موضعين: أحدهما: قوله عبَّاد بْنِ زِيَادٍ مِنْ وَلَدِ المغيرة بن شعبة. والآخر: إسقاطه من الإسناد عروة وحمزة ابني المغيرة، والله أعلم» . نقل هذا النص عن الدارقطني ابنُ عبد الهادي في "شرح العلل" (ص248) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/605) . وقال الدارقطني أيضًا في"العلل" (7/106) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه؛ فرواه مالك، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ زياد - رجل من ولد المغيرة -، عن المغيرة، ووهم فيه _ح ... وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِسْحَاقُ بْنُ راهويه، عَنْ روح بْن عبادة، عَنْ مالك، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ زياد، عن رجل من ولد المغيرة، عن المغيرة، فإن كان روح حفظه عن مالك هكذا؛ فقد أتى بالصَّواب عن الزهري» . اهـ. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/120) : «هكذا قال مالك في هذا الحديث: "عن عباد بن زياد، وهو مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ "، لم يختلف رواة "الموطأ" عنه في ذلك، وهو وهم وغلط منه، ولم يتابعه أحد من رواة ابن شهاب ولا غيرهم عليه، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ وَلَدِ الْمُغِيرَةِ بن شعبة عند جميعهم» . اهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 16 183 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ إسحاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البَغَوي (2) ، عن داود بن عبد الحميد، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنْ   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص250-251) ، ونقل بعضه ابن حجر في "النكت الظراف" (11852) ، وانظر المسألة الآتية برقم (2695) . (2) روايته أخرجها السهمي في "تاريخ جرجان" (189) مختصرًا بلفظ: خرج رسول الله (ص) يريد الحاجة، فأمعن في المشي، فقضى رسول الله (ص) الحاجة ثم رجع. الحديث: 183 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 17 طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: خرجَ رسول الله (ص) ، فأمعَنَ فِي السَّيْرِ، فَلَمْ يَرَ شيئًا يَسْتُرُهُ، فدعا عبدَاللهِ فَقَالَ: انْطَلِقْ إِلَى تَيْنِكَ الأَشَاءَتَيْنِ - يَعْنِي: النَّخْلَتَيْنِ- فَقُلْ لَهُمَا: إِنَّ رسولَ الله (ص) يَأْمُرُكُمَا أَنْ تَنْقَلِعَا (1) بِأُصُولِكُمَا وَعُرُوقِكُمَا حَتَّى تَسْتُرَاهُ، فأتاهُما، فَقَالَ لَهُمَا، ففعَلَتا (2) ، فَقَضَى رسولُ الله (ص) الحاجَةَ، ثُمَّ رجَع، فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ: انْطَلِقْ إِلَيْهِما فَقُلْ لَهُما: إِنَّ رَسُولَ الله (ص) يَأمُرُكُمَا أَنْ تَرْجِعَا إِلَى مَكَانِكُمَا (3) ، ففعَلاَ (4) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ؛ إِنَّمَا رَوَى (5) يونسُ بنُ خَبَّاب، واختُلِفَ عَلَيْهِ:   (1) في (ك) : «تتعلقا» . (2) في (ك) : «فتعلقا» ، وفي (ف) : «ففلعتا» . (3) في (ف) : «أماكنكما» . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ففعَلَتَا» ، أي: الأشاءتان - وقد سبق مثله في هذا الحديث - لكنْ يخرَّج ما في النسخ على وجهَيْن: الأول: أنَّه ذكَّر الفاعل في «فَعَلاَ» وإنْ كان ضميرًا يعود إلى اسم مؤنَّث، جَرْيًا على مثل قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا» ، والجادة: أَبْقَلَتْ، وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) . والوجه الثاني: الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، حَمَلَ «الأشاءتين» على معنى «المذكورَيْن» ، أو نحو ذلك. وانظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . وجاء في بعض مصادر التخريج بلفظ: «فرجعتا» بدل «ففعلتا» . (5) أي: رواه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 18 فَرَوَى الْمَسْعُودِيُّ (1) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنِ ابْنِ يَعْلَى (2) بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنِ النبيِّ (ص) . وروى عبد الله بْنُ عُثْمَانَ (4) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّة، عن النبيِّ (ص) (5) . وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنِ المِنْهال بْنِ عَمْرٍو (6) ، عَنِ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) (7) .   (1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها التيمي الأصبهاني في "دلائل النبوة" (240) . ورواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (633) من طريق المسعودي، به مختصرًا. (2) قوله: «عن ابن يعلى» في (ش) : «عن خيثم بن يعلى» ، وكذا في (أ) ، إلا أن قوله: «خيثم» ملحق في الهامش، وهو خطأ بلا شك؛ فليس هناك راو اسمه: خيثم - أو خثيم - بن يعلى، وستأتي رواية المسعودي هذه عند المصنف في المسألة رقم (2695) كما هنا ليس فيها «خيثم» ، وكذا في مصادر التخريج، والظاهر أن سبب هذا اللبس رواية عبد الله بن عثمان بن خُثَيم - بتقديم الثاء - الآتية، وهي ساقطة من (أ) و (ت) و (ش) و (ك) . والله أعلم. (3) قوله: «عن أبيه» سقط من (أ) و (ش) . (4) هو: ابن خُثَيم، وروايته هذه أخرجها ابن ماجه في "سننه" (333) ، وانظر "النكت الظراف" (11852) . (5) من قوله: «وروى عبد الله بن عثمان ... » إلى هنا، من (ف) فقط، وسقط من بقيَّة النسخ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (6) في (أ) و (ش) : «المنهال، عن عمرو» . والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (4/172 رقم 17564) ، وابن ماجه في "سننه" (339) من طريق الأعمش، عن المنهال بن عمرو، به. (7) ذكر ابن عبد الهادي في "شرح العلل" رواية ابن ماجه (333) التي تقدم ذكرها، ثم ذكر نص هذه المسألة، ثم قال: «ولم يرو أحد من أصحاب الكتب الستة حديث داود بن عبد الحميد، عن يونس بن خبَّاب، وكذلك لم يرو أحد منهم شيئًا مما ذكره غير ابن ماجه؛ فإنه روى حديث يونس، عن يعلى كما تقدم» . اهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 19 184 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْر الحَنَفي (2) ، عَنْ سُفْيان (3) ، عَنْ هِشَامٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَخِيهِ: أَنَّهُ رَأَى إِبْرَاهِيم النَّخَعي (5) بالَ (6) ، وتوضَّأَ (7) ، ومسَحَ عَلَى الجَوْرَبَيْنِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سُفْيان، عَنِ الحَسَن بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَخِيهِ فُضَيل بْن عَمْرٍو (8) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (9) . 185 - وسألتُ (10) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أحمدُ بْن عِصَام   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص252) . (2) هو: عبد الكبير بن عبد المجيد. (3) هو: الثوري. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والأثر أخرجه عبد الرزاق في"المصنف" (775) من طريق الثوري، عن هشام، عن أخيه، عن إبراهيم النخعي، به. كذا بإسقاط: «عن أبيه» . (4) هو: ابن عائذ بن نصيب. (5) هو: إبراهيم بن يزيد. (6) قوله: «بال» سقط من (ت) و (ك) ، وفي (ف) : «قال» . (7) في "شرح العلل": «فتوضأ» . (8) قوله: «عَنْ أَخِيهِ فضيل بْن عَمْرٍو» مكرر في (ف) . (9) الأثر رواه عبد الرزاق في "المصنف" (810) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ فضيل بْن عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1968) عن هشيم قال: أخبرنا مغيرة والأعمش، عَن فضيل بْن عَمْرٍو، عَنْ إبراهيم، به. (10) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/833) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص253) ، وقال: «وهذا الأثر غير مُخَرَّج في "السنن"» . الحديث: 184 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 20 الأَنْصَارِيّ، عَنْ أَبِي بَكْر الحَنَفي (1) ، عَنْ سُفْيان (2) ، عَن حُكَيم بْن سَعْدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيان، عَنْ سَلْمان (3) ؛ أَنَّهُ قَالَ: من وَجَدَ فِي بَطنِه رِزًّا (4) مِنْ بَوْلٍ، أو غائِط، فليَنصَرِفْ غيرَ متكلِّمٍ، ولا داعٍي (5) ؟ فسمعتُ أَبِي يقول: هذا إسنادٌ (6) مقلوبٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سُفْيان (7) ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ ظَبْيان، عَن حُكَيم بن سعد، عن سَلْمان.   (1) هو: عبد الكبير بن عبد المجيد. (2) هو: الثوري. (3) أي: الفارسي. (4) في "شرح العلل": «زرا» ، وتقدم تفسير الرِّزِّ في المسألة رقم (59) . (5) كذا في جميع النسخ: «ولا داعٍي» ، وكان الأفصح فيه: حَذْفَ الياء: «ولا داعٍ» ، لكنَّ إثبات ياء المنقوص المنوَّن المجرور والمرفوع لغةٌ صحيحةٌ فصيحة؛ انظر الكلام عليها في المسألة رقم (146) . وقوله: «فلينصرفْ غَيْرَ متكلِّمٍ ولا داعٍي» جاء مكانه في رواية عبد الرزاق: «فليتوضَّأ غير متكلِّم ولا باغٍ [وفي نسخة: ولا راغٍ]- يعني: عمل عملاً - ثم ليعدْ إلى الآية التي كان يقرأ» ، وفي رواية ابن أبي شيبة: «فلينصرفْ غير داع لصنعه، فليتوضَّأ، ثم ليعدْ في آيته التي كان يقرأ» ، وفي رواية ابن المنذر: «فلينصرف غير راعٍ لصنيعته، ثم ليتوضأ، وليعد إلى بقيَّة صلاته» . ولعل الصواب في المعنى: «غير راعٍ لصنعِهِ أو لصنيعته» ، أي: غير مراعٍ لما صنَعَ من انصرافه من صلاته وتوضُّئه، فليستأنف صلاته متمًّا ما بقي منها، إذا صحَّ ذلك فما في النسخ ومصادر التخريج: خطأ وتصحيف من النساخ أو الطَّبَّاعين، والله أعلم!. (6) في (أ) و (ش) : «الإسناد» . (7) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (3608) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5902) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/170) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 21 186 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقاء (2) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي مِسْكين (3) ، عَنْ [هُزَيْل] (4) بْنِ شُرَحْبِيل، عَنْ عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : لِيَنْهَكَنَّ أَحَدُكُمْ أَصَابِعَهُ قَبْلَ أَنْ تَنْهَكَهُ (5) النَّارُ (6) ؟ فسمعتُ (7) أبي يقول: رَفْعُه مُنكَر (8) .   (1) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص255) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/346) . ونقل قول أبي حاتم فقط ابن دقيق العيد في "الإمام" (1/523) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/165) . (2) روايته أخرجها النسائي في "الإغراب" (198) . ورواه الطبراني في "الأوسط" (7674) من طريق شيبان بن فروخ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي مسكين، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي عوانة إلا شيبان» . (3) هو: الحُرُّ بن مسكين. (4) في جميع النسخ: «هذيل» بالذال المعجمة، والتصويب من "شرح العلل"، و"التاريخ الكبير" (8/245 رقم2877) ، وانظر المسألة رقم (284) و (2219) و (2750) . (5) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «قبل تَنْهَكه» بحذف «أنْ» ، وهذا جائزٌ في العربية، وفاشٍ في لغة الإمام الشافعي _ح، ويُضْبَطُ الفعل بالنصب والرفع. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (1024) . (6) أي: لِيُقْبِلْ على غَسلِها إقبالاً شديدًا، ويُبالغْ في غَسْلِ ما بينَ أصابعِه في الوُضُوء مبالغةً؛ حتى يُنعِمَ تنظيفَها، أو لَتُبالِغَنَّ النارُ في إحراقِه. انظر "لسان العرب" (10/500) . (7) في (أ) و (ت) و (ش) : «وسمعت» ، وفي (ك) : «سمعت» . (8) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (68) عن الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (86) عن أبي الأحوص، والطبراني في "الكبير" (9/246 رقم 9212) من طريق زائدة، ثلاثتهم عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ، عَنْ هُزَيْلِ، عن ابن مسعود، به موقوفًا. ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني (9/246 رقم 9211) . = ... قال الدارقطني في "العلل" (5/282) : «يرويه أبو مسكين الأودي- واسمه: الحر - عن هزيل، عن عبد الله، واختلف عنه؛ فرفعه زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ الثوري إلى النبي (ص) ، وتابعه أبو عوانة من رواية شيبان ابن فروخ عنه، فرفعه أيضًا. ورواه أصحاب الثوري، وأصحاب أبي عوانة، عنهما موقوفًا. وكذلك رواه زائدة وزهير وأبو الأحوص، عن أبي مسكين موقوفًا، وهو الصواب» . اهـ. وذكر ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/165) رواية زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ الثوري، به مرفوعًا، ثم قال: «وهو في "جامع الثوري" موقوف» . وانظر "العلل" للإمام أحمد (2/117) . الحديث: 186 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 22 187 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَسَن بْنُ حمَّاد الضَّبِّي (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ اليَمَان (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ، [عَنْ عُثْمَانَ] (4) بْنِ عفَّان، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ توضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا؟ فَقَالَ (5) أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ (6) يَحْيَى بنُ يَمَان؛ وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص257-258) ، ثم قال: «وحديث يحيى بن اليمان هذا غير مُخَرَّج في شيء من "السنن"، ويحيى كثيرُ الوهم والغلط، والله أعلم» ، وانظر المسألة رقم (164) و (2044) . (2) في (ف) : «الطبي» . (3) في جميع النسخ: «التمار» بدل: «اليمان» ، عدا (ش) ، فهي أقرب إلى «اليمان» ، وأثبتها ابن عبد الهادي: "اليمان"، وقال في الهامش: «كان فيه: " التمار"، وهو وَهَمٌ» ، وسيأتي على الصواب. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2/33) . (4) في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) : «وعثمان» بدل: «عن عثمان» ، والمثبت من (ك) وهي منسوخة من (ت) ! وعلى الصواب أثبتها ابن عبد الهادي في "شرح العلل"، وقال في الهامش: «كان فيه: " وعثمان "، وهو غلط» . (5) في (ت) و (ك) و"شرح العلل": «قال» . (6) في (ش) : «وهو» بدل: «وهم فيه» . الحديث: 187 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 23 يُوسُفَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ ثَوْر، وَعَبْدُ الرزَّاق (1) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حُمْران، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 188 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (4) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ مَنْصُورٍ (5) ، عَن سَدُوس، عَنِ الْبَرَاءِ بْن قَيْس، عَن حُذَيفة؛ أَنَّهُ قَالَ: ما أُبالي مَسِسْتُ ذَكَري أو أَنْفِي؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: منصور، عَن إياد بْن (6) لَقِيطٍ السَّدُوسي، عَنِ البَرَاء بْن قَيْس، عَن حُذَيفة. قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِمَّن هو؟   (1) روايته أخرجها في "المصنف" (139) . ومن طريقه أخرجه أحمد في "مسنده" (1/59 رقم 421) ، وأبو داود في "سننه" (106) . ورواه البخاري في "صحيحه" (1934) من طريق عبد الله ابن المبارك، والبزار في "مسنده" (429) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، كلاهما عن معمر، به. (2) ذكر الدارقطني في "العلل" (3/21) الاختلاف في هذا الحديث، ومما قاله: «وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَحْيَى بْنُ يمان، عن معمر، عن الزهري، فوَهِم فيه؛ فرواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن عثمان، والصواب: حديث عطاء بن يزيد، وحديث عروة، عن عثمان» . (3) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص259) ، ونقل بعضه ابن حجر في "إتحاف المهرة" (4/219) . (4) ومن طريق الطيالسي أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/78) . ورواه الإمام أحمد في "العلل" (5489) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شعبة، به. (5) هو: ابن المعتمر. (6) قوله: «بن» سقط من (ت) و (ك) . الحديث: 188 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 24 قَالَ: لا أدري؛ مِنْ أَبِي داود، أو من شُعْبَة (1) . قال أبو محمد (2) : قلت (3) : رَوَاهُ (4) أَبُو عَوَانة (5) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن إِيَاد بْن لَقيط (6) ، عَنِ الْبَرَاءِ بْن قَيْس، عَن حُذَيفة. وكذلك رَوَاهُ سُفْيان (7) ، ومِسْعَر (8) ، عَن إياد (9) بْن لَقيط نفسِه (10) ، عَنِ الْبَرَاءِ بْن قَيْس، عَن حُذَيفة (11) . 189 - وسألتُ (12) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُسَين بْنُ حَفْصٍ الأَصْبَهَاني، عَنْ سُفْيَان، عَنْ أيُّوب بْنِ مُوسَى، عن سعيد المَقْبُرِي،   (1) قال عبد الله بن أحمد في "العلل" (5490) : «سألت أَبِي عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: أخطأ فيه شعبة على منصور؛ إِنَّمَا هُوَ منصور، عَن إياد بن لقيط السدوسي، فأخطأ فقال: سدوس» . (2) قوله: «قال أبو محمد» من (ف) فقط. (3) في (أ) و (ش) : «وقلت» . (4) في (ت) و (ك) : «ورواه» . (5) هو: وضَّاح بن عبد الله. (6) في (ف) : «إياد بن لقيط نفسه» . (7) هو: الثوري. وروايته أخرجها مسدَّد في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2/398 رقم 139) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/78) ، وابن المنذر في "الأوسط" (1/201) . (8) هو: ابن كِدَام. وروايته أخرجها ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/158) . (9) في (ش) : «أبان» بدل: «إياد» . (10) قوله: «نفسه» ليس في (ف) . (11) من قوله: «وكذلك رواه سفيان ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ، وزاد في (أ) و (ش) قوله: «قلت: ورواه أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن إياد بْن لقيط، عَنِ الْبَرَاءِ بن قيس، عن حذيفة» ، وهذا تكرار لما سبق. (12) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/110) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص263) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/788) . الحديث: 189 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 25 عَنْ أَبِي رَافِعٍ (1) ، عَنْ أُمِّ سَلَمة (2) ؛ قالَتْ: قلتُ (3) : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امرأةٌ أشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي (4) ، أفأَنقُضُهُ (5) مِنَ الجَنَابَة؟ قَالَ: لا؛ إِنَّما يَكْفِيكِ ثَلاَثُ حَثَيَاتٍ (6) ، ثُمَّ صُبِّي عَلَيْكِ المَاءَ، فَتَطْهُرِينَ (7) ؟   (1) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/53 رقم247) : «عبد الله بن رافع، أبو رافع مولى أم سلمة، ويقال: عبد الله بن أبي رَافِعٍ، وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ ذلك؟ فقال: الصحيح: ابن رافع» . (2) في (ت) : «أم مسلمة» . (3) قوله: «قلت» ليس في (ف) . (4) قولها: «أشد ضَفْر رأسي» معناه: أنها تُحْكِمُ فَتْلَ شعرها، وتُدْخِلُ بعضه في بعض، وتعمله ضفائر، وهو من الضفر؛ وهو النسج. "مشارق الأنوار" (2/61) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (4/11) ، و"النهاية" (3/92) . (5) في (ش) : «فأنقضه» . (6) في المطبوع من "شرح العلل": «حفنات» ، وفي موضعها طمس بمخطوط الشرح (59/ب) . (7) في (أ) و (ت) و (ش) و (ك) : «فتطهري» . والمثبت من (ف) ، والفعل فيها مرفوع، والفاء للاستئناف، والمعنى: فإذا أنت قد طَهُرْتِ، وقد جاء هذا اللفظ عند أبي داود في "سننه" (251) ، والترمذي في "جامعه" (105) ، وابن ماجه في "سننه" (603) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (246) : « ... فتطهرين، أو قال: فإذا أنتِ قد طَهُرْتِ» . وأما: «فتطهري» ، فَيَحْتملُ أن يكون فِعْلَ أمر «فتطهَّري» ، ولا إشكال فيه، ويحتمل أن يكون مضارعًا «فَتَطْهُرِي» ، وفي حذف نونه تخريجان: الأوَّل: أن الفعل مرفوع، والأصل: «فَتَطْهُرِينَ» ، وحذفت النون تخفيفًا، بلا ناصب، ولا جازم، ولا نون توكيد، ولا نون وقاية. وسيأتي التعليق على ذلك وبيان صحَّته عربيَّةً في المسألة رقم (1015) . والثاني: أنَّ الفعل منصوب بعد فاء السببيَّة المسبوقة بأمر، كأنَّه قال: «ثم صبِّي عليك الماء لِتَطْهُرِي» . والمضارع ينصب بعد فاء السببيَّة بـ «أنْ» مضمرة وجوبًا إذا سبقت الفاء بنفي محض، أو بطلب محض كالأمر والنهي والدعاء والاستفهام والعرض والتحضيض والتمنِّي والترجِّي. وانظر الكلام على النصب بعد فاء السببية في: "شرح شذور الذهب" (ص322- 323) ، و"شرح ابن عقيل" (2/321- 324) ، وبقية شروح الألفية. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 26 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: سَعِيدٌ المَقْبُرِي، عَنْ عبد الله بْنِ رَافِعٍ - مَوْلَى أُمِّ سَلَمة - عَنْ أُمِّ سَلَمة (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . 190 - وسمعتُ (4) أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي: عَنِ الحُسَين بْنِ حفص، عَنْ سُفْيان، عَنْ مَنْصُورٍ (5) ، عَن عِمْران الجُعْفي، عَنِ النَّخَعي (6) : أنَّ سَعْد بْن مَالِكٍ (7) قَالَ: لِمَ تُلْحِقُون بِدِينِكُمْ ما ليسَ منه؟! يرى أحدُكُم أنَّ حقًّا عَلَيْهِ إِذَا بال أن يَغْسِلَ ذَكَرَه؟! (8) .   (1) قال ابن عبد الهادي في "شرح العلل": «وفي قول أبي حاتم: "هذا خطأ" نظر؛ فإن عبد الله بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ: كنيته: أبو رافع، فبعضهم ذكره باسمه، وبعضهم بكنيته، وقد ذكر ابن أبي حاتم في كتابه [يعني: "الجرح والتعديل" كما تقدم] : أن كنيته: أبو رافع، وأن بعضهم قال فيه: عبد الله بن أبي رافع، والصحيح: ابن رافع، قاله أبو زرعة» . (2) قوله: «عن أم سلمة» ليس في (ف) . (3) الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (330) من طريق ابن عيينة والثوري، كلاهما عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، = = عَن سعيد المقبري، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة، به. (4) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. وقد نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص264) ، ثم نقل كلامًا من ترجمَتَي عمران الخياط وعمران بن مسلم من "الجرح والتعديل" (6/304 و307 رقم1689 و1711) ، ثم قال: «وهذا الأثر الذي ذكره في "العلل" منقطع؛ فإن النخعي لم يدرك سعدًا، والله أعلم» . (5) هو: ابن المعتمر. (6) هو: إبراهيم بن يزيد. (7) هو: ابن أبي وقاص. (8) الأثر رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (586) من طريق الأعمش، عن إبراهيم أو مالك بن الحارث قال: مرَّ سعد برجل يغسل مباله، فقال: لم تخلطوا في دينكم ما ليس منه؟! ورواه ابن المنذر في "الأوسط" (1/347) ، من طريق أبي نُعَيْم، عن أبي عاصم، عن عامر، قال: مَرَّ سعد بن مالك ... الأثَرَ. الحديث: 190 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 27 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا عِمْرانَ الجُعْفيَّ؛ إِنَّمَا هُوَ عمرانُ الخَيَّاط، وعمرانُ الجُعْفي هُوَ: عمرانُ بن مسلم، صاحِبُ سُوَيد ابن غَفَلَة (1) . 191 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالرحمن بن عبد الحميد ابن سَالِمٍ المَهْرِي - خالُ أَبِي طاهِر أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ السَّرْح - عَنْ عُقَيل (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قال: تَوَضَّؤُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ؟ فَقَالَ أَبِي: هُوَ خطأٌ. وَلَمْ يبيِّنِ الصَّوابَ مَا هُوَ؟ وَمَا عِلَّةُ ذَلِكَ؟ وَالَّذِي عِنْدِي: أنَّ الصَّحيح: مَا رَوَاهُ مَعْمَر (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سالم، عن أبيه، موقوفً (5) .   (1) في (ك) : «علقمة» بدل: «غفلة» . (2) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/396-397) ، وابن عبد الهادي في "شرح العلل " (ص267-268) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/455) . (3) هو: ابن خالد. (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (671 و673) ، ومن طريقه ابن المنذر في "الأوسط" (1/214) . (5) كذا في جميع النسخ، و"شرح العلل" المخطوط (61/أ) ، وهو حالٌ منصوب، والجادَّة كتابته بألف تنوين النصب، لكنَّ حَذْفَهَا هنا جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 191 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 28 وَرَوَاهُ شُعَيب بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، وعبد الرحمن ابن إِسْحَاقَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْب (1) ، عَنِ الزُّهْري، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله (2) بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قارِظ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 192 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب، واختُلِف فِي الرِّوَايَةِ عَلَى يَحْيَى بْنِ أيُّوب: فروى عبد الله بْنُ وَهْب، عَنْ يَحْيَى بْنِ أيُّوب، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله بْنِ حُنَين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثابِت بن شُرَحْبِيل، عن   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. ولم نجد روايته على هذا الوجه، والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (352) من طريق عُقَيل بن خالد، عن ابن شهاب الزُّهري؛ أخبرني عمر بن عبد العزيز؛ أن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أخبره: أنه وجد أبا هريرة يتوضَّأ على المسجد، فقال: إنما أتوضَّأ من أَثْوارِ أَقِطٍ أكلتها؛ لأني سمعت رسول الله يقول: «توضَّؤوا مما مسَّتِ النار» . (2) في (أ) و (ش) : «عن عبد الرحمن» . (3) كذا في جميع النسخ و"الإمام" لابن دقيق العيد، وكذا نقله ابن عبد الهادي - بعد أن أخرج الحديث من "صحيح مسلم" وغيره - ثم قال عقبه: «وقوله في حديث أبي هريرة: "عن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، عَنْ أبيه"؛ فيه زيادة: " أبيه"، على ما تقدم، والله أعلم» . وذكر الدارقطني في "العلل" (8/300) الاختلاف على الزهري في هذا الحديث، ولم يذكر: «عن أبيه» في شيء من الطرق، والله أعلم، وانظر "مسند عمر بن عبد العزيز" للباغندي (ص 75 فما بعدها) ، و"مرويات الزهري المعلة" للدكتور عبد الله دمفو (4/2190 فما بعدها) . (4) نقل الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (4/364 رقم4377) بعض هذا النص، ونقله ابن عبد الهادي في"شرح العلل" (62/أ) - وهو في المطبوع منه = = (ص273) - ووقع فيه خرم ذهب بكثير من الكلمات، ثم سقط نحو ورقة ذهب معها من قول المصنف: «من بني عبد الدار» إلى آخر المسألة، وكذا أول النص الآتي مع تخريجه الذي يقدِّمه المصنف على النص في غالب شرحه. الحديث: 192 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 29 عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ، فَلاَ يَدْخُلِ الحَمَّامَ إِلاَّ بِمِئْزَرٍ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ مِنْ نِسَائِكُمْ، فَلاَ تَدْخُلَنَّ (1) الحَمَّامَ. وروى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (2) ، وعمرُو بْنُ الرَّبيع ابن طارق (3) ، كلاهُما   (1) كذا في (ت) و (ف) : «فلا تدخلن» ، ومثله في (ش) غير أن أول حروفها لم ينقط، وفي (أ) و"شرح العلل": «فلا يدخلن» ، وفي (ك) : «فلا تدخل» . وكل هذا جائز وصحيحٌ في العربية، وواردٌ في روايات الحديث في مصادر التخريج وفي غيرها: أمَّا من جهة العربية: فقوله: «فلا تدخل» يَحْتَمِلُ أن تكون نهيًا «فلا تدخُلِ الحمام» ، ويَحْتمل أن يَكون خبرًا في معنى النهي، وهو أبلغ «فلا تدخُلُ الحمامَ» ، والمراد في الاحتمالين جميعًا: «لا تدخل المرأة أو النساء» ؛ حملاً لـ «مَنْ» على المعنى - دون اللفظ - وهو هنا مفردٌ مؤنَّث أو جمع مؤنَّث. و «فلا تدخلن» : يَحْتمل التوكيدَ «فلا تدخُلَنَّ» ، أي: المرأةُ أو النساءُ، ويَحْتمل عدم التوكيد «فلا تَدْخُلْنَ» ، أي: النساءُ؛ حملاً لـ «مَنْ» في الاحتمالين أيضًا على معناها. وقولُهُ: «فلا يدخلن» : يَحْتمل أيضًا التوكيد «فلا يدخُلَنَّ» ، أي: هو، والضمير عائد إلى «مَنْ» باعتبار لفظها وهو مفرد مذكَّر، ويَحْتمل عدم التوكيد «فلا يدخُلْنَ» ، أي: النساءُ، والضمير الذي هو نون النسوة يعود إلى «مَنْ» باعتبار معناها، وهو هنا جمع مؤنَّث. وانظر في عود الضمير على «من» على اعتبار المعنى أو اللفظ: "شرح التسهيل" (1/196) ، و"شرح ابن الناظم" (ص58) ، و"ارتشاف الضَّرَب" (2/1024- 1029) . وانظر في مجيء «لا» نافيةً بمعنى النهي: التعليق على المسألة رقم (331) . (2) لم نقف على روايته على هذا الوجه. والحديث أخرجه الطبراني في "الكبير" (4/124 رقم 3873) ، وفي "الأوسط" (8658) ، والحاكم في "المستدرك" (4/289) . من طريق اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إبراهيم، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَيْر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثابت، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِي أيوب، به. وليس في "مستدرك الحاكم": «عن يحيى ابن أيوب» . قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي أيوب إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به الليث» . (3) روايته أخرجها ابن معين من رواية أحمد بن الحسن الصوفي، وأبي بكر المروزي كما في "شرح العلل" لابن عبد الهادي (ص 269 و272) . ومن طريق ابن معين رواه ابن حبان في "صحيحه" (5597) ، والبيهقي في "الشعب" (7379) ، وفي "السنن الكبرى" (7/309) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/189- 190) . ووقع في "السنن الكبرى": «عبد الله بن يزيد الخطمي» . وعند ابن عساكر: «محمد ابن إبراهيم» بدل «يعقوب بن إبراهيم» . ورواه أبو يعلى في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (180) - عن أبي بكر بن زنجويه، عن عمرو ابن الربيع، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 30 عَنْ يَحْيَى بْنِ أيُّوب، عَنْ يعقوب بن إبراهيم بن عبد الله بْنِ حُنَين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثابت بن شُرَحْبِيل، عن عبد الله ابن سُوَيد الخَطْمي، عَنْ أَبِي أيُّوبَ، عن النبيِّ (ص) ؛ غَيْرَ أنَّ اللَّيْثَ زَادَ فِي الإِسْنَادِ رَجُلا؛ رَوَى اللَّيْثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أيُّوب، عَنْ يَعْقُوبَ ابن إبراهيم، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثابِت بْنِ شُرَحْبِيلَ القُرَشي - مِنْ بني عبد الدَّار (1) - أنَّ عبد الله بْنَ سُوَيد الخَطْمِيَّ أَخْبَرَهُ، عَنْ أَبِي أيُّوبَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟ فسمعتُ أبي يقول: عبد الله بْنُ سُوَيد أشبَهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : وَالَّذِي عِندي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: أَنَّ الأصحَّ عَلَى (3) مَا رَوَاهُ ابْنُ وَهْب، عَنْ يَحْيَى بْنِ أيُّوب، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن ثابِت، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الخَطْمي، عَنْ أَبِي أيُّوبَ.   (1) قوله: «من بني عبد الدار» كذا وقع هنا ومثله في "مستدرك الحاكم"، وجاء مكانه في "المعجم الأوسط" للطبراني: «مولى عبد الله» ، ولعلَّ إحداهما مصحَّفةٌ عن الأخرى!. (2) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (3) قوله: «على» ليس في (ك) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 31 193 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وَانْتَهَى فِي الْقِرَاءَةِ إِلَى حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ (2) عُبَيد بْنِ يَعِيش، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَير، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسحاق، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: شَرِبَ رسولُ الله (ص) لَبَنًا، ثُمَّ قَالَ: هَاتُوا مَاءً، فَمَضْمَضَ، وَقَالَ: إنَّ لَهُ دَسَمًا. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ - وَأَمْلَى عَلَيْنَا - فَقَالَ: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ مَا حدَّثنا ابنُ أَبِي شَيبة (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ عُيَينة (4) ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَن الزُّهْري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ، بنَحْوِه، مُرسَلً (5) .   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في"شرح العلل" (102/ب) - وهو في المطبوع منه (ص389) -، لكن سقط منه من أول النص إلى قوله: «عن محمد بن إسحاق» بسبب فقد الورقة التي فيها هذا الجزء منه، ونقله مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/489-490) . (2) قوله: «عن» سقط من (ش) . (3) هو: عبد الله بن محمد، وأخرج هذا الحديث في "مصنفه" (628) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (683) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله ابن عتبة، عن النبي (ص) ، مُرسَلاً. (4) هو: سفيان. (5) كذا بحذف ألف تنوين المنصوب جريًا على لغة ربيعة، والجادَّة: مرسلاً. وانظر التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (34) . هذا؛ وأمَّا ما رجَّحه أبو زرعة في هذا الحديث - وهو رواية من رواه عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَن الزُّهْرِيّ، عن عُبَيدالله بن عبد الله مرسلاً - فلا يعني هذا تصحيحه لرواية من روى الحديث عن الزهري، عن عُبَيدالله مرسلاً، وإنما خطَّأ من رواه عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ، وإلا فالحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (211 و5609) من طريق عُقيل بن خالد والأوزاعي، كلاهما عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . ثم قال البخاري: «تابعه - يعني عُقيلَ بن خالد- يونسُ وصالحُ ابن كيسان، عن الزهري» . وأخرجه مسلم في"صحيحه" (358) من طريق عُقيل بن خالد، وعمرو بن الحارث، والأوزاعي، ويونس بن يزيد، كلهم عن الزهري، به، متصلاً، كما رواه البخاري. الحديث: 193 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 32 194 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ (2) ، عَنْ أيُّوب بْنِ عُتْبَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ مُعَيْقِيبٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : وَيْلٌ لِلأعْقَابِ مِنَ النَّار (3) ؟ فَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (4) يَحْيَى، عَنْ سَالِمٍ سَبَلان، عَنْ عائِشَة. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ سَالِمٍ سَبَلان (5) ،   (1) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص391) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/352) ، وانظر المسألة رقم (148) و (178) . (2) روايته أخرجها أحمد (3/426 رقم 15510) ، والطبري في "تفسيره" (11519) . ورواه الطبراني في "الكبير" (20/350 رقم 822) من طريق أسد بن موسى وعبد الله بن رجاء، كلاهما عن أيوب بن عتبة، به. (3) نقل الترمذي في "العلل الكبير" (ص35) عن البخاري قوله: «وحديث أبي سلمة، عن معيقيب ليس بشيء، كان أيوب لا يُعرَف صحيح حديثه من سقيمه، فلا أحدِّث عنه، وضعَّف أيوبَ بن عتبة جدًّا» . (4) قوله: «عن» ليس في (ش) ، و"شرح العلل". (5) في (ف) : «سيلان» بالمثناة التحتية، ولم تنقط في (ت) ، وانظر التعريف بسالم في التعليق على المسألة رقم (148) . الحديث: 194 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 33 عَنْ عائِشَة (1) . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَحْيَى (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنْ سَالِمٍ سَبَلان، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (4) . 195 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَسَن بْن الرَّبِيع (6) ، عَنْ أَبِي (7) شِهاب (8) ، عَن عاصِم (9) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في المَسْح على الخُفَّين؟   (1) من قوله: «ومنهم من يقول ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (2) قوله: «يحيى» ليس في (ف) . (3) في (ك) : «يحيى بن أبي سلمة» بدل: «يحيى، عن أبي سلمة» . (4) كذا وقعت عبارة أبي حاتم في النسخ - غير (ك) ففيها فرق أُشيرَ إليه آنفًا - وكذا نقله ابن عبد الهادي في الموضع السابق من "شرح العلل"! فإما أن يكون قوله: «وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ سَالِمٍ سَبَلانَ، عن عائشة» تكرارًا ينبغي حذفه كما وقع في النسخة (ك) . أو يكون في أحد الموضعين: «عن أبي سالم سبلان» ، فسقط قوله: «أبي» ، وهي رواية تقدم ذكرها في المسألتين رقم (148) و (178) . ولا نظنه يعني أن إحدى الروايتين مرفوعة، والأخرى موقوفة؛ لأنه لم يُشِر إلى هذا الخلاف في المسألتين رقم (148) و (178) ، ولم يذكره أحد ممن تكلم على هذا الحديث، ولم نجده مرويًّا موقوفًا من هذا الطريق، والله أعلم. وسئل الدارقطني في "العلل" (5/79/أ-80/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختلف عنه: فرواه عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ سَالِمٍ، عن عائِشَة، ووَهِم فيه عكرمة، وخالفه حرب بن شداد، وعقيل بن خالد، وحسين المعلِّم، والأوزاعي، وشيبان؛ فرَوَوه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؛ قال: حدثني سالم الدَّوسي، عن عائشة، وهو الصحيح» ، ثم ذكر رواية من رواه عن شيبان أيضًا، عن يحيى، عن سالم، عن أبي هريرة، عن عائشة، ثم قال: «ولا يصح فيه أبو هريرة، ولا قول عكرمة: " عن أبي سلمة". ورواه نُعيم المُجْمِر، وبُكير بن الأشج، وعمران بن بشير، عَنْ سَالِمٍ سَبَلان، عَنْ عَائِشَةَ مثل هذا» . اهـ. (5) نقل هذا النص ابن عبد الهادي في "شرح العلل" (ص393) ، ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (2/616) . (6) روايته أخرجها البيهقي في "السنن" (1/289) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/141) . (7) في (ف) : «بن» . (8) هو: عبد ربه بن نافع الحَنَّاط. (9) هو: ابن سليمان الأحول. الحديث: 195 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 34 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عاصِم (1) ، عَن راشِد بْن نَجيح؛ قال: رأيتُ أَنَسً (2) مَسَحَ على الخُفَّين؛ فِعْلَهُ (3) .   (1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (1/285) . (2) كذا في جميع النسخ: «رأيت أنس» بدون ألف التنوين بعد السين، والجادَّة: «أنسًا» ، بالألف - كما في "شرح العلل" المطبوع والمخطوط - لكنها حذفت هنا على لغة ربيعة. انظر تتمة الكلام عليها في المسألة رقم (34) . (3) في (ك) : «فغسله» بدل: «فعله» ، وقوله: «فِعْلَهُ» منصوبٌ على نزع الخافض، والتقدير: مِنْ فِعْلِهِ، حُذِفَ الخافضُ وهو حرف الجر «من» ، فانتصَبَ ما بعده. وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (12) . هذا؛ وقد نقل مغلطاي في الموضع السابق عن الميموني قوله: «قلت لأبي عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل-: حدثوني عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ أبي شهاب [الحنَّاط] ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ؛ قال: مسحَ رسولُ الله (ص) على الخُفَّين؟ فقال: ليس بصحيح؛ إنما هو: عن أنس؛ أنه كان يمسح ... وقال: هو عن عاصم، عن أنس موقوفًا. قلت: يُخاف أن يكون من الحسن بن الربيع؟ قال: نعم. قلت: [أبو] شهاب؟ قال: ثبت، وليس هذا من [أبي] شهاب» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (4/19/أ) : «اختُلِف فيه على عاصم؛ فرواه أبو شهاب الحنَّاط، عَن عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنّ النبي (ص) مسح على المُوقَين والخِمار؛ قاله الحسن بن الربيع عنه. ورواه إسماعيل بن نصر، عن عمران القطَّان، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ: أن النبي (ص) مسح على الجَورَبَين، وكلاهما وَهَمٌ، والصَّحيح: عن عاصم: ما رواه علي بن مسهر، وثابت ابن يزيد، وزهير، وطلحة بن سنان، عن عاصم، عن أنس موقوفًا: أنَّ أنسً مسَحَ على خُفَّيه» . اهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 35 بَابُ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الصَّلاَةِ 196 - قَالَ (1) أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : سمعتُ أَبِي يَقُولُ: كتبتُ عَنْ ثَابِتِ بْنِ مُوسَى (3) ، عَنْ شَريك (4) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيان (5) ، عَنْ جابر، عن النبيِِّّ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى بِاللَّيْلِ، حَسُنَ وَجْهُهُ بِالنَّهَارِ. قَالَ أَبِي: فذكَرْتُه (6) لابْنِ نُمَير (7) ؟ فَقَالَ: الشَّيخُ لا بأسَ به، والحديثُ مُنكَرٌ (8) .   (1) ذكر ابن أبي حاتم هذه المسألة في "الجرح والتعديل" (1/327) ، ونقل هذا النص الأبناسي في "الشذا الفياح" (ص226) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (2/201) ، والصنعاني في "توضيح الأفكار" (2/89) ، ونقل الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/319) قول أبي حاتم: «هذا حديث موضوع» . (2) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1333) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (384) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/176) ، وابن عدي في "الكامل" (2/99) ، والبيهقي في "الشعب" (2830) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (986) . (4) هو: ابن عبد الله النخعي. (5) هو: طلحة بن نافع. (6) في (ت) و (ك) : «فذكرت» . (7) هو: محمد بن عبد الله. (8) روى البيهقي في "شعب الإيمان" (6/340) عن أبي الأصبغ محمد بن عبد الرحمن بن كامل؛ قال: قلت لمحمد بن عبد الله بن نُمَير: ما تقول في ثابت بن موسى؟ قال: شيخ له فضل، وإسلام، ودين، وصلاح، وعبادة. قلت: ما تقول في حديث جابر عن النبي (ص) : «من كَثُرت صلاتُه ... » ؟ قال: غلط من الشيخ، وأما غير ذلك فلا يتوهَّم عليه. الحديث: 196 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 36 قَالَ أَبِي: الحديثُ مَوْضُوعٌ (1) . 197 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ (3) ، عَنْ عَثَّام (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيََّّ (ص) كَانَ إِذَا تَعَارَّ (5) مِنَ اللَّيْلِ، قَالَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيزُ الغَفَّارُ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هشامُ بنُ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كانَ   (1) نقل البرذعي في "سؤالاته" (503) عن أبي زرعة قوله: «حديث باطل» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (1/176) : «باطل ليس له أصل» . وقال ابن عدي في "الكامل" (2/99) : «حديث منكر، لا يعرف إلا به، وسرقه منه جماعة من الضعفاء» . قال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله (ص) » . وانظر "الكامل" لابن عدي (2/341) ، و (5/322) ، و (6/303 و347) ، و"المجروحين" لابن حبان (2/142) ، و"المؤتلف والمختلف" للدارقطني (3/1718) . (2) نقل هذا النص ابن حجر في "النكت الظراف" (12/182) و"إتحاف المهرة" (22320) و"نتائج الأفكار" (3/103) بتصرف، وستأتي هذه المسألة برقم (1987) ، و (2054) . (3) روايته أخرجها النسائي في الكبرى" (10700) ، والمروزي في "قيام الليل" (ص 47/مختصره) ، وابن حبان في "صحيحه" (5530) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (757) ، والطبراني في "الدعاء" (764) ، وابن منده في "التوحيد" (307) ، والحاكم في "المستدرك" (1/540) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 143-144) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (372) ، وتمام في "فوائده" (1578/الروض البسام) . (4) في (ك) : «غنام» ، وعَثَّام هذا هو: ابن علي. (5) أي: هبَّ من نَومِه واستَيقَظ. "النهاية" (1/190) . الحديث: 197 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 37 يقولُ هَذَا؛ رَوَاهُ جريرٌ (1) هَكَذَا. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا يوسفُ بنُ عَدِيٍّ هَذَا الحديثَ؛ وَهُوَ مُنكَرٌ. 198 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة (3) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَة (4) ، عَنْ أَبِي مَعْمَر (5) ، عَنْ خَبَّاب؛ قَالَ: شَكَونا إلى النبيِّ (ص) الرَّمْضَاءَ، فَلَمْ يُشْكِنَا (6) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ (7) فِيهِ ابنُ عُيَينة، ليسَ لهذا أصلٌ،   (1) هو: ابن عبد الحميد. (2) ستأتي هذه المسألة برقم (375) ، ونقلها بتمامها ابن الملقن في "البدر المنير" (3/70/مخطوط) ، ونقلها بتصرف ابن حجر في "إتحاف المهرة" (4/412) ، و"التلخيص الحبير" (1/454) ، وانظر المسألة رقم (255) . (3) هو: سفيان، وروايته أخرجها ابن حبان في = = "صحيحه" (1480) ، والطبراني في "الكبير" (4/74 رقم 3686) ، والدارقطني في "الأفراد" (132/أ/أطراف الغرائب) . وجاء فيه: «قال ابن صاعد: لم يروه بهذا الإسناد غير ابن عيينة. قال الدارقطني: غريب من حديث الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عنه، تفرد به سفيان بن عيينة، وهو غريب من حديث سفيان، وغيره يرويه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ، عَنْ خباب» . اهـ. (4) هو: ابن عُمَير. (5) هو: عبد الله بن سَخْبَرَة. (6) قوله: «فلم يُشْكِنَا» أي: لم يُعْتِبنا مِنْ شكوانا، ولم يُزِلْ شكايتنا، وهو من الفعل الرباعي «أَشْكَاه» ، فالهمزة فيه للسَّلْب والإزالة؛ مثل: أعربتُهُ، إذا أزلْتَ عَرَبَهُ، وهو فسادُهُ. انظر: "الصحاح" (6/2394) ، و"المصباح المنير" (1/321، وفيه الاستشهاد بهذا الحديث) . (7) قوله: «أخطأ» سقط من (ف) . الحديث: 198 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 38 مَا نَدري كيفَ أخطأَ؟! وَمَا أَرَادَ؟! وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا أرادَ ابنُ عُيَينة (1) : حديثَ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَة، عَنْ أَبِي مَعْمَر، عَنْ خَبَّاب؛ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: كَيْفَ كُنْتُم تَعْرِفُونَ قراءةَ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ: باضْطِرابِ لِحْيَتِهِ. قلتُ لأَبِي زرعة: عندَه الحَدِيثَينِ جَمِيعًا (2) ؟ قَالَ: أحدُهما، والآخَرُ خطأٌ. 199 - وسمعتُ أبا زرعة يقول ُ فِي حَدِيثِ أَبِي غَطَفان (3) ؛ يَعْنِي: حديثَ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : مَنْ أَشَارَ فِي صَلاَتِهِ إِشَارَةً تُفْهَمُ عَنْهُ، فَلْيُعِدْ لَهَا (4) .   (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (761) . ورواه أيضًا (746 و760 و777) من طرق عن الأعمش، به. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «عنده الحديثان جميعًا» . وهكذا جاءتْ عند ابن الملقِّن على الجادَّة، لكنه معروفٌ بالتصرُّفِ في النقل. لكنَّ ما في النسخ له وجهان من الضبط صحيحان، تقدما في التعليق على المسألة رقم (759) . (3) قيل: هو المُرِّي، واسمه: سعد بن طريف، أو ابن مالك، وإلى هذا ذهب المِزِّي في "تهذيب الكمال" (34/177) ، وقيل: هو رجل آخر مجهول؛ وإلى هذا مال ابن رجب في "فتح الباري" (6/531) . روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/466 رقم 543) ، وأبو داود في "سننه" (944) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/453) ، والدارقطني في "سننه" (2/83) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/427 رقم 726) . (4) قوله: «فليعد لها» كذا وقع هنا في جميع النسخ، وفي "مسند إسحاق بن راهويه": «فليعد لها الصلاة» ، وعند أبي داود: «فليعد لها يعني الصلاة» ، وعند الطحاوي والدارقطني: «فليعدها» ؛ ففي قوله هنا: «فليعد لها» : يكونُ المفعولُ به- وهو الصلاة أو ضميرها - محذوفًا؛ للعلم به، ويكونُ الضمير في قوله: «لها» عائدًا على «الإشارة» ، أي: فليعد الصلاة للإشارة، أي: بسبب الإشارة، وانظر في حذف المفعول به: التعليق على المسألة رقم (24) . الحديث: 199 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 39 قال (1) : ليسَ فِي شيءٍ مِنَ الأحاديثِ هَذَا الكَلامُ، وَلَيْسَ عِنْدِي بِذاك (2) الصَّحيحِ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ ابنُ إِسْحَاقَ (3) . قلتُ (4) : وقال (5) أَبُو زُرْعَةَ: واحتَمَلَ أَنْ يكونَ أرادَ إشارَتَهُ فِي غيرِ جِنس الصَّلاة (6) .   (1) في (ت) و (ك) : «وقال» . (2) في (ك) : «كذلك» . (3) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (6/530) قول أبي زرعة هذا. (4) قوله: «قلت» سقط من (ت) و (ف) و (ك) . (5) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (6) قال ابن رجب في "فتح الباري" (1/530-531) : «وقال أحمد - في رواية ابن هانئ -: " لا يثبت هذا الحديث. إسناده ليس بشيء " وقال - في رواية غيره -: "لا أعلم رواه غير ابن إسحاق ... » ، وقال الأثرم: "ليس بقوي الإسناد". اهـ. وقال أبو داود: " هذا الحديث وَهَمٌ ". وقال الدارقطني: «قال لنا ابن أبي داود: أبو غَطَفان هذا رجل مجهول، وآخِر الحديث زيادة في الحديث، ولعله من قول ابن إسحاق، والصَّحيح عن النبي (ص) أنه كان يشير في الصَّلاة، رواه أنس وجابر وغيرهما عن النبي (ص) » . وقال ابن الجوزي: «هذا الحديث لا يصح عن رسول الله (ص) . وابن إسحاق مجروح، وأبو غطفان مجهول» . = = وقال البيهقي في "المعرفة" (3/179) : «لا يصح» . وقال ابن القيم في "زاد المعاد" «1/259) : «حديث باطل» . وقال الألباني في "الضعيفة" (1104) : «منكر» . وانظر "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (1/432) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 40 200 - وسألتُ أَبِي عن حديثِ سَهْلِ (1) بنِ سعد فِي صَلاةِ رَسُول الله (ص) : أنه ركَعَ عَلَى المِنْبَرِ، ثُمَّ رَجَع القَهْقَرَى (2) ؟ وحديثِ أَبِي سَعِيدٍ (3) ، عن النبيِّ (ص) : لا يُصَلِّي (4) الإِمَامُ عَلَى أَشْرَفَ مِمَّا عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ؟ وحديثِ أَبِي مَسْعُود (5) : صلَّى حذيفةُ بالمَدَائِنِ [عَلَى دُكَّانٍ] (6) مُرْتَفِعٍ، فأَخَذَ بِثَوْبِهِ فجَذَبهُ، وَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ نُهِيَ عَن ذَلِكَ؟ فَقَالَ أَبِي (7) : حديثُ سَهْلٍ (8) صحيحٌ. وحديثُ أَبِي طُوَالَة (9) من   (1) في (ت) و (ك) : «سهيل» . (2) رواه البخاري في "صحيحه" (377) ، ومسلم في "صححه" (544) . (3) يأتي تخريجه لاحقًا. (4) الفعل هنا مرفوعٌ، و «لا» نافية لفظًا، جاءت لمعنى النهي، انظر التعليق على المسألة رقم (331) . ويمكن أن تكون ناهية لفظًا ومعنًى، ويكون الفعل «يصلي» هنا مجزومًا، ولإثبات الياء فيه وجهان، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (5) هو: عقبة بن عمرو الأنصاري البدري. والحديث رواه أبو داود في "سننه" (597) ، وابن الجارود في "المنتقى" (313) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1523) ، وابن حبان في "صحيحه" (2143) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/108-109) . (6) في جميع النسخ: «يصلي وكان» بدل: «على دكان» . والتصويب من مصادر التخريج السابقة. والدُّكَّان: الدَّكَّةُ المبنِيَّة للجُلوس عليها. "النهاية" (2/128) . (7) في (ت) و (ك) : «لي» بدل: «أبي» . (8) في (ت) و (ك) : «سهيل» . (9) يعني: حديث أبي سعيد، وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (3/109) من طريق اللَّيث بن سعد، عن زيد ابن جَبيرَة، عن أبي طُوالة - واسمه: عبد الله بن عبد الرحمن -، عن أبي سعيد الخدري ح: أن حذيفة ابن اليمان أمَّهم بالمدائن على دُكَّان، فجبَذَه سلمان، ثم قال له: ما أدري أطالَ بك العهدُ أم نسيت؟! أما سمعت رسول الله (ص) يقول: «لا يصلِّي الإمامُ على نَشَز ممَّا عليه أصحابُه» ؟ قال البيهقي عقبه: «كذا قال: سلمان، بدل: أبي مسعود» . وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (2/594) : «هكذا هو في "المهذب": «فجذبه سلمان» ، وكذا رواه البيهقي في "السنن الكبرى" بإسناد ضعيف جدًّا، والصحيح المشهور: فجذبه أبو مسعود، وهو أبو مسعود الأنصاري البدري، هكذا رواه الشافعي، وأبو داود، والبيهقي، ومن لا يُحصى من أئمة الحديث ومصنِّفيهم، ولا خلاف فيه» . اهـ. ( *) ... كذا وقع الفعل هنا؛ وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (163) . الحديث: 200 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 41 رواية زيد بْن جَبِيرَة: ضعيفٌ. وحديثُ أَبِي مَسْعُود لَيْسَ كُلُّ أحدٍ يُوَصِّلُهُ (*) ، وقد وَصَّلَهُ (*) زيادٌ البَكَّائيُّ (1) ،، ومِنْ رواية زيد بْن أَبِي أُنَيْسة (2) ، عَن عَدِيِّ بْن ثابت، عَن رَجُلٍ من بني تَمِيم، عَنْ أَبِي مَسْعُود (3) ، مرفوع، وَهُوَ صالحٌ. 201 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثِ العباسِ ابنِ عبد المُطَّلب (5) ،   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/88) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/108-109) ، كلاهما من طريق محمد بن غالب، عن زكريا بن يحيى الواسطي، عن زياد بن عبد الله البكَّائي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن هَمَّام، عن أبي مسعود، به. (2) في (ت) و (ك) : «زيد بن أبي اللَّيث» . (3) أخرج أبو داود في "سننه" (598) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/109) - من طريق ابن جريج؛ أخبرني أبو خالد، عن عدي بن ثابت الأنصاري؛ قال: حدثني رجل: أنه كان مع عمار بن ياسر بالمدائن ... فذكر الحديث، وليس فيه ذكر لأبي مسعود، وإنما الذي صلَّى هو عمار، والذي جذبه هو حذيفة. (4) نقل ابن حجر في "إتحاف المهرة" (6/479) قول أبي حاتم هذا. (5) الحديث أخرجه الشافعي في "الأم" (1/113-114) ، وأحمد في "مسنده" (1/206 و208 رقم 1764 و1765 و1769 و1780) ، ومسلم في "صحيحه" (1491) ، وأبو داود في "سننه" (891) ، والترمذي في "جامعه" (272) ، وابن ماجه في "سننه" (885) ، والبزار في "مسنده" (1319) ، والنسائي في "سننه" (1099) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (631) ، = = وأبو يعلى في "مسنده" (6693) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/256) ، وابن حبان في "صحيحه" (1921 و1922) . ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "المعرفة" (3/20) . قال الترمذي: «حديث العباس حسن صحيح» . الحديث: 201 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 42 عن النبيِّ (ص) : يَسْجُدُ العَبْدُ عَلَى سَبْعَةِ آرَابٍ (1) : وَجْهُهُ، وَرُكْبَتَاهُ، وَقَدَمَاهُ، وَلَمْ يذكُرِ الأَنْفَ (2) ؟ قَالَ أَبي: هُوَ صَحيحٌ. 202 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ ابنِ عُمَرَ (3) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يصلِّي عَلَى راحِلَتِهِ تطوُّعًا، فقال: فيها نزلَتْ: {} (4) ؟ وحديثِ أَبِي الربيع السَّمَّان (5) الَّذِي رَوَاهُ عَنْ عَامِرِ بْنِ ربيعة: كنَّا   (1) في (أ) و (ف) : «آراف» بالفاء. والآراب: الأعضاء، واحدها: إِرْب. انظر "لسان العرب" (1/209) . (2) ولم يذكر هنا «وكفاه» ، وهي مذكورة في مصادر التخريج، وحتى تكون الآراب سبعة. (3) الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (700) . (4) الآية (115) من سورة البقرة. (5) هو: أشعث بن سعيد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (345 و2957) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/31) ، والطبراني في"الأوسط" (460) ، والدارقطني في "السنن" (1/272) من طريقه، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه، به. قال الترمذي: «هذا حديث ليس إسناده بذاك، لا نعرفه إلا من حديث أشعث السَّمَّان، وأشعث بن سعيد أبو الربيع يُضَعَّف في الحديث» . وقال العقيلي في ترجمة أشعث: «وله غير حديث من هذا النحو لا يتابع على شيء منها ... وأما حديث عامر بن ربيعة فليس يروى من وجه يثبت متنه» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عاصم بن عبيد الله إلا أبو الربيع السمان» . وقال ابن القطان في"بيان الوهم" (3/358) : «وموضع العلة منه: عاصم بن عبيد الله؛ فإنه مضطرب الحديث، تنكر عليه أحاديث، وأشعث السَّمَّان سيئ الحفظ، يروي المنكرات عن الثقات، وقال فيه عمرو بن علي: متروك» . الحديث: 202 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 43 مع رسول الله (ص) (1) فِي ليلةٍ سوداءَ مُظلِمَةٍ، فلم نَعْرِفِ (2) القِبْلَةَ ... ؟ قال: إنَّ (3) حَدِيث ابن عُمَرَ أصَحُّ من حَدِيث أَبِي الربيع السَّمَّان. 203 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثِ أَبِي بَرْزَة (5) ، وعبدِاللهِ (6) بنِ مسعود، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهى عَنِ السَّمَرِ والحديثِ بعد العِشَاء؟ وحديثِ أوسِ بنِ حُذَيفة (7) : كان رسولُ الله (ص) يأتينا بعد العِشَاءِ   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «مع النبي (ص) » . (2) في (ت) و (ك) : «تعرف» بالتاء المثناة الفوقية. (3) قوله: «إن» ليس في (ك) . (4) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (3/389) قول أبي حاتم هذا. وانظر المسألة الآتية برقم (235) . (5) هو: نَضْلَة بن عبيد الأسلمي، وحديثه أخرجه البخاري في "صحيحه" (541 و547 و568 و599 و771) ، ومسلم في "صحيحه" (647) . (6) في (ف) : «وعبيد الله» . وحديث ابن مسعود أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6677) ، وأحمد في "مسنده" (1/389 رقم 3686) ، وابن ماجه في "سننه" (703) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1340) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/330) ، وابن حبان في "صحيحه" (2031) . (7) الحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (1204) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (5/510) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8583) ، وأحمد في "مسنده" (4/9 و343 رقم 16166 و19021) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/16) ، وابن شبة في "أخبار المدينة" (2/508- 509) ، وأبو داود في "سننه" (1393) ، وابن ماجه في "سننه" (1345) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1523 و1578) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1371-1373) ، والطبراني في "الكبير" (1/220-221 رقم 599 و600) ، والخطيب في "الموضح" (1/328) . ونقل ابن عبد البر في "الاستيعاب" (62) عن ابن معين قوله: «إسناد هذا الحديث صالح، وحديثه عن النبي في تحزيب القرآن حديث ليس بالقائم» . الحديث: 203 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 44 يحدِّثنا، وَكَانَ أكثرُ حديثِه تَشَكِّيَهُ (1) قريش (2) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي بَرْزَة أصحُّ مِنْ حديثِ أوسِ بنِ حُذَيفة. 204 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حديثُ أَبِي ذَرٍّ (3) عَنِ النبيِّ (ص) : يَقْطَعُ الصَّلاَةَ: الكَلْبُ (4) الأَسْوَدُ البَهِيمُ: أصَحُّ من حَدِيث أَبِي سَعِيد (5) : لاَ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ شَيْءٌ.   (1) في (ك) : «تشتكيه» ، وهو خبر «كان» منصوبٌ. (2) كذا في النسخ، و «قريش» ، وهو مفعولٌ به للمصدر المضاف للفاعل: «تَشَكِّيه» ، وقد ذكر النحويُّون أنَّ = = «قريشًا» اسمٌ يجوز صَرْفُهُ على أنه مذكَّر (عَلَمٌ للحَيِّ) ، ويجوز مَنْعُهُ من الصرف على أنه مؤنَّث (عَلَمٌ للقبيلة) ، والأفصح فيه الصرف. وما وقع هنا يمكن قراءته على الوجهين، وعلى القول بصرفه كانت الجادَّةُ أنْ يقال: «قريشًا» لكن حُذِفَتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علَّقنا عليها في المسألة رقم (34) . وانظر: "الكتاب" (3/250) ، و"البحر المحيط" (8/515) ، و"تحرير التنبيه" (ص251) ، و"همع الهوامع" (1/124- 125) . (3) يعني حديثه الذي أخرجه مسلم في "صحيحه" (510) . (4) في (ف) : «والكلب» . (5) يعني حديثه الذي أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2883) ، وأبو داود في "سننه" (719) ، والدارقطني في "سننه" (1/368) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/278) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (4/190) . الحديث: 204 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 45 205 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ داودُ بنُ قَيْسٍ (2) ، عَن نُعَيمٍ المُجْمِرِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: قد عَرَفْنَا السَّلامَ عليك، فكيفَ الصَّلاةُ عليك؟ وَرَوَاهُ مالك (3) ، عَن نُعَيم المُجْمِر، عن محمد بن عبد الله بْنِ زيد، عَنْ أَبِي مَسْعُود، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ مالكٍ أصحُّ، وحديثُ داودَ خطأٌ. قِيلَ لأَبِي: إنَّ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ أبا (4) سَلَمة (5) قد روى عَن حِبَّانَ بنِ يَسَار؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُطَرِّفٍ عُبَيْدُالله بنُ طَلْحةَ بنِ كَرِيز؛ قَالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عليٍّ الهاشمي - يعني: أبا جَعْفَر - عَنِ المُجْمِر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . فقُلْتُ لأَبِي: قد تابعَ هَذَا داودَ بنَ قيس؟   (1) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "النكت الظراف" (10/384) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «السلام على النبي وآله» . (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9875) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2240) . وذكرها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/87) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/319) تعليقًا. (3) روايته في "الموطأ" (1/165) . ومن طريقه مسلم في "صحيحه" (405) . (4) في (ك) : «أنا» ، ويشبه أن تكون كذلك في (ت) . (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (982) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/151) . وذكرها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/87) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/318) تعليقًا. الحديث: 205 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 46 قَالَ: مالكٌ أحفَظُ، والحديثُ حديثُ مالك (1) . 206 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ثَابِتُ بْنُ عُبَيد (3) ، عَنِ الْقَاسِمِ (4) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لَهَا: نَاوِلِينِي الخُمْرَةَ (5) ، قلتُ: إِنِّي حائِض؛ قَالَ: إِنَّ حَيْضَكِ (6) لَيْسَ فِي يَدِكِ. ورواه عبدُاللهِ البَهِيُّ (7) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) نحوَهُ؟   (1) ذكر البخاري رواية داود بن قيس وموسى بن إسماعيل، ثم ذكر رواية مالك وقال: «وهذا أصح» . وقال العقيلي: «وحديث مالك أولى» . وقال الدارقطني في "العلل" (6/189) عن هذا الحديث: «يرويه مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَارِثِ التيمي، عن محمد بن عبد الله بْنِ زيد، عَنْ أَبِي مَسْعُود، حدث به عنه محمد بن إسحاق. ورواه نُعَيْم المُجمِر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بن زيد أيضًا، واختُلِف عن نعيم: فرواه مالك بن أنس، عن نعيم، عن محمد، عن أبي مسعود، حدث به عنه كذلك القَعْنَبي ومَعْن وأصحاب "الموطأ". ورواه حماد بن مَسْعَدة، عن مالك، عن نعيم، فقال: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد، عَنْ أبيه، ووهم فيه. ورواه داود بن قيس الفرَّاء، عن نعيم بن عبد الله المُجمِر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) ، خالف فيه مالكًا، وحديث مالك أولى بالصَّواب» . (2) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/875) ، ونقل بعضه ابن حجر في "التهذيب" (2/462) . (3) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (298) . (4) هو: ابن محمد. (5) قال في "النهاية" (2/77) : «الخُمْرَة: هي مِقدارُ = = ما يَضَعُ الرجُلُ عليه وَجْهَهُ في سُجودِه من حَصِيرٍ أو نَسيجةِ خُوصٍ ونحوه من النَّبات، ولا تكون خُمرةً إلا في هذا المِقدار. وسُمِّيت خُمرةً؛ لأنّ خُيوطَها مَستورةٌ بِسَعَفِها» . (6) في (ف) : «حيضتك» . (7) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/469) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1607) ، وأحمد في "مسنده" (6/106 و110 رقم 24747 و24794) ، وابن ماجه في "سننه" (632) ، وابن حبان في "صحيحه" (1356) . ورواه إسحاق (1717) ، وأحمد (6/111 رقم 24807) من طريق البهي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عَائِشَةَ، به. الحديث: 206 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 47 فَقَالَ أَبِي: حديثُ ثابتٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عائِشَة: أحبُّ إليَّ؛ وَذَلِكَ أنَّ البَهِيَّ يُدخِلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عائِشَة عُرْوَةَ، وَرُبَّمَا قَالَ: حَدَّثَنِي عائِشَةُ (1) ، ونَفْسُ البَهِيِّ لا يُحتَجُّ بحديثِه، وَهُوَ مُضطَرِبُ الْحَدِيثِ (2) . 207 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيب ابن شابور، عن عبد الله بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْر، عَنْ سَالِمٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى فتَرَك آيةً، فلمَّا انصَرَفَ قال (6) : أَفِيكُمْ أُبَيٌّ؟ ... فذكَرَ (7) الحديثَ؟   (1) كذا في جميع النسخ، بتذكير الفعلِ مع الفاعل المؤنَّث، وهو جائز في العربية؛ لأنَّ الفعلَ فُصِلَ عن فاعلِهِ المؤنَّث بفاصل، وهو هنا ضمير المفعول به، فجاز فيه التذكير والتأنيث، لكنَّ التأنيث في كلام العرب هو الراجح والأكثر، ومما يشهد لما في النسخ قولُهُ تعالى: [المُمتَحنَة: 12] {إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ} . انظر: "شرح ابن عقيل" (1/433) ، و"أوضح المسالك" (2/100- 102) ، و"شرح شذور الذهب" لابن هشام (ص200- 202) . (2) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/55/ب) الاختلاف في هذا الحديث، وصوَّب حديث ثَابِتُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عن عائشة. (3) نقل هذا النص ابن حجر في "إتحاف المهرة" (8/341) ، و"النكت الظراف" (5/357) . (4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (904/عوامة) باب الفتح على الإمام في الصلاة، وتمَّام في "فوائده" (311/الروض البسَّام) . (5) هو: ابن عبد الله بن عمر. (6) في (أ) و (ف) : «فقال» . (7) في (ك) : «وذكر» . الحديث: 207 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 48 قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ دخل لِهشام بْن إِسْمَاعِيلَ حديثٌ فِي حَدِيث، نَظَرْتُ فِي بعض أصناف مُحَمَّد بْن شُعَيب، فوجَدتُّ هَذَا الحديثَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ الْبَصْرِيّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى فتَرَك آيةً ... هَكَذَا مُرسَلً (1) ، ورأيتُ بِجَنْبِهِ حديثَ عبد الله بْن العلاء (2) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ (3) سُئِل عَن صَلاة الليل؟ فَقَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ ... ، فعَلِمْتُ أنه قد (4) سَقَطَ عَلَى هشام بْن إِسْمَاعِيلَ مَتْنُ حديثِ عبد الله بْن العلاء، وبَقِيَ إسنادُهُ، وسَقَطَ إسنادُ حديثِ (5) مُحَمَّد بْن يَزِيدَ الْبَصْرِيّ، فصار مَتْنُ حديثِ مُحَمَّد بْن يَزِيدَ الْبَصْرِيّ بإسناد حَدِيث عبد الله بن العلاء ابن زَبْر (6) ، وهذا حديثٌ مشهورٌ يرويه (7) الناسُ عن هشام بن عُرْوَة.   (1) كذا، وجادَّتُهُ: «مرسلاً» ؛ لأنَّه حالٌ منصوبٌ منوَّن، فكان حقُّه أن يكتب بألف تنوين النصب، لكنها حذفت هنا على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/133 رقم 6170) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (770) ، وفي "الأوسط" (4674) . ورواه البخاري في "صحيحه" (1137) ، ومسلم في "صحيحه" (749) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به. (3) من قوله: «صلَّى فترك آيةً فلما انصرفَ ... » إلى هنا، مكرر في (ك) ، وأشار الناسخ إلى حذفه. (4) قوله: «قد» ليس في (ت) و (ك) . (5) قوله: «حديث» ليس في (ف) . (6) في (ت) : «زبد» ، وفي (ك) : «زمير» . (7) في (ك) : «ترويه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 49 فلمَّا قَدِمتُ السَّفْرةَ الثانية، رأيتُ هشام بْن عمَّار (1) يحدِّث بِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيب، فظننتُ أنَّ بعض البَغْدَاديِّين أدخَلُوه عَلَيْهِ، فقلت لَهُ: يا أبا الوليد، لَيْسَ هَذَا من حديثِك!! فَقَالَ: أنت كَتَبْتَ حديثي كُلَّه؟! فقلتُ: أَمَّا حديثُ محمد ابن شُعَيب، فإني قَدِمْتُ عليكَ (2) سَنَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ (3) ، فسأَلْتَني أنْ أُخْرِجَ لك مُسْنَدَ (4) محمد ابن شُعَيب، فأخرَجْتَ إليَّ حَدِيث مُحَمَّد بْن شُعَيب، فكتبتُ لك مُسْنَدَهُ. فَقَالَ: نَعَمْ هِيَ عِنْدِي بخطِّك (5) ، قد أعلَمْتُ الناسَ أنَّ هَذَا بخطِّ أبي حاتِم. فسَكَتُّ (6) . 208 - قال أبو محمد (7) : وكان (8) فِي كِتَابِ أَبِي (9) زُرْعَةَ: عَنْ   (1) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2242) ، والطبراني في "الكبير" (12/241 رقم 13216) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/212) . قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (5/357) بعد أن نقل قول أبي حاتم: «وقد خَفَتْ هذه العلة على ابن حبان؛ فأخرج هذا الحديث في صحيحه» . (2) في (ش) : «عليه» . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «سنة بِضْعَ عَشْرَةَ» ؛ للمخالفة بين العدد والمعدود تذكيرًا وتأنيثًا؛ لكن ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية؛ لتقدُّم المعدود، وقد وضَّحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (713) . (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «سند» . (5) في (أ) و (ش) : «بخط» . (6) في (ت) و (ك) : «فسكنت» . (7) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط، وفي (ف) : «وقال أيضًا» . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الصلاة بعد المغرب» . (8) في (ت) و (ك) : «كان» بلا واو. (9) في (ك) : «أبو» . الحديث: 208 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 50 سُلَيمان بْنِ شُرَحبيل (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ غَزْوان، عَنِ الوَضِين بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ سَالِمٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: مَنْ صَلَّى بَعْدَ المَغْرِبِ سِتًّا، غُفِرَ لَهُ بِهَا. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: اضْرِبوا عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ؛ فَإِنَّهُ شِبهُ موضوعٍ (3) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَمُحَمَّدُ بْنُ غَزْوان الدِّمَشْقي مُنكَرُ الْحَدِيثِ. 209 - وسألتُ أَبَا زرعة (4) عن حديثٍ رواه عبد الله العُمَري (5) ،   (1) هو: سليمان بن عبد الرحمن بن ابنة شرحبيل، وانظر التعليق على المسألة رقم (1186) . وروايته أخرجها المروزي في "قيام الليل" (ص37/مختصره) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/74) . (2) هو: ابن عبد الله بن عمر. (3) نقل الحافظ في "اللسان" (6/448) قول أبي زرعة: «هذا شبه موضوع» . وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (468) : «ضعيف جدًّا» . (4) في (أ) و (ش) : «أبي زرعة» . وستأتي هذه المسألة برقم (352) ، وانظر المسألة رقم (424) (5) هو: عبد الله بن عمر. وروايته أخرجها الشافعي في "مسنده" (ص399) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1360) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/253) ، و"دلائل النبوة" (3/378) . ورواه ابن البختري في "الجزء الحادي عشر من فوائده" (ص 371/مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2511) من طريق يَزِيدَ بْنِ رومان، عَنْ صَالِحِ بن خوات، عن أبيه، به. قال أبو نعيم: «حدَّث به الأوزاعي، عن مالك، عَنْ يَزِيدَ بْنِ رومان، عن عن صالح بن خوات قال: حدثني من صلى مع النبي (ص) .. فذكره، ورواه الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بن خوَّات، رواه عن القاسم: عبيد الله بن عمر ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن القاسم، على اختلاف بينهم فيه؛ فرواه العُمري، عن أخيه عُبَيدالله، عن القاسم، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّات، عَنْ أبيه، مجوَّدًا، ورواه المعتمر، عن عُبيدالله، عن القاسم، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّات، عَنْ رجل، ورواه عبدة ابن سليمان، عن عُبيدالله، عن القاسم، عن صالح بن خَوَّات، موقوفًا، ورواه عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه موقوفًا ومرفوعًا، ووراه يحيى بن سعيد، عن القاسم، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّات، عَنْ سهل بن أبي حثمة» . وانظر "التمهيد" (23/32) . الحديث: 209 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 51 عن أخيه عُبَيدالله (1) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّات، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي صَلاَةِ الخَوْف؟ قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما: صالح بْن خَوَّات (3) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَة، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟ قَالَ: من العُمَري. 210 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن بَشِير، عن قتادة، عن عبد الله بْنِ الصَّامِت، عَنْ أُبَيِّ بن كعب: كنَّا نُؤْمَرُ أنْ نُخْرِجَ مِنَ الصَّفِّ الأوَّلِ مَنْ لا نَعْرِفُ؟ قَالَ أَبِي: ما أدري ما هَذَا الإسناد! إِنَّمَا (4) يروي أبو جَمْرَة (5)   (1) في (ك) : «عبد الله» . (2) هو: خوَّات بن جبير. (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (4129) ، ومسلم في "صحيحه" (841) . (4) في (ك) : «وإنما» . (5) في (أ) و (ف) : «أبو حمزة» . ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (557) ، وأحمد في "مسنده" (5/140 رقم 21264) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (177/المنتخب) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1850) ، والبغوي في "الجعديات" (1291) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/226) ، و"شرح المشكل" (5833) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/252) ، و (3/110) ، والضياء في "المختارة" (4/30 و31) من طريق أبي جمرة، عن إياس بن قتادة، عن قيس بن عُبَاد، عن أبي ابن كعب، به كذا بزيادة: «قيس بن عَُباد» . الحديث: 210 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 52 نَصْرُ بْن عِمْران (1) ، عَن إياس بْن قتادة؛ أَنَّهُ قَالَ: دَخَلْتُ المَسجِدَ ... فذكر الحديثَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: كنَّا نُؤْمَر ... قَالَ أَبِي: ولا أعلمُ سَمِعَ قتادةُ مِنْ عبد الله ابن الصَّامِت؛ إِنَّمَا يروي قتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحَسَن، عَن حُمَيد بن هلال، عن عبد الله ابن الصَّامِت. 211- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ (2) ؛ قَالَ (3) : حدَّثنا (4) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا سُنَيد بْنُ دَاوُدَ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا حَجَّاج (6) ، عَنِ ابن جُرَيج (7) ، عن زياد ابن سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْري، عَنْ بُسْرِ (8) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زينبَ   (1) في (أ) : «نصر بن ابن عمران» . (2) نقل هذا النص بتصرف ابن حجر في "النكت الظراف" (11/328) . (3) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثنا» بالواو. (5) «سنيد» لقبه، واسمه: حسين. وروايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (326/أ/أطراف الغرائب) . ورواه النسائي في "سننه" (5134) عن يوسف بن سعيد قال: بلغني عن حجاج، به. ورواه الدارقطني في "العلل" (9/86) من طريق الهيثم ابن خالد، عن حجاج، به. ورواه مسلم في "صحيحه" (443) من طريق مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زينب الثقفية، به. (6) هو: ابن محمد المِصِّيصي. (7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (8) في (ش) و (ك) : «بشر» . الحديث: 211 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 53 الثَّقَفِيَّةِ: أنَّ رسول الله (ص) قَالَ: إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ العِشَاءَ، فَلاَ تَمَسَّ طِيبًا. وقال (1) أَبِي: لَمْ يَروِ هَذَا الحديثَ عَنِ ابْنِ شِهاب سِوَى زيادِ بنِ سَعْدٍ، وَلا رَوَى عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ غَيْرُ ابنِ جُرَيج، وَلا عَنِ ابْنِ جُرَيج إِلا حَجَّاجٌ، وَلا عَنْ حجَّاج إِلا سُنَيْدٌ (2) ، غيرَ أنَّ أَبَا زُرْعَةَ حدَّثني بعَوْرَتِه؛ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ ذَكَرَ هَذَا الحديثَ لِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، فَقَالَ: رأيتُ هَذَا الحديثَ فِي كِتَابِ حجَّاج، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ بُسْر (*) ؛ لَيْسَ فِيهِ الزُّهْري. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وقرأَ عَلَيْنَا أَبُو زُرْعَةَ هَذَا الحديثَ عَنْ سُنَيد هَكَذَا، فَأَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو زُرْعَةَ وَقَالَ: أَخبَرْتُ بهذا الحديثِ يحيى ابنَ مَعِينٍ، فَقَالَ: كتَبْتُهُ مِنْ كِتَابِ حجَّاج، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ بُسْرِ (*) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زينبَ الثَّقَفِيَّةِ، عن النبيِّ (ص) ؛ ليس فيه الزُّهْري.   (1) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (2) تقدم أن الدارقطني رواه من طريق الهيثم بن خالد، عن حجاج، به. وقال الدارقطني في "الأفراد": «غريب من حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ بُسر بْنِ سَعِيدٍ، عنها، وغريب من حديث زياد بن سعد، عن الزهري، تفرد به ابن جريج، عنه، ولم يروه عنه غير الحجاج بن محمد، وهو غريب عن الحجاج لم يروه عنه بهذا الإسناد غير سُنَيد بن داود والهيثم بن خالد» . اهـ. وقال النسائي: «وهذا غير محفوظ من حديث الزهري» . (*) ... في (ش) و (ك) : «بشر» . (3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 54 212 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ ابن قادِم (2) ، عَنِ الثَّوْرِيِّ (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ جَدِّه، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا اسْتَسقى قَالَ: اللَّهُمَّ، اسْقِ عِبَادَكَ وَبِلاَدَكَ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : قَالَ (6) أَبِي: حدَّثنا سهلُ ابن صالِح الأَنْطاكِي - وَكَانَ ثِقَةً - عَنْ (7) عليِّ ابن قادِم ... هذا الحديثَ.   (1) انظر المسألة الآتية برقم (2076) . (2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1176) من طريق سهل بن صالح، وابن عدي في "الكامل" (4/319) من طريق عبد الرحمن بن محمد بن منصور الملقَّب كربزان، والرافعي في "التدوين" (3/190) من طريق عبد الله بن محمد بن منصور، ثلاثتهم عن علي بن قادم، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/266) . ورواه العقيلي - كما في "التمهيد" (23/432) - من طريق حفص بن غياث، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/356) من طريق عبد الرحيم بن سليمان الأشل، كلاهما عن يحيى بن سعيد، به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث عن الثوري لا أعلم يرويه إلا علي بن قادم، وعنه كربزان هذا، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن شعيب جماعةٌ فقالوا: عن عمرو بن شعيب: كان النبي (ص) إذا استسقى ... ، ولم يذكروا في الإسناد أباه ولا جده» . (3) هو: سفيان. (4) قوله: «عن أبيه» سقط من (ف) . (5) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط. (6) في (ف) : «فقال» . (7) قوله: «عن» مكرر في (ك) . الحديث: 212 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 55 قلتُ لأَبِي: فهذا أصَحُّ أو حديثُ ابن الدَّرَاوَردي (1) ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد؛ أنَّ عمرو ابن شُعَيب أخبره؛ أَنَّهُ بلغَه عَنِ النبيِِّّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوونه عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) مُرسَلاً، وقَلَّ من يَقُولُ: عَنْ جَدِّه. قلتُ: فأَيُّهما (3) أصَحُّ؟ قَالَ: عن أبيه، عن النبيِّ (ص) مُرسَلاً. 213 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ الْمُبَارَكِ (5) ، عَنِ ابْنِ   (1) هو: عبد العزيز بن محمد، ولم نجد روايته، لكنه توبع؛ فالحديث أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/190) عن يحيى بن سعيد مثل رواية الدراوردي. ومن طريق مالك رواه أبو داود في "سننه" (1176) ، وفي "المراسيل" (69) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف (4912) من طريق ابن التيمي، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/144) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، كلاهما عن يحيى ابن سعيد، به، كسابقه. قال ابن عبد البر: «هكذا رواه مالك، عن يحيى، عن عمرو بن شعيب، مرسلاً، وتابعه جماعة على إرساله منهم: المعتمر بن سليمان وعبد العزيز بن مسلم القسملي، فرووه عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عمرو بن شعيب، مرسلاً. ورواه جماعة عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، مسندًا، منهم: حفص بن غياث، والثوري، وعبد الرحيم بن سليمان، وسلام أبو المنذر» . (2) من قوله: «أن عَمْرو بْن شُعَيْبٍ أخبره ... » إلى هنا، ملحق بهامش (ت) ، ولم يظهر بعضه في التصوير. (3) في (ش) : «أيهما» . (4) ستأتي هذه المسألة برقم (1029) و (1092) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الصلاة إلى القبور» . (5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/135 رقم (17216) ، ومسلم في "صحيحه" (972) ، والترمذي في "جامعه" (1050) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (794) ، وابن حبان (2320 و2324) . الحديث: 213 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 56 جابر (1) ، عن بُسْر (2) بن عُبَيدالله (3) ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (4) ، عَنْ واثِلَة (5) ، عَنْ أَبِي مَرْثَد (6) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تُصَلُّوا إِلَى القُبُورِ، وَلاَ تَجْلِسُوا عَلَيْهَا؟ قَالَ أَبِي: يَرَوْنَ أنَّ ابنَ الْمُبَارَكِ وَهِمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ أدخلَ أَبَا إِدْرِيسَ الخَوْلانيَّ بَيْنَ بُسْر (*) بْنِ عُبَيدالله (7) وَبَيْنَ واثِلَة. وَرَوَاهُ عِيسَى بنُ يُونُسَ (8) ، وصَدَقةُ بنُ خَالِدٍ (9) ، والوليدُ بنُ مُسْلِمٍ (10) ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عن بُسْر (11) بن عُبَيدالله؛ قَالَ: سمعتُ واثِلَةَ يحدِّث عَنْ أَبِي مَرْثَد الغَنَوي، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: بُسْرٌ (*) قَدْ سَمِعَ مِنْ واثِلَة، وَكَثِيرًا مَا يحدِّث بُسْرٌ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ؛ فغَلِطَ ابنُ الْمُبَارَكِ، فظنَّ أنَّ هَذَا ممَّا روَى (12) عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ واثِلَة، وَقَدْ سمعَ هَذَا الحديثَ بُسْرٌ (*) مِنْ واثِلَةَ نفسِه؛   (1) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. (2) في (ش) : «بشر» بالمعجمة. (3) قوله: «عبيد الله» في (ك) : «عبيد» فقط. (4) هو: عائذالله بن عبد الله. (5) هو: ابن الأسقَع. (6) هو: كَنَّاز بن الحُصَين الغَنَوي. (*) ... في (ش) : «بشر» بالمعجمة. (7) في (ك) : «عبد الله» . (8) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3229) . (9) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1/242 رقم 316) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/193 رقم 433) ، وفي "مسند الشاميين" (580) ، والحاكم في "المستدرك" (3/221) . (10) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/135 رقم (17215) ، ومسلم في "صحيحه" (972) ، والترمذي في "جامعه" (1051) ، والنسائي في "سننه" (760) . (11) في (ش) و (ك) : «بشر» بالمعجمة. (12) أي: مما رواه بُسْر بن عبد الله. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 57 لأنَّ أهلَ الشَّام أعرفُ بحديثِهم (1) . 214 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفُضَيل بْن سُلَيمان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد بْن مُهاجِر بْن قُنْفُذ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: سمعتُ معاوية، عَنِ النبيَِّ (ص) : إِذَا قَالَ الرَّجُلُ كَمَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ ... ؟ قَالَ أَبِي: فِيهِ تَرْكُ رجلٍ؛ محمدُ بنُ إبراهيمَ التَّيْميُّ لم يسمَعْ من معاوية (3) .   (1) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/398) عن الإمام أحمد قوله في حديث أبي مرثد: «إسناد جيد» . وروى ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/161) من طريق الأثرم قَالَ: «سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ بن حنبل وذكر حديث أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : " لا تصلوا إلى القبور ... " فقال: إسناد جيد. قلت له: ابن المبارك يُدخل فيه "أبا إدريس". فقال: نعم. وقال غيره: عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قال: سمعت واثلة، فقال الهيثم بن خارجة: ما صنع ابن المبارك شيئًا، هذا صدقة والوليد وذكر ثالثًا [رووه] عَنْ بُسْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، ليس فيه أبا إدريس» . اهـ. وما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق، وكلام أبي حاتم يدل عليها. وقال الترمذي في "العلل الكبير" (ص151) : «سألت محمدًا -يعني البخاري- عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث الوليد بن مسلم أصح، وهكذا روى غير واحد عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ بسر بن عبيد الله، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ. قَالَ محمد: وبسر بن عبيد الله سمع من واثلة، وحديث ابن المبارك خطأ؛ إذ زاد فيه: عن أبي إدريس الخولاني» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (7/44) : «والمحفوظ ما قاله الوليد ومن تابعه عن ابن جابر، لم يذكر أبا إدريس فيه» . (2) نقل بعض هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1153) . (3) الرجل الذي لم يذكر بينهما هو عيسى بن طلحة كما بينتْه رواية البخاري في "صحيحه" (612) وأحمد في "مسنده" (4/91 رقم16828) وغيرهما. الحديث: 214 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 58 215 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ الأَجْلَح (2) ، عَن عاصِم (3) ، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى فِي ثَوْبٍ واحِدٍ؟ فَقَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عَنْ أَنَسٍ موقوف (4) ؛ رَوَاهُ فُضَيل بْن سُلَيمان، عَن عاصِم، عَن أنس، موقوف (*) ، وَرَوَاهُ غيرُ واحدٍ عَن عاصِم، عَنْ أنس موقوفً (*) (5) .   (1) في هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه «الثوب الواحد» . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3167) ، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (4/192) ، والدارقطني في "الأفراد" (2/132/أ/أطراف الغرائب) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه وأبو يعلى في "مسنده" (4030) ، والضياء في "المختارة" (6/292) . ومن طريق أبي الشيخ رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/355) . قال الدارقطني بعد أن ذكر حديثًا آخر للأجلح: «تفرد بهما الأجلح، عَن عَاصِمٍ، عَنْ أَنَسٍ» . (3) هو: ابن سليمان الأحول. (4) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (*) ... كذا في النسخ، هو منصوبٌ على الحال، لكن حذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3172) عن ابن فُضيل، عن عاصم قال: سُئل أنس عن الصلاة في الثوب؟ قال: يتوشح به. وقال الدارقطني في "العلل" (4/18/ب) : «يرويه عبد الله بْنُ الأجلح، عَن عَاصِمٍ، عَنْ أنس مرفوعًا، وتابعه عليُّ بن الحسن الشامي - وكان ضعيفًا -، فرواه عن الثوري، عن عاصم، عن أنس، مرفوعًا، وخالفه عليُّ بن مسهر، وثابت بن يزيد أبو زيد، فروياه عن عاصم موقوفًا، وهو الصواب» . اهـ. كذا عنده: «الشامي» بالمعجمة، وضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" (4/557) : «السامي» بالسين المهملة. الحديث: 215 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 59 216- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ (2) ، عَن الزُّهْري، عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ النبيُّ (ص) : إِذَا قَالَ المُؤَذِّنُ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ؟ فَقَالَ: رَوَاهُ جماعةٌ - مالكٌ (4) وَغَيْرُهُ (5) ، عَنِ الزُّهْري - عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيَِّّ (ص) ؛ وهو أشبَهُ (6) .   (1) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "النكت الظراف" (10/28) . (2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/322) ، والنسائي في "الكبرى" (9861) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/144) ، وابن عدي في "الكامل" (4/302) . (3) هو: ابن المسيّب. (4) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/67 رقم148) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (611) ، ومسلم في "صحيحه" (383) . (5) رواه الطيالسي في "مسنده" (2328) ، وأحمد في "مسنده" (3/90 رقم 11860) ، والدارمي في "مسنده" (1237) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (411) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/143) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، عَنْ الزهري، به. (6) قال الترمذي في "جامعه" (208) : «حديث أبي سعيد حديث حسن صحيح، وهكذا روى معمر وغير واحد عن الزهري؛ مثل حديث مالك، وروى عبد الرحمن بن إسحاق، عَنِ الزُّهْرِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، ورواية مالك أصح» . اهـ. وقال العقيلي: «وأصحاب الزهري يقولون: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبي (ص) ، وهذه الرواية أولى» . وقال النسائي: «الصواب حديث مالك، وحديث عبد الرحمن بن إسحاق خطأ» . وكذا صحَّح الدارقطني في "العلل" (1344 و2275) حديث مالك ومن تابعه. وقال ابن عدي: «هكذا رواه عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ ابن المسيب، عن أبي هريرة، ولم يضبط إسناده، ورواه أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري» . الحديث: 216 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 60 217 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ سُهَيْلَ بنَ أَبِي صَالِحٍ، وعَبَّادَ بْنَ أَبِي (2) صَالِحٍ، فَقَالَ: هُمَا أخَوَان، وَلا أعلَمُ لهما أَخً (3) ، إِلا مَا رَوَاهُ حَيْوَة بْنُ شُرَيح (4) ، عَنْ نَافِعِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيَِّّ (ص) ؛ قَالَ (5) : الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَالمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ، اللَّهُمَّ، أَرْشِدِ الأَئِمَّةَ، واغْفِر للْمُؤَذِّنِينَ.   (1) روى هذا النص الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/269) من طريق ابن أبي حاتم، ونقل بعضه ابن حجر في "التهذيب" (3/559) ، و"النكت الظراف" (9/372) . (2) في (ك) : «وعاد أبي» بدل: «وعباد بن أبي» . (3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة (34) ، وقد ورد على الجادَّة «أخًا» في مطبوعة "الموضح"، و"التهذيب". وقولُ أبي حاتم «: هُمَا أَخَوَانِ، وَلا أَعْلَمُ لَهُمَا أخً» يخالفُهُ ما جاء في "الجرح والتعديل" (4/400-401) أنَّ أبا حاتم كان يعرفُ ثالثًا لهما هو صالح بن أبي صالح، ولذا ذكَرَ الخطيب في "الموضح" (1/269-270) كلام أبي حاتم الذي في "العلل"، ثم تعقَّبه بقوله: «أغفَلَ أبو حاتم ذِكْرَ صالح بن أبي صالح؛ فإنه أخوهما بغير شكٍّ، فأمَّا محمد ففيه نظر» . وانظر في أخوَّة محمد بن أبي صالح: تعليق العلاَّمة المعلِّمي على "الموضح" للخطيب. (4) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (2/541 رقم1124) ، وأحمد في "مسنده" (6/65 رقم 24363) ، البخاري في "التاريخ الكبير" (1/78) ، والترمذي في "العلل الكبير" (92) ، العقيلي في "الضعفاء" (4/435) ، وأبو يعلى في "مسنده" = = (4562) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2195) ، وابن حبان في "صحيحه" (1671) ، والخطيب في "الموضح" (1/269) . (5) في "الموضح": «أن» بدل: «قال» . الحديث: 217 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 61 والأعمشُ (1) يَرْوِي هَذَا الحديثَ عَنْ ............................. أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .   (1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (1838) ، وأحمد في "مسنده" (2/284 رقم7818) ، والترمذي في "جامعه" (207) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1528) ، والبغوي في "الجعديات" (2118) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2186-2192) . ورواه أحمد (2/382 رقم 8970) ، وأبو داود في "سننه" (518) ، وابن خزيمة (1529) من طريق ابن نمير، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ - ولا أراني إلا قد سمعته -، عن أبي هريرة. ورواه أحمد (2/232 رقم 7169) ، وأبو داود (517) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عن رجل، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به. ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (91) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2193) من طريق شجاع ابن الوليد، عن الأعمش قال: حُدِّثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به. وأخرج ابن أبي حاتم في مقدمة "الجرح والتعديل" (1/82) بسند صحيح عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان؛ قال: قال سفيان - يعني الثوري -: حديث الأعمش، عن أبي صالح - «الإمام ضامن» لا أراه سمعه من أبي صالح. اهـ. وذكر عباس الدوري في "تاريخه" (2430) عن ابن معين أنه قال: قال سفيان الثوري: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من أبي صالح: «الإمام ضامن» . اهـ. وذكر أبوداود في "مسائل الإمام أحمد" (1871) أنه سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث؟ فقال: «حدَّث به سهيل، عن الأعمش، ورواه ابْنُ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ رجل، ما أرى لهذا الحديث أصل. ثنا الحسن بن علي؛ قال: ثنا ابن نمير، عن الأعمش؛ قال: نُبِّئت عن أبي صالح، ولا أُراني إلا قد سمعته منه، عن أبي هريرة ... » ، وذكر الحديث. وقال الترمذي في "العلل الكبير": «سمعت محمد بن إسماعيل يقول: حديث أبي صالح عن عائشة أصح من حديث أبي هريرة في هذا الباب» ، ثم قال الترمذي: «وذُكر عن علي بن المديني قال: لا يصح حديث عائشة، ولا حديث أبي هريرة، وكأنه رأى أصح شيء في هذا الباب: عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً» . وقال الدارقطني في "العلل" (5/94/ب) : «يرويه محمد بن أبي صالح السمان، عن أبيه، عن عائشة، وخالفه الأعمش وسهيل بن أبي صالح على اختلاف عليهما إلا أنهما أسنداه عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، وهو الصواب، وكذلك قال موسى بن داود، عَنْ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . اهـ. وسئل الدارقطني في "العلل" (1968) عن هذا الحديث؟ فأطال في ذكر الاختلاف فيه، ومن ذلك قوله: «وقال أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ: عن الأعمش؛ قال: حُدِّثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، فأفسد الحديث، وقال ابْنُ فضيل: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ رجل، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، وقال ابن نمير: عن الأعمش؛ حُدِّثت عن أبي صالح، ولا أُراني إلا قد سمعته، وقال إبراهيم بن حميد الرؤاسي: عَنِ الأَعْمَش، عَنْ رجل، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال الأعمش: وقد سمعته من أبي صالح. وقال هشيم: عن الأعمش، ثنا أبو صالح، عن أبي هريرة ... ورواه نَافِعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي صالح السَّمان، عن أبيه، عن عائشة، وقد اضطرب الحديث عن أبي صالح، وزعم علي بن المديني أن حديث يونس، عن الحسن - مرسلاً - عن النبي (ص) بذلك: أحبُّها إليه، وأحسنها إسنادًا» . اهـ. وسأل البرقاني (466) الدارقطني عن حديث نَافِعِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة: «الإمام ضامن» ؟ قال: محمد هذا مجهول، وقيل: هو أخو سهيل، يُترك هذا الحديث. اهـ. واختلفت أقوال الأئمة في أي الطريقين أصح: فذهب أبو حاتم هنا، وأبو زرعة فيما نقل عنه الترمذي، والعقيلي فيما نقل عنه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/371) ، وابن خزيمة في "صحيحه"، والدارقطني في "العلل" - إلى أن رواية أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أصح. وذهب البخاري - فيما نقل عنه الترمذي - إلى أن رواية أبي صالح، عن عائشة أصح. ونقل أبو داود في "مسائله عن الإمام أحمد" (1871) عن الإمام أحمد = = قوله في رواية الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة: «ما أرى لهذا الحديث أصل» . وذهب ابن المديني - فيما نقل عنه الترمذي - إلى أنه لا تصح رواية عائشة ولا أبي هريرة. قال الترمذي: «وكأنه رأى أصح شيء في هذا الباب: عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً» . وذهب ابن حبان في "صحيحه" (1671) إلى أن كلتا الروايتين صحيح، وأن أبا صالح سمعه من عائشة وأبي هريرة، فحدث به مرة هكذا، ومرة هكذا. وانظر "الكامل" لابن عدي (6/235/ترجمة محمد بن أبي صالح) ، وتعليق الشيخ عبد الرحمن المعلمي على "الموضح" للخطيب (1/270-271) فإنه مهم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 62 [قلتُ] (1) : فأيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: حديثُ الأعمشِ (2) . ونافعُ بنُ سُلَيمان لَيْسَ بِقَويٍّ (3) . قلتُ: فمحمدُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ هُوَ أَخُو سُهَيل وعَبَّاد؟ قَالَ: كَذَا يَرْوونه (4) . 218 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ سنان الرُّهَاوي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْري، عَنْ عَبَّاد بْنِ أوس، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: تَفْضُلُ صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي الجَمِيعِ ... ؟ قَالَ أَبِي: يرويه (6) معاويةُ بنُ سَلاَّم (7) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كَثِير،   (1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من "الموضح". (2) في "الموضح": «قال: حديث الأعمش الصحيح» . (3) انتهت هنا رواية الخطيب لهذا النص، وعنده: «ليس بالقوي» . (4) في (ش) : «يرويه» دون نقط. (5) ستأتي هذه المسألة برقم (440) . (6) في (ف) : «يرونه» . (7) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2841) . ورواه ابن طهمان في "مشيخته" (129) من طريق حسين المعلم، والبزار في "مسنده" (152/ب/مسند أبي هريرة) من طريق الأوزاعي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (35/77) و (36/199) من طريق شيبان، ثلاثتهم عن يحيى، به. الحديث: 218 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 64 عن محمد بن عبد الرحمن ابن ثَوْبَان، عَنْ عَبَّاد بْنِ أوس (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبَهُ (3) . 219 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان (5) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبة بْنِ وَسَّاج، عن أبي   (1) قال البزار في "مسنده": «ويقال: عمار بن أوس» ورواه من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن، عن عمار بْنِ أوس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، ثم قال: «ولا نعلم روى عباد بن أوس ولا عمار إلا هذا الحديث» . (2) من قوله: «تفضل صلاة الرجل ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) قال الدارقطني في "العلل" (1623) : «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنه: فرواه يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْن شهاب الزهري، عن عباد ابن أوس، عن أبي هريرة، وخالفه شيبان؛ رواه عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن الزُّهْرِيّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أوس، عن أبي هريرة، وهو الصواب» . (4) ستأتي هذه المسألة برقم (335) ، ونقلها مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1316) ، ونقلها بتصرف الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (7/131) . (5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/432) تعليقًا، وابن خزيمة في "صحيحه" (1470) ، والشاشي في "مسنده" (704) . ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/286) من طريق النضر بن شميل، والبزار في "مسنده" (2057) ، وابن خزيمة (1470) ، والطبراني في "الكبير" (10/104 رقم 10100) من طريق محمد بن جعفر غندر، وتمَّام في "فوائده" (290/الروض البسام) من طريق فهد بن حيان، ثلاثتهم عن شعبة، به. ورواه أحمد (1/437 رقم 4158) من طريق محمد بن جعفر غندر وحجاج، عن شعبة، عن عقبة بن وَسَّاج، به، كذا بإسقاط «قتادة» . قال البزار: «هكذا رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ وَسَّاج، عَنْ أَبِي الأحوص، ورواه ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله أن نبي الله (ص) قال ... » . الحديث: 219 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 65 الأَحْوَص (1) ، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: فَضْلُ صَلاَةِ الرَّجُلِ فِي الجَمَاعَةِ ... ؟ قَالَ: يَرْوِيهِ سعيدُ بنُ بَشِير وَغَيْرُهُ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّق (3) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص، عَنْ عبد الله، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: شُعْبَةُ أحفَظُ (4) . 220 - وسمعتُ (5) أَبِي قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان بْنُ حَرْب، يَذكُرُ عَنْ وَهْب بْنِ جَرِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ شُعْبَة: «يحدِّثُ أَبُو إِسْحَاقَ (6) عَنْ أَبِي بَصِير (7) ، وعن ابنه عبد الله بْنِ أَبِي بَصِير (8) » ، وزعَمَ (9) أنَّ ابنه سَمِعَ   (1) هو: عوف بن مالك. (2) في المسألة (335) أن همام بن يحيى يرويه مع سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ. ورواية همام أخرجها أحمد في "مسنده" (1/437 و452 رقم 4159 و4323) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/432) تعليقًا، والبزار في "مسنده" (2059) ، والشاشي في "مسنده" (705) ، والطبراني في "الكبير" (10/104 رقم 10099) ، و"الأوسط" (2597) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/237) ، وتمَّام في "فوائده" (289/الروض البسام) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة، عن مورِّق، إلا همام» . وانظر "العلل" للإمام أحمد (2/427- 428) . (3) هو: ابن مُشَمْرج العِجْلي. (4) قال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/166) : «وفي إسناده اختلاف، والأرجح أنه صحيح، كذلك هو عند شعبة وابن معين وعلي بن المديني وأبي حاتم الرازي» . وانظر "العلل" للإمام أحمد (2/427-428) ، و"العلل" للدارقطني (9/43) . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (277) ، وفيها زيادة تفصيل. (6) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (7) هو: العبدي، الكوفي، الأعمى، يقال: اسمه: حفص. (8) في (ش) : «عبد الله، عن ابن أبي بصير» . (9) أي: شعبة. انظر آخر المسألة رقم (277) . الحديث: 220 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 66 هَذَا الحديثَ مِنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ مَعَ أَبِيهِ، كَلامٌ (1) هَذَا مَعْنَاهُ؛ يَعْنِي: حديثَ أُبَيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) : صَلاَتُكَ مَعَ رَجُلَيْنِ أَزْكَى (2) مِنْ صَلاَتِكَ وَحْدَكَ (3) . 221 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ، والمراد: «وذكَرَ كلامً هذا معناه» ، وقوله: «كلام» : مفعولٌ به للفعل المحذوف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة (34) . (2) في (ف) تشبه أن تكون: «أولى» . (3) المذكور هنا قطعة من حديث طويل أخرجه النسائي (843) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق؛ أنه أخبرهم عن عبد الله بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ - قال شعبة: وقال أبو إسحاق: وقد سمعته منه ومن أبيه - قال: سمعت أبي بن كعب يقول صلَّى رسول الله (ص) يومًا صلاة الصبح، فقال: «أشَهِد فلان الصلاة؟» قالوا: لا، قال: «ففلان؟» قالوا: لا، قال: «إن هاتين الصلاتين من أثقل الصلاة على المنافقين، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا، والصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه، وصلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كانوا أكثر فهو أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» . وأصل الحديث في البخاري (657) ، ومسلم (651) من رواية أبي هريرة. وستأتي قطعة أخرى منه في المسألة رقم (277) ، بتفصيل أكثر في بيان علَّته..وانظر"العلل" للإمام أحمد (2/367 رقم2632) ، و"التاريخ الكبير" للبخاري (5/50-51 رقم109) ، و"المستدرك" للحاكم (1/247) فما بعدها. (4) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/32/مخطوط) ، وانظر المسألة التالية. (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (857) من طريق موسى بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" (5/38 رقم 4526) من طريق حجاج بن منهال، كلاهما عن حماد، به. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1977) من طريق هُدْبَة بن خالد، عن حماد، عن إسحاق بن عبد الله، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْن خلاد، أراه عن أبيه، عن عمه، به. ورواه الحاكم في "المستدرك" (1/242) من طريق عفان بن مسلم، عن حماد، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَحْيَى بْن خلاد، عَنْ أَبِيهِ، به لم يذكر «عمه» . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/320) : «وعن حماد، عن إسحاق، لم يقمه» . وقال أبو زرعة - كما في المسألة التالية -: «وهِمَ حماد» . وانظر "المستدرك" للحاكم (1/242-243) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (7/86) . الحديث: 221 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 67 إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ عليِّ بْنِ يَحْيَى بْن خَلاَّد، عَن عمِّه (1) - لم يذكُرْ أَبَاهُ -: أنَّ رجلا دخَلَ المسجِدَ، فصَلَّى والنبيُّ (ص) قاعِدٌ ... فذكَرَ الحديثَ (2) . وَرَوَاهُ هَمَّام (3) ، عَنْ إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ عليِّ بْنِ يَحْيَى بْن خَلاَّد، عَن أَبِيهِ، عَن عمِّه رِفاعَةَ بنِ رافع، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ شَرِيكُ بنُ عبد الله بْنِ أَبِي نَمِر (4) ، وداودُ بنُ   (1) في (ك) : «عمر» . وهو رفاعة بن رافع؛ وهو عمُّ أبيه، لا عمُّه؛ كما سيأتي. (2) أي: حديث المُسيء صلاتَه. (3) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها الطوسي في "الأربعين" (10) ، وأبو داود في "سننه" (858) ، وابن ماجه في "سننه" (460) ، والنسائي في "سننه" (1136) ، والبزار في "مسنده" (3727) ، وابن الجارود في "المنتقى" (194) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/35) ، والدارقطني في "السنن" (1/95) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/102 و345) ، وابن حزم في "المحلى" (3/256) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن رسول الله (ص) إلا رفاعة بن رافع وأبو هريرة، وحديث رفاعة أتم من حديث أبي هريرة، وإسناده حسن» . (4) تقرأ في (ت) : «نمرود» بسبب أن الناسخ انتهى به السطر ولم يتمكن من كتب: «وداود» كاملة، فكتبها كاملة من أول السطر، وبقيت الواو مع الدال في السطر قبله. ولم نقف على رواية شريك من هذا الوجه، والحديث رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/232) ، و"شرح المشكل" (2243) من طريق شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ علي بن يحيى، عَن عمه رفاعة بْن رافع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 68 قَيْسٍ (1) ، وابنُ عَجْلان (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ يَحْيَى بْن خَلاَّد، فَقَالُوا: عَنْ أَبِيهِ، [عَن] (3) رِفاعَة. وحمَّادٌ ومحمَّدُ بْن عَمْرو (4) لا يقولان: عَنْ أَبِيهِ، والصَّحيحُ: عَنْ أَبِيهِ، عَن عمِّه رِفاعَة. 222 - قَالَ (5) : وسُئِلَ (6) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ حمَّادِ بنِ سَلَمة، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله ابن أَبِي طَلْحَة، عَنْ عليِّ بْنِ يَحْيَى بْن خَلاَّد، عَن عمِّه، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ: وَهِمَ حمَّاد، والحديثُ حديثُ همَّام (7) ، عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ (8) عليِّ بن يحيى ابن خَلاَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمِّه، عن النبيِّ (ص) .   (1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (3739) ، والنسائي في "سننه" (1314) ، والحاكم في "المستدرك" (1/242) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/374) . (2) هو: محمد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/340 رقم 18997) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1976) ، والنسائي في "سننه" (1313 و1053) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2245) ، وابن حبان في "صحيحه" (1787) ، والطبراني (5/36-37 رقم 4521 -4524) . (3) ما بين المعقوفين أُلحق في هامش (أ) فقط، وسقط من بقيَّة النسخ؛ فجاءت العبارة فيها هكذا: «عن أبيه رفاعة» ، وهو خطأ ظاهر؛ ولذا ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «عن أبيه» . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/340 رقم 18995) ، وأبو داود في "سننه" (855/عوامة) . وانظر "تحفة الأشراف" (3/169 رقم 3604) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/374) . (5) قوله: «قال» من (ت) و (ك) فقط. (6) انظر المسألة السابقة. (7) وهو الذي رجَّحه أبو حاتم أيضًا في المسألة السابقة. (8) في (ش) : «بن» بدل: «عن» . الحديث: 222 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 69 قَالَ (1) أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ (2) مُحَمَّد (3) ابن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَة فَقَالَ: عَنْ عليِّ بن يحيى ابن خَلاَّد، عَن عمِّه؛ أسقطَ أَبَاهُ من الإسنادِ كما رَوَاهُ حمَّاد. 223 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زهيرُ بنُ عبَّاد (4) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرة، عَنِ ابْنِ عَجْلان (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِِّّ (ص) : إنَّ الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَخْفِضُهُ قَبْلَ الإِمَامِ، كَأَنَّمَا نَاصِيَتُهُ بِيَدِ شَيْطَان ٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ كُنَّا نظُنُّ أَنَّهُ غريبٌ، ثُمَّ تبيَّن لَنَا عِلَّتُهُ. قلتُ: وَمَا عِلَّتُه؟   (1) في (ف) : «وقال» . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وروى» . (3) قوله: «محمد» ليس في (أ) و (ش) . (4) روايته أخرجها تمَّام في "فوائده" (964/الروض البسام) . ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/276) . ورواه الطبراني في "الأوسط" (7692) من طريق أبي سعد الأشهلي، عن ابن عجلان، عن مليح بن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِِّّ (ص) ، به. = ... ورواه البزار في "مسنده" (475) من طريق عبد العزيز ابن مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به، مرفوعًا. قال البزار: «لا نعلم روى مليح عن أبي هريرة إلا هذا» . وقال الطبراني بعد أن ذكر حديثًا آخر: «لم يرو هذين الحديثين عن محمد بن عجلان إلا أبو سعد محمد بن سعد الأشهلي» . (5) هو: محمد. الحديث: 223 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 70 قال: حدَّثَنَا العباسُ بنُ يزيد العَبْدي وإِيَّاكَ (1) ، عَنِ ابْنِ (2) عُيَينة (3) ، عَنِ ابْنِ (4) عَجْلان؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عمرو، عن مَلِيح بن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (*) . قَالَ ابْنُ عُيَينة: فقَدِم عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، فأتيتُهُ (5) فسألتُهُ، فحدَّثني عن مَلِيح بن عبد الله، عن أبي هريرة، موقوفً (*) (6) .   (1) كذا في (أ) و (ش) و (ك) ، وفي (ف) : «وأباك» ، وفي (ت) : «ولياك» ، والمعنى: حدَّثنا العباس بن يزيد العبدي، وحدثك كذلك؛ ويدل عليه: قول عبد الرحمن ابن أبي حاتم في ترجمة العباس هذا من "الجرح والتعديل" (6/217) : «كتبت عنه مع أبي» ، والله تعالى أعلم. (2) في (ك) : «أبيه» بدل: «بن» . (3) هو: سفيان. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (3753) ، والحميدي في "مسنده" (1019) . قال الحميدي: «وقد كان سفيان ربما رفعه وربما لم يرفعه» . ورواه مالك في "الموطأ" (1/92) عن محمد بن عمرو بمثله موقوفًا. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7145) من طريق عبدة بن سليمان، عن محمدبن عمرو بمثله موقوفًا. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (13/59) : «هكذا رواه مالك موقوفًا لم يختلف عليه فيه، وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) مرفوعًا، ولا يصح إلا موقوفًا بهذا الإسناد» . قال ابن حجر في "فتح الباري" (2/183) : «وأخرجه عبد الرزاق من هذا الوجه موقوفًا وهو المحفوظ» . (4) قوله: «بن» سقط من (ك) . (*) ... كذا في النسخ، وهو منصوبٌ على الحال، والجادَّةُ أنْ يكون بألف تنوين النصب، لكنَّها حُذِفَتِ على لغة ربيعة. وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) في (ك) : «محمد بن عمرو وفأتيته» . (6) من قوله: «قال ابن عيينة ... » إلى هنا، سقط من (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 71 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ مَلِيح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (1) . قَالَ أَبِي: فَلَوْ كانَ عِنْدَ ابْنِ عَجْلان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ لَمْ يُحدِّث عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَلِيح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (2) . 224 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ الأشعَرِيُّ (4) ، عَنْ جَعْفَرٍ (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن   (1) من قوله: «وقال أبو زرعة ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال البصر. وقوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) ذكر الدارقطني في "العلل" (8/16) الاختلاف في هذا الحديث فقال: «والصواب عن مالك: ما رواه القَعْنَبي وأصحاب "الموطأ" عن مَالِكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو، عن مليح بن عبد الله، عن أبي هريرة، موقوفًا. وكذلك رواه ابن عيينة وإسماعيل بن جعفر وعيسى بن يونس ومحمد بن عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن مليح بن عبد الله، عن أبي هريرة. قال ذلك بكر بن صدقة، عن ابن عجلان. وقال حفص بن ميسرة أبو عمر: عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة، وهو وهم، والصَّواب قول بكر بن صدقة: عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَلِيحِ بْنِ عبد الله، عن أبي هريرة» . (3) وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «تطويل الركعتين بعد المغرب» . (4) هو: يعقوب بن عبد الله. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1301) ، والمروزي في "قيام الليل" (ص36/مختصره) ، والنسائي في "الكبرى" (379) . = ... ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/189) ، والضياء في "المختارة" (10/101) . ورواه المروزي في "قيام الليل" (ص36/مختصر) من طريق أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، به. (5) هو: ابن أبي المغيرة. الحديث: 224 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 72 النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا صلَّى المَغْرِبَ، صلَّى ركعتَيْنِ يُطِيلُهما حتَّى يَصَّدَّعَ (1) أهلُ المَسْجِد؟ قَالَ أَبِي: حُكِيَ عَنْ يعقوبَ الأشعَرِيِّ أَنَّهُ قَالَ (2) : هذه الأحاديثُ التي أحدِّثُكُمْ بِهِ (3) عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ (4) ، كلُّها عن ابن   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «تصدع» بالتاء الفوقية، ولم تنقط في (أ) و (ش) ؛ فهي فيهما محتملة للفوقية والتحتية والمثبت أوفق للسياق ولما وقع في مصادر التخريج ففيها: «يتصدع» . وأصل «يَصَّدَّع» «يَتَصَدَّع» وأدغمت التاء في الصاد. والمعنى: حتى يتفرَّق أهل المسجد. (2) قال أبو داود في "سننه" (1302) : «سمعت محمد بن حميد يقول: سمعت يعقوب يقول: كلُّ شيء حدثتكم عن جَعْفَرُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ، عَنْ سعيد بن جبير، عن النبي (ص) ، فهو مسند؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » . وشيخ أبي داود محمد بن حميد الرازي مُتَّهم، فلا يعتمد على نقله. (3) كذا في جميع النسخ «به» ، والضمير عائد إلى «الأحاديث» ، وكانت الجادَّة أن يقال: «بها» بضمير المؤنَّث، كما في قوله بَعْدُ: «كلُّها» ، بيد أنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية على ضبطَيْنِ، وهما: «بِهِ» ، و «بَهْ» : فالضبط الأول «بِهِ» يرجع الضمير فيه إلى «الحديث» واحدِ «الأحاديث» ، وهو مفردٌ مذكَّر؛ فَحُمِلَ الجمعُ على المفرد، والتقدير: هذه الأحاديثُ التي أحدِّثكم بالحديث منها. وانظر: "شرح النووي على مسلم" (3/62) ، و"عقود الزبرجد" للسيوطي (1/121) . وانظر الكلام على الحمل على المعنى بإفراد الجمع في المسألة رقم (1135) . وأما الضبط الثاني «بَهْ» : فالضمير فيه للمؤنَّث، وهو راجع إلى «الأحاديث» ، وأصله: «بِهَا» ، فحذف ألف ضمير المؤنَّث «هَا» ونقل فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها، على لغة طيِّئ ولخم، انظر الكلام على هذه اللغة وشواهدها في التعليق على المسألة رقم (235) . (4) يعني: عن النبي (ص) مرسلاً؛ كما تقدَّم، وسيأتي في التعليق آخر المسألة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 73 عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ فإنْ (1) كَانَ هَذَا الَّذِي حُكِيَ حَقًّ (*) ، فَهُوَ صَحيحٌ، وَإِنْ لَمْ يكنْ حَقًّ (*) ، فَهُوَ عَنْ سعيدٍ قولَهُ (2) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا عِندي: عَنْ سَعِيدٍ قولَهُ؛ لأَنَّهُ مُحالٌ أنْ يَكُونَ (3) هَذِهِ الأحاديثُ كلُّها عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ،   (1) في (ش) : «قال» بدل: «فإن» . (*) ... كذا في جميع النسخ: «حق» ، وهو خبر لـ «كان» ؛ فكان الأجود أن يكتب بألف تنوين النصب، وحذفها هنا جارٍ على لغة ربيعة. انظر التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (34) . (2) الحديث رواه أبو داود في "سننه" (1302) من طريق أحمد بن يونس وسليمان بن داود العتكي، كلاهما عن يعقوب، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن النبيِّ (ص) مرسلاً. ورواه المروزي في "قيام الليل" (ص36/مختصره) من طريق أشعث بن إسحاق القمي، عن جعفر، عن سعيد، به، مرسلاً. قال المروزي: «وهذا منقطع، والأحاديث الأخر أنه كان يصلي الركعتين بعد المغرب في بيته أثبت من هذا، ولعله أن يكون قد فعل هذا مرَّة» . (3) كذا في (ت) و (ك) : «يكون» بالتحتية، ولم تنقطْ في (أ) و (ش) و (ف) ؛ فتحتمل أنْ تكون تاءً أو ياءً، لكنها بالتاء الفوقية أرجح عربيةً؛ لأنَّ الفعل مسندٌ إلى جمع تكسير؛ وقد ذكَرَ النحويُّون أنَّ الفعل يجوز تأنيثُهُ وتذكيره، ويكون التأنيثُ أولى وأرجح؛ إذا أُسْنِدَ إلى جمعٍ غيرِ جمعِ المذكَّر السالم؛ وهي ثلاثة جموع؛ الأول: جمعُ التكسير لمذكَّر؛ كـ «الأحاديث» في هذه المسألة، و «الرجال» . والثاني: جمعُ التكسير لمؤنَّث، كـ «الهنود» جمعًا لـ «هند» . والثالث: جمعُ السلامة لمؤنَّث؛ كـ «الهندات» ؛ فتقول: صحَّتِ الأحاديثُ، وصحَّ الأحاديثُ، وقامت الرجالُ، وقام الرجالُ، وهكذا الباقي، وهذا أيضًا هو حكم الفعل عند إسناده إلى الاسم الظاهر المفرد مجازيِّ التأنيث كاللَّبِنَةِ، يقال: كُسِرَتِ اللَّبِنَةُ، وكُسِرَ اللَّبِنَةُ؛ وسواءٌ في ذلك كلِّه اتصَلَ الفعلُ بالاسم المسند إليه أو انفصَلَ عنه بغير «إلا» . انظر: "شرح شذور الذهب" لابن هشام (ص200- 203) ، و"أوضح المسالك" (2/104- 106) ، و"شرح التصريح" للشيخ خالد الأزهري (1/409- 410) ، و"شرح ابن عقيل" (1/436- 438) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 74 قَرِيبٌ (1) مِنْ أربعينَ حَديثًا أَوْ أكثَرَ. 225 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا كَانَ ثَلاَثَةٌ فِي سَفَرٍ، فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ (3) ؟ فَقَالا: رُوِيَ عَنْ حاتِمٍ هَذَا الحديثُ بإسنادَين: فَقَالَ (4) بعضُهم (5) : عَنْ حاتِم، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.   (1) قوله: «قريب» سقط من (ك) ، ولك في ضبط هذه الكلمة في هذا السياق وجهان: = ... الأول: وجه النَّصْب «قريبً» ، ونصبها إما على أنها خبر «يكون» ، أو حالٌ من قوله: «هذه الأحاديث» ، وكان حقُّها في لغة الجمهور أن تكون بألف تنوين النصب هكذا «قريبًا» ، لكنَّ هذه الألف حذفت موافقةً للغة ربيعة، وقد علَّقنا عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: وجه الرفع «قريبٌ» ، خبرًا لمبتدإ محذوف، والتقدير: فهي قريبٌ مِنْ أَرْبَعِينَ حَديثًا أَوْ أكثر، والله أعلم. (2) نقل ابن حجر في "النكت الظراف" (3/496) بعض هذا النص بتصرف، وتصحف فيه: «المهاصر» إلى «المهاجر» . (3) كذا في جميع النسخ، وهو موافق لما في موضعي مسند أبي يعلى الآتيين في مصادر التخريج، ووقع في بقيَّة مصادر التخريج الآتية: «فليؤمِّروا أحَدَهُمْ» . (4) المثبت من (أ) ، وهو الأوفق للسياق، وفي بقيَّة النسخ: «وقال» . (5) الحديث رواه أبو داود في "سننه" (2608) من طريق علي بن بحر، وأبو يعلى في "مسنده" (1359) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الحسن، وأبو يعلى أيضًا (1054) ، والطبراني في "الأوسط" (8093 و8094) من طريق محمد بن عباد المكي، والطحاوي في"شرح المشكل" (4620) من طريق عبد الرحمن بن يونس، أربعتهم عن حاتم بن إسماعيل، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/257) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/7) . الحديث: 225 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 75 وَقَالَ بعضُهم (1) : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. والصَّحيحُ عِنْدَنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ-: عَنْ أبي سَلَمة (2) : أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) . قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب، عَنِ ابْنِ عَجْلان (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (5) : أنَّ (6) النبيَّ (ص) ... وَهَذَا الصَّحيحُ. ومِمَّا يُقَوِّي قولَنَا: أنَّ معاويةَ بنَ صَالِحٍ، وثَوْرَ بنَ يزيد (7) ، وفَرَجَ ابنَ فَضَالة؛ حدَّثوا عَنِ المُهَاصِر بْن حَبِيب، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص)   (1) الحديث رواه أبو داود (2609) من طريق علي بن بحر، عن حاتم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي (5/257) . (2) في (ت) : «عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سعيد» ، وهو خطأ ظاهر. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة: مرسلاً. انظر تعليقنا على هذه اللغة في المسألة رقم (34) . (4) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (9/327) من طريق يحيى بن سعيد القطان، عنه، به. قال الدارقطني: «وهو الصواب» . (5) من قوله: «وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ... » إلى هنا، سقط من (ك) . (6) في (ف) : «عن» بدل: «أن» . (7) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (3812 و9256) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3457) . وقد جاء عن ثور مسندًا؛ رواه البزار في "مسند أبي هريرة" (ل182/أ) ، فقال: حدثنا محمد بن حميد القطان الجنديسابوري، نا عبد الله بن رشيد، نا محمد بن الزِّبْرِقان، نا ثور بن يزيد، عن مهاصر بْن حبيب، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة به مرفوعًا، ثم قال: «وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا من رواية أبي هريرة بهذا الإسناد، وقد روى أبو هريرة وغيره بعض هذا الكلام، فأما بهذا اللفظ فلا، ولا روى مهاصر بْن حبيب عَنْ أَبِي سَلَمَةَ غير هذا الحديث» . وسيأتي في كلام الدارقطني أن ثورًا رواه مسندًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 76 هَذَا الكلامَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وروى أصحابُ ابنِ عَجْلان هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي سَلَمة مُرسَلاً. قلتُ: مَنْ؟ قَالَ: اللَّيْثُ أو غيره (1) . 226- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْن داود (3) ،   (1) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1795) فقال: «اختُلِف فيه على أبي سلمة: فرواه المهاصر بْن حبيب، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) ، قاله = = ثور بن يزيد عنه. ورواه ابن عجلان، عن نافع، واختُلِف عنه: فرواه حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ، وقيل: عنه، عن أبي هريرة وحده. وخالفه يحيى القطان، فرواه عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ نَافِعٍ، عن أبي سلمة مرسلاً، وهو الصواب» . اهـ. (2) نقل هذا النص بتصرف ابن حجر في"النكت الظراف" (12/479) . وستأتي هذه المسألة برقم (333) و (455) ، وانظر المسألة رقم (545) . (3) هو: الضبي. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/462) ، والإمام أحمد في "مسنده" (6/338 رقم 26871) ، والنسائي في "سننه" (985) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/211-212) ، والطبراني في "الكبير" (25/21 رقم 25) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/66 و67) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/23) . ووقع عند الطبراني: «محمد بن داود» بدل: «موسى بن داود» . الحديث: 226 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 77 عَنِ الماجِشُون (1) ، عَن حُمَيد (2) ، عَنْ أَنَسٍ، عَن أمِّ الفضل: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى فِي ثوبٍ واحدٍ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ عَلَى مَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ (3) ، ومُعْتَمِر (4) ، عَن حُمَيد، عَنْ أنس، عن النبيِِّّ (ص) : أنّه صلَّى فِي ثَوبٍ واحدٍ، فقَطْ (5) ، دخلَ لِموسى حديثٌ فِي حَدِيث؛ يَحْتَمِلُ أنْ يكونَ عنده حديثُ   (1) هو: عبد العزيز بن عبد الله. (2) هو: ابن أبي حميد الطويل. (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/216 رقم13260) . (4) هو: ابن سليمان. وروايته أخرجها أبو يعلى (3751) ، والضياء في "المختارة" (1970) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (2245) ، والإمام أحمد "في مسنده" (3/239 رقم 13510 و257 رقم 13702 و262 رقم 13762 و281 رقم 13988) ، والترمذي في "الشمائل" (135) ، وابن حبان (2335) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (297) من طريق حماد بن سلمة، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/462) ، وابن المنذر كما في "النكت الظراف" (397) ، والآجري في "الشريعة" (1305) من طريق أنس بن عياض، وابن سعد (1/462) من طريق مندل، وأحمد في "مسنده" (3/159 رقم 12617) ، والنسائي في "سننه" (785) ، وأبو يعلى (3734 و3884) ، والآجري في "الشريعة" (1304) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأحمد (3/233 رقم 13444) من طريق عبد الوهاب الثقفي، و (3/243 رقم 13556) من طريق علي بن عاصم، والبيهقي في "الدلائل" (7/192) من طريق هشيم بن بشير ومحمد ابن جعفر بن أبي كثير، جميعهم عن حميد، به. (5) يعني: عن أنس فقط، ليس فيه ذكر لأم الفضل؛ كما يوضِّحه بقيَّة المسألة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 78 عَبْد الْعَزِيزِ (1) ؛ قَالَ: ذُكِرَ لي عَن أمِّ الفضل: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ فِي المَغْرِبِ بالمُرْسَلات. وَكَانَ بجَنْبِهِ: عَن حُمَيد، عَن أَنَس، فدخلَ لَهُ حديثٌ فِي حَدِيث؛ والصَّحيحُ: حُمَيد، عَن أَنَس. فقلتُ: يَحْيَى بنُ أيُّوب يَقُولُ فِيهِ: ثابت (2) . قَالَ: يَحْيَى لَيْسَ بِذاكَ الحافظِ، والثَّوْريُّ أحفَظُ (3) . وَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب (4) ، عَن حُمَيد، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس. قَالَ أَبِي: ومِمَّا يُبَيِّن (5) خَطَأَ هَذَا الحديثِ: ما (6) حدَّثنا به كاتِبُ اللَّيْثِ (7) ، عن عبد العزيز الماجِشُونِ (8) ، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى فِي ثَوْبٍ واحدٍ. قَالَ عبد العزيز: وذُكِرَ لي عَن أمِّ الفضل: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ (9) فِي المَغْرِبِ بالمُرْسَلات، وَكَانَ (10) هذا   (1) يعني: الماجِشُون. (2) هو: ابن أسلم البُناني. (3) ولكن في المسألة الآتية برقم (333) رجَّح أبو حاتم رواية يحيى بن أيوب. (4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/406) ، والبيهقي في "الدلائل" (7/192) ، والضياء في "المختارة" (1708 و1709) . ورواه الترمذي في "جامعه" (363) من طريق محمد ابن طلحة، عن حميد، بمثله. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح. قال: وهكذا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس، وقد رواه غير واحد عن حميد، عن أنس، ولم يذكروا فيه "عن ثابت"، ومن ذكر فيه: "عن ثابت"؛ فهو أصح» . (5) في (ك) : «يسن» . (6) في (ت) و (ك) : «مما» . (7) هو: عبد الله بن صالح. (8) في (ف) : «الماجشوني» . (9) في (أ) و (ش) : «صلى» بدل: «قرأ» . (10) في (ك) : «وقال» بدل: «وكان» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 79 آخِرَ صلاةِ النبيِّ (ص) حتَّى قُبِضَ، فجعلَ مُوسَى (1) الحديثَ كلَّه عَن أمِّ الفضل. 227 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْح، عَنِ ابْنِ عَجْلان (3) ، عَنْ رَجَاءِ بْن حَيْوَة، عَنْ وَرَّاد (4) ، عَنِ المغيرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا سلَّم قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ (5) ... . وَرَوَاهُ مُبَشِّر بْنُ مُكَسِّر (6) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ مَكحُول (7) ، عَنْ وَرَّاد، عَنِ الْمُغِيرَةِ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَة أشبَهُ (8) عِندي.   (1) يعني: ابن داود المذكور في أول المسألة. (2) ستأتي هذه المسألة برقم (317) . (3) هو: محمد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1559) ، والطبراني في "الكبير" (20/395 رقم937) ، وفي "مسند الشاميين" (2120) ، وفي "الدعاء" (700) من طريق سليمان بن بلال، والطبراني في "الكبير" (20/396 رقم938) ، وفي "مسند الشاميين" (2119) ، وفي "الدعاء" (701) من طريق القاسم بن معن، وأبو نعيم في "الحلية" (5/176) من طريق عمر بن علي، ثلاثتهم عن ابن عجلان، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (844) ، ومسلم في "صحيحه" (593) من طرق عن وراد، به. وانظر "العلل" للدارقطني (1247) . (4) قوله: «عن وَرَّاد» سقط من (ف) . ووَرَّاد هذا هو: أبو سعيد كاتب المغيرة بن شعبة. (5) قوله: «له الملك» من (أ) و (ش) فقط. (6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/394 رقم933) ، وفي "مسند الشاميين" (3592) ، وفي "الدعاء" (702) . (7) هو: أبو عبد الله الشامي. (8) في (ت) و (ك) : «أشد» . الحديث: 227 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 80 228 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيد ابْنُ أَبِي عَروبة (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن خِلاَسٍ (2) ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِِّّ (ص) : فِيمَنْ أدرَكَ مِنْ صَلاة الصُّبْحِ (4) ركعةً قبل أن تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فطَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَلْيُصَلِّي (5) إليها أُخرى.   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/236 رقم 7216) ، وابن خزيمة في "صحيحه" - كما في "إتحاف المهرة" (15/641) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/399) ، و"شرح المشكل" (3976) . ووقع في رواية أحمد في"إتحاف المهرة": «شعبة» بدل: «سعيد» . والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (556 و579) ، ومسلم في "صحيحه" (608) من طريق بسر بن سعيد والأعرج وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. (2) هو: ابن عمرو الهَجَري. (3) هو: نُفَيع الصَّائغ. (4) قوله: «من صلاة الصبح» ليس في (ف) . (5) كذا في جميع النسخ، بإثبات الياء، والفعل معتل الآخر مجزوم بلام الأمر، وكانت الجادة أن يقال: فليصلِّ، لكنَّ ما في النسخ عربي صحيح، ويخرَّج على وجهين: الأوَّلُ: أنَّه جارٍ على لغةِ بعض العرب؛ يُجْرُونَ الفعلَ المعتلَّ الآخر (الناقص) مُجْرَى الفعل الصحيح؛ فيجزمون مضارعه ويَبْنُون أمره بِحَذْفِ الحركة المقدَّرة على حرف العلَّة، كما يَجْزِمُ ويبني جميعُ العرب بحذف الحركة الظاهرة في الفعل الصحيح الآخر، فيقولون في المضارع: لم يَسْعَى، ولم يَرْمِي، ولم يَدْنُو، ويقولون في الأمر: اسْعَى، وارْمِي، وادْنُو؛ وحرفُ العلة على هذا: هو لام الكلمة. والثاني: أنَّه من باب الإشباع؛ فإنَّه بنى المضارع هنا على حذف حرف العلة على لغة الجمهور؛ فصار «فلْيُصلِّ» ، ثم أشبَعَ الكسرةَ فتولَّدتْ ياءُ الإشباع، فصارت: «فلْيُصلِّي» ، فياء العلة على هذا زائدةٌ، وليست لامَ الكَلِمَةِ، ومثل ذلك الأفعالُ المعتلَّةُ بالألف والواو في الجزم والبناء، وإشباع الحركات حتى تتولَّد منها حروف علة، لغةٌ لبعض العرب، ويشهد لهذين الوجهين قولُ أبي عمرو بن العلاء [من البسيط] : = ... هَجَوْتَ زَبَّانَ ثمَّ جِئْتَ مُعْتَذِرًا مِن هَجْوِ زَبَّانَ لم تَهْجُو ولم تَدَعِ وقولُ قيس بن زُهَيْر العَبْسي [من الوافر] : أَلَمْ يَأْتِيكَ والأنبَاءُ تَنْمِي بِمَا لاَقَتْ لَبُونُ بَنِي زِيَادِ وقولُ عبدِ يغوثَ بنِ وَقَّاصٍ الحارثيِّ [من الطويل] : وَتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عَبْشَمِيَّةٌ كَأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أَسِيرًا يَمَانِيَا والجادَّة: لم تَهْجُ، وألم يَأْتِكَ، وكأنْ لم تَرَ. انظر تفصيل ذلك في "أمالي ابن الشجري" (1/128-129) ، و"الإنصاف في مسائل الخلاف" (1/23-30) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/630) ، و"اللباب" للعكبري (2/108) ، و"أوضح المسالك" (1/69-74) ، و"شرح الأشموني" (1/118) . الحديث: 228 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 81 فقلتُ لَهُ: ما حالُ هَذَا الحديثِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا قد روى هَذَا الحديثَ (1) معاذُ بنُ هِشَامٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن عَزْرَة بْن تَميم، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ هَمَّام بْن يَحْيَى (4) ، عَنْ قَتَادَةَ (5) ، عَن النَّضْر بْن أَنَسٍ، عن   (1) كذا في جميع النسخ، ووجهه: أنَّ جملة «قد رَوَى هَذَا الحديثَ معاذٌ» في موضع الخبر عن «هذا» ، وقد أعيد فيها لفظ المبتدأ بعينه، وهو «هذا» ، وأُبْدِلَ منه «الحديث» ؛ ربطًا بالمبتدأ، وتوكيدًا للكلام، وإيضاحًا للمعنى، والجملة الواقعة خبرًا إن لم تكن نَفْسَ المبتدإ في المعنى - كما في العبارة التي معنا - فإنها تحتاج إلى رابط، والروابط هنا: إعادة المبتدإ بلفظه. وانظر الكلام على هذه الروابط في "شرح ابن عقيل" (1/190- 192) ، وبقية شروح الألفية، باب الابتداء. (2) روايته أخرجها النسائي في"الكبرى" (463) ، والدارقطني في"سننه" (1/381-382) . (3) هو: هشام بن أبي عبد الله الدَّستوائي. (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/306 و347 و521 رقم8056 و8570 و10751) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (986) ، وابن حبان في "صحيحه" (1581) ، والدارقطني في "سننه" (1/382) ، والحاكم في "المستدرك" (1/274) . (5) قوله: «عن قتادة» سقط من (ف) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 82 بَشِير بْن نَهِيك، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، مِثلَهُ. قَالَ أَبِي (1) : أَحْسَبُ الثلاثةَ كلُّها صِحاحٌ (2) ، وقتادةُ كَانَ واسعَ الحديث، وأحفَظُهم (3) : سعيدُ بنُ أَبِي عَروبة قبل أن يختَلِطَ، ثُمَّ هشامٌ، ثُمَّ همَّامٌ. 229 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الجَوَّاب (5) ، عن   (1) نقل قول أبي حاتم هذا: ابنُ رجب في "فتح الباري" (3/246) ، وابن حجر في "النكت الظراف" (10/258 و390) . (2) كذا في جميع النسخ: «كلها صحاح» ، وفي ضبطها وجهان: الأول: «كلُّها صحاحٌ» برفعهما على أنهما مبتدأ وخبر، والجملة في موضع نصب على أنها المفعول الثاني لـ «أحسب» . والثاني: «كلَّها صحاحً» بنصبهما، أما نصب «كلَّها» : فعلى التوكيد المعنوي لقوله: «الثلاثةَ» المنصوبِ مفعولاً أول لـ «أحسب» ، وأما نصبُ «صحاحً» : فعلى أنه المفعول الثاني، وكان حقُّه على لغة جمهور العرب: أن يكون مختومًا بألف تنوين النصب «صحاحًا» ؛ لكنَّ حذفها هنا على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) يعني: الرواة عن قتادة. (4) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/538) . (5) هو: أحوص بن جواب. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/264 رقم 13784) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/58) ، والترمذي في "العلل الكبير" (97) ، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص250) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (497) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/203) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1373) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (931) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/227) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/334) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/83) من طريق كادح بن رحمة ومحمد ابن عبد الأعلى، كلاهما عن عمار بن رزيق، به. قال ابن عدي: «وهذا يعرف بأبي الجواب الأحوص ابن جَوَّابٍ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيْقٍ، وقد رواه كادح ومحمد بن عبد الأعلى أيضًا معه» . الحديث: 229 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 83 عمَّار بْنِ رُزَيق، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ ثَابِتٍ (1) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ خلفَ النبيِّ (ص) وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَلَمْ يَجْهَرُوا بـ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (2) ؛ أخطأَ فِيهِ الأعمشُ؛ إِنَّمَا هُوَ: شُعْبَة (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ. وقلتُ (4) لأَبِي: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يونس الضَّبِّي (5) ، عَن بعض أصحابه؛ أنَّ شُعْبَة كَانَ عِنْد الأعمش، فَقَالَ لَهُ الأعمش: يا بَصْرِيُّ! أيُّ شيء عندكُم مما تُغْرِبون بِهِ علينا؟ فَقَالَ شُعْبَة: حدَّثَنَا قتادةُ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّهُ صلَّى خلفَ أَبِي بَكْر وعمر. فَقَالَ: يا بصري! أَحِلْني عَلَى غير قتادة، فقال: حدَّثَنَا ثابتٌ، عَن أَنَس؟ قَالَ أَبِي: ليسَ هذا بشيء، لم يَحْكِ صاحِبُك عَن (6) أحدٍ معروفٍ ثقةٍ يحكي عَنْ شُعْبَةَ هَذَا الكلامَ، والحديثُ عَنْ شُعْبَة معروفٌ عَنْ قتادة، عن أنس.   (1) هو: ابن أسلم البُناني. (2) قال الترمذي: «هذا وهم، والأصح: شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ» . ونقل ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/537) عن ابن خزيمة قوله: «خبر غريب» ، وعن البزار قوله: «لا نعلم روى الأعمش، عن شعبة غير هذا الحديث، ولا نعلمه حدث به عن الاعمش إلا عمار بن زريق» . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (743) ، ومسلم في "صحيحه" (399) . (4) في (ت) و (ك) : «قلت» بلا واو. (5) روايته أخرجها أبو الشيخ في "ذكر الأقران" (28) . (6) قوله: «عن» ليس في (ش) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 84 230 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بن عبد الله بن أبي   (1) انظر المسألة رقم (236) و (547) و (2200) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الثوب الواحد» . (2) روايته أخرجها (4/27 رقم 16341) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (729) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/269) . الحديث: 230 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 85 أُميَّة بْنِ الْمُغَيرَةِ المَخْزومي؛ قَالَ: رأيتُ النبيَّ (ص) يصلِّي فِي ثَوْبٍ واحدٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي الزِّنَاد (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عُرْوَة، عن عبد الله بْنِ أَبِي أُميَّة: أَنَّهُ رَأَى النبيَّ (ص) يصلِّي فِي ثَوْبٍ واحدٍ (2) ؟ فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ شُعْبَةُ (3) ، ومالكٌ (4) ، وحمَّادُ (5) بْنُ زَيْدٍ (6) ، وَأَبُو عَوانة (7) ، وحمَّاد ابن سُلَيمان (8) ، وأَبَان (9) العطَّار؛ فقالوا: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ (10) بْنِ أَبِي سَلَمة: أَنَّهُ رأى النبيَّ (ص) في بيتِ أمِّ سَلَمة فِي ثَوْبٍ واحدٍ (11) . يَعْنِي: وَهُوَ الصَّحيحُ (12) .   (1) هو: عبد الرحمن، وأبوه: عبد الله بن ذكوان المعروف بأبي الزِّناد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/27 رقم 16342) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (730) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/269-270) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/82) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/248) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (3/533 رقم 1526) . ووقع في رواية أحمد والعقيلي والفسوي التصريح بالتحديث بين عروة وعبد الله بن أبي أمية. قال ابن حجر في "الإصابة" (6/12) : «وفيه وهم؛ لأن موسى بن عقبة وابن إسحاق وغيرهما ذكروا أن عبد الله بن أمية استشهد بالطائف، فكيف يقول عروة: أنه أخبره؟ وإنما ولد بعد النبي (ص) بمدَّة، فلعله كان فيه: عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية، فنسب في الرواية إلى جده، أو يكون الذي روى عنه عروة أخًا آخر لأم سلمة اسمه عبد الله أيضًا، وقد مشى الخطيب على ذلك في المتفق» . ورواه البغوي أيضًا (1527) من طريق ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن النبيِّ (ص) مثله. قال العقيلي بعد أن رواه من طريق ابن إسحاق وابن أبي الزناد: «فيهما جميعًا نظر، والرواية ثابتة من غير هذا الوجه» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/209) بعد أن ذكر رواية ابن أبي الزناد: «وهذا عندي - والله أعلم - خطأ، والقول قول مالك، وكذلك رواه الناس عن هشام، كما رواه مالك، ورواية هشام أولى من رواية ابن أبي الزناد عندهم، وابن أبي الزناد - عبد الرحمن - ضعيف لا يحتج به وبما خولف فيه أو انفرد به، ولو انفرد بروايته هذه لكان الحديث مرسلاً؛ لأن عروة لم يدرك عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ أَخَا أم سلمة؛ لأنه استشهد يوم الطائف، شهد مع رسول الله (ص) المشهد، ورمي بسهم يومئذ فمات منه بعد ذلك» . (2) من قوله: «ورواه ابن أبي الزناد ... » إلى هنا، سقط من (ف) ؛ لانتقال البصر. (3) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (1464) ، وابن البختري في "المنتقى من السادس عشر من حديثه" (ص 449/مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، والطبراني في "الكبير" (9/21 رقم 8271) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (311) . (4) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/140) . ومن طريقه النسائي في "سننه" (764) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (1464) ، والطبراني في "الكبير" (9/22 رقم 8272) . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن حماد» . (6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (517) . (7) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (9/23 رقم 8277) . (8) كذا في جميع النسخ! وهو خطأ بلا شك، فإما أنه أبو أسامة حماد بن أسامة، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (356) ، ومسلم في "صحيحه" (517) ، أو أنه حماد بن سلمة، وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (9/22 رقم 8273) . (9) هو: ابن يزيد. (10) في (ك) : «محمد» بدل: «عمر» ، وفي أصل (ت) : «عمر» ، إلا أنها كتبتْ على صورة تشبه صورة كتابة «محمد» . (11) كذا في جميع النسخ، فإما أن يكون اختصر السياق على طريقة الأئمة في ذكر طرف الحديث بتصرف، أو يكون السياق: «يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد» ، فسقط قوله: «يصلي» . (12) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف (1365) ، والبخاري في "صحيحه" (354 و355 و356) ، ومسلم في "صحيحه" (517) ، والترمذي في "جامعه" (339) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (1462 و1463) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/379) ، وابن حبان في "صحيحه" (2291) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (2299 و3255) ، والطبراني في "الكبير" (9/22-24 رقم 8270 و8272 و8275 و8276 و8278 و8279-8286) من طرق عن هشام، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 86 وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة هَذَا؟ فَقَالَ: حديثُ عبد الله بن عبد الله بْنِ أَبِي أُميَّة وَهَمٌ، والصَّحيحُ (1) : حديثُ عُرْوَة، عن عمر ابن أبي سَلَمة، عن النبيِّ (ص) . 231 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ (3) رَوَاهُ سُفْيان بْنُ حُسَيْنٍ (4) ، عَنْ حُمَيد (5) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يقرأُ فِي الظُّهر بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} (6) ؟ قَالَ أَبِي: هذا خطأٌ؛ حُمَيْدٌ (7) يَرْوِي هَذَا الحديثَ: أَنَّهُ صلَّى خلفَ أَنَسٍ (8) ، فَكَانَ (9) يَقْرَأُ ... لَيْسَ فيه ذِكُْر النبي (ص) ، وسُفْيَانُ   (1) في (ك) : «في الصحيح» . (2) انظر المسألة الآتية برقم (334) . (3) من قوله: «مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ هِشَامِ بن عروة هذا ... » في المسألة السابقة إلى هنا، سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/208) ، وابن عدي في "الكامل" (2/268) ، والخطيب في "الموضح" (2/55) . (5) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (6) سورة الأعلى. (7) في (أ) و (ش) : «وحميد» . وروايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3575 و3643) ، والطبراني في "الكبير" (1/242 رقم 678) . (8) في (ف) : «أنس بن مالك» . (9) في (ت) : «وكان» . الحديث: 231 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 87 بنُ حُسَيْنٍ يُخْطِئُ فِي هَذَا الحديث. 232 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة (3) ، عن عبد الله بن (4) السَّائب: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى بالنَّاس، فقرأَ بِسُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ جُرَيج (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبَّاد بْن جَعْفَرٍ، عَنْ أبي سَلَمَةَ بنِ سُفْيان وعبدِالله بنِ عمرو [العابِدي] (6) ، عن عبد الله بن السَّائب، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّواب. قَالَ أَبِي: لَمْ يَضْبِطِ ابنُ عُيَينة. ثُمَّ قَالَ: إنْ (7) كَانَ ابنُ عُيَينة إِذَا   (1) هو: سفيان. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (840) ، وابن ماجه في "سننه" (820) . (2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (3) هو: عبد الله بن عبيد الله. (4) قوله: «بن» سقط من (ت) و (ك) . (5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (455) من طريق حجَّاج وعبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عباد بْن جَعْفَرٍ، عَنْ أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي، عن عبد الله بن السائب، به. ونبَّه مسلم على أن قوله: «ابن العاص» ليس في رواية عبد الرزاق. وقد نبَّه الحفاظ على خطأ هذه اللفظة: قال المزي في "تحفة الأشراف" (5313) : «وهو وهمٌ» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/256) : «وقوله: ابن عمرو بن العاص، وهمٌ من بعض أصحاب ابن جريج، وقد رويناه في "مصنف عبد الرزاق" عنه فقال: عبد الله بن عمرو القاري، وهو الصواب» . (6) في جميع النسخ: «العامري» ، والتصويب من "تهذيب الكمال" (14/553) ، و (15/ 376-377) . (7) «إنْ» هنا مؤكِّدةٌ، وهي المخفَّفةُ من الثقيلة، وإذا خُفِّفَتْ «إنَّ» أهملت ولزمت معها اللام الفارقة بينها وبين «إن» النافية. وقد استُعْمِلَتْ هنا مهملةً واستغني معها عن اللام الفارقة بينها وبين «إِنِ» النافية؛ لظهور المقصود بقرينة السياق؛ فإنَّ المعنى على الإثبات لا على النفي، ولو جاء باللام الفارقة لقال: «إنْ كَانَ ابنُ عُيَيْنَةَ إِذَا حدَّث عن الصغار لكثيرًا ما يخطئ» . وانظر في تخفيف «إنَّ» وإهمالها وإعمالها: "شرح ابن عقيل" (1/346- 349) ، و"أوضح المسالك" (1/327- 328) ، و"شرح الأشموني" (1/316- 317 طبعة دار الكتب العلمية بتحقيق حسن حمد) . وسيأتي نحو هذا في المسألة رقم (2422) : «إنْ كانتْ صَوَّامةً قَوَّامة ... » . الحديث: 232 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 88 حدَّث عَنِ الصِّغَارِ كَثِيرًا مَا يُخْطِئ. 233 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنِ عُبَيدالله ابن (3) عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ حُنَيْنٍ (4) مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عليٍّ: نهاني رسولُ الله (ص) عَنْ لُبْسِ القَسِّيِّ (5) ، وأنْ أقرأَ القُرآنَ (6) وَأَنَا راكِعٌ؟ قَالَ أَبِي: هذا خطأٌ؛ إنما هو: عُبَيدالله (7) ، عن نافع، عن ابن   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1443) ، وانظر المسألة رقم (361) و (1464) . (2) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/262) من طريق حجاج، عن حماد، به. ورواه النسائي في "المجتبى" (5177) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن حُنين - مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ-، عَنْ علي، به. (3) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» . (4) في (ك) : «جبير» ، وقوله: «عن حنين» سقط من (ش) . (5) القَسِّيُّ: ثيابٌ من كَتَّان مخلوطٍ بحرير يُؤتى بها من مِصر، نُسِبَتْ إلى قرية على شاطئ البحر قريبًا من تِنِّيس، يقال لها: القَسُّ؛ بفتح القاف، وبعض أهل الحديث يكسرها. "النهاية" (4/59) . (6) قوله: «القرآن» من (أ) و (ش) فقط. (7) روايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (5178) من طريق بشر بن المفضل، عن عبيد الله، به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/299) ، ومسلم في "صحيحه" (2078) من طريق مالك، عن نافع، عن إبراهيم بن عبد الله بْنِ حنين، عَنْ أَبِيهِ، عَن علي، به. قال البخاري بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «وما روى مالك عن نافع أصح» . وقال الدارقطني في "العلل" (3/82) : «رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ نافع، وضبط إسناده» . وقال الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/376) : «والصواب عن نافع، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي، وقد رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ نافع على الصواب» . وانظر "تحفة الأشراف" (7/405) . الحديث: 233 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 89 حُنَين (1) ؛ وَهِمَ فِيهِ حمَّاد. 234 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ (3) أَبُو بَكْر بْن عَيَّاش، عَن سُلَيمان التَّيْمِي (4) ، عَن أسلم بْن (5) أَبِي مُرَيَّةَ (6) ؛ قال: قعَدَ   (1) في (ف) : «عن ابن عمر حنين» . (2) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/832) . (3) قوله: «رواه» مكرر في (ك) . (4) هو: سليمان بن طَرْخان. (5) قوله: «بن» ليس في (ت) و (ك) . (6) في (أ) و (ش) : «أبي مُراية» ، وهو وجه في كنيته، = = ولكن سليمان التيمي يقول فيه: «أبو مريَّة» كما سيأتي. وأبو مُرَايَةَ هذا اسمه: عبد الله بن عمرو العجلي كما في "التاريخ الكبير" (5/154 رقم469) ، و"الأوسط" (1/208) ، و"الجرح والتعديل" (5/118 رقم539) ، وذكروا أنه يروي عنه قتادة وأسلم العجلي - من رواية سليمان التيمي عنه -، ولكن التيمي يقول فيه: «أبو مريَّة» . قال الإمام أحمد في "العلل" (403 و1530/رواية عبد الله) : «قال إسماعيل بن عليَّة: كان التيمي يقول: عن أبي مُرَيَّة، وقتادة يقول: عن أبي مُراية» . وضبطه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (8/109) : «مُرَايَة» بضم الميم، وفتح الياء المثنَّاة من تحت، ثم ذكر عن الذهبي أنه سمَّاه: عبد الله بن عمرو العجلي، وأنه يروي عنه قتادة، ثم قال ابن ناصر الدين: «قلت: وقال سليمان التيمي: أبو مُرَيَّة؛ بحذف الألف، وتشديد المثناة، حكاه عن التيمي ابن منده في "الكنى"» . الحديث: 234 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 90 الأشعَرِيُّ (1) يحدِّثنا، فَقَالَ: لا يُدافِعَنَّ أحدُكُمُ الغائِطَ والبَوْلَ؟ قَالَ أَبِي: يُخْطِئُ أَبُو بَكْر فِي هَذَا الحديث؛ إِنَّمَا هُوَ أسلم العِجْلِي، عَنْ أَبِي مُرَايَة (2) . 235 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ عُثْمَانُ الغَطَفاني (4) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء (5) ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بَرْزَة، عَنْ أَبِي بَرْزَة (6) ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنِ النَّوْمِ قَبْلَ العِشَاء، والحديثِ بَعْدَه (7) .   (1) يعني: أبا موسى ح. (2) في (ت) و (ك) : «أبي مرابة» بالباء الموحدة. (3) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (203) . (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3852 و 3852/م) ، والروياني في "مسنده" (1318) ، والطبراني في "الأوسط" (2806) ، والدارقطني في "الأفراد" (264/ب/أطراف الغرائب) . قال البزار، بعد أن أخرجه من طريق أَبِي الْمِنْهَالِ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ: «وحديث خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أبي برزة، عن أبيه؛ أحسبه وهم فيه عثمان بن عثمان، والصواب: خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ، عن أبي برزة، وأبو المنهال، واسمه: سيار بن سلامة» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ المغيرة إلا خالد، تفرَّد به عثمان» . وقال الدارقطني: «تفرد به عثمان بن عمر (كذا) ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنِ الْمُغِيرَةِ. وغيره يرويه عن خالد، عن أبي المنهال سيار بن سلامة، عن أبي برزة» . (5) هو: خالد بن مِهْران. (6) هو: نَضْلة بن عبيد. (7) كذا في جميع النسخ: «بعده» ، والذي في مصادر التخريج وغيرها: «بعدها» ، وهو الجادَّة؛ لأن المراد: صلاة العشاء الآخرة، وهي مؤنَّثة، فإنْ لم يكن ما وقع في النسخ خطأ؛ فإنَّه يخرج على وجهين: الأول: أن يُجْعَلَ من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، والمعنى هنا: أنَّه نَهَى عن النوم قبل أداء صلاة العشاء، ونهى عن التحدُّثِ بَعْدَهُ، أي: بعد أدائها. وانظر للحمل على المعنى بتذكير المؤنث: التعليق على المسألة رقم (270) . والثاني: أنْ يُضْبَطَ بسكون الهاء «بَعْدَهْ» ، ويخرَّج على لغة طيِّئ ولَخْمٍ فإنهم يحذفون ألف ضمير المؤنَّث «هَا» مع تسكين الهاء ونقل فتحتها إلى الحرف الذي قبلها، بعد تقدير سَلْبِ حركتِهِ إنْ كان متحرِّكًا، فيقولون في «بِهَا» : «بَهْ» ، وفي «فِيْهَا» : فِيَهْ، وفي «مِنْهَا» : مِنَهْ، وذكر ابنُ مالك أنَّ هذا الحذفَ والنَّقْلَ يُفْعَلُ اختيارًا. ومِنْ شواهد هذه اللغة: قولهم: «نَحْنُ جئناك بَهْ» ، أي: بِهَا. وما حكاه الفرَّاء أنَّه سَمِعَ بعضَ السُّؤَّال يقول في المسجد الجامع: «بالفضلِ ذُو [الذي] فَضَّلَكُمُ اللهُ بِهْ، والكرامَةِ ذاتُ [التي] أكرمَكُمُ اللهُ بَهْ» يريد: بِهَا. ومنها: قولُ الشاعر [من الوافر] : فإنِّي قد رَأَيْتُ بِدَارِ قَوْمِي نوائبَ كُنْتُ في لَخْمٍ أَخَافَهْ أي: أخافُهَا. قال ابن دُرَيْدٍ: «وهكذا لغةُ طيِّئ؛ يقولون: كِدتُّ أَضْرِبَهْ: إذا عَنَوُا المؤنَّثَ إذا أرادوا أنْ يقولوا: كِدتُّ أَضْرِبُهَا» . اهـ. وهذه اللغةُ لا تزالُ مستعملةً إلى اليوم في كلام بعض أهل القَصِيم ومَنْ جاورهم من ديار الجزيرة العربية. انظر: "جمهرة اللغة" لابن دريد (1/289) ، و"الإنصاف، في مسائل الخلاف" (2/567- 568) ، و"أوضح المسالك" (1/155) ، و"شرح شذور الذهب" (ص155) ، و"مغني اللبيب" (ص839) ، و"همع الهوامع" (3/329) . الحديث: 235 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 91 ورواه عبدُالوهَّابِ الثَّقَفي (1) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ أَبِي المِنْهال (2) ، عَنْ أَبِي بَرْزَة، عن النبيِّ (ص) ؟   (1) هو: عبد الوهاب بن عبد المجيد. وروايته أخرجها البخاري في"صحيحه" (568) . ورواه البخاري أيضًا (541 و547 و599 و771) ، ومسلم في"صحيحه" (647) من طرق عن أبي المنهال سيار بن سلامة، عن أبي برزة، به. (2) هو: سَيَّار بن سلامة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 92 قال أبي: حديثُ عبد الوهَّاب أشبَهُ (1) ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بَرْزَة إِلا عليَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدْعان (2) . 236 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبوبكر بْنُ عَيَّاش، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ (4) قِيلَ لَهُ: أيُصَلِّي الرجلُ في ثَوْبٍ واحدٍ؟ فقال: أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْن؟! ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: رأيتُ النبيَّ (ص) يصلِّي (5) فِي ثَوْبٍ واحدٍ مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ. 237 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر (6) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ لا يُصَلِّي وَهُوَ يَجِدُ في بَطنِه شيئًا؟   (1) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1157) ، وذكر أن سفيان الثوري وشريك بن عبد الله روياه عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ أَبِي المِنهال، عن أبي بَرْزَة، ثم قال: «ورواه عثمان بن عُثْمَانُ الْغَطَفَانِيُّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، فقال: عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بَرْزَةَ، عن أبي برزة، والصواب: عن أبي المنهال، وحديث الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي بَرْزَةَ عَنْ أبيه، إنما هو «أسلم سالمها الله» » . (2) قال الحافظ في "التهذيب" (4/132) : «وذكر الحسيني في "رجال العشرة" أنه روى عنه أيضًا حماد بن سلمة، وما أظنه إلا وهمًا، وكأنه روى عنه بواسطة علي ابن زيد» . (3) انظر المسألة المتقدمة برقم (230) ، والمسألة الآتية برقم (547) ، و (2200) . (4) قوله: «أنه» ليس في (أ) و (ش) . (5) قوله: «يصلي» سقط من (ك) . (6) هو: نَجيح بن عبد الرحمن السندي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2361) ، وابن عدي في "الكامل" (7/55) ، والدارقطني في "العلل" (5/48/أ) . الحديث: 236 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 93 قَالَ أَبِي: لَمْ يَعْمَلْ أَبُو مَعْشَرٍ شَيْئًا؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامٌ (1) ، عن أبيه، عن عبد الله بن الأَرْقَم، عن النبيِّ (ص) ، وإِنَّمَا أَرَادَ أَبُو مَعْشَرٍ حديثَ عائِشَة الَّذِي يَرْوِيهِ ابنُ أَبِي عَتِيق (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلاَ وَهُوَ يُدَافِعُ الأَخْبَثَيْنِ (4) . 238 - وسمعتُ (5) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ أَبِي أُوَيس (6) ، عَنْ ثَوْرِ بنِ زَيْدٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) : في الرَّجُل يَحْدُثُ   (1) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (1/159) ، وأحمد في "مسنده" (3/483 رقم 15959) ، والنسائي في "سننه" (852) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (932) وغيرهم. (2) هو: محمد بن عبد الله بن أبي عتيق، وروايته أخرجها البيهقي في "سننه" (3/71) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (4/124) . (3) هو: عبد الله بن أبي عتيق، وروايته هذه أخرجها مسلم في "صحيحه" (560) من طريق يعقوب بن مجاهد أبي حَزْرة القاصِّ، عن عبد الله بن أبي عتيق، عن عائشة، به. (4) قال الدارقطني في "العلل" (5/48/أ) : «ووهم فيه أبو معشر. ورواه عمران القطَّان، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، ووهم فيه، والصَّحيح: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بن الأَرْقَم» . وانظر "العلل" للدارقطني أيضًا (5/92/أ) . (5) في (أ) و (ش) : «وسألت» . (6) هو: عبد الله بن عبد الله الأصبحي. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (281/كشف الأستار) . قال البزار: «لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من طريق ابن عباس، وروي معناه من طريق غيره» . ورواه الطبراني في "الكبير" (11/177 رقم11556) من طريق أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ زيد، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس مرفوعًا. الحديث: 238 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 94 فِي نفسِه فِي الصَّلاة (1) أَنَّهُ قد أحدَثَ، فقال النبيُّ (ص) : لاَ يَنْصَرِفَنَّ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ (2) رِيحًا. قَالَ أبي: كذا رواه أبو أُوَيس. ورواه عبد العزيز الدَّرَاوَردي (3) ، عَنْ ثَوْر، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس، موقوف (4) ، وَهُوَ أصَحُّ. وَرَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّان، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. 239 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو غسَّان مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّف (6) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ عُبَادَة، عن   (1) في (ك) : «وهو في الصلاة» . (2) قوله: «يجد» سقط من (ت) و (ك) . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الحربي في "غريب الحديث" (2/525) ، والبيهقي في "سننه" (2/254) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ؛ مرفوعًا. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/270 رقم11948) من طريق بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبي (ص) ؛ مرفوعًا. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8003) عن عباد ابن العوَّام، عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس؛ موقوفًا. وتصحَّف الإسناد في المطبوع من "المصنف" هكذا: «حدثنا عباد بن خالد، عن عكرمة» ، وصوابه: «عباد، عن خالد» كما في أسانيد أخرى منها: (2708 و3990) . ورواه ابن أبي شيبة أيضًا (8001) من طريق سليمان الشيباني، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ موقوفًا. (4) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب المنوَّن جريًا على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) انظر المسألة الآتية برقم (364) . (6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/317 رقم 22704) ، وأبو داود في "سننه" (425) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1034) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ ابن أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن عبد الله الصُّنابِحي، عن عبادة، به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (4658) من طريق آدم بن أبي إياس، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ، عن أبي عبد الله الصُّنابِحي، عن عبادة، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ زيد بن أسلم إلا أبو غسان وهشام بن سعد» . ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "الحلية" (5/130-131) وقال: «غريب من حديث الصُّنابحي، عن عبادة، ومشهورُه رواية ابْنِ مُحَيْرِيزٍ، عَنِ المُخدَجي، عَنْ عبادة» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (5101) بعد أن ذكر رواية الطبراني والتي فيها: «عن أبي عبد الله الصُّنابِحي» قال: «وهو الصواب» . الحديث: 239 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 95 النبيِّ (ص) : مَنْ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ، فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا (1) ؛ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدًا (2) أَلاَّ يُعَذِّبَهُ؟   (1) قوله: «وسجودها» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) كذا بالنصب «عهدًا» في جميع النسخ، وفي "الحلية"، وجاءتْ بالرفع في بقيَّة مصادر التخريج: أما النصب: فوجهه أن قوله «عهدًا» خبرُ «كان» ، واسمها: المصدر المؤوَّل: «ألا يعذِّبه» ، والتقدير: كان عدمُ تعذيبِهِ عهدًا له عند الله، وجاء مثل ذلك كثيرًا في القرآن والحديث وكلام العرب، ومن ذلك قوله تعالى: [آل عِمرَان: 147] {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا} ، بنصب {قَوْلَهُمْ} على أنه خبر {كَانَ} ، والمصدرُ المؤوَّل {أَنْ قَالُوا} : هو اسمها، انظر: "الدر المصون" (3/433) ، و"اللباب" (5/590- 591) . وقد وردتْ رواية النصب في "الرسالة" للشافعي الفقرة رقم (345) ، وخرَّجها الشيخ أحمد شاكر _ح على تخريجَيْنِ مخالفَيْنِ لإجماع علماء العربية فيما نعلم، ولم يُسْبَقْ إلى أيٍّ منهما، وفاتَهُ _ح التخريجُ الذي ذكرناه لك. انظر تعليقه على الفقرة رقم (485) . وأما الرفع: فعلى أن «عَهْدٌ» اسمٌ لـ «كان» مؤخَّر، وخبرها هو: «له عند الله» ، وأما قوله: «ألا يعذِّبه» فعلى تقدير حذف الباء؛ فإنَّ العهد في معنى الوعد؛ فإنَّه يقال: عَهِدَ بكذا، كما يقال: وَعَدَ بكذا؛ فكأنه قال: كان وَعْدٌ بعدم التعذيب مستقرًّا له عند الله. انظر: "عقود الزبرجد" (1/413) . وروايةُ الرفع هي الرواية المشهورةُ في كتب الحديثِ والفقه والتفسير والعقائد وغيرها، والله أعلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 96 قَالَ أَبِي: سمعتُ هَذَا الحديثَ عَنْ عُبَادَة (1) منذُ حينٍ، وكنتُ أُنكِرُه، وَلَمْ أَفهَم عَورَتَه (2) حتَّى رأيتُه الآنَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم (3) ؛ قَالَ: [حدَّثنا أبي؛ قال] (4) :   (1) في (ت) و (ك) هاهنا زيادة أشار الناسخ إلى حذفها، وهي: «عن النبي (ص) : من صلى الصلوات الخمس» . (2) في (ت) و (ك) : «عورة» . (3) قوله: «عبد الرحمن بن أبي حاتم» ليس في (أ) و (ش) . (4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولا بد منه؛ وذلك لأمور: الأوَّل: أنه يستحيل أن تصح روايةٌ لأبي محمد بن أبي حاتم عن أبي صالح؛ فإنَّ أبا صالح هذا: هو عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني مولاهم، المصري كاتب الليث بن سعد، ووفاته قبل ولادة ابن أبي حاتم؛ فأبو صالح توفِّي سنة اثنتين وعشرين ومئتين؛ كما في "تهذيب الكمال" (15/107) ، وابن أبي حاتم ولد سنة أربعين - أو إحدى وأربعين - ومئتين؛ كما في "سير أعلام النبلاء" (13/263) . والثاني: أنَّ ابن أبي حاتم يروي كثيرًا عن أبي صالح بواسطة أبيه، كما تجده في المسائل رقم (240، 909، 1234، 1708، 2342، 2351، 2461، 2519، 2568، 2661) . والثالث: أنَّ سياق المسألة يوجب أن يكون القائل هو أبا حاتم، ففي قوله قبل ذلك: «وَلَمْ أفهَمْ عَوْرَتَهُ حَتَّى رأيتُهُ الآن» ما يدلُّ على أنَّ هذه الطريق الثانية هي التي كشفت عورة الحديث عنده؛ فلابد أن تكون بسنده هو. وأيضًا: فقولُ أبي حاتم آخر المسألة: «فعلمتُ أنَّ الصحيح هذا ... » يرشدك إلى ذلك؛ فكأنَّ المعنى: «وَلَمْ أَفْهَمْ عورتَهُ حَتَّى رأيتُهُ بهذه الطريق؛ فعلمتُ أن الصحيح هذا ... » ، فقوله: «فعلمتُ» معطوفٌ على قوله: «رأيتُهُ» ، وبهذا يستقيم جواب أبي حاتم، ويوافق آخرُ كلامه أوَّلَهُ. ( *) ... هو: ابن سعد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 97 حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْث (*) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان (1) ، عَنِ ابْنِ مُحَيرِيز (2) ، عَنْ عُبَادَة، سمعتُ رسول الله (ص) يقولُ ... فَعَلِمْتُ أَنَّ الصَّحيحَ هَذَا، وأنَّ محمدَ بْنَ مُطَرِّف لَمْ يَضْبِطْ هَذَا الحديثَ، وَكَانَ محمدُ بنُ مُطَرِّفٍ ثِقَةً. 240- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه قُتيبة ابن سَعِيدٍ، عَنِ اللَّيْث (*) ؛ قَالَ: حدَّثني سعيد ابن أَبِي هِلالٍ: أنَّ نَفَرًا أَتَوْا (3) عائِشَةَ، فَقَالُوا: إِنَّا نريدُ سَفَرًا، فَمَنْ يَؤُمُّنا؟ قَالَتْ: أكثَرُكُم قُرْآنًا، قَالُوا (4) : كُلُّنا قارِئ، قَالَتْ: فأفقَهُكُم، قَالُوا: كُلُّنا فَقِيه، قَالَتْ: فأكبَرُكُم سِنًّا، قَالُوا: كُلُّنا مُسِنٌّ، قَالَتْ: فأحسَنُكُم وَجهًا، فلعلَّه أنْ يكونَ (5) أحسَنَكُم خُلُقًا؟   (1) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (1/123) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (4575) ، والحميدي في "مسنده" (392) ، وأحمد في "مسنده" (5/315 رقم 22693) ، وابن ماجه في "سننه" (1401) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1032 و1033) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3167 و3168 و3169) ، وابن حبان في "صحيحه" (1732 و2417) وغيرهم. ومن طريق مالك رواه أبو داود في "سننه" (1420) ، والنسائي في "سننه" (461) . (2) واسمه: عبد الله. (*) ... هو: ابن سعد. (3) في (ف) : «أتو» . (4) من قوله: «فقالوا إنا نريد ... » إلى هنا سقط من (ف) . (5) في (أ) و (ش) : «فلعلَّه يكون» ، وهو الجادَّة، وفي «التواضع والخمول» : «عسى أنْ يكون» ، وهو صوابٌ أيضًا؛ لكثرة دخول «أنْ» على خبر «عسى» . وما أثبتناه صوابٌ؛ لأنَّ «لعلَّ» اختصَّتْ بدخول «أَنْ» على خبرها كثيرًا حملاً لها على «عسى» ؛ لاشتراكهما في معنى الرجاء. وقد كثر وقوعُ ذلك في الحديث؛ ومن ذلك حديث الصحيحين من قوله (ص) : «إنكم تَخْتَصِمُونَ إليَّ، ولعلَّ بعضكم أن يكون ألحَنَ بِحُجَّتِهِ من بعضٍ، فأَقْضِيَ له على نحوٍ ممَّا أسمَعُ منه» ، وقوله أيضًا: «لعلَّهُ أن يُخَفَّفَ عنهما مالم يَيْبَسَا» ، وقوله (ص) للحسن بن علي - كما في "صحيح البخاري"-: «إنَّ ابني هذا لسيِّدٌ، ولعلَّ الله أنْ يُصْلِحَ بِهِ بين فئتَيْنِ من المسلمين» ، وورد في أشعار العرب كثيرًا. انظر: "مغني اللبيب" (ص285) ، و"لسان العرب" (11/474) ، و"خزانة الأدب" للبغدادي (5/345- 348 الشاهد رقم 396) ، و"فتح الباري" (13/66) . الحديث: 240 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 98 وَقَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا قُتيبة، عَنِ اللَّيث! وحدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلال: أنَّ نَفَرًا أَتَوْا عائِشَةَ ... . قَالَ أَبِي: سمعتُ أَبَا صالحٍ (2) كاتبَ اللَّيْث قَالَ: قَالَ اللَّيْث بن سعد: كان [سعيد] (3) قرأ (4) عليَّ هَذِهِ الأحاديثَ، فشَكَكْتُ فِي بعضِها، فأَعَدتُّهَا عَنْ خَالِدِ بْنِ يزيد (5) .   (1) هو: هشام بن عبد الملك الطَّيالسي. وَتَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ: مُحَمَّدُ بْنُ حرب كما عند ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (185) ، والبرجلاني في "الكرم والجود" (17) . (2) هو: عبد الله بن صالح. (3) في جميع النسخ: «سعد» ، والمثبت هو الصَّواب، فسعيد هو ابن أبي هلال المذكور سابقًا. (4) في (أ) و (ش) : «كان قرأ سعد» . (5) قال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/121) : «قال ابن بكير: وكان الليث يقول: حدثني رجل رضًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، فطال عليه فضجر، فقال شعبة: كله من سعيد بن أبي هلال؟ فشككت في شيء منها؛ ثلاثة أو أربعة، فجئت إلى خالد بن يزيد فسمعتها كلها منه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 99 241 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيبة (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّار (2) ، عَنْ صُهَيب أَبِي الصَّهْبَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ (3) : كنتُ رَاكِبًا عَلَى حِمَارٍ، فمَرَرْتُ بين يَدَيِ النبيِّ (ص) وَهُوَ يصَلِّي ... ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عَمْرُو (4) بْنُ مُرَّة (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الجَزَّار، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ وَلَمْ يَذْكُرْ صُهَيبًا. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: هَذَا زَادَ رَجُلا، وَذَاكَ نقَصَ رَجُلا؛ وكِلاهُما صَحِيحَينِ (6) .   (1) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/341 رقم 3167) ، وأبوداود في "سننه" (716 و717) ، والنسائي في "سننه" (754) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2/24) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/459) . (2) انظر ترجمته في "تهذيب التهذيب" (4/345) . (3) في (ت) و (ك) : «فدل» بدل: «قال» . (4) في (أ) و (ش) : «عمر» بدل: «عمرو» . (5) روايته أخرجها أحمد (1/250 رقم 2258) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2423) ، والبغوي في "الجعديات" (90) . (6) كذا في جميع النسخ، والجادة أن يقال: «وكلاهما صحيحان» ، وما وقع في النسخ له ضبطان: الأول: بإمالة الألف بسبب كسرة النون فكتبتْ ياءً. وانظر الكلام على الإمالة في التعليق على المسألة رقم (25) . والضبط الثاني: «صَحِيحَيْنِ» بياء محضةٍ، ولهذا الضبط توجيهان: الأول: على حذف فعل ناسخ، والتقدير: «ويكون كلاهما صحيحَيْنِ» ؛ حُذِفَ الفعلُ الناسخ وأُبْقِيَ عمله في معموليه. والوجه الثاني: أنَّ الأصل: «وكِلَيْهِمَا صحيحَيْنِ» بالنصب فيهما عطفًا على مفعولَيْ «قال» على لغة بني سُلَيْم الذين يُجْرون «القول» مجرى «الظنِّ» في نصب مفعولين، وإنما ورد قوله «وكلاهما» بالألف دون الياء على لغة من يلزم المثنَّى الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجرًّا، وهي لغةُ بني الحارث بن كعب وجماعة من العرب. وانظر في لغة بني سُلَيْم: المسألة رقم (759) ، وفي لغة بني الحارث بن كعب المسألة رقم (554) ، وانظر المسألة رقم (25) . تنبيه: على الضبطين يكون قد وقع في الكلام استعمال أكثر من لغة في باب واحدٍ؛ ففي الضبط الأول: أمال: «صحيحين» ، ولم يمل «كلاهما» مع وجود سبب الإمالة. وفي الضبط الثاني: ألزم «كلاهما» الألف، ونصب «صحيحين» بالياء. وهذا سائغٌ ووارد في كلام العرب. انظر "الخصائص" لابن جِنِّي (1/370- 374 باب في الفصيح يجتمع في كلامه لغتان فصاعدًا) . الحديث: 241 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 100 242 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَير، عن عبد الله (3) ابن أَبِي مُوسَى؛ قَالَ: قَالَتْ عائِشَة: لا تَدَعْ قِيامَ اللَّيلِ؛ فإنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ لا يَدَعُ قِيامَ اللَّيْلِ، وَكَانَ إِذَا شَغَلَهُ أَمْرٌ أَوْ مَرِضَ، صلَّى قاعِدًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فِيهِ شُعْبَة؛ إِنَّمَا هُوَ يَزِيدُ بْنُ خُمَير، عن   (1) نقل هذا النص بتمامه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/185) . (2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1622) ، عنه، به. ورواه أحمد (6/249 رقم 26114) عن الطيالسي، به. ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (800) ، وأبو داود في "سننه" (1307) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1137) من طريق محمد بن بشار، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (6) من طريق علي بن مسلم، والحاكم في "المستدرك" (1/308) من طريق إبراهيم بن مرزوق، ثلاثتهم عن الطيالسي، به. ووقع في رواية أبي داود والحاكم: «عبد الله بن أبي قيس» ، وفي رواية ابن أبي الدنيا: «شعبة: حُدِّثنا عن يزيد» . ورواه أحمد في "مسنده" (6/125-126 رقم 24945) من طريق محمد بن جعفر، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (5) من طريق معاذ العنبري، كلاهما عن شعبة، به. (3) في (ف) : «عبيد الله» . الحديث: 242 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 101 عبد الله بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عائِشَة (1) . 243 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي فُدَيك (3) ، عَنْ كَثيرِ بنِ زَيْدٍ، والضَّحَّاكِ بنِ عُثْمَانَ، عن المُطَّلِب بن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ. وَرَوَاهُ غيرُهما عَنِ المُطَّلِب بْنِ عبد الله، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْد، عَنْ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: وحديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النبيِّ، مُرسَلٌ (4) .   (1) وقال نحو هذا في "الجرح والتعديل" (5/140 رقم 653) . وقال الإمام أحمد: «عبد الله بن أبي موسى هو خطأ، أخطأ فيه شعبة، هو عبد الله بن أبي قيس» . اهـ. من "المسند" (6/126 رقم 24945) ، و"العلل" (2284 و3660) . وقال في "المسند" (6/249 رقم 26114) : «وإنما هو: عبد الله بن أبي قيس، وهو الصَّواب؛ مولًى لبني نصر بن معاوية» . وقال البيهقي في "السنن" (3/15) : «كذا قال شُعْبَةُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ! وقال معاوية بن صالح: عبد الله بن أبي قيس، وهو أصح» . وقال الحافظ في "التهذيب" (2/407) : «عبد الله بن أبي قيس، ويقال: ابن قيس، ويقال: ابن أبي موسى، والأول أصح» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (615) . (3) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1013) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1325) ، والطبراني في "الأوسط" (8246) ، ثلاثتهم من طريق ابْنُ أَبِي فُدَيك، عَنْ كَثِيرِ، عن المُطَّلِب، عن أبي هريرة، مرفوعًا. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ المُطَّلِب إلا كثير بن زيد، تفرد به ابن أبي فديك» . (4) لأن المُطَّلب لم يدرك أبا هريرة، فروايته عنه مرسلة؛ كما أوضح ذلك في "المراسيل" (780) . وقال أبو حاتم في المسألة رقم (615) : «مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: المُطَّلِب بْنُ حَنطَب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمِنْهُمْ من يقول: المُطَّلِب، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عمَّن سَمِعَ النبيَّ (ص) ؛ وهو أصحُّ» . قال الدارقطني في "العلل" (10/75 رقم1880) : «يرويه الضحاك بن عثمان وكثير ابن زيد عنه، واختُلِف عن كثير، فرواه ابن أبي فديك والفضل بن موسى عنه، عن المُطَّلب، عن أبي هريرة، وخالفه يونس بن يحيى ابن نباتة، فرواه عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ المُطَّلب، عن أبي هريرة وسهل بن سعد، عن النبي (ص) ، والمحفوظ حديث أبي هريرة» . الحديث: 243 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 102 244 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ (2) الفَزَاري (3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) صلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ حينَ (5) طَلَعَتِ الشَّمْسُ؟ قَالَ أَبِي: غَلِطَ مَرْوَانُ فِي اختِصَارِهِ؛ إِنَّمَا كَانَ النبيُّ (ص) فِي سَفَر، فَقَالَ لبِلال (6) : مَنْ يَكْلَؤُنَا اللَّيْلَةَ؟ فَقَالَ: أَنَا، فغلَبَهُ النَّوْمُ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَقَامَ النبيُّ (ص) وَقَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ، فَأَمَرَ بِلالاً أنْ يُؤَذِّنَ، وَأَمَرَ الناسَ أَنْ يصلُّوا ركعَتَي الْفَجْرِ، ثُمَّ صلَّى بهِمُ الفَجْرَ (7) . فَقَدْ صلَّى السُّنَّةَ والفَرِيضَةَ بعد طُلوع الشَّمْس.   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (405) . (2) هو: ابن معاوية. (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1155) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6185) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4142) ، وابن حبان في "صحيحه" (2652) ، وابن حزم في "المحلى" (3/112) . (4) هو: سلمان الأشْجَعي. (5) في (ش) : «حتى» . (6) في (ت) : «البلال» . (7) الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (680) من طريق يحيى بن سعيد، حدثنا يزيد ابن كيسان، حدثنا أبوحازم، عن أبي هريرة؛ قال: عَرَّسْنَا مع نبيَّ الله (ص) ، فلم نستيقظْ حتى طلعتِ الشمس، فقال النبي (ص) : «ليأخذْ كلُّ رجل برأسِ راحلتِهِ؛ فإنَّ هذا منزلٌ حَضَرَنَا فيه الشيطانُ» . قال: ففعلنا، ثم دعا بالماء فتوضَّأ، ثم سجد سجدتين، ثم أُقِيمَتِ الصلاةُ فصلَّى الغداةَ. الحديث: 244 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 103 245 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: كتبتُ عَن قُتَيْبَة (2) حديثًا عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْد - لم أُصِبْهُ بِمصر عَنِ اللَّيْث - عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي (3) الطُّفَيل، عَن معاذ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كانَ فِي سَفَرٍ، فجمَعَ بينَ الصَّلاتَين. قَالَ أَبِي: لا أعرِفُه من حَدِيث يزيد، والذي عِنْدِي: أَنَّهُ دخلَ لَهُ حديثٌ فِي حَدِيث؛ حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا اللَّيْث، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ أَبِي الطُّفَيل، عَن مُعاذ بن جبل، عن النبيِّ (ص) ... بهذا الحديثِ (5) .   (1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/319/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/102) . (2) هو: ابن سعيد. (3) قوله: «أبي» سقط من (ف) . (4) هو: عبد الله بن صالح كاتب الليث. (5) هذا الحديث في الأصل يرويه أبو الزبير محمد بن مسلم ابن تَدْرُس المكِّي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن معاذ بن جبل ح: أنهم خرجوا مع رسول الله (ص) عام تبوك، فكان رسول الله (ص) يجمعُ بين الظُّهر والعصر، والمغرب والعشاء ... ، الحديث. أخرجه مالك في "الموطأ" (1/143 رقم328) عن أبي الزبير. ومن طريق مالك أخرجه أحمد في "المسند" (5/237-238 رقم22070) ، ومسلم في "صحيحه" بعد الحديث رقم (2281) . وتابع مالكًا على روايته هكذا عن أبي الزبير: سفيان الثوري، وزهير بن معاوية، وقُرَّة بن خالد، وعمرو بن الحارث، وأشعث بن سوَّار، وزيد بن أبي أنيسة: أما رواية سفيان الثوري: فأخرجها عبد الرزاق في"المصنف" (4398) ، وأحمد في "المسند" (5/230 و236 رقم22012 و22062) ، وابن ماجه في "سننه" (1070) . وأما رواية قُرَّة وزهير: فأخرجها مسلم في "صحيحه" (706) . وأما رواية عمرو بن الحارث، وأشعث بن سوَّار، وزيد بن أبي أنيسة: فأخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (20/58-59 رقم104 و106 و107) . ورواه أيضًا عن أبي الزبير: هشام بن سعد، وعنه حماد ابن خالد، والليث بن سعد - واختُلِفَ على الليث -: أما رواية حماد بن خالد: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/233 رقم 22036) من طريقه؛ حدثنا هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطفيل، عَن مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: كَانَ النبي (ص) في غزوة تبوك لا يروح حتى يُبرد، يجمع بين الظُّهر والعصر، والمغرب والعشاء. وهذه الرواية موافقة لرواية الآخرين، وما فيها من زيادة الإبراد ليس له أثر. وأما الليث بن سعد: فروى الحديث عنه أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب اللَّيْثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ كرواية حماد بن خالد والجماعة، إلا أنه قال: ثم ينزل إذا أمسى فيجمع بين المغرب والعِشاء. أخرج رواية عبد الله بن صالح هذه: الطبراني في الموضع السابق برقم (103) ، وهي التي أخرجها أبو حاتم الرازي هنا، إلا أنه لم يَسُق متنها. وخالف هؤلاء كلهم يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله ابن مَوْهَب، فأخرج أبو داود في "سننه" (1208) هذا الحديث من طريقه؛ حدثنا المفضل بن فضالة والليث ابن سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطفيل، عَن معاذ بْن جبل: أن رسول الله (ص) كان في غزوة تبوك، إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر، وإن يرتحلْ قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر حتى ينزل للعصر، وفي المغرب مثل ذلك: إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء، وإن يرتحلْ قبل أن تغيب الشمس أخَّر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثم جمع بينهما. كذا جاء في "سنن أبي داود": «حدثنا المفضل بن فضالة والليث» ! وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (3/162) من طريق أبي داود؛ ثنا يزيد بن خالد بن عبد الله ابن مَوْهَب الرملي؛ ثنا المفضل بن فضالة، عن الليث ... فذكره. وأخرجه الدارقطني في "سننه" (1/392 رقم13) من طريق أبي داود، فقال: «ثنا المفضل بن فضالة، وعن الليث» ، وعلق العظيم آبادي على هذا الموضع من "سنن الدارقطني" بقوله: «قوله: وعن الليث بن سعد: هكذا في بعض النسخ بإثبات الواو، وفي بعض النسخ بإسقاطها، وهو الصحيح» . وقال الدارقطني عقب إخراجه لهذه الرواية: «حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي، ثنا جعفر بن محمد القلانسي، ثنا يزيد بن موهب، ثنا اللَّيْثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، بهذا نحوه، ولم يذكر فيه المفضل بن فضالة» . ومما سبق - مع ما يأتي نقله عن الدارقطني في "العلل" - يرجح أن الصواب: رواية يزيد بن خالد، عن المفضل، عن الليث؛ بهذا المتن الذي خالف فيه جميع الرواة بذكر جمع التقديم، ولعل هذا الطريق هو الذي أوقع قتيبة بن سعيد في الوهم؛ فروى هذا = = الحديث بهذا اللفظ عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطفيل، عن معاذ، مع أن الليث يرويه عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبي الزبير كما تقدم. وقد كثر انتقاد الأئمة لرواية قتيبة هذه مع جودة إسنادها؛ فأعلَّها أبو حاتم كما هنا، وذكرَ الحاكمُ في "معرفة علوم الحديث" (ص119-121) هذا الحديثَ مثالاً للشاذ، فقال بعد أن أخرجه: «هذا حديث رواته أئمة ثقات، وهو شاذ الإسناد والمتن، لا نعرف له علَّة نعلِّله بها، ولو كان الحديث عند اللَّيْثِ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أبي الطفيل؛ لعلَّلنا به الحديث، ولو كان عند يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أبي الزبير؛ لعلَّلنا به، فلما لم نجد له العِلَّتين؛ خرج عن أن يكون معلولاً، ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ أَبِي الطفيل رواية، ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل، ولا عند أحد ممن رواه عَن معاذ بْن جبل، عَنِ أبي الطفيل، فقلنا: الحديث شاذ..» ، ثم ذكر بعضَ الأئمة الذين رووه عن قتيبة؛ كأحمد بن حنبل، وعلي ابن المديني، ويحيى بن معين، وغيرهم، ثم قال: «فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجُّبًا من إسناده ومتنه، ثم لم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علَّة، وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب وحدثنا به عن أبي عبد الرحمن النسائي وهو إمام عصره، عن قتيبة بن سعيد، ولم يذكر أبو عبد الرحمن ولا أبو علي للحديث علَّة، فنظرنا فإذا الحديث موضوع، وقتيبة بن سعيد ثقة مأمون» ، ثم أسند الحاكم عن البخاري أنه قال: «قلت لقتيبة بن سعيد: مع من كتبت عن الليث بن سعد حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن أبي الطفيل؟ فقال: كتبته مع خالد المدايني» . قال البخاري: «وكان خالد المدايني يُدخل الأحاديث على الشيوخ» . وذكر البيهقي في "السنن" (3/163) كلام البخاري هذا، ثم قال: «وإنما أنكروا من هذا رواية يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أبي الطفيل، فأما رواية أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي الطفيل؛ فهى محفوظة صحيحة» . وقال الترمذي في "جامعه" (554) : «وحديث معاذ حديث حسن غريب، تفرد به قتيبة، لا نعرف أحدًا رواه عن الليث غيره، وحديث اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الطفيل، عَن معاذ حديث غريب، والمعروف عند أهل العلم حديث معاذ من حديث أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطفيل، عن معاذ: أن النبي (ص) جمع في غزوة تَبوك بين الظُّهر والعصر، وبين المغرب والعِشاء» . وأخرج أبو داود في "سننه" (1220) حديث قتيبة بن سعيد هذا، ثم قال: «ولم يرو هذا الحديث إلا قتيبة وحدَه» . وقال المنذري في "مختصر السنن" (2/53) : «وقد حُكي عن أبي داود أنه أنكره» ، وقال أيضًا: «وقد حُكي عن أبي داود أنه قال: ليس في تقديم الوقت حديث قائم» . وقال المنذري أيضًا (2/57) : «وقال أبو سعيد بن يونس الحافظ: لم يحدِّث به إلا قتيبة، ويقال: إنه غلط، وأن موضع يزيد بن أبي حبيب: أبو الزبير» . وسئل الدارقطني في "العلل" (965) عن هذا الحديث، فذكر الاختلاف فيه، وذكر رواية قتيبة هذه، ثم قال: «كذلك حدث به جماعة من الرفعاء عن قتيبة، ورواه المفضل بن فضالة عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أبي الطفيل، عن معاذ، بهذه القصة بعينها، وهو أشبه بالصَّواب، والله أعلم. وعند هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِي الطفيل، عَن معاذ، الحديث الآخر في الجمع بين الصلاتين في السفر» . اهـ. وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/583) : «وقد أعلَّه جماعة من أئمة الحديث بتفرد قتيبة عن الليث ... ، وله طريق أخرى عن معاذ بن جبل أخرجها أبو داود من رواية هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي الزبير، عن أبي الطفيل، وهشام مختلف فيه، وقد خالفه الحفاظ من أصحاب أبي الزبير؛ كمالك، والثوري، وقرَّة بن خالد، وغيرهم، فلم يذكروا في روايتهم جمع التقديم» . اهـ. الحديث: 245 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 104 .......................... الجزء: 2 ¦ الصفحة: 105 .......................... الجزء: 2 ¦ الصفحة: 106 246 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حديثُ ابن مسعود في التَّطْبيق (1)   (1) أخرجه مسلم في "صحيحه" (534) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ والأسود، عن ابن مسعود، ومن طريق منصور بن المعتمر، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود: أنهما دخلا على عبد الله - يعني ابن مسعود -، فقال: أصلَّى مَنْ خلفكم؟ قالا: نعم، فقام بينهما، وجعل أحدَهما عن يمينه، والآخر عن شماله، ثم ركعنا، فوضعنا أيدينا على ركبنا، فضرب أيدينا، ثم طبَّق بين يديه، ثم جعلهما بين فخذيه، فلما صلى قال: هكذا فعل رسول الله (ص) . الحديث: 246 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 107 منسوخٌ؛ لأنَّ فِي حَدِيث ابن إدريس (1) عَنْ عاصِم بْنِ كُلَيب، عن عبد الرحمن بْنِ الأسود، عَنْ عَلْقَمَة (2) ، عَنْ عبد الله: أنَّ النبيَّ (ص) طَبَّقَ، ثُمَّ أُخْبِرَ سَعْد (3) ، فَقَالَ: صدَقَ أخي، قد كُنَّا نَفْعَلُ، ثُمَّ أُمِرْنَا بِهَذَا؛ يعني: بِوَضْعِ اليدَيْنِ عَلَى الرُّكْبَتَين. 247 - وسألتُ أَبِي عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ (4) ابْنُ أَبِي عَرُوبَة (5) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أَبِي نَضْرَة (6) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) : إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً، فَأَحَقُّكُمْ بِالإِمَامَةِ أقْرَؤُكُمْ. وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (7) ، عَنْ أيُّوب (8) ، عَنْ أَبِي قِلابة (9) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الحُوَيرث: أتيتُ النبيَّ (ص) فِي نَفَرٍ، فَقَالَ: إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ.   (1) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/418-419 رقم 3974) ، وأبو داود في "سننه" (747) ، والنسائي في "سننه" (1031) ، وابن الجارود في "المنتقى" (196) ، وابن خزيمة في "صحيحه" = = (595) ، والدارقطني في "السنن" (1/339) ، والحاكم في "المستدرك" (1/224) . قال الدارقطني: «هذا إسناد ثابت صحيح» . (2) هو: ابن قيس النَّخَعي. (3) يعني: ابن أبي وقَّاص. (4) في (ك) : «عن حديث رواه» . (5) هو: سعيد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (672) . (6) هو: المنذر بن مالك. (7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (685 و819) ، ومسلم في "صحيحه" (674) . (8) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (9) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. الحديث: 247 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 108 قلتُ لأَبِي: قَدِ اختلفَ الْحَدِيثَانِ؟ فَقَالَ: حديثُ أَوْس بْنِ ضَمْعَج قَدْ فَسَّر الحديثَيْنِ (1) . 248 - وسألتُ (2) أَبِي عن حديثِ أوسِ ابنِ ضَمْعَج (3) ، عَنْ أَبِي (*) مَسْعُود، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ: قد اختلفوا فِي متنه: رَوَاهُ فِطْرٌ (4) ، وَالأَعْمَشُ (5) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَج، عَنْ أَبِي (*) مَسْعُود، عَنِ النبيِّ (ص) قال: يَؤُمُّ القَوْمَ   (1) في (ك) : «الحديثان» . وحديث أوس بن ضَمْعَج هو المذكور في المسألة التالية، وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" برقم (673) ، ولفظه: قال أوس بن ضَمْعَج: سمعت أبا مسعود - يعني الأنصاري - يقول: قال لنا رسول الله (ص) : «يؤمُّ القومَ أقرؤهُم لِكِتَابِ اللَّهِ، وأقدمُهم قراءة، فإن كانت قراءتُهم سواء، فليؤمَّهُم أقدمُهم هِجرةً، فإن كانوا في الهجرة سواء، فليؤمَّهم أكبرُهم سِنًّا ... » الحديث. فعُلِم أن مراد أبي حاتم: العمل بكلا الحديثين - حديث أبي سعيد، وحديث مالك بن الحويرث - فالأحق بالإمامة: أقرؤهم لكتاب الله، ثم أكبرهم سنًّا. (2) نقل هذا النص بتصرف ابن رجب في "فتح الباري" (4/134) ، وابن حجر في "فتح الباري" (2/170) . (3) أي: الذي تقدمت الإشارة إليه في المسألة السابقة. (*) ... في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «أبي» . (4) هو: ابن خليفة. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (3/4 رقم1507) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3959) ، والطبراني في "الكبير" (17/224 رقم 619) . (5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (673) . الحديث: 248 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 109 أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي القِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ ... . وَرَوَاهُ شُعْبَة (1) ، وَالْمَسْعُودِيُّ (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاء، لَمْ يَقُولُوا: أَعلَمُهُم بالسُّنَّة. قَالَ أَبِي: كَانَ شُعْبَة يَقُولُ: إسماعيلُ بْنُ رَجَاءٍ كَأَنَّهُ شَيطانٌ؛ مِنْ حُسْنِ حديثِهِ (3) ! وَكَانَ يَهابُ هَذَا الحديثَ؛ يَقُولُ: حُكْمٌ مِنَ الأحكامِ عَنْ رسولِ اللَّهِ (ص) ، لَمْ يُشارِكْهُ أحدٌ (4) . قَالَ أَبِي (5) : شُعْبَةُ أحفَظُ من كُلِّهم.   (1) روايته أخرجها مسلم (673) . (2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (3957) ، والبغوي في "الجعديات" (863) ، والطبراني في "الكبير" (17/223 رقم 614) ، والبيهقي في "سننه" (3/125) . (3) كذا نقل أبو حاتم مقالة شعبة أنه قالها في إسماعيل بن رجاء. وروى ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل" (ص 133) عن محمد بن يحيى، نا محمود ابن غيلان، نا شبابة، قال: ذُكر حديث إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ بن ضَمْعَج، عند شعبة فقال: ما أراه إلا كذا، لجودة حديثه. اهـ. وروى البغوي في "الجعديات" (862) عن محمود بن غيلان، نا شبابة، نا شعبة وذُكر عنده أوس بن ضمعج؛ قال: والله ما أراه كان إلا شيطانًا؛ يعني لجودة حديثه. اهـ. فجعل مقالة شعبة في أوس لا إسماعيل. = ... ومن طريق البغوي رواه الخطيب في "الجامع" (1333) . وكذا ذكرها المزي في "تهذيب الكمال" (3/390) في ترجمة أوس. (4) وكان شعبة يقول في هذا الحديث إذا حدَّث به عن إسماعيل بن رجاء: هو ثلث رأس مالي. انظر "الكامل" (2/326) . (5) في (ك) : «ابن أبي» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 110 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: أليسَ (1) قَدْ رَوَاهُ السُّدِّي (2) عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَج؟ قَالَ: إِنَّمَا رَوَاهُ الحَسَنُ بنُ يزيدِ الأَصَمُّ، عَنِ السُّدِّي، وَهُوَ شَيْخٌ، أَيْنَ كَانَ الثوريُّ وشُعْبَةُ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟! وأخافُ ألاَّ يكونَ مَحْفُوظًا (3) . 249 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أحمدُ بْن عثمان الأَوْدي (4) ؛ قال: ثنا بكرُ بن عبد الرحمن؛ قال: ثنا عيسى بن   (1) في (ت) و (ك) : «ليس» بلا همزة. (2) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (864) ، وابن عدي في "الكامل" (2/326) . (3) روى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/43 رقم183) عن عبد الله ابن الإمام أحمد أنه قال: «سألت أبي عن الحسن بن يزيد الأصم الذي يحدِّث عن السدّي؟ فقال: ثقة ليس به بأس، إلا أنه حدَّث عن السُّدِّيُّ، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ» . وهذا النص رواه عبد الله بن أحمد في "العلل" (764) . وقال ابن عدي في "الكامل" (2/326) : «ولم يرو هذا الحديث عن السدي غير الحسن بن يزيد هذا، ومدار هذا الحديث على إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَجَاءٍ، عَنْ أَوْسِ ابن ضَمْعَج» . (4) في (ك) : «الأزدي» . وهكذا وقعت روايته في جميع النسخ: «عِيسَى بْنُ الْمُخْتَارِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أمية» ولم نقف عليه من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (19/62-63 رقم116) من طريق أحمد بن عثمان الأَوْدي وأبي كُريب محمد بن العلاء، كلاهما عن بكر بن عبد الرحمن، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابن أبي ليلى، عن إسماعيل بن أمية، به مثله. كذا بزيادة «ابن أبي ليلى» بين عيسى وإسماعيل. وذكر ابن سعد في ترجمة بكر بن عبد الرحمن من"الطبقات" (6/406) أنه سمع من عيسى بن المختار بن عبد الله بن أبي ليلى "مصنف محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى"، وكان يحدِّث به عنه، وهذا يؤكد وجوده في الإسناد، والله أعلم. وسيأتي في المسألة رقم (251) و (287) رواية بكر بن عبد الرحمن، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ ابن أبي ليلى، غير هذا الحديث. ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" (504) عن بكر بن عبد الرحمن، به، مثل رواية الطبراني. ورواه الطبراني في "الكبير" (19/62 رقم115) ، و"الأوسط" (5284) من طريق إسحاق بن راشد، والطبراني في "الكبير" (19/62 رقم114) من طريق يحيى بن سعيد، كلاهما عن الزهري، به. الحديث: 249 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 111 المُخْتار، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ - يَعْنِي: الزُّهْري - عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يصلِّي المَغْرِبَ، ثُمَّ يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى أهليهِمْ وَهُمْ يُبْصِرونَ مَوَاقِعَ النَّبْلِ حِينَ يُرْمَى بِهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) . 250 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ (4) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَحْمَسي (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا أحمدُ بْنُ يونس (6) ؛ قال حدَّثنا   (1) هو: إما عبد الرحمن، وإما عبد الله؛ كما في الموضع الآتي من"التاريخ الكبير". (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (2090) من طريق معمر وابن جريج، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/311) تعليقًا من طريق الليث، ثلاثتهم عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، به. وهناك اختلافات أخر على الزهري، انظرها في "التاريخ الكبير" للبخاري (5/311-312) . (3) في (ت) و (ك) : «مرسلً، به» ، وقوله: «مرسل» كذا جاء في النسخ، وحقُّه أن يكون: «مرسلاً» بألف تنوين النصب على لغة جمهور العرب، لكنَّ ما وقع هنا يخرَّج على لغة ربيعة؛ يحذفون ألف تنوين المنصوب، وقفًا ووصلاً، نطقًا وخطًّا. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (4) قول: «به» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (5) في (ك) : «الأعمسي» . (6) روايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/19-20) . ورواه عبد بن حميد في "مسنده" (854/المنتخب) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/259) من طريق مالك بن إسماعيل، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (253) من طريق يحيى بن عبد الحميد، كلاهما عن مندل، به. ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/144) من طريق غسان بن الربيع، عن جعفر، به. الحديث: 250 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 112 مِنْدَل (1) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: صلَّى النبيُّ (ص) صلاةَ الغَداة بِالنَّاسِ فِي سَفَر، فقرأ: {} وَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ، ثُمَّ قَالَ: قَرَأْتُ لَكُمْ ثُلُثَ القُرْآن ِ وَرُبُعَهُ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا جعفرَ بنَ محمَّدِ بنِ عليِّ بْنِ حُسَيْنٍ، هَذَا جعفرُ بْنُ أَبِي (3) جَعْفَرٍ (4) ، شيخٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ (5) . 251 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُطَّلِب بن زياد (7) ، عن   (1) في (أ) و (ف) و (ش) : «مبذل» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الصواب. وانظر "تهذيب الكمال" (28/493) . ومِنْدَل - بتثليث الميم - لقبه، واسمه: عمرو ابن علي العَنَزي. (2) سيأتي تعريف أبي حاتم به. (3) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (4) اسم أبي جعفر: ميسرة الأشجعي. (5) قال ابن عدي في "الكامل" (2/144) بعد أن ذكر له هذا الحديث: «وله عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أحاديث، وعن أبيه، عن أبي هريرة أحاديث، وجملته ليس بالكثيرة، وهو منكر الحديث كما قاله البخاري» . (6) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/38/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/429) . (7) روايته أخرجها مطيَّن في "حديثه"- كما في "مسند علي" لأوزبك (3/993) - والطبراني في "الأوسط" (5559) من طريق ضرار بن صرد، عن المطلب بن زياد، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عدي بن ثابت إلا ابن أبي ليلى، ولا عن ابن أبي ليلى إلا المطلب بن زياد، تفرد به: ضرار بن صرد» . الحديث: 251 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 113 ابْنِ أَبِي لَيْلَى (1) ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ (2) ، عَنْ علي؛ قال: كان (3) النبيُّ (ص) إذا قرأ: {} (4) ، قَالَ: آمِين؟ قال: هَذَا خطأٌ. قلتُ: فحدَّثنا أحمدُ بْنُ عُثْمان بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدي، عن بكر بن عبد الرحمن، عن عيسى ابن المُخْتار، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (5) ، عن سَلَمة ابن كُهَيل، عَنْ حُجَيَّة بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّهُ سَمِعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ: آمِين حِينَ يَفْرُغُ مِنْ قراءةِ فاتحةِ الْكِتَابِ. قَالَ: وَهَذَا أَيْضًا عِنْدِي خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سَلَمة (6) ، عَنْ حُجْر أَبِي العَنْبَس، عن وائل ابن حُجْر، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. (2) هو: ابن حُبَيش. (3) قوله: «كان» سقط من (ت) و (ك) . (4) آخر سورة فاتحة الكتاب. (5) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (854) من طريق حميد بن عبد الرحمن، حدثنا ابن أبي ليلى، به. (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (7960) ، وأحمد في "مسنده" (4/316 رقم18842) ، ومسلم في "التمييز" (37) ، وأبو داود في "سننه" (932) ، والترمذي في "جامعه" (248) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/196) ، والطبراني في "الكبير" (22/44 رقم 100) ، والدارقطني في "سننه" (1/333 و334) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/57) . قال الترمذي: «حديث حسن» . وقال الدارقطني: «صحيح» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 114 [قال: فقلتُ] (1) : فحديثُ المُطَّلِب ما حالُه؟ قَالَ: لم يَرْوِهِ غيرُهُ، لا أدري ما هُوَ! وَهَذَا من ابن أَبِي لَيْلَى؛ كَانَ ابنُ أَبِي لَيْلَى سَيِّئَ الحِفْظ (2) . 252 - وسمعتُ (3) أَبِي وَرَأَى فِي كِتابي: عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْر، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) أربعَ أحاديثَ (5) :   (1) في (أ) و (ش) : «وقال أبي» بدل: «قال: فقلت» ، وكتب بهامش (أ) ما نصه: «هكذا في الأصل» . وفي (ف) : «وقال أبي: قال» ، وفي (ت) و (ك) : «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ أَبِي» ، والمثبت من "البدر المنير"، و"التلخيص الحبير". (2) ذكر الدارقطني في "العلل" (3/185) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «والاضطراب في هَذَا مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى؛ لأنه كان سيِّئ الحفظ، والمشهور عنه حديث حُجَيَّة بن عدي» . (3) سيأتي كلام أبي حاتم على الحديث الأول في المسألة رقم (662) ، وعلى الحديث الثالث في المسألة رقم (912) ، وعلى الحديث الرابع في المسألة رقم (1486) . (4) هو: أبو الزِّناد عبد الله بن ذكوان. (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: أربعة أحاديث، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية على مذهب البغداديين والكسائي خلافًا للبصريين؛ فإنَّ قاعدة الأعداد من ثلاثة إلى عشرة: أنْ يُخَالِفَ العددُ المعدودَ في التذكير والتأنيث، لكنِ اختلفُوا في المعتبر في تذكير المعدود وتأنيثه: هل ينظر إلى المفرد أو إلى الجمع، على مذهبَيْن: الأوَّل: مذهب جمهور النحويين، وهو أنَّ العبرة بالمفرد لا بالجمع، فيقال: ثلاثة سِجِلاَّت، وثلاثةُ دُنَيْنِيرَات؛ فقد حكى سيبويه والفراء أنَّ الاستعمال في كلام العرب جارٍ على مراعاة حال المفرد دون مراعاة حال الجمع. والثاني: مذهب البغداديين؛ أجازوا مراعاة حال المفرد، أو حال الجمع، تذكيرًا وتأنيثًا، فلك أن تقول: ثلاثةُ حمامات، وأن تقول: ثلاثُ حمامات؛ الأوَّل باعتبار حال المفرد، والثاني باعتبار حال الجمع، وقد حكى الكسائي: «مررتُ بثلاثِ حمامات، ورأيتُ ثلاثَ سِجِلاَّت» بغير هاء وإنْ كان المفرد مذكرًا، وقاسَ عليه ما كان مِثْلَهُ. وعلى هذا المذهب يصح قوله هنا: «أربع أحاديث» بمراعاة حال الجمع؛ فإنَّه يعامل معاملة المؤنَّث، يقال: هذه أحاديث. والله أعلم. انظر: "ارتشاف الضرب" لأبي حيَّان (2/750- 751) ، و"أوضح المسالك" (4/225) ، و"شرح الأشموني" (4/126) ، و"همع الهوامع" (3/254) . [باب العدد] . الحديث: 252 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 115 أحدُها (1) : فِي لَيْلَةِ القَدر: تَحَرَّوْها (2) فِي السَّبْع الأَواخر (3) . وأنَّ الناسَ كانوا في صَلاة الصُّبْحِ ووجوهُهُم إِلَى الشَّام، فأتاهُم آتٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) (4) نُزِّلَ عليه قرآنًا (5) ، وأُمِرَ أن يَسْتقبِلَ الكعبةَ؛   (1) في (ت) و (ك) : «أحدهما» . (2) في (ك) : «تحدوها» . (3) أخرجه مسلم (1165) من طريق مالك، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وأخرجه البخاري (2015 و6991) من طريق نافع وسالم، ومسلم (1165) من طريق نافع، كلاهما عن ابن عمر. (4) في (ت) و (ك) : «أن النبي (ص) » . (5) لك في ضبط هذه العبارة وجهان: الوجه الأوَّل: «أنَّ رسول الله (ص) نَزَّلَ عليه قرآنًا، وأَمَرَ أنْ يَسْتَقْبِلَ الكعبةَ» بإضمار فاعل «نَزَّلَ» ، وهو عائدٌ على الله تعالى، و «أمَرَ» : فعلٌ مبنيٌّ للفاعل كـ «نَزَّلَ» ، ومفعوله محذوفٌ تقديرُهُ: وأمَرَهُ أَنْ يَسْتقبِلَ الكعبةَ؛ ويشهد لهذا الوجه رواية البخاري (4488) ، ففيها: «إذ جَاءَ جاءٍ، فقال: أَنْزَلَ اللهُ على النبيِّ (ص) قرآنًا: أنْ يَسْتقبِلَ الكعبةَ» . والوجه الثاني: «أنَّ رسولَ اللهِ (ص) نُزِّلَ عليه قرآنًا، وأُمِرَ أَنْ يَسْتقبِلَ الكعبةَ» - كما أثبتناه في كلام المصنِّف - فـ «نُزِّلَ» : مبنيٌّ لما لم يُسَمَّ فاعله، ويتخرَّج ما بعده على إنابة الجار والمجرور - وهو «عليه» - مُنَابَ الفاعل، و «قرآنًا» : مفعولٌ به لـ «نُزِّلَ» منصوبٌ؛ وهذا جائزٌ على مذهب الكوفيين وابن مالك وأبي عُبَيْد، حيث يجيزون إقامة غير المفعول به نائبًا للفاعل - مع وجود المفعول به - مطلقًا؛ سواءٌ تقدَّم المفعول أو تأخَّر؛ فيقولون: ضُرِبَ زيدًا ضربٌ شديدٌ، وضُرِبَ ضربٌ شديدٌ زيدًا. وكذلك في الظرف والجار والمجرور؛ واستدلوا بقراءةِ أبي جعفر المدني والأعرج وشيبة وعاصم: {لِيُجْزَى [الجَاثيَة: 14] {لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} ، وقراءة أبي جعفر وشيبة وابن السميفع: {وَيُخْرَجُ ّ ِ ُ َ ِ [الإسرَاء: 13] {يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا} . ولهم أيضًا شواهد من الشعر. ولو أُنِيبَ المفعولُ به في هذا، لقيل: لِيُجْزَى قومٌ بما كانوا يكسبون، ويُخْرَجُ له يَوْمَ القيامةِ كتابٌ، والأخفش يجيز ذلك إذا تقدَّم غير المفعول به عليه، فتقول: ضُرِبَ في الدار زيدٌ، وضُرِبَ في الدار زيدًا. وإنْ تقدَّم المفعولُ به على غيره، تعيَّنتْ إنابتُهُ عنده؛ نحو: ضُرِبَ زيدٌ في الدار، ولا يجوز: ضُرِبَ زيدًا في الدار، ولكنَّ الأخفش محجوجٌ بما احتج به الكوفيون من قراءة أبي جعفر ومَنْ معه. وأما البصريون - ما عدا الأخفش - ومن وافقهم فلا يُجيزون إقامة المفعول به نائبًا للفاعل مع وجود المفعول به، مطلقًا؛ سواءٌ تقدَّم المفعول به أو تأخَّر. = = وما ورد من ذلك من الشواهد فإنه عندهم شاذ وضرورة إن كان في الشعر، ومؤوَّلٌ إذا وقع في النثر. فيقولون: إنَّ نائب الفاعل في مثل هذا هو ضمير المصدر المفهوم من الفعل، وليس الجارَّ والمجرور ونحوه مما سوى المفعول به؛ ففي الىية قالوا: التقدير: لِيُجْزَى هو - أي: الجزاءُ - قومًا بما كانوا يكسبون. وفيما نحو حديثنا: التقدير: نُزِّلَ هو - أي: التنزيل - عليه قرآنًا. وقد ردَّ تأويلهم السمين الحلبي في "الدر المصون". وقد خطَّأ بعض العلماء هذا الأسلوب في العربية، منهم ابن جِنِّي في "الخصائص" (1/397-698) ، وهو محجوجٌ بقوله في "المحتسب" (1/236) - وهو من آخر ما ألَّف -: «ليس ينبغي أن يُطْلَقَ على شيء له وَجْهٌ من العربيَّةِ قائمٌ - وإنْ كان غيرُهُ أقوى منه -: أنَّه غَلَطٌ» . اهـ. ومنهم الفراء وابن جرير الطبري، وقد لحن بعضهم أبا جعفر وغيره في القراءة المذكور، والقراءة سنة متبعة. ... إذا تقرَّر ذلك: فما وقع عندنا في النسخ صحيحٌ ومتَّجِهٌ على مذهب الأخفش أيضًا؛ لتقدُّم النائب على المفعول به «نُزِّلَ عليه قرآنًا» . ويؤيد تخريجنا ما في النسخ على هذا الوجه الثاني رواية البخاري (403) و (4490) وغيرها، وفيها: «إنَّ رسول الله (ص) قد أُنْزِلَ عليه الليلة قرآنٌ» . انظر: "اللباب، في علل البناء والإعراب" (1/158- 161) ، و"التبيين" للعكبري (ص268) ، و"شواهد التوضيح" (ص226- 227 مبحث رقم 57) ، و"شرح شذور الذهب" (ص192- 193) ، و"أوضح المسالك" (2/123- 135) ، و"شرح ابن عقيل" (2/460- 463) ، و"شرح الأشموني" (2/136- 138) ، و"همع الهوامع" (1/585- 586) ، و"خزانة الأدب" (1/329- 330) ، و"البحر المحيط" (6/311) ، و"الدر المصون" للسمين الحلبي (9/645- 646، ووقع فيه وهَمٌ في تحرير مذهب الأخفش؛ فقد جعلَهُ كمذهب الكوفيين بلا فرق) ، و"أضواء البيان" (4/245) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (5/26- 28) ، (8/455- 457) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 116 فاسْتَدارُوا فِي صَلاتِهم، وتوجَّهوا قِبَلَ الكعبة (1) . وأنَّ النبيَّ (ص) نَهَى أَنْ يُسَافَرَ بالقُرآن إِلَى أرضِ العدوِّ (2) . وأنَّ النبيَّ (ص) سُئِلَ عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ (3) ؟ فَقَالَ: مَا أَنَا بِآكِلِهِ، وَلاَ مُحَرِّمِهِ (4) . فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذِهِ الأحاديثُ وَهَمٌ؛ إنما هو: عن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ دِينار، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .   (1) أخرجه البخاري (403) ، ومسلم (526) من طريق عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. (2) من قوله: «وأن النبي (ص) نهى ... » إلى هنا، سقط من (ف) ؛ لانتقال البصر. والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/128 رقم 6124) من طريق سليمان بن بلال، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (2990) ، ومسلم في "صحيحه" (1869) من طريق نافع، عن ابن عمر، به. وانظر "العلل" للدارقطني (4/55/أ- ب) . (3) في (ف) : «الضبة» . (4) أخرجه البخاري (5536) ، ومسلم (1943) من طريق عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وأخرجه البخاري (5537) ، ومسلم (1946) من طريق عبد الله بن عباس، عن خالد ابن الوليد. وانظر ما يأتي في المسألة رقم (1486) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 118 253 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حَدَّثَنَا هارونُ (1) بنُ إسحاقَ الهَمْداني، عَنْ عبد الله بن نُمَير، عن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ المُهاجِرينَ لمَّا أقبَلُوا مِنْ مكَّة إِلَى الْمَدِينَةِ، نَزَلُوا بِقُبَاء، فأَمَّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيفة؛ لأَنَّهُ كَانَ أكثرَهُمْ قُرآنًا (2) ، وَفِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الخطَّاب، وَأَبُو سَلَمة بْنُ عَبْدِ الأَسَد؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا غَلَطٌ؛ ليس هذا عبدَالملكِ ابنَ أَبِي سُلَيمان، وَلا أعلَمُ رَوَى عبد الملك بْنِ [أَبِي] (3) سُلَيمان عَنْ نَافِعٍ شيئًا؛ إنما هو عبد الملك بْنُ جُرَيج (4) . فذكرتُ ذَلِكَ لعليِّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد، فَقَالَ (5) لي: سمعتُ محمدَ بنَ مُسْلِم بْن وَارَةَ حدَّثنا بِهَذَا الحديثِ عَن هارون بْن إِسْحَاقَ؛ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ نُمَير (6) ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن   (1) جملة «حدثنا هارون» في محل جر نعت لـ «حديث» ، والعائد محذوف، تقديره: عن حديثٍ حدَّثناه هارون - أو حدثنا به - كما في قوله تعالى: [البَقَرَة: 123] {وَاتَّقُوا يَوْمًا لاَ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} ، أي: لا تجزي فيه. انظر: "أوضح المسالك" (3/275) ، و"شرح ابن عقيل" (2/184) . (2) في (ف) : «قراءة» . (3) قوله: «أبي» سقط من جميع النسخ، وتقدم على الصواب. (4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (7175) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/89) وانظر كلامه فيه. (5) في (ت) يشبه أن تكون: «قال» . (6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (588) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1511) ، وابن الجارود في "المنتقى" (307) . ورواه البخاري في "صحيحه" (692) من طريق أنس ابن عياض، عن عبيد الله بن عمر، به. الحديث: 253 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 119 عمر، عن النبيِّ (ص) . 254 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مَرْوان الفَزَاري (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن ابن مِهْران (3) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لَوْلاَ أَنْ يَثْقُلَ (4) عَلَى أُمَّتِي، لأَخَّرْتُ صَلاَةَ العِشَاءِ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 255 - وسألتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وكيعُ بْن الجرَّاح (7) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (8) ، عَن حارثة (9) ، عَن خَبَّاب (10) : شَكَوْنَا إِلَى رسول الله (ص) الرَّمْضَاءَ، فلم يُشْكِنَا (11) ؟   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (29) . (2) هو: مروان بن معاوية. (3) قوله: «بن مهران» ليس في (ش) . (4) في (ك) : «تثقل» . (5) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/70/مخطوط) ، ونقله بتصرف ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/454) . وستأتي هذه المسألة برقم (375) ، وانظر المسألة رقم (198) . (6) في (ف) : «وسألت أبي زرعة» ، ثم صوَّبها فكتب ألفًا فوق الياء ولم يصلها بها. (7) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (153) ، وابن ماجه في "سننه" (675) ، والشاشي في "مسنده" (1017) ، والطبراني في "الكبير" (4/72 رقم 3676) . (8) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (9) هو: ابن مُضَرِّب. (10) هو: ابن الأَرَتّ. (11) قوله: «فلم يُشْكنا» تقدَّم تفسيره في المسألة رقم (198) . الحديث: 254 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 120 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْطَأَ فِيهِ وكيعٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَلَى ما رَوَاهُ شُعْبَة وسُفْيان (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْب، عن خَبَّاب، عن النبيِّ (ص) . 256 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدم (2) ، عَنِ الحَسَن بْنِ عَيَّاش، عَنِ ابْنِ أَبْجَر (3) ، عَنِ الأَسْوَدِ (4) ، عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يدَيْهِ فِي أوَّلِ تكبيرة، ثُمَّ لا يعودُ: هَلْ هُوَ صَحيحٌ؟ أو يرفَعُهُ (5) حديثُ الثوري (6) ، عَنِ الزُّبَير بْن عَدِيٍّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (7) ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يرفَعُ يدَيْهِ فِي افتتاح الصَّلاة حَتَّى تَبْلُغا مَنْكِبَيه، فقطْ؟ فَقَالا: سُفْيانُ أحفَظُ.   (1) هو: الثوري. ويأتي في المسألة رقم (375) تخريج رواية شعبة وسفيان في آخرين عن أبي إسحاق. (2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2454) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/227) ، و"شرح المشكل" (15/50) من طريق يَحْيَى بْنُ آدم، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبجر، عَنِ الزبير بْن عدي، عَنْ إبراهيم، عن الأسود قال: رأيت عمر، فذكره. وانظر "مسند الفاروق" لابن كثير (1/164) . (3) هو: عبد الملك بن سعيد. (4) هو: ابن يزيد النخعي. (5) كذا في جميع النسخ، والمعنى - فيما يظهر -: أو يعلُّه حديث الثوري، فيرفع هذا الحديثَ وينسخه. (6) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2532) ، والحاكم كما في "نصب الراية" (1/405) ، ومن طريقه البيهقي في "سننه" (2/25) . (7) هو: ابن يزيد النخعي. الحديث: 256 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 121 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا أصحُّ. يعني: حديثَ سُفْيان، عَنِ الزُّبَير بْن عَدِيّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عُمَرَ (1) . 257 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي زائدة (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُسْلِم بْنِ يسار؛ قال: رَأَى ابنُ عُمَرَ رجلا يَعْبَثُ بِالحَصَى في الصَّلاة (4) ؛ فَقَالَ: إِذَا صَلَّيْتَ فلا تَعْبَثْ، واصنَعْ كما صنَعَ رسولُ اللَّهِ (ص) ... وَذَكَرَ (5) الحديثَ؟ فَقَالا: هَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي زائدة، وإِنَّما هُوَ: مسلمُ بن أبي   (1) قال الطحاوي بعد أن أخرج رواية الحسن بن عياش - كما سبق -: «فهذا عمر ح لم يكن يرفع يديه أيضًا إلا في التكبيرة الأولى في هذا الحديث. وهو حديث صحيح؛ لأن الحسن بن عياش، وإن كان هذا الحديث إنما دار عليه، فإنه ثقة حجة، قد ذكر ذلك يحيى بن معين وغيره» . وتعقبه الحاكم - كما في الموضع السابق من "نصب الراية"- بقوله: «هذه رواية شاذة لا تقوم بها حجة، ولا تعارض بها الأخبار الصحيحة عن طاوس بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن عمر كان يرفع يديه في الركوع وعند الرفع منه، وروى هذا الحديث سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عدي، به، ولم يذكر فيه: لم يعد» . (2) نقل هذا النص ابن حجر في ترجمة يحيى بن زكريا من "تهذيب التهذيب" (4/354) . وتصحَّف فيه «ابن عمر» إلى: «ابن عمير» . وستأتي في المسألة رقم (292) . (3) هو: يحيى بن زكريا. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5682) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى بن سعيد إلا ابن أبي زائدة» . (4) في (ت) و (ك) : «يعبث في الصَّلاة بالحصى» . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «فذكر» . الحديث: 257 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 122 مريم (1) ، عن عليِّ بن عبد الرحمن المُعاوي (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قلتُ لَهما: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟ فَقَالا: من ابن أَبِي زائدة (3) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ابنُ أَبِي زائدة قلَّما يُخْطِئ، فَإِذَا أَخْطَأَ أتى بالعَظائِم. 258 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ (5) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كُلَيب، عن عبد الرحمن بْنِ الأسود، عَنْ عَلْقَمَة (6) ، عَنْ   (1) هو: مسلم بن يسار نفسه. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (580) من طريق مالك ويحيى بن سعيد وسفيان بن عيينة، عنه، به. لكن رواية يحيى بن سعيد نصَّ عليها سفيان في آخر روايته. وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (809) : «سمعت أبي يقول: مُسْلِم بْن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ابن عمر ليس بمتَّصل، إنما يدخل بينهما علي بن عبد الرحمن المُعاوي» . (2) في (أ) و (ش) : «المعافري» ، وفي (ت) و (ك) : «المعادي» ، والمثبت من (ف) ، وهو الصواب، كما في "الجرح والتعديل" (6/195) . وسيأتي على الصواب في المسألة رقم (292) . (3) ويؤكد هذا أن سفيان بن عيينة ذكر في روايته التي أخرجها مسلم - كما سبق - أن يحيى بن سعيد رواه بذكر عليّ بن عبد الرحمن المُعاوي. (4) نقل هذا النص ابن القيم في "تهذيب السنن" (1/368) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/396) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/358/مخطوط) . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/388 رقم 3681) ، وأبو داود في "سننه" (748) ، والترمذي في "جامعه" (257) ، والنسائي في "سننه" (1058) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5040 و5302) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/224) . (6) هو: ابن قيس النخعي. الحديث: 258 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 123 عبد الله: أنَّ النبيَّ (ص) قَامَ، فكبَّر فَرَفَعَ يدَيه، ثُمَّ لَمْ يَعُدْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ يُقَالُ: وَهِمَ فِيهِ الثَّوْرِيُّ، وَرَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ عاصمٍ جماعةٌ (1) ، فَقَالُوا كلُّهم: إنَّ النبيَّ (ص) افتتَحَ، فَرَفَعَ يدَيه، ثُمَّ رَكَعَ، فطبَّق، وجَعَلَها بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ. وَلَمْ يقُلْ أحدٌ ما رواه (2) الثوريُّ (3) .   (1) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (1/418 رقم 3974) ، وأبو داود في "سننه" (747) ، والنسائي في "سننه" (1031) ، وابن الجارود في "المنتقى" (196) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (595) ، والدارقطني في "السنن" (1/339) من طريق عبد الله ابن إدريس، عن عاصم، به. (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «ما روى» . (3) روى الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (256) عن عبد الله بن المبارك أنه قال: «قد ثبت عندي حديث من يرفع يديه - وذكر حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ- ولم يثبت حديث ابن مسعود: أن النبي (ص) لم يرفع يديه إلا في أول مرَّة» . وذكر البخاري في "جزء رفع اليدين في الصَّلاة" (ص79) هذا الحديث، ثم قال: «وقال أحمد بن حنبل عن يحيى بن آدم: نظرت في كتاب عبد الله بن إدريس، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كليب، ليس فيه: " ثم لم يَعُد ". قال البخاري: فهذا أصح؛ لأن الكتاب أحفظ عند أهل العلم؛ لأن الرجل ربما حدَّث بشيء، ثم يرجع إلى الكتاب، فيكون كما كان» ، ثم روى الحديث بذكر التطبيق بلا هذه اللفظة، ثم قال: «وهذا المحفوظ عند أهل النظر من حديث عبد الله بن مسعود» . اهـ. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (9/291) : «أما حديث ابن مسعود، عن النبي (ص) : أنه كان لا يرفع يديه في الصَّلاة إلا مرة في أول شيء: فهو حديث انفرد به عاصم ابن كُلَيب، واختُلِف عليه في ألفاظه، وقد ضعَّف الحديث أحمد بن حنبل، وعلَّله، ورمى به، وقال: وكيع يقول فيه: عن سفيان، عن عاصم بن كُلَيب: " ثم لا يعود"، ومرة يقول: " لم يرفع يديه إلا مرَّة "، وإنما يقوله من قبل نفسه؛ لأن ابن إدريس رواه عن عاصم بن كليب، فلم يزد على أن قال: " كبَّر، ورفع يديه، ثم ركع"، ولفظه غير لفظ وكيع، وضعَّف أحمد الحديث» . اهـ. وذكر عبد الله بن أحمد في "العلل" (708) حديث يزيد ابن أبي زياد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البراء ابن عازب في رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وقال فيه: «ثم لم يَعُد» ، وذكر إعلال أبيه أحمد بن حنبل لهذا الحديث، ثم قال (709-714) : قلت لأبي: حديث عاصم بن كليب: حديث عبد الله؟ قال: حدثناه وكيع في الجماعة؛ قال: حدثنا سفيان، عَنْ عَاصِمِ بْنِ كليب، عَنْ عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة؛ قال: قال ابن مسعود: ألا أصلي بكم صلاة رسول الله (ص) ؟ قال: فصلَّى، فلم يرفع يديه إلا مرَّة. قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي؛ قال: حدثناه وكيع مرة أخرى بإسناده سواء، فقال: قال عبد الله: أصلي بكم صلاة رسول الله (ص) ؟ فرفع يديه في أوَّل. حَدَّثَنِي أَبِي؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عبد الرحمن الضرير؛ قال: كان وكيع ربما قال- يعني-: ثم لا يعود. قال أبي: كان وكيع يقول هذا من قبل نفسه؛ يعني: ثم لا يعود. قال أبي: وقال الأشجعي: فرفع يديه في أول شيء ... قال أبي: حديث عاصم بن كليب رواه ابن إدريس، فلم يقل: «ثم لا يعود» . حدثني أَبِي؛ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدم؛ قال: أملاه عليَّ عبد الله بن إدريس من كتابه: عَنْ عَاصِمِ بْنِ كليب، عَنْ عبد الرحمن بن الأسود؛ قال: حدثنا علقمة، عن عبد الله، قال: علَّمنا رسول الله (ص) الصَّلاة، فكبَّر، ورفع يديه، ثم ركع، وطبَّق يديه، وجعلهما بين ركبتيه، فبلغ سعدًا، فَقَالَ: صدق أخي، قد كُنّا نفعل ذلك، ثم أُمِرنا بهذا، وأخذ بركبتيه. حدثني عاصم بن كليب هكذا. قال أبي: هذا لفظ غير لفظ وكيع، وكيع يُثَبِّج الحديث [يعني: لا يأتي به على وجهه] ؛ لأنه كان يحمل نفسه في حفظ الحديث. اهـ. وأخرج أبو داود في"سننه" (748) هذا الحديث من طريق وكيع، عن سفيان، ثم قال: «هذا حديث مختصر من حديث طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ» . اهـ. وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (1/367) : «لا يصح، وقد ذكر علته وبيَّنها أبو عبد الله المروزي في كتاب"رفع الأيدي"» . فتعقبه ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (3/365) بقوله: «وأبو عبد الله المروزي الذي توهم أبو محمد عبد الحق أنه ضَعَّف الحديث المذكور؛ إنما اعتنى بتضعيف هذه اللفظة، وكذلك أحمد بن حنبل وغيره، فأما الحديث دونها فصحيح كما قال الدارقطني» . وقال البزار في "مسنده" (5/47-48) : «وعاصم [يعني: ابن كليب] في حديثه اضطراب، ولا سيما في حديث الرفع؛ ذكره عن عبد الرحمن بْنِ الأسود، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله: أنه رفع يديه في أول تكبيرة» . اهـ. ونقل ابن حجر في"التلخيص الحبير" (1/402) عن ابن حبان؛ أنه قال في "الصَّلاة": «هذا أحسن خبر روي لأهل الكوفة في نفي رفع اليدين في الصَّلاة عند الركوع، وعند الرفع منه، وهو في الحقيقة أضعف شيء يُعَوَّل عليه؛ لأن له عللاً تبطله» . اهـ. وذكر الدارقطني في "العلل" (804) هذا الحديث، وقال: «وإسناده صحيح، وفيه لفظة ليست بمحفوظة ذكرها أبو حذيفة [يعني: موسى بن مسعود النَّهْدي] في حديثه عن الثوري، وهي قوله: " ثم لم يَعُد "؛ وكذلك قال الحمَّاني عن وكيع، وأما أحمد بن حنبل وأبو بكر ابن أبي شيبة وابن نمير: فروَوه عن وكيع، ولم يقولوا فيه: "ثم لم يَعُد"، وكذلك رواه معاوية بن هشام = = أيضًا عن الثوري مثل ما قال الجماعة عن وكيع، وليس قول من قال: " ثم لم يَعُد " محفوظًا» . اهـ. وروى البيهقي في "السنن" (2/79) عن عبد الله بن المبارك أنه قال: «لم يثبت عندي حديث ابن مسعود ... وقد ثبت عندي حديث رفع اليدين؛ ذكره عبيد الله ومالك ومعمر وابن أبي حفصة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبي (ص) . قال: وأراه واسعًا. قال عبد الله: كأني أنظر إلى النبي (ص) وهو يرفع يديه في الصَّلاة؛ لكثرة الأحاديث، وجودة الأسانيد» . اهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 124 .......................... الجزء: 2 ¦ الصفحة: 125 259 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْن (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن إسماعيل ابن مُجَمِّع، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فَلا صلاةَ إلا المكتوبة؟   (1) انظر المسألة الآتية برقم (303) ، وعنون محمد بن العطار لهذه المسألة في هامش نسخة (أ) بقوله: «إذا أقيمت الصلاة» . (2) في (أ) و (ف) : «ركيز» ، وفي (ش) : «بُكَير» ، والمثبت من (ت) و (ك) . الحديث: 259 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 126 فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: إبراهيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. لَيْسَ للزُّهْري مَعْنَى؛ كَذَا رَوَاهُ الدَّرَاوَردي (1) ؛ وَهَذَا (2) الصَّحيحُ موقوف (3) . قيل: قد رفعه عُبَيدالله بن موسى (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ. فَقَالَ: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هو موقوفٌ.   (1) هو: عبد العزيز بن محمد (2) في (ك) : «وهو» . (3) ظاهر كلام أبي حاتم أن الدراوردي يرويه موقوفًا، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أبو عوانة في "صحيحه" (1357) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/371) ، و"شرح المشكل" (10/314) من طريق الدراوردي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مجمِّع، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، به. ووقع عند الطحاوي في "كتابيه": «إسماعيل بن إبراهيم بن مجمِّع» وهو خطأ. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (11/88) أن الدراوردي يرويه مرفوعًا. ويحتمل أن يكون مراد أبي حاتم: أن الدراوردي خالف الفضل بن دكين في عدم ذكره للزهري، وأنه هو الصواب، بغض النظر عن الاختلاف في رفع الحديث ووقفه، ثم بيَّن أن الصواب في الحديث الوقف، والله أعلم. هذا؛ وقولُ أبي حاتم: «موقوف» جاء على لغة ربيعة بحذف ألف تنوين النصب. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/233) ، والدارقطني في "الأفراد" (301/ب/أطراف الغرائب) من طريق محمد بن إشكاب، عن عبيد الله بن موسى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مجمِّع، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث معروف بعمرو بن دينار، عن عطاء، ورواه غير عبيد الله، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مجمِّع، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، رواه عنه يحيى ابن نصر بن حاجب، ومنهم من أوقفه» . وقال الدارقطني: «تفرد به محمد بن إشكاب، عن عبيد الله ابن موسى مرفوعًا» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 127 260 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ الصَّلْت، عَنْ حجَّاج بْن أَرْطاة، عَنْ عَطِيَّة (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلا يَنشُدُ نَاقَةً فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: لاَ وَجَدتَّهَا؟ فَقَالا (2) : هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ سعدُ (3) ابنُ (4) الصَّلْت. رَوَى هَذَا الحديثَ حفصُ بْنُ غِيَاث، وعبَّادُ بْنُ العَوَّام: فأمَّا حفصٌ فَقَالَ: عَنْ حجَّاج، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَعْسَم (5) ، عَنْ مُصْعَب بن سَعْدٍ (6) . وَأَمَّا عبَّادٌ فَقَالَ: عَنْ حجَّاج، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَعْسَم، عن مُصْعَب، عن النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يَذْكُرْ سَعْدًا. والصَّحيحُ عِنْدَنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: عَنْ حجَّاج، عَنْ أبي سعيد   (1) هو: ابن سعد العَوْفي. (2) في (ك) : «فقال لا» . (3) في (ش) : «سعيد» . (4) في (ت) : «من» بدل: «بن» . (5) ذكره بكنيته البخاري في "الكنى" (ص35 رقم302) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/376 رقم 1746) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/369) ، ولم يذكروا فيه جرحًا ولاتعديلاً. (6) كذا في جميع النسخ، والظاهر أن الصواب: «عن مصعب، عن سعد» ؛ كما يتضح من بقيَّة الكلام، والحديث رواه البزار في "مسنده" (3/366) من طريق حفص، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأعسم، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه، به. وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا بهذا الإسناد» . الحديث: 260 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 128 الأَعْسَم، عن مُصعَب، عن سعيد (1) ، عن النبيِّ (ص) (2) . كَذَا كَانَ فِي كِتابي: عَنْ سَعِيدٍ (3) ! 261 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ حَكِيم (5) ، عَنْ شَرِيك (6) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي (7) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَفَعَهُ - قَالَ: مَنْ بَنَى مَسْجِدًا وَلَوْ مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ (8) ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ؟ فَقَالا: هَكَذَا رَوَاهُ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِ شَرِيك، فَلَمْ يَرْفَعوه، والصَّحيحُ عَنْ أَبِي ذَرٍّ - من حديث شَريك - موقوفً (9) . وقال (10) أبي: وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (11) ، عن الأعمش،   (1) في (ك) : «عن سعد» ، وانظر التعليق الآتي. (2) في (ف) : «عن رسول الله (ص) » . (3) كذا في (أ) : «سعيد» ، والكلمة مطموسة في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «سعد» ، ومقصوده: أن في كتابه: «عن مصعب، عن سعيد» ، وصوابه: «عن مصعب، عن سعد» ، فأدَّى ما في كتابه. (4) انظر المسألة رقم (390) . (5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (1551) . (6) هو: ابن عبد الله النَّخعي، القاضي. (7) هو: إبراهيم بن يزيد بن شريك. (8) مَفْحَصُ القَطاة: هو المكان الذي تُفَرِّخ فيه القَطاة من الأرض، والقطاة: مفرد «القطا» ، وهو نوع من الحمام. انظر "النهاية" (3/415) ، و"المصباح المنير" (2/510) ، و"لسان العرب" (7/63) . (9) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (10) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (11) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (4017) ، والروياني في "مسنده" (262) ، وأبو يعلى الموصلي في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (938) - والطحاوي في "شرح المشكل" (1550) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (479) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/437) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3156) من طريق يزيد بن عبد العزيز، وابن أبي شيبة أيضًا وأبو يعلى في "مسنديهما" - كما في "المطالب العالية" (351) - وابن حبان في "صحيحه" (1610) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/437) من طريق قطبة بن العلاء، والبزار في "مسنده" (4016) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1549) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/32) من طريق الثوري، والطحاوي أيضًا (1552) ، وابن حبان في "صحيحه" (1611) من طريق يعلى بن عبيد، جميعهم عن الأعمش، به، مرفوعًا. ورواه الطيالسي في "مسنده" (463) من طريق قيس بن الربيع، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3155) ، وإسحاق بن راهويه - كما في "المطالب العالية" (351) - من طريق أبي معاوية، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" من طريق جرير، وأبو يعلى في "مسنده" من طريق عيسى بن يونس - كما في "المطالب العالية" (351) -، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن أبيه، عن أبي ذر، به، موقوفًا. قال ابن حجر في "المطالب العالية" (351) : «وقد جمعت طرقه في جزء كبير، كتبت فيه عن نيِّف وثلاثين صحابيًّا» . الحديث: 261 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 129 ورفَعَهُ، ونَفْسُ الحديثِ موقوفٌ؛ وهو أصَحُّ (1) . قال أبو محمد (2) : وَحَدَّثَنِي أَبِي (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد بْنُ زَاذَانَ؛ قَالَ: سمعتُ ابْنَ مَهْدِيٍّ (4) ؛ قَالَ: حديثُ الأَعْمَشِ: مَنْ بَنَى للهِ مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ ... : ليس مِنْ صَحيح (5) حديثِ   (1) ذكر الدارقطني في "العلل" (1134) الاختلاف في الحديث، ثم قال: «والموقوف أشبهها بالصَّواب» . (2) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) و (ف) . (3) قوله: «أبي» سقط من (ف) ، وفي (ك) : «حدثني أبي» بلا واو. (4) هو: عبد الرحمن. (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «من صحيح من» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 130 الأَعْمَشِ (1) . 262 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ عَبِيدَة بْن [حُمَيد] (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمة، عَنْ مَسْرُوقٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: خرجَ رسولُ الله (ص) فِي سَفَر، فَأعرَسَ (4) مِنَ اللَّيل، فرَقَدَ، فَلَمْ يستَيقِظْ إِلا بالشَّمس، فأمرَ رسولُ الله (ص) بِلالاً فأَذَّن، ثُمَّ صلَّى الرَّكعَتَين؟ فَقَالا (5) : هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ عَبِيدَة؛ رواه (6) جماعةٌ (7) فقالوا:   (1) نقل ابن عبد البر في "التمهيد" (1/32) عن ابن المديني قوله: قال يحيى بن سعيد: قال سفيان وشعبة: لم يسمع الأعمش هذا الحديث من إبراهيم التيمي. (2) في جميع النسخ: «حمير» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (6/92) . روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4889) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/253) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو يعلى في "مسنده" (2375) ، والطبراني في "الكبير" (11/342 رقم 12225) ، و"الأوسط" (5556) . ورواه أحمد في "مسنده" (1/259 رقم 2349) عن عبيدة بن حميد، عن يزيد، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مسروق إلا تميم بن سلمة، ولا عن تميم إلا يزيد بن أبي زائدة، تفرَّد به عبيد بن حميد. لم يرو مسروق حديثًا عن ابن عباس غير هذا» . (3) هو: ابن الأجدع. (4) كذا! وهي لغة قليلة، وحقه أن يقال: فَعَرَّس، والتعريس: هو نزول القوم في الليل للنوم، وأكثر ما يكون: في آخر الليل. انظر "لسان العرب" (6/135 و136) ، و"المصباح المنير" (2/401- 402) . (5) في (ت) و (ك) : «فقال» . (6) في (ف) : «ورواه» بالواو. (7) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/425 رقم 4888) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَن تَمِيمِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، به. الحديث: 262 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 131 عَنْ تَمِيم بْنِ سَلَمة، عَنْ مسروق؛ قال: كان النبيُّ (ص) فِي سَفَر ... مُرسَلً (1) فقَطْ. قلتُ (2) لَهُمَا: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟ قَالا: مِنْ عَبيدَة. 263 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يزيد ابن عَطَاء، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ (3) أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قال: سألتُ النبيَّ (ص) ، فلم أترُكْ شيئًا، حتى سألتُهُ (5) عن مَسْحِ الحَصَى وَأَنَا فِي الصَّلاة، فَقَالَ بيَدِه هكذا على الحَصَى: امْسَحْ وَاحِدَةً، أَوْ ذَرْ. وَرَوَى هَذَا الحديثَ محمدُ بنُ رَبِيعَةَ، وَوَكِيعٌ (6) ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ هِلال (7) ، عَنْ حُذَيفة: سألتُ النبي (ص) ... فأيُّهما أصَحُّ؟ فَقَالَ: ابنُ أَبِي لَيْلَى فِي حديثِه مثلُ هَذَا كثيرٌ، هَذَا مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى؛ مرَّة يقولُ كَذَا، ومرَّة يقولُ كذا.   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) في (ف) : «فقلت» . (3) في (ش) : «عن ابن» . (4) هو: عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. (5) في (ت) و (ك) : «سألت» . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/385 و402 رقم 23275 و23418) . (7) رجَّح الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (1146) أنه هلال مولى رِبْعي. الحديث: 263 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 132 وَقَدْ تَابَعَ يزيدَ بْنُ عَطاء: الثوريُّ (1) فِي رِوَايَتِهِ عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ وَهُوَ أشبَهُ. 264 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ عَطَاء، عن محمد بن عبد الرحمن ابن أَبِي لَيْلَى، عَنْ نافعٍ وعَطَاء (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى؛ فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ، فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ؟ [فَقَالا] (3) : نُرَى أنَّ هَذَا خطأٌ؛ لأَنَّ هَذَا الحديثَ رَوَاهُ جماعةٌ عَنْ عَطِيَّةَ (4) ونافعٍ (5) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وليسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الأَخْبَارِ ذِكْرُ عَطَاء، ويُشْبِهُ أَنْ يكونَ يزيدُ بْنُ عَطَاء أَرَادَ أَنْ يقولَ: عَنْ عَطِيَّة، فَقَالَ: عن عَطاء، والله أعلم.   (1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (2403) ، والبزار في "مسنده" (4021) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/186) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (5/163 رقم21446) ، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7824) من طريق عبد الله بن نُمَيْر، عَنِ ابْن أَبِي لَيْلَى، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من حديث ابن أبي ليلى عنه» . وانظر "العلل" للدارقطني رقم (1111) . (2) نافع: هو مولى ابن عمر، وعطاء: هو ابن أبي رباح. (3) في جميع النسخ: «فقلت لا» ، وهي محرَّفةٌ عمَّا أثبتناه؛ فإنَّ السؤال موجَّه إلى أبي حاتم وأبي زرعة. (4) هو: ابن سعد العوفي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/155 رقم6439) من طريق الأعمش، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/82) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/254) من طريق مسعر، كلاهما عن عطية، عن ابن عمر، به. (5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (472) ، ومسلم في "صحيحه" (749) . الحديث: 264 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 133 265 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثَ يَحْيَى ابن يَمَان (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (3) ، عن سعيد ابن سَمْعان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كانَ رسولُ الله (ص) إِذَا افتَتَح الصَّلاة، نَشَرَ أصابِعَهُ نَشْرًا. قَالَ أَبِي: وَهِمَ يَحْيَى (4) ؛ إِنَّمَا أَرَادَ: قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا قَامَ إِلَى (5) الصَّلاة، رَفَعَ يدَيْهِ مَدًّا. كَذَا رَوَاهُ الثِّقاتُ مِنْ (6) أَصْحَابِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (7) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (458) . (2) روايته أخرجها أبو سعيد الأشج في "جزئه" (2) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/27) . ومن طريق الأشج رواه الترمذي في "جامعه" (239) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (458) ، وابن حبان في "صحيحه" (1769) ، والخليلي في "الإرشاد" (1/285) . وتابع شبابةُ بن سوار يحيى بن يمان، كما ذكر أبو حاتم في المسألة رقم (458) لكن قال أبو حاتم: «وهذا باطل» . (3) هو: محمد بن عبد الرحمن. (4) قال أبو داود في "مسائله" (1854) : «سمعت أحمد [يعني: ابن حنبل] سُئل عَنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عن ابن أبي ذئب؛ حديث أبي هريرة: إن النبي (ص) كان إذا رفع يديه نشر أصابعه. قلتُ: أليس هو خطأ؟ أليس الحديثُ حديثَ أبي هريرة: كان يرفع يديه مدًّا؟ قال: لا أدري! هو خطأ، ولكن الناس يروونه هكذا، أي: رفع يديه مدًّا» . اهـ. ونقل الترمذي في "جامعه" (240) عن الدارمي قوله: «وحديثُ يحيى بن اليمان خطأ» . وقال الترمذي: «وأخطأ يحيى بن اليمان في هذا الحديث» . وقال الخليلي: «لم يروه بهذا اللفظ غير يحيى بن اليمان» . (5) قوله: «إلى» سقط من (ت) و (ك) . (6) في (ف) : «عن» . (7) الحديث رواه على هذا الوجه الطيالسي في "مسنده" (2495) عن ابن أبي ذئب، به. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/27) . ورواه أحمد في "مسنده" (2/434 رقم 9608) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/434 رقم 9608) ، وأبو داود في "سننه" (753) ، والنسائي في "سننه" (883) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (460) من طريق يحيى القطان، والترمذي في "جامعه" (240) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد، وابن خزيمة (459) ، وابن حبان في "صحيحه" (1777) ، والبيهقي في "سننه" (2/27) من طريق أبي عامر العقدي، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/195) من طريق أسد بن موسى، جميعهم عن ابن أبي ذئب، به. ونقل الترمذي عن الدارمي قوله: «وهذا أصح من حديث يحيى بن اليمان» . وكذا قال الترمذي. الحديث: 265 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 134 266 - أخبرنا (1) أبو محمد عبد الرحمن ابن أَبِي حاتِم (2) ؛ قَالَ (3) : حدَّثنا (4) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ جَوَّاس (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأَشْجَعي (6) ، عَنِ الثَّوْرِيِّ (7) ، عَنْ مُحَارِب بْنِ دِثَار، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ لِي على النبيِّ (ص) دَينٌ، فقَضَاني وزَادَني، ودخَلْتُ المَسْجِدَ، فقال لي (8) : صَلِّ (9) رَكْعَتَيْن (10) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1112) ، وانظر المسألة رقم (1123) . (2) قوله: «عبد الرحمن بن أبي حاتم» ليس في (ف) . (3) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا، ليس في (أ) و (ش) . (4) في (أ) و (ش) : «وحدثنا» . (5) في (ف) : «حواش» . وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (715) ، وابن حبان في "صحيحه" (2496) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (1610) . (6) هو: عبيد الله بن عبيد الرحمن، ويقال: ابن عبد الرحمن. (7) هو: سفيان. (8) قوله: «لي» ليس في (ف) . (9) في (ف) و (ك) والمسألة رقم (1112) : «صَلِّي» بإثبات الياء. وله وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (10) أخرجه مسلم في "صحيحه" (715) من طريق أحمد ابن جوَّاس، به. الحديث: 266 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 135 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: تَوَهَّمْتُ أَنْ يكونَ أخَذَهُ (1) عَنْ مِسْعَر (2) . 267- وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أسامة (4) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة ذِي اليَدَيْنِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ أَخَافُ أَنْ يكونَ أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو أسامة.   (1) في (ف) : «قد أخذه» . (2) في (ك) : «مسيعر» . ويعني أبو زرعة: أن سفيان الثوري أخذه عن مسعر بن كِدام ٍ، عن محارب بن دِثار؛ لأن الحديث معروف من طريق مِسعر، وقد أخرجه من طريقه البخاري في "صحيحه" (443 و2394 و2603) . وهذا ظنٌّ من أبي زرعة؛ فالحديث لم يتفرد به مسعر، بل رواه شعبة أيضًا عن محارب، وروايته عند مسلم في الموضع السابق، وعند البخاري أيضًا (2604 و3087 و3089 و3090) . (3) عنون لهذه المسألة في هامش نسخة (أ) بخط مغاير بما نصه: «قصة ذي اليدين» . (4) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (4514) عن أبي أسامة، به. ومن طريقه رواه الطحاوي في "شرح المعاني" (1/444) ، ورواه أبو داود في "سننه" (1017) من طريق أحمد بن محمد بن ثابت، وأبو داود أيضًا (1017) ، وابن ماجه في "سننه" (1213) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1034) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/359) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، وابن ماجه (1213) من طريق علي بن محمد وأحمد بن سنان، وابن خزيمة (1034) من طريق بشر بن خالد العسكري، جميعهم عن أبي أسامة، به. قال ابن خزيمة: «هذا خبر ما رواه عن أبي أسامة غير أبي كريب وهذا؛ يعني: بشر بن خالد» ! وقال الدارقطني في "الأفراد" (193/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث عبيد الله عنه، تفرد به أبو أسامة، ولا نعلم حدث به عنه غير أحمد بن سنان، وهو من الثقات الأثبات» !. وقال البيهقي: «تفرد به أبو أسامة حماد بن أسامة، وهو من الثقات» . وانظر "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (1/437) ، و"نصب الراية" (2/68) . الحديث: 267 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 136 268 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَة (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أَنَسٍ: أُمِرَ بلالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأذانَ، ويُوتِرَ الإقامةَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (4) سعيد (5) ، عن قتادة: أنَّ أنسً (6) كَانَ يؤذِّن مَثْنَى مَثْنَى. 269 - وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ أَبِي نُعَيم (8) ، عَنِ ابْنِ أَبِي غَنِيَّة (9) ، عَنْ أَبِي الخَطَّاب (10) ، عن مَحْدُوجٍ   (1) انظر المسألة الآتية برقم (359) و (557) . (2) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (1/274) . (3) هو: سعيد. (4) قوله: «عن» من (ت) و (ك) فقط. (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2130 و2133) . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أنسًا» ، بالألف، لكنْ حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) نقل بعض هذا النص بتصرف مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/876) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/194) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/64) ، و"التفسير" (2/274) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/76) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/243) . (8) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (182) - وابن ماجه في "سننه" (645) ، والطبراني في "الكبير" (23/373 رقم 883) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/291) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/65) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/140) . (9) هو: عبد الملك بن حميد. (10) هو: الهَجَري، واسمه: عمرو، وقيل: عمر. الحديث: 268 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 137 الذُّهْلي، عَنْ جَسْرَة؛ قَالَتْ: أخبرَتْني أُمُّ سَلَمة؛ قَالَتْ: خَرَجَ النبيُّ (ص) إلى صَرْحَةِ (1) هذا المَسْجِدِ، [فنادى بأعلى صَوْتِهِ: إنَّ المَسجِدَ] (2) لا يَصْلُحُ لِجُنُبٍ وَلا لِحَائِضٍ، إلاَّ لِلنَّبِيِّ، ولأِزوَاجِهِ، وعَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يَقُولُونَ: عَنْ جَسْرَة، عَنْ أمِّ سَلَمة؛ والصَّحيحُ: عَنْ عائِشَة (3) . قال أبو محمد (4) : قد (5) رَوَى أَفْلَتُ بْنُ خَلِيفَةَ (6) ، عَنْ جَسْرَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، هَذَا الحديثَ؛ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ (7) : إلاَّ   (1) صَرْحَة المسجد: ساحته. انظر "لسان العرب" (2/511) . (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ؛ لانتقال البصر، والحديث أخرجه ابن ماجه (645) ، ومنه استُدرِك السقط. (3) في "نصب الراية" (1/195) : «والصحيح: عن جسرة، عن عائشة» . (4) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (5) في (أ) و (ش) : «وقد» . (6) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1783) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/67) ، وأبو داود في "سننه" (232) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1327) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/150) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/442) . قال البخاري: «وقال ابن مهدي: عن سفيان، عن فليت الذُّهْلي، سمع جسرة بنت دجاجة ودهثمة. وعند جسرة عجائب. وقال عروة وعباد بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: عَنْ عَائِشَةَ، عن النبي (ص) : " سُدُّوا هذه الأبوابَ، إلا بابَ أبي بكر "، وهذا أصحُّ» . وقال أيضًا في (6/184) : «ولا يصح عن النبي (ص) » . (7) قوله: «لم يذكر» مكرر في (ف) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 138 لِلنَّبِيِّ وأزوَاجِهِ ... ، وَإِنَّمَا قَالَ (1) : لاَ يَصْلُحُ لِجُنُبٍ وَلاَ حَائِضٍ فقَطْ. 270 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قيلَ لَهُ: إنَّ أبا بَكْر كَانَ يُخافِتُ قِراءَتَهُ باللَّيلِ، وإنَّ عُمَر كَانَ يَجْهَرُ (2) ... . فَرَوَاهُ زكريَّا بْن أَبِي زائدة (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَن هانئ بْن هانئ، عَن عليٍّ؛ قَالَ: ذُكِرَ للنبيِّ (ص) ذَلِكَ. وَرَوَاهُ إسرائيل (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْع (6) ؛ قال: بلغَ النبيَّ (ص) ذَلِكَ. فَقِيلَ (7) لأَبِي زرعة فِي هذين الحديثَين (8) ، وأنَّ عمَّارً (9) كَانَ يأخذُ   (1) في (ت) و (ك) بدل قوله: «قال» كلمة غير واضحة، يشبه أن تكون: «يدل» . (2) في (ك) : «يجهر قراءته» . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/109 رقم865) ، وفي "فضائل الصحابة" (100) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2105) ، والضياء في "المختارة" (2/397) . (4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (5) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30252) ، والمروزي في "قيام الليل" (ص57/مختصره) . (6) في (ف) : «نفيع» . (7) في (ش) : «فقال» . (8) الظاهر: أنه يعني حديثي علي وزيد بن يُثَيع السابقين، لكن ابن أبي شيبة أخرج الحديث في الموضع السابق من "المصنف" عن زيد بن يثيع، ووقع عنده: أن النبي (ص) مرَّ ببلال!! (9) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب وَفْقًا لِلُغَةِ ربيعة. انظر بيانها في المسألة رقم (34) . الحديث: 270 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 139 مِنْ هَذِهِ السُّورة، فيقرأُ آياتٍ، ثُمَّ (1) يَصِيرُ (2) إِلَى سُورةٍ أُخرى، فيقرأ آياتٍ ... . وروى سَعِيد بْن المسيّب (3) ، وأبو سَلَمة (4) ابنُ عبد الرحمن، وعُمَرُ مولى غُفْرَة (5) عَمَّن حدَّثه (6) ، كلُّهم عن النبيِّ (ص) - مُرسَلً (7) -: أنَّ النبيَّ (ص) مَرَّ بِأَبِي بَكْر وَهُوَ يُخافِتُ صَوْتَهُ بالقِراءَة، ومَرَّ بعمر وَهُوَ يَجْهَرُ، ومَرَّ ببلال وَهُوَ يقرأ مِنْ هَذِهِ السُّورة ومِنْ هَذِهِ السُّورة؛ بدلا من عمَّار. فَقِيلَ لأَبِي زرعة: فما الصَّحيحُ عندك: بلالٌ أو عمَّار؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ المدنيُّون عَلَى أَنَّهُ بلال، وَهُمْ (8) أعلَمُ، وإنْ كَانَ رِوَايَتُهُمْ مُرسَلاً (9) ، فلولا أنَّهم سمعوه من أصحاب النبيِّ (ص) ،   (1) في (ت) و (ك) : «لم» بدل: «ثم» . (2) في (ك) : «تصير» . (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (4209 و4210) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص188) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8818 و30250) . (4) في (ك) : «أبو أسلمة» . (5) روايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص188) . وتصحف فيه: «غفرة» إلى «عفرة» بالعين المهملة. (6) في (ف) : «حديثهم» بدل: «حدثه» . (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . (8) في (ش) : «وهو» . (9) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كانت روايتهم مُرسَلَةً» ، فهنا إشكالان؛ أولهما: تذكير الفعل مع الاسم المؤنَّث، وثانيهما: تذكير الخبر مع أن الاسم المخبر عنه مؤنث: أما الإشكال الأوَّل، فيخرَّج تخريجين: الأول: أن «الرواية» مؤنَّث غير حقيقي التأنيث، والفعل إذا أسند إلى اسمٍ مفردٍ غير حقيقي التأنيث فإنه يجوزُ معه تأنيث الفعل وتذكيره، وإنْ كان تأنيثُهُ أولى؛ وقد أوضحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (224) . والثاني: بالحمل على المعنى، حَمَلَ الرواية على المرويِّ؛ لأنها بمعناه، والتقدير: كان مرويُّهم أو ما رَوَوْهُ مرسلاً، وهذا حملٌ للمؤنَّث على المذكَّر، وبه ينحل الإشكال الثاني وهو كون «مرسلاً» مذكرًا مع تأنيث الرواية، فإنه لمَّا حمل «الرواية» على معنى «المروي» ذكَّر الفعل وذكَّر الخبر كذاك. والحمل على المعنى - كما يقول ابن جني في "الخصائص" (2/411- 435) -: «غَوْرٌ من العربية بعيد، ومذهب نازحٌ فسيحٌ؛ قد ورد به القرآن، وفصيحُ الكلام منثورًا ومنظومًا؛ كتأنيث المذكَّر، وتذكير المؤنَّث، وتصوُّر معنى الواحد في الجماعة، والجماعة في الواحد، وفي حَمْلِ الثاني على لفظٍ قد يكون عليه الأوَّل، أصلاً كان ذلك اللفظ أو فرعًا، وغير ذلك ... » إلى أن قال: «وتذكيرُ المؤنَّث واسعٌ جدًّا؛ لأنَّه رَدُّ فرعٍ إلى أصل» . ومن شواهد حمل المؤنَّث على معنى المذكَّر: قولُهُ تعالى: [البَقَرَة: 275] {فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ} ؛ لأنَّ الموعظة في معنى الوعظ - وهذا أحدُ قولين في الآية - وقولُهُ تعالى: [الأنعَام: 78] {فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي} ، أي: هذا الشخص، أو هذا المرئي، وقولُهُ تعالى: [الأعرَاف: 56] {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ، قيل: إنه أراد بالرحمة: المطر - في أحد الأقوال - وغير ذلك من الآيات. ومن الأحاديث: ما رواه البخاري (1636) ، ومسلم (163) ؛ أنَّه (ص) قال في حديث ليلة المعراج: «فنزل جبريلُ _ج، ففَرَجَ صَدْرِي، ثم غَسَلَهُ بماءِ زَمْزَمَ، ثم جاء بطَسْتٍ من ذَهَبٍ، ممتلئٍ حِكْمةً وإيمانًا، فأفرَغَهَا في صَدْري، ثم أطبقَهُ» ، قال النووي في "شرح مسلم" (2/218) : «قد قدَّمنا لغاتِ الطَّسْت، وأنها مؤنَّثة، فجاء «ممتلئ» على معناها، وهو الإناء، و «أفرغها» : على لفظها» . اهـ. ومنه ما رواه الإمام أحمد في "مسنده" (5/161 رقم 21432) من قول المعرور بن سُوَيْد: «رأيتُ أبا ذَرٍّ وعليه حُلَّةٌ، وعلى غُلاَمِهِ مِثْلُهُ» ، ذكَّر الضمير في «مِثْلُهُ» ، وهو للحُلَّة؛ لأنَّ الحُلَّةَ ثوبٌ، فحملها على معناها. ومن الشعر: قولُ عامر بن جُوَيْن الطائي [من المتقارب] : فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَهَا ولا أَرْضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا ذهب بـ «الأرض» إلى: الموضع والمكان. والشواهد على تذكير المؤنَّث أكثَرُ من أن تُحْصَى في كلام العرب شعرًا ونثرًا. وانظر: "كتاب سيبويه" (3/565- 566) ، و"المقتضب" للمبرِّد (2/148- 149) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص143، 148، 390) ، و"الخصائص" (2/411- 415 فصل في الحمل على المعنى) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (2/763- 777) ، و"الأشباه والنظائر في النحو" للسيوطي (3/167- 168) ، وانظر تفصيل الكلام على الحمل على المعنى مطلقًا في "الأشباه والنظائر" للسيوطي (1/406- 419) ، وقد علَّقنا في المسألة رقم (81) على تأنيث المذكَّر؛ فارجع إليه إنْ شئت. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 140 ما كانوا يَقُولُونَه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 141 271 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُصَين (2) ، عَن هلال بْن يِسَاف (*) ، عَن زياد بْن أَبِي الجَعْد، عَن وابِصَة (3) : أنَّ رجلا صلَّى خلف الصَّفِّ وحدَهُ، فأمره النبيُّ (ص) أنْ يُعِيدَ. وَرَوَاهُ عَمْرو بْن مُرَّة (4) ، عَن هلال بْن يِسَاف (*) ، عن عمرو بن   (1) انظر المسألة رقم (281) و (474) . (2) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (908) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5886) ، وأحمد في "مسنده" = = (4/228 رقم 18000) ، والترمذي في "جامعه" (230) ، وابن ماجه في "سننه" (1004) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/393) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/184) ، والطبراني في "الكبير" (22/141-142 رقم 376-381) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/104) ، وفي "المعرفة" (5832) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (2482) من طريق منصور، عن هلال، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبراني (22/141 رقم 375) . (*) ... في (ت) : «سياف» . (3) هو: ابن مَعْبَد. (4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1297) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/187) ، وأبو داود في "سننه" (682) ، والترمذي في "جامعه" (231) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/393) ، والبغوي في "الجعديات" (111) ، وابن حبان في "صحيحه" (2199) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/184) ، والطبراني في "الكبير" (22/140-141 رقم 371-373) . ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/104) . الحديث: 271 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 142 راشد، عَن وابِصَة، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟ قَالَ: عَمْرو بْن مُرَّة أحفَظُ (1) . 272 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ منصور (3) ، عن مُجاهِد،   (1) قال البيهقي في "المعرفة" (4/184) : «وكان الشافعي في القديم يقول: لوثبت الحديث الذي روي فيه لقلت به، ثم وهَّنه في الجديد» . وقال الترمذي في "جامعه" (230) : «اختلف أهل الحديث في هذا، فقال بعضهم: حديث عَمْرو بْن مرة، عَن هلال بْن يساف، عَنْ عَمْرِو بْنِ راشد، عن وابصة ابن معبد أصح، وقال بعضهم: حديث حصين، عَن هلال بْن يساف، عَن زياد بْن أَبِي الْجَعْدِ، عن وابصة ابن معبد أصح، وهذا عندي أصح مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ؛ لأنه قد روي من غير حديث هلال بْن يساف، عَن زياد بْن أَبِي الْجَعْدِ، عَن وابصة بن معبد» . وانظر "العلل الكبير" له (ص67) . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (1/269) : «وحديث وابصة مضطرب الإسناد، لا يثبته جماعة من أهل الحديث» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (5/23) : «ورجح أحمد وأبو حاتم الرازي رواية عمرو بن مرة» . (2) نقل هذا النص ابن رجب في "فتح الباري" (6/11) مع اختلاف في السِّياق، ولفظه: «وأما أبو حاتم الرازي فإنه قال في حديث مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي عياش: إنه صحيح، وقيل له: فهذه الزيادة: " فنزلَتْ آيةُ القصر بين الظُّهر والعَصر " محفوظة هي؟ قال: نعم» . (3) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها الإمام أحمد (4/60) من طريق شعبة، والنسائي (1549 و1550) من طريق شعبة وعبد العزيز بن عبد الصمد، كلاهما عن منصور. الحديث: 272 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 143 عَنْ أَبِي عَيَّاش الزُّرَقي، عَنِ النبيِّ (ص) فِي صَلاة الخَوف؛ يزيدُ فِيهَا جرير (1) : فنزلَتْ آيةُ القَصْرِ بين الظُّهر والعَصر (2) : هَذِهِ الزِّيادةُ محفوظَة (3) ؟ قَالَ: نعم، هُوَ صَحيحٌ (4) . 273 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيل بْنِ غَزْوان (6) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) (8) : إِنَّ لِلصَّلاَةِ أَوَّلاً وآخِرًا، وَإِنَّ أَوَّلَ وَقْتِ الفَجْرِ حِينَ يَطْلُعُ الفَجْرُ ... ، وذكر مواقيتَ الصَّلاة؟   (1) هو: ابن عبد الحميد، والمقصود: أنه روى هذا الحديث عن منصور، فزاد فيه هذه الزيادة. وروايته أخرجها سعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (686) ، ومن طريقه أبو داود (1236) . وانظر تتمة تخريجه في التعليق على "سنن سعيد بن منصور". (2) من قوله: «عن النبي (ص) ... » إلى هنا، سقط من (ش) . (3) في (ش) : «محفوظ» ، وانظر توجيهه لغةً في التعليق على المسألة رقم (364) . (4) في (ك) : «الصحيح» . (5) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (4/29) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/231) ، وانظر "فتح الباري" لابن رجب (3/167) . (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3222) ، وأحمد في "مسنده" (2/232 رقم2172) ، والترمذي في "جامعه" (151) ، وفي "العلل الكبير" (82) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1/177 رقم 423) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/119) ، = = وابن المنذر في "الأوسط" (2/336) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/149 و150 و156) ، والدارقطني في "السنن" (1/262) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/375) . (7) هو: ذَكْوان السَّمَّان. (8) في (ف) : «قال رسول الله (ص) » . الحديث: 273 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 144 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فِيهِ ابنُ فُضَيل؛ يَرويه أصحابُ الأَعْمَشِ (1) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجاهِد، قولَهُ (2) . 274 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ فُضَيل (3) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ عَلقَمَة (5) ، عَنْ عبد الله (6) ؛ قال: سَلَّمْتُ   (1) رواه الترمذي في "جامعه" (151) ، وفي "العلل الكبير" (83) من طريق أبي إسحاق الفزاري، والعقيلي في "الضعفاء" (4/119) ، والدارقطني في "السنن" (1/262) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/376) . (2) قال الترمذي في "جامعه" (151) بعد أن أخرج الحديث من الطريقين: «سمعت محمدًا [يعني البخاري] يقول: حديث الأعمش عن مجاهد في المواقيت أصحُّ من حديث محمد بن فضيل، وحديث محمد بن فضيل خطأ، أخطأ فيه محمد بن فضيل» . وقال الدوري في "تاريخه" (2/534) : «سمعت يحيى ابن معين يُضعِّف حديث مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، أحسب يحيى يريد: إن للصلاة أولاً وآخرًا، وقال: إنما يُروى عن الأعمش، عن مجاهد» . وقال أيضًا في (4/66) : «رواه الناس كلهم عن الأعمش، عن مجاهد، مرسلاً» . وقال العقيلي بعد أن ذكر رواية مجاهد: «وهذا أولى» . وقال الدارقطني في "سننه" (1/262) : «هذا لا يصح مسندًا، وهم في إسناده ابن فضيل، وغيره يرويه عن الأعمش، عن مجاهد، مرسلاً» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (8/87) : «هذا الحديث عند جميع أهل الحديث حديث منكر، وهو خطأ، ولم يروه أحد عن الأعمش بهذا الإسناد إلا محمد بن فضيل، وقد أنكروه عليه» . ثم روى بإسناده إلى محمد بن عبد الله بن نمير أنه قال في هذا الحديث: «خطأ، ليس له أصل» . (3) هو: مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1199 و1216) ، ومسلم في "صحيحه" (538) . ورواه البخاري (3875) من طريق أبي عوانة، ومسلم (538) من طريق هُرَيم بن سفيان، كلاهما عن الأعمش، به. (4) في (ت) و (ك) : «الأعمش وإبراهيم» . وإبراهيم هذا هو: ابن يزيد النَّخعي. (5) هو: ابن قيس النَّخعي. (6) هو: ابن مسعود. الحديث: 274 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 145 على النبيِّ (ص) وَهُوَ فِي الصَّلاة، فردَّ عليَّ، فلمَّا قَدِمْتُ من الحَبَشَة ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما يَرْويه (1) الأعمشُ (2) ، عن إبراهيم، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلاً (3) ؛ لا (4) يَقُولُ فِيهِ: عَلْقَمَة (5) . 275 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمدُ ابن يُونُسَ، عَنْ مِنْدَل (6) ، عَنْ حُصَين (7) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخطَّاب: كَانَ رسولُ الله (ص) يَكْرَهُ الكُرَّاثَ، فمَنْ أكَلَهُ مِنكُم فَلا يَحْضُرِ المساجِدَ وتِلاوةَ القُرآن؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُصَيْن، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسَاف (8) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - مُرسَلً (9) - عن النبيِّ (ص) (10) .   (1) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «يروي» . (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (3592) عن سفيان الثوري، عنه، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (1/409 رقم3884) . ورواه النسائي في "الكبرى" (540) من طريق شعبة، عن الأعمش، به. (3) يعني: منقطعًا؛ لأن إبراهيم النَّخعي لم يسمع من ابن مسعود. (4) قوله: «لا» سقط من (ف) . (5) قال ابن رجب في "فتح الباري" (6/361) : «وقد رجَّح انقطاعه كثير من الحفاظ؛ منهم: أبو حاتم الرازي، وقال في رواية ابن فضيل الموصولة: إنها خطأ» . (6) في (أ) و (ف) : «مبدل» . ومِنْدَل لقبه، وقيل: اسمه عمرو بن علي. (7) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي. (8) في (ت) : «سياف» . (9) قوله: «مرسلً» هكذا في النسخ بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (10) كذا قال أيضًا في "المراسيل" (ص 229 رقم858) . الحديث: 275 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 146 قلتُ لأَبِي: عَمْرُو بْن مَيْمُونٍ لَقِيَ عمرَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَهِلالُ بْنُ يِسَاف (1) لَمْ يَلْقَ عمرَ. 276 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو وَكِيعٍ الجَرَّاح بْنُ مَلِيح (2) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) [سُئِل عن] (4) الرَّجُلِ يَعْمَلُ العَمَلَ يُسِرُّهُ جُهْدَهُ، فَإِذَا اطُّلِعَ عَلَيْهِ يَسُرُّهُ ذَلِكَ؟ قَالَ: لَهُ أَجْرُ السِّرِّ، وَأَجْرُ العَلاَنِيَةِ. وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (5) ، عَنْ أَبِي سِنَان الشَّيْباني - سعيدِ بنِ سِنَان الرَّازي- عَنْ حَبيب (6) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .   (1) في (ت) : «سياف» . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «فليح» . وروايته أخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" (2/805/مسند عمر) . ورواه الطبري (2/804) ، والطبراني في "الأوسط" (4702) ، وفي "مسند الشاميين" (2809) من طريق سعيد بن بشير، عن الأعمش، به. (3) هو: ذَكْوان السَّمَّان. (4) مابين المعقوفين ليس في النسخ، ولابد منه أو ما يقوم مقامه؛ لاستقامة النص. (5) هو: سليمان بن داود الطيالسي، والحديث أخرجه في "مسنده" (2552) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي (2384) ، وابن ماجه (4226) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (2/807/مسند عمر) ، وابن البختري في "أماليه" (33/مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، وابن حبان في "صحيحه" (375) ، وابن عدي في "الكامل" (3/363) . (6) هو: ابن أبي ثابت. الحديث: 276 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 147 وَرَوَاهُ أَبُو معاويةَ الضَّرِيرُ (1) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبيب، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ؟ فَقَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عِندي مُرسَلٌ (3) . 277- وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (6) ، عَنِ العَيْزَار بن حُرَيْث، عن أبي   (1) في (ت) : «الضري» . وأبو معاوية هذا هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/3) ، وهنَّاد في "الزهد" (880) . ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (2/806/مسند عمر) من طريق أبي بكر بن عياش ومحمد بن أبي عبيدة المسعودي، كلاهما عن الأعمش، به. ورواه وكيع في "الزهد" (245) ، والطبري (2/806) من طريق سفيان الثوري، عن حبيب، به. (2) يعني: عن أبي صالح، عن النبي (ص) ، مرسلاً. (3) نقل الزيلعي قول أبي حاتم هذا في "تخريج الكشاف" (2/314) . وقال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث غريب. وقد روى الأعمش وغيره عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن أبي صالح، عن النبي (ص) ، مرسلاً، وأصحاب الأعمش لم يذكروا فيه: عن أبي هريرة» . وذكر الدارقطني في "العلل" (8/183 رقم1499) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح من ذلك قول من قال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أبي صالح، مرسلاً» . وقال أبو نعيم في "الحلية" (8/250) : «والمحفوظ: عن الثوري، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، مرسلاً» . وانظر أيضًا "العلل" للدارقطني (6/199) . (4) تقدمت هذه المسألة باختصار برقم (220) ، وأوضحنا هناك أن هذا الحديث طويل؛ أورد المصنف هناك قطعة منه، وفي هذا الموضع قطعة أخرى. (5) هو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3816) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/51) تعليقًا، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/141 رقم21273) ، والحاكم في "المستدرك" (1/248-249) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/68) . (6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. الحديث: 277 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 148 بَصِير (1) ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى المُنَافِقِينَ صَلاَةُ العِشَاءِ وَالفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا [لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا] (2) ، [وَإِنَّ الصَّفَّ الأَوَّلَ] (3) لَعَلَى (4) مِثْلِ صَفِّ المَلائِكَةِ ... الحديثَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : وَرَوَاهُ شُعْبَةُ (6) ، والحجَّاجُ ابن أَرْطاة (7) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي بَصِير، عَنْ أُبَيِّ بن كعب، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ الثوريُّ، واختُلِف عَنْهُ: فَقَالَ وكيع: عن الثوري (8) .   (1) في (ك) : «أبي نصير» . وأبو بصير هذا هو: العَبْدي، يقال: اسمه حفص. (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، وضبَّب ناسخ (أ) على موضعه، واستدركناه من مصادر التخريج. (3) في جميع النسخ: «إن صف الأولى» ، إلا أن في (ت) و (ك) كلمة غير مقروءة بدل: «إن» ، والتصويب من مصادر التخريج. (4) في (ك) : «لعل» . (5) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/140 رقم21265) ، والدارمي في "مسنده" (1305) ، وأبو داود في "سننه" (554) ، والحاكم في "المستدرك" (1/249) . (7) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/140 رقم 21272) . (8) كذا في جميع النسخ لم يذكر روايته، والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (5/140 رقم21266) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/50-51) من طريق وكيع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أُبَيِّ بن كعب، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف (2004) عن الثوري بمثله. ورواه الحاكم في "المستدرك" (1/248) من طريق الحسين بن حفص وأبي حذيفة وعبد الصمد بن حسان والأشجعي والنعمان بن عبد السلام، جميعهم عن الثوري، به. ورواه الحاكم في "المستدرك" (1/248) من طريق أبي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أبيٍّ، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 149 وَقَالَ غيرُه (1) : عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَصير، عَنْ أُبَيِّ بَصِير، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ زُهَيْر (2) بْن معاوية، وزكريَّا بْن أَبِي زائدة (3) ، وجرير بْن حَازِمٍ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي بَصِير، عَنْ أَبِيهِ، عن أُبَيٍّ، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبِي: كَانَ أَبُو إِسْحَاقَ (5) واسِعَ الحديث (6) ؛ يَحتَمِلُ أن يكونَ   (1) ظاهر العبارة أن غير وكيع يرويه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، على هذا الوجه، ولم نقف على ذلك، إلا أن يكون وقع سقط ذهب معه ذكر الاختلاف الثاني على الثوري، وسيأتي تخريج من رواه عن أبي إسحاق على هذا الوجه، والله أعلم. (2) في (ك) : «نصير» . وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1307) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1476) ، عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/140-141 رقم 21269-21270) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/68) . (3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/51) تعليقًا، والحاكم في "المستدرك" (1/248) تعليقًا. (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/51) تعليقًا. ورواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/141 رقم21271) من طريق جرير، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بصير العبدي، عن أُبيِّ بن كعب، به. لم يذكر «عبد الله بن أبي بصير» ، وكذا ذكر الحاكم في "المستدرك" (1/248) رواية جرير. (5) في (ف) : «كان أبي إسحاق» . (6) وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (6/243) : «أبو إسحاق السَّبيعي ثقة، وأحفظ من أبي إسحاق الشيباني، ويشبَّه بالزهري في كثرة الرواية، واتساعِهِ في الرجال» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 150 سَمِعَ من أَبِي بَصِيرٍ (1) ، وسمع مِنِ ابنِ أَبِي بَصِير (2) عَنْ أَبِي بَصِير، وسمع من العَيْزار عَنْ أَبِي بَصير. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ أَبُو الأَحْوَص، والحديثُ حديثُ شُعْبَة (3) . قَالَ أَبِي: وسمعتُ سُلَيمانَ بنَ حَرْب؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي وَهْب بْن جَرِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ شُعْبَة (4) : أَبُو إِسْحَاقَ قد سمع من عبد الله بن (5) أبي   (1) لم يُذكر في المسألة رواية أبي إسحاق، عن أبي بصير، فلعلَّها من السقط الذي أُشير إليه في الاختلاف على الثوري. والحديث رواه النسائي في "سننه" (843) ، وابن حبان في "صحيحه" (2057) ، والحاكم في "المستدرك" (1/248) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَبِي بَصِيرٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كعب، به. قال الحاكم: «وهكذا قال إسرائيل بن يونس، وأبو حمزة السكري، وعبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وجرير بن حازم كلهم قالوا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بصير، عن أبيٍّ» . (2) أخرج الحاكم في "المستدرك" (1/249) عن علي بن المديني أنه قال: «قد سمع أبو إسحاق من عبد الله = = ابن أبي بصير، ومن أبيه أبي بصير» . وأخرج البيهقي في "سننه" (3/68) عن ابن المديني أيضًا قوله: «أبو بصير وابن أبي بصير سمعا الْحَدِيثَ مِنْ أُبيّ بْنِ كَعْبٍ جميعًا» . (3) ذكر ابن معين الاختلاف في الحديث وقال: «والقول قول شعبة؛ هو أثبت من زهير» . انظر "تاريخ ابن معين برواية الدوري" (3/370) ، وانظر "المستدرك" للحاكم (1/249) . (4) في (ك) : «سمعت» ، وكذا في (ت) ولكن حاول الناسخ تصويبها إلى «شعبة» . (5) قوله: «بن» سقط من (ف) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 151 بَصِير ومن أبي بَصِير كِلاهُما (1) ، هَذَا الحديثَ (2) . 278- وسُئِلَ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَائِدَةُ (4) ، عَنِ ابْنِ عَقيل (5) ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) : خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ المُقَدَّمُ. وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بن محمد (6) ، وعُبَيدُاللهِ (7) بنُ عَمْرٍو (8) ، عَنِ ابْنِ عَقِيل،   (1) كذا في جميع النسخ: «كلاهما» ، والجادَّة: أن يقال: «كِلَيْهِمَا» بالياء؛ لأنها توكيدٌ معنويٌّ للمجرورِ قبلها؛ فكان حقُّها الجَرَّ بالياءِ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ويتخرَّج على لغة من يُلزِم المثنَّى وما ألحق به الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجَرًّا. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (554) . (2) قال الحاكم في "المستدرك" (1/249) : «وقد حكم أئمة الحديث: يحيى بن معين، وعلي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وغيرهم، لهذا الحديث بالصحة» . ونقل عن علي بن المديني قوله: «وما أرى الحديث إلا صحيحًا» . وعن محمد بن يحيى الذهلي قوله: «كلها محفوظة» . وانظر "سنن البيهقي" (3/61 و67-68) . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (368) ، وانظر المسألة رقم (54) . (4) هو: ابن قدامة. وروايته أخرجها أحمد في "المسند" (3/293 رقم 14123 و287 رقم15161) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/23) ، وابن حزم في "المحلى" (3/131) ، ولم يذكر في الإسناد: «ابن المسيب» . وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3814 و7621) ، وابن ماجه في "السنن" (1001) من طريق وكيع، والإمام أحمد في "مسنده" (3/331 رقم 14551) عن أبي أحمد الزبيري، وعبد الله بن الوليد، جميعهم عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عقيل، عن جابر، ولم يذكر ابن المسيب. (5) هو: عبد الله بن محمد بن عقيل. (6) تقدَّم تخريج روايته في المسألة رقم (54) . (7) في (أ) و (ش) : «زهير بن محمد بن عبيد الله» . (8) تقدَّم تخريج روايته في المسألة رقم (54) ، لكن لم نقف في روايته على لفظ: «خير صفوف الرجال المقدَّم» . الحديث: 278 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 152 عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؟ فقُلْتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: هَذَا مِنْ تخاليطِ ابنِ عَقيل؛ مِنْ سُوءِ حِفْظِه؛ مَرَّةً يَقُولُ هَكَذَا، ومرَّةً يَقُولُ هَكَذَا، لا يُضْبَطُ الصَّحيحُ أيُّما (1) هُوَ (2) . 279 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (3) ، وزُهَيْر بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنِ الحارِث (5) ، عَنْ عليٍّ - رفعَهُ إسرائيلُ، ووقفَهُ زهيرٌ -: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُوتِرُ بتِسْعِ سُوَر؟ قَالَ أَبِي (6) : إسرائيلُ أقدَمُ سَمَاعًا مِنْ زهير في أبي إسحاق.   (1) في (ك) : «إنما» . (2) لم يُرَجِّحْ أبو حاتم هنا أيًّا من الروايتين، وأمَّا في المسألة رقم (54) ، فقد يظهر من جوابه ترجيحُهُ لروايةِ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، لكنَّ كلامَ أبي حاتم هناك لم يتطرَّقْ فيه إلى الخلافِ في صحابيِّ الحديثِ، وإنما أجاب عن خلافٍ آخر، وهو جَعْلُ الحديثِ من روايةِ عبد الله بن أبي بكر بدل ابن عقيل. (3) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/89 رقم678) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (68/المنتخب) ، والبزار في "مسنده" (851) ، وأبو يعلى في "مسنده" (460) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/290) ، وابن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص130/مختصره) . ورواه الطبراني في "الصغير" (457) من طريق أبي أيوب الإفريقي، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/151) من طريق عبد الله بن علي، كلاهما عن أبي إسحاق، به. ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/412) . (4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (5) هو: ابن عبد الله الأعور. (6) من قوله: «إسرائيل ووقفه زهير ... » إلى هنا، سقط من (أ) و (ش) . الحديث: 279 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 153 قلتُ: فأيُّهما أشبَهُ بالصَّوَاب: مَوْقُوفٌ أَوْ مَرْفُوعٌ؟ قَالَ: اللَّه أَعْلَمُ! يقال: إنَّ زُهَيْرً (1) سَمِعَ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ بِأَخَرَةٍ، وإسرائيلُ سماعُهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ قديمٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ بِأَخَرَةٍ اختَلَط، فكلُّ مَنْ سمعَ مِنْهُ بأَخَرَةٍ فَلَيْسَ سماعُهُ بأجودِ مَا يَكُونُ. 280 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (3) ، عَنْ سُفْيان (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنِ السَّائِب بْن مَالِكٍ، عن النبيِّ (ص) ، في صَلاةِ الكُسُوف رَكْعَتَين؟   (1) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) انظر المسألة الآتية برقم (386) . (3) هو: ابن عقبة. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه البزار في "مسنده" (2443) من طريق قبيصة، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن السائب، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) ، به. قال البزار: «ولا نعلم أسنده عن الثوري إلا قبيصة» . ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/329) من طريق قبيصة، عن سفيان، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8305) من طريق ابن مهدي، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن السائب، عن النبي (ص) ، به. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/142) من طريق إسرائيل، والإمام أحمد في "العلل" (8305) من طريق سنان (كذا) ، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السائب، عن النبي (ص) ، به. ورواية ابن سعد مختصرة. (4) هو: الثوري. (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. الحديث: 280 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 154 قَالَ أَبِي: هَذَا الصَّحيحُ. قلتُ: لأنَّ بعضَ الناس (1) روى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السَّائِب بْن مالك، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؛ والصَّحيحُ هَذَا الَّذِي رَوَاهُ الثَّوْري. والسَّائبُ هو والدُ عَطَاءِ بنِ السَّائب، وليس له صُحْبَة (2) . وأراد أبي ح: أنَّ الصَّحيحَ مِنْ حَدِيث أَبِي إسحاق مُرسَلٌ.   (1) منهم شعبة، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2444) . قال البزار بعد أن أخرجه: «وهذا الحديث قد رَوَاهُ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بن عمرو، فذكرناه من حديث أبي إسحاق، عن السائب، عن عبد الله بن عمرو؛ لأنا لا نعلم أن أحدًا أسنده عن شعبة إلا عبد الصمد، وغير عبد الصمد يرويه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السائب، مرسلاً» . ومنهم أبو بكر بن عياش، ويأتي ذكر الاختلاف عليه في المسألة رقم (386) . والحديث رواه أبو داود في "سننه" (1194) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي في "سننه" (1496) من طريق شعبة كلاهما عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عن، أبيه، عن عبد الله بن عمرو، به. (2) قال الإمام أحمد في "العلل" (2499) : «السائب بن مالك أبو عطاء بن السائب» . وقال أبو داود في "سؤالاته للإمام أحمد" (428) : «سمعت أحمد سُئل: السائب أبو عطاء، من روى عنه؟ قال: ما أعلم أحدًا روى عنه، روى أبو إِسْحَاقَ، عَنِ السائب بْن مَالِكٍ، عن عبد الله بن عمرو؛ في صلاة الكسوف، وزعموا أنه ليس بأبيه» . وقال أبو داود أيضًا (61) : «حدثنا أحمد قال: سمعت يحيى بن آدم يقول: ليس السائبَ بن مالك الذي روى عنه أبو إسحاق: صلاة الكسوف - أبو عطاء بن السائب» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 155 281 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ (2) ، عَنْ أَشْعَث بْنِ سَوَّار، عَنْ بُكَير بْنِ الأَخْنَس، عَنْ حَنَش (3) بْنِ المُعْتَمِر، عَنْ وابِصَة بْنِ مَعْبَدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رجلا صلَّى خلفَ الصَّفِّ وحدَهُ ... ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُ الكوفيِّين (4) عَنْ أَشْعَث، عَنْ بُكَير، عن وابِصَة، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: أمَّا عُمَرُ فمحلُّهُ الصِّدْقُ (5) ، وأَشْعَثُ هُوَ أَشْعَث! قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : يَعْنِي أَنَّهُ ضعيفُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ أَشْعَثُ بْنُ سَوَّار.   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (474) ، وانظر المسألة رقم (271) وانظر أيضًا: "البدر المنير" (3/285 مخطوط) . (2) هو: المُقَدَّمي. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/146 رقم396) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/146 رقم 395 و397) من طريق يزيد بن هارون، وحفص بن غياث، كلاهما عن أشعث، به. (3) في (ت) و (ك) : «حفش» . (4) رواه هكذا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيّان، وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/146 رقم398) . (5) وقال في المسألة رقم (474) : «أما عُمَر فمحله الصدق، ولولا تدليسه لحكمنا [له] ؛ إِذْ جاء بالزيادة، غير أنَّا نخاف أن يكون أخذه عَن غير ثقة، وأشعث هُوَ أشعث» . وذكر نحو هذا في "الجرح والتعديل" (6/125) . (6) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . الحديث: 281 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 156 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قلتُ (1) لأَبِي: حَنَشٌ (2) أَدْرَكَ (3) وابِصَة؟ قَالَ: لا أُبعِدُهُ. 282 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : ذكَرَ (5) أَبِي حديثًا رَوَاهُ الثَّوْري (6) ، عَنْ مُوسَى بن أبي عائِشَة، عن عبد الله بن شَدَّاد، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ، فَقِرَاءَةُ الإِمَامِ لَهُ قِرَاءَةٌ. قَالَ (7) أَبِي: هَذَا يَرْوِيهِ بعضُ الثِّقات (8) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَة، عن عبد الله بْنِ شَدَّاد (9) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَهْلِ البَصْرة. قَالَ أَبِي: وَلا يَخْتَلِفُ أهلُ الْعِلْمِ أنَّ مَنْ قَالَ: مُوسَى بْنُ أَبِي عائِشَة، عَنْ جَابِرٍ؛ أَنَّهُ قَدْ أَخْطَأَ. قَالَ أَبُو محمَّد (10) : قلتُ: الَّذِي قَالَ: عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَة،   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقلت» بدل: «قال أبو محمد: قلت» . (2) في (ت) و (ك) : «حفش» . (3) قوله: «أدرك» مكرر في (أ) . (4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «وذكر» بالواو. (6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2797) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/217) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/160) . (7) قوله: «قال» سقط من (ك) . (8) رواه هكذا إسرائيل، وروايته أخرجها الطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/217) . (9) من قوله: «عن النبي (ص) ... » إلى هنا، ملحق بهامش (ك) . (10) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) فقط. الحديث: 282 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 157 عَنْ جَابِرٍ (1) ، فَأَخْطَأَ؛ هُوَ النُّعْمَانُ بنُ ثابِت (2) ؟ قال: نعم (3) .   (1) من قوله: «أنه قد أخطأ ... » إلى هنا، سقط من (ف) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (2) يعني: أبا حنيفة. والظاهر أن أبا حاتم لا يعني حكاية الإسناد من طريق أبي حنيفة بتمامه، وإنما عنى جَعْلَهُ الحديثَ عن جابر؛ لأن أبا حنيفة يرويه عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَة، عن عبد الله بن شَدَّاد، عن جابر، عن النبي (ص) ؛ هكذا أخرجه عنه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/217) ، وابن عدي في "الكامل" (7/10 و11) ، والدارقطني في "سننه" (1/323-324) ، والبيهقي في "سننه" (2/159) . وهناك اختلاف من بعض الرواة على أبي حنيفة، لكن ليس فيه: «موسى ابن أبي عائشة، عن جابر» هكذا بلا واسطة، كما في "الكامل" لابن عدي، و"سنن الدارقطني". (3) قال ابن طهمان: «سمعت يحيى [يعني: ابن معين] يقول: حديث يرويه أبو حنيفة، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عن عبد الله بن شدَّاد، عن جابر، عن النبي (ص) : «مَنْ كَانَ لَهُ إِمَامٌ فَقِرَاءَةُ إمامه له قراءة» . قال: ليس هو بشيء؛ إنما هو عبد الله بن شداد» . اهـ. "من كلام أبي زكريا يحيى بن معين في الرجال" رقم (397) . وذكر أبو زرعة في "الضعفاء" (2/718) هذا الحديث من رواية أبي حنيفة وقال: «فزاد في الحديث: = = عن جابر» . وقال الدارقطني في "السنن" (1/323) : «لم يسنده عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ غير أبي حنيفة والحسن بن عمارة، وهما ضعيفان» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/48) : «وقد روى هذا الحديث أبو حنيفة عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عن عبد الله بن شدَّاد بن الهادي، عن جابر بن عبد الله، عن النبي (ص) ، ولم يسنده غير أبي حنيفة، وهو سيِّئ الحفظ عند أهل الحديث، وقد خالفه الحفَّاظ فيه: سفيان الثوري، وشعبة، وابن عيينة، وجرير؛ فروَوه: عن موسى ابن أبي عائشة، عن عبد الله بن شدَّاد، مرسلاً، وهو الصَّحيح فيه الإرسال، وليس مما يُحتَج به ... » إلخ. وانظر "القراءة خلف الإمام" (ص152) ، و"السنن الكبرى" (2/160) كلاهما للبيهقي، و"تهذيب السنن" لابن القيم (1/393) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 158 283 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَصِ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يقرأُ فِي الرَّكعَتَين قَبْلَ الفَجْرِ، والرَّكعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِب؛ بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، وَ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (3) ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ بِصَحِيحٍ، وَهُوَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ُمضطَرِبٌ، وَإِنَّمَا رَوَى هَذَا الحديثَ نُفَيْعٌ (4) الأَعمى (5) ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) . 284 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ أَبِي لَيْلَى (6) ، عَنْ أَبِي   (1) في (ف) : «أبو الأحوص» . وهو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2005) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (6335) . ووراه عبد الرزاق في "المصنف" (4790) ، وابن حبان في "صحيحه" (2459) من طريق الثوري، عن أبي إسحاق، به. ولم يذكر ركعتي المغرب. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/35 رقم 4909) . ورواه أحمد (2/24 و58 رقم 4763 و5215) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/298) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به. (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) في (ش) : «وبـ ُ س ش ص ض ِ» . (4) في (ك) : «بقيع» . (5) هو: نُفَيع بن الحارث، أبوداود الأعمى، متروك، وكذَّبه يحيى بن معين كما في "التقريب " (7181) . وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/190) . وانظر المسألة الآتية برقم (473) . (6) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (8246) ، والبزار في "مسنده" (2046) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/160) ، والطبراني في "الكبير" (10/39 رقم 9881) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا بهذا الإسناد» . وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5413) من طريق ابن أبي شيبة، لكن سقط من "مسنده": «عن هزيل» . الحديث: 283 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 159 قَيْس (1) ، عن [هُزَيل] (*) ، عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الجَمْعِ بين الصَّلاتَينِ. وَرَوَاهُ حجَّاج بْن أَرْطاة (3) ، عَنْ أَبِي قَيس، عن [هُزَيل] (*) : أنَّ النبيَّ (ص) ... ولم يَذْكُرْ عبدَالله. قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ حديثُ حجَّاج، وحديثُ ابن أَبِي لَيْلَى خطأٌ. 285 - وسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: يُروَى عَنِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي   (1) هو: عبد الرحمن بن ثَرْوان. ( *) ... هو: ابن شُرَحبيل، ووقع في جميع النسخ: «هذيل» بالذال المعجمة، وكذا في "شرح معاني الآثار" للطحاوي (1/160) ، وهو - في شرح المعاني - إما خطأ من الطباعة، أو من النُّسَّاخ؛ فقد نقله ابن حجر في "إتحاف المهرة" (10/501) عن الطحاوي على الصواب، وقال ابن حجر في "فتح الباري" (12/17) : «هزيل بالزاي، مصغر، ووقع في كتب كثير من الفقهاء: هذيل، بالذال المعجمة، وهو تحريف» . وتقدم هذا الخطأ في المسألة رقم (186) . وسيأتي في المسألة رقم (2219 و2750) . (2) هو: ابن مسعود. (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (10/38-39 رقم9880) من طريق حجَّاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي قيس، عن الهزيل، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. والحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (374) من طريق شعبة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8239) من طريق الثوري، كلاهما عن أبي قيس، عن هزيل، عن النبي (ص) ، به، مرسلاً. قال الطيالسي: «لم يقل شعبة فيه: عن عبد الله. قال: وروي عن ابن أبي ليلى أنه وصله عن عبد الله، عن النبي (ص) » . (4) انظر المسألة رقم (313) . الحديث: 285 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 160 الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي الجَمْعِ بين الصَّلاَتَيْنِ، وإنَّما هُوَ: أَبُو الزُّبَيْرِ (2) ، عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وروى ابنُ أَبِي لَيْلَى (4) ، عَن عَوْنِ بْن أَبِي جُحَيْفَة، عَنْ أبيه (5) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الجَمْعِ بين الصَّلاتَين، وذِكْرِ السَّفَر، وإِنّما هُوَ: عَن عَوْن بْن أَبِي جُحَيفَة، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ عُمَر ... كَذَا رَوَاهُ قَيْسٌ (6) عَلَى ضَعْفِه. قَالَ أَبِي: قَيْسٌ أحبُّ إليَّ من مُحَمَّد بْن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى. 286 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحِمَّانِيُّ يَحْيَى (8) ، عن   (1) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس. (2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (705) . (3) هو: ابن جُبَير. (4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/418) ، والطبراني في "الكبير" (22/119 رقم 304 و305) ، وتمَّام في "فوائده" (429/الروض البسام) . ورواه البخاري في "صحيحه" (634) مختصرًا، ومسلم في "صحيحه" (503) مطولاً من طريق سفيان الثوري، عن عون، عن أبيه، عن النبي (ص) ، به. (5) هو: أبوجُحَيفة وَهْب بن عبد الله السُّوائي. (6) يعني: ابن الربيع. لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أبو داود في "سننه" (520) ، والطبراني في "الكبير" (22/114 رقم 289) من طريق قيس بن الربيع، عَن عون بْن أَبِي جحيفة، عن أبيه، به فذكر الحديث، وليس فيه الجمع بين الصلاتين. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/395) . (7) نقل هذا النص ابن حجر في ترجمة معلَّى بن هلال من "تهذيب التهذيب" (4/125) . (8) هو: ابن عبد الحميد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/421) ، وفي "الكفاية" (ص367-368) . الحديث: 286 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 161 عليِّ بْنِ سُوَيد، عَنْ نُفَيعٍ أَبِي دَاوُدَ (1) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قال رسول الله (ص) : إِنَّ المُؤَذِّنِينَ المُحْتَسِبِينَ (2) يَخْرُجُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَهُمْ يُؤَذِّنُونَ مِنْ قُبُورِهِمْ ... ، الحديثَ الطَّويلَ؟ قَالَ أَبِي: قَالَ ابنُ نُمَير (3) : إنَّ «عليَّ بنَ سُوَيْدٍ» هذا هو «مُعَلَّى ابنُ هلالِ بنِ سُوَيدٍ» (4) ، جَعَلَ (5) «مُعَلّى» «عَلِيَّ» ، وتَرَك «هِلالٌ» مِنَ الوَسَط، ونَسَب «عليّ» إلى جَدِّه (6) .   (1) هو: ابن الحارث الأعمى. (2) في (ف) : «المحتسبون» ؛ وهو نعت مقطوع للمدح، انظر المسألة رقم (530) . (3) هو: محمد بن عبد الله. وكلامه هذا أخرجه البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/366) ، ومن طريق البرذعي أخرجه الخطيب البغدادي في الموضعين السابقين. (4) روايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (1306) من طريق خالد بن يزيد العمري، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/338) من طريق سهل بن عثمان، كلاهما عن المعلى، به. (5) يعني: يحيى الحِمَّاني؛ وقد صرَّح به ابن نمير كما عند الخطيب في الموضعَيْنِ السابقَيْن. (6) كذا جاءت عبارة ابن نمير في جميع النسخ، ونحوها في "سؤالات البرذعي لأبي زرعة"، و"تهذيب التهذيب"، والأصل فيها: أن تكون مكتوبة بألف تنوين المنصوب هكذا: «جعَلَ معلًّى عليًّا، وترَكَ هلالاً من الوسَطِ، ونسَبَ عليًّا إلى جَدِّه» ، وقد جاء نحو ذلك في مطبوعة "موضح الخطيب" و"كفايته"، وهو الجادَّة، بَيْدَ أنَّ ما وقع عندنا له وجهان من العربية: الأوَّل: أن تتجه العبارة على لغة ربيعة، بتنوين الكلمات المنصوبة، مع حذف ألف النصب، وتضبط هكذا: «جعَلَ مُعَلَّى عَلِيًّ، وترَكَ هِلالٌ مِنَ الوَسَط، ونسَبَ عَلِيًّ إِلَى جدِّه» ، وانظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (34) . والثاني: أن تتخرَّج عبارته على حكاية اللفظ المتقدِّم في صَدْرِ كلامه، وهو قوله: «إنَّ عليَّ بْنَ سُوَيْدٍ هَذَا هُوَ معلَّى بْنُ هلالِ بنِ سُوَيْدٍ» ؛ وحينئذ تُضْبَطُ العبارة هكذا: «جعَلَ معلَّى عَلِيَّ، وتَرَكَ هلالِ مِنَ الوسَطِ، ونسَبَ عليَّ إِلَى جَدِّه» . والأوَّل أوجَه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 162 قَالَ أَبِي: ونَفْسُ الحديثِ كَأَنَّهُ موضوعٌ (1) . 287 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عليُّ ابن هاشم (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (3) ، عن حَبِيبِ ابن أبي ثابِت، عن عبد الله بْنِ باباه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الاستِسْقاء. وروى هَذَا الحديثَ بَكْرُ بنُ عبد الرحمن (4) ، عَنْ عِيسَى بْنِ المُخْتار، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عليٍّ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الاستِسْقاء؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: ما رَوَاهُ شُعْبَة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابِت، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ؛ فِي دُعَاء الاستِسْقاء. قَالَ أبي: وليس لعبد الله بْنِ باباه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) في الاستِسْقاء - معنًى.   (1) في سنده أيضًا نُفَيع أبو داود الأعمى الذي تقدم الكلام فيه في المسألة رقم (283) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (2190) . (3) هو: محمد بن عبد الرحمن. (4) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (2196) ، وفي "الكبير" (10/285 رقم 10673) . (5) هو: داود بن علي بن عبد الله بن عباس. (6) كذا بحذف ألف تنوين المنصوب، على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 287 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 163 قَالَ أَبِي: وأمّا حديثُ دَاوُد بْن عليٍّ: فإنِّي عارَضْتُهُ بحديث حَبِيب، عن عبد الله بْنِ باباه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) ... فإِذا قد خرج المَتْنُ سواءً، لَيْسَ فِيهِ زيادةٌ ولا نُقْصَانٌ إِلا ما شاءَ اللَّه (1) ، فعَلِمْتُ (2) أَنَّهُ لَيْسَ لداود بْن عليٍّ معنى فِي هَذَا الحديث، وإِنّما أَرَادَ ابنُ أَبِي لَيْلَى حديثَ حَبيب؛ وَكَانَ ابنُ أَبِي لَيْلَى سَيِّئَ الحفظ. 288- وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن سُلَيمان الأَصْبَهاني (4) ،   (1) في (ت) و (ك) : «إلا ما شاء» ، ليس فيه لفظ الجلالة. (2) في (ت) و (ك) : «فعملت» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (401) ، وانظر المسألة رقم (372) و (488) . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (5981) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/37) تعليقًا، والنسائي في "سننه" (1811) ، وابن عدي في "الكامل" (6/229) ، والدارقطني في "الأفراد" (322/أ/أطراف الغرائب) وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (85) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (1142) . ومن طريق ابن شاهين رواه المزي في "تهذيب الكمال" (25/310- 311) قال البخاري: «وهذا وهم» . قال النسائي: «هذا خطأ، ومحمد بن سليمان ضعيف، هو ابن الأصبهاني» . وقال ابن عدي: «وهذا أخطأ فيه ابن الأصبهاني حيث قال: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وكان هذا الطريق أسهل عليه؛ إنما روى هذا سهيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ عَنبَسَة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة» . كذا جاء في "الكامل" لابن عدي! وصوابه: «إنما روى هذا سهيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المسيب بْن رافع، عَنْ عَمْرِو بن أوس، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة» . وقال الدارقطني في "العلل" (8/184 رقم1500) : «يرويه سهيل بن أبي صالح، واختُلِف عنه؛ فرواه محمد بن سليمان الأصبهاني وأيوب بن سيار، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، ووهما فيه. ورواه فليح بن سليمان، عن سهيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبيعي، عَنِ المسيب بن رافع، عن عنبسة ابن أبي سفيان، عن أم حبيبة، وقول فليح أشبه بالصَّواب» . وقال الدارقطني في "الأفراد": «تفرد به محمد بن سليمان الأصبهاني، عن سهيل، عنه» . وتوسع الدارقطني في ذكر الاختلاف في الحديث في "العلل" (5/185/أ-187/أ) . الحديث: 288 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 164 عن سُهَيل ابن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يصلِّي فِي اليوم واللَّيلة اثنَيْ عَشَرَ رَكْعَةً (2) ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُهَيل (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنِ المُسيَّب بْن رافع، عَنْ (5) عَمْرِو بْنِ أوس (6) ، عَنْ عَنْبَسَة (7) ، عن أم   (1) هو: ذَكْوان السَّمَّان. (2) كذا في جميع النسخ: «اثنَيْ عَشَرَ ركعةً» ، والجادَّة في هذا: مطابقة العدد للمعدود تذكيرًا وتأنيثًا، فيقال: «اثنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» أو «ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» ، وعلى ذلك جاء في أكثر مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ يتوجَّه بالحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث؛ حيث حُمِلَتِ «الركعةُ» هنا على معنى «الركوع» ؛ كأنَّه قال: «اثنَيْ = = عشَرَ ركوعًا» . وقد تكرر في هذا الكتاب قوله: «اثني عشر ركعة» ، وانظر الكلام في الحمل على المعنى في التعليق على المسألة رقم (270) . تنبيه: لم نقف على اللفظ المذكور، وهو أنَّ النبي (ص) كَانَ يصلِّي فِي اليوم والليلة ... إلخ، وإنما الذي في مصادر التخريج: أنَّ النبي (ص) قال: «من صلَّى فِي اليوم والليلة اثنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً تطوُّعًا غير فريضة، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجنة، أو: بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ» ، أو نحو هذا، كما يأتي في المسألة رقم (372) و (401) و (488) . (3) في (أ) و (ش) : «سهل» . (4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (5) قوله: «عن» سقط من (ف) . (6) كذا وقع في جميع النسخ ذِكْرُ «عمرو بن أوس» من رواية سهيل، ولم نقف عليه، ولم يذكره الدارقطني في "العلل" عند عرضه للاختلاف في الحديث. (7) هو: ابن أبي سفيان. والحديث رواه النسائي في "سننه" (1802) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1189) من طريق فليح بن سليمان، عن سهيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المسيب بن رافع، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، به. قال النسائي: «فليح بن سليمان ليس بالقوي» . ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (2043) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (1552) من طريق إسرائيل، وإسحاق بن راهويه (2042) ، والترمذي في "جامعه" (415) ، والطبراني في "الكبير" (23/231 رقم 435) من طريق سفيان الثوري، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/37) تعليقًا، والنسائي (1803) من طريق زهير، والخطيب في "تاريخه" (5/81) من طريق مسعر، أربعتهم عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المسيب، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، به. وأخرجه أحمد (6/326 رقم 26769) من طريق إسماعيل بن أبي خالد مثل رواية أبي إسحاق. وانظر بقية تخريجه. ورواه مسلم في "صحيحه" (728) من طريق النعمان ابن سالم، والنسائي (1801) ، وابن خزيمة (1188) وابن حبان (2452) ، والطبراني (23/230 رقم 432 و433) ، والحاكم (1/311) ، ومن طريقه البيهقي (2/473) من طريق ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، كلاهما (النعمان وأبو إسحاق) عَنْ عَمْرِو بْنِ أوس، عَنْ عنبسة، عن أم حبيبة، به. ورواه الدَّرَاوَرْدِيُّ عَنِ ابْنِ عَجْلانَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ أوس عن أم سلمة! كما سيأتي في المسألة (372) . قال الترمذي: «وحديث عنبسة عن أم حبيبة في هذا الباب حديث حسن صحيح، وقد روي عن عنبسة من غير وجه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 165 حبيبة، عن النبيِّ (ص) . وقال أَبِي: كنتُ مُعْجَبًا بِهَذَا الْحَدِيثِ، وكنتُ أرى أَنَّهُ غريبٌ، حَتَّى رأيتُ: سُهَيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المُسيَّب، عَنْ عَمْرِو بْنِ أوس، عَنْ عَنْبَسَة، عَنْ أُمِّ حبيبة، عن النبيِّ (ص) ؛ فعَلِمتُ أن ذاك (1) لَزِمَ الطَّريق.   (1) في (ك) : «ذلك» . يعني: محمد بن سليمان الأصبهاني. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 166 289 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ (2) ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن مُخَوَّل (3) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُرِي، عَنْ أُمِّ سَلَمة؛ قَالَتْ: نَهَى (4) رسولُ الله (ص) أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ ورأسُهُ مَعْقُوصٌ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا [رُوِيَ] (5) عَنْ مُخَوَّل (6) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (*) ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، وكُنْيَةُ سعيدٍ المَقبُري: أَبُو سَعِيدٍ (*) ، وَأَخْطَأَ مُؤَمَّلٌ؛ إِنَّمَا   (1) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (2/94) . (2) كذا وقعت رواية المؤمل في جميع النسخ، ولم نقف عليها من هذا الوجه، والحديث رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1936) ، والترمذي في "العلل الكبير" (125) ، والدارقطني في "العلل" (7/18) من طريق المؤمل بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" (23/252 رقم 512) من طريق أبي حذيفة، كلاهما عن سفيان، عَن مُخَوَّل، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سلمة، به. بزيادة: «أبي رافع» بين سعيد وأم سلمة. قال إسحاق: «قلت للمؤمل: أفيه أم سلمة؟ فقال: بلا شك؛ كتبته منه إملاء بمكة» . قال ابن حجر في "المطالب العالية" (388) : «قد رواه عبد الرزاق ووكيع، عن سفيان الثوري، ليس فيه أم سلمة، أخرجه أحمد عنهما، وبسبب ذلك استثبت إسحاقُ المؤمَّلَ، فإن كان المؤمَّلُ حفظه فالاختلاف فيه من سفيان لا عليه، والله أعلم» . (3) هو: ابن راشد. (4) في (ت) : «نهانا» . (5) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «روا» . (6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/331 رقم 991) من طريق الربيع بن يحيى الأشناني، عن شعبة، وبرقم (992) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما (شعبة وقيس) عن مُخَوَّل، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف (2990) من طريق الثوري، عن مُخَوَّل، عن رجل، عن أبي رافع، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (6/8 رقم 23856) ، الطبراني في "الكبير" (1/331 رقم 990) . ورواه أحمد في "مسنده" (6/391 رقم 27184) من طريق وكيع، عن الثوري، بمثله. (*) ... قال الترمذي في "العلل الكبير" (ص81) : «وأبو سعيد هو عندي: سعيد المقبري» . وقال الدارقطني في "العلل" (7/17) : «ورواه مخوَّل ابن راشد، عن أبي سعيد المدني، وهو سعيد المقبري» . وأخرجه أحمد في "مسنده" (39/301 رقم23873) ، وابن ماجه في "سننه" (1042) من طريق شعبة؛ أخبرني مخوَّل بن راشد قال: سمعت أبا سعد - رجلاً من أهل المدينة - يقول: رأيت أبا رافع - مولى رسول الله (ص) - رأى الحسن بن علي وهو يصلي وقد عقص شعره ... الحديث. قال المزي في "تهذيب الكمال" (7982) : «أبو سعد المدني: يقال: إنه شرحبيل بن سعد» ، وجزم به في "تحفة الأشراف" (9/204 رقم12029) فقال: «أبو سعد المدني، وهو شرحبيل بن سعد» ، وتعقبه الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" بقوله: «في جزمه بأنه شرحبيل نظر، فقد رواه سفيان الثوري عن مخوَّل، فقال: عن المقبري، عن أبي رافع ... » إلخ. والمعروف أن كنية سعيد المقبري: أبو سعد، كما في "التقريب" (2321) ، والمذكور هنا يدلّ على أنه يكنى أيضًا بأبي سعيد، والله أعلم. الحديث: 289 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 167 الحديثُ عن أبي رافع (1) .   (1) أي: مولى النبي (ص) . وقال الترمذي في "العلل" بعد أن رواه من طريق المؤمل: «وقال أسود بن عامر: عن زهير، عن مُخوَّل، عن شرحبيل المدني: أن أبا رافع قال: قال رسول الله (ص) ... الحديثَ. وقال شعبة: عَنْ مِخْوَلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ... » ، ثم أخرجه من طريق عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عمران بن موسى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، ثم قال: «وهذا الحديث هو الصحيح، وحديث مُخوَّل فيه اضطراب، ورواية شعبة عن مخول أشبه وأصح من حديث المؤمل، عن سفيان، عن مخول؛ لأن شعبة قال: عَنْ مِخْوَلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن أبي رافع، وأبو سعيد هو عندي: سعيد المقبري» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (5/175/أ) : «يرويه مخول بن راشد، واختُلِف عنه؛ فرواه مؤمل وأبو حذيفة، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن مِخْوَلٍ، عَنْ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أم سلمة، وغيرهما يرويه عن الثوري، عن مخول، ولا يذكر فيه أم سلمة. ورواه شعبة [وشريك] ، عن مخول، وهو الصَّواب» . اهـ، وكان فيه: «ورواه شعبة عن شريك» ، فصوَّبته من الموضع السابق من "نصب الراية". وذكر في "العلل" رقم (1178) هذا الحديث أيضًا، وذكر رواية ابن جريج له عن عمران بْنِ مُوسَى، عَن سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، وذكر اختلافًا آخر، ثم قال: «واختُلِف عن الثوري؛ فرواه مؤمل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن مِخْوَلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، ووهم في ذكر أم سلمة فيه، وغيره لا يذكر فيه أم سلمة، وحديث عمران بن موسى أصحها إسنادًا» . وانظر أيضًا "النكت الظراف" لابن حجر (9/204-205) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 168 290 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ مُحَمَّدِ ابن يَحْيَى بْنِ حسَّان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَعْشَر (2) ، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَا تَوَضَّأَ عَبْدٌ، ثُمَّ مَشَى إِلَى مَسْجِدٍ مِنَ المَسَاجِدِ (4) ، إلاَّ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ حَسَنَةً. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ ليس هو عن سُهَيل (5) .   (1) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1288) . (2) هو: نجيح بن عبد الرحمن السِّندي. (3) هو: أبو صالح ذَكْوان السَّمَّان. (4) قوله: «من المساجد» ليس في (ش) . (5) الذي يروي الحديث بهذا اللفظ عن أبي صالح هو: الأعمش، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2119) ، ومسلم (649) في كتاب المساجد، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة، عقب الحديث رقم (661) . = ... وأما سهيل: فإنه يروي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أن رسول الله (ص) قال: «إذا توضأ العبد المسلم - أو: المؤمن - فغسل وجهه؛ خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء - أو: مع آخر قطر الماء - ... » ، الحديث، وليس فيه ذكر فضل المشي إلى المسجد. أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/32) عن سهيل. ومن طريق مالك أخرجه مسلم (244) . وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (155) من طريق إبراهيم بن محمد - وهو: ابن أبي يحيى الأسلمي - عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، به، وزاد فيه ذكر فضل المشي إلى المسجد. لكن إبراهيم الأسلمي هذا متروك كما في "التقريب" (241) . وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (102) من طريق عباد بن أبي صالح - وهو أخو سُهَيْلٍ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به بذكر فضل المشي إلى المسجد. الحديث: 290 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 169 291 - وسمعتُ (1) أَبِي (2) وحدَّثنا عَن وَهْب بْن بَيَان، عَنْ حَفْصِ بْنِ النَّجَّار (3) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي بكر بن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: كانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يصلِّي بنا فِي مسجد رسول الله (ص) ، فكان يَرْفَعُ يَدَيْهِ إِذَا افتَتَحَ الصَّلاة، وَإِذَا ركعَ، وَإِذَا رفعَ رأسه من الرُّكوع، وَكَانَ يَرْفَعُ يدَيه إِذَا سجد، وَكَانَ يَرْفَعُ يدَيه إِذَا نَهَضَ من الرَّكعَتَين، فَإِذَا سلَّم التفَتَ إلينا وَقَالَ: إنِّي أَشبَهُكُمْ صَلاةً بالنبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ: أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّر فقطْ، لَيْسَ فِيهِ رفعُ اليدَين (4) . 292 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَةُ (6) ، عَنْ   (1) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (1/414) . (2) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (3) اسمه: حفص بن عمر، أبو عمران الواسطي، النَّجَّار. (4) وبهذا اللفظ الذي رجَّحه أبو حاتم أخرجه البخاري في "صحيحه" (785 و803) ، ومسلم (392) ، كلاهما من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبي هريرة. وفي الحديث اختلاف كثير على الزهري، انظره في "العلل" للدارقطني (1745) . (5) انظر المسألة رقم (257) . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (2/45 رقم5043) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2/224) . الحديث: 291 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 170 مُسْلِم بْن أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عليٍّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ َأَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يَعْبَثُ فِي صَلاتِه (1) ، فَقَالَ: لا تَعْبَثْ، واصنَعْ كَمَا رأيتُ رسولَ الله (ص) يَصْنَعُ، ووَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ اليُمْنَى، ووَضَعَ يَدَهُ اليُسْرَى عَلَى فَخِذِه اليُسْرَى، وأشارَ بالسَّبَّابة؟ فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ (2) ؛ وَهِم فِيهِ شُعْبَة؛ إِنَّمَا هُوَ عليُّ بْنُ عبد الرحمن المُعاوي (3) . 293 - وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَسَّام التَّرْجُماني (5) ، عَنْ سَعِيدِ بن عبد الرحمن الجُمَحي، عن   (1) في (ت) و (ك) : «الصَّلاة» بدل: «صلاته» . (2) قوله: «وهم» ليس في (أ) و (ش) . (3) في (ش) : «المعافري» . وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (257) . قال الحافظ ابن حجر في ترجمة علي بن عبد الرحمن المعاوي هذا من "التهذيب" (3/182) : «ذكر أبو عوانة في "صحيحه": أن شعبة روى حديثه، عن مسلم ابن أبي مريم عنه فقلبه، فقال: عبد الرحمن بن علي. قال أبو عوانة: وهو غلط» . اهـ. وعبارة أبي عوانة هذه في "مستخرجه" (2/224) . (4) روى هذا النص من طريق المصنف الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/68) ، وذكر المتن مختصرًا. ونقله بتمامه ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/597) ، ونقل بعضه الزيلعي في "نصب الراية" (2/163) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/120/مخطوط) . (5) روايته أخرجها النسائي في "الكنى"- كما في "نصب الراية" (2/163) -، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (111) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/467) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/323) ، والطبراني في "الأوسط" (5132) ، وابن عدي في "الكامل" (3/400) ، والدارقطني في "سننه" (1/421) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/67) ، والبيهقي في "سننه" (2/221) ، وفي "المعرفة" = = (3/141) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/439) . وقد خولف الترجماني؛ فرواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/467) من طريق الليث، والدارقطني في "سننه" (1/421) ، والبيهقي في "سننه" (2/221) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/67) من طريق يحيى بن أيوب، كلاهما عن سعيد، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، موقوفًا. الحديث: 293 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 171 عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ نَسِيَ صَلاَةً فَلَمْ يَذْكُرْهَا إِلاَّ وَهُوَ مَعَ الإِمَامِ، فَلْيُصَلِّي (2) مَعَ الإِمَامِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ فَلْيُعِدِ الصَّلاَةَ الَّتِي نَسِيَ، ثُمَّ لْيُعِدِ (3) الصَّلاَةَ الَّتِي صَلَّى مَعَ الإِمَامِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ مَالِكٌ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَوْقُوفٌ (5) ؛ وهو الصَّحيحُ (6) .   (1) هو: ابن عمر العُمَري. (2) في (ش) : «فليصل» ، والمثبت من بقية النسخ، وإثبات حرف العلة في المضارع المجزوم لغةٌ صحيحة. انظر التعليق على المسألة رقم (228) . (3) في (ش) : «ثم لا يعد» ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «ثم لم يعد» ، وكذا كان في (أ) ، ثم ضرب على قوله: «لم» ، وألحقت اللام على «يعد» ، وجاءت هكذا على الصواب في الموضع السابق من "الإمام". (4) في "الموطأ" (1/168 رقم406) . ومن طريقه رواه عبد الرزاق في "المصنف" (2254) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/467) . (5) كذا بحذف ألف تنوين الاسم المنصوب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (6) قال النسائي: «رفعه غير محفوظ» . وقال الطبراني: «لم يرفع هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بن عمر إلا سعيد بن عبد الرحمن، تفرد به الترجماني» . وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم أحدًا رفعه عن عبيد الله غير سعيد بن عبد الرحمن» . ورواه الدارقطني في "سننه" (1/421) من طريق موسى بن هارون، به موقوفًا، ثم قال: «قال موسى: وثنا أبو إبراهيم الترجماني، ثنا سعيد، به، ورفعه إلى النبي (ص) ، ووهم في رفعه، فإن كان قد رجع عن رفعه، فقد وفِّق للصواب» . وقال الدارقطني في "العلل": «والصحيح أنه موقوف من قول ابن عمر، كذلك رَوَاهُ مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر قوله» . اهـ. من "الإمام" لابن دقيق العيد (3/597) ، و"نصب الراية" (2/162) . وقال البيهقي في "سننه": «تفرد أبو إبراهيم الترجماني برواية هذا الحديث مرفوعًا، والصحيح أنه من قول ابن عمر موقوفًا» . وقال في "المعرفة": «وهذا خطأ من جهته، وقد رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَن سعيد بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد موقوفًا، وهو الصحيح» . وقال عبد الحق في"الأحكام الوسطى" (1/271) : «رفعه سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وهو وهم، والصحيح من قول ابن عمر؛ كذا رواه مالك وغيره عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وسعيد بن عبد الرحمن وثقه ابن معين» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 172 وأُخبِرْتُ: أنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ انتَخَبَ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، فلمَّا بلَغَ هَذَا الحديثَ جاوزَهُ، فَقِيلَ لَهُ: كَيْفَ لا تكتُبُ هَذَا الحديثَ؟ فَقَالَ يَحْيَى: فَعَلَ اللهُ بِي إنْ كتبتُ هَذَا الحديثَ! 294- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حمَّادُ ابنُ سَلَمة، عَنِ الحجَّاجِ بنِ أَرْطاة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ المسيَّبِ بنِ رافع، عن سُلَيْمان ابن مُسْهِر، عَنْ خَرَشَةَ (1) بنِ الحُرِّ (2) ، عَنْ عُمَرَ: إِذَا اشتَدَّ الحَرُّ والزِّحَام، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى الأَرْضِ؛ فليَسْجُدْ عَلَى ظَهْرِ الرِّجال؟   (1) في (أ) : «خوسبة» ، وفي (ش) : «حوشبة» . (2) في (أ) : «أبحر» ، وفي (ف) : «الجُر» ، وانظر ترجمة خرشة هذا في "الجرح والتعديل" (3/389) . الحديث: 294 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 173 قال أبي: هذا خطأٌ؛ وحدَّثنا (1) الحَسَنُ بنُ الرَّبِيعِ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَص (2) ، عَنِ الأَعْمَشِ (3) ، عَنِ المسيَّب بْنِ رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ ابن وَهْب، عَنْ عُمَرَ. قَالَ أَبِي: هَذَا الصَّحيحُ (4) . 295- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابن مسلم بن أبي   (1) قوله: «وحدَّثنا» من (أ) و (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «أنا أبو محمد عبد الرحمن، قال: ثنا» ، وبناء على ما فيها يكون القائل: «ثنا الحسن بن الربيع» هو عبد الرحمن ابن أبي حاتم، وليس أباه، وهذا يستحيل، ويدلُّ على ذلك أمور ثلاثة: الأوَّل: أنَّ أبا محمد لا يمكن أن يَرْوِيَ عن الحسن بن الربيع؛ فإنَّ أبا محمد بن أبي حاتم وُلِدَ سنة (240هـ) أو (241هـ) والحسن بن الربيع توفي سنة (220هـ) أو (221هـ) ، وابن أبي حاتم يروي عنه بواسطة أبيه = = كما في المسألة رقم (1929) . والثاني: ما جاء مصرَّحًا به في (أ) و (ش) ؛ فإنَّ الراوي فيها جميعًا عن الحسن بن الربيع هو أبو حاتم، وهذا ما أثبتناه. والثالث: أنَّ السياق قد يَدُلُّ على ذلك؛ فإنَّ أبا حاتم خطَّأ الرواية الأولى، ثم ذكَرَ الرواية الصحيحة بسنده هو، وقال: هذا الصحيح. وانظر نظائر لما وقع في هذه المسألة: في المسألة رقم (84) و (239) وغيرهما. (2) في (ف) : «أبو الأخوص» ، وهو: سلاَّم بن سُلَيم. (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2726) من طريق أبي معاوية، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/183) ، وابن حزم في "المحلى" (4/84) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن الأعمش، به. (4) قال الدارقطني في "العلل" (2/152 رقم177) : «هو حديث يرويه الأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عن زيد ابن وَهْب، عن عمر، حدث به عن الأعمش كذلك: شعبة، وزائدة، وأبو عوانة، وأبو معاوية، وعلي بن مسهر، وغيرهم. وخالفهم الحجاج بن أرطاة؛ فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمُسَيَّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْهِرٍ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ، عَنْ عمر، وقول شعبة ومن تابعه أصح» . اهـ. الحديث: 295 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 174 الوَضَّاح (1) ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبي (2) ، عَنْ مَسْروق، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: مَا نَسِيتُ مِنَ الأَشْيَاءِ، فإنِّي لَمْ أنْسَ تسليمَ رَسُول الله (ص) عَنْ يَمينِه (3) وشِمالِه؟ قَالَ أَبِي: كنَّا نَرَى أنَّ هَذَا زَكَرِيَّا بْنَ أَبِي زَائِدَةَ، حَتَّى قيلَ لِي: إِنَّهُ زَكَرِيَّا بْنَ حَكِيمٍ الحَبَطي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (4) . 296 - أَخْبَرَنَا أَبُو محمد عبد الرحمن بْنِ أَبِي حاتِم (5) ؛ قَالَ: سألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هُشَيم (7) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن   (1) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (1994) ، والطبراني في "الكبير" (10/126 رقم10186) ، والدارقطني في "السنن" (1/357) ، وفي "الأفراد" (217/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/177) . ورواه أحمد في "مسنده" (1/390 رقم 3702) من طريق سفيان، عن جابر، عَنْ أَبِي الضحى، عَن مسروق، عن ابن مسعود، به. (2) هو: عامر بن شَراحيل. (3) في (ف) : «يمنه» . (4) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (868) ، وقال: «رواه الشعبي وأبو الضُّحى عن مسروق، ورواه عن الشعبي زكريا، وهو غريب عنه. قيل للشيخ [أي: الدارقطني] : هو ابن أبي زائدة؟ قال: الله أعلم» . وقال الدارقطني أيضًا في "الأفراد" (217/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث زكريا بْن أَبِي زائدة عَنْ الشعبي عنه [أي: عن مسروق] ، تفرد به أبو سعيد المؤدِّب مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم بْنِ أَبِي الوضاح عنه، ولم يروه عنه غير منصور بن أبي مزاحم» . (5) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا، ليس في (أ) و (ش) ، وقوله: «عبد الرحمن بن أبي حاتم» ليس في (ف) . (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» . (7) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/79-80) ، وأحمد في "مسنده" (4/344 رقم 19024) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/170) تعليقًا، والطحاوي في "شرح المشكل" (997) ، وابن حبان في "صحيحه" (1741) ، والحاكم في "المستدرك" (1/20 و199) . الحديث: 296 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 175 [أَبِي] (1) حَرْب بْن أَبِي الأسود، عن فَضَالَة اللَّيْثي: أتيتُ رسولَ الله (ص) فأسلَمْتُ، وعلَّمَني (2) الصَّلواتِ الخمسَ فِي مَوَاقيتِها ... الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ خالد الواسِطِي (3) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند (4) ، عَنْ أَبِي حَرْب بْن أَبِي الأسود، عن عبد الله بْنِ فَضَالَة اللَّيْثي، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: حديثُ خَالِد أصحُّ عِندي (5) .   (1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والمثبت من مصادر التخريج السابقة، وسيأتي على الصَّواب. (2) في (ك) : «علمت» . (3) هو: ابن عبد الله. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (428) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (939) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/179) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/341) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (996) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/325) ، وابن حبان = = في "صحيحه" (1742) ، والطبراني في "الكبير" (18/319 رقم 826) ، والخطابي في "غريب الحديث" (1/186) . وليس عند ابن حبان: «عَنْ أَبِي حرب بْن أَبِي الأسود» . ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/170) تعليقًا من طريق زهير بن إسحاق، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/466) من طريق علي بن عاصم، كلاهما عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، به. (4) قوله: «بن أبي هند» من (ف) فقط. (5) وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/135) : «عبد الله بن فضالة الليثي روي عنه أنه قال: ولدت في الجاهلية فعُقَّ عني بفرس، وهو إسناد مضطرب [وفيه] مشايخ مجاهيل. واختلف عنه في إتيانه النبي (ص) ؛ فروى مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي حرب، عن عبد الله بن فضالة، عن النبي (ص) . ورواه خالد الواسطي وزهير بن إسحاق، عَن دَاوُد، عَنْ أَبِي حرب، عن عبد الله بن فضالة، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ (ص) ، وهو أصح، سمعت أبي يقول ذلك» . اهـ. وما بين المعقوفين زيادة من "الإصابة" (7/208) حيث نقل ابن حجر هذا النص عن ابن أبي حاتم، ووقع عنده أيضًا: «مسلم بن علقمة» بدل: «مسلمة بن علقمة» . وقال ابن حبان في "صحيحه" (1742) بعد أن ذكر طريقي هشيم وخالد: «سمع داود بن أبي هند هذا الخبر من أَبِي حرب بْن أَبِي الأسود، ومن عبد الله بن فضالة، عن فضالة، وأدى كل خبر بلفظه، فالطريقان جميعًا محفوظان» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 176 297 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبَان العطَّار (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي سعيدٍ - من أَزْدِ شَنُوءَة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - عن النبيِّ (ص) -: أوصاني (3) خَليلي بِثَلاثٍ ... . قلتُ: وَرَوَاهُ سعيدُ بْنِ أَبِي عَروبة (4) ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنِ الحَسَن (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (6) . قلتُ لهما: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ فَقَالَ أَبِي وَأَبُو زرعة: سعيدٌ أحفَظُهم (7) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (685) ، وانظر المسألة رقم (709) . (2) هو: ابن يزيد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/15) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (1432) ، وتمَّام في "فوائده" (585) . (3) القائل: «أوصاني» هو أبو هريرة ح. (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (2/489 رقم10342) . (5) هو: البصري. (6) زاد في المسألة رقم (685) متابعةَ مَعْمَرٍ لسعيد بن أبي عروبة، قال: «ورواهُ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحسن، عن أبي هريرة» . انظر تخريجها هناك. (7) أطال البخاري _ح في ترجمة سليمان بن أبي سليمان من "التاريخ الكبير" (4/15-16) في ذكر طرق هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ والإشارة إلى عللها، فانظره ثَمَّ. الحديث: 297 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 177 298 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (2) الرَّبيع الزَّهْراني (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) : بَيْنَ العَبْدِ وَالكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ بعضُ الثِّقاتِ مِنْ أَصْحَابِ حمَّاد؛ فَقَالَ: حدَّثنا حمَّاد؛ قَالَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ - أَوْ حُدِّثتُ عَنْهُ - عَنْ جابِر، مَوْقُوفٌ (4) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي؟ يَحتمِلُ أَنْ يكونَ حدَّث حمَّادٌ مرَّة كَذَا، ومرَّة كَذَا. قلتُ: فبلَغَكَ أَنَّهُ تُوبعَ أَبُو الرَّبيع فِي هذا الحديث؟   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1938) . (2) قوله: «أبو» سقط من (ك) . (3) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (2/876 رقم892) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1783) ، وفي "معجم شيوخه" (179) ، والطبراني في "المعجم الصغير" (1/231 رقم374) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/366) . قال الطبراني: «ولم يروه عن عمرو إلا حماد، تفرد به أبو الربيع» . وقال البيهقي: «رواه محمد بن عبد الله الرقاشي، عن حماد بن زيد» . (4) كذا، وهو على لغة ربيعة، بحذف ألف تنوين النصب، انظر المسألة رقم (34) . هذا؛ وكونه موقوفًا إنما هو في طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ جَابِرٍ؛ لأن الحديث قد صح عن جابر مرفوعًا من غير طريق عمرو بن دينار؛ فقد أخرجه مسلم (82) من طريق أبي سفيان وأبي الزبير، كلاهما عن جابر مرفوعًا، وصرح فيه أبو سفيان وأبو الزبير بالسَّماع. = = وحماد بن زيد _ح معروف عنه وقفه للمرفوعات إذا شكَّ فيها؛ لأنه لم يكن صاحب كتاب. وقال الدارقطني في "العلل" (4/125/أ، ب) : «يرويه حماد بن زيد واختُلِف عنه؛ فرواه أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وخالفه القواريري؛ رواه عن حماد قال: حدثني عمرو - أو بعض أصحابي - عن عمرو، عن جابر، موقوفًا. وقال أحمد بن إبراهيم الموصلي: عن حماد، عن عمرو - أو بلغني عنه - عن جابر، ورفعه. قال ابن حسان: عن حماد؛ سمعت عمرًا - أَوْ حُدِّثت عَنْهُ - عَنْ جَابِرٍ، موقوفً. وقال إسحاق بن أبي إسرائيل، عن حماد: سمعت من عمرو - أو حدثني أخي سعيد عنه - عن جابر، موقوفًا. ورواه علي بن الحسن السلمي، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وكذلك روي عن أبي مسعود الزَّجَّاج، عن معمر، عن عمرو، عن جابر، عن النبي (ص) ، ورفعُه صحيح، وهو محفوظ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، مرفوعًا» . الحديث: 298 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 178 فَقَالَ: مَا بَلَغَني أنَّ أَحَدًا تابَعَهُ (1) . وَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُهم مرفوعً (2) بِلا شَكٍّ، وَهُوَ أَبُو الرَّبيع، وبعضُهم بالشَّكِّ غيرَ مَرْفُوعٍ، وكأنْ بالشَّكِّ غيرَ مرفوع أشبَهُ (3) .   (1) يعني: عن حماد بن زيد مرفوعًا بلا شك، وأما عن غير حماد فقد رواه غير أبي الربيع كما تقدَّم. (2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين المنصوب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) كذا في النسخ، وأصل العبارة: «وكأنَّهَا [أي: وكأنَّ روايته] بالشكِّ غَيْرَ مرفوع أشبَهُ» ، ثم خُفِّفَتْ «كأنَّ» إلى «كَأَنْ» ، وحُذِفَ اسمها، ومثله قولُ أرقم بن علباء [من الطويل] : ويومًا توافينا بِوَجْهٍ مُقَسَّمٍ كأنْ ظَبْيَةٌ تَعْطُو إلى وَارقِ السَّلَمْ في رواية من رفع «الظبية» ، فالتقدير: كأنها ظبيةٌ، وقد قرَّر النحاة أنَّ «كأنَّ» إذا خُفِّفَتْ يبقى إعمالها، لكنْ يجوز إثباتُ اسمها ويجوز حذفه، ويأتي خبرها مفردًا، أوجملةً اسمية، أو جملة فعلية مصدَّرة بـ «لم» أو بـ «قد» . انظر: "أوضح المسالك" (1/335- 337) ، و"شرح ابن عقيل" (1/356- 359) ، و"شرح الأشموني" (1/324- 326 ط دار الكتب العلمية، بتحقيق حسن حمد) ، و"شرح شذور الذهب" (ص303- 305) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 179 299 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيانُ (2) ، وإسرائيلُ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ أَبِي (5) لَيْلَى الكِنْدي (6) ، عَنْ سَلْمان؛ قَالَ: لا نَؤُمُّكُمْ (7) ، ولا نَنكِحُ نساءَكُمْ (8) . قلتُ: وَرَوَاهُ شُعْبة (9) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَوْس بْنِ ضَمْعَج، عَنْ سَلْمان.   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1215) . (2) هو: الثوري. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17698) . وعزاه شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/398) إلى ابن عمر العدني، وسعيد بن منصور في "سننه". (3) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (4283 و10329) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (6/217 رقم6053) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/189) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/144) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (21/437-438) . ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (593) من طريق حُديج بن معاوية، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8160) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/419) من طريق أبي الأحوص، كلاهما (حديج وأبو الأحوص) عن أبي إسحاق، به. (4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (5) في (ش) : «عن ابن أبي» . (6) مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه؛ فقيل: سلمة بن معاوية، وقيل بالعكس، وقيل: سعيد بن بشر، وقيل غير ذلك. (7) في (أ) و (ش) و (ك) : «لا يؤمكم» . (8) وتمامه: «يعني العرب» ، كما في مصادر التخريج. (9) روايته أخرجها سعيد بن منصور في"سننه" (594) ، والبغوي في "الجعديات" (442) . ورواه الطبراني في "الكبير" (6/260 رقم 6158) من طريق عبد الجبار بن العباس، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/134) من طريق عمار بن رزيق، كلاهما (عبد الجبار وعمار) عن أبي إسحاق، به. والحديث رواه ابن سعد في = = "الطبقات" (4/90) من طريق حجاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن عمرو بن أبي قرة، عن سلمان، به. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/134) من طريق شريك بن عبد الله، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحارث، عن سلمان قال: نهانا رسول الله (ص) أن نتقدَّم أمامكم أو ننكحَ نساءكم. وبيَّن البيهقي أن المحفوظ هو الموقوف. الحديث: 299 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 180 قلتُ: أيُّهما الصَّحيحُ؟ فَقَالا: سُفْيانُ أحفَظُ من شُعْبة، وحديثُ (1) الثوريُّ أصَحُّ. 300- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيمان (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كانتْ عامَّةُ وَصِيَّةِ رسولِ الله (ص) حِينَ حضَرَهُ الموتُ: الصَّلاَةَ، وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ؟   (1) في (ت) و (ك) : «وحدثنا» . (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2697) ، وبحشل في "تاريخ واسط" (ص 214) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2933 و2990) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/158) . ورواه ابن سعد في "الطبقات" (2/352) ، وأحمد في "مسنده" (3/117 رقم 12169) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3202) من طريق أسباط بن محمد، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (34) ، والنسائي في "الكبرى" (7095) ، وابن حبان في "صحيحه" (6605) من طريق جرير، كلاهما عن سليمان التيمي، به. قال النسائي: «سليمان التيمي لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ أنس» . ورواه النسائي في "الكبرى" (7096) من طريق الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن قتادة، عن صاحب له، عن أنس، به. ونقل ابن حجر في "النكت الظراف" (1229) عن البزار قوله: «لا أعلم أحدًا تابع التيمي، وإنما رواه غيره عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ، عَنْ أُمِّ سلمة» . (3) هو: سليمان بن طَرْخان التَّيمي. الحديث: 300 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 181 قَالَ أَبِي: نَرَى أنَّ هَذَا خطأٌ؛ والصَّحيحُ: حديثُ هَمَّام (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ (2) ، عَنْ سَفِينة (3) ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (4) ، فَقَالَ (5) : عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَفِينة، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) (6) . وَقَالَ: وابنُ أَبِي عَروبة أحفَظُ، وحديثُ هَمَّام أشبَهُ؛ زَادَ هَمَّامٌ رجلاً (7) .   (1) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/253) ، وأحمد في "مسنده" (6/311 رقم26657 و321 رقم 26727) ، وابن ماجه في "سننه" (1625) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (7100) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6979) . (2) هو: صالح بن أبي مريم. (3) هو: أبو عبد الرحمن مولى رسول الله (ص) . (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (6/290 رقم26483 و315 رقم 26684) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (7098) . ورواه ابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (30) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (263/مسند علي) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6936) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3203) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/306 رقم 690) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، به. (5) قوله: «فقال» ليس في (ف) . (6) من قوله: «وقال أبو زرعة ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (7) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/166/ب) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «وحديث التيمي عن قتادة، عن أنس، غير محفوظ» . وقد وقع في النسخة الخطية لـ"علل الدارقطني" سقط واضطراب حال دون نقل كاملِ عبارته، وقد نقل بعضها الضياء في "المختارة" (7/37) فقال: «قال الدارقطني: رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وأبو عوانة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَفِينَةَ، عَنْ أم سلمة. وَقَالَ هَمَّامٌ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ، عَنْ سَفِينَةَ، عَنْ أم سلمة. قال: وهذا أصح، والله أعلم» . اهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 182 301 - وسألتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ فَتْحِ بن [عمرو] (1) الكِسِّي؛ قال: حدَّثنا عبد الله بْنُ دَاوُدَ - يَعْنِي: الخُرَيبي (2) - عَنْ سُلَيمان بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أُمِّه (3) ، عَنْ أمِّ سعيدٍ سُرِّيَّةِ عليٍّ؛ قال (4) : سألتُ عَلِيًّا عَنْ صَلاةِ النبيِّ (ص) فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَ: مَا كَانَ صَلاتُهُ فِي رمضانَ وغيرِ رمضانَ إِلا سَواءً؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان بْنُ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: حدَّثتني أمِّي؛ قالَتْ (6) : سألتُ أمَّ سعيدٍ - سُرِّيَّةَ عليٍّ - عَنْ صَلاةِ عليٍّ فِي رمضان ... فلم يرفَعْهُ.   (1) في جميع النسخ: «نصر» بدل: «عمرو» ، والمثبت هو الصواب؛ فقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/91 رقم516) ، وقال: «روى عنه = = أبي وأبو زرعة» ، وهو الذي يقال له: «الكِسِّي» ، وأما «فتح بن نصر» فيقال له: «الكناني» ، ولم يذكر ابن أبي حاتم أن أباه روى عنه، بل يبعد أن يروي عنه أبو حاتم وهو متكلَّم فيه، ولم يوثَّق؛ لأن من عادة أبي حاتم ألا يروي إلا عن ثقة، وقد قال ابنه عبد الرحمن في الموضع السابق من "الجرح والتعديل" رقم (518) في ترجمة فتح ابن نصر: «كتبنا فوائده لأن نسمع منه، فتكلَّموا فيه وضعفوه، فلم نسمع منه» . وانظر "لسان الميزان" (6/6) . (2) في (ت) : «الخريني» . (3) واسمها: زينب، كما في "الجرح والتعديل" (4/137 رقم598) . (4) كذا في جميع النسخ: «قال» ، وكانت الجادَّةُ أنْ يقال: «قالتْ» ؛ لأنَّ الفعل مسندٌ إلى ضمير المؤنَّث العائد إلى أم سعيد، لكنَّ ما جاء في النسخ مِنْ تذكير الفعل يخرَّجُ على ثلاثة أوجه ذكرناها في التعليق على المسألة رقم (178) . (5) هو: الفضل بن دُكَين. (6) في (ت) و (ك) : «قال» ، وانظر توجيه ذلك في التعليق السابق. الحديث: 301 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 183 فقلتُ لأَبِي: حديثُ ابْنِ دَاوُدَ صَحيح؟ قَالَ: لا، أَبُو نُعَيم أثبتُ. 302 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (3) : مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاتِهِمْ؟! لَيَنْتَهُنَّ (4) عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَ أَبْصَارُهُمْ (5) . وَرَوَاهُ أَبَانٌ العَطَّار (6) ، عَنْ قتادة؛ أنه بلغَه أن نبيَّ الله (ص) كَانَ يَقُولُ ... مُرسَلً (7) ؟ قَالَ أَبُو (8) زُرْعَةَ: ابنُ أَبِي عَروبة أحفَظُ،، وقتادةُ، عن أنس، عن   (1) انظر المسألة رقم (2084) . (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (750) . (3) قوله: «قال» سقط من (ك) . (4) في (أ) و (ش) و"تاريخ أصبهان" (1/337) : «لينتهين» . (5) كذا في جميع النسخ: «أو لتخطف أبصارهم» ، وفي "مصنَّف عبد الرزاق": «أو لَيَخْطَفَنَّ اللهُ أبصارَهُمْ» ، وفي بقية مصادر التخريج: «أو لَتُخْطَفَنَّ أبصارُهُمْ» ، وما في النسخ يخرَّج على أنَّه مؤكَّد بنون التوكيد الخفيفة، والفعل مبني على الفتح، والأصل: «أو لَتُخْطَفَنْ» ، ثم حذفت النون، وبقيت فتحة آخر الفعل: «أو لَتُخْطَفَ» ، انظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (32) . (6) هو: ابن يزيد. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/258 رقم 13710) من طريق عفان بن مسلم، عن أَبَانٌ الْعَطَّارُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (3259) عن طريق معمر، عن قتادة، به، مرسلاً. (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (8) في (ف) : «أبي» . الحديث: 302 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 184 النبيِّ (ص) أصَحُّ؛ كَذَا رَوَاهُ عمرانُ القَطَّانُ (1) أَيْضًا (2) . 303 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثِ غُنْدَر (4) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ وَرْقاء (5) ، عَنْ عَمَرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَلاَ صَلاَةَ إلاَّ المَكْتُوبَةُ. وَكَذَلِكَ رَوَاهُ زكريَّا بْنُ إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . ورواه ابنُ عُيَينة (7) ،   (1) هو: ابن داوَر. وروايته أخرجها أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/337) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (2131) عن همام بن يحيى، وأبو يعلى في "مسنده" (3191) من طريق شعبة. (2) قال عبد الله بن أحمد في "العلل" (3/222 رقم4966) : «حدثني ابن خلاد قال: سمعت يحيى [يعني: ابن معين] يقول: كان شعبة ينكر حديث قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ أُمَّ سليم سألت النبي (ص) عن المرأة ترى في منامها. كأنه يرى أنه عن عطاء الخراساني. وكان ينكر حديث: «مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ في الصَّلاة» ، نرى [كذا، ولعله: يرى] أنه لم يسمعه، وكان إنكاره لحديث أم سليم أشد من هذا» . (3) انظر المسألة رقم (259) . (4) هو: محمد بن جعفر. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (710) . ورواه مسلم أيضًا من طريق شبابة، عن ورقاء، به. (5) هو: ابن عمر اليَشكُري. (6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (710) . (7) هو: سفيان. وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/257) من طريق هشام بن عمار، عنه، به، مرفوعًا. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4840) عن ابن عيينة به، موقوفًا على أبي هريرة. ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (130) من طريق سعيد بن عبد الرحمن المخزومي، والبزار في "مسنده" (192/أ/مسند أبي هريرة) من طريق أحمد بن عبدة، كلاهما عن ابن عيينة، به، موقوفًا. قال الترمذي: «وهكذا روى حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي هريرة، ولم يرفعه. وقال أيوب السَّختياني وزياد بن سعد وزكريا بن إسحاق ومحمد بن جحادة وورقاء بن عمر وإسماعيل ابن مسلم؛ رَوَوا عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) . وروى عبد الله ابن عيَّاش بْنِ عَبَّاسٍ الْقَتْبَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، ومرفوع أصح» . وقال الدارقطني في "العلل" (11/89) : «واختُلف عن ابن عيينة؛ فرواه أَبُو الأَشْعَثِ أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ وسعيد ابن منصور والعلاء بن هلال، عن ابن عيينة، مرفوعًا، ووقفه غيرهم عن ابن عيينة» . الحديث: 303 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 185 وحمَّادُ بنُ زَيْدٍ (1) ، وحمَّادُ بنُ سَلَمة (2) ،   (1) روايته أخرجها ابن عدي في"الكامل" (2/262) ، وتمَّام في "فوائده" (417/الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/392) و (38/323) من طريق إبراهيم بن الحجاج السَّامي، عن الحمادين؛ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ وَحَمَّادُ بْنُ سلمة، مرفوعًا. وأخرج مسلم في "صحيحه" (710) هذا الحديث من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادٍ بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا، ثم أردفه بقول حماد بن زيد: ثم لقيت عمرًا، فحدَّثني به، ولم يرفعه. وقال الدارقطني في "العلل" (11/90) : «واختُلِف عن حماد بن زيد؛ فرفعه إبراهيم بن الحجاج عنه، ووقفه غيره» . وانظر (ص83) من المرجع نفسه. وقال ابن عدي: «وروي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زيد على ألوان، ثم رواه [كذا!] عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عمرو بن دينار نفسه؛ فإنه أوقفه على أبي هريرة. وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ حماد بن زيد موقوفًا، ويقول في آخره: وقال حماد بن زيد: وكان أيوب يرفعه إلى النبي (ص) . ورواه زكريا بن عدي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ علي بن الحكم، عن عمرو بن دينار، فرفعه، وإبراهيم ابن الحجاج جازف ولم يضبط، فجمع بين الحمَّادَين، فرفعه عنهما» . (2) أخرجه أبو داود في "سننه" (1266) ، والبزار في "مسنده" (192/ب/مسند أبي هريرة) من طريق مسلم ابن إبراهيم، وأبو يعلى في "مسنده" (6379) من طريق مؤمَّل بن إسماعيل، وابن عدي في "الكامل" (2/262) من طريق إبراهيم بن الحجاج السَّامي، والخطيب في "تاريخه" (12/213) من طريق حجاج ابن محمد، أربعتهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مرفوعًا. قال البزار: «وهذا الحديث قد رواه مسلم، عن حماد، عن عمرو، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي هريرة، موقوفًا» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث رواه إبراهيم بن الحجاج السَّامي عن الحمادَين، عن عمرو بن دينار كما أمليته، ولم يضبطه؛ فإن هذا الحديث يرويه حماد بن سلمة موقوفًا على أبي هريرة، وقد رفعه عن حماد بن سلمة مسلم بن إبراهيم ومؤمل بن إسماعيل» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (11/89-90) : «واختُلِف عن حماد بن سلمة: فرفعه مسلم بن إبراهيم وإبراهيم بن الحجاج عنه، ووقفه غيرهما» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 186 وأبانُ العطَّارُ (1) ، كلُّهم عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّة (2) ، عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عن عَطَاء   (1) هو أبان بن يزيد. وروايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (2/33) ، والبغوي في "شرح السنة" (804) ، كلاهما من طريق مسلم بن إبراهيم، عن أبان، به، مرفوعًا. وقال الدارقطني في "العلل" (11/91) : «واختُلِف عن أبان العطَّار: فرفعه البرتي، عن مسلم عنه، ووقفه غيره» . اهـ. (2) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4841) عنه هكذا موقوفًا. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2470) من طريق محمد بن سفيان الصفَّار، عن ابن عليَّة، فرفعه. = ... وذكر الدارقطني في "العلل" (11/83-85) رواية حماد بن زيد ومن وافقه في روايته عن أيوب مرفوعًا، ثم قال: «وكذلك رواه فتح بن هشام الترجماني، عن ابن عليَّة، عن أيوب، ووقفه أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ عن ابن عليَّة. وكذلك رواه شعبة وهشام بن حسان ويزيد بن زريع وعبد الوارث بن سعيد وعبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، موقوفًا» . اهـ. (3) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 187 بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (1) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الموقوفُ أصحُّ (2) . تَمَّ الجُزْءُ الثَّاني، يَتلُوهُ في الجُزْءِ (3) الثَّالثِ فِي قَولِه (4) : وسمعتُ (5) أَبِي؛ قَالَ: سمعتُ إسحاقَ والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمينَ (6)   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) توسع البزار في "مسنده" (192/أ-ب/مسند أبي هريرة) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، وقد نقل كلامه بتمامه محقق كتاب "العلل" للدارقطني (11/83-85) . وكذا أطال الدارقطني في "العلل" (2139) في ذكر الاختلاف فيه، ولم يرجِّح. (3) في (ف) : «يتلوه الجزء» . (4) قوله: «في قوله» ليس في (ف) . (5) في (ف) : «سمعت» بلا واو. (6) من قوله: «تم الجزء الثاني ... » إلى هنا، ليس في (ت) ، و (ك) ، وفي هامش (ش) : «آخر الجزء الثاني» . وزاد في (ف) بعد هذا الموضع: «وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد وآلهِ وصَحبِه وسَلَّم تسليمًا كثيرًا» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 188 بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيموصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد، وآلهِ وصَحبِه وسَلَّم (1) الجُزْءُ الثَّالِثُ (2) فِي عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الصَّلاَةِ (3) 304 - وسمعتُ (4) أَبِي؛ قَالَ: سمعتُ إِسْحَاقَ بْنَ مُوسَى الأَنْصَارِيَّ، وَسَأَلْتُهُ عن جَدِّه عبد الله بْنِ يَزِيدَ الأنصاريِّ الخَطْميِّ: هَلْ لَهُ صُحْبَة؟ فَجَعَلَ يُصَغِّره (5) . وذكَرَ (6) حَدِيثًا سَمِعَهُ مِنْ أَبِي زُرْعَةَ (7) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عبد الله بْنِ سَلَمة الأَفْطَسِ، عَنْ أَبِي جعفر الخَطْميِّ (8) ، عن أبي   (1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا، من (أ) و (ف) فقط. وزاد بعده في (ف) : «نا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتِم محمَّد بن إدريس الحنظلي الرَّازي رحمهما الله تعالى؛ قال» . (2) قوله: «الجزء الثالث» من (أ) فقط، وفي موضعه بياض في مصورة (ش) ، ولعله بسبب كَتْبه بالمِداد الأحمر. (3) قوله: «فِي علل أخبار رويت فِي الصلاة» من (أ) و (ش) فقط. (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (5) يعني: يصغِّر سِنَّه التي كان عليها قبل وفاة النبي (ص) . وانظر "الجرح والتعديل" (5/197) . (6) أي: أبو حاتم. (7) هو: عبيد الله بن عبد الكريم، وروايته أخرجها عبد الغني الأزدي في "الغوامض والمبهمات" (6) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص (179) وفيه: «عبد الله بن أبي بكر» بدل: «أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم» . وانظر "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4563) . (8) هو: عمير بن يزيد. الحديث: 304 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 189 بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بنِ حَزْم (1) ، عَنْ عَمْرَة (2) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) سمع من اللَّيْلِ قراءةَ عبد الله بْنِ يَزِيدَ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللهُ! لَقَدْ أَذْكَرَنِي (3) آيَاتٍ كُنْتُ أُنْسِيتُهَا، أَوْ نَحْوَ هَذَا (4) . قَالَ أَبِي: سمعتُ هَذَا الحديثَ من إبراهيم ابن موسى بعد ما قَدِمْتُ (5) ، وعبدُالله بنُ سَلَمة متروكُ الْحَدِيثِ؛ كَانَ بَذِيءَ اللِّسَان، فأنكَرَ عَلَيْهِ يَحْيَى (6) وعبدُالرحمن (7) ؛ فتُرِكَ (8) حديثُهُ. وَهَذَا عِندي مدخولٌ؛ لأنَّ عبدَالله بْنَ يَزِيدَ كَانَ صَغِيرًا عَلَى عهد النبيِّ (ص) (9) ،   (1) في (ت) : «عمر وحزم» ، وفي (ك) : «عمر بن حزم» . (2) هي: ابنة عبد الرحمن. (3) في (ك) : «رحمه لقد أذكرتني» . (4) نقل الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/246) عن ابن منده أنه قال: «غريب، وقد رواه هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، ولم يسم القارئ» . وقد أخرج البخاري هذا الحديث في "صحيحه" (2655) ، ومسلم في "صحيحه" (788) من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة قالت: سمع النبي (ص) رجلاً ... الحديث، ولم تسمِّه. ثم قال البخاري: وزاد عبَّاد بن عبد الله عن عائشة: تهجَّد النبي (ص) في بيتي، فسمع صوت عبَّاد يصلي في المسجد ... الحديث. وعبَّاد هذا هو: ابن بشر، وهذه الرواية تدل على ضعف أنه عبد الله بن يزيد. (5) أخرجه الأزدي في "الغوامض والمبهمات" (7) - ومن طريقه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/356) - من طريق أبي حاتم، عن إبراهيم ابن موسى، به. (6) هو: ابن سعيد القطَّان. (7) هو: ابن مهدي. (8) في (ت) و (ك) : «وترك» . (9) في (ت) و (ك) : «على عهد رسول الله (ص) » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 190 وإنما يحدِّث عبدُالله بْنُ يَزِيدَ عَنِ البَرَاء (1) ، وَعَنْ أَبِي أيُّوب (2) ، وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثابِت؛ فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى صِغَره. وَأَمَّا أَبُو بكرِ بنُ عيَّاش (3) : فَإِنَّهُ (4) يَرْوِي عَنْ أَبِي حَصِين (5) ، عن أبي بُرْدَة (6) ، عن عبد الله بن يزيد: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: جُعِلَ عَذَابُ هَذِهِ الأُمَّةِ فِي السَّيْفِ. وَرَوَاهُ ابْنُ عُلَيَّةَ (7) ، عَنْ يونسَ (8) ، عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ رجل من أصحاب النبيِّ (ص) - ولم يُسَمِّه - عن النبيِّ (ص) ، بِمِثْلِهِ. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟ قال: ما أدري!   (1) هو: ابن عازب. (2) هو: خالد بن زيد الأنصاري. (3) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/49-50) و (4/254) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/308) ، والقضاعي في "مسنده" (1000) ، والبيهقي في "الشعب" (7/154) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (4/205) بلفظ: «إن عذاب هذه الأمة جعل في دنياها» . (4) في (ف) : «فإني» . (5) هو: عثمان بن عاصم. (6) هو: ابن أبي موسى الأشعري. (7) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" (938) . ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2917) من طريق حماد بن سلمة، وأبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4185) - من طريق خالد ابن عبد الله الواسطي، كلاهما عن يونس، به. (8) هو: ابن عُبَيد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 191 305 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِرُ ابنُ سُلَيمان (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أنسٍ؛ أنه قال: كان أَحَدٌ (3) منَّا لا يَحْني ظَهْرَهُ، حَتَّى يَرَى رسولَ الله (ص) ساجِدًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ هُوَ كَمَا حدَّثنا مُسَدَّد (4) ، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عن   (1) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (3/46 رقم1598) من طريق محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن المعتمر، به. (2) هو: سليمان بن طَرْخان التَّيمي. (3) كذا باستعمال «أَحَد» في سياق الإثبات ظاهرًا، والأصل فيها استعمالها في سياق النفي - كما جاء في مصادر التخريج - لكنَّ ما وقع هنا يخرَّج على أنَّه من الإثبات المؤوَّل بالنفي؛ فإنَّ المعنى على النَّفْيِ، والتقدير: «ما كان أَحَدٌ مِنَّا يَحْنِي ظَهْرَهُ حَتَّى يَرَى رسولَ اللهِ (ص) ساجدًا» . ونظير ذلك ما جاء في حديث البخاري (3415) ، ومسلم (2373) من قوله (ص) : «ولا أقولُ: إنَّ أحدًا أفضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى _ج» ، قال ابن مالك في "شواهد التوضيح" (ص271- 272 مبحث رقم 71) : «وفي «ولا أقول: إنَّ أحدًا أفضلُ مِنْ يُونُسَ بن مَتَّى _ج» : استعمالُ «أَحَدٍ» في الإيجاب؛ لأنَّ فيه معنى النفي؛ وذلك أنه بمعنى: لا أَحَدَ أفضَلُ من يُونُسَ؛ والشَّيْءُ قد يُعْطَى حُكْمَ ما هو في معناه وإنِ اختَلَفا في اللفظ؛ فمنْ ذلك قوله تعالى: [الأحقاف: 33] {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ} ؛ فأُجْرِيَ - في دخول الباء على الخبر- مُجْرَى: أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر؛ لأنَّه بمعناه. اهـ. ونقل ذلك عنه السيوطي في "عقود الزبرجد" (3/76) ، وانظر "الحدود" للرماني (ص78- تحقيق السامرائي) . (4) هو: ابن مُسَرهَد. وروايته أخرجها في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (417) . ورواه أبو يعلى في "مسنده" (4082) من طريق عبد الأعلى بن حماد، عن معتمر، به. ورواه البزار في "مسنده" (472/كشف الأستار) من طريق سعيد بن الفضل، عن حميد، عن أنس، به. قال البزار: «لا نعلم رواه عن حميد، عن أنس إلا سعيد، وقد رواه المعتمر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أنس» . الحديث: 305 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 192 أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أنسٍ، عن النبيِّ (ص) (1) . 306 - وسمعتُ أبي يقول: روى (2) أبوعَوَانةَ (3) ، عَنِ الحَكَم (4) ، عَنْ عاصِم بْنِ ضَمْرةَ، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: إِذَا قعَدَ المصلِّي مِقدارَ التَّشَهُّد، فَقَدْ تَمَّتْ صَلاتُهُ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) ؛ لا أعلَمُ رَوَى الحَكَمُ بنُ عُتَيبةَ عَنْ عاصِم بْنِ ضَمْرةَ شَيْئًا (6) ، وَقَدْ أَنْكَرَ شُعْبَةُ عَلَى أَبِي عَوَانةَ روايتَهُ عن   (1) قال الدارقطني في "العلل" (4/85/أ) : «يرويه معتمر، واختُلِف عنه: فرواه الترجماني، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أنس، وخالفه عبد الأعلى بن حماد، وأزهر بن جميل؛ فروياه عن معتمر، عن أبيه؛ قال: أخبرني رجل عن أنس، ورواه ابن أبي مذعور، عن معتمر، عن أبيه: أنه حُدِّث عن أنس، وهو الصَّواب» . اهـ. وهذا بالنسبة لحديث أنس؛ فإنه قد صح الحديث من رواية البراء بن عازب عند البخاري (690) ، ومسلم (474) ، ومن حديث عمرو بن حُرَيْث عند مسلم (475) . (2) في (ك) : «رواه» . (3) هو: الوضَّاح بن عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/273) ، والدارقطني في "السنن" (1/360) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/173) . (4) هو: ابن عُتَيبة. (5) قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/216) : «وقد أنكر صحته أحمد وأبو حاتم الرازي وغيرهما» . (6) نقل ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/467) قول أبي حاتم: «لا أعلم الحكم روى عن عاصم شيئًا» ، ونقل عن أبي الوليد الطيالسي قوله: «ما أرى الحكم سمع من عاصم بن ضمرة» . الحديث: 306 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 193 الحَكَم، وَقَالَ (1) : لَمْ يكنْ ذَاكَ (2) الَّذِي لَقِيتَهُ الحَكَمَ. قَالَ أَبِي: ولا يشبهُ هَذَا الحديثُ حديثَ الحَكَمِ (3) . 306/أ - وَقَالَ (4) أَبِي: روى أَبُو عَوَانةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَخنَسِ (5) ، وبُكَيرٌ (6) قديمٌ لَمْ يَرْوِ عَنْهُ الثوريُّ، ولا شُعْبَةُ؛ إِنَّمَا روى عَنْهُ الأعمشُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيبانيُّ (7) ، ومِسْعَرٌ (8) ؛ فلا أدري أين   (1) أي: قال شعبة لأبي عوانة. (2) في (ف) : «ذلك» . (3) وقال الإمام أحمد في "العلل" (937) : حدثنا أبو عاصم؛ قال: أخبرنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إبراهيم، عن الأسود: أن عمر قال: من ملك ذا رحم، أو ذا محرم، فهو حُرٌّ. ثم قال أحمد: قلت لأبي عاصم: الشك منكم، أو منه؟ قال: لا أدري! ثم قال أحمد أيضًا (939) : حدثنا أبو عاصم؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَن الْحَكَمِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عن علي؛ قال: إذا جلس قدر التشهُّد فقد تمَّت صلاته. ثم قال أحمد: قال لي أبو عاصم: أكرهت أبا عوانة على هذين الحديثين. اهـ. ونقل ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/410) عن علي بن سعيد قال: سألت أحمد بن حنبل عمَّن ترك التشهد؟ فقال: يعيد. فقلت: فحديث علي: من قعد مقدار التشهد؟ فقال: لا يصح. (4) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. وقد نقل الحافظ ابن حجر في ترجمة بكير بن الأخنس من "تهذيب التهذيب" (1/247) قول أبي حاتم هذا. (5) في (ت) : «الأخفس» بالفاء والسين المهملة، وفي (ك) : «الأخفش» بالشين المعجمة. (6) قوله: «وبُكَير» سقط من (ت) و (ك) . (7) هو: سليمان بن أبي سليمان. (8) هو: ابن كِدام. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 194 لقيَهُ؟! وكيف أدرَكَهُ (1) ؟! 307 - وسُئِلَ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه أبوبكرٍ الحَنَفيُّ (3) ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (4) ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) دخَلَ عَلَى مَريضٍ وَهُوَ يصلِّي على وِسادَة (5) ... ؟   (1) يعني: إدراك أبي عوانة لبكير بن الأخنس. وقال أبو حاتم أيضًا في المسألة (323) : «روى أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأَخْنَسِ حَدِيثًا وَاحِدًا، وَهُوَ: حَدِيثُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَرَض اللَّه الصَّلاةَ على لسان نبيكم (ص) فِي الْحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ ركعتين» . اهـ. وهذا الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (687) من طريق أبي عوانة. ... وقال أبو حاتم أيضًا في المسألة رقم (1563) : «رَوَى أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ حَدِيثًا وَاحِدًا، وَعَنْ مُعَاوِيَةَ حَدِيثًا وَاحِدًا، وَعَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأخنس حديثًا واحدًا» . (2) نقل بعض هذا النص ابن عبد الهادي في "المحرر" رقم (398) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/410 رقم338) . وقال ابن التركماني في "الجوهر النقي" (2/306) : «وفي "علل ابن أبي حاتم": أن أبا أسامة رواه عن الثوري كذلك» . (3) هو: عبد الكبير بن عبد الحميد. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (568/كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/92) ، والبيهقي في "الكبرى" (2/306) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (3/225) . قال البزار: «لا نعلم أحدًا رواه عن الثوري إلا الحنفي» . وقال أبو نعيم: «تفرد به الحنفي» . وقال البيهقي: «وهذا الحديث يعدُّ في أفراد أبي بكر الحنفي عن الثوري» . ووقع عند أبي نعيم: «أبو علي الحنفي» . ورواه البيهقي في "الكبرى" (2/306) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سفيان، به. (4) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس. (5) تمام متنه: «فأخذها، فرمى بها، فأخذها عودًا ليصلي عليه، فأخذه، فرمى به، وقال: صلِّ على الأرض إن استطعت، وإلا فأومِ إيماء، واجعل سجودك أخفض من ركوعك» . الحديث: 307 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 195 قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (1) جَابِرٍ - قولَهُ (2) - إنه دخَلَ عَلَى مَريضٍ ... . فَقِيلَ لَهُ: فإنَّ أبا أسامةَ (3) قد روى عَنِ الثَّوْري هَذَا الحديثَ مرفوعًا؟ فَقَالَ: ليسَ بشيءٍ، هُوَ موقوفٌ. 308 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ (4) ، عَنِ القاسِم بْنِ محمد، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَغُرَّنَّكُمْ أَذَانُ بِلالٍ، وَلَكِنْ يُؤَذِّنُ (5) ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ؟ فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا الحُمَيدي (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا فُضَيْلُ بْنُ عِياضٍ (7) ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنِ القاسِم، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . جميعًا   (1) قوله: «عن» سقط من (ش) . (2) أي: عن جابرٍ من قولِهِ، حذف الخافض «مِنْ» ، فانتصب ما بعده. وانظر في النصب على نزع الخافض: التعليق على المسألة رقم (12) . (3) هو: حماد بن أسامة. (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7611) قال: أخبرنا عبيد الله بن عمر، به. (5) كذا! وما في مصادر التخريج: «حتى يؤذِّن» أو: «حتى ينادي» . (6) هو: عبد الله بن الزبير. (7) روايته أخرجها أبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (2456) من طريق مروان بن عبيد، عنه، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (622 و1919) ، ومسلم في "صحيحه" (1092) من طرق عن عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة. الحديث: 308 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 196 صَحِيحَينِ (1) ؛ قَصَّر حمَّادٌ، وجوَّده غَيْرُهُ. 308/أ- قَالَ أَبِي (2) : وَلا أعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ - عَنْ أيُّوبَ (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبيِّ (ص) : أنَّ بِلالا أذَّن قبلَ الصُّبْح، فقال له النبيُّ (ص) : ارْجِعْ فَنَادِ: إِنَّ العَبْدَ نَامَ - إلا حمَّاد (4) بنَ   (1) كذا بالياء قبل النون «صَحِيحَينِ» في جميع النسخ، وله وجهان من العربية ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (25) و (759) . (2) نقل بعض هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1142 و1144) . (3) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (4) قوله: «حماد» يجوز فيه النصب والرفع: أما النصب: فعلى أنه مفعولٌ به لـ «أعلم» ، ويكون في الكلام تقديم وتأخير؛ والتقدير: ولا أعلم إلا حمادَ بنَ سلمة روى هذا الحديثَ ... ويسمى هذا الاستثناءُ مُفرَّغًا؛ تفرغ فيه العامل قبل «إلا» للعمل فيما بعدها. وجملة «روى ... » في محل نصب حالٍ متقدمة على صاحبها وجوبًا؛ لأنه محصور بـ «إلا» . و «أعلم» هنا بمعنى «أعرف» متعدٍّ إلى مفعولٍ واحدٍ. وأما الرفع: فعلى أنه فاعل لـ «روى» ، والاستثناء أيضًا مُفرَّغ؛ إما على أن «لا أعلم روى» في معنى «لم يرو» ؛ كما قيل في قوله تعالى: [التّوبَة: 32] {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} ؛ قال ابن هشام: «فحمل "يأبى" على "لا يريد" لأنهما بمعنًى» . اهـ. يعني: فصار الاستثناء مُفرَّغًا. وإما على تقدير حرف النفي داخلاً على جملة «روى ... » ، وتقدير «أعلم» معترضًا بينهما. والفعلُ «أعلم» هنا من أفعال القلوب، متعدٍّ إلى مفعولين، وألغي عمله، وإن كان متقدمًا على معموليه: إما على مذهب الكوفيين والأخفش حيث يجيزون إلغاء العامل المتقدم. وإما على مذهب البصريين لأن الفعل هنا ليس متقدمًا تقدمًا محضًا بل هو متوسط في الكلام، والتوسط في الكلام مقتضٍ للإلغاء أيضًا، وقد سُبق الفعل هنا بحرف العطف وحرف النفي «ولا» . وإما أن يكون ملغًى على تقديره معترضًا بين النفي وما بعده كما مر. وجملة «روى» في حال إلغاء الفعل «أعلم» وإبطال عمله، لا محل لها من الإعراب. وانظر: "أوضح المسالك" (2/60-63/باب ظن وأخواتها) ، (2/222/باب الاستثناء) ، (2/279-285/باب الحال) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 197 سَلَمة (1) ، وَشَيْئًا حدَّثنا عمرُ بْنُ عَلِيٍّ (2) الإِسْفَذَنِيُّ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ أبي مَحْذُورةَ، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّادٍ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر،   (1) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (782/المنتخب) ، وأبو داود في "سننه" (532) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/139) ، والدارقطني في "السنن" (1/244) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/383) . روى البيهقي عن محمد بن يحيى الذهلي قوله: «حَدِيثٍ حَمَّاد بْن سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر أن بلالاً أذن قبل طلوع الفجر، شاذ غير واقع على القلب، وهو خلاف ما رواه الناس عن ابن عمر» . وروى البيهقي عن علي بن المديني قوله: «أخطا حماد في هذا الحديث، والصحيح حديث عبيد الله، يعني: عن نافع، وحديث الزهري، عن سالم» . وبنحوه نقل عنه ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/147-148) . = ... وقال أبو داود: «وهذا الحديث لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة» . وقال أبو عيسى الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (203) : «وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أن بلالاً أذن بليل، فأمره النبي (ص) أن ينادي: إن العبد نام. قال أبو عيسى: هذا حديث غير محفوظ، والصحيح: ما روى عبيد الله بن عمر وغيره عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي (ص) قَالَ: «إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُّوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أم مكتوم» . اهـ. وقال الدارقطني: «تابعه [يعني: حماد بن سلمة] سعيدُ ابن زَرْبي - وكان ضعيفًا - عن أيوب» . وقال البيهقي: «هذا حديث تفرد بوصله حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، وروي أيضًا عن سعيد بن زَرْبي، عن أيوب إلا أن سعيدًا ضعيف، وروراية حماد منفردة، وحديث عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر أصح منها، ومعه رواية الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ» ا. هـ. (2) كذا وقع هنا وفي "الجرح والتعديل" (6/125 رقم679) . ووقع في "تهذيب الكمال" (2/139) في ترجمة إبراهيم بن عبد العزيز: «علي بن عمر» . (3) انظر في ضبط «الإسفدني» التعليق على المسألة رقم (871) . (4) في (ك) : «رواه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 198 عن النبيِّ (ص) (1) . قَالَ (2) : والصَّحيحُ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ عُمَرَ أَمَرَ مَسْرُوحًا (3) - أذَّن قَبْلَ الفَجْرِ - فأمَرَهُ (4) أن يَرْجَِع (5) ، وفي بعض   (1) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/383) من طريق محمد بن بكر بن خالد، عن إبراهيم بن عبد العزيز ابن أبي محذورة، عن عبد العزيز بن أبي رواد، به، وكان البيهقي قال قبل ذلك: «وروي عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رواد، عن نافع موصولاً، وهو ضعيف لا يصح» . (2) نقل بعض كلام أبي حاتم الآتي ابن رجب في "فتح الباري" (3/512) . (3) في (ت) و (ك) : «مسروجًا» بالجيم. ومسروح هذا هو ابن سَبْرة النَّهشَلي، مؤذِّن عمر بن الخطاب، له ترجمة في"تهذيب الكمال" (27/451) . (4) كذا في (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «وأمره» . (5) الحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (533) ، والدارقطني في "سننه" (1/244) من طريق شعيب بن حرب، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد؛ أخبرنا نافع، عن مؤذِّنٍ لعمر يقال له: مسروح؛ أذن قبل الصبح، فأمره عمر ... فذكر نحوه. قال أبو داود: «وقد رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عبيد الله بن عمر، عن نافع - أو غيره: أن مؤذنًا لعمر يقال له: مسروح، أو غيره. ورواه الدراوردي، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: كان لعمر مؤذن يقال له: مسعود [كذا!] ... وذكر نحوه، وهذا أصح من ذاك» . اهـ. وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" (10/60) رواية عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن مؤذن لعمر يقال له: مسروح، ثم قال: «وهذا إسناد غير متصل؛ لأن نافعًا لم يلق عمر، ولكن الدراوردي وحماد بن زيد قد رويا هذا الخبر عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر مثله، إلا أن الدراوردي قال: يقال له: مسعود» . اهـ. وقال أبو عيسى الترمذي في الموضع السابق: «وروى عبد العزيز بْنِ أَبِي روَّاد، عَنْ نَافِعٍ: أن مؤذِّنًا لعمر أذَّن بليل، فأمره عمر أن يعيد الأذان، وهذا لا يصح أيضًا؛ لأنه عن نافع، عن عمر منقطع، ولعل حماد بن سلمة أراد هذا الحديث، والصحيح رواية عبيد الله وغير واحد عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، والزهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي (ص) قَالَ: «إِنَّ بِلالا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ» . قال أبو عيسى: ولو كان حديث حماد صحيحًا؛ لم يكن لهذا الحديث معنى؛ إذ قال رسول الله (ص) : «إن بلالاً يؤذن بليل» ، فإنما أمرهم فيما يُسْتَقْبَل، وقال: «إن بلالاً يؤذن بليل» ، ولو أنه أمرهم بإعادة الأذان حين أذَّن قبل طلوع الفجر؛ لم يقل: «إن بلالاً يؤذن بليل» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 199 الأَحَادِيثِ: أنَّ بِلالا أذَّن قَبْلَ الْفَجْرِ (1) . فَلَوْ صَحَّ هَذَا الحديثُ، لدفعَهُ حديثُ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة - والقاسمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ عائِشَة - عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا (4) وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ (5) مَكْتُومٍ، فَقَدْ جوَّز النبيُّ (ص) الأذانَ قبلَ الفَجْر، مَعَ أنَّ حديثَ حمَّاد بْنِ سَلَمة خطأٌ (6) . قِيلَ لَهُ: فحديثُ ابْنِ أَبِي مَحْذورة؟ قال أبي: [ابنُ أبي] (7) مَحْذورة شيخٌ (8) .   (1) من قوله: «وأمره أن يرجع ... » إلى هنا، مكرر في (ك) . (2) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1/211 رقم406) ، وابن حبان في "صحيحه" (3473) . (3) روايته تقدمت في المسألة السابقة. (4) في (ت) : «وكلوا» . (5) قوله: «أم» سقط من (ت) . (6) وكذا حكم بأنه خطأ من حماد كلٌّ من: علي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد، والترمذي، وأبي داود، والأثرم، والدارقطني، وغيرهم. انظر لذلك "فتح الباري" لابن رجب (3/512-513) ، و"العلل" للدارقطني (4/111/أ) . (7) ما بين المعقوفين سقط من (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «أبو» ، والمثبت من "فتح الباري" لابن رجب (3/512) نقلاً عن هذا الموضع. (8) اسم ابن أبي محذورة هذا: إبراهيم بن عبد العزيز، ويُستفاد من هنا قول أبي حاتم فيه: «شيخ» ، فلم نقف عليه في غير هذا الموضع. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 200 309 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ لُوَيْنٌ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ راشِد السَّمَّاك، عَنْ عَطاءِ بْنِ أَبِي رَبَاح، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى الفَجْرَ، فأَبْصَرَ رجلا يصلِّي الرَّكعَتَينِ ... فذكر الحديثَ؟ فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا لُوَيْنٌ بِهَذَا (3) الحديثِ. فَقَالَ أَبِي: يُرَى (4) ضَعْفُ الرجلِ فِي روايتِهِ مِثْلَ هَذَا؛ روى هَذَا الحديثَ سُفْيانُ بنُ عُيَينة (5) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الحارِث، عَن قيس بْن عَمْرٍو، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) انظر ما يأتي في المسألة رقم (504) . (2) هو: محمد بن سليمان المِصِّيصي. (3) في (ت) : «بها» . (4) في (أ) : «نرى» ، وهي على الوجهين في (ش) و (ك) . (5) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (892) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1116) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4138) . ومن طريق الحميدي رواه الطحاوي في "شرح المشكل" (4139) ، والطبراني في "الكبير" (18/367 رقم 938) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/456) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6439 و36360) ، وأحمد في "المسند" (5/447 رقم 23760) ، وأبو داود في "سننه" (1267) ، والحاكم في "المستدرك" (1/275) من طريق عبد الله بن نمير، والترمذي في "جامعه" (422) من طريق عبد العزيز الدراوردي، كلاهما عن سعد بن سعيد، به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2156) ، والطبراني في "الكبير" (18/367 رقم 937) ، والدارقطني في "السنن" (1/384-385) . ومن طريق أحمد رواه الطبراني (18/367 رقم 937) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5699) ، وقد أسهب في ذكر الاختلاف في هذا الحديث. قال الترمذي: «حديث محمد بن إبراهيم لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث سعد بن سعيد، وقال سفيان بن عيينة: "سمع عطاء بن أبي رباح من سعد بن سعيد هذا الحديث" وإنما يروى هذا الحديث مرسلاً ... وإسناد هذا الحديث ليس بمتصل؛ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيمَ التيمي لم يسمع من قيس، وروى بعضهم هذا الحديث عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد ابن إبراهيم أن النبي (ص) خرج فرأى قيسًا، وهذا أصح من حديث عبد العزيز، عن سعد بن سعيد» . الحديث: 309 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 201 قال ابنُ عُيَينة: «روى عَطَاءٌ هذا الحديثَ عَنْ سَعْدِ (1) بْنِ سَعِيدٍ» (2) . فكيفَ سَمِعَ عَطَاءٌ من ابن عُمَرَ وَهُوَ قد سَمِعَ من سَعْد (3) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن قَيْسِ بْن عَمْرو، عن النبيِّ (ص) ؟! قلتُ لأَبِي: روى مُحَمَّد بْن سُلَيمان بْن أَبِي دَاوُدَ الحَرَّاني، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطاءٍ، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) ... بِهَذَا الحديثِ. قَالَ أَبِي: سُلَيمان بْن أَبِي دَاوُدَ ضعيفُ الحديث (4) . 310 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو حُذَيفة (5) ، عن الثوري،   (1) في (أ) و (ش) : «روى هَذَا الحديث عطاء عَنْ سعيد» . (2) روى قوله هذا أبو داود في "سننه" (1268) ، وعلَّقه الترمذي في "جامعه" (422) . (3) في (ش) : «سعيد» . (4) قال الدارقطني في "العلل" (4/129/أ) : «يرويه مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن أَبِي داود، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جابر، وخالفه عبد الملك بن أبي سليمان وقيس بن سعد المكِّي؛ روياه عن عطاء مرسلاً، وهو أشبه بالصَّواب، ويقال: إن عطاء بن أبي رباح إنما أخذ هذا الحديث من سعد بن سعيد أخي يحيى بن سعيد، وسعد يرويه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قيس بن عمرو» . اهـ. (5) هو: موسى بن مسعود النَّهْدي. وروايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (226) ، وأبوعوانة في "مسنده"- كما في "إتحاف المهرة" (14/512) - وأبو نعيم في "الحلية" (7/86) ، وتمام في "فوائده" (406/الروض البسام) . قال أبو نعيم: «مشهور بأبي حذيفة، عن الثوري، ورواه الفريابي عنه، وهو عزيز» . ثم رواه من طريق الفريابي، عن سفيان مثله. ورواه أبوعوانة في "مسنده"- كما في "إتحاف المهرة" (14/512) - وأبو نعيم في "الحلية" (7/205) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/224) ، وتمام في "فوائده" (406/الروض البسام) من طريق أبي زيد سعيد بن الربيع، عن شعبة، عن الأعمش، به. ورواه ابن ماجه في "سننه" (1420) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (216) من طريق يحيى بن يمان، والترمذي في "الشمائل" (263) من طريق يحيى بن عيسى الرملي، كلاهما عن الاعمش، به. الحديث: 310 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 202 عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يصلِّي حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَماه، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ! ... الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَش (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ؛ قَال رسولُ الله (ص) . قال أبي: ومُرسَلً (3) أشبَهُ (4) .   (1) هو: ذَكْوان السَّّمَّان. (2) روايته أخرجها أحمد في "الزهد" ص (24) من طريق وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالح، به، مرسلاً. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8347) من طريق وكيع، إلا أنه قال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) ، عن النبي (ص) ، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف (4747) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ بعض أصحابه قال: كان النبي (ص) يصلي ... . (3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب تمشِّيًا مع لغة ربيعة، وتقدير الكلام هنا: «وهو أشبَهُ مرسلاً» . وانظر للغة ربيعة المسألة رقم (34) . (4) قال الدارقطني في "العلل" (8/172) : «يرويه الأعمش، واختُلِف عنه؛ فرواه الثوري وشعبة ويحيى بن يمان ويحيى بن عيسى الرملي وهشيم، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وقال جابر بن نوح: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، أو أبي سعيد. وقال محاضر: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، أو بعض أصحاب النبي (ص) . وقال زائدة وأبو عوانة ووكيع: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن بعض أصحاب النبي (ص) ، وهذا من الأعمش كان - والله أعلم - كان يشك فيه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 203 311 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّان (2) ، عَن عَبِيدَة (3) ، عَن عليٍّ: فِي صَلاةِ الوُسْطَى؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَن قتادةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَن عليٍّ. قَالَ أَبِي (4) : الصَّحيحُ: حَدِيث شُعْبَة وغيرِهِ عَنْ قتادةَ، عَنْ أَبِي حَسَّان، عَن عَبِيدَة، عَن عليٍّ؛ وحمَّادٌ لم يَضْبِطْ. 312 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ قَتَادَةَ، عَن حُذَيفة؛ فِي صَلاة الكُسُوف. قلتُ: وقد رَوَاهُ سعيدٌ (6) وعِمْرَانُ (7) ؛ قالا: عَنْ قتادة، عن أبي   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/137 رقم 1150 و1151) ، ومسلم في "صحيحه" (627) . ورواه أحمد في "مسنده" (1/79 و135 و152 رقم 591 و1134 و1308) ، ومسلم في "صحيحه" (627) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأحمد في "مسنده" (1/153 رقم 1313) من طريق همام، كلاهما عن قتادة، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (2931 و4111 و4533 و6396) ، ومسلم في "صحيحه" (627) من طريق محمد بن سيرين، عن عبيدة، عن علي، به. (2) هو: مسلم بن عبد الله الأعرج. (3) هو: ابن عمرو السَّلْماني. (4) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (5) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (6) هو: ابن أبي عَروبة. (7) هو: ابن دَاوَر القطَّان. الحديث: 311 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 204 حَسَّان (1) ، عَن مُخارِق بْن أَحْمَد (2) ، عَن حُذَيفة. قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: جَميعًا صَحِيحَينِ (3) ؛ حمَّادٌ قصَّر (4) بِهِ، لم يَضْبِطْ، وسعيدٌ وعمرانُ ضَبَطَا. 313 - وسمعتُ (5) أَبِي وقيل لَهُ: حديثُ مُحَمَّد بْن المُنكَدِر، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الجَمع بين الصَّلاتَين؟ فَقَالَ: حدَّثنا الرَّبيع بْن يَحْيَى (6) ، عَنِ الثَّوْري، غير أَنَّهُ باطلٌ عِنْدِي، هَذَا خطأٌ، لم أُدخِلْهُ فِي التَّصْنِيفِ، أَرَادَ: أبا الزُّبَير (7) ، عَنْ جَابِرٍ، أو: أبا الزُّبَير، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس (8) ؛ والخطأُ   (1) هو: مسلم بن عبد الله الأعرج. (2) كذا في جميع النسخ: «مخارق بن أحمد» بالدال = = المهملة، وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (7/432) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/352) فقالا: «مخارق بن أحمر» بالراء، وهذا الذي صوَّبه الشيخ المعلمي في تعليقه على "التاريخ الكبير". (3) كذا بياء قبل النون، والجادَّة أن يقال: «صحيحان» بالألف؛ لكنَّ الذي جاء في النسخ له وجهان من جهة العربية ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (25) .، و (759) . (4) في (ت) و (ك) : «قصد» . (5) انظر المسألة رقم (285) . (6) هو: الأُشناني. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/161) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/18) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/217) وقال: «في إسناده نظر» . (7) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس. (8) أخرجه مسلم في "صحيحه" (705) من طريق أبي الزبير، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس. الحديث: 313 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 205 من الرَّبيع (1) . 314- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابن أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي (2) ، عَنْ عَبَّادِ بنِ عَبَّادٍ المُهَلَّبِيِّ، والصَّبَّاحِ بنِ سهلٍ، عَنْ عاصمٍ الأَحْوَلِ (3) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (4) ، عَنْ بِلالٍ؛ أنَّه سأل النبيَّ (ص) ؛ قَالَ (5) : لا تَسبِقْني بِـ «آمينَ» ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثِّقاتُ (6) عَنْ عاصمٍ، عَنْ أَبِي عثمان:   (1) قال الدارقطني في الربيع بن يحيى؛ كما في "سؤالات الحاكم له" ص (206) : «ليس بالقوي، يروي عن الثوري، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: "الجمع بين الصلاتين"، هذا يسقط مئة ألف حديث» . وقال الدارقطني أيضًا؛ كما في "سؤالات البرقاني" (23) : «هذا حديث ليس لمحمد بن المنكدر فيه ناقة ولا جمل» . (2) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (2/22) عنه، عن عباد بن عباد فقط، عن عاصم، به. ورواه البزار في "مسنده" (1375) من طريق المغيرة بن مسلم، وابن خزيمة في "صحيحه" (573) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/276) من طريق سفيان الثوري، والطبراني في "الكبير" (1/366 رقم 1125) ، و"الأوسط" (7243) من طريق القاسم بن معن، ثلاثتهم عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن بلال، به. قال البزار: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد ولم يسنده، ورواه غير واحد وأسنده، ولا نعلم روى أبو عثمان، عن بلال غير هذا الحديث» . وقال ابن خزيمة: «حدثنا محمد بن حسان الأزرق بخبر غريب إن كان حفظ اتصال السند» . ثم ذكره. (3) هو: عاصم بن سليمان. (4) هو: عبد الرحمن بن مُلّ النَّهْدي. (5) قوله: «قال» سقط من (ك) . (6) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2636) ، وأبو داود في "سننه" (937) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (129) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/15) ، وابن حزم في "المحلى" (3/263) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7957) من طريق حفص بن غياث، وأحمد في "مسنده" (6/12 و15 رقم 23883 و23920) من طريق محمد بن فضيل وشعبة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/23) من طريق عبد الواحد بن زياد جميعهم عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، أن بلالاً ... فذكره مرسلاً. الحديث: 314 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 206 أنَّ بلالاً قال للنبيِّ (ص) ... مُرسَلً (1) . قلتُ: مَا حالُ الصَّبَّاح بْنِ سَهْلٍ؟ قَالَ: شيخٌ مجهولٌ (2) ، وعَبَّادُ بنُ عَبَّاد صدوقٌ. 315 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُونُسُ (4) ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ في المِعْرَاج.   (1) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . هذا، وقد قال ابن رجب في "فتح الباري" (4/490) : «وهو خطأ؛ قاله أبو حاتم الرازي، قال: وهو مرسل» . وقال الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/319) : «وهو إسناد متصل رجاله ثقات، لكن اختُلِف فيه على عاصم؛ فرواه عبد الواحد بن زياد عنه، عن أبي عثمان؛ قال: قال بلال للنبي (ص) ... فذكره مرسلاً، وهكذا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابن عيينة، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان» . اهـ. وانظر "سنن البيهقي" (2/22-23) . (2) نقل ابن حجر في "اللسان" (3/179) قول أبي حاتم: «شيخ مجهول» . (3) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/108-109) هذا النص بتصرف، وستأتي هذه المسألة برقم (2714) ، وانظر المسألة التالية. (4) هو: ابن يزيد الأيْلي. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (349 و1636 و3342) ، ومسلم في "صحيحه" (164) . الحديث: 315 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 207 وَرَوَاهُ قتادةُ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ فَقِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟ قَالَ: أَنَا لا أَعْدِلُ بالزُّهْري أحدًا مِنْ أهل عصره. ثُمَّ قَالَ: إني أرجو أن يكونَ جَميعًا صَحِيحَينِ (2) . وَقَالَ مرة: حديثُ الزُّهْري أصَحُّ. قلتُ لأَبِي: وقد اختَلَفوا على الزُّهْري؟   (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3207 و3393 و3430 و3887) ، ومسلم في "صحيحه" (164) . (2) وصححهما كذلك البخاري ومسلم كما سبق. وذكر الدارقطني في "العلل" (1095) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «ويشبه أن يكون الأقاويل كلُّها صحاحًا؛ لأن رواتهم أثبات» . وروى الحاكم في "المستدرك" (1/81) بعض هذا الحديث من طريق إبراهيم بن طهمان، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، عن النبي (ص) بلا واسطة، ثم ذكر الحاكم أنه سأل شيخه أبا عبد الله محمد بن يعقوب بن الأحزم فقال: «قلت لشيخنا أبي عبد الله: لِمَ لم يخرجا هذا الحديث؟ قال: لأن أنس بن مالك لم يسمعه من النبي (ص) ؛ إنما سمعه من مالك بن صعصعة» . قال الحاكم: «ثم نظرت فإذا الأحرف التي سمعها من مالك بن صعصعة غير هذه، وليعلم طالب هذا العلم أن حديث المعراج قد سمع أنس بعضه من النبي (ص) ، وبعضه من أبي ذر الغفاري، وبعضه من مالك بن صعصعة، غير هذه، وبعضه من أبي هريرة» . وقوله: «يكون» كذا جاء في جميع النسخ، عدا (ش) ، فإنها لم تتضح فيها، وقد وردت في المسألة رقم (2714) : «يكونا» . لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ عربيةً، وله وجهان سيأتي بيانهما في المسألة رقم (679) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 208 قَالَ: نعم؛ منهُم من يَقُولُ: عَنِ الزُّهْريِّ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ. والزُّهْريُّ، عَنْ أَنَسٍ (2) ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، أصَحُّ. 316 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المِعْراج، ومَنْ يَقُولُ: الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كعب، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ: الزُّهْريُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، أصَحُّ. 317 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِمُ بنُ إسماعيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ (5) ، عَنْ رجاءِ بْن حَيْوةَ، عَنْ وَرَّادٍ (6) ، عن المغيرةِ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنْ صلاتِه قَالَ: لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ.   (1) روايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على المسند" (5/122 رقم21135 و143 رقم 21288) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3614) من طريق أَبِي ضمرة أَنَس بْن عياض، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، عن الزهري، به. قال الدارقطني في "العلل" (1095) : «وأحسبه سقط عليه "ذر"، فجعله عن أبي ابن كعب، ووهم فيه» . وقال ابن حجر في "أطراف المسند" (1/183) بعد أن ذكر رواية عبد الله بن أحمد: «هكذا أورده، وهو وهم نشأ عن تصحيف، والمحفوظ: حَدِيثٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أبي ذر، كأنها كانت كذلك، فسقطت "ذر" والسياق، فصحفت أبي» . وانظر "مرويات الزهري المعلة" لدمفو (3/1334) . (2) قوله: «عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، والزهري عن أنس» سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) انظر المسألة السابقة. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (227) . (5) هو: محمد. (6) هو: أبوسعيد كاتب المغيرة. الحديث: 316 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 209 وَرَوَاهُ مُبَشِّرُ بْنُ مُكَسِّرٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مكحولٍ، عَنْ وَرَّادٍ، عَنِ المغيرةِ، عَنِ النبيِّ (ص) . فَقِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟ قَالَ: لا أعلَمُ روى مكحولٌ عن وَرَّادٍ. قَالَ أَبِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ (2) : حديثُ رجاء ابن حَيْوةَ أشبَهُ. 318 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعَلَّى بنُ أَسَد (3) ، عن   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/394 رقم933) . (2) في المسألة المتقدمة برقم (227) . (3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (277) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، والبزار في "مسنده" (1111) من طريق الحسن بن يحيى، والطوسي في "مختصر الأحكام" (2/141) من طريق محمد بن المؤمل، والحاكم في "المستدرك" (1/271) من طريق علي بن الحسن، أربعتهم عن معلًّى، به. قال البزار: «ولا نعلم روى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِر، عن أبيه إلا هذا الحديث، وقد خولف وهيب في هذا الحديث، عن ابن عجلان؛ فرواه غير وهيب، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سُمَي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة» . ورواه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي - كما في "العلل" للدارقطني (4/345) - عن معلًّى، عَن وهيب، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ سعد، به. ورواه الترمذي في "جامعه" (278) عن الدارمي، عن معلَّى، عن حماد بن مسعدة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِر بن سعد، به، مرسلاً. ومن طريق الترمذي رواه الضياء في "المختارة" (3/181 رقم 974) . قال الترمذي: «وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وغير واحد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِر بن سعد، أن النبي (ص) أمر بوضع اليدين ونصب القدمين، مرسل، وهذا أصح من حديث وهيب» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/345) : «وقال حمدان بن عمر: عن معلًّى، عَن وهيب، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عن محمد بن [إبراهيم وبكير بن عبد الله، فجمع بينهما جميعًا؛ وأسنده عن سعد] . وما بين معقوفين في هذا النقل سقط من المطبوع، واستدركناه من المخطوط (1/119/ب) . وقال الدارقطني في "الأفراد" (56/ب/أطراف الغرائب) بعد أن رواه من طريق حمدان بن عمر: «غريب من حديث مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَارِثِ التيمي وبكير بن عبد الله بن الأشج، عن عامر، عن أبيه، وغريب من حديث محمد بن عجلان عنهما، تفرد وهيب بن خالد عنه، ولم يروه عنه بهذا الإسناد غير معلى بن أسد، تفرد به حمدان بن عمر» . ورواه الطبراني في "الأوسط" (8478) ، والحاكم في "المستدرك" (1/271) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/107) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، عن وهيب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِر بن سعد، عن أبيه، به. قال الطبراني: «لم يجوِّد إسناد هذا الحديث عن محمد بن عجلان إلا وهيب والدراوردي» . الحديث: 318 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 210 وُهَيْب (1) ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ (2) ، عَنْ محمد (3) ابن إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِر (4) ، عَن سَعْد: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَ بِوَضْعِ الكَفَّيْنِ، ونَصْبِ القدَمَين؟ قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ أحدًا وَصلَهُ سوى وُهَيب؛ رَوَاهُ الثَّوْري (5) ،   (1) هو: ابن خالد. (2) هو: محمد. (3) في (ت) و (ك) : «عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عن وراد، عن المغيرة محمد» ، وأشار الناسخان إلى حذف قوله: «مَكْحُولٍ، عَنْ وَرَّادٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ» ، ومع ذلك أثبتت الزيادة في الطبعة الأولى. (4) هو: ابن سعد؛ كما سيأتي في آخر المسألة. (5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (2944) . ورواه الدارقطني في "العلل" (4/346- 347) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما (عبد الرزاق ومؤمل) عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عجلان، عن بكير بن عبد الله، عن عامر بن سعد مرسلاً. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 211 وابنُ عُيَينة، ويحيى ابنُ سعيد (1) ، وغيرُ واحد، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلاً؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (2) . 319 - وسألتُ (3) أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ الصَّبَّاح (4) ، عَنْ مُعْتَمِرٍ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مِرداسِ بن عبد الرحمن (6) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: رَأَى النبيُّ (ص) رَجُلاً يصلِّي وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاة، فَقَالَ: أَصَلاتَيْنِ؟! ؟ فَقَالَ أَبِي: أَحسَبُ قد دَخَلَ لعبد الله بْنِ الصَّبَّاحِ حديثٌ فِي حَدِيثٍ؛ والحديثُ: مَا رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّان (7) ، عن محمد - يعني: ابن   (1) هو: القطان، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2677) وقَرَنَ معه أبا خالد الأحمر سليمانَ بن حيَّان. (2) ذكر الدارقطني في "العلل" (616) الاختلاف في هذا الحديث ثم قال: «والمرسل أشبه» . وذكره أيضًا برقم (1621) وقال عن المرسل: «وهو المحفوظ» . (3) انظر المسألة رقم (369) . (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2360) ، والدارقطني في "الأفراد" (205/ب/أطراف الغرائب) . وقرنا بمرداس: أبا سلمة بن عبد الرحمن. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الله ابن عمرو إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن محمد ابن عمرو إلا المعتمر بن سليمان» . وقال الدارقطني: «تفرد به عبد الله بن الصبَّاح، عَن معتمر بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ محمد بن عمرو، عنهما» . (5) هو: ابن سليمان. (6) هو: مِرداس بن عبد الرحمن الجَنْدَعي اللَّيثي، ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/350) . (7) في (ت) : «ما روى يحيى القطان» ، وفي (ك) : «ما روي عن القطان» . ورواية يحيى القطان ذكرها الدارقطني في "العلل" (1775) . الحديث: 319 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 212 عَمْرٍو - عَنْ أَبِي سَلَمة: أنَّ (1) النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (2) . 320 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدٌ الواسِطِيُّ (4) ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي زيادٍ، عَنْ داودَ بْنِ أَبِي عاصِم، عَنْ عُرْوَة بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: سألتُ ابنَ عُمَرَ عَنِ الصَّلاة بِمِنًى؟ فَقَالَ: صَلَّيْتُ مع النبيِّ (ص) رَكْعَتَينِ ... ؟ فَقَالَ أَبِي (5) : هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: داود ابن أبي عاصِم بن (6)   (1) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «أن» . (2) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة (134) . هذا؛ وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (1775) هذا الحديث، فقال: «يرويه محمد بن عمرو، واختُلِف عنه؛ فرواه علي بن مسهر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وخالفه معتمر بن سليمان؛ فرواه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة ومرداس، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) ، قال ذلك عبد الله العطار، عنه، ورواه يحيى القطان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة، مرسلاً ... والصحيح: عن أبي سلمة، مرسلاً» . (3) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ف) و (ك) ، وكتب ناسخا (ف) و (ك) : «صح» فوق: «وسألت» . (4) هو: خالد بن عبد الله. ولم نقف على روايته، والحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (5721) من طريق صالح ابن عمر، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عن داود بن عَاصِمٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الثقفي قال: سألت ابن عمر ... فذكره. ووقع في المطبوع: «بن عروة» قال محققه: «تحرفت «بن عروة» في الأصلين إلى «عن عروة» !. ورواه أبو يعلى في "مسنده" (5780) من طريق جرير، عن يزيد ابن أَبِي زِيَادٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أبي عاصم، قال: قلت لابن عمر ... فذكره. (5) في (ف) : «إن» بدل: «أبي» . (6) في (ش) : «عن» بدل: «بن» . الحديث: 320 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 213 عُرْوَةَ بنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفي، وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ ابنَ عُمَرَ. قولُهُ (1) : «عُرْوَة ابن مَسْعُودٍ: سألتُ ابنَ عُمَرَ» مُحالٌ، وسعيد ابن السَّائِب يُبَيِّنُهُ (2) . 321 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أحمد ابن عَبْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ (3) ، عَنْ مُجاهِد؛ قَالَ: صلَّى نوحٌ فِي السَّفينة قاعِدًا أَوْ قائِمًا؟ فَقَالَ أَبِي: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدةَ يَقُولُ: كَانَ عليُّ بْنُ المَدِيني يَجِيءُ فيَقِيلُ عِنْدَي إِذَا انصَرَفَ مِنَ الْجَامِعِ، فنَظَرَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عُيَينة، فَلَمْ يُنكِرْ مِنْهُ شَيْئًا إِلا هَذَا الحديثَ. قَالَ أَبِي: لا أعرِفُ هَذَا الحديثَ. قَالَ أَبِي: وَرَوَى هَذَا الحديثَ جاريَةُ بْنُ هَرِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ   (1) أي: وقول الراوي. (2) رواية سعيد بن السائب هذه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (4279) ، فقال: «عن سعيد بن السائب، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ؛ قال: لقيت ابن عمر، فقلت: الصلاة في السفر؟ فقال: ركعتين، قال: قلت: فكيف ترى ها هنا بمِنى؟ قال: وَيْحَكَ! وهل سمعت برسول الله (ص) ؟ قال: قلت: نعم! وآمنت بالله، قال: فإنه كان يصلي ركعتين ركعتين، فصلِّ إن شئت، أَو دَعْ» . وأخرجه ابن أبي شيبة (8178) ، وأحمد في "المسند" (2/24 رقم4760 و59 رقم5240) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5735) من طريق وكيع؛ قال: ثنا سعيد = = ابن السائب الطائفي، عن داود ابن أبي عاصم الثقفي؛ قال: سألت ابن عمر ... فذكره. (3) هو: عبد الله، واسم أبي نَجيح: يسار. الحديث: 321 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 214 مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ؛ قَالَ: صلَّى نوحٌ فِي (2) السَّفينة. وجاريَةُ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 322 - وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ: سألتُ أَبَا الْوَلِيدِ الطَّيالِسيَّ (4) ، عَنْ حديثِ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ المُثَنَّى (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: رَحِمَ اللَّه مَنْ صَلَّى قَبْلَ العَصْرِ أَرْبَعًا؟ فَقَالَ: دَعْ ذِي (7) ! فقلتُ: إنَّ أبا داود (8)   (1) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن الحسين، المعروف بالباقر. (2) قوله: «في» سقط من (ف) . (3) نقل هذا النص ابن القيم في "زاد المعاد" (1/300- 301) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/211/مخطوط) . (4) هو: هشام بن عبد الملك. (5) هو: محمد بن إبراهيم بن مسلم بن مهران بن المثنى. قال ابن حجر في "التقريب" (5701) : «وقد ينسب لجده، ولجد أبيه، ولجد جده» . ويأتي تخريج روايته. (6) كذا! وفي مصادر التخريج الآتية: «عن جده» . (7) كذا رسمت في (ف) ، ورسمت في (أ) و (ش) : «ذى» دون نقط الياء، وهي ضمن السقط الواقع في (ت) و (ك) ، وستأتي الإشارة إليه، و «ذي» اسم إشارة للمؤنث، والمراد: دع هذه الرواية. و «ذى» بدون نقط: تَحتملُ أن تكون إشارةً للمؤنَّث: «ذي» ، وتحتمل أن تكون إشارةً للمذكَّر، وأصلها: «ذا» ؛ لكنْ أمليت الألفُ فكتبتْ ياءً. وانظر التعليق على المسألة رقم (124) . (8) يعني الطيالسي، واسمه: سليمان بن داود. وروايته هذه في "مسنده" (2048) من رواية يونس بن حبيب عنه، عن أبي إبراهيم محمد بن المثنى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ ابن عمر، به، هكذا بزيادة «أبيه» . وقد رواه أحمد في"المسند" (2/117 رقم5980) ، وأبو داود في "سننه" (1271) ، والترمذي في "جامعه" (430) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5748) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1193) ، وابن حبان في "صحيحه" (2453) ، وابن عدي في "الكامل" (6/243) ، من طرق عن أبي داود الطيالسي، به، ليس فيه ذكر لأبيه. وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (2/473) من طريق يونس بن حبيب بالوجه الأول، ثم قال: «كذا وجدته في كتابي!» ، ثم أخرجه من طريق "سنن أبي داود" دون ذكر أبيه، ثم قال: «هذا هو الصحيح ... وقول القائل في الإسناد الأول: «عن أبيه» : أراه خطأ، والله أعلم؛ رواه جماعة عن أبي داود دون ذكر أبيه، منهم: سلمة بن شبيب وغيره» . اهـ. الحديث: 322 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 215 قَدْ رَوَاهُ. فَقَالَ أَبُو الْوَلِيدِ: كَانَ ابنُ عُمَرَ يَقُولُ: «حفِظتُ عن النبيِّ (ص) (1) عَشْرَ رَكَعاتٍ فِي اليَومِ واللَّيلَةِ ... » (2) ، فَلَوْ كَانَ هَذَا لَعَدَّهُ. قَالَ أَبِي: يَعْنِي: كَانَ يَقُولُ: حفِظتُ اثنَيْ عَشَرَ رَكْعَةً (3) .   (1) من قوله: «قال: رحم الله ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) . (2) أخرجه البخاري في "صحيحه" (1180) ، ولفظه فيه: «حَفِظْتُ من النبي (ص) عَشْرَ ركعاتٍ: ركعتَيْنِ قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح، وكانت ساعةً لا يُدْخَلُ على النبي (ص) فيها» . (3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «اثنَيْ عَشْرَةَ» مع حذف «ركعة» ، والجادَّة: «اثنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» أو «ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» ، كما جاء في "زاد المعاد"، و"البدر المنير" نقلاً عن ابن أبي حاتم هنا؛ لكن ما أثبتناه يخرج على أنه من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث؛ حمَلَ «الرَّكْعَةَ» على معنى «الركوع» ، كأنَّه قال: «حفظتُ اثني عشر ركوعًا» ، وانظر للحمل على المعنى: التعليق على المسألة رقم (270) . = ... وأمَّا ما في بقية النسخ: فإنْ لم يكن تصحيفًا: فإمَّا أنَّه راعَى في «اثنَيْ» معنى «الركعة» وهو الركوع، وفي «عَشْرة» لفظ «الركعة» ، وإمَّا أنَّ التذكير والتأنيث جائزٌ في العدد بسبب حذف المعدود. وانظر لذلك التعليق على المسألة رقم (713) . هذا؛ ومعنى قوله: «فلو كان هذا لَعَدَّهُ ... إلخ» ، أي: لو كان حديثُ ابن عمر: «رَحِمَ اللَّه مَنْ صلَّى قَبْلَ العصر أربعًا» صحيحًا أو محفوظًا عنده، لكان يقول في هذا الحديث: «حفظتُ ثنتَيْ عشرةَ ركعةً» ، ولم يقل: «عَشْرَ ركعات» ؛ هذا ظاهر كلام أبي الوليد الطيالسي، ومفهوم تفسير أبي حاتم له، وبالنظر في ألفاظ هذين الحديثين يظهر أنَّ قول أبي حاتم: «ثنتي عشرة» وَهَمٌ، وصوابه: «أربع عشرة» اللهم إلا ما ورد في إحدى روايات حديث ابن عمر أنه حفظ من العشر اثنتين قبل العصر - ولم نقف عليها - فيتجه بذلك قولُ أبي حاتم، والله أعلم. وقد اعترض ابن الملقِّن في "البدر المنير" على هذه العلة، فقال: «ولك أن تقول: هذا ليس بعلة؛ فإنَّ ابن عمر أخبَرَ في ذلك عما حفظه من فعله _ج، وهذا عمَّا حَثَّ عليه؛ فلا تنافي بينهما» . اهـ. ونحوه قال ابن القيم في "زاد المعاد". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 216 323 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: رَوَى (2) أَبُو عَوَانةَ (3) ، عَنْ بُكَير بْنِ الأَخْنَس حَدِيثًا (4) وَاحِدًا، وَهُوَ حديثُ بُكَير، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: فَرَضَ اللهُ الصَّلاةَ عَلَى لِسَانِ نبيِّكم (ص) ؛ فِي الحَضَرِ أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَرِ ركعَتَيْنِ. وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: وَلَمْ يَرْوِ أَبُو عَوانةَ عَنْ معاويةَ بنِ قُرَّةَ إِلا حَدِيثًا وَاحِدًا (5) ؛ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (306/أ) ، والمسألة الآتية برقم (1563) . (2) في (ك) : «رواه» . (3) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/237 و254 و355 رقم 2124 و2293 و3332) ، ومسلم في "صحيحه" (687) . (4) في (ك) : «حدثنا» . (5) قوله: «واحدًا» سقط من (ت) و (ك) ، وفي (أ) : «واحد» ، ولم يتضح في (ش) . الحديث: 323 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 217 هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلاً *} (1) . 324 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيْثُ (3) ، عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سعيد، عن عِمرانَ ابن أبي (4) أنس، عن عبد الله بْنِ نَافعِ بْنِ العَمْيَاءِ (5) ، عَنْ ربيعةَ بنِ الْحَارِثِ، عَنِ الفَضْل بن عباس، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ ... (6) .   (1) الآية (6) من سورة المزمل. والأثر أخرجه ابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (342) . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (365) ، وفيها مزيد بيان على ما هنا. (3) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها ابن المبارك في "مسنده" (53) ، و"الزهد" (1152) ، وأحمد في "مسنده" (4/167 رقم 17525) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/283/تعليقًا) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/310- 311) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6738) ، وابن خزيمه في "صحيحه" (1213) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1094) ، والطبراني في "الكبير" (18/295 رقم 757) ، و"الأوسط" (8632) ، و"الدعاء" (210) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/487) . ومن طريق ابن المبارك رواه أحمد في "مسنده" (1/211 رقم 1799) ، والترمذي في "جامعه" (385) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/405) ، والنسائي في "الكبرى" (615 و1440) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1095) . وقد تابع الليثَ عليه كلٌّ من عمرو بن الحارث، وعبد الله بن لهيعة، كما سيأتي في المسألة (365) . (4) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (5) ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (5/213) وقال: «لم يصح حديثه» . قال ابن عدي في "الكامل" (4/226) بعد روايته لهذا الحديث: «وهذا الحديث هو الذي أراده البخاري أنه لم يصح» . وانظر "الضعفاء" للعقيلي (2/310) . (6) لفظ الحديث بتمامه - كما في مصادر التخريج السابقة، وسيأتي نحوه في المسألة رقم (365) -: «الصَّلاَةُ مَثْنَى مَثْنَى، وَتَشَهَّدُ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَتَبَاءَسُ، وَتَمَسْكَنُ، وَتُقْنِعُ يَدَيْكَ، وَتَقُولُ: اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَهِيَ خِدَاجٌ» . وقوله: «وتشهد» اختلف في ضبطه وضبط ما بعده من ألفاظ الحديث: هل هو بالتنوين، خبرًا آخر للمبتدأ «الصلاة» أو «صلاة الليل» ، أو بالبناء على السكون فعلَ أمرٍ، أو بالرفع فعلاً مضارعًا؟ أما «وتقنع» : فليس فيها إلا القول الثالث. وأما «تشهد» = = وأخواتها، فظاهر عبارة ابن قتيبة في "غريب الحديث" والزمخشري في "الفائق" أنها أفعال مضارعة أيضًا. وقال ابن الأثير في "النهاية": «حديث الصلاة: «تقنع يديك وتباءس» هو من البؤس والخضوع والفقر، ويجوز أن يكون أمرًا وخبرًا» . قال في "تحفة الأحوذي": «تشهد في كل ركعة» خبر بعد خبر كالبيان لـ «مثنى مثنى» أي: ذات تشهد، وكذا المعطوفات، ولو جُعِلَتْ أوامرَ، اختل النظم وذهب الطراوة والطلاوة؛ قاله الطيبي. وقال التوربشتي: وجدنا الرواية فيهن بالتنوين لا غير، وكثير ممن لا علم له بالرواية يسردونها على الأمر، ونراها تصحيفًا؛ كذا في "المرقاة، شرح المشكاة"..وقال السيوطي في "قوت المغتذي": قال العراقي: المشهور في هذه الرواية أنها أفعال مضارعة حذف منها إحدى التاءين، ويدل عليه قوله في رواية أبي داود [برقم 1296] : «وأن تَشَهَّدَ [ ... وأن تَبَاءَسَ] » ، ووقع في بعض الروايات بالتنوين فيها على الاسمية، وهو تصحيف من بعض الرواة. انتهى» . انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/405) ، و"الفائق" للزمخشري (1/70) ، و"النهاية" (1/89) ، و"فيض القدير" (4/222) ، و"تحفة الأحوذي" (2/391- 392) . الحديث: 324 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 218 وَرَوَاهُ شُعْبَةُ (1) ، عَنْ عَبْدِ ربِّه، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أنسٍ، عن عبد الله   (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1463) ، وأحمد في "مسنده" (4/167 رقم 17523 و17524 و17528 و17529) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/284/تعليقًا) ، وأبو داود في "سننه" (1296) ، وابن ماجه في "سننه" (1325) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (479) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1212) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/311) ، والبغوي في "الجعديات" (1568 و1569) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1092 و1093) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/103) ، وابن عدي في "الكامل" (4/226) ، والطبراني في "الدعاء" (211) ، والدارقطني في "السنن" (1/418) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/488) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (13/246) . قال الترمذي في "جامعه": «سمعت محمد بن إسماعيل [يعني: البخاري] يقول: روى شعبة هذا الحديث عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ فأخطأ في مواضع، فقال: عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، وهو عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، وَقَالَ: عن عبد الله ابن الحارث، وإنما هو: عبد الله بْنِ نَافعِ بْنِ الْعَمْيَاءِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، وَقَالَ شُعْبَةُ: عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنِ النبي (ص) ، وإنما هو: عن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبي (ص) . قال محمد: وحديث الليث بن سعد هو حديث صحيح؛ يعني: أصح من حديث شعبة» . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (3/284) . وقال ابن أبي عاصم: «هذا حديث فيه اختلاف» . وقال العقيلي بعد أن رواه من طريق الليث وشعبة: «في الإسنادين جميعًا نظر» . وقال عبد الله ابن الإمام أحمد في رواية الليث: «هذا هو عندي الصواب» . وقال الطبراني في "الأوسط" (8632) : «لم يجوِّد إسناد هذا الحديث أحدٌ ممن رواه عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ إلا الليث، وَرَوَاهُ شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ ربِّه بن سعيد، فاضطرب في إسناده» . وقال في "الدعاء" (210) : «وضبط الليث إسناد هذا الحديث، ووهم فيه شعبة» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (13/186) بعد ذكره لرواية الليث: «إسنادٌ مضطرب، ضعيف، لا يحتج بمثله، رواه شعبة على خلاف ما رواه الليث» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 219 ابن نافع بن (1) العَمْياءِ، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ المُطَّلِب (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ اللَّيْثِ أصَحُّ؛ لأنَّ أنس ابن أبي أنس لا يُعْرَفُ، وعبد الله بْن الْحَارِثِ لَيْسَ لَهُ مَعْنَى؛ إِنَّمَا هُوَ: ربيعةُ بنُ الْحَارِثِ. 325 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (4) ، عن محمد بن   (1) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» . (2) هو: ابن ربيعة، ووقع في رواية ابن ماجه السابقة: «المطلب بن أبي وداعة» ، قال الحافظ المنذري في "مختصر سنن أبي داود" (2/88) : «وهو وهم» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (572) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير يبدو أنه خط محمد ابن العطار بكلمة: «العيد» (4) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/256) ، لكنه قال: «عن أبي معشر» ، فلعل هناك اختلافًا على همام. وانظر "العلل" للدارقطني (1067) . الحديث: 325 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 220 جُحادةَ، عَنْ أَبِي (1) مِسْعَر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؛ قَالَ: رآني أَبُو مسعودٍ الأنصاريُّ وأنا أُصلِّي يوم العيد، وأنا غُلامٌ لي (2) ذُؤابَةٌ؟ قال أبي (3) : رواه عبد الوارث (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادةَ، عَنْ أبي مَعْشَر، عن سعيد ابن جُبَير ... الحديثَ. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ بالصَّواب؟ قَالَ أَبِي: حديثُ عبد الوارث أشبَهُ، ولسنا نعرِفُ أبا مِسْعَر. قلتُ: فأبو مَعْشَر هَذَا من هُوَ؟ قَالَ: صاحِبُ إِبْرَاهِيم (5) . 326 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حديثَ حمَّاد بْن سَلَمة (6) ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «بن» . (2) في (ت) : «أني» ، وفي (ك) : «أبي» بدل: «لي» . (3) قوله: «أبي» سقط من (ك) ، وفي (ت) : «لي» مكانها. (4) في (ك) : «عبد الوهاب» . وعبد الوارث هذا هو: ابن سعيد. (5) إبراهيم هذا هو النَّخَعي، وصاحبه أبو معشر اسمه: زياد بن كُلَيب. (6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/55- 56 رقم 9940) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3005) من طريق هشيم، عن حجاج، بمثله. ورواه البزار في "مسنده" (2037) من طريق عبد الله بن زياد، والطبراني في "الكبير" (10/55 رقم 9939) من طريق عبد الله بن الأجلح، كلاهما عَنِ الْحَجَّاجِ، عَن عمير بْن سعيد، عن ابن مسعود، به، مرفوعًا. وسقط من مطبوع «البزار» : «عبد الله بن مسعود» . ورواه ابن أبي شيبة (3025) ، والطبراني (10/56 رقم 9941) من طريق الأعمش، عن عمير بن سعيد، به، موقوفًا. قال البزار: «ولا نعلم روى عمير بن سعيد عن عبد الله إلا هذا الحديث، ورواه غير واحد عَنِ الْحَجَّاجِ، عَن عمير بْن سعيد، عن عبد الله، موقوفًا» . الحديث: 326 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 221 الحجَّاج (1) ، عَن عُمَيْرِ بْن سَعِيدٍ؛ قَالَ: عَلَّمَنِي ابنُ مَسْعُود التَّشَهُّد ... . فقال (2) : رفَعَه اللاَّحِقيُّ (3) ، وإبراهيمُ بنُ أَبِي سُوَيد (4) . 327 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه (6) السَّالَحِينِيُّ (7) ، عن   (1) هو: ابن أرطاة. (2) أي: أبو حاتم. (3) هو: علي بن عثمان بن عبد الحميد. (4) في (ف) : «وإبراهيم بن الأسود» . وقد ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (841) ، وذكر أنه يرويه حجاج بن أرطاة والأعمش عن عمير بن سعيد، ثم قال: «واختُلِف [عن] حجاج؛ فرواه عبد الله ابن زياد - كوفي ثقة - وعبد الله بن الأجلح، عن حجاج، عن عمير بن سعيد، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . ورواه البزار أحمد بن عمرو، عن شيخ له، عن عبد الله بن زياد، عن الحسن بن عبيد الله، عن عمير بن سعيد، ووهم فيه. ورواه عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش وحجاج، عن عمير بن سعيد، عن ابن مسعودٍ، موقوفًا، وهو الصحيح» . اهـ. (5) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/295) . (6) في (ت) : «رو» ، وفي (ك) : «روا» . (7) هو: يحيى بن إسحاق. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1329) ، والترمذي في "جامعه" (447) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1161) - وعنه ابن حبان في "صحيحه" (733) - والطبراني في "الأوسط" (7219) ، والحاكم في "المستدرك" (1/310) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/11) . قال الترمذي: «هذا حديث غريبٌ؛ وإنما أسنده يحيى بن إسحاق، عن حماد بن سلمة، وأكثر الناس إنما رووا هذا الحديث عن ثابت، عن عبد الله بن رباح، مرسلاً» . وقال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث موصولاً عن حماد بن سلمة إلا يحيى بن إسحاق، ولا يُروى عن أبي قتادة إلا بهذا الإسناد» . الحديث: 327 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 222 حمَّاد (1) ، عن ثابت (2) ، عن عبد الله بْنِ رَبَاح، عَنْ أَبِي قتادةَ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى العِشاء، فقام أبوبكر فقرأ، فخَفَضَ مِنْ صَوْتِهِ (*) ، وقام عُمَر فقرأ، فرفَعَ من صَوْتِهِ (*) ... الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ عبد الله بن رَبَاح: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) ؛ أخطأ فيه (4) السَّالَحينيُّ (5) . 328 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثَ حمَّاد بن سَلَمة (6) ، عن هشام   (1) هو: ابن سلمة. (2) هو: ابن أسلم البُناني. ( *) ... في (ت) و (ك) : «صوت» . (3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) قوله: «فيه» من (ف) فقط. (5) الحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (1329) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبوذكي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن النبي (ص) ، مرسلاً. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/11) . (6) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (125) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (6942 و29702) ، وأحمد في "مسنده" (1/96 و118 رقم 751 و957) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (81/المنتخب) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/195) ، وأبو داود في "سننه" (1427) ، والترمذي في "جامعه" (3566) ، وابن ماجه في "سننه" (1179) ، والمروزي في "كتاب الوتر" (74/مختصره) ، والنسائي في "سننه" (1747) ، وأبو يعلى في "مسنده" (275) ، والطبراني في "الدعاء" (751) ، والحاكم في "المستدرك" (1/306) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/42) ، و"الدعوات الكبير" (386) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/351) ، والضياء في "المختارة" (2/251- 253) . قال البخاري: «قال أبو العباس: قيل لأبي جعفر الدارمي: روى عن هذا الشيخ [يعني: هشام بن عمرو] غير حماد؟ فقال: لا أعلمه، وليس لحماد عنه إلا هذا» . وقال أبو داود: «هشام أقدم شيخ لحماد، وبلغني عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: لم يَرو عنه غير حماد بن سلمة» . وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريبٌ من حديث علي، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث حماد بن سلمة» . الحديث: 328 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 223 بن عَمْرو الفَزاريِّ، عن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي آخِرِ وِتْرِهِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ ... . قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ رَوَى (1) هَذَا الحديثَ غَيْرَ (2) حمَّادِ بنِ سَلَمة (3) . قلتُ لأَبِي: فإنَّ مُؤَمَّلَ بنَ إِسْمَاعِيلَ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ حمَّاد بنِ سَلَمة، عن هشامِ ابن عَمْرٍو الفَزَاريِّ، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) . فَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ (4) حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمْرو، عن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .   (1) في (ك) : «من روى» . (2) قوله: «غير» سقط من (ك) ، وجاء مكانه زيادة: «قُلْتُ لأَبِي: فَإِنَّ مُؤمَّلَ بْنَ إسماعيل سمعت أبي وذكر حديث» ، وهي تكرار وانتقال نظر. (3) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم تخريجهما في التعليق على نحو هذا التعبير في المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) . (4) قوله: «هو» سقط من (ك) . (5) قال الدارقطني في "العلل" (410) : «يرويه حماد بن سلمة، واختُلِف عنه: فروي عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عروة، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عليّ، وهو وهم. وقال أسود بن عامر بن شاذان: عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هشام بن عمرو، عن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عليٍّ، وهو الصَّحيح» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 224 329 - وسمعتُ أَبِي قَالَ: حدَّثنا (1) حجَّاج ابن الشَّاعر؛ قال: ثنا عبد الصَّمد بن عبد الوارث (2) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي نَضْرةَ (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ: أنَّ النبيَّ (ص) بَزَقَ فِي ثَوْبِهِ وَهُوَ فِي الصَّلاة. فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهِ (4) مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ (5) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أبي نَضْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (6) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (7) . 330 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (9) ، عن   (1) قوله: «حدثنا» سقط من (ف) . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (3/42 رقم 11382) والدارقطني في "الأفراد" (278/ب/أطراف الغرائب) وقال: «تفرد به عبد الصمد، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عنه» . (3) هو: المنذر بن مالك. (4) قوله: «به» ليس في (ش) . (5) هو: التبوذكي. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (389) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/23) . ورواه ابن شبَّة أيضًا عن حماد، به. (6) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) قال الدارقطني في "العلل" (11/330 رقم2318) : «يرويه عبد الصمد بن عبد الوارث ومنصور بن صُقَير، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وفيه وَهَمٌ. والصواب: عن ثابت، عن رجل، عن أبي نضرة، مرسلاً» . وانظر "الجرح والتعديل" (1/240) . (8) نقل هذا النص بتصرف ابن رجب في "فتح الباري" (2/278) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/145/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/502) . (9) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2268) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/480) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7890 و7900) ، وأحمد في "مسنده" (3/20 و92 رقم 11153 و11877) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (880/المنتخب) ، والدارمي في "مسنده" (1418) ، وأبو داود في "سننه" (650) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1194) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1017) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/511) ، وابن حبان في "صحيحه" (2185) ، والحاكم في "المستدرك" (1/260) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/402- 403) . الحديث: 329 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 225 أَبِي نَعَامَةَ (1) ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى فِي نَعْلَيْهِ، ثُمَّ خلَعَ نَعْلَيهِ، فخلَعَ الناسُ ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ أَبِي نَعَامَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرةَ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (4) (5) . قَالَ أَبِي: أيُّوبُ أحفَظُ، وقد وهَّن أيُّوبُ روايةَ هَذَا الحديثِ حديثِ حمَّاد بْن سَلَمة، وَرَوَاهُ إبراهيمُ بنُ طَهْمَانَ (6) ، عَن حَجَّاجٍ الأَحْوَلِ (7) ، عَنْ أَبِي نَعامةَ، عَنْ أَبِي نَضْرةَ، عَنْ أَبِي سعيد (8) ، عن النبيِّ (ص) ؛ والمتَّصِلُ أشبَهُ؛ لأنه اتفقَ اثنان عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سعيد، عن   (1) هو: السَّعْدي، مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: عبد ربه، وقيل: عمرو. (2) في (ك) : «أبي نصر» . وأبو نضرة هو: المنذر بن مالك. (3) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتياني. (4) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/242) : «وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أيوب، عن أبي نضرة، مرسلاً» . (6) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1/384 رقم 786) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/306- 307) . (7) هو: حجَّاج بن حجَّاج الباهلي. (8) في (ت) : «عن أبي شعبة» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 226 النبيِّ (ص) (1) . 331 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة (2) ، عَنِ الحجَّاج بْنِ أَرْطاةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ بنِ عُمَير، عَنِ المُستَورِدِ العِجْليِّ؛ أنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: إِذَا انصَرَفَ أحدُكُم مِنَ الصَّلاة، فَلا يَسْتَدِيرُ كَمَا يَسْتَدِيرُ (3) الحمارُ؛ يَرَى حَتْمًا عَلَيْهِ أَنْ يَنْصَرِفَ عَنْ يَمينِه! لقد رأيتُ رسول الله (ص) يَنصَرِفُ عَنْ يَمينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ؟   (1) قال الدارقطني في "العلل" (11/328) : «يرويه أبو نَعامَة، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أبي سعيد، حدَّث به حماد ابن سلمة، والحجاج بن الحجاج، وأبو عامر الخَزَّاز، وعمران القطان. وروي عَنْ أَيُّوبَ السَّختياني، عَنْ أَبِي نَعامَة، مرسلاً، ومن قال فيه: عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، فقد وهم، والصَّحيح: عن أيوب؛ سمعه من أبي نعامة، ولم يحفَظ إسناده فأرسله، والقول قول من قال: عن أبي سعيد» . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1516) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رجل حدثه؛ عن أبي سعيد الخدري، به، مرفوعًا. وأخرجه البيهقي في "السنن" (2/403) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ؛ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، به، مرفوعًا. (2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (10/121 رقم10165) . (3) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ففيها: «فلا يَستَدبر كما يستدبر» بالباء الموحَّدة. وما أثبتناه يخرَّج على أن «لا» فيه نافيةٌ بمعنى النهي، ولو كانتْ ناهيةً لفظًا ومعنًى، لَجُزِمَ الفعلُ وقيل: «فلا يَسْتَدِرْ» . والنفي بمعنى النَّهي من باب مجيء الخبر بمعنى الطلب، والمعنى هنا: «فلا ينبغي، أو لا يجوز، أو لا يصحُّ أن يَسْتديرَ كما يَسْتديرُ الحمار» ، ولا يجوز أن يكونَ هنا نفيًا محضًا على بابه؛ لما يُرَى بالمشاهدة من مخالفة كثيرين، بالتزامهم الاستدارةَ والانصرافَ عن اليمين. وعلى ذلك فارتفاعُ الفعل بعد «لا» على أنها نافيةٌ، والمعنى على النهي. والنفيُ بمعنى النهي أبلغُ من صريح النَّهْيِ - كما أنَّ قوله: «رَحِمَهُ اللهُ» ، و «يرحَمُهُ الله» : أبلغُ من: «اللهمَّ ارحَمْهُ» - لأنَّه كالواقع بالامتثال لا محالة؛ قال العيني في الكلام على حديث: «لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى = = ثلاثة مساجد» : «ونكتةُ العدولِ عن النهي إلى النفي: لإظهار الرغبةِ في وقوعه، أو لحملِ السامع على التركِ أبلغَ حملٍ بألطفِ وجه» . اهـ. من "عمدة القاري" (6/97) . ومن مجيء النفي بمعنى النهي أيضًا: قوله تعالى: [البَقَرَة: 83] {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} . ولذلك أمثلةٌ كثيرةٌ جِدًّا في القرآنِ وقراءاتِهِ، والحديثِ ورواياتِهِ، وكلام العرب شعرًا ونثرًا. وقد تعرَّض الأصوليون والبلاغيون لمجيء الخبر المُثْبَتِ بمعنى الأمر، والخبر المنفيِّ بمعنى النهي، وذكروا فوائد ذلك والأغراضَ المقصودة منه. وانظر: "شرح النووي على مسلم" (16/170) ، و"البحر المحيط" للزركشي (2/105-106) ، و"مرقاة المفاتيح" (1/263) ، (2/148، 430- 431) ، وغيرها، و"فيض القدير" (1/238، 293، 391، 435) ، (5/34) ، وغيرها، و"عمدة القاري" (11/259) وغيره، و"الديباج" (5/540) ، و"حاشية السندي على النسائي" (1/198) ، (2/37، 116) وغيرها، و"تحفة الأحوذي" (2/286) ، (3/414) ، وانظر: "إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص202- 203) ، و"عقود الزبرجد" للسيوطي (1/382- 383) ، (3/22، 69، 87، 129- 130) ، و"النحو الوافي" (4/412) .. الحديث: 331 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 227 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُمَارةُ بْنُ عُمَير، عَنْ عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ (1) ، عَنِ ابْنِ (2) مَسْعُودٍ؛ ليس للمُسْتَورِدِ معنًى (3) .   (1) كذا قال أبو حاتم! وقد أخرج البزار في "مسنده" (1639) هذا الحديث من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عمارة بن عمير، عن الأسود، عن عبد الله، به، ثم قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن مسعود، ولا نعلم له طريقًا إلا عن الأسود، إلا حديثًا أخطأ فيه زياد بن عبد الله؛ فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله» . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (852) ، ومسلم (707) ، كلاهما من طريق الأعمش، عن الأسود، عن ابن مسعود، به. (2) في (أ) و (ش) : «أبي» بدل: «ابن» . (3) كتب محمد بن العطار عند هذه المسألة في هامش نسخة (أ) : «المعروف: عن ابن مسعود» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 228 قلتُ: الخطأُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: إِمَّا مِنْهُ (1) ، وَإِمَّا مِنْ حجَّاج بْنِ أَرْطاة. 332 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حمَّاد ابن سَلَمة، عَنِ الحجَّاج (2) ، عَنِ القاسِم (3) بن عبد الرحمن؛ أنَّ عبد الله بْنَ عَمْرٍو قَالَ: إِذَا جَعَلْتَ المَشْرِقَ عَنْ يَسَارِك، والمَغْرِبَ عَنْ يَمينِكَ، فَمَا بينَهُما قِبْلَةٌ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ المسعوديُّ (4) ، عن القاسِم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ وَهَذَا أشبَهُ (5) . 333 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بنُ سَلَمة، وخالدٌ الواسِطي (7) ، والأنصاريُّ (8) ، ومُعتَمِرُ بنُ سُلَيمان، كلُّهم رَوَوْهُ عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنّه صلَّى فِي ثَوْبٍ واحدٍ.   (1) أي: من حماد بن سلمة. (2) هو: ابن أرطاة. (3) في (ش) و (ف) : «القسي» ، وهكذا كانت في (أ) ثم صُوِّبت، والمثبت من (ت) و (ك) . وجاء على الصواب في جميع النسخ في الموضع الآتي. (4) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (7433) . (5) قال علي بن المديني في "العلل" (81) : «لم يلْقَ القاسم بن عبد الرحمن من أصحاب رسول الله (ص) غير جابر بن سمرة. قيل له: فلقي ابن عمر؟ قال: كان يحدث عن ابن عمر بحديثين ولم يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عُمَرَ شَيْئًا، كان يحدِّث عن ابن عمر - رحمة الله عليه -: «مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ» وحديث آخر» . (6) تقدمت هذه المسألة برقم (226) ، وستأتي برقم (455) ، وانظر رقم (545) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الثوب الواحد» . (7) هو: خالد بن عبد الله. (8) هو: محمد بن عبد الله الأنصاري. الحديث: 332 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 229 وروى يَحْيَى بْن أيُّوب، عَن حُمَيد، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: يَحْيَى قد زاد رجُلاً، ولم يقُلْ أحدٌ من هؤلاءِ [عن] (1) حُمَيدٍ: سمعتُ أنسً (2) ، ولا: حدَّثني أنسٌ (3) ، وَهَذَا أشبَهُ؛ قد زاد رجُلاً (4) . 334 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحٌ (6) ، وعَارِمٌ (7) ، ويحيى بْن إِسْحَاقَ السَّالَحينيُّ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثابتٍ (8) ،   (1) في جميع النسخ: «غير» ، وهو تصحيف ظاهر. (2) كذا في جميع النسخ، وهو منصوب، والجادَّةُ: «أنسًا» ، لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) أخرج البيهقي في "الدلائل" (7/192) من طريق محمد بن جعفر، قال: أخبرنا حميد أنه سمع أنسًا يقول: آخر صلاة صلاَّها النبي (ص) مع القوم في ثوب واحد ملتحفًا به خلف أبي بكر! (4) رجح أبو زرعة في المسألة رقم (226) خلاف هذا؛ فقال: «إِنَّمَا هُوَ عَلَى مَا رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ ومعتمر، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أنس، عن النبي (ص) ... » ، فقال له عبد الرحمن بن أبي حاتم: «يَحْيَى بْن أَيُّوبَ يَقُولُ فِيهِ: ثابت! قَالَ: يَحْيَى لَيْسَ بذاكَ الحافظ، والثورى أحفظ» . (5) انظر المسألة المتقدمة برقم (231) . (6) هو: ابن عُبادة. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (512) ، وابن حبان (1824) عن حمَّاد بن سَلَمة، ثنا قتادة وثابت وحُمَيد، عن أنس، به. ومن طريق ابن خزيمة وابن حبان رواه الضياء في "المختارة" (7/116- 117) . قال ابن خزيمة - كما في "إتحاف المهرة" (485) -: «خبر غريبٌ غريب» . (7) هو: محمد بن الفضل السَّدوسي. (8) هو: ابن أسْلَم البُناني. الحديث: 334 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 230 وقتادَة، وحُمَيْدٍ (1) ، والبَتِّيِّ (2) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يقرأ فِي الظُّهْرِ والعَصْرِ ... . وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمة (3) ، عَنْ حمَّاد، عَنْ ثابتٍ، وقتادةَ، وحُمَيْدٍ، والبَتِّيِّ، عَنْ أَنَسٍ، موقوف (4) ؟ قَالَ أَبِي: موقوفٌ (5) أَصَحُّ (6) ؛ لا يجيءُ مثلُ هذا الحديثِ (7) عن النبيِّ (ص) . 335 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عُقْبةَ (9) بْنِ وَسَّاجٍ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (*) ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: تَفْضُلُ صَلاَةُ الجَمِيعِ (10) عَلَى صَلاَةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ ... .   (1) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (2) هو: عثمان بن مالك. (3) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي. ولم نقف على روايته، والحديث علَّقه ابن حزم في "المحلى" (4/104) قال: «وعن حماد بن سلمة ... » فذكره. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (2687) عن معمر، عن ثابت قال: كان أنس يصلي بنا ... فذكره. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . (5) انظر التعليق السابق، وأصل الكلام: قال أبي: هو أصحُّ موقوفًا. (6) قال ابن رجب في "فتح الباري" (4/485) : «ووقفُه أصحُّ؛ قاله أبو حاتم والدارقطني وغيرهما» . (7) قوله: «الحديث» ليس في (أ) و (ش) . (8) تقدمت هذه المسألة برقم (219) . (9) في (ف) : «عقية» . (*) ... في (ف) : «عن أبي الأخوص» . وهو: عوف بن مالك الأشجعي. (10) في (ش) : «الجمع» . الحديث: 335 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 231 وَرَوَاهُ هَمَّام (1) ، وَسَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّقٍ العِجْليِّ، عن أبي الأَحْوَص (*) ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ أَبَانٌ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (*) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (3) ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: حديثُ شُعْبَةَ أصحُّ؛ لأَنَّهُ أحفَظُ (4) . 336 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأنصاريُّ (6) ، عن سعيد   (1) هو: ابن يحيى. (2) هو: ابن يزيد العطَّار. وروايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (702) . (3) في (ش) : «أبي مسعود» ، وفي (ف) : «أبي سعيد» . (4) في (ك) : «لا أحفظ» بدل: «لأنه أحفظ» . (5) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1138) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/280) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/322) . (6) هو: محمد بن عبد الله. ولم نقف على روايته، والحديث رواه عبد بن حميد في "مسنده" (811/المنتخب) من طريق عبيد الله بن موسى، والطرسوسي في "مسند ابن عمر" (25) من طريق عبد الرحمن بن قيس، والعقيلي في "الضعفاء" (2/105) ، والطبراني في "الكبير" (12/332 رقم13590) ، من طريق قرَّة بن حبيب، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (168) من طريق خلف بن هشام، وابن عدي في "الكامل" (3/381) من طريق معلى بن مهدي، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص (85) من طريق يزيد بن هارون، والبيهقي في "سننه" (1/399) من طريق أبي محمد البزار، جميعهم عن سعيد بن راشد، به. وورى العقيلي وابن عدي عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: سعيد بن راشد السَّمَّاك يروي: «من أذَّن فهو يقيم» : ليس حديثه بشيء. اهـ. وقال البيهقي: «تفرد به سعيد بن راشد وهو ضعيف» . الحديث: 336 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 232 بْنِ راشِد، عَنْ عَطاء (1) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) (2) : مَنْ أَذَّنَ فَهُوَ يُقِيمُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وسعيدٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ. وَقَالَ مَرَّةً: متروكُ الحديث (3) . 337 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه وَهْب ابن جَرِيرٍ (4) ، عَنْ شُعْبةَ، عَنْ أَبِي حَصين (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ وَثَّاب، عن أبي عبد الرحمن السُّلَمي (6) ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يصلِّي عَلَى الخُمْرَة (7) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ وَهْب (8) .   (1) هو: ابن أبي رباح. (2) قوله: «النبي (ص) » ليس في (أ) و (ش) . (3) نقل مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1137) عن مهنَّا أنه سأل الإمام أحمد عن هذا الحديث؟ فقال: ليس بصحيح؛ قال: قلتُ: لِمَ؟ قال: مَنْ سعيد بن راشد؟ وضعَّف حديثه. (4) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (7131) ، وابن حبان في "صحيحه" (2312) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/242 رقم482) ، والخطيب في "الجامع" (367) . ورواه القطيعي في "جزء الألف دينار" (274) عن محمد بن يونس الكُدَيمي - وهو متروك - عن عبيد بن عَقيل، عن شعبة، به. (5) هو: عثمان بن عاصم. (6) هو: عبد الله بن حبيب. (7) تقدم تفسير «الخُمرَة» في المسألة رقم (206) . (8) قال عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (2387) : «سمعت أبي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي يقول: هاهنا قوم يحدِّثون عن شعبة ما رأيتهم [عند شعبة] . قلت له من يعني بهذا؟ قال: وهب بن جرير. قال أبي: ما رُئِيَ وهب عند شعبة، ولكن كان صاحب سنة» . وقد روى هذا القول بنحوه العقيلي في "الضعفاء" (4/324) عن عبد الله عن أبيه. وما بين المعقوفين من "الضعفاء". الحديث: 337 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 233 338 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمد ابن عَبْدَة، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (1) ، عَنْ شُعْبَة (2) ، عَنْ سعدِ بنِ إبراهيمَ، وحَبيبِ بْن أَبِي ثابت؛ سَمِعا حفصَ بنَ عاصِم؛ أنَّ (3) زيد بْن ثابت قَالَ: صَلاةُ الوُسْطى صَلاةُ الظُّهْر؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ خُبَيب (4) بْن عبد الرحمن (5) . 339 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنِ (6) المُقَدَّمي مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان، عَنْ سُفْيان (7) ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ (8) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النُّعْمان بْنِ بَشِير: أنَّه كَانَ يصلِّي مَعَ النبيِّ (ص) ، ثُمَّ لا يَلْبَثُ إِلا يسيرًا، حَتَّى يُصَلِّيَ العِشَاءَ. قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ فِيهِ المُقَدَّمي، لَيْسَ فِيهِ: النبيُّ (ص) ؛ إنما هو: كنا   (1) هو: سليمان بن داود الطيالسي. (2) وهذه الرواية أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (8617) ، وذكرها تعليقًا ابن عبد البر في "التمهيد" (4/286) عَنْ شُعبَة، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبراهيم، عن حفص ابن عاصم، عن زيد بن ثابت، به. وانظر "الإمام" لابن دقيق العيد (3/511) . (3) في (ش) : «بن» بدل: «أن» . (4) في (ك) : «حبيب» . (5) روايته أخرجها البيهقي في "المعرفة" (2/309) من طريق شعبة، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عاصم، عن زيد، به. (6) قوله: «عن» سقط من (ك) . (7) هو: الثوري. (8) هو: أبو يعفور الأصغر، واسمه: عبد الرحمن بن عبيد ابن نِسْطاس. وأما أبو يعفور الأكبر؛ فاسمه: واقد، ولقبه: وَقْدان. الحديث: 338 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 234 نصلِّي مَعَ النُّعْمان بْن بَشِير (1) . 340 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادة (3) ، عَنْ حمَّاد (4) ، عن محمد ابَن (5) عَمْرو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (6) أَنَّهُ قَالَ: إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلاَ يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ؟ قلتُ لأَبِي: وَرَوَى رَوْحٌ (7) أَيْضًا عَنْ حمَّاد، عَنْ عَمَّار بْنِ أَبِي عَمَّار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، مِثْلَهُ، وَزَادَ فِيهِ (8) : وَكَانَ المُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ إذا بَزَغَ الفَجْرُ.   (1) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (4744) قال: حدثنا عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أبي يعفور، عن أبيه قال: كنا نصلي المغرب، فما نلبث أن يصلي النعمان بن بشير العشاء. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3349) من طريق محمد بن فضيل، عن أبي يعفور عبد الرحمن بن عبيد، به. (2) ستأتي هذه المسألة برقم (759) . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/510 رقم10629) ، والطبري في "تفسيره" (3015) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/218) . ورواه أحمد (2/423 رقم 9474) ، من طريق غسان ابن الربيع، وأبو داود في "سننه" (2350) ، والدارقطني في "سننه" (2/165) ، والحاكم في "المستدرك" (1/426) من طريق عبد الأعلى بن حماد، والحاكم في "المستدرك" (1/203 و205) من طريق عفان وعبد الواحد بن غياث، جميعهم عن حماد ابن سلمة، به. (4) هو: ابن سلمة. (5) في (ش) : «عن» بدل: «بن» . (6) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (ك) . (7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/510 رقم10630) ، والطبري في "تفسيره" (3016) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/218) . (8) ذكر ابن حزم في"المحلى" (6/232) أن الذي زاد هذه الزيادة هو عمار بن أبي عمار من قوله. الحديث: 340 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 235 قَالَ أَبِي: هذانِ (1) الحديثانِ لَيْسَا بِصَحِيحَينِ؛ أمَّا حديثُ عمَّار: فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ (2) ، وعمَّارٌ ثقةٌ. والحديثُ الآخَرُ: لَيْسَ بِصَحِيحٍ. 341 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ بَكْر السَّهْمي (3) ، عَن مُبَارَك بْن فَضَالةَ، عَن ثابتٍ البُنَانيِّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ؛ قَالَ: صلَّى رسولُ الله (ص) بأصحابِهِ صلاةَ الصُّبْح، ثُمَّ أقبَلَ عَلَى أصحابِه بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: هَلْ أَصْبَحَ (4) اليَوْمَ مِنْكُمْ أَحَدٌ صَائِمًا؟ ، قَالَ أَبُو بَكْر: أَنَا، قَالَ: هَلْ عَادَ أَحَدٌ مِنْكُمُ (5) اليَوْمَ مَرِيضًا؟ ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن (6) عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى (7) : أنَّ النبيَّ (ص) ... .   (1) في (ك) : «هذا» . (2) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1670) ، والبزار في "مسنده" (2267) ، والحاكم في "المستدرك" (1/412) ، ومن طريقه البيهقي في "الكبرى" (4/199) . (4) في (ك) : «هذا صبح» بدل: «هل أصبح» . (5) في (ش) : «أحدكم منكم» . (6) قوله: «عن» ليس في (ش) . (7) روايته أخرجها ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/564) من طريق أسد بن موسى، قال: أبنا المبارك بن فضالة، ثنا ثابت البناني، ثنا عبد الرحمن بن أبي ليلى: أن رسول الله (ص) ، فذكره. وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر إلا بهذا الإسناد؛ وإنما يرويه غير عبد الله بن بكر، عن مبارك، عن ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، مرسلاً، ولم نسمعه متصلاً إلا من بشر بن آدم، عن عبد الله بن بكر» . الحديث: 341 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 236 342 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْرُ بنُ آدَمَ ابنُ (1) ابْنَتِ (2) أَزْهَرَ (3) ، عَنْ أَشعَثَ بْنِ أَشعَثَ، عَنْ (4) عِمْران القَطَّان (5) ، عَنْ سُلَيمان التَّيْمي (6) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (7) ، عَنْ سلمان؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ المُسْلِمَ يُصَلِّي وَخَطَايَاهُ تُوضَعُ عَلَى رَأسِهِ، فَكُلَّمَا سَجَدَ تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ، فَيَفْرُغُ (8) حِينَ يَفْرُغُ وَقَد تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ سَلْمان قولَهُ (9) ، وأَشعَثُ مجهولٌ لا يُعْرَفُ.   (1) قوله: «ابن» نعت لـ «بشر» ، وهذا بشر بن آدم الأصغَرُ. (2) كذا رسمت في جميع النسخ؛ بالتاء المفتوحة، وهو رسم صحيح، والجادة «ابنة» . وانظر التعليق على المسألة رقم (6) . (3) روايته أخرجها البزار في"مسنده" (2508) ، والطبراني في"المعجم الكبير" (6/250 رقم6125) ، وفي "الصغير" (1153) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2875) . قال الطبراني في "المعجم الصغير": «لم يروه عن سليمان إلا عمران، ولا عن عمران إلا أشعث بن أشعث، تفرد به بشر» . ووقع في "المعجم الكبير": «بشر بن موسى» بدل «بشر بن آدم» . ورواه الطيالسي في "مسنده" (687) ، وأبو عبيد في "الطهور" (11) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (52) ، و"المسند" (456) ، وأحمد في "مسنده" (5/437 و438 رقم 23707 و23716) ، والدارمي في "مسنده" (746) ، والطبراني في "الكبير" (6/257 رقم 6151 و6152) من طريق عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، به، مرفوعًا. وانظر "الأفراد" للدارقطني (142/أ/أطراف الغرائب) . (4) قوله: «عن» سقط من (ك) . (5) هو: ابن داوَر. (6) هو: ابن طَرْخان. (7) هو: عبد الرحمن بن مُلّ النَّهْدي. (8) في (ك) : «فتفرغ» . (9) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (50 و51) من طريق سلمان بن سبرة، والبغوي في "الجعديات" (548) من طريق أبي وائل، كلاهما عن سلمان، قوله. الحديث: 342 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 237 343 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن وَهْب (2) ، عن جرير ابن حَازِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (3) ؛ قال: حدَّثني عبد الرحمن بْنُ عَوْسَجةَ، عَنِ البَرَاء؛ قَالَ: كان رسولُ الله (ص) يَأْتِينَا، فيَمْسَحُ عَوَاتِقَنَا وصُدُورَنَا وَيَقُولُ: لاَ تَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ؛ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنْ أَبِي إسحاق (4) ، عن طَلْحة (5) ، عن عبد الرحمن ابن عَوْسَجَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النبيِّ (ص) . 344 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي العِشْرين (6) ، عَنِ الأوزاعيِّ (7) ، عَنْ (8) يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُمَرَ بنِ الحَكَم، عَنْ أبي   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (404) و (406) . (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/297 رقم18621) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1552) . (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (404) . (5) هو: ابن مُصَرِّف. (6) هو: عبد الحميد بن حبيب. وروايته أخرجها البخاري في"صحيحه" تعليقًا (1152) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (811) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (2634) . وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1159) من طريق عمرو بن أبي سلمة، والنسائي في "سننه" (1764) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1129) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2205) من طريق بشر بن بكر، كلاهما عن الأوزاعي، به. (7) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (8) قوله: «عن» سقط من (ك) . الحديث: 343 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 238 سَلَمة، عن عبد الله بْنِ عَمْرو؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ؛ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ ثُمَّ تَرَكَهُ؟ قَالَ أَبِي: الناسُ يَقُولُونَ (1) : يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة؛ لا يُدخِلون بينهم (2) عُمَرَ. وأَحْسَبُ أنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبي سَلَمة، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) (3) .   (1) رواه هكذا عبد الله بن المبارك في "الزهد" (1211) عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به. ومن طريق ابن المبارك رواه أحمد في "مسنده" (2/170 رقم 6584 و6585) ، والبخاري في "صحيحه" (1152) . ورواه أحمد (2/170 رقم 6584) من طريق أبي معاوية الضرير، والبخاري (1152) من طريق مبشر بن إسماعيل، وابن ماجه في "سننه" (1331) من طريق الوليد بن مسلم، والبزار في "مسنده" (2358) ، من طريق محمد بن كثير، وابن حبان في "صحيحه" = = (2641) من طريق عمر بن عبد الواحد، جميعهم عن الأوزاعي، بمثله. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا عبد الله بن عمرو، ولا نعلم رواه عن يحيى إلا الأوزاعي» . (2) كذا في جميع النسخ: «بينهم» ، والجادَّة أن يقال: بينهما، كما هو ظاهر، غَيْرَ أنَّ ما وقع في النسخ له توجيهاتٌ عند أهل اللغة ذكرناها في التعليق على نحو هذا في المسألة رقم (74) . (3) قال الحافظ في "تغليق التعليق" (2/432) : «وزيادة «عمر بن الحكم» في هذا الإسناد من المزيد في متصل الأسانيد بلا ريب؛ فإن ابن المبارك ومُبَشِّر بن إسماعيل لم يوصفا بالتدليس، وقد صرَّحا في روايتهما بسماع الأوزاعي له من يحيى، وبسماع يحيى من أبي سلمة» . وانظر "السنن الكبرى" للنسائي (1/411) ، و"هدي الساري" (ص354) ، و"الفتح" (3/38) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 239 345 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ. قلتُ لأَبِي: فمعاويةُ هَذَا مَن هُوَ؟ قَالَ: لا يُدرَى؛ غيرَ أنَّ الحديثَ (3) - بهذا الإسناد - مُنكَر.   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (692) . (2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/292 رقم 13413) ، وابن عدي في "الكامل" (6/401) ، والقزويني في "التدوين" (3/226) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1424) . (3) في (ك) : «غير أن هذا الحديث» . وقد وقع في رواية القضاعي السابقه معاوية بن يحيى الأطرابلسي. وقال العراقي في "ذيل الميزان" (702) بعد نقله كلام أبي حاتم هنا: «قلت: بل هو معاوية بن يحيى أبو مطيع الأطرابلسي الدمشقي؛ فإنه روى عن موسى بن عقبة كما ذكر المزي في "التهذيب"، وروى عنه بقية، وروايته عنه في "سنن ابن ماجه"، ومعاوية هذا وثقه الجمهور، وهو مذكور في "الميزان"؛ وإنما أوردته لقول أبي حاتم: " إنه لا يُدرى"، مع كون أبي حاتم قال في معاوية بن يحيى أبي مطيع: إنه صدوق، مستقيمُ الحديث، وقال في معاوية بن يحيى الصَّدَفي أبي روح الدمشقي: إنه ضعيف الحديث، في حديثه إنكار، ولم يعرف معاوية بن يحيى صاحب الترجمة، فهو عنده غيرهما؛ فلذلك أوردته هنا» . كذا فهم الحافظ العراقي من عبارة أبي حاتم: أن معاوية بن يحيى هذا راو ثالث غير الصَّدَفي والأطرابلسي، وأنه لم يعرفه، والذي يبدو لنا - والله أعلم - أن مقصود أبي حاتم أن معاوية بن يحيى هذا لا يُدرى هل هو: الصَّدفي، أو الأطرابلسي؟ لأن بقية يروي عن معاوية بن يحيى ولا ينسبه؛ فيلتبس، وقد فعل هذا في غير ما حديث، منها: حديثه عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا: «من حدَّث حديثًا فَعُطِسَ عِنْدَهُ، فَهُوَ حقٌّ» ، قَالَ الشيخ المعلِّمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشوكاني (224) : «ولبقية شيخان، أحدهما: معاوية بن يحيى الصَّدفي، هالك، والآخر: معاوية بن يحيى الأطرابلسي، ذهب الأكثر إلى أنه أحسن حالاً من الصَّدَفي، ووثقه بعضهم، وعكس الدارقطني، وذكر أن مناكيره أكثر من مناكير الصَّدَفي، وأيهما الواقع في السَّند؟ ذهب جماعةٌ إلى أنه الأطرابلسي؛ لأنه قد عُرف له الرواية عن أبي الزناد، وذهب آخرون إلى أنه الصَّدفي؛ لأن هذا الخبر أليق به ... ويقوي هذا: أن بقية مدلس، ولا يجهل أن الأطرابلسي عند الناس أحسن حالاً من الصدفي، فلو كان شيخه في هذا الخبر هو الأطرابلسي لصرَّح به» . ونقل العراقي أيضًا في "ذيل الميزان" (702) كلام أبي حاتم على هذا الحديث في المسألة رقم (692) ، وسيأتي تعليقنا على كلامه هناك. الحديث: 345 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 240 346 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْن صَالِحٍ (1) ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني (2) ، عَنْ أَبِي أُمامَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّهُ دَأْبُ (3) الصَّالحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ تَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئاتِ (4) ... .   (1) روايته أخرجها ابن معين في "الجزء الثاني من حديثه" (169/رواية أبي بكر المروزي) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد وقيام الليل" (3) ، والترمذي في "جامعه" (3549) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1135) ، والطبراني في "الكبير" (8/92 رقم 7466) ، و"الأوسط" (3253) ، و"مسند الشاميين" (1931) ، وابن عدي في "الكامل" (4/207) ، والحاكم في "المستدرك" (1/308) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/502) . = ... ووقع عند الحاكم: «ثور بن يزيد» بدل: «ربيعة بن يزيد» وهو خطأ. قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي أمامة إلا أبو إدريس، ولا عن أبي إدريس إلا ربيعة، تفرد به معاوية بن صالح» . (2) هو: عائذ الله بن عبد الله. (3) قال في "مختار الصحاح" (ص184) : «الدَّأْبُ، بسكون الهمزة: العادةُ والشَّأْن، وقد يحرَّك» . اهـ، أي: ويقال: دَأَبٌ، بفتح الهمزة. (4) في (ت) : «للسيئا» . الحديث: 346 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 241 قَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ منكرٌ؛ لَمْ يَرْوِه غيرُ مُعَاوِيَةَ، وأظنُّهُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشَّامي الأَزْدي (1) ؛ فَإِنَّهُ يَرْوِي هَذَا الحديثَ هُوَ بإسنادٍ آخَرَ (2) . 347 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان بن عُيَينة (4) ، عن   (1) يعني: المصلوب. (2) الحديث رواه الترمذي في "جامعه" (3549) ، والمروزي في "قيام الليل" ص (22/مختصره) ، والروياني في "مسنده" (745) ، والشاشي في "مسنده" (978) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/502) من طريق محمد القرشي، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي إدريس الخولاني، عن بلال، به، مرفوعًا. قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث بلال إلا من هذا الوجه، ولا يصحُّ من قِبَل إسناده، وسمعت محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] يقول: محمد القرشي هو: مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشَّامي، وَهُوَ: ابن أبي قيس، وهو: محمد بن حسان، وقد تُرك حديثه» . ثم رواه من طريق أبي أمامة، وقال: «وهذا أصحُّ من حديث أبي إدريس، عن بلال» . وهذا من باب التَّرجيح النسبي، وإلا فهو منكر كما قال أبو حاتم. (3) ستأتي هذه المسألة برقم (523) ، وانظر المسألة السابقة برقم (211) . (4) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (9/80- 81) من طريق سفيان بن وكيع وهارون بن إسحاق، عنه، به، وذكرها أيضًا في "العلل" (9/76 رقم 1653) وذكر أنه رواه عن ابن عيينة على هذا الوجه كلٌّ من: سفيان بن وكيع، وهارون ابن إسحاق، وعلي بن عمرو الأنصاري. ثم قال: «وخالفهم الحميدي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الجبار، وأبو عبيد الله المخزومي، ويونس ابن عبد الأعلى، ويعيش بن الجهم، وعلي بن شعيب؛ فرووه عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عجلان، عن يعقوب بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سعيد، مرسلاً» . ورواه مسلم في "صحيحه" (444) ، والنسائي في "سننه" (5128) من طريق يزيد بن خصيفة، عن بسر ابن سعيد عن أبي هريرة، به، مرفوعًا. قال النسائي: لا أعلم أحدًا تابع يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، على قوله: عن أبي هريرة. ورواه النسائي في "سننه" (5129) من طريق وهيب، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ يعقوب بن عبد الله بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سعيد، عن زينب امرأة عبد الله، به. ورواه مسلم في "صحيحه" (443) من طريق يحيى القطان، والنسائي (5130) من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ بكير بن عبد الله بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سعيد، عن زينب، به. قال النسائي: «حديث يحيى وجرير أولى بالصواب من حديث وهيب بن خالد» . الحديث: 347 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 242 ابْنِ عَجْلان (1) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عبد الله بْنِ الأَشَجّ، عَنْ بُسْر (2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنه قال لزينبَ امرأةِ عبد الله: إِذَا خَرَجْتِ إِلَى صَلاةِ (4) المَغْرِبِ، فَلا تَطَيَّبِينَ (5) ؟   (1) هو: محمد. (2) في (ش) و (ك) : «بشر» . (3) في (ف) : «عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أبي سعيد، عن أبي هريرة» . (4) في (ك) : «الصَّلاة» . (5) كذا في جميع النسخ، ومثلُهُ في المسألة رقم (523) : «فَلاَ تَطَيَّبِينَ» ، بإثبات نون الرفع في المضارع، وفي "علل الدارقطني" (9/81) : «فلا تطيبي» بحذف النون: فأمَّا مَا وقع في النسخ من قوله: «فلا تَطَيَّبِينَ» : فيخرَّج على أن «لا» ناهية من جهة المعنى، لكنَّها نافية من جهة اللفظ؛ ولذلك ارتفع المضارع بعدها، وثبتَتْ فيه نونُ الرفع؛ ولذلك أشباه ونظائر في العربية، وانظر مجيء «لا» نافية بمعنى النهي في التعليق على المسألة رقم (331) . وما في "علل الدارقطني": واضحٌ في كون «لا» ناهيةً مِنْ جهة اللفظ والمعنى؛ ولذا جُزِمَ المضارع بعدها = = بحذف نون الرفع، وهو الجادَّة ظاهرًا. وفي هذا الفعل أيضًا يجوز تخفيف الطاء وتشديدها: أما بالتخفيف «تَطَيَّبِينَ» ، أو «تَطَيَّبِي» : فعلى حَذْفِ إحدى التاءَيْنِ تخفيفًا (تاء المضارعة، وتاء المطاوعة) ، والأصل: «تَتَطَيَّبِينَ» . وأمَّا بالتثقيل «تَطَّيَّبِينَ» : فعلى إدغام تاء المطاوعة - وهي التاء الثانية - في الطاء. انظر الكلام على حذف إحدى التاءين في أول المضارع، في التعليق على المسألة رقم (388) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 243 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: بُسْر (1) بْنُ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ زينبَ الثَّقَفية (3) - امرأةِ عبد الله ابن مسعود - عن النبيِّ (ص) . 348 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (5) ، عَنْ مَالِكٍ (6) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَلاَ يَدَعْ أَحَدًا (7) يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مَا فِي "المُوطَّأ" (8) : مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بن أسلَم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) .   (1) في (ش) و (ك) : «بشر» . (2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (443) وانظر التعليق على رواية ابن عيينة. وذكر الدارقطني في "العلل" (1653) الاختلاف في الحديث، ثم قال: والقول قول من أسنده عن زينب» . (3) قوله: «الثقفية» ليس في (ش) . (4) انظر المسألة رقم (353) . (5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها في "جامعه" (399/المطبوع باسم الموطأ) . ومن طريقه الطحاوي في "شرح المشكل" (2611) ، وابن حبان في "كتاب الصلاة"، كما في "إتحاف المهرة" (5469) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (4/186) : «ولم يروه أحد بهذا الإسناد عن مالك إلا ابن وهب. وعند ابن وهب أيضًا عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ» . (6) هو: ابن أنس. (7) في (ف) : «أحد» ، وتخرَّج على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (8) (1/154 رقم361) . ومن طريق مالك أخرجه مسلم في "صحيحه" (505) . الحديث: 348 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 244 وحديثُ زَيْدِ (1) بْنِ أسلَم (2) عَنْ عَطاء خطأٌ (3) . 349 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عن (4) عُبَيدالله (5) بن عبد الله المُنْكَدِري (6) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ (7) ، عَنْ عُمَرَ بنِ حَفْص، عَنْ عُمَارةَ بْنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: صلَّى رسولُ اللَّهِ (ص) صلاةَ الغَدَاةِ، فَقَرَأَ بأقصرِ سُورَتَيْنِ فِي القُرآن، ثُمَّ انصَرَفَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذلكَ؟ فَقَالَ: أَمَا سَمِعْتُمْ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فِي صَفِّ النِّسَاءِ؟! أَحْبَبْتُ أَنْ تَفْرُغَ إِلَيْهِ أُمُّهُ. قَالَ أَبِي: عُمَرُ بْنُ حَفْص: العَبْدِيُّ، وَهُوَ: عُمَارة بْنُ جُوَيْن أبو هارون العَبْدي (8) .   (1) قوله: «زيد» ليس في (أ) و (ش) . (2) من قوله: «عن عبد الرحمن بن أبي سعيد ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) قال الدارقطني في "العلل" (11/255) : هو حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب عَنْ مالك - في غير "الموطأ"- عن زيد ابن أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي سعيد الخدري. ورواه ابن وَهْب في "الموطأ" عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، وهو الصَّواب. وكذلك رواه أصحاب "الموطأ" عن مالك، وكذلك رواه زيد بن أسلم عنه، وهو الصَّواب» . وانظر "المجروحين" لابن حبان (1/132) . (4) قوله: «عن» سقط من (ش) . (5) في (ش) : «عبد الله» . (6) في (ت) و (ك) : «المنكدر» ، وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (5/322) . (7) هو: محمد بن إسماعيل. (8) يعني أن الصواب: عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيك، عَنْ عمر بن حفص العبدي، عن عُمارة بن جُوين، عن أبي سعيد الخدري. وعُمارة هذا: متروك شيعي، بل كذَّبه بعض أهل العلم. انظر ترجمته في "التقريب" (4874) . والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (3721) عن معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، فذكره. الحديث: 349 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 245 350 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أصحابُ مُجاهِد، عَنْ مُجاهِد (2) ؛ قَالَ: كان شَرِيكٌ للنبيِّ (ص) فِي الجاهلية، فحكى أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ لا يُماري ولا يُداري، فمَنْ (3) هَذَا الشَّريكُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ مُجاهِد، عَن قيس بْن السَّائب؛ قَالَ: كنتُ شَرِيكًا للنبي (ص) ... .   (1) نقل هذا النص بتمامه أبو زرعة العراقي في "المستفاد، من مبهمات المتن والإسناد" (3/1744) ، ونقل الحافظ في "الإصابة" (8/187) بعض هذا النص، = = ونقل في"التلخيص الحبير" (3/110) قول أبي حاتم: «وعبد الله بن السائب ليس بالقديم» ، ولكن تصحف فيه: «بالقديم» إلى: «بالقويم» . (2) قوله: «عن مجاهد» سقط من (أ) و (ش) . (3) في (ش) : «عن» بدل: «فمن» . (4) هو: الطائفي. وروايته أخرجها - مختصرة ومطولة - ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (500) - ومن طريقه البغوي في "معجم الصحابة" (5/9) - والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/49- 50) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5712) من طريق ابن مهدي، والبغوي في "معجم الصحابة" (5/9) من طريق أبي عامر، والطبراني في "الكبير" (18/363 رقم 929) - ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5711) - من طريق خالد بن نزار، والدارقطني في "سننه" (2/208) من طريق ابن المبارك، جميعهم عن محمد بن مسلم، به. ووقع عند الدولابي: «أبو قيس بن السائب» . قال ابن حجر في "الإصابة" (8/187) : «كذا عنده، وقيس بن السائب أصح» . ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (2400) من طريق سريج بن النعمان الجوهري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن قيس بن السائب، به. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (727 و278) والطبراني في "الكبير" (18/363 رقم 931) من طريق مُسْلِمٌ الْمُلائِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ قيس بن السائب، به. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (5/446) من طريق موسى بن أبي كثير، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن قيس بْن السائب، به. قال ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (504) بعد أن ذكر الاختلاف في الْحَدِيثُ: «وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: قَالَ عبد الرحمن بن مهدي: حديث مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن ميسرة، عن مجاهد: أثبت هذه الأحاديث» . الحديث: 350 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 246 وَرَوَاهُ سَيْفُ بْن أَبِي سُلَيمان (1) ، عَنْ مُجاهِد؛ قَالَ: كَانَ السَّائب بْن أَبِي السَّائب شَريكًا للنبي (ص) ... . وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى (2) ، وَمُحَمَّد بْنُ مُسْلِم بْنِ أَبِي الوَضَّاح المُؤَدِّب (3) ، عن عبد الكريم (4) ، عن مُجاهِد، عن عبد الله بن السَّائب: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا زالَتِ الشَّمسُ، صلَّى. وَرَوَاهُ منصور بْن أَبِي الأسود (5) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مُجاهِد، عَنْ   (1) ويقال له: سيف بن سليمان أيضًا. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/425 رقم 15503) . (2) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (496) من طريق عمران بن أبي ليلى، والضياء في "المختارة" (9/395 رقم367) من طريق خالد بن عبد الله كلاهما عنه، به. ووقع عند ابن أبي خيثمة «السائب» بدل: «عبد الله بن السائب» . قال ابن أبي خيثمة: «كذا قال: السائب» . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/411 رقم15396) ، والترمذي في "الجامع" (478) ، والنسائي في "الكبرى" (331) . (4) هو: ابن مالك الجَزَري. (5) واسم أبي الأسود: حازم؛ فيما قيل. وروايته أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (ص193) ، والطبراني في "الأوسط" (871) ، والضياء في "المختارة" (9/395 و397 رقم 368 و370 و371) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 247 عبد الله بْن السَّائب؛ قَالَ: كنتُ شَريكًا ... . وروى هلالُ بْن خَبَّاب (1) ، عَنْ مُجاهِد، عن عبد الله بن السَّائب: فِي كَذَا. وَرَوَاهُ إبراهيم بن مُهاجِر (2) ، عن مُجاهِد، عَن مَولاهُ (3) : السَّائب، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي: صَلاةُ القاعِدِ عَلَى النِّصْفِ من صَلاةِ القائِم. قَالَ أَبِي: مَنْ قال: عن عبد الله بْنِ السَّائب، فهو: ابن السَّائب بْن أَبِي السَّائب، ومن قَالَ: قيس بْن السَّائب، فكأنه يعني: أخا عبد الله بْن السَّائب، ومن قَالَ: السَّائب بْن أَبِي السَّائب، فكأنه أَرَادَ: والدَ عبد الله بْن السَّائب، وهؤلاءِ الثلاثةُ موالي مُجاهدٍ مِنْ فَوْقُ.   (1) في (ك) : «حبان» . ورواية هلال بن خباب أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/425 رقم15504) من طريق ثابت بن أبي يزيد، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (503) ، والحاكم في "المستدرك" (1/458) ، من طريق عباد بن العوام، كلاهما عن هلال بْن خباب، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن مولاه عبد الله بن السائب - ولم يُسَمِّ مولاه في رواية أحمد-: أنه حدَّثه: أن كان فيمن يبني الكعبة في الجاهلية ... فذكر قصة تنازع قريش فيمن يضع الحجر الأسود، فجعلوا النبي (ص) حكمًا بينهم ... الحديث، وصححه الحاكم على شرط مسلم. (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/61 رقم 24325 و71 رقم 24426 و220-221 رقم 25850 و221 رقم 25851) ، والدارقطني في "السنن" (1/397) . (3) كذا في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «مولاة» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 248 قلتُ لأَبِي: فحديثُ الشَّرِكَةِ ما الصَّحيحُ منها؟ قال أبي: عبد الله بْن السَّائب لَيْسَ بالقديم، وَكَانَ على عهدِ النبيِّ (ص) حَدَثً (1) ، والشَّرِكَةُ بأبيه (2) أشبَهُ، واللهُ أَعْلَمُ (3) . 351 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ   (1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف التنوين من آخر الاسم المنصوب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) في (أ) : «بابنه» ، وفي (ت) و (ك) : «باينه» . (3) ذكر ابن عبد البر في "الاستيعاب" (4/111-113) السائب بن أبي السائب، وأنه اختُلِف في إسلامه، فذكر ابن إسحاق أنه قتل يوم بدر كافرًا، وكذلك ذكر الزبير ابن بكار. قال ابن عبد البر: «وأظنه عوَّل فيه على قول ابن إسحاق، وقد نقض الزبير ذلك في موضعين من كتابه بعد ذلك ... » ، ثم أورد حديثين فيهما دلالة على إسلامه، منها حديث الشَّرِكَة هذا من طريق آخر، ثم قال ابن عبد البر: «هذا أولى ما عوِّل عليه في هذا الباب، وقد ذكرنا أن الحديث فيمن كان شريك رسول الله (ص) من هؤلاء مضطرب جدًّا؛ منهم من يجعل الشَّرِكَة مع رسول الله (ص) للسائب بن أبي السائب، ومنهم من يجعلها لأبي السائب كما ذكرنا عن الزبير هنا، ومنهم من يجعلها لقيس بن السائب، ومنهم من يجعلها لعبد الله بن السائب، وهذا اضطراب لا يثبت به شيء، ولا تقوم به حجة» . (4) هو: سفيان. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (949) ، وأحمد في "مسنده" (4/271 رقم 18383) كلاهما عنه به. ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/413) من طريق حامد بن يحيى، وابن عدي في "الكامل" (2/405) من طريق هارون بن معروف، كلاهما عن ابن عيينة، مثله. ورواه ابن ماجه في "سننه" (1281) من طريق محمد ابن الصباح، وابن خزيمة في "صحيحه" (1463) من طريق عبد الجبار بن العلاء، كلاهما عَنِ ابْن عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالم، عن النعمان بن بشير، به. قال الحميدي: «كان سفيان يغلط فيه» . وقال عبد الله بن الإمام أحمد في الموضع السابق من "المسند": «حبيب بن سالم سمعه من النعمان - وكان كاتبه - وسفيان يخطئ فيه؛ يقول: حَبِيبِ بْنِ سالم، عَنْ أَبِيهِ، وهو سمعه من النعمان» . الحديث: 351 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 249 مُحَمَّدِ بْنِ المُنْتَشِر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالم، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنِ النُّعْمان بْنِ بَشِير: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يقرأُ فِي صلاة (2) العِيدَيْنِ بِسُورَة الأعلى والغاشِيَة. قلتُ: رَوَاهُ جرير (3) وغيرُهُ، عَنِ ابْنِ (4) المُنْتَشِر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُّعْمان، ولم يذكروا: «حبيب، عَنْ أَبِيهِ» ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ ما رَوَاهُ جَرِيرٌ، ووَهِمَ فِي هَذَا الحديث ابنُ عُيَينة (5) .   (1) هو: سالم الأنصاري، مولى النعمان بن بشير. (2) قوله: «صلاة» ليس في (أ) و (ش) . (3) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (878) . (4) في (أ) و (ف) : «عن أبي» . (5) الحديث أخرجه الترمذي في "جامعه" (533) من طريق أبي عوانة مثل رواية جرير، ثم قال: «حديث النعمان بن بشير حديث حسن صحيح، وهكذا روى سفيان الثوري ومسعر عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، نحو حديث أبي عوانة. وأما سفيان بن عيينة: فيختلف عليه في الرواية؛ يروى عنه، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالم، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النعمان بن بشير، ولا نعرف لحبيب بن = = سالم رواية عن أبيه. وحبيب بن سالم هو مولى النعمان بن بشير، وروى عن النعمان بن بشير أحاديث. وقد روي عَنِ ابْن عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيم بن محمد بن المنتشر نحو رواية هؤلاء» . وأخرج الترمذي أيضًا في "العلل الكبير" (ص 92 رقم152) هذا الحديث من طريق أبي عوانة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المُنتَشِر، به مثل رواية جرير، ثم قال: «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث صحيح، وكان ابن عيينة يروي هذا الحديث عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، فيضطرب في روايته؛ قال مرة: حَبِيبِ بْنِ سالم، عَنْ أَبِيهِ، عن النعمان بن بشير؛ وهو وهم، والصَّحيح: حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُعْمَانِ بن بشير» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 250 352 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله العُمَري (2) ، عن أخيه عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي صَلاة الخَوْف. قلتُ: وَرَوَاهُ أَبُو أُوَيس (3) ، عَنْ يَزِيدَ (4) بْنِ رُومان، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَالَ مالك (5) : عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومان، عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ، عمَّن صلَّى مَعَ رسول الله (ص) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ من حديث يزيد ابن رُومان: ما يَقُولُ مالكٌ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِنْ أَبِي أُوَيس؟   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (209) ، وانظر المسألة رقم (424) . (2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (209) . (3) هو: عبد الله بن عبد الله بن أُوَيس. وروايته أخرجها ابن منده في "معرفة الصحابة" - كما في "الإصابة" (7/158) ، و"الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع" ص (34) ، كلاهما لابن حجر - وابن البختري في "الحادي عشر من حديثه" ص (371/مجموع فيه مصنفاتٍ ابن البختري) . قال ابن حجر: «حديث حسن» . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «زيد» . (5) رواية مالك هذه أخرجها في "موطئه" (1/183 رقم440) ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (4129) ، ومسلم في "صحيحه" (842) . الحديث: 352 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 251 قَالَ: نعم. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ يُقال: عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ (1) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَبِي حَثْمَة، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. 353 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيد بن كاسِبٍ (3) ، عن عبد العزيز (4) الدَّرَاوَرْديِّ، عَنْ صَفْوانَ بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري. وَعَنْ (5) زَيْدِ بن أسلَم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي   (1) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (209) . (2) في (أ) و (ش) : «وسألت أبي» . وانظر المسألة المتقدمة برقم (348) . (3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/461) بالإسنادين جميعًا. ورواه تمام في "فوائده" (348/الروض البسام) من طريق يوسف بن يزيد القراطيسي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عبد العزيز الدراوردي قال: سمعت صفوان ابن سليم وزيد بن أسلم يحدثان عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، به. كذا رواه! ولعله حمل رواية صفوان على رواية زيد. وأخرجه النسائي في "السنن" (4862) من طريق محمد ابن المبارك، وابن عبد البر في "التمهيد" (4/186) من طريق إبراهيم بن حمزة، كلاهما عن عبد العزيز بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطاء بْنِ يَسار، عن أبي سعيد الخُدري، به. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (618) من طريق أحمد ابن عبدة، وأبو عوانة في "مسنده" (1389) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي كلاهما عن الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، به. (4) هو: ابن محمد. (5) في (ت) و (ك) : «عن» بلا واو. وهو خطأ، وقولُهُ: «وعن زيد» معطوفٌ على قوله: «عن صفوان ... » . الحديث: 353 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 252 سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلاَ يَدَعَنَّ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ أسلَم صحيحٌ، وَرَوَاهُ مالكٌ (1) . وحديثُ صَفْوَانَ لا أَدْرِي أيُّ شَيْءٍ هُوَ! 354 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْس بْنُ مَرْحومٍ، عَنْ حاتِم بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ، أَنَّهُ قَالَ: أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ البَيْتِ مَرَّتَيْنِ ... ، وذكرتُ لَهُمَا قِصَّةَ المَواقيتِ (4) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ عُبَيْسٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وَقَالَ أَبِي: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ وَهِمَ فِيهِ عُبَيْس. فقلتُ لَهُمَا: فَمَا عِلَّتُهُ؟ قَالا (5) : رَوَاهُ عِدَّةٌ مِنَ الحفَّاظ عن حاتِم (6) ، عن عبد الرحمن بن   (1) تقدمت رواية مالك هذه برقم (348) . (2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/201/ مخطوط) دون قولِ ابن أبي حاتم: «وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ مَرَّةً أُخْرَى ... » إلخ. (3) هو: محمد. (4) في (ش) : «المواريث» . (5) في (ت) و (ك) : «فلا» . (6) لم نقف على روايته. والحديث رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (2028) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (3220) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (703/المنتخب) ، وأحمد في "مسنده" (1/333 و354 رقم 3081 و3082 و3322) ، وأبو داود في "سننه" (393) ، والترمذي في "جامعه" (149) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (325) ، وابن الجارود في "المنتقى" (149 و150) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/309 و310 رقم 10752 و10753 و10754) ، والدارقطني في "السنن" (1/258) ، والحاكم في "المستدرك" (1/193) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/364) من طرق، عن عبد الرحمن بن الحارث، به. ورواه الدارقطني في "سننه" (1/258) من طريق محمد بن عمرو، عن حكيم بن حكيم، به. الحديث: 354 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 253 الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاش بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنْ حَكيم بْنِ حَكيم بْنِ عبَّاد بْنِ حُنَيْف، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْر، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المَواقيت ... الحديثَ. فَقَالا: هَذَا الصَّحيحُ. وسمعتُ أَبِي يَقُولُ مرَّةً أُخْرَى: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ هَذَا الحديثُ بهذا الإسناد مَوْضُوعٌ (1) . 355 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر (3) ، عَنِ المَقْبُري (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَرَ من اللَّيْل حُجْرَةً (5) ، فصلَّى كَذَا وكذا ركعَةً، فصلَّى الناسُ بصَلاتِه ... الحديثَ؟   (1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين المنصوب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) قوله: «وأبا زرعة» ليس في (أ) و (ش) . (3) هو: نَجيح بن عبد الرحمن السِّندي. (4) هو: سعيد بن أبي سعيد. (5) احتَجَرَ حُجْرَةً، أي: اتَّخَذَها. انظر "اللسان" (4/168) . الحديث: 355 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 254 فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ (1) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ عائِشَة ... الحديثَ. وقَالا: هَذَا يَدْفَعُ حديثَ أَبِي مَعْشَر؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (3) . 356 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الله ابن نافع الصَّائغ، عن عبد الله بْنِ زياد بْن دِرْهَم، عَنِ الحَسَن (4) ، عَنْ عُثْمَانَ؛ قَالَ: مَن قَدِمَ مِصْرًا، فَأَزْمَعَ (5) إِقامَةَ أَربَعٍ، أَتَمَّ الصَّلاة؟   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (730) . وأخرجه البخاري (5861) ، ومسلم (782) من طريق عبيد الله بن عمر، عن سعيد ابن أبي سعيد، به. (2) هو: ابن عبد الرحمن. (3) قال الدارقطني في "العلل" (5/70/ب) : «يرويه سعيد المقبري، واختُلِف عنه: فرواه ابن عَجْلان [وعبيد الله] ابن عمر، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عائشة، وخالفهم عبد الله بن عمرو [كذا! والصواب: عُمر] العُمَري وأبو معشر؛ فروَياه عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة. وحديث أبي سلمة عن عائشة هو الصَّواب» . (4) هو: البصري. (5) في (ت) و (ك) و (ف) : «فان مع» ، وضبَّب عليها ناسخ (ف) ، وكتب في الهامش: «هكذا وجد في الأصل» ، وهي محتملة للوجهين في (أ) و (ش) . قال الجوهري: قال الخليل: أزمَعْتُ على أمرٍ فأنا مُزْمِعٌ: إذا ثَبَّتَّ عليه عزمك. وقال الفراء: أزمعتُه = = وأزمعتُ عليه، مثل أجمعتُهُ وأجمعتُ عليه. اهـ. وقال ابن فارس: له وجهان؛ أحدهما: أنْ يكون مقلوبًا من «عزم» ، والوجه الآخر: أن تكون الزاء مبدلة من الجيم. اهـ. ينظر: "الصحاح" (3/1225- 1226) ، و"معجم المقاييس" (3/24) . الحديث: 356 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 255 قَالَ أَبِي: رَوَى (1) هَذَا الحديثَ المغيرةُ بنُ عبد الرحمن المَخْزومي (2) ، عن عبد الله بْنِ زِيَادٍ، عَن عُرْفُطَة (*) بْن أَبِي الحارث، عَنِ الحَسَن، عَنْ عُثْمَانَ. قَالَ أَبِي: أدخَلَ فِي الإسناد عُرْفُطَةَ (*) ، ولا يُدْرَى مَنْ عُرْفُطَةُ (*) هذا! ولا عبدُالله بنُ زِيَادٍ! جَميعًا مَجْهُولَينِ (3) . 357 - وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ (5) حديثٍ اختَلَفتِ الرِّواياتُ (6) عَنِ الزُّهْري فِيهِ. فقلتُ لَهُ: رَوَى سُلَيمانُ بنُ بِلالٍ (7) ، وطَلْحَةُ بن يحيى   (1) في (ك) : «رواه» . (2) ذكر روايته ابن حجر في "لسان الميزان" (4/162) . (*) ... في (ك) : «عرفظة» بالظاء المعجمة. (3) كذا في النسخ، ماعدا (ش) ففيها: «مجهولان» ، وهو الجادَّة، والتقدير: «هما جميعًا مجهولان» . وأما ما في بقية النسخ، فخرجنا نحوه من حيث اللغة في التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . (4) انظر المسألة التالية. (5) في (أ) و (ش) : «في» بدل: «عن» . (6) في (ف) : «اختلف الروايات» ، والجادَّة مافي بقية النسخ، وما في (ف) صحيحٌ أيضًا. انظر التعليق على المسألة رقم (224) . (7) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2281) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/287 رقم 13139) ، وفي "الأوسط" (5/273 رقم5294) ، وابن جُميع الصيداوي في "معجم شيوخه" ص (285) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (2/583) . الحديث: 357 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 256 الأنصاريُّ (1) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لاَ تَرْفَعُوا أَبْصَارَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاَةِ؛ أَنْ تُلْتَمَعَ (3) أَبْصَارُكُمْ. وَرَوَى ابنُ لَهِيعَة (4) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنِ الزُّهْري؛ أنه كتبَ إليه: عن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَى ابنُ الْمُبَارَكِ (5) ، عَنْ يُونُسَ، عن الزُّهْري، عن عُبَيدالله بن عبد الله؛ أنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سمعَ رسولَ اللَّهِ (ص) يقول ... ؟   (1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1043) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5509) . (2) هو: ابن عبد الله بن عمر. (3) أي: تُخْتَلسَ ويُذْهَبَ بها. انظر "لسان العرب" (8/326) . (4) هو: عبد الله بن لهيعة. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (319) ، و"الكبير" (6/35 رقم 5436) ، ولكن وقع في "الأوسط": «عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة» ، وكذا وقع منسوبًا في رواية عبد الرزاق في "المصنف" (3257) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بن عتبة، عن النبيِّ (ص) ، مرسلاً. وكذا أيضًا في رواية ابن المبارك الآتية. ووقع في "الكبير": «عُبَيدالله بن عبد الله» ، ولم ينسبه. (5) هو: عبد الله بن المبارك. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/441 رقم 15652) ، و (5/295 رقم 22516) ، والنسائي في "سننه" (1194) ، لكن رواية الإمام أحمد نُسب فيها عبيد الله هكذا: «عُبَيدالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود» ، ولم ينسب في رواية النسائي، لكن حكى المزي في "تحفة الأشراف" (11/184 رقم15634) أنه عُبَيدالله بن عبد الله بن عتبة، والله أعلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 257 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الزُّهْريُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: وَهَمٌ، والزُّهْريُّ عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: وَهَمٌ، والحديثُ حديثُ ابنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (1) . 358 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثِ سُلَيمانَ ابنِ (3) بِلالٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لاَ تَرْفَعُوا أَبْصَارَكُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاَةِ ... ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: وَهِمَ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ؛ رَوَى بالحِجَازِ عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) ، وأخطأَ فِيهِ. وَرَوَى مَرَّةً عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (4) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. 359 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ مَنْصُورٍ   (1) انظر المسألة التالية. (2) انظر المسألة السابقة. (3) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» . (4) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (5) هذه المسألة بتمامها مكررة في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) ، ولم تكرَّر في (ك) ، لكنْ لم يُذْكَرْ في النسخة (ت) من قوله: «قال أبي ... » إلى آخر المسألة، وذُكِرَ في المكرَّر منها. وقد نقل هذا النَّصَّ مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1187) . وانظر المسألة المتقدِّمة برقم (268) ، والآتية برقم (557) . الحديث: 358 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 258 الجَوَّاز (1) ، عن عبد الملك الجُدِّيِّ (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أُمِرَ بلالٌ (3) أَنْ يَشْفَعَ الأذانَ ويُوتِرَ الإقامَةَ؟   (1) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (8454) ، و"الصغير" (1073) ، وأبو يعلى الخليلي في "فوائده" (14) من طريق موسى بن محمد السِّرِّيني، عن عبد الملك، به. ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/292) من طريق محمد ابن مسلمة الواسطي، عن أبي جابر، عن شعبة، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ شعبة إلا عبد الملكَ الجدي» . وقال ابن عدي: «وهذا معروف بعبد الملك الجدي، عن شعبة، ورواه ابن مسلمة، عن أبي جابر، وروي أيضًا عن عمار بن عبد الجبار المروزي» . وقال الخليلي: «لم يَروه من حديث شعبة عن قتادة إلا الجدِّي، وإنما المحفوظ من حديث شعبة: عن خالد الحذاء وأيوب، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وقد روي عن عمار بن عبد الجبار، عن شعبة، عن قتادة من طريق غير معتبر» . (2) هو: عبد الملك بن إبراهيم. (3) وقع بلفظ: «أمر بلالاً» في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) ، والمثبت من التكرار الواقع فيها، ومن النسخة (ك) ومصادر التخريج. أما قوله: «أُمِرَ بلالٌ» بالرفع، فَفِعْلٌ ونائبُ فاعلِهِ. وأمَّا قوله: «أمر بلالاً» ، ففي ضبط «أمر» وجهان: الأوَّل: أن يُبْنى لما لم يُسَمَّ فاعله، وتقدير الكلام: «أُمِرَ بلالاً بأنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ» ، فـ «بلالاً» : مفعولُ الفعل، و «أنْ يَشْفَعَ الأذان» : مصدرٌ مؤوَّلٌ مجرورٌ بالباء المقدَّرة، والجارُّ والمجرور هو نائب الفاعل للفعل «أُمِرَ» ، وإنابة الجار والمجرور عن الفاعل مع وجود المفعول به وتقدُّمِهِ جائزٌ، وقد تقدم تحرير الكلام فيه وبيان شواهده في التعليق على المسألة رقم (252) . والثاني: أن يُبْنى للفاعل: «أمَرَ بلالا أن يَشْفَعَ الأَذَانَ» ؛ ويكون «بلالاً» : مفعول «أَمَرَ» ، وفاعلُهُ ضميرٌ يعودُ إلى رسول الله (ص) المفهومِ من قرينة الحال، وقد ورد الحديث صريحًا عن أنسٍ بذلك في "صحيح ابن حبان" (1676) وغيره - من رواية أبي قلابة عن أنس - ولفظه: «أنَّ رسولَ اللهِ (ص) أَمَرَ بلالا أنْ يَشْفَعَ الأذانَ، ويُوتِرَ الإقامة» . وانظر في رجوع الضمير إلى المفهوم من قرينة السياق، وإنْ لم يَجْرِ له ذِكْرٌ: التعليق على المسألة رقم (400) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 259 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: شُعْبَةُ (1) ، عَنْ خَالِدٍ (2) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (3) ، عَنْ أَنَسٍ: أُمِرَ بلالٌ أَنْ يَشْفَعَ الأذانَ، ويُوتِرَ الإقامَةَ. 360 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَخْرَمةُ بْنُ بُكَير (4) ، عَنْ   (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2209) - ومن طريقه أبو عوانة في "مسنده" برقم (949) - عنه، به. وأخرجه الدارميُّ في "مسنده" (1230) عن أبي الوليد الطيالسيِّ، وعفانَ، وأبو عوانة في "مسنده" (950) من طريق عفان، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/132) من طريق أبي عامر العقدي، ثلاثتهم (أبو الوليد الطيالسي، وعفان، وأبو عامر العقدي) ، عن شعبة، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (603) ، ومسلم (378) من طرق أخرى عن خالد الحذاء، به. (2) هو: ابن مِهْران الحَذَّاء. (3) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند"، وابنُهُ عبد الله في "زوائده على المسند" (1/177 رقم 1534) ، والدورقي في "مسند سعد" (40) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (310) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (6476) ، والحاكم في "المستدرك" (1/200) وابن عبد البر في "التمهيد" (24/221) . = ... قال الطبراني: «ولم يرو هذا الحديث عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه، إلا بكير بن عبد الله بن الأشج، ولا رواه عن بكير إلا مخرمة، تفرد به ابن وهب. وَرَوَاهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْري، عَنْ الزُهري، عن صالح بن عبد الله بْنِ أَبِي فَرْوَة، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبانَ بْنِ عثمان، عن أبيه» . ورواه مالك في "الموطأ" (1/174) بلاغًا عن عامر ابن سعد، عن أبيه. والحديث بتمامه: عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص، قَالَ: سمعتُ سَعْدًا وَنَاسًا مِنْ أصحاب رسولِ الله (ص) يقولون: كان رجلان أخوان في عهد رسول الله (ص) ، وكان أحدهما أفضَلَ من الآخر، فتوفِّيَ الذي هو أفضلهما، ثم عُمِّرَ الآخر بعده أربعينَ ليلةً، ثم توفِّي، فَذُكِرَ لرسول الله (ص) فَضْلُ الأوَّل على الآخر، فقال: «أَلَمْ يكن يصلِّي؟» فقالوا: بَلَى يا رسول الله، فكان لا بأسَ به، فقال: «ما يُدْرِيكُمْ ماذا بَلَغَتْ به صلاته؟!» ، ثم قال عند ذلك: «إِنَّمَا مَثَلُ الصلاةِ كمَثَلِ نَهْرٍ جارٍ، ببابِ رجلٍ، غَمْرٍ عَذْبٍ، يَقْتَحِمُ فيه كلَّ يومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، فماذا تَرَوْنَ يُبْقِي ذلك مِنْ دَرَنِهِ؟!» . هذا لفظ أحمد، ونحوه في بقية مصادر التخريج. الحديث: 360 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 260 أَبِيهِ (1) ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: سمعتُ سَعْدًا وَنَاسًا مِنْ أصحاب رسول الله (ص) [يقولون: سَمِعْنَا رسولَ اللهِ (ص) ] (2) قَالَ: مَثَلُ الصَّلاةِ كَمَثَلِ نَهْرٍ ... . وَرَوَاهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْري (3) ، عَنْ عَمِّه (4) ، عن صالح بن عبد الله بن   (1) هو: بُكَير بن عبد الله بن الأشَجّ. (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من مصادر التخريج؛ ففيها جميعًا أنَّ قوله: «مَثَلُ الصلاة ... » من قوله (ص) كما في تتمة الحديث التي ذكرناها آنفًا، وليس هو من قول سَعْد والناسِ الذين من أصحاب رسول الله (ص) ؛ كما يفهم من ظاهر ما في النسخ، ويدلك على هذا السقط أيضًا بقيَّة النصِّ؛ وهو رواية ابن أخي الزهري؛ فهي تدلُّ على أنَّ هذا من قول النبي (ص) . والظاهر: أنَّ هذا السقط سَبَبُهُ انتقالُ النظر من النساخ أو المصنِّف، والله أعلم. (3) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند"، وابنه عبد الله في "زوائده على المسند" (1/71- 72 رقم 518) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (56/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (256) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (84 و85) ، والبزار في "مسنده" (356) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4962) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/227، 228) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عثمان عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وهذا الحديث أرفع حديثًا [كذا] في هذا الباب عن النبي (ص) » . وانظر "التمهيد" (24/220- 221) . (4) يعني: الزهري محمد بن مسلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 261 أَبِي فَرْوةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبانَ بْنِ عُثْمَانَ، عن عثمان (1) ، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ: هَذَا أدخلَ (2) بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُثْمَانَ «أبانَ» ؛ وَهُوَ عِنْدِي أشبَهُ (3) . 361 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّهْرِيُّ، وأسامةُ بنُ زَيْدٍ، ونافعُ (5) ، وابن إسحاقَ (6) ، والوليدُ بنُ كَثيرٍ (7) : عن إبراهيم ابن عبد الله بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عليٍّ: نهاني النبيُّ (ص) عن القِراءة راكعًا ... الحديثَ.   (1) قوله: «عن عثمان» سقط من (ك) . (2) في (ك) : «داخل» . (3) سئل الدارقطني في "العلل" (4/343 رقم615) عن هذا الحديث؟ فقال: «حدَّث به مالك في "الموطأ": أنه بلغه عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ أبيه، ورواه مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه. ويقال: إن مالكًا أخذه من مخرمة بن بكير، والله أعلم. وَرَوَاهُ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَنْ [الزهري، عن] صالح بن عبد الله بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَن أبان بْن عُثْمَانَ، عَنْ عثمان، تفرد به ابْنِ أخي الزُّهْرِيّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، فإن كان ضبطه فالحديث حديثه، والله أعلم» . (4) انظر المسألة رقم (233) و (1464) . (5) هو: مولى ابن عمر. (6) في (أ) و (ش) : «وأبو إسحاق» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو الصواب؛ فالذي يروي عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين هو محمد بن إسحاق، وليس أبا إسحاق؛ كما يتضح من "تهذيب الكمال" (2/124) . (7) من قوله: «عن حديث ... » إلى هنا، مكرر في (ت) و (ك) . والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (480) من طريق الزُّهْرِيُّ، وأسامة بْن زَيْدٍ، ونافع، وابن إِسْحَاق، والوليد بْن كثير، وزيد بن أسلم ويزيد بن أبي حبيب ومحمد بن عمرو، جميعهم عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، به. الحديث: 361 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 262 وَرَوَاهُ (1) الضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ، وداودُ بنُ قيس الفَرَّاءُ (2) ، وابنُ عَجْلانَ (3) : عن إبراهيم ابن عبد الله بْنِ حُنَيْنٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن عليٍّ ... أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ أَبِي: لم يقُلْ هؤلاءِ (4) الذين رَوَوْا عَنْ أَبِيهِ: سمعتُ عليًّا، إلا بعضَ ُهم، وهؤلاءِ الثلاثةُ (5) مستورون، والزِّيادةُ مقبولةٌ من ثقةٍ، وابنُ عَجْلان ثقةٌ، والضَّحَّاكُ بنُ عُثْمَانَ لَيْسَ بالقويِّ، وأسامةُ لم يَرْضَ حَتَّى روى عَنْ إِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ روى عَنْ عبد الله بْنِ حُنَيْن نفسِه (6) ، وأسامةُ لَيْسَ بالقويِّ. وَقَالَ أَبِي مَرَّةً أُخرى: الزُّهْريُّ أحفَظُ (7) .   (1) في (ك) : «رواه» بلا واو. (2) في (ش) : «القراء» . (3) هو: محمد. والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (480) من طريق الضحاك بْن عُثْمَانَ وداود بْن قيس وابن عَجْلانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بن حنين، به. (4) يعني: الزهري، وأسامة بن زيد، ونافعًا، وابن إِسْحَاق، والوليد بْن كثير. (5) يعني: الضَّحَّاك بْن عُثْمَانَ، وداود بْن قيس، وابن عجلان. (6) الحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (1/132 رقم 1098) وابن ماجه في "سننه" (3602) من طريق أسامة بن زيد، عن عبد الله بن حنين، عن علي، به. ورواه أبو عوانة في "مسنده" (1829) من طريق أسامة ابن زيد، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، به. ثم قال: قال أسامة: فدخلت على عبد الله بن حنين ... فسألته عن هذا الحديث، فقال عبد الله: سمعت عليًّا ... (7) ذكر الدارقطني في "العلل" (295) رواية من رواه بزيادة ابن عباس، وهم: محمد بن عَجْلان، وداود بن قيس، والضَّحَّاك بن عثمان، وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة، ثم قال: «وخالفهم جماعة أكثر منهم عددًا، فرووه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عن أبيه، عن علي، ولم يذكروا فيه ابن عباس، على اختلاف منهم على إبراهيم ... » ، ثم أخذ في عرض بعض الاختلاف على أولئك الرواة. وانظر المسألة رقم (233) و (1443) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 263 362 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُوحُ ابن حَبِيبٍ (2) ، عن عبد المجيد بن (3) عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد (4) ، عَنْ مَالِكِ بْن أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَمَ، عَنْ عطاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْريِّ، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ ليس له أصلٌ (5) ؛ إِنَّمَا هُوَ: مالكٌ (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم التَّيْمِيِّ، عن عَلْقَمةَ ابن وَقَّاص، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (7) .   (1) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (1/303) ، وانظر "الدراية" لابن حجر (1/124) . (2) روايته أخرجها أبو نعيم في"الحلية" (6/342) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (2/196 رقم1173) ، والسِّلفي في "الطيوريات" (897) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/235) . (3) قوله: «عبد المجيد بن» مكرر في (ك) . (4) في (ك) : «داود» . (5) في (ت) و (ك) : «لا أصل له» . (6) روايته أخرجها في "موطئه" برواية محمد بن الحسن الشيباني رقم (983) . ومن طريق مالك، أخرجه البخاري في "صحيحه" (54 و5070) ، ومسلم في "صحيحه" (1907) . (7) قال الدارقطني في "العلل" (11/253 رقم2269) : «يرويه عبد المجيد بن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ مَالِكِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد، وأصحاب مالك يروونه عن مالك، عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَة بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عمر، عن النبي (ص) ؛ وهو الصَّحيح» . وقال في (2/193رقم213) : «فرواه عبد المجيد بن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد عَنْ مَالِكِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري، ولم يتابع عليه» . وقال أبو نعيم في "الحلية" (6/342) : «غريب من حديث مالك عن زيد، تفرد به عبد المجيد، ومشهوره وصحيحه ما في "الموطأ" عن يحيى بن سعيد» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (21/270) : «ابن أبي رَوَّاد هذا قد رَوى عن مالك أحاديث أخطأ فيها، أشهرها ... » ، ثم ساق هذا الحديث، ثم قال: «وهذا خطأ لا شك فيه عند أحد من أهل العلم بالحديث، وإنما حديث «الأعمال بالنيات» عند مَالِكٌ، عَنْ = = يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة ابن وقَّاص، عن عمر، ليس له غير هذا الإسناد، وكذلك رواه النَّاسُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ» . وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/167) : «وهو غير محفوظ من حديث زيد بن أسلم بوجه» . وقال في (1/233) عن عبد المجيد: «ثقة لكنه أخطأ في أحاديث ... » ، ثم ذكر هذا الحديث. وانظر "نصب الراية" (1/302) ، و"جامع العلوم والحكم" (ص20) . الحديث: 362 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 264 363 - وقيل (1) لأَبِي: حديثُ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: حَذْفُ السَّلامِ سُنَّةٌ (2) ، منهم من يَقُولُ: عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (3) ؟ قَالَ: لَيْتَهُ يَصِحُّ عَنْ أَبِي هريرة!   (1) في (ت) و (ك) : «قيل» بلا واو. (2) حذف السلام: هو تخفيفه والإسراع به، وترك الإطالة فيه، وعدم مد حروفه. وانظر "النهاية" (1/356) ، و"لسان العرب" (9/40) ، و"تاج العروس" (12/130) ، و"الكليات" (ص384) . وانظر مصادر التخريج؛ فقد ورد تفسيره منسوبًا إلى بعض السلف!. (3) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/532 رقم 10885) ، وأبو داود في "سننه" (1004) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (734) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (281) ، والعجلي في "معرفة الثقات" (2/433) ، والحاكم في "المستدرك" (1/231) من طرق عن محمد بن يوسف الفريابي، وابن خزيمة في "صحيحه" (735) من طريق عمارة بن بشر المصيصي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/102) من طريق أبي إسحاق الفزاري، جميعهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَن قُرَّة بْن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (735) من طريق محمد بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف الفريابي، عن الأوزاعي، به، موقوفًا. الحديث: 363 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 265 قلتُ: رَوَاهُ ابنُ وَهْب (1) ، عَنْ عيسى بنِ يونس، وعبدِالله بنِ المبارك، عَنِ الأوزاعيِّ (2) ، عَن قُرَّةَ بن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: حَذْفُ السَّلامِ سُنَّةٌ. فَقَالَ أَبِي (3) : هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ (4) .   (1) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطوسي في "مختصر الأحكام" (280) من طريقه عن ابن المبارك وهِقْل بن زياد، عن الأوزاعي، به. ورواه الترمذي في "جامعه" (297) من طريق علي بن حجر، عن ابن المبارك وهِقل، بمثله. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (735) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وحَرَمي بن عمارة، والحاكم في "المستدرك" (1/231) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/180) من طريق عبدان، ثلاثتهم عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، به. وخالفهم محمد بن عقبة الشيباني فرواه عن ابن المبارك، عن الأوزاعي، به، مرفوعًا؛ أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/180) . ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (735) من طريق أبي عَمَّارٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عن الأوزاعي، به، موقوفًا. (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (3) قوله: «أبي» ليس في (أ) و (ش) . (4) قال أبو داود في "سننه" عقب الحديث رقم (1004) : «قال عيسى [يعني: ابن يونس] : نهاني ابن المبارك عن رفع هذا الحديث» ، ثم قال أبو داود: «سمعت أبا عمير عيسى بن يونس الفاخوري الرملي قال: لما رجع الفريابي من مكة ترك رفع هذا الحديث، وقال: نهاه أحمد بن حنبل عن رفعه» . وذكر ابن معين في "تاريخه" (373) برواية الدوري قال: «كان عيسى بن يونس يرفعه، فقال له ابن المبارك: لا ترفعه، فكان بعدُ لا يرفعه» . ونقله المصنف في "مقدمة الجرح والتعديل" (1/269) عن الدوري. وذكر الدارقطني في "العلل" (9/245 رقم1736) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح عن الأوزاعي: أنه موقوف على أبي هريرة» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 266 364 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثِ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيم (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان (3) ، عَنِ ابْنِ مُحَيْريز (4) ، عَنْ أَبِي رُفَيْع، عَنْ عُبَادَة بْنِ الصَّامِت، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فَرَضَهُنَّ اللهُ عَلَى عِبَادِهِ ... ، حِين سُئِلَ عَنِ الوِتْر: أَوَاجِبٌ هُوَ؟ وَرَوَاهُ ابنُ عَجْلان، وَيْحَيى بنُ سَعِيدٍ (5) ، عَنْ محمَّد بن يحيى بن   (1) انظر المسألة رقم (239) . (2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1001) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1033) ، وابن حبان في "الثقات" (5/570- 571) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2186) . ووقع عند الطبراني: «عن المخدجي» بدل «عن أبي رفيع» . (3) في (ت) و (ك) : «حسان» . (4) هو: عبد الله. (5) روايتهما معًا أخرجها الحميدي في "مسنده" (392) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2182) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (881) من طريق سفيان بن عيينة، عنهما، به. ورواه مالك في "الموطأ" (1/123) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (4575) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (6851 و36348) ، وأحمد في "المسند" (5/315 و319 رقم 22693 و22720) ، والدارمي في "مسنده" (1618) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3168) ، والشاشي في "مسنده" (1281) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/361) من طريق يحيى بن سعيد وحده، به. ومن طريق مالك رواه أبو داود في "سننه" (1420) ، والنسائي في "سننه" (461) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3167) ، والشاشي في "مسنده" (1284 و1286) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/8 و467) و (10/217) ، والبغوي في "شرح السنة" (977) . ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (2183) من طريق يحيى ابن سعيد وعبد ربِّه بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى، به. ورواه ابن ماجه في "سننه" (1401) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3169) ، وابن حبان في "صحيحه" (2417) من طريق عبد ربِّه بن سعيد، وأحمد في "مسنده" (5/321 رقم 22752) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3170) من طريق محمد بن إسحاق، وابن حبان في "صحيحه" (1731) ، والشاشي في "مسنده" (1282 و1287) من طريق محمد بن عمرو، والطبراني في "مسند الشاميين" (2184 و2185) من طريق سعد بن سعيد ومحمد بن إبراهيم، جميعهم عن محمد بن يحيى، به. ورواه الشاشي (1283) من طريق عمرو بن يحيى، والطحاوي في "شرح المشكل" (3171) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2187) من طريق عُقيل بن خالد، كلاهما عن محمد بن يحيى، به، دون ذكر «المخدجي» . الحديث: 364 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 267 حَبَّان، عَنِ ابنِ مُحَيْريز (1) ، عَنْ المُخْدَجي (2) ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ الصَّامِت، عن النبيِّ (ص) . قِيلَ لَهُ: هَذِهِ الزِّيادَةُ (3) الَّتِي (4) رواها نافعٌ محفوظٌ (5) ؟   (1) في (ك) : «أبي محيريز» . (2) في (ف) : «المخرجي» . (3) الظاهر أنه يعني قوله: «عن أبي رُفَيع» بدل: «عن المخدجي» ، فذِكْرُ أبي رُفَيع إنما جاء في رواية نافع بن أبي نعيم. وتقدم أنه وقع عند الطبراني في رواية نافع: «عن المخدجي» بدل «عن أبي رفيع» . وقد ذهب ابن حبان في الموضع السابق من "الثقات" إلى أن أبا رفيع هذا هو المخدجي، وهذا إن صح ينفي الاختلاف في الحديث. وانظر "تهذيب الكمال" (7960) . (4) قوله: «التي» ليس في (ش) . (5) كذا في جميع النسخ: «محفوظ» خبرًا عن قوله: «هذه الزيادة» ، ولو اتبَعَ جادَّةَ اللفظ لقال: «محفوظةٌ» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجوه منها: الأوَّل: جَعْلُهُ من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، كأنَّه قال: «هذا اللفظُ الزائدُ الذي رواه نافعٌ محفوظٌ» ؛ حمَلَ «الزيادة» على معنى «الزائد» ، وانظر تفصيل الكلام في الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث: في المسألة رقم (270) . والثاني: حَمْلُهُ على أنَّ «محفوظ» شابَهَ المصادر التي على وزن «مفعول» كالمعقول والمجلود بمعنى العَقْل والجَلْد، فعومل معاملةَ المصادر في الإفراد والتذكير؛ فكما يقال في المصدر: امرأةٌ عَدْلٌ، يقال: زيادةٌ محفوظٌ، كما قيل نحو ذلك في قوله تعالى: [الأعرَاف: 56] {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} ، قالوا: إن «قريب» جاء على وزن «فَعِيل» ، وهو من أوزان المصادر؛ كالصَّهِيل والزَّئِير، فلزم الإفراد والتذكير، وهذا أحدُ الأقوال في هذه الآية. انظر: "الخصائص" لابن جني (2/202- 207) ، و"بدائع الفوائد" لابن القيم (3/543) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان (4/314) ، و"الدر المصون" (5/345) ، و"اللباب" لابن عادل الحنبلي (9/161) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 268 قَالَ: هؤلاءِ (1) أعلَمُ وأحفَظُ. 365 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَةُ (3) ، واللَّيْثُ (4) ، عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ، واختَلَفا؛ كيف اختِلافُهما؟ فقال أبي: اتفقا في عبد ربِّه بن سعيد.   (1) يعني: ابْنُ عَجْلانَ، وَيْحَيى بْنُ سَعِيدٍ. (2) تقدمت هذه المسألة برقم (324) ، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (4/341) تحسين أبي حاتم لطريق الليث. (3) تقدم في المسألة (324) أن شعبة رواه عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عن عبد الله بْنِ نَافعِ بْنِ العَمْياء، عَنْ عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ المطَّلب، عَنِ النبي (ص) . (4) هو: ابن سعد. وتقدم في المسألة (324) أيضًا أنه روى الحديث عَنْ عَبْدِ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِمران بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عن عبد الله بْنِ نَافعِ بْنِ العَمْياء، عَنْ رَبِيعَةَ بْن الْحَارِثِ، عَنِ الفَضل بن عباس، عن النبيِّ (ص) . (*) ... وقد اتفقا في الراوي عن ربيعة بن الحارث، أو عبد الله ابن الحارث؛ وهو: عبد الله ابن نافع بن العمياء؛ كما في المسألة (324) . الحديث: 365 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 269 واختَلَفا؛ فقال اللَّيْثُ: عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، وَقَالَ شُعْبَة: عَنْ أَنَسِ بْنِ أَبِي أَنَسٍ. واختَلَفا؛ فَقَالَ اللَّيْثُ: عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ (*) ، وَقَالَ شُعْبَة: عَنْ عبد الله بْنِ الْحَارِثِ (*) . واختَلَفا؛ فقال اللَّيْثُ: عَنِ الْفَضْلِ بْنِ العبَّاس، وَقَالَ شُعْبَة (1) : عَنِ المُطَّلِب، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: الصَّلاَةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَخْشَعُ وَتَضْرَعُ وَتَمَسْكَنُ وَتُقْنِعُ (2) بِيَدَيْكَ - يقولُ: يَرْفَعُهُما (3) - وَتَقُولُ (4) : يَا رَبِّ يَا رَبِّ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ، فَهِيَ خِدَاجٌ. وَقَالَ (5) أَبِي: مَا يَقُولُ اللَّيْثُ أصحُّ؛ لأَنَّهُ قَدْ تابعَ اللَّيْثَ عمرُو بْنُ الْحَارِثِ، وابنُ لَهِيعَة (6) ، وعمرٌو واللَّيْثُ كَانَا يَكْتُبان، وشُعْبَةُ صاحبُ حفظ.   (1) من قوله: «عن عبد الله بن الحارث ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) انظر التعليق على هذه الأفعال «تخشع، وتضرع، وتمسكن، وتقنع ... » في المسألة المتقدمة برقم (324) . (3) كذا في (ت) و (ك) بالياء المثنَّاة من تحت، ولم تنقط في بقيَّة النسخ؛ فَيَحْتملُ أنْ تكون بالتحتية أو الفوقيَّة، والذي في مصادر التخريج: «يقول: ترفعهما» بالمثناة الفوقيَّة، وهو تفسير من الراوي لقوله (ص) : «وتقنع يديك» . والإقناع: الرفع. كأنه قال: يعني ترفعهما. وما أثبتناه تقديره: يعني يرفعهما المصلي. (4) في (ك) : «ويقول» . (5) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1096) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (439) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/325) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 270 قلتُ لأَبِي: هَذَا الإسنادُ عِنْدَكَ صحيحٌ؟ قَالَ: حسنٌ. قلتُ لأَبِي: مَنْ ربيعةُ بْنِ الْحَارِثِ؟ قَالَ: هُوَ ربيعةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عبد المُطَّلِب. قلتُ: سَمِعَ مِنَ الفَضْل؟ قَالَ: أدرَكَهُ. قلتُ: يُحْتَجُّ (1) بِحَدِيثِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ؟ قَالَ: حَسَنٌ. فكَرَّرتُ عَلَيْهِ مِرارًا، فَلَمْ يَزِدْني عَلَى قَوْلِهِ: حَسَنٌ. ثُمَّ قَالَ: الحجَّة: سُفْيانُ وشُعْبَة. قلتُ: فعبدُ رَبِّهُ بنُ سَعِيدٍ؟ قَالَ: لا بَأْسَ بِهِ. قلتُ: يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ؟ قَالَ: هو حسنُ الحديث.   (1) في (ك) : «يحيى» بدل: «يحتج» الجزء: 2 ¦ الصفحة: 271 قال (1) أَبِي: ويَدُلُّ (2) : عَلَى أَنَّ هَذَا الكلامَ فِي صَلاةِ التَّطَوُّع أَوْ السُّنَنِ، وليسَ هَذَا الكلامُ (3) فِي شيء من الحديث. 366 - وسألتُ (4) أبي يقول: روى يحيى ابن أيُّوب (5) ، عن ابن   (1) في (أ) و (ش) : «وقال» بالواو. (2) يعني: هذا الحديث. (3) يعني: الزائد على قوله: «الصَّلاة مثنى مثنى» . (4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو، وكتب في هامش (أ) و (ف) : «هكذى في الأصل وسألت» ، وفي هامش (ش) كتب فوقها: «كذا» . والصواب أن يقال: «سمعت» ، والظاهر: أنَّ المصنِّف جَرَى قَلَمُهُ على جادَّة الكتاب، فشرع يكتب: «وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ... » ، فكتب: «وسألت أبي» ، ثم تذكَّر أنَّه سمعه ولم يسأله، = = فأكمل ولم يعد لتصويب «وسألت» . أو أنه أراد ابتداءً أن يكتب: «وسمعتُ» ، فسبق قلمه فكتب: «وسألت» ، ولم يعد إلى تصويبها، ومثل هذا ما يسمَّى في عرف النحويين ببدل الغلط. وانظر في بدل النسيان والغلط: "شرح شذور الذهب" لابن هشام، و"همع الهوامع" للسيوطي، و"شروح ألفية ابن مالك" (باب البدل/ البدل المباين) . هذا؛ ويبدو أن المصنِّف كتب هذه المسألة مسوَّدةً، ولم يَعُدْ إلى تبييضها، والله أعلم. وقد نقلَ هذا النَّصَّ مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1167- 1168) . (5) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (728) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1323 و1324) ، والطبراني في "الأوسط" (8733) ، وابن عدي في "الكامل" (4/207) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/43) ، والدارقطني في "السنن" (1/240) ، والحاكم في "المستدرك" (1/204- 205) ، وابن مخلد في "حديثه عن شيوخه" (299/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/433) ، والبغوي في "شرح السنة" (418) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عنه، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ نافع إلا ابْنِ جُرَيْجٍ، وَلا عَنِ ابْنِ جريج إلا يحيى بن أيوب، تفرَّد به عبد الله بن صالح» . ورواه الدارقطني في "سننه" (1/240) ، والحاكم في "المستدرك" (1/205) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/433) - من طريق ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عن عبيد الله بن جعفر، عن نافع، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (8/ 306) : «يحيى ابن المتوكل، عن ابن جريج، عمَّن حدثه، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) قال: " مَن أذَّنَ اثنَتَي عَشْرَةَ سنةً دخلَ الجنَّة "، رواه أبو صالح، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبي (ص) مثله، والأول أشبه» . الحديث: 366 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 272 جُرَيج (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَذَّنَ كَذَا سَنَةً ... (2) . قَالَ أَبِي: هَذَا مُنكَرٌ جدًّا. 367 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ الْهَادِ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي بَيَاضَة؛ أَنَّهُ سمعَ رسولَ الله وَهُوَ مُجاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ، فوعَظَ الناسَ وحذَّرَهُمْ وَقَالَ: المُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ؛ وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالقُرْآن ِ.   (1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (2) ولفظه: «مَن أذَّنَ اثنَتَي عَشْرَةَ سنةً وَجَبَتْ له الجنَّة، وكُتِبَ له بتأذينِه في كُلِّ مرَّة ستُّون حسنةً، وبإقامَتِهِ ثلاثُون حَسَنةً» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (552) ، وانظر المسألة رقم (667) . (4) هو: يزيد بن عبد الله. وروايته هذه أخرجها البخاري في "خلق أفعال العباد" (564) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (3360 و3361) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/317- 318) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/876) . الحديث: 367 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 273 وَرَوَى ابنُ الْهَادِ (1) أَيْضًا عَلَى إثْرِ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى الغِفاريِّ (2) ؛ أَنَّهُ حدَّثه - هَذَا الحديثَ - البَياضِيُّ، عن رسول الله (ص) (3) ؟ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : قَالَ (5) أَبِي: لَوْلا أنَّ ابْنَ الْهَادِ جمعَ الحديثَيْنِ، لكُنَّا نَحْكُمُ لهؤلاءِ الَّذِينَ يَرْوونه (6) .   (1) روايته هذه أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (3362) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/317 و318) . ورواه مالك في "الموطأ" (1/80) من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَارِثِ، عَن أبي حازم التمار، عن البياضي، به. ومن طريق مالك رواه أحمد في "مسنده" (4/344 رقم 19022) والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/245/تعليقًا) ، وفي "خلق أفعال العباد" (562) ، والنسائي في "الكبرى" (3364 و8091) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/11- 12) ، وفي "الشعب" (2410) ، والبغوي في "شرح السنة" (608) . وصحح ابنُ عبد البر في "التمهيد" (23/319) حديثَ البياضي. (2) هو: التَّمَّار، مشهورٌ بكنيته. (3) وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2007) من طريق عبد العزيز بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عبد الله بْنُ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى الْغِفَارِيِّينِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) من بني بياضة، به، هكذا بجعل رواية عطاء عن أبي حازم، ولعل الصواب: «عن عطاء ابن يسار، وعن أبي حازم» . (4) قوله: «قال أبومحمد» من (ت) و (ك) فقط. (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقال» . (6) كذا في جميع النسخ. ومقصد أبي حاتم: ترجيح بعض الوجوه التي يرويها أكثر الرواة، لولا جمع ابن الهاد بين الحديثين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 274 368 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ عَقِيلٍ (2) ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ ... . ومنهُمْ مَنْ يَقُولُ: ابنُ عَقِيل، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . فأيُّها أشبَهُ (4) ؟ قَالَ: هَذَا مِنْ تَخَالِيطِ ابْنِ عَقيل؛ مرَّةً يقولُ هكذا، ومرَّةً يقولُ هكذا.   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (278) ، وانظر المسألة رقم (54) . وقد سقطت بتمامها من (ك) . (2) هو: عبد الله بن محمد. (3) هو: سعيد. (4) في (ت) : «فإنها أشبَهُ» ، ولعلَّه تصحيف، والذي في المسألة رقم (278) : «فقلتُ لأبي: أَيُّهُمَا أصحُّ؟» ، وهو الجادَّة؛ فإنَّه لم يُذْكَرْ للحديث إلا إسنادان، لكنَّ ما وقع في النسخ من قوله: «فأيُّها أشبَهُ؟» له وَجْهٌ من العربية، وهو رجوعُ الضمير إلى معنى «الأسانيد» ، كأنَّه قال: «فأيُّ هذه الأسانيدِ أشبَهُ؟» ، وهنا يُحْمَلُ الجَمْعُ على أنَّ أقلَّهُ اثنان، وهذا أحد قولَيْن للعلماء؛ وهو قولُ عمر، وزيد بن ثابت، ومالك في رواية، وداود، والقاضي الباقلاني، والأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني، والغزالي، وأيضًا هو قول الخليل وسيبوَيْهِ والكوفيين من النحويين، وأمَّا غيرهم ممَّن يقول: أقلُّ الجمع ثلاثة - وهو قولُ الأكثرين والراجح من جهة الأصول - فلا يَمْنعون من إطلاق الجمع على اثنين بقرينةٍ تمنع اللَّبْس، وهذا ما وقع هنا، والله أعلم. انظر في أقل الجمع: «التقرير والتحبير» لابن أمير الحاج (1/246) ، و"البرهان" للجويني (1/239) ، و"قواطع الأدلَّة" لابن السمعاني (1/171- 172) ، و"المحصول" للرازي (2/606) ، و"البحر المحيط" للزركشي (2/297) ، (3/172) ، و"تاج العروس" (14/282- ر س ل) . الحديث: 368 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 275 369 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيد بن عبد الجَبَّار الكَرَابِيسيُّ (2) ، عن محمد ابن عمَّار المؤذِّن، عَنْ شَرِيك بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ رَأَى (3) رجُلاً يصلِّي وَقَدْ أُقِيمَتْ (4) صلاةُ الصُّبْح، فَقَالَ: أَصَلاتان ِ مَعًا؟! ... ؟ قَالَ أَبِي: حَدَّثناه (5) سعيدُ بن عبد الجبَّار بِهَذَا، وَكَتَبَ إليَّ بِهِ أحمدُ بنُ حفص النَّيْسابوري؛ قال: نا أَبِي (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عن شَرِيك بن عبد الله بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ بنحوه.   (1) انظر المسألة رقم (319) . وقد سقطت هذه المسألة بتمامها من (ك) . وقد نقل الضياء في "المختارة" (6/178) قول أبي حاتم: «قد خالفهما مالك ... » إلخ المسألة. (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/231) . ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/186) ، وفي "الأوسط" (2/183) - ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/230) - وابن خزيمة في "صحيحه" (1126) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2182) - من طريق علي بن حجر، والبزار في "مسنده" (517/كشف الأستار) من طريق عثمان بن ربيعة، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (559) من طريق محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي، ثلاثتهم عن محمد بن عمار، به. قال البزار: «لا نعلمه عن أنس إلا بهذا الإسناد، ومحمد بن عمار مؤذن مسجد قباء، حدث عنه أبو عامر، وبشر بن عمر، وغيرهما» . وقال ابن خزيمة: «خبر غريبٌ غريب» . (3) في (ف) : «رائى» . (4) في (ت) : «وقرأ قبل» بدل: «وقد أقيمت» . (5) في (ش) : «حَدَّثنا» . وتقدير العبارة على ما أثبتناه: حدَّثنا هذا الحديثَ سعيدُ بنُ عبد الجبار بهذا الإسناد. (6) هو: حفص بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1126) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2183) - من طريق محمد بن عقيل، عنه. الحديث: 369 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 276 وَقَالَ أَبِي: قَدْ خالفَهُما مالكٌ (1) ، والثوريُّ (2) ، والدَّرَاوَرْديُّ (3) ، عَنْ شَريك بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن؛ قال: رأى رسولُ الله (ص) رجُلاً يصلِّي ... مُرسَلً (4) ؛ وَهَذَا أشبَهُ وأصحُّ (5) .   (1) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/128 رقم285) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/67) : «لم = = تختلف الرواة عن مالك في إرسال هذا الحديث فيما علمت - إلا ما رواه الوليد بن مسلم؛ فإنه رواه عن مالك، عن شريك، عن أنس» . ثم رواه ابن عبد البر بسنده إلى الوليد، به. (2) روايته أخرجها مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (248) . (3) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (9/298) . ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (4115) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/68) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عن شريك، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به، مرفوعًا. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) الحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/185-186) ، و"الأوسط" (2/183) ، من طريق علي بن حجر، عن محمد بن عمار الأنصاري المؤذِّن، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن أنس، به، هكذا موصولاً مرفوعًا. ثم رواه عن ابن حجر أيضًا، عن إسماعيل بن جعفر، عن شريك، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، مرسلاً، ثم قال في "الكبير": «والمرسل أصح. يعني: أبو سلمة، عن النبي (ص) » . وقال في "الأوسط": «وهذا أصح مع إرساله» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/17/ب) : «يرويه محمد بن عمار المؤذن، وإبراهيم بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أبي نمر، عن أنس. وخالفهم مالك، والثوري، وإسماعيل بن جعفر، والدراوردي؛ رووه عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن أبي سلمة، مرسلاً. ورواه إبراهيم بن طهمان أيضًا، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عن أبي سلمة، وهو أصحُّ من حديث أنس» . وذكر في "العلل" المطبوع (1775) اختلاف الرواة في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح: عن أبي سلمة مرسلاً» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 277 370 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) عبد الحميد بْن جَعْفَرٍ (3) ، عَن حسين بْن عَطَاء ابن يَسَار، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سألتُ أبا ذَرٍّ عَن صلاة الضُّحَى؟ فقال: قال النبيُّ (ص) : مَنْ صَلَّى سَجْدَتَيْنِ، لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ ... ، الحديثَ؟ فَقَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ مُوسَى بْن يعقوب الزَّمْعِيُّ (4) ، عَنِ الصَّلْت بْن سالِم، عَن مولى ابن عُمر - يعني: زيد بن أسلَم - عن عبد الله ابن عَمْرو، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) نقل أبو زرعة العراقي في "طرح التثريب" (3/71) قول أبي حاتم: «جميعًا مضطربين ... » . وستأتي هذه المسألة برقم (471) . (2) في (ت) و (ك) : «روى» . (3) في (ش) : «حفص» بدل: «جعفر» . ورواية عبد الحميد هذه أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (987) ، والبزار في "مسنده" (3890) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/243- 244) ، والدارقطني في "الأفراد" (268/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/576 رقم 1580) ، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1954) . قال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى ابن عمر عن أبي ذر حديثًا مسندًا إلا هذا الحديث» . وقال الدارقطني: «تفرد به حسين بن عطاء، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، عن أبي ذر، وتفرد به عنه عبد الحميد بن جعفر عنه، ولم يروه عنه إلا أبو عاصم النبيل» . (4) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/209) ، والبيهقي في "السنن الصغرى" (ص 487 رقم856) ، والطبراني في "المعجم الكبير" كما في "مجمع الزوائد" للهيثمي (2/237) ، وأعله الهيثمي بموسى بن يعقوب. الحديث: 370 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 278 قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبَهُ؟ قَالَ: جَميعًا مُضْطَرِبَينِ (1) ؛ لَيْسَ لَهما فِي الرِّواية معنى (2) . 371- وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ: روى موسى ابن عُقْبَة (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنِ الشَّعْبيِّ (6) وَأَبِي سَلَمة، عَنِ ابْنِ عمر، عن   (1) في (ك) : «جميعين مضطربين» . وما وقع في بقية النسخ جائزٌ في العربية، وقد تقدم بيان جوازه وصحته في التعليق على نحوه في المسألة رقم (25) . (2) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/392) : «حسين ابن عطاء: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، عن أبي ذر - رفعه - في صلاة الضُّحى، روى عنه عبد الحميد بن جعفر. وروى موسى بن يعقوب، عَنِ الصَّلت بْنِ سَالِمٍ مَوْلَى طلحة، أو ابن عثمان بن عبيد الله التيمي، = = عن مولًى لعمر، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أبي الدرداء، عن النبي (ص) . قال الصَّلت: فأخبرنيه سليمان بن ثعلبة الأنصاري. وقال الشعبي: عن ابن عمر: صلاة الضُّحى بدعة، ونعمت البدعة. وهذا أصحُّ. يقال: حسين بْن عطاء بْن يسار» . وانظر: "فتح الباري" (3/54) . (3) في (أ) و (ش) : «وسألت» . (4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1361) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (409) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (1/279) ، والطبراني في " المعجم الكبير" (12/72 رقم12568) وفي "المعجم الأوسط" (1/58 رقم162) من طريق محمد بن جعفر، عنه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قال: سألت عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله (ص) بالليل ... الحديث. قال الطبراني: «جوده موسى بن عقبة فرواه متصلاً عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، ورواه شريك عن أبي إسحاق فلم يصله» . ورواه النسائي في "الكبرى" (411) من طريق عثمان ابن عمر، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَن أم سلمة، به، مرفوعًا. (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (6) هو: عامر بن شراحيل. الحديث: 371 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 279 النبيِّ (ص) ؛ قال (1) : كانت صلاةُ النبي (ص) مِنَ اللَّيْل ثَمَانَ رَكَعَاتٍ (2) ، والوِتْرَ ثَلاثًا، وركعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ. قَالَ أَبِي: وَرَوَى زهيرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (3) هَذَا الحديثَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وعامِرٍ الشَّعْبي: أنَّ صلاةَ النبيِّ (ص) ... مُرسَلً (4) ؛ وَهُوَ أشبَهُ. 372- وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (6) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (7) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (8) ، عَنْ عَمْرو بْنِ أوسٍ (9) الثَّقَفيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمة؛ أنَّ رسول الله قال: مَنْ صَلَّى اثْنَيْ عَشَرَ رَكْعَةً (10) ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ؟   (1) أي: ابن عمر. (2) قوله: «ثمان ركعات» بحذف الياء من «ثمان» صحيحٌ في العربية، وهو إحدى لغتين في «ثَمَان» . سيأتي بيانهما في التعليق على المسألة رقم (525) . (3) لم نقف على روايته والحديث رواه النسائي في "السنن الكبرى" (410) من طريق شعبة، والطبراني في " المعجم الأوسط" (1/58 رقم162) من طريق شريك، كلاهما عن أبي إسحاق، به. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) انظر المسألة رقم (81/أ) و (288) و (401) و (488) . (6) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (807) ، وفيه: «عن أم سلمة أو أم حبيبة» . (7) هو: محمد. (8) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (9) في (ك) : «أويس» . (10) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ففيها: «اثنا عشر ركعة» . وقد كانت الجادَّة أنْ يقال: «اثنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» ، أو «ثِنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» بتأنيث العدد والمعدود؛ لكنَّ ما وقع في النسخ يتَّجهُ بحمل «الركعة» على معنى «الركوع» ؛ كأنَّه قال: «اثنَيْ عَشَرَ ركوعًا» . وانظر التعليق على مثل هذه العبارة في المسألة رقم (288) . الحديث: 372 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 280 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الناسُ يقولون: عن أمِّ حَبِيبَةَ (1) . قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِمَّن هُوَ؟ قَالَ: لا أَدْرِي (2) . 373 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحيم (3) بن سُلَيمان الرَّازي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: اجْعَلُوا مِنْ صَلاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ ... ؟   (1) يعني بدل: «عن أم سلمة» . وتقدم تخريج رواية أم حبيبة في المسألة (288) . (2) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/185/أ -187/أ) الاختلاف في هذا الحديث، ومما قاله: «ورواه أبو إسحاق السبيعي واختُلِف عنه؛ فرواه مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عَنْ عَمْرِو بْنِ أوس، عَنْ عنبسة؛ قال ذلك إسماعيل بن جعفر، وليث بن سعد، وابن لهيعة، وعباد بن صهيب. ورواه الدَّراوَرْدي، عن ابن عجلان، واختُلِف عنه؛ فرواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الدَّراوَرْدي، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ [أَبِي] إسحاق، مثل رواية إسماعيل بن جعفر ومن تابعه. ورواه [أبو] مروان العثماني، عَنِ الدَّراوَرْدي، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، وأسنده عن أم سلمة، ولم يقل: عن أم حبيبة. ومنهم من وقفه، ومنهم من رفعه، وذِكرُ أم سلمة فيه وَهَمٌ ... » . (3) في (ت) و (ك) : «عبد الرحمن» . وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4867) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (3/57) من طريق أيوب، والسِّلفي في "معجم السفر" (920) من طريق مبارك بن فضالة، كلاهما عن هشام بن عروة، به. ورواه أحمد في "مسنده" (6/65 رقم 24366) من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عن عروة، به. (4) قوله: «عن أبيه» سقط من (ف) . الحديث: 373 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 281 قَالَ أَبِي: لا يقولونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ عائِشَة (1) . 374 - وسمعتُ (2) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْت (3) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (4) ، عَن حُمَيد (5) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص)   (1) الحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (1/168 رقم402) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه: أن رسول الله (ص) قال ... الحديث، هكذا مرسلاً. ورواه الدارقطني في "الأفراد" (259/ب/أطراف الغرائب) من طريق محمود بن خداش، عن محمد بن صبيح بن السماك، عن هشام، عن أبيه، به، مرسلاً. وقال: «تفرد به محمود بن خداش ... » . وقال الدارقطني في "العلل" (5/48/أ) : «يرويه [أَبُو] الأسود، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة. ورواه هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، واختُلِف عنه؛ فرواه مبارك بن فَضالة، وجرير بن حازم، وعبد الرحيم بن سليمان، وعمر بن علي، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. وخالفهم مالك بن أنس، ووُهَيب بن خالد، وجرير بن عبد الحميد، وحماد بن سلمة، وابن عيينة، ومحمد بن صبيح؛ فرووه عن هشام، عن أبيه، مرسلاً. وقال سُلَيْمَانَ بْنِ بلالٍ: عَنْ هِشَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ولا يثبت هذا القول، والصَّحيح: عن هشام، عن أبيه، مرسلاً؛ لكثرة من أرسله، وهم أثبات» . (2) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1364) ، والزيلعي في "نصب الراية" (1/320) . (3) روايته أخرجها أبو يعلى في "المسند" (3735) ، والدارقطني في "السنن" (1/300) من طريق الحسين ابن علي بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الصلت، به. قال ابن عدي في "الكامل" (2/368) في ترجمة الحسين هذا: كوفي، يسرق الحديث» . ورواه الطبراني في "الدعاء" (506) من طريق الفضل ابن موسى السيناني، عن حميد، به، نحوه، وليس فيه رفع اليدين. (4) هو: سليمان بن حَيَّان. (5) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. الحديث: 374 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 282 - فِي افْتِتَاحِ الصَّلاة -: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ ... ، وأنَّه كاَنْ يرفَعُ يَدَيْهِ إِلَى حَذْوِ أُذُنَيه. فَقَالَ أَبِي (1) : هَذَا حديثٌ كذبٌ، لا أصلَ لَهُ، ومحمدُ بنُ الصَّلْت لا بَأْسَ بِهِ، كتبتُ عَنْهُ. 375 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَعْمَشُ (3) ، وشَرِيك (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ حَارِثَةَ (6) بْنِ مُضَرِّب (7) ، عَنْ خَبَّاب؛ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) الرَّمْضاءَ، فلم يُشْكِنَا (8) .   (1) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) انظر ما تقدم في المسألة رقم (198) و (255) . (3) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (153) ، وابن ماجه في "سننه" (675) ، والشاشي في "مسنده" (1017) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/185) ، والطبراني في "الكبير" (4/72 رقم 3676 و3677) . (4) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/185) ، والطبراني في "الكبير" (4/72 رقم 3678) . (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (6) في (ت) و (ك) : «حارث» . (7) في (ش) : «مصرف» . (8) قوله: «يشكنا» تقدَّم تفسيره في المسألة رقم (198) . الحديث: 375 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 283 وَرَوَاهُ سُفْيان (1) ، وشُعْبَة (2) ، وَزُهَيْرٌ (3) ، وَإِسْرَائِيلُ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْب، عَنْ خَبَّاب: شَكَوْنَا إلى رسول الله (ص) ... ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مَا رَوَى سُفْيان وشُعْبَة. وَرَوَى سُفْيانُ بنُ عُيَينة (5) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَة (6) ، عَنْ أَبِي مَعْمَر (7) ، عَنْ خَبَّاب؛ قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ... . قَالَ أَبِي: لَمْ يَعْمَلِ ابنُ عُيَينة فِي هَذَا الْحَدِيثِ شَيْئًا؛ إِنَّمَا هُوَ الصَّحِيحُ مِنْ حَدِيثِ الأَعْمَشِ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن حارثة بن   (1) هو: الثوري. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2055) ، وأبو نعيم الفضل بن دكين في "كتاب الصلاة" (338) ، والحميدي في "مسنده" (152) ، وأحمد في "مسنده" (5/110 رقم 21063) ، والشاشي في "مسنده" (1019) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/185) ، والطبراني في "الكبير" (4/79 رقم 3698) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/234) . (2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1148) ، = = وأحمد في "مسنده" (5/108 و110 رقم 21052 و21063) ، والطبراني في "الكبير" (4/79 رقم 3699) . (3) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها مسلم (619) . (4) هو: ابن يونس. روايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (1021 و1023) ، والطبراني في "الكبير" (4/79 رقم 3700) . ورواه مسلم في "صحيحه" (619) ، والشاشي في "مسنده" (1022) من طريق سلام بن سليم، والبزار في "مسنده" (2134) ، والطبراني في "الكبير" (4/79 رقم 3703) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/438) من طريق يونس بن أبي إسحاق، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/185) من طريق زياد بن خيثمة، والشاشي في "مسنده" (1020) من طريق الرحيل بن معاوية، والطبراني في "الكبير" (4/79 رقم 3702) من طريق شريك، وابن مردويه في "المنتقى من حديث أبي الشيخ" (87) ، من طريق مفضل بن صدقة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/438) من طريق أبي خيثمة، و (2/104) من طريق زكريا بن أبي زائدة، جميعهم عن أبي إسحاق، به. (5) روايته أخرجها ابن حبان (1480) ، والطبراني في "الكبير" (4/74 رقم 3686) . (6) هو: ابن عُمَير. (7) هو: عبد الله بن سَخْبَرة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 284 مُضَرِّب، عَنْ خَبَّاب؛ قَالَ: شَكَوْنَا ... وَهِمَ ابنُ عُيَينة فِي هَذَا الحديثِ. 376 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه إسحاق الأزرق (2) ،   (1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/229/مخطوط) ، وانظر المسألة التالية، والتي بعدها. (2) هو: إسحاق بن يوسف. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/250 رقم 18185) ، وابن معين في "جزء من حديثه" (رقم21/رواية الشيباني) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/133) ، وابن ماجه في "سننه (680) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/187) ، وابن عدي في "الكامل" (4/20) و (6/276) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/439) . ومن طريق الإمام أحمد رواه حنبل في "جزئه" (44) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/361 رقم 1012) ، والمصنف هنا في المسألة رقم (378) ، وابن حبان في "صحيحه" (1505 و1508) ، والطبراني في "الكبير" (20/400 رقم 949) ، وابن عدي في "الكامل" (4/19- 20) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (163 و164) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/228) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/170) . قال ابن حبان: «تفرد به إسحاق الأزرق» . ونقل البيهقي عن الترمذي أنه قال: «سألت محمدًّا - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟ فعدَّه محفوظًا، وقال: رواه غير شَرِيكٍ عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عن المغيرة ... » . وحدَّث يحيى الحماني بهذا الحديث عن الإمام أحمد، عن إسحاق الأزرق، به. وأنكر أحمد أن يكون حدثه به؛ في قصة ذكرها أحمد في "العلل" (4077) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/169) ، والبرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/736- 738) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/413) ، وابن عدي في "الكامل" (4/20) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/173) . الحديث: 376 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 285 عَنْ شَرِيك (1) ، عَنْ بَيَانٍ (2) ، عَنْ قَيْسٍ (3) ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانة (5) ، عَنْ طَارِقٍ (6) ، عَنْ قَيْسٍ؛ قَالَ: سمعتُ عمر ابن الخطَّاب - قولَهُ -: أَبْرِدوا بالصَّلاة؟ قَالَ أَبِي: أخافُ أَنْ يكونَ هَذَا الحديثُ يَدْفَعُ (7) ذَاكَ الحديثَ. قلتُ: فأيُّهما (8) أشبَهُ؟ قَالَ: كَأَنَّهُ هَذَا. يَعْنِي: حديثَ عُمَرَ. قَالَ أَبِي فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: لَوْ كَانَ عِنْدَ قَيْسٍ: عَنِ الْمُغِيرَةِ، عن النبيِّ (ص) ، لم يَحْتَاجَ أَنْ يَفتَقِرَ إِلَى أَنْ يحدِّث عن عُمر موقوفً (9) .   (1) هو: ابن عبد الله النخعي. (2) هو: ابن بشر. (3) هو: ابن أبي حازم. (4) في "البدر المنير": «فقال» بدل: «قال أبو محمد» . (5) هو: وضَّاح بن عبد الله. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/133) . (6) هو: ابن عبد الرحمن. (7) في (أ) و (ش) و (ف) : «يرفع» . (8) في (ف) : «أيهما» بلا فاء. (9) كذا بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقوله: «لم يَحْتَاجَ» مطموسٌ في (ش) ، ولو جاء على لغة الجمهور لقال: «لم يَحْتَجْ» ، لكن ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، وإما أن يكون بفتح الجيم أو بضمها: أما الفتح «لم يَحْتَاجَ» : فله ثلاثة أوجه: الأول: جريانه على لغةِ مَنْ ينصب الفعل المضارع بـ «لم» ، حملاً على «لن» عكس المعروف عند الناس؛ فقد حكى اللِّحْيَاني في "نوادره" أنَّ من العرب من ينصب بـ «لَمْ» ، ويجزم بـ «لَنْ» ؛ وعلى هذه اللغة اختار أبو حيان تخريج قراءة أبي جعفر المنصور في: [الشَّرح: 1] {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *} بفتح الحاء {نشرحَ} ، ومثلها قول الحارث بن المنذر الجَرْمي [من الرجز] : في أيِّ يَوْمَيَّ مِنَ المَوْتِ أَفِرّ ْ أَيَوْمَ لم يُقْدَرَ أَوْ يَوْمَ قُدِرْ؟! بفتح الراء في «يُقْدَرَ» بعد «لم» ، ونقله عنه السمين في "الدر المصون" وابن عادل في "اللباب"، ولم يتعقَّباه بشيء، وذكروا لذلك شواهد من الشعر. والثاني: أنَّ الأصل: «لم يحتاجَنْ» بنون التوكيد الخفيفة؛ فأبدل من النون ألفًا: «لم يحتاجًا» ، ثم حذف نون التوكيد تخفيفًا لمَّا كان حذفها لا يُخِلُّ بالمعنى، وكانت الفتحة التي في الحرف قبلها دالَّةً عليها. وقد علَّقنا على حذف نون التوكيد الخفيفة في المسألة رقم (32) . والثالث: أنَّ فتح الجيم في «يحتاجَ» لمجاورة الفتحة التي بعدها في «أنْ» ، وهذا كالكسر في قراءة «الحَمْدِ لِلَّهِ» بالجر، وللمجاورة تأثيراتٌ كثيرة. انظر التعليق على المسألة رقم (54 - الوجه الثالث) . وهذه الوجوه الثلاثة ذكرها المفسِّرون في إعراب قراءة أبي جعفر لقوله تعالى: [الشَّرح: 1] {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ *} ، بفتح الحاء من «نشرح» . انظر: "البحر المحيط" (8/483- 484) ، و"الدر المصون" (11/43- 45) ، و"اللباب" لابن عادل (2/396- 397) ، و"روح المعاني" للآلوسي (30/168) ، و"المحتسب" (2/366-367) ، والخصائص" (3/94- 96) ، (3/218- 227) ، و"سر صناعة الإعراب" (1/75، 80- 82) ، و"مغني اللبيب" (ص275- 276) ، و"الجنى الداني" (ص266) ، و"اللباب" للعكبري (2/288- 289) ، و"همع الهوامع" (2/543) ، و"لسان العرب" (5/75) . وأما ضم الجيم من «لم يَحْتَاجُ» : فيتأتى على إهمال «لم» ؛ فيرفع المضارع بعدها حملاً على «لا» أو «ما» النافيتين، وهذه لغة لبعض العرب نقلها ابن مالك في "شرح التسهيل" (4/66) وأنشَدَ قول الشاعر [من البسيط] : لولا فوارسُ مِنْ نُعْمٍ وأُسْرَتُهُمْ يَوْمَ الصُّلَيْفَاءِ لم يُوفُونَ بِالجَارِ وقد ضعفها ابن مالك نفسه في "شرح الكافية الشافية" (ص 1575-1576) ، كما عدها ابن عصفور في الشعر من الضرورة. انظر: "شرح التسهيل" (1/28) و (4/66) و"مغني اللبيب" (ص275) ، و"همع الهوامع" (2/543) ، و"خزانة الأدب" (9/3- 4 الشاهد رقم 676) ، و"ضرائر الشعر" (ص310) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 286 377 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثِ شَرِيكٍ (2) ، عَنْ عُمَارَة بْنِ القَعْقاع، عَنْ أَبِي زُرْعَة (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حفصُ بْنُ غِيَاثٍ (4) ، عَنِ الحَسَن بن عُبَيدالله (5) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعي، عَنْ أَبِي زُرْعَة (6) ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ ثَابِتٍ، عن أبي موسى.   (1) انظر المسألة السابقة، والمسألة التالية. (2) هو: ابن عبد الله النخعي. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/243) ، و"الأوسط" (1/268) . (3) هو: ابن عمرو بن جرير. (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/267- 268) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (1490) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/187) ، وتمام في "فوائده" (245/الروض البسام) من طريق عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عن أبيه، عن الحسن ابن عبيد الله، عن إبراهيم النخعي، عن يزيد بن أوس، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبي موسى، وعن أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قيس، عن أبي موسى، به، مرفوعًا. = = ورواه النسائي في "سننه" (501) من طرق عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم، عن يزيد بن أوس، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبي موسى، به، مرفوعًا. ورواه البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/268) من طريق عبد الواحد بن زياد، وعبد الله بن إدريس - فرَّقهما - عن الحسن، عن هَرِمٍ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ قيس، عن أبي موسى، به، موقوفًا. (5) في (ش) : «عبد الله» . (6) من قوله: «عن أبي هريرة ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال البصر. الحديث: 377 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 288 378 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: سألتُ يَحْيَى ابن مَعِينٍ، وقلتُ لَهُ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (2) بحديثِ إسحاقَ الأزرقِ (3) ، عَنْ شَرِيكٍ (4) ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ قَيْسٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أَبْرِدُوا بِالظُّهْرِ، وذكرتُهُ (5) للحَسَنِ بنِ شَاذَانَ الواسِطي، فحدَّثنا بِهِ، وحدَّثنا أَيْضًا عَنْ إِسْحَاقَ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُمَارَة بْنِ القَعْقاع، عَنْ أَبِي زُرْعَة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ بِمِثْلِهِ؟ قَالَ يَحْيَى: لَيْسَ لَهُ أصلٌ؛ إِنَّمَا (6) نَظَرْتُ فِي كِتَابِ إِسْحَاقَ، فَلَيْسَ فِيهِ هَذَا. قلتُ لأَبِي: فَمَا قولُك فِي حَدِيثِ عُمَارَة بْنِ القَعْقاع، عَنْ أَبِي زُرْعَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ الَّذِي أَنْكَرَهُ يَحْيَى؟ قَالَ: هُوَ عِنْدِي صحيحٌ (7) ، وحدَّثنا (8) أحمدُ بنُ حنبل _ح   (1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/229/مخطوط) ، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/324) ، وانظر المسألة السابقة والتي قبلها. (2) روايته أخرجها في "مسنده" (4/250 رقم1818) . (3) يعني: حديثه المذكور في المسألة قبل السابقة. (4) هو: ابن عبد الله النخعي. (5) في (أ) و (ف) : «وذكرت» ، ولم يتضح في (ش) . (6) كذا في جميع النسخ، وقد تخرَّج على وجهين: الأوَّل: أنها محرَّفة عن «أنا» . والثاني: هي «إنَّما» مشدَّدة النون، و «ما» فيها زائدة، ولا تفيد هنا الحصر؛ كأنه يقول: إني نظرتُ في كتاب إسحاق، فلم أجد فيه هذا. (7) الظاهر أنه يعني: صحيحٌ عن إسحاق الأزرق، ولا يعني صحته عن أبي هريرة؛ لأنه رجَّح في المسألة السابقة رواية من رواه عن أبي موسى الأشعري. (8) في (ت) و (ك) : «وحدثنا به» . الحديث: 378 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 289 بالحديثَيْنِ جَمِيعًا عَنْ إِسْحَاقَ الأَزْرَقِ. قلتُ لأَبِي: فَمَا بالُ يَحْيَى نظَرَ فِي كِتَابِ إِسْحَاقَ فَلَمْ يَجِدْهُ؟ قَالَ: كَيْفَ؟! نظَرَ (1) فِي كتبه كُلِّهِ (2) ؟! إِنَّمَا نظَرَ فِي بعضٍ، وربَّما كَانَ فِي موضعٍ آخَرَ. 379 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قيس بن الرَّبِيع (4) ، عن   (1) في (ف) : «ينظر» . (2) كذا في جميع النسخ، وتحتمل وجوهًا: الأول: أنَّ الأصل: «في كتابِهِ كلِّهِ» على الإفراد، وحذفتِ الألفُ خَطًّا لا نطقًا، وكتبتْ: «كِتَبِهِ» ، وذلك يفعله كثيرٌ من النساخ اتباعًا لرسم المصحف في ذلك؛ كما في قراءة حمزة والكسائي وخلف وغيرهم: [البَقَرَة: 285] {كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} قرؤوها: {وكتابِهِ} على الإفراد، وهي في خط المصحف بلا ألف. انظر كتب القراءات. ويَدُلُّكَ على صحة هذا الوجه: أن في السؤال: «كتاب إسحاق» على الإفراد؛ فكان الجواب أولى أن يكون على الإفراد أيضًا ليتطابقا، وهذا هو الأصل. والثاني: وجهُ الجَمْعِ: «في كُتُبِهِ كُلِّهِ» ، وأرْجَعَ الضمير في «كُلِّهِ» إلى واحد «الكتب» ، ولذلك؛ ذكَّره، والتقدير: «أَنَظَرَ في كُتُبِهِ كُلِّ كتابٍ منها؟» ، وانظر التعليقَ على المسألة رقم (1135) . والثالث: وجهٌ بالجمع أيضًا: «في كُتُبِهِ كُلَّهْ» ، والأصل: «في كُتُبِهِ كُلِّهَا» ، حُذِفَتِ الألف من «كُلِّهَا» ، ونُقِلَتْ فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها، فصارت الكلمة: «كُلَّهْ» ، وهذه لغةُ طيِّئ ولَخْمٍ في الوقف على ضمير المؤنَّث «ها» . انظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (235) . والرابع: بالجمع أيضًا: «في كُتُبِهِ كُلِّهَ» ، والأصل: «كُلِّهَا» ؛ حذفت الألف واجتزئ عنها بالفتحة قبلها؛ والاجتزاء بالحركات عن حروف المد لغة هوازن وعليا قيس، سيأتي بيانها وبيان شواهدها في التعليق على المسألة رقم (679) . (3) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (3/924) . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه بحشل في "تاريخ واسط" ص (72) قال: حدثنا عبد الخالق بن إسماعيل، أنا محمد بن يزيد، عن جعفر ابن الحارث، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قال: صلت أم حبيبة ... فذكره. الحديث: 379 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 290 الأَعْمَشِ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو سُفْيان - يَعْنِي: طَلْحة بْنَ نَافِعٍ (1) - عَنِ الحَسَن (2) ، عَنْ أُمِّهِ (3) ؛ قالتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيان، وَهِيَ (4) تصلِّي فِي دِرْعٍ وخِمَارٍ، فلمَّا أنْ صَلَّتْ؛ قَالَتْ: هَاتِي المِلْحَفةَ يَا جاريةُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: دخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمة، وكانتْ (5) أمُّ الحَسَن البصريِّ خَادِمَةً لأُمِّ سَلَمة (6) . قَالَ أَبِي: والخطأُ لَيْسَ مِنْ (7) قَيْسٍ. ويَرْويه (8) أَيْضًا عَنِ الأعمش، عن إسماعيل ابن مُسْلِمٍ البصريِّ العَبْديِّ، عَنِ الحَسَن، عَنْ أُمِّه (9) ، عَنْ أُمِّ سَلَمة. والأعمشُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ البصري   (1) في (ف) : «رافع» . (2) هو: البصري. (3) هي: خَيْرة مولاة أم سلمة. (4) في (أ) : «وهو» . (5) في (ت) و (ك) : «وكان» وهو متجهٌ على ما حكاه سيبويه عن بعض العرب يقولون: «قال فلانَةُ» . وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (1417) . (6) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (5027) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أم الحسن قالت: رأيت أم سلمة - زوج النبي (ص) - تصلي في درع وخمار. وعلَّقه ابن سعد في "الطبقات" (8/476) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/235) . (7) في (ك) : «في» بدل: «من» . (8) أي: قيسُ بن الربيع. (9) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن أبيه» بدل: «عن أمه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 291 العَبْدي، أشبَهُ؛ لأنَّا لا نَعْلَمُ أَبُو سُفْيَانَ (1) رَوَى عَنِ الحَسَن شَيْئًا. وقصَّةُ أُمِّ حَبِيبَةَ: الَّذِي عِنْدِي أنَّ الغلَطَ لعلَّه مِنَ الأَعْمَشِ (2) . 380 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَينة (3) أَخُو   (1) كذا في جميع النسخ «أبو سفيان» بالواو، وفي توجيهه ثلاثة أوجه ذكرناها في التعليق على نحوه في المسألة رقم (22) . ولما وقع هنا وجه رابع وهو: أنَّ «أبو سفيان» مرفوع بالواو على الابتداء، وخبرُهُ جملةُ «روى عن الحسن شيئًا» ؛ فتكون في موضع رفع، وفي هذا إلغاءٌ للعامل الذي هو الفعل «نعلم» مع تقدُّمه؛ وهو جائزٌ مطلقًا على قول الكوفيين والأخفش وأبي بكر الزُّبَيْدي وابن الطراوة، وجائز على قول البصريين إذا توسط في الكلام، أو توسط بين معمولين. ويوجبون إعماله إذا تقدم تقدمًا محضًا. وتأوَّلوا ما جاء على غير ذلك ويردُّونه إلى الإعمال بتقدير ضمير الشأن، أو إلى التعليق بتقدير لام الابتداء. وعلى ذلك: فما وقع هنا صحيحٌ على مذهب الكوفيين في جواز إلغاء العامل المتقدِّم، وصحيحٌ أيضًا على مذهب البصريين بتقدير ضمير الشأن، أي: لا نَعْلَمُهُ - أي: الشأن - أَبُو سُفْيَانَ رَوَى عَنِ الْحَسَنِ شيئًا. أو على أنه متوسط في الكلام فيجوز إلغاؤه، وقد سبق هنا بقوله: «لأنا لا» . والله أعلم. وانظر: "شرح الأُشْموني" (2/58- 60) ، و"أوضح المسالك" (2/54- 69) ، و"شرح ابن عقيل" (1/395- 399) ، و"خزانة الأدب" (9/141- 146) ، و"همع الهوامع" (1/551- 561) . (2) قوله: «وقصة أم حبيبة ... » إلخ، كذا في النسخ، وهو جارٍ على إضمار الرابط في جملة الخبر، وتقديره: «وقصةُ أمِّ حَبِيبَةَ الَّذِي عِنْدِي (فيها) ... » ، وذلك نحو قولهم: «السَّمْنُ مَنَوَانِ بدرهم» ، أي: منوان مِنْهُ؛ فحذف الرابط في الجملة الواقعة خبرًا. وانظر في روابط جملة الخبر بالمبتدأ: التعليق على المسألة رقم (228) . (3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (5/291 رقم5346) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/450) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (7/431-432) . وعزاه العيني في "عمدة القاري" (3/157) إلى الحاكم في "تاريخ نيسابور". قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي حيان إلا إبراهيم بن عيينة» . = ... ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/68) من طريق الوليد ابن رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) ، به. ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/449) . الحديث: 380 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 292 سُفْيان، عَنْ أَبِي حَيَّان (1) التَّيميِّ (2) ، عَنْ أَبِي زُرْعة (3) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الغَنَمُ مِنْ دَوَابِّ الجَنَّةِ؛ فَامْسَحُوا مِنْ رُغَامِها (4) ، وَصَلُّوا فِي مَرَابِضِهَا؟ قَالَ أَبِي: كنتُ أستحسنُ هَذَا الإِسْنَادَ، فَبَانَ لِي خطَؤُه؛ فَإِذَا قَدْ رَوَاهُ عمَّار بْنُ مُحَمَّدٍ (5) ، عَنْ [أَبِي حَيَّان] (6) ، عَنْ رجلٍ من بني   (1) في (ف) : «حبان» . (2) هو: يحيى بن سعيد بن حَيَّان. (3) هو: ابن عمرو بن جرير. (4) كذا في جميع النسخ: بالغين المعجمة؛ قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (8/132 رغم) : «وقال الليثُ: الرُّغَام: ما يسيل من الأنف من داء أو نحوه، قلتُ: هذا تصحيف، وصوابه: الرُّعَام بالعين [أي: المهملة] . وقال أحمد بن يحيى [ثعلب] : من قال: الرُّغَام فيما يسيل من الأنف، فقد صحَّف» ، وكان الأزهري في (2/389 رعم) ذكر: «قال الليث: رَعَمَتِ الشاةُ تَرْعَمُ فهي رَعوم؛ وهو داءٌ يأخذها في أنفها فيسيل منه شيء يقال له: الرُّعام» . وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/224- 225) ، و"النهاية" (2/235) ، و"غريب الحديث" لابن الجوزي (1/401) ، و"اللسان" (12/247 رغم) ، و (11/289 رعم) . (5) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" (1601) عن سفيان بن عيينة، وابن أبي شيبة في "مسنده" (985) عن عبد الله بن إدريس، كلاهما عن أبي حيان، سمعت رجلاً مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. وفي رواية ابن عبد الرزاق: رجلاً بالمدينة» . ورواه عبد الرزاق (1599) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن رجل من قريش قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره. (6) في (أ) و (ش) : «أبي حبان» بالباء الموحدة. وفي (ت) و (ف) و (ك) : «ابن حبان» و «حبان» غير منقوطة. وقد تقدم على الصواب أول المسألة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 293 هاشم، عن النبيِّ (ص) ، بِمِثْلِهِ (1) ؛ وَهُوَ أشبَهُ. 381 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمدُ بنُ بِشْر (3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ زُبَيْدٍ (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرةَ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: صلاةُ السَّفَرِ ركعَتان؛ عَلَى لِسَانِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ الثوريُّ (5) ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن   (1) في (ت) و (ك) : «مثله» . (2) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/49) ، وستأتي هذه المسألة برقم (585) . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1064) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (490) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1425) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص (216- 217) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/199) . قال الدارقطني في "الأفراد" (28/ب/أطراف الغرائب) : «تفرد به يزيد بْنُ زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى، عنه ... » . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (16/296) بعد أن ذكر الحديث من طريق يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجعد -: «وليس لهذا الحديث غير هذا الإسناد، ومن أهل الحديث من يعلله ويضعفه، ومنهم من يصحح إسناد يزيد بن أبي الجعد هذا فيه. قال علي بن المديني: هو أسندها، وأحسنها، وأصحها» . (4) هو: ابن الحارث اليامي. (5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (48) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (4278) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/37 رقم 257) ، والنسائي في "سننه" (1566) ، وأبو يعلى في "مسنده" (241) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/421) ، وابن حبان في "صحيحه" (2783) ، والطبراني في "الأوسط" (5010) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/200) . ورواه ابن أبي شيبة في"المصنف" (5850 و8156) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (29/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (1063) ، والنسائي في "سننه" (1420) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/422) من طريق شريك، والبزار في "مسنده" (331) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/187) ، و"تاريخ أصبهان" (1/190) من طريق شعبة، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/421) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/353- 354) و (5/37) من طريق محمد بن طلحة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/215) من طريق عبد الله بن عيسى، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/296) من طريق الثوري، جميعهم عن زبيد، به. قال البزار: «وهذا الحديث رواه يَزِيدَ بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجعد، عن زبيد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، = = عَنْ كَعْبِ بن عجرة، عن عمر. وشعبةُ والثوريُّ، فلم يذكرا «كعب بن عجرة» وهما حافظان، ويزيد بن زياد فغير حافظ» . ووقع في رواية محمد بن طلحة عند الطحاوي: «عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خطبنا عمر ... » ووهَّمَه ابنُ عبد البر في "التمهيد" (16/296) محمدَ بن طلحة في قوله: «خطبنا عمر» . وقال ابن عبد البر: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ يَزِيدُ بْنُ هارون، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْدٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي ليلي قال: سمعت عمر، فخطؤوه فيه؛ لقوله: سمعت عمر» . الحديث: 381 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 294 عُمَرَ - لَيْسَ فِيهِ: عَنْ كَعْبٍ - قال: صلاةُ السَّفَرِ ركعَتانِ (1) ... ؟ قَالَ أَبِي: الثوريُّ أحفَظُ (2) . 382 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أَمَّا حديثُ أبي أيُّوبَ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، فَيُطِيلُ (3) فِيهِنَّ ... ،   (1) في (ت) و (ك) : «ركعتين» ، وتتمة الحديث: وصلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطر ركعتان، وصلاة الجمعة ركعتان، تمام غير قصر؛ على لسان محمد (ص) . (2) ذكر الدارقطني في "العلل" (2/115 رقم150) الاختلاف في هذا الحديث، ورجَّح ما رجَّحه أبو حاتم هنا. (3) في (ش) : «فليطيل» . الحديث: 382 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 295 فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذِهِ الصَّلاة الَّتي تصلِّيها (1) حِينَ تزولُ الشَّمْس؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : يَا أَبَا أَيُّوبَ، إِنَّ أَبْوَابَ السَّمَاءِ تُفْتَحُ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ. قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِيهِ سلامٌ فاصِل؟ قَالَ: لا. قَالَ (2) أَبِي: إنَّما (3) رَوَاهُ عُبَيدة (4) الضَّبِّيُّ، عن إبراهيم (5) ،   (1) في (ك) : «يصليها» . (2) في (ف) : «وقال» . (3) قوله: «إنَّما» سقط من (ك) ، لكنْ حُذِفَتْ منه الفاءُ الرابطةُ لجواب «أمَّا» الشرطية المذكورة في صدر المسألة، وكانت الجادَّة أن يقول: «فإنَّما» ، وكأنَّ الفَصْل بقوله: «قال أبي» هو الذي سوَّغ حذف هذه الفاء، على أنَّا نقول: إنَّ حَذْفَ الفاء من جواب «أمَّا» جائزٌ. وانظر تفصيل ذلك في التعليق على المسألة رقم (637) . (4) هو: ابن مُعَتِّب. وفي (ت) و (ش) و (ف) : «عبدة» ، وفي (ك) : «عنده» ، والمثبت من (أ) ، وهو الصواب. انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (6/94) . وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (598) ، والحميدي في "مسنده" (389) ، وأحمد في "مسنده" (5/416- 417 رقم 23532) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (226/المنتخب) ، والترمذي في "الشمائل" (293 و294) ، وابن ماجه في "سننه" (1157) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1104/مسند عمر) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1214) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/335) ، والطبراني في "الكبير" (4/168 و169 رقم 4032 و4033 و4034) ، وابن عدي في "الكامل" (5/353) ، وتمام في "فوائده" (380/الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/488) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/171) . قال ابن خزيمة: «وعبيدة بن معتب _ح ليس ممن يجوز الاحتجاج بخبره عند من له معرفة برواة الأخبار، وسمعت أبا موسى يقول: ما سمعت يحيى بن سعيد ولا عبد الرحمن بن مهدي حدثا عن سفيان عن عبيدة بن معتب بشيء قط. وسمعت أبا قلابة يحكي عن هلال بن يحيى، قال: سمعت يوسف بن خالد السمتي يقول: قلت لعبيدة بن معتب: هذا الذي ترويه عن إبراهيم سمعته كله؟ قال: منه ما سمعته، ومنه ما أقيس عليه. قال: قلت: فحدثني بما سمعت فإني أعلم بالقياس منك» . وقال البيهقي: «وعبيدة بن معتب ضعيف، لا يحتج بخبره» . (5) هو: ابن يزيد النَّخعي. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 296 عَنْ سَهْم بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قَزَعةَ (1) ، عَنْ قَرْثَعٍ (2) ، عَنْ أَبِي أيُّوبَ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ (3) أَبِي: يَرْوِيهِ بُكَير بْنُ عَامِرٍ (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، مُرسَلاً، وَلَيْسَ بِقَويٍّ (5) . 383 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رُوِيَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيان (6) : فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عُبَيد بْنِ عُمَير (7) ، عن النبيِّ (ص) (8) .   (1) هو: ابن يحيى. (2) في (ك) : «برثع» . وقَرثع هذا: هو الضَّبِّي الكوفي. (3) في (ت) و (ك) : «فقال» . (4) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (ص106 - رواية محمد بن الحسن الشيباني) . (5) ذكر الدارقطني في "العلل" (6/128) الاختلاف في هذا الحديث، ومما قاله: «ورواه عبيدة بن مُعَتِّب، عن إبراهيم النخعي، عَنْ سَهْمِ بْنِ مِنْجَابٍ، عَنْ قزعة مولى زياد - ويُروى عن أبي سعيد وهو صاحبه - عَنْ قَرثَع، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ؛ قاله أبو معاوية عن عبيدة. وقال = = زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة: عَنْ عبيدة، عن إبراهيم، عَنْ قَزَعَةَ، عَنْ قَرثَع، عَنْ أبي أيوب، لم يذكر فيه: سهمًا، وقول أبي معاوية أشبه بالصواب» . (6) هو: طلحة بن نافع. (7) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7654) من طريق وكيع، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (581) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (89) من طريق أبي معاوية، والمروزي (91) من طريق الثوري، ثلاثتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن عبيد بن عمير، به، مرسلاً. (8) الحديث على هذا الوجه رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7649) ، وأحمد في "مسنده" (2/426 رقم 9505) و (3/317 رقم 14408) ، ومسلم في "صحيحه" (668) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (87 و88) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (1314) من طريق أبي معاوية، وأحمد (3/305 و357 رقم 14275 و14853) من طريق محمد بن فضيل وعمار بن محمد، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (580) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (90) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4964) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/228) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، وعبد بن حميد في "مسنده" (1014) ، والدارمي في "مسنده" (1220) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (87) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4963) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (1314) ، وابن البختري في "المنتقى من السادس عشر من حديثه" (5) ، وابن حبان في "صحيحه" (1725) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو يعلى في "مسنده" (2292) من طريق عبد الله بن نمير، ستتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، به، مرفوعًا. وخالفهم محمد بن عبيد الطنافسي؛ فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وروايته رواها ابن أبي شيبة في "المصنف" (7650) ، وأحمد في "مسنده" (2/441 رقم 9692) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (93) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4967) ، وابن البختري في "ستة مجالس من أماليه" (6) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/228) ومن طريق ابن البختري رواه البيهقي في "الشعب" (2555) . نقل ابن البختري عن شيخه العباس الدوري قوله: «وهذا حديث غريب» . قال البيهقي: «وهذا لأن الجماعة إنما رووه عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، ومحمد بن عبيد رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة» . وقال الدارقطني في "العلل" (1491) : «ولم يتابع عليه» أي: محمد بن عبيد. وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/11) بعد أن ذكره من طريق محمد بن عبيد: «لكنه شاذ؛ لأن أصحاب الأعمش إنما رووه عنه، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ» . الحديث: 383 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 297 وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) . قال (1) : ضَرَبَ النَّبِيُّ (ص) مَثَلَ الصَّلواتِ الخَمسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ عَلَى بابِ أحَدِكُم يغتَسِلُ مِنْهُ كلَّ يومٍ خَمسَ مرَّاتٍ؟   (1) أي: عُبَيْدُ بنُ عُمَيْر في الإسناد الأوَّل، أو جابرٌ في الإسناد الثاني. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 298 قَالَ: الحُفَّاظُ يَقُولُونَ: عَنْ عُبَيد بن عُمَير، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو أشبَهُ (1) . وكذا رواه عبد العزيز بْنُ رُفَيع، عَنْ عُبَيد بْنِ عُمَير، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (2) . 384 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْثَرٌ (4) ، وجَرِير (5) ، عَنِ الأَعْمَشِ (6) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: مَنْ أدرَكَ مِنْ   (1) خالف أبا حاتم في ترجيحه هذا، الإمامُ مسلم؛ فأخرج الحديث في "صحيحه" - كما سبق - من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النبي (ص) ، به. وتابع أبا معاوية عليه خمسةٌ من الثقات، تقدم ذكر من أخرج حديثهم، والله أعلم. (2) قال ابن رجب في "فتح الباري" (3/54) : «قال أبو حاتم: كذلك أرسله الحفاظ، وهو أشبه» . والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (668) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي سفيان، عن جابر، مرفوعًا. وقال الدارقطني في "العلل" (4/131/أ) : «يرويه الأعمش واختُلِف عنه؛ فرواه أبو معاوية الضرير ويعلى ابن عبيد وغيرهما، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، وخالفهم محمد بن عبيد؛ رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة» . وقال في "العلل" المطبوع (1491) : «يرويه الأعمش، واختُلِف عنه: فرواه محمد بن عبيد الطنافسي، عَنِ الأَعْمَشِ، = = عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَلَمْ يتابَع عليه، وخالفه يعلى بن عبيد؛ رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر؛ كذلك رواه أصحاب الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جابر، وهو الصحيح» . اهـ. (3) ستأتي هذه المسألة برقم (402) ، وانظر "العلل" للدارقطني (1730 و2033) . (4) هو: ابن القاسم الزُّبيدي. (5) هو: ابن عبد الحميد. (6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2228) عن الثوري، عنه، به. وسيأتي ذكر الاختلاف على الثوري فيه. (7) هو: ذكوان السَّمَّان. الحديث: 384 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 299 العصر ركعة قبل أن تغيب الشَّمسُ ... الحديثَ، لا يَرْفَعُهُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ شُعَيب بْنُ خَالِدٍ (1) ، ومحمد ابن عَيَّاش العامريُّ (2) ، وسُفْيانُ الثوريُّ من رواية النُّعْمان بن عبد السَّلام (3) عنه، فقالوا كلُّهم: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ... هَذَا الحديثَ. قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عندي موقوفٌ.   (1) روايته أخرجها أبو حاتم في المسألة رقم (402) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (7/401) من طريق عمرو بن أبي قيس، عنه، به. (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/202/تعليقًا) ، وأبو حاتم في المسألة رقم (402) من طريق عبيد الله الحنفي، عنه، به. (3) لم نقف على روايته عن الثوري على هذا الوجه مرفوعًا، وسيأتي في المسألة (402) ذكر أبي حاتم للحديث من طريق الثوري موقوفا، والحديث رواه محمد بن عاصم في "جزئه" (46) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (2/222) ، وفي "حديثه" (37/انتقاء ابن مردويه) ، والدارقطني في "العلل" (10/323) من طريق محمد بن المغيرة، عن النعمان بن عبد السلام، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، موقوفًا. ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (2/226) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/144) ، والدقاق في "معجم شيوخه" (5) من طريق الحجاج بن يوسف بن قتيبة، عن النعمان بن عبد السلام، عن الثوري، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا. ورواه الدارقطني في "العلل" (10/323) من طريق محمد بن المغيرة، عن النعمان، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة، به، مرفوعًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 300 385- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ هُرَيْرِ بن عبد الرحمن، عَنْ جَدِّه رَافِعِ بْنِ خَدِيج؛ قال: قال رسول الله (ص) لِبِلالٍ: نَوِّرْ بِالفَجْرِ قَدْرَ مَا يُبْصِرُ القَوْمُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِمْ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا هارونُ بنُ مَعْروفٍ وغيرُهُ، عَنْ أَبِي إسماعيلَ إبراهيمَ بنِ سُلَيمان المؤدِّب، عَنْ هُرَيْر؛ وَهُوَ أشبَهُ. 386 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بكرِ بنُ عَيَّاشٍ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْدانيِّ (5) ، عَنْ عبد الله بن السَّائبِ (6) ، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الكُسُوفِ؟ قَالَ أَبِي: هَكَذَا قال! وإنما هو: السَّائب ابن مَالِكٍ - والدُ عطاء بْن السَّائب - عن عبد الله بن عَمْرو (7) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (400) ، وانظر تخريج الحديث فيها. (2) هو: الفضل بن دُكَين. (3) انظر المسألة المتقدمة برقم (280) . (4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/331) من طريق أحمد بن يونس، عنه، به. ورواه أحمد في "مسنده" (2/223 رقم 7080) من طريق يحيى بن آدم، والنسائي في "الكبرى" (546) من طريق محمد بن العلاء، كلاهما عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السائب بن مالك، عن عبد الله بن عمرو، به. (5) في (ت) : «الهمذاني» . وأبو إسحاق هذا هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (6) في (ش) : «قال وإنما هو السائب» بدل: «عن عبد الله ابن السائب» . (7) أي: هكذا قال أَبُو بَكْرُ بْن عياش فِي روايته هذه عن أبي إسحاق: «عبد الله بن السائب عن عبد الله بن = = عمرو» ، والحديث إنما يروى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السائب ابن مالك عن عبد الله بن عمرو، وقد تقدم ذكر ذلك في المسألة (280) ، مع العلم أن هذا الوجه عن أبي إسحاق مرجوح عند أبي حاتم، وأن الصواب من حديث أبي إسحاق: ما رواه سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ السائب بْن مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به، مرسلاً. انظر بيان ذلك في المسألة (280) . الحديث: 385 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 301 387 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ طُعْمةُ بن عَمْرو (2) ، عن   (1) نقل بعض نص هذه المسألة، ابن الملقن في "البدر المنير" (3/255/مخطوط) . (2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (241) ، وابن عدي في "الكامل" (2/403) و (3/20) ، والبيهقي في "الشعب" (2612 و2613) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (13/385) . ووقع في رواية الترمذي: «حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ» . قَالَ الترمذي: «وَقَدْ رُوي هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أنس موقوفًا، ولا أعلم أحدًا رفعه إلا ما روى سَلْم بن قتيبة، عن طُعْمَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ حَبِيبٍ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ؛ وَإِنَّمَا يُروى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس بن مالك، قوله» . ونقل ابن عدي عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاَّس قوله في حبيب: «وهو: الحذاء» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (2/84/أطراف الغرائب) : «غريب عن طعمة الجعفري، عن حبيب أبي عميرة الإسكاف» . ونقل الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (521/بهامش تحفة الأشراف) : «وقال الدارقطني في "الأفراد": قال نصر بن عليٍّ فيه: «حبيب الإسكاف» ، وهو الصواب» . وقال البيهقي: «في كتابي: «حبيب بن أبي ثابت» ، وهو خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبِيبُ بْنُ أبي حبيب الحذَّاء أبو عميرة» . وقال البيهقي أيضًا: «رفعه طعمة بن عمرو، ورواه خالد ابن طهمان أبو العلاء، عن حبيب، فوقفه مرَّة، ورفعه أخرى» . ورواية خالد الذي ذكرها البيهقي أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/375) من طريق قيس بن الربيع، عن خالد بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبي ثابت، عن أنس، به، مرفوعًا. قال الخطيب: «كذا قال: حبيب بن أبي ثابت! وإنما هو: حبيب الإسكافي» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/403) و (3/20) من طريق عبد العزيز بن أبان، عن خالد بن طهمان، عن شيخ، عن أنس، به، مرفوعًا. ورواه ابن عدي (3/19) من طريق عبد الرحمن بن معن الدوسي، عن خالد بن طهمان، عن أنس، به، مرفوعًا. ورواه الترمذي في "جامعه" (241) ، وابن عدي في "الكامل" (2/403) و (3/19) من طريق وكيع، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/50) من طريق حسين الجعفي والبيهقي في "الشعب" (2614) من طريق أبي أسامة، ثلاثتهم عن خالد ابن طَهْمَانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي حبيب البجلي، عن أنس، به، موقوفًا. ونقل الترمذي عن البخاري قوله: «حبيب بن أبي حبيب يكنى أبا الكَشُوثَى، ويقال: أبو عميرة» . وقال ابن عدي: «ولا أدري حبيب بن أبي حبيب هذا؛ هو صاحب الأنماط أو حبيب آخر» . وانظر "العلل" للدارقطني (151) . الحديث: 387 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 302 حَبِيب، عَنْ أنسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ، كُتِبَ لَهُ بَرَاءَتَان ِ: بَرَاءَةٌ (1) مِنَ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ. قلتُ لأَبِي: حبيبٌ هَذَا مَنْ هُوَ؟ قَالَ: لا أَدْرِي! (2) .   (1) قوله: «براءة» سقط من (ف) . (2) بهامش نسخة (أ) حاشية على هذا الموضع بخط الناسخ، ونصها: «هو حبيب بن أبي حبيب البَجَلي، البصري، وقد أخرج له الترمذي هذا الحديث عن أنس ح» . ثم يليه تعقب بخط مغاير، مفاده: أن الترمذي إنما أخرجه من طريق طعمة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن أنسٍ، مرفوعًا، ثم أخرجه الترمذي عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنسٍ، موقوفًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 303 388 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (2) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ؛ قَالَ: حدَّثني عَمْرو مَوْلَى عَنْبَسةَ، عن رَيْطَةَ (3) بنتِ عبد الله ابن مُحَمَّدُ بْنُ عليٍّ؛ قَالَ (4) : حدَّثني أبي، عن أبيه (5) ، عن   (1) روى الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/290-291) هذا النص من طريق المصنف. (2) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5929) ، والخطيب في "الموضح" (2/290) . قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به قيس بن الربيع» . ورواه الخطيب أيضًا (2/289) من طريق أبي قلابة الرقاشي عن أبي الوليد ويحيى بن الحماني، عن قيس ابن الربيع، عن عُمير مولى عنبسة بن سعيد، حدثتني = = رائطة بنت عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ أبيها، عن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ عَلِيٍّ، به. قال الخطيب: «قوله: «رائطة بنت عبد الله بن محمد بن عقيل» وهمٌ، والصواب: رائطة بنت مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب، فلا أرى الوهم إلا من أبي قلابة، وجَمْعُه بين حديث أبي الوليد ويحيى بن الحماني، عن قيس، عن عمير على الاتفاق، وهمٌ أيضًا؛ لأن القائل: عن عمير، إنما هو: ابن الحماني، وأما أبو الوليد فإنما يقول: عن عمرو» . ورواه الخطيب أيضًا (2/289) من طريق أبي بلال الأشعري عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عمرو بن عبد الله مولى عنبسة بن سعيد، عن رائطة بنت عبد الله بن محمد، عن أبيها عن علي، به. كذا بإسقاط: «محمد بن علي» . (3) في "الأوسط" للطبراني: «رائطة» . (4) كذا في جميع النسخ: «قال» ، ومثله في "الأوسط" للطبراني، وجاء في مطبوع "الموضح": «قالت» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ الفعل مسندٌ إلى ضمير المؤنَّث، وهو يعود إلى ريطة بنت عبد الله؛ فإنها هي القائلة، لكن ما وقع عندنا في النسخ له ثلاثة أوجه في العربية ذكرناها في التعليق على نحوه في المسألة رقم (178) . (5) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن أبي طالب المعروف بابن الحنفية. الحديث: 388 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 304 عليٍّ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : يَا عَلِيُّ! مُرْ نِسَاءَكَ فَلاَ يُصَلِّينَ عُطَّلاً (1) ، وَلَوْ تَقَلَّدُ سَيْرًا (2) ، وَيَخْضِبْنَ أكُفَّهُنَّ؛ حَتَّى لاَ يُشْبِهْنَ أَكُفَّ الرِّجَالِ (3) .   (1) «عُطَّلاً» : جمع «عاطل» ، وهي التي لا حَلْيَ عليها، والعَطَلُ: فِقْدان الحلي؛ عَطِلَتِ المرأةُ تَعْطَلُ عَطَلاً وعُطُولاً، فهي عَاطِلٌ، وعُطُلٌ، والجمع: عَوَاطِلُ، وَعُطَّلٌ، وأَعْطَالٌ، وتَعَطَّلَتْ فهي مُتعطِّلة: إذا لم يكن عليها حَلْيٌ. ينظر: "العين" (2/9) ، و"غريب الحديث" لأبي عبيد (5/366) ، و"غريب الحديث" للخطابي (1/116) ، و"النهاية" (3/257) ، و"تاج العروس" (15/498) . (2) كذا في جميع النسخ، وفي رواية الطبراني السابقة: «وَلوْ أَنْ يَتَقَلَّدْنَ سَيْرًا» ، وفي رواية الخطيب: «ليتقلَّدْنَ في أعناقهنَّ ولو بِسَيْرٍ» . و"السَّيْر": القطعة المستطيلة من الجِلْد، وهو الشراك، وجمعه: سُيُور. انظر: "جمهرة اللغة" (2/724) ، و"لسان العرب" (4/390) . وقوله: «ولو تَقَلَّدُ سَيْرًا» بضم الدال المهملة، والأصل فيه: «ولو تَتَقَلَّدُ سَيْرًا» ؛ حذفت إحدى التاءَيْنِ تخفيفًا من الفعل «تتقلَّدُ» ، والفاعل ضميرٌ يعود إلى واحد النِّسَاء، كأنَّه قال: «ولو تتقلَّدُ إحداهنَّ سَيْرًا» ، وهذا من باب حمل الجمع على معنى المفرد، وله نظائر. انظر ذلك في التعليق على المسألة رقم (1135) . وأمَّا حذفُ إحدى التاءين تخفيفًا، فقد قرَّر النحاة أنَّ المضارع إذا بُدِئَ بتاءَيْنِ (تاء المضارعة، وتاء المطاوعة) : فإنَّ لك فيه ثلاثةَ أوجه: الأوَّل: الفَكُّ، وهو الأصل؛ فتقول: تَتَقَلَّدُ. والثاني: الحذف، وهو أن تَحْذِفَ إحدى التاءين تخفيفًا، فتقول: تَقَلَّدُ. وهل المحذوف الأولى أو الثانية؟ قولان؛ أصحهما: الثانية، وهو مذهب سيبوَيْهِ والبصريين، وقال الكوفيون: المحذوفُ الأولى، وهي حرف المضارعة. والثالث: الإدغام، للتخفيف أيضًا، فتقول: اتَّقَلَّدُ، تُدْغِمُ أحد المثلَيْنِ في الآخر، فتسكُنُ إحدى التاءين، فيؤتى بهمزة الوصل للنطق بالساكن. وانظر: "شرح ابن عقيل" (2/540- 542) ، و"أوضح المسالك" لابن هشام (4/364- 365) ، و"همع الهوامع" (3/486 باب الإدغام) . (3) أي: حتى لا تُشْبِهَ أَكُفُّهُنَّ أكفَّ الرجال؛ فالضمير في «يُشْبِهْنَ» يعود إلى «أَكُفِّ النِّسَاء» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 305 فَقَالَ أَبِي: عمرٌو هَذَا هُوَ: عمرُو بْنُ خَالِدٍ الواسِطِيُّ، وَهُوَ متروكُ الْحَدِيثِ. 389 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثه أَبُو نُعَيم (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش، عَن إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ كثير؛ قَالَ: رَأَى عمَّار بْن ياسر رجلا يصلِّي عَلَى رابِيةٍ - يعني: التَّلَّ - فمدَّه (2) مِنْ خَلفِه، فَقَالَ: هاهنا تُصَلِّي. يعني: عَلَى القَرَار (3) . قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ أَبُو نُعَيم، ويقولون: عليُّ (4) بن أبي كثير (5) .   (1) أبو نعيم: هو الفضل بن دُكَيْن، والمراد: حَدَّثَ أبو نُعَيْمٍ به أبا حاتمٍ، فتقدير العبارة: حَدَّثَهُ به أبو نعيم، أو حدَّثه إيَّاه أبو نعيم، وهذه الجملة نعتٌ لقوله: «حديثًا» ، وقد حُذِفَ منها الضمير الذي يربطها بالمنعوت، وهو: «إيَّاه» أو الضمير في «به» ، وهذا جائزٌ عند العرب وله شواهد من كلامهم. انظر التعليق على المسألة رقم (253) . (2) أي: جَذَبَهُ. انظر "لسان العرب" (3/396) . (3) في (أ) : «الفرار» . والقَرَارُ: المُطمَئِنُّ من الأرض. انظر "النهاية" (4/38) ، و"القاموس" (ص461) . (4) في (ك) : «عن» بدل: «علي» . (5) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/202) : «علي بن أبي كثير، وقال بعضهم: ابن كثير» . وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/293) تعليقًا من طريق قبيصة، عن عبد الواحد، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُميع، عَنْ علي بن أبي كثير؛ قَالَ: رَأَى عمار بْن ياسر رضي الله عنهما رجلاً يصلِّي على دابته، فحطَّه إلى الأرض. ثم قال البخاري بعده: «وقال أبو معاوية: عن إسماعيل، عن بلال العبسي؛ رأى عمارًا، وهذا وهم» ؛ يعني قوله: «عن بلال العبسي» . وهذه الرواية التي أشار إليها البخاري أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6528) ، فقال: «حدثنا مروان ابن معاوية، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُميع، عَنْ بلال العبسي؛ قال: رأى عمار رجلاً يصلِّي على دابته، فأخذ بقفاه، فحطَّه إلى الأرض، فقال: صَلِّ هاهنا» . فالظاهر أن قوله: «أبو معاوية» في "تاريخ البخاري" تصحَّف عن «ابن معاوية» ؛ فإن المعروف بالرواية عن إسماعيل بن سُميع هو مروان بن معاوية؛ كما في "تهذيب الكمال" (3/107-108) . الحديث: 389 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 306 390 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ سُلَيْمان بْنُ شُرَحْبيل (2) ، عَنِ الحَكَم ابن يَعْلَى بْنِ عطاءٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ - يَعْنِي: عبد الله بن سَخْبَرةَ (3) - عن   (1) انظر المسألة رقم (261) ، وقد نقل بعض نص هذه المسألة مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1209) ، والعيني في "عمدة القاري" (4/212) . (2) هو: سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/260) ، وابن عدي في "الكامل" (2/211) و (6/192) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/24) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (480) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/90) . قال ابن عدي: «وهذا لا يرويه عن محمد بن طلحة - وهو: مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مصرِّف - غير الحكم بن يعلى، ومحمدِ بن عبد الرحمن؛ شيخٍ قرشيٍّ مدني؛ حدثناه أحمد بن محمد بن الجعد، عن إسحاق بن بهلول، عنه» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث طلحة، تفرَّد به الحكم، ورواه أبو زرعة الرازي، عن أبي أيوب الدمشقي، مثله» . ورواية محمد بن عبد الرحمن القرشي التي ذكرها ابن عدي أخرجها في "الكامل" (6/192) وقال عقبها: «وهذا الحديث للحكم بن يعلى بن عطاء، يعرف بأبي محمد البرغشي الكوفي، عن محمد بن طلحة، رواه عنه سليمان بن عبد الرحمن؛ حدثناه عن سليمانَ جعفرُ الفريابي، سرقه من الْحَكَمِ بْنِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ محمد بن عبد الرحمن هذا» . ورواه الطبراني في "الأوسط" (7114) من طريق حبيب بن فروخ، عن ابن طَلْحَةَ بْنِ مصرِّف، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مرَّة الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بكر، به، مرفوعًا. قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ طلحة ابن مصرِّف إلا ابنُه. وهكذا رواه حبيب بن فرُّوخ، عن محمد بن أبي [كذا] طلحة، عن أبيه، عن مرَّة. ورواه الْحَكَمِ بْنِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ أبيه، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بكر» . (3) في (ش) : «سخيرة» . الحديث: 390 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 307 أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق، عَنْ رَسُولِ الله (ص) ، قَالَ: مَنْ بَنَى مَسْجِدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ (1) ، بَنَيْتُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ (2) . فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَالْحَكَمُ بْنُ يَعلى متروكُ الْحَدِيثِ، ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) . 391 - وسمعتُ (4) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثني بِهِ عَنْ دُحَيْمٍ (5) ، عن   (1) سلف تفسيره في المسألة رقم (261) . (2) كذا، ولو ثبَتَ هذا اللفظُ، فإنَّه يكون حديثًا قدسيًّا؛ ويكون في الكلام تقدير، وهو: «عن رسول الله (ص) قَالَ: [قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ] : من بنى مسجدًا ... » ، لكنَّنا لم نقف على شيء من هذا في كتب السُّنَّة، والذي في مصادر التخريج: «بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجنة» ، وفي "تاريخ ابن عساكر": «بُنِيَ لَهُ بيتٌ فِي الْجَنَّةِ» . لكنْ يغلب على الظن: أنَّ هذا تصحيفٌ عن: «بَنَى له بيتًا» ، أو «بَنَى اللهُ له بيتًا» ، والله أعلم. (3) ذكر البزار في "مسنده" (1/166) أنه ترك أحاديث من مسند أبي بكر الصديق ح؛ «ليس لها أسانيد مرضية، ولا هي في أسانيدها متصلة» ، وذكر منها برقم (90) هذا الحديث، فقال: «وكان منها حديث رواه أبو معمر، عن أبي بكر: «من بنى لله مسجدًا» ، وهذا الحديث ليس له إسناد، ولا أحسب أبو معمر [كذا!] هذا سمع من أبي بكر، وكان في إسناده رجلان غير مشهورين بالنقل؛ فتركنا ذكره لذلك» . وقال الدارقطني في "العلل" (1/263 رقم55) : «رواه الْحَكَمِ بْنِ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ المحاربي ومحمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ أبيه، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي بكر، عن النبي (ص) . = = ورواه غيرهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ مصرف، موقوفًا غير مرفوع، وهو أشبه بالصواب» . وقال في "الأفراد" (ق17/ب - 18/أ/أطرافه) : «غريب من حديث أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عنه، تفرد به طلحة بن مصرف عنه، وتفرد به مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ» . (4) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (6/94) قول أبي حاتم: «حديثٌ منكر» . وفي هامش النسخة (أ) كُتب عند هذه المسألة بخط مغاير كلمة: «العيد» . (5) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. وأخرج روايته الطبراني في"مسند الشاميين" (239) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/39 رقم 4968) ، فقال: حدثنا الوليد؛ ثنا ابن ثوبان، به. وأخرجه أحمد (2/39 رقم 4967) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (66) من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الرزاق بن عمر الثقفي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/29) من طريق الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي بكر الهذلي، كلاهما عن ابن شهاب، به. ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (109) من طريق أبي خليد، عن ابن ثوبان، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، به. ورواه أحمد (2/108 رقم 5871 و5872) ، والنسائي في "الكبرى" (1763) ، والطبراني في "الكبير" (12/249 رقم 13242) من طريق حصين بن نمير، عن الفضل بن عطية، عن سالم، به، مختصرًا. الحديث: 391 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 308 الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن ثَوْبانَ (1) ، عَنِ النُّعْمان بْنِ راشدٍ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عبد الله، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رسول الله (ص) العِيدَ بِغَيْرِ أذانٍ وَلا إقامةٍ، ثُمَّ صلَّيتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ (2) العِيدَ بِلا أذانٍ وَلا إقامةٍ، ثُمَّ صلَّيتُ مَعَ عُمَرَ العِيدَ بِلا أذانٍ وَلا إقامةٍ، ثُمَّ صلَّيتُ مَعَ عُثْمَانَ العِيدَ بِلا أذانٍ وَلا إقامةٍ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 392 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَكْرُ ابن بَكَّار، عَنْ شُعْبةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: صَنَعَ رجلٌ مِنَ الأَنْصَارِ   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن ثَوبان» ، والمثبت من (أ) و (ش) ، وهو الصَّواب، وهو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوبان الذي يروي عن النعمان بن راشد، ويروي عنه الوليد بن مسلم؛ كما في "تهذيب الكمال" (29/445-446) ، و (31/86-87) . (2) في (ش) : «مع أبو بكر» . الحديث: 392 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 309 لرسول الله (ص) طَعَامًا، فدعاه، فَبَسَطَ له حَصِيرً (1) ، فصلَّى عَلَيْهِ رَكعَتَيْنِ. فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ آلِ الْجَارُودِ: أَكَانَ النبيُّ (ص) يُصلِّي الضُّحَى (2) ؟ قَالَ: مَا رأيتُه صلَّى قبلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: أنسُ بْنُ سِيرين (3) ، عَنْ أنسِ بنِ مالكٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ ابْنُ عُمَرَ (4) . 393- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ ابن أيُّوب الأَصْبهانيُّ الفُِرْسانيُّ (5) ، عَنْ أَبِي مسلمٍ (6) قائِدِ الأَعْمَشِ، عَنِ الأَعْمَشِ (7) ، عن   (1) في (ش) : «حصيره» ، والمثبت من بقية النسخ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة: حصيرًا، وتقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (34) . (2) قوله: «الضحى» سقط من (ك) . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (670 و1179 و6080) . (4) ذكر الدارقطني في "العلل" (4/9/أ) أن الحديث يرويه عن أنس بن سيرين كلٌّ من: شعبة، وأيوب السَّختياني، وخالد الحذَّاء، وعبد الله بن عون. وذكر اختلافًا آخر بينهم على أنس بن سيرين؛ فقال: «واختُلِف عنه: فقال شُعْبَةَ: عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، سمعت أنسًا. وقال أيوب وخالد: عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ أنس. وخالفهم ابن عون؛ فرواه عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ عبد الحميد بن المنذر بن الجارود، عن أنس؛ قال ذلك ابن عُلَيَّة، ومعاذ بن معاذ، وأشهل بن حاتم، وابن أبي عروبة. وقال حماد بن زيد: عن ابن عون، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ. وقال ابن إدريس: عن ابن سيرين - ولم يُسَمِّه - عن أنس، والقول قول شعبة ومن تابعه» . (5) بضم الفاء وكسرها، وسكون الراء، انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (7/75) . وروايته أخرجها أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/173) و (2/330) . (6) هو: عُبَيدالله بن سعيد بن مسلم الجُعفي. (7) هو: سليمان بن مهران. الحديث: 393 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 310 عُمارةَ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي مَعْمرٍ (1) ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ (2) الأنصاريِّ؛ قال (3) : قال رسول الله (ص) : لاَ تَرْجُوا صَلاَةً (4) لاَ يُقْرَأُ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ وشَيْءٍ مَعَهَا؟ فَقَالَ أَبِي: هذا باطلٌ؛ إِنَّمَا الحديثُ: لاَ تُجْزِئُ صَلاةُ رَجُلٍ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي الرُّكُوعِ والسُّجُودِ (5) .   (1) هو: عبد الله بن سَخْبَرة الأزدي. (2) في (ت) و (ك) : «ابن مسعود» . (3) في (أ) و (ش) : «فقال» . (4) كذا في جميع النسخ، والمراد: «لا ترجوا أنْ تُجْزِئَ صلاةٌ ... » إلخ، وهو معنى ما في الموضعين المذكورين من "أخبار أصبهان" ففيهما: «لا تجزي صلاةٌ» . (5) الحديث على هذا الوجه أخرجه الطيالسي في "مسنده" (646) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (2856) ، والحميدي في "مسنده" (459) ، وأحمد في "مسنده" (4/119 و122 رقم 17073 و17103 و17104) ، والدارمي في "مسنده" (1366) ، وأبو داود في "سننه" (855) ، والترمذي في "جامعه" (265) ، والنسائي في "سننه" (1027 و1111) ، وابن ماجه في "سننه" (870) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (591 و592 و666) ، وابن حبان في "صحيحه" (1892 و1893) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/212- 214 رقم 578- 583 و585) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (205 و206 و3899) ، وابن الجارود في "المنتقى" (195) ، والدارقطني في "سننه" (1/348) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/116) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/88 و117) ، والبغوي في "شرح السنة" (617) من طرق عن الأعمش، به. قال الترمذي والبغوي: «حديث حسن صحيح» . وقال الدارقطني: «هذا إسناد ثابت صحيح» . وقال أبو نعيم: «صحيح ثابت من حديث الأعمش» . وقال البيهقي: «هذا إسناد صحيح» . ورواه الطبراني في "الكبير" (17/214 رقم 584) من طريق عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، عن عمارة بن عمير، به. وذكر الدارقطني في "العلل" (1050) أوجهًا أخرى للاختلاف في هذا الحديث، فانظره فيه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 311 394 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ ابن خَالِدٍ الوَهْبيُّ (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ (2) ، عَنْ عطاءٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِيَّايَ (4) وَالفُرَجَ فِي الصَّلاَةِ! ؛ يعني: في الصُّفُوف؟   (1) في (أ) و (ش) : «عمر بن خالد الوهبي» ، وفي (ف) : «محمد بن خالد الواهبي» وانظر "تهذيب الكمال" (5180) . وروايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (162/أ/أطراف الغرائب) وقال: «تفرد به محمد بن خالد الوهبي عنه» أي: عن ابن جريج، به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/151 رقم11452) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/342 رقم523) من طريق حفص بن غياث، عن ابن جريج، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (2474) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ؛ قال: بلغنا أن رسول الله (ص) ... ، فذكره. هكذا جاء في "مصنف عبد الرزاق". وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/151 رقم11453) عن إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عباس، موقوفًا. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3823) عن وكيع، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ؛ قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره. (2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (3) هو: ابن أبي رباح. (4) في (ش) : «إياك» ، وكذا في "مصنَّف ابن أبي شيبة"، وبعض نسخ "طبقات المحدِّثين"، وفي "المعجم الكبير" (11453) ، و"مصنَّف عبد الرزاق": «إياكم» ، والمثبت من بقية النسخ وبقية مصادر التخريج. وهذا من أساليب التحذير في العربيَّة، والأصلُ فيه أن يكونَ للمخاطب نحو: إيَّاك والشَّرَّ، ويجوزُ أن يحذِّرَ المتكلِّمُ نفسَهُ - كما وقع هنا - ويشهدُ له قولُ عمر ح: «لِتُذَكِّ لَكُمُ الأسَلُ والرماحُ والسِّهَامُ، وإيَّايَ وأنْ يَحْذِفَ أحدُكُمُ الأرنبَ» ، وأصله: إيَّايَ بَاعِدُوا عن حَذْفِ الأرنب، وباعدوا أنفسكم أن يَحْذِفَ أحدكُمُ الأرنب، ثم حذف من الأوَّل المحذور؛ وهو حذفُ الأرنب، ومن الثاني المحذَّر؛ وهو أنفسكم، وقد صرَّح ابن مالك بشذوذ تحذير المتكلِّم والغائب فقال في ألفيته: وشَذَّ إيَّايَ وإيَّاهُ أَشَذّ ْ وعن سبيلِ القَصْرِ مَنْ قاسَ انتَبَذْ لكنَّ ظاهر كلامه في "التسهيل" يفيد جوازَ ذلك = = والقياسَ عليه مع المتكلِّم؛ قال الأُشموني: «ظاهر كلام التسهيل أنَّه يجوز القياس على «إيَّاي» ، و «إيَّانا» ؛ فإنه قال: «يُنْصَبُ محذِّر «إيَّاي» و «إيَّانا» معطوفًا عليه المحذور» ؛ فلم يصِّرح بشذوذ؛ وهو خلاف ما هنا» . اهـ. انظر: "شرح ابن عقيل" (2/275) ، و"أوضح المسالك" (4/72) ، و"شرح الأشموني" (3/87) ، و"السير الحثيث" للدكتور محمود فجال (1/203- 209) . الحديث: 394 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 312 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. وَقَالَ: ابنُ جُرَيجٍ لا يَحْتَمِلُ هَذَا، يَعْنِي: لا يَحْتَمِلُ روايةَ مِثْلِ هَذَا الحديثِ بِهَذَا الإسنادِ. 395 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أحمدُ بْن عِصَامٍ الأنصاريُّ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْر الحَنَفيِّ (3) ، عَنْ سُفْيانَ (4) ، عَنْ سِمَاك بْنِ   (1) نقل نص هذه المسألة ابن الأثير في "أسد الغابة" (3/74) ، وابن حجر في "الإصابة" (5/220) . وانظر المسألة الآتية برقم (399) . (2) روايته أخرجها سعيد بن يعقوب في "الصحابة"، كما في "أسد الغابة" لابن الأثير (3/74) ، و"الإصابة" لابن حجر (5/220) . (3) هو: عبد الكبير بن عبد المجيد. (4) هو: الثوري. الحديث: 395 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 313 حَرْب، عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يَضَعُ (1) يَدَهُ اليُمْنى عَلَى اليُسْرى فِي الصَّلاة، وربَّما انصَرَفَ عَنْ يَمِينِهِ، وربَّما انصَرَفَ عَنْ شِمالِه؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سِماكٌ (2) ، عَنْ قَبِيصةَ بنِ هُلْبٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) . 396 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أَحْمَد بْن عِصامٍ الأنصاريُّ (4) ، عَنْ أَبِي بَكْر الحَنَفيِّ، عَنْ سُفْيانَ، عن ابن   (1) في (ك) : «وضع» . (2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1183) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (3207) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (3109) ، وأحمد في "مسنده" (5/226 و227 رقم 21967 و21979) ، وأبو داود في "سننه" (1041) ، والترمذي في "جامعه" (252 و301) ، وابن ماجه في "سننه" (809 و929) ، وعبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" (5/226، و227 رقم 21968 و21969 و21971 و21973 و21974 و21975 و21978 و21979 و21981 و21982) من طرق عن سماك، به، مطولاً ومختصرًا. قال الترمذي: «حديث هُلْب حديث حسن» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (5/220) بعد أن ذكره من طريق سماك، عن قبيصة: «فإن كان محفوظًا فلعل لسماكٍ فيه شيخين» . وانظر المسألة الآتية برقم (399) . (3) نقل هذا النص ابن رجب في "فتح الباري" (3/194-195) . (4) روايته أخرجها الحاكم في "معرفة علوم الحديث" ص (151) وقال: «صحَّف أبو بكر الحنفي في إسناده عن عبد الله بن عبد الله، عن جدِّه، وإنما هو: عن عبد الله ابن عبد الله، عن جدته أسيلة؛ هكذا رواه عبد الرحمن ابن مهدي، والحسين بن حفص، وعبد الله بن الوليد العدني؛ عن الثوري» . الحديث: 396 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 314 أبي ليلى (1) ، عن عبد الله بن عبد الله (2) ، عَنْ جَدِّهِ، عَن عليٍّ: أَنَّهُ كَانَ يَتعَشَّى، ثُمَّ يَلْتَفُّ فِي ثِيابِه، فينامُ قبل أن يُصَلِّيَ العِشاء؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ عبد الله بن عبد الله الرَّازيُّ (3) ، عَن جَدَّتِهِ أُسَيْلَةَ، عَنْ عليٍّ، وغَلِطَ من قَالَ: عَنْ جَدِّه؛ إِنَّمَا هُوَ: عَن جَدَّتِهِ أُسَيْلَة (4) . 397 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو يحيى الحِمَّانيُّ (6) ،   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. (2) قوله: «عبد الله» الثاني ضبَّب عليه ناسخا (ت) و (ك) . (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (2147) عن الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7190) من طريق حفص بن غياث، ومحمد بن فضيل، ووكيع، جميعهم عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ الله الرازي، عن جدته - وكانت سُرِّيَّة علي - قالت: كان عليٌّ يتعشى، ثم ينام وعليه ثيابه قبل العشاء. واللفظ لعبد الرزاق، ووقع عنده: «عبيد الله بن عبد الله» بدل: «عبد الله بن عبد الله» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/111 رقم 892) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن ابن الأصبهاني، عن جدَّة له - وكانت سُرِّيَّة لعلي - ... فذكره، وزاد فيه قول علي ح: فسألت رسول الله (ص) عن ذلك؟ فرخَّص لي. وهذه الرواية مخالفة لرواية الأكثر في ذكر هذه الزيادة، وفي جعله عن ابن الأصبهاني بدل عبد الله الرازي، وقد يكون هَذَا مِنَ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، فإنه سيِّئ الحفظ، والله أعلم. (4) من قوله: «عن علي وغلط ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (5) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/46/مخطوط) ، وانظر "التلخيص الحبير" (1/434) . (6) هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن. الحديث: 397 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 315 عن الثوريِّ، عن مسلمٍ أبي فَرْوةَ (1) الجُهَنيِّ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن البراء بْنِ عازبٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) ركوعُهُ وسُجودُهُ ورَفعُ رأْسِهِ مِنَ الرُّكوع مُتقارِب (2) ، وَكَانَ إِذَا ركَعَ لَوْ صُبَّ على ظَهْرِه (3) ماءٌ اسْتَقَرَّ، وَكَانَ لا يَخْفِضُ رأسَهُ وَلا يَرْفَعُهُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ ذِكْرُهُ عَنِ الْبَرَاءِ بمَحفوظٍ (4) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : وَرَوَى (6) هَذَا الحديثَ حُسينُ بنُ حفصٍ، عَنْ سُفْيانَ (7) فِي (8) "جَامِعِهِ الْكَبِيرِ"، عَنْ مسلمٍ الجُهَنيِّ (9) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) ... مُرسَلً (10) . وروى عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْريِّ، عَن مسلمٍ الجُهَنيِّ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «مسلم بن فَرْوَة» ، وهو: مسلم بن سالم، أبو فَرْوَة؛ كما في "تهذيب الكمال" (27/515-516) . (2) كذا في جميع النسخ بلا ألف بعد الباء، وفيها وجهان: الأوَّل: النصب، خبرًا لـ «كان» ، واسمُهَا قولُهُ: «رسول الله (ص) » ، وكُتِبَ بحذفِ ألف تنوين المنصوب على لغة ربيعة، والجادَّة: «متقاربًا» بالألف، وأمَّا قوله: «ركوعُهُ ... إلخ» ، فهو بدلُ اشتمالٍ من قوله: «رسول الله (ص) » . وانظر في لغة ربيعة: التعليقَ على المسألة رقم (34) . والثاني: الرفع خبرًا للمبتدأ «ركوعُهُ» ، والجملة الاسمية - من المبتدأ والخبر - في محل نصب خبرٍ لـ «كان» ، واسمها حينئذٍ هو قوله: «رسول الله (ص) » ، وهذا من الإخبار عن «كان» بالجملة الاسمية. (3) في (ف) : «ظهر» . (4) أي: من حديث الثوري، والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (792 و801 و820) ، ومسلم في "صحيحه" (471) من طريق الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ، به. (5) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (6) في (ت) و (ك) : «روى» بلا واو. (7) هو: الثوري. (8) في (ك) : «عن» بدل: «في» . (9) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2592) من طريق ابن إدريس، وأبو داود في "المراسيل" (43) من طريق شعبة، كلاهما عن مسلم الجهني أبي فروة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، به، مرسلاً، مختصرًا. (10) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 316 عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ قيامُهُ وركوعُهُ وسُجُودُهُ مُتقارِب (1) ، وَكَانَ إِذَا ركَعَ لَوْ صُبَّ عَلَى ظَهْرِه (2) ماءٌ لاسْتَقَرَّ (3) ، وَلَيْسَ في مَتْنِ حديثِ عبد الرحمن بْنِ مَهْدِيٍّ: وَكَانَ لا يَخْفِضُ رأسَهُ وَلا يَرْفَعُهُ (4) . 398 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد بْنُ إسحاق (6) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ «متقارب» بلا ألف بعد الباء، وفيه وجهان: الأول: وَجْهُ النَّصْب «متقاربً» على أنَّه خَبَرٌ لـ «كان» ، وحذفت ألف التنوين على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني: وجه الرفع «متقاربٌ» ، خبرًا للمبتدأ «قيامُهُ ... » ، وجملةُ المبتدأ والخبر في محل نصب خَبَر لـ «كان» ، واسمُهَا: ضميرُ شأنٍ مستتر، وتقديرُ الكلام: أنَّه كان هو - أي: الشأن - قيامُهُ وركوعُهُ وسجودُهُ متقاربٌ. وانظر لضمير الشأن التعليقَ على المسألة رقم (854) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (3) . (2) في (ف) : «ظهر» . (3) في (ت) : «لا يستقر» . (4) في (ف) زيادة: «في الركوع» ، وضُرب عليها. (5) انظر المسألة رقم (2150) و (2524) . (6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1864) ، والهيثم ابن كليب في "مسنده" (829) ، والطبراني في "الكبير" (10/221 رقم 10532) لكن وقع عند البزار: «عمرو بن ميمون» بدل: «عمرو الأصم» . الحديث: 398 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 317 زُهيرٍ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عمرٍو الأَصَمِّ (3) ، عن عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) قال: إِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ، وَمَنْ قَعَدَ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ فَهُوَ فِي صَلاَةٍ؟ قَالَ أَبِي: رأيتُم أعجبَ مِنْ عُبَيدٍ هَذَا؛ رَوَى (5) فجعلَهُ عن عبد الله؟! وحدَّثنا النُّفَيليُّ (6) ، عَنْ زُهيرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو؛ قَالَ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ المَسجِدَ ... ؛ قولَهُ. قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي الصَّحيحُ؛ عَنْ عَمْرٍو؛ قولَهُ (7) . 399 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بْن أَبِي قيس، عَن سِماكٍ (9) ، عَن قَبِيصَة ابن (10) هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) كان يُسَلِّم   (1) هو: ابن معاوية. (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) هو: عمرو بن عبد الله الأصم، الهَمْداني؛ كما في "التاريخ الكبير" (6/346 رقم2592) ، و"الجرح والتعديل" (6/242 رقم1344) . (4) قوله: «عن عبد الله» سقط من (أ) و (ش) ، وهو: عبد الله ابن مسعود ح. (5) يعني: رواه، أي: روى الحديثَ. وهذا من حذف المفعول به لفهمه من السياق. انظر التعليق على المسألة رقم (24) . (6) هو: عبد الله بن محمد. (7) لم نقف عليه من قول عمرو، وقال أبو حاتم في المسألة رقم (2150) : الْحَدِيثُ مَوْقُوفٌ، أَوْقَفَهُ أَصْحَابُ زُهَيْرٍ» وسيأتي تخريجه هناك. وقال البزار بعد أن أخرج هذا الحديث في الموضع السابق من "مسنده": «هكذا رواه زهير، ولا نعلم رواه عن زهير إلا عبيد بن إسحاق، ورواه عمرو بن ثابت، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو الأصم، عن عبد الله، عن النبي بنحوه. ورواه غير عمرو بن ثابت، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو الأصم، عن عبد الله، موقوفًا» . (8) انظر المسألة رقم (395) . (9) هو: ابن حرب. (10) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . الحديث: 399 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 318 عَنْ يَمينِه وَعَنْ يَسارِه؟ قَالَ أبي: هكذا رواه (1) عَمْرو، ولم يُتابَعْ عَلَيْهِ؛ إِنَّمَا هو: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يَنفَتِلُ عَن يَمينِه وعن شِمالِه (2) . 400 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ إبراهيمَ بنِ سُلَيمانَ أَبِي إسماعيلَ المُؤَدِّبِ (4) ، عن هُرَيْرِ بن عبد الرحمن بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ جَدِّه رافع، عن النبيِّ (ص) (5) أَنَّهُ قَالَ لِبَلالٍ: نَوِّرْ بِالفَجْرِ قَدْرَ (6) مَا يُبْصِرُ القَوْمُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِمْ. قَالَ أَبِي: رَوَى أَبُو بكرِ بنُ أَبِي شَيْبةَ (7) هَذَا الحديثَ عن   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «رَوَى» . (2) تقدم في المسألة رقم (395) . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (385) ، ونقلها الزيلعي في "نصب الراية" (1/238) . (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/301) تعليقًا من طريق موسى بن إسماعيل، والمصنف في المسألة رقم (385) عن أبيه، عن هارون بن معروف وغيره، والطبراني في "الكبير" (4/277- 278 رقم 4414) من طريق يحيى الحماني ومحمد بن بكار، والدولابي في "الأسماء والكنى" (1/97) من طريق محمد بن الصباح الدولابي، جميعهم عن إبراهيم ابن سليمان، به. ووقع عند الدولابي: «ثنا إبراهيم بن سليمان بن رزين ابن إسماعيل المؤدب، ثنا هارون بن عبد الرحمن بن رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) » . (5) من قوله: «ابن رافع ... » إلى هنا، سقط من (ف) . (6) قوله: «قدر» مكرر في (ك) . (7) روايته أخرجها في "مسنده" (83) . ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "نصب الراية" (1/238) - عن أبي نعيم، به. إلا أنه وقع عنده: «إسماعيل بن إبراهيم المدني» بدل: «إبراهيم بن إسماعيل» . وعزاه الزيلعي إلى الطبراني بمثل رواية ابن راهويه، والذي وقفنا عليه من رواية الطبراني ما أخرجه في "الكبير" (4/278 رقم 4415) عن فضيل بن محمد الملطي، عن أبي نعيم، عن عبد الرحمن بن رافع، عن رافع بن خديج، به، مرفوعًا. ورواه الطيالسي؛ "مسنده" (1003) قال: حدثنا أبو إبراهيم، عن عبد الرحمن بن هرير بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ رافع بن خديج، به، مرفوعًا. كذا وقع في = = المطبوع. والحديث عزاه الزيلعي في "نصب الراية" (1/238) والبوصيري في "إتحاف الخيرة" (839) إلى الطيالسي أنه قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن هرير، عن جدِّه رافع، به، مرفوعًا. وانظر "كتاب الصلاة" لأبي نعيم الفضل بن دكين (314 و315) ، و"تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عاليًا" لأبي نعيم الأصبهاني (54) . الحديث: 400 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 319 أَبِي نُعَيم (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ هُرَيْر بن عبد الرحمن، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَسَمِعْنَا مِنْ أَبِي نُعَيم كتابَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ؛ الكتابَ كُلَّهُ، فَلَمْ يكنْ لِهَذَا الحديثِ فِيهِ ذِكْرٌ، وَقَدْ حدَّثنا غيرُ وَاحِدٍ (2) عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ المُؤَدِّبِ. قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِنْ أَبِي نُعَيم، أَوْ مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيبة؟ قَالَ: أَرَى قَدْ تابعََ أَبَا بكرٍ رجلٌ آخَرُ؛ إِمَّا محمدُ بْنُ يحيى أو غيرُهُ؛ فعلى هذا، يَدُلُّ (3) أنَّ الْخَطَأَ مِنْ أَبِي نُعَيم. يعني: أنَّ أبا نُعَيم   (1) هو: الفضل بن دُكَين. (2) منهم: هارون بن معروف؛ كما في المسألة (385) . (3) كذا! وفاعل «يدل» ضمير مستتر يعود إلى غير مذكور، وهو مفهوم من السياق، أي: يَدُلُّ هذا الكلامُ وذِكْرُ المتابِعِ لأبي بكر، على أَنَّ الْخَطَأَ مِنْ أَبِي نُعَيْمٍ. والأصْلُ في الذي يعود إليه ضميرُ الغائبِ: أن يكون مقدَّمًا؛ ليُعْلَمَ المعنيُّ بالضمير عند ذكره بعدَ مفسِّره، وأن يكون أقربَ مذكور. لكنْ قد يُستغنَى عن ذِكْرِ المفسِّر: بما يدل عليه حِسًّا؛ نحو قوله تعالى: [يُوسُف: 26] {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} ، إذ لم يتقدَّم التصريحُ بلفظ «زَلِيخَا» ؛ لأنها كانت حاضرة. أو يُسْتغنَى عنه بما يدل عليه عِلْمًا؛ نحو قوله تعالى: [النّحل: 61] {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَآبَّةٍ} ، أي: على الأرض. أو بِذِكْرِ جُزْئِهِ أو كلِّهِ؛ نحو قوله تعالى: [التّوبَة: 34] {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا} ، أي: المكنوزاتِ التي بعضُهَا الذهبُ والفضةُ. وجُعِلَ من ذلك: قولُهُ تعالى: [المَائدة: 8] {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ} ، أي: العدل، وهو المصدرُ المفهومُ من الفعل «اعدلوا» ، والمصدرُ جزءٌ من مدلول الفعل؛ لأنَّ الفِعْلَ يدل على الحدث - الذي هو مدلولُ المصدر - والزمان. أو بذكر نظيره؛ منه قوله تعالى: [فَاطِر: 11] {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلاَ يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ} ، أي: مِنْ عُمُرِ مُعَمَّرٍ آخرَ. أو بذكر مصاحبه؛ كقوله: [ص: 32] {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} ، أي: الشمسُ، أغنى عن ذكرها ذِكْرُ العشيِّ. ومما ورد من ذلك في حديث النبي (ص) : قولُهُ (ص) لعليٍّ ح: «إِنَّ لَكَ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ، وَإِنَّكَ لَذُو قَرْنَيْهَا» ، أي: ذو قرني الأمة، ولم يَجْرِ لها ذِكْرٌ؛ قاله أبو عبيد. ومثله قولُ الأعرابي: «ما بين لابَتَيْهَا أفقرُ مني» ، يعني: المدينة. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (3/78- 79) ، و"غريب الحديث" للخطابي (2/332) ، و"معاني القرآن" (4/77) ، و"التفسير الكبير" للرازي (3/47) ، و"الإنصاف، في مسائل الخلاف" (1/96) ، و"ارتشاف الضرب" (2/941- 943) ، و"همع الهوامع" (1/263) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 320 أَرَادَ أَبَا إِسْمَاعِيلَ المُؤَدِّب، وغَلِطَ فِي نِسْبته، ونَسَبَ إبراهيمَ بْنَ سُلَيمان إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ (1) بْنِ مُجَمِّع. 401 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيمان بن (3)   (1) من قوله: «المؤدب وغلط في نسبته ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال البصر. (2) تقدمت هذه المسألة برقم (288) ، وانظر المسألة رقم (372) و (488) . (3) قوله: «بن» ليس في (ش) . الحديث: 401 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 321 الأصبهاني، عن سُهَيل ابن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ اثْنَيْ عَشَرَ رَكْعَةً (2) ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي خطأٌ؛ لأنَّ حمَّاد بْنَ سَلَمة (3) رَوَى عَنْ عَاصِمٍ (4) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أمِّ حَبِيبَةَ، عن النبيِّ (ص) ، والحديثُ بأمِّ حَبِيبَةَ أشبَهُ، ويُدْخِلون بَيْنَ أَبِي صَالِحٍ وأمِّ حَبِيبَةَ رَجُلا. قلتُ لأَبِي: مَنِ الَّذِي يُدْخَلُ (5) بَيْنَ أَبِي صَالِحٍ وأمِّ حبيبة (6) ؟ قال: يُدْخَلُ بَيْنَهُم (7) عَنْبَسَةُ بنُ أَبِي سُفْيان (8) ، وَمِنْهُمْ من يُدْخِل   (1) قوله: «عن أبيه» سقط من (أ) و (ش) . وأبوه هو: أبو صالح ذَكْوان السَّمَّان. (2) كذا في جميع النسخ بتذكير العدد مع أنَّ المعدود مؤنَّثٌ، وكان حقُّه أن يقال: «اثنتَيْ عَشْرةَ ركعةً» ، أو «ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ركعةً» ، كما في أكثر مصادر التخريج، وقد ذكرنا توجيه ما وقع عندنا في النسخ في التعليق على هذا اللفظ في المسألة رقم (288) . (3) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (1809) من طريق سويد بن عمرو، عن حماد. وأخرجه برقم (1810) من طريق النضر بن شُميل، عن حماد، به هكذا، لكنه وقفه على أم حبيبة. (4) هو: ابن بَهْدَلة، وابن أبي النَّجود أيضًا. (5) قوله: «يدخل» في موضعه بياض في (ش) . (6) زاد في (ف) : «رجلاً» ، ولعلَّ الناسخ انتقل نظره إلى العبارة السابقة. (7) قوله: «بينهم» ليس في (أ) و (ش) ، وكانت الجادَّة أن يقال: «بينهما» بصيغة المثنى كما هو ظاهر؛ غير أنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية؛ وقد ذكرنا له وجهَيْن في التعليق على نحوه في المسألة رقم (74) . (8) أخرجه من هذا الوجه النسائي في "سننه" (1807) من طريق المسيب بن رافع، عن أبي صالح، قال: حدثني عنبسة بن أبي سفيان، أن أم حبيبة حدثته، به موقوفًا. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 322 ُ بَيْنَهُم (1) : أبوصالح، عَنْ عَمْرِو بْنِ أوس، عَنْ عَنْبَسَة، عَنْ أمِّ حَبِيبَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وأمُّ حَبِيبَةَ هِيَ أختُ عَنْبَسَة (2) . 402 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمدُ بنُ عَيَّاشٍ العامريُّ - وعَمْرُو بنُ أبي قيسٍ، عَنْ شُعَيب (4) بْنِ خَالِدٍ - عَنِ الأَعْمَشِ (5) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ العَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ ... الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا (6) الحجَّاج بن الشَّاعر؛ قال: حدَّثنا عُبَيدالله الحَنَفي (7) ، عن محمد ابن عَيَّاش ... هَذَا الحديثَ. وقرأتُ عَلَى   (1) انظر التعليق قبل السابق. وفي الكلام هنا حذفٌ، حُذِفَ المفعول به؛ وتقدير الكلام: ومنهم من يُدخِلُ بينهما عمرو بن أوس وعنبسة، فيقول: ... إلخ. (2) قال الدارقطني في "العلل" (8/184 رقم1500) : «يرويه سهيل بن أبي صالح، واختُلِف عنه؛ فرواه محمد بن سليمان الأصبهاني وأيوب بن سَيَّار، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، ووَهِما فيه. ورواه فليح بن سليمان، عن سهيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ المسيَّب بن رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، وقول فليح أشبه بالصَّواب. ورواه حماد بن سلمة وعمر ابن زياد الهلالي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجود، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ حبيبة، وأبو صالح إنما رواه عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ» . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (384) . (4) كذا في (أ) وهو الصواب، وتصحف في بقية النسخ إلى: «سعير» ، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (12/521) . (5) المراد أن الحديث يرويه: محمد بن عياش عن الأعمش، وعمرو بْن أَبِي قيس عَن شُعَيْب بن خالد عن الأعمش؛ يوضح ذلك قوله في المسألة (384) : «رَوَاهُ شُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ، وَمُحَمَّد بْن عياش العامري، وسفيان الثوري، فقالوا كلهم: عن الأعمش ... » إلخ. (6) في (ك) : «حدثني» . (7) في (أ) : «ابن الحنفي» . الحديث: 402 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 323 عبد الصَّمَد العَطَّار (1) ، عَنْ عَمْرو بْنِ أَبِي قيس (2) . قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ الثوريُّ (3) ، وجريرُ بنُ عبد الحميد، وَأَبُو بَكْرِ (4) بْنُ عَيَّاش، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوف (5) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: أولئك أحفَظُ، ولعلَّه شُبِّهَ لهما (6) إلا أَنَّهُ (7) قد رفَعَهُ. قلتُ لأَبِي: مَن محمَّد بْن عَيَّاش العامري هَذَا؟ قَالَ: شيخٌ (8) كوفيٌّ، ولا أعلَمُ رَوَى عنه غَيْر (9) عُبَيدِالله الحَنَفي.   (1) هو: عبد الصمد بن عبد العزيز المقرئ العطَّار. (2) يعني: عَنْ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، به، مرفوعًا. (3) ذكر أبو حاتم الحديث هنا من رواية الثوري موقوفًا، وتقدَّم في المسألة رقم (384) ذكره للحديث من رواية الثوري مرفوعًا. وانظر التخريج هناك. (4) المثبت من (ش) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «وأبي بكر» ، وكانت هكذا في (ش) أيضًا، ثم صُوِّبت. (5) كذا في النسخ بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) أي: لتلميذي الأعمش: محمد بن عياش، وشعيب بن خالد - أو الراوي عنه وهو عمرو بن أبي خالد - والله أعلم. (7) كذا! ولعل «إلا» مقحمة، فيكون الصواب: «ولعلَّه شُبِّه لهما أنه قد رفَعَهُ» . (8) في (ك) : «قال: هذا شيخي» . (9) قوله: «غير» يجوز فيه النَّصب والرفع، وقد تقدم تخريج ذلك في التعليق على نحوه في المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على (68) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 324 قَالَ: وأبوه معروفٌ (1) . 403 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مِنْجَاب بْن الْحَارِثِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِياث، عَنْ محمَّد بْنِ مَرْوانَ النَّخَعي؛ قَالَ: قلتُ لأَبِي: كيف رأيتَ صلاةَ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ: رأيتُهُ يصلِّي الظُّهْرَ هَكَذَا ... فذكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: حفص بْن غِيَاث (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْوان النَّخَعي أَبِي العَنْبَس؛ قَالَ: قلتُ لأَبِي: كيف كانتْ صلاةُ عليٍّ؟ فَقَالَ: كَذَا. 404 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (4) ، عن أبي   (1) أبوه هو: عيَّاش بن عمرو العامري. (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3328) عنه، عن أبي العنبس عمرو بن مروان؛ قال: سألت أبي؛ قلت: قد صلَّيت مع عليٍّ، فأخبرني كيف كان يصلِّي المغرب؟ فقال: كان يصلِّي المغرب إذا سقط القرص. وأخرجه أيضًا (3342) بذكر السؤال عن صلاة العشاء، فقال: إذا غاب الشَّفَق. (3) انظر المسألة المتقدمة برقم (343) ، والآتية برقم (406) . (4) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/298 رقم 18640) ، وابن عدي في "الكامل" (1/423) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/284 رقم 18506) ، والنسائي في "سننه" (646) ، والروياني في "مسنده" (283) ، وابن عدي في "الكامل" (6/433) ، والطبراني في "الأوسط" (8198) ، والدارقطني في "الأفراد" (102/أ/أطراف الغرائب) من طريق قتادة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب، به. قال الدارقطني: «غريب من حديث أبي إسحاق، عن البراء، تفرد به قتادة، عنه؛ من قوله: " والمؤذن يغفر له ... " إلى آخره، وتفرد به هشام، عن قتادة، ولم يروه عنه غير ابنه معاذ» . الحديث: 403 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 325 إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ. قلتُ (2) : هَلْ يَدخُلُ بَيْنَ أَبِي إسحاقَ وَبَيْنَ الْبَرَاءِ أحدٌ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ رواه عمَّارُ بنُ رُزَيقٍ (3) ، وحُدَيْجُ (4) بْنُ معاويةَ (5) ، فقالا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عن عبد الرحمن ابن عَوْسَجةَ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: حديثُ حُدَيج (6) وعمَّار؛ قد زادا (7) رجُلَيْنِ (8) .   (1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (2) في (ت) و (ك) : «فقلت» . (3) في (ت) و (ك) : «وريق» . ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3804 و3805) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/298-299 رقم 18643 و18646) من طريق عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء، به. كذا بإسقاط: «طلحة بن مصرف» . (4) في (ت) و (ك) : «وخديج» . (5) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/572) . ورواه وأبو نعيم في "الحلية" (5/27) من طريق إبراهيم بن يوسف بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إسحاق، به. (6) في (ت) و (ك) : «خديج» . (7) في (ش) : «زاد» بلا ألف بعد الدال. (8) قال ابن عدي في "الكامل" (3/363) : وهذا كل من قال فيه: «عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ» فقد أخطأ ... وإنما يروي هذا الحديث أبو إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء. اهـ. وانظر "الكامل" أيضًا (1/423 و426) ، و (6/434) ، وانظر التعليق على "المجالسة" للدينوري الحديث رقم (1876) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 326 405 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ كَيْسَان، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: نامَ رسولُ الله (ص) عن رَكْعَتَيِ الفجر، فقضاهُما بعد ما طَلَعَتِ الشَّمْسُ. وإنَّ (3) رسولَ اللَّهِ (ص) قَرَأَ فِي ركعَتَي الْفَجْرِ بِـ: {قُلْ (4) يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} وَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ؟ قَالَ أَبِي: اختَصَرَ مروانُ مِنَ الحديثِ الَّذِي: «نامَ النبيُّ (ص) (5) ، فَلَمْ (6) يُوقِظْهُ إِلا حَرُّ الشَّمْس» . 406 - وسمعتُ (7) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (8) ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا إسحاق الهَمْداني يقول: حدَّثني عبد الرحمن بْنُ عَوْسَجةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) يَأْتِينَا فَيَمْسَحُ عواتِقَنا وصُدورَنا وَيَقُولُ: لاَتَخْتَلِفْ صُفُوفُكُمْ فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ؛ إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصَّفِّ الأوَّلِ.   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (244) . (2) هو: سلمان الأشجَعي. (3) الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (726) من طريق مروان بن معاوية، به. (4) قوله: «بـ {قل} » ليس في (ف) . (5) كذا في جميع النسخ، والمعنى: اختصر مروان هذا الحديث من الحديث الذي فيه: أن النبي (ص) نام؛ كما في المسألة رقم (244) . (6) قوله: «فلم» سقط من (أ) . (7) من بداية هذه المسألة حتى نهاية المسألة (415) سقط من (ف) . وقد تقدمت هذه المسألة برقم (343) و (404) . (8) هو: ابن يحيى التُّجيبي. الحديث: 405 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 327 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروونَه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ طَلْحة (1) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ عَوسَجَة، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ النبيِّ (ص) . 407 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي (5) حَازِمٍ (6) ، عَنْ سَهل بْنِ سَعْد: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: إِنَّ بِلالاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ؛ فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ. وَكَانَ ابنُ أُمِّ مَكْتومٍ رَجُلً (7) أَعْمَى، فَكَانَ لا يُنادي حَتَّى يقالَ له: أصبحتَ أصبحتَ.   (1) هو: ابن مُصَرِّف. (2) نقل بعض هذا النص ابن رجب في "فتح الباري" (3/508) . (3) هو: ابن يحيى التُّجيبي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1881) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (9/156) وقرن بابن وهب: محمد بن إدريس الشافعي. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مالك إلا ابن وهب والشافعي» . (4) هو: عبد الله. (5) في (ك) : «بن» بدل: «أبي» . (6) هو: سلمة بن دينار. (7) كذا في جميع النسخ: «رجل» ، وهو صحيح في العربية، وفيه وجهان: الأوَّل: أن يكون منصوبًا «رجلً» خبرًا لـ «كان» ، وحذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني: وجه الرفع «رَجُلٌ» خبرًا للمبتدأ «ابْنُ أم مكتوم» ، وجملةُ المبتدأ والخبر: منصوبةٌ خَبَرَ «كان» ، واسمُهَا: ضميرُ شأنٍ، والتقدير: «وكان هو - أي: الشأنُ والحديثُ - ابنُ أمِّ مكتومٍ رجلٌ أعمى. وانظر لضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) . أما القائل لهذا القول: «وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلا أعمى ... » إلخ، فقد اختُلِفَ فيه هل هو الصحابي راوي الحديث أو مَنْ دونه؟ وانظر في ذلك: "التمهيد" لابن عبد البر (10/55 و63) ، و"فتح الباري" لابن رجب (3/507- 508) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/100) . الحديث: 407 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 328 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) . 408 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونس بْن يَزِيدَ (2) ، عَنِ الزُّهْريِّ؛ قَالَ: أخبرني [عُبَيدالله] (3) بن عبد الله بن عُمر،   (1) يعني من رواية مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهل؛ لأن لمالك في هذا الحديث عدة أسانيد؛ منها: ما أخرجه في "الموطأ" (1/74 رقم 161) - برواية يحيى بن يحيى الليثي - عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر، به، ثم أخرجه عقبه برقم (162) عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ سالم بن عبد الله: أن رسول الله (ص) قال: «إن بلالاً ينادي بليل ... » الحديثَ، هكذا مرسلاً. وقد أخرج البخاري في "صحيحه" (620) الإسناد الأول من طريق عبد الله بن يوسف، عن مالك كما في "الموطأ"، وأخرج الإسناد الثاني (617) من طريق عبد الله بن مسلمة القعنبي، عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سالم بن عبد الله، عن أبيه ... فذكره هكذا موصولاً. وقد اختلف رواة "الموطأ" على مالك في إسناد هذا الحديث وإرساله، وأوضح ذلك ابن عبد البر في "التمهيد" (10/55-56) بقوله: «هكذا رواه يحيى مرسلاً، وتابعه على ذلك أكثر الرُّواة عن مالك، ووصله القعنبي، وابن مهدي، وعبد الرزاق، وَأَبُو قُرَّة موسى بن طارق، وعبد الله بن نافع، ومطرِّف بن عبد الله الأصم، وابن أبي أويس، والحُنَيني، ومحمد بن عمرالواقدي، وأبو قتادة الحرَّاني، ومحمد بن حرب [الأبْرش] ، وزهير بن عباد الرؤاسي، وكامل بن طلحة، كل هؤلاء وصلوه فقالوا فيه: عن سالم، عن أبيه، وسائر رواة "الموطأ" أرسلوه، وممَّن أرسله: ابن قاسم، والشافعي، وابن بكير، وأبو المصعب الزهري، وعبد الله بن يوسف التِّنِّيسي، وابن وَهْب في "الموطأ"، ومصعب الزُّبَيري، ومحمد بن الحسن، ومحمد بن المبارك الصوري، وسعيد بن عُفَير، ومعن ابن عيسى، وجماعةٌ يطولُ ذكرهم، وقد روي عن ابن بكير متصلاً، ولا يصحُّ عنه إلا مرسلاً كما في "الموطأ" له» . اهـ. وقول ابن عبد البر هنا: «وابن وَهْب في "الموطأ"» : يشعر أنه رواه في غير "الموطأ" على غير هذا الوجه، فلعلَّها هذه الرواية التي انتقدها أبو حاتم، والتي قد يكون الحمل فيها على حرملة بن يحيى، والله أعلم. (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1655) . (3) في (أ) و (ت) و (ك) : «عبد الله» ، وفي (ش) طُمِس أول الكلمة، والمسألة بتمامها ضمن السقط الذي في نسخة (ف) ، والتصويب من رواية البخاري السابقة. الحديث: 408 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 329 عن أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى بمِنًى (1) ركعَتَيْنِ، وَأَبُو بَكْر وعمر. قلتُ: وَرَوَاهُ الأوزاعيُّ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى ... ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ سالمٍ أشبَهُ. وَقَالَ أَبِي: حديثُ سالِم أصحُّ (3) . 409 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَة، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُوتِرُ بثَلاثٍ، يُسَلِّمُ بينَهُنَّ؟   (1) في (أ) و (ش) : «بنا» بدل: «بمعنى» . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/8 و140 رقم 4533 و6255) ، ومسلم في "صحيحه" (694) . (3) في (أ) و (ش) : «حديث سالم صالح» . وهذا الحديث من الأحاديث التي اختلف فيها البخاري ومسلم، فالبخاريُّ - كما تقدم - أخرج طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عن أبيه، ومسلم أخرج طريقَ الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عن أبيه، وأيَّدها برواية عمرو بن الحارث ومعمر، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه كذلك، فوافق مسلمٌ أبا حاتم وأبا زرعة في ترجيحهما. (4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/285) ، وابن حبان في "صحيحه" (2432) ، والدارقطني (2/24 و34-35) ، والحاكم في "المستدرك" (1/305) و (2/520 و521) ، والبيهقي في "السنن" (3/37) ، وفي "معرفة السنن والآثار" (4/86) ، وفي "الشعب" (2296) من طريق سعيد بن كثير بن عفير، عنه، به، بلفظ: كان رسول الله يقرأ في الركعتين اللتين يوتر بعدهما بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} ، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، وفي الوتر بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} . قَالَ الحاكم: «سعيد بن عفير إمام أهل مصر بلا مدافعة، وقد أتى بالحديث مفسَّرًا مصلحًا دالًّا على أن الركعة التي هي الوتر ثانية، غير الركعتين اللتين قبلها» . ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/392) ، وابن حبان في "صحيحه" (2448) ، وابن عدي في "الكامل" = = (7/215) ، والدارقطني في "السنن" (2/35) ، والحاكم في"المستدرك" (1/305) ، و (2/520) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/37) من طريق سعيد ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بن أيوب، به، بلفظ: «كان يوتر بثلاث، يقرأ في الركعة الأولى بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَْعْلَى *} ، وفي الثانية: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، وفي الثالثة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *} ، وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} . قَالَ ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/516) : «وقال الخلال في "العلل": ثنا محمد بن إسماعيل، ثنا ابن أبي مريم قال: أخبرني عثمان بن الحكم - وكان من أفضل من بمصر - قال: سألت يحيى بن سعيد عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعرفه. يعني حديث الوتر. وقال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يُسأل عن يحيى بن أيوب المصري، فقال: كان يحدِّث من حفظه، وكان لا بأس به، وكان كثير الوهم في حفظه، فذكرت له من حديثه: عن يحيى، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنّ رسول الله كان يقرأ في الوتر ... الحديث. فقال: ها، من يحتمل هذا؟! وقال مرة: كم قد روى هذا عن عائشة من الناس، ليس فيه هذا. وأنكر حديث يحيى خاصة» . اهـ. وقال العقيلي: «أما المعوذتين؛ فلا يصح» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (359/أ/أطراف الغرائب) : «تفرد به أهل مصر عن يحيى بن أيوب، والليث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن عمرة» . الحديث: 409 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 330 وَقَالا: رَوَاهُ عثمانُ بْنُ الحَكَم، عن يحيى ابن سَعِيدٍ؛ أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عائِشَة. قَالا: وَهَذَا أشبَهُ، وأَفسَدَ عَلَى يحيى بن أيُّوب (1) .   (1) يعني: أن عثمان بن الحكم أفسد على يحيى بن أيوب روايته. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 331 410 - وسأل (1) أحمدُ بْن سَلَمة أَبِي عَنْ حديثٍ فِي أَوَّل كتاب "جامعِ إِسْحَاق بْن رَاهُوْيَهْ (2) "؛ قَالَ إِسْحَاق: وَإِذَا أَرَادَ أن يجمعَ بين: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ ... وبين: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ ... أحبُّ إِليَّ؛ لِمَا يَرويه المِصريُّون؛ حديثًا عَنِ اللَّيْث بْن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يزيدَ، عن الأعرج (3) ، عن عُبَيدالله ابن أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عليِّ بْنِ أبي طالب، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ موضوعٌ، لا أَصْلَ لَهُ؛ أرى أنَّ (4) هَذَا مِنْ روايةِ خَالِد بْن القاسم المَدائِني، وَكَانَ بالمَدائِن (5) ؛ خرَجَ إِلَى مِصْر، فسمع من اللَّيْث (6) ، فرجعَ إِلَى المَدائِن، فَسَمِعُوا منه الناسُ (7) ،   (1) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (1/319) ، والعيني في "عمدة القاري" (5/295) . (2) قال الزركشي في "نكته" (1/129) : «يجوز في "راهويه" فتح الهاء والواو وإسكان الياء، ويجوزُ ضمُّ الهاء وإسكان الواو وفتح الياء؛ وهذا الثاني هو المختار. وعن الحافظ جمال الدين المِزِّي أنّه قال: غالبُ ما عند المحدِّثين (فَعْلُوْيَهْ) - بضم ما قبل الواو- إلاَّ «رَاهَوَيْهِ» ، فالأغلب فيه عندهم فتح ما قبل الواو. وانظر: "الأنساب" (3/37) ، و"سير أعلام النبلاء" (11/358) ، و"تدريب الراوي" (1/338) . أمّا معناه: فقد قال الزركشيُّ (1/131) : «واعلم أنَّ (راهويه) لقَبٌ لجده، وسمِّي بذلك؛ لأنه وُلِدَ في الطريق، والرَّهْوُ: الطريقُ، وكان أبوه يكره أن يسمَّى به» . وانظر: "تهذيب الكمال" (1/176) . (3) هو: عبد الرحمن بن هرمز. (4) في (ك) : «بن» بدل: «أن» . (5) في (ت) و (ك) : «وكان المدائني» . (6) قوله: «من اللَّيث» سقط من (ك) . (7) كذا في جميع النسخ، ووردتْ في "نصب الراية" على الجادة: «فَسَمِعَ منه الناسُ» ، وما في النسخ صحيحٌ في العربية؛ جاء على لغة طيِّئ وأزد شَنُوءة وبني الحارث بن كَعْب؛ في إلحاق الألف أو الواو أو النون بالفعل المسند إلى اسم ظاهر مثنًّى أو مجموع مذكر أو مؤنث، على أنها حروفٌ دالة على التثنية أو الجمع، لا ضمائر؛ قال سيبويه: «واعلم أنَّ مِن العرب مَنْ يقول: ضَرَبُونِي قَوْمُكَ، وضرباني أخواك؛ فشبَّهوا هذه بالتاء التي يُظْهِرونها في: «قالتْ فلانةُ» ، وكأنهم أرادوا أن يجعلوا للجمع علامةً كما جعلوا للمؤنَّث؛ وهي قليلة» اهـ. وقد عُرِفَتْ هذه اللغةُ بلغة «أكلوني البراغيثُ» ، ويسمِّيها ابنُ مالك لغةَ «يتعاقبون فيكم ملائكةٌ» . ولغة جمهور العرب: ضربني قومُك، وضربني أخواك. وقد اختلف العلماء في هذه اللغة؛ فمنهم مَنْ عدَّها لغةً حسنة وفاشية - وهو الراجحُ مِنْ حيثُ الدليلُ - = = ومنهم مَنْ عدَّها لغة شاذة وقليلة. قال أبو حيان في "ارتشاف الضرب" (2/738-739) : «وهذه اللغةُ عند جمهور النحويين ضعيفةٌ، وكثرةُ ورودِ ذلك يدلُّ على أنَّها ليستْ ضعيفةً» . اهـ. وقواها كذلك غير واحد من العلماء. ولهذه اللغة شواهدُ كثيرةٌ جدًّا: من القرآنِ، والحديثِ الصحيحِ، وشِعْرِ العَرَبِ المُحْتَجِّ بكلامهم الثابتِ النسبةِ إليهم؛ مما يَدُلُّ على أنَّ هذه اللغةَ ليستْ مهجورةً ولا بعيدةً عن الفصاحة؛ فمن القرآن: قوله تعالى: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} [الأنبياء: 3] ، وقولُهُ تعالى: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} [المائدة: 71] . ومن الحديث: «كُنَّ نساءُ المؤمناتِ يَشْهَدْنَ مع رسول الله صلاةَ الفجر» "البخاري" (578) ، ونحو: «ويَعْتَزِلْنَ الحُيَّضُ المصلَّى» "البخاري" (974) ، ونحو: «يتعاقبون فيكم ملائكةٌ» "البخاري" (555) ، ونحو: «قد كُنَّ نساءُ رسولِ الله يَحِضْنَ» "مسلم" (335) ، ونحو: «ذَكَرْنَ أزواجُ النبيِّ كنيسةً رأينها بأرضِ الحبشةِ» "مسلم" (528) ، وغير ذلك الكثير؛ وانظر على سبيل المثال: "صحيح البخاري" (7429، 7486) ، و"صحيح مسلم" (37، 632، 885، 2029، 2448) ، و"موطأ الإمام مالك " (1/170رقم 82) ، و"مسند الإمام أحمد" (3/303 رقم 14247) ، (6/27 رقم 23991) ، (6/150 رقم 25174) ، و"سنن أبي داود" (736) ، و"سنن النَّسَائي" (485، 3946) ، وغيرها، وكثيرٌ من قواعدِ العربية ثَبَتَتْ بأقلَّ وأضعفَ من تلك الشواهد. وانظر: "البحر المحيط" (6/296) ، و"المفهم" (6/334) ، و"شرح النووي على مسلم" (1/376) ، (2/7) ، و"فتح الباري" لابن حجر (1/420، 424) ، (2/34) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص 85-86، 102-103) ، و"شواهد التوضيح" (ص 246-248) ، و"كتاب سيبويه" (2/40) ، و"ارتشاف الضَّرَب" (2/793) ، و"شرح المفصل" (3/87-89) ، و"أوضح المسالك" (2/88-96/ حاشية الشيخ محيي الدين عبد الحميد) ، و"عقود الزبرجد" (1/213، 291) ، (3/29-30) ، و"السير الحثيث" لمحمود فجال (1/157-167) . وانظر بحثًا في هذه اللغة للدكتور محمد أحمد الدالي بمجلة مجمع اللغة العربية بدمشق مج 68، ج 3، سنة 1991م. الحديث: 410 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 332 فكان يُوصِّلُ المراسيلَ (1) ، ويَضَعُ لَهَا أسانيدَ. فخرَجَ رجلٌ من أهل الحديث إِلَى مِصْرَ فِي تجارةٍ، فكَتَبَ كُتُبَ اللَّيْثِ هناك، وَكَانَ يُقال لَهُ: محمَّد (2) بْن حمَّاد الكَذُو (3) - يعني: القرع - ثُمَّ جاء بِهَا إِلَى بغداد، فعارضُوا بتلك الأحاديثِ؛ فبانَ لَهم أنَّ أحاديثَ (4) خالد مُفْتَعَلَة (5) .   (1) كذا وقع في النسخ هنا: «يوصِّل المراسيلَ» ، ويقرأ بتثقيل الصاد؛ انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (163) . (2) كذا في جميع النسخ، وفي "الجرح والتعديل" (3/347) ذكر أن اسمه: أحمد. (3) كذا في جميع النسخ، وكذا ضبطه في (ت) بفتح الكاف وضم الذال، وفي "الجرح والتعديل": «الكذوا» ، ولم نقف له على ترجمة لضبط اسمه، ويبدو أن الزيلعيَّ والعينيَّ استشكلاه، فلم يذكرا اسمه عند نقلهما لهذه المسألة. وفي شيوخ الإسماعيلي: محمد بن حماد بن فضالة القريعي، لكنه متأخر عن هذا، والله أعلم. انظر "معجم شيوخ الإسماعيلي " (1/478) . (4) في (أ) و (ش) : «حديث» . (5) المستنكر في هذا الحديث هو: الجمعُ بين دعاءَي الاستفتاح «سبحانك اللَّهم ... » و «وَجهت وجهي ... » وسوقُهُمَا في مساق واحد، وقد روى مسلم في "صحيحه" (771) من طريق الماجشون، عن الأعرج، عن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ؛ أن النبي (ص) كان إذا قام إلى الصلاة قال: «وجَّهْتُ وجهي ... » الحديث. وروى الدارقطني في "سننه" (1/299) من طريق عمر ابن شيبة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عُمَرَ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إذا كبَّر للصلاة قال: سبحانك اللهم وبحمدك ... » الحديث. قال الدارقطني: «والمحفوظ عن عمر من قوله» . وقال الحاكم في "المستدرك" (1/235) : «وقد أُسْنِدَ هذا الحديثُ عن عمر ولا يصح» . وانظر "صحيح مسلم" (399) ، و"غرر الفوائد المجموعة" (ص 367/مكتبة المعارف) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 334 411 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلال، عَنْ عِياض بن عبد الله بْنِ سَعْدٍ (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْريِّ؛ قَالَ: خَطَبَنا رسولُ اللَّهِ (ص) يَوْمًا فَقَرأَ: {ص} فسَجَدَ، وسَجَدْنَا مَعَهُ، [وقرأَهَا] (4) مَرَّةً أُخْرَى، وتهيَّأنا للسُّجُود ... (5) ؟ فَقَالَ أَبِي: كنتُ أظنُّ أنَّ هَذَا حديثٌ غريبٌ، حَتَّى رأيتُ مِنْ روايةِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَل، عَنْ إسحاق بن أبي   (1) وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «سجدة ص» . (2) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1507 و1595) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1455 و1795) ، وابن حبان في "صحيحه" (2799) ، والدارقطني في "السنن" (1/408) ، والحاكم في"المستدرك" (1/284) ، وعنه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (3/252) . (3) في (أ) و (ش) : «سعيد» ، وانظر "تهذيب الكمال" (22/567) . (4) المثبت من (ش) ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «وقرأه» ، وهي ضمن السقط الذي في (ف) . (5) تتمته: « ... فلما رآنا قال: «إنما هي توبة نبي، ولكني أراكم قد استعددتم للسجود» ، فنزل وسجد وسجدنا» . (6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه ابن وهب في "جامعه" (المطبوع باسم الموطأ) (365/رواية بحر بن نصر) عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي السرح، عن أبي سعيد الخدري، به. كذا بإسقاط: «إسحاق بن أبي فروة» . وأخرجه أبو داود في"سننه" (1410) من طريق أحمد ابن صالح، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/361) ، وفي "شرح المشكل" (2802) من طريق يونس ابن عبد الأعلى، وابن حبان في "صحيحه" (2765) من طريق حرملة بن يحيى، والحاكم في"المستدرك" (2/431) من طريق بحر بن نصر، والطحاوي في "شرح المشكل" (2803) من طريق حجاج بن إبراهيم، خمستهم عن ابن وهب، به بمثله. وقال ابن خزيمة (2/354) : «باب النزول عن المنبر للسجود إذا قرأ الخاطب السَّجدة على المنبر إن صح الخبر؛ فإن في القلب من هذا الإسناد؛ لأن بعض أصحاب ابن وَهْب أدخل بين ابن أبي هلال وبين عياض بن عبد الله في هذا الخبر إسحاقَ بن عبد الله بن أبي فروة؛ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب عَنْ عَمْرِو بن الحارث، ولست أرى الرواية عن ابن أبي فروة هذا» . ثم أخرجه (3/148 رقم1795) من طريق خالد بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي هلال، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد، به، ثم قال: «أدخل بعض أَصْحَابِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، في هذ الإسناد إسحاق بن عبد الله [بن] أبي فروة بين سعيد بن أبي هلال وبين عياض. وإسحاق ممن لا يحتج أصحابنا بحديثه، وأحسب أنه غَلِط في إدخاله إسحاق ابن عبد الله في هذا الإسناد» . الحديث: 411 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 335 فَرْوَةَ (1) ، عن عِياض بن عبد الله، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . 412 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيْثُ (3) ، عن عبد الله بن   (1) في (ك) : «بزوة» . (2) نقل حكم أبي حاتم على الحديثين الزيلعي في "نصب الراية" (2/324) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/335/مخطوط) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/113) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/387) ، و"الدراية" (1/246) . (3) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (161) ، والنَّجَّادُ في "مسند عمر بن الخطاب" (71 و72) . وعلَّقها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (347) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث به إلا الليث، عن عبد الله بن عمر» . وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (747) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (2/250) من طريق أبي صالح عبد الله بن صالح، عن الليث، حدثني نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عمر .... فذكره هكذا بإسقاط عبد الله بن عمر من إسناده. وقد نبّه على ذلك الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (1/387) فقال: «وفي سند ابن ماجه عبد الله بن صالح، وعبد الله بن عمر العمري المذكور في سنده ضعيف أيضًا. ووقع في بعض النسخ بسقوط عبد الله بن عمر بين الليث ونافع، فصار ظاهره الصحة» . اهـ. الحديث: 412 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 336 عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمر، عَنْ عُمر (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى أنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ فِي سَبْعِ مَواطِنَ (2) : مَعَاطِنِ الإِبل، وقارِعَةِ الطَّرِيقِ، والمَجْزَرَةِ، والمَزْبَلَةِ، والمَقْبَرَةِ ... (3) . قلتُ: وَرَوَاهُ زَيْدُ بْنُ جَبِيرةَ (4) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَينٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمر، عَنْ النبيِّ (ص) ؟   (1) قوله: «عن عمر» سقط من (أ) و (ش) . (2) كذا في جميع النسخ؛ ومثلُهُ في بعض مصادر التخريج، وكانت الجادَّة أنْ يقال: «سبعة مواطن» كما في أغلب المصادر؛ لأن الأعداد من الثلاثة إلى التسعة تخالف معدودها تذكيرًا وتأنيثًا بالنظر إلى مفرد المعدود، و «الموطن» مذكر. لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ، وله وجهان في العربية: الأول: حمل «المواطن» على معنى «البُقَع» ؛ كأنَّه قال: «في سَبْعِ بُقَع» ، وهذا من الحمل على المعنى = = بتأنيث المذكَّر، وانظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (81) . والثاني: أنه اعتَبَرَ في المعدود حال الجمع، وهو هنا التأنيث، فإنه يقال: هذه مواطن، وقد أوضحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (252) . (3) وبقية الحديث: «والحمَّام، وفوق ظهر بيت الله تعالى» . (4) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (765/المنتخب) ، والترمذي في "جامعه" (346-347) ، وابن ماجه في "سننه" (746) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (1/383) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (2/249-250) ، والروياني في "مسنده" (1431) ، وابن عدي في "الكامل" (3/202-203) ، والبيهقي في "المعرفة" (3/262) ، والخطيب في "تالي التلخيص" (314) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 337 قَالَ: جَمِيعا واهِيَيْنِ (1) (2) . 413 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (4) ؛ قال:   (1) كذا في جميع النسخ والجادَّة: «واهيان» ؛ لأنه خبرٌ لمبتدأ محذوف، والتقدير: «قال: هما جميعًا واهيان» ؛ لكنَّ ما وقع في النسخ مُتَّجِهٌ في العربية، وجهان ذكرناهما في التعليق على نحوه في المسألة رقم (25) ، وانظر المسألة رقم (759) . وقد وقعتْ هذه العبارة على الجادَّة لغةً عند من نقلها عن أبي حاتم؛ وانظر التعليق أول المسألة. (2) قال الترمذي في الموضع السابق: «وحديث ابن عمر إسناده ليس بذاك القوي، وقد تُكُلِّم في زيد بن جَبيرة من قِبَل حفظه ... ، وقد روى الليث هذا الحديث عن عبد الله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عن النبي (ص) مثله، وحديث داود عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) ؛ أشبه وأصحُّ من حديث الليث ابن سعد. وعبد الله بن عمر العُمَري ضعَّفه بعض أهل الحديث من قِبَل حفظه؛ منهم: يحيى بن سعيد القطان» . وقال ابن عدي في "الكامل" (3/203) : «غير محفوظ؛ يرويه عن داود: زيد بن جَبيرة» . وقال السَّاجي - كما في "تهذيب التهذيب" (1/660) -: «حدث داود ابن الحصين بحديث منكر جدًّا» . قال الحافظ ابن حجر: «يعني: حديث النهي عن الصَّلاة في سبعة مواطن» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (5/225- 226) : «وهذا حديث انفرد به زيد بن جبيرة، وأنكروه عليه، ولا يعرف هذا الحديث مسندًا إلا من رواية يحيى بن أيوب، عن زيد بن جبيرة، وقد كتب الليث بن سعد إلى عبد الله ابن نافع مولى ابن عمر يسأله عن هذا الحديث؟ فكتب إليه عبد الله بن نافع: لا أعلم من حدَّث بهذا عن نافع إلا قد قال عليه الباطل، ذكره الحلواني عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن الليث؛ فصح بهذا وشبهه أن الحديث منكر، لا يجوز أن يحتج عند أهل العلم بمثله» . وانظر "النكت الظراف" لابن حجر (7660/تحفة الأشراف) . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (757) . (4) هو: عبد الله. الحديث: 413 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 338 أخبرني عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بنِ الصُّبْح، عَنْ مُقاتِل (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه؛ قال: رأيتُ النبيَّ (ص) فِي السَّفَرِ صَائِمًا ومُفْطِرًا، ورأيتُهُ يصلِّي حافِيًا ومُنْتَعِلاً، ورأيتُه يشربُ قَائِمًا وقاعِدًا، ورأيتُهُ يَنْفَتِلُ (2) عَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ؟ قَالَ أَبِي: مُقاتِلٌ هَذَا هُوَ عِندي: ابنُ سُلَيمان. 414 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة (4) ،   (1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (1512 و4490) عنه، به. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/480) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (7859) ، وأحمد في "المسند" (2/174 و179 و206 و215 رقم 6627 و6679 و6928 و7021) ، وأبو داود في "سننه" (653) ، والترمذي في "جامعه" (1883) ، وابن ماجه في "سننه" (931 و1038) ، وابن عدي في "الكامل" (5/181) ، والفريابي في "الصيام" (119) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (144) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (570) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/431) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/280) من طريق حسين المعلم، وأحمد (2/178 و190 رقم 6660 و6783) من طريق مطر الوراق وحجاج بن أرطاة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/127) من طريق عثمان بن عبد الرحمن، جميعهم عن عمرو بن شعيب، به. (2) انفتل من صلاته: انصرف. "لسان العرب" (11/514) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/27) . (3) نقل بعض هذا النص ابن رجب في "فتح الباري" (5/209) . وفي هامش النسخة (أ) كتب عند هذه المسألة بخط مغاير ما نصه: «تسليمة» . (4) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (296) ، وابن خزيمه في "صحيحه" (729) ، وابن حبان في "صحيحه" (1995) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/270) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/272) ، وابن عدي في "الكامل" (3/219) ، والدارقطني في "السنن" (1/357) ، والحاكم في "المستدرك" (1/230) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/179) . ورواه ابن ماجه في "سننه" (919) ، وابن عدي في "الكامل" (3/220) ، والطبراني في "الأوسط" (6746) من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد، به. قال الترمذي: «وحديث عائشة لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه. قال محمد بن إسماعيل [يعني البخاري] : زهير بن محمد أهل الشام يروون عنه مناكير، ورواية أهل العراق عنه أشبه وأصح. قال محمد: وقال أحمد ابن حنبل: كأن زهير بن محمد الذي كان وقع عندهم ليس هو الذي يُروى عنه بالعراق، كأنه رجل آخر قلبوا اسمه» . اهـ. قال الطحاوي: «هذا حديث أصله موقوف على عائشة - خ - هكذا رواه الحفاظ، وزهير بن محمد؛ وإن كان ثقة، فإن رواية عمرو بن أبي سلمة عنه تضعف جدًّا» . وقال البيهقي: «تفرد به زهير بن محمد، وروي من وجه آخر عن عائشة موقوفًا» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ... » . فتعقبه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/618) بقوله: «والحاكم يخرج من روايات الشاميين عنه كثيرًا، كالوليد بن مسلم، وعمرو ابن أبي سلمة، ثم يقول: «صحيح على شرطهما» وليس كما قال» . الحديث: 414 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 339 عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُسَلِّم فِي الصَّلاة (1) تَسْلِيمَةً وَاحِدَةً تِلْقاءَ وَجْهِهِ، ويَمِيلُ إِلَى الشِّقِّ الأيمَنِ قَلِيلا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، هُوَ عَنْ (2) عائِشَة موقوفً (3) .   (1) في (ك) : «في صلاة» . (2) قوله: «هو عن» في (ك) : «وعن» . (3) الحديث أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/273) من طريق الوليد بن مسلم، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، موقوفًا. قال الوليد: فقلت لزهير بن محمد: فهل بلغك عن رسول الله (ص) فيه شيء؟ قال: نعم؛ أخبرني يحيى بن سعيد الأنصاري أن رسول الله (ص) كان يسلم تسليمة. قال العقيلي: «ورواية الوليد أولى» أي: أولى من حَدِيث عَمْرو بْن أَبِي سَلَمَة السابق. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (730) من طريق وهيب، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/179) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد، كلاهما عن عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، موقوفًا. ورواه ابن خزيمة (731) من طريق وهيب، عن هشام ابن عروة، عن أبيه من فعله. وصحَّح الدارقطني في "العلل" (5/41/ب) وقفه وقال: «ومن رفعه فقد وهم» ، ورجَّح الوقف البزار أيضًا كما في "التلخيص الحبير" (1/486) . وقال الإمام أحمد: «لا نعرف عن النبي (ص) في التسليمة الواحدة إلا حديثًا مرسلاً لابن شهاب الزهري، عن النبي (ص) » . انظر "فتح الباري" لابن رجب (5/208) . هذا؛ وقوله: «موقوف» في كلام أبي حاتم، يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 340 415 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ، قال: إِنَّ اللهَ   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/89 رقم24587) ، وابن ماجه في "سننه" (995) . ورواه سفيان الثوري، واختلف عنه؛ فرواه ابن حبان في "صحيحه" (2164) من طريق عبد الرحمن بن عمر بن رسته، عن حسين بْنُ حَفْصٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ هشام ابن عروة، به. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/103) من طريق أسيد بن عاصم، عن حسين بْنُ حَفْصٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أسامة بن زيد، عن عبد الله بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به. ورواه أحمد في "مسنده" (6/160 رقم 25270) عن أبي أحمد الزبيري، وعبد بن حميد في "مسنده" (1513/المنتخب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/103) من طريق قبيصة بن عقبة، والبيهقي أيضًا من طريق عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي، ثلاثتهم = = عن الثوري، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عثمان بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به، مرفوعًا. ورواه أبو داود في "سننه" (676) ، وابن ماجه في "سننه" (1005) ، وابن حبان في "صحيحه" (2160) من طريق معاوية بن هشام، عن الثوري، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عثمان بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به، بلفظ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يصلُّون عَلَى ميامن الصفوف» . ورواه أحمد (6/67 رقم 24381) من طريق عبد الله بن الوليد، عن الثوري، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به، بلفظ الجماعة. ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (2470) عن الثوري، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، به بلفظ: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الذي يصلي في الصف الأول» . قال البيهقي: «كذا قال! والمحفوظ بهذا الإسناد عن النبي (ص) : «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصلُّون عَلَى الذين يَصِلون الصفوف» . الحديث: 415 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 341 وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ، وَمَنْ سَدَّ (1) فُرْجَةً رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُرْوَةُ؛ أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَل (2) ، وإسماعيلُ عِنْدَهُ مِنْ هَذَا النَّحوِ مناكيرُ (3) . 416 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى (5) ، عن بَقِيَّة (6) ، عن محمد ابن عَجْلان، عَنْ صالحٍ مَولى التَّوْءَمَة، عن أبي   (1) في (ت) : «شد» . (2) انظر"العلل" للدارقطني (5/49/ب) . وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (3) هنا انتهى السقط في النسخة (ف) ، وكان أوله في بداية المسألة رقم (406) . (4) ستأتي هذه المسألة برقم (434) ، من طريق بقية بإسناد آخر. (5) روايته أخرجها أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/339) . ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/212) من طريق مَسْلَمَةَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عجلان، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا. قال العقيلي: «ولا يتابع عليه» أي: مسلمة بن علي. (6) هو: ابن الوليد. الحديث: 416 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 342 هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : خُذُوا زِينَةَ الصَّلاَةِ، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، مَا زينةُ الصَّلاة؟ قَالَ: اِلْبَسُوا نِعَالَكُمْ وَصَلُّوا فِيهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . 417 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَلاءِ الواسِطِي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاءِ الأَيْلِي، عَنْ يُونُسَ بْنِ (3) يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : دَخَلْتُ الجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ فِيهَا جَنَابِذَ (4) مِنْ لُؤْلُؤٍ، تُرَابُها المِسْكُ، قلتُ: لِمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَال: لِلْمُؤَذِّنِينَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ أُمَّتِكَ؟   (1) قال الدارقطني في "العلل" (9/25 رقم1619) : «يرويه بقية، واختُلِف عنه: فرواه ابْنُ مُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ ابن عجلان، عن صالح، عن أبي هريرة، وغيرُه يرويه عن بقية، عن علي القرشي، عن ابن عجلان، عن صالح، عن أبي هريرة، وهو أشبه» . (2) روايته أخرجها أبو يعلى في "معجمه" (54) ، وفي "مسنده الكبير" - كما في "المطالب العالية" (238) ، وابن عدي في "الكامل" (6/271) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1325) . ورواه الشاشي في "مسنده" (1428) من طريق أحمد بن محمد بن غالب، عن محمد بن العلاء، به. قال ابن عدي: «وهذا الإسناد منكر، لا أعلم يرويه عن يونس غير محمد بن العلاء، وعنه محمد بن إبراهيم الشامي» . (3) في (ش) : «عن» بدل: «بن» . (4) الجنابذ: جمع جُنْبُذَة، بالضم، وهي القبة الكبيرة، وما ارتفع من البناء. وهي معرَّب «كَ ُنْبَدة» أو «كَ ُنْبَده» أو «كنبده» - بفتح الباء بالفارسية - وانظر: "مشارق الأنوار" (1/155، 177) ، و"شرح النووي" (2/222) ، و"فتح الباري" (1/463) ، و"النهاية" (1/305) ، و"قصد السبيل" (1/400) ، و"القول الأصيل" (ص76- 77) ، و"معجم المعربات الفارسية في اللغة العربية" (ص60) . الحديث: 417 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 343 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) ، ومحمدُ ابنُ الْعَلاءِ مجهولٌ. 418 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيد ابن هِشَامٍ أَبُو نُعَيم الحَلَبِي (2) ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (3) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: رَأَيتُ النبيَّ (ص) صلَّى خَلْفَ أَبِي بكرٍ فِي ثَوْبٍ واحِدٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ غَلِط فِيهِ عُبَيد ابن هِشَامٍ (4) . 419 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (6) ، عَنِ الأوزاعِيِّ (7) ، عَنْ نَافِعٍ (8) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) :   (1) قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/182) : «غريبٌ جدًّا» . (2) روايته أخرجها الطبراني "الأوسط" (3668) ، و"الصغير" (497) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (21/37 و290) و (51/173) : قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مالك إلا ابن المبارك، تفرَّد به عُبيد بن هشام» . (3) هو: عبد الله. (4) قال الدارقطني في "العلل" (4/77/ب) : «يرويه أَبُو نُعَيْمٍ الْحَلَبِيُّ، عَنِ ابْنِ المبارك، عن مالك، عن محمد ابن المنكدر، عن جابر، ولم يتابع عليه، والصحيح عن مالك: أنه بلغه عن جابر أن النبي (ص) [قال] : «من لم يجد ثوبين فليصلِّ في ثوب واحد» . (5) نقل هذا النص ابن رجب في "فتح الباري" (3/112) ، وأبو زرعة العراقي في "طرح التثريب" (1/180) . (6) هو: ابن مسلم. (7) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (8) روايته أخرجها الإمام مالك في "الموطأ" (1/11 رقم21) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ولم يذكر تفسير الفوات. ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (552) ، ومسلم (626) ، وأبو داود في "سننه" (414) . الحديث: 418 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 344 مَنْ فَاتَتْهُ صَلاَةُ العَصْرِ - وفَواتُها: أَنْ (1) تَدْخُلَ الشَّمْسَ صُفْرَةٌ - فَكَأَنَّمَا (2) وُتِرَ (3) أَهْلَهُ وَمَالَهُ؟ قَالَ أَبِي: التفسيرُ مِنْ قَوْلِ نَافِعٍ (4) . 420 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّبُ بن واضِح (5) ، عن   (1) في (ش) : «وفواتها قبل أن» . (2) في (ك) : «فكأنها» . (3) أي: نُقِصَ. "النهاية في غريب الحديث" (5/147) . (4) روى عبد الرزاق في "المصنف" (2075) من طريق ابن جريج قال: أخبرني نافع، بالحديث. قال ابن جريج: قلت لنافع: حتى تغيب الشمس؟ قال: نعم. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/148 رقم 6358) وقرن معه ابنَ بكر. وروى أبو داود عقب الحديث (415) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أنه قال: وذلك أن ترى ما على الأرض من الشَّمس صفراء. اهـ. قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (3/112) : «وقد فَسَّره الأوزاعي: بفوات وقت الاختيار، بعد أن روى هذا الحديث عن نافع؛ قال الأوزاعيُّ: وذلك أنْ ترى ما على الأرض من الشَّمس مُصفَرًّا» ، ثم ذكر قول أبي حاتم هنا، ثم قال: «وقد تبيَّن أنه من قول الأوزاعيِّ كما سبق» . وقال أبو زرعة العراقي: «وظاهر إيراد أبي داود في "سننه" أن هذا من كلام الأوزاعي، قاله من عند نفسه، لا أنه من الحديث ... ، وكلام القاضي أبي بكر بن العربي يقتضي أنه من كلام ابن عمر؛ فإنه قال: «وقد اختلف عن ابن عمر فيه، فروى الْوَلِيدُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر: «مَنْ فَاتَتْهُ صَلاةُ الْعَصْرِ، وَفَوَاتُهَا أن تدخل الشمس صفرة» وابن جريج يروي عنه أن فوتها غروب الشمس» انتهى. وكيفما كان فليس هذا الكلام مرفوعًا إلى النبي (ص) ، فلا حجَّة فيه» . (5) روايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1392) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (749) . ورواه ابن حبان في "المجروحين" (3/154-155) من طريق أبي همام السكوني، حدثنا بقية، عن أبي إسحاق رجل من أهل الحجاز، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (6641 و6656) من طريق عبيد بن جنَّاد، ثنا بقيَّة، عن عمار أبي إسحاق، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ موسى بن أبي عائشة إلا عمَّار أبو إسحاق، تفرد به بقية» . وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص412) : «وخرَّج الطبراني بإسناد فيه نظر ... » ثم ذكره. ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (201) عن داود بن المحبَّر، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ ربِّه، عن أبي عائشة السعدي، عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة وابن عباس، به، ضمن حديث طويل جدًّا. = ... قال ابن حجر في "المطالب العالية" (245 و1345 و2473) : «هذا موضوع، اختلقه ميسرة بن عبد ربِّه، فقبَّحه الله فيما افترى» . الحديث: 420 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 345 بَقِيَّة بْنِ الوَليد، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَاريِّ (1) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عائِشَة، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو هُرَيْرَةَ؛ قَالا: خَطَبَنا رسولُ اللَّهِ (ص) ، فَقَالَ فِي خُطْبَتِه: مَنْ حَافَظَ عَلَى الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ حَيْثُ كَانَ، وأَيْنَمَا كَانَ؛ أَجَازَ الصِّرَاطَ يَوْمَ القِيَامَةِ كَالبَرْقِ اللاَّمِعِ فِي أَوَّلِ زُمْرَةٍ مِنَ السَّابِقِينَ، وَجَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَوَجْهُهُ كَالقَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَكَانَ لَهُ بِكُلِّ (2) يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ كَأَجْرِ أَلْفِ شَهِيدٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ الحِجازي، وَهُوَ عِنْدِي: إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى (3) .   (1) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. (2) قوله: «بكل» سقط من (ف) . (3) قال الدارقطني في "العلل" (8/30 رقم1392) : «يرويه بقية، واختُلِف عنه: فرواه المسَّيب بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ أبي سلمة. وقال هشام بن خالد: عن بقية، عن أبي إسحاق الحجازي، عن ابن أبي عائشة، ولم يُسَمِّه، وهو محمد، وهذا أشبه بالصَّواب. ورواه أبو همام وعيسى بن أحمد العسقلاني، عن بقية، عن أبي إسحاق الحجازي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عن أبي سلمة. ومحمد بن أبي عائشة هذا مجهولٌ، ولا يثبت هذا الحديث» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 346 421 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ أَسْباطٍ (2) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو خَالِدٍ الواسِطِي، عَنْ زَيْدِ بْنِ عليٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عَنْ عَلِيٍّ؛ قَالَ: صلَّى بنا رسولُ الله (ص) صلاةَ الفَجْرِ يَوْمًا بِغَلَسٍ (3) ، وَكَانَ مِمَّا (4) يُغَلِّسُ ويُسْفِرُ، فلمَّا قَضى الصَّلاةَ التَفَتَ (5) إِلينا، فقال: أَفِيكُمْ (6) أَحَدٌ رَأَى اللَّيْلَةَ رُؤْيَا؟ فَقُلْنَا: لا، يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَلَكِنِّي رَأَيْتُ مَلَكَيْنِ أَتَيَانِي، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ (7) ، فَانْطَلَقَا بِي إِلَى السَّمَاءِ، فَمَرَرْتُ عَلَى مَلَكٍ وأَمَامَهُ (8) آدَمِيٌّ (9) ، وَبِيَدِ المَلَكِ صَخْرَة   (1) نقل قول أبي حاتم ابنُ رجب في "فتح الباري" (3/237) . (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/123-124) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/451) . ورواه ابن عساكر (19/454) من طريق الحسن بن حماد البجلي عن أبي خالد الواسطي، به. (3) في "فتح الباري" (12/441) : «فجلس» بدل «بغَلَس» . (4) كذا في جميع النسخ، و"تاريخ دمشق"؛ وذكر الحديثَ بطوله السيوطي في "الدر المنثور" (13/461- أول سورة الفتح) ، نقلاً عن ابن عساكر، ووقعَتْ هذه الكلمة بلفظ «مما» في أكثر الأصول الخطيَّة لكتاب "الدر". (5) قوله: «التفت» سقط من (ك) . (6) في (ت) و (ف) و (ك) : «فيكم» ، والمثبت من بقية النسخ ومصادر التخريج. (7) الضَّبْع - بسكون الباء -: العَضُد، وقيل: ما بين الإبط إلى نصف العضد، وقيل: هو وسط العضد، قال ابن الأثير: ويقال للإبْط: الضَّبْع؛ للمجاورة. انظر: "مشارق الأنوار" (2/55) ، و"النهاية" (3/73) . (8) في (ت) و (ك) : «وأما» . (9) في (ك) : «أوفى» . الحديث: 421 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 347 ٌ يَضْرِبُ بِهَا هَامَةَ الآدَمِيِّ، فَيَقَعُ دِمَاغُهُ جَانِبًا، وَتَقَعُ الصَّخْرَةُ جَانِبًا، قلتُ (1) : مَنْ هذَا؟ فَقَالا (2) لِيَ: امْضِهْ (3) . فَمَضَيْتُ، فَإِذَا أَنَا بِمَلَكٍ وأَمَامَهُ آدَمِيٌّ، وَبِيَدِ المَلَكِ كَلُّوبٌ (4) مِنْ حَدِيدٍ يَضَعُهُ فِي شِدْقِهِ الأَيْمَنِ فَيَشُقُّهُ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ بَطُولِهِ فِي وَرَقةٍ؟ قَالَ أَبِي: أَبُو خَالِدٍ: عمرُو بْنُ خَالِدٍ الواسِطِي، وهو (5) ضعيفُ الحديث جِدًّا (6) .   (1) في (ف) : «فقلت» . (2) في (ف) : «فقال» .. (3) قولهما: «امْضِهْ» فعل أمر معتلٌّ زيدت فيه هاء السكت، وهي هاءٌ ساكنةٌ تزاد للوقف عليها، وقد تثبت في الوصل إجراءً للوصل مجرى الوقف، ودخولُ هاء السكت على الفعل يكون واجبًا إذا كان الفعل على حرف واحد، نحو: «عِهْ» ، و «قِهْ» ونحوهما، فإنْ جاء على حرفين فأكثر - كما جاء هنا - كان دخول الهاء جائزًا؛ وتدخلُ كلَّ فعل معتل جاء مجزومًا في المضارع او مبنيًّا في الأمر، ومنه قول جبريل _ج للنبي (ص) : «قُمْ فَصَلِّهْ» . وانظر: "المفصَّل" للزمخشري (ص434- 435) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص117) ، و"أوضح المسالك" (4/313- 316) ، و"همع الهوامع" (3/439- 441) . (4) الكَلُّوب: حديدة معقوفة الرأس، يعلَّق فيها اللحم، وتُرْسَلُ في التَّنُّور، وهو أيضًا خشبة في رأسها عقافة من حديد، ويقال له أيضًا: الكُلاَّب، والجمع: = = الكلاليب. انظر: "مشارق الأنوار" (1/340) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (3/21) ، و"النهاية" (4/195) ، و"المصباح المنير" (2/537) . (5) في (ت) و (ك) : «هو» بلا واو. (6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «ولعمرو بن خالد غيرُ ما ذكر من الحديث، وعامَّة ما يرويه موضوعات» . والحديث عزاه ابن حجر في "فتح الباري" (12/441) لابن أبي حاتم وقال: «والراوي له عن زيد ضعيف» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 348 422 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن الخَليل (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ القاسِم بن عبد الرحمن (2) ، عَنْ فَضَالةَ بنِ عُبَيد وتميمٍ الدَّارِيِّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَرَأَ عَشْرَ آيَاتٍ فِي لَيْلَةٍ كُتِبَ مِنَ المُصَلِّينَ، وَلَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلِينَ، وَمَنْ قَرَأَ خَمْسِينَ آيَةً كُتِبَ مِنَ الحَافِظِينَ، وَمَنْ قَرَأَ مِئَةَ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ القَانِتِينَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ بطولِه؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ عَنْ تَمِيمٍ وفَضَالةَ (3) . 423 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنْ ثَعْلَبَة بْنِ مُسْلِمٍ الخَثْعَميِّ، عَن نافع: سألتُ عائِشةَ عَن ركعَتَين بعد العَصْر ... ؟ فقلتُ لأَبِي: مَنْ نافعٌ هَذَا؟ قَالَ: هو مولى ابن عمر.   (1) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/167) . ورواه سعيد بن منصور في "التفسير من سننه" (23) عن إسماعيل بن عياش، به. وانظر تتمة تخريج الحديث في حاشية المحقق عليه. (2) في (ت) و (ك) : «القاسم أبي عبد الرحمن» ، وهي في (ف) محتملة لهما. وكلاهما صحيح، فهو: أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي. (3) روى هذا الحديث موقوفًا الدارمي في "مسنده" (3486 و3490 و3495 و3505) من طريق يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ تميم وفضالة، به. الحديث: 422 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 349 424 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْل بْنِ أَبِي حَثْمةَ، عَنِ خَوَّات بْن جُبَير؛ قَالَ: السُّنَّةُ فِي صَلاة الخَوْفِ ... فذكر الحديثَ بِطُولِه؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مقلوبٌ؛ جعَلَ إسنادَيْنِ فِي إسناد (1) . 425 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مُسْلِمٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبدِاللهِ بنِ مالكٍ ابنِ بُحَيْنَةَ (3) : أنَّ رسولَ الله (ص) مرَّ وابنُ القِشْبِ (4) يصلِّي - وَقَدْ أقيمَتِ الصَّلاة - فَقَالَ: يَا ابْنَ القِشْبِ، أَتُصَلِّي الصُّبْحَ أرْبَعًا؟! ... ؟ قَالَ أَبِي (5) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: جعفرٌ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (6) ، وَلَيْسَ لابْنِ بُحَيْنَةَ أصلٌ (7) .   (1) راجع المسألة رقم (209) و (352) . (2) لم نقف على روايته، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/346 رقم 22934) ، وأبو يعلى في "مسنده" (915) والطحاوي في "شرح المشكل" (4116) من طريق ابن جريج، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/482) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما عن جعفر بن محمد، به. (3) قال ابن حجر في "فتح الباري" (2/150) : «وحكى ابن عبد البر اختلافًا في بحينة؛ هل هي أم عبد الله، أو أم مالك؟ والصواب: أنها أم عبد الله كما تقدَّم؛ فينبغي أن يكتب ابن بحينة بزيادة ألِف، ويعرب إعراب عبد الله، كما في عبد الله بن أبيٍّ ابن سلول، ومحمد بن عليٍّ ابن الحنفية» . (4) ابن القِشْبِ: هو عبدُاللهِ بنُ مالكِ بنِ القِشْب؛ وهو عبدُاللهِ بنُ مالكٍ ابْنُ بُحَيْنة. (5) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (6) كذا «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (7) يعني: من هذا الطريق. والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6430) من طريق حفص بن غياث، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/482) من طريق الثوري، والخطيب في "الموضح" (2/183) من طريق حماد بن عيسى وحاتم بن إسماعيل، أربعتهم عن جعفر، عن أبيه؛ قال: دخل النبيُّ (ص) المسجد، وأخذ بلالٌ في الإقامة، فقام ابن بُحَيْنَة يصلي ركعتين، فضرب النبيُّ (ص) مَنكِبَه وقال: «يا ابن القِشْبِ، تصلِّي الصُّبحَ أربعًا؟!» . وحديث عبد الله ابن بحينة في هذا الباب مُخَرَّج في الصحيحين من غير هذا الطريق؛ فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (663) ، ومسلم (711) ، كلاهما من طريق حفص بن عاصم، عن عبد الله ابن بحينة، به. الحديث: 424 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 350 426 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن بَكَّار (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِير، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَن (2) ، عَنْ حُرَيْث بْنِ قَبِيصةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قال: أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ (3) الرَّجُلُ صَلاتُهُ؛ فَإِنْ صَلَحَتْ صَلَحَ سَائِرُ عَمَلِهِ، وَإِنْ فَسَدَتْ (4) فَسَدَ سَائِرُ   (1) لم نقف على روايته والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (2673) من طريق عبد الحميد بن بكار السلمي، عن سعيد بن بشير، به. ومن طريق الطبراني رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (20/277) . ورواه الترمذي في "جامعه" (413) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (185) ، والنسائي في "سننه" (465) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2553) من طريق هَمَّام بْن يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، به. قال الترمذي: «حديث أبي هريرة حديث حسن غريبٌ من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَقَدْ رَوَى بعض أصحاب الحسن عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حريث غير هذا الحديث، والمشهور هو: قبيصة بن حريث، وروي عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) نحو هذا» . (2) هو: البصري. (3) قوله: «عليه» من (ف) فقط. (4) في (أ) و (ش) : «فسد» . الحديث: 426 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 351 عَمَلِهِ، ثُمَّ يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ نَافِلَةٍ؟ فَإِنْ كَانَتْ لَهُ نَافِلَةٌ (1) ، أُتِمَّتْ بِهَا الفَرِيضَةُ، ثُمَّ الفَرَائِضُ كَذَلِكَ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ أَبَانُ العَطَّارُ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عن الحَسَن، عن أَنَسِ ابْنِ حَكِيمٍ؛ قَالَ: قَدِمْتُ المدينةَ، فَذَكَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وَرَوَاهُ حُمَيد (5) ، عَنِ الحَسَن، عَن رَجُل مِنْ بَنِي سَلِيطٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .   (1) قوله: «فإن كانت له نافلة» سقط من (ك) . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (36036) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/33) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/211 رقم181) ، والبيهقي في "الشعب" (3016) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/82) . ورواه أحمد في "مسنده" (2/425 رقم 9494) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/34) ، وأبو داود في "السنن" (864) ، والحاكم في "المستدرك" (1/262) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/254) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/386) من طريق إسماعيل بن عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عن الحسن، به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/33- 34) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن يونس، عن الحسن، به، موقوفًا. (3) هنا ينتهي النص في (ك) . (4) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ» . (5) هُوَ: ابْنُ أبي حميد الطويل. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/103 رقم16954) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/34) ، وأبو داود في "سننه" (865) ، وابن ماجه في "سننه" (1426) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/215 رقم187) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 352 وَرَوَاهُ شَرِيكٌ (1) ، عَن إِسْمَاعِيلَ (2) ، عَنِ الحَسَن، عَنْ صَعْصَعةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَن ذَلِكَ؟ فَقَالَ: الصَّحيحُ: عَنِ الحَسَن، عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيم، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (3) . 427 - وسألتُ (4) أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ حَبِيب بْنِ الشَّهِيد، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: صلَّى بنا رسولُ الله (ص) فِي جُبَّةٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غيرُها، وصلَّى بِنَا فِي مُسْتُقَةٍ (6) لَيْسَ عليه غيرُها؟   (1) من قوله: «عَن رَجُل مِنْ بَنِي سُلَيْطٍ ... » إلى هنا، سقط من (ت) . وشريك هذا هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (2) هو: ابن مسلم المكِّي. وروايته أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (ص320 رقم915) وفي "مسنده" (40) . ومن طريق ابن المبارك: أخرجه المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1/212 رقم183) . (3) أطال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/33-34) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، وفي آخره قال: «ولا يصح سماع الحسن من أبي هريرة في هذا» . وذكر الدارقطني في "العلل" (8/244) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وأشبهها بالصواب قول من قال: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ حكيم، عن أبي هريرة» . وانظر "الضعفاء" للعقيلي (3/132) ، و"تهذيب التهذيب" (1/189/ترجمة أنس بن حكيم) . (4) في (ك) : «سأل» . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه «الثوب الواحد» . (5) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (6) المُسْتُقة: بضم الميم والتاء - وتفتح التاء - وسكون السين المهملة، وهي: الفرو الطويل الكُمَّيْنِ، والجمع مساتق، وهي تعريب «مشته» أو «مشتي» بالفارسية. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/283-284) ، (5/268) ، و"الفائق" (3/367) ، و"المعرَّب" (ص573- 574) ، و"النهاية" (4/326) . الحديث: 427 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 353 قَالَ أَبِي: روى (1) حمَّاد بْن سَلَمة (2) هَذَا الحديثَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهيد، عَنِ الحَسَن، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: محمدٌ هَذَا مَنْ هُوَ؟ قَالَ: شيخٌ بصريٌّ (3) . 428 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد ابن عَوْف؛ قَالَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ مالك، عن البراء،   (1) في (ف) : «وروى» . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/262 رقم 13761 و13763) ، والترمذي في "الشمائل" (58) ، والبزار في "مسنده" (593/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2785) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/381) ، وابن حبان في "صحيحه" (2335) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (297) . ومن طريق أحمد وأبي يعلى رواه الضياء في "المختارة" (5/220 و221) . قال البزار: «تفرد به أنس، ولا روى حبيب عن الحسن إلا هذا، ولا رواه عنه إلا حماد» . (3) ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/127 رقم571) محمدَ بن يزيد البصري نزيل الشام، وذكر أنه روى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ والعلاء بن عبد الرحمن، وروى عنه مُحَمَّدِ بْنِ شعيب بْن شابور والوليد بن مزيد، وقال: «سألت أبي عنه؟ فقال: هذا شيخ بصري مَجْهُولٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عنه غير مُحَمَّدِ بْنِ شعيب بْن شابور والوليد بن مزيد» . اهـ. فالظاهر أنه هو، ويبقى النظر في قول أبي حاتم: «لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ غير مُحَمَّدِ بْنِ شعيب بْن شابور والوليد بن مزيد» ، مع أنه رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ في هذه المسألة! الحديث: 428 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 354 عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، فَقَرَأَ - وَهُوَ مُسْتَقْبِلُ القِبْلَةِ، لاَ يَشْغَلُهُ شَيْءٌ - مِئَةَ مَرَّةٍ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ؛ رُفِعَ لَهُ يَوْمَئِذٍ مِثْلُ عَمَلِ سَبْعِينَ نَبِيًّا، وَكُلَّمَا قَال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ؛ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُ سَنَةٍ. قَالَ الْبَرَاءُ: وَأَنَا أزيدُ مِنْ عِنْدِي: الحمدُ لِلَّهِ، وسبحانَ اللَّه (1) ، وَلا إِلَهَ إِلا الله، والله أكبر؛ مِئَةَ مرَّة، وأقولُ: لا حولَ وَلا قوةَ إِلا بِاللَّهِ، أستغفرُ اللَّه، وأصلِّي على النبيِّ (ص) ؛ مِئَةَ مَرَّة، صلَّى اللَّهُ وملائكتُه عَلَى النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 429 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ ابن مسلم (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عن عبد الله (3) بْنِ الصَّامِت، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ قال: جِئْتُ رسولَ الله (ص) وَهُوَ يَتوضَّأ، فحرَّك رأسَهُ كَهَيْئَةِ المتعجِّب، فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَاذَا (4) تعجَبُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يُمِيتُونَ الصَّلاَةَ! ، قَالَ: فقلتُ: وَمَا إِماتَتُهُمْ إيَّاها؟ قَالَ: يُؤَخِّرُونَهَا (5) عَنْ وَقْتِهَا. قلتُ: فَمَا تأمُرُني إنْ أدركتُ ذَلِكَ؟ قَالَ: صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا، وَاجْعَلْ صَلاَتَكَ مَعَهُمْ سُبْحَةً؟   (1) في (أ) : «وسبحان» فقط. (2) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (213) من طريق بقية بن الوليد، عن عبد الرحمن بن ثابت، به. (3) في (ك) : «عبد الرحمن» . (4) المثبت من (ش) ، ورسمت في بقية النسخ: «ما ذى» بالياء. (5) في (ك) : «تؤخرونها» . الحديث: 429 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 355 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) . 430 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمَّد ابن حَرْب، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ المَديني (2) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن كعب، عن عبد الرحمن بْنِ [دارَة] (4) ، عَنْ حُمْران، عَنْ عثمان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ عَبْدٍ تَوَضَّأَ وَأَسْبَغَ الوُضُوءَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاةِ، إلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاةِ الأُخْرَى؟ قَالَ أَبِي: هَذَا غلطٌ؛ لَيْسَ فِي هَذَا (5) الإسنادِ سعيدٌ (6) المَقْبُري؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو مَعْشَر (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن كعب نفسِهِ.   (1) قيَّد أبو حاتم _ح النكارة بهذا الإسناد؛ لأنَّ الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (648) من طريق أبي عمران الجَوْني وأبي العالية البَرَّاء وأبي نعامة، ثلاثتهم عن عبد الله بْنِ الصَّامت، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، به. (2) هو: نَجيح بن عبد الرحمن السِّنْدي. (3) هو: سعيد بن أبي سعيد. (4) في (أ) : «وارة» ، وفي (ش) : «وازة» ، وفي (ف) : «رارة» ، وفي (ت) و (ك) : «درارة» ، والمثبت هو الصَّواب، وهو ابن دارة مولى عثمان ح، واختُلِف في اسمه؛ ففي هذا الإسناد اسمه: عبد الرحمن، وقيل: عبد الله، وقيل: زيد. وتجد تفصيله عند الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/577-578 رقم 1447) . (5) قوله: «هذا» ليس في (أ) و (ش) . (6) في (أ) : «وسعيد» بالواو. (7) روايته أخرجها ابن المبارك في "مسنده" (37) ، وفي "الزهد" (904) ، والصيداوي في "معجم شيوخه" ص (185) ، والبيهقي في "الشعب" (2472) من طريقه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، عن عبد الله بْنِ دَارَةَ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عثمان، به. وأخرجه أحمد في "المسند" (1/61 رقم436) والدارقطني في "سننه" (1/91- 92) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/36) من طريق صفوان بن عيسى، عن محمد بن عبد الله بن أبي مريم؛ قال: دخلت على بن دارة مولى عثمان؛ قال: فسمعني أُمَضمِض، قال: فقال: يا محمد، قال: قلت: لبَّيك! قال: ألا أخبرك عن وضوء رسول الله (ص) ؟ قال: رأيت عثمان وهو بالمقاعد ... فذكر الحديث. واللفظ لأحمد. ووقع في رواية الطحاوي: «زيد بن دارة» . الحديث: 430 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 356 431 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حَيْوَة (1) ، عَنْ شُعَيب بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة بْنِ الزُّبَير؛ قَالَ: كنتُ غلامًا لي ذُؤابَتان (2) ، فقُمْتُ أَرْكَعُ بعد العصر، فبَصُرَ بي عمرُ بنُ الخطَّاب ومعه الدِّرَّة، فلمَّا رأيته (3) فَرَرْتُ منه، فقلتُ: لا أعودُ لا أعودُ (4) !! يا أميرَ الْمُؤْمِنِين، فنهاني عَنْهَا؟ فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبُو الأسود (5) ، عَنْ عُرْوَة، عَن تَميم الدَّارِيِّ: أنَّ عُمَر ضَرَبَه حين صلَّى بعد العصر. قَالَ أَبِي: أُنكِرُ أنْ يكونَ عُرْوَةُ أدرك عُمر؛ فيَحْتَمِلُ أن يكونَ حديثُ شُعَيبٍ وَهَمً (6) .   (1) هو: شُرَيح بن يزيد. وروايته أخرجها يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/364-365) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/246) . (2) في (ت) و (ك) : «روايتان» . (3) في (أ) : «رأيت» . (4) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على «لا أعود» الثانية. (5) في (ك) : «ورواه الأسود» . وأبو الأسود هذا هو: محمد بن عبد الرحمن النَّوفلي المعروف بيتيم عُروَة. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (2/58 رقم 1281) ، و"الأوسط" (8684) وقال: «لا يُروى هذا الحديث عن تميم الداري إلا بهذا الإسناد، تفرد به الليث» . (6) كذا في جميع النسخ بلا ألف بعد الميم، وَيَحْتمل وجهين: = ... الأوَّل: النصب «وَهَمً» خبرًا لـ «يكون» ، وحُذِفَتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني: وجه الرفع «وَهَمٌ» خبرًا للمبتدأ «حديث» ، والجملة الاسمية خبرٌ لـ «يكون» ، واسم «يكون» حينئذٍ: ضميرُ شأنٍ، والتقدير: فَيَحْتمل أن يكونَ هو - أي: الشأن - حديثُ شعيبٍ وَهَمٌ. وانظر لضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) . الحديث: 431 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 357 وسألتُ ابنَ الجُنَيْد (1) - حافِظَ حديثِ الزُّهْريِّ - عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ كما قالَ والدُك (2) . 432 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بن عبد العزيز (4) ، عَنِ الأوزاعيِّ (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن أبي   (1) هو: عَليّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد. (2) قال المزي في "تهذيب الكمال" (20/22) بعد أن ذكر هذا الحديث: «هكذا وقع في هذه الرواية، وهو وهم! والأشبه أن يكون ذلك جرى لأخيه عبد الله بن الزبير، فإنه كان غلامًا في عهد عمر، ويكون اسمه قد سقط على بعض الرواة، والله أعلم» . وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (4/437) ، وقال: «الأشبه أن هذا جرى لأخيه عبد الله، أو جرى له مع عثمان» . وقال في "تاريخ الإسلام" (حوادث سنة 81- 100) ص (425) : «هذا حديثٌ منكر مع نظافة رجاله» . (3) نقل هذه المسألة أبو زرعة العراقي في "طرح التثريب" (2/248) . (4) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (317/ب/أطراف الغرائب) وقال: «قال ابن أبي داود: هذا حديث منكر، تفرَّد به كثير بن عبيد، عن سويد بن عبد العزيز، عن الأوزاعي، عن يحيى» . (5) هو: عبد الرحمن بن عمرو. الحديث: 432 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 358 هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يصلِّي بِالنَّاسِ، فمرَّ أعرابيٌّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فسَبَّحوا بِهِ، فَلَمْ يَأْبَهْ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أعرابيُّ، تَنَحَّ عَنْ قِبْلَةِ رسولِ اللَّهِ (ص) (1) فلمَّا فَرَغَ النبيُّ (ص) قَالَ: مَنِ القَائِلُ هَذَا؟ ، قَالُوا: عُمَرُ؛ قَالَ: يَا لَهُ فِقْهًا! ؟ قال أبي: هذا الحديثُ باطِلٌ، يُشْبِهُ أَنْ يكونَ: يَحْيَى، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَلً (2) . 433- وسألتُ أَبِي عَن حديثَين رواهما عبد السَّلام بن عبد القدُّوس الدمشقي (3) ، عَنِ الأوزاعيِّ (4) ، عَن بلال بْن سَعْدٍ؛ قَالَ: إنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا لم تَنْهَهُ صَلاتُهُ عَن ظُلْمِهِ، فإنما يَزِيدُهُ (5) عندَ اللَّه مَقْتًا، وَكَانَ يتأوَّلُ هذه الآية: {} (6) . والحديثُ الآخر (7) : الأوْزَاعِيّ، عَن بلال؛ قال: كانوا   (1) قوله: «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» لَيْسَ في (ت) و (ك) . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) . (3) روايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (5/223- 224) . (4) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (5) كذا في (أ) و (ت) و (ك) ، ولم تنقط الياء في (ش) و (ف) ، والمراد- والله أعلم-: فإنَّما يزيده ذلك (أي: عدم انتهائِهِ بصلاته عن ظلمه) عند الله مقتًا. (6) الآية (45) من سورة العنكبوت. (7) أخرجه أبو نُعَيْم في "الحلية" (5/223- 224) من طريق عبد السلام بن عبد القدوس، عن الأوزاعي، به. وهي التي ذكرها المصنِّف. وأخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص460) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" في الموضع السابق، من طريق مسكين بن بُكَيْر، عن الأوزاعي، به. (*) ... كذا في النسخ بالباء الموحَّدة - عدا (ف) فإنها لم تنقط فيها- في الموضعين، ووقع في رواية مسكين وفي إحدى الطرق عن عبد السلام بالثاء المثلثة: «يتحاثُّون» ، و «ليتحاثُّونَ» . ومعنى «يتحاثُّون» أي: يَتَحَاضُّونَ، والتَّحَاثُّ: التَّحَاضُّ. انظر: "لسان العرب" (2/130) ، و"تاج العروس" (5/203) . الحديث: 433 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 359 يَتَحابُّون (*) عَلَى الأعمالِ الصَّالحة: الصِّيام، والصَّلاة، والزَّكاة، وإنهم الآن لَيَتَحابُّونَ (*) عَلَى الرَّأي؟ قَالَ أَبِي: هذان الحديثانِ لبلال بْن سَعْدٍ؛ إنَّما هُوَ (1) : عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي (2) كَثِيرٍ؛ وَلَيْسَ هما عَن بلال. 434 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ (4) ؛ قَالَ: حدَّثني عليٌّ القُرَشي؛ قَالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلان، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري (5) ،   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّةُ أنْ يقال: «إنما هما» ، كما يأتي مثلُهُ في قوله: «وليس هما عن بلال» ، ولكنْ يوجَّه ما في النسخ على رجوع الضمير «هو» إلى = = المفهوم من السياق، والمراد: «إنما هو - أي الصحيحُ في الحديثين - ... » ؛ وانظر في رجوع الضمير إلى غير مذكور إذا فُهِمَ من السياق: التعليق على المسألة رقم (400) . (2) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (416) ، بإسناد آخر عن بقيَّة. (4) هو: ابن الوليد ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/184) من طريق بقية، عن علي القرشي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوءَمة، عَنْ أَبِي هريرة، به. وكذا ذكر الدارقطني في "العلل" (1619) رواية بقية عن علي بن عياش. قال ابن عدي: «وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد التي أمليتها يرويها علي بن أبي علي هذا وهو مجهول، يحدث عنه بقية غير ما ذكرت» . (5) هو: سعيد بن أبي سعيد. الحديث: 434 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 360 عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : خُذُوا زِينَةَ الصَّلاةِ؛ قَالُوا: وَمَا زينةُ الصَّلاة؟ قَالَ: اِلْبَسُوا نِعَالَكُمْ؛ فَصَلُّوا فِيهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعليٌّ القُرَشيُّ مجهولٌ (2) . 435 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن حربٍ الأَبْرَشُ، عَنِ الزُّبَيدي (3) ، عَنْ سَعْدِ (4) بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنِّي (5) بَدَنٌ (6) ؛ لا تُبَادِرُونِي بِالرُّكُوعِ والسُّجُودِ؛ فَإِنِّي مَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ حِينَ أَرْكَعُ تُدْرِكُوني بِهِ (7) حِينَ أَرْفَعُ، وَمَا أَسْبِقْكُمْ بِهِ حِينَ أَسْجُدُ فَإِنَّكُمْ تُدْرِكُوني بِهِ حِينَ (8) أَرْفَعُ؟   (1) ضبَّب ناسخ (ت) على قوله: «أبيه» ، ثم هناك محاولة تصويب قبل قوله: «هريرة» ، وكأنها بخط مغاير. ويبدو أن سبب ذلك يرجع إلى أن قوله هنا: «عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ» خطأ، والصواب بدلاً منه: «صالح مولى التَّوءَمة» كما في المسألة (416) ، وهذا الذي ذكره الدارقطني في "العلل" (1619) ، والله أعلم. (2) في (ف) : «مجهول الحديث» . (3) هو: محمد بن الوليد. (4) في (أ) و (ش) : «سعيد» . (5) قوله: «إني» سقط من (ف) . (6) أي: مُسِنٌّ. ووقعت هذه اللفظة بأسانيد أخرى لهذا الحديث: «بدنتُ» ، ورويت بتشديد الدال وفتحها «بَدَّنْتُ» ، وبضمها مع التخفيف «بَدُنْتُ» : والأوَّل: معناه: كَبِرْتُ وأسنَنتُ؛ يقال: بَدَّنَ الرجلُ تبدينًا: إذا أَسَنَّ؛ ومنه: رجلٌ بَدَنٌ: مُسِنٌّ. والثاني: معناه: زيادة الجسم واحتمال اللحم. وكلٌّ مِن كِبَرِ السن واحتمالِ اللحم يثقل البدن ويثبِّط عن الحركة. وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (3/187- 191) ، و"معالم السنن للخطابي" (1/319) ، و"تهذيب اللغة" (14/144) ، و"معجم مقاييس اللغة" (1/211) ، و"النهاية" (1/107) . (7) قوله: «به» سقط من (ت) و (ك) . (8) قوله: «حين» سقط من (أ) . وقوله: «تدركوني» جاء في جميع النسخ بنون واحدة، والأصل: «تدركونني» ؛ إذِ الفعلُ مرفوع، ويَحْتَمِلُ ما في النسخ وجهَيْنِ: الأوَّل: أنْ تشدَّد النون: «تُدْرِكُونِّي» ، والأصل: «تُدْرِكُونَنِي» ، ثم أُدْغِمَتْ نون الرفع في نون الوقاية، فصارتْ نونًا واحدةً مشدَّدة؛ كقوله تعالى: [الزُّمَر: 64] {أَفَغَيْرِ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} . والثاني: أنْ تكون النون خفيفةً: «تُدْرِكُونِي» ، والأصل: «تُدْرِكُونَنِي» بنونَيْن، ثم حذفت إحداهما تخفيفًا؛ على لغة غَطَفَانَ؛ ووورد على هذه اللغة قراءة نافع: {فَبِمَ تُبَشِّرُونِ} [الحِجر: 54] . والوجهان لغتان للعرب في الفعل المضارع المرفوع، إذا اجتمعتْ فيه نون الرفع، ونون الوقاية. وهناك لغة ثالثة - وهي الأصل -: وهي إثبات النونين مِنْ غير إدغامٍ؛ نحو قوله تعالى: [الصَّف: 5] {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمُ} . ومما يخرج على حذف إحدى النونَيْنِ تخفيفًا، أو إدغامِهِمَا في الأخرى؛ من الحديث: قوله: «إنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ ويَقْطَعُونِي» "صحيح مسلم" (2558) ، وقولُ عائشة خ: «وظَنَنْتُ أنَّ القومَ سَيَفْقِدُونِي» "صحيح مسلم" (2770) ، وغير ذلك من الأحاديث. انظر: "الكتاب" لسيبويه (3/519- 520) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص232- 234، 277- 278، 355، 380- 385) ، و"إعراب القرآن" للنحاس (2/383) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (1/51- 53) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان (5/447) ، و"حاشية شرح قطر الندى" لمحيي الدين = = عبد الحميد (ص362) ، و"عقود الزبرجد" للسيوطي (3/115- 116) ، و"لسان العرب" (15/163) . الحديث: 435 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 361 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سعدُ بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن (1) عَوْف، عن النبيِّ (ص) (2) . 436 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن (3) حِمْيَر (4) ، عن معاوية   (1) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (2) يعني: أنه مرسل. (3) قوله: «بن» سقط من (ف) . (4) هو: محمد بن حِمْيَر. الحديث: 436 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 362 بْنِ أَبِي سلاَّم (1) ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنْ طَلْحة السُّحَيْمي (2) ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) قَالَ: لاَ يَنْظُرُ اللهُ إِلَى صَلاَةِ عَبْدٍ لاَ يُقِيمُ صُلْبَهُ فِي رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ (3) ؟ قَالَ أَبِي: أَرَى أَنَّهُ عِكْرِمَة بْنُ عمَّار، وَلَمْ يَلْقَ (4) عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابنِ عَبَّاسٍ. 437 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ حِمْيَر (5) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ   (1) هو: معاوية بن سلاَّم بن أبي سلاَّم، فنُسِب هنا إلى جدِّه. وانظر: "تهذيب الكمال" (12/291) . (2) كذا جاء في هذه الرواية! وقد ذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (5/255) طلحة السحيمي هذا وقال: «صوابه: طلق. قال أبو موسى: ذكره علي بن سعد العسكري في الصحابة، وروى من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ طَلْحَةَ السُّحَيْمِيِّ، عَنْ رسول الله (ص) قَالَ: " لا ينظرُ اللَّه إِلَى صَلاةِ عبدٍ لا يقيمُ صُلبَه في رُكوعِه وسُجودِه ". قلت: هذا الحديث أخرجه أحمد والطبراني في ترجمة طلق بن علي، وهو: السحيمي» . اهـ. والحديث رواه أحمد في "مسنده" (4/22 رقم 16283) من طريق وكيع، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عبد الله بن زيد - أو بدر - عن طلق بن علي الحنفي، به. ورواه الطبراني في "الكبير" (8/338 رقم 8261) من طريق عقيل المقرئ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عبد الله ابن بدر، حدثني عبد الرحمن بن علي، عن طلق بن علي، به. (3) قوله: «وسجوده» سقط من (أ) و (ش) . (4) أي: معاوية بن أبي سلاَّم. (5) هو: محمد بن حمير المذكور في المسألة السابقة. وفي (ف) : «أبي حمير» . وروايته أخرجها البيهقي في "جزء القراءة خلف الإمام" (ص50) ، لكن وقع عنده: «عبيد الله بن عمر» بدل: «عبد الله بن عمر» . ثم أخرجه البيهقي أيضًا من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به كذلك. الحديث: 437 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 363 بن عَيَّاش (1) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ القُرْآن ِ، فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا (3) . 438 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ (5) حِمْيَر (6) ، عَنْ شُعَيب بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عن عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج، عن عُبَيدالله (7) بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ (8) بن مَسْلَمة:   (1) في (ك) : «عباس» . (2) كذا في جميع النسخ! وتقدم أن البيهقي أخرجه من طريق ابن حمير، وفيه: «عبيد الله بن عمر» ، وأخرجه أيضًا من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر. وإسماعيل بن عياش وعبد الرحيم بن سليمان ذُكر أنهما يرويان عن عبيد الله بن عمر، ولم نجد مَن ذَكر أنهما يرويان عن عبد الله. انظر"تهذيب الكمال" (3/163 و18/36) . (3) يعني: بهذا الإسناد؛ لأن الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (395) من حديث أبي هريرة. (4) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1368) . (5) قوله: «بن» سقط من (أ) و (ش) ، وكتب فوقها في (أ) بخط مغاير: «محمد بن» . (6) هو: محمد؛ المذكور في المسألتين السابقتين. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (898 و1052 و1128) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1993) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/15) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/231 رقم515) ، لكن لم يذكر أحد منهم عبيد الله بن أبي رافع في سنده. (7) في (ك) : «عبد الله» . (8) في (أ) : «عمر» بدل: «محمد» ، وكُتِب فوقها بخط مغاير: «صوابه محمد» ، وهي مطموسة في (ش) . الحديث: 438 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 364 أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا قَامَ يصلِّي؛ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، {} إِلَى آخرِ الآيَةِ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا مِنْ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَة؛ يُرْوَى: شُعَيب (2) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَة. 439 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ ابن خَالِدٍ الوَهْبي (3) ، عَنِ الوَصَّافي (4) ، عَنْ مُحارِب بْنِ دِثار، عَنِ ابْنِ عمر؛ قال: مازالَ النبيُّ (ص) يُوصي بالصَّلاة وَمَا مَلَكَتْ أيمانُكُم، حتى انكَسَرَ لسانُهُ (5) ؟   (1) الآية (79) من سورة الأنعام. (2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (19/232 رقم516) ، وفي "مسند الشاميين" (3364 و3365) من طريقه، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عن الأعرج، عن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن مسلمة، به. والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (771) من طريق الماجشون بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن بن هُرمُز الأعرج، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي طالب ح. (3) روايته أخرجها الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (17) قال: حدثنا كثير - وهو: ابن عبيد - والطبراني في "الكبير" (291/ب- 292/أ/قطعة فيها مسند ابن عمر) قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا كثير ابن عبيد، عن محمد بن خالد الوهبي، به. (4) هو: عبيد الله بن الوليد. (5) أي: استرخَى وفَتَرَ، يعني: حتى توفِّي (ص) . انظر: "النهاية" (2/82) ، وكذا جاءت الرواية في "مسند عبد الله بن عمر» للطرسوسي، والذي في "المعجم الكبير" للطبراني (الموضع المذكور) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: «كَانَ عامَّةُ وصيَّة رسول الله (ص) : الصلاةَ وما ملكَتْ أيمانُكُمْ! حتى جعَلَ يُغَرْغِرُ بها في صَدْرِهِ، وما كان يَقْبِضُ بها لسانُهُ» ، يعني: لا يتبيَّنُ كلامُهُ بها من الوجع. كما في "تاريخ دمشق" (7/62) ، و"فيض القدير" (5/251) . الحديث: 439 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 365 قَالَ أَبِي: أحاديثُ الوَصَّافي عَنْ مُحارِب مناكيرُ (1) . 440 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عن محمد ابن يَزِيدَ بْنِ (3) سِنان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير؛ قَالَ: حدَّثني ابْنُ شِهاب الزُّهْري؛ أنَّ عَبَّاد بْنَ أوْس؛ أَخْبَرَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قال رسولُ الله (ص) : تَفْضُلُ صَلاَةُ الجَمَاعَةِ عَنْ صَلاَةِ الرَّجُلِ وَحْدَهُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلاَةً (4) . قَالَ أَبِي: إنَّما هُوَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ؛ أنَّ محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان حَدَّثه؛ أنَّ عبَّاد ابن أَوْس أَخْبَرَهُ، وَلَيْسَ بَيْنَهُمَا الزُّهْري.   (1) وذكر ابن عدي في "الكامل" (4/323) عدة أحاديث للوصافي هذا عن محارب، ولم يذكر هذا الحديث فيها، ثم قال: «وهذه الأحاديث للوصافي عَنْ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، هو الذي يرويها، ولا يتابع عليها» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (218) . (3) في (ش) : «عن» بدل: «بن» . (4) كذا في جميع النسخ: «خمس وعشرين صلاةً» ، وتحتمل في العربية وجهين: الأوَّل: بالجر «خَمْسٍ» بتقدير الباء، أي: تفضُلُ عنها بخمسٍ وعشرين صلاةً، حُذِفَ حرف الجر، وبقي الاسمُ بعده مجرورًا، وهو قليلٌ أو نادرٌ. ومنه قولُ رؤبةَ وقد قِيلَ له: كيف أصبحْتَ؟ فقال: «خَيْرٍ، والحمدُ لله» بالجر، والتقدير: على خَيْرٍ. وعلى هذا خَرَّج ابنُ مالكٍ والزركشيُّ والسُّيُوطيُّ حديثَ أبي هريرة هذا - في رواية البخاريِّ (647) - قالوا: يروى بالجر على تقدير الباء، أي: بِخَمْسٍ. وذكر الزركشي أنَّ هذا وقع في الصحيحَيْنِ، لكنَّ لم نجده في النسخة اليونينية من "صحيح البخاري" ولا في "صحيح مسلم" (649) . انظر كلام الزركشي في "عقود الزبرجد" للسيوطي (2/509) ، وانظر: "شواهد التوضيح" (ص153- 154) ، و"همع الهوامع" (2/468) ، (3/10) ، و"عمدة القاري" (5/168) ، و"فيض القدير" (4/435) . والوجه الثاني: وَجْهُ النصب «خَمْسً» ، وكتب بحذف ألف التنوين على لغة ربيعة، والجادَّة: «خمسًا» وإنما نُصِبَ «خَمْسً» هنا على نزع الخافض، والتقدير: «بِخَمْسٍ» ؛ حُذِفَ الجارُّ فانتصَبَ الاسم بعده. انظر في لغة ربيعة المسألة رقم (34) ، وفي نزع الخافض المسألة رقم (12) . الحديث: 440 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 366 441 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوان الفَزَاريُّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ (2) الكاهِليِّ؛ قَالَ: حدَّثني مُسَوَّر (3) بْنُ يزيدَ المالِكي؛ قَالَ: شَهِدتُّ رسولَ الله (ص) يقرأُ فِي صلاةٍ (4) ، فَتَرَكَ شَيْئًا لَمْ يقرَأْهُ، فلمَّا (5) سَلَّم، قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: آيةُ كَذَا وَكَذَا لَمْ تقرَأْهَا (6) يَا رَسُولَ الله!   (1) هو: مروان بن معاوية. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (6/50) ، والبخاري في "التاريخ = = الكبير" (8/40) ، وأبو داود في "سننه" (907) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (872 و1059 و2699) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على المسند" (4/74 رقم16692) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (3/111) ، وابن حبان في "صحيحه" (2240 و2241) ، والطبراني في "الكبير" (20/27- 28 رقم 34) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6165) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/211) . ومن طريق ابن أبي عاصم رواه ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/177) . قال ابن أبي عاصم: «يحيى بن كثير؛ لين الحديث» . (2) قوله: «يحيى بن كثير» كذا في (أ) و (ف) ، وضبَّب عليه الناسخان، وكتب فوقه ناسخ (أ) : «صح» ، وفي (ت) و (ك) : «يحيى بن أبي كثير» ، وأصل (ش) موافق لـ (أ) ، لكن ألحق بالهامش قوله: «أبي» . وانظر "تهذيب الكمال" (31/501) ، وتعليق مصحِّحي "التاريخ الكبير". (3) على وزن «مُحمَّد» . انظر "الإكمال" لابن ماكولا (7/189) . (4) في (ك) : «في صلاته» . (5) في (ك) : «فلم» . (6) المثبت من (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ف) : «تقرها» ، وفي (ك) : «يقرها» . الحديث: 441 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: أَفَلاَ أَذْكَرْتَنِيهَا إِذَنْ؟ ، فَقَالَ الرَّجُلُ: كنتُ أُرَيهَا (1) نُسِخَتْ (2) ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ مَرْوَانَ. وَيَحْيَى بنُ كَثِيرٍ (3) ومُسَوَّرٌ مَجْهُولانِ (4) . 442 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (6) ، عَنْ عُتْبة بْنِ أَبِي حَكِيم، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُصَلِّي بَعْدَ الوِتْر ركعَتَين وَهُوَ جالسٌ، يقرأُ فِي الرَّكعَة الأُولَى بأمِّ الْقُرْآنِ وَ: {إِذَا زُلْزِلَتِ الأَْرْضُ زِلْزَالَهَا *} ، وَفِي الآخِرة بأمِّ الْقُرْآنِ وَ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ؟   (1) كذا في جميع النسخ «أريها» بالياء، ومثله في بعض الأصول الخطية لـ"معرفة الصحابة" لأبي نعيم، والجادَّة أن تكون بالألف «أراها» كما في مطبوعات بقيّة مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على أنَّ هذه الياء ألفٌ أُمِيلَتْ نحو الياء، فكتبتْ على صورتها، ولا يلفظ بها إلا ألفًا ممالة. وسببُ إمالةِ الألفِ هنا: كونُ أصلها ياءً؛ ويشهد لذلك: أنَّ بني أسد يتكلمون بالإمالة، وراوي الحديث وهو مسوَّر بن يزيد من بني أسد، كما في "تقريب التهذيب"، وانظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) و (124) . (2) في (ك) : «سخت» ، وتتمة الحديث: «فقال النبي (ص) : فإنها لم تُنْسَخْ» . (3) كذا في (أ) و (ش) و (ف) ، وضبَّب عليها ناسخا (أ) و (ف) ، وفي (ت) و (ك) : «ويحيى بن أبي كثير» ، وانظر التعليق عليه أول المسألة. (4) قال البخاري في"التاريخ الكبير" (8/40) : «مُسَوَّر بن يزيد المالكي له صحبة» . (5) وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير يبدو أنه خط محمد بن العطار بما نصه: «صلاة ركعتين بعد الوتر» . (6) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/41) ، وفي "الأفراد" (82/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/33) . نقل الدارقطني عن شيخه أبي بكر بن أبي داود قوله: «هذه سُنَّة تفرَّد بها أهل البصرة، وحفظها أهل الشام» . وقال الدارقطني في "الأفراد": «غريب من حديث قتادة عنه، تفرد به عتبة عنه، وتفرد به بقية عن عتبة» . وذكر البيهقي أن عتبة بن أبي حكيم غير قوي. والحديث رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1079 و1105) والبيهقي (3/33) من طريق عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس، به. الحديث: 442 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 368 قَالَ أَبِي: هَذَا - مِنْ حَدِيثِ قتادةَ - منكرٌ. 443 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيب بْنُ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوائي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عُرْوَة، عن عائِشَة؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاتِهِ (3) فَمَسَّ ذَكَرَهُ، فَلْيَتَوَضَّأْ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرْويه هِشَامٌ (4) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُرْوَة، عن عائِشَة.   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (74) . (2) لم نقف على روايته، والحديث رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (80/بغية الباحث) من طريق عبد العزيز بن أبان، والذهبي في"المعجم المختص بالمحدثين" (ص158) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، كلاهما عن هشام الدستوائي، به. قال الذهبي: «هذا حديث نظيف الإسناد غريبٌ» . (3) في (ك) : «صلاتهم» . (4) روايته أخرجها إسحاق بن راهوية في "مسنده" (866) من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، به. وأخرجه العجلي في "الثقات" (2/114) من طريق عبيد الله بن موسى، عن هشام الدستوائي، عن رجل، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عائشة، به، هكذا بإسقاط «يحيى» من الإسناد. وذكر الدارقطني في "العلل" (5/21/أ-23/أ) أن هذا الحديث يرويه الزهري ويحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنهما، ثم أطال في ذكر الاختلاف، فانظره هناك إن شئت. وانظر "المطالب العالية" (2/387 رقم 135) . الحديث: 443 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 369 444 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأوزاعيُّ (2) ؛ قَالَ: حدَّثني يَحْيَى (3) ؛ قَالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: حدَّثني شَقيق (4) بْنُ سَلَمة؛ قَالَ: حدَّثني حُمْران مَوْلَى عُثْمَانَ؛ قَالَ: رأيتُ عُثْمَانَ قاعِدًا فِي المَقاعِد (5) ، فَدَعَا بِوَضُوءٍ، فتوضَّأ، ثُمَّ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) فِي مَقْعَدِي هَذَا توضَّأ مِثْلَ وُضُوئي هَذَا. ثُمَّ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، قَالَ رسول الله (ص) : وَلا تَغْتَرُّوا (6) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ إبراهيم (7) ، عن عيسى ابن طَلْحة، عَنْ حُمْران، وَلَيْسَ لأَبِي وائِل (8) مَعْنَى، هَذَا الغَلَطُ مِنَ   (1) هو: ابن مسلم. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (285) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (176) ، وابن حبان في "صحيحه" (360) . ورواه أحمد في "مسنده" (1/66 رقم 478) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن الأوزاعي، به. (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (3) هو: ابن أبي كثير. (4) في (ك) : «سفيان» بدل: «شقيق» . (5) تقدم تفسيرها في المسألة رقم (143) . (6) في (ك) يشبه أن تكون: «تفترقا» . (7) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (285) من طريق عبد الحميد بن حبيب، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن حمران، به. والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (6433) من طريق شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن معاذ بن عبد الرحمن، عن حمران، به. (8) هو: شقيق بن سلمة؛ المذكور في الإسناد. الحديث: 444 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 370 الْوَلِيدِ فِيمَا أَرَى (1) . 445 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه الوليد ابن مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عن داودَ ابن صَالِحٍ (2) ؛ قَالَ: قَالَ لي سهل بْن حُنَيف: أرأيتَ قولَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ *} (3) ؟ قلتُ: فِي القتال؟ قَالَ: لا؛ ولكنْ فِي صُفُوفِ الصَّلاة. قَالَ: فقوله: {} (4) ؟ قلتُ: فِي الرِّبَاط؟ قَالَ: لا؛ ولكنْ فِي الجُلُوسِ بالمساجِد (5) انتظارَ الصَّلاةِ؟ قَالَ أَبِي: إنَّما هُوَ: دَاوُد، عَنْ أَبِي أُمامَة (6) بْن سهل؛ في قولِه ... (7) .   (1) انظر "العلل" للدارقطني (262) فقد أطال في ذكر الاختلاف في الحديث. (2) روايته أخرجها ابن مردويه في "تفسيره"؛ كما في "الدر المنثور" للسيوطي (5/74) . (3) الآية (24) من سورة الحجر. (4) الآية (200) من سورة آل عمران. (5) في (ت) و (ك) : «في المساجد» . (6) في (ك) : «إنما هو دواعي أبي أمامة» !. (7) كذا في جميع النسخ، والمعنى - والله أعلم-: أي في قوله تعالى ... إلخ، وربما كان قوله: «في» متصحفًا عن قوله: «من» ، فيكون المعنى: من قول أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل بْن حنيف» . الحديث: 445 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 371 446 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنِ الثِّقَةِ عندَهُ؛ أَنَّهُ حَدَّثَهُ (2) عَنْ عُبَادَةَ ابنِ نُسَيٍّ؛ سمعتُ عبد الرحمن بْنَ غَنْمٍ يَقُولُ: سألتُ معاذَ (3) بْنَ جَبَلٍ عَنْ رَجُلٍ صلَّى بِغَيْرِ أذانٍ وَلا إِقَامَةَ؟ فَقَالَ مُعَاذٌ: لَيْسَ الأذانُ والإقامةُ مِنْ فَرْضِ الصَّلاة الَّتِي افتَرَضَ اللهُ عزَّ وجلَّ عَلَيْكَ؛ إِنَّمَا هُوَ خيرٌ يُدْعَى بِهِ إِلَيْهَا، وفضلٌ يُؤْخَذُ بِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي [لَمْ يُذْكَرِ] (4) اسمُه، هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الأَزْدِيُّ (5) ، وهو حديثٌ مُنكَرٌٌ، يحدِّث (6) مِثْلَ (7) هَذَا الحديثِ. 447 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الأوزاعيِّ (9) ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي كَثِيرٍ (10) ، عَنْ أَبِي قِلابة الجَرْمي (11) ، عَنْ أَبِي أُميَّة الضَّمْري (12) ؛ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ (ص) من سَفَرٍ،   (1) هو: ابن مسلم. (2) في (ك) : «حدث» . (3) في (ك) : «معاوية» بدل: «معاذ» . (4) ما بين المعقوفين زيادةٌ يقتضيها السِّياق، أو ما يقوم مقامها. (5) وهو الذي قتله أبو جعفر المنصور على الزندقة وصلبه، فعُرِف بالمصلوب. (6) أي: محمد بن سعيد. (7) في (ت) و (ك) : «بمثل» . (8) ستأتي هذه المسألة برقم (784) ، ويأتي فيها ذكر الاختلاف في هذا الحديث. وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «وضع شطر الصوم والصلاة عن المسافر» . (9) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (10) في (ك) : «يحيى بن بكير» . (11) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (12) هو: عمرو بن أمية. الحديث: 446 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 372 فَقَالَ: أَلا تَنْتَظِرُ الغَدَاءَ؟ ، قلتُ: إنِّي صائِم، قَالَ: تَعَالَ أُخْبِرْكَ عَنِ المُسَافِرِ (1) : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَضَعَ عنهُ الصِّيامَ، وَنِصْفَ الصَّلاَةِ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ الكَعْبي. 448 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ (3) عبد الرزاق بْنُ عُمَرَ الدِّمَشْقي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيع، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَمة النَّصْري (4) الْكُوفِيِّ، عن طَرَفَة (5) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفى؛ قَالَ: سافَرْتُ مع النبيِّ (ص) اثنتَيْ عَشْرَةَ سَفْرَةً (6) ، فكان يصلِّي الظُّهْرَ، وَلَوْ وضَعْتَ جَنْبًا فِي الرَّمْضاء لَأَنْضَجَهُ (7) ، ويُطِيلُ القِراءةَ فِي أَوَّلِ ركعَة مَا سَمِعَ وَقْعَ الأقدامِ، حَتَّى يَنْقَطِعَ (8) صوتُها، ثُمَّ يجعلُ الثانيةَ أقصَرَ مِنَ الأُولَى، والثالثةَ أقصَرَ مِنَ الثَّانِيَةِ، والرابعةَ كَذَلِكَ، والعصرَ قَدْرَ (9) مَا يَسِيرُ الراكبُ فَرْسَخَيْنِ أو ثلاثةً، ويُطيلُ فِي الأُولَى، ويقصِّرُ فِي الثَّانِيَةِ والثالثة؟   (1) في (ف) : «السفر» . (2) نقل بعض هذا النص أبو زرعة ابن العراقي في "تحفة التحصيل" (ص507) ، وانظر "فتح الباري" لابن رجب (4/420) . (3) قوله: «عن» سقط من (ش) . (4) في (أ) و (ش) : «البصري» . (5) هو: الحضرمي. (6) المثبت من (ت) ، وهو الجادَّة، وفي (أ) و (ف) : «اثنَيْ عَشْرَةَ سَفْرَةً» . (7) كذا! ولعلَّ المراد: لأنضجه الحرُّ. (8) في (ف) : «تنقطع» . (9) في (ت) : «قد» ، بسقوط الراء. الحديث: 448 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 373 قَالَ أَبِي: أَحْسَبُ أنَّ هَذَا الحديثَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُحَادةَ، ومعاويةُ بنُ سَلَمة لَمْ يدركْ طَرَفَةَ؛ فَأَرَى أَنَّ (1) : معاويةُ بنُ سَلَمة (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ جُحَادَة (3) ، وَقَدْ تُرِكَ مِنَ الإِسْنَادِ مُحَمَّدَ بن جُحَادَة (4) .   (1) في (ف) : «بن» ، وانظر التعليق بعد التالي. (2) في (ف) : «مسلمة» . (3) قوله: «فأرى أن معاوية ... » إلى هنا، كذا في جميع النسخ، وفي الموضع السابق من "تحفة التحصيل" نقلاً عن أبي حاتم: «معاوية بْنِ سَلَمَةَ لَمْ يُدْرِكْ طَرَفَةَ؛ فأرى أنه (أي: معاوية) أخذه عن محمد بن جحادة» . والذي وقع هنا يخرَّج على أنَّ اسم «أنَّ» ضميرُ شأنٍ محذوفٌ، والتقدير: أرى أنَّهُ - أي: أنَّ الشأنَ في هذا الحديث -: معاويةُ بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جحادة، أي: إسناده هكذا. وانظر لضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) . (4) الحديث أخرجه البزار في "مسنده" (3376) ، والدارقطني في "الأفراد" (227/ب/أطراف = = الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/66) من طريق خازم بن حسين أبي إسحاق الحميسي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جحادة، عَنْ طرفة الحضرمي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أوفى، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن ابن أبي أوفى إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . وقال الدارقطني: «تفرد به أبو إسحاق الحميسي خازم ابن الحسين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جحادة، عَنْ طرفة بن عمرو الحضرمي. ورواه زياد بن خيثمة، عن ابن جحادة، عن الحكم، عن طرفة. قال ابن جحادة: ثم حدثني به طرفة، وتفرد به زياد بن خيثمة عنه، ولا نعلم حدث به عن الحكم إلا محمد بن جحادة» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (4/420) : «وفي إسناده أبو إسحاق الأحمسي ضعفوه» . وقال الذهبي في "الميزان" (2/335) : «طرفة الحضرمي، ولا يصح حديثه؛ قاله الأزدي» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/356 رقم 19146) ، وأبو داود في "سننه" (802) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/66) ثلاثتهم من طريق همام بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جحادة، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن أبي أوفى، أن النبي (ص) كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم» . قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (5185/تحفة الأشراف) : «وقد جزم الحافظ الضياء بأن الذي لم يُسَمَّ في هذه الرواية هو: طرفة ... » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 374 قلتُ: مَا حالُ مُعَاوِيَةَ بْنِ سَلَمة؟ قَالَ: أَرَى (1) حديثَهُ مُسْتَقِيمًا. 449 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّد بْن سُلَيمان بْن أَبِي دَاوُدَ الحَرَّاني (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الجَزَري (4) ، عَنْ زِيَادِ ابن أبي مريم، عن عبد الله بن مَعْقِلٍ، عن كعب ابن عُجْرةَ: أنَّ أعمَى أَتَى رسولَ الله (ص) فَقَالَ: إِنِّي أسمعُ النِّداء، ولعلِّي أنْ (5) لا أَجِدَ قَائِدًا، فَقَالَ رسول الله (ص) : إِذَا سَمِعْتَ النِّدَاءَ، فأَجِبْ دَاعِيَ اللهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ، ومحمَّدُ بنُ سُلَيمان منكرُ   (1) في (ف) : «أبي» بدل: «أرى» . (2) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/392) ومغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1327) قول أبي حاتم هنا: «هذا حديث منكر» . لكن ابن رجب نقله بالمعنى. (3) في (ت) : «الخراني» ، وفي (ك) : «الخذاني» . ورواية الحراني هذا: أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (19/138 رقم304) ، والدارقطني في "السنن" (2/87) ، وفي "الأفراد" (244/أ/ أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/122/ تعليقًا) . قال الدارقطني في "الأفراد": «غريبٌ من حديثه عنه، تفرد به زياد بن أبي مريم عنه، وتفرد به عبد الكريم بن مالك الجزري عن زياد، وتفرَّد به سُلَيْمَانَ بْن أَبِي دَاوُدَ الحرَّاني عن عبد الكريم» . (4) هو: عبد الكريم بن مالك. (5) كذا في جميع النسخ بإثبات «أَنْ» في خبر «لعلَّ» حملاً لها على «عَسَى» ؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (240) . (6) يعني: بهذا الإسناد؛ لأن الحديث أخرجه مسلم (653) من حديث أبي هريرة. الحديث: 449 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 375 الْحَدِيثِ، وَأَبُوهُ ضعيفٌ جِدًّا. 450 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ (2) ميمونٍ الرَّقِّيُّ (3) ، عَنْ مَخْلَد بْنِ يَزِيدَ الحَرَّانيِّ، عَنْ سُفْيان (4) ، عَنْ مَنْصُورٍ (5) ، عَنِ الحَكَم (6) ، عَنْ مِقْسَمٍ (7) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ أُمِّ سَلَمة؛ قَالَتْ: كَانَ رسولُ الله (ص) يُوتِرُ بِسَبْعٍ، وخمسٍ، وَلا يَفْصِلُ بينهُنَّ بتسليم ولا بكلام؟   (1) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة كُتب بخط مغاير كلمة: «الوتر» . (2) قوله: «علي بن» سقط من (ك) . (3) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3083) . وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (433) من طريق عمرو بن هشام، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/378 رقم895) من طريق أبي جعفر النفيلي، كلاهما عن مخلد بن يزيد، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/137- 138) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما (مخلد ومؤمل) عن سفيان الثوري، به. وأخرجه النسائي في "سننه" (1715) من طريق إسرائيل، عن منصور، به. ورواه أحمد في "مسنده" (6/290 رقم 26486) ، والنسائي في "سننه" (1714) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6963) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) من طريق جرير بن عبد الحميد، وعبد الرزاق في "مصنفه" (4668) - ومن طريقه أحمد في "مسنده" (6/310 رقم 26641) ، والطبراني في "الكبير" (23/283 رقم 617) - والنسائي في "الكبرى" (432) من طريق الثوري، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/179- 180) من طريق أبي حمزة السكري جميعهم عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مقسم، عن أم سلمة، به. كذا بإسقاط ابن عباس. (4) هو: الثوري. (5) هو: ابن المعتمر. (6) هو: ابن عُتَيبَة. (7) هو: مولى ابن عباس. الحديث: 450 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 376 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . 451 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن بَكَّار، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بشيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حَسَّان (2) ، عن عبد الله بن عَمْرو: أنَّ النبيَّ (ص) حدَّثهم ذاتَ ليلةٍ عَن بني إسرائيل، فلم يَقُمْ فِيهَا إِلا إلَى عُظْمِ صَلاةٍ (3) ؟ قَالَ أَبِي: يروي هَذَا الحديثَ أَبُو هلال (4) ، عن قتادة، عن أبي   (1) قال الدارقطني في "العلل" (5/169/أ) : «يرويه الحكم بن عُتَيبة، واختُلِف عنه: فرواه إسرائيل، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الحَكَم، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ أم سلمة؛ قاله عبيد الله بن موسى عنه، وكذلك قال مَخْلد بْنِ يَزِيدَ الحَرَّاني، عَنْ الثوري، عن منصور. وخالفه أصحاب الثوري؛ فرَوَوه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الحَكَم، عن مِقْسَم، عن أم سلمة. وكذلك رواه جرير بن عبد الحميد، وأبو حمزة السُّكَّري، وعمرو بن أبي قيس، وأبو وكيع، وزائدة بن قدامة، وزهير، وأبو الأحوص عن منصور. وقال جعفر الأحمر: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الحَكَم، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبي (ص) . وقال شعبة: عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مِقْسَمٍ، عَنِ رجل، عن ميمونة وعائشة، عن النبي (ص) . وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ مِغْوَل، عَنْ الحَكَم، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عباس وأم سلمة. ورواه الحجاج بن أرطاة، عَنِ الحَكَم، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابن عباس، عن عائشة وميمونة، عن النبي (ص) ، والمرسل عنهما أصحُّ» . (2) هو: الأعرج، واسمه: مسلم بن عبد الله. (3) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/260) : «عُظْمُ الشَّيء: أكبرُه، كأنه أراد: لا يقومُ إلا إلى الفريضة» . (4) هو: الرَّاسبي، واسمه: محمد بن سُلَيم. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/437 رقم 19921 و444 رقم19990) ، والبزار في "مسنده" (3596) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1342) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (137) ، وابن عدي في "الكامل" (6/215) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/207 رقم510) ، والحاكم في "المستدرك" (2/379) والخطيب في "الجامع" (1385) . الحديث: 451 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 377 حَسَّان، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) . وحديثُ عبد الله بْن عَمْرو أشبَهُ؛ لأنه قد تابَعَهُ (1) هشامٌ الدَّسْتوائي (2) وعَمْرُو بْن الحارث (3) . 452 - وسمعتُ أبي _ح (4) وحدَّثنا عَنْ مُؤَمَّل بْنِ إِهاب (5) ، عن   (1) يعني: تابعَ سعيدَ بن بشير. (2) في (ف) : «الدستواني» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/437 رقم19922) ، وأبو داود في "سننه" (3663) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1342) ، والخطيب في "الجامع" (1386) . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن حبان في "صحيحه" (6255) من طريق عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَعِيدِ بن أبي هلال، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حسَّان، عن عبد الله بن عمرو، به. وقال ابن عدي في "الكامل" (6/215) : «وروى هَذَا الْحَدِيثَ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حسَّان، عن عبد الله بن مسعود؛ بدل عمران بن حصين» . وقال البزار في "مسنده" (9/68) : «وهذا الحديث لا نعلم يُروى عن النبي (ص) إلا برواية عمران بن حصين وعبد الله بن عمرو، واختُلِف في إسناده عن قتادة؛ فقال أَبُو هلال: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حسان، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين، وقال معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حسان، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) . وهشام أحفَظُ من أبي هلال» . وقال الخطيب بعد أن رواه من طريق هشام: «وهذا - فيما قيل - أصحُّ من رواية أبي هلال، والله أعلم» . وقال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (12/56) بعد أن ذكر رواية أبي هلال: «رواه غيره عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي حسان، عن عبد الله بن عمرو، وهو أشبه» . (4) قوله: «رحمه الله» ليس في (أ) و (ش) . (5) لم نقف على روايته، والحديث رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (4121) . ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/48) ، والضياء في "المختارة" (7/196 رقم 2632) . ورواه أحمد في "مسنده" (3/136 رقم 12395) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3583) من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج، به. = ... ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (12/48) من طريق النضر بن شميل، عن صالح ابن أبي الأخضر، عن ابن شهاب، به. الحديث: 452 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 378 عبد الرزاق (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَدِمَ النبيُّ (ص) المدينةَ وَهِيَ مَحَمَّةٌ (3) ، فَدَخَلَ المسجِدَ والناسُ يصلُّون قُعُودًا، فَقَالَ: صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ، فتَجَشَّمَ (4) الناسُ الصَّلاةَ (5) قِيَامًا. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (6) . 453 - وسمعتُ (7) أَبِي يذكُرُ حديثَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ (8) ، عن مَعْمَر،   (1) هو: ابن همَّام الصَّنعاني. (2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (3) أرضٌ مَحَمَّةٌ، ومُحِمَّةٌ، أي: ذات حُمَّى، أو كثيرتها. انظر "النهاية في غريب الحديث" (1/446) ، و"القاموس المحيط" (4/101) . (4) أي: تكلَّفوها على مشقَّة. انظر "لسان العرب" (12/100) . (5) في (أ) و (ش) : «بالصلاة» . (6) اختُلِف في هذا الحديث على الزهري؛ فروي عنه عن أنس. وروي عنه عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عبد الله بن عمرو. وروي عنه عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سلمة، عن عبد الله بن عمرو. وروي عنه عن مولى لعبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو. وروي عنه عن السائب ابن يزيد، عن عبد المطَّلب بْنِ أَبِي وَداعة، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وروي عنه عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبي (ص) . ذكر ذلك كلَّه الدارقطني في "العلل" (5/25/أ) ، ثم قال: «ورواه مالك ومعمر عن الزهري: أن عبد الله بن عمرو، ولم يذكر بينهما أحدًا، وهو المحفوظ» . (7) نقل هذا النص الضياء المقدسي في "المختارة" (7/175) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (1/431) . (8) روايته أخرجها في "مصنفه" (3276) . ومن طريقه رواه أحمد في "مسنده" (3/138 رقم12407) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (1162/المنتخب) ، وأبو داود في "سننه" (943) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3569 و3588) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (885) ، وابن حبان في "صحيحه" (2264) ، والدارقطني في "سننه" (2/84) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص (105) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/104) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/226) و (51/148) ، والضياء في "المختارة" (7/174) . ورواه مسلم في "صحيحه" (419) من طريق عبد الرزاق، به، بطوله دون اختصار. الحديث: 453 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 379 عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) أَشَارَ فِي الصَّلاة بإصْبَعِهِ (1) . قَالَ أبي: اختَصَرَ عبدُالرزَّاقِ هَذِهِ الكلمةَ مِنْ حَدِيثِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ ضَعُفَ، فقدَّم (2) أَبَا بَكْر يصلِّي بالناس، فجاء النبيُّ (ص) ... فذكَرَ الحديثَ. قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ (3) عبدُالرزاق فِي اختصارِهِ (4) هَذِهِ (5) الكلمةَ؛ لأنَّ عبد الرزاق اختَصَرَ هَذِهِ الكلمةَ، وأدخلَهُ فِي بابِ مَنْ كَانَ يشيرُ بإصْبَعِه فِي التشهُّد (6) ، وأوهَمَ أنَّ النبيَّ (ص) إِنَّمَا أشارَ بيدِه فِي التشهُّد، وليس كذاك هو.   (1) قوله: «بإصبعه» ليس في رواية عبد الرزاق في "المصنف"، ولا في رواية من رواه من طريقه. (2) في (أ) و (ش) : «فقام» . (3) في (ت) و (ك) : «خطأ» . (4) في (ف) : «اختصار» . (5) في (ك) : «وهذه» . (6) كذا قال أبو حاتم! والحديث في الموضع السابق من "مصنف عبد الرزاق" في «باب الإشارة في الصلاة» ، ولم يقيده بالتشهد، ولم يذكر الإصبع، وليس في أحاديث الباب عند عبد الرزاق شيء يتعلق بالإشارة في التشهد، بل جميعها تحكي الإشارة في الصلاة عامةً. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 380 قلتُ لأبي: فإشارةُ النبيِّ (ص) إِلَى أَبِي بَكْرٍ كَانَ فِي الصَّلاة، أَوْ قبلَ دُخُولِ النبيِّ (ص) فِي الصَّلاة؟ فَقَالَ: أمَّا فِي حديثِ شُعَيْبٍ (1) عَنِ الزُّهْري، لا يَدُلُّ (2) عَلَى شيءٍ مِنْ هَذَا. 454 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ عُتْبة (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: رخَّص رسولُ اللَّهِ (ص) فِي قَتْلِ الأسوَدَيْنِ فِي الصَّلاة: الحَيَّةِ والعَقْرب؟   (1) هو: ابن أبي حمزة. وحديثه أخرجه البخاري في "صحيحه" (680) فقال: حدثنا أبو اليمان؛ قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري؛ قال: أخبرني أنس بن مالك الأنصاري - وكان تَبِعَ النبيَّ (ص) ، وخدمه، وصحبه-: أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبيِّ (ص) الذي توفِّي فيه، حتى إذا كان يوم الإثنين وهم صفوف في الصَّلاة، فكشف النبي (ص) سِتْرَ الحُجْرة ينظر إلينا وهو قائم، كأن وجهه ورقة مصحف، ثم = = تبسَّم يضحك، فهممنا أن نَفْتَتِن من الفرح برؤية النبي (ص) ، فنَكَصَ أبو بكر على عقِبَيه لِيَصِلَ الصفَّ، وظن أن النبي (ص) خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي (ص) : «أن أتمُّوا صلاتكم» ، وأرخى السِّتر فتوفِّي من يومه. (2) كذا في جميع النسخ بحذف الفاء من جواب «أمَّا» ، وكانت الجادَّة أن يقال: «فلا يَدُلُّ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ من حذف هذه الفاء: جائز سائغ وله شواهد. انظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (637) . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (131/أ- ب/ مسند أبي هريرة) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/109) . قال البزار: «وهذا الحديث أخشى أن يكون أخطأ فيه أيوب بن عتبة في إسناده؛ إذ رواه عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، وإنما يرويه الحفاظ عن يَحْيَى، عَنْ ضَمْضَمْ بْنِ جَوْس، عن أبي هريرة» . الحديث: 454 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 381 فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى (1) ، عَنْ ضَمْضَم بْنِ جَوْسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قلتُ لهما: الخطأُ (2) ممَّن هُوَ؟ قَالا: مِنْ أيُّوبَ؛ حدَّث بِهِ مَرَّةً عَلَى الصِّحَّة عَنْ ضَمْضَم، ومَرَّةً عَلَى الخطأ (3) .   (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2662) ، وأحمد في "مسنده" (2/473 و475 رقم 10116 و10154) ، وأبو داود في "سننه" (921) ، والترمذي في "جامعه" (390) ، وابن حبان في "صحيحه" (2352) ، وابن عدي في "الكامل" (5/181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/266) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/97) ، وابن حزم في "المحلى" (3/85) ، والبغوي في "شرح السنة" (744) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/161) من طريق علي بن المبارك، والطيالسي في "مسنده" (2661) ، وعبد الرزاق في "مصنفه" (1754) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (4968) ، وأحمد في "مسنده" (2/233 و248 و284 و490 رقم 7178 و7379 و7817 و10357) ، وابن ماجه في "سننه" (1245) ، والنسائي في "سننه" (1202 و1203) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/237) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (869) ، وابن حبان في "صحيحه" (2351) ، والحاكم في "المستدرك" (1/256) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/266) ، والبغوي في "شرح السنة" (745) من طريق معمر، وأحمد في "مسنده" (2/255 رقم 7469) ، والدارمي في "مسنده" (1545) من طريق هشام الدستوائي، ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به. (2) قوله: «الخطأ» سقط من (ت) و (ك) . (3) قال الدارقطني في "العلل" (8/49 رقم1409) : «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنه: فرواه أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، وخالفه معمر بن راشد وهشام الدستوائي وعلي بن المبارك؛ رَوَوه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ ضَمْضَمْ بْنِ جَوْسٍ، عَنْ أبي هريرة، وهو الصواب» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 382 455 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ موسى بن داود (2) ، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمة (3) ، عَن حُمَيد (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عَن أُمِّ الفضل: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى فِي ثَوْبٍ واحدٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ ما حدَّثنا به عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز، عن رَجُلٍ: أنَّ النبيَّ (ص) . 456 - (5) . 457 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ العِجْليُّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاش، عن عبد الله بن رَبيع، عن عامر ابن مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ، مَا اصْطَفُّوا عَلَيْهِ إلاَّ بِسُهْمَةٍ (6) ؟   (1) تقدَّمت هذه المسألة برقم (226) و (333) ، وانظر المسألة رقم (545) . (2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (226) . (3) كأنه ضرب في (ف) على ألف قوله: «أبي» . وهو: عبد العزيز بن عبد الله، المعروف بالماجِشُون. (4) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (5) أورد محقق المطبوع تحت هذا الرَّقْم ما نصُّه: «سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز، عن رجل: أن النبي (ص) أبي» ؛ وهذه الزيادة تكرار وخلط بين بعض النص السابق وأول النص الآتي، وهي محذوفة في النسختين الخطيتين اللتين اعتمدهما المحقق، وهما (ت) و (ك) ؛ فإنَّ الناسخَيْنِ كتبا قبل «سألت» : «لا» ، وبعد «وسلم» : «إلى» ، وهذا في مصطلح النُّسَّاخ يعني: حذف ما بين «لا» و «إلى» ، ولكن المحقِّق لم يتنبَّه لذلك، وأشكلت عليه كلمة «إلى» فظنها «أبي» غير منقوطة. ولم يرد هذا النص في بقية النسخ فحذفناه، وأبقينا الرَّقْم حتى لا يختلفَ الترقيم مع المطبوع. (6) أي: بِقُرْعَة، وأصل السُّهْمَة: النَّصيبُ والحظُّ؛ كما في "لسان العرب" (12/308) . الحديث: 455 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 383 قال أبي: كذا قال عبدُالله بْنُ صَالِحٍ! وَإِنَّمَا هُوَ: أَبُو بكر، عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْع (1) . 458 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَبَابَةُ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَمْعان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كان رسولُ الله (ص) إِذَا افتَتَحَ الصَّلاة، نَشَرَ أصابِعَهُ نَشْرًا؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا رَوَى (5) عَلَى هَذَا اللَّفْظِ يَحْيَى بنُ يَمَانٍ (6) ، ووَهِمَ،   (1) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3812) والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/128) من طريق زائدة، والخطابي في "غريب الحديث" (1/171) من طريق جرير بن عبد الحميد، والضياء في "المختارة" (8/210 رقم248 و249) من طريق زهير، ثلاثتهم عن عبد العزيز بن رفيع، عن عامر بن مسعود، به. وأخرج ابن عدي في "الكامل" (3/432) هذا الحديث من طريق سيف بن محمد، ثنا عبد العزيز بن رفيع، عن عامر بن واثلة، عن أبي مسعود الأنصاري، به، مرفوعًا، ثم قال: «قال لنا ابنُ صاعد: بيَّنَ سيفٌ ضعفَه في إسناد هذا الحديث وتسويتَه، وإنما هو عن عامر بن مسعود. والذي قاله ابنُ صاعد كما قال، وسيف بن محمد جعل بدلَ عامر بن مسعود: عامرَ بن واثلة، وعامرُ بن واثلة هو أبو الطفيل، ثم زاد في الإسناد أيضًا عن ابن مسعود الأنصاري، عن النبي (ص) ، وليس لأبي مسعود ولا لعامر ابن واثلة في هذا الإسناد ذكر، وقد رواه عن عبد العزيز ابن رفيع جماعة من الكوفيين وغيرهم، عن عامر بن مسعود، عن النبي (ص) ، مرسلاً» . وذكر الدارقطني في "العلل" (6/183 رقم 1055) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّحيح قول جرير: عن عبد العزيز، عن عامر بن مسعود الجمحي، مرسل، عن النبيِّ (ص) ، وقد أدرك النبيَّ (ص) » . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (265) . (3) هو: ابن سَوَّار. (4) هو: محمد بن عبد الرحمن. (5) أي: رواه، يعني: هذا الحديثَ؛ وهذا مِنْ حذف ضمير المفعول به للعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) . (6) روايته تقدمت في المسألة (265) . الحديث: 458 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 384 وَهَذَا (1) باطِلٌ. 459 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ عليِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائيُّ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فَرُّوخٍ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَة خَالَتِي - وَكَانَتْ ليلتَها من رسول الله (ص) - فأغفَى رسولُ (ص) ، ونِمْتُ عند رؤوسِهِما، فسمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: اللَّهُمَّ بِكَ (4) وَضَعْتُ جَنْبِي، وَإلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْري، آمَنْتُ بِما أَنزَلْتَ، وَبِمَا جاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، صَدَقَ اللهُ وَبَلَّغَ المُرْسَلُونَ ثلاثَ مرَّات، ثُمَّ أغفَى هُنَيَّةً (5) ، ثُمَّ قَامَ فتوضَّأ ثَلاثًا ثَلاثًا، وَمَسَحَ رأسَهُ، ونَضَحَ فَرْجَهُ بِالْمَاءِ، ثُمَّ قام فصلَّى، فقرأ سورة   (1) في (ش) : «وهو» . (2) نقل هذا النص بتمامه ابن دقيق العيد في "الإمام" (2/86) ، ونقل قول أبي حاتم: مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (1/374) ، والعراقي في "ذيل الميزان" (74) . وانظر "لسان الميزان" (1/91) . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «الصراتي» . ولم نقف على روايته، والحديث رواه الخطيب في "المتفق والمفترق" (3/1436) ، وابن ماكولا في "تهذيب مستمر الأوهام" ص (200) من طريق محبوب بن محرز، عن إبراهيم بن عبد الله بن فروخ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به، بلفظ: أن النبي (ص) توضأ ونضح فرجه مرَّة. (4) في (ت) و (ك) : «اللَّهم لك» ، وكذا في "الإمام". (5) أي: قليلاً من الزمان، وهو تصغير «هَنَة» محذوفة اللام؛ أصله: «هُنَيْوَة» اجتمعت الواو والياء، وسَبَقَتْ إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياءً، وأدغمت الياءان. وهذا على أن أصل لام «هنة» المحذوفة: واو. وعلى القول بأنَّ أصلها هاء، تصغَّر «هَنَة» على «هُنَيْهة» . وانظر "النهاية" (5/279) ، و"المصباح المنير" (2/641) ، و"عقود الزبرجد" (3/17- مسند أبي هريرة) .. الحديث: 459 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 385 المائدة، والنحل، و {} (1) ، ثُمَّ رَقَدَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَامَ فتوضَّأ دُونَ ذَلِكَ الوُضُوء، كلُّ ذَلِكَ لا يَغْمِسُ يدَه فِي الإِنَاءِ حَتَّى يغسِلَها ... فذكَرَ الحديثَ بِطُولِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وإبراهيمُ هَذَا هُوَ (2) مجهولٌ. 460 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بن زيد (4) ، عن   (1) أي: سورة الفتح. (2) قوله: «هو» ليس في (ش) ، ولا في "الإمام"، و"شرح ابن ماجه"، و"ذيل الميزان". (3) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ف) ، وعلق ناسخ (ف) عليه في الحاشية بقوله: «هكذا في الأصل» . وستأتي هذه المسألة برقم (1084) . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (693) عن مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنِ أَبِي عمرة، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد، به. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (23/286) : «وروى ابن جريج، وحماد بن زيد، وابن عيينة، عن يحيى بن سعيد هذا الحديث، فقالوا فيه: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أبي عمرة؛ كما قال ابن وهب ومصعب» . اهـ. وسيأتي باقي كلامه. وأخرج البزار في "مسنده" هذا الحديث (3765) من طريق شيخه محمد بن عبد الملك، عن حماد، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عن رجل، عن زيد بن خالد، به. وشيخ البزار محمد بن عبد الملك: هو ابن أبي الشوارب، القرشي، وحماد: هو ابن زيد؛ يدل على ذلك: أن البزار روى عن محمد ابن عبد الملك هذا، عن حماد بن زيد في مواضع عدَّة، منها: (1717 و2489 و2593 و3201 و3860 و3928) ، ولم نقف على رواية له عن حماد بن سلمة، ولم نجد أحدًا ذكر أنه يروي عن حماد بن سلمة، وأما حماد بن زيد فذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (11/103) من شيوخه. الحديث: 460 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 386 يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ: أنَّ رجلا ماتَ عَلَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ (ص) ، فلم يُصَلِّ عَلَيْهِ، وَقَالَ لأصحابِه: صَلُّوا ... ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زيد! وَرَوَاهُ جماعةٌ (1) عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يحيى،   (1) منهم الإمام مالك، وابن عيينة، وعبد الوهاب الثقفي، وابن جريج، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن نمير، وسفيان الثوري، ويزيد بن هارون، وبشر بن المفضل، والليث بن سعد، وغيرهم: أما الإمام مالك: فأخرج الحديث في "موطئه" (2/458 رقم978/رواية يحيى الليثي) هكذا: عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حَبَّان، أن زيد بن خالد قال ... فذكره هكذا بإسقاط أبي عمرة. كذا جاء في رواية يحيى الليثي! وفي رواية أبي مصعب الزهري (924) : «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ أَبِي عَمْرَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ زيد بن خالد الجهني» . كذا جاء في المطبوع من رواية أبي مصعب. والذي حكاه الجوهري وابن عبد البر عن رواية أبي مصعب أن اسم الواسطة: «ابن أبي عمرة» . فقد رواه الجوهري في "مسند الموطأ" (819) من طريق القعنبي، عن مالك، فَقَالَ فِيهِ: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنِ ابْنِ أبي عمرة؛ أن زيد بن خالد الجهني قال ... » ، فذكره، ثم قال الجوهري: «هكذا قال ابن القاسم، ومعن، وابن بكير، وابن عفير، وأبو مصعب: "عن ابن أبي عمرة "، وقال ابن وَهْب، والزبيري: "عن أبي عمرة "» . اهـ. وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" (23/285-286) رواية يحيى الليثي، ثم قال: «هكذا في كتاب يحيى وروايته: " عن مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن محمد ابن يحيى بن حبان؛ أن زيد بن خالد "، لم يَقُل: " عن أبي عمرة "، ولا: " عن ابن أبي عمرة "، وهو غلطٌ منه، وسقط من كتابه ذكر أبي عمرة. واختلف أصحاب مالك في "أبي عمرة"، أو " ابن أبي عمرة " في هذا الحديث أيضًا: فقال القعنبي، وابن القاسم، ومعن بن عيسى، وأبو المصعب، وسعيد بن عفير، وأكثر النسخ عن ابن بكير، كلهم قالوا في هذا الحديث: عن مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان، عن ابن أبي عمرة؛ أن زيد بن خالد الجهني قال: توفِّي رجل ... ، فذكروا الحديث. وقال ابن وَهْب ومصعب الزبيري: عن مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبان، عَنْ أَبِي عمرة، عَنْ زَيْدِ ابن خالد ... . وروى ابن جريج، وحماد بن زيد، وابن عيينة عن يحيى ابن سعيد هذا الحديث، فقالوا فيه: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أبي عمرة؛ كما قال ابن وَهْب ومصعب» . اهـ. ورواية ابن وَهْب المذكورة أخرجها البيهقي في "سننه" (9/101) . = ... وأما رواية سفيان بن عيينة: فأخرجها الشافعي في "السنن" (651) ، والحميدي في "مسنده" (815) ، ومحمد بن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (694) ، والطبراني في "الكبير" (5/230 رقم5177) ،. وأما رواية عبد الوهاب الثقفي: فأخرجها الشافعي أيضًا (652) ، والبزار في "مسنده" (3764) ، ومحمد بن نصر (695) . وأما رواية ابن جريج: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (9501) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (5175) . وأما رواية يحيى بن سعيد القطان: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/192 رقم21675) ، وأبو داود في "سننه" (2710) ، والنسائي في "سننه" (1959) ، وابن حبان في "صحيحه" (4853) ، والحاكم "المستدرك" (2/127) . وأما رواية عبد الله بن نمير: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (33516) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/114 رقم17031) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجها الطبراني (5180) . وأما رواية سفيان الثوري: فأخرجها ابن أبي شيبة أيضًا (33517) ، والبزار في "مسنده" (3766) . وأما رواية يزيد بن هارون: فأخرجها الإمام أحمد مقرونة برواية عبد الله بن نمير، وعبد بن حميد في "مسنده" (272/المنتخب) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1081) ، والطبراني في "الكبير" (5174 و5181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/101) . وأما رواية بشر بن المفضل: فأخرجها أبو داود والحاكم مقرونة برواية يحيى القطان السابقة. وأما رواية الليث بن سعد: فأخرجها ابن ماجه في "سننه" (2848) ، والبيهقي في الموضع السابق. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 387 عَنْ أَبِي عَمْرَة (1) ، عَنْ زَيْدِ بن خالد، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 461 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ الحديثِ الذي رواه عبد الحميد بْن جَعْفَرٍ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاء، عَنْ أَبِي حُمَيد السَّاعِدي: فِي عَشَرةٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ؛ في صِفَةِ (4) صلاةِ النبيِّ (ص) : فرفَعَ اليدَيْنِ ... ؟ فَقَالَ: رَوَاهُ الحَسَن بن الحُرِّ (5) ، عن عيسى ابن عبد الله بن مالك،   (1) هو: مولى زيد بن خالد الجهني. (2) نقل بعض هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1359) ، لكنه تصرَّف في النقل؛ فأخطأ في تفسير مراد أبي حاتم بالإرسال، فقال: «ولما سأل ابن أبي حاتم أباه عن حديث عبد الحميد هذا؟ قال: أصله صحيح، ورواية العباس بْن سهل عَنْ أَبِي حميد مرسلة» . (3) روايته أخرجها أحمد في"المسند" (5/424 رقم 23599) ، وأبو داود (730 و963) ، والترمذي (304 و305) ، والنسائي (1039 و1101) ، وابن ماجه (803 و862 و1061) ، والبزار في "مسنده" (3711) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/195 و223 و228 و230 و258) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (587 و588 و625 و651 و677) ، وابن حبان في "صحيحه" (1865 و1867 و1870 و1876) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/72 و116 و118 و123 و129 و137) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/52- 53) ، والبغوي في "شرح السنة" (556) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . (4) في (ف) : «صف» . (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (733 و966) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/260) ، وابن حبان في "صحيحه" (1866) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/101 و118) . الحديث: 461 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 389 عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عَطاء، عَنِ العباس بْن سهل بْن سَعْدٍ، عَنْ أَبِي حُمَيد السَّاعِدي، عن النبيِّ (ص) (1) ؛ بِمِثْلِ حديث عبد الحميد بْن جَعْفَر. والحديثُ أصلهُ صحيحٌ؛ لأنَّ فُلَيح بْن سُلَيمان (2) قد رَوَاهُ عَنِ العباس بْن سهل، عَنْ أَبِي (3) حُمَيد السَّاعِدي. قَالَ أبي: فصارَ الحديثُُ مُرسَلً (4) .   (1) من قوله: «عن العباس بن سهل..» إلى هنا، سقط من (أ) و (ش) . (2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (734 و735 و967) ، والترمذي في "جامعه" (260 و270 و293) ، وابن ماجه في "سننه" (863) ، والبزار في "مسنده" (3712) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (1/190 و191/مسند ابن عباس) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (589 و608 و637 و640 و689) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/223 و229- 230 و257 و260) وابن حبان في "صحيحه" (1871) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/73 و112 و121 و128- 129) . وقال الترمذي: «حسن صحيح» . (3) في (ت) : «بن» بدل: «أبي» . (4) كذا في جميع النسخ: «مرسل» ، وهو صحيحٌ في = = العربية، ويتخرَّج على وجهَيْنِ: الأوَّل: أن يكون منصوبًا «مرسلً» خبرًا لـ «صار» ، وحذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة: مرسلاً، بالألف. وانظر المسألة رقم (34) . والثاني: أن يكون مرفوعًا «مرسلٌ» خبرًا للمبتدأ «الحديثُ» ، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر: في محلِّ نصب خبر لـ «صار» ، ويكون اسم «صار» : ضمير شأن، والتقدير: فصار هو - أي: الشأن-: الحديثُ مرسلٌ. وانظر الكلام على ضمير الشأن في التعليق على المسألة رقم (854) . ومراد أبي حاتم بقوله: «فصار الحديث مرسلً» : عدم سماع مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ للحديث من أبي حميد؛ يوضحه قول الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (5/156) : «وأنكر آخرون سماع مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ لهذا الحديث من أبي حميد أيضًا، وقالوا: بينهما رجل، وممَّن قال ذلك: أبو حاتم الرازي، والطحاوي، وغيرهما» . وكلام الطحاوي الذي أشار إليه ابن رجب تجده في "شرح معاني الآثار" له (1/259) ، وتابعه عليه ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (2/461-465) . وتولى مناقشة هذه العلة، وردَّها، وتصحيح الحديث: ابنُ القيم في "تهذيب السنن" (1/355-365) ، وابن رجب في "فتح الباري" (5/155-159) ، فأجادا، ولولا الطول لنقلنا كلامهما؛ لجودته. وقد أخرج الحديث البخاري في "صحيحه" (828) من طريق الليث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يزيد المصري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حَلْحَلَة، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عطاء، عن أبي حميد. ثم أخرجه من طريق الليث أيضًا، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ويزيد بن محمد، كلاهما عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حَلْحَلَة، به، ثم قال البخاري: «وسمع الليث يزيد بن أبي حبيب، ويزيد بن محمد بن حَلْحَلَة، وابن حَلْحَلَة من ابن عطاء ... وقال ابْنُ الْمُبَارَكِ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أيوب؛ قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حبيب؛ أن محمد بن عمرو حدَّثه» . وبيَّن ابن رجب في الموضع السابق من "فتح الباري" أن مراد البخاري بما ذكره: اتصال إسناد هذا الحديث، وأن الليث سمع من يزيد بن أبي حبيب، وأن يزيد سمع من مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَة، وأن ابن حَلْحَلَة سمع من مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ. وفي رواية يحيى بن أيوب التي علَّقها التصريح بسماع يزيد من مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَة. وأما سماع محمد بن عطاء من أبي حميد والنَّفَر من الصَّحابة الذين معه: ففي هذه الرواية أنه كان جالسًا معهم، وهذا تصريحٌ بالسماع من أبي حميد. وقد صرَّح البخاري في "تاريخه" بسماع مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ من أبي حميد كذلك. ا. هـ كلام ابن رجب. وانظر "البدر المنير" لابن الملقن (3/3-4/مخطوط) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/307) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 390 .......................... 462 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ سمعَه مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الجَوْهَري؛ قال: حدَّثنا سعدُ بن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ فُلَيح بْنِ سُلَيمان، عَنْ حُنَين بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عن حُكَيم ابن عبد الله بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: مَنْ سَمِعَ   (1) أشار مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1149) إلى هذه المسألة. الحديث: 462 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 391 المُؤَذِّنَ ... (1) ؟ قَالَ أَبِي: وَجَدتُّ (2) فِي كِتَابِ سَعِيدِ بْنِ عُفَير (3) : عَنْ يحيى بن أيُّوب، عن عُبَيدالله (4) ابن المغيرة، عن حُكَيم بن عبد الله بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ اللَّيث (5) ، عَنْ حُكَيم بن عبد الله، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه، عن النبيِّ (ص) . قال أبي: واللَّيثُ ثقةٌ، [وعُبَيدالله] (6) بْنُ الْمُغَيرَةِ مِنْ أَهْلِ مِصر.   (1) يعني: حديث: «من قال حين يسمع المؤذِّن: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وحدَه لا شَرِيكَ لَهُ، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيتُ بالله ربًّا، وبمحمدٍ رسولاً، وبالإسلام دينًا؛ غُفِر له ذنبه» . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدث» . (3) نُسِب هنا إلى جدِّه، وهو سعيد بن كثير بن عفير. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (422) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/145) . (4) في (ف) : «عبد الله» . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/181 رقم 1565) ، ومسلم في "صحيحه" (386) ، والترمذي في "جامعه" (210) ، وأبو داود في "سننه" (525) ، وابن ماجه في "سننه" (721) ، والنسائي في "سننه" (679) ، والبزار في "مسنده" (3/332 رقم1130) . قال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث الليث بن سعد، عن حكيم بن عبد الله بن قيس» . وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن سعد، عن النبي (ص) بهذا الإسناد» . (6) في جميع النسخ: «وعبد الله» ، وتقدم على الصَّواب، ومثل هذا الخطأ يقع في اسمه أحيانًا؛ كما نبَّه عليه المزِّي في "تهذيب الكمال" (19/161-163) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 392 قلتُ لأَبِي: أَبُو هُرَيْرَةَ أشبَهُ أَوْ سَعْدٌ؟ قَالَ: قَدِ اتَّفَقَ نَفْسان ِ عَلَى «عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ» ؛ وَهُوَ أشبَهُ. 463 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سُفْيان الحِمْيَري (2) ، عَنْ سُفْيان بْن حُسَين، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي أُمامةَ بْن سَهْل بْن حُنَيف، عَنْ أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى قَبْر؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ والصَّحيحُ حديثُ يونس بْن يَزِيدَ (3) وجماعةٍ (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي أُمامَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ بلا «أبيه» (5) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1085) . (2) هو: سعيد بن يحيى بن مهدي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" (58) ، و"المصنف" (11417) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/494) ، ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في "الكبير" (6/84 رقم 5586) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/35) . ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (271) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/48) من طريق الأوزاعي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/495) من طريق النعمان بن راشد، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أخبرني بعض أصحاب النبي (ص) ، به. وفي رواية الطحاوي: «عن بعض أصحاب النبي (ص) » . (3) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (1969) . (4) منهم الإمام مالك في "الموطأ" (1/227 رقم533) . وابن جريج، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6542) . وسفيان بن عيينة، وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1981) . (5) يعني: مرسلاً. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (6/254) : «روى سفيان بن حسين هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل، عن أبيه، عن النبي (ص) ، وهو حديث مسند متصل صحيح من غير حديث مالك؛ من حديث الزهري وغيره، وروي من وجوه كثيرة عن النبي (ص) كلها ثابتة» . وقال البيهقي في "السنن" (4/35) : «كذا رواه سفيان ابن حسين، والصحيح رواية مالك ومن تابعه مرسلاً دون ذكر «أبيه» فيه. وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي أمامة: أن بعض أصحاب رسول الله (ص) أخبره» . الحديث: 463 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 393 464 - وسألتُ أَبِي عَنْ أُسَيد بْنِ حُضَير (1) : أَنَّهُ صلَّى قاعدًا. وَرَوَاهُ أصحابُ هشام بْن عُرْوَة، عَنْ هِشَامٍ (2) ، عَن كَثِير بْن السَّائب، عَن محمود بْن لَبِيد. وحمَّادُ بنُ سَلَمةَ أقلَبَهُ (3) ؛ فَقَالَ: عَن محمود، عَن كَثِير بْن السَّائب (4) .   (1) في (ت) و (ك) : «حضين» . (2) قوله: «بن عروة عن هشام» سقط من (ش) . (3) يعني: قَلَبَهُ، وهي لغة ضعيفة؛ كما في "لسان العرب" (1/685) . (4) كذا وقعت هذه المسألة في جميع النسخ! ومن الواضح أن فيها سقطًا، ولم نقف على من نقل هذه المسألة عن المصنف، والحديث ذكره البخاري في "تاريخه" (7/208) من رواية علي بن مسهر، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه عروة، عَن كثير بْن السائب، عَن محمود بن لبيد؛ قال: كان أسيد بن حضير يؤمُّ قومَه، فمرض أيامًا، فوجد من نفسه خِفَّة، فخرج فصلَّى بنا قاعدًا. وأخرجه الدارقطني في "سننه" (1/397) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ، به، نحو رواية البخاري. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/206-207 رقم2046) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ كثير بن السائب: أن أسيد بن حضير صلَّى بأصحابه قاعدًا وهم قعود، فكان يؤمُّهم من وَجَع. وهذه هي الرِّواية التي ذكرها ابن أبي حاتم هنا، وقال: «وحماد بن سلمة أقلبه» ، يعني: أنه جعله من رواية محمود بن لبيد، عن كثير بن السائب، والصَّواب عكسُه. وثمَّة اختلافٌ آخر: فالحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4085) من طريق شيخه سفيان بن عُيَيْنَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه عروة: أن أسيد بن حضير اشتكى، وكان يؤمُّ قومَهُ جالسًا. كذا رواه ابن عيينة مرسلاً، فلم يذكر كثير بن السَّائب ولا محمود بن لبيد. الحديث: 464 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 394 465 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (2) ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ (3) ، عن زيد ابن أسلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّما جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بهِ؛ فَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا. قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذِهِ الكلمةُ (5) بِالْمَحْفُوظِ، وَهُوَ مِنْ تخاليطِ ابْنِ عَجْلان (6) . وَقَدْ رَوَاهُ خارِجَةُ بنُ مُصْعَب أيضًا، وتابَعَ ابنَ عَجْلان،   (1) في (ش) : «وسألت» . وروى هذا النص عن ابن أبي حاتم البيهقي في "السنن الكبرى" (2/157) ، ونقله ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/125) . (2) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3799 و7136 و36126) ، وأحمد في "مسنده" وابنه عبد الله في "زياداته على المسند" (2/420 رقم 9438) ، والبخاري في "الكنى" ص (38) ، وأبو داود في "سننه" (604) ، وابن ماجه في "سننه" (846) ، والنسائي في "سننه" (921) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/217) ، والدارقطني في "سننه" (1/327) ، وتمام في "فوائده" (296/الروض البسام) ، والبيهقي في "القراءة خلف الإمام" (311) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/33) . ورواه النسائي في "سننه" (922) ، والدارقطني في "سننه" (1/328) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/320) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/33) من طريق محمد بن سعد الأشهلي، عن ابن عجلان، به. (3) هو: محمد. (4) هو: ذَكوان السَّمان. (5) يعني قوله: «فإذا قرأ فأنصتوا» . (6) كذا في جميع النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «ليسَتْ هذه الكلمةُ بالمحفوظةِ، وهي مِنْ تَخَالِيطِ ابْنِ عَجْلانَ» ، وَقَدْ قعتْ هذه العبارة - بنحو مما هنا على الجادَّة- عند البيهقي في «سننه» ، نقلاً عن ابن أبي حاتم. والإشكال على ذلك في تذكير ما حَقُّهُ التأنيثُ في مواضع ثلاثة: «ليس» ، و «بالمحفوظ» ، و «هو» : أما «ليس» فيخرج تذكيره على وجهين: الأول: بالحمل على المعنى؛ فإنه حَمَلَ «هذه الكلمة» على معنى «هذا الكلام» ؛ لأن الكلمة في اللغة بمعنى الكلام التام المفيد، وليست بمعنى القول المفرد، من الاسم والفعل والحرف، إلا في اصطلاح النحاة. ولأن الكلمة المشار إليها هي قوله: «إذا قرأ فأنصتوا» ، وهذا كلامٌ وليس كلمةً واحدة. وانظر: "شرح شذور الذهب" (ص33- 35) . وانظر تحريرًا لذلك عند شيخ الإسلام في: "مجموع الفتاوى" (1/245- 246) ، (7/101) ، (10/232- 233) ، (12/103- 116) . وانظر للحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث: التعليق على المسألة رقم (270) . والثاني: أنَّ التذكير في «ليس» راجعٌ إلى كون اسمه «هذه الكلمة» - غَيْرَ حقيقيِّ التأنيث؛ فيجوزُ معه تذكير الفعل - كما وقع هنا - وتأنيثه، وانظر التعليق على المسألة رقم (224) . أما قوله: «بالمحفوظ» : فلا إشكال فيه على الوجه الأول، من حمل «هذه الكلمة» على معنى «هذا الكلام» ؛ أي: ليس هذا الكلام بالمحفوظ. وأما على الوجه الثاني فيخرج على أن المحفوظ جاء على صيغة المصادر التي على وزن مفعول؛ كالمعقول والمجلود، وحينئذ يلزم فيه الإفراد والتذكير؛ كما تقول: رجلٌ عدلٌ، وامرأةٌ عدلٌ، والمعنى: ليست هذه الكلمة ذاتَ حفظٍ، وانظر نحو ذلك في المسألة رقم (364) . وأما التذكير في قوله: «وهو» : فعلى معنى «المذكور» أو «المشار إليه» ، أي: وهذا الذي ذُكِرَ من تخاليط ابن عجلان، وهذا يرجع إلى باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، وهو فاشٍ في العربية؛ انظر المسألة رقم (270) . بقي أن نقول: إنَّ هذه العبارة وردتْ بصيغة التأنيث عند ابن كثير في "إرشاد الفقيه"، ففيه: «قال أبو حاتم: ليستْ هذه الزيادةُ بمحفوظة - يعني: «وإذا قرأ فأَنْصِتُوا» - وهي من تخاليط محمد بن عجلان» . الحديث: 465 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 395 وخَارِجَةُ أيضًا ليس بالقويِّ (1) .   (1) قال عباس الدوري في "تاريخ ابن معين" (3/455 رقم2236) : «سمعت ابن معين يقول في حديثِ أبي خالد الأحمر؛ حديثِ ابن عجلان: ليس بشيء، ولم يثبته، ووهَّنه» . وقال البخاري في الموضع السابق: «ولم يصح» . وقال أبو داود في الموضع السابق: «وهذه الزيادة: " وإذا قرأ فأنصِتوا " عندنا ليست بمحفوظة، الوهم عندنا من أبي خالد» . وقال النسائي في "الكبرى" (994) : «لا نعلم أحدًا تابع ابن عجلان على قوله: "وإذا قرأ فأنصِتوا"» . وذكر الدارقطني في "العلل" (8/187 رقم1501) اختلاف الرواة على محمد بن عجلان في إسناد هذا الحديث، وأنهم كلهم ذكروا: «وإذا قرأ فأنصِتوا» ، ثم قال الدارقطني: «وهذا الكلام ليس بمحفوظ في هذا الحديث» . وقال البيهقي في "سننه" (2/156) : = = «وهو وهم من ابن عجلان» . وقال في "المعرفة" (3/75) : «وقد أجمع الحفاظ على خطأ هذه اللفظة في الحديث، وأنها ليست بمحفوظة: يحيى بن معين، وأبو داود السجستاني، وأبو حاتم الرازي، وأبو علي الحافظ، وعلي بن عمر الحافظ، وأبو عبد الله الحافظ» . وقال في "القراءة خلف الإمام": ص (131- 132) : «هذا حديث يعرف بأبي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ. قال البخاري: لا يعرف هذا من صحيح حديث أبي خالد الأحمر. قال أحمد بن حنبل: أراه كان يدلس. وقال يحيى بن معين: أبو خالد الأحمر صدوق وليس بحجة» . وصحَّح هذه الزيادة مسلم بن الحجاج، والإمام أحمد، وابن عبد البر: أما مسلم بن الحجاج: فإنه أخرج في "صحيحه" (404) حديث أبي موسى الأشعري ح في صفة الصَّلاة؛ من طريق أبي عوانة وضَّاح بن عبد الله، وسعيد ابن أبي عروبة، وهشام الدَّستوائي، وسليمان التيمي، جميعهم عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حِطَّان بن عبد الله الرقاشي، عن أبي موسى، وذكر أن سليمان التيمي زاد في روايته: «وإذا قرأ فأنصِتوا» ، وفي آخر الحديث قال مسلم بن الحجاج لأبي بكر ابن أخت أبي النَّضْر: تريد أحفظ من سليمان؟ فقال له أبو بكر: فحديث أبي هريرة، فقال: هو صحيح؟ يعني: «وإذا قرأ فأنصِتوا» ، فقال: هو عندي صحيح. فقال: لِمَ لَمْ تضَعْه ههنا؟ قال: ليس كل شيء عندي صحيح وضعتُه ههنا؛ إنما وضعت ههنا ما أجمعوا عليه. اهـ. وأما الإمام أحمد وابن عبد البر: فإن ابن عبد البر استشهد في "التمهيد" (11/32-34) بهذا الحديث من رواية أبي موسى وأبي هريرة، ثم أخرجه من طريق النسائي، وذكر عبارة النسائي السابقة، ثم قال ابن عبد البر: بعضهم يقول: أبو خالد الأحمر انفرد بهذا اللفظ في هذا الحديث، وبعضهم يقول: إن ابن عجلان انفرد به، وقد ذكره النسائي من غير حديث أبي خالد الأحمر ... ، فإن قال قائل: إن قوله: «وإذا قرأ فأنصِتوا» لم يقله أحد في حديث أبي هريرة غيرُ ابن عجلان، ولا قاله أحد في حديث أبي موسى غيرُ جرير، عن التيمي؛ قيل له: لم يخالفهما من هو أحفظ منهما، فوجب قبول زيادتهما، وقد صحَّح هذين الحديثين أحمد بن حنبل، وحسبك به إمامة وعلمًا بهذا الشأن. حدثنا عبد الله بن محمد؛ قال: حدثنا عبد الحميد بن أحمد؛ قال: حدثنا الخضر بن داود؛ قال: حدثنا أبو بكر الأثرم؛ قال: قلت لأحمد بن حنبل: من يقول عن النبي (ص) من وجه صحيح: «إذا قرأ الإمام فأنصِتوا» ؟ فقال: حديث ابن عجلان الذي يرويه أبو خالد، والحديث الذي رواه جرير عن التيمي، وقد زعموا أن المعتمر رواه. قلت: نعم! قد رواه المعتمر؛ قال: فأي شيء تريد؟ [قال ابن عبد البر] : فقد صحح أحمد الحديثين جميعًا عن النبي (ص) : حديث أبي هريرة، وحديث أبي موسى؛ قوله _ج: «إذا قرأ الإمام فأنصِتوا» ، فأين المذهب عن سنة رسول الله (ص) ، وظاهِر كتاب الله عزَّ وجلَّ، وعمل أهل المدينة؟ اهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 396 .......................... الجزء: 2 ¦ الصفحة: 397 466 - وَقَالَ أَبِي: ذاكرتُ أَبَا زُرْعَةَ بحديثٍ رَوَاهُ عَبْدَةُ بْنُ سُلَيمان (1) ، عن محمد ابن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَة، عَنْ أَبِي سَلَمة (2) ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا سَلَّم مِنَ الصَّلاة قَالَ: اللَّهُمَّ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذاَ الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ، فقلتُ: قَدْ (3) رابَني أمرُ هَذَا الْحَدِيثِ! لأنَّ الناسَ يَرْوُونَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمة، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في   (1) روايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (23/81) . (2) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (3) قوله: «قد» ليس في (ك) . الحديث: 466 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 398 الْمَسْحِ عَلَى الخُفَّين (1) ! فتابَعَني عَلَى مَا رابَني، ورابَهُ (2) نحوُ ذَاكَ (3) ، حَتَّى ذاكَرَني بعضُ أَصْحَابِنَا، عَنْ بعض المدنيِّين، عن محمد ابَن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنِ الْمُغِيرَةِ، كَمَا رَوَاهُ عَبْدَةُ؛ غيرَ أنَّ ذلكَ لَمْ يَستَقِرَّ بَعْدُ عِنْدِي. 467 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بُرْدُ ابن سِنَان (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يصلِّي، فاستَفْتَحْتُ البابَ، فجاء النبيُّ (ص) ففتح البابَ، ومضى فِي صَلاتِه.   (1) أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/248 رقم 18171) ، والدارمي (686) ، وأبو داود في "سننه" (1) ، والترمذي في "جامعه" (20) ، والنسائي في "السنن" (17) ، وابن ماجة في "سننه" (331) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (50) ، وابن الجارود في "المنتقى" (27) من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة به. (2) في (ك) : «وروابه» . (3) في (أ) و (ش) : «ذلك» . يعني رابهما أن يُرْوَى هذا المتن بهذا الإسناد، وإلاَّ فحديث المغيرة قد رواه البخاري في "صحيحه" (844، 6330، 6615، 7292) ، ومسلم (593) من طريق ورَّاد كاتب المغيرة ابن شعبة، عن المغيرة به مرفوعًا مطولاً. (4) روايته أخرجها الطيالسي في "المسند" (1571) ، وإسحاق بن راهويه (1147) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/31 و183 و234 رقم24027 و25503 و25972) ، وأبو داود في "سننه" (922) ، والترمذي في "جامعه" (601) ، والنسائي في "سننه" (1206) . وأبو يعلى في "مسنده" (4406) ، وابن حبان في "صحيحه" (2355) ، والدارقطني في "سننه" (2/80) والبيهقي (2/265) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/97- 98) ، والبغوي في "شرح السنة" (747) . وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» . وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/80) من طريق محمد بن حميد الرازي، عن حكام بن مسلم، عن عنبسة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة به. الحديث: 467 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 399 قلتُ لأَبِي: ما حالُ هَذَا الحديث؟ فَقَالَ أَبِي: لم يَرْوِ هَذَا الحديثَ أحدٌ عَنِ النبيِّ (ص) غيرُ بُرْدٍ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ، لَيْسَ يَحْتَمِلُ الزُّهْريُّ مثلَ هَذَا الحديث، وَكَانَ بُرْدٌ يرى القَدَر (1) . 468 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو كُرَيْب (2) ، عَن وكيع (3) ، عَنِ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ (4) ، عَنْ خالِهِ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وَقَالَ مَرَّةً: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن   (1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (6/382) : «واستنكره أبو حاتم الرازي، والجوزجاني؛ لتفرد بُرْدٍ به» ، وانظر: "شرح العلل" له (2/483) . (2) هو: محمد بن العلاء. (3) هو: ابن الجراح. وروايته على هذا الوجه لم نقف عليها. لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4253) ، والإمام أحمد في "مسنده" (2/443 رقم 9712) ، والبغوي في "الجعديات" (2768) عن يعقوب بن إبراهيم. ثلاثتهم (ابن أبي شيبة، وأحمد، ويعقوب) عَن وكيع، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة به مثل رواية الليث بن سعد الآتيه. (4) واسمه: محمد بن عبد الرحمن. (5) في (ت) و (ك) : «خالد» ، وهو تصحيف، والمثبت هو الصَّواب، وخال ابن أبي ذئب: هو الحارث بن عبد الرحمن؛ المصرَّح باسمه في الروايات الآتية، وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/443 رقم 9712) ، والبغوي في "الجَعديات" (2768) ، كلاهما من طريق وكيع، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عن خاله الحارث ابن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) . وأما قوله: «عن أبيه» : فلم نقف على رواية أبي كريب للنظر هل هي كذلك، أو موافقة لما جاء عند الإمام أحمد والبغوي؟ الحديث: 468 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 400 أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ سجدَ فِي النَّجْم. وَرَوَاهُ اللَّيْث بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الحارث بْن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيْك (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الحارث بن عبد الرحمن (2) ، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوبان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (3) . وكذا رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، وعبد العزيز بْن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الصَّحيحُ. 469 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالك (5) ، وابن عُيَينة   (1) هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم. وروايته أخرجها الشافعي في "مسنده" (1/123- ترتيب) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/304 رقم 8034) عن أبي عامر العقدي. والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/353) من طريق أبي عامر، وبشر بن عمر. والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/132 رقم 539) من طريق أبي عاصم. والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/321) من طريق خالد بن الحارث أربعتهم عن ابن أبي ذئب به. (2) من قوله: «عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . ورواه ابن أبي فُدَيْك ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (أ) و (ش) . (4) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/147) قول = = أبي حاتم الرازي: «كلاهما صحيح» ، وانظر المسألة رقم (236) . (5) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/140 رقم318) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (358) ، ومسلم (515) . الحديث: 469 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 401 (1) ، عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ سُئل عَنِ الصَّلاة فِي الثَّوب الواحِد؟ فَقَالَ: أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَينِ؟! . وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ كَثِير (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ: كلاهُما صحيحٌ، قَدْ رَوَى (5) عُقَيل (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سعيدٍ وَأَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ جَمَعَهُما (7) . 470 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رواه أبو (8) مُصْعَب (9) ، عن   (1) هو: سفيان. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (966) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/238-239 رقم 7251) ، وابن ماجه في "سننه" (1047) . وابن خزيمة في "صحيحه" (758) ، وابن الجارود في "المنتقى" (170) ، وابن حبان في "صحيحه" (2296) . (2) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «الزهري» . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/345 رقم 8549) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1364) عن معمر. والإمام أحمد في "المسند" (2/265- 266 رقم 7606) عن عبد الرزاق، عن معمر وابن جريج. والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/379) من طريق ابن جريج. كلاهما عن الزهري به. (4) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوف. (5) في (ف) : «رواه» . (6) هو: ابن خالد. وقد تابعه عليه يونس بن يزيد الأيلي. روايتهما أخرجها مسلم في "صحيحه" (515) . (7) في (ك) : «جميعهما» . وأطال الدارقطني في "العلل" (1808) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث على الزهري، ثم قال: «وكلها محفوظة عن الزهري، إلا قول روح، عَنْ زَمْعَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن أبيه، فإنه غير محفوظ» . (8) في (ك) : «بن» . (9) هو: أحمد بن أبي بكر الزهري. لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرجه الترمذي في "جامعه" (869) ، والحسن بن محمد الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (34) من طريق محمد بن هارون بن حميد كلاهما (الترمذي ومحمد بن هارون) عن أبي مصعب به. بدون ذكر محمد بن عبيد في إسناده. الحديث: 470 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 402 عبد العزيز بْنِ عِمْران، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيد، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ فِي ركعَتَيِ الطَّوافِ بِسُورَتَيِ الإخلاص: {قُل (2) {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، و: {} ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) . 471 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْنُ بْنُ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْن يعقوب الزَّمْعي، عَنِ الصَّلْت بْنِ سَالِمٍ مَوْلَى طَلْحَة بْنِ محمد بن عُبَيدالله؛ أنَّ مولًى لعمر بن الخطَّاب أخبره، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أبي الدَّرداء، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى الضُّحَى سَجْدَتَيْنِ، لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغَافِلينَ ... ، وذكَرَ الحديثَ. قلتُ لأبي: مولًى لعمر، مَنْ هُوَ؟ قَالَ: زيدُ بْنُ أسلَم فيما أرى.   (1) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب، المعروف بالباقر. (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «وقل» . (3) روى هذا الحديث الترمذي في "جامعه" (870) من طريق سفيان، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبيه: أنه كان يستحبُّ أن يقرأ في ركعتي الطواف بـ: ُ ش س ز ِ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، و: ُ س ش ص ض ِ {} ، ثم قال الترمذي: «وهذا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عمران. وحديث جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ في هذا أصحُّ من حديث جعفر ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَابِر، عن النبي (ص) ، وعبد العزيز بن عمران ضعيفٌ في الحديث» . وانظر "الفصل للوصل" للخطيب (2/639) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (370) . الحديث: 471 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 403 472 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُصعَب (1) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عليٍّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنِ يَزِيدَ بْنِ رُكانَة: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى ميِّتٍ، فكبَّر، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، عَبْدُكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، احتَاجَ إِلَى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ أَغْنَى عَنْ عَذَابِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ لا أصلَ له.   (1) هو: أحمد بن أبي بكر الزهري. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/223) ، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (444) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/222) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/249 رقم647) ، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2616) جميعهم من طريق حميد بن يعقوب، عن الحسين بن زيد، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/359) من طريق إبراهيم بن المنذر، عن الحسين بن زيد، به. (2) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب، المعروف بالباقر. الحديث: 472 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 404 .. تَمَّ (1) الجُزْءُ الثَّالثُ بحمد اللَّه (2) وعَوْنِه (3) ومَنِّه، يَتْلُوهُ الجُزْءُ (4) الرَّابعُ فِي عِلَلِ أخبارٍ رُوِيَتْ فِي الصَّلاة وأوَّلِ كتاب الزَّكاة (5) ، فِي حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (6) مُصعَب، عَنْ عبد العزيز بْنِ عِمران (7) والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالَمين، وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا مُحَمَّد، وآلِهِ وصَحبِهِ وسلَّم تسليمًا كثيرًا وحَسْبُنا الله ونِعْمَ الوَكيل (8)   (1) المثبت من (ف) ، وفي (أ) : «ثم» . (2) في (ف) : «الله تعالى» . (3) قوله: «وعونه» ليس في (ف) . (4) في (ف) : «ويتلوه في الجزء» . (5) من قوله: «في علل ... » إلى هنا ليس في (ف) . (6) قوله: «أبو» سقط من (أ) ، وأثبت من (ف) ، وانظر الموضع الآتي في أول إسناد المسألة رقم (473) . (7) زاد بعده في (ف) : «عن ابن أخي الزهري» . (8) في (ف) : «وحسبنا الله وكفى» ، ومن قوله: «تم الجزء الثالث ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وجاء في حاشية (ش) : «آخر الجزء الثالث» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 405 بِسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد وآله وصحبه وسلَّم الجُزْءُ الرابعُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِيالصَّلاَةِ والزَّكَاةِ (1) 473 - قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتِم الرَّازي (2) : وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو (4) مُصعَب (5) ، عن عبد العزيز ابن عِمران، عَنِ ابْنِ أخي الزُّهْري (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (7) ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يقرأُ فِي غزوة تَبوك فِي ركعَتَي الفجر: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} ، و: {} ؟   (1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) ، واتفق النص في (ف) مع (أ) ما عدا قوله: «يشتمل على» فوقع بدله في (ف) : «في» ، ولم يرد في (ش) إلا قوله: «علل أخبار رويت فِي الصَّلاة والزَّكاة» . (2) في (أ) : «الرازي رحمه» ، أراد الترحُّم عليه فلم يكتب لفظ الجلالة. ومن قوله: «قال: أخبرنا ... » إلى هنا من (أ) و (ش) فقط. (3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «سألت» ، والأصل أن تكون العبارة: «قال: سألت» ، فحُذِفَ «قال» ؛ وحَذْفُ القولِ كثيرٌ في العربية؛ حتى قال أبو علي الفارسي: «حَذْفُ القولِ مِنْ حَدِيثِ البَحْرِ؛ قُلْ ولا حَرَجَ!» . انظر "مغني اللبيب" (ص596) . (4) قوله: «أبو» سقط من (أ) و (ش) . (5) هو: أحمد بن أبي بكر الزهري. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/218 رقم13123) ، وفي "الأوسط" (7792) . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلاَّ ابن أخيه، ولا عن ابن أخي الزهري إلاَّ عبد العزيز بن عمران، تفرد به أبو مصعب» . (6) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم. (7) هو: سالم بن عبد الله بن عمر. الحديث: 473 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 406 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 474 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ (2) ، عَنْ أَشْعَثَ بنِ سَوَّار، عَنْ بُكَير بْنِ الأخْنَس، عَنْ حَنَش (3) بْنِ المُعتَمِر، عَنْ وَابِصَةَ بنِ مَعْبَد، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى (4) خلفَ الصَّفِّ وحدَهُ ... ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُ الكوفيِّين عَنْ أَشْعَث، عَنْ بُكَير، عَنْ وابِصَة، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: أَمَّا عمرُ فمحلُّه الصِّدْقُ، ولولا [تدليسُهُ] (5) لحكَمنا (6) ؛ إذْ جاء بالزِّيادة (7) ، غَيْرَ أنَّا نخافُ أن يكونَ أَخَذَهُ عَن غير ثقة. وأَشْعَثُ هُوَ أَشْعَث (8) . قلتُ: حَنَشٌ أدرَكَ وابِصَةَ؟   (1) هذه المسألة متأخرة في (أ) و (ش) عن المسألة التالية رقم (475) . ونقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/285/مخطوط) . وتقدَّمت هذه المسألة برقم (281) ، وانظر المسألة رقم (271) . (2) هو: المقدَّمي. (3) في (ت) و (ك) : «حفش» . (4) في المسألة رقم (271) و (281) : «أن رجلا صلَّى خلفَ الصفِّ وحدَهُ» . (5) في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) : «تدلسه» ، والمثبت من (ك) و"الجرح والتعديل" (6/125) . (6) في الموضع السابق من "الجرح والتعديل": «لحكمنا له» ، وهو أجود. (7) وجاء بالزيادة أيضًا يزيد بن هارون وحفص بن غياث، فروياه عن أشعث بن سوَّار، بزيادة حنش بن المعتمر؛ وتقدَّم تخريج روايتهما في المسألة رقم (281) . (8) في المسألة رقم (281) : « ... وَأَشْعَثُ هُوَ أَشْعَثُ، قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: يَعْنِي أَنَّهُ ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» ، وفي "الجرح والتعديل" (6/125) : «سألت أبي عنه [أي: عن عمر بن المقدَّمي] ؟ فقال: محلَّه الصدْقُ، ولولا تدليسُهُ، لحكمنا له؛ إذَا جاء بزيادةٍ؛ غير أنَّا نخاف بأن يكون أخذه عَن غير ثقة» . الحديث: 474 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 407 قَالَ: لا أُبعِدُه. 475 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (2) ، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) (4) جَالِسًا فِي المسجِد وَنَحْنُ مَعَهُ؛ إِذْ (5) جَاءَ ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبة، فَدَخَلَ المَسْجِدَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ، فَقَالَ: أَيُّكُم مُحَمَّدٌ؟ قَالُوا: هَذَا رسولُ الله (ص) ، قَالَ: إِنِّي سائلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ، ومُغَلِّظٌ عَلَيْكَ! أَنْشُدُكَ بِرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ وَرَبِّ مَنْ بَعْدَكَ، آللهُ أرسلكَ إِلَى النَّاس؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ عَادَ عَلَيْهِ المسألةَ (6) ؛ قَالَ: آللهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْمُرَ النَّاسَ بالصَّلواتِ (7) الخمسِ في اللَّيل والنَّهار؟ قَالَ نَعَمْ ... وذكَرَ الحديثَ؟   (1) هذه المسألة متقدمة في (أ) و (ش) على المسألة التي قبلها رقم (474) . (2) قوله: «أَبِي عَن حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ أبي فديك» مكرر في (ف) . وابن أبي فديك هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم. وروايته على هذا الوجه ذكرها ابن منده في "الإيمان" (1/273) . وأخرجها النسائي في "سننه" (2094) من طريق أبي عمارة الحارث، عن أبيه، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن سعيد المقبري به. (3) هو: سعيد بن أبي سعيد. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «كان النبي (ص) » . (5) في (ت) : «إذا» . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: أعاد عليه المسألةَ، فإن لم تكن همزة «أعاد» سقطت من النساخ، فإن نصب «المسألة» هنا يتوجه على النصب على نزع الخافض، والتقدير: ثم عاد عليه بالمسألة، أي: رجع عليه بها، حُذِفَ الخافض، فانتصب ما بعده. وقد تقدم التعليق على نزع الخافض في المسألة رقم (12) . (7) في (أ) و (ف) : «بالصَّلاة بالصلوات» ، وكذا في (ش) ، وضُرِبَ على قوله: «بالصَّلاة» . الحديث: 475 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 408 فقال (1) أَبِي: هَذَا وَهَمٌ (2) ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ اللَّيْث (3) عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ شَريك بن عبد الله بْنِ أَبِي نَمِر، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (4) . 476 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزاق (5) ، عن ابن جُرَيج (6) ، عن عبد الملك، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِلْقُرْآن ِ. قلتُ لأبي: مَنْ عبدُالملك هذا؟ قال: مجهول (7) .   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (2) نقل ابن حجر في "الفتح" (1/150) حكم أبي حاتم على رواية الضحاك بن عثمان هذه بالوهم. (3) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (63) . (4) قال الدارقطني في "العلل" (8/150 رقم1470) : «يختلف فيه على سعيد المقبري، فروي عن عبيد الله بن عمر، وعن أخيه عبد الله، وعن الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعِيدٍ المقبري، عن أبي هريرة، ووهموا فيه على سعيد، والصَّواب: ما رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ أبي نمر، عن أنس بن مالك. وقال يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ: عن اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ المقبري. وقد سمعه الليث من المقبري، وهو صحيح عنه» . (5) هو: ابن همَّام الصَّنعاني وروايته في "مصنفه" (3810) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/163 رقم12665) . (6) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (7) وقال ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (5/376 رقم1759) : عبد الملك: روى عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبي (ص) : «يؤمُّ القومَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ عز وجل» ، روى عنه ابن جريج، سألت أبي عنه؟ فقال: مجهول. اهـ. الحديث: 476 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 409 477 - وسمعتُ أَبِي: حدَّثنا عُبَيْس (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا حاتِم (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف (3) ، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الكِنَاني (4) ؛ قَالَ: سمعتُ السَّائِبَ بْن يَزِيدَ يَقُولُ: جَمَعَ عمرُ ابنُ الخطَّابِ الناسَ فِي رمضانَ عَلَى أُبَيِّ بْن كعب. قَالَ أَبِي: قال عُبَيْس: عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، وأخطأَ؛ إنما هو: محمد بن يوسف بن عبد الله (5) ، فأخبرتُهُ فلم يَرْجِعْ. 478 - وسألتُ (6) أبي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيْد بْنُ (7) سَعِيدٍ (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيم الطَّائِفي، عَنْ إسماعيلَ بنِ أُميَّة وعُبَيدِاللهِ بنِ عمر، عن   (1) هو: عُبَيس بن مرحوم. (2) هو: حاتِم بن إسماعيل. (3) قوله: «قَالَ: حَدَّثَنَا حاتم، عَنْ مُحَمَّدِ بن يوسف» سقط من (ف) . (4) كذا في جميع النسخ! وصوابه: «الكندي» كما في "تهذيب الكمال" (27/49) ، و"التقريب" (6454) ، مع مراعاة تصويب أبي حاتم الآتي. (5) أخرجه هكذا الإمام مالك في "الموطأ" (1/115 رقم251) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف، عَنْ السائب بن يزيد أنَّه قال: «أمر عمر بن الخطاب أُبَيَّ بن كعب وتميمًا الداري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة» . ومن طريق الإمام مالك أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/469) ، وفي "فضائل الأوقات" (126) ، و"معرفة السنن والآثار" (4/43) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7730) ، وابن أبي شيبة (7670) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (2/713 و716) من طرق عن محمد بن يوسف به. (6) نقل العراقي في "طرح التثريب" (2/245) حكم أبي حاتم على هذا الحديث. (7) قوله: «سويد بن» مكرر في (ت) بسبب مجيئه في آخر الورقة (112) وبداية الورقة التالية (113) . (8) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1036) . الحديث: 477 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 410 نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: رخَّص رسولُ الله (ص) لِلنِّسَاءِ فِي التَّصفيق فِي الصَّلاة، وللرِّجال فِي التَّسبيح؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) . 479 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (3) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ عَطَاءٍ (4) ، عَنْ أبي واقِد (5) ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إنَّا أَنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَلَوْ كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادٍ (6) أَحَبَّ أنْ يَكُونَ لَه   (1) قال الدارقطني في "العلل" (8/340 رقم1610) : «يرويه إسماعيل بن أمية، واختُلِف عنه، فرواه يحيى بن سليم الطائفي مرة عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عطاء، عن أبي هريرة، ومرة عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وحديث عطاء عن أبي هريرة أصح» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (643) و (1817) . (3) روايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص322-323) ، وأبو بكر بن أبي شيبة في "المسند" - كما في "إتحاف المهرة" (16/327) - والإمام أحمد في "المسند" (5/218-219 رقم21906) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/59) ، وأبو عوانة في "الزكاة" - كما في "إتحاف المهرة" (16/327) - والطبراني في "المعجم الكبير" (3/247 رقم 3300 و3301) ، وفي "الأوسط" (2446) ، وأبو بكر القطيعي في "جزء الألف دينار" (176) ، والبيهقي في "الشعب" (9796 و9797) . وأخرجه والطبراني في "االكبير" (3/247 رقم3302) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن مجبر، عن زيد بن أسلم، به. (4) هو: ابن يسار. (5) هو: الليثي، مشهور بكنيته. (6) في (ت) و (ك) : «وادي» ؛ بإثبات الياء، وهو صحيحٌ فصيحٌ، وانظر التعليق على المسألة رقم (146) . الحديث: 479 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 411 ُ وَادِيان ِ، وَلَوْ كَانَ لَهُ وَادِيان ِ أحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ ثَالِثًا (1) ، وَلاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلاَّ التُّرَابُ، وَيَتوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ؟ قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ ابنُ أَبِي فُدَيْك (2) ، عن ربيعة بن   (1) كذا في جميع النسخ، بنصب ثالثًا، ونحوه في "شعب الإيمان" وكان حقُّه الرَّفْعَ؛ لأنَّه إما فاعلُ «يَكُون» إذا كانت تامَّةً، أو اسمٌ لها مؤخَّر إذا كانت ناقصة، وقد جاءت هذه الكلمة بالرفع على الجادَّة في كثير من مصادر التخريج، ووردت الجملةُ بتمامها في بعض مصادر التخريج بألفاظ أخرى كلُّها موافقة للمشهور من لغة العرب. لكنَّ ما وقع عندنا وفي "الشعب" يخرَّج على وجوه: أحدها: أن التقدير: أحبَّ أن يكون [وادٍ] له ثالثًا؛ فـ «أن يكون» مفعولُ «أحبَّ» ، وفاعل «يكون» أو اسمها: ضمير يعود إلى «الوادي الآخَرِ» المفهومِ من السياق، و «ثالثًا» - على ذلك - إما حالٌ من الاسم المرفوع بـ «يكون» ، أو خبرٌ عنها، وهو على الإعرابين منصوبٌ. والثاني: أنه نصب على توهم أنه خبر «يكون» لتأخُّره لفظًا. وانظر التعليق على المسألة رقم (1853) . والثالث: أنَّ «واديًا» فاعل «يكون» أو اسمٌ لها، لكنَّه جاء منصوبًا اكتفاءً بالقرينة المعنوية؛ فإنَّ العرب قد يحملها ظهورُ المعنى والعِلْمُ بأنَّ السامع لا يجهل المراد: إلى نَصْبِ ما حقُّهُ الرفع، ورفعِ ما حقُّه النصب؛ كقولهم: خَرَقَ الثوبُ المسمارَ، وكَسَرَ الزجاجُ الحجرَ. وانظر في الكلام على نصب الفاعل ورفع المفعول اكتفاءً بالقرينة المعنوية: "شرح التسهيل" (2/132-133) ، و"شرح الأشموني" (2/142) ، و"شرح ابن عقيل" (1/485) ، و"مغني اللبيب" (ص662-663) ، و"همع الهوامع" (2/6-7) . = ... والرابع: إنْ لم تكن هناك روايةٌ محفوظة في ضبط «يكون» يجب المصير إليها، فإنه يمكنُ - لغةً - أن تُضْبَطَ هنا بتشديد الواو من «كوَّن» مضعَّفًا، فتكون العبارة هكذا: «أحبَّ أن يُكَوِّنَ له ثالثًا» ، والجملةُ على هذا مستقيمةٌ لفظًا ومعنًى. والله أعلم. (2) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (3/248 رقم3303) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1442) من طريق أحمد بن صالح، عنه، به. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7014) من طريق أحمد بن الفرج، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عن أبي المرواح، به مرسلاً. ليس فيه ذكر «أبي واقد» . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10281- دار الكتب العلمية) من طريق أبي الأزهر، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بن أسلم، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ، عَنِ أبي مرواح، به. وقال البيهقي: «كذا وجدته في كتابي، والصواب: عن أبي مرواح، عن أبي واقد الليثي، ورواية هشام [تحرفت إلى: "همام"] بن سعد أصح وكذلك رواه عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي واقد» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 412 عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي مُرَاوِح (1) ، عَنْ أَبِي (2) وَاقِدٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ وحديثُ هِشَامٍ أشبَهُ (3) . 480 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا رَأَى رَجُلا مُغَيَّرَ الخَلْقِ، خَرَّ ساجِدًا شُكْرًا للَّه، وَإِذَا رأى القِرْدَ، خَرَّ   (1) هو: الغفاري، ويقال: الليثي، المدني، مشهور بكنيته. (2) من قوله: «فديك ... » إلى هنا سقط من (ك) . (3) ذكر الدارقطني في "العلل" (6/298-299 رقم1153) رواية هشام بن سعد وربيعة بن عثمان، ثم قال: «وحديث هشام بن سعد أشبه بالصَّواب» . (4) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/205/مخطوط) حكم أبي حاتم على هذا الحديث. (5) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (3/136) ، والطبراني في "الأوسط" (4541) ، وابن عدي في "الكامل" (7/155) من طريق عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، عنه به. وأخرجه الخرائطي في "فضيلة الشكر" (ص54) فقال: حدثنا محمد بن جابر الضرير، قال: حدثنا محمد بن السكن الشمشاطي قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الحلبي، عن يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النبي (ص) كان إذا رأى صاحب بلاء خرَّ ساجدًا» . الحديث: 480 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 413 ساجِدًا للَّه (1) ، وَإِذَا قَامَ مِنْ مَنامِه، خَرَّ ساجِدًا للَّه (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ. 481 - وسألتُ (3) أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ بِشْر بْن الْحَكَمِ (4) ، عَنْ مالك ابن سُعَير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَ (5) ببناء المساجِد فِي الدُّور؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروى عَنْ عُروَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) (7) .   (1) قوله: «لله» ليس في (ف) . (2) من قوله: «وإذا رأى القرد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ. (3) نقل مغلطاي هذا النص في "شرح ابن ماجه" (4/1263) . (4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (758) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1294) . وأخرجه أبو داود في"سننه" (455) ، وابن ماجه (759) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4698) ، وابن حبان في "صحيحه" (1634) من طريق زائدة بن قدامة. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/279 رقم 26386) - ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" (3/309) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/439) - والترمذي في "جامعه" (594) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (556) ، وابن عدي في "الكامل" (5/83) ، والبغوي في "شرح السنة" (499) من طريق عامر بن صالح، عن هشام بن عروة، به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/309) من طريق قُرَّان بن تمام، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الفرافصة مرفوعًا. (5) في (ت) و (ك) : «مر» ، وكتب ناسخ (ك) فوقها: «كذا» . (6) كذا بحذف ألف تنوين الاسم المنصوب جريًا على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) أخرجه من هذا الوجه مرسلاً ابن أبي شيبة في "المصنف" (7443) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/309) من طريق وكيع، والترمذي في "جامعه" = = (595) من طريق وكيع وعبدة بن سليمان، وفي (596) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن هشام ابن عروة، به. ليس فيه ذكر عائشة. وقال الترمذي: «هذا أصحُّ من الحديث الأول» . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (5/ل36/أ) ، وذكر أنه يرويه جماعة عن هشام بن عروة، منهم الثوري، وزائدة بن قدامة، وعبد الله بن المبارك، وابن عيينة، ومالك بن سعير، وغيرهم، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، ثم قال: «والصَّحيح عن جميع من ذكرنا وعن غيرهم: عن هشام، عن أبيه، مرسلاً عن النبي (ص) . وقيل: عن قُرَّان [في الأصل: حران] بن تمام، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الفرافصة، عن النبي (ص) ، ولا يصحُّ» . اهـ. الحديث: 481 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 414 482 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد ابن الجَرَّاح (1) ، عَنْ شَرِيك (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ التَّمِيمي (4) ، عَنِ البَرَاء؛ قال: رأيتُ رسولَ الله (ص) إِذَا سَجَدَ، خَوَّى (5) حَتَّى يُرَى (6) بياضُ إِبْطَيْهِ؟   (1) في (أ) : «داود بن الحراج» غير منقوطة الجيم، وفي (ش) : «داود بن الجراج» . وروايته لم نقف عليها. لكن الحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/228) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق النفيلي، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أبي إسحاق، عن التميمي؛ الذي قد يحدث بالتفسير عن ابن عباس قال: أتيت النبي (ص) من خلفه فرأيت بياض إبطيه وهو مجخ وفرَّج يديه» . والذي يبدو لنا أن في المطبوع من "المستدرك" و"سنن البيهقي" سقطًا فإنَّ الحاكم قال قبل روايته لهذا الحديث: «ورواه زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن أربد التميمي، عن البراء، عن ابن عباس؛ أخبرناه أبو بكر محمد بن المؤمل، ثنا الفضل ابن محمد الشعراني، ثنا النفيلي ... » ، ثم ذكر الحديث كما تقدم ولم يذكر فيه البراء، وهو كذلك بدون ذكر البراء عند البيهقي، لكن أخرجه البغوي في "مسند ابن الجعد" (2510) عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ، عن أبي إسحاق قال: رأيت البراء ينعت لنا السجود فقال: يلزق إليتي الكف بالأرض، قال: ورفع البراء عجيزته. (2) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) هو: أَرْبِدَةُ - ويقال: أربد - له ترجمة في "تهذيب الكمال" (291) . (5) أي: جافى بطنَهُ عن الأرض؛ كما في "النهاية" (2/90) . وقال العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/233) : «خوَّى: الخاء معجمة، والواو مشددة، معناه: رفع عجيزته، وتجافى عن الأرض» . (6) في (أ) : «نرى» ، وفي (ك) : «ترى» . الحديث: 482 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 415 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ (1) . 483 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ عَبَّاسٍ (3) الخلاَّل، عَنْ يحيى   (1) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/421) عن يونس ابن محمد المؤدب، وابن أبي شيبة في "المصنف" (2650) عن أسود بن عامر، والإمام أحمد في "المسند" (4/303 رقم18701) عن أبي كامل مظفر ابن مدرك، وأبو داود في "سننه" (896) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق الربيع ابن نافع، والنسائي في "سننه" (1104) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (646) من طريق علي بن حجر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/231) من طريق يحيى الحماني، والبغوي في "الجعديات" (2114) من طريق محرز بن عون، والروياني في "المسند" (280) من طريق معلى بن منصور، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق سعيد بن سليمان، جميعهم عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن البراء، به. وأخرجه النسائي في "سننه" (1105) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (647) ، والحاكم في "المستدرك" (1/227-228) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/115) من طريق النضر بن شميل، عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ البراء، أن النبي (ص) كان إذا صلى جخَّى. وعند بعضهم: «جخ» . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/290) من طريق الحسن بن عمارة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ، به. وللحديث طرق أخرى عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ في صفة السجود بألفاظ مختلفة. (2) نقل قول أبي حاتم ابنُ كثير في "إرشاد الفقيه" (1/237) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/93/مخطوط) ، و"تحفة المحتاج" (1/610) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/264) ، و"إتحاف المهرة" (16/201-202) ، و"تهذيب التهذيب" (2/77) ، وانظر المسألة رقم (1026) . (3) في (ش) : «عَيَّاش» . وهو: عباس بن الوليد الخلاَّل. = = وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1565) عنه، به. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/332-333) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/115) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (11/312) من طريق عبد الله بن أبي داود، عن العباس بن الوليد، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4673) عن أبي زرعة الدمشقي؛ عبد الرحمن بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْن صالح الوحاظي، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلاَّ سلمة بن كلثوم، تفرَّد به يحيى بن صالح» . الحديث: 483 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 416 بْنِ صَالِحٍ الوُحَاظِي، عَنْ سَلَمة بْنِ كُلثوم، عَنِ الأوزاعيِّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) صلَّى عَلَى جِنَازة، فكبَّر عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ أَتَى قَبْرَ الميِّت، فَحَثَا عَلَيْهِ مِنَ قِبَلِ رأسِه ثَلاثًا (2) . قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ (3) .   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) قوله: «ثلاثًا» ليس في (ك) . (3) نقل ابن عبد البر في "التمهيد" (6/333) عقب رواية هذا الحديث عن ابن أبي داود قوله: «ليس يُرْوَى عن النبي (ص) حديثٌ صحيحٌ أنه كبَّر على جِنازة أربعًا، إلا هذا، ولم يروه إلا سلمة بن كلثوم، وهو ثقة، من كبار أصحاب الأوزاعي. قال: وإنَّما يروى عن النبي (ص) من وجه ثابت أنَّه كبر على قبر أربعًا، وأنَّه كبر على النَّجاشي أربعًا، وأمَّا على جنازة أربعًا هكذا فلا، إلاَّ حديث سلمة بن كلثوم هذا» . وذكر ابن كثير في الموضع السابق من "إرشاد الفقيه" هذا الحديث، ثم قال: «رواه ابن ماجه بإسناد لا بأس به، لكن قال أبو حاتم الرازي: هذا حديث باطل» . وقال ابن الملقن في الموضع السابق من "البدر المنير": «إسناده لا بأس به، وخالف أبو حاتم الرازي فقال: إنه حديث باطل» . وذكر ابن حجر في الموضع السابق من "التلخيص الحبير" قول أبي حاتم، ثم قال: «قلت: إسناده ظاهره الصحة ... » ، ثم ذكره من رواية ابن ماجه، ثم قال: «ليس لسلمة بن كُلثوم في "سنن ابن ماجه" وغيرها إلا هذا الحديث الواحد، ورجاله ثقات ... » ، ثم ذكر أن ابن أبي داود رواه في "كتاب التفرُّد"، وذكر عبارته التي نقلها المزي، ثم قال ابن حجر: «فهذا حكمٌ منه [أي: من ابن أبي داود] بالصحَّة على هذا الحديث، لكن أبو حاتم إمام لم يحكم عليه بالبطلان إلا بعد أن تبيَّن له، وأظن العلَّة فيه عنعنة الأوزاعي، وعنعنة شيخه، وهذا كله إن كان يحيى بن صالح هو الوحاظي شيخ البخاري، والله أعلم» . اهـ. والذي يظهر لنا - والله أعلم - أن أبا حاتم حكم على هذا الحديث بالبطلان بسبب تفرُّد سلمة بن كلثوم به عن الأوزاعي، وهو ممن لا يُحتمل تفرُّده؛ لكونه مقلًّا غير مشهور، والأوزاعي إمام مكثر له تلاميذ لازموه، ولم يرووا عنه هذا الذي رواه سلمة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 417 484 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ هِشَامِ ابن عمَّار (2) ، عَنِ الدَّرَاوَرْدي (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ فِي ركعَتَي المَغرِب بِـ {المص *} (4) . قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَل (5) .   (1) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (4/54) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/214/مخطوط) ، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (4/428) قول أبي حاتم فقط. (2) لم نقف على رواية هشام بن عمَّار هذه. والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (991) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/392) من طريق بقية بن الوليد وأبي حَيْوَةَ شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قرأ في صلاة المغرب بسورة الأعراف فرَّقها في ركعتين. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3362) من طريق بقية بن الوليد وحده، عن شعيب، به. (3) هو: عبد العزيز بن محمد. (4) يعني: سورة الأعراف. (5) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . ولم نقف على هذه الرواية المرسلة، وقد اختلف على هشام في هذا الحديث على وجوه أخرى غير المذكورة هنا، فقد أخرج البخاري هذا الحديث في "صحيحه" (764) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت. وذكر الترمذي في "العلل الكبير" (108) هذا الحديث من رواية محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ وزيد بن ثابت، وذكر أنه سأل محمد بن إسماعيل البخاري = = عنه؟ فقال: «الصحيح: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن أبي أيوب، أو زيد بن ثابت. هشام بن عروة يشكُّ في هذا الحديث» . قال الترمذي: «وصحَّح [يعني البخاري] هذا الحديث عن زيد بن ثابت» . وذكر الدارقطني في "التتبع" (160) رواية البخاري السابقة، ثم قال: «ورواه هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، واختُلِف عليه: فقال أبو حمزة، وابن أبي الزناد: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مروان؛ كقول ابن أبي مليكة، وقال يحيى القطان، والليث بن سعد، وحماد بن سلمة، وغيرهم: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن زيد أنه قال لمروان، مرسلاً، وكذلك قال عمرو بن الحارث عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عن زيد بن ثابت» . اهـ. وقال في"العلل" (1144) : «يرويه هشام ابن عروة، واختُلِف عنه: فقال محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أيوب وزيد، وخالفه أصحاب هشام؛ منهم: عبدة بن سليمان، ومحمد بن بشر، ووكيع، وغيرهم، فقالوا: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي أيوب، أو زيد بن ثابت، وهو الصَّحيح عن هشام، فإنه كان يشكُّ في هذا الحديث. والصَّحيح من هذا الحديث: زيد بن ثابت، ولم يسمعه عروة منه، إنما سمعه من مروان، عن زيد بن ثابت؛ بيَّن ذلك ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عن عروة؛ قال: أخبرني مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بن ثابت» . اهـ. وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (2/247) : «وعند النسائي من رواية أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زيد بن ثابت: أنه قال لمروان: أبا عبد الملك! أتقرأ في المغرب بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، وَ {إنا إعطيناك الكوثر} ؟ وصرَّح الطحاوي من هذا الوجه بالإخبار بين عروة وزيد، فكأن عروة سمعه من مروان، عن زيد، ثم لقي زيدًا فأخبره» . اهـ. ولما نقل ابن دقيق العيد هذا النص في الموضع السابق من "الإمام" قال: «وفيما قاله ابن أبي حاتم نظر! فقد ذكرنا من جهة النسائي رواية هذا الحديث موصولاً من غير جهة هشام والدراوردي» . اهـ. الحديث: 484 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 418 485 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعيُّ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ (3) مُحَمَّدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ المُتَخَلِّفُونَ عَنْ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ ... ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبَانُ (4) وشَيْبانُ (5) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن إبراهيم، عن يُحَنَّس (6) ، عَنْ عائِشَة، والصَّحيحُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (7) ، عَن عِيسَى، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أشبَهُ عِنْدِي: عن يُحَنَّس، وأخافُ أنَّ: «عِيسَى» إِنَّمَا صُحِّفَ فيه، وأراد: يُحَنَّس. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: إِنَّ مُسْلِمَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ (8) رَوَى عَنْ أبانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن عيسى؟   (1) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح ابن ماجه" (4/1339) ، وانظر المسألة (515) . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (796) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/101) . (3) في (ش) : «بن» بدل: «عن» . (4) هو: ابن يزيد العطَّار. وروايته على هذا الوجه لم نقف عليها، وستأتي من طريق مسلم بن إبراهيم عنه مثل رواية الأوزاعي. (5) هو: ابن عبد الرحمن النَّحْوي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (3356) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/80 رقم24506) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (386) . (6) هو: ابن أبي موسى، ويقال: ابن عبد الله، القرشي، الأسدي، المدني. (7) من قوله: «عن يُحَنَّس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ. (8) هو: الأزدي، الفراهيدي. وروايته أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (387) . الحديث: 485 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 420 قَالَ: أخافُ أَنْ يَكُونَ غَلِطَ مسلمٌ؛ حدَّثنا أَبُو سَلَمة (1) ، عَنْ أبانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إبراهيم، عن يُحَنَّس (2) ؛ وَهَذَا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ مُسْلِمٍ. 486 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزاق بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حُمَيد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عبد الله ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُم إلى المَسْجِد ِ، فَلْيَأذَنْ لَهَا؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (3) حُمَيد، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (4) ، عن النبيِّ (ص) (5) . 487 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بن موسى (6) ، عن   (1) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذكي. (2) في (ك) : «محيسر» . (3) قوله: «عن» ليس في (ت) و (ك) . (4) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (ش) . (5) ومن هذا الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2213) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن نمير، قال: سمعت الزُّهري، قال: أخبرني حُمَيد بن عبد الرحمن، به. والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (873 و5238) ، ومسلم (442) من طرق عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، به. (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/310 رقم22643) ، والدارمي في "مسنده" (1367) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (663) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (150) ، وابن المنذر في "الأوسط" (3/174) ، والطبراني في "الكبير" (3/242 رقم3283) ، وفي "الأوسط" (8179) ، والدارقطني في "العلل" (8/15) ، وفي "الأفراد" (281/أ/أطراف الغرائب) ، والحاكم في "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/385-386) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/227) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/53) . الحديث: 486 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 421 الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ (1) ، عن يحيى (2) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذي يَسْرِقُ (3) صَلاَتَهُ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا الحَكَم بْنُ مُوسَى! وَلا أعلمُ أَحَدًا رَوَى عَنِ الوليدِ هذا الحديثَ غَيْرهُ (4)   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) هو: ابن أبي كثير. (3) في (ف) : «يسرق من» ، واللفظان في مصادر التخريج. (4) وكذا قال الطبراني في "الأوسط" عقب رواية الحديث، والدارقطني في "العلل" (6/141) مسألة رقم (1033) ، وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/227) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/54) عن عثمان بن سعيد الدارمي قال: قدم علي بن المديني بغداد فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة: «إن أسوأ الناس سرقة ... » فقال له عليٌّ: لو غيرك حدَّث به كنَّا نصنع به، أي لأنك ثقة، ولا يرويه غير الحكم. ولكن يرد ذلك رواية أبي جعفر السويدي الآتية، وقال الخطيب عقب رواية الحكام السابقة: «وقد تابع الحكم أبي جعفر السويدي فرواه عن الوليد بن مسلم» . وقال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/53) : «وتابع الحكم عليه أبو جعفر محمد بن النوشجان السويدي؛ فرواه عن الوليد كذلك، وخالف الوليد عبد الحميد بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي الْعِشْرِينَ فرواه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 422 (1) ، وَقَدْ عارَضَهُ (2) حديثٌ حدَّثنَاه هشامُ بنُ عمَّار (3) ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بن حبيب ابْنُ أَبِي العِشْرين، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً ... (4) . قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (5) أشبَهُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: جَمِيعًا مُنكَرَينِ (6) ؛ لَيْسَ لواحدٍ مِنْهُمَا معنًى. قلتُ: لِمَ؟   (1) قوله: «غيره» يجوز فيه الرفع والنصب؛ وقد سئل ابن الحاجب عن إعراب «غير» في قولهم: «هذا الحديثُ لا نَعْلَمُ أحدًا رَوَاهُ عن فلان غَيْرُ َ فلان» ، أيُنْصَبُ «غير» أم يرفع؟ - وهو نحو مما وقع عندنا - فأجاب بما نصُّه: «إنْ جَعَلْتَ "نَعْلَمُ" متعدِّيًا إلى مفعولَيْن، أحدهما: "أحدًا"، والثاني: "رواه" - كما تقول: ما أظنُّ أحدًا رواه عن فلان، وهو الظاهر - فالفصيحُ الرفعُ على البدل من الضميرِ المرفوعِ المستترِ في "رواه" العائدِ على "أحد"؛ لأنَّه المنفيُّ في "لا نعلم"، ويجوز نَصْبُهُ على الاستثناء، وهي قراءة ابن عامر [كذا] ، ولا يجوز أن يرفع على أنه فاعل "رواه"؛ لأنَّ في "رواه" ضميرَ فاعلٍ عائدًا على "أحد"؛ فلا يستقيمُ أن يُرْفَعَ به فاعلٌ آخر. وإن جعلتَ "نَعْلَمُ" بمعنى "نَعْرِفُ» المتعدِّي إلى واحد، كان "رواه" صفةً له؛ كأنَّك قلت: لا نعرفُ روايًا غَيْرَ فلان - تعيَّن النصب بدلاً أو استثناءً؛ كقولك: ما أكرمتُ أحدًا راويًا غَيْرَ زيد، لا يجوز في "غَيْر" إلا النَّصْب» . اهـ. ذكر ذلك السيوطي في "عقود الزبرجد" (1/72) ، ثم قال: «نقلته من خط ابن الضائع في "تذكرته"، وهو نقله من خط ابن الحاجب» . (2) أي: عارضه في إسناده، وأما المتن فواحدٌ. (3) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه " (1888) ، والطبراني في "الأوسط" (4655) ، والحاكم في = = "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/386) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/410) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/54) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، إلاَّ ابن العشرين» . (4) من قوله: «الذي يسرق صلاته .... » إلى هنا سقط من (ك) . (5) في (ف) : «أيهما» . (6) كذا في جميع النسخ «منكرين» بالياء قبل النون، والجادَّة أن يكون بالألف «منكران» ؛ خبرًا لمبتدأ محذوف، والتقدير: «قال: هما جميعًا منكران» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهَيْنِ في العربية ذكرناهما في التعليق على قوله: «فقال أبي: جميعًا صحيحين» ، في المسألة رقم (25) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (759) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 423 قَالَ: لأنَّ حديثَ ابْنِ أَبِي العِشْرين لَمْ يَرْوِ (1) أحدٌ سِوَاهُ، وَكَانَ الوليدُ صنَّف "كِتَابَ الصَّلاة"، وليس فيه هذا الحديثُ. وقال (2) أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَتَّاب؛ قَالَ: حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو جَعْفَرٍ السُّوَيدي (4) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، كَمَا رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى. قِيلَ (5) لأَبِي زُرْعَةَ: مَنِ السُّوَيدي؟ قَالَ: رجلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا (6) .   (1) أي: لم يَرْوِهِ، وحُذِفَ ضمير المفعول به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) . (2) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (3) روايته أخرجها في "المسند" (5/310 رقم22642) . (4) في حاشية (أ) عُلِّق على هذا الموضع بما نصُّه: «أبو جعفر السُّويدي اسمه: محمد ابن النّوشَجان» . (5) في (ف) : «قلت» . (6) قال عثمان بن سعيد الدارمي: قدم عليُّ بن المديني بغداد، فحدثه الحكم بن موسى بحديث أبي قتادة: «إن أسوأَ الناس سَرِقَةً ... » ، فقال له علي: لو غيرك حدث به كنا نصنع به - أي: لأنك ثقة -! ولا غير الحكم» . انظر "تاريخ بغداد" (8/227) . وقال الدارقطني في "الأفراد" (281/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عبد الله، عن أبيه، وغريب من حديث الأوزاعي، عنه، تفرد به الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم» . وقال في "العلل" (6/141 رقم1033) : «تفرد به الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وخالفه هشام بن عمار، فرواه عن ابْنُ أَبِي الْعِشْرِينَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، ويشبه أن يكون حديث أبي هريرة أثبت، والله أعلم» . وانظر "العلل" (8/15 رقم 1379) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 424 488 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النُّعمان بْنُ المُنذِر (2) ، عَنْ مَكْحول، عَنْ عَنبَسَة، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَافَظَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ؟ فَقَالَ أَبِي: لِهَذَا الْحَدِيثِ عِلَّة؛ رَوَاهُ (3) ابنُ لَهِيعَة (4) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحول، عَنْ مَوْلًى لِعَنبَسَة بْنِ أَبِي سُفْيان، عَنْ عَنبَسَة، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: هَذَا دليلٌ أنَّ (5) مَكْحُولً (6) لَمْ يَلْقَ عَنبَسَةَ (7) ، وَقَدْ أفسَدَهُ   (1) انظر المسألة رقم (288) و (372) و (401) . (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/36) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (1269) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1191 و1192) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (23/232-233 رقم441 و442) و (23/236 رقم458) ، وفي "الأوسط" (3083 و3162) ، وفي "مسند الشاميين" (1263 و3633) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) ، وتمام في "فوائده" (379/الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/472) بلفظ: «مَن حافَظَ على أربع رَكْعات قبل الظهر، وأربع بعدها حرمه الله على النار» . (3) في (أ) و (ش) : «روى» ، وفي (ف) : «ورواه» ، والمثبت من (ت) و (ك) . (4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/326 رقم26772) ، والطبراني في "الكبير" (23/236 رقم 457) . وقد اختلف على سليمان بن موسى في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا. (5) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «أن» . (6) كذا في النسخ، وله ثلاثة وجوه: الأوَّل: أنْ يكون اسم «أنَّ» منصوبًا «مكحولً» ، وحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني والثالث: أن «مكحولٌ لم يَلْقَ عنبسةَ» جملة اسمية، وهي خبر «أنَّ» مثقلة أو «أنْ» مخففة، واسمها ضمير الشأن محذوف، وانظر المسألة رقم (854) . (7) جزم هشام بن عمار، وأبو مُسْهِر، والبخاري، وأبو زرعة بأن رواية مكحول عن عنبسة مرسلةٌ. انظر تفصيل ذلك في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص211-213) ، و"تحفة التحصيل" (ص515 - 518) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (81/أ) . الحديث: 488 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 425 روايةُ ابنِ لَهِيعَة (1) . قلتُ لأَبِي: لِمَ حَكَمْتَ بِرِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَة، وقد عرفتَ ابنَ لَهِيعَة وكثرةَ أوهامِه؟ قال أبي: فِي رِوَايَةِ ابْنِ لَهِيعَة (2) زيادةُ رجل، ولو كان نُقصانَ   (1) في (أ) و (ش) : «وأفسده رواية ابن لهيعة» ، وكذا جاء بتذكير الفعل مع الفاعل المؤنَّث «رواية» . ووجهُهُ: أنَّ الفاعل مؤنَّثٌ غيرُ حقيقيِّ التأنيث، وهو «رواية ابن لهيعة» ، وفُصِلَ بفاصل من الفعل وهو هنا ضمير المفعول، وفي ذلك يجوز تذكير الفعل وتأنيثه، وإنْ كان التأنيثُ أرجح، فالجادَّة أن يقول: «وقد أفسدَتْهُ روايةُ ابن لهيعة» . وانظر "شرح شذور الذهب" (ص 200-203) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (224) . ووجه آخر: أنَّه حمل قوله: «رواية ابن لهيعة» على معنى «الحديث» ، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، وهو باب واسع جدًّا في اللغة؛ لأنَّه ردُّ فرع إلى أصل، فكأنه قال: «وقد أفسَدَهُ حديثُ ابنِ لهيعة» . وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . ووجه ثالث: أنَّه ذكَّر «الرواية» لإضافتها إلى «ابن لهيعة» ، والمضاف يستفيد من المضاف إليه التذكير والتأنيث على تفصيل في ذلك، فكأنَّه قال هنا: وقد أفسدَهُ ابنُ لهيعة بروايته هذه. وانظر فيما يستفيده المضاف من المضاف إليه: التعليق على المسألة رقم (938) . (2) من قوله: «وقد عرفت ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 426 رجلٍ، كَانَ أسهلَ عَلَى (1) ابْنِ لَهِيعَة حِفْظُهُ (2) (3) . 489 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنِ ابْن ثَوْبَان (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ سعدًا كَانَ يُوتِرُ بركعة؛ ويقول: ثلاثٌ أَحَبُّ إليَّ من واحدة، وخمسٌ أحبُّ إليَّ من ثلاث، وسبعٌ أحبُّ إليَّ من خمس، وما كَانَ أكثرَ فهو أحبُّ إليَّ؟   (1) في (ك) : «لكان أسهل عن» . (2) لكن خالف ابن لهيعة: سويد بن عبد العزيز عند النسائي (1814 و1815) ، فرواه عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، به، وهذا يقوي رواية النعمان بن المنذر. وقد تابع النعمان عليه غير واحد، فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1724) - ومن طريقه ابن ماجه في "سننه" (481) - والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/37) ، والترمذي في "العلل الكبير" (54) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/130) من طريق الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ به مثل رواية النعمان. وقال الترمذي: «سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: مكحول لم يسمع من عنبسة، روى عن رجل، عَنْ عَنْبَسَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ: مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثنتي عشرة ركعة. وَسَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ أم حبيبة فاستحسنه ورأيته كأنه عده محفوظًا» . (3) في حاشية (أ) عُلِّقَ على هذه المسألة بما نصه: «هذا فقه في التعليل» . (4) في هامش النسخة (أ) كتب عند هذه المسألة بخط مغاير كلمة: «وتر» . (5) لم نقف على روايته. وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/33) من طريق الأوزاعي وعلي بْن الْمُبَارَك، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ثابت بن ثوبان: أن سعد بن أبي وقاص صلى العشاء، ثم أوتر بواحدة، فقال له رجل: يا أبا إسحاق ألم أرك أوترت بواحدة، قال: يا أعور وأنت تعلمني ديني. (6) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثَوبان. الحديث: 489 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 427 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروي إسماعيلُ بْن مُحَمَّدٍ، عَن عَمِّه (1) ، عَن سَعْد: أَنَّهُ كان يُوتِرُ بواحدة، وأمَّا ذِكْرُ الخَمْس والسَّبْع: فإنما يَروي إسماعيلُ بْن مُحَمَّدٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قولَهُ (2) . 490 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِريابي (4) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الوِتْرُ حَقٌّ؛ فَمَنْ شَاءَ أوْتَرَ بِثَلاثٍ، وَمَنْ شَاءَ أَوْتَرَ بِخَمْسٍ.   (1) إسماعيل يروي عن عمَّيه عامر ومصعب ابني سعد بن = = أبي وقاص ح؛ كما في "تهذيب الكمال" (471) ، والمقصود هنا مصعب بن سعد؛ فقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (4647) هذا الأثر من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سعد؛ قال: سمعت مصعب بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ يقول لسعد: إنك توتر بركعة واحدة! قال: نعم، أخفف على نفسي، ثلاثٌ أحب إليَّ من واحدة، وخمسٌ أحب إليَّ من ثلاث، وسبعٌ أحبُّ إليَّ من خمس. كذا رواه عبد الرزاق! وقد أخرجه البيهقي في "سننه" (3/25) من طريق الحميدي، عن سفيان؛ حدثني إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عن عمِّه مصعب بن سعد؛ قال: قيل لسعد: إنك توتر بركعة ... ، فذكره. فتبيَّن بهذا أنه سقط من رواية عبد الرزاق قوله: «قيل» ؛ لأن إسماعيل بن محمد لم يدرك جدَّه سعد بن أبي وقاص. فظهر من هذه الرواية أن ذكر الخمس والسبع صحيح في رواية إسماعيل بن محمد. (2) في (ك) : «وقوله» . (3) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/214) . وفي هامش النسخة (أ) كتب عند هذه المسألة بخط مغاير كلمة: «وتر» . (4) في (ك) : «العرياني» . والفريابي هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1624) ، وابن ماجه في "سننه" (1190) ، والدارقطني (2/22) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) . (5) هو: عبد الرحمن بن عمرو. الحديث: 490 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 428 ورواه عمر بن عبد الواحد، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) ؛ وَلَمْ يَذكُرْ أَبَا أيُّوب. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ: مُرسَل، أَوْ متَّصل؟ قَالَ: لا هَذَا وَلا هَذَا، هُوَ مِنْ كَلامِ أَبِي أيُّوب. قَالَ (2) أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وقد (4) أخبَرَنَا العبَّاسُ ابنُ الْوَلِيدِ بْنِ [مَزْيَد] (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الأوزاعيِّ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَى بكرُ بنُ وَائِلٍ (6) ، والزُّبَيديُّ (7) ، ومحمدُ بنُ أبي حَفْصة (8) ،   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) . (2) في (أ) و (ش) : «وقال» . (3) قوله: «أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، فالكلام فيهما إلى آخر المسألة من تتمة كلام أبي حاتم، والعباس بن الوليد من شيوخ أبي حاتم وأبي زرعة وابن أبي حاتم، كما في "الجرح والتعديل" (6/214) . (4) قوله: «وقد» ليس في (ت) و (ك) . (5) في جميع النسخ: «يزيد» ، عدا (ش) فإنها لم تظهر فيها، والتصويب من "الجرح والتعديل"، و"التقريب" (3209) . وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1711) ، وابن حبان في "صحيحه" (2402) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) . ومن طريق النسائي رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (13/259) . (6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1422) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2666) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/22) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (13/258) ، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (76/انتقاء ابن مردويه) . (7) اسمه: محمد بن الوليد. وروايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/302) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/307) و (14/333) . (8) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/261-262) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/148 رقم3967) ، والبيهقي (3/24) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 429 وسُفْيانُ بنُ حُسَيْنٍ (1) ، ووُهَيبٌ (2) ، عَنْ مَعْمَر، فَقَالُوا كلُّهم: عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) . وَأَمَّا مَنْ وَقَفَهُ: فَابْنُ عُيَينة (3) ، ومَعْمَرٌ - من رواية عبد الرزاق (4) - وشُعَيْبُ (5) بنُ أبي حمزة (6) .   (1) في (ك) : «حنين» بدل: «حسين» . وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (594) ، وابن أبي شيبة في "المسند" (6) ، وفي "المصنف" (6844) ، والإمام أحمد في"المسند" (5/418 رقم 23545) ، والدارمي (1623) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) ، والشاشي في "مسنده" = = (1111) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/147 رقم3963) ، والدارقطني في "سننه" (3/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) . (2) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/393) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/24) . وأخرجه الدارقطني في "سننه" (3/23) ، والحاكم في "المستدرك" (1/303) من طريق عدي بن الفضل، عن معمر، به. (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6845) عنه، به. ورواه النسائي في "سننه" (1713) عن الحارث بن مسكين، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/291) عن يونس بن عبد الأعلى. وذكرها الدارقطني في "العلل" (7/100) من طريق الحميدي وقتيبة بن سعيد وسعيد بن منصور، جميعهم عن ابن عيينة به، موقوفًا. (4) روايته في "مصنفه" (4633) . ومن طريقه رواه ابن المنذر في "الأوسط" (5/182 رقم2654) . (5) في (ت) : «وشعير» ، وفي (ك) : «وسعير» . (6) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/27) . وممن رواه عن الزهري موقوفًا أيضًا: عبد الله بن بديل الخزاعي وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (594) ، وحفص بن غيلان وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1712) . وقال ابن عدي في ترجمة ضبارة بن عبد الله من "الكامل" (4/102) : «وهذا ما أقل من رفعه عن الزهري! وإنما يرفعه سفيان بن حسين وبعض رواة الأوزاعي، عن الأوزاعي، ومن رواية ضبارة هذا عن دويد، عن الزهري. ورواه وهيب، عن معمر والنعمان ابن راشد، عن الزهري مرفوعًا أيضًا» . وذكر في (6/261-262) هذا الحديث من طريق محمد بن أبي حفصة عن الزهري مرفوعًا، وذكر بعده أن سفيان بن حسين رفعه أيضًا عن الزهري، ثم قال: «وروي عن الأوزاعي، عن الزهري مرفوعًا، ورواه وهيب عن مَعْمَرٌ وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنِ الزهري مرفوعًا أيضًا، والباقون يوقفونه» . وقال الدارقطني في"العلل" (6/98 رقم1005) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه في رفعه: فرواه بكر بن وائل، والأوزاعي، والزُّبَيدي، ومحمد بن أبي حفصة، وسفيان بن حسين، ومحمد بن إسحاق، عن الزهري مرفوعًا إلى النبي (ص) . ورواه أشعث بن سوار عن الزهري، فشَكَّ في رفعه. واختُلِف عن يونس: فرواه حَرْمَلَةُ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ يونس مرفوعًا، وخالفه ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْب، عَنْ عمِّه، عن يونس فوقفه. وتابعه عثمان بن عمر، عن يونس. واختُلِف عن معمر: فرفعه عدي بن الفضل عن معمر، ووقفه حماد بن يزيد وابن علية وعبد الأعلى وعبد الرزاق عنه: واختُلِف عن ابن عيينة: فرفعه محمد بن حسان الأزرق عنه، ووقفه الحميدي، وقتيبة، وسعيد بن منصور. والذين وقفوه عن معمر أثبتُ ممَّن رفعه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 430 491 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ يُونُسَ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (4) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنْ صَلاَةِ الجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا، فَقَد أَدْرَكَ؟   (1) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/86) . وستأتي هذه المسألة برقم (519) و (607) ، وانظر المسألة رقم (584) . (2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (557) ، وابن ماجه في "سننه" (1123) ، وابن عدي في "الكامل" (2/76) ، والدارقطني في "سننه" (2/11) . (3) هو: ابن يزيد الأَيْلي. (4) هو: ابن عبد الله بن عمر. الحديث: 491 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 431 قَالَ أَبِي (1) : هَذَا خطأٌ؛ الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةٍ رَكْعَةً، فَقَد أَدْرَكَهَا (2) . وَأَمَّا قَوْلُهُ: مِن صَلاةِ الجُمُعَةِ ... ، فَلَيْسَ هَذَا فِي الحديث، فوَهِمَ في كِلَيهِما (3) .   (1) في المسألة رقم (519) قال أبو حاتم: «هذا حديث منكر» . (2) ومن هذ الوجه أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/10 رقم15) ، ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (607) ، وأخرجه مسلم أيضًا (607) من طرق أخرى عن الزهري، به. (3) قال الدارقطني في "العلل" (9/216 رقم1730) : «واختلف عن يونس فرواه ابن المبارك وعبد الله بن رجاء وابن وهب والليث بن سعد وعثمان بن عمر، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ على الصواب. وخالفهم عمر بن حبيب فقال: عن يونس بهذا الإسناد: "من أدرك الجمعة" فقال ذلك محمد بن ميمون الخياط عنه، ووهم في ذلك، والصواب: "من أدرك من الصلاة". ورواه بقية بن الوليد عن يونس، فوهم في إسناده ومتنه، فقال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه: «من أدركَ من الجُمُعة ركعَة» ، والصَّحيحُ قول ابن المبارك ومن تابعه. اهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (1/334) : رواه الثقات عن الزهري فقالوا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، وما فيه: «مِن الجُمُعة» . اهـ. وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث خالف بقية في إسناده ومتنه. فأما الإسناد فقال: عن سالم، عن أبيه، وإنما هو عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة. وفي المتن قال: «من صلاة الجمعة» والثقات رووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة، ولم يذكروا الجمعة» . وذكره الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/526) رواية بقية هذه ثم قال: «فهذا منكر، وإنما يروي الثقات عن الزهري بعض هذا بدون الجمعة ... » . وقد اختلف على الزهري في هذا الحديث اختلافات كثيرة، ذكرها الدارقطني في "علله" في المسألة رقم (1730) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 432 492 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى (2) ، عَنْ أَبِي ضَمْرَة (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عَوف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى (4) الَّذينَ يُصَلُّونَ فِي الصُّفُوفِ الأُوَلِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ بهذا الإسناد؛ والصَّحيحُ (5) مَا رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (6) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (7) ، عن إبراهيم بن عبد الله بْنِ حُنَيْن، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) (8) . 493 - وسألتُ (9) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعي (10) ، عن   (1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (4/255) : «والصواب: إرسال إسناده، قاله أبو حاتم والدارقطني» . وانظر المسألة رقم (343) . (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (999) ، والطبراني في "الأوسط" (6342) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/381) . (3) هو: أنس بن عِياض. (4) قوله: «على» سقط من (أ) . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «الصحيح» بلا واو. (6) هو: عبد العزيز بن محمد. (7) هو: محمد. (8) قال الدارقطني في "العلل" (4/287 رقم570) : «يرويه محمد بن مصفًّى، وانفرد به عَنْ أَنَسِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، ووَهِمَ فيه، وإنما رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ محمد بن إبراهيم التيمي مرسلاً» . (9) في هامش النسخة (أ) عنون بخط مغاير لهذه المسألة بما نصه: «القراءة خلف الإمام» . (10) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها أبو يعلى (5861) ، وابن حبان في "صحيحه" (1850) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/158) . وفي "القراءة خلف الإمام" (322 و323 و324) من طرق عن الاوزاعي به، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1851) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عن الزهري، عَمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ ... الحديث. الحديث: 492 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 433 الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَرَأَ النبيُّ (ص) فِي صلاةٍ (1) جَهَرَ فِيهَا بِالْقِرَاءَةِ، فَلَمَّا سلَّم قَالَ: هَلْ قَرَأَ أحَدٌ مِنْكُمْ مَعِيَ آنِفًا؟ الْحَدِيثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ خالفَ الأوزاعيُّ أصحابَ الزُّهْريِّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ الناسُ (2) عَنِ الزُّهْري؛ قال: سمعتُ ابن أُكَيْمَة (3) يحدِّثُ سعيدَ (4) بْنَ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .   (1) في (ف) : «في صلاة الجمعة» . (2) منهم الإمام مالك في "الموطأ" (1/86 رقم193) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في"المسند" (2/301-302 رقم8007) ، وأبو داود في "سننه" (826) ، والترمذي في "جامعه" (312) ، والنسائي في "سننه" (919) . ومنهم سفيان بن عيينة، وروايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (2/240 رقم 7270) ، وأبو داود في "سننه" (827) ، وابن ماجه (848) . ومنهم ابن جريج، وروايته أخرجها = = عبد الرزاق في "المصنف" (2796) ، والإمام أحمد في"المسند" (2/285 رقم7833) . ومنهم معمر، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2795) ، وابن ماجه في "سننه" (849) . (3) في جميع النسخ: «ابن أبي أكيمة» ، وهو خطأ. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (21/228) ، و"التقريب" (8527) . والحديث معروف من طريقه كما في التخريج السابق. (4) في (ف) : «يحدث عن سعيد» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» . (5) قال الدارقطني في "العلل" (9/55 رقم1640) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه مالك ومعمر ويونس والزبيدي وابن جريج وعبد الرحمن بن إسحاق والليث ابن سعد وابن أبي ذئب وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ ابن أُكَيمة، عن أبي هريرة، وخالفهم الأوزاعي؛ رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، ووَهِمَ فيه، وإنما هو: عن الزهري؛ قال: سمعتُ ابن أُكَيمة يُحَدِّثُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة، كذلك قال يونس وابن عيينة عن الزهري في حديثهما، وكذلك روي عَنِ النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة. ورواه عمر بن محمد بن صهبان، عن الزهري ووهم فيه وهمًا قبيحًا فقال: عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وعمر متروك» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/24) : «لم يختلف رواة "الموطأ" فيما علمت في هذا الحديث من أوله إلى آخره، وزاد فيه: روح بن عبادة عن مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قال: لا قراءة خلف الإمام فيما يجهر فيه الإمام. وقد رَوَاهُ بَعْضُ أَصْحَابِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) جعل في موضع ابن أكيمة: سعيد بن المسيب، وذلك وهم وغلط عند جميع أهل العلم بالحديث، والحديث محفوظ لابن أكيمة. وإنما دخل الوهم فيه عليه لأن ابن شهاب كان يقول في هذا الحديث: سمعت ابن أكيمة يحدث عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، فتوهم أنه لابن شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة. ولا يختلف أهل العلم بالحديث: أن هذا الحديث لابن شهاب عن ابن أكيمة، عن أبي هريرة. وأن ذكر سعيد بن المسيب في إسناد هذا الحديث خطأ لا شك عندهم فيه، وإنما ذلك عندهم؛ لأنه كان في مجلس سعيد بن المسيب، فهذا وجه ذكر سعيد بن المسيب لا أنه في الإسناد» . اهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 434 494- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِكْرِمَة ابن عمَّار (1) ، عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي أُمامَة؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ (2) : أَقِمْ عَلَيَّ الحَدَّ! فَقَالَ: أَتَوَضَّأْتَ حِينَ أَقْبَلْتَ؟ ، قال (3) : نعم! قال (4) : وَصَلَّيْتَ مَعَنَا (5) ؟ ، قال: نَعَمْ (6) ! قَالَ: فَإِنَّ (7) اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ عَفَا عَنْكَ.   (1) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2765) . (2) في (ش) : «قال» . وفي هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة. (3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «قلت» . (4) قوله: «قال» سقط من (ك) . (5) قوله: «معنا» سقط من (ف) . (6) من قوله: «قال: وصلَّيت ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال بصر الناسخ. (7) في (ت) و (ك) : «قال» بدل: «فإن» . الحديث: 494 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 435 قلتُ لأَبِي: رَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ (1) ، عَنْ شَدَّاد أَبِي عمَّار، عَنْ واثِلَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فأيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: الأوزاعيُّ (2) أعلمُ به؛ لأنَّ شَدَّادً (3) دِمَشقيٌّ وَقَعَ إِلَى الْيَمَامَةِ، والأوزاعيُّ مِنْ أَهْلِ بلدِهِ، والأوزاعيُّ أَفْهَمُ بِهِ، وأهلُ الْيَمَامَةِ يَروون عَنْهُ ثلاثةَ أَحَادِيثَ؛ يَقُولُونَ: عَنْ شَدَّاد، عَنْ أَبِي أُمامَة، أحدُها هَذَا. قلتُ: والآخَرَينِ (4) هما اللَّذَانِ رواهما الأوزاعيُّ (5) ؟   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروى هذا الحديث عنه الوليد بن مسلم واختلف عليه فأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (7271/الرسالة) عن محمود بن خالد، وابن حبان في "صحيحه" (1727) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم كلاهما عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: حدثنا الأوزاعي ... الحديث. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (311) من طريق محمد بن عبد الله بن ميمون، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/67 رقم 163) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، كلاهما عن الوليد، عن الأوزاعي، عن شداد بن عبد الله أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به. (2) من قوله: «عَنْ شَدَّادٍ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ واثلة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (3) كذا: «شدادً» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (4) كذا بالياء في جميع النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «والآخران» ، لكنْ قد يخرَّج ما في النسخ على الإمالة؛ فالأصل: «والآخرانِ» ، ثم أميلت الألف لانكسار النون بعدها، فكتبتْ ياءً، ولا تُنْطَقُ إلا ألفًا ممالة «والآخَرَينِ» ، وانظر الكلام على الإمالة في المسالة رقم (25) و (124) . (5) الأحاديث الثلاثة التي يرويها أهل اليمامة عن شداد أبي عمار هي: 1 - الحديث المذكور في هذه المسألة كما نصَّ عليه أبو حاتم، وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (2765) . 2 - حديث: «يا ابن آدمَ! إنَّك أن تَبذُلَ الفضلَ خيرٌ لك ... » . أخرجه مسلم (1036) . 3- حديث: جاء رجل إلى النبي (ص) فقال: أرأيتَ رجلاً غزا يلتمِسُ الأجرَ والذِّكر، مالَهُ؟ ... الحديث. أخرجه النسائي (3140) . وهذه الأحاديث الثلاثةُ من رواية عكرمة بن عمار اليمامي، عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمامة. وثَمَّة حديثٌ رابع لم يذكره أبو حاتم، وهو: 4 - حديث: أنه (ص) قال في الحرورية: «كلاب النار» . أخرجه ابن خزيمة في الجهاد من "صحيحه"- كما في "إتحاف المهرة" (6/229 رقم6396) -، والحاكم في "المستدرك" (2/149) ، من طريق عكرمة بن عمار أيضًا، عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ. وأما الأوزاعي فإنه روى عَنْ شَدَّادٍ، عَنْ أَبِي أُمامة حديثين: 1 - الحديث المذكور في هذه المسألة، وفيه الاختلاف الذي عرضه ابن أبي حاتم، وبيَّنه النسائي في "السنن الكبرى" (7312-7316) . 2 - حديث: «من لَبِسَ الحريرَ في الدنيا لم يلبَسْه في الآخرة» . أخرجه مسلم (2074) . وأما الرواية عن شداد، عن غير أبي أمامة فتزيد عن اثنتين. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 436 قالا (1) : هَذَا سِوى ذاك (2) ؛ غيرَ أن الوليد ابن مُسْلِم يحكي عَنِ الأوزاعيِّ، عَن شَدَّاد، عَن واثِلَة (3) . وروى عُمَر بن عبد الواحد (4) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَن شَدَّاد، عَن أبي   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قال» ؛ لأن السُّؤال موجَّه إلى أبي حاتم فقط؛ وما في النسخ يتخرَّج على أنه أُشْبِعَتْ فتحةُ اللام فتولَّدت ألفٌ بعدها؛ فهي ألف الإشباع لا ألف المثنى، وإنما أشبع هنا لتذكُّر القائل أو المقول؛ ولذلك تسمَّى هذه الألف: ألف التذكُّر. انظر "الخصائص" لابن جني (3/128-130) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/778) ، و"المفصَّل" للزمخشري (ص467) . أو يقال: إنَّه توهَّم أنَّ الجواب من أبي حاتم وأبي زرعة فكتب: قالا، والله أعلم. (2) في (ت) و (ك) : «ذلك» . (3) في (ش) : «وايله» . (4) روايته أخرجها أبو داود في في "سننه" (4381) ، والنسائي في "الكبرى" (7272/الرسالة) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/265 رقم 22286) ، والنسائي في "الكبرى" (7274/الرسالة) من طريق أبي المغيرة الخولاني، والنسائي في "الكبرى" (7273/الرسالة) من طريق الوليد بن مزيد، كلاهما عن الأوزاعي، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 437 أُمَامَة، فقد اتفَقَتْ روايةُ عُمَر بن عبد الواحد عَنِ الأوزاعيِّ مَعَ رواية (1) عِكْرمَة بْن عمَّار (2) ، والوليدُ بْن مُسْلِم كثيرُ الوَهَمِ، والذي عِنْدِي: أنَّ الحديثَ عَنْ أَبِي أُمامَة أشبَهُ، وأنَّ الوليد (3) وَهِمَ فِي ذَلِكَ (4) . 495 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مسلم، عَن عَدِيِّ بْن زَيْدٍ؛ قَالَ: أدركَ أَبُو الدَّرداء ركعة من صلاة الجماعة ... . فقلتُ لأَبِي: الوليدُ هو (5) : عن عَدِيِّ بْن زَيْدٍ، أو عثمانَ بْن زيد؟ فَقَالَ (6) : هُوَ عثمانُ بْن زَيْدٍ. كتبه أَبِي بِخَطِّه. 496 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زهير ابن محمد (7) ، عن   (1) في جميع النسخ: «مع أن رواية» ، عدا (أ) ، فإنه ضُرِبَ فيها على قوله: «أن» ، وهو الصَّواب. (2) أي: في جعله عن أبي أمامة. (3) في (ف) : «الولد» . (4) قال النسائي في "السنن الكبرى" عقب الحديث (7271/الرسالة) : «لا نعلم أن أحدًا تابع الوليد على قوله: "عن واثلة"، والصواب: أبو عمار عن أبي أمامة، والله أعلم» . (5) في (ت) و (ك) : «وهو» بالواو. (6) في (ش) : «قال» . (7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (940) ، وابن حبان (5355) ، وابن عدي في "الكامل" (3/219) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/389) ، = = وفي "الشعب" (8237 و8353) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/314) من طريق هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، قال: حدثنا زهير بن محمد، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9231) ، والبيهقي في "الشعب" (8236) من طريق مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جابر، به. وروى الطبراني عقبه حديثًا آخر بنفس الإسناد ثم قال: «لم يرو هذين الحديثين عن عبد الله بن محمد بن عقيل إلاَّ زهير بن محمد، تفرد بهما الوليد، ولا يرويان عن جابر إلاَّ بهذا الإسناد» . الحديث: 495 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 438 مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: ثَلاَثَةٌ لاَ تُقْبَلُ لَهُمْ صَلاَةٌ، وَلاَ تُرْفَعُ لَهُمْ إِلَى السَّماءِ حَسَنَةٌ: العَبْدُ الآبِقُ حَتَّى يَرْجِعَ، وَالمَرأَةُ السَّاخِطُ عَليْهَا زَوْجُهَا حَتَّى يَرْضَى، والسَّكْرَانُ حَتَّى يَصْحُوَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ لم يَروِ عَنِ ابْنِ المُنكَدِر غيرُ (1) زُهَيْرٍ (2) . 497- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بن معاذ (3) ، عن   (1) في (ك) : «عن» بدل: «غير» . (2) ذكر ابن عدي في "الكامل" (3/219) هذا الحديث في الأحاديث المنتقدة على زهير بن محمد. وقال البيهقي في "السنن" (1/389) : «تفرَّد به زهير هكذا» . وهذا الحديث يرويه أهل الشَّام عن زهير بن محمد، وروايتهم عنه منكرة كما تقدَّم في المسألة رقم (414) ، وانظر المسألة رقم (1299) . (3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/146) ، والشاشي في "مسنده" (1/366 رقم356) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/94 رقم 10064) ، لكن سقط من إسناد الطبراني قوله: «عن أبيه» . وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (466) من طريق عبد العزيز بن الحصين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به. قال الطبراني: «لم يجود هذا الحديث أحد ممن رواه عن سعيد إلا معاذ بن معاذ وعبد العزيز بن الحصين» . وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (467) من طريق سلاَّم ابن مسكين، عن قتادة، عن صاحب له، عن علقمة، عن عبد الله، به موقوفًا. وسيأتي من طرق أخرى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، في المسألة التالية. الحديث: 497 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 439 أَبِيهِ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (3) ، عَنْ عَلْقَمَة (4) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: بَيَّنَا نحنُ مَعَ رسولِ الله (ص) ، فَسَمِعَ رَجُلا يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ: عَلَى الفِطْرَةِ، فابتَدَرناه، فَإِذَا رَاعِي غَنَم ... ؟ قَالَ أبي: حدَّثنا عُبَيدالله بِهِ هَكَذَا، وحدَّثناه أَيْضًا ابنُ نُفَيل (5) ، عَنْ خُلَيد (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) (7) . قَالَ أَبِي: حديثُ سَعِيدٍ (8) أشبَهُ (9) . 498 - وسُئِلَ (10) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الحديث، وعَمَّا يرويه يزيد   (1) هو: معاذ بن معاذ العنبري. (2) هو: سعيد. (3) هو: عَوف بن مالك. (4) هو: ابن قيس النخعي. (5) هو: أبو جعفر عبد الله بن محمد النُّفَيلي. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (2/8 رقم1053) ، وابن عدي في "الكامل" (3/48) . (6) هو: ابن دَعْلَج السَّدوسي. (7) وأخرجه مسلم في "صحيحه" (382) من طريق حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، به. (8) أي: ابن أبي عروبة. (9) قال الدارقطني في "العلل" (5/116-118 رقم763) : «يرويه قتادة، واختُلِف عنه: فرواه سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، واختُلِف عن سعيد، فرواه معاذ بن معاذ، وعبد العزيز بن الحصين، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن علقمة، عن عبد الله» ، ثم ذكر أوجه الاختلاف فيه، ثم قال: «ويشبه أن يكون الصَّواب قول معاذ بن معاذ ومن تابعه عن سعيد» . (10) انظر المسألة السابقة رقم (497) . الحديث: 498 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 440 بن زُرَيْع (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص، عَنِ ابن مسعود، عن النبيِّ (ص) ؛ بلا عَلْقَمَة (2) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يزيد (3) بْن زُرَيْع أحفظُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وحدَّثنا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ (5) ، عَن عَبْدَة بْن سُلَيمان، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة؛ كما يرويه يزيد بْن زُرَيْع؛ بلا ذكر عَلْقَمَة في الإسناد (6) .   (1) روايته أخرجها النسائي في عمل اليوم والليلة من "السنن الكبرى" (6/207 رقم10665) . (2) أي: ليس فيه ذكرٌ لعلقمة بين أبي الأحوص، وابن مسعود. (3) في (أ) و (ش) : «حديث يزيد» . (4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط، وفي (أ) و (ش) : «فقلت» بدلاً منه. (5) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الإمام أحمد (1/406-407 رقم3861) عن محمد بن بشر، وعبد الوهاب الخفاف، وأبو يعلى في "المسند" (5400) من طريق محمد بن بشر والعباس بن الفضل، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/405) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، والطبراني في "الكبير" (10/94 رقم 10063) ، وفي "الدعاء" (465) من طريق أبي زيد النحوي، أربعتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به. مثل رواية يزيد وعبدة بدون ذكر «علقمة» في إسناده. (6) أخرجه الإمام أحمد في"المسند" (1/406-407 رقم 3861) من طريق عبد الوهاب بن عطاء ومحمد بن بشر. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5400) من طريق العباس بن الفضل ومحمد بن بشر. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/94 رقم 10063) من طريق سعيد بن أوس أبي زيد النحوي، أربعتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن ابن مسعود بلا ذكر لعلقمة في الإسناد. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 441 499 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنِ أيُّوب النَّصِيبيُّ، عَنْ أَبِي ضَمْرَة أَنَس بْن عِياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذُبَاب (2) ، عَنْ عُمَرَ بن عُبَيدالله بن أبي الوَقَّاد (3) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أنه صلَّى بِمنى صلاةَ المغرب، فسلَّم فِي الرَّكعَتَينِ، فسَبَّح بِهِ النَّاسُ، فقام فصلَّى (4) ركعة أُخرى، ثُمَّ سجد سَجدَتَين وَهُوَ جالسٌ بعد السَّلام؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو عمر بن عُبَيدالله؛ قَالَ: صلَّى بنا أَنَس بْن مالك. قلتُ لأَبِي: مِمَّن الخطأُ؟   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (560) . (2) في (ك) : «ذياب» . (3) في (ت) و (ك) : «بن أبي الرقاد» ، وفي (أ) و (ش) : «بن الوقاد» . والمثبت من (ف) ، وهو الموافق لما في "الجرح والتعديل" (6/119) . وجاء في "التاريخ الكبير" للبخاري (6/168) : «عمر بن عبد الله بن أبي الواقد» ، ومثله في "الثقات" لابن حبان (5/149) ، إلا أنه قال: «واقد» . وهذا الراوي ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/ل75/أ) فسمَّاه: «عمر بن عبيد الله بن أبي زياد» ، ونبَّه على خطأ من عدَّه في الصحابة، وسبقه ابن منده. وقال ابن حجر في "الإصابة" (8/28 رقم6823) : «عمر بن عبيد الله بن أبي زياد: تابعيٌّ روى عن أنس، غَلِطَ بعض الرواة فذكره في الصحابة، قال ابن منده: لا يصحُّ ... ، ووقع في كتاب ابن الأثير: عمر بن عبيد الله بن أبي زكريا» . اهـ. وهذا الذي ذكره ابن حجر عن ابن الأثير هو في "أسد الغابة" له (4/184) ، لكن وقع فيه مرة: «عمر بن عبد الله» ، ومرة: «عمر بن عبيد الله» ، وسيأتي ذكرُ الخلاف بين النسخ في اسم هذا الراوي في المسألة الآتية برقم (560) ، وهي تكرار لهذه المسألة. (4) في (ت) : «يصلي» . الحديث: 499 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 442 قَالَ: من مُوسَى (1) . 500 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ عبدُ الرَّزَّاق (3) ، عَنِ ابْنِ مُحَرَّر (4) ، عَنْ يَزِيدَ ابن الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يسجُدُ عَلَى كَوْرِ العِمامَة (5) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وابنُ مُحَرَّر ضعيفُ الحديث. 501 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الطَّاهر أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْح (7) ، عَنْ خالهِ أَبِي رَجَاء عبد الرحمن بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَالِمٍ، عَن عُقَيل (8) ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عن سعيد ابن المسيّب وأبي   (1) في الموضع السابق من "الجرح والتعديل" ذكر هذا الحديث، وذكر عن أبيه أن صوابه: أن أنسًا صلَّى بهم المغرب، وأنه قال: «وعمر تابعي» ، ونقل عن أبي زرعة قوله: «أظنه ليست له صحبة» . (2) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/348) بعض هذا النص. وجعل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/456) الحكم على هذا الحديث من قول ابن أبي حاتم، فقال: «قال ابن أبي حاتم: هذا حديثٌ باطل» . اهـ. وانظر المسألة رقم (535) . (3) روايته في "المصنف" (1564) . ورواه محمد بن أسلم الطوسي في كتابه "تعظيم قدر الصلاة" - كما في "عمدة القارئ" (4/117) - عن خلاَّد بن يحيى، عن عبد الله بن محرَّر، به. (4) هو: عبد الله. (5) كَوْرُ العِمامة: أحدُ أدوارِها، يقال: كارَ العِمامَةَ على رأسِه يكورُها كَورًا: لفَّها وأدارَها. انظر "مختار الصحاح" (ص 503) «كور» . (6) انظر ما سبق في المسألة رقم (107) . (7) روايته ذكرها العقيلي في "الضعفاء" (2/348) ، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (550) من طريق أحمد بن القاسم؛ قال: حدثني أبي وعمي؛ قالا: حدثنا سويد، عن قرَّة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، فذكره. (8) هو: ابن خالد الأَيْلي. الحديث: 500 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 443 سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رسول الله (ص) قَالَ: يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فِي صَلاَتِهِ، حَتَّى يُخَيَّلَ إليْهِ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ، فَلاَ يَنْصَرِفْ (1) حَتَّى يَجِدَ (2) رِ يحًا، أوْ يَسْمَعَ صَوْتًا؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ (3) . 502 - وسألتُ (4) أَبِي عن الحديث الذي رواه عُبَيدالله بْن عَمْرٍو (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (7) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن النبيِّ (ص) ؛ في   (1) في (ت) : «تنصرف» . (2) في (ك) : «تجد» . (3) إنما حكم أبو حاتم على هذا الإسناد بأنه خطأ؛ لصحة الحديث؛ فقد أخرجه البخاري (137) ، ومسلم (361) ، كلاهما من طريق سفيان بن عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ ابن المسيب وعبادة بن تميم، كلاهما عن عبد الله بن زيد عمِّ عباد بن تميم، عن النبي (ص) ، به. وأخرجه مسلم برقم (362) من طريق سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه أبي صالح ذكوان السَّمَّان، عن أبي هريرة. فالظاهر أن من رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة: ركب الجادَّة، أو دخل لَهُ حَدِيث فِي حَدِيث آخر، أو غير ذلك، والله أعلم. (4) نقل الضياء في "المختارة" (6/233) قول أبي حاتم الرازي في هذا الحديث. (5) هو: الرَّقِّي. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/207) تعليقًا، وأبو يعلى في "مسنده" (2805) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/218) ، وابن حبان في "صحيحه" (1844 و1852) ، والطبراني في "الأوسط" (2680) ، والدارقطني في "سننه" (1/340) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/166) ، وفي "المعرفة" (3790) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/175-176) ، والضياء في "المختارة" (6/232 رقم 2249) . (6) هو: السَّختياني. (7) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. الحديث: 502 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 444 القراءة خَلْفَ الإمامِ (1) ؟ قَالَ أَبِي: وَهِمَ فيه عُبَيدالله بن عمرو، والحديثُ: ما رواه خَالِدٍ الحَذَّاء (2) ، عَنْ أَبِي قِلابَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عائِشَة، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (3) (4) .   (1) ولفظه: أن النبي (ص) صلَّى بأصحابه، فلما قضى صلاتَه، أقبل عليهم بوجهه، فقال: «أتقرؤون في صلاتكم خلفَ الإمام والإمامُ يقرأ؟» ، فسكتوا، فقالها ثلاثَ مرات، فقال قائل - أو قائلون -: إنا لنفعلُ، قال: «فلا تفعَلوا، وليقرأ أحدكُمْ بفاتحة الكتاب في نفسِهِ» . (2) هو: خالد بن مِهْران. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2766) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3758) ، وأحمد في "مسنده" (4/236 و5/60 و410 رقم 18070 و20600 و23481) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/166) ، و"جزء القراءة" (ص 155-156) ، و"المعرفة" (3790) من طريق الثوري، وأحمد (5/81 رقم 20765/وأطراف المسند 11138) من طريق شعبة، كلاهما عن خالد، به. ورواه البخاري في "جزء القراءة" (ص 76) ، والبيهقي في "المعرفة" (3788) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/45) من طريق يَزِيدَ بْنِ زَرُيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي عائشة، عمن شهد ذلك، عن النبي (ص) . قال البيهقي في "المعرفة" بعد أن رواه من طريق الثوري: «وهذا إسناد صحيح، وأصحاب النبي (ص) كلهم ثقة، فترك ذكر أسمائهم في الإسناد لا يضر إذا لم يعارضه ما هو أصح منه، ورواه أيوب، عن أبي قلابة، فأرسله، والذي وصله حجة» . (3) قوله: «عن النبي (ص) » من (ت) و (ك) فقط. (4) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/207) : «وقال عُبَيْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو: عَن أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أنس، عن النبي (ص) ، ولا يصح أنس» . وقال ابن حبان: «سمع هذا الخبر أبو قلابة عن محمد ابن أبي عائشة، عن بعض أصحاب رسول الله (ص) ، وسمعه من أنس بن مالك، فالطريقان جميعا محفوظان» . وخالفه البيهقي فقال في طريق أنس: «ليس بمحفوظ» ، وقال: «تفرد بروايته عن أنس: عبيد الله بن عمرو الرقي، وهو ثقة، إلا أن هذا إنما يعرف عَنْ أَبِي = = قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي عائشة» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا عبيد الله» . وقال الخطيب: «هكذا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عُبَيْدُ اللَّهِ بن عمرو، عن أيوب، وخالفه سلام أبو المنذر، فرواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي هريرة، وخالفهما الربيع ابن بدر، رواه عن أيوب، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ورواه إسماعيل بن علية وغيره، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن النبي (ص) مرسلاً، وَرَوَاهُ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَن رَجُل من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) » . وقال الدارقطني في "العلل" (4/36/أ) : «يرويه أيوب السَّختياني وخالد الحذاء، واختُلِف عنه؛ فأما أيوب: فإن عبيد الله بن عمرو رواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبي (ص) . وخالفه سلام أبو المنذر، فرواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي هريرة. وخالفهما الربيع بن بدر؛ رواه عن أيوب، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفهم ابن عُلَيَّة، وابن عيينة، وحماد بن زيد؛ رووه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ - مرسلاً -، عن النبي (ص) ، وهو صحيح من رواية أيوب. فأما خالد الحذاء فرواه عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ رَجُلٍ من أصحاب النبي (ص) ؛ قال ذلك سفيان الثوري، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضَّل، عن خالد. ورواه ابن عُلَيَّة وخالد بن عبد الله وشعبة وعلي بن عاصم، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عائشة - مرسلاً -، عن النبي (ص) . ورواه هشيم، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابة مرسلاً، لم يجاوز أبا قِلابة، والمرسل أصح» . اهـ. وبنحو هذا ذكر في "العلل" (1645) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 445 503 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ عُمَارَة بْنِ غَزِيَّة، عَنِ ابْنِ يِسَاف؛ سَمِعَ معاويةَ بْنَ أَبِي سُفْيان؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يقول: إِذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ يُؤَذِّنُ؛ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ؟   (1) نقل هذه المسألة بتمامها مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1152-1153) . (2) في (ف) : «روى» . (3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (19/346 رقم802) . الحديث: 503 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 446 قَالَ أَبِي: أنكَرْتُ هَذَا الحديثَ؛ إِذْ كَانَ: «عُمَارَة، عَنِ ابْنِ يِسَاف؛ سمعَ معاويةَ» ، وَلَمْ أَدْرِ مَنِ ابنُ يِسَاف هَذَا؟ فتفكَّرتُ فِيهِ، فَإِذَا إسماعيلُ بْنُ جَعْفَرٍ قَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ عُمارَة بْنِ غَزِيَّة، عَنَ خُبَيْب بن عبد الرحمن - قَالَ أَبِي: وَهُوَ ابْنُ يِساف - عَنْ حَفْصِ بْنِ عاصِم بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ ... (1) . قَالَ أَبِي: أَمَّا ابنُ يِساف: فَأَرَى أنه خُبَيْبُ ابن عبد الرحمن بْنِ يِسَاف، وَنَسَبَهُ إِلَى جَدِّه، وَلَمْ يَسْمَعْ خُبَيْبٌ مِنْ مُعَاوِيَةَ شَيْئًا، فيَحْتملُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَ لإِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش حديثٌ في حديث (2) .   (1) ومن هذا الوجه أخرجه مسلم في "الصحيح" (385) . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/94) : «أخرج مسلم من حديث عمر بن الخطاب نحو حديث معاوية، وإنما لم يخرجه البخاري لاختلاف وقع في وصله وإرساله؛ كما أشار إليه الدارقطني» . وانظر التعليق التالي. (2) قال الدارقطني في"العلل" (205) : «هو حديث يرويه عُمارة بْنِ غَزِيَّةَ، عَنَ خُبَيْبِ بن عبد الرحمن، واختُلِف عن عمارة: فرواه إسماعيل بن جعفر، عن عُمارة، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، فوصل إسناده ورفعه إلى النبي (ص) ، حدَّث به عنه كذلك إسحاق بن محمد الفَرْوي، ومحمد بن جَهْضَم. ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمارة بْنِ غَزية، عَنَ خُبَيْبِ بْنِ عبد الرحمن - مرسلاً -، عن النبي (ص) . ووقفه يحيى بن أيوب، عَنْ عُمارة بْنِ غَزية، عَنِ خبيب. وحديث إسماعيل بن جعفر المتصل قد أخرجه البخاري ومسلم في "الصحيح". وإسماعيل ابن جعفر أحفظُ من يحيى بن أيوب وإسماعيل بن عياش، وقد زاد عليهما، وزيادة الثقة مقبولة، والله أعلم» . ونبَّه محقق "العلل" على خطأ الدارقطني في نسبته هذا الحديث للبخاري، وذكر أن في هامش إحدى النسخ ما نصه: «هذا الحديث إنما أخرجه مسلم دون البخاري، وقد بيَّن ذلك في كتاب "الاستدراك" له» ؛ يعني "التتبع" (ص264 رقم122) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 447 504 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاءٍ (3) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَهْل- جَدِّ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ - قَالَ: مرَّ بِهِ النبيُّ (ص) وَهُوَ يصلِّي بَعْدَ الصُّبْح، فَقَالَ لَهُ: يَا قَيْسُ! مَا هَذِهِ الصَّلاَةُ؟ ، قَالَ: بِأَبِي أنتَ وَأُمِّي! دخلتُ المسجدَ وَأَنْتَ تصلِّي، وَلَمْ أكُنْ ركعتُ ركعَتَي الْفَجْرِ، فركعتُهُما (4) الآنَ. فَلَمْ يَعِبْ ذَلِكَ عَلَيَّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَطَاءٌ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ قَهْد (5) . 505 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه هُشَيم (6) ، وسُفْيان بن   (1) انظر ما سبق في المسألة رقم (309) . (2) روايته ذكرها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2313) . (3) هو: ابن أبي رباح. (4) في (ت) و (ك) : «فركعتها» . (5) في (أ) و (ش) : «فهر» ، وفي (ف) : «فهد» ، ولم تنقط في (ك) ، والمثبت من (ت) ، وهو الصَّواب؛ كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/142) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/176) . قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2312) : «قيس بن قهد الأنصاري مختلف في اسم أبيه، فقيل: قيس بن عمرو، وقيل: قيس بن سهل، وقيل: ابن قهد، وهو: جد يحيى بن سعيد الأنصاري ... » . وانظر "الإصابة" لابن حجر (8/203-204 و207-208) . (6) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (834) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3334) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/270 رقم 18377) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3782 و3783) ، والحاكم في "المستدرك" (1/194) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (174/مسند النعمان بن بشير) . الحديث: 504 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 448 حُسَين (1) ، وروى (2) أَحْمَد بْن يُونُسَ (3) ، عَنْ أَبِي عَوَانَة (4) ، كلُّهم (5) عَنْ أَبِي بِشْر جَعْفَر بْن أَبِي وَحْشِيَّة (6) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُّعْمان بْنِ بَشِير؛ أَنَّهُ قَالَ: أَنَا أعلمُ النَّاسِ بوقتِ صلاة العِشاء؛ كَانَ (7) يُصَلِّيها بعد سُقُوطِ القمر ليلةَ الثالثةِ (8) من أول الشَّهْر.   (1) في (ك) : «حنين» . وروايته ذكرها الدارقطني في "سننه" (1/270) . (2) في (ك) : «روى» بلا واو. (3) لم نقف على روايته، والمعروف عن أبي عوانة روايته عَنْ أَبِي بشر، عَن بشير بن ثابت، عن حبيب، به، كما سيأتي. (4) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. (5) أي: هشيم، وسفيان بن حسين، وأبو عوانة. ورواه أيضًا عن أبي بشر على هذا الوجه رقبة بن مصقلة، روايته أخرجها النسائي في "سننه" (528) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3786) ، والدارقطني في "الأفراد" (252/أ/أطراف الغرائب) . (6) هو: جعفر بن إياس. (7) يعني: النبي (ص) . (8) في (ك) : «ليلة الثلاثة» . والمثبت من بقية النسخ، وهو صحيح في العربية وله نظائر، وقد جعله الكوفيُّون من إضافة الشي إلى نفسه إذا اختلف اللفظان؛ كما وقع هنا، فإنَّ الليلة هي الثالثة، وقد احتَجَّ الكوفيُّون بقوله تعالى: {وَلَدَارُ الآْخِرَةِ خَيْرٌ} ، وقول العرب: صلاةُ الأولى، ومسجدُ الجامع، وحبَّةُ الحمقاءِ، وقد تأوَّل ذلك البصريُّون على تقدير حذف مضاف إليه وإقامة صفته مُقامه؛ والتقدير: صلاةُ الساعةِ الأولى، ومسجدُ المكان الجامع، وحبَّةُ البقلةِ الحمقاء..وانظر "الإنصاف في مسائل الخلاف" (2/436-438) ، و"أوضح المسالك" (3/109) ، و"همع الهوامع" (2/509) ، و"مشارق الأنوار" (1/83) . وسيأتي نحوُهُ في المسألة رقم (897) في قوله: «كلام الأوَّل» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 449 وروى (1) مُسَدَّد (2) ، عَنْ أَبِي عَوانة (3) ، عَنْ أَبِي بِشْر، عَن بشير بن ثابت، عن حبيب ابن سالِم، عَنِ النُّعمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ بشير بْن ثابت أصحُّ. قلتُ: وُفِّقَ أَبُو زُرْعَةَ لما قَالَ، وحكَمَ لِمُسَدَّدٍ بِما أتى عَنْ أَبِي عَوَانة؛ بزيادةِ رجلٍ فِي الإسناد.   (1) في (ش) : «ورواه» . (2) هو: ابن مُسَرْهَد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (419) ، والحاكم في "المستدرك" (1/195) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/448) ، وأخرجه أحمد في "المسند" (4/274 رقم18415) عن عفان وسريج، والنسائي في "سننه" (529) من طريق عفان وحده، والدارمي في "مسنده" (1247) عن يحيى بن حماد، والترمذي في "جامعه" (165) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3785) عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، والترمذي (166) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3784) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، والدارقطني في "سننه" (1/269-270) من طريق عبد الأعلى بن حماد. والطبراني في "الكبير" (173/مسند النعمان بن بشير) ، والحاكم في "المستدرك" (1/194) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/373) من طريق عارم بن الفضل، كلهم عن أبي عوانة، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1526) ، والطبراني في "الكبير" (172/مسند النعمان بن بشير) من طريق أبي الوليد، عن أبي عَوانة، عن إبراهيم بن المنتشر، عن حبيب بن سالم، به. (3) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 = = رقم18415) من طريق عفان وسريج، والترمذي في "جامعه" (165 و166) من طريق محمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، وعبد الرحمن بن مهدي، والنسائي في "سننه" (529) من طريق عفان، أربعتهم عن أبي عَوانة، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 450 وقد حدَّثنا أحمدُ بْن سِنَان (1) ، عَن يزيد (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر (3) ، عَن بَشِير بْن ثابت، عَنْ حَبِيب بْنِ سالِم، عَنِ النُّعْمان (4) . 506 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ يَزيد بْنِ أَبِي حَبِيب، عن مَرْثَد (7) بن عبد الله، عن أبي أيُّوب   (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3232) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (21/76 رقم175) ، قرن البزار في روايته «محمد بن موسى القطان» مع أحمد بن سنان. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 رقم 18396) عن يزيد بن هارون، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3781) عن أبي غسان مالك بن يحيى الهمذاني، والدارقطني في "سننه" (1/270) من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي، والحاكم في "المستدرك" (1/194) من طريق سعيد بن مسعود، أربعتهم عن يزيد بن هارون، به. (2) هو: ابن هارون، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/272 رقم 18396) ، وأخرجه الدارقطني في "سننه" (1/270) من طريق محمد بن عبد الملك الدقيقي، والحاكم في "المستدرك" (1/194) من طريق سعيد بن مسعود، أربعتهم عن يزيد بن هارون، به. (3) في (ف) : «عن أبي بسر» بالسين المهملة. (4) قال الترمذي في الموضع السابق: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، ولم يذكر فيه هشيم: عن بشير بن ثابت، وحديث أبي عوانة أصحُّ عندنا؛ لأن يزيد بن هارون روى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر نحو رواية أبي عوانة» . (5) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/246) بعض هذا النص، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (3/162) قول أبي زرعة: «حديث حيوة أصحُّ» . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/147 رقم17329) و (5/417 و422 رقم23534 و23535 و23582) ، وأبو داود في "سننه" (418) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (339) ، والحاكم في "المستدرك" (1/190) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/370) . (7) في (أ) و (ش) : «يزيد» بدل: «مرثد» . الحديث: 506 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 451 الأَنْصَارِيِّ؛ أَنَّهُ أنكَرَ عَلَى عُقبَة بْنِ عَامِرٍ تأخيرَهُ صلاةَ الْمَغْرِبِ، وقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: لاَ تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا المَغْرِبَ إِلَى اشْتِبَاكِ النُّجُومِ. وَرَوَاهُ حَيْوَةُ (1) وابنُ لَهِيعَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أسلَمَ أَبِي (3) عِمران التُّجِيبي، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: بَادِرُوا بِصَلاَةِ (4) المَغْرِبِ طُلُوعَ النُّجُومِ (5) ؟ قَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ حَيْوَة أصحُّ. 507 - وسُئِلَ (7) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ (8) حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْسُ (9) بن   (1) هو: ابن شُرَيح. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (4/176 رقم 4057) . (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/415 رقم 23521) ، والشاشي في "مسنده" (1129) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/176 رقم4058) ، والدارقطني في "السنن" (1/260) . (3) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «أبي» . وهو: أسلم بن يزيد، وكنيته: أبو عمران. (4) في (أ) و (ش) : «صلاة» ، والمثبت من بقية النسخ. (5) جمع ابن أبي حاتم هنا بين رواية حيوة وابن لهيعة، وساقهما مساقًا واحدًا على أنهما متفقان في اللفظ، وليس كذلك؛ فالذي ذكره هو لفظ رواية ابن لهيعة، وأما لفظ رواية حيوة فهو: «عن أبي أيوب قال: كنا نصلِّي المغربَ حين تَجِبُ الشَّمسُ، نبادر بها طلوعَ النجوم» ؛ لذلك قال الدارقطني في "العلل" (6/125) : «ورواه حيوة بن شريح فنحا به نحو الرفع» . وانظر "فتح الباري" لابن رجب (3/162) . (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقال» ، وفي (ك) : «حيوة قال» . (7) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/704) قول أبي زرعة: «هو حديثٌ مُنْكَرٌ، وعُبَيسٌ شيخٌ ضعيفُ الحديث» . ثم نقل عن الأثرم قوله: «هذا إسناد واهٍ» . (8) قوله: «عن» سقط من (ت) و (ك) و (ف) . (9) في (ش) : «عنبس» . الحديث: 507 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 452 مَيمون، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَقْطَعُ الصَّلاَةَ: الكَلْبُ (1) ، وَالحِمَارُ (2) ، وَالمَرْأَةُ، واليَهُودِيُّ، والنَّصْرانِيُّ، وَالمَجُوسِيُّ، وَالخِنْزيرُ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعُبَيسٌ شيخٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) . 508 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان (5) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ اليَمَامي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ بَنَى بَيْتًا يُعْبَدُ اللهُ فِيهِ مِنْ مَالٍ (6) حَلالٍ، بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الجَنَّةِ مِنْ دُرٍّ وَيَاقُوتٍ؟   (1) قوله: «الكلب» ليس في (أ) و (ش) . (2) في (ش) : «الحمار» بلا واو. (3) قوله: «الحديث» ليس في (ش) . والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (511) من طريق يَزِيدَ بْنِ الأصم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «يَقْطَعُ الصَّلاَةَ المَرْأَةُ وَالحِمَارُ والكَلْبُ، ويَقِي مِن ذَلِك مثلُ مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ» . (4) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1212) . (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده"- كما في "زوائد البزار لابن حجر (262) - والعقيلي في "الضعفاء" (2/126) ، والطبراني في "الأوسط" (5059) ، والبيهقي في "الشعب" (2676) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/119) . وأخرجه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (354) - وابن عدي في "الكامل" (3/277) من طريق بشر بن الوليد الكندي، عن سليمان بن داود، به. وذكره ابن حبان في "المجروحين" (1/334) من طريق بشر بن الوليد، به. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/288) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلاَّ سليمان بن داود، تفرد به سعيد بن سليمان، ولا يروى عن أبي هريرة إلاَّ بهذا الإسناد» . (6) في (ت) و (ك) : «من ماله» . الحديث: 508 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 453 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهَمٌٌ. قلتُ: وَلَمْ يُشْبِعِ الجَوَابَ، وَلَمْ يُبَيِّن علَّةَ الحديثِ بأكثَرَ ممَّا ذكرَهُ. وَالَّذِي عِنْدِي: أنَّ الصَّحيحَ عَلَى مَا رَوَاهُ أَبَانُ العَطَّارُ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ [مَحْمُودِ] (2) بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أسماءَ بنت يزيد ابن السَّكَن، عن النبيِّ (ص) . وَعَنْ يَحْيَى، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (3) . وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ مَحْمُودُ بن عمرو ابن يزيد بن السَّكَن (4) .   (1) هو: أبان بن يزيد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/461 رقم 27612) عن سويد بن عمرو، حدثنا أبان - يعني العطار - به. وتابع أبان عليه موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي واختلف عليه فيه؛ فأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1554) عن ابن أبي داود، وفهد. والعقيلي في "الضعفاء" (2/126) عن عبد الرحمن بن أحمد، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/185 رقم468) ، وفي "الأوسط" (8459) عن معاذ بن المثنى، أربعتهم عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أبان به مثل رواية سويد بن عمرو. وخالفهم محمود بن إسماعيل الصائغ فرواه عن موسى، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي هريرة، موقوفًا. قال العقيلي: «وهذا أولى» . (2) في جميع النسخ: «محمد» ، وكذا عند مغلطاي وهو خطأ، فالذي يروي عن أسماء بنت يزيد هو ابن أخيها محمود بن عمرو؛ كما في "تهذيب الكمال" (35/128) ، والسياق بعده يدلُّ عليه. (3) ظاهر صنيع المصنف هنا: أن محمود بن عمرو كان عنده الحديث عن أسماء بنت يزيد مرفوعًا، وعن أبي هريرة موقوفًا عليه، فكان يحدِّث به هكذا وهكذا. وقوله: «موقوف» كذا جاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (4) قال ابن معين عن هذا الحديث: «ليس هذا بشيء؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوف» . اهـ من "تاريخ ابن معين = = رواية الدوري" (3/112 رقم469) . وقال الحافظ في "اللسان" (3/84) : «والمستغرب منه قوله فيه: «من در وياقوت» فإن للحديث طرقًا جيِّدة ليس هذا فيها» . اهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 454 509 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فاختُلِفَ عَنْهُ: فَرَوَى بِشْرُ بْنُ المُفَضَّل (2) ، عَنْ عُمَارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي حُمَيد السَّاعِدي -[أَوْ] (3) عَنْ أَبِي أُسَيد السَّاعِدي - عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلْيُسَلِّمْ، وَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، افْتَحْ لِي أبْوابَ رَحْمَتِكَ، وَإذا خَرَجَ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ، إنِّي أسْألُكَ مِنْ فَضْلِكَ. وَرَوَاهُ سُلَيمانُ بْنُ بِلالٍ (4) ، عَنْ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد، عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد، عَنِ النبيِّ (ص) ؟   (1) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1286) . (2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (713) . وقد توبع عليه؛ فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1665) عن إبراهيم بن محمد، وابن ماجه" في "سننه" (772) من طريق إسماعيل بن عياش، كلاهما عن عمارة بن غزية، به، عن أبي حميد الساعدي وحده. وسيأتي عن عمارة بإسناد آخر. (3) قوله: «أو» سقط من جميع النسخ، عدا (أ) فإنها ملحقة بها فوق قوله: «عن» ، وكأنها بخط مغاير، وإثباتها هو الصَّواب؛ كما تجده في الموضع السابق من "صحيح مسلم" وغيره، وكما يفهم من سياق المسألة. (4) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/497 رقم 16057) ، و (5/425 رقم 23607) ، والنسائي في "سننه" (729) ، والبزار في "مسنده" (3721) ، وابن حبان في "صحيحه" (2049) ، جميعهم من طريق أبي عامر العقدي، عن سليمان ابن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ بن سويد الأنصاري، قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان ... ، فذكره. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (713) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/441) من طريق يحيى بن يحيى، والدارمي في "سننه" (2/293) من طريق عبد الله بن مسلمة، وأبو عوانة في "مسنده" (1235) من طريق ابن أبي مريم، ثلاثتهم عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ ربيعة ابن أبي عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ، عن أبي حميد أو عن أبي أسيد، به. الحديث: 509 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 455 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد - كِلاهُمَا عَنِ النبيِّ (ص) (1) - أصحُّ. قلتُ: لَمْ يَكُنْ أخرجَ أَبُو زُرْعَةَ مَنْ خالفَ بِشْرَ بْنَ المُفَضَّل فِي رِوَايَتِهِ عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، وأحسَبُ أَنَّهُ لَمْ يكنْ وَقَعَ عندَهُ. وَأَخْبَرَنَا يونس بْن عَبْدِ الأَعْلَى (2) - قراءة عَلَيْهِ - عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ يحيى بن عبد الله ابن سالم، عَنْ عُمَارة بْنِ غَزِيَّة، عن ربيعة، عن عبد الملك بْنِ سَعِيدِ بْنِ سُوَيد، عَنْ أَبِي حُمَيد وَأَبِي أُسَيد، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كما رواه سُلَيمانُ ابن (4) بلال؛ فدلَّ عَلَى (5) أنَّ الخطأَ من بِشْرِ ابن المُفَضَّل (6) .   (1) من قوله: «قال أبو زرعة ... » إلى هنا مكرر في (ك) ؛ لانتقال بصر الناسخ. (2) روايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (1233) ، والطبراني في "الدعاء" (426) من طريق أحمد بن سعيد الهمذاني، عن ابن وهب، به. (3) هو: عبد الله. (4) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (5) قوله: «على» ليس في (ت) و (ك) . (6) روى البزار هذا الحديث في "مسنده" (9/170) من طريق بشر بن المفضل، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن رسول الله (ص) بأحسن من هذا الإسناد، وقد روي عن رسول الله (ص) من وجوه، فذكرنا هذا الحديث لعلَّة عُمارة بن غزية، وذكرناه عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ وَأَبِي أُسَيْدٍ، وإن كان يروى عن غيرهما؛ لقلة ما يرويان عن رسول الله (ص) » . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 456 510 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ سَعِيد الجَرْميُّ (2) ، عَنْ أَبِي تُمَيْلَة (3) ، عَنْ أَبِي حَمْزة السُّكَّري (4) ، عَن جَابِر الجُعْفِي (5) ، عَنْ حبيب ابن أبي ثابت، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى (6) ، عَنِ السُّلَيك (7) ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أن يُصَلَّى في أَعْطان ِ الإبِلِ، وأمرَ أن يُتَوَضَّأَ مِنْ لُحومها. فَقَالَ: حديثُ الأعمش، عَنْ عبد الله بن عبد الله الرَّازي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن البَرَاء، عن النبيِّ (ص) أصحُّ (8) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (38) . (2) هو: سعيد بن محمد. (3) في (أ) و (ف) : «ثميلة» بالثاء المثلثة، وهو خطأ، والمثبت من (ت) و (ش) و (ك) ، وهو: يحيى بن واضح. (4) هو: محمد بن ميمون. (5) هو: جابر بن يزيد. (6) قوله: «ليلى» سقط من (ف) . (7) هو: سُلَيْك الغَطَفاني، صحابي مشهور. (8) قال ابن حجر في "الإصابة" (3/217) : «روى عبد الله في "زيادات المسند" والبغوي وابن السكن من طريق أبي جعفر الرازي عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ ذِي الغرة قال: عرض أعرابي للنبي (ص) ، فسأله عن الصلاة في أعطان الإبل؟ قال: والراوي له عن أبي جعفر عبيدة ابن معتِّب، وهو ضعيف. وخالفه الأعمش وحجاج بن أرطاة فقالا: عن عبيد الله (كذا) بن عبد الله - وهو أبو جعفر الرازي -، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ. قَالَ حجاج بن أرطاة: أو أسيد بن حضير - بالشك -، وقد صحَّح الحديث من رواية الأعمش: أحمد وابن خزيمة وغيرهما ... قال ابن السكن: لا يصح شيء من طرقه» . وانظر "معرفة الصحابة" لابن نعيم (2/1033) . الحديث: 510 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 457 511 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُقْرِئُ (1) ، عَنْ حَيْوَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عبد الرحمن بْنِ شِمَاسَة (3) ؛ قَالَ: صَلَّى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بالنَّاس، فَكَانَ عَلَى تَشَهُّدِهِ، فقامَ، فصاحَ بِهِ النَّاسُ: سُبحانَ اللَّهِ! سُبحانَ اللَّهِ (4) ! فصَلَّى كَمَا هُوَ حَتَّى أَتَمَّ صلاتَهُ، ثُمَّ سجَدَ سَجدَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الَّذِي صَنَعْتُ هِيَ (5) السُّنَّة؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو عن عُقبَة ابن عامر. قلتُ أنا (6) : الَّذِي يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ هُوَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (7) ، رَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عبد الرحمن بْنِ شِمَاسَة، عَنْ عُقبَة، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) هو: عبد الله بن يزيد. وروايته أخرجها ابن أبي عمر في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (683) . (2) هو: ابن شُريح. (3) بكسر الشين المعجمة، وتخفيف الميم، بعدها ألفٌ، ثم مهملة. "فتح الباري" لابن حجر (4/80) . (4) في (ف) : «سبحان الله» مرة واحدة. (5) في (ش) : «هذه» . (6) القائل: هو عبد الرحمن بن أبي حاتم، وهذا من زيادته في بيان العلَّة. (7) قوله: «بن سعد» ليس في (أ) و (ش) . ورواية الليث هذه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4498) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (182/البغية) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/313 رقم867) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/200-201) ، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (1940) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (17/314 رقم868) ، والحاكم في "المستدرك" (1/325) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/344) من طريق بكر بن مضر، عن يزيد ابن أبي حبيب، به، نحوه. الحديث: 511 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 458 512- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة (4) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا قَاءَ (5) أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ، أَو رَعَفَ، أَو قَلَسَ (6) ؛ فَلْيَنْصَرِفْ فَلْيَتَوَضَّأْ (7) ، ثُمَّ يَبْنِي عَلَى مَا مَضَى مِنْ صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ أَبِيهِ (8) ، عَنِ ابْنِ أبي مُلَيْكَة (9) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (10) . 513 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّيناني (11) ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج (12) ، عَنْ عَطَاء (13) ، عن عبد الله (14) بن   (1) في (أ) : «وسُئِلَ أبي أبو زرعة» . وقد تقدَّمت هذه المسألة برقم (57) ، وفيها إعلال أبي حاتم للحديث بمثل إعلال أبي زرعة هنا. (2) في (ك) : «عباس» . (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن جُرَيج. (4) هو: عبد الله بن عبيد الله. (5) في (ك) : «قال» بدل: «قاء» . (6) سلف تفسير «القَلْسُ» في المسألة رقم (57) . (7) في (ت) و (ك) : «وليتوضأ» . (8) هو: عبد العزيز بن جريج. (9) تقدم في المسألة رقم (57) أنه ليس فيه ذكر لابن أبي مليكة. (10) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (11) في (أ) و (ف) : «الشَّيْباني» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ش) ، وانظر ترجمة الفضل هذا في "تهذيب الكمال" (23/254) . وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1155) ، وابن ماجه (1290) ، والنسائي (1571) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1462) ، وابن الجارود في "المنتقى (264) ، والدارقطني في "سننه" (2/50) ، والحاكم في "المستدرك" (1/295) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/301) . (12) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (13) هو: ابن أبي رباح. (14) في (ف) : «عبيد الله» . الحديث: 512 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 459 السَّائِب؛ قَالَ: شَهِدتُّ مَعَ رَسُولِ الله (ص) العِيدَ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: إنَّا نَخْطُبُ؛ فَمَنْ أحَبَّ أنْ يَجْلِسَ لِلخُطْبَةِ فَلْيَجْلِسْ، وَمَنْ أَحَبَّ فَلْيَرْجِعْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ مَا حدَّثَنا بِهِ (1) إبراهيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْج، عَنْ عَطَاءٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (2) (3) . 514 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ وَجِيه (4) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عن أنس بن   (1) كلمة: «به» غير موجودة في (أ) و (ش) و (ف) . (2) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) قال ابن معين: «هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عطاء فقط، وإنما يغلط فيه الفضل بن موسى السيناني؛ يقول: عن عبد الله بن السائب» . اهـ من "تاريخ ابن معين رواية الدوري" (56) . وقال أبو داود في الموضع السابق: «هذا مرسل عن عطاء، عن النبي (ص) » . وقال النسائي - كما في "تحفة الأشراف" (4/347) : «هذا خطأ، والصواب مرسل» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (6/148) : «وكذا ذكر الإمام أحمد أنه مرسل، وكان عطاء يقول به، ويقول: إن شاء فليذهب. قال أحمد: لا نقول بقول عطاء، أرأيت لو ذهب الناس كلُّهم؛ على من كان يخطب؟!» . وقال ابن خزيمة: «هذا حديث خراساني غريبٌ غريب، لا نعلم أحدًا رواه غير الفضل بن موسى السيناني» . وانظر "إرواء الغليل" (629) . (4) في (أ) : «دحية» بدل: «وجيه» . والحديث أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/610/ دار هجر) من طريق زيد بن الحباب، وابن عدي في "الكامل" (2/193) من طريق الصلت بن مسعود، كلاهما عن الْحَارِثُ بْنُ وَجِيهٍ، عَنْ مَالِكِ بن دينار، به. وعزاه الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/86) إلى ابن مردويه من حديث الحارث بن وجيه، به. قال ابن عدي: «لا يحدث به عن مالك غيرُ الحارث بن وجيه» . الحديث: 514 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 460 مَالِكٍ - فِي قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {} (1) - قَالَ: كَانَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ (ص) يُصَلُّونَ بَيْنَ المَغْرِبِ والعِشَاء؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا يُروى: مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ (2) . 515 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَتِيقُ بْنُ يَعْقُوبَ (4) ، عَنْ زكريَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي شُهُودِ العَتَمَةِ لَيْلَةَ الأرْبِعَاءِ، لَأَتَوْهَا وَلَوْ حَبْوًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وزكريَّا ضعيفُ الْحَدِيثِ. 516 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الربيع بْن يَحْيَى (6) ، عَنْ   (1) الآية (16) من سورة السَّجدة. (2) هو: ابن عبد الله بن عمر، فيما يظهر. (3) انظر المسألة رقم (485) . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (805) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن عروة إلا زكريا بن منظور، تفرَّد به عتيق بن يعقوب» . (5) في (أ) و (ش) : «وسألت» . (6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (1178) من طريق وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وفيه: «عن ابن بحينة» لم يسمه. وأخرجه الدارمي في "مسنده" (1541) من طريق حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وفيه: «عن مالك بن بحينة» مثل رواية الربيع بْن يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ. الحديث: 515 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 461 شُعْبَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عبد الرحمن الأعرَج (1) ، عن مالك ابن بُحَيْنَة: أنَّ رسول الله (ص) قَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ، فلمَّا تَشَهَّدَ (2) ، سجد سَجْدَتَيِ (3) الوَهَمِ، ثمَّ سَلَّم. فَقَالَ (4) أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: عبدُالله بنُ مالكٍ ابنُ بُحَيْنَةَ (5) الأَسَدِيُّ حليفُ بني عَبْد المُطَّلِب (6) . 517 - وسمعتُ أَبِي وذَكَرَ (7) حَدِيثًا حدَّثني بِهِ عَن حَيْوَة بْن شُرَيْح الحِمْصي، عَنْ بَقِيَّة (8) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر جَعْفَر بْن إِيَاس؛ قَالَ: قَالَ لي عُبَيد بْن عُمَير: لو رأيتَ عَنَاقًا تَبَْعَرُ (9) فِي المسجِد (10) . قَالَ شُعْبَة: كأنهُ لا يَرى بِهِ بأسًا.   (1) هو: عبد الرحمن بن هرمز. (2) في (ت) و (ك) : «شهد» . (3) في (ت) و (ك) : «سجدتين» . (4) في (ف) : «قال» . (5) يُقرأُ بتنوين «مالك» ، ورفع «بن» بعده؛ لأن الأصح أنَّ «بحينة» هي أمُّ عبد الله لا أمُّ مالك؛ ولذلك توضع ألف الوصل في «بن» . انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (425) . (6) روى هذا الحديث كثير من الحفاظ عن يحيى بن سعيد وعن غيره، ولم يقل أحدٌ منهم: «مالك بن بحينة» . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1225) من طريق مالك بن أنس، ومسلم (570) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ الأعرج، عن عبد الله ابن بحينة، به. (7) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو. (8) هو: ابن الوليد. (9) أي: تُلْقِي بَعْرَها. (10) لم نقف على تخريجه، وأورده ابن حزم في "المحلَّى" (1/171) قائلاً: وعن عُبَيد بن عمير قال: إنَّ لي عُنَيِّقًا تبعَرُ في مسجدي. اهـ. أورده في جملة آثار، وقال عقبَها: أما الآثارُ التي ذكرنا فكلُّها صحيح. الحديث: 517 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 462 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي بِشْر، عَن (1) يوسف بْن ماهَِك. 518 - وسمعتُ (2) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيْح (3) ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عَنِ الزُّبَيدي (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يسلِّم تَسْلِيمَتَينِ. فَقَالَ (6) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (7) . 519 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ حَيْوَة (8) ، عن   (1) قوله: «عن» سقط من (ف) . (2) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (5/207) قول أبي حاتم: «هذا حديثٌ مُنكَر» . (3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/268) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (3569) ، وفي "مسند الشاميين" (1766) ، قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا الزبيدي» . (4) هو: ابن الوليد. (5) واسمه: محمد بن الوليد. (6) في (ك) : «قال» . (7) قال أبو داود في "مسائله" (2005) : «ذكرت لأحمد حديث بَقِيَّةَ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النبي (ص) كان يسلم تسليمتين؟ قال: يقول فيه: «حدثنا» يعني بقية؟ قلت: لا ينكرون أن يكون سمعه. قال: هذا أبطل باطل» . اهـ. قال الدارقطني: «اختُلِف على بقية في لفظ روي أنه كان يسلم تسليمتين، وروي تسليمة واحدة، وكلها غير محفوظة» . وقال الأثرم: «هو حديث واهٍ، وابن عمر كان يسلم واحدة، قد عرف ذلك عنه من وجوه، والزهري كان ينكر حديث التسليمتين ويقول: ما سمعنا بهذا» . نقل ذلك ابن رجب في "فتح الباري" (5/207) . (8) يعني: ابن شُرَيح المذكور في المسألة السابقة. الحديث: 518 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 463 بَقِيَّة (1) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ مَعَ الإِمَامِ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَ الجُمُعَةَ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) . 520 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو كُرَيْب (4) ، عَنْ مُصعَب بْنِ المِقْدام، عَنْ زائِدَة (5) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى (6) بْنِ حَبَّان، عَنِ عَمْرِو بْنِ سُلَيم، عَنْ خَلْدَة الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قتادَة، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يَرْكَعَ رَكْعَتَيْن؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ: عَمْرُو بْنُ سُلَيم، عَنْ خَلْدَة! وَإِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ سُلَيم ابن (7) خَلْدَة، عَنْ أَبِي قَتادة، عَنِ النبيِّ (ص) (8) .   (1) هو: ابن الوليد. (2) قوله: «عن الزهري» سقط من (ك) . (3) تقدم هذا النص برقم (491) ، وفيه: قَالَ أَبِي: هَذَا = = خطأٌ، الْمَتْنِ وَالإِسْنَادِ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) : «مَنْ أَدْرَكَ مِنْ صَلاَةٍ رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا» . وَأَمَّا قَوْلُهُ: «مِنْ صَلاة الجُمُعَة» ، فَلَيْسَ هَذَا فِي الحديث، فوَهِمَ في كليهما. اهـ. وانظر المسألة رقم (584) و (607) . (4) هو: محمد بن العلاء. (5) هو: ابن قدامة. (6) قوله: «الأَنْصَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى» سقط من (ك) . وانظر أوجه الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" للدارقطني (1034) . (7) في (ك) : «عن» بدل: «بن» ، وهو خطأ ظاهر. (8) أخرجه مسلم في "صحيحه" (714) من طريق حسين ابن علي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ عَمْرِو بن سُلَيم بن خَلْدَة الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (444) ، ومسلم (714) من طريق مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، به. الحديث: 520 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 464 521 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ (1) الأصبَهاني (2) ، عَنْ شَرِيك (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَنَتَ رسولُ الله (ص) حِينَ فَرَغَ مِنَ السُّورة فِي الفَجرِ، فلمَّا قَضَى الصَّلاةَ قَالَ: إنَّمَا قَنَتُّ بِكُمْ؛ لِتَدْعُوا اللهَ، وَلِتَسْألُوهُ حَوَائِجَكُمْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا قولُ عُروَة، وَلَيْسَ (4) بِمَرْفُوعٍ (5) . 522 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو يُوسُفَ يعقوبُ (6) ،   (1) قوله: «بن» ليس في (أ) و (ش) . (2) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/462) من طريق الخليل بن زياد، عن شريك، به. وذكر المقريزي في "مختصر كتاب الوتر" لمحمد بن نصر المروزي (ص146) عن هشام ابن عروة، عن أبيه، به. لم يذكر إسناده إلى هشام. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7027) من طريق منظور بن زهير السعدي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به، مرفوعًا. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (55/ب/أطراف الغرائب) من طريق عثمان بن حكيم، عن عبد الغفار بن القاسم، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن الزبير، به، مرفوعًا. (3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (4) في (ش) : «ليس» بلا واو. (5) رواه محمد بن نصر - كما في "مختصر قيام الليل" (ص301) - من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً. ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/365 رقم 633/مسند ابن عباس) من طريق أنس بن عياض، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه؛ أنه كان لا يقنت في شيء من الصلوات، ولا في الوتر؛ غير أنه كان يقنت في صلاة الفجر قبل أن يركع الركعة الآخرة، ثم يقول لمن حوله: أقنتُ لأن أدعو، فادعوا الله. (6) هو: ابن إبراهيم القاضي. الحديث: 521 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 465 عَنْ يزيدَ بنِ أَبِي زِيَادٍ، عَن عِيسَى (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زيد؛ قال: قَنَتَ النبيُّ (ص) فَقَالَ: اللَّهُمَّ، الْعَنْ رِعْلاً (2) ، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ؛ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، والْعَنْ أبَا الأَعْوَرِ (3) السُّلَمِيَّ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ أَبِي يُوسُفَ» . وَلَمْ يَقْرَأْهُ (4) عَلَيْنَا (5) . 523 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عن يعقوب بن عبد الله ابن الأَشَجِّ، عَنْ بُسْر (7) بْنِ سَعِيدٍ، عن   (1) كذا في جميع النسخ، ويغلب على الظن أنها متصحِّفة عن: «ابن يُحَنَّس» ، فعيسى ويحنس رسمهما متقارب، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7046) ؛ فقال: حدثنا يعقوب بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي زياد، عن ابن يُحَنَّس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَنَتَ رسول الله (ص) فَقَالَ: «اللَّهُمَّ، العَنْ رِعْلاً، وَذَكْوَانَ، وعضلاً، وَعُصَيَّةَ؛ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، والعَنْ أبَا الأَعْوَرِ السُّلَميَّ» . وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4/90 رقم482) - عن أبي يوسف، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عن أبي الحسن، عن سعيد بن زيد، به، مرفوعًا نحوه. كذا وقع فيه: «أبي الحسن» ، وأغلب الظن أنها محرَّفةٌ عن: «ابن يُحَنَّس» . وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/264) من طريق أبي يوسف، به. ووقع عنده: «عن يوحنس» . وابن يُحَنَّس هو: أبو الحسن يزيد بن يُحَنَّس الكوفي، يروي عن سعيد بن زيد، ويروي عنه يزيد بن أبي زياد؛ كما في "التاريخ الكبير" (8/368) ، و"الجرح = = والتعديل" (9/295) ، و "تهذيب الكمال" (10/447) و (32/137) . (2) في (ك) : «وعلاً» . (3) في (ت) : «والعزبل الأعور» ، وفي (ك) : «والعدابل الأعور» . (4) في (ك) : «يعده» . (5) القائل: «ولم يقرأه علينا» هو: عبد الرحمن بن أبي حاتم. (6) تقدمت هذه المسألة برقم (347) ، وانظر المسألة رقم (211) . (7) في (ش) و (ك) : «بشر» . الحديث: 523 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 466 أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قال لزينبَ امرأةِ عبد الله: إذَا خَرَجْتِ إِلَى المَسْجِدِ لِصَلاَةِ المَغْرِبِ، فَلاَ تَطَيَّبِينَ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ بُسْر (2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زينبَ الثَّقفيَّة، عن النبيِّ (ص) . 524- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ ثابِت بْنِ الصَّامِت؛ قَالَ: جاءنا النبيُّ (ص) ، فصلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي (4) عبدِ الأَشْهَل، فرأيتُهُ واضِعًا يَدَيْهِ (5) فِي ثَوْبِهِ إِذَا سَجَد. وَرَوَى هذا الحديثَ عبدُالله بْنُ مَسْلَمَة القَعْنَبِيُّ (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبة، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الحُصَين، عَنْ مَشْيَخَةِ (7) بني (8)   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «فلا تطيَّبي» ، وقد تقدَّمت هذه العبارة في المسألة رقم (347) ، وقد ذكرنا صحَّتَها، وبيَّنَّا وجه ذلك هناك. (2) في (ت) و (ش) و (ك) : «بشر» . (3) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2728) ، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند"، وابنه عبد الله في "زياداته على المسند" (4/334-335 رقم 18953) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (7/66) ، وابن ماجه في "سننه" (1031) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2147) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/200) . (4) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «بني» . (5) في (ك) : «يده» . (6) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/453) . (7) في (أ) و (ش) و (ف) : «شيخه» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وكذا في الموضع السابق من "الطبقات" لابن سعد. (8) في (ت) و (ف) و (ك) : «بن» بدل: «بني» . الحديث: 524 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 467 عبدِ الأَشْهَل: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) صلَّى فِي مَسْجِدِ بَنِي عبدِ الأَشْهَل مُلْتَحِفًا فِي كِساء، كَانَ يضعُ يدَيه (1) عَلَى الكِساء؛ يَقِيهِ بَرْدَ الحَصْبَاءِ إِذَا سَجَد. وَرَوَى إسحاقُ الفَرْوي (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي حَبيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بْنِ ثابِت بْنِ الصَّامِت، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه (3) : أنَّ رسولَ الله (ص) صلَّى ... مِثلَ مَتنِ حديثِ القَعْنَبِيِّ؟   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «يده» . (2) هو: إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن أبي فروة، وروايته لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (676) من طريق سعيد بن أبي مريم، والفسوي في "تاريخه" (1/321-322) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/108) - من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما عن إبراهيم بن إسماعيل ابن أبي حبيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت ابن الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه به. وسقط من مطبوع ابن خزيمة قوله: «عبد الرحمن بن» ، والتصويب من المخطوط (83/أ) ، و"إتحاف المهرة" (3/15) . ورواه ابن ماجه (1032) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2147) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/76 رقم1344) ، ومن طريقه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1336) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/200) ، من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أبيه، عن جدِّه به. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/266) : «عبد الرحمن ابن ثَابِتِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) . قال ابن أبي حبيبة: عن عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن ثابت، عن أبيه، ولم يصحَّ حديثُه» . ورواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/67) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/129) من طريق معن = = ابن عيسى، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن ثابت بن صامت، عن أبيه، عن جده، به. وقال المزي في "تحفة الأشراف" (5/282) : «إنما هو: عن عبد الله ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن جدِّه ثابت بن الصامت» . (3) في (ش) : «جَدَّته» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 468 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ حديثُ الفَرْوي. 525 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَامِر العَقَديُّ (1) ، عَن زكريَّا بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَمرو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى بالمدينة ثَمانًا (2) جَميعًا، وسَبْعًا جَميعًا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ (3) ، وحمَّادُ بْن زَيْدٍ (4) ، ومحمدُ بْن مسلم (5) ، وحمَّادُ بن سَلَمة (6) ، وسُفْيانُ بن عُيَينة (7) ، عن   (1) هو: عبد الملك بن عمرو القيسي. (2) كذا في جميع النسخ، والذي في مصادر التخريج: «ثمانيًا» ، وهي مفعول: «صلَّى» منصوب. وفي كلمة «ثماني» منوَّنة لغتان: الأولى: إعرابها إعراب الاسم المنقوص، فتقول: هذه شجراتٌ ثمانٍ، ومررتُ بشجراتٍ ثمانٍ، ورأيتُ شجراتٍ ثمانيًا، وعلى هذه اللغة جاءت هذه اللفظة في مصادر التخريج «ثمانيًا» ، وهذه هي اللغة المشهورة. والثانية: حذفُ الياء، وجَعْلُ الإعراب على النون، فيقال: هذه شجراتٌ ثمانٌ، ومررتُ بشجراتٍ ثمانٍ، ورأيتُ شجراتٍ ثمانًا. وعلى هذه اللغة جاءت الكلمة في جميع النسخ التي بين أيدينا. انظر: "همع الهوامع" (3/257) ، و"تهذيب اللغة" للأزهري (1/115) ، و"لسان العرب" (8/358) ، و"تاج العروس" (11/484) ، وانظر: "المغرب، في ترتيب المعرب" (1/120-121) . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (562) . (4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (543) ، ومسلم (705) . (5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/137 رقم12807) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/90) . (6) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2735) . (7) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (475) ، والبخاري في "صحيحه" (1174) ، ومسلم (705) . الحديث: 525 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 469 عَمْرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ بْن زَيْدٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ، والوَهَمُ (2) ينبغي أن يكونَ من زكريَّا (3) . 526 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رُوِيَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (4) ، عَنْ حَجَّاج (5) ، عَنِ الحَكَم (6) ، عَنْ (7) مِقْسَم (8) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا لَمْ يَرْتَحِلْ حَتَّى تزيغَ الشَّمسُ، صلَّى الظُّهْرَ والعَصْرَ جميعًا، وإذا كانت لم تَزِ غْ، أَخَّرها (9) حَتَّى يَجْمَعَ بينهُما فِي وقتِ الْعَصْرِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو خالد (10) ، عن ابن   (1) من قوله: «وحماد بن سلمة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (2) قوله: «والوهم» سقط من (أ) و (ش) . (3) مراد أبي زرعة: أن عمرو بن دينار إِنَّمَا يُروى هَذَا الحديث عَن جابر بن زيد، وليس عن سعيد بن جُبَير، وحديث سعيد بن جُبَير أخرجه مسلم (705) من طريق أبي الزبير وحبيب بْن أَبِي ثابت، عَن سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس قال: صلَّى رسول الله (ص) الظهر والعصر جميعًا، والمغرب والعشاء جميعًا، في غير خوف ولا سفر. (4) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني في "مسنده"- كما في "التلخيص الحبير" (2/101) -. وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/582) : «وفي إسناده مقال» . (5) هو: ابن أرطاة. (6) هو: ابن عُتَيبة. (7) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (8) هو: ابن بُجْرَة، مولى ابن عباس. (9) في (ف) : «أخرهما» . (10) روايته أخرجها عبد بن حميد (613) ، والطبراني في "الكبير" (11/211 رقم11524) ، والدارقطني في "سننه" (1/389) . ورواه عبد الرزاق (4405) - وعنه أحمد (1/367-368 رقم 3480) - عن ابن جريج، عن حسين، عن عكرمة وكريب، عن ابن عباس به. وأخرجه الشافعي في "مسنده" (1/186 رقم530-ترتيب السندي) - ومن طريقه البغوي في "شرح = = السنة" (1042) - عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/211 رقم11525) من طريق هشام بن عروة، كلاهما عن حسين بن عبد الله، عن كريب وحده، به. الحديث: 526 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 470 عَجْلان (1) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس (2) . 527 - قَالَ أَبُو محمَّد (3) : وذكر (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ محمَّد بْنِ عبد الله بْنِ نُمَير (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائِل (6) ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ خلفَ عليٍّ، فكان يُسَلِّم عَن (7) يمينه: السَّلام عليكُم ورحمةُ اللَّه، وعن يساره: السَّلامُ عليكُم (8) ورحمةُ اللَّه. قَالَ أَبُو زرعة (9) : قَالَ ابْنُ نُمَير: «هَذَا خطأٌ» ، ولم يُبَيِّنِ الصحيحَ ما هو.   (1) هو: محمد. (2) قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/101) : «وحسين ضعيف، واختُلِف عليه فيه، وجمع الدارقطني في "سننه" بين وجوه الاختلاف فيه؛ إلا أن علته ضعف حسين، ويقال: إن الترمذي حسَّنه، وكأنه باعتبار المتابعة» . (3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منه. (4) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو. (5) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3051) عن ابن فضيل، به. وأخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (3/221 رقم1544) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/270 و271) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عَنْ أَبِي وائِل، عَنْ عليٍّ ح؛ أنَّه كان يسلِّم في الصلاة عن يمينه، وعن شماله. وزاد ابن المنذر فيه: «السَّلام عليكُم ورحمة الله، السَّلام عليكُم ورحمة الله» . (6) هو: شقيق بن سلمة. (7) في (ش) : «على» بدل: «عن» . (8) قوله: «عليكم» ليس في (ك) . (9) قوله: «قال أبو زرعة» ليس في (ك) . الحديث: 527 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 471 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: الأعمش، عَنْ أَبِي رَزِين (1) ، عَن عليٍّ. قلتُ: كَذَا رَوَاهُ الثَّوْري، عَنِ الأعمش (2) . 527/أ - قلتُ (3) : وحَدَّث (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كثير العَبْدي (5) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورٍ (6) ، عَن فُضَيل بْن عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (7) ؛ قَالَ: مَنْ آذاهُ الحَرُّ؛ فليسجُدْ عَلَى ثَوبه يوم الجُمُعة. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُمَرَ (8) ؛ حدَّثنا قَبيصة (9) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُفْيان (10) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن فُضَيل، عن إبراهيم، عن عمر.   (1) هو: مسعود بن مالك الأسدي. (2) أخرجه عبد الرزاق (3131 و3133) من طريق الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي رزين، عن علي، به. ورواه الشافعي في "الأم" (7/165) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/ 270) ، والبيهقي (2/178) من طريق شعبة، عن الأعمش، عَنْ أَبِي رزين، عَن علي، به. ورواه الشافعي في "الأم" (7/165) عن هشيم، عن مغيرة، عن أبي رزين، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3052) عن ابن فضيل، عن إبراهيم بن سُميع، عَنْ أَبِي رزين، عَن عَليّ به. (3) قوله: «قلت» ليس في (ت) و (ك) . (4) في (أ) و (ش) : «وحديث» . (5) لم نقف على روايته، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2772) عن هشيم؛ قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم؛ أنَّه قال: «إذا كان حَرٌّ أو بَرْدٌ فليسجُدْ على ثوبه» . (6) هو: ابن المعتمر. (7) هو: ابن يزيد النخعي. (8) يعني: عمر بن الخطاب ح. (9) هو: ابن عقبة السُّوائي. (10) هو: الثوري. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (1558 و5466) عن الثوري، عن منصور، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (2767) عن جرير، عن منصور، به، نحوه ورواه ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ (2771) عَنِ ابْنِ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قال: قال عمر: إذا وجد أحدكم حرَّ الأرض؛ فليضع ثوبه بينه وبين الأرض، ثم ليسجُد عليه. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 472 528 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ هَارُونَ (2) ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن المُجَبِّر (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ قِبْلَةٌ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ الحديثُ حديثُ ابْنِ عمر، موقوفً (4) .   (1) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/291) بعض هذا النص، وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك" (1/206) : «وصححه أبو حاتم الرازي موقوفًا على عبد الله» ، كذا قال: «أبو حاتم» بدل: «أبو زرعة» !! (2) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/271) ، والحاكم في "المستدرك" (1/206) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/9) . ورواه الدارقطني (1/270) ، والحاكم (1/205) ، والبيهقي (2/9) من طريق شعيب بن أيوب، عن ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به. (3) قوله: «المجبر» مطموس في (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) . (4) وقد قال الحاكم في الموضع السابق: «هذا حديث صحيح، قد أوقفه جماعة عن عبد الله بن عمر» . وقال ابن رجب في الموضع السابق: «ورفعُه غير صحيح عند الدارقطني وغيره من الحفاظ. وأما الحاكم فصححه، وقال: على شرطهما، وليس كما قال» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «تفرد به ابن مجبر ... والمشهور رواية الجماعة: حماد بن سلمة وزائده بن قدامة ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ من قوله» . ورواه عبد الرزاق (3636) عن معمر، عن أيوب، ورواه البغوي في "الجعديات" (2405) عن شريك، عن عبيد الله، والفاكهي في "أخبار مكة" (291) من طريق حماد بن مسعدة، عن عبيد الله، كلاهما - أيوب وعبيد الله - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قبلة. وجاء عن عمر بن الخطاب من قوله، وصححه الإمام أحمد عنه. انظر "فتح الباري" لابن رجب (2/290) ، و"العلل" للدارقطني (94) . وقول أبي زرعة: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة (85) . الحديث: 528 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 473 529 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ بَشِير (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ المُلاَئي، عَنْ عَاصِم بْن أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي رَزِين (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: أَخَّرَ رسولُ الله (ص) العِشاءَ (3) الآخِرَةَ ذاتَ ليلةٍ حَتَّى ذَهَبَ (4) ثُلُثُ اللَّيْلِ أَوْ قريبٌ، ثُمَّ خرجَ عَلَيْنَا والناسُ قليلٌ، فغضِبَ غَضَبًا شَدِيدًا، ثُمَّ قَالَ: لَوْ أنَّ رَجُلاً دَعَا النَّاسَ (5) إِلَى عَرْقٍ (6) أَوْ مِرْمَاتَيْنِ - قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سَهْمَيْن (7) - لأَجَابُوهُ، وَهُمْ يَسْمَعُونَ النِّداءَ لِلصَّلاَةِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَبْعَثَ رِجَالاً، ثُمَّ أَتَخَلَّلَ دُورَ قَوْمٍ لاَيَشْهَدُ أَهْلُها الصَّلاَةَ، فأُضْرِمَهَا بِالنَّارِ.   (1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (7/182 رقم7221) ، وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عاصم، عن أبي رزين إلا عمرو بن قيس، تفرد به: الحكم بن بشير. ورواه الناس عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، ورُوي عَن عَاصِمٍ، عَن زرٍّ، عن عبد الله» . (2) هو: مسعود بن مالك الأسدي. (3) في (ك) : «عشاء» . (4) في (ت) : «ذهبت» . (5) من قوله: «فغضب غضبًا ... » إلى هنا سقط من (ك) . (6) قال ابن الأثير في «النهاية» (3/220) : «العَرْق - بالسُّكون -: العَظْمُ إذا أُخِذَ عنه مُعظَمُ اللَّحم» . (7) ما ذكره أبو زرعة قولٌ في تفسير: «المِرْماة» ؛ قيل: هي السهم الصغير الذي يُتَعَلَّم به الرَّمْيُ، والمعنى: أنه لو دُعِيَ إلى أن يُعْطى سَهْمَين من هذه السِّهام، لَأَسرع الإجابة. قال الزمخشري: وهذا ليس بوَجيه، ويدفَعُهُ قوله: «أو عَرْق» . والتفسير الأشهر لمِرْماة هو أنها: ظِلْفُ الشَّاة، وقيل: ما بين ظِلْفَيها. وقال أبو عبيد: هذا حرفٌ لا أدري ما وجهُهُ، إلا أنه هكذا يفسَّر بما بين ظِلْفَيِ الشَّاة، يريد به حقارتَهُ. انظر "النهاية" (2/269-270) . الحديث: 529 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 474 وَرَوَى هَذَا الحديثَ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) وزيدُ بنُ أَبِي (*) أُنَيْسَة، فَقَالا: عَن عاصِم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ حمَّادٍ وزيدِ بنِ أَبِي (*) أُنَيْسَة، وتابَعَهُما عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (3) . 530 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّث بِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ (4) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ (5) ، عَنْ حَجَّاج بْنِ أَرْطَاة (6) ، عن   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/416 رقم9383) ، والدارمي في "مسنده" (1248) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/169) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (5874) . (*) ... قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (2) في (ف) : «قال» . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/377 و525-526 رقم8903 و10803) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/169) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (5875) . ورواه البخاري في "صحيحه" (657) ، ومسلم (651) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة به. قال الدارقطني في "العلل" (1503) : «يرويه عاصم بن أبي النَّجود، واختُلِف عنه: فرواه أبو بكر بن عياش، وحماد بن شعيب (كذا) ، وَزَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، وخالفهم عمرو ابن قيس المُلائي؛ رواه عن عاصم عَنْ أَبِي رَزِينٍ، عَنْ أَبِي هريرة، ولعل عاصمًا حفظه منهما» . اهـ. (4) هو: عبد الله بن سعيد. (5) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (14372) ، وابن عدي في "الكامل" (2/228) . (6) أخرجه الدارقطني في "سننه" (1/414) - ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/301-302) - من طريق ابن نمير، عن الحجاج بن أرطاة، به. الحديث: 530 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 475 يعلى ابن عَطَاء، عن أبيه (1) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: صلَّى النبيُّ (ص) صلاةَ الفَجْرِ فِي مَسْجِدِ الخَيْف، فبَصُرَ برجُلَيْنِ مُتَنَحِّيَان ِ (2) ، فَدَعَا بِهِمَا، فجيءَ بِهِمَا تُرْعَدُ فَرائِصُهُما (3) ، فقال (4) : مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟ ؛ قَالا: صَلَّينا فِي رِحَالِنَا، ثُمَّ أَقْبَلْنَا؛ قَالَ: أَفَلاَ صَلَّيْتُمَا مَعَنَا، تَكُنْ صَلاَتُكُمَا مَعَنَا تَطَوُّعً (5) ، وَالَّتي صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا الفَرِيضَةَ؟! ؟   (1) هو: عطاء العامري. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «برجُلَيْن مُتَنَحِّيَيْنِ» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأوَّل: أن نجعل قوله: «مُتَنَحِّيان» تابعًا لـ «رجلين» على أنه نعتٌ مقطوعٌ بالرفع، وهو خبر لمبتدأ محذوف، وتقدير الكلام: فَبَصُرَ برجُلَينِ هما متنحيان، والجملة الاسمية «هما متنحيان» في محل جر صفة لـ «رجلين» . وانظر الكلام على النعت المقطوع في "شرح ابن عقيل" (2/188-190) . والثاني: أنَّ «متنحيان» نعت لـ «رجلين» ، وهو مجرورٌ بكسرة مقدَّرة على الألف؛ وحينئذٍ نجري قوله: «برجلين» في جَرِّه بالياء على لغة الجمهور، ونجري قوله: «متنحيان» على لغة بني الحارث بن كعب وجماعة من العرب، واستعمالُ لغتين في كلامٍ واحدٍ شائع في لغة العرب، انظر: "الخصائص" (1/370-374) ، وانظر في اللغة الحارثية: التعليق على المسألة رقم (554) . (3) الفرائصُ والفَرِيص: جمع فَرِيصَة، وهي: اللحمة بين الكتِف والصَّدر، ويقال: أُرْعِدَتْ فرائصُهُ عند الفزع- بالبناء لما لم يُسَمَّ فاعله - أي: ارتجفَتْ واضطربَتْ عند الخوف، ومنه هذا الحديث. انظر "الصحاح" (2/475) ، و"النهاية" (3/432) ، و"اللسان" (3/179) ، و (7/64) . (4) في (ت) و (ك) : «قال» . (5) كذا في جميع النسخ: «تطوُّع» ، وهي صحيحة في العربية، ولها وجهان: الأول: أن تكون منصوبة «تَطوُّعً» خبرًا لـ «تكن» ، لكن حذفت منها ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني: أن تكون مرفوعة «تطوُّعٌ» على أنها خبرٌ للمبتدأ «صلاتُكُما» ، والجملة الاسمية من المبتدأ والخبر في موضع نصب خبر «تكن» ، واسم «تكن» على هذا: ضمير القصة- وهو المسمَّى أيضًا بضمير الشأن والحديث- والتقدير: تكن هي -أي: القصة والشأن - صلاتكما معنا «تطوُّعٌ» . وانظر لضمير الشأن أو القصة التعليق على المسألة رقم (854) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 476 قَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ عِنْدِي. قلتُ: لَمْ يُبَيِّنْ مَا الصَّحيحُ، وَالَّذِي عِنْدِي أنَّ الصَّحيحَ: مَا رَوَاهُ شُعْبَة (2) ، وسُفْيان (3) ، وَهِشَامُ بْنُ حَسَّان (4) ، وحمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، وَأَبُو عَوَانة (6) ، وشَرِيك (7) ، وهُشَيم (8) ، عَنْ يَعْلى بْنِ (9) عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ   (1) في (ف) : «قلت: قال» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477 و17478 و17479) ، وأبو داود في "سننه" (575 و576) . (3) هو: الثوري. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17475) ، وأبو داود في "سننه" (614) . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (3934) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (5/517) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1638) . (5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (22/233 رقم612) . (6) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليشكري. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17476) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1463) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/222) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/234 رقم613) . (7) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/161 رقم17477) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1637) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/235 رقم615) ، والدارقطني في "سننه" (1/413) . (8) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/160-161 رقم17474) ، والترمذي في "جامعه" (219) ، والنسائي في "سننه" (858) . قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . (9) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 477 بن يزيد بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ النبيِّ (ص) (2) . 531 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيد بْنِ كاسِب، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَير بْنِ الأَشَجِّ، [وَعَنْ] (4) عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ (5) بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بُكَير بْنِ عبد الله بْنِ الأَشَجِّ؛ جَمِيعًا (6) عَنْ عَفِيف بْنِ عَمْرٍو السَّهْمي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيمة أَتَى أَبَا أيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، فَقَالَ: أُصَلِّي فِي مَنْزِلِي، ثُمَّ آتِي المَسْجِدَ، فتقامُ الصَّلاة، فأصلِّي مَعَهُم، فأجدُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ أَبُو أيُّوب: سَأَلْنَا عَن ذلكَ النبيَّ (ص) فَقَالَ: لَكَ بِذَلِكَ سَهْمُ جَمْعٍ (7) ؟   (1) أبوه هو: يزيد بن الأسود الخُزاعي، ويقال: العامري، صحابيٌّ نزل الطَّائف. انظر "التقريب" (7735) . (2) قال البيهقي في الموضع السابق: «أخطأ حجاج بن أرطاة في إسناده، وإن أصاب في متنه، والصحيح رواية الجماعة» . (3) هو: عبد الله. (4) في جميع النسخ: «عن» بلا واو، وهو خطأ يترتَّب عليه تخليطٌ في الإسناد، والصَّواب: «وعن» ، ومعناه: أن يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ يروي هذا الحديث أيضًا عن عبد العزيز بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أُسَامَةَ بن زيد، عن بُكَيْر، فعبد الله بن وَهْب وعبد العزيز بن أبي حازم كلاهما من شيوخ يعقوب كما في "تهذيب الكمال" (32/218-219) . (5) في (ش) : «عن أبي أسامة» . (6) المراد أن جميع الرواة - في الطريقين اللتين رواهما يعقوب بن حُمَيد - اتفقوا على قول: «عَنْ عَفِيفِ بْنِ عَمْرٍو السَّهمي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ رجلاً من بني أسد ... الحديث» ؛ خلافًا لما سيرجِّحُه أبو زرعة بعدُ. (7) قال ابن الأثير في «النهاية» (1/296) : «أي: له سهمٌ من الخير جُمِعَ فيه حَظَّان، والجيم مفتوحة. وقيل: أراد بالجَمع: الجيش، أي: كسَهْمِ الجيش من الغنيمَة» . ونقل ابن عبد البر في «التمهيد» (4/249) عن ابن وَهْب تفسيره لها بأنه يضعَّف له الأجر، ثم قال ابن عبد البر: «قول ابن وَهْب هذا - والله أعلم - خيرٌ من قول من قال: إن الجمع هاهنا الجيش، وإن له أجرَ الغازي - أو الغزاة - من قوله: تراءى الجَمْعان؛ يعني: الجيشَين، وليس هذا عندي بشيء، والوجهُ ما قاله ابن وَهْب، وهو المعروف عن العرب» . اهـ. الحديث: 531 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 478 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: عَفِيفُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْمُسَيَّبِ السَّهْمي: أنَّ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسَدٍ سَأَلَ أَبَا أيُّوبَ عَنْ ذلك؟ فقال: سألتُ النبيَّ (ص) (1) . 532 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختلَفَ (3) محمَّدُ بنُ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى والثوريُّ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ أَبِي (4) أُمَيَّة (5) : فَقَالَ سُفْيان (6) : عن عبد الكريم، عن عمرو ابن سعيد، عن عائِشَة؛   (1) الحديث رواه أبو داود (578) عن أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْب به. ورواه الطبراني في "الكبير" (4/158 رقم 3998) من طريق أحمد بن صالح، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/183) من طريق حرملة بن يحيى، كلاهما عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بن الحارث، عن بكير؛ أنه سمع عفيف بن عُمر بن المسيب يقول: حدثني رجل من أسد خزيمة: أنه سأل أبا أيوب، فذكره. ... قال أحمد بن صالح: قال ابن وَهْب: عفيف بن عُمر، والصواب: عفيف بن عَمرو؛ قد روى مالك، عن عفيفٍ هذا الحديث، فقال: عفيف بن عمرو، لم يرفعه مالك. ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/157 رقم 3997) ، و"الأوسط" (8683) من طريق عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بن عبد الله بن الأشج، عن يعقوب ابن عفيف بن المسيب: أنه سأل أبا أيوب، فذكره. قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي أيوب إلا بهذا الإسناد، تفرد به بكير بن الأشج» . ورواه مالك في "الموطأ" (1/133) عن عفيف السَّهْمي، عن رجل من بني أسد: أنه سأل أبا أيوب، فذكره موقوفًا. (2) نقل هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (3/923) . (3) أي: اختلف فيه. (4) في (ش) : «بن» بدل: «أبي» . (5) هو: عبد الكريم بن أبي المُخارق. (6) أي: الثوري. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6215) ، وابن أبي عمر العدني في "مسنده"- كما في "مصباح الزجاجة" (1/233) - ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (654) ، والخطيب البغدادي في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (2/244) . الحديث: 532 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 479 أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَيْهَا، واختَبَأَتْ مَولاةٌ لَهُ، فقال النبيُّ (ص) : حاضَتْ؟ فَقَالَتْ (1) : نَعَمْ، فَشَقَّ لَهَا مِنْ ثَوْبِهِ، وَقَالَ: اخْتَمِري بِهَذَا. وروى ابنُ أَبِي لَيْلَى (2) : عَن عبد الكريم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عائِشَة؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا يَرويه الثوريُّ أصحُّ. وسألتُ أَبِي عَنْهُ؟ فَقَالَ: هُوَ عَمْرو بْن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بن (3) المُعَلَّى (4) . 533 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو معاوية الضَّرير (5) ،   (1) في (ت) و (ش) و (ك) : «فقال» . (2) روايته أخرجها أسلم الواسطي المعروف بـ «بحشل» في "تاريخ واسط" (ص71) . (3) قوله: «بن» سقط من (ش) . (4) كذا في جميع النسخ! وكذا عند مغلطاي! ولم نجد في الرواة من ينسب هكذا، ولم يذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل"، وحقُّه أن يذكره فيه لو كان هكذا، فالظَّاهر أنه مصحَّف، وصوابه: «عَمْرو بْن سَعِيد بْن العاص بن سعيد بن العاص» ، وهو المعروف بالأشدَق، فهو الذي يروي عن عائشة خ، ويروي عنه عبد الكريم أبو أمية المعروف بابن أبي المخارق؛ كما في "تهذيب الكمال" (22/35-36) . على أن مغلطاي لم يعدَّه تصحيفًا، وإنما ذكر أن ابن عساكر نسبه إلى العاص، وذكر أن المزِّي تابعه على ذلك، ثم قال مغلطاي: «وكأن ما قاله أبو حاتم أشبه، وإن كان كما قاله، فهو رجل مجهول لا يُعرف حاله» . (5) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4063) ، -وعنه عبد بن حميد في "مسنده" (1078/المنتخب) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/375) . الحديث: 533 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 480 عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ (1) ، عَنْ جَابِرِ؛ قال: خرجَ النبيُّ (ص) ذاتَ ليلةٍ وأصحابُهُ ينتظرونَهُ لِصَلاةِ العِشَاء، فَقَالَ: نَامَ النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَ الصَّلاَةَ، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاَةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا، وَلَوْلا ضَعْفُ الضَّعِيفِ، وَكِبَرُ الكَبِيرِ؛ لأَخَّرْتُ هَذهِ الصَّلاةَ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ أَبُو مُعَاوِيَةَ (2) . قلتُ: لم يُبَيِّنِ الصَّحيحَ ما هُوَ، والذي عِنْدِي أنَّ الصَّحيحَ: ما رَوَاهُ وُهَيْبٌ (3) وخالدٌ الواسطيُّ (4) ، عَن دَاوُد، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .   (1) هو: المنذر بن مالك بن قُطَعَة. (2) قال ابن رجب في "فتح الباري" (3/202) بعد أن ذكر رواية أبي معاوية: «والصواب قول سائر أصحاب داود في قولهم: عن أبي سعيد؛ قاله أبو زرعة، وابن أبي حاتم، والدارقطني، وغيرهم» . (3) هو: ابن خالد. (4) هو: خالد بن عبد الله. (5) الحديث رواه أحمد في "المسند" (3/5 رقم 11015) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (345) من طريق محمد بن أبي عدي، وأبو داود في "سننه" (422) من طريق بشر ابن المفضَّل، والنسائي برقم (538) ، وابن ماجه (693) من طريق عبد الوارث بن سعيد، وابن خزيمة في "صحيحه" (345) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/375) من طريق علي ابن عاصم، جميعهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري به مرفوعًا. قال البيهقي: «هكذا رواه بشر بن المفضل وغيره عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، وخالفهم أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ، عَنْ دَاوُدَ فقال: عن جابر بن عبد الله! = ... وقال الدارقطني في "العلل" (4/132/أ) : «يرويه داود بن أبي هند واختُلِف عنه: فرواه أبو مُعَاوِيَةَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جابر، وغيره يرويه عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد، وهو الصَّواب» . وهذا الحديث له إسناد آخر عن جابر؛ أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (3/367 رقم14949) ، وأبو يعلى (1936) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/157) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جابر، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 481 534 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ الرُّواةُ (1) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة: فروى عبد الوارث (2) ، ومَعْمَر (3) ، وَبِشْرُ بْنُ المُفَضَّل (4) ، وَابْنُ عُلَيَّةَ (5) ، وحُمَيد بْنُ الأَسْوَدِ (6) ، كلُّهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْث، عَنْ جَدِّه، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ رسول الله (ص) قَالَ: إذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْعَلْ تِلْقاءَ وَجْهِهِ شَيْئًا، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيَنْصِبْ عَصًا، فَإنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ عَصًا فَلْيَخُطَّ خَطًّا، ثُمَّ لاَ يَضُرُّهُ مَا مَرَّ أمَامَهُ.   (1) أي: اختلف الرواة فيه. (2) هو: ابن سعيد. (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/249 و254-255 و266 رقم 7394 و7461 و7615) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) لكن قال: عن أبي عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة. (4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (689) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) . ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (4/199) . (5) هو: إسماعيل. (6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (943) عن بكر بن خلف، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ جَدِّه حُرَيث بن سُليم، عن أبي هريرة. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/270) من طريق يوسف بن يعقوب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة. كذا روي عن حميد على الوجهين. وقال الدارقطني في "العلل" (10/281 رقم2010) : «ورواه بشر بن المفضل وعبد الوارث بن سعيد، وحميد ابن الأسود، وأبو إسحاق الفزاري؛ فقالوا: عن إسماعيل، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيث، عَنْ جَدِّه، عَنْ أبي هريرة؛ إلا أن حميدًا قال من بينهم: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . الحديث: 534 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 482 وَرَوَى ابْنُ جُرَيج، وسُفْيان بْنُ عُيَينة - فِي رِوَايَةِ الحُمَيديِّ (1) وعليِّ بْنُ المَدِيني (2) وابنِ المُقْرِئ (3) - عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْث، عَنْ جَدِّه حُرَيْث - رجلٍ مِنْ بَنِي عُذْرَة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجي (4) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أبي محمد بن (5) عمرو ابن حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) هو: عبد الله بن الزُّبير. وروايته أخرجها هو في "مسنده" (993) . (2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (690) ، ثم قال ابن المديني: «قال سفيان: لم نجد شيئًا نشدُّ به هذا الحديث، ولم يجئ إلا من هذا الوجه. قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه، فتفكر ساعة ثم قال: ما أحفظ إلا أبا محمد بن عمرو. قال سفيان: قدم ههنا رجل بعد ما مات إسماعيل بن أمية، فطلب هذا الشيخ؛ أبا محمد حتى وجده، فسأله عنه؟ فخلَّط عليه» . وقال أبو داود: «وسمعت أحمد بن حنبل سئل عن وصف الخط غير مرَّة؟ فقال: هكذا؛ عرضًا مثل الهلال» . (3) هو: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. وروايته لم نقف عليها، وممن رواه عن ابن عيينة على هذا الوجه أيضًا: أبو خثيمة زهير بن حرب، وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2361) ، وفي "الثقات" (4/175) ، وعبد الجبار بن العلاء ومحمد بن منصور الجوَّاز، روايتهما أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (811) . وعمَّار بن خالد، روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (943) . (4) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (2376) . (5) قوله: «محمد بن» سقط من (ت) و (ك) . (6) قوله: «عن جده» سقط من (ت) و (ك) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 483 وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان، وَحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ (1) ، عَنِ الثوريِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أبي عَمْرِو (2) بْنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ (4) : الصَّوَابُ مَا رَوَاهُ الثوريُّ. قلتُ: قَدِ (5) اختُلِفَ عَنِ ابْنِ عُيَينة (6) ؛ فأمَّا يونسُ بن عبد الأعلى وسُلَيمانُ (7) القَزَّاز: فحَدَّثاني (8) عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) .   (1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (2/270) . وأخرجها الإمام أحمد في "المسند" = = (2/249 و254-255 و266 رقم 7394 و7461 و7615) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (812) كلاهما من طريق عبد الرزاق، عن الثوري، به. (2) في (ف) : «عن ابن عمرو» . (3) من قوله: «ورواه يحيى بن سعيد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) في (ف) : «قال أبا زرعة» . (5) قوله: «قد» ليس في (ت) و (ك) . (6) قال الدارقطني في "العلل" (10/278 رقم2010) : «ورواه ابن عيينة واختُلِف عنه: فقال سعيد بن منصور عنه: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ أبي محمد بن عمرو ابن حُرَيث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عن أبي هريرة. وخالفه جماعة من أصحاب ابن عيينة، فقالوا عنه: عَنْ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حُرَيث، عن جَدِّه، ولم يقولوا: عن أبيه» . (7) هو: ابن داود. (8) في (ك) : «فحدثا» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 484 وَرَوَى الحُمَيديُّ، وعليُّ بْنُ المَديني، وَابْنُ المُقْرئ عَلَى مَا بَيَّنَّا (1) .   (1) أطال الدارقطني _ح في "العلل" (2010) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ونقل ابن رجب في "فتح الباري" (2/639) عنه أنه قال: «والحديث لا يثبت» . وروى البيهقي في "سننه" (2/271) عن علي بن المديني أنه قال: «قلت لسفيان: إنهم يختلفون فيه! بعضهم يقول: أبو عمرو بن محمد، وبعضهم يقول: أبو محمد بن عمرو! فتفكر ساعة، ثم قال: ما أحفظه إلا أبا محمد بن عمرو. قلت لسفيان: فابن جريج يقول: أبو عمرو بن محمد؟ فسكت سفيان ساعة، ثم قال: أبو محمد ابن عمرو، أو أبو عمرو بن محمد. ثم قال سفيان: كنت أراه أخًا لعمرو بن حريث. وقال مرَّة: العذري» . ثم قال البيهقي: «واحتجَّ الشافعي _ح بهذا الحديث في القديم، ثم توقف فيه في الجديد، فقال في كتاب البويطى: ولا يخط المصلي بين يديه خطًّا، إلا أن يكون في ذلك حديث ثابت، فليُتَّبع، وكأنه عثر على ما نقلناه من الاختلاف في إسناده، ولا بأس به في مثل هذا الحكم إن شاء الله تعالى، وبه التوفيق» . اهـ. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (4/198-200) : «واختلفوا فيما يعرض ولا يُنصب، وفي الخطِّ: فكل من ذكرنا قوله أنه لا يجزئ عنده أقل من عظم الذراع، أو أقل من ذراع، لا يجيز الخطَّ، ولا أن يعرض العصا والعود في الأرض فيصلي إليها، وهم: مالك، والليث، وأبو حنيفة وأصحابه، كلهم يقول: الخط ليس بشيء، وهو باطل، ولا يجوز عند واحد منهم إلا ما ذكرنا، وهو قول إبراهيم النخعي. وقال أحمد بن حنبل وأبو ثور: إذا لم يجعل تلقاء وجهه شيئًا، ولم يجد عصًا ينصبها فليخطَّ خطًّا، وكذلك قال الشافعي بالعراق. وقال الأوزاعي: إذا لم يكن ينتصب له؛ عرضَه بين يديه، وصلى إليه، فإن لم يجد خطَّ خطًّا، وهو قول سعيد بين جبير. قال الأوزاعي: والسوط يعرضه أحب إلي من الخط. وقال الشافعي بمصر: لا يخط الرجل بين يديه خطًّا، إلا أن يكون في ذلك حديث ثابت فيتَّبع» . ثم أخرج ابن عبد البر الحديث، ثم قال: «وهذا الحديث عند أحمد بن حنبل ومن قال بقوله حديث صحيح، وإليه ذهبوا، ورأيت أن علي بن المديني كان يصحِّح هذا الحديث ويحتج به. وقال أبو جعفر الطحاوي- إذ ذكر هذا الحديث -: أبو عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُرَيْثٍ هذا مجهول، وجدُّه أيضًا مجهول، ليس لهما ذكر في غير هذا الحديث، ولا يحتج بمثل هذا من الحديث» . اهـ. وحكى ابن رجب في "فتح الباري" (2/636) عن الإمام مالك أنه قال: «الخطُّ باطل» ، ثم ذكر نقل ابن عبد البر عن الإمام أحمد أنه صححه، ثم قال متعقبًا: وأحمد لم يُعرَف عنه التصريح بصحته، وإنما مذهبه العمل بالخطِّ، وقد يكون اعتمد على الآثار الموقوفة، لا على الحديث المرفوع؛ فإنه قال في رواية ابن القاسم: الحديث في الخطِّ ضعيف» ، ثم عرض ابن رجب الاختلاف على إسماعيل بن أمية، ونقل عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «الصَّحِيحُ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ، عَنْ جده حريث، وهو أبو أمية، وهو من عُذرَة. قال: ومن قال فيه: عمرو بن حريث فقد أخطأ» . اهـ. وقد مثَّل ابنُ الصلاح والعراقيُّ للحديث المضطرب بهذا الحديث، ونازعهما في ذلك ابن حجر بأن الطرق قابلةٌ لترجيح بعضها على بعض، والراجحة منها يمكن التوفيق بينها. انظر "التقييد والإيضاح" (ص 124-125) ، و"النكت على ابن الصلاح" (2/772-773) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 485 .......................... 535 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا به؛ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بْنُ بَكْرِ (2) بْنِ الرَّبيع بْنِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: حدَّثني حسَّان بْنُ سِيَاه؛ قَالَ: حدَّثنا ثابتٌ البُنَاني (3) ، عن أنس ابن مالك: أنَّ النبيَّ (ص) سَجَد عَلَى كَوْرِ العِمامة (4) . فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .   (1) نقل هذا النص بتمامه الزيلعي في "نصب الراية" (1/385) ، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/456) . وانظر المسألة رقم (500) . (2) في (ش) : «بن أبي بكر» . (3) هو: ثابت بن أسلم. (4) سلف تفسير: «كَوْر العِمامة» في التعليق على المسألة رقم (500) . (5) قال البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 106) : «وأما ما رُوي عن النبي (ص) من السجود على كور العمامة: فلا يثبت شيء من ذلك، وأصحُّ ما روي في ذلك: قول الحسن البصري حكايةً عن أصحاب النبي (ص) » . وقال ابن القيم في "زاد المعاد" (1/231) : «ولم يثبت عنه السجود على كور العمامة من حديث صحيح ولا حسن» . الحديث: 535 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 486 536- وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ شَيبان بْنِ فَرُّوخ (2) ، عَنْ عِكْرِمَة بْنِ إبراهيم، عن عبد الملك بن عُمَير اللَّيْثي (3) ، عَنْ مُصْعَب بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه سعد؛ قال: سألتُ رسولَ الله (ص) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ *} (4) ؟ قَالَ: هُمُ الَّذِينَ يُؤَخِّرُونَهَا (5) عَنْ وَقْتِهَا؟ فسمعتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ (7) يَقُولُ: هذا خطأٌ؛ والصَّحيحُ موقوفٌ (8) .   (1) انظر ما سيأتي في المسألة رقم (1740) . (2) روايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (42) ، وأبو يعلى في "مسنده" (822) ، والدولابي في "الكنى" (1445) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/387) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2276) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214) . ورواه البزار في "مسنده" (1145) من طريق يحيى بن حسان، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/632-633) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/377) من طريق عمرو بن الربيع بن طارق، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214-215) من طريق حرمي بن حفص، ثلاثتهم عن عكرمة بن إبراهيم، به. (3) كذا في جميع النسخ! والصواب: «اللخمي» . انظر "تهذيب الكمال" (18/370) . (4) الآية (5) من سورة الماعون. (5) في (ك) : «يخرجونها» . (6) في (ك) : «وسمعت» . (7) في (أ) : «أبي» بدل: «أبا زرعة» ، وصوِّبت في الهامش، ولم تتضح جيدًا في التصوير. (8) الحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (704) ، والطبري في "تفسيره" (24/630-631) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (43) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/214) من طريق عَاصِم بْن أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، موقوفًا. ورواه عبد الرزاق في "التفسير" (3/400) من طريق الأعمش، والطبري في "تفسيره" (24/630) من طريق خلف بن حوشب، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (233) من طريق عبد الله بن زبيد اليامي، جميعهم عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا. ورواه أبو يعلى في "المسند" (705) من طريق سماك، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه. قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه الثقات الحفاظ عن عبد الملك بن عمير، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه موقوفًا، ولا نعلم أسنده إلا عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير، وعكرمة لينُ الحديث» . وقال العقيلي في الموضع السابق بعد أن ذكر الخلاف فيه: «والموقوف أولى» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لم يرفع هذا الحديث، عن عبد الملك بن عمير إلا عكرمة بن إبراهيم» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا الحديث إنما يصحُّ موقوفًا، وعكرمة بن إبراهيم قد ضعفه يحيى بن معين وغيره من أئمة الحديث» . وقال ابن كثير في "تفسيره" (8/516) بعد أن ذكر الرواية الموقوفة: «وهذا أصح إسنادًا، وقد ضعف البيهقي رفعه وصحَّح وقفه، وكذلك الحاكم» . وقال الدارقطني في "العلل" (592) : «يرويه عبد الملك بن عمير فاختُلِف عنه، فأسنده عكرمة بن إبراهيم، عن عبد الملك بن عمير ورفعه إلى النبي (ص) ، وغيرُه يرويه عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ موقوفًا على سعد، وهو الصَّواب. وكذلك رواه طلحة بن مصرِّف، وسماك بن حرب، وعاصم بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مُصْعَبِ ابن سعد، عن أبيه موقوفًا، وهو الصَّواب» . الحديث: 536 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 487 537 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ الرُّواة عَن شَريك (1) : فَرَوَى (2) أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ شَرِيك، عَنْ سِمَاك (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عن أبيه.   (1) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (2) أي: فرواه، حذف ضمير المفعول، للعلم به. وانظر التعليق على المسألة رقم (24) . (3) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (101/المنتخب) ، وأخرجه مسلم في "صحيحه" (499) من طريق أبي الأحوص وعمر ابن عبيد الطنافسي، كلاهما عَن سماك، عَنْ مُوسَى بْنِ طلحة، به. (4) هو: ابن حرب. الحديث: 537 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 488 وَرَوَاهُ إسحاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَق، عَنْ شَرِيك، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَب، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عن أبيه (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَسْتُرُ المُصَلِّيَ مِثْلُ (2) مُؤَخِّرَةِ الرَّحْلِ (3) ؟ فَقَالَ (4) أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ سِماكٍ أشبَهُ مِنْ حَدِيثِ عُثْمَانَ، إِلا أَنْ يكونَ رَوَى (5) عَنْهُمَا جَمِيعًا (6) . 538 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ لَيْثُ (7) بْن سَعْد، فاختُلِف عَن ليث: فَرَوَى أَبُو الوليد (8) ، عن ليث (9) ، عن عبد الله بن أبي مُلَيْكَة، عن عبد الله بْنِ أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) .   (1) من قوله: «ورواه إسحاق ... » إلى هنا مكرَّر في (ت) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (2) قوله: «مثل» سقط من (ش) . (3) كذا في (ت) ، وأثبت الناسخ علامة الإهمال تحت الحاء. ووردت في بقيَّة النسخ: «الرجل» بالجيم. (4) في (ك) : «قال» . (5) الضمير يعود إلى شريك، وفي (ش) : «رُوي» . (6) ذكر الدارقطني وجوهًا أخرى من الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" (512) ، وصحح حديث من رواه عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ موصولاً. (7) قوله: «ليث» سقط من (ش) . (8) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (3531) ، وأبو داود في "سننه" (1469) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/230) - ووقع عند الدارمي: «ابن أبي نهيك» من غير تسمية. وعند أبي داود والبيهقي: «عبيد الله بن أبي نهيك» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/175 رقم 1512) ، وأبو داود في "سننه" (1469) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1304) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1197) من طرق عن الليث بن سعد، به. (9) قوله: «عن ليث» سقط من (ف) . الحديث: 538 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 489 وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ بُكَير (1) ، عَنْ ليث، عن عبد الله بن عُبَيدالله بن أبي مُلَيكَة، عن عُبَيدالله (2) بْن أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قال (3) : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآن ِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي كِتَابِ اللَّيث فِي أَصْلِهِ: سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، وَلَكِنْ لُقِّنَ بِالْعِرَاقِ: عن سعد (4) (5) .   (1) لم نقف على روايته من هذ الوجه، لكن أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/569) من طريق عبيد بن شريك، يَحْيَى بْنِ بُكَير، عَنِ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَة، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي نَهِيك، عَنْ سَعْدِ بن مالك، به. والرواية المذكورة أخرجها أبو داود في "سننه" (1469) من طريق يزيد بن خالد بن موهب، عن الليث ابن سعد، به. (2) كذا في جميع النسخ مُصغَّرًا، وكلاهما مذكور عنه؛ فيقال له: «عبد الله» ، و «عبيد الله» ؛ كما في "تهذيب الكمال" (3607) . (3) قوله: «أنه قال» ليس في (ت) و (ك) . (4) في (ك) : «عن سعيد» . (5) الحديث رواه أبو داود في "مسنده" (1469) من طريق أبي الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد، ورواه أحمد في "المسند" (1/175 رقم1512) عن حجاج وأبي النضر، كلهم عن الليث، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بْنِ أَبِي نهيك، عَنْ سَعْدِ به. قال يزيد ابن خالد: عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ سعيد بن أبي سعيد، وقال قتيبة: هو في كتابي: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ. ورواه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص 210) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1304) من = = طريق عبد الله بن صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ أبي مليكة، عن عبيد الله بْن أَبِي نَهِيكٍ، عَنْ سَعِيدِ بن أبي سعيد به. قال عبد الله بن صالح: قال لنا الليث بالعراق - يعني في هذا الحديث -: عن سعد ابن أبي وقاص. قال الدارقطني في "العلل" (4/389 رقم649) : «واختُلِف على الليث في ذكر سعد ابن أبي وقاص؛ فأما الغرباء عن الليث فرووه عنه على الصَّواب. وأما أهل مصر فرووه وقالوا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ؛ كان سعد. ومنهم من قال: عن سعيد، أو سعد. وقال قتيبة: عن الليث، عن رجل؛ ولم يُسَمِّ سعدًا ولا غيره» . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (651) عن البخاري قوله: «والصحيح: ما رواه عمرو بن دينار وابن جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن عبيد الله بْنِ أَبِي نهيك، عَنْ سَعْدِ ابن أبي وقاص، عن النبي (ص) : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بالقرآن ". قال محمد: وكان الليث بن سعد يروي هذا عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عبيد الله بن أبي نهيك ويقول: عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، ثم رجع فقال: عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، هكذا قال عبد الله بن صالح» . وقال الدارقطني في "العلل" (9/407) : «والصَّواب قول عمرو بن دينار وابن جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عن ابن أبي نهيك، عن سعد» . اهـ. وقال المزي في "تحفة الأشراف" (3/305) : «والصحيح حديث سعد» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (5/29) : «سعيد بن أبي سعيد روى عن النبي (ص) في التغني بالقرآن، من رواية عبيد الله بن أبي نهيك عنه، والصَّواب: عن ابن أبي نهيك، عن سعد، هكذا استدركه الذهبي في "التجريد"، وليس لسعيد بن أبي سعيد صحبة، إنما جاءت هذه الرواية من طريق مرسلة» . تنبيه: ذكر الدارقطني في "العلل" (4/387) الاختلاف في هذا الحديث، إلا أنه وقع في أثناء الطباعة سقطٌ في كلام الدارقطني، استدركه المحقق _ح في نهاية الجزء التاسع من "العلل" (ص 405-407) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 490 539- وسألتُُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاس (1) ابن محمد   (1) في (ش) : «عَيَّاش» . ونقل الإمام ابن القيم هذه المسألة في "زاد المعاد" (1/229) باختصار، ثم قال: «إنما أنكره - والله أعلم - لأنَّه من رواية الْعَلاءِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْعَطَّارِ، عَنْ حفص بن غياث، والعلاء هذا مجهول لا ذكر له في الكتب الستة» . ونقل الحافظ ابن حجر بعض هذا النص في "لسان الميزان" (4/182-183) ، و"إتحاف المهرة" (2/61 رقم1225) ، وعلَّق على كلام أبي حاتم بقوله: «وإنما أنكره؛ لأنه تفرد به عن حفص، والعلاء لا يُعرَف حاله. وقد ذكر مسلم: أن علامة المنكر أن يتفرَّد من ليس معروفًا حالُه برواية حديث عمَّن يكون مكثرًا من الرواية. وقد رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غياث عن أبيه بسند آخر؛ قال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن علقمة وغيره، عن عمر موقوفًا عليه، وهذا هو المحفوظ؛ فإن عمرَ أثبتُ الناس في أبيه» . الحديث: 539 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 491 الدُّوري (1) ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ العَطَّار (2) ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاث، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَل (3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) (4) إِذَا كبَّر حَاذَى (5) إِبْهامُهُ أُذُنَيْهِ، ثُمَّ ركَعَ حَتَّى استَقَرَّ كُلُّ مَفْصِلٍ مِنْهُ فِي مَوضِعِه، ثُمَّ انحَطَّ بالتَّكبير، فسَبَقَتْ رُكبَتَيهِ (6) يَدَيهِ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (1/345) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (6/293-294 رقم 2310) -، والحاكم في "المستدرك" (1/226) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/99) . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «القطَّان» . (3) هو: عاصم بن سليمان. (4) في (ف) : «رأيت النبي (ص) » . (5) في (ت) : «حاذ» . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «ركبتاه» كما في مصادر التخريج؛ لأنَّه فاعل «سَبَقَتْ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ قد يخرَّج على وجهين: الأول: وجه الرفع على الفاعليَّة بـ «سَبَقَتْ» ، والأصل: «ركبتاهُ» ، لكن أُمِيلَتْ ألفُهُ فكتبت ياءً، وإمالتُها لوقوع الياء بعدها في قوله: «يَدَيْهِ» . وتنطق «رُكْبَتَيهُ» بالألف الممالة، مضمومة الهاء، انظر "شرح التصريح على التوضيح" (2/648) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) في الكلام على الإمالة. والثاني: وجه النصب على المفعولية بفعل مضمر، تقديره: أعني أو أَخُصُّ، كأنه قال: فَسَبَقَتْ - أعني ركبَتْيهِ - يديه. والله أعلم. (7) قال الدارقطني والبيهقي في الموضع السابق: «تفرد به العلاء بن إسماعيل» . وقال الحاكم في الموضع السابق: «صحيح على شرط الشيخين ولا أعرف له علة، ولم يخرجاه» . ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/256) من طريق عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عن أبيه، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن أصحاب عبد الله: علقمة = = والأسود، فقالا: حفظنا عن عمر في صلاته أنه خرَّ بعد ركوعه على ركبتيه كما يخرُّ البعير، ووضع ركبتيه قبل يديه. اهـ. وهذه الطريق هي التي رجَّحها ابن حجر كما تقدم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 492 540 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاويةُ بْنُ هِشَامٍ (1) ، عَنْ سُفْيان (2) ، عَنْ حَبِيب (3) ، عَنْ مُجَاهِد (4) ، عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : صَلاَةُ القَاعِدِ عَلَى النِّصْفِ مِنْ صَلاَةِ القَائِمِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبِيب، عَنْ أبي موسى الحَذَّاء (5) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) (6) .   (1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (1369) ، والبزار في "مسنده" (2492) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/423) . (2) هو: الثوري. (3) هو: ابن أبي ثابت. (4) هو: ابن جبر المكي. (5) قال أبو حاتم: «أبو موسى الحذاء لا يُعرَف ولا يُسمَّى» . "الجرح والتعديل" (9/438) . (6) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحداً رواه عن الثوري، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عبد الله بن عمرو إلا معاوية بن هشام» . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4633) ، وأحمد في "المسند" (2/192-193 رقم6808) عن وكيع، والنسائي في "الكبرى" (1370) من طريق أبي نعيم، كلاهما عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أبي موسى، عن عبد الله بن عَمرو به مرفوعًا. تنبيه: أورد الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (4/47/ب) في "مسند ابن عُمر" بضم العين، فقال: «يرويه حبيب بن أبي ثابت، واختُلِف عنه؛ فرواه معاوية ابن هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمر، عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عن حبيب بن (كذا، وصوابه: عن) أبي موسى، عن عبد الله بن عُمر، وهو الصَّواب. اهـ. والحديث من هذين الطريقين والخلاف فيه إنما هو معروف عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، ويبعد أن يكون تصحيفًا من الناسخ؛ لأنه أورده في سياق أحاديث ابن عُمر، ومسند عبد الله بن عَمرو بن العاص ليس في "العلل" للدارقطني، فلعله وقع للدارقطني وهمٌ في اسم صحابيِّه، والله أعلم. الحديث: 540 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 493 541 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ، عَنْ وَرْقاء (2) ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد (3) ، عَنِ الأَعْرَج (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ العَبْدَ إذَا صَلَّى فِي العَلاَنِيَةِ فأَحْسَنَ، ثُمَّ صَلَّى فِي السِّرِّ (5) ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: هَذا عَبْدي (6) حَقًّا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ يشبهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ عَبَّاد بْنِ كَثير. 542 - وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عَبَّاد بْنِ مُوسَى (8) ، عَنْ طَلْحَة بْنُ يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: إِذَا عَرَفَ الغلامُ يمينَهُ مِنْ شِمَالِهِ، فَمُرُوهُ بالصَّلاة.   (1) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4200) . (2) هو: ابن عمر اليَشْكُري. (3) هو: عبد الله بن ذكوان. (4) هو: عبد الرحمن بن هرمز. (5) كذا في جميع النسخ، وجاء عند ابن ماجه في الموضع السابق: «وصلَّى في السِّرِّ فأحسن» . (6) في (ش) : «عندي» . (7) نقل هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/536-537) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/240/مخطوط) ، والشيخ طاهر الجزائري في "توجيه النظر" (2/617) . (8) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (8332) . الحديث: 541 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 494 فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ عَنِ الزُّهْريِّ قَطْ (1) ، قولَهُ. 543 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُصَفَّى (3) ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عَنْ صَفْوان بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَلَمة القَيْسي (5) ، عَنْ أَبِي أُمَامَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (6) : لِيَبْشُرِ (7) المُدْلِجُونَ فِي الظُّلَمِ إِلَى المَسَاجِدِ بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَفْزَعُ النَّاسُ وَلاَ يَفْزَعُونَ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سَلَمة، عمَّنْ حدَّثه، عَنْ أبي أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) ، وبعضُهم يَقُولُ: عَنْ رجالٍ مِنْ أهل بيتِه، عن أبي   (1) كذا في جميع النسخ: «قَطْ» ، وليس هو في "البدر المنير"، ووقع مكانه بياض في "الإمام"، وفي "توجيه النظر": «فقَطْ» . و «قَطْ» بفتح القاف وسكون الطاء. وانظر التعليق على المسألة رقم (92) . (2) نقل قول أبي حاتم مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1298) . (3) لم نجد روايته على هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (8/142 رقم7633) من = = طريق عمرو بن عثمان، وفي "مسند الشاميين" (1033) من طريق عيسى بن المنذر، كلاهما عَنْ بقيَّة، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَلَمَةَ القَيْسي، عَنْ أبي أُمامَة به، لكن في "مسند الشاميين": «سلمة العبسي» بالباء الموحَّدة. ورواه الطبراني في "الكبير" (8/142 رقم7634) ، وفي "مسند الشاميين" (1034) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عن صفوان، عن سلمة القَيْسي - ولم ينسبه في "مسند الشاميين"- عن رجلٍ مِنْ أَهْلِ بيتِه، عَنْ أَبِي أُمامَة. (4) هو: ابن الوليد. (5) كذا في جميع النسخ، والموضع الآتي من "المعجم الكبير" للطبراني، وفي "الجرح والتعديل" (4/178) : «سلمة العنسي، روى عَنْ رجالٍ مِنْ أَهْلِ بيتِه، عن أبي أُمامَة، روى عنه صفوان بن عمرو» . (6) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) . (7) في (ف) : «بشر» ، ومعنى: «ليَبْشُر» : ليَفْرَح. الحديث: 543 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 495 أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) (1) . 544- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُرَيْج (2) ابن يُونُسَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيم (3) ، عن عُبَيدالله ابن عُمَرَ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) عَنْ لِبْسَتَيْنِ، وَعَنْ صَلاتَيْنِ (5) ، وَعَنْ بَيْعَتَين؛ نَهَى عَنِ الصَّمَّاءِ (6) ، والحُبْوَةِ (7) وفَرْجُهُ مفتوحٌ إِلَى السَّماء، وَعَنْ بَيع الحَصَاة (8) ،   (1) من قوله: «وبعضهم يقول عن رجال ... » إلى هنا مكرَّر في (ت) ؛ لانتقال البصر. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «شريح» ، ولم تنقط في (ت) و (ك) . وانظر "تهذيب الكمال" (10/221) . (3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (191/ب/أطراف الغرائب) . ونقل عن ابن صاعد قوله: «وهذا مما وهم يحيى بن سليم في إسناده؛ لأن بعضه عن حبيب، وبعضه عن أبي الزناد، تفرد به يحيى بن سليم عن عبيد الله» . (4) في (ف) : «عَمْرو» . (5) في (ف) : «نهى رسول الله (ص) عن صلاتين» . (6) الصَّمَّاء؛ هي: أن يتجلَّلَ الرجلُ بثوبه ولا يرفع منه جانبًا، وإنما قيل له: صَمَّاء؛ لأنه يسدُّ على يديه ورجليه المنافذَ كلَّها؛ كالصخرة الصَّمَّاء التي ليس فيها خَرْق ولا صَدْع، والفقهاءُ يقولون: هو أن يتغطَّى بثوبٍ واحد ليس عليه غيرُه، ثم يرفعَه من أحد جانبيه فيضعَهُ على مَنْكِبه، فتنكشفَ عورتُه. اهـ. "النهاية" لابن الأثير (3/54) . (7) الحُبْوَةُ بضم الحاء - وبكسرها أيضًا - والاحْتِباء: أن يضُمَّ الإنسانُ رجلَيه إلى بطنه بثوبٍ يجمعُهما به مع ظهره، ويشدُّه عليها. وقد يكون الاحتباءُ باليدين عوضَ الثَّوب، وإنما نَهَى عنه؛ لأنه إذا لم يكن عليه إلا ثوبٌ واحد ربَّما تحرَّك أو زال الثوبُ فتبدو عورتُه. اهـ. "النهاية" لابن الأثير (1/335-336) . (8) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/360) : «واختُلِف في تفسير بيع الحصاة، فقيل: هو أن يقول: بعتُك من هذه الأثواب ما وقعتْ عليه هذه الحَصاة، ويرمي حصاةً، أو من هذه الأرض ما انتهت إليه في الرمي. وقيل: هو أن يشترط الخيارَ إلى أن يرميَ الحصاة. والثالث: أن يجعلا نفس الرمي بيعًا» . اهـ. وهذا الثالث الذي ذكره ابن حجر هو الذي حكاه الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1230) حيث قال: «ومعنى بيع الحصاة: أن يقول البائعُ للمشتري: إذا نَبذتُ إليك بالحَصاة، فقد وجبَ البيعُ فيما بيني وبينك، وهذا شبيهٌ ببيع المنابذة، وكان هذا من بيوع أهل الجاهلية» . الحديث: 544 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 496 وَعَنِ المُنابَذَةِ (1) ، وصلاةٍ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تطلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العصرِ حَتَّى تَغرُبَ الشَّمْسُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، الحديثُ كلُّه منكرٌ (2) . 545 - أخبرنا (3) أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ: وحدَّثنا (4) يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النَّيسابوري، عن   (1) في (أ) : «وعن بيع المنابذة» . والمُنابَذَةُ في البيع: أن يقولَ الرجلُ لصاحبه: انْبِذْ إليَّ الثوبَ - أو أَنْبِذُهُ إليك - ليجبَ البيع. وقيل: هو أن يقول: إذا نبذْتُ إليك الحصاة، فقد وجب البيع» . "النهاية " (5/6) . (2) ومقصوده: أنه منكرٌ من حديث ابن عمر، وإلا فالحديثُ رواه البخاري (584) ، ومسلم (1511) مختصرًا من طريق خبيب بن عبد الرحمن، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة به مرفوعًا. وانظر "فتح الباري" لابن رجب (2/180 فما بعدها) . (3) انظر المسألة رقم (226) و (333) و (455) ، وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الثوب الواحد» . (4) قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) ، وجاء مكانه في (ف) : «قلت: وحدثنا» ، ويظهر أن الراوي فيها عن يحيى: هو ابن أبي حاتم، وهو الصواب، لكن جاء في نسختَي (أ) و (ش) : «وحدَّثنا» فقط، والمفهوم منهما أن الراوي هو أبو حاتم لا أبو محمد، وهو خطأ لمخالفته لسياق المسألة؛ ففي آخرها قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: «ثُمَّ ذكرته لأبي ... إلخ» ، وهذا شاهد بأن الراوي عن يحيى هو ابن أبي حاتم، وليس أباه أبا حاتم، والله أعلم. على أنه لولا قرينة السياق لجوَّزنا صحة ما في هاتين النسختين أيضًا؛ فإنَّ يحيى ابن محمد هذا روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم وابنه أبو محمد؛ كما في "الجرح والتعديل" (9/186) . الحديث: 545 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 497 مُسَدَّد (1) ، عن مُعتَمِر ابن سُلَيمان، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) صَلَّى خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ فِي ثَوبٍ واحدٍ. وذلك (3) عند أَبِي زُرْعَةَ بعد رجُوعه من الحجِّ. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، ليس هذا هكذا؛ حدَّثنا (4) مُسَدَّد، عَنِ المُعتَمِر، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ سُلَيمان التَّيْمِي (5) . فَقَالَ يَحْيَى: اضرِبوا عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : ثُمَّ ذكرتُه لأَبِي فَقَالَ: حدَّثنا ابنُ أَبِي شَيْبَةَ وغيرُهُ، عَنْ مُعتَمِر، عَن حُمَيد، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) (7) ، ولو كَانَ عَنِ (8) التَّيْمِي، لكان مُنكَرًا. 546 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن عَجْلان (9) ، عن   (1) هو: ابن مُسَرْهَد. (2) هو سليمان بن طَرْخان التَّيْمي. (3) أي: كان تحديثُ يحيى بن محمد النيسابوري بهذا الحديث عند أبي زرعة. (4) زاد قبلها في (أ) و (ت) و (ف) : «حديثًا» . (5) تقدَّم في المسألة رقم (226) من طرق عن حميد. (6) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «قلت» . (7) من قوله: «ليس فيه سليمان ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (8) في (ت) و (ك) : «على» بدل: «عن» . (9) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/339-340 و417 رقم 8477 و9403) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/203) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (902) ، والترمذي في "جامعه" (286) ، وابن حبان في "صحيحه" (1918) ، والحاكم في "المستدرك" (1/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/116-117) . الحديث: 546 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 498 سُمَيٍّ (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: شُكِيَ إِلَى رسول الله (ص) مَشَقَّةُ السُّجود عَلَيْهِمْ إِذَا انْفَرَجُوا، فَقَالَ: استَعِيُنوا بالرُّكَب (3) . وَرَوَاهُ ابنُ عُيَينة (4) وغيرُهُ (5) ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعْمان بْنِ أَبِي عَيَّاش، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ؟ فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحيحُ: حديثُ سُمَيٍّ، عَنِ النُّعمان بْنِ أبي عَيَّاش، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (7) .   (1) هو: القرشي المخزومي، أبو عبد ال المدني. (2) هو: ذكوان السَّمَّان. (3) فسَّرها ابن عجلان في رواية الإمام أحمد في "المسند" (2/339) ، والبيهقي في "سننه" (2/116-117) بقوله: «ذلك أن يضعَ مِرفَقَيه على رُكبَتَيه إذا طال السُّجود وأَعْيا» . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (2662) ، والبيهقي في "السنن الكبرى"، وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الأوسط" (2/18) ، والتاريخ الكبير" (4/203) . (5) كسفيان الثوري، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2928) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (2/18) ، و"التاريخ الكبير" (4/203) . (6) كذا، بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) من قوله: «فسمعت أبي يقول ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث لا نعرفه من حديث أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) = = إلا من هذا الوجه، من حَدِيثَ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، وقد روى هَذَا الحديث سُفْيَان بن عيينة وغير واحد عَنْ سُمَي، عَنِ النُعْمَانِ بْنِ أبي عياش، عن النبي (ص) نحو هذا، وكأن رواية هؤلاء أصحُّ من رواية الليث» . وقال البخاري في الموضع السابق بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «مرسل أصحُّ» . وصحح الإرسال أيضًا الدارقطني في "العلل" (10/86) . قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/110) : «والمرسل أصحُّ عند البخاري، وأبي حاتم الرازي، والترمذي، والدارقطني، وغيرهم» . وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 499 547 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِف على عُبَيدالله بن عُمَرَ: فَرَوَى أَبُو أُسَامَةَ (2) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ أَبِي سَلَمة؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) يصلِّي فِي بيتِه فِي ثَوبٍ واحدٍ متوشِّحًا (4) بِهِ، يخالفُ بَيْنَ طَرَفَيْهِ. وروى سعيدُ بن عبد الرحمن (5) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يَذْكُرْ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا عِنْدِي أشبَهُ (6) .   (1) انظر ما سبق في المسألة رقم (230) و (236) وانظر المسألة رقم (2200) . (2) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "الصلاة" - كما في "إتحاف المهرة" (15899) - من طريق أبي الأزهر حوثرة بن محمد ومحمد بن علي بن محرر، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/24 رقم 8290) من طريق محمد بن عبد الرحمن العنبري، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4887) من طريق هارون ابن عبد الله، جميعهم عن أبي أسامة، به. وأخرجه الطبراني في نفس الموضع من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن عبيد الله، به. (3) في (ش) : «عمرو» في هذا الموضع، وفي الآخر جاءت على الصَّواب. (4) ذكر ابن الأثير في "النهاية" (5/187) حديث: «أنه كان يتوشَّحُ بثوبه» ، وفسَّره بقوله: «أي: يتغشَّى به» . (5) لم نقف على روايته، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (812) عن أبي أسامة، عن عبيد الله بن عمر، به. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/225) من طريق موسى بن عبد الرحمن، عن أبي أسامة، به. ليس فيه ذكر لسعيد بن المسيب كذلك. (6) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (354 و355 و356) ، ومسلم (517) من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ به. الحديث: 547 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 500 548 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُقارِبُ بَيْنَ (4) الخُطا إِلَى المَسْجِدِ، وَقَالَ: إنَّمَا فَعَلْتُهُ لِتَكْثُرَ خُطَايَ إِلَى (5) المَسْجِدِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ عَنْ ثَابِتٍ البُناني، فَلَمْ يُوَصِّلْهُ (6) أحدٌ إِلا الضَّحَّاكُ بنُ نَبَراس (7) ، والضَّحَّاكُ لَيِّنُ الْحَدِيثِ، وَهُوَ ذَا يُتَابِعُهُ محمدُ بْنُ ثَابِتٍ، ومحمدٌ أَيْضًا لَيْسَ بِقَويٍّ؛ والصَّحيحُ موقوفٌ (8) .   (1) نقل قول ابن أبي حاتم مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1301-1302) . (2) هو: سليمان بن داود. والحديث في "مسنده" (606) ، ومن طريقه أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (5/118 رقم4800) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2608) . (3) هو: ثابت بن أسلم البُناني. (4) قوله: «بين» سقط من (ش) . (5) قوله: «إلى» سقط من (ف) . (6) قوله: «يُوَصِّلْهُ» من «وَصَّل الأحاديثَ» بتشديد الصاد، بمعنى: وَصَلَها. انظر التعليق على المسألة رقم (163) . (7) كذا ضبطه ابن حجر في "التقريب" فقال: «بفتح النون والموحَّدة، وآخرُهُ مهملةٌ» ، وعند الخزرجي في "الخلاصة" (ص177) ضبطت بكسر النون: «نِبْرَاس» ؛ قال: «بكسر النون، وإسكان الموحَّدة، ثم مهملتين بينهما ألف» . (8) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (133) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (458) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/606/السلفي) ، وعبد بن حميد في = = "مسنده" (256/المنتخب) ، والطبراني في "الكبير" (5/118 رقم4799) ، وابن عدي في "الكامل" (4/97) من طريق الضحاك بن نبراس، عن ثابت، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (3408) من طريق جعفر بن سليمان، وابن أبي شيبة (7410) من طريق حميد الطويل، والعقيلي في "الضعفاء" (2/607/السلفي) ، من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن ثابت، به، موقوفًا. قال العقيلي: «حديث حماد أولى» . وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1/242 رقم581/2) : «والمحفوظ في هذا موقوف على زيد بن ثابت ح» . الحديث: 548 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 501 549 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْب، عَنْ شُعْبَة، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (2) ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ؛ فَلاَ يَبْزُقَنَّ عَنْ يَمِينِهِ، وَلاَ عَنْ يَسَارِهِ، وَلاَ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلَكِنْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَفِي ثَوْبِهِ؟ فَقَالَ (3) أَبُو زُرْعَةَ: مَا رُوِيَ عن النبيِّ (ص) بِأَنْ يَبْزُقَ (4) عَنْ يسارِه أصحُّ مِنْ هَذَا الَّذِي ذُكِرَ: وَلا يَبْزُقْ عَنْ يسارِهِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : أَخْطَأَ سُلَيمانُ بْنُ حَرْب فيما روى من مَتْن ِ هَذَا الْحَدِيثِ: بأنْ لا يَبْزُقَ عَنْ يَسَارِهِ؛ فَقَدْ حدَّثنا أَبِي، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (6) وآدَمَ (7) العَسْقلانيِّ، عن شُعْبَة (8) ، عن القاسم ابن مِهْران، عن أبي   (1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (2/345) : «وأخطأ سليمان في قوله: " ولا عن يساره "، فقد رواه أصحاب شعبة عنه وقالوا: " وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ " ذكره ابن أبي حاتم» . (2) هو: نُفَيع المدني. (3) في (أ) و (ش) : «قال» . (4) في (ك) : «ما يبزق» بدل: «بأن يبزق» . (5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط، وفي بقيَّة النسخ: «قلت» . (6) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. (7) هو: ابن أبي إياس. (8) الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (550) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وأخرجه أيضًا (550) من طريق ابن علية، وعبد الوارث، كلاهما عن القاسم ابن مهران، به. الحديث: 549 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 502 رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلاَ يَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيهِ وَلاَ عَنْ يَميِنِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ. هَكَذَا متنُ حديثِ أَبِي الْوَلِيدِ وآدَمَ عَنْ شُعْبَة (1) . وَرَوَاهُ هُشَيم (2) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، واتَّفَقَ متونُ سائرِ الأحاديثِ عَنِ النبيِّ (ص) مِثل ذَلِكَ سَوَاءٌ. 550 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسيُّ (3) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ فِراس (4) ، عَنِ الشَّعبي؛ قَالَ: سَمِعتُ سَمُرَةَ يقول: صَلَّى   (1) سليمان بن حرب ثقة إمام؛ إلا أنه ربما روى الحديث بالمعنى، فتغير بعض ألفاظه. قال أبو داود: «كان سليمان بن حرب يحدث بحديث، ثم يحدث به كأنه ليس ذاك» . وقال الخطيب: «كان سليمان يروي الحديث على المعنى فتتغير ألفاظه في روايته» . انظر "تهذيب الكمال" (11/391) . وقد روي عن سليمان بن حرب بما يوافق رواية آدم وأبي الوليد، أخرجه أبو نعيم في "المستخرج على صحيح مسلم" (1210) عن أبي حفص الخطابي، ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وحدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر؛ غندر، ثنا شعبة، به. والذي يبدو لنا أن أبا نعيم حمل رواية سليمان بن حرب على رواية محمد بن جعفر، ثم قال عقب روايته للحديث: «ذلك لفظ غندر» . (2) هو: ابن بشير، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (550) . (3) هو: سليمان بن داود. وروايته هذه أخرجها في "مسنده" (932) ، ومن طريقه أبو نعيم الأصبهاني في "مسانيد فراس المكتب" (ص42 رقم 10) . (4) هو: ابن يحيى الهَمْداني. الحديث: 550 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 503 رسولُ الله (ص) الصُّبحَ فقال: أهَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي فُلاَن ٍ؟ إِنَّ صَاحِبَكُمْ مَحْبُوسًا (1) بِبَابِ الجَنَّةِ بِدَيْنٍ عَلَيْهِ؟   (1) كتبت في (ت) : «محبوس» وفوق كاسة السين ألف ملحقة بها. ولعله تصويب. والمثبت من بقيَّة النسخ. والجادَّة: «محبوسٌ» ، بالرفع؛ لأنها خبر «إنَّ» ، كما في بعض مصادر التخريج، وفي بعضها: «قد حُبِسَ» . و: «محبوسًا» بالنصب كما في النسخ، يخرَّج على ثلاثة أوجه: الأول: على الحال، وخبر «إنَّ» هو قوله: «بباب الجنة» على التقديم والتأخير، والأصل: «إنَّ صَاحبَكُم بباب الجنَّة محبوسًا» ، أي: حالة كونه محبوسًا. والثاني: النصب على الحال السَّادَّةِ مَسَدَّ الخَبَرِ، والتقدير: إنَّ صاحبَكُم واقفٌ محبوسًا بباب الجنة، ونحو ذلك، حُذِفَ الخبر، وسَدَّ الحالُ مسدَّهُ. انظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (827) . والثالث: النصب خبرًا لـ «إنَّ» ، على لغة من ينصب بـ «إنَّ» وأخواتها، الاسم والخبر جميعًا. ومنه قولُ أبي هريرة ح - في إحدى روايتي مسلم (195) -: «إِنَّ قَعْرَ جهنَّمَ لَسَبْعِينَ خريفًا» ، وقولُ نافع - راوي الحديث عن ابن عمر - أو مَنْ دونه: «ورأى (أي: ابن عمر) أنَّ ذلك مُجْزِئًا» . وقولُ أبي نُخَيْلة [من الرجز] : كأنَّ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفَا قادمةً أو قَلَمًا مُحرَّفَا ومنه: ما سُمِع من قولهم: «لعلَّ زيدًا أخانا» ، وحكي: «لعل أباك منطلقًا» . وكثر ذلك في خبر «ليت» ، ومن شواهده: قول ورقة بن نوفل: «ياليتني فيها جَذَعًا» - على أحد التخريجين - وقال ابنُ سلاَّم الجمحي: «سمعتُ أبا عَوْنٍ الحِرْمازي يقول: ليتَ أباك مُنْطَلِقًا، وليتَ زيدًا قاعدًا» . اهـ. وخصَّ بعض العلماء ذلك بخبر «لَيْتَ» فقط. وخصه بعضهم بخبر «لَيْتَ» و «لعل» و «كأنَّ» . وذهب غيرهم إلى جوازِ النصب مع «إنَّ» وأخواتها جميعًا، وهي لغةٌ لبعض العرب، لكنْ لم يُحْفَظ في خبر «لكنَّ» . والمانعون من ذلك يُنْكرون هذه اللغة ويؤوِّلون ما وَرَد من ذلك: إمَّا على إضمار «كان» أو غيرها والجملة هي الخبر، أو على الحال المغنية عن الخبر، أو تشبيهًا لـ «ليت» بـ «وددتُّ» و «تمنيتُ» ، و «كأنَّ» بـ «ظننتُ» - بحيث تكون «إنَّ» وأخواتها ناصبةً للاسم رافعةً للخبر؛ على ما هو الأصلُ المشهورُ المجمعُ على صِحَّتِه. انظر تفصيل ذلك وشواهده في: "طبقات فحول الشعراء" (1/78) ، و"شرح المفصَّل" (1/103- 104) ، و"المحتسب" (1/270) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (2/5- 10) ، و"شرح الكافية الشافية" له (1/516-518) ، و"التذييل والتكميل" لأبي حيان (4/278) ، (5/26- 32) ، و"ارتشاف الضرب" له (3/1242) ، و"مغني اللبيب" (ص49، 197، 283) ، و"همع الهوامع" (1/491) ، و"خزانة الأدب" (10/235) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (3/72) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 504 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَكَذَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (1) وعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ فِراس، عَنِ الشَّعبي؛ قَالَ: سمعتُ سَمُرَةَ! والشَّعْبِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ سَمُرَة. روى سعيدُ ابن (3) مَسْرُوقٍ (4) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنْ سَمْعَانَ ابن مُشَنَّج، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .   (1) قوله: «الطيالسي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (7/178 رقم6750) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص42) ، ولم يصرح في إسناده بسماع الشعبي من سمرة. وأخرجه الطيالسي في "المسند" (933) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/20 رقم20232) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/178 و179 رقم6751 -6753) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص43-44) من طرق عن فراس، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/11 و13 و20 رقم 20124 و20157 و20222) ، والطبراني في "الكبير" (7/179 رقم 6754) ، وفي "الأوسط" (3046) ، والحاكم في "المستدرك" (2/25) ، والبيهقي في "الشعب" (5156) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس" (ص45) من طرق عن الشعبي، به. (3) في (ش) : «عن» بدل: «بن» . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (15263) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/20 رقم20231 و20233) ، وأبو داود في "سننه" (3341) ، والنسائي (7/315 رقم4685) . (5) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/204) : «ولا نعلم لسمعان سماعًا من سمرة، ولا للشعبي من سمعان» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 505 551 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ سُلَيمان ابن عُبَيدالله (2) الرَّقِّي (3) ، عن عُبَيدالله (4) بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَة؛ قَالَ: سَأَلَ رجلٌ رسولَ الله (ص) : أُصَلِّي فِي الثَّوْبِ الَّذِي آتِي فِيهِ أَهْلِي؟ قَالَ: نَعَمْ؛ إلاَّ أَنْ تَرى فِيهِ شَيْئًا فَتَغْسِلُهُ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كَذَا رَوَاهُ مرفوعً (5) ، وإنما هو موقوفٌ (6) .   (1) قال ابن رجب في "فتح الباري" (2/136) : «وقال أبو حاتم الرازي والدارقطني: الصواب وقفه على جابر بن سمرة» . (2) في (أ) و (ش) : «عبد الله» . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (542) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/ 89 و97 رقم 20825 و20920 و20921) من طريق عبد الله بن ميمون الرقي، وأبي أحمد مخلد بن الحسن بن أبي زميل، وابن ماجه (542) من طريق يحيى بن يوسف الزمي، ثلاثتهم عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر به. قال عبد الله: «قَالَ أَبِي: هذا الحديث لا يرفع عن عبد الملك بن عمير» . كذا جاءت العبارة في المطبوع، وكذا نقلها ابن رجب في "فتح الباري" (2/136) . وقال: «يشير إلى أن من رفعه فقد وهم» . ونقلها ابن حجر في "أطراف المسند" (1/700) ، و"إتحاف المهرة" (3/64 و103) بلفظ: «هذا الحديث لا يرفعه غير عبد الملك» . وما في المطبوع أقرب للصواب بضميمة ما يأتي ذكره عن الدارقطني في"العلل"، والله أعلم. (4) في (ش) : «عبد الله» . (5) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) . (6) أخرجه هكذا الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/53) من طريق أبي عوانة، وابن المنذر في "الأوسط" (2/157) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عن عبد الملك بن عمير، عن جابر موقوفًا. وقال الدارقطني في "العلل" (4/97/ب) : «يرويه عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر عن سمرة مرفوعًا ... ، ولا يصح، والصَّحيح: ما رواه أبو عوانة، وأسباط بن محمد، وعبد الحكم بن منصور، وغيرهم، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة من قوله» . الحديث: 551 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 506 552 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ الْهَادِ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ بَنِي بَيَاضَة؛ أَنَّهُ سمعَ رسولَ الله (ص) وعَظَ الناسَ وحَذَّرهم وَقَالَ: المُصَلِّي يُنَاجِي رَبَّهُ، وَلاَ يَجْهَرْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ في القُرآن ِ. وَرَوَاهُ ابنُ الْهَادِ أَيْضًا عَلَى إثْرِ ذَلِكَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى الغِفارِيِّينَ (3) ؛ أَنَّهُ حدَّثه - هَذَا الحديثَ - البَياضِيُّ عن رسول الله (ص) ؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَوْلا أنَّ ابْنَ الْهَادِ جمعَ بَيْنَ الحديثَين، لكُنَّا نحكُم لهؤلاءِ الَّذِينَ يَرْوُونَهُ (4) . 553 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (5) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (367) ، وانظر المسألة الآتية برقم (667) . (2) هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. (3) وقيل: مولى الأنصار، وقيل: مولى بياضة، وقيل: التمَّار. انظر "تهذيب الكمال" (33/217) . (4) كذا في جميع النسخ. ومقصد أبي حاتم: ترجيحُ بعض الوجوه التي يرويها أكثرُ الرواة، لولا جمعُ ابن الهاد بين الحديثين. وسيأتي طرف لهذه المسألة برقم (667) فانظره إن شئت. (5) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (6/157) ، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (930) . ورواه ابن نصر (931) من طريق عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، قال: قال عمر، فذكره. الحديث: 552 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 507 عُمير، عَنْ أَبِي المَلِيح الهُذَلي (1) ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ يَقُولُ: لا إسلامَ لِمَنْ لم يُصلِّي (2) ؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَمْ يُدرِكْ أَبُو المَلِيح عمرَ، يُروى - عَنْ عبد الملك بْنِ عُمَير، عَن قَبِيصَة بْنِ جَابِرٍ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ ... (3) - هَذَا الكلامُ، لَمْ يُذْكَر فِي الإِسْنَادِ أبو المَلِيح (4) .   (1) قيل: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لِمَنْ لم يصلِّ» بحذف الياء، ولإثبات الياء هنا وجهان، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (3) من قوله: «عن قبيصة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (4) الحديث أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (928) من طريق قرة بن خالد، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة، عن المسور بن مخرمة قال: دخلت على عمر، فذكره. قال الدارقطني في "العلل" (2/211) : «وَرَوَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، فاختُلِف عليه: فرواه قرة بن خالد، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سمرة، عن المسور بن مخرمة، عن عمر. وخالفه شريك فرواه عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عن أبي المليح الهذلي، عن عمر. وقول قرة أشبه بالصَّواب» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 508 بَابٌ فِي الْوِتْرِ 554 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُلازِمُ بْن عَمْرٍو، وَمُحَمَّد بْن جَابِرٍ، فاختَلَفا: فروى مُلازِمُ بن عمرو (2) ، عن عبد الله بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْق، عَنْ أَبِيهِ طَلْق بْنِ علي، عن النبيِّ (ص) أنه قال: لاَ وِتْرَان ِ (3) في لَيْلَةٍ.   (1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (6748) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/23 رقم 16296) ، وأبو داود في "سننه" (1439) ، والترمذي في "جامعه" (470) ، والنسائي في "سننه" (3/229-230 رقم 1679) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1101) ، وابن حبان (2449) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (8/156 رقم166 و167) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/36) . وقال الترمذي: «حسن غريب» . (3) كذا في جميع النسخ ومصادر التخريج، والجادَّةُ: «لا وِتْرَيْنِ» ؛ لأنَّ اسم «لا» النافية للجنس إذا كان مفردًا: يُبْنَى على ما ينصب به، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ، ويخرَّج في العربية على وجهَيْن: الأوَّل: على لغة من يُلْزمُ المثنَّى وما يلحق به الألف مطلقًا، رفعًا ونصبًا وجرًّا؛ وهم: كنانة، وبنو الحارث ابن كعب، وبنو العنبر، وبنو الهُجَيْم، وبطونٌ من ربيعة، وبكر بن وائل، وزُبَيْد، وخَثْعَم، وهَمْدان، وفزارة، وعُذْرة؛ وهذا لأنهم يعاملون المثنَّى والملحق به معاملة الاسم المقصور؛ فيعربونَهُ بحركاتٍ أصليَّة مقدَّرة على الألف، رفعًا ونصبًا وجرًّا. ومن شواهد هذه اللغة: قولُهُ تعالى: [طه: 63] {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} ، بتشديد نون «إنَّ» ، و «هذان» بالألف، وهي قراءة العشرة إلا حفصًا وابن كثير وأبا عمرو، ومن الحديث - غير هذا الحديث - قول بعض الصحابة: «وفرقنا اثني عشر رجلاً» . ومن كلام العرب: «ضربْتُ يداه، ووضعتُهُ علاه» يريد: يدَيْهِ، وعلَيْهِ، وقولُ بعضهم: «لو استطعتُ، لأتيتُك على يَدَايَ» . ولها شواهد من الشعر كثيرة. وانظر هذه اللغة وشواهدها في: "شرح التسهيل" (1/62-63) ، و"التذييل والتكميل" (1/245-248) ، و"شرح الأشموني" (1/84-85) ، و"شرح المفصَّل" لابن يعيش (3/128-129) ، و"همع الهوامع" = = (1/145-147 باب المثنى) ، و"البحر المحيط" (6/238) ، و"معجم القراءات القرآنية" لعبد اللطيف الخطيب (5/448-453) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص157) ، و"شرح سنن النسائي" للسيوطي (3/230) ، و"حاشية السِّنْدي على سنن النسائي" (2/230) ، و"عون المعبود" (4/314) . والوجه الثاني: أنَّ «وتران» بالألف فاعلٌ لفعلٍ مقدَّرٍ، قال: «لا وتران» ، أي: لا يجتمعُ وتران، أو لا يجوزُ وتران في ليلة، بمعنى: لا ينبغي لكم أنْ تجمعوهما. ذكره السِّنْدي في "حاشية النسائي". وانظر "الحديث النبوي، في النحو العربي" لمحمود فجال (ص154-155) . والأوَّل أولى؛ لاحتياج الثاني إلى التقدير. الحديث: 554 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 509 وَرَوَى (1) مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ (2) ، عَنْ عبد الله بْنِ بَدْرٍ، عَنْ قَيْسِ (3) بْنِ طَلْق، عن النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يقُلْ: عَنْ أَبِيهِ؟ وَلَمْ يُبَيِّنْ (4) أيُّهما أصحُّ!   (1) في (ش) : «ورواه» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد كما في "أطراف المسند" (2940) ، و"إتحاف المهرة" (6667) من طريق محمد بن يزيد، عن محمد بن جابر، ولم نجدها في "المسند"، وإنما الموجود فيه (4/23 رقم 16289) رواية مُوسَى بْنِ دَاوُدَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جابر، عن عبد الله ابن بدر، عن طلق بن علي، عن أبيه، وهذه ذكرها ابن حجر أيضًا، ونبَّه على الخلاف فيها. (3) في (ت) و (ك) : «ميسر» . (4) يعني أباه. وهكذا جاءت العبارة في جميع النسخ! فإما أن يكون في النص سقط، أو يكون أبو حاتم هو الذي ذكر الاختلاف السابق، ولم يرجِّح، أو يكون عبد الرحمن بن أبي حاتم عرض الاختلاف على أبيه، فسكت ولم يُجبه بشيء؛ لكونه لم يحضره جواب، والله أعلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 510 وَوَجَدتُّ (1) أيُّوبَ بْنَ عُتْبَة (2) قَدْ وافقَ مُلازِمَ بْنَ عَمْرٍو فِي (3) توصيلِ هَذَا الحديثِ (4) عَنْ قَيْسِ بْنِ طَلْق نَفْسِه، فَقَالَ: عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ فدلَّ (5) أنَّ الحديثَ موصَّلً أصحُّ (6) . 554 /أ- حدَّثنا (7) عليُّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد المالكي (8) - حافظُ   (1) في (ت) و (ك) : «وودت» . (2) روايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (1192) ، وابن سعد في "الطبقات" (5/552) ، والإمام أحمد في "المسند" - كما في "أطراف المسند" (2940) ، و"إتحاف المهرة" (6667) ، وعزاه له الضياء في "المختارة" (8/157) ، وهو بهذا الإسناد غير موجود في المطبوع من "المسند"، ومحمد ابن نصر المروزي في "الوتر" (ص 132) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/342) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/333 رقم8247) . (3) في (ك) : «عمرو وفي» . (4) «توصيل هذا الحديث» ، أي: وَصْلُهُ. وسيأتي آخر المسألة «أن الحديث موصل» أي: موصول. وانظر التعليق على المسألة رقم (163) . (5) في (ت) و (ك) : «فيدل» . (6) بهامش النسخة (ف) تعليق على هذا الموضع؛ ونصه: «صح من هنا إلى الوريقة صح» . وهو تنبيه على وجود المسألتين التاليتين ملحقتين في وريقة أسفل الوجه الآخر من المخطوط. وانظر التعليق التالي. وقوله: «موصَّل» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) هذه المسألة والتي بعدها سقطتا من (ت) و (ك) ، وسقطتا أيضًا من أصل (ف) ، ثم أُلحقتا بوريقة أسفل الوجه التالي في المخطوط. (8) أخرجه أيضًا ابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (7/310) - عن شيخه علي بن الحسين به. ورواه أبو يعلى في "مسنده" (2900) ، وابن أبي الدنيا في "التهجد" (215) عن عبد الله بن عون، به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (5737) عن محمد بن عبد الله الحضرمي، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/538) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/331) من طريق أبي القاسم عبد الله ابن بنت ابن منيع، كلاهما - الحضرمي وابن بنت ابن منيع - عن عبد الله بن عون، به. ورواه البزار في "مسنده" كما في "زوائده" لابن حجر (1/324 رقم 507) ، وابن عدي في "الكامل" (2/368) من طريق الحسين بن علي بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بشر، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 511 حَدِيثِ مَالِكٍ والزُّهْري - قَالَ: سُئِل يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حديثٍ حدَّثنا به عبدُالله (1) بْنُ عَوْن الخَرَّاز (2) - وَكَانَ ثِقَةً - بِمَكَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْر العَبْدي، عَنْ مِسْعَر (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَامَ رسولُ الله (ص) حَتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ - أَوْ قَالَ: سَاقَاهُ - فَقِيلَ لَهُ: أليسَ قَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تقدَّم مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تأخَّر؟ قَالَ: أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟! ؟ فَقَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: الشَّيخُ (4) صدوقٌ، والحديثُ لا أصلَ لَهُ. فسمعتُ ابْنَ الجُنَيد يَقُولُ: إِنَّمَا رَوَاهُ مِسْعَر (5) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَن المغيرة بْن شُعْبَة، عَنِ النبيِّ (ص) (6) .   (1) في (ف) : «حدثنا به عن عبد الله» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» . (2) قوله: «الخَرَّاز» لم تنقط الخاء والزاي في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «الحزار» . والنص بكامله سقط من (ت) و (ك) ، والمثبت من "المؤتلف والمختلف" للدارقطني = = (1/538) ، و"الأنساب" للسمعاني (2/138-139) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/344) . (3) هو: ابن كِدام الرؤاسي. (4) يعني: عبد الله بن عَون. (5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1130 و6471) . وأخرجه أيضًا (4836) هو ومسلم (2819) من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ بن علاقة، به. وأخرجه مسلم أيضًا من طريق أبي عوانة، عَنْ زِيَادِ بْنِ عَلاقَةَ. (6) قَالَ الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ إلا عبد الله بن عون، عن محمد بن بشر، ورواه غيره عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَن المغيرة بْن شُعْبَةَ. وَرَوَاهُ أبو قتادة الحراني، عن مسعر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة. ورواه سيف بن محمد ابن أخت سفيان، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ المغيرة بن شعبة» . وقال ابن كثير في الموضع السابق: «غريب من هذا الوجه» . قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا يعرف بعبد الله بن عون الخراز، عن محمد بن بشر، ولم يروه من الثقات غيرُه، وعن محمد بن بشر فقال: عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، وهو خطأ، وقد اختلفوا على مسعر في هذا الحديث على ألوان. والحسين بن علي ابن الأسود سرق هذا الحديثَ من عبد الله بن عون على أن غير الحسين من الضعفاء قد سرق منه أيضًا» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1248) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «والصَّحيح حديث مسعر ومن تابعه عن زياد، عن المغيرة» . وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1/252) بعد أن ذكره من طريق أبي يعلى: «هو معلول، والمشهور: عن مِسْعَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عن المغيرة بن شعبة ح» . اهـ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 512 554/ب - وسألتُ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد المالكي عَنْ حديثٍ حَدَّثناه (1) عَنْ يَحْيَى بْنِ طَلْحة اليَرْبوعي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرير (2) ، عَنْ لَيْث (3) ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص)   (1) في (أ) و (ش) : «حدثنا» . ويعني: ابن الجنيد، وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (17340) . وأخرجه الطبراني في "معجمه"، وابن مردويه في "تفسيره"- كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/44) - والقضاعي في "مسند الشهاب" (509) من طريق يحيى بن طلحة، به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/46 رقم11025) من طريق يحيى بن زكريا المعلم، عن أبي معاوية، به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (20/41) من طريق العلاء بن المسيب، عمن ذكره، عن ابن عباس، به موقوفًا. (2) هو: محمد بن خازم. (3) هو: ابن أبي سُليم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 513 أَنَّهُ قَالَ: مَنْ لَمْ تَنْهَهُ (1) صَلاَتُهُ عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ، لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ تَعَالَى (2) إلاَّ بُعْدًا؟ فسمعتُ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الْجُنَيْدِ يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ وَزُور (3) (4) .   (1) في (ف) : «ينهه» . (2) قوله: «تعالى» من (ف) فقط. (3) قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/387) : «أفحش علي بن الجنيد فقال: كذب وزور» . ورواه أحمد في "الزهد" (ص 199) ، وأبو داود في "الزهد" (134) ، والطبراني في "الكبير" (9/103 رقم8543) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: قال عبد الله بن مسعود، فذكره موقوفًا. قال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (2) : «باطل، وهو مع اشتهاره على الألسنة لا يصحُّ من قبل إسناده ولا من جهة متنه» . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (22/5-6) : «هذا الحديث ليس بثابت عن النبي (ص) ، لكن الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ كما ذكر الله في كتابه، وبكل حال فالصَّلاة لا تزيد صاحبها بعدًا؛ بل الذي يصلي خير من الذي لا يصلي، وأقرب إلى الله منه، وإن كان فاسقًا» . (4) بعده في (ف) : «يتلوه باب الأذان» ؛ إشارة إلى ربط الجزء الساقط الذي ألحق بالوريقة بما في أصل النسخة. وانظر التعليق في أول المسألة السابقة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 514 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَذَانِ 555 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ (2) ، عَنِ الحَسَن بْنِ الحَكَم، عَنْ أَبِي هُبَيرة يَحْيَى بْنِ عَبَّاد الأَنْصَارِيِّ، عَنْ شيخٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إنَّ المُؤَذِّنَ يُغْفَرُ لَهُ مَدَى صَوْتِهِ، وَيُصَدِّقُهُ كُلُّ رَطْبٍ ويَابِسٍ. وَرَوَى هَذَا الحديثَ وُهَيْبٌ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّاد، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . وَكَذَا رَوَاهُ جَرِيرٌ (5) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّاد، عَنْ عَطَاءٍ - رجلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (6) ، وَلَمْ يرفَعْهُ؟   (1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/308-309/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/366) ، وقال ابن رجب في "فتح الباري" (3/434) : «قال أبو زرعة والدارقطني: «حديث معمر وَهمٌ، والصحيح حديث منصور» . (2) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (2349) . (3) هو: ابن خالد. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1613) . (4) هو: ابن المعتمر. (5) هو: ابن عبد الحميد. وقد تابعه على هذه الرواية زائدة ابن قدامة، وفضيل بن عياض. وروايتهم ذكرها الدارقطني في "علله" في الموضع السابق. (6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . ووقع في "البدر المنير": «موقوفًا» على الجادَّة، لكن ابن الملقن يتصرف في النقل. الحديث: 555 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 515 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ حديثُ منصور (1) . قيل لأبي زرعة: قَالَ عَبْدُ الرَّزاق (2) : عَنْ مَعْمَر (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبَّاد بْنِ أُنَيس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ مَعْمَر وَهَمٌ (5) . 556 - أَخْبَرَنَا (6) أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (7) : حدَّثنا (8) أبي، عن المُعَلَّى ابن أسد (9) ، عَن وُهَيب؛ أَنَّهُ قَالَ لمنصور: مَنْ (10) عطاءٌ هذا،   (1) كذا في جميع النسخ! وفيه إشكال؛ فمنصور اختُلِف عليه في رفع الحديث ووقفه، فأي روايتيه الصَّحيحة؟! والسياق يدلُّ على إعلال أبي زرعة للرواية المرفوعة، فصواب العبارة إذن: «الصحيحُ: حديث جرير عن منصور» ، وهو الموافق لما صوَّبه الدارقطني، كما سيأتي نقله، والله أعلم. (2) روايته في "المصنف" (1863) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/266 رقم 7611) ، وإسحاق بن راهويه (152) ، وعبد بن حميد (1437/المنتخب) . (3) هو: ابن راشد. (4) في (ك) : «أبي هبيرة» . (5) ذكر الدارقطني في "العلل" (1613) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «ووهم فيه معمر ... ، والصحيح: قول زائدة وفضيل بن عياض وجرير» ، أي: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عباد، عن عطاء؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المدينة يقال له: عطاء، عن أبي هريرة موقوفًا. وانظر المسألة التالية. (6) انظر المسألة السابقة. (7) قوله: «أخبرنا أبو محمد؛ قال» من (ت) و (ك) فقط، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منها. (8) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» بالواو. (9) في (ت) و (ش) و (ك) : «أسيد» ، وهناك من حاول إصلاحها في (ت) فكادت تُطمَس. (10) في (ك) : «بن» بدل: «من» . الحديث: 556 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 516 أهو (1) ابنُ أَبِي رباح؟ قَالَ: لا، قلتُ: فهو عطاءُ بْن يسار؟ قَالَ: لا، قلتُ: من هُوَ؟ قَالَ: رَجُل. 557 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عثمانُ بْنُ صالِح (3) المِصْري، عَنِ ابنِ لَهِيعَة (4) ، عَن عُقَيل (5) ، عَنِ الزُّهْري، عن أنس ابن مالك: أنَّ رسولَ الله (ص) أمر بلالا أن يَشْفَعَ الأَذَانَ ويُوتِرَ الإقامَةَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .   (1) في (ف) : «قال هو» وضرب الناسخ على قوله: «قال» . (2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (2/291/مخطوط) ، ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (1/271) ، ومغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1189) قول أبي زرعة: «هذا حديث منكر» . قال ابن الملقن: «ومراده بقوله: " هذا حديث منكر " بالنسبة إلى هذه الطريق التي سئل عنها فقط» . اهـ. وانظر المسألة المتقدمة برقم (268) و (359) . (3) في (ت) و (ك) : «عثمان بن أبي صالح» . وروايته = = أخرجها ابن المنذر في "الأوسط" (3/17) ، والدارقطني في "الأفراد" (86أ، 87/ب/أطراف الغرائب) . قال الدارقطني: «تفرد به عثمان بن صالح، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل» . (4) كذا في (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «أبي لهيعة» . وهو: عبد الله. (5) هو: ابن خالد الأَيْلي. (6) قال الإمام أحمد- كما في "مسائل ابن هانئ" (2/237 رقم2310) -: «هذا باطل» . ومرادهم جميعًا إعلالُ الحديث من هذا الطريق؛ وإلا فقد رواه البخاري في "صحيحه" (603 و605 و606 و607) ، ومسلم (378) من طرق عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ، به مرفوعًا. الحديث: 557 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 517 بَابٌ فِي الاِسْتِسْقَاءِ 558 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ الحَسَن الأَسَدي (2) ، عَنْ شَريكٍ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ (4) ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قال: اسْتَسْقَى رسولُ الله (ص) فَقَالَ: اللَّهُمَّ، اسْقِنَا غَيْثًا مَريعًا (5) طَبَقًا (6) ، عَاجِلاً غَيْرَ رائِثٍ (7) ، نافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ. قَالَ: فَمَا بَرِحْنا حَتَّى طَبَّقَتْ (8) عَلَيْنَا سَبعًا، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ قَدْ حَبَسَ (9) ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، حَوَالَيْنا ولاَ عَلَيْنا؛ فَتَفَرَّجَتْ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنِ شُرَحبيل بْنِ السِّمْط، عَنْ كَعْبِ ابن مُرَّة، عن النبيِّ (ص) (10) .   (1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/22/مخطوط) بعض هذا النص. (2) في (ت) : «الأسيدي» . وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" (49) ، والطبراني في "الدعاء" (2184) . (3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (4) هو: ابن المعتمر. (5) قال ابن الأثير في "النهاية" (4/320) : «المَرِيعُ: المُخْصِبُ النَّاجِعُ» . (6) أي: مالئًا للأرض، مغطِّيًا لها. يقال: غيثٌ طَبَقٌ، أي: عامٌّ واسع. "النهاية" (3/113) . (7) أي: غير بطيءٍ متأخِّرٍ. "النهاية" (2/287) . (8) قال ابن منظور: «طَبَّقَ الماءُ وجهَ الأرض: غطَّاه» . "لسان العرب» (10/210) . (9) في (ت) : «حيس» . والمعنى: أنه قد حبس الركبان؛ كما عند ابن أبي الدنيا في "المطر والرعد" رقم (49) . (10) الحديث على هذا الوجه أخرجه الطبراني في "الكبير" (20/319 رقم 756) من طريق بدل بن المحبر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، ومنصور بن المعتمر، وقتادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمط، عَنْ كعب بن مرة أو مرة بن كعب - شك شعبة -، عن النبي (ص) به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1294) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/235 رقم 8062) ، وعبد بن حميد (372/المنتخب) ، والطحاوي في "شرح = = معاني الآثار" (1/323) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/380) ، والطبراني في "الكبير" (20/318 و319 رقم755 و756) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/355) من طرق عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة وحده، عن سالم، به. وقد رواه البخاري في "صحيحه" (1013 و1014) ، ومسلم (897) من طريق شَرِيكِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ أنس به، نحوه. الحديث: 558 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 518 559 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر العَبْدي، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عَلْقَمَة، عن كَثير (2) بن [حُبَيْش] (3) ، عن أنس ابن مَالِكٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى رسول الله (ص) وهو على المِنْبَر، فقال: ادْعُوا (4) اللهَ أَنْ يَسْقِيَنا! فرفعَ يدَيه - وما في السَّمَاء   (1) روى العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/992) هذه المسألة عن ابن أبي حاتم إجازة، وجوَّدها وضبطها. (2) في "تصحيفات المحدثين": «كبير» بالباء الموحدة، في المواضع الثلاثة في هذه المسألة. (3) بالحاء المهملة، ثم الباء الموحَّدة، وآخره شين معجمة، مصغَّرًا. وفي (ت) و (ش) : «خُنيس» بالخاء المعجمة، ثم النون، وآخرها سين مهملة. وفي (ك) : «خنبس» بالباء الموحدة بدل الياء، ولم تنقط في (أ) و (ف) ، والمثبت من "تصحيفات المحدثين" للعسكري، وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (7/209) ، و"الجرح والتعديل" (7/150 رقم839) و"الإكمال" لابن ماكولا (2/340) ، و"تعجيل المنفعة" لابن حجر (2/144) . (4) كذا في جميع النسخ بإثبات الواو بعدها ألفٌ، وفي "تصحيفات المحدِّثين": «ادْعُ» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّه مخاطبةٌ للواحد لا للجماعة، وهو رسولُ الله (ص) ، لكن إثبات الواو هنا يخرج على وجهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . وبيَّنَّا سبَبَ كتابة الألف بعد الواو في المسألة رقم (1025) . الحديث: 559 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 519 قَزَعَةٌ (1) - فاسْتَسْقَى ... فذكَرَ الحديثَ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ [ابْنُ بِشْر] (2) : عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ كَثِير بن [حُبَيْش] (3) ، والصَّحيحُ: كَثِيرُ بْنُ خُنَيْس (4) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) .   (1) القَزَعَةُ: واحدةُ القَزَع: وهي القِطَعُ من السَّحابِ المتفرِّقةُ. "المصباح المنير" (قزع) (ص 502) . (2) في جميع النسخ: «ابن نمير» ، والتصويب من "تصحيفات المحدثين". وروايته لم نقف عليها، لكن أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/359) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن محمد بن عمرو، به. (3) انظر التعليق على هذا اللفظ في أول المسألة. (4) في (ك) : «خنبس» بالباء الموحدة، ولم تنقط الكلمة في (أ) و (ف) ، وضبطها العسكري فقال: «بالنون والسين غير المعجمة» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 520 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي السَّهْوِ 560 - وسمعتُ (1) أَبِي (2) يَقُولُ فِي حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ أيُّوب النَّصِيبي، عَنْ أَبِي ضَمْرَة أَنَس بْن عِياض، عَنِ الحارث بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذُبَاب، عَنْ عُمَرَ بن عُبَيدالله بن أبي الوَقَّاد (3) : أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى لَهم بِمِنًى صلاةَ المَغرِب، فسلَّم فِي الرَّكْعتَين، فسبَّح بِهِ الناسُ حتى عَلِمَ، فقام فصلَّى الركعةَ الثالثةَ، فسلَّم، ثُمَّ سجَدَ سجدَتَين وَهُوَ جالسٌ بعد السَّّلام. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَكَذَا روى مُوسَى، وأخطأَ فِيهِ؛ إِنَّمَا هُوَ: أنَّ أَنَسً (4) صلَّى المَغرِب، وعمرُ بن عُبَيدالله بن أبي (5) الوَقَّاد (6) تابعيٌّ.   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (499) . (2) قوله: «أبي» في موضعه بياض في (ت) . (3) كذا في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «الرقاد» بالراء، وتقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (499) . (4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) . (5) قوله: «أبي» مكرر في (أ) . (6) في (ف) : «الرقاد» ، وقد ضبَّب عليها ناسخا (ت) و (ك) . الحديث: 560 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 521 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي سُجُودِ القُرْآن ِ 561 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) وحَدَّثنا عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّار (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُقبَة بْنِ أَبِي العَيْزار، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (3) ، وَعَنْ [إِدْرِيسَ] (4) الأَوْدي، كِلاهُمَا عَنْ عاصِم بْنِ بَهْدَلَة (5) ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْش (6) ، عن صَفْوان ابن عَسَّال؛ قَالَ: سَجَدَ (7) بِنَا رسولُ الله (ص) فِي: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ *} (8) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَاصِم (9) ، عَن زِرٍّ؛ قَالَ: قرأَ عمَّار عَلَى المِنْبَرِ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ *} ، فنَزَلَ فسجَدَ، ويحيى ضعيفُ الحديث.   (1) في (أ) و (ش) : «أبي» مكان: «أبا زرعة» . (2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (8/68 رقم7393) ، وابن عدي في "الكامل" (7/223) ، والدارقطني في "الأفراد" (144/أ/أطراف الغرائب) . وقال: قال لنا أبو القاسم بن منيع: «هذا غريب لا أعلم رواه غير يحيى بن عقبة» . ثم قال الدارقطني: «وحديث صفوان، عن النبي (ص) غريب من حديث إدريس الأودي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عاصم، تفرَّد به يَحْيَى بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي العيزار، عنهما» . (3) هو: محمد بن عبد الرحمن. (4) في جميع النسخ: «أبي إدريس» ، وهو تصحيف، فليس في هذه الطبقة من يكنى: أبا إدريس، ونسبته الأودي، وإنما هو «إدريس الأودي» ، وهو إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، وهو المعروف بالرواية عن عاصم بن بهدلة؛ كما في "تهذيب الكمال" (2/299-300) ، وانظر مصادر التخريج السابقة. (5) هو: ابن أبي النَّجود. (6) في (ت) : «رز بن حبيس» بسين مهملة، وفي (ك) : «رزين بن حبيس» . (7) في (ت) و (ك) : «فسجد» . (8) سورة الانشقاق. (9) في (ك) : «إنما هو: عن عاصم» . الحديث: 561 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 522 قلتُ: وَرَوَاهُ (1) الثَّوْري (2) ، وحمَّادُ بنُ سَلَمة (3) ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (4) ، عَن عَاصِمٍ، عَن زِرٍّ، عن عَمَّار، موقوف (5) . 562 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرفي (6) ، عَنْ عليِّ بْنِ نَصْرٍ، عن عبد الله (7) المَدِيني، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف؛ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْري؛ قال: سجَدَ النبيُّ (ص) سَجْدَةً فَأَطَالَ السُّجودَ حَتَّى ظَنَنْتُ أنَّ اللَّهَ قبضَ رُوحَهُ، ثُمَّ رفع رأسَهُ فسألتُهُ   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «روى» . (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5284 و5883) ، ومن طريقه ابن حزم في المحلَّى" = = (5/61) . وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/316) من طريق سفيان وشعبة وشريك، عن عاصم، به. (3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/356) ، وقرن معه شعبة والثوري. (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (4251) و (4358) . (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة: موقوفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (6) لم نقف على روايته على هذا الوجه؛ لكن أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/147-148) عنه، قال: حدثنا يمان بن نصر قال: حدثنا عبد الله المدني قال: حدثنا مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، به مختصرًا. أي: زاد في إسناده «محمد بن المنكدر» . وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1069) ، والطبراني في "الأوسط" (4768) من طريق الجراح بن مخلد، عن يمان بن نصر، به مطولاً. قال الطبراني: «لا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ أَبِي سعيد إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به اليمان بن نصر» . (7) في (ت) و (ك) : «عبيد الله» . الحديث: 562 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 523 عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ جِبْريِلَ _ج لَقِيَني فَقَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ، وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيْكَ سَلَّمَ اللهُ عَلَيْهِ - أحسَبُه قَالَ: عَشْرًا - فَسَجَدتُّ للهِ شُكْرًا. وَرَوَاهُ عمرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو (1) ، [عن عاصم ابن عمر بن قَتادة] (2) ، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) .   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها عبد بن حميد (157/المنتخب) ، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (236) من طريق خالد بن مخلد، والحاكم في "المستدرك" (1/550) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عمرُو بن أبي عمرو، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/191 رقم 1664) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ عمرو، عن عبد الواحد، عن عبد الرحمن بن عَوْف، به. وأخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" (237) من طريق عبد العزيز الدَّراوَرْدي، عَنْ عمرُو بْنِ أَبِي عمرو، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جده..، فزاد فيه: «عن أبيه» . (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "الجرح والتعديل" (7/315-316) ؛ حيث ذكر هذه المسألة هناك فقال: «محمد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ: سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخدري، عن النبي (ص) : أنه سجد سجدة الشكر؛ فيما رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ على ابن نصر عن عبد الله المديني، عن محمد بن عبد الرحمن بن عوف. وروى عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي (ص) فسمعتُ أبى يقول هو وهم، والصَّحيح حديث عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف، عن عبد الرحمن ابن عوف» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 524 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حديثُ أَبِي سعيد وَهَمٌ، والصَّحيحُ حديثُ عبد الرحمن بن عَوْف (1) .   (1) ذكر الدارقطني في "العلل" (1664) وجوه الاختلاف على عبد الواحد في هذا الحديث، ثم قال: «والصوابُ: قولُ سعيد بن سلمة والداروردي، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو» . اهـ. ورواية سعيد بن سلمة والداروردي التي ذكرها الدارقطني: عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، عن عبد الواحد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، ولم نقف على هذه الرواية على هذا الوجه، إنما روى ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة" رواية الدراوردي، فقال: عبد الواحد، عن أبيه، عن جده، كما تقدم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 525 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْجُمُعَةِ 563 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: حديثُ سَمُرَةَ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ، فَلْيَتَصَدَّقْ بِدينَارٍ: لَهُ إسنادٌ صالحٌ، همَّامٌ (2) يرفعُهُ، وأيُّوب أَبُو العلاء (3) يروي عَنْ قَتَادَةَ، عَن قُدامَة بْن وَبْرَة، لا يذكُرُ (4) سَمُرَةَ. وَهُوَ حديثٌ صالحُ الإسناد (5) .   (1) انظر المسألة الآتية برقم (577) . (2) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (943) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5534) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/8 و14 رقم 20087 و20159) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/176) ، وأبو داود في "سننه" (1053) ، وفي "مسائل أحمد" (1880) ، والنسائي في "سننه" (3/89 رقم 1372) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/484) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1861) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4239) ، وابن حبان في "صحيحه" (2788 و2789) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/235 رقم6979) ، والحاكم في "المستدرك" (1/280) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) من طرق عنه، عَنْ قَتَادَةَ، عَن قُدامَة بْن وَبْرَة، عن سَمُرة، به مرفوعًا. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/176-177) تعليقًا من طريق حجاج الأحول، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) من طريق سعيد بن بشير، كلاهما عن قتادة، به. وخالفهم خالد بن قيس: فرواه عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة، به. وستأتي هذه الرواية في المسألة رقم (577) . (3) هو: ابن أبي مسكين أبو العلاء القصَّاب. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1054) ، وفي "مسائل أحمد" (1880) ، والروياني في "مسنده" (855) ، والحاكم في "المستدرك" (1/280) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) . (4) في (ت) و (ك) : «ولا يذكر» بالواو. (5) قال الإمام أحمد في الموضع السابق من "مسائله": «همام عندي أحفظ» . وقال البخاري في الموضع السابق: «ولا يصح حديث قدامة في الجمعة» . الحديث: 563 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 526 564- وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِكْرِمَة بْنُ عمَّار، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (2) قَالَ: ثَلاَثٌ هُنَّ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ... (3) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يقولونَ: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان، عَنْ رجلٍ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (4) . 565- وسمعتُ (5) أَبِي يَقُولُ: عبدُالرحمن ابن يَزِيدَ بْن جَابِر: لا أعلمُ أحدًا من أهل العراق يُحَدِّث عَنْهُ، والذي عِنْدِي: أنَّ الذي يَرْوِي عَنْهُ أَبُو أُسامة (6) وحُسَيْنٌ الجُعْفيُّ (7) واحدٌ، وهو عبد الرحمن بْن يَزِيدَ بْن تَمِيم (8) ؛ لأنَّ أبا أُسامة روى عن عبد الرحمن ابن يزيد، عن   (1) نقل بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/48-49) . وانظر المسألة رقم (595) . (2) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (ف) . (3) للحديث تتمَّة انظرها في المسألة رقم (595) . (4) هذا ما رجَّحه أبو زرعة هنا، وهو خلاف ما رجَّحه مع أبي حاتم في المسألة رقم (595) من أن الصواب: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أبي سعيد، موقوفًا. (5) نقل هذه المسألة ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص152-153) ، ونقل ابن الملقن بعضها في "تحفة المحتاج" (1/525) . (6) هو: حماد بن أسامة. (7) هو: حسين بن علي بن الوليد الجُعْفي. (8) وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (5/300) : «فالذي يحدث عنه أبو أسامة ليس هو ابن جابر؛ هو: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم» . وسأله ابنه عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم؟ فقال: «عنده مناكير، يقال: هو الذي روى عَنْهُ أَبُو أُسَامَةَ وحسين الجعفي وقالا: هو ابن يزيد بن جابر، وغلطا في نسبه، ويزيد بن تميم أصح، وهو ضعيف الحديث» . وقال الدارقطني في تعليقه على "المجروحين" لابن حبان (ص 157) : «الذي يروي عنه حسين هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وأبو أسامة يروي عن عبد الرحمن بن يزيد هذا؛ ابن تميم فيقول: ابن جابر، ويغلط في اسم جده» . الحديث: 564 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 527 القاسِم (1) ، عَنْ أَبِي أُمامَة خمسةَ أحاديثَ - أو سِتَّة أحاديثَ - مُنكَرةً، لا يَحْتملُ أن يُحَدِّثَ (2) عبدُالرحمن بْن يَزِيدَ بْن جَابِر مثلَهُ (3) ، ولا أعلم أحدًا من أهل الشَّام روى عَنِ ابْنِ جَابِر من هذه الأحاديثِ شَيْءً (4) .   (1) هو: ابن عبد الرحمن، أبو عبد الرحمن الدمشقي. (2) من قوله: «عن عبد الرحمن بن يزيد ... » إلى هنا سقط من (ك) . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «مثلها» ، أي: مثل هذه الأحاديث الخمسة أو الستة، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأول: أنَّ الضمير مذكَّر «مِثْلَهُ» ، ويعود إلى الأحاديث باعتبار مفرده، والتقدير: مِثْلَ أيِّ حديث من هذه الأحاديث، أو نحو ذلك. وهذا من باب الحمل على المعنى بإفراد الجمع، وانظر التعليق عليه في المسألة رقم (1135) . والثاني: أنَّ الضمير مؤنَّث، والأصل: «مِثْلَهَا» ، لكنْ حذفتْ منه الألف، ونُقِلَتْ حركةُ الهاء إلى اللام فأصبَحَتْ: «مِثْلَهْ» ، وهذه لغة طيِّئ ولخم. وقد أوضحناها في التعليق على المسألة رقم (235) . (4) قال السخاوي في "القول البديع" (ص319) : «لهذا الحديث علة خفيَّة، وهي أن حسينًا الجعفي أخطأ في اسم جد شيخه: عبد الرحمن بن يزيد، حيث سماه جابرًا؛ وإنما هو تميم، كما جزم به أبو حاتم وغيره، وعلى هذا فابن تميم منكر الحديث، ولهذا قال أبو حاتم: إن هذا الحديث منكر. وقال ابن العربي: إنه لم يثبت. وقال أبو اليمن: إنه غريب» . وقوله: «شيء» كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «شيئًا» ، وما في النسخ جَارٍ على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة (34) ، وقد جاء على الجادة في "جِلاء الأفهام". الجزء: 2 ¦ الصفحة: 528 وَأَمَّا حسينٌ الجُعْفي (1) : فَإِنَّهُ رَوَى عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي الأَشْعَث (2) ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أوس، عن النبيِّ (ص) - فِي يَوْمِ الجُمُعة- أَنَّهُ قَالَ: أفْضَلُ الأَيَّامِ يَوْمُ الجُمُعَةِ؛ فِيهِ الصَّعْقَةُ، وفِيهِ النَّفْخَةُ، وفيهِ كَذَا. وَهُوَ حديثٌ منكرٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ غيرَ (3) حُسَيْنٍ الجُعْفي (4) . وأما عبدُالرحمن بْنُ يَزِيدَ بْنِ تَمِيم: فَهُوَ ضعيفُ الحديث،   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (8697) ، وأحمد في "المسند" (4/8 رقم16162) ، وأبو داود في "سننه" (1047 و1531) ، والنسائي (3/91 رقم 1374) ، وابن ماجه (1085 و1636) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1577) ، والبزار (8/411 رقم3485) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1/308) . (2) هو: شَراحيل بن آدَة الصنعاني. (3) قوله: «غير» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التوجيه اللغوي لنظيره؛ في التعليق على المسألة رقم (487) . (4) ذكر ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/681) هذا الحديث وقال: «قالت طائفة: هو حديث منكر، وحسين الجعفي سمع من عبد الرحمن بن يزيد بن تميم الشامي، وروى عنه أحاديث منكرة فغلط في نسبته. وممن ذكر ذلك: البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو داود، وابن حبان، وغيرهم. وأنكر ذلك آخرون وقالوا: الذي سمع منه حسين هو ابن جابر» . وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (2/3-4) : «ذكر البخاري وأبو حاتم، وتبعهما ابن حبان: أن حسين بن علي الجعفي غلط في عبد الرحمن بن يزيد ابن تميم [كذا وصوابه: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر] ، كما جرى لأبي أسامة فيه، وأن هذا الحديث عن "ابن تميم" لا عن "ابن جابر". ولا يكون [أي قول هؤلاء] صحيحًا، وردَّ ذلك الدارقطني [أيضًا] ، فخصَّ أبا أسامة [أي دون حسين بن علي الجعفي] بالغلط فيه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 529 وعبدُالرحمن بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ثقةٌ (1) . 566 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ كَثِير (3) ،   (1) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدًا يرويه إلا شداد بن أوس، ولا نعلم له طريقًا غير هذا الطريق عن شداد، ولا رواه إلا حسين ابن علي الجعفي، ويقال: إن عبد الرحمن بن يزيد هذا هو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، ولكن أخطأ فيه أهل الكوفة: أبو أسامة والحسين الجعفي، على أن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم لا نعلم روى عن أبي الأشعث، وإنَّما قالوا ذلك لأن عبد الرحمن بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ثِقَةٌ، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم لين الحديث، فكان هذا الحديث فيه كلام منكر عن النبي فقالوا: هو لعبد الرحمن بن تميم أشبه» . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (ص392) عن البخاري أنه قال: «أهل الكوفة يَروون عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر أحاديث مناكير وإنما أرادوا عندي: عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وهو منكر الحديث وهو بأحاديثه أشبه منه بأحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر» . وقال أبو عبيد الآجري عن أبي داود: «أبو أسامة روى عن عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، وغلط في اسمه = = فقال: ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال: وكلُّ ما جاء عن أبي أسامة: ثنا عبد الرحمن بن يزيد؛ فهو ابن تميم» . نقله ابن رجب في "شرح العلل" (2/681) . وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/212) : «روى الكوفيون أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ووهموا في ذلك، فالحملُ عليهم في تلك الأحاديث، ولم يكن غير ابن تميم الذي إليه أشار عمرو بن علي، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر، والله أعلم» . (2) ذكر ابن رجب في "فتح الباري" (5/466) حكم أبي حاتم وأبي زرعة على هذا الحديث. وستأتي هذه المسألة برقم (573) و (2700) . (3) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (33 و1603) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/519) ، والبزار في "مسنده"- كما في "البداية والنهاية" (8/685) ، والطبراني في "الأوسط" (5950) ، وابن عدي في "الكامل" (3/288) ، وابن مردويه في "المنتقى من حديث أبي الشيخ" (72) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1477 و1478) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/556) من طرق عنه، عن الزهري وحده، عن سعيد بن المسيب، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/288) ، وابن مردويه في "المنتقى من حديث أبي الشيخ" (73) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة"- كما في "البداية والنهاية" (8/685-686) - من طريق عاصم بن علي، والبيهقي في "دلائل النبوة" (2/556) من طريق سعيد ابن سليمان، كلاهما عن سُلَيْمَان بْن كثير، عَنْ يَحْيَى ابن سعيد - وحده - عن سعيد بن المسيب، به. الحديث: 566 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 530 عَنِ الزُّهْري وعن (1) يَحْيَى (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يخطُبُ إِلَى جِذْعِ نَخْلَةٍ (3) ، فَحَنَّتْ (4) ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْن سعيد (5) ، عن حَفْص بن عُبَيدالله، عن جابر، عن النبيِّ (ص) (6) ، فأما من حَدِيث الزُّهْري: فهو   (1) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «وعن» . (2) المعنى: أن سليمان بن كثير روى الحديث أيضًا عن يحيى - وهو: ابن سعيد الأنصاري - كما رواه عن الزهري. (3) في (ت) و (ك) : «نخلته» . (4) أصل الحنين: ترجيعُ الناقة صوتَها إثْرَ ولدِها، والمعنى هنا: أن الجِذْعَ نَزَع واشتاقَ إلى النبيِّ (ص) . انظر "النهاية" (1/452) . (5) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (34) عن محمد ابن كثير، عن سُلَيْمَان بْن كثير، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (918 و3585) من طريق محمد بن أبي جعفر وسليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، به. وانظر "تحفة الأشراف" (2/171-172) . (6) قال الدارقطني في "العلل" (4/ل83/أ) : «يرويه يحيى ابن سعيد الأنصاري، واختُلِف عنه: فرواه سُلَيْمَان بْن كثير، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، وخالفه مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كثير؛ رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن عبيد الله بن حفص بن أنس، عن جابر، ورواه سويد بن عبد العزيز، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حفص بن عبيد الله بن أنس، عن جابر، وهو الصواب» . اهـ. وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذان الإسنادان عن الزهري وعن يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب، عن جابر، لا أعلم يرويهما عنهما غير سليمان بن كثير» . وقال ابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" (1/231) : «غريب من حديث الزهري، ما رأيته إلا من رواية سليمان بن كثير عنه» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 531 عمَّن حَدَّثه، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . 567 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الجُعْفي (3) ، عَنْ زَائِدَةَ (4) ، عَنْ هِشَامٍ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَخُصُّوا لَيْلَةَ الجُمُعةِ بِقيام ٍ، ولاَ يَوْمَ الجُمُعةِ بِصِيامٍ؟ فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابن سِيرين، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَل (6) ، لَيْسَ فِيهِ ذكرُ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ رَوَاهُ أيُّوبٌ (7) وهشامٌ وغيرُهما كذا ... مُرسَلً (8) .   (1) من قوله: «فأما من حديث الزهري ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال البصر. ورواية الزهري للحديث على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5253) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/251) . (2) أشار لهذه المسألة ابن عبد الهادي في "المحرر في الحديث" (652) . (3) هو: حسين بن علي. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1144) ، وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/394 رقم 9127) من طريق عوف الأعرابي، عن ابن سيرين، به، نحوه مختصرًا. (4) هو: ابن قدامة. (5) هو: ابن حسَّان القردُوسي. (6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (7) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتياني. وروايته ذكرها الدارقطني في "علله" (10/43) مسألة رقم (1843) ، وذكر هناك اختلاف الرواة على أيوب فيه. (8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . الحديث: 567 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 532 قلتُ لَهما: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ، مِنْ زَائِدَةَ أَوْ مِنْ حُسَيْنٍ؟ فقالا: ما أَخْلَقَهُ أَنْ يكونَ الوَهَمُ مِنْ حُسَيْنٍ (1) ! 568 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُقَدَّمي (2) ، عَن مُعْتَمِر بْن سُلَيمان، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كانت الخُطْبَة قبل الصَّلاة؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَن حُمَيد، عَنِ الحَسَن، بدلَ: أنس (4) .   (1) قال الدارقطني في "التتبع" (ص 146 رقم22) : «وهذا لا يصح عن أبي هريرة؛ وإنما رواه ابن سيرين، عن أبي الدرداء في قصة طويلة لسلمان وأبي الدرداء، ورواه [أيوب] وهشام وغيرهما كذلك» . وقال في "العلل" (1453) : «هو حديث يرويه عوف الأعرابي، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، وتابعه حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، وكلاهما وهم. وأما حديث عوف: فالوهمُ فيه منه على ابن سيرين، وأما حديث هشام فالوهمُ فيه من حسين الجعفي على زائدة؛ لأن زائدة من الأثبات لا يحتمل هذا» . اهـ. وذكر أوجه خلاف أخرى وصوَّب أنه عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الدرداء. وقال في "العلل" (1843) بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «والصَّواب عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الدرداء. وسلمان، وهو مرسل عنهما؛ لأن ابن سيرين لم يسمع من واحد منهما» . (2) هو: محمد بن أبي بكر. (3) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (4) لم نجد من أخرج هذا الحديث من طريق المقدَّمي، ولا من طريق معتمر بن سليمان، ولم نجد من أخرجه بهذا اللفظ، ولكن أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (5679) من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيَّان، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كانت الصَّلاة في العيدَين قبل الخُطبة. وكذا أخرجه ابن المنذر في "الأوسط" (4/272) من طريق عبد الله بن بكر، عن حميد، عن أنس. ثم أخرجه ابن المنذر عقبه من طريق حماد، عن حميد، عن الحسن - مرسلاً -: أن رسول الله (ص) وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يصلُّون، ثم يخطبُون، فلما كثُر الناسُ على عهد عثمان رأى أنهم لا يدركون الصَّلاة؛ خَطَبَ، ثم صلَّى. فإن كان هذا هو الحديث، فهو مقلوب المتن هنا في "العلل"، وهو في العيدين، لا في الجمعة، والله أعلم. الحديث: 568 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 533 569 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ الْحَارِثِ (4) ، عَنْ عليٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ الصَّلاة والإمامُ يَخْطُب. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَهُوَ مِنْ تَخاليطِ ابْنِ جَابِرٍ، والحديثُ هُوَ حديثُ سُلَيْكٍ الغَطَفاني (5) .   (1) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (2) روايته أخرجها أبو سعد الماليني في كتابه كما في "الأحكام الوسطى" لعبد الحق (2/112-113) . (3) هو: عمرو بن عبد الله بن السَّبيعي. (4) هو: ابن عبد الله الأعور. (5) قال عبد الحق: «ليس في هذا الإسناد من يحتج به غير أبي إسحاق، فأما محمد بن أبي مطيع وأبوه فغير معروفين فيما أعلم، ومحمد بن جابر ضعيف؛ كان قد عَمِيَ، فاختلط عليه حديثه، والحارث ضعيف» . اهـ. تنبيه: وقع في "الأحكام الوسطى": «أبو سعيد الماليني» ، ولذا قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/224) : «كذا وقع في النسخ.. وتكرر له هذا العمل من قوله: أبو سعيد الماليني ... وصوابه: أبو سعد الماليني» . اهـ. ولم يصرح عبد الحق هنا باسم كتاب الماليني، = = ولكنه ذكر في (2/146) أن اسمه: "المؤتلف والمختلف"، وأنه لم يره. وحديث سُلَيك الغطفاني الذي أشار إليه أبو حاتم: رواه البخاري (930 و931 و1166) ، ومسلم (875) من حديث جابر بن عبد الله؛ قال: جاء سُليك الغطفاني يوم الجمعة ... فذكره. الحديث: 569 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 534 570 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ مُحَمَّدِ ابن يَحْيَى بْنِ حسَّان (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِسْكِينٍ أَبِي فَاطِمَةَ (3) ، عَنْ حَوْشَب (4) ، عَنِ الحَسَن (5) ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو أُمَامة يَرْوِي عَنْ رَسُولِ الله (ص) (6) : إنَّ الغُسْلَ يومَ الجُمُعَةِ لَيَسُلُّ الخَطَايا مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ اسْتِلالاً. فَقَالَ أَبِي: هَذَا منكرٌ، الحَسَنُ عَنْ أَبِي أُمَامَة لا يجيءُ، ووَهَنَ أَمْرُ مِسْكينٍ عِنْدِي بِهَذَا الْحَدِيثَ. 571- وسألتُ (7) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الصَّعْقُ بْنِ حَزْن (8) ، عَنْ عليِّ بْنِ الحَكَم، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قال: أتَاني   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (608) . وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/329) في ترجمة مسكين أبي فاطمة: «سألت أبي عنه؟ فقال: وَهَنَ أمرُ مسكين أبي فاطمة بهذا الحديث؛ حديث أبي أُمامة في "الغسل يوم الجمعة". (2) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (8/256 رقم7996) من طريق إسماعيل بن بشر بن منصور، عن مسكين، به. (3) هو: مسكين بن عبد الله. (4) هو: ابن عقيل. (5) هو: البصري. (6) قوله: «يروي عن رسول الله (ص) » مكرر في (ت) . (7) انظر المسألة رقم (593) . (8) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4228) من طريق شيبان بن فروخ، عنه، به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/293) من طريق عارم، عَنِ الصَّعق بْنِ حَزْنٍ، عَنْ عليِّ بن الحكم، عن عثمان بن عمير، عن أنس، به. هكذا بزيادة عثمان بن عمير. الحديث: 570 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 535 جِبْريلُ _ج بِمِرْآةٍ، فَإِذا في (1) وَسَطِهِ نُكْتَةٌ بَيْضاءُ (2) ، فَقَالَ: هَذهِ الجُمُعَةُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عليِّ بن الحكم، عن عثمان بْنِ [عُمَير] (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: نَقَصَ الصَّعْقُ رَجُلا من الوَسَط (4) .   (1) قوله: «في» ليس في (ت) و (ك) و (ف) . (2) كذا في جميع النسخ، وفي "مسند أبي يعلى": «بمثل المِرآة البَيْضاء، فِيهَا نُكتةٌ سَوْدَاءُ» ، ونحوه في "الأوسط" للطبراني (6717) ، و"الترغيب والترهيب" للأصبهاني (892) ، ولفظه في "ضعفاء العقيلي": «وفي يده كالمرآة البَيْضاء، في وسَطِهَا كالنُّكتة السوداء» ، فجميع الألفاظ متفقة على أن المرآة بيضاء، والنكتة سوداء، وعلى ذلك جاء لفظ الحديث في المسألة رقم (593) فلعلَّ ما وقع هنا وَهَمٌ وخطأٌ. وأيضًا: قوله: «في وسطه» كانت الجادَّة فيه أن يقال: «في وَسَطِهَا» ، أي: المرآة، لكنَّ ما وقع في الأصول الخطية صحيحٌ في العربية، ويَحْتمل وجهين: الأول: أن يكون الأصل: «في وسَطِها» ، لكن حذفت ألف ونقلت فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها؛ على لغة طيِّئٍ ولخم. وانظر تفصيل القول على هذه اللغة وشواهدها في المسألة رقم (235) . والثاني: أنَّ الضمير في «وَسَطِهِ» للمذكَّر، وهو عائدٌ إلى المرآة باعتبار المعنى؛ كأنه يقول: في وَسطِ المذكور، أو في وسط ما أتاني به جبريلُ، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث. انظر التعليق على المسألة رقم (270) . (3) في جميع النسخ: «عثمان» بدل: «عمير» ، وضُبِّب عليها في (أ) و (ت) ، وكتب بهامش (أ) بخط مغاير: «عمير» ، وهو الصَّواب، وسيأتي ذكر هذا الحديث في المسألة الآتية برقم (593) ، ووقع هناك: «مثل حديث أبي اليقظان» ، وأبو اليقظان هو عثمان بن عمير كما في "التقريب" (4539) . (4) انظر طرق هذا الحديث في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" للخطيب (2/264-268) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 536 572 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّامٌ (2) ، وعبدُ الوارث (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَة؛ قَالَ هَمَّام: عَنْ أَبِي مِسْعَر، وَقَالَ عَبْد الْوَارِثِ: عَنْ أَبِي مَعْشَر (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ أَبِي مَسْعُود البَدْري - قالا (5) -: لا صلاةَ قبلَ خُروج الْإِمَام يومَ العيد؟ فَقَالا: ما قَالَ عبدُ الْوَارِثِ أشبَهُ؛ عَنْ أَبِي مَعْشَر. قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ شُعْبَة، عَنْ أَبِي المُعَلَّى (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كَرِهَهُ. قَالَ أَبِي: فلا أدري حَفِظَ أَبُو المُعَلَّى، أو (7) الخَبَرَينِ صَحِيحَينِ (8) . وسألتُ أَبَا زرعة عن هذا الحديث؟   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (325) دون ذكر رواية شعبة، عن أبي المعلى، إلى آخر المسألة. (2) هو: ابن يحيى العَوْذي. (3) هو: ابن سعيد. (4) هو: زياد بن كليب. (5) كذا في جميع النسخ، وهو يعني: همامًا وعبد الوارث، وقد يكون صوابه: «قال» ؛ يعني: أبا مسعود البدري. (6) هو: يحيى بن ميمون العطَّار. (7) في (ت) و (ك) : «إذ» بدل: «أو» . (8) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة بالألف، والأصل: لا أدري أحَفِظَ أبو المُعَلَّى، أو الخَبَران صَحيحان؟ لكنَّ ما جاء في النسخ يخرَّج على الإمالة؛ أميلت الألف فكتبت ياءً، لانكسار النون بعدها في الكلمتين ولسيقها بالياء أيضًا في «صحيحين» وعلى ذلك تنطق العبارة بالألف الممالة: «أو الخَبَرَينِ صَحِيحَينِ» . وانظر للإمالة التعليق على المسألة رقم (25) ، و (124) . الحديث: 572 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 537 فَقَالَ: هَذَا حديثٌ آخَرُ؛ هَذَا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وذاكَ عَنْ أَبِي مَسْعُود (1) . 573 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ كَثير، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ، فلمَّا وُضِعَ المِنبَرُ وصَعِدَ (3) عَلَيْهِ؛ حَنَّ (4) الجِذْعُ. وَرَوَاهُ أَيْضًا سُلَيمان بْن كَثِير، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: جميعًا عِنْدِي خطأٌ (5) . أما حديثُ الزُّهْري: فإنه يُروى عَنِ الزُّهْري، عمَّن سَمِعَ جَابِر (6) ، عن النبيِّ (ص) (7) ، ولا يُسَمِّي أحدًا، ولو كَانَ سمعَ من سعيد، لَبادَرَ   (1) تقدم تخريج الحديث في المسألة رقم (325) من طريق همام، ونزيد هنا فنقول: رواه النسائي (3/181-182 رقم1561) من طريق سفيان الثوري، عن الأشعث، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ ثعلبة بن زهدم: أن عليًّا استخلف أبا مسعود على الناس، فخرج يوم عيد فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ ليس من السنة أن يُصلَّى قبل الإمام. وانظر "العلل" للدارقطني (1067) ، و"مصنف ابن أبي شيبة" (5739 و5740) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (566) ، وستأتي برقم (2700) . (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «فصعد» . (4) في (ت) : «حتى» بدل: «حنَّ» . (5) الأصل: هما جميعًا خطأٌ عندي، فحذف المبتدأ «هما» ؛ للعلم به. انظر: شرح الألفية، باب الابتداء. (6) كذا في جميع النسخ: «جابر» بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. والجادَّة: «جابرًا» . وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) من قوله: «قال أبي: جميعًا عندي ... » إلى هنا سقط من (ش) ؛ لانتقال البصر. الحديث: 573 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 538 إِلَى تسميتِهِ، ولم يُكَنِّ عَنْهُ. وأما حديثُ يَحْيَى بْن سَعِيدٍ: فإنما هُوَ ما يَرْوِيهِ عامَّةُ الثقات (1) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ حَفص ابن عُبَيدالله [بْنِ] (2) أَنَسٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 574 - وسمعتُ أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو قُتَيبة (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (4) ، عَنْ شُعْبَة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي ركعَتَين بَعْدَ المَغرِب، وركعَتَين بَعْدَ الجُمُعَة فِي بَيْتِه؟ فَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ شُعْبَة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (5) ، مَوْقُوفٌ (6) . والمرفوعُ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (7) ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر،   (1) قوله: «الثقات» سقط من (ف) . (2) في جميع النسخ: «عن» بدل: «بن» ، وهو خطأ وتصحيف، وصوِّبت في (أ) بخط مغاير. وقد جاءت على الصواب في المسألة رقم (2700) . وانظر ترجمة حفص بن عُبَيدالله بن أنس في "تهذيب الكمال". (3) هو: سَلْم بن قتيبة. وروايته أخرجها أبو يعلى في "معجم شيوخه" رقم (52) . ... وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/356) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/509) من طريق علي ابن ثابت، عن ابن أبي ذئب، به. (4) هو: محمد بن عبد الرحمن. (5) من قوله: «عن النبيِّ (ص) أنه كان يصلي ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال البصر. (6) كذا، يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (7) روايته على هذا الوجه أخرجها أبو يعلى في "معجم شيوخه" (51) ، وعنه ابن حبان في "صحيحه" (2487) من طريق سَلْم بن قُتَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1945) ، وأحمد في "المسند" (2/23 رقم 4757) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (781) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/336) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/356) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/13) ، جميعهم من طريق ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر، به مرفوعًا. وأخرجه مالك في "الموطأ" (1/166) عن نافع، به. ومن طريق مالك وغيره رواه البخاري في "صحيحه" (937) ، ومسلم (882) . الحديث: 574 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 539 عن النبيِّ (ص) . وَأَبُو قُتَيْبَةَ كثيرُ الوَهَمِ، يُكتَبُ حديثُهُ (1) . 575 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الحَسَن (4) ، [عَنْ سَمُرَة] (5) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ.   (1) قال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (698-699) : «سَأَلْتُ أَبَا زُرْعَةَ، عْنَ حَدِيثٍ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابن عباس، وعن نافع، عن ابن عمر حديث ابن أبي ذئب "كان النبي (ص) يصلِّي الركعتين قبل المغرب في بيته"؟ فأنكر حديث شعبة جدًّا» . وقال أيضًا: «فضعَّف الحديث جدًّا، وأنكره» . (2) نقل ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/49) ، وابن الملقن في "تحفة المحتاج" (1/514) بعض هذا النص. (3) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (5/8 و15 و16 و22 رقم 20089 و20174 و20177 و20259) ، وأبو داود في "سننه" (354) وغيرهما، وتابع همامًا عليه، شعبةُ، وروايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (5/11 رقم 20120) ، والنسائي في "سننه" (1380) ، والترمذي في "جامعه" (497) . وأبو عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكري، روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (7/199 رقم 6820) . وأخرجه البزار في "مسنده" (4540) من طريق يونس ابن عبيد، عن الحسن، به. (4) هو: البصري. (5) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولا بدَّ منه كما يدلُّ عليه قول أبي حاتم في آخر المسألة: «هَمَّام ثقة وصلَه» ، وانظر "نصب الراية" (1/88) . الحديث: 575 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 540 وَرَوَاهُ أَبَانُ (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ الحسن: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (2) ؛ هَمَّام ثِقَةٌ وَصَّلَهُ، وأَبَانُ لَمْ يُوصِّلْه (3) . 576 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عليُّ ابن الجَعْد (4) ، عن أبي   (1) هو: ابن يزيد العطار، وروايته لم نقف عليها، والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5311) عن معمر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/296) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، عن الحسن، به مرسلاً. (2) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة بالألف؛ لأن الأصل: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، فـ «هما» مبتدأ حُذف للعلم به، والخبر: «صحيحان» ، وأمَّا مجيئه بالياء فقد ذكرنا له وجهَيْنِ في العربية في التعليق على مثله في المسألة رقم (25) . (3) انظر "العلل الكبير" للترمذي (ص 86) ، و"المرسل الخفي" للشريف حاتم (3/1375-1381) . وقوله: «وصَّله» و «يوصِّله» بتشديد الصاد، وهو في معنى: «وَصَلَهُ» و «يَصِلُهُ» . وانظر التعليق على المسألة رقم (163) . (4) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (3455) . ومن طريق البغوي رواه ابن عدي في "الكامل" (3/365) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/12) . قال البغوي: «وهو عندي: سعيد بن زربي؛ لأن هذه الأحاديث حدث بها سعيد بن زربي» . ورواه ابن سعد في "الطبقات" (7/44) من طريق يزيد ابن هارون، والطبراني في "الكبير" (1/189 رقم = = 498) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن سعيد ابن زربي، عن أبي المليح، عن أبيه، به. ورواه أحمد في "المسند" (5/74 و75 رقم20700 و20702 و20703 و20711 و20713 و20715) ، وأبو داود في "سننه" (1057) ، والنسائي (2/111 رقم 854) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1658) ، وابن حبان (2081) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/186) من طريق قتادة، عن أبي المليح، به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1417) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (1924) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/74 رقم 20704 و20705 و20707) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/21) ، وأبو داود في "سننه" (1059) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1863) ، وابن حبان (2079) ، والحاكم في "المستدرك" (1/293) من طريق خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي المليح، به. وللحديث طرق أخرى عن أبي المليح، عن أبيه، به. وقد جاء في بعض روايات الحديث: أن ذلك كان في «يوم حنين» ، وفي بعض الروايات: أنه كان «زمن الحديبية» . الحديث: 576 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 541 مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي المَلِيح بْنِ أُسَامَةَ (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: غَزَوْتُ مع رسول الله (ص) غزوةَ (2) حُنَيْن، فوافقَ يومُ جُمُعةٍ يومَ مَطَرٍ، فأمَرَ بلالً (3) فَنَادَى: أنْ صَلُّوا فِي الرِّحَال؟ وسألتُ (4) أَبِي: مَنْ أَبُو معاويةَ هَذَا؟ فَقَالَ: هُوَ سعيدُ بْنُ زَرْبي.   (1) قيل: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد. وأبوه: أسامة بن عمير الهذلي. (2) قوله: «غزوة» سقط من (أ) و (ش) . (3) كذا في جميع النسخ: «فأمر بلال» ، وله ضبطان: الأول: «فأَمر بلالً» يكون الفعل مبنيًّا للفاعل، و «بلال» : مفعوله، والفاعل ضمير مستتر يعود إلى رسول الله (ص) ، وجاء «بلالً» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: «فأُمِرَ بلالٌ» ويكون الفعلُ مبنيًّا للمفعول، و «بلالٌ» نائبُ فاعله؛ فيكون مرفوعًا، وحُذف الفاعل هنا؛ للعلم به، وأنيب المفعول به مكانه. وانظر في جواز حذف ما يُعْلَمُ: التعليق على المسألة رقم (24) . (4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 542 577 - قَالَ (1) : وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُوح بْنُ قَيس (3) ، عَنْ أَخِيهِ خَالِدِ بْنِ قَيس، عَنْ قَتادة، عَنِ الحَسَن (4) ، عَنْ سَمُرَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ مُتَعَمِّدًا فَعَلَيْهِ دِينَارٌ، فَإنْ لَمْ يَجِدْ فَنِصْفُ دينَارٍ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوُونَ هَذَا الحديثَ عَنْ قَتادة، عَنْ قُدَامَة بْنِ وَبْرَة، عَنِ النبيِّ (ص) (5) . 578 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل ابن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيان (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَن ثَعْلَبَة بْن أَبِي مالك (7) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كُنَّا نتكلَّم، وعمرُ عَلَى المِنبَرِ، والمؤذِّنُ يؤذِّن، فإذا سَكَتَ المؤذِّنُ سَكَتْنا؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ ثعلبةُ فقطْ، لَيْسَ فِيهِ: عَنْ أبيه (8) .   (1) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (563) . (3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/177) تعليقًا، وأبو داود في "مسائله للإمام أحمد" (1880) ، وابن ماجه في "سننه" (1128) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (1662) ، والروياني في "مسنده" (809) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/219 رقم6911) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/248) . لكن وقع عند البخاري في "التاريخ الكبير": «نوح بن قيس، عن أبيه» . (4) هو: البصري. (5) تقدم تخريجه في المسألة رقم (563) . (6) هو: الثوري. (7) هو: ثعلبة بن أبي مالك القرظي. (8) الحديث رواه مالك في "الموطأ" (1/103) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (5352) ، والشافعي في "المسند" (1/139- ترتيب السندي) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/408) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/370) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (9/435) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/192) من طريق الزهري، عَن ثعلبة بْن أَبِي مالك به، وليس فيه: «عن أبيه» . وكذا رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5296) من طريق يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن ثعلبة. الحديث: 577 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 543 579 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي العِشْرين (2) ، عَنِ الأوزاعيِّ (3) ، عَنْ يَحْيَى (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: المُتَعَجِّلُ (5) إِلَى الجُمُعَةِ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي غلطٌ؛ لأنَّ النَّاسَ يَروونه (6) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عليِّ بْنِ سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (7) ؛ وهذا أشبَهُ (8) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (600) . (2) هو: عبد الحميد بن حبيب. وروايته أخرجها = = ابن عبد البر في "التمهيد" (22/26) . وأخرجه الدارمي في "مسنده" (1584) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/276) تعليقًا، كلاهما من طريق محمد بن يوسف، عن الأوزاعي، به، وكذا رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1768) من طريق مبشر بن إسماعيل، عن الأوزاعي. (3) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (4) هو: ابن أبي كثير. (5) في (ك) : «المعجل» . (6) كهشام الدستوائي، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" 6/276) تعليقًا، قال البخاري: «وتابعه شيبان» . وتابعهما عكرمة بن عمَّار كما سيأتي في كلام الدارقطني الآتي. (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (8) قال الدارقطني في "العلل" (1408) : «يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنه: فرواه الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) . وقال شيبان وعكرمة بن عمار: عن يحيى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة موقوفًا، ويشبه أن يكون هذا أصح» . والحديث رواه البخاري (881) ، ومسلم (850) من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أن رسول الله (ص) قال: «من اغتسلَ يوم الجمعة غُسلَ الجَنابَة، ثم راح، فكأنما قرَّب بَدَنَهً، ومن راح في السَّاعة الثانية فكأنما قرَّب بقرةً ... » فذكره بطوله. الحديث: 579 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 544 580 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ المَقْبُري (3) ، عن عبد الله بْنِ وَدِيعَة، عَنْ سَلْمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي غُسْلِ يوم الجُمُعَة (4) . قَالَ المَقْبُري: فحدَّث أَبِي (5) عُمَارَةَ (6) ابن عَمْرِو بْنِ حَزْم وأنا معه، فَقَالَ: أَوْهَمَ (7) ابنُ وَدِيعَة؛ سمعتُهُ من سَلْمان، وَهُوَ يَقُولُ: وزيادُة ثلاثةِ أيَّام.   (1) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (5/364-365) بعض هذا النص، وانظر المسألة رقم (581) و (603) . (2) في (ف) : «خازم» ، وهو: عبد العزيز بن أبي حازم. (3) هو: سعيد بن أبي سعيد، وروايته من هذا الوجه أخرجها الطبراني في "الكبير" (6/271 رقم6189) . (4) يعني ما أخرجه البخاري في «صحيحه» (883 و910) من حديث سلمان الفارسي ح؛ قال: قال رسول الله (ص) : «من اغتَسَلَ يومَ الجُمُعَة وتطهَّر بما استطاعَ من طُهْر، ثم ادَّهن أو مسَّ من طِيبٍ، ثم راحَ فلم يفرِّقْ بين اثنَين، فصلَّى ما كُتب له، ثم إذا خرجَ الإمامُ أنصَتَ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بينَهُ وبينَ الجُمُعَة الأُخرى» . (5) يعني: كيسان المَقْبُري. (6) في (ت) و (ك) : «فحدث ابن عمارة» ، وقوله: «فحدَّث أبي عُمارَة» ، «أبي» : فاعلُ «حدَّث» ، و «عمارة» مفعولُهُ. (7) أي: أسقط من المتن جملةً؛ قال الفيومي في "المصباح المنير" (2/674) : «"أوهم" من الحساب مِئةً مثل "أسقط" وزنًا ومعنى، وأوهم من صلاته ركعةً: تركها» . الحديث: 580 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 545 قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذئب (1) ، عن المَقْبُري، عن عُبَيدالله (2) بْنِ وَدِيعَة، عَنْ سَلْمان، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ولم يذكُرِ الكلامَ الأخير (3) . وَرَوَاهُ ابنُ عَجْلان (4) ، عَنِ المَقْبُري، عَنْ أبيه، عن عبد الله بْنِ وَدِيعَة، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ (5) ؟ قَالَ: اتَّفَقَ نَفْسان ِ على سلمان؛ وهو الصَّحيحُ (6) .   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. (2) في (ش) : «عبد الله» . (3) اختُلِف على ابن أبي ذئب، فرواه الإسماعيلي - كما في "فتح الباري" لابن حجر (2/371) - من طريق حماد بن مسعدة وقاسم بن يزيد الجرمي، كلاهما عن ابن أبي ذئب بمثل روايته هنا. ورواه البخاري (883 و910) من طريق ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ المَقبُري، عن أبيه، عن ابن وَدِيعَة، عن سلمان. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (2/371) : «وبيَّن الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ سَعِيدٍ: أن عمارة إنما سمعه من سلمان؛ ذكره الإسماعيلي، وأفاد في هذه الرواية أن سعيدًا حضر أباه لما سمع هذا الحديث من ابن وديعة، وساقه الإسماعيلي من رواية حماد بن مسعدة وقاسم بن يزيد الجرمي، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سعيد، عن ابن وديعة، ليس فيه: " عن أبيه "، فكأنه سمعه مع أبيه من ابن وديعة، ثم استثبت أباه فيه، فكان يرويه على الوجهين» . (4) هو: محمد. وروايته عند أحمد في "المسند" (5/177 رقم21539) ، وابن ماجه في "سننه" (1097) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1763 و1764 و1812) . (5) في (ك) : «أيهما أصح» . (6) الذي يظهر: أن ترجيح أبي حاتم وأبي زرعة - كما سيأتي - إنما هو في كون الحديث عن سلمان، لا عن أبي ذر أو أبي هريرة، بلا التفات إلى الخلاف في إثبات أبي سعيد المقبري أو إسقاطه؛ وإلا فإنهما قد رجحا في المسألة التالية أن الصواب: عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن وَدِيعَة، واختلفا في الصحابي، فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي ذر أشبه، وقال أبو حاتم: عن سلمان أشبه، وقال: «حديث ابن أبي ذئب - أي عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن وَدِيعَة، عن سلمان - أشبه؛ لأنه قد تابعه عليه الضحاك بن عثمان» . ومن هذا الوجه أخرجه البخاري (883 و910) . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (5/364) : «ونقل - أي ابن أبي حاتم - عن أبيه وأبي زرعة أنهما قالا: حديث سلمان الأصح، وكذا قال علي بن المديني والدارقطني، وهو الذي يقتضيه تصرف البخاري» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (2/371) بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «وإذا تقرر ذلك عرف أن الطريق التي اختارها البخاري أتقن الروايات، وبقيتها إما موافقة لها أو قاصرة عنها أو يمكن الجمع بينهما» . وانظر "العلل" (1108 و2045) ، و"التتبع" (ص206) كلاهما للدارقطني، و"هدي الساري" لابن حجر (ص352) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 546 قلتُ: فعُبَيدالله بن وَدِيعَة، أو عبد الله؟ قال: الصَّحيحُ: عُبَيدالله (1) بْنِ وَدِيعَة (2) ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابن أَبِي ذئب أصحُّ؛ لأنه أحفظُهم (3) . قلتُ: عَنْ سَلْمَانَ؟ قَالَ: نعم. قلتُ: فعُبَيدالله أصحُّ، أو عبد الله؟ قال: عبد الله (4) بْن وَدِيعَة أصحُّ. قلتُ: فابنُ أبي ذئب يقول: عُبَيدالله؟   (1) في (ك) : «عبد الله» . (2) سيأتي عنه في المسألة التالية أنه قال: «يقال: عُبَيدالله ابن وديعة، ويقال: عبد الله» . (3) سيأتي عنه في المسألة التالية أنه قال: «حديث ابن عَجْلان أشبه» . (4) قوله: «قال: عبد الله» سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 547 قال: حِفْظي عنه: عبد الله. وقلتُ (1) لأَبِي: فإنَّ يونس بْن حَبِيب حدَّثنا عَنْ أَبِي دَاوُدَ (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عَدِيّ بْن الخِيار، عَنْ سلمان، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ: أَخْطَأَ أَبُو دَاوُدَ؛ حدَّثنا (3) آدَمُ العَسْقَلاني (4) وغيرُ واحدٍ (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدِ، عن أبيه، عن عُبَيدالله بْنِ وَدِيعَة، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 581 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ (7) ، عن صالح ابن كَيْسان، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُرِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فَاغْتَسَلَ الرَّجُلُ وتَطَيَّبَ وَلَبِسَ مِنْ خَيْرِ مَا يَجِدُ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ   (1) في (ت) و (ك) : «قلت» بلا واو. (2) هو: الطيالسي. وروايته في "مسنده" (479) . قال ابن حجر في "هدي الساري" (ص 353) : «وهذه رواية شاذة؛ لأن الجماعة خالفوه، ولأن الحديث محفوظ لعبد الله بن وديعة، لا لعُبَيدالله بن عدي» . (3) في (ش) : «وحدثنا» . (4) في (ت) و (ك) : «اد العسقلاني» ، وهو: آدم بن أبي إياس. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (883) . (5) منهم عبد الله بن المبارك، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (910) . (6) انظر المسألة السابقة رقم (580) ، والآتية برقم (603) . (7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1803) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/243) . الحديث: 581 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 548 اثْنَيْن، ثُمَّ اسْتَمَعَ لِلإِْمَامِ (1) ؛ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الجُمُعَةِ إِلَى الجُمُعَةِ وَزِيادَةُ ثَلاَثَةِ أيّامٍ (2) ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ هُوَ: عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عن أبيه، عن عبد الله بْنِ وَدِيعَة؛ قَالَ ابنُ عَجْلان (3) : عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وَقَالَ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (4) : عَنْ سَلْمان الْخَيْرِ (5) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابن عَجْلان (6) أشبَهُ (7) . وَقَالَ أَبِي: حديثُ ابْنِ أَبِي ذئْبٍ أشبَهُ؛ لأَنَّهُ قد تابعَه الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ. وَقَالَ (8) أَبِي: قَالَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ابنُ أَبِي ذئبٍ أثبتُ فِي   (1) في (ك) : «الإمام» . (2) قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/365) : «ولا ريب أن الذين قالوا فيه: «عن أبي هريرة» جماعةٌ حفَّاظ، لكن الوهم يسبق كثيرًا إلى هذا الإسناد؛ فإن رواية «سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أو عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» سلسلةٌ معروفة، تسبق إليها الألسُن، بخلاف رواية: "سعيد، عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان"؛ فإنها سلسلةٌ غريبة، لا يقولها إلا حافظٌ لها متقن» . (3) أي: في روايته لهذا الحديث عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن وديعة، وقد تقدمت في المسألة السابقة رقم (580) . (4) أي: في روايته عن سعيد المقبري، عنعُبَيدالله بن وَدِيعَة، وقد تقدمت في المسألة السابقة رقم (580) . (5) هو لقب سلمان الفارسي ح. (6) من قوله: «عن أبي ذر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛بسبب انتقال بصر الناسخ. (7) تقدم في المسألة السابقة أنه قال: «حديثُ ابن أَبِي ذئب أصحُّ؛ لأنه أحفظُهم» . (8) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 549 المَقْبُري (1) مِنَ ابْنِ عَجْلان (2) . قَالَ أبي: وروى هذا الحديثَ أَبُو مَعْشَر (3) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي وَدِيعَة، عن النبيِّ (ص) . أسقَطَ أَبُو مَعْشَر مَنْ فوقَ ابنِ وَدِيعَة، وكَنَّى ابنَ وَدِيعَة (4) . قال أبي: يقال: عُبَيدالله بن وَدِيعَة، ويقال: عبد الله (5) . 582 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (7) ، عَنْ أَسِيد بن أبي أَسِيد، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ تَرَكَ الجُمُعَةَ ثَلاَثًا مِنْ غَيْرِ ضَرورَةٍ، فَقَدْ طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ؟   (1) في (ت) : «المفترى» . (2) قال ابن حجر في "هدي الساري" (ص353) : «وأما ابن عجلان: فلا يقارب ابن أبي ذئب في الحفظ، ولا تعلل رواية ابن أبي ذئب مع إتقانه في الحفظ برواية ابن عجلان مع سوء حفظه، ولو كان ابن عجلان حافظًا لأمكن أن يكون ابن وديعة سمعه من سلمان ومن أبي ذر، فحدث به مرَّة عن هذا، ومرَّة عن هذا، وقد اختار ابن خزيمة في "صحيحه" هذا الجمع، وأخرج الطريقين معًا» . (3) واسمه: نَجيح بن عبد الرحمن. (4) في (ف) : «ابن أبي وديعة» . قال ابن حجر في "هدي الساري" (ص353) : «وأما أبو معشر فضعيف، لا معنى للتعليل بروايته» . (5) تقدم في المسألة السابقة أنه قال: «الصَّحيحُ: عُبَيدالله ابن وَدِيعَة» . وانظر "العلل" للدارقطني (1108) . (6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/328/مخطوط) ترجيح أبي حاتم لحديث ابن أبي ذئب. (7) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1126) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (1657) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1856) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3183) ، والحاكم في "المستدرك" (1/292) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/247) ، وفي "الشعب" (2744) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/332 رقم 14559) ، وابن ماجة في "سننه" (1126) من طريق زهير بن محمد، والطبراني في "الأوسط" (273) من طريق سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ. وَابْنُ عبد البر في "التمهيد" (16/240) من طريق عبد الله بن جعفر. ثلاثتهم عن أَسِيد، به. وقال البيهقي في "السنن" عقب رواية ابن أبي ذئب السابقة: «تابعه سليمان بن بلال، عن أسيد» . الحديث: 582 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 550 قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (1) ، عَنْ أَسِيد، عَنِ ابْنِ (2) أَبِي قَتادة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) . قلتُ: فأيُّهما أشبَهُ؟ قَالَ: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ أحفَظُ مِنَ الدَّرَاوَرْدي، وَكَأَنَّهُ أشبَهُ، وكأنَّ الدَّرَاوَرْدي لزمَ الطَّريق (3) . 583 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الدَّرَاوَرْدي (4) ، عن   (1) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها الإمام = = أحمد في "المسند" (5/300 رقم 22558) . والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3184) ، والحاكم في "المستدرك" (2/488) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/240) . (2) قوله: «بن» سقط من (ف) . (3) ورجح الدارقطني في "العلل" (4/127/ب) طريق ابن أبي ذئب. وخالفهما ابن عبد البر؛ فقال عقب رواية عبد الله بن جعفر السابقة: «هكذا قال عبد الله بن جعفر في هذا الحديث، جعله عن جابر والأول - عندي - أولى بالصواب على رواية الدراوردي. وعبد الله بن جعفر هذا هو والد علي بن المديني، وهو علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح، وعليٌّ أحد أئمة الحديث، وأبوه عبد الله بن جعفر مدني ضعيف» . قلنا: كأنه خفي على ابن عبد البر متابعة ابن أبي ذئب وغيره له. (4) هو: عبد العزيز بن محمد. الحديث: 583 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 551 الرَّبَذي (1) ، عَنْ أيُّوب بْنِ خَالِدِ بن صفوان؛ أنَّ أَوْسً (2) الأنصاريَّ حدَّثه، عن عبد الله (3) بْنِ رَافِعٍ مَوْلَى أمِّ سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْضَلُ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ الجُمُعَةِ، وَهُوَ الشَّاهِدُ وَالمَشْهُودُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أيُّوبُ بْنُ خَالِدِ بْنِ صفوان بن أَوْس، عن عبد الله بْنِ (4) رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (5) . 584 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثَيْنِ رواهما يَاسينُ بْن معاذ الزَّيَّات (7) ، عَنِ الزُّهْري:   (1) في (ك) : «الزبيدي» . والرَّبَذي هو: موسى بن عبيدة. (2) كذا في جميع النسخ: «أوس» بلا ألف بعد السِّين، وفيه وجهان؛ ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (126) عند قوله: «إن حسين المعلم» . (3) في (ف) : «عبيد الله» . (4) قوله: «بن» سقط من (ت) و (ك) . (5) الحديث رواه الترمذي في "جامعه" (3339) من طريق روح بن عبادة وعبيد الله بن موسى، وابن عدي في "الكامل" (2/44) و (6/336) ، والطبراني في "الأوسط" (1087) من طريق بكار بن عبد الله بن عبيدة، والبيهقي (3/170) من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدِ، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به مرفوعًا. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث موسى بن عبيدة. وموسى بن عبيدة يُضَعَّف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد وغيره» . وقال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث لموسى بن عبيدة: «عامتها مما ينفرد بها من يرويها عنه، وعامتها متونها غير محفوظة، وله غير ما ذكرت من الحديث، والضعف على رواياته بيِّن» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الله بن رافع إلا أيوب، تفرد به موسى» . (6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/296-297/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/85) و (4/220) بعض هذا النص. (7) في (ش) : «والزيات» بالواو. الحديث: 584 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 552 أَحَدُهُمَا: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ؛ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَتَيِ الجُمُعَةِ أَوْ أَحَدَهُمَا (*) ، فَقَدْ أَدْرَكَ الجُمُعَةَ، وَمَنْ لَمْ يُدْرِكْهُمَا وَلاَ أَحَدَهُمَا (*) ، فَلْيُصَلِّي (2) الأُولَى. قَالَ يَاسِينُ: أَوْ قَالَ: الظُّهْرَ أَرْبَعًا.   (1) أي: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ؛ كما يتضح من التخريج، ومن المسألة (491) . والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (8656) ، والدارقطني في "السنن" (2/11) من طريق يحيى بن أيوب، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/257) من طريق يوسف بن أسباط، كلاهما عن ياسين الزَّيَّات، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) ، به. قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث بهذا اللفظ عن الزهري إلا الزيات» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/184) من طريق الأبيض بن الأغر بن الصباح التميمي، عن ياسين الزَّيَّات، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة به. قال ابن عدي: «ولياسين الزيات غير ما ذكرت، عن الزهري، وعن غيره، وكل رواياته أو عامتها غير محفوظة» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/184) من طريق عبد الله بن الحارث المخزومي، والدارقطني في "السنن" (2/10) ، وفي "العلل" (9/224) من طريق بكر بن بكار، كلاهما عن ياسين، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سلمة، عن أبي هريرة، به. ورواه الدارقطني في "السنن" (2/11) ، وفي "العلل" (9/223) من طريق وكيع، عن ياسين، عن الزُّهري، عن سعيد أَوْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به. (*) ... كذا في جميع النسخ: «أحدهما» ، وكانتِ الجادَّةُ أنْ يقال: «إحداهما» ، أي: إحدى الركعتَيْنِ، ولَئِنْ ثَبَتَ ما في النسخ، فإنَّه يكون من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث؛ حُمِلَتِ «ركعتي الجمعة» على معنى «ركوعي الجمعة» ، فذكَّر وقال: أحدهما، أي: أحد الركوعَيْنِ، وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . (2) كذا في جميع النسخ، بإثبات الياء، والفعل مجزوم بلام الأمر، وهو عربيٌّ صحيحٌ، وانظر تخريج ذلك في المسألة رقم (228) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 553 والأُخرى (1) : عَنْ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ، فَهُوَ لَهُ؟ قَالَ أَبِي: أَمَّا حديثُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فمَتنُهُ (3) : مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاَة رَكْعَةً، فَقَدْ أَدْرَكَهَا (4) . وَهَذَا حديثٌ لا أصلَ لَهُ (5) . 585 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْر، عن يزيد   (1) كذا في جميع النسخ، ويُحمل على أنه أراد: «الطَّريق الأُخرى» ، أو: «الرواية الأخرى» من باب الحمل على المعنى، حمَلَ المذكَّر على معنى المؤنَّث، انظر التعليق على المسألة رقم (270) . (2) الحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (5847) ، وابن عدي (7/184) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/113) من طريق ياسين، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة، به. قال البيهقي: «وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً، وعن عروة، عن النبي (ص) مرسلاً» . وانظر "العلل" للدارقطني (9/219) . (3) في (ف) : «فمنته» . (4) انظر أوجه الاختلاف في هذا الحديث في "علل الدارقطني" (1730) . (5) قوله: «وَهَذَا حديثٌ لا أصلَ لَهُ» يحتمل أن يكون تتمة لكلامه على الحديث السابق، ويحتمل أن يكون لحديث: «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى شَيْءٍ، فَهُوَ له» . وقد نقل ابن الملقن وابن حجر - كما سبق - هذه العبارة في الحديث الأول، ونقلها ابن حجر أيضًا في الحديث الثاني. ولعله مما يقوِّي كونها في الحديث الثاني أن أبا حاتم لم يتكلم عليه بشيء بخلاف الأول. وأما حديث: «مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلاة رَكْعَةً، فقد أدركها» : فقد صححه أبو حاتم بهذا اللفظ كما تقدم في المسألة رقم (491) و (519) ، وسيأتي في المسألة رقم (607) . (6) تقدمت هذه المسألة برقم (381) . الحديث: 585 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 554 بْنِ زِيَادِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عن زُبَيدٍ (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: صلاةُ الأَضْحَى رَكْعَتان (2) ، وصلاةُ الجُمعَة ركعَتان ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ الثَّوْري، عَنْ زُبَيد، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عُمَرَ ... الحديثَ، ليسَ فِيهِ كَعْبٌ، وسُفْيانُ أحفَظُ. 586 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرو بْن أَبِي قَيْس (4) ،   (1) هو: ابن الحارث اليامي. (2) في (ت) : «ركعات» . (3) نقل ابن حجر في "الفتح" (2/378) تصويب أبي حاتم للإرسال. (4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (824) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (27/517) . وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (10/ رقم 10085) من طريق محمد بن عياش، وفي "الأوسط" (6659) و"الصغير" (986) و"مسند الشاميين" (515) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/151) من طريق عمرو ابن قيس الملائي، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله، به مرفوعًا. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/ رقم 10116) ، وفي "الصغير" (887) من طريق أبي إسحاق الفزاري، عن مسعر بن كدام، عن أبي مرة، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، به مرفوعًا. وقع في "المعجم الكبير": (أبي فزارة) بدل (أبي مرة) . وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/183) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أبي فروة - قال شعبة: فلقيته، فحدثني أبو فروة - عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به مرفوعًا. قال أبو نعيم: «غريب من حديث سعيد، عن أبي فروة، = = واسمه: عروة بن الحارث، وتفرَّد به عنه حجاج بن نصير» . وأخرجه الترمذي في "علله" (147) قال: حدثنا محمد ابن حميد الرازي، حدثنا أبو تميلة، قال: حدثنا الحسين بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عبد الله، به مرفوعًا كذلك. الحديث: 586 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 555 وَأَبُو مَالِكٍ النَّخَعي (1) ، فَقَالا: عَنْ أَبِي فَرْوَة الهَمْداني (2) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (3) ، عن عبد الله (4) ؛ قال: كان رسولُ الله (ص) يقرأُ فِي صَلاةِ الغَدَاةِ مِنْ يوم الجُمُعَة: {الم *تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ *} السَّجْدَة، و: {} ؟ قَالَ أَبِي: وَهِمَا فِي الْحَدِيثِ، رَوَاهُ الخَلْقُ (5) ، فكلُّهم قَالُوا (6) : عَنْ أَبِي فَرْوَة، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (7) ؛ قال: كان النبيُّ (ص) ... مُرسَلً (8) (9) .   (1) قيل: اسمه عبد الملك بن حسين، وقيل: عبادة بن الحسين، وقيل غير ذلك. (2) كذا وقع هنا: «أبو فروة الهَمْداني» ، وهو: عروة بن الحارث الهَمْداني، أبو فروة الأكبر. ووقع عند الترمذي في "العلل الكبير" (149) ، وفي "العلل" للدارقطني (923) : «أبو فروة الجُهَني» ، وهو: مسلم بن سالم - كما سمَّاه الدارقطني - وهو أبو فروة الأصغر. (3) هو: عَوف بن مالك. (4) هو: ابن مسعود. (5) منهم سفيان بن عيينة، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (2731) . وحجاج بن أرطاة، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (5441) . (6) من قوله: «عن أبي فروة الهمداني ... » إلى هنا سقط من (ك) . (7) في (ف) : «الأخوص» . (8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (9) روى الترمذي هذا الحديث في "العلل الكبير" (149) من طريق عمران بن عيينة، عن أبي فروة الجهني، ثم قال: «سألتُ محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: روى عَمْرو بْن أَبِي قيس، عَن أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عن عبد الله. وروى سفيان الثوري، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أبي الأحوص، عن النبي (ص) مرسلاً، فكأن هذا أشبه. قلت له: فإن زائدة روى عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله. فلم يعرف حديث زائدة، ولا حديث عمران بن عيينة» . اهـ. وذكر الدارقطني في "العلل" (923) الخلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح مرسل» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 556 587 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ الحَكَم ابن عَبْدِ الْمَلِكِ (1) ، عَنْ قَتادة (2) ، عَنْ الحَسَن (3) ، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: احْضُرُوا الجُمُعَةَ، وادْنُوا مِنْها؛ فَإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ (4) الجُمُعَةِ، حَتَّى إنَّهُ لَيُخَلَّفُ عَنِ الجَنَّةِ، وإِنَّهُ مِنْ أَهْلِها. قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (5) بَعْضُ حُفَّاظ أَصْحَابِ قَتادة (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَزْدي، عَنْ سَمُرَة، عن النبيِّ (ص) . قِيلَ لأَبِي: أَيُّهما أشبَهُ؟ قَالَ: عَنْ أَبِي أيُّوب عَنْ سَمُرَة أشبَهُ. قلتُ لأَبِي: فإنَّ سعيدَ بْنَ بَشِير (7) رَوَى هَذَا الحديثَ عن قَتادة،   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" (684- المطالب العالية) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/10 رقم20112) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/207 رقم6854) ، و"المعجم الصغير" (346) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/238) ، وفي "الشعب" (2757) . (2) في (ت) و (ك) : «عبادة» . وهو: ابن دعامة السدوسي. (3) هو: البصري. (4) في (ش) : «من» . (5) في (ش) : «ورواه» بالواو. (6) منهم هشام الدستوائي، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/11 رقم20118) ، وأبو داود في "سننه" (1108) ، والحاكم في "المستدرك" (1/289) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/238) . (7) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (4371) ، لكن قال: «عن أبي أيوب» ، ولم ينسبه. قال الطبراني: «لم يرو هذه الأحاديث، عن قتادة إلاَّ سعيد بن بشير تفرد بها محمد ابن بكار» . الحديث: 587 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 557 عن أبي أيُّوبَ يحيى ابنِ المُنكَدِر، عَنْ سَمُرَة. قَالَ: أخطأَ فِي ذَلِكَ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو أيُّوب العَتَكي (1) يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ. 588 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو ابن أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ زُهير بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) خَطَبَ الناسَ يَوْمَ الجُمُعَة، فَرَأَى علَيهِمْ ثيابَ النِّمار (3) ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إنْ وَجَدَ سَعَةً أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ، سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ؟! ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. قَالَ بعضُ أَهْلِ العربيَّة: ثيابُ النِّمَار: أَكْسِيَةٌ قِصارٌ (4) . 589 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد (5) ، عَنْ سعيد بن بشير،   (1) هو الأزدي. (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1096) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1765) ، وابن حبان (2777) . (3) قال ابن الأثير في "النهاية" (5/118) : «كُلُّ شَمْلَةٍ مُخَطَّطة من مآزر الأعراب فهي نَمِرَة، وجمعها: نِمَار، كأنها أُخذت من لون النَّمِر؛ لما فيها من السواد والبياض» . وانظر كلام أبي حاتم الآتي نقلاً عن بعض أهل العربية. (4) وهذا لا ينافي ما ذكره ابن الأثير، فقد تكون قصيرة ومخطَّطة. (5) هو: ابن الجرَّاح. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/178) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2610) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (379) ، وتصحف اسمه في المطبوع من "مسند الشاميين" إلى «داود بن الجراح» . الحديث: 588 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 558 عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) أكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاَةَ يَوْمَ الجُمُعَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) . 590- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بْن خَالِدٍ الحَرَّاني (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ المُهاجِر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن جابر: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا صَعِدَ المِنْبَرَ، سَلَّم (5) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ (6) .   (1) قال ابن عدي: «ولرواد بن الجراح أحاديث صالحة، وإفرادات، وغرائب ينفرد بها عن الثوري وغير الثوري، وعامة ما يروي عن مشايخه لا يتابعه الناس عليه، وكان شيخًا صالحًا، وفي حديث الصالحين بعض النكرة؛ إلا أنه ممن يُكتَب حديثه» . وللحديث طرق أخرى عن أنس لا يخلو شيء منها من ضَعْفٍ، ذكرها الإمام ابن القيم في "جلاء الأفهام" (ص159- 162) ، والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1407) ، وقال عقب نقله لعبارة أبي حاتم هذه: «وبالجملة فالحديث بهذه الطرق حسن على أقل الدرجات، وهو صحيح بدون ذكر ليلة الجمعة» . (2) نقل هذه المسألة الزيلعي في "نصب الراية" (2/205) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/78) ، ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/195) حكم أبي حاتم على الحديث. (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1109) ، وابن عدي في "الكامل" (4/147) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/204) ، وتمَّام في "فوائده" (450/الروض البسام) ، والبغوي في "شرح السنة" (1069) . (4) هو: عبد الله. (5) قوله: «كَانَ إِذَا صَعَدَ المنبرَ، سلَّم» سقط من (ك) . (6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا بهذا الإسناد لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة، وعن ابن لهيعة عمرو بن خالد» . الحديث: 590 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 559 591 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَبِي خلف (1) يزيدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ الأَصْبَحي الإسْكَنْدَراني (2) ؛ قَالَ: سمعتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُسْأَل (3) ؛ فقال (4) : حدَّثني سَعِيدُ (5) بْنُ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) فِي جُمُعَةٍ مِنَ الجُمَع: يَا مَعْشَرَ المُسْلِميْنَ، إنَّ هَذا يَوْمًا (6) جَعَلَهُ اللهُ عِيدًا، فاغْتَسِلُوا، وَعَلَيْكُمْ بِالسِّواكِ. قَالَ أَبِي: وَهِمَ يزيدُ بْنُ سَعِيدٍ فِي إسنادِ هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا يَرويه مالكٌ بإسنادٍ مُرسَلٍ (7) .   (1) في (ت) و (ك) : «ابن خلف» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ويبدو أن كليهما تصحيف، فكنية يزيد بن سعيد الأصبحي هذا: أبو خالد؛ كما في "الثقات" لابن حبان (9/277) ، و"الأنساب" للسمعاني (3/192) ، و"تاريخ الإسلام" للذهبي (ص550 رقم 602/ وفيات241-250) . وقد روى البيهقي في "سننه" (1/299) هذا الحديث من طريق داود بن الحسين البيهقي، ثنا أبو خالد يزيد بن سعيد الإسكندراني ... فذكره، وكذا ذكره الدارقطني في المسألة (2070) من "العلل". (2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الصغير" (358) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/299) و (3/243) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/211) . (3) في (ت) و (ك) : «سُئل» . (4) في (أ) و (ش) : «قال» . (5) في (ف) : «سعد» . (6) كذا في جميع النسخ «يومًا» منصوبًا، وهو خبر «إِنَّ» ، والجادَّة: «يومٌ» بالرفع كما في مصادر التخريج، لكنَّ ما وقع في النسخ يتخرَّج على لغة لبعض العرب، ينصبون بـ «إنَّ» وأخواتها الجزأين: الاسم والخبر جميعًا؛ وقد علَّقنا على هذه اللغة في المسألة رقم (550) . (7) قال البيهقي: «الصحيح مرسل، وقد روي موصولاً، ولا يصحُّ وصله» . وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «ولم يتابعه أحد من الرواة على ذلك، ويزيد بن سعيد هذا من أهل الإسكندرية ضعيف» . وقال بعد أن ذكر الاختلاف على يزيد ابن سعيد: «وهذا اضطراب عن يزيد بن سعيد، ولا يصح شيء من روايته في هذا الباب» . والحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (1/65) عَنِ ابن شهاب، عن ابن السَّبَّاق: أن رسول الله (ص) قال ... فذكره مرسلاً. ورواه من طريق مالك الشافعي في "مسنده" (1/133- رقم 391- ترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (5016) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/243) ، والجوهري في "مسند الموطأ" (231) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/211) ، وقال ابن عبد البر: «هكذا رواه جماعة من رواة "الموطأ" عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ ابن السباق، مرسلاً، ولا أعلم فيه بين رواة الموطأ اختلافًا» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (6/70) : «ورواه بعضهم عَنْ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، خرَّجه كذلك الطبراني وغيره، وهو وهم على مالك؛ قاله أبو حاتم الرازي، والبيهقي، وغيرهما» . وانظر "العلل" للدارقطني (2070) . الحديث: 591 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 560 592 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة التِّنِّيسي (2) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ؟ قَالَ أَبِي: هذا (3) خطأٌ (4) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (614) . (2) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1746) ، والطبراني في "الأوسط" (4267) ، وابن عدي في "الكامل" (3/219) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد بن المنكدر إلا زهير بن محمد، تفرَّد به عمرو بن أبي سلمة، ولا يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد» . وقال ابن عدي: «ولا أعلم يرويه عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ غَيْرُ زُهَيْرٍ» . وتقدم في التعليق على المسألة (414) أن رواية أهل الشام عن زهير بن محمد منكرة، وعمرو بن أبي سلمة شامي. (3) قوله: «هذا» مكرر في (ت) . (4) وقال أبو حاتم في المسألة الآتية برقم (614) : «عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ: مَا رَوَى سعيد ابن سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الْحُسَامِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزَّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبي (ص) » . وسئل الدارقطني في "العلل" (2281) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه أبو بكر بن المنكدر، واختُلِف عنه: فرواه سعيد بن أبي هلال وبكير بن عبد الله بن الأشج، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُليم الزُّرَقي، عَنْ عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، فضبطا إسناده وجوَّداه ... ، ورواه سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي الحسام، واختُلِف عنه: فقال عبد الصمد ابن عبد الوارث ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشَّوارب: عن سعيد بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن عمرو ابن سليم، عن أبي سعيد، وقال عبد الله بن رجاء: عن سعيد بْنَ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن أخيه أبي بكر، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أبي سعيد، ورواه عمر ابن محمد بن صهبان، عن أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عمرو بْنِ سُليم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، وأبو بكر بن المنكدر ليس له اسم ... وروى هذا الحديث زهير بن محمد، فقال: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، ووهم فيه، وإنما رواه محمد بن المنكدر عن أخيه أبي بكر، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقي، عن أبي سعيد، والقول الأول هو الصحيح» . والحديث رواه البخاري في "صحيحه" من طريق شعبة، ومسلم (846) من طريق بكير الأشج، كلاهما عن أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عمرو بْنِ سُليم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري به مرفوعًا. = ... ورواه مسلم (846) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ عمرو بن سُليم، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه به مرفوعًا. قال ابن حجر في "الفتح" (2/365) : «والذي يظهر أن عمرو بن سليم سمعه من عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ثم لقي أبا سعيد فحدثه، وسماعه منه ليس بمنكر؛ لأنه قديم، وُلد في خلافة عمر بن الخطاب، ولم يوصَف بالتدليس» . الحديث: 592 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 561 593 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بن مسلم (2) ، عن   (1) سقطت هذه المسألة بتمامها من (ك) ، وانظر المسألة المتقدِّمة برقم (571) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (6717) ، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (892) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن ثوبان إلا الوليد بن مسلم» . الحديث: 593 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 562 عبد الرحمن بن ثابت ابن ثَوْبان، عن سالم بن عبد الله؛ أنه سمعَ أنس ابن مَالِكٍ يَقُولُ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يقول: أَتَانِي جِبْريلُ _ج وَفي يَدِهِ كَهَيْئَةِ المِرْآةِ البَيْضَاءِ، فيهَا نُكْتَةٌ سَوْداءُ ... ، مثلَ حَدِيثَ أَبِي اليَقْظان (1) . فقلتُ لأَبِي: هَذَا سالمُ بن عبد الله بْنِ عُمَرَ؟ قَالَ: لا (2) ! هَذَا شيخٌ شاميٌّ. 594 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الوليدُ ابن مُسْلِمٍ (3) ، عَنْ رجلٍ مِنْ بَنِي أبي الحَلْبَس (4) السُّلَمي الجَزَري، عَنْ عَبِيدة بْنِ حَسَّان، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَري، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: تُبْعَثُ الأَيَّامُ عَلَى (5) هَيْئَتِهَا (6) ، وَتُبْعَثُ الجُمُعَةُ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً بَيْضاءَ تُضِيءُ لأَهْلِهَا، يَمْشُونَ فِي ضَوْئِها، أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا، وَرِيحُهُمْ تَسْطَعُ المِسْكَ (7) ،   (1) هو عثمان بن عُمَير، وحديثه تقدم في المسألة رقم (571) . (2) قوله: «قال: لا» في (أ) : «قالا» . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/109-110) من طريق إسماعيل بن عياش، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عبيدة بن حسان، به. (4) في (ش) : «الحليس» بالمثناة التحتية. (5) قوله: «على» سقط من (أ) و (ش) . (6) في (ت) : «هبتها» ، وكذا في (ك) ، إلا أنها لم تنقط. (7) كذا في جميع النسخ ومثله في "الكامل"، وفي مصادر التخريج: «كالمسك» ، وهو الجادَّة، وما في النسخ يخرَّج على أنَّ «المِسْكَ» منصوبٌ على نزع الخافض، والتقدير: «تَسْطَعُ كالمسك» . ويخرج أيضًا على أنَّ «المِسْكَ» منصوبٌ نيابةً عن المصدر في باب المفعولِ المُطْلَقِ، والتقدير: وريحُهُمْ تَسْطَعُ سُطُوعَ المِسْكِ» ؛ حُذِفَ المضاف «سطوع» ، وأقيم المضافُ إليه - وهو «المِسْك» - مُقَامَهُ، فأخَذَ حكمَهُ وإعرابَهُ؛ وذلك نحو قوله تعالى: [يُوسُف: 82] {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ، أي: واسألْ أهلَ القريةِ. انظر: شروح الألفية، باب الإضافة، وانظر التعليق على المسألة رقم (2) . الحديث: 594 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 563 تُهْدَى إِلَيْهِمْ كَالعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَريمَتِهَا (1) يَنظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلانِ، مَا يَطْرِفُونَ (2) تَعَجُّبًا، حَتَّى يَدْخُلُونَ (3) الجَنَّةَ، لاَ يُخَالِطُهُمْ إِلاّ المُؤَذِّنُونَ المُحْتَسِبُونَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ (4) أَبُو مُعَيْدٍ (5) ، عَنْ طَاوُسٍ، عن   (1) كذا في جميع النسخ! وكذا عند ابن عدي في "الكامل" وتمَّام في "فوائده"، وعند ابن خزيمة والحاكم: «كريمها» ، وعند الطبراني: «خدرها» . (2) أي: تبقى أبصارُهم شاخصةً. انظر «لسان العرب» (9/213) . (3) كذا في جميع النسخ، وكذا جاء في بعض مصادر التخريج؛ وفي أغلبها: «حتى يدخلوا» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ الفعلَ منصوبٌ بعد «حتى» الجارَّة بإضمار «أن» ، وعلامةُ نَصْبِهِ: حذفُ النون. لكنَّه جاء هنا بثبوت النون على لغة من يهمل «أن» حملاً على «ما» أختها، كما في قول البراء ح: «قاموا قيامًا حتى يرونه قد سجد» "صحيح البخاري" (747) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص 234-237) . (4) قوله: «الحديث» سقط من (أ) و (ش) . (5) المثبت من (ت) ، ولم تنقط في (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «أبو معبد» بالباء الموحدة. وأبو مُعَيْد هذا اسمه: حفص بن غَيلان. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (1730) ، والطبراني في "المعجم الكبير" - كما في "مجمع الزوائد" (2/374) -، وفي = = "مسند الشاميين" (1557) ، والحاكم في "المستدرك" (1/277) ، وتمَّام في "فوائده" (437/الروض البسام) ، والعيسوي في "الجزء الأول من الفوائد المنتقاة" (468/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية) ، والبيهقي في "الشعب" (2779) وفي "فضائل الأوقات" (254) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/237) ، كلهم من طريق الهيثم بن حميد، عن أبي مُعَيْد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 564 أَبِي مُوسَى، وكلاهُما مُرسَلٌ؛ لأنَّ أَبَا مُعَيْدٍ (1) لَمْ يُدْرِكْ طَاوُسًا، وعَبيدةُ بْنُ حَسَّان لَمْ يُدْرِكْ طَاوُسًا. وَهَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ الشَّامي، وَهُوَ متروكُ الْحَدِيثِ (2) . 595 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنِ عُتْبَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : ثَلاَثَةٌ حَقٌّ عَلَى المُسْلِمِ يَوْمَ الجُمُعَةِ: الغُسْلُ، والسِّواكُ، وَأَنْ يَمَسَّ طِيبًا إنْ وَجَدَهُ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان، عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (5) . قلتُ لَهُمَا: ممَّن الْخَطَأُ؟ قَالا: مِنْ أيُّوب بن عُتْبَة.   (1) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «أبو معبد» . (2) وقال ابن خزيمة - بعد أن أخرج الحديث كما سبق -: «إن صحَّ الخبر؛ فإن في النفس من هذا الإسناد!» . وقال الحاكم: «هذا حديث شاذٌّ صحيح الإسناد» . (3) انظر المسألة رقم (564) . (4) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) . (5) هذا ما رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة هنا، وهو خلاف ما رجَّحه أبو زرعة في المسألة رقم (564) من أنَّ الصحيح: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن ابن ثَوْبَانَ، عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبي (ص) » . وقوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الحديث: 595 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 565 596 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبَانُ العَطَّارُ (2) ، عَنْ يَحْيَى (3) ، عَنْ زَيْدٍ (4) ، عَنْ أَبِي سَلاَّم (5) ، عَنِ الحَضْرَمي (6) ، عن الحَكَمِ ابنِ مِيناء؛ أَنَّهُ سمعَ ابنَ عُمَرَ وَابْنَ عَبَّاسٍ؛ سَمِعَا رسولَ اللَّهِ (ص) وَهُوَ (7) عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ تَرْكِهِمُ الجُمُعاتِ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ معاويةُ بْنُ سَلاَّم (8) ، عَنْ أَخِيهِ زَيْدٍ، عَنْ (9) أَبِي سَلاَّم - وَلَمْ يَذْكُر فِيهِ الحَضْرَمي - عَنِ الْحَكَمِ بْنِ مِيناء، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وابنِ عَبَّاسٍ.   (1) نقل بعض هذا النص مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (4/1332) . وفي هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة. (2) هو: أبان بن يزيد. وروايته أخرجها الطحاوي في "مشكل الآثار" (3186 و3186/م) من طريق عبيد الله ابن موسى العبسي، وأبي سلمة موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي، كلاهما عن أبان، به. وأخرجه النسائي في "سننه" (1370) من طريق حيان بن هلال، عن أبان، به، إلا أنه قال: «عن الحضرمي بن لاحق، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سلاَّم، عن الحكم بن مِيناء» ، فقدَّم وأخَّر. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/254 رقم2290) من طريق عفان بن مسلم، عن أبان، به، فأسقط الحضرميَّ من الإسناد. وأخرجه أحمد أيضًا (1/335 رقم 3100) من طريق هدبة بن خالد، عن أبان، به، فأسقط الحضرميَّ وزيد بن أبي سلاَّم. (3) هو: ابن أبي كثير. (4) هو: ابن سلاَّم. (5) هو: ممطور الحبشي. (6) هو: ابن لاحق، كما سيأتي. (7) قوله: «وهو» من (ف) فقط. (8) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/335 رقم 3099) من طريق هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عن الحكم بن ميناء، به. (9) في (ش) و (ك) : «بن» بدل: «عن» . الحديث: 596 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 566 قَالَ أَبِي: والحَضْرَميُّ بنُ (1) لاحِقٍ رجلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، وَلَيْسَ لروايةِ أَبِي سَلاَّم عَنْهُ مَعْنَى (2) ، وَإِنَّمَا يُشْبِهُ أَنْ يكونَ يَحْيَى لَمْ يسمَعْهُ مِنْ زَيْدٍ (3) ، فَرَوَاهُ عَنِ الحَضْرَميِّ، عَنْ زَيْدٍ، فوَهِمَ الَّذِي حَدَّث بِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (4) . 597 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نافعُ بن أبي نُعَيم   (1) في (ت) و (ك) : «من» بدل: «بن» . (2) قوله: «معنى» سقط من (ش) . (3) قال المِزِّي في ترجمة زيد بن سلاَّم من "تهذيب = = الكمال" (2095) : «وقال يَحْيَى بْنِ حسَّان التِّنِّيسي، عَنْ معاوية بن سلاَّم: أخذ مني يحيى بن أبي كثير كُتُبَ أخي زيد بن سلاَّم. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: لم يلقَ يحيى بن أبي كثير زيدَ بنَ سلاَّم، وقَدِمَ معاويةُ بن سلاَّم عليهم، فلم يسمع يحيى بن أبي كثير منه شيئًا؛ أخذ كتابه عن أخيه، ولم يسمَعْه، فدلَّسه عنه. وقال أبو بكر الأثرم: قلتُ لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يحيى بن أبي كثير سمع من زيد بن سلاَّم؟ فقال: ما أشبهه! قلت له: إنهم يقولون: سمعها من معاوية بن سلاَّم؟ فقال: لو سمعها من معاوية لذكر معاوية، هو يُبَيِّن في أبي سلاَّم؛ يقول: حدَّث أبو سلاَّم، ويقول: عن زيد. أما أبو سلاَّم فلم يسمع منه، ثم أثنى أبو عبد الله على يحيى بن أبي كثير» . اهـ. (4) في الحديث اختلاف كثير غير ما ذُكر هنا، لكنَّ أصحَّ طرقه ما رواه مسلم في "صحيحه" (865) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/171) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، عن مُعَاوِيَةُ بْنُ سلاَّم، عَنْ أَخِيهِ زيد؛ أنه سمع أبا سلاَّم؛ قال: حدثني الحكم، عن ابن عمر وأبي هريرة. قال البيهقي: «ورواية مُعَاوِيَةُ بْنُ سلاَّم عَنْ أَخِيهِ زيد أولى أن تكون محفوظة» . (5) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/408/ مخطوط) . ونقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/172) قول أبي حاتم: «هذا خطأ» . وانظر المسألة التالية. الحديث: 597 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 567 الْقَارِئُ (1) ، عَنْ نافعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ كَانَ يُكَبِّر فِي العِيدَيْنِ سَبْعًا فِي الأُولى، وَخَمْسًا فِي الثَّانية؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَى (2) هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ كانَ يُكَبِّر (3) . 598 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ الفُرَات قاضي   (1) في (ك) : «الفارسي» . وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (5720) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/345) . (2) كذا في جميع النسخ، وفي "البدر المنير": «يُروى» ، والمقصود - فيما يظهر -: نافع مولى ابن عمر؛ فإنه رواه عن أبي هريرة عند مالك في "الموطأ" (1/1820) ، والبيهقي في "السنن" (3/288) ، وغيرهما. (3) الحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (1/180) عَنِ نافع مولى عبد الله بن عمر، أنَّه قال: «شهدت الأضحى والفطر مع أبي هريرة، فكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة، وفي الآخرة خمس تكبيرات قبل القراءة» . ومن طريق مالك أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5680) ، والشافعي في "الأم" (1/236) ، وفي "المسند" (460- ترتيب السندي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/344) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/288) . ورواه عبد الرزاق (5681 و5682) ، والطحاوي (4/344) ، والدارقطني في "العلل" (9/47) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/288) من طرق عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به موقوفًا. قال البخاري: «والصَّحيحُ: ما روى مالك، وعبد الله، والليث، وغير واحد من الحفاظ: عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِعْلَه» . نقله الترمذيُّ عنه في"العلل الكبير" (156) . وانظر "الكامل" لابن عدي (7/18) . وقال الإمام أحمد: «ليس يروى في التكبير في العيدين حديثٌ صحيح مرفوع» . نقله ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/172) . (4) نقل بعضَ هذا النصِّ ابنُ الملقِّن في "البدر المنير" (3/407/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/171) . وانظر المسألة السابقة. الحديث: 598 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 568 مِصْر (1) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (3) ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيْثي؛ قَالَ: شَهِدتُّ العيدَيْنِ مع رسول الله (ص) ، فكبَّر فِي الأُولَى سَبْعًا، وَفِي الثَّانية خَمْسًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسناد (4) . 599 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ (5) ، عَنْ عطاء الخُراساني، عن مَولى أُمِّ عثمان - امرَأتِه (6) - عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طالب - ذكَرَ (7) كَلامًا، وَفِيهِ دلالةٌ أَنَّهُ عَنِ النبيِّ (ص) - قال:   (1) روايته ذكرها الدارقطني في "علله" (5/27ب) ، ووقع عِنْدَهُ: «عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ وأبي واقد الليثي» ، وكذلك رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/343) من طريق سعيد بن كثير بن عفير، عن ابن لهيعة، به. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (6/65 رقم 24362) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، به. (2) هو: عبد الله. (3) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، المعروف بيتيم عُرْوَة. (4) اختُلِف على ابْنُ لَهِيعَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فمرَّة جعله من مسند عائشة، ومرَّة من مسند أبي واقد الليثي، ومرَّة = = من مسند أبي هريرة. قال الدارقطني في "العلل" (5/ ل 25/ب) : «والاضطراب فيه من ابن لهيعة» . وقال الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/344) : «وأما حديثُ ابن لهيعة فبَيِّنُ الاضطراب» . وذكر الترمذي في "العلل الكبير" (155) أنه سأل البخاري عن هذا الحديث؟ فضعَّفه؛ قال: قلتُ له: رواه غير ابن لهيعة؟ قال: لا أعلمه. اهـ. (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1051) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/220) . ورواه أحمد في "المسند" (1/93 رقم719) من طريق الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَطَاءٍ الخراساني؛ أنه حدَّثه عن مولى امرأته، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب ح، وفي آخره قال: «هكذا سمعت نبيكم (ص) » . (6) أي: امرأة عطاء الخراساني. (7) في (ك) : «وذكر» . الحديث: 599 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 569 إذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ، جَلَسَ المَلاَئِكَةُ عَلَى أَبْوابِ المَسْجِدِ (1) ... . وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَن عَطَاءٍ الخُرَاساني، عَنْ رجلٍ، قولَهُ، مَوْقُوفٌ (2) . قلتُ لأَبِي: مَا الصَّحيحُ؟ قال: حديثُ عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أشبَهُ، وحمَّادٌ لَمْ يحفَظْ. 600 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي العِشْرين (4) ، عَنِ الأَوزاعيِّ (5) ، عَنْ يَحْيَى (6) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَثَلُ المُهَجِّرِ (7) إِلَى الجُمُعَةِ كَالمُهْدِي جَزُورًا (8) ... ، الحديثَ؟ فَقَالَ (9) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى ابن أبي كثير، عن عليِّ ابن سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (10) .   (1) في (ف) : «المساجد» . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) تقدَّمت هذه المسألة برقم (579) . (4) هو: عبد الحميد بن حبيب. (5) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (6) هو: ابن أبي كثير. (7) في (ك) : «المهاجر» ، والمُهَجِّر: هو المُبَكِّر، والتَّهجيرُ: التَّبكيرُ، قال الأزهري: يذهبُ كثيرٌ من الناس إلى أن التهجيرَ في هذه الأحاديث تفعيلٌ من الهاجرة وقتَ الزَّوَال، وهو غَلَطٌ، والصَّواب أنها التَّبكيرُ، وهي لغةُ أهل الحجاز ومن جاورهم من قيس ... وسائرُ العرب تقول: هجَّر الرجلُ: إذا خرجَ وقتَ الهاجِرَة، وهي نصفُ النَّهار. "تهذيب اللغة" (6/44) بتصرف. (8) في (ت) : «جرروا» . (9) في (ش) : «قال» . (10) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الحديث: 600 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 570 601 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيْد ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ (2) ، عَنْ أَبِي أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: اغْتَسِلُوا يَوْمَ الجُمُعَةِ؛ فَهُوَ كَفَّارَةُ مَا بَيْنَ الجُمُعَةِ إِلَى الجُمُعَةِ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عمرُ بن عبد الواحد، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ؛ يَرْفَعُ الحديثَ إِلَى رسولِ الله (ص) . قَالَ أَبِي: هَذَا أشبَهُ. 602- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ (3) ، عن شُعْبَة (4) ، عن   (1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (8/178 رقم7740) ، و"الأوسط" (7087) ، و"مسند الشاميين" (881) ، ثم قال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ يحيى بن الحارث إلا سويدُ بن عبد العزيز» . (2) هو: ابن عبد الرحمن الشَّامي، أبو عبد الرحمن. (3) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1073) ، وابن ماجه (1311) ، والبزار في "مسنده" (ق208) /أ) ، وابن الجارود في "المنتقى" (302) ، والحاكم في "المستدرك" (1/288) والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/318) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (3/129) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/271) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" = = (3/193) من طريق زياد بن عبد الله البكائي، عن عبد العزيز بن رفيع، به. ورواه الدارقطني في "الأفراد" (322/أ- أطراف الغرائب) من طريق أبي بلال الأشعري، عن أبي بكر ابن عياش، عن عبد العزيز بن رفيع به. ورواه ابن ماجه في "سننه" (1311) من طريق بَقِيَّةُ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغَيرَةَ، عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن ابن عباس، به، ثم قال ابن ماجه - كما في "النكت الظراف" لابن حجر (4/383) - في آخر الحديث: «ما أظن إلاَّ أني وهمت في «ابن عباس» والصواب: «أبي هريرة» . (4) في (أ) و (ش) : «رواه شعبة، عن بَقِيَّة» . الحديث: 601 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 571 مُغِيرَةَ (1) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْع، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ قال (3) : اجتمعَ عِيدان ِ في عهدِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبُو عَوَانة (4) ، عن عبد العزيز ابن رُفَيْع؛ قَالَ: شَهِدتُّ الحجَّاجَ بنَ يُوسُفَ واجتمعَ عِيدانِ فِي يَوْمٍ، فجَمَّعوا، فسألتُ أهلَ الْمَدِينَةِ؛ قلتُ: كان فيكُم رسولُ الله (ص) (5) عَشْرَ سِنيِنَ، فَهَلِ اجتمعَ عِيدان ِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ أَبِي: هَذَا أشبَهُ (6) .   (1) هو: ابن مِقْسَم الضَّبِّي. (2) هو: ذَكوان السَّمَّان. (3) القائل: أبو هريرة ح. (4) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري. وكذا ذكر أبو حاتم روايته هنا وفيها: «فسألت أهل المدينة» ولم يذكر أبا صالح، وقد ذكر الدارقطني روايته في "العلل" (1984) فقال: «رواه أبو عوانة، وزائدة، وشريك، وجرير بن عبد الحميد، وأبو حمزة السكري، كلُّهم عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ مرسلاً؛ وهو الصحيح» . وهذه الرواية المرسلة أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5728) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1156) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/318) من طريق سفيان الثوري، عن عبد العزيز بن رفيع، به. (5) من قوله: «فسألت أهل المدينة ... » إلى هنا مكرَّر في (ف) . (6) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه عن شعبة وأسنده إلا بقية، وحديث عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة فقد رواه غير واحد عن أبي صالح مرسلاً» . ونقل الخطيب البغدادي في الموضع السابق عن الأثرم أنه قال: «قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل: بلغني أن بقية روى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُغَيرَةَ، عَنْ عبد العزيز بْنِ رُفَيع، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة في العيدين يجتمعان في يوم، من أين جاء بقيةُ بهذا؟! كأنه يعجَب منه. ثم قال أبو عبد الله: قد كتبت عن يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ بقية، عن شعبة حديثين، ليس هذا فيهما، وإنما رواه الناس عن عبد العزيز، عن أبي صالح مرسلاً» . اهـ. ثم نقل الخطيب عن الدارقطني أنه قال: «هذا حديث غريب من حديث مغيرة، ولم يروه عنه غير شعبة، وهو أيضا غريب عن شعبة، لم يروه عنه غير بقية. وقد رواه زياد البكائي وصالح بن موسى الطلحي، عن عبد العزيز ابن رفيع متصلاً، وروي عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وهو غريب عنه. ورواه جماعة عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عن أبي صالح، عن النبي (ص) مرسلاً، لم يذكروا أبا هريرة» . وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «وهذا الحديث لم يروه - فيما علمت - عن شعبة أحدٌ من ثقات أصحابه الحفاظ، وإنما رواه عنه بقية بن الوليد، وليس بشيء في شعبة أصلاً ... » . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا يرويه عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ مع زياد البكائي صالح بن موسى الطلحي، وروي عن شعبة، عن عبد العزيز بن رفيع، ولا أعلم يرويه عن شعبة غير بقية» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1984) الاختلاف في الحديث، وصحَّح الإرسال. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 572 603 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه محمد ابن عيسى ابن الطَّبَّاع، عَنْ جَرِيرٍ (3) ، عَنْ مَنْصُورٍ (4) ، عن   (1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو. وانظر المسألة رقم (580) و (581) . (3) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (1403) ، وفي "السنن الكبرى" (1/518 و533 رقم1664 و1724) وابن حزم في "المحلَّى" (5/62) من طريق إسحاق بن إبراهيم، والبزار في "مسنده" (2526) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1732) ، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (2/231) من طريق يوسف بن موسى، وابن جرير = = الطبري في "تاريخه" (1/76) عن محمد بن حميد الرازي، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/237 رقم 6091) من طريق عثمان بن أبي شيبة، أربعتهم عن جرير، به. (4) هو: ابن المعتمر. الحديث: 603 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 573 أَبِي مَعْشَر (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ عَلْقَمَة (3) ، عَنِ القَرْثَع (4) ، عَنْ سَلْمان، عن النبيِّ (ص) : تَدْرِي مَا يَوْمُ الجُمُعَةِ؟ ... فذكَرَ الحديثَ؛ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَطَهَّرُ ... ؟ فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ جريرٌ بالرَّيِّ، عَنْ مُغَيرَةَ (5) ، ويُشْبِهُ أَنْ يكونَ حدَّث بِالْعِرَاقِ مِنْ حفظِه هَكَذَا، والحديثُ معروفٌ مِنْ حَدِيثِ مُغِيرَةَ. قلتُ: فأيُّهما أشبَهُ؟ قَالَ: المغيرة (6) .   (1) هو: زياد بن كُليب. (2) هو: ابن يزيد النخعي. (3) هو: ابن قيس النخعي. (4) هو: الضبِّي الكوفي. (5) هو: ابن مِقسم الضَّبِّي. (6) الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/440 رقم 23729) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/320- 321) ، والنسائي في "الكبرى" (1665 و1725) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/368) ، والطبراني في "الكبير" (6/237 رقم6089) ، والبيهقي في "الشعب" (2724) ، والخطيب في "الموضح لأوهام الجمع والتفريق" (1/167) من طريق أبي عوانة، عن المغيرة، عَنْ أَبِي مَعْشَر، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن عَلْقَمَة، عن قَرْثَع الضبِّي، عن سلمان، به. ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/237 رقم 6090) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (4/47- 48) من طريق أبي كدينة، عن المغيرة، به. وقال الخطيب في الموضع السابق من "الموضح": «هكذا روى هذا الحديث أبو عوانة، عن مغيرة الضَّبِّي، وتابعه علي بن عاصم الواسطي، وعمر بن عبيد الطنافسي، فروياه عن مغيرة كذلك، وخالفهم خالد بن عبد الله المزني، وهُشَيْم بن بشير السلمي؛ فروياه عن مغيرة، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن القرثع، ولم يذكرا في إسناده علقمة. ورواه أبو إسحاق الفزاريُّ عن مغيرةَ، عن إبراهيم؛ فنقص من الإسناد أبا معشر، وهو زياد بن كليب، وزاد فيه علقمة. ورواه معتمر بن سليمان التيمي، واختلف عنه: فرواه عبيد بن عبيدة التمار، وحاتم بن يزيد الدلال، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي معشر نفسه، عن إبراهيم، عن القرثع، كذا قال التمار، وقال الدلال: «عن علقمة، عن القرثع» ، وخالفهما عمر بن عبد الوهاب الرياحي؛ فروى عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ إبراهيم، فأدخل الرياحي في إسناده بين سليمان التيمي، وبين أبي معشر منصورًا، وذكر فيه أيضًا علقمة. ورواه جرير بن عبد الحميد، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ كذلك، وخالفه أبو حمزة السكري؛ فرواه عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قرثع، أسقط من إسناده أبا معشر وعلقمة؛ وكذلك روى عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن قرثع. وَرَوَاهُ إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي، قال: دخل سلمان على النبي (ص) ، فسأله عن يوم الجمعة: ولم يذكر بين إبراهيم وبين سلمان أحدًا» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 574 604 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ عَامِر (1) ، عَن قيس بْن سَعْد: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُقَلَّسُ (2) لَهُ يومَ الفِطْر (3) : أيُّ شيء معناهُ؟ وبعضُهم (4) يَقُولُ هَذَا: عَن عَامِر، عَن عِياضٍ الأَشْعَري (5) ، عن النبيِّ (ص) ، أيُّهما أصَحُّ؟ وما معنى (6) الحديث؟ فأجابَ أَبِي فَقَالَ: معنى التَّقْلِيس: أنَّ الحَبَشَ كانوا يَلْعَبون يومَ الفِطْر بعد الصَّلاة بالحِراب.   (1) هو: ابن شَراحيل الشعبي. (2) سيأتي تفسير أبي حاتم له باللَّعِب بالحِراب، وانظر "النهاية" لابن الأثير (4/100) . (3) في (ك) : «للفطر» . (4) في (ت) و (ك) : «بعضهم» بلا واو. (5) هو: عياض بن عمرو. (6) في (ش) : «يعني» . الحديث: 604 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 575 واختَلَفَتِ الرِّوايةُ عَنِ الشَّعْبي فِي عِياضٍ الأشعريِّ، وقيسِ بنِ سَعْد: رَوَاهُ جابرٌ الجُعْفي (1) ، عَنِ الشَّعْبي، عَن قيس بْن سَعْدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَرَوَاهُ آخَرُ - ثقةٌ أُنْسِيتُ اسمَهُ (2) - عَنِ الشَّعْبي، عَن عِياض، عَنِ النبيِّ (ص) . وعِياضٌ الأشعريُّ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلٌ؛ ليست له صُحْبَة (3) .   (1) هو: جابر بن يزيد. (2) الظاهر أنه يعني: مغيرة بن مِقْسَم الضَّبِّي، كما سيأتي في التخريج. (3) مدار هذا الحديث على عامر بن شراحيل الشعبي، ويرويه عنه جابر بن يزيد الجعفي، ومغيرة بن مقسم، واختلفا: أما جابر الجعفي: فيرويه عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن قيس بْن سعد بن عبادة؛ قال: ما كان شيء على عهد رسول الله (ص) إلا وقد رأيته، إلا شيء واحد؛ فإن رسول الله (ص) كَانَ يُقَلَّس لَهُ يوم الفطر. أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/422 رقم 15479) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1485) ، والطبراني في "الكبير" (18/352 رقم896) ، وأبو الحسن القطان في "زياداته على ابن ماجه" (1303) ، والبيهقي في "السنن" (10/218) ، جميعهم من طريق إسرائيل، عن جابر. وأخرجه الطحاوي (1484 و1485) ، والبيهقي في "الشعب" (6123 و6124) ، من طريق شيبان بن عبد الرحمن وشريك بن عبد الله، عن جابر. ورواه أبو الحسن القطان في الموضع السابق من طريق شيبان. وأما مغيرة بن مقسم: فيرويه عن الشعبي؛ قال: شهد عياض الأشعري عيدًا بالأنبار، فقال: مالي لا أراكم تقلِّسون كما كان يُقَلَّس عند رسول الله (ص) ؟ أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/19) ، وابن ماجه في "سننه" (1302) ، والطحاوي (1486) ، والطبراني في "الكبير" (17/371 رقم1017) ، والبيهقي في "السنن" (10/218) ، والخطيب في "التاريخ" (1/206-207) ، جميعهم من طريق شريك بن عبد الله، عن مغيرة. وأخرجه الخطيب أيضًا من طريق هشيم بن بشير، عن مغيرة. ورجح الطحاوي حديث عياض فقال في "شرح مشكل الآثار" (4/130) : «وكان أولى مما رويناه قبله في هذا الباب؛ لأن مغيرة عن الشعبي أثبت من جابر، عن الشعيبي» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 576 605 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حَدِيثَ (1) رَوَاهُ (2) مالكُ بْنُ أَنَسٍ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رسولَ الله (ص) حِينَ قَفَلَ مِنْ خَيْبَرَ (4) ، أَسْرَى، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيلِْ، عَرَّسَ (5) ، وَقَالَ لِبِلالٍ: اكْلَأْ لَنا (6) الصُّبْحَ، وَنَامَ رسولُ اللَّهِ (ص) وأصحابُه حَتَّى طَلَعَتِ الشمسُ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : اقْتَادُوا رَوَاحِلَكُمْ (7) ... ، وذكَرَ الحديثَ (8) ،   (1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (34) . (2) في (ك) : «روى» . (3) روايته في "الموطأ" (1/13 رقم25) ومن طريق مالك رواه البغوي في "شرح السنة" (437) . (4) في (ف) : «حنين» . والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" كما سيأتي، ووقع عنده: «خيبر» ، وعلَّق عليها النووي في "شرح مسلم" (5/181) بقوله: «"وخيبر" بالخاء المعجمة، هذا هو الصواب، وكذا ضبطناه، وكذا هو في أصول بلادنا من "نسخ مسلم". قال الباجي، وأبو عمر بن عبد البر، وغيرهما: هذا هو الصواب. قال القاضي عياض: هذا قول أهل السير؛ وهو الصحيح. قال: وقال الأصيلي: إنما هو "حنين": بالحاء المهملة والنون، وهذا غريب ضعيف» . اهـ. (5) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/206) : «التَّعْريسُ: نزولُ المسافر آخرَ الليل نَزْلةً للنَّوم والاستراحة» . (6) في (أ) : «اكلأنا» . (7) في (ك) : «رواحكم» . (8) قوله: «وذكر الحديث» مكرَّر في (ت) . الحديث: 605 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 577 وَفِيهِ: وَمَنْ نَسِيَ صَلاَةً، فَلْيُصَلِّهَا (1) إذا ذَكَرَهَا؛ فَإنَّ اللهَ تعالى قَالَ: {وَأَقِمِ} (2) {} (3) . وَرَوَى هَذَا الحديثَ أبانُ بنُ يزيدَ العَطَّارُ (4) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (5) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيحُ: هَذَا الحديثُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (6) .   (1) المثبت من (ت) و (ك) ، وهو الجادَّة، ولم تتضح في (ش) . ولإثبات الألف وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (2) في جميع النسخ: «أقم» بلا واو. (3) الآية (14) من سورة طه. (4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (436) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/403) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/218) ، وابن حزم في "المحلى" (3/26) . وانظر التعليق آخر المسألة. (5) قوله: «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» لَيْسَ في (ت) . (6) لم ينفرد معمر بوصله عن الزهري، بل تابعه يونس بن يزيد، وصالح بن أبي الأخضر. أما رواية يونس بن يزيد: فأخرجها مسلم في "صحيحه" (680) . وأما رواية صالح بن أبي الأخضر: فأخرجها الترمذي في "جامعه" (3163) ، ثم قال: «هذا حديث غير محفوظ، رواه غير واحدٍ من الحفاظ عن الزهري، عن سعيد ابن المسيب: أن النبي (ص) ، ولم يذكروا فيه: عن أبي هريرة. وصالح بن أبي الأخضر يُضَعَّف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد القطان وغيره من قبل حفظه» . وقال أبو داود في الموضع السابق: «رواه مالك، وسفيان بن عيينة، والأوزاعي، وعبد الرزاق، عن معمر وابن إسحاق، لم يذكر أحد منهم الأذان في حديث الزهري هذا، ولم يسنده منهم أحد إلاَّ الأوزاعي وأبان العطار، عن معمر» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1350) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «المحفوظ هو المرسل» . والذي يظهر أن الوجهين ثابتان عن الزهري، فمرة كان يصله، ومرة يرسله؛ ولذا رجح أبو زرعة الرواية الموصولة، ورجحها كذلك مسلم فأخرجها في "صحيحه" كما سبق، وأيدها بإخراجه للحديث بعد ذلك من طريق يَزِيدَ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حازم، عن أبي هريرة؛ ليدلِّل على أن أصل الحديث معروف عن أبي هريرة. وقال ابن رجب في "فتح الباري" (3/329) : «وصحح أبو زرعة ومسلم وصله، وصحح الترمذي والدارقطني إرساله» . وقد روي الحديث أيضًا من طريق سفيان بن عيينة ومحمد بن إسحاق، كلاهما عن الزهري، به موصولاً، لكن اختُلِف عليهما في وصله وإرساله أيضًا اختلافًا مؤثرًا، فلا نطيل بذكره، والله أعلم. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 578 606 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى ابن سَعِيدٍ (1) القَطَّان (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة؛ قَالَ: سمعتُ جَابِرَ (3) بْنَ زَيْدٍ يحدِّث عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَقْطَعُ الصَّلاةَ المَرْأَةُ الحَائِضُ (4) وَالكَلْبُ. قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: أخافُ أَنْ يكونَ وَهِمَ (5) ؟ قَالَ أبي: هو صحيحٌ عندي (6) .   (1) في (أ) : «يزيد» بدل: «سعيد» . (2) في (ت) و (ك) : «العطَّار» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/347 رقم3241) ، وأبو داود في "سننه" (703) ، وابن ماجه (949) ، والنسائي (2/64 رقم751) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (832) ، وابن حبان (2387) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/458) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/140 رقم 12824) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/274) . (3) في (ت) و (ك) : «خالد» بدل: «جابر» . (4) في (أ) : «المرأة والحائض» . (5) يعني: أخاف أن يكون وهم شعبة في رفعه. (6) قال يحيى - كما عند النسائي في الموضع السابق-: «رفعه شعبة» . وقال أبو داود في الموضع السابق: «وقفه سعيد وهشام وهمام عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد على ابن عباس» . الحديث: 606 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 579 607 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا، فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 608 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حسَّان، عَنْ مِسْكينٍ أَبِي فَاطِمَةَ (4) ، عَنْ حَوْشَب (5) ، عَنِ الحَسَن (6) ؛ قَالَ: كَانَ أَبُو أُمَامَة يروي عن رسول الله (ص) : إنَّ الغُسْلَ يومَ الجُمُعَةِ يَسُلُّ الخَطَايا مِنْ أُصُولِ الشَّعْرِ اسْتِلالاً؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. ثُمَّ قَالَ: الحَسَنُ عَنْ أَبِي أُمَامَة! لا يجيءُ هَذَا إلا مِنْ لِينِ (7) مِسْكين.   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (491) و (519) و (584) . (2) هو: ابن الوليد. (3) تقدمت هذه المسألة برقم (570) . (4) هو: مسكين بن عبد الله. (5) هو: ابن عَقيل. (6) هو: البصري. (7) كذا في (ف) ، ويشبه أن تكون هكذا في (أ) ، ولم = = تتضح في (ش) ، ووقع في (ت) و (ك) : «بن» بدل «لين» ، وفي المسألة رقم (570) قال أبو حاتم: «هَذَا مُنْكَرٌ؛ الْحَسَنُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ لا يَجِيءُ، وَوَهِنَ أَمْرُ مسكين عندي بهذا الحديث» . الحديث: 607 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 580 609 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا كَثِيرُ ابنُ عُبَيْدٍ الحَذَّاءُ الحِمْصي (2) ، عن عبد المجيد ابن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَن عَلْقَمَة (4) ؛ قال: رُحْتُ (5) مع عبد الله - يَعْنِي: ابنَ مَسْعُودٍ - فوجَدَ ثلاثةَ نَفَرٍ قَدْ سَبَقوه، فَقَالَ: رابعُ أربعةٍ، وَمَا رابعُ أربعةٍ بِبَعِيدٍ؛ إني سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: إنَّ النَّاسَ يَجْلِسُونَ مِنَ اللهِ يَوْمَ القيَامَةِ عَلَى قَدْرِ رَوَاحِهِمْ إِلَى الجُمُعَاتِ؛ الأوَّلُ، ثُمَّ الثَّاني، ثُمَّ الثَّالثُ، ثُمَّ الرَّابِعُ، ثُمَّ قَالَ: رابعُ أربعةٍ، وَمَا رابعُ أربعةٍ بِبَعِيدٍ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: قلتُ لِكَثير بْنِ عُبَيد: إنهم يَرْوون (6) عن عبد المجيد، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، هَذَا الحديثَ! فَقَالَ: هَكَذَا حدَّثنا (7) بِهِ عَنْ مَعْمَر، عَنِ الأعمش (8) .   (1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/22) . (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1094) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (620) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/78 رقم10013) . (3) هو: ابن يزيد النخَعي. (4) هو: ابن قيس النخَعي. (5) أي: إلى الجامع؛ لأداء صلاة الجمعة. (6) وممن رواه على هذا الوجه: علي بن مسلم الطوسي، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1525) ، وعبد الله ابن أبي غسان، وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/204) ، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى، وروايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (2735) ، ثلاثتهم عن عبد المجيد بن عبد العزيز، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الأعمش، به. (7) يعني: عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن أبي رَوَّاد. (8) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن علقمة، عن عبد الله إلا مروان بن سالم، وقد تقدم ذكرنا له بلينه» . وقال الدارقطني في "العلل" (773) : «يرويه عبد المجيد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي روَّاد، واختُلِف عنه: فرواه الحسن بن البزار، عن عبد المجيد، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن عبد الله. وخالفه كثير بن عبيد، فرواه [عن] عبد المجيد، عن معمر، عن الأعمش بهذا الإسناد. وخالفهما عبد الصمد بن الفضل، فرواه عن أبيه، عن عبد المجيد، عن الثوري، عن الأعمش، وهذا لا يصح عن الثوري، والأول أشبه بالصواب، ومروان بن سالم متروك الحديث» . الحديث: 609 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 581 ومروانُ بْنُ سَالِمٍ منكرُ الْحَدِيثِ؛ ضعيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا، لَيْسَ لَهُ حديثٌ قَائِمٌ، يُكْتَبُ حديثُهُ (1) . 610 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) وحدَّثنا عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبة (3) ، عَنِ ابْنِ (4) المبارك (5) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يوسف بْن السَّائب، عَنِ السَّائب (6) ؛ قَالَ: كُنَّا نَتَحَلَّقُ يوم الجُمُعَة قبل الجُمُعَة. وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا قال! وإنما هُوَ: أسامةُ بْن زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف، عَنِ السَّائب (8) .   (1) قال ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (8/274 رقم 1255) : «سألت أبي عن مروان بن سالم؟ فقال: منكر الحديث جدًّا، ضعيف الحديث، ليس له حديث قائم. قلت: يُترك حديثه؟ قال: لا! بل يكتب حديثه» . (2) في (ف) : «وسمعت أبي زرعة» ثم كتب ألفًا طويلة فوق الياء غير ملتصقة بها! (3) هو: أبو بكر عبد الله بن محمد. والحديث في "مصنفه" (5408) . (4) في (ت) و (ك) : «أبي» بدل: «بن» . (5) هو: عبد الله. (6) هو: ابن يزيد. (7) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (8) الحديث رواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/190) ، عن عبد الله بن أبي عمرو، ثنا هارون بن طريف المكي، ثنا ابن وهب، ثنا أسامة بن زيد؛ أن محمد بن يوسف حدثه؛ أنه سمع السائب بن يزيد يقول ... فذكره. الحديث: 610 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 582 611 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه محمد بن عبد الله بْنِ نُمَير، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَان، عَن سُفْيان (1) ، عَنْ سَعْدٍ (2) ، عَن رجُلٍ، عَن ثَوْبان؛ قَالَ: حقٌّ عَلَى كُلِّ مُسلمٍ أن يَسْتاكَ يومَ الجُمُعَة، ويَلْبَسَ أفضلَ ثيابِهِ، ويتَطَيَّبَ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أخطأَ فِيهِ (3) يَحْيَى؛ وإِنّما هُوَ: عن (4) محمد بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان (5) . 612 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُلَيمان الواسِطي (6) ، عَنِ الهُذَيل بْنِ بِلالٍ الفَزَاري، عَنْ نَافِعٍ؛ حدَّثني أَبُو   (1) هو: الثوري. (2) هو: ابن إبراهيم. (3) قوله: «فيه» ليس في (أ) و (ش) . (4) قوله: «عن» ليس في (ش) . (5) الحديث رواه أحمد في "المسند" (4/34 رقم 16398) ، عن عبد الرحمن بن مهدي، وفي (5/363 رقم 23076) عن وكيع، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/116) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ثلاثتهم عن الثوري، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، عن شيخٍ من الأنصار، قال: قال رسول الله (ص) ... الحديث. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4997) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ؛ غُنْدَرٍ، وأبو يعلى في "مسنده" (7168) من طريق عبد الملك بن إبراهيم الجُدِّي، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبراهيم؛ قال: سمعت محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان يحدث عَنْ رجل من الأنصار، عَنْ رجل من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) ، به. ورواه أحمد في "المسند" (4/34 رقم 16397) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ شعبة بالإسناد السابق، إلا أنه وقفه. (6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/140) تعليقًا، وأخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/364) ، وابن عدي في "الكامل" (7/123) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/76) . وتابع سعيد ابن سليمان عليه أحمد بن يونس وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/140) تعليقًا، وابن عدي في "الكامل" (7/123) ، ولفظ روايته عند ابن عدي: «من أتى مسجدي يوم الجمعة، فليغتسل» . الحديث: 611 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 583 هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَتَى الجُمُعَةَ، فَلْيَغْتَسِلْ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُنكَرٌ (1) . 613 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (3) رَوَاهُ أحمدُ بن عبد الله بْنِ يُونُسَ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة، عن الحَكَم بن (5) عمرو، عن ضِرار   (1) قال البخاري في الموضع السابق: «وقال مالك والحَكَم وعِدَّةٌ: نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبي (ص) في الجمعة» . وكذا قال العقيلي. وقال الدارقطني في "العلل" (2193) : «يرويه هُذَيل بن بلال، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ووهم فيه، وَالصَّحِيحُ: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، كذلك رواه أيوب، ومالك، وعبيد الله بن عمر، وغيرهم من الحفاظ» . وطريق نافع، عن ابن عمر الذي رجَّحه الأئمة: أخرجه البخاري في "صحيحه" (877) من طريق الإمام مالك، ومسلم (844) من طريق الليث بن سعد، كلاهما عن نافع، به. (2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/355/ مخطوط) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/191) قول أبي زرعة. (3) في (ف) : «وسمعت أبي عن حديث» . (4) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/337) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/183) - من طريق إسماعيل بن أبان، وأخرجه البيهقي أيضًا من طريق سعيد بن سليمان، والعقيلي في "الضعفاء" (2/222) من طريق حجاج بن محمد، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/51 رقم1257) من طريق أسد بن موسى، أربعتهم عن محمد بن طلحة، به. (5) في (ت) و (ك) : «أبي» بدل: «بن» ، وهو صواب أيضًا، فهو: الحكم بن عمرو الجزري أبو عمرو. انظر "ميزان الاعتدال" (2/344) . الحديث: 613 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 584 بن عمرو، عن أبي عبد الله الشَّامي (1) ، عن تَمِيم ٍ الدَّاريِّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ إِلاَّ عَلَى صَبِيٍّ، أَوِ امْرَأَةٍ، أَو مَرِيضٍ، أَو عَبْدٍ، أَو مُسَافِرٍ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) . 614 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة (4) ، عَنْ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الغُسْلُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ: مَا رَوَى (5) سعيدُ بْنُ سَلَمَةَ بنِ (6) أَبِي الحُسَام (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيم الزُّرَقي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (8) ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) في (ت) : «الشافي» . (2) قال البخاري في ترجمة الحكم، والعقيلي في ترجمة ضرار: «لا يتابع عليه» . وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/191) : «وإسناده غريب جدًّا» . وانظر "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان (3/160-161) . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (592) . (4) تقدمت روايته في المسألة رقم (592) . (5) في (ش) : «ما رواه» . (6) في (ش) : «عن» بدل: «بن» . (7) روايته على هذا الوجه أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1100) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عنه، به. وقد اختلف عليه في هذا الحديث كما تقدم نقله عن الدارقطني في المسألة رقم (592) . (8) قوله: «عن أبي سعيد» سقط من (ف) . الحديث: 614 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 585 615 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ (2) ، عَنِ المُطَّلِب بْنِ حَنْطَب؛ قَالَ حَدَّثَنِي (3) مَنْ سَمِعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ لِرَجُلٍ دَخَلَ المَسْجِدَ يَوْمَ الجُمُعَة، ورسولُ الله (ص) يَخْطُب؛ قَالَ: قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: منهُم مَنْ يَقُولُ: المُطَّلِب بْنُ حَنْطَب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (*) ، ومنهُم مَنْ يَقُولُ: المُطَّلِبُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (*) ، ومنهُم مَنْ يَقُولُ: عمَّن سَمِعَ النبيَّ (ص) ؛ وهو أصَحُّ.   (1) هذه المسألة بكاملها ملحقة بهامش (ت) ، ولم تتضح بعض العبارات فيها. وانظر المسألة رقم (243) . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (3) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «صبي» . (*) ... تقدم تخريجه في المسألة رقم (243) . الحديث: 615 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 586 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الزَّكَاةِ وَالصَّدَقَاتِ 616 - وسألتُ أَبَا (1) زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه داود (2) بن عبد الرحمن العَطَّار (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ هَذا المَالَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ (4) بِحَقِّهِ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَرُبَّ مُتَخَوِّضٍ فِي مَالِ اللهِ ومَالِ رَسُولِهِ - فِيمَا اشْتَهَتْ نَفْسُهُ - لَهُ النَّارُ يَوْمَ يَلْقَاهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سعيدٌ المَقْبُري (5) ، عَنْ عُبَيد   (1) في (ف) : «أبي» . (2) قوله: «داود» سقط من (ت) و (ف) و (ك) . (3) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6606) . (4) في (ش) : «أخذ» . (5) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/378 رقم27124) ، والترمذي في "سننه" (2374) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4889) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/228 رقم 578) من طريق اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عبيد سَنوطا، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3259) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/227 رقم 577) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/64) من طريق أبي معشر، والطبراني في "الكبير" (24/228 رقم 579) ، والبيهقي في "الشعب" (9823) من طريق محمد بن عمرو، كلاهما عن سعيد المقبري، به. وأخرجه الحميدي في "مسنده" (356) ، والإمام أحمد في "مسنده" (6/364 و410 رقم 27054، 27055، 27317) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1588/المنتخب) ، وابن حبان في "صحيحه" (2892، 4512) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/229 رقم 580- 587) من طريق عمرو بن كثير بن أفلح، عن عبيد سنوطا، به. الحديث: 616 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 587 سَنُوطا أَبِي الْوَلِيدِ، عَنْ خَوْلَة بِنْتِ قَيْسٍ - امرأةِ حَمْزَةَ بْنِ عبد المُطَّلِب - عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ مِمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: اللَّه أَعْلَمُ! كَذَا رَوَاهُ دَاوُد العَطَّار (1) . 617 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نافع الصَّائغ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التَّمَّار، عَنِ الزُّهْري، عن سعيد   (1) قال الدارقطني في "العلل" (2071) : «يرويه إسماعيل ابن أُمَيَّة، واختُلِف عنه: فرواه عبد الأعلى بن حماد وعباس بن الوليد النَّرْسِيَّان، عن داود الْعَطَّارُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، [عَنْ أَبِيهِ] ، عن أبي هريرة، وغيرهما يرويه عن داود العطار، عن إسماعيل أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أبي هريرة؛ ولا يقول: «عن أبيه» ، وكلاهما وهم. وإنما روى هذا الحديث المقبري، عن عبيد، عن خولة بنت قَهْد، عن النبي (ص) » . وانظر "العلل" له أيضًا (5/230/ب -231/أ) . (2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/190/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (847) قول أبي حاتم إلا أنه وقع عند ابن الملقن «قال أبو حاتم: والصحيح عن سعيد أنه مرسل» ، وعند ابن حجر: «وقال أبو حاتم: الصحيح عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ النبي (ص) أمر عتابًا؛ مرسل» ، ثم قال ابن حجر: «وهذه رواية عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري» . (3) في (أ) : «أبي وأبي زرعة» . (4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1604) ، والترمذي في "جامعه" (644) ، وفي "العلل الكبير" (181) ، وابن ماجه في "سننه" (1819) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (563) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2316) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/270) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/39) ، وابن حبان في "صحيحه" (3278) ، والدارقطني في "السنن" (2/133 و134) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/121، 122) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (19/285) . وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (8837) ، والدارقطني في "السنن" (2/133) من طريق خَالِدِ بْنِ نَزَارٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بن صالح التمار، به. قال أبو داود: «سعيد لم يسمع من عتاب شيئًا» . وقال الترمذي: «حديث حسن غريب» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا محمد بن صالح التمار» . الحديث: 617 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 588 بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن عَتَّاب بْن أَسِيد: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَهُ أنْ يَخْرُصَ العِنَبَ كما يَخْرُصُ التَّمْر؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رواه عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ (1) ، عَن الزُّهْري، عَنْ سعيد: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ عَتَّاب بْن أَسِيد. وَرَوَاهُ يونس بْن يَزِيدَ، فَقَالَ: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَ عَتَّاب بْن أَسِيد، ولم يَذْكُرْ سعيدَ بنَ المسيب. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص)   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (10563 و36196) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن علية، والنسائي في "سننه" (5/109 رقم 2618) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/469- 470) من طريق بشر ابن المفضل ويزيد بن زريع، وابن خزيمة في "صحيحه" (2317) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/122) ، من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (1603) من طريق بشر ابن منصور، وابن خزيمة في "صحيحه" (2318) ، والدارقطني في "سننه" (2/133) من طريق عبد الله بن رجاء وبشر بن منصور، وابن الجارود في "المنتقى" (351) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5535) من طريق عبد الله بن رجاء كلاهما «بشر، وعبد الله» عن عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن عتاب بن أسيد، به. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 589 .. فإنه تابع يونسَ الأَوْزاعيُّ (1) وعُقَيلٌ (2) ، فَقَالا: عَنِ الزُّهْري: أنَّ النبيَّ (ص) (3) ، ولا أعلمُ أحدًا تابع عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ فِي هَذِهِ الرِّواية. قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ-: عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ (4) : كَانَ يُخْرَصُ العِنَبُ كما يُخْرَصُ التَّمْرُ؛ كَذَا رَوَاهُ بعض أصحاب الزُّهْري. 618 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الطَّائِفي (6) ، وَعِيسَى بْنُ مَيمون ابن دايَة المَكِّي (7) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ ذَوْدٍ (8) صَدَقَةٌ؟   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) هو: ابن خالد الأيلي. (3) من قوله: «فإنه تابع ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) في (ف) : «قد» بدل: «قال» . (5) انظر المسألة رقم (624) . (6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7251) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/296 رقم14162) ، وابن ماجه في "سننه" (1794) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2304) . (7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1808) . (8) الذَّوْدُ من الإبِل: من الثلاثة إلى العشر، وقيل: ما بين ثلاث إلى التسع، وقيل: ما بين الثلاث إلى العشرة. ولا واحدَ له من لفظه؛ كالنفر، والرهط، والقوم. وقد وقع في رواية مسلم وغيره لهذا الحديث - من حديث جابر ح: «خمسة ذَوْد» ، قال النووي: «وقد ضبطه الجمهور: خمسُ ذَوْدٍ، ورواه بعضهم: خمسةُ ذَوْدٍ، وكلاهما لرواة كتاب مسلم، والأولُ أشهر، وكلاهما صحيحٌ في اللغة؛ فإثباتُ الهاء؛ لانطلاقه على المذكَّر والمؤنَّث، ومَنْ حَذَفَها، قال الداودي: أراد: أن الواحدة منه فريضةٌ» . وقال: «الروايةُ المشهورةُ: "خَمْسِ ذَوْدٍ" بإضافة "ذود" إلى "خمس"، وروي بتنوين "خمسٍ"، ويكون "ذَوْدٌ" بدلاً منه؛ حكاه ابن عبد البر، والقاضي، وغيرهما، والمعروف الأول، ونقله ابن عبد البر، والقاضي عن الجمهور» . وانظر "شرح النووي" (7/50- 51) ، و"أوضح المسالك" (4/221- 225) . الحديث: 618 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 590 قَالَ أَبِي: أَرَى أنَّ هَذَا خطأٌ؛ لأنَّ الحُمَيديَّ (1) حدَّثنا عَنِ ابْنِ عُيَينة (2) ؛ قَالَ: كَانَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (3) يَرويان ِ هَذَا الحديثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. قَالَ أَبِي: ورأيتُ فِي بَعْضِ أَحَادِيثِهِمَا؛ إِمَّا محمدُ بْنَ مسلم، أو ابنُ دايَة: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جابرٍ وأبي سعيد (5) ، عن النبيِّ (ص) (6) . قَالَ أَبِي: كَانَ ابنُ عُيَينة أعلمَ النَّاسِ بِحَدِيثِ عَمْرِو بْنِ دينار (7) .   (1) هو: عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها في "مسنده" (752) ، ومن طريقه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/212 رقم 976) . (2) هو: سفيان. (3) هو: الأنصاري. (4) هو: يحيى بن عمارة. (5) في (ت) و (ك) : «وابن سعيد» . (6) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/223-224) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2305) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/353-354) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/128) ، وابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" (2/91) جميعهم من طريق دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّي، عَنْ محمد بن مسلم الطائفي، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث عمرو، ولم يجمعهما إلا محمد بن مسلم» . وقال ابن حجر في الموضع السابق: «هكذا رواه داود ابن عمرو جامعًا بين جابر وأبي سعيد، وخالفه غيره من الحفاظ، فاقتصروا على جابر» . (7) قال ابن خزيمة في الموضع السابق: «هذا الخبر لم يسمعه عمرو بن دينار من جابر» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (4/134) : «لا يتابع عليه» ، أي: محمد بن مسلم. وقال الطبراني في "المعجم الأوسط" (8483) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (13/116) : «انفرد به محمد بن مسلم من بين أصحاب عمرو بن دينار، وما انفرد به فليس بقوي» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7250) عن ابن جريج؛ أخبرني عمرو بن دينار؛ قال: سمعت عن غير واحد، عن جابر؛ قال: «ليس فيما دون خمسة أواق صدقة ... » . ومن طريق عبد الرزاق رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/224) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (236) . قال البخاري: «هذا أصحُّ، مرسل» . وقال ابن خزيمة: «هذا هو الصَّحيح، لا رواية محمد بن مسلم الطائفي، وابنُ جريج أحفظ من عدد مثل محمد بن مسلم» . ونقل ابن عبد البر عن حمزة بن محمد الحافظ قوله: «لا تصح هذه السنة عن أحد من أصحاب رسول الله (ص) ، إلا عن أبي سعيد، وقد روى هذا الحديث محمد ابن مُسْلِمٍ الطَّائِفِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . ورواه معمر، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وليسا بصحيحين» . وحديث أبي سعيد: رواه البخاري في "صحيحه" (1447) ، ومسلم (979) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 591 619 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبِيب (2) ، عن عبد الله بن عيسى، عن حَفْصٍ وعُبَيدِالله ابنَيْ أخي (3) سالم ابن أبي الجَعْد، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّدَقَةُ تَدْفَعُ (4) مِيتَةَ السُّوءِ (5) ؟   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1988) ، (2113) . (2) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (626) . (3) في (ت) و (ك) : «ابن أخي» . (4) في (ف) : «ترفع» . (5) هذا جزء من متن الحديث، وسيذكر المصنِّف بعضه برقم (1988) بلفظ: «لا يزيدُ فِي العُمُرِ إِلا البِرُّ، وَلا يَرُدُّ القَدَرَ إِلا الدُّعَاءُ، وإنَّ الرجلَ ليُحْرَمُ الرِّزْقَ بالذَّنب يصيبُه» . وسيذكره مرة أخرى برقم (2113) بلفظ: «لا يزيدُ في العُمر شيءٌ إِلا البرُّ، والصَّدقةُ تدفعُ مِيتةَ السُّوء» . الحديث: 619 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 592 قَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُفْيان الثَّوْري (2) ، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبان؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. قلتُ لَهُمَا: لَيْسَ لسالمٍ هَاهُنَا مَعْنَى؟ قَالا: لا (3) . 620 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُجالِد بْنُ سَعِيدٍ (5) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنِ الْحَارِثِ (6) ، عَنْ عليٍّ (7) ، عن النبيِّ (ص) ؛   (1) في (ك) : «قال» بلا ألف المثنى. (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/277 و280 و282 رقم 22386 و22413 و22438) ، وابن ماجه في "سننه" (90 و4022) ، وابن حبان في "صحيحه" (872) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3069) . (3) زاد ابن أبي حاتم في المسألة رقم (2113) : «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ عبد الله ابن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبي (ص) ؛ وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بن شبيب» . (4) ستأتي هذه المسألة برقم (1397) . (5) اختلف عن مجالد في هذا الحديث؛ فرواه على هذا الوجه الطبراني في "الأوسط" (5192) من طريق عبد الله بن عمر بن أبان، قال: نا عبيدة بن الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، به. وسيأتي عن مجالد بالوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الشعبي إلاَّ مجالد، ولا عن مجالد إلاَّ عبيدة، تفرد به عبد الله بن عمر» . (6) هو: ابن عبد الله الأعور. (7) قوله: «عن علي» سقط من (ف) . الحديث: 620 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 593 أَنَّهُ قَالَ: المَعْدِنُ (1) جُبَارٌ (2) ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الشَّعْبي (3) ، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 621 - وسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: لا أعلَمُ روى الثَّوْريُّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَفْصَة، إِلا حديثًا واحدًا عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؛ قَالَ: الخالُ يُعطَى منَ الزَّكاة (5) . 622 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن عَامِر (6) ، عَن هَمَّام (7) ، عَنْ قَتادة، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) سَنَّ فيما سَقَتِ   (1) صحِّفَتْ في (ت) إلى: «المعدد» . (2) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/365) : قوله: «المعدن جُبار» ، أي: هَدَرٌ، وليس المراد أنه لا زكاةَ فيه، وإنما المعنى: أن من استأجَر رجلاً للعمل في مَعدِن مثلاً فهلَكَ، فهو هَدَر، ولا شيء على من استأجَرَه. اهـ. (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/335 و353 رقم 14592 و14810) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/203) من طريق عباد بن عباد، والبزار في "مسنده" (894/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2134) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن مجالد، عن الشعبي، به. قال البزار: «لا نعلم رواه عن مجالد إلاَّ أهلُ البصرة؛ حماد وأصحابه» . (4) ستأتي هذه المسألة ضمن المسألة رقم (2226) . (5) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7164) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10534) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/282-283) عن سفيان الثوري، عن إبراهيم، عن سعيد بن جبير، بلفظ: «أعطِ الخالةَ من الزَّكاة، ما لم تُغْلِقْ عليها الباب» . (6) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير (179) ، والبزار في "مسنده" (1/422/كشف الأستار) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/163) . (7) هو: ابن يحيى العَوْذي. الحديث: 621 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 594 السَّماءُ ... ؟ فَقَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هَمَّام (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي الخليل (3) : أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (4) (5) . 623 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوْنٍ الزِّيَادي (6) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوان، عن منصور (7) ،   (1) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم فقط! وقد ضبَّب ناسخ (ش) على قوله: «فقالا» ، وضبب ناسخ (أ) كذلك عليها وعلى قوله: «أبي» في بداية السؤال، وكتب في الهامش: «هكذا وُجِدَ في الأصل» ، لكنَّ ما وقع في النسخ له وجه من العربية تقدم ذكره في التعليق على مثله في المسألة رقم (494) ، فارجعْ إليها إنْ شئت. (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (10081) عن وكيع، عنه، به. (3) هو: صالح بن أبي مريم. (4) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (5) قال الترمذي في الموضع السابق: «فسألت محمدًا- يعني البخاري - عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ عندي مرسل: قتادة، عن النبي (ص) ، وسعيد بن عامر كثير الغلط» . وقال البزار: «لا نعلمه عن أنس إلا من هذا الوجه، هكذا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِر، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ورواه الحفاظ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل» . وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «انفرد به همام، وغيره يرويه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل» . (6) هو: محمد بن عَوْن. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1482) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (106) ، وابن عدي في "الكامل" (6/200) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/72 رقم9985) . (7) هو: ابن المعتمر فيما يظهر؛ فهو الذي يروي عن إبراهيم النخعي، ويروي عنه محمد بن ذكوان كما في "تهذيب الكمال" (260 و5497) ؛ ويؤيده: أن الدارقطني ذكر في "العلل" (4/208) أن سفيان الثوري روى هذا الحديث عن منصور، والثوري يروي عن ابن المعتمر. ويُشكِل على هذا: أن الإمام أحمد أخرج هذا الحديث في "الفضائل" (1759) من طريق هشيم بن بشير، عن منصور، وهشيم معروف بالرواية عن منصور بن زاذان، وقد نصَّ على ذلك أبو داود صراحة كما سيأتي، فإما أن يكون ابن المعتمر وابن زاذان كلاهما روى الحديث عن الحكم بن عتيبة، وهما معروفان بالرواية عنه كما في "تهذيب الكمال" (1422) ، أو يكون الحديث لابن زاذان، والرواية الأخرى وهم في ذكر السند والراوي، والله أعلم. الحديث: 623 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 595 عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ عَلْقَمَة (2) ، عَنْ عبد الله (3) : أنَّ النبيَّ (ص) استعمَلَ عمرَ (4) عَلَى الصَّدقات، فَأَتَى العباسَ فَمَنَعَهُ، فَشَكَا عمرُ إِلَى النبيِّ (ص) ، فقال النبيُّ (ص) : عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ (5) أَبيهِ، وَإِنَّا تَعَجَّلْنَا مِنْ عَبَّاسٍ صَدَقَةَ مَالِهِ؟ فَقَالا: هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنْصُورٌ (6) ، عَنِ الحَكَم (7) ، عَنِ الحَسَن بْنِ مُسْلِم بْنِ يَنَّاق (8) : أنَّ النبيَّ (ص) بعَثَ عُمَر ... مُرسَلً (9) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (10) .   (1) هو: ابن يزيد النخعي. (2) هو: ابن قيس. (3) هو: ابن مسعود. (4) في (ك) : «عمير» . (5) الصِّنْوُ: المِثْل؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (3/57) . (6) هو: ابن المعتمر فيما يظهر؛ وانظر التعليق على ذلك في الصفحة السابقة. (7) هو: ابن عُتَيبة. (8) في (ف) : «بنان» غير منقوطة الباء والنون الأولى. (9) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (10) الحديث أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1759) عن هشيم، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ الحسن بن مسلم قال: بعث رسول الله (ص) عمر.. فذكره. وأخرج أبو داود في "سننه" (1624) حديث علي، عن العباس في تعجيل الصدقة، ثم قال: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ هُشَيْمٌ، عَنْ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَكَمِ، عن الحسن ابن مسلم، عن النبي (ص) ، وحديث هشيم أصح» . وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث إنما يرويه الحفاظ عن منصور، عن الحكم بن عتيبة مرسلاً، ومحمد بن ذكوان هذا ليِّن الحديث، قد حدَّث بأحاديث كثيرة لم يُتابَع عليها» . ونقل ابن عدي في الموضع السابق عن النسائي قوله: «مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ عَنْ مَنْصُورٍ منكر الحديث» ؛ ثم قال: «وهذا الذي أشار إليه النسائي أنه عن منصور منكر الحديث؛ لأن هذا لا يرويه عن منصور غيرُ ابن ذكوان هذا» . وقال الدارقطني في "العلل" (788) : «يرويه محمد = = ابن ذَكْوَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن علقمة، وهو وهم، والصحيح: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِم بْنِ يَنَّاق مرسلاً» . وفي المسألة (513) ذكر الدارقطني في الحديث اختلافًا آخر، ثم قال: «وَرَوَاهُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ الحكم، عن الحسن ابن يَنَّاق مرسلاً، وهو أشبهها بالصواب» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (4/111) بعد أن ذكره من طريق هشيم مرسلاً: «وهذا هو الأصح من هذه الروايات» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 596 624 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ حِسَاب (2) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيدالله (3) وأيُّوبَ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قال: لَيْسَ فِيمَا دُونَ خَمْسَةِ أَوَاقٍ (6) صَدَقَةٌ؟   (1) انظر المسألة رقم (618) . (2) في (ك) : «حسَّان» . وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3268) ، والطبراني في "الأوسط" (4540) ، وابن عدي في "الكامل" (5/140) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا حماد بن زيد، تفرد به مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ» . (3) هو: ابن عمر العمري. (4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (5) هو: يحيى بن عمارة. (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: خمس أواق؛ لأن الأوقية مؤنَّثة، لكنْ يخرَّج ذلك على الحمل على المعنى، حمل الأواقي على معنى الموازين، كأنَّه قال: خمسة موازين أواقٍ. وانظر في الحمل على المعنى بتذكير المؤنث: التعليق على المسألة رقم (270) . الحديث: 624 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 597 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ لَيْسَ فِيهِ أيُّوب. حدَّثنا عارِم (1) ، عَنْ حمَّاد، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: فَلَوْ قَالَ (2) : يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (3) ، كَانَ يَحْتَمِلُ؛ لأَنَّ هَذَا الحديثَ عِنْدَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (4) . 625 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّادُ بْنُ سَلَمة، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَن يعقوب بْن يَزِيدَ بْن فلان، عَنِ الحارث بن أبي   (1) هو: محمد بن الفضل السَّدوسي. لم نقف على روايته، والحديث أخرجه النسائي في "سننه" (2266) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2263) من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، عن عمرو ابن يحيى، به. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" أيضًا (2293) من طريق عبد الأعلى، عن عبيد الله وحده، عن عمرو، به. وأخرجه أيضًا في (2294) من طريق حماد بن زيد، وأيضًا في (2295) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن يحيى بن سعيد وحده، عن عمرو، به. (2) أي: مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ حِسَابٍ. وهذا فيه إشارة إلى أنه هو الذي أخطأ في ذكر أيوب في الإسناد. ويدل عليه أن ابن خزيمة أخرج الحديث في "صحيحه" (2263) من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبَدَةَ، عَنْ حَمَّادِ بن زيد، عن يحيى ابن سعيد وعبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد، به. وأخرجه أيضًا (2294) من طريق عمران بن موسى القزاز، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بن يحيى، به. (3) أي: الأنصاري. (4) تقدم تخريج روايته، والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1405، 1447) ، ومسلم (979) من طرق عن عمرو بن يحيى، به. الحديث: 625 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 598 ذُباب: أنَّ عُمَرَ لم يأخُذْ من النَّاس زَمَنَ الرَّمَادَةِ (1) صدقة، وبعثَهُمْ عامًا قابِلاً (2) ، فأَخَذَ منهُم عِقَالَيْنِ (3) ، فقَسَم فيهم عِقَالاً، وحَطَّ إِلَى عُمَر (4) عِقالاً. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: يعقوب بْن عُتْبَة بْن الْمُغَيرَةِ بْنِ الأَخْنَس بْن شَرِيق. 626 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالعزيز بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) قال: لِيَسْتَغْنِي (6) أَحَدُكُمْ عَنِ النَّاسِ وَلَوْ بِشَوْصِ سِوَاكٍ (7) ؟   (1) في (ك) : «ومن الزيادة» بدل: «زمن الرَّمادة» . وزمن الرَّمَادَة: سنة جَدْبٍ وقَحْطٍ في عهد عمر، فلم يأخُذ منهم الصَّدقة تخفيفًا عنهم. وقيل: سُمِّي عام الرَّمادَة: لأنهم لما أجدَبوا، صارَتْ ألوانُهم كلون ِ الرَّماد. انظر "النهاية" لابن الأثير (2/262) . (2) في (ش) : «قليلاً» . (3) المراد: صدقة عامين؛ كما في «النهاية» (3/280) . (4) قوله: «عمر» سقط من (ف) . (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (913/كشف = = الأستار) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/20-21/مسند عمر) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/351 رقم 12257) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3251) ، والضياء في "المختارة" (10/176) . (6) في (ت) و (ك) : «يستغني» ، والمثبت من بقية النسخ، والجادَّة: «لِيَسْتَغْنِ» بحذف الياء؛ لأنَّهُ مجزومٌ بلام الأمر، لكن إثباتَ الياء مع الجازم له وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (7) أي: بغُسالَتِه. وقيل: بما يَتَفَتَّتُ منه عند التَّسَوُّك. "النهاية" (2/509) . الحديث: 626 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 599 قال أبي: هكذا رواه (1) عبد العزيز، وَرَوَاهُ جريرُ بْنُ حَازِمٍ (2) ، عَنِ الأعمَش، عن الحكم ابن عُتَيبة (3) ، عَنْ مَيْمون بْنِ أَبِي شَبِيب، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) ؛ وَهُوَ أشبَهُ (5) . 627 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ علي (7) ، عن عبد الأعلى (8) ، عَنْ هِشَامٍ (9) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (10) ، عَنِ ابن عباس؛ قال:   (1) في (أ) و (ش) : «روى» . (2) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (3252) عنه، عن الأعمش ومنصور بْنُ زَاذَانَ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عتيبة، به. (3) في (ش) و (ك) : «عيينة» . (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) قال إسماعيل القاضي - كما عند البيهقي في الموضع السابق -: «هكذا رواه عبد العزيز بن مسلم، وقد خالفه غير واحد؛ رواه عَن الأعمش، عَن الحكم، عَنْ ابن أبي ليلى» . قال البيهقي: «هكذا وجدته: عن ابن أبي ليلى! والحديث عندنا عن الأعمش وغيره، عن الْحَكَمُ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شبيب، عن النبي (ص) مرسلا» . وقال حمدان بن علي - كما في "المختارة"-: سألت أحمد عن حديث عبد العزيز القسملي: «استغنوا عن الناس ... » فقال: منكر! ما رأيت حديثًا أنكر منه. اهـ. (6) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق (2/237) ، ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (2/425) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/228) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (873) حكم أبي حاتم. (7) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (2415) . وأخرجه النسائي في "سننه" (5/50-51 رقم2509) ، من طريق مخلد بن الحسين، والدارقطني في سننه" (2/144) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/168-169) - من طريق عبد الوهاب الثقفي، كلاهما - مخلد وعبد الوهاب - عن هشام بن حسان، به. (8) هو: ابن عبد الأعلى. (9) هو: ابن حسَّان. (10) هو: ابن سيرين. الحديث: 627 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 600 أَمَرَنا رسولُ الله (ص) أَنْ نُؤَدِّيَ (1) زكاةَ رَمَضَانَ (2) صَاعًا مِنْ طَعَامٍ؛ عَنِ الصَّغِير والكَبِير، والحُرِّ والمَمْلوك، مَنْ أَدَّى سُلْتًا (3) قُبِلَ (4) مِنْهُ، وأَحسَبُهُ قَالَ: وَمَنْ أَدَّى دَقيقًا قُبِلَ مِنْهُ، وَمَنْ أَدَّى سَوِيقًا قُبِلَ مِنْهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) . 628 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى ابن عُبَيدة (6) ، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّ المُؤْمِنَ يَتَصَدَّقُ بِالتَّمْرَةِ، وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن عبد الله ابن دِينَارٍ (7) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (8) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فمنهُمْ مَنْ يُوقِفُهُ (9) ، ومنهُمْ من يُسْنِدُهُ،   (1) في (ت) : «يؤدي» ، ولم تنقط في (ك) . (2) في (ف) : «زكاة الفطرة رمضان» . (3) قال ابن الأثير: السُّلْتُ: ضَرْبٌ من الشَّعير أبيضُ لا قِشْرَ له. "النهاية" (2/388) . (4) في (أ) : «قيل» . (5) قال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا مرسل، محمد ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس شيئًا» . ولما نقل ابن حجر في "التلخيص" (873) قول أبي حاتم؛ فسَّره بقوله: «لأن ابن سيرين لم يسمع من ابن عباس؛ في قول الأكثر» . (6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/335) . (7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1410) مرفوعة. وأخرج الحديث مسلم (1014) من طريق سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه، به، مرفوعًا. (8) هو: ذكوان السَّمَّان. (9) في (ك) : «يوثقه» ، وقوله: «يُوقِفُهُ» مِنْ: أوقَفَ الحديثَ؛ بمعنى: وقَفَهُ، وهو لغة قليلة. انظر "تاج العروس" (وقف) . الحديث: 628 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 601 ويَحْتَمِلُ أن يكونَ مرفوعً أَيْضًا صَحِيحٌ (1) (2) . 629 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ طَلْحَة بْنُ عَمْرٍو (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَن جابر: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ أَشْبَعَ جَائِعًا فِي يَوْمِ سَغَبٍ (5) ، أَدْخَلَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ بَابٍ مِنْ أَبْوابِ الجَنَّةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إلاَّ مَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلََ (6) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِر؛ قَالَ: يُقال: مَنْ أشبعَ ... هكذا (7) .   (1) قوله: «مرفوع أيضًا صحيح» مكانه في (ت) و (ك) : «مرفوعًا أيضًا صحيح» ، وتقدير أصل العبارة: «ويحتمل أن يكون هو [أي الحديث] صحيحً أيضًا حال كونه مرفوعً» ؛ على فـ «صحيحً» خبر «يكون» ، و «مرفوعً» حالٌ منصوبٌ، ورُسمتا دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) قال ابن عدي في الموضع السابق - بعد أن ذكر لموسى أحاديث عن عبد الله بن دينار -: «وهذه الأحاديث لموسى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ليست هي محفوظة» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1894) الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «وأما حديث عبد الله بن دينار: فالصحيح عنه: ما قاله عبد الرحمن ابنه وسليمان بن بلال عنه، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . وانظر "العلل" له أيضًا (4/56/ب) . (3) انظر المسألة رقم (2031) . (4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/108) . (5) أي: في يومِ جوعٍ. انظر "النهاية" (2/371) . (6) لم يتضح في (ت) . والمراد: «ما فعله» ، حذف ضمير المفعول وهو الرابط بين جملة الصلة والموصول. (7) قال ابن عدي - بعد أن ذكر لطلحة عدة أحاديث -: «وعامة ما يروى عنه لا يتابعونه عليه، وهذه الأحاديث التي أمليتها له عامتُها مما فيه نظر» . الحديث: 629 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 602 630 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (2) ، عَنْ بَشِير بْنِ مُهاجِر، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (3) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلاَّ حُبِسَ (4) عَنْهُمُ القَطْرُ، ولاَ نَقَصَ قَوْمٌ المِكْيَالَ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حُسَين بْنُ واقِد (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، موقوفً (6) ؛ وهو أشبَهُ (7) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2773) . (2) هنا انتهت الورقة (62) من النسخة (ف) ، وقد سقطت الورقة التالية (63) ، وتبدأ الورقة (64) في أثناء المسألة رقم (640) كما سيأتي التنبيه عليه. ورواية عبيد الله بن موسى هذه وصلها أبو حاتم في المسألة رقم (2773) قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، به، وأخرجها ابن أبي شيبة، وأبو يعلى، والروياني في "مسانيدهم"- كما في "المطالب العالية" (973) -، والبزار (4/104/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (2/126) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/346) ، و"الشعب" (3040) . ومن طريق البزار رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/191) . (3) هو: عبد الله. (4) في (ش) : «حبس الله» . (5) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/346) ، و"الشعب" (3039) . (6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) قال البزار: «لا نعلم رواه إلا بريدة، ولا نعلم له عنه إلا هذا الطريق» . وقال ابن حجر في الموضع السابق: «هذا إسناد حسن» . وقال في "بذل الماعون" (ص212) بعد أن أخرج الحديث من الطريق الأولى: «وله علة غير قادحة؛ أخرجه البيهقي في "الكبرى" من طريق عبد الله بن المبارك، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ذ، ويَحْتمل أن يكونا محفوظين، وإلا فهذه الطريق أرجح؛ لاحتمال أن يكون بشير بن المهاجر سلك الجادَّة» . وقال السخاوي في "الأجوبة المرضية" (3/1169) : «وأورده في "المختارة"، فأدنى مراتبه أن يكون عنده حسنًا، وكذا حسَّن شيخنا في تصانيفه إسناده، وكأنه إنما لم يطلق الحكم لكون بشير خولف فيه» . وانظر "الأجوبة المرضية" أيضًا (2/547-548) . الحديث: 630 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 603 631 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حَيْوَةُ بْنُ شُرَيح (2) ، عَنْ أَبِي (3) الأَسْوَدِ (4) ، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ [بُسْر] (5) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ جَاءَهُ مِنْ أخِيهِ مَعْرُوفٌ مِنْ غَيْرِ إِشْرافٍ ولاَ مَسْأَلَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلاَ يَرُدَّهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللهُ إِلَيْهِ. فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما يُروى عَنْ بُسْر (6) بْنِ سَعِيدٍ (7) ، عن ابن   (1) في (ش) : «وسألت» ، وانظر المسألة التالية. (2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/350) ، والإمام أحمد في "المسند" كما في "أطراف المسند" (2/293 رقم2286) ، و"إتحاف المهرة" (4/398 رقم4439) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/220-221 رقم 17936) ، وأبو يعلى في "مسنده" (925) ، وابن حبان في "صحيحه" (3404 و5108) من طريق سعيد ابن أبي أيوب، عن أبي الأسود، به. (3) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (4) هو: محمد بن عبد الرحمن، المعروف بيتيم عُروَة. (5) في جميع النسخ: «بشر» ! وسيأتي في بعض النسخ على الصَّواب، وكذا جاء على الصَّواب في "الجرح والتعديل" (3/338) . (6) في (ش) و (ك) : «بشر» ، والمثبت من (أ) و (ت) ، وهو الصَّواب كما بيَّنا في التعليق المتقدِّم. (7) روايته على هذا الوجه أخرجها مسلم في "صحيحه" (1045) من طريق بكير بن الأشج، عنه، به. الحديث: 631 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 604 السَّاعِدي (1) ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 632 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حَيْوَةُ [و] (4) ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (5) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيفة (6) ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ شَمْسٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب؛ قولَه: مَنْ جاءَه مِنْ أَخِيهِ معروفٌ مِنْ غَيْرِ إشرافٍ وَلا مسألَةٍ، فَلْيَقْبَلْهُ وَلا يَرُدَّهُ؛ فإنَّما هُوَ رِزقٌ ساقَه اللهُ إليه.   (1) هو: عبد الله بن السَّعدي، أو: السَّاعدي؛ كما في المسألة التالية. (2) ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/338) لخالد بن عدي الجُهَني، وذكر روايته لهذا الحديث، وأنه روى عنه بسر بن سعيد الحضرمي، ثم قال: سألتُ أبي عن خالد هذا؟ فقال: لا يُدرى من هو! وهذا الحديث اختُلِفَ في الرواية عن بُكَير بن الأَشَجِّ: فروى سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَل يتيم عروة، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسر بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بن عَدِيّ، عن النبي (ص) . وَرَوَى اللَّيث بْنُ سَعْدٍ، عَنْ بُكَيْر بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ بُسر بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ السَّاعدي، عن عمر بن الخطاب ح؛ وهو الصَّحيح. اهـ. وذكر الدارقطني في "العلل" (197) الاختلاف في الحديث، وقال: «وأحسنها إسنادًا: حديث شعيب بن أبي حمزة ومن تابعه، عن الزهري، عن السائب، عن حويطب بن عبد العزى، عن ابن السعدي، عن عمر» . وانظر المسألة التالية. (3) انظر المسألة السابقة. (4) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها النص؛ إذ ليس في الرواة من اسمه: «حيوة بن لهيعة» ، وحيوة بن شريح وابن لهيعة قرينان؛ فيبعد أيضًا أن تكون العبارة: «حيوة، عن ابن لهيعة» ، وكثيرًا ما تأتي أسانيدُ فيها: «حيوة وابن لهيعة، عن أبي الأسود» ؛ كما في "المسند" للإمام أحمد (2/330) وغيره، والله تعالى أعلم. (5) هو: محمد بن عبد الرحمن، المذكور في المسألة السابقة. (6) في (ك) : «حيصفة» . الحديث: 632 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 605 فَقَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ السَّاعِدي، عَنْ عُمَرَ. رَوَاهُ الزُّهْري (1) ، عَنِ السَّائب بن يزيد، عن حُوَيْطِب (2) بن عبد العُزَّى (3) ، عن عبد الله بْنِ السَّعْدي، عَنْ عُمَرَ، عَنْ رسول الله (ص) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا الصَّحيحُ، وَيُقَالُ: ابنُ السَّعْديِّ والسَّاعِديِّ (4) . 633 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَير، عَنِ اللَّيْث (6) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالُوا لرسولِ الله (ص) : أَصحابُ الحُمُر (7) ؟ قَالَ: لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فِي الحُمُرِ شَيْءٌ؛ إِلاَّ هَذهِ الآيَةُ الفَاذَّةُ (8) : {فَمَنْ} (9)   (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (7163) . (2) في جميع النسخ: «ابن حويطب» ، وكانت في (ش) : «حويطب» ، ثم ألحقَ الناسخ فوقها «بن» ، وكتب عليها علامة «صح» . والمثبت من "تهذيب الكمال" (7/465) ، و"الإصابة" (2/304) . (3) في (أ) : «عبد العزيز» . (4) انظر "العلل" للدارقطني (197) . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (1707) . (6) هو: ابن سعد. (7) اختصر المصنف متنَ الحديث كعادته، وهو حديثٌ معروف متفق على صحته؛ أخرجه البخاري (2371) ، ومسلم (987) ، ذكر فيه (ص) عقوبة من لا يؤدِّي زكاةَ الكنز والإبل والغنم، فسألوه عن الخيل، فذكر أن الخيرَ معقودٌ في نواصيها إلى يوم القيامة ... الحديث. ثم سألوه، فقالوا: فالحُمُر يا رسول الله؟ ... فذكر هذا الحديثَ جوابًا لسؤالهم. (8) الفاذَّةُ: الجامعةُ، المنفردةُ في معناها. "النهاية" (3/422) . (9) في جميع النسخ: «من» ! الحديث: 633 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 606 {يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *} إِلَى آخِرِ السُّورة (1) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ، وَهِمَ فِيهِ اللَّيْثُ؛ إِنَّمَا الصَّحيحُ كَمَا رَوَاهُ مالكٌ (2) ، وحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَة (3) ، وابنُ أَبِي فُدَيك (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . 634- وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (6) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (7) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (8) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (9) ، عن يحيى ابن مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفي (10) ، عَنْ كُرَيب (11) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ لمعاذٍ حِينَ بعثَهُ إِلَى اليَمَن: اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فَإنَّهُ لَيْسَ لَهَا حِجَابٌ   (1) سورة الزلزلة. (2) في "الموطأ" (2/444 رقم958) عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّان، عَنْ أَبِي هريرة، به، ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (2371) . (3) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (987) من طريق سويد بن سعيد، عنه، عن زيد بن أسلم، به. (4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1659) . (5) هذا السياق يوهم أن مالكًا وَحَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ وَابْنُ أَبِي فديك ثلاثتهم رَوَوا الحديث عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زيد بن أسلم، وليس كذلك، فالراوي عن هشام بن سعد هو ابن أبي فديك فقط، وأخرجه مسلم في "صحيحه" (987) من طريق عبد الله بن وَهْبٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عن زيد بن أسلم. وأما مالك وحفص ابن ميسرة فإنهما يرويانه عن زيد بن أسلم كما سبق. (6) هو: ابن يحيى التُّجِيبي. (7) هو: عبد الله. (8) هو: عبد الله. (9) في (ش) : «زيد» . (10) ويقال: يحيى بن عبد الله كما سيأتي. (11) هو: ابن أبي مسلم، مولى ابن عباس. الحديث: 634 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 607 دُونَ اللهِ، وَإنَّكَ سَتَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ فَاَدْعُهُمْ إِلَى التَّوْحِيدِ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ خَمْسَ صَلَواتٍ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَقُلْ: إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِكُمْ وَيُعَادُ بِهَا عَلَى فُقَرائِكُمْ، فَإذَا أَقَرُّوا بِذَلِكَ فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ. قَالَ أَبِي: إنما هو: يحيى بن عبد الله بْنِ صَيْفي (1) ، عَنْ أَبِي مَعْبَد (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كَذَا رَوَاهُ زكريَّا بْنُ إِسْحَاقَ (3) . 635 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (5) ،   (1) هو: يحيى بن محمد المتقدم في أول المسألة. (2) هو: نافذ مولى ابن عباس. (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1395) ، ومسلم (19) . (4) نقل قول أبي حاتم ابنُ الملقن في "البدر المنير" (4/153/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (820) . (5) هو: مروان بن محمد. روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/148-149) ، والدارقطني في "السنن" (2/104) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366) . وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (1060) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل للوصل" (1/367) - = = والشاشي في "مسنده" (62) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/106) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، والعقيلي في "الضعفاء" (2/259) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل للوصل" (1/367) - من طريق ابن أبي مريم، وابن عدي في "الكامل" (4/148- 149) والخطيب في "الفصل للوصل" (1/366- 367) من طريق الوليد بن مسلم، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، به. وخالف حماد بن زيد روايةَ ابن لهيعة؛ فرواه عن يحيى ابن سعيد، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: صحبتُ سعد بن مالك من المدينة إلى مكة، فما سمعته يحدِّث عن النبي (ص) بحديث واحد. أخرجه ابن ماجه في "سننه" (29) . وذكر الدارقطني في "العلل" (639) خلافا آخر في هذا الحديث فقال: وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يحيى بن سعيد، عن السائب أنه قال: صَحِبْتُ سعدًا كذا وكذا سمة (كذا في المطبوع ولعلها: سنة) ، فلم أسمعه يحدِّث عن رسول الله (ص) إلا حديثًا واحدًا. الحديث: 635 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 608 عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (1) ؛ قَالَ: كَتَبَ إليَّ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ يذكُرُ عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي وقَّاص يقولُ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: لاَ يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ، ولاَ يُجْمَعُ بَيْنَ مُتَفَرِّقٍ (2) فِي الصَّدَقَةِ، والخَليطَان ِ: مَا اجْتَمَعَ عَلَى الفَحْلِ والرَّاعي والحَوْضِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ عِنْدِي، وَلا أعلمُ أَحَدًا رَوَاهُ غيرَ (3) ابنِ لَهِيعَة. وَقَالَ (4) أبي: ويُروى هذا من كلام سعد فقَطْ (5) .   (1) هو: عبد الله. (2) في (ك) : «مقترق» . (3) قوله: «غير» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التوجيه اللغوي لنظيره في التعليق على المسألة رقم (487) . (4) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (5) قال ابن عدي في الموضع السابق: «لا أعلم يرويه عن يحيى بن سعيد غيرُ [في الأصل: عن] ابن لهيعة» . وروى العقيلي في "الضعفاء" (2/295) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (1/368) - عن ابن أبي مريم؛ قال: لم يسمع ابن لهيعة من يحيى بن سعيد شيئًا، ولكن كتب إليه يحيى، وكان فيما كتب إليه يحيى هذا الحديث؛ يعني: حديث السائب بن يزيد ابن أخت نمر: صحبت سعد بن أبي وقاص كذا وكذا سنة، فلم أسمعه يحدِّث عن رسول الله (ص) إلا حديثًا واحدًا، وكتب في عقبه على إثره: لا يفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بَيْنَ متفرِّق فِي الصَّدَقَة، وظن ابنُ لهيعة أنه من حديث سعد؛ أنه يعني بقوله إلا حديثًا واحدًا: «لا يفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بين متفرِّق» ، وإنما كان هذا كلام مُبتدأ من المسائل التي كتب بها إليه. وحكى الخطيب عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «هذا باطلٌ؛ إنما هذا من قول يحيى بن سعيد: لا يُفرَّق بَيْنَ مُجتمِع، وَلا يُجمَع بين متفرِّق» ، كذا حدث به الليث بن سعد وغيره» . وانظر "العلل" للدارقطني (639) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 609 636 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ وَهْب (2) ، عَنِ ابْنِ (3) لَهِيعَة (4) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الرحمن بن جُبَير (5) : أنه كان   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1231) . (2) هو: عبد الله. وروايته لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/229 رقم 18015 و18017 و18018) من طريق موسى بن داود، وحسن بن موسى، ويحيى بن إسحاق، وأبو عبيد في "الأموال" (654) من طريق عمرو بن طارق، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص261) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/304 رقم725) من طريق القعنبي، جميعهم عن ابن لهيعة، به. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2370) ، والطبراني في "الكبير" (20/305- 306 رقم 7274) ، والحاكم في "المستدرك" (1/406) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/291) من طريق الأوزاعي، عن الحارث بن زياد، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (2945) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/355) - عن موسى بن مروان الرقي، عن المعافي، عن الأوزاعي، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ جبير بن نفير، عن المستورد، به. قال المزي في "تحفة الأشراف" (8/377- 378) : «رواه جعفر بن محمد الفريابي، عن موسى بن مروان، فقال: «عبد الرحمن بن جبير» ، بدل «جبير بن نفير» ، وهو أشبه بالصواب» . وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (653) من طريق عياش بن عباس، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجل، عن المستورد. (3) المثبت من (ك) ، وفي (أ) و (ت) و (ش) : «أبي» ، وهو ضمن السقط الذي في (ف) . (4) هو: عبد الله. (5) هو: المصري المؤذِّن، وقد جاء في بعض المصادر: = = «عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ» ، قَالَ الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (8/377) بعد أنْ بيَّن الخلاف فيه: «وعلى هذا: فذكر «نفير» في هذا الإسناد غلط ممن ذكره؛ فإنَّ الذي جدُّه نفيرٌ شاميٌّ، وصاحب هذا الحديث مصري، والمستورد أيضًا مصري» . الحديث: 636 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 610 فِي مجلسٍ فِيهِ المُسْتَورِدُ (1) ، وَعَمْرُو بن غَيْلان ابن سَلَمة، فَسَمِعَ المُستَوْرِدَ يَقُولُ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلاً فَلَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ فَلْيَتَزَوَّجْ، أو خَادِمًا (2) فَلْيَتَّخِذْ خَادِمًا، أَو مَسْكَنًا فَلْيَتَّخِذْ مَسْكَنًا، أَوْ دَابَّةً فَلْيَتَّخِذْ دابَّةً، فَمَنْ أَصَابَ شَيْئًا سِوَى ذَلِكَ، فَهُوَ غَالٌّ، أَوْ سَارِقٌ. وَقَالَ (3) ابنُ (4) لَهِيعَة (5) : أَخْبَرَنِي ابنُ هُبَيرَة السَّبَئي (6) ، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير، بِمِثْلِهِ؛ غيرَ أَنَّهُ قال: غَالٌّ [وسَارِقٌ] (7) . وَقَالَ (8) ابنُ وَهْب: يُوَسَّعُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ، حَتَّى يَتَّخِذَ امْرَأةً،   (1) هو: ابن شداد. (2) كذا في جميع النسخ، وكذا في نسخ "مسند أحمد" (29/546/الرسالة) أيضًا، وهي مفعولٌ به لفعلٍ مقدَّر يَدُلُّ عليه ما بعده، والتقدير: أو لم يَتَّخِذْ خادمًا، وكذلك ما بعده: أو لم يَتَّخِذْ مسكنًا. وانظر التعليق على "مسند أحمد" (29/546 طبعة الرسالة حاشية رقم 3) . (3) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (4) في (ت) : «أبي» . (5) روايته هذه أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (655) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/229 رقم18015 و18018 و18019) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/305 رقم 726) . (6) في (ك) : «السائي» . وهو: عبد الله بن هبيرة السَّبئي. (7) في (ت) و (ك) : «أو ساد» ، وهذا الموضع ضمن السَّقط الواقع في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «أو سارق» ، وهو تصحيف؛ إذ لو كان كذلك لما كان هناك فرقٌ بين الروايتين. وقدأخرج كلتا الروايتين أبو عبيد في "الأموال" (654 و655) هكذا على الصَّواب. (8) في (أ) و (ش) : «قال» بلا واو. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 611 وخَادِمً، ومَسْكَنً (1) ، وَدَابَّةً، ولاَ يَأْخُذْ أَمْوَالَ النَّاسِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنَّما هُوَ عَلَى مَا رَوَاهُ اللَّيْثُ (2) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجلٍ، عَنِ المُسْتَوْرِد، عن النبيِّ (ص) . فقلتُ لأَبِي: للمُسْتَوْرِدِ صُحْبَة؟ قَالَ: نَعَمْ. 637 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْب (3) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَة (4) ، عَنِ ابْنِ (5) هُبيرة، عن أبي (6) تَميم (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: الدِّينَارُ كَنْزٌ، والدِّرْهَمُ كَنْزٌ، وَالقِيرَاطُ كَنْزٌ. فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أمَّا الدِّينَارُ والدِّرْهمُ قَدْ (8) عَرَفْنَاهُ، فما   (1) قوله: «وخادم، ومسكن» ، كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب فيهما على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) ، وانظر: "عقود الزبرجد" للسيوطي (1/284- 286) . (2) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (653) . (3) هو: عبد الله. ولم نجد روايته، ولكن أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1272) من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ عبد الله بن يزيد، عن ابن لهيعة، به. (4) هو: عبد الله. (5) في (ت) و (ك) : «أبي» بدل: «بن» . وهو: عبد الله بن هبيرة السَّبئي المذكور في المسألة السابقة. (6) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «أبي» . وهو: عبد الله بن مالك. (7) هو: عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم الجيشاني. (8) كذا في جميع النسخ؛ والجادة أن يقال: «فقد عرفناه» ؛ لأن «أما» حرفُ شرط وتوكيد دائمًا، وتفصيل غالبًا؛ في جوابها أن يقترن بالفاء؛ كقوله تعالى: [فُصّلَت: 15] {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَْرْضِ} . وما في النسخ له وجهٌ في العربية صحيح؛ فقد ذهب النحاةُ إلى أن الفاء قد تحذف من جواب «أما» في الشعر ضرورة، وفي النثر على قلَّة. وذهب ابن مالك والدماميني وغيرهما: إلى أن حذفها جائزٌ في الاختيار وسعة الكلام، وقد أورد ابن مالك شواهد على ذلك من "صحيح البخاري" منها: قوله (ص) : «أما بعدُ ما بالُ رجالٍ يشترطون شروطًا..» ، وقوله (ص) : «أما موسى كأني أنظر إليه ... » ، ثم قال ابن مالك: «وقد خولفت القاعدةُ [يعني قاعدةَ النحويين] في هذه الأحاديث، فَعُلم بتحقيق: عدمُ التضييق، وأن من خَصَّهُ بالشعر، أو بالصورة المعيَّنة من النثر، مقصِّرٌ في فتواه، عاجز = = عن نصرة دَعواه» . "شواهد التوضيح" (ص136) . وانظر "سر صناعة الإعراب" لابن جني (1/264- 267) ، و"عقود الزبرجد" (3/227- 229) و"المغني" لابن هشام (ص80- 84) ، و"شرح ابن عقيل" (4/52- 54) . الحديث: 637 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 612 القِيراطُ؟ قَالَ: نِصْفُ دِرْهَمٍ، نِصْفُ دِرْهَمٍ، نِصْفُ دِرْهَمٍ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) . 638 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الطَّاطَري (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزَاري (4) ، عَنْ عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ عَطاء (5) ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ مَالٌ فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ ... ، فَقَصَّ القِصَّةَ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَبْدُ الْمَلِكِ (6) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (7) ، عَنْ جابر،   (1) في (ك) : «نصف درهم» مرة واحدة. (2) قال المناوي في "فيض القدير" (3/554) : «رواه ابن مردويه في "تفسيره" عن أبي هريرة بإسناد ضعيف، ورواه عنه في الفردوس، وبيَّض لسنده» . (3) هو: مروان بن محمد. (4) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. (5) هو: ابن أبي رباح. (6) روايته على هذا الوجه أخرجها مسلم في "صحيحه" (988) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبد الملك، به. (7) هو: محمد بن مسلم بن تدرُس. الحديث: 638 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 613 عن النبيِّ (ص) . 639 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ (2) ، عَنِ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ جَارِهِ مَخَافَةً عَلَى أَهْلِهِ وَمَالهِ فَلَيْسَ ذَلِكَ بِمُؤْمِنٍ، وَلَيْسَ بِمُؤْمِنٍ مَنْ (4) لَم يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (5) ... ، وذكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا فِي حَقِّ الْجَارِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ (6) . 640 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه هشام ابن عمَّار (7) ، عَنْ عِراكِ بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: حدَّثني أَبِي؛ قَالَ (8) : سمعتُ إبراهيم بن أبي   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2357) . (2) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (247) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2430) ، وابن عدي في "الكامل" (5/171) ، والبيهقي في"شعب الإيمان" (9113) . (3) هو: عطاء بن أبي مسلم الخراساني. (4) قوله: «من» سقط من (ك) . (5) بوائقُه: غَوائلُه وشَرُّه، أو ظُلْمُه وغَشَمُه. "لسان العرب" (10/30) . (6) قال البيهقي في الموضع السابق: «سويد بن عبد العزيز وعثمان بن عطاء وأبوه ضعفاء، غير أنهم غير متَّهمين بالوضع، وقد روي بعض هذه الألفاظ من وجه آخر ضعيف» . وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/605) : «وهو شديد النكارة، ولو جاء به أوثق الناس، فكيف هؤلاء؟!» . وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 257-258) : «إسناده ضعيف، ورفع هذا الكلام منكر، ولعله من تفسير عطاء الخراساني» . (7) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (18) ، وفي "الدعاء" (34) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/165) . (8) في (ت) و (ك) : «يقول: قال» . الحديث: 639 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 614 عَبْلَة يحدِّثُ عَنْ عُبَادة بْنِ الصَّامِت: أنَّ النبيَّ (ص) أُتِيَ وَهُوَ فِي الحَطِيم (1) ، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أُتِيَ عَلَيَّ مالِ بَني (2) (3) فُلانٍ بِسِيفِ (4) الْبَحْرِ، فذُهِبَ بِهِ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا تَلِفَ مَالٌ فِي بَرٍّ ولاَ بَحْرٍ إلاَّ بِمَنْعِ الزَّكَاةِ، فَحَرِّزُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكاةِ، وَدَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقَةِ، وادْفَعُوا عَنْكُمْ طَوَارِقَ البَلاَءِ بالدُّعَاءِ؛ فَإنَّ الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ (5) وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، مَا نَزَلَ يَكْشِفُهُ، وَمَا لَمْ يَنْزِلْ يَحْبِسُهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وإبراهيمُ لَمْ يُدْرِكْ عُبَادةَ، وعِراكٌ منكرُ الْحَدِيثِ، وَأَبُوهُ خالدُ بْنُ يَزِيدَ أوثقُ (6) مِنْهُ، وَهُوَ صَدوق (7) . 641 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عُتْبَة ابن السَّكَن (8) ، عن أَبَانَ   (1) قال ياقوت في "معجم البلدان" (2/273) : الحَطِيم - بالفتح ثم الكسر -: بمكة. قال مالك بن أنس: هو ما بين المقام إلى الباب، وقال ابن جُرَيج: هو ما بين الرُّكن والمقام وزمزم والحِجْر، وقال ابن حبيب: هو ما بين الركن الأسود إلى الباب إلى المقام حيث يتحطَّم الناس للدعاء. اهـ. (2) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «بني» . (3) هنا انتهت الورقةُ الساقطةُ من (ف) التي كانت بدايتها في نهاية المسألة رقم (630) . (4) في (ك) : «يسيف» . وسِيفُ البحر، بكسر السِّين: ساحلُه. "القاموس" (س ي ف) ، و"النهاية" (2/434) . (5) قوله: «من السَّماء» ليس في (ت) و (ك) . (6) في (ك) : «وأوثق» بالواو. (7) قال الطبراني في الموضع السابق: «إبراهيم لم يسمع من عبادة» . (8) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/42) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1805) . ورواه ابن حبان في "المجروحين" (1/98/تعليقًا) من طريق مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ أبان، به. ثم ذكر ابن حبان حديثًا آخر لأبان وقال: «وهما جميعًا باطلان» . الحديث: 641 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 615 بنِ المُحبَّر (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : كَمْ مِنْ حَوْرَاءَ عَيْنَاءَ مَا كَانَ مَهْرُهَا إِلاَّ قَبْضَةً مِنْ حِنْطَةٍ، أوْ مِثْلَهَا مِنْ تَمْرٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وأبانُ هذا مجهولٌ (2) ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) . 642 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدِ الرزَّاق (4) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَحِلُّ الصَّدَقَةُ إلاَّ لِخَمْسَةٍ: رَجُلٍ اشْتَراهَا   (1) في (ت) و (ك) : «المجبر» بالجيم. (2) في (أ) : «وأبان هذا هو مجهول» ثم ضُرب على قوله: «هو» . (3) نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (1/25) عن العقيلي قوله: «لا يتابعه عليه - أي أبان - إلا من هو مثله أو دونه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (571) . (4) روايته في "المصنف" (7151) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/56 رقم11538) ، وأبو داود في "سننه" (1636) ، وابن ماجه (1841) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2374) ، وابن الجارود في "المنتقى" (3605) ، والدارقطني في "سننه" (2/121) ، والحاكم في "المستدرك" (1/407- 408) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/15، 22) . وأخرجه الدارقطني في "سننه" (2/121) ، وفي "العلل" (2279) ، من طريق محمد بن سهل بن عسكر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/15) من طريق أبي الأزهر، كلاهما عن عبد الرزاق، عن الثوري ومعمر، جميعًا عن زيد بن أسلم، به. ورواه عبد الرزَّاق في "المصنف" (7152) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) ، به. وبيَّن الدارقطني أنَّ من قال في رواية عبد الرزاق: «عن معمر» وحده أصح. الحديث: 642 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 616 بِمَالِهِ (1) ، أَوْ رَجُلٍ عَامِلٍ عَلَيْهَا، أَوْ غَارِمٍ، أَوْ غَازٍ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالى، أَوْ رَجُلٍ لَهُ جَارٌ فيُتَصَدَّقُ عَلَيْهِ فَيُهْدِي لَهُ (2) ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثَّوْري (3) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم؛ قَالَ: حدَّثني الثَّبْتُ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) ؛ وَهُوَ (4) أشبَهُ (5) . وَقَالَ أَبِي: فإنْ قَالَ قائلٌ: الثَّبْتُ مَنْ هُوَ؟ أَلَيْسَ هُوَ عطاءَ بنَ يَسَار؟ قِيلَ لَهُ: لَوْ كَانَ عطاءَ ابن يَسار، لِمَ يُكَنِّ عَنْهُ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أَلَيْسَ الثَّبْتُ هُوَ عَطَاءٌ؟ قَالَ: لا! لَوْ كَانَ عَطَاءً، مَا كَانَ يُكَنِّي عَنْهُ. وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (6) ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ،   (1) أي: رجلٌ ذو مالٍ يشتري الصدقة بماله. (2) يوضِّح ذلك رواية أبي داود (1635) ، ففيها: «أو لرجل كان له جارٌ مسكين، فتُصُدِّقَ على المسكين، فأهداها المسكين للغني» . (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" تعليقًا عقب الحديث رقم (1636) ، والدارقطني في "العلل" (2279) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10682) عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار، به مرسلاً. (4) في (ك) : «هو» بلا واو. (5) قال ابن الملقن في "البدر المنير" (5/43/أ) : «واختلف الحفاظ أيما أصح: طريق الوصل، أو طريق الإرسال؟ فصحَّح الثاني طائفة، ففي علل ابن أبي حاتم: أن الثوري أرسله، ونقل عن أبيه أن الإرسال أشبه» . (6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" تعليقًا عقب الحديث رقم (1636) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/96) . وأخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (2/268) ، ومن طريقه أبو داود في "سننه" (1635) عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء، به مرسلاً؛ مثل رواية ابن عيينة. الجزء: 2 ¦ الصفحة: 617 مُرسَلً (1) . قَالَ أَبِي: والثَّوْريُّ أحفَظُ (2) . 643 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي المُرَاوِح، عَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيْثي، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قَالَ (4) : [قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ] (5) : إنَّا أنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، ولَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادِيان ِ مِنْ مَالٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوُونَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي واقِد، عَنِ النبيِّ (ص) . 644 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى بن حمزة (7) ، عن   (1) قوله: «مرسل» سقط من (ف) . وقد جاء هنا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) قال الدارقطني في الموضع السابق (2279) : «حدَّث به عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد؛ قاله ابن عسكر عنه. وقال غيره: عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ وحده، وهو أصح. وروى هذا الحديث عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الثبت عن النبي (ص) ، ولم يُسَمِّ رجلاً، وهو الصحيح» . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (479) ، وستأتي برقم (1817) . (4) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «قال» . وانظر الحاشية التالية. (5) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والمثبت من المسألتين (479) و (1817) ، وانظر الحاشية السابقة. (6) نقل الذهبي في "الميزان" (2/202) بعض هذا النص. (7) روايته أخرجها أبو داود في "المراسيل" (ص213) ، والنسائي في "سننه" (4853) ، وابن عدي في "الكامل" (3/275) . الحديث: 643 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 618 سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ النبيَّ (ص) كَتَبَ إِلَى أهلِ اليَمَنِ بِصَدَقاتِ الغَنَم؟ قلتُ لَهُ: مَنْ سُلَيمانُ هَذَا؟ قَالَ أَبِي: مِنَ النَّاس من يَقُولُ: سُلَيمان بْن أَرْقَم. قَالَ أَبِي: وقد كَانَ قَدِمَ يَحْيَى بنُ حمزةَ العِراقَ، فَيَرَوْنَ أنَّ الأرقمَ: لقبٌ، وأن الاسم: دَاوُد. ومنهُم (1) من يَقُولُ: سُلَيمان بْن دَاوُد الدِّمَشْقي، شيخٌ ليحيى بْن حَمْزَةَ، لا بأسَ بِهِ؛ فلا أدري أيُّهما هُوَ؟ وما أظنُّ أَنَّهُ هَذَا الدِّمَشْقي (2) . ويُقال: إنَّهم أصابوا هَذَا الحديثَ بالعِراق مِنْ حَدِيث سُلَيمان بْن أَرْقَم (3) .   (1) في (ف) : «ومن الناس» . (2) من قوله: «شيخ ليحيى ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) قال أبو داود في الموضع السابق: «سليمان بن داود وَهَمٌ» . وقال: «وَهِمَ فيه الحكم» . ونقل الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/93) عن ابن منده أنه قال: «قرأت في كتاب يحيى بن حمزة بخطِّه: عن سليمان بن أرقم، عن الزهري، وأما من صحَّحه، فأخذوه على ظاهره في أنه سليمان بن داود، وقويَ عندهم أيضًا بالمرسل الذي رواه معمر، عن الزهري» . وروى ابن عدي في "الكامل" (3/274-275) عن ابن معين أنه قال: «سليمان بن داود ليس يعرف، ولا يصح هذا الحديث» . وروى أيضًا عن البغوي أنه قال: «سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن حديث الصدقات هذا الذي يرويه يحيى بن حمزة: أصحيحٌ هو؟ فقال: أرجو أن يكون صحيحًا» . وقال ابن حجر في الموضع السابق من "التهذيب": «أما سليمان بن داود الخولاني، فلا ريب في أنه صدوق؛ لكن الشبهة دخلت على حديث الصدقات من جهة أن الحكم بن موسى غلط في اسم والد سليمان، فقال: سليمان بن داود؛ إنما هو سليمان بن أرقم، = = فمن أخذ بهذا ضعَّف الحديث، ولا سيما مع قول من قال: إنه قرأه كذلك في أصل يحيى بن حمزة، فقد قال صالح جزرة: نظرت في أصل كتاب يحيى بن حمزة حديث عمرو بن حزم في الصدقات، فإذا هو عن سليمان بن الأرقم» . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 619 645 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن أبي العِشْرين (2) ، عن   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2120) . (2) هو: عبد الحميد بن حبيب. وروايته أخرجها ابن سمعون في "الأمالي" (54) ، وابن الجوزي في "البر والصلة" (179) كلاهما من طريق أحمد بن سليمان بن زيّان الدمشقي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ عبد الحميد بن أبي العشرين، به. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/307) من طريق محمد بن العباس بن الوليد الدمشقي، عن هشام ابن عمار، به كسابقه. وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (3/610) من طريق أحمد بْنِ عِيسَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن الأوزاعي، به هكذا بذكر الوليد بن مسلم بدل عبد الحميد بن أبي العشرين. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7726) من طريق موسى بن إسماعيل الجبلي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ خارجة بن مصعب، عن عثمان بن سعد الكاتب، عن عمرو بن شعيب، به. وأخرجه الطبراني أيضًا في "الأوسط" (6950) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ مُصْعَبٍ، عَنْ عثمان بن سعد، عن عمرو بن شعيب، به. الحديث: 645 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 620 الأوزاعي (1) ، عن عمرو ابن شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إذَا أَرَادَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ أنْ يَجْعَلَهَا عَنْ (2) وَالِدَيهِ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنْ عَبَّاد بْنِ كَثِير (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه. قَالَ أَبِي: عَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ (4) لَمْ يُدْرِكْ عَمْرَو ابن شُعَيب، وَهُوَ ضعيفُ الْحَدِيثِ فِي نفسِه. قلتُ لأَبِي: فتخافُ أَنْ يكونَ الأوزاعيُّ دلَّس (5) ؛ بَلَغَهُ عَنْ عَبَّاد (6) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، فَرَوَاهُ عَنْ عَمْرٍو؟ قَالَ: لا! ولكنْ أخافُ أَنْ يكونَ مِنِ ابنِ أَبِي العِشْرين. قلتُ: أَلَيْسَ ابنُ أَبِي العِشْرين ثِقَةً؟ قال: هُوَ دِيوانِيٌّ كاتِبٌ، لَمْ يَكُنْ صاحبَ حديثٍ (7) .   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) في (ش) : «على» ، ومثله في المسألة رقم (2120) ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ومثله في مصدري التخريج: "شعب الإيمان" للبيهقي، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر. (3) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (7533) . (4) قوله: «عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. قَالَ أَبِي: عباد بن كثير» سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (5) في (ت) و (ك) : «وليس» . (6) في (ف) : «عباد بن كثير» . (7) الحديث ضعفه الحافظُ العراقي كما في "فيض القدير" (5/456) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 621 646 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (1) ، فاختَلَفَ الرُّواة عَنْهُ: فَقَالَ حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى: عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ تَوْبة بْنِ نَمِر، عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ عَرِيفِ بنِ سَرِيع، عن عبد الله بن عمرو ابن الْعَاصِ: أنَّ عُمَرَ حَمَلَ رَجُلا عَلَى فرسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ وجدَهُ يَبِيعُهُ، فَأَرَادَ عمرُ أنْ يَشْتَرِيَهُ، فسأل النبيَّ (ص) عَنْ ذَلِكَ؟ فَنَهَاهُ عَنْهُ وَقَالَ: إذَا تَصَدَّقْتَ (2) بِصَدَقَةٍ فَأَمْضِهَا، لَقَدْ تَصَدَّقْتُ بِتَمْرٍ عَلَى مَسَاكِينَ، فوَجَدتُّ تَمْرَةً، فَأدْخَلْتُ بِيَدي فِي فِيَّ، ثُمَّ لَفَظْتُهَا؛ خَشْيَةَ أنْ تَكُونَ (3) مِنَ الصَّدَقَةِ. وَرَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو سعيدٍ يَحْيَى بنُ سُلَيمان الجُعْفيُّ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ تَوْبة بْنِ نَمِر، عَنْ أَبِي عُفَير - قَالَ حَرْمَلَةُ: عَنْ أَبِي عُمَير - فأيُّهما أصَحُّّ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو عُفَير أصحُّ. وحدَّثنا أَبِي، عن أَصْبَغ (4) ، فقال: عَنْ أَبِي عُمَير؛ كَمَا قَالَ حَرْمَلَة (5) .   (1) هو: عبد الله. (2) في (ف) : «تصدق» . (3) في (ت) : «يكون» . (4) هو: ابن الفَرَج، ولم تنقط العين في جميع النسخ. وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (3/304) . (5) قال البخاري في "الكنى" من "التاريخ الكبير" (8/63 رقم559) : «أبو عُفَير عريفُ بني سريع» ، وقال أبو حاتم كما في "الجرح والتعديل" (9/416 رقم2036) : «أبو عُفَير وكان عَريفًا لبني سريع» . قال المعلِّمي في تعليقه على "الجرح والتعديل": «أي: مقدَّمًا عليهم، فعريف وصفٌ له، لا اسم، وبنو سريع هؤلاءِ بطن من المعافر» . وسمَّاه: «عريف» كلٌّ من: الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/1690 و1718) ، وابن حبان في "الثقات" (5/282) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (6/434) . قال الدارقطني: «أبو عفير عريف بن سريع، تابعي، عداده في المصريين، وقال بعضهم: هو أبو عمير» . وقال المعلِّمي: «والحجة في هذا: البخاري وأبو حاتم؛ ذكراه في الكنى فيمن لا يعرف اسمه» . والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/156) فقال: «قال لي أحمد؛ قال: ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، سمع توبة بن نمر؛ سمع أبا عُفَير عَرِيف بني سَرِيع ... » ، فذكره. ورواه أحمد (2/173 رقم6616) من طريق رشدين؛ حدثني عمرو بن الحارث؛ أن تَوبة بن نَمِر حدثه؛ أن أبا عُفَير عَرِيف بن سَرِيع حدثه ... فذكره. الحديث: 646 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 622 647 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه القَوَارِ يري (1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حَجَّاج بْن أَرْطَاة (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبير (3) ، عن جابر،   (1) هو: عبيد الله بن عمر. (2) سيأتي أنه روي من طريق أبي خالد الأحمر عنه موقوفًا. (3) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس. والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/189 و195) من طريق يحيى بن أبي أنيسة ويحيى بن سعيد الجزري، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/12) من طريق خصيف بن عبد الرحمن، ثلاثتهم عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) ، به. قال ابن عدي: «وليس الحديث بمحفوظ» . وأخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/495 رقم818) من طريق الخطيب البغدادي، ثم قال: «لا يصح عن رسول الله (ص) ، إنما روي عن ابن عمر» . الحديث: 647 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 623 عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا أُدِّيَ زَكَاتُهُ (1) ، فَلَيْسَ بِكَنْزٍ (2) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رواه القَوَارِ يري، والصَّحيحُ موقوفٌ (3) . 648 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) ، عَنْ حَجَّاج بْن أَرْطاة، عَنْ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِير، عَنْ أَبِي أيُّوب؛ قَالَ: سُئِلَ النبيُّ (ص) : أيُّ الصَّدقةِ أفضلُ؟ قَالَ: عَلَى ذِي الرَّحِمِ   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ما أُدِّيَتْ زكاتُهُ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا؛ لأنَّ الفاعل هنا تأنيثُهُ غير حقيقي. وانظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (224) . (2) في (ت) و (ك) و (ف) : «كنز» ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) قوله: «موقوف» سقط من (ف) . وهذا الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7145) من طريق ابن جريج، وابن أبي شيبة في "المصنف" (10518) من طريق أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَنْ حَجَّاجٍ بن أرطاة، كلاهما - ابن جريج وحجاج - عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، موقوفًا. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (3/272) : «ورجَّح أبو زرعة والبيهقي وغيرهما وقفه كما عند البزار» . (4) هو: محمد بن خازم. وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1017) ، وأخرجها عنه الإمام أحمد في "المسند" (5/416 رقم23530) ، وهناد في "الزهد" (1016) ، وأخرجها الطبراني في "الكبير" (4/138 و173 رقم 3923 و4051) من طريق عبد الله بن يوسف وأبي بكر بن أبي شيبة، أربعتهم - الإمام أحمد وهناد وابن يوسف وَابْنِ أَبِي شَيْبَةَ-، عَنْ أَبِي معاوية، عن الحجاج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بشير، عن أبي أيوب، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (3/203 رقم3126) من طريق عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ ابن حزام؛ كما سيأتي. الحديث: 648 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 624 الكَاشِحِ (1) . [وخالفَهُ] (2) أَبُو خالدٍ الأحمَرُ (3) : فروَى عَنْ حَجَّاج، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِير (4) ، عَنْ (5) حَكِيم بْنِ حِزام، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَى الزُّبَيدي (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أيُّوب ابن بشير الأنصاري، عن النبيِّ (ص) .   (1) قال ابن الأثير: الكاشِحُ: العَدُوُّ الذي يُضْمِرُ عداوتَه، ويطوي عليها كَشْحَه، أي: باطِنَه. اهـ. "النهاية" (4/175) . (2) في (ت) و (ك) : «وخالد» ، وفي بقيَّة النُّسَخ: «وقال» . والظاهر أنَّ قوله: «وخالد» أو «وقال» متصحِّفٌ عما أثبتناه أو نحوه. (3) هو: سليمان بن حَيَّان. وتابعه على هذا الوجه عبد الله ابن نمير، وأبو معاوية في أحد الأوجه عنه، فروياه عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ ابن حزام، به. أما رواية عبد الله بن نمير: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (3/202-203 رقم3126) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/12-13) . وأما رواية أبي معاوية: فأخرجها الطبراني؛ من طريق عبد الله بن يوسف، عن أبي معاوية، به، وقد تقدم ذكرها. وسيأتي كلام الدارقطني عن هاتين الروايتين. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/402 رقم 15320) من طريق سُفْيَانَ بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به؛ كرواية حجاج له على هذا الوجه. (4) قوله: «بشير» كان هكذا في (ف) ، ثم ضرب عليه الناسخ وكتب: «سيرين» ، وفي (ت) و (ك) : «شيرين» . (5) قوله: «عن» سقط من (ك) . (6) هو: محمد بن الوليد. وروايته أخرجها الحارث في "مسنده" (299/بغية) . الجزء: 2 ¦ الصفحة: 625 وَرَوَى اللَّيْثُ (1) ، عَنْ عُقَيل (2) ، عَنِ الزُّهْري، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ (3) الزُّبَيدي أصحُّ (4) . 649 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْري وجرير (5) ، فاختَلَفا: فقال الثَّوْري: عَنْ مَنْصُورٍ (6) ، عَنْ يونس ابن خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عبد الرحمن، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا نَقَصَ مَالٌ مِنْ زَكَاةٍ قَطُّ.   (1) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (ص 363) . (2) هو: ابن خالد الأَيْلي. (3) قوله: «حديث» سقط من (أ) و (ش) . (4) ذكر الدارقطني في "العلل" (1017) الاختلاف في هذا الحديث؛ وقال: يرويه حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، واختُلِف عنه: فقال بن نمير: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ حَكِيمِ بن حزام، قال ذلك يوسف القطان عنه. وقال أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ بَشِيرٍ، عن أبي أيوب. وقال علي بن حرب: عن أبي معاوية وابن نمير جميعًا عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أيوب بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ. وأفرده عن أبي معاوية وحدَه فقال: عَنْ حَجَّاجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابن بشير، عن أبي أيوب. ولم يروه عن الزهري غير حجاج؛ ولا يثبت» . وقال أيضًا في "العلل" (5/210/أ) : « ... وَرَوَاهُ حجاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ الزهري فقال مرة: عن حكيم بن [في الأصل: عن] بشير، عن أبي أيوب الأنصاري، وقال مرة: عن أيوب، عن حكيم [في الأصل: بشير] ابن حزام؛ وكلاهما غير محفوظ» . (5) هو: ابن عبد الحميد. (6) هو: ابن المعتمر. الحديث: 649 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 626 وَقَالَ جَرِيرٌ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ سَعِيد، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الثوريُّ أحفَظُ (1) . 650 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى أَبُو موسى، عن محمد ابن عَثْمَة (3) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: فِيمَا سَقَتِ السَّمَاءُ والبَعْلُ (4)   (1) قال الدارقطني في "العلل" (552) : «يرويه يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة، واختُلِف عنه: فرواه عمرو بن مجمع أبو المنذر السَّكوني، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أبي سلمة، عن أبيه. وخالفه منصور بن المعتمر، واختُلِف عنه: فرواه محمد بن عمارة القرشي، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أم سلمة. وقيل: عن القاسم بن يزيد الجرمي، عن الثوري مثله، ولا يصح. ورواه وكيع وغيره عَنِ الثَّوْرِيِّ، [عَنْ مَنْصُورٍ] ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سلمة مرسلاً، وهو الصحيح» . وذكر الاختلاف أيضًا في موضع آخر من "العلل" (5/171/ب) وقال: «والمرسل أشبه» . (2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/185/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/328 رقم844) قول أبي زرعة. (3) هو: مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (ل27/أ/النسخة الأزهرية) . ورواه أبو عوانة في "مستخرجه" (ص86/القسم = = المفقود) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، عن عبد الله العمري، به. (4) البَعْلُ: ما شَرِبَ من النَّخيل بعُروقِه من الأرض، من غَير سَقْي سماءٍ ولا غيرِها، قال الأزهريُّ: هو ما ينبتُ من النخل في أرضٍ يقرُبُ ماؤها، فرسختْ عروقها في الماء، واستغنتْ عن ماء السماء والأنهار وغيرها. "النهاية" (1/141) . الحديث: 650 ¦ الجزء: 2 ¦ الصفحة: 627 العُشْرُ، وَفيمَا سَقَتِ العُيُونُ والنَّوَاضِحُ (1) وَالسَّوَانِي (2) نِصْفُ العُشْرِ؟ قال أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، موقوف (3) (4) . تَمَّ الجُزْءُ الرَّابعُ بِحَمْدِ اللهِ وعَوْنِهِ ومَنِّهِ، ويَتلوهُ في الجُزْءِ الخامِسِ في حديثٍ رواه الصَّبَّاح، والحمدُ للهِ وَحدَهُوصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا مُحَمَّد وآلِهِ وصَحبِهِ وَسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا، والحمدُ لله ربِّ العالمين (5)   (1) النَّواضِحُ: الإبل التي يُستَقى عليها، والمراد به هنا: ما سُقِي بالدَّوالي. انظر "النهاية" (5/69) . (2) في (أ) : «والشواني» ، والسَّوانِي: جمع سانِيَة، وهي الناقة التي يُسْتَقَى عليها. "النهاية" (2/415) . (3) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10092) عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سوَّار، عَنْ ليث بن سعد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به موقوفًا. وترجيح أبي زرعة للرواية الموقوفة إنما هو بالنسبة لطريق نافع، وإلا فالحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1483) من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) . (5) من قوله: «تم الجزء الرابع ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء الرابع» ، واتفق النص في (ف) مع (أ) ما عدا قوله: «وعونه» فليس في (ف) الجزء: 2 ¦ الصفحة: 628 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِوصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ، وآلِهِ (1) وصَحْبِهِ وسلَّمالجزءُ الخامِسُ من "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، يَشتَمِلُ عَلَى (2) عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِ يَت فِيالصَّوْمِ وأَوَّلِ الحَجِّ (3) 651 - قال: أنبا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم رَحِمَهُ اللَّهُ؛ قال (4) : سألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الصَّبَّاح بْنُ مُحارِب (7) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ (8) عَنتَرَة، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: أَتَى رجلٌ النبيَّ (ص) فَقَالَ: أَفطَرتُ عامَّةَ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلا سَفَرٍ؟ فَقَالَ له (9) النبيُّ (ص) : أَعْتِقْ رَقَبَةً، قَالَ: لا أجِدُ ... الحديثَ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبيب، عَنْ طَلْق (10) ، عَنْ سعيد بن   (1) في (ف) : «وعلى آله» . (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) . (3) قوله: «وأول الحج» ليس في (ت) و (ك) . (4) من قوله: «قال: أنبا أبو محمد ... » إلى هنا من (ف) فقط. (5) في (أ) و (ش) : «وسألت» بالواو. (6) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) . (7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (5725) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (8184) وجاء فيهما: «أفطرت يومًا من رمضان» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حبيب إلا هارون، تفرد به: الصباح بن محارب» . (8) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (9) قوله: «له» سقط من (ت) و (ك) . (10) هو: ابن حبيب. الحديث: 651 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 5 المسيّب، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (1) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي! وَهَارُونُ بْنُ عَنتَرَة لا بأسَ بِهِ، مستقيمُ الْحَدِيثِ (2) . 652 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزاق (4) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُفطِرُ عَلَى التَّمْر، فَإِنْ لَمْ يَجِد فَعَلَى الْمَاءِ ... الحديثَ؟ فَقَالا: لا نعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ عبد الرزَّاق، وَلا نَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ عبدَالرزَّاق (5) ؟ قلتُ (6) : وَقَدْ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ سُلَيمان النَّشِيطِي (7) ، وسعيد بن   (1) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (4/65/أ) : «اختُلِف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : فرواه هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر، ووَهِمَ فيه، والصَّواب: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب مرسلاً» . (3) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/258/مخطوط) . (4) روايته أخرجها أحمد في"المسند" (3/164 رقم 12676) ، وأبوداود في "سننه" (2356) ، والترمذي في"جامعه" (696) ، والدارقطني في "سننه" (2/185) . (5) أي: مِنْ أين جاء هذا الحديثُ عَبْدَالرزَّاق؟ (6) في (ت) و (ك) : «قال أبو محمد» بدل: «قلت» . (7) في (ت) و (ك) : «القشيطي» ، ونقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (900) عن البزار قوله: «رواه النشيطي، فأنكروه عليه، وضُعِّف حديثه» . ورواية النشيطي هذا أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/148) . الحديث: 652 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 6 هُبَيرة (1) . فَقَالَ أَبِي: لا يُسْقَى بالنَّشِيطِي (2) وسَعيدِ بْنِ هُبَيْرة شَربةٌ مِنْ ماءٍ مَثَلا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي مَا هَذَا الحديثُ! لَمْ يرفَعْه (3) إِلا مِنْ حديث عبد الرزَّاق (4) . 653 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثِ أبي أُوَيس (6) ، عن الزُّهْري؛   (1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/148) . (2) قوله: «وَسَعِيدُ بْنُ هُبَيْرة. فَقَالَ أَبِي: لا يسقى بالنشيطي» سقط من (ت) و (ك) . (3) يعني: جعفر بن سليمان فيما يظهر. (4) قال الترمذي في الموضع السابق: «حسن غريب» . وقال الدارقطني في الموضع السابق: «هذا إسناد صحيح» . كذا جاء في المطبوع من "السنن"، والذي نقله ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1/446) عن الدارقطني أنه قال: «كلهم ثقات» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث يعرف بعبد الرزاق عن جعفر، ومن إفرادات جَعْفَرٍ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، لا أعلم يرويه عن جعفر غير ثلاثة أنفس؛ اثنين قد ذكرتهما، والثالث: عبد الرزاق، عن جعفر، والحديث به مشهور عن جعفر، وقد رواه سعيد ابن سليمان وعمار بن هارون، وزاد في حديث عبد الرزاق: كان النبي (ص) يفطر على الرُّطَب، فإن لم يكن رُطَب فتمر» . اهـ. وقال البزار - كما في الموضع السابق من "البدر المنير"-: «لا أعلم من رواه عن ثابت، عن أنس؛ إلا جعفر بن سليمان» . (5) انظر المسألة رقم (707) و (708) و (749) . (6) هو: عبد الله بن عبد الله الأصبحي، نقل المزي في "تهذيب الكمال" (15/170) عن الدارقطني قوله: «في بعض حديثه عن الزهري شيء» . ورواية الأويسي هذا أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) . والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1936) من طريق شعيب بن حمزة، ومنصور بن المعتمر، ومعمر، وإبراهيم بن سعد، والأوزاعي، وسفيان بن عيينة، والليث بن سعد، ومسلم (1111) من طريق سفيان بن عيينة، ومنصور بن المعتمر، والليث بن سعد، ومالك ابن أنس، وابن جريج، ومعمر، جميعهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به بذكر قصة الرجل الذي جامع امرأته في نهار رمضان، فأمره النبي (ص) بالكفَّارة، ولم يذكر أحد منهم قوله: «عليه يوم مكانه» . الحديث: 653 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 7 يعني: عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي رجُلٍ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رمضانَ - قَالَ: عَلَيْهِ يَوْمٌ مَكَانَهُ؟ قَالَ: لَيْسَ هَذَا بصَحيح، لَمْ يقُل هَذَا الحرفَ واحدٌ؛ يَعْنِي (1) : مِنَ الثِّقات (2) . 654 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْن القَزَّاز (4) ، عَنْ   (1) قوله: «يعني» ليس في (أ) و (ش) . (2) سيأتي في المسألة رقم (708) أنه رواه أيضًا عبد الجبار ابن عمر، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، لكن عبد الجبار ضعيف؛ ولذا قيد ابن أبي حاتم كلام أبي زرعة هنا بقوله: «يعني من الثقات» . (3) نقل هذا النص بتمامه ابن عبد الهادي في "التنقيح" (2/282) ، والزيلعي في "نصب الراية" (2/434) . ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/280) قول أبي حاتم: «وهذا عندي أشبه» ، ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/236) بعضه. (4) في (أ) و (ش) : «الفَزاري» . وهو: معن بن عيسى القزَّاز. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الأوسط" (9094) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9111) عن خالد بن مخلد، عن إسحاق بن حازم، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (1700) ، والدارقطني في "سننه" (2/172) . الحديث: 654 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 8 إسحاق بن حازم، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ حَفْصَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يَنْوِ مِنَ اللَّيْلِ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بن أيُّوب (2) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ (3) ، عَن الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: لا أدري؛ لأن عبد الله بْنَ أَبِي بَكْرٍ قَدْ أَدْرَكَ سَالِمًا وَرَوَى عَنْهُ، وَلا أَدْرِي هَذَا الحديثَ ممَّا سَمِعَ مِنْ سَالِمٍ، أَوْ سَمِعَهُ مِنَ الزُّهْري عَنْ سَالِمٍ؟ وَقَدَ رُوي (4) عَنِ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ حَفْصَة، قولَهَا، غيرَ مَرْفُوعٍ؛ وَهَذَا عِنْدِي أشبَهُ، والله أعلم (5) .   (1) هو: عبد الله بن عمر ذ. (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/161) ، والترمذي في "جامعه" (730) ، وفي "العلل الكبير" (202) ، والنسائي في "سننه" (2332 و2333) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1933) ، والدارقطني في "سننه" (2/172) . (3) من قوله: «عن سالم ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (4) هذه الرواية أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9112) ، والنسائي في "سننه" (2340) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (1/160، 161) . (5) أطال البخاري _ح في الموضع السابق من "التاريخ الأوسط" في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «غير المرفوع أصح» . ونقل عنه الترمذي قوله: «عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) خطأ، وهو حديث فيه اضطراب، والصحيح عن ابن عمر موقوف» . وقال الترمذي: «حديث حفصة حديث لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وقد روي عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قوله، وهو أصح. وهكذا أيضًا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ موقوفًا، ولا نعلم أحدًا رفعه إلا يحيى بن أيوب» . وقال النسائي: «الصواب عندنا موقوف، ولم يصح رفعه -والله أعلم -؛ لأن يحيى بن أيوب ليس بذاك القوي» . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/165/ب - 166/أ) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «رفعُه غير ثابت» . وسُئل: أي القولين أصح عن الزهري: قول من قال: عنه، عن سالم، أو من قال: عنه، عن حمزة؟ فقال: «قول من قال: عن حمزة أشبه» . وقال النسائي في "الكبرى" (2/116-118) : «والصواب عندنا موقوف. ولم يصح رفعه - والله أعلم - لأن يحيى بن أيوب ليس بذلك القوي، وحديث ابن جريج عن الزهري غير محفوظ، والله أعلم» . وقال النميري: قلت لأبي عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل -: كيف إسناد حديث النبي (ص) : «لا صومَ لمَن لم يجمَع الصوم» ؟ قال: أخبرك، ماله عندي ذلك الإسناد؛ لأنه عن ابن عمر وحفصة إسنادان جيدان» . وسأله الأثرم عن هذا الحديث، قال الأثرم: فكأنه لم يثبته. نقل ذلك ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/282) . وانظر "العلل ومعرفة الرجال" (3/336 رقم5488) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 9 655 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عن عمرو   (1) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "العلل" (2/181 رقم1935) ، والفسوي في "تاريخه" (2/211) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/335) ، ووقع عند الفسوي: «عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن القرشي: أن ابن عمر ... » ، فذكره، ولم يكنه بأبي السَّوَّار. ورواه الخطيب في "الموضح" (2/339) من طريق الفسوي، فقال: «عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أبي السَّوَّار: أن ابن عمر ... » فذكره هكذا على الصَّواب. ورواه النسائي في "الكبرى" (2836/الرسالة) ، ووقع خلاف في النسخ الخطية له؛ فوقع في نسختين خطيتين منه: «عن شعبة، عن أبي السَّوَّار» ، وهو الموافق لرواية الجماعة عن شعبة، ووقع في نسخة ثالثة: «عن شعبة، عن أبي السَّوداء» ، وهكذا وقع في "تحفة الأشراف" (8571) ، وبناء عليه ترجم له المزي في "تهذيب الكمال" (33/393-394) . الحديث: 655 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 10 بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي السَّوَّار (1) ؛ قَالَ: سألتُ ابنَ عُمَرَ عَنِ صَوم ِ يَوم ِ عَرَفَة؟ فَنَهَانِي؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) فَقَالَ: عن عمرو، عن أبي الثَّوْرَيْن (3) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. قلتُ لأَبِي: مِمَّن الخطأُ؟ قَالَ: مِن شُعْبَة (4) .   (1) بفتح السين المهملة، وتشديد الواو، آخره راء مهملة. وسيأتي أن شعبة أخطأ فيه. (2) روايته أخرجها الفسوي في "تاريخه" (2/111) ، والدولابي في "الكنى" (1/133) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/45) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/334) ، والخطيب في "الموضح" (2/338- 339) . وأخرجه الخطيب أيضًا (2/338) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن القرشي، عن ابن عمر. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «الثورة» ، وكتب فوقها ناسخ (ف) : «هكذا وُجِد» ، وفي (ك) : «الثور ير» ، والمثبت من (ت) ، وضبَّب عليها ناسخا (ت) و (ك) ، وأبو الثورين هو: محمد بن عبد الرحمن الجمحي القرشي. وانظر التعليق آخر المسألة. (4) قال ابن معين في "تاريخه" (421/رواية الدوري) : «حديث أبي الثورين، يحدث به سفيان بن عيينة، يقول: أبو الثورين، ويقول حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: عَنْ مُحَمَّدِ ابن عبد الرحمن القرشي، ويقول شعبة: أبو السوار، وكلهم يحدِّث بِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ هذا، وأخطأ = = فيه شعبة، إِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عن أبي الثورين، وهو محمد بن عبد الرحمن القرشي» . وقال الإمام أحمد كما في "العلل" (1/516) : «وأخطأ شعبة في اسم أبي الثورين، فقال: أبو السوار، وإنما هو أبو الثورين؛ قلت لأبي: من هذا أبو الثورين؟ فقال: رجل من أهل مكة مشهور، اسمه: محمد بن عبد الرحمن من قريش. قلت لأبي: إن عبد الرحمن بن مهدي زعم أن شعبة لم يخطئ في كنيته، فقال: هو السوار؟ قال أبي: عبد الرحمن لا يدري، أو كلمة نحوها» . وقال أيضًا (1935) : «أخطأ شعبة» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/150) : «وقال شعبة: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي السوار، وهو وهم» . وقال الفسوي: «وهو أبو الثورين؛ فإنْ لم يكن لقب، فقد أخطأ شعبة إلا أن يكون كان يكنى بكنيتين» ، وقال الدارقطني في الموضع السابق: «قال - يعني ابن عيينة -: وكان شعبة يقول: «أبو السوار» ... لم يفهم [يعني شعبة] ، كانت أسنان عَمرو قد ذهبَتْ» ، ثم قال الدارقطني: «والصواب أبو الثورين، وهذا مما يُعتَدُّ به على شعبة فيما يهم فيه» . وقال ابن ماكولا في "الإكمال" (1/571) : «وروى شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ فقال: عن أبي السوار؛ وهو وهم» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 11 656- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل ابن مُوسَى (1) ، عَنْ أَبِي فَرْوَة الرُّهاوي (2) ، عَنْ مَعقِل الكِناني، عَنْ عُبادة (3) بن نُسَيّ، عن أبي [سعد] (4) الخَيْر؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكْتُبْ عَلَيَّ اللَّيْلَ صِيَامً (5) ؛ فَمَنْ صَامَ فَقَدْ تَعَنَّى، ولاَ أَجْرَ لَهُ؟   (1) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (ص113-114 رقم 196) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/100) ، وابن عدي في "الكامل" (7/270-271) . وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1/35) ، وابن عدي أيضًا (7/271) من طريق عبد الله بن فروخ، عن أبي فَرْوَة، به. (2) هو: يزيد بن سنان الجَزَري. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «عباد» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وانظر"تهذيب الكمال" (14/194) . (4) في جميع النسخ: «سعيد» ، وهذا لا يتفق مع تعقيب أبي حاتم الآتي، وجاء على الصواب في جميع المصادر السابقة. وانظر "الإصابة" لابن حجر (11/161) . (5) كذا في جميع النسخ، وهو جارٍ على لغة ربيعة في حذف ألف تنوين النصب، والجادَّة: صيامًا، وقد تقدَّم التعليق على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) . وقوله: «الليل» منصوب على الظرفية، أي: في الليل. الحديث: 656 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 12 قَالَ أَبِي: وَقَدْ قِيلَ: أَبُو سعيد الخَيْر؛ وَهَذَا الصَّحيحُ عِنْدِي (1) . 657 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ قَتادة (5) ، عن الحسن، عن عليٍّ (6) ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ مُرسَل (7) . وَرَوَاهُ أشعَثُ بْنُ عبد الملك (8) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ أُسامَة بْنِ زيد، عن النبيِّ (ص) .   (1) قال الترمذي: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عن هذا الحديث؟ فقال: أرى هذا الحديث مرسلاً، وما أرى عبادة بن نُسَي سمع من أبي سعد الخير. قال محمد: وأبو فروة الرُّهاوي صدوق، إلا أن ابنه محمدًا روى عنه أحاديث مناكير، واسم أَبِي فَرْوَةَ: يَزِيدِ بْنِ سِنان» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد ليس يرويه غيرُ أبي فروة الرُّهاوي» . وقال الحافظ في "الفتح" (4/202) : «قال ابن منده: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . (2) انظر المسألة رقم (693) و (729) و (732) و (1704) و (2839) . (3) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3160) ، وقال: «ما علمت أن أحدًا تابع الليث على روايته» . (4) هو: البصري. (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (996/كشف الأستار) من طريق عمر بن إبراهيم، عنه، به. (6) قوله: «عن علي» ليس في (ت) و (ك) . (7) لأن الحسن البصري لم يرو عن علي ح. (8) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (997/كشف الأستار) ، والنسائي في "الكبرى" (3165) وقال النسائي: «لم يتابعه - أي: أشعثَ - أحدٌ علمناه» . الحديث: 657 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 13 وَأَمَّا حديثُ ثَوْبان: فَإِنَّ سعيدَ بْنَ أَبِي عَروبة (1) ، يَرْوِيهِ عَنْ قَتادة، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْم، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ بُكَير بْنُ أَبِي (2) السَّمِيط (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ مَعْدان بْنِ طَلحَة (4) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ هَارُونَ (5) ، عَنْ أيُّوبَ أَبِي الْعَلاءِ (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ بلال، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ قَتادة، عَنْ أَبِي قِلابَة (7) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (8) ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) (9) .   (1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3158) . (2) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) . وانظر "تهذيب الكمال" (4/236-237) . (3) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3159) ، وقال: «ما علمت أن أحدًا تابع بكيرًا على روايته» . (4) ويقال: معدان بن أبي طلحة. (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9302) ، والنسائي في "الكبرى" (3156) . (6) هو: أيوب بن أبي مسكين القصَّاب. (7) هو: عبد الله بن زيد الجَرمي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/277 رقم22382) ، وأبو داود في "سننه" (2367) ، وابن ماجه (1680) جميعهم من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي قلابة، به. (8) هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي. (9) قال الترمذي في "العلل الكبير" (211) : «وسألت محمدًا عن أحاديث الحسن في هذا الباب؟ فقال: يروى عن الحسن قال: حدثني غير واحد من أصحاب النبي (ص) ، عن النبي (ص) . قال محمد: ويحتمل أن يكون سمع من غير واحد» . وقال الدارقطني في "العلل" (355) : «اختُلِف فيه على الحسن: فرواه قتادة ومطر الوراق ويونس بن عبيد - من رواية إسماعيل بن إبراهيم القُوهي، عن أبيه، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يُونُسَ - عَنْ الحسن، عن علي. ورواه عبيد الله بن تمام، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أسامة بن زيد. ورواه عبد الوهاب الثقفي ومحمد بن راشد الضرير، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أبي هريرة. ورواه عطاء بن السائب وعاصم الأحول، عن الحسن، عن معقل بن يسار ... ورواه قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ ثَوْبَانَ. ورواه أبو حرَّة، عن الحسن قال: حدثني غيرُ واحد من أصحاب النبي (ص) . فإن كان هذا القول محفوظًا عن الحسن، فيشبه أن تكون الأقاويل كلُّها يصح عنه» . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/177) تعليقًا على كلام الدارقطني الأخير: «يريد بذلك انتفاءَ الاضطراب؛ وإلا فالحسن لم يسمع من أكثر المذكورين» . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (ص122) عن البخاري قوله: «ليس في هذا الباب شيء أصحُّ من حديث شداد بن أوس وثوبان» . قال الترمذي: «فقلت له: كيف بما فيه من الاضطراب؟ فقال: كلاهما عندي صحيح؛ لأن يحيى بن أبي كثير روى عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثوبان، وعن أبي الأشعث، عن شداد بن أوس، روى الحديثين جميعًا» . قال الترمذي: «وهكذا ذكروا عن علي بن المديني أنه قال: حديث شداد بن أوس وثوبان صحيحان» . قال ابن حجر في "الفتح" (4/177) : «وكذا قال عثمان الدارمي: صحَّ حديث أفطَر الحاجِمُ والمَحجوم من طريق ثوبان وشداد. قال: وسمعت أحمد يذكر ذلك. وقال المروزي: قلت لأحمد: إن يحيى بن معين قال: ليس فيه شيء يثبت! فقال: هذه مجازفة! وقال ابن خزيمة: صح الحديثان جميعًا. وكذا قال ابن حبان والحاكم، وأطنب النسائي في تخريج طرق هذا المتن وبيان الاختلاف فيه، فأجاد وأفاد» . وانظر "العلل" لابن المديني (ص 56) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (4/264 فما بعدها) ، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/319 فما بعدها) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 14 658 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) وعبد السَّلام بن   (1) انظر المسألة الآتية برقم (715) . (2) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8407) . ومن طريقه البزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) . وأخرجه الإمام أحمد في"المسند" (1/249 و360 رقم2241 و3392) ، والبزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) من طريق محمد بن جعفر، وأحمد أيضًا (1/360 رقم 3392 و6/265 رقم 26291) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/90) ، من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، والطحاوي أيضًا من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، جميعهم عن سعيد ابن أبي عروبة، عن أيوب، به. وأخرجه أحمد أيضًا (6/265 رقم 26291) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن أيوب، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة، به مرفوعًا. وانظر كلام الدارقطني في التعليق آخر المسألة. الحديث: 658 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 15 حَرْب، عن أيُّوب (1) ، عن عبد الله بْنِ شَقيق، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كان يُصِيبُ من الرُّؤوس وَهُوَ صائمٌ (2) . وَرَوَاهُ وُهَيْبٌ (3) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ رجلٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: الله أعلم!   (1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (2) أي: يُقَبِّل وهو صائم؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (3/57) ، وسيأتي هذا التفسير في المسألة رقم (715) . (3) هو: ابن خالد. وروايته لم نقف عليها، لكن تابعه ابن علية، وستأتي روايته هنا. ومؤمَّل بن إسماعيل وستأتي روايته في المسألة رقم (715) . وأخرجه القاضي يوسف بن إسماعيل - كما في "عمدة القاري" (11/10) - والعيني في "عمدة القاري" في نفس الموضع من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عن شيخ من بني سدوس، عن ابن عباس، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7407) من طريق معمر، وأحمد في "مسنده" (1/249 و360 رقم 2241 و3392) والبزار في "مسنده" (1020/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/90) من طريق سعيد بن أبي عروبة كلاهما (معمر وسعيد) عن أيوب، عن عبد الله بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/253 رقم 11868) من طريق عاصم بن هلال، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 16 قلتُ: فهذا الرَّجلُ هو عبد الله بْنُ شَقيق؟ قَالَ: مَا نَدْرِي هُوَ أَمْ غيرُه! وَقَدْ تابعَ (1) وُهَيْبً (2) ابنُ عُلَيَّة (3) . 659 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الله العُمَري (5) ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسين (6) ، وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (7) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ   (1) في (ش) : «بايع» . (2) كذا في جميع النسخ: «وهيب» بلا ألف بعد الباء الموحَّدة، و «وُهَيْب» : اسمٌ عربيٌّ عَلَمٌ على مذكَّر؛ فهو اسمٌ مصروف، وله هنا تخريجان؛ ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (126) عند قوله: «فإن حسينً المعلم» . (3) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/360 رقم 3391) . قال الدارقطني في "العلل" (5/136/أ) : «يرويه سعيد الجريري وأيوب، عن [في الأصل: ابن!] عبد الله بن شقيق - واختُلِف عن أيوب - فرواه عبد الواحد بن زياد، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة. وقال سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة: عَنْ أيوب، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة؛ قاله أحمد بن حنبل، عن الخفاف، عن سعيد. قال أحمد: وقال الخفاف مرَّة أخرى: عن ابن عباس. وكذلك قال غندر: عن سعيد، عن أيوب، عن ابن شقيق، عن ابن عباس، وهذا القول وهمٌ، والصَّحيح: عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة كما قال الجريري» . (4) انظر المسألة رقم (758) و (782) . (5) هو: عبد الله بن عمر. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/108) ، والدارقطني في "العلل" (5/124/أ) . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/141 رقم25094) ، والنسائي في "الكبرى" (3279/الرسالة) . (7) في (ت) و (ك) : «جعفر بن مروان» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/263 رقم26267) ، والترمذي في "العلل الكبير" (203) ، والنسائي في "الكبرى" (3278/الرسالة) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) . الحديث: 659 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 17 عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: أَصبَحَتْ حَفْصَةُ وعائِشَةُ صائِمَتَين، فأُهدِيَ لَهُمَا هديَّة ... فَذَكَرَ (1) الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا ابنُ أَبِي مَرْيَمَ (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة؛ قَالَ: سُئِل الزُّهْري عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: لَمْ أسمَعْه مِنْ عُرْوَة؛ إِنَّمَا حدَّثني رجُلٌ عَلَى بَابِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ: أَنَّ عائِشَة أصبَحَتْ صائِمَة. وحدَّثنا (3) حَرْمَلَة بْنُ يَحْيَى (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ وَهْب (5) ، عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيح، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (6) ، عَنْ زُمَيْل مَوْلَى عُرْوَة، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، هذا الحديثَ (7) .   (1) في (ف) : «وذكر» . (2) هو: سعيد بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ. (3) القائل: «وحدثنا» هو أبو حاتم الرازي. (4) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (3457) من طريق أحمد بن صالح، والنسائي في "الكبرى" (3277/الرسالة) عن الربيع بن سليمان، كلاهما عن ابن وهب، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/450) : «ولا يُعْرَفُ لزميل سماع من عروة، ولا ليزيد من زميل، ولا يقوم به الحجة» . (5) هو: عبد الله. (6) هو: يزيد بن عبد الله. (7) هذا الحديث يرويه الزهري واختُلِف عليه: فرواه عبد الله الْعَمْرِيُّ، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَجَعْفَرُ بن برقان؛ كما ذكر المصنف. وصالح بن كيسان؛ كما عند النسائي في "الكبرى" (3281/الرسالة) . وصالح بن أبي الأخضر؛ كما عند النسائي (3280/الرسالة) . وحجاج بن أرطاة؛ كما عند ابن عبد البر في "التمهيد " (12/68) . وإسماعيل بن عقبة أو إسماعيل بن إبراهيم؛ كما عند النسائي (3281/الرسالة) . سبعتهم عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، به. قال النسائي في "الكبرى" (3/362/الرسالة) : «الصَّواب: ما روى ابن عيينة عن الزهري. وصالح بن أبي الأخضر ضعيف في الزهري وفي غير الزهري، وَسُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ وَجَعْفَرُ بْنُ برقان ليسا بالقويِّين في الزهري، ولا بأس بهما في غير الزهري» . وقال الترمذي: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا يصحُّ حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة في هذا، وجعفر بن بُرقان ثقة، وربما يخطئ في الشيء» . وقال البيهقي: «هكذا رواه جعفر بن بُرقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حُسين، وقد وهموا فيه عن الزهري» . وقال البيهقي (4/279) : «هذا الحديث رواه ثقات الحفاظ من أصحاب الزهري عنه منقطعًا: مالك بن أنس، ويونس بن يزيد، ومعمر بن راشد، وابن جريج، ويحيى بن سعيد، وعبيد الله بن عمر، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن الوليد الزُّبيدي، وبكر بن وائل، وغيرهم» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (12/68) : «وحفاظ أصحاب ابن شهاب يروونه مرسلاً» . وانظر "العلل ومعرفة الرجال" للإمام أحمد (3/250-251) . وقد توسع الدارقطني في "العلل" (5/123/ب - 125/أ) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وليس فيها كلها شيء ثابت» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 18 660 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحمن بْنُ مَغْراء (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله، عن أبي   (1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7898) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي الأحوص، به موقوفًا. وأخرجه النسائي في "سننه" (2212) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أبي الأحوص، قال عبد الله: قال الله عز وجل: الصوم لي، وأنا أجزي به، وللصائم فرحتان ... الحديث. قال الدارقطني في "العلل" (5/317) : «وكذلك رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق موقوفًا أيضًا» . الحديث: 660 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 19 الأَحْوَص (1) ، عن عبد الله بن مسعود؛ قال: لِلصَّائم ِ فَرحَتان؟ فَقِيلَ لأَبِي: إبراهيمُ (2) بْنُ عبد الله هُوَ أَخُو أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (3) ؟ فَقَالَ أَبِي (4) : لا أعرفُ لأَبِي إِسْحَاقَ أَخًا، وَهُوَ عِنْدِي: إبراهيمُ ابن مُسْلِمٍ الهَجَري (5) . 661 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الحميد الحِمَّاني (6) ، عن   (1) واسمه: عَوف بن مالك. (2) في (ت) و (ك) : «فقيل لإبراهيم» بدل: «فقيل لأبي: إبراهيم» . (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) في (ت) و (ك) : «فقال: إني» . (5) لم نقف على روايته لهذا الحديث موقوفًا، لكن الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/446 رقم 4256) من طريق عمرو بن مجمع الكندي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/213) من طريق عمَّار ابن محمد، كلاهما عن إبراهيم الهجري، به مرفوعًا. وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (907) بعض أوجه الاختلاف في هذا الحديث، فليراجعه من شاء. (6) هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/377) ، والبزار في "مسنده" (968/كشف الأستار) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/360) ، وابن عدي في "الكامل" (3/323) ، والإسماعيلي في "معجمه" (1/357) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/123) ، والبيهقي في "الشعب" (3357) ، وفي "فضائل الأوقات" (69) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (875) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (387) من طريق أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي بكر الهذلي، به. الحديث: 661 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 20 أَبِي بَكْرٍ الهُذَلي (1) ، عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (2) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا حَضَرَ شَهرُ رمضانَ، أطلَقَ كُلَّ أسيرٍ، وَأَعْطَى كُلَّ سائلٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) . 662 - وسمعتُ (4) أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي: عَنْ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمد بن بِشْر (5) ، عن عبد الرحمن (6) بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي لَيْلَةِ القَدْر: تَحَرَّوْهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا الحديثُ وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عن عبد الرحمن ابن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) . 663- وسألتُ (8) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (9) عَنْ حديثٍ رواه عُبَيد بن   (1) هو: سُلْمى بن عبد الله، وقيل: روح. (2) في (ف) : «عبيد» بدل: «عبيد الله» . (3) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه هكذا إلا الهذلي، ولم يكن حافظًا، وقد حدَّث عنه جماعة من أهل العلم» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا عن الزهري لا أعرفه [إلا] من حديث أبي بكر الهذلي» . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (252) . (5) في (أ) و (ش) : «بشير» . (6) في (ت) و (ك) : «عن أبي الرحمن» ، وكتب في (ك) فوق كلمة «أبي» : «كذا» . (7) هو: عبد الله بن ذكوان. (8) ستأتي هذه المسألة برقم (668) من طريق الشعبي، عن ابن عباس. (9) قوله: «وأبا زرعة» ليس في (ت) و (ك) . الحديث: 662 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 21 إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبيع، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: احتَجَمَ النبيُّ (ص) وَهُوَ صائمٌ مُحرِمٌ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ منصور (3) ، عَن مُجاهِد؛ قال: وُثِيَتْ (4) رِجْلُ رسولِ الله (ص) ، فحَجَمَها وَهُوَ مُحرِمٌ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِنْ قَيْسٍ أَوْ مِنْ عُبَيد؟ فَقَالَ: مَا أَدْرِي! مَا كَانَ عُبَيدٌ بِذَلِكَ الثَّبت. ثُمَّ قَالَ: مَا كتَبنا إِلا عَنْ عُبَيد. قلتُ: فآخَرُ يَقُولُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قولَهُ؟ قَالَ: لا أعلَمُه غيرَ قَيْسٍ. 664 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري، عن عَطاء بن   (1) لم نجد روايته، ولكن أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/446) ، وأبو يعلى في "معجمه" (151) ، والطبراني في "الكبير" (11/162- 163 رقم 11500) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/65) من طريق النعمان بن المنذر، والنسائي في "الكبرى" (3202) من طريق أبان بن صالح، والطبراني في "الكبير" (11/66 رقم 11103) ، وابن عدي في "الكامل" (4/209) من طريق العوام بن حوشب، جميعهم عن مجاهد، به. (2) هو: ابن المعتمر. (3) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23496) من طريق الحسن بن صالح، عنه، به. (4) في (ش) : «وثبت» . والمعنى: أصابها وَهْنٌ دون الخَلْع والكَسْر؛ كما في "النهاية" لابن الأثير (5/150) . الحديث: 664 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 22 السَّائِب، عَنْ عَرفَجَة (1) ، عَنْ عُتبَة بْنِ فَرقَد، عَنْ رجُلٍ مِنْ أصحاب النبيِِّّ (ص) ؛ قَالَ: إِذَا جاءَ رمضانُ، فُتِّحَت أبوابُ الجنَّة، وغُلِّقَتْ فِيهِ (2) أبوابُ النَّار (3) ، وصُفِّدَت (4) فِيهِ الشَّياطينُ. وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عَنْ عَطاء، عَنْ عَرفَجَة (6) ؛ قَالَ: كنَّا عِنْدَ عُتبَة بْنِ فَرقَد وَهُوَ يحدِّثنا عَنْ رَمَضَانَ؛ إِذْ جَاءَ رجُلٌ مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) ، فَقَالَ لَهُ عُتبَة: حَدِّثنا عَنْ رَمَضَانَ بِشَيْءٍ سمعتَه مِنْ رَسُولِ الله (ص) ، فقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ ... . فقلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: مرفوعٌ، عَنْ عَرفَجَة؛ قَالَ: كنَّا عِنْدَ عُتبَة بْنِ فَرقَد، فَجَاءَ رجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) . قلتُ: يُسمَّى هَذَا الرجُلُ مِنْ أصحابِ النبيِّ (ص) ؟   (1) هو: ابن عبد الله الثقفي. (2) قوله: «فيه» ليس في (ت) و (ك) . (3) في (ت) و (ك) : «النيران» . (4) صُفِّدَت: شُدَّت وأُوثِقَتْ بالأغلال؛ كما في "النهاية" (3/35) . (5) روايته ذكرها ابن حجر في "الإصابة" (11/242) ، وفي "النكت الظراف" (7/235) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/311-312 رقم18794 و18795) من طريق شعبة وعبيدة بن حميد، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8868) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/350) من طريق محمد بن = = فضيل، والنسائي في "المجتبى" (2108) من طريق شعبة، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6884) من طريق إبراهيم بن طهمان، أربعتهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عرفجة، به. (6) في (ت) : «عرجة» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 23 قَالَ: لا (1) . 665 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري (2) ، عن أبي صَخْرَة (3) ، عن عبد الله (4) بن مِرْداس، عن عبد الله (5) ؛ قَالَ: إِذَا أصبحتَ جُنُبًا لا يَحِلُّ لَكَ الصَّلاة، واغتَسَلْتَ (6) فحَلَّ لَكَ الصَّلاة (7) ، وحَلَّ لَكَ الصَّوم؛ فصُم.   (1) روى عبد الرزاق في "المصنف" (7386) ، وأحمد في "العلل" (3/165) ، والنسائي في "المجتبى" (2107) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/155) من طريق ابن عيينة، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/269) ، والطبراني في "الكبير" (17/132 رقم 326) من طريق عبد السلام بن حرب، كلاهما عن عطاء، عن عرفجة، عن عتبة، عن النبي (ص) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (17/132 رقم 325) . قال أحمد: «كان سفيان يخطىء في هذا الحديث، لم يسمعه عتبة من النبي (ص) ؛ رجلٌ حدَّث عتبة عن النبي (ص) » . وقال النسائي: «هذا خطأ» . وقال عن الذي قبله: «هذا أولى بالصَّواب» . وقال ابن عبد البر: «وهو عندهم خطأ، وليس الحديث لعتبة؛ وإنما هو لرجل من أصحاب النبي _ج غير عتبة» . والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1898 و1899 و3277) ، ومسلم (1079) من حديث أبي هريرة، به. (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7402) ، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (9/312 رقم9565) . (3) هو: جامع بن شدَّاد. (4) في (ش) : «عبيد الله» . (5) هو: ابن مسعود ح. (6) في (ف) : «فاغتسلت» . (7) قوله: «الصلاة» سقط من (ف) . الحديث: 665 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 24 وَرَوَاهُ المَسعودي (1) عَنْ أَبِي صَخْرَة، عَنِ الأسْوَد بْنِ هِلال، عَنْ عبد الله. وَرَوَاهُ فِطْر (2) ، عَنْ أَبِي صَخْرَة (3) ، عن أبي الشَّعْثاء (4) ، عن عبد الله. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : وَرَوَاهُ (6) الأَعْمَشُ (7) ، عن أبي صَخْرَة، عن عبد الله بن مِرداس، عن عبد الله، يُتابعُ (8) بِهِ الثَّوريَّ. قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ فَقَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَعلى بْنِ الْحَارِثِ (9) ، عَنْ أبيه وزائِدَة (10) ، عن أَشْعَث ابن (11) أبي الشَّعْثاء، عن إياس بن مُحارِب، ذُكِرَ في آخر الحديث ذِكْرُ أَبِي الشَّعْثاء (12) والأسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، وعبدِالله بن مِرداس.   (1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (9/313 رقم9567) . (2) هو: ابن خليفة. (3) في (ف) : «عن عبد الله» بدل: «عن أبي صخرة» . (4) هو: سُلَيم بن أسود المحاربي. (5) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (6) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو. (7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9571) . (8) في (ف) : «تابع» . (9) لم نجد روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (9/312- 313 رقم 9566) من طريق أحمد بن يونس، عن يعلى بن الحارث، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنِ عبد الله بن مرداس، عن ابن مسعود، به. (10) هو: ابن قدامة. (11) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «ابن» . (12) من قوله: «عن إياس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 25 قلتُ لأبي زرعة: الصَّحيحُ ما هو؟ قال: الله أعلم! قد اضطَربوا فيه، والثَّوري أحفَظُهم. 666 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه عليُّ بن هاشم ابن مَرزوق، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عَلْقَمَة، عَنْ سَالِمٍ مَولَى دَوْس؛ قلتُ لِكَعْبٍ: أكُنتَ تُقَبِّل وَأَنْتَ صائِم؟ قَالَ: نَعَمْ، وآخُذُ بِهِ (2) ؟ فَقَالا (3) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْس (4) ؛ قَالَ: قلتُ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاص ... . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وأخطأَ عليُّ بْنُ هَاشِمٍ؛ لأَنَّ يزيدَ بْنَ هَارُونَ لا يذهبُ عَلَيْهِ مثلُ هذا.   (1) قوله: «وأبا زرعة» ملحق بهامش (ف) وثابت في بقية النسخ. (2) أي: بمتاعها؛ كما عند الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/291) . (3) في (ف) : «فقال» ، والصواب ما في بقيَّة النسخ، ويبدو أن ناسخ (ف) نسي تصويبها. انظر التعليق على أوَّل المسألة. (4) روايته على هذا الوجه أخرجها الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/291) من طريق محمد بن مسلمة الواسطي؛ حدثنا يزيد ابن هارون؛ أخبرنا محمد بن عمرو، عن سالم أبي عبد الله مولى شداد: أنه سأل سعد بن أبي وقاص: تُقَبِّلُ وَأَنْتَ صَائِمٌ؟ قَالَ: نَعَمْ! وآخذ به؛ يعني بمتاعها. وأخرجه هشام بن عمار في "حديثه" (1) من طريق سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى اللَّخْمِيِّ، عَنْ محمد بن عمرو، عن سالم، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9429) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/95) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ سالم عن سعد. وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (9394) من طريق زيد بن أبي عتاب، وعبد الرزاق في "المصنف" (7421) من طريق زيد بن أسلم، كلاهما عن سعد، به. الحديث: 666 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 26 667 - وسمعتُ (1) أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ؛ قَالَ: اعتَكَفَ النبيُّ (ص) ... فِي قِصَّة البَياضي (5) ، فَلَمْ يذكُره في الإسناد؟ قَالَ (6) أَبِي (7) : هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَى مَالِكٌ (8) ، عَنْ يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي (9) حَازِمٍ، عَنِ البَياضي، عن النبيِّ (ص) ، بِهِ. قَالَ أَبِي: غَلِطَ أَبُو بكر (10) في هذا الحديث.   (1) انظر المسألة رقم (367) و (552) . (2) في (ش) : «عباس» . (3) هو: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمرو بن حزم، اسمه وكنيته واحد، وقيل: إنه يكنى بأبي محمد. (4) قيل: مولى الأنصار، وقيل: مولى بَياضة، وقيل غير ذلك. (5) في (ت) و (ك) : «البياض» . وانظر حديث البَياضي في المسألة المتقدمة برقم (367) و (552) . (6) في (ك) : «وقال» بالواو. (7) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ك) . (8) روايته في "الموطأ" (1/80 رقم177) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/344 رقم 19022) . وانظر تتمة تخريجه في المسألة رقم (367) . (9) في (ك) : «ابن» بدل: «أبي» . (10) أي: ابن عياش. الحديث: 667 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 27 فقلتُ: كَيْفَ رَوَى؟ فَقَالَ: استُر مَا ستَر اللَّهُ. 668- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (2) ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْول (3) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنِ ابن عباس: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ وَهُوَ صائِمٌ مُحرِمٌ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ شَريك، وَرَوَى (4) جماعةٌ هَذَا الحديثَ، وَلَمْ يَذْكُرُوا: صائِمًا مُحرِمًا؛ إِنَّمَا قَالُوا: احتَجَمَ وَأَعْطَى الحَجَّامَ أَجرَه (5) . فحدَّث شَريكٌ هَذَا الحديثَ مِنْ حِفْظِه بأَخَرَةٍ، وقد كان ساءَ   (1) نقل هذا النص الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/368) . وابن رجب في "شرح العلل" (2/590) وفيه تقديم وتأخير. وتقدمت هذه المسألة برقم (663) من طريق مجاهد، عن ابن عباس. (2) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (12/72 رقم 12566) ، ودعلج في "مسنده" - كما في "إتحاف المهرة" (7/314) - ولفظ دعلج: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم. (3) هو: عاصم بن سليمان. (4) في (ت) و (ف) : «ورواه» . (5) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/365 رقم 3457) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "إتحاف المهرة" (7/314) - ومسلم في "صحيحه" (بعد 1577) ، ثلاثتهم من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشَّعبي، عن ابن عباس؛ قال: حجم النبيَّ (ص) عبدٌ لبني بَياضة، وأعطاه النبي (ص) أجرَه، ولو كان حرامًا لم يُعطه. ورواه أحمد (1/316 رقم 2904) عن حجاج، عن شريك، عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن ابن عباس ... فذكره باللفظ السابق. وأخرجه أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (5496 و5500 و5501) من طريق عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن النبي (ص) مرسلاً. الحديث: 668 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 28 حِفظُه، فغَلِطَ فِيهِ (1) . 669 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاج بن   (1) لم يتعرَّض أبو حاتم الرازي هنا إلا لطريق شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنِ الشعبي، عن ابن عباس. وقد روي حديث ابن عباس أيضًا عنه من طرق أخرى، وفي متنه اختلاف. قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/324-325) : أما حديث ابن عباس فقد روي على أربعة أوجه: أحدها: احتَجَم رسولُ الله (ص) وهو محرمٌ، ولم يذكُر الصِّيام. والثاني: احتَجَم وهو صائمٌ، ولم يذكُر الإحرام. والثالث: الجمعُ بينهما، احتَجَم وهو صائم مُحرم. والرابع: الجمعُ بينهما على غير هذا الوجه. قال البخاري في "صحيحه": حدثنا معلَّى بن أسد، ثنا [وُهَيب] ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس: أن النبيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرمٌ، واحتَجَم وهو صائم. فأما احتجامُه وهو محرم فمُجْمَعٌ على صحَّته، واختُلِف في صحة احتجامه وهو صائم، فضعَّفه يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، وغيرهما من الأئمة، وصحَّحه البخاري، والترمذي، وغيرهما. قال مهنَّا: سألتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حديث ابن عباس: أنَّ النبي (ص) احتَجَم وَهُوَ صَائِمٌ مُحرم، فَقَالَ: ليس فيه صائم، إنما هو مُحرم. قلت: من ذكره؟ قال: سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عن عطاء وطاوس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النَّبِيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرم. وعن طاوس، عن ابن عباس مثله. وعبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ [خُثَيم] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس مثله: احتَجَم النبي (ص) وهو مُحرم، وروح، [عَن] زكريا بْن إِسْحَاقَ، عَنْ [عمرو] . قال أحمد: فهؤلاء أصحابُ ابن عباس لا يذكرون صيامًا ... . قال يحيى: والحجامة للصَّائم ليس بصحيح. اهـ. وانظر"التلخيص الحبير" (2/367) . وقد أخرج هذا الحديث البخاري في"صحيحه" (1835 و5695) ، ومسلم (1202) من طريق طاوس وعطاء، كليهما عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النَّبِيَّ (ص) احتَجَم وهو مُحرم. وأخرجه البخاري (5700 و5701) من طريق عكرمة، عن ابن عباس باللفظ نفسه. وأخرجه البخاري أيضًا (1939 و5694) من طريق عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: احتجم النبي (ص) وهو صائم. وأخرجه البخاري أيضًا (1938) من طريق عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبي (ص) احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم. وأخرجه البخاري أيضًا (5691) ، ومسلم (1577، وبعد 2208) ، كلاهما من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس: أن النبيَّ (ص) احتَجَمَ، وأعطى الحجَّام أجرَه، واستَعَطَ. الحديث: 669 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 29 أَرْطَاة (1) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ قُطْبَة بْنِ مَالِكٍ: أَنَّهُمْ كَانُوا عندَ (2) عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، فأفطَروا (3) فِي يومِ غَيْمٍ، فتَكَشَّفَ السَّحابُ، وبَدَتِ الشَّمْسُ عَلَى قُلَّةِ الجَبَل (4) ، فَقَالَ عُمَرُ: لا نُبالي (5) ، ونقضي يومًا مكانَه.   (1) روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/767) من طريق حماد، عنه به. قال الفسوي: «وهذا خطأ من حجاج، وهما يستدل على ضعف الحجاج هذا ونحوه من الرواية؛ لأن الحفاظ قالوا: عن بشر بن قيس» . وقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7394) = = بخلاف ما ذُكر هنا؛ فقال عبد الرزاق: أخبرنا صاحب لنا، عن الحجاج، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنِ بشر بن قيس قال: كنا عند عمر ... فذكره، إلا أنه قال: قال عمر: «أتموا يومكم هذا، ثم اقضوا يومًا» . وهذا خلاف ما ذُكر عنه هنا. (2) في (ف) : «عن» . (3) في (ش) : «فأفطر» . (4) قُلَّةُ الجَبَل: أعلاه. "المصباح المنير" (ق ل ل، ص514) . (5) في (ت) و (ك) : «لا تبالي» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 30 وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (1) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ. وَرَوَاهُ مِسعَر (2) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة؛ قَالَ: حدَّثني مَن سَمِعَ عَمْرًو (3) . وَرَوَاهُ الثَّوريُّ (4) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ رجُلٍ، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عُمَرَ؟ فَقَالا: حديثُ حجَّاج خطأٌ (5) ؛ إِنَّمَا هُوَ: زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ رجُلٍ، عن بِشر بن قيس.   (1) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/217) وقال: «وكذا رواه الوليد بن أبي ثور، عن زياد» . (2) هو: ابن كِدام. (3) كذا في جميع النسخ، وضُبطت في (ف) بفتح العين وإسكان الميم. وقوله: «عَمْرو» عَلَمٌ مصروف، بخلاف: «عُمَرَ» ، فهو عَلَمٌ ممنوع من الصرف للعلمية والعدل عن «عامر» ، فلو كان «عَمْرو» - كما في النسخ - صوابًا، لجاء بألف تنوين النصب: «سَمِعَ عَمْرًا» ، لكنْ قد تخرَّج هذه اللفظة على حذف هذه الألف جريًا على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . هذا؛ وسيأتي أنَّ مِسْعرًا روى الحديثَ عن زِيَادُ، عمَّن سَمِعَ بِشْرَ بْنَ قيس، فلعل في العبارة سقطًا، ووجهها: «قال: حدثني من سَمِعَ [بِشْرَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ] عُمَرَ» ، والله أعلم. (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9047) عن وكيع، عن سفيان الثَّوري، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عمَّن سَمِعَ بِشر بْنَ قَيْسٍ، عن عمر، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7394) عن الثوري؛ قال: حدثني زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَنْ بِشْرِ بن قيس، عن عمر، به. كذا وقعت بخلاف ما ذُكر عنه هنا. (5) قوله: «خطأ» ليس في (ف) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 31 قلتُ: فإنَّ مِسْعَرً (1) يَقُولُ: زِيَادُ، عمَّن سَمِعَ بِشر بْنَ قَيْسٍ؟ قَالا: فَهَذَا (2) أَيْضًا نحوُ هَذَا، مِمَّا يَقُولُ الثَّوري عَنْ بِشر. قلتُ: فَإِنَّ إسرائيلَ يَقُولُ كَمَا تَرَى: زِيَادٌ، عَنْ بِشر؟ قَالَ أَبِي: أشبهُ أَنْ يكونَ الصَّحيحُ مَا يَقُولُ الثَّوري: عَنْ زِيَادٍ، عَنْ رجُل، عَنْ بِشر بْنِ قَيْسٍ. وَكَذَا قَالَ أَبُو زُرْعَةَ. قَالَ أَبِي: ومنهُم مَنْ يَقُولُ: قَيْسُ بْنُ بِشر. وبِشرُ بْنُ قَيْسٍ أشبَهُ. 670 - وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو معاوية (4) ، عن محمد ابَن عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، والجادَّة: مسعرًا، بالألف. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) في (ت) و (ك) : «لهذا» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (718) من طريق يحيى بن راشد، عن محمد بن عمرو. (4) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (687) ، والدارقطني في "سننه" (2/162) ، والحاكم في "المستدرك" (1/425) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/206) . الحديث: 670 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 32 (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَحْصُوا هِلاَلَ شَعْبَانَ لِرَمَضَانَ؟ فَقَالَ: وَهَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ؛ أخطأَ أَبُو معاويةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ (3) . 671 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (4) ، عَنِ الحُرِّ بن الصَّيَّاح (5) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يصومُ مِنَ الشَّهْرِ الإثنَيْنِ والخميسَ الذي يليه، ثم إثنَيْنِ (6) الذي يَلِيه؟   (1) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (2) روايته بهذا اللفظ أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/438 و497 رقم9654 و10451) من طريق يحيى ابن سعيد ومحمد بن عبد الله الأنصاري، والترمذي = = في "جامعه" (684) من طريق عبدة بن سليمان، وابن حبان في "صحيحه" (3459) من طريق يزيد بن هارون، أربعتهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة، به. (3) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث أبي هريرة غريبٌ، لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث أبي معاوية، والصحيح ما روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) قَالَ: «لا تَقَدَّموا شَهْرَ رَمَضَانَ بيوم أو يومين» ، وهكذا روي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) نحو حديث محمد بن عمرو الليثي» . اهـ. وتابع يحيى ابن راشد أبا معاوية على رواية هذا الحديث على هذا الوجه بهذا اللفظ في المسألة الآتية برقم (718) ، لكن لم يعتدَّ أبو حاتم بهذه المتابعة، وقال: «ليس هذا الحديث بمحفوظ» . (4) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/90 رقم5643) ، والنسائي في "المجتبى" (2413 و2414) . (5) المثبت من (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «الصبَّاح» بالباء الموحدة. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (5/399) ، و"التقريب" (1159) . (6) كذا في جميع النسخ: «الإِثنَيْنِ ... إِثْنَيْنِ» ، وهو عَلَمٌ بالغلبة على يومٍ من أيَّام الأسبوع؛ ولذا تُقْطَعُ همزتُهُ، والألف واللام فيه غير زائدةٍ، وإنما جاز دخول اللام عليه؛ لأنَّ فيه تَقْدِيرَ الوصف؛ لأن معناه: اليومُ الثاني. وكذلك غيره من الأيام. وانظر: "المحكم والمحيط الأعظم" لابن سيده (10/196- ث ن ي) . وقد ذكَرَ النحاةُ أنَّ قولهم «إِثنَيْنِ» لليوم المعروف؛ بحذف اللام منه: لا يأتي إلا في ضرورة الشِّعْر. لكنْ أفاد ابن مالك _ح في "شواهد التوضيح" (ص272- 273) ؛ أنَّ ذلك جائزٌ في سعة الكلام؛ ففي تعليقه على حديث البخاري (4351 - ذكر أن في قول أبي سعيد الخدري ح: «وأقرَعَ بْنِ حابسٍ» بلا ألف ولا لام، شاهدًا على أنَّ ذا الألف واللام من الأعلامِ الغلبيَّة قد يُنْزَعَانِ عنه في غير نداءٍ، ولا إضافة، ولا ضرورة، وهو مما خفي على أكثر النحويين، ومنه ما حكى سيبوَيْهِ من قول بعض العرب: «هذا يومُ إِثنَيْنِ مباركًا» . اهـ. وانظر: "كتاب سيبويه" (3/244 و292) ، و"خزانة الأدب" (2/236) ، و"تاج العروس" (19/253) . الحديث: 671 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 33 فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الحُرُّ بن [صَيَّاح] (1) ، عَنْ هُنَيدة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 672- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (3) ، عَنْ فُراتٍ القَزَّاز (4) ، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: رأيتُ أمَّ سَلَمة تَحتَجِمُ وهي صائِمَة؟   (1) في جميع النسخ: «صباح» بالباء الموحّدة، وتقدم التعليق عليه في أول المسألة. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6898) ، والطبراني في "الكبير" (23/216 رقم397) ، كلاهما من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيدة، عَنِ امْرَأَتِهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، به. ورواه أحمد (6/289 و310 رقم26480 و26640) ، وأبو داود (2452) ، والنسائي (2419) ، وأبو يعلى (6889 و6982) من طريق محمد بن فضيل، عن الحسن ابن عبيد الله، عن هُنَيدة، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، به. ورواه أحمد (6/288 و423 رقم26468 و27376) ، والنسائي (2417) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/284) من طريق أبي عوانة، عن الحُرِّ بن الصَّيَّاح، عن هُنَيدة، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي (ص) ، به. (2) هناك وجوه أخرى من الاختلاف في هذا الحديث ذكرها الدارقطني في "علله" (5/167/أ- ب) . (3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (4) هو: فرات بن أبي عبد الرحمن. الحديث: 672 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 34 فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: فُرات، عَنْ مَوْلًى لأمِّ سَلَمة، عَنْ أمِّ سَلَمة (1) . 673 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ أَبِي حَصِين (4) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (5) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يعتَكِفُ العَشرَ الأواخِر؟   (1) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9335) عن يزيد بن هارون؛ أخبرنا سفيان، عن فُرات، عن قيسٍ - مولًى لأمِّ سَلَمة -: أنه رأى أمَّ سَلَمة تَحتَجِمُ وَهِي صائِمَة. وكذا عزاه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/180) ، و"الفتح" (4/176) إلى ابن أبي شيبة، إلا أنه قال: «عن مولًى لأمِّ سَلَمة» ، ولم يذكر أن اسمه: قيس. = ... ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7542) عن الثوري، عن فُرات، عن قيس، عن أم سَلَمة، به. وقيس هذا ذكره ابن سعد في "الطبقات" (5/298) ، وابن حبان في "الثقات" (5/310) ، وذكرا أنه يكنى: أبا قدامة. وترجم له ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (895) وقال: «وعنه فرات، لا يعرفان» . وقال في "فتح الباري" (4/176) : «وفرات هو ابن عبد الرحمن ثقة، لكن مولى أم سَلَمة مجهول الحال» . كذا وقع فيه: «ابن عبد الرحمن» وصوابه: «ابن أبي عبد الرحمن» . (2) انظر المسألة رقم (730) . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/336 و355 و401 رقم 8435 و8662 و9212) ، والبخاري في "صحيحه" (2044 و4998) ، وأبو داود في "سننه" (2466) ، والنسائي في "الكبرى" (3343) ، وابن ماجه (1769) ، والبزار في "مسنده" (210/أ/مسند أبي هريرة) . وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة» . اهـ. وهو من الأحاديث التي خالف البخاريُّ فيها أبا حاتم! (4) هو: عثمان بن عاصم. (5) هو: ذَكوان السَّمَّان. الحديث: 673 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 35 قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ ما رَوَاهُ الثَّوري (1) ، عَنْ أَبِي حَصِين، عَنْ أَبِي صَالِحٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يعتَكِفُ ... مُرسَلً (2) . 674 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري وشُعْبَة: فقال الثَّوري (4) : عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ. وَرَوَاهُ شُعْبَة (6) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة (7) ، عَنْ ابنِ المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ... الحديثَ. قلتُ: أيُّهما أصَحُّ؟   (1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/194) من طريق إسرائيل، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صالح، به مرسلاً. وانظر "العلل" للدارقطني (1986) . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) انظر المسألة رقم (720) و (750) و (776) . (4) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (776) . (5) وقيل: ابن المُطَوِّس، وهو عبد الله بن المطوِّس، وقيل: يزيد بن المطوِّس، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/448) : «أبو المطوس روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) فيمن أفطر يومًا من رمضان. سئل أبي: هل يسمى؟ قال: لا» . (6) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (776) . (7) هو: ابن عمير التَّيمي. الحديث: 674 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 36 قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (1) (2) ؛ أحدُهما قَصَّر، والآخرُ جَوَّد (3) . 675 - قلتُ لأَبِي فِي حديثٍ (4) رَوَاهُ شُعْبَة وَالثَّوْرِيُّ، عَنْ أبي   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأنَّ التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ من قوله «صحيحين» صوابٌ في العربية، وقد ذكرنا له وجهَيْن في التعليق على المسألة رقم (25) . (2) هذا لا يعني تصحيح أبي حاتم للحديث نفسه، ولكن يعني تصحيح الوجهين عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، فهو تصحيح نسبي، وانظر التعليق التالي. (3) حكم أبو حاتم هنا بصحة الروايتين عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، وقد بين أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في المسألة رقم (776) علة ذلك: أن عبد الرحمن بن مهدي روى عن سفيان عن حبيب أنه سمع هذا الحديث من عمارة، عن أبي المطوس، ثم لقي أبا المطوس فحدثه به، فتبين من ذلك صحة الروايتين عن حبيب، وقد قال الترمذي في الموضع السابق من "جامعه": «حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا يقول: أبو المطوِّس اسمه يزيد بن المطوِّس، ولا أعرف له غير هذا الحديث» . وقال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (199) -: «أبو المطوِّس اسمه يزيد بن المطوِّس، وتفرد بهذا الحديث، ولا أعرف له غير هذا، ولا أدري أسمع أبوه من أبي هريرة أم لا؟» . وقال أحمد: «لا أعرفه، ولا أعرف حديثه من غيره» . اهـ. من "تهذيب التهذيب" (4/589) . وقال ابن خزيمة في الموضع = = السابق: «إن صح الخبر، فإني لا أعرف ابن المطوس ولا أباه» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/161) : «واختُلِف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ اختلافًا كثيرًا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوس، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة، وهذه الثالثة تختص بطريقة البخاري في اشتراط اللقاء» ، وضعَّفه الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص396) ، وانظر "العلل" للدارقطني (1562) ، و"المجروحين" لابن حبان (3/157) . (4) في (ف) : «وقلت لأبي عن حديثٍ في حديث» ، وفي (ت) : «سألت لأبي عن حديثٍ في حديث» ، وكذا في (ك) ، إلا أنه قال: «أبي» بدل: «لأبي» ، والمثبت من (أ) و (ش) . الحديث: 675 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 37 إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عليٍّ؛ فِي القُبلَة للصَّائم. وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، [عَنْ عُمَرَ (3) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عليٍّ؛ فِي القُبلَة للصَّائم. وَرَوَاهُ زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ] (4) ، عَنْ رجُل قَدْ سَمَّاه، عَنْ عليٍّ. قَالَ أَبِي: ومنهُم مَنْ يغلَطُ، فيقول: عَنْ عُمَير بْنِ سَعِيدٍ (5) . 676 - وَسَأَلْتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر بن سُلَيمان (7) ، عن   (1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8428) عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، به. (2) هو: ابن معاوية بن حديج. (3) قوله: «عمر» سقط من (أ) و (ش) . (4) ما بين المعقوفين ثابت في جميع النسخ، والظاهر أنَّه تكرار بسبب انتقال النظر؛ فيبدو أنَّ الناسخ كتب: «وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ» ، ثم انتقل نظره إلى «أبي إسحاق» في إسناد شعبة والثوري المتقدِّم، فكتبَهُ مرة أخرى، فحصَلَ التكرار، والله أعلم. (5) الحديث أخرجه الشافعي في "الأم" (7/170 و189) عن عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أبي إسحاق، عن عبيد بن عمرو: أن عليًّا ح نهى عن القُبلَة للصَّائم فقال: ما يريد إلى خَلوف فمها؟! وكذا رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1/ق 126/ب) عن أبي الأحوص سلاَّم بن سليم، عن أبي إسحاق، مثل رواية سفيان. تنبيه: الحديث في المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" برقم (9411) ، وإنما صار العزو إلى المخطوط؛ لأن محقق المطبوع تصرف في السياق؛ حيث حذف عبيد ابن عمرو، وجعل بدلاً منه «عمر بن سعيد» ، وجعله بين معقوفين! (6) كذا السؤال موجَّه إلى أبي حاتم، وسيأتي الجواب بصيغة: «فقالا» و: «قالا» . (7) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3237) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1967 و1968 و2005) ، والدارقطني في "السنن" (2/183 رقم15) ، والبيهقي في "السنن" (4/264) ، وابن حزم في "المحلى" (6/204) . الحديث: 676 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 38 حُمَيد الطَّويل (1) ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُرَخِّصُ فِي الحِجامَة والمُباشَرَة للصَّائِم؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قولَهُ. رَوَاهُ قَتادة (3) ، وجماعةٌ مِنَ الحفَّاظ (4) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قولَه (5) . قلتُ: إنَّ إِسْحَاقَ الأَزرَق (6) رَوَاهُ عَنِ الثَّوري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . [قَالا] (7) : وَهِمَ إِسْحَاقُ فِي الْحَدِيثِ.   (1) هو: حميد بن أبي حميد. (2) هو: علي بن داود النَّاجي. (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9323) ، والنسائي في "الكبرى" (3244) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (3/1971) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/264) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المتوكل، عن أبي سعيد، قال: «إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف» . (4) منهم: بشر بن المفضل، وابن أبي عدي، وإسماعيل بن علية، وروايتهم أخرجها النسائي في "الكبرى" (3238 و3239 و3240) . (5) من قوله: «رواه قتادة وجماعة ... » إلى هنا سقط من (ف) بسبب انتقال النظر. (6) هو: إسحاق بن يوسف. وروايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (215) ، والنسائي في "الكبرى" (3241) ، والطبراني في "الأوسط" (7797) ، والدارقطني في "العلل" (11/347) . في جميع = = المصادر رواه الثوري، عن خالد الحذاء. (7) مابين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه؛ لاستقامة السياق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 39 قلتُ: قد تابعه مُعتَمِر (1) .   (1) هو: ابن سليمان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 40 قَالا: وَهِمَ فِيهِ أَيْضًا (1) مُعتَمِر (2) . 677 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَين، عَنْ حَفْصَة بِنْتِ (3) سِيرِين، عَنْ أُمِّ عَطِيَّة (4) ، وَعَنِ (5) الحَكَم بن عُتَيْبة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (6) ، عَنْ شُرَيح بْنِ أَرْطاة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المُباشَرَة للصَّائم؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَة، عَنِ الحَكَم. فحدَّثنا أبي، عن آدم (7) وعبد الله بْنِ رَجاء، عَنْ شُعْبَة، عَنِ الحَكَم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: كَانَ عَلْقَمَة (8) وشُرَيح بْنُ أَرْطاة عِنْدَ عائِشَة، فَقَالَتْ عائِشَة: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّل ويُباشِرُ وهو صائِم (9) .   (1) قوله: «أيضًا» ليس في (ف) . (2) قال النسائي في "الكبرى" (3237) : «وقفه بشر، وإسماعيل، وابن أبي عدي» . وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: وهذه اللفظة: «والحجامة للصائم» : إنما هو من قول أبي سعيد الخدري، لا عن النبي (ص) ، أُدرج في الخبر، لعل المعتمر حدَّث بهذا حفظًا، فاندرج هذه الكلمة في خبر النبي (ص) ، أو قال: قال أبو سعيد: ورُخِّص في الحجامة للصائم، فلم يضبط عنه قال أبو سعيد، فأدرج هذا القول في الخبر. اهـ. وقال الدارقطني في "سننه" (2/183) بعد أن ذكر رواية المعتمر، عن حميد: «كلهم ثقات، وغير معتمر يرويه موقوفًا» . قال الترمذي في الموضع السابق: «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث إسحاق الأزرق، عن سفيان، هو خطأ» . قال الترمذي: «وحديث أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ موقوفًا: أصح؛ هكذا روى قتادة وغير واحد، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سعيد، قولَهُ. حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا ابن علية، عن حميد - وهو الطَّوِيلِ - عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أبي سعيد مثله، ولم يرفعه، هذا هو موضع الإسناد» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سفيان إلا إسحاق الأزرق» . وقال الدارقطني في "العلل" (2330) : «يرويه حميد الطويل وخالد الحذاء وقتادة، عن أبي المتوكل، واختُلِف عنهم: فأما خالد فرواه إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ خالد مرفوعًا. ورواه الأشجعي، عن الثوري، فنحا به نحو الرفع، وغيرهما يرويه عن الثوري موقوفًا. فأما حميد الطويل: فأسنده عنه معتمر بن سليمان، ونحا به أبو شهاب، عن حميد نحو الرفع، ورواه إسماعيل بن جعفر وَحَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَابْنُ الْمُبَارَكِ وشعبة وأبو بحر البكراوي، عن حميد موقوفًا. ورواه عبد الله بن بشر، عن حميد؛ فوهم فيه وهمًا قبيحًا، فجعله عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) . وأما قتادة: فرواه أسود بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنَ قتادة، فنحا به نحو الرفع، وغيره يرويه عن شعبة موقوفًا. والذين رفعوه ثقات وقد زادوا، وزيادة الثقة مقبولة» . (3) في (أ) و (ش) : «ابنت» ، وهي صحيحة في العربية، وقد علقنا عليها في المسألة رقم (6) . (4) في (ت) و (ك) : «حطية» . (5) أي: ورواه سفيان بن حسين أيضًا، عن الحكم بن عتيبة. (6) هو: ابن يزيد النخعي. (7) هو: ابن أبي إياس. (8) هو: ابن قيس النخعي. (9) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1927) من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن الحكم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة. وأخرجه مسلم (1106) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شعبة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عائشة. وأخرجه أيضًا من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عائشة كذلك. وأخرجه من طريق عبد الله بن عون، عن إبراهيم، عن الأسود ومسروق، عن عائشة. وأخرجه أيضًا من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ وعلقمة، عن عائشة، ومن طريق الأعمش أيضًا، عن أبي الضحى مُسْلِم بْنِ صُبَيح، عَن مسروق، عن عائشة. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1502) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/126 رقم24950) ، والنسائي في "الكبرى" (3087 و3088 و3091) ، جميعهم من طريق شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أن علقمة وشُرَيح بن أَرْطاة كانا عند عائِشَة ... فذكره مرسلاً. وقد رواه على هذا الوجه عن شعبة أبو داود الطيالسي، ومحمد بن أبي عدي، وعبد الرحمن بن مهدي، = = ومحمد بن جعفر غندر، وغيرهم؛ فالظاهر أن شعبة رواه على أكثر من وجه. وقد أطال الدارقطني في ذكر الاختلاف في هذا الحديث في"العلل" (5/ق 141 ب - 124ب) ، ومنه رواية ابن أبي ليلى للحديث عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ولم يذكر إبراهيم. ومنه رواية منصور بن زاذان للحديث عن الحكم، عن علقمة، عن عائشة، ولم يذكر إبراهيم أيضًا. ومنه رواية قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الأَعْمَشِ ومنصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بن شكل، عن عائشة وحفصة. ومنه ما هو مذكور في هذه المسألة، عدا رواية حفصة بنت سيرين، فإنه لم يذكرها. ثم قال الدارقطني عن هذه الطرق المختلفة: «وكلها صحاح، إلا قول من أسقط في حديث الحكم إبراهيم، وإلا قول قيس: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ عائشة وحفصة؛ فإنه لم يتابع عليه» . اهـ. الحديث: 677 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 41 678- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (1) رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ الخُزاعي، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى (2) ، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد (4) ، عن بكر بن عبد الله، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ مِنْ عبد الأعلى؟   (1) قوله: «عن حديثٍ» سقط من (أ) . (2) هو: ابن عبد الأعلى البصري. (3) هو: ابن أبي حميد الطويل. (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/98 رقم24668) من طريق محمد ابن أبي عدي، والطبراني في "الأوسط" (3032) ، و"الصغير" (283) من طريق خالد بن عبد الله، كلاهما عن حميد، عن بكر، عن عائشة، به. الحديث: 678 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 42 قال: لا أدري، ما كتبتُ (1) عَنْ أحدٍ غَيْرَ هَذَا الشَّيخِ الخُزاعي (2) . 679 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الجُرَيري (3) ، عَنْ أَبِي العَلاء (4) ، عَنْ مُطَرِّف بْنِ عبد الله بْنِ الشِّخِّير، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ الأَبَدَ، فَلاَ صَامَ ولاَ أَفْطَرَ. قلتُ: رَوَاهُ قَتادة (5) ، عَنْ مُطَرِّف، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: قَتادةُ أحفَظُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَقِفُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ عَلِي شيءٍ؛ يَحْتملُ أنْ يكونَ (6) جَمِيعًا صَحِيحَينِ، ومُطَرِّفٌ عَنْ أَبِيهِ ما أدري كيف هو؟!   (1) في (ت) و (ك) : «ما كتب» . (2) قال الطبراني في الموضع السابق من "الصغير": «لم يروه عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ المزني إلا حميد الطويل، تفرد به خالد بن عبد الله الطحان» . اهـ. وتقدم أن ابن أبي عدي تابع خالد بن عبد الله. (3) هو: سعيد بن إياس. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/426 و432 و433 رقم 19825 و19873 و19892) ، والنسائي في "سننه" (2379) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2151) ، وابن حبان (3582) ، والطبراني في "الكبير" (18/113 و116 رقم 216- 218 و227) . (4) هو: يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير. (5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1243) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (9552) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/24 رقم 16304) ، والدارمي في "مسنده" (1785) ، وابن ماجه في "سننه" (1705) ، والنسائي (2380 و2381) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2150) ، وابن حبان (3583) ، والحاكم في "المستدرك" (1/435) ، والضياء في "المختارة" (9/469- 471) . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «يكونا» بألف المثنَّى، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وله وجهان: الأوَّل: على تقدير ضمير الشأن اسمًا لـ «يكون» ؛ كأنَّه قال: «يكون هو [أي: الشأنُ] : هما جميعًا صحيحان» ، ثم حذَفَ المبتدأ «هما» ، وأمال الألفَ من «صحيحان» ؛ فكتبتْ ياءً، انظر في ضمير الشأن المسألة رقم (854) ، وانظر في الإمالة التعليق على المسألة رقم (25 و124) . والثاني: أن يكون الأصل: «يكونا» ، لكنَّه حَذَفَ ألف المثنَّى، واكتَفَى عنها بالفتحة على النون؛ على لغة هوازن وعليا قَيْس في الاجتزاء بالحركات عن حروفِ المَدِّ الثلاثة؛ فيكتفون بالضمة قبل الواو، وبالكسرة قبل الياء، وبالفتحة قبل الألف، وتكون الحركةُ دالَّةً على الحرف المحذوف، ونائبةً عنه، ويكثر ذلك في الواو = = والياء لثقلهما، ويقلُّ في الألفِ لِخِفَّتِهِ، وقد نسَبَ هذه اللغةَ إلى هوازن وعليا قيس الفرَّاءُ؛ قال البغدادي - بعد نقله كلام الفراء -: «وظاهرُ كلامِهِ: أنَّ هذا لغةٌ لا ضرورة» . اهـ. وقال ابن الأنباري: «واجتزاؤُهُمْ بهذه الحركات عن هذه الأحرف كثيرٌ في كلامهم، والشواهدُ على ذلك أكثَرُ مِنْ أن تُحْصَى» . اهـ. وقد ذكر هذا غيرُ إمامٍ من أهل العربية؛ وعلى ذلك ورد كلام العرب شعرًا ونثرًا، وخُرِّجَتْ قراءاتٌ متواترةٌ وغيرُ متواترة. لكنَّ سيبوَيْهِ _ح ذهب إلى أنَّ هذا ضرورةٌ من ضرورات الشعر، لا لغةٌ لبعض العرب؛ وهو محجوجٌ بما ورد من قراءات ثابتة، وبما نُقِلَ عن العرب في ذلك: فمن شواهد حذف الألف وإنْ كان قليلاً: قراءةُ ابن عامرٍ وأبي جعفر والأعرج: {يَا أَبَتَ} [يوسف: 4، 100، ومريم: 42، 43، 44، 45، والقصص: 26، والصافات: 102] ، قرؤوا بفتح التاء، والأصل: يا أَبَتَا، فحذفت الألف واكتفي بالفتحة قبلها. ومنها: ما أنشده أبو الحسن الأخفش وابن الأعرابي [من الوافر] : فَلَسْتُ بِرَاجِعٍ ما فاتَ مِنِّي بِلَهْفَ ولا بِلَيْتَ ولا لَوَ انِّي يريد: بلَهْفَا، فاجتزأ بالفتحة عن الألف. ومن شواهد حذف الواو: قوله تعالى: [الإسرَاء: 11] {وَيَدْعُ الإِْنْسَانُ} ، وقراءة الحسن ومجاهد والجَحْدَري: () [النّحل: 16] {وَعَلاَمَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ *} . وقراءةُ العامَّة {وَبِالنُّجُومِ} . ومن شواهد حذف الياء: قوله تعالى: [المَائدة: 3] {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ} ، وقوله تعالى: [الفَجر: 15] {فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ} . وغير ذلك من الشواهد الكثيرة. وانظر: "الكتاب" لسيبويه" (1/27-28) ، و"الخصائص" (3/133- 136 باب في إنابة الحركة عن الحروف) ، و"سر صناعة الإعراب" (2/631- 632) ، و"اللباب" للعكبري (2/111- 112) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (1/385- 391) ، (2/544- 547) ، و"ارتشاف الضرب" (2/914) ، و"مغني اللبيب" (ص250 و716- 717) ، و"همع الهوامع" (1/229- 230) ، و"لسان العرب" (12/569) ، و"خزانة الأدب" (5/229- 233) . الحديث: 679 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 43 والجُرَيري بأَخَرَةٍ ساءَ حِفظُه، وَلَيْسَ هُوَ (1) بذاكَ الحافِظ (2) . 680 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبَة، عَنْ سِماك (3) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ، وَثَلاثُونَ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الحفَّاظ (4) ؛ يَقُولُونَ: شُعْبَة، عن سِماك، عن عبد الله بْنِ شَدَّاد وعِكرمَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. قلتُ: مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ قَدْ (6) رَوَاهُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيس، عن سِماك، عن عبد الله بن شَدَّاد، عن عائِشَة.   (1) قوله: «هو» ليس في (ف) . (2) سأل الترمذيُّ في "العلل الكبير" (207) البخاريَّ: أيُّ الطريقين أصحُّ؟ فقال: «يحتمل عنهم كليهما» . (3) هو: ابن حرب. (4) منهم روح بن عبادة، وروايته أخرجها الحارث بن أسامة (315/بغية الباحث) . (5) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، فالجادَّةُ أن يقال: مرسلاً، بألف تنوين النصب، لكنَّها حذفت هنا وقفًا ووصلاً نطقًا وخطًّا؛ جريًا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) قوله: «قد» من (ت) و (ك) فقط. الحديث: 680 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 45 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يُخطِئ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عائِشَة، الصَّحيحُ: عِكرمَة، مُرسَل (1) (2) . 681 - وسألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخضَر (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) - فِي أَيَّامِ التَّشريق -: أنَّ النبيَّ (ص) أمر عبد الله بْنَ حُذافَة أَنْ يُناديَ: إِنَّها أَيَّامُ أَكلٍ وشُربٍ. وَرَوَاهُ يُونُسُ (5) ، عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: أُخبِرتُ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ قَالَ: حدَّثني بعضُ أصحاب النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بْنَ حُذافَة. وَرَوَاهُ قُرَّةُ بْنُ حَيْوِيل (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن عبد الله بْنِ حُذافَة: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) أمرَه أَنْ يُناديَ ... . وَرَوَاهُ شُعَيب (7) ، عَنِ الزُّهْري؛ أُخبِرتُ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي بعضُ أصحاب النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بن حُذافَة.   (1) قوله: «مرسل» يحتمل الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (5/135/ب - 136/أ) : «يرويه سماك بن حرب، واختُلِف عنه: فرواه شريك بن عبد الله، عن سِماك، عن عبد الله بن شدَّاد، عن عائِشَة. ورواه عمرو بن عاصم، عَنْ شُعبَة، عَنْ سِماك، عَنْ عبد الله بن شَدَّاد وعكرمة، عن ابن عباس. وغيره يرويه عَنْ شُعبَة، عَنْ سِماك، عَنْ عبد الله بن شَدَّاد وعكرمة مُرسلاً. ورواه الوليد بن أبي ثور، عن همام، عن سِماك، عن عبد الله بن شَدَّاد وحده مُرسلاً، والمُرسَل أصحُّ» . (3) انظر المسألة الآتية برقم (746) . (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/513 = = و535 رقم10664 و10917) ، والنسائي في "الكبرى" (2896/الرسالة) . قال النسائي: «صالح هذا هو ابن أبي الأخضر، وحديثه هذا خطأ، لا نعلم أحدًا قال في هذا: سعيد بن المسيب غيرَ صالح، وهو كثير الخطأ، ضعيف الحديث في الزهري» . (5) هو: ابن يزيد الأيلي. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/99) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن عبد الله بن حذافة، أن النبي (ص) أمره ... فذكره. (6) هو: قُرَّة بن عبد الرحمن بن حَيْويل، ويُكتب أحيانًا: «حَيْوَئيل» . وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/98-99) ، والطبراني في "المعجم الأوسط" (544 و8217) ، والحاكم في "المستدرك" (3/631) . (7) هو: ابن أبي حمزة. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2894/الرسالة) ، عن الزهري: أن مسعود ابن الْحَكَمِ قَالَ: أَخْبَرَنِي بَعْضُ أَصْحَابِ النبي (ص) ، به. قال النسائي: «الزهري لم يسمع من مسعود بن الحكم» . الحديث: 681 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 46 وَرَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئب (1) ، فَقَالَ: عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: بعَثَ النبيُّ (ص) عبد الله بن حُذافَة يُنادي ... . ورواه عبد الرحمن بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسافر، عَنِ الزُّهْري؛ أَنَّ مَسْعُودَ بْنَ الْحَكَمِ؛ فقال (2) : أَخْبَرَنِي بعضُ أَصْحَابِهِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري: أُخبِرتُ عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ بعضِ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) : أنه رأى عبد الله بن حُذَافَة (3) .   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/187) . (2) كذا في (أ) و (ش) ، والقائل هو الزهري، وفي بقية النسخ: «قال» . (3) أخرج النسائي في "الكبرى" (2895/الرسالة) من طريق الزبيدي، عن الزهري؛ أنه بلغه أن مسعود بن الحكم كان يخبر عن بعض علمائهم من أصحاب رسول الله (ص) : أن رسول الله (ص) بعث عبد الله بن حذافة ... فذكره. قال الدارقطني في "العلل" (1699) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه صالح بن أبي الأخضر، واختُلِف عنه: فقال روح: عن صالح، عن الزهري، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة. واختُلِف عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي، فقال حميد: عن إبراهيم بن حميد، عن صالح، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سلمة، عن أبي هريرة. وكذلك قيل: عن ابن أبي سمينة، عن إبراهيم بن حميد. وقيل: عنه، عن سعيد وحده، عن أبي هريرة. وقال سليمان بن أرقم: عن الزهري، عن ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حذافة، عن النبي (ص) . وقيل: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم الزُّرَقي، عن ابن حذافة. وقال الزبيدي: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم. وقولُ الزبيدي أشبهها بالصواب» . اهـ. كذا وقعت عنده رواية الزبيدي! وتقدم أن النسائي رواه من طريق الزبيدي، عن الزهري؛ أنه بلغه أن مسعود بن الحكم ... فذكره. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/8) : «عبد الله ابن حذافة بن خليفة أبو حذافة السهمي القرشي، كنَّاه الزهري، لا يصحُّ حديثه، مرسل» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (12/124) : «واختلف فيه أصحاب ابن شهاب عليه، فرواه معمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم الأنصاري، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) قال: أمر النبي (ص) عبد الله ابن حذافة السهمي. ذكره عبد الرزاق عن معمر. ورواه صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة. ورواه يونس بن يزيد، وابن أبي ذئب، وعبد الله بن عمر العمري، عن الزهري: أن رسول الله (ص) بعث عبد الله بن حذافة. مرسلاً هكذا. = = كما رواه مالك سواء؛ وهو الصَّحيح في حديث ابن شهاب هذا» . اهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 47 682 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْح بْنُ عُبادة (2) ، عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ مَطَر (4) ، عَنْ بكر بن عبد الله، عن أبي   (1) انظر المسألة الآتية برقم (752) . (2) في (ف) : «عباة» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3195/الرسالة) ، والبزار في "مسنده" (3081) ، والروياني في "مسنده" (575) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/98) ، والحاكم في "المستدرك" (1/429-430) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/266) . قال النسائي: «هذا خطأ، وقد وقفه حفص» . (3) هو: ابن أبي عَروبة. (4) هو: ابن طَهْمان الورَّاق. الحديث: 682 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 48 رَافِعٍ (1) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟ فقال (2) أَبِي: رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ (3) . وَرَوَاهُ عَبْدُ الوهَّاب الخَفَّاف (4) ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (6) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: كأنَّ حديثَ أَبِي رَافِعٍ أشبَهُ (7) ؛ لأَنَّهُ رَوَاهُ حُمَيد الطَّويل (8) ، عن بكر بن عبد الله، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى،   (1) هو: نُفَيع الصَّائغ. (2) في (ف) و (ت) و (ك) : «قال» . (3) الظاهر أنه يعني: هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ شُعَيْبِ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي عَرُوبَة، على الوجه المتقدِّم؛ فإن شعيب بن إسحاق من الرُّواة عن سعيد؛ كما في "تهذيب الكمال" (2/501) ، ولم نجد من أخرج هذه الرواية، ولم يوردها الدارقطني في ذكره للاختلاف في هذا الحديث في "العلل" (7/246-247 رقم1323) . (4) هو: عبد الوهَّاب بن عطاء. (5) هو: عبيد الله بن الأخنس؛ كما سيأتي عن أبي حاتم. (6) هو: عبد الله. (7) المعنى - فيما يظهر - أن حديثَ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى أشبهُ من حديث أَبِي مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عن أبي موسى. ومما يرجِّح هذا - عند أبي حاتم - روايةُ حميد الطويل؛ فهي وإن كانت تخالفها في كونها موقوفة، إلا أنها توافقها في كونها من طريق أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى، وهذا دون التعرُّض لترجيح الوقف والرفع. ومما يدلُّ على هذا - أيضًا - أن أبا زرعة رجَّح أن حديث أبي رافع أشبه؛ بناءً على أن شعبة رواه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي موسى موقوفًا. وعندما سأله ابن أبي حاتم، عن أي الرِّوايتين أشبه من حديث أبي رافع: الوقف أم الرفع؟ سكت ولم يرجِّح. والله أعلم. (8) كذا ذكر أبو حاتم رواية حميد هنا، وقد روى الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (9307) ، والنسائي في "الكبرى" (3201/الرسالة) وغيرها من طريق حميد، عن بكر، عن أبي العالية أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى أَبِي مُوسَى فذكره موقوفًا. كذا ذكرها الدارقطني في "العلل" كما سيأتي. (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 49 مَوْقُوفٌ (*) . قَالَ أَبِي: وَلا أعرفُ (1) من البصريِّين أحدًا كُنيتُه أبو مالك من القُدَماء، إلا عُبَيدالله ابن الأَخْنَس. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ شُعْبَة (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عن أبي موسى، موقوفً (*) ؛ فكأنَّ حديثَ أبي رافع أشبَهُ. قلتُ: مَوْقُوفٌ أَوْ مَرفوع؟ فسَكَتَ (3) .   (1) في (ف) : «لا أعرف» بلا واو. (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3200/الرسالة) عن قتادة، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى موقوفًا. (3) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، عَنْ بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى موقوفًا» . وقال الحاكم في الموضع السابق: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «كذا رواه روح بن عبادة. وَرَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عن بعض أصحابه، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى، مرفوعًا. ورواه شعبة، عن مطر، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى، موقوفًا. وكذلك رَوَاهُ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، عَنْ بَكْرِ، موقوفًا غير مرفوع» . ورواه النسائي في "الكبرى" (3196) من طريق حفص ابن عبد الرحمن البَلْخي، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ مَطَرٍ، = = عَنْ بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى، موقوفًا. قال الحاكم في الموضع السابق: «سمعت أبا علي الحافظ يقول: قلت لعبدان الأهوازي: صحَّ أن النبي (ص) احتجم وهو صائم؟ فقال: سمعت عباسً العنبريَّ يقول: سمعت علي بن المديني يقول: قد صحَّ حديث أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي مُوسَى: أن النبي (ص) قال: أفطر الحاجم والمحجوم» . وقال الدارقطني في "العلل" (1323) : «يرويه سعيد ابن أبي عَروبة، واختُلِف عنه: فرواه رَوْحُ بْنُ عُبادة، عَنْ سَعِيدٍ، عن مطر، عن بكر، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي موسى: أنه كان يحتجم ليلاً، وقال: سمعت النبي (ص) يقول: «أفطر الحاجم والمحجوم» ، وخالفه عبد الوهَّاب ابن عطاء الخفاف، وأبو بحر البكراوي، وابن أبي عدي؛ فروَوه عن سعيد، عن مطر، موقوفًا، ولم يذكروا: أفطر الحاجم والمحجوم، وذكروا فعل أبي موسى حَسْبُ. ورواه حميد الطويل، عن بكر، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ موسى، موقوفًا أيضًا، إلا أنه خالف مطر في الإسناد. وَرَوَاهُ عَبْدُ الأَعْلَى، عَنْ سَعِيدٍ، عن بعض أصحابه ولم يُسَمِّه، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى، مرفوعًا أيضًا: أفطر الحاجم والمحجوم، وليس هذا القول بمحفوظ عن سعيد، والصَّواب من هذا: قول من ذكر فعل أبي موسى، دون الحديث المرفوع» . اهـ. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (4/175) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 50 683 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: تَراءى النَّاسُ الهِلالَ عِنْدَ النبيِّ (ص) ، فأمرَهُم النبيُّ (ص) أَنْ يخرُجوا إِلَى المُصَلَّى مِنَ الغَد؟ قَالَ أَبِي: أخطأَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: شُعْبَة (3) ، عن أبي   (1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/410/ مخطوط) بعض هذا النص. وقال الضياء في "المختارة" (7/104) : «قال أبو حاتم الرازي، وأبو الحسن الدارقطني: وَهِمَ فيه سعيد بن عامر» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/177) : «وهو وهم؛ قاله أبو حاتم في العلل» . (2) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (3/279 رقم13974) ، والبزار في "مسنده" (972/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (3456) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/249) ، والضياء في "المختارة" (7/104) . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (5/57 رقم 20579) من طريق محمد بن جعفر، وأبو داود في "سننه" (1157) من طريق حفص بن عمر، والنسائي في "سننه" (1557) من طريق يحيى بن سعيد، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/128) من طريق بقية بن الوليد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/388) من طريق وهب بن جرير، وأبي الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، والدارقطني في "السنن" (2/170) من طريق سفيان، ووهب بن جرير، وروح بن عبادة، وأبي النضر هاشم بن القاسم، والنضر بن شميل، جميعهم عن شعبة، به. وحسَّن إسناده الدارقطني والبيهقي. ورواه عبد الرزاق في "مصنَّفه" (7339) ، وابن أبي شيبة (9461) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/58 رقم 20584) ، وابن ماجه في "سننه" (1653) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/386 و387) ، جميعهم من طريق هشيم، عن أبي بشر، به. ورواه البيهقي في "الكبرى" (4/249) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري، عن أبي بشر، به. الحديث: 683 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 51 بِشر (1) ، عن أبي عُمَير ابن أَنَسٍ، عَنْ عُمُومَته، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 684- وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (4) رَوَاهُ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ (5) ، ووكيعٌ، وابن المبارك (6) :   (1) هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ. (2) قال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (193) -: «هو خطأ من سعيد بن عامر، والصحيح: شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن أبي عمير بن أنس» . وقال الدارقطني في "علله"- كما في "نصب الراية" (2/212) -: «هذا حديث اختُلِف فيه: فرواه سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعبَة، عن قَتادة، عن أنس، وخالفه غيره من أصحاب شعبة؛ فروَوه عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَنْ أَبِي عُمَير بْنِ أَنَسٍ، عن عُمُومَته، عن النبي (ص) . وكذلك رواه أبو عَوَانَةَ وَهُشَيْمٌ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ؛ وهو الصَّواب» . وقال البزار في الموضع السابق: «أَخْطَأَ فِيهِ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، وإنما رواه شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن أبي عمير بن أنس؛ أن عمومة له شهدوا عند النبي (ص) » . وقال البيهقي (4/249) : «تفرد به سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعبَة، وغَلِطَ فيه؛ إنما رواه شعبة، عن أبي بشر» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (767) . وانظر المسألة رقم (722) و (748) . (4) قوله: «عن حديث» سقط من (أ) ، وهو ملحق بهامش (ش) . (5) في (أ) و (ش) : «رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ» . ويحيى بن سعيد هذا هو: القطَّان. (6) هو: عبد الله. الحديث: 684 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 52 فَأَمَّا يَحْيَى (1) ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وشَبَابَة (2) ، فَإِنَّهُمْ قَالُوا: عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب (3) ، عَنْ جُوَيرِيَة: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَهِيَ صائِمَة يَوْمَ الجُمعَة، فَقَالَ: أَصُمْتِ أَمْسِ؟ ، قَالَتْ (4) : لا ... وَذَكَرَ الحديثَ. وَأَمَّا وكيعٌ (5) فَقَالَ: عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب: أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَى جُوَيرِيَة. وَرَوَى هَذَا الحديثَ سعيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيّب، عن عبد الله بن عمرو (7) : أنَّ النبيَّ (ص) دخلَ عَلَى جُوَيرِيَة (8) . وَرَوَاهُ هَمَّام (9) ، فَقَالَ: عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن جُوَيرِيَة:   (1) رواية يحيى أخرجها البخاري في "صحيحه" (1986) . (2) هو: ابن سوَّار. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9249) ، ومن طريقه أبو يعلى في "مسنده" (7064) . (3) هو: المَراغي، العَتَكي الأزدي. اسمه: يحيى، وقيل: حبيب بن مالك. (4) في (ت) : «قال» . (5) روايته على هذا الوجه أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/253) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/324 رقم 26755) عن وكيع؛ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتادة، عَنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ جُويرية: أَنَّ رسول الله (ص) ... فذكره هكذا بزيادة جويرية في الإسناد. (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9241) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/189 رقم6771) ، والبزار في "مسنده" (2350) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2162) ، وابن حبان (3611) . (7) في (ت) و (ك) : «عبد الله بن عمر» . (8) قوله: «دخل على جُوَيرية» سقط من (أ) و (ش) . (9) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/324 و340 رقم26756 و27425) ، وأبو داود في "سننه" (2422) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 53 أن النبيَّ (ص) دخلَ عَلَيْهَا. تابعَ شُعْبَةَ. وَرَوَى هُدبَةُ (1) مَرَّةً، فَقَالَ: عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتادة؛ قَالَ: حدَّثنا صاحبٌ لَنَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ صَوم يَوْمِ الجُمعَة، إِلا أَنْ يَصوموا يَوْمًا قبلَه، أَوْ يَوْمًا بعدَه. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : وَرَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشِيرٍ (3) فَقَالَ (4) : عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش بن عبد الله، عَنْ أَبِي قَتادة: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ صَوم يَوْمِ الجُمُعَة فَرْدًا؟ وَقَالَ أَبِي: كلُّها صِحاحٌ، مَا خَلا حديثَ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، فَإِنَّمَا هُوَ: عَيَّاش، عَنْ أَبِي قَتادة العَدَويِّ، قولَه. وَإِنَّمَا قُلنا: إِنَّهَا صِحاحٌ كلُّها؛ لأَنَّ شُعْبَة قد تابع هَمَّامً (5) . فَأَمَّا مَنْ قَالَ: قَتادة، عَنْ سعيد بن المسيّب، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (6) : فَإِنَّ ابنَ أَبِي عَروبة حافظٌ لِحَدِيثِ قَتادة، وَقَالَ: تابَعَني عليه مَطَر (7) .   (1) هو: ابن خالد القَيْسي. (2) كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «قلت» بدلاً منها. (3) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2703) . (4) قوله: «فقال» ليس في (أ) و (ش) . (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علق عليها في المسألة رقم (34) . (6) في (ك) : «عبد الله بن عمر» . (7) في (ت) يشبه أن يكون: «فطر» . ومطر هو: ابن طَهْمان الورَّاق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 54 وَأَمَّا حديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: فَإِنَّهُ صحيحٌ أَيْضًا. وَأَمَّا حديثُ شُعْبَة: فإنَّ (1) ابنَ الْمُبَارَكِ وَيَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ أعلَمُ بِحَدِيثِ شُعْبَة مِنْ وَكِيعٍ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنْ جُوَيرِيَة صحيحٌ. وحديثُ سَعِيدِ بْنِ المسيّب، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو أَيْضًا صحيحٌ. وحديثُ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ حدَّثنا صاحبٌ لَنَا، فَهَذَا لا يُدرى كَيْفَ هُوَ؟ وفي حديث قَتادة مثلُ ذا (2) كثيرٌ؛ يُحَدِّث بِالْحَدِيثِ عَنْ جَماعة. وحديثُ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ لا أحفَظُه (3) . 685- وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبَان العَطَّار (5) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - من أَزْدِ شَنُوءَةَ - عَنْ أَبِي   (1) في (ش) : «قال» . (2) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي (ش) : «ذي» ، وفي (أ) و (ف) : «ذى» ، وكل ذلك اسم إشارة، وانظر التعليق على المسألة رقم (124) . (3) قال الدارقطني في "العلل" (5/192/أ) : «يرويه قتادة، واختُلِف عنه، فرواه شعبة وهمام وحماد بْنِ الْجَعْدِ، عَنْ قَتادة، عَنِ أبي أيُّوب، عن جُويرية. وقال بقيَّة: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتادة، عَنْ أبي أيُّوب، عن صفية، ووهم فيه؛ وإنما هو عن جويرية. وخالفهم ابن أبي عَروبة ومطر الوراق؛ قالا: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن عبد الله بن عمرو: أن النبيَّ (ص) دخل على جُوَيرِيَة. وقول شعبة ومن تابعه أشبَهُ» . وقول سعيد: «وافقني عليه مطر» : ذكره أحمد في "المسند" (2/189) . وانظر "العلل" للإمام أحمد (3/230) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (297) ، وانظر المسألة رقم (709) . (5) هو: أبان بن يزيد. الحديث: 685 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 55 هريرة - عن النبيِّ (ص) -: أوصاني (1) خَليلي بثَلاثٍ ... . قلتُ (2) : رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ مَعْمَر (3) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قلتُ لهما: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ: سَعِيد أحفَظُهم. 686 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّة (5) ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري (6) ، عَنْ أَبِي السَّلِيل (7) ، عَنْ نُعَيم ابن قَعْنَب (8) الرِّياحي؛ قَالَ: أتيتُ أَبَا ذرٍّ، فَدَعَا لِي بطَعام، فَقَالَ لِي: إِنِّي صائِم، ثُمَّ قَامَ فصلَّى، ثُمَّ طَعِمَ، فقلتُ: أَلَيْسَ قلتَ: إِنِّي صائِم؟ ... فَذَكَرَ الحديثَ (9) .   (1) القائل: «أوصاني» هو أبو هريرة ح. (2) في (ت) و (ك) : «قال أبو محمد» مكان: «قلت» ، وفي المسألة رقم (297) : «قلت» في جميع النسخ. (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في"المصنف" (4850) ، ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في"المسند" (2/271 رقم7671) . (4) انظر المسألة رقم (690) . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/150-151 رقم21339) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (480) ، والنسائي في "الكبرى" (9107/الرسالة) ، والخطابي في "غريب الحديث" (2/273) . (6) هو: سعيد بن إياس. (7) هو: ضُرَيب بن نُقَير. (8) في (ف) : «قعيب» . (9) وباقيه فيه: أن أبا ذر ذكر له أنه صام ثلاثة أيام من الشَّهر، فيكون كأنه صام الشهر كله. الحديث: 686 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 56 قلتُ (1) : وروى هذا الحديثَ عبد الوارث (2) ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري، عَنْ أَبِي العلاء يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن نُعَيم ابن قَعْنَب. قلتُ لَهُمَا (3) : فأيُّهما الصَّحيحُ؟ فَقَالَ أَبِي (4) : حديثُ أَبِي الْعَلاءِ أصَحُّ. وقال أبوزرعة: حديثُ أَبِي الْعَلاءِ الصَّحيحُ؛ كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) . 687 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة، عن   (1) قوله: «قلت» سقط من (ت) و (ك) ، وفي (ف) : «قال أبو محمد» بدل: «قلت» . (2) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (747) ، وفي "التاريخ الكبير" (2/221) ، والدارمي في "مسنده" (2267) . وأخرجه عبد الرزاق في"المصنف" (7878) ، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند" (5/164 رقم21454) عن معمر، والبزار في "مسنده" (3969 و3970) من طريق سالم بن نوح وشعبة، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1209 رقم6817 و6818) من طريق عبد الرحمن بن عثمان، والمِزي في "تهذيب الكمال" له (29/490) من طريق حماد بن زيد، جميعهم عن الجريري، عن أبي العلاء، به. (3) في (أ) و (ش) : «قلت لأبي» . (4) في (ف) : «إنَّ» بدل: «أبي» . (5) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا من هذا الوجه، ولا نعلم روى عن نعيم بن قعنب إلا أبو العلاء، وهو رجل من أهل البصرة» . وقال الدارقطني في العلل" (1124) : «يرويه الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ يَزِيدَ بن الشخير، عن ابن قعنب. وقال جعفر الأحمر: عن الجريري، عن رجل لم يُسَمِّه، وكَنَاه غيره: أبا العلاء، وهو الصواب» . وانظر المسألة رقم (690) . الحديث: 687 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 57 عَاصِمٍ (1) ، عَنْ حَفْصَة بِنْتِ سِيرين؛ أَنَّ (2) الرَّباب (3) ، فذكرَتْ حديثَ (4) سَلْمَانَ (5) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إذَا صَامَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى التَّمْرِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ (6) عَلَى المْاءِ؛ فَإِنَّهُ طَهُورٌ؟ قَالَ أَبِي: وروى هَذَا الحديثَ هِشَامُ بْنُ حسَّان (7) وغيرُ وَاحِدٍ، عَنْ حَفْصَة، عَنِ الرَّباب، عَنْ سلمان، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (8) ؛ قَصَّر بِهِ حمَّاد، وقد رُويَ عن   (1) هو: ابن سليمان الأحول. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» بدل: «أن» . (3) هي: الرَّباب بنت صُلَيْع، أم الرَّائح الضَّبِّيَّة. (4) كذا في جميع النسخ عدا (ف) ففيها: «فذكر في حديث» ! والمعنى - فيما يظهر -: أن الرباب ذكرت حديث عمِّها سلمان مرسلاً، ويؤيد هذا قول أبي زرعة وأبي حاتم الآتي: «قصَّر به حماد» ، والله أعلم. (5) هو: سلمان بن عامر الضَّبِّي؛ عمُّ الرَّباب. (6) قوله: «فليفطر» سقط من (ف) . (7) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7586) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/18 رقم16232) ، والنسائي في "الكبرى" (3307 - 3310) ، وابن حبان في "صحيحه" (3515) . ورواه أحمد (4/18 رقم16225) ، والنسائي في "الكبرى" (3312/الرسالة) من طريق هشام، عَنْ حَفْصَةَ، عَنِ الرَّباب، عَنْ سلمان موقوفًا عليه. قال هشام: وحدثني عاصم الأحول: أن حفصة رفعته إلى النبيِّ (ص) . (8) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأن التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صواب في العربية، وله وجهان أبنَّا عنهما في التعليق على المسألة رقم (25) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 58 عَاصِمٍ (1) أَيْضًا نَحْوَهُ (2) . 688 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ واصِلٍ مَوْلَى أَبِي (3) عُيَينة، عَنْ بشَّار بْنِ أَبِي سَيْف، عن أبي عُبَيدة بن   (1) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (843) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/17 و18 رقم 16226 و16228 و16231) ، والدارمي (1743) ، وأبو داود في "سننه" (2355) ، والترمذي في "جامعه" (658) ، وابن ماجه (1699) من طرق عن عاصم الأحول، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرَّبَابِ، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . قال الترمذي: «حديث حسن، والرباب هي: أم الرائح بنت صُليع. وهكذا روى سفيان الثوري، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين، عن الرباب، عن سلمان بن عامر، عن النبي (ص) نحو هذا الحديث. وروى شعبة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سيرين، عن سلمان بن عامر، ولم يذكر فيه: " عن الرباب ". وحديث سفيان الثوري وابن عيينة أصح، وهكذا روى ابن عون وهشام ابن حسَّان، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرباب، عن سلمان بن عامر» . ثم أخرجه الترمذي (695) من طريق سفيان الثوري وأبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن عاصم الأحول، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ الرباب، عن سلمان بن عامر، به. ثم قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . ورواه الطيالسي (1278) عن شعبة، عن عاصم؛ سمعت حفصة تحدث، عن الرباب، عن سلمان، به مرفوعًا. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/239) من طريق الطيالسي ثم قال: «هكذا وجدته في "المسند"، قد أقام إسنادَه أبو داود، وقد رواه محمد ابن غيلان، عن أبي داود دون ذكر الرباب، وروي عَنْ روح بْن عبادة، عَنْ شعبة موصولاً، ورواه سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ فغلط في إسناده» . (2) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (4/257/مخطوط) هذا الحديث، ثم قال: قال ابن أبي حاتم في "علله": سألت أبي عنه؟ فقال: صحيح من طريقيه. اهـ. وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/289) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (900) : «وصحَّحه أبو حاتم الرازي» . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» ، وسقطت من (ك) ، والمثبت من (ت) ، وهو الصَّواب. انظر "تهذيب الكمال" (30/408) ، و"التقريب" (7436) . الحديث: 688 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 59 الجَرَّاح، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي سُوَيد، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ (1) ، عَنْ واصِل، عَنْ بشَّار بْنِ أَبِي سَيف، عَنْ الوليد بن عبد الرحمن، عَنْ غُضَيف (2) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة ابن الجرَّاح، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا. قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: جَميعًا صَحِيحَينِ (3) ؛ حمَّاد قَصَّر بِهِ، وَجَرِيرٌ جوَّدَه. 689 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه مسلم ابن إبراهيم (4) ،   (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (224) . ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/171) . ورواه أحمد (1/196 رقم1701) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8899) كلاهما عن يزيد بن هارون، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/21) عن أبي سلمة موسى التَّبوذكي، وابن خزيمة (1892) من طريق عبد الله بن وَهْب، والحاكم (3/265) من طريق وَهْب ابن جرير، أربعتهم عن جرير، عن بشَّار، عن الوليد، عن عياض بن غُطَيْف، عن أبي عُبَيدة، به مرفوعًا. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8898) ، والنسائي في "سننه" (2233) ، وأبو يعلى (878) ، والضياء في "المختارة" (1117) من طرق عن واصل، عن بشَّار، عن الوليد، عن عياض، عن أبي عُبَيدة، به مرفوعًا. (2) في (ش) : «غضف» . وهو: غُضَيف بن الحارث السَّكوني، ويقال: غُطَيف بالطاء. (3) كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة: «صحيحان» بالألف؛ لأن التقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما وقع عندنا في النسخ صحيح في العربية، وقد ذكرنا له وجهين في التعليق على المسألة رقم (25) . (4) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (731) . وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1409) عن الأسود، عن أبي نوفل، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/238) ، وأحمد في "المسند" (5/67 رقم 20663) من طريق عفان بن مسلم، عن الأسود، عن أبي نوفل، به. الحديث: 689 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 60 والعَتَكي (1) ، عَنَ الأسْوَد بْنِ شَيبان، عَنْ أَبِي نَوْفَل (2) : أَنَّ أَبَاهُ سألَ النبيَّ (ص) عَنِ الصَّوم؟ قَالَ: ... فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: قَدْ رَوَاهُ قومٌ (3) لَيْسُوا بِأَقْوِيَاءَ، فَقَالُوا: عَنْ أَبِي نَوْفَل، عن أبيه (4) ،   (1) هو: عبد الله بن أبي بكر. وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (731) . (2) في (ت) : «نوافل» . وهو: أبو نوفل بن أبي عَقْرب، مشهور بكنيته، واسمه: مسلم، وقيل غير ذلك. (3) قوله: «قوم» سقط من (ف) . (4) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/347 رقم19051) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/375) ، والبيهقي في "الشعب" (3596) عن وكيع، وأحمد أيضًا (5/67 رقم20662) ، والنسائي في "سننه" (2434) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي أيضًا (2433) من طريق سيف بن عبيد الله، والطبراني في "الكبير" (22/316-317 رقم 798) من طريق سهل ابن بكار، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6925) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/218) من طريق عمرو بن حكام، جميعهم عن الأسود، عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: سألت النبي (ص) . قال الحافظ في "الإصابة" (11/259) : «سنده حسن» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 61 والثِّقاتُ لا يَقُولُونَ: عَنْ أَبِيهِ (1) . 690 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ (3) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (4) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ ثَلاَثةَ أَيَّامٍ، فَقَدْ صَامَ الشَّهْرَ. وَرَوَاهُ ثابتٌ (6) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي ذَرٍّ أشبَهُ؛ لأَنَّهُ يُروى هَذَا الْكَلامَ عن أبي ذَرٍّ   (1) الفرق بين الروايتين بيِّن، فالرواية الأولى- «عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ: أَنَّ أَبَاهُ سأل النبي (ص) » -: مرسلة؛ لأن أبا نوفل لم يدرك زمن النبي (ص) ، وأما الرواية الأخرى - «عَنْ أَبِي نَوْفَلٍ، عَنْ أَبِيهِ» -: فتكون متصلة؛ لأنه يحدِّث عن أبيه، عن النبي (ص) . وفي مثل هذا: ما رواه أبو داود في مسائله للإمام أحمد (1978) قال: «سمعت أحمد قيل له: إن رجلاً قال: عروة؛ أن عائشة، وعروة، عن عائشة؛ قالت: يا رسول الله، وعن عروة، عن عائشة، سواء؟ فقال: كيف هو سواء؟! أي ليس بسواء» . وقد حرَّر الفرق بينهما جمع من الأئمة؛ كالحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (2/601-605) ، = = والحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/586-593) . (2) انظر المسألة رقم (686) . (3) هو: عاصم بن سليمان. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/145 رقم 21301) ، وابن عدي في "الكامل" (6/439) من طريق إسرائيل، والترمذي في "جامعه" (762) ، وابن ماجه في "سننه" (1708) من طريق أبي معاوية، والبزار في "مسنده" (3904) ، من طريق عبد الواحد بن زياد، والنسائي في "سننه" (2409) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، جميعهم عن عاصم، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وأبو عثمان لم يسمع من أبي ذر؛ كما قال ابن المديني. انظر "جامع التحصيل" (ص308) . وقد رواه النسائي (2410) من طريق عبد الله بن المبارك، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن رجل، عن أبي ذر، به. وتابع ابن المبارك شيبان كما سيأتي عند الدارقطني. (4) هو: عبد الرحمن بن ملٍّ النهدي. (5) في (ش) : «أبي هريرة» بدل: «أبي ذر» . (6) من قوله: «عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ أَبِي ذر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . وثابت هو: بن أسلم البُناني. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2515) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (12) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/263 و384 و5130رقم 7577 و8986 و10663) ، والنسائي في "سننه" (2408) ، وابن حبان في "صحيحه" (3659) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/293) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1178 و1981) ، ومسلم (721) من طريق عباس بن فرُّوخ الجُرَيري، وأبي التيَّاح يزيد بن حميد، كلاهما عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهدي، عَنْ أبي هريرة، به مرفوعًا؛ كما رواه ثابت. ورواه مسلم أيضًا من طريق أبي شِمْر الضُّبَعي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا أيضًا. الحديث: 690 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 62 بإسنادٍ آخَرَ، وثابتٌ أحفَظُ مِنْ عَاصِمٍ (1) . 691 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي مَرزوق (3) ، عَنْ فَضالَة بْنِ عُبَيد: أنَّ رسولَ الله (ص) أُتيَ بإناءٍ فشَرِبَ، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، هَذَا يومٌ كنتَ تصومُه (4) ! قَالَ: أَجَلْ، وَلَكنِّي قِئْتُ فَأَفْطَرْتُ.   (1) قال الدارقطني في "العلل" (1141) : «يرويه عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، يرويه أصحاب عاصم عنه كذلك، وخالفهم شيبان فرواه عن عاصم، وأدخل بين أبي عثمان وبين أبي ذر رجلاً لم يُسَمِّه. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن ثابت، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أبي هريرة، وحديث أبي ذر أشبه بالصواب» . وذكر الدارقطني في "العلل" (2232) اختلافًا آخر على أبي عثمان في وقف هذا الحديث أو رفعه، ولم يرجِّح. (2) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1678) . ورواه أيضًا في "شرح معاني الآثار" (2/97) ، والطبراني في "الكبير" (18/316 رقم817) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/36) إلا أنه وقع في "شرح معاني الآثار" زيادة: «حَنَش الصَّنعاني» بين أبي مرزوق وفَضالَة!! ولم يورد ابن حجر هذا الإسناد في "إتحاف المهرة" (12/656) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/18 رقم 23935) عن محمد بن عبيد، وابن ماجه في "سننه" (1675) ، والطبراني في "الكبير" (18/316 رقم 818) من طريق يعلى ومحمد ابني عبيد الطنافسي، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يزيد، به. ووقع عند ابن ماجه والطبراني التصريح بسماع أبي مرزوق من فضالة. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (2/12) : «هذا إسناد ضعيف، أبو مرزوق التجيبي لا يعرف اسمه، لم يسمع من فَضالَة بن عُبَيد، بينهما حنش، ومحمد بن إسحاق مدلس، وقد عنعنه» . (3) هو: التُّجِيبي، المصري، اسمه: حبيب بن الشَّهيد، وقيل: ربيعة بن سليم. (4) في (ف) : «أصومه» . الحديث: 691 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 63 قَالَ أَبِي: بَيْنَ أَبِي مَرزوق وفَضالَة: حَنَشٌ الصَّنعاني (1) ، مِنْ غَيْرِ رِوَايَةِ (2) ابْنِ إِسْحَاقَ (3) . 692 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة، عَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ. قلتُ لأَبِي: فمعاويةُ هذا مَن هو؟   (1) هو: حنش بن عبد الله، ويقال: ابن علي. (2) المثبت من (ش) ، وفي بقَّية النسخ: «رواة» . (3) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/21 رقم 23963) عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ قال: حدثني يزيد، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فَضالَة، به. ورواه أحمد (6/19-20 رقم 23948) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1679) ، وفي "شرح معاني الآثار" (2/96-97) ، والطبراني في "الكبير" (18 رقم 779) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220) من طريق ابن لهيعة. وأحمد أيضًا (6/22 رقم 23966) من طريق عبد الله بن عياش. ورواه الطبراني في "الكبير" (18/316 رقم 819) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (12/37) من طريق عميرة بن أبي ناجية. ورواه الدارقطني في "سننه" (2/182) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220) ، وابن عساكر أيضًا (12/37) من طريق المفضل بن فضالة، كلُّهم عن يزيد، عن أبي مرزوق، عن حنش، عن فَضالَة، به. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (345) . وقد نقل هذا النَّص الحافظ العراقيُّ في "ذيل الميزان" رقم (702) ، ثم تعقبه بقوله: «فأما قول أبي حاتم في "العلل": إن الحديث منكر؛ يريد من هذا الوجه، وإلا فقد رواه النسائي في "سننه الكبرى"، وابن ماجه، والحاكم في "المستدرك" من حديث أبي هريرة، وقال: إنه صحيح على شرط البخاري» . اهـ. وكان أبو حاتم قال في المسألة (345) : «غَيْرَ أنَّ الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَر» . ومن الواضح أن العراقي لم يطلع على كلام أبي حاتم في المسألة (345) ، ولو اطلع عليه لما احتاج إلى هذا التعقب. الحديث: 692 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 64 قَالَ: لا يُدرَى (1) ، غيرَ أَنَّ الْحَدِيثَ مُنكَرٌ. 693 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ الصَّيرَفي، عَنْ (3) يَحْيَى القَطَّان (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَكحُول، عَنْ شيخٍ مِنَ الحَيِّ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَفْطَرَ الحَاجِمُ والمَحْجُومُ. فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ هَذَا الشَّيخ؟ فَقَالَ: هُوَ أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبي. 694- وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الله ابن موسى التَّيْمي (6) ،   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «لا يارا» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وتقدَّمت على الصواب في المسألة رقم (345) . (2) انظر المسألة رقم (657) و (729) و (732) و (1704) و (2839) . (3) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) . (4) هو: يحيى بن سعيد. (5) وعن ابن جريج رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7525) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9301) من طريق ابن علية، والإمام أحمد في "المسند" (5/282 رقم 22431) من طريق عبد الرزاق ومحمد بن بكر البرساني وروح بن عبادة، وأبو داود في "سننه" (2370) من طريق الإمام أحمد، عن عبد الرزاق ومحمد بن بكر، وأيضًا عن إسماعيل بن علية، والنسائي في "الكبرى" (3134) من طريق خالد بن الحارث، جميعهم عن ابن جُرَيج، عن مَكحُول، به. ورواه أبو داود في "سننه" (2371) ، والنسائي في "الكبرى" (3123) كلاهما من طريق الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكحُول، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوْبان، به. (6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1666) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (2867) ، وفي "تهذيب الآثار" (1/123 رقم 173/مسند ابن عباس) ، والجصاص في "أحكام القرآن" (1/266) ، والشاشي في "مسنده" (242-244) ، والضياء في "المختارة" (912) . وأخرجه ابن جرير أيضًا (2868) ، وفي "تهذيب الآثار" (1/124 رقم 174/مسند ابن عباس) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (320) ، وابن عدي في "الكامل" (7/266) من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، به. الحديث: 693 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 65 عَنْ أسامةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عبد الرحمن، عن أبيه (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الصَّائِمُ فِي السَّفَرِ كَالمُفْطِرِ فِي الحَضَرِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ (2) : رَوَاهُ أَبُو أَحَمْدَ الزُّبَيري (3) ، ومَعْن بْنُ عِيسَى (4) ، وحمَّاد بْنُ خَالِدٍ الخيَّاط (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (6) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ؛ قولَه (7) : الصَّائمُ فِي السَّفَر ... .   (1) هو: عبد الرحمن بن عَوف. (2) كذا في جميع النسخ: نسبةُ هذا القول إلى أبي زرعة! وقد نقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/462) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (919) هذا القول ونسباه إلى أبي حاتم، والسؤال إنما وجهه ابنُ أبي حاتم إلى أبيه، كما يظهر في أول المسألة. (3) في (أ) و (ش) : «الزبيدي» . وهو: محمد بن عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها الفريابي في "الصيام" رقم (140) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (911) . (4) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2284) ، و"الكبرى" (2605/الرسالة) ، ثم قال عن هذه الرواية: «هذا خطأ» . (5) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2285) وقرن معه أبا عامر عبد الملك بن عمرو. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8962) من طريق خالد بن مخلد، عن ابن أبي ذئب، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/383) من طريق أبي قتادة عبد الله بن واقد الحراني، عن ابن أبي ذئب، مرفوعًا. وأخرجه النسائي أيضًا (2286) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، قوله. (6) هو: محمد بن عبد الرحمن. (7) قوله: «قوله» سقط من (ش) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 66 وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ بنُ خَالِدٍ، عَنْ يُونُسَ (1) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ ابنُ لَهِيعَة (2) ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) (3) . وَرَوَاهُ بَقِيَّة (4) ، عَنْ آخَرَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . قال أَبُو زُرْعَةَ (5) : الصَّحيحُ: عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبيه، موقوف (6) .   (1) هو: ابن يزيد الأَيْلي. (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/123 رقم 172/مسند ابن عباس) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (655) . (3) من قوله: «ورواه ابن لهيعة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (4) هو: ابن الوليد. ولم نجد روايته، ولكن الحديث أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (320) من طريق يزيد بن عياض، عن الزهري، به. (5) كذا في جميع النسخ: نسبةُ هذا القول إلى أبي زرعة! وتقدم نحوه قريبًا. (6) قوله: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . والحديث أخرجه البزار في "مسنده" (1025) من طريق عبد الله بن عيسى المدني، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الزهري، به. وذكر الزيلعي في "نصب الراية" (2/462) عن ابن القطان أنه ذكر الحديث من جهة البزار ثم قال: «هكذا قال عبد الله بن عيسى المدني! وقال غيره: عبد الله بن موسى التيمي، وهو أشبه بالصَّواب» . قال البزار بعد أن رواه: «وهذا الحديث أسنده أسامة ابن زيد، وتابعه على إسناده يونس. وقد رواه ابن أبي ذئب وغيره عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن أبيه موقوفًا من قول عبد الرحمن. ولو ثبت مرفوعًا كان خروج النبي (ص) حيث خرج فصام حتى بلغ الكديد، ثم أفطر وأمرنا بالفطر دليلاً على نسخ هذا الحديث لو ثبت؛ لأنه يؤخذ بالآخر فالآخر من فعل رسول الله (ص) » . اهـ. وقال ابن جرير في"تفسيره" (3/474) : «وأما الأخبار التي رويت عنه (ص) من قوله: " الصَّائمُ فِي السَّفَرِ كالمُفطِر فِي الحَضَر ": فقد يحتمل أن يكون قيل لمن بلغ منه الصومُ ما بلغ من هذا الذي ظُلِّل عليه، إن كان قيل ذلك، وغير جائز أن يضاف إلى النبي (ص) قيلُ ذلك؛ لأن الأخبار التي جاءت بذلك عن رسول الله (ص) واهية الأسانيد، لا يجوز الاحتجاج بها في الدين» . اهـ. قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا يرفعه عن الزهري غير يزيد ابن عياض، [وعقيل] من رواية [سلامة] بن روح عنه، ويونس بن يزيد من رواية القاسم بن مبرور، عنه، وأسامة بن زيد من رواية عبد الله بن موسى التيمي [عنه] ، والباقون من أصحاب الزهري رووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبيه من قوله» . اهـ، والتصويب من "نصب الراية" (2/462) . وذكر الدارقطني في "العلل" (564) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا» . = ... وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (4/244) : «وهو موقوف، وفي إسناده انقطاع، ورُوي مرفوعًا، وإسناده ضعيف» . وقال ابن حجر في "الفتح" (4/184) : «والمحفوظ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ موقوفًا، كذلك أخرجه النسائي وابن المنذر، ومع وقفه فهو منقطع؛ لأن أبا سلمة لم يسمع من أبيه» . اهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 67 695 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ مُحَمَّدِ ابن سَلَمة (1) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنِ عائِشَة؛ قَالَتْ: إِنْ كَانَ ليكونُ عَلَيَّ الأيامُ مِنْ رَمَضَانَ فِي عهدِ رسول الله (ص) ، فَمَا أَقْضِيهَا إلاَّ فِي شَعبان مِنَ الْعَامِ المُقبِل، وَكَانَ رسولُ الله (ص)   (1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2355) . (2) هو: محمد. (3) في (ف) : «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أبي سعيد، عن أبي سلمة» . الحديث: 695 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 68 يَصُومُ شَعبان إلاَّ قَلِيلا. قَالَ أَبِي: هَذِهِ الكلمةُ الأخيرةُ لَمْ يَروِها (1) أحدٌ غيرُ ابْنِ إِسْحَاقَ: كَانَ يصومُ شَعبان إلاَّ قَلِيلا (2) . 696 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (3) ، عَنْ حُمَيد الطَّويل (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي لَيْلَةِ القَدْر؟ فَقَالا: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبادة، عن النبيِّ (ص) (5) . قلتُ لَهما: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟   (1) في (ت) و (ك) : «يزدها» ، ولم تنقط «الزاي» في (ك) . (2) الحديث رواه البخاري (1950) من طريق زهير بن معاوية، ورواه مسلم (1146) من طريق زهير وسليمان ابن بلال وابن جريج وعبد الوهاب الثقفي وسفيان بن عيينة، كلُّهم عَنْ يَحْيَي بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به، بلا قوله: «وكان رسولُ الله (ص) يصومُ شَعبان إلاَّ قليلاً» . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/151/أ) الاختلافَ في هذا الحديث، وقال: «ورواه ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنِ عائِشَة، وزاد فيه ألفاظًا أسندها عن النبي (ص) لم يأتِ بها غيرُه، والصحيح قول ابن جريج ومن تابعه» . (3) في "الموطأ" (1/320) . ومن طريقه أخرجه ابن وهب في "موطئه" (305) ، والنسائي في "الكبرى" (3396) ، والثعلبي في "تفسيره" (10/252-253) ، والبيهقي في "المعرفة" (6/387 رقم 9074) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/353-354) . (4) هو: حُمَيد بن أبي حُمَيد الطَّويل. (5) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/313 و319 رقم22667 و22672 و22674 و22721) من طريق معتمر بن سليمان، ومحمد بن أبي عدي، وحماد بن سلمة، ويحيى القطان، ورواه البخاري في "صحيحه" (49 و2023 و6049) من طريق إسماعيل بن جعفر، وخالد بن الحارث، وبشر بن المفضل، جميعهم عَنْ حُمَيد الطَّويل، عَنْ أَنَسٍ، عن عبادة، به. الحديث: 696 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 69 قَالا: مِنْ مَالِكٍ (1) . 697- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه إسحاقُ ابن سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الأمَوي (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيُّونَ لاَ نَكْتُبُ (3) ، الشَّهْرُ هَكَذا وهَكَذا (4) ؟   (1) قَالَ ابن عبد البر في "التمهيد" (2/200) : «هكذا روى مالك هذا الحديث لا خلاف عنه في إسناده ومتنه ... وإنما الحديث لأنس عن عبادة بن الصَّامت» . وقال في "الاستذكار" (10/332) : «هكذا روى مالك هذا الحديث عَنْ أَنَسٍ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رسول الله (ص) . وخالفه أصحاب حميد كأنهم قرؤوه عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ عبادة بن الصامت قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) ... ، وكذلك رواه يحيى القطان وبشر بن المفضل وابن أبي عدي وحماد بن سلمة وغيرهم، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ عبادة، كلهم جعله من مسند عبادة. وقال علي بن المديني: وهم فيه مالك، وخالفه أصحاب حميد، وهم أعلم به منه، ولم يكن له وحميد علم كعلمه بمشيخة أهل المدينة» . (2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرج الإمام أحمد في "المسند" (6/81 رقم 24518) ، والطبراني في "الأوسط" (5249) ، والدارقطني في "سننه" (2/198) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/250) من طرق عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال: قيل لعائشة: يا أم المؤمنين، رُئِيَ هذا الشهر لتسع وعشرين؟! قالت: وما يعجبكم من ذلك، لَمَا صُمْتُ مع رسول الله (ص) تسعًا وعشرين أكثرُ مما صمت ثلاثين» . اهـ. واللفظ لأحمد. (3) قال ابن الأثير في "النهاية" (1/68) : «وفيه: إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيُّونَ لا نَكْتُبُ ولا نَحْسُبُ» ، أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلَّموا الكتابةَ والحساب؛ فهم على جِبِلَّتِهِمُ الأولى. وقيل: الأمي الذي لا يكتب؛ ومنه الحديث: «بُعِثْتُ إلى أمة أمية» ، قيل للعرب: الأميون؛ لأنَّ الكتابة كانتْ فيهم عزيزة أو عديمة، ومنه قوله تعالى: [الجُمُعَة: 2] {بَعَثَ فِي الأُْمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ} » . اهـ. (4) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «هكذى وهكذى» ، والأصل «هكذا» بالألف؛ إلا أنَّ العرب قد تميل «ذا» الإشارية، فيكتبونها بالياء. انظر التعليق على المسألة رقم (124) . الحديث: 697 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 70 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عَنِ الأسْوَد بْنِ قَيس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) . 698- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أسلَم (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : لاَ يُفْطِرُ مَنْ قَاءَ، وَلاَ مَنِ احْتَلَمَ، وَلاَ مَنِ احْتَجَمَ. وَرَوَاهُ أَيْضًا أسامةُ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عَطاء ابن يَسار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عن النبيِّ (ص) . قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوري (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عن   (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1913) ، ومسلم (1080) . وأخرجه مسلم أيضًا (1080) من طريق سفيان الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، به. (2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/247/ مخطوط) ، ونقل بعضه بتصرف ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/287) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/371) . (3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (719) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1039) ، وابن عدي في "الكامل" (4/271) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/58) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/220 و264) . وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1972) ؛ لبيان علته، لا لتصحيحه. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/128) من طريق أبي داود النخعي سليمان بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، به. (4) في (ش) : «عن أسامة» ، وكأنه ضُرب على قوله: «عن» . وأسامة: هو ابن زيد بن أسلم. (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2376) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1973-1975) ، والدارقطني في "العلل" (11/269 و270) . ومن طريق أبي داود أخرجه الجصاص في "أحكام القرآن" (1/239) ، والبيهقي في "سننه" (4/220) . وأخرجه البيهقي أيضًا (4/264) من طريق سليمان بن أحمد الطبراني، عن إسحاق الدَّبَري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، به مرفوعًا. والحديث في "مصنف عبد الرزاق" (7538) - وهو من رواية الدَّبَري - عن معمر والثَّوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) قال: لا يُفْطِرُ مَنْ قَاءَ، وَلا من احتجم، ولا من احتلم. قال عبد الرزاق: وذكره معمر عن النبيِّ (ص) . اهـ، وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1974) عن محمد ابن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر والثوري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجل، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) قال: قال رسول الله (ص) . الحديث: 698 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 71 رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (1) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ مرَّة أُخرى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ (2) أَبِي: هَذَا أشبَهُ بالصَّواب، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. وَقَالَ أبو زرعة: هذا أصَحُّ (3) .   (1) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (أ) و (ش) . (2) في (ت) و (ك) : «قال» . (3) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث أبي سعيد حديث غير محفوظ» . وقال ابن خزيمة في الموضع السابق: «وهذا الإسناد غلط، ليس فيه عطاء بن يسار ولا أبو سعيد، وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت بحديثه؛ لسوء حفظه للأسانيد، وهو رجل صناعته العبادة والتقشف والموعظة والزهد، ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد» . وقال: «وروى هذا الخبر سفيان بن سعيد الثوري، وهو ممن لا يدانيه في الحفظ في زمانه كثير أحد عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ صاحب له، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ = = رَسُولِ الله (ص) ، عن النبي (ص) ... فلو كان هذا الخبر عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي سعيد الخدري؛ لباح الثوري بذكرهما، ولم يسكت عن اسميهما، يقول: عن صاحب له، عن رجل، وإنما يقال في الأخبار: عن صاحب له، وعن رجل؛ إذا كان غير مشهور» . وقال: «سمعت محمد بن يحيى يقول: هذا الخبر غير محفوظ عن أبي سعيد، ولا عن عطاء بن يسار، والمحفوظ عندنا: حديث سفيان ومعمر» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «كذا رواه عبد الرحمن بن زيد وليس بالقوي، والصحيح رواية سفيان الثَّوري وغيره، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) » . وذكر الدارقطني في "العلل" (2278) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح: ما قاله الثوري» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/328) : «وقد تكلم في هذا الحديث أيضًا الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى الذهلي وابن خزيمة» ، ثم قال: «والصحيح رواية سفيان الثوري» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (3/413) : «وهذا أصح طرقه؛ لأن الثوري أحفظ الجميع» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 72 699 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالعزيز الدَّراوَرْدي (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن مُحَمَّدِ بْنِ كَعْب: أَنَّهُ أَتَى أنسَ بْنَ مَالِكٍ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ يريدُ سَفَرًا، فوجدَه قَدْ رُحِّلَتْ راحِلَتُه (2) ، ولبسَ ثيابَ السَّفر، فَدَعَا بِطَعَامٍ فأكَل، فقُلنا: أَسُنَّةٌ؟ قَالَ: لَيْسَ بسُنَّة. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بْنِ مُجَبَّر (3) ، عَنِ ابْنِ المُنكَدِر (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّهُ أَتَى أنسَ بْنَ مَالِكٍ ... فَذَكَرَ الحديثَ؛   (1) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها إسماعيل ابن إسحاق القاضي، كما في "الاستذكار" لابن عبد البر (10/89) . (2) أي: شُدَّ الرَّحلُ على ظهر بعيره، والرَّحْلُ: كلُّ شيءٍ يُعَدُّ للرَّحيل من وِعاءٍ للمَتاع، ومَركَبٍ للبعير، وحِلْسٍ، ورَسَنٍ. انظر "المصباح المنير" (ص 222 رحل) . (3) بفتح الباء الموحدة المشددة على وزن: محمد. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (8/46) . (4) روايته من هذا الوجه أخرجها الترمذي في "جامعه" (799) من طريق عبد الله بن جعفر المديني، وأيضًا (800) ، والدارقطني في "سننه" (2/187-188) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/247) ، والضياء في "المختارة" (7/171 رقم 2602) من طريق محمد بن جعفر، كلاهما -عبد الله ومحمد-، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ محمد بن المنكدر، به. الحديث: 699 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 73 قَالَ: فقلتُُ: سُنَّةٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، سُنَّةٌ. قَالَ أَبِي: حديثُ الدَّراوَرْدي أصحُّ (1) . 700 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أُوَيس بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر - عَدِيد بني تَميم (3) - عن   (1) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث حسن» . ونقل ابن حجر في "إتحاف المهرة" (2/288) عن الدارقطني في "سننه" قوله: «كلهم ثقات» ، ولم أقف عليه في المطبوع من "السنن". ونقل ابن حجر أيضًا عن ابن القطان قوله: «إنه صحيح» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/236 رقم 13474) ، والنسائي في "سننه" (2103) ، وفي "الكبرى" (2424/الرسالة) . (3) كذا في جميع النسخ! وكذا أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/236 رقم 13474) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزهري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ قال: ذكر الزهري ... الحديث. وقد رواه النسائي في "المجتبى" (2103) ، و"الكبرى" (2424/الرسالة) من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري، عن عمه يعقوب بن إبراهيم، به هكذا: «عديد بني تَيم» . وكذا ذكره المزي في موضعين من "تحفة الأشراف" (1/97 رقم240) ، و (10/314 رقم14342) ، وهو الصواب؛ فقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (2/55 رقم1667) ، فقال: «أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر الأصبحي، حليف بني تيم من قريش، المدني، عن أبيه، هو جد إسماعيل ابن عبد الله بن عبد الله بن أويس، وهو عم مالك بن أنس» . وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/326 رقم1246) ، فقال: «أُوَيْسِ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عامر الأصبحي، حليف بني تيم من قريش» . وترجم له المِزِّي في "تهذيب الكمال" (3/396 رقم 583) ، وعدَّه من الأوهام، لكن وقع عنده: «عديد بني تميم» ، مع أنه في "التحفة" قال: «عديد بني تيم» كما سبق!. الحديث: 700 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 74 أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فَذَكَرَ الحديثَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ... الحديثَ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهْري (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ: فَإِنَّهُ رَوَى ابنُ إِسْحَاقَ (5) عَلَى إثْرِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: حدَّثني ابنُ (6) أَبِي أَنَسٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يحدِّث عن النبيِّ (ص) (7) ... بنحوه.   (1) قوله: «الحديث» ليس في (ف) . (2) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "صحيحه" (1899 و3277) من طريق عقيل بن خالد، ومسلم (1079) من طريق يونس بن يزيد وصالح بن كيسان، ثلاثتهم عن الزهري، به. (3) هو: نافع بن مالك. (4) هُوَ: مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ. (5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/281 رقم 7782) عن شيخه يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزهري؛ قال: حدثني أبي، عن ابن إسحاق؛ قال: ذُكر أن ابن شهاب قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ: أنه سمع أبا هريرة، ولم يقل: عن أبيه، فذكر الحديث. اهـ. فهذا نص من الإمام على أنه لم يقل في الإسناد: «عن أبيه» . وقد أخرجه النسائي في "المجتبى" (2102) ، وفي "الكبرى" (2423) من طريق عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري، عن عمه يعقوب شيخ الإمام أحمد، به، وزاد في الإسناد: «عن أبيه» . والإمام أحمد أوثق من عبيد الله بن سعد بدرجات. (6) قوله: «ابن» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . وانظر التعليق التالي. (7) من قوله: «قُلْتُ: فَإِنَّهُ رَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ ... » إلى هنا، مكرر في (ت) و (ك) ، لكن في الموضع الأول: «حدثني أبي أنس» ؛ بإسقاط «ابن» كما في بقيَّة النسخ، وجاءت على الصَّواب في الموضع الثاني. وسقط من هذا التكرار قوله: «يحدث» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 75 قَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (1) . 701 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الفَزَاريُّ (3) ، عَنْ عليِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي يزيدَ الجَزَريِّ، عَنَ المِسْوَر (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: اسْتَعِينُوا بِالقَيْلُولَةِ عَلَى القِيامِ، وَبِالسُّحُورِ عَلَى الصِّيَامِ؟ قَالَ أَبِي: هؤلاءِ مَجهولون (5) .   (1) الحديث رواه الإمام أحمد والنسائي كما سبق، وقال النسائي بعد روايته: «هذا الحديث خطأ، ولم يسمعه ابن إسحاق من الزهري، والصَّواب ما تقدَّم ذكرُنا له» ؛ يعني: رواية الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ التي رجحها أبو حاتم. وقال المزي في المواضع المتقدمة من "التحفة" و"تهذيب الكمال": «قال النسائي: هذا حديث منكر خطأ، ولعل ابن إسحاق سمعه من إنسان ضعيف فقال فيه: «وذكر الزهري» ، المحفوظ: حديث الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَنَسٍ - وهو أبو سهيل نافع بْنِ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ، عم مَالِك بْن أَنَس-، عَنِ أبيه، عن أبي هريرة» . (2) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/258/ مخطوط) ، إلا أن لفظ أبي حاتم عنده هكذا: «إسناده مجهول» . (3) هو: مروان بن معاوية. (4) في (ت) و (ك) : «المور» . (5) الظاهر أنه يعني: علي بن عبد العزيز، ويزيد الجزري، والمسور. أما علي بن عبد العزيز: فهو علي بن غراب، ولكن قلب اسمه مروان بن معاوية الفزاري كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/200 رقم 1099) . وأما يَزِيدَ بْنِ أَبِي يَزِيدَ الْجَزَرِيِّ: فلم نقف على ترجمته. وأما المسور: فإنه لم ينسب هنا، والراوي عنه لم نقف له على ترجمة، ولكن المعروف في هذه الطبقة هو المسور بن مخرمة، وهو يروي عن أبي هريرة كما في "تهذيب الكمال" (27/581) ، فلعلَّه هو! الحديث: 701 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 76 702 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ قَبِيصَةُ (1) ، عَنِ الثَّوْريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ مُجاهِد، عَنْ حَرْمَلَةَ بنِ إياسٍ أَبِي الْخَلِيلِ (3) ، عَنْ مولَى أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِي قَتادة، عن النبيِّ (ص) - فِي صَوم يَوْمِ عاشُوراء -: أَنَّهُ كفَّارةُ سَنَةٍ. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: منصور (4) ، عَن أبي الخليل (5) ، عن حَرْمَلَة بن إياس (6) .   (1) هو: ابن عقبة السُّوائي، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/67) تعليقًا، قال: «وقال قبيصة: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن حرملة، عن أبي الخليل، عن مولًى لأبي قتادة. وهذا وهمٌ» . (2) هو: ابن المعتمر. (3) في (ش) : «الجليل» بالجيم. وهذه الرواية خطأ كما سيأتي، وكنية حرملة بن إياس: أبو حرملة، = = والصواب في هذه الطريق - فيما يظهر -: «عن حرملة بن إياس، عن أبي الخليل» ، فتكون علتها: في زيادة مجاهد في الإسناد، وجعل أبي الخليل شيخًا لحرملة، والصواب أنه الراوي عنه. (4) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2799) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/283) . (5) هو: صالح بن أبي مريم. (6) وقع في هذا الحديث اختلاف كبير، ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (3/67- 68) ، و"التاريخ الأوسط" (1/301) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (2/150 رقم2796 فما بعده) ، والدارقطني في "العلل" (1037) . قال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «هو مضطربٌ لا أحكم فيه بشيء» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (21/162) : «وهذا الحديث اختلف في إسناده اختلافًا يطول ذكره، وأبو الخليل وأبو حرملة لا يحتج بهما، وطائفة تقول: أبو حرملة، وطائفة تقول: حرملة بن إياس الشيباني، ولكنه صحيح عن أبي قتادة من وجوه» . والحديث أخرجه مسلم في"صحيحه" (1162) من طريق عبد الله بْنِ مَعْبَد الزِّمَّاني، عَنْ أَبِي قتادة، به. الحديث: 702 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 77 703 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْبٍ (1) ، عَنْ شُعْبَة، عَنِ الأعمَش، عَنْ خَيْثَمة (2) ، عَنْ أَبِي عَطيَّة (3) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قيل للنبيِّ (ص) : رَجُلانِ أحدُهما يُعَجِّلُ الإفطارَ، ويُؤَخِّرُ السُّحُورَ ... وذكَرَ الحديثَ. وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ أَبِي حَكيم (4) ، عَنِ الثَّوري، عَنِ الأعمَش، عَنْ عُمارَة بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي عَطيَّة، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .   (1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1615) عن شعبة، به. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/237) . ورواه أحمد في "مسنده" (6/48 و173 رقم 24213 و25399) ، والفريابي في "الصيام" (62) من طريق محمد بن جعفر غندر، والنسائي في "سننه" (2158) من طريق خالد بن الحارث، كلاهما عن شعبة، به. ورواه النسائي (2159) من طريق ابن مهدي عن الثوري، والفريابي في "الصيام" (61) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/323) من طريق جرير، كلاهما عن الأعمش، به. ولفظ رواية جرير: « ... أحدهما يعجل الصلاة ويعجل الإفطار ... » . (2) هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة. (3) هو: الوداعي. قال الترمذي في "جامعه" (702) : «وأبو عطية اسمه: مالك بن أبي عامر الهَمْداني، ويقال: ابن عامر الهَمْداني، وابن عامر أصح» . (4) لم نقف على روايته، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/48 رقم 24214) من طريق مؤمل بن إسماعيل، عن الثوري، به، بلفظ: «أحدهما يعجل المغرب، ويعجل الإفطار ... » . ورواه أحمد في "مسنده" (6/48 رقم 24212) ، ومسلم في "صحيحه" (1099) ، والترمذي في "جامعه" (702) ، والفريابي في "الصيام" (60) ، والنسائي في "سننه" (2161) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/237) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، ومسلم في "صحيحه" (1099) من طريق يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، والفريابي في "الصيام" (58 و59) من طريق علي بن مسهر ومحمد بن فضيل، والنسائي في "سننه" (2260) من طريق زائدة، جميعهم عن الأعمش، بمثله. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . الحديث: 703 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 78 أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ أَبِي (1) : حديثُ عُمَارَة عِنْدِي الصَّحيحُ (2) . فَقِيلَ: إِنَّ الأَشْجَعيَّ (3) رَوَى عَنِ الثَّوري، عَنِ الأعمَش، عَنْ خَيْثَمة وعُمَارة جَمِيعًا؟ فَقَالَ: لا أعرِفُه (4) . 704 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبدُالواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي مالكٍ الأَشْجَعيِّ (5) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (6) ، عَنِ ابْنِ عَمْرو، فِي الرَّجُل يُرِيدُ الصَّوْمَ؛ قَالَ: هُوَ بالخِيَار إِلَى نِصف النَّهَار؟ قَالَ أَبِي: غيرُه يقول: ابنُ عُمَرَ (7) أصَحُّ (8) .   (1) قوله: «أبي» ليس في (ف) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (5/ق152/ب) : «يرويه الأعمش، واختُلِف عنه: فرواه الثوري، وعلي بن مُسْهِر، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وحفص بن غياث، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمارة بْنِ عمير، عن أبي عطية. وخالفهم شعبة وجرير بن عبد الحميد، فروياه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ. وقال عبيدة بن حميد: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أبي عطية، عن مسروق قال: قلت لعائشة. والقول قول الثوري ومن تابعه عن الأعمش، عن عمارة» . (3) هو: عُبَيدالله بن عُبَيدالرحمن. (4) في (ت) و (ك) : «لا أعرف» . (5) هو: سعد بن طارق. (6) هو: سلمان الأشجعي. (7) في (ت) و (ك) : «ابن عمرو» ، وهو خطأ واضح. (8) أي: «وهو أصح» . والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9081) ، والدارقطني في "الأفراد" (73/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/277) ، من طريق أبي معاوية محمد بن خازم وابن أبي شيبة في "المصنف" (9088) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ سعد بن عبيدة، عن عبد الله بن عمر، به. قال الدارقطني: «تفرد به سعدان بن نصر، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مالك الأشجعي، عن سعد، ما كتبته إلا عن أبي الطيب المناوي عنه» . الحديث: 704 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 79 705 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [الحَفَري] (1) أَبُو دَاوُدَ (2) ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ خَالِدٍ (4) ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: كان النبيُّ (ص) يَصُومُ شَعْبان، ويَتَحَرَّى (5) الإثنَيْنِ (6) والخميسَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ لَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ مَنْصُورٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْري، عَنْ ثَوْر (7) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ الْغَازِ (8) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كذا رواه الثَّوْري (9) ويحيى (10)   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «الجعفري» ، وفي (ت) و (ك) : «الجفري» ، والتصويب من "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/376) ، و"تهذيب الكمال" (21/360-361) ، وهو أبو داود عمر بن سعد الحفري. (2) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (2181 و2363) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (31) . ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (16063) عن النسائي قوله: «هذا خطأ» قال المزي: «يعني: أن الصواب: عن سفيان، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان، عن عائشة» . (3) هو: ابن المعتمر. (4) هو: ابن سعد الكوفي. (5) في (ت) : «ويتحر» ، وفي (ك) : «ويتحو» ولم تنقط. (6) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) . (7) هو: ابن يزيد الكلاعي. (8) في (ت) : «الغان» ، وفي (ك) : «العان» . (9) لم نقف على رواية الثوري على هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/80 و106 رقم 24508 و24748) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1665) ، والنسائي في "سننه" (2362) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/123) من طريق الثَّوْرِيِّ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عائشة، به، وليس فيه ذكرٌ لربيعة بن الغاز. (10) هو: ابن حمزة الحضرمي. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1649 و1739) ، والفريابي في "الصيام" (1) وابن حبان في "صحيحه" (3643) ، والطبراني في "الأوسط" (3154) ، و"مسند الشاميين" (439) ، والمحاملي في "أماليه" (112) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/321) . الحديث: 705 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 80 وَجَمَاعَةٌ (1) ، عَنْ ثَوْر (2) . 706 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَجَّاج بْنُ أَرْطَاة (3) ، عن أبي   (1) منهم عبد الله بن داود، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه (745) ، وفي "الشمائل" (306) ، والفريابي في "الصيام" (2) ، والنسائي في "سننه" (2187 و2361) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4751) . وقال الترمذي: «حديث حسن غريب من هذا الوجه» . (2) قال المزي في "تهذيب الكمال" (8/169) بعد أن ذكر رواية خالد، عن عائشة: «والصحيح: عن ربيعة الجرشي عنها» . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (862) ، وأبو يعلى في "مسنده" (442) . ورواه البزار (863) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، به. قال البزار: «وهذا الحديث رواه حماد، عن = = الحجاج، ولا نعلم رواه غيره، ورواه يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، عن الحارث، عن علي» . ورواه البزار (688) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن الحجاج، عن أبي إسحاق، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ علي، عن النبي (ص) ، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن أبي إسحاق عن ضمرة، عن علي إلا الحجاج بن أرطاة، ولا عن الحجاج إلا حماد بن سلمة ... » . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7872) من طريق مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الحارث قوله. ورواه الطبراني في "الأوسط" (9174) ، وتمام في "فوائده" (588 الروض البسّام) ، من طريق عيسى بن مينا - قالون-، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أبي كثير، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ علي، به، مرفوعًا. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ موسى بن عقبة، إلا محمد بن جعفر، تفرد به عيسى بن مينا قالون» . الحديث: 706 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 81 إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ الْحَارِثِ (2) ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: صَوْمُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ يُذْهِبُ (3) وَغَرَ الصَّدْرِ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيرة (5) ، عَنْ عليٍّ، مَوْقُوفٌ (6) . 707- وسمعتُ (7) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (8) ، عن ابن وَهْب (9) ، عن عبد الجبَّار بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عن حُمَيْد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) ، فِي كَفَّارَةِ الَّذِي يَأَتِي امرأتَه في رمضان ... فذكَرَ الحديثَ.   (1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (2) هو: ابن عبد الله الأعور. (3) في (ش) : «تذهب» . (4) وَغَرُ الصَّدْرِ: الغِلُّ والحَرارة. انظر "النهاية" لابن الأثير (5/208) . (5) هو: ابن يَريم الشِّبامي. (6) قوله: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (85) . (7) هذه المسألة بتمامها سقطت من (أ) و (ش) . وانظر المسألة التالية، والمسألة رقم (653) و (749) . (8) هو: ابن يحيى، أبو حفص التُّجِيبي ولم نقف على روايته، والحديث رواه أبو عوانة في "صحيحه" (2856) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1520) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) ، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ عبد الجبار بن عمر، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (1936 و1937 و2600 و5368 و6087 و6164 و6709 و6710 و6711 و6821) ، ومسلم في "صحيحه" (1111) من طرق عن ابن شهاب الزهري، به. (9) هو: عبد الله. الحديث: 707 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 82 قَالَ عبدُ الجبَّار: وحدَّثني إِسْحَاقُ، عَنْ عِرَاك (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، بِذَلِكَ. قَالَ أَبِي: إسحاقُ هُوَ ابنُ أَبِي فَرْوَة، وَإِنَّمَا يَرْوِي عِراك (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 708 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (4) ، عن ابن وَهْب (5) ، عن عبد الجبَّار ابن عُمَرَ؛ قَالَ: حدَّثني يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، بِذَلِكَ (6) ؛ قَالَ: وَيَصُومُ يَوْمًا مَكَانَهُ (7) . قَالَ أَبِي: وحديثُ يَحْيَى خطأٌ؛ إنما رَوَى (8) يحيى (9) ، عن   (1) هو: ابن مالك الغِفاري. (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3119) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2858) ، وابن حبان في "صحيحه" (3525) ، والدارقطني في "العلل" (10/236) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/165- 166) . (3) انظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (653) و (749) . (4) هو: ابن يحيى، أبو حفص التُّجِيبي، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1671) . ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (1520) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2403) ، والدارقطني في "العلل" (10/245) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/226) ، من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ عبد الجبار بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد وعطاء الخراساني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، به. (5) هو: عبد الله. (6) يعني بالحديث السَّابق. (7) في (ت) و (ك) : «يومًا مثله» . (8) في (ش) : «رواه» . (9) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/55) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (3114) . الحديث: 708 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 83 الزُّهْري، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . 709 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ الرَّبيع بْنِ طَارِقٍ، عَنْ عِكْرمَة بْنِ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - عن النبيِّ (ص) -: أَوْصَانِي (3) خَليلي بثَلاثٍ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ ما رَوَاهُ شَيبان (4) ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الأسوَد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (5) .   (1) انظر المسألة المتقدمة رقم (297) و (685) . (2) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (323/أ/أطراف الغرائب) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/81) من طريق أبي العلاء كامل بن العلاء، عن أبي صالح، به. قال الدارقطني: «تفرد به عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَاصِمِ، عنه، وخالفه أبو حمزة السكري، فرواه عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . (3) القائل: «أوصاني» هو أبو هريرة، وتقدَّم مثل هذا في المسألة رقم (685) . (4) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/331 رقم8384) ، والبزار في "مسنده" (252/أ/مسند أبي هريرة) ، والنسائي في "سننه" (2407) . قال البزار: «ولا نعلم روى الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبِي هريرة إلا هذا الحديث» . وأخرجه النسائي في "سننه" (2405) والدارقطني في "الأفراد" (287/ب/أطراف الغرائب) ، من طريق أبي حمزة السُّكَّري، عن عاصم، عن الأسوَد، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1178) ، ومسلم في "صحيحه" (721) ، كلاهما من طريق أبي عثمان النهدي، وأخرجه مسلم أيضًا من طريق أبي رافع الصائغ، كلاهما عن أبي هريرة. (5) قال الدارقطني في "العلل" (2030) : «يرويه عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه؛ فرواه أبو حمزة السكري وشيبان بن عبد الرحمن، عَنْ عَاصِمٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هلال، عن أبي هريرة. وروي عن أبي عوانة، عن عاصم، عن رجل، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أبي هريرة، وروي عن أبي عوانة، عن عاصم، عن الأسود ابن هلال، عن أبي هريرة، وقول أبي حمزة وشيبان أشبه بالصواب» . الحديث: 709 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 84 710 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَسَّان (2) ، عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَة (3) ، عن عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها وَهُوَ صائمٌ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ أَنَّهُ بلغَه عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها (4) ... وَهُوَ الصَّحيحُ (5) . 711 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أسَد بن موسى، عن   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (762) . (2) روايته أخرجها الشافعي في "السنن المأثورة" (306) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/92) ، وابن حبان في "صحيحه" (3541) . ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "المعرفة" (8727) . قال الطحاوي - كما في "المعرفة" للبيهقي-: «ليس هذا الحديث في أصل اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، وإنما حدَّث به عنه يحيى بن حسان وعبد الغفار بن داود» . (3) هي: بنت عبد الرحمن. (4) في (ك) زيادة: «وهو صائم» . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (762) وفيها أن أبا زرعة قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَيْرٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عائشة، عن النبي (ص) ؛ ليس بينهما عمرة. قال ابن أبي حاتم: «فَجَعَلَ [أَبُو] زُرْعَةَ حَدِيثَ ابْنِ بُكَيْرٍ علَّةً لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسان» . ولهذا الحديث طرق كثيرة عن عائشة انظر الكلام عليها في "العلل" للدارقطني (5/141/أ، و144/أ-ب، و149/ب، و151/أ، و152/ب، و156/أ) ، ولكن لم يتعرض للخلاف المذكور في هذه المسألة. (6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/239/ب) قول أبي حاتم. الحديث: 710 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 85 إِسْرَائِيلَ (1) ، عَنْ سِمَاك (2) ، عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ (*) طَلحَة، عَنْ عائِشَة أُمِّ المؤمنين؛ قالت: جاءَنا النبيُّ (ص) يَوْمًا فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ ، قلتُ: لا، فقال (3) : إِذَنْ أَصُومُ اليَوْمَ (4) . ثُمَّ دخلَ يَوْمًا آخرَ فَقَالَ: هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ طَعَامٍ؟ ، قلتُ لَهُ: قَدْ أُهْدِيَ إِلَيَّ حَيْسٌ (5) ، فقال: إِذَنْ أُفْطِرُ، وَقَدْ كُنْتُ فَرَضْتُ الصَّوْمَ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ؛ سِماك، عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ (*) طَلحَة لا يَجِيءُ، لعلَّه دَخَلَ لَهُ حديثٌ في حديثٍ.   (1) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7792) . = ... ورواه النسائي في "سننه" (2330) من طريق أحمد بن خالد، عن إسرائيل، عَنْ سِماك بْنِ حَرْبٍ، عَنْ رجل، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عائشة، به. ورواه الطيالسي في "مسنده" (1655) ومن طريقه الدارقطني في "سننه" (2/175- 176) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/203 و275) من طريق سليمان ابن معاذ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ عائشة خ، به. قال الدارقطني: «هذا إسناد حسن صحيح» . وقال البيهقي: «هذا إسناد صحيح» . (2) هو: ابن حرب. ( *) ... في (أ) و (ش) و (ف) : «ابنت» ، وهي صحيحة في العربية، انظر توجيهها في التعليق على المسألة رقم (6) . (3) في (أ) و (ش) : «قال» . (4) قوله: «اليوم» سقط من (ف) . (5) الحَيْسُ: هو الطَّعام المُتَّخَذُ من التَّمر والأَقِط والسَّمن. انظر"النهاية" لابن الأثير (1/467) . (6) أي: بهذا الإسناد؛ وإلا فالحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/49 و207 رقم 24220 و25731) ، ومسلم في "صحيحه" (1154) من طريق طلحة بن يحيى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عائشة خ، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 86 712 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى المِصْري (1) عَنْ عبد الله بن عَيَّاش القِتْبانيِّ، عن عبد الله بْنِ سُلَيمان (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ رسولََ الله (ص) قَالَ (3) : إنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرينَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) . 713- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عَمْرُو ابن أَبِي سَلَمة (5) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ محمَّد، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة،   (1) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (1432) ، وابن حبان في "صحيحه" (3467) ، والطبراني في "الأوسط" (6434) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/320) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص195) ، وأبو العباس الأصم في "جزء من حديثه"، والخلال أبو عبد الله في "المنتخب من المنتخب من تذكرة شيوخه"، كما في "السلسلة الصحيحة" للشيخ الألباني (1654) . (2) في جميع النسخ: «عبد الله بن أبي سُلَيمان» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" للمؤلف (5/75 رقم350) ، ومصادر التخريج السابقة. (3) في (ت) : «فقال» . (4) قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ نافع إلا عبد الله بن سليمان، ولا عن عبد الله بن سليمان إلا عبد الله بن عياش، تفرَّد به إدريس ابن يحيى، ولا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد» . وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث نافع، لم يروه عنه إلا عبد الله بن سليمان، وهو المعروف بالطويل، وعنه عبد الله بن عياش، وهو ابن عياش القِتْباني، تفرَّد به إدريس فيما قاله سليمان» ؛ يعني: شيخه سليمان بن أحمد الطبراني؛ لأنه روى الحديث من طريقه وطريقٍ آخر. (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (214/أ/مسند أبي هريرة) ، و (1061/كشف الأستار) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (2702) . الحديث: 712 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 87 عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (1) مِنْ شَوَّالٍ، فَذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ؟   (1) كذا في جميع النسخ، ومثلُه في مصادر التخريج وأكثر كتب الحديث والفقه، والمعدود هنا الأيام، ومفردها مذكَّر، والأفصح في ذلك أن يقال: «بستة» بتاء التأنيث؛ لأن المعدود مذكَّر، كما جاء في مطبوعة بعض كتب الحديث كـ"مصنف ابن أبي شيبة" (9723) ، و"السنن الكبرى" للنسائي (2862) ، و"التدوين في أخبار قزوين" (1/169) . لكن قوله هنا: «بستٍّ» صحيح فصيح في العربية، ويخرج على وجهين: الوجه الأوَّل: أن قاعدة الأعداد من ثلاثة إلى عشرة: أن يخالف العددُ المعدودَ في التذكير والتأنيث، = = بشرطين: أولهما: أن يكون المعدود مذكورًا في الكلام. والآخر: أن يكون المعدود متأخرًا عن لفظ العدد. فإن لم يتحقق الشرطان معًا، بأن كان المعدود متقدِّمًا، أو كان غير مذكور في الكلام ولكنَّه ملحوظ في المعنى يتَّجه الغَرَضُ إليه-: جاز في لفظ العدد التذكيرُ والتأنيث، نحو: قرأتُ صحفًا ثلاثًا أو ثلاثة، وشاهدتُّ أربعًا أو أربعة. انظر "النحو الوافي" لعبَّاس حسن (4/537 و545) . وقال أبو حيان في "ارتشاف الضرب" (2/750) : «وإن أردتَّ بالعددِ المعدودَ: فإمَّا أن تذكُرَ المعدود في اللفظ أو لا تذكُرَه؛ فإن لم تذكُرْه، فالفصيح أن يكون بالتاء لمذكَّر، وبعدمها لمؤنث؛ تقول: صمتُ خمسةً، تريد: خمسة أيام، وسرتُ خمسًا، تريد: خمس ليال، ويجوز أن تحذف تاء التأنيث؛ حكى الكسائي عن أبي الجرَّاح: صمنا من الشهر خمسًا، وحكى الفراء: أفطرنا خمسًا، وصمنا خمسًا، وصمنا عشرًا من رمضان، وقال بعضهم: ما حكاه الكسائي لا يصح عن فصيح، ولا يلتفت إليه. انتهى. وتضافر النقل في الحديث: «ثم أتبعه بستٍّ من شوال» بحذف التاء، يريد: بستة أيام» . اهـ. وعن هذا اللفظ قال النووي في "شرح مسلم" (8/57 الحديث رقم 1164) : «وهو صحيح، ولو قال: "ستة" بالهاء جاز أيضًا؛ قال أهل اللغة: يقال: "صمنا خمسًا وستًّا، وخمسةً وستةً"؛ وإنما يلتزمون الهاء في المذكَّر إذا ذكروه بلفظه صريحًا، فيقولون: "صمنا ستة أيام"، ولا يجوز: ست أيام؛ فإذا حذفوا الأيام جاز الوجهان. ومما جاء حذف الهاء فيه من المذكر إذا لم يذكر بلفظه قوله تعالى: [البَقَرَة: 234] {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} ، أي: عشرة أيام» . اهـ. وانظر: كلام السمين الحلبي على قوله تعالى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} في "الدر المصون" (2/479) . وانظر في هذا الوجه: "تهذيب الأسماء واللغات" (3/42) ، و"المقرَّب" لابن عصفور (2/334) ، و"شرح التصريح" (2/447 طبعة محمد باسل عيون السود) ، و"شرح الأشموني على الألفية" (4/125) ، و"همع الهوامع" (3/255 باب العدد) . والوجه الثاني: أنه ذكر العدد باعتبار حال الجمع في المعدود لا المفرد. فإنه يقال: هذه أيام جميلة، وإن كان واحدها مذكَّرًا. وانظر في هذا المذهب التعليق على المسألة رقم (252) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 88 قَالَ أَبِي: المِصْريُّون يَرْوُونَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ زُهَيْرٍ (1) ، عَنِ الْعَلاءِ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (3) .   (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (169/ب/مسند أبي هريرة) ، و (1060/كشف الأستار) ، من طريق عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي البصري، عنه، به. قال البزار: «وهذا الحديث رواه أبو عامر، عن زهير، عن العلاء، ورواه عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ [في الأصل: و] زهير، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، ولم أسمعه من أحد يحدث به عن أبي عامر إلا عمر بن حفص، ورأيته في كتاب أحمد بن ثابت مكتوبًا، فقال: لم يقرأه علينا أبو عامر» . (2) هو: ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي. (3) مراد أبي حاتم إعلال رواية عمرو بن أبي سلمة بما يرويه المصريون، عن زهير؛ لأن عمرو بن أبي سلمة شامي، ورواية أهل الشَّام عن زهير بن محمد منكرة؛ كما تقدم بيانه في المسألة رقم (414) . وقد سئل الدارقطني عن هذا الحديث في "العلل" (1957) ؟ فقال: «يرويه زهير بن محمد، واختُلِف عنه: فرواه أبو حفص التنيسي عمرو بن أبي سَلَمة، وسويد بن عبد العزيز، عن زهير، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وخالفهما أبو عامر العقدي؛ فرواه عَنْ زُهَيْرٍ، عَنِ الْعَلاءِ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، وكلاهما غير محفوظ. وَرَوَى هَذَا الْحَدِيثَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يزيد الخوزي، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي هريرة، عن أبيه، عن النبي (ص) ، ولم يُتابَع عليه، وهو ضعيف. وروي عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفًا، ولا يثبت عن أبي هريرة» . اهـ. والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1164) من حديث أبي أيوب ح. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 89 714 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ يَحْيَى بن حسَّان التِّنِّيسِيِّ (1) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الملكِ، عن عُمر ابن ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي لَيْلَةِ القَدْر -: هِيَ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ؟ فقال أبي: عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي فَرْوَة هُوَ (2) : أَبُو عَلْقَمَة الفَرْوِيُّ، وَإِنَّمَا هُوَ: أَبُو عَلْقَمَة، عَنْ عَمِّه إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَة (3) ، عَنْ سعيد بن عبد الملك، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) . 715 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّلٌ (5) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَنِي سَدُوسٍ يُكْنى: أَبَا سُلَيمان؛ قَالَ: سمعتُ ابنَ عَبَّاس يَقُولُ: كان النبيُّ (ص) يُصِيبُ من الرُّؤوسِ وهو صائِمٌ؛ يعني يُقَبِّل؟   (1) في (ت) و (ك) : «النقيسي» . (2) في (أ) و (ش) : «وهو» . (3) روايته أخرجها ابن حبان في "الثقات" (6/370) من طريق عبد السلام بن حرب، عنه، عن سعيد بن عبد الملك، عن عَمرو بن ثابت العتواري، عن أبي سعيد، به. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (658) . (5) هو: ابن إسماعيل البصري، وروايته لم نقف عليها، لكن تابعه عليه جماعة عن أيوب، تقدم تخريج رواياتهم في المسألة رقم (658) . (6) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. الحديث: 714 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 90 قَالَ أَبِي: لا يُكْنَى هَذَا الرَّجُلُ. 716- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد (2) بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي الأَشْعَث (3) ، عَنْ أَبِي أَسماء (4) ، عن ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا مِنْ شَوَّالٍ (5) ، فَهُوَ كَصِيَامِ السَّنَةِ؛ كَمَا قَال اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {مَنْ ... } (6) ؟ قَالَ أَبِي: لا يقولونَ فِي هذا الحديث: أبو الأَشْعَث (7) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (744) و (745) . (2) تصحفت في (ك) إلى: «سعيد» . ورواية سويد أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (898) . ورواه البيهقي في "الشعب" (3460) من طريق محمد ابن عقبة السدوسي، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ يحيى بن الحارث، به. وروي عن الوليد بن مسلم بإسقاط «أبي الأشعث» ويأتي تخريج روايته. (3) هو: شراحيل بن آدَةَ الصَّنعاني. (4) في (ك) : «إسماعيل» ، وكانت هكذا في (ت) ، ثم صُوِّبت، وقد جاءت على الصَّواب في المسألة رقم (744) و (745) . وأبو أسماء هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي. (5) انظر التعليق على قوله: «بستٍّ من شوال» في المسألة رقم (713) . (6) الآية (160) من سورة الأنعام. (7) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/280 رقم 22412) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (903) من طريق إسماعيل بن عياش، والدارمي في "مسنده" (1796) والنسائي في "الكبرى" (2860) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2115) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2348) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/293) ، وفي "الشعب" (3461) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/362) من طريق يحيى بن حمزة، وابن ماجه في "سننه" (1715) من طريق صدقة بن خالد، والنسائي في "الكبرى" (2861) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (6/2349) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ شعيب بْن شابور، وابن حبان في "صحيحه" (3635) ، من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، والطبراني في "الكبير" (2/102 رقم 1451) ، و"مسند الشاميين" (485) ، جميعهم عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحْبِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ، به. قال أبو حاتم في المسألة رقم (744) : «هذا وهمٌ من سويد، قَدْ سَمِعَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَّارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي أَسْمَاءَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ سُوَيْدٌ: مَا حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الطاطَري، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنعاني، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النبي (ص) : «مَنْ صامَ رمضانَ وأتبعَه بستٍّ مِنْ شوالٍ ... » ، وَحَدِيثُ ثَوْبَانَ: الصَّحِيحُ: يحيى بن الحارث؛ أنه سَمِعَ أَبَا أَسْمَاءَ الرَّحْبِيَّ، عَنْ ثوبان، عن النبي (ص) » . الحديث: 716 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 91 717 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيب بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأوزاعيِّ (2) ، عَنْ يَحْيَى (3) ، عَنْ أَبِي سَلَمة (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - مَوْقُوفٌ (5) -: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؟ قَالَ أَبِي: يَرْوُونَ (6) هَذَا الحديثَ مِنْ حديث الأوزاعيِّ مرفوعًا (7) .   (1) انظر المسألة الآتية برقم (764) . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (3) هو: ابن أبي كثير. (4) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوف. (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهو حالٌ منصوب، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «يَرْوُنَ» . (7) الحديث على هذا الوجه رواه النسائي في "الكبرى" (3400/الرسالة) ، وأبو يعلى (5997) من طريق مبشر ابن إسماعيل، والنسائي (3401 و3402) من طريق بقية بن الوليد، وأبو عوانة في "صحيحه" (2694) من طريق الفريابي وابن كثير، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/301) من طريق بشر بن بكر، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/103) من طريق هشام بن عمار، جميعهم عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به. ورواه أحمد في "مسنده" (2/473 رقم 10117) ، والبخاري في "صحيحه" (1901) ، ومسلم (760) من طريق هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به. وانظر الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" للدارقطني (1731) . الحديث: 717 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 92 718 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا يحيى ابن راشِد؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمرو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : أَحْصُوا هِلالَ شَعْبَانَ لِرُؤْيَةِ رَمَضَانَ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ بمحفوظٍ. 719 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الوليدُ ابن مسلم (3) ، عن   (1) في (ك) : «سأل» وانظر المسألة رقم (670) . (2) هو: الطاطري، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8242) ، وابن عدي في "الكامل" (7/212) ، إلا أنه سقط من "الكامل" قوله: «عن أبي سلمة» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد بن عمرو إلا يحيى بن راشد، تفرَّد به مروان بن محمد» . وتقدم الحديث في المسألة (670) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به، ولكن قال أبو حاتم: «أَخْطَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ فِي هَذَا الحديث» ، وذكر أن الصواب رواية من رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، به، بلفظ: «صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته» . (3) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/78) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (5/175/ب) ، وليس عندهما: «وهو صائم» . ورواه الطوسي في "مختصر الأحكام" (3/375) من طريق بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن عكرمة، عن أم سلمة، مرفوعًا، باللفظ الذي ساقه المصنف. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (16811) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (4/380 رقم4252) ، من طريق إسماعيل بن عُليَّة، عن أيوب، وابن المنذر في "الأوسط" (2/207) من طريق إسماعيل بن علية، عن خالد، كلاهما عن عكرمة، عن أم سَلَمة؛ قالت في مضاجعة الحائض: لا بأس بذلك إذا كان على فرجها خِرقَة. كذا رواه موقوفًا. ورواه أبو داود في "السنن" (272) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّختياني، عن عكرمة، عن بعض أزواج النبي (ص) : أن النبي (ص) كان إذا أراد من الحائض شيئًا؛ ألقى على فَرجها ثوبًا. وقوَّى إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1/404) . ورواه أحمد في "مسنده" (6/323 رقم26743) ، والطبراني في "الكبير" (23/232 رقم 615) ، والبيهقي في "السنن" (1/311) من طريق يَزِيدَ بْنِ زَرُيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عن عكرمة، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ مع رسول الله (ص) في لِحافٍ، فأصابها الحيض، فقال لها: «قومي فاتزري، ثم عودي» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (1236) من طريق ابن جريج، عن عكرمة، عن أم سلمة، بنحوه. الحديث: 718 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 93 الأوزاعيِّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: كان النبيُّ (ص) يُباشِرُ أُمَّ سَلَمة وَعَلَى قُبُلِها ثوبٌ وَهُوَ صائِمٌ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا صَفْوان (2) ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الوليدُ مَرَّةً فوَصلَه، ومَرَّةً حدَّثنا بِهِ فأرسَلَه (3) . قَالَ أَبِي: النَّاسُ يَرْوُونَهُ عن عِكْرمَة، عن (4) النبيّ (ص) ، مُرسَلاً، والمُرسَلُ أصَحُّ (5) .   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) هو: ابن صالح المؤذِّن. (3) من قوله: «قال أبي: حدثنا صفوان ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) . (4) في (ف) : «أن» . (5) سئل الدارقطني في "العلل" (5/172/ب) عن هذا = = الحديث؟ فقال: «يرويه خَالِدٍ الحذَّاء، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ أم سلمة. وقال معتمر: عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أنَّ أم سلمة كانت مع النبي (ص) في لِحاف ... ، الحديث، وخالفه يحيى بن أبي كثير؛ فرواه عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النبي (ص) كان يباشر أمَّ سَلَمة، قاله سهل [كذا! ولعله: صَفْوَانَ] بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، وغيره يرسله ولا يذكُر فيه ابن عباس. ورواه أيوب السَّختياني، عن عكرمة، عن أم سلمة موقوفًا، وقول من قال: عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: أَنّ أم سلمة، أشبهُ بالصَّواب» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 94 720 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ واضِح، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْباط، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوريِّ، عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة؛ قال نبيُّ الله (2) (ص) : مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ وَإنْ صَامَهُ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سُفْيَانُ (3) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس. وشُعْبَةُ يَقُولُ: عَنْ (4) حَبيب، عَنْ عُمَارة (5) ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنِ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : إِنَّمَا أنكَرَ: «عمرَو بنَ دِينَارٍ» بدلَ: «حَبِيبِ بن أبي ثابت» .   (1) تقدَّمت هذه المسألة برقم (674) ، وستأتي برقم (750) و (776) . (2) في (ك) : «عن النبي» بدل: «قال نبي الله» . (3) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (674) ، وسيأتي الاختلاف عليه في هذا الحديث في المسألة رقم (776) . (4) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) . (5) هو: ابن عمير. (6) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . الحديث: 720 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 95 721 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشير (1) ، عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا صَامَ أَحَدُكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ، وَلاَ يَجْهَلْ؛ فَإنْ ظَلَمَهُ امْرُؤٌ أوْ شَتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُرسَلٌ (3) . يَعْنِي: أَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يسمَع مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. 722 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِير، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش بن عبد الله اليَشكُريِّ، عَنْ أَبِي قَتادة بْنِ رِبْعِيٍّ الأنصاريِّ أَنَّهُ قَالَ: مَا مِن يوم ٍ أحبُّ َ إليَّ مِنْ أنْ أصومَه مِنْ يوم ِ الجُمُعَة، وَلا أكرَهُ أنْ أصومَه مِنْ يَوْمِ الجُمُعَة (6) . فَقِيلَ لَهُ: وكيفَ ذَلِكَ؟! قَالَ: يُعجِبُني أَنْ أصومَ يومَ (7) الجُمُعَة؛ لِمَا أعرِفُ مِنْ فضلِه! وأكرهُ أَنْ أصومَه؛ لأنَّ رسولََ الله (ص) نهى عنه؟   (1) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (2487) من طريق أبي مرزوق، عن قتادة، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (1894) ، ومسلم (1151) من طريق أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، به. (2) هو: البصري. (3) قوله: «قَالَ أَبِي هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ» مكرر في (ف) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (684) ، وستأتي برقم (748) . (5) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2703) . (6) قوله: «وَلا أَكْرَهُ أَنْ أَصُومَهُ مِنْ يوم الجمعة» سقط من (ف) . (7) قوله: «يوم» سقط من (ت) و (ك) . الحديث: 721 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 96 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي قَتادة العَدَوِيِّ، مِنَ التَّابعين، موقوف (1) . 723 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ واضِح (3) ، عَنْ مُعتَمِر بْن سُلَيمان، عَن حُمَيد (4) ، عَنْ (5) أَنَسٍ؛ قَالَ: سُئِلَ رسولُ الله (ص) عَنِ القُبْلَة للصَّائم؟ قَالَ: مَا بَأْسٌ بِذَلكَ؛ رَيْحَانَةٌ تَشَمُّهَا، إذَا لَمْ تَعْدُهَا ذَلِكَ إِلَى غَيْرِهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَلَيْسَ هُوَ مِنْ حَدِيثِ حُمَيد؛ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ أَبَان (6) .   (1) وأوضح علَّته في المسألة رقم (748) أكثر، فقال: «رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَيَّاشٍ، عَنْ أبي قتادة العَدَوي، موقوفً» ، ثم قال: «وَأَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ مِنَ التَّابِعِينَ» . وقول أبي حاتم: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (772) عن أبي زرعة. (3) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4452) ، و"الصغير" (614) ، من طريق محمد بن عبد الله الأَرُزِّي، عن الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أنس، به هكذا، ليس فيه ذكر لحميد. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سليمان التيمي إلا معتمر، تفرَّد به محمد بن عبد الله الأَرُزِّي» . ومن طريق الطبراني أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (2163) . وأخرجه الذهبي في "السير" (6/175) من طريق الطبراني، عن العباس بن الربيع بن ثعلب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عقبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحادة، عَنْ أنس، به. (4) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (5) قوله: «عن» تصحَّف في (ش) إلى: «ابن» . (6) أبان: هو ابن أبي عيَّاش. وسيأتي في المسألة (772) أن ابن أبي حاتم سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فقال: «أَمَّا مِنْ حَدِيثِ حُمَيْدٍ فَمُنْكَرٌ، وَأَمَّا أَبَانٌ فَقَدْ رُوي عَنْهُ» . وحديث أبان، أخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1090/الوطن) - من طريق مروان بن معاوية، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/125) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عن أبان، عن أنس، به. الحديث: 723 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 97 724 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ عَوْف، عَنْ مُوسَى بْنِ دَاوُدَ، عَنْ محمَّد بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ عبد الرحمن ابن الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) احْتَجَمَ وَهُوَ صائِمٌ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، ومحمَّدٌ هَذَا ضعيفُ الْحَدِيثِ. 725 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوَمَة (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رسولِ الله (ص) : أنه نهى عن صيام ِ الدَّأْدَاءَةِ (4) .   (1) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/40) . (2) هو: ابن الوليد. (3) كذا في جميع النسخ بلا همز، ويقال فيه: «مولى التَّوْءَمَة» بالهمزة المفتوحة قبلها واوٌ ساكنة، وهو الأشهر، و «التَّوَمَةُ» أصلها: «التَّوْءَمَة» ؛ حُذفت الهمزةُ، وأُلقِيت فتحتها على الساكن قبلها، وهو الواو، وكلاهما وجهان صحيحان. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/653) . ويمكن أن يقال: إنَّ الرسم في الأصول الخطية يحتمل الوجه المشهور «التَّوْءَمَة» ؛ لأنَّ همزتها لا كُرْسِيَّ لها عند قدماء الكتبة، فإنَّ الهمزة المتوسطة المفتوحة بعد واو ساكنة لا يرسمونها على ياء أو واو أو ألف، بل يحذفونها كتابةً، مع التلفُّظ بها، فيكتبون: السمول، والتومة، ويريدون السموءل، والتوءمة. وانظر لذلك: "عقود الهمز" لابن جني (ص60 و65-76 بتحقيق مازن المبارك) . (4) في (ش) : «الدادة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، إلا أن الهمزة قبل هاء التأنيث لم تكتب على عادة النساخ، وهذه الكلمة تحتمل احتمالين: 1 - إمَّا الدَّأْدَاءَة كما أثبتنا، وهي آخر ليلةٍ من الشَّهر كما في "جمهرة اللغة" (2/1108) ، ولم نقف عليها في كتاب آخر. 2 - وإما الدَّأْدَاء، بلا هاء بعد الهمزة، وهو أيضًا آخر ليالي الشَّهر، وأنشد فيه ابن السِّكِّيت للأعشى [من الطويل] : تَدَارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بعد ما مَضَى غَيْرَ دَأْدَاءٍ وقد كاد يَعْطَبُ وفي "النهاية" لابن الأثير قال: «وفيه أنه نهى عن صَوْمِ الدَّأْدَاء، قيل: هو آخر الشَّهر، وقيل: يوم الشَّكِّ. والدَّآدِي: ثلاثُ ليالٍ من آخر الشَّهر قبل ليالي المِحَاق، وقيل: هي هي» . انظر: "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص228) ، و"تهذيب إصلاح المنطق" للتبريزي (ص308) ، و"النهاية" لابن الأثير (2/95) . ولفظه في "الكامل" لابن عدي: «نهى رسولُ الله (ص) عن صيام الدَّاداة، وهو اليوم الذي يُشَكُّ فيه» ، وفي "أحكام القرآن" للجصاص: «نهى رسولُ الله (ص) عن صَوْم يَوْم ِ الدَّأْدَأةِ، وهو اليومُ الذي يُشَكُّ فيه؛ لا يُدْرَى: مِنْ شعبان هو أم مِنْ رمضان» ، ويبدو أن هذا كلَّهُ تصحيف، والصواب ما ذكرناه، والله أعلم. الحديث: 724 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 98 قَالَ عُمَرُ بنُ حَفْصٍ الوُصَابيُّ (1) : هُوَ يومُ الشَّكِّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَلَمْ يَذكُر فِيهِ بَقِيَّةُ الخَبَرَ (2) ؛ فَكَأَنَّهُ (3) لَمْ يَسمَعْه وأخَذَه مِنْ غَيْرِ ثِقَةٍ (4) .   (1) الظاهر: أنه الراوي لهذا الحديث عن بقية عند ابن أبي حاتم، فقد ذُكر بقيّة من شيوخ الوصابي هذا في "تهذيب الكمال" (21/302-303) . (2) في (أ) و (ف) : «الخير» ، وهي مهملة في (ش) و (ك) . وقوله: «لم يذكر فيه بقيَّةُ الخبرَ» سيأتي تفسيرُه في المسألة رقم (1151) . (3) في (ف) : «وكأنه» . (4) الحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (5/184) والجصاص في "أحكام القرآن" (1/255) من طريق بقية، عن علي القرشي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ صَالِحٍ مَوْلَى التَّوءَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، به. قال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث لعلي القرشي: «وهذه الأحاديث بهذه الأسانيد التي أمليتها يرويها عليُّ بن أبي علي هذا، وهو مجهول» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 99 726 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حَرْب الأَبْرَش (2) ، عَنِ عُبَيدالله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ فِي السَّفَرِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 727 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (4) ، عَنْ مُجاشِع بْنِ   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (774) ، وفيها يقول أبو حاتم: «هَذَا حَدِيثٌ لَمْ يَرْوِهِ غَيْرُ محمد بن حرب» . (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1665) ، والفريابي في "الصيام" (81) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/107/مسند ابن عباس) والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/63) ، وابن حبان في "صحيحه" (3548) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/286 و290 رقم13387 و13403) ، وفي "الأوسط" (7961) ، والقزويني في "التدوين" (2/123) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/412) ، جميعهم من طريق محمد بن حرب الأبرش، به. وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبيد الله بن عمر إلا محمد بن حرب» . (3) هو: ابن عمر بن حفص العُمَري. (4) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/458) . قال ابن عدي: «وهذا قد رواه عن عبيد الله غير مجاشع هذا؛ يرويه رشدين عن يحيى ابن عبد الله بن سالم، عن عبيد الله. ورواه ابن عمرو، عن عبيد الله، وكلها غير محفوظة» . اهـ. وقد أصلحنا بعض التصحيف في النص من مخطوط "الكامل" (3/ق 896/أ) . ورواه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" لابن حجر (1017/الوطن) ، و"إتحاف الخيرة" للبوصيري (2172) -، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/123) ، من طريق بقية عن عثمان الحوطي، عن عبيد الله بن عمر، به. قال البوصيري: «رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لتدليس بقية بن الوليد» . ورواه ابن حبان في "المجروحين" (3/80) ، وابن عدي (7/78) من طريق الوليد ابن سلمة، وابن حبان في "المجروحين" (1/254) من طريق حماد بن الوليد الأزدي، وابن عدي في "الكامل" (3/155) من طريق يحيى بن عبد الله بن سالم، جميعهم عن عبيد الله، به. الحديث: 726 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 100 عمرو، عن عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا غَابَ الهِلاَلُ (2) قَبْلَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتِهِ (3) ، وَإِذَا غَابَ بَعْدَ الشَّفَقِ فَهُوَ لِلَيْلَتَيْنِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومُجاشِعٌ لَيْسَ بشيءٍ. 728 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأوزاعيُّ (6) ؛ قَالَ: حدَّثني يَحْيَى (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بْنِ ثَوْبان، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله؛ قال: مرَّ رسولُ الله (ص) برجُلٍ فِي سَفَرٍ فِي ظِلِّ شَجَرة، وَهُوَ يُرَشُّ عَلَيْهِ الماءُ، فَقَالَ: مَا بَالُ صَاحِبِكُمْ؟ ، قَالُوا: صائِمٌ يارسولَ اللَّهِ! قَالَ: لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ في السَّفَرِ؛   (1) هو: ابن عمر العمري. (2) قوله: «الهلال» سقط من (ف) . (3) في أكثر مصادر التخريج: «لِلَيْلَةٍ» ، وكأنَّه الجادَّة، وفي بعضها: «لليلته» كما وقع هنا. (4) انظر المسألة الآتية برقم (986) . (5) هو: ابن مسلم. وروايته أخرجها الفريابي في "الصيام" (77) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/62) ، وابن حبان في "صحيحه" (355) . ورواه النسائي في "سننه" (2258) وفي "الكبرى" (2566) من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن: أخبرني جابر، به. = ... قال النسائي: «هذا خطأ، ومحمد بن عبد الرحمن لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ جابر» . ورواه النسائي في "سننه" (2259) من طريق الفريابي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن حدثني من سمع جابرًا، به. ورواه أيضًا (2260) من طريق عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر، به. (6) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (7) هو: ابن أبي كثير. الحديث: 728 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 101 فَعَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ اللهِ الَّتِي أَرْخَصَ (1) لَكُمْ، فَاقْبَلُوا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بن عبد الرحمن بن أَسْعَد (2) بْنِ زُرارَة (3) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .   (1) في (أ) و (ش) : «أرخصه» . (2) كذا هنا، وفي المسألة (986) : «سعد» . قال ابن حجر في "الإصابة" (4/146) : «وأسعد وسعد معًا جدَّان لمحمد؛ أحدهما لأبيه، والآخر لأمه» . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/352 رقم 14794) . ورواه الفريابي في "الصيام" (75) ، والنسائي في "سننه" (2257) ، وابن حبان في "صحيحه" (3553 و3554) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/174) ووقع عندهم: «سعد» بدل «أسعد» ، ولم يذكر النسائي جدَّ محمد. ورواه البخاري في "صحيحه" (1946) ، ومسلم في "صحيحه" (1115) من طريق شعبة، عن محمد بن عبد الرحمن بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حسن، عن جابر، به. ولم يذكر البخاري جد محمد بن عبد الرحمن، ونسبه: الأنصاري. (4) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/185) : «أدخل محمدُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سعد بينه وبين جابرٍ محمَّدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ في رواية شعبة عنه، واختُلِف في حديثه على يحيى بن أبي كثير: فأخرجه النسائي من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فذكره. قال النسائي: "هذا خطأ"، ثم ساقه من طريق الفريابي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ محمد بن عبد الرحمن؛ حدثني من سمع جابرًا، ومن طريق عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن رجل، عن جابر، ثم قال: «ذكر تسمية هذا الرجل المبهم» ، فساق طريق شعبة، ثم قال: «هذا هو الصحيح» ؛ يعني: إدخال رجل بين محمد بن عبد الرحمن وجابر، وتعقبه المزي فقال: «ظنَّ النسائي أن محمد بن عبد الرحمن شيخَ شعبة - في هذا الحديث - هو محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى بن أبي كثير فيه، وليس كذلك؛ لأن شيخ يحيى هو محمد ابن عبد الرحمن بن ثوبان، وشيخ شعبة هو ابن عبد الرحمن بن سعد بن زُرارَة» . اهـ. والذي يترجَّح لنا: أن الصواب مع النسائي؛ لأن مسلمًا لما روى الحديث من طريق أبي داود، عن شعبة قال في آخره: «قال شعبة كان بلغني هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الإسناد في هذا الحديث: «عليكم برخصة الله التي رخص لكم» ، فلما سألته لم يحفظه» . اهـ. والضمير في «سألت» يرجع إلى محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى؛ لأن شعبة لم يلق يحيى، فدل على أن شعبة أخبر أنه كان يبلغه عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ جابر، في هذا الحديث زيادة، ولأنه لما لقي محمد بن عبد الرحمن شيخ يحيى سأله عنها فلم يحفظها. وأما ما وقع في رواية الأوزاعي عن يحيى: أنه نسب محمد بن عبد الرحمن فقال فيه: «ابن ثوبان» فهو الذي اعتمده المزي، لكن جزم أبو حاتم كما نقله عنه ابنه في "العلل" بأن من قال فيه: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن ثوبان» فقد وهم، وإنما هو: ابن عبد الرحمن بن سعد. اهـ. وقد اختُلِف فيه مع ذلك على الأوزاعي، وجُلُّ الرواة عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ لم يزيدوا على محمد بن عبد الرحمن، لا يذكرون جَدَّه، ولا جَدَّ جدِّه، والله أعلم» . اهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 102 729 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ (2) ، عَنْ سُوَيد (3) بن عبد العزيز، عَنِ الوَضِين بْنِ عَطاء، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (4) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (5) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) في: أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أخطأَ فِيهِ هِشَامٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنْ سُوَيد (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثَوْبان، وليس لِوَضِينٍ معنًى.   (1) انظر المسألة رقم (657) و (693) ، والآتية برقم (732) ، و (1704) و (2839) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (666) . (3) في (ك) : «سود» . (4) هو: شراحيل بن آدَة. (5) هو: عمرو بن مرثد الرَّحبي. (6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (899) عن إبراهيم بن دُحيم، عن أبيه، عَنْ سُوَيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ، عَنْ أبي أسماء، عن ثَوْبان، به. كذا رواه بزيادة: «أبي الأشعث» . الحديث: 729 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 103 730 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عبدُالرَّزَّاق (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) - والزُّهْريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يَعتَكِفُ العَشْرَ الأواخِرَ مِنْ رمضانَ (4) حَتَّى قَبَضَه اللَّهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وبعضُ أَصْحَابِ الزُّهْري يَرْوِي عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ: ونافعُ بْنُ يَزِيدَ رَوَى عَنْ عُقَيل (5) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَةَ وابنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (673) . (2) في (ف) : «أبي زرعة» . (3) روايته أخرجها في "المصنف" (7682) عن معمر وابن جريج، كلاهما عن الزهري، به، بالإسنادين جميعًا. ومن طريقه رواه ابن الجارود في "المنتقى" (407) ، وابن حبان في "صحيحه" (3665) . واقتصر ابن الجارود في روايته على الإسناد الأول فقط. ورواه أحمد في "مسنده" (2/281 رقم 7784) ، وإسحاق في "مسنده" (652) ، والترمذي في "جامعه" (790) ، والنسائي في "الكبرى" (3321/الرسالة) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به، بالإسنادين جميعًا. ورواه أحمد في "مسنده" (6/232 رقم 25952) عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة، به. ورواه أحمد في "مسنده" (6/169 رقم 25358) من طريق ابن جريج عن الزهري، به، بالاسنادين جميعًا. ورواه أحمد (6/279 رقم 26380) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به. قال الترمذي: «حديث أبي هريرة وعائشة حديث حسن صحيح» . (4) قوله: «من رمضان» سقط من (أ) و (ش) . (5) هو: ابن خالد الأيلي. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2026) ، ومسلم في "صحيحه" (1172) من طريق الليث بن سعد، عَنْهُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، به. ورواه أحمد (6/168 رقم 25355) ، والنسائي في "الكبرى" (3322) والدارقطني في "سننه" (2/201) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وعُروَة بن الزبير، عن عائِشَة، به. الحديث: 730 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 104 وَرَوَى اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ (1) ؛ قَالَ: حدَّثني الزُّهْري؛ قَالَ: حدَّثني ابْنُ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: اعتَكَفَ رسولُ اللَّهِ (ص) العَشْرَ الأُوَل، ثُمَّ اعتَكَفَ العَشْرَ الوُسَط (2) ... فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: الزُّهْريُّ، عَنْ عُروةَ، عَنْ عائِشةَ، وابنُ الْمُسَيِّبِ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: اللَّفظانِ قَدِ اختَلَفا؛ فكأنَّه حديثَينِ (3) ؟   (1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3323/الرسالة) . (2) في (ك) : «الأوسط» . و «الوُسَط» جمع «الوُسْطى» ، والمراد: الليالي. وانظر "المصباح المنير" (2/411، 658) . (3) كذا في جميع النسخ «حديثَينِ» بياء قبل النون، وهو خبر «كأنَّ» ؛ فكان حقُّه على لغة جمهور العرب أن يكون مرفوعًا بالألف «حديثان» ، لكنَّ ما وقع في النسخ يخرَّج على وجهين: الأول: وجه الرفع خبرًا لـ «كأنَّ» على لغة الجمهور، وهذه الياء ليست ياءً خالصة، وإنما هي ألفٌ ممالة - وهي علامة الرفع، «حديثَينِ» ، وإنما كتبتْ ياءً لإمالتها كما كتبوا ألف «مَجْرَ يهَا» ونحوها ياءً لذلك، = = وسبب إمالة الألف هنا: كسرةُ النون بعدها، والياءُ التي قبلها المفصولة عنها بحرف. وانظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) . والثاني: وجهُ النصب خبرًا لـ «كأنَّ» أيضًا، والياء التي قبل النون ياءٌ محضة خالصةٌ «حديثَيْن» ، على لغة بعض العرب الذين ينصبون بـ «إنَّ» وأخواتها الجزأين: الاسم والخبر؛ كما في قول أبي نُخَيْلة [من الرجز] : كأنَّ أُذْنَيْهِ إذا تَشَوَّفَا قادمةً أو قَلَمًا مُحَرَّفَا وانظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (550) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 105 قَالَ: لا! هُوَ واحدٌ، وإنِ اختَلَف اللَّفظانِ (1) . 731 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زرعة (3) عن حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ صَفوان بْنِ سُلَيم، عَنْ أَبِي سعيدٍ مولَى ابن [عَامِرٍ] (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ ... ؟ فَقَالا: أُسْقِطَ مِنَ الإِسْنَادِ إبراهيمُ (7) بْنُ أَبِي يَحْيَى، بَيْنَ ابْنِ جُرَيج وَبَيْنَ صَفوان.   (1) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/157/ب) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّواب من هذه الأحاديث: قول من قال: عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُروَة، عَن عائِشَة: أن النبي (ص) كان يعتكفُ العشرَ الأواخرَ حتى توفَّاه الله، وسُنَّة الاعتكاف من قول عائشة» . اهـ. (2) نقل بعض هذا النص ولي الدين أبو زرعة بن العراقي في "تحفة التحصيل" (ص316) ، وانظر المسألة الآتية برقم (738) . (3) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) . (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "العلل" (3/245 رقم 5085) . ورواه النسائي في "الكبرى" (3163/الرسالة) من طريق أبي عاصم، عن ابن جريج، به. قال النسائي: «هذا حديثٌ منكر، وإني أحسب ابن جريج لم يسمعه من صفوان» . ووقع عند النسائي: «مولى بني عامر» . قال المزي في "تحفة الأشراف" (14942) : «كذا قال! وإنما هو: مولى ابن عامر» . (5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (6) في جميع النسخ: «عمر» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/376 رقم 1740) ، و"تهذيب الكمال" (33/358) وهو: مولى عبد الله بن عامر بن كريز. (7) في (ف) : «وإبراهيم» . الحديث: 731 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 106 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يسمَعِ ابنُ جُرَيج مِنْ صَفوان شَيْئًا (1) . 732 - وسمعتُ (2) أبي يقول: روى عبد الرزَّاق (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بْنِ قَارِظ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِع بْنِ خَدِيج، عن النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ عَن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (4) ، عَنْ   (1) وقال أبو حاتم في المسألة رقم (1259) : «ابْنَ جُرَيْجٍ يدلِّس عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُليمٍ، غيرَ شيء» . (2) نقل بعضَ هذا النص: الزيلعيُّ في "نصب الراية" (2/473) ، وابن حجر في "فتح الباري" (4/177) ، و"التلخيص الحبير" (2/369) ، وانظر المسألة رقم (657) و (693) و (729) و (1704) و (2839) . (3) روايته أخرجها في "المصنف" (7523) . ومن طريقه أخرجه: الإمام أحمد في "المسند" (3/465 رقم 15828) ، والترمذي في "الجامع" (774) ، و"العلل الكبير" (208) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/436) ، وابن خزيمة في "صحيحه" 1964) ، وابن حبان في "صحيحه" (3535) ، والطبراني في "الكبير" (4/242 رقم 4257) ، والحاكم في "المستدرك" (1/428) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/265) . (4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1082) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (7522) ، وأحمد في "مسنده" (5/277 و280 و282 رقم 22382 و22410 و22432) ، وأبو داود في "سننه" (2367) ، وابن ماجه في "سننه" (1680) ، والنسائي في "الكبرى" (3137) ، والروياني في "مسنده" (633) ، وابن الجارود في "المنتقى" (386) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1962 و1963 و1983) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/88 و89) ، وابن البختري في "المنتقى من السادس عشر من حديثه" (83) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/119) ، وابن حبان في "صحيحه" (3532) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (8) ، والطبراني في "الكبير" (2/101 رقم 1447) ، والحاكم في "المستدرك" (1/427) . وحديث ثوبان تقدَّم في المسألة رقم (657 و693 و729) . الحديث: 732 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 107 أَبِي قِلابَة (1) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ (2) ، عَنْ ثَوْبان، واغتَرَّ أحمدُ بْنُ حنبل بأنْ قال: الحَدِيثَينِ (3) عندَه (4) ، وَإِنَّمَا يُروى بِذَلِكَ الإسنادِ عن النبيِّ (ص) : أنَّه نَهَى عَنْ كَسْبِ الحَجَّام، ومَهْرِ البَغِيِّ (5) ؛ وهذا الحديثُ   (1) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (2) هو: عمرو بن مرثد الرَّحَبي. (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «قال: الحديثان عنده» ، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على وجهين: الأول: وجه النصب؛ بإجراء القول مجرى الظن في نصب المفعولين، مطلقًا دون شروط، وهي لغة بني سُلَيْم، كأنه قال: «بأنْ ظنَّ الحديثَيْنِ عنده» - سواء كان الظن هنا بمعنى اليقين، أو بمعنى الحسبان - فـ «الحديثَيْنِ» بالياء الخالصة قبل النون، هو: المفعولُ الأوَّل، و «عنده» : المفعولُ الثاني، وكلاهما منصوبٌ. وانظر في لغة بني سليم المسألة رقم (25) و (759) . والثاني: وجه الرفع، وذلك بأنْ يقال: إنَّ الأصل: «الحديثانِ» ثم أُمِيلَتِ الألف نحو الياء - لانكسار ما بعدها، ولسبقها بياء - فكتبت ياءً «الحديثَينِ» ، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة. وانظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) . (4) وحكي عنه خلاف ذلك أيضًا؛ فقد روى البيهقي في "السنن الكبرى" (4/267) عن علي بن سعيد النسوي قال: سمعت أحمد بن حنبل - وقد سئل: أيما حديث أصح عندك في أفطر الحاجم والمحجوم؟ - فقال: «حديث ثوبان من حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي أسماء، عن ثوبان» . فقيل لأحمد بن حنبل: فحديث رافع بن خديج؟ قال: «ذاك تفرَّد به معمر» . (5) حديث النهي عَنْ كَسْبِ الْحَجَّامِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ، رواه مسلم في "صحيحه" (1567) من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عن رافع بن خديج، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 108 فِي (1) : يُفطِرُ الحاجِمُ والمَحجُوم (2) عِنْدِي باطلٌ (3) . 733 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثناه الحَسَنُ بْنُ عَرَفَة (4) ، عَنْ   (1) قوله: «في» ليس في (ش) . (2) من قوله: «قال أبي إنما يروى ... » إلى هنا، سقط من (ك) . (3) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ غير محفوظ» . قال الترمذي: «وسألت إسحاق بن منصور عنه؟ فأبى أن يحدِّث به عن عبد الرزاق، وقال: هو غلط! قلت له: ما علَّته؟ قال: روى عنه هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الله بْنِ قَارِظٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عن النبي (ص) ؛ قال: «كسب الحجام خبيث، ومهر البغي خبيث، وثمن الكلب خبيث» . وقال الترمذي أيضًا في "الجامع": «وذُكر عن أحمد ابن حنبل أنه قال: أصح شيء في هذا الباب حديث رافع بن خديج» . قال ابن حجر في "الفتح" (4/177) : «لكن عارض أحمدَ يحيى بنُ معين في هذا، فقال: حديث رافع أضعفها» ، ثم ذكر قول البخاري وأبي حاتم وإسحاق ابن منصور في تضعيف الحديث، ثم قال: «وروي عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، أن أبا أسماء حدثه؛ أن ثوبان أخبره، به، فهذا هو المحفوظ عن يحيى، فكأنه دخل لمعمرٍ حديثٌ في حديث» . وقال ابن خزيمة: «سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري يقول: سمعت علي بن عبد الله [أي المديني] يقول: لا أعلم في "أفطر الحاجم والمحجوم" حديثًا أصح من ذا» . وانظر "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/318) . (4) لم نقف على روايته، والحديث رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3336) من طريق محمد بن الفرج الأزرق، عن عبد الله بن بكر، به. ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (318/بغية الباحث) ، عن عبد الله بن بكر، عن إياس، عن سعيد، عن سلمان، به. ولم يذكر «علي بن زيد» . ورواه العقيلي في "الضعفاء" (1/35) ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/333) من طريق أحمد ابن عمران الأخفش، عن عبد الله بن بكر، عن إياس بن أبي إياس، عن سعيد، عن سلمان، به. قال العقيلي في إياس هذا: «مجهول، حديثه غير محفوظ» . وقال عن الحديث: «روي من غير وجه، ليس له طريق ثبت بيِّن» . ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1887) ، وابن عدي في "الكامل" (5/293) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (15 و16) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3336) ، و"فضائل الأوقات" (37 و38) ، والبغوي في "تفسيره" (ص93/ دار ابن حزم) ، = = وأبو الطاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (43) من طرق عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعيد، عن سلمان، به. قال ابن خزيمة: «إن صح الخبر» . وقال العيني في "عمدة القاري" (10/269) : «ولا يصح إسناده، وفي سنده إياس، قال شيخنا: الظاهر أنه ابن أبي إياس» . وقال الذهبي في "الميزان" (1/282) : «إياس بن أبي إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، لا يعرف أيضًا، وخبره منكر» . وانظر "لسان الميزان" (1/475) . الحديث: 733 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 109 عبد الله بْنِ بَكْرٍ السَّهْمي؛ قَالَ: حدَّثني إِيَاسٌ (1) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ (2) بْنِ جُدْعان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ أنَّ سَلْمان الفارسيَّ قَالَ: خَطَبَنا رسولُ الله (ص) آخِرَ يَوْمٍ مِنْ شَعْبان، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ، شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، فَرَضَ اللهُ صِيَامَهُ، وَجَعَلَ قِيَامَهُ تَطَوُّعًا ... ، وذكَرَ لَهُ الحديثَ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ غَلِطَ فيه عبد الله ابن بَكْرٍ (3) ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبَانُ بْنُ (4) أبي عَيَّاش، فجعل عبدُالله بن بكر «أبانَ» : «إياسً» (5) .   (1) في (ت) : «حدثني اياسر» ، ومثله في (ك) ، إلا أنه بالباء. (2) في (ف) : «يزيد» . (3) في (ش) : «أبي بكر» . (4) قوله: «بن» تصحف في (أ) و (ش) إلى: «عن» . (5) كذا، وهو المفعول الثاني لـ «جَعَلَ» ، وكانت الجادَّة أن يكون بألف تنوين النصب «إياسًا» على لغة الجمهور، لكنَّها حذفتْ هنا على لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 110 734- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ (2) بْنُ أَبِي مَعْشَر (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَقُولُوا: رَمَضَانُ؛ فإنَّ رَمَضَانَ اسمٌ مِنْ أسْمَاءِ اللهِ، وَلكِنْ قُولُوا: شَهْرُ رَمَضَانَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ قولُ أبي هريرة (5) .   (1) نقل العيني في "عمدة القاري" (10/265) حكم أبي حاتم على هذا الحديث. (2) قوله: «محمد» ليس في (ف) . (3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/53) . ومن طريق ابن عدي رواه الجورقاني في "الأباطيل" (2/88) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/201) وقال: «وهكذا رواه الحارث بن عبد الله الخازن، عن أبي معشر، وأبو معشر هو: نجيح السندي، ضعفه يحيى بن معين، وكان يحيى القطان لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن بن مهدي يحدث عنه، والله أعلم. وقد قيل: عن أبي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ من قوله، وهو أشبه» . وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (1117) : «هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ، لا أَصْلَ له، وأبو معشر اسمه نجيح» . وقال أيضًا: «ولم يذكر أحد في أسماء الله تعالى: رمضان، ولا يجوز أن يسمى به إجماعًا» . وقال النووي في "تهذيب الأسماء واللغات" (3/127) : «رواه البيهقي وضعفه، والضعف بيِّن عليه» . وقال الذهبي في "تلخيص الموضوعات" (570) : «تفرَّد به أبو معشر نجيح - وهو واهٍ - عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . وضعَّفه ابن كثير في "تفسيره" (1/310) ، وابن حجر في "فتح الباري" (4/113) . (4) أبو معشر هو: نَجِيحُ بن عبد الرحمن السِّنْدي. (5) روايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/310 رقم1648) قال: حدثنا أبي، ثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي، وسعيدٍ (هو المقبري) عن أبي هريرة قالا (أي: محمد ابن كعب وأبو هريرة) : لا تقولوا رمضان ... فذكره. قال ابن أبي حاتم: «وروي عن مجاهد ومحمد بن كعب نحو ذلك، ورخَّصَ فيه ابن عباس وزيد بن ثابت» . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/202) من طريق محمد بن بكار بن الريان، ثنا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب؛ قوله. قال البيهقي: «وروي ذلك عن مجاهد والحسن البصري، والطريق إليهما ضعيف» . ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/240) من طريق طلحة بن عمرو، عن مجاهد، به، قوله. الحديث: 734 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 111 735- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالرَّحيمِ بنُ زَيْدٍ العَمِّي (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ سَعِيدِ (3) بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ (4) شَهْرُ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ، وَقَامَ مِنْهُ (5) مَا تَيَسَّرَ: كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صِيَامَ مِئَةِ (6) ألْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي غَيْرِ مَكَّةَ، وَكَانَ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ حُمْلاَنُ (7) فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ حُمْلاَنُ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ (8) ،   (1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3117) ، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/24- 25) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1574) ، وابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (36) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/196) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3455) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، به. قال البيهقي: = = «تفرد به عبد الرحيم بن زيد، وليس بالقوي» . والحديث ذكره الشيخ الألباني في "الضعيفة" (832) وقال: «وهذا موضوع، ولوائح الوضع عليه ظاهرة، وآفته عبد الرحيم هذا» . (2) هو: زيد بن الحواري العَمِّي. (3) في (ف) و (ت) و (ك) : «وسعيد» بدل: «عن سعيد» ، والمثبت من (أ) و (ش) ، وهو الصَّواب. (4) في (ك) : «أدرك» . (5) قوله: «منه» سقط من (ك) . (6) قوله: «مئة» سقط من (ك) . (7) الحُمْلان: مصدر حَمَلَ يحْمِلُ. انظر "النهاية" لابن الأثير (1/443) . والمقصود: له أجرُ حَمْلِ فرسٍ - أي: تجهيزها - في سبيل الله. والله تعالى أعلم. (8) قوله: «وَكُلَّ لَيْلَةٍ حُملان فَرَسٍ فِي سبيل الله» سقط من (ش) . الحديث: 735 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 112 وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُ حَسَنَةٌ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ حَسَنَةٌ، وَكُلَّ يَوْمٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ، وعبدُالرَّحيم (2) ابن زَيْدٍ متروكُ الْحَدِيثِ. 736 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ شَريك (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أبي إسحاق (5) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ ضَمْرَة بن عبد الله بْنِ أُنَيْس، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ ثَلاَثٍ وَعِشْرينَ (6) .   (1) قوله: «وَكُلَّ لَيْلَةٍ لَهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ» سقط من (ش) و (ك) . (2) يبدو أنها كانت هكذا في (أ) ، ثم غُيِّرت إلى: «عبد الرحمن» ، بخطٍّ غير خطِّ الناسخ. (3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (4017/أطراف الغرائب) وقال: «غريبٌ من حديث أبي إسحاق السَّبيعي، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ ضَمْرَة - وهو: ابن عبد الله بن أُنَيْس - عن أبيه، تفرد به شَريك، عنه، وتفرَّد به عبد الرحمن بن شَريك، عن أبيه» . ورواه مسلم في "صحيحه" (1168) من طريق بُسْر بن سعيد، عن عبد الله بن أُنَيْس أن رسول الله (ص) قال: «أُريت ليلة القدر ثم أنسيتها، وأراني صبحها أسجد في ماء وطين» . قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين، فصلى بنا رسول الله (ص) ، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين. (4) هو: شريك بن عبد الله النخعي، القاضي. (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (6) في (ك) : «وعشرون» . الحديث: 736 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 113 قلتُ لأَبِي: سَمِعَ أَبُو إِسْحَاقَ من (1) عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة؟ فَقَالَ: قَدْ روى عن عبد الله بن أبي قَتادة: إسماعيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الهَمْداني هَذَا الحديثَ؛ فيدلُّ أنَّ عبد الله بْنَ أَبِي قَتادة (2) قَدِمَ الكوفَةَ. 737 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ رسولُ الله (ص) يصومُ حَتَّى نقولَ (5) : لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى   (1) في (ت) و (ك) : «ابن» بدل: «من» . (2) من قوله: «إسماعيل بن أبي خالد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (3) في (أ) و (ش) : «وسألت» ، وانظر المسألة رقم (778/أ) . (4) رواه المحاملي في "أماليه" (20/ب/رواية أبي عمر ابن مهدي) من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك الحزامي، عنه، به. ومن طريق المحاملي رواه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/224) ، وفي "تاريخ بغداد" (11/314- 315) . قال العيني في "عمدة القاري" (11/83) : «قال المحبُّ الطبري: غريبٌ من حديث هشام بن عروة بهذا اللفظ، رواه ابن أبي الفوارس في أصول أبي الحسن الحمامي عن شيوخه» . وقال ابن عدي في "الكامل" (1/302) في ترجمة إسماعيل بن قيس: «عامة ما يرويه منكر» . والشطر الأول من الحديث رواه البخاري (1969) ، ومسلم (1154) من طريق أبي سلمة، عن عائشة خ = = قالت: كان رسولُ الله (ص) يصومُ حَتَّى نقولَ: لا يُفطِر، ويُفطِر حَتَّى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رسولَ الله (ص) استكمَلَ صيامَ شهر قَطُّ إلا رمضانَ، وما رأيتُه في شهر أكثرَ منه صيامًا في شَعبان. (5) في (ك) : «يقول» . الحديث: 737 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 114 نقولَ: لا يصومُ، وَكَانَ أكثرُ صيامِه فِي شَعبان. فقلتُ: يَا رسولَ الله، مالي أَرَى أكثرَ صيامِكَ فِي شَعبان؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إنَّهُ شَهْرٌ يُنْسَخُ لِمَلَكِ المَوْتِ مَنْ يَقْبِضُ؛ فَأُحِبُّ ألاَّ يُنْسَخَ اسْمِي إِلاَّ وَأَنَا صَائِمٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . 738 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطاء (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ؟ قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنْ عَطَاءٍ (5) ، عن آخَرَ، عن   (1) وقال أبو زرعة في المسألة رقم (778/أ) : «هو عندي: هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، عن النبي (ص) أنه قال: «مامن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلا حطَّ اللَّهُ عَنْهُ» هُوَ الصَّحِيحُ، وَقَوْلُهُ: «أَكْثَرُ صِيَامِهِ فِي شعبان ... » إلى آخره منكر» . (2) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (731) . (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9304) من طريق ابن علية، والنسائي في "الكبرى" (3182) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6365) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/99) ، والطبراني في "الأوسط" (5021) من طريق داود العطار، والنسائي أيضًا (3181) ، والدارقطني في "الأفراد" (302/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/266) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري ثلاثتهم عن ابن جريج، به. قال الدارقطني: «تفرد به أبو حاتم الرازي، عن محمد ابن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريج» . ورواه النسائي أيضًا (3180) والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق رباح بن أبي معروف، عن عطاء، به. (4) هو: ابن أبي رباح. (5) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3186) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عنه، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7526) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن أبي هريرة، به، موقوفًا. ورواه النسائي في "الكبرى" (3183 و3184) من طريق النضر بن شميل وحجاج المصيصي والعقيلي في "الضعفاء" (2/62) من طريق روح بن عبادة ثلاثتهم، عن ابن جريج مثله. قال النسائي: «عطاء لم يسمعه من أبي هريرة» . ورواه النسائي (3185) من طريق ابن أبي حسين، عن عطاء سمعت أبا هريرة يقول ... فذكره. قال النسائي: «والصواب رواية حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ» . قَالَ العقيلي: «الموقوف أولى» . وانظر أيضًا «الضعفاء» له (4/356) . الحديث: 738 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 115 أبي هريرة، موقوفً (1) (2) .   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (2151) : «اختُلف فيه على عطاء؛ فرواه رباح بن أبي مَعْروف وعمر بن قيس ومحمد بن عبد الله الأنصاري - من رواية أبي حاتم الرازي عنه - عن ابن جريج، كلهم: عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. ورواه المفضَّل بن فَضالة وإسماعيل بن عُلَيَّة ومحمد بن بكر وعبد الرزاق وأبو عاصم وحماد بن مَسْعَدة عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن أبي هريرة موقوفًا. ورفعه أيضًا ابن أبي حُسين وعبد الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُليمان عَنْ عطاء، عن أبي هريرة. واختُلِف عن عمرو بن دينار؛ فرواه يوسف بن بَحْر عن أبي النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ شعبة، عن عمرو، عن عطاء، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ورفعه، ومَتْنُه قال: احتَجَم رسولُ الله (ص) بالقاحَة وهو صائِم، فَغُشِيَ عليه، فنهى يومَئذٍ أن يحتَجِمَ الصَّائمُ. وقال النَّضر بن إسماعيل وغُندَر: عن شعبة، عن عمرو، عن عطاء، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أفطَر الحاجمُ والمحجوم؛ موقوفًا. وقال أَبُو عَاصِمٍ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عمرو؛ قال: يُؤْثَر عن أبي هريرة، موقوفًا. ورواه ليثُ بْنُ أَبِي سُلَيم، عَنْ عطاء، عن عروة بن عياض، عن عائشة، عن النبي (ص) ، والقولُ قول من وقفه على أبي هريرة؛ لأنهم أثبات حُفَّاظ وإن من رفعه ليسوا بمنزلتهم إلا [كذا!] بالاتفاق. ورواه فِطْرُ بن خليفة، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قاله قَبيصة عنه، وقال غيره: عن فِطْر، عن عطاء مرسلاً. اهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 116 739 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُقَيل (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة؛ أنَّ عائِشَة أَخْبَرَتْهُ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَبَّلَها وَهُوَ صائِمٌ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى (3) يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ (5) أُمِّ سَلَمة، عَنْ أُمِّ سَلَمة (6) : أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُقَبِّلُها وَهُوَ صائِمٌ. وَرَوَى معاويةُ بْنُ سَلاَّم (7) ، وشَيْبان (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي سَلَمة، عن عمر ابن عبد العزيز، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (108) . (2) هو: ابن خالد الأيلي. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3057) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7408) عن معمر وابن جريج، عن الزهري، به. وسقط من المطبوع: «عن الزهري» . ورواه أحمد في "مسنده" (6/232 رقم 25953) ، وابن راهويه في "مسنده" (1062) ، وابن حبان في "صحيحه" (3545) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به. ورواه النسائي في "الكبرى" (3058) من طريق يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، به. (3) في (ف) : «رواه» . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/300 رقم 26566) من طريق همام، والبخاري في "صحيحه" (322) من طريق شيبان كلاهما عنه، به. ومن طريق أحمد رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/122) . (5) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «ابنت» ، وكلاهما صحيح في العربية، وانظر التعليق على المسألة رقم (6) . (6) قوله: «عن أم سلمة» سقط من (ك) . (7) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) . (8) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) . الحديث: 739 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 117 قَالَ أَبِي: حديثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ أَشبهُ مِنْ حَدِيثِ عُقَيل. قَالَ أَبِي: كَانَ الزُّهْريُّ أضبَطَ مِنْ أَنْ يَخْفَى عَلَيْهِ مثلُ هَذَا، وَلَكِنْ أخافُ أَنْ يكونَ لَمْ يَضْبِطْ عُقَيل عَنْهُ (1) .   (1) سئل الدارقطني في "العلل" (5/151/ أ، ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه الزهري ويحيى بن أبي كثير وأبو بكر بن المنكدر وأبو إسحاق. وأما الزهري: فاختُلِف عنه في لفظه، وفي إسناده: فرواه مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: كان رسول الله (ص) يخرج إلى الصَّلاة، ثم يقبِّلُني ولا يتوضَّأ. تفرد به سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مَنْصُورِ بن زاذان، عن الزهري، وخالفه عُقيل بن خالد وابن أبي ذئب ويزيد ابن عياض ومعمر بن راشد، فرووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة: أن النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ولم يذكر الوضوء. واختُلِف عن معمر: فرواه إسماعيل ابن بنت السُّدِّي، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ثم يصلِّي ولا يتوضَّأ، فوهم في إسناده ومتنه. [فأما وهمُه] في إسناده: فقوله: عن أبي سلمة، عن عروة، وإنما رواه عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة، عن عائشة. وأما قوله في متنه: " ولا يتوضَّأ " فهو وهم أيضًا، والمحفوظ: كان يقبِّل وهو صائم. ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ الْمَكِّيُّ، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أم سلمة: أن النبي (ص) كان يُقبِّل وهو صائمٌ، ووهم في قوله: "أم سلمة". ورُوي هذا الحديث عن أسامة بن زيد والأوزاعي وابن عيينة ومعمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة: أن النبي (ص) كان يُقَبِّل وهو صائمٌ. وأما يحيى ابن كثير: فاختُلِف عنه في روايته عن أم سلمة: فرواه هشام الدَّستوائي وعلي بْن الْمُبَارَك، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عروة، عن عائشة..وخالفهما شيبان ابن عبد الرحمن ومعاوية بن سلام وأيوب بن خُوْط وسُليمان بن أرقم؛ رووه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي سلمة بن عبد الواحد بن عمر بن عبد العزيز [كذا! وصوابه: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عُمَرَ بن عبد العزيز. كما سيأتي] عن عروة، عن عائشة. واختُلِف عن الأوزاعي: فرواه الوليد بن مسلم- من رواية يزيد بن عبد الله ابن زُرَيق، عن الوليد - عن الأوزاعي، عن يحيى؛ بمتابعة رواية شيبان ومن تابعه، وتابعه يزيد بن سنان أبو فروة الجَزَري، عن الأوزاعي. وخالفهم مبشر ابن إسماعيل وهِقْل، فروياه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، [عَنْ] أبي سلمة، عن عائشة. والقول قول شيبان ومن تابعه ممن ذكر فيه عمر بن عبد العزيز. ورواه يحيى = = ابن أبي كثير بإسناد آخر، واختُلِف عنه فيه أيضًا: فرواه الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سلمة، عن أم سلمة، وخالفه معاوية بن سلام وشيبان وهشام الدَّستوائي؛ فرووه عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن زينب، عن أم سلمة، وكذلك رواه أبو بكر بن المنكدر، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ زَيْنَبَ، عن أم سلمة؛ قاله بكر بن الأشجع عنه، ونكتب ذلك في مسند أم سلمة إن شاء الله» . اهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 118 740 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ صَالِحِ بْنِ زِيَادٍ المُقرِئ الرَّقِّي (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ السُّكَّري عَمْرِو بْنِ ميمون القَنَّاد (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ مَغْراء، عَنْ عِمران بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سُوَيد بْنِ غَفَلَة، عن علي، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ (3) : مَنْ مَنَعَهُ الصِّيَامُ مِنْ طَعَامٍ أوْ شَرَابٍ يَشْتَهِيهِ، أَطْعَمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الجَنَّةِ، وَسَقَاهُ مِنْ شَرَابِهَا. وَإِنَّهُ لَمْ يُنْخَلْ لرسول الله (ص) طعامٌ قَطُّ، وَلا شَبِعَ (4) مِنْ خُبزِ بُرٍّ ثلاثةَ أيام ٍ مُتَوَالِيَةٍ، حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ ويشبهُ أَنْ يكونَ أَبُو زُهَيْرٍ (5) سمعَه مِنْ (6) عَمْرِو بْنِ شَمِر؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُدرِكْ عِمرانَ بْنَ مُسْلِمٍ.   (1) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (3634) . (2) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/258 رقم1424) وقال: «سألت أبي عنه، فقال: لا أعرفُه، والحديث الذي رواه منكر» . (3) قوله: «قال» سقط من (ك) . (4) في (ك) : «ولا يشبع» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) . (5) هو: عبد الرحمن بن مَغْراء. (6) في (ك) : «ابن» بدل: «من» . الحديث: 740 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 119 741 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ (1) ، عَنْ ثَوْرٍ (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طَلحَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي ذَرٍّ (3) : أنَّ النبيَّ (ص) واصَلَ بَيْنَ يومَيْنِ، فأتاهُ جبريلُ فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قَدْ قَبِلَ وِصالَكَ ... الحديثَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ الوليدُ (4) ، عَنْ ثَور، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طَلحَة، عَمَّن لا يتَّهم (5) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بن أبي ذَرٍّ (6) ،   (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3138) ، و"مسند الشاميين" (464) عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ ثور بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عن أبي ذر، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ثور إلا يحيى، ولا يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد» . ومن طريق الطبراني، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (37/15) . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (3/158) : «ولم أعرف عبد الملك، وبقية رجاله رجال الصحيح» . وقال ابن حجر في"فتح الباري" (4/205) : «ليس إسناده بصحيح» . ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/139) من طريق الهيثم بن حميد، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أبي طلحة، عن عبد الله بن ذر، أن النبي (ص) واصل ... فذكره. (2) هو: ابن يزيد الكَلاعي. (3) في (أ) و (ش) : «علي بن ذر» ، وضبَّب ناسخ (ك) على قوله: «علي» . وثَمَّ تعليقٌ بهامش النسخة (أ) ، ونصُّه: «إنما هو: عن عبد الملك، عن أبي ذر؛ كذا خرَّجه الطبراني» ، وقد تقدَّم تخريج رواية الطبراني. (4) هو: ابن مسلم. (5) ضبطها ناسخا (أ) و (ف) : «يُتَّهَم» بضم المثنَّاة التحتية، على البناء لما لم يُسَمَّ فاعله. (6) كذا في جميع النسخ، ولعلَّ الصواب: «عن عبد الملك، عن أبي ذر» . وانظر التعليق قبل السابقين. الحديث: 741 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 120 عن النبيِّ (ص) : فأيُّهما أصَحُّ عندك (1) ؟ قَالا: حديثُ الْوَلِيدِ أصَحُّ. 742 - وسألتُ أَبِي (2) وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِير (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: ألاَ أُخْبِرُكُمْ بِالغَنِيمَةِ البَارِدَةِ؟! الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ هَمَّام (4) ، والدَّسْتوائي (5) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ ... . قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِمَّن هو (6) ؟   (1) في (ت) : «عند» ، وفي (ك) : «عنده» ، والجادَّة: «عندكما» ، لكنْ لعلَّه وَجَّهَ السؤالَ إلى كل واحدٍ منهما على حدة، فيصح على ذلك أنْ يقول" «عندك» ، والله أعلم. (2) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الصغير" (716) ، و"مسند الشاميين" (2600) وابن عدي في = = "الكامل" (3/374) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3658) . من طريق الوليد بن مسلم، عنه، به. ومن طريق الطبراني، رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/456) . قال الطبراني: «لم يروه عن قتادة إلا سعيد، تفرد به الوليد» . وكذا قال ابن عدي. وعزاه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 588) إلى ابن أبي عاصم. (4) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" ص (221) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/297) . ومن طريق عبد الله بن أحمد رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/381) . قال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم588) بعد أن ذكره موقوفًا: «وهو أصح» . (5) في جميع النسخ: «الدستواني» ، عدا (ك) و (ش) ، فإنها لم تنقط ولم تهمز فيهما. والدَّستوائي هذا هو: هشام ابن أبي عبد الله. (6) قوله: «هو» ليس في (ك) . الحديث: 742 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 121 قَالَ (1) : مِنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير. 743 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كان   (1) في (ك) : «قال: هو» . (2) هو: ابن الوليد. ولم نقف على روايته بهذا اللفظ، والحديث رواه ابن ماجه في "سننه" (1678) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4792) ، والطبراني في "الصغير" (401) و"مسند الشاميين" (1830) ، وابن عدي في "الكامل" (3/406) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/262) من طريق بَقِيَّةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سعيد الزبيدي، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة قالت: اكتحل رسول الله (ص) وهو صائم. قال ابن عدي: «سعيد بن أبي سعيد الزبيدي، شيخ مجهول، وأظنه حمصي، حدث عنه بقية وغيره، حديثه ليس بالمحفوظ» . وقال البيهقي: «وسعيد الزبيدي من مجاهيل شيوخ بقية، ينفرد بما لا يتابع عليه» . وتعقبهما ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/317) بقوله: «وليس هو بمجهول؛ كما قاله أيضًا ابن عدي؛ بل هو: سعيد بن عبد الجبار الزبيدي الحمصي، وهو مشهور؛ لكنه مجمع على ضعفه، وأبو أحمد بن عدي فرَّق في كتابه بين سعيد بن أبي سعيد وبين سعيد ابن عبد الجبار، وهما واحد» . وبنحوه قول الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/365) . ووقع في رواية الطبراني في "الصغير": «محمد بن الوليد الزبيدي» . قال ابن عبد الهادي: «وقد ظنَّ بعض العلماء أن الزبيدي في هذا الحديث هو محمد بن الوليد، الثقة الثبت، وذلك وهمٌ؛ وإنما هو: سعيد بن أبي سعيد كما صرح به البيهقي وغيره» . وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (2/691) في بقية بن الوليد: «وكان ربما روى عن سعيد بن عبد الجبار الزبيدي أو زرعة بن عمرو الزبيدي، وكلاهما ضعيف الحديث، فيقول: «نا الزبيدي» فيُظَنُّ أنه محمد بن الوليد الزبيدي صاحب الزهري» . ثم ذكر له هذا الحديث وقال: «وظنه بعضهم محمد بن الوليد، فنسبه كذلك، وأخطأ، وإنما هو: سعيد بن عبد الجبار» . (3) هو: ابن عروة بن الزبير. الحديث: 743 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 122 يَحْتَجِمُ وَهُوَ صائِمٌ؟ فَقَالا: هُوَ سعيدُ بْنُ عَبْدِ الجبَّار (1) ، عَنْ أبي (2) جَزِيٍّ (3) ، عَنْ هِشَامٍ، والحديثُ حديثُ هِشَامٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ يَحتَجِمُ وهو صائِمٌ. وأبو جَزِيٍّ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 744 - وسمعتُ (5) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ سُوَيد بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ الذِّمَاري، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (6) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبي (7) ، عَنْ ثَوْبان؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ   (1) هو: سعيد بن أبي سعيد المتقدم، قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/365) بعد أن ذكر سعيد بن أبي سعيد: «واسم أبيه: عبد الجبار على الصحيح» . (2) في (ت) و (ك) : «ابن» بدل: «أبي» . (3) بالجيم والزاي، ثم ياء مثناة. ومنهم من يقول: «جزء» ؛ بالهمزة بدل الياء، والأول أشهر، واسمه: نصر بن طريف، وقد اختلف الأئمة في ضبط «جزي» ، فمنهم من ضبطه بفتح الجيم وكسر الزاي، على وزن «عَلِيّ» ، ومنهم من ضبطه بكسر الجيم وسكون الزاي، على وزن «جِزْي» ، ومنهم من ضبطه بضم الجيم وفتح الزاي على وزن «سُمَيّ» . انظر تفصيل ذلك في "الإكمال" لابن ماكولا (2/78-81) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/310) ، و"لسان الميزان" (6/154) ، و"القاموس المحيط" (ص 1270) . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9334) من طريق عبيد الله بن موسى وأبي أسامة كلاهما، عنه، به. (5) نقل هذا النص ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/310) ، والعلائي في "رفع الإشكال، عن صيام ست من شوال" (ص68) ، وقد تقدمت هذه المسألة برقم (716) ، وانظر المسألة التالية. (6) هو: شراحيل بن آدة. وقوله: «عن أبي الأشعث الصنعاني» سقط من (ك) . (7) هو: عمرو بن مرثد. الحديث: 744 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 123 صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (1) مِنْ شَوَّالٍ ... . قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ شديدٌ (2) ؛ قَدْ سَمِعَ يَحْيَى بْنُ الْحَارِثِ الذِّمَاري هَذَا الحديثَ (3) مِنْ أَبِي أَسْمَاءَ؛ وَإِنَّمَا (4) أَرَادَ (5) سُوَيْدٌ: مَا حدَّثنا صَفْوان بْنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حدَّثنا مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (6) ، [عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ] (7) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْسٍ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (8) مِنْ شَوَّالٍ ... . وحديثُ ثَوْبان: الصَّحيحُ: يحيى بن الحارث؛ أنه (9) سَمِعَ أَبَا (10) أَسْمَاءَ الرَّحَبِيَّ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) . 745 - وسُئِلَ (11) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (12) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عن أبي الأَشْعَث   (1) انظر الكلام على قوله: «بِسِتّ» في المسألة رقم (713) . (2) في "تهذيب السنن" و"رفع الإشكال": «هذا وَهَمٌ من سويد» . (3) قوله: «هذا الحديث» مكرر في (ف) . (4) في (ف) : «إنما» بلا واو. (5) قوله: «وإنما أراد» سقط من (ت) و (ك) . (6) هو: مروان بن محمد. (7) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "تهذيب السنن"، و"رفع الإشكال"، وجاء على الصَّواب في المسألة التالية. (8) في (ك) : «بستة» ، وكلاهما جائزٌ لغةً. انظر التعليق على المسألة رقم (713) . (9) قوله: «أنه» من (ف) فقط. (10) في (أ) و (ش) : «أبي» . (11) نقل هذا النص ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/310) ، والعلائي في "رفع الإشكال عن صيام ست من شوال" (ص68) ، وانظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (716) . (12) هو: مروان بن محمد. الحديث: 745 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 124 الصَّنْعاني (1) ، عَنْ [شَدَّاد] (2) بْنِ أَوْس، عن النبيِّ (ص) : مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ (3) مِنْ شَوَّالٍ ... ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الناسُ يَروون (4) عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ أَبِي أَسْمَاءَ، عَنْ ثَوبان، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (5) . 746 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سُوَيد بن عبد العزيز (7) ، عن قُرَّة بن عبد الرحمن، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحكم، عن   (1) هو: شراحيل بن آدة. (2) في جميع النسخ: «أوس» ، والتصويب من "تهذيب السنن" و"رفع الإشكال عن صيام ست من شوال". وجاء على الصَّواب في المسألة السابقة. (3) انظر الكلام على قوله: «بست» من جهة اللغة، في التعليق على المسالة رقم (713) . (4) في (ك) : «يروونه» ، وهكذا كانت في (ف) و (ت) ، ثم صُوِّبت. (5) كذا في جميع النسخ و"رفع الإشكال" للعلائي، والجادَّةُ أن يكون بالألف رفعًا على الخبرية؛ والتقدير: «قال: هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ مجيئه بالياء «صحيحين» له وجهان في العربية، ذكرناهما في تخريج نحوه في المسألة رقم (25) . (6) انظر المسألة المتقدمة برقم (681) ، والتعليق عليها. (7) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (817) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/98) ، والطبراني في "الأوسط" (544 و8217) ، وابن عدي في "الكامل" (4/220) ، والحاكم في "المستدرك" (3/631) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4070) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/346) . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/8) في ترجمة عبد الله بن حذافة: «لا يصح حديثه، مرسل» . قال ابن عدي بعد روايته للحديث: «وهذا الحديث هو الذي أشار إليه البخاري لعبد الله بن حذافة لا يصح» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا قرَّة، تفرد به سويد بن عبد العزيز» . الحديث: 746 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 125 عبد الله بْنِ حُذافَة السَّهْمي: أنَّ النبيَّ (ص) أمرَه أَنْ يُنادِيَ فِي أَهْلِ مِنًى: أنْ لا تَصُومُوا هذهِ (1) الأَيَّامَ؛ فإنَّها أَيَّامُ أَكلٍ وشُربٍ وذِكْرِ اللهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري؛ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مَسْعُودٍ، عَنْ عبد الله بْنِ حُذَافَة. 747 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن بَشير (2) ، عَنْ قَتَادة، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي: الَّذِي   (1) في (ت) و (ك) : «في هذه» . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (273/أ/مسند أبي هريرة) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2677) ، والدارقطني في "السنن" (2/179-180) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/353) من طريق أبي الجماهر محمد بن عثمان، عنه، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنْ قَتَادَةَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة إلا الحجاج بن أرطاة وسعيد بن بشير» . ورواه الترمذي في "جامعه" (721) ، والبزار في "مسنده" (273/أ/مسند أبي هريرة) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6038) ، والدارقطني في "السنن" (2/180) من طريق حجاج بن أرطاة، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (939) من طريق يزيد التستري والحسن بن دينار، ثلاثتهم، عن قتادة، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (1933) ، ومسلم في "صحيحه" (1155) من طريق هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سيرين، به. ورواه الدارقطني في "السنن" (2/179) من طريق عمار بن مطر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أبي هريرة، به. قال الدارقطني: «عمار ضعيف» . الحديث: 747 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 126 يَأْكُلُ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ، إِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابنُ أَبِي عَروبة (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي رَافِعٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) . وسعيدُ بْنُ أَبِي عَروبة أحفَظُ. 748 - وسألتُ (4) أبي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاشٍ اليَشكُريِّ (5) ، عَنْ أَبِي قَتادة بْنِ رِبْعِيٍّ (6) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الجُمُعَة؟ فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ سعيدُ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتادة، عَنْ عَيَّاش، عَنْ أَبِي قَتادة العَدَويِّ، موقوفً (7) .   (1) هو: سعيد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/489 رقم 10348) ، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده" (18) وابن الجارود في "المنتقى" (390) . ورواه ابن حبان في "كتاب الصلاة" - كما في "إتحاف المهرة" (20073) - من طريق شعبة، والدارقطني في "سننه" (2/179) من طريق نصر بن طريف كلاهما عن قتادة، به. قال الدارقطني: «نصر بن طريف أبو جزء ضعيف» . وقال الدارقطني في "العلل" (1821) بعد أن ذكر الاختلاف على قتادة: «ولعل قتادة روى عنهما» أي: ابن سيرين وأبي رافع. (2) هو: نُفَيع الصَّائغ. (3) قوله: «عن أبي هريرة» سقط من (ف) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (684) و (722) . (5) هو: عيَّاش بن عبد الله. (6) هو: الحارث بن ربعي. (7) كذا في النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 748 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 127 قَالَ أَبِي: وَأَبُو قَتادَةَ العَدَويُّ مِنَ التَّابعين. 749 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ رجُلاً أَتَى النبيَّ (ص) فَقَالَ: إِنِّي هَلَكتُ؛ وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي شَهْرِ (3) رمضانَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (4) ، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: قَدِمَ جعفرُ بْنُ بُرْقان الكوفةَ وَلَيْسَ مَعَهُ كُتُب، فَكَانَ يحدِّث مِنْ حِفظِه فيغلَطُ. 750 - وسمعتُ (5) أَبِي وحدَّثنا عَنْ هِلالِ ابن العَلاء (6) ، عن أبيه (7) ، عن عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عليِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَجُلا أفطرَ فِي شَهْرِ رمضانَ، فَأَتَى أَبَا هريرةَ، فَسَأَلَهُ (8) ؟ فَقَالَ: لا يُقبَلُ مِنْهُ صومُ سَنَةٍ.   (1) انظر المسألة رقم (653) و (707) و (708) . (2) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (10/242) . (3) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (4) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (707) . (5) انظر المسألة رقم (674) و (720) و (776) وفيها تخريج طرق الحديث. (6) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3271/الرسالة) . (7) هو: العلاء بن هلال. (8) قوله: «فسأله» سقط من (ك) . الحديث: 749 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 128 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حبيبٌ، عَنْ عُمَارَة بْنِ عُمَير، عَنِ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صِيَامُ الدَّهْرِ. 751 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله (2) بن عمرو (3) ، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ جُنْدب بْنِ سُفْيان (4) ، عن النبيِّ (ص) : أَفْضَلُ الصِّيَام ِ (5) بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ: المُحَرَّمُ؟ قَالَ أبي: أخطأَ فيه عُبَيدالله؛ الصَّوابُ: مَا (6) رَوَاهُ زَائِدَةُ (7) وغيرُه (8) ، عن عبد الملك بْنِ عُمير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنتَشِر، عن حُمَيد   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (770) موجَّهة لأبي زرعة، وقد أجاب بمثل جواب أبي حاتم هنا. (2) في (ك) : «عبد الله» . (3) هو: الرَّقي، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2916/الرسالة) ، والروياني في "مسنده" (970) ، والطبري - كما في "إتحاف المهرة" (3997) وصححه -، والطبراني في "الكبير" (2/169 رقم 1695) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/291) . قال ابن حجر متعقبًا تصحيح الطبري له: «وفيه نظر؛ فإن عبيد الله بن عمرو تفرد به، وخالفه أبو عوانة وزائدة وغير واحد، فرووه عن عبد الملك بن عمير، عن محمد ابن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، من هذا الوجه أخرجه مسلم» . (4) هو: جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي. (5) قوله: «الصيام» سقط من (ف) . (6) قوله: «ما» ليس في (ف) . (7) هو: ابن قُدامة. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1163) . (8) ذكر أبو زرعة في المسألة رقم (770) منهم: أبا عوانة وضَّاح بن عبد الله، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/342 رقم 8507) ، والدارمي في "مسنده" (1517) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/291) وجرير بن عبد الحميد، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1163) . الحديث: 751 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 129 بن عبد الرحمن (1) ؛ منهم من يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَمِنْهُمْ مِنْ يُرْسِلُه؛ يَقُولُ: حُمَيد، عن النبيِّ (ص) . والصَّحيحُ مُتَّصِلٌ: حُمَيدٌ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (2) . 752 - وسمعتُ (3) أَبِي يَقُولُ: وَهِمَ محمَّدُ ابن سَلَمة (4) فِي الحديثِ الَّذِي يَرْوِيهِ عن زياد ابن أَبِي مَرْيَمَ: أَنَّهُ دخلَ عَلَى أَبِي مُوسَى، وَهُوَ يَحتَجِمُ وَهُوَ صائِمٌ؛ فِي ذِكْرِ الحِجامَة للصَّائم (5) .   (1) هو: الحميري. (2) قال الدارقطني في "العلل" (1656) : «اختُلِف فيه على حميد بن عبد الرحمن: فرواه عبد الملك بن عمير، واخُتِلف عنه: فرواه زائدة بن قدامة وأبو حفص الأبَّار والثوري وشيبان وأبو حمزة وأبو عوانة وعبد الحكيم بن منصور وعكرمة بن إبراهيم وجرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ، عَنْ حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، وخالفهم عُبيدالله بن عمرو الرَّقِّي؛ رواه عن عبد الملك بْنِ عُمير، عَنْ جُنْدَبِ بْنِ سفيان، عن النبي (ص) ، ووَهِمَ فيه، والذي قبله أصحُّ، عن عبد الملك. ورواه أبو بشر جعفر بن إياس، = = عن حميد الحميري، واختُلِف عنه: فأسنده أبو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بشر، عَن حميد الحميري، عن أبي هريرة، وخالفه شعبة، فرواه عن أبي بشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن النبي (ص) مرسلاً، ورفعُه صحيح» . وصحَّح المزي في "تحفة الأشراف" (3266) حديثَ عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنتشر، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا. (3) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/40) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (682) . (4) هو: الحرَّاني. (5) قال المصنف في "المراسيل" (217) : «سمعت أبي يقول: زياد بن أبي مريم لم يدخل على أبي موسى قط، وَهِمَ محمد بن مُسْلِم، في هذا الحديث في ذكر الحجامة للصائم» كذا وقع في المطبوع من "المراسيل" «محمد بن مسلم» وهو تحريف والصواب كما في المسألة: «محمد بن سلمة» . الحديث: 752 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 130 753 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ أَبَا طَيْبَةَ أَنْ يَحْجُمَهُ فِي رمضانَ مَعَ غَيبُوبَةِ الشَّمسِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، حدَّثنا به هشامُ ابنُ عَمَّارٍ (3) ، عَنْ سَعْدان (4) ، عَنْ جَعْفَرٍ. قَالَ أَبِي: وجعفرُ بْنُ بُرْقان لا يصِحُّ لَهُ السَّماعُ مِنْ أبي الزُّبَير، ولعلَّ بينهُما رجلً ضَعِيفٌ (5) . 754 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه ابن المبارك (6) ، وخالد   (1) انظر المسألة رقم (761) . (2) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس. (3) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3536) ، والطبراني في "الأوسط" (4527) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ جعفر بن بُرْقان إلا سعيدُ بن يحيى، تفرَّد به هشام بن عمار» . (4) هذا لقبه، واسمه: سعيد بن يحيى اللَّخْمي. (5) كذا في جميع النسخ، وتَحْتَمِلُ العبارةُ أحدَ وجهَيْن: إمَّا أن يقال: ولعلَّ بينهما رجلً ضعيفً، أو يقال: ولعلَّ بينهما رجلٌ ضعيفٌ، فالأول: بالنصب على لغة ربيعة، والثاني بالرفع على تقدير ضمير الشأن، وسبق تخريج نحو ذلك في المسألة رقم (130) في قوله: «إنَّ للوضوء شيطان» . وانظر المسألة رقم (34 و854) . (6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/184 رقم 1596) ، ومسلم في "صحيحه" (1086) . ورواه أحمد (1/184 رقم 1594 و1595) ، ومسلم (1086) من طريق محمد بن بشر وزائدة بن قدامة، وابن خزيمة في "صحيحه" (1920) ، والبزار في "مسنده" (1181) من طريق مروان بن معاوية، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/281) من طريق حكام بن سلم ومهران بن أبي عمر جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير واحد عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، مرسلاً، وأسنده جماعة منهم: زائدة، ومحمد بن بشر ومروان بن معاوية» . الحديث: 753 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 131 الواسِطي (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : الشَّهْرُ هَكَذا، وهَكَذا؛ تِسْعً وَعِشْرينَ، وَثَلاَثِينَ (2) . وَرَوَاهُ وكيعٌ (3) ، وَيَحْيَى القَطَّانُ (4) ، فَقَالا: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (5) ؟   (1) هو: خالد بن عبد الله. (2) قوله: «تِسْع» كذا في جميع النسخ، وهو بفتحتين على العين؛ لأنَّه منصوبٌ على إضمار فعل مقدر، ويحتمل وجهين: الأول: أنه بإضْمار فعل ناقص، والتقدير: «الشَّهْرُ يكون هَكَذا وهَكَذا؛ تِسْعً وَعِشْرينَ، وَثَلاَثِينَ» ، فـ «تِسْعً وعشرين» ، و «وَثَلاَثِينَ» منصوبان؛ لأنهما عطفُ بيان أو بدلٌ من قوله: «هَكَذا وهَكَذا» ، وقد صرِّح بهذا الفعل- وهو «يكون» - عند مسلم في "صحيحه" (1084) من حديث جابر، وعند ابن خزيمة في "صحيحه" (1921) من حديث عمر بن الخطاب: «إنَّ الشهر يكونُ تِسْعًا وعِشْرين» . وانظر "تقريب الأسانيد" للعراقي (4/116) . والثاني: أنه بإضمار فعل تام، والتقدير: «الشَّهْرُ هَكَذا وهَكَذا، أعني - أو يعني - تِسْعً وَعِشْرينَ وَثَلاَثِينَ» . هذا؛ وقد كانت الجادَّة - في الوجهين - أن يقال: «تِسْعًا» بالألف على لغة جمهور العرب، كما جاء = = في مطبوعات مصادر التخريج؛ لكنَّ حذفها هنا جارٍ على لغة ربيعة، التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) هو: ابن الجرَّاح الرُّؤاسي. (4) هو: يحيى بن سعيد. ولم نقف على رواية وكيع والقطان، والحديث رواه النسائي في "سننه" (2137) من طريق محمد بن عبيد، عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، به مرسلاً. (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 132 قَالَ أَبِي: المُتَّصِلُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) أشبَهُ؛ لأنَّ الثِّقات قَدِ اتَّفقوا (1) عُلَيَّةَ (2) . 755 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ عُثْمَانَ العَسْكري؛ قال: حدَّثنا غالبُ ابن فائِد، عَنْ إِسْرَائِيلَ (4) ، عَنْ جَابِرٍ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: خِيَارُكُمْ مَنْ قَصَرَ الصَّلاَةَ فِي السَّفَرِ وَأَفطَرَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا عبد الله بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ (6) ؛ قَالَ: أخبرنا إسرائيل،   (1) في (ك) : «اتفق» . (2) قال البرذعي في "سؤالاته" (ص 750) : «سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت علي بن عبد الله يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد يقول: كان معي في الأطراف: عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [سَعْدٍ] ، عَنْ أَبِيهِ: «الشهرُ هكذا وهكذا» ، فسألت إسماعيل عنه؟ فأنكر أن يكون: عن أبيه» . وقال الدارقطني في "العلل" (626) : «يرويه إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، واختُلِف عنه: فرواه زائدة وخالد الواسطي وورقاء ومحمد بن بشر وابن المبارك، عن إسماعيل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد، ورواه علي بن مسهر وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ إسماعيل، عن محمد بن سعد مرسلاً. ورواه مغيرة ابن مسلم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن السعدي، ووَهِمَ فيه، والصَّواب: حديث محمد بن سعد، وكان إسماعيل بن أبي خالد مرَّة يصله، ومرَّة يرسله» . (3) نقل هذه المسألة بتمامها ابن الملقن في "البدر المنير" (3/326/مخطوط) ، لكن وقع عنده: «عن إسرائيل، عن جده، عن محمد بن المُنْكَدِر» . (4) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. (5) هو: ابن يزيد الجُعفي. (6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/165/تعليقًا) ، وابن عدي في "الكامل" (3/24) ، وابن شاذان في "الجزء الثامن من أجزائه"، وعبد الغني المقدسي في "السنن" - كما في "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني _ح (3560) . قال ابن عدي: «وخالد العبد ليس له من الحديث إلا مقدار عشرة وأقل، عن ابن المنكدر والحسن البصري، وأحاديثه بمقدار ما يرويه مناكير» . الحديث: 755 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 133 عَنْ خَالِدٍ العَبْد (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وغالبُ (2) بْنُ فَائِد مَغْرِبِيٌّ (3) ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 756 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ مَغْراء (4) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: سافَرْنَا مَعَ رَسُولِ الله (ص) ، فَمِنَّا الصَّائمُ، ومنَّا المُفطِرُ، فكان (5) من صامَ فِي أنفُسِنا أفضلَ، وَكَانَ المُفْطِرونََ هم الذين يَعْمَلونَ، ويُعِينونَ، ويَسْتَقونَ، فقال رسولُ الله (ص) : ذَهَبَ المُفْطِرونَ بِالأَجْرِ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .   (1) في (ش) و (ف) والموضع السابق من "البدر المنير": «العبدي» ، وهكذا كان في (أ) ، ثم ضُرب على الياء. (2) قوله: «غالب» تصحَّف في (ك) إلى: «خالد» . (3) كذا في جميع النسخ، وغالب بن فائد كوفي أسدي، لم يقل أحدٌ ممن ترجم له: إنَّه مغربيّ، والذي يظهر لنا أن قوله: «مغربيّ» محرفٌ عن: «مقرئ» ؛ فإنَّه مشهور بذلك، قال ابن حجر في "لسان الميزان" (5/408) : «كوفيٌّ أخذ القراءة عن حمزة الزيات» . وانظر "الجرح والتعديل" (7/49) ، و"تاريخ الإسلام" (13/322) . (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (28/أ/مسند أنس) ، والطبري في"تهذيب الآثار" (1/106/مسند ابن عباس) . (5) في (ت) و (ك) : «وكان» . (6) يعني: من هذا الطريق، ووجه إنكار هذا الحديث: أن عبد الرحمن بن مغراء متكلَّم في روايته عن الأعمش، ولم يتابعه على هذا الحديث - فيما نعلم - أحدٌ من أصحاب الأعمش الثقات، وفي هذا نكارةٌ ظاهرة. وقد روى ابن عدي في "الكامل" (4/289) عن علي بن المديني أنه قال: «عبد الرحمن بن مغراء أبو زهير: ليس بشيء، كان يروي عن الأعمش ستَّ مئة حديث، تركناه، لم يكن بذاك» ، ثم قال ابن عدي: «وهذا الذي قاله علي بن المديني هو كما قال، إنما أنكرت على أبي زهير هذا أحاديث يرويها عن الأعمش لا يتابعه الثقات عليها، وله عن غير الأعمش غرائب، وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم» . وانظر "تهذيب الكمال" (17/421) . والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2890) ، ومسلم (1119) كلاهما من طريق مورِّق العجلي، عن أنس، به. وانظر "العلل" للدارقطني (4/19ب - 20 أو85 أ) . الحديث: 756 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 134 757 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرمَلَة (2) ، عن ابن وَهْب (3) ، عن عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بْنِ الصُّبْح، عَنْ مُقاتِل، عَنْ عَمْرِو (4) بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ اللَّهِ (ص) فِي السَّفَرِ (5) صَائِمًا ومُفْطِرًا، ورأيتُه يصلِّي حافِيًا ومُنتَعِلاً، ورأيتُه (6) يَشْرَبُ قاعِدًا وَقَائِمًا، ورأيتُه يَنفَتِلُ عَنْ يَمينِه وَعَنْ شِمالهِ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: ابنُ السَّمْح لَيْسَ بقويٍّ، وهو مَرْوَزِيٌّ، ومُقاتِلٌ هُوَ عِنْدِي: مُقاتِلُ (7) بْنُ سُلَيمان. 758- وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (413) . (2) هو: ابن يحيى التُّجِيبي. (3) هو: عبد الله. (4) تصحَّف في (ك) إلى: «عمر» . (5) في (ك) : «في سفر» . (6) في (ت) : «ورأيت» . (7) قوله: «مقاتل» ليس في (ك) . (8) انظر المسألة رقم (659) و (782) . الحديث: 757 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 135 أَعْيَن (1) ، عَنْ خَطَّاب بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ خُصَيف (2) ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ دخلَ عَلَى حَفْصَةَ، وأمِّ سَلَمةَ (3) - أَوْ عائِشَة - وَهُمَا (4) صائِمتانِ، ثُمَّ خَرَجَ ورَجَعَ وَهُمَا تأكُلانِ (5) ، فَقَالَ: أَلَمْ تَكُونا صائِمَتَينِ؟ ، قَالَتَا: بَلَى، ولكنْ أُهدِيَ لَنَا طعامٌ، فقال النبيُّ (ص) : صُومَا يَوْمًا مَكَانَهُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ عبدُ السَّلام ابن حَرْب، عَنْ خُصَيف، عَنْ مِقْسَم (6) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: حديثُ عبد السَّلام أشبهُ بالصَّواب. قلتُ: مِقْسَمٌ سمعَ من عائِشَة؟ قال: أَدرَكَها.   (1) لم نقف على روايته، والحديث رواه النسائي في "الكبرى" (3287-الرسالة) ، والطبراني في "الكبير" (11/288 رقم 12027) ، و"الصغير" (488) من طريق المعافى بن سليمان، عن خطاب، به. قال النسائي: «هذا الحديث منكر، وخُصَيف ضعيف في الحديث وخطّاب لا علم لي به. والصواب حديث معمر ومالك وعبيد الله» . وقال الطبراني: «لم يَروه عن خصيف إلا خطاب بن القاسم» . (2) هو: ابن عبد الرحمن الجزري. (3) المثبت من (ف) فقط، وفي بقيَّة النسخ: «حفصة أم سلمة» . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «هما» بلا واو. (5) في (ش) : «يأكلان» . (6) هو: ابن بُجْرَة مولى ابن عباس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 136 759 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبَادة، عَنْ حمَّاد (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإنَاءُ عَلَى يَدِهِ، فَلاَ يَضَعْهُ (3) حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ. قلتُ لأَبِي: وَرَوَى رَوْحٌ أَيْضًا عَنْ حمَّاد، عَنْ عمَّار بْنِ أَبِي عمَّار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مثلَه، وَزَادَ فِيهِ: وَكَانَ المُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ إِذَا بَزَغَ الفَجْرُ؟ قَالَ أبي: هذَينِ الحديثَينِ ليسا بِصَحِيحَينِ (4) ؛ أمَّا حديثُ   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (340) . (2) هو: ابن سلمة. (3) في (أ) : «نضعه» . (4) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «هذان الحديثين ليسا بصحيحين» ، وكانت هكذا في (ت) ثم رُسمت كما أثبتنا، والجادَّةُ أن يقال: «قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ لَيْسَا بصحيحين» ، على حكاية مقول القول - كما في المسألة رقم (340) - لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأوَّل: على الإمالة، والأصلُ: «هذان الحديثان» رفعًا بالألف على الابتداء؛ لكنْ أميلت الألف في «هذانِ» ؛ لانكسار النون بعدها، ولورود السماع بإمالة «ذا» في الإشارة، وأميلت الألف في «الحديثان» ؛ لانكسار النون بعدها أيضًا، ولسبقها بالياء. وتُرْسَمُ ياءً، لكنَّها لا تنطق إلا ألفًا ممالة: «هذَ ينِ الحديثَينِ» . انظر الكلام على الإمالة في المسألة رقم (25) ، (124) . والثاني: على النصب بـ «قال» حملاً لها على «ظنَّ» ، وهذه لغة بني سليم يُجْرون القول وما اشتقَّ منه مُجْرَى الظَّنِّ مطلقًا بدون شروطٍ في نصب المفعولَيْنِ؛ فيقولون: قال زيدٌ بَكْرًا منطلقًا، فتكون على ذلك بالياء الخالصة: «هذَيْنِ الحديثَيْنِ» . قال السيوطي في "همع الهوامع": «واختُلِفَ: هل يُعْمِلونه باقيًا على معناه، أَوْ لا يُعْمِلونه حتَّى يُضَمَّنَ معنى الظَّنِّ؟ على قولَيْنِ، اختار ثانيَهُمَا ابنُ جِنِّي، وعلى الأوَّل: الأعلَمُ وابن خَرُوف» . اهـ، ومن شواهد هذه اللغة قولُ الشاعر [من الرجز أو السريع] : قالَتْ وكُنْتُ رَجُلاً فَطِينَا هذا - لَعَمْرُ اللهِ - إسرائِينَا وجمهور العرب: لا يُجْرُونَ القولَ وما تصرَّف منه مُجْرَى الظن، إلا بشروط. انظر تفصيل ذلك في: "شرح المفصَّل" (7/78- 81) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (2/93- 96) ، و"أوضح المسالك" (2/65- 72) ، و"شرح الأشموني" (2/72- 78) ، و"همع الهوامع" (1/563) . الحديث: 759 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 137 عمَّار (1) : فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفٌ (2) ، وعمَّارٌ ثقةٌ. والحديثُ الآخَرُ: لَيْسَ (3) بِصَحِيحٍ. 760 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى (4) بْنِ أَبِي سَمِينَة (5) ، عَنْ أَبِي بَحْر (6) عبد الرحمن بْنِ عُثْمَانَ البَكْراوي، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يُوقِظُ (8) أهلَه ليلةَ ثلاثٍ وعِشرينَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ عَبَّاسٍ (9) : أنه كان يوقِظ   (1) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «عمارة» . وتقدَّم في المسألة رقم (340) على الصَّواب. (2) قوله: موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (3) قوله: «ليس» سقط من (ف) . (4) قوله: «ابن يحيى» ليس في (ف) . (5) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (11/104 رقم 11259) من طريق محمد بن بكار العيشي، عن أبي بحر، به. (6) في (ك) : «عن أبي يحيى» . (7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (8) في (ف) : «يوقض» . (9) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7686) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (8688) من طريق يحيى ابن سعيد، كلاهما (عبد الرزاق ويحيى) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن أبي يزيد، أن ابن عباس كان يرشُّ على أهلِه الماءَ ليلة ثلاثٍ وعشرين. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (4/264) . الحديث: 760 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 138 ُ أهلَه، موقوفً (1) . 761- أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (2) : حدَّثنا (3) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا (4) مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح البَزَّاز (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا شَريك (6) ، عن ليث (7) ، عن عبد الوارث (8) ، عن أنس؛ قال:   (1) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) فقط. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» ، وانظر المسألة رقم (753) . (4) قوله: «أبو زرعة قال: حدثنا» سقط من (أ) و (ش) . (5) في (ف) : «البزار» . وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4225) . ورواه الترمذي في "العلل الكبير" (214) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2750) ، والطبراني في "الكبير" (22/383 رقم 954) من طرق عن شريك، به. وسقط من "الآحاد والمثاني" قوله: «عن ليث» . = ... ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6882) . ورواه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (403) من طريق يحيى بن عبد الحميد، عن شريك، عن عبد الوارث، عن عبد الرحمن بن أنس بن مالك، عن أبيه، به. ورواه البزار في "مسنده" (28/ب/مسند أنس) ، والطبراني في "الأوسط" (5898) من طريق الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ عن أنس، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الأعمش إلا الربيع بن بدر، والربيع لين الحديث» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش إلا عُلَيلة ابن بدر، وهو: الربيع بن بدر» . (6) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (7) هو: ابن أبي سُلَيم. (8) قال الترمذي في "العلل" (214) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن عبد الوارث هذا؟ فقال: هو رجل مجهول» . الحديث: 761 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 139 مرَّ بِنَا أَبُو طَيْبَة فِي شَهْرِ (1) رمضانَ، فَقُلْنَا: مِنْ أينَ جئتَ؟ قال: حَجَمْتُ النبيَّ (ص) (2) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 762 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) وحدَّثنا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ مُوسَى (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حسَّان، عَنِ اللَّيث بْن سَعْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (6) ، عَنْ عَمْرَة (7) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُني وَهُوَ صائمٌ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ هَذَا (8) الحديثَ، فَقَالَ: حدَّثنا (9) يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَير؛ قَالَ: حدَّثني اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ ليس بينهُما عَمْرَةُ.   (1) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) قوله: «النبي (ص) » سقط من (ف) . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (710) ، وفيها أن أبا حاتم وأبا زرعة قالا عَنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسَّان: «هَذَا خطأٌ، إِنَّمَا هُوَ: اللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ أَنَّهُ بلغَه عَنْ عائِشَة: أَنَّ النبيَّ (ص) كان يُقَبِّلُها ... وهو الصَّحيحُ» . (4) في (ف) : «أبي زرعة» . (5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/92) . (6) قوله: «عن يحيى بن سعيد» سقط من (ك) . (7) هي: بنت عبد الرحمن. (8) قوله: «هذا» ليس في (ش) . (9) في (ش) و (ف) : «حدثني» . الحديث: 762 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 140 فجعلَ أبا زُرْعَةَ (1) حديثَ ابنِ بُكَير عِلَّةً لِحَدِيثِ يَحْيَى بْنِ حسَّان. 763 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ الطَّنَافِسي (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ غُرَاب، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ وَهُوَ صائمٌ مُحْرِمٌ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 764 - وسألتُ (4) عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد، وذكرتُ لَهُ حَدِيثًا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الكِلابي (5) ، عَنْ هَمَّام (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ تَقَدَّمُوا (7) شَهْرَ رَمَضَانَ   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أبو زرعة» ؛ لأنه فاعلُ «جَعَلَ» ؛ ولذا ضَبَّبَ عليها ناسخ (ت) ، وضرَبَ ناسخ (ش) على «با» من «أبا» ، وكتب فوقها «بو» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ووجهُهُ أنه جاء على لغة من يلزم الأسماء الستة الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجرًّا. انظر الكلام على هذه اللغة في المسألة رقم (9) . (2) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (3/326) من طريق سلم بن سالم البلخي، عن عبيد الله الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به. (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (4) انظر المسألة المتقدمة برقم (717) . (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (134/ب/مسند أبي هريرة) قال: حدثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير، عنه، به. بالشطر الثاني فقط. (6) هو: ابن يحيى العَوْذي. (7) أي: لا تَتَقَدَّمُوا، ثم حُذِفَتْ إحدى التاءين تخفيفًا، وانظر نحو ذلك في التعليق على قوله: «ولو تَقَلَّدُ سَيْرًا» في المسألة رقم (388) . الحديث: 763 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 141 بِصَوْمِ (1) يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلاَّ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمًا فَلْيَصُمْهُ. وسمعتُه (2) يَقُولُ: مَنْ صَامَ أَوْ قَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، فَإِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ؟ فسمعتُ ابْنَ جُنَيدٍ يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: هَمَّامٌ (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 765 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُصعَب بْنُ سَعِيدٍ المِصِّيصي، وأحمدُ بْنُ سُلَيمان بْنِ أَبِي الطَّيِّب (4) ، كلاهما عن عيسى   (1) في (أ) : «يصوم» . (2) القائل: «وسمعته» هو أبو هريرة. (3) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/347 و408 رقم 8575 و8576 و9287 و9288 و9289) . من طريق عفان، عن همام، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1901) ، ومسلم (760) من طريق هشام الدستوائي، عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «من صام رمضان ... » ، الحديث. ورواه مسلم (1082) من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) قال: «لا تقدموا رمضان بصوم يوم ... » ، الحديث. وذكر الدارقطني في "العلل" (1731) الاختلاف في هذا الحديث فانظره إن شئت. (4) لم نقف على روايتهما، والحديث رواه البزار في "مسنده" (2658) من طريق الوليد بن صالح، والطبراني في "الكبير" (20/93 رقم180) من طريق عمار بن كعب، كِلاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عن الأحوص، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بن نفير، عن معاذ: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن معاذ، عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه» . وقال ابن حجر في "مختصر زوائد البزار" (1/426) : «وجبير لم يلحق معاذًا» . والحديث علَّقه ابن حبان في "المجروحين" (1/175- 176) عن الأحوص بن حكيم، به، وقال: «أما حديثه الأول أنه قال: احتجم النبي (ص) وهو صائم، فهو أصل صحيح من حديث ابن عباس وغيره، فيه ذكر الإحرام، أنه احتجم وهو صائم محرم» . ورواه ابن أبي شيبة (9330) : حدثنا أبو أسامة، عن الأحوص، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ جُبَيْرِ بن نفير: أن معاذًا احتجم وهو صائم. (*) ... في (أ) : «الأخوص» بالخاء المعجمة. الحديث: 765 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 142 ابن يُونُسَ، عَنِ الأَحْوَص (*) بْنِ حَكِيم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، عَنْ جُبَير بْنِ نُفَير، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جبل؛ قال: احتَجَمَ النبيُّ (ص) وَهُوَ صائِمٌ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ فِي كِتَابِ عِيسَى ابن يُونُسَ: عَنِ الأَحْوَص (*) بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّة (2) ، عَنْ جُبَير بن نُفَير: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَمَ ... مُرْسَلٌ (3) . 766- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن   (1) كذا في جميع النسخ: «أبي هريرة» ! والذي في مصادر التخريج: «أبي الزاهرية» . (2) هو: حُدَيْر بن كُرَيب. (3) كذا، والجادَّة: مرسلاً، لكنَّ حَذْفَ الألف جارٍ على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (2/483) ، وقال ابن عرَّاق في "تنزيه الشريعة" (2/147) : قال ابن أبي حاتم في "العلل": سألت أَبِي عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هذا حديثٌ كذبٌ» . اهـ. (5) هو: ابن الوليد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه والحديث رواه أبو الفتح الأزدي في "كتاب الضعفاء" - كما في "فيض القدير" للمناوي (3/460) - من طريق داود بن رشيد، وأبو القاسم الحُرْفي في "عشرة مجالس من أماليه" (8/أ) من طريق عثمان بن سعيد، والجورقاني في "الأباطيل والمناكير" (1/351) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1131) من طريق سعيد بن عنبسة جميعهم عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحجاج، عن جابان، عن أنس، به. ومن طريق أبي القاسم الحُرْفي رواه ابن العديم في "بغية الطلب" (2/768) . الحديث أورده الأزدي في ترجمة محمد بن الحجاج وقال: «لا يكتب حديثه» . وقال الجورقاني: هذا حديث باطل، وفي إسناده ظلمات فيها: جابان، ومحمد بن الحجاج، فإنهما ضعيفان. ومحمد بن الحجاج هذا هو ليس محمد بن الحجاج الحضرمي المصري، ومنها: بقية بن الوليد ... ومنها: سعيد بن عنبسة قال عَليّ بْن = = الْحُسَيْن بْن الجنيد: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: سعيد بن عنبسة كذاب ... » إلخ. وقال ابن الجوزي: «وهذا حديث موضوع، ومن سعيد إلى أنس كلهم مطعون فيه، قال يحيى بن معين: وسعيد كذاب» . الحديث: 766 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 143 الحجَّاج، عَنْ مَيْسَرَة بْنِ عَبْدِ ربِّه (1) ، عَنْ جَابَانَ (2) ، عَنْ أَنَسِ بن مالك، عن النبيِّ (ص) قال: خَمْسٌ يُفَطِّرْنَ الصَّائِمَ، وَتَنْقُضُ (3) الوُضُوءَ: الغِيبَةُ، وَالنَّمِيمَةُ، والكَذِبُ، والنَّظَرُ بالشَّهْوَةِ، وَاليَمِينُ الكَاذِبَةُ، ورأيتُ رسولَ الله (ص) يَعُدُّها كما تَعُدُّ (4) النِّسَاءُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ، ومَيسَرَةُ بْنُ عَبْدِ ربِّه كَانَ يَفتَعِلُ الحديثَ. 767 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ ابنُ الوليد (6) ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «عبد الله» ، وصُوِّبت بهامش (ك) . (2) في (ت) و (ك) : «رَجَاء بان» ! وكتب فوقها في (ك) : «كذا» . (3) في (ت) : «وينقض» ، وفي (ك) : «وينقضن» ، وهي مهملة في بقيَّة النسخ. (4) في (أ) و (ت) : «يعد» ، ولم تنقط في (ش) و (ف) . (5) تقدمت هذه المسألة برقم (684) . (6) روايته أخرجها الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 151) . الحديث: 767 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 144 شُعْبَة (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي أيُّوب العَتَكي (2) ، عن صفيَّةَ ابْنَتِ (*) حُيَيّ (3) : أَنَّهَا دخَلَتْ عَلَى رَسُولِ الله (ص) - أَوْ دخلَ عَلَيْهَا رسولُ اللَّهِ (ص) - فِي يَوْمِ جُمُعَة، وَهِيَ صائمةٌ، فَقَالَ لَهَا: صُمْتِ أمْسِ؟ ، قَالَتْ: لا؛ قَالَ: تَصُومِينَ غَدًا؟ ، قَالَتْ: لا؛ قَالَ: فَأَفْطِرِي؟ فسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي أيُّوب العَتَكي، عن جُوَيرِيَةَ (5) ابْنَتِ (*) الحارث، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : وَكَذَا (7) رَوَاهُ يحيى ابن سعيدٍ القَطَّانُ، وابنُ الْمُبَارَكِ (8) ، وشَبَابَةُ (9) ، عَنْ شُعْبَة، يَقُولُ: عَنْ جُوَيرِيَة (10) ، عن النبيِّ (ص) . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هَمَّام (11) ، عَنْ قَتادة (12) ، عن أبي أيُّوب، عن   (1) في (ف) : «سعيد» . (2) هو: المراغي العَتَكي، الأزدي، اسمه يحيى، وقيل: حبيب بن مالك. (*) ... كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ابنة» ؛ لكن بعض العرب يقف على هاء التأنيث بالتاء، فتكتب حينئذ تاءً، نحو: شجرت، وبقرت، وابْنَت، وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (6) . (3) في (ك) : «حسين» . (4) في (ف) و (ت) و (ك) : «سمعت» . (5) في (ش) : «جويرة» . (6) في (أ) و (ش) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (7) في (ت) و (ك) : «كذا» بلا واو. (8) هو: عبد الله. (9) هو: ابن سوَّار. (10) في (ش) : «جويرة» . (11) هو: ابن يحيى العَوْذي. (12) في (ف) : «وكذلك رواه هَمَّام عن هَمَّام» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 145 جُوَيرِيَة (1) ، عن النبيِّ (ص) (2) . 768 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَة (4) ، فاختُلِف عَلَى ابن لَهِيعَةَ: رواه عبد الله بْنُ وَهْب، عَنِ [ابْنِ] (5) لَهِيعَة، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ نَوفَل الأسَدي أَبِي الأسْوَد (6) ، فقال: عن عبد الله ابن أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى أُمِّ سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْرَكَهُ (7) شَهْرُ (8) رَمَضَانَ وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيءٌ لَمْ يَقْضِهِ (9) ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ، وَمَنْ صَامَ مُتَطَوِّعًا وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيءٌ لَمْ يَقْضِهِ، لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ. ورواه عبد الله بن عبد الحكم (10) ، وسَعِيدُ بنُ الحَكَم بْنِ أَبِي مريم،   (1) في (ش) : «جويرة» . (2) قال الحاكم في الموضع السابق: «صحَّف بقية بن الوليد في ذكر صفية، ولم يتابع عليه، والحديث عن يحيى بن سعيد وغندر والناس عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْعَتَكِيِّ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بنت الحارث، عن النبي (ص) نحوه» . (3) نقل ابن رجب في "فتح الباري" (3/365) عن أبي زرعة أنه قال: «الصحيح المرفوع» . (4) هو: عبد الله. (5) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «أبي» . (6) في (ش) : «ابن الأسود» . (7) في (ك) : «أدرك» . (8) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (9) في (ك) : «لم يقضيه» . (10) في (ف) : «ابن الحكم» . الحديث: 768 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 146 وَعَمْرُو بْنُ خَالِدٍ (1) الحَرَّاني، وَأَبُو صالح كاتبُ اللَّيْث (2) ، والنَّضْرُ ابنُ عَبْدِ الجبَّار (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عن أبي الأسْوَد، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ إِلا عَمْرَو بْنَ خَالِدٍ؛ فَإِنَّهُ أوقَفَهُ (4) ، وَلَمْ يَرْفَعْه، وَرَفَعَ الباقونَ الحديثَ إلى النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ (5) ، فَقَالَ: أَخْبَرَنَا عبد الله بْنُ عُقبَة - نَسَبَ ابنَ لَهِيعَة إِلَى جَدِّه؛ [لأنَّ ابْنَ] (6) لَهِيعَة هو: عبد الله بْنُ لَهِيعَة بْنِ عُقبَة - عَنْ أبي الأسْوَد، عن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ولم   (1) في (أ) و (ش) : «عمرو بن أبي خالد» ، وقوله: «أبي» مكرر في (أ) ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/601) . (2) هو: عبد الله بن صالح. (3) في (ت) و (ك) : «والنضري عبد الجبار» . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/352 رقم 8621) عن حسن بن موسى، والطبراني في "الأوسط" (3284) من طريق عبد الله بن يوسف، كلاهما عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأسْوَد، عن عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، به. قال الطبراني: «لا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» . ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "فتح الباري" لابن رجب (3/365) -: ثنا عبد الله بن واقد؛ ثنا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي الأسْوَد، عن ابن رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به، وزاد فيه: «ومن صلَّى تطَوُّعًا وعليه مكتُوبَة؛ لم يُتَقَبَّل منه» . ومن طريق إسحاق رواه ابن حبان في "المجروحين" (2/31) . قال ابن رجب: «عبد الله بن واقد: هو أبو قتادة الحراني، تكلموا فيه، وهذا غريب من حديث حيوة، وإنما هو مشهور من حديث ابن لهيعة» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (838) . (4) «أوقفَهُ» بمعنى «وقَفَهُ» وكلاهما مستعمل في هذا الكتاب. وانظر المسألة رقم (628) . (5) هو: عبد الله. (6) في جميع النسخ: «لابن» ، وهو تصحيف. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 147 يَنْسُبْ عبدَالله (1) ؟ فقال أبو زرعة: الصَّحيحُ: عبد الله بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (2) . 769 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ (3) سُلَيمانُ بنُ حَرْب، وشَيْبانُ (4) بن فَرُّوخ: رَوَاهُ (5) سُلَيمان بْنُ حَرْب (6) ، عَنْ أَبِي هِلالٍ (7) ، عَنْ غَيْلان بْنِ جرير، عن عبد الله ابن مَعْبَد الزِّمَّاني، عَنْ أَبِي قَتادة (8) : أنَّ عمرَ سأل   (1) أي: لم يبيِّن هل هو: عبد الله بن رافع، أو عبد الله بن أبي رافع. (2) هذا التصحيح من أبي زرعة هو لبيان الراجح من الاختلاف على ابن لهيعة، وهذا لا يقتضي صحة الحديث على الإطلاق، لتفرد ابن لهيعة به - كما قال الطبراني - وهو سيئ الحفظ، لا يعتد بتفرده. قال ابن رجب بعد أن ذكر الحديث من "مسند إسحاق بن راهويه": «وقد نقل إبراهيم الحربي، عن أحمد أنه سُئل عن حديث النبي (ص) : «لا صلاة لمن عليه صلاة» ؟ قال: لا أعرف هذا اللفظ. قال الحربي: «ولا سمعت بهذا عن النبي (ص) » . قال ابن رجب: «وهذا يدل على أن الحديث الذي خرَّجه إسحاق لا أصل له» . (3) أي: اختلف فيه. (4) تصحَّف قوله: «شيبان» في (ك) إلى: «سليمان» . (5) في (أ) و (ت) و (ك) : «روى» . (6) روايته أخرجها الحارث بن أبي أسامة - كما في "التدوين" للقزويني (1/305) -، والدينوري في "المجالسة" (212) . ورواه مسلم في "صحيحه" (1162) من طريق شعبة وأبان العطار ومهدي بن ميمون ثلاثتهم عن غيلان، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/68) : «ولا يعرف سماع عبد الله ابن معبد من أبي قتادة» . (7) هو: محمد بن سُلَيم الرَّاسِبيُّ. (8) هو: الحارث بن رِبْعيٍّ الأنصاري. الحديث: 769 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 148 النبيَّ (ص) عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الإثنَيْنِ (1) ؟ فَقَالَ: ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدتُّ فِيهِ، وَيَوْمٌ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ النُّبُوَّةُ ... . ورواه (2) شَيْبَان (3) فَقَالَ: عَنْ أَبِي هِلالٍ، عن غَيْلان، عن عبد الله بْنِ مَعْبَد، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ [سُلَيمان] (4) أصَحُّ (5) .   (1) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) . (2) في (ف) و (ت) و (ك) : «وروى» . (3) هو: ابن فرُّوخ الحَبَطي. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (144) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/213) وقال: «هكذا رواه أبو هلال فقال: عن عبد الله بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب، وإنما هو: عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة الأنصاري، وهو الصحيح» . وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (1114) بعد أن ذكره من طريق أبي يعلى: «المحفوظ بهذا الإسناد، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة بطوله، أخرجه من ذلك الوجه مسلم وأصحاب السنن» . ورواه النسائي في "سننه" (2382) من طريق الحسن ابن موسى، وحنبل في "جزئه" (27) وابن عدي في "الكامل" (6/213) من طريق مسلم بن إبراهيم كلاهما عَنْ أَبِي هِلالٍ عَنْ غَيْلانَ، عن عبد الله بن معبد، عن أبي قتادة، عن عمر، به. ولم يذكر ابن عدي في روايته: «أبا قتادة» فلعله حمل رواية مسلم بن إبراهيم على رواية شيبان؛ فإنه قرنها بها، والله أعلم. قال ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/283) : «هكذا رواه الحافظ أبو يعلى، وقد رواه النسائي [ثم ذكر رواية النسائي السابقة] وهذا أقرب وأشبه بالصواب» . (4) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «سلمان» . (5) قال الدارقطني في "العلل" (1035) : «يرويه غَيلان بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ الله بن مَعْبَد الزِّمَّاني، واخُتِلف عنه: فرواه قتادة، واختُلِف عنه: فقال سعيد بن أبي عَروبة وحماد بن سلمة - وقيل عَنْ شُعْبَةَ-: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ غَيلان، عن عبد الله بن مَعْبَد، عن أبي قتادة. ورواه منصور بن زاذان والحكم بن هشام، عن قتادة، عن عبد الله بن مَعْبَد، عن أبي قتادة، لم يذكُر بينهما غَيلان. وقيل: عن الحكم، عن أيوب، عن عبد الله بن مَعْبَد؛ ولا يصحُّ ذكر أيوب فيه. ورواه شعبة بن الحجَّاج ومهدي بن ميمون وأبان العطار وأبو هلال الرَّاسبي وحماد بن زيد عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عن أبي قتادة، إلا أن أبا هلال من بينهم جعله عن أبي قتادة، عن عمر بن الخطَّاب ح. والصَّحيح: عن أبي قتادة: أنه سمع رجلاً سأل النبيَّ (ص) عن الصيام؟ فقال عمر بن الخطَّاب: يا رسول الله! كيف من يصومُ الدَّهر؟ ورواه حجَّاج بن الحجَّاج، عن غَيلان، واختُلِف عنه: فرواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهمان، عَن حجَّاج، عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عن أبي قتادة. وخالفه هارون بن مسلم العِجْلي - وكان ضعيفًا - رواه عن حجَّاج، عَنْ غَيلان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَعْبَد، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة، ووَهِمَ في ذكر عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، والصَّواب: قول قتادة وشعبة ومن وافقهما» . وانظر "العلل" أيضًا (144) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 149 770 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ (2) بْنِ عُمَير، عَنْ جُنْدب بْنِ سُفْيان البَجَلي؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) يَقُولُ (3) : أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ (4) رَمَضَانَ: شَهْرُ اللهِ الَّذِي تَدْعُونَهُ (5) المُحَرَّمَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رواه عُبَيدالله بن عمرو (6) ؛ ورواه زائدة (7) ،   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (751) موجَّهة لأبي حاتم، وقد أجاب بمثل جواب أبي زرعة هنا. (2) من قوله: «وسئل أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (3) قوله: «يقول» سقط من (ت) و (ك) . (4) قوله: «شهر» ليس في (ت) و (ك) . (5) في (ك) : «يدعونه» ، وهي روايةٌ في بعض المصادر المطبوعة. (6) في (ت) و (ك) : «عمر» . (7) في (أ) و (ت) و (ف) : «زائد» . وهو: زائدة بن قدامة. الحديث: 770 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 150 وَأَبُو عَوانة (1) ، وَجَرِيرٌ (2) ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنتَشِر (3) ، عَنْ حُمَيد بْنِ عبد الرحمن الحِميَري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ (4) الصَّحيحُ. 771 - وسُئِلَ أبو زرعة عن حديثٍ رواه قَتادة، واختُلِف عن قَتادة: فَرَوى (5) عَنْ قَتادةَ: شُعْبَةُ، واختُلِف عَلَيْهِ. وَرَوَاهُ ابنُ أَبِي عَروبة (6) ، وَرَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير (7) : فَأَمَّا اختلافُهم عَلَى شُعْبَة: فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ مِنهال الضَّرير (8) ، عن   (1) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. (2) هو: ابن عبد الحميد. (3) في (ك) : «عبد الرحمن بن المنتشر» . (4) في (ف) : «وهذا» . (5) في (ت) : «وروى» ، وفي (ك) : «روى» . (6) هو: سعيد. (7) رواية ابن أبي عَروبة وَسَعِيدُ بْنُ بَشير عَنْ قَتَادَةَ، كما سيأتي. (8) روايته أخرجها الجصاص في "أحكام القرآن" (1/246) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/221) . وتصحف «يزيد بن زريع» عند الجصاص إلى: «يزيد بن ربيع» . ورواه البيهقي في "المعرفة" (9003) من طريق أبي داود السجستاني، عن محمد بن المنهال، به. قال البيهقي: «ورواه يوسف القاضي وأبو قلابة، عن محمد ابن المنهال كما رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ شُعْبَةَ، وفي نسختي من "السنن": سعيد، وفي نسخة عندي مقروءة على شيخنا: شعبة» . والحديث رواه أبو داود في "سننه" (2439/عوامة) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدِ، عن قتادة، به. ومن طريق أبي داود هذه رواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (14274) . الحديث: 771 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 151 يَزِيدَ (1) بْنِ زُرَيع - فِيمَا حدَّثنا أَبِي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المِنهال الضَّرير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْع - عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عَنْ عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة (3) ، عَنْ عَمِّه (4) : أنَّ أسْلَمَ أَتَى (5) النبِيَّ (ص) يومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: أَصُمْتُمْ يَوْمَكُمْ هَذَا؟ ، قَالُوا: لا، قَالَ: فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ. وَرَوَاهُ أَبُو زُرْعة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المِنْهال، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيع، عَنْ شُعْبَة، عن   (1) في (ت) : «زيد» . (2) روايته ذكرها البيهقي في "المعرفة" (9005) . (3) في (ش) : «مسلم» . قال النسائي في "الكنى": «أبو المنهال عبد الرحمن بن سلمة بن المنهال. وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/552) : «وصوَّب أبو علي بن السكن أن اسم أبيه سلمة. قال: ويقال: أن شعبة أخطأ في اسمه حيث قَالَ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ المنهال بن مسلمة، ثم ساق بسنده من طريق رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن عبد الرحمن بن سلمة انتهى. وقد رويناه في "جزء ابن نجيح" من طريق شعبة، عن قتادة: سمعت ابن المنهال، وهو يؤيد ما قال النسائي» . (4) يقال: إن اسمه: مسلمة. (5) كذا في جميع النسخ «أتى» بصيغة التذكير، وفي مطبوع مصادر التخريج: «أتت» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ «أسلَمَ» قبيلةٌ مشهورة، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأوَّل: أنَّه حمَلَ «أسلم» على معنى الحي لا القبيلة؛ كأنَّه قال: أنَّ حَيَّ أسلَمَ أتى النبي (ص) . انظر في تذكير أسماء القبائل باعتبار معنى الحي أو القوم، وتأنيثها باعتبار معنى القبيلة أو الجماعة أو الطائفة: "كتاب سيبويه" (3/250) ، و"همع الهوامع" (1/124- 125) . وانظر التعليق على المسألة رقم (203) . والثاني: أنَّ المراد قبيلةُ أسلَمَ، لكنَّه ذكَّر الفِعْلَ حملاً على مثل قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا» ، والجادة: أَبْقَلَتْ. انظر التعليق على المسألة رقم (178) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 152 قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) . ورواه أبو زرعة، عن عُبَيدالله بْنُ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ شُعْبَة، عن قَتادة، عن عبد الرحمن ابن مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بشَّار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَر (1) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ المِنْهال بْنِ مَسْلَمَة الخُزاعي، عن عَمِّه، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (2) ، عَنْ شُعْبَة (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي المِنْهال (4) ، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/367- 368 رقم 23117) عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قتادة، عن عبد الرحمن بن المنهال أو ابن مسلمة، عن عمه، به. ورواه النسائي في "الكبرى" (2863/الرسالة) ، وابن حزم في "المحلى" (6/169) من طريق محمد بن المثنى، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قتادة، عن عبد الرحمن بن المنهال - زاد ابن حزم: ابن سلمة - الخزاعي، عن عمه، به. ورواه أحمد في "مسنده" (5/29 و367- 368 رقم 20329 و23117) من طريق حجاج بن محمد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2309) من طريق محمد بن حفص، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن المنهال بن سلمة الخزاعي، عن عمه، به. = ... ووقع عند أحمد: «عبد الرحمن أبي المنهال بن سلمة الخزاعي» . ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/84) إلا أنه وقع عنده هكذا: «حدثنا معاذ بن المثنى، نا أبي، نا أبي، نا شعبة، عن قتادة، عن عبد الرحمن أبي المنهال، عن عمه مسلمة، به» . (2) هو: سليمان بن داود. (3) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (2273) ، و"شرح معاني الآثار" (2/73) من طريق عبد الرحمن بن زياد، عنه، به. (4) في (ت) و (ك) : «ابن المنهال» بدل: «أبي المنهال» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 153 أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبِي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنُ أَبِي عَروبة (2) ، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . وحدَّث (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هِشَامِ بْنُ عَمَّار، عَنْ شُعَيب بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ قَتادة، عن عبد الرحمن بْنِ مَسْلَمَة، عَنْ عَمِّه؛ قَالَ: غَدَوْنَا على رسول الله (ص) يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَقَدْ تَغَدَّينا، فَقَالَ: هَلْ صُمْتُم اليَوْمَ؟ ، قُلنا: لا، لَقَدْ تَغَدَّينا، فَقَالَ: صُومُوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (5) : حدَّثنا (6) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الوُحَاظي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي سَلَمة الأَسْلَمي، عَنْ عَمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) ؟   (1) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط. (2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (7/81) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، وأحمد في "مسنده" (5/409 رقم 23475) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2272) و"شرح معاني الآثار" (2/73) من طريق روح بن عبادة، والنسائي في "الكبرى" (2864 و2865/الرسالة) من طريق بشر ومحمد بن بكر جميعهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي، عن عمه، به. ووقع عند الطحاوي في كتابيه: «شعبه» بدل «سعيد» . ومن طريق النسائي رواه ابن حزم في "المحلى" (6/169) . (3) في (ف) تشبه أن تكون: «وحديث» . (4) هو: ابن أبي عَروبة. (5) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط. (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثنا» بالواو. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 154 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيحُ عِنْدَنَا حديثُ غُنْدَر (1) . 772 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (3) مُعَمَّر بْنُ سُلَيمان (4) ، عن عبد الله بْنِ بِشْر، عَنْ أبانَ (5) وحُمَيْدٍ (6) ، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) سُئل عَنِ الرَّجُل يُقَبِّل وَهُوَ صائمٌ؟ فَقَالَ: هِيَ رَيْحَانَةٌ يَشَمُّهَا إذَا شَاءَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أمَّا مِنْ حديثِ حُمَيد فَمُنكَرٌ، وَأَمَّا أبانُ فَقَدْ رُويَ عَنْهُ. 773 - وسُئِلَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ (7) عَنْ حديثٍ (8) رَوَاهُ محمَّد بْنُ سَعِيدِ بْنِ سابِق، عَنْ عَمْرو بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمون، عَنْ مَيْمونة؛ قَالَتْ: كَانَ رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُ وَهُوَ صائمٌ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَهُوَ خطأٌ؛ رَوَاهُ   (1) قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/284) : «وهذا الحديث مختلف في إسناده ومتنه، وفي صحته نظر» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (723) . (3) قوله: «رواه» ليس في (ف) . (4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/246) . (5) هو: ابن أبي عياش. (6) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (7) في (أ) و (ش) : «وأبا زرعة» . (8) قوله: «عن حديث» مكرر في (ت) . الحديث: 772 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 155 الثَّوري، وَأَبُو إِسْحَاقَ - يَعْنِي: الشَّيباني (1) - وَأَبُو الأَحْوَص (2) ، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلي (3) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَة، عَنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمون، عَنْ عائِشَة؛ قالت: كان رسولُ الله (ص) يُقَبِّلُ وَهُوَ صائمٌ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وَكَذَا رَوَاهُ إسرائيلُ (5) ، وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَور، وَقَيْسُ بْنُ (6) الرَّبيع (7) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمون، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: سليمان بن أبي سليمان. وروايته أخرجها إسحاق ابن راهويه في "مسنده" (1566 و1567) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/373- 374) . (2) في (أ) : «الأخوص» . وهو: سلاَّم بن سُليم. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) . (3) مختلف في اسمه، قيل: عبد الله بن قِطاف، وقيل غير ذلك. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1106) . (4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «قلت» بدلاً منه. (5) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/93) . (6) قوله: «وقيس بن» سقط من (أ) و (ش) . (7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1638) . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/264 رقم 26281) من طريق زائدة، وأحمد (6/258 رقم 26216) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/93) والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/382) من طريق شيبان، وأحمد (6/220 رقم 25847) وفي "العلل" (4233) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (3/183) من طريق شريك النخعي، وابن عدي في "الكامل" (3/97) من طريق داود بن الزبرقان، عن شعبة، جميعهم عن زياد بن علاقة، به. قال ابن عدي: «ولا أعلم يرويه عن شعبة غير داود، والحديث عن زياد مشهور، رواه عنه جماعة منهم: أبو بكر النهشلي وأبو حنيفة. ورواه عمرو بن أبي قيس، فخالفهم فقال: عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقة، عَنِ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ: أن النبي (ص) كان يقبِّل وهو صائم» . وسئل الدارقطني في "العلل" (5/185/أ) عن حديث عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ؟ فقال: «يرويه زياد بن عِلاقة، واختُلِف عنه: فرواه عمرو [في الأصل: عمر] ابن أَبِي قَيْسٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، وروي عن زائدة كذلك، وهو وهمٌ، والصَّحيح: عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عائشة» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 156 774 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن حَرْبٍ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصِّيَامُ (2) فِي السَّفَرِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ لَمْ يَرْوِه غيرُ مُحَمَّدِ بْنِ حَرب. 775 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ فِي الرِّواية على بكر ابن مُضَرَ: فَرَوَاهُ قُتيبة بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرِ بن عبد الله، مَوْقُوفٌ (*) ؛ قَالَ: مَنْ صامَ رمضانَ، ثم أتبَعَهُ بسِتَّةِ أيَّام ٍ مِنْ شَوَّالٍ؛ فذلكَ صيامُ الدَّهر. رواه موقوفً (*) . ورواه يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَيْر، وَيَزِيدُ بْنُ مَوْهَب (3) ، عن بكر بن   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (726) وفيها: «هذا حديث منكر» . (2) في (ك) : «الصائم» . ( *) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) . (3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/113) . ورواه البزار في "مسنده" (1062/كشف الأستار) من طريق بشر بن عمر، والطحاوي في "شرح المشكل" (2350) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) من طريق عبد الله بن وهب، والطحاوي أيضًا (2351) من طريق يحيى بن حسان، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 274) من طريق عبد الله بن عبد الحكم وعبد الغفار بن داود، والطبراني في "الأوسط" (3192 و8979) من طريق عبد الله بن صالح وعبد الله بن يوسف، وأبو نعيم في "مجلس من أماليه" (3) من طريق عمرو بن خالد جميعهم عن بكر بن مضر، به. قال البزار: «تفرد به عمرو» . الحديث: 774 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 157 مُضَرَ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جَابِرٍ، عن جابر (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ مَرْفُوعٌ (3) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: المرفوعُ صحيحٌ. قلتُ: رَوَاهُ (4) سعيدُ بنُ أَبِي أيُّوب (5) ، وابنُ لَهِيعَة (6) ، عَنْ عمرو   (1) قوله: «ابن مُضَر» ليس في (ف) . (2) قوله: «عن جابر» سقط من (ك) . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) في (ف) : «ورواه» . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/308 و324 و344 رقم 14302 و14477 و14710) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1116/المنتخب) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/263) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (331/بغية الباحث) والطحاوي في "شرح المشكل" (2350) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) ، و"الشعب" (3459) . قال العقيلي: «وهذا يُروى عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ النبي (ص) بإسناد أصلح من هذا» . (6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/308 رقم 14303) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2351) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص (274) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/292) . ورواه ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" ص (274) من طريق الليث بن سعد، عن عمرو بن جابر، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 158 بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) . 776- وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وَقَدْ رَوَى حَدِيثًا، ثُمَّ اختَلَفَ الرُّواة عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ: فَرَوَى سُفْيانُ الثَّوري، عَنْ حَبِيبٍ، واختُلِفَ عَنْ سُفْيان: فَرَوَى وكيعٌ (3) ، وَثَابِتُ بن محمد الزَّاهد (4) : عن [حَبِيبٍ] (5) ، عن ابن المُطَوِّس (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) أنَّه (7) قال:   (1) قوله: «عن جابر» سقط من (ك) . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (674) و (720) و (750) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (9783 و12569) . وأحمد في "المسند" (2/442 رقم9706) ، وإسحاق في "مسنده" (273) ، وابن ماجه في "سننه" (1672) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7475) عن الثوري، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه النسائي في "الكبرى" (3280) . ورواه النسائي في "الكبرى" (3280) ، والدارقطني في "العلل" (8/274) من طريق أبي داود الحفري، والدارقطني في "العلل" (8/270) من طريق يزيد بن هارون كلاهما عن الثوري، به. (4) أي: أنَّ وكيعًا وثابتًا روياه عن سفيان، عن حبيب، به. (5) تصحف في جميع النسخ إلى: «جُبَيْر» ، والتصويبُ من مصادر التخريج السابقة ومن سياق المسألة؛ فقد قال: «فَرَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبٍ، واختلف عن سفيان» ، وأيضًا فإنَّ مدار الاختلاف في الحديث عليه. (6) في (أ) و (ش) : «عن جبير أبي المُطَوِّس» ، وفي (ك) : «عن جبير بن المُطَوِّس» . وقد سبق التنبيه في المسألة رقم (674) أنه يقال له: ابن المطوِّس، و: أبو المطوِّس. (7) قوله: «أنه» من (ف) فقط. الحديث: 776 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 159 مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا فِي رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ مَرَضٍ وَلاَ رُخْصَةٍ، لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ وإِنْ صَامَهُ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سعيد القَطَّان (1) ، وَأَبُو نُعَيْم (2) ، وقَبِيصَةُ (3) ، عَنْ سُفْيان، عَنْ [حَبِيبٍ] (4) ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (5) .   (1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (723) والنسائي في "الكبرى" (3279) والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/366) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1523) . ومن طريق الترمذي رواه البغوي في "شرح السنة" (1753) . قال الترمذي: «حديث أبي هريرة لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعت محمدًا [يعني البخاري] يقول: أبو المطوس اسمه: يزيد بن المطوس، ولا أعرف له غير هذا الحديث» . (2) هو: الفضل بن دكين. وروايته أخرجها إسحاق في "مسنده" (274) ، والنسائي في "الكبرى" (3278) ، والدارقطني في "العلل" (8/270) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/170) . ورواه الدارمي في "مسنده" (1755) من طريق محمد ابن يوسف، والترمذي في "جامعه" (723) ، والنسائي في "الكبرى" (3279) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/366) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1523) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن حبان في "المجروحين" (3/157) من طريق الوليد بن مسلم، والدارقطني في "السنن" (2/211) ، و"العلل" (8/274) من طريق أبي أحمد الزبيري جميعهم عن سفيان الثوري، به. ومن طريق الترمذي رواه البغوي في "شرح السنة" (1753) . (3) هو: ابن عقبة السُّوائي. (4) في جميع النسخ: «حُمَيْد» ، والتصويبُ من المسألة رقم (674) و (720) ، ومن مصادر التخريج السابقة، ومن سياق المسألة؛ فإنَّ مدار الاختلاف في الحديث عَلَى «حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ» . وتقدَّم التعليق أوَّل المسألة على تصحيف آخر فيه. (5) من قوله: «قال: من أفطر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 160 وَكَذَلِكَ رَوَاهُ حمَّادُ بْنُ شُعيبٍ، وقيسٌ (1) ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . وقال أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وَرَوَى هَذَا الحديثَ شُعْبَةُ، فَقَالَ: عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَة بن   (1) هو: ابن الربيع، وروايته أخرجها أبو القاسم الحُرْفي السمسار في "عشرة مجالس من أماليه" (8/أ) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (8/268) . ورواه الدارقطني في "العلل" (8/272- 273) من طريق زيد بن أبي أنيسة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/462) من طريق عبد الغفار بن القاسم، كلاهما عن حبيب، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. ورواه الدارقطني في "العلل" (8/270) من طريق حمزة الزيات، عن حبيب، عن ابن أبي المطوس، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. (2) من قوله: «فسمعت أبا زرعة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (3) المثبت من (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «قلت» بدلاً منه. وانظر الحاشية التالية. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 161 عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) ؛ زَادَ فِي الإِسْنَادِ: عُمَارَةَ بْنَ عُمَير. واختُلِفَ فِي الرِّواية عَلَى شُعْبَة: فَرَوَى (2) سعيدُ بْنُ عَامِرٍ (3) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة بن عُمَير، عن ابن مُطَوِّس (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرب (5) ، وَأَبُو الوليد (6) ، ومسلم بن إبراهيم،   (1) من قوله: «وقال أبو محمد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (2) في (ت) و (ك) : «وروى» . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطحاوي في "شرح المشكل" (1522) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن حبيب، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. ووقع عند الدارقطني: «سعيد بن عمار» و «أبو المطوس» . ورواه أحمد في "مسنده" (2/458 رقم 9908) ، والنسائي في "الكبرى" (3282) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1987) من طريق محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (3281) من طريق إسماعيل بن علية، وابن خزيمة في "صحيحه" (1987) من طريق ابن أبي عدي وخالد بن الحارث، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق عثمان بن عمر جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عمارة، عن ابن الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. (4) ابن المطوِّس: هو أبو المطوِّس يزيد بن المطوِّس، حكاه الترمذي عن البخاري؛ كما في "جامع الترمذي" (عقب الحديث 723) ، وذكر ابن أبي خيثمة عن يحيى بن معين أنّ أبا المطوِّس هو عبد الله بن المطوِّس، وقال: «ثقة أراه كوفيًّا» . انظر: "علل الدارقطني" (8/273) . (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2396) إلا أنه وقع فيه «ابن المطوس» . (6) هو: هشام بن عبد الملك الطَّيالسي. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (1715) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) . ورواه الدارقطني أيضًا (8/274) من طريقه لكن وقع عنده «ابن المطوس» . ورواه الطيالسي في "مسنده" (2663) عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ، عَنِ أبيه، عن أبي هريرة، به. ومن طريق الطيالسي رواه النسائي في "الكبرى" (3283) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1988) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4/178) ، = = والبيهقي في "السنن" (4/228) ، و"الشعب" (3382) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/170) . ورواه أحمد في "مسنده" (2/386 و458 رقم 9014 و9908) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق بهز بن أسد، وإسحاق في "مسنده" (367) من طريق أبي عامر العقدي، وأبو داود في "سننه" (2396) من طريق محمد بن كثير، والطحاوي في "شرح المشكل" (4/178) ، والدارقطني في "العلل" (8/271) من طريق بشر بن عمر الزهراني، والدارقطني في "العلل" (8/272) ، والبيهقي في "الشعب" (3381) من طريق عفان جميعهم عن شعبة، بمثله. ورواه إسحاق في "مسنده" (275) من طريق وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْمُطَوِّسِ أو ابن المطوس أو الْمُطَوِّسِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 162 عَنْ شُعْبَة، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة (1) بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ: فوجَدتُّ حَدِيثًا بيَّنَ عِلَّةَ هَذِهِ الأَحَادِيثِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ: حدَّثنا (2) أحمد ابن سِنان (3) ؛ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بْنُ مَهدي (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُفْيان، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عُمارَة بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي المُطَوِّس - قَالَ حَبِيبٌ: فَلَقِيتُ أَبَا المُطَوِّس، فحدَّثني - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .   (1) في (ت) : «عَمَّار» . (2) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم قَالَ: حدَّثنا» مكانه في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» . (3) هو أحمد بن سنان بن أسد، أبو جعفر الواسطي. انظر: "الجرح والتعديل" (2/53) ، وقد ذكر المِزِّيُّ في ترجمته من "تهذيب الكمال" (1/322) أنَّ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ممَّن روى عنه. (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/470 رقم 10081) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (8/267) . ورواه أحمد في "مسنده" (2/470 رقم 10080) - وعنه أبو داود في "سننه" (2397) - من طريق يحيى القطان، عن حبيب، به إلا أنه وقع عنده: «ابن المطوس» . ورواه الدارقطني في "العلل" (8/269) من طريق علي ابن المديني قال: كان يحيى بن سعيد ثنا بهذا الحديث: ثنا سفيان قال: حدثني حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ عمارة» . عن أبي المطوس، قال: فَلَقِيتُ أَبَا الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة. ثم قال يحيى بعد ذلك بزمان: نظرت في هذا الحديث، فغيَّره: أنبا يحيى، ثنا سفيان قال: حدثني حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ عمارة، عن ابن المطوس، قال: فلقيت ابن الْمُطَوِّسِ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 163 قَالَ (1) : فَقَدْ بانَ أنَّ جميعَ الحديثَينِ صَحِيحَينِ (2) ؛ قَدْ سَمِعَ حبيبٌ مِنْ عُمَارَة، وَمِنْ أَبِي المُطَوِّس (3) . 777 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (6) ، عَنْ شَريك (7) ، وَأَبِي (8) عَوانَة (9) ، وَشَيبان (10) ، عَنْ   (1) أي: قال ابن أبي حاتم. (2) كذا في جميع النسخ، والجادة: «صحيحان» ؛ لأنها خبر «أنَّ» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهين، ذكرناهما في التعليق على قوله: «فكأنَّه حديثين» ، في المسألة رقم (730) ، وانظر المسألة رقم (550) . (3) قال الترمذي في "العلل الكبير" (199) : «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن حديث أبي المطوس ... ؟ فقال: أبو المطوس اسمه: يزيد بن المطوس، وتفرد بهذا الحديث، ولا أعرف له غير هذا، ولا أدري أسمع أبوه من أبي هريرة أم لا» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (7/173) : «وهذا يحتمل أن يكون لو صحَّ على التغليظ، وهو حديث ضعيف، لا يحتج بمثله» . وقال ابن حزم في "المحلى" (6/183) : «وأما نحن فلا نعتمد عليه؛ لأن أبا المطوس غير مشهور بالعدالة» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/161) : «واختلف فيه عَلَى حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ اختلافًا كثيرًا، فحصلت فيه ثلاث علل: الاضطراب، والجهل بحال أبي المطوس، والشك في سماع أبيه من أبي هريرة، وهذه الثالثة تختص بطريقة البخاري في اشتراط اللقاء» . (4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (5) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو. (6) هو: سليمان بن داود. وروايته هذه أخرجها في "مسنده" (394) . (7) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (8) في (ك) : «أبو» . (9) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري. (10) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. الحديث: 777 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 164 أَبِي يَعْفُور (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَقْرَب، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لَيْلَةُ القَدْرِ فِي النِّصْفِ مِنَ السَّبْعِ، تُصْبِحُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ؛ فَرَمَقْتُها، فَإِذَا هِيَ كما قال رسولُ الله (ص) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا (2) الحديثُ وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو يَعفُور (3) ، عَنِ الصَّعْب البَكْري (4) ، عَنْ أَبِي عَقْرَب الأَسَدي (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. 778 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُسَين بن حَفْص، عن   (1) في (ك) : «أبي يعقوب» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) . وهو: وقدان أبو يعفور العبدي الكبير. (2) في (ت) : «اهذا» . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8665 و9509) و"المسند" (328) من طريق أبي الأحوص، وأحمد في "مسنده" (1/406 رقم 3857) من طريق شيبان، وأحمد (1/406 رقم 3858) والبخاري في "الكنى" (555/ تعليقًا) من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، والشاشي في "مسنده" (863) جميعهم عن أبي يعفور، عن أبي الصلت، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ ابن مسعود، به. وليس في رواية البخاري: «عن أبي عقرب الأسدي» . ورواه أحمد في "مسنده" (1/458 رقم 4374) والبخاري في "الكنى" (555/ تعليقًا) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5371) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص (89/تعليقًا) من طريق طلق بن حبيب، عَنْ أَبِي عَقْرَبٍ الأَسَدِيِّ، عَنِ ابن مسعود، به. (4) كذا في جميع النسخ! ولم نقف عليه، وقد يكون متصحفًا عن «الصعق البكري» وهو: الصعق بن حَزْن البكري، المترجم في "الجرح والتعديل" (4/455) ، والله أعلم. (5) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/418 رقم2042) ، والبخاري في "الكنى" (555) ، وابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/510 رقم1347) ونقل عن الحسيني قوله فيه: مجهول. (6) كذا في جميع النسخ، وسيأتي في الجواب: «فقالا» . الحديث: 778 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 165 سُفْيان، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؛ قَالَ: [أَفطَرَ] (1) الحاجِمُ والمَحْجُوم؟ فَقَالا (2) : هَذَا هُوَ جعفرُ بْنُ أَبِي وَحشِيَّة (3) ، وَلَمْ يُدْرِكِ الثَّوريُّ جعفرَ بْنَ أَبِي وَحشِيَّة؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ الثَّوْرِيُّ: عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي بِشْر جعفرِ بنِ إياس (4) . 778/أ - وسمعتُ (5) أَبَا (6) زُرْعَةَ وَانْتَهَى إِلَى حديثٍ كتبتُه عن عبد الرحمن بن عبد الملك ابن شَيْبَة الحِزامي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْسِ ابن (7) سَعْدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَ رسولُ الله (ص) يصومُ (8) حَتَّى أقولَ: لا يُفْطِر، ويُفْطِرُ حَتَّى أقولَ: لا يَصُومُ. قَالَتْ: وَكَانَ أكثرُ صيامِه فِي شَعْبان. قَالَتْ: فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لِي أَرَى أَكْثَرَ صيامِكَ في شَعْبان؟   (1) المثبت من (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «صام» بدل: «أفطر» ، ونقله على الصَّواب ولي الدين أبو زرعة في "تحفة التحصيل" (ص161) . (2) كذا في جميع النسخ، وكذا نقله ولي الدين أبو زرعة في الموضع السابق من "التحفة"، وذكر محقق "التحفة" أنه كتب في الحاشية: «لعله وأبا زرعة» ؛ أي: أنه في بداية المسألة سأل أباه وأبا زرعة. والله أعلم. (3) في (ت) و (ك) : «وحشة» . (4) هو: ابن أبي وحشيَّة. (5) تقدمت هذه المسألة برقم (737) . (6) في (أ) : «أبي» وكانت هكذا في (ش) ثم صُوِّبت. (7) في (ش) : «عن» بدل: «ابن» . (8) في (ك) : «كان يصوم» بدل: «يصوم» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 166 فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ الشَّهْرَ (1) يُكْتَبُ فِيهِ لِمَلَكِ المَوْتِ مَنْ (2) يَقْبِضُ (3) ؛ فأَنَا (4) أُحِبُّ أَلاَّ يُنْسَخَ اسْمِي إِلاَّ وَأَنَا صَائِمٌ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هُوَ عِنْدِي: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلاَّ حَطَّ اللهُ عَنْهُ؛ هُوَ الصَّحيحُ. وقولُهُ: أكثرُ صِيامِه فِي شَعْبان ... إِلَى آخِرِهِ مُنكَرٌ (6) . 779 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَيْسُ بْنُ حَفْص بْنِ قَيْسِ بْنِ القَعْقاع الدَّارِمي؛ قال: حدَّثنا عبدُالواحد (8) بْنُ زِيَادٍ؛ قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان (9) الأعمَش، عَنْ أَبِي الضُّحى (10) ، عَن شُتَيْر (11) بْنِ شَكَل، عَنْ عَلِيٍّ: أنَّ رسولَ الله (ص) كان يُقَبِّل وهو صائمٌ؟   (1) في المسألة رقم (737) : «إنه شهرٌ» ، وعلى ذلك فـ «أل» في كلمة «الشهر» هنا: للعهد. انظر في أنواع «أل» المعرفة: "مغني اللبيب" (ص72- 74) ، و"شرح شذور الذهب" (ص194- 195) ، و"همع الهوامع" (1/309- 310) . (2) قوله: «من» سقط من (ش) . (3) في (ف) : «يقبضه» . (4) في (ك) : «فإني» . (5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2572) . ورواه البخاري في "صحيحه" (5640) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به. (6) وقال أبو حاتم في المسألة رقم (737) : «هذا حديث منكرٌ» . (7) نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (11/10) . (8) تحرَّف في (ف) إلى: «عبد الرحمن» ، وكان كذلك في (أ) ، ثم صُوِّب. (9) قوله: «سليمان» ضبَّب عليه ناسخا (ت) و (ك) ، لكنه في (ك) يشبه «سلمان» . (10) هو: مسلم بن صُبَيْح. (11) في (أ) : «شنين» . الحديث: 779 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 167 فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش (2) ، عَنْ أَبِي الضُّحى، عَنْ شُتَيْر بْنِ شَكَل، عن حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) (3) . 780 - وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثني عَنْ أَبِي الطَّاهر أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْح (5) ، عن خاله عبد الرحمن بن عبد الحميد بن سالم المَهْري (6) أَبِي رَجَاء، عَنْ عُقَيل (7) ، عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (8) بن   (1) في (أ) و (ش) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/286 رقم 26447) ، ومسلم في "صحيحه" (1107) . (3) سئل الدارقطني في "العلل" (382) عن حديث علي فقال: «كذا رواه المغيرة بن سلمة أبو هشام المخزومي عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عَنْ مُسْلِم بْنِ صُبَيح، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ علي، ووهم فيه. والناس يروونه عن الأعمش ومنصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ بن شكل، عن حفصة أم المؤمنين، ومنهم من قال: عن أم حبيبة، وهو أشبه بالصواب» . وذكره أيضًا في "العلل" (5/176/أ) إلا أنه رجح حديث حفصة، فقال: «يرويه منصور والأعمش، واختُلٌِف عنهما فرواه أبو معاوية الضرير وإبراهيم بن طهمان، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عن شتير، عن حفصة، وكذلك رواه جرير وشيبان والثوري، عن منصور، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ، عن حفصة. ورواه خالد بن نِزار، عن ابن عيينة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ، عَنْ حَفْصَةَ، ووهم في قوله: عن إبراهيم؛ وإنما أرادوا: أبو الضحى، ورواه قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ مَنْصُورٍ والأعمش، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ شُتَيْرِ، عن حفصة، وعائشة؛ قاله أبو نعيم عنه. ورواه عبد الواحد بن زياد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى عن شتير عن أم حبيبة. وقيل: عن شتير، عن علي؛ ولا يصحُّ، والمحفوظ حديث حفصة» . (4) في (ف) : «وسألت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» . (5) في (ت) : «السرج» بالجيم. (6) في (ت) و (ك) : «المهدي» . (7) هو: ابن خالد الأيلي. (8) في (ت) و (ش) و (ك) : «عبد الله» . الحديث: 780 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 168 عبد الله بْنِ عُتْبَة (1) : أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) مرَّ برجُلٍ (2) مِنَ الأَنْصَارِ فِي سَفَرٍ يُرَشُّ عَلَيْهِ الماءُ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : مَا هَذَا؟! ، قَالُوا: صائمٌ (3) ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصَّوْمُ (4) فِي السَّفَرِ. فسمعتُ (5) أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ. 781 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوانة (7) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (8) ، عَن الأسود (9) ، عن عائِشَة؛ قالت:   (1) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «عتبة» . (2) قوله: «مر برجل» تصحَّف في (ت) إلى: «من يدخل» ، وكذا كانت في (ك) ، ثم صُوِّبت. (3) من قوله: «فقال رسول الله (ص) ... » إلى هنا سقط من (ك) . (4) في (ف) : «الصيام» . (5) في (ف) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» . (6) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (ف) . (7) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/124 رقم 24926) ، وأبو داود في "سننه" (2439) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2969) . ورواه أحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24147) وأبو عوانة في "صحيحه" (3012) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/390) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/285) من طريق يعلى بن عبيد، وأحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24147) ومسلم في "صحيحه" (1176) والترمذي في "جامعه" (756) من طريق أبي معاوية، ومسلم أيضًا (1176) من طريق الثوري، والنسائي في "الكبرى" (2874) من طريق حفص بن غياث، وابن خزيمة في "صحيحه" (2103) من طريق أبي خالد الأحمر جميعهم عن الأعمش، به. (8) هو: ابن يزيد النخعي. (9) هو: ابن يزيد النخعي. الحديث: 781 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 169 ما رأيتُ النبيَّ (ص) صَامَ العَشْرَ مِنْ (1) ذِي الحجَّة قَطُّ. وَرَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (2) ، فَقَالَ: عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائِشَة؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ. وَرَوَاهُ الثَّوريُّ (4) ، عَنِ الأعمَشِ ومنصورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (5) ؛ قَالَ حُدِّثتُ عَنِ النبيِّ (ص) (6) .   (1) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «من» . (2) في (أ) : «أبو الأخوص» . وأبوالأحوص هو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته هكذا ذكرها الترمذي في "جامعه" (756) . ورواه ابن ماجه في "سننه" (1729) ، وابن حبان في "صحيحه" (1441) من طريق أبي الأحوص، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة، به. (3) هو: ابن المعتمر. (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8127) ، والبغوي في "الجعديات" (1743) من طريق علي بن الجعد كلاهما (عبد الرزاق وعلي بن الجعد) عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حدِّثت عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (9219) ، وإسحاق ابن راهويه في "مسنده" (1506) من طريق جرير، عن منصور، عن إبراهيم أن النبي (ص) لم يصم العشر قط. (5) من قوله: «عَنْ عَائِشَةَ؟ فَقَالا: هَذَا خَطَأٌ ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (6) قال الترمذي في الموضع السابق: «هكذا روى غيرُ واحد عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود، عن عائشة. وروى الثوري وغيره هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم: أن النبي (ص) لم يُرَ صائمًا في العشر. وروى أبو الأحوص، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة، ولم يذكر فيه «عن الأسود» . وقد اختلفوا على منصور في هذا الحديث، ورواية الأعمش أصحُّ وأوصل إسنادًا. قال: وسمعت محمد بن أبان يقول: سمعت وكيعًا يقول: الأعمش أحفظ لإسناد إبراهيم من منصور» . اهـ. وذكر الدارقطني في "العلل" (5/132/ب) أنه اختُلِف على إبراهيم النخعي في هذا الحديث، فرواه الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن عائشة، ولم يختلف عن الأعمش فيما حدَّث به عنه: أبو معاوية، وحفص بن غياث، ويعلى بن عبيد، وزائدة بن قدامة، والقاسم بن معن، وأبو عوانة وغيرهم. ثم قال: «واختُلِف عن الثوري: فرواه ابن مهدي عن الثوري، عن الأعمش كذلك، وتابعه يزيد بن زريع، واختُلِف عنه: فرواه حميد المروزي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ الثوري، عن الأعمش مثل قول عبد الرحمن بن مهدي. وحدَّث به شيخ من أصل أصبهان يعرف بعبد الله بن محمد بن النعمان، عن مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ الضَّرِيرُ، عَنْ يزيد بن زريع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، وتابعه معمر بن سهل الأهوازي، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبيري، عَنْ الثوري، والصَّحيح: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إبراهيم؛ قال: حُدِّثت أن رسول الله (ص) ، وكذلك رواه أصحاب منصور، عن منصور مرسلاً، منهم: فُضَيل بن عياض، وجرير» . اهـ. وهذا الحديث من الأحاديث التي انتقدها الدارقطني على مسلم في كتابه "التتبُّع" (ص353 رقم194) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 170 782 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ عُمَرَ العُمَري (2) ، وسُفْيان بْنُ حُسَين (3) ، وَجَعْفَرُ بْنُ بُرْقان (4) ، فَقَالُوا: عن   (1) انظر المسألة رقم (659) و (758) . (2) روايته أخرجها مسلم في "التمييز" (ص216) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/108) . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/141 و237- 238 رقم 25094 و26007) ، والنسائي في = = "الكبرى" (3292) . ومن طريق أحمد رواه ابن الجوزي في "التحقيق" (1142) . (4) في (ت) : «نرقان» بالنون بدل الباء. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/263 رقم 26310) ، وفي "العلل" (5101) ، وإسحاق في "مسنده" (658) ، والترمذي في "جامعه" (735) وفي "العلل الكبير" (203) ، والنسائي في "الكبرى" (3291) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4639) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) ، وابن الجوزي في "التحقيق" (1143) . قال الترمذي في "العلل": «سألت محمدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا يصح حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة في هذا، وجعفر بن برقان ثقة، وربما يخطئ في الشيء» . وقال البيهقي: «هكذا رواه جعفر بن برقان وصالح بن أبي الأخضر وسفيان بن حسين عن الزهري، وقد وهموا فيه عن الزهري» . والحديث رواه أحمد في "العلل" (5103) وإسحاق في "مسنده" (660) ، والنسائي في "الكبرى" (3293) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/741) والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/280) وابن عبد البر في "التمهيد" (12/68- 69) و"الاستذكار" (14538 و14543) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/118) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ومسلم في "التمييز" ص (216) من طريق إسماعيل بن عقبة وإسماعيل بن أمية، والنسائي في "الكبرى" (3294 و3295) من طريق إسماعيل بن إبراهيم - أو إسماعيل ابن عقبة - وصالح بن كيسان، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/68) من طريق حجاج بن أرطاة، جميعهم عن الزهري، بمثله. قال الترمذي بعد روايته لرواية جعفر بن برقان: «وروى صالح بن أبي الأخضر ومحمد بن أبي حفصة هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عروة، عن عائشة مثل هذا. وروى مالك بن أنس ومعمر وعبيد الله بن عمر وزياد بن سعد وغير واحد من الحفاظ عن الزهري عن عائشة مرسلا، ولم يذكروا فيه: «عن عروة» ، وهذا أصح؛ لأنه روي عن ابن جريج قال: سألت الزهري قلت له: أحدثك عروة عن عائشة؟ قال: لم أسمع من عروة في هذا شيئا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن بعض من سأل عائشة عن هذا الحديث» . وضعَّف الحديث محمد بن يحيى الذهلي، كما في "تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/354) . وقال مسلم في "التمييز" (ص217) : «أما حديث الزهري، فقد أخطأ كل من قال: عن عروة، عن عائشة، وبيان ذلك في رواية ابن جريج» . ثم روى حديث ابن جريج الذي ذكره الترمذي، ثم قال: «فقد شفى ابن جريج في رواية الزهري هذا الحديث عن التصحيح فلا حاجة بأحد إلى التنقير عن حديث الزهري إلى أكثر مما أبان عنه ابن جريج من النقر والتنقير في جمع الحديث إلى مجهولين عن مجهول وذلك أنه قد قال له: حدثني ناس عن بعض من كان سأل عائشة، ففسد الحديث لفساد الإسناد. وقال العقيلي في "الضعفاء" (2/83) : «وهذا الحديث يروى من حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة، وهو من معلول حديثه» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/212) : «وقال الخلال: «اتفق الثقات على إرساله، وشذَّ من وصله» . وتوارد الحفاظ على الحكم بضعف حديث عائشة هذا» . وانظر "التمهيد" لابن عبد البر (12/66 فما بعدها) ، و"شرح العمدة/ كتاب الصيام" لشيخ الاسلام ابن تيمية (2/606- 610) ، و"الفروسية" لابن القيم ص (234) ، و"عمدة القاري" للعيني (11/77) . الحديث: 782 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 171 الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أَنَّهَا صامَتْ هِيَ وحَفْصَةُ، فأُهدِيَ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 172 للنبيِّ (ص) طعامًا (1) ، فأفطَرَتا، فسأَلَتا (2) النبيَّ (ص) ؛ فَقَالَ: اقْضِيَا يَوْمًا مَكَانَهُ؟ فَقَالا: هو خطأٌ؛ الصَّوابُ: مارواه مالكٌ (3) ، وابنُ عُيَينة (4) ،   (1) كذا في جميع النسخ وفي "المعرفة والتاريخ" للفسوي (2/740) بالنصب، وكانت الجادَّةُ أَنْ يقال: «فَأُهْدِيَ للنبي (ص) طَعَامٌ» ، بالرفع على أنه نائب الفاعل، وعلى ذلك ورد في بقيَّة مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ من النصب له وجه صحيح في العربية، وهو أنَّ «طعامًا» باقٍ على نصبِهِ مفعولاً به، ويكونُ نائب الفاعل هو قولَهُ: «للنبي» ، وإنابةُ الجار والمجرور أو غيره مُنَابَ الفاعل مع وجود المفعول به: جائزٌ على مذهب الكوفيين وجماعة من النحاة، وإنْ منعه جمهور البصريين. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (252) . (2) في (ت) و (ك) : «فأفطرنا فسألنا» ، وفي (ش) : «فأفطرنا، فسألتا» . (3) كذا وقعت رواية مالك وابن عيينة ويونس وعبيد الله في جميع النسخ، ولم نقف على روايتهم من هذا الوجه، وما ذكره الأئمة من رواية هؤلاء إنما هو روايتهم عن الزهري أن عائشة وحفصة.. به، بلا ذكر «عروة» . ورواية مالك أخرجها في "موطئه" (1/306) . = ... قال ابن عبد البر في " التمهيد" (12/66) : «هكذا هذا الحديث في "الموطأ" عند جميع رواته فيما علمت ... » ، ثم ذكر رواية شاذَّة يرويها عبد العزيز بن يحيى، عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عروة، عن عائشة ... ، هكذا مسندًا، ثم قال ابن عبد البر: «ولا يصحُّ ذلك عن مالك» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/212) بعد أن ذكر رواية مالك المرسلة: «وقد رواه من لا يوثق به عن مالك موصولاً، ذكره الدارقطني في "غرائب مالك"» . (4) روايته أخرجها أحمد في "العلل" (5104) ، وإسحاق في "مسنده" (659) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/740) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (68/118) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 173 ويونسُ بن يزيد (1) ، وعُبَيدُالله العُمَري (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) . 783 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عمَّار ابن رَجاء (4) ، عن   (1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/279) . (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (3297) . والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (7790) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، أَنّ عائشة وحفصة ... فذكره. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "العلل" (5105) ، وإسحاق في "مسنده" (659) . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وفي هامش النسخة (أ) تعليق غير واضح. (4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4827) ، و"الصغير" (697) ، وابن عدي في "الكامل" (5/257) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (153) ، والقزويني في "التدوين" (3/301) . وقرن ابن عدي بعمار: محمد بن عيسى. ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/428- 429) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (883) . ومن طريق ابن عدي رواه السهمي في "تاريخ جرجان" ص (293) . ومن طريق الإسماعيلي رواه السهمي ص (417) . قال الطبراني في "الأوسط": «لم يرو هذه الأحاديث عن الأعمش إلا أبو طيبة، تفرد بها ابنه» . وقال في "الصغير": «لم يروه عن الأعمش إلا [أبو طيبة] ، ولا عنه إلا ابنه، ولا يروى عن أم هانئ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمار بن رجاء» . وقال ابن عدي: «وهذا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أم هانئ لا يرويه عن الأعمش غير أبي طيبة، وقد قيل في هذا الحديث: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، من طريق مظلم أيضًا. وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح، وأحمد بن أبي طيبة، وأبوه مجهولان» . وحديث أبي هريرة الذي ذكره ابن عدي رواه ابن شاهين في "فضائل شهر رمضان" (20) من طريق خلف بن خليفة، عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، به. والحديث ذكره الدارقطني في "العلل" (1915) من طريق أم هانئ وأبي هريرة وقال: «وكلاهما غير محفوظ» . الحديث: 783 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 174 أحمد بن أبي طَيْبَة، نا أَبُو طَيْبَة (1) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ أُمَّتِي لَنْ تَخْزَى (3) مَا أقَامُوا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ رجلٌ: مَا خِزْيُهُمْ (4) فِي إِضاعَةِ شَهْرِ رمضانَ؟ قَالَ: انتِهَاكُ المَحَارِمِ فِيهِ، مَنْ عَمِلَ فِيهِ سَيِّئَةً - زِنًى، أَوْ شُرْبَ خَمْرٍ - لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللهِ حَسَنَةٌ يَتَّقِي بِهَا النَّارَ (5) ، فَاتَّقُوا (6) شَهْرَ رَمَضَانَ؛ فَإِنَّ الحَسَنَاتِ تُضَاعَفُ مَا لا (7) تُضَاعَفُ (8) فِي سِوَاهُ، وَكَذَلِكَ السَّيِّئاتُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ موضوعٌ عِنْدِي؛ يشبهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ الكَلبي (9) . 784 - وسمعتُ (10) أَبِي يَقُولُ وذكَرَ حديثَ الأوزاعيِّ (11) ، عن   (1) قوله: «نا أبو طيبة» سقط من (ت) و (ك) . وأبو طيبة: هو عيسى بن سليمان. (2) هو: باذام مولى أم هانئ. (3) في (ك) : «تجزى» . (4) في (ك) : «ما جزيهم» . (5) في (ت) : «البان» . (6) في (ت) و (ك) : «فالقوا» . (7) في (ك) : «ملا» . (8) في (ت) : «يضاعف» . (9) يعني: محمد بن السَّائب. (10) تقدمت هذه المسألة برقم (447) ، ونقل بعضها ابن الملقن في "البدر المنير" (4/464-465/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/390) . (11) هو: عبد الرحمن بن عمرو، وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/470) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/423) من طريق الوليد بن مَزْيَد، عنه، به. ووقع عند الفسوي: «أو أبو المهاجر، عن أبي أميمة» ووقع عند الطحاوي: «أو عن رجل، عن أبي أمية» . ورواه الدارمي في "مسنده" (1753) ، والنسائي في "سننه" (2269) ، والطبراني في "الكبير" (22/361 رقم 907) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، والنسائي أيضًا (2270) من طريق محمد بن حرب كلاهما عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبي قلابة، عن أبي المهاجر، عن أبي أمية الضمري، به، مرفوعًا. وثمَّ اختلافات أُخر في الحديث ذكرها النسائي في "سننه" (2267- 2282) . الحديث: 784 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 175 يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلابة الجَرْمي (1) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو أُميَّة (2) - أَوْ قَالَ: أَبُو المُهَاجِر (3) ، عَنْ أَبِي أُميَّة - قَالَ: قَدِمتُ على (4) رسول الله (ص) فَقَالَ: أَلاَ تَنْتَظِرُ (5) الغَدَاةَ (6) ؟ ، قلتُ (7) : إِنِّي صائِم، فَقَالَ: تَعَالَ أُخْبِرْكَ عَنِ المُسَافِرِ: إِنَّ اللهَ وَضَعَ عَنهُ الصِّيَامَ، وَنِصْفَ الصَّلاَةِ؟   (1) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (2) هو: عمرو بن أمية الضَّمْرِي. كما جاء منسوبًا في "تهذيب الكمال" (34/325) ، وجاء في بعض مصادر التخريج: «أبو أمية الضمري» ، وأنس بن مالك الكعبي القشيري يكنى أبا أمية، ولكنه ليس بضمري. (3) ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (34/325-326) هذا الحديث وحديثين آخرين وقال: «هكذا يقول الأوزاعي! وغيره لا يذكر أبا المهاجر» . وقال عن هَذَا الحديث: «رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حرب الأبرش وأبو المغيرة الخَولاني، عن الأوزاعي كذلك، وفيه اختلاف كثير على الأوزاعي» . (4) في (ش) : «عن» بدل: «على» . (5) في (ش) : «تنظر» ، وفي (ك) : «ينتظر» . (6) في المسألة رقم (447) : «الغداء» بدل: «الغداة» . (7) في (ك) : «تلك» بدل: «قلت» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 176 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: النَّاسُ يختلفونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: فمنهُم مَنْ يَقُولُ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي قِلاَبة، عَنْ أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ الكَعْبي. ومنهُم مَنْ يَقُولُ: عَنْ أَبِي أُميَّة (1) . والصَّحيحُ: مَا يَقُولُهُ أيُّوبُ السَّخْتِياني (2) : عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ القُشَيري (3) . 785 - وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعي (5) ، واختُلِف عَلَيْهِ فِيهِ: فَرَوَى زيدُ بْنِ أَبِي أُنَيسَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عبد الله   (1) الحديث رواه النسائي في "سننه" (2271) من طريق شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي أمية، به. وذكر ابن أبي حاتم في المسألة رقم (447) أن صدقة بن خالد يرويه عن الأوزاعي، مثله. (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/29) ، والنسائي في "سننه" (2274) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/469) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2043) . (3) هو: أنس بن مالك القشيري الكعبي، أبو أمية، ويقال: أبو أميمة، ويقال: أبو مَيّة. انظر "تهذيب الكمال" (34/378) . (4) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/283/مخطوط) بعض هذا النص بتصرف، وفيه: «قال أبو زرعة: روي موقوفًا ومرفوعًا، وهو أصح» . كذا قال، وهو الصواب. ولكن وقع في مختصره: "التلخيص الحبير" (2/410) لابن حجر: «ورواه ابن أبي حاتم في "العلل" عن جرير مرفوعًا، وصحَّح عن أبي زرعة وقفه» . اهـ، وهو خطأ، فأبو زرعة رجَّح الرواية المرفوعة. (5) هو: عمرو بن عبد الله. الحديث: 785 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 177 البَجَلي، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: صَوْمُ ثَلاَثَةِ أيَّام ٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ؛ الأَيَّامُ (1) البِيضُ: ثَلاَثَ (2) عَشْرَةَ، وَأَرْبَعَ (3) عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ. فَرَوَاهُ زيدُ بْنُ أَبِي أُنَيسَة، مَرْفُوعٌ (4) عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ المغيرةُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ جَرِيرٍ، مَوْقُوفٌ (*) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ أَبِي (5) إِسْحَاقَ عَنْ جَرِيرٍ مَرْفُوعٌ (*) أصَحُّ من موقوفٍ؛ لأنَّ (6) زيدَ ابن أَبِي أُنَيسَة أحفَظُ مِنْ مُغِيرَةَ بْنِ مُسْلِمٍ (7) . 786- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (8) وذكَرَ حديثً (9) رواه موسى بن   (1) في (ش) : «إلا أيام» . (2) في (ف) : «ثلاثة» . (3) في (ش) : «ورابع» . (4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (*) ... كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) قوله: «أبي» سقط من (ف) . (6) في (ت) و (ك) : «ولأن» . (7) روايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (4/221 رقم 2420) ، وفي "الكبرى" (2741/الرسالة) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7504) ، والطبراني في "الكبير" (2/356 رقم 2499) ، و"الأوسط" (7550) ، و"الصغير" (913) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3570) . ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "تالي التلخيص" (2/581) . ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/27) من طريق غيلان بن جامع، عن أبي إسحاق، به. قال الطبراني: «لم يروه عن أبي إسحاق إلا زيد بن أبي أنيسة، ولا يروى عن جرير إلا بهذا الإسناد» . وصحح إسناده ابن حجر في "فتح الباري" (4/226) . (8) في (ف) : «أبي زرعة» . (9) في (ك) : «حديثًا» ، وهو الجادَّة، والمثبتُ من بقيَّة النسخ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 786 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 178 طَلْحَة، فاختَلَفَ الرُّواةُ عَنْهُ: فَرَوَى عبدُالملك بنُ عُمَير (1) ، عن موسى ابن طَلْحَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ بأرنبٍ إِلَى النبيِّ (ص) ، فوضعَها بَيْنَ يدَيهِ، فأكلَ القومُ، واعْتزَلَ الأَعْرَابِيُّ، فَقَالَ: مَا لَكَ لاَ تأكُلُهُ (2) ؟ ، قَالَ: إِنِّي صائِم، قَالَ: إنْ كُنْتَ صَائِمًا (3) ، فَصُمْ أَيَّامَ الغُرِّ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سام (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، عَن أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) .   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/336 رقم 8434) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/407) تعليقًا، والنسائي في "سننه" (2421) ، وابن حبان في "صحيحه" (3650) . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لا تَأْكُلُها» ؛ لأنَّ الضمير يعود إلى «الأرنب» ، وقد استعمل ضميره مؤنثًا في قوله: «فوضعها» ، وفي مصادر التخريج: «مالك لا تأكُلُ» ، وما وقع في النسخ يخرَّج على أوجه: الأول: أنَّ «الأرنب» تؤنَّث، وقد تذكَّر؛ كما في "المصباح المنير" (ص240) ، و"اللسان" (1/434) ، فرَجَعَ الضمير مؤنثًا في «وضَعَهَا» ، ومذكَّرًا في «تأكله» . والثاني: أنه من باب الحمل على المعنى، والمراد: «مالك لا تأكلُ الطعامَ، أو المأكولَ، أو المذكورَ..» ، وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . والثالث: أن الأصل «تأكُلُهَا» ثم حذفت الألف، وسُكّنت الهاء بعد نقل فتحتها إلى اللام، وهذه لغةُ طيِّئ ولَخْم، فيقولون في بِهَا: بَهْ، وفي تأكُلُها: تَأْكُلَهْ، وقد تقدَّم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (235) . (3) في (ش) : «صائم» . (4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (477) ، وأحمد في "مسنده" (5/152 و162 و177 رقم 21350 و21437 و21537) والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/406) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (761) ، والبزار في "مسنده" (4064) والنسائي في "سننه" (2422- 2424) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (رقم 1182 و1214/مسند عمر بن الخطاب) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2128) ، وابن حبان في "صحيحه" (3655 و3656) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/294) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/120) ، و"تالي التلخيص" (257) ، وتمام في "فوائده" (587/الروض البسام) . قال الترمذي: «حديث حسن» . وقال البزار: «وهذا الْحَدِيث قد روي عَنْ أَبِي ذر من غير وجه، ورواه عن يحيى بن سام غير واحد، منهم: الأعمش، ويزيد بن أبي زياد، وغيرهم» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7874) ، والحميدي في "مسنده" (136) ، وأحمد في "مسنده" (5/150 رقم 21334 و21335) ، والنسائي في "سننه" (4311) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2127) من طريق موسى بن طلحة، عن ابن الحوتكية، عن أبي ذر، به. قال ابن خزيمة: «قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب "الكبير"، وبينت أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة الأرنب، وروى عن ابن الحوتكية القصتين جميعًا» . وقال ابن حبان عقب الحديث (3650) : «سمع هذا = = الخبر مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، وسمعه من ابن الحوتكية، عن أبي ذر، والطريقان جميعًا محفوظان» . وقد اختلف على موسى بن طلحة في هذا الحديث، وقد توسع الدارقطني في ذكر هذا الاختلاف فانظره في "العلل" (239 و511 و1119) . وانظر "شرح العمدة/ كتاب الصيام" لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/592- 595) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 179 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: حديثُ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) .   (1) من قوله: «فقال أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 180 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْْ فِي مَنَاسِكِ الْحَجِّوَآدَابِهِ (1) وثَوَابِهِ، ونَحْوِ ذَلِكَ 787 - قَالَ (2) أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه معاويةُ بن عبد الله الزُّبَيري (5) ، عن عائِشَة ابْنَتِ (6) الزُّبَير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَار، عَنِ السَّائِب بْنِ خَلاَّد، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ، مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ المَديِنَةِ وَأَخَافَهُمْ (7) ، فَأَخِفْهُ، وَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى هَذَا الحديثَ اللَّيثُ بن سعد (8) ، عن هشام   (1) كذا في (ش) ، وفي (ت) : «وأدائه» . ولم تنقط في بقيَّة النسخ. (2) نقل الذهبي في "تاريخ الإسلام (ص198/وفيات 181-190) بعض هذا النص، وستأتي هذه المسألة برقم (2605) . (3) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو. (5) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (7/144 رقم 6636) ووقع عنده: «عائشة بنت المنذر» وكذا في الأصل الخطي له (2/161/ب) . ورواه أحمد في "مسنده" (4/55 رقم 16557) والنسائي في "الكبرى" (4265 و4266) ، والطبراني في "الكبير" (7/143- 144 رقم6631- 6635) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/123) من طرق عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ السائب، به. (6) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، وما أثبتناه صحيحٌ أيضًا في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (7) في (أ) و (ش) : «فأخافهم» . (8) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3589) ، والضياء في "المختارة" (8/330 رقم 399- 401) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/111) قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ موسى بن عقبة إلا هشام بن عروة، تفرد به الليث بن سعد» . وجوَّد إسناده المنذري في "الترغيب والترهيب" (1891) . الحديث: 787 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 181 ابن عُرْوَة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَار، عَنِ عُبَادَة بْنِ الصَّامت، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قال: حديثُ عائِشَةَ ابْنَتِ (1) الزُّبَير (2) أَصَحُّ؛ لأنَّ الناسَ قَدْ رَوَوْهُ عَنِ السَّائِب بْنِ خَلاَّد. فسألتُ أَبَا زُرْعَةَ: مَا حالُ معاوية بن عبد الله هَذَا؟ قَالَ: لا بأسَ بِهِ؛ كتَبنا عَنْهُ بِالْبَصْرَةِ، أخرَجَ إِلَيْنَا جُزْءًا عَنْ عائِشَة، فانْتَخَبْتُ (3) مِنْهُ أحاديثًا (4) غَرائِبَ، وتركتُ المشاهيرَ.   (1) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، وما أثبتناه صحيحٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (2) قوله: «الزبير» سقط من (ف) . (3) في (ش) : «فانتخب» ، وفي (ك) : «فانتخيت» . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أحاديثَ غرائبَ» بِحَذْفِ الألف؛ لأنه ممنوعٌ من الصرف لمجيئه على صيغة منتهى الجموع، لكنَّ قوله: «أحاديثًا» بالتنوين: جائزٌ في العربية وصحيحٌ؛ ويخرَّج على لغة من يَصْرفُ جميعَ ما لا ينصرف في الاختيار وسعة الكلام؛ وهي لغة لبعض العرب، ومن شواهدها قولُهُ تعالى: [الإنسَان: 4] {سَلاَسِلَ وَأَغْلاَلاً وَسَعِيرًا} في قراءة من نوَّن «سلاسلاً» ، ومثل ذلك: قراءتُهُمْ بالتنوين في قوله تعالى: {قَوَارِيرًا قَوَارِيرًا} [الإنسان: 15-16] ، وقراءةُ الأعمش والأشهب العقيلي والمطوِّعي: {وَلاَ يَغُوثًا وَلاَ يَعُوقًا وَنَسْرًا} [نوح: 23] . ويمكن تخريجه أيضًا على أنه بالألف بلا تنوين؛ فقد ذكر ابن جِنِّيْ أن من العرب مَنْ يقف على جميع ما لا ينصرف - إذا كان منصوبًا - بالألف؛ فيقولون: رأيتُ أحمدَا، وكلَّمتُ عثمانَا؛ وذلك لخفَّة الألف عليهم ولاعتيادهم صَرْفَ ما لا ينصرف في الشعر. انظر: "سر صناعة الإعراب" لابن جني (2/677) ، و"مشكل إعراب القرآن" لمكي ابن أبي طالب (2/783-784) ، و"مغني اللبيب" (ص195) ، و"همع الهوامع" (1/131-133) ، و"إبراز المعاني، من حرز الأماني" لأبي شامة، و"البحر المحيط" لأبي حيان (في الكلام على آيات سورة الإنسان، ونوح _ت) ، و"شرح التصريح" لخالد الأزهري، و"شرح الأشموني" (آخر باب الممنوع من الصرف) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 182 قلتُ: مَا حالُ عائِشَة، هَلْ رَوَى عَنْهَا أحدٌ سِوَى مُعَاوِيَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ حدَّثنا عَنْهَا المَدَنِيُّون. 788 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو بن عبد الله النَّصْري (2) - والد أبي زرعة الدِّمَشْقِي - عَنِ الْوَلِيدِ (3) ، عَنْ صَدَقة بْنِ   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (851 و869) . (2) في (ك) : «البصري» ، ولم تنقط في (ش) و (ف) ، وانظر "الأنساب" للسمعاني (4/424) . (3) هو: ابن مسلم الدمشقي. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/295) تعليقًا، وقال: «منكر» . ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/206- 207) ، وابن عدي في "الكامل" (4/78) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (953) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/262) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/38) من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، به. قال العقيلي: «وفيه رواية عن أبي سعيد الخدري فيها لين أيضًا» . وقال ابن عدي: «وهذا عن العلاء منكر كما قاله البخاري، ولا أعلم يرويه عن العلاء غير صدقة، وإنما يروي هذا: خلف بن خليفة، وهو مشهور، وروي عن الثوري أيضًا عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عن النبي (ص) ، فلعل صدقة هذا سمع بذكر العلاء، فظن أنه العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وكان هذا الطريق أسهل عليه، وإنما هُوَ: الْعَلاءُ بْنُ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبيه، عن أبي سعيد» . وقال البيهقي: «إسناده ضعيف» . الحديث: 788 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 183 يزيد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ (2) : إنَّ عَبْدًا أَصْحَحْتُ (3) جِسْمَهُ، وَأَوْسَعْتُ عَلَيْهِ فِي الرِّزْقِ؛ يَأتِي عَلَيْهِ خَمْسُ سِنينَ لاَ يَفِدُ إِلَيَّ -: مَحْرُومٌ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: العلاءُ (5) ابن المسيَّب (6) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مُرسَل (7) مَرْفُوعٌ (8) . 789- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو الطَّاهر (9) بن السَّرْح (10) ؛   (1) هو: عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي. (2) كذا في جميع النسخ، والتقدير: «قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» ، كما سيأتي في المسألة رقم (869) ، فلعلَّ سَقْطًا وقع هنا. (3) في (ف) و (ت) و (ك) : «صحَّحت» . (4) قوله: «محروم» خَبَرٌ لـ «إِنَّ عبدًا» . (5) رسمت في (ك) هكذا: «العلى» . (6) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/265/بشار) ، والبيهقي في "الشعب" (3837) ، وأبو بكر الأنباري في "الأمالي" (10/2) - كما في "السلسلة الصحيحة" (1662) - من طريق محمد بن فضيل، عنه، به. (7) لأنَّ يونس بن خبَّاب لم يسمع من أبي سعيد كما سيأتي برقم (869) . (8) كذا قال هنا! وسيأتي السؤال مرة أخرى برقم (851) ، وفيه تصويبُه لرواية من رواه عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبي (ص) ، وقال: «ومنهم من يَقِفُه» . وسيأتي تفصيلٌ طويل لهذا الحديث في المسألة رقم (869) . وقوله: «مرسل مرفوع» يحتمل وجهين: الرَّفْعَ والنصب، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (9) في (ت) : «أبو الظاهر» . (10) هو: أحمد بن عمرو. ولم نقف على روايته، والحديث رواه الدولابي في "الكنى" (1/108) من طريق خلاد بن يحيى، عن حنش، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (5923) ، ومسلم في "صحيحه" (1190) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الرحمن بن الأسود، به. ورواه مسلم أيضًا من طريق مالك بن مغول، عن عبد الرحمن بن الأسود، به. الحديث: 789 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 184 قال: حدَّثنا أَشْعَثُ ابن شُعْبة (1) ، عن حَنَش (*) ، عن عبد الرحمن بْنِ الأسْوَد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: رأيتُ الطِّيبَ فِي مَفْرِقِ رسولِ الله (ص) وَهُوَ مُحْرِمٌ؟ فَقَالَ: حدَّثنا (2) أَبُو نُعَيم (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا حَنَش (*) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ الأسْوَد، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يقُل: عَنْ أَبِيهِ. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: أَبُو نُعَيم أثبتُ، وَلا أُبعِدُ أَنْ يكونَ قَالَ لَهُمْ مرَّةً: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (4) .   (1) كذا في (ت) و (ك) ، وفي (ف) : «شعية» ، وفي (ش) : «سعيد» ، وفي (أ) يبدو أنها كانت «شعبة» فحاول الناسخ إصلاحها إلى: «سعيد» ، وانظر "تهذيب الكمال" (3/270) . (*) ... تصحَّفت في (ت) و (ك) إلى: «حفش» . وهو حنش بن الحارث النخعي. (2) في (ك) : «حدثه» . (3) هو: الفضل بن دُكَين. (4) سئل الدارقطني في "العلل" (5/133/أ) عن حديث الأسود، عن عائشة؟ فقال: «رواه عنه أبو إسحاق، وابنه عبد الرحمن بن الأسود، وإبراهيم النخعي، واختُلِف عن أبي إسحاق: فرواه الثوري وإسرائيل ويوسف بن إسحاق ابن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الرحمن بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. وخالفهم يونس بن أبي إسحاق، وزكريا بن أبي زائدة، وشريك وأبو الأحوص، [فرووه] عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن عائشة. وأما عبد الرحمن بن الأسود فلم يختلف عليه فيه. واختُلِف على إبراهيم النخعي في إسناده ومتنه، فرواه منصور، والأعمش، والحكم، والزبير ابن عدي، وعطاء بن السَّائب، ومحمد بن قيس، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة، ورواه حماد بن أبي سليمان، واختُلِف عنه: فرواه الثوري، وعمر، وهشام الدَّستوائي، وأبو إسرائيل الملائي، وابن أبي عروبة، وشعبة- واختُلِف عنه-: عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة، قال ذلك يحيى القطان، وروح بن عبادة عن شعبة. وقال غندر: عن شعبة، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة. وقيل: عن أبي عوانة، عن مغيرة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة. وقال الحسن بن عبيد الله: عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة، وقال في متنه: كأني أنظرُ إلى وَبيصِ المِسْكِ في رأس رسول الله (ص) ، ولم يقل هذا غيره عن إبراهيم. والصحيح عن إبراهيم: قول من قال: عن الأسود، عن عائشة، والصحيح عن أبي إسحاق قول من قال: عن عبد الرحمن ابن الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 185 790 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ خُثَيم (2) ، عَنْ حَنْظَلَة (3) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا نَظَر إِلَى رجُلٍ يُرِيدُ السَّفَر يَقُولُ: أُوَدِّعُكَ كما كان رسولُ الله (ص) يُوَدِّعُ، ثُمَّ يَقُولُ: أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ؟ قَالا: وَهِمَ سعيدٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. وَرَوَى هَذَا الحديثَ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ (4) ، فوَهِمَ فِيهِ أَيْضًا، فَقَالَ: عَنْ حَنظَلَة، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ القاسم، عن ابن عمر.   (1) انظر المسألة رقم (2297) . (2) في (ك) : «خيثم» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/7 رقم 4524) ، والترمذي في "جامعه" (3443) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (8806، 10357) ، والقاضي المحاملي في "الدعاء" (3) ، والطبراني في "الدعاء" (821) . وقال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، من هذا الوجه من حديث سالم بن عبد الله» . (3) هو: ابن أبي سفيان. (4) كذا جاءت رواية الوليد بن مسلم في جميع النسخ بإثبات سالم بين «حنظلة» و «القاسم» ! ولم نقف عليها، والمعروف من رواية الوليد بن مسلم أنها عن حنظلة عن القاسم، به. وعلى هذا الوجه رواه النسائي في "الكبرى" (8805 و10356) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5624 و5674) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2531) . الحديث: 790 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 186 والصَّحيحُ عِنْدَنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: عَنْ حَنظَلَة، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَةَ (1) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (2) ؛ قال: حدَّثنا عبد العزيز بْنِ (3) عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعَة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ (4) كَانَ إِذَا وَدَّعَ رجُلاً قَالَ: أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ؟   (1) هو: ابن يحيى البصري. (2) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/136 رقم 6199) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (834/المنتخب) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/260) ، والنسائي في "الكبرى" (10346) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/251) . وتابع أبا نعيم: أبو ضمرة أنس بن عياض وعبدة بن سليمان، روايتهما عند النسائي في "الكبرى" (10345 و10347) ، ومندل بن علي ويحيى بن نصر بن حاجب روايتهما ذكرها الدارقطني في "العلل" (4/112/أ) . واختلف على عبد العزيز بن عمر: فرواه أحمد (2/38 رقم 4957) عن مروان بن معاوية الفزاري، وأبو داود (2600) من طريق عبد الله بن داود، كلاهما عن عبد العزيز بن عمر، عن إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ قَزَعة، عن ابن عمر، به. كذا قالا: «إسماعيل بن جرير» ! والصواب: «يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرِيرٍ» كما في"تهذيب الكمال" (425) . ورواه النسائي في "الكبرى" (10348) من طريق عيسى بن يونس، عن عبد العزيز ابن عمر، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، عن قزعة، به. (3) في (ش) : «عن» بدل: «ابن» . (4) قوله: «أنه» سقط من (ك) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 187 ثُمَّ ذاكرتُ بِهِ أَبِي، فَقَالَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ ... هَذَا الحديثَ. 791- وسألتُ (1) أَبِي عن حديثٍ رواه عبَّاد ابن العَوَّام (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبةَ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ أم سُلَيْمٍ حاضَتْ بعد ما أفاضَتْ يومَ النَّحْر، فأمرَها النبيُّ (ص) أَنْ تَنْفِرَ (3) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: قَتادةُ، عَنْ عِكْرمَة، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَل (4) فِي قِصَّةِ صَفِيَّة (5) ؛ رَوَاهُ الدَّسْتوائي (6) وغيرُه؛ وهذا   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (809) . (2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3083) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/233) ، والطبراني في "الأوسط" (804) ، والدارقطني في "العلل" (4/26/أ) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا سعيد، تفرد به عباد بن العوام» . وقال الدارقطني: «يرويه عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، وغيره يَرْوِيهِ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ مرسلاً، وهو الصحيح» . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (3/588) : «وقد شذَّ عباد بن العوام، فرواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن أنس مختصرًا في قصة أم سُلَيم» . (3) أي: النَّفْر الآخِر، وهو في اليوم الثَّالثِ من أيام التَّشريق. انظر "النهاية" لابن الأثير (5/92) . (4) قوله: «مرسل» يحتمل الرفعَ والنصبَ، انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (5) كذا قال هنا، وفي المسألة رقم (809) ذكر أم سُلَيم، وكلاهما صحيح كما سيأتي في التخريج، فأمُّ سليم حدَّثت به عن قصتها وقصة صفيَّة. كما في مصادر التخريج. (6) هو: هشام بن أبي عبد الله، وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1756) ، وأحمد في "مسنده" (6/431 = = رقم 27432) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/233) من طريق هشام، عن قتادة، عن عكرمة؛ قال: اختلف ابن عباس وزيد بن ثابت في المرأة إذا حاضَت وقد طافت بالبيت يوم النَّحر، فقال زيد: يكون آخر عهدها بالبيت، وقال ابن عباس: تَنفِرُ إذا شاءت، فقالت الأنصار: لن نتابعك يا ابن عباس وأنت تخالف زيدًا! فقال: سَلُوا صاحبَتَكُم أم سُلَيم، فقالت: حِضتُ بعد ما طُفت بالبيت، فأمرني رسول الله (ص) أن أنفِرَ، وحاضت صفيَّة فقالت لها عائشة: حبستينا، فأمرها النبي (ص) أن تَنفِرَ. قال ابن حجر في "فتح الباري" (3/588) : «طريق قتادة هذه هي المحفوظة» . ورواه البخاري في "صحيحه" (1758) من طريق حماد ابن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، به مختصرًا. الحديث: 791 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 188 هُوَ الصَّحيحُ. 792 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن سُلَيمان (1) ، عن   (1) روايته أخرجها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7571) بلفظ: «رأيت رسول الله (ص) يطوفُ بين الصَّفا والمَروَة، والناس بين يدَيه، وهو وراءَهم، وهو يسعى، حتى أرى رُكبَتَيه من شِدَّة السَّعي، يدورُ به إزارُه، ويقول: «اسعَوا فإن اللهَ كتب عليَّ السَّعي» . قال أبو نعيم: «رواه محمد بن إدريس الشافعي ويونس ابن محمد وحميد بن عبد الرحمن، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ بإدخال عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محيصن بينه وبين عطاء. ورواه مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ عبد الله ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عن عطاء، عن حبيبة؛ من دون صفية. ورواه عبد الله بن نبيه، عن جدته صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بنت أبي تَجراة. وروته جبرة بنت محمد السباعية؛ قالت: حدثتني حبيبة بنت أبي تَجراة؛ قالت: أشرفت على رسول الله (ص) وهو يطوف بين الصفا والمروة» . اهـ. ورواه أحمد في "مسنده" (6/421 رقم 27368) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7571) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/99- 100) من طريق سريج ابن النعمان، عن عبد الله بن المؤمل، به. ورواه ابن أبي خيثمة - كما في "الإصابة" (4/269) - والطبراني في "الكبير" (24/178 رقم 575) و (12/256/ب/المخطوط) من طريق سريج، عن عبد الله بن المؤمل، عن عمر بن عبد الرحمن، عن عطاء، عن صفية، عن حبيبة، به. وليس في رواية الطبراني: «عن عطاء» . الحديث: 792 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 189 عبد الله بْنِ المُؤَمَّل، عَنْ عَطاء (1) ، عَنْ صَفِيَّةَ ابْنَتِ (*) شَيبَة، عن حَبيبة ابْنَتِ (*) أبي تَجْراة (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي السَّعْيِ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَة؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ غيرُ سَعِيدٍ (3) ، عن عبد الله ابن المُؤَمَّل، فَقَالَ: عَنْ عُمَرَ بْنِ عبد الرحمن ابن مُحَيصِن (4) ، عن صَفِيَّة ابْنَتِ (*) شَيْبَة، عن حَبيبة (5) ابْنَتِ (*) أبي تَجْراة.   (1) هو: ابن أبي رباح. (*) ... في (ك) : «ابْنَة» ، وهو الجادَّة، وكتابتها بالتاء المفتوحة مع سكون الباء: له وجهٌ صحيحٌ في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (2) بفتح التاء المثنَّاة الفوقية؛ كما في "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (2/29) . قال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/315) : «ووهم أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، فقال: هي بنت أبي بَجْراة؛ بالباء [الموحَّدة] ، وثبت على ذلك، والصواب بالتاء» . وترجم لها الحسيني في "الإكمال" (1461) ، وقال: «في إسناد حديثها اضطراب» ، وتبعه ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (1630) . ونسبها أبو نعيم أيضًا فذكر أنها: امرأة من أهل اليمن. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (2/102) : «قول أبي نعيم: امرأة من أهل اليمن ليس بشيء، والصَّواب ما قال الشافعي» ؛ أي: إنها إحدى نساء بني عبد الدار. (3) رواه العقيلي - كما في "التمهيد" (2/101) - من طريق محمد بن سنان العَوَقي [في الأصل: العوفي، بالفاء، والتصويب من "بيان الوهم والإيهام" (5/159) ] ، عن عبد الله بن المؤمل، به. بلفظ: دخلتُ المسجدَ أنا ونسوةٌ معي من قريش، والنبيُّ (ص) يطوفُ بالبيتِ، قالت: وإنه ليسعى، حتى إني لأرثي له، وهو يقول لأصحابه: «اسعَوْا؛ فإنَّ الله كتبَ عليكُم السَّعي» . قال ابن عبد البر: هكذا قال: «يطوفُ بالبيت» ، وأسقط من إسناد الحديث: عطاءً! والصَّحيح في إسناد هذا الحديث ومتنه ما ذكره الشافعي وأبو نعيم. اهـ. وسيأتي تخريج رواية الشافعي وأبي نعيم. (4) في (ت) و (ك) : «محيض» . (5) في (أ) و (ش) : «عن صفية» بدل: «عن حبيبة» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 190 وَأَمَّا الشَّافعيُّ (1) فَرَوَى عَنِ ابْنِ المُؤَمَّل،   (1) روايته أخرجها في "الأم" (3/544- 545/ط. الوفاء) . ومن طريق الشافعي رواه الطبراني في "الكبير" (24/178 رقم 573) ، وابن عدي في "الكامل" = = (4/137) ، والدارقطني في "السنن" (2/256) ، و"المؤتلف والمختلف" (1/316- 317) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/158- 159) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/98) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/100- 101) ، والبغوي في "شرح السنة" (1921) . ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/247) ، والدارقطني في "السنن" (2/255) ، و"المؤتلف والمختلف" (1/317) من طريق معاذ بن هانئ، وأحمد في "مسنده" (6/421 رقم 27367) ، والدارقطني في "سننه" (2/255) وفي "المؤتلف والمختلف" (1/317) من طريق يونس بن محمد، والطبراني في "الكبير" (24/178 رقم 574) من طريق حميد بن عبد الرحمن، وبحشل في "تاريخ واسط" ص (157) من طريق محمد بن ماهان، وابن عبد البر في"التمهيد" (2/100) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين جميعهم عن عبد الله بن المؤمل بمثل رواية الشافعي. قال ابن عدي: «وهذا يرويه عبد الله بن المؤمل وبه يعرف، ولابن المؤمل هذا غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه الضعف عليه بيِّن» . وقال الدارقطني في "المؤتلف" عن هذا الطريق: «وهو الصواب» . ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3296) ، والطبراني في "الكبير" (24/178- 179 رقم 575) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/101) من طريق ابن أبي شيبة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ عبد الله بن المؤمل، عن عبد الله بن أبي حسين، عن عطاء، عن حبيبة، به. قال ابن عبد البر: «ذكره ابن أبي شيبة فأخطأ في إسناده، إما هو وإما محمد بن بشر ... أخطأ في موضعين من الإسناد، أحدهما أنه جعل في موضع عمر ابن عبد الرحمن عبدَالله بن أبي حسين، والآخر أنه أسقط صفية بنت شيبة من الإسناد، فأفسد إسناد هذا الحديث، ولا أدري ممن هذا؛ أمن أبي بكر أم من محمد بن بشر، ومن أيهما كان فهو خطأ لاشك فيه» . ورواه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/315- 316) من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ عبد الله ابْنِ الْمُؤَمَّلِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عبد الرحمن السهمي، عن حفصة بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أبي بجراة، به. قال الدارقطني: «وفي إسناد هذا الحديث وهمٌ في ثلاثة مواضع: أحدها قوله: بجراة بالباء، وإنما هو بالتاء، والثاني: قوله: حفصة بنت شيبة، وإنما هي: صفية بنت شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي، الثالث: قوله: عن عمر بن عبد الرحمن، عن بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أبي بجراة. عمر بن عبد الرحمن، وهو: ابن محيص السهمي أحد القراء المكيين، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عن صفية بنت شيبة، كذلك رواه أصحاب عبد الله بن المؤمل، عنه منهم: عبد الله بن إدريس الفقيه الشافعي، ويونس بن محمد المؤدب، ومعاذ بن هانئ، وغيرهم» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 191 ............................ عن عمر (1) بن عبد الرحمن بْنِ مُحَيصِن، عَنْ عَطاء، عَنْ صَفِيَّة بِنْتِ شَيْبَة، عَنْ حَبيبةَ ابْنَتِ (2) أبي تَجْرَاة، عن النبيِّ (ص) (3) .   (1) في (ش) : «عمرو» . (2) في (ك) : «ابْنَة» ، وهو الجادَّة، وما أثبتناه صحيحٌ أيضًا. انظر التعليق أوَّل المسألة. (3) قال في "العلل" (5/231/أ) : «يرويه بديل بن ميسرة واختُلِف عنه: فرواه هشام الدستوائي وأبو عامر وأبو صالح بن رستم الخزاز [كذا! وصوابه: وأبو عامر صالح بن رستم الخزاز] ، عن بديل، عن صفية، عن أم ولد شيبة، وخالفهما حماد بن زيد، فرواه عن بديل، عن المغيرة بن حكيم، عن صفية، عن أم ولد شيبة. وقول حماد أشبه. ورواه منصور بن صفية، عن أمه نحو ذلك. ورواه عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ أم صفية [كذا!] ؛ قالت: أخبرتني فلانة بنت أبي تَجراة، حدَّث به عبد الله ابن المؤمل المخزومي، واختُلِف عنه: فرواه الشافعي ومحمد بن سنان العوقي ويونس المؤدب، عن عبد الله ابن المؤمل، عن عطاء، والصَّحيح قول من قال: عن ابن مُحَيْصِنٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي تَجراة، وهو الصَّواب» . وضعَّف هذا الحديثَ ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2394) لعلتين، الأولى: سوء حفظ عبد الله ابن المؤمل، والثانية: نكارة الحديث، وقال بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «فهذا الاضطراب بإسقاط عطاء تارة، وابن محيصن أخرى، وصفية بنت شيبة أخرى، وإبدال ابن محيصن بابن أبي حسين أخرى، وجعل المرأة عَبْدَرِيَّة تارة، ومن أهل اليمن أخرى، وفي الطواف تارة وفي السعي بين الصفا والمروة أخرى من عبد الله بن المؤمل، وهو دليل على سوء حفظه وقلَّة ضبطه، وماعهد من أبي محمد [يعني: عبد الحق الإشبيلي] هو ردُّ روايات ابن المؤمل» . وانظر "مختصر المستدرك" لابن الملقن (834 و835) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 192 793 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بن عبد الحميد المَعْنِيُّ (2) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ (3) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) مَشَى [عَنْ] (4) زَمِيلٍ لَهُ؟ قَالَ أبي: وقد روى داودُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّي (5) ، عَنْ محمد بن   (1) نقل الضياء في "المختارة" (5/108) بعض هذا النص. (2) نسبة إلى مَعْن بن مالك، من الأزد. انظر "الأنساب" للسمعاني (4/331) . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8011) ، وابن حبان في "صحيحه" (774) ، والحاكم في "المستدرك" (1/560) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/11) ، و"الشعب" (2144) ، والضياء في "المختارة" (5/98 و99) بلفظ: كان النبي (ص) في مسير، فنزل فمشى رجل من أصحابه إلى جانبه، فالتفت إليه فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ قال: فتلا عليه: الحمد لله رب العالمين. (3) هو: ابن أسلم البُناني. (4) رُسِمَتْ في جميع النسخ: «عر» ، والتصويب من مصادر التخريج، وذكر ابن الأثير في "النهاية" (2/313) قوله: «مَشى عن زَمِيلٍ» ، ثم قال: «الزَّمِيلُ: العَديلُ الذي حِمْلُه مع حِمْلِك على البعير، وقد زامَلَني: عادَلَني. والزَّميلُ أيضًا: الرَّفيقُ في السَّفَر، الذي يُعينُك على أمورِك، وهو الرَّديفُ أيضًا» . والمعنى: أن النبي (ص) نزل عن دابة كان يركبها مع رفيقٍ له، ومشى راجلاً. (5) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/173) . ورواه البزار في "مسنده" (2465/كشف الأستار) ، والضياء في "المختارة" (1731) من طريق عمر بن محمد بن الحسن، عن أبيه محمد بن الحسن، به. ووقع في "كشف الأستار": «عمرو بن محمد بن الحسين» بدلاً من «عمر بن محمد بن الحسن» . قال البزار: «لا نعلم رواه عن سليمان بن المغيرة إلا محمد ابن الحسن الأسدي، كوفي ثقة، يقال له: التَّلّ» . وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم رواه عن سليمان بن المغيرة غيرُ محمد بن الحسن» . الحديث: 793 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 193 الْحَسَنِ (1) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ الْمُغِيرَةِ مثلَ روايتهِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس، عن (2) النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ عِنْدِي؛ لأن (3) سعيدَ ابن سُلَيمان حدَّثنا عَنْ سُلَيمان بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ الْحَسَنِ (4) : أنَّ رسولَ الله (ص) ... وَهُوَ أَشْبَهُ. 794 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ (6) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ؛ قَالَ: أحسنُ مَا سمعتُ فِي بَيْض النَّعَام (8) : حديثُ أَبِي الزِّناد (9) ، عَنِ الأعرَج (10) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال في   (1) هو: الأسدي الملقب بـ «التل» . (2) في (ت) و (ك) : «أنَّ» بدل: «عن» . (3) من قوله: «روايته عن ثابت ... » إلى هنا مكرر في (أ) و (ش) و (ف) . (4) هو: البصري. (5) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/424-425) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/522) ، ونقل بعضه وليُّ الدين أبو زرعة في "تحفة التحصيل" (ص315-316) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (15/220 رقم 19187) . (6) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6804) ، والدارقطني في "السنن" (2/249) ، والبيهقي في "السنن" (5/207) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/100) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي الزناد إلا ابن جريج، تفرد به الوليد بن مسلم» . (7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (8) في (ت) و (ك) : «النَّعامة» . (9) هو: عبد الله بن ذَكْوان. (10) هو: عبد الرحمن بن هرمز. الحديث: 794 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 194 بَيْضِ النَّعامَة (1) : في كُلِّ بَيْضَةٍ صِيَامُ يَوْمٍ، وَإطْعَامُ (2) مِسْكينٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بصَحيح عِنْدِي؛ وَلَمْ يسمعِ ابنُ جُرَيج مِنْ أَبِي الزِّناد شَيْئًا؛ يُشبه أَنْ يكونَ ابنُ جُرَيج أَخَذَهُ مِنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أبي يحيى (3) .   (1) في (ت) و (ك) : «النعام» . (2) في (ك) : «أو إطعام» ، وهو الموافق لأكثر مصادر التخريج، وما أثبتناه من بقيَّة النسخ و"تاريخ دمشق"، ويمكن تخريجه على أنَّ «الواو» هنا بمعنى «أو» التي للتخيير، فتوافق معنى ما في مصادر التخريج، وقد ذكر النحاةُ أنَّ الواو تفيد مطلق الجمع، وهذا هو الأصل، وقد تخرُجُ عنه إلى معانٍ أخرى، ومنها أن تكون بمعنى التخيير؛ كقول كُثَيِّرِ عَزَّة [من الطويل] : وقالوا نَأَتْ فاخْتَرْ لها الصَّبْرَ والبكا فقلتُ البكا أشْفَى إِذَنْ لِغَلِيلِي أي: اختَرِ الصَّبْرَ أو البكاء؛ إذْ لا يجتمعان، وحُمِلَتْ على هذا المعنى «الواوُ» في قوله تعالى: [سَبَإ: 46] {أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} ، وقوله تعالى: [النِّسَاء: 3] {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ} ، أي: أو ثلاث أو رباع؛ فإنَّ الإجماع على أنَّ أحدًا من الأمة لا يجوز له أن يزيد على أربع نِسْوة، وكانت الزيادة من خصائص النبي (ص) لا يشاركه فيها أحدٌ من الأمة. وانظر تفصيل ذلك في "مغني اللبيب" (1/468) ، و"تاج العروس" (مبحث الواو) ، و"فتح الباري" (9/139) . (3) الحديث رواه أبو داود في "المراسيل" (138) ، والدارقطني في "السنن" (2/249) من طريق أبي عاصم الضَّحاك بن مَخْلَد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بن سعد، عن أبي الزناد، عن رجل، عن عائشة، به، ووقع عند أبي داود: «عن أبي الزناد: بلغني عن عائشة» . قال أبو داود: «أُسنِدَ هذا الحديث، وهذا هو الصَّحيح» . وقال البيهقي في "السنن" (5/207) عن هذا الطريق: «وهو الصحيح، قاله أبو داود السجستاني وغيره من الحفاظ» . والحديث ذكره الدارقطني في "العلل" (2029) فقال: يرويه ابن جريج، واختلف عنه، فرواه الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن جريج، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ عن أبي هريرة، ورواه أبو قرَّة، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بن سعد، عن أبي الزناد، عن عروة، عن عائشة. وقال أَبُو عَاصِمٍ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبي الزناد عمن أخبره، عن عائشة، وقول أبي عاصم أشبه بالصواب. وذكر لأحمد بن حنبل حديث الوليد بن مسلم فقال: لَمْ يَسْمَعِ ابْنُ جُرَيْجٍ مِنْ أبي الزناد، إنما يروي عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبي الزناد» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/522) بعد أن ذكر ما نقله الدارقطني عن الإمام أحمد: «قلت: فرجع الحديث إلى ما رواه أبو داود، وفيه رجل لم يسمَّ، فهو في حكم المنقطع» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 195 795 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ عَزْرَة (3) ، عَنِ الشَّعبي؛ أنَّ الفَضْلَ بْنَ عباس حدَّثه، وأن أسامةَ بْنَ زَيْدٍ حدَّثه: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبةِ. هَلْ سَمِعَ الشَّعْبيُّ مِنْهُمَا (4) ؟   (1) انظر المسألة رقم (821) و (822) . (2) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/213- 214 رقم 1829) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/127) . ورواه أبو يعلى في "مسنده" (6721) ، والطبراني في "الكبير" (18/297 رقم 764) من طريق هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عن الشعبي، عن الفضل بن عباس وحده، ولم يصرح الشعبي بالسماع عندهما. ورواه الطيالسي في "مسنده" (670) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/64) ، وأحمد في "مسنده" (5/206 رقم 21793) ، والطبراني في "الكبير" (1/178 رقم 462) من طريق هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزْرَةَ، عن الشعبي أن أسامة حدثه، به. (3) هو: ابن عبد الرحمن بن زُرارَة. (4) في (أ) و (ش) : «فيهما» . الحديث: 795 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 196 فَقَالَ: لا يَحْتملُ، ويَنْبَغي أَنْ يكونَ بينهُما رجلٌ (1) آخَرُ (2) ، ولكنْ كَذَا حدَّث بِهِ هَمَّام (3) ، فَلا أَدْرِي مَا هَذَا الأَمْرُ؟!. 796 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه وَهْب ابن جَرير (4) ، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس، عن أُبَيِّ ابن كعب، عن النبيِّ (ص) : أَنَّ (7) جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ رَكَضَ زَمْزَمَ بِعَقِبِهِ، جَعَلَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ تَجْمَعُ الحَصْبَاءَ (8) ، فقال النبيُّ (ص) : رَحِمَ اللهُ هَاجَرَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ (9) ! لَوْ تَرَكَتْهَا، كَانَتْ عَيْنًا مَعِينًا؟   (1) قوله: «رجل» من (ف) فقط. (2) في (ت) و (ك) : «وينبغي أن يكون بينهما أحد» . (3) وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص 159 رقم 590) : سألت أبي عن حديثين رواهما هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَزرَة، عن الشَّعبي: أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ حدَّثه: أنه كان رِدْفَ النبي (ص) عَشِيَّة عَرَفَة: هل أدرك الشعبي أسامة؟ قال: لا يمكن أن يكون الشعبي سمع من أسامة هذا، ولا أدرك الشعبي الفضل بن العباس. اهـ. وروى ابن أبي حاتم أيضًا (595) عن أبيه، عن إسحاق ابن منصور أنه قال: قلت ليحيى [يعني: ابن معين] : قال الشعبي: أن الفضل حدَّثه، وإن أسامة حدَّثه! قال: لا شيء. وقال أحمد [يعني: ابن حنبل] وعلي [يعني: ابن المديني] : لا شيء. اهـ. (4) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8319) من طريق علي بن المديني، والجياني في "تقييد المهمل" (2/651) من طريق ابن نيزك كلاهما عن وهب، به. ومن طريق النسائي رواه الجياني (2/651- 652) . وسيأتي ذكر اختلافات أخر على وهب في آخر المسألة. (5) هو: جرير بن حازم. (6) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (7) في (أ) و (ش) : «إلى» بدل: «أن» . (8) في (ت) : «الحصا» . (9) من قوله: «تجمع الحصباء ... » إلى هنا سقط من (ك) . الحديث: 796 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 197 قَالَ أَبِي: لا يقولونَ فِي هذا الحديث: أُبَيُّ ابن كَعْبٍ، ويقولونَ: أيُّوبُ، عَنْ رجُلٍ (1) ، عن سعيد بن جُبَير (2) .   (1) والرجل: هو عبد الله بن سعيد بن جُبَير كما سيأتي. (2) هذا الحديث يرويه أيوب السَّختياني، ورواه عنه: جرير ابن حازم، وحماد بن زيد، وإسماعيل بن عليَّة، ومعمر، على اختلاف بينهم: أما جرير بن حازم: فيروي الحديث عنه ابنه وَهْب، واختُلِف على وَهْب: فرواه علي بن المديني ومحمد بن أحمد بن نَيْزَك، عن وَهْب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أيُّوب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، به مرفوعًا. وتقدم تخريج روايتهما أول المسألة. ورواه أحمد بن سعيد الرِّباطي وحجاج بن يوسف المعروف بابن الشاعر، عن وَهْب، واختُلِف عنهما: أما أحمد بن سعيد الرِّباطي: فرواه عنه النسائي في "الكبرى" (8318) ، عن وَهْب؛ كرواية ابن المديني وابن نيزك السَّابقة. ورواه البخاري في "صحيحه" (3362) عنه، عن وَهْب ابن جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ ابن جبير، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) ، ليس فيه ذكرٌ لأُبَيِّ بن كعب. وهذا إختلاف بين إمامين جبلين في الحفظ والإتقان - البخاري والنسائي -، لكن باقي الروايات يرجِّح ما رواه النسائي، ومنها رواية حجاج بن الشاعر في الراجح عنه: فقد أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند" (5/121 رقم 21125) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1852) كلاهما عن حجاج بن الشاعر، عن وَهْب بن جرير؛ به كرواية ابن المديني وابن نيزك السَّابقة. وكذا رواه ابن حبان في "صحيحه" (3713) من طريق عبد الله بن صالح البخاري، والإسماعيلي في "معجمه" (385) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" (15/56/بشار) -، من طريق موسى بن حمدون، والضياء المقدسي في "المختارة" (1210) من طريق عبد الله بن العباس وسليمان بن عيسى، جميعهم عن حجاج بن الشاعر، به كسابقه. وخالف هؤلاء جميعًا عبد الله بن محمد البغوي، فرواه عن حجاج بن الشاعر بزيادة عبد الله بن سعيد بن جُبَير بين أيُّوب وسعيد بن جُبَير. وهذه الرواية أخرجها الجياني في "تقييد المهمل" (2/650) ، وهي رواية شاذة لمخالفتها لرواية الأكثر. وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها النسائي في "الكبرى" (8319) من طريقه، عن أيُّوب، عن عبد الله ابن سعيد بن جُبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به من قوله موقوفًا عليه، وليس فيه ذكرٌ لأُبَيِّ بن كعب. وأما رواية إسماعيل بن عليَّة: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/360 رقم 3390) عنه، عن أيُّوب؛ قال: نُبئْت عن سعيد؛ قال: قال ابن عباس ... فذكره موقوفًا على ابن عباس أيضًا. وأما معمر: فأخرج روايته عبد الرزاق في "المصنف" (9107) ، فقال: عن معمر، عن أيُّوب وكثير بن كثير ابن المطلب بن أبي وداعة - يزيد أحدهما على الآخر -، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس ... ، فذكر الحديث بطوله، لكن وقف بعضه، ورفع بعضه، ومنه المتن المذكور في هذه المسألة. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/347 رقم 3250) ، والبخاري في "صحيحه" (2368 و3364) . وقد عاب أبو مسعود الدمشقي والإسماعيلي على البخاري إخراجه هذا الحديث لاضطرابه كما في "تقييد المهمل" (2/648) ، و"فتح الباري" لابن حجر (6/400) ، وقد أطال الجياني في الاعتذار عن البخاري، ومن ذلك قوله (2/653) : «إن هذا الخلاف إذا نظره المتبحِّر في الصنعة وتأمَّله ميَّز منه ما ميَّزه البخاري _ح، وحكم بصحته، وعلم أن الخلاف الظاهر فيه إنما يعود إلى وفاق، وأنه لا يدفع بعضه بعضًا، والحمد لله ... » إلخ. وقال ابن حجر في الموضع السابق: «وقد عاب الإسماعيلي على البخاري إخراجه رواية أيوب لاضطرابها، والذي يظهر أن اعتماد البخاري في سياق الحديث إنما هو على رواية معمر عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 198 ............................ 797 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمَان (1) ، عَنْ   (1) الحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (2/38 رقم 4964) ، والترمذي في "جامعه" (907) ، وابن ماجه (3102) والطوسي في "مختصر الأحكام" (4/160) . قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث الثوري إلا من حديث يحيى ابن اليمان، وروي عن نافع: أن ابن عمر اشترى هديه من قُدَيد، وهذا أصح» . الحديث: 797 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 199 سُفْيان (1) ، عن عُبَيدالله (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) اشترَى هَدْيَهُ مِنْ قُدَيد (3) ؟ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مَوْقُوفٌ (4) (5) ؛ والوَهَمُ مِنْ يَحْيَى بْنِ يَمان. 798 - وسألتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو (7) معاوية (8) ،   (1) هو: ابن سعيد الثوري. (2) هو: ابن عمر بن حفص العُمَري. (3) هو موضع قُرب مكَّة. انظر "معجم البلدان" (4/313) . (4) قوله: «موقوف» يحتمل الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (5) أخرجه من هذا الوجه البخاري في "صحيحه" (1640 و1693) ، ومسلم في "صحيحه" (1230) من طريق نافع، عن ابن عمر، به، موقوفًا. (6) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/417/مخطوط) بعض هذا النص بتصرف. (7) قوله: «أبو» سقط من (ك) . (8) هو: محمد بن خازم الضَّرير. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/41 رقم 5003) . ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/137) عن فهد، عن يحيى ابن عبد الحميد الحماني، ثم رواه عن ابن أبي عمران، عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، كلاهما [الحماني والأزدي] عن أبي معاوية، به. قال ابن أبي عمران: ورأيت يحيى بن معين وهو يتعجب من الحماني أن يحدث بهذا الحديث؛ فقال له عبد الرحمن: هذا عندي، ثم وثب من فوره، فجاء بأصله، فأخرج منه هذا الحديث عن أبي معاوية كما ذكره يحيى الحماني، فكتبه عنه يحيى بن معين» . ونقل هذا النص ابن عبد البر في "التمهيد" (15/123) عن الطحاوي. ورواه الحميدي في "مسنده" (640) ، والنسائي في "سننه" (2678) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2597 و2598) ، وابن حبان في "صحيحه" (3955) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/50) من طرق عن عبيد الله، به دون قوله: «إلا أن يكون غسيلاً» . ورواه البخاري في "صحيحه" (1542) ، ومسلم في "صحيحه" (1177) من طريق مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به، دون قوله: «إلا أن يكون غسيلاً» . الحديث: 798 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 200 عن عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ (2) يَلْبَسُ المُحْرِمُ ثَوْبًا مَسَّهُ الوَرْسُ، وَلاَ الزَّعْفَرَانُ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ غَسِيلاً؟ قَالَ: أخطأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ فِي هَذِهِ اللَّفظة: إلاَّ أنْ يكونَ غَسيلاً. 799 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري (4) وغيرُه (5) ، عن   (1) هو: ابن عمر بن حفص العُمَري. (2) «لا» هنا نافية بمعنى النهي؛ ووقع ذلك في مواطن كثيرة من هذا الكتاب. انظر توجيه ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) . (3) في (ت) و (ك) : «قال سألت» . وانظر المسألة التالية. (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/453/اللحيدان) ، والطبراني في "الدعاء" (781) ، والدارقطني في "العلل" (4/62) ، والخطيب في "الجامع" (1788) . (5) الحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (19480) ، و"التفسير" (2/194) من طريق معمر، والطيالسي في "مسنده" (134) ، وأبو داود في "سننه" (2602) ، والترمذي في "جامعه" (3446) ، وابن حبان في "صحيحه" (2698) ، والطبراني في "الدعاء" (784) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، وأحمد في "مسنده" (1/97 رقم 753) من طريق شريك النخعي، وأحمد في "مسنده" (1/128 رقم 1056) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (89/المنتخب) ، والطبراني في "الدعاء" (783) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (407) من طريق إسرائيل، والبزار في "مسنده" (773) ، والنسائي في "الكبرى" (10336) ، وأبو يعلى في "مسنده" (586) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (496) ، والطبراني في "الدعاء" (785) ، والضياء في "المختارة" (2/295) من طريق منصور بن المعتمر، وابن حبان في "صحيحه" (2697) من طريق علي بن سليمان، وابن عدي في = = "الكامل" (1/427- 428) و (5/121) من طريق أبي حجية الأجلح بن عبد الله الكندي وعمرو بن أبي المقدام، والطبراني في "الدعاء" (787) من طريق عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي جميعهم عن أبي إسحاق، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (1/115 رقم 930) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (88/المنتخب) ، والطبراني في "الدعاء" (782) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/252) . ووقع في رواية معمر تصريح أبي إسحاق بالسماع من علي بن ربيعة، وهو مخالف لجميع الرواة عن أبي إسحاق، ومخالف لما جاء عن أبي إسحاق نفسه؛ إذ صرح أنه لم يسمعه منه. كما في خاتمة المسألة، والمسألة التالية. الحديث: 799 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 201 أَبِي إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ عليِّ بْنِ رَبِيعَةَ؛ قَالَ: كنتُ رَدِيفَ عليٍّ، فَقَالَ حِينَ رَكِبَ: الحمدُ لِلَّهِ - ثَلاثًا - سُبْحان الَّذِي سَخَّر لَنَا هَذَا ... وذكَرَ الحديثَ (2) ؟ فَقَالَ أَبِي: حدَّثني أَبُو زِيَادٍ القَطَّان (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ قَالَ: كنتُ أَعْجَبُ مِنْ حَدِيثِ عليِّ بْنِ رَبِيعَةَ: كنتُ رِدْفَ عَلِيٍّ ... ! لأنَّ عليَّ ابن رَبِيعَةَ كَانَ حَدَثًا فِي عَهْدِ عليٍّ، ومِثلَهُ (4) أنكرتُ أَنْ يكونَ رِدْفَ عليٍّ؛ حَتَّى حدَّثنا سُفْيان، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عليِّ بن ربيعة.   (1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (2) قوله: «وذكر الحديث» سقط من (ك) . وفي هامش النسخة (أ) حاشية بترت بعض كلماتها بسبب التصوير نصها: «رواه الحاكم في المسـ من طريق فضيل بن مرـ عن ميسرة بن حبيب ـ المنهال بن عمرو عن عـ بن ربيعة وقال على عـ» . (3) هو: حماد بن زاذان، وروايته أخرجها المصنف في "مقدمة الجرح والتعديل" (1/168 و242) . (4) في (ك) : «مثله» بلا واو، والمثبت من بقيَّة النسخ، وقوله: «مِثْلَهُ» بالنصب: مفعولٌ مقدَّم لـ «أنكرتُ» ، والتقدير: أنكرتُ مِثْلَ عليِّ بن ربيعة أنْ يكون رديفًا لعلي بن أبي طالب!. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 202 قلتُ لسُفْيان: سَمِعَهُ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ عليِّ بْنِ رَبِيعَةَ؟ فَقَالَ: سألتُ أَبَا إِسْحَاقَ عَنْهُ؟ فَقَالَ: حدَّثني رجلٌ، عَنْ عليِّ بْنِ ربيعة (1) . 800 - أخبرنا (2) أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (3) : أَخْبَرَنَا (4) عبد الرحمن بْنُ بِشْر النَّيسابوري (5) - فِيمَا كتبَ إليَّ (6)   (1) قال الدارقطني في "العلل" (430) : «حدَّث به أبو إسحاق السبيعي، عن علي بن ربيعة؛ رواه عن أبي إسحاق كذلك: منصور بن المعتمر، وعمرو بن قيس الملائي، وسفيان الثوري، وأبو الأحوص، وشريك، وأبو نوفل علي بن سليمان ... ، وأبو إسحاق لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الْحَدِيثَ مِنَ علي بن ربيعة، يبين ذلك: ما رواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة؛ قال: قلت لأبي إسحاق: سمعته مِنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ؟ فَقَالَ: حدثني يونس بن خبَّاب، عن رجل، عنه. وروى هذا الحديث شعيب بن صفوان، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ شقيق بن عقبة الأسدي، عن علي بن ربيعة. ورواه المنهال بن عمرو، وإسماعيل بن عبد الملك بن أبي الصغير، عن علي بن ربيعة، فهو من رواية أبي إسحاق مرسلاً، وأحسنها إسنادًا حديث المنهال بن عمرو، عن علي بن ربيعة» . اهـ. وتوسَّع الأخ ياسر بن فتحي في تخريج هذا الحديث في تخريجه لأحاديث كتاب "الذكر والدعاء" للقحطاني (2/677-680) ، فانظره إن شئت. (2) هذه المسألة من تتمة المسألة السابقة؛ فهما مسألة واحدةٌ، لكننا أبقينا ترقيم المسائل على ما في الطبعة الأولى (طبعة الشيخ محب الدين الخطيب) . (3) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «وأخبرنا» . (5) روايته أخرجها المصنف في "مقدمة الجرح والتعديل" (1/168) . (6) يُفْهَمُ من نسختَيْ (ت) و (ك) أنَّ القائل: «أخبرنا عبد الرحمن بن بشر» ، هو ابن أبي حاتم، ويفهم من (أ) و (ش) و (ف) أنَّ القائل لذلك هو أبو حاتم، وكلاهما جائزٌ، ولا ينافيه السياق، لكنْ قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/215) في ترجمة عبد الرحمن ابن بشر النيسابوري: «كتَبَ عنه أبي ... وكتَبَ إليَّ ببعض فوائد، وكان صدوقًا ثقةً» ، ولعلَّ هذا يشهد لما في (ت) و (ك) ، واللهُ أعلم. الحديث: 800 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 203 - قال: ذَكَر عبدُالرحمن بن مهديٍّ حديثَ عليِّ ابن ربيعة الذي رَوَاهُ؛ قَالَ: كنتُ رِدْفَ عَلِيٍّ، فلما رَكِبَ قال: سُبْحان الَّذِي (1) سَخَّر لَنَا هَذَا ... ! فسمعتُ عبد الرحمن بْنَ مَهْدِيٍّ يَقُولُ: قَالَ شُعْبَة: فقلتُ لأَبِي إِسْحَاقَ (2) : ممَّن سمعتَه؟ قَالَ: مِنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، فأتيتُ يُونُسَ بْنَ خَبَّاب، فقلتُ: ممَّن سمعتَه؟ فَقَالَ (3) : مِنْ رَجُلٍ رواه (4) عن عليِّ ابن رَبِيعَةَ. 801 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونسُ بنُ بُكَير (5) ، عَنْ مِسْعَر (6) ، عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أنَّ النبيَّ (ص) أحرَمَ ولَبَّى مِنَ الْبَيْتِ حِينَ انبَعَثَتْ (7) به راحِلَتُهُ؟   (1) في (ت) و (ك) : «سبحان الله الذي» . (2) في (ت) و (ك) : «لابن إسحاق» . (3) في (ك) : «قال» . (4) كذا جاءت العبارة هنا، وكذا نقلها المزي في "تحفة الأشراف" (10248) . وفي "مقدمة الجرح والتعديل" (1/168) : «حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ ربيعة» . وذكرها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/434-435/ت: اللحيدان) ، و (1/326/ت: زايد) ، لكن جاءت العبارة في كلتا الطبعتين هكذا: «فقلت: ممَّن سمعته؟ قال: من رجُلٍ أراه عن علي بن ربيعة» . (5) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (12/329 رقم 13579) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/318) من طريق مصعب بن المقدام، عن مسعر، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عمر، به. قال أبو نعيم: «هذا حديثٌ غريب من حديث مسعر، تفرد به مصعب» . (6) هو: ابن كدام. (7) في (ت) و (ك) : «انبعَثَ» . الحديث: 801 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 204 فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبِيبٌ (1) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بن الحَنفيَّة، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَل (2) ، وَقَالا: هُوَ الصَّحيحُ. 802 - وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْم (4) ، عَنْ سُفْيان (5) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّائب بْنِ عبد الله قال: رأيتُ النبيَّ (ص) بين الرُّكْنِ اليمانيِّ والحَجَرِ الأسْوَد (7) يَقُولُ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً، وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً؟ فَقَالَ (8) أَبِي: هَذَا خطأٌ، أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو نُعَيم؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْنِ عُبَيد (9) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بْنِ السَّائب؛ قَالَ: رأيتُ النبيَّ (ص)   (1) روايته أخرجها ابن حزم في "حجة الوداع" (523) . (2) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (3) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/368/مخطوط) بعض هذا النص. (4) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/293) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/298) ، وابن حزم في "حجة الوداع" (61) . قال البخاري: «هو وهمٌ» . (5) هو: الثوري. (6) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (7) قوله: «الأسود» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (8) في (ت) و (ك) : «قال» . (9) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (3/436) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (8963) ، وابن سعد في "الطبقات" (2/178) ، وأحمد في "مسنده" (3/411 رقم 15398 و15399) ، وأبو داود في "سننه" (1892) ، والنسائي في "الكبرى" (3934) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/247) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2721) ، وابن الجارود في "المنتقى" (456) ، وابن حبان في "صحيحه" (3826) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1/145) ، والطبراني في "الدعاء" (859) ، والحاكم في "المستدرك" (1/455) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/84) . الحديث: 802 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 205 .. وحدَّثنا (1) مُحَمَّدُ بْنُ كَثير العَبْدي وغيرُه، فقالوا: عبد الله بْنُ السَّائب. قَالَ أَبِي: منذُ (2) حينٍ أسمعُ الناسَ يَقُولُونَ: هَذَا ممَّا أخطأَ فِيهِ أَبُو نُعَيم. 803 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ   (1) قوله: «وحدَّثنا» من (أ) و (ش) و (ف) ، ومكانهُ في (ت) و (ك) : «أنا أبو محمَّد قال: حدَّثنا» ، ويترتَّب عليه أنَّ القائل: «حدَّثنا محمد بن كثير العبدي» ، هو أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، وهذا لا يمكن؛ لأن محمد ابن كثير توفِّي سنة (223هـ) ، وولادة أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم كانت سنة (240هـ) أو (241هـ) ؛ فيستحيل أن يَرْوِيَ عنه!! ويؤيد ذلك: أولاً: ما جاء صريحًا في بقيَّة النسخ (أ) و (ش) و (ف) ، فالقائل فيها «حدَّثنا محمد بن كثير» هو أبو حاتم، وهو ما أثبتناه في أصل الكتاب. = ... ثانيًا: ظاهر سياق المسألة؛ فإنَّ أبا حاتم هو الذي يَذْكُرُ مَنْ روى الحديثَ على الصواب مخالفًا لما رواه أبو نُعَيْم؛ ليؤيِّد قولَهُ: إنَّ أبا نُعَيْم هو الذي أخطأ في الحديث، ويُرْشِدُ إلى ذلك ما قبله وما بعده، والله أعلم. (2) في (ك) : «مذ» . (3) لم نقف على روايته، والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (5089) ، ومسلم في "صحيحه" (1207) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والطحاوي في "شرح المشكل" (5907) من طريق عبد الله بن نمير، والطبراني في "الكبير" (24/263 رقم 835) من طريق عمر بن علي كلهم عن هشام، به. ورواه سفيان بن عيينة عن هشام، واختلف عنه، فرواه ابن خزيمة في "صحيحه" (2602) ، والدارقطني في "سننه" (2/219) من طريق عبد الجبار بن العلاء، والطوسي في "مختصر الأحكام" (4/210) من طريق محمد بن زياد البصري، والطبراني في "الكبير" (24/263 رقم 834) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ ثلاثتهم عَنْ سُفْيَانَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أبيه، عن عائشة، به. ومن طريق الدارقطني رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/221) وقال: «وصله عبد الجبار - وهو ثقة - عن سفيان، وأرسله غيره، وقد وصله أبو أسامة حماد بن أسامة، ومعمر بن راشد، عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، ومعمر، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ عَن عائشة» . ورواه الشافعي والحميدي عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أبيه، مرسلاً. وسيأتي تخريج روايتهما في آخر المسألة. ورواه مسلم في "صحيحه" (1207) ، وأحمد في "مسنده" (6/164 رقم 25308) ، والنسائي في "سننه" (2768) ، وابن الجارود في "المنتقى" (420) من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة، به. نقل ابن الجارود عن محمد بن يحيى قوله: «حديث عبد الرزاق عندنا محفوظ في قصة ضباعة - خ - محتج به لمن أراد الشرط في الحج» . وقال النسائي: «لا أعلم أحدًا أسند هذا الحديث عن الزهري غير معمر» . الحديث: 803 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 206 هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لِضُبَاعَة (1) : اشْتَرِطِي (2) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وَرَوَاهُ (4) الثَّوْري (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عن ضُباعَة، عن النبيِّ (ص) ؟   (1) هي: ضباعة بنت الزبير. (2) المثبت من (ت) و (ك) ، ومصادر التخريج، وهو الجادَّة المعروفة، وفي (أ) و (ش) و (ف) : «اشترطين» . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (4) قوله: «ورواه» ليس في (ك) ، وفي (ت) : «رواه» بلا واو. (5) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (24/336 رقم 842) ، وحنبل في "جزئه" (68) . ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده" - كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري (1034) - من طريق محمد بن فضيل ووكيع، ورواه في "المصنف" (14727) من طريق محمد بن فضيل فقط، والطحاوي في "شرح المشكل" (5912) من طريق أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ ابن سلمة جميعهم عن هشام، به. ومن طريق ابن أبي شيبة في "المسند" رواه ابن ماجه في "سننه" (2937) ، والطبراني في "الكبير" (24/336-337 رقم 843) . ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (5913) من طريق حجاج بن منهال، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هشام، عن أبيه أن ضباعة به مرسلاً. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 207 فَقَالَ أَبِي: إنَّ عامَّةَ النَّاسِ يَقُولُونَ: هشامٌ (1) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لضُباعَة ... . قَالَ أَبِي: أشبهُ عِنْدِي مُرسَلً (2) ؛ هشامٌ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) (3) ... .   (1) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (3/396) عن ابن عيينة، عنه، به. ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/221) . قال الشافعي: «ولو ثبت حديث عروة، عن النبي (ص) في الاستثناء لم أعْدُه إلى غيره؛ فإنه لا يحل عندي خلاف ما ثبت عن رسول الله (ص) » . وكذا أرسله الحميدي عن ابن عيينة، كما ذكر الدارقطني في "العلل" (5/23/ب) ، وسيأتي كلامه بتمامه. (2) كذا بحذف ألف تنوين المنصوب على لغة ربيعة، وتقدير العبارة: هو مرسلً أشبَهُ عندي. وانظر الكلام على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) . (3) وقال الدارقطني في "العلل" (5/123/ب) : «يرويه هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة، واختُلِف عن ابن عيينة فيه: فقيل: عن عبد الجبار، عن ابن عيينة حدثناه مرة ولم يقل فيه: عن عائشة، وأرسله الحميدي عن ابن عيينة ولم يقل فيه: عن عائشة. واختُلِف عن الثوري: فرواه أبو قِلابة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ الثَّوري، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، وغيره يرسله. ورواه الليث وحماد بن زيد والمفضل بن فضالة، عن هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ النبيِّ (ص) دخل على ضُباعَة؛ مرسلاً. واختُلِف عن الزهري: فرواه مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُروَة، عن عائِشَة، وغيره يرويه عن الثَّوري [كذا! ولعله: الزهري] ، عن عروة مرسلاً، والمرسل أصح، وكذلك رَوَاهُ أَبُو الأسود، عَنْ عُرْوَةَ مرسلاً» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 208 804 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسَدُ ابن مُوسَى (1) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبيع، عن حَبِيب ابن أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنّ الصَّعْبَ بْنَ جَثَّامة أَهْدَى لرسولِ الله (ص) عَجُزَ حِمَارِ وَحْشٍ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فَرَدَّهُ؟ قَالَ أَبِي: شُعْبَةُ (2) يَرْوِيهِ عَنْ حَبِيبٍ، عَنِ الْحَسَنِ العُرَني (3) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) . وشُعْبَةُ (5) ، عَنِ الحَكَم (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) (7) .   (1) لم نقف على روايته، والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (1194) من طريق الأعمش، عن حبيب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به. (2) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (12/109 رقم 12706) من طريق حماد بن شعيب، عَنْ حَبِيبٍ، عَنِ الْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. (3) هو: الحسن بن عبد الله. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهي فاشية في كلام المحدِّثين. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1194) من طريقه، عن الحكم وحبيب كلاهما، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به. (6) هو: ابن عُتَيبة. (7) من قوله: «مرسل وشعبة عن الحكم ... » إلى هنا سقط من (ف) . الحديث: 804 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 209 805 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خالدٍ الأحمَرُ (2) ، عَنِ ابْنِ   (1) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (2) هو: سليمان بن حيان. وروايته أخرجها أبو سعيد الأشج في "جزئه" (92) ، وابن عدي في "الكامل" (3/283) ، والدارقطني في "الأفراد" (953، المطبوع) . ومن طريق أبي سعيد الأشج رواه أبو يعلى في "مسنده" (3625) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث في الأصل عن عكرمة: مُرَّ على النبي (ص) ، مرسلاً» . وقال الدارقطني: «غريب من حديث عكرمة مولى ابن عباس، عنه، تفرد به أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ ابْنِ جريج، عن عبد الكريم الجزري، عنه» . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36332) عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَن حميد، عن أنس، به. رواه البخاري في "صحيحه" (1706) من طريق يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ أبي هريرة، به مرفوعًا. الحديث: 805 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 210 جُرَيج (1) ، عن عبد الكريم بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ قَالَ لرجُلٍ يَسوقُ (2) بَدَنَةً: ارْكَبْهَا؟ قَالَ أَبِي: عِكْرِمَةُ، عَنْ أَنْسٍ: لَيْسَ لَهُ نظامٌ، وَهَذَا حديثٌ لا أَدْرِي مَا هُوَ!! 806- وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ ابن عَقِيل - ابنُ عَمِّ (4) عَمْرِو بْنِ عَوْن (5) - عَنْ عبد الله بْنِ سِنان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر؛ قَالَ: رأيتُ ابْنَ عُمَرَ حَجَّ عَلَى نابٍ (6) جَعْمَاءَ (7) ، فَقُلْتُ: أَتَحُجُّ على هذا (8) ؟! فقال: إنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لاَ تَدَعُوا الحَجَّ وَلَوْ عَلَى نَابٍ جَعْمَاءَ (9) ، فَلَمْ يكُن لِي فِي الإِبلِ غيرُها؟ فَقَالَ (10) : هذا حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (2) تصحَّف في (ك) إلى: «يوسق» . (3) كذا في جميع النسخ، وقد يكون صوابه: «وسألت أبي وأبا زرعة» ؛ لقوله بعد ذلك في بعض النسخ: «فقالا» ، و «قلت لأبي ولأبي زرعة» ، والله أعلم. (4) قوله: «ابن عم» تصحَّف في (ك) إلى: «يزعم» . (5) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (12/271 رقم 13323) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، عن عبد الله بن سنان، به. ولفظه: «سمعت محمد بن المنكدر يقول: لقي لاقٍ ابنَ عمر وهو على ناب جمعاء [كذا] لا تَسْوَى عَشَرَةَ دراهم، فقال له: يا أبا عبد الرحمن، على هذه تَحُجُّ؟! قال: نعم؛ سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: لا تَدَع ِ الحجَّ ولو على ناب جمعاء [كذا] تَسْوَى عَشَرَةَ دراهم، فواللهِ ما حضرني من ظَهْري غَيْرُها، وما كنتُ لأَِدَعَ الحج» . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (3104/المطبوع/ = = أطراف الغرائب) من طريق عبد الله بن سنان، به. وقال: «تفرد به عبد الله بن سنان، به» . (6) في (ك) : «باب» . (7) النَّابُ: هي الناقةُ المُسِنَّةُ، سَمَّوها بذلك حين طال نابُها وعَظُم، والجَعْماءُ: هي الناقة المُسِنَّةُ أيضًا، وقيل: هي التي غابت أسنانُها في اللِّثَات. انظر "لسان العرب" (1/776) ، و (12/101) . (8) كذا في جميع النسخ بتذكير المشار إليه، والجادَّة: «على هذه» كما في رواية الطبراني ومثلُهُ في "مجمع الزوائد" (3/206) ، لكنَّ ما وقع في النسخ له وجه صحيح في العربية، وهو الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، وهو بابٌ واسعٌ جدًّا كما قال ابن جِنِّي؛ فهنا حُمِلَتِ النابُ الجعماء على مَعْنى الناضح، كما في رواية الدارقطني: «أنَّه لقي ابن عمر على ناضحٍ لا يَسْوَى عشرة دراهم» ؛ كأنه قال: «أتحجُّ على هذا الناضح» . وانظر للحمل على المعنى المسألة رقم (270) . (9) من قوله: «فقلت: أتحج ... » إلى هنا سقط من (ك) . (10) في (أ) و (ش) و (ف) : «فقالا» . الحديث: 806 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 211 قلتُ لأَبِي وَلأَبِي زُرْعَةَ: مَا حالُ سَهْل بْنِ عَقِيل؟ فَقَالَ أَبِي: هُوَ قَرَابَةُ عَمْرِو بْنِ عَون (1) . قلتُ: صدوقٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. وقلتُ لأبي: ما حالُ عبد الله بْنِ سِنان؟ فَقَالَ: ضعيفُ الْحَدِيثِ (2) . 807 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه شُعْبَة (4) ، عن   (1) ذكره في "الجرح والتعديل" (4/202 رقم872) فقال: «سهل بن عقيل الوسطي قرابةُ عمرو بن عون، ومؤذِّن مسجده، روى عن عبد الله بن سنان، روى عنه أبي وأبو زرعة، سمعت أبي يقول: هو صدوق» . (2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/68) : «سألت أبي عن عبد الله بْنِ سِنان؟ فَقَالَ: ضَعِيفُ الْحَدِيثِ» . وفي "مجمع الزوائد" (3/206) : قال عن هذا الحديث: «فيه عبد الله بن سنان الزهري؛ وهو ضعيف» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (843) . (4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1616) عنه، به. ومن طريقه رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/44) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/54) . ورواه أحمد في "مسنده" (6/100 و181 و243 رقم 24690 و25480 و26061 و26062) من طريق محمد بن جعفر غندر وروح بن عبادة، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1592) من طريق أبي عامر العقدي كلاهما، عن شعبة، به. وذكر المصنف في المسألة رقم (843) أن مسلم بن إبراهيم وأبا زيد الهروي روياه عن شعبة كذلك. والحديث علَّقه البخاري في "صحيحه" عقب الحديث (1550) . الحديث: 807 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 212 الأَعْمَش، عَنْ خَيْثَمَةَ (1) ، عَنْ أَبِي عَطيَّة (2) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي التَّلبِيَة (3) ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ يخالفُهُ [أصحابُ] (4) الأعمَش، فقالوا: عَنِ الأعمَش (5) ، عَنْ عُمَارَة (6) ، عَنْ أَبِي عَطِيَّة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لَهما: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟   (1) هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سَبْرَة الجعفي. (2) هو: الوادعي، واسمه: مالك بن عامر، وقيل غير ذلك. (3) ولفظه: عن عائشة خ قالت: إني لأعلم كيف كان النبي (ص) يلبِّي: «لبَّيك اللَّهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إن الحمد والنعمة لك» . (4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من المسألة رقم (843) . (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13465) من طريق أبي خالد الأحمر، وابن أبي شيبة (13465) ، وأحمد في "مسنده" (6/230 رقم 25935) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4671) من طريق عبد الله بن نمير، وأحمد في "مسنده" (2/229 رقم 25918) ، والجوزقي في "المتفق" ومسدد في "مسنده" - كما في "تغليق التعليق" (3/54) - من طريق أبي معاوية، وأحمد في "مسنده" (6/32 رقم 24040) من طريق محمد بن فضيل، وأحمد في "مسنده" (6/181 رقم 25480) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/28) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/44) من طريق ابن مهدي، والبخاري في "صحيحه" (1550) من طريق محمد = = ابن يوسف كلاهما (ابن مهدي ومحمد بن يوسف) عن سفيان الثوري، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/124) من طريق أبي الأحوص، جميعهم عن الأعمش، به. وذكر المصنف في المسألة رقم (843) أن معاوية بن هشام رواه عن الثوري كذلك. (6) هو: عُمارة بن عُمَير. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 213 فقالا: مِنْ شُعْبَة (1) .   (1) قال الدارقطني في "العلل" (5/148/أ) : «يرويه الأعمش، واختُلِف عنه: فرواه الثوري، وإسرائيل، ومحمد بن فضيل، وعَبيدة بن حميد، وسعيد بن الصَّلت، وعبد الله بْنُ دَاوُدَ الخُرَيبي، عَنِ الأَعْمَشِ، عن عمارة بن عمير [في الأصل: عمرو!] ، عَنْ أَبِي عَطِيَّةَ، عَنْ عَائِشَةَ، وخالفهم شعبة، فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ أبي عطية، عن عائشة، وقول شعبة وهمٌ» . وقال في "التتبع" (ص373-374 رقم231) : «وأخرج البخاري حديثَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عن أبي عطية: في التلبية، وقال: «تابعه أبو معاوية. وقال شعبة: عن سليمان، عن خيثمة» . وقال أبو العباس بن سعيد [يعني: ابن عُقدة] : تابع شعبة يحيى القطان، عن خيثمة، وخالفهما إسرائيل، وأبو الأحوص، وعمار بن رُزَيق، وزهير بن معاوية، وابن فضيل، وأبو خالد، وجرَّاح بن الضحاك، وغيرهم؛ تابعوا الثوري. قال أبو الحسن [أي: الدارقطني] : ورواه الخريبي عبد الله بن داود، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أبي عطية، عن عائشة: إني لأحفظُ تلبيةَ النبيِّ (ص) التي كان يلبِّي بها، فسمعتُها تلبِّي ثلاثًا. قال الأعمش: وذكر خيثمة عن الأسود: أنه كان يزيد: «والملك، لا شريكَ لك» . ورواه الشافعي، عن معاذ ابن المثنى، عن مسدَّد، عنه. قال الخريبي: «لم أُصِب عندي ذلك» . ويشبه أن يكون الوهمُ دخل على شعبة من ذكر الأعمش خيثمة في حديثه، والله أعلم» . اهـ. وذكر الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص358) كلام الدارقطني هذا، وذكر أن رواية الخُرَيبي أوضحت الحديث وبيَّنت علَّته، وذكر قول الدارقطني: «يشبه أن يكون الوهم دخل على شعبة من ذكر الأعمش خيثمة في حديثه» ، ثم قال ابن حجر: «وهو تحقيق حسن ومقتضاه: صحَّةُ ما اختاره البخاري واعتمده من رواية الأعمش، على أن البخاري لم يهمل حكاية الخلاف، بل حكاها عقب حديث الثوري، والله أعلم» . وخالف في "فتح الباري" (3/411) ، فقال: «والطريقان جميعًا محفوظان، وهو محمول على أن للأعمش فيه شيخين» . وقال في "إتحاف المهرة" (22987) : «ولعل للأعمش فيه شيخين» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 214 808 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عامرٍ العَقَديُّ (1) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ شَيْبَة (2) ، عَنْ أُمِّه، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَ لا يوضَعُ حَجَرٌ عَلَى حَجَرٍ (3) بِمِنًى؛ إلاَّ أَنْ يَتَّخِذَ الرَّجُلُ كنَِيفًا؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ شَيْبَة، عن أُمِّه؛ قالت: كان ... قَوْلَهَا (5) ، بِلا عائِشَة. قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ - عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أُمِّه - أشبهُ عِنْدِي، ومَتنُ (6) الْكَلامِ مشهورٌ عَنْ عائِشَة (7) . 809 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاد بْنُ العَوَّام، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أنَّ أُمَّ سُلَيْم حاضَتْ بعد ما طافَتْ يومَ النَّحْر، فأمرَها رسولُ الله (ص) أن تَنْفِرَ؟   (1) هو: عبد الملك بن عمرو. (2) كذا في جميع النسخ! وهو منصور بن عبد الرحمن بن طلحة، ويُنسَب أحيانًا إلى أمه، فيقال: منصور بن صَفيَّة، وأمه هي صفية بنت شيبة، وهنا نُسِب إلى جدِّه لأمه. (3) في (ف) : «كان لا يُوضَعُ حَجَرًا على حَجَرٍ» ، وله وجه في العربية. وانظر التعليق على المسألة (252) . (4) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذكي. (5) في (ت) و (ك) : «قولهما» . (6) في (ت) : «فمتن» . (7) الحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (1/238) من طريق إبراهيم بن أبي حيَّة - وهو منكر الحديث - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة قالت: استأذنت النبي (ص) أن أبني كنيفًا بمنى فلم يأذن لي. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (9215) عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن أمية قال: بلغني أن عائشة ... به. (8) تقدمت هذه المسألة برقم (791) . الحديث: 808 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 215 فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كَمَا رَوَاهُ الدَّسْتوائي (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ عِكْرمَة: أنَّ أمَّ سُلَيْم (2) حاضَتْ ... . قلتُ لأَبِي: الخطأُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: لا أدري، مِن عبَّاد هُوَ، أَوْ مِنْ سَعِيدٍ؟ 810 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه صالح ابن أَبِي الأخضَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ: البَيْتَ العَتِيقَ؛ لأَنَّهُ أُعْتِقَ مِنَ الجَبَابِرَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ مَعْمَرٌ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَة، عن عبد الله بْنِ الزُّبَير، مَوْقُوفٌ (4) . وَرَوَاهُ اللَّيْث (5) ، عن عبد الرحمن بن خالد ابن مُسَافِر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مُحَمَّدِ بن عُرْوَة، عن عبد الله بن الزُّبَير، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: هشام بن أبي عبد الله. (2) كذا قال هنا، وفي المسألة (791) ذكر «صفية» بدل أم سليم؛ وكلاهما صحيح كما بَيَّنَّاه هناك. (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "تفسيره" (2/37) . عن معمر، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه الطبري في "تفسيره" (16/529/هجر) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/210) . ورواه الطبري في "تفسيره" (16/529) من طريق ابن ثور، عن معمر، به. (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر لهذه اللغة التعليق على المسألة رقم (34) . (5) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/201) ، والترمذي في "جامعه" (3170) ، والبزار في "مسنده" (2215) ، والطبري في "تفسيره" (16/531/هجر) ، والطبراني في "الكبير" (13/108 رقم 262) ، والحاكم في "المستدرك" (2/389) ، والبيهقي في "الشعب" (3721) ، و"الدلائل" (1/125) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/209 و210) . ورواية الطبراني موقوفة! قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح [وفي بعض النسخ: حسن غريب] وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ الزهري، عن النبي (ص) ، مرسلاً» . وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا عن ابن الزبير، عنه، ولا نعلم له طريقًا عن ابن الزبير إلا هذا الطريق» . ورواه الترمذي (3170) من طريق قُتَيْبَةُ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عُقيل، عن الزهري، عن النبي (ص) ، به مرسلاً. الحديث: 810 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 216 قَالَ أَبِي: حديثُ مَعْمَر عِنْدِي أشبهُ؛ لأَنَّهُ لا يَحْتمِلُ أَنْ يكونَ عن النبيِّ (ص) مَرْفُوعٌ (1) . 811 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالأعلى (3) ، عن عُبَيدالله (4) العُمَري (5) ، عَنْ سعيدٍ المَقْبُري (6) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلاَّ الجَنَّةُ؟   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) انظر المسألة الآتية برقم (813) و (818) و (892) . (3) هو: ابن عبد الأعلى البصري. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4543) . قال الطبراني بعد أن ذكر أحاديث عدة لعبد الأعلى: «لم يرو هذه الأحاديث عن عبيد الله بن عمر إلا عبد الأعلى، تفرد بها محمد بن عثمان العقيلي» . وقال الدارقطني: «تفرد به عبد الأعلى، عن عبيد الله بن عمر، عنه» . (4) في (ك) : «عبد الله» . (5) هو: عُبَيدالله بن عمر. (6) في (ك) : «سعيد بن المقبري» . الحديث: 811 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا أُنكِرُهُ مِنْ حَدِيثِ سَعِيدٍ المَقْبُري؛ يُشبِهُ أَنْ يكونَ: عُبَيْدُاللهِ (1) ، عَنْ سُمَيٍّ (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (4) . 812 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ ابن هارون، عن عبد العزيز بن الماجِشُون (5) ، عن عبد الله بن الفَضْل، عن الأعرَج (6) ،   (1) في (أ) و (ش) : «عبد الله» . ورواية عبيد الله أخرجها مسلم في "صحيحه" (1349) من طريق عبد الله بن نمير، عنه، به. ورواه مالك في "الموطأ" (1/346) عن سمي، به. ومن طريق مالك رواه البخاري في "صحيحه" (1773) ، ومسلم في "صحيحه" (1349) . ورواه مسلم (1349) من طريق ابن عيينة، وأحمد في "العلل" (2917) ، والطبراني في "الأوسط" (905) من طريق عبد العزيز الماجشون، والطبراني في "الأوسط" (1704 و4432) من طريق إسماعيل بن أمية جميعهم عن سمي، به. (2) هو: مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. (3) هو: ذَكوان السَّمان. (4) ذكر الدارقطني في "العلل" (1964) الاختلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح قول من قال: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . وقال الترمذي في "العلل الكبير" (ص 138) : «والمشهور عند الناس: عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ؛ رواه سهيل والثوري ومالك وغير واحد، عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة» .. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/38) : «هذا حديث انفرد به سُمَيٌّ، ليس يرويه غيرُه، واحتاج الناس إليه فيه» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (3/598) بعد نقله لكلام ابن عبد البر: «فرواه عنه [أي عن سمي] مالك والسفيانان وغيرهما حتى أن سهيل بن أبي صالح حدث به عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فكأن سهيلاً لم يسمعه من أبيه، وتحقق بذلك تفرد سمي به، فهو من غرائب الصحيح» . (5) هو: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجِشُون. (6) هو: عبد الرحمن بن هُرْمُز. الحديث: 812 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 218 عَنْ أَبِي سَلَمة (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كَانَ مِنْ (2) تلبيةِ النبيِّ (ص) : لَبَّيْكَ إِلهَ الحَقِّ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بن البَخْتَري، عَنْ يَزِيدَ. وحدَّثنا أَبُو سَلَمة (3) وغيرُه (4) ، عن عبد العزيز بن الماجِشُون، عن عبد الله بْنِ الفَضْل، عَنِ الأَعْرَج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ لا يَذْكُرونَ أَبَا سَلَمة.   (1) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (2) قوله: «من» ليس في (ك) . (3) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي. (4) الحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (2499) عن عبد العزيز بن الماجشون، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (13468) ، وأحمد في "مسنده" (2/476 رقم 10171) ، وابن ماجه في "سننه" (2920) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2623) ، من طريق وكيع، وتصحف (الحق) في المطبوع من "المصنف" إلى (الخلق) ، وأحمد في "مسنده" (2/341 و352 رقم 8497 و8629) من طريق أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله وحجين بن المثنى، والنسائي في "سننه" (2752) من طريق حميد بن عبد الرحمن، وابن خزيمة في "صحيحه" (2624) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/125) ، والدارقطني في "سننه" (2/225) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/45) من طريق ابن وهب، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/125) من طريق أبي عامر العقدي، وأبو نعيم في "الحلية" (9/42) من طريق عبد الرحمن ابن مهدي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/436) من طريق شريج ابن النعمان جميعهم عن عبد العزيز الماجشون، به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن حبان في "صحيحه" (3800) ، وابن حزم في "حجة الوداع" (37) . ومن طريق النسائي رواه ابن حزم أيضًا (36) . قال النسائي: «لا أعلم أحدًا أسند هذا عن عبد الله بن الفضل إلا عبد العزيز، رواه إسماعيل بن أمية عنه مرسلاً» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 219 قلتُ: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: لا أَدْرِي، غيرَ أنَّ الناسَ عَلَى حَدِيثِ الأعرَج (1) أكثرُ (2) ، ويزيدُ بْنُ هَارُونَ ثقةٌ. 813 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بْنُ سَلَمة، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: العُمْرَةُ (5) تُكَفِّرُ مَا بَيْنَهُمَا ... ، الحديثَ؟ قَالَ: رَوَاهُ الثَّوْري (6) ، وشُعْبَة (7) ، وعُبَيدالله (8) ، عن سُهَيل، عن   (1) من قوله: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ لا يَذْكُرُونَ ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (2) يعني: دون ذكر أبي سلمة في إسناده. (3) انظر المسألة المتقدمة برقم (811) ، والآتية برقم (818) و (892) . (4) هو: أبو صالح ذكوان السَّمَّان. (5) كذا في جميع النسخ! وضبَّب ناسخ (ت) على قوله: «العمرة» ، وكأنه أشكل عليه متن الحديث، وسيأتي في المسألة رقم (818) السؤالُ عن رواية أيوب للحديث عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا بلفظ: «العُمرَة إِلَى العُمرَة كفَّارةٌ لِمَا بينَهُما ... » . (6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (1349) من طريق وكيع وابن مهدي، عن الثوري، عَنْ سُمَي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، به. (7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2545) ، والنسائي في "سننه" (2623) ، وابن حبان في "صحيحه" (3695) ، وابن عدي في "الكامل" (3/449) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/203) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/38) . (8) في (ك) : «وعبد الله» . وعُبَيدالله هذا هو: ابن عمر بن حفص العُمَري. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3841) من طريق سليمان بن بلال، عنه، به. والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (1349) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل، به. وقد تقدمت رواية عبيد الله في المسألة رقم (811) عَنْ سُمَيٍّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، به. ليس في إسناده «سهيل» . الحديث: 813 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 220 سُمَيٍّ (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . 814 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ (2) بْنُ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنْ قَتادة، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ (4) : الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنْ حِجَارَةِ الجَنَّةِ؟ قَالَ أَبِي: أخطأَ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ وَرَوَاهُ شُعْبَةُ (5) ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ المِصْري (6) ، عَنْ قَتادة، عن أنس، موقوفً (7) .   (1) هو: مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. (2) في (ك) : «عمرة» . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1115/كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/147) ، والبغوي في "الجعديات" (941) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1/84 رقم 7) ، والطبراني في "الأوسط" (4954) ، وابن عدي في "الكامل" (5/42) ، وابن الغطريف في "جزئه" (55) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/75) جميعهم من طريق شاذ بن فياض، عنه، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا عمر ابن إبراهيم، تفرد به شاذ» . وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرفعه عن قتادة غير عمر بن إبراهيم، وقد أوقفه شعبة وغيره» . (4) في (ت) و (ك) : «فقال» . (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (14145) ، وأحمد في "مسنده" (3/277) ، والبغوي في "الجعديات" (940) . (6) روايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (1/84 رقم 8) . (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 814 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 221 815 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة (1) ، عَنْ عَوْف (2) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَين، عَنْ أَبِي العالِيَة (3) - أَوْ أَبِي العَلانِيَة - عَنِ ابْنِ عباس (4) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لَهُ: نَاوِلْنِي حَصَيَاتٍ، فناوَلتُه حَصَى الخَذْفِ (5) ، فجعَل يُحَرِّكُهُنَّ فِي يَدِه ويقول: بِمِثْلِهِنَّ بِمِثْلِهِنَّ (6) ،   (1) روايته أخرجها الضياء في "المختارة" (10/31- 32) به عن أبي العالية فقط. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (2/180) ، وأحمد في "مسنده" (1/215 رقم 1851) ، وابن ماجه في "سننه" (3029) ، والنسائي في "سننه" (3057) ، وأبو يعلى (2427 و2472) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2867) ، وابن الجارود في "المنتقى" (473) ، وابن حبان في "صحيحه" (3871) ، والطبراني في "الكبير" (12/121 رقم 12747) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/223) من طرق عن عوف، به، عن أبي العالية فقط. ومن طريق أبي يعلى والطبراني رواه الضياء في "المختارة" (10/30 و31) . ومن طريق النسائي رواه ابن حزم في "حجة الوداع" (139) . ومن طريق أحمد رواه الحاكم في "المستدرك" (1/466) . ورواه عبد الرزاق في "الأمالي" (182) عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ عوف، عن زياد، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عباس، عن الفضل بن العباس، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/127) . (2) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي. (3) هو: رُفَيع بن مهران الرِّياحي. (4) قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (5427) : «ابن عباس المذكور في هذا الحديث هو «الفضل» لا «عبد الله» ؛ لأن الفضل هو الذي أردفه النبي (ص) ، فلم يزل يلبي حتى رمى الجمرة. وأمَّا عبد الله فكان = = تقدَّم مع الضعفاء من المزدلفة. وكل ذلك ثابت في «الصحيح» ، وقد أخرجه البيهقي من هذا الوجه فصرح فيه بالفضل» . اهـ. (5) في (ف) و (ك) : «الحذف» بالحاء المهملة، وفي (أ) و (ش) : «الحدف» بإهمال الحاء والدال، والمثبت من مصادر التخريج. قال الفيومي: حَصَى الخَذْف؛ معناه: حصى الرَّمْي، والمرادُ: الحصى الصِّغَارُ. "المصباح المنير" (خ ذ ف) (ص165) . (6) قوله: «بمثلهن» مرة واحدة في (ت) و (ك) . الحديث: 815 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 222 وَإِيَّاكُمْ وَالغُلُوَّ (1) ! فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ [بِالغُلُوِّ] (2) ؟ قَالَ أَبِي: أَبُو العالِيَة أصحُّ. وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ؟ فَقَالَ نحوَ مَا قَالَهُ أَبِي، وَقَالَ: وَهِمَ حمَّادٌ فِي ذَلِكَ. 816- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الله العُمَري (3) ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّويل (4) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ؛ قَالَ: سُئِل ابنُ عُمَرَ عَنْ رجُلٍ وَاقَعَ أهلَهُ (5) قَبْلَ أَنْ يرميَ الجَمْرَة؟ فَقَالَ أَبِي: هُوَ (6) عليٌّ البارِقِيُّ الأَزْدي (7) . قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ الحسنُ بْنُ صَالِحٍ وغيرُه (8) ، عن لَيْثِ ابن أَبِي سُلَيم، عَنْ حُمَيد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ... نحوَ هَذَا الكَلامِ.   (1) في (ك) : «والغُلَواء» . والغُلَواء: هو الغُلُوُّ. (2) المثبت من (ش) ومصادر التخريج، وفي بقيَّة النسخ: «الغُلَواء» . (3) هو: عبد الله بن عمر. (4) هو: حُمَيد بن أبي حُمَيد. (5) في (أ) : «أهل» . (6) أي: الرجل من أهل البصرة. (7) يعني: الرجل المُبهَم الراوي عن ابن عمر. (8) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14932) عن ابن فضيل وسلام، عن ليث، عن حميد قال: جاء رجل إلى ابن عمر قال: يا أبا عبد الرحمن، رجلٌ جاهلٌ بالسُّنَّة، بعيدُ الشُّقَّة، [قليلُ] ذات اليد، قضَيتُ المناسِكَ كلَّها، غير أني لم أزُر البيتَ حتَّّّّى وقَعْتُ على امرأتي؟ فقال: بَدَنَة وحُجَّ من قابل، فأعاد عليه ثلاثَ مرَّات، كل ذلك يقول: بَدَنَة وحُجَّ من قابل. الحديث: 816 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 223 قال أبي: فكُنْتُ (1) أحسَبُ أنَّ حُمَيْدًا هذا شيخٌ أدركَ ابنَ عُمَرَ، حَتَّى تَبيَّن لِي بعدَ ذَلِكَ (2) أَنَّهُ حُمَيد الطَّويل، عَنْ عليٍّ البارِقِي. 817 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبانُ العَطَّارُ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ شَهْرٍ، عن عمرو ابن خارِجَة؛ قال: خَطَبَنَا رسولُ الله (ص) بِمِنًى وَهُوَ عَلَى ناقَتِه، وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ (4) حَقَّهُ، وَلاَ وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ. رَوَاهُ هَمَّام (5) ، عَنْ قَتادَةَ ومَطَرٍ (6) ، عَنْ شَهْر بن حَوْشَب، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْم، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارِجَة، عن النبيِّ (ص) .   (1) في (ك) : «قلت» . (2) قوله: «ذلك» ليس في (ف) و (ت) و (ك) . (3) هو: ابن يزيد العطَّار. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/219) من طريق أبي سلمة، عن أَبَانٌ الْعَطَّارُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شهر، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، به. كذا بزيادة: «عبد الرحمن بن غنم» . (4) قوله: «حق» ليس في (أ) و (ف) . (5) هو: ابن يحيى العَوْذي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد (4/186-187 و238 رقم 17665 و18082) ، والطبراني في "الكبير" (17/35 رقم67) من طريق همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عمرو بن خارجة، به، ولم يذكر: عبد الرحمن بن غنم. وعلى هذا الوجه الذي أخرجه أحمد والطبراني ذكر أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2009) رواية همام، فقال: «ورواه همام، والحجاج بن أرطاة، والمسعودي، والحسن بن دينار، وبكير بن السميط، عن قتادة، فلم يذكروا: ابن غنم» . وانظر "تحفة الأشراف" (10731) . (6) هو: ابن طهمان الورَّاق. الحديث: 817 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 224 فقلت ُ لأَبِي: أَيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: عَنْ (1) عبد الرحمن بن غَنْم أصحُّ (2) .   (1) قوله: «عن» سقط من (ك) . (2) هذا الحديث يرويه شهر بن حوشب، ورواه عنه قتادة ومطر الوراق وأبو بكر الهذلي، واختلف عنهم: فأما قتادة، فروى حديثه أحمد في "مسنده" (4/186- 187 رقم 17665) ، والترمذي في "جامعه" (2121) ، والنسائي في "سننه" (3641) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1508) ، و"المفاريد" (20) ، والطبراني في "الكبير" (17/31 رقم 61) من طريق أبي عوانة الوضاح اليشكري، وأحمد (4/187 رقم 17666) ، وابن البختري في "فوائده" (120) ، والطبراني في "الكبير" (17/31 رقم 64) من طريق حماد بن سلمة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (30708) ، وابن سعد في "الطبقات" (2/183) ، وأحمد في "مسنده" (4/138 و139 و186 و187 رقم 18086 و18087 و18088 و17664 و17669 و17670 و17671) ، وابن ماجه في "سننه" (2712) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2482) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/218) ، والطبراني في "الكبير" (17/32 رقم 65) ، والدارقطني في "السنن" (4/152) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5046) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (14/299) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/264) من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، والطبراني في "الكبير" (17/31 و32 رقم 62 و66) من طريق طلحة بن عبد الرحمن ومُجَّاعة بن الزبير، جميعهم عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عبد الرحمن ابن غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، به. ورواه هشام الدستوائي وطلحة أبو محمد مولى باهلة عن قتادة، واختلف عنهما: فرواه الدارمي في "مسنده" (3303) ، والطبراني في "الكبير" (17/30 رقم 60) من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام، عن قتادة بمثل رواية الجماعة. ورواه الطيالسي في "مسنده" (1313) عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ، بإسقاط: «عبد الرحمن بن غنم» . ورواه بحشل في "تاريخ واسط" ص (116) ، والطبراني في "الكبير" (17/31 رقم 63) ، و"الأوسط" (7791) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، عن هشيم، عن طلحة أبي محمد، عن قتادة بمثل رواية الجماعة. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (1/150) - ومن طريقه الخطابي في "غريب الحديث" (1/514- 515) - عن هشيم، عن طلحة أبي محمد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عمرو بن خارجة، بإسقاط «عبد الرحمن ابن غنم» . ورواه النسائي في "سننه" (3643) ، والطبراني في "الكبير" (17/32- 33 رقم 68) من طريق إسماعيل ابن أبي خالد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، به. بإسقاط «شهر وعبد الرحمن بن غنم» . وأما مطر الوراق، فروى حديثه عبد الرزاق في "المصنف" (16306 و16376) من طريق معمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/304/تعليقًا) من طريق مغيرة بن مسلم وورقاء ثلاثتهم عن مطر، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، به. ورواه أحمد في "مسنده" (4/187 و239 رقم 17670 و18087) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5047) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ مطر، عن شهر، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، به. وأما أبو بكر الهذلي فحديثه في "الجزء الثاني من القطيفيات" - كما في "النكت الظراف" لابن حجر (10731) - من طريق مسلم بن إبراهيم، عنه، عن شهر، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، به. وروي عنه بإسقاط عبد الرحمن بن غنم، فقال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2009) : «ورواه أبو بكر الهذلي وليث بن أبي سليم، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ خارجة، من دون [ابن] غنم» . وحديث ليث بن أبي سليم أخرجه ابن إسحاق في "السيرة" - كما في "سيرة ابن هشام" (6/11) - قال: حدثني لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ شهر، عن عمرو ابن خارجة، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 225 818 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالعزيز بن عبد الصَّمَد (2) ، عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، عن   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (811) و (813) ، والآتية برقم (892) . (2) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (237) . قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: مَا أرى أيوب سمع من أبي صالح» . (3) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. الحديث: 818 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 226 النبيِّ (ص) قَالَ: العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلاَّ الجَنَّةُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا مِنْ حديثِ أيُّوبَ موقوفٌ (1) . 819 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَوْف (2) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَين، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ تَمَثَّلَ وَهُوَ مُحْرِمٌ: وَهُنَّ يَمْشِينَ بِنَا هَمِيسَا (3) .   (1) الحديث رواه السهمي في "تاريخ جرجان" (ص543) من طريق إسماعيل بن عليَّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال ... فذكره موقوفًا. وقال الدارقطني في "العلل" (1964) : «يرويه أيوب السَّختياني، واختُلِف عنه؛ فرواه عباد بن كثير، وعبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وقيل: يحيى ابن حكيم المقوِّم، عن عبد العزيز بن عبد الصَّمد، عن أيوب، ووقفه على أبي هريرة. وخالفهما حماد بن زيد؛ رواه عن أيوب، عن عبيد الله بن عمر، عن سمي مولى أبي بكر، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، رفعه حسن الحُلْواني، عن سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بن زيد، وتابعه سعيد بن عتَّاب الدهقان، عن سليمان بن حرب، ووقفه إسماعيل بن إسحاق القاضي وغيره، عن سليمان بن حرب» . (2) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه سعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (345) ، عن هشيم، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حصين، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. ورواه ابن جرير في "تفسيره" (4/130 رقم 3599) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ عَوْفٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عباس، به. وانظر تتمة تخريج الحديث في التعليق على "سنن سعيد ابن منصور" (345) . (3) في (ش) و (ت) و (ك) : «هميشا» بالشين المعجمة. وهو تصحيف؛ لأنَّ البيت أحَدُ بيتين من مشطور الرجز، أنشدهما ابن عباس وهو محرمٌ، وقافيتهما سينيَّة، وبعد البيت المذكور: إِنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ نَنِكْ لَمِيسَا وفي هذا الأثر: قال له أبو العالية: أترفُثُ وأنتَ محرمٌ؟! فقال ابن عباس: «إنَّما الرفَثُ عند النساء، أو ما روجع به النساء» ، أي: مراجعةُ النساء بذكر الجماع، أو ذكر الجماع ودواعيه بحضرتهنَّ، فإنْ لم يكن بحضرتهنَّ فلا يكون رفثًا؛ هذا قول ابن عباس. قال المطرِّزي في "المغرب" (1/337) : «الضمير في «هُنَّ» : للإبل، والهميسُ: صوتُ نقل أخفافها. وقيل: المشي الخفي، ولميس: اسم جاريته، والمعنى: نفعَلُ بها ما نريد إنْ صَدَقَ الفأل» . اهـ. وقال النسفي في "طَلِبَةِ الطَّلَبة" (ص110) : «ومعنى البيت: أنه يقول: فهنَّ، أي: النُّوقُ، يَمْشِين، هو: فعلٌ لازم، وقد تعدَّى ههنا بالباء الذي في قوله: بنا، هميسا، أي: مشيًا خفيفًا لا صوتَ فيه، إنْ تَصْدُقِ الطَّيْرُ: إنْ تحقَّق الفأل الذي تفاءلناه بالطير، نَنِكْ: أي: نجامع، لميسا، أي: الجارية التي اسمها هذا» . اهـ. وانظر كلام المفسِّرين على معنى الرفث في قوله تعالى: [البَقَرَة: 187] {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} ، وقوله: [البَقَرَة: 197] {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} ، فقد احتجوا بأثر ابن عباس هذا. وانظر: "المبسوط" للسرخسي (4/6- 7) ، و"النهاية" لابن الأثير (2/241) ، و (5/273) . الحديث: 819 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 227 فَقَالَ أَبِي: رَوَى البصريُّون، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَين، عَنْ أَبِي العالِيَةِ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَاهُ الكوفيُّون عَنْ زِيَادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبِي: البصريُّون (2) أعلمُ بِزِيَادِ بْنِ حُصَين. 820 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمر (3) بن عليٍّ المُقَدَّمي (4) ،   (1) هو: رُفَيع بن مِهْران. (2) في (ت) و (ك) : «المصريون» . (3) في (ك) : «عمرو» . (4) في (ت) و (ك) : «المقدسي» . وروايته أخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" (375/مسند ابن عباس) من طريق بشر بن معاذ العقدي، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/237) من طريق ابن أبي داود كلاهما عن عمر بن علي المقدمي، به. ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (376 و377) من طريق محمد بن إبراهيم بن صدران والعلاء الرقي كلاهما عن عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ الحجاج، عن عبادة، عن أبي سعيد، به بإسقاط «أبي زبيد» . الحديث: 820 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 228 عَنِ الحجَّاج (1) ، عَنْ عُبادَة بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ أَبِي زُبَيد، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: سُئِل رسولُ الله (ص) يومَ النَّحْر - وَهُوَ بَيْنَ الجَمْرَتَين - عَنْ رَجُلٍ حَلَقَ قَبْلَ أَنْ يذبَحَ، وَعَنْ رَجُلٍ حَلَق قَبْلَ أَنْ يرميَ، وَعَنْ رَجُلٍ طافَ قَبْلَ أَنْ يرميَ ... ؟ قَالَ أَبِي: بَيْنَ حَجَّاج بْنِ أَرْطَاة وعُبَادَة بن نُسَيّ: محمدُ بنُ سعيد الأَزْدِيُّ (2) ، وَأَبُو زُبَيد لا أعرفُه (3) . 821 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو داود الطَّيَالسي (5) ،   (1) هو: ابن أرطاة كما سيأتي. (2) في (ك) : «الأردني» ، وفي (ت) : «الأرداني» . ومحمد بن سعيد الأزدي هذا هو: المصلوب في الزندقة، ومن المعروفين بالكذب. (3) لم نجد أحدًا من القدامى ذكر أبا زُبَيد هذا الذي يروي عن أبي سعيد الخدري، وعنه عُبادة بن نُسيّ، أو ذكر قول أبي حاتم هذا عنه، فهي فائدة تستفاد مما هنا. وذكر رشدالله السَّندَهي في كتابه "كشف الأستار، عن رجال معاني الآثار" (ص124) أبا زبيد هذا، وقال: «لا أعرفه. وفي ثقات ابن حبان في طبقة التابعين: أبو زبيد الهَمْداني، يروي عن أبي أيوب، روى عنه يزيد ابن حمير. اهـ. فلعل المترجم له هو هذا، والله تعالى أعلم بالصواب» . وانظر "الجرح والتعديل" (5/375 رقم 1733) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (795) ، وانظر المسألة التالية. (5) هو: سليمان بن داود. والحديث أخرجه في "مسنده" (670) . وانظر تتمة تخريج هذه الرواية في المسألة رقم (795) . الحديث: 821 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 229 عَن هَمَّام (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ عَزْرَة (2) ، عَنِ الشَّعْبي؛ قَالَ (3) : أَخْبَرَنِي أسامةُ بْنُ زَيْدٍ: أَنَّهُ أفاضَ مِنْ عَرَفَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، فلم تَرفَعْ (4) راحِلَتُه يَدًا (5) غَادِيَةً (6) ، حَتَّى أَتَى المُزدَلِفَة؟ (7) 822 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (9) ، عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتادة، عَنْ عَزْرَة، عَنِ الْحَسَنِ العُرَني (10) ، عَنِ الفَضْل بْنِ عباس:   (1) هو: ابن يحيى العَوْذي. (2) في (ش) : «عروة» ، وعليها إشارة، فيبدو أنها صُوِّبت في الهامش، ولم يظهر التصويب في التصوير. وعزرة هذا هو: ابن عبد الرحمن بن زُرارة. (3) قوله: «قال» ليس في (ك) . (4) في (ت) : «يرفع» ، ولم تنقط في بقيَّة النسخ. (5) في (ك) يشبه أن تكون: «برا» . ومعنى «لم ترفع راحلتُه يدًا» ، أي: أنَّها كانت تمشي بسكينة واتِّئاد. (6) في (ش) : «عادية» بالعين المهملة، من العَدْو والإسراع، أي: لم تَرْفَعْ راحلتُهُ يَدَهَا مسرعةً؛ بل كانت ماشيةً بالسكينة والوقار، والمراد: ناقة رسول الله (ص) . ومعنى «غادية» : أي مُنطَلِقَةً ذاهبة. والمراد: أنها منطلقة من عرفة إلى مزدلفة. وأصل معنى «غادية» : من الغُدُوِّ، وهو الذهابُ غُدوَةً، أي: ما بين صلاة الصُّبح وطلوع الشمس، ثم كثُر حتى استُعمل في الذهاب والانطلاق أيَّ وقت كان. انظر "المصباح المنير" (غ د ا) (ص443) . وقد وردَتْ هذه اللفظة في بعض مصادر التخريج: «عادية» بالمهملة، وفي بعضها: «غادية» بالمعجمة. (7) سيأتي جواب أبي حاتم في المسألة التالية. (8) تقدمت هذه المسألة برقم (795) ، وانظر المسألة السابقة. (9) أي: الطَّيَالِسي، وروايته هذه أخرجها في "مسنده" (1024) . (10) في (ت) و (ك) : «العذي» . والحسن هذا هو: ابن عبد الله. الحديث: 822 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 230 أنه كان رَديفَ النبي (ص) إلى المُزدَلِفَة، ولم تَرْفَعْ (1) راحِلَتُه يَدً (2) غادِيَةً (3) ، حَتَّى رَمَى الجَمْرَةَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ خطأٌ؛ الشَّعْبيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أُسَامَةَ شَيْئًا فِيمَا أَعْلَمُ (4) . 823 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عثمانُ ابن عبد الرحمن الطَّرائِفي (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرو، عَنْ عَطَاء بْنِ أَبِي رَبَاح، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) قَالَ: مَنْ حَجَّ عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ أُمِّهِ، فَقَدْ قَضَى عَنْهُ حَجَّهُ، وَكَانَ لَهُ فَضْلُ عَشْرِ حِجَجٍ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا محمَّدَ بنَ عَمْرو؛ إِنَّمَا هذا (6) : محمَّدُ بنُ عُمَرَ الَّذِي يُعْرَفُ بالمُحْرِم (7) ؛ وَكَانَ واهِيَ الْحَدِيثِ؛ وَهَذَا عندي   (1) في (ت) : «يرفع» ، ولم تنقط في بقيَّة النسخ. (2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) في (ش) : «عادية» بالعين المهملة، وانظر تفسيرها في المسألة السابقة. (4) ولم يذكر أبو حاتم هنا شيئًا عن سماع الحسن بن عبد الله العُرَني من الفضل بن عباس، وفي "المراسيل" (ص46 رقم155 و156) ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه أن الحسن العُرَني لم يسمع من ابن عباس شيئًا، ولم يدرك عليًّا ذ، فمن باب أولى ألا يكون الحسن أدرك الفضل بن عباس الذي كانت وفاته في خلافة عمر ذ؛ كما في "التقريب" 5407) . (5) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/260) . (6) في (ت) و (ك) : «هذا هو» . (7) بضمِّ الميم وسكون الحاء المهملة وكسر الراء. ويقال له: محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير اللَّيثي المكِّي. قال ابن حجر في "لسان الميزان" (5/217) : «وفرَّق ابن عدي بين محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير، وبين محمد المكِّي المُحْرِم، وهو واحد» . وانظر "اللسان" أيضًا (5/320) . وقال ابن ناصر الدين الدمشقي في "توضيح المشتبه" (8/86) : «لُقِّب: المُحْرِمَ؛ لأنه كان يُحْرِمُ السنة كلَّها، إذا انصرف إلى أهله لبَّى بالحجِّ» . الحديث: 823 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 231 حديثٌ باطِل. 824 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بِشْر ابن بكر (1) ، عن الأوزاعيِّ (2) ، عن عبد الله بْنِ عُبَيد بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ عليٌّ لِعُمَرَ: لِمَ نَهَيْتَ عَنْ مُتْعَةِ الحجِّ؟ فَقَالَ عُمَرُ: أحببتُ أَنْ يكثُرَ زُوَّارُ هَذَا الْبَيْتِ. فَقَالَ عليٌّ: مَنْ أَفرَدَ الحجَّ (3) ، فَقَدْ أحسنَ، وَمَنْ تمتَّعَ بالحجِّ، فَقَدْ أخذَ بكتابِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وسنَّةِ رسوله (ص) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مسلم، عن الأوزاعيِّ، عن عبد الله بْنِ عُبَيد (4) ؛ قَالَ: قَالَ عليٌّ ... . قَالَ أَبِي: لَمْ يَذكُرْ: عُبَيْدَ بْنَ عُمَير (5) . قَالَ أَبِي: تَدُلُّ (6) روايةُ الْوَلِيدِ عَلَى أنَّ الصَّحيحَ كما رواه؛ بلا   (1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (5/21) . وصحح إسناده النووي في "المجموع" (7/131) . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (3) في (ت) و (ك) : «بالحج» . (4) قوله: «ابن عبيد» سقط من (ك) . (5) في (ك) : «عميد» .. (6) كذا في (ك) ، وفي (ف) و (ت) : «يدل» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) . والتاء والياء في الفعل هنا جائزان؛ لأنَّ تأنيثَ فاعله - وهو قوله: «رواية الوليد» - غير حقيقي، وإنْ كان تأنيث الفعل أرجح وأولى. وانظر إيضاح ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (224) . الحديث: 824 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 232 عُبَيد بْنِ عُمَير؛ لأنَّ الوليدَ رَفَّاعٌ (1) . قلتُ: فَإِذَا (2) لَمْ يُوَصِّلْهُ (3) الوليدُ، فَهُوَ مُرسَلً (4) أشبهُ؛ بِلا عُبَيد بْنِ عُمَير؟ قَالَ: نَعَمْ. 825 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهِقْلُ ابن زِيَادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (5) ، عَنْ يَحْيَى (6) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو سَلَمة (7) ؛ قَالَ: نَزَل النبيُّ (ص) بالعَقيق وَقَالَ: أَتَاني آتٍ مِنْ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، فَقَال: صَلِّ فِي هَذَا الوَادي المُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ؟ قَالَ أَبِي: ورواه (8) الناسُ (9) عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن عمر، عن النبيِّ (ص) (10) .   (1) المراد: أن الوليد يزيدُ في الإسناد، فيرفع الموقوف، والذي هذه صفتُه ترجَّح روايتُه إذا روى إسنادًا ناقصًا كهذا الإسناد. (2) في (ت) و (ك) : «ماذا» . (3) من الفعل وصَّل، بتشديد الصاد لا بتخفيفها. انظر التعليق على المسألة رقم (163) . (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (6) يعني: ابن أبي كثير. (7) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف (8) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو. (9) الحديث رواه البخاري (1534) و (2337) من طريق بشر بن بكر والوليد بن مسلم وشعيب بن إسحاق وأبو داود في "سننه" (1800) من طريق مسكين بن بكير، وابن ماجه في "سننه" (2976) من طريق محمد بن مصعب جميعهم، عن الأوزاعي، به. (10) قال الدارقطني في "العلل" (131) : «يرويه يحيى = = ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، عن عمر. حدث به عنه علي بن المبارك، والأوزاعي واختلف عنه، فقال شعيب بن إسحاق، والوليد بن مسلم، وبشر بن بكر، ومحمد بن مصعب: عن الأوزاعي، مثل قول عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، وروي عن محمد بن حرب الخولاني، عن الأوزاعي، عن يحيى، فقال: عن أبي سلمة، عن ابن عباس؛ مكان عكرمة، والمحفوظ حديث عكرمة» . الحديث: 825 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 233 826 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى ابن سُلَيم (1) الطَّائفي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائفي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير: أنَّ عبد الله بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: يَا بَنِيَّ! اخْرُجُوا مِنْ مَكَّةَ مُشاةً حَتَّى تَرْجِعوا مُشاةً حاجِّين؛ فإنِّي سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: إِنَّ لِلحَاجِّ الرَّاكِبِ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا سَبْعِينَ حَسَنَةً، وَلِلمَاشِي سَبْعَ مِئَةِ حَسَنَةٍ مِنْ حَسَنَاتِ الحَرَمِ، قِيلَ: يا رسولَ الله، ما حسناتُ الحَرَمِ؟ قال: الحَسَنَةُ مِئَةُ أَلفِ حَسَنَةٍ؟   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «سليمان» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الصواب. انظر "تهذيب الكمال" (31/365) . (2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1135) - من طريق مجاهد بن موسى، والفاكهي في "أخبار مكة" (832) من طريق عبد الجبار بن العلاء وإبراهيم بن أبي يوسف - يزيد أحدهما على صاحبه في اللفظ - ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ محمد بن مسلم، عمن حدثه، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، به. ورواه الطبراني في "الكبير" (12/59 رقم 12522) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (10/54) - من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ سَبَلانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أمية، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، به. ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/354) من طريق سهل بن عثمان، عن يحيى بن سليم، وابن عدي في "الكامل" (4/258) من طريق عبد الله بن محمد المصيصي كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ إبراهيم بن ميسرة، عَنْ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، به. والحديث ضعفه الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة" (496) . وله طريق أخرى عن ابن عباس: رواها ابن خزيمة (2791) ، والطبراني في "الأوسط" (2675) من طريق عيسى بن سوادة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن زاذان، عن ابن عباس، به. قال ابن خزيمة: «إن صح الخبر، فإن في القلب من عيسى بن سوادة هذا!» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ إسماعيل إلا عيسى» . الحديث: 826 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 234 قَالَ أَبِي: مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير: مُرسَلٌ (1) ، وَهَذَا حديثٌ يُروى عَنِ ابْنِ سَيْسَن رَجُلٍ مَجْهُولٍ، وَلَيْسَ هَذَا حديثً صَحِيحٌ (2) . 827 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثِ عبد الحميد بن جعفر (4) ، عن   (1) وسبق ذكر الواسطة بينهما. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «حديثًا صحيحًا» بألف تنوين النصب، لكنَّ ما في النسخ يتوجَّه على لغة ربيعة وقد جرى عليها المحدِّثون في كثير من كلامهم؛ يحذفون ألف تنوين المنصوب وقفًا ووصلاً، نطقًا وخطًّا. وانظر التعليقَ على المسألة رقم (34) . (3) في هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة. (4) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2876) ، وابن ماجه في "سننه" (217) ، والبزار في "مسنده" (110/ب/مسند أبي هريرة) ، والمروزي في "قيام الليل" (ص8/مختصره) ، والنسائي في "الكبرى" (8696) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1509) ، وابن حبان في "صحيحه" (2126 و2578) ، والحاكم في "المستدرك" (1/443) . ومن طريق البزار رواه أبو الشيخ في "الأمثال" (334) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن» . وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا من حديث أبي هريرة بهذا الإسناد، وعطاء مولى أبي أحمد لا نعلم حدَّث عن أبي هريرة إلا بهذا الحديث، ولا حدث عنه إلا سعيد المقبري» . الحديث: 827 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 235 سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أَبِي أَحْمَدَ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) بَعَثَ بَعْثًا وَهُمُ يَسِيرٌ، فدعاهُم، فَقَالَ لكُلِّ رَجُلٍ منهُم: مَا مَعَكَ مِنَ القُرْآن ِ؟ ، فَقَالَ رجلٌ: مَعِي سُورَةُ الْبَقَرَةِ، قال: اذْهَبْ فَأَنْتَ أَمِيرًا عَلَيْهِمْ (2) ... وذكَرَ الحديثَ؟   (1) ويقال: مولى ابن أبي أحمد. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فأنت أميرٌ عليهم» = = بالرفع على الخبريَّة، وفي مصادر التخريج: «فأنت أميرهم» . وما وقع عندنا في النسخ جاء منصوبًا على الحال، ويمكن أن يخرَّج على وجهين: الأول: أنه حالٌ من فاعل «اذهب» ، أي: اذهبْ أميرًا عليهم، وقوله: «فأنت» مقحمٌ للتوكيد كضمير الفصل والعماد؛ ونظير ذلك قراءة: [هُود: 78] {هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} ، بنصب «أطهر» ، فـ «هؤلاء بناتي» : مبتدأ وخبر، و «هن» : ضمير فصلٍ أو عماد، و «أَطْهَر» حالٌ، وانظر: "الدر المصون" (6/362) ، و"اللباب، في علوم الكتاب" (10/533) ، و"معجم القراءات" (4/111) . والثاني: أنَّه حالٌ سَدَّ مَسَدَّ خبر «أنت» ، والتقدير: فأنت تثبُتُ أميرًا عليهم، أو: أنتَ تكون أميرًا عليهم - و «تكون» هنا تامَّةٌ - حُذِفَ الخبر، فأغنتْ عنه الحالُ. وقد ذكر النحويُّون أنَّ الخبر إذا حُذِفَ فإنَّه يغني عنه ويَسُدُّ مَسَدَّهُ واحدٌ من خمسة أشياء: ظرف الزمان والمكان، والجار والمجرور، والمصدر، والمفعول به، والحال: فمثال ظرف الزمان: «السَّفَرُ غَدًا» . ومثال الحال: قراءة علي ح: [يُوسُف: 8] {وَنَحْنُ عُصْبَةٌ} بنصب: «عُصْبَةً» ، أي: ونَحْنُ نتعصَّبُ أو نجتمعُ أو نُوجَدُ أو نُرَى عُصْبَةً، وقولُ بعض الصحابة في حديث البخاري (814 و1215) : «كان الناسُ يُصَلُّونَ مع النبي (ص) وهم عاقدي أُزْرِهِمْ» في رواية، أي: وهم مؤتزرون عاقدي أُزْرهم. ومن الاستغناء عن خبر المبتدأ بالحال: ما روى الأخفش من قول بعض العرب: «زيدٌ قائمًا» ، والأصل: ثَبَتَ قائمًا، أو عُرِفَ قائمًا. انظر: "الإنصاف" للأنباري (2/702) ، و"شرح التسهيل" (1/324- 326) ، و"شواهد التوضيح" لابن مالك (ص170- 171) ، و"التذييل والتكميل" لأبي حيان (4/48- 50، 82- 87) ، و"ارتشاف الضرب" (3/1135- 1136) ، و"مغني اللبيب" (ص122) ، و"همع الهوامع" (1/380) . وانظر: "الدر المصون" (6/442- 443) ، و"اللباب، في علوم الكتاب" (11/22- 23) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 236 قَالَ أَبِي: وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (1) ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَطاء مولى أَبِي أَحْمَدَ (2) : أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) بَعَثَ بَعْثًا ... والصَّحيحُ (3) : مَا رَوَاهُ اللَّيْثُ. 828 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ (4) ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ الجَزَري (5) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْب بن عُجْرَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّة القَمْل؟ فَقَالَ (6) : أسقَطَ مالكٌ مُجاهِدً (7) من الإسناد؛ إنما هو:   (1) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/462) ، والترمذي في "جامعه" (2876) . ومن طريق البخاري رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (2442) . ورجح البخاري الإرسال. وقال الدارقطني في "العلل" (2053) : «وقول الليث أشبه بالصواب» . (2) في (ت) و (ك) : «ابن أبي أحمد» . وهو صحيح أيضًا كما سبق. (3) قوله: «والصحيح» مُكرر في (ت) . (4) في "الموطأ" (1/417/رواية يحيى الليثي) ، و (1258/رواية أبي مصعب الزهري) . ومن طريق مالك رواه أبو داود في "سننه" (1861) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/169- 170) . وفيه اختلاف على مالك سيأتي ذكره آخر المسألة. (5) في (ت) و (ك) : «الخدري» . وعبد الكريم هذا هو: ابن مالك. (6) في (ت) : «يقال» . (7) كذا في جميع النسخ، وهو مفعولُ «أسقَطَ» ؛ فكانت الجادَّة أن يكون «مجاهدًا» بألف تنوين النصب على لغة الجمهور؛ لكنَّ ما وقع في النسخ. جارٍ على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 828 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 237 عبد الكريم (1) ، عن مُجاهِد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بن عُجْرَة، عن النبيِّ (ص) (2) . 829- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ الفَرْوي (3) ، عَنْ محمَّد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ (4) ؛ قَالَ: كنتُ مَعَ   (1) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (504/رواية محمد ابن الحسن الشيباني) . ومن طريق مالك رواه أحمد في "مسنده" (4/241 رقم 18106) ، والنسائي في "سننه" (2851) ، وابن الجارود في "المنتقى" (450) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/56 و169) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/64) . قال البيهقي: «هذا هو الصحيح» . ورواه مسلم في "صحيحه" (1201) من طريق سفيان، عن ابن أبي نجيح وأيوب وحميد وعبد الكريم، عن مجاهد، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (1814) من طريق عبد الله بن يوسف، عن مالك، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مجاهد، به. (2) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (20/62) : «هكذا روى يحيى هذا الحديث عن مالك، عن عبد الكريم الجزري، عن ابن أبي ليلى، وتابعه أبو المصعب، وابن بُكير، والقعنبي، ومطرف، والشافعي، ومعن بن عيسى، وسعيد بن عفير، وعبد الله بن يوسف التنيسي، ومصعب الزبيري، ومحمد بن المبارك الصوري؛ كلُّ هؤلاء رووه عن مالك كما رواه يحيى، لم يذكروا مجاهدًا في إسناد هَذَا الْحَدِيثَ. وَرَوَاهُ ابْنُ وَهْب، وابن القاسم، ومكي بن إبراهيم، عن مالك، عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ كَعْبِ بن عجرة. وذكر الطحاوي أن القعنبي رواه هكذا كما رواه ابن وَهْب وابن القاسم، فذكر فيه مجاهدًا» . قال ابن عبد البر: «الصواب في إسناد هذا الحديث قول من جعل فيه مجاهدًا بين عبد الكريم وبين ابن أبي ليلى، ومن أسقطه فقد أخطأ فيه، والله أعلم. وزعم الشافعي أن مالكًا هو الذي وهم فيه» . وقال البيهقي في "السنن" (5/170) - بعد أن نقل كلام الشافعي-: «وإنما غلط في هذا [في] بعض العَرَضات، وقد رواه في بعضها على الصحة» . (3) هو: إسحاق بن محمد. (4) هو: أسلم العدوي. الحديث: 829 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 238 عبد الله بْنِ عُمَرَ بِطَرِيقِ مكَّة، فبلَغَه عَنْ أَبِيهِ شِدَّةٌ ... ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: فبلَغَه عَنِ ابنةِ أبي عُبَيد (1) شِدَّةُ مَرَضٍ (2) . 830 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنِ عَمْرٍو (4) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) خَطَبَ بِالحَزْوَرَة (5) فَقَالَ: إِنَّكِ أَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَيَّ، وَلَولاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ، مَا خَرَجْتُ منه (6) ؟   (1) اسمها: صفية، وهي زوجة عبد الله بن عمر. (2) من هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم أخرجه البخاري في "صحيحه" (1805 و3000) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، به. (3) انظر المسألة الآتية برقم (836) . (4) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (5954) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/261) و (3/328) ، و"شرح المشكل" (3146 و4795 و4796) . ورواه أحمد في "مسنده" (4/305 رقم 18717) ، والبيهقي في "الدلائل" (2/518) من طريق مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، به. قال البيهقي: «وهذا وهمٌ من معمر، والله أعلم. وقد روى بعضهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وهو أيضًا وهمٌ، والصحيح رواية الجماعة» . أي: حديث عبد الله بن عدي بن الحمراء، وسيأتي تخريجه. (5) في (ك) : «بالحذورة» . والحَزْوَرَةُ: موضعٌ بمكة يلي البيت، وكانت الحَزْوَرَةُ سوق مكَّة، وقد دخلَت في المسجد لمَّا زيد فيه. انظر "معجم ما استعجم" (2/444) ، و"معجم البلدان" (2/255) . (6) قوله «منه» كذا في جميع النسخ، مع أن «الأرض» مؤنَّثة، والجادَّة أن يقال: « «منها» ، لكنَّ هذا صحيحٌ أيضًا، ويخرَّج على وجهينِ: الأوَّل: أن يضبط «مِنَهْ» والضمير فيه مؤنَّثٌ، والأصل: «مِنْهَا» ، إلا أنه جاء على لغة طيِّئ ولَخْم؛ فإنَّهم يحذفون ألف ضمير المؤنَّث «هَا» ، ويُسَكِّنون الهاء وينقلون فتحتها إلى ما قبلها. وانظر لهذه اللغة التعليق على المسألة رقم (235) . والثاني: أن يضبط «مِنْهُ» ، والضمير مذكَّر، وهو عائدٌ إلى «الأرض» باعتبار المعنى، أي: ما خرجتُ من هذا المكان؛ تأوَّل الأرضَ على معنى المكان. انظر الكلام في الحمل على المعنى في المسألة رقم (270) . وعلى كلٍّ، فالأصل هنا أن يقال: «منكِ» ؛ كما في المسألة رقم (836) ومصادر التخريج. لكن ما وقع في النسخ يتخرج على الالتفات من الخطاب إلى الغيبة. انظر الكلام على الالتفات في المسألة رقم (884) . الحديث: 830 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 239 فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فِيهِ محمَّد بْنُ عَمْرٍو؛ وَرَوَاهُ الزُّهْري (1) ، عن أبي سَلَمة، عن عبد الله بْنِ عَدِيِّ بْنِ الحَمْراء، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (2) .   (1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2552) ، والترمذي في "جامعه" (3925) ، وابن ماجه في "سننه" (3108) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (127/أخبار المكيين) ، والبزار - كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/21) - وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (622) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2514) ، والنسائي في "الكبرى" (4252) ، وابن خزيمة - كما في "إتحاف المهرة" (8/255) -، وابن حبان في "صحيحه" (3708) ، = = والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/87 و250- 251) ، والحاكم في "المستدرك" (3/7) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/289) و (6/33) . (2) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث حسن صحيح غريب، وقد رواه يونس، عن الزهري نحوه. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) . وحديث الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ حمراء، عندي أصح» . وقال البزار: «ولا يُعلم لعبد الله بن عدي بن الحمراء غير هذا الحديث» . وقال البيهقي في "دلائل النبوة" (2/518) : «هذا هو المحفوظ» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (6/163) في ترجمة عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الحمراء: «انفرد برواية حديثه الزهري، واختُلِف عليه فيه، فقال الأكثر: عنه، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ. قال معمر فيه: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، ومرة أرسله. وقال ابن أخي الزهري: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعَمٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عدي، والمحفوظ الأول. قال البغوي: لا أعلم له غيره» . وقال في "النكت" (2/611) بعد أن ذكر حديث عبد الله ابن عدي بن الحمراء: «وهو المحفوظ، والحديث حديثه، وهو مشهور به» . وانظر "العلل" للدارقطني (1743) ، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم (3/1730) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 240 831 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنِ الأُوَيْسي (2) ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ عُمَرَ (3) ضَرَبَ لِلْيَهُودِ والنَّصارى والمَجُوس إقامةَ ثلاثِ ليالٍ بِالْمَدِينَةِ، يَتَسَوَّقون (4) ، ويَقْضُون حوائِجَهُم. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فِي "الموطَّأ" (5) : مالكٌ، عَنْ نافع، عن أسلَم:   (1) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/312/ مخطوط) . (2) هو: عبد العزيز بن عبد الله، كما في المسألة (1199) . وتابع الأويسي عليه محمد بن الحسن الشَّيباني، فأخرجه في روايته لـ"الموطأ" (873) عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به. وقال البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (6112) : «ورواه الشافعي في القديم عن الثقة عنده، عن عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، أن عمر ... » . ورواية عبيد الله هذه أخرجها النجاد في "مسند عمر بن الخطاب" برقم (37، 38، 39) من طرق عنه به. (3) قوله: «أن عمر» سقط من (ك) . (4) في (ش) يشبه أن تكون: «يتشوفون» ، والمثبت من بقية النسخ ومصادر التخريج. ومعنى «يتسوَّقون» أي: يبيعون ويشترون. انظر "اللسان" (10/167) . (5) الأثر أخرجه البيهقي في "سننه" (3/147-148) ، و (9/209) من طريق يحيى بن بكير، عن مالك. فدلَّ هذا على أنه في "الموطأ" برواية يحيى بن بكير. وانظر "إتحاف المهرة" (12/91) . الحديث: 831 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 241 أنَّ عُمَرَ ... والصَّحيحُ مَا فِي "الموطَّأ". 832 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه محمَّدُ بن عبد الله الأنصاريُّ، عَنْ حَبِيب بْنِ الشَّهيد، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَان، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) تزوَّجَ مَيْمُونَةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ. فَقَالَ أَبِي: قَالَ (2) أحمدُ بْنُ حَنْبَلٍ: يُقَالُ (3) : إنَّ غُلامًا كَانَ للأنصاريِّ أدخَلَ هَذَا الحديثَ عَلَى الأنصاريِّ (4) .   (1) في (ف) : «أبي ح» . (2) في (ت) و (ك) : «وقال» . (3) في (ك) : «فقال» . (4) كذا نقل أبو حاتم عن الإمام أحمد قوله في هذا الحديث! ونقل أبو بكر الأثرم كلام أحمد هذا في حديث آخر أنكره الأئمة على الأنصاري، فقال - كما في "تاريخ بغداد" (3/408/دار الغرب) -: «سمعت أبا عبد الله ذكر الحديث الذي رواه الأَنْصَارِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عن ميمون، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) احتجم وهو صائم، فضعفه، وقال: كانت ذهبت للأنصاري كتبٌ، فكان بعدُ يحدِّث من كتب غلامه أبي حكيم، أراه قال: فكان هذا من تلك» . ونقل الإمام أحمد في "العلل" (1448) ، والخطيب (3/407) عن أبي خيثمة قوله: «أنكر معاذ ويحيى بن سعيد حديث الأنصاري؛ يعني: محمد بن عبد الله، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عباس: احتجم النبي (ص) وهو محرم صائم» . وقال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/7-8) : «سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ حديث الأَنْصَارِيُّ، عَنْ = = حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عباس: أن النبي (ص) احتجم وهو صائم؛ قال: ليس من ذاك شيء؛ إنما أراد حديث حبيب، عن ميمون، عن يزيد بن الأصم: تزوج النبي (ص) ميمونة محرمًا» . وحديث الأنصاري في احتجام النبي (ص) : رواه أحمد (1/315 رقم2888) ، والترمذي (776) ، والنسائي في "الكبرى" (3231) من طريق الأنصاري، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» . وقال النسائي: «هذا منكر، ولا أعلم أحدا رواه عن حبيب غير الأنصاري، ولعله أراد أن النبي (ص) تزوج ميمونة» . الحديث: 832 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 242 833 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نافعٌ (2) ، وعبدُالله بنُ دِينَارٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: خَمْسٌ تُقْتَلُ فِي الحَرَمِ ... . رَوَاهُ الزُّهْري (4) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَفْصَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: كُنَّا نُنكِرُ حديثَ الزُّهْري، حَتَّى رَأَيْنَا مَا يُقَوِّيه: أنبا أبو محمد عبد الرحمن؛ قَالَ (5) : حدَّثنا (6) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا مُسَدَّد (7) ، عَنْ أَبِي عَوَانة (8) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَير (9) ، عَنِ ابْنِ عمر؛ قال:   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (845) . (2) هو: مولى ابن عمر. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1826) ، ومسلم في "صحيحه" (1199) من طريق مالك، ومسلم (1199) من طريق ابن جريج، والليث بن سعد، وجرير بن حازم، وعلي بن مسهر وعبيد الله، وأيوب، ويحيى بن سعيد، ومحمد بن إسحاق، جميعهم عن نافع، به. قال مسلم: «ولم يقل أحد منهم: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، سمعت النبي (ص) إلا ابن جريج وحده، وقد تابع ابن جريج على ذلك ابن إسحاق» . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1826) ، ومسلم في "صحيحه" (1199) . (4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1828) ، ومسلم في "صحيحه" (1200) . (5) قوله: «أنبا أبو محمد عبد الرحمن؛ قال» من (ت) و (ك) فقط. (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» . (7) هو: ابن مُسَرْهَد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1827) . ورواه مسلم في "صحيحه" (1200) من طريق شيبان بن فروخ، عن أبي عوانة، به. (8) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكُري. (9) في (ف) : «جبر» . الحديث: 833 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 243 حَدَّثَتْنِي (1) إِحْدَى نِسوَةِ رسولِ اللَّهِ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (2) . قَالَ أَبِي: يَعْنِي أُختَهُ حَفْصَة (3) . فعَلِمْنَا أنَّ حديثَ الزُّهْري صحيحٌ، وَأَنَّ ابْنَ عُمَرَ لَمْ يَسْمَعْ هذا الحديثَ من النبيِّ (ص) ؛ إِنَّمَا سمعَه مِنْ أُختِه حَفْصَة. 834 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بن موسى (5) ، عن   (1) المثبت من (ت) فقط، ومصادر التخريج، وفي بقيَّة النسخ: «حدثني» ، وكلاهما صحيحٌ؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (206) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (5/166/ب) بعد أن ذكر رواية زيد بن جبير: «وهذا مما يقوي رواية الزهري، عن سالم» . (3) وقال أبو حاتم في المسألة (845) : «وَلَمْ يُسَمِّ ابنُ عُمَرَ لِزَيْدِ بْنِ جُبَير حفصةَ؛ إذْ كَانَ زيدٌ غَرِيبًا مِنْهُ، وسمَّاها لِسَالِمٍ؛ أَنْ كانت عمَّةَ سالم» . (4) نقل ابن الملقن هذا النص في "البدر المنير" (4/396/مخطوط) بتصرف. (5) قوله: «ابن موسى» مكرر في (أ) . وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/46) تعليقًا. ورواه الدارمي في "مسنده" (1946) ، وأبو داود في "سننه" (1985) ، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1373) ، والدارقطني في "سننه" (2/271) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/104) من طرق عن هشام، به. ومن طريق أبي داود رواه الخطيب في "الموضح" (1/427) . قال أبو زرعة: «لم يسند هذا الحديث إلا هشام بن يوسف، ولا رواه إلا يحيى بن معين، وقد ذكره رجل بالعراق عَنْ رَوْحٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، فهلك فيه» . قلنا: توبع ابن معين في مصادر التخريج السابقة. ورواه أبو داود (1984) من طريق محمد بن بكر، عن ابن جريج قال: بلغني عَنْ صَفِيَّةَ، عَنْ أُمِّ عُثْمَانَ، عن ابن عباس، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي (5/104) . الحديث: 834 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 244 هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (1) ، عن عبد الحميد بن جُبَير (2) ، عن صَفِيَّة ابْنَتِ (3) شَيْبة بْنِ (4) عُثْمَانَ، عَنْ أمِّ عُثْمان بِنْتِ سُفْيان، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ عَلَى النِّسَاءِ حَلْقٌ، إنَّمَا عَلَيْهِنَّ التَّقْصِيرُ. قلتُ لأَبِي: رَوَاهُ سعيدٌ القَدَّاح (5) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عن صَفيَّة ابْنَتِ (6) شَيْبة، عَنْ أمِّ عُثْمان، عَنِ (7) ابن عباس، عن النبيِّ (ص) ، ولم يقُلْ: عبد الحميد؟ فَقَالَ: هشامُ بنُ يُوسُفَ ثقةٌ مُتْقِنٌ (8) ، وما يَدُلُّ عَلَى (9) صِحَّةِ حَدِيثِ هِشَامِ ِ بن يوسف: ذِكْرُ عبد الحميد فِي (10) آخِرِ حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ سالم (11) .   (1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (2) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) ؛ فضبَّب الناسخان على قوله: «جبير» . (3) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، وما أثبتناه صحيحٌ في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (4) قوله: «ابن» تصحف في (ك) إلى: «عن» . (5) هو: سعيد بن سالم القَدَّاح. (6) في (ك) : «ابنة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (7) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ف) . (8) في (ك) : «متفق» . (9) قوله: «على» سقط من (ك) . (10) في (ك) : «عبد الحميد ابن في» . (11) كذا!. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 245 ورواه يعقوبُ بْنُ عَطَاء (1) ، عَنْ صَفِيَّة، عَنْ أمِّ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ ما يُقَوِّي ذلك أيضًا (2) . 834/أ- قلتُ لأَبِي: رَوَى ابنُ الْمُبَارَكِ (3) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ مشَى بَيْنَ الرُّكْنَين، ورَمَلَ بينهُما. وَرَوَى زهيرٌ (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ هَذَا الحديثَ، فأيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (5) ؛ قد (6) رُوِيَ عنهما جميعًا (7) .   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/194 رقم 13018) ، والدارقطني في "السنن" (2/271) ، و"الأفراد" (ل170/أ- ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "ذكر من اسمه شعبة" (28) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/104) من طريق أبي بكر بن عياش، عنه، به. قال الدارقطني: «تفرد به أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يعقوب بن عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ صفية بنة شيبة، عنها» . (2) كذا؛ ولعل مراده: أن ذلك يقوِّي ثبوت الحديث عن ابن عباس، وإلا فإنَّ رواية يعقوب بن عطاء لا تقوِّي رواية هشام بن يوسف ولا توهِّنها كما هو ظاهر، والله أعلم. وقد قال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/498 رقم 1060) : وإسناده حسن وقوَّاه أبو حاتم في "العلل"، والبخاري في "التاريخ"، وأعلَّه ابن القطان، ورَّد عليه ابن الموَّاق فأصاب. اهـ. وانظر "بيان الوهم والإيهام" (2/545) ، و"السلسلة الصحيحة" (605) . (3) هو: عبد الله. (4) هو: ابن معاوية فيما يظهر، وقد يكون ابن محمد، فكلاهما من الرواة عن موسى بن عقبة كما في "تهذيب الكمال" (6877) . (5) كذا في جميع النسخ بالياء، وكان حقُّها أن يقال: «صحيحان» بالألف؛ لكنَّ ما وقع عندنا في النسخ يخرج على وجهَيْنِ، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (25) ، (759) . (6) في (ك) : «وقد» . (7) رواه البخاري (1606) ، وأحمد (2/13 رقم 4618) من طريق عبيد الله قال: قلت لنافع: أكان ابن عمر يمشي بين الرُّكنَين؟ قال: إنما كان يمشي ليكون أيسرَ لاستلامه. واللفظ للبخاري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 246 835 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (1) ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيثي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عن عبد الرحمن بْنِ عَبْدٍ الْقَارِي، عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ طافَ بِالْبَيْتِ بَعْدَ الصُّبْحِ، ثُمَّ سارَ حَتَّى أَتَى ذَى طُوًى (2) ، ثُمَّ انتظرَ حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ؟ فَقَالَ أَبِي: أخطأَ فِي هَذَا الحديثِ؛ رَوَى كلُّ أصحابِ الزُّهْري، عَنِ الزُّهْري (3) هَذَا الحديثَ، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بْنِ عَبْدٍ الْقَارِي، عَنْ عُمَرَ؛ وهو الصَّحيحُ.   (1) روايته أخرجها أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (5713) ، والأثرم - كما في "الفتح" لابن حجر (3/489) - والفاكهي في "أخبار مكة" (520) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/187) ، وابن منده في "أماليه" - كما في "فتح الباري" - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/78) . ورواه الأثرم - كما في "الفتح" أيضًا- فقال: حدثني به نوح بن يزيد - من أصله-عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ كما قال سفيان. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «حتى أَتَى ذا طُوًى» . ويخرَّج ما في النسخ على الإمالة، أميلتِ الألف في «ذَا» نحو الياءِ فكتبتْ ياءً، ولا تُنْطَقُ إلا ألفًا ممالة «ذَى» ، وسببُ إمالتها هنا التناسبُ مع إمالة الألف قبلها في «أتى» ، والألف بعدها في «طُوَى» ؛ وإنما تمال الألف فيهما لكونها مبدلةً من ياءٍ متطرِّفة، ومثلُهُ: إمالةُ ألف «الضحى» مع أنَّ أصلها واوٌ؛ لمناسبة الإمالة في «سجى» و «قلى» وما بعدهما في سورة «الضحى» ، وهذه قراءة أبي عمرو والأخوين (حمزة والكسائي) . وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) و (759) . وذو طُوًى: موضعٌ عند باب مكة، يُستحبُّ لمن دخل مكة أن يغتسلَ به. انظر "النهاية" لابن الأثير (3/146-147) ، و"معجم البلدان" (4/45) . (3) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (1/368) عنه، به. ومن طريق مالك رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/91) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (9008) من طريق معمر، وأحمد في "العلل" (5714) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (374/بغية الباحث) من طريق ابن أبي ذئب، كلاهما عن الزهري، به. قال أحمد: «وهو الصواب» يعني: عن حميد. الحديث: 835 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 247 836 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله (3) بْنِ عَدِيِّ بْنِ الخِيار: أَنَّهُ سمعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ لمكَّة: وَاللهِ، إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِليَّ، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ؟   (1) انظر المسألة رقم (830) . (2) روايته أخرجها العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/87) من طريق ابنه يعقوب، عنه، به. قال العسكري: «وهم فيه من وجهين: أن هذا الحديث هو لعبد الله بن عدي بن الحمراء، والثاني: أن عبد الله ابن عدي بن الخيار لم يلحق النبي (ص) » ثم صحح ما صححه أبو حاتم هنا. وكذا حكم ابن حجر في "الإصابة" (6/163) بأن «عبد الله بن عدي بن الخيار» تصحيف. وأن المحفوظ: عبد الله بن عدي بن الحمراء. وروى العسكري (1/85- 86) عن الإمام أحمد قال: «كان في نسخة يعقوب - يعني الزهري -: عن عبد الله ابن عدي بن الخيار: حديث وقف الحزورة، فلما رجع إلى أصله وجده: عبد الله بن عدي بن الحمراء» . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (4/305 رقم 18716) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (491) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (128/أخبار المكيين) ، والنسائي في "الكبرى" (4253) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عن أبيه، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عبد الله بن عدي بن الحمراء، به. (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «عُبَيدالله» . الحديث: 836 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 248 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعَيب بْنُ أَبِي حَمْزَةَ (1) ، وغيرُ وَاحِدٍ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن عبد الله بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءِ. 837 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (3) ، وصَفْوانُ بنُ عِيسَى (4) ، عَنِ الْحَارِثِ بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي ذُبَاب، عَنْ مُجاهِد، عن أبي (5) سَخْبَرَة، عن عبد الله (6) : أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: مُجاهِدٌ (7) ، عن أبي مَعْمَر عبد الله بن سَخْبَرَة.   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/305 رقم 18715) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/244) ، والطبراني في "الشاميين" (3034) ، والحاكم في "المستدرك" (3/431) . ومن طريق أحمد رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (2/288) . ومن طريق الفسوي رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (2/517- 518) وقال: «هذا هو المحفوظ» . ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4378) . (2) انظر تخريج رواياتهم في المسألة رقم (830) . (3) هو: عبد العزيز بن محمد. (4) لم نقف على رواية الدراوردي وصفوان من هذا الوجه، وإنما روي عنهما على الوجه الذي رجحه أبو حاتم، كما سيأتي. (5) في (ت) و (ك) : «ابن» . (6) هو: ابن مسعود ح. (7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13985) ، وأحمد في "المسند" (1/417 رقم 3961) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2806) ، والحاكم في "المستدرك" (1/461- 462) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/138) من طريق صفوان بن عيسى، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/225) من طريق الدراوردي، والشاشي في "مسنده" (851) ، والطحاوي (2/225) من طريق عبد الله بن المبارك، جميعهم عن الحارث، عن مجاهد، عن عبد الله بن سخبرة، عن ابن مسعود، به. الحديث: 837 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 249 838 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زيدُ (1) ابنُ الحُبَاب (2) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ المُعْتَمِر، عَنْ مُجاهِد، عن يوسف ابن ماهَِك، عن عبد الله بْنِ الزُّبَيْر؛ قَالَ: قَالَ رجلٌ: يارسولَ اللَّهِ، إنَّ أَبِي أدرَكَتْهُ فريضةُ الحجِّ، فَمَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ، أفأَحُجُّ عَنْهُ؟ قَالَ (3) : إنْ كُنْتَ أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِيكَ، فَحُجَّ عَنْهُ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ فِي شيءٍ مِنَ (4) الحديثِ: أَكْبَرَ وَلَدِ أَبِيكَ، غيرَ هذا الحديثِ (5) .   (1) في (ت) و (ك) : «يزيد» . (2) في (ت) و (ف) : «الخباب» . ولم نقف على روايته، والحديث معروف من رواية يوسف بن الزبير لا يوسف ابن ماهك، كما سيأتي. (3) قوله: «قال» سقط من (ف) . (4) قوله: «شيء من» ليس في (ك) . (5) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (4/3 رقم 16102) ، والنسائي في "سننه" (2644) من طريق ابن مهدي عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ يوسف، عن ابن الزبير، به وعندهما: «أكبر ولد أبيك» . ورواه الطبراني في "الكبير" (263/قطعة من الجزء 13) من طريق أبي حذيفة، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن مجاهد، عن يوسف مولى الزبير، عن ابن الزبير، به. وعنده: «أنت أكبر ولده» . ورواه أحمد (4/5 رقم 26125) ، والدارمي في "مسنده" (1877) ، والنسائي في "سننه" (2638) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6812) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2545) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/329) من طريق جرير، وابن أبي شيبة في "المصنف" (15115) من طريق وكيع، والطحاوي في "شرح المشكل" (2544) من طريق عبيدة بن حميد - ولم يسق لفظه -، والضياء في "المختارة" (9/352) بسنده إلى أبي يعلى، عن القواريري، عن فضيل بن عياض، جميعهم عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ يوسف بن الزبير، عن ابن الزبير، به. وعندهم: «أكبر ولد أبيك» . وفي رواية ابن أبي شيبة: «عن رجل يقال له: يوسف، كان يكون مع ابن الزبير» . وفي رواية الضياء: «يوسف» ولم ينسبه. ومن طريق النسائي رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/390 و9/132) وابن حزم في "حجة الوداع" (531) . ومن طريق أحمد رواه الضياء في "المختارة" (9/351) . وروي عن الثوري، به مرسلاً. ذكره البيهقي في "السنن الكبرى" (4/329) فقال: «وأرسله الثوري عن منصور فقال: عن يوسف بن الزبير، عن النبي (ص) » . ورواه أحمد في "مسنده" (6/429 رقم 27417) ، والدارمي في "مسنده" (1879) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6818) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2543) ، والطبراني في "الكبير" (24/30 رقم 101) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/329) من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ مولى لابن الزبير يقال له: يوسف بن الزبير - أو الزبير بن يوسف - عن ابن الزبير، عن سودة بنت زمعة، به. وليس عندهم «أكبر ولد أبيك» . وفي رواية الطبراني: «يوسف بن الزبير» بلاشك. قال الترمذي في "العلل الكبير" (326) : «وسألت محمدًا عن حديث مجاهد، عن مولى الزبير في هذا؟ فقال: الصحيح: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الزبير، عن ابن الزبير، ورأى هذا الحديث أصح من حديث عبد العزيز بن عبد الصمد» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (2954) . الحديث: 838 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 250 839 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بْنُ بشَّار (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَة؛ قَالَ: حدَّثنا سعيد   (1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألتُ» بالواو. (3) روايته أخرجها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6669) قال: حُدِّثت عن محمد بن إسحاق النيسابوري، = = ثنا محمد بن بشار، به. ورواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/77 رقم 16706) ، والبزار في "مسنده" (1068/كشف الأستار) من طريق محمد بن المثنى أبي موسى العنزي، عن مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، به. قال البزار: «لا نعلم أسند يونس بن شداد إلا هذا، ولا نعلم له إسنادًا إلا هذا، ولم يتابَع محمد بن خالد عليه» . الحديث: 839 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 251 بْنُ بَشِيرٍ الدِّمَشْقي، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي قِلابَة (1) ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاء، عَنْ يُونُسَ بْنِ شَدَّاد: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ إنَّهَا أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا إسنادٌ مُضطَرِبٌ؛ أَبُو قِلابَةَ عَنْ أبي الشَّعْثَاء لا يجيءُ؛ وذاك (2) أنَّ الَّذِي يُعْرَفُ: أَبُو الشَّعْثاء جابرُ بْنُ زَيْدٍ (3) ، وَأَبُو قِلابَة عَنْ جَابِرِ بْنِ زيدٍ يستحيلُ، ويونسُ بنُ شَدَّاد لا نَعْرِفُه (4) . 840 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : سألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْثَر (7) ، عَنِ الأعمَش (8) ، عَنْ أَبِي سُفْيان (9) ، عَنْ جابر؛ قال: كان   (1) هو: عبد الله بن زيد الجَرمي. (2) في (ت) و (ك) : «وذلك» . (3) أي: أن المشهور بكنية أبي الشعثاء هو: جابر بن زيد. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «أو لا نعرفه» ، وفي (ك) : «لا يعرفه» ، والمثبت من (ت) . ونقل ابن الأثير في "أسد الغابة" (5/530) عن ابن منده أنه قال فيه «مجهول» . وكذا قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" الترجمة (3089) ، وقال الحسيني في "الإكمال" (1016) : «غير معروف» . وترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/240) ولم يذكر ما ذكره هنا، وذكره ابن حجر في "الإصابة" (10/377- 378) ولم يذكر له سوى هذا الحديث. (5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألتُ» بالواو. (7) هو: ابن القاسم. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/361 رقم 14891) بلفظ: «أهدى رسول الله (ص) إلى البيت غنمًا. ولم يذكر: «مقلدة» . (8) قوله: «عن الأعمش» سقط من (ش) و (ف) ، وألحق في (أ) بخط مغاير. (9) هو: طلحة بن نافع. الحديث: 840 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 252 فيما (1) أَهْدَى رسولُ الله (ص) غَنَمًا (2) مُقَلَّدَةً؟ قَالَ أَبِي: رَوَى جماعةٌ عَنِ الأَعْمَش (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَن الأسْوَد (5) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) أَهْدَى مَرَّة غَنَمًا؛ وَلَيْسَ فِي حديثِهم: مُقَلَّدة. قَالَ أَبِي: اللَّفظانِ ليسا بمُتَّفِقَيْنِ، وأرجو أن يكونَ (6) جميعًا صَحِيحَينِ (7) .   (1) في (ت) و (ك) : «فيها» . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «غنم» ؛ لأنه اسم «كان» مؤخَّر، وخبره" «فيما أَهْدَى رسولُ الله ... » . وفي "مسند الإمام أحمد" وغيره من مصادر التخريج: «أهدى رسول الله (ص) غنمًا» . وما في النسخ يخرَّج على أنه توهم أن «غنمًا» خبرُ «كان» لتأخره لفظًا. أو يقال: نُصِبَ اسمُ «كان» ورفع «خبرها» اكتفاءً بالقرينة المعنوية الفارقة بين الاسم والخبر؛ كما في «كسر الزجاجُ الحجرَ» فلما كان المعنى ظاهرًا نصب الفاعل ورفع المفعول به. وقد أوضحنا ذلك في تعليقنا على قوله: «ليس له مِنْ عَمَلِهِ شيئًا» في المسألة رقم (1853- الوجهين الثاني والثالث) . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1701) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم في "صحيحه" (1321) من طريق أبي معاوية كلاهما عن الأعمش، به. بلفظ أهدى النبي (ص) مرة غنمًا. زاد مسلم: «فقلدها» . ورواه أحمد في "مسنده" (6/208 رقم 25737) ، وإسحاق في "مسنده" (1500) ، وأبو داود في "سننه" (1755) من طريق وكيع، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عَنْ مَنْصُورٍ والأعمش، عن إبراهيم، به بلفظ أن النبي (ص) أهدى غنمًا مقلدة. (4) هو: ابن يزيد بن قيس النخعي. (5) هو: ابن يزيد بن قيس النخعي. (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «يكونا» ؛ لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على وجهَيْنِ ذكرناهما في التعليق على مثل هذه العبارة في المسألة رقم (315) . (7) قال ابن رجب الحنبلي في "شرح علل الترمذي" (2/731) : «فمن الحفَّاظ من قال: الصحيح: حديث عائشة، وحديث جابر وهمٌ، ومنهم من قال: هما حديثان مختلفان؛ في أحدهما التقليد، وليس في الآخر، ومنهم أبو حاتم الرازي» . وانظر "العلل" للدارقطني (5/131/ب) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 253 841- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوان الفَزَاري (1) ، عَنْ عبد الله بْنِ حُمَيد، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (2) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: جَاءَ (3) رجلٌ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ: إنَّ فريضةَ اللَّهِ عَلَى أَبِي فِي الحجِّ ... ؟ قَالَ أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ جَمِيعًا: نَخْشَى أَنْ يكونَ أَخْطَأَ مروانُ؛ إِنَّمَا أَرَادَ: عبد الله بن عَطاء (4) .   (1) هو: ابن معاوية. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الشافعي في "مسنده" ص (446) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/151) من طريق مروان بن معاوية، عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه أن امرأة أتت النبي (ص) ... فذكره. (2) رُويَ هذا الحديث عن عبد الله وسليمان ابنَي بريدة، وسيأتي في التخريج أن النسائي قال: «الصواب: عبد الله بن بريدة» . (3) قوله: «جاء» سقط من (أ) ، وفي (ش) : «أتى» بدل: «جاء» . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7645) ، وأحمد في "مسنده" (5/351 و361 رقم 22971 و23054) ، وابن ماجه في "سننه" (2394) ، والنسائي في "الكبرى" (6315) ، والطوسي في "مختصر الأحكام" (4/190) من طريق الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (12086) - وعنه مسلم في "صحيحه" (1149) - من طريق عبد الله بن نمير، ومسلم (1149) ، والترمذي في "جامعه" (667 و929) من طريق علي بن مسهر، وأبو داود في "سننه" (1656 و2877 و3309) ، والنسائي في "الكبرى" (6317) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/335) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/406) من طريق زهير، والنسائي في "الكبرى" (6316) من طريق ابن أبي ليلى، والطوسي في "مختصر الأحكام" (3/274 و355) من طريق أبي معاوية الضرير، والطبراني في "الشاميين" (168) من طريق الحسن بن الحر جميعهم عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه أن امرأة أتت النبي (ص) ... فذكره مطولاً ومختصرًا. ومن طريق عبد الرزاق رواه مسلم (1149) ، وابن ماجه (1759) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، لا يعرف هذا من حديث بريدة إلا من هذا الوجه، وعبد الله بن عطاء ثقة عند أهل الحديث» . ورواه أحمد في "مسنده" (5/349 رقم 22956) ، ومسلم في "صحيحه" (1149) ، والنسائي في "الكبرى" (6314) من طريق إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عبد الله بن عطاء، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ أبيه، به. قال النسائي: «هذا خطأ، والصواب عبد الله بن بريدة» . الحديث: 841 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 254 842 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (3) ، وزُهَيْر (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ مُزاحِم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُلَبِّي: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (6) سُفْيان (7) ، وَأَبُو الأَحْوَص (8) ، وَإِسْرَائِيلُ (9) ، وغيرُهم (10) ، وَلَمْ يَرْفَعوه.   (1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألتُ» بالواو. (3) هو: ابن عبد الله النخعي. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/177) ، وأحمد في "مسنده" (1/302 رقم 2754) . (4) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13464) ، وأحمد في "مسنده" (1/267 رقم 2404) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (359/بغية الباحث) . والضحاك لم يسمع من ابن عباس، كما في "الجرح والتعديل" (4/458 رقم 2024) ، و"تهذيب الكمال" (13/293) . (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (6) في (ك) : «روى» . (7) هو: ابن سعيد الثوري. (8) هو: سلاَّم بن سُلَيم. (9) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق. (10) أي: عن أبي إسحاق. الحديث: 842 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 255 قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ أَبِي: سُفْيانُ وإسرائيلُ أَتقَنُ، وزهيرٌ مُتْقِنٌ، غيرَ أَنَّهُ تأخَّر سماعُهُ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1) . 843 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مسلمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَأَبُو زَيْدٍ الهَرَوِي (3) ، عَنْ شُعْبة، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ خَيْثَمَةَ (4) ، عَنْ أَبِي عَطِيَّة (5) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَتْ تلبيةُ رسول الله (ص) : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ. رَوَاهُ معاويةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي عَطِيَّة، عَنْ عائِشَة. قلتُ: أيُّهما أصَحُّ؟ فَأَجَابَ أَبِي: هَذَا حديثٌ غَلِطَ فِيهِ شُعْبَةُ؛ وأمَّا أصحابُ الأعمَش فَيَقُولُونَ كلُّهم كما روى (6) الثَّوريُّ: عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عُمَارَة بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِي عَطِيَّة، عن عَائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ عندي.   (1) انظر نحو ذلك من كلام أبي زرعة في المسألة رقم (1990) ، (2056) . (2) تقدَّمت هذه المسألة برقم (807) . قال ابن حجر في "فتح الباري" (3/411) : «ورجَّح أبو حاتم في "العلل" رواية الثوري ومن تبعه على رواية شعبة، فقال: إنها وهم» . (3) هو: سعيد بن الربيع. (4) هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة. (5) هو: الوادعي الهَمْداني، اسمه: مالك بن عامر، وقيل غير ذلك. (6) في (أ) و (ش) : «كما رواه» . الحديث: 843 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 256 844 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (2) ، عن أبي زيد عبد الرحمن بْنِ أَبِي الغَمْر؛ قَالَ: حدَّثني يعقوبُ بن عبد الرحمن، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: طَيَّبْتُ رسولَ اللَّهِ (ص) بالغالِيَةِ (3) الجَيِّدةِ عِنْدَ إحرامِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 845 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه نافعٌ، وعبدُالله بنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : يَقْتُلُ المُحْرِمُ خَمْسًا مِنَ الدَّوَابِّ ... ؟ فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ الزُّهْريُّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ حَفْصَة، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. وَمِمَّا يُبَيِّنُ صحَّةَ هَذَا الْحَدِيثِ: أنَّ ابْنَ عُمَرَ لم يسمَعْ هذا من   (1) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/341/مخطوط) . (2) هو: ابن يحيى التُّجيبي. ولم نقف على روايته، والحديث رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/130) ، والدارقطني في "السنن" (2/232) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/35) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/301) من طرق عن عبد الرحمن بن أبي الغمر، به. قال ابن عبد البر: «وهذا الحديث بهذا اللفظ وهذا الإسناد لم يروه إلا أبو زيد بن أبي الغمر، وقد أنكروه عليه» . (3) الغَالِيَةُ: نوعٌ من الطِّيب مُرَكَّب من مِسْكٍ وعَنبَرٍ وعُودٍ ودُهْن. "النهاية" لابن الأثير (3/383) . (4) تقدَّمت هذه المسألة برقم (833) . الحديث: 844 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 257 النبيِّ (ص) ؛ إنَّما رَوَاهُ زُهَيْرٌ (1) وغيرُه (2) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (3) ؛ قَالَ: أخبرَني بعضُ نِسْوَةِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَلَمْ يُسَمِّ ابنُ عُمَرَ لِزَيْدِ بْنِ جُبَير حَفْصَةَ؛ إذْ كَانَ زيدٌ غَرِيبًا مِنْهُ، وسَمَّاها (4) لِسَالِمٍ؛ أَنْ كَانَتْ عَمَّةَ سَالِمٍ (5) . 846 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حسَّان (7) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَطاء الخُرَاساني، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قال: يُكْتَبُ لِلْحُجَّاجِ كَذَا (8) ... ؟   (1) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1200) . (2) انظر ما سبق في المسألة رقم (833) . (3) من قوله: «لم يسمع هذا ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (4) في (ت) : «وسمالها» ، وفي (ك) : «وسماها لها» ، وكأنه ضرب على قوله: «لها» . (5) في (أ) : «عمَّةً لسالم» ، وفي (ش) : «عمَّته لسالم» . (6) انظر المسألة التالية، والمسألة رقم (887) و (894) و (1007) . (7) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (ل185/أ- ب/أطراف الغرائب) من طريق الحسين بن الوليد النيسابوري، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عمر، به. قال الدارقطني: «غريب من حديث الحسين بن الوليد النيسابوري، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عطاء بن السائب» . ورواه ابن ماجة في "سننه" (2893) ، وابن حبان في "صحيحه" (4613) ، والطبراني في "الكبير" (12/323 رقم 13556) من طريق عمران بن عيينة، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مجاهد، عن ابن عمر، به. = ... ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (899) و (901) من طريق محمد بن عبد الله، والوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. (8) كذا ذكر ابن أبي حاتم متن هذا الحديث هنا، ولعله أورده بالمعنى، وساقه بلفظه في المسألة التالية، وانظر التعليق آخر المسألة. الحديث: 846 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 258 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حدَّثناه (1) حَجَّاجٌ الأَنْمَاطي (2) ، وَأَبُو سَلَمة (3) ، عَنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عَنْ مُجاهِد، عَنْ عمر، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: أخطأَ يَحْيَى بْنُ حسَّان فِي موضِعَين (4) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (5) . تَمَّ الجُزْءُ الخامسُ بحَمْدِ اللَّه وعَوْنِه ومَنِّه، يَتْلُوه (6) في الجُزْءِ السَّادِسِ: في حديث يَحْيَى بْنُ حسَّان، عَنْ حمَّاد بن سَلَمة والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ (7) وصَحْبِهِ وسَلَّم تَسْليمًا (8)   (1) في (ت) و (ك) : «حدثنا به» . (2) هو: ابن مِنْهال. (3) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي. (4) الموضع الأول: قوله: «عطاء الخراساني» ، والصواب: «عطاء بن السائب» . والموضع الثاني: قوله: «مجاهد عن ابن عمر» ، والصواب: «مجاهد، عن عمر» . (5) قال الدارقطني في "العلل" (4/94/أ) : «يرويه عطاء ابن السائب، واختُلِف عنه، فرواه عمران بن عيينة، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وكذلك قال الحسن بن الْوَلِيدِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عن عطاء بن السَّائب. وقال جرير بن عبد الحميد: عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ مُجاهِد قولَه، ولا يصحُّ رفعه عن عطاء» . وانظر تخريج الأخ ياسر بن فتحي المصري لكتاب "الذكر والدعاء" للقحطاني (3/1079-1083) فقد استوعب طرق هذا الحديث وشواهده. (6) في (ف) : «ويتلوه» بالواو. (7) من قوله: «تم الجزء الخامس ... » إلى هنا من (أ) و (ف) فقط، وفي (ش) بدلاً منه: «آخر الجزء الخامس» . (8) قوله: «وصحبه وسلم تسليمًا» من (أ) فقط. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 259 بسم الله الرَّحمن الرَّحيموصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّم تَسْليمًاالجُزْءُ السَّادِسُ مِن "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشتَمِلُ عَلَى (1) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي المَنَاسِكِ والسِّيَرِ (2) 847 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حسَّان، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الحَاجُّ وَالمُعْتَمِرُ وَالغَازِي وَفْدُ اللهِ ... ، الحديثَ؟ قَالَ: هَذَا خطأٌ، كذا حدَّثنا به (4) الجَرَوِيُّ (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حسَّان؛ إِنَّمَا هُوَ: مُجاهِد، عَنْ عُمَرَ. 848 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (6) ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتادة؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إنَّ صاحبَ بُدْنِ رسولِ الله (ص) أخبره: أنَّ رسولَ الله (ص) أَمرَهُ إِذَا عَطِبَ مِنْهَا شيءٌ: أنْ   (1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) . (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (3) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (887) و (894) و (1007) . (4) قوله: «به» ليس في (أ) و (ش) . (5) هو: الحسن بن عبد العزيز. (6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (8/330) . الحديث: 847 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 260 يَنْحَرَها، ثُمَّ يَغْمِسَ نَعْلَها (1) فِي دَمِها، ثُمَّ يَضْرِبَ بِهَا (2) صَفْحَتَها، ثُمَّ يَدَعَهَا فَلا يأكلَ مِنْهَا هُوَ وَلا أصحابُه؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: قَتادةُ (3) ، عَنْ سِنان بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. 849 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيب بْنُ إِسْحَاقَ (4) ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «نعلهما» . (2) في (أ) : «به» ، وكلاهما رُوِيَ به الحديثُ كما في مصادر التخريج. (3) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (2578) من طريق ابن أبي عدي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن سنان، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) بعث مع ذؤيب ببدن، وزاد: «واضرب صفحتها» . قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (4/457) : «سياق حديث ابن أبي عدي يوهم أنه من مسند ابن عباس» . وانظر "التاريخ الكبير" (3/262) . ورواه أحمد في "مسنده" (4/225 رقم17974) ، ومسلم في "صحيحه" (9326) ، وابن ماجه في "سننه" (3105) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2578) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةُ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عن ابن عباس، عن ذؤيب أبي قبيصة، به. قال الزيلعي في "نصب الراية" (3/161-162) : ورواه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" في باب الصحابة، في ترجمة ذؤيب، وقال: «سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: قتادة لم يدرك سنان بن سلمة، ولم يسمع منه شيئًا» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (4/31/أ) : «يرويه ابْنُ وَهْب، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، وهو وهمٌ، والصحيح: عن قَتَادَةُ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَلَمَةَ، عن ابن عباس، أن ذؤيبًا أبا قبيصة حدثه» . اهـ. وانظر المسألة الآتية. (4) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/6- 7 رقم 20070) عن محمد بن بكر البرساني، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/262- 263- تعليقًا) من طريق عثمان المؤذن، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/333) من طريق أبي عاصم النبيل، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/47 رقم 6345) من طريق هشام بن يوسف، جميعهم عن ابن جريج به. ورواية أبي عاصم النبيل رواها الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (ص1429- 1430) من طريق يزيد بن سنان عنه به مرسلاً لم يذكر «سلمة بن المحبق» . الحديث: 849 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 261 ابْنِ جُرَيْج (1) ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي المُخارق، عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْوَة، عَنْ سِنان بْنِ سَلَمة، عَنْ سَلَمة (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ بعَثَ بَدَنَتَيْنِ مَعَ رَجُلٍ، قَالَ: إِنْ عَرَضَ لَهُمَا شَيْءٌ، فانْحَرْهُمَا، ثُمَّ اغْمِسِ النَّعْلَ فِي دِمَائِهِمَا، ثُمَّ اضْرِبْ بِهِمَا (3) صَفْحَةَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا (4) ؟ قَالَ أَبِي: النَّاسُ لا يقولونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ سَلَمة بْنِ (5) المُحَبِّق؛ إِنَّمَا يَرْوُونَ (6) عَنْ سِنان، مُرْسَلً (7) .   (1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (2) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «مسلمة» . (3) في (ك) : «بها» . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كُلّ واحدةٍ منهما» ، كما في "مسند أحمد"؛ لأنَّ المراد: البَدَنَتَانِ، لكنْ وَجْهُ ما في النسخ: أنَّه أراد: كلَّ واحدٍ من المُهْدَيَيْنِ أو الحيوانَيْن المذكورَيْن، وهذا من حَمْلِ المؤنَّث على معنى المذكَّر، وهو باب واسع في العربية. وانظر للحمل المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . (5) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) . (6) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «يرون» . (7) قوله: «مرسل» كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والحديث رواه ابن أبي شيبة (14/228/الهندية) عن وكيع، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عن عبد الكريم بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ، عَنْ مُعَاذِ بن سعوة، عن سنان: أن النبي (ص) ، فذكره. ورواه ابن قانع في"معجم الصحابة" (1/319/المطبوع) و (65/ب/المخطوط) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3616) من طريق عبيد الله بْن مُوسَى، عَنِ ابْن أَبِي ليلى، عن عبد الكريم، عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْوَةَ، عَنْ سنان، عن النبي (ص) ، به، ولم يذكر عطاء. وانظر "الإصابة" (4/318-319) ترجمة سنان بن سلمة بن المحبق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 262 850 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الخُشَني (1) ، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ قَيس (3) ، عَنْ طَلْحَة بْنِ مُوسَى، عَنْ عَمِّه إِسْحَاقَ بْنِ طَلْحَة، عَنْ طَلْحَة (4) بْنِ عُبَيدالله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الحَجُّ جِهَادٌ، والعُمْرَةُ تَطَوُّعٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ. 851 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد (6) ، عن صَدَقَةَ بنِ   (1) روايته أخرجها الجصاص في "أحكام القرآن" (1/331) قال: حدثنا عبد الباقي بن قانع قال: حدثنا إسماعيل بن الفضل قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَام بْن عَمَّار قال: حدثنا الحسن بن يحيى، به. ورواه ابن ماجه في "سننه" (2989) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الحسن بن يحيى، به، لكن وقع عنده «طلحة بن يحيى» بدل «طلحة بن موسى» . ورواه الطبراني في "الأوسط" (6723) قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زرعة قال: ثنا هشام بن عمار، عن الحسن بن يحيى، عن طلحة بن موسى، به، كذا بإسقاط: «عمر بن قيس» . قال الطبراني: «لا يروى عن طلحة إلا بهذا الإسناد تفرد به هشام بن عمار» . وقال الزيلعي في "نصب الراية" (3/149) : «غريب مرفوعًا» . وضعفه الشيخ الألباني في "الضعيفة" (200) ، وانظر "العلل" للدارقطني (1224) . (2) في (ف) : «عمرو» . (3) المعروف بـ «سَنْدَل» . (4) قوله: «عن طلحة» سقط من (ف) . (5) تقدمت هذه المسألة برقم (788) ، وستأتي برقم (869) . (6) هو: ابن مسلم الدمشقي. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (788) . الحديث: 850 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 263 يزيد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَصْحَحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي رِزْقِهِ؛ لَمْ يَفِدْ إِلَيَّ فِي كُلِّ خَمْسَةِ أَعْوامٍ عَامًا - لَمَحْرومٌ (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: كَمَا رَوَاهُ خَلَفُ بنُ خَلِيفَةَ (3) ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ   (1) هو: عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي. (2) كذا بدخول لام التأكيد على خبر المبتدأ «مَنْ أصحَحْتُ» ، وفي "مُوضِحِ الخطيب" (1/266) : «من أوسعتُ عليه في الرزق ... لمحروم» ، ويرى بعضُ النحاة ذلك قليلاً وشاذًّا، وأنه لا يجوز دخول لام التأكيد إلا على خبر «إن» مكسورة الهمزة، وتسمى اللام المزحلقة. ويراه بعضهم جائزًا وحسنًا، واستشهدوا له بقول عنترة بن عَرُوس: أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ تَرْضَى من اللَّحْمِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ وخرِّج على وجهَيْنِ: فقيل: زِيدَتِ اللام في خبر المبتدأ، كما زيدت في خبر «أنَّ» في قراءة سعيد بن جبير: [الفُرقان: 20] {إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} بفتح الهمزة، وكما زيدت أيضًا في خبر «لكنَّ» و «أمسى» و «ما زال» . = ... والوجه الثاني: أنَّ هذه اللام هي لام الابتداء تأخَّرَتْ إلى الخبر، والتقدير: لَأُمُّ الحليسِ عجوزٌ. وفي الحديث الذي معنا: «لَمَنْ أصححْتُ له جِسْمَهُ ... » . انظر: "الأصول" لابن السراج (1/274) ، و"سر صناعة الإعراب" لابن جني (1/378) ، و"مغني اللبيب" لابن هشام (ص304، 307) ، و"همع الهوامع" للسيوطي (1/508) ، و"خزانة الأدب" للبغدادي (10/345 الشاهد رقم 855) ، و"التفسير الكبير" للرازي (22/66- 69) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" - كما في "المطالب العالية" (1139) -وأبو يعلى في "مسنده" (1031) ، وابن حبان في "صحيحه" (3703) ، وابن عدي في "الكامل" (3/63) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/318) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/262) ، و"الشعب" (3838) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (928) ، وأبو بكر الأنباري في "الأمالي"، وابن مخلد العطاري في "المنتقى من أحاديثه"، والقاضي الشريف أبو الحسين في "المشيخة"، كما في "السلسلة الصحيحة" (1662) . قال ابن عدي: «وهذا يعرف بخلف عن العلاء، وقد روي عن الثوري، عن العلاء، وهو غريب» . وقال البيهقي: «وقيل: عن العلاء، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أبي سعيد، وقيل: عنه موقوفًا، وقيل: مرسلاً» . والمسيب هو: المسيب بن رافع. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 264 النبيِّ (ص) ، ومنهُم مَنْ يَقِفُه (1) . 852 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بْنُ شُعَيب بْنِ شابُور (3) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ كُلُّهَا ذَبْحٌ؟   (1) كذا قال أبو حاتم هنا! وتقدم السؤالُ نفسه برقم (788) ، وقال هناك: «هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ الْعَلاءُ بْنُ المسيَّب، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مُرْسَلٌ مرفوع» . وانظر المسألة الآتية برقم (869) ففيها تفصيلٌ طويل. (2) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/213) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/260) ، و"الدراية" (2/215) ، والعيني في "عمدة القاري" (21/148) بعض هذا النص، وستأتي هذه المسألة برقم (1594) . (3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/400) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/296) . ورواه ابن عدي - ومن طريقه البيهقي - من طريق محمد بن شعيب، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، به. وسقط من مطبوعة "الكامل" قوله: «عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة» ، والمثبت من "السنن الكبرى" للبيهقي. قال ابن عدي: «وهذا سواء قَالَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ، عن أبي هريرة، وسواء قال: الزهري، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري، جميعًا غير محفوظين لا يرويهما غير الصدفي» . الحديث: 852 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 265 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 853 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عَبَّادُ ابنُ العَوَّام (1) ، عَنِ الحَجَّاج (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (3) ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) جمعَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، فَطَافَ لَهُمَا طَوَافًا وَاحِدًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 854 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بن الفَيْض (5) ، عن   (1) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14316) ، والترمذي في "جامعه" (947) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/204) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، عن الحجاج، به. قال الترمذي: «حديث حسن» . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (15/222) . ومن طريق الترمذي رواه ابن الجوزي في "التحقيق" (1314) . ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/103) من طريق أشعث بن سوَّار، عن أبي الزبير، به. ورواه مسلم في "صحيحه" (1215) من طريق يحيى بن سعيد ومحمد بن بكر، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير؛ سمع جابرًا قال: لم يطُف النبيُّ (ص) ولا أصحابه بين الصَّفا والمروة إلا طوافًا واحدًا. زاد في حديث محمد ابن بكر: طوافه الأول. (2) هو: ابن أرطاة. (3) هو: محمد بن مسلم بن تَدرُس. (4) نقل هذا النص السَّخاوي في "الأجوبة المرضية" (1/29) . (5) روى ابن عدي في "الكامل" (7/163) عن يحيى بن صاعد أنه قال: «وهو يوسف بن السفر بن الفيض أبو الفيض» . وذكره السَّخاوي في "الأجوبة المرضية" (1/31) ، ثم قال: «فمن قال: يوسف بن الفيض؛ فقد أصاب، ونسبه إلى جدِّه، ولم يصحِّف كنيته» . وروايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (324) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/137) ، والطبراني في "الكبير" (11/156 رقم 11475) ، وابن عدي في "الكامل" (7/163) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/115- 116 و307) ، والخطيب في "الموضح" (2/472) ، وابن بالويه وابن صاعد، كما في "الأجوبة المرضية" للسخاوي (1/30- 31) . ومن طريق ابن صاعد روته بِيبَى في "جزئها" (64) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/388) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (940) . قال الدارقطني في "الأفراد" (164/ب/أطراف الغرائب) : «تفرد به أبو الفيض يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن عطاء» . ورواه الطبراني في "الأوسط" (6314) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/387- 388) من طريق سعيد ابن يعقوب، عن عبد الرحمن بن السفر، عن الأوزاعي، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلا عبد الرحمن بن السفر» . وقال ابن عساكر: «كذا سماه: عبد الرحمن بن السفر، وهو يوسف بن السفر، والحديث محفوظ من أصله، ولا يعرف عبد الرحمن بن السفر» . ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (325) ، وابن عدي في "الكامل" (6/278) ، والبيهقي في "الشعب" (3760) من طريق محمد بن صفوان، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/8) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/321) من طريق سعيد بن سالم وسليم بن مسلم، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (389/بغية الباحث) من طريق سعيد وحده، جميعهم عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، به. ومن طريق ابن حبان رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (941) ، وقال: «هذا حديث لا يصح» . وقال ابن عدي: «هذا منكر» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (187 و188) . الحديث: 853 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 266 الأَوْزَاعي (1) ، عَنْ عَطاء (2) ، عَنِ ابْنِ عباس (3) ، عن النبيِّ (ص) قال:   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) هو: ابن أبي رباح. (3) من قوله: «فطاف لهما طوافًا ... » إلى هنا لم يتضح في مصورة (ف) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 267 إِنَّ لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ عِشْرُونَ وَمِئَةُ (1) رَحْمَةٍ تَنْزِلُ عَلَى هَذَا   (1) في (ش) : «وعشرون ومئة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ومثله في "أخبار مكة" للفاكهي (324) ، و"الأفراد" للدارقطني، و"جُزْءِ بيبى"، و"الفردوس" للديلمي (1/189 رقم 709) ، و"الأجوبة المَرضيَّة" للسخاوي (1/31) . وفي كثير من مصادر التخريج: «عشرين ومئة» و «مئةً وعشرين» ، وهو الجادَّة لأنَّه اسم «إنَّ» مؤخَّر، وفي بقيَّة المصادر: «يُنْزِلُ الله عز وجل كلَّ يوم وليلة عشرين ومئة رحمة» ، و «يَنْزِلُ في كل يوم وليلة عِشْرون ومئةُ رحمة» ، وهذه الروايات لا إشكال فيها. أما ما في نسخنا فيخرَّج على وجه صحيح مشهور في العربية، وهو جعل اسم «إنَّ» ضميرَ شأنٍ مقدَّرًا، وخبرها هو الجملةُ الاسمية، والتقدير: «إنَّهُ - أي الشأن والحديث - لِلَّهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ وليلةٍ عشرون ومئةُ رحمة» ، ونحوُ هذا ما ذكروه في تخريج قولِهِ (ص) : «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ الناسِ عَذَابًا يومَ القيامةِ المُصَوِّرُونَ» ، كما سيأتي في المسألة رقم (2206) ، وقولِهِ (ص) : «وإنَّ بَينَ عَيْنَيهِ مَكتُوبٌ: كافِرٌ» ، وقولِهِ (ص) : «إنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ في صُحْبَتهِ ومَالِهِ أبو بَكْرٍ» . وضميرُ الشأن كَثُرَ دورانُهُ في هذا الكتاب، بارزًا ومستترًا ومحذوفًا؛ فنقول: يكون ضمير الشأن بارزًا وهو مبتدأ، أو اسمٌ لـ «إنَّ» أو إحدى أخواتها، أو مفعولٌ أول في باب «ظنَّ» وأخواتها، ويكون مستترًا مرفوعًا اسمًا للأفعال الناسخة في باب «كان» و «كاد» ، ويأتي ضمير الشأن محذوفًا منصوبًا اسمًا لـ «إنَّ» المثقلة أو إحدى أخواتها وكذلك «إنْ» و «أنْ» و «كأنْ» المخفَّفات، ويُحذف أيضًا مفعولاً أوَّلَ في باب «ظنَّ» ، ولكل ذلك شواهد من القرآن والحديث وكلام العرب شعرًا ونثرًا. قال ابن مالك في "شرح الكافية الشافية" له (1/236) : «ويجوزُ حذفه [أي: ضميرُ الشأن] مع «إنَّ» وأخواتها، ولا يُخَصُّ ذلك بالضرورة، وعليه يُحْملُ قوله (ص) : «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ» ، والتقدير: «إنَّهُ» . اهـ. وقد بيَّن رضي الدين الأستراباذي في "شرح كافية ابن الحاجب" (4/398) سببَ هذا الحذف؛ فقال: «وإنما جاز حذفُ ضمير = = الشأن مِنْ غير ضعف؛ لبقاء تفسيره، وهو الجملة؛ فهو كالزائد، وجاء في الخبر: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ المُصَوِّرُونَ» ، وعند الكسائي: «مِنْ» فيه زائدةٌ، وعند ابن كَيْسان: الحروفُ في مِثْله غيرُ عاملة لفظًا كالمكفوفة» . اهـ. انظر: "شرح المفصَّل" (3/114-118) ، و"إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث" (1/39، 46، 120، 200) ، و"إملاء ما من به الرحمن" (1/53-54) ، و"اللمع" لابن جني (1/38) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (2/13-15) ، و"شواهد التوضيح" (ص200، 203، 205، 207) ، و"شرح ابن عقيل" (1/261-266، 351-359) ، و"أوضح المسالك" (2/60-63) ، و"مغني اللبيب" (1/83، 204، 378) ، و"شرح شذور الذهب" (1/176) ، و"همع الهوامع" (1/272-274) ، و"شرح النووي على مسلم" (3/98) ، و"شرح السيوطي لسنن النسائي" (1/30) ، و"السير الحثيث، إلى الاستشهاد بالحديث، في النحو العربي" للدكتور محمود فجال (2/516-519) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 268 البَيْتِ؛ فسِتُّونَ لِلطَّائِفِينَ، وَأَرْبَعُونَ لِلْمُصَلِّينَ، وَعِشْرونَ لِلنَّاظِرِينَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ويوسفُ ضعيفُ الْحَدِيثِ شِبهُ المَتْروك. 855 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه خالد ابن عَمْرٍو القُرَشي (1) ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ حمَّاد (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رجُلاً وَقَصَتْهُ (3) ناقةٌ، فماتَ وَهُوَ مُحْرِم، فَقَالَ: كَفِّنُوهُ، ولاَ تُغَطُّوا رَأسَهُ، وَلاَ تُمِسُّوهُ طِيبًا؛ فإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ القِيامَةِ وَهُوَ يُلَبِّي؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرويه الثَّوْري (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وخالدُ بْنُ عَمْرٍو ضعيفُ الْحَدِيثِ.   (1) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/136) . (2) هو: ابن أبي سليمان. (3) أي: كَسَرَت عُنُقَهُ. انظر "النهاية" لابن الأثير (5/214) . (4) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1206) . ورواه البخاري (1268) ، ومسلم (1206) من طرق أخرى عن عمرو بن دينار، به. الحديث: 855 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 269 856 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ ابن محمد بن (1) عبد الله بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ المكِّي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بن خُنَيس (3) ؛ قال (4) : ثنا ابنُ جُرَيْج (5) ، عَنْ عَطَاء (6) ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: غَدا رسولُ الله (ص) مِنْ مِنًى، فَلَمَّا انبَعَثَتْ بِهِ راحِلَتُه وَعَلَيْهَا قَطِيفةٌ قَدِ اشتُرِيَتْ بأربعةٍ؛ قَالَ: اللَّهُمَّ، اجْعَلْهَا حَجَّةً مَبْرُورَةً، لاَ رِيَاءَ فِيهَا (7) وَلاَ سُمْعَةَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ لَيْسَ هُوَ مِنْ حديثِ ابْنِ جُرَيج. 857 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (8) : سألتُ (9) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ   (1) قوله: «ابن» مكرر في (ت) . (2) في (ك) : «المالكي» . وروايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (855) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/145- السلفي) ، والطبراني في "الأوسط" (1378) . ورواه العقيلي في "الموضع السابق" عن أبي يحيى بن أبي مسرة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خنيس، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مرسلاً. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن جريج إلا محمد بن يزيد، تفرَّد به ابن أبي بزَّة» . (3) في (أ) و (ف) : «حنش» ، وانظر "تهذيب الكمال" (27/15) . (4) في (ف) : «فقال» . (5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (6) هو: ابن أبي رباح. (7) قوله: «فيها» سقط من (أ) و (ش) . (8) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (9) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو. الحديث: 856 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 270 عُبَيس (1) بْنُ مَرْحوم، عَنْ حاتِم (2) ، عن عبد الله بن مُجَبَّر (3) ؛ قال: رأيتُ سالمً (4) - وَهُوَ مُحْرِمٌ - ضربَ حَيَّةً بسَوْطٍ حَتَّى قتلَها (5) ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هو: عبد الرحمن بن مُجَبَّر. 858 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (6) الأَحْوَص (7) ، وزُهَيْرٌ (8) ، عَنْ أَبِي إسحاقَ الهَمْداني (9) ، عَنِ المِنْهَال (10) ؛ قَالَ: قَالَ عَمَّار: إِذَا أَرَدتَّ الحجَّ (11) فاشتَرِطْ. وَرَوَاهُ إسرائيلُ (12) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ المِنْهَال؛ قَالَ: قَالَ عَبَّاد بن عبد الله الأَسَدِيُّ ... . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّّ؟ قَالَ: عَلَى مَا يَرويه إسرائيلُ أصَحُّ.   (1) في (ش) : «عيسى» . (2) هو: ابن إسماعيل. (3) في (ت) و (ك) : «محبر» . (4) كذا في جميع النسخ: «سالم» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) الأثر رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14831) من طريق نافع قال: كنا مع ابن عمر ونحن محرمون، فرأينا حية، فبدرنا سالم فقتلها. وعلقه ابن عبد البر في "التمهيد" (15/172) من طريق عبد الرحمن بن حرملة قال: رأيت سالم بن عبد الله ... (6) قوله: «أبو» سقط من (ك) . (7) هو: سلاَّم بن سُلَيم. (8) هو: ابن معاوية. (9) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (10) هو: ابن عمرو الأسدي. والأثر علقه ابن حزم في "المحلى" (7/114) من طريق أبي إسحاق، به. (11) في (ف) : «الحاج» . (12) هو: ابن يونس. الحديث: 858 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 271 859 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابْنِ إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جعفر بن الزُّبَير، عن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ أَبِي ثَوْر، عَنْ صفيَّةَ ابْنَتِ (2) شَيْبة؛ قَالَتْ: إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى رسول الله (ص) الغَدَاةَ، وَهُوَ قائمٌ عَلَى (3) بَابِ الْكَعْبَةِ، بِيَدِهِ حَمَامةٌ مِنْ عِيدانٍ وجَدَها (4) فِي الْبَيْتِ، فكرِهَها (5) ؟ قَالَ أَبِي: مَا بعدَ هَذَا الْكَلامِ، فَهُوَ مِنْ كَلامِ ابْنِ إِسْحَاقَ؛ قولُهُ: فلمَّا قامَ عَلَى الْبَابِ، رَمَى بِهَا، ثُمَّ جلَسَ رسولُ الله (ص) فِي الْمَسْجِدِ، حَتَّى فرَغَ مِنْ مقالتِه، فَقَامَ إِلَيْهِ عليُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - ومِفتاحُ الْكَعْبَةِ فِي يَدِهِ - قَالَ: يَا نبيَّ اللَّهِ، اجمَع لنا الحِجابَة (6) مع السِّقاية (7) ،   (1) روايته أخرجها في "السيرة" له؛ كما في "سيرة ابن هشام" (4/411) ، و"البداية والنهاية" (4/301) ، و"التفسير" (2/299) كلاهما لابن كثير. ومن طريق ابن إسحاق رواه أبو داود في "سننه" (1878) ، وابن ماجه (2947) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3191) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (24/322 رقم810) ، والبيهقي في "السنن" (5/101) . وانظر "الثقات" لابن حبان (2/55-56) ، و"زاد المعاد" لابن القيم (3/358) . (2) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (3) في (ك) : «قال» بدل: «على» . (4) في (ك) : «وحدها» . (5) كذا في جميع النسخ: «فكرهها» ! وفي مصادر التخريج السابقة: «فكسرها» . (6) أي: حجابة الكعبة؛ وهي: سِدَانَتُها وتَوَلِّي حِفظِها، يقوم بذلك الذين بأيديهم مِفتاحُها. انظر "النهاية" لابن الأثير (1/340) . (7) في (أ) و (ش) : «الحجابة والسقاية» . والسِّقاية: ما كانت قريشٌ تسقيه الحُجَّاجَ من الزَّبيب المنبوذ في الماء، وكان يليها العباسُ بن عبد المطَّلب في الجاهلية والإسلام. اهـ. "النهاية" (2/380-381) . الحديث: 859 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 272 فليَكُنَّ (1) إِلَيْنَا جَمِيعًا، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : أَيْنَ عُثْمَانُ بْنُ طَلحَةَ؟ ، فدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ: هَاكَ مِفْتَاحَكَ، فلمَّا دخلَ رسولُ الله (ص) مكَّةَ، هَرَبَ (2) عِكْرمَةُ بْنُ أَبِي (3) جَهْل، فلَحِقَ باليَمَن، فَقَدْ زَعَمَ بعضُ العلماء: أنه كان مِنْ أَمْرِ رسولِ الله (ص) بِقَتلِهِ (4) . قَالَ أَبِي: هَذَا كلُّه مِنْ كَلامِ ابْنِ إِسْحَاقَ، إِلا ما وَصَفْنا فِي أوَّل الحديثِ. 860 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حديثَ الزُّهْري (5) ، عَنْ عليِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ قال: قيلَ للنبيِّ (6) (ص) : أَيْنَ تَنْزِلُ (7) بالخَيْف؟ قَالَ: وَهَلْ تَرَكَ لنا عَقِيلٌ (8) مَنْزِلاً؟! .   (1) كذا في (ت) و (ك) ، ولم تنقط الياء في بقيَّة النسخ. وفي "الثقات" (2/56) : «فلتكن» بالتاء المثناة الفوقية، ولم ترد اللفظة في بقيَّة المصادر التي أخرجته من طريق ابن إسحاق. (2) قوله: «هرب» سقط من (ف) . (3) قوله: «أبي» سقط من (ف) . (4) أي: أنَّ هروب عكرمة كان بسبب أَمْرِ رسول الله (ص) بقتله، وهذا من باب رجوع الضمير إلى المصدر المستفاد من الفعل، وانظر نحو ذلك في المسألة رقم (400) و (1165) و (2011) . (5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3058) ، ومسلم (1351) . ورواه جماعة عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، ذكرهم الدارقطني في "العلل" (1738) ثم قال: «وكلاهما محفوظان» . (6) في (ت) : «أقبل للنبي» ، وفي (ك) : «أقبل النبي» . (7) في (ف) : «ننزل» ، وفي (ك) : «ينزل» ، ولم تُعجَم في (ت) . (8) في (أ) و (ش) و (ف) : «عقيلٌ لنا» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الموافق لرواية الصحيحَيْنِ، وغيرهما. الحديث: 860 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 273 فَقَالَ أَبِي: قَدْ تفَرَّد الزُّهْري بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ. 861 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الشَّافعي (2) - حدَّثنا أَبِي (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو ثَوْر (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا الشَّافعي- عَنْ سُفْيان ابن عُيَينة. وحدَّثنا (5) هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ سُفْيان بْنِ عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح (6) ، عَنْ عَطَاء (7) ، عن عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قال لها: إِنَّ   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (880) . وانظر المسألة التالية. (2) في "الأم" (2/134) ، و"المسند" (ص113) . ومن طريق الشافعي أخرجه أبو داود في "سننه" (1897) ، والبيهقي في "سننه" (5/106) . وابن عبد البر في "التمهيد" (15/223) . ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/200) ، و"شرح المشكل" (3838) من طريق أسد بن موسى، والطحاوي في "شرح المعاني" (2/200) من طريق يعقوب بن حميد، والدارقطني في "سننه" (2/262) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/173) من طريق ابن أبي عمر، جميعهم عن ابن عيينة، به. ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1218) من طريق محمد بن بكر، والدارقطني في "سننه" (2/262) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/96) من طريق داود بن مهران، عن مسلم بن خالد، والدارقطني (2/262) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/173) من طريق قبيصة عن الثوري، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن عائشة، به. قال الشافعي: «وربما قال سفيان: عن عطاء، عن عائشة خ، وربما قال: عن عطاء: أن النبي (ص) قال لعائشة خ. (3) القائل: «حدثنا أبي» : هو ابن أبي حاتم. (4) هو: إبراهيم بن خالد. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (9/157) . (5) القائل: «وحدثنا» : هو أبو حاتم الرازي. (6) هو: عبد الله. (7) هو: ابن أبي رباح. الحديث: 861 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 274 طَوَافَكِ بِالبَيْتِ، وَسَعْيَكِ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ؛ يَكْفِيكِ لِحَجِّكِ (1) وَعُمْرَتِكِ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (2) ، عَنِ ابن عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجيح، عَنْ عَطاء: أنَّ النبيَّ (ص) ... قَالَ أَبِي: الناسُ يَقُولُونَ: ابنُ أَبِي نَجيح، عَنْ عَطَاء: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) . 862 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه هشام بن سُلَيْمان   (1) في (ك) : «بحجك» . (2) هو: الفَضْل بن دُكَين، ولم نقف على روايته. والحديث رواه الشافعي في "الأم" (2/134) ، و"المسند" (ص113) من طريق مسلم بن خالد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، به مرسلاً. ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/106) . (3) قال الدارقطني في "العلل" (5/144/أ) : «يرويه ابن جريج، واختُلِف عنه: فرواه قبيصة، عن الثوري، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن عائشة، وخالفه معاوية بن هشام؛ رواه عن الثوري، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ مرسلاً، وكذلك قال ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، وهو الصَّحيح» . والحديث رواه مسلم (1211) من طريق عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن عائشة، به. ثم رواه من طريق عبد الله بن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن عائشة، به. وقد تكلَّم الأئمة في سماع مجاهد من عائشة، وذكر الرَّشيد العطَّار هذا الحديث في "غرر الفوائد المجموعة" (ص351) وبيَّن عذر مسلم في إخراجه. وانظر "السلسلة الصحيحة" للألباني _ح (1984) ، والمسألة التالية. هذا؛ وقوله: «مرسلً» كذا ورد بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (880) . الحديث: 862 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 275 المَخْزومي (1) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنْ عَطاءٍ (3) - وعمرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ (4) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لعائِشَة: يَكْفِيكِ طَوَافُكِ الأَوَّلُ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ لِلْحَجِّ وَالعُمْرَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 863 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ الحُصَين (6) بن عبد الرحمن بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ مَعْن بْنِ عِيسَى، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ عُمَير - أَوْ عَمَّتِهِ (7) - عَنْ أمِّ سَلَمة: أَنَّهَا كَانَتْ تأمُرُ يَوْمَ عَرَفَة بالشَّمْسِ - تَرعاها (8) لَهَا رَعِيَّةٌ (9) - إِذَا زالتْ، قَطَعَتِ التَّلْبيَةَ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ الشَّيخُ (10) ! وإنما هو: موسى بن يعقوب (11) ،   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/263) . (2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (3) هو: ابن أبي رَباح. (4) الذي يظهر من السياق: أن ابن جريج يروي هذا الحديث عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عن ابن عباس، وعن عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عن ابن عباس، ولكن قرن الروايتين. (5) في (ت) و (ك) : «قال: سألت» . (6) في (أ) و (ش) : «الحضير» . (7) هي: قُرَيْبَة بنت عبد الله. (8) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «ترعى» . (9) أي: يراقب لها الشمسَ بعضُ من هم في رعايتها. قال في "اللسان" (14/329) : الرَّعِيَّة: كلُّ من شَمِلَه حِفظُ الرَّاعي ونظرُه. (10) يعني: إبراهيم بن موسى. (11) روايته علقها ابن عبد البر في "التمهيد" (13/78) من طريق ابن أبي فديك، عنه، به. الحديث: 863 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 276 عَنْ عَمَّته، عَنْ أمِّ سَلَمة. 864 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو غَزِيَّة (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر؛ قال: رأيتُ النبيَّ (ص) فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ مُحتَبِيًا بِيَدَيه (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) هو: محمد بن موسى بن مِسكين. وروايته أخرجها أبو زرعة الرازي - كما في "سؤالات البرذعي" ص (387) -، والطبراني في "الأوسط" (9417) من طريق أبي موسى الأنصاري، عنه، به. وسقط من مطبوع "سؤالات البرذعي" قوله: «عن نافع» والمثبت من المخطوط (7/ب) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمر إلا إبراهيم بن سعد، ولا عن إبراهيم إلا أبو غزية، تفرَّد به أبو موسى الأنصاري» . ورواه أبو زرعة الرازي - كما في "سؤالات البرذعي" ص (386) -، والفاكهي في "أخبار مكة" (683) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/235) ، وبيبي في "جزئها" (107) من طريق أبي غزية، عن فليح، عن ابن عمر، به. قال أبو زرعة بعد روايته لكلا الطريقين: «أخاف ألا يكون لواحد منهما أصل» . ورواه البخاري في "صحيحه" (6272) ، والخطيب في "الموضح" (2/363- 364) من طريق إبراهيم ابن المنذر، عن محمد بن فليح، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به. وقرن الخطيب بمحمد بن فليح أبا غزية. ورواه الطبراني في "الأوسط" (692) من طريق إسحاق ابن موسى، عن أبي غَزية، عن أبي المثنى الكعبي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى إلا أبو المثنى الكعبي سليمان بن يزيد، تفرد به أبو غزية» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (11/65-66) . (2) الاحتباءُ باليَدَيْنِ: هو جَمْعُهُمَا دون الركبتَيْنِ؛ والاعتمادُ عليهما في القعود. قاله الحميدي في "تفسير غريب ما في الصحيحين" (ص199) . وانظر "النهاية" (1/335) . الحديث: 864 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 277 865 - وسألتُ (1) أَبِي عَنِ حديثِ عَمْرِو ابن عُثْمَانَ (2) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبَيدة، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطَاء (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قال: أَيُّمَا مُحْرِمٍ مَاتَ أَلاَّ يُغَشَّى (5) وَجْهُهُ، وقال: إ ِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَاعِثُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مُلَبِّيًا، أَوْ: مُلَبِّدًا (6) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 866 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحمن بن بِشْر (8) بن   (1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/419/مخطوط) بعض هذا النص. (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/192) . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (160/ب/أطراف الغرائب) من طريق الحارث بن عبيدة وقال: «تفرد به الْحَارِثِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ جريج، عنه» . (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (4) هو: ابن أبي رباح. (5) كذا في جميع النسخ، ولعلَّه مصحَّف عن: «فَلا يُغَشَّى» ، أو «فلا يُغَشَّ» ، أو: «لا يُغَشَّ» . لكنَّ الحديث معروف بلفظ: «أنَّ النبيِّ (ص) أَمَرَ بِمُحْرِم ٍ هَلَكَ ألاَّ يُغَشَّى وَجْهُهُ» ، كما في الموضعين السابقين من "الكامل" لابن عدي، و"الأفراد" للدارقطني، وكما في "ذخيرة الحفاظ" لابن طاهر (2/700) ، وهذا هو الصواب. (6) المراد أنه يُبعَث يومَ القيامة على هيئته التي مات عليها. وتلبيدُ الشَّعر: أن يُجعَل فيه شيءٌ من صَمغ عند الإحرام؛ لئلا يَشْعَثَ ويَقْمَل إبقاءً على الشَّعر. وإنما يلبِّد من يطولُ مُكثُه في الإحرام. اهـ. "النهاية" (4/224) . وقوله: «ملبِّدًا» كذا بصيغة الفاعل. وانظر لذلك التعليق في هامش الطبعة العامرة من "صحيح مسلم" (4/25) كتاب الحج، باب ما يُفعَل بالمحرم إذا مات. وانظر كذلك: "اللسان" (3/386) . (7) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. (8) في (ك) : «بشير» . الحديث: 865 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 278 الحَكَم النَّيسابوري (1) ، عَنْ سُفْيان بْنِ عُيَينة، عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ لَمْ (3) يَكُنْ لَهُ نَعْلَينِ (4) ، فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن (5) عبد الله بْنِ دِينَارٍ (6) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) (7) ؛ وليس لعمرو مَعْنًى.   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (2/229) . (2) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (أ) و (ش) . (3) قوله: «لم» سقط من (أ) و (ش) . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «نَعْلاَنِ» ، وورَدَ على الجادَّة في "مسند أحمد" (5427) من حديث ابن عمر، وفي "صحيح البخاري" (5853) ، و"سنن الدارقطني" (2/230) من حديث ابن عباس، وجاء في مصادر التخريج: «مَنْ لَمْ يَجدْ نَعْلَيْن» ، ولا إشكال فيه. وما وقع عندنا في النسخ يَحْتمِلُ أنْ يكون مصحَّفًا، والأصل: «مَنْ لم يَجِدْ له نَعْلَيْنِ» كما في مصادر التخريج، وإلاَّ فهو مرفوعٌ بالألف، وكتابتُهُ بالياء تحتمل وجهَيْن: الأول: أنْ تكون ياءً خالصةً مشاكلةً للفواصل بعدها «خُفَّيْنِ» و «الكعبَيْنِ» ، تحقيقًا للسَّجْع في الكلام؛ فإنَّ المتكلِّم قد يلجأ إلى بعض تصرُّفٍ في الكلمة على خلاف قاعدتها في اللسان العربي مراعاةً للسَّجْع المتناظر كما هنا. وسيأتي نحوه في المسألة رقم (888) ، (1673) ، (2071) ، (2092) . انظر: "البلاغة العربية" لعبد الرحمن حَبَنَّكَة (2/511) . والثاني: الإمالة، فالأصل: «نَعْلاَنِ» ، ثم أميلت الألف لانكسار النون بعدها، فكتبتْ ياءً، ولا تنطق على هذا إلا ألفًا ممالة: «نَعْلَينِ» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (25) ، (124) . (5) قوله: «عن» ليس في (ش) . (6) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5852) ، ومسلم في "صحيحه" (1177) . (7) من قوله: «قال من لم يكن ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 279 867 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَواه روَّاد ابن الجَرَّاح (1) ، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي (2) رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ عمرَ (3) قال: وَقَّتَ رسولُ الله (ص) لأَهْلِ نَجْد، فَلَمَّا فُتِحَتِ العراقُ قَالَ (4) : قِيسُوا مِنْ نَحْوِ العِراقِ كَنَحْوِ قَرْن ٍ (5) . فاختَلَفوا فِي الْقِيَاسِ، فَقَالَ بعضُهم: ذَاتُ عِرْقٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَطْن العَقِيق؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ عُمَرَ (6) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ليس فيه: عمر.   (1) روايته أخرجها الطبري، كما في "الاستذكار" لابن عبد البر (15474) . وليس فيه: «قِيسُوا مِنْ نَحْوِ الْعِرَاقِ كَنَحْوِ قرن» رواه البخاري في "صحيحه" (1531) من طريق عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر؛ قال: لما فُتح هذان المِصْران أتَوا عمر، فقالوا: يا أمير المؤمنين، إن رسول الله (ص) حدَّ لأهل نَجْد قَرْنًا، وهو جَوْرٌ عن طريقِنا، وإنا إنْ أردنا قَرْنًا شَقَّ علينا؛ قال: فانظروا حَذْوَها من طريقِكُم، فحدَّ لهم ذاتَ عِرْق. (2) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (3) قوله: «أن عمر» سقط من (ف) . (4) أي: عمر ح. (5) قَرْن: هو ميقاتُ أهل نَجْد تلقاء مكَّة، على يوم وليلة. انظر "معجم البلدان" (4/332) . (6) روايته أخرجها إسحاق في "مسنده" - كما في "نصب الراية" للزيلعي (3/13) - قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: سمعت مالكًا يقول: وقَّت رسول الله (ص) لأهل العراق ذات عرق. فقلت له: من حدثك بهذا؟ قال: حدثني نافع، عن ابن عمر. ونقل الزيلعي عن الدارقطني قوله في "العلل": «روى عبد الرزاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر أن النبي _ج وقَّت لأهل العراق ذات عرق، ولم يتابع عبد الرزاق على ذلك، وخالفه أصحاب مالك، فرووه عنه، ولم يذكروا فيه ميقات أهل العراق، وكذلك رواه أيوب السختياني، وابن عون، وابن جريج، وأسامة بن زيد، وعبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، وكذلك رواه سالم، عن ابن عمر، وعمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» . الحديث: 867 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 280 868 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاه روَّاد بْنُ الجَرَّاح (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: رَأَى رسولُ اللَّهِ (ص) رَجُلا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، فَقَالَ: مَا شَأنُ هَذَا؟ ، قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا، قَالَ: مُرُوهُ أنْ يَرْكَبَ؛ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَنْ يَعْبَأَ بِعَنَاءِ هَذَا شَيْئًا؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حُمَيدٌ الطَّويل (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يَرْوِ إبراهيمُ بْنُ طَهْمان عن حبيب شيئًا.   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2840) . (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/178) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/298) . (3) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (3854) من طريق حفص بن عبد الله السُّلمي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ، عن أنس، به. ورواه أحمد في "مسنده" (3/106 رقم 12038) ، والترمذي في "جامعه" (1537) من طريق ابن أبي عدي، عن حميد، عن أنس، به. ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/128 و129) ، وابن حبان في "صحيحه" (4382) من طريق عبد الرحمن بن اليمان المدني، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حميد أنه سمع أنسًا ... . قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (949) : «والحديث مع ذلك معلول، رواه الثقات عَن حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أنس» . قلنا: ومن هذا الوجه رواه البخاري في "صحيحه" (1865 و6701) من طريق مروان بن معاوية الفزاري ويحيى بن سعيد القطان، ومسلم في "صحيحه" (1642) من طريق يزيد بن زريع ومروان الفزاري، ثلاثتهم عَن حُمَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أنس، به. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (3044) : ثنا الصَّنعاني، ثنا بشر، ثنا حميد؛ قال: إما سمعتُ أنسًا، وإما عن ثابت، عن أنس ... فذكره. الحديث: 868 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 281 869 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صَدَقَةُ بْنُ يَزِيدَ الخُرَاساني نزيلُ الرَّمْلَةِ (2) ، عَنِ الْعَلاءِ بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ مَنْ أَصْحَحْتُهُ، وَأَوْسَعْتُ لَهُ؛ لَمْ يَزُرْنِي فِي كُلِّ خَمْسَةِ أَعْوامٍ - لَمَحْرومٌ؟ قَالا: هَذَا عِنْدَنَا مُنكَرٌ مِنْ حَدِيثِ الْعَلاءِ بْنِ عبد الرحمن، وَهُوَ مِنْ حَدِيثِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب أشبهُ. قَالَ أَبِي: والناسُ يَضْطَرِبون فِي حَدِيثِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب: فَأَمَّا خلفُ بْنُ خَلِيفَةَ (3) فقال: عن العلاء ابن المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سعيد الخُدْري، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ بعضُهم فَقَالَ: عَنِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (5) . وَرَوَاهُ بعضُهم فَقَالَ: عَنِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .   (1) تقدمت المسألة برقم (788) و (851) . (2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (788) . (3) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (851) . (4) من قوله: «عن أبي سعيد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، والجادَّة: موقوفًا، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 869 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 282 قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (1) الصَّحيحُ مِنْهُمَا (2) ؟ قَالَ: هُوَ مُضْطَرِبٌ، فَأَعَدتُّ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَزِدْنِي عَلَى قَوْلِهِ: هُوَ مُضطَرِبٌ. ثُمَّ قَالَ: العلاءُ بْنُ المسيَّب، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ مُرسَلً (*) أشبهُ. قلتُ لأَبِي: لَمْ يَسْمَعْ يونسُ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ؟ قَالَ: لا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَالَ بعضُهم: الْعَلاءُ بْنُ المسيَّب، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (*) . قَالَ: وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: والصَّحيحُ: عَنِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب (3) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ، ولعلَّه أراد: أيهما الصحيح منهما، أي: المرفوع أو الموقوف؟ والمرفوع من طريق أبي سعيد أو مِنْ طريق أبي هريرة؟ وإلاَّ فالجادَّة أنْ يقال: أيها الصحيح منها؟ والله أعلم. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «منها» . (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) روايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (951) ، والطبراني في "الأوسط" (486) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عن عبد الرزاق عن الثوري، عنه، به. بلفظ «أربعة أعوام» . قال الطبراني: «لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلا عبد الرزاق» . والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (8826) - وهو من رواية الدبري عن عبد الرزاق - عن الثوري، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أبيه - أو عَنْ رَجُلٍ - عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به، موقوفًا. وقال البيهقي في "الشعب" (3838) : «ورواه محمد ابن رافع، عن عبد الرزاق موقوفًا على أبي سعيد» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 283 أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . 870 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْقِلُ ابنُ عُبَيدالله (2) ، عَنْ عَطَاء (3) ، عَنْ أُمِّ سُلَيم؛ قال لها النبيُّ (ص) : مَا لَهَا لَمْ تَحُجَّ مَعَنا العَامَ (4) ؟ ... الحديثَ؟ قَالَ (5) أَبِي: وَرَوَاهُ حجَّاج (6) ، وَابْنُ جُرَيج (7) ، وغيرُ وَاحِدٍ (8) ،   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (788) ، وفيها رجَّح أبو حاتم رواية الْعَلاءُ بْنُ المسيَّب، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مرفوعًا، وحكم عليها بالإرسال؛ يعني بين يونس وأبي سعيد. وتقدمت برقم (851) ، وفيها ترجيح أبي حاتم لرواية من رواه عَنِ الْعَلاءِ بْنِ المسيَّب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبي (ص) ، وقال: «ومنهم من يقفه» . وهذا يدلُّ على عظم إشكال هذا الحديث، ويؤيِّده ما نقله عنه ابنه هنا من تردُّده في الحكم. وذكر الدارقطني في "العلل" (2303) الاختلاف في هذا الحديث على أبي سعيد، وختمه بقوله: «ولا يصحُّ منها شيء» . اهـ. (2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/430) . (3) هو: ابن أبي رَباح. (4) في (ت) و (ك) : «العامة» . (5) في (ك) : «وقال» . (6) هو: ابن أرطاة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13026) ، والطبراني في "الكبير" (11/115 رقم 11299) . (7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1782) ، ومسلم في "صحيحه" (1256) . (8) رواه البخاري في "صحيحه" (1863) ، ومسلم في "صحيحه" (1256) من طريق حبيب المعلم، وأحمد في "مسنده" (1/308 رقم 2808) ، والطبراني في "الكبير" (11/120 رقم 11322) من طريق ابن أبي ليلى، وابن حبان في "صحيحه" (3699) ، وابن عدي في "الكامل" (7/144) ، والطبراني في "الكبير" (11/141 رقم 11410) ، و"الأوسط" (8156) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (1/405- 406) من طريق يعقوب بن عطاء، وتمام في "فوائده" (599/الروض البسام) جميعهم عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/117) من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ أم سليم، به. الحديث: 870 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 284 عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) ... قَالَ أَبِي: أَمَّا حديثُ مَعْقِل: فيدُلُّ أَنَّهُ مُرْسَلٌ، وَقَدْ قصَّر بِهِ، وَمَنْ خالفَ ابنَ جُرَيج فِي عَطَاءٍ فَقَدْ وَقَعَ فِي شُغْل. 871 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بنُ عَلِيٍّ الكِنْديُّ الإسْفَذَنِيُّ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيك (2) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَبِيعَةَ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ مَاتَ فِي الحَرَمَيْنِ (4) ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سُلَيمان، أخافُ أَنْ يكونَ: عَنِ الثِّقة، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا عَبَّاد (5) الخُتَّلي (6) ، عَنِ ابن أبي فُدَيْك، عن   (1) يشبه أن يكون في جميع النسخ: «الإسفذي» ، وما أثبتناه من "الأنساب" للسَّمعاني (1/100) ، وفي "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين" (1/227) : «الأَسْفَذْنِي» بسكون الذال. (2) هو: محمد بن إسماعيل. (3) هو: ابن أبي عبد الرحمن. (4) وتمامه: «بُعِثَ من الآمنين يوم القيامة، ومن زارني محتسبًا إلى المدينة كان في جِوَارِي يوم القيامة» . (5) قوله: «عباد» ليس في (ف) . (6) في (ش) بالجيم بدل الخاء، والتاء مهملة، ولم تُعجَم الكلمةُ كلها في (أ) ، وعبَّاد هذا هو: ابن موسى. وروايته أخرجها السهمي في "تاريخ جرجان" ص (434) . ومن طريقه ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" ص (174) . ورواه ابن أبي الدنيا في "كتاب القبور" - كما في "اقتضاء الصراط المستقيم" لشيخ الإسلام ابن تيمية (2/247) - ومن طريقه ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" ص (174) - من طريق سعيد بن عثمان الجرجاني، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3861) من طريق أيوب بن الحسن، كلاهما عن ابن أبي فديك، به. ومن طريق البيهقي رواه ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي" ص (174) وقال: «هذا الحديث ليس بصحيح ولا ثابت، بل هو حديث ضعيفُ الإِسناد، منقطع» . ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (3/69 رقم1813) من طريق مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنجي، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أنس، به. ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (1/198) - أخبرنا عيسى بن يونس ثنا ثور بن يزيد حدثني شيخ، عن أنس، به. الحديث: 871 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 285 سُلَيمان، عَنْ أَنَسٍ، وأخافُ أَنْ يكونَ أخطَأَ فِيهِ عمرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الكِنْدي؛ مَا أعلمُ لِرَبِيعَةَ مَعْنًى. 872 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالله بنُ عِمْران (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْس، عَنْ عِكْرمَة بْنِ عمَّار (2) ، عَنِ الهِرْماس؛ قَالَ: سمعتُ النبيَّ (ص) يُلَبِّي بِهِمَا جَمِيعًا: لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ؟ قَالَ أَبِي: فذكرتُهُ لأحمدَ بْنِ حَنْبَلٍ فأنكَرَه (3) . قَالَ أَبِي: أرى دخَلَ لعبد الله بْنِ عِمران حديثٌ فِي حَدِيثٍ، وسَرَقَهُ   (1) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (3/458 رقم 15971) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1254) ، والطبراني في "الكبير" (22/203 رقم534) . (2) في (ت) و (ك) : «عمارة» . (3) وأنكره كذلك ابن حجر في "إطراف المُسنِد المعتلي" (5/429) . و"إتحاف المهرة" (17223) . الحديث: 872 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 286 الشَّاذَكُوني (1) ؛ لأَنَّهُ حدَّث بِهِ بعدُ عَنْ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْس. 873 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكِيعٌ، عَنْ شَرِيكٍ (3) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيدالله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ اسْتَعْصَى عَلَيْهِ بعيرُهُ وَهُوَ مُحْرِمٌ، فرَمَاهُ (4) بالحِجَارَةِ حَتَّى قَتَلَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ ممَّا أنكروا على عاصم بن عُبَيدالله، وحديثُ: أنَّ رجلاً تزوَّج عَلَى نَعْلَيْنِ (5) . 874 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّحيم بن سُلَيمان (6) ، عن عُبَيدالله (7) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قال: ارْمُوا الجِمَارَ بِمِثْلِ حَصَى الخَذْفِ (8) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بهذا الاسناد.   (1) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/297) ، والطبراني في "الكبير" (22/203 رقم 534) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/211) . قال ابن عدي: «وهذا يعرف بعبد الله بن عمران الأصفهاني، عن يحيى بن ضريس» . (2) انظر المسالة رقم (1276) . (3) هو: ابن عبد الله النخعي. (4) قوله: «فرماه» سقط من (ف) . (5) سيأتي الكلام على حديث: «أن رجلاً تزوج على نعلَيْنِ» في المسألة رقم (1276) . (6) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (3549) من طريق سهل بن عثمان، عنه، به. (7) هو: ابن عمر العُمَري. (8) سلف تفسير «حصى الخَذْفِ» في المسألة رقم (815) . الحديث: 873 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 287 فذكرتُ (1) هَذَا الحديثَ لابْنِ الجُنَيد (2) ، فقال: حدَّثنا عبد الله (3) بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ (4) بِهَذَا الحديث، فقال: حدَّثنا عبدُالرَّحيم بنُ سُلَيمان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَة (5) - عَنْ أَبِي الزُّبَير (6) ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) - وعُبَيدِالله (7) بنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، قولَه.   (1) القائل: «فذكرت» هو: ابن أبي حاتم. (2) هو: علي بن الحسين. (3) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» . (4) هكذا ذكر ابن أبي حاتم رواية ابن الجنيد، عن عبد الله ابن عمر بن أبان. ولم نقف عليه. والحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (2108) فقال: حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ وعبيد الله بن عمر، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، به. ومن طريق أبي يعلى رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/48) . ورواه النسائي في "سننه" (3074) من طريق محمد بن آدم، وابن خزيمة في "صحيحه" - كما في "إتحاف المهرة" (3530) -، من طريق محمد بن العلاء، وأبو عوانة في "صحيحه" (3548) من طريق سعيد بن عمرو الأشعثي، جميعهم عن عبد الرحيم بن سليمان، عن عبيد الله، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، به. قال ابن خزيمة: «خبر غريب غريب» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/190) من طريق مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ أبى الزبير، عن جابر، به. ورواه مسلم في "صحيحه" (1299) من طريق ابن جريج؛ أخبرنا أبو الزبير: أنه سمع جابرًا يقول: رأيتُ النبيَّ (ص) رمى الجمرةَ بمثل حَصى الخَذْف. (5) في (ش) : «يحيى بن أبي شيبة» . (6) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (7) قوله: «وعبيد الله» بالجر عطفًا على «يحيى بن أبي أنيسة» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 288 875 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ (1) حَدِيثًا فَقَالَ (2) : حدَّثنا مُسَدَّد (3) ؛   (1) في (أ) و (ش) : «ذكر» بلا واو. (2) في (ك) : «قال» . (3) في (أ) : «مشدد» ، ومسدد: هو: ابن مسرهد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه مسدد في "مسنده" - كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري (1076) - عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عمر بن سعيد، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عن علقمة، به. ومن طريقه رواه الطبراني في "الكبير" (18/8 رقم7) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/287) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5466) . فمن الجائز أن يكون مسدد كان يقول: «عثمان بن سليمان» ، ثم رواه بما يوافق الجماعة. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14690) وفي "مسنده" - كما في "مصباح الزجاجة" (1076) - عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عمر بن سعيد، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عن علقمة بن نضلة، به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه (3107) ، والطبراني في "الكبير" (18/8 رقم7) ، والدارقطني في "السنن" (3/58) . ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (2047) ، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/162- 163) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/48- 49) ، والدارقطني في "سننه" (3/58) من طريق يحيى بن سليم، والطحاوي أيضًا (4/48) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن عدي في "الكامل" (7/246) من طريق يحيى بن نصر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/35) من طريق سفيان الثوري جميعهم عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عثمان ابن أبي سليمان، عن علقمة، به. قال البيهقي: «هذا منقطع» . وبَوَّب البخاري في كتاب الحج من "صحيحه" (3/450) بقوله: «باب توريث دور مكة وبيعها وشرائها، وأن الناس في المسجد الحرام سواءٌ خاصة؛ لقوله تعالى: ُ / 0 1 2 3 4 5 6 7 8 9:؛ چ = عع؟ ژ} (ص) { «» ف ِ {إِنَّ ... } . فقال ابن حجر في "فتح الباري" تعليقًا على قول البخاري هذا: «أشار بهذه الترجمة إلى تضعيف = = حديث عَلْقَمَةَ بْنِ نَضْلَةَ قَالَ: توفِّي رسول الله (ص) ، وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَمَا تُدعَى رباعُ مَكَّةَ إِلا السَّوائبَ، مَنِ احتاجَ سكن. أخرجه ابن ماجه، وفي إسناده انقطاع وإرسال» . الحديث: 875 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 289 قال: نا (1) عِيسَى بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَين، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سُلَيمان، عَنْ عَلْقَمة بْنِ نَضْلَة؛ قَالَ: تُوُفِّيَ النبيُّّ (ص) ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَمَا تُدْعَى رِباعُ (2) مَكَّةَ إِلا السَّوائِبَ (3) ؛ مَنِ احْتاجَ سَكَنَ، وَمَنِ اسْتَغنَى أَسكَنَ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ مُسَدَّد! وَإِنَّمَا هُوَ: عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيمان. 876 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أَبَانُ ابن تَغلِب (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ عبد الرحمن بن يزيد، عن (6) عبد الله بن مسعود، عن   (1) في (ت) و (ك) : «ثنا» . (2) جمع رَبْع؛ وهو: المنزلُ ودارُ الإقامة. انظر "النهاية" لابن الأثير (2/189) . (3) المراد: أن منازلَ مكة ودورَها كانت تُدعى: السَّوائب؛ لأنها كانت مُسَيَّبة مَشاعًا لكل أحدٍ، لا يتملَّكُها شخصٌ بعينه، فمن احتاج إلى النزول فيها سكنها، ومن استغنى عنها أسكنَ غيرَه فيها. (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/410 رقم 3897) ، والبزار في "مسنده" (1901) ، والنسائي في "سننه" (2751) ، والشَّاشي في "مسنده" (482) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5027) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن أبي إسحاق إلا من حديث أبان بن تغلب» . ورواه مسلم (1283) من طريق عبد الرحمن بن يزيد والأسود بن يزيد؛ قالا: سمعنا عبد الله بن مسعود يقول بجَمْعٍ: سمعتُ الذي أُنزلت عليه سورة البقرة هاهنا يقول: «لبَّيكَ اللهم لبَّيك» ، ثم لبَّى، ولبَّينا معه. (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (6) قوله: «عن» تصحَّف في (ش) إلى: «ابن» . الحديث: 876 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 290 النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يُلَبِّي: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَريكَ لَكَ ... ، فذكَرَ الحديثَ. وَرَوَاهُ شُعْبَة (1) ، عَنْ أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: كَانَتْ تَلبِيَةُ عبد الله ابن مَسْعُودٍ ... لَمْ يرفَعْهُ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ شُعْبَةَ أصحُّ. 877 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بنُ عُلَيَّة (2) ، عن   (1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/227) بلفظ: «كنت مع عبد الله بعرفة، فلبى عبد الله، فلم يزل عبد الله يُلَبِّي حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ الْعَقَبَةِ، فقال رجل: من هذا الذي يلبي في هذا الموضع؟ قال: وقال عبد الله في تلبيته شيئًا ما سمعته من أحد: لبيك عدد التراب. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15072) من طريق أبي بكر بن عياش، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "نصب الراية" (3/24) - من طريق جرير بن حازم، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/121) من طريق إسرائيل جميعهم عن أبي إسحاق، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (13467) من طريق عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان عبد الله يعلمنا هذه التلبية: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك» . (2) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه أبو عوانة في "مسنده" (3229) من طريق وهب بن جرير، عن هشام بن حسان به مرسلاً. ورواية وهب هذه ذكرها ابن حجر في "إتحاف المهرة" (1721) موصولة بذكر أنس وكذا رواها الإمام أحمد في "مسنده" (3/214 رقم 13242) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1219/المنتخب) ، وابن الجارود في "المنتقى" (484) . الحديث: 877 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 291 هِشَامٍ (1) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (2) : أنَّ النبيَّ (ص) لمَّا حَلَق رأسَهُ بمِنًى؛ قَالَ هَكَذَا بشِقِّه (*) الأَيْمَنِ (3) ، فأعطاهُ أَبَا طَلْحَة، ثُمَّ قَالَ (4) هَكَذَا بشِقِّه (*) الأيسَر، فأعطاهُ الناسَ. قَالَ أَبِي: الناسُ يَرْوُونَ (5) هَذَا الحديثَ عَنْ هِشَامٍ (6) ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) . 878 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَزَعَةُ ابن سُوَيد (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كنَّا مَعَ رسول الله (ص) فِي المَسِير بِعَرَفَة، فأخرجَتِ امرأةٌ أعرابيَّةٌ رأسَها مِنْ هَوْدَجٍ (8) ، وَمَعَهَا (9)   (1) هو: ابن حسَّان. (2) هو: ابن سيرين. (*) ... في (ك) : «شقه» . (3) قوله: «الأيمن» سقط من (أ) و (ش) . (4) في (ك) : «وقال» . (5) في (أ) و (ش) : «قال أبي: يَرونَ» . (6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1305) من طريق حفص بن غياث، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسفيان ابن عيينة، ثلاثتهم عن هشام، به. (7) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (643) ، والترمذي في "جامعه" (925) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/98) . قال الترمذي: «وقد روي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن النبي (ص) ، مرسلاً» . ورواه ابن أبي الدنيا في "العيال" (641) ، والترمذي في "جامعه" (924) ، وابن ماجه في "سننه" (2910) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/156) من طريق محمد بن سوقة، عن محمد بن المنكدر، به. قال الترمذي: «حديث جابر حديث غريب» . (8) في (ف) حرفٌ زائد متصل بالجيم، يشبه أن يكون نونًا غير معجمة أو نحوها. (9) في (ف) : «معها» بلا واو. الحديث: 878 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 292 صَبِيٌّ (1) ، فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَلِهَذَا حَجٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَلَكِ أَجْرٌ؟ قَالَ أَبِي: قَالَ ابْنُ عُيَينة (2) : قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُقْبَة: أَنَا (3) حدَّثتُ (4) ابنَ المُنكَدِر، عَنْ كُرَيب (5) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ... هَذَا الحديثَ. 879 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه المُحاربي (7) ، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء، عَنْ أَبِيهِ (8) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : الدِّينُ خَمْسٌ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ مِنْهَا شَيْئًا دونَ شَيْءٍ: شَهَادَةُ أنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،   (1) في (ك) كلمةٌ كُتبت فوق قوله: «صبي» لم تتضح. (2) يعني: سفيان. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1336) من طريقه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كريب، عن ابن عباس، به. ورواه الدارقطني في "الأفراد" (ل167/أ- ب/أطراف الغرائب) من طريق الثَّوْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وقال: «تفرد به حماد ابن عيسى بن الطفيل الجهني، عن الثوري ... » . (3) في (أ) و (ش) : «أما» . (4) في (أ) و (ش) و (ك) : «حديث» ، ولم تنقط التاء في (ت) . (5) قوله: «عن كريب» سقط من (أ) و (ش) . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (1962) ، ونقلها بتمامها ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص96) . (7) هو: عبد الرحمن بن محمد. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (5/201- 202) وعنده: «عبد الحميد بن أبي جعفر» . وقال: «غريب من حديث ابن عمر بهذا اللفظ، لم يروه عنه إلا عطاء، ولا عنه إلا ابنه عثمان، تفرد به عبد الحميد بن أبي جعفر» . (8) هو: عطاء بن أبي مسلم الخراساني. الحديث: 879 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 293 وَإيمَانٌ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالجَنَّةِ، وَالنَّارِ، وَالحَياةِ بَعْدَ المَوْتِ؛ هَذِهِ وَاحِدَةٌ. وَالصَّلَوَاتُ الخَمْسُ عَمُودُ الدِّينِ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ الإِيمَانَ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ، والزَّكَاةُ طُهُورٌ مِنَ الذُّنُوبِ، لاَ يَقْبَلُ اللهُ الإِيمَانَ وَلاَ الصَّلاَةَ إِلاّ بِالزَّكَاةِ، فَمَنْ فَعَلَ هَؤُلاَءِ (1) ، ثُمَّ جَاءَ رَمَضَانُ، فَتَرَكَ صِيَامَهُ مُتَعَمِّدًا؛ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ الإيمَانَ، وَلاَ الصَّلاَةَ، ولاَ الزَّكَاةَ، فَمَنْ فَعَلَ هَؤُلاَءِ الأَرْبَعَ، ثُمَّ تَيَسَّرَ لَهُ الحَجُّ، فَلَمْ (2) يَحُجَّ، وَلَمْ يُوصِ بِحَجَّةٍ، وَلَمْ يَحُجَّ عَنْهُ بَعْضُ أهْلِهِ؛ لَمْ يَقْبَلِ اللهَ مِنْهُ الأربَعَ الَّتِي قَبْلَهَا؛ لأنَّ الحَجَّ فَرِيضَةٌ مِنْ فَرائِضِ اللهِ تَعَالَى؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ يَحْتَمِلُ أنَّ هَذَا (3) كلامُ (4) عَطَاء الخُراساني، وَإِنَّمَا هو: عبد الحميد بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ شيخٌ كُوفِيٌّ (5) . 880 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو ثَوْرٍ (7) ، عن ابن   (1) في (أ) و (ش) : «فمن فعل ذلك» . (2) في (أ) و (ش) : «ولم» .. (3) في (ك) : «أن يكون هذا» . (4) في (ف) : «أن هذا الكلام كلام» . (5) قال ابن رجب: «الظاهر أنه من تفسيره - أي عطاء - لحديث ابن عمر، وعطاء من جِلَّة علماء الشام» . (6) تقدمت هذه المسألة برقم (861) ، وانظر المسألة رقم (862) . (7) هو: إبراهيم بن خالد. وتقدم في المسألة (861) أنه يروي هذا الحديث عن الشَّافِعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ. الحديث: 880 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 294 عُيَينة، عَنِ ابنِ (1) أَبِي نَجِيح (2) ، عَنْ عَطَاء (3) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لَهَا: طَوَافُكِ بِالبَيْتِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالمَروَةِ؛ يَكْفِيكِ لِحَجِّكِ وَعُمْرَتِكِ. قَالَ سُفْيان: يَعْنِي بَعْدَ المُعَرَّف (4) ؟ قَالَ (5) أَبِي: هَكَذَا حدَّثنا بِهِ (6) أَبُو ثَوْر مُوَصَّلً (7) ! وحدَّثنا عليُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ مَرْزوق (8) ، عَنِ ابن عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح، عَنْ عَطَاء: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لعائِشَة ... مُرسَلً، ومُرْسَلً أَصَحُّ (9) .   (1) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (2) هو: عبد الله، واسم أبي نَجيح يَسار. (3) هو: ابن أبي رَباح. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «المعر» ، وانظر التعليق التالي. والمُعرَّفُ: هو موضعُ الوقوف بعَرَفَة. انظر "معجم البلدان" (5/155) . (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقال» . والظاهر أن حرفَ الفاء من الكلمة السابقة - «المعرَّف» - تصحف إلى واو في الأصل الذي نسخت منه هذه النسخ، فألحقت بـ «قال» ، فجاءت العبارة فيها هكذا: «المعروقال» . (6) قوله: «به» ليس في (أ) و (ش) . (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقوله: «موصَّل» هو بتشديد الصاد. انظر لذلك التعليق على المسألة رقم (163) . (8) ورواه في المسألة رقم (861) عن أبي نُعَيم الْفَضْلُ بْنُ دُكَين، عَنْ ابن عُيَيْنَة، به مرسلاً كذلك. (9) كذا، والأصل أن يقال: « ... مرسلاً، وهو أصحُّ مرسلاً» ؛ لكنَّه جاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر لها التعليق على المسألة رقم (34) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 295 881 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ (2) ، عَنْ أيُّوب السَّخْتِياني، عَنْ محمد ابن سيرين، عَمَّن أخبره، عن عُبَيدالله بْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رَجُلا جاءَ إلى رسول الله (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ (3) أمِّي كبيرةٌ لا تَسْتَطِيعُ؛ إنْ نُرْكِبْهَا (4) ، لَمْ تَستَمسِكْ، فإنْ (5) رَبَطناها خِفتُ أَنْ تموتَ، أأَحُجُّ (6) عَنْهَا؟ قال: نَعَمْ؟ قال أبي: عُبَيدالله بن عباس، عن النبيِّ (ص) ، مُرْسَلٌ (7) .   (1) سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث أيضًا في "المراسيل" رقم (422) ، فأجاب بمثل جوابه هنا. وانظر "جامع التحصيل" ص (232) ، و"تحفة التحصيل" ص (217) . (2) في "الموطأ" برواية القعنبيِّ، ومُطَرِّفٍ، وعبدِاللهِ بنِ وَهْب؛ كما في "التمهيد" (1/382) . (3) في (ك) : «إني» . (4) قوله: «لا تستطيع أن نركبها» أثبتناه من (ت) ، وكذا في (ك) إلا أنَّ فيها: «يركبها» بالياء التحتية، وفي بقيَّة النسخ: «لا نستطيع أن نركبها» . وفي "المراسيل" للمصنِّف: «ولا نستطيع أن نركبها» ، وعلَّق المحقِّق قال: «في المطبوعة: لا تستطيع أنْ تركب» . وجاء الحديث في "التمهيد" لابن عبد البر على ألفاظ، ومنها أن الرجل قال: «يا رسول الله، إنَّ أمَّه عجوزٌ؛ إنْ حَزَمَهَا خَشِيَ أن يقتلها، وإن حَمَلَهَا لم تَسْتَمْسِكْ» ، وقد يشهد هذا اللفظ لما أثبتناه من (ت) . والحديث مشهور عن الفضل بن العباس؛ أنَّه كان رديفَ النبي (ص) ، فجاءه رجلٌ فَقَالَ: «يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّ أمِّي عجوزٌ كبيرة؛ إِنْ حملتُهَا لم تَسْتَمْسِكْ، وإنْ ربطتُهَا خَشِيتُ أنْ أقتُلَهَا» . (5) في (ت) و (ك) : «قال» بدل: «فإن» . (6) في (ت) و (ك) : «أحج» . (7) اختُلِف في هذا الحديث على ابن سيرين على أوجه عدَّة، وتوسع ابن عبد البر في "التمهيد" (1/382-388) في ذكر الاختلاف فيه، وقال بعد ذكره لرواية مالك السابقة: «هكذا رواه القعنبي ومطرِّف وابن وَهْب عن مالك، واختُلِف فيه على ابن القاسم، فمرَّة قال فيه: عَنْ عَبْد اللَّه بْن عباس، وهو الأثبتُ عنه، ومرَّة قَالَ: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْن عباس، والصَّحيحُ فيه من رواية مالك: عبيد الله بن عباس. وقد اختُلِف فيه أيضاً على ابن سيرين من غير رواية مالك، ومن غير رواية أيوب أيضاً، فقيل عنه فيه: عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وقيل: عنه، عن الفضل بن عباس، وقيل: عنه، عن عبد الله ابن عباس. وهم إخوة عدد: الفضل، وعبد الله، وعبيد الله بنو العباس بن عبد المطلب، ولهم إخوة قد = = ذكرناهم في كتاب الصَّحابة والحمد لله. ولم يسمع ابن سيرين هذا الحديث لا من الفضل، ولا من غيره من بني العباس؛ وإنما رواه عن يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وهو حديثُ يحيى بن أبي إسحاق مشهور عند البصريين، معروف، رواه عنه جماعة من أئمة أهل الحديث، ويحيى بن أبي إسحاق أصغرُ من ابن سيرين بكثير، ومثله يروي عن ابن سيرين. وقال بعض أصحاب مالك في هذا الحديث: عن مالك، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن ابن عباس؛ ولم يُسمِّه، ثم طرحه مالك بآخره فلم يروه يحيى بن يحيى صاحبنا، ولا طائفة من رواة "الموطأ"، وإنما طرحه مالك؛ لأن الاضطراب فيه كثيرٌ، فمن الاضطراب فيه ... » ، ثم شرع في ذكر هذا الاضطراب. الحديث: 881 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 296 882 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ عَمْرِو (2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَة بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ؛ قَالَ: قَالَ لِي سعدُ بْنُ مَالِكٍ: رأيتُ امْرَأَةً تطوفُ بالبيتِ ... ؟ قَالَ أَبِي: لا أظنُّه (3) أدرَكَ أَبُو زُرْعَةَ سَعْدًا.   (1) وسأل ابن أبي حاتم أباه أيضًا عن هذا الحديث في "المراسيل" رقم (455) ، فأجاب بمثل جوابه هنا. (2) في (ك) : «عمر» . (3) ضمير النصب في «أظنُّه» هو ضمير الشأن والحديث، والمراد: «لا أظنُّ الشأن: أدرك أبو زرعة سعدًا» . وفي "المراسيل" للمصنِّف: «قال أبي: لا أظنُّ أبا زرعة أدركَ سعدًا» ، وانظر الكلام على ضمير الشأن في المسألة رقم (854) . الحديث: 882 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 297 883 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْلى بْنُ عُبَيد (2) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَن مِقْسَم (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: ساقَ النبيُّ (ص) (5) مِئَةَ بَدَنَةٍ فِيهَا جَمَلٌ لأَبِي جَهْل؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوري (6) ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (7) ، عَنِ الحَكَم (8) ، عَنِ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، والخطأُ مِنْ يَعْلى.   (1) في (ك) : «سألت أبا زرعة» ، وفي (ت) : «سألت أبو زرعة» ، وفي (ف) : «وسئل أبي زرعة» ، والمثبت من (أ) و (ش) . ونقل هذه المسألة ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/875) ، وفيه: «سألتُ أبا زرعة» . (2) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (5/230) . (3) هو: ابن المُعتَمِر. (4) هو: ابن بُجْرَة، مولى ابن عباس. (5) في (ف) : «رسول الله (ص) » بدل «النبي (ص) » . (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13814) ، وأحمد في "مسنده" (1/234 و269 رقم 2079 و2428) ، وابن ماجه في "سننه" (3100) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1405) ، والطبراني في "الكبير" (11/299 رقم 12057) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/97) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/414) من طرق عنه، به. ورواه أحمد (1/314 رقم 2880) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/230) ، و"الدلائل" (4/151- 152) من طريق زهير بن محمد، والمحاملي في "أماليه" (25) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/230) من طريق هشيم كلاهما عن ابن أبي ليلى، به. (7) هو: محمد بن عبد الرحمن. (8) هو: ابن عُتَيبة. الحديث: 883 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 298 884 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونسُ بنُ بُكَير، عَنْ (1) مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَة، عَنْ كُرَيب (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: بَعثَني رسولُ الله (ص) مع مَيمونََةَ (3) زوجِ النبيِّ (ص) - يَقُودُ (4) بِهَا بعيرَها يَوْمَ النَّحْرِ؛ لترميَ جَمْرةَ العَقَبَة بمِنًى - فَمَا زلتُ   (1) في (ف) : «و» بدل: «عن» . (2) هو: مولى ابن عباس. (3) في (ك) : «ميمومنه» . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أَقُودُ» كما في "الطبقات الكبرى" لابن سعد، وجاء في "السنن الكبرى" للبيهقي بلفظ: «فاتَّبَعْتُ هودَجَهَا» ، وما في النسخ يحتمل وجهَيْنِ: الأوَّل: أنه إدراجٌ من أحدِ الرواة يفسِّر ما أُرْسِلَ به ابن عباس. والثاني: أنَّه من تتمَّة كلام ابن عباس عن نفسه، لكنَّه جاء على الالتفات؛ من التكلُّم إلى الغيبة؛ والالتفاتُ: هو نقلُ الكلام من أسلوبٍ إلى آخَرَ من التكلُّم أو الخطاب أو الغَيْبة، إلى آخَرَ منها بعد التعبير الأوَّل، وهو نقل لفظي ومعنوي؛ مثاله من التكلُّم إلى = = الخطاب قولُهُ: [الأنعَام: 71-72] {قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَْرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ *وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ *} ، ومن التكلُّم إلى الغيبة نحو: [الفَتْح: 1-2] {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا *لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا *} ، ومن الخطاب إلى الغيبة نحو: [الزّخرُف: 70-71] {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ *يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَْنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَْعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *} ، ومن الغيبة إلى التكلُّم نحو: [فُصّلَت: 12] {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا} ، ومن الغيبة إلى الخطاب نحو: [الإنسَان: 21-22] {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا *إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا *} . ومن شرط الالتفات: أن يكون الضميرُ في المنتقل إليه عائدًا في نفسِ الأمر إلى المنتقَلِ عنه، وأنْ يكون في جملتين ... والالتفاتُ من محاسن الكلام، ووجْهُ حُسْنِهِ - على ما ذكر الزمخشري -: هو أنَّ الكلام إذا نُقِلَ من أسلوب إلى أسلوب، كان ذلك أحسَنَ تطريةً لنشاط السامع، وأكثر إيقاظًا للإصغاء من إجرائه على أسلوب واحد. وانظر: "الكليات" للكفوي (ص169-170) ، و"تلخيص المفتاح مع شرح البرقوقي" (ص94- 97) ، و"بغية الإيضاح" (1/114- 120) ، و"معاهد التنصيص" (1/170) ، و"المثل السائر" لابن الأثير (2/3- 16) ، و"خزانة الأدب، وغاية الأرب" لابن حجة الحموي (2/34- 40) ، و"معجم البلاغة العربية" لطبانة (ص626- 630) ، و"البلاغة العربية" لحبنكة (1/478- 497) . الحديث: 884 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 299 أسمعها تقول: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْك (1) ، فلمَّا قَذَفَتِ الجَمْرَةَ (2) بأوَّل حَصاة، أَمسَكَتْ (3) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ كُرَيب (4) ؛ قَالَ: بعَثَني ابْنُ عَبَّاسٍ مَعَ مَيمونَةَ زوجِ النبيِّ (ص) ... (5) ، ويُونُسُ (6) بْنُ بُكَيْرٍ يَهِمُ فِيهِ. 885 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ، وحدَّثنا عَنِ بَكَّار بن عبد الله بن بَكَّار بن عبد الملك بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُسْرِ بنِ أَرْطَاةَ القُرَشي الدِّمَشْقي (7) ، عن   (1) قوله: «اللهم لبيك» ليس في (ت) و (ك) . (2) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «الجمر» . (3) يعني: عن التَّلبيَة. (4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8/139) من طريق وُهَيب بن خالد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/113) من طريق عبد العزيز الدَّراوردي، كلاهما عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ كُرَيْبٍ؛ قَالَ: بَعَثَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ ... فذكره. (5) قوله: «زوج النبي (ص) » ليس في (ت) و (ك) . (6) في (ت) و (ك) : «يونس» بلا واو. (7) روايته أخرجها بقي بن مخلد في "الحوض والكوثر" (10) . ورواه بقي بن مخلد أيضا (9) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/72) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/324) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (49/118) و (51/52) من طريق القاسم بن عثمان الجوعي، عن عبد الله بن نافع، به. قال ابن عساكر: «غريب من حديث مالك، عن نافع» . وقال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص 375-376) : «وقال لي أبو زرعة: ابن نافع الصائغ عندي منكر الحديث؛ حدَّث عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبي (ص) : " ما بين بيتي ومنبري "، وأحاديثَ غيرها مناكير، وله عند أهل المدينة قدر في الفقه» . ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/72) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (7/316) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/160) ، و"المهروانيات" (102) ، وتمام في "فوائده" (660/الروض البسام) من طريق أحمد ابن يحيى، والعقيلي (4/72) من طريق حباب بن جبلة الدقاق كلاهما عن مالك، به. قال الطحاوي: «وهذا من حديث مالك يقول أهل العلم بالحديث: إنه لم يحدث به عن مالك أحد غير أحمد بن يحيى هذا، وغير عبد الله بن نافع الصائغ» . وقال الخطيب في "المهروانيات": «هذا حديث غريب من حديث مالك، عن نافع، تفرَّد بروايته عن أحمد بن يحيى الأحول، وتابعه عبد الله بن نافع، عن مالك» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (17/181) بعد أن ذكره من طريق أحمد بن يحيى: «وهذا أيضًا إسناد خطأ لم يتابع عليه، ولا أصل له» . الحديث: 885 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 300 عبد الله بْنِ نَافِعٍ (1) الصَّائغ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال رسولُ الله (ص) : مَا بَيْنَ بَيْتِي إِلَى مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي (2) عَلَى حَوْضِي. وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ (4) : هَكَذَا كَانَ يقولُ عبد الله بْنُ نَافِعٍ! وَإِنَّمَا هُوَ: مالكٌ (5) ، عن خُبَيب بن عبد الرحمن، عَنْ حَفْص بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ - أَوْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) .   (1) من قوله: «عبد الملك بن الوليد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ، وفي موضعه في (ت) إشارة لَحَق، ولم يظهر شيء في التصوير. (2) قوله: «ومنبري» تصحَّف في (ك) إلى: «وقبري» ، وهي محتملة للوجهين في (ت) . (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «سئل» بلا واو. (4) في (ك) : «قال» . (5) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/197) . ومن طريق مالك رواه البخاري في "صحيحه" (7335) ، وأحمد (2/236 رقم7223) ، والبزار في "مسنده" (92/ب/مسند أبي هريرة) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/286) عن أبي هريرة فقط. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (2/285) : «هكذا رَوى هذا الحديث عن مالك _ح رواةُ "الموطأ" كلُّهم - فيما علمت - على الشَّك في أبي هريرة وأبي سعيد، على نحو الحديث الذي قبله، إلا: معن بن عيسى، وروح بن عبادة، وعبد الرحمن بن مهدي، فإنهم قالوا فيه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ جميعًا على الجمع؛ لا على الشَّك» . وقال أيضًأ: «رَوَاهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدَيٍّ عن مالك بإسناده، فجعله عن أبي هريرة وحده، ولم يذكر معه أبا سعيد» . قال: «والحديث محفوظ لأبي هريرة بهذا الإسناد؛ كذلك رواه عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ خبيب بهذا» . ورواه البخاري (1196) ، ومسلم (1391) ، والبزار في "مسنده" (91/أ/مسند أبي هريرة) من طريق عبيد الله ابن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة. وانظر "العلل" للدارقطني (1531) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 301 886 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ قُرَّانُ ابن تَمَّام (1) ، عَنْ أيمَنَ بنِ نَابِل، عَنْ قُدامَةَ الْعَامِرِيِّ (2) ؛ قَالَ (3) : رأيتُ النبيَّ (ص) يطوفُ بِالْبَيْتِ، يَسْتَلِمُ الحَجَر بِمِحْجَنِه.   (1) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (3/413 رقم15414) ، وأبو يعلى في "مسنده" (928) والفاكهي في "أخبار مكه" (469) ، وابن عدي في"الكامل" (1/434) ، والطبراني في "الكبير" (19/38 رقم80) ، وفي "الأوسط" (8028) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/358) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5771) . قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيمن إلا قران بن تمام» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (1/248/السلفي) : «وهذا الحديث رَوَاهُ قرَّان بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ، عَنْ قُدَامَةَ بن عبد الله الكلابي، عن النبي _ج هكذا، ولم يتابَع عليه قرَّان، ورواه الناس عن أيمن بن نابل: الثوريُّ وجماعة، عن قدامة بن عبد الله: رأيت النبيَّ _ج يرمي جمرةَ العقبة على ناقة، بهذا اللفظ» . وانظر "ميزان الاعتدال" (1/494) . (2) هو: ابن عبد الله. (3) في (ك) : «فقال» . الحديث: 886 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 302 فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنْ أَيْمَنَ إِلا قُرَّانٌ، وَلا أَرَاهُ مَحْفُوظًا، أَيْنَ كَانَ أصحابُ أيمَنَ بنِ نَابِل عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟! 887 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ أيُّوب، عَنْ حَفْص المِهْرَقاني (3) ، عَنْ محمَّد بْنُ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، عَنْ عَمْرو (4) بْن أَبِي قَيْسٍ (5) ، عَن إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ (6) حَفْصٍ، عَنِ ابْنِ عمر (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الغَازِي وَالحَاجُّ والمُعْتَمِرُ وَفْدُ اللهِ؛ سَأَلُوا (8) اللهَ فَأعْطَاهُمْ، ودَعَوُا اللهَ فَأَجَابَهُمْ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ أَبُو بكر ابن حَفْص، عَنْ عُمَرَ، مُرسَلً (9) . وَقَدْ أدركَ أَبُو بكرِ بنُ حَفْصٍ ابنَ عُمَرَ، وَلَمْ يُدْرِكْ عُمَرَ. وَكُنْتُ قَدِمْتُ قَزْوِينَ، فكتبتُ حديثَ مُحَمَّدِ بن سعيد بن سابق،   (1) كذا في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (846) و (847) ، والمسألة الآتية برقم (894) و (1007) . (3) هو: حفص بن عمر المِهْرَقاني؛ بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء؛ كما في "الأنساب" للسمعاني (4/350) . (4) في (ك) : «عمر» . (5) قوله: «قيس» تصحَّف في (أ) و (ش) إلى: «سابق» . (6) قوله: «ابن» سقط من (ش) . (7) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (أ) و (ش) . (8) في (ت) و (ك) : «شاكر» بدل: «سألوا» . (9) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الحديث: 887 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 303 عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قَيس، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عَنْ كَثِيرِ بْنِ شِهاب. فَإِذَا هَذَا الحديثُ - كَمَا قَالَ أَبِي -: إبراهيمُ بنُ مُهاجِر (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْص، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 888 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الحَرَّاني، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَجْلان، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ سَعْدٍ (3) : أَنَّهُ سمعَ بعضَ بَنِي أَخِيهِ يُلَبِّي: لَبَّيْكَ (4) ذُو المَعَارِجِ (5) ، فَقَالَ سَعْدٌ: أجَلْ! إِنَّهُ لَذُو المَعَارِج، وَمَا كُنَّا نقولُ هذا مع رسولِ الله (ص) ؟   (1) من قوله: «عن كثير ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (2) هو: عبد الله. (3) في (أ) و (ش) : «سعيد» . وسعد هو: ابن أبي وقَّاص ح. (4) قوله: «لبيك» مكرر في (ك) . (5) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «لبيك ذا المعارج» ، وهو الجادَّة؛ لأنه منادًى مضاف منصوبٌ بالألف، حذفتْ منه أداة النداء «يا» ، وما وقع في النسخ إنْ لم يكنْ تحريفًا؛ فإنَّه قد يخرَّج على وجهَيْنِ: الأوَّل: أنَّ «ذو» بالواو لفظًا ورسمًا، وهي خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: لبيك؛ أنتَ ذو المعارج. والثاني: أنها بالألفِ لفظًا على أنها منادًى مَنْصُوبٌ بالألف، وإنما رسمتْ واوًا على الأصل في لامها؛ فإنَّ أصل «ذو» : «ذوو» ، ومثل ذلك كلمة «أبو» كما تقدم في التعليق على المسألة رقم (22) . فإنْ قال قائل: إنما جاءت «ذو» هنا بالواو رسمًا ونطقًا مشاكلةً لما سيأتي بَعْدُ مِنْ قوله: «إنَّه لذو المعارج» ؛ فإنَّ المتكلِّم قد يلجأ إلى بعض تصرُّفٍ في الكلمة على خلاف قاعدتها في اللسان العربي مراعاةً للمشاكلة مع كلمة أخرى. قلنا: لا يبعد ذلك، وانظر التعليق على المسألة رقم (866) ، وسيأتي نحوه في المسألة رقم (1673) و (2071) و (2092) . الحديث: 888 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 304 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَاهُ عَمْرُو بن خالد! وإنما هو كما رَوَاهُ الثَّوْري (1) ، وَجَرِيرٌ (2) ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان (3) ، وحاتِم (4) ، وأبو خالد الأحمر (5) ، والدَّرَاوَرْدي (6) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عن عبد الله بْنِ أَبِي سَلَمة. زَادَ الدَّرَاوَرْدي: عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ سعد (7) . 889 - (8) .   (1) هو: سفيان. (2) هو: ابن عبد الحميد. (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/172 رقم 1475) ، والبزار في "مسنده" (1244) ، وأبو يعلى في "مسنده" (724) ، والدارقطني في "العلل" (4/385) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/45) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (15/129) . ومن طريق أحمد وأبي يعلى رواه الضياء في "المختارة" (967 و968) . (4) هو: ابن إسماعيل. (5) هو: سليمان بن حيَّان. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (13465) . ورواه الشافعي في "الأم" (2/156) ، و"المسند" ص (123) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/45) من طريق القاسم بن معن، عن ابن عجلان، به. (6) في (ف) : «الدَّرَاوَرْدِي» بلا واو. والدراوردي هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1245) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/125) . (7) قال الدارقطني في "العلل" (648) : «يرويه محمد بن عَجْلانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي سلمة، واختُلِف عنه، فرواه القاسم بن معن ويحيى بن القطان وأبو خالد الأحمر والثوري، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَبْدِ الله بن أبي سلمة، عن سعد. وخالفهم الدراوردي، فرواه عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ عَبْدِ الله بن أبي سلمة، عن عامر بن سعد، ولم يُتابَع الدراوردي على: عامر ... » . (8) وقع خطأ في ترقيم طبعة محب الدين الخطيب _ح، فجاء رقم (890) عقب رقم (888) ، والكلام متصل، وليس ثَمَّ سقط. الحديث: 889 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 305 890 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاويةُ بْنُ هِشَامٍ (1) ، عَنْ سُفْيان (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطَاء (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) لَبَّى حَتَّى رَمَى جَمْرَةَ العَقَبَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ سُفْيان (5) ، عَنْ حَبِيبٍ (6) ، عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) . 891 - وَسَأَلْتُ (7) عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد عن حديثٍ رواه   (1) هو: القصَّار. وروايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/309) . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (ل163/أ/أطراف الغرائب) من طريق جعفر بن عنبسة، عن عمر بن حفص المكي، عن ابن جريج، به. وقال بعد أن ذكر عدة أحاديث: «تفرد بهذه الأحاديث عمر بن حفص المكي، عن ابن جريج، وتفرد بها عنه جعفر بن عنبسة» . (2) هو: الثوري. (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (4) هو: ابن أبي رَباح. (5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (1/344 رقم3199) ، والنسائي في "المجتبى" (3056) ، وفي "الكبرى" (4062) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2697) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/224) ، والطبراني في "الكبير" (12/17 رقم 12351) من طريق سفيان، عن حبيب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به. وأخرجه البخاري (1685) من طريق الضحاك بن مخلد، ومسلم (1281) من طريق عيسى بن يونس، كلاهما عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عباس، عن الفضل بن عباس: أن النبيَّ (ص) لم يزل يلبِّي حتَّى رَمَى جمرةَ الْعَقَبَةِ. (6) هو: ابن أبي ثابت. (7) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/299/مخطوط) . الحديث: 890 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 306 سَعِيدُ بْنُ سَلاَّم العَطَّار، عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ (1) العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) - في قوله تعالى: {مَنِ ... } (2) - قَالَ: الزَّادُ والرَّاحِلَةُ؟ قَالَ: هَذَا حديثٌ باطلٌ (3) . 892 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر بْنُ المُنْذِرِ الرَّمْلي (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائفي، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن جابر ابن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، وَالحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إِلاَّ الجَنَّةُ. قِيلَ: وَمَا بِرُّه (6) يَا رسولَ اللَّهِ؟   (1) في (ف) : «عمرو» . (2) الآية (97) من سورة آل عمران. (3) قال الشيخ الألباني في "الإرواء" (4/163) : «وآفته ابن سلام هذا، قال أحمد وابن معين: كذاب» . (4) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (811) و (813) و (818) . (5) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/141) ، والطبراني في "الأوسط" (8405) من طريق بشر بن المنذر، به. قال العقيلي عن بشر بن المنذر: «في حديثه وهمٌ» ، ثم روى له هذا الحديث، ثم قال: «لا يُتابَع عليه من حديث عمرو بن دينار، وقد روى بشر هذا غيرَ حديثٍ من هذا النحو. وهذا يروى عن جابر من حديث محمد ابن المنكدر بإسناد ليِّن، ورواه محمد بن ثابت البُناني، وطلحة بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن دينار إلا محمد بن مسلم، ولا عن محمد إلا بشر بن المنذر» . (6) في (أ) : «وما يرعه» ، وكذا في (ش) و (ف) ولكن بإهمال الياء، والمثبت من (ت) و (ك) . الحديث: 892 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 307 قَالَ: إطْعَامُ الطَّعَامِ، وَطِيبُ الكَلاَمِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ شِبهُ موضوعٍ (1) ، وبِشْر بْنُ المُنذر كَانَ صَدُوقًا. 893 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالرَّحيم بنُ مُطَرِّف (2) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: صَلَّيْتُ مع رسول الله (ص) بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا، وَبِذِي الحُلَيْفَة رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ باتَ بِهَا، فَلَمَّا اسْتَوت بِهِ راحِلَتُه، لَبَّى؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لا أعلمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ عِيسَى بنِ يُونُسَ، وشُعَيبِ بنِ إِسْحَاقَ، وَلا أَدْرِي ابنُ جُرَيج مِنْ أَيْنَ جاءَ بِهِ؟! والناسُ يَرْوُونَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرة (4) ، عَنْ أَنَسٍ. 894 - وسألتُ (5) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (6) ، عن محمد   (1) في (ت) و (ك) : «الموضوع» . (2) لم نقف على روايته، والحديث رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/122) من طريق حجاج بن إبراهيم الأزرق، والطبراني في "الأوسط" (8200) من طريق إسحاق بن راهويه، كِلاهُمَا عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا ابن جريج، تفرد به عيسى بن يونس، ورواه غير عيسى عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة، عن أنس» . (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (4) روايته أخرجها البخاري (1089) ، ومسلم (690) من طريق سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وإبراهيم بن ميسرة، عن أنس، به. (5) انظر المسائل المتقدمة برقم (846) و (847) و (887) ، والمسألة الآتية برقم (1007) . (6) هو: عبد الله، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه تمام في "فوائده" (597/الروض البسام) والقاضي الشريف أبو الحسين في "المشيخة" - كما في "السلسلة الصحيحة" (1820) - من طريق ابن وَهْب، قال: حدثني مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدِّه، به، ولم يذكر محمد بن المنكدر. ورواه بكر بن بكار في "حديثه" (3/أ- ب) عن محمد ابن أبي حميد، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جده، به. ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (898) من طريق عبد العزيز بن محمد، وابن عدي في "الكامل" (6/197) من طريق يحيى بن يعلى، والخطيب في "تلخيص المتشابه" (2/839) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ والبيهقي في "شعب الإيمان" (3809) من طريق بكر بن بكار، جميعهم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، مثله. وأخرجه البزار (1153/كشف) من طريق أبي عاصم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، به مرفوعًا. قال البزار: «لا نعلمه عن جابر إلا عن ابن المنكدر، ورواه عنه ابن أبي حميد وطلحة بن عمرو» . وانظر "السلسلة الصحيحة" للألباني _ح (1820) . الحديث: 893 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 308 بْنِ أَبِي حُمَيد، عَنْ مُحَمَّدِ ابن المُنكَدِر، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عن أبيه، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : الحَاجُّ والعُمَّارُ وَفْدُ اللهِ؛ إنْ سَأَلُوا أُعْطُوا، وَإن دَعَوْا أُجِيبُوا، وَإِنْ أَنْفَقُوا أُخْلِفَ علَيْهِم. وَالَّذِي نَفْسُ أبِي القَاسِمِ (1) بِيَدِهِ، مَا أَهَلَّ مِنْ (2) مُهِلٍّ، وَلاَ كَبَّرَ (3) مِنْ مُكَبِّرٍ عَلَى شَرَفٍ مِنَ الأَرضِ، إِلاَّ أَهَلَّ مَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَكَبَّرَ بِتَكْبِيرِهِ، حَتَّى (4) يَنْقَطِعَ مِنْهُ الصَّوْتُ؟   (1) في (ك) : «والذي نَفْسُ أبو القاسم» . (2) قوله: «من» سقط من (ك) . (3) في (ش) : «ولا مكبر» . (4) في (ك) : «وحتى» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 309 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 895 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة التِّنِّيسي (2) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ سالم بن عبد الله، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: دخَلَ رسولُ الله (ص) الكعبةَ (3) ، مَا خَلَفَ بَصَرُهُ (4) موضعَ سُجودِه، حَتَّى خرجَ مِنْهَا؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ (5) حديثٌ مُنكَرٌ. 896- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (6) وحدَّثنا عَنِ أبي ثابت محمَّد بن عُبَيدالله (7) المَديني (8) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ (9) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ المَقَامَ كَانَ فِي زمانِ (10) النبيِّ (ص) ،   (1) نقل حكم أبي حاتم على الحديث العينيُّ في "عمدة القاري" (9/245) . (2) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (3012) ، والحاكم في "المستدرك" (1/479) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/158) . (3) في (ك) : «الكوفة» . (4) في (ك) : «البصرة» . (5) في (ت) و (ك) : «هذا» . (6) في (ف) : «أبي زرعة» . (7) في (ك) : «عبد الله» . (8) روايته أخرجها البيهقي في "دلائل النبوة" (2/63) . قال ابن كثير في "تفسيره" (1/246) : «وهذا إسناد صحيح» . وقال ابن حجر في "الفتح" (8/169) : «وكان المقام من عهد إبراهيم لِزْقَ البيت إلى أن أخَّره عمر ح إلى المكان الذي هو فيه الآن، أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" بسند صحيح عن عطاء، وغيره، وعن مجاهد أيضًا، وأخرج البيهقي عن عائشة مثله بسند قوي» . (9) هو: الدَّرَاوَرْدي. (10) في (ف) و (ك) : «زمن» . الحديث: 895 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 310 وزمانِ أبي بكر مُلتَصِقً (1) بِالْبَيْتِ، ثُمَّ أَخَّرَهُ عُمَرُ بْنُ الخطاب ح. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) يَقُولُ (3) : لا يَرْوُونَهُ (4) عن عائِشَة؛ إنما يَرْوُونَهُ (5) عَنْ هِشَامٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ فقَطْ. 897 - سمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (7) وانتهَى إِلَى حديثٍ كتَبَهُ عن   (1) كذا في جميع النسخ، وهو خبر «كان» ، فحقُّه النصب «ملتصقًا» ، كما في "دلائل النبوَّة"، و"تفسير ابن كثير"، و"فتح الباري"، و"الدر المنثور" (1/293) ، لكنَّ حَذْفَ هذه الألف - كما في النسخ - جارٍ على لغة ربيعة. وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . ولم نقف على هذا اللفظ في بقيَّة مصادر التخريج؛ فقد جاء الحديث بألفاظ أخرى!. (2) في (ف) : «أبي زرعة» . (3) قوله: «يقول» سقط من (ك) . (4) في (ك) : «لا يَرْونه» . (5) في (ش) و (ك) : «يرويه» . (6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8954) من طريق معمر، والفاكهي في "أخبار مكة" (997) من طريق عيسى بن يونس كلاهما عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه قال: إن النبي (ص) صلى إلى الكعبة وأبو بكر - ح - بعده، وعمر ح شطر إمارته، ثم إن عمر ح قال: إن الله تبارك وتعالى يقول: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} فحوله إلى المقام. واللفظ للفاكهي. ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1000) والأزرقي في "أخبار مكة" (2/35) قالا: حدثنا محمد بن أبي عمر قال: ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي الأشرس قال: كان سيلُ أم نهشل قبل أن يعمل عمر بن الخطاب - ح - الردم بأعلى مكة، فاحتمل المقام من مكانه، فلم يدر أين موضعه، فلما قدم عمر بن الخطاب ح مكة سأل: من يعلم موضعه؟ فقام المطلب بن أبي وداعة السهمي فقال: أنا يا أمير المؤمنين، قد كنت قدرته وذرعته بمقاط - وتخوفت هذا عليه - من الحجر إليه، ومن الركن إليه، ومن وجه الكعبة. قال: ائت به، فجاء به فوضعه في موضعه هذا، وعمل الردم عند ذلك. قال سفيان: فذلك الذي حدثنا هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ قال: إن المقام كان عند سقع البيت، فأما موضعه الذي هو موضعه فموضعه الآن، وأما ما يقول الناس إنه كان هناك فلا. (7) قوله: «سمعت أبا زرعة» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . الحديث: 897 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 311 عبد الرحمن بن عبد الملك بْنِ شَيْبة الحِزامي (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيك (2) ، عَنْ مُوسَى بْنِ يعقوب، عن الزُّبَير بن عبد الله بْنِ أَبِي خَالِدٍ - وَهُوَ ابْنُ رُهَيْمة (3) مَوْلَى عُثْمَانَ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إنَّ الإِيمَانَ لَيَنْحَازُ إِليْهَا (4) كَمَا يَحُوزُ السَّيْلُ الغُثَاءَ، وَوَاللهِ إنَّ تُرْبَتَهَا لَمُؤمِنَةٌ، سمَّاها رسولُ الله (ص) (5) : طَيْبَةَ. فَأَمْلَى عَلَيْنَا أَبُو زُرْعَةَ: أنَّ كلامَ الأوَّلِ (6) : عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ صَالِحِ (7) بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (8) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .   (1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/227) بلفظ: «المدينة تربتها مؤمنة» . وقال: «وأحاديث زبير هذا منكرة المتن والإسناد، لا تروى إلا من هذا الوجه» . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (349/أ/أطراف الغرائب) بلفظ: «ذكر النبي (ص) المدينة فقال: تربتها طيبة» . و (350/أ/أطراف الغرائب) بلفظ: «سمَّى الله عزوجل المدينة طيبة» . قال الدارقطني: «تفرد به مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ عَنِ الزُّبَيْرِ بن عبد الله، وتفرد به أبو بكر بن شيبة، عن ابن أبي فديك عنه» . (2) هو: محمد بن إسماعيل. (3) في (أ) : «زهيمة» . ووقع في "التقريب" (1997) : «زُهْمَة» ، والمثبت موافق لما في "الجرح والتعديل" (3/581 رقم 2642) و"تهذيب التهذيب" (1/625) ، و"تهذيب الكمال" (1965) . (4) في (أ) و (ف) : «إليهما» . (5) في (أ) و (ش) : «النبي (ص) » . (6) مراد أبي زرعة بقوله: «كلام الأول» يعني: «إِنَّ الإِيمَانَ لَيَنْحَازُ إِلَيْهَا كَمَا يحوز السيل الغثاء» ولم نقف عليه بهذا اللفظ من طريق صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، إنما رواه مسلم في "صحيحه" (1378) بهذا الإسناد، ولفظه: «لا يصبر أحدٌ على لأواء المدينة وشدتها إلا كنتُ له شفيعًا يوم القيامة أو شهيدًا» . وقوله: «كلام الأوَّل» : من إضافة الموصوف إلى صفته، والأصل: «الكلام الأوَّل» ، وهو جائز على قول الكوفيين، وانظر التعليق على المسألة رقم (505) . (7) في (ت) و (ك) : «عن أبي صالح» . (8) هو: ذَكوان السَّمَّان. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 312 898 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ الْهَادِ (1) ، عَنْ محمَّد (2) بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمي، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ عُمَير (3) بْنِ سَلَمة الضَّمْري؛ قَالَ: بَيْنَا نحنُ نَسِيرُ مَعَ رسولِ اللَّهِ (ص) ، وهُوَ (4) حُرُمٌ، إِذَا حِمارُ وَحْشٍ (5) مَعْقُورٌ (6) ، فقال رسولُ الله (ص) : دَعُوهُ! فَيُوشِكُ صَاحِبُهُ أنْ يَأتِيَهُ، فجاءَ رجلٌ مِنْ بَهْز (7) - هُوَ الذي عَقَرَ الحِمار (8) - فقال (9) : يَا رسولَ اللَّهِ، شَأْنَكُمْ بِهَذَا الحِمار، فأمر   (1) هو: يزيد بن عبد الله. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (4344) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/172) وابن حبان (5112) ، والحاكم (3/623-624) . وسكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: «سنده صحيح» . وتابعه على روايته على هذا الوجه: عبد ربه بن سعيد كما ذكر الدارقطني في "العلل" (515) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/343) . وذكر الدارقطني أيضًا أن يحيى بن أبي كثير تابعهما على هذا الوجه، لكن ذكر المزي في "تحفة الأشراف" (5006) أن أبان العطار رواه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، = = عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الحارث، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ البهزي، عن النبي (ص) ، ولم يذكر في حديثه: «عمير بن سلمة» . وبناء على قول المزي لا يكون يحيى متابعًا لهما، والله أعلم. (2) قوله: «عن محمد» مكرَّر في (ف) . (3) في (ك) تشبه أن تكون: «عير» . (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «وهم» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، ففي بعضها: أن رسول الله (ص) خرج يريد مكة وهو محرمٌ» . (5) قوله: «وحش» من (أ) و (ش) فقط. (6) أي: مَنحورٌ، وقد يُستعمَل فيما أُصيبَ ولم يمُت بعد. انظر "النهاية" لابن الأثير (3/272) . (7) في (أ) : «بهذ» بالذال. (8) في (أ) و (ش) : «عقره» بدل: «عقر الحمار» . (9) في (ت) و (ك) : «قال» . الحديث: 898 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 313 َ رسولُ الله (ص) أَبَا بَكْرٍ فقَسَمَهُ (1) بَيْنَ النَّاسِ، ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بالأَثايَة (2) ، إِذَا ظَبْيٌ حاقِفٌ (3) فِي ظلِّ شَجَرَةٍ، فِيهِ سَهْمٌ، فَأَمَرَ رسولُ الله (ص) إِنْسَانًا، فَقَالَ: لاَ يُهَيِّجْهُ أحَدٌ، فَنَفَذَ الناسُ وَتَرَكُوهُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأنصاريُّ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ............................. إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَة،   (1) في (ش) : «فقسم» . (2) الأَثايَةُ - بفتح الهمزة، وكسرها -: موضعٌ في طريق الجُحْفَة، بينه وبين المدينة خمسةٌ وعشرون فرسخًا. "معجم البلدان" (1/90) . (3) أي: نائمٌ قد انْحَنى في نَومِه. "النهاية" (1/413) . قال الفيومي: «ظبيٌ حاقفٌ: للذي انحنى وتثنَّى من جُرحٍ أو غيره» . "المصباح المنير" (ح ق ف) (ص143) ، وانظر معنى آخر للحاقف في "المغرب" للمطَرِّزي (1/216) . (4) اختُلِف في هذا الحديث على يحيى بن سعيد الأنصاري. فرواه مالك في "الموطأ" (1/351) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمير، عن البهزي، به. ومن طريق مالك رواه عبد الرزاق في "المصنف" (8339) ، والنسائي في "سننه" (2818) ، وابن حبان في "صحيحه" (5111) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (23/341) : «ولم يُختَلَف على مالك في إسناد هذا الحديث» . وتابع مالكًا على روايته من هذا الوجه: يونس بن راشد، كما عند الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص419) . وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يحيى بن سعيد الأنصاري، واختُلِف على يزيد: فرواه جماعة عنه منهم: أحمد في"المسند" (3/452 رقم15744) ، وابن أبي شيبة؛ كما عند ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1382) ، ويزيد بن سنان؛ كما عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/172) ، وإدريس بن جعفر العطار؛ كما عند الطبراني في "الكبير" (5/259 رقم 5283) ، ومحمد بن رمح البزاز؛ كما عند البيهقي في "سننه" (5/188) ، كلهم عن يزيد، عن الأنصاري بمثل رواية مالك. وخالفهم عبد الله بن روح المدائني، فرواه عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، به. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (23/342) . والصَّحيحُ رواية الجماعة عنه. ورواه حماد بن زيد؛ كما عند ابن عبد البر في "التمهيد" (23/342) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص418) ، وهشيم؛ كما عند أحمد (3/418 رقم 15450) ، كلاهما عن الأَنْصَارِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عمير بن سلمة، به. قال الدارقطني في "العلل" (4/116/أ) : «اتفق حماد ابن زيد وهشيم وعلي بن مسهر وسويد بن عبد العزيز؛ فرووه عن يحيى بن سعيد وأسندوه عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ النبي (ص) . وخالفهم مالك بن أنس وجرير بن عبد الحميد ويزيد بن هارون وعبد الوهَّاب بن عبد المجيد (في الأصل: عبد الحميد) الثقفي، وأبو ضمرة أنس بن عياض وعباد العوام والنضر بن محمد المروزي وعبد الرحيم بن سليمان ويونس بن راشد، فرووه عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ البهزي، عن النبي (ص) » . وقال الدارقطني في "العلل" (515) : «والصَّواب = = قول من قال: عمير بن سلمة» . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (23/343) : «وقال موسى بن هارون: والصحيح عندنا: أن هذا الحديث رواه عمير بن سلمة، عن النبي (ص) ليس بينه وبين النبي (ص) فيه أحد» . قال: «وذلك بيِّن في رواية يزيد بن الهادي، وعبد ربه بن سعيد» . قال موسى بن هارون: ولم يأت ذلك من مالك؛ لأن جماعة رووه عن يحيى ابن سعيد كما رواه مالك، ولكن إنما جاء ذلك من يحيى بن سعيد، كان يرويه أحيانًا فيقول فيه: عن البهزي، وأحيانًا لا يقول فيه: عن البهزي، وأظن المشيخة الأولى كان ذلك جائزًا عندهم، وليس هو رواية عن فلان، وإنما هو: عن قصة فلان» . ونقل الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/588-590) كلام موسى بن هارون باختصار. ورواه سفيان بن عيينة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عن أبيه طلحة: أن النبي (ص) أعطاه حمار وحش، وأمره أن يفرِّقَه في الرِّفاق وهم محرمون. أخرجه ابن ماجه (3092) . ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (5006) عن يعقوب ابن شيبة قوله: «وهذا الحديث لا أعلم رواه هكذا غير ابن عيينة وأحسبه أراد أن يختصره فأخطأ فيه، وقد خالفه الناس في هذا الحديث» . قال المزي: «ولعل ابن عيينة حين اختصره لحقه الوهم» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (5006) : «وقد كشف الغطاءَ عن ذلك عليُّ ابن المديني، فذكر إسماعيل القاضي عن علي بن المديني أنه قال في كتاب "العلل" بعد أن ساق الحديث عن سفيان بن عيينة مطوَّلاً: قلت لسفيان: إنه كان في "كتاب الثَّقَفِيُّ": عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ الْبَهْزِيِّ، قال: فقال لي سفيان: ظننت أنه «طلحة» وليس أستيقنه، وأما الحديث فقد جئتك به» . قال ابن حجر: «فلم يلحق سفيان الوهم بسبب اختصاره؛ بل اعترف أنه لما حدَّث به ظن أنه عن طلحة» . ونقل الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص420) كلام علي بن المديني. وقال الدارقطني في "العلل" (515) : «تفرد به ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ طلحة، ووهم فيه» . وانظر التعليق على "مختصر المستدرك" لابن الملقن رقم (807) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 314 عَنْ عُمَير (1) بْنِ سَلَمة، عَنِ البَهْزي (2) ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ، وقَصَّر بِهِ، وَلَمْ يُجَوِّده. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: حديثُ ابْنِ الهادِ أشبهُ؛ لأنَّ فِي حَدِيثِ ابن الهادِ ذِكْرَ   (1) في (ك) : «عمر» . (2) في (ش) : «النهدي» ، وفي (أ) و (ف) : «البهذي» ، وفي (ت) و (ك) : «اللهزي» . وتقدم أنه من بَهْز، وسيأتي على الصَّواب في بعض النسخ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 316 البَهْزي (1) ، والحديثُ عَنْ عُمَير، وَكَانَ الْمُجْنِي (2) عَلَى الحِمار: البَهْزيَّ (3) . 899 - وسمعتُ (4) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ رَجَاءُ بنُ صَبِيح أَبُو (5) يَحْيَى الحَرَشِيُّ (6) صاحبُ السَّقَط، عَنْ مُسَافِع بْنِ شَيبة، عن عبد الله بْنِ عَمْرو؛ أَنَّهُ قَالَ: أشهدُ بالله لَسَمِعْتُ رسولَ الله (ص) يقول: الرُّكْنُ وَالمَقَامُ يَاقُوتَتَان ِ (7) مِنْ يَاقُوتِ الجَنَّةِ، وَلَوْلاَ أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ طَمَسَ   (1) في (أ) و (ف) : «البهدي» ، وفي (ش) : «النهدي» . (2) كذا في جميع النسخ! ولعل صوابه: «الجاني» . وقد تكون: «المُجْنِي» ؛ وهو: المُكِبُّ؛ من أجْنأَ يُجْنِئُ: إذا أَكَبَّ َعليه ومالَ وعَطفَ، والله أعلم. انظر "النهاية" لابن الأثير (1/302) ، و"لسان العرب" (1/50) . (3) في (أ) و (ف) : «البهذي» ، وفي (ش) : «النهدي» . (4) ذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "فتح الباري" (3/462) وقال: «وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: وقفه أشبهُ، والذي رفعَهُ ليس بقوي» . (5) في (أ) و (ش) : «ابن» . (6) في (أ) و (ش) : «الحسيني» . ورواية رجاء أخرجها أحمد في "مسنده" (2/213 و214 رقم 7000 و7008) ، والترمذي في "جامعه" (878) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2732) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (2/214 رقم 7009) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/166) ، وابن حبان في "صحيحه" (3710) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (960) ، والحاكم في "المستدرك" (1/456) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/382 و383) . قال الترمذي: «حديث غريب» وقال: «هذا يروى عن عبد الله بن عمرو موقوفًا، قوله» . وقال ابن خزيمة: «لست أعرف رجاء (في الأصل: أبا رجاء) هذا بعدالة ولا جرح، ولست أحتج بخبر مثله» . (7) في (ت) و (ك) : «ياقوتان» . الحديث: 899 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 317 نُورَهُمَا، [لأَضَاءَتَا] (1) مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ؟ فَقَالَ أبي: روى (2) الزُّهْرِيُّ (3) وشُعْبَةُ، كلاهما عَنْ مُسافِع بن شَيبة، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (4) ، مَوْقُوفٌ (5) ، وَهُوَ أشبهُ، ورجاءٌ شيخٌ ليس بِقَوِيٍّ.   (1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، وأثبتناه من مصادر التخريج السابقة. (2) في (ك) : «رواه» . (3) وروي عن الزهري به مرفوعًا، فرواه ابن خزيمة في "صحيحه" (2731) ، والحاكم في "المستدرك" (1/456) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/75) ، وفي "الشعب" (3741) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/381) من طريق أيوب بن سويد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/75) و"الشعب" (3742) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/381) - من طريق شبيب بن سعيد الحبطي، والفاكهي في "أخبار مكة" (962) من طريق عبد الله بن وهب، ثلاثتهم عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزهري، عن مسافع، عن عبد الله ابن عمرو، مرفوعًا. قال ابن خزيمة: «هذا الخبر لم يسنده أحدٌ أعلمه من حديث الزهري غير أيوب بن سويد إن كان حفظ عنه» . وقال الحاكم: «هذا حديث تفرَّد [به] أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، وأيوب ممَّن لم يحتجَّا به، إلا أنه من أجِلَّة مشايخ الشام» ، فتعقبه الذهبي في "التلخيص" بقوله: «ضعَّفه أحمد» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (8921) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شهاب؛ قال: أخبرني مُسافع الحجبي: انه سمع رجلاً يحدِّث عن عبد الله بن عمرو [في الأصل: عبد الله بن عمر] ؛ قال: فذكره موقوفًا. ورواه الأزرقي في "أخبار مكة" (1/328) من طريق المثنى بن الصباح، عن مسافع، عن عبد الله بن عمرو به موقوفًا. وانظر "الجرح والتعديل" (8/432) . (4) في (ش) : «ابن عمر» . (5) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، وجادَّتُهُ: موقوفًا، بالألف، لكنْ حذفت هنا جريًا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 318 900 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ الأَشَجُّ (1) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحمر (2) ، عَنِ ابنِ عَجْلان (3) ، عن عُبَيدالله (4) بن عبد الله ابن عاصم، عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ (5) ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب يَقُولُ: قال رسولُ الله (ص) : تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ والعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي (6) الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ؟ فسمعتُ (7) أَبَا سعيدٍ الأَشَجَّ يَقُولُ: «كَذَا قَالَ أَبُو خالدٍ الأحمرُ (8) ! وَأَخْطَأَ» . وَلَمْ يُبيِّنْ (9) مَا (10) الصَّوابُ؟ فَسَأَلْتُ أَبِي عَنْهُ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا هُوَ: ابنُ عَجْلان (11) ،   (1) هو: عبد الله بن سعيد الكندي. (2) هو: سليمان بن حيَّان. (3) هو: محمد. (4) في (ف) : «عن عبد الله» . (5) هو: عامر بن ربيعة. (6) في (ك) : «ينفد» . (7) في (ك) : «سمعت» . (8) قوله: «الأحمر» ليس في (ف) و (ت) و (ك) . (9) أي: أبو سعيد الأشجُّ. وفي نسخة (ت) : «ولم بين» . (10) قوله: «ما» ليس في (أ) و (ش) . (11) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (117) ، والطبراني في "الأوسط" (5529) من طريق حاتم بن إسماعيل، عنه، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد بن عجلان إلا حاتم بن إسماعيل» . ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (116) ، وابن ماجه في "سننه" (2887) ، والمحاملي في "الأمالي" (229) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/257) من طريق عبيد الله بن عمر، والدارقطني في "العلل" (2/130) من طريق سفيان الثوري كلاهما عن عاصم بن عبيد الله، به. ورواه الحميدي في "مسنده" (17) عن ابن عيينة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، به. ومن طريق الحميدي رواه ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (431/المكيين) ، والبيهقي في "الشعب" (3801) . ورواه ابن ماجه في "سننه" (2887) ، وابن أبي = = عاصم في "الآحاد والمثاني" (118) من طريق ابن أبي شيبة، وأبو يعلى في "مسنده" (198) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/258) - من طريق أبي خيثمة والقواريري، والفاكهي في "أخبار مكة" (868) من طريق يعقوب بن حميد ومحمد بن أبي عمر، والبيهقي في "الشعب" (3800) - ومن طريقه ابن عساكر (25/258) - من طريق علي بن حرب الموصلي، جميعهم عن سفيان، بمثله. قال الحميدي: «قال سفيان: هذا الحديث حدثناه عبد الكريم الجزري، عن عبدة، عن عاصم، فلما قدم عبدة، أتيناه لنسأله عنه، فقال: إنما حدثنيه عاصم، وهذا عاصم حاضر، فذهبنا إلى عاصم، فسألناه عنه، فحدثنا به هكذا، ثم سمعته منه بعد ذلك، فمرة يقف على عمر، ولا يذكر فيه «عن أبيه» وأكثر ذلك كان يحدثه عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، عن النبي (ص) » . وقال ابن أبي عاصم: «ورأيته عن أبي بكر [يعني ابن أبي شيبة] في كتابه في موضع آخر: عن عبد الله بن عامر عن عمر، والمحفوظ: عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر» . ورواه أحمد في "مسنده" (1/25 رقم 167) و (3/447 رقم 15698) عن ابن عيينة، عن عاصم، عن عبد الله بن عامر، عن عمر، به. كذا بإسقاط: «عامر بن ربيعة» . ونقل ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/259) عن يعقوب بن شيبة قوله في الاختلاف في هذا الحديث على عاصم. وذكر الدارقطني في "العلل" (159) الاختلاف في هذا الحديث، وبيَّن أن الاضطراب فيه من عاصم بن عبيد الله؛ وذكر أنه لم يكن بالحافظ. وانظر "مسند الفاروق" لابن كثير (1/294) . الحديث: 900 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 319 عن عاصم بن عُبَيدالله (1) ، عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، عن النبيِّ (ص) . 901 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بنُ سُفْيان (3) ، عَنْ عَمْرِو بن عاصم، عن عُبَيدالله بْنِ الوازِع (4) ، عَنْ لَيْث بْنِ أَبِي سُلَيم (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (6) ، عَنِ الْحَارِثِ (7) ، عَنْ عليٍّ: أَنَّهُ كَانَ إِذَا سافرَ ورَكِبَ قَالَ: الحمدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّر لَنَا هَذَا ... وذكَرَ الحديثَ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ أصلٌ بِهَذَا الإسناد (8) .   (1) في (ك) : «عبد الله» . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (799) و (800) . (3) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن فضيل في "الدعاء" (56) عن الأجلح، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الحارث، عن علي، به. ومن طريق ابن فضيل رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (499) . (4) في (أ) : «الوارع» ، وفي (ش) و (ك) : «الوراع» ، وفي (ت) : «الوزاع» ، والمثبت من (ف) ، وهو الصَّواب كما في "التقريب" (4379) . (5) في (ت) و (ك) : «سليمان» . (6) هو: عمرو بن عبيد الله السَّبيعي. (7) هو: ابن عبد الله الأعور. (8) ذكر الدارقطني في "العلل" (430) الاختلاف في هذا الحديث وبيَّن أن من رواه عن ليث، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحارث، عن علي فقد وهم، وقال: «والصَّواب ما رواه شيبان، عن الأجلح، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيِّ بن ربيعة، وكذلك قال أصحاب أبي إسحاق عنه» . الحديث: 901 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 321 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْغَزْوِ وَالسِّيَرِ 902 - سألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوان الفَزَاريُّ (2) ، عَنْ أَبِي حَيَّان التَّيْمي (3) ، عَنْ أَبِي زُرْعَة (4) ، عَنْ أبي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) سمَّى الأُنثى مِنَ الخَيْل: الفَرَسَ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مشهورٌ، رَوَاهُ جماعةٌ عَنْ أَبِي (5) حَيَّان، عَنْ أَبِي زُرْعَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ ذكَرَ الغُلُولَ (6) ، فَقَالَ: لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ فَرَسٌ (7) . فاختَصَر مَرْوانُ هَذَا الحديثَ لمَّا قَالَ: يَحْمِلُهَا عَلَى رَقَبَتِهِ؛ أَيْ: جعلَ الفَرَسَ أُنثى حِينَ قَالَ: يحملُها (8) ، وَلَمْ يقل: يَحْمِلُه.   (1) في (أ) و (ش) : «وسألت» بالواو. (2) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها أبو داود (2546) ، وابن حبان في "صحيحه" (4680) . (3) هو: يحيى بن سعيد بن حيان. (4) هو: ابن عمرو بن جرير، مشهور بكنيته، ومُختَلَف في اسمه، فقيل: هَرِم، وقيل غير ذلك. (5) في (ش) : «عن ابن» . (6) الغُلول: هو الخيانةُ في المَغْنَم، والسَّرِقةُ من الغَنيمة قبل القِسْمة. انظر "النهاية" لابن الأثير (3/380) . (7) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (3073) من طريق يحيى بن سعيد القطان، ومسلم (1831) من طريق إسماعيل بن إبراهيم بن عُلَيَّة، وعبد الرحيم بن سليمان، وجرير بن عبد الحميد، وأيوب السّختياني، جميعهم عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زرعة، عن أبي هريرة، به بلفظ: «لا أُلفِينَّ أحدَكم يوم القيامة على رَقَبَته شاةٌ لها ثُغاء، على رقبته فرسٌ له حَمْحَمَة ... » . ورواه أبو عوانة في "المستخرج" (4/438-439) من طريق أبي أسامة، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زرعة، عن أبي هريرة، به بلفظ: «لا أُلفِينَّ يجيءُ أحدُكم يوم القيامة على رَقَبَته فرسٌ لها حَمْحَمَة ... » . (8) في (ك) : «حملها» . الحديث: 902 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 322 903 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة، عَنْ عُمرَ بنِ ذَرٍّ، عَنِ ابْنِ أخي أنس (1) ، عن عمِّه أنس (2) : أنَّ النبيَّ (ص) بعثَ عَلِيًّا إِلَى قومٍ يقاتلُهم، ووَجَّهَ خلفَهُ رَجُلً (3) ، فَقَالَ: لاَ تَدْعُهُ مِنْ خَلْفِهِ؟ قَالَ أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ أخطأَ فِيهِ ابنُ عُيَينة، وَلَيْسَ هُوَ بِابْنِ أَخِي أَنَسٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عمِّه (4) . وعمُّه لَيْسَ هُوَ أنسَ بْنُ مَالِكٍ، وَهُوَ مُرسَلٌ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: مَنْ عمُّه؟ قَالَ: لا أَدْرِي مَنْ عَنَى (5) .   (1) هو: إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة كما جاء مصرَّحَا به في رواية الطبراني في "الأوسط" (8265) من طريق عثمان بن يحيى القرقساني، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ عمر بن ذر، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك، به. وكذا ذكره الدارقطني في"العلل" كما سيأتي في التعليق آخر المسألة. وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: ابن أخي أنس بن مالك لأُمِّه. (2) قوله: «عن عمه أنس» سقط من (ف) . (3) كذا، والجادَّة: رجلاً، بالألف، لكنَّها حذفت هنا على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (31/194) يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الله بن أبي طلحة الأنصاري، وذكر أنه يروي عن عمِّه عُمَرَ بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي طلحة، ويروي عنه عمر بن ذر، فالظاهر أنه هذا، والله أعلم. وانظر التعليق التالي. (5) أي: من قصد بقوله: «عمه» . وهذا الحديث ذكره الدارقطني في "العلل" (948) ، فقال: «رواه عمر بن ذر، واختُلِف عنه: فرواه أحمد بن عبد المؤمن المصري، عن إسماعيل بن إسحاق الأنصاري، عن عمر بن ذر، فقال: عن يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رجل، عن أبي طلحة؛ قال: بعث النبي (ص) عليًّا. وقد وقع في هذا الإسناد وهم في مواضع: في قوله: يحيى بن أبي إسحاق، وإنما هو: يحيى بن إسحاق. وفي قوله: عن رجل، عن أبي طلحة، وإنما روى هذا الحديث عمر بن ذر، عن يحيى بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي طلحة: أن النبي (ص) بعث عليًّا. وقيل: عن وكيع، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنِ يحيى بن إسحاق، عن علي. وقيل: عن ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذر، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ولا يصحُّ، والمرسل أصحُّ» اهـ. الحديث: 903 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 323 904 - وسمعتُ (1) أَبِي (2) وَذَكَرَ حديثَ صَفْوان (3) ، عَنِ الْوَلِيدِ (4) ، عَنْ شَيْبان (5) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (6) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ (7) ، وَإذَا (8) اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ. قَالَ أَبِي: كَانَ صَفْوان ربَّما يَرْويه فَيَقُولُ: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . ويَرْويه شَيْبان فيَضْطَرِبُ فِيهِ، مَرَّةً يَقُولُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (9) (10) ، وَأَحْيَانًا يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (953) . (2) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (3) هو: ابن صالح المؤذِّن. (4) هو: ابن مسلم. (5) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. (6) هو: ذَكْوان السَّمَّان. (7) في (ت) : «وفيه» ، وفي (ك) : «وثية» ، ولم تُعجَم الياء. (8) في (ت) و (ف) و (ك) : «وإن» بدل: «وإذا» . (9) من قوله: «عن النبي (ص) ويرويه شيبان ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (10) أما روايته له عن أبي هريرة: فهي التي ذكرها المؤلف في صدر المسألة عن صفوان، عن الوليد، عنه. وأما روايته له عن ابن عباس: فأخرجها أبو يعلى في "معجمه" (79) من طريق أبي الوليد أحمد بن عبد الرحمن، وأخرجها ابن حبان في "صحيحه" (4592) من طريق هشام بن خالد الأزرق، كلاهما عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ شَيْبَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صالح، عن ابن عباس، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/339 رقم 10844) من طريق صَفْوَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ، عَنْ شَيْبَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن ابن عباس، به. وهذا يدلُّ على أن الاختلاف من صفوان، وليس من شيبان، إلا أن يكون هناك من رواه عن شيبان بذكر أبي هريرة غير الوليد بن مسلم، من رواية صفوان، عنه. الحديث: 904 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 324 والصَّحيحُ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَشُ (1) ، عَنْ مُجاهِد، عَنْ (2) طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) (3) . قَالَ أَبِي: ويَظُنُّ قومٌ أنَّ حديثَ الْوَلِيدِ غريبٌ. 905 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بن عبد العزيز (5) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (6) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ شَيءٍ مِنْ لَهْوِ الدُّنْيَا بَاطِلٌ، إلاَّ ثَلاَثًا: تَأديبُكَ فَرَسَكَ، وَرَمْيُكَ عَنْ قَوْسِكَ، وَمُلاَعَبَتُكَ أَهْلَكَ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنَ الحَقِّ. فقال رسولُ الله (ص) : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ الجَنَّةَ (7) بِالسَّهْمِ الوَاحِدِ الثَّلاَثَةَ ... ، فذكرتُ (8) لهما الحديثَ؟   (1) في (ك) : «عن الأعمش» . (2) قوله: «عن» تصحَّف في (ت) إلى «بن» . (3) وقد رواه البخاري (1834) ، ومسلم (1353) من طريق منصور، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عباس، به. (4) نقل هذه المسألة بتمامها الزيلعي في "نصب الراية" (4/274) ، وستأتي برقم (997) ، وانظر المسألة رقم (955) . (5) روايته عند الطبراني في "الأوسط" (5309) ، والحاكم في "المستدرك" (2/95) . قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم» ، فتعقَّبه الذهبي بقوله: «كذا قال، وسويد متروك» . (6) هو: محمد. (7) قوله: «الجنة» سقط من (ف) . (8) من قوله: «إن الله عز وجل ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . الحديث: 905 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 325 فَقَالا: هَذَا خطأٌ، وَهِمَ فِيهِ سُوَيد؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَجْلان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي حُسَين؛ قَالَ: قَالَ (1) : بلغني أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ ... (2) . كَذَا رَوَاهُ اللَّيْثُ (3) ، وحاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وجماعةٌ - وَهُوَ الصَّحيحُ - مُرسَلً (4) . قال أبي (5) : ورواه ابن عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَين، عَنْ رجُلٍ، عَنْ أَبِي الشَّعْثاء (6) ، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ أَيْضًا مُرسَلٌ (7) . 906 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ حَكَّام، عَنْ شُعْبَة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان، عَنْ أَبِي المُتَوكِّل النَّاجي (8) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: أَهْدَى مَلِكُ الرُّومِ (9) إِلَى النبيِّ (ص)   (1) كذا في جميع النسخ! وفي الموضع السابق من "نصب الراية": «قال» مرة واحدة. (2) في "نصب الراية": «قال: فذكره» . (3) في (ش) : «روي الليث» ، وهو: ابن سعد. (4) كذا، وهو حالٌ منصوب، وقد ورد على الجادَّة: مرسلاً، في "نصب الراية"، لكنَّه جاء هنا بحذفها على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (6) في (ك) : «أبي شعثاء» . وأبو الشعثاء هو: جابر بن زيد. (7) الحديث رواه الترمذي (1637) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين: أن رسول الله (ص) قال ... فذكره هكذا مرسلاً، ولم يتكلم عليه بشيء. (8) هو: عليُّ بن داود. (9) في رواية الحاكم الآتية: «أهدى ملك الهند» ، وفي "الجرح والتعديل" (6/228) : «أن النجاشي أهدى» . الحديث: 906 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 326 هَدَايَا، فَكَانَ فِيمَا أهدَى إِلَيْهِ جَرَّةٌ فِيهَا زَنْجَبِيل (1) ؟ فَقَالا: لا نَعْرفُه مِنْ حَدِيثِ شُعْبَة! رَوَاهُ (2) يَزِيدُ (3) بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيان بْنِ حُسَين، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ (4) ، عَنْ أَنَسٍ (5) . قلتُ: فَهَذَا صَحيحٌ؟   (1) الحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (3/267) ، والطبراني في "الأوسط" (2416) ، وابن عدي في "الكامل" (5/137) ، والحاكم في "المستدرك" (4/135) من طريق عَمْرُو بْنُ حكَّام، عَنْ شُعْبَةَ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ شعبة إلا عمرو» . وقال الحاكم: «لم أخرج من أول هذا الكتاب إلى هنا لعلي بن زيد بن جُدعان القرشي- رحمه الله تعالى- حرفًا واحدًا، ولم أحفظ في أكل رسول الله (ص) الزَّنجبيل سواه، فخرجته» . فتعقَّبه الذهبي بقوله: «هذا مما ضَعَّفوا به عمرًا؛ تركه أحمد» . وأما قول الحاكم: «لم أخرج من أول هذا الكتاب إلى هنا لعلي بن زيد بن جُدعان القرشي رحمه الله تعالى حرفًا واحدًا» : ففيه نظر! فقد أخرج له في (2/556) محتجًّا به، ومصححًا لحديثه. انظر "مختصر المستدرك" لابن الملقن (5/2655) . (2) في (أ) و (ش) : «روى» . (3) في (ت) و (ك) : «ابن زيد» بدل: «يزيد» . (4) في (أ) و (ش) : «يزيد» . (5) الحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (5/137-138) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ سُفْيَانَ، به. ثم قال ابن عدي: «وهذا لا يرويه عن شعبة غير عَمرو بن حكَّام، فَقَالَ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سعيد، ورواه سفيان بن حسين من رواية يزيد عنه، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أنس كما ذكرت، وتكلَّم الناس في عمرو بن حكَّام؛ حيث روى عن شعبة هذا الحديث، وقد رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ عَنْ أنس، فكان الاختلاف من علي بن زيد فإذا كان بهذه الصورة؛ لأن علي بن زيد يحتمل أن يخلِّط، ويبرأ عمرو بن حكَّام من العُهدة، ويبقى عليه أنه لم يروه عن شعبة غيره» . وكذا جاءت عبارة ابن عدي في المطبوع! وكذا هي في مخطوط "الكامل". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 327 قَالا: هَذَا أشبهُ. وَأَمَّا حديثُ عَمْرو بْنِ حَكَّام: فَإِنَّهُ حديثٌٌ مُنكَرٌ (1) ؛ لا نعلَمُه أَنَّهُ رَوَاهُ أحدٌ سِوَى عَمْرو بْنِ حَكَّام (2) . قَالَ: قلتُ (3) : فَمَا حالُ عَمْرِو بنِ حَكَّام (4) ؟ قالا: لَيْسَ بقَويٍّ (5) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ قَدِمَ الرَّيَّ، فكَتَبَ عَنْهُ أخي أبو بَكْر (6) .   (1) قال الذهبي في "الميزان" (3/254) : «هذا منكر من وجوه [كذا!] : أحدهما: أنه لا يعرف أن ملك الروم أهدى شيئًا إلى النبي (ص) ، وثانيهما: أن هدية الزَّنجبيل من الروم إلى الحجاز شيء ينكره العقل! فهو نظير هدية التمر من الروم إلى المدينة النبوية، ورواه غيرُ واحد عن عمرو بن حكَّام» . (2) وكذا قال الطبراني وابن عدي - كما سبق -. وقال العقيلي في "الضعفاء" (3/267) : «ولا يعرف إلا بعمرو» ، وكذا قال الذهبي في "الميزان" (3/486) . وقال الخليلي في "الإرشاد" (2/490) : «لم يتابعه عليه أحد» . (3) قوله: «قلت» سقط من (ت) . (4) من قوله: «فإنه حديث منكر ... » إلى هنا سقط من (ك) . (5) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/228) : «سألت أبي عن عمرو بن حكام؟ فقال: خرج إلى خراسان، ورجع، فأخرج حديثًا كثيرًا عن شعبة، فلم يُنكرَ عليه إلا حديثُ الزنجبيل: إن النجاشيَّ أهدى إلى النبي (ص) الزَّنجبيل. قال أبي: فلا أبعد، فإن الحديث له أصل. قلت: ما تقول فيه؟ قال: هو شيخ ليس بالقوي، لين، يكتب حديثه» . (6) في "الجرح والتعديل" (6/228) : «قدم الرَّيَّ، وكتب عنه أخي أبو بكر، وليس بالقوي» . ... وقد توبع عمرو بن حكَّام عليه من أوجه لا تثبت، فرواه العقيلي في "الضعفاء" (3/267) من طريق أحمد بن عمر الوادي؛ قال: حدثنا النضر بن محمد الجرشي، ثنا شعبة ... به فذكره. قال العقيلي: قال الصَّائغ: هذا حديث عمرو بن حكَّام، وكان عند أحمد بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حكَّام، وعن النضر بن محمد، فانهدمت دارُه، وتقطَّعت الكتب، فاختلط عليه حديث عمرو بن حكَّام في حديث النضر، ولا يعرف إلا بعمرو، وهذا لأنهما جميعًا يحدثان عن شعبة، فحدث بهذا عن النضر بن محمد» . ورواه الذهبي في "الميزان" (3/485) من طريق محمد ابن أشرس - وهو متهم في الحديث- عن الحسين بن الوليد، عن شعبة، به. قال الذهبي: «هذا إنما يعرف بعمرو ابن حكَّام، عن شعبة، فالحسين بن الوليد من ثقات الخراسانيين، لا يحتمل هذا» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 328 907 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عَطاء بن يزيد، عن عُبَيدالله بْنِ عَدِيّ (4) بْن الخِيَار، عَنْ عبد الله بْنِ عَدِيٍّ الأنصاريِّ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رجلاً أتى النبيَّ (ص) ليستَأذِنَهُ فِي قَتْلِ رجلٍ مِنَ المنافقينَ ... الحديثَ (5) ؟   (1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو. وفي هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. (3) في "المصنف" (18688) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد (5/433 رقم 23671) ، وابن حبان (5971) ، وابن عبد البر في " التمهيد " (10/166-167) . قال ابن عبد البر (10/161) : «وأما طرق حديث ابن شهاب، عن عبيد الله بن عدي ابن الخيار: فقد ذكرها إسماعيل بن إسحاق القاضي مستقصاةً مجوَّدة، ونحن نذكرها عنه» ثم شرع في ذكرها. ونقل عن إسماعيل القاضي قوله بعد ذكره طرقَ الحديث: «وليس فيهم أجودُ من رواية معمر إن كان عبد الرزاق ضبط عن معمر..» . وذكر ابن حجر الحديث في "الإصابة" (6/164) وقال: «إسناده صحيح، وقد جوَّده معمر، عن الزهري. ورواه مالك والليث وابن عيينة، عن الزهري فقالوا: عن رجل من الأنصار، ولم يسمُّوه» (4) في (أ) : «غدي» . (5) قوله: «الحديث» سقط من (ك) . الحديث: 907 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 329 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: عن عُبَيدالله ابن عَدِيٍّ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) . قلتُ لأَبِي: الخطأُ ممَّن هو (2) ؟ قال: مِنْ عبد الرزَّاق. 908 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ ابن مسلم، عن عبد الله بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْر (3) ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سلاَّمٍ الأسْوَدَ (4) ؛ قَالَ: سمعتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَة؛ قَالَ: صلَّى بنا النبيُّ (ص) إِلَى بَعيرٍ مِنَ المَغْنَم، فلمَّا سَلَّم أَخَذَ وَبَرَةً مِنْ جَنْبِ البَعِير فَقَالَ: وَلاَ يَحِلُّ لِي مِنْ غَنَائِمِكُمْ هَذِهِ إلاَّ الخُمُسُ، وَالخُمُسُ مَرْدُودٌ فِيكُمْ؟ قَالَ أَبِي (5) : ما أدري ما هَذَا (6) ؟! لَمْ يسمَعْ أَبُو سلاَّم من عمرو   (1) رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (1/171) عَنِ الزهري، عن عطاء، عن عبيد الله بن عدي، عن النبي (ص) مرسلاً. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (10/150) : «هكذا رواه سائرُ رواة "الموطأ" عن مالك، إلا روحَ بن عبادة؛ فإنه رواه عن مالك متصلاً مسندًا» . ورواه أحمد في "المسند" (5/432-433 رقم 23670) عن عبد الرزاق؛ أخبرنا ابن جريج؛ أخبرني ابن شهاب، عن عطاء، عن عبيد الله بن عدي: أن رجلاً من الأنصار حدَّثه ... فذكره. وقوله: «مرسل» : يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) قوله: «هو» من (ت) و (ك) فقط. (3) في (ك) : «زيد» . (4) هو: مَمْطور الحَبَشي. (5) في (ك) : «إني» . (6) في (ت) : «يا هذا» . الحديث: 908 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 330 بْنِ عَبَسَة شَيْئًا؛ إِنَّمَا يَروي عَنْ أَبِي أُمامَة، عَنْهُ (1) . 909 - وسمعتُ أبي وذكَرَ حديثًا رواه عُبَيدالله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوان بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ بْنِ أَبِي اللَّجْلاج (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قولَهُ -: لا يَجْمَعُ اللَّهُ غُبَارًا فِي سبيلِ اللَّهِ، ودُخَانَ جهنَّم فِي مَنْخِرَيْ عَبدٍ مُسْلِمٍ ... الحديثَ. قَالَ أَبِي: قَالَ لَنَا أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيث (3) ؛ وَإِنَّمَا هُوَ صَفْوَانُ بْنُ أَبِي يَزِيدَ، وأَرى أنَّ بين عُبَيدالله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ وَبَيْنَ صَفْوان: سُهَيلَ بْنَ أبي صالح (4) .   (1) الحديث رواه أبو داود في "سننه" (2755) ، والحاكم في "المستدرك" (3/616-617) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/339) من طريق عبد الله بن العلاء؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَلامٍ الأَسْوَدَ قال: سمعت عمرو ابن عبسة، به. وقد وقع في هذا الحديث اختلاف كثير انظره في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (5/187-198 رقم982) . (2) اسمه القَعقاع، وقيل: حصين، وقيل: خالد. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/136) : «قعقاع ابن اللَّجلاج: روى عن أبي هريرة، روى عنه صفوان ابن أبي يزيد، سمعت أبي يقول ذلك، وقال محمد بن عمرو: عن حصين بن اللَّجلاج. قال يحيى بن معين - فيما ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عنه -: أن القعقاع أصوب» . (3) أي: هكذا قال لنا أبو صالح - وهو عبد الله بن صَالِحٍ، كَاتِبُ اللَّيْثِ - عَنِ اللَّيْث، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوَانَ بن يزيد. (4) الحديث رواه النسائي في "سننه" (3115) من طريق شعيب بن الليث، عن الليث، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوَانَ بن أبي يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ بْنِ اللَّجلاج، عن أبي هريرة، به موقوفًا. ورواه أحمد في "المسند" (2/256 رقم7480) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2402) ، والنسائي (3114) من طريق محمد بن عمرو، عن صفوان، عن حصين ابن اللَّجلاج، عن أبي هريرة، به مرفوعًا إلى النبي (ص) . ورواه النسائي (3110) من طريق جرير، وفي (3112) من طريق ابن الهاد، وسعيد ابن منصور في "سننه" (2401) من طريق خالد بن عبد الله، ثلاثتهم عن سهيل ابن أبي صالح، عن صفوان، عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة، به مرفوعًا. ورواه النسائي (3111) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ بن أبي صالح، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ خالد ابن اللجلاج، عن أبي هريرة، به مرفوعًا. قال الدارقطني في "العلل" (1601) : «يرويه سهيل بن أبي صالح ومحمد بن عمرو واختُلِف عنهما: فَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سهيل ومحمد بن عمرو فقال: عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ القعقاع بن اللجلاج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . خالفه خالد الواسطي؛ رواه عن سهيل، عن صفوان بن أبي يزيد، عن القعقاع بن اللجلاج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . [ورواه عبدة ابن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ حصين بن اللجلاج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، والصَّواب: القعقاع بن اللجلاج] » . اهـ. تنبيه: ما بين معقوفين سقط من المطبوع من "العلل"، فاستدركناه من المخطوط (ج3/ق45/ب-46/أ) . الحديث: 909 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 331 910 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان (1) ، عَنْ عَاصِمٍ (2) ، عَنْ أَبِي وائل (3) ، عن عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لِرَسُولِ مُسَيْلِمَة: لَوْلاَ أَنَّ الرُّسُلَ لاَ تُقْتَلُ، لَقَتَلْتُكَ (5) . وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (6) ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن   (1) هو: الثوري. (2) هو: ابن أبي النَّجود. (3) هو: شقيق بن سَلَمة. (4) هو: ابن مسعود. (5) في (أ) : «لقتلك» . (6) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/404 رقم 3837) . الحديث: 910 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 332 مُعَيْن (1) السَّعْدي (2) ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: الثَّوْري أحفَظُ من أَبِي بَكْرٍ (3) ، وَأَرَى أَنَّ عَاصِمًا حَكَى عَنْ أَبِي وَائِلٍ: أنَّ رجلاً يقال له: أبو مُعَيْن (4) ، مَرَّ بمسجدِ   (1) كذا في جميع النسخ: «ابن مُعَيْن» ، وسيأتي بكنيته: «أبو مُعَيْن» ، وكلاهما صواب. وانظر التعليق بعد التعليقين التاليين. (2) في (ك) يشبه أن تكون: «السعيري» . (3) وقال الدارقطني في "العلل" (734) بعد أن ذكر الاختلاف في هذا الحديث: «والصواب: عن الثوري، عن عاصم» . (4) وكذا ذكر الدارقطني في "العلل" (5/88 رقم 734) أنه مرة يُنسَب، ومرة يُكنى. وهذا بعضٌ من الاختلاف في اسم هذا الرواي؛ فمنهم من قال - كما هنا -: «ابن مُعَين» ، وهذا جاء في بعض نسخ "الجرح والتعديل" (9/328 رقم1434) كما ذكر المحقق، وكذا جاء في"معرفة الثقات" للعجلي (2313/ترتيبه) ، لكنه ضُبط: «ابن مُعَيَّن» ، وذكر المرتِّب أن في الحاشية: «مُعَيْن بالتخفيف» ، وكذا جاء في "معرفة الصحابة" لأبي نعيم (2/ل297/أ) : «ابن مُعَيْن» = = مضبوطًا، وذكر أنه كذا عند ابن منده. وأما ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/346) فذكره هكذا: «ابن مُعَيْز» بالزاي، ونسبه لابن منده وأبي نعيم! وهذا الذي ذكره الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (4/2016-2017) ، حيث قال: «وأما مُعَيْز: فهو عبد الله ابن مُعَيْز - بالزاي - السَّعْدِي ... » الخ. وكذا جاء في بعض نسخ "الجرح والتعديل"، وهو الذي أثبته المحقق، وكذا جاء أيضًا في "طبقات ابن سعد" (6/196) ، و"مسند الإمام أحمد" (1/404 رقم3837) ، وكثيرٍ من المصادر التي أخرجت الحديث، وهذا الذي اختاره كثيرٌ ممن ألف في مشتبه النسبة، ومنهم ابن ماكولا في "الإكمال" (7/205) . وتعقَّب ذلك كله الحافظ ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (8/197-198) بعد أن حكى عن الذهبي قوله: «ومُعَيْز - تصغير مَعْز -: عبد الله بن مُعَيْز السَّعْدي، عن ابن مسعود، وعنه أبو وائل» ، ثم قال ابن ناصر الدين: «قلت: ذكره المصنِّف في كتابه "التجريد" في ذكر الأبناء، ولم يُسَمِّه، وذكر اسمَ والده بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح المثناة، تليها راء؛ فقال: ابن مِعْيَر، له إدراك، روى عنه أبو وائل، فخالف المصنِّف ما قيَّده هنا، والمعروف غيرُ هذين القولين، وهو ابن مُعَيْن - بضم الميم، وفتح العين، وسكون المثناة تحت، تليها نون -. وكذا ذكره ابن منده في "المعرفة"، فقال: ابن مُعَيْن، أدرك النبي (ص) ولم يره، روى عنه أبو وائل، يروي عن عبد الله. انتهى. وكذا ذكره بالنون أبو الغنائم النَّرْسي، فروى في كتابه "حديث مختلفي الأسماء" من طريق عبد الله بن زيدان؛ حدثنا أبو كُرَيب؛ حدثنا أبو بكر، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن مُعَيْن السَّعْدي، فذكر قصَّةً فيها روايتُه عن عبد الله بن مسعود، تقدَّمت في حرف الحاء المهملة. نقلتُه مجوَّدًا من خط الحافظ عبد الغني المَقْدسي من كتاب النَّرْسي» . اهـ كلام ابن ناصر الدين. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 333 بَنِي (1) حَنِيف (2) ، فجعَلَ أَبُو بَكْرٍ: عن ابن مُعَيْن (3) ، والثَّوريُّ أَفهَمُ. 911- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بَكْرُ ابن يُونُسَ بْنِ بُكَير (5) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ أبي قَتَادة الأنصاريِّ (7) : أنَّ   (1) في (ت) و (ك) : «بين» . (2) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «حنيفة» . (3) انظر التعليق قبل التعليقين السابقين. (4) انظر المسألة الآتية برقم (1016) . (5) لم نقف على روايته، وسيأتي الحديث في المسألة رقم (1016) من طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عُلي بن رباح، به. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (17/293 رقم 809) ، والحاكم في "المستدرك" (2/92) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/330) من طريق عبيد بن الصَّبَّاح، عن موسى بن عُلي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة ابن عامر، به مرفوعًا، فجعله من مسند عقبة بن عامر. (6) هو: عُلَيُّ بن رَباح اللَّخْميُّ. (7) في جميع النسخ: «عن أبي قتادة، عن الأنصاري» ، وكأنه ضُرِب على قوله: «عن» الثانية في نسخة (أ) . الحديث: 911 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 334 رسولَ الله (ص) قَالَ: خَيْرُ الخَيْلِ: الأَدْهَمُ (1) ، الأَقْرَحُ (2) ، الأَرْثَمُ (3) ، المُحَجَّلُ (4) ثَلاَثً (5) ، طَلْقُ اليَمِينِ (6) ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أدْهَمَ فَكُمَيْتٌ (7) عَلَى هَذِهِ (8) الشِّيَةِ (9) ؟   (1) الأَدْهَمُ: الأسْوَد. والعربُ تقول: ملوكُ الخيل دُهْمُها. انظر "لسان العرب" (12/209) . (2) الأَقْرَحُ: الذي في جَبهَته قُرْحَة، وهي بياضٌ يسير في وجه الفَرَس، دون الغُرَّة. انظر "النهاية" لابن الأثير (4/36) . (3) الأَرْثَمُ: الذي أنفُه أبيضُ، وشَفَتُه العُليا. انظر "النهاية" (2/196) . (4) المُحَجَّلُ: الذي يرتفعُ البياضُ في قوائمه إلى مَوضِع القَيد، ويُجاوِزُ الأرساغَ ولا يُجاوِزُ الرُّكبَتَين؛ لأنهما مواضِعُ الأحْجال وهي الخَلاخيلُ والقُيودُ، ولا يكونُ التَّحجيلُ باليدِ واليدَين مالم يكُن معها رِجل أو رِجلان. "النهاية" (1/346) . (5) في (ف) : «فلت» ، وهو تصحيفٌ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وقد رسمت فيها هكذا: «ثلث» على الرسم القديم، ومثل ما أثبتنا جاء في المسألة رقم (1016) ، و"مسند أحمد"، وفي "صحيح ابن حبان": «المحجَّلُ ثلاثًا» ، وفي "سنن البيهقي": «المُحَجَّلُ الثَّلاث» ، وفي إحدى نسخ "مسند أحمد": «مُحَجَّل الثَّلاث» . وقوله: «ثلاث» فيما أثبتناه يحتمل وجهين: الأول: الرفع على أنه نائب فاعل لاسم المفعول «المحجَّلُ» ، والمراد: المحجَّلُ ثلاثٌ منه، أي: أنَّ التَّحجيل في ثلاثٍ من قوائمه فقط. والثاني: النصب على نزع الخافض، أي: المُحَجَّلُ في ثلاث، حُذفَ الخافض، فانتصَبَ ما بعده «ثلاثً» ؛ ويشهد لهذا روايةُ ابن حبَّان: «المحجَّلُ ثلاثًا» بألف تنوين النصب، لكنَّ الألف حُذفت هنا جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدَّم إيضاحها في المسألة رقم (34) ، وتقدَّم أيضًا في المسألة رقم (12) التعليق على نزع الخافض. (6) أي: يده اليُمنى مُطلَقَة، ليس فيها تحجيلٌ. انظر "النهاية" (3/134) . (7) الكُمَيْتُ من الخيل: بين الأسود والأحمر. "المصباح المنير" (ك م ت) (ص540) . (8) في (ك) : «هذا» ، والمثبت من بقية النسخ ومصادر التخريج. (9) كذا في (أ) وفي مصادر التخريج، ولم تنقط الياء في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «الشبه» بالباء الموحَّدة. والشِّيَةُ: العَلامَةُ. "المصباح المنير" (وش ي) (ص661) . والمراد: على هذه الصِّفة وهذا اللون من الخيل. انظر "النهاية" (2/522) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 335 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروَى هَذَا الحديثُ عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ (1) ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) ؛ وبَكْرُ بْنُ يُونُسَ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 912 - وسمعتُ (3) أَبِي ورأَى فِي كِتَابِي عَنْ هارونَ بنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بْنِ بِشْر، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) أربعَ أحاديثَ (5) : أحدُهَا: وأنَّ النبيَّ (ص) نَهَى أن يُسَافَرَ بالقُرآن ِ إِلَى أرضِ العَدُوِّ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذِهِ الأحاديثُ وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا هو: عن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) . 913 - وسألتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو بكرِ بن   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32562) عن الفضل بن دكين، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أبيه، عن النبي (ص) مرسلاً بنحوه. (2) كذا «مرسل» وهو حالٌ منصوب، وجاء بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليقُ عليها في المسألة رقم (34) . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (252) ، وفيها ذكرُ الأحاديث الأربعة جميعها. (4) اسم أبي الزناد: عبد الله بن ذكوان. (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أربعة أحاديث» ، لكن ما في النسخ جائز على مذهب البغداديين والكسائي. وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (252) . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (1395) . الحديث: 912 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 336 ُ عَيَّاش (1) ، عَنْ لَيث (2) ، عَنْ أَبِي الخَطَّاب (3) ، عَنْ أَبِي زُرْعَة (4) ، عَنْ ثَوْبان مولى رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: لعَنَ رسولُ اللَّهِ (ص) الرَّاشِيَ والمُرْتَشِيَ، وإنَّ هَذَا الفَيْءَ لا يُحِلُّ فيه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا (5) ، وإنَّ   (1) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (5115) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/279 رقم 22399) بلفظ: لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما. وأخرجه الحربي في "غريب الحديث" (3/1052) مختصرًا بلفظ: «المختلعات هنَّ المنافقات» . (2) هو: ابن أبي سُلَيم. (3) سأل الترمذي في "العلل الكبير" (304) البخاريَّ عن أبي الخطاب من هو؟ فقال: «لعله الهجري، وأبو زرعة لعله يحيى بن أبي عمر السيباني، وقال: كنيته أبو زرعة» . اهـ. وقد ترجم البخاري في "الكنى" (218) لأبي الخطاب الهجري، ثم ترجم لأبي الخطاب هذا الذي يروي عن أبي زرعة؛ فجعلهما اثنين. وقال ابن حجر في "التقريب" (8142) : «أبو الخطاب: شيخٌ لليث بن أبي سُلَيم، مجهول من السادسة» . وقال في "تهذيب التهذيب" (4/517-518) في الكلام عن أبي الخطاب هذا: «ذكر ابنُ مَنْده وابن عبد البر أنَّه يَروي عَنْ أَبِي زُرْعة بْنِ عَمْرِو بن جرير، والذي عند الترمذي عن أبي زُرْعة حَسْبُ، والأشبه: أنه أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السَّيْباني؛ فإنه شاميٌّ، وأبو إدريس شاميٌّ، وأما أبو زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ فإنه عراقيٌّ، ولا يُعرَفُ له روايةٌ عن الشاميين، قلت [والكلام لابن حجر] : تَبِعَ ابنُ منده وابنُ عبدِالبرِّ عبد الرحمن بن أبي حاتم؛ فإنه هكذا قال في كتابه "أبو الخطاب"، رَوى عَنْ أَبِي زُرْعة بْنِ عَمْرِو ابن جرير، وعنه لَيْث بن أبي سُلَيم. وكذا قاله الحاكم أبو أحمد، والظَّاهر ترجيح قَوْلهم، ولا مانع أن يكون أبو زُرْعة لقي أبا إدريس بمكة أو بغيرها» . اهـ. (4) قال ابن حجر في "التقريب أيضًا (8165) : «أبو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، قيل: هو ابن عمرو ابن جرير، وإلا فهو مجهول، من الخامسة» . (5) كذا في جميع النسخ، وكذا في المسألة الآتية برقم (1395) ، والجادَّة: «لا يَحِلُّ فِيهِ خيطٌ وَلا مِخْيَطٌ» كما ورد في جميع مصادر التخريج، لكن ما وقع عندنا لك أن تضبطه على أوجه ثلاثة؛ الأول: «لا يُحِلُّ فيه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا» ، والثاني: «لا يُحَلُّ فيه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا» ، والثالث: «لا يَحِلُّ فيه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا» : فالضبط الأول: يتخرَّج على أنَّ الفاعل ضمير يعود إلى رسول الله (ص) ، والتقدير: «إنَّ هَذَا الفيءَ لا يُحِلُّ فيه = = رسولُ الله (ص) خيطًا ولا مخيطًا» . والضبط الثاني: يتَّجه على قول الكوفيين ومن تابعهم في جواز إنابة الجارِّ والمجرور مُنَابَ الفاعل مع وجود المفعول به، عند بناء الفعل لما لم يُسمَّ فاعله وقد تقدَّم إيضاح مذهب الكوفيين في المسألة رقم (252) . والضبط الثالث: يصحُّ على الإضمار، والتقدير: «لا يَحِلُّّ فيه شيءٌ ولوكان خيطًا أو مِخْيَطًا» ؛ ففاعل «لا يَحِلُّ» : محذوفٌ، و «خيطًا» : خبر «كان» ، ولعل هذا أوفَقُ للمعنى المقصود، والله أعلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 337 المُخْتَلِعاتِ (1) هُنَّ المُنافقاتُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ ذَوَّادُ (2) بْنُ (3) عُلْبَة (4) ، وابنُ أَبِي زَائِدَةَ (5) ، عَنْ لَيْث، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَة، عن أبي   (1) في (ك) : «المختلفات» . والمُختَلِعاتُ: اللاتي يطلُبنَ الخُلعَ والطَّلاقَ من أزواجهِنَّ بغير عُذر. اهـ. "النهاية" (2/65) . (2) في (ف) و (ك) : «داود» ، وفي (ش) : «داوذ» . وروايته أخرجه الترمذي في "جامعه" (1186) ، وفي "العلل الكبير" (304) ، والطبري في "تفسيره" (4841) ، وابن عدي في "الكامل" (3/122) ، والدارقطني في "الأفراد" (105/ب/أطراف الغرائب) محتصرًا بلفظ: «المختلعات هُنَّ المنافقات» . قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث غريبٌ من هذا الوجه، وليس إسناده بالقوي» . وقال في "العلل": «سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به أبو كُرَيب محمد بن العلاء، عن مُزاحم بن ذوَّاد بن عُلْبة، عن أبيه، عن ليث، عن صاحب له يقال له: عمر أبو الْخَطَّابِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أبي أدريس» . (3) علق عليها بهامش (ك) بما نصه: «وابن» . (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «علية» ، ولم تنقط في (ت) و (ك) . (5) هو يحيى بن زكريا. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (22085) ، وفي "المسند"؛ كما في "إتحاف الخيرة" (4900) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو يعلى في "المسند الكبير" - كما في "إتحاف الخيرة" (4900) -، والطبراني في "الكبير" (2/94 رقم 1415) . ورواه البزار في "مسنده" (1353/كشف الأستار) من طريق عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عن ثوبان، أن رسول الله (ص) لعن الراشي والمرتشي والرائش. قال البزار: «قوله: الرائش، لا نعلمها إلا من هذا الطريق، وإنما يرويه لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيم، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، وقد أدخل ذاود بن عُلْبة بينه وبين أبي زرعة رجلاً، فذكره عن أبي الخطاب، وأبو الخطاب فليس بالمعروف إلا انه قد روى عنه ليث غير حديث» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 338 إِدْرِيسَ الخَوْلانيِّ (1) ، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا الصَّحيحُ؛ قد وصلوه؛ زادوا فيه رَجُلً (2) . 914 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان الثَّوري (4) ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد (5) ، عَنِ المُرَقِّعِ بنِ صَيْفي، عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ (6) ؛ قَالَ:   (1) هو: عبد الله بن ثُوَب. (2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، وسيأتي على الجادَّة: «رجلاً» في المسألة رقم (1395) . (3) نقل هذا النص بتصرف الزيلعي في "نصب الراية" (3/378) ، وانظر المسألة رقم (1019) . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (33107) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/178 رقم 17611) ، والترمذي في "العلل الكبير" (471) ، وابن ماجه في "سننه" (2842) ، والنسائي في "الكبرى" (8627) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/222) ، وابن حبان في "صحيحه" (4791) . (5) هو: عبد الله بن ذكوان. (6) هو: ابن الربيع بن صيفي. الحديث: 914 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 339 لمَّا خرَجَ رسولُ الله (ص) فِي بعضِ مَغَازيه، نظَرَ إِلَى امرأةٍ مَقْتُولَةٍ فَقَالَ: مَا كَانَتْ هَذِهِ (1) تُقَاتِلُ! ، فَنَهَى عَنْ قَتْلِ النِّساء والوِلْدان؟ قَالَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، يُقَالُ: إنَّ هذا مِنْ وَهَم ِ الثَّوْري؛ إِنَّمَا هُوَ: المُرَقِّعُ بْنُ صَيْفي، عن جَدِّهِ رياح (2) بنِ الرَّبيعِ أَخِي حَنْظَلَة، عَنِ النبيِّ (ص) . كذا يَرْوِيهِ مغيرةُ بنُ عبد الرحمن (3) ، وزيادُ بن سعد، وعبد الرحمن ابن أَبِي الزِّناد (4) . قَالَ أَبِي: والصَّحيحُ هذا (5) .   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «هذا» . (2) في (أ) و (ت) و (ك) : «رباح» بالموحدة، وكذا في "نصب الراية" (3/388) نقلاً عن "العلل"، ولم تنقط في (ش) و (ف) . والمثبت هو الصَّواب، وانظر تفصيل ذلك في المسألة رقم (1019) . (3) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2623) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/488 رقم15992) و (4/346 رقم19043 و19044) ، وابن ماجه في "سننه" (2842) ، والنسائي في "الكبرى" (8626) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1546) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/221 و222) ، و"شرح مشكل الآثار" (6137) ، وابن حبان في "صحيحه" (4789) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4620) . (4) يعني: عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ المُرَقِّعِ بن صَيْفي، عن جده. ورواية عبد الرحمن أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/488 رقم15993 و15994) و (4/178-179 رقم 17612) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/314) ، وفي "التاريخ الأوسط" (1/142) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2751) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6138) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4617 و4618) ، والحاكم في "المستدرك" (2/122) . (5) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث سفيان هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ المرقع، عن رَبَاحِ بْنِ الرَّبِيعِ أَخِي حَنْظَلَةَ الكاتب، هكذا رواه غير واحد عن أبي الزناد. وسألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: رباح بن الربيع. ومن قال: رياح بن الربيع هو وهم. قال أبو عيسى: رباح بن الربيع أصح. وقد روى بعض ولد رباح غير هذا عن جده وقال: رياح بن الربيع، وهكذا قال علي بن المديني: رياح» . اهـ. وقال الطحاوي في الموضع السابق" من "شرح المشكل": «ولا نعلم أحدًا تابع الثوري على روايته كذلك» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/314) بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «وقال الثَّوْرِيُّ: عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ مرقع، عن حنظلة الكاتب، وهذا وهم» . ونقل ابن ماجه (2842) عن ابن أبي شيبة قوله: «يخطئ الثوري فيه» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 340 915 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وكيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ نِيَار (1) ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عَائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة الرَّجُل الَّذِي أَتَى النبيَّ (ص) حين خرجَ إلى بَدْر،   (1) كذا في (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «دينار» ، عدا (ف) فهي محتملة بسبب طمس على الدال، أو تعديل للكلمة، ولعلها كانت «دينار» ، ثم ضُرب على الدال. والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33152) فقال: حدثنا وَكِيعٌ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ... فذكره. وقوله: «عن أبي نيار» تصحيف، وصوابه: «عن نيار» ؛ فقد أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2832/ط بشار) من طريق ابن أبي شيبة وعلي بن محمد، كلاهما عن وكيع، عن مالك، عن عبد الله بن يزيد، عن نيار، عن عروة، به. وانظر "تحفة الأشراف" (12/13 رقم 16358) . وأخرج الحديث أيضًا إسحاق بن راهويه في "مسنده" (759) ، فقال: أخبرنا وكيع، نا مالك بن أنس، عن عبد الله بْنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة ... فذكره هكذا بإسقاط: عبد الله بن يزيد. ومن طريق إسحاق رواه الدارمي (2/233) ، والنسائي في "الكبرى" (8760) ، لكن وقع اختلافٌ في روايتهما عما في "مسند إسحاق". أما الدارمي فإنه سمى: «عبد الله بن نيار» : «عبد الله بن دينار» . وأما النسائي فقال: أبنا إسحاق بن إبراهيم؛ قال: أبنا وكيع؛ قال: حدثنا مالك، عن فضيل بن أبي عبد الله، عن عبد الله بْنِ نِيَارٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة، به. فزاد في الإسناد: «فضيل بن أبي عبد الله» . وهذه الزيادة جاءت في بعض نسخ النسائي، فقد ذكر المزِّي في الموضع السابق من "التحفة" أن في رواية أبي علي الأسيوطي: «عن وكيع، عن مالك، عن عبد الله بن نيار» ، ولم يذكر «الفضيل بن أبي عبد الله» ، وهذا هو الموافق لرواية إسحاق في "مسنده". فدلَّ هذا على أن الاختلافَ في اسم هذا الراوي منشؤه من النُّسَّاخ بسبب تشابه الرسم بين «نيار» و «دينار» ، والله أعلم. الحديث: 915 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 341 فَقَالَ: جئتُكَ لأُِبايِعَكَ وأُصِيبَ (1) مَعَكَ، فقال له (2) النبيُّ (ص) : أَتُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ؟ ، قَالَ: لا (3) ، ثُمَّ أتاهُ فَقَالَ: نَعَمْ ... وذكَرَ الحديثَ؟ قَالَ: هَذَا وَهَمٌ (4) ، وَهِمَ فِيهِ وكيعٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الفُضَيل (5) بن أبي عبد الله، عن عبد الله بْنِ نِيار (6) ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (7) . 916 - وسألتُ أَبَا زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْروق، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبَايَة (8) بْنِ رِفاعَة بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيج، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيج؛ قال: أعطى النبيُّ (ص) أَبَا سُفْيانَ - يَوْمَ حُنَيْن (9) - وصَفْوانَ بنَ أُميَّة، وعُيَينةَ بنَ حِصْن، والأَقْرَعَ بن حابِس،   (1) في (ت) و (ك) : «وأوصيت» ، ولم تنقط في (أ) و (ف) . (2) قوله: «له» ليس في (أ) و (ش) و (ك) . (3) تتمة الحديث: «قال: فارجع؛ فلن أستعين بمشرك ... » . (4) قوله: «وهم» ليس في (أ) و (ش) . (5) في (ش) : «الفضل» . (6) في (ت) و (ك) : «دينار» . (7) من الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم أخرجه مسلم في "صحيحه" (1817) . (8) في (ت) و (ك) : «عبادة» . (9) في (ك) : «خيبر» . الحديث: 916 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 342 مِئَةً مِنَ الإِبِل (1) ... الحديثَ؟ فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثَّوري فَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنِ ابْنِ أبي نُعْم ٍ (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (5) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: مِمَّن الوَهَمُ؟ قَالَ: مِنْ عُمَرَ. 917 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (6) قَبِيصَةُ (7) ، عَنْ سُفْيان الثَّوري، عَنْ أيُّوب (8) ، عَنْ أَبِي العالِيَة (9) ، عَنْ أُبَيِّ (10) ابن كَعْبٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : بَشِّرْ هَذِهِ الأُمَّةَ بالسَّنَاءِ (11) ، والرِّفْعَةِ في   (1) أخرج مسلم هذا الحديث في "صحيحه" (1060) من طريق سفيان بن عيينة، به، ووقع عنده: «كل إنسان منهم مئة من الإبل» . (2) في (ك) : «قال» . (3) هو: سعيد بن مسروق. (4) في (ك) : «نعيم» . وهو: عبد الرحمن بن أبي نُعْم. (5) من هذا الوجه رواه البخاري (3344 و4667 و7432) عن سفيان الثوري. ورواه مسلم (1064) من طريق أبي الأحوص، كلاهما عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أَبِي نُعْم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري؛ قال: بعث عليٌّ وهو باليمن بذَهَبَة في تربتها إلى رسول الله (ص) فقسمها رسولُ الله (ص) بين أربعةِ نفر ... فذكر الحديثَ بطوله. (6) قوله: «عن حديث رواه» مكرَّر في (ت) . (7) هو: ابن عُقبة السَّوائي. وروايته عند عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/134 رقم21224) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1153) . (8) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (9) هو: رُفَيع بن مِهران الرِّياحي. (10) قوله: «أُبَي» ليس في (ك) . (11) السَّناءُ: الرِّفعَة، وعلوُّ المنزلة والقَدْر عند الله. انظر "النهاية" (2/414) . الحديث: 917 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 343 الدِّينِ، والتَّمْكِينِ فِي البِلاَدِ؛ فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيَا عَمَلاً لاَ يُرِيدُ بِهِ الآخِرَةَ، فَلَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ؟ فَقَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ أخطأَ فِيهِ قَبِيصَةُ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ مِنَ الحفَّاظ (2) ، فَقَالُوا: عَنِ الثَّوري، عَنِ المُغيرَة بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الرَّبيع بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العالِيَة، عَنْ أُبَيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . 918 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالواحدِ بنُ عَمرِو بنِ صَالِحٍ قَاضِي رامَهُرْمُز (4) ، عَنْ عَبْدِ الرَّحيم الرَّازي (5) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ سِماك (6) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قِيلَ للنبيِّ (ص) حِينَ فرَغَ مِنْ بَدْر: عليكَ بالعِيرِ (7) ! لَيْسَ دونَها شيءٌ، فَنَادَاهُ العبَّاسُ وَهُوَ أَسِير: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وعَدَك إِحْدَى الطَّائفتَين؟   (1) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم فقط. (2) قوله: «الحفاظ» تصحَّف في (ت) و (ك) إلى: «أكفاء لم له» . (3) الحديث رواه أحمد (5/134 رقم21220) عن عبد الرزاق، ورواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (5/134 رقم21221) من طريق معتمر بن سليمان، ورواه الشاشي في "مسنده" (1491) ، والحاكم في "المستدرك" (4/311) من طريق زيد بن الحباب، ورواه الحاكم أيضًا (4/318) من طريق عبد الصمد بن حسان، كلهم عن سفيان، عن المغيرة، عَنِ الرَّبيع، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عن أُبَيّ، عن النبي (ص) . (4) في (ك) : «رام هو من» . ورامَهُرْمُز: مدينةٌ مشهورةٌ بنواحي خُوزِسْتان. "معجم البلدان" (3/17) . (5) هو: ابن سليمان. (6) هو: ابن حَرْب. (7) في (ت) و (ك) : «بالعين» . الحديث: 918 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 344 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، رَوَاهُ أبو كُرَيبٍ (1) وغيرُهُ، عن (2) عبد الرَّحيم، عَنْ إِسْرَائِيلَ (3) ، عَنْ سِماك، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) ؛ وَلَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ؛ لعلَّه دخلَ لَهُ (4) حديثٌ فِي حَدِيثٍ (5) . 919 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الشَّاذَكُوني (6) ، عَنِ (7) ابْنِ إِدْرِيسَ (8) ، عَنْ أَبِيهِ (9) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (10) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ لَهُ فَرَسٌ يُقَالُ لَهُ: المُرْتَجِزُ (11) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ الهَيثَمُ بنُ عَدِيٍّ، عَنْ إدريس، فأخذَهُ   (1) هو: محمد بن العلاء. (2) قوله: «عن» سقط من (ك) . (3) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. (4) قوله: «له» سقط من (ك) . (5) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36691) عن عبد الرحيم بن سليمان، عن إسرائيل، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2373) ، ورواه أحمد (1/229 رقم 2022) و (1/314 رقم 2873) ، والترمذي (3080) من طرق أخرى عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن» . وجوَّد إسناده الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (3/556) . (6) هو: سليمان بن داود. (7) في (ت) : «على» . (8) هو: عبد الله. (9) هو: إدريس بن يزيد الأَوْدي. (10) كذا في جميع النسخ! وما في المصادر: «عدي بن ثابت» بدل: «أبي إسحاق» ، ومن ذلك ما سيأتي في سؤالات البرذعي لأبي زرعة. وأبو إسحاق المذكور هنا هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (11) سُمِّي بهذا الاسم لحُسن صَهيلِه. "النهاية" لابن الأثير (2/200) . الحديث: 919 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 345 الشَّاذَكُوني، فأقلَبَهُ (1) عَلَى ابْنِ إِدْرِيسَ (2) . 920 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جريرُ ابن حَازِمٍ (3) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُز، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نافعَ بْنَ الأَزْرَق (4) كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ يسألُه عَنْ سَهْمِ ذِي القُربَى، وَعَنْ قَتلِ الوِلدان ... الحديثَ. وَرَوَاهُ حمَّادُ بْنُ سَلَمة، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ: أَنَّ نافعَ بْنَ الأَزْرَق   (1) أقلَبَه: لغةٌ ضعيفة في «قَلَبَهُ» . وسبق التنبيه عليها في المسألة رقم (464) . (2) الحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (7515) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/125) و (3/364) ، والحاكم في "المستدرك" (2/608) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/334) جميعهم من طريق سليمان الشاذكوني، عن عبد الله بْن إدريس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عدي إلا إدريس، ولا عن إدريس إلا ابنه، تفرَّد به الشاذكوني» . وقال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص562-564) : «وقال لي أبو زرعة: رأيت في كتاب الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ، عَنْ إِدْرِيسَ الأَوْدي، عَن عدي بْن ثابت، عَن سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس قال: كان اسمُ فرس النبيِّ (ص) : المُرْتَجِز. وقال أبو زرعة: قال سليمان الشاذكوني: حدثنا به ابن إدريس، عن أبيه. فاتَّهمتُ أنه أخذه من الهيثم. ثم قال أبو زرعة: ذاك اللسان والفصاحة، بأي شيء خُتِم له نسأل الله السَّتر! ثم قال: شَمِتَ به علي بن المديني» . اهـ. ويعني بقوله: «ذاك اللسان والفصاحة ... » : سليمان الشاذكوني. وضعَّف الشيخ الألباني هذا الحديث في "السلسلة الضعيفة" (4227) . (3) في (ك) : «جرير، عن حازم» . (4) كذا! والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (1/248 و294 رقم2235 و2685) ، ومسلم في "صحيحه" (1812) ، والنسائي في "الكبرى" (11577) من طريق جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هرمز؛ قال: ثم كتب نَجدةُ بن عامر إلى ابن عباس ... فذكره. ونافع بن الأزرق من رؤوس الخوارج، وإليه تنسب طائفة الأزارقة، وكان قد خرج في أواخر دولة يزيد بن معاوية. "لسان الميزان" (6/144) . ونجدة: هو ابن عامر الحروري، من رؤوس الخوارج، خرج باليمامة عَقِب موت يزيد بن معاوية، وقدم مكة، وله مقالات معروفة، وأتباع انقرضوا. انظر "لسان الميزان" (6/148) أيضًا. الحديث: 920 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 346 كَتَبَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، مُرسَلً (1) ؟ قَالَ أَبِي (2) : قَدْ زَادَ جَريرٌ فِيهِ (3) رجلَيْنِ، وَوَصَلَهُ، وَهُوَ صحيحٌ، وحمَّادٌ قَدْ (4) نقَصَ رجلَيْنِ. 921 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ الوهَّاب الثَّقَفي (5) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء (6) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ يَوْمَ بَدْر: هَذا (7) جِبْرِيلُ، آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ، عَلَيْهِ أَدَاةُ (8) الحَرْبِ (9) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيبة (10) ، عن عبد الوهَّاب   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) قوله: «قال أبي» سقط من (ف) . (3) في (ك) : «فيه جرير فيه» . (4) قوله: «قد» ليس في (أ) و (ش) . (5) هو: عبد الوهَّاب بن عبد المجيد. (6) هو: خالد بن مهران. (7) في (ت) و (ك) : «وهذا» . (8) في (ك) : «أذاة» . (9) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (3995 و4041) من طريق إبراهيم بن موسى، به. (10) هو عنده في "المصنف" (36656) . الحديث: 921 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 347 الثَّقَفي (1) ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكرمَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ ... وَهَذَا الصَّحيحُ، وَلا أَدْرِي مِنْ أينَ جاءَ إبراهيمُ ابن مُوسَى بِابْنِ عَبَّاسٍ! 922 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو رَبِيعَةَ فَهْدُ بْنُ عَوْف (3) ، وَيَحْيَى بن عبد الحميد الحِمَّاني (4) ، عَنْ أَبِي عَوانة (5) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ (6) العِجْلي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الحَنَفي (7) ، عَنْ عليٍّ: أنَّ رسولَ الله (ص) أَمَره أَنْ يُغَوِّرَ (8) آبارَ بَدْر (9) ؟ قَالَ (10) أَبُو زُرْعَةَ: لا أعلمَ رُوِيَ هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي عَوانة غيرُ أَبِي رَبِيعَةَ والحِمَّانيِّ، وَلا أحسَبُه مِنْ حَدِيثِ أَبِي عَوانة؛ إنما (11) هو:   (1) قوله: «الثَّقَفِي» من (ت) و (ك) فقط. (2) في (أ) و (ش) : «وسألت أبي وأبا زرعة» . (3) أبو ربيعة هذا: اسمه: زيد، وفهد لقبه. (4) كذا ذكر ابن أبي حاتم رواية يحيى الحماني. والحديث رواه أبو نعيم في "الحلية" (4/367) من طريق يحيى الحماني؛ قال: ثنا قيس بن الربيع، عن هارون بن سَعْد، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ علي، به. (5) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. (6) في (أ) و (ش) : «سعيد» . وانظر "تهذيب الكمال" (30/85) . (7) هو: عبد الرحمن بن قيس. (8) في (ت) : «يعوّد» . ومعنى «يغوِّر آبارَ بدر» : يطمرها حتى تصيرَ مياهها بعيدةَ المنال، فكأنَّها غارت في الأرض. والله أعلم. (9) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/84) من طريق أبي ربيعة، ثنا أبو عوانة، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيد، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، به، ثم قال البيهقي: «وكذلك رواه يوسف بن خالد بن عمير، عن هارون. ويوسف وأبو ربيعة محمد [كذا!] بن عوف ضعيفان» . (10) في (ش) : «وقال» . (11) في (ش) : «وإنما» . الحديث: 922 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 348 مِنْ حَدِيثِ يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ السَّمْتي، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ (1) . 923 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا عَنْ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد (2) ، عن أَبان ابن أَبِي عَيَّاش، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: يُعْطَى الشَّهِيدُ ثَلاَثَةً: أَوَّلُ دُفْعَةٍ يَغْفِرُ (3) لَهُ ذُنُوبَهُ، وَأَوَّلُ مَنْ يَمْسَحُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ زَوْجَتُهُ مِنَ (4) الحُورِ العِينِ، وَإذَا وَجَبَ (5) إِلَى الأَرْضِ وَقَعَ فِي الجَنَّةِ (6) .   (1) في (أ) : «هارون بن سعيد» ، وهي محتملة في (ش) . والحديث رواه أبو نعيم في "الحلية" (4/367) من طريق يُوسُفَ بْنِ خَالِدٍ السَّمتي، عَنْ هارون بن سَعْد، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْحَنَفِيِّ، عَنْ علي، به. قال أبو نعيم: «رواه أبو عوانة عن هارون مثله» . (2) هو: ابن سَلَمَة. (3) كذا في (ت) ، ولم تنقط الياء في بقيَّة النسخ، وتحتمل في ضبطها وجهين: = ... الأول: «يَغْفِرُ» بالبناء للفاعل، و «ذنوبه» بالنصب مفعولاً به. ويكونُ الفاعل ضميرًا يعود إلى الله سبحانه، ولم يذكر لفظ الجلالة لفهمه من السياق. وانظر التعليق على المسألة رقم (400) . والثاني: «يُغْفَر» لِمَا لم يُسَمَّ فاعلُهُ، و «ذنوبه» بالرفع نائبًا للفاعل. (4) قوله: «من» سقط من (ت) و (ك) . (5) في (ف) : «وقع» . ومعنى: وَجَبَ: سَقَطَ. انظر "الغريبين" (6/1971) . (6) ذكر القزويني في "التدوين" (3/417) أن أبا طاهر محمد بن علي بن السَّقَّاء روى هذا الحديث عن موسى ابن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عن أبان، عن أنس، به. وعزاه المتقي الهندي في "كنز العمال" (11153) إلى الدارقطني في "الأفراد"، والديلمي. ولم أجده عند ابن طاهر في "أطراف الغرائب" (69) في باب: أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أنس، ولكن وجدته ذكر في (ق 70) في باب: حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس حديثًا بلفظ: «من طلب الشهادة ... » الحديث، وقال: «تفرد به شيبان بن فرُّوخ، عن حماد، وأخرجه مسلم في "الصحيح" عن شيبان كذلك» . وهذا الحديث أخرجه مسلم - كما قال الدارقطني - (1908) من طريق شيبان بن فرُّوخ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : «من طلب الشَّهادة صادقًا أُعطيها، ولو لم تُصبه» . قال ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في صحيح مسلم" الحديث (24) : «ووجدت فيه -أي "صحيح مسلم"-: عن شيبان، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : «من طلب الشَّهادةَ صادقًا أُعطيها، وإن لم تُصبه» قال: ووافقه على هذه الرواية المؤمَّل بن إسماعيل. وهذا حديث وهم فيه شيبان والمؤمل جميعًا، فأما المؤمل فكان قد دفن كتبه، وكان يحدث حفظًا فيخطئ الكثير. والصَّحيح: ما رواه الحجاج بن المنهال وموسى بن إسماعيل والعبسي، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) ، وعن حَمَّاد، عَنْ ثَابِت، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً مثله. والصحيح من حديث ثابت مرسل، وحديث أبان مسند» . اهـ. الحديث: 923 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 349 قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ مُؤَمَّلٌ (1) ، عَنْ حمَّاد، عَنْ ثَابِتٍ (2) ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) ؛ وأَبانُ أصَحُّ. 924 - وسمعتُ أَبِي وَقِيلَ لَهُ: حديثٌ يَرْوِيهِ الجُرَيريُّ (3) ، عَنْ أبي عبد الله؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عُمَرَ: هَلْ تَعْلَمُ عَمَلً (4) فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا الجهادَ؟ فَقَالَ: كُلُّ (5) عَمَلٍ صَالِحٍ فَهُوَ (6) فِي سَبيلِ اللهِ. فَقِيلَ لأَبِي: مَن هذا أبو عبد الله؟ وهل يُسمَّى؟   (1) هو: ابن إسماعيل. (2) هو: ابن أسلم البُناني. (3) هو: سعيد بن إياس. (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) في (ت) و (ك) : «كان» بدل: «كل» . (6) قوله: «فهو» ليس في (ف) . الحديث: 924 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 350 فَقَالَ: لا أعلَمُه، إِلا أَنَّهُ يُروى عن أبي عبد الله الجَسْري، وَهُوَ: حِميَريُّ (1) بْنُ بَشِير، فَلا أَدْرِي هُوَ ذَا أَمْ لا؟ 925 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا يَرْوِيهِ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ بُدَيل بْنِ مَيْسَرة، عَنْ عبد الله بْنِ شَقيق، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنِ (3) ؛ قَالَ: أتيتُ رسولَ اللَّهِ (ص) وَهُوَ بِوادي القُرى (4) ؛ قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، لِمَنِ المَغْنَمُ؟ قَالَ: لِلَّهِ سَهْمٌ، وَلِهَؤُلاَءِ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ ... الحديثَ.   (1) في (ت) و (ك) : «حمير» ، وانظر ترجمة: «حميري» هذا في "التقريب" (1579) . (2) روايته عند أبي يعلى في "مسنده" (7179) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/229) ، والبيهقي في "سننه" (6/336) . (3) يقال هذا لبني القَيْنِ من بني أسَد، كما قالوا: بَلْحارث وبَلْهُجَيم، وهو من شواذِّ التخفيف. انظر "لسان العرب" (ق ي ن) (13/352) . (4) قوله: «القرى» سقط من (أ) و (ش) . ووادي القُرى: وادٍ بين الشَّام والمدينة، وهو بين تَيْماء وخَيبر، فيه قُرًى كثيرةٌ، وبها سُمِّي: وادي القُرى. "معجم البلدان" (4/338) . الحديث: 925 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 351 وَرَوَى أَيْضًا حمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (1) ، عَنْ بُدَيلٍ، وخالدٍ الحَذَّاء، والزُّبَير بن الخِرِّيت (2) ، عن عبد الله بْنِ شَقيق (3) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنِ؛ قَالَ: أتيتُ رسولَ اللَّهِ (ص) ... الحديثَ (4) . وَرَوَاهُ وُهَيبُ بْنُ خَالِدٍ، عن خالد الحَذَّاء (5) ، عن عبد الله بْنِ شَقيق، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنِ، عَنْ رجُلٍ مِنْ قَوْمِهِ؛ قال: أتيتُ النبيَّ (ص) ... . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا أصَحُّ. 926 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى ابن حَمْزَةَ (6) ، عَنِ المُطْعِم بْنِ المِقْدام، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ (7) ؛ أَنَّ معاويةَ قَالَ لابْنِ الحَنظَلِيَّة: حدِّثنا حَدِيثًا سمعتَهُ مِنْ رَسُولِ الله (ص) ، فقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: الخَيْلُ مَعْقودٌ فِي نَوَاصِيهَا الخَيْرُ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا عِنْدِي وَهَمٌ؛ رَوَاهُ أبو إسحاقَ الفَزاريُّ (8) ، عن   (1) روايته عند البيهقي في "السنن الكبرى" (6/324 و336) . (2) في (ت) و (ك) : «الحريث» . (3) في (ك) : «سفيان» بدل: «شقيق» . (4) ذكر ابن كثير في "التفسير" (4/4) هذا الحديث من رواية حماد بن زيد، وصحَّح سنده. (5) هو: خالد بن مهران. وقد اختُلِف على خالد هذا. فرواه عبد الله بن المبارك عنه بما يوافق رواية الحمَّادَين. أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/229) . ورواه هشيم عنه بما يوافق رواية وهيب بن خالد. أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2680) . (6) روايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/268) من طريق منصور بْن أَبِي مزاحم، عَن يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الْمُطْعِمِ، عن الحسن، قال: قال معاوية لابن الحنظلية ... فذكره. ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6/98 رقم 5623) ، و"مسند الشاميين" (914) من طريق هشام ابن عَمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ؛ ثنا الْمُطْعِمِ بْنِ الْمِقْدَامِ، عَنِ الْحَسَنِ بن أبي الحسن أنه قَالَ لابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ حَدِّثْنَا حَدِيثًا سمعته من رسول الله (ص) ، فقال: سمعتُ رسول الله (ص) ... ، فذكره هكذا: أن السائل لابن الحنظلية هو الحسن البصري! (7) هو: الحسن البصري. (8) هو: إبراهيم بن محمد. الحديث: 926 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 352 المُطْعِم بن المِقْدام، عن جَسْر (1) بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ يَعْلى بْنِ شَدَّاد، عَنْ سَهل بْنِ الحَنظَلِيَّة، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا أشبهُ. قلتُ لأَبِي: فَلِمَ لَمْ تَحكُم للحديثِ المُرسَل (2) ؟ فَقَالَ: المُطْعِم عَنِ الْحَسَنِ لَيْسَ لَهُ مَعْنًى؛ [لَمْ] (3) يُسْمَعْ مِنْهُ. والحسنُ البصريُّ عَنْ سَهل بْنِ الحَنظَلِيَّة لا يجيءُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري أحفَظُ وأتقنُ مِنْ يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ. 927 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهِقْلُ (5) ، وعَمْرُو (6) بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ (7) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أُمامة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: ثَلاثَةٌ كُلُّهُمْ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ ... . قَالَ: وَرَوَاهُ الوليدُ (8) ، وغيرُه، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ سُلَيمان، عَنْ أبي أُمامة، موقوفً (9) ؟   (1) في (ك) : «عن جبير» . (2) يعني: الإسناد الأول الذي فيه ذكر الحسن البصري. (3) مابين المعقوفين سقط من (أ) و (ش) و (ف) ، وتصحَّف في (ت) و (ك) إلى: «له» . (4) انظر ما يأتي في المسألة رقم (966) . (5) هو: ابن زياد. (6) في (ك) : «وعمر» . (7) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (8) هو: ابن مسلم الدمشقي. (9) كذا بلا ألف، وهو حالٌ منصوب، والجادَّةُ: «موقوفًا» ، لكن حذفت هنا ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 927 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 353 قَالَ أَبِي: هِقْلٌ أحفَظُ، والحديثُ مَوْقُوفٌ (1) أشبهُ (2) . 928 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزارِي (3) ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعي (4) ، عَنْ نُعَيم بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَمُرَة ابن جُنْدُب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ قَتَلَ قَتِيلاً، فَلَهُ سَلَبُهُ (5) ؟ قَالَ أَبِي: بَيْنَ نُعَيم وسَمُرَة: ابنُ سَمُرَة (6) ، عن سَمُرَة (7) .   (1) كذا، والجادَّةُ: «موقوفًا» ، أي: والحديثُ أشبَهُ موقوفًا. انظر التعليق السابق. (2) الحديث رواه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (51) من طريق هقل بن زياد. = ... ورواه الروياني في "مسنده" (1265) ، والطبراني في "الكبير" (8/99 رقم7491) ، وفي "مسند الشاميين" (1596) من طريق عمرو بن هشام البيروتي، وأبو داود في "سننه" (2494) من طريق إسماعيل بن عبد الله بن سماعة، وابن السنِّي في "عمل اليوم والليلة" (161) من طريق عمر بن عبد الواحد، أربعتهم، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النبي (ص) ، به. ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (1094) ، وابن حبان في "صحيحه" (499) من طريق عثمان بن أبي عاتكة. ورواه الطبراني في "الكبير" (7493) من طريق كلثوم بن زياد، كلاهما، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أبي أمامة، عن النبي (ص) . (3) هو: إبراهيم بن محمد. (4) في (ت) : «الأشجع» ، وفي (ك) : «الأَشَجّ» . وأبو مالك هذا هو: سعد بن طارق. (5) السَّلَبُ: هو ما يأخذه أحد القِرْنَين في الحرب من قِرْنه مما يكونُ عليه ومعَه من سلاح وثياب ودابَّة وغيرها. "النهاية" (2/387) . (6) يقال: اسمه: سليمان. انظر "تهذيب الكمال" (34/448-449) ، و"تهذيب التهذيب" (4/617) . (7) الحديث رواه الروياني في "مسنده" (859) عن عبد الرحمن بن يونس السراج، والطبراني في "الكبير" (7/246 رقم7000) من طريق محمد بن عيسى الطباع، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيِّ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَمُرَةَ، به. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/309) من طريق معاوية بن عمرو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مالك، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ؛ قال: حدثني ابن سمرة بن جندب، عن سمرة، به. ورواه ابن أبي شيبة (33072) ، وأحمد (5/12 رقم 20144) ، وابن ماجه (2838) من طريق أبي معاوية، عن أبي مالك، عن نعيم، عن ابن سمرة، عن أبيه، به. الحديث: 928 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 354 929 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي فُدَيك (1) ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعي، عن عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عن عثمان بن عبد الله بْنِ سُراقَة، عَنْ بُسْر (2) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ (3) ... ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رواه خالد الواسِطيُّ (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد ابن المُهاجِر بْنِ قُنفُذ (5) ، عَنْ بُسْر (6) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد، عن النبيِّ (ص) ؛ وهذا (7) الصَّحيحُ (8) .   (1) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها: البخاري في "التاريخ الكبير: (6/230) ، والطبراني في "الكبير" (5/246 رقم5233) ، وابن حبان (4632) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/422) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/206) . (2) في (ش) : «بشر» . (3) تمام الحديث: «وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بخير، فله مثلُ أجره» ؛ يقال: خَلَفْتُ الرجلَ في أهله: إذا أقمتَ بعدَه فيهم، وقمتَ عنه بما كان يفعلُه. "النهاية" (2/66) . (4) هو: خالد بن عبد الله، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في"الجهاد" (89) ، والطبراني في "الكبير" (5/246 رقم5234) . (5) في (ت) : «فيفد» . (6) في (ش) : «بشر» . (7) في (ت) و (ك) : «فهذا» . (8) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2843) ، ومسلم (1895) ، كلاهما من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زيد بن خالد الجهني، به. الحديث: 929 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 355 قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: مِمَّن الخطأُ؟ قَالَ: مِنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ. 930 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَنَسُ بْنُ عِيَاض (2) ، عن محمد ابن عَمرو، عَنْ عَبِيدَة بْنِ سُفْيان، عَنْ أَبِي الجَعْد الضَّمْرِي (3) ، عَنْ سلمان الفارسي، عن النبيِّ (ص) : رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبيلِ اللهِ (4) خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمرو، عَنْ مَكحول، عَنْ سَلْمَانَ؛ كَذَا رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (5) ، وإسماعيلُ بْنُ جَعْفَرٍ. قلتُ لَهُمَا: الوَهَمَُ ممَّن هُوَ؟ قَالا: من أبي ضَمْرَة (6) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (969) ، وفيها ذكرُ أبي حاتم أن الخطأ من ابن أبي أويس الرَّاوي عن أبي ضمرة أنس ابن عياض، وستأتي أيضًا برقم (1009) . (2) روايته ذكرها ابن أبي حاتم في المسألة رقم (969) = = من طريق إسماعيل بن أبي أويس، ورواها أبو زرعة في المسألة رقم (1009) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ، وأبي ثابت المديني، وأخرجها البزار في "مسنده" (2517) عن أحمد بن عبدة، والطبراني في "الكبير" (6/233 رقم6077) من طريق هارون بن موسى الفروي، كلهم عَنْ أَبِي ضمرة أَنَس بْن عياض، به. (3) صحابي، اختُلِف في اسمه، فقيل: أدرع، وقيل: عمرو، وقيل غير ذلك. (4) لفظ الجلالة «الله» ليس في (ك) . (5) هو: يحيى بن سعيد. (6) يعني: أنس بن عياض. قال الدارقطني في "الأفراد" (ق140/ب/أطراف الغرائب) : «تفرد به أبو ضمرة أنس ابن عِيَاضٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ سُفيان الْحَضْرَمِيِّ، عن أبي الجعد، عنه، ووهم فيه، وإنما رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مكحول، عن سلمان مرسلاً» . والحديث أخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (182) عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن سلمان، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9618) عن عبد الوهاب بن هشام بن الغاز، وابن أبي شيبة في "المصنف" (19446) عن عيسى بن يونس، كلاهما عن هشام بن الغاز، به. ورواه مسلم في "صحيحه" (1913) من طريق أيوب بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شرحبيل بن السِّمْط، عن سلمان، به، قال الرشيد العطار في "غرر الفوائد المجموعة" (ص241) : «وفي سماع مكحول من شرحبيل بن السمط نظر؛ فإن شرحبيل معدود في الصحابة ج، وتقدمت وفاته» . وقال (ص243) : «وإذا لم يثبت لمكحول سماع من شرحبيل، فإسناده مقطوع ... » إلخ. الحديث: 930 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 356 931 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ (2) ، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: غَدْوَةٌ (4) فِي سَبيلِ اللهِ (5) أَوْ رَوْحَةٌ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيها، وَلَوْ أنَّ امرَأةً مِنْ   (1) ستأتي هذه المسألة من طريق آخر عن حميد برقم (2131) . (2) لم نجده من طريقه، ولكنه لم ينفرد به، فقد تابعه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون في المسألة الآتية برقم (2131) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/141 و263-264 رقم 12437 و13780) ، والبخاري في "صحيحه" (6568) ، والترمذي (1651) ، وابن حبان في "صحيحه" (7398) ، جميعهم من طريق إسماعيل ابن جعفر بن أبي كثير أخي محمد هذا، عن حميد، به. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (3/141 و157 و263 رقم 12436 و12603 و13779) من طريق محمد بن طلحة ويحيى بن أيوب، والبخاري في "صحيحه" (2792 و2796) من طريق وهيب بن خالد، وأبي إسحاق الفزاري، وأبو يعلى في "مسنده" (3775) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، جميعهم عن حميد، به مرفوعًا. وأخرج بعضه مسلم في "صحيحه" (1880) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس، به مرفوعًا. (3) هو: ابن أبي حميد الطَّويل. (4) في (ك) : «غزوة» . (5) لفظ الجلالة «الله» ليس في (ف) . الحديث: 931 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 357 نِساءِ (1) أهلِ الجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إلَى (2) الأَرضِ، لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا ... الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا الأَنْصَارِيُّ (3) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، مَوْقُوفٌ (4) . قَالَ أَبِي: حديثُ حُمَيد فِيهِ مِثْلُ ذا كثيرٌ؛ واحدٌ عَنْهُ يُسنِدُ، وآخَرُ يُوقِفُ (5) . 932- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الثَّوري، عن عُبَيدالله (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كتبَ عُمَرُ إِلَى أُمَراءِ الأَجنَاد: ألاَّ يَأْخُذُوا (7) الجِزْيَةَ إِلا مِمَّن جَرَتْ عليه المَوَاسي (8) ؟   (1) قوله: «نساء» سقط من (ك) . (2) في (ت) و (ك) : «على» . (3) هو: محمد بن عبد الله. (4) رواه ابن المبارك في "الزهد" (257/رواية نعيم بن حماد) ، وفي "الجهاد" (23) عن حميد، عن أنس موقوفًا. وقوله: «موقوف» جاء في النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّةُ: موقوفًا، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) هذا يدلُّ على أن الوجهين صحيحان عن حميد، وتقدم أن ثمانية من الرواة روَوه عنه مرفوعًا، ولا يتصور = = اتفاق هؤلاء على الخطأ، وقد صحح البخاري هذا الحديث مرفوعًا كما سبق، فقول أبي حاتم في المسألة الآتية برقم (2131) : «هَذَا خَطَأٌ، الصَّحِيحُ عَنْ أَنَسٍ، موقوفً» : لا يُسَلَّم به. (6) هو: ابن عمر العُمَري. (7) في (ك) : «لا تأخذوا» . (8) في (أ) و (ش) : «الموسى» ، وفي (ك) : «المواشي» . والمراد: من نبتَتْ عانَتُه؛ لأن المواسِيَ إنما تجري على من أنبَتَ؛ أراد: من بلغ الحُلُمَ من الكفَّار. "النهاية" (4/372) . الحديث: 932 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 358 قَالَ أَبِي: ومنهُم مَنْ يَقُولُ: عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسلَمَ، عَنْ عُمَرَ (1) . قلتُ لأَبِي: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: الثَّوْرِيُّ حافظٌ، وأهلُ الْمَدِينَةِ أعلمُ بِحَدِيثِ نَافِعٍ مِنْ أَهْلِ الكُوفة (2) . 933 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان الواسِطي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيمان الرَّازي، [عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي] (4) ، عَنْ الرَّبيع بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العاليَة (5) ، عن عبد الله بن مُغَفَّل (6)   (1) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10090 و10096 و19267 و19273) من طريق عبد الله بن عمر وأيوب السَّختياني، وسعيد بن منصور في "سننه" (2632) من طريق حجاج بن أرطاة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (32626 و32630) من طريق عبيد الله بن عمر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/217) من طريق عمر بن محمد، جميعهم عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ عمر، به. (2) يشير إلى رُجْحان رواية أهل المدينة - الذين رَوَوه عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَسْلَمَ، عَنْ عمر - على رواية سفيان الثوري - وهو كوفي - مع كونه حافظًا. (3) ستأتي هذه المسألة برقم (1569) . (4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من المسألة رقم (1569) ؛ فهي تكرار لهذه. وأبو جعفر هو: عيسى بن أبي عيسى. والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (880) من طريق سعيد بن سليمان، عن إسحاق، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العالية، عن عبد الله بن مغفل، به. قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيث عَنْ عَبْد اللَّه بن مغفل إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو جعفر» . (5) هو: رُفَيع بن مهْرَان. (6) في (ك) : «مَعْقِل» . الحديث: 933 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 359 المُزَني؛ قَالَ: كنتُ آخِذًا (1) بِغُصْنٍ (2) مِنْ أَغْصان الشَّجَرة الَّتِي بايعَ رسولُ الله (ص) تحتها، فبايعناه (3) على ألاَّ نَفِرَّ. وسمعتُه حِينَ نَهَى عَنْ نَبِيذِ (4) الجَرِّ، وشَهِدتُّهُ حِينَ أمرَ بِشُرْبِه، وَقَالَ: اجتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا سعيدٌ، وَرَوَاهُ (5) الفَضْل بن دُكَين (6) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (7) ، عَنِ الرَّبيع، عَنْ أبي العالية، عن (8) عبد الله بْنِ مُغَفَّل أَوْ غَيْرِهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ (9) . 934 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (10) أسامةَ (11) ، عَنْ   (1) في (ش) : «آخذ» . (2) في (ك) : «بعض» . (3) في (أ) و (ش) : «بايعناه» . (4) النَّبِيذ: هو ما يُعمَل من الأشربة من التَّمر، والزَّبيب، والعَسَل، والحِنطَة، والشَّعير، وغير ذلك. "النهاية" (5/7) . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «وروى» . (6) هو: أبو نعيم، وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/229) ، والروياني في "مسنده" (902) . ووقع عند الطحاوي: «عن أبي العالية وغيره، عن عبد الله بن مغفل» . (7) هو: عيسى بن أبي عيسى الرازي، وقيل غير ذلك. (8) في (ش) : «و» بدل: «عن» ، وكذلك في (أ) وغيرت فيها بخط مغاير إلى: «عن» . (9) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23754) ، وأحمد في "المسند" (4/87 رقم 16804) ، والروياني في "مسنده" (903) ثلاثتهم من طريق وكيع، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العالية - أو غيره -، عن عبد الله بن مغفل، به. (10) قوله: «أبو» سقط من (ك) . (11) هو: حمَّاد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة (36976) ، وأحمد (3/112 رقم 12108) على الوجه الذي رجحه أبو حاتم. الحديث: 934 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 360 سُلَيمان بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو طَلْحَةَ لرسولِ اللَّهِ (ص) فِي بَعْضِ غَزَواته: أَلا تَرَى إلى أم سُلَيم في يدها خَنْجَرٌ؟! فقال النبيُّ (ص) : مَا تَصْنَعِينَ بِالخَنْجَرِ؟ ، قَالَتْ: إنْ دَنَا منِّي رجلٌ مِنَ العدوِّ، بَعَجْتُ (1) بطنَه؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (2) ؛ إنما هو: سُلَيمان ابن الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ (3) . 935 - قال أبو محمد (4) : قيل (5) لأَبِي زُرْعَةَ: الحديثُ الَّذِي يَرْوِيهِ شَريك (6) ، عَنِ الرُّكَين (7) ؛ قَالَ: حدَّثني عمِّي (8) ؛ قَالَ: أَصَابَ العدوُّ فَرَسًا لِي، ثُمَّ وَجَدتُّهُ (9) بعدُ فِي مَرْبَطِ سعدٍ، فقلت: فرسي! فقال: أقِمْ بَيِّنَتك ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ (10) أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ ما يرويه عليُّ ابن صَالِحٍ، عَنِ الرُّكَين، عَنْ أَبِيهِ (11) ؛ قَالَ: أَصَابُوا يَوْمَ القادسيَّة فَرَسًا ... وذكر   (1) أي: شققت. "النهاية" (1/139) . (2) ليس الخطأ من أبي أسامة؛ فقد رواه ابن أبي شيبة وأحمد من طريقه - كما سبق - على الصَّواب. (3) الحديث رواه مسلم (1809) ، وأحمد (3/286 رقم14049) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس، به. (4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) . (5) في (ف) : «وقيل» . (6) هو: ابن عبد الله النخَعي، القاضي. (7) في (ف) و (ش) : «الزكين» . والرُّكَين هو: ابن الربيع. (8) هو: يُسَير بن عَميلة. (9) في (ت) و (ك) : «وجدت» . (10) في (ت) و (ك) : «فقال» . (11) هو: الرَّبيع بن عَميلة. الحديث: 935 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 361 الحديثَ (1) . 936 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدَة بْنُ سُلَيمان (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الزُّهْري، عَنِ ابْنِ (3) طَلْحَة بْنِ عُبَيدالله، عَنْ مُعَاوِيَةَ - رجلٍ مِنْ بَنِي سُلَيم - قَالَ: جئتُ رسولَ اللَّهِ (ص) ، فَقُلْتُ (4) : يَا رسولَ اللَّهِ، أَرَدتُّ الجهادَ والغزوَ معك؛ قال النبيُّ (ص) : أَحَيَّةٌ أُمُّكَ؟ ، قلتُ (5) : نَعَمْ؛ قَالَ: الزَمْ رِجْلَيْهَا؟ فَقَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ عَبْدَة فِي هَذَا الْحَدِيثِ (7) ؛ روى هذا   (1) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33347) عن شريك، عن الركين، عن أبيه - أو عمِّه -؛ قال: حُبِسَ لي فرس ... فذكره. ورواه البغوي في "الجعديات" (2324) عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: فَقَدَ أخي فرسًا له ... فذكره. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/111) من طريق زائدة، عَنِ الرُّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أصاب المشركون فرسًا لهم ... فذكره. (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/121) . (3) في (ت) و (ك) : «أبي» . (4) في (أ) و (ش) : «فقال» . (5) في (ف) : «قال» . (6) في (ف) و (ت) و (ك) : «قال» . (7) قال الدارقطني في "العلل" (1227) : «وقال عبدة: عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن ابن طلحة بن عبيد الله، عن معاوية السلمي، فوهم في موضعين: في ذكر الزهري، وليس من حديث الزهري، وفي قوله: ابن عبيد الله» . اهـ. وخالف في ذلك عبد الباقي بن قانع؛ فأخرج الحديث في "معجم الصحابة" (3/74-75) من طريق عبد الرحيم بن سليمان ويونس بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن معاوية بن جاهمة. ثم أخرجه من طريق عبدة، عن محمد بن إسحاق، ثم قال: «وهذا هو الصَّحح إن شاء الله» . وكان قد أخرج الحديث قبل ذلك (1/158) من طريق ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة، عن معاوية ابن جاهمة، عن أبيه، ثم قال: «وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ محمد بن طلحة، فزاد في الإسناد رجلين، ولم يذكر أباه، وجوَّده ابن جريج» !! الحديث: 936 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 362 الحديثَ أيضًا عبد الرَّحيم بْنُ سُلَيمان (1) ، فَقَالَ: عَنِ (2) ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة، عن أبيه طَلْحَة ابن مُعَاوِيَةَ السُّلَمي؛ قَالَ: أتيتُ النبيَّ (ص) (3) . وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (4) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة ابن (5) عبد الله بن أبي بكر الصديق ح، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَة (6) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جاهِمَة السُّلَمي؛ قَالَ: جئتُ رسولَ الله (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: حديثُ محمد بن سَلَمة هذا.   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25402 و3349) . (2) في (ك) : «عمر» بدل: «عن» . (3) قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/55) : «ورواه عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابن إسحاق فقال: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ أبيه طلحة بن معاوية بن جاهمة؛ قال: أتيت النبي (ص) ، وهو غلط نشأ عن تصحيف وقلب، والصواب: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ معاوية ابن جاهمة، عن أبيه، فصحَّف "عن" فصارت «ابن» ، وقدَّم قوله: «عن أبيه» ، فخرج منه أن لطلحة صُحبة، وليس كذلك، بل ليس بينه وبين معاوية بن جاهمة نسب، ولو كان الأمر على ظاهر الإسناد؛ لكان هؤلاء أربعة في نَسَقٍ صحبوا النبي (ص) : طلحة بن معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس السُّلمي» . اهـ. (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/121) ، وابن ماجه (2781) عنه، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن معاوية ابن جاهمة، به هكذا دون ذكرٍ لطلحة، وكذا ذكرها الدارقطني في "العلل" (1227) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (28/163) . (5) في (ك) : «عن» بدل: «ابن» . (6) في (ف) : «وطلحة» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 363 وسألتُ أَبِي؟ فَقَالَ (1) : هَذَا أصحُّ: حديثُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمة، ولكنْ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَة بْنِ عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ح، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَة (2) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ جاهِمَة السُّلَمي؛ قَالَ: جئتُ رسولَ الله (ص) (3) .   (1) في (ك) : «قال» . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وطلحة» . (3) وهذا الترجيح فيما يظهر إنما هو في رواية محمد بن إسحاق للحديث، ولا يلزم منه الترجيح المطلق؛ لأن ابن جريج روى هذا الحديث أيضًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَةَ، عَنِ أبيه، عن معاوية بن جاهمة: أن جاهمة جاء إلى النبي (ص) ، وجعل الحديث لجاهمة. قال الدارقطني في "العلل" (7/78 رقم1227) : «وقول ابن جريج أشبه بالصَّواب» . وتقدم نقل كلام ابن قانع. وذكر البيهقي في "شعب الإيمان" (13/529-533 رقم7448-7450) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّواب رواية ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طلحة ابن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر الصديق، عَنْ أبيه، عن معاوية بن جاهمة» . وقد أطال ابن حجر في "الإصابة" (2/54-55) ، و"تهذيب التهذيب" (4/105) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث بين ابن إسحاق وابن جريج، وعليهما أيضًا، ولخَّص ذلك في نهاية ترجمة معاوية بن جاهمة في الموضع السابق من "التهذيب"، فقال: «قلت: تلخَّص من ذلك: أن الصحبة لجاهمة، وأنه هو السائل، وأن رواية معاوية ابنه عنه صواب، وروايته الأخرى مرسلة، وقول ابن إسحاق في روايته عن معاوية: " أتيت النبي (ص) " وَهْمٌ منه؛ لأن ابن جريج أحفظ من ابن إسحاق وأتقن، على أن يحيى بن سعيد الأموي قد روى عن ابن جريج مثل رواية ابن إسحاق، فوهم، وقد نبَّه على غلطه في ذلك أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" والله تعالى أعلم» . اهـ. وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (1/121-122) ، و"الجرح والتعديل" (2/544) ، و"موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب (1/21-23) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 364 937- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الحُباب (2) ، عَنْ ابْنُ لَهِيعَةَ (3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبيب، عَنْ لَهِيعَة بْنِ عُقْبة؛ سمعتُ (4) أَبَا الوَرد (5) صاحبَ رسول الله (ص) يقول: إِيَّاكَ (6) والسَّرِيَّةَ الَّتِي إنْ لَقِيَتْ فَرَّتْ، وَإِنْ غَنِمَتْ غَلَّتْ. وَرَوَاهُ ابنُ وَهْب (7) ؛ فَقَالَ: عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَهِيعَة بْنِ عُقْبَة، عَنْ أَبِي (8) الوَرد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ ... ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ ابن (9) وَهْب.   (1) المثبت من (ف) ، وفي (أ) : «وسألتُ أبو زرعة» ، وفي (ش) : «وسألت أبا زرعة» ، وفي (ت) و (ك) : «قال: سئل أبو زرعة» . (2) روايته أخرجها ابن ماجه (2829) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/187) ، كلاهما من طريق ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ زَيْدٍ، به موقوفًا. ورواه أبو نعيم في "معرفة الصَّحابة" (7048) من طريق الليث بن هارون، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ لَهِيعَةَ بْنِ عُقبة، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنْ النبي (ص) ، به. وانظر "تهذيب التهذيب" (4/605/ترجمة أبي الورد المازني) . (3) هو: عبد الله. (4) في (ك) : «ابن» بدل: «سمعت» . (5) هو: المازني، قيل: اسمه: حرب، وقيل: عبيد بن قيس، وقيل غير ذلك. (6) في جميع النسخ: «إياي» ، ثم صوِّبت في (أ) و (ش) إلى: «إياك» . وفي "الجرح والتعديل" (9/451) ومصادر التخريج: «إياكم» . (7) هو: عبد الله. وروايته عند ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص281) . وتابعه عليه عبد الله بن المبارك وإسحاق بن عيسى ويحيى بن إسحاق عند الإمام أحمد في "المسند" (2/356 و401 رقم8676 و9211) . (8) قوله: «أبي» ليس في (ف) و (ت) و (ك) ، وهو ملحق بهامش (أ) و (ش) . (9) قوله: «ابن» سقط من (ك) . الحديث: 937 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 365 938 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو معاويةَ الضَّريرُ (1) ، عَنْ حجَّاج (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي الحسن، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: كَانَتْ قَبِيعَةُ سيفِِ (3) رسول الله (ص) مِنْ فِضَّة؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سعيدُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ؛ قال: كان (4) قَبِيعَةُ (5)   (1) هو: محمد بن خازم. (2) هو: ابن أرطاة. (3) قَبِيعَة السيف: هي التي تكونُ على رأس قائم السَّيف. وقيل: هي ما تحتَ شارِبَي السَّيف. "النهاية" (4/7) . (4) في (ك) : «كانت» . (5) في (ك) : «قبيضة» ، وفي (ت) : «قَبِيصَة» . وقوله: «كَانَ قَبِيعَةُ سيفِِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) » كذا جاء في جميع النسخ، ومثلُهُ في بعض مصادر التخريج، والجادَّة أن يقال: «كَانَتْ قَبِيعَةُ سيفِِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) » ؛ كما وقع في أول المسألة وفي بعض مصادر التخريج. لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على وجهين: الأوَّل: أنَّ اسم «كان» مؤنث غير حقيقي التأنيث، فيجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه، وإن كان التأنيث أولى. وانظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (224) . والثاني: أنَّه ذكَّر «القبيعة» - أي عدَّها مذكَّرَة - لإضافتها إلى «سيف رسول الله» ؛ فإنَّ المضافَ المؤنَّث قد يكتسبُ من المضاف إليه المذكَّر تذكيرَهُ؛ كما أنَّ المضافَ المذكَّر قد يكتسبُ من المضاف إليه المؤنَّث تأنيثَهُ، وشرطُ ذلك في الصورتين: أنْ يكونَ المضافُ صالحًا للحذف وإقامةِ المضاف إليه مُقَامَهُ، ويُفْهَمَ منه ذلك المعنى. فمن تأنيث المذكَّر: قولهم: «قُطعت بعض أصابعه» ، وقراءة الحسن ومجاهد وقتادة وغيرهم: [يُوسُف: 10] {بَعْضُ السَّيَّارَةِ} . وذلك لصحة قولك: قُطِعَتْ أصابعُهُ، وتَلْتَقِطْهُ السَّيَّارَةُ. ومن تذكير المؤنَّث: قول الشاعر [من البسيط] : إنارةُ العَقْلِ مَكْسُوفٌ بِطَوْعِ هَوًى وعَقْلُ عَاصِي الهَوَى يزدادُ تَنْوِيرَا وساغ ذلك لصحةِ قولك: العَقْلُ مَكْسُوفٌ. وهذا يصدُقُ في هذا الحديث، فيقال: «كان سيفُ رسول الله (ص) من فِضَّة» . انظر: "أوضح المسالك" (3/91-96) ، و"شرح ابن عقيل" (2/48-49) ، و"شرح الأشموني" (2/136-140 ط. دار الكتب العلمية) . الحديث: 938 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 366 سيفِ رسول الله (ص) ... [مُرسَلاً] (1) ؛ بلا عبد الله بْنُ عَمْرٍو (2) . 939 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ بِشْر البَجَلي، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبيع، عَن سُهَيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛   (1) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «مرسل» ، ويخرَّج على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) ذكر ابن الملقن هذا الحديث في "البدر المنير" (2/463-464) ، ونقل عن أبي حاتم أنه قال: «المحفوظ أنه مرسل» . والحديث رواه أبو داود (2584) ، والنسائي في "الكبرى" (9814) ، والبيهقي (4/143) ، جميعهم من طريق قتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحسن؛ قال ... فذكره مرسلاً. ورواه الدارمي (2501) ، وأبو داود (2583) ، والنسائي في "الكبرى" (9813) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/199) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/143) جميعهم من طريق جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس قَالَ: كَانَتْ قَبِيعَةُ سَيْفِ رَسُولِ الله (ص) من فضَّة. وهذا الحديث أنكره الأئمة على جرير، وخطَّؤوه فيه. قال الدارمي: «هشام الدستوائي خالفه؛ قَالَ: قَتَادَةُ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي الحسن، عن النبي (ص) ، وزعم الناس أنه هو المحفوظ» . وقال أبو داود: «أقوى هذه الأحاديث: حديث سعيد ابن أبي الحسن، والباقية ضِعاف» . وقال النسائي - كما في "تحفة الأشراف" (1/301 = = رقم1146) -: «هذا حديث منكر، والصواب: قتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الحسن» . وقال البيهقي عن حديث أنس: «والحديث معلول» . وقال عن حديث سعيد بن أبي الحسن: «وهذا مرسلٌ، وهو المحفوظ» . وقال عبد الله بن أحمد في "العلل" (312) : «حدثني أبي عن عفان قال: جاء أبو جزي - واسمه نصر بن طريف - إلى جرير بن حازم يشفع لإنسان يحدثه، فقال جرير: حدثنا قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَتْ قبيعة سيف رسول الله (ص) من فضَّة. قال أبو جزي: كذب والله ما حدثناه قتادة إلا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَن. قال أبي: وهو قول أبي جزي؛ يعني أصاب، وأخطأ جرير» . الحديث: 939 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 367 قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ نَسِيَه (1) ، فَهِيَ نِعْمَةٌ جَحَدَهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) . 940 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عُبَيْد ابن الصَّبَّاح المُقرِئ؛ قال: نا كاملُ بْنُ الْعَلاءِ التَّيْمي، عَنِ الحَكَم بن عُتَيبة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عن عَلْقَمة (4) ، عن عبد الله (5) ؛ قال: بينما رسولُ الله (ص) جالسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ؛ إِذْ أقبلَتِ امرأةٌ عُريانَةٌ، فَقَامَ إِلَيْهَا رجُل مِنَ الْقَوْمِ، فَأَلْقَى عَلَيْهَا ثَوْبًا وضَمَّها إِلَيْهِ. قَالَ: فَتَغَيَّر وجهُه، فَقَالَ (6) بعضُ أَصْحَابِهِ: أحسَبها امرأتَه، فقال النبي (ص) : أحْسَبُهَا غَيْرَى (7) ، إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الغَيْرَةَ عَلى (8) النِّسَاءِ، والجِهَادَ عَلَى الرِّجَالِ؛ فَمَنْ صَبَرَ مِنْهُنَّ احْتِسَابًا، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ؟   (1) في (ت) و (ك) : «نسي» . (2) الحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (4177) ، و"الصغير" (543) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/452) ، و (12/61) من طريق الحسن بن بشر البجلي، به. ورواه الخطيب في "الموضح" (2/381) من طريق أبي بلال الأشعري، والقزويني في"التدوين" (3/366) من طريق طلق بن غنام، كلاهما عن قيس، به. قال الطبراني في "الصغير": «لم يروه عن سهيل إلا قيس، تفرد به الحسن بن بشر» ، فكأنه لم يطلع على متابعة أبي بلال الأشعري وطلق بن غنام. (3) هو: ابن يزيد النخعي. (4) هو: ابن قيس النخعي. (5) هو: ابن مسعود. (6) في (أ) و (ش) : «قال» . (7) قوله: «غيرى» سقط من (أ) و (ش) . (8) في (ت) : «عن» بدل: «على» . الحديث: 940 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 368 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. وَقَالَ مرَّة أُخْرَى: هَذَا حديثٌ موضوعٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) . 941 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه أحمد ابن عُثمان بْنِ حَكيم، عَنْ حَسَن بن حُسَين، عَنْ كادِحِ بْنِ جَعْفَر، عَنْ عبد الله بن لَهِيعَة، عن عبد الرحمن بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسار، عن جابر بن عبد الله (2) ؛ قَالَ: لمَّا قَدِمَ عليٌّ عَلَى رسولِ الله (ص) بفَتْح خَيْبَر؛ قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لَوْلاَ أَنْ يَقُولَ فِيكَ طَوائِفُ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارى في   (1) الحديث رواه البزار في "مسنده" (4/308 رقم 1490) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/867 رقم 1096/ت السلفي) ، والطبراني في "الكبير" (10/87 رقم 10040) ، وابن عدي في "الكامل" (6/82) من طريق عبيد بن الصبَّاح، عن كامل، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وعبيد بن الصبَّاح ليس به بأس، وكامل بن العلاء مشهور من أهل الكوفة قد روى عنه جماعة من أهل العلم، واحتملوا حديثه، على أنه لم يشاركه في هذا الحديث غيره» . وقال العقيلي في عبيد بن الصباح: «لا يُتابَع على حديثه، ولا يُعرَف إلا به» . وقال الدارقطني في "العلل" (793) : «يرويه كامل بن العلاء، عن الحكم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله، حدث به عبيد بن الصبَّاح عنه، واختُلِف عنه: فرواه أبو يعلى الإبلي، عن موسى المسروقي، عن عبيد ابن الصبَّاح فقال: عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، ووهم فيه في موضعَين؛ في قوله: عن شعبة، وفي قوله: عن أبي وائل» . وعدَّه الذهبي في "الميزان" (3/20) من منكرات عبيد ابن الصبَّاح. تنبيه: سقط هذا الحديث من مطبوعة "الضعفاء" للعقيلي بتحقيق: عبد المعطي قلعجي. (2) في (ت) و (ك) : «جابر بن عبد» . الحديث: 941 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 369 المَسيحِ بْنِ مَرْيَمَ (1) ؛ لَقُلْتُ (2) فِيكَ اليَوْمَ قَولاً ... وذَكَر الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديث ٌ موضوعٌ عِنْدِي، والحسنُ بْنُ الْحُسَيْنِ هَذَا هُوَ العُرَني، وأتيتُه وَلَمْ أكتُبْ عَنْهُ، وَلَمْ يكنْ بصدوقٍ (3) عندَهم، وَكَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الشِّيعة (4) . 942 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة (5) ، عَنْ حَجَّاج (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ (7) ، عَنْ قَيْسٍ (8) ، عَنْ جَرِيرٍ (9) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ أَقَامَ مَعَ المُشْرِكينَ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ؟ فَقَالَ أَبِي: الكوفيُّون - سِوى حَجَّاج - لا يُسنِدونَه (10) ،   (1) قوله: «ابن مريم» ليس في (ف) . (2) قوله: «لقلت» مكرر في (ك) . (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «يصدق» ، والمثبت من (أ) و (ش) و"الجرح والتعديل" (3/6) . (4) في (ت) و (ك) : «الشعبة» . (5) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2526) ، والطبراني في "الكبير" (2/302 رقم 2261) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/12-13) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/133) من طريق عمران القطان، عن حجاج، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ به، ثم قال ابن عدي: «لا أعلم رواه عن ابن أبي خالد غير حجاج، وعن حجاج رواه رجلان: عمران وحماد ابن سلمة» . (6) هو: ابن أرطاة. (7) هو: ابن أبي خالد. (8) هو: ابن أبي حازم. (9) هو: ابن عبد الله البجلي. (10) في (ف) : «لا يسندون هذا» وعليها إشارة، وكتبت في الهامش عبارة: «نسخة: لا يسندونه» ، والله أعلم. الحديث: 942 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 370 ومُرسَلً (1) أشبهُ (2) . 943 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بعضُ أَصْحَابِ قابوسَ (3) :   (1) أي: «وهو أشبَهُ مرسلً» ، والجادَّة: مرسلاً، بألف تنوين النصب، وحذفت هنا جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) الحديث رواه الترمذي (1604) ، وأبو داود (2645) ، والطبراني في "الكبير" (2/302 رقم2264) من طريق أبي معاوية، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قيس، عن جرير، عن النبي (ص) بلفظ: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين» . ورواه الترمذي (1605) من طريق عبدة، والنسائي في "الكبرى" (6982) من طريق أبي خالد، وأبو عبيد في "غريب الحديث" (4/36) من طريق هشيم، ثلاثتهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، أَنَّ رسول الله (ص) ... فذكره هكذا مرسلاً. قال الترمذي: «وأكثر أصحاب إسماعيل قالوا: عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ: أن رسول الله (ص) بعث سَريَّة، ولم يذكروا فيه: " عن جرير "» . اهـ. وقال: «وسمعت محمدًا يقول: الصحيح حديث قيس، عن النبي (ص) مرسل» . وذكر نحوه في "العلل الكبير" رقم (483) وزاد: «قلت له: فإن حماد بن سلمة روى هذا الحديث عن الحجاج ابن أرطاة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن جرير؟ فلم يعدَّه محفوظًا» . وقال أبو داود: «رواه هشيم ومعمر وخالد الواسطي وجماعة لم يذكروا جريرًا» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/87/ب) : «يرويه إسماعيل بن أبي خالد، واختُلِف عنه: فرواه أبو معاوية الضرير وصالح بن عمرو، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ جرير، وَرَوَاهُ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنِ إسماعيل، عن قيس، عن خالد بن الوليد؛ قاله يوسف بن عدي، عنه، ورواه أبو إسحاق الفزاري ومروان بن معاوية ومعتمر ابن سليمان، عن إسماعيل، عن قيس مرسلاً، وهو الصَّواب» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2285) : «وصحح البخاري وأبو حاتم وأبو داود والترمذي والدارقطني إرساله إلى قيس بن أبي حازم» . (3) هو: ابن أبي ظَبيان. الحديث: 943 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 371 جَريرٌ (1) ، أَوْ أَبُو (2) كُدَينَة (3) ، عَنْ قابوسَ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: خرجَ نبيُّ الله (5) (ص) فَقَالَ: لَيْسَ عَلَى مُسْلِمٍ جِزْيَةٌ، وَلا يَصْلُحُ قِبْلَتَان ِ بِأَرْضٍ وَاحِدَةٍ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ زُهَيرٌ (6) ، عَنْ قابوسَ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) خرجَ ... مُرسَلً (7) . قَالَ أَبِي: هَذَا (8) مِنْ قابوسَ (9) ، لَمْ يَكُنْ قابوسُ بالقويِّ؛ فيَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ مَرَّةً قَالَ هَكَذَا، وَمَرَّةً قَالَ هَكَذَا.   (1) في (ك) يشبه أن تكون: «حربني» أو نحوها. وجرير هذا: هو ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (10577) ، وأحمد في "المسند" (1/223 رقم1949) ، والترمذي (633 و634) ، وأبو داود (3032) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1107) . قال الترمذي: «حديث ابن عباس قد روي عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن النبي (ص) مرسلاً» . (2) قوله: «أبو» ليس في (ت) و (ك) . (3) هو: يحيى بن المُهَلَّب. وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (4/156) . (4) هو: أبو ظَبْيان حُصَين بن جُندب. (5) في (أ) و (ش) : «النبي» بدل: «نبي الله» . (6) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (4/157) . وأخرجه أيضًا هو وأبو عبيد في "الأموال" (121) من طريق سفيان الثوري، عَنْ قَابُوسَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبي (ص) ، به. (7) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (8) يعني: الاختلاف. (9) قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2324) : «وقابوسُ ضعيفٌ عندهم، وربما ترك بعضهُم حديثَه، ولا يُدفع عن صدق، وإنما كان قد افترى على رجل فَحُدَّ، فكُسِر لذلك» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 372 944 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل بْنُ مُوسَى، عَنْ شَريك (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عُمارَة بْنِ عَبْد، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ غَادِرٍ إلاَّ وَلَهُ لِوَاءُ غَدْرٍ يَوْمَ القِيامَةِ! ؟ قَالَ أَبِي: مَنْ رَفَعَ هَذَا الحديثَ فَقَدْ غَلِطَ؛ رَوَاهُ إسرائيلُ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمارَة، عَنْ عليٍّ، مَوْقُوفٌ (4) . وَرَوَاهُ زُهَيرُ (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ هُبَيرة بْنِ يَريم، عَنْ عليٍّ. قَالَ أَبِي: عُمارَة أشبهُ (6) . 945 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَطاء بْنُ السَّائب، عَنْ مُحارِب بْنِ دِثار، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : إيَّاكُمْ وَالظُّلْمَ؛ فَإنَّهَا ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ؟   (1) هو: ابن عبد الله النخعي. (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. (4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) هو: ابن معاوية. (6) قال الترمذي في "العلل الكبير" (476) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن حَدِيثَ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْد، عَنْ علي، عن النبي (ص) قال: «لكل غادر لواءٌ يوم القيامة» ؟ قال محمد: لا أعرفُ هذا الحديث مرفوعًا» . وذكر نحو هذا في "الجامع" (1581) . (7) في هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الظلم ظلمات» . الحديث: 944 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 373 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ جَريرٌ (1) ، عَنْ أَبِي إسحاقَ الشَّيباني (2) ، عَنْ مُحارِب، عَنْ أَبِي الصِّدِّيق النَّاجي (3) ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) ... مُرسَلً (4) . قَالَ أَبِي: هَذَا بَيَّنَ (5) عَوَارَ (6) حديثِ عَطاء، وَهَذَا أشبهُ؛ لَوْ كَانَ عَنِ ابْنِ عمرَ، كَانَ أسهلَ عَلَيْهِ حِفْظًا (7) مِنْ أبي الصِّدِّيق، وكان عَطاءُ ابن السَّائِب ساءَ حِفظُه (8) . 946 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه زيدُ ابن أبي أُنَيسة (9) ويوسف ابن أَبِي إِسْحَاقَ (10) جَمِيعًا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ (11) : مَنِ ارْتَبَطَ فَرَسًا عُدَّةً فِي سَبيلِ اللهِ، كَانَ عَلَفُهُ وَرَوْثُهُ وَأَثَرُهُ فِي مَوَازِينِهِ يَوْمَ القِيامَةِ؟   (1) هو: ابن عبد الحميد. (2) هو: سليمان بن أبي سليمان. (3) هو: بكر بن عمرو. (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) في (ك) : «هل أبين» . (6) العَوارُ - بالفتح -: العَيبُ، والضمُّ لغةٌ. "المصباح المنير" (ع ور) (ص437) . (7) قوله: «حفظًا» ليس في (ت) و (ك) . (8) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35234) ، والبيهقي في "الشعب" (7056) من طريق زائدة، ورواه أحمد في "مسنده" (2/106 رقم5832) ، والبيهقي في الموضع السابق من طريق علي بن عاصم، كلاهما عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابن عمر، به. (9) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (409) . (10) روايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/261) . (11) قوله: «قال» سقط من (ك) . الحديث: 946 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 374 قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ إسرائيلُ (1) وزُهَير (2) ، فقالا: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عليٍّ، قولَهُ، لا يرفَعانِه. قلتُ لأَبِي: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: مَوْقُوفٌ (3) أشبهُ بالصَّواب. وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ، وقلتُ له: وَرَوَاهُ (4) إسرائيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْحَارِثِ، عَنْ عليٍّ، مَوْقُوفٌ (*) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: والموقوفُ أصَحُّ؛ لأنَّ إسرائيلَ وزهيرً (*) أحفظُ (5) .   (1) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (33480) . (2) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (2530) . (3) أي: الحديثُ أشبَهُ بالصواب موقوفً، وكانت الجادَّة أن يقال: موقوفاً، بألف تنوين النصب، لكنَّ حذفها هنا جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) في (ك) : «رواه» بلا واو. ( *) ... كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب في الموضعين، جارٍ على لغة ربيعة. (5) روي الحديث أيضًا مرفوعًا من طريق سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ؛ أخرجه الدارقطني في "العلل" (3/179) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/135) ، كلاهما من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات، عن عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن الحارث، عن علي، به مرفوعًا. قال الدارقطني في "الأفراد" - كما في "أطرافه" لابن طاهر (ق 38/أ) -: «تفرد به عبد الرزاق، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عنه مرفوعًا» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث الثوري، ويقال: إن أبا مسعود تفرد به عن عبد الرزاق» . وكان الدارقطني ذكر في "العلل" (342) الاختلاف في هذا الحديث عى أبي إسحاق السبيعي، وذكر رواية موسى بن عقبة وَيُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إسحاق، عن أبي إسحاق مرفوعًا أيضًا، ثم قال: «وغيرهما يرويه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحارث، عن علي موقوفًا، غير مرفوع إلى النبي (ص) » . اهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 375 947 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ مُوسَى الخَطْمي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة (4) ؛ قَالَتْ: لمَّا قُتِلَ أَبُو عُبَيد (5) وأصحابُه يومَ الفِيل (6) ، أَفْلَتَ عبد الله بْنُ يَزِيدَ (7) وثلاثةُ نَفَرٍ، فقَدِمَ عبدُالله عَلَى عمرَ، وبَقِيَ الثلاثةُ فِي الطَّريق، فلَقِيَ عمرَ لَيْلا فَأَخْبَرَهُ، فَرَقَا (8) عمرُ المِنْبَرَ   (1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو. (3) هو: محمد بن خازم. (4) أخرج هذا الحديث: ابن جرير الطبري في "تاريخه" (4/280) من طريق عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة، به باختصار، ووقع عنده: «عبد الله بن زيد» بدل: «عبد الله بن يزيد» . وفي سنده شيخ ابن جرير محمد بن حميد الرازي، وهو ضعيف كما في "التقريب" (5834) ، واتهمه بعضهم بالكذب كما في "تهذيب الكمال" (25/103 وما بعدها) . (5) هو: أبو عبيد بن مسعود بن عمرو الثَّقَفي، الذي استُشهد في جماعة من المسلمين في قتال الفُرس يوم الجسر، وهو والدُ المختار بن أبي عبيد. انظر "الإصابة" (11/249) . (6) وهو يوم الجسر، وإنما سمِّي يومَ الفيل؛ لأن الفُرسَ قاتلوا على الفِيَلَة التي لم تصمُد معها خيلُ المسلمين، وبَرَك الفيلُ على أبي عبيد رحمه الله فقتلَه. انظر تفاصيل ذلك في "تاريخ الأمم والملوك" للطبري (4/275 فما بعد) . (7) هو: عبد الله بن يزيد بن زيد بن حِصْن الخَطْمي، الأنصاري، صحابيٌّ صغير، ولأبيه صحبة. انظر "الإصابة" (6/244) .. (8) رُسِمت في (ش) : «فَرَقَى» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ولغة جمهور العرب: رَقِيَ يَرْقَى، من باب رَضِيَ يَرْضَى، بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع، لكنَّ ما في النسخ جارٍ على لغة طيِّئ وبعض العرب؛ يكرهون مجيء الياء المتحرِّكة بعد الكسرة، فيفتحون ما قبلها لتنقلب الياء إلى الألف لخفتها، فيقولون: رَقَا، في رَقِيَ، وبَقَا، في بَقِيَ، وفَنَا، في فَنِيَ، ولَقَا في لَقِيَ، = = ونَسَا في نَسِيَ، وفي فعل المجهول يقولون: رُضَا، في رُضِيَ، ونُعَا، في نُعِيَ، وهُدَا، في هُدِيَ، وبُنَا، في بُنِيَ، وفي اسم الفاعل يقولون: باقاة، في باقية، وناصاة، في ناصيَة، وجاراة، في جارية، وفي المصدر يقولون: تَوْصَاة، في تَوْصية، وفي الجمع يقولون: أوداة، في أودية، وأصْبَاة، في أَصْبِيَة، والشواهد على هذه اللغة كثيرة، منها قولُ زيد الخيل الطائي [من الطويل] : أفي كلِّ عامٍ مأتمٌ تَبْعَثُونَهُ على مِحْمَرٍ عَوْدٍ أُثِيبَ وما رُضَا تُجِدُّون خَمْشًا بعد خَمْشٍ كأنَّه على فاجعٍ من خير قومِكُمُ نُعَا وقال: فلولا زُهَيْرٌ أنْ أكدِّرَ نِعْمَةً لَقَاذَعْتُ كَعْبًا ما بَقَيْتُ وما بَقَا انظر "شرح الشافية" للأستراباذي (1/124-125) ، و"طبقات فحول الشعراء" (1/33-34) ، و"الإنصاف" للأنباري (1/75) ، و"المحكم" لابن سيده (8/541) ، وانظر كلامًا مطوَّلاً عن هذه اللغة في كتاب "بحوث ومقالات في اللغة" للدكتور رمضان عبد التواب (ص237-243) . وانظر كذلك نَصًّا للزمخشري في "أساس البلاغة" (ر ق ي) على أنَّه يقال: رَقَى يَرْقى، كما يقال: رَقِيَ يَرْقَى. الحديث: 947 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 376 حِينَ صلَّى الصُّبْح، فَنَعَى (1) أَبَا عُبَيد وأصحابَه، ثُمَّ قَالَ: وَهَذَا عبدُالله يُخْبِرُكُمْ كَيْفَ كَانَ ذَلِكَ. قالَ (2) : فقَعَدَ عمرُ عَلَى المِنبَر، وَقَامَ عبدُالله   (1) في (ت) و (ك) : «فنعنا» . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قالت» ، أي: عائشةُ خ؛ لأنها راوية الخبر، وما وقع في النسخ إنْ لم يكن تصحيفًا، فإنه يخرَّج على أوجه ثلاثة: الأول: أنه ذكَّر ضمير الفاعل مع عوده إلى اسم مؤنَّث؛ قياسًا على مثل قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا» ، والجادة: أَبْقَلَتْ. انظر التعليق على المسألة رقم (178) . والثاني: أنَّ مجيء «قال» بصيغة التذكير؛ إنما هو لمجاورة «ثم قال» قبلها، وللمجاورة تأثيرات في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (54 - الوجه الثالث) . والثالث: أنَّ الفعل مسند إلى ضمير مذكَّر، كأنه قال: «قال الراوي» ، وهو عائشة خ، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، وهو كثير في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (270) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 377 عَلَى المِنبَر، فحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، وذكَرَ رسولَ الله (ص) وَمَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَى العَرَب، ثُمَّ ذكَرَ أَبَا بَكْرٍ ح وحُسْنَ قيامِه بعدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، ثُمَّ ذكَرَ قتلَ (1) أَبِي عُبَيد وأصحابِه. قَالَ (2) : وَبِهِ (3) جِراحاتٌ. قَالَتْ عائِشَة: فَوَاللَّهِ، مَا رأيتُ رَجُلا كَانَ أَربَطَ جَأْشًا (4) ، وَلا أشَدَّ قَلْبًا، وَلا أفضَلَ بَيَانًا، وَلا أحسَنَ وجهًا ولفظًا مِنْ عبد الله، فأُعْجِبَ المسلمونَ بِهِ أشدَّ مِنْ إِعْجَابِي! قَالَ: ثُمَّ وجَّهَهُ عُمَرُ [إِلَى] (5) سعدٍ (6) ؛ فَقَالَ: أَحضِرْهُ أَمرَكَ؛ فَقَدْ عَرَفَ أمورَ القَوْمِ، وَكَيْفَ التَّأتِّي لَهُمْ وحَرْبُهم؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُضطَرِبُ الإِسْنَادِ. 948 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُسَين (7) بن (8) عيسى - أخو سُلَيم (9) بْنِ عِيسَى القَارِئ - عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: بينا رسولُ الله (ص) في غزوة تَبوك   (1) في (ك) : «قبل» . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قالت» ، أي: عائشةُ خ، وقد تقدَّم تخريج ذلك. (3) أي: بعبد الله بن يزيد. (4) الجأش: القلب، والنفس، والجَنَان. يقال: فلانٌ رابطُ الجَأْش، أي: ثابتُ القلب لا يرتاعُ ولا ينزعجُ للعظائم والشَّدائد. انظر "النهاية" (1/232) . (5) قوله: «إلى» تصحف في جميع النسخ إلى: «ابن» . (6) هو: ابن أبي وقَّاص ح. (7) في (ف) : «الحسن» ، وهو خطأ. انظر "الجرح والتعديل" (3/60) . (8) قوله: «بن» سقط من (ت) . (9) في (ك) : «مسلم» . الحديث: 948 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 378 يَسيرُ (1) لَيْلا؛ إِذْ تقدَّم الناسَ، ثُمَّ وقَفَ لَهُمْ حَتَّى أَتَوْهُ، ثُمَّ (2) قَالَ: أُعْطِيتُ اللَّيْلَةَ الكَنْزَيْنِ، قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا الكَنْزَان ِ؟ قال: فَارِسُ وَالرُّومُ (3) ، وَأُمِدْتُ (4) بِالمُلُوكِ - مُلُوكِ حِمْيَرَ - يُجَاهِدونَ فِي سَبيلِ اللهِ، وَيَأخُذُونَ فِي اللهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) . 949 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزَاري (6) ، عَنِ ابْنِ شَوْذَب (7) ؛ قَالَ: حدَّثني عَامِرُ (8) بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنِ ابْنِ أَبِي   (1) كذا في في (ك) ، وفي (ت) و (ف) : «نسير» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) . (2) قوله: «ثم» سقط من (ك) . (3) قوله: «والروم» سقط من (أ) و (ش) . (4) كذا ضُبطت في (أ) و (ف) ، وفي (ت) و (ك) : «وأمرت» ، وفي (ش) : «وأمدى» ، ووقع عند أحمد في "المسند" (5/272 رقم 22335) : «وأمدَّني» ، وعند عبد الرزاق في "المصنف" (19878) : «وأيَّدني» ، وما أثبتناه من (أ) و (ف) يخرَّج على وجهين؛ الأول: «أُمِدْتُ» ، وهو جارٍ على لغةٍ فصيحةٍ مشهورةٍ؛ وهي أن الأصل: أُمْدِدْتُ، وحذفت إحدى الدالين تخفيفًا، كما في قولِهِ تعالى: [طه: 97] {ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا} ، وقوله: [الواقِعَة: 65] {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} ، وأصله: ظَلِلْتَ عليه، وظَلِلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، ويقولون: أَحَسْتُمْ، في: أَحْسَسْتُمْ، ومَسْتُمْ، في: مَسِسْتُمْ، ونظائره كثيرة. والثاني: «أُمِدَّتُ» ، وهذا جارٍ على لغةِ أُناسٍ من بكر بن وائل، لا يَفُكُّون التضعيفَ من الأفعالِ عند إسنادها إلى ضمائر الرفع المتحرِّكة. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1259) . (5) الحديث لم نقف عليه من رواية يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس. وقد رواه عبد الرزاق في "المصنف" (19878) ، وعنه أحمد في "المسند" (5/272 رقم22335) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن أبي همام الشعباني؛ قال: حدثني رجل من خثعم؛ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ... فذكره، وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (3050) . (6) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. (7) هو: عبد الله. (8) قوله: «عامر» ليس في (أ) و (ش) . الحديث: 949 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 379 بُرْدَة (1) ؛ قال: قال عبدُالله بْنُ عُمَرَ (2) : لَوْ كنتُ مُستَحِلاًّ مِنَ الغُلُول (3) القَليلَ، لاسْتَحْلَلْتُ مِنْهُ الكثيرَ، وَمَا مِنْ عبدٍ يَغُلُّ غُلُولاً إِلا كُلِّفَ يومَ الْقِيَامَةِ أَنْ يَستَخْرِجَه مِنْ أسفلِ دَرْكِ جهنَّم. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عن ابن بُرَيْدة (4) ، عن عبد الله بْنُ عَمْرٍو. 950 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (5) ، عَنِ ابْنِ شَوْذَب (6) ، عَنْ عَامِرِ بن عبد الواحد، عَنْ أَبِي بُرْدَة (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) إِذَا أصابَ غَنيمةً، أَمَرَ بِلالا فَنَادَى فِي النَّاسِ، فيجيئونَ بغنائِمهم، فَيَخْمُسُه (8) ويَقْسِمُه. فَجَاءَ رجلٌ بَعْدَ ذلك بزِمام ٍ (9) مِنْ شَعْرٍ، فَقَالَ: يَا رسولَ (10) اللَّهِ (11) ، هَذَا كَانَ فِيمَا أَصَبنا   (1) هو: بُرَيد بن عبد الله. (2) في (ت) : «عمرو» . (3) تقدم تفسير «الغلول» في المسألة رقم (902) . (4) هو: عبد الله. (5) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. والحديث أخرجه في كتابه "السير" (387) . (6) هو: عبد الله. (7) يعني: ابن أبي بُردة المذكور في المسألة السابقة، واسمه: بُريد بن عبد الله بن أبي بُردة، وكنيته: أبو بردة. (8) خَمَسَ المالَ يَخمُسُه خَمْسًا: إذا أخذَ خُمُسَهُ. انظر "المصباح المنير" (خ م س) (ص182) . (9) الزِّمامُ: مِقْوَدُ البعير، وهو في الأصل: حبلٌ يُشَدُّ في حَلْقة تُجعل في أنف البعير، ثم يُشَدُّ إليه المِقوَد. انظر "المصباح المنير" (ز م م) (ص 256) . (10) من قوله: «إذا أصاب غنيمة ... » إلى هنا مكرر في (ت) و (ك) ، إلا أنه قال في المرة الثانية: «فأمر» بدل: «أمر» . (11) في (ت) زيادة: « (ص) » ! الحديث: 950 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 380 مِنَ الغَنيمة، قَالَ: فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَجِيءَ بِهِ؟ ، فاعتَذَر، قَالَ: كُنْ (1) أَنْتَ الَّذي تَجِيءُ (2) بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ فَلا أَقْبَلُهُ مِنْكَ؟ قَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا (3) هُوَ عَنْ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ (4) ، عَنِ ابن بُرَيْدة (5) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) . 951 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعْدان (6) ، عَنْ يُونُسَ (7) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيب وَأَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (8) : يُوشِكُ أَقْصَى مَسَالِحِ (9) المُسْلِمِينَ بِسلاح (10) ؟   (1) في (ت) و (ك) : «كنت» ، وفي (ف) : «كنه» . (2) في (ك) : «تأتي» . (3) في (ك) : «هذا هو أيضًا» . (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في"المسند" (2/213 رقم 6996) ، وأبو داود في "سننه" (2712) ، وابن حبان (4809 و4858) ، والخطيب في "تالي التلخيص" (1/75) من طريق أبي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، عن عامر، عن عبد الله بن بريدة، عن عبدلله ابن عمرو، به. (5) هو: عبد الله. (6) هو: سعيد بن يحيى اللخمي. وروايته أخرجها هشام ابن عمار في حديثه (73) . ومن طريقه أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6743) ، و"الصغير" (644) . قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا يونس، ولا عن يونس إلا سعيد بن يحيى، تفرد به هشام بن عمار» . وقال في "الصغير": «لم يروه عن الزهري إلا يونس، تفرد به سعيد بن يحيى، وسليمان بن عبد الرحمن يقول: سعد ابن يحيى اللخمي» . (7) هو: ابن يزيد. (8) قوله: «قال» سقط من (ك) . (9) جمع مَسْلَحَة، وهُم القوم الذين يحفَظون الثُّغورَ من العدوِّ. وسُمُّوا: مَسْلَحَة؛ لأنهم يكونونَ ذوي سِلاح، أو لأنهم يسكُنون المَسْلَحَة، وهي [أي المَسْلَحَة] : كالثَّغر والمَرْقَبِ يكونُ فيه أقوامٌ يرقُبون العدوَّ؛ لئلا يطْرُقَهم على غَفْلَة. انظر"النهاية" (2/388) . (10) كذا ورَدَ لفظُ الحديث في جميع النسخ، وجاء في "حديث هشام بن عمار" و"أوسط الطبراني": «يوشك أقصى مسالح المسلمين أن يكونَ سلاح، وسلاح عند خَيْبَر» ، وفي "الصغير" للطبراني: «يُوشِكُ أن يكون أقصى مسالحِ المسلمين بِسِلاح، وسلاحٌ من خَيْبَر» ، وكلا اللفظين جاء على الجادَّة في العربية؛ لأنَّ «يوشك» من أفعال المقاربة، ويجب أن يكون خبرها جملةً فعلية فعلها مضارع، وهذا ما وقع في مصادر التخريج. أما ما عندنا في النسخ، فالظاهر أن فيه سقطًا، ووجهه أن يقال: «يُوشكُ أقصى مسالح المسلمين [أن يكون] بسلاح» ، والله أعلم. وسِلاح: موضعٌ أسفلَ من خيبر. قال البكري: «سِلاح» بكسر أوله، وبالحاء المهملة. "معجم ما استعجم" (3/744) . ولم يجزم ياقوت بضبطها فقال: كأنه بوزن قَطامِ. "معجم البلدان" (3/233) . وجزم الفيروز آبادي فقال: كسَحابٍ أو قَطامِ. "القاموس المحيط" (س ل ح /ص 225) ، ولم يتعقَّبه الزَّبيدي في "التاج". والله تعالى أعلم. الحديث: 951 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 381 قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ (1) الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ؛ سَمِعَ أَبَا (2) هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (3) . قَالَ أَبِي: الموقوفُ أشبهُ. قلتُ: وَمَا تُنكِرُ أَنْ يكونَ سَمِعَ منهُما؟ قَالَ: أُنكِرُ! فإنَّه لا يَحْتملُ (4) أَنْ يكونَ هَذَا مِنْ حديث قَبِيصَة.   (1) في (ك) : «رواه» بلا واو. (2) في (أ) و (ش) : «أبي» . (3) الحديث رواه الحاكم في "المستدرك" (4/511) من طريق ابن وهب، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ ... فذكره موقوفًا. وقوله: «موقوفً» بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (4) في (أ) و (ش) : «فإنه يحتمل» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 382 وسَعْدانُ أَرَى أَنَّهُ (1) سمعَ مِنْ يونس بمكة، أو بالمدينةِ (2) ، ويُونُسُ لَمْ يَكُنْ (3) مَعَهُ كُتُبُهُ. قال وكيعٌ: رأيتُ يونسَ ابن يَزِيدَ بِمَكَّةَ، فجَهَدتُّ أَنْ يُقيمَ لِي إسنادَ حديثٍ، لَمْ يُقِمْه (4) ، فَنَرَى (5) أنَّ سَعْدان سَمِعَ مِنْهُ بِمَكَّةَ (6) ؛ لأنَّ حديثَهُ وحديثَ أَبِي ضَمْرة (7) وسُلَيمانَ بْنِ بِلالٍ وطَلحَةَ بْنِ يَحْيَى متقاربٌ (8) . 952 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (9) ،   (1) قوله: «أنه» سقط من (أ) و (ش) . (2) في (ت) و (ك) : «أو مدينة» . (3) المثبت من (ت) و (ف) ، وأهمل النقط في بقية النسخ، وهي محتملة أن تكون بالتحتية والفوقية، وكلاهما صحيح في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (224) . (4) كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: فلم يقمه. (5) في (ش) يشبه أن تكون: «فترى» ، وفي (ك) : «فيرى» . (6) من قوله: «فجهدت أن ... » إلى هنا سقط من (ف) . (7) هو: أنس بن عياض. (8) قال الدارقطني في "العلل" (2182) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه سعيد بن يحيى المعروف بسَعْدان اللخمي، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم بن عبد الله، عن قبيصة وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، ووهم فيه. وخالفه القاسم بن مبرور؛ فرواه عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم بن عبد الله، عن أبي هريرة موقوفًا، وقال فيه: قال الزهري: حدثني سعيد ابن خالد، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أبي هريرة موقوفًا أيضًا، وهو الصَّواب» . والحديث روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ من طريق أخرى = = أخرجها أحمد في "المسند" (2/402 رقم9216) قال: حدثنا نوحٌ، أخبرنا عبد الله - يعني العُمَري -، عن خُبَيب ابن عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) قال: «يُوشِكُ أن يَرجعَ الناسُ إلى المدينةِ، حتى تصيرَ مَسالِحُهُم بسلاح» . (9) هو: إبراهيم بن محمد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/199) من طريق المسيَّب بن واضح - وهو ضعيف -، عن أبي إسحاق الفزاري، به. الحديث: 952 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 383 وَابْنُ الْمُبَارَكِ (1) ، عَنْ سُفْيان الثَّوري، عَنْ زَيْدٍ العَمِّي (2) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ ابن قُرَّة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لِكُلِّ (3) أُمَّةٍ رَهْبَانِيَّةٌ، وَرَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: معاويةُ بْنُ قُرَّة: أنَّ (4) النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (5) . قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: إِذَا زَادَ حافِظٌ عَلَى حافِظٍ (6) قُبِلَ، وابنُ الْمُبَارَكِ حافظٌ (7) .   (1) هو: عبد الله. وروايته في "كتاب الجهاد" له (16) ، وعند أحمد في "المسند" (3/266 رقم13807) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (33) ، وأبي يعلى في "المسند" (1449) ، وابن عدي في "الكامل" (3/199) و (4/230) ، والبيهقي في "الشعب" (3923) . (2) هو: ابن الحواري. (3) في (ك) : «كل» . (4) في (ت) و (ك) : «أتى» بدل: «أن» . (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (6) قوله: «على حافظ» ليس في (ف) . (7) مدار هذا الحديث على معاوية بن قرَّة، ويرويه عنه اثنان: الأول: زيد العَمِّي، ويرويه عنه سفيان الثوري، واختُلِف عنه: فرواه أبو إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك - كما سبق - عنه، عَنْ زَيْدٍ العمِّي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن قرَّة، عن أنس، عن النبي (ص) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (19326) عن وكيع بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عن زيد، عن معاوية، عن النبي (ص) مرسلاً. واختلف أبو حاتم وأبو زرعة في التَّرجيح في هذا الاختلاف. أما أبو حاتم: فرجَّح الرواية المرسلة، ولم يذكر سبب التَّرجيح، ولعله لأجل الرواية الآتية، وأما أبو زرعة: فرجَّح الرواية الموصولة، وهذا صحيح بالنظر في رواية سفيان الثوري والاختلاف عليه فقط؛ فإن ابن المبارك - مع كونه حافظًا - تابعه أبو إسحاق الفزاري، وهو حافظ أيضًا. والثاني: الحجَّاج بن دينار، وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2309) عن شيخه محمد بن فضيل ابن غزوان، عن الحجاج بن دينار، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عَنِ النبي (ص) مرسلاً. وهذه الرواية أرجح من رواية زيد العمِّي؛ لأن الحجّاج ابن دينار لا بأس به، وأما زيد فضعيف؛ كما في "التقريب" (1133 و2143) ، ولعل هذا الذي جعل أبا حاتم يرجح الإرسال، والله أعلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 384 953 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ (2) ، عَنْ شَيبان (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) (5) : لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَشُ، عَنْ مُجاهِد، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . 954 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن [حِمْيَر] (6) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ جَبِيرة (7) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (8) ، عَنْ أَنَسِ بن مالك؛ قال:   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (904) . (2) هو: ابن مسلم. (3) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. (4) هو: ذَكوان السَّمَّان. (5) في (ف) و (ت) و (ك) : «النبي (ص) » بدل: «رسول الله (ص) » . (6) في (ف) و (ت) و (ك) : «حُميد» ، وفي (أ) و (ش) : «جعفر» ، وكلُّه تصحيفٌ، فالذي يروي عن زيد بن جَبيرة هو محمد بن حِمْيَر، كما في "تهذيب الكمال" (10/34) . والحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (3/203) من طريق ابن حِمْير، عن زيد بن جبيرة، به، ثم قال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرويه عن زيد بن جبيرة غير ابن حمير» . (7) في (ت) و (ك) : «حسرة» . (8) هو: الأنصاري. الحديث: 953 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 385 قَامَ فِينَا عثمانُ بْنُ عَفَّان ح يَوْمًا خَطِيبًا، ثُمَّ قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَمنَعْنِي أَنْ أحدِّثَكُم حَدِيثِي هذا إلا الضَّنُّ (1) بكم، سمعتُ رسولَ الله (ص) وَهُوَ (2) يَقُولُ فِي مَقَامِي هَذَا: لَيَوْمُ (3) أَحَدِكُمْ (4) فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ يَقُومُ اللَّيْلَ لاَ يَفْتُرُ، وَيَصُومُ النَّهَارَ لاَ يُفْطِرُ. قَالَ: وَقَالَ أَنَسٌ: حُدِّثتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لَيَوْمُ أَحَدِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَلْفِ يَوْمٍ في إِحْدَى المَسْجِدَيْنِ (5) : مَسْجِدِ الحَرَام ِ (6) ، وَمَسْجِدي بِالمَدِينَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ، وزيدٌ لا أعلمُ لَهُ حَدِيثًا صَحِيحًا، وَهُوَ ضعيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا، إِلَى التَّرْك مَا هو، روى عنه اللَّيْثُ،   (1) في (أ) و (ش) : «الظن» ، وفي (ف) : «لظن» . (2) قوله: «وهو» سقط من (ك) . (3) في (ك) : «اليوم» . (4) في (ت) و (ك) : «بأحدكم» . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أحد المسجدين» ، كما في "الكامل" لابن عدي، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكر؛ حمَلَ المسجدَ على معنى البقعة التي يُسْجَدُ فيها، والتقدير: في إحدى البقعتين، والحمل على المعنى باب معروف في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (81) . وقوله: «إحدى المسجدين» ورد أيضًا في حديث آخر في مطبوع "الفردوس بمأثور الخطاب" (5/174 رقم 7872) . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «المسجد الحرام» أي: المحرَّم، وما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية على إضافة الموصوف إلى صفته، ويقال: إضافة الشي إلى نفسه، وهذا مذهب الكوفيين، وأجازه البصريون على تأويل. انظر التعليق على المسألة رقم (505) ، ووقع لفظ «مسجد الحرام» بالإضافة في أحاديث كثيرة كما في البخاري وغيره، ووقع أيضًا على الوصف: «المسجد الحرام» . وانظر: "مشارق الأنوار" (1/190) ، و"شرح السيوطي لسنن النسائي" (2/37) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 386 وَيَحْيَى بْنُ أيُّوب. 955- وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مَرْوان الفَزاري (2) ؛ قال: نا هشامٌ الدَّسْتوائيُّ (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير؛ قال: نا أبو سَلَمة، عن عبد الله الأزرَق، عَنْ عَلْقَمة بْنِ عَامِرٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الوَاحِدِ ثَلاثَةَ نَفَرٍ الجَنَّةَ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلاَّم (4) ، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ الأزرَق، عَنْ عُقبة بن عامر، عن النبيِّ (ص) (5) . 956 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو ابن أبي سَلَمة (6) ، عن   (1) انظر المسألة رقم (905) و (997) . (2) هو: مروان بن معاوية. (3) في (أ) و (ف) : «الدستواني» . وهشام هذا هو: ابن أبي عبد الله سَنْبَر. (4) هو: مَمْطور الأسود الحبشي. (5) الحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (1099) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (26315) ، وأحمد في "مسنده" (4/144 رقم17300) ، والترمذي في "جامعه" (1637) ، وابن ماجه (2811) وغيرهم من طرق عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سلاَّم، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ الأَزْرَقِ، عَنْ عُقْبَةَ بن عامر، عن النبي (ص) ، به. ورواه معمر في "الجامع" (21010) - ومن طريقه أخرجه أحمد في "مسنده" (4/148 رقم17337) ، وابن خزيمة في "صَحِيحَةٌ" (4/113) -، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سلام، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ الأَزْرَقِ، عَنْ عُقْبَةَ، به. (6) روايته أخرجها الهروي في "ذم الكلام" (2/388 رقم474) ، والذهبي في "السير" (16/242) من طريق دُحيم، عنه. الحديث: 955 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 387 صَدَقَة بن عبد الله، عَنِ الأوزاعيِّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، وَجُعِلَ (2) رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَنِي، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ؟ قَالَ أَبِي: قَالَ لِي (3) دُحَيم (4) : هَذَا الحديثُ ليسَ بشيء؛ الحديثُ حديثُ الأوزاعيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَبَلَة، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) . 957 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعيُّ (6) ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي مُصَبِّح (7) ؛ قَالَ: قلتُ لأبي عبد الله - رَجُلٍ من   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) قوله: «وجعل» مكرر في (ت) . (3) في (ت) و (ك) : «قال أبي» ، وكتب فوق «أبي» في (ك) : «كذا» . (4) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. (5) الحديث رواه ابن المبارك في "الجهاد" (105) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (33001) من طريق الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جَبَلَةَ، عن طاوس، عن النبي (ص) به. وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "الفتح" (6/98) . وقال الدارقطني في "العلل" (1754) : «يرويه الأوزاعي، واختُلِف عنه: فرواه صدقة بن عبد الله بن السمين - وهو ضعيف -، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفه الوليد بن مسلم؛ رواه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ حَسَّانِ بْنِ عطية، عن أبي منيب الجرشي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ الصَّحِيحُ» . (6) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (7) هو: المَقْرَئي، بفتح الميم والراء، بينهما قاف، ثم همزة قبل ياء النَّسب. كذا ضبط نسبتَه الحافظُ في "التقريب" (8370) ، وانظر ما سيأتي في نسبته في التعليق على المسألة التالية. الحديث: 957 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 388 أصحاب النبيِّ (ص) - وَهُوَ بِأَرْضِ الرُّوم: أَلا تَركَبُ؟ فقال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ في سَبِيلِ اللهِ إلاَّ حَرَّمَهُمَا (1) اللهُ عَلَى النَّارِ. وأُصلِحُ دابَّتي (2) لِتُغْنِيَني عن عَشيرَتي. فما رُئِيَ (3) يَوْمًا أكثَرَ نازِلاً مِنهُ (4) ؟ قَالَ أَبِي: منهُم مَنْ يَقُولُ: هَذَا الرَّجُل هو جابرُ بن عبد الله، ومنهُم مَنْ يَقُولُ: هُوَ الصُّنابِحي، وَلَيْسَ للصُّنابِحي صُحبَة؛ وجابرٌ (5) أشبهُ (6) . فقلت ُ لأبي: أنا العبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ (7) : أَخْبَرَنِي أبي (8) ، ثنا   (1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «حرَّمها» ، وهما صحيحان، وكلاهما ورد في مصادر التخريج. (2) في (ت) و (ك) : «ذات بين» . (3) في (ت) و (ك) رسمت هكذا: «رُأي» . (4) كذا في جميع النسخ، وفي "الجهاد" لابن المبارك (32) : «فما رأيتُ يومًا أكثَرَ ماشيًا مِنهُ» ، ونحوه في "صحيح ابن حبان"، وفي "الجهاد" (33) : «قال أبو مصبِّح: فنَزَلَ الناسُ، فلم أرَ نازلاً قطُّ أكثَرَ مِنْ يومئذٍ» ، ونحوه في "مسند الطيالسي". وما وقع في النسخ جادَّتُهُ أن يقال: «فما رُئِيَ يومٌ أكثَرُ نازلاً منه» برفع «يوم» ، والله أعلم. والمعنى: أنه لمَّا سمع الناسُ بهذا الحديث، نزلوا عن دَوابِّهم؛ رغبةً في الثواب. (5) في (ت) و (ك) : «وبجابر» . (6) قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (9/55) : «وسمَّى أبو داود الطيالسي في "مسنده" وعبد الله بن المبارك في كتاب "الجهاد" الرجلَ المذكور: جابر بن عبد الله، وهذا هو الصَّواب: أن الحديث لجابر بن عبد الله» . اهـ. وسيأتي تخريج الحديث من "مسند الطيالسي"، و"الجهاد" لابن المبارك. (7) في (ت) و (ك) : «قراءة» بدل: «قال» . (8) هو: الوليد بن مَزْيَد البيروتي. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 389 الأوزاعيُّ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو مُصَبِّح (1) ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ (2) خطأٌ؛ لَمْ يسمَعِ الأوزاعيُّ مِنْ أَبِي مُصَبِّح؛ بَيْنَهُمَا مُوسَى بْنُ يَسار (3) .   (1) الحديث رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (3933) من طريق العباس بن الوليد، عن أبيه، عن الأوزاعي، حدثنا أبو مصبح؛ قال: قيل لأبي عبد الله ... فذكره. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2805) من طريق العباس بن الوليد به، ولم يقع عنده تصريح الأوزاعي بالسماع من أبي مصبح. (2) قوله: «حديث» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (3) في (ت) : «سيار» . والحديث أخرجه عبد الله بن المبارك في "الجهاد" (32) عَنْ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عن حصين بن حرملة المهري، عن أبي مصبح الحمصي، عن جابر بن عبد الله، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه: أبو داود الطيالسي في "مسنده" (1881) ، وأحمد في "المسند" (3/367 رقم14947) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (113) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2075) ، وابن حبان في "صحيحه" (4604) . ووقع في إسناد الطيالسي خطأ نبَّه عليه المحقق. وأخرجه ابن المبارك أيضًا (33) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بن جابر، عن أبي مصبح؛ قال: غزونا مع مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم، فسبق رجل الناس، ثم نزل يمشي ويقود دابته، فقال مالك: يا أبا عبد الله أَلا تركبُ؟ فَقَالَ: = = سَمِعْتُ رَسُولَ الله (ص) ... فذكره. وأخرجه أحمد في "المسند" (5/225 رقم21962) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/55) ، والطبراني في "الكبير" (19/297 رقم661) ، و"مسند الشاميين" (609) ، جميعهم من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، به. إلا أن الطبراني قرن مع ابن جابر عبد الله بن العلاء، وجاء الحديث عنده في "الكبير" من رواية مالك بن عبد الله الخثعمي. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (21963) من طريق ليث بن المتوكل، عن مالك بن عبد الله الخثعمي؛ قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره هكذا من مسند مالك. وليث بن المتوكل مجهول الحال. وأخرجه الدارمي (2/202 رقم2397) ، والطبراني في"الكبير" (662) كلاهما من طريق عبد الرحمن بن شريح، عن عبد الله بن سليمان بن أبي زينب؛ أن مالك ابن عبد الله [زاد الطبراني: الجهني] مرَّ على حبيب بن مسلمة - أو حبيب مرَّ على مالك - وهو يقود فرسًا، وهو يمشي، فقال: ألا تركب إذ حملك الله؟ فقال ... فذكره هكذا على الشك هل هو من مسند حبيب، أو مالك، وبنسبه مالك جهينيًا في رواية الطبراني. وعبد الله بن سليمان بن أبي زينب لم نجد من ترجم له، وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (114) ، و"الآحاد والمثاني" (2777) من طريق زرعة بن عبد الله الوحاظي: أن مالك بن عبد الله الخثعمي كان بذات الجون، فرأى بعض أصحابه يمشي يقود فرسه، فناداه مالك بن عبد الله: يا فلان بن فلان ألا تركب؟ قال: إني سمعت رسول الله (ص) ... فذكره. وبإبهام هذا الرجل أيضًا أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (944) من طريق سليمان بن موسى، قال: مرَّ مالك بن عبد الله الخثعمي ... فذكره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 390 958 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (1) عَمْرو بْن أَبِي قَيْس، عَن مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْص (3) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عُبادة، عن النبيِّ (ص) : أنه عاد عبدَالله بن رَواحة، فما تحَوَّزَ (4) عبدُالله عن مكانِه (5) ، فقال النبيُّ (ص) : مَنْ شُهَدَاءُ أُمَّتِي؟ ، قَالُوا: القتلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَالَ: القَتْلُ فِي سَبِيلِ اللهِ شَهَادَةٌ، والبَطْنُ شَهَادَةٌ، والغَرَقُ شَهَادَةٌ ... ، الحديثَ؟   (1) قوله: «رواه» ليس في (ت) و (ك) . (2) هو: ابن المعتمر. (3) هو: عبد الله بن حفص. (4) في (ف) يشبه أن تكون: «تجوز» بالجيم. ومعنى «فما تحوَّز» : فما تنحَّى. انظر "النهاية" (1/459) . (5) في (ش) : «من مكانه» ، وفي (ك) : «عن كانه» . الحديث: 958 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 391 قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ [شُعْبَةُ] (1) ، عَنْ أبي بكر ابن حَفْص، عن ابن الفَصِيح (2) - أَوْ أَبِي المُصَبِّح - عَنِ ابْنِ السِّمْط (*) ، عَنْ عُبادة، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبهُ، لَيْسَ لأَبِي صَالِحٍ مَعْنًى، لَمْ يضبِط عَمْرٌو، وضبَطَ شُعْبَة. وَهَذَا حديثٌ مِنْ حديثِ أَهْلِ الشَّام، وَهُوَ أَبُو المُصَبِّح المَقْرائي (3) ، عَنْ شُرَحْبيل بن السِّمْط (*) ، عن عُبادة.   (1) في جميع النسخ: «سعيد» ، عدا (أ) ، فإما أن تكون «سعيد» وصُحِّحت، أو العكس - وهو الأقرب - وأُكِّد التصحيح في الهامش، ولكنه لم يتضح في التصوير. والحديث أخرجه الطيالسي (583) ، وابن سعد في "الطبقات" (3/528-529) ، وأحمد في "المسند" (4/201) و (5/314 و323) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (633) ، جميعهم من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حفص، به، وهو الصَّواب، ويدلُّ عليه قول أبي حاتم في آخر المسألة: «وضبط شعبة» . ورواه الدارمي في "مسنده" (2458) من طريق إسرائيل، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن حفص، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ عبادة، عن النبي (ص) ، به. ورواه الضياء في "المختارة" (354) من طريق حرب، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن حفص، عن أبي مصبح، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ، عَنْ عبادة، به. (2) كذا في جميع النسخ عدا (ف) ففيها: «عن أبي الفصيح» ! وفي المواضع السابقة من مصادر التخريج: «عن ابن المصبح، أو أبي المصبح» . وذكر في بعض الروايات أن الشَّك من أبي بكر بن حفص. ( *) ... في (ك) : «الشمط» بالشين المعجمة. وهو: شُرَحبيل ابن السِّمْط. (3) نسبةً إلى «مَقْرَى» بفتح الميم، قريةٌ بالشَّام من نواحي دمشق. والمحدثون وأهل دمشق يضمُّون الميم. وقد وردت النسبةُ إليها على أوجهٍ هي: المَقْرِيُّ، والمَقْرائيُّ، كلاهما بفتح الميم، والمُقْرائيُّ بضم الميم، والمَقْرَئيُّ كما سلف في تعليقنا على المسألة = = السَّابقة. وانظر "الأنساب" للسَّمعاني (4/344) ، و"معجم البلدان" لياقوت (5/173-174) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 392 959 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صالح ابن مُوسَى الطَّلْحي (1) ، عَنْ سُهَيل (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : الزَمُوا الجِهَادَ تَصِحُّوا (4) وَتَسْتَغْنُوا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا (5) حديثٌ باطلٌ، وصالحٌ الطَّلْحي ضعيفُ الْحَدِيثِ. 960 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (7) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (8) ، عَنْ [عَبْدِ ربِّه] (9) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَلَمة بْنِ كُهَيل، عَنْ شَقِيق بْنِ سَلَمة، عَنْ جَرِيرٍ؛ قَالَ: كان رسولُ الله (ص) إِذَا بايَعَ (10) ، بايَعَ عَلَى شهادةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ ِ الصَّلاة، وَإِيتَاءِ الزَّكاة، والسَّمعِ والطَّاعةِ للَّه وَلِرَسُولِهِ، والنُّصْحِ لكُلِّ مُسْلِمٍ. وإذا بَعَثَ سَرِيَّةً قال: بِاسْمِ اللهِ، وَفي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، لا تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا (11) ، وَلاَ تَقْتُلُوا الوِلْدَانَ؟   (1) روايته أخرجها ابن عدي في"الكامل" (2/16) من طريق بشر بن آدم، عنه، به. (2) هو: ابن أبي صالح. (3) هو: أبو صالح ذَكوان السَّمان. (4) في (ك) : «وتضحوا» . (5) قوله: «أبي هذا» مكرر في (ك) . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (1948) ، وانظر المسألة رقم (979) و (999/أ) . (7) هو: موسى بن محمد، ولم نقف على روايته، والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7505) من طريق عبد الله ابن وهب، والطبراني في "الكبير" (2/313 رقم 2303 و2304) ، و"الأوسط" (745) ، و"الصغير" (115) من طريق عمر بن خالد الحراني، كلاهما عن ابن لهيعة، به. (8) هو: عبد الله. (9) في جميع النسخ: «عبد الله» ، وهو تصحيف. والتصويب من المسألة رقم (1948) ومصادر التخريج. (10) في (ك) : «باع» . (11) «مَثَّل» بالتشديد مبالغةٌ لـ «مَثَلَ» ، يقال: مَثَلْتُ بالقتيل: إذا جَدَعْتَ أنفَه وأذنَه أو مَذاكيرَه أو شيئًا من أطرافِه. انظر "النهاية" (4/294) . الحديث: 959 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 393 قَالَ أَبِي: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أصلٌ بِالْعِرَاقِ (1) ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (2) . 961 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (3) النَّضْر هاشمُ بنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عمر، عن عُبَيدالله (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) استعمَلَ أسامةَ بنَ زَيْدٍ عَلَى جيشٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ، فتكلَّم الناسُ فِي ذَلِكَ ... وذكرتُ لَهُ الحديثَ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ عَاصِمِ بْنُ عُمَرَ، وعاصمُ بْنُ عمر ليس بالقويِّ (5) .   (1) لأن سلمة بن كهيل وشقيق بن سلمة من أهل العراق، ولم يرو هذا الحديثَ عن سلمة سوى عبد ربه بن سعيد وهو مدني، وعنه عبد الله بن لهيعة وهو مِصري، فلو كان الحديث صحيحًا لرواه أهل العراق عن سلمة بن كهيل، أو على الأقل لوجدنا له أصلاً عندهم عن أبي وائل شقيق بن سلمة. وآفته ابن لهيعة فهو معروف بالضَّعف، وقد روى هذا الحديث عنه عبد الله بن وَهْب عند أبي يعلى في الموضع المتقدم، ومع ذلك أعلَّ أبو حاتم روايته هذه؛ جريًا على عادته في إعلال بعض أحاديث ابن لهيعة وإن كانت من رواية ابن وَهْب أو عبد الله بن يزيد المقرئ ممَّن قيل: إن روايتهم عنه قبل احتراق كتبه؛ كما في المسائل (72 و634 و636 و637 و1137 و1181 و1229 و1231 و1709 و2807) وغيرها، وهذه فائدةٌ تستفاد في أن رواية ابن وَهْب وباقي العبادلة ليست صحيحةً كما ذهب إلى ذلك بعض الفضلاء، وإنما هي أعدلُ من غيرها، ولا تصل لدرجة الاحتجاج بها على الانفراد. (2) قال الطبراني في الموضع السابق من "الأوسط": «لا يروى هذا الحديث عن جرير إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» . (3) قوله: «أبو» سقط من (ك) . (4) هو: ابن عمر العُمَري. (5) لم نقف على الحديث من رواية عاصم. وقد رواه ابن سعد في "الطبقات" (2/249) و (4/66) عن عبد الوهَّاب بن عطاء العجلي؛ قال: أخبرنا الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أن النبيَّ (ص) بعث سريَّةً فيهم أبو بكر وعمر، واستعملَ عليهم أسامةَ بن زيد ... . = = ورواه البخاري (3730) ، ومسلم (2426) من طريق عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: بعث رسول الله (ص) بعثًا، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد ... . ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (252) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به. الحديث: 961 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 394 962 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عفَّان ابن مُسْلِمٍ الصَّفَّار (1) ، عَنْ خَليفة بْنِ غَالِبٍ؛ قَالَ: حدَّثنا سَعِيدٌ المَقبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: سُئِل النبيُّ (ص) : أيُّ الْعَمَلِ أفضلُ؟ قَالَ: إيمانٌ باللهِ، وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ... ، وذكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ عَفَّان! وحدَّثنا أَبُو سَلَمة (2) ، عَنْ خَليفة بْنِ غَالِبٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر (4) ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قد اتَّفق نَفْسان ِ، وَهُوَ أشبهُ عِنْدِي، فَلا أَدْرِي ما قال عَفَّان (5) !   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/388 رقم 9038) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (289) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (8/322) . (2) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذكي، وروايته أخرجها البخاري في "خلق أفعال العباد" (ص 51) . (3) قوله: «عن النبي (ص) » ليس في (ف) . (4) هو: نجيح بن عبد الرحمن. (5) لكن عفان قد توبع. فأخرجه أحمد في "المسند" (2/531 رقم 10878) من طريق أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ - واسمه عبد الرحمن بن عبد الله -، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (ص51) من طريق أبي عامر العَقَدي - واسمه: عبد الملك -، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (28) من طريق أبي بكر الحنفي - واسمه: عبد الكبير بن كثير -، جميعهم عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، به. الحديث: 962 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 395 963 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاح البَزَّاز (1) ، عَنْ هُشَيم (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، [عَنْ عَمْرِو بْنِ سعيد] (3) ابن الْعَاصِ؛ أَخْبَرَنَا سَيَابَةُ (4) السُّلَمي: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ يومَ حُنَين (5) : أَنَا ابْنُ العَوَاتِكِ (6) ؟   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «البزار» . ورواية محمد بن الصبَّاح أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/302) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3664) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/136) . (2) هو: ابن بشير الواسطي. (3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "المراسيل" للمصنف (ص69-70) حيث ذكر هذه المسألة هناك، ومن مصادر التخريج السابقة. ونقل الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/307) هذا النص بتصرُّف، وفيه الزيادة؛ وذلك أنه ذكر بعض الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: وقال أبو حاتم: «حدثنا بعض أصحاب هشيم عنه هكذا، وحدثنا عنه محمد بن الصَّبَّاح، فقال: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عمرو ابن سعيد، عن سيابة. قال أبو حاتم: الأول أشبه» . اهـ. (4) بفتح السِّين المهملة، وتخفيف الياء المثناة التحتية، كذا ضبطه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (5/271) ، ومثله في "الصحاح"، و"القاموس" (س ي ب) ، وقيَّده ابن حجر في "تبصير المنتبه" (2/767) ، و"الإصابة" (2/102) ، و"التقريب" (ترجمة يعلى بن سِيَابة) بكسر السين مع تخفيف الياء، وأما ابن ماكولا في "الإكمال" (5/14) فأطلقها ولم يقيِّدها بشيء. (5) في (ك) : «حين» . (6) في (ك) يشبه أن تكون: «العراتك» . والعواتك: جمع عاتِكَة. وأصل العاتكة: المتَضمِّخة بالطِّيب. و «العَواتك» هنا: جَدَّاتٌ للنبي (ص) كلٌّ منهُنَّ تسمَّى «عاتكة» ، وذكر الفيروزآبادي أنهنَّ تسعٌ، وذهب ابن بري إلى أنهنَّ اثنتا عشرة جدَّة، واتفقا على أن ثلاثًا منهُنَّ من سُلَيم، والبواقي من غير بني سُلَيم. انظر "اللسان" (ع ت ك) (10/464) ، و"القاموس المحيط" (ع ت ك) (ص 948) . الحديث: 963 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 396 قال أبي: [حدثنا] (1) بعضُ (2) أَصْحَابِ هُشَيم، عَنْ هُشَيْمٍ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ (3) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَيَابَةُ بْنُ عَاصِمٍ السُّلَمي، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبهُ. وَعَلَى هذا: الحديثُ دليلٌ على أنَّ سَيَابَة (4) لَيْسَ (5) مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) .   (1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "المراسيل" أيضًا. (2) هم: سعيد بن منصور، وإسحاق بن إدريس، ولُوَين في إحدى الطرق عنه كما سيأتي. (3) كذا وقع هنا! ومثله في "الجرح والتعديل" (6/269 رقم 1488) في ترجمة ابنه عمرو. وكذا وقع في "الآحاد والمثاني" (540) ، و"الفتن" لأبي عمرو = = الداني (187) ، و"ذكر أسماء التابعين" للدارقطني (771) ، وهو محمول على أنه نسب إلى جده، وإلا فهو «يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بن سعيد بن العاص» ؛ كما في ترجمته في "الجرح والتعديل" (9/152 رقم627) ، وفي مواضع أخرى من "الجرح" أيضًا؛ كترجمة عبيد بن عبد الرحمن (5/410 رقم1904) ، وترجمة محمد بن بحر (7/215 رقم1192) ، وهذا الذي جاء في باقي كتب الرجال، ودواوين السنة. تنبيه: روى ابن أبي حاتم هذا النص أيضًا في "المراسيل" كما تقدم، ووقع في هذا الموضع من الإسناد هناك: «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرو بْن سَعِيد بْن العاص» ، وهو تلفيق اجتهد فيه المحقق فلم يصب، فنص نسخته كما يقول: «يحيى عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاص» ، وذكر أنه وقع في مطبوعة السامرائي: «ابن» بدل: «عن» ، فخطَّأها، مع أنها الصَّواب، وأخذ منها زيادة «سعيد» فجعلها بين يحيى وعمرو، وهي وإن كانت زيادة صحيحة في نسب يحيى، إلا أنها لم ترد في مخطوطته التي اعتمد عليها، ولا في نسخ "العلل". (4) في (ت) و (ك) : «بدليل أن سيابة» . (5) قوله: «ليس» من (ت) و (ك) والموضع السابق من "المراسيل" للمصنِّف فقط. وقد أتبعها ابن أبي حاتم بقوله: «يعني: بأن يحيى بن سعيد، عن [كذا! وصوابه فيما يظهر: «ابن» بدل: «عن» ، وبه يستقيم السياق] عمرو ابن سعيد بن العاص لم يكن يشبه أن يلحق صحابيًّا، وبروايته بانَ أنه تابعي، وحديث هُشَيْمٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاص رواه الصبَّاح البزَّار [كذا! والصواب: البزاز] المعروف بالدولابي، فغلط في روايته» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 397 وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَدْرِي ما نقولُ لك! لم أكتُبْ (1) عَنْ أحدٍ سِوَى مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاح (2) .   (1) يعني هذا الحديث. (2) هذا الحديث يرويه هشيم بن بشير، واختُلِف عنه: فرواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1413) ، و"الجهاد" (255) من طريق أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/302) ، وأبو نعيم في"معرفة الصحابة" (3664) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/136) من طريق محمد بن الصباح، والطبراني في "الكبير" (7/168 رقم6724) من طريق عمرو بن عوف، ثلاثتهم عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن عمرو ابن سعيد بن العاص، عن سَيابة: أن النبَّي (ص) قال يوم حُنَين ... الحديث. ووقع عند ابن أبي عاصم في كتابيه تصريح سيابة بالسماع له من النبي (ص) . ورواه سَعْدُويَه، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاص؛ حدثني سيابة قال: سمعت النبي (ص) يقول ... فذكره. أخرجه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/1067) وقال: «هذا صحيح غريب» . ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2841) عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن سيابة، به هكذا بإسقاط عمرو ابن سعيد. وتابع سعيدَ بن منصور: إسحاقُ بن إدريس؛ كما في "الإصابة" لابن حجر (4/307) . ورواه محمد بن سليمان المصِّيصي لُوَيْن، واختُلِف عليه: فرواه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/1071) عن أبي مسعود الأصبهاني، عن محمد بن سليمان بمثل رواية سعيد بن منصور. ورواه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/1375) فقال: حدثنا أبو محمد بن صاعد، حدثنا لُوَيْن محمد بن سليمان، حدثنا هشيم، عن عمرو بن يحيى ابن سعيد ابن العاص، عن رجل، عن سَيابة السلمي؛ قال: قال النبي (ص) ... فذكره. ورواه ابن عساكر في "معجم شيوخه" رقم (1094) من طريق أبي بكر محمد بن عمر الوراق، عن ابن صاعد، عن لُوَيْن، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ سَيابة السلمي قال: سمعت النبيَّ (ص) يقول يوم خيبر: «أنا ابن العواتك من سُلَيم» . قال ابن عساكر: «هذا حديثٌ غريبٌ، والمحفوظ: يوم حنين» . تنبيه: وقع في المطبوع من "معجم شيوخ ابن عساكر": «هشام» بدل: «هشيم» ، وهو على الصَّواب في المخطوط (ل 174/ب) . قال أبو عمر بن عبد البر في "الاستيعاب" رقم (1127) : «سَيابة بن عاصم السلمي: حديثه عند هُشَيْمٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ العاص، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ سيابة ... » ، فذكره. وتعقبه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (4/307) بقوله: «وأغرب ابن عبد البر فقال ... » فذكره، ثم قال: «لم أره عن هشيم كذلك» . وقال ابن حجر أيضًا: «وذكر البخاري الاختلاف على هشيم في الواسطة، وجزم بأن الحديث مرسل» . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (4/209-210) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 398 ............................ 964 - وسألتُ أبي عن خالدٍ [أبي] (1) الْهَيْثَمِ المَدائني؟ فَقَالَ أَبِي: جَاءَنِي سعيدٌ البَرْذَعِيُّ (2) ، فَقَالَ: حدَّثنا أَبُو مَسْعُودِ بْنُ الفُرَات (3) ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ بَكْر بْنِ مُضَر، عَنْ رَاشِدِ بْنِ أَبِي سَكْنَةَ (4) ، عَنْ معاوية، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ... . قَالَ أَبِي: فأنكرتُ ذَلِكَ، وأنكَرَه أَبُو زُرْعَةَ، وَجَعَلُوا يقولونَ:   (1) في جميع النسخ: «ابن» ، وهو تصحيف، فخالدٌ هذا هو: ابن القاسم المدائني، المتقدِّم في المسألة رقم (410) ، وكنيته: أبو الهيثم؛ كما في "الجرح والتعديل" (3/347) . (2) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «البردَعي» بالدال المهملة، وكلاهما صواب، فهو منسوب إلى «بَرْذَعَةَ» مدينة بأذْرَبيجان، وقد صحَّ فيها إعجام الدال وإهمالها. وقيل: هو منسوب إلى «بَرْذَعَةِ الدابة» ، وقد صحَّت فيها لغةٌ بإهمال الدال، وعليه فالنسبة إليها يصحُّ أن تكون بالمعجمة والمهملة، وبالوجهين وردت في مصادر ترجمته. انظر "معجم البلدان" (1/379) ، و"توضيح المشتبه" (1/451-452) وتعليق محققه، و"القاموس المحيط" وشرحه "تاج العَروس" (بردع، وبرذع» . (3) في (ف) : «فقال حدثنا أبو مسعود، قال: حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودِ بْنُ الْفُرَاتِ» . وهو: أحمد بن الفرات. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «سكينة» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الصَّواب، كما في "الجرح والتعديل" (3/484) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (4/320) . الحديث: 964 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 399 [] هُوَ غريبٌ. فقلتُ: لَمْ يَرْوِ خالدٌ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ شَيْئًا. فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: مَن خالدٌ هَذَا؟ قَالَ: لا أَدْرِي مَن هُوَ! وأعلمُ أَنَّ الحديثَ مُنكَرٌ. فقلتُ أَنَا: هُوَ (1) خالدٌ المَدائني. فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ، فَقَالَ: صَدَقَ (2) ؛ يشبهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ خَالِدٍ، وَلَمْ يَكُنْ أَبُو مَسْعُودٍ بَيَّنَ لَهُمْ مَنْ خالدٌ هذا؛ لكي يَحْسَبُونَ (3) أَنَّهُ غريبٌ. 965 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (5) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّام، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِي خِداش (6) ؛ قَالَ: كُنَّا فِي غَزاة (7) ، فنزَلَ الناسُ مَنْزِلا، فَقَطَعَ الناسُ الطريقَ، ومَدُّوا   (1) قوله: «هو» ليس في (ف) . (2) في (ف) : «صدوق» . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لكي يَحْسَبُوا» بحذف نون الرفع؛ لأنَّه منصوب بـ «كي» ، لكن ثبوت النون مع الناصب لغةٌ قليلةٌ لبعض العرب، ومن ذلك ما ذكره النووي - وتابعه السيوطي في حديث مسلم (1106) -: «عن الأسود ومسروق، أنهما دخلا على أمِّ المؤمنين لِيَسْأَلاَنِهَا ... الحديثَ» ، قال النووي: «كذا هو في كثير من الأصول: «لِيَسْأَلاَنِهَا» باللام والنون، وهي لغةٌ قليلةٌ، وفي كثير من الأصول: «يَسْأَلاَنِهَا» بحذف اللام، وهذا واضحٌ، وهو الجاري على المشهور في العربية» . اهـ. انظر: "شرح النووي على مسلم" (7/217-218) ، و"الديباج، شرح صحيح مسلم بن الحجاج" للسيوطي (3/206) . (4) في هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «الناس شركاء في ثلاث» . (5) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. وروايته هذه أخرجها الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (448 و630/بغية الباحث) . (6) هو: حبَّان بن زيد الشَّرْعَبي. (7) في (ف) : «غزوة» . الحديث: 965 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 400 الحِبالَ (1) عَلَى الكَلَأ (2) ، فلمَّا رَأَى مَا صَنَعوا، قَالَ (3) : سُبحانَ اللَّهِ! لَقَدْ غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) غَزَواتٍ، فسَمعتُه (4) يَقُولُ: النَّاسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلاَثٍ: فِي المَاءِ، وَالكَلَأ، والنَّارِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الرجلُ مِنْ أَهْلِ الشَّام هُوَ عِنْدِي: بَقِيَّةُ، وَأَبُو عُثْمَانَ هُوَ عِنْدِي: حَرِيز بْنُ عُثْمَانَ، وَأَبُو خِدَاش لم يُدْرِكِ النبيَّ (ص) ، إِنَّمَا حَكَى عَنْ رجُلٍ مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) (5) . كَذَلِكَ حدَّثنا أَبُو اليَمَان (6) ، وعليُّ بْنُ الجَعْد، عَنْ حَرِيز - كَمَا وصَفْتُ - وَإِنَّمَا لَمْ يُسَمِّه (7) أَبُو إِسْحَاقَ؛ لأَنَّهُ كَانَ حَيًّا فِي ذلك الوقت (8) .   (1) في (ت) : «الجبال» . (2) الكَلَأُ: العُشب. "النهاية" (4/194) . ومدُّهم الحبال على الكَلأ: أراد به كلٌّ منهم تحديدَ مكان لنفسه لا يشركه فيه أحد. (3) في (أ) و (ش) : «فقال» . (4) في (ك) : «فسمعه» . (5) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23184) ، وأحمد في "المسند" (5/364 رقم23082) كلاهما عن وكيع، عن ثور الشامي، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أبي خداش، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) ، عن النبي (ص) ، به. (6) في (ت) و (ك) : «اليماني» . وأبو اليمان هذا هو: الحكم بن نافع. (7) أي: لم يُسَمّ بقيَّة. (8) روى الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/69) هذا النص من طريق المصنف. ورواه ابن أبي حاتم أيضًا في كتاب "المراسيل" (ص254-255 رقم945) ، لكن وقع هناك: «أبو خراش» بالراء، ومن طريق "المراسيل" ذكره ولي الدين أبو زرعة ابن العراقي في "تحفة التحصيل" (ص606 رقم1282) ، والعلائي في "جامع التحصيل" (309) ، وقال: «وقد وقع في كتاب ابن أبي حاتم تكنية هذا بأبي خراش - بالراء - كذا وجدته في نسختين» . وقول أبي حاتم هذا هنا يدلُّ على أن أبا إسحاق الفَزاري يدلس تدليس الشيوخ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 401 966 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ الْمُبَارَكِ الصُّوري (2) ، عَنِ الهيثَم بْنِ حُمَيد، عَنْ حَفْص بْنِ غَيْلان، عَنْ مَكحول؛ قَالَ: دخلتُ أَنَا وابنُ أَبِي زكريَّا (3) وسُلَيمانُ بن حبيب على أبي أُمامة بحِمْص، فسلَّمنا عليه، فقال: إنَّ رسولَ الله (ص) قَدْ بَلَّغ مَا أُمِرَ بِهِ، فبَلِّغوا عَنِّي مَا تسمعونَ، سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: مَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ؛ إنْ تَوَفَّاهُ اللهُ أدْخَلَهُ الجَنَّةَ (4) ، وَإنْ رَدَّهُ فَبِمَا (*) نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ. وَالخَارِجُ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى المَسْجِدِ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ تَعَالى؛ إنْ تَوَفَّاهُ أَدْخَلَهُ الجَنَّةَ، وَإنْ رَدَّهُ (5) فَبِمَا (*) نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ. والدَّاخِلُ بَيْتَهُ بٍسَلام ٍ ضَامِنٌ عَلَى اللهِ؟   (1) انظر ما تقدم في المسألة رقم (927) . (2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1241 و1243) . والطبراني في "الكبير" (8/135 رقم7614) ، به إلى قوله: «فبلِّغوا عني ما تسمعون» ، ولم يذكرا باقيه. والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (8/127 رقم 7579) من طريق هشام بن الغاز، حدثني مكحول أنهم دخلوا على أبي أمامة ح، فقال سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: «مَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِ الله ... » ، فذكره. ورواه الطبراني في "الكبير" أيضًا (8/100 رقم 7493 من طريق كلثوم بن زياد، عن سليمان بن حبيب: أنه دخل هو وثابت بن معبد وابن أبي زكريا ومكحول على أبي أمامة ... ، فذكر الحديث عن النبي (ص) . (3) هو: عبد الله. (4) قوله: «الجنة» سقط من (أ) فقط. (*) ... في (ك) : «فيما» . (5) في (ت) و (ك) : «رد» . الحديث: 966 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 402 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ مَكحُولٌ لم يَرَى (1) أَبَا (2) أُمامة. 967 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالله بْنُ إِدْرِيسَ؛ قَالَ: قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ (3) : وحدَّثني عاصمُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ: وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيمان بْنِ جُبَير؛ قَالَ (4) :   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لم يَرَ» ، وما في النسخ صحيحٌ، ويتخرج على لغة من يجري الفعل المعتل مجرى الصحيح في الجزم والبناء، أو على الإشباع؛ وقد تقدم تفصيل القول فيهما في التعليق على المسألة (228) . (2) في (ك) : «أبو» . (3) هو: محمد، والحديث أخرجه أبو داود (3037) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/186) من طريق يحيى بن أبي زائدة، عن ابن إسحاق، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أنس بن مالك، وعن عثمان بن أبي سليمان: أن النبي (ص) بعث خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أُكَيْدِر دُومَة فأُخِذ، فأتَوه به، فحقَنَ له دمَه، وصالحَه على الجِزيَة. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (3/238 رقم 13492) من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن إسحاق؛ قال: حدثني عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: رأيت قَباءَ أُكَيْدِر حين قُدِمَ به على رسول الله (ص) ، فجعل المسلمون يلمَسونه بأيديهم ويتعجَّبون منه، فقال رسول الله (ص) : «أتعجَبون من هذا؟! فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لمنديلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الجنَّة أحسنُ من هذا» . ورواه البيهقي أيضًا (9/187) من طريق يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسحاق؛ قال: حدثني يزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر: أن رسول الله (ص) بعث خالد ابن الوليد ... فذكر القصة بتمامها. (4) ساق هذه القصة مع بعض الاختلاف كلٌّ من: الطبري في "تاريخه" (3/349) ، وابن حبان في "الثقات" (2/96-97) ، وابن هشام في "السيرة" (4/526) ، والبكري في "معجم ما استعجم" (1/303) ، وابن كثير في "البداية والنهاية" (7/179/ دار هجر) . الحديث: 967 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 403 ثم بعثَ رسولُ الله (ص) خالدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى أُكَيْدِر دُومَةَ (1) ، فَقَالَ (2) : إنَّكَ تَجِدُهُ يَصِيدُ البَقَرَ (3) . فَخَرَجَ خالدٌ، حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ حِصْنِهِ (4) نَظَرَ (5) العَين في ليلةٍ مُقمِرَةٍ، [فباتَتِ البَقَرُ] (6) - وَهُوَ عَلَى سَطْحٍ لَهُ، مَعَهُ امرأتُه - تَحُكُّ القَصْرَ بقُرونها (7) ، فَقَالَتِ امرأتُه: هَلْ رأيتَ مثلَ هَذِهِ اللَّيلة؟ قَالَ: لا وَاللَّهِ! قَالَتْ: فَمَنْ يَترُكُ مثلَ هَذَا؟ قَالَ: لا أَحَدَ (8) . قَالَ: فنزلَ، فَأَمَرَ بفَرَسِه فأُسْرِجَ، وركبَ مَعَهُ ناسٌ   (1) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/231) : «هو: أُكَيْدِر - تصغير أكدَر -، ودُومة - بضم المهملة وسكون الواو -: بلدٌ بين الحجاز والشام، وهي دومة الجندل، مدينة بقرب تبوك، بها نخل وزرع وحصن، على عشر مراحل من المدينة، وثمان من دمشق، وكان أكيدر ملكها، وهو أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن - بالجيم والنون - بن أعباء بن الحارث بن معاوية، ينسب إلى كندة، وكان نصرانيًّا» . (2) في (ف) : «قال» . (3) في الموضع السابق من "الثقات" لابن حبان: «يصيد بقر الوحش» . وهذا النوع من البقر مثل الظِّباء. (4) في (ك) : «حصبه» . (5) في (ت) : «يظن» ، ولم تنقط الياء، ومثله في (ك) ، إلا أنها لم تنقط بكاملها، ووقع عند جميع من ساق القصة: «منظر» . (6) تصحفت هذه العبارة في (أ) و (ش) و (ف) إلى: «ثابت البصر» ، وفي (ت) إلى: «مشايت البصر» ، وفي (ك) يشبه أن تكون: «مشاتت البصر» ، والتصويب من من الموضع السابق من "تاريخ الطبري" (3/349) ، و"سيرة ابن هشام"، و"الثقات" لابن حبان، وفي "البداية والنهاية": «وباتت البقر» ، وفي "معجم ما استعجم": «فباتت بقر الوحش» . (7) في (ت) : «بفروتها» ، وفي (ك) : «يقرونها» .. (8) في (ك) : «لا أجد» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 404 مِنْ أَهْلِهِ فِيهِمْ أخٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ: حسَّان، وَأَخَذُوا مَطارِدَهُم (1) ، فلمَّا خَرَجَ واتَّبَعَهُم خيلُ رَسُولِ الله (ص) ، فأخَذوه (2) ، وقَتلوا أخاه حسَّان، وأتَوْا به رسولَ الله (ص) ، وَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ يَلْمَقٌ (3) ، لَهُ دِيباجٌ، مُخَوَّصٌ (4) بالذَّهَب، اسْتَلَبَهُ إيَّاه خالدٌ، فبعثَ بِهِ إِلَى رَسُولِ الله (ص) قَبْلَ قُدُومِه عَلَيْهِ، فوُضِعَ بَيْنَ يدَيه، فلمسَتْهُ الرجالُ بِأَيْدِيهِمْ - أَوْ تعجَّبوا مِنْهُ - قَالَ أَنَسٌ: فسمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: أَتَعْجَبُونَ لِهَذا؟! فَوَالَّذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَمِنْديلُ سَعْدِ ابن مُعَاذٍ فِي الجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا (5) . فَلَمَّا انْتَهَى خَالِدٌ بأُكَيْدِر إلى رسول الله (ص) ؛ حَقَن دمَه، وصالحَهُ عَلَى الجِزْيَة، وخَلَّى رسولُ الله (ص) سبيلَه، فرجعَ إِلَى قريتِه؟ قَالَ أَبِي: أوَّلُ الحديثِ كلامٌ أظنُّه مِنْ كَلامِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيمان، وَفِي آخِرِهِ خبرٌ أَيْضًا مِنْ كَلامِ ابْنِ إِسْحَاقَ، والحديثُ إنما هو: أتى النبيَّ (ص) وَعَلَيْهِ ثيابٌ؛ يَلْمَقٌ مُخَوَّصٌ بالذَّهَب.   (1) جمع «مِطْرَد» ، وهو رُمْحٌ قصير تُطْعَن به حُمُر الوَحْش. انظر "لسان العرب" (3/268) . (2) في (ت) و (ك) : «فأخذوهم» . (3) اليَلْمَق: القَبَاءُ المَحْشُوُّ. "لسان العرب" (10/332) ، وهي كلمة فارسيَّة معرَّبة. انظر "المعجم العربي لأسماء الملابس" صنعة د. رجب إبراهيم. وفي المصادر السابقة التي ساقت القصة: «قَبَاء» بدل: «يلمق» . (4) المُخَوَّص بالذَّهب: المنسوجُ به كخُوص النَّخل، وهو وَرَقُه. "النهاية" (2/87) . (5) جوَّد ابن جرير الطبري وابن هشام وابن كثير هذا النص؛ فإنهم لما وصلوا في نقلهم إلى هذا الموضع؛ جعلوا السياق بعده عن ابن إسحاق. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 405 968 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النعمانُ بْنِ رَاشِدٍ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ الله (ص) (3) لَمْ يَضرِب امْرَأَةً قَطُّ، وَلا خَادِمًا، إلاَّ أَنْ يجاهدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ أَبِي: والصَّحيحُ مَا رَوَاهُ عُقَيل (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عليِّ بْنِ حُسَيْنٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (5) . قَالَ أَبِي: وَقَدْ رَوَاهُ (6) الثَّوريُّ، وعَمْرو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ مَنْصُورٍ (7) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: حَدَّث (8) الزُّهْريُّ (9) بِهَذَا الْحَدِيثَ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ عُرْوَة   (1) في (ف) : «قال: وسألت» . (2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/367) . (3) في (أ) : «النبي (ص) » بدل: «رسول الله (ص) » . (4) هو: ابن خالد. وتابعه على روايته هكذا: صالح بن كيسان، وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/367-368) . (5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) . (6) في (أ) و (ش) : «ورواه» بدل: «وقد رواه» . (7) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (260/تحقيق حسين أسد) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4452) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (47/أ) ، ثلاثتهم من طريق فضيل بن عياض، عن منصور، به. وأخرجه أبو الشيخ أيضًا (47/ب) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به. (8) في (ش) : «حديث» . (9) من قوله: «عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ... » إلى هنا سقط من (ف) . الحديث: 968 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 406 رَوَى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة. فَقَالَ: الزُّهْري لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُرْوَة هَذَا الحديثَ؛ فلعلَّه دَلَّسَه (1) . 969 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي أُوَيس (3) ، عَنْ أَبِي ضَمْرَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ عَلْقَمة، عَنْ عَبِيدَة بْنِ سُفْيان الحَضْرَمي، عَنْ أَبِي الجَعْد الضَّمْري، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ: أَنَّهُ مَرَّ عَلَى ابْنِ السِّمْط (4) - وَهُوَ مُرابِطٌ - فقال: سمعتُ النبي (ص) يَقُولُ: رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ صِيامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ... ، الحديثَ؟   (1) الحديث رواه النسائي في "الكبرى" (9163) من طريق محمد بن أبي عتيق، وموسى بن عقبة، كلاهما عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17942) عن معمر، عن الزهري، به كذلك. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (812) ، وأحمد في "المسند" (6/232 رقم 25956) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1481) . وأخرجه أبو داود في "سننه" (4786) من طريق يزيد ابن زريع، عن معمر. ورواه هشام بن عروة، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، به. وتكلَّم الأئمة في سماع هشام بن عروة لهذا الحديث من الزهري؛ كما تجده مفصلاً في "الفصل للوصل المدرج في النقل" للخطيب (1/487) . والحديث رواه مسلم في "صحيحه" (2328) من طريق أبي أسامة وعبدة ووكيع وأبي معاوية، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، به. (2) تقدمت هذه المسألة مختصرة برقم (930) ، وقد ذكر فيها أبو حاتم وأبو زرعة أن الوهم من أبي ضمرة، وستأتي برقم (1009) . (3) هو: إسماعيل. وروايته لم نقف عليها، لكن تقدم تخريج الحديث في المسألة رقم (930) من طرق عن أبي ضمرة. (4) هو: شُرَحبيل. الحديث: 969 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 407 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ دَخَلَ لابْنِ أَبِي أُوَيس حديثٌ فِي حَدِيثٍ (1) ، «سلمانُ فِي الرِّباط (2) » : يَرْوِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ مَكْحُول: أنَّ سَلْمَانَ ... فذكَرَ الحديثَ، مُرسَلً (3) . وحديثُ أَبِي الجَعْد الضَّمْري: هو (4) عن النبيِّ (ص) ؛ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو (5) ، عَنْ عَبِيدَة، عَنْ أَبِي الجَعْد، عَنِ النبيِّ (ص) (6) : مَنْ تَرَكَ ثَلاثَ جُمَعٍ مُتَوالِيً (7) ، طُبِعَ عَلَى قَلْبِهِ ... ، الحديثَ.   (1) كذا ذكر أبو حاتم هنا أن الخطأ من ابن أبي أويس، وفي المسألة المتقدمة برقم (930) ذهب أبو حاتم وأبو زرعة إلى أن الوهم في هذا الحديث من أبي ضمرة أنس ابن عياض؛ وهو الأصوب؛ فإن ابن أبي أويس لم ينفرد برواية هذا الحديث عن أبي ضمرة على هذا الوجه، بل تابعه عليها إسحاق بن موسى الأنصاري، وأبو ثابت المديني كما سيأتي في المسألة رقم (1009) ، وأحمد بن عبدة وهارون بن موسى كما تقدم في المسألة رقم (930) . (2) أي: حديث «سلمانُ في الرِّباط» . (3) كذا «مرسلً» بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (34) . (4) قوله: «هو» ليس في (ف) . (5) أي: من طريق محمد بن عمرو، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (5532) ، وأحمد في "المسند" (3/424 رقم15498) ، وأبو داود (1052) ، والترمذي (500) ، والنسائي (3/88 رقم 1369) ، وابن ماجه (1125) ، وانظر الاختلاف على محمد بن عمرو في هذا الحديث في "علل الدارقطني" (8/20 رقم 1384) . (6) من قوله: «مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عُبَيْدَةَ ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (7) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: متواليًا، أو متواليات، وجاء مكانه في مصادر التخريج: «تهاونًا» ، و «تهاونًا بها» ، و «تهاونًا من غير عذر» ، و «من غير ضرورة» ، وفي "علل الدارقطني": «ولاءً من غير علة» . وما وقع في النسخ يخرَّج على وجهين: الأوَّل: أن يكون الأصل: متواليً، والمراد: مَن ترك ثلاثَ جُمَعٍ تركًا متواليًا؛ فحذف المصدر «تركًا» - الذي هو مفعولٌ مطلق - وأقام صفتَهُ مُقامَه، وأجراها على لغة ربيعة. وانظر التعليق على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) . ويشهدُ لهذا الوجه: روايةُ الدارقطني المشار إليها آنفًا؛ فإنها بمعنى الرواية التي وقعت عندنا. والثاني: أن يكون بفتح اللام «متوالًى» ؛ على أن يكون مصدرًا ميميًّا؛ بمعنى: التوالي والولاء، وهذا المصدر هنا جاء بمعنى اسم الفاعل «متوالِيَات» على قاعدة وقوع المصدر موقع المشتقِّ، وهو على ذلك منصوبٌ حالاً، أو صفةً لـ «ثلاث» ، أو مجرورٌ صفةً لـ «جُمَعٍ» ، والتقدير - في الأعاريب الثلاثة -: «مَن تَرَك ثلاثَ جُمَعٍ متوالياتٍ» . ويؤيِّده: روايةُ الحديث بهذا اللفظ في "مسند الطيالسي" (2557) ، و"الكامل" لابن عدي (7/54) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (16/242) . وفي الطبعات السابقة لكتابنا هذا غُيِّرَتْ هذه الكلمة إلى «متوالية» دون اعتماد على أصل يُعْرَفُ، أو رواية يركنُ إليها، والله أعلم. وانظر في معنى الحديث: "فيض القدير" (6/102) ، و"شرح السيوطي لسنن النسائي" (3/88) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 408 970- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر ابن المُفَضَّل (2) ، عن عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْري، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ (3) ، عَنْ مَرْوَانَ ابن الْحَكَمِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ أخبره: أنَّ رسولَ الله (ص) أملى عليَّ: {لاَ ... } (4) . فَجَاءَ ابنُ أُمِّ مَكْتُوم وَهُوَ يُمليها عليَّ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، لَوْ أستطيعُ الجهادَ لجاهدتُّ، فأنزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {غَيْرُ ... } ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ (5) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ   (1) انظر المسألة رقم (992) . (2) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (3099) ، والطبري في "التفسير" (9/90) . (3) في (ت) : «سهل بن ربيعة بن سعد» . (4) الآية (95) من سورة النساء. (5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (5/146 رقم4899) . ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/169) عن معمر، به. ومن طريق عبد الرزاق: أخرجه أحمد في "المسند" (5/184 رقم 21601) ، وابن حبان في "صحيحه" (4713) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/1043 رقم 5846) . الحديث: 970 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 409 قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيب، عَنْ زَيْدِ بن ثابت، عن النبيِّ (ص) . قِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: قد تابع عبدَالرحمن بنَ إسحاق صالحُ ابنُ كَيْسان (1) عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَةِ، وتابَعَ مَعْمَرً (2) بعضُ الشَّامِيِّينَ، عَنِ الزُّهْري، ومَعْمَرٌ كَانَ ألزمَ للزُّهْري. 971 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدُ بْنُ عبد الرحمن، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التَّمَّار المَديني (4) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن   (1) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (5/184 رقم 21602) ، والبخاري في "صحيحه" (2832) ، والترمذي (3033) ، والنسائي (3100) . (2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب من «معمر» على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) انظر المسألة الآتية برقم (2614) . (4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (3/426) ، = = وعبد بن حميد في "مسنده" (149) كلاهما من طريق خالد بن مخلد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التمار، عن سعد ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عن أبيه، به. وأخرجه البزار في "مسنده" (1091) ، والدورقي في "مسند سعد" (20) ، والنسائي في "الكبرى" (8223) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/216) أربعتهم من طريق عبد الملك بن عمرو أبي عامر العقدي، وعن محمد بن صالح التمار، به. وأخرجه البيهقي في "سننه" (9/63) من طريق إسحاق بن محمد الفروي وإسماعيل ابن أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صالح التمار، به. الحديث: 971 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 410 عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ (1) : أَتَى سعدٌ (2) رسولَ الله (ص) يَوْمَ حَكَمَ فِي بَنِي قُريظَة، فحَكَم فِيهِمْ أَنْ يُقتَلَ كلُّ مَنْ مرَّ عَلَيْهِ (3) المُوسى، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : لَقَدْ حَكَمَ فِيكُمُ اليَوْمَ بِحُكْمِ اللهِ الَّذي حَكَمَ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَات ٍ. ثُمَّ أُتِيَ فَقِيلَ: هَذَا سعدٌ قَدْ صَارَ إِلَى المسجِد، فَقَالَ النبيُّ (ص) : قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ. وَكَانَ اشتَكى، فنقلَهُ النبيُّ (ص) إلى المسجِد (4) ، فكان يُمَرِّضه فِيهِ، فأُتِيَ يَوْمًا حِينَ صلَّى الغَداة، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ ماتَ سعدٌ، فاستَرجَعَ ثُمَّ قَالَ: لَقَدْ (5) نَزَلَ اليَوْمَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لِيَشْهَدُوهُ، وَاسْتَبْشَرَ بِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ ... ، فذكر الحديثَ بطوله؟ قَالَ أَبِي: كلامُ الأوَّلِ (6) ؛ قولُهُ: قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ (7) : رَوَاهُ شُعْبَةُ (8) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمامَة بْن سهل بْن حُنَيف، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو أشبهُ.   (1) كذا في جميع النسخ، وتقدم في التخريج أن الحديث من رواية عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ سعد بن أبي وقاص. (2) هو: سعد بن معاذ ح. (3) في (أ) و (ش) : «على» . (4) قوله: «إلى المسجد» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . (5) قوله: «لقد» سقط من (ك) . (6) كذا في جميع النسخ، وهو من إضافة الشي إلى نفسه مع اختلاف اللفظين، أو مِنْ إضافة الموصوف إلى صفته، والمراد: الكلامُ الأوَّلُ. انظر التعليق على هذا في المسألة رقم (505) ، وانظر مثل ذلك في المسألة رقم (897) و (954) . (7) يعني: من أول الحديث إلى قوله: «قوموا إلى سيِّدكم» . (8) روايته أخرجها البخاري (3043) ، ومسلم (1768) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 411 وذاك (1) خطأٌ، ومحمدُ بْنُ صَالِحٍ شيخٌ لا يُعجِبني حديثُه (2) . 972 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بن ثابت (4) ، عن عبد الله بن محمد ابن عَقيل، عن عبد الله بْن سهل بْن حُنَيف، عَنْ سَهْلِ بْنِ حُنَيف (5) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ أَعَانَ مُجَاهِدًا فِي سَبِيلِ   (1) في (ت) و (ك) : «وذلك» . ويعني بقوله: «وذاك» : آخر الحديث؛ من قوله: «وكان اشتكى» . (2) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد روي عن النبي (ص) من غير وجه، وأعلى من روى ذلك عن النبي (ص) سعد، ولا نعلم له عن سعد طريقًا إلا هذا الطريقَ إلا حديثًا رواه عياض بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه، ولم يُتابَع عليه» . وذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (4/291) حديث محمد بن صالح التمار هذا ثم قال: «وخالفه شعبة، عن سعد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل، عن أبي سعد، عن النبي (ص) ، وهذا أصحُّ» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (56/ب/أطراف الغرائب) : «تفرد به محمد ابن صالح التمار، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عامر» . وقال في "العلل" (573) : «يرويه سعد بن إبراهيم واختُلِف عنه، فرواه صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّمين أبو معاوية، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن أبيه، عن جده، ووهم فيه. ورواه محمد ابن صَالِحٍ التَّمَّارُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أبيه، ووهم فيه أيضًا، والصواب ما رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ حنيف، عن أبي سعيد الخدري» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (7/412) : «ورواية شعبة أصحُّ، ويحتمل أن يكون لسعد بن إبراهيم فيه إسنادان» . اهـ. وهذا الاحتمالُ مُنتَفٍ بعد حكم أبي حاتم والبخاريِّ والدارقطنيِّ على رواية محمد بن صالح التمار بالخطأ. (3) في (ف) : «وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثِ زُرْعَةَ» ، وضرب الناسخ على قوله: «عن حديث» ، ولم يصوِّب قوله: «أبي» ؛ فكأنَّه توهم أنَّ السؤال موجَّه إلى أبي حاتم. (4) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في كتاب "الجهاد" (93) ، والطبراني في "الكبير" (6/86 رقم5591) ، والحاكم في "المستدرك" (2/217) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/320) . (5) قوله: «عن سهل بن حنيف» سقط من (ف) . الحديث: 972 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 412 اللهِ، أَوْ غَارِمًا (1) فِي عُسْرَتِهِ، أَوْ مُكَاتِبًا (2) فِي رَقَبَتِهِ؛ أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ (3) يَوْمَ لاَ ظِلَّ إلاَّ ظِلُّهُ. وَرَوَاهُ يوسفُ بن عدي، عن عُبَيدالله بن عمرو، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، عَنْ سَهْلِ بْنِ (4) حُنَيف، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ (5) : أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عَقيل، عن عبد الله ابن سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ. وَقَدْ حدَّثني عَمْرو بن قُسَيط (6) ، عن عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو (7) ، عَنِ ابْنِ عَقيل، عَنِ (8) ابْنِ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) . وكذا رَوَاهُ زهيرُ بْنُ مُحَمَّدٍ (9) ، عَنْ ابْنِ عَقيل، عَنِ ابْنِ سَهْلٍ، عن أبيه.   (1) في (ك) : «غازيًا» ، وفي (ش) يشبه أن تكون كذلك. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «مكاتب» . (3) في (ك) : «أظله في ظله» . (4) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (5) قوله: «زرعة» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . (6) القائل: «وَقَدْ حدَّثني عَمْرُو بْنُ قُسَيْطٍ» هو أبو زرعة؛ فإنَّ عمرًا هذا من شيوخه، وكانت وفاته سنة ثلاث وثلاثين ومئتَيْن قبل ولادة ابن أبي حاتم. (7) أخرج هذا الطريق الإمام أحمد في "المسند" (3/487 رقم 15986) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (471) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3818) ، أما الإمام أحمد وعبد بن حميد فمن طريق زكريا بن عدي، وأما الطحاوي فمن طريق علي بن معبد، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، به. (8) من قوله: «وقد حدثني عمرو ... » إلى هنا مكرر في (ك) . (9) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (19547) ، وأحمد في "المسند" (3/487 رقم 15987) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (94) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3819) ، والطبراني في "الكبير" (5590) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 413 973 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثناه عَنْ يَحْيَى بْنِ دَاوُدَ بْنِ مَيْمون الواسِطي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرير (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مَيمونة (2) ، عن عَطاء ابن يَزِيدَ اللَّيْثي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ خَرَجَ غَازِيًا فَمَاتَ، كَتَبَ اللهُ لَهُ أَجْرَ الغَازِي إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (3) : حدَّثنا (4) أَبُو زُرْعَةَ أَيْضًا؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ الهَمْداني؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مَيمون بْنِ أبي جَبَلة، عن عَطاء ابن يَزِيدَ اللَّيْثي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي سَبيلِ اللهِ، ثُمَّ مَاتَ؛ كَتَبَ اللهُ لَهُ (5) أَجْرَ المُجَاهِدِ إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ؟   (1) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6357) ، وفي "معجمه" (101) ، والطبراني في "الأوسط" (5321) كلاهما من طريق إبراهيم بن زياد سبلان، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3806) من طريق الحسين بن عبد الأول، كلاهما عن أبي معاوية، به. (2) هو: جَميل بن أبي ميمونة. (3) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) فقط. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» بالواو. (5) قوله: «له» سقط من (ك) . الحديث: 973 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 414 قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: اللَّهُ أعلمُ (1) ! 974 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَاصِم (3) ، عَنِ ابْنِ (4) عَجْلان (5) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: جاء (6) رجلٌ إلى النبيِّ (ص) ؛ قال (7) : أرأيتَ إنْ قاتلْتُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، مُقْبِلاً غَير مُدْبِر، كفَّر اللَّهُ عَنِّي سيِّئاتي؟ قَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ سكتَ سَاعَةً، فَقَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ آنِفًا؟ ، قَالَ: نَعَمْ، إلاَّ الدَّيْنَ؛   (1) الذي يظهر أن قول مَن قال: «جميل بن أبي ميمونة» أرجحُ من قول مَن قال: «ميمون بن أبي جبلة» ؛ لأن من رواه عن أبي معاوية على هذا الوجه أكثر عددًا، وهم: يحيى بن داود، وإبراهيم بن زياد، والحسين بن عبد الأول، وأما الوجه الآخر فلم نجد له ذكرًا إلا من طريق محمد بن العلاء عند المصنف هنا، والله أعلم. قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ عطاء بن يزيد الليثي إلا جميلُ بن أبي ميمونة، ولا عن جميل إلا محمد بن إسحاق، تفرَّد به أبو معاوية» . وقال ابن كثير في "تفسيره" = = (2/346/النساء الآية 100) : «هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه» . وانظر "نصب الراية" (3/160) ، و"السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (745) . (2) انظر المسألة الآتية برقم (1017) . (3) هو الضَّحَّاك بن مخلد. وروايته عند النسائي في "المجتبى" (6/33 رقم3155) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (12) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن، عن محمد بن عجلان، به، وتوبع ابن عجلان - كما سيأتي -، لكن من قبل رواة تُكلِّم في حفظهم. (4) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (5) هو: محمد. (6) قوله: «جاء» سقط من (ت) و (ك) . (7) في (ت) : «فقال» . الحديث: 974 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 415 سَارَّني بِهِ جِبْريلُ آنِفًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا (1) هُوَ كَمَا يَرْوِيهِ اللَّيْث (2) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) (3) . 975 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ موسى ابن أيُّوب، عن الجَرَّاح ابن مَلِيح، عن أَرْطاة ابن الْمُنْذِرِ، عَنْ عُبادة بْنِ نُسَيّ، عن ابن غَنْم (4) ،   (1) في (ك) : «وإنما» . (2) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1885) ، وأحمد في "المسند" (3/303 رقم 22585) ، والترمذي في "جامعه" (1712) . قال الترمذي: «وهذا أصح من حديث سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . وتابع الليثَ جماعةٌ كما سيأتي. (3) ذكر الدارقطني في "العلل" (1028) هذا الحديث والاختلاف فيه، وذكر رواية الإمام مالك، وسفيان الثوري، وابن جريج، وغيرهم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه، ثم قال: «ورواه الليث بن سعد وابن أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة، عن أبيه. ورواه عباد بن إسحاق - وهو عبد الرحمن بن إسحاق - ومحمد بْنُ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عن أبي هريرة، ووَهِما فيه ... والقول قول من رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن المقبري، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه، بمتابعة الليث وابن أبي ذئب، عن المقبري على ذلك» . وذكره أيضًا في موضع آخر (1464) فقال: «يرويه سعيد المقبري، واختُلِف عنه: فرواه ابن عجلان، وعباد بن إسحاق، وأبو صخر حميد بن زياد، وأبو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبي هريرة ... » ، ثم ذكر رواية من رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه، ثم قال: «وكذلك رواه الليث بن سعد وابن أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قتادة، عن أبيه، وهو الصَّواب» . اهـ. (4) هو: عبد الرحمن. الحديث: 975 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 416 عَن معاذ بْن جبل، عَنِ النبيِّ (ص) قال: مَنْ بَلَّغَ كِتَابَ غَازٍي (1) فِي سَبيلِ اللهِ إِلَى أَهْلِهِ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ عِتْقُ رَقَبَةٍ، وَأعْطَاهُ اللهُ (2) كِتَابَهُ بِيَمينِهِ، وكَتَبَ لَهُ بَراءَةً مِنَ النَّارِ. وَمَنْ أَطْعَمَ (3) ثَلاثَةً مِنَ الغُزَاةِ فِي سَبيلِ اللهِ، أَوْ سَقَاهُمْ؛ أَطْعَمَهُ اللهُ ... ، وذكَرَ الحديثَ (4) ؟ قَالَ (5) أَبِي: هَذَا شِبهُ (6) الْمَوْضُوعِ، يُشْبِهُ حديثَ مُحَمَّدِ بْنِ سعيد   (1) كذا في جميع النسخ، ولغةُ جمهور العرب: «غازٍ» بحذف الياء، وهو الجادَّة، وجاء في "شعب الإيمان" بلفظ: «كتاب الغازي» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية؛ فإنَّ إثباتَ ياء الاسم المنقوص المنوَّن في حالتي الرفع والجر: جارٍ على لغة صحيحة وعليها وردتْ قراءة ابن كثير. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (146) . (2) لفظ الجلالة من (ف) فقط. (3) قوله: «أطعم» سقط من (ك) . (4) الحديث أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3974) من طريق زكريا بن دلويه، عن أحمد بن حرب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي فديك، عن الخليل بن عبد الله، عن مكحول، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ، به. قال البيهقي: «والخليل بن عبد الله هذا مجهول، ومتن الحديث منكر» . وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (676 و2490) من طريق شيخه أحمد بن عبد الله بن زياد، عن يزيد بن قبيس، عَنِ الجرَّاح بْنِ مَلِيحٍ، عَنْ أرطاة بن المنذر = = وإبراهيم بن ذي حماية، عن عبد الرحمن بن غنم، عن ابن عمرو، عَن معاذ بْن جبل، عَنِ رسول الله (ص) قال: «من أَطْعَمَ ثَلاثَةً مِنَ الْغُزَاةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ سَقَاهُمْ؛ أَطْعَمَهُ الله من ثلاث جنان: من جنة عدن، وجنة المأوى، وجنة الخلد، مع إبراهيم وموسى _ث» . كذا رواه بزيادة «ابن عمرو» في إسناده، وإسقاط «عبادة ابن نسي» . (5) في (ت) و (ك) : «فقال» . (6) في (ش) : «أشبه» ، وفي (ت) و (ك) : «يشبه» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 417 الأَزْدي (1) أخذَه عَنْهُ، يُشْبِهُ أنْ وقعَ عليه (2) ، وأَرطاةُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُبادة بْنِ نُسَيٍّ شَيْئًا. 976 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ بَحِير (4) بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ كَثير بْنِ مُرَّة، عَنْ نُعَيم بن هَمَّار، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لِلشَّهِيدِ (5) عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ ... ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بَقِيَّة (6) ، عَنْ بَحِير (7) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنِ المِقْدام، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ فَقَالَ: كَانَ ابنُ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: إِذَا اختَلَف بَقِيَّةُ وإسماعيلُ، فبَقِيَّةُ أحبُّ إليَّ.   (1) في (ت) و (ك) : «الأردني» . وذكر الذهبي في "الميزان" (7595) محمد بن سعيد، وقال: «لعلَّه الصواب» ، فتعقَّبه الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (5/175-176) بقوله: وهو هو، فقد ذكر عبد الغني أن آخر ما غُيِّر به اسم المصلوب: محمد بن سعيد الأزدي. والظَّاهر أن قول الذهبي: «الأزدي» تصحيفٌ، ثم وجدت في "كامل ابن عدي" أن المصلوب قيل فيه: الأسْدي، فكأنها ساكنة السين، ويقال في ذلك بالزَّاي، والله أعلم. اهـ. (2) في (ش) : «عنه» ، وفي (ت) : «إليه» . (3) اختُلِف على إسماعيل هذا اختلافًا كثيرًا كما سيأتي. (4) في (أ) و (ت) : «بجير» . (5) في (ك) : «الشهيد» . (6) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1663) وقال: «هذا حديث صحيح غريب» . وتابعه على هذا الوجه أيضًا إسماعيل بن عياش في بعض الروايات عنه كما سيأتي. (7) في (ت) و (ك) : «عن يحيى» . الحديث: 976 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 418 قلتُ: فأيُّهما أشبهُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: بَقِيَّة أحبُّ إِلَيْنَا مِنْ (1) إِسْمَاعِيلَ؛ فأما الحديثُ فلا يُضبَطُ أيُّهما (2) الصَّحيحُ (3) .   (1) قوله: «من» ليس في (ف) . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «أيها» . (3) كذا قال! وهذا يدل على أنه لم يطلع على رواية إسماعيل بن عياش الموافقة لرواية بقية. فالحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9559) عن شيخه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِب، عَنِ النبي (ص) ، به هكذا مثل رواية بقية بن الوليد. وهكذا رواه الإمام أحمد في"المسند" (4/131 رقم17182) من طريق إسحاق بن عيسى والحكم بن نافع، وابن ماجه في "سننه" (2799) من طريق هشام ابن عمار، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (204 و206) من طريق عبد الوهاب بن نجدة وإسحاق بن إدريس، والطبراني في "الكبير" (20/266 رقم 629) ، و"مسند الشاميين" (1120) من طريق عبد الرزاق وعبد الوهاب بن نجدة، جميعهم عن إسماعيل بن عياش، به مثل رواية بقية. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2563) عن شيخه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ بَحِيرِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كثير بن مرة، عن عبادة، به مرفوعًا. وهكذا أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/131 رقم17183) عن الحكم بن نافع، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (207) من طريق إسحاق بن إدريس، كلاهما عن إسماعيل، به مثل رواية سعيد بن منصور. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (205) من طريق عبد الوهاب بْنُ نَجْدَةَ الْحَوْطِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن عياش، عن سعيد بن يوسف، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ أَبِي معانق، عن أبي مالك، به مرفوعًا. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1163) من طريق الحكم بن نافع، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ بحير، عن خالد، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عقبة بن عامر، به موقوفًا. فهذه أربعة أوجه من الاختلاف على إسماعيل، والخامس ما ذكره ابن أبي حاتم. ومن الواضح أن معظم هذا الاختلاف من إسماعيل نفسه؛ لكثرة الذين يروونه على ذلك الوجه، ولكون بعضهم يروي عنه بعض الأوجه الأخرى؛ كالحكم بن نافع، = = وعبد الوهاب بن نجدة الحوطي، وإسحاق بن إدريس. فإما أن يكون إسماعيل كان يضطرب في هذا الحديث، فتكون روايته الموافقة لرواية بقية هي الراجحة، أو يكون له في هذا الحديث أكثر من وجه، ولا يلزم من ذلك ثبوت جميع الوجوه المذكورة عنه، أو عمَّن دونه، والله أعلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 419 977 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ ابن مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلي (2) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن شَيْبة بن عثمان ابن شَيْبة بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ؛ قَالَ: لمَّا رأيتُ النبيَّ (ص) (3) ، ذكرتُ يَوْمَ بَدْرٍ وَمَا قلتُ: أَنَّى أُدرِكُ ثَأْرِي مِنْ مُحَمَّدٍ؟! (4) قَالَ أَبِي: هَذَا غَلَطٌ؛ إِنَّمَا حدَّثونا عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (5) ، عَنْ أبي   (1) روايته أخرجها البيهقي في "دلائل النبوة" (5/145) عنه؛ قال: حدثنا عبد الله بن الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عن عكرمة مولى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ عثمان؛ قال: ... فذكره هكذا بزيادة ابن المبارك بين الوليد والهذلي، وإسقاط ابن عباس من سنده، كما رجَّح أبو حاتم. والحديث معروف من رواية ابن المبارك، فالظاهر أنه سقط من النسخ. والله أعلم. (2) قيل: اسمه سُلمى بن عبد الله بن سُلمى، وقيل: اسمه رَوْح. (3) يعني: يوم حنين. (4) وردت العبارة في مصادر التخريج أوضحَ مما هنا: «اليومَ أدرك ثأري من محمد» ؛ ولكنْ لعلَّ وجه العبارة عندنا: «أنَّى أدركُ ثَأْرِي مِنْ مُحَمَّدٍ؟!» ، أي: متى أُدْرِكه؟! ويكون شيبة بن عثمان قد قال هذا في فتح مكة لا في غزوة حنين؛ ويشهد لهذا قوله -كما في "أعلام النبوة" للماوردي (ص163) -: « ... فلما فَتَحَ الله تعالى مكَّةَ يَئِسْتُ ممَّا كنتُ أتمنَّاه مِنْ قتله، وقلتُ في نفسي: قد دخلتِ العرب في دينه، فمتى أدركُ ثأري مِنْهُ؟! فلما اجتمعَتْ هوازن بحنين، قصدتُّهُمْ لأجد منه غِرَّةً ... إلخ» ، والله أعلم. (5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (2897) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، والطبراني في "الكبير" (7/298 رقم7192) من طريق ابن الأصبهاني، والأصبهاني في "دلائل النبوة" (ص182) من طريق عبد الله بن محمد الكرماني، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أَبِي بكر الهُذَلي، عن عكرمة؛ قال: قال شيبة بن عثمان: لما غزا النبي (ص) حُنَين، تذكرتُ أبي وعمِّي، قتلهما عليٌّ وحمزة، فقلت: اليوم أُدرك ثأري من محمد ... ، فذكر الحديث بطوله. الحديث: 977 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 420 بَكْر الهُذَلي، عَنْ عِكرمَة، عَنِ شَيْبة بْنِ عُثْمَانَ الحَجَبي، لَيْسَ فِيهِ: ابْنُ عَبَّاسٍ، والوليدُ عِنْدِي كثيرُ الغَلَط. 978 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الوليدُ ابن مُسْلِمٍ، عَنْ شَيبان (1) ، عَنْ عليِّ بن عبد الله ابن عباس: أنَّ النبيَّ قَالَ: يُمْنُ الخَيْلِ فِي شُقْرِهَا (2) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى زَيْدُ بْنُ الحُبَاب (3) ، عن عبد الصَّمد بن عليِّ بن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جده، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَرُوذِي (5) ، عَنْ شَيبان، عَنْ سُلَيمان بْنِ عليِّ بن عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جدِّه، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. (2) أي: بركتها في الأحمر الصَّافي منها. انظر "فيض القدير" للمناوي (6/248) . والأشقر من الدَّواب: الأحمر؛ كما في "لسان العرب" (4/421) . (3) في (أ) و (ف) : «الخباب» . (4) ذكر ابن حجر في "لسان الميزان" (1/416) أن الأزدي روى لإسماعيل بن عبد الله - وهو متروك - عن علي بن سيَّار، عن عبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس رفعه: «الخيلُ في نواصي شُقْرها الخير» . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/272 رقم 2454) ، وأبو داود في "سننه" (2545) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/148) ، وفي "الموضح" (2/168) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/330) ، لكن وقع عندهم: عن حسين، عن شيبان، عن عيسى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، فذكره. وقد توبع حسين بن محمد في روايته على هذا الوجه: فرواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2722) عن شيبان، به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1695) ، وفي العلل الكبير" (509) من طريق يزيد بن هارون، والطبراني في "الكبير" (10/10677) من طريق فرج بن يحيى، كلاهما عن شيبان، به. قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث حسن غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث شيبان» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: إنهم ليدخلون بين شيبان وبين عيسى بن علي في هذا الحديث رجلاً» . = ... ونقل الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/148) عن ابن معين أنه سئل عن عيسى بن علي؟ فقال: ليس به بأس، كان له مذهب جميل، معتزلاً للسلطان، روى هذا الحديث وهو غريب، عن أبيه، عن جده» . الحديث: 978 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 421 قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: حديثُ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ صحيحٌ، وحديثُ زَيْدِ بْنِ حُباب (1) صحيحٌ؛ كان سُلَيمان وعبد الصَّمَد أخوَيْنِ، وَقَدْ روَيا هَذَا الحديثَ جميعًا - مُوَصَّلً (2) - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه. وَالَّذِي أَرَى: أَنَّ الوليدَ بْنَ مُسْلِمٍ تَرَكَ سُلَيمان مِنَ الإِسْنَادِ عَلَى العَمْد؛ لأَنَّ سُلَيمان أسرفَ فِي الْقَتْلِ والنِّكايَة فِيهِمْ، فَكَانَ يَكْرَهُ أَنْ يكونَ ذِكْرُه فِي الْحَدِيثِ. قلتُ: سُلَيمان بْنُ عليٍّ كَانَ بالشَّام؟ قَالَ: لا، كَانَ بِالْبَصْرَةِ. وَكَانَ بالشَّام صالحُ بْنُ عليٍّ، وعبدُالله بن عليٍّ.   (1) في (أ) : «خباب» . (2) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقوله: «موصَّل» هو بتثقيل الصاد مِنْ «وَصَّلَ الحديثَ» بمعنى وصَلَهُ. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (163) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 422 979 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَد، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنِ النُّعْمان بن مُقَرِّن، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا بَعَثَ جُيوشَهُ (3) ... ؟ قَالَ أَبِي: قَدْ دخلَ لَهُ إسنادٌ فِي إِسْنَادٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَلْقَمَةُ بنُ مَرْثَد (4) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنِ (7) النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا (8) بَعَثَ جُيوشَهُ ... . قَالَ عَلْقَمَة: فحدَّثتُ بِهِ مُقاتِلَ بْنَ حَيَّان، فحدَّثني عَنْ مُسْلِمِ بن هَيْصَم (9) ، عن النُّعْمان ابن مُقَرِّن، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا بعثَ جُيوشَهُ ... الحديثَ.   (1) انظر المسألة رقم (960) و (999/أ) و (1949) . (2) هو: مرثد الحضرمي. (3) لفظ الحديث: «كان رسول الله (ص) إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سرية، أوصاه في خاصَّته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: «اغزوا باسم الله، فِي سَبِيلِ اللَّهِ، قَاتِلُوا مَنْ كفر بالله ... » ، الحديث بطوله. رواه مسلم (1731) . (4) روايته بهذا الوجه أخرجها مسلم في "صحيحه" كما سبق، وأحمد في "المسند" (5/352 و358 رقم 22978 و23030) ، ولم يذكر أحمد رواية علقمة، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ مُسْلِمِ بْنِ هَيْصَمٍ، عَنِ النُّعْمَانِ. (5) هو: سليمان. (6) هو: بريدة بن الحصيب الأسلمي. (7) في (ت) و (ك) : «أن» بدل: «عن» . (8) في (أ) و (ش) : «أنه إذا كان» . (9) في (أ) و (ش) و (ف) : «هيضم» . الحديث: 979 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 423 980 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَيبان (1) ، وَمُوسَى بنُ خَلَف العَمِّي، وحَرْبُ (2) بنُ شَدَّاد (3) ، عَنْ يَحْيَى (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى المَهْري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ بعثَ رجُلَين مِنْ بَنِي لِحْيان فِي بَعْثٍ، وَقَالَ: الأَجْرُ بَيْنَكُمَا. وَرَوَاهُ الهِقْل (5) ، عَنِ الأوزاعيِّ (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) بَعَثَ ... . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (7) ؛ هَذَا قَصَّر، وَأُولَئِكَ جَوَّدوا. قلتُ: فَهُوَ محفوظٌ؟   (1) هو: ابن عبد الرحمن النَّحْوي. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1896) . (2) في (ت) : «حزب» . (3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2318) ، وأحمد (3/49 رقم11461) . (4) هو ابن أبي كثير. (5) هو: ابن زياد. وتابعه الوليد بن مسلم في روايته عن الأوزاعي، ولكنه خالفه. فأخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" (4/480) ، وابن حبان في "صحيحه" (4729) ، كلاهما عن الوليد، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى الْمَهْرِيِّ، عن أبي سعيد الخدري، به مرفوعًا وموصولاً هكذا كبقية الروايات. (6) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (7) كذا، والجادَّة: «قال: جميعًا صحيحان» ، والتقدير: هما جميعًا صحيحان، غير أن ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، وقد ذكرنا في تخريجه وجهَيْنِ في التعليق على المسألة رقم (25) . الحديث: 980 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 424 قَالَ: نَعَمْ (1) . 981 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عن هلال ابن الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهاب، عَنْ عليِّ بنِ حُسين (4) - وَهِشَامِ ِ بنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ-: أنَّ رسولَ الله (ص) التَقَى هُوَ والمشركونَ (5) بِبَدرٍ صَبيحةَ يَوْمِ الجُمُعَة، لسبعَ عَشْرةَ خَلَتْ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ تَتَامَّ الوَحْيُ إلى رسول الله (ص) ، وَمَضَى مُصَدِّقًا لِمَا جَاءَ بِهِ، قد قَبِلَه بقَبوله (6) ، وتحَمَّل مَا حُمِّلَ عَلَى رِضا العباد وسَخَطِهِم. وللنُّبُوَّة أَثقالٌ ومَؤونةٌ؛ لا يستطيعُ (7) لَهَا إِلا أهلُ القُوَّة والعَزْم ِ مِنَ الرُّسُل، بعَوْنِ اللَّهِ وقُوَّته؛ لِمَا يَلْقَوْنَ مِنَ النَّاس، ومِن (8) رَدِّهم عَلَيْهِمْ. قَالَ أَبِي: الحديثُ عن (9) محمد بن إسحاق؛ قد (10) أُسقِطَ محمدُ بْنُ إِسْحَاقَ مِنَ الوَسَط. قولُهُ (11) : «ثُمَّ تَتَامَّ الوَحْيُ» : مِنْ كلام ابن   (1) أخرج الحديث أيضًا مسلم (1896) ، وأحمد (3/34 و91 رقم 11301 و11867) من طريق علي بن المبارك وحسين المعلِّم، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، به موصولاً. (2) في (ف) : «وسألت» . (3) هو: العلاء بن هلال الباهلي. (4) كذا في جميع النسخ! ولعل صوابه: «محمد بن علي ابن حسين» كما سيأتي في التعليق على آخر المسألة، ولا ندري: أهو من علَّة هذه الرواية التي لم نجد من أخرجها، أم هو سَقطٌ وقع في الأصول؟! (5) في (أ) و (ش) : «والمشركين» ، وهو مفعولٌ معه، أي: التقى هو مع المشركين. (6) في (ت) و (ك) : «بقوله» . (7) في (ك) : «لا تستطيع» . (8) في (ت) و (ك) : «فمن» . (9) في (ك) : «من» . (10) في (أ) و (ش) : «وقد» . (11) أي: وقولُه. الحديث: 981 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 425 إِسْحَاقَ (1) . 982 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حُسَين ابن واقد، عن ثابت (2) ، عن (3) عبد الله بْنِ مُغَفَّل (4) : أنَّ نَاسًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَانَتْ لَهُمْ ذِمَّةٌ، فمَرَّ بهم جيشٌ لرسول الله (ص) ، فأخذوا جيشَ رسول الله (ص) (5) ... الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ: أنَّ جيشًا لرسول الله (ص) ؛ ولم يذكُرْ عبدَالله بْنَ مُغَفَّل (6) . قَالَ أَبِي: حمَّادٌ أعلمُ بِحَدِيثِ ثَابِتٍ، مِنْ حُسَين. 983- وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بن عثمان، عن   (1) الخبر في القطعة الموجودة من "السير والمغازي" لابن إسحاق رقم (149) من رواية أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ ابن إسحاق؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن علي بن الحسين: أن رسولَ الله (ص) التقى هو والمشركونَ يوم بدر صبيحةَ الجمعة، لسبعَ عشرةَ من شهر رمضان. وفي رقم (153) قال أحمد بن عبد الجبار: «نا يونس، عن ابن إسحاق، قال: تَتَامَّ الْوَحْيُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) وهو مؤمنٌ بالله، ومصدِّقٌ لما جاءه، قد تقبَّله بقول، وتحمَّل منه ما حمَّله الله عَلَى رِضَا الْعِبَادِ وَسُخْطِهِمْ. وللنُّبوة أثقال ومَؤونة لا يحملها ولا يستطيعها إِلا أَهْلُ القوَّة وَالْعَزْمِ مِنَ الرُّسُل بعون الله وتوفيقه؛ لِمَا يلقَون من الناس، وما يُرَدُّ عليهم مما جاء به من عند الله تعالى» . (2) هو: ابن أسلم البُناني. (3) في (ك) : «ابن» بدل: «عن» . (4) في (أ) و (ش) و (ك) : «معقل» . (5) قوله: «فأخذوا جيش رسول الله (ص) » ليس في (أ) و (ش) . (6) في (ك) : «معقل» . (7) ذكر ابن الملقن هذه المسألة في "البدر المنير" (4/118-119/مخطوط) بتصرف واختصار. الحديث: 982 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 426 مُوسَى بْنِ صَالِحٍ الهَمْداني الْكُوفِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (1) ، عَن أَبِيهِ (2) ، عَنْ جَدِّه أَبِي لَيْلَى (3) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قُتِلَ فِي سَبيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ أَكَلَهُ السَّبُعُ فَهُوَ شَهِيدٌ، والغَرِقُ، وَالحَرِقُ، وَصَاحِبُ الهَدْم ِ (4) ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ أَدْرَكَهُ المَوْتُ وَهُوَ يَكُدُّ (5) عَلَى عِيَالِهِ مِنْ حَلاَلٍ فَهُوَ شَهِيدٌ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَمُوسَى بنُ صالحٍ مُنكَرُ الحديث (6) .   (1) هو: عيسى بن عبد الرحمن. (2) هو: عبد الرحمن بن أبي ليلى. (3) هو: الأنصاري؛ قيل: اسمه: بلال، أو بُلَيْل، وقيل غير ذلك. (4) قوله: «الهدم» يضبط على ثلاثة أوجه: بسكون الدال: «الهَدْم» ، وبفتحها: «الهَدَم» ، وجاء بكسرها: «الهَدِم» ؛ فيقال: «صاحبُ الهَدِمِ» كما في "فيض القدير"!! وآثرنا ضبطها بالسكون اتباعًا لرواية الشيخين لحديث أبي هريرة مرفوعًا: «الشهداءُ خمسةٌ: المطعونُ، والمبطونُ، والغَرِقُ، وصاحبُ الهَدْم، والشهيدُ في سبيل الله» . البخاري (653) ، ومسلم (1914) . قال الزرقاني في شرحه لـ"موطأ مالك" (1/385) : «صاحب الهَدْم» بفتح فسكون. وقال العيني في "عمدة القاري" (5/171) : «صاحب الهَدَم» : الذي يموت تحت الهَدَم. قال ابن الجوزي: بفتح الدال المهملة، وهو اسمُ ما يقع، وأما بتسكين الدال [أي: الهَدْم] : فهو الفعل. والذي يقعُ هو الذي يقتُل، ويجوز أن يُنسَب القتلُ إلى الفعل. وانظر النهاية" لابن الأثير (5/252) ، و"فيض القدير" للمُناوي (4/179) . (5) الكَدُّ: الشدَّة في العمل، وطلبُ الكسب، وبابه: «رَدَّ» ، وفعلُه لازمٌ ومُتعدٍّ. انظر "مختار الصحاح" (ك د د) ، و"اللسان" (ك د د) (3/377) . (6) في (ف) : «ضعيف الحديث» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 427 984 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْخَلِيلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُلَيمان التَّيمي (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (2) ، عَنْ عبد الله بن عامر، عن الزُّبَير ابن العَوَّام: أَنَّهُ حَمَلَ عَلَى فَرَسٍ في سبيل الله تعالى يقالُ له: غَمْرَةُ - أو غَمْرٌ (3) - أَنْتَجَتْ (4) مُهْرًا، فَأَرَادَ أَنْ يَشتَرِيَهُ، فنُهِيَ (5) عَنِ اشتِرائِه (6) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ يَحْيَى القطَّانُ (7) ، عَنِ التَّيْمي، عن أبي عثمان، عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ؛ أَنَّ الزُّبَير حَمَل عَلَى فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.   (1) هو: سليمان بن طَرْخان. (2) هو: النَّهْدي، واسمه: عبد الرحمن بن مُلّ. (3) الحديث أخرجه ابن ماجه (2393) من طريق يزيد بن هارون، عن سليمان التيمي، به، وفيه: «غَمْر أو غَمْرة» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/164 رقم 1410) من طريق يزيد بن هارون أيضًا، وفيه عنده: «غَمْرة أو غَمْراء» ، وكذا جاء في رواية الهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (50) من طريق يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ التيمي. وأخرجه الهيثم أيضًا برقم (51) من طريق عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النهدي، عن ابن عامر: أن الزبير ... فذكره وليس فيه هذه اللفظة. ومن طريق الإمام أحمد والهيثم أخرجه الضياء في "المختارة" (869 و870 و871) ثم قال: «رواه أحمد بن منيع وإسحاق بن راهويه، كلاهما عن يزيد بن هارون» . والغَمْرُ: هو الفرس الجواد. وفرسٌ غَمْرٌ: جواد كثيرُ العَدْو. "لسان العرب" (5/29) . (4) في (أ) : «انتخت» . ومعنى أنتجت هنا: وَلَدَتْ. قال ابن الأثير في "النهاية" (5/12) : «إنما يقال: نَتَج، فأما أَنْتَجَتْ فمعناه: إذا حَمَلَت، أو: حان نِتاجُها. وقيل: هما لغتان» . (5) في (أ) و (ش) : «فنها» . (6) في جميع النسخ: «اشتراه» . (7) هو: يحيى بن سعيد. الحديث: 984 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 428 قلتُ: فأيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: يَحْيَى أحفَظُ (1) . 985 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو عَوانة (2) ، عَنْ أَبِي حَيَّان التَّيمي (3) ، عن شيخ ٍ من أهل المدينة؛ أن عبد الله بن أبي أَوْفى   (1) ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/122) لعبد الله بن عامر بن ربيعة العَدَوي الصَّحابي وذكر هذا الحديث، ثم رجح أن يكون عبد الله بن عامر المذكور في هذا الحديث هو الصحابي فقال: «فيحتمل أن يكون عبد الله بن عامر بن ربيعة هذا» . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (542) فقال: «يرويه سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن عبد الله بن عامر، عن الزبير، قاله يزيد بن زريع وابن المبارك ويزيد بن هارون، عن التيمي. وخالفه عاصم الأحول، فرواه عن أبي عثمان، عن ابن عباس؛ أَنَّ الزُّبَيْرَ حُمِلَ عَلَى فَرَسٍ في سبيل الله. وكذلك قال يحيى القطان عن التيمي؛ بموافقة عاصم. وقيل: عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عثمان، عن عياش؛ أن الزبير» . = ... ونقل هذا النص الضياء في الموضع السابق من "المختارة" وقال: «عامر» بدل: «عيّاش» . (2) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكري. (3) هو: يحيى بن سعيد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/353 رقم 19114) ، وابن صاعد في "مسند عبد الله بن أبي أوفى" (23) من طريق إسماعيل ابن إبراهيم ابن عليَّة. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33070) ، وابن صاعد (24) من طريق يعلى بن عبيد، كلاهما عن أبي حيَّان التيمي، قال: سمعت شيخًا بالمدينة يحدِّث: أن عبد الله بن أبي أوفى كتب إلى عبيد الله؛ إذا أراد أن يغزوَ الحَروريَّة، فقلت لكاتبه - وكان لي صديقًا -: انسخه لي، ففَعَل: إن رسول الله (ص) كان يقول ... فذكره، والسياق لأحمد. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (9515) ، وابن صاعد (26) من طريق الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حيَّان، عَنْ شيخ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي كاتب عبيد الله بن معمر؛ قال: كتب عبد الله بن أبي أوفى إلى عبيد الله بن معمر: إن النبي (ص) قال ... فذكره. ورواه ابن صاعد (27) من طريق قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أبي حيان، ثنا شيخ - قال سفيان: أظنه سالمًا أبا النَّضر -؛ قال: ثنا كاتب عبيد الله بن معمر؛ قال: كتبت إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: متى كان رسول الله (ص) ينهَدُ إلى عدوِّه؟ قال: فذكر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أوفى، عن النبي (ص) ، نحوه. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2518) ، وابن صاعد (25) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن أبي حيان، عمَّن حدَّثه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي أوفى قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره. الحديث: 985 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 429 كتب: إنَّ رسولَ الله (ص) كَتَبَ: لاَ تَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللهَ العَافِيةَ، وَإذا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ. وَكَانَ ينتظرُ، حَتَّى إِذَا (1) زالَتِ الشَّمسُ، نَهَدَ (2) إِلَى عَدُوِّه، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، مُجْرِيَ السَّحَابِ، هَزَّامَ (3) الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ، وانْصُرْنا عَلَيْهِمْ. قلتُ لأَبِي: مَنْ هَذَا الشَّيخُ مِنْ (4) أَهْلِ الْمَدِينَةِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ أَبُو حَيَّان؟ قَالَ: نَرَى أَنَّهُ أَبُو النَّضْر (5) ؛ رواه موسى ابن عُقْبَة، عن أبي النَّضْر (6) .   (1) قوله: «إذا» سقط من (ك) . (2) نَهَدَ، أي: نَهَضَ. ونَهَدَ القومُ لعدُوِّهم: إذا صَمَدوا له وشَرعوا في قتاله. "النهاية" (5/134) . (3) في (ك) : «حزام» . (4) في (ت) و (ك) : «ومن» . (5) هو: سالم بن أبي أمية. (6) في (ف) : «موسى بن عُقْبَة بن النضر» . والحديث من هذا الوجه رواه البخاري في "صحيحه" (2818) من طريق أبي إسحاق -أي الفزاري- عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله - وكان كاتبه - قال: كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى ذ: إنَّ رسول الله (ص) قال ... فذكره بنحوه. ورواه مسلم (1742) من طريق ابن جريج، أخبرني مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي النضر، عن كتاب رجل من أسلم من أصحاب النبي (ص) يقال له: عبد الله بن أبي أوفى، فكتب إلى عمر بن عبيد الله حين سار إلى الحرورية يخبره أن رسول الله (ص) ... فذكره. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 430 986 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر بْنُ المُفَضَّل (2) ، عَنْ عُمارَة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرارَة، عَنْ جابر بن عبد الله؛ قَالَ: خَرَجْنَا معَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فِي غَزْوَةِ تَبوك، فَكَانَتْ (3) تُدعى غزوةَ العُسْرَة (4) ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَسِيرُ؛ إِذَا هُوَ بِجَمَاعَةٍ فِي ظِلِّ شَجَرَةٍ؛ قَالَ: مَا هَذِهِ الجَمَاعَةُ؟ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رجلٌ صامَ فَجَهَده (5) الصَّومُ، قَالَ: لَيْسَ البِرَّ أَنْ تَصُومُوا فِي السَّفَرِ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ شُعْبَةُ (6) ، عن محمَّد بن   (1) انظر المسألة رقم (728) . (2) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3553) . والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/352 رقم 14794) ، والنسائي في "سننه" (2257) ، وابن حبان في "صحيحه" (3554) من طريق بكر بن مضر، عن عمارة بن غزية، به. (3) في (ف) : «وكانت» . (4) سُمِّيت بذلك؛ لأنه (ص) ندَبَ الناس إلى الغزو في شدَّة القَيْظ، وكان وقتَ إيناع الثَّمرة، وطِيب الظِّلال، فعَسُر ذلك عليهم وشَقَّ. انظر "النهاية" (3/235) . (5) جَهَدَهُ الصَّومُ، أي: بلغَ منه المَشَقَّة. انظر "المصباح المنير" (ج هـ د ص112) . (6) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "صحيحه" (1946) ، ومسلم (1115) . الحديث: 986 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 431 عبد الرحمن، عن محمَّد بن عمرو (1) ابن الحسن، عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) . 987 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ مُوسَى، عَنْ بِشْر بْنِ المُفضَّل (2) ، عَنِ ابْنِ عَوْن (3) ، عَنْ عُمَير بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ المِقْدادِ بْنِ الأسْوَد، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ بعَثَ بَعْثًا، فلمَّا رجعَ قَالَ: كَيْفَ وَجَدتَّ نَفْسَكَ؟ ، قَالَ: مازلتُ حتى ظننتُ أنَّ مَعِيَ (4) خَوَلاً لِي (5) ، وَايْمُ (6) اللَّهِ (7) ! لا أعمَلُ عَلَى رجُلَين مَا دُمْتُ حيًّا؟   (1) في (ك) : «عمر» . (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (2748) من طريق حميد بن مسعدة، والطبراني في "الكبير" (20/258-259 رقم609) من طريق العباس بن الوليد النَّرسي وصالح بن حاتم بن وردان، والحاكم في "المستدرك" (3/349-350) من طريق العباس بن الوليد أيضًا، ثلاثتهم عن بشر بن المفضل، به. قال النسائي: «عمير بن إسحاق هذا لا نعلم أن أحدًا روى عنه غيرُ ابن عَوْن» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» . (3) هو: عبد الله بن عَوْن. (4) في (ت) و (ك) : «أن من معي» . (5) الخَوَلُ: ما أعطاك اللهُ تعالى من النَّعَم والعَبيد والإماءِ، وغيرهم من الحاشية، للواحدِ والجميع، والمذكَّر والمؤنث، ويقال للواحدِ: خائلٌ. "القاموس المحيط" (خ ول ص996) . (6) تحرفت في (ك) إلى: «خولاي دايم» . (7) «ايْمُ اللهِ» : أصلها: ايمُنُ اللهِ، ثم كثر في كلامهم، وخفَّ على ألسنتهم، حتى حذفوا النون. وهو اسمٌ وُضع للقَسَم، وهمزتُه همزة وصل. وهو مرفوعٌ بالابتداء وخبرُه محذوف، والتقدير: «وايم الله قسمي» . انظر "شروح ألفية ابن مالك" (فصل في زيادة همزة الوصل، ضمن باب التصريف) ، وانظر "معجم القواعد العربية" للشيخ عبد الغني الدقر (ص126) . وقال ابن الأثير: «وايمُ الله» : من ألفاظ القَسَم؛ كقولك: لَعَمْرُ الله، وعَهْد الله، وفيها لغاتٌ كثيرة، وتُفتَح همزتُها وتكسَر، وهمزتُها وصلٌ، وقد تقطعُ، وأهلُ الكوفَة من النُّحاة يزعمون أنها جمعُ يمين، وغيرُهم يقول: هي اسمٌ موضوعٌ للقَسَم. "النهاية" (1/86) . الحديث: 987 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 432 فَقَالَ (1) أَبِي: كَذَا حدَّثنا إبراهيمُ بْنُ مُوسَى. وحدَّثنا مُسَدَّدٌ (2) ، عَنْ بِشْر بْنِ المُفضَّل، عَنِ ابْنِ عَوْن ٍ، عَنْ عُمَير بْنِ إِسْحَاقَ: أنَّ رسولَ الله (ص) بعث المِقْدادَ بن الأسوَد بَعْثًا ... فذكَرَ الحديثَ. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: حديثُ مُسَدَّدٍ. 988 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي أُوَيس (3) ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ مُفَضَّل بْنِ مُحَمَّدٍ الضَّبِّي، عن عمر بن عبد الله بْنِ يَعْلى؛ قَالَ: سمعتُ يَعْلى بْنَ مُرَّة؛ قَالَ: سافرتُ مَعَ رسول الله (ص) غيرَ مَرَّة، فَمَا رَأَيْتُهُ مَرَّ بِجِيفَةِ (5) إنسان ٍ فيُجاوِزُها حَتَّى يأمُرَ بدَفْنها، لا يَسألُ: مسلمٌ هُوَ أَمْ كافرٌ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يَسْمَعْ عمرُ مِن يَعْلى بن مُرَّة؛ إِنَّمَا يحدِّث عَنْ أَبِيهِ،   (1) في (ف) : «قال» . (2) روايته أخرجها في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2114) ، ومن طريقه أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/169) . (3) هو: إسماعيل بن عبد الله. (4) هو: عبد الله بن عبد الله بن أويس. (5) الجِيفةُ: جُثَّة الميت إذا أنتنَ. انظر "النهاية" (1/325) . قال الفيومي: سُمِّيت بذلك لتغيُّر ما في جَوف الميتة. انظر "المصباح المنير" (ج ي ف ص116) . الحديث: 988 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 433 عَنْ جَدِّه (1) ؛ وعمرُ ضعيفُ الْحَدِيثِ (2) . 989 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جعفر ابن سُلَيمان الضُّبَعي (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَّان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرين، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: بُعِثََ النبيُّ (ص) وَهُوَ ابنُ أربعينَ سَنَةً، وَدَعَا الناسَ إِلَى الإِسْلامِ - وَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُ فِي الْقِتَالِ - ثلاثَ عَشْرَةَ (4) سَنَةً، وكانتِ الهجرةُ عَشْرَ سِنِينَ (5) ، فقُبِضَ رسولُ الله (ص) وهو ابنُ ثلاثٍ وستِّين سنةً؟   (1) جدُّه: هو يعلى بن مُرَّة. (2) الحديث أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1568) من طريق يعقوب بن حميد، والدارقطني في "سننه" (4/116) - ومن طريقه البيهقي في "سننه" (3/386) - من طريق عبد الله بن شبيب، كلاهما عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ = = مُحَمَّدٍ، عن عمر بن عبد الله بن يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/371) - ومن طريقه البيهقي في الموضع السابق، من طريق العباس ابن الفضل الأسفاطي، عن إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الضبي، عن عمر بن يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: سافرت مع النبي (ص) ... الحديث. وصححه الحاكم على شرط مسلم، فتعقبه ابن حجر في "إتحاف المهرة" (13/737) بأن الصواب: «عمر بن عبد الله بن يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده» . ثم قال ابن حجر: «وزعم أنه على شرط مسلم، وليس كذلك؛ لضعف عمر بن عبد الله بن يعلى» . (3) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (6390) . وتابعه في روايته على هذا الوجه: إسماعيل بن عبد الله، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6784) ، ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (12/150 رقم 12870) . (4) كذا في (ش) و (ف) ، وهو الصواب، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «ثلاث عشر» ، وكذا في هامش (ف) وعليها «صح» ! (5) في (ك) : «عَشَرة سنين» . الحديث: 989 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 434 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: هِشَامٌ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) . 990 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعدانُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ صَدَقة بْنِ أَبِي عِمران، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِم؛ قَالَ: كَانَ الفُرَاتُ بْنُ حَيَّان مِنْ أشدِّ النَّاسِ عَلَى رسولِ الله (ص) ، فحَمَلَ عَلَيْهِ ناسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فأخذوه أسيرًا؛ قالوا: يارسولَ اللَّهِ، هَذَا فُراتُ بْنُ حَيَّان، قَدْ جِئْنَاكَ بِهِ أَسِيرًا، فكَبَّر رسول الله (ص) ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبوا بِهِ فَاقْتُلُوهُ. وَكَانَ لا يُؤتى بأسيرٍ إلاَّ دَعَاهُ إِلَى الإِسْلامِ، إِلا فُرَاتً (3) . فلمَّا انْطَلَقُوا بِهِ (4) ؛ قَالَ: أشهدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ، فأَتَوْا رسولَ الله (ص) فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: خَلُّوا سَبيلَهُ؛ إنَّما أَرَدْنَا قَتْلَهُ عَلَيْهَا؟   (1) من هذا الوجه رواه أحمد في "المسند" (1/249 رقم2242) من طريق محمد بن جعفر، ورواه البخاري في "صحيحه" (3851 و3902) من طريق النضر بن شُميل، وروح بن عبادة، ثلاثتهم عن هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) كذا في جميع النسخ، ويحتمل وجهَيْن: الأوَّل: النصب على الاستثناء؛ لأنَّ الكلام تامٌّ موجَبٌ، ويجوز أن ينصب بدلاً من ضمير النصب في «دعاه» . وعلى ذلك كُتبَ «فراتً» بحذف ألف تنوين النصب، جريًا على لغة ربيعة. وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: الرفع على الابتداء، والخبر محذوف، والتقدير: إلاَّ فراتٌ لم يَدْعُهُ. وسنبيِّن في التعليق على المسألة رقم (997) أنَّ حكم المستثنى في الكلام التام الموجب كحكمه في التام غير الموجب، حكى ذلك أبو حيان عن بعض العرب، وانظر تفصيل ذلك هناك. (4) في (ف) : «فانطلقوا» بدل: «فلما انطلقوا» . الحديث: 990 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 435 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى زكريَّا بْن أَبِي زائدة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّب؛ قال: أُتِيَ النبيُّ (ص) بفُراتِ بْنِ حَيَّان؛ وَهُوَ أصَحُّ (1) .   (1) كذا ذكر أبو زرعة رواية زكريا لهذا الحديث. وذكرها ابن حجر في "الإصابة" (8/86) موصولة فقال: وقال أبو العباس بن عُقْدة الحافظ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ابن عتبة، حدثنا موسى بن زياد، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان الأشهل، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن حارثة بن مضرب، عن علي؛ أُتي النبي (ص) بفرات بن حيان ... . وأخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1688) من طريق وكيع ابن الجراح، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن حارثة بن مضرِّب: أن رسول الله (ص) قال: «إنَّ منكم وُكِلَ إلى إيمانه، منهم فراتُ بن حيَّان» . = ... وأخرجه البيهقي في "سننه" (8/197) من طريق حجاج بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ: أن فرات بن حيان ارتدَّ على عهد رسول الله (ص) ، فأُتي به رسول الله (ص) ، فأراد قتله، فشهد شهادة الحق، فخلَّى عنه، وحَسُن إسلامُه. والحديث رواه الإمام أحمد (4/336 رقم18965) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/128) ، وأبو داود (2652) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1662) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1058) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/324-325) ، والطبراني في "الكبير" (18/322 رقم831) ، والحاكم في"المستدرك" (2/115) من طريق سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مضرِّب، عَنْ الفرات بن حيان: أن النبي (ص) أمر بقتله، وكان عينًا لأبي سفيان وحليفًا، فمرَّ بحَلْقة الأنصار، فقال: إني مسلم. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يزعم أنه مسلم. فقال: «إنَّ منكم رجالاً نَكِلُهم إلى إيمانهم، منهم فراتُ بن حيَّان» . ورواه عبد الرزاق (9396) ، عن الثوري وإسرائيل - أو أحدهما - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حارثة، عن فرات بن حيان، به. ورواه البزار في "مسنده" (722) من طريق ضرار بن صُرَد، عن يحيى بن اليمان قال: نا سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ حارثة بن مضرب، عن علي، به مرفوعًا. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه بهذا الإسناد عن علي إلا ضرار بن صُرد، عن يحيى بن يمان» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (4/17) : من طريق شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ حارثة بن المضرب، عن علي، به. ورواه أحمد في "المسند" (4/62 رقم16593) ، و (5/375 رقم23182) من طريق إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حارثة بن مضرب، عن بعض أصحاب النبي (ص) : أن رسول الله (ص) قال: «إن منكم رجالاً لا أُعطيهم شيئًا، أَكِلُهُم، منهم فرات بن حيان» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 436 991- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنْ أحمدَ بنِ أيُّوب بْنِ رَاشِدٍ الْبَصْرِيِّ (1) ، عَنْ مَسْلَمة بْنِ عَلْقَمة، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند (2) ، عَن شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعان؛ قَالَ: بعثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) سَرِيَّة فَقَالَ: تَهَافَتُونَ (3) فِي الكَذِبِ تَهَافُتَ الفَرَاشِ فِي النَّارِ؛ إِنَّ كُلَّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ كَذِبًا (4) لا مَحَالَةَ، إِلاَّ أَنْ يَكْذِبَ الرَّجُلُ فِي الحَرْبِ؛ فَإِنَّ الحَرْبَ خَدْعَةٌ (5) .   (1) روايته أخرجها ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (612) ، وقرن معه محمد بن جامع، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ داود، عن شهر، عن الزبرقان، عن النواس، به. هكذا بزيادة الزبرقان في إسناده، ولعل هذا سياق محمد بن جامع! (2) في (ت) و (ك) : «رواد بن أبي هنة» . (3) أصلها: تَتَهَافتون، وحذفت منه إحدى التاءين تخفيفًا، أي: تتساقطون؛ من الهَفْت، وهو: السُّقوط قِطْعةً قِطْعة. وأكثر ما يُستعمَل التهافتُ في الشَّرِّ. "النهاية" (5/266) ، وقد وردتْ هذه اللفظة في بعض مصادر التخريج بتاء واحدة كما هنا، وفي بعضها: بتاءين على الأصل: تَتَهَافتون. وانظر في حذف إحدى التاءين من أول المضارع: التعليق على المسألة رقم (388) . (4) في (ف) : «كذب» . (5) قال ابن الأثير: يُروى بفتح الخاء وضَمِّها مع سكون الدال، [أي: خَدْعَة وخُدْعَة] ، وبضمِّ الخاء مع فتح الدال، [أي: خُدَعَة] ؛ فالأولُ معناه: أن الحربَ ينقضي أمرها بخَدْعَة واحدة؛ من الخِداع، أي: أن المقاتلَ إذا خُدع مرَّة واحدة، لم تكن لها إقالَة، وهي أفصحُ الرِّوايات وأصحُّها. ومعنى الثاني: هو الاسمُ من الخِداع. ومعنى الثالث: أن الحربَ تخدعُ الرجال وتمنِّيهم ولا تَفي لهم، كما يقال: فلانٌ رجل لُعَبَة وضُحَكَة، أي: كثيرُ اللَّعِب والضَّحِك. "النهاية" (2/14) . وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/158) : قال النووي: اتفقوا على أن الأُولى [أي: خَدْعَة] الأفصح، حتى قال ثعلب: بلغَنا أنها لغةُ النبي (ص) . وبذلك جزم أبو ذَر الهروي والقزَّاز. اهـ. وانظر قول النووي في "شرح مسلم" (12/45) . الحديث: 991 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 437 أنا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ قَيْسِ بْنِ حَفْص (2) ، عَنْ مَسْلَمة بْنِ عَلْقَمة، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شهْر بْنِ حَوْشَبٍ، عَنِ الزِّبْرِقان (3) ، عَنِ النوَّاسِ بْنِ سَمْعان، عَنِ النبيِّ (ص) (4) . وَرَوَاهُ مُعْتَمِر بْنُ سُلَيمان، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهر بْنِ حَوشَبٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: الحَرْبُ خَدْعَةٌ؟ قَالَ أَبُو زرعة: حديثُ (5) المُعتَمِرِ أصَحُّ (6) .   (1) قوله: «أنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط. (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/436) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/163) ، وأبو عوانة في "المستخرج" (4/81-82) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 180) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4460) . وتابعه على هذا الوجه محمد بن جامع، وروايته أخرجها ابن قانع في الموضع السابق. (3) قال ابن حبان في "الثقات" (4/265) : «شيخ، يروي عن النواس بن سمعان، روى دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شهر ابن حوشب عنه، لا أدري من هو، ولا ابن من هو» . (4) بعد هذا الموضع في (أ) و (ش) زيادة: «وَرَوَاهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الزِّبْرِقَانِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، عن النبي (ص) » ، وهو تكرارٌ وخلطٌ. (5) قوله: «حديث» سقط من (أ) و (ش) . (6) الحديث أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (12 و13) من طريق أبي معاوية وأبي همام، والترمذي في "جامعه" (1939) من طريق يحيى بن أبي زائدة، ثلاثتهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن شهر، عن النبي (ص) مرسلاً؛ كما رواه معتمر. وأخرجه الإمام أحمد في"المسند" (6/459 و460 رقم27597 و27608) من طريق عبد الرزاق وأبي أحمد الزبيري. وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (11) ، والطبراني في "الكبير" (24/165 رقم420) من طريق قبيصة بن عقبة، والترمذي في "جامعه" (1939) من طريق بشر بن السري وأبي أحمد الزبيري، أربعتهم عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ خثيم، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أسماء بنت يزيد، عن النبي (ص) به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث أسماء إلا من حديث ابن خثيم» . ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/436) فقال: وقال عمرو بن خالد: حدثنا زهير، سمع ابن خثيم، سمع شهرًا قال: حدثتني أسماء بنت يزيد الأشهلية، عن النبي (ص) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 438 992 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيمان (2) ، عَنْ أَبِي سِنان (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ (5) : {لاَ ... } (6) ؛ جَاءَ ابنُ أمِّ مَكْتُومٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمَا لِي رُخصَة؟ قَالَ: لاَ، فَقَالَ (7) ابنُ أمِّ مَكْتُومٍ: إِنِّي ضَرير، فأنزلَ الله عز وجل: {لاَ ... } (8) ، فأَمْلَى رسولُ الله (ص) ، فكَتَبها الكاتِبُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَم؛ فَإِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ، عن البَراء (9) ، عن النبيِّ (ص) ؛ كذا رواه شُعْبَة (10) ،   (1) انظر المسألة رقم (970) . (2) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (9/89) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (5/190 رقم 5053) . (3) هو: سعيد بن سنان الشيباني. وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/261) أنه: ضرار بن مرَّة، وهو وَهَمٌ كما يتضح من ترجمته في "تهذيب الكمال" (10/492 رقم2294) وغيره. (4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (5) في (ك) : «أنزلت» . (6) الآية (95) من سورة النساء. (7) في (ف) : «قال» . (8) في (ت) و (ك) : «أولي الضرر» بلا «غير» . (9) قوله: «عن البراء» سقط من (ش) ، وهو ملحق بهامش (أ) . (10) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (4/282 رقم 18485) ، والبخاري في "صحيحه" (2831 و4593) ، ومسلم (1897) . الحديث: 992 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 439 والثَّوريُّ (1) ، وَإِسْرَائِيلُ (2) . 993 - وسُئِلَ أبو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الصَّعْقُ بنُ حَزْنٍ (3) ، عَنْ سيَّار أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ جَبْر (4) بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: وَعَدَنا رسولُ الله (ص) غزوةَ الْهِنْدِ؛ فإِنْ أُدْرِكْها أُنْفِق فيها مالي، فإنْ أُقتَلْ أكونُ (5)   (1) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (4/290 رقم 18556) ، والترمذي في "جامعه" (3031) ، وقال: «هذا حديث حسن صحيح» . (2) يعني: عن أبي إسحاق. ورواية إسرائيل بن يونس أخرجها البخاري في "صحيحه" (4594 و4990) . ورواه عن أبي إسحاق على هذا الوجه أيضًا: مسعر، وروايته أخرجها مسلم (1898) ، وزهير بن معاوية. وروايته أخرجها أحمد (4/301 رقم 18679) ، وسليمان التيمي، وروايته أخرجها الترمذي (1670) ، والنسائي (6/10 رقم3101) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وهو حديث غريب من حديث سليمان التيمي، عن أبي إسحاق» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (135/ب أطراف الغرائب) : «تفرد به أبو سنان الشيباني، عن أبي إسحاق، عنه» . (3) في (ك) : «الصعق بن حرب» . (4) في (ك) : «جبير» . (5) في مصادر التخريج: «كنت» كما سيأتي، وما أثبتناه كذا جاء في جميع النسخ، ولو جاء على المشهور لقيل: «فإن أُقتَلْ أكُنْ» بجزم المضارع الواقعِ جزاءً لشرطٍ فعلُهُ مضارعٌ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على جواز رفع المضارع في مثل هذه الصورة؛ وذلك إمَّا بتقدير الفاء في الجزاء، أو بالتقديم والتأخير مع كون الجواب محذوفًا، والتقدير على الأول: إنْ أُقتَلْ فأكونُ حيًّا مرزوقًا، وعلى الثاني: أكونُ حيًّا مرزوقًا إنْ أُقتَلْ، والأوَّل لأبي العباس المبرِّد، والثاني لسيبويه؛ قال ابن مالك في "شرح التسهيل": «وقد يُرفَعُ بكثرةٍ [أي: المضارعُ الواقعُ جزاءً للشرط] إنْ كان الشرط ماضيًا، أو منفيًّا بـ «لم» ، وبقلَّةٍ إن كان غير ذلك: وانظر "الكتاب" لسيبويه (3/67) ، و"شرح التسهيل" (4/77-79) ، و"شواهد التوضيح" (ص232-233) ، و"شرح ابن عقيل" (2/342-344) ، و"شرح الأُشموني" (4/49-51) ، و"مغني اللبيب" (ص717) ، و"شرح ديوان المتنبي" المنسوب للعكبري (2/339) ، و"همع الهوامع" (2/557-559) ، و"ارتشاف الضَّرَب" (4/1874) ، و"الدر المصون" (4/43) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (2/111) ، وانظر مظانَّ المسألة في هوامش المحقِّقين. الحديث: 993 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 440 حَيًّا مَرْزُوقًا (1) ، وَإِنْ أرجِعْ فَأَنَا أَبُو هريرةَ (2) المُحَرَّرُ (3) . وَرَوَاهُ (4) هُشَيم (5) ، عَنْ سَيَّار، عَنْ جَبْر بْنِ عَبِيدَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ مَا رَوَاهُ هُشَيم (6) . 994 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرو بْن عَاصِمٍ (7) ، عَنْ عِمْران القطَّان (8) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ (9) الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: لمَّا   (1) في مصادر التخريج: «فإنْ قُتِلْتُ، فأنا أفضَلُ الشهداء» ، وفي بعضها: «فإنْ قُتِلْتُ، كنتُ مِنْ أفضَل الشهداء» ، وفي بعضها: «فإنْ استشهدتُّ، كنتُ مِنْ خير الشهداء» ، وفي "سنن النسائي" (3173) : «فإنْ أُقْتَلْ، كنتُ مِنْ أفضَلِ الشهداء» . (2) قوله: «أبو هريرة» ليس في (ك) . (3) قال السِّنْدي في "حاشية سنن النسائي": «المحرَّر، بتشديد الراء الأولى مفتوحةً، أي: المعتَقُ من النار على مقتضى ذلك العمل، أو النجيب، ويَحْتملُ أنَّ النبي (ص) أخبره بأنَّك إنْ حضرتَ فَقُتِلْتَ فإنك من أفضل الشهداء، وإن رجعتَ فأنتَ محرَّرٌ من النار ... » . اهـ. (4) في (ك) : «رواه» بلا واو. (5) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2374) ، وأحمد (2/229 رقم 7128) ، والنسائي في "المجتبى" (6/42 رقم3173 و3174) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/316) ، والحاكم (3/514) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/176) . (6) تابع هشيمًا: زيد بن أبي أنيسة، وروايته أخرجها النسائي (6/42 رقم3173) مقرونة مع رواية هشيم. (7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6/289 رقم 3606) . (8) هو: عمران بن داوَر. (9) قوله: «عن» سقط من (ك) . الحديث: 994 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 441 كَانَ يومُ حُنَين، أمَرَ رسولُ الله (ص) العبَّاسَ (1) أَنْ يناديَ: يَا أصحابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يَا معشَرَ الأَنْصَارِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو كما رواه عبدُالرَّزَّاق (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ كَثير بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) . 995 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أبي أُوَيس (3) ؛ قال:   (1) قوله: «العباس» سقط من (ك) . (2) روايته في "مصنفه" (9741) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/207 رقم1775) ، ومسلم (1775) ، وابن حبان في "صحيحه" (7049) . ورواه النسائي في "الكبرى" (8647) من طريق محمد ابن ثور، وأبو يعلى في "مسنده" (6708) من طريق محمد بن كثير الصنعاني، كلاهما عن معمر، به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1775) من طريق سفيان ابن عيينة ويونس بن يزيد، وابن سعد في "الطبقات" (4/18-19) من طريق محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري، ثلاثتهم عن الزهري، به كما رواه معمر، إلا أنه يشكل على رواية ابن عيينة: أن الإمام أحمد أخرجها في "مسنده" (1/207 رقم1776) فقال: حدثنا سفيان بن عيينة؛ قال: سمعت الزهري مرَّة أو مرتين، فلم أحفظه: عن كثير بن عباس قال: كان عباس وأبو سفيان معه يعني مع النبي (ص) .. فذكره هكذا مرسلاً؛ لأن كثير بن العباس ولد قبل وفاة النبي (ص) بأشهر في سنة عشر من الهجرة كما قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (2211) . (3) هو: إسماعيل بن عبد الله بن أويس. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (4/38) ، إلا أنه وقع عنده: «عبد الله» بدل: «عبيد الله» ، وأظنه خطأ في الطباعة. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36971) ، وأبو عوانة في "المستخرج" (5/118-119) ، والطبراني في "الكبير" (2/107 رقم1464) ، والحاكم في "المستدرك" (3/212) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/117) ، جميعهم من طريق أبي إسحاق الأزدي إسماعيل ابن أبان الورَّاق، عن أبي أويس، عن عبيد الله، به، إلا أنه تصحَّف «عبيد الله» في "الحلية" إلى «عبد الله» . الحديث: 995 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 442 حدَّثنا أبي، عن عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كنتُ بِمُؤْتَة، فلمَّا فَقَدنا جعفرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، طَلَبناه فِي القَتلى، فوجَدنا فِيهِ بَيْنَ طَعنَةٍ ورَميَةٍ بِضْعًا (2) وتسعينَ، وَوَجَدْنَا ذَلِكَ فِيمَا أَقبَلَ مِنْ جَسَدِه؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ من حديث عُبَيدالله (3) . 996 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثَنا بِهِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَائِدَةَ (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاء (5) ؛ قال: ذُكِرَ الشَّهيدُ عند عبد الله (6) ، فقال: إن شُهَدَاءَكم إِذَنْ لقليلٌ؛ مَنْ (7) يَتَرَدَّى فِي الْجَبَلِ، ويَغْرَقُ فِي الْبُحُورِ، وتأكلُهُ (8) السِّباعُ: شهداءُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟   (1) هو: ابن عمر العُمَري. (2) البِضْعُ في العدد - بكسر الباء، وبعضُ العرب يفتحُها -: هو ما بين الثَّلاث إلى التِّسْع، تقول: بِضعُ سنينَ، وبِضعَةَ عشرَ رجلاً، وبِضعَ عشْرةَ امرأةً. "مختار الصحاح" (ب ض ع) . (3) أما من غير طريق عبيد الله فهو صحيح، فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (4261) من طريق مغيرة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر؛ قال: أمَّر رسول الله (ص) في غزوة مؤتة زيدَ بن حارثة، فقال رسول الله (ص) : «إن قُتل زيدٌ فجعفر، وإن قُتل جعفرٌ فعبد الله بن رواحة» . قال عبد الله - أي ابن عمر -: كنت فيهم في تلك الغَزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بِضعًا وتسعين، من طَعنة ورَمية. (4) هو: ابن قُدامة. (5) هو: سُلَيم بن أسود. (6) هو: ابن مسعود ح. (7) «مَنْ» هنا موصولةٌ، وليست شرطيَّة؛ فالأفعالُ بعدها مرفوعةٌ. (8) في (ت) : «ويأكله» . الحديث: 996 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 443 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا قَالَ: عَنْ أَبِي الشَّعْثاء! وَإِنَّمَا هُوَ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهاجِر البَجَلي، عَنْ طارق بن شِهاب (1) . 997 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ (3) وذكَرَ حَدِيثًا رواه سُوَيدُ (4) بن عبد العزيز، عَنِ ابْنِ عَجْلان (5) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: كُلُّ شَيْءٍ مِنْ لَهْوِ الدُّنْيَا بَاطِلٌ، إِلاَّ ثَلاَثً (6) :   (1) على هذا الوجه الذي رجَّحه أبو زرعة رواه ابن المبارك في "الجهاد" (69) عن زائدة بن قدامة، عن إبراهيم بن مهاجر، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9572) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (19470) ، كلاهما من طريق سفيان الثوري، وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2617) من طريق أبي عوانة، والخطيب في "الموضح" (1/296) من طريق شعبة، ثلاثتهم عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ طارق بن شهاب، عن عبد الله بن مسعود، به. وصحَّح سنده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/44) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (905) ، وانظر المسألة رقم (955) . (3) في (أ) : «وسمعتُ أبي زرعة» ، وفي (ك) : «سمعت من أبي زرعة» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) ، غير أنَّ «من» أشبهتْ قوله: «صحـ» . (4) في (ك) : «سعيد» ، وهي محتملة للوجهين في (ت) . (5) هو: محمد. (6) كذا في جميع النسخ؛ وتقدَّمت في المسألة رقم (905) : «ثلاثًا» . وقوله: «ثلاث» هنا، يَحْتَملُ ثلاثة أوجه: الأوَّل: النصب على الاستثناء غير أنَّه ورد هنا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وكانت الجادَّةُ: «ثلاثًا» بالألف كما في المسألة رقم (905) . وانظر = = للغة ربيعة التعليق على المسألة رقم (34) . والثاني: الرفع على الإتباع بدلاً من «كل» ، أو على الابتداءِ وحذف الخبر، والتقدير: إلا ثلاثٌ ليستْ بباطلٍ. والثالث: الجر على الإتباع بدلاً من «شيء» . وقد اشتهر في كتب النحو: أنَّ المستثنى في الكلام التامِّ الموجب - كما وقع هنا - واجبُ النصب، بل لا يكادُ نحاةُ البصرةِ المتأخِّرون يذكرون إلا النصب، لكنْ أفاد أبو حيَّان أنَّ ورود غير المنصوب في ذلك لغةٌ لبعض العرب؛ فإنهم يجعلون الكلامَ التامَّ الموجَبَ، والتامَّ غيرَ الموجب متماثلَيْن في الحكم؛ فيجوز فيهما ثلاثة أوجه: إمَّا النصب على الاستثناء، وإمَّا الرفع على الابتداء، وإمَّا الإتباعُ على البدل من المستثنى منه. فمِنْ رَفْعِ المستثنى في الكلام التامِّ الموجب: قراءةُ عبد الله وأُبَيٍّ والأعمش: [البَقَرَة: 249] {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ} ، وقولُهُ (ص) في حديث البخاري (6069) في رواية النسفي: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ المُجَاهِرُونَ» ، والرفع فيه على الابتداء، وخبره مذكور أو محذوفٌ مقدَّر، أو هو مرفوعٌ على الإتباع بدلاً من المستثنى منه. ومِنْ رَفْعِ المستثنى على الابتداء في الكلام التامِّ غير الموجب: قراءةُُ ابن كثير وأبي عمرو: [هُود: 81] {وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ} . وأما شواهدُ الشعر على ذلك فكثيرةٌ. وانظر "التبيان" للعكبري (1/85 و199) ، و"شواهد التوضيح" لابن مالك (ص 94-97) ، و"حاشية الشيخ ياسين على التصريح" (1/348-349) ، و"حاشية الصبان على الأشموني" (2/142) ، و"فتح الباري" (4/29) و (10/486) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان" (2/266) ، و"روح المعاني" للآلوسي (12/111) ، وانظر "السير الحثيث، إلى الاستشهاد بالحديث" للدكتور محمود فجال (1/246-254) . الحديث: 997 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 444 انْتِضَالُكَ (1) بِقَوْسِكَ، وَتَأدِيبُكَ فَرَسَكَ، وَمُلاَعَبَتُكَ أَهْلَكَ؛ فَإِنَّهُنَّ مِنَ الحَقِّ، وَقَالَ رسولُ الله (ص) : انْتَضِلُوا وَارْكَبُوا، وَأَنْ تَنْتَضِلُوا أَحبُّ إِلَيَّ؛ فَإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ (2) بِالسَّهْمِ الوَاحِدِ ثَلاثَةً الجَنَّةَ: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ (3) فِيهِ الخَيْرَ، وَالمُمِدَّ (4) بِهِ، وَالرَّامِيَ بِهِ.   (1) أي: رمْيُك للسَّبْق؛ قال ابن الأثير: يقال: انتَضَلَ القومُ وتناضَلوا، أي: رَمَوْا للسَّبْق. "النهاية" (5/72) . (2) في (ك) : «فإن الله عز وجل؛ فإن الله يدخل» . (3) في (ف) : «محتسب» . (4) أي: الذي يقومُ عند الرَّامي، فيُناوِلُه سَهْمًا بعد سهم، أو يَرُدُّ عليه النَّبْلَ من الهَدَف. "النهاية" (4/308) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 445 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ والصَّحيحُ مارواه حاتِمٌ (1) ، واللَّيث بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنِ ابْنِ (2) أَبِي حُسَين (3) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) . 998 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الوهَّاب الثَّقَفي (5) ، وجَرير بْنُ حَازِمٍ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ أَبِي قِلابة (7) ، عَنْ رَجُلٍ من أهل   (1) هو: ابن إسماعيل. (2) قوله: «ابن» سقط من (ش) ، وفي موضعه إشارة لَحَق، ولم يظهر اللَّحَق في التصوير. (3) في (ف) و (ت) و (ك) : «حنين» . وهو: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين. (4) ذكر ابن أبي حاتم هذا الحديث في "الجرح والتعديل" (9/330) ، وذكر كلام أبيه بنحو ما هنا. (5) هو: عبد الوهاب بن عبد الحميد. (6) هو: ابن أبي تميمة السَّختِياني. وروايته أخرجها مسدَّد، وأحمد بن منيع في "مسنديهما" - كما في "المطالب العالية" لابن حجر (2874) ، و"إتحاف الخيرة" للبوصيري (110) - من طريق إسماعيل بن علية. ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (13/البغية) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (22) من طريق سفيان الثوري. ورواه محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (392) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (22) من طريق حماد بن زيد. ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (9/246) من طريق حماد بن سلمة. ورواه أبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2874) - من طريق عبد الوارث. خمستهم عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عن أبيه، به. ورواه معمر في "جامعه" (20107) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن عمرو بن عنبسة، عن النبي (ص) . ومن طريق معمر رواه أحمد في "المسند" (4/114 رقم17027) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (301) . (7) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. الحديث: 998 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 446 الشَّام، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : أَسْلِمْ تَسْلَمْ، قَالَ: وَمَا الإسلامُ؟ قَالَ: أَنْ يُسْلِمَ (1) قَلْبُكَ للهِ، وأَنْ يَسْلَمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ ويَدِكَ، قَالَ: فأيُّ الإِسْلامِ أفضلُ؟ قَالَ: الإِيمَانُ. قلتُ: وَمَا الإيمانُ؟ قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، ومَلاَئِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والبَعْثِ بَعْدَ المَوْتِ، قلتُ: فأيُّ الإيمانِ أفضلُ؟ قَالَ: الهِجْرَةُ، قلتُ: وَمَا الهجرةُ؟ قَالَ: أَنْ تَهْجُرَ السُّوءَ، قلتُ: فأيُّ الْهِجْرَةِ أفضلُ؟ قَالَ: الجِهَادُ (2) . قلتُ (3) : وَمَا الجهادُ (4) ؟ قَالَ: أَنْ تُقَاتِلَ الكُفَّارَ إِذَا لَقِيتَهُمْ، ثُمَّ لاَ تَغُلَّ ولاَ تَحِيزَ (5) . ثم قال: عَمَلان ِ هُمَا أفْضَلُ الأعْمَالِ، لا عَمَلَ أَفْضَلَ مِنْهُمَا إلاَّ كَمِثْلِهِمَا (6) : حَجٌّ مَبْرُورٌ، أَوْ عُمْرَةٌ؟ قلتُ لأَبِي: هذا الرَّجلُ يُسمَّى؟   (1) كذا في النسخ بالياء المثناة التحتية، ما عدا (ش) = = فجاءتْ فيها مهملةً بلا نقط، وجاء في بعض مصادر التخريج مثل ما أثبتناه، وفي "الجرح والتعديل" وكثير من المصادر: «أن تُسْلِمَ قلبَكَ لله» . (2) في (ف) : «الجهاد في سبيل الله» . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «قال» بدل: «قلت» ، وضبَّب عليها ناسخ (أ) . (4) في (ف) : «وما الجهاد في سبيل الله» . (5) كذا في (أ) و (ف) ، وهي مهملة في (ش) ، وفي (ت) : «تجبر» ، ومثلها في (ك) ، ولكن بإهمال التاء والجيم، ووردت في جميع مصادر التخريج: «تَجْبُنَ» ، والأرجحُ أن ما في أصولنا مصحَّف عنها؛ بيد أن «تَحِيز» لها وجهٌ في العربية صحيحٌ، قال الفيومي في "المصباح المنير" (ح وز/ ص156) : «حازَهُ حَيْزًا من باب «سار» لغةٌ فيه» ، أي: لغةٌ في: حازه يَحوزُه حَوزًا وحِيازَةً، بمعنى: ضمَّ الشيءَ وجمعَه إلى نفسِه، والله تعالى أعلم. (6) في (ك) : «كمثلها» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 447 قَالَ: لا، وَلَيْسَ هَذَا الحديثُ عِنْدَ أَهْلِ الشَّام. 999 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو زِياد القطَّان (1) ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (2) ، عَنْ معاوية ابن صَالِحٍ، عَنْ أسدٍ وحمزةَ (3) ؛ قَالا: إِذَا دخَلَ الرجلُ العَسكَرَ وَقَدْ غَنِمَ أهلُه، لَمْ يَشْهَدْ معهُمُ القتالَ، وَلا الفَتْحَ؛ فَلا شيءَ لَهُ مِنَ المَغْنَم؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: أسدُ بْنُ وَدَاعَة، وأبو حمزة بن (4) [سُلَيْم] (5) العَنْسي: حِمْصِيٌّ ثِقَةٌ لا يُسمَّى، رَوَى عَنْهُ عَمْرُو (6) بْنُ الْحَارِثِ، وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، هُوَ مِثْلُ ثَور بن يزيد. 999/أ - وسمعتُ (7) أَبِي يَقُولُ: ذاكَرَني أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثًا عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (8) ، عَنْ أَبِيهِ (9) ، عَنْ عَلْقَمة بْنُ مَرْثَد، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (10) ،   (1) هو: حماد بن زاذان. (2) هو: عبد الله. (3) ضبَّب ناسخ (ف) بين «أسد وحمزة» . (4) قوله: «ابن» سقط من (ش) . (5) في جميع النسخ: «سليمان» وقد ترجم ابن أبي حاتم لهذا الراوي في "الجرح والتعديل" (9/362 رقم 1646) ، فقال: «أبو حمزة بن سُلَيم العنسي، روى عن [ ... ] ، روى عنه معاوية بن صالح وعمرو بْنُ الْحَارِثِ وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ، سمعت أبي يقول: لا يُسمَّى، وهو حمصي ثقة» . وقد عرفه غير أبي حاتم، واسمه: عيسى ابن سُلَيم العَنْسي، أبو حمزة الحِمصي، الرَّسْتَني، له ترجمة في "تهذيب الكمال" (22/603-606) . (6) في (ك) : «عمر» . (7) انظر المسألة رقم (960) و (979) و (1948) . (8) من قوله: «وسمعت أبي ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ، فدخلت هذه المسألةُ في المسألة السابقة لها. (9) هو: يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك. (10) هو: سليمان. الحديث: 999 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 448 عن أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا بعثَ سَرِيَّةً، قَالَ: سِيرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ... ، الحديثَ. فجعَلَ يَعْجَبُ مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ (1) ، عَنْ عَلْقَمة! قَالَ أَبِي: فَقِيلَ بالشَّام: إنَّ ولدَ يَزِيدَ كَانُوا ربَّما أَخَذُوا مِنْ حَدِيثِ النَّاسِ، فيَحْكُونَ عَنْ أَبِيهِمْ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 1000 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ حدَّثناه، عَنْ شُعَيب بْنِ يُوسُفَ النَّسَوي - وَقَالَ (3) : كتبتُ عنه منذ أربعينَ سنةً (4) - عَنْ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ عليِّ بْنِ الحَكَم، عَنْ أَبِي صَفْوان، عَنْ مُجاهِد، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: مَا التَقَى صَفَّان ِ (7) إِلا بَيْنَهُمَا يَدُ اللَّهِ، فَإِذَا أمالَها عَلَى هؤلاءِ انْهَزَمُوا هؤلاءِ (*) ، وَإِذَا أمالَها عَلَى هؤلاءِ انْهَزَمُوا هؤلاءِ (*) .   (1) أي: والد خالد بن يزيد. (2) في (أ) : «أبي زرعة» . (3) في (أ) و (ش) : «قال» بلا واو. (4) قوله: «سنة» ليس في (ت) و (ك) . (5) روايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة" (1082) ؛ من طريق أبيه، عن معاذ بن هشام به، إلا أنه وقع عنده: «عن أبي صفوان مجاهد» ، فالظاهر أنه سقط قوله: «عن» من الطباعة. (6) هو: هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتوائي. (7) في (ت) و (ك) : «صَفْوَان» ، وكتب ناسخ (ك) في الهامش: «لعله صفان» . (*) ... كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «انهَزَمَ هؤلاء» ، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على لغة «أكلوني البراغيث» . انظر التعليق عليها في المسألة رقم (410) . الحديث: 1000 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 449 قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: يُسَمَّى أَبُو صَفوان هَذَا؟ قَالَ: لا يُسَمَّى. ثُمَّ سألتُ أَبِي عَنْ أَبِي صَفوان هَذَا؟ فَقَالَ: هُوَ حُمَيد بْنُ قَيْسٍ الأَعْرَج المَكِّي. 1001 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي (2) شَيْبان (3) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرة بْنِ حَلْبَس، عَنْ أبي إدريس (4) ، عن عبد الله بن حَوَالَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: تُجَنَّدُونَ (5) أَجْنَادًا؟ قَالَ: هُوَ صحيحٌ حسنٌ غريبٌ (6) .   (1) نقل هذا النص بتمامه ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (1/343/تحقيق د. نور الدين عتر) ووقع عنده: «تُسْتجندون» ، وجاءت على الصَّواب في تحقيق د. همام سعيد (2/575) . ونقل ابن رجب أيضًا في كتابه "فضائل الشام" (ص35) حكم أبي حاتم على الحديث، وقال: وله طرق كثيرة، وقد ذكرتها في "شرح كتاب الترمذي" مستوفاة. اهـ. وستأتي هذه المسألة برقم (2770) ، وانظر المسألة رقم (2762) . (2) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (3) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/71) ، ثم قال ابن عساكر: «رواه أبو الربيع سليمان بن عتبة الغساني، عن يونس، عن أبي إدريس أيضًا؛ إلا أنه قال: عن أبي الدرداء بدلاً عن أبي حوالة» . ثم رواه من طريق سليمان بن عتبة. (4) هو: عائذ الله بن عبد الله. (5) في (ك) : «يجندون» . (6) قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/68) : «وقد رواه عن عبد الله بن حوالة: بُسر بن عبد الله الحضرمي، وأبو عبد السلام صالح بن رستم، ويونس بن ميسرة ابن حلبس الحلاني الدمشقيين، وجبير بن نفير الحضرمي، وأبو قتيلة مرثد بن وداعة العمي، وسلمان بن سُمير، وعبد الله بن عبد الثماني، والحارث بن الحارث الأزدي، وكثير بن مرَّة الحضرمي الحمصيون، وعبد الله بن شقيق العقيلي البصري» . ثم شرع في رواية هذه الطرق بأسانيده. وقد توسع الحافظ السخاوي في "البلدانيات" (ص58-62) في تخريج هذا الحديث، وقال: «هذا حديث حسن» . وقال النووي في "الإرشاد" (ص251) : «حديث حسن مشهور» . وفي هامش النسخة (أ) كُتِبَ عند هذه المسألة بخط مغاير ما نصه: «صحيح حسن غريب» . الحديث: 1001 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 450 1002 - وَسَمِعْتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) وحَدَّثنا عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ المُثَنَّى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَثْمَة (3) ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الحُوَيرِث (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَير بْنِ مُطْعِم؛ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيًّا يَخطُبُ (5) الناسَ، فَقَالَ: بَيْنَا أَنَا أَمْتَحُ (6) فِي قَلِيبِ (7) بَدْرٍ؛ جَاءَتْ ريحٌ لَمْ أَرَ مثلَها قَطُّ، ثُمَّ ذَهَبَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ ريحٌ أُخرى لَمْ أَرَ مثلَها قَطُّ، ثم   (1) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (2) في (ف) : «أبي» بدل: «أبا زرعة» . (3) هو: مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَة. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (489) من طريق محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصري، والحاكم في "المستدرك" (3/68) من طريق إبراهيم بن عبد الله السعدي، كلاهما عن محمد بن عثمة، به، ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (3/55) . قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» ، وتعقبه الذهبي بقوله: «بل منكر عجيب؛ وأبو الحويرث عبد الرحمن قال مالك: ليس بثقة، وموسى فيه شيء» . ورواه الطبري في "تفسيره" (13/417) من طريق عبد العزيز بن عمران، عن موسى بن يعقوب به. وذكره ابن كثير في "البداية والنهاية" (3/275/المعارف) وقال: «وهذا غريب، وفي إسناده ضعفٌ» . (4) هو: عبد الرحمن بن معاوية. (5) في (ف) : «خطب» . (6) المَتْحُ: جَذْبُكَ رِشاء الدَّلْو، تَمُدُّ بِيَدٍ، وتَأخذُ بِيَدٍ، على رأس البئر. "لسان العرب" (2/588) ، أي: أن المَتْحَ: الاستقاءُ من أعلى البئر. (7) القَلِيبُ: البئرُ التي لم تُطْوَ، ويُذَكَّر ويُؤَنَّث. "النهاية" (4/98) . وقال ابن منظور: القَلِيبُ: البئرُ ما كانت، والقَلِيبُ: البئر قبل أن تُطوى، فإذا طُويَت فهي الطَّويُّ، والجمعُ: القُلُبُ. "اللسان" (ق ل ب 1/689) . الحديث: 1002 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 451 ذَهَبَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ ريحٌ أُخرى لَمْ أَرَ مثلَها قَطُّ إِلا التي كانت قَبْلَها، فكانت ِ الرِّيحُ الأُولَى جبريلَ فِي ألفٍ مع رسول الله (ص) ، وكانت ِ الريحُ الثانيةُ ميكائيلَ عَنْ مَيْمَنَةِ رسول الله (ص) ، وكانت ِ الرِّيحُ الثالثةُ إسرافيلَ (1) عَنْ مَيْسَرَةِ رسول الله (ص) ، وَأَنَا فِي المَيْسَرَة ... وَذَكَرَ الحديثَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ عَثْمَة (2) ، ووَهِمَ فِيهِ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: كَمَا رَوَاهُ ابنُ أَبِي فُدَيك (3) ، وَخَالِدُ بْنُ مَخْلَد، وَابْنُ أَبِي مَرْيَمَ (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي الحُوَيرِث، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَير بْنِ مُطْعِم (5) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ بَنِي أَوْدٍ؛ أَخبَرَهُ عَنْ عليٍّ. 1003 - وسمعتُ (6) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو النَّضْر هاشم بْنُ الْقَاسِمِ (7) ، عَنِ الأَشْجَعي (8) ، عَنِ الثَّوْري، عن عبد الرحمن ابن   (1) في (أ) : «سرافيل» ، وضبَّب الناسخُ فوقها. (2) تقدم أن عبد العزيز بن عمران، رواه عن موسى بن يعقوب بمثل رواية محمد بن عثمة. (3) هو: محمد بن إسماعيل. (4) هو: سعيد بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ. (5) من قوله: «وابن أبي مريم ... » إلى هنا سقط من (ف) . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (1018) . (7) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/278) . وأخرج الحديث الضياء في "المختارة" (8/297-298) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْثِ، عَنْ الأشجعي، عن سفيان، به. (8) هو: عُبَيدالله بن عُبَيدالرحمن. الحديث: 1003 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 452 الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى - هُوَ: ابْنُ الأَشْدَق (1) - عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي سَلاَّم (2) ، عَنْ أَبِي أُمامَة؛ قَالَ: لمَّا هَزَمَ اللَّهُ المشركينَ يَوْمَ بَدْر، ذهبتْ طائفةٌ يَهزِمُون العدوَّ وَيُقَاتِلُونَ، وطائفةٌ حَوَت ِ (3) الغَنائمَ، وطائفةٌ حَدَقَتْ (4) برسول الله (ص) . فَقَالَ أصحابُ الغَنيمَة: نَحْنُ حَوَيْنا الغَنيمَة (5) ، فنحنُ (6) أحَقُّ بِهَا. وَقَالَ الآخَرُونَ: نَحْنُ كَشَفْنا العدوَّ. وَقَالَ الآخَرُونَ: نَحْنُ أَحْدَقْنا بِرَسُولِ اللَّهِ (ص) لا يَغْتالُهُ (7) الْمُشْرِكُونَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ سبحانه: {يَسْأَلُونَكَ ... } (8) ؛ فقَسَمَه رسولُ الله (ص) بينهُم. وروى هذا الحديثَ عبدُالعزيز بن محمد الدَّراوَرْدي (9) ، عن   (1) ويقال: سليمان بن موسى الأشدق. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/38 رقم1888) . (2) في (ت) و (ك) : «ابن سلاَّم» . وهو: أبو سَلاَّم ممطور الأسود، الحبشي. (3) حَوَى الشيء يَحْويه حَيًّا، وحَوايَةً، واحتَواه، واحْتَوى عليه: جمَعَه وأَحْرَزَه. "لسان العرب" (14/208) . (4) في (ك) : «صدقت» . وحَدَق به الشَّيءُ، وأَحْدَقَ: اسْتَدار، وكلُّ شيء استَدارَ بشيء وأحاطَ به؛ فقد أَحْدَقَ به. "لسان العرب" (10/38) . (5) قوله: «نحن حوينا الغنيمة» سقط من (أ) و (ش) . (6) قوله: «حوينا الغنيمة فنحن» سقط من (ف) . (7) كذا في جميع النسخ، والمراد: «أنْ لاَ يغتالَهُ» ، أي: لِئَلاَّ، وحذفتْ «أن» الناصبة، وحينئذ يجوز بقاء عملها ويجوز إهماله، فيجوز في الفعل النصب والرفع. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (1024) . (8) الآية (1) من سورة الأنفال. (9) روايته أخرجها حميد بن زنجويه في "الأموال" (2/703 رقم1187) . وتابعه جماعة في روايته على هذا الوجه، انظر تفصيل ذلك في التعليق على"سنن سعيد ابن منصور" (5/188-198 رقم982) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 453 عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ أَبِي أُمامَة، عَنْ عُبادة بْنِ الصَّامت، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: أَبُو أُمامَة، عن عُبادة، عن النبيِّ (ص) . 1004 - وسمعتُ محمدَ بْنَ عَوْفٍ الحِمْصيَّ وحدَّثنا عَنْ سَلْم (1) بْنِ مَيْمُون الخَوَّاص، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (2) ، عَنْ أَبِي ثَعلَبة الخُشَني؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ قَتل النَّساء والوِلدان. فسمعتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَوْفٍ يَقُولُ: «غَلِطَ سَلْمُ (3) بْنُ مَيْمون فِي هَذَا الْحَدِيثِ» . وَلَمْ يُبَيِّن أكثرَ مِنْ هَذَا، وَلَمْ يُبَيِّنِ الصَّحيحَ مَا هُوَ، وَلَمْ يَتَّفِقْ لِي سؤالُ أَبِي عَنْ ذَلِكَ!! فسألتُ عليَّ بْنَ الحُسَين بْنِ الجُنَيد - حَافِظَ حديثِ الزُّهْري - وذكرتُ لَهُ هَذَا الحديثَ؟ فَقَالَ: الصَّحيحُ: الزُّهْريُّ (4) ، عَنِ ابن (5)   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «سالم» . والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الصَّواب كما في "الجرح والتعديل" (4/267) . ورواية سَلْم هذا أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7011) ، وابن عدي في "الكامل" (3/328) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا سفيان ابن عيينة. تفرَّد به سَلْم الخوَّاص» . (2) هو: عائذ الله بن عبد الله الخَولاني. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «سالم» . (4) من قوله: «وذكرت له ... » إلى هنا سقط من (ك) . (5) في (ت) : «أبي» بدل: «ابن» . الحديث: 1004 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 454 كعب ابن مَالِكٍ (1) ، عَنْ عمِّه، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 1005 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (3) وحدَّثنا عَنِ أبي طالب عبد الجبَّار (4) بن عاصم، وعمرو ابن عُثْمَانَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ المُصَفَّى (5) ، كلُّهم عَنْ بَقِيَّة (6) ، عَنْ بَحِير (7) بْنِ سعد، عن خالد ابن مَعْدان، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: خَمْسٌ لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارَةٌ: الشِّركُ بِاللهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ المُسْلِمَةِ (8) بِغَيْرِ حَقٍّ، أَوْ بَهْتُ (9) مُؤْمِنٍ، وَفِرارٌ مِنَ   (1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك. (2) الحديث رواه الحميدي في "مسنده" (874) ، وسعيد ابن منصور في "سننه" (2627) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (33105) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/221) جميعهم من طريق ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عمه، به. ورواه مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (2/447) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن ابنٍ لكعب - قال حسبت أنه قال: عن عبد الرحمن بن كعب - أنه قال: نهى رسول الله (ص) ... فذكره. ورواه الطبراني في الكبير" (19/75 رقم150) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب، عن أبيه، عن عمه، به. وانظر "التاريخ الكبير" (5/310) ، و"الجرح والتعديل" (5/121) ، و"التمهيد" (11/66-70) ، و"الإصابة" (4/280-281/ترجمة سهل بن مالك) . (3) في (أ) : «أبي زرعة» . (4) في (ش) : «عن أبي طالب، عن عبد الجبار» . (5) في (ك) : «مصطفى» . ورواية ابن مصفًّى وعمرو بن عثمان أخرجها ابن أبي عاصم في "الجهاد" (278) . (6) هو: ابن الوليد. (7) في (ت) و (ك) : «يحيى» . (8) في (ش) : «المسلم» . (9) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «وبهت» بواو العطف، وهو الجادَّة، لكنَّ ما وقع في النسخ يتوجَّهُ على أنَّ «أوْ» قد تأتي بمعنى «الواو» في كلام العرب؛ فتكون لمطلق الجمع، وهذا مذهب الكوفيين والأخفش وأبي عمر الجَرْمي وابن مالك، واحتجوا بقول تَوْبَة بن الحمير [من الطويل] : وقد زعمتْ لَيْلَى بِأَنِّيَ فَاجِرٌ لِنَفْسِي تُقَاها أو عليها فُجُورُهَا وقول جرير [من البسيط] : جاء الخِلافةَ أو كانتْ له قَدَرًا كما أتى رَبَّهُ موسى على قَدَرِ وللكوفيين في ذلك شواهد واحتجاجات أخرى من القرآن ومن الشعر القديم. انظر: "أمالي ابن الشجري" (3/73-78) ، و"مغني اللبيب" (ص74-76) ، و"خزانة الأدب" (الشاهد رقم 890) ، و"همع الهوامع" (3/204-206) . الحديث: 1005 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 455 الزَّحْفِ، وَيَمينٌ [صَابِرَةٌ] (1) يَقْتَطِعُ بِها مَالا بِغَيْرِ حَقٍّ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) يَقُولُ: حدَّثنا هِشَامُ بْنُ عمَّار (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا   (1) في جميع النسخ: «صابر» ، والتصويب من مصادر = = التخريج الآتية. ويمينٌ صابِرَةٌ: بمعنى مَصْبورة. وهي التي يُلزَمُ بها صاحبُها، ويُحبَسُ عليها، وتكونُ لازمةً له من جهة الحَكَم. انظر "النهاية" (3/8) . (2) في (أ) : «أبي زرعة» . (3) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (1184) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/361 رقم 8737) من طريق زكريا بن عدي؛ أخبرنا بقيَّة، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَان، عَنْ المتوكل - أو أَبِي الْمُتَوَكِّلِ -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فذكره هكذا بالشَّكِّ في اسم المتوكل. وفي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/372 رقم1700) : «مُتَوَكِّل: شاميٌّ روى عن أبي هريرة، روى عنه خالد بن مَعْدَان، سمعت أبي يقول ذلك» . وقال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (1000) : المتوكل أو أبو المتوكل، كذا وقع بالشَّكِّ: عن أبي هريرة حديث: «من لقيَ الله لا يُشرِك به شيئًا ... » ، الحديث، وفيه: " وخمسٌ ليس لهنَّ كفَّارة "، روى عنه خالد بن مَعْدَان، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فقال: لا أدري من هو، ولا ابن من هو؟ قلتُ: وقد أخرج ابن شاهين في "كتاب الأفراد" الحديث الذي له في "المسند" فقال: «عن أبي المتوكل ولم يشُكَّ» ، ولم أره في كتاب الحاكم أبي أحمد في "الكنى"، فظن ابن الجوزي أنه أبو المتوكل النَّاجي المخرَّج له في "الصحيح"، فاحتجَّ بحديثه هذا في التحقيق، فوهم في ذلك، وقد جزم ابن أبي حاتم بأن المتوكِّل اسمٌ لا كُنية، وقال أبو حاتم: هو مجهول، وهذا هو المعتمَد. اهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 456 بَقِيَّة؛ قال: حدَّثنا بَحِير ابن سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عن المُتَوَكِّل (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . فسمعتُ أَبَا زُرَعَة يَقُولُ: أَبُو المُتَوَكِّلِ أصحُّ. 1006 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ حُمَيد (2) ، عَنْ مِهْران (3) ، عَنْ سُفْيان (4) ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنِ الحَكَم بْنِ عُتَيبة (5) ، عَنْ مِقْسَم، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ النبيَّ (ص) مرَّ عَلَى أَبِي قَتادة قَدْ قَتَلَ رَجُلا، فَقَالَ: دَعُوا أَبا قَتادَةَ (6) وَسَلَبَهُ (7) ؟ فَقَالَ (8) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سُفْيان، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (9) .   (1) في جميع النسخ: «أبي المتوكل» ، ويترتب عليه خُلُوُّ السياق من موضع الاختلاف الموجب للسؤال. وقد أخرج الطبراني الحديث - كما سبق -، ووقع عنده: «عن المتوكل» على الصَّواب. (2) هو: محمد بن حُمَيد الرازي. (3) هو: ابن أبي عمر الرازي. (4) هو: الثوري. (5) في (أ) : «عُيَيْنَة» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ش) ، ولم تنقط في (ت) و (ك) ، والمثبت من (ف) . (6) في (أ) و (ف) : «دعوا أبو قتادة» . (7) تقدم تفسير «السَّلَب» في المسألة رقم (928) . (8) في (أ) و (ش) : «قال» . (9) يعني: أن «ابن أبي ليلى» بدل: «أبي العلاء» . ومن هذا الوجه أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2682) من طريق سليمان بن داود الشَّاذَكوني، عن عبد الرحمن ابن مهدي، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ مقسم، عن ابن عباس، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/300 رقم 12060) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، عن ابن مهدي، به، لكن سقط من سنده ذكر الحكم، وهو ابن عتيبة. وأخرجه الإمام أحمد في"المسند" (1/289 رقم 2620) من طريق عبد الله بن الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ الحكم، به هكذا بإسقاط الواسطة بين سفيان والحكم. الحديث: 1006 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 457 1007- وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ [ابنُ] (2) وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمة بْنِ بُكَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُهَيل (3) بْنِ أبي صالح، عن أبيه (4) ،   (1) انظر المسألة رقم (847) و (887) و (894) . (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والصَّواب إثباته. فالحديث أخرجه النسائي في "سننه" (2625 و3121) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2511) ، وابن حبان (3692/ الإحسان) ، وابن شاهين في "فضائل الأعمال" (321) ، والدارقطني في "العلل" (10/126) ، وفي "الأفراد" (321/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/327) ، والحاكم في "المستدرك" (1/441) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/262) ، وفي "الشعب" (3808) جميعهم من طريق عبد الله بن وَهْب، عن مخرمة، به. قال الدارقطني في "الأفراد": «غريب من حديثه عن أبيه، تفرد به بكير بن عبد الله بن الأشج، وعنه ابنه، ولا نعلم حدث به غيرُ عبد الله بن وَهْب» ، وقال = = أبو نعيم: «غريب، تفرَّد به مخرمة، عن أبيه، عن سهيل» . ورواه ابن ماجه (2892) ، والطبراني في "الأوسط" (6311) ، وابن بشران في "الأمالي" (204) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/262) ، وفي "الشعب" (3811) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/172) جميعهم من طريق إبراهيم بن المنذر، عن صالح بن عبد الله مولى ابن عامر، عن يعقوب بن يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي صالح، عن أبي هريرة به مرفوعًا. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يعقوب بن عباد إلا صالح بن عبد الله، تفرد به إبراهيم بن المنذر» . وقال البيهقي في "السنن": «صالح بن عبد الله منكر الحديث» . وقال في "الشعب": «تفرَّد به صالح بن عبد الله هذا وليس بالقوي» . (3) في (ك) : «سهل» . (4) هو: ذَكوان السَّمَّان. الحديث: 1007 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 458 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: وَفْدُ اللهِ ثَلاثةٌ: الغازِي، والحاجُّ، والمُعتَمِرُ. قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ (1) ، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مِرْداس الجُنْدَعي (2) ، عَنْ كَعْبٍ (3) ، قولَهُ (4) . وَرَوَاهُ عَاصِمٌ (5) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ كَعْبٍ، قولَه (6) . 1008 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي شُعَيب (7) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَن، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قال: مَنْ رَابَطَ   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (10/127) . (2) هو: ابن عبد الرحمن. (3) هو: كعب الأحبار ح. (4) الحديث أخرجه الدارقطني في "العلل" (10/127) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/262) ، وفي "الشعب" (3807) من طريق وهيب بن خالد، عَنْ سَهْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ مرداس، عن كعب، قوله. قال البيهقي في الشعب": «وحديث وهيب أصحُّ» ؛ أي: أصحُّ من حديث مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ. (5) هو: ابن بَهْدَلة. ولم نجد روايته، ولكن أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (912) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ السَّلُولي، عن كعب. ورواه برقم (915) من طريق موسى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كحلا، عَنْ مِرْدَاسٍ الجُنْدَعي، عَنْ كَعْبٍ، به من قوله. (6) ذكر الدارقطني في "العلل" (1913) هذا الحديث، والاختلاف فيه على سهيل، وذكر رواية سليمان بن بلال ووهيب بن خالد وغيرهم، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مرداس الجُنْدَعي، عن كعب الأحبار قوله، ثم قال: «وهو الصحيح» . (7) روايته أخرجها أبو داود في "المراسيل" (324) . (8) هو: عبد الرحمن بن عمرو. الحديث: 1008 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 459 أَرْبَعِينَ صَباحًا مِنْ وَراءِ بَيْضَةِ المُسْلِمينَ (1) ، أَعْطاهُ اللهُ مِنْ (2) كُلِّ مَنْ تَرَكَ خَلْفَ ظَهْرِهِ - مِنْ أهْلِهِ، ومَالِهِ، ودَمِهِ، والبَهائِمِ الَّتي (3) بِأَيْديهِمْ - قِيراطًا (4) قِيراطًا (5) مِنْ حَسَنَةٍ. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (6) : وحدَّثنا (7) أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ المُعافى بْنِ سُلَيمان، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَن، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) بنحوه.   (1) بيضةُ المسلمين، أي: مجتمعُهم، وموضعُ سلطانهم، ومستقرُّ دعوتهم. انظر "النهاية" (1/172) . (2) كذا في جميع النسخ، وتحتمل «مِنْ» هنا وجهين: الأول: أن تكون بمعنى البدل، كما في قوله تعالى: [التّوبَة: 38] {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآْخِرَةِ} ، أي: بدلها ومكانها؛ ويشهد لهذا الوجه روايةُ أبي داود في "المراسيل" ففيه: «أعطاه الله مكانَ مَنْ تَرَكَ ... » . والثاني: أن تكون بمعنى «عَنْ» ، وهو واردٌ في العربية أيضًا؛ ومنه قوله تعالى: ُ ط ظ ص ض ث ج ة ِ {ياوَيْلَنَا ... } [الأنبياء: 97] {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآْخِرَةِ} ، أي: عن هذا. انظر في معاني «مِنْ» : "مغني اللبيب" لابن هشام (ص314-315) . (3) في (ك) : «الذي» . (4) القيراطُ: جُزء من أجزاء الدِّينار، وهو نصف عُشْره في أكثر البلاد، وأهل الشَّام يجعلونه جُزءًا من أربعة وعشرين. انظر "النهاية" (4/42) . قال الفيومي في "المصباح المنير" (ق ر ط ص498) : والحُسَّاب يَقْسِمونَ الأشياءَ أربعةً وعشرين قيراطًا؛ لأنه أول عددٍ له ثُمْنٌ، ورُبْعٌ، ونِصْفٌ، وثُلْثٌ صحيحاتٌ من غير كسر. (5) كذا في (ش) و"المراسيل"، وهو توكيدٌ لما قبله أو مفعولٌ به لفعل مقدَّر، تقديره: أعني: قيراطًا من حسنة، وفي بقية النسخ: «قيراط» بلا ألف في آخره، فلعلَّها حذفت تمشيًا مع لغة ربيعة. وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) من قوله: «أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا من (ت) و (ك) فقط. (7) في (ت) و (ك) : «ثنا» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 460 وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: عَنْ أبي هريرة أصَحُّ. 1009 - سمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وحَدَّثَنا عَنْ مُسَدَّد (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مَكْحول؛ قَالَ: مَرَّ سَلْمَانُ عَلَى ابْنِ السِّمْطِ (4) وَهُوَ مُرابِطٌ، فَقَالَ: أَلا أُرَغِّبُكَ فِيمَا أَنْتَ فِيهِ؟ قَالَ: بَلَى؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبيلِ اللهِ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وقيامِهِ؟ وأَخْبرنا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (5) : وحدَّثنا (6) أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَى الأَنْصَارِيِّ وَأَبِي ثَابِتٍ المَدِيني (7) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ عِياض، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبِيدَة بْنِ سُفْيان الحَضْرَمي، عَنْ أَبِي الجَعْد (8) الضَّمْري، عَنْ سَلْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) بِنَحْوِهِ. وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: حديثُ يَحْيَى بْن سَعِيد. 1010 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ عَنِ القَواريريِّ (9) ، ونَصْر بن   (1) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بدل: «سمعت» ، وتقدمت هذه المسألة برقم (930) و (969) . (3) هو: ابن مُسَرْهَد. (4) هو: شُرَحْبيل. (5) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط. (6) في (ت) و (ك) : «ثنا» . (7) هو: محمد بن عبيد الله مولى آل عثمان. (8) في (ك) : «جعد» . وأبو الجعد هذا: صحابي مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: أدرع، وقيل: عمرو، وقيل غير ذلك. (9) هو: عُبَيدالله بن عمر. الحديث: 1009 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 461 عَلِيٍّ، وَابْنِ أَبِي شَيبة (1) ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيري (2) ، عَنْ سُفْيان (3) ، عَنْ يُونُسَ (4) ، عَنِ الْحَسَنِ (5) - فِي قوله عزَّ وجلَّ: {قَاتِلُوا ... } (6) - قال: الدَّيْلَم (7) . وقال (8) أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ قَبِيصَة (9) ، وخَلاَّد (10) ، عَنْ سُفْيان، عَنِ الرَّبيع بْنِ صَبِيح، عن الحسن مِثْلَهُ (11) .   (1) هو: أبو بكر عبد الله بن محمد. (2) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (17482) من طريق محمد بن بشار وأحمد بن إسحاق وسفيان بن وكيع، ثلاثتهم عنه، به. (3) هو: الثوري. (4) هو: ابن عُبَيد. (5) هو: البصري. (6) الآية (123) من سورة التوبة. (7) قال ياقوت: الديلمُ: جِيلٌ سُمُّوا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر، وليس باسم ٍ لأبٍ لهم. معجم البلدان (2/544) . وخالفه القلقشندي فقال في كلامه على بلاد الديلم: جِيلٌ من الأعاجم، سكنوا هذه البلاد فعُرفت بهم، وبعض الناس يزعم أنهم من العرب من بني ضبَّة، ومنهم كان بنو بُوَيه القائمون على خلفاء بني العباس ببغداد. قال ابن حوقل: هي بلادٌ متسعة إلى الغاية، وبها غِياض ومياه مشتبكة في الوجه الذي يقال له: طبرستان، وقاعدتها رُوذَبار. "صبح الأعشى" (4/379) . وقال ابن منظور في "اللسان" (د ل م) (12/204) : الدَّيْلَمُ: جِيلٌ من الناس معروفٌ يسمَّى: التُّرْك. وانظر مادة (ت ر ك) (10/406) أيضًا. و «الجِيل» هو: كل صِنف من الناس، التُّركُ جِيلٌ، والصِّينُ جِيلٌ، والعربُ جِيلٌ، والرومُ جِيلٌ، والجمع أجيال. "اللسان" (ج ي ل) (11/134) . (8) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» بلا واو. (9) هو: ابن عُقْبَة. (10) هو: ابن يحيى. (11) الحديث رواه الطبري في "تفسيره" (17485) من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكين، عَنْ سفيان، عن الربيع، عن الحسن، به. ورواه الطبري أيضًا (17483) من طريق وكيع، عن الربيع، عن الحسن، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 462 وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: الرَّبيع ابن صَبِيح (1) ، عَنِ الْحَسَنِ. 1011 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ فِي حديثٍ حدَّثنا بِهِ يَحْيَى بْنُ عَبْدَك القَزويني، عَنْ مَكِّي ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَبِيب بْنِ الشَّهيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا فِي النَّاسِ مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٍ بِرَأسِ فَرَسِهِ؛ فَيُجَاهِدُ (2) فِي سَبِيلِ اللهِ، ويَجْتَنِبُ شُرُورَ النَّاسِ، أَوْ مِثْلُ رَجُلٍ بَادٍي (3) فِي نَعَمِهِ (4) ، يَقْري (5) ضَيْفَهُ، وَيُعْطِي حَقَّهُ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا الحَبيبَ بنَ الشَّهيد؛ إِنَّمَا هُوَ: حَبيبُ بْنُ شِهاب (6) المُدْلِجيُّ، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (8) .   (1) قوله: «ابن صبيح» ليس في (ت) و (ك) . (2) في (ك) : «فجاهد» . (3) كذا رسمت في جميع النسخ: «بادي» بإثبات الياء، وكذا جاءت في "الجهاد" لابن أبي عاصم، و"بغية الباحث، في زوائد مسند الحارث"، و"شعب الإيمان" للبيهقي، وفي بقيَّة مصادر التخريج": «بادٍ» . والأفصحُ في المنقوص المنوَّن المرفوع والمجرور أن يوقف عليه بحذف الياء؛ تقول: هذا قاض، ومررتُ بقاض. ويجوز أن يوقفَ عليه بالياء؛ تقول: هذا قاضي، ومررتُ بقاضي، وهي لغة صحيحةٌ فصيحةٌ. انظر الكلام عليها في المسألة رقم (146) . (4) النَّعَم: المالُ الرَّاعي، وهو جمعٌ لا واحد له من لفظه، وأكثرُ ما يقعُ على الإبل. وجمعه: نُعْمان، وأنعام. وقيل: النَّعَمُ: الإبلُ خاصَّةً، والأنعامُ: ذواتُ الخُفِّ والظِّلْف؛ وهي الإبِلُ والبقرُ والغَنَمُ. انظر "المصباح المنير" (ص 613-614) . (5) أي: يُكرمُه ويحسنُ إليه. انظر "لسان العرب" (15/179) . (6) في (ك) : «الشهاب» . (7) هو: شهاب بن مُدلج العنبري. (8) حديثه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/226 و311 رقم1987 و2837) ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (154) ، والطبراني في "الكبير" (12/164 رقم 12924) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (618/بغية الباحث) ، والحاكم في "المستدرك" (2/67) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9595) . الحديث: 1011 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 463 1012 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ عَلَى ثابتٍ البُنَاني: فَرَوَى مَعْمَر (1) ، عَنْ ثَابِتٍ (2) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: وَقَعَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ، فَرَكِبَ جُلَيْبِيب، فَوَجَدُهُ (3) قَدْ قُتِلَ وحولَه ناسٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَدْ قتَلَهُمْ. وَرَوَى حمَّاد بْنُ سَلَمة (4) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ كِنانة بْنِ نُعَيْم، عَنْ أَبِي بَرْزَة (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) بِهَذَا الْمَتْنِ، وَبِزِيَادَةٍ: أَنَّهُمْ وَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سبعةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ (6) ثم قَتَلُوهُ، فأُتِيَ النبيُّ (ص) فأُخْبِرَ (7) ، فَجَاءَ حَتَّى قامَ عَلَيْهِ، فَقَالَ (8) : هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، ثُمَّ حَمَلَهُ النبيُّ (ص) على ساعِدِهِ، مالَهُ سَريرٌ (9) غيرُ ساعِدَيْ رسولِ الله (ص) ، حَتَّى حُفِرَ لَهُ ودُفِنَ؛ وَلَمْ يذكُرْ غُسْلاً؟   (1) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (10333) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/136 رقم12393) . وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (3343 و3344) من طريق ديلم ابن غزوان، عن ثابت، عن أنس، به. (2) هو: ابن أسلم البُناني. (3) كذا في جميع النسخ: «فوجده» ، وسيأتي بعد أسطر بلفظ: «وجدوه» ، ومثله في رواية عبد الرزاق؛ وهو الجادة، وما في النسخ يتخرَّج على أنه حَذَف الواو واجتزأ عنها بالضمة على الدال؛ والاجتزاء بالحركات عن حروف المد هو لغةٌ لهَوَازِنَ وعُليَا قَيْسٍ، تقدم بيانها وبيان شواهدها في التعليق على المسألة رقم (679) . (4) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2472) ، وأحمد في "المسند" (4/422 رقم19784) ، ثم قال: «ما حدَّث به في الدنيا أحدٌ إلا حماد بن سلمة، وما أحسَنَه من حديث!» . (5) هو: نَضْلَة بن عُبَيد الأسلمي. (6) من قوله: «وروى حماد بن سلمة ... » إلى هنا سقط من (ف) ، بسبب انتقال النظر. (7) في (ك) : «فأخبره» . (8) في (ك) : «وقال» . (9) في (ت) و (ك) : «بسرير» . الحديث: 1012 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 464 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي بَرْزَة أصَحُّ، مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ (1) . 1013 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ هُنَيدة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ (4) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ؟ ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. فَأَخَذَهُ، فجعَلَ يَضْرِبُ بِهِ وَيَقُولُ: إِنِّي امْرُؤٌ بَايَعَنِي خَلِيلِي ونَحْنُ عِنْدَ أَسْفَلِ النَّخِيلِ أَلاَّ أَقُومَ الدَّهْرَ فِي الكَيُّولِ أَضْرِبْ بِسَيْفِ اللهِ والرَّسُولِ (5) ثم قاتلَ حتى قُتِل؟   (1) وكذا قال الحافظ ابن حجر في "أطراف المسند" (289) . (2) هو: سليمان بن داود. (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) هو: خالد الخُزاعي. (5) هذه أربعة أبيات من الرجز، وهي لأبي دُجَانة سِمَاك بن خَرَشَة ح، كما في "سيرة ابن هشام" (3/68) ، و"الروض الأنف" (3/252) ، و"تاريخ الطبري" (3/113-117) ، و"البداية والنهاية" (14/16) ، و"سمط النجوم العوالي" (2/126) ، و"تفسير الثعلبي" (3/174-175) ، و"اللسان" (11/606 كيل) ، و"التاج" (30/369 كيل) ، ونسبها ابن سِيدَه إِلَى عَليّ بْن أَبِي طالب ح في كتابَيْه "المحكم" (7/83) ، و"المخصَّص" (11/290) ، وتعقَّبه الشِّنْقِيطي في تعليقه على "المخصَّص"، وصوَّب نِسْبته إلى أبي دُجَانة، وقد جاءت الأبيات بلا نسبة في "مصنَّف ابن أبي شيبة" (19437) ، و"سنن البيهقي" (9/155) ، و"غريب الحديث" لأبي عُبَيد (2/245-246) ، و"الفائق" للزمخشري (3/289) ، و"تهذيب اللغة" للأزهري (10/356) ، و"الصحاح" للجوهري (5/1815) . وورد في "الفائق" و"اللسان"، و"التاج" بيت خامس، وهو قوله: ضَرْبَ غُلاَمٍ ماجدٍ بُهْلُولِ وفي معنى «الكَيُّول» قال أبو عُبَيد القاسم بن سلاَّم: يعني: مؤخَّر الصفوف، سمعتُه من عدَّة من أهل العلم، ولم أسمعْ هذا الحرفَ إلا في هذا الحديث. "غريب الحديث" (2/72) . وانظر أقوالاً أخرى في تفسير «الكَيُّول» في "اللسان" (11/606) . وقولُهُ في الأبيات: «أَضْرِبْ بِسَيْف الله» يُضْبَطُ بتسكين باء «أَضْرِبْ» ، ويخرَّج ذلك على ثلاثة أوجه: الأول: أنه سكَّن الباءَ في «أضربْ» لكثرة الحركات؛ لأنها لو تحرَّكت لاجتمع أربع حركات متتالية: حركة الراء والباء من «أضرِبُ» ، وحركة الباء والسين من «بِسَيف» ، والعرب يكرهون توالي أربع حركات في كلمة واحدة أو ما في حكمها، وقد أُجري المنفصلُ هنا (الكلمتان) مُجرى المتصل (الكلمة الواحدة) . وانظر "الصحاح" (5/1815) . والثاني: أن يكونَ من باب إدغام المتماثل الكبير، فسُكِّنت الباء من «أَضْرِب» وأُدغمت في باء «بسيف» ، قال الزمخشري في "الفائق" (3/290) : «ولا كلامَ في جوازه في حال السَّعَة» . اهـ. ومنه قراءة أبي عمرو بن العلاء: {الرَّحِيم مَّلِكِ} [الفاتحة: 3-4] ، بتسكين ميم {الرحيمْ} ، وإدغامها في ميم {مَلِك} . انظر "معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (1/8) . والثالث: أن يكون سُكِّن للتخفيف؛ كما في قراءة أبي عمرو بن العلاء: [البَقَرَة: 54] {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ} بسكون الهمزة، وقراءته أيضًا: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ} ِ [البَقَرَة: 67] {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ} بسكون الراء؛ قال السمين الحلبي: السُّكون في حركات الإعراب قد ورد في الشعر كثيرًا. "الدر المصون" (1/361) ، وانظر "البحر المحيط" (1/365) . ومذهبُ الجمهور: جوازُه في الضَّرورة الشعرية فقط، وعدمُ جوازه في سعة الكلام. ويَرِدُ عليهم ورود بعض القراءات القرآنية على ذلك؛ فالصواب: أنَّها لغةٌ لبعض العرب. قال في "معجم القراءات" (1/101) : «وإسكانُ الهمزة في {بَارِئْكُمْ} لغةُ بني أسد وبني تميم وبعض نجد؛ طلبًا للتخفيف» . وانظر "منتهى الأرب، بتحقيق شرح شذور الذهب" للشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ص 238) . الحديث: 1013 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 465 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، الناسُ لا يَقُولُونَ: هُنَيْدة، عَنْ [أَبِيهِ] (1) . 1014 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسي (2) ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ وَأَبِي مُسافِر؛ قَالا: أَتَانَا كتابُ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب ونحن مع النُّعمان ابن مُقَرِّن: أنْ صَلُّوا الصَّلاةَ لِوَقْتِهَا، وَإِذَا لَقِيتُمُ العدوَّ فَلا تَفِرُّوا (4) ، وَإِذَا غَنِمْتُمْ فَلا تَغُلُّوا. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ أبي (5) مُسافِع (6) .   (1) المثبت من (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «أخيه» . والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (4/223 رقم19437) من طريق المسعودي، عن أبي إسحاق؛ قال: جاء رجل ... فذكره هكذا مرسلاً. وأخرجه البيهقي في "السنن" (9/155) من طريق عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن أبي إسحاق؛ قال: سمعت هنيدة - رجل من خزاعة - قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره، ولم يذكر خالدًا والد هنيدة. (2) هو: سليمان بن داود. (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) في (ك) : «تنفروا» . (5) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (6) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33789) من طريق غندر، عن شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يقول: سمعت أبا مالك وأبا مسافع من مزينة يحدثان ... فذكره. ورواه ابن أبي شيبة أيضًا (33788) من طريق عبيد الله بن موسى؛ أخبرنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي الصلت وأبي مدافع [كذا!] ، به. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2386) من طريق أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي الصلت وأبي المسافع، به. الحديث: 1014 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 467 1015 - وسمعتُ (1) أَبِي (2) وَذَكَرَ الحديثَ (3) الَّذِي رَوَاهُ مَعْمَر (4) ، والنُّعمان بْنُ رَاشِدٍ (5) ، عن الزُّهْري، عن عبد الله (6) بن ثَعْلبَة ابن صُعَير، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي قَتْلَى أُحُد: زَمِّلُوهُمْ (7) بِجِرَاحِهِمْ؛ فَإنَّهُ مَنْ كُلِمَ كَلْمًا (8) فِي اللهِ، جَاءَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ المِسْكِ. وَرَوَاهُ عُقَيل (9) ، وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ (10) ، ومحمد بن إسحاق (11) ،   (1) انظر المسألة رقم (1038) . (2) في (ف) : «قال: وسمعت أبي» . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «حديث» . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6633 و9531 و9580) ، ومن طريقه أخرجه أحمد في "المسند" (5/431 رقم23660) ، وأبو يعلى في "المسند" (1951 و2013) ، وابن الأعرابي في "المعجم" (1194 و1195) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/11) . (5) روايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (4/127/أ) . وذكر الدارقطني أيضًا أن أبا بكر الهذلي تابع النعمان في روايته على هذا الوجه. (6) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» . (7) أي: لُفُّوهُم. "النهاية" (2/313) . (8) أي: جُرِح جُرحًا. يقال: كَلَمْتُه كَلْمًا - من باب قَتَل -: جَرَحتُه، ثم أُطلِق المصدر على الجُرح. انظر "المصباح المنير" (ص 540) . (9) هو: ابن خالد. وذكر روايته على هذا الوجه الدارقطني في "العلل" (4/127/أ) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/1602) . (10) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الجهاد" (176) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (258) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/180) ، والضياء في "المختارة" (9/115-116) . (11) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2584) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/96) من طريق هشيم، وأحمد في "المسند" (5/431 رقم 23658) من طريق يزيد بن هارون، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/180) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (3/290) من طريق يونس بن بكير، والضياء في "المختارة" (9/116) من طريق علي بن مسهر، أربعتهم عن محمد بن إسحاق، به. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (630) فقال: حدثنا دُحيم، عن عبد الرحمن بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، عن الزهري. محمد بن مسلم بن شهاب، عن عبد الله بن الحارث بن زهرة، عن عبد الله ابن ثعلبة، عن النبي (ص) . قال ابن أبي عاصم: «ورواه عن الزهري بضعة عشر نفسًا لم يضبطه إلا محمد بن إسحاق، أدخل بين الزهري وبين عبد الله رجلاً، وقد سمع الزهري من عبد الله بن ثعلبة، وحفظه، وروى عنه» . اهـ. وكذا ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/1602) رواية عبد الرحمن بن بشير. وأخرجها الخطيب في "تالي التلخيص" (2/552) من طريق دُحيم قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشير الدمشقي - وكان ثقة -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمد بن مسلم بن شهاب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بن زهرة، عن عبد الله بن ثعلبة، عن النبي (ص) ، به فظهر برواية الخطيب أن عبد الرحمن بن بشير وافق الجماعة في روايته عن ابن إسحاق، وأن كلمة «ابن» تصحفت عند ابن أبي عاصم وأبي نعيم إلى: «عن» ؛ فالزهري هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بن زهرة بن كلاب القرشي. والحديث رواه ابن أبي عاصم أيضًا في "الجهاد" (177- 178) من طريق صالح بن كيسان وعبد الرحمن = = ابن إسحاق، وفي "الآحاد والمثاني" أيضًا (2608) من طريق صالح بن كيسان وحدَه، والنسائي في "المجتبى" (4/78 رقم2002) ، و (6/29 رقم 3148) ، وفي "الكبرى" (2129 و4356) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/179) من طريق معمر، وأبو يعلى (2629) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/177) من طريق إسحاق بن راشد، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4036) من طريق أبي أيوب الإفريقي، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/11) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/178-179) ، والضياء في "المختارة" (9/115) من طريق ابن عيينة، ستتهم عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة، عن النبي (ص) ، به. قال الدارقطني في "العلل" (4/127/أ) : «يرويه الزهري، واختُلِف عنه: فرواه النعمان بن راشد وأبو بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبد الله بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ صُعَير، عَنْ جابر. وخالفهم الليث بن سعد وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عثمان بن حنيف الأمامي - من ولد أبي أمامة -؛ رووه عن الزهري، عن عبد الرحمن بن مالك، عن جابر. وخالفهما عبد ربه بن سعيد؛ رواه عن الزهري، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ. ورواه الأوزاعي، واختُلِف عنه، فرواه عباد بن حوثرة، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بن جابر، عن جابر. ورواه مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، عَنِ الأوزاعي، عن الزهري، عن جابر مرسلاً. ورواه عقيل، عن الزهري، عن عبد الله ابن ثعلبة، عن النبي (ص) ؛ لم يذكر فيه جابرًا. وقول الليث أشبه بالصَّواب» . وذكر الدارقطني الخلاف في الحديث في "التتبع" (ص367-368) وقال: «وهو مضطرب» . وانظر"هدي الساري" لابن حجر (ص355-356) . الحديث: 1015 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 468 وَابْنُ جُرَيْج (1) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عبد الله ابن ثَعْلَبَة، عن النبيِّ (ص) لا يذكُرُوا (2)   (1) في (ك) : «وجريج» ، بسقوط قوله: «ابن» . وابن جريج هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (2) في (ك) : «لا تذكروا» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، والجادَّة أن يقال: «لا يَذْكُرون» ؛ لأنَّه مضارع مسبوقٌ بـ «لا» النافية، لكنَّ ما وقع في النُّسخ من حذف نون الرفع يتخرَّج على وجهين: الأوَّل: إجراء «لا» النافية مُجْرى «لا» الناهية، كما أجريت «لا» الناهية مُجْرى النافية. والثاني: على لغة قليلة لبعض العرب؛ يحذفون نون الرفع من الأفعال الخمسة لمجرَّدِ التخفيف، بلا جازم أو ناصب، أو نون توكيد أو نون وقاية؛ يقول ابن مالك: «وهذا ثابتٌ في الكلام الفصيح نثرِهِ ونظمِهِ» . اهـ. وقد وردت لهذا شواهد كثيرة في القراءات، والحديث النبوي، وأشعار العرب، ومن ذلك قراءةُ الحسن: {يَوْمَ يُدْعَوْا كُلُّ أُناسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] ، والأصل: يُدْعَوْنَ، ومن الأحاديث قوله (ص) - كما جاء في "صحيح مسلم" (54) ، وغيره-: «لا تَدْخُلُوا الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا» ، وقولُ عمر للنبي (ص) في قتلى بدر - كما عند مسلم أيضًا (2874) وغيره - قال: «يا رسول الله، كيف يسمعوا، وأنَّى يُجيبوا وقد جيَّفُوا؟!» ، قال النووي: «هكذا هو في عامَّة النسخ المعتمدة: "كيف يَسْمَعُوا؟! وأنَّى يُجيبوا؟! " من غير نون، وهي لغة صحيحة وإن كانت قليلة الاستعمال، وسبق بيانها مرَّات» . اهـ. وغير ذلك من الشواهد. انظر: "الخصائص" (1/388-390) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص233 و278 و286 و355 و357 و381 و383) ، و"شواهد التوضيح" لابن مالك (ص228-230) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (2/36) و (12/126) و (17/207) ، و"الأشباه والنظائر" للسيوطي (2/63-65) ، و"عقود الزبرجد" (2/505-506) ، و"همع الهوامع" (1/200-202) ، و"خزانة الأدب" (8/339-340 و425 و426) ، و"أضواء البيان" (2/282-283) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 470 جابرً (1) . فقلتُ لأَبِي: فحديثُ (2) مَعْمَرٍ والنُّعمان بن راشد - الذي يَرْوِيان (3) عن الزُّهْري، عن عبد الله بْنِ ثَعلبَة، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) - هُوَ محفوظٌ؟ قَالَ: لا، الصَّحيحُ مُرسَلٌ. قلتُ: عبد الله بْنُ ثَعْلَبة، أَلَيْسَ قَدْ رَأَى النبيَّ (ص) ؟ قال: نعم، وهو صغيرٌ (4) .   (1) كذا في جميع النسخ عدا (ك) ، ففيها: «جابرًا» على لغة الجمهور، وما أثبتناه يخرَّج على حذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) في (ك) : «فحدث» . (3) أي: الذي يرويانه، حذف العائد في جملة الصلة؛ لأنَّه ضميرٌ منصوبٌ بالفعل المتصرِّف، وهو كثيرٌ جدًّا، ومنه قوله تعالى: [المدَّثِّر: 11] {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا *} ، وقوله: [الفُرقان: 41] {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً} ، أي: خلقتُهُ، وبعثَهُ. انظر: "شرح ابن عقيل" (1/155-160) ، و"شرح الأشموني" (1/152-159) [آخر باب الموصول] . (4) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (1343) من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شهاب الزهري، عن عبد الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جابر، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 471 1016 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هانئ بن المُتَوَكِّل الإِسكَنْدَرانِي، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ: أَنَّ ابْنَ شهاب كتبَ إليه، عن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتبَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: خَيْرُ الخَيْلِ: الأَدْهَمُ، الأَقْرَحُ، الأَرْثَمُ، المُحَجَّلُ ثَلاثً (3) ، طَلْقُ اليَمِينِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ أدْهَمَ فَكُمَيْتٌ عَلَى هَذِهِ الشِّيَةِ (4) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حَدِيثُ غلطٌ (5) ؛ رَوَى (6) ابنُ لَهِيعَة (7) هَذَا الحديثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاح، عَنْ أَبِي قَتادة، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (911) ، وفيها تفسير غريب ألفاظ هذا الحديث. (2) هو: عبد الله. (3) كذا في جميع النسخ، ومثله في المسألة (911) ، وقد تقدم تعليقنا عليه هناك. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «الشبه» . (5) في (ك) : «غليط» . (6) في (ش) : «رواه» . (7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (638) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/300 رقم22561) ، والدارمي في "مسنده" (2472) ، والترمذي في "جامعه" (1696) ، ولم يذكر في مسند الطيالسي يزيد بن أبي حبيب بين ابن لهيعة وعُلَيّ بن رباح. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1697) ، وابن ماجه في "سننه" (2789) ، والرامهرمزي في "الأمثال" (123) ، والحاكم في "المستدرك" (2/92) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/330) من طريق يحيى بن أيوب، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4676) من طريق جرير بن حازم، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عُلي بن رباح، عن عقبة بن عامر أو أبي قتادة، به. الحديث: 1016 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 472 1017- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرحمن الدَّشْتَكي (2) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِي (3) ، عَنْ لَيث بْنِ أَبِي [سُلَيم] (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَغَيْرِهِ؛ قَالَ: أَتَى رسولَ الله (ص) رجلٌ فَقَالَ: رجلٌ قاتلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُحتَسِبًا حَتَّى قُتِل؛ فِي الْجَنَّةِ هُوَ؟ قَالَ: نَعَمْ فِي الجَنَّةِ (5) . فَلَمَّا قَفَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: أتَاني جِبْريلُ فَقالَ: إنْ لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ - عَلَى مَا يَرْويه (6) ابنُ عُيَينة (7) -: عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْس، عن عبد الله بن   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (974) . (2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. (3) هو: عيسى بن أبي عيسى. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/89 رقم 11197) من طريق هاشم ابن مرزوق، عنه، به. (4) في جميع النسخ: «سليمان» ، إلا أنها صوبت في (أ) إلى: «سليم» ، وهو الصواب. انظر "تهذيب الكمال" (24/279) . (5) قوله: «هُوَ قَالَ نَعَمْ فِي الْجَنَّةِ» سقط من (ك) . (6) في (ف) : «رواه» بدل: «يرويه» . (7) هذا الحديث يرويه ابن عيينة واختُلِف عنه: فرواه عبد الجبار بْنِ الْعَلاءِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ على الوجه الذي ذكره أبو حاتم هنا، وقد أخرجه النسائي في "الكبرى" (4351/الرسالة) . ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (12104) عن الحافظ حمزة بن محمد الكِناني - صاحب النسائي - قوله: «هذا الحديث خطأ، وإنما رواه الثقات عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس، عن النبيِّ (ص) ، مرسلاً. وعن ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عجلان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) . وقد رواه غير واحد عن ابن عيينة، فجمعهما: عمرو بن دينار ومحمد بن عجلان، فحملوا حديث عمرو بن دينار المرسل على حديث محمد بن عجلان، ولا أدري كيف جاز هذا على أبي عبد الرحمن [أي: النسائي] ، ولعله اتَّكل فيه على عبد الجبار» . اهـ. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2553) فقال: نا سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، = = عَنْ النبيِّ (ص) ، وابن عجلان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ... فذكره. ورواه الخطيب في "الفصل للوصل" (2/741) من طريق سعيد بن منصور على هذا الوجه. ورواه مسلم في "صحيحه" (1885) عن سعيد بن منصور؛ ثنا سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس (ح) ، قال: وحدثنا محمد بن عجلان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عن أبيه، عن النبي (ص) ، به. هكذا وقع عنده بإسقاط قوله: «عن النبي (ص) » بعد محمد بن قيس في رواية عمرو بن دينار، فصار ظاهره أن عمرو بن دينار ومحمد بن عجلان يرويانه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) . ورواه الحميدي في"مسنده" (430) عن سفيان؛ حدثنا عمرو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ النبي (ص) . ورواه الحميدي أيضًا (429) عن سفيان؛ حدثنا محمد بن عجلان؛ أخبرني محمد ابن قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبي (ص) . وأخرجه أبو عوانة في "مستخرجه" (5/50) من طريق شعيب بن عمرو الدمشقي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار وابن عجلان؛ سمعا محمد بن قيس، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه، عن النبي (ص) ، به. وذكر الدارقطني في "العلل" (1028) أنه رواه هكذا أيضًا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر، وابن أبي عبد الرحمن المقرئ، وهو محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به، ثم قال الدارقطني: «وفي هذا الإسناد وهمٌ؛ وإنما رواه عمرو ابن دِينَارٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ مرسلاً بغير إسناد، ورواه ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قيس، عَنِ ابْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أبيه بيَّن ذلك محمد بن ميمون الخياط، وفَهْم بن عبد الرحمن بن فَهْم، وعباس بن يزيد، وسعدان بن نصر، عن ابن عيينة» . ورواه أحمد في "مسنده" (5/297 رقم22542) ، ومسلم (1885) من طريق سعيد ابن أبي سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبي (ص) ، به. وهذا الوجه هو الذي رجَّحه الدارقطني في "العلل" (6/136) . الحديث: 1017 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 473 أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) . 1018- وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَشْجَعي (4) ، عن سُفْيان (5) ، عن (6) [عبد الرحمن] (7) بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَيَّاش بْنِ أَبِي رَبِيعة، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي سَلاَّم (8) ، عَنْ أَبِي أمامَة، عَنْ النبيِّ (ص) . قَالَ (9) : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، وشَهِدتُّ مَعَهُ بَدْرًا، فلقِينا المشركينَ فَهَزَمَ اللَّهُ - عزَّ وجلَّ - العدوَّ، فانطلقتْ طائفةٌ فِي آثَارِهِمْ يَهْزِمون ويقتُلون، وأَكَبَّتْ طائفةٌ عَلَى العَسْكر يَحُوزُونَهُ (10) ويَجْمَعُونَهُ، وأَحدَقَتْ طائفةٌ (11) بِرَسُولِ اللَّهِ (ص) ؛ لا يُصِيبُ (12) العدوُّ مِنْهُ غِرَّة (13) ،   (1) قوله: «عن أبيه» سقط من (أ) و (ش) ، وهو مثبت في الزيادة التي سيأتي التنبيه عليها في التعليق التالي. (2) في جميع النسخ بعد هذا الموضع زيادة هذا نصُّها: «وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَشْجَعِي، عن سفيان، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) » ، وهو تكرار وخلط بين آخر هذه المسألة وأول المسألة الآتية. وانظر التعليق السابق. (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1003) . (4) هو: عُبَيدالله بن عُبَيدالرحمن. (5) هو: الثوري. (6) في (ك) : «ابن» بدل: «عن» . (7) في جميع النسخ: «عبد الله» ، وتقدم في المسألة رقم (1003) على الصَّواب، وانظر "التقريب" (3855) . (8) هو: ممطور الأسود الحَبَشي. (9) أي: أبو أمامة. (10) في (ت) : «يجوزونه» . (11) قوله: «وأحدقت طائفة» مكرر في (ف) . (12) كذا في جميع النسخ، والمراد: «أنْ لا يصيبَ» ، أي: لئلا، وحذفتْ «أنْ» الناصبةُ؛ وإذا حذفت «أنْ» ، جاز بقاءُ عملها، على قول الكوفيين، وجاز إهمالُهُ على قول الأخفش؛ فيجوز هنا أن يقال: لا يُصيبَ ُ، بالنصب أو بالرفع. وانظر بيان ذلك في التعليق على في المسألة رقم (1024) ، وتقدَّم نحوه في المسألة رقم (1003) . (13) الغِرَّةُ بالكسر: الغَفْلَة. "المصباح المنير" (ص444) . الحديث: 1018 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 475 حتى إذا كان الليلُ [وفاءَ] (1) الناسُ بعضُهم إِلَى بَعْضٍ؛ قَالَ (2) الَّذِينَ جَمَعُوا الغَنائم: نَحْنُ حَوَيناها وَجَمَعْنَاهَا، فَلَيْسَ لأحدٍ فِيهَا نصيبٌ، وَقَالَ الَّذِينَ خَرَجُوا فِي طَلَب العدوِّ: لستُم بأحقَّ بِهَا منَّا (3) ، نَحْنُ نَفَينَا (4) عَنْهَا العدوَّ وهَزَمناهُم، فنزَلَت: {يَسْأَلُونَكَ.. إِنْ ... } إلى قوله: (5) ؛ فقَسَمَها رسول الله (ص) بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ. وَكَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) إِذَا أغارَ (6) فِي أَرْضِ العدوِّ نَفَّلَ (7) الرُّبُعَ، وَإِذَا قَفَلَ (8) رَاجِعًا نَفَّل الثُّلُث، وَكَانَ يَكْرَهُ الأَنْفالَ، وَيَقُولُ: لِيَرُدَّ قَوِيُّ المُؤْمِنِينَ عَلَى ضَعيفِهمْ. وَرَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (9) ، عن الثَّوري، عن عبد الرحمن بن   (1) في (ف) و (ت) و (ك) : «وفتا» ، إلا أن الفاء لم تنقط، وكذا في (أ) و (ش) ، إلا أن التاء أيضًا لم تنقط، والتصويب من "مسند أحمد" (5/323-324) ، ومعنى «فاء» أي: رجع. (2) قوله: «قال» مكرر في (ك) . (3) في (أ) : «منها» بدل: «منا» ، وفي (ك) : «بهلينا» بدل: «بها منا» . (4) أي: طَرَدنا وأبعَدنا عنها العدوَّ. انظر "النهاية" (5/101) . (5) الآية (1) من سورة الأنفال. (6) في (أ) و (ش) و (ك) : «غار» . (7) أي: أعطى من النَّفَل الرُّبُع، والنَّفَلُ - بالتَّحرِيك -: الغَنيمةُ، وجمعه: أنفال، والنَّفْلُ بالسكون -وقد يُحَرَّك-: الزِّيادة، أي: زادهم على سهامهم. انظر "النهاية" (5/99) . وانظر معنى الحديث أيضًا في (1/103) . (8) في (ك) : «قفا» ، وفي (ت) يشبه أن تكون «نفا» ، والمثبت من بقيَّة النسخ ومصادر التخريج. (9) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. وروايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (1175) من طريق أبي بكر الصغاني، والطبراني في "الكبير" - كما في "تغليق التعليق" (3/507) - من طريق محمد بن النضر، كلاهما عن معاوية بن عمرو، عن أبي إسحاق الفزاري، به. وخالفهما الإمام أحمد، فرواه في "المسند" (5/318 رقم 22714) عن معاوية بن عمرو، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بن الحارث به، ولم يذكر سفيان الثوري. ورواه الدارمي في "مسنده" (2530) عن محمد بن عيينة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ موسى، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ أَبِي أمامة، عن عبادة به. وانظر المسألة رقم (1003) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 476 الْحَارِثِ، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ أَبِي أُمامَة، عَنْ عُبادة بن الصَّامت، عن النبيِّ (ص) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحيحُ: أَبُو أُمامة، عَنْ عُبادة، عَنِ النبيِّ (ص) . 1019- قال أبو محمد (1) أيضًا (2) : وَقَدْ (3) أَدخَلَ محمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ البخاريُّ - في كتاب "الطبقات" (4) [و] (5) "التَّارِيخِ" (6) ، فِي بَابٍ مَنْ كَانَ يُسمَّى: «رَبَاحً» (7) ؛ من الطبقة الأولى من   (1) هو: ابن أبي حاتم. (2) انظر المسألة رقم (914) . (3) قوله: «أيضًا وقد» من (ف) فقط. (4) الظاهر أنه يعني"التاريخ الأوسط"، وهو المطبوع باسم: "التاريخ الصغير"، وانظر (1/142-143) منه. (5) في جميع النسخ: «من» ، والتصويب من "تصحيفات المحدثين" للعسكري (1/116) و (2/629) ؛ فإنه روى بعض هذا النص عن شيخه ابن أبي حاتم. (6) أي: "التاريخ الكبير" (3/314 رقم1069) . (7) كذا في النسخ، وفي "تصحيفات المحدثين": «من يسمى: رباحًا» . ويخرَّج ما في النسخ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 1019 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 477 "التاريخ"-: رَبَاحَ (1) بنَ الرَّبيع الأُسَيِّدي (2) ، [أخا] (3) حَنْظَلَة الْكَاتِبِ التَّميمي، رَوَى (4) عَنْهُ المُرَقِّعُ بنُ صَيْفي بْنِ الرَّبَاح بن الرَّبيع، عَنْ جَدِّه رَبَاح بْنِ الرَّبيع (5) . فَقَالَ أَبِي: هَذَا غَلَطٌ. قلتُ: إِنَّمَا غَلِطَ يُوسُفُ بْنُ عَدِيّ - أَخُو زَكَرِيَّا بْنِ عَدِيّ (6) - فِي حديثٍ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّناد (7) ، عَنْ أَبِيهِ (8) ، عَنِ المُرَقِّع بْنِ صَيْفي بْنِ رَبَاح؛ أنَّ رَبَاحًا حدَّثه: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) كَرِه قتلَ النِّسَاءَ فِي الغَزْو؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى امْرَأَةً مَقْتُولَةً. فظَنَّ البخاريُّ أن ذاك (9) صحيحٌ، فَجَعَلَهُ فِي أَوَّل ترجمةِ مَنِ اسمُه   (1) قوله: «رباح» ، بالنصب مفعولٌ به للفعل «أدخَلَ» المذكور في أول المسألة. (2) في (ف) : «الأسدي» . وهذه النسبة - الأُسَيِّدي بضم الألف، وفتح السين المهملة، وكسر الياء المشدَّدة المنقوطة بنقطتين من تحتها، بعدها دال مهملة -: إلى بَطْن من تميم يقال له: أُسَيِّد بن عمرو بن تميم، كما في "الأنساب" للسمعاني (1/111) . (3) في جميع النسخ: «عن أخي» ، والمثبت هو الصَّواب كما في الموضعين السابقين من "تاريخي البخاري"، وكذا ذكره على الصواب المصنِّف - ابن أبي حاتم - في "الجرح والتعديل" (3/511 رقم2314) ، وجاء على الصَّواب أيضًا في آخر المسألة. (4) في (أ) و (ش) : «رواه» . (5) من قوله: «من التاريخ ... » إلى هنا لم يذكره العسكري. (6) قوله: «أخو زكريا بن عدي» سقط من (ك) . (7) هو: عبد الرحمن. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (914) . (8) هو: أبو الزناد عبد الله بن ذَكوان. (9) في (ك) : «ذلك» ؛ وكذا عند العسكري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 478 رَبَاح؛ وإنما هو: الرِّيَاح (1) بن الرَّبيع؛ روى عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد (2) : محمدُ بنُ سَعِيدِ بْنِ (3) الأصبَهاني وغيرُه، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ المُرَقِّع (4) بْنِ صَيْفي بْنِ رِيَاح (*) ؛ أن رِيَاحًا (*) حدَّثه: أنَّ رسولَ الله (ص) ... . وكذلك رواه المغيرةُ بن عبد الرحمن (5) ، عَنْ أَبِي الزِّناد (6) ، عَنْ مُرَقِّع (7) بن صَيْفي، عن جدِّه رِيَاح (*) بْنِ رَبِيعٍ؛ قَالَ: كنَّا مَعَ رسول الله (ص) ... . حدَّثنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم (8) ؛ قَالَ (9) : وحدَّثنا (10) أبو زرعة (11) قال: ثنا أبو الوليد الطَّيالسي (12) ؛ قال: ثنا   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «الرباح» بالموحَّدة، ولم تنقط الياء في (أ) و (ش) ، والمثبت هو الصَّواب كما في "تصحيفات المحدثين" للعسكري، وإلا فلا يكون لتخطئة البخاري معنى، ويدل عليه أيضًا: أن ابن أبي حاتم ذكره هكذا في "الجرح والتعديل" (3/511 رقم 2314) . (2) قوله: «أبي الزناد» سقط من (ت) و (ك) . (3) قوله: «ابن» سقط من (أ) و (ش) . (4) في (ش) : «أبي المُرَقِّع» . (*) ... في (ت) و (ك) : بالباء الموحَّدة، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، وهي ضمن السقط الواقع في (ف) كما سيأتي التنبيه عليه. (5) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (914) . (6) من قوله: «عن أبيه عن المرقع ... » إلى هنا سقط من (ف) بسبب انتقال النظر. (7) في (ك) : «المرقع» . (8) قوله: «عبد الرحمن بن أبي حاتم» من (ت) و (ك) فقط. (9) من قوله: «حدثنا أبو محمد ... » إلى هنا ليس في (ف) . (10) في (أ) و (ت) و (ش) : «ثنا» مكان: «وحدثنا» . (11) قوله: «قال: وحدثنا أبو زرعة» سقط من (ك) . (12) هو: هشام بن عبد الملك. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/314) ، و"التاريخ الأوسط" (1/143) ، وأبو داود في "سننه" (2669) ، والنسائي في "الكبرى" (8625) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4621) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/82) وجاء عندهم جميعًا: «رباح» بالباء الموحدة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 479 عُمَرُ بْنُ المُرَقِّعِ بنِ صَيْفيِّ بنِ رِيَاح (1) بْنِ رَبِيعٍ، أَخُو (2) حَنْظَلَة الْكَاتِبِ؛ قَالَ: سمعتُ أَبِي يحدِّث عَنْ جدِّي رِيَاح (3) بْنِ الرَّبيع؛ قَالَ: كنَّا مَعَ رسول الله (ص) .... (4) .   (1) في (ت) و (ك) : بالباء الموحَّدة، ولم تنقط في (أ) و (ش) و (ف) . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّةُ: «أخي» ؛ لأن المراد: رِيَاحُ بنُ الربيع، لكنْ يخرَّج ما هنا أنه خبرٌ لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أخو حنظلة الكاتب. (3) في (ت) و (ك) : بالباء الموحَّدة، ولم تنقط في (أ) و (ش) . (4) ذكر البخاري هذا الصحابي - كما تقدم - فيمن اسمه: «رباح» بالباء الموحدة، ثم ذكر الأسانيد بذلك، ثم قال: «وقال بعضهم: رياح، ولم يثبت» . والغريب أن ابن أبي حاتم لم يذكره في "بيان خطأ البخاري"! وقال الترمذي في "العلل الكبير" (472) : «رباح بن الربيع أصح» . وذكره ابن حبان في "الثقات" (3/127) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1/245/أ) فيمن اسمه: «رباح» بالباء، ثم قال ابن حبان: «ومن زعم أنه رياح بن الربيع فقد وهم» ، وقال أبو نعيم: «وقيل: رياح، وهو وهم» . ورجح العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/117) ما ذهب إليه أبو حاتم. وجميع من أخرج الحديث ذكره بالباء الموحدة: «رباح» ، ومنهم الإمام أحمد في "المسند" (3/488) ، والطبراني في "الكبير" (5/72) . وذكره الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (2/1028) ، وابن ماكولا في المختلف فيهم في "الإكمال" (4/11) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/41) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" = = (1/210-211) ، و (4/116) ، وحكَوا الخلاف، ولم يرجِّحوا. وأما الحافظ ابن حجر: فإنه ذكره في "الإصابة" (3/248-249) في «رباح» بالباء الموحدة، وقال: «ويقال فيه بالتحتانية، وهو قول الأكثر» ، ثم عكس ذلك، فذكره في «رياح» بالياء المثناة، وقال: «ذكره ابن أبي حاتم والدارقطني بالياء آخر الحروف، والأكثر على أنه بالموحَّدة، وقد تقدم» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 480 1020 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن وَهْب (1) ، عن مَسْلَمَة ابن عُلَيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسار، عَن ثَعلَبة بْن مُسلِم الخَثْعَمي، عن رَوْح ابن زِنْباع، عن تَميم ٍ الدَّارِيِّ؛ قَالَ: سمعتُ عائِشَة أمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَقُولُ (2) : خرجتُ يَوْمًا، فَإِذَا أنا برسول الله (ص) يمسحُ بِردائِه (3) عن ظَهْرِ فَرَسِه، قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَبِثوبِكَ تمسحُ عَنْ فرسِك؟ قَالَ: نَعَمْ يَا عَائِشَةُ، مَا يُدْرِيكِ لَعَلَّ جِبْرِيلَ أَمَرَني بِذَلِكِ، مَعَ أَنِّي لَقَدْ بِتُّ (4)   (1) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخه" (18/244) . غير أنه سقط في سنده: سعيد بن يسار. (2) في (ف) : «يقول» ، وأهملت في (ش) . (3) في (ك) : «براده» . (4) كذا في جميع النسخ، ومثلُه في "تاريخ دمشق"، وهو من الإخبار بالجملة القَسَمِيَّة؛ لأن هذه اللام في «لقد» هي اللام الموطِّئةُ للقَسَمِ، والتقدير: مع أنِّي والله لقد بِتُّ ... إلخ. والصحيح عند جمهور النحويين: جوازُ وقوع الجملة القسميَّة خبرًا، خلافًا لأبي العباس ثعلب، ومما استشهد به الجمهور: قولُهُ تعالى: [النّحل: 41] {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً} ، وقوله: [العَنكبوت: 9] {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ *} ، وغير ذلك من الآيات. ومن الحديث قولُهُ (ص) : «وَقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لا يكونُ قَيْصَرُ بعده» رواه البخاري في "صحيحه" (3027) ، ومسلم في "صحيحه" (2918) ، وقولُهُ: «لقد كان مَنْ قبلكم لَيُمشَطُ بِمِشَاطِ الحديد» رواه البخاري (3852) . وجاء أيضًا في الشِّعْرِ كما في قوله [من الكامل] : جَشَأَتْ فَقُلْتُ اللَّذْ خَشِيتِ لَيَأْتِيَنْ وإذا أتاكِ فَلاَتَ حِينَ مَنَاصِ انظر "شرح كافية ابن الحاجب" (1/207-208) ، و"شرح التسهيل" لابن مالك (1/309-310) ، و"التذييل والتكميل" لأبي حَيَّان (4/26-28) ، و"ارتشاف الضرب" (3/1115) ، و"مغني اللبيب" (ص390-391) . الحديث: 1020 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 481 وَإنَّ المَلاَئِكَةَ لَتُعاتِبُني فِي (1) حَسِّ (2) الخَيْلِ وَمَسْحِهَا، فقلتُ: يَا نبيَّ اللَّهِ، فَتُوَلِّنِيهِ (3) فأكونَ أَنَا الَّذِي أَلِيهِ وأقومُ عليه. قال: إِذَنْ (4) لا أَفْعَلُ (5) ... ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1021- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه يُونُس ابْن حَبيب، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (6) ، عَنْ (7) شُعْبَة، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ رجُلٍ سَمِعَ أَبَا بَرْزَة الأَسْلَمي خَلْفَ نَهْرِ بَلْخٍ (8) وَهُوَ يَقُولُ: لا عَيْشَ إلا   (1) في (ف) : «عن» . (2) في (ك) : «حسن» ، وفي (ت) : «حسر» . وحَسُّ الدَّوابِّ: نَفْضُ التُّراب عنها. "لسان العرب" (6/53) . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «فَتُوَلِّينِيهِ» بإثبات ياء «تُولِّي» ، كما في "تاريخ ابن عساكر"؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ، وفيه وجهان: الأوَّل: أنه فعل مضارع مرفوع، والأصل: «فَتُوَلِّينِيهِ» ، ثم حُذفت منه الياء اكتفاءً بالكسرة قبلها، وهذا جارٍ على لغة هوازن وعليا قيس. وقد تقدم بيانها وبيان شواهدها في التعليق على المسألة رقم (679) . والثاني: أنَّه فعلٌ مضارعٌ معتلُّ الآخر مجزومٌ بلام أمر محذوفة؛ وحذف لام الأمر فيه أقوال، وما هنا جارٍ على اختيار ابن مالك؛ أن حذفها يجوز مطلقًا. وانظر تفصيل ذلك في "المساعد، على تسهيل الفوائد" لابن عقيل (3/123) ، و"اللباب" للعكبري (2/17) ، و"خزانة الأدب" (9/12- الشاهد رقم 680) ، و"تفسير الكشاف" (4/527) ، و"همع الهوامع" (2/539) . (4) في "تاريخ دمشق": «إني» مكان: «إذن» . (5) في رواية ابن عساكر زيادةٌ في أول الحديث وزيادةٌ في آخره. (6) هو: سليمان بن داود الطَّيالسي. (7) في (ف) : «عم» بدل: «عن» . (8) بَلْخ: مدينة مشهورة بخراسان. "معجم البلدان" (1/479) . الحديث: 1021 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 482 طِرَادُ الخَيلِ الخَيْلَ (1) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عبد الله بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، [عَنْ رجُلٍ] (2) سَمِعَ بُرَيدة الأَسْلَمي. 1022 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (3) ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (4) ، عَنْ عبد الله بْنِ عُقْبة الحَضْرَمي، عَنْ عَطاء بن دينار الخَوْلاني؛ أَنَّهُ سَمِعَ فَضالَة بْنَ عُبَيد الأَنْصَارِيَّ؛ قَالَ: سمعتُ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب يَقُولُ: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: الشُّهَداءُ أَرْبَعَةٌ: فَمُؤمِنٌ جَيِّدُ الإِيمان ِ؛ لَقِيَ العَدُوَّ فَصَدَقَ اللهَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَذَاكَ (5) الَّذِي   (1) قوله: «الخيل» الثانية سقط من (ك) . (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولا بُدَّ منه أو ما يقوم مقامه؛ فمحمد بن عبد الله بن أبي يعقوب لم يدرك بريدة ولا أحدًا من الصَّحابة، وإنما يروي عن التابعين كما يتضح من ترجمته في "تهذيب الكمال" (25/573-574) ، ولذلك جعله ابن حجر في "التقريب" (6095) في الطبقة السادسة، وهي طبقة من عاصروا صغار التابعين، ولم يثبت لهم لقاءُ أحد من الصَّحابة. انظر مقدمة "التقريب" (ص82) . ويؤيِّد هذا: أن الحديث أخرجه سعيد بن منصور في كتاب الجهاد من "سننه" (2856) من طريق عبد الرحمن بن زياد، وابن سعد في "الطبقات" (4/243) و (7/8 و365) ، وعباس الدوري في "تاريخ ابن معين" (151) ، من طريق هاشم بن القاسم، كلاهما عن شعبة، به بإثبات الواسطة المبهم بين ابن أبي يعقوب وبريدة. (3) هو: سليمان بن داود. ولم نقف على روايته على هذا الوجه، وقد رواه عنه يونس ابن حبيب في "المسند" (45) على الوجه الذي صحَّحه أبو حاتم. (4) هو: عبد الله، وفي (ت) : «ابن الميرك» . وابن المبارك أخرجَ هَذَا الحديث فِي "كتاب الجهاد" كما سيأتي، لكن على الوجه الصحيح الآتي ذكره. (5) في (ت) : «فذلك» . الحديث: 1022 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 483 يَرْفَعُ إِلَيْهِ النَّاسُ (1) أَعْيُنَهُمْ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هو عبد الله بْنُ لَهِيعَة بْنِ عُقْبة؛ نسَبَهُ إِلَى جدِّه (2) ، وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ عَطاء ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الخَوْلاني؛ أَنَّهُ سَمِعَ فَضَالَة، عَنْ عُمَرَ بن الخطَّاب، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (3) .   (1) في (أ) و (ش) : «الناس إليه» . (2) وتقدّم نحوُ هذا في المسألة رقم (768) . (3) قوله: «وهو الصحيح» من (ف) فقط. والحديث أخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (126) - ومن طريقه علي بن المديني؛ كما في "مسند الفاروق" (2/465) ، و"التفسير" (8/49) كلاهما لابن كثير، والطيالسي في "مسنده" (45) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (27) - ورواه الإمام أحمد في "المسند" (1/22 و23 رقم 146 و150) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم ويحيى بن إسحاق، وأبو يعلى في "مسنده" (252) من طريق عبد الرحمن بن يزيد المقرئ، والترمذي في "الجامع (1644) و"العلل الكبير" (502) عن قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي عاصم في "الجهاد" (186 و187) من طريق زياد بن الحباب وكامل بن طلحة، والبزار في "مسنده" (246) من طريق زيد بن الحباب، والطبراني في "الأوسط" (361) من طريق عبد الغفار بن داود، جميعهم عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الخولاني، عن فضالة، عن عمر، به. قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عطاء بن دينار» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] : هل روى هذا الحديث غيرُ ابن لهيعة؟ قال: نعم، رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عن عطاء بن دينار؛ إلا أنه يقول: عن أشياخ من خَوْلان، ولا يقول فيه: عن أبي يزيد. فقلت له: أبو يزيد الخولاني ما اسمه؟ فلم يعرف اسمه» . اهـ. وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن رسول الله (ص) بهذا اللفظ إلا عن عمر من هذا الوجه، ولا له إسناد غير هذا الإسناد» . وقال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به ابن لهيعة» . ونقل ابن كثير في "التفسير" عن علي بن المديني قوله: «هذا إسناد مصري صالح» . ونحوه في "مسند الفاروق". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 484 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : فنظرتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِيمَا كتبتُ عَنْ يُونُسَ بن عبد الأَعلى فِي "كِتَابِ الْجِهَادِ"، فَإِذَا هُوَ (2) قَدْ أخبَرنا، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ عَطاء بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الخَوْلاني، عَنْ فَضالَة بْنِ عُبَيد، عن النبيِّ (ص) (4) ؛ كَمَا قَالَهُ أَبِي سَوَاءً. 1023 - وسمعتُ أبي يقول: لا أعلمُ أحدً (5) روى حديثَ عمرو ابن دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن [عُبَيدالله] (6) بن أبي رافع؛   (1) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) . (2) قوله: «هو» ليس في (ت) و (ك) . (3) هو: عبد الله. وروايته ذكرها ابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص276-277) تعليقًا عن عبد الله بْنُ وَهْب، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ فَضالة بن عبيد: أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يقول: إنه سمع رسول الله (ص) ... ، به. (4) كذا في جميع النسخ! والظاهر أنه سقط منه ذكر عمر ابن الخطاب بين فضالة والنبي (ص) ، يدلُّ عليه: قوله آخر المسألة: «كما قاله أبي سواء» ، وأبوه ذكر في إسناده عمر بن الخطاب - كما سبق - ويؤيده ما تقدم ذكره من أن ابن عبد الحكم رواه من طريق عبد الله بن وهب بذكر عمر في إسناده أيضًا، والله أعلم. (5) قوله: «أحد» من (أ) و (ش) فقط، وهو فيهما بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم الكلام عليها في المسألة رقم (34) . (6) في جميع النسخ: «عبد الله» ، والتصويب من مصادر التخريج الآتية، وانظر "تهذيب الكمال" (19/34) . الحديث: 1023 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 485 قال: سمعتُ عليًّ (1) في قصَّة حاطِبِ ابن (2) أبي بَلْتَعَة (3) حين (4) بعثَه إلى أَهْلُ مَكَّةَ، فَوَقَعَ (5) الكتابُ فِي يَدَيِ النبي (ص) ... الحديثَ، لا (6) يَرويه إِلا ابنُ عُيَينة (7) وإبراهيمُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّع، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (8) . 1024 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ (9) رَوَاهُ وَهْب بن جَرِير (10) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) قوله: «ابن» سقط من (ف) و (ت) و (ك) . (3) في (ك) : «بليقة» . (4) في (أ) و (ش) : «حتى» بدل: «حين» . (5) في (ك) : «فرفع» . (6) قوله: «لا» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . (7) هو: سفيان، وروايته أخرجها البخاري (3007) ، ومسلم (2494) في "صحيحهما". وأخرجها البزار في "مسنده" (530) ، ثم قال: «وهذا الحديث قد روي عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب ح من غير هذا الوجه، وهذا الإسناد أحسن إسنادًا [كذا!] يروى في ذلك عن علي وأصحُّه، وقد ذكرناه عن عمر في قصة حاطب بغير هذا اللفظ، فذكرناه عن علي إذ كان لفظه غير ذلك اللفظ، وكان إسناده صحيحًا» . (8) الحديث رواه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/223) من طريق أبان بن عثمان؛ حدثني محمد بن شريك الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحنفية، عن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ؛ عَنْ عَلِيِّ، به. قال أبان بن عثمان: «وحدثني أبو بَصير [وهو يحيى بن القاسم] : أنه سمع هذا الحديث من عمرو بن دينار» . (9) قوله: «عن حديثٍ» مكرر في (ش) . (10) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/294 رقم2682) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (652) ، وأبو داود في "سننه" (2611) ، والترمذي في "الجامع" (1555) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2587) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2538) ، وابن حبان (4717) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (572) ، والحاكم في "المستدرك" (1/443) و (2/101) ، والبيهقي في "سننه" (9/156) . الحديث: 1024 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 486 أبيه (1) ، عن يحيى ابن أيُّوب، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عن الزُّهْري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: خَيْرُ الجُيُوشِ أَرْبَعَةُ آلافٍ، وَخَيْرُ السَّرَايا أَربَعُ مِئَةٍ (2) ... . وَرَوَاهُ لُوَيْنٌ محمَّدُ (3) بنُ سُلَيمان (4) ، عن حِبَّانَ بنِ عليٍّ -   (1) هو: جرير بن حازم. (2) تتمة الحديث: «ولا يُغْلَبُ اثنا عشر ألفًا من قِلَّة» . (3) قوله: «محمد» ليس في (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «لوين ابن محمد» ، وانظر "تهذيب الكمال" (25/297) . (4) روايته أخرجها هو في "جزئه" (11) . ومن طريقه رواه الطحاوي في "شرح المشكل" (573) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1239) . ورواه الإمام أحمد (1/299 رقم2718) عن يونس بن يزيد، وأبو يعلى (2714) من طريق يونس بن محمد وحجين بن المثنى، وابن عدي في "الكامل" (2/427) من طريق داود بن عمرو، ثلاثتهم عن حبان بن علي به. ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (574) من طريق يحيى الحماني؛ حدثنا مندل وحبان، عن يونس، = = عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) ، به. قال الطحاوي: «فعاد هذا الحديث عن حبان عن يونس ابن يزيد، عن عقيل بإسناده ومتنه، وكان حبان ليس بالقوي في روايته كما ذكر أحمد بن شعيب، وكذلك يقول أهل العلم بالأسانيد سواه، ومندل أخوه عندهم دونه في ذلك، وإذا كان ذلك كذلك، عاد الحديث إلى يونس على ما رواه عنه جرير بن حازم بلا شريك له من الثبت في الرواية فيه» . ورواه الدارمي في "مسنده" (2482) فقال: حدثنا محمد ابن الصَّلت، حدثنا حبان ابن علي، عن يونس وعقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ الله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 487 أخو (1) مِنْدَل - عَنْ عُقَيل (2) ، عَنِ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ ليثُ بْنُ سَعْدٍ (4) ، عَنْ عُقَيل، عَنِ ابْنِ شِهاب: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ ... ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: مُرسَلً (5) أشبهُ، لا يَحْتملُ (6) هَذَا الكلامُ يكونُ (7) كلامَ النبيِّ (ص) .   (1) كذا في جميع النسخ بالواو في «أخو مندل» ، والجادَّة أن يقال: «أخي مندل» بالياء، لأنه بدلٌ من «حبانَ» ؛ لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على أنَّه خبرٌ لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أخو مندل. (2) هو: ابن خالد. (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «عبد الله» . (4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (575) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (9699) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ النبي (ص) به مرسلاً. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2387) عن عبد الله ابن المبارك، عَنْ حَيْوَةَ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزهري، عن النبي (ص) به مرسلاً. ومن طريق سعيد بن منصور رواه أبو داود في "المراسيل" (313) . وكان الشيخ الألباني _ح قد صحَّح هذا الحديث في السلسلة الصحيحة" (986) ، ثم ظهرت له علته، فَعَدَل عن تصحيحه، ورجح الإرسال، وقال في خاتمة بحثه في الموضع السابق: «وجملة القول أن الحديث لا يصحُّ، فما جاء مخالفًا لهذا في بعض كتاباتي فأنا راجع عنه قائلاً: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا» . اهـ. (5) كذا في جميع النسخ، والتقدير: هو أشبهُ مرسلً، ولكنَّه جاء هنا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) في (ف) : «لا يحمل» . (7) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أنْ يكونَ» ؛ لكنْ يخرَّج ما هنا على حذف «أَنْ» ، ويجوزُ لك نصبُ الفعل ورفعه؛ قال العكبري: «إذا حُذِفَتْ «أنْ» ، فمن العرب مَنْ يرفع الفعل المذكور، ومنهم من ينصبه بتقدير «أن» . اهـ. قال ابن الأثير في "النهاية: «وهي لغةٌ فاشيةٌ في الحجاز، يقولون: يريدُ يَفْعَلَ، أي: أنْ يَفْعَلَ، وما أكثَرَ ما رأيتُهَا واردةً في كلام الشافعي رحمة الله عليه» . اهـ. ومن شواهد حذف «أنْ» مع انتصاب الفعل وارتفاعه: قراءةُ الحسن البصري: {تَأْمُرُونِّي أَعْبُدَ} [الزمر: 64] ، بنصب «أَعْبُدَ» ، وقرأ الجمهور برفعه: «أَعْبُدُ» ، وقولُ العرب: تَسْمَعُ َ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ مِنْ أنْ تراه، يروى بنصب: «تسمع» ، ورفعه، وقولُ طَرَفَة بنِ العبد [من الطويل] : أَلا أَيُّهَذَا الزَّاجِرِي أَحْضُرَ ُ الوَغَى وأَنْ أَشْهَدََ اللَّذَّاتِ هلْ أَنْتَ مُخْلِدِي؟! يروى بنصب «أحضر» وبرفعه، وفي ذلك شواهد كثيرة. انظر: "رسالة الشافعي" (الفقرة رقم: 168، 731، 1732) . وانظر: "سر صناعة الإعراب" (1/285) ، و"إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص 263-264) ، و"مغني اللبيب" (2/605) ، و"أوضح المسالك" (4/170-179) ، و"التصريح، شرح التوضيح" للشيخ خالد الأزهري (2/245) ، و"همع الهوامع" (1/30-31) ، و"خزانة الأدب" (8/580- الشاهد رقم 673) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 488 فقلتُ لأَبِي: فَسَمِعَ حِبَّانُ مِنْ عُقَيل بْنِ خَالِدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، لا أعلمُ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ مَنْ سَمِعَ مِنْ عُقَيل إِلا حِبَّانَ بنَ علي - أخو مِنْدَلٍ (1) - ومَخْلَد بن الحسين (2) .   (1) كذا في جميع النسخ، «أخو مندل» ، والجادة: «أخا» بالألف؛ لأنه بدل من «حبانَ» ؛ لكن ما في النسخ صحيح، ويخرَّج على أنَّه خبرٌ لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أخو مندل؛ وقد تقدَّم نحو ذلك في أول المسألة. (2) قال أبو داود (2611) : «والصحيح أنه مرسل» . وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا يسنده كبيرُ أحدٍ غير جرير بن حازم، وإنما رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن النبي (ص) مرسلاً، وقد رواه حِبَّان بن علي العَنَزي، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، ورواه الليث ابن سعد، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً» . وقال الطحاوي (572) : «هذا الحديث عندنا ممَّا تفرَّد به جرير بن حازم، عن يونس بن يزيد بهذا الإسناد، ولا نعلم أحدًا شركه فيه، ولا نعلم أحدًا من أصحاب الزهري رواه عن الزهري غير يونس بن يزيد، غير أن أحمد بن شعيب [يعني النسائي] قد خالفنا في ذلك، وذكر أن الحديث بهذا الإسناد قد شرك يونسَ ابن يزيد فيه عقيل بن خالد فرواه عن الزهري بهذا الإسناد» . وقال الحاكم (1/443) : «هذا إسناد صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والخلاف فيه على الزهري من أربعة أوجه» . وقال أيضًا (2/101) : «صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه لخلاف بين الناقلين فيه على الزهري» . وقال البيهقي (9/156) : «تفرد به جرير بن حازم موصلاً، ورواه عثمان بن عمر، عن يونس، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ النبي (ص) منقطعًا» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 489 1025 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حَيْوَة شُرَيح ابن يَزِيدَ الحِمصي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ (1) ، عَنِ المُهاصِر بْنِ حَبيب، عَنِ المُسَيَّب بْنِ مُهاجِر الْقُرَشِيِّ؛ قَالَ: إنْ ظَنَنْتَ أن تَفِيَ بثلاثٍ فَاغْزُو (*) وإلا فلا تَغْزُو (*) : إِذَا أُمِرْتَ أَطَعْتَ، وَإِذَا لَقِيتَ العدوَّ   (1) هو: أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، قيل اسمه: بكير، وقيل عبد السلام. ( *) ... رُسِمت في جميع النسخ: «فاغزوا» و «فلا تغزوا» بإثبات الواو بعدها ألف، والخطاب لمفرد لا لجمع، فالجادة: «فاغزُ ... فلا تغزُ» بحذف لام الفعل المعتل الآخر؛ لبناء الأمر في الموضع الأول، ولدخول «لا» الجازمة في الموضع الآخر. ويخرَّج ما في النسخ على وجهين: الأول: إجراء المعتل مُجرى الصحيح. والثاني: أنَّه على لغة بعض العرب في إشباع الحركات حتى تَنشَأ عنها حروف. وقد تقدم ذكرهما في المسألة رقم (228) . وأما الألفُ المرسومةُ بعد الواو في الموضعين: فزائدةٌ على طريقة المتقدمين من الكتَّاب في زيادة ألف بعد واو الفعل؛ قال النووي في شرحه للحديث (16) من "صحيح مسلم"- وفيه أنَّ رجلاً قال لعبد الله بن عمر: أَلاَ تغزو؟! - قال: «ويجوز أن يكتب «تغزوا» بالألف وبحذفها، فالأولُ قولُ الكتاب المتقدِّمين، والثاني قولُ بعض المتأخرين؛ وهو الأصحُّ، حكاهما ابن قتيبة فى أدب الكاتب» . اهـ. من "شرح صحيح مسلم" (1/179) . وانظر كلام ابن قتيبة في "أدب الكاتب" (ص225-226) . وانظر تفصيل المسألة في كتاب "المطالع النصرية، للمطابع المِصْرية، في الأصول الخطية" للعلامة نصر الهوريني (ص 189-193) . الحديث: 1025 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 490 قاتَلتَ، وَإِذَا غَنِمتَ أَدَّيْتَ؟ فسمعتُهُما يقولان ِ: إنما هو: [السَّائبُ] (1) بن مهجان. تَمَّ الجُزْءُ السَّادسُ بحمد الله وعَوْنِهيَتلوه (2) في الجُزْءِ السَّابعِ في حديث: سألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ رِوَايَةِ الأَوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) والحمدُ للَّه ربِّ العالمين، وصلَّى الله على سيِّدنا محمدوآلِهِ (3) ، وسلَّم   (1) في جميع النسخ: «المسيب» ، والتَّصويب من مصادر ترجمته، ومنها "التاريخ الكبير" (4/155 رقم2306) ، و"الجرح والتعديل" (4/244 رقم1048) ، و"الإصابة" (5/5 رقم3655) ، وقد أطال ابن عساكر في ترجمته في "تاريخ دمشق" (20/102-106) ، وذكر الاختلاف في نسبه، وأنه يقال أيضًا: «مهجار» بالراء، وهناك من قال: «مهاجر» ، و «مهاجن» ، ولم يذكر أن أحدًا سَمَّاه: «المسيب» . (2) في (ف) : «ويتلوه» . (3) زاد بعده في (ف) قوله: «وصحبه» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 491 (1) بِسم الله الرَّحمن الرَّحيموصلَّى الله على سيِّدنا محمدوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًاالجُزْءُ السَّابعُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، يَشْتَمِلُ عَلَى ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الجَنَائِزِ، والبُيُوعِ، وأَوَّلِ النِّكَاحِ (2) 1026 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : سألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ رِوَايَةِ الأَوزاعي (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَبَّر فِي الصَّلاة عَلَى الجَنائز؟ فَقَالَ: إِنَّهُ لا يُوَصِّلُونَهُ (6) ؛ يَقُولُونَ: عَنْ أَبِي سَلَمة: أنَّ   (1) زاد بعده في (ف) : «تسليمًا كثيرًا» ، ومن قوله: «تم الجزء السادس ... » إلى هنا من (أ) و (ف) فقط، لكن بهامش (ش) : «آخر الجزء السادس» . (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا من (أ) ، ومثله في (ف) إلا أنه قال: «يشتملُ على أخبار ... » إلخ. وجاء بدلاً منه في (ت) و (ك) : «عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْجَنَائِزِ» فقط. وفي (ش) : «ذِكْرُ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الجنائز والبُيوع وأول النِّكاح» فقط. (3) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «سألت» بلا واو. والحديث تقدم في المسألة رقم (483) بهذا الإسناد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) صلَّى عَلَى جِنازة، فكبَّر عَلَيْهَا أَرْبَعًا، ثُمَّ أَتَى قَبْرَ الميِّت، فَحَثا عَلَيْهِ مِنْ قِبَلِ رأسِه ثلاثًا. (5) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (6) «لا يوصِّلونه» بتشديد الصاد المهملة من «وصَّل» ، وهو بمعنى لا يَصِلُونَهُ» . انظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (410) . وقوله: «فقال» كذا جاء في جميع النسخ! والسؤال موجَّه في صدر المسألة إلى أبي حاتم وأبي زرعة، فيحتمل ذلك أمرين: الأوَّل: إمَّا أن يكون الجواب منهما جميعًا، فتخرَّج «قال» على الاجتزاء، والأصلُ: «قالا» ، ثمَّ حُذِفَتِ الألفُ، واجتزئ عنها بالفتحة قبلها، على لغة هوازن وعليا قيس في الاجتزاء بالحركات من حروف المد، وقد تقدم بيانها وبيان شواهدها في التعليق على المسألة رقم (679) . والثاني: أن يكون أراد: واحد منهما. فحذف الفاعل. الحديث: 1026 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 492 النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (1) ، إِلا إسماعيلُ بنُ عَيَّاش وأبو (2) المُغِيرة (3) ، فَإِنَّهُمَا رَوَيَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ كَذَلِكَ. 1027 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (4) ، عَنْ   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) كذا في جميع النسخ بالواو، وكانت الجادَّة أن يقال: إِلا إسماعيلَ بْنَ عيَّاش وَأَبَا المغيرة، بنصب المستثنى وما عطف عليه؛ لأنَّ الاستثناء هنا تامٌّ موجبٌ، وفي مثل ذلك يجب النصب عند أكثر النحاة خاصَّة نحاة البصرة، لكنَّ ما وقع في النسخ جائزٌ على لغةٍ حكاها أبو حَيَّان عن بعض العرب يُجْرون الاستثناء التامَّ الموجب مجرى التامِّ غير الموجب، فيجوزُ في المستثنى على ذلك ثلاثة أوجه: النصبُ على الاستثناء، والرفعُ على الابتداء، والإتباعُ بدلاً من المستثنى منه. إذا تقرَّر هذا، فما وقع في النسخ يخرَّج على الرفع على الابتداء، وخبره: قوله: «فَإِنَّهُمَا رَوَيَا عَنِ الأَوْزَاعِيِّ كَذَلِكَ» ، ودخولُ الفاء على خبر المبتدأ جائزٌ مطلقًا عند الأخفش، وانظر تفصيل ذلك في "همع الهوامع" (1/403- 406) . وانظر الكلام على اللغة التي حكاها أبو حيان في المسألة رقم (997) . (3) هو: عبد القدوس بن الحجَّاج. (4) هو: ابن يحيى العَوْذي. ولم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن الحديث رواه الإمام أحمد (1/38 رقم 264) عن عفان، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَزَعَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ عمر، عن النبي (ص) ، به هكذا بزيادة «عمر» . وقال البزار في "مسنده" (1/218) : «ورواه همام أيضًا، عن قتادة، عن قزعة ويحيى بْنِ رُؤْبَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر، عن النبي (ص) » . وقال الدارقطني في "العلل" (2/61) : «وأما حديث قزعة: فأسنده ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ النبي (ص) » . الحديث: 1027 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 493 قَتادة، عَنْ قَزَعَة (1) ، عَنِ ابْنِ عمر (2) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ (3) : إنَّ المَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ شُعْبَةُ (4) ، وابنُ أَبِي عَروبة (5) ، وَعُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ (6) بعضُهم عَن هَمَّام (7) ، عَنْ قَتادة، عَنْ يَحْيَى بْنِ رُؤْبَة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: مِنْ حَدِيثِ هَمَّام - يَعْنِي: قَتادة: عَنْ قَزَعَة - أشبهُ. قلتُ: فحديثُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؟ فَقَالَ: هما حديثان ِ قد رواهما (8) جميعًا (9) .   (1) هو: ابن يحيى. (2) في (ت) و (ك) : «عن ابن عمه» . (3) قوله: «قال» ليس في (أ) و (ش) . (4) روايته أخرجها البخاري (1292) ، ومسلم (927) . (5) هو: سعيد. وروايته أخرجها أحمد (1/51 رقم 366) ، ومسلم (927) . (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «روى» . (7) رواية همام على هذا الوجه ذكرها البزار في "مسنده" (1/218) ، والمزي في "تحفة الأشراف" (8/60) ، وقال البزار: «ولا نعلم أحدًا روى هذا الحديث عن قزعة ويحيى بن رؤبة إلا همامً، عن قتادة» . (8) يعني: قتادة. (9) ذكر الدارقطني في "العلل" (109) هذا الحديث، وأطال في ذكر الاختلاف فيه، فانظره إن شئت. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 494 1028 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّراوَرْدي (2) ، عَنْ كَثير بْنِ زيد، عن زينب ابْنتِ (3) نُبَيْط (4) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) علَّم قبرَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعون بِصَخْرة؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، يُخالَفُ الدَّرَاوَرْدي فِيهِ؛ يَرْوِيهِ حاتِم (5) وغيرُه (6) ، عَنْ كَثير بْنِ زَيْدٍ، عَنِ المُطَّلِب بن عبد الله بْنِ حَنْطَب؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (7) . 1029 - وسألتُ (8) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المبارك (9) ، عن ابن   (1) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/96-97/ مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (795) . (2) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها ابن ماجه (1561) ، وابن عدي في "الكامل" (6/68) . (3) في (ك) : «ابنة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وله وجه صحيح في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (4) هي: امرأة أنس بن مالك ح. (5) هو: ابن إسماعيل. وروايته اخرجها أبو داود في "سننه" (3206) ، وابن شبَّة في "تاريخ المدينة" (1/102) ، ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/412) . (6) رواه أبو داود أيضًا (3206) من طريق سعيد بن سالم، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ المطلب به، ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/412) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/399-400) من طريق الواقدي، عن كثير بن زيد، به. (7) قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (795) : «وإسناده حسنٌ، ليس فيه إلا كثير بن زيد راويه عن المطَّلب، وهو صدوق وقد بيَّن المطَّلب أن مخبرًا أخبره به ولم يُسَمِّه، ولا يضرُّ إبهام الصحابي» . (8) تقدمت هذه المسألة بنصها برقم (213) ، وستأتي مختصرة برقم (1092) . (9) هو: عبد الله. الحديث: 1028 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 495 جابر (1) ، عن بُسْر (2) بن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (3) ، عَنْ واثِلَة (4) ، عَنْ أَبِي مَرْثَد (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا تُصَلُّوا إِلَى القُبُورِ، وَلاَ تَجْلِسُوا عَلَيْهَا؟ قَالَ أَبِي: يَرَوْنَ أَنَّ ابنَ (6) الْمُبَارَكِ وَهِمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ أدخلَ أَبَا إِدْرِيسَ الخَوْلانيَّ بَيْنَ بُسْر بْنِ عُبَيدالله وَبَيْنَ واثِلَة. وَرَوَاهُ عِيسَى بنُ يُونُسَ، وصَدَقَةُ بنُ خَالِدٍ، والوليدُ بنُ مُسْلِمٍ، فَقَالُوا كلُّهم: عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْر (7) بْنِ عُبَيدالله؛ قَالَ: سمعتُ واثِلَةَ بنَ الأَسْقَع يُحدِّث عَنْ أَبِي مَرْثَد الغَنَوِي، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: بُسْرٌ قَدْ سَمِعَ مِنْ واثِلَة، كَثِيرًا مَّا (8) يُحدِّثُ بُسْرٌ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ؛ فغَلِطَ ابنُ الْمُبَارَكِ، وظنَّ أنَّ هَذَا ممَّا رُوِيَ (9) عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ واثِلَة. وَقَدْ سَمِعَ هَذَا الحديثَ بُسْرٌ مِنْ واثِلَة نفسِه؛ لأنَّ أهلَ الشَّامِ أعرفُ بِحَدِيثِهِمْ. 1030 - وسألتُ (10) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْن سَلَمة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ جَابِرٍ (11) ، عَنِ ابْنِ عباس:   (1) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. (2) في (ش) و (ك) : «بشر» . (3) هو: عائذ الله بن عبد الله الخولاني. (4) هو: ابن الأسقع. (5) هو: كَنَّاز بن الحصين الغَنَوي. (6) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (7) من قوله: «وصدقة بن خالد ... » إلى هنا سقط من (ف) . (8) في المسألة المتقدمة برقم (213) : «وكثيرًا مَّا» بالواو. (9) أي: مما رواه بُسْرُ بنُ عبد الله. (10) انظر المسألة رقم (1050) . (11) هو: ابن زيد. الحديث: 1030 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 496 أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى النَّجاشي؟ قَالَ أَبِي (1) : حدَّثنا أبو سَلَمة (2) ؛ قال: ثنا حمَّاد، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى النَّجاشي (3) . قَالَ أَبِي: حديثُ مُوسَى (4) أصَحُّ. 1031 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّلُ (5) ، والعلاءُ بن عبد الجبَّار، وجماعةٌ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عن ثُمامَة بن عبد الله، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى صَبِيٍّ - أَوْ صَبِيَّة - فلمَّا دُفِنَ قَالَ: لَوْ عُوفِيَ أَحَدٌ مِنْ عَذَابِ (6) القَبْرِ، لَعُوفِيَ هَذَا الصَّبِيُّ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (7) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد (8) ، عن ثُمامَة: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (9) ؛ وَهَذَا أصَحُّ وَأَقْوَى مِنْ حَدِيثِ العلاء والمُؤَمَّل (10) .   (1) قوله: «أبي» ليس في (ف) . (2) هو: التَّبُوذَكي، واسمه: موسى بن إسماعيل. (3) الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (1/254 رقم 2292) فقال: حدثنا عفان ابن مسلم، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عن ابن عباس، فذكره. (4) أي: حديث أبي سلمة التَّبوذَكي. (5) هو: ابن إسماعيل. (6) في (ت) و (ك) : «العذاب» . (7) هو: التَّبوذَكي موسى بن إسماعيل. وروايته ذكرها الضياء في "المختارة" (5/201) . (8) في (ك) : «جماعة» ، وكذا كانت في (ت) ، ثم صوِّبت. (9) قوله: «مرسل» ليس في (ت) و (ك) ، وما أثبتناه من بقية النسخ جار على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (10) قال الضياء في "المختارة" (5/201) : «وقد رواه غير واحد متصلاً كما أخرجناه، منهم: المؤمل بن إسماعيل، والعلاء بن عبد الجبار، والله أعلم» . والحديث رواه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (4532) -، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1435) ، والطبراني في "الأوسط" (2753) ، وابن عدي في "الكامل" (2/108) ، والضياء في "المختارة" (1824 و1825 و1826) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحجَّاج، عَنْ حمَّاد، عن ثمامة، عن أنس، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ثمامة إلا حماد» . واستنكره الذهبي في "الميزان" (1/372) . وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (4532) بعد أن عزاه لأبي يعلى: «إسناده صحيح» . ورواه عبد الله بن أحمد في "السنة" (1434) عن أبيه، عن وكيع، عَنْ حمَّاد، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنِ أنس، به. ورواه الطبراني في "الكبير" (4/121 رقم3858) من طريق عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ وكيع، عَنْ حمَّاد، عَنْ ثُمَامَةَ، عَنِ البراء بن عازب، عن أبي أيوب، به مرفوعًا. قال الدارقطني في "العلل" (4/42/ب) : «يرويه حماد ابن سلمة واختُلِف عنه، فرواه حَرَمي بن عمارة وسعيد ابن عاصم الملح [كذا]- شيخ بصري- عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثمامة، عن أنس، وخالفهما وكيع وأبو عمر الحوضي روياه عن حمَّاد، عن ثمامة مرسلاً، وهو الصَّحيح» . وانظر "المختارة" (5/201) . الحديث: 1031 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 497 1032 - أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتِم _ح؛ قَالَ (1) : حدَّثنا (2) أَبِي، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنْ حمَّاد (4) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حَكيم: أنَّ جَارِيَةً لثَقِيف بَغَتْ (5) ، فوَلَدَتْ مِنَ اللَّيْلِ، فَسَأَلُوا الحَسَنَ؛ فَقَالَ الْحَسَنُ: صَلُّوا عَلَيْهِ (6) .   (1) من قوله: «أنا أبو محمد ... » إلى هنا ليس في (ف) . (2) في (ف) : «وحدثنا» . (3) هو: التَّبوذَكي موسى بن إسماعيل. (4) هو: ابن سلمة. (5) أي: زَنَتْ. "النهاية" (1/144) . (6) كذا في جميع النسخ! وفي النص إشكال، ويبدو أن المعنى: أن الجاريةَ التي بَغَتْ ولَدَتْ فماتت -أو مات ولدُها-، فسألوا الحسن البصري، فقال: صلُّوا = = عليها، أو عليه. وهذا يتعلق بمسألة خلافية عَرَضَ لها الحافظُ ابن حجر في "فتح الباري" (12/131) ، وهي: هل يُصلَّى على المحدود؟ فنقل عن القاضي عياض قوله: «لم يختلف العلماءُ في الصَّلاة على أهل الفِسْق والمعاصي والمقتولين في الحدود، وإن كَرِهَ بعضُهم ذلك لأهل الفضل، إلا ما ذهب إليه أبو حنيفة في المحاربين، وما ذهب إليه الحسن في الميتة من نِفاس الزِّنى، وما ذهب إليه الزُّهري وقتادة ... » إلخ. والذي ذهب إليه الزهري وقتادة ذكره ابن حجر قبل ذلك، فقال: «وعن الزهري: لا يُصَلَّى على المرجوم، ولا على قاتل نفسه، وعن قتادة: لا يُصَلَّى على المولود من الزنى» . اهـ. وانظر "مصنف عبد الرزاق" (3/533-534) . الحديث: 1032 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 498 قَالَ أَبِي: لَيْتَهُ لَمْ يكُنْ بكرَ بْنَ عُثْمَانَ والدَ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ البُرْساني (1) ! والبُرْساني هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عُثْمَانَ، وَمَا أخوفَني أَنَّهُ خطأٌ (2) ! لَعَلَّهُ أَرَادَ بكرَ بْنَ عُثْمَانَ. 1033- وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الوليد (4) ، عن حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كان بالمدينة حَفَّاران ِ: واحدٌ يَلْحَدُ (5) ، والآخرُ يَشُقُّ (6) ، فلمَّا تُوُفِّيَ النبيُّ (ص) ، بَعَثُوا إِلَيْهِمَا، فسَبَقَ بِالْمَجِيءِ الَّذِي يَلْحَدُ؟   (1) معناه: أن أبا حاتم يتوقَّع أن قوله: «عثمان بن حكيم» خطأ، وصوابه: «بكر بن عثمان» . (2) في (ش) : «أخطأ» . (3) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/85/مخطوط) بعض هذا النص بتصرف، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (783) . (4) هو: الطَّيالسي، هشام بن عبد الملك. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/295) . وتابعه يزيد بن هارون وحجاج بن منهال في وجه عنه. أما رواية يزيد ابن هارون: فأخرجها ابن سعد في الموضع السابق. أما رواية حجاج بن منهال فأخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (22/297) ، لكن حكى الدارقطني في "العلل" (5/47/أ) أن حجاجًا أرسله، ولم يذكر فيه عائشة!. (5) أي: يَحفِرُ القبورَ لحْدًا، واللَّحْدُ: الشَّقُّ الذي يُعْمَلُ في جانبِ القبر لموضع الميت؛ لأنه قد أُمِيلَ عن وسَط القبر إلى جانبه. "النهاية" (4/236) . (6) أي: يَحفِرُ القبورَ شقًّا، بحيثُ يكون الشَّقُّ في وسَط القبر. الحديث: 1033 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 499 قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، بِلا عائِشَة؛ وَهَذَا الصَّحيحُ: بِلا عائِشَة (2) . قلتُ لأَبِي: الخطأُ مِنْ أَبِي الْوَلِيدِ؟ قَالَ: لا أَدْرِي؛ مِنْ أَبِي الْوَلِيدِ، أَوْ مِنْ حمَّاد (3) ؟ 1034 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ   (1) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي. (2) الحديث أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (1/231 رقم546) عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه مرسلاً، ليس فيه ذكر لعائشة. ومن طريق مالك أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/296) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/154) . وأخرجه ابن سعد أيضًا (2/295 و296) من طريق همام بن يحيى وأنس بن عياض، كلاهما عن هشام، عن أبيه مرسلاً كذلك. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11631) من طريق جرير بن عبد الحميد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ فقهاء أهل المدينة. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (6384) عن مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قال: كان بالمدينة رجلان ... فذكره. قال الدارقطني في "العلل" (5/47/أ) : «هو حديث يرويه هشام بن عروة، واختُلِف عنه، فرواه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عروة بن الزبير، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، وأرسله حجَّاج بن منهال، عن حماد ابن سلمة، عن هشام، عن أبيه. وكذلك رواه مالك وابن عيينة مرسلاً، وهو المحفوظ» . (3) تقدم أن يزيد بن هارون وحجَّاج بن منهال تابعا أبا الوليد؛ وهذا مما يقوي أن الخطأ من حماد. (4) ستأتي هذه المسألة برقم (1042) ، وفيها زيادة على ما ها هنا، وسيأتي تخريج الحديث هناك. (5) هو: ابن سعيد. (6) هو: ابن أبي تميمة السَّختِياني. (7) هو: القاسم بن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصدِّيق. الحديث: 1034 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 500 النبيَّ (ص) كُفِّن فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَة (1) ؛ قَالَ: قلتُ لعبد الرحمن - يَعْنِي: ابنَ الْقَاسِمِ -: مَنْ حدَّثكَ حديثَ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كُفِّن فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ؟ فَقَالَ: حدَّثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بن عليٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) كُفِّن ... . 1035 - وسُئِلَ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هُدْبَة (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَة (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن   (1) في (ك) : «أما شعبة» بدل: «أخبرنا شعبة» . (2) ذكر بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/60) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/69) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (2/62/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/237) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1046) و (1094) . (3) تصحفت في (ف) إلى «هديَّة» ، وهو: ابن خالد. (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/397) من طريق موسى بن إسماعيل، وابن حزم في "المحلى" (1/250) و (2/23) من طريق الحجاج بن المنهال، كلاهما عن حماد، به. وقال البخاري عقبها: «ولا يصحُّ» . ورواه البزار في "مسنده" (148/أ/مسند أبي هريرة) من طريق عبد الوهاب - وهو الثقفي - ورواه البزار أيضًا، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (34) من طريق أبي بحر البكراوي، ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/217) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/374 رقم624) من طريق محمد بن شجاع، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة، به. ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/456) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/302) من طريق ابن لهيعة، عَنْ حُنين بْنِ أَبِي حَكِيمٍ، عن صفوان بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة، مرفوعًا. قال البيهقي: «ابن لهيعة وحنين لا يُحتجُّ بهما، والمحفوظ من حديث أبي سلمة ما أشار إليه البخاري؛ موقوف من قول أبي هريرة» . الحديث: 1035 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 501 النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ، وَمَنْ حَمَلَهُ فَلْيَتَوَضَّأ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: موقوفٌ على (1) أَبِي هُرَيْرَةَ، لا يرفَعُهُ الثِّقات (2) .   (1) كذا في (ش) ، ومثله في "الإمام"، وفي بقية النسخ: «عن» . (2) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11152 و11998) من طريق عبدة بن سليمان ويزيد بن هارون، والبخار ي في "التاريخ الكبير" (1/397) من طريق عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي، والبزار في "مسنده" (148/أ/مسند أبي هريرة) من طريق ثابت بن يزيد، والدَّراوَرْدي، وابن المنذر في "الأوسط" (5/350) من طريق ابن عُليَّة، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (35) من طريق المعتمر بن سليمان، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/302) من طريق عبد الوهاب بن عطاء، جميعهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفًا عليه. قال البخاري: «وهذا أشبه» . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (245) عن البخاري أيضًا أنه قال: «إن أحمد ابن حنبل وعلي بن عبد الله [أي: المديني] قالا: لا يصحُّ فِي هَذَا الباب شيء» . وقال أبو داود في "مسائله" (1964) : «سمعت أحمد ذكر في «من غسَّل ميِّتًا فليغتَسِل» فقال: ليس يثبت فيه حديث» . وقال ابن المنذر: «الاغتسال من غسل الميت لا يجب، وليس فيه خبر يثبت» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (1/302) : «هذا هو الصَّحيح؛ موقوفًا» ، ثم روى بإسناده إلى محمد بن يحيى الذُّهلي أنه قال: لا أعلم في: «من غسَّل ميِّتًا فليغتَسِل» حديثًا ثابتًا، ولو ثبت لزمنا استعماله. وانظر طرق هذا الحديث والكلام عليها في "العلل" للدارقطني (1770 و1954) ، و"الإمام" لابن دقيق العيد (2/372-391) ، و (3/58-65) ، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي" (1/180) ، و"البدر المنير" لابن الملقن (2/61-69/مخطوط) ، و"فتح الباري" لابن حجر (3/127) ، و"التلخيص الحبير" (182) ، والتعليق على "الخلافيات" للبيهقي (3/273-291) . فائدة: قال ابن المنذر في "الأوسط" (5/351) : «أجمع أهل العلم على أن رجلاً لو مسَّ جِيفةً، أو دمًا، أو خِنزيرًا ميتًا: أن الوضوءَ غيرُ واجب عليه؛ فالمسلم الميت أحرى أن لا يكون على من مسَّه طهارة» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 502 1036 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن الْحَسَنِ (1) بْنِ زَبالَة (2) ، عَنْ سُلَيمان بن بلال، عن عبد الحكيم بن عبد الله بْنِ أَبِي فَرْوَة (3) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُتبَة، عَنْ عُرْوَة بْنِ الزُّبَير، عَنْ عائِشَة، عَنْ أَبِي بكر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ المَيِّتَ يُنْضَحُ (4) عَلَيْهِ الحَمِيمُ (5) بِبُكَاءِ الحَيِّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وابنُ زَبالَة ضعيفُ الْحَدِيثِ (6) . 1037 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثَناه، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ موسى (7) ؛ قال: ثنا شَريك (8) ، عن عُبَيدالله بن سعد؛ قال: حدَّثني   (1) في (ك) : «حسن» . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (64) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (37) ، وأبو يعلى في "مسنده" (47) . (3) في (ك) : «بُرْدَة» بدل: «فروة» . (4) في (ف) : «لَيُنْضَحُ» . (5) الحَميمُ: الماء الحُارُّ. "المصباح المنير" (ص 153) . (6) قال البزار في "مسنده" (64) : «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَنِ النَّبِيِّ (ص) من غير هذا الوجه، وعبد الحكيم بن عبد الله رجل من أهل المدينة مشهور، صالح الحديث، ويعقوب بن عتبة مشهور، ومحمد بن الحسن هذا ليِّن الحديث؛ لأنه روى أحاديث لم يتابع عليها، وقد حدث عنه جماعة من أهل العلم، وهو يعرف بمحمد بن الحسن بن زبالة المخزومي» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (806) في محمد بن الحسن هذا: «ولقد أتى في هذه الرواية بطامة؛ لأن المشهور أن عائشة كانت تنكر هذا الإطلاق كما سيأتي» . (7) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/133) . ورواه البخاري أيضًا من طريق أبي نضرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قال لعشرةٍ: «آخرُكُم موتًا في النَّار» ، وكان سمرة آخرَهم. ثم قال البخاري: «ووقع في النَّار، فمات» . (8) هو: ابن عبد الله النَّخعي، القاضي. الحديث: 1036 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 503 رَجُل مِنْ أَهْلِ سُوقِنا مِنَ الحَمَّالين يُقَالُ لَهُ: حُجْرٌ؛ قَالَ: غَلا السِّعْرُ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فجَلَبْتُ إِلَيْهَا (1) ، قَالَ (2) : فجلستُ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ لِي (3) : مِنْ أينَ أَنْتَ؟ قلتُ: مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، قَالَ: مَا فِعْلُ سَمُرَةُ بنُ جُنْدُب؟ قلتُ: حَيٌّ، قَالَ: آللهِ، فقلتُ (4) : آللهِ (5) ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: مَا مِنْ أحدٍ أحبُّ إلَيَّ بَقاءً مِنْهُ. قَالَ: قلتُ: ولمَ ذاك (6) ؟ قَالَ: قَالَ لِي رسولُ اللَّهِ (ص) (7) ولحذيفةَ ولهُ -يَعْنِي (8) سَمُرَةَ بنَ جُنْدُب -: آخِرُكُمْ مَوتًا فِي النَّارِ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ فِيهِ حُذَيفة (9) .   (1) لعل المراد: فجلبتُ إليها بضائعَ، أو نحو هذا، والله أعلم. (2) قوله: «قال» سقط من (أ) و (ش) . (3) قوله: «لي» ليس في (ك) . (4) في (أ) و (ك) : «قلت» . (5) قوله: «فقلت آلله» سقط من (ش) . (6) في (ت) و (ك) : «ذلك» . (7) في (ف) : «النبي (ص) » بدل: «رسول الله (ص) » . (8) في (ك) : «معنى» . (9) تقدم أن البخاري أخرج الحديث في "التاريخ الأوسط"، ثم قال: «ووقع في النَّار، فمات» . وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" رقم (996) - في ترجمة سمرة -: «سكن البصرة، وكان زياد يستخلِفُه عليها ستةَ أشهر، وعلى الكوفة ستةَ أشهر، فلما مات زياد استخلفَه على البصرة، فأقرَّه معاوية عليها عامًا أو نحوه، ثم عزله، وكان شديدًا على الحَروريَّة؛ كان إذا أُتي بواحدٍ منهم قتله، ولم يُقِلْه، ويقول: شرُّ قتلى تحت أديم السَّماء؛ يُكفِّرون المسلمين، ويَسفِكون الدِّماء. فالحَروريَّة ومن قاربهم في مذهبهم يطعَنون عليه، وينالون منه. وكان ابن سيرين والحسن وفضَلاء أهل البصرة يُثنون عليه، ويجيبون عنه» . وقال أيضًا: «وكان سمرةُ من الحفَّاظ المكثرين عن رسول الله (ص) ، وكانت وفاتُه بالبصرة في خلافة معاوية سنة ثمان وخمسين؛ سقط في قِدْرٍ مملوءةٍ ماءً حارًّا كان يتعالجُ بالقعود عليها من كُزازٍ شديد أصابه، فسقط في القِدْر الحارَّة فمات، فكان ذلك تصديقًا لقول رسول الله (ص) له ولأبي هريرة ولثالث معهما: " آخرُكُم موتًا في النَّار "» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 504 1038 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ مَخْلَد القَطَواني (2) ، عَنْ عبد الرحمن ابن عبد العزيز الأَنْصَارِيِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي الزُّهْري، عَنْ عبد الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أبيه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ رَأى (3) مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟ ، فقال رجل: أنا رأيتُ ُمَقْتَلَهُ (4) ، فانطَلَقَ حَتَّى أَراناه، فخرجَ (5) حَتَّى وقفَ عَلَى حَمْزَةَ، فَرَآهُ قَدْ شُقَّ بطنُه؛ قَدْ مُثِّلَ بِهِ. قَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ! مُثِّلَ بِهِ وَاللَّهِ (6) ! فكَرِهَ رسولُ اللَّهِ (ص) أَنْ ينظرَ إِلَيْهِ، وَوَقَفَ بَيْنَ ظَهْرانَيِ القَتْلى؛ قَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاءِ القَوْمِ، لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ؛ فإِنَّهُ لَيسَ جَرِيحٌ (7) يُجْرَحُ فِي اللهِ إلاَّ جَاءَ جُرْحُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ المِسْكِ. قَدِّموا أَكْثَرَ القَومِ قُرْآنًا، وَاجْعَلوهُ في اللَّحْدِ؟   (1) انظر المسألة رقم (1015) . (2) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (3/13) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (36776) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/11) على هذا الوجه، وكذا ذكرها ابن حجر في "هدي الساري" (ص356) ؛ لكن ذكر الدارقطني في "العلل" (4/127/أ) أن عبد الرحمن هذا - وهو: ابن عبد العزيز بن عبد الله = = ابن عثمان بن حنيف الأُمامي من ولد أبي أُمامة - رواه هو وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عبد الرحمن بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جابر. اهـ. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/287) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (19/82 رقم 167) ، وفي "الدعاء" (1973) . قال الحافظ ابن حجر عن هذا الطريق: «وهو خطأ أيضًا، وعبد الرحمن هذا ضعيف» . (3) في (ف) : «قتل» بدل: «رأى» . (4) في (أ) و (ش) : «مقتل حمزة» . (5) أي: النبي (ص) . (6) قوله: «والله» ليس في (أ) و (ش) . (7) المثبت من (ف) ، وفي بقيَّة النسخ: «جرح» . الحديث: 1038 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 505 قَالَ أَبِي: يُروى هَذَا الحديثُ عَنِ الزُّهْري، عَنِ ابْنِ كَعْبٍ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . وعبدُالرحمن (2) هَذَا (3) : شيخٌ مَدَنيٌّ مُضطَرِبُ الْحَدِيثِ (4) . 1039- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوب ابن كَعْبٍ الحَلَبي، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ بَشِيرٍ أَبِي (5) إِسْمَاعِيلَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّاد، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ خرجَ فِي جِنازَة، فعَرَضَ عَلَيْهِ رجُلٌ دابَّتَهُ، فَلَمْ يركَبْ، فَلَمَّا دفنَها عَرَضَ عَلَيْهِ رجُل آخَرُ (6) دابَّته، فركبَ؟   (1) من هذا الوجه أخرجه البخاري في "صحيحه" (1343) من طريق الليث، عن ابن شهاب الزهري، به. وذكر الدارقطني في "العلل" (4/127/أ) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وقول الليث أشبه بالصٌَّواب» . وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص356) بعد أن ذكر الاختلاف في هذا الحديث: «ولا يخفى على الحاذق أن رواية الليث أرجحُ هذه الروايات - كما قررناه -؛ وأن البخاري لا يُعِلُّ الحديث بمجرَّد الاختلاف» . (2) يعني: ابن عبد العزيز الأنصاري، الراوي عن الزهري. (3) قوله: «هذا» ليس في (ف) . (4) وكذا قال عن هذا الراوي في "الجرح والتعديل" (5/260 رقم 1231) . (5) في (ش) و (ف) : «ابن» بدل: «أبي» ، والمثبت هو الصَّواب - إن شاء الله - فبشير هذا هو: ابن سليمان أبو إسماعيل الكِنْدي - ويقال: النَّهْدي - وهو يروي عن يحيى بن عبَّاد أبي هُبيرة - كما في "المعرفة والتاريخ" للفسوي (3/118) -، وقال الدُّوري في "تاريخه" (2539) : «سمعت يحيى [يعني: ابن معين] يقول: بشير أبو إسماعيل هو: بشير بن سلمان» . وعليه فالذي يظهر أن ما سيأتي في المسألة التالية متمِّمٌ لهذه المسألة؛ على نقصٍ فيها كما سيأتي التنبيه عليه، والله أعلم. (6) قوله: «آخر» سقط من (ك) . الحديث: 1039 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 506 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: يحيى ابن عَبَّاد أَبُو هُبَيرة: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (1) ؛ فغَلِطَ يَعْقُوبُ، إِلا أَنْ يكونَ حُدِّثَ عِيسَى عَلَى خَبَرِ الصِّحَّة، فجعَلَ: كُنيةُ َ يحيى بن عَبَّاد: أبو هريرة (2) ، وزاد فيه: «عن» (3) .   (1) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدَّم التعليق على المسألة رقم (34) . (2) كذا في جميع النسخ: «أبو هريرة» بالرفع، والجادَّة: «فَجَعَلَ كُنيةَ يَحْيَى بْنِ عبَّاد أبا هريرة» بنصب: «كنيةَ» و «أبا هريرة» على أنهما مفعولا «جعل» . ويُخرَّج ما في النسخ على وجهين: الأوَّل: أن تُضبط «كنيةُ» بالرفع على أنها مبتدأ، خبرُه: «أبو هريرة» ، وجملة المبتدأ والخبر في محل المفعول الثاني لـ «جعل» ، والمفعولُ الأول ضميرُ الشَّأن المنويّ، والتقدير: فجَعَلَه - أي: فجعَلَ الشَّأنَ - كنيةُ يحيى بن عباد أبو هريرة. انظر تفصيلَ القول على = = ضمير الشأن وحذفه مفعولاً أوَّل في باب «ظن» في التعليق على المسألة رقم (854) . والثاني: أن تضبط «كُنْيَةَ» بالنصب على أنها المفعولُ الأول، وقوله: «أبو هريرة» هو المفعولُ الثاني، وهو منصوبٌ أيضًا، ومجيئُه بالواو هنا صحيح؛ وله وجهان ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (22) الوجهين الأول والثالث. (3) المعنى: أن عيسى حُدِّث بالخبر على الوجه الصحيح، أي: مرسلاً، غير أنه أخطأ؛ فصحَّف، وزاد: «عن» ، فجعله متصلاً. وتحتمل العبارة وجهًا آخرَ بأن تُضبط «حدَّث» بالبناء للفاعل، ويكون المعنى: أن عيسى حدَّث بالخبر على الوجه الصحيح، مرسلاً، غير أنه صحَّف «أبي هبيرة» فجعله: «أبي هريرة» ، ولما سمع يعقوب الإسناد زاد: «عن» ، فشارك عيسى في الخطأ، والله تعالى أعلم. وقد روي الحديث عن أبي هريرة من غير هذا الطريق. فأخرج ابن أبي شيبة في المصنف" (11254) عن وكيع، عن سفيان [وهو الثوري] ، عن أبي همام السَّكوني - وهو الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ - عَنْ أَبِي هريرة: أن رسول الله (ص) أُتِيَ بدابة وهو في جنازة فلم يركب، فلما انصرف ركب. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 507 1040 - وسمعتُ (1) أبي يقول: حدَّثنا عبد الصَّمد بن عبد العزيز العطَّار؛ قَالَ: حدَّثنا بَشير (2) بْنُ سَلْمَانَ (3) . 1041- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ المُؤَذِّن (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَاصِمٍ (5) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (6) ، عن عبد الله (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُما ثَلاثَةٌ ... ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد (8) ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وائل: أنَّ النبيَّ (ص) . [قلتُ] (9) لأَبِي (10) : أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ أَبِي: قَدْ تُوبِعَ الهيثَم بْنُ جَهْم (11) فِي هَذِهِ الرِّواية مَوْصُولا (12) .   (1) هذه المسألة تابعة للمسألة السابقة - فيما يظهر - وأفردناها بترقيم مستقل مراعاة لترقيم الطبعة الأولى. (2) في (ف) : «بشر» . (3) في (ك) : «سليمان» . وقد جاءت هذه المسألة ناقصة في جميع النسخ! والظاهر: أنها متمِّمة للمسألة التي قبلها، كما سبقت الإشارة إليه؛ فكأن أبا حاتم يعني: أن بشيرًا أبا إسماعيل المذكور في المسألة السابقة هو: بشير بن سلمان، والله أعلم. (4) هو: عثمان بن الهيثم بن جَهْم. وروايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (10/188 رقم 10414) . (5) هو: ابن أبي النَّجود. (6) هو: شقيق بن سلمة. (7) هو: ابن مسعود ح. (8) هو: ابن زيد، أو: ابن سلمة، وكلاهما روي عنه هذا الحديث كما سيأتي في التخريج آخر المسألة، لكن كلاهما وصلاه، فلعل ثَمَّ اختلافًا على أحدهما لم نقف عليه. (9) في جميع النسخ: «قال» ! (10) في (ك) : «لي أبي» . (11) يعني: والد عثمان المؤذِّن. (12) تابعه: زائدة بن قدامة، وَحَّمَادُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سلمة: أما رواية زائدة: فأخرجها البزار في "مسنده" (1729) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5085) . وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (10/139 رقم10240) . وأما رواية حماد بن سلمة: فأخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/421 رقم3995) . وذكر الدارقطني في "العلل" (703) هذا الحديث، وذكر الاختلاف على عاصم في كونه من روايته عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ ابن مسعود موقوفًا، أَوْ عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ ابن مسعود مرفوعًا. وقال: «ولعل عاصمًا حفظ عنهما» . الحديث: 1040 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 508 1042 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه (2) عبد الوارث (3) ، عن أيُّوب (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كُفِّنَ فِي ثَلاثَةِ أَثْوَابٍ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعْبَةُ (6) ، عَنِ عبد الرحمن بن القاسم: أنَّ النبيَّ (ص) كُفِّنَ ... قال شُعْبة: فقلتُ لعبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ: مَن حدَّثك؟ قَالَ: أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (7) ؛ وهو الصَّحيحُ (8) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1034) . (2) قوله: «رواه» سقط من (ك) . (3) هو: ابن سعيد. (4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (5) هو: القاسم بن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. (6) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/283) ، و (3/205) . (7) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6169) عن ابن جريج؛ قال: سمعت مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ يقول: بلغنا أن النبيَّ (ص) كُفِّن في ثلاثة أثواب ... الحديث. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/284) من طريق جعفر بن محمد وجابر الجعفي، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ بْن الحسين، به مرسلاً. (8) قوله: «وهو الصحيح» من قول أبي حاتم. الحديث: 1042 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 509 قلتُ لأَبِي: الوَهَمُ مِنْ عَبْدِ الْوَارِثِ؟ قَالَ: لا أَدْرِي؛ مِنْ عبد الوارث هُوَ، أَوْ مِنْ أيُّوب (1) ! 1043- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُمَيد ابن هلال - في قَتْلى يوم ِ أُحد - فقال النبيُّ (ص) : احْفِرُوا وَأَعْمِقُوا، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ الْمُغِيرَةِ (2) ، وأيُّوب (3) ، عَنْ حُمَيد بْنِ هلال، عن هشام ............................. ابن عامر.   (1) الذي يظهر: أن الوهم من أيوب؛ لأن عبد الوارث توبع، فأخرجه ابن مردويه في "جزء أحاديث أبي الشيخ" (78) من طريق سفيان بن موسى، عن أيوب، به. وسئل الدارقطني في "العلل" (5/54/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه عبيد الله بن عمر، واختُلِف عنه؛ فرواه عبد الله العمري، عن أخيه عبيد الله، عن القاسم، عن عائشة، وخالفه أبو ضمرة؛ فرواه عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. ورواه أيوب السَّختياني، عن عبد الرحمن ابن القاسم، قاله سفيان بن موسى وعبد الوارث، عن أيوب، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. ورواه مُسَدَّد، عن أيوب، عن عبد الرحمن، عن عائشة مرسلاً، والذي قبله أصحُّ» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/19 و20 رقم 16251 و16259) ، وأبو داود (3215) ، والنسائي (2015) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/156) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2144) ، وأبو يعلى في "المسند" (1553) ، والطبراني في "الكبير" (22/173 رقم 449) . (3) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. وقد اختُلِف عليه في هذا الحديث: فرواه سعيد بن منصور في "سننه" (2582) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/20 رقم 16256) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (749/مسند عمر) من طريق ابن عليَّة، وأخرجه أبو داود في "سننه" (3216) ، والنسائي في "المجتبى" (2010) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/155) ، والطبري (752) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/34) من طريق الثوري، وأخرجه أحمد أيضًا (4/19 رقم 16254) عن ابن عيينة، ثلاثتهم - ابن علية، والثوري، وابن عيينة - عن أيوب، عن حميد، عن هشام بن عامر، عن النبي (ص) ، به. ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (750/مسند عمر) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن حميد، عمَّن حدثه، عن هشام، به. قال أبو حاتم - كما في "المراسيل" لابنه (171) -: «حميد بن هلال لم يلقَ هشام ابن عامر، يدخُل بينه وبين هشام: أبو قتادة العدوي. ويقول بعضهم: عن أبي الدَّهماء، والحفَّاظ لا يُدخلون بينهم أحدًا» . اهـ. ورواه الإمام أحمد (4/20 رقم 16261) عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حميد بن هلال؛ قال: أخبرنا هشام بن عامر به، هكذا بتصريح حميد بسماعه من هشام! ورواية معمر عن العراقيين ضعيفة؛ قال ابن معين: «إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه؛ إلا عن الزهري وابن طاوس، فإن حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا ... » نقله ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/126) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (6501) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (22/172 رقم 444) - عن معمر وَابْنُ عليَّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حميد؛ أخبرني هشام، به؛ بذكر التصريح بالسَّماع. والذي يظهر أن عبد الرزاق حمل رواية ابن علية على رواية معمر؛ لأن الإمام أحمد وغيره قد رَوَوه - كما سبق - عن ابن علية، ولم يذكروا التصريح بالسَّماع، فهذا هو المحفوظ من رواية ابن علية. ورواه الطبراني في "الكبير" (22/172 رقم445) عن أبي مسلم الكشِّي، عن سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حميد، عن هشام به. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف" (36777) ، والنسائي في "سننه" (2016) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/155) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/34) من طريق سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حميد، عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ هشام به. قال الفسوي (3/156) : «وحضرت سليمان بن = = حرب وأجرى في ذكر هذا الحديث فقال لي: كيف رواه سليمان بن المغيرة، كتبتَه من حديث سليمان؟ قلت: نعم؛ قال: حدثنا حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ هِشَامِ بن عامر الأنصاري ... فذكره. ثم قال الفسوي: «وذكرت له رواية قبيصة، فإذا هو يفخِّم أمر سليمان بن المغيرة» . ورواه عبد الوارث، عن أيوب، فزاد فيه أبا الدهماء كما سيأتي. الحديث: 1043 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 510 وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ (1) هِشَامٍ (2) . وَرَوَاهُ غيرُهما (3) فَقَالَ (4) : عَن حُمَيد بْن هلال، عَنْ أَبِي الدَّهْماء (5) - أَوْ غيرِهِ - عَنْ هشام بن عامر.   (1) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (2) لعله يعني: عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ هشام به. فقد أخرجه على هذا الوجه: الإمام أحمد (4/20 رقم 16263) ، وأبو داود (3217) ، والنسائي (2011) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (748/مسند عمر) من طريق جرير، به. وتقدم أن سليمان بن حرب رواه عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيوب، عن حميد، عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ هشام، به. (3) كذا! وتقدم أن الذين رَوَوه عن حميد ثلاثة؛ إلا أن يكون قصد: على غير الوجهين السابقين. (4) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/20 رقم 16262) ، والترمذي في "جامعه" (1713) ، والنسائي في "سننه" (2017) ، وابن ماجه (1560) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1558) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/194) ، والطبراني في "الكبير" (22/173 رقم 448) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/34) جميعهم من طريق عبد الوارث بن سعيد، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هلال، عن أبي الدهماء، عن هشام بن عامر، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . وقال الطبراني: «زاد عبد الوارث في إسناد هذا الحديث: أبا الدهماء» . (5) هو: قِرْفَةُ بن بَيْهَس، أو بُهَيْس. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 512 فقلت ُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ فَقَالَ: أيُّوب وسُلَيمان بْنُ الْمُغِيرَةِ أحفَظُ مِنْ جَرير بْنِ حَازِمٍ. 1044 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَمَّام (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي الجَوْزاء (2) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا حَضَرَ المُؤْمِنَ المَوْتُ، حَضَرَهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ، قَبْضَ نَفْسِهِ فِي حَريرَةٍ بَيضَاءََ (3) ... ، الْحَدِيثَ (4) ؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ   (1) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2511) ، والبزار في "مسنده" (235/ب/مسند أبي هريرة) ، وابن حبان في "صحيحه" (3013) ، والحاكم في "المستدرك" (1/353) . قال البزار: «وهذا الحديث رواه هشام عن قتادة، عن قسامة، عن أبي هريرة وهو أحسن له سياقة» . (2) هو: أَوْس بن عبد الله الرَّبَعي. (3) كذا جاء متن الحديث في جميع النسخ! ولفظه في رواية ابن حبان في الموضع السابق: «إنَّ المُؤْمِن إذَا حَضَرَه المَوْتُ حَضَرَتْهُ مَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فَإِذا قُبِضَتْ نَفْسُه جُعِلَتْ في حَريرَةٍ بَيضَاء ... » ، الحديث. وقوله: «قَبْضَ نفسِه» ضبطناه على أنه مفعول لأجله، ويحتمل أن يُضبط: «قَبَضَ نفسَه» على أنه فعل ماض، فاعله ضمير مستتر يعود على مَلَك الموت، والله أعلم. (4) قوله: «الحديث» سقط من (ك) . (5) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (1833) ، والبزار في "مسنده" (243/أ/مسند أبي هريرة) ، وابن حبان في "صحيحه" (3014) ، والحاكم في "المستدرك" (1/353) . قال البزار: «ولا نعلم روى هذا الحديثَ بهذا اللفظ إلا قتادة، عن قسامة، عن أبي هريرة. وقسامة رجلٌ من أهل البصرة، حدث عنه قتادة وعمران بن حُدير، وسليمان التيمي، والجريري» . (6) هو: هشام بن أبي عبد الله الدَّسْتَوائي. الحديث: 1044 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 513 قَسامَة بْنِ [زُهَير] (1) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن (2) النبيِّ (ص) . وَتَابَعَهُ عَلَى هَذِهِ الرِّواية القاسمُ بْنُ الفَضل (3) . قَالَ أَبِي: هَذَا أشبهُ؛ لأنَّ هِشَامَ (4) أحفَظُ مِنْ هَمَّام (5) . 1045 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حُمْران (6) ، عَنِ الفَضْل بْنِ سُوَيد، عَنْ أَبِي المَلِيح بْنِ أُسَامَةَ (7) ، عَنِ ابْنِ عمر، عن (8) النبيِّ (ص) قال: مَا مِنْ عَبْدٍ يُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ إلاَّ غُفِرَ لَهُ؟ قَالَ أَبِي (9) : يَقُولُونَ: عَنْ أَبِي المَلِيح، عن عبد الله بن سَلِيل (10) ، عن ميمونة، عن النبيِّ (ص) .   (1) في جميع النسخ: «زيد» ، والتصويب من مصادر التخريج. (2) قوله: «عن» سقط من (ك) . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (243/أ/مسند أبي هريرة) ، والطبراني في "الأوسط" (742) ، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/352-353) من طريق معمر، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زهير، عن أبي هريرة، به. (4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) ذكر الدارقطني في "العلل" (2244) طريق همام والقاسم بن الفضل، ثم قال: «والله أعلم بالصَّواب» . (6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/114) تعليقًا من طريق معلَّى بن أسد، عن محمد بن حمران، به. (7) اسمه: عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد. (8) قوله: «عن» سقط من (ك) . (9) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (10) ويقال: «عبد الله بن سليط» : بالطاء كما سيأتي في التخريج، وترجم له ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/348) باسم: عبد الله بن سليط - بالطاء -، ثم قال: «وكذا ذكر البخاري الاختلاف في أبيه، والرَّاجح: السَّليط» . وقال الخطيب في "الفصل للوصل" (1/389) : «وقال يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ: عَنْ أبي بكار، عن أبي المليح، عن عبد الله بن سليل باللام بدل الطاء» ، ثم روى في (1/391) عن ابن معين أنه قال: «ليس بابن سليل؛ إنما هو: عبد الله بن سليط» . الحديث: 1045 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 514 وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (1) ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ العَيْزار (2) ، عَنْ أَبِي المَلِيح، عن عُبَيدِالله - أو عبدِالله - بنِ سَلِيل، عن بعض أزواج النبيِّ (ص) (3) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: ما يروي يحيى القَطَّانُ.   (1) هو: القطَّان. (2) في (ك) : «الغيزار» . (3) لم نجد رواية يحيى بن سعيد القطان لهذا الحديث عن عبيد الله بن العيزار، ولكن وجدناه يرويه عن أبي بكار الحكم بن فرُّوخ. فالحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11623) ، والطبراني في "الكبير" (23/437 رقم 1060) من طريق يحيى القطان، عن أبي بكار الحكم بن فرُّوخ، عن أبي المليح، عن عبد الله بْنِ سُلَيْطٍ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النبي (ص) - وهي ميمونة -، به. ورواه الطبراني في "الكبير" (24/20 رقم42) من طريق ابن أبي شيبة، عن يحيى القطان، به، إلا أنه قال: «عن عبد الله بن أبي السليل» بدل: «عن عبد الله بن سليط» . ورواه الإمام أحمد في "المسند" (6/331 رقم 26812) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (1/389) من طريق يحيى القطان، به، فقال: «عن عبد الله بن سليل» . ورواه الإمام أحمد في "المسند" (6/335 رقم 26838) عن عبد الواحد الحداد، والنسائي في "سننه" (1993) من طريق محمد بن سواء، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/113) من طريق مبارك أبي عبد الرحمن، ثلاثتهم عن أبي بكار الحكم ابن فرُّوخ، عن أبي المليح، عن عبد الله بْنِ سُلَيْطٍ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النبي (ص) - وهي ميمونة -، به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/113-114) ، والطبراني في "الكبير" (24/19 رقم39) ، كلاهما من طريق القاسم بن المطيب، عن أبي المليح الهذلي، حدثني سليط أخو ميمونة، عن ميمونة، به. ورواه يحيى القطان وابن أبي عدي - فيما ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (5/114) - عن شعبة، عن مبشر بن أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 515 1046 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدِ بْنِ المِنْهَال الضَّرير (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيع (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن حُذَيفة؛ قال النبيُّ (ص) : مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا فَلْيَغْتَسِلْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ غلَطٌ. وَلَمْ يُبَيِّن غلطَه (5) .   (1) انظر المسألة رقم (1035) و (1094) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2760) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (37) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/304) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/376 رقم628) . (3) في (ت) و (ك) : «رزيع» . (4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (5) نقل ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/64) ، = = وابن الملقن في"البدر المنير" (2/68/مخطوط) قوله: «هَذَا حَدِيثٌ غَلَطٌ. وَلَمْ يُبَيِّنْ غلطه» ، وانظر "التلخيص الحبير" (1/238) . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي إسحاق إلا معمر، ولا عن معمر إلا يزيد، تفرد به محمد» . وقال البيهقي: «قال ابو بكر بن إسحاق الفقيه: خبر أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حذيفة: ساقط» . قال البيهقي: «والمشهور: عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب الأسدي، عن علي ح» . وقال في "معرفة السنن والآثار" (2/134) بعد أن ذكر طريق معمر وغيرها: «وكل ذلك ضعيف» . وقال ابن الجوزي في الموضع السابق: «وأما حديث حذيفة: فإن أبا إسحاق تغير بأخرة، وأبوه ليس بمعروف في النقل» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/146) بعد أن ذكر طريق معمر: «ولا يثبت هذا عن أبي إسحاق، والمحفوظ: قول الثوري وشعبة ومن تابعهما عن أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب، عن علي» . الحديث: 1046 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 516 1047 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا صلَّى عَلَى جِنازَةٍ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنا وَمَيِّتِنَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الحفَّاظُ لا يَقُولُونَ: أَبُو هُرَيْرَةَ؛ إِنَّمَا يَقُولُونَ: أَبُو سَلَمة: أنَّ النبيَّ (ص) (3) .   (1) نقل بعض هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (4/72/مخطوط) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/230) ، وانظر "النكت الظراف" (11/72) ، وستأتي برقم (1058) ، وانظر رقم (1076) . (2) قوله: «عن أبي سلمة» سقط من (ف) . (3) هذا الحديث يرويه يحيى بن أبي كثير، واختُلِف عنه: فرواه الإمام أحمد في "المسند" (2/368 رقم8809) من طريق أيوب بن عتبة، وأبو يعلى في "مسنده" (6009 و6010) من طريق سعيد بن يوسف وصاحب لسويد أبي حاتم، والطبراني في "الدعاء" (1175 و1176 و1177 و1178) من طريق سعيد بن يوسف، وهشام ابن حسان، وصاحب لسويد أبي حاتم، وهشام الدستوائي، وعاصم، ستتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا كما رواه محمد بن ذكوان. ورواه همام بن يحيى، وهشام الدستوائي، وأبان العطَّار في بعض الطرق عنهم، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، عن النبي (ص) ؛ كما سيأتي في المسألة رقم (1076) . وكذا رواه محمد بن يعقوب، عن يحيى. واختُلِف على الاوزاعي فيه، فروي عنه على هذا الوجه، وروي عنه على غيره كما سيأتي. ورواه علي بن المبارك عن ابن أبي شيبة في "المصنف" (11356) ، ومعمر عند عبد الرزاق في "المصنف" (6419) ، وهمام بن يحيى عند الطحاوي في "شرح المشكل" (966) ، ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، به مرسلاً. ورواه الأوزاعي عن يحيى، واختُلِف عنه: فرواه الوليد ابن مسلم عند ابن حبان (3070) ، وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج عند النسائي في "الكبرى" (10919) ، والطبراني في "الدعاء" (1174) ، وإسماعيل بن عيَّاش عند أبي يعلى (6009) ، والطبراني في "الدعاء" (1175) ، وشعيب بن إسحاق عند أبي داود في "سننه" (3201) ، والبيهقي (4/41) ، وهقل ابن زياد عند الترمذي في "جامعه" (1024) ، والبيهقي (4/41) ، ومحمد بن كثير الصنعاني عند الطحاوي في "شرح المشكل" (971) ، ستتهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. ورواه جماعة آخرون - سيأتي ذكرهم في المسألة رقم (1076) - عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، عن النبي (ص) . وأخرجه البيهقي في "سننه" (4/41) عن الوليد بن مزيد وبشر بن بكر، كلاهما عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أبي سلمة، به مرسلاً. قال الترمذي في "جامعه" (1024) : «وسمعت محمدًا [يعني: البخاري] يقول: أصحُّ الروايات في هذا؛ حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه. وسألته عن اسم أبي إبراهيم فلم يعرفه» . وذكر الدارقطني في العلل" (1794) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّحيح عن يحيى: [فقول] من قال: عن أبي إبراهيم، عن أبيه، وعن أبي سلمة، مرسل» . الحديث: 1047 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 517 1048 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ (1) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَلِيٍّ؛ قَالَ: أُلحِدَ لِرَسُولِ الله (ص) ، وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا (2) ، ونُصِبَ عَلَيْهِ اللَّبِنُ نَصْبًا.   (1) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/262) ، والبيهقي في "السنن الكبرى (3/388) و (4/53) ، = = و"دلائل النبوة" (7/253) . ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1/339) أيضًا من طريق عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قال: قال عليُّ ابن أبي طالب: «ووَلِيَ دفنَه وتكفينَه وجنَّته دونَ الناس - يعني النبيَّ (ص) - كلُّهم أربعةٌ: عليٌّ، والعباسُ، والفضلُ، وصالحٌ مولى رسول الله (ص) » . (2) تقدم تفسير اللَّحد والشَّق في المسألة رقم (1033) . الحديث: 1048 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 518 قال أبو محمد (1) : ورواه عبد الله بْنُ دَاوُدَ الخُرَيْبي (2) ، عَنْ مَعْمَر (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: أُلحِدَ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مُرسَلٌ، وحديثُ عبد الواحد خطأٌ. 1049- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدة ابن الأسْوَد، عَن القاسم بْن الْوَلِيدِ، عَنْ زُبَيد الأَيامي (4) ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (5) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: النِّياحةُ عَلَى المَيِّتِ، والطَّعْنُ فِي النَّسَبِ: كُفْرٌ؟ قَالَ أَبِي: أَبُو مُحَمَّدٍ هُوَ عِنْدِي: الأعمَش (6) .   (1) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (2) في (ت) : «الخريني» ، وفي (ك) : «الحريني» ، وفي (ش) يشبه أن تكون: «الحديثي» . وانظر "تهذيب الكمال" (14/458-459) . (3) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6381) عن معمر، به مرسلاً كذلك، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37018) عن عبد الأعلى، عن معمر، به مرسلاً أيضًا. (4) هو: زُبَيد بن الحارث الأيامي، ويقال: اليامي. (5) هو: ذَكوان السَّمَّان. (6) الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/377 رقم8905) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/305) من طريق أبي بكر بن عياش، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12101) ، وابن منده في "الإيمان" (663) من طريق أبي معاوية، ورواه ابن منده في "الإيمان" أيضًا (660) من طريق محمد بن عبيد وجرير بن عبد الحميد، أربعتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، به مرفوعًا. قال أبو نعيم: «مشهور عن الأعمش، رواه عنه [زبيد] اليامي، وسفيان الثوري، وجرير، وأبو معاوية في آخرين» . الحديث: 1049 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 519 1050 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عَبْدَة (3) ، عن عُبَيدالله (4) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى عَلَى النَّجاشي، فكبَّر أَرْبَعًا؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: عُبَيدالله (5) ، عن الزُّهْري، عن   (1) انظر المسألة رقم (1030) . (2) في (أ) و (ش) : «وسألت أبي» . (3) يعني: ابن سليمان، وروايته أخرجها أبو يعلى في "معجمه" (216) . وذكر الدارقطني في "العلل" (9/356) أن عبدة يرويه عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. (4) في (ف) : «عبيدة» . (5) أخرجه من طريق عبيد الله: الطيالسي في "مسنده" (2410) ، وأحمد في "مسنده" (2/289 رقم7885) ، وابن حبان في "صحيحه" (3100) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/495) ، والدارقطني في "العلل" (9/359) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1245 و1333) ، ومسلم (951) ، كلاهما من طريق الإمام مالك، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ سعيد، عن أبي هريرة، به. وأخرجه البخاري أيضًا (3881) ، ومسلم في الموضع السابق من طريق صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ كذلك. وأخرجه البخاري (1327 و1328) ، ومسلم أيضًا من طريق عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي سلمة، كليهما عن أبي هريرة، به. وأخرجه البخاري أيضًا (1318) من طريق مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ، عن أبي هريرة، به. وذكر الدارقطني في "العلل" (1804) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح من ذلك قول من قَالَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ وَأَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) : نعى لأصحابه النَّجاشي في اليوم الذي ماتَ فيه، وقال: «استَغفِروا لأخيكُم» . قال الزهري: فحدثني سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النبي (ص) خرج بهم إلى المصلَّى، وصلَّى عليه، وكبَّر أربعًا» . اهـ. وذكر الدارقطني في "العلل" أيضًا (4/108/أ) حديث عبدة، وبيَّن أنه وهمٌ، وقال: «والصَّحيح: عن عبيد الله، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة» . اهـ. الحديث: 1050 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 520 سَعِيدٍ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَنَرَى أَنَّهُ وَهِمَ فِيهِ عَبْدَةُ (2) . 1051 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه أسد ابن مُوسَى؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو خُرَيم؛ قَالَ: حدَّثني سُهَيل بْنُ عَلِيٍّ: أن عبد الله بن عمر وعبد الله بْنَ عَبَّاسٍ كَانَا قاعدَيْنِ يتحدَّثان، فمرَّتْ جِنازَة، فَقَامَ أحدُهما، وَجَلَسَ الآخَرُ، فَلَمَّا مَضَتِ الجِنازَة؛ قَالَ القائمُ لِلْجَالِسِ: فَلَوْلا كنتَ قُمْتَ إذْ مَرَّتِ الجِنازَة! قَالَ الجالسُ: فَلَوْ كنتَ جلستَ إِذْ مَرَّتِ الجِنازَة! قَالَ: أَنَا رأيتُ (3) رسولَ اللَّهِ (ص) يَقُومُ؛ قَالَ: وَأَنَا رأيتُه يجلسُ؟ قَالَ أَبِي: لا أَدْرِي أَبُو خُرَيْم (4) هذا هو عُقْبَةُ ابنُ أَبِي الصَّهْباء أَوْ غيرُه؟ 1052- وسمعتُ أَبِي يَقُولُ (5) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عبد الله بن وَهْب (6) ،   (1) هو: ابن المسيّب. (2) ستأتي هذه المسألة برقم (1091) من طريق أخرى عدَّها أبو زرعة وهمًا أيضًا. وانظر "تهذيب التهذيب" (2/77) . (3) في (ك) : «أنا وأنت» بدل: «أنا رأيت» . (4) كذا في جميع النسخ، وهو مبتدأ مرفوعٌ بالواو، على إضمار همزة الاستفهام، وهذا من باب تعليق أفعال القلوب المتصرِّفة إذا وقع بعدها استفهام، نحو: ما أعلَمُ أزيدٌ عندك أم بكرٌ؟ انظر: "شرح ابن عقيل" (1/393-400) . (5) قوله: «يقول» ليس في (ك) . (6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1571 و3388) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5079) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/228) ، وابن حبان في "صحيحه" (981) ، والشاشي في "مسنده" (397) ، والطبراني في "الكبير" (10/156 رقم 10304) ، وابن عدي في "الكامل" (1/351) ، والدارقطني في "سننه" (4/259) ، والحاكم في "المستدرك" (1/375) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/77) و (8/311) . قال ابن عدي: «وهذا في كتب ابن جريج مرسل، وهذا حديث لا يساوي شيئًا، وأيوب بن هانئ لا أعرفه، ولا يحضرني له غير هذا الحديث» . الحديث: 1051 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 521 عن ابن جُرَيج (1) ، عَنْ أيُّوب بْنِ هَانِئٍ (2) ، عَنْ مَسْروق (3) ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: خرجَ رسولُ الله (ص) يَوْمًا إِلَى الْمَقَابِرِ فاتَّبَعناه، وَذَكَرَ: قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا، وَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. فَقَالَ: هَذَا أحبُّ إليَّ مِنْ حَدِيثِ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ (4) ، عَنْ فَرقَد (5) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ مَسروق، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي هَذَا الْمَعْنَى. 1053 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَة (6) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ النُّعْمان، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحَزَوَّر، عَنْ نُفَيْع (7) ، عن عمران بن   (1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (2) في (ك) : «حابي» . (3) هو: مسروق بن الأجدع. (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/452 رقم4319) ، وفي "الأشربة" (12) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5299) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/228) ، والدارقطني في "سننه" (4/259) ، وقال: «فرقد وجابر ضعيفان، ولا يصحُّ» . (5) هو: ابن يعقوب السَّبَخي. (6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1485) ، والطبراني في "الكبير" (18/239 رقم 601) ، وفي "الأوسط" (7133) . (7) هو: ابن الحارث، أبو داود الأعمى، مشهور بكنيته. الحديث: 1053 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 522 حُصَيْن، [وأبي بَرْزَة] (1) : أنَّ النبيَّ (ص) خرجَ فِي جِنازَة، فَرَأَى قَوْمًا قَدْ طَرَحوا أَرْدِيَتَهُم يمشونَ فِي قُمُصٍ؛ فَقَالَ: أَبِفِعْلِ الجَاهلِيَّة (2) تأخُذونَ؟ لَقَدْ هَمَمْتُ أنْ أدْعُوَ عَلَيْكُمْ دَعْوَةً تَرْجِعُونَ فِي غَيرِ صُوَرِكُم، فَأَخَذُوا أَرْدِيَتَهُم، فَلَمْ يَعُودُوا لِذَلِكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعَليٌّ مِنْ عُتَّقِ الشِّيعة، مُنكَرُ الْحَدِيثِ، ونُفَيْعٌ مُنكَرُ الْحَدِيثِ ضعيفٌ. 1054 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ ابن (3) المَدِيني، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ فَرْقَد (4) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ (5) ؛ قَالَ: سمعتُ شُقْرانَ مولى رسول الله (ص) يَقُولُ: أَنَا - واللهِ - طَرَحْتُ لِرَسُولِ الله (ص) قَطِيفَةً (6) في القبر؟   (1) في جميع النسخ: «عن أبي بردة» ، وهو تصحيف، وجاء على الصَّواب عند ابن ماجه والطبراني كما سبق في التخريج. (2) في (ك) : «أنفعل للجاهلية» . (3) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) . (4) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1047) فقال: حدثنا زيد بن أخزم؛ حدثنا عثمان بن فرقد، به. ثم قال: «حديث حسن غريب» ، وروى عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ عَنْ عُثْمَانَ بن فرقد هذا الحديث» . ورواه الطبراني - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (12/545-546) -، فقال: حدثنا محمد بن صالح بن الوليد النرسي؛ حدثنا زيد بن أخزم؛ حدثنا عثمان بن عثمان الغطفاني؛ قال: سمعت جعفر بن محمد يحدث عن أبيه؛ قال: أخبرني عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ؛ قال: سمعت شقران ... فذكره. قال المزي: «ورواية من قال عن أبيه أولى بالصَّواب» . (5) هو: عُبَيد اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ. (6) في (ك) : «قطيعة» . الحديث: 1054 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 523 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . 1055 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَهْب بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنِ النُّعْمان (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيد الفِهْري، عَنِ الضَّحَّاك بْنِ قَيس، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمة؛ قَالَ: السُّنَّةُ عَلَى الجِنازَة: أَنْ يكبِّرَ الإمامُ، ثُمَّ يقرأَ أمَّ الْقُرْآنِ فِي نفسِه، ثُمَّ يدعوَ ويُخْلِصَ الدُّعاءَ لِلْمَيِّتِ، ثُمَّ يكبِّرَ ثَلاثًا، ثُمَّ يسلِّمَ وينصرفَ. وَيَفْعَلُ مَن وَراءَه مثلَ (5) ذَلِكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ حبيبُ بْنُ مَسْلَمة (6) .   (1) ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/164 رقم 899) عثمان بن فرقد، ثم قال: «سألت أبي عن عثمان بن فرقد؟ فقال: شيخ بصري، والحديث الذي رواه عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عن شقران مولى رسول الله (ص) : أنه ألقى في قبر النبي (ص) قطيفة: حديث منكر» . (2) ذكر هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/66/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص" (2/244 رقم 767) . (3) هو: جرير بن حازم. (4) هو: ابن راشد الجَزَري. (5) قوله: «مثل» سقط من (ك) . (6) الحديث رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/500) من طريق شعيب بن أبي حمزة، والحاكم في "المستدرك" (1/360) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/39-40) من طريق يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سويد، عَنِ الضَّحاك بْنِ قَيْسٍ، عَنْ حبيب بن مسلمة، به. ورواه النسائي في "المجتبى" (1990) من طريق الليث، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سويد، عن الضَّحاك بن قيس بنحو ذلك من قوله، ولم يذكر حبيب ابن مسلمة. وذكر الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (4/204 رقم4974) أن يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَشُعَيْبُ بْنُ أبي حمزة خالفا الليث بن سعد، فروياه عن الزهري - وهما أحفظ الناس لحديث الزهري -، فزادا في السَّنَد، وساقا المتن أتمَّ من سياق الليث. الحديث: 1055 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 524 1056 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبان (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى (3) ؛ أنَّ (4) شَدَّاد بْنَ عبد الله بْنِ الْهَادِ حدَّثه: أَنَّ نبيَّ الله (ص) أَتَى عَلَى قَبر امْرَأَةٍ ورجُل، فقال: أَمَّا هذان ِ فَيُعَذَّبان ِ في قَبْرَيْهِمَا ... ، وذكر الحديثَ. فقال (5) أَبِي: كَذَا قَالَ أَبُو سَلَمةَ: «ابنُ الهادِ» ! وَهُوَ خطأٌ، وَهُوَ عِنْدِي: شَدَّاد أَبُو عمَّار. 1057 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (6) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى جِنازَةٍ، فَلَهُ قِيراطٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهََمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَمرو بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بن (8) عبد الله بْنِ سَلاَم، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) (9) .   (1) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي. (2) هو: ابن يزيد العطَّار. (3) هو: ابن أبي كثير. (4) في (ف) : «ابن» بدل: «أن» . (5) في (أ) و (ش) : «قال» . (6) هو: مروان بن محمد. (7) هو: يحيى بن عمارة. (8) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (9) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11619) من طريق خالد بن مخلد، والإمام أحمد في "المسند" (3/27 رقم11218) من طريق أبي سلمة منصور بن سلمة، والطحاوي في "شرح المشكل" (1258) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي، ثلاثتهم عن سليمان ابن بِلالٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عن محمد بن يوسف ابن عبد الله بْنِ سَلامٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، به. ورواه الإمام أحمد (3/27 رقم11218) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1259) من طريق وُهَيب بن خالد، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ محمد بن يوسف بن عبد الله ابن سلام، عن أبي سعيد، به. وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (1/262-263) . الحديث: 1056 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 525 1058- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمة (2) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ صلَّى عَلَى جِنازة، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنَا ومَيِّتِنَا، وذَكَرِنَا وأُنْثَانَا؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة: أنَّ (4) النبي (ص) ... مُرسَلً (5) ؛ لا يَقُولُ: أَبُو هُرَيْرَةَ، ولا يُوَصِّلُه (6) عن أبي   (1) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/72) ، وابن حجر في "التلخيص" (2/248-249 رقم 772) ، وانظر "النكت الظراف" (11/72) ، وتقدمت هذه المسألة برقم (1047) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1076) . (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10920) ، والبزار في "مسنده" (180/أ/مسند أبي هريرة) ، والطبراني في "الدعاء" (1173) . وتابعه عبدة بن سليمان عند الطحاوي في "شرح المشكل" (973) ، وعلي بن مسهر عند ابن ماجه في "سننه" (1498) ، وحماد بن سلمة عند البيهقي في "السنن" (4/41) . وخالفهم إسماعيل بن عياش - عند الطبراني في "الدعاء" (1173) - فرواه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به مرفوعًا. وإسماعيلُ ابن عياش ضعيفٌ في روايته عن غير أهل الشام، وهذه منها. (3) هو: محمد. (4) في (أ) و (ش) : «عن» . (5) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) «لا يوصِّله» من «وصَّل» مضعَّف العين، وهو في معنى «لا يَصِلُهُ» ، انظر التعليق على المسألة رقم (410) . الحديث: 1058 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 526 هُرَيْرَةَ إِلا غيرُ مُتْقِنٍ، وَالصَّحِيحُ مُرسَلٌ (1) . 1059 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ (3) ، عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عن مَسْرُوق، عن عبد الله (5) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ لَطْمِ الخُدودِ، وشَقِّ الجُيوبِ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوِيهِ إسرائيلُ (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مَسْرُوق؛ قَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) ... مُرسَلً (7) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: إسرائيلُ أحفظُ (8) ، وَمُوسَى بْنُ عُقبَة يروي هذه الأحاديثَ   (1) وهذا الذي رجحه الدارقطني في "العلل" (4/270-272 رقم556) . (2) هو: سعيد بن الحكم. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/154 رقم 10297) . (3) هو: ابن أبي كثير الأنصاري. (4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (5) هو: ابن مسعود ح. (6) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. وذكر روايته الدارقطني في "العلل" (5/248) . (7) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (8) هذا بالنسبة لرواية أبي إسحاق السَّبيعي عن مسروق، وإلا فالحديث رواه البخاري في "صحيحه" (1297 و1298) ، ومسلم (103) من طريق الأعمش، عن عبد الله بْنِ مُرَّة، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ ابن مسعود، عن النبي (ص) به. ورواه البخاري (1294) من طريق الثوري، عن زُبيد اليامي، عن إبراهيم النخعي، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبي (ص) بمثله. الحديث: 1059 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 527 عن رجلٍ يقال له: عبد الله بْنُ عليٍّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، وعبد الله هَذَا رجلٌ مجهولٌ (1) . 1060 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ جُرَيج (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَطاء، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ مَاتَ مَريضًا، مَاتَ شَهِيدًا، ووُقِيَ فَتَّانَ القَبْرِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنْ مَاتَ مُرَابِطًا (3) ، غيرَ أَنَّ ابن جُرَيج هكذا رواه، وإبراهيمُ (4) بن محمد هو عندي: ابنُ أبي يحيى (5) .   (1) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (857) ، وذكر الاختلاف فيه على مسروق فمن دونه، وقال: وروى هذا الحديث أيضًا مُوسَى بْنُ عُقبَة، عَنْ أَبِي إسحاق السَّبيعي، عن مسروق، وهو غريب عنه، تفرَّد به مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كثير عنه، قيل: [يعني: للدارقطني] فإن ابن لهيعة رواه عَنْ مُوسَى بْنِ عُقبَة، عَنْ أبي إسحاق كذلك؟ فقال: لا أحفظه. وقال إِسْرَائِيلَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مسروق: نهى رسول الله (ص) عَنْ لَطْمِ الخُدود وشَقَّ الجُيوب. اهـ. (2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1615) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6145) ، والطبراني في "الأوسط" (5262) ، وابن عدي في "الكامل" (1/221) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/134) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/366) . (3) رواه الإمام أحمد في "مسنده" (2/404 رقم9244) من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ وردان، عن أبي هريرة، به. (4) في (ف) : «إبراهيم» بلا واو. (5) وهو متروك، وكذَّبه بعض أهل العلم. وتسميته: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عطاء تدليسٌ من ابن جريج؛ كما أوضحه الدارقطني في "العلل" (1590) بعد ذكره الاختلاف في هذا الحديث. وقال ابن معين في "تاريخه" رواية الدوري (657) : «حديث، مَنْ مَاتَ مَرِيضًا، مَاتَ شَهِيدًا؛ كان ابن جريج يقول فيه: إبراهيم بن أبي عطاء؛ يكنِّي عن اسمه، وهو إبراهيم بن أبي يحيى، وكان قدريًّا رافضيًّا» . وقال أيضًا في "سؤالات ابن الجنيد" (242) : «ليس هذا الحديث بشيء» . وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/308) في إبراهيم بن أبي يحيى: «وقد روى عنه ابن جريج حديثًا مع جلالته، ودلس به، فقال: إبراهيم بن أبي عطاء ... » . وانظر "لسان الميزان" (9955) ترجمة أبي الذئب. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/221) من وجهين آخرين وقع في أحدهما: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عاصم، وفي الآخر: إبراهيم بن أبي عاصم. وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (287) في ترجمة إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عاصم: «ذكره الساجي في المكيين من"الضعفاء" وقال: تركه ابن المبارك. قال البناني في "الحافل": أخطأ فيه الساجي، والصواب: أنه ابن أبي عطاء، بدل ابن أبي عاصم، وهو الأسلمي المشهور» . اهـ. الحديث: 1060 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 528 وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: الصَّحيحُ: مَنْ مَاتَ مُرابِطًا. 1061 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أَسَدُ ابن موسى (2) ، عن   (1) في (ك) : «سئل» بلا واو. (2) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/347) ، وعنه البيهقي في "شعب الإيمان" (9394) . والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (207) ، والدولابي في "الكنى" (2091/ابن حزم) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكَين، والطبراني في "الأوسط" (2460) من طريق عبد الله بن رجاء، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (459) من طريق إسماعيل بن أبان، ثلاثتهم عن عمران ابن زيد التغلبي، به. قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن عائشة إلا بهذا الإسناد تفرد به عمران» . وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/105) : «سنده جيد» ! وضعفه الشيخ الألباني في "الضعيفة" (4456) . الحديث: 1061 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 529 عمران بن زيد التَّغْلَبي (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ سَالِمٍ (2) ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قال: مَا ضُرِبَ مُؤمِنٌ مِنْ عِرْقٍ، إلاَّ حَطَّ اللهُ بِهِ خَطيئَةً، وَكَتَبَ لَهُ بِهِ حَسَنَةً، وَرَفَعَ لَهُ بِهِ (3) دَرَجَةً؟ قَالَ أَبِي: هَذَا إسنادٌ مُضطَرِبٌ، وعمرانُ هُوَ: أَبُو يَحْيَى الطَّويل، كوفيٌّ لَيْسَ بالقويِّ، يُكتَب حديثُه (4) . 1062 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (6) ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ عبد الله بْنِ المُختار، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : وَصَبُ (8) المُؤمِنِ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَاهُ؟   (1) في (ت) و (ك) : «الثعلبي» . (2) في (ك) : «مسلم» . وهو: سالم بن عبد الله بن عمر. (3) قوله: «به» سقط من (ك) . (4) ذكر ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (6/298 رقم 1652) أنه سأل أباه عن عمران الطويل هذا؟ فقال: «شيخ يُكتَب حديثه، ليس بالقويِّ» . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (1993) . (6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3/ ق 274/أمسند أبي هريرة) ، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" رقم (58 و131) ، والحاكم في "المستدرك" (1/347) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9375) . قال البزار: «ولا نعلم روى هذه الأحاديث عن عبد الله ابن المختار، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، إلا إسرائيل» . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (305/أ/أطراف الغرائب) من طريق إسرائيل، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به عبد الله بن المختار عنه، وتفرَّد به عنه إسرائيل» . (7) هو: محمد. (8) الوَصَبُ: الوَجَعُ. "المصباح المنير" (ص 661) . وقال ابن الأثير: «الوَصَبُ: دوامُ الوَجَع ولزومُه ... وقد يطلق الوَصَبُ على التَّعب والفُتور في البَدَن. انظر "النهاية" (5/190) . الحديث: 1062 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 530 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَاهُ أيُّوب السَّخْتِياني (1) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الرَّباب (2) القُشَيري (3) ، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، مَوْقُوفٌ (4) (5) . 1063- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (6) ، عَنْ عُمَرَ بن راشد (7) ، عن يحيى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرمَة، عَنِ ابن عباس؛   (1) روايته أخرجها معمر في "الجامع" (20313/المصنف) ، إلا أنه وقع في المطبوع: «عن الرباب» وهو خطأ. (2) في (ش) تشبه أن تكون: «ابن الرفات» بدل: «أبي الرباب» . (3) هو: مُطَرِّف بن مالك. (4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . (5) قال الدارقطني في "العلل" (8/127 رقم 1451) : «هو حديث يرويه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، حدَّث به عنه إسرائيل بن يونس. وقد وَهِمَ فِيهِ عَبْد اللَّهِ بْن المختار في موضعين؛ في قوله: " عن أبي هريرة "، وفي رفعه إلى النبي (ص) ، والصَّحيح من ذلك: ما رواه أيوب السختياني، وهشام ابن حسان- وحسبُك بهما في الثقة - عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الرئاب - واسمه مطرف بن مالك القشيري - عن أبي الدرداء من قوله؛ في حديث طويل» . (6) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1582) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/16) من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَين، عَنْ عمر بن راشد، به، ثم قال: «ولعمر بن راشد غيرُ ما ذكرت من الحديث، وعامة حديثه - وخاصةً عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ - لا يوافقه الثقاتُ عليه، وينفرد عن يحيى بأحاديث عداد، وهو إلى الضَّعف أقرب منه إلى الصِّدق» . (7) هو: اليَمامي. الحديث: 1063 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 531 قال: قال رسولُ الله (ص) : إنَّ في أمَّتي أَرْبَعً (1) مِنَ (2) الجَاهِليَّةِ لَيْسُوا بِتارِكِيهِمُ (3) : الفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، والطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، والاسْتِسْقَاءُ   (1) كذا في جميع النسخ، ومثله في "مستدرك الحاكم" (1/383) ، والجادَّة: «إنَّ في أمتي أربعًا» ، لكنْ يخرَّج ما في النسخ تخريجين: الأول: برفع «أربعٌ» على أنها مبتدأ مؤخَّر، خبرُه: شبه الجملة «في أمتي» ، وجملة المبتدأ مع الخبر: خبرٌ لـ «إنَّ» ، واسم «إنَّ» ضميرُ الشَّأن المحذوفُ، والتقدير: «إِنَّهُ - أي: الشأن والحديث - في أمَّتي أَرْبَعٌ» . وانظر الكلام على ضمير الشأن في التعليق على المسألة رقم (854) . والثاني: بنصب «أربعً» اسمًا مؤخَّرًا لـ «إنَّ» والجادَّة: أربعًا، لكنْ حذفت ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) في (ف) : «في» . (3) كذا في جميع النسخ باستعمال الضمير «هم» في غير العقلاء، والجادَّة: إمَّا «ليسوا بتاركيها» ، أو «بتاركيهنَّ» . وما وقع في النسخ له وجه في العربية، وهو أنَّ الضمير «هم» وغيره مما يختصُّ بالعقلاء: قد يستعمل في التعبير عن غير العقلاء على سبيل التشبيه والتنزيل، وهذا كثيرٌ في كلام العرب: أن يُشبِهَ الشيءُ الشيءَ من بعض الوجوه، فيعطى حكمه، إظهارًا لأثر الملابسة والمقاربة، فيعبَّر عنه بضميره أو صفته. = ... ومن شواهد إجراء ضمائر العقلاء وصفاتهم على غير العقلاء: قولُ يوسف _ج فيما حكى الله تعالى عنه: [يُوسُف: 4] {إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} ، وقولُهُ تعالى: [الأنبيَاء: 33] {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} ، وقولُهُ تعالى: [النَّمل: 18] {قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ} ، وقولُهُ تعالى: [غَافر: 18] {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} ، ولوجاء على الجادَّة المشهورة لقال: رأيتها لي ساجدةً، وكلٌّ في فلك يَسْبَحْنَ أو تَسْبَحُ، وادخُلْنَ مساكنكنَّ، ولدى الحناجر كاظمةً، وفي كتابنا أتي بضمير العقلاء في «بتاركيهم» للمشاكلة والملابسة اللفظية لقوله: «ليسوا» ، والله أعلم. انظر "تفسير الطبري" (15/556) ، و"الكشاف" (2/418) ، و"التفسير الكبير" (18/70) ، و"البرهان في علوم لقرآن" (4/22) ، و"الأشباه والنظائر" للسيوطي (2/649-650) ، و"تفسير أبي السعود" (4/252) ، و"روح المعاني" (12/179-180) ، و"فتح القدير" (3/406) ، و"أضواء البيان" (6/381-382) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 532 بِالنُّجُومِ، والنِّياحَةُ عَلى المَيِّتِ، قَالَ: النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ أَنْ تَمُوتَ؛ فَإِنَّهَا تُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَيْهَا (1) سَرابِيلُ (2) مِنْ قَطِران ٍ (3) ، ثمَّ يُعْلَى (4) عَلَيْهَا بِدِرْعٍ مِنْ لَهَبِ النَّارِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ - يَعْنِي: بِهَذَا الإِسْنَادِ - وعمرُ بْنُ راشد ضعيفُ الحديث.   (1) في (ت) و (ك) : «وعليها» . (2) السَّرابيلُ: جمع سِرْبال، وهي كلمة فارسية معرَّبة، معناها: القميصُ الذي يُلبَسُ من أي جنسٍ كان، والقميصُ الذي يلبَسُه المحاربُ وهو الدِّرْع. وقد وردت الدَّلالتان في آية واحدةٍ من القرآن الكريم، قال تعالى: [النّحل: 81] {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} . انظر "النهاية" (2/357) ، و"المعجم العربي لأسماء الملابس" للدكتور رجب إبراهيم (ص 231) . (3) القَطِران: فيه ثلاث لغات: فتح القاف وكسر الطَّاء، وكسر القاف وسكون الطَّاء، وفتح القاف وسكون الطَّاء. وهو: عُصَارة شجر الأبْهَل والأَرْز ونحوهما، يُطبَخُ فيُتحلَّب منه، فتُطلى به الإبِلُ الجَرْبى، فيَحرِقُ الجَرَبَ بحدَّته، وهو أسود مُنتِنٌ، تشتعلُ فيه النارُ بسرعة. والمعنى: أن جلودَ أهل النار - ومنهم النائحة - تُطْلى بالقَطِران حتى يكون لهم لباسًا؛ ليزيدَ في حرِّ النار عليهم، فيكون ما يُتَوقَّى به العذابُ عذابًا. انظر "اللسان" (5/105) ، و"القاموس" (463) ، و"تفسير البيضاوي" (3/358) ، و"المعجم الوجيز لألفاظ القرآن الكريم" للدكتور نبيل عبد السلام هارون (ص 166) . (4) المثبت من (أ) و (ف) ، ومثله في "سنن ابن ماجه"، وفي بقيَّة النسخ: «يُغْلَى» بالمعجمة، ومثله في "مستدرك الحاكم" (1/383) ، و"شعب الإيمان" للبيهقي (4779) ، و"الكامل" لابن عدي، وجاء في "مسند أحمد" (5/343 رقم22904) بلفظ: «ثمَّ يُعَلُّ عليها دِرْعٌ مِنْ لَهَبِ النار» ، وفي حاشيته من طبعة الرسالة: «قال السندي: قوله: "ثم يُعَلُّ" على بناء المفعول بلامٍ مشدَّدة، أي: يُضَاعَفُ عليها» . اهـ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 533 1064 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ قَتادة، عَنْ أنس: أنَّ رسولَ الله (ص) جَمَعَ يَوْمَ أُحُدٍ النَّفَرَ فِي الْقَبْرِ الْوَاحِدِ، فَكَانَ يُقَدِّمُ فِي الْقَبْرِ إِلَى القِبْلَةِ أقرأَهم، ثُمَّ ذَا السِّنِّ يَلي أقرأَهم. قَالَ أَبِي: يَحْيَى هَذَا هُوَ: يَحْيَى بْنُ صَبِيح (4) . 1065 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ (5) بْنُ حَكِيم (6) ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عمِّه يَزِيدَ (7) بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في الصَّلاة على القبور.   (1) نقل هذه المسألة العيني في "عمدة القاري" (8/154) . (2) هو: عبد الله. (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (4) سُئل الدارقطني في "العلل" (4/28/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه ابن جريج، واختُلِف عنه: فرواه ابْنُ وَهْب، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، وخالفه حجاج بن محمد، فرواه عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ يَحْيَى، عن أنس، لم يذكر بينهما أحدًا، وقول ابن وَهْب أشبه بالصَّواب. وهذا يحيى يقال إنه يحيى بن صَبيح» . (5) في جميع النسخ: «علي» ، وصحِّحت بهامش (أ) ، وسيأتي في آخر المسألة على الصواب، وانظر "تهذيب الكمال" (8/9-10) ، و (19/355-356) . (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (11217) ، وأحمد في "المسند" (4/388 رقم 19453) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (117/الصميعي) ، وابن ماجه في "سننه" (1528) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1970) ، وابن حبان في = = "صحيحه" (3083 و3087) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/228 و229) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6594) ، والحاكم في "المستدرك" (3/591) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/35) . (7) في (ش) : «زيد» . الحديث: 1064 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 534 رَوَاهُ مَخْرَمة (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ مِقْسَم، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ زَيْدِ (2) بْنِ ثابت، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ عُثْمَانَ بْنِ حَكيم أشبهُ؛ لأنَّ حِفظَ «زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ» أسهلُ مِنْ «يَزِيدَ بْنِ ثَابِتٍ» ، لَوْ كَانَ كَذَلِكَ، وَهَذَا يزيدُ بْنُ ثَابِتٍ (3) أَخُو زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ (4) . 1066 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (5) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ (6) ، عَنْ عَطاء (7) ؛ أنه حدَّثه،   (1) هو: ابن بُكَير بن عبد الله بن الأشَج، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (118/الصميعي) . (2) في (ش) و (ف) : «عن أبيه عن زيد» ، وفي (ك) : «عن أبيه يزيد» . (3) قوله: «لَوْ كَانَ كَذَلِكَ وَهَذَا يَزِيدُ بن ثابت» مكرر في (ف) . (4) قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" رقم (2739) : «وذكر موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: أنه [أي: يزيد بن ثابت] رُمي يوم اليمامة بسهم، فمات بالطريق راجعًا» . وقال البخاري في "التاريخ الأوسط" (117) : «فإن صحَّ قول موسى بن عقبة أن يزيد بن ثابت قُتل أيام اليمامة في عهد أبي بكر، فإن خارجة لم يدرك يزيد» . وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «وروى عنه خارجةُ بن زيد؛ ولا أحسَبُه سمع منه» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (10/341) : «وإذا مات باليمامة فرواية خارجة عنه مرسلة» . (5) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1451) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/688) . قال الذهبي: «رواته ثقات؛ لكنه منكر» ، وقال المعلِّمي في تعليقه على "التذكرة": «علَّته أن الوليد يدلس التسوية، وكذا هشام فيما يظهر» . وضعفه الألباني في "الضعيفة" (4772) لتدليس الوليد تدليس التسوية، وضَعْفِ هشام بن عمار. (6) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (7) هو: ابن أبي رَباح. الحديث: 1066 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 535 عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا حَمِيمٌ (1) لَهَا يَخْنُقُهُ الْمَوْتُ، فلمَّا رَأَى النبيُّ (ص) مَا بِهَا قَالَ (2) : لاَ تَبْتَئِسي عَلَى حَمِيمِكِ؛ فَإِنَّ ذَاكِ مِنْ حَسَنَاتِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1067- وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (4) ؛ قال: ثنا معاوية   (1) الحَمِيمُ والحامَّةُ: هو خاصَّة الإنسان ومن يَقرُبُ منه. انظر "النهاية" (1/446) . (2) قوله: «قال» سقط من (ك) . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (1870) و (1892) . (4) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصبر" (111) ، وابن عدي في "الكامل" (6/401) ، وابن فيل في "جزئه" (21/أ) ، ومن طريقه القضاعي في "مسند الشهاب" (992) . ورواه ابن عدي أيضًا (2/37) من طريق اليُسير بن موسى، عن بقية، ثنا معاوية بن يحيى وأبو بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أبي هريرة، به. قال ابن عدي: «وأبو بكر بن أبي مريم في هذا الإسناد غير محفوظ ... » . ورواه ابن عدي (4/115) ، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" (2/264) ، وابن شاهين في "فضائل الأعمال" (272) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9956/العلمية) من طريق عمار بن نصر، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يحيى، ثنا أبو بكر القتبي، عن أبي الزِّناد، به. قال الحاكم: «هذا حديث منكر، لا يحتمله أبو الزناد، وأبو بكر القتباني رجل مجهول، لا يُدرى من هو» . وهذا الحديث يُعرف بطارق بن عمار عن أبي الزِّناد؛ كما قال ابن عدي، ويأتي الكلام على روايته. وقال الذهبي في "المقتنى" (909) في أبي بكر القتبي هذا: «مجهول، والخبر منكر» . ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/355) من طريق معلَّى بن منصور، وابن عدي (4/115) من طريق يعقوب بن كاسب، كلاهما عن الدراوردي، عن طارق بن عمار، عن أبي الزناد، به. قال البخاري: «ولا يُتابَع عليه» ؛ أي: طارق بن عمار. = ... ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/227) ، وابن عدي (4/115) من طريق إبراهيم ابن حمزة، عن الدراوردي، عن عباد، عن طارق، عن أبي الزناد، به. ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (421/بغية الباحث) من طريق وهب بن وهب، عَنْ عبَّاد، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" أيضًا، والبزار (رقم 1506/كشف الأستار) ، وابن عدي (4/115) ، والفاكهي في "فوائده" (111) - ومن طريقه ابن بشران في "الأمالي" (1459) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9954/العلمية) -، كلُّهم من طريق الدراوردي، عن طارق وعباد بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، به. قال البزار: «لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد» ، وقال البيهقي: «تفرَّد به طارق بن عمار وعباد، وقد قيل: عن عباد، عن طارق، و [هو] الأصح، وطارق يُعرَف بهذا الحديث» . الحديث: 1067 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 536 ابن يَحْيَى، عَنْ أَبِي الزِّناد (1) ، عَنِ الأعرَج (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إنَّ الرِّزْقَ يَأْتِي (3) العَبْدَ مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ المَؤُونَةِ، وإنَّ الصَّبْرَ يَأتي العَبْدَ مِنَ اللهِ (4) عَلَى قَدْرِ المُصِيبَةِ؟ قَالَ أَبِي: هُوَ معاويةُ بْنُ يَحْيَى الأَطْرابُلُسي، وَهَذَا الحديثُ هُوَ حَدِيثُ عَبَّاد بْنِ كَثِيرٍ (5) ، فَأَرَاهُ أخَذَ (6) عَنْ عَبَّاد، عن أبي الزِّناد (7) .   (1) هو: عبد الله بن ذَكوان. (2) هو: عبد الرحمن بن هُرمُز. (3) في (ت) : «يأتني» . (4) قوله: «من الله» من (ف) فقط. (5) روايته أخرجها الحارث بن أبي أسامة (421/بغية الباحث) عن عبد الرحيم بن واقد، عن وهب بن وهب، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. ورواه الحسن بن سفيان - كما في "تفسير ابن كثير" (8/454) -، عن يزيد بن صالح، عن خارجة، عَنْ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به. ومن طريق الحسن بن سفيان رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/400) . (6) أي: أخَذَهُ، والمراد: أخذه معاوية بن يحيى، عن عَبَّاد ابن كثير، عن أبي الزناد. وهذا من حذف المفعول للعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) . (7) سيأتي في المسألة رقم (1870) قولُ أبي حاتم: «هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، يَحْتملُ أَنْ يكون بين مُعَاوِيَة وَأَبِي الزِّنَاد: عبَّاد بْن كَثِير، وهو عندي الأطرابلسي» . وانظر المسألة رقم (1892) ففيها تفصيلٌ. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 537 1068 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزاري (2) ، عَنْ خَالِدٍ الحذَّاء، عن أبي قِلابة (3) ، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عليِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِم ٍ (4) يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ المُسْلِمينَ يَكُونُوا (5) مِئَةً يَشْفَعونَ لَهُ، إِلا شُفِّعُوا فِيهِ؟ قال أبي: إنما هو (6) : عبد الله بن يزيد (7) ، عن عائِشَة (8) .   (1) انظر المسألة رقم (1892) . (2) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. وروايته ذكرها الدارقطني في"العلل" (397) . (3) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (4) في (ت) و (ف) : «ما من عبد من مسلم» . (5) كذا في جميع النسخ، بحذف نون الرفع بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، والجادَّة: «يكونون» ، لكنَّ ما وقع في النُّسخ يحتمل وجهين: الأوَّل: إمَّا أن يكون هناك سقطٌ، والأصل: «يبلغون أن يكونوا» - كما في بعض مصادر التخريج - فسقط قوله: «يبلغون أن» ، فبقي «يكونوا» بلا نون. والثاني: إذا صحَّت الرواية بهذا، ولم يكن فيها سقط أو تصحيف، فإنَّ لها وجهًا صحيحًا في العربية، على لغة لبعض العرب يحذفون نون الرفع من المضارع بلا موجب؛ تخفيفًا، وهذا ثابتٌ في الكلام الفصيح نثرِهِ ونظمِهِ، وهي لغةٌ صحيحةٌ قليلة الاستعمال. وانظر الكلام عليها في المسألة رقم (1015) . ووقع في المسألة رقم (1803) : «يبلغون مئة» . (6) قوله: «هو» سقط من (ت) و (ف) و (ك) . (7) في (ف) : «زيد» . (8) الحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (1630) ، وأحمد في "المسند" (6/97 رقم 24657) من طريق شعبة، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قلابة، عن عبد الله بن يزيد، عن عائشة، به. ورواه أحمد في "المسند" (6/32 رقم24038) ، ومسلم في "صحيحه" (947) ، والترمذي في "جامعه" (1029) ، والنسائي في "المجتبى" (1991 و1992) = = من طريق أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عبد الله بن يزيد، عن عائشة، به. قال الترمذي: «حديث عائشة حديث حسن صحيح، وقد أوقفه بعضهم ولم يرفعه» . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/91/ب) الخلاف في رفع هذا الحديث ووقفه، وقال: «ورفعُه صحيحٌ» . وقال أيضًا في "العلل" (397) : «يرويه أبو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عن أبي قلابة، عن عبدلله ابن يزيد، عن علي، عن النبي (ص) ، وخالفه أصحابُ خالد الحذاء؛ رَوَوه عنه، عن أبي قلابة، عن عبد الله بن يزيد، عن عائشة، عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب» . الحديث: 1068 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 538 1069 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ شَيبان (2) ، عَنْ لَيْثٍ (3) ، عَنْ (4) عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ حَفْصَةَ ابْنَتِ (5) سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ سُلَيم (6) ، عَنْ رسول الله (ص) قَالَ: لِتَلِي (7) غَسْلَ المَرأةِ أَوْلَى نِسَائِهَا بِهَا، فإنْ كَانَتْ ضَعيفَةً أو صَغيرَةً، وَلِيَتْهَا   (1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/5) . ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (25/124 رقم 304) من طريق آدم بن أبي إياس، والحسن بن موسى الأشيب، كلاهما عن شيبان، به. وسيأتي ذكر رواية هاشم بن القاسم عن شيبان قريبًا. (2) هو: ابن عبد الرحمن النحوي. (3) هو: ابن أبي سُلَيم. (4) في (ك) : «ابن» بدل: «عن» . (5) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيح في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (6) في (أ) و (ش) : «أم سلمة» . (7) كذا في جميع النسخ: «لتلي» بإثبات ياء في آخره، والقياس: «لِتَلِ» ؛ لأنه مضارع معتل الآخر مجزوم بلام الأمر، وفاعله: «أولى» ، وعلى ذلك جاءت الرواية في "المعجم الكبير" للطبراني: «وَلْيَلِ غَسْلَهَا أَوْلَى النِّساء بها» ، ومثله في "سنن البيهقي"، إلا أن فيها: «أَوْلَى الناس بها» . ويخرَّج ما في النسخ على وجهين: الأول: أن المعتلَّ أُجريَ مُجرى الصحيح، بتقدير ضمة الرفع على الياء، ثم حذفها للجزم، فتكونُ علامةُ الجزم السكون؛ كالفعل الصحيح. والثاني: أن الفعل مجزومٌ بحذف الياء التي هي لامُ الكلمة؛ لكنَّ هذه الياء التي في آخر الفعل نشأت عن إشباع كسرة اللام؛ فهي ياءٌ زائدة، لا أصليَّة. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (123) و (200) و (1025) . الحديث: 1069 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 539 امْرَأةٌ (1) مُسْلِمَةٌ وَرِعَةٌ، فَأَمِرِّي (2) بِبَطْنِهَا، فَامْسَحِيهِ مَسْحًا رَفيقًا، فَإنْ كَانَتْ حُبْلَى فَلا تُحَرِّكِيهَا، ثُمَّ خُذي كُرْسُفًا (3) ، فاَغْسِليهِ غَسْلاً حَسَنًا، ثُمَّ أدْخِلي يَدَكِ (4) مِنْ تَحْتِ الثَّوْبِ، فَامسَحِي سِفْلَتَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ مَسْحًا حَسَنًا قَبْلَ أَنْ تُوَضِّئيهَا، ثُمَّ وَضِّئيهَا بِماءٍ فيهِ سِدْرٌ، وَلْتُفْرِغِ المَاءَ امرَأةٌ قَائِمَةٌ لا تَلي شَيئًا غَيْرَهُ، حتَّى (5) تُنَقِّيَ السِّدْرَ وأَنتِ تَغْسِلِي (6) بِهِ، هَذَا بَيانُ وُضُوئِهَا، فَإذا فَرَغْتِ مِنْ (7) وُضُوئِهَا، فَأَمِرِّي (8) بِغَسْلِ   (1) في "المعجم الكبير" للطبراني: «فَلْتَلِهَا امْرَأةٌ» ، وفي "سنن البيهقي": «فلتغسِّلها امْرَأةٌ» . (2) في (ت) و (ك) : «فآمري» . وفي "معجم الطبراني": «فليبدؤوا ببطنها، فليُمْسَح» ، وفي "سنن البيهقي": «فليُبْدأ ببطنها فليُمْسَح» . وفي هذه العبارة التفات من ضمير الغيبة إلى الخطاب، وانظر الكلام على الالتفات في التعليق على المسألة رقم (884) . (3) الكُرْسُف: القُطْن. "المصباح المنير" (2/530) . (4) في (ت) : «بيدك» ، وفي (ك) : «بيديك» . (5) في (ت) و (ك) : «ثم» بدل: «حتى» . (6) كذا في جميع النسخ بحذف نون الرفع بلا ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، تخفيفًا، وهي لغة صحيحة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) . وفي "معجم الطبراني": «حتَّى تُنَقِّيَ بالسِّدرِ وأَنتِ تَغْسِلينَ» ، وهو الأصل، ولم ترد هذه الجملة في رواية البيهقي ولا في بقيَّة مصادر التخريج. (7) قوله: «من» سقط من (ف) . (8) كذا في جميع النسخ، وعند الطبراني: «فابدئي» ، وعند البيهقي: «وابدئي» .. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 540 رَأسِهَا، فاغْسِليهِ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ، وَلاَ تَقْرَعي (1) رأسَهَا بِمُشْطٍ ... ، وذكرتُ حديثَ غُسْلِ الميِّت بِطُولِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَأَنَّهُ باطلٌ! يُشْبِهُ أَنْ يكونَ كَلامَ ابْنِ سِيرِينَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : رَوَى هَذَا الحديثَ عن شَيبان (3) - سِوَى الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ - أَبُو النَّضْر هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ (4) . وحدَّثنا أَبِي عَنْ سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ العَسْكري (5) ، عن [عبد الرحيم] (6) بْنِ سُلَيمان، عَنْ (7) جُنَيد بْنِ أبي دَهْرَة (8) التَّيمي، عن عبد الملك بن أبي بَشير (9) .   (1) في (ش) : «ولا تقرع» ، وفي (ت) : «ولا تفرغي» ، وعند الطبراني والبيهقي: «ولا تُسَرِّحي» ، ومعنى «لا تقرعي رأسها بمشط» أي: لا تسرِّحيها؛ يقال: قَرَعَ الشيءَ يَقْرَعُهُ قَرْعًا، أي: ضرَبَهُ. انظر: "المعجم الوسيط" (قرع) . (2) في (ف) : «قلت» . (3) في (أ) : «شعبان» ، وفي (ش) : «سفيان» . (4) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (4/4-5) . (5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (25/124 رقم304) . (6) في جميع النسخ: «عبد الرحمن» ، والمثبت هو الصَّواب، كما في مصادر التخريج. والمعروف بالرواية عن جنيد بن أبي دهرة: عبد الرحيم ابن سليمان، وهو الذي يروي عنه سهل بن عثمان العسكري؛ كما في "الجرح والتعديل" (2/527 رقم 2192) ، و"تهذيب الكمال" (18/36-38) . (7) في (أ) و (ش) : «ابن» بدل: «عن» . (8) بدال مهملة، مع هاء ساكنة. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (4/313) . وقال الذهبي في ترجمته من "الميزان" (1/452) : «له حديثٌ في غسل الميت طويلٌ منكر؛ في ثاني حديث ابن السوَّاق» . (9) المقصود هنا: بيانُ أنَّ ليث بن أبي سُلَيم لم ينفرد بالحديث، بل تابعه جُنيد بن أبي دهرة، عن عبد الملك ابن أبي بشير، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، عَنْ أم سُلَيم، به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 541 ورَوَى عن حَفْصَة ابْنَتِ (1) سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّة، عَنِ النبيِّ (ص) : أيُّوبُ (2) ، وخالدٌ الحذَّاء (3) ، وعاصمٌ الأحولُ (4) ، وهشامُ بْنُ حَسَّان (5) : أَنَّ إِحْدَى بنات النبيِّ (ص) تُوُفِّيَتْ ... كُلَيْماتٍ يَزِيدُ بعضُهم عَلَى بَعْضٍ، لَيْسَ مِنْ هَذَا الْمَتْنِ فِيهِ إِلا ذِكْرُ السِّدْرِ والكَافُور، و: اغْسِلِيها (6) وِتْرًا، وابْدَئي بمَيامِنِها، وَهَاهُنَا: ابْدَئي بِسِفْلَتِهَا (7) . والحديثُ عَنْ أُمِّ عَطِيَّة، وَقَالَ هَاهُنَا (8) : عَنْ أُمِّ سُلَيم، وَلَيْسَ لأُمِّ سُلَيم عَنِ النبيِّ (ص) فِي غُسْلِ الميِّت شيءٌ. 1070 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُخَيَّس (9) بن تَميم   (1) في (ك) : «ابنة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وله وجه صحيحٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (2) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتِياني. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1254 و1260) ، ومسلم (939) . (3) روايته أخرجها البخاري أيضًا (167 و1255 و1256) ، ومسلم (939) . (4) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (5/85 رقم 20795) ، ومسلم (939) . (5) روايته أخرجها البخاري (1263) ، ومسلم (939) . (6) في (ش) : «واغسلنها» . (7) في (ت) : «سفلتها» ، وفي (ك) : «بسفليها» ، والذي تقدَّم في هذا الحديث: «فامْسَحِي سِفْلَتَهَا» . (8) بعده في (ف) : «ابدَئي بِسِفْلَتِهَا، والحديثُ عَنْ أُمِّ عَطِيَّة، وقال هاهنا» ، وهو تكرار بسبب انتقال النظر. (9) كذا ضبطه ابن ماكولا في "الإكمال" (7/170) بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، بعدها ياء مشددة، وبعدها سين مهملة، وذكر أنه يقال في ضبطه أيضًا: «مِخْيَس» بكسر الميم، وسكون الخاء المعجمة، وتخفيف الياء. الحديث: 1070 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 542 الأَشْجعي (1) ، عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه (2) ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إنَّ الغَضَبَ يُفْسِدُ الإيمَانَ كَما يُفْسِدُ الصَّبِرُ (3) العَسَلَ. وَقَالَ: يَا مُعَاويةُ بنَ حَيْدَةَ، إن ِ (4) اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْقَى اللهَ وَأَنْتَ تُحْسِنُ الظَّنَّ بِهِ، فافْعَلْ؛ فَإنَّ اللهَ عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِهِ بِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، ومُخَيَّسٌ مجهولٌ (5) . 1071 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَة بن   (1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (19/417 رقم 1007) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7941) ، وتمام في "فوائده" (1093/الروض البسام) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/27) - جميعهم من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُخَيَّس، به. قال البيهقي: «قال أبو حازم [شيخ البيهقي] : تفرَّد بِهِ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُخَيَّس ابن تميم» . ورواه الطبراني أيضًا (19/416 رقم 1005) من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ مُخَيَّس، به. بلفظ: «قال الله: أنا عِندَ ظنِّ عَبدي بي» . ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/80) من طريق شعيب بن أحمد بن عبد الحميد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زياد، عن بهز ابن حَكِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، به. (2) هو: معاوية بن حَيْدَة. (3) الصَّبِرُ: الدَّواءُ المُرُّ، بكسر الباء في الأشهر، وسكونُها للتخفيف لغةٌ قليلة. "المصباح المنير" (1/331) . (4) في (ك) : «أنا» . (5) وحكم عليه بالجهالة أيضًا في "الجرح والتعديل" (8/442 رقم2019) . والحديث ضعفه العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (2849/تخريج أحاديث الإحياء) ، والألباني في "الضعيفة" (1918) . (6) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. الحديث: 1071 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 543 هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أميَّة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سمعتُ عامرَ بنَ رَبِيعَةَ يَقُولُ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: إذَا رَأَيْتُمُ الجِنَازَةَ فَقُومُوا حَتَّى تُجَاوِزَكُمْ، أَوْ تُوضَعَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ - يَعْنِي (1) : بهذا الإِسْنَادَ (2) - وسعيدٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) . 1072 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد ابن الجَرَّاح، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ محمَّد، عَنْ نَافِعٍ (5) ، عَنْ أبي هريرة،   (1) في (ك) : «بمعنى» . (2) هذا احترازٌ جيد من ابن أبي حاتم؛ لأن الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (1308) ، ومسلم (958) ، كلاهما من طريق الليث بن سعد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عامر بن ربيعة، به. ورواه مسلم أيضًا من طريق أيوب السختياني، وعبيد الله بن عمر، وعبد الله بن عون، وابن جريج، جميعهم عن نافع، به. وأخرجه البخاري أيضًا (1307) ، ومسلم في الموضع السابق، كلاهما من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عامر بن ربيعة، به. (3) وكذا قال في "الجرح والتعديل" (4/67 رقم 281) ، وزاد: «منكر الحديث» . (4) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته لم نجد من أخرجها على هذا الوجه، لكن ذكر الدارقطني في "العلل" (9/146 رقم 1683) أن عقبة بن علقمة رواه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ نافع؛ أن رجلاً أخبره عن أبي هريرة. وقال البابلتي: عن الأوزاعي، عن الزبيدي، عن نافع نحو هذا القول. وقال غيرهما: عن الأوزاعي؛ حدثني نافع، عن أبي هريرة موقوفًا. اهـ. وانظر التعليق التالي. (5) هو: مولى ابن عمر كما سيأتي. وتقدم تخريج روايته من طريق الأوزاعي. ورواه عنه أيضًا أيوب السختياني والإمام مالك. أما رواية أيوب: فأخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (2/488 رقم10332) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/32) ، كلاهما من طريق أيوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وأما مالك: فأخرجه في "الموطأ" (1/243) عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوفًا. قال ابن عبد البر (16/31) : «هكذا روى هذا الحديث جمهور رواة الموطأ موقوفًا على أبي هريرة، وَرَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مالك، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، لم يُتابَع على ذلك عن مالك، ولكنه مرفوع من غير رواية مالك، من حديث نافع، عن أبي هريرة، من طرق ثابتة، وهو محفوظ أيضًا من حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة مرفوعًا» . اهـ. وحديث الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة مرفوعًا؛ الذي أشار إليه ابن عبد البر: أخرجه البخاري في "صحيحه" (1315) ، ومسلم (944) . وأخرجه مسلم أيضًا من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل، عن أبي هريرة. وذكر الدارقطني في "العلل" (1683) الاختلاف على الزهري في هذا الحديث، ثم قال: «وحديث سعيد بن المسيب وأبي أمامة بن سهل محفوظان، والباقي غير محفوظ عن الزهري» . اهـ. الحديث: 1072 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 544 عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَسْرِعُوا بِجَنَائِزِكُمْ؛ فإنَّمَا هُوَ خَيْرٌ تُقَدِّمُوا (1) عَلَيْهِ، أَوْ شَرٌّ تُلْقُوهُ (2) عَنْ رِقَابِكُمْ. فقلت ُ لأَبِي: مَنْ محمدُ بْنُ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ: لا أعرفُه، ونافعٌ هُوَ: مولى ابن عمر.   (1) كذا، والجادَّةُ: «تُقَدِّمُونَ» ، بإثبات نون الرفع، لكنَّ ما في النسخ يتَّجِهُ على حذف النون تخفيفًا بغير ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، وهي لغةٌ صحيحة سبق التعليق عليها في المسألة رقم (1015) . هذا؛ وكانت الجادَّة أيضًا أن يقال: «تُقَدِّمُونَهَا عليه» ، أو «تُقَدِّمُونهَا إليه» ، لكنْ حُذِفَ هنا ضميرُ المفعول به، وهو مَنْوِيٌّ، وهذا جائز في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (24) . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «تُلْقُونَهُ» بنون = = الرفع، وتخريجه على اللغة المذكورة في التعليق السابق، وقد جاء في مصادر التخريج بلفظ: «تَضَعُونَهُ» ، و «تَطْرحُونهُ» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 545 1073 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ (1) الوَهْبي (2) ، عَنِ إسماعيل ابن أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس بْنِ أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا كَانَتْ مَنِيَّةُ (3) أَحَدِكُمْ بِأَرضٍ؛ قُيِّضَتْ (4) لَهُ الحَاجَةُ، فَيَعْمِدُ (5) إلَيْهَا، فَيَكونُ أقْصَى أَثَرٍ مِنْهُ، فَيُقْبَضُ فِيهَا، فَتَقُولُ الأرْضُ يَوْمَ القِيَامَةِ (6) : رَبِّ! هَذا مَا اسْتَوْدَعْتَني؟ قَالَ أَبِي: الكوفيُّون لا يرفَعونه. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (7) : هَذَا الحديثُ (8) معروفٌ بِعُمَرَ بْنِ عليِّ بْنِ مُقَدَّم (9) ، تفرَّد بِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، وَتَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ مُحَمَّدُ ابن خالد الوَهْبي (10) .   (1) قوله: «رواه محمد بن خالد» ليس في (ف) . (2) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/41-42 و367) . (3) في (ف) : «ميتة» . (4) أي: قُدِّرَتْ؛ يقال: قَيَّضَ الله له كذا، أي: قَدَّرَهُ. انظر "المصباح المنير" (2/521) . (5) في (ك) : «فعمد» . (6) من قوله: «فيكون أقصى ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (7) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (8) قوله: «الحديث» سقط من (ك) . (9) روايته أخرجها ابن ماجه (4263) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (392) ، والبزار في "مسنده" (1889) ، والحاكم (1/41) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرفعه إلا عمر بن علي المقدَّمي» . (10) ذكر الدارقطني في "العلل" (848) هذا الحديث والاختلاف فيه، وقال: «رواه ابن عيينة ويحيى القطان وغيرهما موقوفًا، وهو الصَّواب» . ورواية ابن عيينة أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (894) ، عنه، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن قيس، عن ابن مسعود موقوفًا. وانظر تخريج الحديث والاختلاف فيه في التعليق على الموضع السابق من "سنن سعيد بن منصور". الحديث: 1073 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 546 1074 - وسألتُ (1) أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (3) ، عَنْ حمَّاد بن عبد الرحمن؛ قَالَ: حدَّثنا إِدْرِيسُ بْنُ صَبِيح الأَوْدي (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيّب (5) ؛ قال: حضرتُ عبد الله بْنَ عُمَرَ فِي جِنازة، فلمَّا وضعها (6) قال (7) : باسمِ اللَّهِ، وَفِي سبيلِ اللَّهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رسولِ اللَّهِ. فلمَّا أخَذَ فِي تَسْوِيَةِ اللَّبِنِ عَلَى اللَّحْدِ، قَالَ (8) : اللَّهمَّ أَجِرْهُ مِنَ الشَّيطان، وَمِنْ عَذَابِ القَبر، وَمِنْ عَذَابِ النَّار. فلمَّا (9) سَوَّى الكَثِيبَ (10) عَلَيْهَا؛ قَامَ إِلَى جَانِبِ القَبر، ثُمَّ قال: اللَّهُمَّ جافِ الأرضَ   (1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/90/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/261) حكم أبي حاتم على هذا الحديث بالنكارة. (2) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/241) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/55) . ورواه ابن ماجه (1553) ، والطبراني في "الدعاء" (1210) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ حماد بن عبد الرحمن؛ حدثنا إدريس الأَوْدِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، به هكذا لم يسمِّ إدريس. (4) في (ك) : «الأزدي» . (5) قوله: «عن سعيد بن المسيب» سقط من (ك) . وقوله: «عن سعيد بن» مكانه بياض في (ت) . (6) في (ك) : «فلما وصلت إليه» . (7) قوله: «قال» في مكانه بياض في (ت) و (ك) . (8) قوله: «اللبن على اللحد قال» في مكانه بياض في (ت) و (ك) . (9) قوله: «ومن عذاب النار فلما» في موضعه بياض في (ك) ، وقوله: «النار فلما» مطموس في (ت) ، وقوله: «من عذاب النار» ليس في (ف) . (10) الكَثِيبُ: الرَّمْلُ المُسْتَطِيلُ المُحْدَودِب. "النهاية" (4/152) . الحديث: 1074 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 547 عن (1) جَنْبِها (2) ، وصَعِّد رُوحَها، ولَقِّها مِنْكَ رِضْوَانًا. قُلْتُ: يَا ابْنَ عُمَرَ! أَشَيْئًا (3) سمعتَه من رسول الله (ص) ، أَوْ شَيْئًا قُلْتَه مِنْ (4) رَأْيِكَ؟ قال (5) : إني (6) إِذَنْ لقادِرٌ عَلَى الْقَوْلِ! بَلْ شيءٌ سمعتُه من رسول الله (ص) ؟ قال أبي: الحديثُ مُنكَرٌ (7) .   (1) قوله: «الأرض عن» في مكانه بياض في (ت) و (ك) . (2) في (ك) : «جنبيها» . (3) في (ك) : «أشيء» . (4) في (ف) : «قلت من من» . (5) قوله: «قال» سقط من (ك) . (6) قوله: «إني» سقط من (ش) . (7) لأنه تفرد به إدريس بن صبيح هذا، وقد قال عنه أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (2/264 رقم 949) : «مجهول» . وقال ابن عدي في الموضع السابق بعد روايته لهذا الحديث ولحديث آخر: «هكذا قال: " إدريس بن صبيح الأودي "! وانما هو: إدريس بن يزيد الأودي، وهذان الحديثان لا أعلم يرويهما غيرُ حماد بن عبد الرحمن هذا، وهو قليل الرواية» . كذا ذهب ابن عدي إلى أن إدريس هو: ابن يزيد الأودي، وصوَّب ابن حجر في "التهذيب" (1/101) قول ابن عدي. وقد فرق بينهما ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/263-264) فترجم لإدريس بن صبيح وقال: «رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، روى عنه حماد بن عبد الرحمن الكلبي، سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه فقال: هو مجهول» . وترجم لإدريس بن يزيد وقال: «ذكره أبي عن إسحاق ابن منصور الكوسج، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: إدريس بن يزيد الأودي: ثقة» . وكذا فرق بينهما ابن حبان في "الثقات" (6/78) وقال في إدريس بن صبيح: «يُغرِب ويخطئ على قلَّته» . والحديث رُوي من طرق عن ابن عمر، واختُلِف في رفعه ووقفه. وذكر الدارقطني في "العلل" (4/60/أ-61/ب) الاختلاف فيه ورجَّح الوقف. وانظر تخريج الأخ ياسر فتحي لـ"الذكر والدعاء" للقحطاني (228) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 548 1075 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ (1) عمَّار (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش؛ قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان بْنِ سُلَيم، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطاء بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ اللَّهَ إِذَا ابْتَلَى عَبْدًا بِالبَلاءِ فِي الدُّنيا (3) ؛ بَعَثَ إليهِ مَلَكَيْنِ، فَقالَ لَهُما: انْظُرَا مَا يَقُولُ عَبْدي لِعُوَّادِهِ حِينَ يَعُودُونَهُ: فإنْ قَالَ خَيْرًا وَلَمْ يَشْكُو (4) إِلَيْهِمُ الَّذي بِهِ مِنَ البَلاءِ؛ قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ: أبْدِلُوا عَبْدي (5) لَحْمًا خَيْرًا (6) مِنْ لَحْمِهِ، ودَمًا خَيْرًا (7) مِنْ دَمِهِ، وأَخْبِرُوهُ أنِّي (8) إنْ أنَا قَبَضْتُهُ أدْخَلْتُهُ الجَنَّةَ، وإنْ أَنَا أطْلَقْتُهُ مِنْ وَثَاقِي فَلْيَسْتَأْنِفِ العَمَلَ؟   (1) في (ك) : «عن» بدل: «ابن» . (2) لم نقف على هذا الحديث من رواية هشام عن إسماعيل ابن عياش، لكنَّ الحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1392) من طريق هشام بن عمار، قال: حدثني سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبي (ص) . ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (9472) من طريق أبي صالح الحرَّاني؛ حدثنا ابن عياش، حدثني سُلَيْمَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ زَيْدِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، به مرفوعًا. وقد نبَّه المحقق على أنه وقع في جميع نسخ "الشعب": «أبو عياش» ، ثم قال: «وهو خطأ فاحش» . (3) قوله: «الدنيا» مطموس في (ت) و (ك) . (4) رسمت في جميع النسخ: «لم يشكوا» ، بإثبات الواو بعدها ألف، أما إثبات الواو مع الجازم فله وجهان مشهوران في العربية، تقدَّم بيانهما في التعليق على المسألة رقم (228) ، وأما إثبات الألف مع واو الفعل فهذا قولُ الكُتَّاب المتقدِّمين، وتقدَّم التعليق عليه في المسألة (1025) . (5) في (ك) : «لعبدي» . (6) في (ت) : «خير» . (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «خير» . (8) قوله: «أني» كتب في (ف) ، وضرب عليه الناسخ. الحديث: 1075 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 549 قال أبي: يَرْوُونه (1) مُرسَلً (2) .   (1) في (ف) : «يرونه» ، لكن الواو مضمومة. (2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (2/940) عَنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قال ... فذكره هكذا مرسلاً. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (5/47) : «هكذا رواه جماعة الرواة عن مالك مرسلاً، وقد أسنده عباد بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي سعيد الخدري» ، ثم رواه بسنده إلى عباد بن كثير. وذكر الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" = = (4/254) أن الدارقطني رواه في "غرائب مالك" من طريق علي بن محمد الزيادباذي، عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى، عَنْ مالك، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة به مرفوعًا، ثم قال الدارقطني: «إنما هو في "الموطأ" بسند منقطع عن غير سهيل» . وله طريق آخر عن أبي هريرة رواه الحاكم في "المستدرك" (1/348-349) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/375) ، وفي "شعب الإيمان" (9473) ، رواه من طريق علي بن المديني، عَنْ أَبِي بَكْر الحنفي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عن سعيد ابن أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : «قال الله تعالى: إذا ابتَلَيتُ عبدي المؤمنَ ولم يَشكُني إلى عُوَّاده أطلَقتُه من إساري، ثم أبدلتُه لَحْمًا خَيْرًا مِنْ لَحْمِهِ، وَدَمًا خيرًا من دمه، ثم يَستأنفُ العملَ» . قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» . وزعم ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في صحيح مسلم" رقم (29) أن مسلمًا أخرج هذا الحديث في "صحيحه" من طريق القواريري، عن أبي بكر الحنفي، ثم قال ابن عمار: «وهذا حديث منكر، وإنما رواه عاصم بن محمد عن عبد الله بن سعيد المقبري، عن أبيه، وعبد الله بن سعيد شديدُ الضعف؛ قال يحيى بن سعيد القطان: ما رأيت أحدًا أضعف من عبد الله بن سعيد المقبري. ورواه معاذ بن معاذ، عن عاصم بن محمد، عن عبد الله بن سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو [حديث] يشبه أحاديثَ عبد الله بن سعيد» . اهـ. وانظر "شرح العلل" لابن رجب (2/768-769) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 550 1076 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدِ بْنِ مسلِم، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (2) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ الأنصاري - رجلٍ من بني عبد الأَشْهَل - قَالَ: حدَّثني أَبِي: أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله (ص) يَقُولُ فِي الصَّلاة عَلَى الميِّت: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لأَوَّلِنا وآخِرِنَا، وحَيِّنَا ومَيِّتِنا، وشَاهِدِنَا وغَائِبِنَا، وذَكَرِنَا وأُنثَانَا، وصَغيرِنَا وكَبيرِنا. قَالَ يَحْيَى: وَأَخْبَرَنِي أبو سَلَمة، عن النبيِّ (ص) بِمِثْلِ هَذَا، وَزَادَ فِيهِ: وَمَنْ أَحْيَيْتَهُ مِنَّا فَأَحْيِهِ عَلَى الإسْلامِ، وَمَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوَفَّهُ عَلَى الإيمَان ِ؟ قَالَ أَبِي: أَبُو إِبْرَاهِيمَ: هُوَ مجهولٌ، هو وأبوه.   (1) نقل الحافظ ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/230) بعض هذا النص بتصرف، وانظر المسألة رقم (1047) و (1058) . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها: الترمذي في "جامعه" (1024) من طريق الهقل بن زياد، والنسائي في "الكبرى" (10923) من طريق المعافى ابن عمران، والطحاوي في "شرح المشكل" (969) ، والبيهقي (4/41) من طريق بشر ابن بكر، والطبراني في "الدعاء" (1067) من طريق يحيى البابلتي، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/41) من طريق الوليد ابن مَزْيَد، خمستهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، به مرفوعًا. ورواه الإمام أحمد (4/170 رقم17543 و17544 و17545 و17547) من طريق أبان العطار، وهشام الدستوائي، وابن أبي شيبة في "المصنف" (11354) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2188) ، والنسائي في "المجتبى" (1986) ، و"الكبرى" (10924) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (970) ، والطبراني في "الدعاء" (1166) من طريق هشام الدستوائي، والطبراني في "الدعاء" (1068) من طريق محمد بن يعقوب، ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، به. الحديث: 1076 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 551 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وتَوهَّمَ بعضُ الناس أنه عبد الله بْنُ أَبِي قَتادة (2) ، وغَلِطَ؛ فإنَّ أَبَا قَتادة مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ رجُلٌ مِنْ بَنِي عبد الأَشْهَل (3) . 1077- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مُسْلِم (4) ؛ قال:   (1) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (2) رواه هكذا الإمام أحمد في "المسند" (4/170 رقم 17546) ، و (5/299 و308 رقم 22554 و22619) ، والنسائي في "الكبرى" (10925) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (966 و967) ، والطبراني في "الدعاء" (1171) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/41) جميعهم من طريق همام بن يحيى، يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، به. ونقل ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (4/204) عن ابن أبي شيبة قوله: «أبو إبراهيم هو: عبد الله بن أبي قتادة» . (3) قال الترمذي في "جامعه" (1024) : «وسمعت = = محمدًا [يعني: البخاري] يقول: أصحُّ الروايات في هذا: حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي إبراهيم الأشهلي، عن أبيه، وسألته عن اسم أبي إبراهيم؟ فلم يعرفه» . وذكر الدارقطني في "العلل" (556) هذا الحديثَ واختلاف الرواة فيه على يحيى ابن أبي كثير، ثم قال: «ورواه غيرُ واحد من البصريين عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي إبراهيم الأنصاري، عن أبيه، عن النبي (ص) ، وهو الصَّحيح. وعن أبي سلمة مرسل، وهو الصَّحيح. وأبو إبراهيم قيل في الحديث: رجل من بني عبد الأشْهَل، ومن قال فيه: إن أبا إبراهيم عبدُالله بن أبي قتادة فقد وهم» . (4) قوله: «مسلم» سقط من (أ) ، وسقط قوله: «رواه الوليد ابن مسلم» من (ف) ، وقوله: «ابن مسلم» ليس في (ت) و (ك) . ورواية الوليد بن مسلم هذه أخرجها ابن أبي حاتم نفسه في "تفسيره" (1/149 رقم1334) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (3/148 رقم 2184) . ورواه البخاري في "تاريخه الكبير" (5/169) من طريق مخلد بن يزيد وأبي المغيرة عبد القدوس بن الحجَّاج، والطبري برقم (2183) من طريق رواد بن الجراح العسقلاني، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/433) من طريق الوليد بن مزيد البيروتي، جميعهم عن الأوزاعي، به. الحديث: 1077 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 552 حدَّثنا الأَوْزَاعِيُّ (1) ؛ قَالَ: حدَّثني (2) يَحْيَى (3) ؛ قال: حدَّثني عبد الله بْنُ أَبِي الفَضْل المَدِيني؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: أُتِيَ رسولُ الله (ص) بجِنازة يُصَلِّي عَلَيْهَا، فَقَالَ النَّاسُ: نِعْمَ الرَّجُلُ! فقال النبيُّ (ص) : وَجَبَتْ. قَالَ (4) : وأُتِيَ بجِنازة أُخرى، فَقَالُوا (5) : بِئْسَ الرَّجُلُ! فَقَالَ النبيُّ (ص) : وَجَبَتْ (6) ، فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ: [ما] (7) قَوْلُكَ: وَجَبَتْ؟ فَقَالَ (8) : قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {لِتَكُونُوا ... } (9) ؟ قال أبي: عبد الله هَذَا مجهولٌ (10) . 1078 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (11) ، عَنِ   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) في (أ) و (ش) : «حدثنا» . (3) هو: ابن أبي كثير. (4) قوله: «قال» ليس في (ف) . (5) في (ف) : «فقالوا الناسُ» . (6) من قوله: «قال وأتي بجنازة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (7) ما بين معقوفين زيادة من "تفسير ابن أبي حاتم"، وبعض مصادر التخريج. (8) في (ك) : «قال» . (9) الآية (143) من سورة البقرة. (10) وكذا قال الذهبي في "الميزان" (4748) . (11) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3177) ، والبزار - كما في "تحفة المحتاج" لابن الملقن (2/20) -، والحاكم في "المستدرك" (1/355-356) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/23) . قال ابن الملقن: «قال البزار: لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن ثوبان بهذا الإسناد، وهو حسن الإسناد، ولا نعلم كلامه جاء به أحد غيره بإسناد متصل، وقد رواه عامر بن يساف، عن يحيى ابن أبي كثير مرسلاً، لم يقل: عن أبي سلمة ولا ثوبان، ومعمر - يعني راوي الأول - أثبت من عامر» . ورواه الترمذي في "جامعه" (1012) ، وابن ماجه (1480) ، والبيهقي في الموضع السابق، جميعهم من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ثوبان قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) في جِنازة، فرأى ناسًا رُكبانًا، فقال: «ألا تَسْتَحيون؟! إن ملائكةَ الله على أقدامهم وأنتُم على ظُهور الدَّواب» . قال الترمذي: «حديث ثوبان قد رُوي عنه موقوفًا؛ قال محمد [أي البخاري] : الموقوفُ منه أصحُّ» . وأخرجه البيهقي من وجه آخر عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مريم، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ثوبان موقوفًا عليه، ثم قال البيهقي: «هذا هو المحفوظ بهذا الإسناد، موقوف ... » ، ثم رواه من طريق آخر عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مريم، به مرفوعًا، ثم قال: «ورواه ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد موقوفًا عن ثوبان، وفي ذلك دلالة على أن الموقوف أصحُّ، وكذا قاله البخاري» . الحديث: 1078 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 553 مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ فِي جِنازة، فأُتِيَ بدابَّةٍ، فَأَبى أَنْ يركبَها، فَلَمَّا انصرف أُتِيَ بدابَّة فركبَ، فقالوا لَهُ الَّذِي أَتَاهُ (1) بالدَّابة أوَّلاً: أُنْزِلَ فيَّ شيءٌ؟ قَالَ: لا، وَلَكِنْ لَمْ أَكُنْ لأَِرْكَبَ والمَلائِكَةُ يَمْشُونَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ، لَيْسَ الحديثُ مِنْ حَدِيثِ أبي سَلَمة بن عبد الرحمن، وَأَبُو سَلَمة عَنْ ثَوْبان لا يَجِيءُ؛ إِنَّمَا هَذَا حديثٌ يَرْوِيهِ أَبُو سَلاَّم (2) ، عَنْ ثَوْبان، وَيَحْيَى بنُ أَبِي كَثِيرٍ يَرْوِي عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّم، عَنْ جدِّه أَبِي سَلاَّم (3) ، فيَحْتملُ أَنْ يكونَ أَخَذَهُ عَنْ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ ثَوْبان، عَنِ النبيِّ (ص) ، وأسقَطَ زَيْدًا مِنَ الوَسَط، أَوْ لم يحفَظ عنه.   (1) كذا في جميع النسخ: «فقالوا له الذي أتاه ... » ولعل «الذي» بدلٌ من واو الجماعة في «قالوا» ، وهو بدلُ بعضٍ من كُلٍّ، والله تعالى أعلم. ولم ترد هذه العبارة في مصادر التخريج. (2) هو: ممطور الحبشي. (3) من قوله: «عَنْ ثَوْبَانَ وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كثير ... » إلى هنا سقط من (ك) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 554 وَلا أَعْلَمُ رَوَى أَبُو سَلَمة عَنْ ثَوْبان إِلا حَدِيثًا يَرْوِيهِ أَبُو سَعْدٍ (1) البَقَّال (2) - وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ - عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنْ ثَوْبان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ. قَالَ أَبِي: وَأَبُو سَعْدٍ (4) البَقَّال لا أَعْلَمُ سمعَ مِنْ أَبِي سَلَمة، وَلا مِنْ أَبِي سَلاَّم، وَإِذَا رأيتَ الرَّجُلَ لا يَرْوِي عَنْهُ الثَّوريُّ - وأُراه قَالَ: وشُعبة - وَقَدْ أَدْرَكَاهُ، فَمَا ظنُّك بِهِ؟! 1079 - وسألتُ (5) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حسن (6) بْن حَكَم (7) بن   (1) في (ش) : «أبو سعيد» . (2) هو: سعيد بن المَرْزُبان. وروايته هذه أخرجها الترمذي في "جامعه" (3389) من طريق عقبة بن خالد، والصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص 296) من طريق عبد الرحمن الزجاج، والطبراني في "الدعاء" (304) من طريق عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ، ثلاثتهم عن أبي سعد البقَّال، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ ح قال: قال رسول الله (ص) : «من قال حين يُمسي: رَضيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وبمحمدٍ نبيًّا، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يرضيَه» . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» . (3) في (أ) و (ش) : «منكر متصل عن أبي سلمة» ، لكن في (أ) جعل الناسخ الدائرة المنقوطة (_د.) للفصل بين قوله: «منكر» و «عن أبي سلمة» ، ثم ضرب عليها، وكتب فوقها «متصل» ، فإما أنه لَحَق، أو قصد إلغاءَ الفصل، والتنبيهَ على اتصال الكلام، وهذا الأقربُ، فإن كان كذلك فهو شاهدٌ على أن نسخة (ش) منقولة من (أ) ، والله أعلم. (4) في (ش) : «وأبو سعيد» . (5) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (3/370-371/مخطوط) ، وانظر المسألة رقم (1093) . (6) قوله: «حسن» كأنه في (ش) : «جبير» ، ثم صُوِّب. (7) في (أ) : «حكيم» . وانظر "الجرح والتعديل" (3/7) . الحديث: 1079 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 555 طَهْمان (1) ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتوائي (2) ؛ قَالَ: أخبرني أبو عِصام (3) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : خَيْرُ ثِيابِكُمُ البَياضُ، فَلْيَلْبَسْهَا أحياؤُكُمْ، وكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 1080- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبيد ابن إسحاق العطَّار (4) ؛ قال: ثنا القاسم بن محمد بن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ (5) بْنِ عَقيل بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ قَالَ: حدَّثني أَبِي: عبدُالله بْنُ مُحَمَّدٍ (6) ؛ قَالَ: حدَّثني جَابِرُ بن عبد الله؛ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ النبيِّ (ص) جلوسٌ؛ إذ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ (7) : إنَّ فاطمةَ ابْنَتَ (8) أَسَد - أُمَّ عليٍّ وعَقيل وَجَعْفَرٍ- قد ماتت، فقال   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5391) إلا أنه وقع عنده: «الحسين بن الحكم بن طهمان» . قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به الحسين بن الحكم» . ورواه البزار (2941/كشف الأستار) من طريق أشعث، عن الحسن - قال: وأظنه عَنْ أَنَسٍ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) فذكره. قال البزار: «لا نعلم أحدًا رواه عن أشعث عن الحسن، إلا منصور، وليس به بأس، وهو بصري، انتقل إلى واسِط، وأقام بها حتى مات» . (2) هو: هشام بن أبي عبد الله. (3) في (ك) : «أبو عاصم» ، وكذا في "البدر المنير". وهو: أبو عصام البصري، مشهور بكنيته، واسمه: خالد بن عبيد، وقيل: ثمامة. انظر "تهذيب الكمال" (34/87) . (4) روايته أخرجها ابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/124) . (5) قوله: «بن محمد» سقط من (أ) و (ش) . (6) في "تاريخ المدينة" زيادة: «قال: ولم يَدْعُه قطُّ إلا أباه وهو جدُّه» . (7) قوله: «فقال» سقط من (ك) . (8) في (ك) : «ابنة» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ في العربية. انظر توجيهه في التعليق على المسألة رقم (6) . الحديث: 1080 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 556 النبيُّ (ص) : قُومُوا بِنَا إِلَى أُمِّي، فقُمنا كأنما على رؤوسِ مَنْ معه الطيرُ، [فلمَّا] (1) انْتَهَى (2) إِلَى الْبَابِ نَزَعَ قَمِيصَهُ، فَقَالَ: إِذَا غَسَّلْتُموهَا، فأَشْعِرُوهَا (3) تَحْتَ أَكْفَانِهَا (4) ، فَلَمَّا أَخْرَجُوهَا، جَعَلَ رسولُ الله (ص) مرَّةً يَحْمِلُ، ومرَّة يتأخَّر، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ، نَزَلَ فَتَمَعَّكَ (5) باللَّحْدِ، وقال: أَدخِلوهَا عَلَى بِاسْم ِ اللهِ - أو اسْم ِ اللهِ (6) -، فَلَمَّا أَدْخَلُوهَا قَالَ: جَزَاكِ اللَّهُ مِنْ أُمٍّ ورَبِيبَةٍ خَيْرًا (7) ، فَنِعْمَ الأمُّ، ونِعْمَ الرَّبيبَةُ كُنْتِ لِي، قَالَ: قُلْنَا - أَوَ قِيلَ لَهُ -: يَا رسولَ اللَّهِ، لَقَدْ صَنَعْتَ شَيْئَيْنِ (8) مَا رَأَيْنَاكَ (9) صنعتَهُما! قَالَ: مَا هُوَ؟ ، قُلْنَا: فِي نَزْع ِ قَمِيصِكَ، وَفِي تَمَعُّكِكَ فِي الْقَبْرِ، قَالَ: أَمَّا قَمِيصِي: أَلاَّ تَمَسَّهَا (10) النَّارُ أبَدًا إِن شَاءَ اللهُ، وَأَمَّا تَمَعُّكِي في القَبْرِ:   (1) في جميع النسخ: «فكأنما» ، والتصويب من الموضع السابق من "تاريخ المدينة". (2) في (ف) : «أتتها» ، وهي مصحَّفة عن «انتهى» . (3) قوله: «غسلتموها فأشعروها» مطموس في (ك) . ومعنى «فأشعروها» : أي: اجعلوا قميصي شِعارَها. والشِّعار: الثَّوبُ الذي يلي الجَسدَ؛ لأنه يلي شَعرَه. انظر "النهاية" (2/479-480) . (4) في (ت) و (ك) : «أكنافها» . (5) قوله: «فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ نَزَلَ فتمعَّك» مطموس في (ك) . ومعنى: تَمَعَّك باللَّحد: تمرَّغ في تُرابِه. انظر "النهاية" (4/343) . (6) لفظ الجلالة ليس في (ف) . (7) قوله: «جَزَاكِ اللَّهُ مِنْ أُمٍّ وَرَبِيبَةٍ خيرًا» مطموس في (ك) . (8) في (ت) : «بشيئين» ، ويشبه أن تكون كذلك في (ك) . (9) قوله: «ما رأيناك» مطموس في (ك) . (10) كذا في جميع النسخ، وفي "تاريخ المدينة": «فأردت ألا تمسَّها» ، وهذا هو الجادَّة، ويشهد له أيضًا قوله آخر الحديث: «فَأَرَدتُّ أنْ يُوَسِّعَ» ، وما في النسخ يحتمل وجهين؛ إما أن يكون سقط قوله: «فأردتُّ» من المصنِّف أو النساخ، وإمَّا ألا يكون هناك سقط، لكنْ حذفتِ الفاءُ من جواب «أمَّا» ، وهو جائزٌ في الاختيار وسعة الكلام عند حُذَّاق النحويين؛ وقد تقدَّم التعليقُ عليه في المسألة رقم (637) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 557 فَأَرَدتُّ أنْ يُوَسِّعَ اللهُ عَلَيْهَا قَبْرَهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جدًّا (1) . 1081 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَفَّان (2) ، عَنْ أَبِي عَوانة (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَكْثَرُ عَذَابِ القَبْرِ مِنَ البَوْلِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ يعني: مرفوعً (4) .   (1) قال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (5493) : «ضعيف جدًّا» . (2) هو: ابن مسلم. والحديث عنده في "جزئه" (8/ب) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1306) ، وأحمد في "مسنده" (2/388 و389 رقم 9033 و9059) ، وابن ماجه (348) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5193) ، والآجري في "الشريعة" (853) ، والدارقطني في "السنن" (1/128) ، والإسماعيلي في "جمعه لحديث الأعمش" - كما في "الإمام" لابن دقيق العيد (3/389) -، والحاكم في "المستدرك" (1/183) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (120) . قال الدارقطني: «صحيح» . ورواه أحمد (2/326 رقم 8331) ، والبزار في "مسنده" (220/ب/مسند أبي هريرة) ، والإسماعيلي في الموضع السابق، والآجري في "الشريعة" (852) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/14) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/412) ، كلهم من طريق يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عوانة، به. (3) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. (4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (1/351/مخطوط) هذا النص بتمامه، وقال: «يعني مرفوعًا» ، وانظر "إرشاد الفقيه" لابن كثير (1/57) . قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، إلا أبو عوانة» . ونقل الترمذي في "العلل الكبير" (37) عن البخاري أنه قال: «هذا حديث صحيح» . = ... وذكر الدارقطني في "العلل" (1518) رواية أبي عوانة هذه، ثم قال: «وخالفه ابن فضيل فوقفه، ويشبه أن يكون الموقوف أصح» . الحديث: 1081 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 558 1082 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الحَكَم بْنِ يَزِيدَ الأسيِّدِيّ (1) ، عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ شُعَيب بْنِ الحَبْحاب، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَإِنْ قَامَ حَتَّى يُفْرَغَ مِنْهَا (2) ، فَلَهُ قِيرَاطَان ِ؟   (1) المثبت من (ت) ، وفي بقيَّة النسخ: «الأسدي» ، وما أثبتناه موافقٌ لما في "الجرح والتعديل" (9/345 رقم1538) ، و"تفسير ابن أبي حاتم" (8771) ، ومصدري التخريج التاليين. ورواية أبي بكر بن مروان أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4169) عن عمر بن شَبة، عن أبي بكر بن مروان، به. وأخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/385) من طريق أبي علي الحسن بن علي المعمري، عن عمر بن شبة، عن أبي بكر بن مروان - وكان ثقة وفوق الثقة-، عن عبد الوارث، عن شعيب، عن أنس، به. ثم نقل الخطيب عن أبي علي الحسن بن علي المعمري أنه قال: «هكذا قال هذا الشيخ! وأراه وَهِمَ فيه، وذلك أن عبيد الله بن عمر حدثنا؛ قال: حدثنا عبد الوارث، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، عَنْ عثمان بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوفًا. وقد رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شعيب فقال: عن أبي الليث مولى كثير بن الصَّلت، عن أبي هريرة موقوفًا. ورواه عبد الكبير بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كثير مولى ابن الصَّلت، عن أبي هريرة ورفعه. قال أبو علي: وقد كتبت أنا عن أبي بكر الأسيدي هذا الذي رواه عن عبد الوارث؛ إلا أني لم أكتب هذا عنه» . (2) قوله: «منها» ليس في (أ) و (ش) . الحديث: 1082 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 559 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ وأبي بَكرِ (1) ابنِ مَرْوان: كتبتُ عَنْهُ، لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. 1083 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي بَزَّة (3) ، عَنْ مُؤَمَّل (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ أُمَّةٌ مِنَ النَّاسِ يَبْلُغُونَ مِئَةً، فَيَشْفَعُونَ فِيهِ إِلاَّ شُفِّعُوا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ (5) . 1084 - وسألتُ (6) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن محمد ابن يَحْيَى بْن (7) حَبَّان، عَنْ زَيْدِ (8) بن   (1) كذا في جميع النسخ! عدا (ك) ، ففيها: «وأبو بكر» ، وهو الجادَّة، ولم يمنع من إثباته إلا أنها منقولة من (ت) التي وافقت بقيَّة النسخ. ومع ذلك فما أثبتناه من تلك النسخ له وجه في العربية، وهو حذف حرف الجر مع بقاء الاسم مجرورًا، والتقدير: «وكتبتُ عن أبي بكر ابن مروان كتبتُ عنه» ؛ حُذِفَ الفعلُ وحرفُ الجر، وبقي الاسم مجرورًا، وهذا قليلٌ في النثر، وإن كان كثيرًا في الشعر. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (440) . (2) انظر المسألة رقم (1068) . (3) هو: أبو الحسن أحمد بن محمد بن نافع بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بزَّة. وروايته أخرجها الضياء المقدسي في "المختارة" (5/47 رقم 1661) . (4) هو: ابن إسماعيل البصري. (5) يعني بهذا الإسناد، وإلا فقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (947) من طريق شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ عَنْ أَنَسٍ ح، ومن رواية عبد الله بن يزيد، عن عائشة خ. (6) تقدمت هذه المسألة برقم (460) . (7) في (ك) : «عن» بدل: «ابن» . (8) من قوله: «عن يحيى بن سعيد ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ، والمثبت من (ت) و (ف) و (ك) ، وهناك ضبَّة في هذا الموضع من (أ) ، وكتب في الهامش: «سقط» . وانظر الحديث في "مسند الحميدي" (815) ، و"المعجم الكبير" للطبراني (5/230) . الحديث: 1083 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 560 خَالِدٍ: أن رجلا ماتَ عَلَى عهد رسولِ الله (ص) ، فلم يُصَلِّ عَلَيْهِ، وَقَالَ لأصحابه: صَلُّوا ... ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زيد! وَرَوَاهُ جماعةٌ عَنْ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي عَمْرَة (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ... القصَّةَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 1085 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سُفْيَانَ الحِمْيَري (3) ، عَنْ سُفْيَانَ بْن حُسَين، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي أُمامَة بن سهل ابن حُنَيْف، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى قَبْر؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ، والصَّحيحُ: حديث يونس ابن يَزِيدَ وجماعةٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أبي أُمامَة، عن النبيِّ (ص) ، بلا «أبيه» . 1086 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُبَشِّر بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إنَّ النَّفْسَ قَالَتْ: لا أخْرُجُ إِلاَّ وأَنَا كَارِهَةٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ صَفِيَّة، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ.   (1) هو: مولى زيد بن خالد الجهني. (2) تقدمت هذه المسألة برقم (463) . (3) هو: سعيد بن يحيى بن مهدي. الحديث: 1085 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 561 1087 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ زُفَر (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ - وَلَيْسَ بالطَّحَّان (2) - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان، عَنْ أَبِي الزُّبَير (3) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: أُتِيَ رسولُ الله (ص) (4) بجِنازة رَجُل،   (1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3709) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1312) ، وابن عدي في "الكامل" (2/132) ، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (122) ، وخيثمة بن سليمان في "فضائل الصحابة"- كما في "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي (1/315) -، وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء" (58) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (77) ، وابن بشران في "الأمالي" (614) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (619) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/129 و130 و131) . ورواه القطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" (859) ، و"زوائد فضائل عثمان" (156) من طريق زافر بن سليمان، وابن الجوزي في "الموضوعات" (620) من طريق أحمد بن عمران، كلاهما عن محمد بن زياد، به. (2) في (ك) : «بالطخان» . ووقع في رواية ابن شاهين وابن عساكر (39/131) : «محمد بن زياد الطحان» ، زاد ابن عساكر: «وليس هو محمد بن زياد صاحب ميمون ابن مهران» . وقد رواه ابن عدي في ترجمة محمد بن زياد القرشي، وقال: «وهذا عن ابن عجلان بهذا الإسناد، ما رواه عن ابن عجلان غيرُ محمد بن زياد - هذا - القرشي، وليس هو بمعروف، وحدث به عن محمد بن زياد عثمانُ بن زفر وغيره، ولم أر للمتقدمين فيه كلامًا فأذكره؛ فإنه لا يُعرَف إلا بهذا الحديث الواحد» . وذهب الترمذي إلى أنه محمد بن زياد صاحب ميمون، فقال بعد روايته للحديث: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ومحمد بن زياد هذا هو صاحب ميمون بن مهران ضعيفٌ في الحديث جدًّا ... » . وهذا ما رجَّحه ابن حجر في "اللسان" (5/171) حيث قال: «وعندي أنه اليشكري الطحان الميموني، فقد اتُّهِم بالكذب» . (3) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (4) في (أ) و (ش) : «النبي (ص) » بدل: «رسول الله (ص) » . الحديث: 1087 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 562 فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ! مَا رَأَيْنَاكَ تَرَكْتَ (1) الصَّلاةَ عَلَى أحدٍ إلاَّ عَلَى هَذَا! قَالَ: إنَّهُ كَانَ يُبْغِضُ عثمانَ؛ أبْغَضَهُ اللهُ! ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) . 1088 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْد؛ قَالَ: خرَجَ النبيُّ (ص) فِي جِنازة رجُل مِنَ الأَنْصَارِ، فَإِذَا الذِّئْبُ مُفْتَرشٌ ذراعَيْه عَلَى الطريق، فقال النبيُّ (ص) : هَذَا أُوَيْسٌ (4) [يَسْتَفْرِضُ؛ فَافْرِضُوا] (5) لَهُ؟   (1) في (ك) : «تترك» . (2) الحديث حكم عليه ابن الجوزي بالوضع، فأورده في الموضع السابق من "الموضوعات"، ونقل كلام الأئمة في محمد بن زياد، وقال الذهبي في "الميزان" (3/553) في ترجمة محمد بن زياد القرشي: «وأتى بخبر موضوع» . وقال الألباني في "الضعيفة" (1967) : «موضوع» . (3) روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/387) ، ومن طريقه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/40) . (4) أُوَيْسٌ: اسم للذِّئب مُصغَّرًا، كما أنه اسمٌ له مكبَّرًا، أي: أَوْس. انظر "الحيوان" للجاحظ (1/198) ، و"حياة الحَيَوان الكبرى" للدَّميري (1/498) ، و"لسان العرب" (6/18) . (5) في جميع النسخ: «يستقرض فاقرضوا» بالقاف في = = كلتيهما، وفي "المعرفة والتاريخ": «يستقرظني فاقرظوا» ، وصوَّبها المحقق: «يستفرضني فافرضوا» بالفاء. والتصويب من الموضع السابق من "دلائل النبوة" للبيهقي، و"البداية والنهاية" لابن كثير (9/29/دار هجر) . ويؤكده: ما رواه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص319) من طريق الواقدي، عن رجل سمَّاه، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ... فذكره بنحوه وفيه: قال رسول الله (ص) : «هذا وافِدُ السِّباع إليكُم؛ فإن شئتُم أن تَفْرضُوا له شيئًا لا يَعْدُوه إلى غيره، وإن شئتُم تركتمُوه واحتَرَزتُم منه، فما أخذ فهو رِزقُه» ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا تطيب أنفسنا بشيء له، فأومأ إليه النبيُّ (ص) بأصابعه الثلاثة، أي: فخالسهم، فولَّى وله عَسَلان [أي: سرعة في مَشْيه] . اهـ. ورواه أبو نعيم - كما في "البداية والنهاية" (9/30) - من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عن رجل من مزينة أو جهينة ... فذكره بنحوه، وفيه: «هذه وفودُ الذِّئاب، جِئْنَكُم يسألْنَكُم لتفرِضُوا لهنَّ من قُوت طعامِكُم وتأمَنُوا على ما سِواه ... » ، الحديث. الحديث: 1088 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 563 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ سعد، عن محمد ابن إسحاق، عن محمد ابن خَالِدٍ، عَنْ أَبِي أُسَيْد - أَوْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْد - عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: جَمِيعًا مُنكَرَينِ (1) ، وَمِنْ حَدِيثِ الزُّهْري، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْد مُنكَر، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ شيخٌ مجهولٌ (2) . قلتُ: الحديثُ بأيِّهما (3) أشبهُ؟ قَالَ: لا أَدْرِي. 1089 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (4) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «قال: جميعًا منكران» ، لكنَّ ما وقع في النسخ فيه ضبطان: أحدهما: بالألف الممالة المكتوبة ياءً «منكَرينِ» ، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة. وثانيهما: بالياء الخالصة «منكَرَيْن» ، وعلى ذلك فتخرَّجُ تخريجين: الأول: بتقدير فعل ينصبُ مفعولين، إما فعل يقين كـ «أعدُّ» ، أو فعل ظنٍّ كـ «أحسَبُ» . والثاني: بحمل الفعل «قال» على «ظنَّ» في نصب مفعولين في لغة بني سُلَيم. وقد بسطنا القول على مثل هذا في تعليقنا على المسألة رقم (25) ، وانظر المسألة رقم (124) و (759) . (2) وكذا قال أيضًا في "الجرح والتعديل" (7/242 رقم 1331) . (3) في (ت) و (ك) : «بأيها» . (4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (8833) ، وقال: «إسنادٌ غيرُ قوي» . الحديث: 1089 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 564 عبد الحميد بْنِ حَفْص، عَنْ مُوسَى بْنِ (1) عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ (3) النبيِّ (ص) قَالَ: يُكْرَهُ الضَّحِكُ فِي مَوْضِعَيْنِ: عِنْدَ رُؤْيَةِ الجِنَازَةِ، وَعِنْدَ رُؤْيَةِ القِرْدِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ (4) بِصَحِيحٍ. 1090 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ضَمْرَة (6) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء، عَنْ ثُمامَة بْنِ النَّضْر بْنِ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ أنسٌ (7) إِذَا (8) شَهِدَ جِنازة الأَخِ مِنْ إِخْوَانِهِ؛ وقفَ عَلَى قَبْرِهِ بَعْدَ أَنْ يُدفَن، فَيَقُولُ: جافِ (9) الأرضَ عن جُثَّتِه (10) ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ثُمامَة بن عبد الله بن أنس (11) .   (1) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) . (2) هو: عُلَيُّ بن رباح اللَّخْمي. (3) قوله: «عن أبي هريرة أن» مطموس في (ك) . (4) قوله: «حديث ليس» مطموس في (ك) . (5) نقل هذه المسألة ابن الملقِّن في "البدر المنير" (4/102/مخطوط) . (6) هو: ابن ربيعة. (7) قوله: «كان أنس» مكرر في (ش) . (8) قوله: «أنس إذا» مطموس في (ك) . (9) أي: اللَّهم جافِ. (10) وقع في "البدر المنير": «عن جنبيه» بدل: «عن جثته» . (11) الحديث أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (8824) من طريق أبي عوانة، عن قتادة، عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أنس بن مالك: أنه كان يقول إذا وضع الميِّت في قبره: اللهم جافِ الأرضَ عن جنبيه، وصعِّد روحه، وتكفَّله، وتلقَّه منك برحمة. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (11701) من طريق وكيع، والطبراني في "الكبير" (1/244 رقم 687) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن قتادة، عن أنس بنحوه هكذا ليس فيه واسطةٌ بين قتادة وأنس. الحديث: 1090 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 565 1091 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَكِّيٌّ (2) ، عَنْ (3) مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) صلَّى عَلَى النَّجاشِي، فكَبَّر أَرْبَعًا؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَالِكٌ (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهِمَ فيه مَكِّيٌّ (5) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1050) من طريق عَبْدة = = ابن سليمان، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، وذكر أبو زرعة أن عَبْدة وَهِمَ فيه أيضًا. (2) هو: ابن إبراهيم. وروايته أخرجها الخليلي في "الإرشاد" (1/275) من طريق ابن أبي حاتم؛ حدثنا محمد بن عمَّار بن الحارث، حدثنا مكي ... ، فذكره. وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (1538) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/117 و13/117) ، وميسرة بن علي في "مشيخته"- كما في "التدوين" للقزويني (2/483) - وابن عساكر في"تاريخ دمشق" (60/240) ، جميعهم من طريق مكي، به. (3) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (4) روايته على هذا الوجه في "الموطأ" (1/226 رقم 532) . ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (1245) ، ومسلم (951) . (5) روى الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (13/117) عن الحسين بن حبان: أنه سأل أبا زكريا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حَدِيثٍ حدث به مَكِّيٌّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) صلَّى على النجاشي؟ فقال أبو زكريا: هذا باطل وكذب! قلت: وهذا الحديث؟ فقال: إن مكي بن إبراهيم رواه هكذا بالرَّي، هو جاءني من خراسان يريد الحج، فلما رجع من حجه سئل عنه؟ فأبى أن يحدِّث. اهـ. وروى الخطيب أيضًا (9/117) عن إبراهيم الحربي أنه سئل عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «مَا خلق الله من هذا شيئًا، لو كان من هذا شيءٌ كان في "الموطأ"» . وقال الخليلي في الموضع السابق: «وهذا أخطأ فيه مكي من حفظه بالرَّي، قاله أبو زرعة الرازي، وصوابه: مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) » . وقال الذهبي في "السير" (9/551) في ترجمة مكيٍّ: «تفرد بهذا، ثم رجع عنه؛ لما بان له أنه وهم، وأبى أن يحدث به، ثم وجَدَه في كتابه: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد، عن أبي هريرة، وقال: هكذا في كتابي» . ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/284) من طريق موسى بن هارون، حدثنا حباب بن جبلة الدقاق - وهو ثقة -، حدثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر: أن رسول الله (ص) كبَّر علي النجاشي أربعًا. قال الخطيب: «كذا روى هذا الحديث حباب بن جبلة وتابعه مكي بن إبراهيم، فرواه عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، ثم رجع مكيٌّ عنه ورواه عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو المحفوظ عن مالك» . وذكر الدارقطني في "العلل" (4/108/أ) الاختلافَ في هذا الحديث وقال: «ورواه مالك بن أنس واختُلِف عنه، فرواه مكي بن إبراهيم البلخي، وحباب بن جبلة الدقاق، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. والمعروف: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (6/325) بعد أن ذكر رواية مكي وحباب: «وليس هذا الإسناد في الموطأ لهذا الحديث، ولا أعلم أحدًا حدَّث به هكذا عن مالك غيرهما» . الحديث: 1091 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 566 1092 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) سألتُ (2) أَبِي (3) عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ بُسْر (5) بن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني (6) ، عَنْ واثِلَة بْنِ الأَسْقَع، عَنْ أَبِي مَرْثَد (7) الغَنَوِيّ، عن النبيِّ (ص) (8) .   (1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو. (3) تقدمت هذه المسألة برقم (213) و (1029) . (4) هو: عبد الله. (5) في (ش) و (ك) : «بشر» . (6) هو: عائذ الله بن عبد الله. (7) أبو مرثد هذا: مشهور بكنيته، واسمه: كَنَّاز بن الحصين. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (7/342) . (8) لم يذكر متن الحديث هنا، وذكره في المسألة رقم (213) و (1029) ، ولفظه: «لا تُصَلُّوا إِلَى القُبور، وَلا تَجلِسُوا عليها» . الحديث: 1092 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 567 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وابنُ المُبارك أدخلَ بَيْنَهُمَا أَبَا إِدْرِيسَ، فأيُّهما أصحُّ عِنْدَكَ؟ فَقَالَ: الصَّحيحُ مَا يَقُولُهُ أَهْلُ دِمَشْقَ؛ لَيْسَ بَيْنَهُمَا أَبُو إِدْرِيسَ، وَقَدْ وَهِمَ ابنُ المُبارك فِي زِيَادَتِهِ (2) أَبَا إِدْرِيسَ؛ لأن بُسْر (3) بن عُبَيدالله رَوَى عَنْ واثِلَة ولَقِيَه، وَلا أعلمُ أَبَا إِدْرِيسَ رَوَى عَنْ واثِلَة شَيْئًا، وأهلُ الشَّام أضبطُ لِحَدِيثِهِمْ مِنَ الغُرباء. 1093 - وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ (5) عَبْدُ الرزَّاق (6) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ أيُّوب (7) ، عَنْ أَبِي قِلابة (8) ، عَنْ أَبِي (9) المُهَلَّب (10) ، عن   (1) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (2) في (ك) : «زيادة» . (3) في (ش) : «بشر» بالشين المعجمة. (4) ذكر ابن الملقن هذا النص في "البدر المنير" (3/370/مخطوط) بتصرُّف واختصار. وانظر المسألة رقم (1079) . (5) قوله: «رواه» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (6) هو: ابن همام الصَّنعاني، وروايته أخرجها في "المصنف" (6198) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (5/20-21 رقم 20235) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1315) ، والطبراني في "الكبير" (7/234 رقم6975) ، والحاكم في "المستدرك" (4/185) . ورواه أحمد في "مسنده" (5/20-21 رقم 20235) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1314) ، والنسائي في "المجتبى" (1896 و5322) ، والطبراني في "الكبير" (7/234 رقم6976) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (597) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/403) كلهم من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أبي المُهلَّب، عن سَمُرة، به. (7) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتِياني. (8) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (9) في (ش) : «ابن» بدل: «أبي» . (10) هو: الجَرْمي؛ عمُّ أبي قلابة، مشهور بكنيته، ومُختَلف في اسمه؛ قيل: عمرو، وقيل: عبد الرحمن، وقيل غير ذلك. الحديث: 1093 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 568 سَمُرة بْنِ جُنْدُب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عَلَيْكُمْ بِهَذا البَيَاضِ، فَلْيَلْبَسْهُ أَحْيَاؤُكُمْ، وكَفِّنُوا فِيهِ مَوْتَاكُمْ؛ فَإِنَّهُ مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ - أَوْ قَالَ: لِبَاسِكُمْ -؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يُتابَعْ مَعْمَرٌ عَلَى تَوْصِيلِ (1) هَذَا الْحَدِيثِ (2) ؛ وَإِنَّمَا يَرْوِيهِ (3) عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ سَمُرَة، عن النبيِّ (ص) (4) . 1094 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرزَّاق (6) ، عن   (1) قوله: «توصيل» مصدرٌ من: وصَّل الحديثَ يوصِّلُهُ توصيلاً، وهو في معنى: وَصَلَهُ يَصِلُهُ وَصْلاً. وهي لغةٌ فاشيةٌ في هذا الكتاب. انظر التعليق على المسألة رقم (163) . (2) تقدَّم أن سعيد بن أبي عروبة تابع معمرًا على روايته؛ فإما أن تكون طريق سعيد لم تثبت عند أبي حاتم، أو أنه لم يقف عليها، والله أعلم. (3) يعني: أيوب السَّختياني. (4) الحديث رواه الإمام أحمد في "مسنده" (5/21 رقم 20236) ، والنسائي في "المجتبى" (5323) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/449) من طريق حماد بن زيد، وابن سعد (1/449) من طريق حماد بن سلمة، وأحمد (5/12 رقم 20140) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (11124) ، والنسائي في "الكبرى" (9643) من طريق ابن عُلَيَّة، والنسائي أيضًا من طريق عبيد الله بن عمرو الرقي، والحاكم في "المستدرك" (4/185) من طريق ابن عيينة، والروياني في "مسنده" (795) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (598) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي. ستتهم عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن سمرة، به، ولم يذكروا أبا المهلب. (5) نقل بعض هذا النص ابن دقيق العيد في "الإمام" (3/63) ، ونقل بعضه بتصرف ابن الملقن في "البدر المنير" (2/62/مخطوط) ، وانظر المسألة رقم (1035) و (1046) . (6) هو: ابن همام الصَّنعاني. وروايته أخرجها في "المصنف" (6110) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/280 رقم7770) ، والإسماعيلي في "جمعه لحديث يحيى" كما في "الإمام" لابن دقيق العيد (3/63) . الحديث: 1094 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 569 مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ رجُلٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ غَسَّلَ مَيِّتًا، فَلْيَغْتَسِلْ؟ قلتُ لأَبِي: مَنْ أَبُو إِسْحَاقَ هَذَا؟ وَهَلْ يُسَمَّى؟ قَالَ: لا يُسَمَّى (1) . 1095 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن حسن بْنِ عَطيَّة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قال: لَعَنَ رسولُ الله (ص) النَّائِحَةَ والمُسْتَمِعَةَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَطيَّة وَأَبُوهُ وجَدُّه ضعفاءُ الحديث.   (1) سُئل الدارقطني في "العلل" (2245) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه يحيى بن أبي كثير واختُلِف عنه: = = فرواه أَبَانٌ الْعَطَّارُ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ رجل من ليث، عن أبي إسحاق الدَّوسي، عن أبي هريرة، قال ذلك أبان العطار، وتابعه هشام الدَّستوائي. وقال معمر: عَنْ رجُلٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو إسحاق، عن أبي هريرة. وكذلك قال هدبة بن خالد، عن هشام، عَنْ يَحْيَى؛ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إسحاق، عن أبي هريرة. وخالفه محمد بن كثير، عن هشام، فقال: عن يحيى، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عن مولى لهم، عن أبي هريرة. والصَّحيح: قول أبان ومن تابعه» . اهـ. (2) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (4/114/مخطوط) بعض هذا النص، وانظر "التلخيص الحبير" (2/278) . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/65 رقم 11622) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/66) ، وأبو داود في "سننه" (3128) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/63) . قال البخاري بعد أن روى له هذا الحديثَ وحديثًا آخر: «ولم يصح حديثه» . (4) هو: عطية بن سعد العَوْفي. الحديث: 1095 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 570 1096 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبْدِ الرزَّاق (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) أخَذَ عَلَى النِّسَاءِ حِينَ بايَعَهُنَّ: ألاَّ يَنُحْنَ، فقُلْنَ: إنَّ نساءً أَسْعَدَتْنا (3) فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَفَنُسْعِدُهُنَّ (4) فِي الإِسْلامِ؟ فقال النبيُّ (ص) : لا إِسْعَادَ فِي الإِسْلامِ، وَلا شِغَارَ (5) فِي الإِسْلامِ، وَلا عَقْرَ (6) في الإِسْلامِ، وَلا   (1) نقل قول أبي حاتم الضياء في "المختارة" (5/168) ، وابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/202) ، و "المحرر" (548) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/170/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/315) . (2) روايته أخرجها في "المصنف" (6690 و9829) . ومن طريقه أخرجه: أحمد في "المسند" (3/197 رقم13032) ، وعبد بن حميد (1253/المنتخب) ، وابن حبان في "صحيحه" (3146) ، والضياء في "المختارة" (1785 و1786 و1787) . ورواه عبد الرزاق أيضًا (10434) عن معمر، عن ثابت وأبان، عن أنس، عن النبي (ص) ، به. ورواه من طريقه هكذا أحمد في "المسند" (3/165 رقم 12686) ، إلا أنه قال: عن معمر، عن ثابت وأبان وغير واحد، عن أنس: أن النبي (ص) . وأخرجه من طريقه مختصرًا: الترمذي في "جامعه" (1601) ، وأبو داود في "سننه" (3222) ، والنسائي في "المجتبى" (1852) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1895) ، والخطابي في "غريب الحديث" (1/368) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (4/62) . (3) في (ت) : «أسعدنا» . وفي مصادر التخريج: «أسْعَدْنَنا» . والإسعادُ: هو إسعادُ النساء في المَناحات، تقومُ المرأة فتقومُ معها أُخرى من جاراتها فتساعدُها على النِّياحة. "النهاية" (2/366) . (4) في (ت) و (ك) : «أفتسعدهن» . (5) الشِّغارُ: نكاحٌ معروفٌ في الجاهلية؛ كان يقولُ الرجُل للرجُل: شاغِرْني، أي: زَوِّجْني أختَك أو بنتَك أو من تَلي أمرَها، حتى أزوِّجَكَ أُختي أو بِنتي أو مَنْ أَلي أمرَها، ولا يكونُ بينهما مَهْرٌ، ويكون بُضْعُ كُلِّ واحدةٍ منهما في مقابَلَة بُضْعِ الأُخرى. وقيل له: شِغارٌ؛ لارتفاع المَهْر بينهما. "النهاية" (2/482) . (6) كانوا يَعْقرونَ الإبلَ على قبُور الموتى - أي: يَنحَرونَها - ويقولون: إنَّ صاحبَ القَبر كان يَعْقِرُ للأضياف أيام حياته، فُنكافِئُه بمثل صَنيعه بعد وَفاتِه. وأصلُ العَقْر: ضَرْبُ قوائم البعير أو الشَّاة بالسَّيف وهو قائمٌ. "النهاية" (3/271) . الحديث: 1096 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 571 جَلَبَ (1) ، وَلا جَنَبَ (2) ، ومَنِ انْتَهَبَ (3) فَلَيْسَ مِنَّا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا (4) . 1097 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُحارِبي (5) ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنِ الفَضْل، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَس (6) ، عَنْ عَطاء بْنِ أَبِي رَباح، عن ابن   (1) الجَلَبُ يكونُ في شيئين: أحدُهما: في الزَّكاة، وهو: أن يَقْدَمَ المُصَدِّقُ على أهل الزَّكاة، فَينزلَ موضعًا، ثم يُرسلَ من يَجلِبُ إليه الأموالَ من أماكنِها؛ ليأخذَ صَدَقَتها، فنُهيَ عن ذلك، وأُمِرَ أن تُؤخَذَ صَدقاتُهم على مِياهِهم وأماكِنهم. والثاني: أن يكونَ في السِّباق، وهو أن يَتْبَعَ الرجلُ فَرَسَه، فيزجُرَه ويَجْلِبَ عليه ويَصِيح؛ حثًّا له على الجَرْي، فنُهيَ عن ذلك. "النهاية" (1/281) . (2) الجَنَبُ - بالتحريك - في السِّباق: أن يَجْنُبَ فرسًا إلى فَرسِه الذي يُسابِق عليه، فإذا فَتَرَ المركوبُ تَحَوَّلَ إلى المَجْنوب. وهو في الزَّكاة: أن ينزلَ العاملُ بأقصى مواضع أصحابِ الصَّدقة، ثم يأمرَ بالأموال أن تُجنَبَ إليه، أي: تُحضَرَ، فنُهوا عن ذلك. "النهاية" (1/303) . (3) النَّهْبُ: الغارَةُ والسَّلْب. انظر "النهاية" (5/133) . (4) قال الترمذي في "العلل الكبير" (482) : «سألت محمدًا عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعرف هذا الحديث إِلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، لا أعلم أحدًا رواه عن ثابت غير معمر، وربما قال عبد الرزاق في هذا الحديث: عن معمر، عن ثابت وأبان، عن أنس» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (ق 74/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به معمر، عن ثابت، عنه، ولا أعلم رواه عنه غير عبد الرزاق» . (5) هو: عبد الرحمن بن محمد. (6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/342 رقم13622) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (8/237) من طريق محمد بن الفضل - وهو متروك-، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ، عَنْ عَطَاءِ، عن ابن عمر، به. ورواه الدارقطني في "سننه" (2/56) ، وتمام في "فوائده" (293/الروض البسام) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (713) من طريق محمد بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ مثله. ورواه أبو نعيم في "الحلية" (10/320) من طريق سويد بن عمر، عن سالم الأفطس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عمر، به. ورواه الدارقطني في "سننه" (2/56) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/317) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (712) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وعند أبي نعيم: «عن عطاء ونافع، عن ابن عمر» . الحديث: 1097 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 572 عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ قَالَ: لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، فَصَلُّوا عَلَيْهِ، وَصَلُّوا وَراءَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا أعلمُ لسالمٍ حديثً مُسنَدً (1) ؛ يَعْنِي: فِي هَذَا الْبَابِ (2) . 1098 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ثُمامَة البصري (4) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب في اللفظتين، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/425) : «قال العقيلي: وليس في هذا المتن إسنادٌ يثبت. وقال الدارقطني: ليس فيها ما يثبت إسناده. وسُئِل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث «صلُّوا خلفَ كلِّ بَرٍّ وفاجِرٍ» ؟ فقال: ما سمعنا بهذا» . اهـ. وانظر "نصب الراية" (2/26-27) . (3) بَوَّب البخاري في "صحيحه" (3/140/الفتح) بمتن هذا الحديث فقال: «بابٌ: الكَفَنُ من جميع المال» ، فعلَّق عليه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (3/141) بقوله: «وذكره ابن أبي حاتم في "العلل" من حديث جابر، وحكى عن أبيه أنه منكر» ، وانظر "تغليق التعليق" (2/464) . (4) الظاهر أنه: ثمامة بن عبيدة العبدي، فهو بصري، ومعروفٌ بالرواية عن أبي الزبير. انظر "الجرح والتعديل" (2/467 رقم1899) ، و"التاريخ الكبير" (2/178 رقم 2120) . الحديث: 1098 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 573 أَبِي الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ (2) : الكَفَنُ مِنْ جَمِيعِ المَالِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1099 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وكيعٌ (3) ، وَأَبُو داودَ الطَّيالِسيُّ (4) ، عَنِ الأسْوَد بْنِ شَيْبان، عَنْ بَحْر بْنِ مَرَّار (5) ، عَنْ جدِّه أَبِي بَكْرَة (6) ؛ قَالَ: كنتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله (ص) ، فَمَرَّ عَلَى قَبْرَينِ، فَقَالَ: إِنَّهُمَا يُعَذَّبَان ِ، فَقَالَ: ائْتِنِي بِجَرِيدَةٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ.   (1) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (2) ظاهره: أن الحديث موقوفٌ على جابر ح؛ لكن قال الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/464) : «وقد رُوِّينا هذه الجملة حديثًا مرفوعًا من طريق أبي الزبير، عن جابر، واستنكره أبو حاتم الرازي» . (3) هو: ابن الجراح. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (1308) ، وأحمد في "المسند" (5/39 رقم20411) ، وابن ماجه في "سننه" (349) . (4) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها في "مسنده" (908) ، ومن طريقه أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (5191) . تنبيه: وقعت الرواية في الطبعة الهندية لـ"مسند الطيالسي" (867) هكذا: «عَنَ الأَسْوَدِ بْنِ شَيْبَانَ، عَنْ بحر بن مرَّار البكراوي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ ... » ، هكذا بزيادة: عبد الرحمن بن أبي بكرة، وهو خطأ، وقد ذكرها عن أبي داود على الصَّواب: الدارقطنيُّ في "العلل" (1267) ، والطبرانيُّ في "الأوسط" (3747) تعليقًا. (5) في (ف) و (ك) : «مران» . وهو: بحر بن مَرَّار بن عبد الرحمن ابن أبي بكرة. انظر "تهذيب الكمال" (4/14) . (6) هو: نُفَيْع بن الحارث. الحديث: 1099 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 574 وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْب، وَمُسْلِمُ بن إبراهيم (1) ، وعبد الله بْنُ أَبِي بَكْرٍ العَتَكي (2) ، عَنِ الأسْوَد بْنِ شَيْبان، عَنْ بَحْر بن مَرَّار، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرَة، عَنْ أَبِي بَكْرَة، عن النبيِّ (ص) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ وَكِيعٍ. 1100- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرير بن عبد الحميد (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ (4) ؛ قَالَ: قَالَ نَافِعُ بْنُ جُبَير (5) : حدَّثني مَسْعُودُ بْنُ الحَكَم، عَنْ عليٍّ: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ يقومُ فِي الجِنازَة، ثُمَّ جلس بَعْدُ؟   (1) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/127) ، والبزار في "مسنده" (3636) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/154) ، وابن عدي في "الكامل" (2/55) ، والطبراني في "الأوسط" (3747) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (125) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن أبي بكرة إلا من هذا الطريق، وقد روي عن غير أبي بكرة هذا الكلام وهذا الفعل، فذكرنا كل حديث منها بلفظه في موضعه» . وقال العقيلي: «وليس بمحفوظ من حديث أبي بكرة إلا عن بحر بن مرَّار هذا، وقد صحَّ من غير هذا الوجه» . وقال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي بكرة إلا من حديث الأسود بن شيبان، ولم يجوِّده عن الأسود بن شيبان إلا مسلم بن إبراهيم» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1267) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم قال: «والصَّواب قول من قال: عن عبد الرحمن بن أبي بكرة» . (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/56) . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (908) ، والمحاملي في "أماليه" (159) ، وعلقها الدارقطني في "العلل" (4/128) . (4) هو: المقْبُري. (5) من قوله: «ابن عبد الحميد ... » إلى هنا سقط من (ك) . الحديث: 1100 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 575 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ رَوَاهُ مَالِكٌ (1) ، وَاللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ (2) ، وَعَائِذُ بْنُ حَبِيب (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ واقِد بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الحَكَم، عَنْ عليٍّ، عن (4) النبيِّ (ص) (5) . قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: إِلَى مَا (6) تذهبُ (7) ؟   (1) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/232) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود (3175) . (2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (962) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (11518) . ورواه مسلم في "صحيحه" (962) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي وابن أبي زائدة، والحميدي في "مسنده" (51) من طريق ابن عيينة، وأبو يعلى في "مسنده" (273) من طريق يزيد بن هارون، أربعتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ واقد، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ مسعود، عن علي به. (4) قوله: «الحكم عن علي عن» مطموس في (ك) . (5) سُئل الدارقطني في "العلل" (466) عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «هُوَ حديث يرويه يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عن علي، قال ذلك الليثُ بن سعد وعبد الوهَّاب الثقفي ويزيد بن هارون، وخالفهم جرير بن عبد الحميد، فرواه عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ مسعود بن الحكم، ووهم فيه جرير ... ، والصَّواب: قول الليث بن سعد ومن تابعه: عن يحيى، عن واقد بن عمرو» . اهـ. (6) كذا في جميع النسخ: «إلى ما» بإثبات ألف «ما» الاستفهامية، مع دخول الجارّ عليها، والجادَّة: إلامَ، أو: إلى مَهْ. بحذف ألفها متصلة، أو منفصلة مع زيادة هاء السكت. وما وقع في النسخ: صحيحٌ أيضًا وهي لغة حكاها الأخفش لكنها قليلة. وقد قرئ في الشواذِّ: {عَمَّا يَتَسَاءَلُونَ} [النبأ: 1] بإثبات الألف وقفًا ووصلاً. انظر: "معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (10/259- سورة النبأ) . وانظر التعليق على المسألة رقم (2168) و (2434) . (7) في (ك) : «يذهب» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 576 قَالَ: إِلَى الجُلوسِ فِي الجِنازَة (1) . 1101 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ (2) عَلَى مُوسَى (3) بْنِ عُقْبَة: فرواه عبد الرزَّاق (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ مُوسَى ابن عُقْبَة، عَنْ قَيْس بْنِ مَسْعُودِ بْنِ الحَكَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ جَلَسَ فِي الجِنازَة بَعْدَ أَنْ كانَ يقومُ. وَرَوَى إسماعيلُ بنُ عَيَّاش، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ الحَكَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) (6) ؟   (1) انظر المسألة التالية. (2) أي: اختُلِفَ فيه. (3) في (ت) و (ك) : «على بن موسى» . (4) هو: ابن همام. وروايته أخرجها في "المصنف" (6312) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/28) . (5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (6) لم نقف عليه بهذا الوجه من رواية إسماعيل بن عياش، وإنما رواه الخطيب في "الموضح" (1/403) من طريق إبراهيم بن العلاء الزَّبِيدِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ إسماعيل بن مسعود ابن الْحَكَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طالب، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/488) من طريق محمد بن جعفر - وهو ابن أبي كثير -، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/223) ، والخطيب في "الموضح" (1/402) من طريق عبد الله - وهو ابن المبارك -، كلاهما عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ إسماعيل بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ علي، به. وعدمُ ذكر «علي بن أبي طالب» في مسألتنا، لعله لاختلاف على إسماعيل بن عياش، فروي عنه بذكر «علي» كما في مصادر التخريج، وبعدم ذكره كما في مسألتنا. إلا أن يكون ذكرُه سقط من جميع النسخ، والله تعالى أعلم. الحديث: 1101 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 577 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إسماعيلُ أصحُّ (1) . 1102 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ شُعْبة، عن عُيَينة بن عبد الرحمن بْنِ جَوْشَن، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: شَهِدتُّ جِنازَة ابن عبد الرحمن بْنِ سَمُرَة (3) ، فَجَعَلَ رجالٌ مِنْ مَوَالِيهِ وَأَهْلِهِ يَمْشُونَ أَمَامَ السَّرير (4) عَلَى أَعْقَابِهِمْ، وَيَقُولُونَ (5) : رُوَيدًا! بارَك اللهُ   (1) في الحديث اختلافٌ آخر ذكره الدارقطني في "الأفراد" (50/ب/أطراف الغرائب) فقد أورد الحديث وقال عنه: غريب من حديث أبي مصعب المَديني عبد السلام ابن حفص، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ يوسف بن مسعود، عن أبيه. تفرَّد به أبو عامر العَقَدي، عن أبي مصعب. وقال في موضع آخر: غريب من حديث يوسف بْنِ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أبيه. وغريب من حديث عُبَيدالله العُمَري عنه. تفرَّد به جنادة بن سلمة عنه. وانظر المسألة السابقة. (2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3182) ، والحاكم في"المستدرك" (3/446) ، لكن جاءت روايته هكذا: «حدثنا شُعْبَةَ، عَنْ عُيَيْنَةَ بْنِ عَبْدِ الرحمن، عن أبيه: أنه كان في جنازة عثمان بن أبي العاص، وكنا نمشي مشيًا خفيفًا، فلَحِقَنا أبو بكرة، فرفع سَوْطَه فقال: لَقَدْ رأيتُنا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله (ص) نرمُلُ رمَلاً. كذا قال: في جنازة عثمان بن أبي العاص. ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/477) من طريق محمد بن جعفر المدائني، عن شعبة، عن عيينة، عن أبيه؛ قال: كُنَّا في جنازة عبد الرحمن بن سمرة أو عثمان بن أبي العاص ... ، الحديث. قال البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/127) : «وقال شعبة، عن عيينة، عن أبيه: جنازة عثمان بن أبي العاص، وعثمان وهمٌ» . اهـ. وسيأتي من رواية جماعة عن عيينة، وفيه: «في جنازة عبد الرحمن بن سَمُرة» وهو الصَّحيح. (3) كذا في جميع النسخ: «ابن عبد الرحمن بن سَمُرة» ، وقد رواه أبو داود والحاكم - كما سبق - من طريق مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، وفيه: «في جنازة عثمان ابن أبي العاص» . (4) في (ك) : «السرين» . (5) في (ك) : «يقولون» بلا واو. الحديث: 1102 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 578 فيكُم، فَكَانُوا يَدِبُّون دَبِيبًا. فَلَحِقَنا عثمانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ، فلمَّا رَأَى أُولَئِكَ وَمَا يصنعونَ؛ حَمَلَ عليهم بالسَّوْطِ، وقال: خَلُّوا (1) ! فَوَالَّذي كَرَّمَ (2) وجهَ أَبِي القاسم (ص) ! لَقَدْ رأيتُنا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ الله (ص) نكادُ نَرْمُلُ بِهَا رَمَلاً. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ هُشَيمَ (3) ، ووَكيع (4) ، وَأَبُو دَاوُدَ الطَّيالِسي (5) ، وسَعْدانُ بْنُ يَحْيَى (6) ، عَنْ عُيَينة بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، وَقَالَ فِيهِ: فحَمَلَ عَلَيْهِمْ أَبُو بَكْرَة (7) ، بدلَ: عُثْمَانَ بن   (1) في (ت) و (ك) : «كلوا» . (2) في (ك) : «أكرم» . (3) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها أحمد في "المسند" (5/37 رقم 20388) ، والنسائي في "المجتبى" (1913) ، وابن حبان في "صحيحه" (3044) ، والحاكم في "المستدرك" (1/355) . (4) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (5/36 رقم 20375) ، والبزار (3695) . (5) روايته أخرجها في "مسنده" (924) ، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (4/22) . ورواه البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/127) من طريق يزيد بن هارون، وأبو داود في "سننه" (3183) من طريق عيسى بن يونس، وأحمد في "المسند" (5/36 رقم 20375) من طريق يحيى القطان، وأبو داود (3183) ، والنسائي في "المجتبى" (1912) من طريق خالد بن الحارث، والنسائي (1913) ، وابن حبان في "صحيحه" (3043) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والبزار في "مسنده" (3680) من طريق ابن أبي عدي، ستتهم عن عيينة، عن أبيه، عن أبي بكرة، به مطولاً ومختصرًا. ووقع عند البخاري وأبي داود والنسائي وابن حبان والبزار: «في جنازة عبد الرحمن بن سَمُرة» . قال البزار: «وهذا الحديث لا نحفظه عن أبي بكرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . (6) اسمه: سعيد بن يحيى بن صالح اللخمي، وسعدان لقبه. (7) هو: نُفَيع بن الحارث. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 579 أَبِي الْعَاصِ؛ وَهَذَا (1) أصحُّ. 1103 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثَناه يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النَّيْسابوري، عن أحمد بن عبد الله بْنِ عليِّ بْنِ سُوَيد بْنِ مَنْجُوف (2) ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيالِسي، عَنْ هِشَامٍ (3) وعِمران (4) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) كُفِّنَ فِي ثَوْبٍ نَجْرانيٍّ ورَيْطَتَيْنِ (5) ؟ فلمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ قَالَ (6) : أشُكُّ أَنَّهُ أَبان (7) ، أَوْ هِشَامٌ مَعَ عِمران. فسمعتُ أَبِي وَأَبَا زرعة يقولان ِ: هَذَا غَلَطٌ؛ رَوَى معاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتادة، عن الحسن: أنَّ النبيَّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (8) .   (1) في (ف) : «وهو» بدل: «وهذا» . (2) في (ت) و (ك) : «منحرف» . وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (812/كشف الأستار) عنه، به، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6630) من طريق محمد بن أحمد الرقام، عنه، به. قال البزار: «لا نعلم رواه هكذا موصولاً إلا أبو داود، ورواه يزيد بن زُرَيع وغيره عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سعيد مرسلاً» . (3) هو: ابن أبي عبد الله الدَّسْتَوائي. (4) هو: ابن داوَر القَطَّان. (5) الرَّيْطَةُ: المُلاءَةُ إذا كانت قطعةً واحدةً، ولم تكن لِفْقَيْن، والجمع: رِياط. انظر "لسان العرب" (7/307) ، و"المعجم العربي لأسماء الملابس" (ص202-203) . (6) الظاهر أن القائل هو: يَحْيَى بْن مُحَمَّد بْن يَحْيَى النيسابوري شيخ ابن أبي حاتم. (7) يعني: ابن يزيد العطَّار. (8) لم نقف على هذا الحديث من رواية هشام، عن قتادة، عن الحسن. وإنما أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/284) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وهمام بن يحيى، وشعبة، وهشام الدَّسْتَوائي، كلهم عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب؛ قال: كُفِّن رسولُ الله (ص) في رَيْطَتَين وبُرْدٍ نَجْراني. وسُئل الدارقطني في "العلل" (1374) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه قتادة، واختُلِف عنه: فرواه محمد بن كثير، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ابن المسيب، عن أبي هريرة، وكذلك رواه المَنْجوفي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ علي بن سويد، عن أبي داود، عن هشام وعمران القطان، عَن قتادة، عَن ابن المسيب، عن أبي هريرة. وغيرُه يرويه عن قتادة، عن ابن المسيب مرسلاً، وهو الصَّواب» . الحديث: 1103 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 580 1104 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ لَهِيعَة (1) ، عَنْ بُكَير (2) بْنِ الأَشَجّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ المَيِّتَ يُؤْذِيهِ فِي قَبْرِهِ مَا يُؤْذِيهِ فِي بَيْتِهِ (3) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، الَّذِي يُشْبِهُ: حديثُ سعدِ بنِ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ عَمْرَة (5) ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : كَسْرُ (6) عَظْمِ   (1) هو: عبد الله. (2) في (ش) : «بكر» . وهو: بُكير بن عبد الله بن الأشج. (3) قال العجلوني في "كشف الخفاء" (789) : «رواه الديلمي بلا سند عن عائشة مرفوعًا» . (4) هو: الأنصاري، أخو يحيى بن سعيد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6256) ، وأحمد في "المسند" (6/58 رقم 24308) ، وأبو داود (3207) ، وابن ماجه (1616) ، وابن عدي في "الكامل" (3/353) . قال ابن عدي: «وهذا مَدارُه على سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عن عائشة، رواه ابن جريج والثوري وغيرهما» . واختُلِف في رفع الحديث ووقفه. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/150) : «وغير مرفوع أكثر» . وأطال الدارقطني في "العلل" (5/101/ب-102/ب) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والصحيح: عن سعد بن سعيد، وعن حارثة - وليس بالقوي - عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبي (ص) ، وعن يحيى بن سعيد موقوفًا، ويقال: إن يحيى بن سعيد أخذه عن أخيه سعد بن سعيد؛ بيَّن ذلك يعلى بن عبيد في روايته» . اهـ. (5) هي: بنت عبد الرحمن. (6) في (ف) : «كشر» . الحديث: 1104 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 581 المَيِّتِ مَيِّتًا كَكَسْرِهِ (1) وَهُوَ حَيٌّ، فَأَرَى أَنَّهُ دُلِّس لَهُ (2) هَذَا الإسنادُ؛ لأنَّ ابنَ لَهِيعَة لَمْ يسمعْ مِنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ.   (1) في (ك) : «كسره» . (2) أي: لابن لهيعة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 582 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي البُيُوعِ 1105 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِكْرمة بْنُ عمَّار (2) ، عَنْ يَحْيَى بن أبي كَثِير، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الرِّبَا بِضْعٌ (3) وَسَبْعُونَ بَابًا (4) ؟   (1) انظر المسألة الآتية برقم (1132) و (1136) و (1159) و (1170) . (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/95) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/257) ، والبيهقي في "الشعب" (5133) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1224 و1225) جميعهم من طريق عبد الله بن زياد، عن عكرمة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة به هكذا، ليس فيه ذكر لعبد الله بن زيد، ولم نعرف عبد الله بن زيد في هذه الطبقة، ولكن هناك عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان، فهو الذي يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ويروي عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ؛ كما في "الجرح والتعديل" (5/195) ، و"تهذيب الكمال" للمزي (16/318-319) . قال البخاري عقب روايته للحديث: «عبد الله بن زياد منكر الحديث» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/275) ، والبيهقي في "الشعب" (5132) من طريق عفيف بن سالم، عن عكرمة، مثله. قال البيهقي: «غريب بهذا الإسناد، وإنما يعرف بعبد الله ابن زياد، عن عكرمة. وعبد الله بن زياد منكر الحديث» . ورواه ابن الجارود في "المنتقى" (647) من طريق النضر بن محمد، عن عكرمة، مثله. ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/258) من طريق أحمد بن إسحاق، عن عكرمة، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عبد الله بن سلام، موقوفًا عليه. (3) قوله: «بضع» ليس في مصادر التخريج. (4) كذا في جميع النسخ: «بضع وسبعون بابًا» بلا تاء في "البضع"، ومثلُه في "المصنَّف" لابن أبي شيبة (22006) ، و"السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد (1/366 رقم791 ج) ، و"السنة" للمروزي (ص164 و165 رقم209 و210) ، و"مسند البزار" (5/318 رقم1935) ، و"المعجم الكبير" للطبراني (9/321 رقم9608) ، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (5/74) ، و"الموضوعات" لابن الجوزي (1231) ، والجادَّة: = = «بضعةٌ وسبعون بابًا» بالتاء في «بضعة» كما جاء عند عبد الرزاق في "المصنف" (15346 و15347) ؛ وذلك لأن المعدود - وهو قوله: «بابًا» - مذكَّر، ولفظ «البضع» ، وهو مابين الثلاث إلى التسع: حكمُه تذكيرًا وتأنيثًا - في الإفراد والتركيب والعطف - حُكْمُ «تِسْعٍ» و «تِسْعة» ، وهو المخالفة بين العدد والمعدود، تقول: بِضْعُ سنين، وبضعةُ أعوام، وبضعَ عشرةَ امرأةً، وبِضْعَةَ عَشَرَ رجلاً، وبِضْعٌ وعشرون سنةً، وبِضْعَةٌ وسبعون عامًا. لكنَّ اللفظَ الوارد وهو قوله: «الربا بِضْعٌ وسبعون بابًا» - وإن خالف الجادَّة - فإنَّ له وجهًا صحيحًا في العربيَّة، وهو حملُ «الباب» على معنى «الشُّعْبة» أو «الخَصْلة» أو «البابة» ، كأنَّه قال: «الربا بضعٌ وسبعون شعبةً» ، وهذا عند أهل اللغة من الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر، وقد أوضحناه في التعليق على المسألة رقم (81) . الحديث: 1105 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 583 قَالَ أَبِي (1) : رَوَاهُ الأوزاعيُّ (2) ، عَنْ يحيى ابن أَبِي كَثير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قولَهُ: إنَّ الرِّبا بضعٌ (3) وَسَبْعُونَ بَابًا. قَالَ أَبِي: هَذَا أشبَهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 1106 - وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ فُلَيح (5) ، عَنْ سُهَيل (6) ،   (1) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ك) . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: بضعة، لكنَّ لِمَا في النسخ وجهًا في العربيَّة تقدَّم بيانُهُ قبل قليل. (4) ستأتي هذه المسألة برقم (1131) . (5) هو: ابن سليمان. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3142) . ورواه أحمد في "مسنده" (3/47 رقم 11430 و11431) من طريق فُلَيْحٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي سعيد الخدري به. وذكر محققو "المسند" أنه وقع في بعض النسخ: «أبو هريرة» بدل: «أبي سعيد» ، وأورده ابن حجر في "أطراف المسند" (6/344) في مسند أبي سعيد الخدري فقط، والله أعلم. (6) هو: ابن أبي صالح ذكوان السَّمَّان. الحديث: 1106 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 584 عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : الذَّهَبُ بالذَّهَبِ ... ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ يعقوبُ الإِسْكَنْدَراني (1) ، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ ابنُ عُيَينة (2) ، ومحمدُ بنُ مُسْلِمٍ (3) ، عَنْ عَمْرو بْنِ دِينَارٍ،   (1) هو: يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري الإسكندراني. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1584) ، وأحمد في "مسنده" (3/9 رقم 11062) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/67) ، وفي "شرح المشكل" (617) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (2295) من طريق وهيب ابن خالد، وأحمد في "مسنده" (3/47 رقم 11429) ، والخطيب في "الموضح" (1/463) من طريق عبد العزيز بن مسلم، كلاهما عن سهيل، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد، به. (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (14546) ، وأحمد في "المسند" (5/200 رقم 21750) . ورواه عبد الرزاق أيضًا مقرونًا بالرواية السابقة من طريق معمر، عن عمرو بن دينار، به. ورواه مسلم في "صحيحه" (1596) من طريق سفيان بن عيينة، بلفظ: «الدِّينارُ بالدِّينار، والدِّرهمُ بالدِّرهم ... » الحديث. ورواه البخاري في "صحيحه" (2178 و2179) من طريق ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي سعيد - موقوفًا -، قَالَ: الدِّينارُ بالدِّينار، والدِّرهمُ بالدِّرهم. (3) هو: الطائفي، وروايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (2/244) بلفظ: «الدِّينارُ بالدِّينار ... » ، الحديث. ورواه الطبراني في "الكبير" (6/38 رقم 5447) وفي "الأوسط" (4144) ، والدارقطني في "الأفراد" (ق278/أ/أطراف الغرائب) من طريق عبد الملك بن ميسرة، ورواه الطبراني في "الكبير" أيضًا (1/174 رقم 443) من طريق عبد العزيز بن رفيع، كلاهما عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) به. قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الملك بن ميسرة إلا أبو خالد، ولا رواه عن أبي خالد إلا عبد السلام، تفرَّد به عبد المؤمن وأبو غسان النَّهدي» . وقال الدارقطني: «غريبٌ من حديث عبد الملك بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، تفرَّد به أبو خالد الدالاني يزيد ابن عبد الرحمن عنه، ولم يروه عنه غير عبد السلام، تفرَّد به محمد بن سعيد الأصبهاني» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 585 عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ تابَعُوا يعقوبَ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (1) . 1107 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الأُمَوِي (3) ، عن أبيه (4) ، عن عُبَيدالله بن عمر، عن نافعٍ وعبدِالله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) عَنْ (5) بَيْع الوَلاءِ، وَعَنْ هِبَتِهِ؟ قال أبي: نافعٌ أَخَذَهُ عن عبد الله بن دينار؛ هذا (6) الحديثَ،   (1) قال الدارقطني في "العلل" (1930) : «يرويه سهيل بن أبي صالح، وقد اختُلِف عنه؛ فرواه فُلَيح بن سليمان، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وغيره يرويه عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي سعيد، وهو الصَّواب» . (2) انظر المسألة رقم (1130) و (1645) . (3) روايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (3/238/المعرفة) ، والدارقطني في "الأفراد" (ق 191/ب/أطراف الغرائب) ، والخطيب في "الفصل" (1/579) ، وفي "تاريخه" (5/116) ، ثم قال الدارقطني: «لا نعلم رواه عن يحيى الأموي، عن عبيد الله، عن نافع وعبد الله ابن دينار، غير ابنه سعيد، ورواه علي بن عاصم، عن عبيد الله بن عمر، عنهما أيضًا، وتفرَّد به عنه أحمد بن عبيد بن ناصح» . (4) هو: يحيى بن سعيد. (5) قوله: « (ص) عن» مطموس في (ك) . (6) اسمُ الإشارةِ بدلٌ من ضمير النصب في «أخذه» ، وهذا من باب إبدال الاسم الظاهر من ضمير الغائب؛ وهذا جائزٌ اتفاقًا عند النحويين. وقد تقدَّم التعليقُ على ذلك في المسألة رقم (159) . الحديث: 1107 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 586 ولكنْ هَكَذَا قَالَ! 1108 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِمُ بنُ إسماعيل (2) ، عن جَهْضَم بن عبد الله اليَمَامي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ البَاهِلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ أبي سعيد: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ شِرَاءِ (3) مَا فِي بُطُونِ الأنعامِ حتى تَضَعَ، وعمَّا في ضُروعِها   (1) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (4/15) ، ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/10) كلام أبي حاتم عن محمد بن إبراهيم، وانظر المسألة التالية. (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (20499) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/23) ، والترمذي في "جامعه" (1563) ، وابن ماجه في "السنن" (2196) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1093) ، والدارقطني في "السنن" (3/15) . قال الترمذي: «حديث غريب» . ورواه أحمد في "المسند" (3/42 رقم 11377) من طريق أبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله البصري، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/338) من طريق محمد بن سنان، كلاهما عن جَهْضَم، به. وسيأتي في المسألة التالية من رواية رجل مبهم عن جهضم. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14375 و 14923) فقال: أخبرنا يحيى بن العلاء، عن جَهْضَم بن عبد الله، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد، عَنْ شهر، عن أبي سعيد الخدري، به هكذا بإسقاط محمد بن إبراهيم. وتصحَّف «جهضم» في الموضع الأول منه إلى: «حفصة» ، وتصحَّف «محمد بن زيد» في الموضع الثاني منه إلى «محمد بن يزيد» . ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "نصب الراية" (4/15) - فقال: أخبرنا سويد بن عبد العزيز الدمشقي، ثنا جعفر بن الحارث أبو الأشهب الواسطي؛ حدثني من سمع مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أبي سعيد الخدري، به. (3) في (ت) و (ش) : «شِرَى» ، وهو مصدرٌ كالشِّرَاءِ؛ قال في "مختار الصحاح" (ص301) : «الشِّرَاءُ يُمَدُّ ويُقْصَرُ؛ وقد شَرَى الشيْءَ يَشْرِيهِ شِرًى وشِرَاءً: إذا باعه وإذا اشتراه أيضًا، وهو من الأضداد» . اهـ. وانظر "الصحاح" (6/2391) . الحديث: 1108 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 587 إِلا بِكَيْلٍ، وَعَنْ شِراءِ (1) العَبْدِ الآبِقِ (2) ، وَعَنْ شِرَاء (*) المَغانمِ حَتَّى تُقْسَمَ، وَعَنْ شِرَاءِ (*) الصَّدَقاتِ حَتَّى تُقْبَضَ، وَعَنْ ضَرْبة الغائِص (3) . قلتُ لأَبِي: مَنْ محمدٌ هَذَا؟ قَالَ: هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ شيخٌ مجهولٌ (4) . 1109 - وسألتُ (5) أَبِي فقلتُ: رَوَى بَقِيَّة (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ (7) ، عَنْ جَهْضَم (8) ، عن ابنِ عبد الله (9) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ محمد   (1) في (ت) و (ش) و (ف) : «شِرَى» . (2) العبدُ الآبِقُ: الهارِبُ من سيِّده، ويقال: أبَقَ العبدُ يأبِقُ أَبْقًا، من باب «ضَرَب» على الأكثر، ويأتي من بابَي «تَعِبَ» و «قَتَل» في لغة. انظر "المصباح المنير" (1/2) . (*) ... في (ت) و (ش) و (ف) و (ك) : «شِرَى» . (3) في (ت) : «الغايض» ، وفي (ك) : «القابض» . وضَرْبة الغائِصِ: هي أن يقول له: أغوصُ في البحر غَوْصَةً بكذا، فما أخرجتُه فهو لك. وإنما نهى عنه؛ لأنه غَرَرٌ. "النهاية" (3/395) . (4) وكذا قال في "الجرح والتعديل" (7/184 رقم1045) . (5) انظر المسألة السابقة. (6) هو: ابن الوليد. (7) هو: ابن عياش كما سيأتي. (8) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن إسماعيل بن جهضم» . (9) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن أبي عبد الله» ، والظاهر أن «عن» زائدة، وصوابه: «جهضم بن عبد الله» ؛ كما في المسألة السابقة، وجوابِ أبي حاتم في ختام هذه المسألة. الحديث: 1109 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 588 بْنِ يَزِيدَ (1) ، عَنْ شَهْر، عَنْ أبي سعيد؛ قال: نهى النبيُّ (ص) (2) ... ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: إسماعيلُ بنُ عَيَّاش، عَنْ رَجُلٍ، عن جَهْضَم بن عبد الله، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ شيخٍ مَجْهُولٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ شَهْر، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) . 1110 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ حَدَّثَنَا (4) المَسْرُوقيُّ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْر العَبْدي، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ عبد الله بن عَطاء، عن ميمون   (1) كذا في جميع النسخ، وصوابه - فيما يظهر -: «زيد» ؛ كما في المسألة السابقة، وجوابِ أبي حاتم في ختام هذه المسألة. (2) أي: عَنْ شِرَاءِ مَا فِي بُطُونِ الأنعام حتى تضع ... إلخ الحديث السَّابق. (3) ستأتي هذه المسألة برقم (1662) . (4) أي: حدَّثَناهُ، أو حدَّثنا به. وهو من باب حذف العائد في جملة النعت. انظر التعليق على المسألة رقم (253) . (5) هو: موسى بن عبد الرحمن، وقد تابعه عبد الله بن محمد الجعفي، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/447) . والحديث عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (6/28) إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم. الحديث: 1110 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 589 بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - في قوله عزَّ وجلَّ: ُ؟ ژ} (ص) { «» ف ِ {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (1) - قَالَ: تجارةُ الأَمِيرِ فِيهِ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ! وَهُوَ خطأٌ؛ إنما هو: عبد الله بْنُ عَطَاء، عَنْ مِهْران أَبِي (2) صَفْوان، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ لَيْسَ هو مِنْ حديث ميمون ابن مِهْران (3) . 1111 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَةُ (4) ، عَنْ الثَّوْري، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا، فَلاَ يَبِيعُهُ (5) حَتَّى يَسْتَوْفِيَهُ؟   (1) الآية (25) من سورة الحج. (2) كُتب فوقها في (ف) : «ابن» . (3) الغريب أن ابن أبي حاتم ذكر في "الجرح والتعديل" (8/301 رقم 1387) أنه سأل أبا زرعة عن مهران أبي صفوان؟ فقال: «لا أعرفُه إِلا فِي هَذَا الحديث: "من أراد الحجَّ، فليتَعَجَّل"» . اهـ. وهذا الحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (1732) من طريق الحسن بن عمرو، عَنْ مِهْرَانَ أَبِي صَفْوَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : «من أراد الحج، فليتعجل» . (4) هو: ابن عُقْبَة. ولم نقف على روايته على هذا الوجه. وقد أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/10 رقم 10871) فقال: حدثنا حفص بن عمر بن الصبَّاح الرَّقِّي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به مرفوعًا، وهو الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة. ورواه الطبراني أيضًا (11/136 رقم 11392) فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الحضرمي؛ ثنا أبو كريب؛ ثنا قبيصة بن عقبة، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ، عن ابن عباس، به. ورواه الدارقطني في "الأفراد" (150/ب/أطراف الغرائب) وقال: «تفرَّد به أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وما سمعناه إلا منه عن عمرو بن علي، عن ابن مهدي، عن الثوري، عن عمرو، عن عطاء وطاوس، عن ابن عباس. ورواه مسعر، وهو غريب من حديثه تفرَّد به بكر بن عبد الرحمن القاضي عنه ... » . (5) في (ش) : «فلا يَبِعْهُ» ، وهو موافق لما في "المعجم الكبير" للطبراني، وهو لفظُ البخاريِّ في "صحيحه" (2126 و2133 و2136) ، ومسلم في "صحيحه" (1525 و1526 و1528) ، وأكثر كتب الحديث، وقوله: «فَلاَ يَبِيعُهُ» أثبتناه من بقية النسخ، وهو موافق لمواضع كثيرة من"مسند أحمد"، و"تاريخ أصبهان" لأبي نعيم، و"طبقات المحدِّثين بأصبهان"، و"شرح مشكل الآثار"، وغيرها من كتب الحديث. = ... فاللفظان على ذلك ثابتان في الرواية، وهما صحيحان في العربية؛ فقوله: «لا يَبِعْهُ» ، «لا» فيه ناهية، والفعل مجزومٌ بها، وقولُه: «لا يَبِيعُهُ» ، «لا» فيه نافيةٌ بمعنى النَّهي، والفعل بعدها مرفوعٌ، وهو أبلغ من النهي الخالص، وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (331) ، وانظر مثل ذلك في المسألة رقم (1120) و (1154) . الحديث: 1111 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 590 فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ (1) ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . 1112 - قال (2) : أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (3) : حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ جَوَّاس؛ قَالَ: حدَّثنا الأَشْجَعي (4) ، عن الثَّوْري، عن مُحارِب ابن دِثَار، عن جابر بن عبد الله؛ قَالَ: كَانَ لِي عَلَى النبيِّ (ص) دَيْنٌ، فَقَضَاني وزَادَني، ودخلْتُ المسجدَ، فقال لي: صَلِّي (5) رَكْعَتَين. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: تَوَهَّمْتُ أَنْ يكونَ أخذَهُ (6) عَنْ مِسْعَرٍ (7) .   (1) من هذا الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم وأبو زرعة أخرجه البخاري في "صحيحه" (2135) ، ومسلم في "صحيحه" (1525) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (266) ، وانظر المسألة رقم (1123) . (3) من قوله: «قال أخبرنا أبو محمد ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) ، وفيه بدلاً منه: «قال أبو محمد» . (4) هو: عبيد الله بن عبد الرحمن. (5) كذا في جميع النسخ: «صَلِّي» بإثبات الياء في آخره، والجادة: «صَلِّ» بحذف الياء، ويخرَّج ما في النسخ على وجهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (6) يعني: سفيان الثوري كما هو مبيَّن في التعليق على المسألة رقم (266) . (7) يعني: ابن كِدام. وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (266) . الحديث: 1112 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 591 1113 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا عليٌّ الطَّنَافِسيُّ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - مَرْفُوعٌ (4) -: الرَّهْنُ مَرْكُوبٌ ومَحْلُوبٌ، رفَعَهُ (5) مَرَّةً، ثُمَّ تَرَكَ بَعدُ الرَّفعَ، فَكَانَ يَقِفُهُ (6) .   (1) ذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "التلخيص" (3/83 رقم1242) ، ثم قال: «قال ابن أبي حاتم: قال أبي: رفعه مرَّة، ثم ترك الرَّفعَ بعد» . (2) هو: علي بن محمد بن إسحاق بن أبي شدَّاد. (3) هو: محمد بن خازم الضَّرير. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/274) ، والدارقطني في "الأفراد" (ق 320/ب/أطراف الغرائب) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/184) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/38) كلهم من طريق إبراهيم بن مُجَشِّر، عن أبي معاوية به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا أعلمه يرفعه عن أبي معاوية غير إبراهيم بن مجشر هذا» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به إبراهيم بن مجشر، عن أبي معاوية، عنه مرفوعًا» . وقال الخطيب: «تفرَّد برواية هذا الحديث عن أبي معاوية مرفوعًا: إبراهيم بن مجشر، ورفعه أيضًا أبو عوانة، عن الأعمش. ورواه غيره عن أبي معاوية موقوفًا لم يذكر فيه النبيَّ (ص) ، وكذلك رواه سفيان الثوري وهشيم ومحمد بن فضيل وجرير بن عبد الحميد، عن الأعمش موقوفًا، وهو المحفوظ من حديثه» . (4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظرها في المسألة رقم (34) . (5) أي: علي الطنافسي، ويحتمل أن يكون المراد: أبو معاوية. (6) الحديث رواه البزار في "مسنده" (ق 221/ب/مسند أبي هريرة) ، والدارقطني في "السنن" (3/34) من طريق يحيى بن حماد، والحاكم في "المستدرك" (2/58) من طريق سليمان بن حرب وشيبان، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/38) من طريق شيبان، ثلاثتهم عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا. قال البزار: «وهذا الحديثُ لا نعلم أحدًا رفعه إلا أبو عوانة، ولا نعلم أحدًا رفعه عن أبي عوانة إلا يحيى بن حماد وشيبان» . وقال الحاكم: «وهذا إسناد صحيح على شرط الشَّيخين ولم يخرجاه؛ لإجماع الثوري وشعبة على توقيفه عن الأعمش، وأنا على أصلي [الذي] أصَّلته في قَبول الزيادة من الثقة» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/19) : «هذا الإسناد صحيح؛ وإن كان غير مخرج في شيء = = من الكتب الستة، والأشبه أن يكون موفوفًا» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/273) من طريق يزيد ابن عطاء، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا، ثم ذكر أن الأصل في الحديث أنه موقوف وأنه رواه عن الأعمش: أبو عوانة وعيسى بن يونس وأبو معاوية وشعبة والثوري مرفوعًا وموقوفًا، ثم قال: «والأصح هو الموقوف» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/345) فقال: حدثنا الحسن بن عثمان، عن خليفة بن خياط وحفص بن عمر الرازي قالا: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وعن الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبي (ص) به. قال ابن عدي: «وهذا عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) مسندًا منكرًا جدًّا [كذا!] وبخاصة إذا رواه عنه ابن مهدي، وعن ابن مهدي خليفة وحفص بن عمر، والبلاء من الحسن ابن عثمان» . ورواه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (1/229) فقال: حدثنا محمد بن إسماعيل الأَحْمُسِيُّ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبي هريرة، موقوفًا. قال وكيع: «والله! ما أرى سمعه إبراهيم من أبي هريرة» . ورواه أبو نعيم في "الحلية" (5/45) من طريق خلاد الصفار، عن منصور، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا، ثم قال أبو نعيم: «غريب من حديث منصور وأبي صالح! لم نكتبه إلا من هذا الوجه» . ورواه وكيع في "نسخته" (16) - وعنه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36144) -، والشافعي في "الأم" (4/338 رقم1613) عن ابن عيينة، وعبد الرزاق في "المصنف" (15066) عن معمر، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (282) من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي (6/38) من طريق شعبة، خمستهم (وكيع وابن عيينة ومعمر وعيسى وشعبة) عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة موقوفًا. وعرض الدارقطني في "العلل" (1903) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «وهو المحفوظ عن الأعمش» ؛ أي: الوقف. الحديث: 1113 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 592 1114 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: طَلْقُ بْنُ غَنَّام: هُوَ (2) ابنُ عمِّ حَفْص بْنِ غِيَاث، وَهُوَ كَاتِبُ (3) حَفْص بْنِ غِياث، رَوَى (4) حَدِيثًا مُنكرًا عَنْ شَرِيكٍ (5) وقيسٍ (6) ، عَنْ أَبِي حَصِين (7) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (8) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : أَدِّي (9) الأَمَانَةَ إلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ.   (1) نقل بعضَ هذا النص بتصرف ابن عبد الهادي في "المحرر" (933) ، والذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/345) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (5/25/ب) ، وذكر السخاوي في "المقاصد" (ص31 رقم48) أن أبا حاتم قال عن هذا الحديث: «منكر» . (2) في (ف) : «وهو» . (3) في (ك) : «كانت» . (4) أي: طلق بن غنام. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2639) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/360) ، وأبو داود في "سننه" (3535) ، والترمذي في "جامعه" (1264) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1831) ، والطبراني في "الأوسط" (3595) ، والدارقطني في "السنن" (3/35) ، والحاكم في "المستدرك" (2/46) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/269) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/271) ، وتمام في "الفوائد" (707/الروض البسام) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/592 رقم 973) . (5) هو: ابن عبد الله النَّخَعي. (6) هو: ابن الربيع. (7) هو: عثمان بن عاصم. (8) هو: ذكوان السَّمَّان. (9) كذا في جميع النسخ: «أدِّي» بإثبات الياء في آخره، ومثله في مطبوع "بغية الطلب، في تاريخ حلب" (5/2308) ، والجادَّة أن يقال: «أَدِّ» بحذف الياء التي هي لامُ الفعل؛ لأنَّه أمرٌ لمذكَّر، وعلى الجادَّة ورَدَ في مصادر التخريج؛ لكنَّ ما وقع في الأصول الخطية له وجهان من العربية، تقدَّم بيانهما في التعليق على المسألة رقم (228) ، وانظر مِثلَهُ في المسألة رقم (266) و (1112) . الحديث: 1114 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 594 قَالَ أَبِي: وَلَمْ يَروِ هَذَا الحديثَ غيرُهُ (1) . 1115 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ سُفْيان (4) ، عَنْ حَنْظَلة (5) ، عَنْ طاوُس، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: المِكْيَالُ مِكْيَالُ أَهْلِ المَدِينَةِ، والوَزْنُ وَزْنُ أَهْلِ مَكَّةَ. وَرَوَاهُ أَبُو أحمدَ الزُّبَيري (6) ، عَنْ سُفْيان، عن حَنْظَلة، عن   (1) قال الترمذي في الموضع السابق: «حديث حسن غريب» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي حَصين إلا شريك وقيس، تفرَّد به طلق» . وقال البيهقي: «وحديث أبي حَصين تفرَّد به عنه شريك القاضي وقيس بن الربيع، وقيس ضعيف، وشريك لم يَحتجَّ به أكثر أهل العلم بالحديث؛ وإنما ذكره مسلم بن الحجاج في الشواهد» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/210) : «قال الشافعي: هذا الحديث ليس بثابت، وقال ابن الجوزي: لا يصحُّ من جميع طرقه، ونقل عن الإمام أحمد أنه قال: هذا حديث باطلٌ لا أعرفه من وجه يصحُّ» . (2) نقل بعض هذا النص ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/19) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/199/مخطوط) . (3) هو: الفضل بن دُكَيْن. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3340) ، والنسائي في "المجتبى" (2520 و4594) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (803) ، والطبراني في "الكبير" (12/300 رقم 13449) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/20) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/31) . قال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث طاوس وحنظلة، ولا أعلم رواه عنه متصلاً إلا الثوري» . وانظر "تنقيح التحقيق" (2/524) . (4) هو: الثوري. (5) هو: ابن أبي سفيان بن عبد الرحمن. (6) هو: محمد بن عبد الله بن الزُّبَير. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1262/ كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (3283) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/31) . قال البزار: «لا نعلم أحدًا أسنده إلا حنظلة عن طاوس، ولا نعلم رواه إلا الثوري، وقال الفريابي: عن الثوري، عَنْ حْنَظَلَةَ، عَنْ طاوُس، عَنِ ابن عمر، وحنظلة ثقة، واختلفوا على الثوري، فقال أبو أحمد: عن الثوري، عَنْ حْنَظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عباس، ولم يروه غير الثوري، وحنظلة صالح الحديث» . الحديث: 1115 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 595 طاوُس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ أَبُو نُعَيم فِي هَذَا الْحَدِيثِ، والصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ (1) ؛ قَالَ (2) : حدَّثني (3) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلَيٍّ الجَهْضَمي؛ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو أَحْمَدَ: أَخْطَأَ أَبُو نُعَيم فِيمَا قَالَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ (4) .   (1) هو: ابن أبي حاتم. (2) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثني» بالواو. (4) بل وافق أبا نعيم على روايته من مسند ابن عمر: أبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وقبيصة بن عُقْبَة. أما رواية إسماعيل بن عمر: فأخرجها أبو عبيد في "الأموال" (ص518 رقم1607) ، ومن طريقه البغوي في "شرح السنة" (2063) . وأما رواية محمد بن يوسف الفريابي: فأشار إليها أبو داود عقب إخراجه رواية أبي نعيم الفضل بن دُكَين برقم (3340) ، والبزار كما سبق، وأخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (1917) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1252) . وأما رواية قبيصة بن عُقْبَة: فأخرجها البيهقي في "سننه" (4/170) . ولذا رجَّح أهل العلم رواية أبي نعيم ومن وافقه على رواية أبي أحمد الزبيري، فقال أبو داود في "سننه" (4/117/ط. عوَّامة) : «وكذا رواه الفريابي وأبو أحمد عن سفيان، وافقهما في المتن، وقال أبو أحمد - وأخطأ -: عن ابن عباس، مكان ابن عمر» . وأخرج البيهقي الحديث في "سننه" (6/31) من طريق الطبراني، ثم نقل عنه أنه قال: «هكذا رواه أبو أحمد، فقال: عن ابن عباس، فخالف أبا نعيم في لفظ الحديث، والصَّواب: ما رواه أبو نعيم بالإسناد واللفظ» . ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/199/مخطوط) عن الدارقطني قوله في "العلل": «الصحيح حديث ابن عمر» . وقال ابن كثير في "الإرشاد" (2/19) : «والصَّواب حديث ابن عمر» . ولم نجد من وافق أبا حاتم على هذا الترجيح، وانظر "التلخيص الحبير" (2/337 رقم853) ، و"إرواء الغليل" (1342) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 596 1116 - قال أبومحمد (1) : سمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا بحديثٍ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ الرَّمْلي، عَنْ مُؤَمَّل بن إسماعيل، عن عبد العزيز بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ شُمَيْط (3) بْنِ عَجْلان (4) ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ: زُهَيْر، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رَجُلا مِنْ أهلِ الصُّفَّةِ مَاتَ وَتَرَكَ متاعًا، فباع النبيُّ (ص)   (1) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسمعتُ» بالواو. (3) في (ش) : «سميط» . (4) الحديث أخرجه الطيالسي في " مسنده" (2260) قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيط قال: حدثني أبي وعمي، = = عن أبي بكر، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) باعَ فيمَنْ يزيد حِلْسًا وقَعْبًا وقال: «مَنْ يَشْتَري؟» فقال رجلٌ: بدِرْهَم. فقال النبيُّ (ص) : «مَنْ يَزيدُ؟» . وعَمُّ عبيد الله ابن شُميط هو: الأخضر بن عَجْلان؛ كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/66) . وأخرجه الطيالسي أيضًا (2259) فقال: حدثنا عبيد الله ابن شُميط؛ قال: سمعتُ أبا بكر الحَنَفي يحدِّث أبي وعمي، عن أنس: أن النبيَّ (ص) قال: «إن المسألةَ لا تَحِلُّ إلا لإحدى ثلاثٍ: غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أو فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أو دَم ٍ مُوجِعٍ» . وأخرجه بهذا اللفظ الإمام أحمد في "المسند" (3/126 رقم12278) من طريق عبد الصَّمد بن عبد الوارث، عن عبيد الله بن شُميط. وهذا جزءٌ من حديث هذه المسألة كما سيأتي في التخريج. الحديث: 1116 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 597 مَتاعَهُ (1) فِيمَنْ يَزِيدُ (2) . قَالَ أَبِي: زهيرٌ هَذَا هُوَ: أَبُو بكرٍ الحَنَفيُّ (3) ، ووَهِمَ مُؤَمَّلٌ فِي لَفْظِ متن هذا الحديث (4) .   (1) قوله: «متاعه» سقط من (ك) . (2) سيأتي الحديث بتمامه في التعليق آخر المسألة. (3) وهو: بصري، اسمه: عبد الله، انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (16/338) . (4) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/114 رقم12134) من طريق يحيى القطَّان، والبخاري في "التاريخ" (2/66) عن عون بن عمارة، وأبو داود في "سننه" (1641) ، وابن ماجه في "سننه" (2198) ، وابن الجارود في "المنتقى" (569) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/19) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، وابن عبد البر في "التمهيد" (18/329) من طريق عيسى بن يونس، والترمذي في "جامعه" (1218) من طريق عبيد الله بن شُميط، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (305/بغية الباحث) عن روح بن عبادة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/25) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، سبعتهم عن الأخضر بن عَجْلان؛ حدثني أبو بكر الحنفي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أَنَّ رجلاً من الأنصار أتى النبيَّ (ص) فشكا إليه الحاجَة، فقال له النبيُّ (ص) : «ما عِندَكَ شيءٌ؟» فأتاه بحِلْس وقَدَح، فقال النبيُّ (ص) : «مَنْ يَشتَري هذا؟» فقال رجل: أنا آخذُهما بدرهم، قال: «مَن يزيدُ على درهم؟» فسكت القومُ، فقال: «مَن يزيدُ على درهم؟» فقال رجل: أنا آخذُهما بدرهمين، قال: «هُما لك» ، ثم قال: «إن المسألةَ لا تحِلُّ إلا لأحدِ ثلاثٍ: ذي دَم ٍ مُوجعٍ، أو غُرْمٍ مُفْظعٍ، أو فَقْرٍ مُدْقِعٍ» . واللفظ للإمام أحمد. قال الترمذي: «هذا حديث حسنٌ، لا نعرفه إلا من حديث الأخضر بن عَجْلان» . وقال البخاري في أبي بكر الحنفي: «لا يصحُّ حديثه» . نقله الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/462) . وخالفهم جميعًا المعتمر بن سليمان فرواه عن الأخضر، عَنْ أَبِي بَكْر الحنفي، عَنْ أنس، عن رجل من الأنصار، به. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (312) . قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: الأخضر بن عَجْلان ثقة، وأبو بكر الحنفي الذي روى عن أنس اسمه عبد الله» . وانظر "بيان الوهم والإيهام" (5/57 رقم2297) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 598 1117 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ إِسْحَاقَ ابن بُهْلُول الأَنْبارِي، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عليِّ بْنِ عَاصِمٍ (1) ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ واصِل (2) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (3) : أَنَّهُ كَانَ لا يَرَى بَأْسًا أَنْ يَستَقرِضَ الرجلُ الخُبْزَ مِنَ الجِيران؛ أَوْ قَالَ: الرَّغِيفَ. قَالَ أَبِي: الحسنُ بْنُ عليِّ بْنِ عَاصِمٍ مَاتَ قَدِيمًا (4) ، لَمْ يُدرِكْه (5) ، وَهُوَ (6) شيخٌ. وَهَذَا الحديثُ لا أَدْرِي كَيْفَ هُوَ! واصِلٌ، عَنْ أَبِي قِلابَة لا يَجِيء، وَلا أعلمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا (7) عَنِ الأوزاعيِّ غَيْرَهُ.   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (3572) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" (7/363) - عن الحسن بن علي، به. ورواه بحشل في "تاريخ واسط" (ص146) من طريق علي بن سليمان، عن الحسن بن علي، به. (2) هو: ابن أبي جميل الشَّامي. (3) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (4) في (ك) : «فدعا» بدل: «قديمًا» . والحسن بن علي بن عاصم الواسطي هذا مات في حياة أبيه كما قال ابن حبان في "الثقات" (8/170) ، والفضل بن سهل ويحيى بن أبي طالب كما في "تاريخ بغداد" للخطيب (7/363) . وأبوه توفي سنة (201 هـ) كما في "تهذيب الكمال" (20/519) . (5) يعني: أن إسحاق بن بُهلول لم يدرك الحسنَ بْنِ عَلَيِّ بْنِ عَاصِمٍ. وإسحاقُ كانت ولادته سنة أربع وستين ومئة كما في "سير أعلام النبلاء" (12/489) . ولكن إسحاق توبع كما تقدم. (6) أي: الحسن بن علي. (7) قوله: «هذا» سقط من (ك) . الحديث: 1117 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 599 1118 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنِ حمَّاد (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ أَبِي سعيد الخُدْري، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُسْتَأجَرَ الأَجِيرُ حتى يَعْلَمَ أَجْرَهُ. قلتُ (5) : وَرَوَاهُ الثَّوْريُّ (6) عَنْ حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (7) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ موقوفٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ لأنَّ الثَّوريَّ أحفظُ. 1119 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عمَّنْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ بَيْعَتَينِ وَلِبْسَتَيْن؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابنُ جُرَيج (8) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاء بْنِ   (1) نقل هذا النص بتمامه الزيلعي في "نصب الراية" (4/131) ، ونقل بعضه ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/81) ، لكن جعله من قول أبي حاتم وأبي زرعة! وستأتي هذه المسألة برقم (2835) . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد (3/59 رقم 11565) ، وأبو داود في "المراسيل" (181) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/120) . (3) هو: ابن أبي سليمان. (4) هو: ابن يزيد النخعي. (5) قوله: «قلت» من (ف) فقط. (6) ورواه شعبةُ أيضًا، وروايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (3857) . وانظر "إرواء الغليل" (1490) . (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (8) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها البخاري (1993) ، ومسلم (1511) . الحديث: 1118 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 600 مِيناء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ (1) : يُنْهَى (2) عَنْ بَيْعَتَينِ. وَرَوَاهُ مَعقِلُ بن عُبَيدالله، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاء، عَنْ أَبِي هريرةَ؛ قَالَ: نهى رسولُ الله (ص) ... . قَالَ أَبِي: وكُلُّها صحيحٌ؛ ضَبَطَ (3) ابنُ جُرَيج؛ هو (4) : عَطاء بْنُ مِينَاء. 1120 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (6) الْوَلِيدِ (7) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (8) ، عَنْ سِمَاك (9) ، عَنْ عِكْرمة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : لا يَبِيعُ (10) حَاضِرٌ لِبَادٍ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ (11) ، أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو الْوَلِيدِ؛ إِنَّمَا هُوَ: أنَّ   (1) قوله: «قال» سقط من (ك) . (2) كذا لفظه أيضًا عند البخاري، ولفظه عند مسلم: «نَهى عن بَيْعَتَين» ، فهو مرفوع إلى النبي (ص) ؛ كما هو مقرر في علم الحديث. (3) قوله: «ضبط» ليس في (ش) . (4) أي: المبهم في رواية حماد بن سلمة. (5) في (ك) : «سألت أبي» . (6) قوله: «أبو» سقط من جميع النسخ، عدا (أ) فإنه أُلحق فيها، وسيأتي على الصَّواب. (7) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. (8) هو: سلاَّم بن سُلَيم. (9) هو: ابن حرب. (10) كذا في جميع النسخ، ومثله في بعض مصادر التخريج، وجاء في بعضها أيضًا بلفظ: «لا يَبِعْ» ، واللفظان محفوظان في كثير من كتب الحديث كالصحيحين وغيرهما، كلاهما صحيح فصيح في العربية. أما قوله: «لا يَبِعْ» ، فوجهه أنَّ «لا» ناهية في اللفظ والمعنى، والفعلُ بعدها مجزومٌ بها، وأمَّا: «لا يَبِيعُ» ، فمتجه على أنَّ «لا» نافيةٌ في اللفظ، ناهية في المعنى، والمضارعُ بعدها مرفوعٌ، وهذا أبلغ من النهي الخالص. انظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) ، وانظر مثل ذلك في المسألة رقم (1111) و (1154) . (11) يعني: من هذا الطريق؛ وإلا فالحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2158) ، ومسلم (1521) كلاهما من طريق عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس، به. الحديث: 1120 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 601 النبيَّ (ص) قَالَ: لا تَسْتَقْبِلُوا السُّوقَ، وَلاَ تُحَفِّلُوا (1) (2) . 1121 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ جابرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) اشْتَرَى مِنْ جابرٍ بَعِيرًا، واشترَطَ رُكوبَها (3) . فَقَالَ: حديثُ هُشَيْمٍ (4) ، عَنْ سَيَّار (5) ، عَنْ أَبِي هُبَيْرة يَحْيَى بن   (1) في (ك) : «تحعلوا» . والمراد: لا تُحَفِّلوا الشَّاة، أي: لا تتركوا حَلْبَها حتى يجتمعَ اللبنُ في ضَرْعها. انظر "المصباح المنير" (1/142) . فالمُحَفَّلة: هي الشَّاةُ، أو البقرةُ، أو النَّاقةُ، لا يَحْلُبُها صاحبها أيامًا، حتى يجتمعَ لبنُها في ضَرْعِها، فإذا احْتَلَبها المُشتري حَسِبها غَزِيرةً، فزادَ في ثمنها، ثم يظهرُ له بعد ذلك نقصُ لبنها عن أيام تَحْفِيلِها. سُمِّيت مُحَفَّلة؛ لأن اللَّبَنَ حُفِّل في ضَرْعها، أي: جُمع. انظر "النهاية" (1/409) . وانظر كلام الترمذي عقب إخراجه للحديث برقم (1268) . (2) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36239) عن شيخه أبي الأحوص باللفظ الذي رجَّحه أبو زرعة. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1268) من طريق هناد ابن السَّري، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/7) من طريق يوسف بن عدي وأسد، وأبو يعلى في "مسنده" (2356) من طريق خلف بن هشام، والطبراني في "الكبير" (11/232 رقم 11774) من طريق مسدَّد وعاصم بن علي، جميعهم عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) ، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . (3) وفيه أيضًا قول النبيِّ (ص) لجابر في قصة زواجه: «فهلاَّ جاريةً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك!» . (4) هو: ابن بشير الواسطي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (3/303 رقم 14251) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1965 و2125) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4410) ، والطبراني في "الأوسط" (1144) . قال الطبراني: «لم يروه عن سيار أبي الحكم إلا هشيم» . ورواه البخاري في "صحيحه" (5079) ، ومسلم عقب الحديث (1466) من طريق هشيم، عن سيَّار، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) بقصة زواج جابر، وقول النبي (ص) له: «فهلاَّ جاريةً تُلاعِبُها وتُلاعِبُك!» . (5) هو: أبو الحكم العَنَزي. الحديث: 1121 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 602 عَبَّاد، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : صحيحٌ. 1122 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَتَادة (1) ، وحمَّادُ بنُ سَلَمة (2) ، عَنْ عِكْرمَة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) (3) قَالَ: مَنْ بَاعَ نَخْلاً قَدْ أُبِّرَتْ (4) ، فَثَمَرَتُها (5) لِلْبَائِعِ؛ إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ المُبْتَاعُ؟ قَالَ أَبِي: كنتُ أستَحْسِنُ هَذَا الحديثَ مِنْ ذِي (6) الطَّريقِ، حَتَّى رأيتُ مِنْ حديثِ بعضِ الثِّقَات (7) : عَنْ عِكْرمَة بْنِ خالد، عن الزُّهْري،   (1) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (325) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/325) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وابن عدي في "الكامل" (2/213) من طريق الحكم بن عبد الملك، كلاهما عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عمر، به. قال البيهقي: «وهذا منقطع، وقد روي عَنْ هِشَامٍ الدَّستوائي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبي (ص) ، وكأنه أراد حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (2/30 رقم 4852) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/26) . ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (14621) ، والنسائي في "الكبرى" (4993) من طريق مطر الوراق، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابن عمر، به. (3) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (ف) . (4) أي: لُقِّحَتْ. انظر "النهاية" (1/13) . (5) في (ك) : «فتمرتها» . (6) كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «ذى» بإهمال الياء. و «ذي» هنا: اسمُ إشارةٍ لمؤنَّث، والطريق يؤنَّث في لغة أهل الحجاز، فكأنه قال: من هذه الطريق. وانظر في تأنيث «الطريق» وتذكيره: "المصباح المنير"، وغيره من المعاجم (ط ر ق) . (7) رواه الترمذي في "العلل الكبير" (326) ، والنسائي في "الكبرى" (4994) من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ الزهري، عن ابن عمر، به. قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقُلْتُ لَهُ: حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) : " من باع عبدًا ... ". وقال نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عمر، أيهما أصحُّ؟ قال: إن نافعًا يخالف سالمًا في أحاديث، وهذا من تلك الأحاديث، روى سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وقال نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عمر؛ كأنه رأى الحديثين صحيحين، أنه يحتمل عنهما جميعًا» . الحديث: 1122 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 603 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: فَإِذَا الحديثُ قَدْ عَادَ إِلَى الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . 1123 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَوْن، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاء (3) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَضاني رسولُ الله (ص) وزادَني؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَوْن، وأحسَبُه قَدْ غَلِطَ؛ إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ عَنْ مِسْعَر (4) ، عَنْ مُحَارب بْنِ دِثَار، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) من قوله: «قال أبي فإذا الحديث ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. ومقصود أبي حاتم: أن الحديث عاد إلى هذه الطريق الصَّحيحة المعروفة، التي أخرجها البخاري (2379) ، ومسلم (1543) . (2) انظر المسألتين المتقدِّمتين برقم (266) و (1112) . (3) هو: ابن أبي رباح. والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2309) من طريق ابن جريج، عن عطاء ابن أبي رباح وغيره، يزيد بعضهم على بعض، ولم يبلغه كلهم؛ رجلٌ واحد منهم عن جابر، فذكر الحديث بطوله، وفيه قصة بيع جابر جمله للنبي (ص) . (4) هو: ابن كدام. وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (266) . الحديث: 1123 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 604 قَالَ أَبِي: وَلا يُعْرَف هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ، وَلا يَحْتملُ أَنْ يكونَ عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابِرٍ (1) . 1124 - وسألتُ (2) أبي عن حديثِ نَصْرِ ابن عَلَيٍّ (3) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ سُلَيم، عن جابر ابن يَزِيدَ (4) ، عَنْ سُفْيان الزَّيَّات، عَنِ الرَّبيع بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) اسْتَسْلَفَ مِنْ رجلٍ مِنَ الْيَهُودِ شَيْئًا إِلَى المَيْسَرَة، فَقَالَ اليهوديُّ: وَهَلْ لمحمدٍ مِنْ مَيْسَرَة؟ فأتيتُ النبيَّ (ص) فأخبرتُهُ، فَقَالَ: كَذَبَ اليَهُودِيُّ! أَنَا خَيْرُ مَنْ بَايَعَ (5) ، لَأَنْ يَلْبَسَ الرَّجُلُ ثَوْبًا مِنْ رِقَاعٍ شَتَّى؛ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ فِي أَمَانَتِهِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ، وسُلَيمانُ وسُفْيانُ مجهولان ِ.   (1) أي: لا يعرف هذا الحديث من طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ، عَنْ جَابِرٍ، وَلا يُحْتَمَلُ أَنْ يكون عن جابر من هذا الطريق. (2) نقل بعض هذا النص الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (3/55-56) ، و"التلخيص الحبير" (1229) بتصرف، وانظر المسألة الآتية برقم (1924) . (3) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص34) . (4) وليس هو بالجعفي. قاله ابن حجر في الموضع السابق من "لسان الميزان". (5) في (ك) : «مايع» ، وهو خطأ. (6) الحديث رواه الإمام أحمد في "المسند" (3/243-244 رقم 13559) فقال: حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا أبو سلمة صاحب الطعام، أخبرني جابر بن يزيد - وليس بجابر الجعفي - عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أنس بن مالك به. ومن طريق أحمد رواه الخطيب في "الأسماء المبهمة" (ص59) . قال الحافظ ابن حجر في "اللسان" (3/56) : «ولم يذكر بين الربيع وجابر أحدًا، فتبيَّن انقطاع روايته» . ورواه البزار في "مسنده" (1305/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (1476) ، وابن عدي في "الكامل" (1/401) من طريق أَسِيد الجمال، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ، به. وليس في رواية ابن عدي نسبة عاصم بأنه «الأحول» . قال البزار: «لا نعلم رواه عن عاصم، عن أنس إلا أبو بكر» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عاصم إلا أبو بكر، تفرد به أَسِيد» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد أيضًا لا أعلم يرويه عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ غيرُ أَسِيد بن زيد، وعاصم المذكور في الإسناد: عاصم بن بهدلة؛ ليس هو عاصم الأحول» . الحديث: 1124 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 605 1125 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّل بن إسماعيل (1) ، عن عبد الله العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) : نَهَى عَنْ بيعِ الطَّعَامِ حَتَّى يُقْبَضَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 1126- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الصَّمد بن عبد الوارث (2) ،   (1) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن رواه الطبراني في "الأوسط" (6718) من طريق هشام بن عمار، ثنا مؤمل بن إسماعيل، ثنا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ أَنَّ حكيم بن حزام اشترى طعامَ الرِّزق، فباعه قبل أن يقبضَه، فنهاه عمر، وقال: = = «أما إن النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الطَّعَامِ حَتَّى يُقبضَ، فردَّ إليه رأس ماله» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ نافع إلا عبد الله بن عمر، ولا عن عبد الله بن عمر إلا مؤمل، تفرَّد به هشام بن عمار» . ولم نقف على هذا الحديث في "مجمع البحرين في زوائد المعجمين" للهيثمي، فهذا مما يقوِّي أنه عن ابن عمر؛ لأنه رواه البخاري في "صحيحه" (2126) ، ومسلم في "صحيحه" (1526) من طريق مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبي (ص) ، به. (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (ق 8/أ/مسند أنس) ، و (1324/كشف الأستار) ، والطبراني في "الصغير" (681) ، والدارقطني في "الأفراد" (ق69/أطراف الغرائب) . قال البزار بعد أن ذكر له حديثًا آخر أيضًا: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أنس من هذا الطريق، ولا نعلم أسند بُديل عن أنس إلا هذين الحديثين» . وقال الطبراني: «لم يروه عن بُديل بن مَيْسَرة إلا الحسن، تفرَّد به عبد الصمد» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُديل، عنه» . الحديث: 1125 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 606 عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُدَيْل (1) ، عَنْ أَنَسٍ (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: خَصْلَتَان ِ لا يَحِلُّ مَنْعُهُمَا: المَاءُ وَالنَّارُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (3) . 1127- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيْدٌ أَبُو حاتِم (4) ، عَنْ قَتادة، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله؛ قال: ليس بين الأب ِ وبين ابنِهِ رِبًا (5) ؟   (1) هو: ابن مَيْسَرة العُقيلي. (2) في (ف) : «عن بديل، عن أبيه، عن أنس» . (3) نقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/143 رقم 1338) كلام أبي حاتم مختصرًا. (4) هو: سويد بن إبراهيم الجَحْدَري. (5) رسمت في جميع النسخ هكذا: «ربوا» بواوٍ بعدها ألفٌ، وهو رسم قديم للكُتَّاب درَجَ عليه بعضُ كَتَبَةِ الحديث كما وقع هنا. وهو موافق لرسم المصحف العثماني، وقد ذكر العلماء أن الرِّبَا: مقصورٌ، وهو من رَبَا يَرْبُو، فيكتبُ بالألف وتثنيتُهُ: رِبَوَان، واختار الكوفيون كَتْبَهُ وتثنيته بالياء؛ الرِّبَى، والرِّبَيَان؛ لكسر أوَّله، وغلَّطهم البصريُّون. وكَتْبُهُ في المصحف بالواو، قيل: لأنَّ أصله الواو، وقال الفراء: «إنما كتبوه بالواو؛ لأنَّ أهل الحجاز تعلَّموا الكتابة من أهل الحيرة، ولغتهم: الرِّبَوْا، فعلَّموهم صورة الخطِّ على لغتهم، فأخذوه كذلك عنهم، وكذلك قرأها أبو سماك العدوي: «الرِّبَوْا» بالواو، وقرأ حمزة والكسائي بالإمالة بسبب كسرة الراء، وقرأ الباقون بالتفخيم لفتحة الباء، واليومَ أنت فيه بالخيار: إن شئت كتبته بالواو على ما في المصحف موافقةً له، وإن شئت بالياء، وإن شئت بالألف» . اهـ. وقد نقل ذلك عن الفراء الثعلبيُّ في "تفسيره" (2/281) ، والنووي في "المجموع شرح المهذَّب" (9/374) وغيرهما، وفي "اللباب" للعكبري (2/488) ، قال: «الربوا: تكتب بالواو؛ لئلاَّ تشتبه بـ «الزِّنَا» . اهـ. وأما كتابة ألف بعد الواو: فقد قال القلقشندي في "صبح الأعشى" (3/204) : «وجمعوا في "الربا" بين العوض والمعوَّض منه، فكتبوه بواوٍ وألفٍ بعدها، على هذه الصورة «الربوا» . اهـ، وفي "تفسير النسفي" (1/133) قال: «زيدتِ الألفُ بعدها تشبيهًا بواو الجمع» . وانظر "همع الهوامع" (3/527) ، و"الكليات" لأبي البقاء الكفوي (ص 24 و555) ، و"صبح الأعشى" (3/177) ، و"المطالع النصرية" للهوريني (ص138) ، و"معجم القراءات" (1/401/سورة البقرة/275) . الحديث: 1127 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 607 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: قَتادة، عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ؛ كَذَا يَرْوِيهِ الدَّسْتوائي (1) . 1128 - وسألتُُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المبارك (3) ، عن ثَوْر   (1) هو: هشام بن أبي عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (20036) عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد؛ قال: «ليس بين العَبد وبين سَيِّده ربًا» . ورواه ابن أبي شيبة أيضًا (20039) من طريق سعيد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ زيد والحسن؛ قالا: «ليس بين العَبد وبين سيِّده رِبًا» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (1164) . (3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإسماعيلي في "مستخرجه" - كما في "فتح الباري" لابن حجر (4/345) -، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/32) من طريق أبي الربيع الزهراني، عن ابن المبارك، به. وقد خولف أبو الربيع: فأخرجه الإمام أحمد في = = "المسند" (4/131 رقم 17177) ، والبيهقي في "سننه" (6/31) ، من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بن معدان، عن المقدام، به، ولم يذكر جبيرَ بن نفير. وعبد الرحمن بن مهدي أوثقُ من أبي الربيع الزهراني، فروايته أرجحُ من روايته، فيكون الصواب في رواية ابن المبارك: حذف جبير بن نفير من الإسناد، ويؤيِّد ذلك: أن الوليد بن مسلم ويحيى بن حمزة رَوَيا الحديث عن ثور بن يزيد، ولم يذكرا جبير بن نفير: فأمَّا رواية الوليد بن مسلم: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (2128) . وأما رواية يحيى بن حمزة: فأخرجها أبو نعيم في "الحلية" (5/217) ، والبيهقي في "سننه" (6/32) . وكذا رواه بَحير بْنِ سَعْدٍ عَنْ خَالِدِ بن معدان، إلا أنه زاد في الإسناد أبا أيوب كما سيأتي. الحديث: 1128 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 608 بن يزيد، عن خالد ابن مَعْدان، عَنْ جُبَير بْنِ نُفَير، عَنِ المِقْدام بْنِ مَعْدِي كَرِب، عن النبيِّ (ص) قَالَ (1) : كِيلُوا طَعامَكُمْ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ (2) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ، عَنْ [بَحِير] (4) بْنِ سَعْدٍ (5) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان (6) ، عَنِ المِقْدام، عن النبيِّ (ص) ؛ ولا يُدْخِلُ بينهما جُبَيْرَ   (1) قوله: «قال» سقط من (ك) . (2) قوله: «فيه» ليس في (ت) و (ك) . (3) هو: ابن الوليد. ولم نقف على رواية بقية للحديث على هذا الوجه، والمعروف عنه روايته بزيادة أبي أيوب الأنصاري في "سنده". فالحديث رواه أحمد في "المسند" (5/414 رقم 23508 و23509) ، وابن ماجه في "سننه" (2232) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/121 رقم 3859) ، وفي "مسند الشاميين" (1129) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (697) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/32) ، جميعهم من طريق بَقِيَّةُ، عَنْ بَحير، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنِ أبي أيوب الأنصاري، به. وتابع بقيةَ إسماعيلُ بن عياش، وستأتي روايته في المسألة رقم (1164) . وذكر الدارقطني في "العلل" الخلاف على خالد بن معدان في زيادة أبي أيوب أو حذفها، فقال: «يرويه بَحير بن سعد وثور بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ معدان، واختُلِف فيه: فقال بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ: عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنِ الْمِقْدَامِ، عَنِ أبي أيوب، قاله عنه بقية وإسماعيل بن عياش. وخالفه ثور بن يزيد فرواه عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ المقدام، عن النبي (ص) ، لم يذكر أبا أيوب فيه، قال ذلك ابن المبارك ويحيى بن حمزة عنه، والقول قول بَحير بن سعد؛ لأنه زاد» . اهـ. (4) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «يحيى» ، وكُتِبَ في هامش النسخة (أ) بخط مغاير: «الصواب: بحير بن سعد» . وسيأتي على الصَّواب في المسألة رقم (1164) ، وانظر "تهذيب الكمال" (4/20) . (5) في (ش) : «سعيد» ، ثم صوِّبت. (6) في (ت) و (ك) : «سعدان» بدل: «معدان» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 609 ابنَ نُفَير (1) . قلتُ لأَبِي (2) : أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: حديثُ ثَوْرِ بنِ يَزِيد (3) ؛ حيثُ زَادَ رَجُلا (4) . 1129 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بن عَبَّاد (6) ، عن عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي (7) ، عَنْ حُمَيد (8) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنْ لَمْ يُثَمِّرْهَا اللهُ، فَبِمَ يَسْتَحِلُّ أَحَدُكُمْ مَالَ أَخِيهِ؟! ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كلامُ أَنَسٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا يَرْوِيهِ الدَّرَاوَرْدي ومَالِكُ بْنُ أنس (9)   (1) انظر الكلام على هذه الطريق في المسألة رقم (1164) . (2) قوله: «لأبي» من (ف) فقط. (3) قوله: «بن يزيد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) ، وفي هامش (أ) - تعليقًا على هذا الموضع - ما نصُّه: «الصواب: بحير بن سعد» ؛ يعني: بدل «ثور بن يزيد» ، والرجل الذي زاده بحير بن سعد هو أبو أيوب، لكنه لم يَرِد له ذكر في جميع النسخ، مع أن الصَّواب إثباته كما سبق!! ومع ذلك فليس هذا هو مراد أبي حاتم، بل مراده ترجيح رواية من رواه بزيادة جبير بن نفير، وهي رواية ثور بن يزيد هنا، وأكد ذلك أيضًا في المسألة رقم (1164) . (4) في هذا التَّرجيح نظر يتضح من تخريج الطرق السابقة! وقد خالف البخاريُّ أبا حاتم، فأخرج الحديث في "صحيحه" - كما سبق - من الطريق الناقصة. (5) انظر المسألة رقم (1139) و (1414) . (6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1555) . (7) هو: عبد العزيز بن محمد. (8) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (9) روايته عنده في "الموطأ" (2/618) ، ومن طريقه أخرجه البخاري في "صحيحه" (2198) ، ومسلم في "صحيحه" (1555) . (*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 1129 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 610 مَرْفُوعٌ (*) ، وَالنَّاسُ يَرْوونَهُ مَوْقُوفٌ (*) مِنْ كلام أنس (1) .   (1) يعني: آخرَ الحديث، وهو الجزءُ الذي ذكره المصنِّف هنا. والحديث أخرجه البخاري (2198) ، ومسلم (1555) ، ولفظه بتمامه: أن رسول الله (ص) نهى عن بيع الثِّمار حتى تُزْهِيَ، فقيل له: وما تُزهي؟ قال: حتَّى تَحْمَرَّ. ثم ذكر اللفظ المذكور هنا، فمنهم من ذكره مرفوعًا، ومنهم من وقفه على أنس. قال الدارقطني في "التتبع" (198) : «وقد خالف مالكًا جماعةٌ، منهم: إسماعيل بن جعفر وابن المبارك وهشيم ومروان ويزيد بن هارون وغيرهم؛ قالوا فيه: قال أنس: أرأيتَ إن منع الله الثَّمرة؟ وأخرجا أيضًا حديث إسماعيل بن جعفر، عن حميد، وقد فصل كلام أنس من كلام النبي (ص) » . اهـ. قال الحافظ ابن حجر في "مقدمة الفتح" (ص 360) : «سبق الدارقطنيَّ إلى دعوى الإدراج في هذا الحديث: أبو حاتم وأبو زرعة الرَّازيان، وابن خزيمة، وغير واحد من أئمة الحديث كما أوضحته في كتابي "تقريب المنهج بترتيب المدرج"، وحكيتُ فيه عن ابن خزيمة أنه قال: رأيت أنس بن مالك في المنام، فأخبرني أنه مرفوع، وأن معتمر بن سليمان رواه عن حميد مدرجًا، لكن قال في آخره: لا أدري أنسٌ قال: بم يستحلُّ؟ أو حدَّث به عن النبي (ص) ؟ والأمر في مثل هذا قريب» . اهـ. وقال في "الفتح" (4/398-399) : «قوله: "فقال رسول الله (ص) : أرأيتَ إذا منعَ الله الثَّمرة ... " الحديث: هكذا صرَّح مالك برفع هذه الجملة، وتابعه محمد بن عباد، عن الدَّراوَرْدي، عن حميد؛ مقتصرًا على هذه الجملة الأخيرة، وجزم الدارقطني وغيرُ واحد من الحفاظ بأنه أخطأ فيه، وبذلك جزم ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبيه وأبي زرعة. والخطأ في رواية عبد العزيز من محمد بن عباد، فقد رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ الدَّراوَرْدي كرواية إسماعيل بن جعفر الآتي ذكرُها، ورواه معتمر بن سليمان وبشر بن المفضل عن حميد، فقال فيه: " قال: أفرأيتَ ... " إلخ. قال: فلا أدري أنسٌ قال: بم يستحلُّ؟ أو حدَّث به عن النبي (ص) ؟ أخرجه الخطيب في "المدرج". ورواه إسماعيل بن جعفر، عن حميد، فعطفه على كلام أنس في تفسير قوله: " تزهي"، وظاهره الوقف. وأخرجه الجوزقي من طريق يزيد بن هارون، والخطيب من طريق أبي خالد الأحمر؛ كلاهما عن حميد بلفظ: "قال أنس: أرأيتَ إن منعَ الله الثَّمرة " الحديث. ورواه ابن المبارك وهشيم كما تقدم آنفًا عن حميد، فلم يذكرا هذا القدر المُختَلَف فيه، وتابعهما جماعةٌ من أصحاب حميد عنه على ذلك. قلت: وليس في جميع ما تقدَّم ما يمنع أن يكونَ التفسير مرفوعًا؛ لأن مع الذي رفعه زيادةٌ على ما عند الذي وقفه، وليس في رواية الذي وقفه ما ينفي قول من رفعه. وقد روى مسلم من طريق أبي الزبير عن جابر ما يُقَوِّي رواية الرفع في حديث أنس، ولفظه: " قال رسول الله (ص) : لو بعتَ من أخيك ثمرًا، فأصابته عاهة، فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئًا، بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟ "» . ثم إن ابن حجر عكس ذلك في "التلخيص الحبير" (1215) فقال - بعد أن ذكر الحديث -: «وقد بيّنت في "المدرج" أن هذه الجملة موقوفة من قول أنس، وأن رفعها وهمٌ، وبيانها عند مسلم» . اهـ. وانظر "الفصل للوصل" للخطيب البغدادي (1/172-177) ، فإنه ذكر الحديث، ورجح الوقف، وحكم على رواية مالك بالوهم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 611 1130 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَنَسُ بْنُ عِياض (2) ، عن عُبَيدالله (3) ، عن نافعٍ وعبد اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الوَلاَء وَعَنْ هِبَتِهِ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فِيهِ أَبُو ضَمْرَة (4) ، الناسُ يَقُولُونَ: عُبَيدالله، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ، ويَرْوُونَ (5) عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر- موقوفً (6) -: الوَلاءُ لُحْمَةٌ (7) ؛ وهذا هو الصَّحيحُ.   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1107) ، والآتية برقم (1645) . (2) روايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (3/238/المعرفة) . (3) هو: ابن عمر العُمَري. (4) هو: أنس بن عياض. (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «وَيَرْوُن» . (6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) قال الفيومي في "المصباح المنير" (ص 551) : اللُّحْمَةُ بالضمِّ: القَرابَةُ، والفتحُ لغةٌ. الحديث: 1130 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 612 1131 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ فُلَيح (2) ، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الذَّهَبُ بِالذَّهَبِ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا قُتَيبة (4) ، عَنْ يعقوبَ الإِسكَنْدَراني (5) ، عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: هَذَا أشبهُ وأصَحُّ (6) ، وكان يحيى ابن مَعِينٍ [حَمَلَ] (7) عَلَى فُلَيح وَعَلَى أَبِي أُوَيس، وَكَانَ يعقوبُ الإِسكَنْدَرانيُّ مِن أَهْلِ المدينةِ، سَكَنَ الإسكَنْدَرِيَّةَ. وممَّا (8) يقوِّي حديثَ ذَى (9) : ما رواه عبدُالسَّلام (10) ، عن   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1106) . (2) هو: ابن سليمان. (3) هو: ذَكوان السَّمَّان. (4) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1584) . (5) هو: يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القاري الإسكندراني. (6) وهذا الذي صوَّبه الدارقطني في "العلل" (1930) أيضًا. (7) في جميع النسخ: «عمل» ، والتصويب اجتهاد منا، وابن معين كان يحمل على فليح وأبي أويس - واسمه: عبد الله بن عبد الله بن أويس- ويضعِّفُهما. كما في "تهذيب الكمال" (23/319-321) . (8) في (ك) : «مما» بلا واو. (9) كذا في (أ) و (ف) بلا نقط، وفي بقية النسخ: «ذي» بالياء المنقوطة، والجادَّة «ذا» ، والمراد: حديثُ هذا، لكنْ نقل سيبويه إمالة «ذا» الإشارية؛ ولذلك تُكْتَبُ بالياء «ذى» ، ولا تُنْطَقُ إلا ألفًا ممالة. انظر التعليق على قوله: «من ذا الوجه» في المسألة رقم (124) . (10) هو: ابن حرب. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (6/38 رقم 5447) ، و"الأوسط" (4144) ، والدارقطني في "الأفراد" (278/أ/أطراف الغرائب) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الملك بن ميسرة إلا أبو خالد، ولا رواه عن أبي خالد إلا عبد السلام، تفرَّد به عبد المؤمن وأبو غسان النهدي» . وقال الدارقطني: «غريب من حديث عبد الملك بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، تفرد به أبو خالد الدالاني يزيد ابن عبد الرحمن عنه، ولم يروه عنه غير عبد السلام، تفرَّد به محمد بن سعيد الأصبهاني» . الحديث: 1131 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 613 الدَّالاني (1) ، عن عبد الملك بْنِ مَيْسَرة، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ. 1132 - وسمعتُ (2) أَبِي وذكر حَدِيثًا رَوَاهُ فُضَيل بْنُ عِياض، عَنْ لَيْث (3) ، عَنِ المُغِيرَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: الرِّبَا (4) سبعونَ بابًا، أدناها (5) أَنْ يَنكِحَ (6) الرَّجُلُ أُمَّهُ. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: لَيْث، عَنْ أَبِي المُغيرَة - وَاسْمُهُ زِيَادٌ (7) - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. 1133 - وسألتُ (8) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أبي ذِئْب (9) ، عن   (1) هو: أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن. (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1105) ، والآتية برقم (1136) و (1159) و (1170) . (3) هو: ابن أبي سُلَيم. (4) كذا في (ش) ، وفي بقيَّة النسخ: «الربوا» ، وهو رسمٌ قديمٌ درَجَ عليه بعضُ الكَتَبَةِ كما وقع هنا. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (1127) . (5) قوله: «أدناها» سقط من (ك) . (6) كذا في جميع النسخ! والمعروف: «أدناها مثل أن ينكح» . (7) ذكر في "الجرح والتعديل" (3/543 رقم 2457) أن اسمه: زياد بن المغيرة وكنيته: أبو المغيرة. (8) ستأتي هذه المسألة برقم (1566) ، مجيبًا عنها أبو حاتم وأبو زرعة. (9) هو: محمد بن عبد الرحمن. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، لكنْ أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17111 و17112) من طريق عبد الوهَّاب ومن طريق أبي بكر بن عبد الله وغيره، وأبو عبيد في "الأموال" (288) من طريق يحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/37) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/262) من طريق عبد الله بن وَهْب، جميعهم عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، = = عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن أسلم مولى عمر، عن عمر، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24091) هكذا: حدثنا ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن القاسم، عن أسلم، به من قوله. وابن أبي شيبة لا أظنُّه سمع من ابن أبي ذئب، فلعلَّ في الإسناد سقطًا - والله أعلم - وانظر "مسند الفاروق" لابن كثير (1/137) . الحديث: 1132 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 614 الزُّهْري، عن القاسم ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ رجُلٍ سمَّاه، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: لا بأسَ عَلَى امرئٍ (1) ابتاعَ مِنْ أَهْلِ الكتابِ (2) خَلًّا لَمْ يَعْلَمْ أَنَّهُمْ تعمَّدوا إفسادَه (*) ، حَتَّى يكونَ اللهُ هُوَ أفسَدَه (*) ؟ فقال (3) أَبِي: كَذَا رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْب! وَلا أحسَبُهُ إِلا وَهُوَ وَهَمٌ؛ يُشْبِهُ كلامَ الزُّهْري، حَتَّى رأيتُ مِن رِوَايَةِ ابْنِ الْمُبَارَكِ (4) ، عن   (1) في (أ) و (ش) و (ك) : «امر» . (2) في (ك) : «للكتاب» . (*) ... كذا في جميع النسخ: «إفساده» و «أفسده» ، والضمير في ظاهره يعود إلى «الخَل» ، لكن هذا الحديث مختصر، وورد في المسألة رقم (1566) ومصادر التخريج أطولَ من هذا، وفيه «إفسادها» و «أفسدها» ، والضمير المؤنث يعود إلى الخمر، ومعنى: «تعمَّدوا إفسادها» ، أي: تعمَّدوا معالجتها- كما في "سنن البيهقي"- والمراد: أن الله تعالى إذا أفسَدَ الخمر وصارتْ خَلًّا طَهُرَتْ، وإذا أفسدها الآدميُّ بالاستعجال لم تطهُر. وعلى ذلك فقوله: «إفساده» و «أفسده» إنْ لم يكن تصحيفًا، فإنه يمكن تخريجه على أنَّ أصلَهُ: «إفسادها» و «أفسدها» ، وحُذِفت ألفُ «ها» ، ونقلتْ فتحةُ الهاء إلى ما قبلها، وهذه لغةُ طيِّئ ولَخْم، يقولون في «بِهَا» : بَهْ، وفي «فِيْهَا» : فِيَهْ. وقد تكلمنا على هذه اللغة في التعليق على المسألة رقم (235) . (3) في (ك) : «قال» . (4) هو: عبد الله. ولم نجد روايته على هذا الوجه، لكن قال أبو عبيد في "الأموال" (289) : «وحدثني يحيى ابن سعيد، عن عبد الله بن المبارك أنه كان يقول في خلِّ التمر مثل ذلك» ؛ يعني مثل قول عمر المذكور في المسألة. وأخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (1/262) من طريق عبد الله بن وَهْب، عن يونس، عن الزهري أنه كان يقول ... فذكره من قول الزهري. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 615 يُونُسَ (1) ، عَنِ الزُّهْري (2) هَذَا الكلامَ بِلا إِسْنَادٍ، فتيَقَّنْتُ أنَّ حديثَ ابْنِ أَبِي ذِئْب خطأٌ، والناسُ يَرْوُون عَنِ الزُّهْري (3) ، عَنِ القاسمِ، [عن أسلَمَ] (4) ، عَنْ عُمَرَ، كَلامًا فِي الطِّلَى (5) ؛ لَيْسَ فِيهِ شيءٌ مِن هَذَا. 1134 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُْسلِم بْنُ خَالِدٍ (6) ، عَنْ عليِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكانة، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكْرمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) لمَّا أَمرَ بِإِخْرَاجِ بَنِي النَّضِير؛ جَاءَهُ ناسٌ مِنهُم، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّك أَمَرْتَ بِإِخْرَاجِنَا، وَلَنَا عَلَى النَّاس دُيُونٌ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : فَضَعُوا، وتَعَجَّلُوا؟   (1) هو: ابن يزيد الأَيلي. (2) من قوله: «حتى رأيت ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر. (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (17116) ، والنسائي في "الكبرى" (6859) كلاهما من طريق معمر، عنه، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أسلم مولى عمر؛ قال: قدمنا الجابِيَةَ مع عمر، فأُتِينا بطلاء وهو مثل عقيدةِ الرُّبِّ، إنما يُخاض بالمخوض، فقال عمر: إن في هذا الشراب ما انتهى إلينا. وانظر "الموطَّأ" (2/847 رقم 1545) . وانظر المسألة رقم (1581) . (4) في جميع النسخ: «وآخر» ، والتصويب من المسألة رقم (1566) ، ومصادر التخريج. (5) الطِّلَى: لغةٌ في الطِّلاء، وأصلُ الطِّلاء: الشَّرابُ المطبوخ من عصير العِنَب، وهو الرُّبُّ، ثم أُطلِق على النَّبيذ المُسْكِر المطبوخ؛ لأنهم يُسمُّونه: طِلاءً؛ تحرُّجًا من أن يُسَمُّوه خمرًا. انظر "النهاية" (3/137) . (6) هو: المخزومي المعروف بالزِّنْجي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6755) من طريق هشام بن عمار، عنه، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ عَلَيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكانة إلا مسلم بن خالد» . ورواه الدارقطني في "السنن" (3/46) ، والحاكم في "المستدرك" (2/52) ، والبيهقي في" السنن الكبرى" (6/28) من طريق عبد العزيز بن يحيى، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ محمد بن عَلَيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به. وأخرجه البيهقي في" السنن" (6/28) من طريق الحاكم السابقة، ومن طريق الحكم بن موسى، عن مسلم بن خالد، به كسابقه. ورواه الطبراني في "الأوسط" (817) ، والدارقطني في (3/46) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ علي بن محمد، يذكر عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. ورواه العقيلي في "الضعفاء" (3/251/القلعجي) و (3/972/السلفي) من طريق عبيد الله ابن عمر القواريري، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ علي بن أبي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. قال العقيلي: «علي بن أبي محمد، عن عكرمة: مجهول = = بالنقل، حديثه محفوظ» . وانظر "لسان الميزان" (4/262) . ورواه الدارقطني في "السنن" (3/46) من طريق عفيف ابن سالم، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. قال الدارقطني بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «اضطرب في إسناده مسلم بن خالد، وهو سيِّئ الحفظ، ضعيف. مسلم بن خالد ثقة؛ إلا أنه سيِّئ الحفظ، وقد اضطرب في هذا الحديث» . وقول الدارقطني: «ثقة» أي: في دينه وعدالته، و «سيِّئ الحفظ» أي: في ضبطه. الحديث: 1134 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 616 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابْنُ جُرَيج (1) ، عَنِ ابْنِ رُكانَة (2) ، عَنْ عِكرمَة: أنَّ النبيَّ (ص) ... لَمْ يذكُر: داودَ بْنَ الحُصَين، ولم يذْكُر: ابنَ عباس.   (1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. ولم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن الحديث رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيِّ في "مسنده" (1441/المطالب العالية) ، فقال: حدثنا هشام بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ؛ أخبرني محمد بن عَلَيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكانة؛ أن محمد بن عمر بن علي أخبره: أن اليهود حين أمر رسول الله (ص) بإجلائهم قالوا: إن لنا ديونًا! قال: «فخذوا وضعوا» . قال ابن جريج: وأُخبرت بمثل ذلك عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أبي عبد الله الأشهلي، عن النبي (ص) . (2) ظاهر السياق هنا: أن ابن ركانة هذا هو علي بن يزيد ابن ركانة المذكور أول المسألة، وتقدم في تخريج رواية ابن جريج أنه يرويه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ بْن يزيد بن ركانة. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 617 قَالَ أَبِي: لا (1) يمكنُ أَنْ يكونَ مِثلُ هذا الحديث مُتَّصِلً (2) . 1135 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو شَيخ عبد الله بْنُ مَرْوَانَ الحَرَّاني (3) ، وعُبَيدٌ العطَّار (4) ، عَنْ زُهَير (5) ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ المُعتَمِر، عَنْ رِبْعِيّ (6) ، عَنْ حُذَيفة؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : تَلَقَّتِ المَلائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَقَال (7) : كُنْتَ تَعْمَلُ مِنَ الخَيْرِ   (1) في (ك) : «ولا» بالواو. (2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد سبق التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (3/346 رقم5240/ط. دار المعرفة) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (2077) ، ومسلم (1560) كلاهما من طريق أحمد بن عبد الله بن يونس، عن زهير، به. (4) هو: عُبَيد بن إسحاق. (5) هو: ابن معاوية. (6) هو: ابن حِراش. (7) القائل هو الله سبحانه، ويدل عليه: رواية مسلم للحديث في الموضع السابق من "صحيحه" من طريق سعد بن طارق، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: أُتيَ اللهُ بعبدٍ من عباده آتاهُ الله مالاً، فقال له: ماذا عملتَ في الدُّنيا؟ ... الحديثَ. ويَحتملُ أن يكونَ القائلُ الملائكة، ويدلُّ عليه رواية البخاري ومسلم للحديث - كما سبق - من طريق أحمد ابن عبد الله بن يونس، عن زهير، به، وفيها: «فقالوا» بدل: «فقال» ؛ وعلى هذا: فيجوزُ في الفعل وجهان من الضبط: إمَّا فتحُ اللام: «فقالَ» ، وإمَّا ضمُّها: «فقالُ» : أمَّا فَتْحُ اللام: فيخرَّج على أنَّ فاعل الفعل ضميرٌ يعود إلى «الملائكة» باعتبار المفرد، والمراد: فقال هو، أي: المَلَكُ؛ وهذا من الحمل على المعنى بإفراد الجمع، وتجد مثل ذلك في تخريج النووي لحديث مسلم (192) ، وهو قولُهُ (ص) : «فأحمدُهُ بمحامِدَ لا أَقْدِرُ عليه الآن، يُلْهمنيه اللهُ» ، «عليه» ، أي: على الحمد؛ وكذلك تخريجُ ابن حجر لحديث البخاري (2155) ، وهو قولُهُ (ص) : «ما بالُ أُناسٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ الله» ، وهذا لفظ البخاري، والمراد: ليس شرطٌ منها في كتاب الله، انظر "شرح النووي على مسلم" (3/62) ، و"فتح الباري" (1/551) ، و"عقود الزبرجد" (1/121) . وانظر نحو ذلك في المسألة رقم (224) و (378) و (388) و (1310) و (1796) و (2011) و (2098) ، وانظر للحمل على المعنى بإفراد الجمع: "الخصائص" لابن جنِّي (1/236-237) و (2/419-420) و (3/314-315) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (2/510-511) . وأمَّا «قالُ» بضم اللام: فيخرَّج على لغة هوازن وعُلْيا قيس في الاجتزاء بالحركات عن حروف المد؛ والأصلُ هنا: «فقالُوا» ، ثم حذفت واو الجماعة = = اكتفاءً بالضمة على اللام، وقد تكلَّمنا على هذه اللغة في التعليق على المسألة رقم (679) . الحديث: 1135 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 618 شَيْءً (1) ؟ قَالَ: لا، قَال (2) : تَذَكَّرْ (3) ، قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ ... ؟ قَالَ أَبِي: أمَّا مِنْ حَدِيثِ مَنْصُورٍ: فَمَوْقُوفٌ (4) أشبهُ (5) ، والحديثُ فِي الأَصْلِ مرفوعٌ.   (1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد سبق التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) في (ت) و (ك) : «فقال» . (3) في (أ) و (ش) : «أتذكر» . (4) كذا في جميع النسخ، والتقدير: فهو أشبَهُ موقوفًا، لكنْ حذفت ألف تنوين النصب من قوله: «موقوف» على لغة ربيعة، وقد سبق التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) لم نجده من طريق منصور بن المعتمر إلا مرفوعًا، وقد أخرجه مسلم في الموضع السابق من طريق نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ ربعي بن حراش؛ قال: اجتمع حذيفة وأبو مسعود، فقال حذيفة: رجلٌ لقيَ ربَّه ... ، فذكر الحديث موقوفًا عليه، فقال أبو مسعود: هكذا سمعتُ رسول الله (ص) يقول. فحذيفة هنا يخبر بأمر لا مجالَ للرأي فيه، ويصدقه أبو مسعود، وينسبُ ذلك للنبي (ص) ، ويرويه رواة آخرون عن ربعي عن حذيفة مرفوعًا، فهذا كله يدلُّ على أن الحديث مرفوع في الأصل كما قال أبو حاتم. وقد رواه مسلم أيضًا من طريق سعد بن طارق، عن ربعي، عن حذيفة، به موقوفًا عليه كرواية نعيم بن أبي هند، وفي آخره: فقال عقبة بن عامر الجهني وأبو مسعود الأنصاري: هكذا سمعناه من في رسول الله (ص) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 619 1136 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (2) ، عن عمر ابن راشِد، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ بن (3) عبد الله بْنِ (4) أَبِي طَلْحَة، عَنِ البَرَاء، عن النبيِّ (ص) قال: الرِّبَا اثْنَان ِ وسَبْعُونَ [بَابًا] (5) ، أَدْنَاهَا مِثْلُ إتْيَان ِ الرَّجُلِ أُمَّهُ؟ قَالَ أَبِي: هُوَ مُرسَلٌ؛ لم يُدرِكْ (6) يحيى ابنُ إِسْحَاقَ البراءَ، وَلا أَدْرَكَ والدُهُ البَرَاءَ (7) .   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1105) و (1132) ، والآتية برقم (1159) و (1170) . (2) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "المراسيل" (916) ، فقال: حدثنا أبي؛ ثنا محمد ابن خلف العسقلاني، ثنا الفريابي ... فذكرها. (3) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» . (4) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (5) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، والمثبت من الموضع السابق من "المراسيل" ومن المسألة رقم (1105) و (1132) ، والآتية برقم (1159) و (1170) . (6) في (ك) : «لم يذكر» ، وجاء على الصَّواب في زيادة مكررة أشار الناسخ إلى حذفها. (7) كذا جاءت العبارة هنا، وقريب منها قوله في الموضع السابق من "المراسيل": «هُوَ مُرْسَلٌ؛ لَمْ يُدْرِكْ يَحْيَى ولا إسحاقُ البَرَاءَ بنَ عازب» ، وكذا جاء في "جامع التحصيل" (ص 296-297) ، و"تحفة التحصيل" (ص562) نقلاً عن أبي حاتم. والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7151) من طريق معاوية بن هشام؛ نا عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بن أبي كثير، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بن عازب، به. ثم قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى ابن أبي كثير إلا عمر بن راشد، ولا رواه عن عمر بن راشد إلا معاوية بن هشام، ولا يروى عن البراء إلا بهذا الإسناد» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15345) فقال: أخبرنا عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ من الأنصار، عن النبي (ص) . فإما أن يكون في الحديث اختلافٌ على عمر بن راشد في ذكر يحيى بن أبي كثير وإسقاطه كما اختُلِف عليه في ذكر الصحابي، أو تكون رواية ابن أبي حاتم تصحَّف فيها «عن» إلى «ابن» ، ويكون صوابه: «عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يحيى، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ» ، والله أعلم. وتقدم في المسألة رقم (1105) أن عكرمة بن عمار روى الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، عن عبد الله بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة. وذكرنا في التخريج رواية من رواه بإسقاط عبد الله بن زيد. الحديث: 1136 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 620 1137 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (2) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (4) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنِ ابْنِ شِهَاب (5) ، عَنْ أنس: أَنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ أَجْرِ عَسْبِ الفَحْلِ (6) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2836) . ونقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (2/105) ، ونقل بعضه الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/24) بتصرف. (2) هو: ابن يحيى التُّجيبي. (3) هو: عبد الله. (4) روايته بهذا اللفظ ذكرها ابن طاهر في "أطراف = = الغرائب" للدارقطني (ق 90/أ) ، ولم يذكر من الراوي عن ابن لهيعة، وذكر عن الدارقطني أنه قال: «تفرَّد به ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب، عنه» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/145 رقم 12477) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3592) ، كلاهما من طريق حسن بن موسى الأشيب، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب وعقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسٍ: أن رسول الله (ص) نهى أن يبيع الرجل فِحْلَةَ فرسه. وبهذا اللفظ ذكره ابن طاهر في "أطراف الغرائب" أيضًا (ق 87/ب) ، ونقل عن الدارقطني قوله: «تفرَّد به ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب، عنه، وَقَفَه الليث، ورفعه ابن لهيعة عن يزيد» . وذكر ابن طاهر أيضًا في الموضع نفسه أن الدارقطني راوه من طريق عبد الله بن يوسف، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ: أَنّ رسول الله (ص) نهى عن عَسْب الفحل. ونقل عن الدارقطني قوله: «تفرَّد به عبد الله بن يوسف، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل بهذا اللفظ» . (5) هو: الزهري. (6) عَسْبُ الفَحْلِ: ماؤُه؛ فرسًا كان أو بعيرًا، أو غيرهما، وعَسْبُه أيضًا: ضِرَابه. "النهاية" (3/234) . وقال الفيومي في "المصباح المنير" (ص 408) : عَسَبَ الفَحْلُ الناقةَ عَسْبًا - من باب ضَرَبَ -: طَرَقَها، وعَسَبْتُ الرجلَ عَسْبًا: أعطيتُه الكراءَ على الضِّراب، ونُهيَ عن عَسْبِ الفحل: وهو على حذف مضاف، والأصل: عن كِراءِ عَسْبِ الفحل؛ لأن ثمرتَهُ المقصودةَ غيرُ معلومة؛ فإنه قد يُلقِحُ، وقد لا يُلقِحُ، فهو غَرَر، وقيل: المراد: الضِّرابُ نفسه، وهو ضعيف؛ فإنَّ تناسُلَ الحَيَوان مطلوبٌ لذاته لمصالح العباد؛ فلا يكونُ النهيُ لذاتِهِ دفعًا للتناقض بل لأمرٍ خارج. اهـ. الحديث: 1137 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 621 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُرْوَى مِنْ كَلامِ أَنَسٍ، ويزيدُ لَمْ يسمعْ مِنَ الزُّهْري؛ إِنَّمَا كتَبَ إِلَيْهِ. 1138 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد (1) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الغَرَرِ (2) ، وَعَنْ بيع الحَصَى (3) ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو الزِّناد، عَنِ الأَعْرَج (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (5) قَالَ أَبِي: وَأَبُو الزِّنَاد (6) لَمْ يسمعْ مِنَ ابْنِ عُمَرَ شَيْئًا. قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: مَا مَعْنَى بيع الحَصَاة؟   (1) هو: عبد الله بن ذكوان. (2) في (ت) و (ك) : «الغرور» . (3) كذا في جميع النسخ! وفي آخر السؤال: «بيع الحَصَاة» ، وهو الموافق لرواية الحديث المعروفة. (4) هو: عبد الرحمن بن هرمز. (5) رواه على هذا الوجه مسلم في "صحيحه" (1513) من طرق عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عن الأعرج، به. (6) من قوله: «عن الأعرج ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال النظر. الحديث: 1138 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 622 قَالَ: إِذَا رُمِيَ (1) بِهَا، وَقَعَ البيعُ. 1139 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (3) ، عن جابر: أنَّ النبيَّ (ص) زَجَرَ عَنِ الخَرْصِ (4) ، وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ أُهْلِكَ الثَّمَرُ (5) ، أَيَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مَالَ أَخِيهِ؟! . قَالَ أَبِي: مَا أَدْرِي مَا هَذَا! أَبُو الزُّبَير (6) يحدِّث عَنْ جَابِرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) بعَثَ عبدَالله ابنَ رَوَاحة إلى خَيْبَرَ يَخْرِصُ (7) .   (1) في جميع النسخ بُنِيَ الفعل لما لم يُسَمَّ فاعله، ما عدا (ف) ففيها: «رمى» بلا ضم على الراء، وبلا نقط للياء. (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/394 رقم15239) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/41) . (3) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (4) في (ك) : «الحوض» . والخَرْصُ: حَزْرُ ما على النَّخْلة من الرُّطَب تمرًا، وما على الكَرْمَة من العِنَب زبيبًا، وهو من الظَّنِّ؛ لأن الحَزْرَ: إنما هو تقديرٌ بظَنٍّ. انظر "النهاية" (2/22) . (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «التمر» بالمثناة الفوقية. (6) روايته على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (7205) عن ابن جريج؛ أخبرني أبو الزبير، عن جابر، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه الإمام أحمد في "المسند (3/296 رقم14161) ، وأبو داود في "سننه" (3415) . (7) لعلَّه أنكر قوله: «زَجَرَ عن الخَرْص» ، وإلا فبقية الحديث أخرجها مسلم في "صحيحه" (1554) = = من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ؛ أنه سمع جابر ابن عبد الله يقول: قال رسول الله (ص) : «لو بِعْتَ من أخيك ثَمَرًا، فأصابتهُ جائِحَةٌ، فلا يحلُّ لك أن تأخذَ منه شيئًا، بِمَ تأخذُ مالَ أخيك بغير حقٍّ؟!» . وفي بعض طرقه تصريحُ ابن جريج بالسَّماع. وتقدم الحديث في المسألة رقم (1129) عن أنس ح. الحديث: 1139 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 623 قَالَ أَبِي: مَعْنَاهُ عِنْدِي: أنَّ خَرْصَ (1) الجَائِحَةِ (2) : أنْ يَبِيعَ (3) الرجُلُ الثَّمَرَ (4) قَبْلَ أَنْ يُخْرَصَ، فتُصِيبَهُ الآفَةُ. 1140- وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ أَبِي (6) حَبِيب (7) ، عَنْ عَطَاء (8) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ بَيْعَ الخَنَازِيرِ وَالمَيْتَةِ وَالأَصْنَامِ، فَقَالَ رجُلٌ: فَمَا تَرَى فِي شُحُومِ المَيْتَةِ يُدَّهَنُ بِهَا؟ فَقَالَ: لعَنَ اللهُ اليَهُودَ ... ، الحديثَ (9) . قلتُ (10) : وَرَوَاهُ أَيْضًا حاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (11) ، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الوليد بن عَبَدَة (12) ،   (1) في (ك) : «حرض» . (2) الجائِحَةُ: الآفَةُ التي تُهلِكُ الثِّمارَ والأموالَ، وتَستَأْصِلُها، وكلُّ مُصيبَة عظيمة وفتنة مُبِيرَةٍ: جَائِحَةٌ. انظر "النهاية" (1/311-312) . (3) في (ك) : «بيع» . (4) في (ش) و (ف) : «التمر» ، ولم تنقط في (ك) . (5) ذكر ابن رجب في "جامع العلوم" (ص769) بعض هذا النص، وكذا ابن حجر في "فتح الباري" (4/424) . (6) قوله: «أبي» سقط من (ف) . (7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2236) ، ومسلم (1581) من طريق اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ، به. ورواه البخاري تعليقًا بإثر الحديث (2236) ، ومسلم (1581) من طريق الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر؛ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ؛ قال: كتب إليَّ عطاء: أنه سمع جابر بن عبد الله ... فذكره. (8) هو: ابن أبي رَباح. (9) تتمته: «إن الله عز وجل لما حرَّم عليهم شحومها؛ أجملوه، ثم باعوه فأكلوا ثمنه» . (10) قوله: «قلت:» من (ف) فقط. (11) ذكر الحافظ ابن حجر في"فتح الباري" (4/424) أن رواية حاتم بن إسماعيل شاذة. (12) نقل ابن ماكولا في "الإكمال" (6/29) عن الدارقطني قوله: «اختُلِف على يزيد في اسمه، فقيل: عمرو بن الوليد بن عبدة، وقيل: الوليد بن عبدة» . وعمرو بن الوليد هذا معروف بحديث الكوبة والغبيراء الآتي ذكره، وقد ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/266 رقم1471) ، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، ثم ترجم له فيمن اسمه الوليد (9/11 رقم49) ، ولكن وقع هناك: «الوليد بن عبيدة» ، ثم قال ابن أبي حاتم: «مولى عمرو بن العاص، روى عن عبد الله بن عمرو حديثًا منكرًا» ، ثم قال: «سمعت أبي يقول ذلك ويقول: هو مجهول» . الحديث: 1140 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 624 عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؛ مثلَهُ (1) . قلتُ: فأيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ يزيدَ بنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عَطَاء: هُوَ (2) مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ عَطَاء، عَنْ جَابِرٍ (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) متن هذا الحديث يختلف عن متن الحديث الذي رواه الإمام أحمد في "المسند" (2/171 رقم6591) ، وفي "الأشربة" (211) حيث قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد ابن أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الوليد بن عبدة، عن عبد الله بن عمرو؛ قال: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: «إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حرَّم الخمر، والمَيسِر، والكُوبَة، والغُبَيراء، وكلُّ مُسكِر حرامٌ» . ورواه أبو داود في "سننه" (3685) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب، عن الوليد بن عبدة، عن عبد الله بن عمرو باللفظ السابق. ونقل المزي في "تهذيب الكمال" (31/45) عن أبي سعيد بن يونس قوله: «وليد بن عبدة مولى عمرو بن العاص: روى عنه يزيد بن أبي حبيب، والحديث معلول، ويقال: عمرو بن الوليد بن عبدة» . وقال الذهبي في "الميزان" (4/341) : «والخبر معلول في الكوبة والغبيراء» . (2) أي: رُوِيَ أيضًا. (3) أخرج روايته أبو يعلى في "مسنده" (2209) من طريق يزيد بن هارون، وحمزة السهمي في"تاريخ جرجان" (ص 451-452) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عطاء، عن جابر، به. (4) قوله: «عن جابر» سقط من (ك) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 625 وَلا أعلمُ يزيدَ بنَ أَبِي حَبيب سمعَ مِنْ عَطاءٍ شَيْئًا (1) . وَلا أعلمُ أَحَدًا مِنَ المِصْريِّين رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ عَمْرِو بن الوليد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) . فإن كان (2) عبدُالحميد سمعَه وحفِظَه، فَإِنَّ محلَّه الصِّدق (3) . 1141- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاس الخَلاَّل (4) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ عبد الرحمن (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا بِشر بْنُ عَون؛ قال: حدَّثنا بَكَّار ابن تَمِيمٍ، عَنْ مَكْحول، عَنْ واثِلَة بْنِ الأَسْقَع؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عِبَادَ اللهِ، لاَ تَمْنَعُوا فَضْلَ مَاءٍ وَلا نَارٍ وَلا كَلَأٍ؛   (1) يدل عليه رواية مسلم للحديث - كما سبق - ففيها يقول يزيد بن أبي حبيب: «كتب إليَّ عطاء: أنه سمع جابر بن عبد الله» ، ولذا قال ابن رجب في شرح الحديث الخامس والأربعين من "جامع العلوم والحكم" (ص769) - بعد أن ذكر الحديث-: «هذا الحديث خرجاه في الصحيحين من حَدِيث يزيد بْن أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرٍ. وفي رواية لمسلم: أن يزيد قال: كتب إليّ عطاء، فذكره. ولهذا قال أبو حاتم الرازي: لا أَعْلَمُ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ سمع من عطاء شيئًا؛ يعني: أنه إنما يروي عنه كتابه» . وكذا قال ابن حجر في "فتح الباري" (4/424) . (2) من قوله: «عَنْ عَمْرِو بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ عبد الله ... » إلى هنا سقط من (ك) . (3) في هامش نسخة (أ) حاشية بخط مغاير، نصها: «قد رواه أبو عاصم، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب؛ قال: كتب إليَّ عطاء عن جابر بهذا الحديث. فوافق رواية الكثير عن ... » ثم كلام غير واضح. (4) هو: عباس بن الوليد. (5) أخرج روايته الطبراني في "الكبير" (22/61 رقم145) ، وفي "مسند الشاميين" (3394) من طريق الوليد بن حماد، عنه، به. ورواه تمام في "فوائده" (709/الروض البسام) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/221) - من طريق سليمان بن سلمة، عن عبد الله بن معاوية بن شمعلة القرشي - وكان ثقة - عن أيوب بن مدرك الحنفي، عن مكحول، عن واثلة به. الحديث: 1141 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 626 فَإنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَهُمْ (1) مَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ (2) ، وَقُوَّةً لِلْمُسْتَمْتِعِينَ (3) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) . 1142 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ، عَنِ ابْنِ ثَوْبان (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عن طاوُس، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ بَاعَ سَرْجًا، فَنَدِمَ (7) المُبتاعُ (8) ، فَرَدَّه، ورَدَّ مَعَهُ دِرْهَمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةً، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ باعَهُ لعلَّه كَانَ يَخْسَرُ فِيهِ أكثرَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ ثَوْبان، عَنْ لَيْث، عن طاوُس (9) .   (1) أي: جعل الماء والنار والكلأ، والجادَّة أن يقال: جعلها أو جعلهنَّ، لكنَّه هنا وضع ضمير العقلاء «هم» في موضع غير العقلاء؛ للملابسة والمشاكلة اللفظية مع قوله: «للمقوين» ، و «للمستمتعين» ؛ فإنهما جمعان للعقلاء، وقد تقدَّم التعليق على مثل ذلك في المسألة رقم (1063) . (2) أي: منفعةً للمُسافرين إذا نزلوا بالأرض القِيِّ؛ وهي القَفْر؛ يقال: أَقْوَى الرجلُ: إذا نزلَ بِالقَوَاء من الأرض، وكذا: إذا نَفِدَ زادُهُ. انظر "لسان العرب" (15/210) ، و"تفسير القرطبي" (17/191) في تفسيره لقوله تعالى: [الواقِعَة: 73] {وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} . (3) في (ش) : «للمستمعين» . (4) سيأتي في المسألة رقم (2678) حديثٌ بهذا الإسناد، إلا أن صحابيَّه هو أبو أمامة ح، وقال عنه أبو حاتم هناك: «هَذَا حَدِيثٌ كَذِبٌ، وَبِشْرٌ وَبَكَّارٌ مجهولان» . (5) هو: ابن الوليد. (6) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. (7) في (ت) و (ش) و (ك) : «فقدم» . (8) في (ش) : «المتاع» ، غير أنَّ التاء مهملة. (9) لم نقف على روايته من هذا الوجه. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14822) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/331) كلاهما من طريق الثوري، عن ليث، عن مجاهد، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عُمَرَ عَنْ رجل باع سرجًا ... فذكره. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (20417) من طريق الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ في رجل اشترى بعيرًا فأراد أن يردَّه ويردَّ معه درهمًا، فقال: لا بأس به. الحديث: 1142 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 627 1143 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِير بْنِ دِينَارٍ (2) ، عَنِ اليَمَان بْنِ عَدِيٍّ الحَضْرَمي، عَنِ الزُّبَيدي (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال النبيُّ (ص) : أَيُّمَا امْرِئٍ أَفْلَسَ وَعِنْدَهُ مَالُ امْرِئٍ بِعَيْنِهِ لَمْ يَقْبِضْ مِنْهُ شَيْئًا؛ فَهُوَ أَحَقُّ بِعَيْنِ مَالِهِ، فَإِنْ كَانَ قَبَضَ مِنْهُ شَيْئًا؛ فَهُوَ أُسْوَةُ الغُرَمَاءِ. وَأَيُّمَا امْرِئٍ مَاتَ (4) وعِنْدَه مَالُ امْرِئٍ بِعَيْنِهِ اقْتَضَى مِنْهُ شَيْئًا أَوْ لَمْ (5) يَقْتَضِ (6) ؛ فَهُوَ أُسْوَةُ الغُرَمَاءِ؟   (1) ستأتي هذه المسألة مطوَّلة برقم (1162) ، وانظر المسألة رقم (1179) . (2) أخرج روايته ابن ماجه في "سننه" (2361) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1737) ، وفي "الأوسط" (8254) ، والدارقطني في "سننه" (3/30) و (4/230) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/48) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (8/409) . قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري عن أبي سلمة إلا الزبيدي، ولا عن الزبيدي إلا اليمان بن عدي، تفرد به عمرو بن عثمان» . وضعفه البيهقي. وقال ابن عبد البر: «ليس هذا الحديث محفوظًا من رواية أبي سلمة، وإنما هو معروف لأبي بكر بن عبد الرحمن» . (3) هو: محمد بن الوليد. (4) في (ك) : «مالى» . (5) قوله: «لم» سقط من (أ) و (ش) . (6) في (ك) : «يقبض» . الحديث: 1143 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 628 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن: أنَّ النبيَّ (ص) . واليَمَانُ هَذَا شيخٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 1144 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عن زُرْعَة بن عبد الله الزُّبَيدي، عَنْ عِمْران بْنِ أَبِي الفَضْل، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر؛ قال: قيل: يارسولَ اللَّهِ، مَا يَجْمُلُ (3) بِالْعَرَبِ مِنَ التِّجَارة؟ قال: بَيْعُ   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام مالك في "الموطأ" (2/678) ، ومن طريقه عبد الرزاق في "المصنف" (15158) ، وأبو داود في "سننه" (3520) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/166) . وأخرجها أبو داود في "سننه" (3521) ، وفي "المراسيل" (173) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/165) من طريق يونس ابن يزيد، كلاهما (مالك ويونس) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن، عن النبي (ص) به. قال أبو داود: «حديث مالك أصح» . ونقل ابن الجارود في "المنتقى" (633) عن محمد بن يحيى الذهلي قوله: «رواه مالك وصالح بن كيسان ويونس عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ؛ مطلقٌ عن رسول الله (ص) ، وهم أولى بالحديث» . وقال الدارقطني في "السنن" (3/30) : «ولا يثبت هذا عن الزهري مسندًا؛ وإنما هو مرسل» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (8/406) بعد أن ذكر رواية مالك: «هكذا هو في جميع الموطآت التي رأينا، وكذلك رواه جميع الرواة عن مالك - فيما علمنا - مرسلاً؛ إلا عبد الرزاق، فإنه رواه عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أبي بكر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) فأسنده، وقد اختُلِف في ذلك عن عبد الرزاق» . والحديث رواه البخاري (2402) ، ومسلم (1559) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم، عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «من أدرك ماله بعينه عند رجل قد أفلس فهو أحق به من غيره» . (2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/95) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/124) . (3) في (ك) : «ما تحمل» . الحديث: 1144 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 629 الإِبِلِ والبَقَرِ والغَنَمِ، قيل: يارسولَ اللَّهِ، فَمَا يَجْمُلُ بالمَوَالِي؟ قَالَ: بَيْعُ البَزِّ (1) ، وَإِقَامَةُ الحَوانِيتِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وزُرعَةُ وعِمْرانُ جَمِيعًا ضَعِيفَينِ (2) . وسألتُ أَبِي فقلتُ لَهُ: فإنَّ إسماعيلَ بْنَ عَيَّاش رَوَى هَذَا الحديثَ، عَنْ عِمْران بْنِ أَبِي الفَضْل، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: مَا يَحسُنُ بِالْعَرَبِ مِنَ التِّجَارة؟ قَالَ: الإِبِلُ، قِيلَ: فَمَا يَحْسُن بِالْمَوَالِي مِنَ التِّجَارة (3) ؟ قَالَ: البَزُّ (4) وَالخَزُّ؟ قَالَ أبي: وهذا الحديثُ باطلٌ موضوعٌ؛ وكأَنَّ ذَلِكَ مِنْ عِمْران. 1145 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَر؛ قَالَ: حدَّثني   (1) في (أ) و (ش) : «البر» بالراء. (2) قال ابن عدي في "الكامل" (5/95) - بعد أن ذكر لعمران هذا الحديث وحديثًا آخر -: «وهذان الحديثان بهذا الإسناد منكران، وإنما يرويهما بقية، عن زرعة بن عبد الله، وزرعةُ غيرُ معروف» . وقوله: «ضعيفين» كذا في جميع النسخ، والجادة: «ضعيفان» ؛ بالألف؛ لأنَّه خبر المبتدأ، لكن ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأول: أنَّه خبر المبتدأ، وهو مرفوع بالألف، لكنَّها كتبت ياءً للإمالة، وسببُ إمالة الألف هنا: كسرةُ النون بعدها، ووقوعُ الياء قبلها مفصولةً عنها بحرف واحد، ولا تُنطق هذه الياء إلا ألفًا ممالة. وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . = ... والثاني: أنه حالٌ منصوب بالياء سدَّ مسدَّ الخبر، والتقدير: وزُرعَةُ وعِمرانُ ثَبَتَا جميعًا ضَعِيفَيْنِ، حُذف الخبر فأغنى عنه الحال، وقام مقامه؛ وعليه فياء «ضعيفَيْنِ» ياءٌ خالصة. وانظر لذلك التعليق على المسألة رقم (827) . (3) قوله: «من التجارة» ليس في (ك) . (4) في (ش) و (ف) : «البر» بالراء. الحديث: 1145 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 630 الأوزاعيُّ (1) ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ ثَوْبان؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مَكْحول، عَنْ أَبِي قَتادة (2) ؛ قَالَ: كَانَ عثمانُ يَشْتَرِي الطَّعامَ ويبيعُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْبِضَهُ (3) ، فقال له رسولُ الله (ص) : إِذَا ابْتَعْتَ فَاكْتَلْ، وَإِذَا بِعْتَ فَكِلْ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (5) . 1146- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عَمْرو ابن عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِير بْنِ دِينَارٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو غسَّان مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّف، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد الله؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : رَحِمَ اللهُ عَبْدًا إِذا باعَ سَمْحًا، إِذا اقْتَضَى سَمْحًا، إِذا   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) هو: الحارث بن رِبْعِيّ. (3) في (أ) و (ش) : «يقتضيه» . (4) نقل الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/345) تفسير ابن التين لهذا الحديث، فقال: قوله: «إذا بِعْتَ فَكِلْ» أي: فأوفِ. «وإذا ابتَعْتَ فاكتَلْ» أي: فاستَوفِ. والمعنى: أنه أعطى أو أخذ لا يزيدُ ولا يَنقُصُ، أي: لا لكَ، ولا عليكَ. اهـ. (5) نقل الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/240) هذه المسألة بتمامها، ثم قال: «قلت: رواته ثقاتٌ، إلا أن مكحولاً لم يسمع من أبي قتادة، وبمجموع هذه الطرق يُعرَف أن للحديث أصلاً» . وكان قد أورد الحديثَ قبل ذلك من طرق ضعيفة. (6) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2203) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10741) . ورواه البخاري في "صحيحه" (2076) ، وابن ماجه في "صحيحه" (4903) ، والطبراني في "الأوسط" (4708) ثلاثتهم من طريق عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي غسان، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ محمد بن المنكدر إلا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مطرِّف» . وذكر ابن طاهر في "أطراف الغرائب" (ق113/أ) أن الدارقطني رواه من طريق أبي غسان، عن محمد بن المنكدر، ثم قال الدارقطني: «تفرد به أبو غسان محمد ابن مطرف، عنه» . الحديث: 1146 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 631 اشْتَرَى سَمْحًا؟ وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله (1) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ؟ قَالَ أَبِي: وَهَذَانِ الْحَدِيثَانِ مُنكَران (2) . 1147 - قلتُ (3) لأَبِي في حديث محمد ابْنِ المُنْكَدر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: غَفَرَ اللهُ لِرَجُلٍ كانَ قَبْلَكُمْ سَهْلاً إِذا باعَ، سَهْلاً إِذا اشْتَرَى، سَهْلاً إِذا قَضَى، سَهْلاً إِذا اقْتَضَى. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن الحَنْظَلي (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا عباسٌ الدُّورِيُّ (5) ، عن عبد الوهَّاب ابن عَطَاء، عَنْ إِسْرَائِيلَ (6) ، عَنْ زَيْدِ بن   (1) أخرج هذه الرواية البخاري في "صحيحه" (6021) ، والطبراني في "الصغير" (673) ، والدارقطني في "الأفراد" (113/أ/أطراف الغرائب) ثلاثتهم من طريق عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي غسان، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي غسان، عنه» ؛ أي: عن محمد بن المنكدر. (2) لم تنته المسألة هنا، وانظر التعليق التالي. (3) هذه المسألة تابعةٌ للمسألة السابقة، ومِنْ تتمَّتها، وجعلنا لها رقمًا خاصًّا؛ محافظةً على ترقيم طبعة الشيخ محب الدين الخطيب. (4) هو: ابن أبي حاتم. (5) هو: عباس بن محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1320) ، وفي "العلل الكبير" (350) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10742) ، وفي "السنن الكبرى" (5/357-358) . قال الترمذي في"جامعه": «حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث حسن» . ورواه الإمام أحمد في "المسند" (3/340 رقم 14658) فقال: حدثنا عبد الوهَّاب بن عطاء ... فذكره. (6) هو: ابن يونس. الحديث: 1147 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 632 عَطاء ابن السَّائب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدر، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبِي: هُوَ عِنْدِي مُنكَرٌ؛ رَوَاهُ بعضُ الثِّقات عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدر؛ قَالَ: بلغَني أنَّ النبيَّ (ص) قال ... ولم يذكُرْ جَابِر (1) . 1148 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ مُصَفًّى (2) ، عَنْ بَقِيَّة (3) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ المُغِيرَة (4) ، عَنِ ابْنُ أَبِي عَروبة (5) ، عَنْ قَتادة، عَن جَابِر بْن زَيْدٍ (6) ، عَنِ قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيب، عَنْ عُبادَة بن الصَّامِت، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا بَأْسَ بِالقَمْحِ بِالشَّعِيرِ، اثْنَيْنِ بِوَاحِدٍ (7) ؟   (1) كذا، وهو مفعولُ «يذكُر» ؛ وقد حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد سبق التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) هو: محمد. وروايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2132) . (3) هو: ابن الوليد. (4) في "مسند الشاميين": «عمر بن الوليد» . (5) هو: سعيد. (6) في "مسند الشاميين": «جابر بن زيد، عن أبي الشعثاء، عن قبيصة» وهو خطأ؛ فجابر بن زيد هو أبو الشعثاء الأزدي. (7) قوله: «اثنين بواحد» يتخرَّج على وجهين: الأوَّل: أنَّه بدلٌ من «القمح» بَدَلَ الاشتمال، تقديره: لا بأسَ ببيع اثنين من القمح بواحدٍ من الشعير؛ فيكون موضعُهُ جَرًّا. والثاني: أن ينصب على الحال، وهذا من المواضع التي تجيء فيها الحالُ جامدةً مؤولة بالمشتق، والتقدير: لا بأسَ ببيع القمح بالشعير، مُسَعَّرًا كلُّ اثنين من القمح بواحدٍ من الشعير. انظر: "إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص111-112) ، و"عقود الزبرجد" (1/283) ، وانظر تفصيل الكلام على الحال الجامدة في "شروح ألفية ابن مالك" (باب الحال) . الحديث: 1148 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 633 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: قَتَادة (1) ، عَنْ أَبِي قِلاَبة (2) ، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (3) ، عن عُبَادَة، عن النبيِّ (ص) . 1149 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد المجيد بن عبد العزيز ابن أَبِي رَوَّاد، عَنْ مَعْمَر (4) ، عَنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ عِكْرمَة، عن   (1) هو: ابن دِعامة. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (516) من طريق سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ قتادة إلا سعيدُ بن بشير» . (2) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (3) هو: شَراحيل بن آدَة. (4) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (319) من طريق محمد بن حميد المعمري، وابن الجارود في "المنتقى" (610) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (6/40) ، والطبراني في "الكبير" (11/280 رقم11996) ، و"الأوسط" (5031) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/288) من طريق إبراهيم بن طهمان، ثلاثتهم عن معمر، به. ورواه عبد الرزاق وسفيان الثوري عن معمر واختلف عليهما: فأما عبد الرزاق: فرواه عنه الدبري في "المصنف" (14133) عن معمر، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به. ورواه ابن الجارود في "المنتقى" (609) من طريق محمد بن يحيى، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن يحيى، عن عكرمة مرسلاً. وأما الثوري: فرواه ابن حبان في "صحيحه" (5028) من طريق أبي داود الحفري، والطحاوي (4/60) من طريق أبي أحمد الزبيري، والدارقطني في "سننه" (3/71) من طريق أبي أحمد الزبيري وعبد الملك الذماري، ثلاثتهم عن الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/289) من طريق الفريابي، عن الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى، عن عكرمة مرسلاً. = ... ونقل ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/522) ابن التركماني في "الجوهر النقي" (5/289) عن البزار أنه قال في رواية معمر المتصلة: «ليس في هذا الباب حديث أجلُّ إسنادًا منه» . الحديث: 1149 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 634 ابن عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الحَيَوانِ بالحَيَوانِ (1) نَسِيئَةً. قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ عِكْرمَة (2) : أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَل (3) . 1150 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (4) ، عَنِ ابْنِ (5) ثَوبْان (6) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو حازمٍ المَدِيني (7) ، عمَّنْ سَمِعَ كعبَ بنَ عَمْرٍو يقول: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا، أَو وَضَعَ لَهُ؛ أَظَلَّهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ؟   (1) قوله: «بالحيوان» سقط من (ف) . (2) أخرج هذه الرواية ابن الجارود في "المنتقى" (609) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ عبد الرزاق، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/289) من طريق الفريابي، عن الثوري، كلاهما (الثوري وعبد الرزاق) عن معمر، عن يحيى، عن عكرمة به مرسلاً. وذكر البيهقي أن عبد الأعلى رواه عن معمر كذلك، وأن علي بن المبارك رواه عن يحيى، عن عكرمة مرسلاً أيضًا. (3) قال الترمذي في "العلل الكبير" (319) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: قد روى داود بن عبد الرحمن العطار، عن معمر هذا، وقال: عن ابن عباس، وقال الناس: عن عكرمة، عن النبي (ص) مرسلاً. فوهَّن محمد هذا الحديث» . وقال الشافعي في "الأم" (7/340) : «هذا غير ثابت عن رسول الله (ص) » . وروى البيهقي في "السنن الكبرى" (5/289) بإسناده إلى ابن خزيمة أنه قال: «الصحيح عند أهل المعرفة بالحديث: هذا الخبرُ مرسلٌ ليس بمتصل» . وقال البيهقي بعد أن ذكر رواية من رواه عن معمر متصلاً: «وكلُّ ذلك وهمٌ، والصحيح عن معمر، عَنْ يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النبي (ص) مرسلاً» . وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/57) : «رجال إسناده ثقات؛ إلا أن الحفَّاظ رجَّحوا إرساله» . وقوله «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) هو: محمد بن يوسف. (5) في (ك) : «عن أبي» . (6) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. (7) لعله: سلمة بن دينار. الحديث: 1150 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 635 قَالَ أَبِي: كعبُ بْنُ عَمْرٍو: هُوَ (1) أَبُو اليَسَر، ومَنْ سَمِعَ «كعبَ بنَ عَمْرٍو» يَحْتَمِلُ: حَنْظَلَةَ بنَ قَيْسٍ الزُّرَقيَّ (2) ، أَوْ عُبادَةَ (3) بنَ الوليدِ بنِ عُبادَةَ بنِ الصَّامت (4) . 1151 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو تَقِيٍّ هشامُ بْنُ عبد الملك (5) ، عَنْ بَقِيَّة (6) ؛ قَالَ: حدَّثني ثَوْر بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَطْيَبَ الكَسْبِ كَسْبُ التُّجَّارِ؛ الَّذِينَ إِذَا حَدَّثُوا لَمْ يَكْذِبُوا، وَإِذَا اؤْتُمِنُوا لَمْ يَخُونُوا، وَإِذَا وَعَدُوا لَمْ يُخْلِفُوا، وَإِذَا اشْتَرَوْا لَمْ يَذُمُّوا، وَإِذَا بَاعُوا لَمْ يُطْرُوا، وَإِذَا كَانَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَمْطُلُوا، وَإِذَا كَانَ لَهُمْ لَمْ يُعَسِّرُوا (7) ؟   (1) في (ك) : «وهو» . (2) أخرج روايته الإمام أحمد في "المسند" (3/427 رقم15520) ، وابن ماجه في "سننه" (2419) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/458) ، والطبراني في "الكبير" (19/167 رقم376) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (6/27-28) جميعهم من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن معاوية، عن حنظلة بن قيس، عن أبي اليَسَر، به. (3) في (أ) و (ش) : «أو عُمارَة» ، وهو تصحيف. انظر "تهذيب الكمال" (14/198) . (4) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (3006) من طريق يعقوب بن مجاهد أبي حَزْرة، عن عبادة بن الوليد، عن أبي اليَسَر به في حديث طويل. وانظر الاختلاف في هذا الحديث في "العلل" للدارقطني (1202) . (5) أخرج روايته ابن عدي في "الكامل" (2/103) ، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (ج2/ق 2/ب/الأصل الثاني والعشرون والمئة) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4513) ، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (796) . (6) هو: ابن الوليد. (7) قال المناوي في "فيض القدير" (2/425) : «لَمْ يُعَسِّرُوا، أي: لم يُضَيِّقوا أو يُشَدِّدوا» . الحديث: 1151 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 636 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَلَمْ يَضْبِطْ أَبُو تَقِيٍّ، عَنْ بَقِيَّة، وَكَانَ بَقِيَّةُ لا يَذْكُرُ (1) الخبرَ (2) فِي مِثل هَذَا (3) . 1152- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ مَرْوان بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ حَفْص (5) بْنِ عُمَرَ الثَّقَفي، عن أبيه (6) ، عن   (1) في (ك) : «لم يذكر» . (2) أي: كان بقيةُ لا يذكر تصريحَهُ بالسَّماع من ثَور في هذا الحديث؛ وإنما يرويه بالعنعنة، وهو مدلِّس، ورواه أبو تقيٍّ، عن بقية بذكر التصريح بالسَّماع، وغَلِطَ عليه في ذلك. وانظر نحو هذه العبارة في المسألة رقم (725) . (3) ذكر البرذعي في "سؤالاته" (ص583-586) عدَّة أحاديث من رواية ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عن معاذ ابن جبل، ومنها هذا الحديث، وذكر أن أبا زرعة قال: «كلُّها مناكير» . قال البرذعي: لم يقرأها عليَّ، وأمرني فضَربتُ عليها. (4) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. (5) في (ف) : «جعفر» بدل: «حفص» . (6) هو: عمر بن بَيان كما سيأتي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (735) ، والحميدي في "مسنده" (778) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (21612) ، وأحمد في "مسنده" (4/253 رقم 18214) ، والدارمي في "مسنده" (2147) ، وأبو داود في "سننه" (3489) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (608) ، والطبراني في "الكبير" (20/379 رقم 844) ، و"الأوسط" (8532) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/12) ، جميعهم من طريق طعمة ابن عمرو الجعفري، عن عمر بن بَيان، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ المغيرة، عَنْ أبيه به. قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن المغيرة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به طعمة ابن عمرو» . تنبيه: تصحَّف في مطبوع "المعجم الأوسط" للطبراني «طعمة بن عمرو» إلى: «طلحة بن عمرو» ، وتصحَّف «عمر بن بيان» إلى: «عمرو بن دينار» ، والتصويب من "المعجم الكبير"، ومصادر التخريج. الحديث: 1152 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 637 عُرْوَة بْنِ المُغيرَة، عَنْ أَبِيهِ (1) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ تَجَرَ بِالخَمْرِ، فَلْيُشَقِّصِ (2) الخَنَازِيرَ؟ ثُمَّ قَالَ أَبِي: حَفْصُ بْنُ عُمَرَ هَذَا: هُوَ ابنُ بَيَان، وحَفْصٌ مجهولٌ، وَأَبُوهُ معروفٌ (3) . 1153 - وَسَأَلْتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُعَافَى بن عِمْران الحِمْصي الظِّهْري (5) ، عن ابن لَهِيعَة (6) ، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عن ثَمَنِ الكَلْبِ وإنْ كان ضارِيًا (7) ؟   (1) أي: المغيرة بن شعبة. (2) أي: فليقطِّعها قِطَعًا، ويُفَصِّلها أعضاءً، كما تُفَصَّلُ الشَّاةُ إذا بيعَ لحمُها. والمعنى: من استحلَّ بيع الخمر فليستَحِلَّ بيع الخنزير؛ فإنَّهما في التَّحريم سواءٌ. "النهاية" (2/490) . (3) كذا قال أيضًا في ترجمة حفص بن عمر بن بَيان من "الجرح والتعديل" (3/180 رقم777) ، وفي "العلل ومعرفة الرجال" (2/7) وسأل عبد الله ابن الإمام أحمد أباه: مَنْ عمر بن بَيان؟ فقال: «لا أعرفه» . (4) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. وقد نقل هذا النص العيني في "عمدة القاري" (12/57) ، ونقل بعضه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/427) . (5) بكسر الظاء المعجمة، وسكون الهاء. "التقريب" (6746) . (6) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح المعاني" (4/52) من طريق عمرو بن خالد وعثمان بن صالح، كلاهما عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوَانَ بن سليم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به هكذا بزيادة: «صفوان بن سليم» . (7) في (ك) : «ضاربًا» . ومعناه: أي كلبًا معوَّدًا بالصَّيد؛ يقال: ضَرِيَ الكلبُ، وأَضْراه صاحبُهُ، أي: عَوَّده، وأغراه به، ويُجمع على ضَوارٍ. انظر "النهاية" (3/86) . الحديث: 1153 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 638 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكرٌ (1) . 1154 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بن عُبَيدالله الرَّقِّيُّ (3) ، عن عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أُنَيسة، عن   (1) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/427) : «سنده ضعيف» . وقول أبي حاتم عن هذا الحديث: «منكر» : يعني بهذا السياق، وأما النهي عن ثمن الكلب فثابت في الصحيحين. فقد أخرج البخاري (2237) ، ومسلم (1567) من حديث أبي مسعود الأنصاري ح: أن رسول الله (ص) نهى عن ثمن الكلب، مهر البَغيّ، وحُلوان الكاهن. (2) نقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/38) بعض هذا النص بتصرُّف. (3) أخرج روايته ابن الجارود في "المنتقى" (575) ، وابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" كما في "إتحاف المهرة" (11/543 رقم14588) . وأخرجه البزار في "مسنده" (623) ، والطبراني في "الأوسط" (2561) كلاهما من طريق محمد بن عبد الله العَرْزمي، عن الحكم بن عتيبة، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (2780/إتحاف الخيرة) من طريق حَفْصِ بْنِ غياث، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنِ علي، به هكذا بإسقاط عبد الرحمن بن أبي ليلى من الإسناد، وهذا - فيما يظهر - من سوء حفظ محمد الراوي عن الحكم. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/97 رقم760) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ الحكم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلَيٍّ بن أبي طالب، به. وذكر الدارقطني في "العلل" (3/272-273) أن خالد بن عبد الله - وهو الطحّان - رواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ كذلك، ثم قال الدارقطني: «وسعيد لم يسمع من الحكم شيئًا» . ورواه عبد الوهاب بن عطاء بن سعيد، واختُلِف على عبد الوهاب: فأخرجه البزار في "مسنده" (624) ، والبيهقي في "السنن" (9/127) ، كلاهما من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، عن عبد الوهاب، عن سعيد، به مثل رواية غندر وخالد بن عبد الله. وخالفه الإمام أحمد فرواه في "المسند" (1/126-127 رقم1045) عن عبد الوهاب بن عطاء، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ الحكم، به. قال البزار بعد أن رواه في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إلا محمد بن عبيد الله، وسعيد بن أبي عروبة لم يسمع من الحكم شيئًا، وروى هذا الحديث غير الحسن بن محمد، عن عبد الوهاب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن رجل، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى» . اهـ. والإمام أحمد أوثق من الزعفراني فروايته أرجح، وقد تابعه محمد بن سوّار وعبد الأعلى كما ذكر الدارقطني في الموضع السابق، ويؤكده أن سعيد بن أبي عروبة لم يسمع من الحكم كما قال الدارقطني والبزار. وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "نصب الراية" (4/26) - من طريق محمد بن سواء، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن رجل، عن الحكم كذلك. ورواه آخرون - ذكرهم الدارقطني (3/274-275) - عن عبد الوهاب بن عطاء، عن شعبة بدل «سعيد» ، ثم رجح الدارقطني رواية من رواه عن عبد الوهاب، عن سعيد بقوله: «وهو المحفوظ» . الحديث: 1154 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 639 الحَكَم (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عليٍّ؛ قال: أمرني رسولُ الله (ص) أنْ أبيعَ غُلامَيْنِ أخَوَيْنِ، فبعتُهما وَفَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا، فذكَرْتُ ذَلِكَ للنبيِّ (ص) فقال: أَدْرِكْهُمَا فَارْتَجِعْهُمَا، وَلاَ تَبِيعُهُمَا (2) إِلاَّ جَمِيعًا؟   (1) هو: ابن عُتَيْبَةَ. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «لا تَبِعْهُمَا» كما في بعض مصادر التخريج وغيرها من كتب الحديث، ولم تذكر هذه العبارة في أكثر المصادر. وكلا اللفظين صحيحان فصيحان في العربية. وقولُه: «لا تَبِيعُهُمَا» ، مُتَّجهٌ على أن تكون «لا» نافيةً في اللفظ، ناهية في المعنى، والفعل بعدها مرفوعٌ، وتسمَّى هذه الجملة: خبريةً لفظًا، إنشائيةً معنًى. وانظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) . وانظر مثله في المسألة رقم (1111) و (1120) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 640 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: الحَكَمُ (1) ، عن ميمون ابن أبي شَبِيب، عن عليٍّ (2) ، عن النبيِّ (ص) . 1155 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (3) ، عَنْ أَبِي عُمَرَ (4) الطَّحَّان (5) ، عَنْ مُسْلِم بْنِ مِخْراق (6) ، عن حُذَيفة؛ قال:   (1) رواه عن الحكم على هذا الوجه ثلاثة، وهم: 1 - الحجاج بن أرطاة، وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (181) ، وأحمد في "المسند" (1/102 رقم800) ، والترمذي (1284) ، وابن ماجه (2249) ، والدارقطني في "سننه" (3/66 رقم250) . وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» . 2 - يزيد بن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني، وروايته أخرجها أبو داود في"سننه" (2696) ، والدارقطني في الموضع السابق برقم (251) ، والحاكم في "المستدرك" (2/55) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" (9/126) . قال أبو داود: «ميمون لم يدرك عليًّا، قتل بالجماجم، والجماجم سنة ثلاث وثمانون» . 3 - أبو مريم عبد الغفار بن القاسم، وروايته ورواية حجاج والدالاني ذكرها الدارقطني في "العلل" (3/273-274) عقب ذكره لرواية من رواه عَن الحكم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلَيٍّ، ثم قال: «ولا يمتنع أن يكون الحكم سمعه منهما جميعًا، فرواه مرة عن هذا، ومرة عن هذا» . (2) قوله: «عن علي» سقط من (ف) . (3) أخرج روايته البخاري في "التاريخ الكبير" (7/123) تعليقًا بلفظ: «من غشَّ المسلمينَ فليس منَّا» . ورواه الطبراني في"الأوسط" (993) من طريق قيس بن الربيع، عن فضيل بن جرير، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مِخْرَاقٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «من غشَّنا فليس منَّا» . (4) في (ك) : «عن ابن عمر» . (5) هو: فضيل بن جرير. ووقع في "التاريخ الكبير" للبخاري (7/122) : «أبو عمران الطَّحان» . (6) هو: مولى حذيفة بن اليمان. الحديث: 1155 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 641 قال النبيُّ (ص) : مَنِ احْتَكَرَ طَعَامَ المُسْلِمِينَ، فَلَيْسَ مِنَّا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كَمَا حدَّثنا أَبُو نُعَيم (1) ، عَنْ أَبِي عُمَرَ الطَّحَّان، عن مُسلِم ابن مِخْراق: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (2) ؛ وَلَمْ يذكُرْ حُذَيْفةَ. 1156 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير ابن هِشَامٍ (3) ، عَنْ كُلْثوم بْنِ جَوْشَن، عَنْ أيُّوبَ السَّخْتِياني، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَميِنُ المُسْلِمُ مَعَ الشُّهَداءِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لا أصلَ لَهُ، وكُلْثومٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 1157 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (4) هارونَ البَكَّاءُ (5) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ بُكَير (6) ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى دَوْسٍ، عن عثمان ابن عفَّان ح، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الدِّينَارُ بِالدِّينَارِ، والدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ، ومِثْلً بِمِثْلٍ (7) ، وَزْنًا بِوَزْنٍ.   (1) هو: الفضل بن دُكَين. (2) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (3) أخرج روايته ابن ماجه في "سننه" (2139) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (215) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/230) ، والطبراني في "الأوسط" (7394) ، والدارقطني في "السنن" (3/7) ، والحاكم في "المستدرك" (2/6) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/266) . (4) قوله: «أبو» سقط من (ك) . (5) هو: موسى بن محمد. (6) هو: ابن عبد الله الأَشَجّ. (7) كذا في جميع النسخ، ولم نقف عليه بهذا اللفظ في أي من مصادر التخريج، والذي في "مسند أبي عوانة": «الذَّهبُ بالذَّهب، والفضةُ بالفضةِ مِثْلاً بِمثْلٍ» ، فإن لم يكن ما وقع عندنا في النسخ محرَّفًا، فيتوجَّهُ على أنَّ الأصل: «ومِثْلاً بِمثْلٍ» ، ثم حُذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 1156 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 642 وَعَنِ ابْنِ لَهِيعَة (1) ، عَنْ بُكَير، عن (2) سالم بن عبد الله، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مثلَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سالمٌ مولى النَّصْرِيِّين (3) .   (1) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد رواه أبو عوانة في "صحيحه" (3/373/المعرفة) من طريق مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: سمعت سالم أبا عبد الله مولى شداد يزعم أنه سمع أبا سعيد الخدري يحدِّث عن رسول الله (ص) ... فذكره. ورواه البخاري في "الكنى" (1/48) تعليقًا، وعبد الغني بن سعيد الأزدي في "أوهام الحاكم" (ص 103) كلاهما من طريق الليث بن سعد، عن بكير بن عبد الله؛ أن شيخًا من أهل المدينة يقال له: أبو عبد الله حدّثه، عن أبي سعيد الخدري ... فذكره. وأبو عبد الله هذا ذكره في الموضع السابق، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/400) ، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً. وذهب الأزدي في "أوهام الحاكم" (ص 86) إلى أن أبا عبد الله هذا هو سالم نفسه حيث قال: «والصَّواب من ذلك: أن سالمًا مولى شداد هو مولى شداد بن الهاد، وهو المَديني، وهو سالم مولى النَّصريين بالنون، وهو سالم مولى دَوْس، وهو سالم سَبَلان، وهو سالم أبو عبد الله الذي يروي عنه بُكَير بن الأشج فيكنيه ولا يسمِّيه في حديث الصَّرف الذي رواه الليث ابن سعد، وفي رواية مخرمة ابنه يسميه ويكنيه، وهو سالم مولى بن أوس بن الحَدَثان» . (2) قوله: «عن» تصحف في (أ) و (ش) إلى: «بن» . (3) في (ف) : «البصريين» . وسالم مولى النَّصْريين: هو ابن عبد الله سَبَلان، وهو سالم مولى شدّاد بن الهاد، وهو سالم مولى مالك = = ابن أوس بن الحَدَثان النّصْري، وهو سالم مولى المَهْري، وهو سالم أبو عبد الله الدَّوْسي، وهو سالم مولى دَوْس. انظر "تهذيب الكمال" (10/154) . وأبو حاتم الرازي وابنه عبد الرحمن يريان ذلك أيضًا؛ فقد ترجم عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/184 رقم 798) لسالم بن عبد الله، وقال: «هو سَبَلان، يكنى أبا عبد الله، مولى ابن شدَّاد النَّصْري، وهو مولى دَوْس ... » إلخ، ثم قال: «سمعت أبي يقول ذلك» . فإذا كان الأمر هكذا، فما الذي رآه أبو حاتم خطأً، وصوَّبه بقوله: «إِنَّمَا هُوَ سَالِمٌ مَوْلَى النَّصريين» ؟ جوابه - فيما يظهر - منحصر في ثلاثة أمور: 1 - أن يكون رأي أبي حاتم هنا لا يتفق مع رأيه فيما نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل"، فهو هنا يفرق بين سالم بن عبد الله وسالم مولى النصريين. 2 - أن يكون في النص سقط أحدث هذا الإشكال. 3 - أن يكون «سالم بن عبد الله» المذكور في الشطر الثاني من السؤال هو: سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فعدَّه أبو حاتم خطأً، وصوابه: سالم مولى النَّصريين، أو مولى دَوْس ... أو غير ذلك مما قيل في اسمه. فقد أخرج الإمام أحمد في "المسند" (3/82) ، والبخاري في "صحيحه" (2176) كلاهما من طريق سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر: أنه لقي أبا سعيد الخدري، فقال: يا أبا سعيد، ما هذا الذي تحدِّث عن رسول الله (ص) ؟ فقال أبو سعيد: سمعتُ رسول الله (ص) يقول: «الذَّهبُ بالذَّهب مِثْلاً بِمثْل، والوَرِقُ بالوَرِق مِثْلاً بِمثْل» . وقد اختصرنا متن الحديث، وفيه قصَّة انظرها إن شئت في الموضعَين المشار إليهما، وانظر معها "فتح الباري" لدفع إشكالٍ وقع فيها. هذا، ولم يتعرض أبو حاتم هنا للاختلاف في صحابيِّ الحديث: أهو عثمان أو أبو سعيد رضي الله عنهما! الجزء: 3 ¦ الصفحة: 643 1158- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بدرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ (1) ،   (1) أخرج روايته أبوداود في "سننه" (3468) من طريق محمد بن عيسى، والترمذي في "العلل الكبير" رقم (346) من طريق إبراهيم بن سعيد، وابن ماجه في "سننه" (2283) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، والدارقطني في "سننه" (3/45) من طريق الحسن بن عرفة، وإبراهيم بن سعيد، وعلي بن الحسين، وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج، والبيهقي في "سننه" (6/30) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، وذكر الدارقطني أنه ساقه بسياق علي بن الحسين. وقد رواه ابن ماجه أيضًا فَقَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سعيد - وهو الأشج - حدثنا شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ زِيَادِ بن خيثمة، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ به. ولم يذكر سعدًا. وهذه المخالفة - فيما يظهر - من الأشج، ولا يؤثر عليه كون الدارقطني رواه من طريقه بإثبات سعد الطائي؛ لأنه قرنه مع آخرين، وساق الحديث بسياق أحدهم، وهو علي بن الحسين. قال الترمذي: «وهذا حديث شجاع ابن الوليد لا أعرف هذا الحديث مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وهو حديث حسن» . وانظر "إرواء الغليل" (1375) . الحديث: 1158 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 644 عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمة، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ (1) ، عَنْ عَطِيَّة (2) ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ (3) فِي شَيْءٍ، فَلا يَصْرِفْهُ إِلى غَيْرِه (4) ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سعدٌ (5) الطَّائيُّ، عَنْ عَطِيَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قولَهُ (6) .   (1) هو: أبو مجاهد. (2) هو: ابن سعد العَوْفي. (3) أي: من باع بيع السَّلَم، وهو مثل السَّلَف، وزنًا ومعنًى. انظر "المصباح المنير" (ص286) . (4) قال في "فيض القدير" (6/61) : «أي: لا يستبدل عنه وإن عَزَّ أو عُدِم. وإذا امتنع الاستبدالُ عنه، امتنع بيعُه من غيره قبل القَبْض» . وعلَّق عليه محققُ المطبوع بقوله: «معناه: أن يُسْلِفَ مثلاً في بُرٍّ، فيعطيه المُستَلِفُ غيرَه من جنسٍ آخرَ، فلا يجوزُ له أن يأخذَه» . (5) في (ف) : «سعيد» . (6) لم نقف عليه من طريق عطية عن ابن عباس. وقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (20844) فقال: حدثنا ابن نمير، عن حجاج - وهو ابن أرطاة - عن عطية، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: لا بأس بالسَّلَم، ولا تَصْرِفْهُ إلى غيره، ولا تَبِعْهُ حتى تَقبِضَه. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 645 1159 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، عَنْ عِمْران بْنِ أَنَسٍ (2) ؛ قَالَ: سمعتُ ابنَ أَبِي مُلَيْكَة (3) يَقُولُ: سمعتُ عائِشَةَ تقول: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ الدِّرْهَمَ مِنْ رِبًا (4) أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ سَبْعَةٍ وَثَلاثِينَ (5) زَنْيَةً؟   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1105) و (1132) و (1136) ، والمسألة الآتية برقم (1170) . (2) أخرج روايته البخاري في "التاريخ الكبير" (6/423) تعليقًا، والعقيلي في "الضعفاء" (3/296) من طريق أبي تميلة يحيى بن واضح، عنه. ومن طريق العقيلي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1232) . قال العقيلي في عمران بن أنس: «لا يُتابَعُ على حديثه» . وقال: «وهذا يُروى من غير هذا الوجه مرسلاً، = = والإسناد فيه من طريق ليِّنة» . ونقل البيهقي في"الشعب" (10/140) عن البخاري قوله في عمران: «لا يُتابَع عليه» . (3) هو: عبد الله بن عُبَيدالله. (4) المثبت من (ش) ، وهو الموافق للرسم الإملائي الحديث، وفي بقيَّة النسخ: «ربوا» ، وهي كتابة قديمة دَرَجَ عليها بعض الكَتَبَةِ، وهي مُتَّفقة مع رسم المصحف العثماني. وتقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (1127) . (5) في (ك) : «وثلاثون» . وقوله: «من سبعة» كذا جاء في جميع النسخ بالتاء في العدد مع أن المعدود مؤنَّث. وفي بعض مصادر التخريج جاء بلفظ: «سبعة» بالتاء، وفي أخرى بلفظ: «ستة» بالتاء أيضًا، وفي بعضها بلفظ: «ست» بلا تاء، وفي أخرى بلفظ: «ثلاثة» بالتاء، وفي غيرها بلفظ: «ثلاث» بلا تاء. والجادَّة فيها كلِّها أن تكون بلا تاء؛ لأنَّ الأعداد من الثلاثة إلى التسعة تخالف المعدود تذكيرًا وتأنيثًا، والمعدود هنا قوله: «زَنْية» ، وهو لفظٌ مؤنَّث، ولكن ما وردَ مختومًا بالتاء - وهو «سبعة» و «ستة» و «ثلاثة» - له وجهٌ صحيحٌ في العربيَّة، وهو الحمل على المعنى؛ بأن تُحْمَل «الزَّنْية» على معنًى مُذكَّرٍ؛ كأنَّه قال: «أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ سَبْعَةٍ وَثَلاثِينَ فِعْلاً من أفعال الزِّنا والفاحشة» . وانظر التعليق على المسألة رقم (270) . الحديث: 1159 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 646 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (1) ؛ رَوَاهُ الثَّوْري (2) وغيرُه، عن عبد العزيز بن   (1) قوله: «خطأ» سقط من (أ) و (ش) . (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (15349) عنه، وأخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (21991) من طريق وكيع، والدارقطني في "السنن" (3/16) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، وأبو القاسم البغوي - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/418-419) -، والبيهقي في "الشعب" (5128) من طريق حماد بن أسامة،، جميعهم عن الثوري به. قال الدارقطني: «وهذا أصحُّ من المرفوع» ، وكذا صوَّبه أبو القاسم البغوي. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (5/225 رقم 21958) فقال: حدثنا وكيع؛ حدثنا سفيان، عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، عن حنظلة بن راهب، عن كعب، به. ومن طريق الإمام أحمد رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (27/419) ، وقال: قوله: «عن حنظلة» : وهم، وحنظلة قتل قبل أن يسلم كعب، وإنما هو عبد الله بن حنظلة. اهـ. ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1233) من طريق الإمام أحمد، ووقع عنده: «ابن حنظلة» ، وكلمة «ابن» لم ترد في نسخ "المسند" جميعها؛ كما نبَّه على ذلك محققو "المسند"، وكذا عزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/117) إلى "المسند" من طريق حنظلة عن كعب وقال: «ذكر الحسيني أن حنظلةَ هذا غسيل الملائكة، فإن كان كذلك فقد قُتِل بأُحُد فكيف يروي عن كعب! وإن كان غيره فلم أعرفه، والظاهر أنه ابنه عبد الله بن حنظلة وسقط من الأصل» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15348) من طريق بكَّار بن عبد الله بن وائل، والعقيلي في "الضعفاء" (2/258) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1234) من طريق ابن جريج، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عبد الله بن حنظلة، عن كعب، به. ورواه أحمد في"المسند" (5/225 رقم21957) ، والبزار في "المسند" (3381) ، والدارقطني في "السنن" (3/16) من طريق أيوب السختياني، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2759) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/91) ، والطبراني في "الأوسط" (2682) ، والدارقطني في "السنن" (3/16) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (1346/ترجمة عبد الله بن حنظلة) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عبد الله بن حنظلة، عن النبي (ص) ، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ، وقد رواه بعضهم عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ رجل، عن عبد الله بن حنظلة» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ ليث إلا عبيد الله» . وانظر "القول المسدد" لابن حجر (الحديث الثاني عشر) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 647 رُفَيْع، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَة، عَنْ كَعْبٍ (1) ، قَوْلَهُ. 1160 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ هِشَامِ ابن عمَّار (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (3) ، عَنْ سُهَيْل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي قَتَادة (5) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (6) : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُنَجِّيَهُ اللهُ مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَأَنْ يُظِلَّهُ تَحْتَ ظِلِّ العَرْشِ؛ فَلْيُنْظِرْ مُعْسِرًا (7) . قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ كذبٌ؛ قَدْ أُدْخِلَ عَلَى هِشَامٍ. 1161 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (8) ، عَنْ   (1) هو: كعب الأحبار ح. (2) أخرج روايته الطبراني في "الأوسط" (4592) ، وفيه: «عن أبي قتادة وجابر» ، وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ سهيل بن أبي صالح إلا إسماعيل بن عياش» . (3) قوله: «ابن عيَّاش» ليس في (ف) . (4) هو: ذكوان السَّمّان. (5) هو: الحارث بن رِبْعِيّ. (6) قوله: «قال» سقط من (ك) . (7) قال الفيومي في "المصباح المنير" (ص315 -ن ظ ر) : «أَنْظَرْتُ الَّديْنَ، بالألف: أَخَّرْتُهُ، والنَّظِرَةُ، مِثْلُ كَلِمَة بالكسر: اسمٌ منه، وفي التنزيل: [البَقَرَة: 280] {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} ، أي: فتأخيرٌ، ونَظَرْتُهُ الدَّيْنَ ثلاثيًّا: لغةٌ» . اهـ. (8) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (11/222) . الحديث: 1160 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 648 الثَّوْري، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَار، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنِ اشْتَرَى مُصَرَّاةً (1) ، فَهُوَ بالخِيَارِ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُوسَى ابن يَسَار (2) . قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّن هُوَ؟ قَالَ: إمَّا مِنَ الفِرْيابي، وإمَّا مِنَ الثَّوْري. 1162 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اليَمَان بْنُ عَدِيّ، عَنِ الزُّبَيدي (4) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن أبي هريرة،   (1) المُصَرَّاةُ: الناقةُ، أو البقرةُ، أو الشَّاة، يُصَرَّى اللَّبنُ في ضَرْعِها، أي: يُجْمَع ويُحبَس. وفسَّر الشافعيُّ المُصَرَّاةَ بقوله: هي التي تُصَرُّ أخْلافُها، ولا تُحلَبُ أيامًا، حتى يجتمعَ اللبنُ في ضَرْعِها، فإذا حلبها المشتري استَغْزَرَها. وإنما نهى عنه؛ لأنه خِداعٌ وغِشٌّ. "النهاية" (3/27) . (2) أخرجه على هذا الوجه أحمد في "المسند" (2/463) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، ومسلم في "صحيحه" (1524) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/18) من طريق القعنبي، والنسائي في "المجتبى" (4488) من طريق عبد الله بن الحارث، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/18) من طريق عبد الله بن وَهْب وعبد الله بن نافع، جميعهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14862) فقال: أخبرنا داود بن قيس، عَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبي هريرة به موقوفًا عليه. (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1143) ، وستأتي من وجه آخر برقم (1179) . (4) المثبت من (ف) ، وهو الصَّواب كما في المسألة رقم (1143) ، وفي بقيَّة النسخ: «الزبيري» . والزبيدي هذا اسمه: محمد بن الوليد. الحديث: 1162 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 649 عن النبيِّ (ص) (1) قَالَ: إِذَا أَفْلَسَ الرَّجُلُ فَوَجَدَ مَالَهُ بِعَيْنِهِ ... ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ وَمُوسَى بنِ عُقْبَة، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أبي بكر بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قلتُ: فإنَّ بَقِيَّة (3) يحدِّث عن الزُّبَيدي؟   (1) قوله: «عن النبي (ص) » سقط من (أ) . (2) أخرج روايته أبو داود في "سننه" (3522) - ومن طريقه البيهقي في"السنن الكبرى" (6/47) -، وأخرجها ابن الجارود في "المنتقى" (632) ، والدارقطني في "السنن" (3/30) ، كلهم من طريق عبد الله بن عبد الجبار، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بكر بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . ورواه ابن الجارود في "المنتقى" (633) ، والدارقطني في "السنن" (3/29) من طريق هشام بن عمار، والعقيلي في "الضعفاء" (1/89) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (6/47) من طريق عبد الله بن عبد الجبار، كلاهما عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ موسى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي بكر بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . قال الدارقطني: «رواه إسماعيل ابن عياش مُضطرِب الحديث، ولا يثبتُ هذا عن الزهري مسندًا، وإنما هو مرسل» . وقال البيهقي: «إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عن الزهري موصولاً لا يصحُّ» . وانظر "العلل" للدارقطني (2199) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (8/407-409) . ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/296) من طريق أبي قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني، = = عن آدم بن أبي إياس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبي هريرة: أن النبي (ص) قال: «من باع سلعة لم يكن قبض من ثمنها شيئًا فهي له، فان كان قد قبض من ثمنها شيئًا فهو أسوة الغرماء» . لكن محمد بن عبد الوهاب العسقلاني لم نجد من ترجم له. (3) هو: ابن الوليد. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 650 فَقَالَ: مَا هَذَا مِنْ حديثِ بَقِيَّةَ أَصْلا! مَنْ رَوَى (1) هَذَا الحديثَ عَنْ بَقِيَّة؟ قلتُ: نُعَيْمُ بْنُ حمَّاد. قَالَ: رَوَى نُعَيْمُ بنُ حمَّاد عَنْ بَقِيَّةَ أحاديثَ ليستْ مِن حَدِيثِ بَقِيَّة أَصْلا، مَا أعلمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غَيْر (2) إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش (3) . قَالَ أَبِي: رَوَى نُعَيْمُ بنُ حمَّاد هَذَا الحديثَ (4) عَنْ بَقِيَّة، فَقَالَ فيه: عن أبي بكر ابن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ وَلَمْ يُتابَعْ نُعَيْمٌ عَلَيْهِ. وَقَالا: الصَّحيحُ عِنْدَنَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري: عَنْ أَبِي بكر بن عبد الرحمن، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) .   (1) في (ك) : «روام» . (2) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم تخريج ذلك في التعليق على نحوه في المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) . (3) يعني: من الثقات، وإلا فقد رواه اليمان بن عدي كما في أول المسألة، وتقدم في المسألة (1143) أن اليمان ضعيف الحديث، وتقدم في التخريج أن محمد بن عبد الوهاب العسقلاني رواه عن آدم بن أبي إياس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عقبة، عن الزهري، لكن لم نجد من ترجم لمحمد بن عبد الوهاب. (4) من قوله: «الحديث غير إسماعيل ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (5) هذا بالنسبة لطريق الزهري، وتقدم في التعليق على المسألة (1143) أن البخاري ومسلمًا أخرجاه من طريق عمر بن عبد العزيز، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة. وقوله «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 651 1163- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو النَّاقد، عن عبد الله بْنِ سُلَيم، عَنْ بَقِيَّة (1) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ سُلَيم الأَنْصَارِيِّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: سُئِلَ النبيُّ (ص) (2) عَنْ رجُلٍ استأجرَ أَجِيرًا يَحْفِرُ له؟ فقال رسولُ الله (ص) ... (3) ؟ قال أبي: هذا الحديثُ باطلٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سعيدٌ: أنَّ النبيَّ (ص) .... مُرسَلً (4) . وسُلَيمانُ بنُ سُلَيم: هُوَ سُلَيمان بْنُ أَرْقَم. قلتُ: فَمَا حالُ عبد الله بْنِ سُلَيْم؟ قَالَ: شيخٌ لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ (5) . 1164 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه إسماعيل بن عَيَّاش (7) ،   (1) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في"الديات" (ص85) من طريق محمد بن مصفى، وابن عدي في "الكامل" (3/255) من طريق محمد بن مصفى وكثير بن عبيد، كلاهما عن بقية، به. قال ابن عدي: «وهذا عن صالح بن كيسان يرويه سليمان بن أرقم، وعنه بقية» . (2) قوله: «النبي (ص) » سقط من (ت) و (ك) . (3) ولفظه بتمامه: سُئل رسول الله (ص) عن رجُلٍ استأجر رجلاً يحفر له بئرًا، فخرَّ عليه فمات؟ فقال رسول الله (ص) : «ليس الضمان كالعين» . (4) قوله «مرسل» تقدم التعليق على مثله في المسألة السابقة. (5) أخرج هذا النص الخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/126) من طريق المصنف، إلا أنه لم يذكر قوله: «فقال رسول الله (ص) » . (6) تقدمت هذه المسألة برقم (1128) . (7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/414 رقم 23510) ، والطبراني في "الكبير" (4/121 رقم 3859) ، وفي "مسند الشاميين" (1129) ، وابن عدي في "الكامل" (1/296) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/217) . وتابع إسماعيلَ بن عياش على روايته هكذا: بقيةُ بن الوليد، وتقدمت روايته في المسألة رقم (1128) ، لكن ليس فيها: «عن أبي أيوب» ، وعلقنا عليها هناك: بأن المعروف من رواية بقية بزيادة أبي أيوب. الحديث: 1163 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 652 عَنْ بَحِير (1) بْنِ سَعْدٍ (2) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنِ المِقْدام بْنِ مَعْدِي كَرِب (3) ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كِيلُوا طَعَامَكُمْ يُبَارَكْ (4) لَكُمْ فِيهِ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ثَور بن يزيد، عن (5) خالد ابن مَعْدان، عَنْ جُبَير ابن نُفَير، عن [المِقْدَام ابنِ مَعْدِي كَرِبَ] (6) ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَهُوَ أشبهُ بالصَّواب (7) . 1165- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالكريم بن عبد الكريم (8)   (1) قوله: «بحير» تصحَّف في (ت) و (ف) و (ك) إلى: «يحيى» . (2) في (ش) : «سعيد» ، وكأنه صُوِّب. (3) في (أ) : «ابن معدي ابن كرب» . (4) في (ت) و (ف) : «ليبارك» ، وفي (ك) : «ليباركوا» . (5) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (6) في جميع النسخ: «أبي أيوب» ، وتقدمت رواية ثور بن يزيد هذه في المسألة رقم (1128) ، وفيها: «المقدام ابن معدي كرب» بدل: «أبي أيوب» ، وخرَّجنا روايته هناك؛ لكنَّنا لم نجد في شيء من طرق الحديث روايته هكذا عن أبي أيوب. والله أعلم. (7) يعني: لأنَّه زاد رجلاً وهو «جبير بن نفير» ، كما تقدَّم في كلام أبي حاتم في المسألة رقم (1128) ، وتقدم في التخريج هناك ما يدلُّ على أن رواية من أسقط من الإسناد جبير بن نفير هي الأشبه بالصَّواب، وهو الذي رجَّحه البخاري. (8) في (ت) و (ك) : «رواه عبد الكريم بن الناجي» . الحديث: 1165 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 653 النَّاجِي (1) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِم (2) ، عَنِ الحُسَين بْنِ واقِد، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَة (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَبَسَ العِنَبَ أَيَّامَ القِطَافِ لِيَبِيعَ (4) مِنْ يَهُودِيٍّ أَو نَصْرَانِيٍّ؛ كَانَ لَهُ مِنَ اللهِ مَقْت؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ باطلٌ.   (1) كذا في النسخ، وذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/62) فقال: «عبد الكريم بن عبد الكريم التاجر» . ووقع عند ابن حبان في "المجروحين" (1/236) : «عبد الكريم بن عبد الله السُّكَّري» . وفي "الأوسط" للطبراني (5356) : «عبد الكريم بن أبي عبد الكريم» ، وكذا عند البيهقي في "الشعب" (5230) وزاد: «السُّكَّري» ، وفي (5231) : «المروزي» بدل: «السكري» ، وفي "تاريخ جرجان" للسَّهمي (390) : «عبد الكريم بن عبد الكريم البزاز الجرجاني المعروف بعَبْدَك، هو الذي ينسب إليه خان عبدك بباب الخندق» . وروايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/236) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1126) - من طريق محمد بن عبد الله بن الجنيد، والطبراني في "الأوسط" (5356) من طريق أحمد بن منصور المروزي، والبيهقي في "الشعب" (5230 و5231) من طريق إبراهيم بن محمد بن يزيد السكري وأحمد بن منصور المروزي، ثلاثتهم عن عبد الكريم، به. قال الطبراني: «لَمْ يُروَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ بريدة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أحمد بن منصور المروزي» . وقال ابن حبان: «هَذَا حديثٌ لا أَصْلَ لَهُ عن حسين بن واقد» . ورواه السهمي في "تاريخ جرجان" (390) من طريق عبد الله بن مهدي، عن عبد الكريم بن عبد الكريم، عن الحسن بن مسلم التاجر، حدثنا الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عن عمر، عن النبي (ص) . (2) هو: الواسطي. (3) هو: عبد الله. وفي (ك) : «عن أبي بريدة» . (4) المثبت من (ت) وهو الجادَّة، وفي بقيَّة النسخ: «لِيَبِعَ» ؛ وهو من الاجتزاء بالكسرة عن الياء. انظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (679) . وقوله: «مقت» في آخر الحديث يحتمل أن يكون منصوبًا أو مرفوعًا: أما النصب: فعلى أنَّه خبر «كان» ، والتقدير: كان هو [أي حبسُهُ العنب لهذا القصد] مَقْتًا له من الله، إلا أن ألف تنوين النصب حذفتْ من «مقت» على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وفي هذا يعود الضميرُ - الذي هو اسم «كان» - إلى المصدر المفهوم من الفعل «حَبَسَ» . انظر التعليق على المسألة رقم (400) و (2011) . وأمَّا الرفع: فعلى أنَّه اسم لـ «كان» ، أو فاعل لها، والتقدير: كان مقتٌ له من الله لأجل هذا. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 654 قلتُ: تَعْرِفُ عبدَالكريم هَذَا؟ قَالَ: لا. قلتُ: فتَعْرِفُ الحسنَ بْنَ مُسْلِمٍ (1) ؟ قَالَ: لا، ولكنْ تَدُلُّ (2) روايتُهُم عَلَى الكَذِب (3) . 1166 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ زُهَير (5) ، عن جابر (6) ، عن (7) عبد الله بن ذَكْوان؛ قال: رأيتُ عبد الله ابن عُمَرَ يَشْتَرِي بيعَ المُجَازَفَة (8) ، وَيَقُولُ: قَالَ لِي عُمَرُ: إِذَا ابتَعْتَ   (1) قال الذهبي في ترجمته في "الميزان" (1/523) : «أتى بخبر موضوع في الخمر» . (2) في (ت) : «يدل» . (3) وذكر نحو هذا في "الجرح والتعديل" (3/36-37) ، و (6/62) ، وانظر "لسان الميزان" (3/80) ، و (5/54) . (4) في هامش النسخة (أ) حاشية بخط مغاير، نصها: «رواه ابن إسحاق، عن أبي الزناد، عن عبيد بن حنين، عن عمر ... » ثم كلام غير واضح. (5) هو: ابن معاوية. (6) هو: ابن يزيد الجعفي. (7) في (ف) : «بن» بدل: «عن» . (8) المُجازَفَةُ والجِزَافُ - بتثليث الجيم-: بيعُ الشَّيء لا يُعلمَ كيلُه ولا وزنُه. انظر "المصباح المنير" (ص99) . الحديث: 1166 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 655 مَتَاعًا فضَمَمْتَهُ إليكَ؛ فذلكَ قَبْضُهُ (1) . قال أبي: عبد الله بْنُ ذَكْوان: هُوَ أَبُو الزِّنَاد، وَلَمْ (2) يَرَ ابنَ عُمَرَ، وَبَيْنَهُمَا عُبَيد بْنُ حُنَين. 1167 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) ، عن   (1) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «بذلك قَبَضْتَهُ» ، ولعل ما أثبتناه أوفق بالسياق، وحتى لا يخلو جواب «إذا» من الفاء! (2) في (ف) : «لم» بلا واو. (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3357) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/60) ، والدارقطني في "سننه" (3/70) ، والحاكم في "المستدرك" (2/56-57) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الحوضي، ورواه الطحاوي أيضًا من طريق الخطيب ابن ناصح، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/287) من طريق عبد الواحد بن غياث، ورواه أبو القاسم البغوي كما في "تنقيح التحقيق" (2/520) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (21/584) - من طريق عبد الأعلى بن حماد، أربعتهم عن حماد بن سلمة، به. وخالفهم عفان بن مسلم الصفَّار - كما في "الإكمال" لابن ماكولا (2/421-422) ، و"نصب الراية" (4/47) - فرواه عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أبي سفيان، عن عمرو بن حَريش، عن عبد الله بن عمرو، به، والظاهر أن «ابن» متصحفة عن «عن» ، فيكون صوابه: «مسلم عن أبي سفيان» . ورواه أحمد في "مسنده" (2/171 و216 رقم6593 و7025) من طريق إبراهيم بن سعد وجرير بن حازم، والدارقطني في "السنن" (3/69) من طريق جرير بن حازم، كلاهما عن ابن إسحاق، عن أبي سفيان، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عمرو بن حَريش، عن عبد الله بن عمرو، به. ورواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (20/87) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن ابن إسحاق، عن أبي سفيان بن مسلم، عن مسلم بن كثير، عن عمرو ابن حَريش، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو. وذكر عثمان بن سعيد الدارمي في "تاريخه" رقم (734) أنه سأل ابن معين فقال: «قلت: مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سفيان: ما حالُ أبي سفيان هذا؟ فقال ثقة مشهور. قلت: عن مسلم بن كثير، عن عمرو ابن حَريش الزبيدي؟ فقال: هذا حديث مشهور» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (5/287) : «اختلفوا على محمد بن إسحاق في إسناده، وحماد بن سلمة أحسنُهم سياقة له» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/419) : «إسناده قوي» . وضعفه ابن حزم في "المحلى" (9/107) ، وابن القطان كما في "نصب الراية" (4/47) . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (6/323) ، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (8/193) ، و"تنقيح التحقيق" لابن عبد الهادي (2/520) ، و"تعجيل المنفعة" (2/254/ترجمة مسلم بن جبير) . الحديث: 1167 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 656 مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ مُسْلِم بْنِ جُبَير، عَنْ أَبِي سُفْيان، عن [عمرو] (1) بن حَرِيش؛ قال: قلتُ لعبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: إنَّا بأرضٍ لَيْسَ (2) بِهَا ذَهَبٌ وَلا فِضَّةٌ، أفأبيعُ البقرةَ بالبقرتَيْنِ، والشَّاةَ بالشَّاتَين، والبعيرَ بالبَعِيرَين إِلَى أجَلٍ؟ فقال: أَمَرَني رسولُ الله (ص) أنْ أُجَهِّزَ جَيْشًا، فنَفِدَتِ الإبِلُ، قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، نَفِدَتِ الإبِلُ، فَقَالَ: خُذْ فِي قِلاصِ (3) الصَّدَقَةِ، فجَعَلْتُ آخُذُ البعيرَ بالبَعِيرَيْنِ إِلَى إبِلِ الصَّدَقَة؟ قلتُ لأَبِي: مَنْ مُسلِمُ بْنُ جُبَير؟ قَالَ: هو مِصريٌّ.   (1) كذا في (ش) وهو الصواب، ولكنها منسوخة من (أ) ، وفي بقيَّة النسخ: «عمر» ، وهو تصحيف. انظر "الجرح والتعديل" (6/227) ، و"التقريب" (5045) . (2) في (ك) : «وليس» بالواو. (3) القِلاَصُ: جمعُ قَلوصٍ؛ وهي النَّاقةُ الشَّابَّة. انظر "النهاية" (4/100) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 657 قلتُ: فَأَبُو سُفْيان مَنْ هُوَ؟ قَالَ: هُوَ الشَّامي، إنْ لَمْ يَكُنِ الَّذِي رَوَى عَنْهُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ - رَجُلٍ مِن أَهْلِ الشَّام - عن بَحِير (1) بْنِ رَيْسان (2) ، عَنْ عُبادَة؛ فِي الصَّلاة بَيْنَ التَّراويح (3) ؛ قَالَ: لا أَدْرِي مَنْ هُوَ! 1168 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بُهْلُول بْنُ عُبَيد (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعي، عَنِ الْحَارِثِ (6) ، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: سُئِلَ رسولُ الله (ص) : أَيُّ الأعمالِ أَزْكَى؟ قَالَ: كَسْبُ المَرْءِ بِيَدِهِ، وكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ؟   (1) بفتح الباء الموحدة، وكسر الحاء المهملة. انظر "تصحيفات المحدثين" للعسكري (2/682) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (1/196-197) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/349) . (2) في (ش) : «يحيى بن يسار» ، وفي (ف) : «بحير بن ريسار» . (3) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7729) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/137 رقم1961) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/155) ، ثلاثتهم من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ؛ قَالَ: حدثنا أبو سُفْيَانَ - رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ-، عن بحير ابن ريسان، عن عبادة بن الصامت: أنه وجد ناسًا كانوا يصلون في رمضان بعدما يتروح الإمام، وأنه نهاهم فلم ينتهوا، وأنه ضربهم. ونقل ابن عدي في "الكامل" (2/56) عن البخاري أنه قال في بَحير بن رَيسان: «لا يُتابع على حديثه» ، وكذا قال العقيلي، ونقله عن البخاري. (4) أشار إلى هذه المسألة ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/5-6) . وانظر المسألة رقم (1172) . (5) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/65) ، والدارقطني في "الأفراد" (38/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الشعب" (1182) . (6) هو: ابن عبد الله الأعور. الحديث: 1168 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 658 قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ باطلٌ، بُهْلُولٌ ذاهبُ الْحَدِيثِ (1) . 1169 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي عُمَرَ (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة (3) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (4) ، عَنْ عِيَاض (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا أُصِيبَ فِي حائطٍ له، فقال له النبيُّ (ص) : خُذُوا مَا وَجَدتُّمْ، لَيْسَ لَكُمْ غَيْرُهُ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا مِن حديثِ ابنِ عَجْلان؛ إِنَّمَا رَوَاهُ بُكَير بْنُ الأَشَجِّ (6) ، عَنْ عِيَاض، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . 1170 - وسُئِلَ (7) أَبُو زُرْعَةَ (8) عَنْ حديثٍ رواه محمد بن رافع   (1) قال ابن عدي في الموضع السابق: «ولبُهلول هذا غيرُ ما ذكرت من الحديث قليل، وأحاديثه عمَّن روى عنه فيه نظر. وحديثه عن أبي إسحاق أنكر منه عن غيره، وإنما ذكرته لأبيِّن أن أحاديثَه ليس مما يتابعه الثقات عليها؛ إذ لم أر لمن تكلَّم في الرجال فيه كلامًا» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به بُهلول بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي إسحاق، عنه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ ناصر الدين الألباني _ح (2745) . (2) هو: محمد بن يحيى. (3) هو: سفيان. وروايته ذكرها أبو عوانة في "صحيحه" (3/336/المعرفة) . (4) هو: محمد. (5) هو: ابن عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح. (6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1556) ولفظها: أُصِيبَ رجلٌ في عهدِ رسول الله (ص) في ثمارٍ ابتاعَها، فكثُر دَينُه، فقال رسولُ الله (ص) : «تَصدَّقوا علَيه» ، فتصَدَّق الناسُ عليه، فلم يبلُغ ذلك وفاءَ دينه، فقال رسول الله (ص) لغُرمائه: «وخُذُوا مَا وَجَدتُّم، ليسَ لكُم إلا ذلك» . (7) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (1105) و (1132) و (1136) و (1159) . (8) في (أ) : «أبا زرعة» . الحديث: 1169 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 659 النَّيْسابوري (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الصَّنْعاني، عَنِ النُّعْمان - يَعْنِي: ابنَ الزُّبَير - عَنْ طاوُس، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الرِّبَا (2) نَيِّفٌ (3) وَسَبْعُونَ بَابًا (4) ، أَهْوَنُ بَابٍ مِنَ الرِّبَا: مِثْلُ مَنْ أَتَى أُمَّهُ (5) فِيِ الإِسْلامِ، وَدِرْهَمُ رِبًا أَشَدُّ مِنْ خَمْسٍ وَثَلاَثِيِنَ زَنيَةً، وَأَشَدُّ الرِّبَا - أَوْ أَرْبَى (6) الرِّبَا، أَوْ أَخْبَثُ الرِّبَا -: انْتِهَاكُ عِرْضِ المُسْلِمِ، أَو انْتِهَاكُ حُرْمَتِهِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكرٌ. 1171 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ غُنْدَر (7) ، عَنْ شُعْبة،   (1) روايته أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (6289) من طريق يعقوب بن سفيان الفسوي، عن محمد بن رافع، به. (2) رسمت هذه الكلمة في كل المواضع؛ في بعض النسخ: «الربا» ، وهو موافق للرسم الإملائي الحديث. وفي = = بعضها: «الربوا» وهو رسم قديم لبعض الكتبة، وهو مُتَّفِق مع رسم المصحف، وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (1127) . (3) النَّيِّفُ: من واحد إلى ثلاث في قول بعضهم؛ ويقال: نيَّف فلانٌ على الستين ونحوها: إذا زاد عليها، وكُلُّ ما زاد على العِقْد: فهو نيِّف. انظر "لسان العرب" (9/342) . (4) في (ت) و (ك) : «باب» . (5) في (ك) : «مه» . (6) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي (ش) : «وأربى» بالواو، وفي (أ) : «وأربوا» ، وفي (ف) : «أو أربوا» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (1127) . (7) هو: محمد بن جعفر. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/240 رقم 2145) ، والنسائي في "المجتبى" (4622) ، والبغوي في "الجعديات" (1207) . ومن طريقه الإمام أحمد والبغوي أخرجه الضياء في "المختارة" (10/61 و62 رقم 52 و54) . قال البغوي: «هكذا حدَّث بهذا الحديث مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ ... » . وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (316) من طريق عمرو بن محمد بن أبي رزين، عن شعبة بالإسناد السابق. وأخرجه البغوي في "الجعديات" (1208) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/432) من طريق عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن ابن عمر، به. الحديث: 1171 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 660 عن أيُّوب (1) ، عن سعيد ابن جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ فِي بَيْعِ حَبَلِ   (1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 661 الحَبَلَة (1) : رِبًا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شُعْبة عِنْدِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي بَيْعِ حَبَلِ الحَبَلَة (3) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (4) . 1172 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُدَامة بْنُ شِهاب المَازِني (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ وَبَرَة (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: سُئِلَ رسولُ الله (ص) عَنْ أَطْيَبِ الكَسْبِ؟ قَالَ: عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وَكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وقُدامةُ ليس بقويٍّ.   (1) قال ابن الأثير: «حَبَل الحَبَلَة» الحَبَل بالتحريك: مصدر سُمِّي به المَحْمول، كما سُمِّي بالحَمْل، وإنما دخَلت عليه التاء للإشعار بمعنى الأنوثة فيه، فالحَبَلُ الأوَّل: يُراد به ما في بُطون النُّوق من الحَمْل، والثاني: حَبَلُ الذي في بُطون النُّوق؛ وإنما نُهِيَ عنه لمَعْنَيين: أحدُهما: أنه غَرَرٌ وبَيْعُ شيء لم يُخْلَقْ بَعْدُ، وهو أن بيعَ ما سوفَ يحمِلُهُ الجَنينُ الذي في بَطْنِ النَّاقة- على تقدير أن تكونَ أُنثى- فهو بيعُ نِتَاج النتاج. وقيل: أراد بِحَبَل الحَبَلَة: أن يبيعَهُ إلى أجلٍ يُنْتَج فيه الحَمْل الذي في بَطن النَّاقة، فهو أجَلٌ مجهولٌ، ولا يَصحُّ. "النهاية" (1/334) . وما ذكره أخيرًا هو المعنى الثاني للنهي عنه. وانظر "فتح الباري" (4/358) . وقوله: «ربًا» مثبت من (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وهو الموافق للرسم الإملائي الحديث، وفي (أ) و (ف) : «ربوا» ، وهو ضمن السقط الواقع في (ت) و (ك) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (1127) . (2) روايته على هذا الوجه أخرجها الحميدي في "مسنده" (706) ، وأحمد في "مسنده" (2/11 رقم4582) ، والنسائي في "المجتبى" (4623) ، وابن ماجه في "سننه" (2197) ، والبغوي في "الجعديات" (1212) ، والبيهقي في "معرفة السنن والآثار" (11461) جميعهم من طريق سفيان بن عيينة. وأخرجه البغوي أيضًا (1212) من طريق معمر ووُهَيب، ثلاثتهم عن أيوب السَّختياني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عمر، به. وأخرجه البغوي أيضًا (1213) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5653) من طريق حماد بن سلمة، والمروزي في "السنة" (226-227) ، وابن حبان في "صحيحه" (4946) ، والبيهقي في "المعرفة" (11461) من طريق إسماعيل بن عليَّة، كلاهما عن أيوب، عن نافع وسعيد، عن ابن عمر، به. (3) من قوله: «ربا قال أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) قال البخاري - كما في "العلل الكبير" للترمذي (317) -: «حديث أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عمر أصحُّ» . (5) نقل القزويني في "التدوين" (1/449) حكم أبي حاتم على الحديث هكذا: «قال ابن أبي حاتم: قال أبي: الحديث منكر، وقدامة ليس بقوي» . وأشار إلى هذه المسألة الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/5-6) . وانظر المسألة رقم (1168) . (6) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2140) ، والدارقطني في "الأفراد" (3454/أطراف الغرائب/العلمية) والإسماعيلي في "معجم شيوخه" رقم (274) ، والصيداوي في "معجم شيوخه" (377) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (37/397) ، والذهبي في "السير" (18/376) جميعهم من طريق الحسن بن عرفة، عن قدامة، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إسماعيل إلا قدامة، تفرد به الحسن بن عرفة» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به قُدَامَةُ بْنُ شِهَابٍ الْمَازِنِيُّ، عَنْ إسماعيل بن أبي خالد، وتفرد به عنه (في الأصل: عن!!) الحسن» . (7) هو: ابن عبد الرحمن المُسْلي. الحديث: 1172 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 662 1173 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ ابن عَبْدِ ربِّه، عَنْ بَقِيَّة (1) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحول وسُلَيْمَانَ بنِ مُوسَى، عَنْ واثِلَةَ بنِ الأَسْقَع؛ قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ، لَمْ يَزَلْ (2) فِي مَقْتٍ مِنَ اللهِ (3) ، أَوْ قَالَ: لَمْ تَزَلِ المَلائِكَةُ تَلْعَنُهُ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكرٌ، ومعاويةُ بْنُ يَحْيَى هُوَ الصَّدَفِيُّ. 1174 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ هارون (5) ، عن   (1) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/65 رقم 157) ، و"مسند الشاميين" (1511 و3406) من طريق موسى بن أيوب، ثنا بقية ... فذكره عن مكحول وحدَه، ولم يذكر معه سليمان. ورواه ابن ماجه في "سننه" (2247) فقال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك؛ حدثنا بَقِيَّةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مَكْحُولٍ وَسُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عن واثلة، به هكذا ليس فيه «العلاء بن الحارث» . ورواه الطبراني في "الكبير" (22/54 رقم 129) فقال: حدثنا أحمد ابن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك؛ ثنا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن يحيى، عن يحيى بن الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عن واثلة، به. كذا وقع عنده: «يحيى بن العلاء بن الحارث» ! قال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/553) بعد أن ذكره من رواية ابن ماجه: «إسناده ضعيف» . (2) قوله: «لم يزل» سقط من (ك) . (3) في (ش) : «في مقتِ الله» . (4) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (4/262) ، ونقل بعضه الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/30) ، وفي "الدراية" (2/234) . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/33 رقم4880) عنه، ومن طريق أحمد أخرجه ابن حجر في "القول المسدد" (ص 7) . وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5746) من طريق زهير، وابن عدي في "الكامل" (1/409) من طريق محمد بن المثنى، والطبراني في "الأوسط" (8426) من طريق سعيد بن عبد الحميد الواسطي، وأبو نعيم في "الحلية" (6/100-101) من طريق أحمد بن عبد الرحمن الواسطي، خمستهم عن يزيد بن هارون، به. قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أبو الزاهرية» . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (20389) عن يزيد ابن هارون، عن أصبغ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مرَّة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به هكذا ليس فيه: «أبو بشر» ، ولعله سقط من الطباعة أو الناسخ؛ فقد عزاه الزيلعي في "نصب الراية" (4/262) إلى ابن أبي شيبة بمثل رواية الجماعة عن يزيد بن هارون. ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1772) فقال: حدثنا أبو بشر وعبد الجبار بن العلاء، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ أصبغ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الزاهرية، عن جبير ابن نفير، عن ابن عمر، به. ورواه البزار في "مسنده" (1311/كشف الأستار) فقال: حدثنا عمرو بن علي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ أصبغ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الزاهرية، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عمر، به. قال البزار: «لا نعلمه عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه» . ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/11-12) من طريق عمرو بن الحصين، عَنْ أَصْبَغَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مرَّة،، عَنْ ابن عمر، به. = ... وذكر الزيلعي في الموضع السابق من "نصب الراية" أن الدارقطني رواه في "غرائب مالك" من طريق أصبغ به. الحديث: 1173 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 663 أَصْبَغ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي بِشْر (1) ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّة (2) ، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّة، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنِ احْتَكَرَ طَعَامًا أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ، واللهُ مِنْه بَرِيءٌ، وَأَيُّمَا أَهْلِ عَرْصَةٍ (3) ظَلَّ (4)   (1) في (ت) و (ك) : «أبي يسر» . وأبو بشر هذا هو: الأُمْلوكي. (2) هو: حُدَير بن كُرَيب. (3) العَرْصَةُ: كلُّ موضع واسع لا بناءَ فيه. انظر "النهاية" (3/208) . (4) في (ف) : «ضلَّ» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 664 فِي نَادِيهِمُ (1) امْرُؤٌ جَائِعٌ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللهِ (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) ، وَأَبُو بِشْر لا أعرفُهُ. 1175 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (4) وحدَّثنا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى (5) ، عَنْ هُشَيم (6) ، عَنْ سُفْيان بْن حُسَين، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سالم (7) ، عن   (1) النادي: مُجتَمَع القَومِ وأهلِ المَجلِس، فيقعُ على المَجلِس وأهلِه. انظر "النهاية" (5/36) . (2) لفظ الجلالة ليس في (أ) و (ش) . (3) قال ابن حزم في "المحلى" (9/64) : «وهذا لا يصح؛ لأن أصبغ بن زيد وكثير بن مرة مجهولان» . وقال ابن حجر في "القول المسدد" (ص 7) بعد أن ذكر أن ابن الجوزي وأبا حفص عمر بن بدر الموصلي حكما عليه بالوضع: «وفي كونه موضوعًا نظر؛ فإن أحمد وابن معين والنسائي وثقوا أصبغ، وقد أورد الحاكم في "المستدرك على الصحيحين" هذا الحديث من طريق أصبغ» . وقال أيضًا في "فتح الباري" (4/348) : «في إسناده مقال» . (4) في (ف) : «أبي زرعة» ، ويبدو أنها صُوِّبت في الهامش، ولكن لم يظهر في التصوير. (5) في جميع النسخ: «إبراهيم بن أبي موسى» ، ولم نجد في هذه الطبقة من يقال له: «إبراهيم بن أبي موسى» ، والمعروف: إبراهيم بن موسى بن يزيد التميمي أبو إسحاق الرازي، الذي يقال له: الفرَّاء الصغير، من كبار شيوخ أبي زرعة الرَّازي. انظر "الجرح والتعديل" (2/37) ، و"تهذيب الكمال" (2/219) . (6) هو: ابن بشير الواسطي. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (4990) من طريق العلاء بن هلال الباهلي، والبزار في "مسنده" (112) ، والدارقطني في "العلل" (2/51) من طريق الحسن بن عرفة، كلاهما عن هشيم، به. ورواه الدارقطني في "الأفراد" (24/ب/أطراف الغرائب) من طريق هشيم به وقال: «تفرَّد به هُشَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، عن الزهري، عنه [أي: عن سالم] أسنده عن عمر» . ورواه عبد بن حميد في "المنتخب" (722) فقال: أخبرنا يزيد بن هارون، سُفْيَانَ بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) ، به، فجعله من مسند ابن عمر. (7) هو: ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب. الحديث: 1175 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 665 أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فمَالُهُ لِلْبَائِعِ، إلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ المُبْتَاعُ. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ (1) : لَيْسَ هَذَا الحديثُ بمحفوظٍ (2) ؛ والصَّحيحُ: سالمٌ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . 1176 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ فِي حديثٍ رواه ابن جُرَيج (4) ، عن   (1) قوله: «أبو زرعة» ليس في (أ) و (ش) . (2) قال البزار في "مسنده" (112) : «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا قال فيه: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، عَنِ النَّبِيِّ (ص) إلا سفيان بن حسين، وأخطأ فيه، والحفاظ يروونه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب» . (3) رواية سالم بن عبد الله بن عمر على هذا الوجه أخرجها البخاري في "صحيحه" (2379) ، ومسلم في "صحيحه" (1543) من طريق الليث بن سعد، ومسلم (1543) من طريق يونس بن يزيد وسفيان بن عيينة، وأحمد في "مسنده" (2/82 رقم5540) ، والنسائي في "الكبرى" (4992) من طريق معمر بن راشد، أربعتهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبي (ص) . ونقل الترمذي في "جامعه" (1244) عن البخاري قوله: «حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) أصحُّ ما جاء في هذا الباب» . وانظر "العلل" للدارقطني (102) . (4) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (4/219) ، وفي "المؤتلف والمختلف" (3/1437) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/133) من طريق روح بن عبادة، وأبو عبيد في "غريب الحديث" (2/222) من طريق = = حجاج الأعور، وابن حزم في "المحلى" (8/132) من طريق ابن وَهْب، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. ومن طريق الدارقطني رواه ابن الجوزي في "التحقيق" (2/385) . ورواه الحربي في "غريب الحديث" (3/915) من طريق ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صُدَيق بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْرٍ، عَنْ النبي (ص) ، ولم يذكر أباه. ورواه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (1/334) من طريق سعيد بن سالم الْقَدَّاحُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صُديق بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النبي (ص) . ورواه الدارقطني في "السنن" (4/219) من طريق أبي بكر بن أبي سبرة، عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صُدَيق بْنِ موسى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . قال الدارقطني في "العلل" (81) : «يرويه أبو بكر بن أبي سبرة، عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صُدَيق بْنِ موسى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر، عن أبيه، وهو وهمٌ، والمحفوظ عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ صُدَيق بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بن حزم، عن أبيه مرسلاً عن النبي (ص) . رواه ابن وَهْب وروح وحجاج وغيرهم» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/537) : «هذا حديثٌ لا يثبتُ وهو مرسل» . الحديث: 1176 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 666 صُدَيْقِ (1) بنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) لا تَعْضِيَةَ (2) فِي المِيرَاثِ، إلاَّ أَنْ يَكُونَ المَالُ ذَا مَنٍّ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا محمدُ بن أبي بكر ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وَلَيْسَ لأَبِيهِ صُحْبَة. قال أبو محمد (3) : وقد (4) غَلِطَ جماعةٌ صنَّفوا "مُسْنَدَ أَبِي بكر"،   (1) بضم الصاد المهملة، وفتح الدال المهملة المخففة. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (5/419) . (2) التَّعْضِيَةُ في الأصل: التفريق، والمعنى هنا: أن يموتَ الرَّجُلُ ويدَعَ شيئًا إن قُسِمَ بين وَرَثَتِه استَضَرُّوا أو بعضُهم، كالجَوْهَرة والطَّيْلَسان والحمَّام ونحو ذلك. انظر "النهاية" (3/256) . (3) في (ف) : «وقلت» بدل: «قال أبو محمد» . (4) في (ت) و (ك) : «قد» بلا واو، وفي (ش) : «فقد» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 667 فظنُّوا أنَّ هذا محمدُ ابن أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق، فأدخَلُوهُ (1) فِيهِ، مِنهُم: محمدُ بنُ عَوْفٍ الحِمْصيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الهِسِنْجانيُّ، وغيرُهما. 1177- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الأَسَدي، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنِ ابْنِ سِيرين (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: نَهَى   (1) في (ك) : «فأدخلوا» . (2) أشار الحافظ ابن حجر في"التلخيص" (3/33) إلى هذه المسألة. وانظر المسألة الآتية برقم (1957) . (3) هو: ابن الوليد. ولم نقف على روايته لهذا الحديث، لكن تابعه لُوَيْن محمد بن سليمان فرواه في "جزئه" (13) عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به بلفظ: أن النبي (ص) نهى أن تتلقى الجلب. قال: فإن تلقاه متلقٍّ فصاحبه فيها بالخيار إذا دخل السوق. ورواه أحمد في "مسنده" (2/403 رقم 9236) من طريق أحمد بن عبد الملك، والترمذي في "جامعه" (1221) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، وأبو داود في "سننه" (3437) من طريق أبي توبة الربيع بن نافع، وأبو يعلى في "مسنده" (6078) من طريق عيسى بن سالم، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/9) من طريق يوسف بن عدي، والطبراني في "الأوسط" (6362) من طريق عمرو بن خالد، جميعهم عن عبيد الله بن عمرو الرقي، عن أيوب، به نحو رواية لوين. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن" (5/348) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (13/323) و (18/188) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من حديث أيوب» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا عبيد الله بن عمرو» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14879) - ومن طريقه ابن الجارود في "المنتقى" (571) - عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. نحو رواية لوين. ورواه مسلم في "صحيحه" (1519) من طريق هشام القردوسي، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة به. نحو رواية لوين أيضًا. (4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (5) هو: محمد. الحديث: 1177 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 668 رسولُ الله (ص) عَنْ تَلَقِّي الجَلَبِ (1) ، فإنِ اشْتَرَاهُ مُشْتَرٍ فإنَّ صاحبَ السِّلْعَة بالخِيار - إِذَا دخلَ المِصْرَ - مَا بينَهُ وبينَ نِصْفِ النَّهَار؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ فِي شيءٍ مِنَ الْحَدِيثِ: «إِذَا دخلَ المِصْرَ فإنَّ صاحبَهُ بالخِيار مَا بينَهُ وبينَ نِصْفِ النَّهار» (2) ، وَأَبُو وَهْبٍ: هُوَ عُبَيدالله (3) بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّي. 1178 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (4) عَمْرو بْن عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثير بْنِ دِينَارٍ (5) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبِيدة، عن عبد الله بن عثمان ابْنِ خُثَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) أَتَى جَمَاعَةً مِنَ التُّجَّار فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ التُّجَّارِ، إنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ بَاعِثُكُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فُجَّارًا، إلاَّ مَنْ صَدَقَ وَوَصَلَ، وَأَدَّى الأَمَانَةَ؟   (1) قال الفيومي: الجَلَب بفتحتين: فَعَل بمعنى مفعول، وهو: ما تجلبُهُ من بلد إلى بلد. "المصباح المنير" (ص104، ج ل ب) . والمرادُ بتلقِّي الجَلَب: خروج التجار لتلقِّي الركبان الآتين من خارج البلد قبل دخولهم؛ ليشتروا منهم ما جلَبوه معهم من أمتعة وبضائع. وقد نهى النبيُّ (ص) عن ذلك حتى يدخلَ الرُّكبانُ البلدَ، ويحضُروا السوقَ، ويعرفوا الأسعارَ. انظر شرح النووي لصحيح مسلم (10/162-163) . (2) من قوله: «فسمعت أبي ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر. (3) في (ك) : «عبد الله» . (4) قوله: «رواه» ليس في (ف) . (5) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (2/54 رقم12499) . ورواه الطبري في "تهذيب الآثار" (96/مسند علي) من طريق عبد الله بن عبد الجبار، وابن حبان في "المجروحين" (1/225) من طريق إسحاق ابن راهويه، كلاهما عن الحارث بن عبيدة، به. قال ابن حبان: «وهذا ليس له أصل صحيحٌ يرجع إليه» . الحديث: 1178 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 669 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ ابنُ خُثَيم (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيد بْنِ رِفَاعَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . 1179 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الرَّبِيعِ بْن يَحْيَى، عَنْ شُعْبة (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إِذَا أَفلَسَ الرَّجُلُ، فوَجَدَ رجُلٌ مَتاعَهُ بِعَيْنهِ، فهو أحقُّ به.   (1) روايته على هذا الوجه رواها عنه معمر في "الجامع" (2099/مصنف عبد الرزاق) . ومن طريق معمر أخرجه الطبراني في "الكبير" (5/45 رقم4539) . وأخرجه الترمذي في "جامعه" (1210) ، والطبراني في "الكبير" (5/44 رقم 4541 و4543) من طريق بشر بن المفضل، وابن ماجه في "سننه" (2146) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (92/مسند علي) من طريق يحيى بن سلم الطائفي، والدارمي في "مسنده" (2580) ، والطبري (93 و94/مسند علي) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2083) ، والطبراني في "الكبير" (5/44 رقم 4540) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1974) ، والطبري (95/مسند علي) ، وابن حبان في "صحيحه" (4910) ، والطبراني في "الكبير" (5/44 رقم 4542) من طريق داود بن عبد الرحمن العطار، والطبري (95/مسند علي) من طريق مسلم بن خالد، والطبراني في "الكبير" (5/44 رقم 4541) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والحاكم في "المستدرك" (2/6) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (5/266) - من طريق إسماعيل بن زكريا، جميعهم عن عبد الله بن خثيم، به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . (2) انظر ما تقدم في المسألة رقم (1143) و (1162) . (3) ذكر روايته على هذا الوجه الدارقطني في "العلل" (11/167) . وذكر أنه رواه شعبة أيضًا فقال: حدثني وَرْقَاءَ، عَنْ عَمَرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. وذكر الدارقطني أيضًا أنه رواه هشيم، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رجل، عن أبي هريرة، موقوفًا. الحديث: 1179 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 670 وحدَّثنا (1) أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ الحُمَيْدي (2) ، عَنْ سُفْيان (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى المَخْزومي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: قَصَّر بِهِ شُعْبة. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وحدَّثنا بِحَدِيثِ الحُمَيدي عَلَى إثْرِ حديثِ شُعبة، فحدَّثنا بِهِ مِنْ حفظِهِ.   (1) في (أ) و (ش) : «قال: وحدَّثنا» . (2) هو: عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها في "مسنده" (1065) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15164) ، وأحمد في "مسنده" (2/249 رقم7390) كلاهما عن سفيان ابن عيينة، به. وأخرجه الباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (33 و41) من طريق علي بن المديني وبيان المخزومي، كلاهما عن سفيان، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15162) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عمرو بن دينار، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه عبد بن حميد في "مسنده" (1441) ، وابن حبان في "صحيحه" (5038) ، والبغوي في "الجعديات" (966) ، والدارقطني في = = "السنن" (3/30) و (4/229) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/46) ، وفي "المعرفة" (3635) . ورواه عبد الرزاق (15163) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عمرو بن دينار، به. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (8/410) : «وحديثُ التفليس هذا من رواية الحجازيين والبصريين حديثٌ صحيحٌ عند أهل النقل ثابت ... » . وانظر "العلل" للدارقطني (2199) . (3) هو: ابن عيينة. (4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 671 1180 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيانُ وإسرائيلُ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، فاختَلَفا (4) : عن أبي إسحاق، عن عبد الله بْنِ حَلاَّم (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبيِّ (ص) : إذَا رَأَى أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَأَعْجَبَتْهُ (6) ؛ فَلْيَقُمْ إِلَى أَهْلِهِ؛ فإنَّ مَعَ أَهْلِهِ مِثْلَ الَّذِي مَعَهَا. ورفَعَهُ إسرائيلُ (7) ، وأوقفَهُ سُفْيانُ (8) وَلَمْ يرفَعْهُ؟   (1) ذكر المصنف هذه المسألة هنا في كتاب البيوع، وهي من مسائل النكاح، ولعلَّ المصنِّف ذكرها هنا في "البيوع"؛ إشارةً إلى الأدب الذي ينبغي على المسلم مراعاتُهُ إذا رأى النساء في الأسواق، والله أعلم. وقد أورَدَ المصنف هذه المسألة في النكاح برقم (1238) ، لكن من حديث أنس. (2) هو: ابن يونس. (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) في جميع النسخ: «فاختلفا، فقال سفيان الثَّوري» ، ولم يذكر أبو حاتم للثوري إلا روايةَ الوَقْف، ورجَّحها - في جوابه - على رواية إسرائيل المرفوعة، فلعلَّ هذه الزيادة سَهْوٌ في نسخة المصنِّف أو نسخةِ مَنْ أخذ عنه، وإلا فإنَّ إثباتها يتنافى مع سياق المسألة وجوابِ أبي حاتم عليها، والله أعلم. (5) في (ش) : «سلام» . (6) قوله: «فأعجبته» سقط من (ك) . (7) لإسرائيل في هذا الحديث إسنادان: أحدهما: إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي عبد الرحمن السلمي، عن النبي (ص) مرسلاً. أخرجه الخطيب في "الفصل" (2/915) . وقد تابعه على هذا الوجه الثوري كما سيأتي. والثاني: الإسناد الذي حكاه المصنف هنا: إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الله بن حلاَّم، عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا. أخرجه الخطيب أيضًا (2/915-916) . وهذا الذي خالفه الثوري فيه؛ حيث رواه موقوفًا كما سيأتي. (8) أخرج روايته ابن أبي شيبة في "المصنف" (17195) من طريق وكيع وعبد الرحمن بن مهدي، والدارقطني في "العلل" (5/198) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (2/918) - من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكَين، والخطيب في "الفصل" أيضًا (2/917-918) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن كثير العبدي، خمستهم عن سفيان الثوري، به موقوفًا. لكنْ خالفهم قبيصة بن عقبة ومعاوية بن هشام، فروياه عن الثوري مرفوعًا: أما رواية قبيصة: فأخرجها الدارمي في "سننه" (2261) ، والدارقطني في "العلل" (197-198) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5053) ، والخطيب في "الفصل" (2/916) . وأما رواية معاوية بن هشام: فأخرجها الدارقطني في "العلل" (5/198) ، ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (2/917) . وقبيصة ومعاوية متكلم في حفظهما، وبالأخص في روايتهما عن الثوري، وقد خالفهما أوثق أصحاب الثوري - كما سبق - فوقفوه. وللثوري في هذا الحديث إسناد آخر وافقه فيه إسرائيل - كما سبق - وهو: روايته للحديث عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي، عن النبي (ص) مرسلاً. أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17194) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، والدارقطني في "العلل" (5/198) - ومن طريقه الخطيب في "الفصل" (2/917) - من طريق معاوية بن هشام، والخطيب في "الفصل" أيضًا (916-919) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وأبي نعيم الفضل بن دُكَين، وقبيصة. الحديث: 1180 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 672 فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: سُفْيان أحفَظُ مِن إِسْرَائِيلَ، والحديثُ هُوَ موقوفٌ (2) .   (1) قوله: «فسمعت» سقط من (ك) . (2) ذكر هذا الاختلاف الدارقطني في "العلل" (817) ، وقال: «والموقوف عن الثوري أصح» . وذكر الخطيب في "الفصل" (2/914) رواية من رواه عن الثوري مرفوعًا، ومن رواه عنه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي، عن النبي (ص) مرسلاً، ثم قال: «وهاتان الروايتان عن سفيان توافقان رواية عبيد الله بن موسى، عَنْ إسرائيل. ورواه محمد بن كثير العبدي، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حلاَّم، عَنِ عبد الله بن مسعود من قوله موقوفًا غير مرفوع. ورواه أبو نعيم ويحيى بن القطان، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن النبي (ص) » . اهـ. وقد صحَّ متن الحديث مرفوعًا إلى النبي (ص) من حديث جابر بن عبد الله ذ عند مسلم في "صحيحه" (1403) ، والله أعلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 673 1181 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْب (1) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عَنْ دَرَّاج (3) ، عَنِ ابْنِ حُجَيرة (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) أنه قال: {رِجَالٌ ... } (5) ، قال (6) : هُمُ الَّذِينَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ (7) : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ودَرَّاجٌ فِي حَدِيثِهِ صَنْعَةٌ (8) . 1182 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِم بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الأَوْزاعي (9) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ (10) ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) :   (1) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (14645) . وأخرجه ابن أبي حاتم أيضًا من طريق يحيى بن إسحاق، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (205) من طريق المعلى بن منصور، كلاهما عن ابن لهيعة، به. (2) هو: عبد الله. (3) هو: ابن سَمْعان. (4) هو: عبد الرحمن. (5) الآية (37) من سورة النور. (6) قوله: «قال» ليس في (أ) و (ت) و (ك) . (7) قوله: «يقول» من (ف) فقط. (8) نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/442) عن أبيه أنه قال: «دراج في حديثه صنعةٌ» . قال الشيخ المعلِّمي _ح في تعليقه على "الجرح والتعديل" (3/311) : «يعني: أنه يتصرَّف فيه، ولا يأتي به على الوجه» . وانظر "شفاء العليل، بألفاظ وقواعد الجرح والتعديل" (ص165) لأبي الحسن مصطفى بن إسماعيل. (9) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (10) هو: ابن عبد الله بن عمر. الحديث: 1181 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 674 مَا أَدْرَكَتِ الصَّفْقَةُ (1) [حَيًّا] (2) مَجْمُوعًا، فَهُوَ مِنْ مَالِ المُشْتَرِي؟ فَقَالَ (3) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (4) ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ   (1) الصَّفْقةُ: البيع، وفي حديث ابن مسعود: صفقتان في صفقةٍ ربا، أراد: بيعتان في بيعة. "النهاية" (3/38) . (2) في جميع النسخ: «جَمًّا» ، وهو تصحيف، والتصويب من مصادر التخريج. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/352) : قوله: «وقال ابن عمر: ما أدركَتِ الصَّفْقَة» ، أي: العقد، «حيًّا» ، أي: بمهملة، وتحتانيَّة مثقَّلة، «مجموعًا» ، أي: لم يتغيَّر عن حالته، «فهو من المُبْتاع» ، أي: من المُشتَري. والمعنى: أن ما كان من متاعٍ أو دابة عند العقد موجودًا سالمًا، ثم هلك بعد ذلك عند البائع، فهو من ضمان المشتري. هذا وقد اختلف العلماءُ فيمن باع عبدًا واحتبسَهُ بالثمن، فهلك في يد البائع، قبل أن يأتي المشتري بالثمن، فمنهم من قال: هو على البائع، ومنهم من قال: هو على المشتري. والأصلُ في ذلك: اشتراط القبض في صحة البيع، فمن اشترطه في كل شيء جعله من ضمان البائع، ومن لم يشترطه جعله من ضمان المشتري، والله أعلم. انظر الموضع السابق من "الفتح". (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (4) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن وهب في "جامعه" - كما في "تغليق التعليق" (3/242-243) - عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عبد الله، عن أبيه، موقوفًا. ومن طريق ابن وَهْب رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/16) ، وابن القاسم في "المدونة الكبرى" (10/306) ، وابن حزم في "المحلى" (8/365) . ورواه الطحاوي في الموضع السابق أيضًا من طريق = = بشر بن بكر، والدارقطني في "السنن" (3/53-54) - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/242) - من طريق الوليد بن مسلم، وأبو جعفر بن البختري في "فوائده" رقم (510) - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/243) - من طريق محمد بن كثير. ثلاثتهم عن الأوزاعي، عن الزهري، به، بمثل رواية يونس بن يزيد. وصححه ابن حزم في "المحلى" (8/383 و396) ، وقال ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/243) : «هذا موقوفٌ صحيحُ الإسناد» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 675 عبد الله، عَنْ أَبِيهِ (1) . 1183 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ (2) رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَة (3) ، عَنِ بُكَير بن عبد الله بْنِ الأَشَجِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَعْتَقَ عَبْدًا لَهُ، وَلَهُ مَالٌ؛ فَمَالُهُ لَهُ، إِلاَّ أَنْ يَشْتَرِطَ المُعْتِقُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنْ بَاعَ عَبْدًا، وَلَهُ مَالٌ؛ فَمَالُهُ لِلْبَائِع (4) . وإنما رواه عُبَيدالله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَير، وَلا أعلمُ ابنَ لَهِيعَة سَمِعَ مِنْ بُكَير (5) ، وَلَيْسَ هَذَا الحديثُ عِنْدَ لَيْثٍ أَيْضًا (6) ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ عُبَيدالله (7) بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ (8) ، عَنْ بُكَير، عن نافع، عن ابن   (1) يعني: موقوفًا عليه، كما تقدَّم في التخريج. (2) قوله: «أبي عن حديث» سقط من (ف) . (3) هو: عبد الله. وروايته على هذا الوجه أخرجها الدارقطني في "سننه" (4/134) من طريق عمرو بن خالد، عنه به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (3962) ، والدارقطني في الموضع السابق، كلاهما من طريق عبد الله بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ بن عبد الله بن الأشج، عن نافع، به هكذا بزيادة: عبيد الله بن أبي جعفر. (4) انظر ما تقدم في المسألة رقم (1175) . (5) ويؤكده: أن عبد الله بن وهب رواه - كما سبق - عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ. (6) لعله يعني: ليس عند ليث عن بكير؛ لأن الليث رواه عن عبيد الله بن أبي جعفر كما سيأتي. (7) في (ش) : «عبد الله» . (8) أخرج روايته أبو عبيد في "الأموال" (1342) ، وأبو داود في "سننه" (3962) ، والنسائي في "الكبرى" (4981) ، والطبراني في "الأوسط" (8730) ، والدارقطني في "السنن" (4/133-134) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/325) ، جميعهم من طريق الليث بن سعد، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، به. وتقدمت رواية ابن وهب للحديث عن ابن لهيعة، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ. قال الطبراني بعد أن ذكر عدة أحاديث لليث: «لم يرو هذه الأحاديث عن عبيد الله بن أبي جعفر إلا الليث» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (2/555) بعد أن ذكره من طريق النسائي وابن ماجه: «رواته ثقات» . الحديث: 1183 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 676 عمر، عن النبيِّ (ص) : مَنْ بَاعَ عَبْدًا ... . 1184 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثِ الحسنِ (1) ، عَنْ (2) سَمُرَة (3) ، والحسنِ، عَنْ (4) عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ (5) ، عن النبيِّ (ص) قال: عُهْدَةُ   (1) هو: البصري. (2) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «عن» . (3) الحديث رواه بهذا اللفظ ابن ماجه في "سننه" (2244) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (6092) ، والطبراني في "الكبير" (7/210 رقم6874) ثلاثتهم من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ وحده، به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (950) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به كرواية سعيد، إلا أنه قال: «عُهدَةُ الرَّقيق أربعٌ» . وقد روي الحديث من طريق سعيد وهشام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عقبة بن عامر كما سيأتي. (4) قوله: «عن» سقط من (ك) . (5) أخرج رواية عقبة هذه: الإمام أحمد في "المسند" (4/143 رقم17292) ، وابن ماجه (2245) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (6089) ، والحاكم في "المستدرك" (2/21) ، جميعهم من طريق هشيم بن بشير، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الحسن البصري، عن عقبة، به، وقال: «أربع» بدل: «ثلاثًا» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (7/39) من طريق نصر ابن حماد الوراق، عن شعبة، عن يونس بن عبيد وقتادة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عامر، به بلفظ: «عهدة الرقيق ثلاثة أيام» . قال ابن عدي: «وهذا من حديث شعبة عن يونس بن عبيد أغربُ منه من حديث قتادة، عن الحسن؛ فان حديث قتادة قد رواه غيرُ شعبة، وغيرُ نصر عن = = شعبة، عن يونس، ولا أعرفه إلا من حديث نصر عن شعبة» . وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/152 رقم 17385) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن عقبة، به كسابقه. وأخرجه الدارمي في "مسنده" (2593) ، وأبو داود في "سننه" (3506) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (6090) ، ثلاثتهم من طريق أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ، عَنْ قتادة، به كسابقه. وأخرجه الدارمي في "مسنده" (2594) من طريق يزيد ابن هارون، وأبو داود في "سننه" (3506) ، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (609) من طريق الخصيب بن ناصح، ثلاثتهم عن هَمَّام بْن يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، به كسابقه، إلا أن الخصيب ذكره بلفظ: «لا عهدة بعد أربع» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36315) ، وأحمد في "مسنده" (4/152 رقم17384) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (6088) ، والحاكم في "المستدرك" (2/21) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/323) ، جميعهم من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، به. وأخرجه أحمد في "مسنده" (4/150 رقم17358) ، والروياني في "مسنده" (191) ، والحاكم في "المستدرك" (2/21-22) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/323) ، جميعهم من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة، به بلفظ: «عُهدَةُ الرَّقيق أربعُ ليالٍ» . وفي رواية الحاكم: «قتادة عن عقبة» ، قال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (11/213) : «ولم يذكر الحسن، وقال [أي الحاكم] : هو مرسل؛ لأن الحسن لم يسمع من عقبة» ! ورواه الطبراني في "الأوسط" (8331) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص399) من طريق أبي المقدام هشام بن زياد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) قال: «لا عُهدَة بعد أربعة أيام ... » . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ الحسن، عن أبي هريرة، إلا هشام بن زياد» . وقال الدارقطني في "العلل" (10/261) : «وأبو المقدام ضعيف الحديث» . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36316) فقال: حدثنا ابْنُ عليَّة، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الحسن قال: قال النبي (ص) : «لا عُهدَةَ فوق أربعَ» . الحديث: 1184 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 677 الرَّقِيقِ ............................. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 678 ثَلاثًا (1) (2) ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ عِنْدِي بِصَحِيحٍ (3) ؛ وَهَذَا عِنْدِي مُرسَلٌ (4) .   (1) كذا في جميع النسخ بنصب «ثلاثًا» ، والرواية في مصادر التخريج بالرفع على الإخبار، وهو الجادَّةُ، ووجهُ ما هاهنا: أن يكونَ من باب حذف الخبر وسدِّ ظرف الزمان مَسدَّه؛ كقول امرئ القيس: «اليومَ خَمْرٌ، وغدًا أَمْرٌ» ، وكقولك: الصيامُ غدًا، والتقدير هنا: عُهْدَةُ الرَّقِيقِ مستقرَّةٌ ثَلاثًا، أي: ثلاثَ ليال -كما في بعض المصادر- ثم حذف الخبر، واستغني بالظرف عنه. وانظر في حذف الخبر وسَدِّ شيءٍ مسدَّهُ المسألة رقم (827) . (2) في رواية الحاكم: قال سعيد: فقلت لقتادة: كيف يكون هذا؟ قال: إذ أوجد المشتري عيبًا بالسِّلعة فإنه يردُّها في تلك الأيام، ولا يُسأل البيِّنة، فإذا مضت عليه أيام فليس له أن يردَّها إلا ببينةِ أنه اشتراها وذلك العيبُ بها، والا فيمينُ البائع أنه لم يبعه وبه داء. وانظر "لسان العرب" (3/312) (ع هـ د) . (3) نقل ابن الجوزي في "التحقيق" (2/182) عن الإمام أحمد قوله: «ليس فيه حديثٌ صحيح، ولا يثبت حديث العُهدَة» . وقال ابن حزم في "المحلى" (8/380) : «أما الحديثان فساقطان؛ لأن الحسن لم يسمع من عقبة ابن عامر شيئًا قطُّ، ولا سمع من سمرة إلا حديثَ العقيقة فصارا منقطعين، ولا حجَّة في منقطع» . (4) لأن الحسن لم يسمع من سمرة إلا حديثَ العقيقة كما تقدم، واختُلِف في حديثين أو ثلاثة غيره، بل ذهب ابن معين إلى أنه لم يلقَ سمرة؛ حكاه ابن أبي حاتم في "المراسيل" (96) . وأما عقبةُ بن عامر فقد نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/41) عن أبيه قوله: «ولم يصحَّ له السماعُ من جندب، ولا من معقل ابن يسار، ولا من عِمران بن حصين، ولا من ابن عمر، ولا من عُقبة بن عامر، ولا من أبي هريرة» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 679 1185 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ وَهْب (2) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ واللَّيْثِ بنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة بْنِ الزُّبَير، عن عبد الله بْنِ الزُّبَير، عَنِ الزُّبَير بْنِ العَوَّام: أَنَّهُ خاصمَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ - قَدْ شَهِدَ بَدرًا مَعَ رسول الله (ص) (3) - إلى رسول الله (ص) في شِرَاجِ (4)   (1) انظر المسألة الآتية برقم (1774) . (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (9912) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/993) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (632) من طريق يونس بن عبد الأعلى، والنسائي في "المجتبى" (5407) من طريق يونس بن عبد الأعلى والحارث بن مسكين، وابن منده في "الإيمان" (253) ، وابن = = الجارود في "المنتقى" (1021) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ يُونُسَ والليث، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ عروة بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير، به. ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/364) من طريق محمد بن عبد الله بْنِ مُسْلِمِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزبير، به هكذا كما رواه ابن وهب سابقًا. وذكر الدارقطني في "العلل" (4/229) أن أحمد بن صالح وحرملة بن يحيى روياه عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ؛ أَنَّ الزبير خاصم رجلاً ... هكذا عن عروة مرسلاً. وذكر الدارقطني أيضًا أن شبيب بن سعيد رواه عن يونس مثل رواية أحمد بن صالح وحرملة عن ابن وَهْب. ونقل الترمذي في"العلل الكبير" (374) عن البخاري قوله: «وكأن حديث يونس، عن الزهري مدرج، وكلُّ شيء عن ابن وَهْب مدرجٌ فليس بصحيح» . (3) ذكر في المسألة رقم (1774) أنَّه حاطب بن أبي بلتعة، لكن الحديث مرسل. (4) الشِّرَاجُ: جمع شَرْجَة، وهي: مَسِيلُ الماء من الحَرَّة إلى السَّهْل. "النهاية" (2/456) . وبعضهم يحذف الهاء من المفرد ويقول: شَرْجٌ. انظر "المصباح المنير" (ص308) . والحَرَّةُ: هي الأرضُ ذات الحِجارة السُّود. والحَرَّة المقصودة هنا: أرضٌ بظاهر المدينة بها حجارة سودٌ كثيرة. "النهاية" (1/365) . الحديث: 1185 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 680 الحَرَّة، كَانَا يَسْقِيَان بِهِ - كلَيْهِمَا (1) - النَّخْلَ. فقال [الأنصاريُّ] (2) : سَرِّحِ (3) الماءَ يَمُرَّ، فأَبى عَلَيْهِ، فقال رسولُ الله (ص) : اسْقِ يَا زُبَيْرُ! ثُمَّ أَرْسِلْ إِلَى جَارِكَ، فغَضِبَ الأنصاريُّ وَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَنْ كَانَ ابنَ عَمَّتِكَ (4) ؟! فَتَلَوَّن وجهُ رَسُولِ الله (ص) ؛ قال: يَا زُبَيْرُ!   (1) كذا في جميع النسخ: «كليهما» ، وهي توكيدٌ معنوي لألف المثنَّى في «كانا» ، أو «يسقيان» ، فالجادَّة أن يكون مرفوعًا بالألف: «كلاهما» إتباعًا لمحلِّ ألف المثنَّى، وبالألف جاء في مصادر التخريج، غيرَ أن ما وقع في النسخ الخطيَّة صحيحٌ أيضًا في العربية، وله أوجه ثلاثة: الأول: الرفع على التوكيد، والأصل: «كلاهما» لكنْ أميلت الألفُ نحو الياء؛ فكُتِبَت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة: «كِلَيهُمَا» ، وسببُ إمالة الألف هنا: كسرة الكاف قبلها مفصولة عنها بحرف واحد. وانظر للإمالة التعليق على المسألة رقم (25) ، و (124) . والثاني: النَّصْبُ مفعولاً به لفعل محذوف، والتقدير: «أعني كِلَيْهِمَا» ، ويقرأ بالياء الخالصة. وهذان الوجهان ذكر مثلهما النوويُّ في "شرح مسلم" (1/41-42) ؛ في نحو قوله: «حدثنا فلانٌ وفلانٌ كِلَيهما عن فلان» . والوجه الثالث: الجَرُّ على المجاورة للمجرور قبله، وهو الضمير في قوله: «بهِ» ، وهو على ذلك توكيدٌ مرفوعٌ، لكنه جاء بالياء الخالصة للمجاورة، ومن شواهد العربية على جرِّ التوكيد المعنويِّ لمجاورة المجرور: قول أبي الغَرِيب الأعرابي [من البسيط] : يا صاحِ بَلِّغْ ذَوِي الزَّوجاتِ كُلِّهِمُ أنْ ليسَ وَصْلٌ إذا انحَلَّتْ عُرى الذَّنَبِ قال ابن هشام: «كُلِّهم» توكيدٌ لـ «ذَوِي» ، لا للزَّوْجات، وإلا لقال: «كُلِّهِنَّ» ، و «ذوي» : منصوبٌ على المفعولية، وكان حَقُّ «كلهم» النصبَ، ولكنَّه خُفِضَ لمُجاورة المخفوض. "شرح شذور الذهب" (ص346) . (2) كذا في (ك) ، وهو الصواب، مع أنها منسوخةٌ من (ت) ! وفي بقيَّة النسخ: «للأنصاري» ، وهو خطأٌ؛ انظر مصادر التخريج. (3) في (ت) و (ك) : «سرج» . (4) في (ك) : «عمك» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 681 اسْقِ، ثُمَّ احْبِسِ المَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ الجَدْرَ (1) ، واستَوْفَى (2) رسولُ اللَّهِ (ص) للزُّبَير حَقَّهُ ... وَذَكَرَ الحديثَ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أخطأَ ابنُ وَهْب (3) فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ اللَّيْثُ لا يَقُولُ: عَنِ الزُّبَير. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : إِنَّمَا يَقُولُ اللَّيْثُ (5) : عَنِ الزُّهْري، عن عُرْوَة؛ أنَّ عبد الله بْنَ الزُّبَير حدَّثه: أنَّ رَجُلا من الأنصار خاصَمَ الزُّبَير ...   (1) أي: حتَّى يبلغَ الماءُ الجَدْرَ. قال الفيومي: الجَدْرُ لغةٌ في الجِدار، وجمعُهُ: جُدْران. وقوله في الحديث: «اسق أرضَكَ حتى يبلغَ الماءُ الجَدْرَ» : قال الأزهري: المرادُ به ما رُفِعَ من أعضادِ الأرضِ يُمْسِكُ الماءَ، تشبيهًا بجِدار الحائط. وقال السُّهَيلي: والجَدْرُ: الحاجزُ يحبسُ الماءَ، وجمعه: ُجدور. "المصباح المنير" (ص 93) . وقال ابن الأثير: الجَدْرُ: هو هاهنا: المُسَنَّاة، وهو ما رُفِعَ حولَ المزرعة كالجِدار، وقيل: هو لغةٌ في الجِدَار، وقيل: هوأصل الجِدار. ويروى: الجُدُر بالضم؛ جمعُ جِدار. ويُروى بالذال. "النهاية" (1/246) . (2) في (ت) و (ك) : «واستوعى» . وكذا وقع في رواية = = الطبري في "تفسيره" (9912) : «استوعى» . قال الطبري: «والصَّواب: استوعب» . قال الشيخ محمود شاكر في تعليقه عليه: الظاهر أن قول أبي جعفر: «والصَّواب: استوعب» إنما عنى به صواب الرواية في هذا الخبر بهذا الإسناد، ولا أظن أبا جعفر ينكر «استوعى» أن تكون صحيحة، فإن «استوعى» بمعنى: استوعب الحقَّ واستوفاه؛ عربيٌّ صحيح لا شكَّ فيه. اهـ. (3) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/35) : «وكأن ابن وَهْب حمل رواية الليث على رواية يونس، وإلا فرواية الليث ليس فيها ذكر الزبير» . اهـ. وقد روي الحديث - كما سبق - عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ وليس فيه ذكر للزبير ولا لعبد الله بن الزبير ذ. (4) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (5) أخرج رواية الليث على هذا الوجه البخاري في "صحيحه" (2359) من طريق عبد الله بن يوسف التنيسي، ومسلم في "صحيحه" (2357) ، وابن ماجه في "سننه" (15 و2480) من طريق محمد بن رمح، ومسلم في "صحيحه" (2357) ، والترمذي في "جامعه" (1363 و5416) ، والنسائي في "المجتبى" (5416) من طريق قتيبة بن سعيد، وأحمد في "مسنده" (4/4 رقم 16116) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6814) من طريق هاشم بن القاسم، وعبد بن حميد في "المنتخب" (519) ، وأبو داود في "سننه" (3637) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (706) ، والبزار في "مسنده" (3/184) ، وابن حبان في "صحيحه" (24) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والطَّحاوي في "شرح المشكل" (633) ، والطبراني (260) ، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/130-131) من طريق عبد الله بن صالح، والطَّحاوي في "شرح المشكل" (634) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (70) من طريق ابن المبارك، والطبراني (260) من طريق شعيب ابن يحيى التجيبي وعبد الله بن عبد الحكم، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/130-131) ، والبيهقي (10/106) من طريق يحيى بن بكير، والحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/130-131) من طريق أحمد بن يونس، والبيهقي (6/153) من طريق بشر بن عمر الزهراني، جميعهم عن اللَّيْثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ: أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ خَاصَمَ الزبير ... الحديث. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 682 وَأَبُو بِشْر (1) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة؛ أنَّ الزُّبَير كَانَ يحدِّث: أَنَّهُ خاصَمَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ ... .   (1) هو: شعيب بن أبي حمزة. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/165-166 رقم 1419) ، و"البخاري في "صحيحه" (2708) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (707) ، والشاشي في "مسنده" (47) . ورواه البخاري في "صحيحه" (2361 و4585) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (705) ، وابن منده في "الإيمان" (254) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/153) ، و (10/106) من طريق معمر بن راشد، والبخاري (2362) ، والبيهقي (6/154) من طريق ابن جريج، ويحيى بن آدم في "الخراج" (337) ، والطبري في "تفسيره" (9913) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن أبي عتيق وعمر بن سعيد- كما في "العلل" للدارقطني (4/229) - خمستهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزبير: أن الزبير خاصم رجلاً. قال الدارقطني في "العلل" (4/229) : «وهو المحفوظ عن الزهري» . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (5/35) : «وإنما صحَّحه البخاري مع هذا الاختلاف اعتمادًا على صحة سماع عروة من أبيه، وعلى صحة سماع عبد الله بن الزبير من النبي (ص) ، فكيفما دار فهو على ثقة، ثم الحديث ورد في شيء يتعلق بالزبير، فداعية ولده متوفرة على ضبطه» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 683 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي النِّكَاحِ 1186- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه سُلَيمان بن عبد الرحمن ابن شُرَحْبيل (1) الدِّمَشْقي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله بْنِ نِمْران، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رجلٌ لرسول الله (ص) : أَلاَ أَمْتَنِعُ مِنَ النِّسَاء؟ فَقَالَ رسولُ الله (ص) : فَكَيْفَ لَكَ بِأَقْدَارٍ قَدْ قُدِّرَتْ، وَأَقْلامٍ قَدْ جَفَّتْ؟! . فَقَالَ (3) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) .   (1) كذا سماه ابن أبي حاتم في عدة مواضع من "العلل". انظر المسائل (80 و208 و390 و1277 و2273 و2462 و2596 و2678 و2748) . وهو: سليمان بن عبد الرحمن ابن بنت شرحبيل. انظر "الجرح والتعديل" (4/129 رقم 559) ، و"تهذيب الكمال" (12/26) . (2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «قال» . (4) لأنه من رواية محمد بن عبد الله بن نمران، وقد قال عنه أبو زرعة: «منكر الحديث، لا يُكتَب حديثُه» . اهـ. من "سؤالات البرذعي" (ص336) . الحديث: 1186 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 684 1187 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ نُعَيم بن حمَّاد (1) ، عن عبد الله بْنِ إِدْرِيسَ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفْيان (2) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ أُمِّ مُبَشِّر: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) خطبَ امرأةَ البَرَاء ابن مَعْرُور، فَقَالَتْ: إنِّي شَرَطْتُ لِزَوْجِي ألاَّ أتزوَّجَ بَعْدَهُ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ ذَلِكِ لاَ يَصْلُحُ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ رَوَاهُ ابنُ إِدْرِيسَ، عَنْ يَحْيَى بن عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادة، عَنْ أُمِّه - أَوْ عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ - عَنِ النبيِّ (ص) (3) . 1188- وسمعتُ أَبِي قَالَ: سمعتُ (4) أَبَا نُعَيم (5) وحدَّثنا عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (6) ، عَنِ الحَكَم (7) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيٍّ.   (1) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الصغير" (1157) ، و"الكبير" (2/29 رقم 1186) ، و (25/102-103 رقم267) ، وقال في "المعجم الصغير: «لم يروه عن الأعمش إلا ابن إدريس، تفرَّد به نُعَيم» . وحسَّن إسناده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/219) . (2) هو: طلحة بن نافع. (3) وروي أيضًا على وجه آخر؛ فقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/285) من طريق زيد بن حباب، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أبي قتادة، عن محمد بن عبد الرحمن ابن خلاد الأنصاري، عن أم مُبَشِّر الأنصارية. (4) قوله: «سمعت» سقط من (ك) . (5) هو: الفضل بن دُكَين. (6) هو: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. (7) هو: ابن عُتَيبة. الحديث: 1187 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 685 فَقَالَ أَبُو نُعَيم: أَخْطَأَ فِيهِ (1) . فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: الحَكَمُ، عَنْ عليٍّ، قولَهُ (2) . 1189 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ [عَوفٍ] (3) الحِمْصي؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو اليَمَان (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: خَيْرُ نِسَائِكُمُ العَفِيفَةُ الغَلِمَةُ (5) ؟   (1) يعني: أخطأ فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى - فيما يظهر - والقائل هو: أبو نعيم، بدليل كلام أبي حاتم الآتي. (2) لم نقف عليه بهذا اللفظ، وقد رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (15951) فقال: حدثنا ابن فضيل، عن أبيه، عن الحكم قال: كان عليٌّ إذا رُفع إليه رجلٌ تزوَّج امرأةً بغير وليٍّ، فدخل بها أمضاه. اهـ. وهذا خلاف ما جاء في هذه المسألة. (3) في جميع النسخ: «عون» بالنون، والصواب ما أثبتناه، وروايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/125-126) ، والبيهقي في "الخلافيات" (1/354 رقم 148) . ورواه ابن حبان أيضًا من طريق عيسى بن خالد ابن أخي أبي اليمان؛ ثنا أبو اليمان، عن إسماعيل بن عياش، به. وقد أورد البيهقي هذا الحديثَ في الموضع السابق من "الخلافيات" فيما يُستَنكر على إسماعيل بن عياش، ونقل عن شيخه الحاكم قوله: «ففي الحديث الواحد غُنية لمن تدبَّره من أهل الصَّنعة» . وقال القيسراني في "تذكرة الحفاظ" رقم (430) : «وهذا أحد ما أُنكر على إسماعيل بن عياش» . وقال الذهبي في "السير" (8/326) : «هذا حديثٌ منكر» . (4) هو: الحَكَم بن نافع. (5) أي: المرأةُ التي غُلِبَت شهوةً، والغُلْمَةُ: هَيَجانُ شَهْوة النِّكاح من المرأة والرَّجُل وغيرهما؛ يقال: غَلِمَ غُلْمَة، واغْتَلَم اغْتِلامًا. انظر "النهاية" (3/382) ، و"لسان العرب" (12/439) . الحديث: 1189 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 686 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ جَبِيرَة (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسِ، عن النبيِّ (ص) ؛ وزيدُ بنُ جَبِيرَة: ضعيفُ الْحَدِيثِ. 1190 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ، عَنْ شُعْبَة بْنِ الحَجَّاج، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْداني (4) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ داودَ النبيَّ (ص) قال لابنه سُلَيمان (ص) : اعلَمْ أنَّ المرأةَ الصَّالحةَ لِزَوْجِهَا كالمَلِكِ المُتَوَّجِ بالتَّاجِ المُخَوَّصِ (5) بالذَّهَب، واعلَمْ (6) أنَّ المرأةَ السُّوءَ لِزَوْجِهَا كَحامِلِ الثَّقَلِ (7) عَلَى الشَّيْخِ الضَّعيف (8) ؟   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن عدي "الكامل" (3/203) من طريق عبد الملك ابن محمد الصنعاني، عن زيد بن جَبيرة، به. قال ابن عدي: «وهذا لا يرويه عن يحيى بن سعيد غير زيد بن جَبيرة، وعن زيد غير إسماعيل بن عياش» . وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (1498) : «ضعيف جدًّا» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2544) . (3) هو: ابن الوليد. (4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (5) أي: عليه صفائح الذَّهب مثل خُوص النَّخل. "النهاية" (2/87) . (6) في (ت) و (ك) : «فاعلم» . (7) الثَّقَل بفتحتين: المَتَاعُ، والجمع: أثقالٌ. انظر: "المصباح المنير" (ص 83) . وقوله: «كحامل الثَّقَل» كذا جاء في جميع النسخ، والجادَّةُ أنْ يقال: كالثَّقَلِ المحمولِ على الشيخ الضعيف، أو يقال: كالشيخ الضعيف الحامل للثقل، أو كالشيخ الضعيف على ظهره الحمل الثقل؛ كما في "الدر المنثور". انظر التعليق التالي. (8) ذكر السيوطي هذا الحديث في "الدر المنثور" (7/174) مطوَّلاً، وعزاه إلى الإمام أحمد، ولفظه: «قال داود _ج لسليمان: كُن لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحيم، وَاعْلَمْ أنك كما تزرعُ تحصُدُ، وَاعْلَمْ أَنَّ خُطبة [الأَحْمَقِ فِي نادي] القوم كالمُغنِّي عند رأس الميت، واعلم أن المرأة الصَّالحة لأهلها كالمَلِك المتوَّج بِالتَّاجِ المُخَوَّص بِالذَّهَبِ، واعلم أن المرأة السُّوء لأهلها كالشيخ الضعيف على ظهره الحمل الثقيل، وما أقبحَ الفقرَ بَعْدَ الْغِنَى، وأقبحُ مِنْ ذَلِكَ الضَّلالة بَعْدَ الْهُدَى، وإن وعدتَّ صاحبك فأنجز ما وعدتَّه؛ فإنك إنْ لا تفعلْ تُورِثْ بينك وبينه عداوة، ونعوذُ بالله من صاحبٍ إذا ذَكَرْتَ لم يُعِنك، وإذا نسيتَ لم يذكِّرك» . ولم نقف على هذا الحديث في "المسند"، ولا في مظانه من الزهد، وما بين المعقوفين سقط استدركناه من الموضع الآتي من "شعب الإيمان" للبيهقي، وتصحف أيضًا قوله: «خطبة» إلى «خطيئة» ، وقوله: «كالمغني» إلى «كالمسيء» . الحديث: 1190 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 687 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إسحاقَ (1) ، عَنِ عبد الرحمن بْنِ أَبْزى فقطْ؛ لَيْسَ فِيهِ أبوه. قال أبو محمد (2) : وروى (3) الأعمَش (4) ، والثَّوري (5) ، عن أبي   (1) في (أ) و (ش) : «ابن إسحاق» . (2) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (3) في (ت) و (ك) : «روى» بلا واو. (4) هو: سليمان بن مهران. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17137) ، والدارقطني في "الأفراد" (231/ب/أطراف الغرائب) من طريق وَكِيعٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى قال: مَثَلُ المرأة الصَّالحة ... فذكره هكذا من قوله. قال الدارقطني: «غريبٌ من حَدِيث الأعمش، عَنْ أَبِي إسحاق، لا أعلم حدَّث به غير وكيع» . وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (34250) عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى قال: قال داود النبيُّ: خُطبة الأحمق في نادي القوم كمثل الذي يتغنَّى عند رأس الميت. ورواه ابن أبي الدنيا في "العيال" رقم (619) من طريق جرير بن عبد الحميد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبزى قال: قال داود لابنه: كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحيم، وَاعْلَمْ أنك كما تزرعُ كذاك تحصد. (5) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (138) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (446) من طريق عمار بن محمد ابن أخت سفيان، كلاهما عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبزى: أن داود _ج قال ... فذكره مطولاً، وليس فيه موضع الشَّاهد. ورواه معمر في "الجامع" (20593/المصنف) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: أَنَّ نبي الله داود ... فذكره مطولاً. ومن طريق معمر أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (10529) ، ووقع عنده: «عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبزى أو ابن أبي ليلى» . ورواه البيهقي أيضًا (10528) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبزى قال: كان داود _ج يقول ... فذكره مطوَّلاً أيضًا. ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص75) من طريق إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الرحمن بن أبزى قال: كان داود _ج يقول: كنت لليتيم كالأب الرَّحيم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 688 إسحاق، عن عبد الرحمن ابن أَبْزى (1) ، كما قاله (2) أبي ح. 1191 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ إِلْياس، واختُلِفَ عَلَى خالدٍ فِي الرِّوَاية: فَرَوَى عِيسَى بنُ يُونُسَ (4) ، عَنْ خَالِدٍ، عن رَبِيعة بن   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن عبد الرحمن بن أبزى قوله» ، ولم تقع في أيٍّ من النسخ في المسألة الآتية برقم (2544) ، فالصواب عدم إثباتها؛ كما يتضح أيضًا من التخريج، والله أعلم. (2) في (ت) و (ك) : «قال» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (1280) . (4) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (945) ، عنه، به. وأخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (635) من طريق عبد الله بن المبارك، وابن ماجه في "سننه" (1895) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه (271) ، وأبوبكر الشافعي في"الغيلانيات" (753) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/265) من طريق نصر بن علي، وابن ماجه أيضًا من طريق الخليل بن عمرو، وابن عدي في "الكامل" (3/7) من طريق هاشم بن القاسم، وأبوبكر ابن الشافعي في"الغيلانيات" (753) من طريق عبد الله ابن وَهْب، جميعهم عن عيسى بن يونس، به. وكذا رواه ابْنِ نُفَيْلٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عن عيسى بن يونس؛ كما في المسألة (1280) . قال ابن عدي: «وهذا يرويه عن ربيعة بهذا الإسناد خالد، وعن خالد: عيسى بن يونس» . وقال أبو نعيم: «هذا حديثٌ مشهور من حديث القاسم، عن عائشة، تفرَّد به خالد، عن ربيعة» . وأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/290) من طريق أصبغ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ خالد بن إياس، عن ربيعة، عن القاسم، عن عائشة به. قال البيهقي: «كذا قال!؛ وإنما هو: خالد بن إلياس، ضعيف» . ورواه أبو خيثمة مصعب بن سعيد - كما في"العلل" للدارقطني (5/146/ب) - عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ حسين المعلم، عن ربيعة، عن القاسم، عن عائشة به. قال الدارقطني في "العلل": «ووهم في ذلك؛ وإنما هو: خالد بن إلياس» . ورواه المعافى بن عمران الموصلي - كما في "العلل" للدارقطني (5/146/ب) - عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسٍ، عَنْ ربيعة، عن القاسم، عن عائشة، به. ورواه الترمذي في "جامعه" (1089) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/174) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/290) من طريق عيسى بن ميمون الأنصاري، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائشة، به. قال الترمذي: «هذا حديث غريبٌ حسن في هذا الباب، وعيسى بن ميمون الأنصاري يضعَّف في الحديث ... » . وقال البيهقي: «عيسى بن ميمون ضعيف» . ورواه ابن الجوزي في "العلل" (2/627) من طريق الترمذي وقال: «عيسى بن ميمون ضعيف جدًّا لا يلتفت إلى ما روى» . الحديث: 1191 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 689 أبي (1) عبد الرحمن، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: أَظْهِرُوا النِّكَاحَ ... (2) . وَرَوَى القَعْنَبي (3) ، عن خالد (4) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ   (1) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) . (2) تتمته: «واضربوا عليه بالغِرْبال» . (3) هو: عبد الله بن مَسْلَمة. وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في المسألة رقم (1280) . (4) قوله: «عن خالد» من (ف) فقط. وهو مذكور في المسألة رقم (1280) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 690 عائِشَة، عن (1) النبيِّ (ص) (2) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ كَمَا رواه القَعْنَبي، [عن] (3) خالد ... الحديثَ (4) . 1192 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ، عَنْ إِسْحَاقَ   (1) في (ك) : «أنَّ» بدل: «عن» . (2) أي: بإسقاط ربيعة من الإسناد؛ كما في المسألة (1280) . (3) في جميع النسخ: «و» بدل: «عن» ، والتصويب من المسألة رقم (1280) . (4) سئل الدارقطني في "العلل" (5/146/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «حدث به ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فروى حديثه عيسى بن يونس، واختُلِف عنه، فرواه جماعةٌ من الحفاظ عنه؛ منهم: نصر بن علي، وعلي ابن خشرم، وأبو همام، والحسين بن حريث أبو عمار المروزي، ومخلد بن مالك؛ رَوَوه عَنْ [عِيسَى بْنِ] يُونُسَ، عَنْ خالد بن إلياس، عن ربيعة. وخالفهم أبو خيثمة مصعب بن سعيد فرواه عن عيسى، عن حسين المعلِّم، عن ربيعة، ووهم في ذلك، وإنما هو: خالد ابن إلياس. وكذلك رواه المعافى بن عمران الموصلي عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسٍ، عَنْ ربيعة، وهو الصَّواب» . (5) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (3178) - عنه به. وأخرجها ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (54) من طريق محمد بن ناصح، والسلمي في "أداب الصحبة" (28) من طريق عبد الرحمن بن محمد، كلاهما عن بقية، به. وذكر الشيخ ناصر الدين الألباني _ح في "الضعيفة" (759) ان النسائي رواه في "حديثه" من طريق بقية، به، لكنه قال: «عبد الله بن الحسين» . وكذا رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/178) من طريق هشام بن خالد، عن بقية بمثله، ثم قال ابن عساكر: «غريب جدًّا» . ورواه أبو بكر الشافعي في "فوائده"، والديلمي - كما في "الضعيفة" أيضًا (759) - من طريق عَمرو بن جُميع، عن عبد الله بن الحسن بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، به. ورواه الدينوري في "المجالسة" (541 و2381) ، والرافعي في "التدوين" (2/389) من طريق علي بن الحسين، عن الحسين، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، عن النبي (ص) ، به. ورواه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (53) من طريق أبي عبد الله البصري، عن عبد الله بن الحسن قوله. الحديث: 1192 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 691 أبي يعقوب المَدَني، عن عبد الله بْنِ الْحَسَنِ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ (2) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ: أَنْ تَكُونَ زَوْجَتُهُ مُوَافِقَةً، وَأَوْلاَدُهُ أَبْرَارً (3) ، وإِخْوَانُهُ صالحِينَ، وَأَنْ يَكُونَ رِزْقُهُ فِي بَلَدِهِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1193- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ بنُ مُعَاوِيَةَ الفَزَاري، عَنْ عَوْف (5) ، عَنِ الْحَسَنِ (6) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن رسول الله (ص) : الدَّعْوَةُ أَوَّلَ يَوْمٍ حَقٌّ، والثَّانِيَ مَعْرُوفٌ، وَمَا زَادَ فَهُوَ [رِيَاءٌ] (7) ؟   (1) هو: عبد الله بن الحسن بن الحسن بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب ح. (2) أي: الحسن بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب ذ. (3) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/111/ب) بتصرف، وكذا ابن حجر في "فتح الباري" (9/243) ، و"التلخيص الحبير" (3/397 رقم 1691) . (5) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي. (6) هو: البصري. (7) في (ش) : «زبا» بالزاي وإهمال ما بعدها، وفي بقيَّة النسخ: «ربوا» ، وهذا رسم قديم لكلمة «الربا» بالراء والباء الموحَّدة المفتوحة بعدها ألف، والظاهر: أنها رُسِمَتْ في الأصل القديم لهذا الكتاب هكذا: «ريا» بالراء مع إهمال الياء المثناة التحتانية والقصر؛ فظنَّ الناسخ أنها بالباء الموحدة، فنقلها على أنها: «الربا» ، وكتبها على الرسم القديم: «ربوا» ، وانظر في هذا الرسم التعليق على المسألة رقم (1127) ، وما أثبتناه موافق لما في مصادر التخريج الآتية. الحديث: 1193 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 692 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ الحسنُ، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَلً (1) .   (1) قوله: «مرسل» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . والحديث يرويه الحسن البصري، ورواه عنه يونس بن عبيد، وعوف بن أبي جَميلة، وقتادة. فأما رواية يونس؛ فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (35903) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، والنسائي في "الكبرى" (6597) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن يونس، عن الحسن، به مرسلاً. = ... وأما عوف؛ فقد اختُلِف عليه، فرواه ابن عدي في "الكامل" (6/388) من طريق مروان بن معاوية، عَنْ عَوْفٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أنس، عن النبي (ص) ، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35983) عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَن عوف، عن الحسن، به مرسلاً. وأما قتادة؛ فاختُلِف عليه، فرواه أحمد في "مسنده" (5/28 و371 رقم20324 و23152) ، والدارمي في "مسنده" (2109) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/452) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (3745) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/260) -، والنسائي في "الكبرى" (6596) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3/234) ، وأبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (217) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3021) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/240) ، والطبراني في"الكبير" (5/272 رقم5306) (وسقط من إسناده: الحسن) ، وابن عدي في "الكامل" (3/223) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3070) جميعهم من طريق هَمَّام بْن يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عن الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عثمان، عن زهير بن عثمان، عن النبي (ص) به. ورواه أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة" (217) من طريق هشام الدستوائي، عن قتادة بمثله. ورواه معمر في "جامعه" (19660) عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ النبي (ص) به مرسلاً. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/425) في ترجمة زهير بن عثمان: «ولم يصح إسناده ولا يعرف له صحبة» . وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (842) في ترجمة زهير: «في إسناده نظر، يقال: إنه مرسل، وليس له غيره» . ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (5/111/ب) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/397) عن الدارقطني قوله: «المرسل أصح» . وقال ابن حجر في "تغليق التعليق" (4/422) عن حديث زهير بن عثمان: «إسناده حسن» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/242-243) ، و"إرواء الغليل" للألباني (1950) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 693 1194- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ يونسُ بنُ حَبِيبٍ الأَصْبَهاني، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (2) ، عَنْ أَبِي الأَشْهَب (3) ، وجريرِ بنِ حَازِمٍ، وحمادِ ابنِ نَجِيح، وسَلْمِ (4) بنِ رَزِينٍ (5) ، وصخرِ بنِ جُوَيرِية، عن أبي   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1807) . (2) هو: الطيالسي. وروايته أخرجها في "مسنده" (872) . ومن طريق الطيالسي أخرجه: أبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (3/47) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/308) ، والبيهقي في "الشعب" (9901) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/878) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (7/287) . ورواه الطيالسي أيضًا (2882) بالإسناد السابق غير أنه جعله عن ابن عباس وحدَه. قال الخطيب في "الفصل للوصل" (2/879) : «كذا روى أبو داود الطيالسي هذا الحديث، وخلط في جمعه بين روايات هؤلاء الخمسة ... » ، ثم شرع في ذكر الاختلاف في هذا الحديث. (3) هو: جعفر بن حيَّان كما سيأتي في كلام المصنف. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «مسلم» ، وفي (ك) : «سالم» ، والمثبت من (ت) ، وهو الصَّواب الموافق لما في "مسند الطيالسي". وانظر التعليق على الموضع الآتي آخرَ المسألة. (5) كذا في جميع النسخ: «رزين» ، وفي "الجرح والتعديل" (4/264) : «زرير» ، وهو الصواب، وما في النسخ تصحيف قديم، فقد قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/158) : «سَلْم بن زرير ... وقال ابن مهدي: سَلْم ابن رزين. والصحيح: زرير» . وجاء على الصواب في "مسند الطيالسي"، ومصادر التخريج. وانظر "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (1096) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (4/294) ، و"تهذيب الكمال" (7/287) ، و (11/222) . وانظر التعليق على المسألة رقم (1808) . الحديث: 1194 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 694 رَجَاء (1) ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين وابنِ عَبَّاسٍ؛ قَالا: قَالَ رسولُ الله (ص) : نَظَرْتُ فِي (2) الجَنَّةِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا الفُقَرَاءُ، وَنَظَرْتُ فِي النَّارِ فَإِذَا أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا (3) ! فإنَّ بعضَهُمْ يَرْوِي عَنْ أَبِي رَجَاء، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) ، وبعضَهُمْ يَرْوِي عَنْ أَبِي رَجَاء، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين، عَنِ النبيِّ (ص) . ولا أعلَمُ واحدً (4) مِنْهُمْ يَجْمَعُ عَنْ أَبِي رَجَاء، بَيْنَ ابْنِ عَبَّاسٍ وعِمْرانَ بنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو محمَّد (5) : أَبُو الأَشْهَب جَعْفَرُ بْنُ حيَّان (6) ، وحمَّاد بْنُ   (1) أي: العُطاردي، واسمه: عِمْران بن مِلْحان. (2) قوله: «في» سقط من (ك) . (3) كذا في جميع النسخ! ويشبه أن يكون وقع سقط في العبارة، ولعل الصواب: «هذا خطأ» ، ووجه الخطأ: جَمْعُ أبي داود الطيالسي بين روايات مشايخه الخمسة؛ كما سبق في كلام الخطيب البغدادي، والسِّياق يدلُّ عليه، وستأتي هذه المسألة برقم (1807) وفيها: «قَالَ أَبِي: ابْنُ عَبَّاسٍ أشبهُ؛ لأن أيوب أحفظُهم وأشبههُم» . (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد سبق التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2737) ، والبغوي في "الجعديات" (3045) ، والطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12766) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/880) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 695 نَجِيح (1) ، وَصَخْرُ بْنُ جُوَيْرِية (2) : فإنَّهم (3) يَرْوُونَ (4) عَنْ أَبِي رَجَاء العُطَاردي، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لا يَذْكُرُونَ عِمْرانَ بنَ حُصَين. وَأَمَّا سَلْم (5) بْنُ رَزِينٍ (6) : فَإِنَّهُ يَرْوِي عَنْ أَبِي رَجَاء العُطَاردي، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/234 رقم 2086) ، والنسائي في "الكبرى" (9264) ، والبيهقي في "الشعب" (9899) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/880-881) . (2) في (ك) : «جورية» . وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/234 رقم 2086) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/182) ، والنسائي في "الكبرى" (9263) ، والبغوي في "الجعديات" (3044) - ومن طريقه الآجري في "الشريعة" (918) ، والطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12765) -، والبيهقي في "الشعب" (9899) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/880-881) . ورواه الطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12769) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/883) من طريق مطر الورَّاق، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس به. (3) كذا «فإنَّهُمْ» بدخول الفاء على خبر المبتدأ، وهو جائزٌ مطلقًا في قول الأخفش. انظر التعليق على المسألة رقم (1977) . (4) في (ك) : «يَرْوُنَ» . (5) في (ف) : «أسلم» ، وفي (أ) و (ش) : «سالم» ، وفي (ك) : «مسلم» ، والمثبت من (ت) . وانظر التعليق على الموضع المتقدم أول المسألة. (6) كذا في جميع النسخ: «رزين» ، وتقدم الكلام عليه أول المسألة. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3241 و6449) ، والبيهقي في "الشعب" (9898) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/883-884) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وأحمد في "مسنده" (4/429 رقم 19853) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما (أبو الوليد وعبد الصمد) عن سَلْم ابن زرير، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/181-182) من طريق السكن، عن سَلْم بن زرير، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس وعمران بن حصين به. ورواه الطبراني في "الكبير" (18/138 رقم 290) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين به. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 696 وَأَمَّا جريرُ بْنُ حَازِمٍ: فَلا أَدْرِي كَيْفَ يَرْوِي! فَإِنَّهُ لَمْ يقَع عِنْدَنَا (1) . فَهَذَا عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ. وَرَوَى أيُّوبُ السَّخْتِياني (2) ، وسعيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبة (3) ؛ فَإِنَّهُمَا رَوَيَا   (1) قال الخطيب في "الفصل للوصل" (2/879) : «وَأَمَّا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ فَلا نعلم كيف كان يرويه؛ لأنه لم يقع إلينا حديثه إلا من رواية أبي داود هذه، مجموعًا مع رواية غيره» . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/359 رقم 3386) ، ومسلم في "صحيحه" (2737) ، والترمذي في "جامعه" (2602) ، والبغوي في "الجعديات" (3046) ، والطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12767) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/881-882) من طريق إسماعيل بن عليَّة، ومسلم في "صحيحه" (2737) ، والنسائي في "الكبرى" (9261) ، والطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12768) من طريق عبد الوهَّاب الثقفي، والبغوي في "الجعديات" (3047) ، والآجري في "الشريعة" (919) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطُّفاوي، والبغوي أيضًا (3048) من طريق وُهَيب بن خالد، والطبراني في "الكبير" (12/126 رقم 12769) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/883) من طريق داود بن الزِّبرقان. خمستهم عن أيوب، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس به. ورواه النسائي في "الكبرى" (9260) ، والبغوي في = = "الجعديات" (3049) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عن أيوب، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، به. قال البغوي عن عبد الوارث بن سعيد: «وخالف رواية الجميع» . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/429 رقم 19854) ، وهنَّاد في "الزهد" (246 و604) ، وعبد بن حميد في "المنتخب" (691) ، ومسلم في "صحيحه" (2737) ، والنسائي في "الكبرى" (9262) ، والبيهقي في "الشعب" (9900) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/282) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 697 عَنْ أَبِي رَجَاء، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَى قَتَادةُ (1) ، وعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ (2) ، عَنْ أبي رَجَاء، عن عِمْران ابن حُصَيْن، عن النبيِّ (ص) . 1195 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثِ أَبِي (4) النَّضْرِ سعيدِ (5) بنِ أبي   (1) روايته أخرجها معمر في "الجامع" (20610) عنه. ومن طريق معمر أخرجه أحمد في "مسنده" (4/437 رقم 19927) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/182) ، والطبراني في "الكبير" (18/131 رقم 275) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/884) . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/429 رقم 19852) ، والبخاري في "صحيحه" (5198 و6546) ، والترمذي في "جامعه" (2603) ، والنسائي في "الكبرى" (9259) ، والبزار في "مسنده" (3582) ، وابن حبان في "صحيحه" (7455) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/308) ، والبيهقي في "الشعب" (9898) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/885) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وهكذا يقول عوف، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، ويقول أيوب: عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال. ويحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعًا، وقد روى غيرُ عوف أيضًا هذا الحديث عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين» . وقال البزار: «وهذا الحديث قد اختلفوا فيه، فرواه غيرُ واحد عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس ورواه غيرُ واحد عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، وإسناده حسن» . قال أبو نعيم: «كذا رواه عوف، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ، وتابعه عليه قتادة، عن أبي رجاء. ورواه جماعة فخالفوهما فقالوا: عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس وعمران» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (11/279) . (3) انظر المسألة رقم (1199) و (1200) . (4) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (5) في (ت) و (ك) : «وسعيد» بالواو. الحديث: 1195 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 698 هَانِئٍ (1) - وَأَبُوهُ أَبُو (2) هَانِئٍ: إسماعيلُ بْنُ خَلِيفة قَاضِي أَصْبَهان (3) - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْضة بْنِ الشَّمَرْدَل، عَنْ قَيْس بْنِ الْحَارِثِ: أَنَّهُ أسلَمَ وَعِنْدَهُ ثمانُ (4) نِسوَةٍ فأمرَهُ أن يُمْسِكَ أربعةً (5) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْري (6) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائب الكَلْبي، عَنْ حُمَيضة بْنِ الشَّمَرْدَل، عَنْ قَيس بْنِ الحارث.   (1) روايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/414) . ورواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/250) تعليقًا عن محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن خداش، ثنا أبو أيوب، ثنا يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ بمثله. (2) في (أ) : «ابن» ، وفي (ش) : «أبي» . (3) في (ت) و (ك) : «أصبهاني» . (4) قوله: «ثمان» مبتدأ مرفوع، ويجوز في نونه وجهان: الأول: الكسر على أنَّ الأصل: «ثمانِي نِسْوةٍ» ، ثم حُذِفَتِ الياء، واجتزئ عنها بالكسرة على النون. انظر التعليق على المسألة رقم (679) . والثاني: الضم على أنَّ ياء «ثماني» حذفتْ تخفيفًا، وجُعِلَ الإعراب - وهو هنا الرفع - على النون. انظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (525) . (5) كذا في جميع النسخ «أربعة» ، وسيأتي مثله في المسألة رقم (1200) ، والجادَّة أن يقال: «أربعًا» - كما في مصادر التخريج، وفي المسألة رقم (1199) - لأنَّ المعدود مؤنَّث، والمراد: أربع نسوة، لكنَّ ما وقَعَ في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية؛ لعدم ذكر المعدود بعد العدد. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (713) . (6) روايته أخرجها الدارقطني (3/270) من طريق حسين ابن حفص، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/353) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن الثوري، به. ورواه أبو يعلى في "مسنده" (6874) عن أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم قال: وحُدِّثت عن الثوري به. ورواه الدارقطني في "سننه" (3/271) من طريق غسان بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ حماد والكلبي، عن قيس بن الحارث به. = ... ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/208) من طريق شيبان، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5701) من طريق قيس بن الربيع، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/183) من طريق هشيم، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/57) من طريق جرير. أربعتهم عن الكلبي، عن حميضة، عن قيس بن الحارث به. قال أبو نعيم: «ورواه الثوري، وهشيم، وجرير، وعلي ابن مسهر، عن الكلبي، عن حُميضة مثله، ورواه هشيم أيضًا عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن حُميضة» . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (2/262) بعد أن ذكر الحديث: «ورواه حُميضة ابن الشَّمردل، عن الحارث بن قيس، عن النبي (ص) ولم يصحَّ إسناده» . قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" رقم (461) في ترجمة الحارث بن قيس بن عميرة الأسدي: «ويقال: قيس بن الحارث اختلفوا فيه، ليس له إلا حديثٌ واحد، ولم يأت من وجه صحيح» . وقال في "التمهيد" (882) بعد أن ذكر الاختلاف في هذا الحديث: «الأحاديث المرويَّة في هذا الباب كلُّها معلولة، وليست أسانيدها بالقوية، ولكنها لم يُروَ شيء يخالفها عن النبي (ص) ، والأصول تعضُدها، والقول بها والمصير إليها أولى» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 699 1196 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسي، عَنْ شُعْبَة، عَنْ يُونُسَ الجَرْمي (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ رَبِيعة؛ قَالَ: شَهِدتُّ عَلِيًّا ونازَعَتْ إِلَيْهِ امرأةٌ فِي وَلَدِهَا، وعَمٌّ (3) ، مَعَهَا ابْنَانِ (4) لَهَا (5) ، أحدُهُمَا أكبَرُ مِنَ الآخَرِ، فخَيَّرَ (6) عليٌّ الأكبرَ مِنْهُمَا، وَقَالَ للأصغَرِ: هَذَا إِذَا بلغَ مِثْلَ هَذَا خُيِّرَ؟   (1) ذكر هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (6/10/ب) ، وذكر بعضه ابن حجر في "التلخيص" (4/24 رقم1861) . (2) هو: ابن عبد الله. (3) في (ت) و (ك) : «وعمر» . (4) في (أ) : «اثنان» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ش) . (5) المعنى: أن امرأة توفي عنها زوجها، فاختصمت هي وعَمُّ ولدِها؛ أيهما يَضُمُّ الولدَ إليه؟ فترافعا إِلَى عَليّ بْن أَبِي طالب ح، فجاءت ومعها الابنُ المتنازَع فيه، وآخرُ أصغر منه. (6) في (ت) : «فخبر» ، وفي (ك) : «فجبر» . الحديث: 1196 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 700 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يُونُسُ الجَرْمي (1) ، عَنْ عُمَارَة (2) ، عَنْ عليٍّ. قلتُ لأَبِي: الخطأُ ممَّن هُوَ: مِن شُعْبَة، أَوْ مِنْ أَبِي دَاوُدَ؟ قَالَ: لا أَدْرِي! وَكَانَ أكثرُ خطأِ شُعْبَةَ فِي أَسْمَاءِ الرُّوَاة. 1197 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ يَرْوِيهِ شُعْبَة وَأَبُو الأَحْوَص (4) ، عَنْ سِمَاك (5) ، فَقَالَ شُعْبَة (6) : عَنِ الأَغَرِّ بْنِ سُلَيك، وقال أبو   (1) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (5/92) من طريق ابن عيينة وإبراهيم بن محمد، وعبد الرزاق في "المصنف" (12609) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2279) من طريق ابن عيينة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (19120) من طريق عباد بن العوام، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/497) تعليقًا من طريق سفيان الثوري، جميعهم عن يونس، به. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/4) . وقال البخاري: «وقال شعبة: حدثنا يونس، عن عامر بن عبد الله، والأول أصح» . (2) في جميع النسخ: «عن علي بن عمارة» ، والتصويب من "البدر المنير"، و"التلخيص الحبير"، وهو الموافق لما في مصادر التخريج. وعمارة هذا هو: ابن ربيعة. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/365) : «عمارة بن ربيعة الجرمي قال: خيَّرني علي وأنا صبي، فاخترت أمي، فجعلني معها. وروى عن عنبسة بن سعيد، روى سفيان الثوري عن يونس الجرمي عنه، سمعت أبي يقول ذلك» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (2229) . (4) هو: سلاَّم بن سُلَيم. (5) هو: ابن حرب. (6) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (6/243) من طريق أبي عامر العقدي، والخطيب في "الموضح" (1/452) من طريق غُندر، ومسلم بن إبراهيم - كما في "العلل" للدارقطني (3/132) -، ثلاثتهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ الأغر بن سُليك، عن علي به. ورواه الخطيب في "الموضح" (1/452) من طريق سليمان بن داود، عن شعبة، عن سماك وعلي بن الأقمر، عن الأغر بن سُليك، عن علي به. ورواه الخطيب أيضًا (1/452) من طريق بدل بن المحبر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأقمر، عن الأغر بن سُليك، عن علي به. = ... وخالفهم روح بن عبادة؛ فرواه عن شعبة، عن سماك وعلي بن الأقمر، عن الأغر بن سُليك، عن علي، عن النبي (ص) به مرفوعًا. أخرجه الدارقطني في "العلل" (3/132) ، والخطيب في "الموضح" (1/451) . الحديث: 1197 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 701 الأَحْوَص (1) : عَنِ الأَغَرِّ بْنِ حَنْظَلة، عَنْ عَلَيٍّ: ثلاثَةٌ يُبغِضُهُمُ اللهُ تَعَالَى: الشَّيْخُ الزَّاني، والغَنِيُّ (2) الظَّلومُ، والفَقِيرُ المُخْتالُ (3) . قِيلَ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: شُعْبَةُ أحفَظُ (4) . 1198 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أيُّوب بن (6)   (1) روايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (1/452-453) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (6/243) ، والخطيب في "الموضح" (1/453) من طريق إسرائيل، عن سماك، عَنِ الأَغَرِّ بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنْ علي به. (2) في (ك) : «والمغنى» . (3) أي: المتكبر. انظر "النهاية" (2/93) . (4) روى الخطيب في "الموضح" (1/453) بإسناده إلى علي بن المديني أنه قال: «فنظرت بعدُ؛ فإذا الأغر هذا هو: الأغر بن حنظلة بن سُليك، فإذا القوم قد أصابوا جميعًا في روايتهم» . وقال ابن سعد في "الطبقات" (6/243) : «الأغر بن سُليك، وفي حديث آخر: الأغر ابن حنظلة ... ، ولعله نُسب إلى جدِّه سُليك بن حنظلة» . وقال الخطيب في "الموضح" (1/452) بعد أن ذكر الأغر بن سُليك قال: «وهو الأغر بن حنظلة الذي روى أبو الأحوص سلاَّم بن سُليم وإسرائيل بن يونس، عن سماك بن حرب عنه هذا الحديث» . (5) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/164) . (6) في (ش) : «عن» بدل: «بن» ؛ وكأنها كانت كذلك في (أ) ، ثم صوِّبت. الحديث: 1198 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 702 عُتْبَة (1) ، عن يحيى ابن أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أَوْ عائِشَة (3) -: أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُزَوِّجَ المرأةَ مِنْ بناتِهِ، جلَسَ إِلَى خِدْرِهَا (4) ، فَقَالَ (5) : إنَّ فُلاَنًا يَذْكُرُ فُلاَنَةَ (6) ؟ فإنْ هِيَ سكتتْ زَوَّجَهَا، وَإِنْ هِيَ نَقَرَتِ (7) السِّتْرَ ... فَهَكَذَا الحديثُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رُوِيَ عَنْ يَحْيَى (8) ، عَنِ المُهَاجِر   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/78 رقم 24494) قال: حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أيوب ابن عتبة، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة به. ورواه ابن عدي في الكامل" (1/353) من طريق عبد الله ابن صالح المقرئ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن عائشة به. (2) في (ك) : «أبي سليمة» . (3) في (ت) و (ك) : «وعائشة» . (4) الخِدْر: ناحيةٌ في البيت، يُترك عليها سِتْرٌ؛ فتكون فيه الجاريةُ البِكْر. "النهاية" (2/13) . (5) في (ك) : «قال» . (6) في (ت) و (ف) و (ك) : «ولاية» بدل: «فلانة» . (7) المثبت من (ت) ، وفي (أ) و (ش) : «نفرت» ، ولم تنقط في (ف) ، ولم تنقط النون في (ك) ، ويروى بلفظ: «طَعَنَتْ في الخِدْرِ» ، قال ابن الأثير في "النهاية" (2/13 خ د ر) : «ومعنى طَعَنَتْ في الخِدْرِ، أي: دَخَلَتْ وذهبَتْ فيه؛ كما يقال: طعن في المفازة: إذا دخل فيها، وقيل: معناه: ضربتْ بيدها على السِّتْر، ويشهد له ما جاء في رواية أخرى: نَقَرَتِ الخِدْرَ؛ مكان طَعَنَتْ» . وانظر "اللسان" (4/231) ، و"التاج" (11/140) مادة (خ د ر) . (8) روايته أخرجها مسدَّد في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1583) - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عن عكرمة بن مهاجر - أو مهاجر بن عكرمة - عن عبد الله بن أبي بكر به. ومن طريق مسدد رواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/100) إلا أنه جزم بأنه المهاجر بن عكرمة. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10278) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/123) من طريق سفيان الثوري، وسعيد بن منصور في "سننه" (577) من طريق إسماعيل بن عليَّة، كلاهما عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عن المهاجر بن عكرمة به مرسلاً. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10277) من طريق معمر، و (10279) من طريق عمر بن راشد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/123) من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن يحيى، عن المهاجر به مرسلاً. ورواه أبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص127) من طريق أبي حنيفة، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ المهاجر، عن أبي هريرة به. ورواه الطبراني في "الكبير" (11/281 رقم 11999) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/123) من طريق أبي الأسباط الحارثي، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ = = أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. وعن عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ البيهقي: «كذا رواه أبو الأسباط الحارثي، وليس بمحفوظ، والمحفوظ من حديث يحيى مرسل» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 703 بن (1) عِكْرمَة، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ (2) ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) (3) . وَقَالا: هَذَا الصَّحيحُ. قَالَ (4) أَبِي: وَكَانَ أيُّوبُ قَدِمَ بَغْدَادَ، وَلَمْ يكنْ (5) مَعَهُ كتُبُهُ، وَكَانَ يُحدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ عَلَى (6) التَّوَهُّمِ فيغلَطُ. وَأَمَّا كتُبُهُ فِي الأَصْلِ فَهِيَ (7) صحيحةٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثيِر.   (1) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (2) هو: ابن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث. (3) يعني: مرسلاً. (4) في (ف) : «وقال» . (5) كذا في (ت) و (ك) ، وأهملتْ في بقية النسخ، وتحتمل الفوقيةَ والتحتية، وكلاهما صحيح في العربية؛ لأن الفعل مُسْنَدٌ إلى جمع تكسير «كتبه» ، فيجوز تذكير الفعل وتأنيثه، وإن كان التأنيث أولى. انظر التعليق على المسالة رقم (224) . (6) في (ك) : «قال» بدل: «على» . (7) في (ت) و (ك) : «فهو» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 704 1198/أ - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) بِشْر بْنُ السَّرِيِّ (3) ، عن حمَّاد ابن سَلَمة، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ أَنَسٍ؛ أنَّ أمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ للنبيِّ (ص) : أَلاَ تتزوَّجُ مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ؟ قال النبيُّ (ص) : نِسَاءُ الأَنْصَارِ لَهُنَّ غَيْرٌ (4) ؟ قَالا جَمِيعًا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (5) : حمَّادُ بنُ سَلَمة، عَنْ إِسْحَاقَ، أنَّ أمَّ سُلَيْمٍ (6) قَالَتْ للنبيِّ (ص) ... مُرسَل (7) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1261) . (2) من قوله في المسألة السابقة: «صحيحة عن يحيى ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (3) روايته أخرجها الضياء في "المختارة" (1534) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عنه، به. وأخرجه النسائي في "سننه" (3233) ، وأبو يعلى في "معجم شيوخه" (163) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1535) - والطبراني في "الأوسط" (8207) ، من طريق النضر بن شُميل، عن حماد، عن إسحاق، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قِيلَ: يَا رسول الله، أَلا تتزوَّج مِنْ نِسَاءِ الأَنْصَارِ؟ قال: «إنَّ فيهم غَيْرة شديدة» ، بدون ذكر أم سليم. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إسحاق بن عبد الله إلا حماد بن سلمة، تفرَّد به النضر بن شُميل» . (4) في (ك) : «غيرة» ، ومثله في مصادر التخريج، ولفظه فيها: «إنَّ فيهم [أي: الأنصار] غَيْرَةً» ، و «إنَّ فيهم غَيْرَةً شديدةً» ، وكلا اللفظين - غَيرةٌ، وغَيرٌ - بمعنًى واحدٍ؛ قال الفيومي: «غارَ» الرجلُ على امرأته، والمرأةُ على زوجها، «يغارُ» من باب تَعِبَ، غَيْرًا وغَيْرَةً بالفتح، وغارًا. "المصباح المنير" (ص458) . (5) قال أبو حاتم في المسألة رقم (1261) : «حدثناه أبو سلمة [أي: موسى بن إسماعيل التبوذكي] ، عن حماد ابن سلمة ... » فذكره. (6) في (ك) : «أم سلمة» . (7) كذا في جميع النسخ، يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 705 وسمعتُ أَبِي بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: حديثُ بِشْر ابن السِّريِّ خطأٌ. أَخْبَرَنَا (1) أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا (2) أَحْمَدُ بْنُ سِنَان؛ قَالَ: حدَّثنا يزيدُ (3) بنُ هَارُونَ، عَنْ حمَّاد، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عبد الله ابن أَبِي طَلْحَة (4) ، عَنْ أَنَسٍ؛ أنَّ أُمَّ سُلَيم ... الحديثَ. 1199 - وَسَمِعْتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ (6) وحدَّثنا بِهَذَا الْبَابِ فِي "كِتَابِ النِّكَاحِ" بِطُرُقٍ عَنْ (7) مَعْمَر (8) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أسلَمَ غَيْلانُ بنُ سَلَمة وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَة. فَأَمَرَهُ النبيُّ (ص) أنْ يختارَ أَرْبَعًا. وَأَخْبَرَنَا (9) أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (10) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عن عبد العزيز   (1) في (ت) و (ك) : «ثنا» ، وهي اختصار «حدثنا» . (2) في (ف) : «قلت: وحدثنا» بدل: «أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا» . (3) في (ك) : «ابن زيد» . (4) هو أخو إسحاق، وهذا يعني وجود اختلاف آخر على حماد بن سلمة. (5) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (5/92/ب) حكم أبي زرعة على الحديث، وانظر "التلخيص الحبير" (3/347) ، والمسألة التالية، والمسألة السابقة برقم (1195) . (6) في (أ) : «أبي زرعة» . (7) قوله: «عن» ليس في (أ) و (ش) و (ف) . (8) هو: ابن راشد. وسيأتي تفصيل الكلام على روايته في المسألة التالية. (9) في (ت) و (ك) : «واحا» ، ولعلها مصحَّفةٌ عن «وأنا» . (10) في (ف) : «قلت» بدل: «وأخبرنا أبو محمد؛ قال» . الحديث: 1199 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 706 الأُوَيْسِي؛ قَالَ: حدَّثنا مَالك (1) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أنَّه (2) قَالَ: بلغَني أنَّ رسول الله (ص) قَالَ لِرَجُلٍ مِن ثَقِيفٍ أسْلَمَ وَعِنْدَهُ عَشْرُ نِسْوَة: أَمْسِكْ أَرْبَعًا، وَفَارِقْ سَائِرَهُنَّ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: مُرسَلً (3) أصحُّ. 1200 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيع (5) ، وَمَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (6) ، وَابْنُ عُلَيَّة (7) ، وعيسى بن يونس (8) ، عَنْ مَعْمَر،   (1) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/586) . ومن طريقه سعيد بن منصور في "سننه" (1868) ، والطحاوي في "شرح المعاني"، والدارقطني في "السنن" (3/270) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/182) . قال أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2271) : «ورواه مالك بن أنس في غير "الموطأ"، عن الزهري متصلاً» . ثم رواه من طريق يحيى بن سلام، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن ابن عمر به. وقال ابن عبد البر في"التمهيد" (12/54) : «أخطأ فيه يحيى بن سلام على مالك، ولم يتابَع عنه على ذلك» . (2) قوله: «أنه» ليس في (ش) . (3) كذا في جميع النسخ، وأصل الكلام: هو أصحُّ مرسلً، وجاء قوله: «مرسلً» بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) انظر المسألتين السابقتين برقم (1195) و (1199) . (5) ذكر روايته البيهقي في "السنن الكبرى" (7/182) . (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17176 و36275) ، والدارقطني في "السنن" (3/269) . (7) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (17176) ، وأحمد في "مسنده" (2/13 رقم 4609) - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" (5627) -، وأبو يعلى في "مسنده" (5437) ، وابن حبان في "صحيحه" (4156) . (8) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (4158) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5627) . والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36275) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد في"مسنده" (2/44 رقم 5027) ، والروياني في "مسنده" (1399) ، والطحاوي في "شرح المعاني (3/252) من طريق عبد الأعلى السامي، وأحمد في "مسنده" (2/83 رقم 5558) ، والترمذي في "جامعه" (1128) ، والدارقطني في "السنن" (3/269-270) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (5626) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/149 و182) ، وابن عبد البر في"التمهيد" (12/55) من طريق سعيد بن أبي عَروبة، وأحمد في "مسنده" (2/44 رقم 5027) ، وابن ماجه في "سننه" (1953) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/181) من طريق محمد بن جعفر، وابن حبان في "صحيحه" (4157) من طريق الفضل بن موسى، وابن عدي في "الكامل" (1/178) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (5629) من طريق يحيى بن أبي كثير، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/182) ، وابن عبد البر في"التمهيد" (12/55) من طريق سفيان الثوري، سبعتهم عن معمر، به. ورواه عبد الرزاق، عن معمر، واختُلِف على عبد الرزاق، فرواه إسحاق الدَّبَري في "المصنف" (12621) - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" (5628) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/182) -، وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (234) من طريق محمد بن يحيى، والدارقطني في "السنن" (3/270) من طريق أحمد بن منصور الرمادي، ثلاثتهم (الدبري ومحمد بن يحيى والرمادي) ، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري به مرسلاً. وخالفهم احمد بن يوسف السلمي - كما في "المعرفة" لأبي نعيم (4/2271) - فرواه عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن ابن عمر به. قال أبو نعيم: «وهو وهمٌ؛ لأن الأثبات والأعلام رووه عن عبد الرزاق مرسلاً» . وقال ابن عبد البر في "الاستذكار" (18/142) : «ذكر يعقوب بن شيبة قال: حدثني أحمد بن شَبُّويه قال: قال لنا عبد الرزاق: لم يسند لنا معمر حديث غيلان بن سلمة: أنه أسلم، وعنده عشر نسوة» . الحديث: 1200 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 707 عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة غَيْلان بْنِ سَلَمة؛ حيثُ أسلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَة، فأمره أن يُمْسِكَ أربعةً (1) ...   (1) في (ش) : «أربعًا» ، وجاء مثله في مصادر التخريج، = = وفي المسألة السابقة، وهو الجادَّة؛ لأنَّ المعدود مؤنَّث، والمراد: أربع نسوة، وما أثبتناه من بقيَّة النسخ، صحيحٌ في العربية؛ لعدم ذِكر المعدود بعد العدد. وقد سبق مثله في المسألة رقم (1195) . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (713) . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 708 وذكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هُوَ وَهَمٌ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي سُوَيد (3) ؛ قَالَ: بلغَنا أنَّ النبيَّ (ص) . وَرَوَاهُ عُقَيْلٌ (4) ، عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: بلغَنَا عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي   (1) قال الإمام أحمد في رواية ابنه صالح (1266) : «معمر أخطأ بالبصرة في هذا الإسناد، ورجع باليمن جعله منقطعًا» . وقال الترمذي في "جامعه" (1128) : «سمعت محمد ابن إسماعيل [أي: البخاري] يقول: هذا حديث غير محفوظ، والصَّحيح ما روى شعيب بن أبي حمزة وغيره عن الزهري قال: حُدِّثت عن محمد بن سويد الثقفي: أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشرُ نِسوَة. قال محمد: وإنما حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أن رجلاً من ثَقيف طلَّق نساءه. فقال له عمر لتراجعنَّ نساءك، أو لأرجمنَّ قبرك، كما رُجِم قبرُ أبي رِغال» . وروى البيهقي في "السنن الكبرى" (7/182) بإسناده إلى الإمام مسلم أنه قال: «أهل اليمن أعرف بحديث معمر من غيرهم؛ فإنه حدث بهذا الحديث عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه بالبصرة، وقد تفرَّد بروايته عنه البصريون؛ فإن حدث به ثقة من غير أهل البصرة صار الحديث حديثًا؛ وإلا فالإرسال أولى» . وقال البزار - كما في "التلخيص الحبير" (3/347) -: «جوَّده معمر بالبصرة وأفسده باليمن فأرسله» . وقال ابن عدي في "الكامل" (1/179) : «وهذا الحديث إنما يرويه معمر، عن الزهري، وهو مما أخطأ فيه معمر بالبصرة ... » ، وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (2059) : «ولم يُتابَع معمر على هذا الإسناد» ، وقال في "الاستذكار" (18/142) : «ورواه معمر بالعراق، حدث به من حفظه، فوصل إسناده وأخطأ فيه» ، وبنحوه في "التمهيد" (12/54) . (2) روايته أخرجها البخاري في"التاريخ الأوسط" (1/442) ، و"التاريخ الكبير" (6/248- 249) ، والدارقطني في "السنن" (3/270) من طريق ابن وَهْب، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7 /182) من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عثمان بن محمد بن أبي سويد به. وعند البيهقي: «محمد بن أبي سويد» . (3) هو: عثمان بن محمد بن أبي سويد. (4) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها البخاري في"التاريخ الأوسط" (1/442) ، و"التاريخ الكبير" (6/248) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (3/253) ، والبيهقي في "السنن" (7/182) . ورواه والدارقطني في "السنن" (3/270) من طريق الليث، عن يونس، عن الزهري، بلغنا عن عثمان بن محمد بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) به. قال الطحاوي: «فبيَّن عقيل في هذا عن الزهري مَخْرَج هذا الحديث، وأنه إنما أخذه عما بلغه، عن عثمان بن محمد، عن النبي (ص) ، فاستحال أن يكون الزهري عنده في هذا شيء، عن سالم، عن أبيه، فيدع الحجة به، ويحتج بما بلغه عن عثمان بن محمد بن أبي سويد، عن النبي (ص) . ولكن إنما أُتى معمر في هذا الحديث؛ لأنه كان عنده عن الزهري في قصة غيلان حديثان، هذا أحدهما، والآخر: عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ غيلان بن سلمة طلَّق نساءَه، وقسَمَ مالَه، فبلغ ذلك عمر، فأمره أن يرتجعَ نساءَه ومالَه وقال: لو متَّ على ذلك لرجمتُ قبرك، كما رُجم قبرُ أبي رِغال في الجاهليَّة. فأخطأ معمر، فجعل إسناد هذا الحديث الذي فيه كلام عمر، للحديث الذي فيه كلام رسول الله (ص) ، ففسد هذا الحديث من جهة الإسناد» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 709 سُوَيد: أنّ النبيَّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا أَيْضًا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُوَيد؛ قَالَ: بلغَنَا أنَّ النبيَّ (ص) (1) .   (1) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/92/ب) إعلال أبي زرعة - المتقدم في المسألة السابقة - لهذا الحديث بالإرسال، ثم ذكر أن ابن أبي حاتم نقل نحوه عن والده. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 710 1201 - حدَّثنا (1) [أَبُو مُحَمَّدٍ] (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا صَفْوان بْنُ صَالِحٍ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا مَرْوان بْنُ مُحَمَّدٍ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ الغَيْلِ، ثُمَّ رخَّص فِيهِ، وَقَالَ: لَوْ كَانَ ضَارًّا أَحَدًا، لَضَارَّ فَارِسَ وَالرُّومَ. قَالَ أَبِي: الغَيْلُ: أَنْ يطَأَ الرجلُ امرأتَهُ وَهِيَ تُرْضِعُ (5) . قلتُ لأَبِي: فإنَّ ابْنَ عُيَينة (6) يحدِّث عَنْ عمرو بن دينار، عن   (1) في (ف) : «وحدثنا» بالواو. (2) في جميع النسخ: «أبو بكر» ، وهو خطأ ظاهر، وما أثبتناه هو الصَّواب الموافق لمنهج المصنف في هذا الكتاب، فأبو محمد: هو ابن أبي حاتم نفسه، وصفوان بن صالح من شيوخ أبيه؛ كما في "تهذيب الكمال" (13/193) . وتقدَّم نحو هذا الخطأ في المسألة رقم (63) . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1454/ كشف الأستار) إلا أنه وقع عنده: «صفوان بن صالح ثنا عيسى بن يونس ... » بإسقاط مروان بن محمد بينهما. (4) هو: الطَّاطَري. (5) قال المطرِّزي في "المُغْرِب" (2/120) بعد ذكره لهذا الحديث، بلفظ: «نهى عن الغِيلَة» : «قال أبو عبيد: قال أبو عبيدة: هي الغَيْلُ؛ وذلك أن يجامعَ الرجلُ المرأةَ وهي مرضعٌ"، يقال: أغال وأَغْيَلَ، وعن الكسائي: الغَيْلُ أن تُرضع المرأةُ ولدَها وهي حاملٌ؛ يقال: أغالت وأغْيَلَتْ، وهي مُغِيلٌ ومُغْيِلٌ، والولدُ مغالٌ ومُغْيَلٌ» . اهـ. وبذلك تعلم أن قول أبي حاتم هو قول أبي عبيدة، وهو أيضًا قولُ ثعلب كما في "اللسان" (11/510-511) ، وانظر "المصباح المنير" (ص459) . (6) هو: سفيان، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/47) ، و"شرح المشكل" (3663) ، والطبراني في "الكبير" (11/135 رقم11389) من طريق يحيى بن بكير، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عباس: أن النبيَّ (ص) ... فذكره. الحديث: 1201 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 711 عَطاء: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ الغِيلَةِ (1) ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مُرسَلٌ. وأصحابُ ابنِ جُرَيج لا يَقُولُونَ: «ابْنُ عَبَّاسٍ» ؛ فَلا أَدْرِي الخطأُ مِنْ مَرْوَانَ، أَمْ مِنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ؟ 1202- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ فُضَيْل (3) ، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائب (4) ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عن عبد الله؛ قال (5) : أُتِيَ عبدُالله بْنُ مَسْعُودٍ فِي رجلٍ تزوَّج امْرَأَةً وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَداقَهَا (6) ، فَمَاتَ قبلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا؟ فقال عبد الله: هَذَا أمرٌ مَا سمعتُ فِيهِ بِشَيْءٍ ... وذكرتُ لَهُمَا (7) الحديثَ؟ فَقَالا: رَوَاهُ جَرِير (8) ، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائب، عَنِ الشَّعْبي (9) ؛ قَالَ: أُتِيَ عبدُالله (10) ... وهو أشبهُ (11) .   (1) الغِيلَة: مثل الغَيْل. وقد تقدم تفسير أبي حاتم للغَيْل. وانظر تعليقنا عليه. (2) انظر المسألة رقم (1281) . (3) هو: محمد. (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه. وقد رواه سعيد بن منصور في "سننه" (922) من طريق خالد بن عبد الله الطحان، وابن أبي شيبة في "المصنف" (17115) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما عن عطاء، عَنْ عَبْدِ خير، عَن عَليّ بن أبي طالب بنحوه. (5) أي: عبد خير. (6) في (ف) : «صداقًا» بدل: «صداقها» . (7) أي: لأبيه وأبي زرعة. (8) هو: ابن عبد الحميد. (9) هو: عامر بن شَراحيل. (10) وهو على هذا الوجه مرسل؛ لأن الشَّعْبي لم يسمع من ابن مسعود؛ كما ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" (591) عن أبيه. (11) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/ق11/ب) هذا الحديث والاختلاف فيه، ومن ضمن ما قال: «وروى هذا الحديث عطاء بن السائب، واختُلِف عنه: فرواه ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عن عبد خير فقال: معقل بن سنان. ورواه الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عن عبد خير موقوفًا لم يرفعه. وصَحِيحُه عن الشعبي وإبراهيم مرسل، وأحسنها إسنادًا حديث قتادة؛ إلا أنه لم يحفظ اسم الراوي عن رسول الله (ص) » . الحديث: 1202 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 712 1203 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَشْعَثُ بنُ عبد الملك (1) ، عَنِ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) نهى عن التَّبَتُّل (3) .   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/252 رقم 26150) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1311) من طريق حماد بن مسعدة، وأحمد أيضًا (6/125 رقم 24943) ، والنسائي في "المجتبى" (3213) من طريق خالد بن الحارث، والترمذي في "العلل الكبير" (262) من طريق محمد بن عبد الله بن المثنى، وعبد الله ابن أحمد في "زوائد المسند" (6/252 رقم 26150) من طريق يحيى بن سعيد القطان، وتمام الرازي في "فوائده" (736/الروض البسام) من طريق عبد الله ابن حمران، خمستهم عن أشعث، به. ورواه النسائي في "المجتبى" (3216) من طريق حُصين بن نافع، عن أشعث، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عن عائشة موقوفًا. (2) هو: البصري. (3) سيأتي تفسير أبي حاتم للتبَتُّل في آخر المسألة. الحديث: 1203 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 713 وَرَوَاهُ معاذُ بْنُ هِشَامٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ قَتَادة، عَنِ الْحَسَنِ، عن سَمُرَة: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ التَّبَتُّل. قلتُ: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: أَبِي: قَتادةُ أحفظُ مِنْ أَشْعَث، وأحسَبُ الحديثَيْنِ صحيحَيْنِ؛ لأنَّ لِسَعْدِ (3) بْنِ هِشَامٍ قِصَّةً فِي سُؤَالِهِ عائِشَةَ عَنْ تَرْك النِّكاح؛ يَعْنِي: التَّبَتُّلَ (4) . 1204 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَجْلَح (6) ، عَنِ الشَّعْبي، عن عبد الله بْنِ الخَلِيل (7) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقَم؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فقال: إنَّ عليًّا أفتى باليَمَنِ (8) فِي ثلاثةٍ وَقَعُوا عَلَى جاريةٍ (9) فوُلِدَ بينهم ولدٌ ... الحديثَ (10) ؟   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (15912) ، وأحمد في "مسنده" (5/17 رقم 20192) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1312) ، والترمذي في "جامعه" (1082) ، وفي "العلل الكبير" (261) ، والنسائي في "المجتبى" (3214) ، وابن ماجه (1849) ، وابن الجارود في "المنتقى" (673) ، والطبراني في "الأوسط" (8496) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا هشام، تفرَّد به معاذ» . (2) هو: هشام الدَّستوائي. (3) في (ك) : «أسعد» بدل: «لسعد» . (4) قال الترمذي في الموضع السابق من "جامعه": «حديثُ سمرة حديث حسنٌ غريب، وروى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديثَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) نحوه، ويقال: كِلا الحديثين صحيحٌ» . وقال في الموضع السابق من "العلل الكبير" سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث الحسن، عن سمرة محفوظٌ، وحديث الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ، عن عائشة هو حسنٌ. قال محمد: وقد روي عَنْ سَعْدِ بْنِ هشام، عَنْ عائشة موقوفًا» . وقال النسائي في الموضع السابق: «قتادة أثبتُ وأحفظُ من أشعث، وحديثُ أشعث أشبهُ بالصَّواب، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ» . (5) ستأتي هذه المسألة مطوَّلة برقم (2317) وفيها تفصيل الكلام على هذا الحديث. (6) هو: ابن عبد الله الكندي، وسيأتي ذكر من أخرج روايته في المسألة رقم (2317) . (7) قال المزي في "تهذيب الكمال" (14/457) : «ويقال: ابن أبي الخليل، ويقال: ابن الخليل بن أبي الخليل، الحضرمي أبو الخليل الكوفي» . (8) في (ش) : «باليمين» . (9) وكانوا شركاء في ملكيَّتها. انظر التعليق التالي. (10) تمامه: فقال عليٌّ لأحدهم: تَدَعُه لهذا؟ فأبى، وقال لهذا: تَدَعُه لهذا؟ فأبى، وقال لهذا: تَدَعُه لهذا؟ فأبى، قال عليٌّ ح: أنتم شركاءُ متشاكسون، وسأُقرع بينكم، فأيكم أصابته القرعة فهو له، وعليه ثُلُثا الدِّية، فضحك رسول الله (ص) حتى بَدَت نواجذُهُ. الحديث: 1204 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 714 فَقَالَ أَبِي: قَدِ اخْتَلَفُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فاضطَربوا، والصَّحيحُ: حديثُ سَلَمة بْنِ كُهَيل (1) . 1205- وسألتُ أَبِي (2) عن حديثٍ رواه كَثير ابن هِشَامٍ (3) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه (4) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَجْلِسَ الرجلُ عَلَى مائدةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الخَمْرُ، وأنْ تُنكَحَ المرأةُ (5) عَلَى عَمَّتها؟ قال أبي: هَذَينِ الحَدِيثَينِ خَطَأٌ (6) ؛ يَرْوِيهِ عَنْ جَعْفَرٍ (7) عَنْ رجُلٍ،   (1) ستأتي روايتُهُ وتخريجها في المسألة رقم (2317) . (2) نقل بعض هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (5/112/أ) ، وستأتي برقم (1555) و (1576/أ) ، وانظر المسألة رقم (1474) . (3) سيأتي الكلام على روايته مفصَّلاً في المسألة رقم (1474) . (4) قوله: «عن أبيه» مكرر في (ك) . (5) في (ك) : «وأنْ يَنْكِحَ المرأةَ» . (6) كذا العبارة في جميع النسخ، والجادًَّّة أن يقال: «قَالَ أَبِي: هَذَانِ الْحَدِيثَانِ خطأٌ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه تخريجان: الأوَّل: حمله على إمالة الألف نحو الياء، فَتُكْتَبُ ياءً، وتنطق ألفًا ممالة، والإمالةُ لغةُ بني تميم ومن جاورهم. والثاني: حمله على لغة بني سُلَيْم، في إجراء القول مجرى الظن مطلقًا في نصب مفعولين، وتنطق الياء على ذلك ياءً خالصة. وقد أوضحنا هذين الوجهين في التعليق على المسألة رقم (759) ، وانظر المسألة رقم (25) . (7) كذا في جميع النسخ! وفي "البدر المنير": «يرويه جعفر» ، وفي المسألة رقم (1555) : «يروونه عن جعفر» . الحديث: 1205 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 715 عَنِ الزُّهْري هَكَذَا، وَلَيْسَ هَذَا مِن صحيحِ حَدِيثِ الزُّهْري. أَمَّا حديثُ «نَهَى أَنْ تُنْكَحَ المرأةُ عَلَى عَمَّتِهَا وَعَلَى خَالَتِهَا» ؛ فإنَّ عُقَيلاً (1) رَوَاهُ (2) عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُبَيدِالله بنِ عبد الله، وقَبيصَةَ ابنِ ذُؤَيب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ. وَأَمَّا قصَّةُ الْمَائِدَةِ: فَهُوَ مُفتعَلٌ (3) لَيْسَ مِن حديثِ الثِّقَات. 1206 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ عُيَينة (4) ، عَنِ ابْنِ   (1) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها المروزي في "السنة" (288) عن يحيى بن أيوب وابن لَهِيعَةَ، عَن عقيل، عَنِ ابْنِ شهاب، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ وَعُرْوَةَ بن الزبير وعبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة به. ورواه أحمد في "مسنده" (2/452 رقم9834) من طريق ليث، عَن عقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عن قبيصة، عن أبي هريرة به. ورواه البخاري في "صحيحه" (5110) ، ومسلم في "صحيحه" (1408) ، وأحمد في "مسنده" (2/401 رقم9203) من طريق يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ ابن ذؤيب، عن أبي هريرة به. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «روى» . (3) كذا، وهو من الحمل على المعنى؛ تأوَّل القصَّة على معنى «الحديث» ، والمراد: وأما حديثُ المائدة فهو مُفتعَلٌ، وانظر في الحمل على المعنى بتذكير المونَّث المسألة رقم (270) . وقد يقال: إنَّه من حذف المضاف مع إقامة المضاف إليه مقامه، والتقدير: وأمَّا حديثُ قصة المائدة ... إلخ. وانظر في حذفِ المضافِ التعليقَ على المسألة رقم (2) . (4) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (440) ، وسعيد ابن منصور في "سننه" (369) ، وأحمد في "مسنده" (5/213 رقم 21858) ، والنسائي في "الكبرى" (8982) ، وابن الجارود في "المنتقى" (728) ، وأبو عوانة في "مسنده" (4294) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (3/43) ، و"مشكل الآثار" (6131) ، وابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (215-216) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/197) . الحديث: 1206 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 716 الهادِ (1) ، عَنْ عُمَارَة بْنِ خُزَيمة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، أخطَأَ (2) فِيهِ ابنُ عُيَينة (3) ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ الهادِ، عَنْ عليِّ بن عبد الله بن السَّائِب، عن عُبَيدالله بْنِ مُحَمَّدٍ (4) ، عَنْ هَرَمِيّ (5) ، عَنْ خُزَيمة، عن النبيِّ (ص) (6) .   (1) في (ت) و (ك) : «أبي الهاد» بدل: «ابن الهاد» . وابن الهاد هو: يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد. (2) قوله: «أخطأ» سقط من (ك) . (3) قال الشافعي -كما في "آداب الشافعي" لابن أبي حاتم (ص215) -: «غلط سفيان في إسناد هذا الحديث» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (8/256) : «وقال ابْنُ عُيَيْنَةَ: عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ أبيه، وهو وهمٌ» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (7/197) : «رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الهاد؛ فأخطأ في إسناده» . وقال أيضًا: «ومدار هذا الحديث على هرمي ابن عبد الله، وليس لعمارة بن خزيمة فيه أصل؛ إلا من حديث ابن عيينة، وأهل العلم بالحديث يَرْوُنَهُ خطأ» . (4) كذا في جميع النسخ «محمد» ، وصوِّبت بهامش (أ) إلى «حصين» لكن بخط مغاير. (5) هو: ابن عبد الله الواقفي. (6) كذا نقل المصنف هنا عن أبيه! وفي "آداب الشافعي ومناقبه" (ص215) نقل عن أبيه قوله: «الصحيح: ابن الهادِ، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هَرَمِيّ ابن عبد الله، عن خُزيمة، عن النبي (ص) » ، وهذا هو الصَّواب: فقد أخرج الحديث سعيد بن منصور في "سننه" (368) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/197) - والطبراني في "الكبير" (4/90 رقم 3743) من طريق الدراوردي، والإمام أحمد في "المسند" (5/215 رقم21874) ، والنسائي في "الكبرى" (8984) ، وابن حبان في "صحيحه" (4198) من طريق إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، والطبراني في "الأوسط" (977) من طريق زهير بن محمد، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/256) ، والنسائي في "الكبرى" (8985) ، والطبراني في "الكبير" (4/89-90 رقم3741) من طريق أبي مصعب عبد السلام بن حفص المدني، والطبراني (3742) من طريق ابن أبي حازم، خمستهم عن يزيد بن الهاد، عن عبيد الله بن عبد الله بن الحصين، عن هَرَمي ابن عبد الله، عن خزيمة بن ثابت، به..وللاطلاع على أوجه الاختلاف في هذا الحديث انظر التعليق على "سنن سعيد بن منصور". الجزء: 3 ¦ الصفحة: 717 1207 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خالدٍ الأحمَرُ (2) ، عَنْ أَشْعَث بْنِ سَوَّار، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ البَرَاء، عَنْ خَالِهِ (3) : أنَّ رَجُلا تزوَّج امرأةَ أَبِيهِ - أَوِ امرأةَ ابنِهِ (4) - فأرسَلَ إليه النبيُّ (ص) فقَتَلَهُ. فقلتُ لأَبِي: حدَّثنا أَبُو سعيدٍ الأَشَجُّ (5) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ كَمَا ذكرتُ. وحدَّثنا الأَشَجُّ، عَنْ حَفْص (6) ، عَنْ أَشْعَث، عَنْ عَدِيٍّ، عن البَرَاء؛   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1277) عن أبي زرعة. (2) هو: سليمان بن حيَّان. (3) في (ك) : «خالد» . (4) في (ك) : «امرأة أبيه وامرأة ابنه» . (5) هو: عبد الله بن سعيد. وروايته أخرجها ابن خزيمة في "جزئه" (72) وهي رواية يَزداد بن عبد الرحمن الكاتب، عنه به. وتابع خالد الواسطي أبا خالد الأحمر على هذا الوجه، كما في "العلل" للدارقطني (6/21) . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/237) من طريق ابن خزيمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ، عَنْ أبي خالد الأحمر، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ، قال: رأيت خالي ... فذكره. ومن هذا الوجه ذكره ابن أبي حاتم في المسألة الآتية برقم (1277) . (6) هو: ابن غياث. ورواية الأَشَجِّ أخرجها في "جزئه" (73) ، ومن طريقه الترمذي في "جامعه" (1362) ، والبزار في "مسنده" (3794) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/148) . قال الترمذي: «حديث حسنٌ غريب» . ورواه ابن ماجه في "سننه" (2607) من طريق سهل بن أبي سهل، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/149) من طريق يوسف بن مَنازل، وأبو يعلى في "مسنده" (1667) ، والدارقطني في "السنن" (3/196) من طريق أبي معمر القطيعي، ثلاثتهم (سهل ويوسف وأبو معمر) عن حفص بمثله. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33602) عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ أن النبي (ص) أرسله إلى رجل ... فذكر. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (942) ، وأحمد في "مسنده" (4/292 رقم18579) عن هشيم، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ البراء، عن عمه به. وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (2607) من طريق إسماعيل بن موسى، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2010) ، والطبراني في "الكبير" (3/277 رقم 3405) - ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (5/265) - من طريق سليمان بن داود العتكي أبو الربيع الزهراني، وأبو يعلى في "مسنده" (1666) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/174) من طريق سُنيد بن داود، والطحاوي في "شرح المعاني" (3/148) من طريق سعيد بن يعقوب الطالقاني، خمستهم عن هشيم به. ووقع في المطبوع من "المعجم الكبير" للطبراني: «عن عدي، عن يزيد ابن البراء، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: مَرَّ بِي الحارث بن عمرو ... » ، فذكره. كذا بزيادة: «يزيد بن البراء» وقد رواه المزي من طريق الطبراني وليس فيه: «يزيد بن البراء» ، وهذا هو الموافق لرواية الجماعة عن هشيم، والله أعلم. ورواه حجاج بن أرطاة - كما في "العلل" للدارقطني (6/22) - عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ الْبَرَاءِ، عَنِ عمه به. الحديث: 1207 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 718 قَالَ: مَرَّ بِي خَالِي أَبُو بُرْدَة بْنِ نِيَار وَمَعَهُ لِوَاء، فقلتُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ (1) : بَعَثَني رسولُ الله (ص) إِلَى رَجُلٍ تَزَوَّجَ امرأةَ أَبِيهِ (2) آتِيَهُ (3) برأسِهِ؟ فَقَالَ أَبِي: وَهِمَا جَمِيعًا؛ إِنَّمَا هُوَ: كَمَا رَوَاهُ زيدُ بن أبي   (1) في (ش) و (ف) : «قال» . (2) في (ك) : «امرأة ابنه» ، وهو تصحيف. (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أَنْ آتِيَهُ» ، كما في بعض مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ - ومثلُهُ في بعض المصادر - يخرَّج على حذف «أنْ» ، فيجوز حينئذ نَصْبُ الفعلِ على قول الكوفيين، ويجوزُ رفعُهُ على قول الأخفش، وحَذْفُ «أنْ» لغةٌ فاشيةٌ في كلام الشافعي _ح، وتقدير الكلام هنا: بعثني ... لآِتِيَهُ برأسه. وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (1024) . وليس لقائل أن يقول: إنَّ «آتِيهِ» : صحيحٌ على الرفع بدون تقدير «أنْ» ، وتكون الجملة من الفعل والفاعل المفعول في محل نصب على الحال من مفعول «بعثني» ، أي: بعثني حالةَ كوني آتِيًا برأسه، لأمرَيْنِ: الأوَّل: أنَّ هذا خلافُ المعنى المقصود؛ فإنَّ الإتيان برأسه عِلَّةٌ غائيَّةٌ لِبَعْثه، ولم يكنْ آتيًا برأسه عند بعثه، وهذا واضح. والثاني: أنَّ المشهور أن يقال: بعثني فلانٌ إلى فلان في كذا، وهذا مخالفٌ لهذا الاحتمال، والله أعلم. الجزء: 3 ¦ الصفحة: 719 أُنَيسة (1) ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ البَرَاء، عَنِ البَرَاء، عَنْ خَالِهِ أَبِي بُرْدَة، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عمِّه أَبِي بُرْدَة. 1208 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عِمْران الجَعْفَري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ؟ قَالَ أَبِي: الحديثُ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ، وقد رواه مِنْدَلٌ أيضًا.   (1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2285) ، والنسائي في "سننه" (3332) ، والطبراني في = = "الأوسط" (1119 و6652) من طريق عبد الله بن جعفر، وأبو داود في "سننه" (4457) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/253) - من طريق عمرو بن قُسَيْط، وابن الجارود في "المنتقى" (681) ، والطبراني في "الكبير" (3/277 رقم3406) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/162) و (8/208) من طريق عبيد بن جناد، ثلاثتهم عن عُبيدالله بن عمرو الرقي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة به. قال الطبراني بعد أن ذكر له حديثًا آخر: «لم يرو هذين الحديثين عن زيد إلا عبيد الله بن عمرو» . وخالفهم يوسف بن عدي - فيما أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/150) فرواه عن عُبيدالله بن عمرو الرقي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن جابر الجعفي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنْ البراء، عن خاله ... فذكره. ورواه أحمد في "مسنده" (4/295 رقم18610) من طريق عبد الغفار بن القاسم، عَنْ عَدِيٍّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ البراء، عن البراء، لقيت خالي ... فذكره. قال عبد الله ابن الإمام أحمد: «ما حدث أبي عن أبي مريم عبد الغفار إلا هذا الحديث لعلته» . ورواه يزيد بن الرهاوي - كما سيأتي في المسألة رقم (1277) - عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قال: لقيت عمي ... فذكره. واختلف في الحديث على أوجه أخر، ويأتي ذكرها في المسألة رقم (1277) . الحديث: 1208 ¦ الجزء: 3 ¦ الصفحة: 720 قلتُ: فحدَّثنا علي بن الحَرْب (1) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عِمْرَانَ ... هَذَا الحديثَ، هَذَا المقدارَ مِنَ الْمَتْنِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (2) : حدَّثنا (3) أَبُو سعيدٍ الأَشَجُّ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عِمْران ... هَذَا الحديثَ، وَزَادَ فِيهِ: وَأَنْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَانْكِحُوا إلَيْهِمْ؟ قَالَ أَبِي: الحارثُ ضعيفُ الحديثِ، وَهَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. وَقُلْتُ (4) لأَبِي: وَرَوَاهُ أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَنْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَاختَارُوا لِنُطَفِكُمْ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ، لا يَحْتملُ هشامُ بْنَ عُرْوَة هَذَا. قلتُ (6) : فممَّن هُوَ؟ قال: مِنْ راويه.   (1) في (أ) و (ش) و (ف) و (ك) : «علي بن الحارث» . والمثبت من (ت) ، وهو الصواب. انظر "الجرح والتعديل" (6/183 رقم 1006) ، و"تهذيب الكمال" (20/361-362) . (2) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) . وسقطت اللام من قوله: «قال» في (أ) . (3) في (ف) : «وحدثنا» بالواو. (4) في (ت) و (ك) : «قلت» بلا واو. (5) واسمه: إسماعيل بن يعلى. (6) في (ف) : «فقلت» . الجزء: 3 ¦ الصفحة: 721 قلتُ: مَا حالُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ يَعْلَى؟ قَالَ: ضعيفُ الْحَدِيثِ (1) . تَمَّ الجُزْءُ السابِعُ بحمدِ الله وعَوْنِهِ (2) ، ويتلوه في الجُزْءِ الثَّامِنِ في حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ عَطيَّة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . والحمد لله رب العالمينوصلواتُهُ على مُحَمَّدٍ وآلِهِ (3)   (1) سيأتي هذا الحديث من طريق آخر عن هشام في المسألة رقم (1219) ، وهذا النص نقل بعضه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/615) بتصرف، والعجلوني في "كشف الخفاء" (1/302) . والحديث أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (1/264) من طريق علي بن حرب، عن الحارث به، ثم قال: «هذا حديث غريب من حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أبيه عن عائشة، اشتهر برواية الحارث بن عمران الجعفري عنه، وقد روي أيضًا عن أبي أمية بن يعلى وعكرمة بن إبراهيم، وأيوب بن واقد، ويحيى بن هشام السمسار، عن هشام. واختلف على الحكم بن هشام العقيلي فيه، فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه، عن هشام، ورواه هشام بن عمار، عن الحكم بن هشام، عن مندل بن علي، عن هشام، وكل طرقه واهية وروى عن قتادة، عن عروة، عن عائشة كذلك. حدث به أبو معاوية الضرير، عن المختار = = ابن منيح، عن قتادة، ويقال: لم يروه عن المختار غير أبي معاوية. ورواه أبو المقدام هشام بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً، وهو أشبه بالصواب، والله أعلم» . (2) في (ف) : «وعونه ومَنِّه» . (3) من قوله: «تم الجزءُ السابع ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وفي (ش) : «آخر الجزء السابع» ، وجاء في (ف) بعد قوله: «والحمدُ لِلَّهِ رب العالمين» : «وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسَلَّم تسليمًا كثيرًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل» الجزء: 3 ¦ الصفحة: 722 بِسم اللهِ الرَّحمن الرَّحيم وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ وسلَّم تسليمًا كثيرًا (1) الجُزْءُ الثَّامنُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى (2) ذِكْرِ (3) عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي النِّكَاحِ، والطَّلاَقِ، والأَيْمَانِ والنُّذُورِ، والحُدُودِ، والدِّيَاتِ، وأَوَّلِ الأَحْكَامِ والأَقْضِيَةِ، وغَيْرِهِ (4) 1209 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ عَطيَّة (6) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ تزوَّج أمَّ سَلَمة (7) ... ؟ فَقَالَ أَبِي: سألتُ أَبَا الْوَلِيدَ الطَّيَالِسيَّ عن هذا الحديث؟ فقال:   (1) قوله: «كثيرًا» ليس في (ف) . (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) . (3) قوله: «ذكر» ليس في (ف) . (4) قوله: «وأول الأحكام والأقضية وغيره» ليس في (ف) ، ومن قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (5) سيأتي بعض هذه المسألة برقم (1211) ، وانظر رقم (1213) . (6) روايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2134) ، ومن طريقه أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/422) ، والبزار في "مسنده" (1426/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3385) ، والطبراني في "الكبير" (23/247 رقم 498) ، وابن عدي في "الكامل" (2/205) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (7416) . قال البزار: «لا نعلمه عن ثابت، عن أنس إلا من طريق الحكم، ورأيته في موضع آخر تزوجها على متاع ورحًى قيمتُه أربعون درهمًا» . (7) تمامه: على شيء قيمتُه عشرةُ دراهم. كما في مصادر التخريج السابقة. الحديث: 1209 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 5 مَا تَصْنَعون بِهَذَا؟ هَذَا خطأٌ. قُلْنَا (1) : وَمَا الصَّحيحُ يَا أَبَا الْوَلِيدِ؟ قَالَ: مَا حدَّثنا حمَّادُ بنُ سَلَمة (2) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) (3) . قَالَ أَبِي: فقلتُ لَهُ: قَدْ حدَّث به أبو داود الطَّيَالسي، عن الحَكَم. فلم يُبَالِي (4) بِهِ، وَلَمْ يُحَدِّثنا بِهِ. قلتُ لأَبِي: وَمَا الصَّحيحُ عِنْدَكَ؟ قَالَ: حديثُ عُمَرَ (5) بْنِ أَبِي سَلَمة. قلتُ: فإنَّ جَعْفَرَ بْنَ سُلَيمان (6) يُحَدِّث بِهِ عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ   (1) في (ف) : «قلت» . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/295 و317 رقم 26529 و26697) ، والنسائي في "المجتبى" (3254) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (3/11) ، وابن حبان في "صحيحه" (2949) من طريق يزيد بن هارون، وأبو داود في "سننه" (3119) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/11) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبوذكي، وأبو يعلى في "مسنده" (6907) ، وابن حبان في "صحيحه" (2949) من طريق إبراهيم ابن الحجاج، ثلاثتهم (يزيد وموسى وإبراهيم) ، عن حماد به. (3) هو الحديث الطويل المشهور في قصَّة وفاة أبي سلمة ح، وخِطْبة النبي (ص) لأم سلمة، واعتذارها بِالغَيْرة، ثم موافقتها بعد أن دعا لها النبيُّ بذهاب غَيْرتها، وفيه قوله (ص) : «إن شئتِ سبَّعْتُ لكِ وسبَّعْتُ لنسائي ... » إلخ. (4) كذا في جميع النسخ: «يبالي» بإثبات الياء، والجادَّة حذفها؛ لأنه مضارعٌ معتلُّ الآخر مجزومٌ بـ «لم» ، وما في النسخ صحيح، وانظر توجيهه لغة في التعليق على المسألة رقم (228) . (5) في (ك) : «عمرو» . (6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6701) ، وأحمد في "مسنده" (6/314 رقم26670) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (17/245) : «قول جعفر بن سليمان في هذا الحديث: عن ثابت، حدثني عمر بن أبي سلمة، خطأٌ، وإنما هو الثابت عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سلمة، كما قال حماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة» . ورواه الترمذي في "جامعه" (3511) من طريق عمرو ابن عاصم، والنسائي في "الكبرى" (10909) من طريق آدم بن أبي إياس، والطبراني في "الكبير" (23/246 رقم497) من طريق محمد بن كثير، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/186-187) من طريق عبد الله بن محمد العيشي، أربعتهم عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ = = ابن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عن أبي سلمة به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 6 عمر (1) بن أبي سَلَمة، لا يقول (2) : عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة (3) . قَالَ أَبِي: نَقَصَ جعفرُ بن سُلَيمان رَجُلً (4) ، والصَّحيحُ: حَدِيثُ حمَّاد بْنِ سَلَمة. قيل لأبي: فإنَّ عفَّان (5) حدَّث (6) عن حمَّاد ابن سَلَمة، عن ثابت، عن   (1) في (أ) يشبه أن تكون: «عمرو» . (2) قوله: «عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ لا يقول» سقط من (ت) و (ك) . (3) من قوله: «قلت فإن جعفر ... » إلى هنا سقط من (ش) بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم الكلام عليها في المسالة رقم (34) . (5) في (ف) : «عثمان» . وعفان هذا: هو ابن مسلم الباهلي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/313 رقم 26669) ، وابن سعد في "الطبقات" (8/89) . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (4/27 رقم 16343) من طريق روح بن عبادة، والنسائي في "الكبرى" (10911) من طريق محمد بن كثير، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/67) من طريق هُدْبَة بن خالد، ثلاثتهم (روح ومحمد وهدبة) ، عن حماد بمثله. (6) في (ت) و (ك) : «حدثه» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 7 ابْنِ عُمَرَ (1) بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة؛ بعضَ (2) هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ: اختَصَر عَفَّان (3) مِنَ الحديث شَيْءً (4) .   (1) من قوله: «قيل لأبي ... » إلى هنا سقط من (ك) . (2) من قوله: «عن حماد بن سلمة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (3) في (ت) و (ك) : «عثمان» . (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . هذا وممن أعلَّ هذا الحديث: الإمام أحمد، فقد روى الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/217-218) عن الأثرم: أن الإمام أحمد قال: «وكان ذلك الشيخ الآخر الحكم بن عطيَّة الذي يروي عن الحسن أشياء عندي - أي صالح - حتى وجدتُ له غرائب عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النبي (ص) تزوَّج أم سلمة على قيمة عشرة دراهم، وهؤلاء الشُّيوخ يخطئون على ثابت. وإنما يريد الحديثَ الذي رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أبي سلمة. فقلت: نعم. وسليمان أيضًا يرويه. فقال: نعم، ولكن حماد بن سلمة أحسن [منه] حديثًا. قلت: وأسنده حماد، ولم يسنده سليمان. قال: نعم» . وانظر "الضعفاء" للعقيلي (1/258) . وقال الدارقطني في "العلل" (5/170/أ) : «يرويه ثابت البناني، واختُلِف عنه، فرواه جعفر بن سليمان الضبعي وزهير بن العلاء، عن ثابت، عن [في الأصل: ابْنِ] عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن أم سلمة. وخالفه حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ، رَوَاهُ عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أم سلمة. وقال سليمان بن المغيرة: عن ابن أم سلمة - ولم يسمِّه - عن أم سلمة، وقول حماد بن سلمة أشبهها بالصَّواب» . اهـ. قلنا: رواية زهير التي ذكرها الدارقطني أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/354) . ورواية سليمان بن المغيرة أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1827) من طريق النضر بن شميل، وأبو يعلى في "مسنده" (6908) من طريق هُدْبة بن خالد، كلاهما عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابن أم سلمة، عن أبي سلمة، به. ورواه أحمد في "مسنده" (6/314 رقم 26670) عن عفان، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابن عمر ابن أبي سلمة، عن أبي سلمة به. ورواه الطحاوي في "شرح المعاني" (3/11) من طريق آدم بن أبي إياس، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أم سلمة به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 8 1210 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (2) وأَبَانُ (3) ؛ فَقَالا: عَنْ قَتَادة، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عامر.   (1) نقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/147) بعض هذا النص بتصرف. ونقل ابن الملقن في "البدر المنير" (5/89/ب) عن أبي حاتم وأبي زرعة أنهما قالا: «حديث صحيح» ، وهذا تصرُّف في النقل ليس بجيِّد؛ فإنهما لم يصحِّحا الحديث، ولكن رجَّحا أحد الوجهين المرويَّين عن قتادة على الآخر، وهذا لا يلزم منه تصحيح الحديث نفسه. (2) روايته أخرجها الشافعي في "المسند" (ص 290-291) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (15987) ، والطبراني في "الكبير" (17/348 رقم 959) من طريق إسماعيل بن علية، وعبد الرزاق في "المصنف" (10629) من طريق عثمان بن مطر، والطبراني في "الكبير" (17/349 رقم 960) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/140) من طريق أبي بحر البكراوي، ثلاثتهم (ابن علية وعثمان وأبو بحر) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ به. = ... ورواه الدارمي في "مسنده" (2239) من طريق يزيد بن هارون، وابن ماجه في "سننه" (2190) من طريق خالد بن الحارث، والنسائي في "الكبرى" (6279) من طريق إبراهيم بن طهمان، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/141) من طريق أبي عاصم، والبيهقي أيضًا (7/140) من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الوهاب بن عطاء، خمستهم (يزيد وخالد وإبراهيم وأبو عاصم وعبد الوهاب) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة أو عقبة به. ورواه أحمد في "مسنده" (5/8 رقم 20085) ، والترمذي في "جامعه" (1110) ، والنسائي في "الكبرى" (6278) من طريق محمد بن جعفر غندر، والطبراني في "الكبير" (7/203 رقم6842) من طريق الحسن بن صالح، والحاكم في "المستدرك" (2/175) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/140) - من طريق يحيى بْن أَبِي طالب، عَن عبد الوهاب بن عطاء، ثلاثتهم عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة به. (3) هو: ابن يزيد العطَّار. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (4/149 رقم 17349) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/139) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10628) من طريق عبد الله بن مُحَرَّر، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عقبة، به. (4) هو: البصري. الحديث: 1210 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 9 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وَرَوَاهُ هَمَّامٌ (2) وهشامٌ الدَّسْتوائي (3) وحمَّادُ بنُ سَلَمة (4) وسعيدُ بنُ بَشير (5) ؛ فَقَالُوا: عَنْ قَتَادة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا زَوَّجَ الوَلِيَّانِ، فَهُوَ (6) لِلأَوَّلِ؟ فَقَالا: عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) : أصحُّ؛ لأنَّ ابْنَ أَبِي عَروبة   (1) في (ف) : «قلت» بدل: «قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ» . (2) هُوَ: ابْنُ يحيى. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/8 و11 رقم 20090 و20121) ، وأبو داود في "سننه" (2088) ، وابن ماجه في "سننه" (2344) ، والطبراني في "الكبير" (7/203 رقم 6841) . (3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (945) ، وأحمد في "مسنده" (5/11 و12 و18 رقم 20116 و20141 و20206 و20208) ، وأبو داود في "سننه" (2088) ، والنسائي في "الكبرى" (5397 و5398) ، والروياني في "مسنده" (800 و810) ، والطبراني في "الكبير" (7/202 رقم6839) ، والحاكم في "المستدرك" (2/35 و174-175) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/141) . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/18-19 و22 رقم 20208 و20263) ، والدارمي في "مسنده" (2240) ، وأبو داود في "سننه" (2088) ، والطبراني في "الكبير" (7/203 رقم6840) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/141) . (5) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2191) ، والحاكم في "المستدرك" (2/135) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/141) . ورواه الطبراني في "الكبير" (7/203 رقم 6843) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/191) من طريق سلام ابن أبي المطيع، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث سلام، لم نكتبه عاليًا إلا من هذا الوجه» . (6) أي: التزويج؛ فيعود الضمير إلى المصدر المستفاد من الفعل «زوَّج» ، ونظير ذلك الضميرُ «هو» في قوله تعالى: [المَائدة: 8] {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ، أي: العدل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 10 حدَّث بِهِ (1) قَدِيمًا فَقَالَ: عَنْ سَمُرة (2) ، وبِأَخَرَةٍ شَكَّ فِيهِ (3) . 1211 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرٌ (5) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عمر (6) ابن أَبِي سَلَمة، عَنْ أمِّ سَلَمة: أنَّ النبيَّ (ص) تزوَّجها ... ، الحديثَ؟ فَقَالَ (7) أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ: رَوَاةُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ، وَهَذَا أصحُّ الحديثَيْنِ؛ زَادَ فِيهِ رَجُلاً. قَالَ أَبِي: أَضْبَطُ (8) الناسِ لِحَدِيثِ ثابتٍ وعليِّ بْنِ زَيْدٍ: حمَّادُ بنُ سَلَمة؛ بيَّن خطَأَ الناس.   (1) قوله: «به» سقط من (ف) . وهو ضمن السقط الذي في (ت) و (ك) ؛ كما سيأتي في التعليق التالي. (2) من قوله: «عن النبي (ص) ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) بسبب انتقال البصر. (3) قال البيهقي في "الكبرى" (7/141) : «هذا الاختلاف وقع من ابن أبي عَروبة في إسناد هذا الحديث، وقد تابعه أبان العطار، عن قتادة في قوله: " عن عقبة بن عامر"، والصَّحيح رواية من رواه عن سمرة بن جندب» . وقال أيضًا في "المعرفة" (10/70) : «وكان ابن أبي عَروبة يشكُّ فيه، فتارة يرويه عن عقبة بن عامر، وتارة عن سمرة بن جندب، وتارة عن أحدهما بالشك، والصَّحيح: رواية همام وهشام وحماد بن سلمة وغيرهم عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1209) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1213) و (1272) . (5) هو: ابن سليمان الضُّبَعي. وقد تقدم ذكر من أخرج روايته في المسألة رقم (1209) . (6) في (ك) : «عمرو» . (7) في (أ) و (ش) : «قال» . (8) قوله: «أضبط» لم يتضح في (ش) . الحديث: 1211 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 11 1212 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بنُ خَلَف، وحمَّادُ بنُ زَيْدٍ (2) ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ: وأحسَبُهُ عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ مُوسَى: عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ لَهُ ابْنَتَان ِ أَوْ ثَلاثَةٌ (3) كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ ... الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة (4) ، عَنْ ثَابِتٍ (5) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ بالصَّوَاب. وحمَّاد بْنُ سَلَمة أثبتُ النَّاسِ فِي ثابتٍ وعليِّ بن زيد.   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2004) . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/147-148 رقم 12498) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1378/المنتخب) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (110) ، وابن حبان في "صحيحه" (447) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/80-81) . وفي رواية ابن حبان: «عن أنس» بلا شك. (3) كذا في جميع النسخ: «ثلاثة» ، وفي مصادر التخريج: «من عال ابنتين أو ثلاثًا» ، وهو الأفصح، وما في نسخنا صحيح؛ لعدم ذكر المعدود بعد العدد، وقد أوضحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (713) . (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/84) تعليقًا. قال البيهقي في "الشعب" (15/188) : «مرسل بين ثابت وعائشة» . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/156 رقم 12593) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3448) من طريق محمد بن زياد البُرْجُمي، عن ثابت، عن أنس به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/83) من طريق زياد بن خيثمة، عن ثابت، عن أنس به. قال البيهقي في "الشعب" (15/188) : «وروي فيه عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) والمحفوظ عنه: عن ثابت، عن النبي (ص) مرسلاً، وقيل: عنه، عن ثابت، عن أنس أو غيره، وقيل غير ذلك» . (5) قوله: «عن ثابت» سقط من (ش) . الحديث: 1212 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 12 1213 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو قُتَيبة (2) ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمة بن عبد الرحمن، عَنْ أُمِّ سَلَمة: أنَّ النبيَّ (ص) لمَّا خَطَبها قَالَ لَهَا: إنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَكِ، وَإِنْ سَبَّعْتُ لَكِ سَبَّعْتُ لِنِسَائِي (3) ، وَإنْ شِئْتِ زِدتُّ فِي مَهْرِكِ وَزِدتُّ فِي مُهُورِهِنَّ؟ قَالَ: كَذَا رَوَاهُ أَبُو قُتَيبة! والناسُ يَروون عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لأُمِّ سَلَمة ... ، الْحَدِيثَ (4) ، وَهُوَ أشبهُ. قَالَ أَبِي: لَوْ صَحَّ هَذَا الحديثُ، كَانَ الزيادةُ فِي الْمَهْرِ جَائِزًا (5) . 1214 - وسألتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ (7) عن حديثٍ رُوِيَ عن (8)   (1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (5/117/أ) بعض هذا النص، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1209) و (1211) ، والآتية برقم (1272) . (2) هو: سَلْم بن قتيبة. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3080) ، والطبراني في "الكبير" (23/253-254 رقم518) في حديث طويل وفيه: «إن كان بكِ الزِّيادة في صَداقك زدنا ... » . (3) في (ك) : «إن شئتِ سَبَّعْتُ لكِ، وسَبَّعْتُ لنسائي» . (4) أي: مرسلاً. (5) في (ت) و (ك) : «جائز» . وكانت الجادَّة أن يقال: «كانت الزيادة في المهر جائزة» ، لكن يخرَّج المثبت على قاعدة الحمل على المعنى، بأن تؤَوَّلَ «الزيادة» في معنى «الزائد» ، كأنه قال: «كان الزائد في المهر جائزًا» ، = = وانظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (465) . (6) انظر المسألة رقم (1205) و (1263) و (1474) و (1555) و (1576/أ) . (7) في (ف) : «أبي زرعة» . (8) قوله: «حديث روي عن» سقط من (ف) . الحديث: 1213 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 13 هَمَّام (1) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تُنْكَحُ المَرْأَةُ عَلَى خَالَتِهَا وَلا عَلَى عَمَّتِهَا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ (2) ؛ إِنَّمَا هُوَ (3) : همَّام (4) ، عَنْ يَحْيَى نَفْسِه (5) . 1215 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيان (7) ، وإسرائيل (8) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (9) ، عَنْ أَبِي لَيْلَى الكِنْدي (10) ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمان: لا نَؤُمُّكُمْ، ولا نَنكِحُ نساءَكُمْ (11) ؟   (1) في (أ) و (ش) : «عن حديث رواه همام» . وهمام هذا: هو ابن يحيى. (2) قوله: «هذا خطأ» ليس في (أ) و (ش) ، وكأنه ضرب عليه في (ف) . (3) قوله: «هو» ليس في (ف) . (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/43) تعليقًا، وابن عبد البر في "التمهيد" (18/276) . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/255 رقم 7463) ، ومسلم في "صحيحه" (1408) من طريق هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. (5) أي: همام، عن يحيى - بلا واسطة بينهما - عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) به. (6) تقدمت هذه المسألة برقم (299) . (7) هو: الثوري. (8) هو: ابن يونس. (9) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (10) مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه؛ فقيل: سلمة بن معاوية، وقيل بالعكس، وقيل: سعيد بن بشر، وقيل غير ذلك. (11) في (ك) : «ولا تنكح نساؤكم» ، وفي بقية النسخ: «ولا ننكح نساؤكم» ، وتقدمت العبارة على الصَّواب في المسألة رقم (299) . الحديث: 1215 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 14 قلتُ (1) : وَرَوَاهُ (2) شُعْبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن أَوْس (3) بْن ضَمْعَج (4) ، عَنْ سَلْمان. قلتُ: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قالا: سُفْيانُ أحفَظُ مِن شُعْبة، وحديثُ الثَّوْري أصحُّ. 1216- وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوَانة (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنْ أَبِي بُرْدَة (8) ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيٍّ؟ قَالَ أحمدُ (9) : ثُمَّ إنَّ أَبَا عَوَانة قَالَ يَوْمًا: لَمْ أَسْمَعْ مِنْ إِسْرَائِيلَ (10) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) .   (1) المثبت من (ف) - ومثله في المسألة رقم (299) - وفي بقية النسخ: «قال أبو محمد» بدل: «قلت» . (2) في (ش) و (ف) : «رواه» بلا واو. (3) في (ك) : «أويس» . (4) في (ك) يشبه أن تكون: «ضميح» . (5) انظر المسألة رقم (1224) . (6) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (525) ، والترمذي في "جامعه" (1101) ، وابن ماجه في "سننه" (1881) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/9) ، والحاكم في "المستدرك" (2/171) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/107) . (7) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (8) هو: ابن أبي موسى الأشعري. (9) هو: ابن عبدة الضَّبِّي كما سيأتي. (10) كذا في جميع النسخ! ويبدو أن في العبارة سقطًا، فقد ذكر الدارقطني في "العلل" (7/209) هذا الحديث من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، ثم قال: «وقال مُعَلَّى بن منصور، عن أبي عوانة: لم أسمعه من أبي إسحاق، حدث به إسرائيل عنه» . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/107) من طريق معلى بن منصور، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، به، ثم قال مُعلَّى بن منصور: «ثم قال أبو عوانة بعد ذلك: لم أسمعه من أبي إسحاق، بيني وبينه إسرائيل» . الحديث: 1216 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 15 قُلنا (1) لأَحْمَدَ بْنِ عَبْدَة: سمعتَ أَبَا عَوَانة يَذْكُرُ هَذَا؟ قَالَ: سمعتُ يَحْيَى بْنَ حمَّاد يذكُرُ عَنْ أبي عَوَانة (2) . 1217 - وسمعتُ (3) أبي ذكَرَ حديثَ حمَّاد (4) ، عن   (1) المراد: أبو حاتم وأبو زرعة. (2) الكلام على طرق هذا الحديث والاختلاف فيه يطول، انظر لذلك: "العلل" للدارقطني (1295) ، والتعليق على "المسند" للإمام أحمد طبعة مؤسسة الرسالة (32/280 رقم19518) . (3) نقل هذا النصَّ بتمامه ابنُ الملقن في "البدر المنير" (6/7/أ) ، وذكر بعضَه ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/243) ، وعدَّ أخذَ أبي حاتم بهذا الأثر تصحيحًا منه له، وذكر بعضَهُ ابنُ حجر في "التلخيص الحبير" (4/19 رقم1855) . (4) ذكر ابن حجر في الموضع السابق من "التلخيص" أنه: حماد بن سلمة، وقد روى عن عبيد الله بن عمر ممن اسمه «حماد» أربعة؛ وهم: أبو أسامة حماد بن أسامة، وَحَّمَادُ بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سلمة، وحماد بن مسعدة؛ كما في "تهذيب الكمال" (19/126) . والحديث رواه عبد الرزاق في "المصنف" (12346) عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أُمَرَاءِ الأجناد ... فذكره. ومن طريق عبد الرزاق رواه ابن المنذر - كما في "التلخيص الحبير" (4/19) ، وابن حزم في "المحلى" (10/94) . ورواه الشافعي في "المسند" (ص 267) ، وفي "الأم" (5/91 و107) و (7/121) من طريق مسلم بن خالد، وابن أبي شيبة في "المصنف" (19013) عن ابن نمير، وابن حزم في "المحلى" (9/510) و (10/89) من طريق يحيى القطان، ثلاثتهم عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن عمر ... فذكره. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (12347) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نافع قال: كتب عمر ... فذكره. الحديث: 1217 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 16 عُبَيدالله (1) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: أنَّ عُمَرَ كَتَبَ إِلَى أُمَرَاء الأَجناد: أنْ مُرُوا أهلَ الْمَدِينَةِ أَنْ يَقْدَمُوا عَلَى نِسَائِهِمْ، أَوْ يُطَلِّقوهُنَّ، فَإِنْ طَلَّقوهُنَّ فليبعَثوا (2) إليهِنَّ بنفقةٍ لِمَا مَضَى. قَالَ أَبِي: نَحْنُ نأخذُ بِهَذَا فِي نفقَةِ مَا مَضَى (3) . 1218 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ، عَنْ هُدْبة (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو هِلالٍ الراسِبي (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا قَتَادة، عَنْ مَعْقِل بْنِ يَسَارٍ؛ قَالَ: مَا كَانَ شيءٌ أعجبَ إلى رسول الله (ص) مِنَ الخَيْل. ثُمَّ قَالَ (6) : اللَّهُمَّ غَفْرًا؛ إلا النِّسَاءَ؟   (1) في (ش) : «عبد الله» . (2) في (ك) : «فيبعثوا» ، وكذا في "البدر المنير". (3) قال ابن المنذر - كما في "المغني" لابن قدامة (11/361) -: «ثبت أن عمر بن الخطاب كتب إلى أمراء الأجناد ... » . وقال ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/438) بعد أن ذكره من طريق الشافعي: «إسنادٌ جيِّد» . (4) هو: ابن خالد. (5) قوله: «الراسبي» ليس في (ك) . وأبو هلال هذا هو: محمد بن سليم. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/398) من طريق عفان بن مسلم، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/103) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمة بْنِ قَعْنَب، كلاهما عن أبي هلال الراسبي، عن قتادة، عن معقل به. قال ابن عبد البر عن هذا الطريق: «ليس بشيء» . (6) قوله: «ثم قال» ليس في (ف) . الحديث: 1218 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 17 فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: قَالَ هُدْبة مَرَّةً: عَنِ الْحَسَنِ (2) ، وَلَمْ يَذْكُرْ مَرَّةً الْحَسَنَ (3) . 1219 - وسمعتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ وذكَرَا حديثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَنْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَانْكِحُوا إِلَيْهِمْ. فَقَالا جَمِيعًا: لا يصِحُّ هَذَا الْحَدِيثُ. وَقَالا: رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ خَالِدٍ الزُّبَيري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ. وَرَوَاهُ هِشَامُ بن عمَّار، [عن الحَكَم] (5) بن هشام،   (1) في (ف) : «وسمعت» بالواو. (2) أي: عن الحسن، عن معقل، والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (5/27 رقم20312) عن عبد الصمد وحسن قالا: حدثنا أبو هلال، حدثنا قتادة، عن رجل - هو الحسن إن شاء الله - عن معقل بن يسار، به. (3) الحديث أخرجه النسائي (3564) من طريق إبراهيم بن طهمان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عن قتادة، عن أنس، ولم يذكر: «اللَّهم غفرًا ... » إلخ. ومن طريق النسائي أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (24/102) . وسُئِلَ الدارقطني في "العلل" (5/12/أ) عن هذا الحديث فقال: «يرويه أبو هلال الراسبي، عن قتادة، عن معقل. ومن قال فيه: عن الحسن، عن معقل، فقد وهم. وخالفه إبراهيم بن طهمان فرواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عن قتادة، عن أنس، وكلاهما غير محفوظ» . (4) في (ش) : «وسألت» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1208) مطولةً. (5) في جميع النسخ: «والحكم» بواو العطف، ولم نقف عليه من هذا الوجه، وقد ذكر الخطيب في"تاريخ بغداد" (1/264) أن هشام بن عمار يرويه عن الحكم بن هشام به. قال الخطيب: «واختُلِف على الحكم بن هشام العقيلي فيه، فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه، عن هشام، ورواه هشام بن عمار، عن الحكم بن هشام، عن مندل بن علي، عن هشام، وكلُّ طرقه واهية ... » . اهـ. ويؤيد هذا أن هشام بن عمار يروي عن الحكم ولم يذكر أنه يروي عن مندل كما في "تهذيب الكمال" (30/242) . وطريق أبي النضر التي ذكرها الخطيب رواها ابن أبي الدنيا في "العيال" (130) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/84) . والحديث رواه ابن ماجه في "سننه" (1968) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/225) ، وابن عدي في "الكامل" (2/195) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/264) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/133) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/613) من طريق الحارث بن عمران، وابن أبي الدنيا في "العيال" (131) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/133) من طريق عكرمة بن إبراهيم، والدارقطني في "السنن" (3/298-299) من طريق صالح بن موسى، ثلاثتهم (الحارث وعكرمة وصالح) عن هشام، عن عروة، عن عائشة به. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/84) : «سألت أبي عن الحارث بن عمران الجعفري؟ فقال: ليس بقوي، والحديث الذي رواه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) أنه قال: «تخيَّروا لنُطَفِكُم» لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ. وَقَدْ رَوَاهُ مندل أيضًا» . الحديث: 1219 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 18 عَنْ مِنْدَل (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة. وَقَالَ أَبِي بِحَضْرَةِ أَبِي زُرْعَةَ: وَلا أَرَاهُ إِلا ومِنْدَل قَدْ دَلَّسَهُ عَنْ هِشَامٍ (2) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ لَيْسَ بصَحيح (3) .   (1) مثلث الميم، ساكن الثاني، وهو: ابن علي العَنَزي، يقال: مندل لقبه، واسمه: عمرو. (2) من قوله: «بن عروة، وقال أبي ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (1/264) : «هذا حديث غريب من حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، اشتهر برواية الحارث بن عمران الجعفري عنه، وقد روى أيضًا عن أبي أمية بن يعلى، وعكرمة بن إبراهيم، وأيوب بن واقد، ويحيى بن هاشم السِّمسار، عن هشام. واختُلِف على الحكم بن هشام العقيلي فيه، فرواه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي عنه، عن هشام. ورواه هشام بن عمار، عن الحكم بن هشام، عن مندل بن علي، عن هشام، وكل طرقه واهية. ورُوي عن قتادة، عن عروة، عن عائشة كذلك. حدَّث به أبو معاوية الضَّرير، عن المختار بن منيح، عن قتادة. ويقال: لم يروه عن المختار غيرُ أبي معاوية. ورواه أبو المقدام هشام بْنِ زِيَادٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً، وهو أشبه بالصَّواب» . اهـ. وذكر الدارقطني في "العلل" (5/125/أ) الاختلاف في هذا الحديث وقال عن طريق أبي المقدام المرسل: «وهو أشبه بالصَّواب» . وقال ابن حبان في"المجروحين" (1/225) : «أصل الحديث مرسلٌ، ورفعه باطل» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (7/132) : «وفي اعتبار الكفاءة أحاديثُ أُخَر لا تقوم بأكثرها الحجَّة» ثم ذكر هذا الحديث وغيره. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 19 1220- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي ذِئْب (2) ، عَنْ عَطَاء (3) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: لا طَلاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ؟ فَقَالا: لَمْ يَسْمَع ابنُ أَبِي ذِئْبٍ مِنْ عَطَاءٍ ومحمدِ بْنُ المُنْكَدِر؛   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1222) و (1312) . (2) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (3306) -، والطبراني في "الأوسط" (8224) ، وابن عدي في "الكامل" (6/18) من طريق محمد بن المنهال، والحاكم في "المستدرك" (2/204) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/319) - من طريق محمد بن سنان القزَّاز، كلاهما عَنْ أَبِي بَكْر الحنفي، عَنْ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن جابر به. ووقع في رواية الحاكم تصريح ابن أبي ذئب بالسَّماع من عطاء؛ لكن محمد بن سنان ضعيف. ورواه أيوب ابن سويد - كما في "فتح الباري" لابن حجر = = (9/385) - عن ابن أبي ذئب فقال: «حدثنا عطاء» . قال ابن حجر: «لكن أيوب بن سويد ضعيف» . وقال: «والمحفوظ فيه العنعنة» . (3) هو: ابن رباح. الحديث: 1220 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 20 يَقُولُ (1) فِي هَذَا الْحَدِيثِ: بَلَغَنِي عَنْ عَطَاء (2) . فقلتُ لَهُمَا: رَوَاهُ صَدَقة بن عبد الله (3) ، [عَنْ مُحَمَّدِ] (4) بْنِ المُنْكَدِر، عَن جابر، عن النبيِّ (ص) . فقالا: كذا روى (5) صَدَقَةُ! وَرَوَى ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (6) ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِر وعَطَاءٍ، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) .   (1) أي: ابن أبي ذئب. (2) الحديث على هذا الوجه رواه الطيالسي في "مسنده" (1787) قال: حدثنا ابن أبي ذئب، حدثني من سمع عطاء، عن جابر، به. ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/319) . ورواه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (597) من طريق حسين بن محمد المرُّوذي، ثنا ابن أبي ذئب، عن رجل، عن عطاء، عن جابر، به. (3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (459) ، وابن مردويه في "تفسيره"- كما في "نصب الراية" (3/278) -، والحاكم في "المستدرك" (2/420) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/319) . (4) في جميع النسخ: «ومحمد» ، وهو تصحيف، والتصويب من المسألة (1222) ومصادر التخريج السابقة. (5) في (أ) و (ش) : «رواه» . (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1714) -، والبزار في "مسنده" (1499/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (2/420) من طريق وكيع، عنه به. ووقع في رواية البزار: «رفعه محمد وأوقفه عطاء» ، كذا في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4/144 رقم 3306) نقلاً عن البزار. ووقع في "كشف الأستار": «ووافقه عطاء» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 21 وَرَوَى ابنُ لَهِيعَة (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) . وروى (2) ابْنُ سَمْعان (3) - مَعَ لِينِهِ (4) - عَنِ ابْنِ المُنْكَدِر، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عليٍّ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي وَأَبُو زرعة جَميعًا: هَذِهِ الأسانيدُ كُلُّهَا (6) وَهَمٌ عِنْدَنَا، والصَّحيحُ: مَا رَوَاهُ (7) الثَّوْري (8) ، عَنْ ابن المُنْكَدِر، عمَّن سمع   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/41 رقم11004) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (3/260) ، والدارقطني في "سننه" (4/16 و159) من طريق يحيى بن أبي كثير، وابن عدي (2/290) من طريق حميد الأعرج، كلاهما عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/384) : «أخرجه الدارقطني وابن عدي بسندين ضعيفين عن طاوس» . (2) في (ك) : «ورواه» . (3) هو: عبد الله بن زياد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/126) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/455) . ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/640) وقال: «هذا حديث لا يصح» . (4) في (ش) و (ك) : «مع ابنه» . (5) قوله: «عن علي» سقط من (ش) . (6) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «كلهم» . (7) المثبت من (ف) - ومثله في المسألة رقم (1222) - وفي بقية النسخ: «روى» . (8) قال ابن معين - كما يأتي في المسألة رقم (1312) -: «وَأَصَحُّ شَيْءٍ فِيهِ حديثُ الثَّوْرِيِّ ... » ثم ساقه. ورواية الثوري هذه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (11457) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (17809 و36303) ، وابن راهويه في "مسنده" كما في المطالب العالية" (1713) . ورواه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (598) من طريق حسين بْن مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب، عن محمد ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 22 طاوسًا (1) ، عن النبيِّ (ص) (2) . 1221 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أيُّوب، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص)   (1) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «طاوس» وهو مفتوحُ السين على أنه ممنوع من الصَّرْف، و «طاوس» عَلَمًا يجوز فيه الصَّرف - وهو الأكثر - وعدمُه، فمن صرفَهُ ذهب إلى أنه عربيٌّ أصيل، وأنه = = اشتُقَّ من قول العرب: تطَوَّسَتِ المرأةُ: إذا تزيَّنت. ومن منع صرفَه ذهب إلى أنه أعجمي. قال: د. ف عبد الرحيم: هو يوناني معرَّب، وأصله «تاؤُس» بالهمزة، ألحقوه بفاعول؛ لفقد فاعُل في الأبنية العربية. انظر"المعرَّب" للجواليقي (ص 443) ، وانظر "اللسان" و"التاج" (ط وس) ، وبحث: «فاعول» بين العربية والسريانية ضمن كتاب "دراسات في اللغتين السريانية والعربية" لإبراهيم السامرائي (ص147) . (2) سيأتي مثله أيضًا في المسألة رقم (1312) ، ومراده: عمَّن سمع طاوسًا، عن طاوس، عن النبي (ص) مرسلاً، كما سيأتي في المسألة رقم (1222) . وقد قال الدارقطني في "العلل" (292) : «هو حديث يرويه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زياد بْن سمعان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ علي، عن النبي (ص) . وغيره يرويه عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ طَاوُسٍ مرسلاً عن النبي (ص) . قاله حسين المرُّوذي، عن ابن أبي ذئب. وقيل: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ ابن المنكدر، عن جابر، ولا يصحُّ عن جابر؛ وإنما رواه ابن المنكدر مرسلاً عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب، وعبد الله بن زياد ابن سمعان متروك الحديث» . (3) هو: الحرَّاني. وروايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (3/283) . والحديث رواه الدارمي في "مسنده" (2255) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/288) و (3/13) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/248) من طريق يعلى بن عبيد، وابن ماجه في "سننه" (1916) من طريق عَبْدة بن سليمان، كلاهما (يعلى وعبدة) عن محمد بن إسحاق به. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/302) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/248) من طريق عبد الملك الرقاشي، عن أبي عاصم النبيل، عن سفيان، عن أيوب وخالد، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ به مرفوعًا. قال ابن عبد البر: «هذا الحديث - فيما يقولون - خطأٌ من أبي عاصم النبيل، وله خطأ كثير عن مالك والثوري، وإنما المحفوظ في حديث خَالِدٍ الْحَذَّاءِ: عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس أنه قال: السنةُ للبِكْر سبعٌ وللثَّيِّب ثلاثٌ. وأما رواية أيوب فالمحفوظ فيها: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس، عن النبي (ص) ... » . ورواه البخاري في "صحيحه" (5214) ، ومسلم في "صحيحه" (1461) من طريق سفيان الثوري، عن أيوب وخالد، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَنَسٍ قال: من السنة إذا تزوَّج الرجل البِكْرَ على الثَّيِّب أقام عندها سبعًا وقسم، وإذا تزوَّج الثَّيِّبَ على البِكْر أقام عندها ثلاثًا ثم قسم. قال أبو قلابة: ولو شئت لقلت: إن أنسًا رفعه إلى النبي (ص) . وقال عبد الرزاق: أخبرنا سفيان، عن أيوب وخالد. قال خالد: ولو شئت قلت: رفعه إلى النبي (ص) . والسِّياقُ للبخاري. ورواه البخاري (5213) من طريق بشر، ومسلم (1461) من طريق هشيم، كلاهما عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس - ولو شئت أن أقول قال النبي (ص) -، ولكن قال: السنةُ إذا تزوَّج البِكْرَ ... فذكره والسياق للبخاري. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10642) عن معمر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/27) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس قوله. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/302) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عن أبي قلابة وحميد، عن أنس من قوله. قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/410) - متعقبًا قول الرافعي: «إنه موقوف» - قال: «قوله: إن هذا موقوف خلافُ ما عليه الأكثر من أهل العلم بالحديث حيث قالوا: إن قول الراوي من السنة كذا، كان مرفوعًا ... » . الحديث: 1221 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 23 أَنَّهُ قَالَ: لِلْبِكْرِ سَبْعٌ، وَلِلثَّيِّبِ (1) ثَلاثٌ، ثُمَّ يَدُورُ عَلَى نِسَائِهِ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى محمدُ بْنُ إِسْحَاقَ هَذَا الحديثَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أيُّوب، وَكُنْتُ مُعْجَبًا بِهَذَا الحديثِ، حَتَّى رأيتُ عِلَّتَهُ. 1222 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه صَدَقَةُ بنُ عبد الله   (1) في (ك) : «والثيب» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1220) ، و (1312) . الحديث: 1222 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 24 السَّمِينُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر؛ قَالَ (2) : قلتُ: أنتَ أحلَلْتَ لِلْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ امرأتَهُ أُمَّ سَلَمة (3) ؟ [قال] (4) : أَنَا! لكنْ حدَّثني جَابِرُ بْنُ عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا طَلاقَ قَبْلَ نِكَاحٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ والصَّحيحُ مَا رَوَاهُ الثَّوْري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر؛ قَالَ: حدَّثني مَنْ سَمِعَ طَاوُسًا (5) . قَالَ أَبِي: فَلَوْ كَانَ سَمِعَ مِنْ جَابِرٍ؛ لَمْ يُحَدِّثْ عَنْ رجُلٍ، عَنْ طَاوُسٍ، مُرسَلً (6) . 1223- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَنِي (7) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنِ ابْنِ عَجْلان؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: مَا رأيتُ رَجُلا بَعْدَ هَذِهِ الآيَةِ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *} {إِنْ ... } (8) .   (1) في (ك) : «أو معاوية» . (2) أي: قال صدقة بن عبد الله لمحمد بن المنكدر. (3) هي: سلمى بنت سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان، وانظر قصتها في "تاريخ دمشق" (69/219) . (4) في جميع النسخ: «قلت» ، والتصويب من "مستدرك الحاكم" (2/420) ، و"سنن البيهقي" (7/319) . (5) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «طاوس» ؛ على أنه ممنوع من الصرف، وكلاهما صوابٌ؛ على ما بيَّناه في تعليقنا على المسألة رقم (1220) . (6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) هو: محمد بن يحيى. (8) الآية (32) من سورة النور. الحديث: 1223 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 25 قَالَ عُمَرُ: ابتَغُوا الغِنَى فِي النِّكَاح (1) ؟ وَقَالَ (2) أَبِي: أَخْشَى أَنْ يَكُونَ وَهِمَ ابنُ أَبِي عُمَرَ فِي الْكَلامِ الأَخِيرِ؛ لأنَّ ابْنَ عُيَينة يَرْوِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: ابتَغُوا الغِنَى فِي (3) النِّكَاح. 1224- وسمعتُ (4) أَبِي يَقُولُ: سألتُ أحمدَ بنَ حَنْبَلٍ عَنْ حَدِيثِ سُلَيمان بْنِ مُوسَى (5) ، عَن الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ نِكَاحَ إلاَّ بِوَلِيٍّ، وذكَرْتُ لَهُ حكايةَ ابْنِ عُلَيَّة (6) ؟   (1) كذا النصُّ في جميع النسخ! وكأن في الكلام سقطًا، وقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (10393) عن معمر، عن قتادة؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: ما رأيتُ مثل رجُل لم يلتمس الفضلَ في البَاهِ، والله يقول: [النُّور: 32] { ... إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} . (2) في (ش) : «قال» بلا واو. (3) في (أ) و (ت) و (ش) : «عن» . (4) نقل البيهقي في "السنن الكبرى" (7/105-106) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (5/83/أ) هذا النص بتصرف. وانظر المسألة رقم (1216) . (5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1566) ، وأحمد في "مسنده" (6/47 رقم 24205) ، وأبو داود في "سننه" (2083) ، والترمذي في "جامعه" (1102) ، وابن ماجه (1879) . (6) هو: إسماعيل بن إبراهيم، وحكايته هذه أخرجها أحمد في "مسنده" (16/47 رقم24205) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/8) من طريق يحيى بن معين، كلاهما (أحمد ويحيى) عنه، عن عن ابن جريج، به. وذكر هذه الحكاية الترمذي عقب الحديث رقم (1102) وقال: «وقد تكلَّم بعض أصحاب الحديث في حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عائشة، عن النبي (ص) . قال ابن جريج: ثم لقيتُ الزهريَّ؛ فسألته، فأنكره، فضعَّفوا هذا الحديث من أجل هذا، وذُكِر عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: لم يذكر هذا الحرفَ عن ابن جريج إلا إسماعيلُ بن إبراهيم. قال يحيى بن معين: وسماع إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج ليس بذاك، إنما صحَّح كتبه على كتب عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد ما سمع من ابن جريج، وضعَّف يحيى روايةَ إسماعيل بن إبراهيم عن ابن جريج» . وقال الدارقطني في "العلل" (5/111/ب) : «ولم يتابَع ابن علية على هذا، وقد تكلم يحيى بن معين في سماع ابن علية من ابن جريج، وذكر أنه عرض سماعه منه على عبد المجيد ... » . الحديث: 1224 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 26 فَقَالَ (1) : كُتُبُ ابْنِ جُرَيج مُدَوَّنَةٌ فِيهَا أحاديثُهُ، مَنْ حدَّثَ عَنْهُمْ: «ثُمَّ لَقِيتُ عَطَاءً (2) » ، «ثمَّ لَقِيتُ فلانً (3) » ، فَلَوْ كَانَ مَحْفُوظًا عَنْهُ (4) ، لَكَانَ هَذَا فِي كُتُبِهِ ومراجَعاتِهِ (5) . 1225 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ لَنَا محمد بن عبد الله بن عبد الحَكَم (7) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي أُوَيْس (8) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ بِلالٍ،   (1) في (ك) : «قال» . (2) أي: يقول ابن جريج في هذه الكتب: «ثم لقيت عطاء» . (3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) يعني: ما ذَكَره ابن عليَّة من إنكار الزهري لهذا الحديث. (5) الكلام على هذا الحديث يطول، وانظر "العلل" للدارقطني (5/111/أ-116/ب) ، و"سنن البيهقي" (7/105) ، و"نصب الراية" (3/184-187) ، والتعليق على "المسند" للإمام أحمد (24205/الرسالة) . (6) ذكر ابن كثير في "تفسيره" (1/383) هذا الحديث، ثم قال: «قال أبو حاتم الرازي: لو كَانَ عِنْدَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عن ابن عمر؛ لما أُولع الناس بنافع؛ وهذا تعليل منه لهذا الحديث» . (7) في (أ) و (ش) : «بن الحكم» بإسقاط «عبد» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8981) ، والطبري في "التفسير" (4333) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (6117) . (8) هو: عبد الحميد بن عبد الله، مشهور بكنيته. الحديث: 1225 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 27 عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {نِسَاؤُكُمْ ... } (1) ؟ قال أبي: رواه عبد الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائغ (2) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي ذَلِكَ. قَالَ أَبِي: هَذَا أشبهُ، وَهَذَا أَيْضًا مُنكَرٌ، وَهُوَ أشبهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ؛ لأنَّ الناسَ أَقْبَلُوا قِبَلَ نافعٍ فِيمَا حَكَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ في قوله: {نِسَاؤُكُمْ ... } فِي الرُّخْصَة (3) ، فَلَوْ (4) كَانَ عندَ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، لَكَانُوا لا يُولَعُونَ بِنَافِعٍ، وأَوَّلَ مَا رأيتُ حديثَ ابنِ   (1) الآية (223) من سورة البقرة. ولفظ الحديث: أن رجلاً أتى امرأته في دُبُرها، في عهد رسول الله (ص) فوجَدَ من ذلك وَجْدًا شديدًا، فأنزل الله تعالى: [البَقَرَة: 223] {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} . (2) لم نقف على روايته من هذا الوجه. والحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (1103) من طريق الحارث بن سرَيج، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/40) ، و"مشكل الآثار" (6118) من طريق يعقوب بن حميد ابن كاسب، كلاهما (الحارث ويعقوب) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ ابن يسار، عن أبي سعيد، به. ورواه الطبري في "تفسيره" (4334) حدثني يونس قال: أخبرني ابن نافع، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار: أن رجلاً أصاب امرأتَه في دُبُرها على عهد النبيِّ (ص) ... فذكره. (3) رواه البخاري (4526 و4527) من طريق نافع، عن ابن عمر به. إلا أنه أبهم موضع الإتيان. وانظر كلام الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/189-192) . (4) في (ف) : «ولو» بالواو. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 28 عبد الحكم استغرَبْنَاهُ، ثُمَّ تَبَيَّنَ (1) لِي (2) عِلَّتُهُ. 1226 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ ابن ثَابِتٍ الجَزَري (3) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيْسَرَة أَبي الْوَفَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَعَنَ اللهُ المُسَوِّفَاتِ، قِيلَ: وَمَا المُسَوِّفاتُ؟ قَالَ: الرَّجُلُ يَدْعُو امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَتَقُولُ: سَوْفَ، سَوْفَ، حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنَاهُ؟ وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ (4) : لا يَحِلُّ (5) لامْرَأَةٍ تُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أَنْ تَبِيتَ لَيْلَةً حَتَّى تَعْرِضَ نَفْسَهَا عَلَى زَوْجِهَا، قِيلَ: وَمَا عَرْضُها نَفْسَها؟ قَالَ: إِذَا نَزَعَتْ ثِيَابَهَا، وَدَخَلَتْ فِي فِرَاشِهِ، فَأَلْزَقَتْ جِلْدَهَا بِجِلْدِهِ، فَقَدْ عَرَضَتْ نَفْسَهَا عَلَيْهِ؟ قال أبي: هذان ِ الحديثان ِ باطلان ِ (6) . 1227 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عيسى بن يونس الرَّمْلي (7)   (1) في (ش) : «بين» . (2) في (ك) : «في» بدل: «لي» . (3) في (ت) : «الجذري» ، وفي (ك) : «الخدري» . وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (553) ، وأحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1605 و1606) -، وابن حبان في "المجروحين" (1/213) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1037) . ورواه الطبراني في "الأوسط" (4393) من طريق غسان بن الربيع، عن جعفر بن ميسرة به. قال الطبراني: «لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد» . (4) قوله: «قال» سقط من (ك) . (5) في (ت) و (ك) : «لا تحل» . (6) انظر "السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (4312) . (7) روايته أخرجها الدولابي في "الكنى والأسماء" = = (1/60) . وأخرجه "الطبراني في "الأوسط" (6544) من طريق عبد الواحد بن إسحاق، عن ضمرة، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا الزبيدي» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (4/319) من طريق عبد الرحمن بن واقد، والدارقطني في "السنن" (3/301) من طريق أحمد بْنِ أَبِي الطَّيِّبِ، كِلاهُمَا عَنْ إسماعيل ابن عياش، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث برواية عبد الرحمن بن واقد هذا الحديث عن إسماعيل بن عياش تبين ضعفه وسرقته هذا الحديث، وهذا يعرف بضمرة عن إسماعيل ابن عياش، وهذا منكر من حديث الزبيدي، عن الزهري، لا يرويه إلا ضمرة عن إسماعيل عنه ... » . الحديث: 1226 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 29 ؛ قَالَ: حدَّثنا ضَمْرَة بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيدي (1) ، عَن الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَن عائِشَة: أنَّ أَبَا هِنْدٍ مَوْلَى بَنِي بَيَاضَة وَكَانَ حَجَّامًا يَحْجُمُ النبيَّ (ص) ، فقال (2) : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَنْ نَوَّرَ اللهُ الإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى أَبِي هِنْدٍ. وقال النبيُّ (ص) : أَنْكِحُوهُ وانْكِحُوا إِلَيْهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ. فذكرتُ هَذَا الحديثَ لابْنِ جُنَيدٍ حافظِ حديثِ الزُّهْري، فَقَالَ: أفسَدَ هَذَا الحديثَ حديثٌ (3) رَوَاهُ إبراهيمُ بنُ حَمْزَةَ الرَّمْلي (4) ،   (1) في (ش) : «الرنيدي» . (2) في (أ) و (ش) : «قال» ، والمراد: قال النبي (ص) . (3) في (ت) و (ف) : «حديثه» . (4) أي: أن رواية إبراهيم بن حمزة بيَّنت علَّة ما رواه عيسى ابن يونس الرَّمليُّ، وقد أوضح ذلك ابنُ عدي في "الكامل" (1/295) ؛ فقال: «وهذا الحديث ينفرد به ابن عياش، عن الزبيدي، وهو منكر من حديث الزبيدي؛ إلا أن خالد بن يزيد ذكر الزبيديَّ وابنَ سمعان في الإسناد؛ فكأن ابن عياش حمل حديث الزبيدي على حديث ابن سمعان، فأخطأ، والزبيدي ثقة، وابن سمعان ضعيف» . وروايةُ إبراهيم بن حمزة هذه لم نقف عليها، لكن الحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/295) من طريق خالد بن يزيد الرملي، والدارقطني في "السنن" (3/300) من طريق عيسى بن محمد النحاس، كلاهما عن ضمرة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ الزُّبَيْدِيِّ وَابْنِ سَمْعَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عروة، عن عائشة، به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 30 عَنْ ضَمْرَة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الزُّبَيديِّ وَابْنِ سَمْعان (1) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة. وَرَوَى هَذَا الحديثَ بَقِيَّةُ (2) ، عَنِ الزُّبَيدي، عَن الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَن عائِشَة (3) ، عن النبيِّ (ص) (4) مُرسَلاً (5) . 1228 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ عَبْدِ الحَكَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (6) كَاتِبِ اللَّيْث، عَنْ عَمْرِو بْنِ هَاشِمٍ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيمان بْنِ أَبِي كَريمة، عَنْ هشام بن عُرْوَة،   (1) هو: عبد الله بن زياد. (2) هو: ابن الوليد. (3) من قوله: «وروى هذا الحديث ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) لانتقال البصر. (4) قوله: «عن النبي (ص) » مكرر في (ف) . (5) كذا السِّياق في (أ) و (ش) و (ف) : «الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عن النبي (ص) مرسلاً» ، وهذا لا يجيء إلا بتأويل مُتكَلَّف؛ وذلك بحمله على ما جاء في المسألة رقم (898) ، وعلى ما حرَّره الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (2/586-587) ؛ فيكون المراد هنا: «عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن قصة عائشة مع النبي (ص) ، في أخذها هذا الحديث» ؛ فتكونُ الروايةُ مرسلةً؛ لأنَّ عُروة لم يُدرك زمَنَ النبي (ص) . والذي يغلب على الظَّن أن قوله: «عن عروة، عن عائشة» مُقحَمٌ في النص، والصَّواب حذفُه؛ لأن الحديث رواه أبو داود في "المراسيل" (230) من طريق عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد؛ قالا: حدثنا بقية؛ حدثني الزُّبَيدي؛ حدثني الزهري؛ قال: أمر رسولُ الله (ص) بني بَياضَة أن يزوِّجوا أبا هند امرأةً منهم ... ، الحديث. ثم قال أبو داود: «ورُويَ بعضه مسندًا، وهو ضعيف» ، يعني: حديث إسماعيل بن عياش هذا. (6) هو: عبد الله بن صالح. (7) روايته أخرجها القضاعي في "مسند الشهاب" (1146) من طريق أحمد بن أبي حازم، عن عمرو بن هاشم به. ورواه الواحدي في "الوسيط" - كما في "السلسلة الضعيفة" (1118) - من طريق مُحَمَّد بْن سُلَيْمَانَ بْن أَبِي كريمة به. ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/364) من طريق الحسين بن المبارك الطبراني، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ = = عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة به. ومن طريق ابن عدي رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/327) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث منكر المتن؛ وإن كان عن إسماعيل بن عياش؛ لأن إسماعيل يخلط في حديث الحجاز والعراق، وهو ثبت في حديث الشام، والبلاء في هذا الحديث من الحسين بن المبارك هذا لا من إسماعيل بن عياش» . الحديث: 1228 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 31 عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: أَعْظَمُ نِسَاءِ أُمَّتِي بَرَكَةً: أَصْبَحُهُنَّ وَجْهًا، وَأَقَلُّهُنَّ مَهْرًا. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وابنُ أَبِي كَرِيمة: ضعيفُ الْحَدِيثِ، وعمرُو بنُ هَاشِمٍ (1) البَيْروتي قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِصْرَ، وَكَتَبَ (2) عَنْ هِقْل (3) . 1229 - وسمعتُ أبي وحدَّثنا عن عبد الصَّمد بْنِ الفَضْل بْنِ هِلالٍ الرَّبَعي (4) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (5) ، عَنِ ابْنِ لَهيعة، عَنْ مِشْرَح بْنِ هَاعَانَ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ الجُهَني؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَعَنَ اللهُ الَّذِينَ يَأْتُونَ النِّسَاءَ في مَحَاشِّهِنَّ (6) .   (1) في (ش) : «هشام» . (2) في (ف) يشبه أن تكون: «فكتب» . (3) هو: ابن زياد. (4) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/84) ، والطبراني في "الأوسط" (1931) ، وابن عدي في "الكامل" (4/148) . قال العقيلي: «لا يُتابَع على حديثه ولا يُعرف إلا به» . وقال أيضًا: «لم يأتي به عن ابن وَهْب غيرُه» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن لهيعة إلا ابن وَهْب، تفرد به عبد الصمد بن الفضل» . (5) هو: عبد الله. (6) المَحاشُّ: جمع مَحَشَّة، وهي: الدُّبُر. انظر "النهاية" (1/392) . الحديث: 1229 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 32 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، مَا أعلمُ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ وَهْب غَيْره (1) . 1230 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلة (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ الْمَاضِي بْنِ مُحَمَّدٍ (4) ، عَنْ هِشَامٍ (5) ، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيم (6) ، عَنْ مُجاهِد، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) قال: الزِّنَى يُورِثُ الفَقْرَ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، ومَاضٍي (7) : لا أعرفُهُ (8) .   (1) قوله: «غيره» يجوز فيه الرفع والنصب، انظر التعليق على المسألة رقم (68) . (2) انظر المسألة رقم (2333) . (3) هو: ابن يحيى التُّجِيبي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه. والحديث أخرجه ابن حبان في "المجروحين (2/231) ، وابن عدي في "الكامل" (6/432) من طريق الحسن بن سفيان، عَنْ حَرْمَلَةَ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ الْمَاضِي بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنَ عمر به. ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "الشعب" (5035) . ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (66) من طريق أحمد بن عبد الرحمن ابْنُ أَخِي ابْنِ وَهْب، عَنْ ابن وَهْب بالإسناد السابق. قال الدارقطني في "الأفراد" (184/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به عبد الله بن وَهْب، عَنِ الْمَاضِي بْنِ مُحَمَّدٍ، عن ليث عنه» أي: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وانظر "السلسلة الضعيفة" (140) . (4) في (ش) : «عن الماضي أبو محمد» . (5) في (ف) : «عن الماضي، عن محمد بن هشام» . (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «أبي سليمان» . (7) كذا في جميع النسخ؛ بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، والأفصح حذفها: «ماض» ، لكنَّ إثباتها لغةٌ صحيحةٌ فصيحةٌ، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . (8) قال الذهبي في "الميزان" (3/424) في ترجمة الماضي بن محمد: «له أحاديث منكرة، منها بإسناد فيه ضعف بمرَّة: الزِّنى يورثُ الفقر» . الحديث: 1230 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 33 1231 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ ابنِ وَهْب، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنِ الحارث بن يزيد، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير (2) : أَنَّهُ كَانَ فِي مجلسٍ فِيهِ المُسْتَوْرِدُ وَعَمْرُو بْنُ غَيْلان، فَسَمِعَ المُسْتَوْرِدَ يَقُولُ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: مَنْ وَلِيَ لَنَا عَمَلاً فَلَمْ يَكُنْ لَهُ زَوْجَةٌ، فَلْيَتَزَوَّجْ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ (3) . قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: كَمَا رَوَاهُ اللَّيْث (4) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رجُلٍ، عَنِ المُستَوْرِد، عن النبيِّ (ص) ، وَلَهُ صُحْبةٌ (5) . 1232- وسمعتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو صَالِحٍ (7) كاتبُ (8) اللَّيْث (9) وعثمانُ بنُ صَالِحٍ (10) ؛ قالا: حدَّثنا (11) اللَّيْث (12) ،   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (636) . (2) هو: المصري. وفي (ف) : «عبد الرحمن بن حنين» . (3) قوله: «وذكر الحديث» ليس في (ف) . (4) هو: ابن سعد. (5) أي: المستورد. (6) نقل هذا النص الزيلعي في «نصب الراية» (3/239) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل94/ب) بتصرف، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/351) ، ووهم، فجعل أبا حاتم هو الذي ذكر الحديث ليحيى بن عبد الله بن بكير. وانظر المسألة رقم (1237) . (7) في (أ) و (ش) : «ابن صالح» . (8) في (ت) : «الكاتب» ، وكأنه ضُرِب على الألف واللام. (9) هو: ابن سعد. (10) هو: عبد الله بن صالح. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/299 رقم 825) ، والدارقطني في "السنن" (3/251) ، والحاكم في "المستدرك" (2/199) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/208) . (11) في (ف) : «حديث» ، وهو تصحيف شائع، ومثله في المسألة رقم (1690) . (12) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1936) ، والروياني في "مسنده" (226) ، والحاكم في "المستدرك" (2/198-199) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/208) . الحديث: 1231 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 34 عَنْ مِشْرَح بْنِ هَاعَانَ (1) ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِالتَّيْسِ المُسْتَعَارِ (2) ؟ ، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ (3) ، قَالَ: المُحِلُّ وَالمُحَلَّلُ (4) لَهُ، فَلَعَنَ اللهُ الحَالَّ وَالمُحَلَّلَ لَهُ (5) .   (1) في (ك) : «حدثنا الليث بن مشرح، عن هاعان» . (2) في (ت) : «المستعان» . (3) قوله: «يا رسول الله» من (ف) فقط. (4) في (ك) : «المحل المحلل» بلا واو العطف.. (5) قول: «الحالّ» بمعنى المحلِّل أو المُحِلِّ - وجاء مثله في "سنن سعيد بن منصور" (1997 و1998) ، و"إغاثة اللهفان" لابن القيم (1/272 و274) - ولم نقف عليه في غير هذه المواضع، وكذلك لم نقف عليه في كتب اللغة والغريب إلا عند أبي عبيد الهروي والزمخشري وابن الأثير؛ قال أبو عبيد: «وفي بعض حديث: "لا أُوتَى بحالٍّ ولا مُحَلٍّ إلا رجمتُهما"، فقال: "حالّ" إنْ كان محفوظًا، وهو من أَحلَلْتُ المرأة لزوجها، وإنما الكلامُ أن يقال: مُحِلٌّ» . اهـ. وقال الزمخشري: «"لا أوتى بحالٍّ ولا محلَّلٍ له إلا رجمتُهما"، يقال: حَلَلْتُ لفلانٍ امرأته، فأنا حالٌّ وهو محلولٌ له: إذا نكحها لِتحلَّ للزوج الأوَّل، وهو من حلِّ العقدة، ويقال: أحللتُها له وحلَّلتُها، وعنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: أنَّه لعنَ المحلِّلَ والمحلَّلَ له، وروي: لعَنَ المُحِلَّ والمُحَلَّ له» ، وقال ابن الأثير: «وفيه: "لعنَ اللهُ المحلِّلَ والمحلَّلَ له"، وفي رواية: "المُحِلَّ والمُحَلَّ له"، وفي حديث بعض الصحابة: "لا أوتَى بحالٍّ ولا محَلَّل إلا رجمتُهما"، جعل الزمخشري هذا الأخير حديثًا لا أثرًا. وفي هذه اللفظة ثلاثُ لغات: حَلَّلْتُ، وأَحْلَلْتُ، وحَلَلْتُ؛ فعلى الأولى جاء الحديثُ الأول؛ يقال: حلَّل فهو مُحلِّل ومُحلَّلٌ له، وعلى الثانية جاء الثاني؛ تقول: أحلَّ فهو مُحِلٌّ ومُحَلٌّ له، وعلى الثالثة جاء الثالث؛ تقول: حَلَلْتُ فأنا حالٌّ، وهو مَحْلُولٌ له. وقيل: أراد بقوله: "لا أوتَى بحالٍّ"، أي: بذي إحلال، مثل قولهم: رِيحٌ لاقِح، أي: ذاتُ إلقاح. والمعنى في الجميع: أن يُطَلِّقَ الرجلُ امرأتَه ثلاثًا، فيتزوجَهَا رجلٌ آخَرُ على شريطة أن يطلِّقَها بعد وَطْئها لِتَحِلَّ لزوجها الأول. وقيل: سُمِّيَ مُحَلِّلاً بقصده إلى التحليل؛ كما يسمَّى مشتريًا: إذا قَصَدَ الشراء» . اهـ. وعلى ذلك فالزوج الثاني: هو المُحَلِّلُ، والمُحِلُّ، والحالُّ، والزوج الأول: هو المُحَلَّلُ له، والمُحَلُّ له، والمَحْلُولُ له. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد القاسم بن سلاَّم الهروي (3/131) ، و"الفائق" للزمخشري (1/308) ، و"النهاية" (1/431) ، و"لسان العرب" (11/167) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 35 قال أبو زرعة: ذكرتُ (1) هَذَا الحديثَ لِيَحْيَى بْنِ عبد الله بن بُكَير، وأخبرتُهُ بروايةِ عبد الله بنِ صَالِحٍ، وعثمانَ بنِ صَالِحٍ، فأنكرَ ذَلِكَ إِنْكَارًا شَدِيدًا، وَقَالَ: لَمْ يَسْمَعِ اللَّيْثُ مِنْ مِشْرَحٍ شَيْئًا، وَلا رَوَى عَنْهُ شَيْئًا؛ وَإِنَّمَا حدَّثني اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ بِهَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ عبد الرحمن (2) : أنَّ رسولَ الله (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: والصَّوابُ عِنْدِي حديثُ يحيى؛ يعني (3) : ابنَ عبد الله بْنِ بُكَير (4) . 1233 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ الطَّبَّاع (6) ،   (1) في (ت) و (ك) : «وذكرت» بالواو. (2) هو: الدمشقي الكبير. (3) قوله: «يعني» ليس في (أ) و (ش) . (4) ذكر الترمذي في "العلل الكبير" (274) أنه سأل البخاريَّ عن هذا الحديث، فأجاب: «عبد الله بن صالح لم يكن أخرجه في أيامنا، ما أرى الليث سمعه من مِشْرَح بن هاعان؛ لأن حَيْوَة روى عن بكر بن عمرو، عن مِشْرَح» ، أي: فكأنه يرى الليث أخذه عن حَيْوَة. (5) انظر المسألة التالية، والمسألة رقم (1314) . (6) هو: إسحاق بن عيسى الطَّباع. ولم نقف على روايته للحديث على هذا الوجه، وسيأتي الحديث من طريقه في المسألة التالية موقوفًا على عمر. والحديث رواه أحمد في "مسنده" (1/31 رقم212) ، وابن ماجه في "سننه" (1928) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/385) ، والطبراني في "الأوسط" (3679) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/231) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (3/150) من طريق إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عن الزهري، عن مُحَرَّر بن أبي هريرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب، عن النبيِّ (ص) به. وقد تصحف إسحاق بن عيسى في "سنن البيهقي" إلى إسحاق بن حسن. قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا جعفر بن ربيعة، ولا عن جعفر إلا ابن لهيعة، تفرَّد به إسحاق بن عيسى، ولا يُروى عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد» . وقال الدارقطني في "العلل" (135) : «تفرَّد به إسحاق الطَّبَّاعِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن مُحَرَّر بن أبي هريرة، عن أبيه، عن عمر، ووهم فيه. وخالفه ابن وَهْب، فرواه عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حمزة بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر. وهو وهمٌ أيضًا، والصَّواب مرسل عن عمر» . اهـ. وقال ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/405) بعد أن ذكره من طريق الإمام أحمد: «وهذا إسنادٌ حسنٌ جيد» . الحديث: 1233 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 36 عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ حمزة بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يُعْزَلُ (1) عَنِ الحُرَّةِ إِلاَّ بِإِذْنِهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا مِنْ تخاليطِ ابنِ لَهِيعَة، ومَنْ لا يَفْهَمُ يستغربُ هذا،   (1) العَزْلُ: عَزْلُ الرَّجُلِ الماءَ عن جاريته إذا جامَعَها لئلا تَحْمِلَ. "لسان العرب" (11/441) . وقال الفيومي في "المصباح المنير" (ص408) : عَزَلَ المُجامِعُ: إذا قاربَ الإنزالَ فنَزَعَ وأمنَى خارجَ الفَرْج. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 37 وهو عندي خطأٌ (1) ؛ وحدَّثنا (2) أَبُو الأسوَد (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لا يُعْزَلُ عَنِ الحُرَّةِ إِلا بِإِذْنِها؛ وَهَذَا أشبهُ (4) . 1234 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ حَدَّثَنِيهِ أَبِي، عَنْ رِضْوان بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ: أَنَّهُ نَهَى عَنِ العَزْلِ عَنِ الحُرَّةِ إِلا بإذْنِها؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (6) كاتبُ اللَّيْث، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ ربيعة، عن حمزة بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر. قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي صَالِحٍ أصَحُّ (7) ؛ وَهَذَا مِن تَخَالِيطِ ابْنِ لَهِيعَة.   (1) في (ت) و (ك) : «حكا» . (2) قوله: «وحدثنا» من (ف) ، ومكانه في (ت) و (ك) : «وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: وَحَدَّثَنَا» ، وكذا في (أ) و (ش) غير أن فيهما: «حدثنا» بلا واو، وهذه الزيادة لا يمكن أن تكون صحيحة؛ لأن أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم لم يدرك أبا الأسود النضر بن عبد الجبار، فولادة ابن أبي حاتم سنة (240 هـ) ، ووفاة أبي الأسود سنة (219هـ) ، وإنما الذي يروي عن أبي الأسود هو أبو حاتم محمد بن إدريس كما في "تهذيب الكمال" (29/291-292) . (3) هو: النَّضْر بن عبد الجبار. (4) ورجح في المسألة التالية رواية من أسقط الزهري من إسناده، وجعله من كلام عمر. (5) انظر المسألة السابقة، ورقم (1314) . (6) هو: عبد الله بن صالح. (7) قوله: «أصح» سقط من (ف) . وقد رجح أبو حاتم في المسألة السابقة رواية من زاد الزهري في إسناده، وجعله من كلام عبد الله بن عمر. الحديث: 1234 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 38 1235 - وسألتُ أَبِي عَنْ أحاديثَ (1) رَوَاهَا أَبُو يُوسُفَ المَدِيني (2) ، فذكرتُ مِنْهَا حديثًا [حدَّثَ] (3) بِهِ أَبُو يُوسُفَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن المُنْكَدِر؛ قال: قال النبيُّ (ص) : عِفُّوا تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ (4) ؟ قَالَ أَبِي: أَبُو يُوسُفَ هَذَا اسمُه: يعقوبُ [بْنُ الوليدِ] (5) ضعيفُ الْحَدِيثِ، وَهَذَا حديثٌ باطِلٌ. 1236 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَدْر (7) ، عَنْ بَقِيَّة (8) ،   (1) سيأتي في المسألة رقم (1515) أنه سأله عن ثلاثةِ أحاديثَ. انظر الحديثين الآخرين في المسألة رقم (1515) و (2423) . (2) أوضح أبو حاتم في آخر المسألة أن اسمَهُ: يعقوب بن الوليد، وهو يعقوب بن الوليد بن عبد الله بن أبي هلال، يكنى: أبا يوسف أو أبا هلال، قال فيه الإمام أحمد: كان من الكذَّابين الكبار. ترجمته في "الجرح والتعديل" (9/216) ، و"تهذيب الكمال" (32/337) . وانظر "العلل" للإمام أحمد (1305) . (3) في جميع النسخ: «حدَّثنا» ، وهو تصحيف؛ فإن ابن أبي حاتم لا يمكن أن يروي عن أبي يوسف يعقوب بن الوليد الذي يروي عن محمد بن المنكدر. (4) هذا القولُ مُضَمَّن في شعرٍ منسوبٍ إلى الإمام الشافعيِّ؛ قال فيه [من الكامل] : عِفُّوا تَعِفَّ نِساؤُكُم في المَحْرَمِ وتَجنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُسلم ِ انظر "ديوان الشافعي" صححه وقدم له د. إحسان عباس (ص 62) . (5) في جميع النسخ: «والوليد» ، وهو تصحيف؛ والوليد لم يَجْرِ له ذِكرٌ في المسألة. والتصويب من المسألة رقم (1515) . وانظر المسألة رقم (2423) . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (1267) و (1275) ، وذكر بعضها ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل98/ب) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/336) . (7) هو: شجاع بن الوليد. (8) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (2/124) من طريق إسحاق بن إبراهيم، وابن عدي في "الكامل" (5/95) من طريق كثير بن عبيد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/134) من طريق أبي عتبة أحمد بن الفرج، ثلاثتهم عن بقية به. ورواه أبو يعلى في "مسنده"- كما في "نصب الراية" (3/198) - من طريق بقية به. قال ابن عدي بعد أن ذكر لعمران حديثًا آخر: «وهذان الحديثان بهذا الإسناد منكران، وإنما يرويهما بَقِيَّةُ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ عَبْدِ الله، وزرعة غير معروف» . وقال البيهقي: «ضعيف بمرَّة» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (19/165) : «حديث منكر موضوع» . ورواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1019) من طريق الدراقطني، عن محمد بن هارون الحضرمي، عن محمد بن زكريا الأزرق، عن سويد، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبي (ص) به. قال ابن الجوزي: «تفرَّد به محمد بن زكريا، عن سويد» . كذا وقع عنده: «محمد بْنِ الْفَضْلِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر» وفي "نصب الراية" (3/198) نقلاً عن الدارقطني: «محمد بن الفضل، عَنْ عُبَيد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ» . وانظر "إرواء الغليل" (1869) . الحديث: 1235 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 39 عن زرعة بن أبي عبد الرحمن الزُّبَيدي (1) ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الفَضْل، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : العَرَبُ بَعْضُهَا   (1) في (أ) و (ش) : «الزبيري» ، وسيأتي في المسألة (1275) باسم: «زرعة بن عبد الله الزبيدي» ، وفي "الجرح والتعديل" (3/606 رقم2742) سَمَّاه المصنِّف: «زرعة ابن عبد الله بن زياد الزُّبيدي» ، وقال: «سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ مجهول ضعيف الحديث» ، فلعل عبدَالله - والدَ زرعة - يكنى: أبا عبد الرحمن. وذكر الذهبي في "الميزان" (2860 و2861) زرعة بن عبد الله، وزرعة بن عبد الرحمن الزُّبَيْدي، وقال عن الأول: «من أشياخ بقية، قال الأزدي: مجهول» ، وقال عن الثاني: «شيخ لبقية متروك، والخبر باطل» ، فتعقَّبه ابن حجر في "اللسان" (3490) بقوله: «والذي قال في ابن عبد الله: مجهول: هو أبو حاتم، وزاد: شيخ ضعيف الحديث، ونسَبَه زُبَيْرِيًّا، وابن عبد الرحمن قال فيه الأزدي: متروك الحديث، ونسَبَه زُبَيْدِيًّا، والظَّاهر أنهما واحد تصحَّف أحدهما» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 40 لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ، إِلاَّ حَائِكً أَوْ حَجَّامً (1) . قَالَ أَبُو بَدْرٍ (2) : وسمعتُ ابنَ جُرَيج، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا كَذِبٌ لا أصلَ لَهُ (3) ؛ يَعْنِي: حديثَ ابْنِ جُرَيج (4) . 1237 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه مَرْوان الطَّاطَرِي، عن   (1) كذا في جميع النسخ «إلا حائك أو حجام» بلا ألف، وكذا في المسألتين الآتيتين برقم (1267) = = و (1275) ، وكذا في معظم المراجع التي أخرجت الحديث، والاستثناءُ تامٌّ موجبٌ، فكانت الجادَّة أن يقال: إلا حائكًا أو حجامًا، بألف تنوين النصب، لكنَّ ما في النسخ له وجهان في العربية صحيحان: الأول: النصب على الاستثناء: «إلا حائكً أو حجامً» ، وجاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ؛ ويشهد لذلك مجيءُ الحديثِ بالألف: «إلاحائكًا أو حجامًا» في مطبوع "الكامل" لابن عدي (5/95) ، وكذلك في بعض كتب الرجال والفقه وشروح الحديث. والثاني: الرفع على البدلية من «العرب» ، والإتباع في الاستثناءِ التامِّ الموجب جائزٌ على لغةٍ لبعضِ العرب؛ كما وقع هنا، حكى هذه اللغة أبو حيان. انظر التعليق على المسألة رقم (997) . (2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الحاكم - كما في "نصب الراية" (3/197) - وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/134) من طريق أبي بدر شجاع بن الوليد، ثنا بعض إخواننا، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ ابن عمر به. قال البيهقي: «هذا منقطع بين شجاع وابن جريج، حيث لم يسمِّ شجاعٌ بعضَ أصحابه» . (3) نقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/149) كلام أبي حاتم هذا. (4) لأن أبا بدر لم يسمعه من ابن جريج كما سبق بيانه في رواية الحاكم والبيهقي. (5) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق 94/ب) أن ابن أبي حاتم أخرج هذا الحديث في "العلل" بسند جيد، وانظر "التلخيص الحبير" (3/350) ، وانظر المسألة رقم (1232) . الحديث: 1237 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 41 عبد الله بن جعفر (1) ؛ قال: حدَّثنا عبد الواحد بْنُ أَبِي عَوْن، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: لعَنَ رسولُ الله (ص) المُحِلَّ والمُحَلَّلَ لَهُ (2) ؟ قَالَ أَبِي: إنما هو: عبد الله بن جعفر، [عن] (3) عُثْمَانَ الأَخْنَسي (4) . 1238 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار (6) ، عن   (1) هو: عبد الله بن جعفر المخرمي. (2) تقدم تفسير الحديث في تعليقنا على المسألة رقم (1232) . (3) في جميع النسخ: «بن» بدل: «عن» ، وكأنه صوبها في (ف) إلى «عن» ، والمثبت من مصادر التخريج الآتية. (4) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17086) ، والترمذي في "العلل الكبير" (273) ، وابن الجارود في "المنتقى" (684) ، والبزار في "مسنده" (1442/كشف الأستار) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/208) من طريق معلى ابن منصور، وأحمد في "مسنده" (2/323 رقم8287) من طريق أبي عامر العقدي، وتمام في "فوائده" (753/الروض البسام) من طريق عبد العزيز الأويسي، ثلاثتهم عن عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ محمد الأخنسي، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة به. قال الترمذي: «فسألت محمدًا- يعني البخاري- عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث حسن، وعبد الله بن جعفر المخرمي صدوق ثقة، وعثمان بن محمد الأخنسي ثقة، وكنت أظن أن عثمان لم يسمع من سعيد المقبري» . وقال البزار: «لا نعلمه عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد» . (5) انظر المسألة المتقدمة برقم (1180) . (6) هو: ابن بكار بن بلال العاملي. وروايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2573) . الحديث: 1238 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 42 سَعِيدُ بْنُ بَشير، عَنْ قَتَادة، عن أنس: أنَّ النبيَّ (ص) نَظَرَ إِلَى امرأةٍ فأعجبَتْهُ، فَأَتَى زوجَتَهُ زينبَ بِنْتَ جَحْش، فَقَضَى حاجَتَهُ، ثُمَّ خرجَ فَقَالَ: إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى امْرَأَةٍ، فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ، فَلْيَقْضِ حَاجَتَهُ. فَقَالَ رَجُلٌ: فإنْ لم تَكُنْ (1) لَهُ امرأةٌ؟ قَالَ: فَلْيَنْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 1239 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا سَعِيدٌ (3) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ رسولَ الله (ص) لَعَنَ مُخَنَّثِي الرِّجَالِ، ومُذَكَّراتِ النِّسَاءِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 1240 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (4) ، عن حمَّاد بن عبد الرحمن، عَنْ خَالِدِ بْنِ الزِّبْرِقان، عَنْ سُلَيمان بن حَبِيب (5) ،   (1) المثبت من (ت) و (ك) ، ولم تنقط التاء في (أ) و (ش) و (ف) . (2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أبو يعلى في "مسنده" (2433) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، عَنْ خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي زياد، عَنْ عِكْرِمَةَ، = = عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. ورواه البخاري في "صحيحه" (5885) من طريق شعبة، وابن حبان في "صحيحه" (5750) من طريق سعيد بن أبي عروبة، كلاهما عن قتادة، به. ورواه البخاري أيضًا (5886) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس به. (3) هو: ابن بشير. (4) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (8/99 رقم 7489) ، و "مسند الشاميين" (1604) . (5) هو: المحاربي. الحديث: 1239 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 43 عَنْ أَبِي أُمامة (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَرْبَعَةٌ لَعَنَهُمُ اللهُ فَوْقَ عَرْشِهِ، وَأَمَّنَتْ عَلَيْهِ (2) المَلائِكَةُ: الَّذِي يَخْصِي نَفْسَهُ عَنِ النِّسَاءِ (3) ، وَلا يَتَزَوَّجُ لِئَلاَّ (4) يُولَدَ (5) لَهُ، وَالرَّجُلُ (6) يَتَشَبَّهُ بِالنِّسَاءِ وَخَلَقَهُ اللهُ ذَكَرًا، وَالمَرْأَةُ تَتَشَبَّهُ (7) بِالرِّجَالِ وَقَدْ خَلَقَهَا اللهُ أُنْثَى، وَمُضَلِّلُ المَسَاكِينِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1241 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى (8) ؛ قَالَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتَادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أُمِّ أَيْمَن الأنصاريَّة: أنَّ رسولَ الله (ص) زوَّجَ ابنتَه فاطمةَ عليَّ بنَ أبي طالب، وأمرَهُ (9) ألاَّ يَدْخُلَ على أهله   (1) هو: الباهلي. (2) أي: على اللعن؛ فالضمير في «عليه» راجعٌ إلى «اللعن» وهو: المصدر المستفاد من الفعل «لعنهم» ، ونظيره الضمير «هو» في قوله تعالى: [المَائدة: 8] {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ، أي: العدل. انظر التعليق على المسألة رقم (400) و (1165) و (2011) . (3) وقع في "المعجم الكبير": «الذي يحصن نفسه عن النساء» ، وفي "مسند الشاميين": «الذي لا يحصن نفسه عن الزنى» . (4) في (ش) : «ولئلاَّ» بزيادة واو. (5) في (ف) : «لأن اليولد» . (6) في (ك) : «والولد» بدل: «والرجل» . (7) في (ك) : «تَشَبَّهُ» بحذف إحدى التاءين تخفيفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (388) . (8) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (25/91 رقم232) ، ووقع في مطبوعه: «عمرو بن صالح» . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/24) ، والحاكم في "المستدرك" (3/157) من طريق سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن عمرو بن صالح به. وانظر: "مختصر المستدرك" لابن الملقن (597) . (9) في (ك) : «وأمر» . الحديث: 1241 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 44 حَتَّى يجيئَه، فَجَاءَ رسولُ اللَّهِ (ص) حَتَّى وَقَفَ بِالْبَابِ، فَسَلَّمَ واستأْذَنَ، فَقَالَ: أَثَمَّ أَخِي ... ، فَذَكَرَ الحديثَ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعمرُ ضعيفُ الْحَدِيثِ (1) . قَالَ أَبِي: عمرُ هَذَا يحدِّث عَنْ أَبِي [جَمْرَة] (2) أحاديثَ بواطيلَ. 1242 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (3) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ (4) العُمَري (5) ، عَنْ أَبِي الزِّنَاد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِإذْن ِ الرَّجُلِ وَالمَرْأَةِ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) قوله: «الحديث» ليس في (ف) . (2) في جميع النسخ: «حمزة» بالحاء المهملة والزاي، وهو خطأ، وصوابه: «جمرة» بالجيم والراء، وهو: نصر بن عمران الضُّبَعي، انظر "الجرح والتعديل" (6/116 رقم 628) ، و"تهذيب الكمال" (29/362) ، والمسألة الآتية برقم (2596) . (3) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/78) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث بهذا الإسناد لا يرويه عن عبد الله بن عمر غير بقية» . (4) في (ف) و (ك) : «عمرو» . (5) قال الدارقطني في "العلل" (9/199) : «وروى بقية بن الوليد، عن شيخ له مجهول - سَمَّاه: عبد الله بن عمر؛ قال بعضهم: هو عبد الله بن عمر بن أنفع الحِمْيَري- عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) : " لا نِكاحَ إِلا بإذنِ الرَّجل والمرأة "، وخالفه عمر ابن صهبان، فرواه عن أبي الزِّناد، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، ولا يصحُّ واحد منهما» . الحديث: 1242 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 45 1243 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ شَيْبان (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) : أنَّ رَجُلا أنكَحَ ابْنَةً لَهُ - عَلَى عهد رسول الله (ص) - ثَيِّبًا، فكَرِهَتْ ذَلِكَ، فَأَتَتِ النبيَّ (ص) فذكرَتْ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهَا: أَكُنْتِ (4) نَهَيْتِهِ (5) أَنْ يُزَوِّجَكِ؟ ، قَالَتْ: نَعَمْ! فجعَلَ أمرَها بِيَدِهَا، فردَّتْهُ؟ قَالَ أَبِي: لا يُوَصِّلُونَ (6) هَذَا الحديثَ؛ يقولون (7) : أبو سَلَمة،   (1) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (7/120) . وروي عن هشيم - كما سيأتي - عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. (2) هو: ابن عبد الرحمن النَّحْوي. (3) قوله: «عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة» سقط من (ف) . (4) في (ت) و (ك) : «كنت» بتقدير همزة الاستفهام. (5) في (ك) : «نَهَيْتِيهِ» . ويخرَّج على توليد الياء من إشباع كسرة تاء المخاطبة، وهذه لغةٌ حكاها الخليل الفراهيدي، قال سيبويه: «وحدثني الخليل أن ناساً يقولون "ضَرَبْتِيهِ" فيلحقون الياء، وهذه قليلة» . اهـ. انظر كتاب "سيبويه" (4/200) ، و"طلبة الطلبة" للنسفي (ص233) ، و"مجمع الأمثال" للميداني (2/195) . (6) «لا يوصِّلُون» بمعنى «لا يَصِلُونَهُ» من «وصَّل» المضعَّف. انظر التعليق على المسألة رقم (163) . (7) الحديث رواه النسائي في "الكبرى" (5388) ، والدارقطني في "السنن" (3/235) من طريق أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، عن أبي سلمة به مرسلاً. ورواه الدارقطني في "السنن" (3/231) من طريق شجاع بن مخلد، عن هشيم، قال: أخبرنا عمر بن أبي سلمة، حدثنا أبو سلمة به مرسلاً. وقد اختُلِف فيه على هشيم، فرواه الطبراني في "الكبير" (24/252 رقم 644) ، والدارقطني في "السنن" (3/232) من طريق أبي مسلم المستملي، عن هشيم، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وانظر كلام الدارقطني في التعليق آخر المسألة. الحديث: 1243 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 46 عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) ، ومُرسَلً (2) أشبهُ (3) .   (1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وفي (ك) : «مرسل» بلا واو. (2) كذا، والتقدير: وهو أشبه مرسلاً، لكن جاء قوله: «مرسلً» على لغة ربيعة. انظر التعليق السابق. (3) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1756) ، وذكر أنه يرويه عن أبي سلمة: يحيى بن أبي كثير وعمر ابن أبي سلمة، واختُلِف عنهما: فأما يحيى بن أبي كثير: فرواه عنه حجاج بن الصَّواف وأبو الأسباط بشر بن رافع، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة موصولاً. ورواه شيبان بن عبد الرحمن، عن يحيى، واختُلِف على شيبان: فرواه الوليد بن مسلم وسورة بن الحكم، عنه، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة مثل الرواية السابقة. وخالفهما أبو حنيفة وعليُّ بن يزيد الصدائي وأبو يحيى عبد الحميد الحِمَّاني، فرووه عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ المهاجر بن عكرمة - بدل أَبِي سَلَمَةَ-، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موصولاً. قال الدارقطني: «وخالفهم هشام الدَّستوائي ومعمر وأبان العطَّار وعلي بن المبارك؛ رووه عَنْ يَحْيَى، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ عكرمة مرسلاً، وهو الصَّحيح» . ثم ذكر أن زيد بن حبّان رواه عن أيوب السَّختياني، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي سلمة مرسلاً. ثم قال: «وقال يحيى القطَّان: عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى، عن مهاجر بن عكرمة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن النبي (ص) مرسلاً، وهو أصحُّ» . وهذا كله بالنسبة لرواية يحيى بن أبي كثير. وأما رواية عمر بن أبي سلمة: فيرويها عنه هشيم بن بشير، واختُلِف على هشيم؛ فرواه إسحاق بن يونس الأفطس، عن هشيم، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. ثم قال الدارقطني: «وغيره يرويه عن هشيم، عن عمر، عن أبيه مرسلاً، وهو الصَّحيح من قول هشيم» . وقال البيهقي في "السنن" (7/120) بعد أن رواه من طريق الوليد بن مسلم موصولاً: «ورواه عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أبيه، وسمى المرأة: خنساء بنت حذام، فذكره مرسلاً، وقد قيل: عنه موصولاً، والمرسل له أصحُّ» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/196) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 47 1244 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بنُ مُسْلِم (1) ، عَنِ ابْن أَبِي ذِئْب (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ رَجُلا زوَّج ابنتَهُ بِكْرًا، فكَرِهَتْ ذَلِكَ، فأتتِ النبيَّ (ص) ، فردَّ النبيُّ (ص) نِكَاحَهَا؟ قَالَ أَبِي: يَدْخُلُ بَيْنَ ابنِ (3) أَبِي ذِئْبٍ ونافعٍ رجلٌ يُسمَّى: عمر بن حسين (4) .   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (3/236) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (51/45) . ورواه ابن حزم في "المحلى" (9/461) من طريق دُحَيم، عن ابن أبي ذئب به. ورواه ابن حبان في "المجروحين" (3/111) ، وابن عدي في "الكامل" (7/190) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر به. قال الدارقطني: «لا يثبت هذا عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نافع، والصَّواب حديث ابن أبي ذئب، عن عمر بن حسين» . ونقل ابن الجوزي في "التحقيق" (2/263) عن الإمام أحمد أنه قال في حديث ابن عمر هذا: باطل. وانظر "نصب الراية" (3/191) . (2) هو: محمد بن عبد الرحمن. (3) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) . (4) روايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (3/229) من طريق محمد بن إسماعيل بن أَبِي فُدَيك، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب، عن عمر بن حسين، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به. قال الدارقطني: «ورواه الوليد بن مسلم وصدقة بن عبد الله، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ نافع مختصرًا مرسلاً، وابن أبي ذئب لم يسمعه من نافع، وإنما رواه عن عمر ابن حسين عنه» . الحديث: 1244 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 48 1245 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمر ابن عبد الواحد، عن الأوْزاعي (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يُجَامِعَ امْرَأَتَهُ، اتَّخَذَتْ خِرْقَةً، فَإِذَا فَرَغَ نَاوَلَتْهُ إِيَّاهَا فَمَسَحَ عَنْهُ الأَذَى وَمَسَحَتْ عَنْهَا؟ قَالَ أَبِي (2) : إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عائِشَة، مَوْقُوفٌ (3) .   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها الذهبي في "السير" (9/283) من طريق صدقة بن عبد الله السمين، عنه به. (2) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (3) قوله: «موقوف» يحتمل النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . والحديث رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (280) من طريق الوليد بن مسلم، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/411) من طريق محمد بن مصعب، كلاهما عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة به موقوفًا. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (1431) ، وابن حزم في "صحيحه" (279) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/411) من طريق يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة به موقوفًا. وسئل الدارقطني في "العلل" (5/ ق 57/أ) عن هذا الحديث فقال: «يرويه عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، واختُلِف عنه، فرواه عنه الأوزاعي، واختُلِف عنه، حدث به بشر [كذا! وصوابه: عمر] بن عبد الواحد وصدقة بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، عن النبي (ص) . ورواه الوليد بن يزيد [كذا! وصوابه: مَزْيد] وأبو المغيرة، عن الأوزاعي، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة مرفوعًا [كذا! وصوابه: موقوفًا] من قولها وهو أصحُّ، وكذلك رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ القاسم، عن عائشة موقوفًا» . الحديث: 1245 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 49 1246 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو تَقِيٍّ (1) ، عن (2) يَعْقُوبُ بْنُ الجَهْم، عَنْ عليِّ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ مُغِيرَةَ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ؛ قَالَ: لمَّا خلَقَ اللهُ آدَمَ وخلَقَ له زوجَهُ (5) ، بعثَ اللَّهُ (6) مَلَكًا يأمرُهُ بالجِمَاع، فَفَعَلَ، فلمَّا فَرَغَ آدمُ قالتْ حواءُ: يَا آدمُ مَا أطيبَ هَذَا! زِدْنَا مِنْهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) . 1247- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (8) ، عَنِ هشام بن   (1) هو: هشام بن عبد الملك. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/150) . ورواه ابن عدي أيضًا (1/195 و7/150) من طريق أحمد بن أبي روح البغدادي، عن علي بن عاصم به. (2) قوله: «عن» ليس في (أ) و (ش) . (3) هو: ابن مِقْسَم الضَّبِّي. (4) هو: ابن يزيد النخعي. (5) في (ك) : «زوجته حواء» . (6) في (ش) : «بعث الله له» . (7) قال ابن عدي: «وهذه الحكاية معروفة بيعقوب بن = = الجهم هذا، عن علي بن عاصم مثله، وقد أُنْكِرت هذه الحكاية على يعقوب بن الجهم» . وقال أيضًا: «وكلُّ من حدَّث بهذا عن علي بن عاصم فهو ضعيف. حدث به أحمد بن أبي روح هذا، وشيخ من أهل حِمص يقال له: يعقوب بن الجهم» . (8) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1399/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (8203) ، وتمام في "فوائده" (730/الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/159) ، والضياء في "المختارة" (1853 و1854) . قال البزار: «لا نعلم رواه عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أنس إلا بقية، ورواه غير بقية، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رجُل من أصحاب النبي (ص) » . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام، عن الحسن، عن أنس غير بقية» . ونقل الضياء عن الدارقطني قوله: «وخالفه [أي خالف بقيَّةَ] أبو شهاب الحنَّاط، فرواه عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ بعض أصحاب النبي (ص) ، وهو الصَّواب» . ورواه البزار في "مسنده" (1398/كشف الأستار) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (3325) ، والضياء في "المختارة (1725 و1726) من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس، عن النبي (ص) به. قال البزار: «لا نعلم رواه عن ثابت إلاَّ سليمان» . الحديث: 1246 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 50 حسَّان، عَنِ الْحَسَنِ (1) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: خرجَ عَلَيْنَا رسولُ اللَّهِ (ص) وَنَحْنُ شبابٌ كلُّنا، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالبَاءَةِ (2) فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ (3) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ هِشَامٍ (4) ، عَنْ رجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ؛ قال: خرجَ علينا النبيُّ (ص) ... . قَالَ أَبِي: وَلَوْ (5) كَانَ أَنَسٌ (6) ، لَمْ يُكَنِّ عَنْهُ. 1248 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاس الخَلاَّل، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش؛ قَالَ: حدَّثني ابن (7) عبد الله ابن   (1) قوله: «عن الحسن» سقط من (أ) و (ش) . وهو: الحسن البصري. (2) قال ابن الأثير: «عليكم بالباءَة» ، يعني: النِّكَاح والتَّزَوُّجَ، يقال فيه: الباءَةُ والباءُ. انظر "النهاية" (1/160) . (3) الوِجَاء: أن تُرَضَّ أُنْثَيَا الفَحْلِ رَضًّا شديدًا يُذهِبُ شَهْوَةَ الجِمَاع، ويَتَنزَّلُ في قَطعِهِ منزلةَ الخَصْي، والمرادُ: أن الصومَ يقطعُ النكاح كما يقطعه الوِجاء. انظر "النهاية" (5/152) . (4) لم نقف على رواية يزيد بن هارون؛ لكنَّ المقصود فيما يظهر: أن يزيد يرويه عن هشام، عن الحسن البصري، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) . كما يُفهَم من كلام البزار السابق وهو قوله: «ورواه غير بقية، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رجُل من أصحاب النبي (ص) » والله أعلم. (5) في (أ) و (ش) : «لو» بلا واو. (6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة (34) . (7) في (ت) و (ك) : «أبي» . واسمه: محمد، كما ذكر الهيثمي في "مجمع االزوائد" (6/255) . الحديث: 1248 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 51 [بُسْر] (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ الزُّنَاةَ يُبْعَثُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ تَشْتَعِلُ (2) في وُجُوهِهِمْ نَارًا (3) ، يُعْرَفُونَ بِنَتْنِ فُرُوجِهِمْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ لَمْ يَرْوِهِ غيرُ عبَّاس.   (1) في جميع النسخ: «بشر» بالشين المعجمة، وصوابه «بسر» بالسين المهملة، كما في "فيض القدير" للمناوي (2/344) ، ومصادر التخريج.. والحديث رواه الطبراني؛ كما في "الترغيب والترهيب" للمنذري (3524) . قال المنذري: «رواه الطبراني بإسنادٍ فيه نظر» . وقال الهيثمي في "مجمع االزوائد" (6/255) : «ورواه الطبراني من طريق محمد بن عبد الله بن بسر، عن أبيه؛ ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (3177) . (2) كذا في (ك) ، ولم تنقط التاء الأولى في (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ف) : «يشتعل» بالياء المثناة التحتية في أوله، وضبطت في (ف) : «يُشْتَعل» بضم الياء، وفتح التاء. (3) كذا في جميع النسخ، ولفظ الطبراني: «تشتعلُ وجوهُهُم نارًا» كما في "مجمع الزوائد" (6/255) ، و"الترغيب والترهيب" للمنذري (3524) ، وهذا هو الجادَّة، أما ما وقع في النسخ، فهي ثلاثة ألفاظ: «تَشْتَعِلُ» و «يَشْتَعِلُ» و «يُشْتَعَلُ» ، فإن لم تكن العبارةُ محرَّفة عمَّا ورد في "معجم الطبراني"، فإن هذه الألفاظ تخرَّج على مايلي: أما قوله: «تَشْتَعِلُ» فيخرَّج على أن فاعله ضمير مؤنث يعود إلى الفاحشة، وهو = = مفهوم من لفظ «الزناة» ، والمراد: تَشْتَعِلُ هي: [أي: الفاحشة] في وجوههم نارًا. وقوله: «يَشْتَعِلُ» يخرَّج على أن فاعله ضمير مذكر يعود إلى الزنى، المفهوم أيضًا من لفظ «الزناة» ، والتقدير: يَشْتَعِلُ هو [أي: الزنى] في وجوههم نارًا. وانظر في رجوع الضمير إلى اسمٍ مفهومٍ من السياق: التعليق على المسألة رقم (400) . وقوله: «يُشْتَعَلُ» بالبناء لما لم يسم فاعله: يخرَّج على أن نائب فاعله هو الجار والمجرور: «في وجوههم» ، و «نارًا» بالنصب: نائب عن المصدر في باب المفعول المطلق، والتقدير: يُشْتَعَلُ في وجوههم اشتعالَ نارٍ، ثم حُذف المضاف وهو «اشتعالَ» ، وأقيم المضاف إليه مُقامه فانتصب انتصابَهُ، وانظر في إنابة الجار والمجرور عن الفاعل: التعليق على المسألة رقم (252) ، وانظر في حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه: التعليق على المسألة رقم (2) ، والله أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 52 1249 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (1) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) : الأَيِّمُ (2) أَحَقُّ بِنَفْسِها. فقلتُ لَهُ: سَمِعَ صالحٌ هَذَا الحديثَ مِنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير؟ فَقَالَ: هَكَذَا رواه مَعْمَر. ورواه (3) سَعِيدُ بْنُ سَلَمة (4) ، عَنْ صَالِحٍ، عن عبد الله بن الفَضْل،   (1) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (10299) عنه به. ومن طريق عبد الرزاق رواه أبو داود في "سننه" (2100) ، والنسائي في "المجتبى" (3263) ، والدارقطني في "سننه" (3/239) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/118) . ورواه ابن حبان في "صحيحه" (4089) ، والدارقطني في "سننه" (3/239) من طريق ابن المبارك عن معمر به. (2) قال ابن الأثير: الأَيِّمُ في الأصل: التي لا زَوْجَ لها؛ بِكْرًا كانت أو ثَيِّبًا، مُطَلَّقةً كانت أو متوفًّى عنها. ويريدُ بالأَيِّم ِ في هذا الحديث: الثَّيِّبَ خاصَّة، يقال: تَأَيَّمَتِ المرأةُ وآمَتْ: إذا أقامت لا تتزوَّج. "النهاية" (1/85) . (3) قوله: «معمر ورواه» سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (3/239) . والحديث أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (1/261 رقم 2365) ، والنسائي في "المجتبى" (3262) ، والدارقطني في "سننه" (3/238-239) من طريق محمد بن إسحاق، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عبد الله ابن الْفَضْلِ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10282) من طريق الثوري، وعبد الرزاق (10283) ، ومسلم في "صحيحه" (1421) ، وأحمد في "مسنده" (1/219 رقم 1888) ، وابن حبان في "صحيحه" (4084 و 4087) من طريق مالك، ومسلم (1421) ، وأحمد (1/219 رقم 1897) ، وابن حبان (4088) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (3309) من طريق زياد بن سعد، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/118) من طريق أبي أُوَيس، أربعتهم عن عبد الله بن الفضل به. الحديث: 1249 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 53 عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير؛ وَهُوَ أشبهُ (1) . 1250 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مِنْدَل (2) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يزيد، عن الزُّهْري، عن عُبَيدالله بن عبد الله (3) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: تزوَّج رجلٌ امْرَأَةً (4) ، فَلَمْ يَجِدْهَا عَذْرَاءَ، فأرسلَتْ إِلَيْهَا (5) عائِشَةُ: أنَّ الحَيْضَ يَذْهَبُ بِالعُذْرَةِ (6) ؟   (1) قال الدارقطني في "سننه" (3/239) : «كذا رواه معمر عن صالح، والذي قبلَه أصحُّ في الإسناد والمتن؛ لأن صالحًا لم يسمعه من نافع بن جُبير؛ وإنما سمعه من عبد الله بن الفضل عنه، اتَّفق على ذلك ابنُ إسحاق وسعيد بن سلمة عن صالح. سمعتُ النيسابوري يقول: الذي عندي أن معمرًا أخطأ فيه» . وقال أيضًا بعد أن رواه من طريق ابن إسحاق: «تابعه سَعِيدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ صَالِحٍ ابن كيسان، وخالفهما معمر في إسناده، فأسقط منه رجلاً، وخالفهما أيضا في متنه، فأتى بلفظ آخر وَهِمَ فيه؛ لأن كلَّ من رواه عن عبد الله ابن الفضل، وكلَّ من رواه عن نافع بن جبير مع عبد الله ابن الفضل خالفو معمرًا، واتفاقُهم على خلافه دليلٌ على وَهَمِهِ، والله أعلم» . (2) هو: ابن علي العَنَزي، يقال: اسمه: عمرو، ومِنْدل لقبٌ، وهو مثلث الميم. (3) هو: ابن عبد الله بن عتبة. (4) في (ك) : «قالت: رجل تزوج امرأة» . وقوله: «امرأة» سقط من (ف) . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّةُ أن يقال: «إليه» كما في "سنن سعيد بن منصور"؛ وفيه: «فلم يجدها = = عذراءَ، كانت الحيضةُ أحرقَتْ عُذْرَتَها، فأرسلَتْ إلَيْه عائشةُ؛ أنَّ الحَيْضَةَ تُذْهِبُ العُذْرَةَ يقينًا» ، وهنا جاء الضمير مؤنَّثًا في «إليها» ؛ لأنَّه مسبوقٌ وملحوقٌ بألفاظ مؤنَّثة، وللمجاورة تأثيراتٌ في العربية، انظر في ذلك: التعليق على المسألة رقم (54 - الوجه الثالث) . (6) العُذْرَةُ: البَكَارةُ، وجاريةٌ عَذْراءُ: بِكْرٌ لم يمسَّها رجل. انظر"لسان العرب" (4/551) . الحديث: 1250 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 54 قال أبي: رواه عبد الله بْنُ الْمُبَارَكِ (1) ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عائِشَة، مُرْسَلً (2) . قَالَ أَبِي: المُرْسَلُ عِنْدِي أشبَهُ. 1251 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الرَّبِيع بْنُ بَدْرٍ (3) ، عَنِ النَّهَّاس بْنِ قَهْم، عَنْ عَطَاء (4) ، عَنْ أَشْيَاخٍ لَهُمْ؛ مِنْهُمُ ابْنُ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قال: البَغَايَا: الَّتِي (5) يُزَوِّجْنَ أَنْفُسَهُنَّ؛ لاَ نِكَاحَ إِلاَّ بِوَلِيٍّ، وَشَاهِدَيْنِ، وَمَهْرٍ مَا كَانَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.   (1) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2118) . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/312) ، والطبراني في "الأوسط" (4520) ، وابن عدي في "الكامل" (3/131) و (7/59) . ومن طريق العقيلي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1025) . قال العقيلي: «وهذا يُروى عن أبي هريرة من غير هذا الوجه مرفوعًا، وأوقفه قوم. قصة البغايا والشَّاهدين والمهر فلا يثبت فيه شيء مرفوع» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ النهاس إلا الربيع بن بدر» . وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرويه عن النهاس بن قَهْم - والنهاس بصري - غير الربيع بن بدر، وأبو معاوية الزعفراني، وأبو معاوية شرٌّ من الربيع وأضعفُ» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله (ص) ، والمتهم به النهاس» . (4) هو: ابن أبي رباح. (5) كذا في جميع النسخ، والجادةُ: «اللاتي» كما في مصادر التخريج، وهو الموافق لما قبله وما بعده، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، ويتخرَّج على وجهين: الأوَّل: على الإفراد، على أن يكونَ اسمَ جنسٍ، وتعودُ الضمائرُ - في «يُزَوِّجْنَ أَنْفُسَهُنَّ» - إليه على معناه دون لفظه؛ ونظير ذلك قراءة ابن هرمز لقوله تعالى: [النِّسَاء: 23] {وَأُمَهَاتُكُمُ اللاََّّتِي أَرْضَعْنَكُمْ} ؛ قرَأَ «الَّتي» بالإفراد. وانظر: "المحتسب" (1/185) ، و"البحر المحيط" (3/211) . والثاني: على الجمع، والأصلُ: اللاتي، لكنْ حُذِفَتْ منه الألفُ تخفيفًا، وهو موافق لرسم المصحف العثماني؛ قال القلقشندي في كتابه الفَذِّ "صبح الأعشى، في صناعة الإنشا" (3/194) : «قال أحمد بن يحيى [ثعلب] : كتبوا «اللاَّتي» : الَّتِي، و «اللاَّئي» : الَّئِي، وأسقطوا لامًا من أوَّلها، وألفًا من آخرها» ، قال: «وهذا للاستعمال؛ لأنَّه يَقلُّ في الكلام مِثلُه، ويَدلُّ عليه ما قبله وما بعده، ولو كُتبَ على لفظه، كان أَوْلى» ، قال الشيخ أثير الدين أبو حيان: [وكلامه - يعني ثعلبًا - يَدلُّ على حذف اللام من أوَّله، والألف من آخره معًا] ، والذي عهدناه من الكُتَّاب: أنَّه لا تُحذَفُ الألفُ؛ لئلا يلتبس بالمفرد» . اهـ. كلام القلقشندي، وما بين المعقوفين زيادة من "همع الهوامع" للسيوطي (3/520) ، وانظر "المطالع النصريَّة" لنصر الهوريني (ص228) . الحديث: 1251 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 55 1252 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد ابن إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ سِنَان بْنِ هَارُونَ، عَنْ حُمَيد (2) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قالتْ أُمُّ حَبِيبة (3) : يارسولَ اللَّهِ، المرأةُ مِنَّا يكونُ لَهَا زَوْجَان ِ فِي الدُّنيا، ثُمَّ تموتُ فتدخُلُ (4) الجنَّةَ هِي وَزَوْجَاهَا؛ لأيِّهما تكونُ: للأوَّل، أَوْ للآخِرِ؟ قَالَ: تَخَيَّرُ (5) أَحْسَنَهُمَا خُلُقًا كَانَ مَعَهَا فِي الدُّنْيَا، فَيَكُونُ زَوْجَهَا في   (1) هو العطَّار. وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (1212/المنتخب) ، والبزار في "مسنده" (1980/كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/171) ، والطبراني في "الكبير" (23/222 رقم411) ، وابن عدي في "الكامل" (5/348) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/291 رقم1051) ، وابن بشران في "الأمالي" (734) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/371) . (2) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (3) هي: رملة بنت أبي سفيان، أم المؤمنين خ. (4) في (ت) : «فيدخل» . (5) أي: تتخيَّرُ، وحذفتْ إحدى التاءين تخفيفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (388) . الحديث: 1252 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 56 الجَنَّةِ، قَالَتْ أمُّ حَبِيبة: ذَهَبَ حُسْنُ الخُلُق بِخَيْرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ لا أصلَ لَهُ، وسِنَانٌ عِنْدَنَا مَسْتُورٌ (2) . 1253 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (3) ، عَنِ ابن لَهِيعَة (4) ، عن عيسى ابن عبد الرحمن الزُّرَقي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ - أَوْ أَبِي سَلَمة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لا يُحَرِّمُ مِنَ الرَّضَاعَةِ إلاَّ مَا فَتَقَ الأَمْعَاءَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَعِيسَى هذا: أبو عَبَّاد (5) ، لا   (1) كذا وقع هذا القول في جميع النسخ، موقوفًا من كلام أم حبيبة، ولم نقف عليه من هذا الوجه. وهو في مصادر التخريج السَّابقة مرفوع من كلام النبي (ص) . (2) أوضح العلَّة أبو زرعة؛ حين سأله البرذعي (ص459/سؤالاته) قال: «قلت له في حديث سِنَانِ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حُمَيْدٍ، عن أنس: قصَّة أم حبيبة في حُسن الخُلُق؟ قال: ذاك ليس منه - يعني: ليس من سنان - ذاك من عبيد بن إسحاق» . اهـ. وقال البزار (1980/كشف الأستار) : «لا نعلم رواه عن حميد، عن أنس إلا سنان، وهو كوفي لا بأس به» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (2/171) : «ولا يُحفظَ إلا من حديث سنان» . وقال ابن عدي في "الكامل" (5/348) : «لا يرويه - فيما أعلمه - غير عبيد بن إسحاق، ولعبيد غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه إما أن يكون منكر الإسناد أو منكر المتن» . (3) هو: موسى بن محمد. (4) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/381) من طريق عمرو بن خالد، وابن عدي في "الكامل" (5/245) من طريق قتيبة بن سعيد، و (5/350) من طريق عبيد بن أبي قرة، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عِيسَى بن عبد الرحمن، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، النبي (ص) . (5) يكنى: أبا عَباد، وأبا عُبادة. انظر "ميزان الاعتدال" (6583) . الحديث: 1253 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 57 أعرفُ لَهُ حَدِيثًا صَحِيحًا (1) . 1254 - وسَمِعْتُ أَبِي [وذكَرَ] (2) حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بُهْلُول الأَنْبَارِي (3) ، عَنْ سُوَيد بْنِ عَمْرٍو الكَلبي [عَنِ الْحَسَنِ] (4) بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لاَ تَرْفَعِ العَصَا عَنْ أَهْلِكَ، أَخِفْهُمْ في اللهِ.   (1) نقل العقيلي في "الضعفاء" (3/381) عن البخاري قوله: «عيسى بن عبد الرحمن الزُّرَقي، عن الزُّهْري، حديثه مقلوب» ثم بيَّن العقيلي أن مقصود البخاري هذا الحديث وقال: «ولا يُتابع عليه من وجه يثبُت» . وقال ابن عدي: «ولعيسى غير ما ذكرت، ولم يحضرني غير ما ذكرت له، ويروي عن الزهري أحاديث مناكير» . (2) ما بين المعقوفين سقَطَ من جميع النسخ، ومكانها في (ف) : «و» ؛ لكنْ ضُرِبَ عليها، ومِنْ عادة المصنِّف أن يقول: «سمعتُ أبي وذكر حديثًا ... » ، كما في المسألة رقم (29) وغيرها. ويتجه أيضًا أن يقال: إنَّ أصل الكلام: «وسَمِعْتُ مِنْ أبي حديثًا» بزيادة «مِنْ» أو: «وسَمَّعتُ أبي حديثًا» ؛ بتشديد الميم، أي: قرأتُهُ عليه، لكن هذا مخالفٌ لعادة المصنِّف التي جرى عليها في هذا الكتاب، والله أعلم. (3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (321) ، والطبراني في "الأوسط" (1869) ، و"الصغير" (114) ، والدارقطني في "الأفراد" (179/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/332) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الله بن دينار إلا الحسن، ولا عن الحسن إلا سويد، تفرَّد به إسحاق بن البُهْلول» . وقال الدارقطني: «غريب من حديث عبد الله [أي: ابن دينار] عنه [أي: عن ابن عمر] ، تفرَّد به إسحاق بن بُهْلول، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ عَمرو الْكَلْبِيِّ، عن الحسن بن صالح، عنه» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث عبد الله بن دينار والحسن، تفرَّد به عنه سويد» . (4) قوله: «عن الحسن» في جميع النسخ: «والحسن» وصوبت في (أ) بخط مغاير. الحديث: 1254 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 58 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ. 1255 - وسألتُ (1) أَبِي (2) وسُئِلَ أَبُو زُرعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَينٌ المَرُّوذي (3) ، عن جَرير بن حازم،   (1) روى هذا النص الخطيب البغدادي في "تاريخه" (8/89) من طريق ابن أبي حاتم، لكن لم يذكر أبا زرعة. ونقل بعضه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/25) ، وابن حجر في "الفتح" (9/196) بتصرف. (2) قوله: «وسألت أبي» سقط من (أ) و (ش) . (3) في (ك) : «المزوري» ، ويقال له أيضًا: المروروذي؛ = = كما يأتي في آخر المسألة، وهما نسبتان إلى مَرْوِ الرُّوذ. وروايته أخرجها أحمد في " مسنده" (1/273 رقم 2469) ، وأبو داود في "سننه" (2096) ، وابن ماجه في "سننه" (1875) ، والنسائي في "الكبرى" (5387) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2526) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/365) ، والدارقطني في "السنن" (3/234-235) . ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/89) من طريق سليمان بن حرب، عن جرير، به. ورواه ابن ماجه في "سننه" (1875) ، والنسائي في "الكبرى" (5389) ، والدارقطني في "سننه" (3/235) من طريق مُعَمَّر بن سليمان، عن زيد بن حبان، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به. ورواه النسائي في "الكبرى" (5388) ، والدارقطني (3/235) من طريق معمَّر أيضًا، عن زيد بن حبان، عن أيوب، يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أبي سلمة، به مرسلاً. ورواه الدارقطني في "سننه" (3/235) من طريق أيوب ابن سويد، عن الثوري، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس به. ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/365) من طريق وكيع، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عن عكرمة، به، مرسلاً. قال الدارقطني بعد أن رواه من طريق حسين المروذي: «وكذلك رواه زيد بن حبان، عن أيوب، وتابعه أيوب ابن سويد، عن الثوري، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، وغيره يرسله عن الثوري، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النبي (ص) ، والصحيح مرسل» . ورواه الدارقطني في "سننه" (3/234) من طريق عَبْدُ الْمَلِكِ الذِّماري، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عن هشام صاحب الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. قال الدارقطني: «هذا وهم من الذِّماري، وتفرَّد بهذا الإسناد، والصَّواب: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن المهاجر، عن عكرمة مرسل، وهم فيه الذِّماري، عن الثوري، وليس بقوي» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (7/117) عن طريق الذِّماري: «خطأ» ، وقال: «هو في جامع الثوري، عن الثوري كما ذكره أبو الحسن الدارقطني _ح مرسلاً، وكذلك رواه عامة أصحابه عنه، وكذلك رواه غير الثوري عن هشام» . الحديث: 1255 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 59 عَنْ أيُّوب (1) ، عَنْ عِكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رَجُلا زوَّج ابنتَهُ وَهِيَ كارهةٌ، ففرَّق النبيُّ (ص) بَيْنَهُمَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كَمَا رَوَاهُ الثِّقَات: عَنْ أيُّوب (2) ، عَنْ عِكْرمة: أنَّ (3) النبيَّ (ص) ... مُرْسَلً (4) ؛ مِنْهُمْ: ابنُ عُلَيَّة، وحمادُ ابن زَيْدٍ (5) : أنَّ رَجُلا تزوَّج؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. قلتُ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ (6) ؟ قَالَ: مِنْ حُسَيْنٍ يَنْبَغِي أَنْ يكونَ؛ فإنه لم يَروِهِ (7) عن جَرِير   (1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (2) قوله: «عن أيوب» سقط من (أ) و (ش) . (3) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «أن» . (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2097) ، وفي "المراسيل" (232) . ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/117) . قال أبو داود: «لم يذكر: ابن عباس، وكذلك رواه الناس مرسلاً، معروف» . (6) قوله: «هو» ليس في (ك) . (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «لم يَرْوِ» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 60 غيرُهُ (1) . قال أبي: رأيتُ حُسينً المَرْوَرُوذِيَّ (2) ، وَلَمْ أسمعْ مِنْهُ (3) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ أيُّوب لَيْسَ هُوَ بِصَحِيحٍ (4) . 1256 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة (5) ، عَنْ مُطَرِّف (6) ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الخَضِرِ، عَنْ عمَّار بْنِ يَاسِرٍ؛ قَالَ: يُكْرَهُ مِنَ الإِمَاءِ مَا يُكْرَهُ مِنَ الحَرَائِرِ، إِلا العَدَدَ (7) ؟   (1) قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/89) : «قد رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ جرير بن حازم أيضًا كما رواه حسين فبرئت عهدته، وزالت تبعته» . (2) في (ك) : «المرورورذي» وهو خطأ. وكانت الجادَّةُ أن يقال: «حُسَيْنًا المَرْوَرُوذِيَّ» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح أيضًا في العربية، وفيه وجهان: التنوين وعدمه: «حُسَيْنً» و «حُسَيْنَ» ، وقد فصَّلنا في هذين الوجهين في التعليق على مثله في المسألة رقم (126) ، وانظر المسألة رقم (34) . (3) عدَّ ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/25) هذا قدحًا من أبي حاتم في حسين المرُّوذي، فتعقَّبه الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" (ص51) بقوله: «قلت: حسين احتجَّ به الشيخان، ولم يترك أبو حاتم السَّماع منه باختيار أبي حاتم، فقد نقل ابنه عنه أنه قال: أتيته مرَّات بعد فراغه من تفسير شَيبان، وسألته أن يعيد عليَّ بعض المجلس، فقال: بَكِّر، بَكِّر، ولم أسمع منه شيئًا» . وانظر "الجرح والتعديل" (3/64) . (4) قال البيهقي: «أخطأ فيه جرير بن حازم على أيوب السختياني، والمحفوظ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ النبي (ص) مرسلاً» . وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/153) : «الصحيح أنه مرسل» . وقال في "المحرر" رقم (1015) : «وله علة بيَّنها أبو داود وأبو حاتم وغيرهما وهي الإرسال» . (5) هو: سفيان. (6) هو: ابن طَريف. (7) في (ش) : «العدو» ، ويشبه أن تكون هكذا في (أ) . والمقصود: أن ما زاد على أربع نساء، فهو جائز في الإماء دون الحرائر. الحديث: 1256 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 61 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: مُطَرِّف (1) ، عَنْ أَبِي الجَهْم (2) ، عَنْ أَبِي الأخضَر (3) ، عَنْ [عَمَّار] (4) . 1257 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ عبد الله اللَّيْثي المَديني؛ قال: حدَّثني عبد الله بْنُ نَافِعٍ (5) ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّهْري، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ عُرْوَة، عن عائِشَة:   (1) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (6/5 رقم 2177/دار الوفاء) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (1736) من طريق ابن عيينة، وعبد الرزاق في "المصنف" (12750) من طريق الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (16250) من طريق محمد بن فضيل، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/117) من طريق أسباط بن محمد، أربعتهم عن مطرِّف، به. ومن طريق الشَّافعي رواه البيهقي في "الكبرى" (7/163) ، و"المعرفة" (13836) . (2) هو: سليمان بن الجهم. (3) هو: صاحب عمار بن ياسر، ذكره الدولابي بكنيته ولم يسمِّه، ووقع نسبه في رواية عبد الرزاق: أبو الأخضر التيمي. (4) وقع في جميع النسخ هنا، وفي نسخةٍ من كتاب "الأم" للشافعي: «عُمَارة» ، وما أثبتناه من نسختين من "الأم" ومن مصادر التخريج السابقة، وهو الصَّواب. (5) هو: الصائغ، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4803 و7224) ، وابن عدي في "الكامل" (5/160) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/99) ، والدارقطني في "السنن" (3/268) من طريق عبد الله بْنُ نَافِعٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ إسماعيل، عن عثمان بن عبد الرحمن، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، عن النبي (ص) قال: «لا يحرِّم الحرامُ الحلالَ؛ إنما يَحرُمُ ما كان بنكاحٍ حلالٍ» . ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/169) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/160) من طريق محمد ابن المغيرة، عن أبيه المغيرة بن إسماعيل، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة به. ورواه الدارقطني في "السنن" (3/267) من طريق الهيثم ابن اليمان، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بمثله. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا المغيرة بن إسماعيل، تفرَّد به عبد الله بن نافع» . وقال البيهقي: «تفرَّد به عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي هذا وهو ضعيف، قاله يحيى بن معين وغيره من أئمة الحديث، والصَّحيح: عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ علي ح، مرسلاً موقوفًا عنه» . الحديث: 1257 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 62 أنَّ النبيَّ (ص) سُئل عَنِ الرَّجُلِ يَزني بامرأةٍ، ثُمَّ يتزوَّج ابْنَتَهَا؟ فَقَالَ (1) : لا (2) ! يَحْرُمُ (3) عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ (4) مَا كَانَ بِالنِّكَاحِ، وَأَمَّا مَا كَانَ بِالزِّنَى فَلاَ يَحْرُمُ (5) عَلَيْهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، والمغيرةُ بنُ إِسْمَاعِيلَ وعُمر هَذَا: هُمَا مَجْهُولانِ. 1258 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّهْري، عَنْ عبد الله بن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَل، عَنْ عبد المطَّلب بن ربيعة: أنَّ النبيَّ (ص)   (1) في (أ) و (ش) : «قال» . (2) كذا جاءت العبارة هنا، وتحتمل وجهين: الأول: أنَّ الجملةَ استثنائية، وسقطت منها أداة الاستثناء «إلا» ، والتقدير: «لا يَحْرُمُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ [إِلا] مَا كان بالنكاح ... » . والثاني: أنَّ الكلام ليس مبنيًّا على الاستثناء، وليس في العبارة سقط؛ وهذا ما اخترنا إثباته؛ ولذا ضبطناها بفصل «لا» عن الفعل «يحرم» ؛ ليستقيم الكلام، ويُفهَم من السياق: أن السائلَ سأل: أيحرمُ أن يتزوَّج الرجلُ امرأةً زنى بأُمها؟ فأجابه النبيُّ (ص) : لا، أي: لا يَحْرُمُ. ثم فصَّل له بيانَ ما يحرُمُ من ذلك وما لا يحرُمُ؛ ويدل عليه لفظ الحديث في مصادر التخريج السابقة. (3) في (ت) : «تحرم» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) و (ف) ، والمثبت من (ك) . (4) قوله: «من ذلك» سقط من (أ) و (ش) . (5) في (أ) و (ت) : «تحرم» ، ولم تنقط في (ش) و (ف) ، والمثبت من (ك) . الحديث: 1258 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 63 زوَّجَهُ والفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، ثُمَّ قال (1) لِمَحْمِيَةَ (2) ابن جَزْءٍ: أَصْدِقْ عَنْهُمَا مِنَ الخُمُسِ؟ فَقَالَ أَبِي: قَدْ تفرَّد الزُّهْري بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ (3) . 1259- وسُئِلَ أَبِي (4) عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ (5) ، عَنْ نَضْرَة (6) بْنِ [أَكْثَم] (7) : أَنَّهُ تزوَّج بِكْرًا، فَإِذَا هِيَ حُبْلى، فقال النبيُّ (ص) : لَهَا الصَّدَاقُ بِمَا (8) اسْتَحَلَّتَ (9) مِنْ فَرْجِهَا، وَالوَلَدُ عَبْدٌ   (1) قوله: «قال» سقط من (ك) . (2) في (ك) : «محمية» . (3) تفرُّد الزهري بهذا الحديث لا يضرُّه، فكم من الأحاديث التي تفرَّد بها الزهري وهي مخرَّجة في "الصحيحين"، ولم يتوقف أحد عن الاحتجاج بها، قال الإمام مسلم في "صحيحه" (1647) : «وللزهري نحوٌ من تسعين حديثًا يرويه عن النبي (ص) لا يشاركه فيه أحدٌ بأسانيد جياد» . فذِكْر أبي حاتم للتفرُّد لا يعني إعلاله للحديث، وقد أخرج مسلم في "صحيحه" (1072) هذا الحديث من طريق الإمام مالك وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به. (4) في (أ) و (ش) : «قال: وسئل أبي» . وفي هامش نسخة (أ) حاشية غير واضحة. (5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (10704) ، والدارقطني في "السنن" (3/251) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/157) من طريق أبي إسحاق إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: بصرة، به. وفي رواية الدارقطني: «نضرة بن أبي نضرة الغفاري» . وفي رواية البيهقي: «بصرة بن أبي بصرة الغفاري» ، وانظر الحاشية التالية. (6) ويقال: بَصْرَة - وهو الأشهر -، ويقال: بُسْرة، وقيل غير ذلك. انظر "تهذيب الكمال" (4/189) ، والتعليق آخر المسألة. (7) لم تنقط في (ف) ، وفي بقية النسخ: «أكتم» ، والتصويب من "الإكمال" (1/923) ، و"تهذيب الكمال" (4/189) ، وغيرهما. (8) في (ك) : «ما» . (9) في (ش) : «استَحْلَلْتَ» ، ومثله في مصادر التخريج، وهو الجادَّة، وفي (ف) : «استُحِلَّتْ» بلام واحدة مبنيًّا لما لم يُسمَّ فاعله. وفي بقية النسخ: «استحلت» بلام واحدةٍ، وهو صحيح في العربية على البناء للفاعل، وهو من الاستحلال، وفي ضبطه وجهان: الأول: «استَحَلَّتَ» بفتح التاء الأولى والحاء، وتشديد اللام بعدها تاء مفتوحة، وهذا جارٍ على لغة أناس من بني بكر بن وائل؛ لا يفكُّون التضعيف من الأفعال عند إسنادها إلى ضمائر الرفع المتحركة، فيقولون في «رَدَدْتَ» : رَدَّتَ، وفي «استَحْلَلْتَ» : استَحَلَّتَ،،، وهكذا؛ وهذه اللغة حكاها الخليل. والثاني: «استَحَلْتَ» بفتح التاء الأولى والحاء، وتسكين اللام بعدها تاءٌ مفتوحة، والأصل: «استَحْلَلْتَ» ، وحُذفت اللام الأولى تخفيفًا، مع نقل حركتها إلى الحاء الساكنة قبلها، وهذه لغةٌ فصيحة جاء عليها القرآن؛ كما في قوله تعالى: [الواقِعَة: 65] {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} ، ويقولون في «أَحْسَسْتُمْ» : أَحَسْتُمْ. وانظر في هذين الوجهين: "غريب الحديث" للحربي (1/71) ، و"النهاية" لابن الأثير (2/266-267) ، و"الأذكار" للنووي (ص92) ، و"حاشية ابن القيم على سنن أبي داود" (4/273) ، و"مرقاة المفاتيح" (3/409) ، و"تاج العروس" (رمم) . وانظر نحو ذلك في التعليق على قوله: «أُمِدْتُ» في المسألة رقم (948) . الحديث: 1259 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 64 لَكَ، فَإِذَا وَلَدَتْ فَارْجُمْهَا (1) ، وَقَالَ بعضهم: وفَرَّقَ بينهما. ما وجهُ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَكَ؟ فَأَجَابَ أَبِي فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُرسَل لَيْسَ بِمُتَّصل. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ نُعَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ لا يجاوزُهُ، مَرْفُوعٌ (3) . وَمَا رَوَاهُ ابنُ جُرَيج (4) ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عن ابن المسيّب،   (1) في مصادر التخريج السابقة والآتية: «فاجلدها» ، وفي بعضها: «فأقيموا عليها الحد» . (2) روايته أخرجها أبو داود في"سننه" (2132) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/157) . (3) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . (4) رواه عنه عبد الرزاق، واختُلِف على عبد الرزاق فرواه أبو داود في "سننه" (2131) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2212) من طريق الحسن بن علي الحلواني، وأبو داود (2131) ، والحاكم في "المستدرك" (2/183) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/157) من طريق محمد بن أبي السري، وأبو داود (2131) من طريق مخلد بن خالد، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/172) من طريق حسين بن مهدي، والطبراني في "المعجم الكبير" (2/48 رقم 1243) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/172) من طريق محمود بن غيلان، والدارقطني في "سننه" (3/250) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/157) من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل، ستتهم عن عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن رجل من الأنصار به. ورواه أبو إسحاق الدَّبَري - كما في "المصنف" (10705) - عن عبد الرزاق، عن ابن جريج. قال: حُدِّثتُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن رجل من الأنصار به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 65 عَنْ نَضْرَة بْنِ [أَكْثَم] (1) - لَيْسَ هُوَ مِنْ حَدِيثِ صَفْوان بْنِ سُلَيم. ويَحتمِلُ (2) أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوان ابن سُلَيم؛ لأنَّ ابْنَ جُرَيج يُدلِّسُ عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم غَير شَيْءٍ (3) ، وَهُوَ لا يَحتمِلُ أَنْ يَكُونَ منه (4) .   (1) في جميع النسخ: «أكتم» ، وتقدم تصويبه في بداية المسألة. (2) قوله: «ويحتمل» سقط من (ك) . (3) تقدم في المسألة رقم (731) ذكر حديث آخر دلَّس فيه ابنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سليم. (4) أي: لا يحتمل أن يكون الخطأ في هذا الحديث من صفوان بن سليم؛ لأنه ثقة. ونقل الدارقطني في "سننه" (3/251) عن عبد الرزاق قوله: «حديث ابن جريج، عن صفوان، هو: ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سليم» . وقال البيهقي في"السنن الكبرى" (7/157) : «فهذا الحديث إنما أخذه ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سليم، وإبراهيم مختلفٌ في عدالته» . وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (3/156) : «والإرسال هو الصحيح، وأيضًا فابن جريج إنما رواه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي يحيى الأسلمي، عن صفوان، وإبراهيم هذا متروك الحديث» . وقال ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/60-61) : «هذا الحديث قد اضطُرِبَ في سنده وحكمه واسم الصحابي راويه: فقيل: بَصْرة - بالباء الموحَّدة، والصاد المهملة - وقيل: نَضْرة - بالنون المفتوحة، والضاد المعجمة - وقيل: نَضْلة - بالنون، والضاد المعجمة، واللام - وقيل: بُسْرة - بالباء الموحَّدة، والسين المهملة - وقيل: نَضْرة بن أكثَم الخُزاعي، وقيل: الأنصاري. وذكر بعضهم: أنه بَصْرة بن أبي بَصْرة الغِفاري، ووهم قائله. وقيل: بَصْرة هذا مجهول. وله علَّة عجيبة، وهي: أنه حديث يرويه ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُليم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن رجل من الأنصار، وابن جريج لم يسمعه من صفوان؛ إنما رواه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أبي يحيى الأسلمي، عن صفوان، وإبراهيم هذا متروك الحديث؛ تركه: أحمد ابن حنبل، ويحيى بن معين، وابن المبارك، وأبو حاتم، وأبو زرعة الرَّازيان وغيرهم، وسُئل عنه مالك ابن أنس: أكان ثقة؟ فقال: لا! ولا في دينه. وله علَّة أخرى، وهي: أن المعروف أنه إنما يُروى مرسلاً عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ النبي (ص) ؛ كذا رواه قتادة ويزيد ابن نعيم وعطاء الخراساني، كلهم عن سعيد، عن النبي (ص) . ذكر عبد الحق هذين التعليلين، ثم قال: والإرسال هو الصحيح» . اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 66 1260 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنِ جُرَيج (1) ، عَنْ زِيَادٍ، عَنْ سُلَيمان بْنِ عَتيق، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: لمَّا أُدخِلَتْ صَفِيَّةُ بنتُ حُيَيٍّ على رسول الله (ص) ، خرج النبيُّ (ص) وَفِي طَرَفِ ردائِهِ نَحوٌ مِنْ مُدٍّ ونصفٍ تَمْرَ عَجْوةٍ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ وَلِيمَةِ أُمِّكُمْ؟ قلتُ لأَبِي: مَن زيادٌ هَذَا؟ فَقَالَ: هو زياد بن إسماعيل.   (1) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (8/124) ، وأحمد في "المسند" (3/333 رقم 14576) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (402/بغية الباحث) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2251) . الحديث: 1260 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 67 1261 - وَسَأَلْتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي عُمَرَ (2) ، عَنْ بِشْر بْنُ السَّريِّ، [عَنْ حمَّاد] (3) بْنِ سَلَمة، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلحَة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) : أنه قالت له أُمُّ سُلَيم (4) : لِمَ لا تتزوَّجُ فِي الأَنْصَارِ؟ قَالَ: إِنَّ فِيهِنَّ غَيْرَةً (5) ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثناه أَبُو سَلَمة (6) ، عَنْ حمَّاد ابن سَلَمة، عن إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلحَة: أنَّ أُمَّ سُلَيم (7) قالت للنبيِّ (ص) ... ، مُرسَلً (8) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا أصحُّ. 1262 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (9) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَعْدٍ (10) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص)   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1198/أ) . (2) هو: محمد بن يحيى. (3) في جميع النسخ: «وحماد» ، والتصويب من المسألة رقم (1198/أ) . (4) في (أ) و (ش) و (ك) : «أم سلمة» ، والمثبت من (ت) و (ف) ، وهو الصواب، كما في المسألة رقم (1198/أ) ومصادر التخريج. (5) تقدَّم في المسألة رقم (1198/أ) بلفظ: «نِسَاءُ الأنصارِ لَهُنَّ غَيْرٌ» ، والغَيْرة والغَيْرُ بمعنى واحد. انظر التعليق على المسألة المذكورة. ولفظ الحديث في مصادر التخريج: «إنَّ فيهم [أي: الأنصار] غيرة» . (6) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي. (7) في (أ) : «أم سليمان» . (8) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . (9) هو: محمد بن إسماعيل. (10) في (ك) : «سعيد» . وهو الأنصاري الزرقي. الحديث: 1261 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 68 أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لَأَكْرَهُ المَرْأَةَ المَرْهَاءَ السَّلْتَاءَ، فَقَالَتْ عائِشَة: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي! إنَّي لأَسْمَعُ مِنْكَ الكلامَ (1) ! فَقَالَ: أَنَا أَعْرَبُ العَرَبِ وَلا فَخْرَ! أَمَّا المَرْأَةُ المَرْهَاءُ: فَالَّتِي لا كُحْلَ في عَيْنَيْهَا (2) ، وَأَمَّا المَرْأَةُ السَّلْتَاءُ (3) : الَّتِي (4) لا خِضَابَ فِي يَدَيْهَا (5) ؟ قَالَ أَبِي: يَحْيَى بْنُ أَبِي خَالِدٍ مجهولٌ، وَابْنُ أَبِي [سَعْدٍ] (6) مِثْلُهُ؛ وَهُوَ حديثٌ ضعيف.   (1) كذا وردت العبارةُ مختصرةً، ويُفهَم منها أن عائشة خ تسمع أحيانًا من النبي (ص) ألفاظًا لا تفهم معناها، ففسَّر لها النبي (ص) معنى ما خفي عليها. (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «عينها» . ويقال: مَرِهَتِ العينُ تَمْرَهُ مَرَهًا، فهي مَرْهَاء: إذا خَلَتْ من الكحل. انظر "لسان العرب" (13/540) . (3) الفعل من السلتاء: سَلَتَتِ المرأةُ الخضاب عن يديها تَسْلُتُه سَلْتًا: إذا مسحته. انظر "اللسان" (2/45) . (4) كذا، والجادة: «فالتي» ؛ كما في العبارة التي قبلها، لكنَّ حذف الفاء من جواب «أمَّا» صحيحٌ في العربية، جائز، وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (637) . (5) هذا جزء من حديث ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/378) فقال: «أبو سعد الأنصاري روى عن النبي (ص) : النَّدمُ توبةٌ، والتَّائبُ مِنَ الذَّنب كَمَنْ لا ذنبَ لَهُ، وَمِنْكَ من أعتبك، وإنِّى لأكرهُ المرأةَ المَرْهاء، والمرأةَ السَّلْتاء» . والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (22/306 رقم775) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/398) ، و"معرفة الصحابة" (6821) من طريق ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ أبي سعد، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: «النَّدمُ توبةٌ، والتَّائبُ مِنَ الذَّنب كمَنْ لا ذنبَ لَهُ» . وانظر "لسان الميزان" (6/252) . (6) في جميع النسخ: «سعيد» ، وتقدم على الصَّواب، وكذا جاء في "الجرح والتعديل" (9/140 و321 و378) . وانظر ما يأتي في المسألة رقم (1889) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 69 1263 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّار (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ قَتَادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهَى أَنْ يتزوَّج الرجلُ عَلَى عَمَّتها أو على خالتها (4) .   (1) انظر المسألة رقم (1205) و (1214) و (1474) و (1555) و (1576/أ) . (2) هو: محمد بن بكار بن بلال العاملي. (3) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/37) من طريق هارون هذا، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ [في المطبوع: و] بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. ورواه البزار في "مسنده" (138/ب/مسند أبي هريرة) ، والطبراني في "الأوسط" (4681) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ابن الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هريرة به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/43) تعليقًا من طريق سَعِيدُ بْنُ = = بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة به. ورواه العقيلي في "الضعفاء" (4/37) ، والطبراني في "الأوسط" (5907) من طريق همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي هريرة به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن قتادة، عن ابن الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هريرة إلا سعيد بن بشير، وسمعت محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري يذكر عن أبي عاصم، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سعيد، وعن يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) أنه قَالَ: لا تُنكَح المرأةُ عَلَى عمَّتها ولا على خالتها، وهذا الحديثُ إنما الرفع فيه عندي لحديث يحيى بن أبي كثير، وحديث سعيد مرسل، وجمع بينهما في هذا الحديث» . وقال الطبراني (4681) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا سعيد بن بشير، تفرَّد به محمد بن بكار» . وقال في (5907) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا همام وسعيد بن بشير، تفرَّد به أبو عاصم، عن همام، ومحمد بن بكار بن بلال الدمشقي، عن سعيد بن بشير» . (4) أي: نهى أَنْ يتزوَّج الرجلُ المرأةَ عَلَى عمَّتها أو خالتها. وفيه حذف المفعول به لفهمه من السياق والعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) ، والضمير في «عمتها» و «خالتها» يعود أيضًا إلى «المرأة» المفهومة من السياق. وانظر التعليق على المسألة رقم (400) ، وسيأتي نحو ما وقع هنا في المسألة رقم (1270) . الحديث: 1263 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 70 قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ ابنُ أَبِي عَرُوبة (1) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وسعيدِ بنِ المسيب، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ (2) : لا يَنْكِح (3) ... ، وَهُوَ أشبهُ، وابنُ أَبِي عَرُوبة أحفظُ (4) . 1264 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ نُعَيم بْنُ حمَّاد (5) ، عَنْ بَقِيَّة (6) ، عَنْ بَحِير (7) بْنِ سَعْدٍ (8) ، عن خالد بن مَعْدان،   (1) هو: سعيد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/43) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/37) . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ وَسَعِيدِ بْنِ المسيب، عن النبي (ص) مُرْسَلا بِأَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالا: بَلَغَنَا أن رسول الله (ص) قال» ، وما فيه من زيادة لا معنى لها، أو في العبارة تصحيفٌ أبهَم المعنى، والمثبت من (أ) و (ش) . (3) كذا في (ت) و (ك) ، ولم تنقط في بقية النسخ، والمراد: لا يَنْكِحُ الرجلُ المرأةَ ... إلخ. (4) قال العقيلي في "الضعفاء" (4/37) : «المراسيل في هذا الحديث أولى» . وقال الدارقطني في "العلل" (1722) : «يرويه قتادة، واختُلِف عنه، فرواه سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن ابن الْمُسَيِّبِ وَأَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي هريرة. وخالفه ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ عنهما مرسلاً. وخالفه همام بن يحيى فرواه عن قتادة، عن ابن المسيب مرسلاً وهو المحفوظ. وقاله أبو قلابة الرقاشي: عن أبي عاصم، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ابن المسيب، عن أبي هريرة؛ فلم يُتابَع عليه» . (5) في (ت) : «نعيم حماد» ، وفي (ف) و (ك) : «نعيم وحماد» ، وكانت في (أ) و (ش) كما في (ت) ، ثم أُلحق قوله: «بن» . (6) هو: ابن الوليد. (7) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «يحيى» . (8) في (ش) و (ك) : «سعيد» . الحديث: 1264 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 71 عَنْ كَثِير بنِ مُرَّة الحَضْرَمي، عَن معاذ بْن جبل، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إلاَّ قَالَتْ زَوْجَتُهُ (1) مِنَ الحُورِ العِينِ: لا تُؤْذِينَهُ (2) قَاتَلَكِ اللهُ! فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ، عَسَى أَنْ يُفَارِقَكِ! . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا أَدْرِي مِن أَيْنَ جاءَ بِهِ نُعَيم! أُراه شُبِّهَ عَلَى نُعَيم، لَمْ يَرْو هَذَا الحديثَ عَنْ بَحِير غيرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش (3) ، إِلا أَنْ يَكُونَ: بَقِيَّةُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش (4) . وَذَكَرَ أَبُو زُرْعَةَ: أَنَّ هَذَا الحديثَ لَيْسَ عندهُم بحِمْص في كُتُبِ بَقِيَّة.   (1) في (ت) و (ف) : «زوجها» ، وكانت كذا في (أ) ، ثم صوِّبت. (2) كذا في جميع النسخ عدا (ك) ، ففيها: «لا تُؤْذِيهِ» ، وهو موافق لما في مصادر التخريج، وهو الجادَّة، وما في بقية النسخ إن لم يكن تصحيفًا في الرواية، فإنه يخرَّج على أنَّ «لا» في «لا تُؤْذِينَهُ» نافيةٌ من جهة اللفظ، ناهيةٌ من جهة المعنى، فيكون المضارع بعدها مرفوعًا بثبوت النون؛ وهذا أبلغ من النهي الخالص، ويقال له: النهي بلفظ الخبر. وانظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/242 رقم 22101) ، والترمذي في "جامعه" (1174) ، وابن ماجه في "سننه" (2014) ، والشاشي في "مسنده" (1374) ، والطبراني في "الكبير" (20/113 رقم224) ، وفي "مسند الشاميين" (1666) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/220) ، وفي "صفة الجنة" (86) ، والذهبي في "السير" (4/47) . قال الترمذي: «حسنٌ غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث خالد عن كثير، تفرَّد به بَحير» . وقال الذهبي: «إسناده صحيحٌ متصل» . (4) يشير أبو زرعة إلى احتمال أن يكون بقية رواه عن إسماعيل بن عياش، فدلَّسه، ورواه عن بحير، ولم يذكر إسماعيل. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 72 1265 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَلَمة بْنُ شَبِيب (1) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَعْيَن (2) ، عَنْ مَعقِل (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَة (4) ، عَنْ عمر بن عبد العزيز، عَنِ الرَّبيع بْنِ سَبْرَة، عَنْ أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) حرَّمَ المُتْعَة (5) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى إسماعيلُ بْنُ (6) رَجاء الحِصْني، عَنْ مَعقِل، عن ابن   (1) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1406) ، والطبراني في "الكبير" (7/111 رقم 6525) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/203) . والحديث أخرجه النسائي في "الكبرى" (5544) من طريق مغيرة ابن عبد الرحمن، وابن حبان في "صحيحه" (4150) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (3262) من طريق محمد ابن معدان، والطبراني في "الكبير" (7/111-112 رقم 6526) من طريق الحسين بن أبي السري، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (89) من طريق عمر بن يعقوب الرقي، أربعتهم عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أعْيَن به. وانتقد أبو الفضل ابن عمار الشهيد مسلمًا على إخراجه هذا الحديث، فقال في "علله" (ص100) : «وهذا رواه حسين بن عياش - وهو شيخ، بدون ابن أعين-، عَنْ مَعْقِلٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عبلة، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ الرَّبِيعِ بن سبرة، وهو الصَّحيح عندنا؛ لأن هذا اللفظ إنما هو لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، رواه عنه الناس» . اهـ. (2) هو: الحسن بن محمد بن أعين. (3) هو: ابن عُبَيدالله الجزري. (4) في (أ) و (ش) : «علية» . وفي هامش النسخة (أ) تعليق على هذا الموضع بخط مغاير، نصه: «تابع إسماعيل بن رجاء على روايته أيضًا حسين بن عياش، عن مَعقِل» . (5) يعني: نكاح المتعة، وهو النِّكاح إلى أجل مُعَيَّن، وهو من التَّمَتُّع بالشَّيء، أي: الانتفاع به، كأن ينتفعَ بها إلى أَمَدٍ معلوم، وقد كان مُباحًا في أول الإسلام، ثم حُرِّم. انظر "النهاية" (4/292) . (6) قوله: «بن» سقط من (ك) . الحديث: 1265 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 73 أبي عَبْلَة (1) ؛ قال: حدَّثني عبد العزيز بن عمر (2) ،   (1) في (ت) و (ك) : «علية» . (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (14041) عن معمر، عن عبد العزيز بن عمر به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" (3/404 رقم15345) ، والطبراني في "الكبير" (7/108 رقم 6514) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/105) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17061) من طريق عبدة بن سليمان، عن عبد العزيز بن عمر به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه مسلم في "صحيحه" (1406) ، وابن ماجه في "سننه" (1962) ، والطبراني في "الكبير" (7/110 رقم 6520) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/105) . ورواه الحميدي في "مسنده" (870) من طريق ابن عيينة، وأحمد في "مسنده" (3/405 رقم15351) ، والطبري في "تفسيره" (9044) ، وابن الجارود في "المنتقى" (699) ، وابن حبان في "صحيحه" (4147) من طريق وكيع، والدارمي في "مسنده" (2241) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/203-204) من طريق جعفر بن عون، ومسلم في "صحيحه" (1406) من طريق عبد الله بن نمير، والنسائي في "الكبرى" (5541) من طريق يحيى بن سعيد، وفي "الكبرى" أيضًا (5542) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/26) ، وابن حبان في "صحيحه" (4144) ، والطبراني في "الكبير" (7/109 رقم 6518) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/109) من طريق عبد ربِّه بن سعيد، وأبو يعلى في "مسنده" (939) من طريق إسحاق الأزرق، والطبراني في "الكبير" (7/107 رقم 6513) ، = = والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/203) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكَين، وابن عبد البر (10/105) من طريق ورقاء بن عمر، جميعهم عن عبد العزيز بن عمر، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سَبْرة، عَنْ أبيه به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 74 عَنِ الرَّبيع، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ أَبِي: لَمْ يَزَلْ فِي قَلْبِي مِنْ حديث الحسن بن أَعْيَن حَتَّى رأيتُ هَذَا الحديثَ، وَقَدْ كتبتُ عَنْ إسماعيلَ بْنِ رَجاء، وَلَمْ أَكْتُبْ عَنْهُ هَذَا الحديثَ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 75 1266 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ راهُوْيَهْ (2) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّة، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تُنْكَحُ البِكْرُ (3) حَتَّى تُسْتَأْذَنَ، وَإِذْنُهَا الصُّمَاتُ، وَلِلثَّيِّبِ (4) نَصِيبٌ مِنْ أَمْرِهَا مَا لَمْ تَدْعُو (5) إِلَى سَخْطَةٍ، فَإِنْ دَعَتْ إِلى سَخْطَةٍ، وَكَانَ أَولِيَاؤُهَا يَدْعُونَ إِلى الرِّضَا؛ رُفِعَ ذَلِكَ إِلى السُّلْطَان ِ؟   (1) كذا جاء السؤال هنا موجَّهًا إلى أبي حاتم، وسيأتي الجواب عنه بقول المصنِّف: «قالا» . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8201) ، وفي "مسند الشاميين" (644) ، والدارقطني في "السنن" (3/237) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/370) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/27) . ومن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/620 رقم 1022) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/573) . وفي مصادر التخريج زيادة: «قال إسحاق: قلت لعيسى: آخر الحديث من حديث النبي (ص) ؟ فقال: هكذا أنا الأوزاعي» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا إبراهيم بن مرَّة، ولا رواه عن إبراهيم بن مرَّة إلا الأوزاعي، تفرَّد به عيسى بن يونس» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يصح» . (3) في (ك) : «البر» . (4) في (ش) : «والثيب» . (5) رسمت في جميع النسخ: «لم تدعوا» بإثبات واو بعدها ألف، والقياس: «لم تَدْعُ» بحذف لام الفعل المعتل الآخر؛ لدخول «لم» الجازمة عليه. ويخرَّج ما في النسخ على وجهين؛ ذكرناهما في التعليق على نحوه في المسألة رقم (228) . وانظر في إثبات الألف بعد الواو: التعليق على المسألة رقم (1025) . الحديث: 1266 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 76 قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهْري فقَطْ. فَقَالَ أَبُو زرعة: كان عند عيسى ثلاثةُ أَحَادِيثَ: كَانَ عِنْدَهُ حديثٌ عَنِ (1) الأَوْزاعي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَعِنْدَهُ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُرَّة، عَنِ الزُّهْري. والأَوْزاعي، عَنْ عَطَاء. فَدَخَلَ لإسحاقَ (2) حديثُ إبراهيمَ بْنِ مُرَّة فِي حَدِيثِ الزُّهْري؛ فحدَّث عَلَى مَا وَقَعَ عِنْدَهُ. 1267 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي مُلَيكة (4) : العَرَبُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ، إِلاَّ حَائِكً أَوْ حَجَّامً (5) ؟ فَقَالَ: باطِلٌ! أَنَا نَهَيتُ (6) ابنَ أَبِي شُرَيح (7) أَنْ يُحدِّث بِهِ، ونهَيتُه عَنْ حديثٍ آخَرَ (8) . 1268 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ (9) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عن سَلَمة ابن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: آمِرُوا النِّسَاءَ فِي بَنَاتِهِنَّ (10) ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوِيهِ بعضُهم (11) عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ راشد، عَنْ مَكْحول، عَنْ سَلَمة بْنِ أَبِي سَلَمة؛ وَهُوَ أَشْبَهُ. 1269 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يزيد ابن زُرَيع (12) ، عن   (1) قوله: «عن» ليس في (ش) . (2) في (ت) و (ك) تشبه أن تكون: «لاسمر» . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1236) ، وستأتي برقم (1275) . (4) هو: عبد الله بن عُبَيدالله. (5) كذا في جميع النسخ، وهو صحيح في العربية، ويجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (1236) . (6) في (ك) : «نهيب» . (7) كذا في جميع النسخ: «ابن أبي شريح» بالشين المعجمة والحاء المهملة. ولعل المقصود: «ابن أبي سريج» بسين مهملة وجيم في آخره. وهو أحمد بن الصباح النهشلي، وانظر "الجرح والتعديل" (2/56) ، و"تهذيب الكمال" (1/355-356) . (8) ذكر بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل88/ب) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/336) . (9) هو: عبد الله. (10) أي: شاوروهنّ في تزويجهنّ، وهو: استئذانُ المرأة في تزويج ابنتها. (11) رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/116) من طريق يونس بن محمد المؤدب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف، عن أبيه: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ خطب إلى نعيم ابن عبد الله - وكان يقال له: النَّحام؛ أحد بني عدي - ابْنَتَهُ، وهي بِكْر، فقال له نعيم: إن في حجري يتيمًا لي لستُ مؤثرًا عليه أحدًا، فانطلقَتْ أم الجارية؛ امرأة نعيم إلى رسول الله (ص) فقالت: ابن عمر خطب ابنتي وإن نعيمًا ردَّه، وأراد أن يُنكِحها يتيمًا له، فأخبرت النبيَّ (ص) ، فأرسل إلى نعيم، فقال له النبي (ص) : «أَرْضِها، وأَرْضِ ابنَتَها» . ورواه الطبراني في "الأوسط" (6797) من طريق يحيى ابن عبيد، حدثني مَكْحُولٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبيه، عن ابن عمر بمثله، فجعله من مسند ابن عمر. قال الطبراني: لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ مكحول إلا محمد بن راشد. (12) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (400) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5110) . ورواه أحمد في "مسنده" (1/58 رقم 411) ، والنسائي في "المجتبى" (2243 و3206) ، والشاشي في "مسنده" (361) من طريق إسماعيل بن علية، عن يونس به. الحديث: 1267 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 77 يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِي مَعْشَر (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ عَلْقَمة (3) ، عن عثمان، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ كَانَ مِنْكُمْ ذَا طَوْلٍ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ؛ وَمَنْ لا فَالصَّوْمُ لَهُ وِجَاءٌ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هذا الحديثُ بعبد الله (5) بن مسعود عن النبيِّ (ص) أشبهُ (6) ، يَعْنِي: عَلَى (7) مَا رَوَاهُ الأعمشُ (8) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمة، عن عبد الله (9) ، عن النبيِّ (ص) (10) . 1270 - وسألتُ (11) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن القاسم (12)   (1) هو: زياد بن كُلَيب. (2) هو: ابن يزيد النخعي. (3) هو: ابن قيس النخعي. (4) تقدم تفسير «الوجاء» في المسألة رقم (1247) . (5) في (ش) : «لعبد الله» . (6) قوله: «أشبه» سقط من (ك) . (7) قوله: «على» ليس في (ش) و (ك) . (8) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1905 و5065) ، ومسلم في "صحيحه" (1400) . (9) في (ف) : «عن عبد الله بن مسعود» . (10) قال البزار: «هكذا رواه يونس، عن أبي معشر، ورواه عن يونس: يزيدُ بن زريع وإسماعيل بن علية. وهذا الحديث إنما رَوَاهُ الأَعْمَشُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عبد الله بن مسعود وهو الصَّواب. ورواه منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله. وحديث يونس خطأ؛ إنما الصَّواب حديث ابن مسعود، عن النبي (ص) » . وذكر الدارقطني في"العلل" (278) هذا الحديث، وقال: «والمحفوظ: عن ابن مسعود، ولم يُتابَع أبو معشر على قوله: عن عثمان» . (11) ستأتي هذه المسألة برقم (2475) . (12) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/262) . وانظر "السلسلة الضعيفة" (4680) للألباني _ح. الحديث: 1270 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 78 الأَسَدي، عَنْ عَنْبَسَة (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسلَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : المَعْرُوفُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، وَمَنْ صَنَعَ مَعْرُوفًا دُفِعَ عَنْهُ مِفْتَاحُ الشَّرِّ. قَالَ: وَقَالَ النبيُّ (ص) : إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا (2) ، وَلْيَدْعُ بِالبَرَكَةِ، وَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى ذِرْوَتِهِ (3) ، وَلْيَسْتَعِذْ (4) بِاللهِ مِنْ شَرِّهِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَعِيرٍ إِلاَّ عَلَى ذِرْوَتِهِ شَيْطَانٌ (5) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ - يَعْنِي: بِهَذَا الإِسْنَادِ (6) - وعَنْبَسَةُ ضعيفُ الحديث (7) .   (1) هو: ابن عبد الرحمن الأموي. (2) كذا، وفيه حذفُ المفعول به - مع إرادته للعلم به - وفيه أيضًا عَوْدُ الضمير إلى غير مذكورٍ في اللفظ؛ لفهمه من السياق، أي: إذا تزوج أحدكم امرأةً ... إلخ. وانظر نحوه في المسألة رقم (1263) . (3) ذرْوَةُ الشَّيء - بتثليث الذَّال -: أعلاه، والجمع: ذُرًا، وتَذَرَّيْتُهَا، أي: علوتُهَا. انظر "تاج العروس" (19/427 -ذ ر و) . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «فليستعذ» . (5) أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/261) من طريق عبد الواحد بن غياث، عن عنبسة، به. (6) لأنه جاء من حديث عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عند ابن ماجه (1918) ، والبيهقي (7/148) وغيرهما. (7) وقد خالفه الإمام مالك فأخرجه في "الموطأ" (1140) عن زيد بن أسلم مرسلاً، ليس فيه ذكر لأبيه ولا لعمر. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (5/300) : «مرسل عند جميع الرواة لـ"الموطأ"، والله أعلم. ومعناه يستند من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، ومن حديث أبي لاس الخزاعي. وقد رواه عنبسة بن عبد الرحمن، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، عَنِ النَّبِيِّ (ص) وعنبسة ضعيفٌ لا يحتجُّ به. اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 79 1271 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ خَالِدٍ الخيَّاط (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: لا طلاقَ إِلا بَعْدَ نِكَاح؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَإِنَّمَا يُروى عَنِ الزُّهْري أَنَّهُ قَالَ: «مَا بَلَغَنِي فِي هَذَا روايةٌ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السَّلَف» ، وَلَوْ كَانَ عِنْدَهُ: عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ كَانَ لا يقولُ ذلك (3) .   (1) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق 125/أ، ب) هذا الحديث، ونقل قول أبي حاتم عنه: «حديث منكر» ، وكذا صنع ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/425-426) . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17812 و36302) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/321) . وعند ابن أبي شيبة: «قال الزهري: إذا وقع النِّكاح وقع الطَّلاق» . وقال البيهقي: «كذا أتى به موقوفًا، وقد روي بهذا الإسناد مرفوعًا» . ورواه سليمان بن قريش، عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّري، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبي (ص) به، فرفعه. أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (344/أ/أطراف الغرائب) وقال: «تفرَّد به سليمان بن قريش، عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّري، عَنْ هشام بن سعد، به» . ورواه ابن ماجه في "سننه" (2048) ، والطبراني في "الأوسط" (7028) من طريق أحمد بن سعيد الدارمي، عن علي بن الحسين بن واقد، حدثنا هشام ابن سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن المسور بن مخرمة، عن النبي (ص) به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا هشام بن سعد، ولا عن هشام إلا علي بن الحسين، تفرَّد به أحمد بن سعيد الدارمي» . (3) في "سؤالات البرذعي" لأبي زرعة (ص 695-696) : «حدثني أبو حاتم قال: سألتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ حديث عائشة: "لا طلاقَ قبلَ نِكاح" الذي رواه هشام ابن سعد؟ فقال: هشام لم يكن بالحافظ. قال أحمد: وأما حديث ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ موسى؛ فإن إسماعيل ذكره عن ابن جريج، قال: فلقيتُ الزهري فسألته عن هذا الحديث، فلم يعرفه» . اهـ. وسئل الدارقطني في "العلل" (5/118/ب) عن هذا الحديث فقال: «يرويه [حماد بن خالد عَنْ] هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ موقوفًا. وخالفه بشر بن السَّري فرواه عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ورفعه. وقيل: عن بشر ابن السَّري، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، والصَّحيح عن هشام بن سعد ما قاله حماد بن خالد، والله أعلم» . تنبيه: ما بين معقوفين سقط من الأصل، والسِّياق يدل عليه. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/382-383) . وقد استنكر أبو حاتم الرازي _ح هنا هذا الحديث من رواية حماد بن خالد عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ موقوفًا، وهو يعني إنكار الرواية بمجملها؛ بدليل احتجاجه بقول الزهري، في حين ذكر الترمذي في "العلل الكبير" (303) أنه سأل البخاري عن رواية بشر بن السَّري وغيره لهذا الحديث عن هشام ابن سعد، به مرفوعًا؟ فقال البخاري: «إن حماد بن خالد روى عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ موقوفًا» . اهـ. الحديث: 1271 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 80 1272 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي، عَنْ سُلَيمان بْنِ المُغِيرة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ ابن أُمِّ سَلَمة، عَنْ أُمِّ سَلَمة: أنَّ النبيَّ (ص) لَمَّا تزوَّج فأرادَ أَنْ يدخُلَ سلَّم ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ مُرسَلٌ؛ لَمْ يَسْمَعْ ثابتٌ مِنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة؛ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِيهِ. 1273 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بن الزِّبْرِقان، عن   (1) انظر المسألة رقم (1209) و (1211) و (1213) . الحديث: 1272 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 81 إِسْحَاقَ بْنِ رُفَيع الذِّمَاري، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاء، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ (1) لعليٍّ ح جاريةٌ حسناءُ جميلةٌ، فَجَاءَتْهُ ذاتَ يَوْمٍ، فَقَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إنَّ ابنَ التَّيَّاح مُؤَذِّنَكَ (2) يُحِبُّني (3) ، قَالَ: وَكَيْفَ عَلِمْتِ ذَاكِ (4) ؟ قَالَتْ (5) : إِنْ شئتَ أريتُكَ، قَالَ: قَدْ شئتُ، قَالَ: فجلسَ لَهَا فِي مَوْضِعٍ يراهُما وَلا يَرَيانِه (6) ، وَأَمَرَهَا أَنْ تَعرِضَ لَهُ (7) فِي وَقْتِ الصَّلاة. فخرَجَ متوضِّئًا يُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فعرضَتْ لَهُ الجاريةُ، فَقَالَتْ لَهُ (8) - خَفِيًّا-: إِنِّي لأُحِبُّكَ! فَقَالَ لَهَا (9) : وَإِنِّي لأُحبُّكِ! قَالَتْ لَهُ: وَكَيْفَ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: فكشَفَ القِناعَ (10) عَنْ رَأْسِهِ، فنظَرَ (11) عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَاله؛ قَالَ: ثُمَّ قامَ عَلَى أطرافِ أصابعِهِ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ - بِأَعْلَى صَوْتِهِ - نَصبرُ وتَصبرينَ إِلَى يَوْمِ يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أجرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ، ثُمَّ مَرَّ وَتَرَكَهَا. قال: فَأَخْرَجَ عليٌّ رأسَهُ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَ فِيهِ، فَقَالَ (12) : خُذْهَا هِيَ لكَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ فيها؟   (1) قوله: «كان» سقط من (ك) . (2) في (ك) : «مونك» . (3) في (ك) : «يحيي» . (4) في (أ) و (ش) : «ذلك» . (5) في (ت) و (ش) : «قال» . (6) في (ف) : «ولا يَرَيَاهُ» ، وهو جائزٌ في العربية على لغةٍ لبعض العرب؛ يَحْذِفون نون الرفع من الأفعال الخمسة، لمجرد التخفيف، انظر تفصيل ذلك وشواهِدَهُ في التعليق على المسألة رقم (1015) . (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «لها» . (8) في (ت) : «لها» . (9) قوله: «فقال لها» سقط من (ك) . (10) في (ك) : «للقناع» . (11) في (ت) و (ف) و (ك) : «ونظر» . (12) قوله: «فقال» سقط من (ك) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 82 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1274 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو معاوية الضَّرير (1) ، عن   (1) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (829) عنه به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (647) من طريق عبد الملك بن مروان، عن أبي معاوية به. ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/34) من طريق يحيى بن يوسف الرقي، عن أبي معاوية، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عن أبيه به. فزاد في الإسناد: «عن أبيه» . واختلف على جميل بن زيد في هذا الحديث: فرواه الطحاوي في "شرح المشكل" (648 و649) من طريق حفص بن غياث ومحمد بن أبي حفص، كلاهما عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زيد بن كعب به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/223) من طريق محمد بن فضيل، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عبد الله ابن كعب به. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/223) تعليقًا، والطحاوي في "شرح المشكل" (646) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/379) من طريق عبَّاد بن العوَّام، عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ كعب بن زيد به. ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (2/108/الرسالة) من طريق محمد بن عمر العطار، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/256) من طريق أبي يحيى، كلاهما عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعد بن زيد به. ورواه أحمد في "مسنده" (3/493 رقم 16032) من طريق القاسم بن مالك، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/256-257) من طريق محمد بن جابر، كلاهما عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زيد بن كعب؛ قال كعب: تزوَّج رسول الله (ص) ... فذكره. ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/223) تعليقًا، والطحاوي في "شرح المشكل" (645) ، وابن عدي في "الكامل" (2/171) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/257) من طريق القاسم بن غصن. والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/223) ، = = والطحاوي في "شرح المشكل" (644) من طريق إسماعيل بن زكريا، وأبو يعلى في "مسنده" (5699) ، وابن عدي في "الكامل" (2/171) من طريق أبي بكير النخعي، ثلاثتهم عَنْ جَمِيلِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابن عمر به. قال البيهقي: «هذا مختلف فيه على جميل بن زيد - كما ترى - قال البخاري: لم يصحَّ حديثُه» . الحديث: 1274 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 83 جَميل بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَة: أنَّ النبيَّ (ص) تزوَّج امْرَأَةً مِنْ بَنِي غِفَار، فلمَّا دخلَتْ عَلَيْهِ ووضعَتْ ثِيَابَهَا، رَأَى بِكَشْحِها (1) بَيَاضًا، فَقَالَ لَهَا: الْبَسِي ثِيَابَكِ، وَالْحَقِي بِأَهْلِكِ؟ قَالَ (2) أَبِي: هُوَ زَيْدُ بْنُ كَعْبٍ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: كَعْبُ بْنُ زَيْدٍ، وَاحِدٌ (3) ، لا يَقُولُ: ابْنُ عُجْرَة، ويَدخُلُ فِي الْمُسْنَدِ. قلتُ: لَهُ صُحبة؟ قَالَ: يَدخُلُ فِي الْمُسْنَدِ. 1275- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثِ (5) زرعة ابن عبد الله الزُّبَيدي (6) ، عَنْ عِمران بْنِ أَبِي الفَضْل (7) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: قُرَيْشٌ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ أَكْفَاءٌ، إِلاَّ حَائِكً أَوْ حَجَّامً (8) ؟   (1) أي: في خَصْرِها. انظر "النهاية" (4/175) . (2) في (ش) : «فقال» . (3) كذا في جميع النسخ! والمراد: هما واحد: زيد بن كعب، وكعب بن زيد. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1236) و (1267) ، ونقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/88/ب) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/336) بتصرف. (5) في (ك) : «عن حديث رواه» . (6) في (ك) : «ابن الزبيدي» ، وضُرب على «ابن» . (7) في (ك) : «عن عمران بن الفضل» . (8) كذا في جميع النسخ، وهو صحيحٌ في العربية بنصب ما بعد «إلا» أو برفعه، وقد تقدم التعليق على هذا في المسألة رقم (1236) . الحديث: 1275 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 84 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، رَوَاهُ هِشَامٌ الرَّازي (1) وَزَادَ فِي الْحَدِيثِ: إِلاَّ حَائِكً أَوْ حَجَّامً أَوْ دَبَّاغً. قَالَ (2) : فَخَرَجَ عَلَيْهِ الدَّبَّاغُون وَاجْتَمَعُوا، حَتَّى إنَّ بَعْضَ النَّاسِ حسَّن الحديثَ، وَقَالَ: إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا: أَوْ دَبَّابٌ (3) ؛ إِنَّمَا أَرَادَ هؤلاءِ الَّذِينَ (4) يتَّخِذُونَ الدِّبَاب (5) . 1276 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيدالله؟ فَقَالَ (7) : مُنكَرُ الْحَدِيثِ، يُقال: إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ حديثٌ يُعْتَمد عَلَيْهِ. قلتُ: مَا أَنْكَرُوا عَلَيْهِ؟ قَالَ: روى عن عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبيعة، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلا تزوَّج امْرَأَةً على نَعلَينِ، فأجازه النبيُّ (ص) (8) !   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «الرارت» ، وهو خطأ، وجاء على الصواب في "البدر المنير"، و"التلخيص الحبير". وهشام هذا: هو ابن عُبَيدالله. (2) قوله: «قال» ليس في (ش) . (3) في (ت) و (ك) : «ذباب» . والدَّبَّابُ: الذي يلعب بالدِّباب ويرقِّصها. والدِّبَاب: جمع دُبٍّ، والدب: يجمع على دِبَابٍ ودِبَبَة. "لسان العرب" (1/372) و"تاج العروس" (1/480) . (4) في (ك) : «إنما أراد هؤلاء إنما أراد الذين» . (5) في (ك) : «الرباب» . (6) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (7) في (أ) و (ش) : «قال» . (8) الحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1239) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (16357 و36154) ، وأحمد في"مسنده" (3/445 و446 رقم15676 و15679 و15691) ، والترمذي في "جامعه" (1113) ، وابن ماجه في "سننه" (1888) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7194 و7197) ، والبزار في "مسنده" (3814 و3815) ، جميعهم من طريق عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر، عن أبيه به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . وقال الحافظ ابن حجر في "بلوغ المرام" (1063) بعد أن نقل تصحيح الترمذي: «وخولفَ في ذلك» . وبيَّن في "فتح الباري" (9/211) أنه لا يثبت. الحديث: 1276 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 85 وَهُوَ مُنكَرٌ. 1277 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ شُرَحْبِيل (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ الرُّهاوي أَبِي شَيبَة (4) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسة، عَن عَدِيِّ بْن ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: لَقِيتُ عمِّي (5) قَدِ اعتَقَدَ لِواءً، فسألتُه: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ: بعثَني رسول الله (ص) إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ تزوَّج امرأةَ أَبِيهِ، وَأَمَرَنِي أنْ أضربَ عُنُقَه، وَأَنْ أَقْسِمَ مَالَهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ (6) ، عَنِ السُّدِّي (7) ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاء؛ قَالَ: لَقِيتُ خَالِي ومعه الرَّاية.   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1207) عن أبي حاتم. (2) هو: سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ابن ابنة شرحبيل، وانظر التعليق على المسألة رقم (1186) . (3) في (ك) : «عباس» . (4) في (ك) : «شبيبة» . (5) في (ك) : «عمر» . (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (28858) ، وأحمد في "مسنده" (4/290 رقم 18557) ، والنسائي في "سننه" (3331) ، والبزار في "مسنده" (3795) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/148) ، وابن حبان في "صحيحه" (4112) ، والطبراني في "الكبير" (3/278 رقم 3407) . (7) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن. الحديث: 1277 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 86 وَرَوَاهُ حَفص بْنُ غِيَاث (1) ، عَنِ أَشْعَث بْنِ سَوَّار، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاء. وَرَوَاهُ الفَضْل بْنُ الْعَلاءِ (2) ، وَأَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ (3) ، ومَعْمَر (4) ، عَنْ أَشْعَث، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ البَرَاء، عَنِ البَرَاء (5) ؛ قَالَ: رأيتُ خَالِي. وَرَوَاهُ شُعبَة (6) ، عَنِ الرَّبيع بْنِ الرُّكَين، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاء. وَرَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو (7) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسة، عَن عَدِيِّ بْن   (1) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1207) . (2) ذكر الدارقطني في "العلل" (6/21) أن الفضل بن العلاء رواه عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ يزيد بن البراء، عن أبيه؛ حدثني عمِّي؛ قال: بعثني رسول الله (ص) . (3) في (ك) : «وابن خالد الأصم» . وأبو خالد هذا هو: سليمان بن حَيَّان، وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1207) . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (10804) عن معمر، عَنْ أَشْعَثَ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ قال: لقيت عمِّي ... . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (4/297 رقم 18626) ، والنسائي في "الكبرى" (7185/الرسالة) ، والطبراني في "الكبير" (3/277 رقم 3404) . (5) قوله: «عن البراء» ليس في (أ) و (ش) . (6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/292 رقم 18578) ، والنسائي في "الكبرى" (7183/الرسالة) عن شعبة، عن ربيع بن رُكَين، عَن عدي بْن ثابت، عَن البراء قال: مرَّ بنا ناسٌ مُنطَلقون فقلنا: أين تذهبون؟ فقالوا: بعثَنا رسولُ الله (ص) إلى رجُل يأتي امرأةَ أبيه أن نقتُلَه. (7) تقدم تخريج روايته في المسألة (1207) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 87 ثابت (1) ، عن يزيد ابن البَرَاء (2) ، عن البَرَاء (3) ؛ قَالَ: لقيتُ عمِّي وَمَعَهُ الرَّاية. قال أبو زرعة: الصَّحيحُ: خاله (4) ؛ هو أبو بُرْدَة بن (5) نِيار، واسمه: هانئ. 1278 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عن سعيد ابن مُحَمَّدٍ الجَرْمي، عَنْ أَبِي عُبَيدة الحَدَّاد (6) ، عَنْ عُمَارَة بْنِ زَاذَانَ، عَنْ زِيَادٍ النُّمَيرِي، عَنْ أَنَسِ بن مالك، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ وَالمَرْأَةَ لا يَجْتَمِعَانِ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: ألا إِنَّ فُلانً (7) لِفُلانَةَ.   (1) في (أ) : «عدي بن أبي ثابت» . (2) قوله: «عن يزيد بن البراء» سقط من (ت) و (ك) . (3) قوله: «عن البراء» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . والمثبت هو الصواب كما في المسألة المتقدمة برقم (1207) . (4) في (ف) : «خالد» . قال البخاري في"التاريخ الكبير" (2/259) : «الحارث بن عمرو، ويقال له: أبو بردة خال البراء، ويقال: عمُّ البراء بن عازب، وخال أصحُّ» . (5) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (6) هو: عبد الواحد بن واصل. (7) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «فلانًا» بألف تنوين النصب، وهو الجادَّة. غير أنَّ ما في بقيَّة النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان: = ... الأوَّل: نصبه على أنه اسم «إن» لكن حذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: رفعُه على أنَّه مبتدأ، وخبرُه: «لفلانةَ» ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل رفع خبر «إنَّ» ، واسم «إنَّ» في هذه الحالة: ضميرُ الشأن المحذوف، والتقدير: إنَّه فلانٌ لفلانةَ، ونحوه ما ذُكر في تخريج قوله (ص) : «إنَّ مِنْ أشدِّ النَّاسِ عَذَابًا يوم القيامةِ المصوِّرون» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (130) و (854) . الحديث: 1278 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 88 فَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: غَيْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ الحَدَّاد لا يرفعُه، النَّاسُ يُوقِفُونَهُ عَنْ أَنَسٍ. 1279 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ أَبِي سَلَمة مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ (3) ، عَنْ حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنْ أَبِي قِلابة (5) ، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ الخَطْمي، عَنْ عائِشَة؛ قالت: كان رسولُ الله (ص) يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ فيَعدِلُ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلاَ تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلا أَمْلِكُ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: لا أَعْلَمُ أَحَدًا تَابَعَ حمَّادً (6) عَلَى هَذَا. قلتُ: رَوَى ابنُ عُلَيَّة (7) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ أَبِي قِلابة؛ قال: كان   (1) في (ش) : «قال» . (2) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق65/ب) كلام أبي زرعة وابن أبي حاتم بتصرف. (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2134) ، والحاكم في "المستدرك" (2/187) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/298) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17535) ، وأحمد في "مسنده" (6/144 رقم 25111) ، والدارمي في "مسنده" (2253) ، والترمذي في "جامعه" (1140) ، وفي "العلل الكبير" (286) ، وابن ماجه في "سننه" (1971) ، والنسائي في "سننه" (3943) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (232) ، وابن حبان في "صحيحه" (4205) من طرق عن حماد بن سلمة به. (4) هو: السَّختياني. (5) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/231) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (17534) ، والطبري في "تفسيره" (10637) . ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/120) عن معمر بن راشد، والطبري في "تفسيره" (10637) من طريق عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وفي (10656) من طريق حماد بن زيد، ثلاثتهم (معمر وعبد الوهاب وحماد) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، به مرسلاً. قال الترمذي في "جامعه" (1140) : «حديث عائشة هكذا رواه غيرُ واحد عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ عبد الله بن يزيد، عن عائشة: أن النبي (ص) كان يَقْسِمُ، ورواه حماد بن زيد وغيرُ واحد عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ مرسلاً: أن النبي (ص) كان يَقْسِم، وهذا أصحُّ من حديث حماد بن سلمة» . ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (3/215) عن الدارقطني أنه قال: «والمرسل أقرب إلى الصواب» . الحديث: 1279 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 89 رسولُ الله (ص) يَقْسِمُ بَيْنَ نِسَائِهِ ... ، الْحَدِيثَ، مُرسَلً (1) . 1280 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنِ ابْنِ نُفَيل (3) ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ خَالِدٍ - يَعْنِي: ابْنَ إِلْيَاسٍ -، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أبي عبد الرحمن، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: أَظْهِرُوا النِّكَاحَ ... . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ عبد الله بْنِ مَسْلَمة (5) القَعْنَبي، عَنْ خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسَ القُرَشي، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَلَمْ يذكُر فِي الإِسْنَادِ ربيعةَ.   (1) كذا في جميع النسخ دون ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة المشار إليها آنفًا. (2) تقدمت المسألة برقم (1191) . (3) هو: عبد الله بن محمد. وروايته لم نقف عليها، وكذا رواية إبراهيم بن موسى، لكن تقدم تخريج الحديث من طرق عن عيسى بن يونس في المسألة رقم (1191) . (4) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط. (5) في (ك) : «سلمة» . الحديث: 1280 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 90 فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحِيحُ هَذَا الحديثُ عَنْ خَالِدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) . 1281 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ قَتَادة (2) ، عَنْ خِلاَس (3) وَأَبِي حسَّان (4) ، عن عبد الله بن عُتبَة؛ قال: أُتِيَ عبدُالله بن مسعود في   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1202) . (2) هو: ابن دِعامة. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/447 رقم 4276 و4277 و4278) من طريق سعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي وهمام بن يحيى، وأبو داود في"سننه" (2116) من طريق سعيد بن أبي عروبة، جميعهم عن قتادة به. ورواه الطيالسي في "مسنده" (1369) - ومن طريقه أحمد في "المسند" (4/279 رقم 18460) - قال: حدثنا هشام، عَنْ قَتَادَةَ، عَن خِلاس، عَنْ عبد الله بن عتبة؛ قال: أُتيَ ابن مسعود ... فذكره. قال الدارقطني في "العلل" (5/11/أ) في ضمن كلام ٍ طويل له على هذا الحديث: «وأما قتادة فاختُلِف عنه، فرواه هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلاس بن عمرو، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود وقال فيه: فقام رجل من أشْجَع فشهد على رسول الله (ص) بذلك فقال: هَلُمَّ من شهد لك فشهد ابنُ الجرَّاح. قاله يحيى القطان عن هشام، وقال أبو عامر العقدي، عن هشام فشهد أبو سنان والجرَّاح؛ رجلان من أشجع. وخالفه سعيد بن أبي عروبة، قال: عن قَتَادَةَ، عَنْ خِلاسٍ وَأَبِي حَسَّانٍ الأعرج، عن عبد الله بن عتبة، وقال فيه: شهد رَهْطٌ من أشْجَع منهم أبو الجرَّاح وأبو سنان، وشهدوا بذلك عن رسول الله (ص) . قال ذلك غُنْدر عن سعيد. وقال عبد الوهَّاب بن عطاء، وعمرو بن حمران عن سعيد، عن قتادة: فشهد الجرَّاح وأبو سنان؛ كذلك. قال جريج بن إسحاق، عن سعيد. وَرَوَاهُ هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خِلاس وأبي حسان الأعرج، عن عبد الله بن عتبة، وقال فيه: فشهد الجرَّاح وأبو سنان» . ثم قال الدارقطني: «وصحيحه عن الشعبي وإبراهيم مرسل، وأحسنها إسنادًا حديث قتادة؛ إلا انه لم يحفظ اسم الراوي عن رسول الله (ص) » . (3) هو: ابن عمرو الهَجَري. (4) هو: الأعرج، مشهور بكنيته، واسمه: مسلم بن عبد الله. الحديث: 1281 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 91 رَجُلٍ تزوَّج امْرَأَةً، فَمَاتَ عَنْهَا، وَلَمْ يدخُل بِهَا، وَلَمْ يَفْرِضْ لَهَا صَدَاقَهَا (1) ، فَقَالَ (2) : لَهَا صَدَاقُ نِسَائِهَا، وَعَلَيْهَا العِدَّةُ، وَلَهَا الميراثُ. فَقَامَ أَبُو الجَرَّاح (3) وَأَبُو سِنان فشَهِدا أنَّ رسولَ الله (ص) قَضَى بِهِ فِيهِمْ فِي بِرْوَعَ (4) بنتِ وَاشِقٍ الأَشْجَعية بِمِثْلِ ذَلِكَ. وَرَوَاهُ سُفْيان الثَّوْري (5) ، عَنْ مَنْصُورٍ (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (7) ، عَنْ (8) عَلْقَمة (9) ؛ قَالَ: فَقَامَ مَعقِل بْنُ سِنَان الأَشْجَعي فقال: قضى رسولُ الله (ص) ... .   (1) في (ك) : «صداقًا» . (2) أي: ابن مسعود. (3) هو: الأشجعي، وقال المصنف في "الجرح والتعديل" (9/352) : «أبو الجراح الأشجعي روى عن النبي (ص) أنه قضى في امرأة منهم يقال لها: بروع بنت واشق، روى عنه أبو حسان الأعرج وخلاس بن عمرو، ومنهم من يروي عن أبي حسان الأعرج، وخلاس بن عمرو، عن عبد الله بن عتبة، عن أبي الجراح» . اهـ. (4) قال السندي في حاشيته على "سنن النسائي" (6/121) : «بِرْوَع، بكسر الباء، وجُوِّزَ فتحها، وقيل: الكَسْرُ عند أهل الحديث، والفتح عند أهل اللغة أشهر» . اهـ. وانظر "تاج العروس" (11/12) . (5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (10898) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (17105) ، وأحمد في "المسند" (3/480 رقم15943) و (4/280 رقم 18465 و18466) ، وأبو داود في "سننه" (2115) ، والترمذي في "جامعه" (1145) ، والنسائي في "المجتبى" (3355 و3357 و3524) ، وفي "الكبرى" (5516 و5519 و5718) ، وابن الجارود في "المنتقى" (718) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1297) ، وابن حبان في "صحيحه" (4099) ، والطبراني في "الكبير" (20/231 رقم 543) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/245) . (6) هو: ابن المعتمر. (7) هو: ابن يزيد النخعي. (8) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (9) هو: ابن قيس النخعي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 92 وَرَوَاهُ (1) الثَّوْري (2) ، عَنْ فِراس (3) ، عَنِ الشَّعبي، عن مسروق، عن عبد الله: أَنَّهُ سُئل، فَقَالَ مَعقِل بْنُ سِنَان ... . وَرَوَى زَائِدَةُ (4) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَلْقَمةَ والأسْوَدِ أَنَّهُ قَالَ (5) : ... فقال رَجُلٌ مِنْ أَشْجَع. قَالَ مَنْصُورٌ: أَرَاهُ سَلَمَةَ بْنَ يَزِيدَ. وَرَوَى حمَّاد بْنُ سَلَمة (6) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعبي،   (1) في (ت) و (ك) : «وروى» . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17104) ، وأحمد في "المسند" (4/280 رقم 18464) ، وأبو داود في "سننه" (2114) ، والنسائي في "المجتبى" (3356) ، وفي "الكبرى" (5517) ، وابن ماجه في "سننه" (1891) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1296) ، وابن حبان في "صحيحه" (4098) ، والطبراني في "الكبير" (20/232 رقم 545 و546) . (3) هو: ابن يحيى. (4) هو: ابن قدامة. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه أحمد في "المسند" (4/279 رقم 18461) ، والنسائي في "المجتبى" (3354) ، وفي "الكبرى" (5515) ، وابن حبان في "صحيحه" (4100) من طريق زائدة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة والأسود، عن ابن مسعود به. والسِّياق لابن حبان. قال النسائي: «لا أعلم أحدًا قال هذا في الحديث: " الأسود " غيرُ زائدة» . (5) كذا في جميع النسخ: «أنه قال» ، وهو الموافق لرواية الإمام أحمد السابقة، وفي رواية النسائي: «أنهما قالا» . (6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/280 رقم 18462) ، والطبراني في "الكبير" (20/231 رقم 542) . ورواه النسائي في "المجتبى" (3358) ، و "الكبرى" (5518) من طريق علي بن مسهر، عن داود ابن أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ علقمة، عن ابن مسعود به. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (930) قال: حدثنا هشيم، أنا سيَّار وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ وداود، كلهم عن الشعبي، عن ابن مسعود به وقالوا: قام معقل ابن سنان الأشجعي. وحديث سيَّار وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ أخرجه النسائي في "الكبرى" (5522 و5523) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10899) ، والنسائي في "الكبرى" (5521) من طريق عاصم، عن الشعبي، عن ابن مسعود. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 93 عَنْ عَلْقَمة؛ قَالَ: فَقَامَ أَبُو سِنَان (1) الأَشْجَعي فِي رَهْطٍ مِنْ أَشْجَع؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَعقِلُ بنُ سِنان أصحُّ (2) . 1282- وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (4) رَوَاهُ مُعَاذ بن هِشَام (5) ،   (1) في (ف) : «أبو سفيان» . (2) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل107/ب) بعض هذا النص، وكذا ابن حجر في "التلخيص" (3/388) . وقال ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (ص229-231) : قال أبي: ثنا أحمد بن أبي سُرَيج؛ قال: قلتُ للشافعي - في حديث بِرْوَع -: سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عن علقمة، عن عبد الله، و: سفيان، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ مسروق، عن عبد الله. فقال: وهذا عندك ثَبْتٌ؟! كالمُنكِر. فقلتُ: وأي شيء أثبت من هذا؟! قال: إن كان عندك ثبتًا فأنت أعلم. قال أبو محمد- أي: ابن أبي حاتم -: لم يُنكِر الشافعي هذا الإسناد وصحَّته، وإنما كان في قلبه من خبر الرجال الذين قاموا إلى عبد الله فأخبروه عن النبي (ص) في قصَّة بِرْوَع، والرجال هم غير معروفين بالصُّحبة، كانوا قومًا من أشجع، وقد قال الشافعي في كتبه: إن صحَّ حديث بِرْوَع قلت به» . اهـ. (3) ستأتي هذه المسألة برقم (2250) عن أبي حاتم. (4) قوله: «عن حديث» سقط من (ك) . (5) لم نقف على روايته من هذا الوجه. وأخرجه أحمد في "مسنده" (4/381 رقم19404) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (535) ، والبزار في "مسنده" (1461/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (20/52 رقم 90) ، والحاكم في "المستدرك" (4/172) جميعهم من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن القاسم بْن عوف، عَنْ عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ معاذ بن جبل به هكذا بزيادة: «عن أبيه» ، وسقط من "المستدرك" المطبوع قوله: «عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه» وهو على الصَّواب في "التلخيص" للذهبي، و"إتحاف المهرة" (13/265) . الحديث: 1282 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 94 عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْف -[أحَدُ بَني] (2) مُرَّة بن همَّام- عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ مُعاذ ابن جَبَل، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا؛ مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا. وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (3) ، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنِ الْقَاسِمِ [بن] (5) عَوْف،   (1) هو: هشام بن أبي عبد الله الدستوائي. (2) ما بين المعقوفين تصحَّف في جميع النسخ إلى: «قال أخبرني» ، والتصويب من مصادر التخريج السابقة، و"تهذيب الكمال" (23/399) . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1853) من طريق أزهر بن مروان، وابن صاعد في "مسند ابن أبي أوفى" (5 و6) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/293) من طريق سليمان بن حرب، وابن صاعد (6) ، وابن حبان في "صحيحه" (4171) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ = = الْمُقَدَّمِيُّ، ثلاثتهم عن حماد، عن أيوب، عن القاسم، عن ابن أبي أوفى قال: لما قدم معاذ ... فذكره. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ وَإِسْحَاقُ بن هشام التَّمار وعفان - كما في "العلل" للدارقطني (6/37) - عن حماد، عن أيوب، عن القاسم، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ معاذ. ورواه إسحاق بن هشام - كما في "العلل" للدارقطني (6/38) - عن حماد، عن أيوب وابن عون، عن القاسم الشيباني. قال الدارقطني: «فأغربَ بذكر ابن عون، ولم يُتابَع عليه» . ورواه الإمام أحمد في "المسند" (4/381 رقم 19403) ، وابن صاعد في "مسند ابن أبي أوفى" (4) من طريق إسماعيل بن علية، عن أيوب، به. ورواه مؤمل بن إسماعيل - كما في "العلل" للدارقطني (6/38) - عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيوب، عن القاسم، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم، عَنِ معاذ. قال الدارقطني: «جعله من رواية زيد بن أرقم عن معاذ، ولم يُتابَع على هذه الرواية عن حماد بن زيد» . (4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (5) قوله: «بن» تصحَّف في جميع النسخ إلى «عن» ، وتقدم على الصواب، وسيأتي كذلك في المسألة رقم (2250) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 95 عَنِ ابْنِ أَبي أَوْفى (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَيُّوبُ أحفظُهم (2) . 1283 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مِنْدَل (3) ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي وائل (4) ، عن عبد الله (5) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ، فَلْيَسْتَتِرْ، وَلا يَتَجَرَّدَان ِ (6) تَجَرُّدَ العَيْرَيْنِ؟   (1) هو: عبد الله. (2) هذا ما رجحه أبو زرعة! وأما أبو حاتم فقال في المسألة الآتية برقم (2250) : «والدستوائي [يعني: هشامًا] حَافِظٌ مُتْقِنٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ مُضْطَرِبُ الْحَدِيثِ، وَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ الاضطراب من القاسم» ، وذكر الدارقطني في "العلل" (963) هذا الحديث، وأطال في ذكر الاختلاف فيه، وقال: «والاضطرابُ فيه من القاسم بن عوف» . (3) هو: ابن علي، يقال: اسمه: عمرو بن قيس، ومندل لقب، وهو مثلث الميم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" (335) ، والبزار في "مسنده" (1701) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/266-267) ، والشاشي في "مسنده" (593) ، والطبراني في "الكبير" (10/196 رقم 10443) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/193) ، و"الشعب" (7404) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10469) ، وابن سعد في "الطبقات" (8/193) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة في "المصنف" (17619) من طريق أبي معاوية، كلاهما عن عاصم، عن أبي قلابة، عن النبي (ص) ، به، مرسلاً. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (10470) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أبي قلابة، عن النبي (ص) به مرسلاً. (4) هو: شقيق بن سَلَمة. (5) هو: ابن مسعود ح. (6) كذا في جميع النسخ، وفي بعض مصادر التخريج. وجاء في بعضها: «ولا يتجرَّدْ» على الإفراد، وفي بعضها: «ولا يتجَرَّدَا» بألف المثنى ولا نونَ بعدها. وما وقع هنا: «ولا يَتَجَرَّدَان» : كانت الجادَّة فيه حَذْف النون، لكنَّه بالنون صحيحٌ وفصيحٌ في العربية، وفيه وجهان: الأوَّل: أن يكون بكسر النون مشدَّدةً: «ولا يَتَجَرَّدَانِّ» ، والأصل: «يَتَجَرَّدَانِنَّ» ، و «لا» فيه: ناهيةٌ لفظًا ومعنًى، والفعل مجزومٌ بحذف نون الرفع، والنونُ المشدَّدة هي نونُ التوكيد الثقيلةُ، وجملةُ «ولا يَتَجَرَّدَانِّ» : إنشائية معطوفة على «فليستتر» . والثاني: أن يكون بكسر النون مخففة: «ولا يَتَجَرَّدَانِ» ، وفيه ثلاثة توجيهات: أحدها: أن تكون «لا» ناهيةً لفظًا ومعنًى، ويكون الأصل التشديد - كما في الوجه الأول -: «ولا يَتَجَرَّدَانِّ» ؛ فالنونُ للتوكيد، وهي الثقيلة، وخُفِّفت: فحذفتِ النون الأولى الساكنة، وبقيت الثانية مكسورة مخفَّفة. وثانيها: أن تكون «لا» نافيةً لفظًا، ناهيةً معنًى، والفعل بعدها مرفوعٌ بثبوت النون المكسورة الخفيفة، والجملة معطوفة على ما قبلها. وثالثها: أن تجعل «لا» نافية لفظًا ومعنًى، والفعل بعدها مرفوعٌ - كما في التوجيه السابق - وعلى ذلك فتكون جُملةُ: «لا يَتَجَرَّدَانِ» في محل نصب على الحال، أي: غَيْرَ متجرِّدَينِ، أو في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وهما لا يتجرَّدانِ، والجملة الاسمية: حاليةٌ أو استئنافية، أو تكون جملة «لا يتجردان» فعليةً استئنافيةً، فلا يكون لها موقعٌ من الإعراب. وانظر في «لا» النافية بمعنى النهي: التعليق على المسألة رقم (331) . وقد قرئ وخرِّج على = = ما ذكرناه قولُه تعالى: [يُونس: 89] {فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} . انظر "البحر المحيط" (5/186-187) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (3/612-616) . وقوله: «العَيْرَان» مثنى «عَيْر» بفتح العين، وهو الحمارُ، أهليًّا كان أو وحشيًّا، وقد غلَبَ على الوحشي، والجمع: أَعْيَار مثل ثَوْب وأثواب، وعِيَارٌ، وعُيُورٌ، وعُيُورة، ومَعْيُوراء، والأنثى: عَيْرَة. انظر "المصباح المنير" (ص227 - عير) ، و"تاج العروس" (7/280- عير) . الحديث: 1283 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 96 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْطَأَ فِيهِ مِنْدَل (1) .   (1) قال البزار في "مسنده" (1701) : «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله إلا مندل، وأخطأ فيه. وذكر شريك أنه كان هو ومندل عند الأعمش، وعنده عاصم الأحول، فحدَّث عاصم عن أبي قلابة، عن النبي (ص) قَالَ: " إِذَا أَتَى أحدُكُم أهلَه ... "، وذكر الحديثَ مرسلاً» . وروى العقيلي في "الضعفاء" (4/267) ، وابن عدي في "الكامل" (6/456) ، والبيهقي في "الشعب" (7405) من طريق الحسن بن أبي القاسم قال: ذكرنا لشريك حديث مندل ... فقال: كذب، أنا أخبرتُ الأعمش، عن عاصم، عن أبي قلابة. وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/248) من طريق مسلم بن جندل قال: أتيتُ شريكًا أنا وقطبة، فقال له قطبة - أو قلت له -: إن مندلاً حدثنا ... - فذكر الحديث - فقال شريك: كذب مندل، فقلت له: كذب بمرة؟ فقال: أنا حدثت به الأعمش، عن عاصم، عن أبي قلابة، فاستعادَنيه - أو فأعجبه - فأتيت مندلاً فأخبرته. فقال: كذب بمرَّة. لعل الأعمش حدَّث بحديث فوصل هذا فيه، فتوهمته. ورجع عنه. وقال الدارقطني في "العلل" (5/109 رقم 757) : «يرويه مَنْدَلٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله مرفوعًا، وذكر هذا الحديث لشريك فقال: كذب مندل، أنا حدثت به الأعمش، عن عاصم، عن أبي قلابة مرسلاً. وقد رواه كذلك أبو شهاب وابن عيينة، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قلابة، عن النبي (ص) مرسلاً، وهو الصَّواب، ولا يصحُّ عن أبي وائل» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 97 بَيَانُ (1) عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الطَّلاَقِ 1284 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ أَبَانَ الوَرَّاق، عَنْ حَفْص بن عمر البُرْجُمي (3) ، عن عبد الله   (1) قوله: «بيان» ليس في (ك) . (2) قوله: «قال أبو محمد» من (ف) فقط. (3) روايته أخرجها قاسم بن أصبغ - كما في "بيان الوهم والإيهام" (3/508) - قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْر بْن أبي العوام، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنَا حفص بن عمر البُرْجُمِي به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (7848) ، و"مسند الشاميين" (2230) من طريق وَهْب بن بقية، عن محمد ابن عبد الملك، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ، عن عبد الله بن عيسى به. ورواه البزار في "مسنده" (3066) من طريق محمد بن شيبة بن نعامة، عن عبد الله ابن عيسى، عمَّن حدَّثه، عن أبي موسى به. قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن قيس إلا محمد بن عبد الملك، تفرَّد به وَهْب بن بقية» . ورواه البزار في "مسنده" (3064 و3065) من طريق أبي تميمة، عن أبي موسى، به. الحديث: 1284 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 98 بْنِ عِيسَى، عَنْ عُمَارَة بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عُبَادَة بْنِ نُسَيّ، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (1) : لا تُطَلِّقُوا النِّسَاءَ إلاَّ عَنْ رِيبَةٍ؛ فَإِنَّ (2) اللهَ تَعَالَى يَكْرَهُ الذَّوَّاقِينَ وَالذَّوَّاقَاتِ (3) ؟ قَالَ أَبِي: عُبَادَة عَنْ أَبِي مُوسَى لا يَجيءُ (4) . 1285 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ مُوسَى بْنُ مُطَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رجُلٍ من أصحاب النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا طلَّق امرأتَه عَلَى عهد النبيِّ (ص) ثَلاثًا، ثُمَّ تزوَّجَت زَوْجًا غَيْرَهُ لِيُحِلَّها، فدخل بها   (1) قوله: «قال» سقط من (ك) . (2) في (ك) : «قال» بدل: «فإن» . (3) قال الخطابي: هذا في النِّكاح، كَرِهَ (ص) أن يكونَ الرجُل كثيرَ النِّكاح، سريعَ الطَّلاق، بمنزلة الذَّائق للطعام غيرِ الآكل منه. "غريب الحديث" (1/455) . وقال ابن منظور: الذوَّاقين والذوَّاقات، يعني: السَّريعي النكاح، السَّريعي الطلاق؛ وتفسيره: ألاَّ يَطمئِنَّ ولا تَطمئِنَّ، كلَّما تزوَّج أو تزوَّجت، كَرِها، ومَدَّا أعينَهما إلى غيرهما. "اللسان" (ذوق/10/111) . (4) قال عبد الحق الإشبيلي: «ليس لهذا الحديث إسناد قوي» . قال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (547) بعد نقله لكلام عبد الحق: «لم يزد على هذا، وصدق فيه وهو حديث مصرَّحٌ في إسناده بالانقطاع ... » . وانظر (1281) منه أيضًا. وضعفه الشيخ الألباني في "غاية المرام" (256) . الحديث: 1285 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 99 الزَّوجُ الثَّانِي، وطلَّقها، وانقضَت عدَّتُها، فَأَرَادَ (1) الأولُ أَنْ يتزوَّجها، فَذَكَرُوا ذلك للنبيِّ (ص) ، فَقَالَ: أَلَيْسَ سَمَّى لَهَا (2) صَدَاقًا؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالَ: أَلَيْسَ تَزَوَّجَهَا بِوَلِيٍّ؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالَ: أَلَيْسَ تَزَوَّجَهَا بِشُهُودٍ؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالَ: أَلَيْسَ قَدْ دَخَلَ بِهَا حَتَّى ذَاقَ عُسَيْلَتَهَا وَذَاقَتْ عُسَيْلَتَهُ (3) ؟ قَالُوا: بلى (4) ؛ فقال النبيُّ (ص) : ذَهَبَ الخِدَاعُ، ذَهَبَ الخِدَاعُ. قَالَ (5) أبو زرعة: هذا واهٍي (6) ، ضعيفٌ، باطلٌ، غيرُ ثَابِتٍ وَلا صَحيحٍ، وَلا أعلمُ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ خِلافًا (7) أَنَّهُ حديثٌ واهٍ ضعيفٌ لا تَقُومُ بِمِثْلِهِ (8) حُجَّةٌ.   (1) في (أ) و (ش) : «وأراد» بالواو. (2) في (ت) و (ك) : «أليس سماها» . (3) قال ابن الأثير: شبَّه لذَّة الجماع بذَوْق العَسَل، فاستعارَ لها ذَوْقًا، وإنما أنَّث؛ لأنه أراد قطعةً من العَسَل، وقيل: على إعطائها معنى النُّطفة. "النهاية" (3/237) . وقال الفيومي: هذه استعارةٌ لطيفةٌ؛ فإنه شبَّه لذَّةَ الجِماع بحلاوَة العَسَل، أو سمَّى الجِماعَ عَسَلاً؛ لأن العربَ تسمِّي كلَّ ما تستَحليهِ عَسَلاً، وأشار بالتَّصغير إلى تقليل القَدْر الذي لابدَّ منه في حُصُول الاكتفاء به، قال العلماءُ: وهو تغييبُ الحَشَفَةِ؛ لأنه مَظِنَّةُ اللذَّة. "المصباح المنير" (ع س ل/2/410) . (4) من قوله: «قال أليس قد دخل ... » إلى هنا سقط من (ك) بسبب انتقال بصر الناسخ. (5) في (أ) : «قالوا» ! (6) كذا في جميع النسخ بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، وهي لغةٌ صحيحةٌ فصيحةٌ؛ وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . وسيأتي بعده بقليل: «واهٍ» ، وهي لغةُ الجمهور، والجمع بين لغتين جائز، انظر التعليق على المسألة رقم (241) . (7) في (أ) و (ش) : «خلاف» . (8) في (ك) : «لا يقوم لمثله» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 100 1286 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيد أَبُو (1) قُدَامَة، عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني (2) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) أنَّه طلَّق حَفْصَة، ثُمَّ راجَعَها ... ، الحديثَ. وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) ، عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني (4) ، عَنْ قَيْس بْنِ زَيْدٍ (5) : أنَّ النبيَّ (ص) طلَّق حَفْصَة بنت عمر ذ تطليقةً، ثم قال النبيُّ (ص) : أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: رَاجِعْ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ؛ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ (6) ... الحديثَ؟ قَالَ (7) أَبِي: الصَّحيحُ حديثُ (8) حمَّاد، وَأَبُو قُدامَة لَزِمَ الطَّريقَ. 1287 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُعَيم ابن حمَّاد، عن يزيد   (1) في (أ) و (ش) : «أو» . (2) في (ت) : «النحوبي» لكنها مهملة الحروف، وفي (ك) : «النحربي» . (3) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (8/84) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (1004/بغية الباحث) ، والطبراني في "الكبير" (18/365 رقم 934) ، والحاكم في "المستدرك" (4/15) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/50) . (4) قوله: «وَرَوَاهُ حَمَّاد بْنُ سَلَمَةَ، عَن أبي عمران الجوني» مكرر في (أ) . (5) في (أ) و (ش) : «الزيد» . وقد سئل أبو حاتم عن قيس ابن زيد هل له صحبة؟ فقال: لا. "المراسيل" لابن أبي حاتم رقم (615 و616) . (6) جاءت العبارة في (أ) و (ش) مُشَوَّشة، فيها تقديمٌ وتأخيرٌ، هكذا: «طلَّق حفصة بنت عمر ذ، ثم قال: وأتاني النبي (ص) ، فَقَالَ: رَاجِعْ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ تطليقة ثم قال النبي (ص) : إنها صوامة قوامة» . (7) في (أ) : «قال قال» . (8) قوله: «حديث» سقط من (أ) و (ش) . الحديث: 1286 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 101 ابن هَارُونَ (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: فِي الرَّجُل يطلِّقُ امْرَأَتَهُ ثَلاثًا فِي مَرَضِهِ؛ قَالَتْ (2) : تَرِثُهُ مَا دَامَتْ فِي العِدَّة؟ قال أبي: رواه (3) عبد الأعلى (4) ، عَنْ سَعِيدٍ (5) ، عَنْ رجُلٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عن عائِشَة. قال أبي: كنتُ (7) أستحسنُ حديثَ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، حَتَّى كتبتُ (8) هَذَا الحديثَ، فَإِذَا هُوَ قَدْ (9) أفسَدَ ذَلِكَ الحديثَ. 1288- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ غُنْدَرٌ - محمد بن جعفر (10)   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (19039) قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ به، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن حزم في "المحلَّى" (10/219) وقال: «لم يسمع ابن أبي عروبة من هشام بن عروة شيئًا» . (2) في (ك) : «قال» . (3) في (أ) و (ش) : «ورواه» بالواو. (4) هو: ابن عبد الأعلى. (5) هو: ابن أبي عَروبة. (6) قوله: «عن أبيه» سقط من (أ) و (ش) . (7) في (ت) و (ك) : «وكنت» . (8) في (ك) : «كتب» . (9) قوله: «قد» ليس في (أ) و (ش) . (10) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/85 رقم 5571) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/13) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (1933) ، والنسائي في "المجتبى" (3414) ، والطبري في "تفسيره" (4902) . ومن طريق أحمد أخرجه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/119-120) ووقع عندهم: «سالم بن رزين» . قال الخطيب: «زاد شعبة في إسناده سعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله» ، ثم ساق بإسناده عن أبي بكر الأثرم أنه قال: «سمعت أبا عبد الله أحمد بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ فِي حَدِيثٍ غندر، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مرثد، عن سالم ابن رزين، عن سالم بن عبد الله، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ ابن عمر ذ، عن النبي (ص) : حتى تذوقَ العُسَيلة؛ قال: لا أراه محفوظًا. ثم قال: ليس بشيء. قال أبو عبد الله: سالم، ورجل بينه وبين ابن عمر ذ؟!! كالمنكر لذلك. قال أبو عبد الله: داود، عن سعيد بن المسيب خلاف هذا؛ يعني قوله: تحِلُّ للأول وإن لم يدخُل بها الثاني، أي: فهذا يضعِّف ذاك الحديثَ أن يكون فيه سعيد بن المسيب؛ لأنه لو رواه عن ابن عمر ذ، عن النبي (ص) ؛ لم يَقُلْ بخلافه» . وأخرج الطبراني في "الكبير" (12/210 رقم13086) هذا الحديث من طريق شعبة، إلا أنه لم يذكر فيه سالم ابن عبد الله، ثم قال: «وَهِمَ شُعْبَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ في موضعين: قوله: عن سالم بن رزين؛ وإنما هو سليمان ابن رزين، وزاد في الإسناد سعيد بن المسيب، رواه سفيان الثوري وقيس بن الربيع، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سليمان بن رزين الأحمر، عن ابن عمر ح، عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب» . وانظر "الموضح" للخطيب (2/117-119) ، و"فتح الباري" لابن حجر (9/467) . الحديث: 1288 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 102 - عَنْ شُعْبة، عَنْ عَلْقَمَة بْنِ مَرْثَد، عَنْ سُلَيمان بْنِ رَزِين (1) ، عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبيِّ (ص) ؛ فِي الَّذِي تكونُ لَهُ المرأةُ، فيطلِّقها، ثُمَّ يتزوَّجها رجُلٌ، فطلَّقها (2) قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، فتَرْجِعُ إِلَى زَوْجِهَا الأَوَّلِ؟ قَالَ: لاَ! حَتَّى تَذُوقَ العُسَيْلَةَ (3) ؟ قَالَ أَبِي: قَدْ زَادَ عِنْدِي فِي هَذَا الإِسْنَادِ رِجَالا (4) لَمْ يَذكُرهم (5) الثَّوْري، وليست هذه الزِّيادةُ بمحفوظة.   (1) كذا في جميع النسخ! والصَّواب في رواية شعبة: تسميته: سالم بن رزين، كما تقدم في الحاشية السابقة، وكما سيأتي. (2) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «فيطلقها» وهو الجادَّة، والله أعلم. (3) تقدم تفسيرها في المسألة رقم (1285) . (4) في (ت) و (ك) : «رجلاً» . وهو يعني: أن شعبة زاد في الإسناد: سالم بن عبد الله وسعيد بن المسيب. (5) في (ك) فقط: «لم يذكره» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 103 قال أَبُو مُحَمَّد (1) : وحدَّثنا (2) أَحْمَد بْن سِنان؛ قال: حدَّثنا عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ (3) ، عَنْ سُفْيان، عَنْ عَلْقَمَة، عَنْ رَزِين الأَحْمَري، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) . وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (4) وسُئِل عَنْ هذَيْن الحديثَيْن؟ فَقَالَ: الثَّوْري أحفَظُ (5) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : واختُلِف عَنِ الثَّوْري: فَرَوَى ابْنُ مَهْدِيٍ كَمَا حدَّثنا أحمدُ بن سِنَان.   (1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) . (2) في (ت) و (ك) : «حدثنا» بلا واو. (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/62 رقم 5277) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي به. ومن طريق أحمد أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/118) وقال: «وكذا رواه يحيى بن معين ومحمد بن بشار عن عبد الرحمن» . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/13) تعليقًا، والطبري في "تفسيره" (4903) من طريق محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي به. وأخرجه الخطيب في "الموضح" (2/118) من = = طريق محمد بن يعقوب الأصم، عن محمد بن إسحاق الصغاني، عن أبي عبيد، عن ابن مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عن ابن رَزِينٍ الأَحْمَرِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) به. قال الخطيب: «هكذا قال في حديث أبي عبيد: عن ابن رزين، ورواه أحمد بن حنبل، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان فقال: عن رزين الأحمري، ولم ينسبه» . ورواه البيهقي في "السنن" (7/375) من طريق أبي عبيد، عن ابن مهدي به، إلا أنه وقع في المطبوع: «عن رزين» بدل: «عن ابن رزين» . (4) في (أ) : «أبي زرعة» . (5) قال البيهقي في "السنن" (7/375) : «وبلغني عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه وهَّن حديث شعبة وسفيان جميعًا، وعن أبي زرعة أنه قال: حديث سفيان أصح» . (6) قوله: «أبو محمد» ليس في (ف) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 104 وَرَوَى الفِرْيابي (1) - فِيمَا حدَّثنا الغَزِّي (2) عَنْهُ - عَنْ سُفْيان، عَنْ عَلْقَمَة بْنِ مَرْثَد، عَنْ سُلَيمان بْنِ رَزِين (3) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ (4) : وحدَّثنا (5) أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ (6) ، عَنْ وَكِيع، عَنْ سُفيان، عَنْ عَلْقَمَة بْنِ مَرْثَد، عَنْ سُلَيمان - وَقَالَ (7) وَكِيعٌ مرَّة: رَزِين بْنُ سُلَيمان-، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) . وروى أبو أحمد الزُّبَيري (8) ، وَحُسَيْنُ بْنُ حَفْص، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِير (9) ، عَنِ الثَّوْري كَمَا رَوَاهُ الفِريَابي، يَقُولُ: عَنْ سُلَيمان بْنِ رَزِين، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) . وحدَّثنا الأَحْمَسي (10) ، عَنْ وَكيع، عَنْ سُفيان، عن عَلْقَمَة بن   (1) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/117) . (2) في (ش) : «العربي» غير منقوطة الباء. والغزي هذا هو: عبد الله بن محمد بن عمرو. (3) في (ك) : «سليمان بن زيد» . (4) قوله: «وأخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) . (5) في (ت) و (ك) : «حدثنا» بلا واو. (6) روايته أخرجها في "مصنفه" (16936) وعنده: «رزين ابن سليمان» . (7) في (أ) و (ش) : «فقال» . (8) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/25 رقم 4777) ، والطبري في "تفسيره" (4904) . ومن طريق أحمد أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/117-118) . (9) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (11135) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/375) . قال البيهقي: «والصحيح رواية عبد الرحمن بن مهدي» . ورواه الخطيب في "الموضح" (2/118) من طريق عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثوري بمثله. (10) هو: محمد بن إسماعيل. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه أحمد في "مسنده" (2/25 رقم 4776) ، قال: حدثنا وكيع به بمثل رواية الأحمسي. ومن طريق أحمد رواه الخطيب في "الموضح" (2/119) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/189) . ورواه النسائي في "المجتبى" (3415) عن محمود بن غيلان، عن وكيع بمثله. وقال: «هذا أولى بالصَّواب» ، أي: من رواية شعبة السابقة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 105 مَرْثَد، عَنْ رَزِين بْنِ سُلَيمان، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . 1289 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْران، عَنْ هِلالِ بْنِ أُسامة المُعَيْصي (2) ، عَنْ سُلَيمان (3) بْنِ أَبِي مَيْمُونة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) خَيَّر ابنًا بين أبَوَيْهِ (4) ؟   (1) ذكر ابن أبي حاتم أيضًا هذا النص في "الجرح والتعديل" (3/507-508) مع بعض الاختلاف في اللفظ. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/13) : «وقال لي إبراهيم بن المنذر: نا أنس بن عياض سمع مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر قال: لو فعله أحدٌ وعمر حيٌّ لرجمهما» ، ثم قال البخاري: «وهذا أشهر، ولا تقوم الحجَّة بسالم بن رزين، ولا برزين؛ لأنه لا يُدرى سماعه من سالم ولا من ابن عمر» . (2) كذا في جميع النسخ! ولم نجد من نسبه هذه النسبة، = = وقد ترجم له المصنِّف في "الجرح والتعديل" (9/76 رقم300) ونسبه: المدني، وذكر الاختلاف فيه فقال: «هلال بن أبي ميمونة المدني، وهو هلال بن علي، ويقال: هلال بن أسامة» . ونسبه المزِّي في "تهذيب الكمال" (30/343) فقال: «القرشي، العامري، المدني» . وانظر "الموضح" للخطيب البغدادي (1/193-196) . (3) في (ف) : «سليم» . (4) الحديث رواه الشافعي في "الأم" (5/92) ، والحميدي في "مسنده" (1114) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2275) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (19110) ، وأحمد في "مسنده" (2/246 رقم 7352) ، والترمذي في "جامعه" (1357) ، وابن ماجه في "سننه" (2351) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6131) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3085 و3086) ، وابن حبان في "صحيحه" (1200/الموارد) جميعهم من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ زِيَادِ ابن سعد، عن هلال بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي ميمونة؛ عن أبي هريرة به. ومن طريق أبي يعلى رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/3) . قال الترمذي: «حديث حسن صحيح» . ووقع عند ابن أبي شيبة والبيهقي: «عن هلال بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِيهِ» ، وهو خطأ، فأبو ميمونة الذي روى عنه هلال في هذه الرواية رجلٌ آخرُ ليس أبًا له، وقد وقع في رواية الطحاوي (3085) : «عن هلال بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي ميمونة؛ وليس بأبيه» . ورواه ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سعد، واختُلِف عليه: فأخرجه النسائي في "المجتبى" (3496) من طريق خالد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ، عن هلال، عن أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وأخرجه الدارمي في "مسنده" (2339) من طريق أبي عاصم، والحاكم في "المستدرك" (4/97) من طريق عبد الله بن المبارك، كلاهما عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ، عن هلال، عن أبي ميمونة سليمان، عن أبي هريرة به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (12611 و12612) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ زِيَادِ، عن هلال، عن سُليم أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (2271/عوامة) من طريق عبد الرزاق وأبي عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ زياد، عن هلال، عن أبي ميمونة سُلْمى، عن أبي هريرة به. كذا وقع في أكثر نسخ أبي داود، ووقع في بعضها: «سُليم أبي ميمونة» ومن هذا الوجه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/3) من طريق أبي داود به. قال الترمذي في "جامعه" (1357) : «وأبو ميمونة اسمه سُليم» . وقال في "العلل الكبير": (369) : «وسألت محمدًا [يعني البخاري] عن اسم أبي ميمونة الذي روى عن أبي هريرة؟ فقال: اسمه سُليم» . الحديث: 1289 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 106 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: سُلَيم أَبُو مَيْمُونة. 1290 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو النَّاقِد (1) ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن جُرَيج، عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رَجُلا خَاصَمَ امرأتَه إلى النبيِّ (ص) ، فقال النبيُّ (ص) : أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ حَدِيقَتَهُ؟ .   (1) هو: ابن محمد، وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (7/314) . الحديث: 1290 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 107 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَطَاء، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) مِنْ رِوَايَةِ غيرِ الْوَلِيدِ (2) . 1291 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَناني (3) الرَّقِّي، عَنْ أَبِي خُلَيْد (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زيد، عن أيُّوب (5) ، عن عبد الله بْنِ كَثِير، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ الثَّلاثُ (6)   (1) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (11842) ، وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (235) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والدارقطني في "السنن" (3/255) من طريق ابن عيينة، و (3/321) من طريق غندر، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/314) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، وابن المبارك، وابن عيينة والثوري، جميعهم عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ به مرسلاً. قال الدارقطني: «خالفهُ [يعني: غندرًا] الوليدُ، عن ابن جريج؛ أسنده عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، والمرسل أصح» . وقال البيهقي بعد روايته لطريق الوليد بن مسلم: «وهذا غيرُ محفوظ، والصَّحيحُ بهذا الإسناد ما تقدَّم مرسلاً» . (3) كذا في جميع النسخ: «الصَّيدَناني» ، وكذا في "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (1/28-29) و (7/183 رقم1037) ، وهو: محمد بن أحمد بن الحجَّاج. وجاء في موضع آخر من "الجرح والتعديل" (3/256 رقم 1144) : «الصَّيدلاني» ، وهو الوارد في مصادر ترجمته. انظر "تهذيب الكمال" (24/350) . = ... قال المطرِّزي: الصَّيدَلانيُّ لغةٌ في الصَّيدَناني، وهو: بيَّاع الأدوية. "المغرب" (1/470) . وقال ابن برِّي: الصَّيدَلانيُّ والصَّيدَنانيُّ: العطَّار، منسوبٌ إلى الصَّيدَل والصَّيْدَن، والأصل فيهما: حجارةُ الفِضَّة، فشُبِّه بها حجارةُ العقاقير. "اللسان" (صندل/11/386) . (4) هو: عتبة بن حمَّاد. (5) هو: السَّخْتياني. (6) يعني: الطَّلَقات الثلاث في المجلس الواحد. الحديث: 1291 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 108 يُحسَبْنَ عَلَى عهدِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، وأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ وصَدرًا (1) مِنْ خِلافَتِهِ: وَاحِدَةً ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أيُّوب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرة، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عبَّاس (2) . 1292 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إسحاق (4) ، عن   (1) قوله: « ... وعمر وصدرًا من خلافته» كذا في النسخ، ويخرج على زيادة الواو في قوله: «وصدرًا» ؛ فإن المعنى - كما في لفظ الحديث من الطريق التي رجحها أبو حاتم - أن ذلك كان على عهد النبي (ص) وأبي بكر جميعهما، وظل أيضًا في صدر خلافة عمر ح؛ يؤيده تتمة الحديث: «فقال عمر: إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة، فلو أمضيناه عليهم! فأمضاه عليهم» . ويكون «صدرًا» حينئذ منصوبًا على الظرفية؛ وهو بدل اشتمال من قوله: «وعمر» بتقدير المضاف والجار؛ إذ أصل الكلام: «على عهد رسول الله (ص) وعلى عهد أبي بكر، وعلى عهد عمر صدرًا من خلافته» ، و «على» هنا بمعنى «في» فهي للظرفية. والله أعلم، وانظر "مغني اللبيب" (ص151 و350) . (2) من هذا الطريق وغيره أخرجه مسلم في "صحيحه" (1472) . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (1300) ، ونقل بعضها ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق124/ب) . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (18032) ، وأحمد في "المسند" (6/276 رقم 26360) ، وأبو داود في "سننه" (2193) ، وابن ماجه في "سننه" (2046) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4444 و4570) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (655) ، والدارقطني في "السنن" (4/36) ، والحاكم في "المستدرك" (2/198) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/357) . ومن طريق أحمد رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/171-172) تعليقًا، والمِزِّيّ في "تهذيب الكمال" (26/62) . ووقع عند ابن أبي شيبة: «عبد الله بن أبي صالح» ، وعند ابن ماجه: «عُبَيد ابن أبي صالح» بدل: «محمد بن عبيد» . الحديث: 1292 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 109 ثَور بن زيد الدِّيلي (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيد (2) ، عَنْ صَفِيَّة بِنْتِ شَيْبَة، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لا طَلاَقَ وَلا عَتَاقَ فِي غَلاَقٍ. وَرَوَاهُ عَطَّاف بْنُ خَالِدٍ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد، عَنْ عَطَاء، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) (4) . قلتُ: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: حديثُ صَفِيَّةَ أشبهُ (5) . قِيلَ لأَبِي: مَا معنى قول النبيِّ (ص) : لا طَلاَقَ وَلا عَتَاقَ فِي غَلاَقٍ؟   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «الأيلي» . ووقع في رواية أحمد والمزي: «ثور بن يزيد الكلاعي» ، وفي رواية أبي داود: «ثور بن يزيد الحِمصي» وهو الكلاعي نفسه بخلاف الدِّيلي فإنه مدني. وفي رواية الطحاوي والدارقطني والحاكم والبيهقي: «ثور بن يزيد» ، وفي رواية أبي يعلى: «ثور بن زيد» ، والكلاعي هو المعروف بالرِّواية عن محمد بن عبيد، ويروي عنه محمد بن إسحاق، بخلاف الدِّيلي فلم يُذكر له رواية عن محمد بن عبيد، والله أعلم. (2) هو: محمد بن عُبَيد بن أبي صالح. (3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/172) . وتصحف عنده: «محمد بن عُبَيد» إلى: «محمد بن سعيد» . (4) كذا ذُكرت روايةُ عطاف بن خالد هنا، وجاء في المسألة رقم (1300) : «وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي صَفْوَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ... » بزيادة أبي صفوان بين عطاف ومحمد، ولم ترد هذه الزيادة في رواية البخاري المتقدمة. وانظر تعليقنا الآتي في المسألة رقم (1300) . (5) هذا من باب التَّرجيح النسبي، وهو لا يقتضي الصِّحة، ويؤيد هذا أن أبا حاتم لما سُئِل في المسألة رقم (1300) عن الطريقين أيُّهما أَشْبَهُ؟ قَالَ: «أَبُو صَفْوَانَ وابن إسحاق جميعًا ضعيفين» ، والله أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 110 قَالَ: يَعْنِي فِي استِكراه (1) . 1293- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ مَنْصُورٍ (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَاصِمٍ (4) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ مِثْلَ حَدِيثِ يَحْيَى (6) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: فِي الرَّجُلِ لا يَقدِرُ أَنْ يُنفِقَ عَلَى امرأتِه، قَالَ: يُفَرَّقُ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ أَبِي: وَهِمَ إسحاقُ فِي اخْتِصَارِ هَذَا الحديثِ؛ وَذَلِكَ أنَّ الحديثَ إِنَّمَا هُوَ: عَاصِمٌ (7) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن   (1) يروى لفظ: «غَلاَق» بهمزة في أوَّله: «إغلاق» ، وهو الأشهر. والأشهر تفسيره بالإكراه، والغلاق: اسم منه؛ لأن المغلَقَ مكره عليه في أمره، ومضيَّقٌ عليه في تصرُّفه؛ كأنه يغلق عليه الباب ويحبس ويضيق عليه حتى يطلق، وقال قوم: هو الغضب، وقيل: معناه النهي عن إيقاع الطلاق الثلاث في دفعة واحدة. وانظر "مشارق الأنوار" (2/134) ، و"الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" (ص225) ، و"تهذيب اللغة" (8/36) ، و"النهاية" (3/379-380) ، و"الفتح" (9/389) . وقد توسَّع الإمام ابن قيم الجوزية في تفسير الغِلاق والإغلاق في كتابه النفيس "إغاثة اللَّهفان، في حكم طلاق الغَضْبان" (ص 36-39) . (2) نقل بعض هذه المسألة: ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق 5/أ) . (3) هو: السلولي. وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (3/297) ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/470) . (4) في (أ) و (ش) : «حماد بن سلمة وعاصم» . (5) هو: ذكوان السَّمَّان. (6) قوله: «يحيى» ليس في (أ) و (ش) . (7) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (3363) من طريق حماد بن سلمة، والبخاري في "الأدب المفرد" (196) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (17) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2436) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن عاصم به. ورواه البخاري في "صحيحه" (5355) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة به. ورواه أيضًا (5356) من طريق ابن شهاب، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة به. وقوله في الحديث: «تقول امرأتك» هو موقوفٌ من قول أبي هريرة، ويبينه رواية أحمد في "مسنده" (2/524 رقم 10785) من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : قال: «خيرُ الصَّدَقة ما كان عن ظَهْر غِنى، واليدُ العُليا خيرٌ من اليدِ السُّفْلى، وابدَأ بمَنْ تَعول» . قال: سئل أبو هريرة: ما «مَنْ تَعول» ؟ قال: امرأتُك تقول ... الحديث. وفي رواية البخاري في "صحيحه" (5355) : «فقالوا: يا أبا هريرة، سمعتَ هذا من رسول الله (ص) ؟ قال: لا، هذا من كيس أبي هريرة» . الحديث: 1293 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 111 النبيِّ (ص) : ابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ ... ؛ تَقولُ امرَأَتُكَ: أَنفِقْ عليَّ أَوْ طَلِّقني ... ، فتأَوَّلَ هَذَا الحديثَ. 1294 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنِ الحَكَم بْنِ أَبان، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابن عباس: أنَّ   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1307) ، ونقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق 138/ب) ، و"تحفة المحتاج" (2/407) ، وابن حجر في "التلخيص" (3/445) . وانظر المسألة الآتية برقم (1309) . (2) اختُلِف على ابن جريج في هذا الحديث؛ فرواه الوليد ابن مسلم كما ذكر المصنف، وحميد بن حماد كما عند الطبراني في "الكبير" (11/188 رقم11599) كلاهما (الوليد وحميد) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (11526) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق علي بن عاصم، كلاهما (عبد الرزاق وعلي) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عن عكرمة به مرسلاً. الحديث: 1294 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 112 النبيَّ (ص) قَالَ: اعْتَزِلْهَا (1) حتَّى تُكَفِّرَ وتَفْعَلَ مَا أَمَرَكَ اللهُ يَعْنِي: فِي المُظاهِر (2) ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا (3) رَوَاهُ الوليدُ، وَهُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عِكْرِمَة: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (4) .   (1) في (ك) : «اعقرلها» . (2) هو الذي يظاهرُ من زوجته بأن يقولَ لها: أنتِ عليَّ كظَهْر أمِّي. كما سيأتي في المسألة التالية، وانظر تعليقنا هناك. (3) قوله: «كذا» سقط من (ك) . (4) قوله: «مرسل» ليس في (ف) ، ويجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . = ... هذا؛ وقد اختُلِف على الحكم في هذا الحديث؛ فرواه الحاكم في "المستدرك" (2/204) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق حفص بن عمر العدني، عن الحكم، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. ورواه معمر واختُلِف عليه؛ فرواه ابن ماجه في "سننه" (2065) من طريق غُندر، وأبو داود في "سننه" (2225) ، والترمذي في "جامعه" (1199) ، والنسائي في "المجتبى" (3457) ، وابن الجارود في "المنتقى" (747) ، والطبراني في "الكبير" (11/189 رقم 11600) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق الفضل بن موسى، كلاهما (غندر والفضل) عن معمر، عن الحكم، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. قال الترمذي: «حديث حسن غريب صحيح» . وخالفهما عبد الرزاق فرواه في "المصنف" (11525) ، عن معمر، عن الحكم، عن عكرمة به مرسلاً. ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (1825) ، وأبو داود في "سننه" (2225) ، والنسائي في "المجتبى" (3459) من طريق المعتمر بن سليمان، وسعيد بن منصور في "سننه" (1826) ، وأبو داود في "سننه" (2217/عوامة) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق إسماعيل بن علية، وأبو داود في "سننه" (2221 و2222) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق سفيان بن عيينة، ثلاثتهم (المعتمر وابن علية وابن عيينة) عن الحكم، عن عكرمة به مرسلاً. ورواه أبو داود في "السنن" (2224) من طريق خالد قال: حدثني محدِّث، عن عكرمة، عن النبيِّ (ص) به مرسلاً. قال النسائي: «المرسل أولى بالصَّواب من المسند» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 113 1295 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بْنُ واضِح، عَنْ مُعتَمِر بْنُ سُلَيمان، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: الَّذِي (4) ظاهَرَ مِنْهَا زَوجُها: خَوْلَةُ - أَوْ خُوَيْلَةُ - بنتُ ثَعْلَبَةَ؛ أتت رسول الله (ص) فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنَّ زَوْجِي قَالَ لِي: أنتِ عَلَيَّ كظَهْرِ أُمِّي (5) ؟ فَقَالَ لَهَا رسولُ الله (ص) : أَنْتِ عَلَيْهِ حَرَامٌ ... ، وَذَكَرَ الحَديثَ؟   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1308) . (2) هو: سليمان بن طَرْخان التَّيمي. (3) هو: رُفَيْع بن مهران. (4) كذا في جميع النسخ، وستأتي هكذا أيضًا في المسألة رقم (1308) ، والجادَّة أن يقال: «الَّتي» ، لكن قد ذهب الأخفش وجماعة من العلماء إلى أن «الذي» مثلُ «مَنِ» الموصولة تقع على الواحد والجمع؛ قال أبو حيان: «ولو كان مثل «مَنْ» - على ما ذهب إليه الأخفش - لجاز أن يكون أيضًا للمثنى، فيعود عليه الضمير مثنى، فتقول: جاءني الذي ضربا زيدًا، وهو غير مسموع» . اهـ. قلنا: ولجاز أيضًا أن يكون للمؤنث فيعود عليه الضمير بالتأنيث؛ كما في قوله تعالى: [الأحزَاب: 31] {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا} ، ويكون منه ما وقع هنا. والله أعلم. وانظر "التذييل والتكميل" (3/28-30) . (5) قال الفيومي: «إنما خُصَّ ذلك بذكر الظَّهْر؛ لأن الظَّهْرَ من الدَّابة موضعُ الرُّكوب، والمرأةُ مركوبةٌ وقتَ الغِشْيان، فركوبُ الأمِّ مُستَعَارٌ من ركوب الدابَّة، ثم شُبِّه ركوبُ الزَّوجة بركوب الأمِّ الذي هو مُمتَنعٌ، وهو استعارةٌ لطيفةٌ؛ فكأنه قال: ركوبُكِ للنكاحِ حرامٌ عليَّ. وكان الظِّهارُ طلاقًا في الجاهليَّة، فنُهوا عن الطَّلاق بلفظ الجاهليَّة، وأوجبَ عليهم الكفَّارةَ تغليظًا في النَّهْي» . اهـ. من "المصباح المنير" (ظ هـ ر/2/388) . الحديث: 1295 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 114 قَالَ أَبِي: رَوَى غيرُه عَنْ مُعتَمِر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صاحبٍ لَهُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ. 1296- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ (2) المُصَفَّى (3) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأوزاعيِّ (4) ، عَنْ عَطَاء (5) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ والنِّسْيَانَ ومَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ. وَرَوَى ابْنُ مُصَفًّى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عن الأوزاعيِّ، عن   (1) نقل معظم هذا النص ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص694-695) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (3/166/مخطوط) ، وابن حجر في "التلخيص" (1/510) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 528) ، ونقل بعضه ابن كثير في "تحفة الطالب" (ص273) . (2) قوله: «محمد بن» سقط من (ت) ، وقوله: «محمد» سقط من (ك) . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2045) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/145) ، والطبراني في "الأوسط" (8273) ، وابن عدي في "الكامل" (2/346) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/356-357) . قال الطبراني: «لم يرو حديث الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس إلا الوليد بن مسلم» . ورواه ابن حبان في "صحيحه" (7219) ، والطبراني في "الصغير" (765) ، والدارقطني في "سننه" (4/170) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/356) = = من طريق الربيع بن سليمان، عن بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبي (ص) به. قال الطبراني: «لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر، تفرد به الربيع بن سليمان» . وقال البيهقي: «جوَّد إسناده بشر بن بكر، وهو من الثقات» . (4) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (5) هو: ابن أبي رباح. الحديث: 1296 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 115 عَطَاء، عَنِ ابْنِ عبَّاس، مِثلَهُ (1) . وَعَنِ الْوَلِيدِ (2) ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مِثلَهُ. وَعَنِ الْوَلِيدِ (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عن موسى ابن وَرْدان، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ مِثْلُ ذَلِكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذِهِ أحاديثُ مُنكَرةٌ، كأنها موضوعة (4) .   (1) كذا كرَّر الإسناد السابق، وقد يكون مقصوده بالإسناد الثاني أنه موقوف على ابن عباس، ولم نقف على روايته موقوفًا، والأظهر أن قوله: «الأوزاعي» خطأ، وصوابه: «ابن جريج» ، فقد أخرج الطبراني في "الأوسط" (8275) هذا الحديث من الأوجه الأربعة التي ذكرها المصنف هنا ووقع عنده: «الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبي (ص) مثله» . وذكر الطبراني أنه لم يرو حديث ابن جريج إلا الوليد. والله أعلم. (2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/145) ، والطبراني في "الأوسط" (8274) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/352) . وذكر الطبراني أنه لم يرو حديث مالك، عن نافع إلا الوليد. وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث مالك، تفرد به ابن مصفى، عن الوليد» . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8276) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/494) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/357) . وذكر الطبراني أنه لم يرو حديثَ عقبة بن عامر إلا موسى بن وردان، ولا رواه عن موسى إلا ابن لهيعة، تفرد به: الوليد. (4) سأل عبد الله بن أحمد أباه في "العلل" (1340) عن حديث مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبي (ص) ، به. وعن حديث الْوَلِيدِ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر، مثله؟ فأنكره جدًّا، وقال: «ليس يروى فيه إلا عن الحسن، عن النبي (ص) » . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 116 وَقَالَ أَبِي: لَمْ يَسْمَعِ الأوزاعيُّ هذا الحديثَ من (1) عَطَاء؛ إنَّه (2) سَمِعَه مِنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّه، أَتَوَهَّمُ أنه عبد الله بْنُ عَامِرٍ، أَوْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، وَلا يصحُّ هَذَا الحديثُ، وَلا يَثبُتُ إِسْنَادُهُ. 1297 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الوَهْبي (4) ، عَنِ الوَصَّافي (5) ، عَنْ مُحارِب بن دِثار، عن عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَبْغَضُ الحَلاَلِ إِلى اللهِ الطَّلاقُ؟ وَرَوَاهُ أَيْضًا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الوَهْبي (6) ، عَنْ مُعَرِّف بْنِ واصِل،   (1) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «من» . (2) كذا في جميع النسخ، وفي "جامع العلوم"، و"البدر المنير"، و"التلخيص"، و"المقاصد": «إنما» ، وكلاهما صحيح. (3) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ق 120/أ) ، وأشار ابن حجر في "التلخيص" (3/417) إلى إعلال أبي حاتم لهذا الحديث بالإرسال. (4) في (ف) : «الواهبي» . وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2018) ، والطرسوسي في "مسند ابن عمر" (14) . ورواه ابن حبان في "المجروحين" (2/64) ، وابن عدي في "الكامل" (4/323) من طريق عيسى بن يونس، وتمام في "الفوائد" (798/الروض البسام) من طريق سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ مسروق، ثلاثتهم عن عبيد الله بن الوليد الوَصَّافي، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . قال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث للوَصَّافي: «وهذه الأحاديث للوَصَّافي عَنْ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ هو الذي يرويها ولا يُتابَع عليها» . (5) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «الوضاح» . والوصَّافي هو: عُبَيدالله بن الوليد. (6) في (ف) : «الواهبي» . وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2178) ، والطرسوسي في "مسند ابن عمر" (15) ، وابن عدي في "الكامل" (6/461) . الحديث: 1297 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 117 عَنْ مُحارِب بْنِ دِثار، عَنِ عبد الله بن عمر (1) ، عن النبيِّ (ص) ، مِثْلَهُ. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: مُحارِب، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) . 1298 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَر، عَنْ بِشْر بْنِ جَبَلَة (4) ، عَنْ سَوَّار بْنِ الأَشْعَث (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُرَحْبِيل؛ أنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعبَة قال: قال رسولُ الله (ص) في امرأةِ المفقود: هِيَ   (1) في (أ) : «عمرو» . (2) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (19187) من طريق وكيع، وأبو داود في "سننه" (2177) من طريق أحمد بن يونس، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/322) من طريق يحيى بن بكير، ثلاثتهم عن معرِّف، عن محارب بن دثار به مرسلاً. ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/196) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/322) من طريق محمد بن عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أحمد بن يونس، عن معرِّف، عَنْ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) به. قال البيهقي: «وفي رواية ابن أبي شيبة: عن عبد الله بن عمر موصولاً، ولا أراه حفظه» . قال الدارقطني في "العلل" (4/50/ب) : «والمرسل أشبه» . وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (3) نقل هذا النص بتمامه الزيلعي في "نصب الراية" (3/473) . (4) في (ش) : «بشر بن حنظلة» . (5) كذا في جميع النسخ: «سوار بن الأشعث» ، وقد ترجم له المصنف في "الجرح والتعديل" (4/273 رقم 1180) فقال: «سوار بن الأشعث: روى عن محمد بن شرحبيل، عن المغيرة بن شعبة، روى مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَرَ، عَنْ بِشْرِ بن جبلة عنه» . وقد وقع عند الزيلعي في "نصب الراية": «سوار بن مصعب» . والحديث رواه الدارقطني في "السنن" (3/312) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/445) من طريق صالح بن مالك، عن سوار بن مصعب، عن محمد ابن شرحبيل، عن المغيرة به. قال البيهقي: «وكذلك رواه زكريا بن يحيى الواسطي، عن سوار بن مصعب، وسوار ضعيف» . وانظر "بيان الوهم والإيهام" (823) . الحديث: 1298 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 118 امْرَأَتُهُ حتَّى يَأتِيَهَا البَيَانُ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ شُرَحْبِيل: متروكُ الْحَدِيثِ، يَرْوِي عن المغيرة ابن شُعْبة، عن النبيِّ (ص) أحاديثَ (2) مناكيرَ أباطيلَ. 1299 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بْن أَبِي سَلَمة (3) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) قال: إِذَا ادَّعَتِ المَرْأَةُ طَلاَقَ زَوْجِهَا، وشَهِدَ لَهَا شاهِدٌ؛ اسْتُحْلِفَ (4) ، فَإِنْ حَلَفَ بَطَلَتْ شَهَادَةُ الشَّاهِدِ، وإِنْ نَكَلَ (5) فَنُكُولُهُ بِمَنْزِلَةِ شَاهِدٍ آخَرَ، وجَازَ طَلاَقُهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .   (1) أي: حتى يأتيها الخَبَرُ عنه، ويَستَبينَ موتُه أو طلاقُه. انظر "الهداية" للمرغيناني (2/181) . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «أحاديثا» ، وكلاهما صحيحٌ، انظر المسألة رقم (787) . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2038) ، والدارقطني في "سننه" (4/64 و166) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/45) . (4) أي: الزَّوج، كما في مصادر التخريج السابقة. (5) النُّكُولُ في اليمين: هو الامتِناعُ منها، وتَرْكُ الإقدام عليها. "النهاية" (5/117) . (6) لأن رواية أهل الشام عن زهير بن محمد غير مستقيمة كما في "التقريب" (2060) ، وعمرو بن أبي سلمة التِّنِّيسي شاميٌّ، وابن جريج لم يسمع من عمرو بن شعيب كما قال البخاري فيما نقله عنه الترمذي في "العلل الكبير" (186) . ... وقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (10270) هذا الحديث عن شيخه ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شعيب مرسلاً، وهو أصحُّ. الحديث: 1299 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 119 1300 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عطَّاف بْنُ خَالِدٍ (2) ، عَنْ أَبِي صَفوان (3) ، عَنْ محمَّد بْنِ عُبَيد، عَنْ عَطَاء بْنِ أَبِي رَباح، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا طَلاَقَ وَلا عَتَاقَ فِي غَلاَقٍ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ ثَور بْنِ زَيْدٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عُبَيد - يَعْنِي ابنَ أَبِي صَالِحٍ - عَنْ صَفِيَّةَ بنتِ شَيْبَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأبي: أيُّهما أشبهُ؟   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1292) . (2) تقدم التعليق على روايته في المسألة رقم (1292) . (3) كذا في جميع النسخ، ولعلَّ الصواب: «رواه عطَّاف بن خالد أبو صَفوان» ؛ وذلك لأمور ثلاثة: الأوَّل: أن عطافًا كنيته أبو صفوان. والثاني: أننا لم نقف على شيخ لعطَّاف بن خالد يُكنَى بـ «أبي صفوان» . والثالث: أنه تقدَّمت رواية عطاف في المسألة رقم (1292) بهذا الإسناد، عن محمد بن عبيد، دون ذكر «أبي صفوان» ، وفيها: «رواه عطَّاف بْنُ خَالِدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي محمَّد بن عُبَيد ... » ، ففيها التصريح بالسماع، وانظر تخريجها في المسألة المذكورة. لكن يَرِدُ على هذا: ما قاله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/395 رقم1873) ، قال: «أبو صفوان: روى عن محمد بن عبيد بن أبي صالح، روى عنه عطَّاف بن خالد، سألت أبي عنه؟ فقال: هو ضعيف الحديث» . فإن صحَّ ما في "الجرح والتعديل"، وأنَّه يشير إلى الرواية التي وقعت عندنا هنا؛ فإنَّ احتمال السقط واردٌ في رواية عطَّاف المذكورة في المسألة رقم (1292) ، فقد يكون صوابها: «رَوَاهُ عطَّاف بْنُ خَالِدٍ، [عَنْ أبي صَفوان] ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي محمَّد بْنُ عُبَيد ... » ، والله أعلم. الحديث: 1300 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 120 قَالَ: أَبُو صَفوان وابنُ إِسْحَاقَ جَمِيعًا ضَعيفَين (1) . قلتُ لأَبِي: مَا مَعْنَى «غَلاَق» ؟ قَالَ: الإِكْرَاهُ. 1301 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِم بْنُ إِسْمَاعِيلَ (2) ، عَنْ أَبِي (3) جَعْفَرٍ الرَّازي (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عن عامر ابن سَعْدٍ، عَنْ عائِشَة؛ أَنَّهَا قَالَتْ: طُلِّقَتِ امرأةٌ، فمكَثَتْ ثَلاثًا وَعِشْرِينَ ليلةً أو نَيِّفً (5) ، ثُمَّ وضَعَتْ حَمْلَها، فَأَتَتِ النبيَّ (ص) ، فذكرَت ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ لَهَا: اسْتَفْلِحِي (6) بِأَمْرِكِ؛ يقول: تزوَّجي.   (1) كذا في جميع النسخ: «ضعيفين» بالياء قبل النون، والجادَّة: «ضعيفان» بالألف؛ لأنَّه خبر للمبتدأ، لكنَّ ما وقع في النسخ بالياء صحيحٌ في العربية، وله وجهان ذكرناهما في التعليق على قوله: «وزرعةُ وعِمْرانُ جميعًا ضعيفين» في المسألة رقم (1144) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5800) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَامِرِ بن سعد إلا أبو جعفر الرازي عيسى ابن ماهان، تفرَّد به حاتم بن إسماعيل» . (3) في (ف) : «ابن» بدل: «أبي» . (4) هو: عيسى بن عبد الله بن ماهان. (5) كذا في جميع النسخ، وعند الطبراني: «أو نيِّفًا» ، وهو الجادَّة، وما في النسخ يخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) في (ف) : «استقلحي» ، وفي (ك) : «استفلح» . وقوله: «استَفْلحي بأمرِك» مثل قولكَ: اظْفَري بأمرِك، وفوزي بأمرِك، واستَبِدِّي بأمرِكِ؛ نقله أبو عُبَيد القاسم ابن سلام، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/78-79) . الحديث: 1301 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 121 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَامِرُ بْنُ مُصعَب الزُّهْري، عَنْ عائِشَة (1) . قلتُ لأَبِي: الخطأُ ممَّن هُوَ (2) ؟ قَالَ: مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (3) . 1302 - وسمعتُ أَبِي وسُئِل عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير بْنُ هشام (4) ،   (1) أخرجه على هذا الوجه الطبراني في "الأوسط" (1861) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ شريك، عن إبراهيم بن المهاجر، عن عامر بن مصعب به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إبراهيم إلا شريك تفرَّد به إسحاق» . (2) قوله: «هو» ليس في (ك) . (3) قال الدارقطني في "العلل" (5/138/ب) : «يرويه إبراهيم بن مهاجر، واختُلِف عنه، فرواه حاتم بن إسماعيل، عن عيسى بن ماهان، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ = = مُهَاجِرٍ، عَنْ عامر بن سعد الزهري، عن عائشة. وخالفه شريك فقال: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ مصعب ابن عامر الزهري، عن عائشة، والأول أصح» . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/185 رقم 25517) ، وابن سعد في "الطبقات" (8/68) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (1483/المنتخب) . ورواه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/115) ، ومن طريقه أحمد في "مسنده" (6/163 رقم 25299) ، والترمذي في "جامعه" (3318) ، وابن ماجه في "سننه" (2053) . ورواه النسائي في "المجتبى" (3440) من طريق محمد بن ثور، كلاهما (عبد الرزاق ومحمد) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب» . وقال النسائي: «هذا خطأ، والأول [أي حديث الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عائشة] أولى بالصَّواب» . ونقل المزي في "تحفة الأشراف" (12/87 رقم16632) عن النسائي قوله: «هذا خطأ، لا نعلم أحدًا من الرواة تابع معمرًا على هذه الرواية، وقد رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أَعْيَن، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عائشة. ومحمد بن ثور ثقة» . الحديث: 1302 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 122 عَن جعفرِ (1) بْن بُرْقان، عَنْ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي التَّخْيير (2) . قلتُ لأَبِي (3) : أَلَيْسَ أَبُو نُعَيم (4) يحدِّث عَنْ جَعْفَرِ بْنُ بُرْقان، عَنِ الزُّهْري، عَنْ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: جعفَرٌ لمَّا قَدِمَ الكوفةَ، وَلَمْ يَكُنْ (5) مَعَهُ كتُبُهُ وكان مُرسِلً (6) ، والصَّحيحُ: الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) (7) .   (1) من قوله: «الرازي ... » في آخر المسألة السابقة إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (2) يعني: في تخيير النبيِّ (ص) زوجاته بين البقاء معه، والطلاق، وذلك بعد نزول قوله تعالى: ُ (ص) { «» ف پ ـ لله ْ ّ ِ ُ َ ِ [الأحزاب: 28] {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَِزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً *} . (3) قوله: «قلت لأبي» مكرر في (ف) . (4) في (أ) و (ش) : «أليس إسماعيل» ، وأبو نعيم هو: الفضل بن دُكَين. (5) كذا في (ت) و (ك) ، ولم تنقط الياء في بقية النسخ. وانظر التعليق على المسألة رقم (224) . (6) كذا في جميع النسخ، وحق العبارة أن يقال: «جعفرٌ لَمَّا قَدِمَ الكوفةَ لم تَكُنْ معه كُتُبُهُ، فكان يرسل» ، أو يقال: إن الواو أُقْحِمَتْ في جواب «لمَّا» ، ويضبط قوله: «مُرسِلً» بكسر السين اسمَ فاعلٍ منصوبًا، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. ويمكن ضبطُه هكذا: «مُرْسَلً» بفتح السين اسمَ مفعولٍ منصوبًا على لغة ربيعة أيضًا، واسم «كان» حينئذٍ محذوف، وتقديره: «وكان حديثُهُ مُرْسَلاً» . والمعنى على كلٍّ: أنه كان يرسل في الحالة المذكورة من قدومه الكوفة وعدمِ وجود كتبه معه، والله أعلم. وانظر في لغة ربيعة التعليق على المسألة رقم (34) . (7) من هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم أخرجه البخاري في "صحيحه" (4785 و4786) ، ومسلم في "صحيحه" (1475) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 123 1303 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا (1) أحمدُ بنُ سِنَان، عَن يزيد بْنِ هَارُونَ، عَنِ المَسعودي (2) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ زُرارَة بْنِ أَوْفَى، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَالَمْ تَكَلَّمْ بِهِ، أَوْ تَعْمَلْ بِهِ؟ فَقَالَ لَهُ (3) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: زُرَارَة (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) . 1304 - وَسَأَلْتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعقِل بن عُبَيدالله (7) ،   (1) في (أ) و (ش) : «رواه» بدل: «حدثنا» ، والتقدير: حدَّثناه، أو حدَّثنا به، بحذف الضمير العائد من جملة النعت إلى المنعوت. انظر التعليق على المسألة رقم (253) . (2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/37) من طريق خالد بن عبد الرحمن الخراساني عنه به. قال ابن عدي: «وهذا قال فيه خالد بن عبد الرحمن هكذا، والتخليط عندي من المسعودي» . (3) أي: فقال أبو حاتم لابنه عبد الرحمن. وهذه فيما يظهر عبارة الراوي عن ابن أبي حاتم، والجادَّة المطّردة في كتابنا أن تُفتَتَحَ الإجابةُ بقوله: «قال أبي» . (4) في (ت) و (ك) : «إنما رواه» . (5) هذا ما رجَّحه الدارقطني أيضًا في "العلل" (1589) بعد أن أطال في ذكر الاختلاف. ومن هذا الوجه الرَّاجح أخرجه: البخاري (2528و5269 و6664) ، ومسلم (127) من طرق عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أبي هريرة، به. (6) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/142/ب) بتصرف، وعنه ابن حجر في "التلخيص" (3/452) ، لكن وقع فيه تصحيفٌ وسقط، ولعله من النساخ أو الطباعين. (7) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/453-454) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/155) . ورواه الطبراني في "الأوسط" (4707 و6410) ، والخلال - كما في "اللآلئ المصنوعة" (2/171) -، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/155) من طريق عبد الكريم الجزري، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، به. الحديث: 1303 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 124 عَنْ أَبِي الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا أَتَاهُ فَقَالَ: إنَّ امْرَأَتِي لا تَدفَعُ يدَ لامِسٍ؟ قَالَ: طَلِّقْهَا، قَالَ: إِنَّهَا تُعجِبُني، قَالَ: تَمَتَّعْ بِهَا؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ كثير (2) ، عَنِ سُفْيان، عن عبد الكريم؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو الزُّبَير، عَنْ مَولًى لِبَنِي هَاشِمٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إلى النبي (ص) .... وَرَوَاهُ غَيْرُهُ (3) عَنِ الثَّوري هَكَذَا، فسمَّى (4) هَذَا الرجلَ: هِشَامٌ (5) مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ. قَالَ: قِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟   (1) في (أ) و (ش) : «عن ابن الزبير» . وهو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (2) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (7/155) . وأخرجه أبو الشيخ في "حديث أبي الزبير" (34) من طريق عبد الله بن الوليد، عن سفيان الثوري، به، إلاَّ أنه وقع فيه: «عن مولى النبي لبني هاشم» . (3) الحديث أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/195) من طريق أحمد الكرماني، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (2688) من طريق محمد بن أسعد، كلاهما عن سليمان بن عبيد الله الرقي، عن سفيان، عن عبد الكريم، عن أبي الزبير، عن هشام مولى رسول الله (ص) . وأخرجه أبو الشيخ في "حديث أبي الزبير" (33) من طريق مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6540) من طريق أحمد بن عثمان، كلاهما عن سليمان بن عبيد الله الرقي، عن محمد بن أيوب، عن سفيان به. (4) في (ك) : «يسمى» . (5) في (أ) و (ش) : «هاشم» . وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد علقنا عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 125 قَالَ: الثَّوْريُّ أَحْفَظُ (1) . 1305 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبَّاد ابن عَوَّام، عن حجَّاج ابن أَرْطاة، عن عمرو ابن دينار، عن جابر بن عبد الله (2) ؛ فِي الرَّجُل يَقُولُ لامْرَأَتِهِ: أمْرُكِ بيَدكِ؟ قَالَ: إِذَا قَامَتْ مِنْ مَجلِسها قَبْلَ أَنْ تقضيَ شَيْئًا، فَلا (3) أَمْرَ لَهَا؟ قَالَ أَبِي: أَرَى أَنَّهُ غَلِطَ، أَرَادَ: جَابِرَ بْنِ زَيْدٍ (4) . 1306 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن الدَّشْتَكِي (5) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (6) ، عَنْ حُمَيد (7) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: جَاءَتِ امرأةُ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ إلى رسول الله (ص) فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنِّي   (1) سُئل الإمام أحمد - فيما حكاه الخلاَّل - عن هذا الحديث؟ فقال: «ليس له أصل، ولا يثبت عن النبي (ص) » . نقله السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (2/173) . (2) أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (11935) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير، عن جابر بن عبد الله به. (3) في (ك) : «ولا» . (4) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (11931) من طريق الثوري، و (11933) من طريق ابن جريج، وعبد الرزاق (11934) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (1624) من طريق ابن عيينة، ثلاثتهم (الثوري وابن جريج وابن عُيَيْنَةَ) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، به. (5) هو: ابن عبد الله بن سعد. (6) هو: عيسى بن عبد الله بن ماهان. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1515/كشف الأستار) ، والضياء في "المختارة" (2081) . قال البزار: «لا نعلم رواه عن حميد، عن أنس إلا أبو جعفر، وقد خالفه حماد بن سلمة، فقال: عن حميد، عن ابن أبي الخليل مرسلاً» . (7) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. الحديث: 1305 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 126 لا أصبِرُ (1) لِخُلُقِ ثابتٍ، وَإِنِّي أخافُ أَنْ أدخلَ النارَ! فَقَالَ رسولُ الله (ص) : أَتَرُدِّينَ عَلَيْهِ الحَدِيقَةَ الَّتي أَخَذْتِ مِنْهُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ، فأرسلَ إِلَى ثَابِتٍ فَقَالَ لَهُ: خُذِ الحَدِيقَةَ الَّتي أَعْطَيْتَهَا وَاخْلَعْهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ (2) ، عَنْ عِكْرِمَة: أَنَّ امرأةَ ثَابِتٍ جَاءَتْ إِلَى النبيِّ (ص) ... كَذَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، وَأَخْطَأَ فِيهِ أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازي. 1307 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (4) الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن جُرَيج، عن الحَكَم ابن أَبان، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: اعْتَزِلْهَا حتَّى تُكَفِّرَ وتَفْعَلَ مَا أَمَرَكَ اللهُ، يَعْنِي: فِي المُظاهِر (5) ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ الوليدُ، وَهُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عِكْرِمَة: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (6) . 1308 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب (8) ، عَنْ مُعتَمِر بْنِ سُلَيمان، عَنْ أَبِيهِ (9) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (10) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ:   (1) في (ت) و (ك) : «لا صبر» . (2) هو: صالح بن أبي مريم. (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1294) . (4) قوله: «رواه» سقط من (ك) . (5) في (ت) و (ك) : «المظاهرة» . وانظر معنى «المظاهر» ، و «الظهار» ، و «المظاهرة» في التعليق على المسألة رقم (1294) و (1295) . (6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (7) تقدمت هذه المسألة برقم (1295) . (8) هو: ابن واضح. (9) هو: سليمان بن طَرْخان التَّيمي. (10) هو: رُفَيع بن مهران. الحديث: 1307 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 127 الَّذِي (1) ظاهَرَ (2) مِنْهَا زَوجُها: خَوْلَةُ - أو خُوَيْلَةُ - ابنَتُ (3) ثَعْلَبة؛ أتت رسولَ الله (ص) فقالت: يارسولَ اللَّهِ، إنَّ زَوْجِي قَالَ لِي: أنتِ عَليَّ كظَهْرِ أُمِّي (4) ؟ فَقَالَ لها رسولُ الله (ص) : أنْتِ عَلَيْهِ حَرَامٌ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ [أَبِي] (5) : رَوَى غيرُهُ عَنْ مُعتَمِر (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صاحبٍ لَهُ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ. 1309 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو معاوية (7) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ! وكذا تقدمت وعلقنا عليها في المسألة رقم (1295) . (2) في (ت) و (ك) : «يظاهر» . (3) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ في العربية. انظر تخريجه في التعليق على المسألة رقم (6) . (4) انظر التعليق على قوله: «كظَهْر أمي» في المسألة رقم (1295) . (5) في جميع النسخ: «أبو زرعة» بدل: «أبي» ، وتقدَّمت هذه المسألة بنصها مجيبًا عنها أبو حاتم بعد أن سُئل عنها في المسألة رقم (1295) ، فلعلَّ ما وقع هنا وَهَمٌ من المصنِّف، أو من الناسخ الذي نسخت جميع النسخ عن نسخته، والله أعلم. (6) في (أ) : «معمر» . (7) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/13 رقم 10887) . والحديث أخرجه إسحاق بن راهويه في"مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1750) - من طريق عبد الله بن نمير، والدارقطني في "السنن" (3/316) من طريق عبد الرحمن المحاربي، والحاكم في "المستدرك" (2/204) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/386) من طريق علي بن هاشم، ثلاثتهم (عبد الله وعبد الرحمن وعلي) عن إسماعيل بن مسلم به. ورواه البزار في "مسنده"- كما في "نصب الراية" (3/246) - من طريق إسماعيل بن مسلم به وقال: «لا يُروى عن ابن عباس بأحسن من هذا، وإسماعيل بن مسلم تُكلِّم فيه، وروى عنه جماعةٌ من أهل العلم، وفيه من الفقه أنه لم يأمره إلا بكفارة واحدة» . الحديث: 1309 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 128 إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فقال: يارسولَ اللَّهِ، إنَّي ظاهَرتُ (1) مِنَ امْرَأَتِي، وإنَّها (2) أعجَبَني (3) خَلْخَالاها (4) البارِحَةَ، فوقعتُ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ أُكَفِّر؟ فقال رسولُ الله (ص) : أَوَ لَمْ يَقُلِ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَآسَّا} (5) ؟ أَمْسِكْ حَتَّى تُكَفِّرَ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: طَاوُسٌ: أنَّ النبيَّ (ص) . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَة: أنَّ النبيَّ (ص) (6) . وإسماعيلُ بْنُ مُسْلِمٍ مُخلِّطٌ (7) . 1310 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ كَانَ حدَّث بِهِ قَدِيمًا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جامِع العطَّار (8) ، عَنْ مُعتَمِر بن سُلَيمان، عن الحَجَّاج   (1) تقدم تفسير المظاهرة في المسألة رقم (1294) . (2) في (أ) و (ش) يشبه أن تكون: «وإنما» . (3) في (أ) و (ت) و (ف) : «أعجبتني» . (4) في (ك) يشبه أن تكون: «خلخالها» وهي كذلك في مصادر التخريج. (5) الآية (3 و4) من سورة المجادلة. وفي (ت) : «تتماسا» بالتاء، وهو خطأ. (6) انظر ما سبق في المسألة رقم (1294) . (7) كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «غلط» ، قال ابن أبي حاتم في ترجمة إسماعيل من "الجرح والتعديل" (2/199) : «سُئل عنه أبي؟ فقال: هو ضعيفُ الحديث مخلِّط» . (8) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3881) ، وابن عدي في "الكامل" (6/270) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/451) . وأخرجه ابن عدي أيضًا من طريق محمد بن جامع، عَن معتمر بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ أبيه، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ قتادة إلا الحجَّاج الباهلي وهمام بن يحيى، ولا عن الحجاج إلا معتمر، تفرَّد به محمد بن جامع، ولم يذكر همام في حديثه حديثَ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ» . وقال ابن عدي: «ومحمد بن جامع اضطرب في متن هذا الحديث وفي إسناده، فمرَّة قال: معتمر، عن حجاج الباهلي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس: أن النبي (ص) قال: " الوَلاءُ لِمَن أعتَقَ "، ومرَّة قال: معتمر، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن أبي بكر، عن النبي (ص) . وتابعه سويد، عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قتادة. ومحمد بن جامع له عن حماد بن زيد، وعن البصريين أحاديثُ مما لا يتابعونه عليه» . الحديث: 1310 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 129 الباهِلي - وَهُوَ الأَحْوَل - عَنْ قَتَادة، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: أرادت عائِشَة أَنْ تشتريَ بَرِيرَةَ فتُعتِقَها، فَقَالَ مَوَاليها: لا، إِلا أَنْ (1) تَجعَلَ لَنَا الوَلاء (2) ، فذكَرَت ذَلِكَ لِرَسُولِ الله (ص) ، فَقَالَ: اشْتَرِيهَا؛ فَإِنَّمَا الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ، فقام رسولُ الله (ص) خَطِيبًا، فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَشْتَرِطُونَ شُرُوطًا لَيْسَ (3) فِي كِتَابِ اللهِ؟ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. فَجَعَلَ رسولُ الله (ص) لها الخِيارَ.   (1) قوله: «أن» سقط من (أ) . (2) في (ت) و (ك) : «الولاء لنا» . (3) قوله: «ليس» كذا في جميع النسخ، وضبَّب عليها ناسخ (أ) . وكذا وقع في لفظ الحديث عند البخاري في "صحيحه" (2155) من حديث عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، والجادَّة أن يقال: «ليسَتْ» كما جاء عند البخاري أيضًا في "صحيحه" (456) وغيره. لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ويخرج على أنه من الحمل على المعنى بإفراد الجمع، فيرجع الضمير في «ليس» إلى واحد الشروط، كأنَّه قال: «ليس هو [أي: الشرطُ منها] في كتاب الله» . انظر التعليق على المسألة رقم (1135) . أو يخرج على أنَّ الأصل: «ليستْ» ، لكن حذفت تاءُ التأنيثِ من الفعل على مذهب من يُجيز حذفها وإن كان الفعلُ مسندًا إلى ضمير مؤنث؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (178) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 130 وَفِي آخِرِهِ: وحدَّثني ابْنُ عَبَّاسٍ: أنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ: إنَّ (1) رسولَ الله (ص) (2) جعَلَ عَلَيْهَا العِدَّةَ عِدَّةَ الحُرَّةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَكَأَنِّي أنظُرُ إِلَيْهَا يَتْبَعُها (3) فِي طُرُق الْمَدِينَةِ يَبْكِي، تقطُرُ دموعُ عينَيه عَلَى لِحْيَتِه. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: اضرِبُوا (4) عَلَيْهِ! وَأَبَى أَنْ يقرأَهُ، وَقَالَ: هُوَ خطأٌ، وأظنُّهُ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ جامِع، وَقَالَ: محمدُ بنُ جامِع شيخٌ فِيهِ لِينٌ، وَلَمْ يُكتَبْ هَذَا الحديثُ عَنْ مُعتَمِر عَنْ أحدٍ غيرِه. 1311 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أيُّوب النَّصِيبي، عَنِ الهُذَيل بْنِ أَبِي الغَرِيف الهَمْداني (5) ، عَنْ مُوسَى بْنِ هِلالٍ النَّخَعي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ هُبَيْرة (7) ، عَنْ عَلِيٍّ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَتَخَوَّفُ (8) عَلَى أُمَّتِي: النِّسَاءُ والخَمْرُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا أَدْرِي مُوسَى بنُ هِلالٍ هَذَا مَنْ هُوَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَأَبُو الغَرِيفِ أحسَبُ أنَّ اسْمَهُ: عمر.   (1) في (ت) و (ك) : «أتى» . (2) من قوله: «لها الخيار وفي آخره ... » إلى هنا مكرر في (ك) ؛ بسبب انتقال البصر. (3) أي: زوجها مغيث. (4) في (ك) : «اضطربوا» . (5) روايته أخرجها المحاملي في "الأمالي" (148) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/79) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص 130) . وانظر "السلسلة الضعيفة" (3885) . (6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (7) في (ك) : «هبير» . وهو: هبيرة بن يَرِيم. (8) في (ك) : «أتخوف به» . الحديث: 1311 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 131 1312 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: سمعتُ مُحَمَّدَ بْنَ خَلَف العَسْقَلاني يَقُولُ: قَالَ لِي يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: لا يَصحُّ عن النبيِّ (ص) : لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ، وأصحُّ شيءٍ فِيهِ: حديثُ الثَّوْري، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِر، عَمَّن سَمِعَ (2) طَاوُسًا (3) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ طَلاَقَ قَبْلَ نِكَاحٍ. 1312/أ - وقال (4) أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : ذَكَرَ (6) أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثًا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (7) ، عن الغارِ (8) بْنِ جَبَلَة الجُبْلاني، عَنْ صَفوان   (1) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/126/ب) ، وابن حجر في "التلخيص" (3/427) ، وتقدَّمت هذه المسألة برقم (1220) و (1222) . (2) في (ك) : «عن مسمع» . (3) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «طاوس» على أنه ممنوع من الصَّرف، وكلاهما صواب، وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (1220) . (4) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. ونقل هذا النص ابن الملقن في"البدر المنير" (5/131/أ) بتصرف، ونقل ابن حجر في "التلخيص" (3/436) إعلال أبي زرعة للحديث. (5) قوله: «وقال أبو محمد» ليس في (ف) . (6) في (ف) : «وذكر» . (7) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (1130) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/211) و (3/441) ، وابن حزم في "المحلى" (8/332-333) . وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1131) من طريق الوليد بن مسلم، عن الغاز ابن جبلة به، ومن طريق سعيد أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/211) ، وابن حزم في "المحلى" (10/203) . وأخرجه العقيلي (2/211) من طريق بقية بن الوليد، عن الغاز به. ومن طريق العقيلي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1074) . وأخرجه العقيلي (3/441) من طريق محمد بن حمير، عن الغاز به بنحوه. (8) كذا في جميع النسخ بالراء، وفي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (7/58 رقم 337) : «الغاز» بالزاي، وكذا في"التاريخ الكبير" للبخاري (7/114 رقم 501) ، ومعظم كتب التراجم التي ذكرته. وقال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (6638) : «وغازي: بالزاي، وقيَّده بالراء بعض الأئمة، فالله أعلم» . وقال الدارقطني في "المؤتلف" (4/1772) : «وأما غار - بالراء -: فهو - فيما ذكر البخاري -: غار بن جبلة، حديثه منكرٌ في طلاق المُكرَه، كذا قال البخاري، وقال غيره: بالزاي» ، وكذا قال ابن ماكولا في "الإكمال" (7/4) ، وكأنه أخذه عن الدارقطني. وقال ابن ناصر الدين في "التوضيح" (6/405) : «وقال - أي: الذهبي في "المشتبه"-: والغار - بِراءٍ على ما قال البخاري -: الغار بن جبلة، حديثه في طلاق المُكرَه، وقيل: هو بزاي. قلت: وذكره المصنف أيضًا في "الميزان"، فقال: وغازي بالزاي، قيَّده بالراء بعض الأئمة. عَنَى المصنِّفُ بذلك البخاريَّ كما صرَّح به ههنا، وقد تبع ابن ماكولا في هذا، وأخذه ابن ماكولا من كلام الدارقطني» ، ثم ذكر كلام الدارقطني السابق، ثم قال: «ولم أر ما حكاه الدارقطني - وتابعه غيره - في نسختي بـ"التاريخ" التي بخط أُبَيّ النَّرسي إلا بالزاي المنقوطة» . اهـ. الحديث: 1312 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 132 ابن عِمْران الطَّائي (1) : أنَّ رَجُلا كَانَ نَائِمًا مَعَ امْرَأَتِهِ، فقامتْ فَأَخَذَتْ (2) سِكِّينًا وجلسَتْ على صَدْره، ووضعَتِ (3) السِّكِّينَ عَلَى حَلْقه، وَقَالَتْ (4) : طلِّقني ثَلاثًا وإلاَّ ذبحتُكَ، فطلَّقَهَا، فذكَرَ ذلك لرسول الله (ص) فَقَالَ: لاَ قَيْلُولَةَ فِي الطَّلاَقِ (5) .   (1) في (ك) : «الطاء» . (2) في (ك) : «وأخذَتْ» . (3) كذا في (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، وفي (أ) و (ت) و (ف) : «وقصعت» ، منقوطة القاف في (ت) فقط. ولعلها صوابٌ أيضًا؛ قال في "اللسان" (ق ص ع) : = = القَصْعُ: ضمُّك الشَّيء على الشَّيء. اهـ. وفي "تاج العَروس" (ق ص ع) : قَصَعَهُ قَصْعَةً: دفَعَهُ وكسَره. اهـ. فيكون المعنى: أنها دفعت السكينَ إلى حلقه، وضمَّتها عليه ضمًّا شديدًا، والله أعلم..وفي (ك) : «وقصفت» . (4) في (ت) : «وقال» . (5) أي: لا رجوع فيه ولا فسخ، وهذا الحديث مما يستدلُّ به الحنفيَّةُ في مسألة وقوع طلاق المكره، قال السرخسي في "المبسوط" (24/41) : «فيه تأويلان: أحدهما: أنها بمعنى الإقالة والفسخ، أي: لا يحتمل الطلاق الفسخ بعد وقوعه ... والثاني: أن المراد: إنما ابتليت بهذا لأجل نوم القيلولة؛ وذلك لا يمنع وقوع الطلاق» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 133 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ واهٍي (1) جِدًّا (2) . 1313 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَف أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وإبراهيمُ بنُ مُوسَى؛ رَوَيا جَمِيعًا عَنْ وَكِيعٍ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (3) : عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِي المِنهال الطَّائي؛ قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعبي عَنْ رَجُلٍ قَالَ لامْرَأَتِهِ: قَدْ بَرِئتُ منكِ؟ قَالَ: نِيَّتُه. فقال إِبْرَاهِيمُ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، عَنْ مُضَرِّس أَبِي الصَّهْباء (4) ؛ قَالَ: سألتُ الشَّعبي ... ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ أَصَحُّ. 1314 - وسُئِلَ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ اختَلَف هشامٌ الدَّسْتوائيُّ ومَعْمَرٌ؛ روايتُهُمَا (6) عن يحيى ابن أبي كَثِير:   (1) كذا في جميع النسخ، بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، وهي لغةٌ صحيحةٌ فصيحةٌ، تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (146) . (2) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/307) : «حديث منكر، لا يُتابَع عليه» . وقال ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1074) : «هذا حديثٌ لا يصح» . (3) في "المصنف" (18156) . (4) في (ك) : «مضر بن أبي الصهباء» ، وفي (ش) : «مضري ابن الصهباء» . وهو: مُضَرِّس بن عبد الله بن وَهْب، أبو الصَّهباء الكوفي. (5) انظر المسألة رقم (1233) و (1234) . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «في روايتهما» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ ومتجهٌ في العربية على وجهين: الأوَّل: بالرفع على أنَّه بدل اشتمال من «هشام ومعمر» ، أي: اختلفت روايتُهُما؛ كقولك: «أعجبني الوَلدان ِ خلُقُهُما» ، ومنه قوله تعالى: [البَقَرَة: 217] {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} ؛ قال ابن هشام: «فـ"قتال" بدل من الشهر، وليس القتالُ نَفسَ الشهر، ولا بَعضَهُ، ولكنَّه ملابسٌ له؛ لوقوعه فيه» . انظر "شرح شذور الذهب" (ص 443) . والثاني: بالنصب على نزع الخافض، أي: اختلَفُوا في روايتهما - أو بروايتهما - عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. وانظر في نزع الخافض: التعليق على المسألة رقم (12) . الحديث: 1313 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 134 فَرَوَى هِشَامٌ الدَّسْتوائي (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الرحمن (2) ، عَنْ أَبِي رِفاعَة (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: جَاءَ (4) رجلٌ (5) إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ: إنَّ لِي وَلِيدَةً، وَأَنَا أَعْزِلُ (6) عَنْهَا وأَكْرَهُ أَنْ تَحْمِلَ، وإنَّ اليهودَ تَقُولُ (7) : هِيَ المَوْءُودَةُ الصُّغرى، فَقَالَ: كَذَبَتِ اليَهُودُ! لَوْ أَرَادَ اللهُ أَنْ يَخْلُقَهُ، لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَصْرِفَهُ. وَرَوَى يَزِيدُ بْنِ زُرَيْع (8) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ محمد بن عبد الرحمن، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ؟   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/51 و53 رقم 11477 و11502) ، والنسائي في "الكبرى" (9079) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/31) ، و"شرح المشكل" (1916) . وأخرجه أحمد في "مسنده" (3/33 رقم11288) ، والنسائي في "الكبرى" (9080 و9081) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/31) ، و"شرح المشكل" (1917) من طريق علي بن المبارك، والنسائي في "الكبرى" (9082) من طريق إسماعيل القناد، وأبو داود في "سننه" (2171) من طريق أبان بن يزيد العطار، ثلاثتهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ به. (2) هو: ابن ثوبان. (3) ويقال: أبو مطيع، قيل اسمه: رفاعة بن عوف. (4) قوله: «جاء» سقط من (ك) . (5) في (ك) : «جل» . (6) تقدم تفسير «العَزْل» في المسألة رقم (1234) . (7) قوله: «تقول» سقط من (ف) . (8) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1136) . = ... وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9078) من طريق عبد الأعلى، عن معمر به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 135 قَالَ أَبِي: حديثُ هِشَامٍ الدَّسْتَوائي أشبهُ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَر (1) . 1315 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ (2) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (3) ، عَنْ رَبِيعَةَ ابنِ أبي عبد الرحمن، عَمَّن سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ يَقُولُ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) غَزاةَ بَنِي المُصْطَلِق، فَسَأَلْنَا رسولَ الله (ص) عَنِ العَزْلِ (4) ؟ فَقَالَ: وَمَا عَلَيْكُمْ أَلاَّ تَفْعَلُوا؛ فَإِنَّهُ (5) مَا مِنْ نَسَمَةٍ (6) كَتَبَ اللهُ خَلْقَهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ إِلاَّ هِيَ كَائِنَةٌ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ رَبِيعَةُ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيز (8) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: وَأَبِي صِرْمَة (9) .   (1) ذكر الدارقطني في "العلل" (1400) خلافًا آخر، ورجَّح رواية من رواه على هذا الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم. (2) كذا في جميع النسخ، ولم نقف عليه، والأظهر أنه متصحف عن «الوليد بن مَزْيَد» ، وهو البيروتي، فهو المعروف بالرواية عن الأوزاعي. (3) ذكر روايته أبو نعيم في "الحلية" (5/146) . (4) تقدم تفسير «العَزْل» في المسألة رقم (1234) . (5) قوله: «فإنه» ليس في (أ) و (ش) . (6) النَّسَمَة: النَّفسُ والرُّوحُ، وكلُّ دابَّة فيها رُوحٌ فهي نَسَمةٌ. "النهاية" (5/49) . (7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2542) . (8) هو: عبد الله. (9) أي: يقول: «وأبي صرمة» عطفًا على «ابن محيريز» . وأبو صِرْمَة: صحابي مشهور بكنيته، قيل: اسمه: مالك بن قيس، وقيل: قيس بن صِرْمَةَ. والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1438) من طريق إسماعيل بن جعفر، عن رَبِيعَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ ابْنِ مُحَيْرِيزٍ أنه قال: دخلتُ أنا وأبو صِرْمَة على أبي سعيد الخدري، فسأله أبو صِرْمَة فقال: يا أبا سعيد! هل سمعت رسول الله (ص) يذكر العَزْل؟ فقال: نعم ... ، وذكر الحديث. الحديث: 1315 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 136 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعِدَدِ 1316 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرِير (1) ، عَنْ مُطَرِّف (2) ، عَنْ عُمَر بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْب؛ قَالَ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لمَّا نزلَت (3) الآياتُ الَّتِي فِي سُورَةِ البقرةِ فِي عِدَّةِ النِّسَاءِ؛ قَالُوا: لَقَدْ بَقِيَ مِنْ عِدَّةِ النِّسَاءِ عِدَدٌ لَمْ يُذكَرْنَ في القرآن: الصِّغارُ (4) ، والكِبارُ (5) اللاتِي قَدِ انقَطَعَ عنها (6) الحَيْض، وذواتُ   (1) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (8/175) - قال: حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن المغيرة، أخبرنا جَرِيرٌ، عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ عُمر بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كعب، به. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (3758) - قال: أخبرنا جرير، عن مطرف بن طريف، عن عَمرو بن سالم، عن أبيٍّ، به. ومن طريق إسحاق رواه الحاكم في "المستدرك" (2/492-493) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/420) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (17098) ، والطبري في "تفسيره" (23/451) من طريق ابن إدريس، وإسحاق بن راهويه - كما في "المطالب العالية" (3758) - من طريق المفضل بن مهلهل، كلاهما (ابن إدريس والمفضل) عن مطرف، عن عَمرو ابن سالم، عن أبيٍّ، به. (2) هو: ابن طريف. (3) في (ك) : «أنزلت» . (4) في (ت) و (ك) : «إن الصغار» . (5) كذا في النسخ: «الصغار والكبار» ، ومثله في مصادر التخريج، وهو جمع لـ «الصغيرة» و «الكبيرة» من النساء، قال في "المصباح المنير" (ص177- صغر) : «وقد يستغنون بـ"فِعَال" عن "فعائل"، قالوا: سَمينة وسِمَان، وصغيرة وصِغار، وكبيرة وكِبار، ولم يقولوا: سمائن، ولا صغائر، ولا كبائر في السِّنِّ، وإنما جاء ذلك في الذنوب» . اهـ. (6) كذا، وفي مصادر التخريج: «عنهنَّ» ، وكلاهما صحيحٌ في العربية، انظر"المصباح المنير" (ص362/الخاتمة) . الحديث: 1316 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 137 الحَمْل، قَالَ (1) : فأُنزِلَتِ الَّتِي فِي النِّسَاءِ القُصْرَى (2) : {وَاللاََّّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ} التي قد يَئِسَت، {فَعِدَّتُهُنَّ} (3) {ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاََّّئِي لَمْ يَحِضْنَ} ؛ قَالَ: هَذِهِ (4) الَّتِي لَمْ تَحِضْ؛ قَالَ (5) : {وَأُولاَتُ الأَْحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} (6) ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَمرو بْنُ سَالِمٍ (7) ، وَيُقَالُ: عُمَر (8) ، وعَمْرو أصحُّ، وَهُوَ جَدُّ (9) يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْس أَبُو أُمِّه؛ وَلَمْ يُدْرِكْ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، إِنَّمَا يُحَدِّث عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (10) . 1317 - وسُئِلَ (11) أَبِي عَنْ حديثِ عُمَرَ: لا نَدَعُ كتابَ ربِّنا وسنةَ نبيِّنا ... (12) ؟   (1) قوله: «قال» ليس في (أ) و (ش) . (2) يعني: سورة الطَّلاق، وقد وردت تسميتها بالنساء القُصْرى في "صحيح البخاري" (4532 و4910) ، وانظر "فتح الباري" (8/655) ، و"الإتقان" للسيوطي (1/154) ، و (2/427) . (3) قوله: «فعدتهن» من (ش) فقط، وكان كذلك في (أ) ، ثم ضُرب عليه. (4) في (ش) : «هي» . (5) قوله: «هَذِهِ الَّتِي لَمْ تَحِضْ قَالَ» سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (6) الآية (4) من سورة الطلاق. وقوله: {أجلهن} سقط من (ت) . (7) قال عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (121) : «سألت أبي عن أبي عثمان الذي روى عنه مطرف ما اسمه؟ فقال: عَمرو بن سالم» . (8) في (ك) : «عمرو» . (9) في (ت) : «جيد» . (10) أورد ابن أبي حاتم هذا النص أيضًا في "المراسيل" (522) . (11) نقل هذه المسألة بتمامها: ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/245) . (12) وتمامه: «لقول امرأةٍ لا ندري لعلَّها حفظت أو نسيت» ؛ يعني: فاطمة بنت قيس لمَّا حَدَّثَتْ بأن المطلَّقة ثلاثًا لا سُكنى لها ولا نفقة. الحديث: 1317 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 138 فَقَالَ: الحديثُ لَيْسَ بِمُتَّصِلٍ. فَقِيلَ (1) لَهُ: حديثُ الأسْوَد، عَنْ عُمَرَ (2) ؟   (1) في (ت) و (ك) : «وقيل» بالواو. (2) أخرجه مسلم (1480) من طريق عَمَّارُ بْنُ رُزَيق، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الأسود، به، وقد أعلَّه أبو حاتم هنا بتفرُّد عمار بن رُزَيق به عن أبي إسحاق السَّبيعي، دون سائر أصحاب أبي إسحاق المُكثِرين عنه، كإسرائيل ابن ابنه، وشعبة، والثوري، وشريك، وغيرهم. لكن أخرجه مسلم عقب رواية عمار من طريق سليمان ابن معاذ، عن أبي إسحاق، ولم يَسُق متنه، ولكن قال: «بهذا الإسناد نحو حديث أبي أحمد عن عمار بن رُزَيق، بقصَّته» . وقد أعلَّ الأئمة قوله: «وسنَّة نبيِّنا» . قال ابن القيم في"تهذيب السنن" (3/190-195) ، وأما قوله في الحديث: «وسنَّة نبيِّنا» فإن هذه اللفظة- وإن كان مسلم رواها - فقد طعن فيها الأئمة. كالإمام أحمد وغيره» . ثم نقل عن أبي داود أنه سأل الإمام أحمد عنه فقال: «أيصحُّ هذا عن عمر؟ قال: لا» . وذكره الدارقطني في "العلل" (164) ، فقال: «رواه أشعث بن سوَّار، عن الحكم وحماد، عن إبراهيم، عن الأسود. ورواه المحاربي عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود. وَرَوَاهُ أَبُو أَحْمَدَ الزُّبيري عَنْ عَمَّارُ بْنُ رُزَيْقٍ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الأسود. وليست هذه اللفظة التي ذُكرت فيه محفوظة؛ وهي قوله: "وسنَّة نبيِّنا"؛ لأن جماعة من الثقات رووه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن الأسود: أن عمر قال: " لا نُجِيز في ديننا قولَ امرأة "، ولم يقولوا فيه: " وسنَّة نبيِّنا ". وكذلك رواه يحيى بن آدم - وهو أحفظ من أبي أحمد الزبيري وأثبت منه -، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رُزَيق، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عمر، لم يقل فيه: " وسنَّة نبيِّنا "، وهو الصَّواب. وكذلك رواه أبو كُريب ومحمد بن عبد الله بن نمير، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ الأعمش. وخالفهم طلق بن غنَّام، فرواه عن حفص، عن الأعمش، فقال فيه: " وسنة نبيِّنا ". ووهم على حفص في ذلك؛ لأن محمد بن عبد الله بن نمير وأبا كريب أحفظ منه وأثبت؛ روياه عن حفص، عن الأعمش، ولم يذكرا ذلك، والله أعلم» . اهـ. وأطال الدارقطني أيضًا في تخريج طرق الحديث في "السنن" (4/22-27) ، ومنها رواية أبي أحمد الزبيري عن عمار بن رُزَيق، ثم أخرجه من طريق يحيى بن آدم، عن عمار، ثم قال: «ولم يقل فيه: " وسنَّة نبيِّنا "، وهذا أصح من الذي قبله؛ لأن هذا الكلام لا يثبت، ويحيى بن آدم أحفظ من أبي أحمد الزبيري وأثبت منه - والله أعلم-، وقد تابعه قَبيصة بن عقبة ... » ، ثم أخرجه من طريق قَبيصة. وانظر "المسند" للإمام أحمد (6/412 رقم 27329) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (7/475-476) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 139 ............................ قَالَ (1) : رَوَاهُ عمَّار بْنُ رُزَيْق (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وحدَهُ، لَمْ يُتابَعْ عَلَيْهِ. 1318- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمد ابن طَلحَة بْنِ مُصَرِّف (3) ، عَنِ الحَكَم (4) ، عن عبد الله بْنِ شَدَّاد، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ   (1) في (ش) : «فقال» . (2) في (أ) : «زريق» بتقديم الزاي. (3) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (8/282) ، وأحمد في "مسنده" (6/369 و438 رقم 27083 و27468) ، والطبري في "تفسيره" (5088 و5089) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/74 و75) ، وابن حبان في "صحيحه" (3148) ، والطبراني في "الكبير" (24/139 رقم 369) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/438) . وفي رواية ابن حبان: «تسلمي» بالميم، وتعقَّبه ابن حجر في "فتح الباري" (9/487) . ورواه ابن حزم في "المحلى" (10/280) من طريق شعبة، عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ عبد الله بْنِ شَدَّادٍ: أَنّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) ... ، به مرسلاً. ورواه الطبراني في "الكبير" (23/287 رقم 631) من طريق أبي خالد الأحمر، عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن شداد، عن أم سلمة، أن أسماء بكت على جعفر أو حمزة ... . قال البيهقي: «فلم يثبث سماع عبد الله من أسماء، وقد قيل فيه: عن أسماء، فهو مرسل، ومحمد بن طلحة ليس بالقوي» . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/171/أ-ب) و (5/193/أ-ب) الاختلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والمرسل أصح» . (4) هو: ابن عُتَيْبَة. الحديث: 1318 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 140 عُمَيْس؛ قَالَتْ: لمَّا أُصِيبَ جعفرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ، أَمَرَنِي النبيُّ (ص) قَالَ: تَسَلَّبي (1) ثَلاَثًا، ثُمَّ اصْنَعِي مَا شِئْتِ؟ قَالَ أَبِي: فسَّروه عَلَى مَعْنَيَيْنِ: أَحَدُهُمَا: أنَّ الحديثَ لَيْسَ هُوَ عَنْ أَسْمَاءَ، وغَلِطَ محمَّدُ بنُ طَلحَة؛ وإنَّما كانتِ امْرَأَةٌ سِواها. وَقَالَ آخَرُونَ: هَذَا قبلَ أن ينزلَ (2) العِدَدُ. قَالَ أَبِي: أشبهُ عِنْدِي - وَاللَّهُ أَعْلَمُ -: أنَّ هَذِهِ كَانَتِ امرأةً غير (3) أَسْمَاءَ، وكانتْ مِنْ جعفرٍ بِسَبِيلِ قَرابةٍ، وَلَمْ تَكُنِ امرأتَهُ؛ لأنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ تُحِدُّ (4) امْرَأَةٌ عَلَى أَحَدٍ فَوْقَ ثَلاَثٍ، إِلاَّ عَلَى زَوْجٍ (5) .   (1) في (أ) و (ش) : «لا تسلني» ، إلا أنها لم تنقط في (أ) ، وفي (ك) : «سلبي» . ومعنى تَسَلَّبي، أي: البَسي ثوبَ الحِداد، وهو السِّلاَب، والجمع: سُلُب، وتَسَلَّبَتِ المرأةُ: إذا لَبِسَتْهُ، وقيل: هو ثوبٌ أسودُ تُغَطِّي به المُحِدُّ رأسَها. "النهاية" (2/387) . (2) كذا في (ت) و (ف) و (ك) ، ولم تنقط الياء في (أ) و (ش) . (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «سوى» . (4) قال ابن الأثير: «أحَدَّتِ المرأةُ على زوجها تُحِدُّ، فهي مُحِدٌّ. وحَدَّتْ تَحُدُّ وتَحِدُّ فهي حادٌّ: إذا حَزِنَت عليه، ولبِسَت ثِيابَ الحُزن، وتركت الزِّينَة. "النهاية" (1/352) . قال الزَّبيدي: وأبى الأصمعيُّ إلا «أَحَدَّتْ تُحِدُّ فهي مُحِدٌّ» ولم يعرف: «حَدَّت» . "تاج العروس" (4/413/ح د د) . وقوله: «لا تُحِدُّ» : إخبارٌ بمعنى النَّهْي. (5) رواه البخاري في "صحيحه" (1280) ، ومسلم في "صحيحه" (1486) من حديث أم حبيبة عن النبي (ص) ، ومسلم (983) ، وأبو داود (2302) من حديث أم عطية، واللفظ المذكور لمسلم - في الموضع الثاني - وأبي داود. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 141 1319 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ عَيَّاش (2) ؛ قَالَ: حدَّثني الحجَّاج بْنِ أَرْطاة، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ رسولَ الله (ص) اسْتَبْرَأَ صفيَّةَ بِحَيْضَةٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، لَيْسَ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ. 1320 - وسمعتُ أبي [وحدَّثَنَا] (3) عن الحسين بن الأسْوَد (4) ،   (1) هو: الطَّاطري. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/227) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/449) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/427) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (27) من طريق العباس بن عثمان الدمشقي، وابن عدي (2/227) من طريق عبد الوهَّاب بن الضحاك، كلاهما (العباس وعبد الوهَّاب) عن إسماعيل بن عياش به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ الزهري إلا الحجَّاج بن أرطاة، تفرد به إسماعيل بن عياش» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث لا يرويه عن حجَّاج غير ابن عياش، وهو معروف بمروان الطَّاطري، عن ابن عياش؛ إلا أن عبد الوهَّاب بن الضحاك ادعاه عن ابن عياش، كما حدثناه أبو عروبة عنه» . وقال البيهقي: «في إسناده ضعف» . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (4/424) : «إسناد ليِّن» . (2) هو: إسماعيل. (3) تصحفت في جميع النسخ إلى «وحدثت» ، وما أثبتناه هو الجادَّة المستمرة في هذا الكتاب، وتحتمل أن تكون: «وحدَّث» . (4) هو: الحسين بن علي بن الأسود العجلاني، وقد ينسب إلى جَدِّهِ. وهو من شيوخ أبي حاتم. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (24/378 رقم933) . الحديث: 1319 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 142 عَنِ ابْنِ فُضَيل (1) ، عَنْ لَيْث (2) ، عَنْ مُجاهِد (3) ، عَنِ الأَسْوَد (4) ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْس؛ قَالَتْ (5) : أتيتُ النبيَّ (ص) ، فَلَمْ يجعلْ لِي سُكْنَى وَلا نَفَقَةً. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ مَنْصُورٌ (6) ، عَنْ مُجاهِد؛ قَالَ: حدَّثني تميمٌ أَبُو سَلَمة مَوْلَى فَاطِمَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: محمد. (2) هو: ابن أبي سليم. (3) في (ك) : «ليث بن مجاهد» . ومجاهد هو: ابن جَبْر. (4) هو: ابن يزيد النخعي. (5) في (ك) : «قال» . (6) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/411 رقم27321) ، والنسائي في "المجتبى" (3419) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 143 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي النُّذُورِ وَالأَْيْمَانِ 1321 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة بْنُ الْوَلِيدِ (2) ، عَنْ بَحير (3) بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّه قال لها النبيُّ (ص) : أَطْعِمِينَا يَا عَائِشَةُ قَالَتْ: مَا عندَنا شَيْءٌ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إنَّ المرأةَ المؤمنةَ لا تحلِفُ (4) أَنَّهُ (5) لَيْسَ عِنْدَهَا شيءٌ وَهِيَ (6) عندَها، فقال النبيُّ (ص) : مَا يُدْرِيكَ أَمُؤْمِنَةٌ هِيَ أَمْ لاَ؟ إِنَّ المَرْأَةَ المُؤْمِنَةَ فِي النِّسَاءِ كَالغُرَابِ الأَبْقَعِ (7) فِي الغِرْبَان ِ؟   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1932) . (2) قوله: «بن الوليد» ليس في (ف) . وروايته أخرجها عبد ابن حميد في "مسنده" (1528/المنتخب) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2/192 رقم 1171) . (3) في (ت) و (ك) : «يحيى» ، وكذا كانت في (أ) ، ثم صُوِّبت في الهامش. (4) كذا في جميع النسخ، وكذا في المسألة (1932) ؛ ليس فيهما أن عائشة حلفت، وأوضحتْ ذلك رواية الطبراني؛ حيث جاء فيها: «أطعمينا، قالت: ليس عندنا طعام، فقال: أطعمينا يا عائشة، قالت: والله ما عندنا طعام ... » ، ونحوها رواية عبد بن حميد، غير أنه وقع فيها حلف عائشة في المرتين كلتيهما. (5) في (أ) و (ش) : «أن» ، والمثبت من بقية النسخ، ومثله في المسألة (1932) . (6) في (ك) : «وهو» . (7) الأبقع: الذي خالط بياضَه لونٌ آخر، أو الذي فيه بياض وسواد، وقيل: الذي في صدره بياض، وقيل: هو الأبيض البطن والظهر. والجمع: البقعان. واعلم أنه وقع هنا وفي المسألة رقم (1932) هكذا: «الأبقع» ، وفي مصادر التخريج وغيرها من كتب اللغة والغريب: «الأعصم» ؛ وهو الأنسب لسياق الحديث؛ قال أبو عبيد: وهذا الوصف في الغربان عزيز لا يكاد يوجد ... وأما هذا الأبيض البطن والظهر فإنما هو الأبقع وذلك كثير، وليس هو الذي ذكر في الحديث. فنرى أن مذهب الحديث أن من يدخل الجنة من النساء قليل كقلة الغربان العُصْم عند الغربان السُّود والبُقْع. اهـ..وقد اختلف في تفسير «الأعصم» ؛ فقيل: هو الأبيض الجناحين، وقيل: الأبيض أحد الجناحين، وقيل: الأبيض الرجلين، = = وقيل: الأبيض إحدى الرجلين، وقيل: الأحمر الرجلين والمنقار، وقيل: الذي في أحد جناحيه ريشة بيضاء. وانظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/495-496) ، و"أدب الكاتب" (ص132، 135) ، و"مشارق الأنوار" (1/99) ، و"تهذيب اللغة" (2/55-56) ، و"النهاية" (1/145-146) ، و"لسان العرب" (12/405-406) ، و"تاج العروس" (11/25-26) ، (17/485-486) . الحديث: 1321 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 144 قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ (1) ؛ إِنَّمَا يُرْوَى (2) عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّة: أنَّ عائِشَة سألت النبيِّ (ص) ... فذكَرَ الحديثَ. 1322 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عَمرو ابن عَوْن (3) ، عَنْ شَريك، عَنْ سِمَاك، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : وَاللهِ لَأَغْزُوَنَّ قُرَيْشًا! وَاللهِ (4) لَأَغْزُوَنَّ (5) قُرَيْشًا! وَاللهِ إِنْ شَاءَ اللهُ؟   (1) في (ك) : «شيء» . (2) في (ك) : «يرويا» . (3) هو: الواسطي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (1930) ، والطبراني في "الكبير" (11/225 رقم 11742) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/47) . ورواه أبو يعلى في "مسنده" (2674) ، وابن عدي في "الكامل" (2/331) من طريق الحسن بن شبيب، والطحاوي في "شرح المشكل" (1931) من طريق محمد ابن سعيد الأصبهاني، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/47) من طريق أبي أحمد الزبيري، ثلاثتهم عن شريك به. ورواه أبو داود في "سننه" (3285) - ومن طريقه البيهقي (10/47) - من طريق قتيبة ابن سعيد، عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ عكرمة، به مرسلاً. قال أبو داود: «وقد أسند هَذَا الْحَدِيثَ غيرُ وَاحِدٍ عَنْ شَرِيكٌ، عَن سماك، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس؛ أسنده عن النبي (ص) » . قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا أعلم أحدًا رواه عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس موصولاً إلا الحسن بن شبيب، وهذا رُويَ عن مسعر، عن سماك موصولاً ومرسلاً، والأصلُ في هذا الحديث الإرسال» . (4) في (ك) : «الله» . (5) من قوله: «عن ابن عباس ... » إلى هنا مكرر في (ك) . الحديث: 1322 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 145 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مِسْعَر (1) ، عَنْ سِمَاك، عَنْ عِكْرِمَة - لَمْ يذكُرِ ابنَ عباس -: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (2) ؛ وَهُوَ أَشْبَهُ (3) . 1323 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو قُدامَة الحارثُ بن   (1) هو: ابن كِدام. واختُلِف عليه، وروايته على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (11306 و16123) عن سفيان بن عيينة، وأبو داود في "سننه" (3286) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/47) - من طريق محمد بن بشر العبدي، والطحاوي في "شرح المشكل" (1929) من طريق أبي نعيم، ثلاثتهم عن مسعر به. ورواه أبو يعلى في "مسنده" (2675) ، وابن حبان في "صحيحه" (4343) من طريق علي بن مسهر، والطحاوي في "شرح المشكل" (1928) من طريق عبد الله بن داود، وأبو نعيم في "الحلية" (3/343-344) من طريق عبد العزيز بن أبان، وأبو نعيم أيضًا (7/241) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/404) من طريق الحسن بن قتيبة، أربعتهم عن مِسْعَرٌ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (1004) من طريق سفيان الثوري، عن سماك به موصولاً. قال أبو نعيم (3/344) : «هذا حديث غريب من حديث مسعر، عن سماك [في المطبوع: هشام] ، ما كتبته عاليًا إلا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أبان» . وقال أيضًا في (7/241) : «وحديث سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس مشهور ثابت» . وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" (4/30) : «والصَّحيح مرسل» . وقد نسب الزيلعي في "نصب الراية" (3/303) هذا القول إلى ابن القطان؛ فليصحَّح. (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) قال ابن حجر في "التلخيص" (4/306) : «قال ابن أبي حاتم في "العلل" عن أبيه: الأشبه إرساله» . اهـ. (4) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص" (4/383) . الحديث: 1323 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 146 عُبَيد (1) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رجلاً حَلَفَ بـ «لا إله إلا الله» كاذبًا، فقال رسولُ الله (ص) : غُفِرَ لَهُ كَذِبُهُ بِتَصْدِيقِهِ أنْ (2) لا إلهَ إلاَّ اللهُ؟ قَالَ أَبِي: حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) يخالفُهُ؛ يقولُ: عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي قُدَامَة.   (1) روايته أخرجها مسدَّد - كما في "المطالب العالية" (1776) -، وعبد بن حميد في "مسنده" (1376/المنتخب) ، والبزار في "مسنده" (3068/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3368) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/213) ، وابن عدي في "الكامل" (2/189) ، والحاكم - كما في "إتحاف الخيرة" (4830) -، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) . = ... قال البزار: «لا نعلم رواه عن ثابت، عن أنس إلا الحارثُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو قُدَامَةَ، وخالفه حماد بن سلمة، فرواه عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» . وقال العقيلي في ترجمة الحارث: «ولا يُتابَع عليه ... ، وهذا المتن يُروى بغير هذا الإسناد بإسناد صالح أصح من هذا» . وقال البيهقي: «ورُويَ من حديث ثابت، عن أنس، وليس بالقوي» . وقال الحافظ في "المطالب العالية": «وصححه الحاكم من طريق مالك بن إسماعيل، عن أبي قدامة - وهو الحارث بن عبيد- به؛ لكن خالفه حماد بن سلمة، وهو أتقن منه في ثابت، فقال: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن عمر، قال حماد: لم يسمع ثابت هذا من ابن عمر ذ؛ بينهما رجل» . (2) قوله: «أن» ليس في (أ) و (ش) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" (4828) -، وأحمد في"مسنده" (2/68 و70 و118و127 رقم5361 و5380 و5986 و6102) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (857/المنتخب) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5690) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (452) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 147 1324 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَريرُ بْنُ حَازِمٍ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ (2) ؛ سمعتُ عِمْران بْنَ حُصَين يَقُولُ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ نَذْرَ فِي غَضَبٍ، وكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (3) جماعةٌ؛ مِنْهُمْ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير (4) ، والثَّوْري، وَأَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلي (5) ، وغيرُهم (6) ؛ قَالُوا: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين، وَلَمْ يَذْكُرُوا السَّمَاعَ كَمَا ذَكَرَهُ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ.   (1) لم نقف على روايته التي فيها التصريح بالسماع، ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، وابن عدي في "الكامل" (6/203) من طريق ابن وَهْب، عن جرير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أبيه؛ عن عمران به. (2) هو: الزُّبَير التَّميمي الحَنظَلي البصري. (3) في (ش) : «ورواه» ، وفي (ف) : «روا» وزيدت هاء صغيرة في أعلاها. (4) روايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (3842 و3843) ، والطبراني في "الكبير" (18/201 رقم 487 و488) ، وابن عدي في "الكامل" (6/203) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/28) . قال النسائي: «محمد بن الزبير ضعيفٌ لا يقوم بمثله حجة، وقد اختُلِف عليه في هذا الحديث» . (5) مشهور بكنيته، ومختَلَف في اسمه؛ فقيل: عبد الله بن قطاف، أو ابن أبي قطاف، وقيل: وَهْب، وقيل: معاوية. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ورواه أحمد في "مسنده" (4/439 رقم 19945) ، والنسائي في "المجتبى" (3848) ، والطبراني في "الكبير" (18/168 رقم363) من طريق أبي بكر النهشلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الحسن، عن عمران به. (6) منهم حماد بن زيد، وعبَّاد بن العوام، وسعيد بن أبي عروبة: أما رواية حماد بن زيد: فأخرجها البزار في "مسنده" (3561) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/56) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/70) ، وابن حزم في "المحلى" (8/6) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/56) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عمران إلا من حديث محمد بن الزبير، وقد اختُلِف عن محمد ابن الزبير، ومحمد بن الزبير إنما ضعف حديثه بهذا الحديث عبيد الله بن عبد المجيد» . وقال البيهقي: «وهذا منقطع، الزبير الحنظلي لم يسمع من عمران» . وأما رواية عبَّاد: فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/29-30) . وأما رواية سعيد بن أبي عروبة: فأخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (10/70) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/30) . الحديث: 1324 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 148 ورواه عبد الوارث (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَمَّن سَمِعَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَين، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: ابن سعيد، وقد اختُلِف عليه: فرواه الطيالسي = = في "مسنده" (878) ، ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/203) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/31) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ حِسَابٍ، كلاهما (الطيالسي ومحمد بن عبيد) عن عبد الوارث، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الزبير، عن عمران به. ورواه أحمد في "مسنده" (4/440 رقم19955) من طريق عفان بن مسلم، والنسائي في "المجتبى" (3846) ، والطبراني في "الكبير" (18/201 رقم489) من طريق مسدد، والروياني في "مسنده" (126) من طريق أبي عبد الله الزيادي، والبيهقي في"السنن الكبرى" (10/70) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/32) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، أربعتهم (عفان ومسدد والزيادي وعبد الرحمن) عن عبد الوارث، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ الزبير، عن رجل، عن عمران به. قال ابن عساكر: «والمحفوظ أن عبد الوارث رواه عن محمد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عمران» . ورواه أحمد في "مسنده" (4/440 رقم19956) من طريق إسماعيل بن علية، والطحاوي في "شرح المشكل" (2164) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/33) من طريق خالد الطحان، والنسائي في "المجتبى" (3845) ، والطبراني في "الكبير" (18/201 رقم490) من طريق محمد بن إسحاق، وأحمد في "مسنده" (4/433 رقم19888) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/129) ، وفي "شرح المشكل" (2163) ، والحاكم في "المستدرك" (4/305) من طريق عبد الوهَّاب الخفاف، أربعتهم (إسماعيل وخالد وابن إسحاق وعبد الوهاب) عن محمد ابن الزبير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عمران به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 149 قال أبي: حديثُ عبد الوارث أشبهُ؛ لأَنَّهُ قَدْ بيَّن عَوْرَةَ الحديث (1) . 1325 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى (2) ، عَنِ الهَيْثَم بْنِ حُمَيد، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْر (3) بْنِ عُبَيدالله، عَنِ ابْنِ عَائِذٍ (4) ، عَنْ أَبِي الدرداء، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَانَ أهلُ الشَّامِ يُسْأَلون عَنْهُ، وَذَكَرُوا أَنَّهُ ليس عندهم (5) .   (1) قال البيهقي في "المعرفة" (14/200 رقم19658) : «فهذا حديث مختَلَف في إسناده ومتنه كما ذكرنا، ولا تقوم الحجة بأمثال ذلك» . (2) روايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (4/40/المعرفة) ، والحاكم في "المستدرك" (4/301) ، وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/52) . وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (267/ب/أطراف الغرائب) من طريق الهيثم بن حميد وقال: «غريب من حديث عبد الرحمن بن عائذ، عن أبي الدرداء، تفرَّد به زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْرِ بن عبيد، ولم يروه عنه غير الهيثم بن حميد» . وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1777) - قال: حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد بن مسلم أو غيره، عن الهيثم بن حميد به. كذا بزيادة: «الوليد بن مسلم أو غيره» . (3) في (ش) : «بشير» . (4) هو: عبد الرحمن. (5) قال الصغاني - شيخ أبي عوانة الإسفرائيني -: «ليس هذا بالشام» . (*) ... في (ش) : «بشر» . الحديث: 1325 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 150 قَالَ أَبِي: وَالَّذِي عِنْدِي أنَّ بُسْر (*) بن عُبَيدالله إِنَّمَا يَرْوِي عَنْ أَبِي إدريسَ الخَوْلانيِّ عائذِاللهِ (1) ، وَلا أعلَمُ رَوَى (2) عَنِ ابْنِ عائذ شيءً (3) ؛ لأنَّ ابْنَ عَائِذٍ حِمصي، وبُسْرٌ (*) دِمَشْقي، فَلا أَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ شَيْئًا، وَأَرَى أنَّه أَرَادَ: عَنْ عَائِذِ اللَّهِ، فَقَالَ: ابْنُ عَائِذٍ (4) ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 1326 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ (6) كاسِب (7) ، عَنْ مُغِيرَة بْنِ عبد الرحمن، عن عبد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْد (8) ، عن بُكَير بن عبد الله بْنِ الأَشَجّ، عَنْ كُرَيْب (9) ، عَنِ ابن   (1) الحديث رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1201) من طريق الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ حُمَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ واقد، عن بسر بن عبيد الله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ، عَنْ أبي الدرداء، به. (2) في (ك) : «والله أعلم» بدل «ولا أعلم» ، وفاعلُ «روى» ضميرٌ يعود على «بسر» . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) . (4) في (ت) : «ابن عائذالله» ، وفي (ك) : «أبي عائذالله» . (5) نقل هذا النص بتمامه: الزيلعي في "نصب الراية" (3/295-296) . (6) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (7) هو: يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيد بْنِ كَاسِبٍ. (8) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3322) ، والدارقطني في "سننه" (4/158 و160) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/45 و72) من طرق عنه. ورواه ابن ماجه في "سننه" (2128) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/325 رقم 12169) ، والدارقطني في "سننه" (4/158 و159) من طرق عن بكير بن عبد الله به. قال أبو داود: «روى هذا الحديث وكيعٌ وغيرُه، عن عبد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ؛ أوقفوه على ابن عباس» . (9) هو: ابن أبي مسلم مولى ابن عباس. الحديث: 1326 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 151 عباس، عن النبيِّ (ص) قال (1) : مَنْ نَذَرَ نَذْرًا لَمْ يُسَمِّهِ، فَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ فَقَالا: رَوَاهُ وَكيعٌ (2) عَنْ مُغِيرَةَ فأوقَفَهُ، والموقوفُ (3) الصَّحيحُ (4) . قلتُ لَهُمَا: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ قَالا (5) : مَا نَدْرِي مِنْ مُغيرَة؟ أَوْ مِنَ ابْنِ كاسِب؟ 1327 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبة (7) ، عَنْ عَطَاء بن   (1) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) . (2) هو: ابن الجرَّاح. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (12183) . (3) كذا باستعمال الفعل الرباعي «أوقَفهُ» ، واسم المفعول من الفعل الثلاثي: «موقوف» ، وهما لغتان صحيحتان، وأمَّا استعمالُ لغتَيْنِ في كلام واحد: فهو جائزٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (241) و (628) . (4) قال البيهقي في "المعرفة" (14/201 رقم19665) : «لم يثبت رفعُه» . وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (11/587) : «ورواته ثقات؛ لكن أخرجه ابن أبي شيبة موقوفًا، وهو أشبه» . (5) في (أ) و (ش) : «قال» . (6) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/383) . (7) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/3 رقم 16101) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (586 و587) ، والبزار في "مسنده" (2177 و2178) ، والنسائي في "الكبرى" (6005) ، والطبراني في "الكبير" (قطعة من الجزء 13/117 رقم 287) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/238) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) . الحديث: 1327 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 152 السَّائب (1) ، عَنْ أَبِي البَخْتَري (2) ، عَنْ عَبِيدَة (3) ، عَنِ ابْنِ الزُّبَير، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا حلفَ بِاللَّهِ كَاذِبًا، فغُفِرَ لَهُ؟ قَالَ (4) أَبِي: رَوَاهُ عبدُالوارث (5) ، وجَريرٌ (6) ، عَنْ عَطَاء بْنِ السَّائب (7) ، عَنْ أَبِي يَحيَى - هُوَ الأعرَجُ (8) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رجُلَيْنِ اختَصَما إلى النبيِّ (ص) ، فادَّعَى (9) أحدُهُما عَلَى صَاحِبِهِ حَقًّا، فاستَحْلَفَ النبيُّ (ص) المدَّعى عَلَيْهِ، فحَلَفَ بِاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ مَا لَهُ قِبَلي حقٌّ؛ قَالَ النَّبِيُّ (ص) : غُفِرَ (10) كَذِبُهُ بِتَصْدِيقِهِ بِلاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ (11) .   (1) في (ك) : «السامت» . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن ابن البختري» . وهو: سعيد ابن فَيْروز. (3) هو: السَّلْماني. وتصحَّفت العبارة في"التلخيص الحبير" إلى: «عن البختري بن عبيد» . (4) في (ف) : «فقال» . (5) في (ك) : «رواه عنه الوارث» . وروايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/95-96) ، وأخرجه أحمد في "مسنده" (1/253 و288 رقم 2280 و2613) ، و (2/70 رقم 5379) ، وأبو داود في "سننه" (3275) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/37) من طريق حماد بن سلمة، وأحمد في "مسنده" (1/296 و322 رقم 2695 و2956) من طريق شريك بن عبد الله، وأبو داود في "سننه" (3620) ، والنسائي في "الكبرى" (6007) من طريق أبي الأحوص مع اختلاف في لفظه، والنسائي أيضًا (6006) من طريق سفيان الثوري، أربعتهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي يحيى الأعرج، عن ابن عباس به. قال النسائي: «هذا الصَّواب، ولا أعلم أحدًا تابع شعبة على قوله: عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَبيدة، عن ابن الزبير» . (6) هو: ابن عبد الحَميد. (7) في (ك) : «السامت» . (8) اسمه: زياد، ووَهِمَ من قال: هو مِصْدَع. انظر "تحفة الأشراف" (5431) . (9) في (ت) و (ك) : «فدعا» . (10) في (ك) : «عقد» . (11) في (ك) بعد هذا ما نصه: «ماله قِبَلي حق، قال النبي (ص) » وهو تكرار. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 153 قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: شُعْبةُ أقدمُ سَماعًا مِنْ هَؤُلاءِ، وعَطَاءٌ تغيَّر بأَخَرَةٍ (1) . 1328 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (2) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ عليِّ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عن عبد الله (4) ؛ قَالَ: كَانَ عَلَى عائِشَة مُحَرَّرٌ (5) مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، فقَدِم عَلَيْهِ (6) سَبْيُ بَلْعَنْبَرِ (7) ، فأمرها النبيُّ (ص) أن تُعتِقَ   (1) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لم يُتابِعْ شعبةَ على روايته هذه عن عطاء بن السائب أحدٌ، وقد خالفوه فيها، فقال حماد بن سلمة وجرير بن عبد الحميد: عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي يحيى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ رجُلَين اختَصَما إلى رسول الله (ص) ، ولا أحسَبُ أتى هذا الاختلاف إلا من عطاء بن السائب؛ لأنه قد كان اضطرب في حديثه ولم يرو عَبيدة عن ابن الزبير حديثًا مسندًا غير هذا الحديث من وجه صحيح» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «وهذا وهم من شعبة، والصَّواب رواية الجماعة، وعَبيدة مات قبل ابن الزبير فيما زعم أهل التواريخ بتسع سنين فتبعُد روايته عنه» . وقال: «تفرَّد به عطاء بن السائب مع الاختلاف عليه في إسناده» . (2) هو: ابن يحيى التُّجِيبي. وروايته لم نقف عليها، لكن أخرجه البزار في "مسنده" (1892) ، والطبراني في "الكبير" (10/148 رقم10400) من طريق أصبغ بن الفرج عن علي بن عابس، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن إسماعيل إلا علي بن عابس» . (3) هو: عبد الله. (4) هو: ابن مسعود ح. (5) أي: تحرير رقبة، فقوله: «محرَّر» : مصدرٌ ميميٌّّ بمعنى التحرير. (6) أي: على النبي (ص) . (7) السَّبْيُ: النَّهْبُ، وأَخْذُ الناس عبيدًا وإماءً. "النهاية" (2/340) . وقال المرزوقي: المراد بـ «بَلْعَنْبَرِ» : بني العَنْبَرِ، ولهذا وجبَ ألا يصحبَ الكسرةَ التي في الرَّاء التنوينُ. وإنما حُذف النون من «بني» لاجتماعِه مع اللام من «العنبر» وتقاربِهما في المخرج؛ وذلك لأنه لما تعذَّر الإدغامُ فيه [لسكون اللام] جُعل الحذفُ بدلاً من الإدغام. "شرح ديوان الحماسة" بتحقيق عبد السلام هارون (1/22) . ومثل «بَلْعَنْبَرِ» : بَلْحارثِ، وبَلْهُجَيْمِ، وكُلُّ قبيلة تظهرُ فيها لامُ المعرفة. انظر "لسان العرب" (ح ر ث/2/137) . وبَلْعَنْبَرِ: قومٌ من بني تميم. انظر "الاشتقاق" لابن دريد، تحقيق عبد السلام هارون (ص 211) ، و"اللسان" (ص د غ) (8/440) . الحديث: 1328 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 154 منهُنَّ؛ وَقَالَ: مَنْ كَانَ عَلَيْهِ مُحَرَّرٌ مِنْ وَلَدِ إِسمْاعِيلَ، فَلاَ يُعْتِقْ مِنْ حِمْيَرَ أَحَدًا. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ فِيهِ: ابْنُ مَسْعُودٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُرسَلٌ. 1329 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بن عبد الحميد (1) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْس السَّكُوني، عَنْ واثِلَة بْنِ الأَسْقَع؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : اليَمِينُ الغَمُوسُ (3) تَذَرُ الدِّيَارَ بَلاَقِعَ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) روايته أخرجها الخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" (2/702-703) . ورواه خيثمة الأطرابلسي في "الفوائد" (ص70) ، وابن حبان في "الثقات" (8/400) من طريق عبد السلام بن عبد الحميد، والدولابي في "الكنى" (2/165) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2543) من طريق سليم بن عبد الحميد، كلاهما (عبد السلام وسليم) عن أبيهما عبد الحميد به. ومن طريق خيثمة رواه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/582) . وانظر "السلسلة الصحيحة" (978) . (2) هو: عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خازم الحِمصي. (3) هي: اليمين الكاذبةُ الفاجِرةُ؛ كالتي يَقْتَطعُ بها الحالفُ مالَ غيره. سُمِّيَتْ غَمُوسًا؛ لأنها تَغمِسُ صاحبَها في الإثم، ثم في النار. "النهاية" (3/386) . (4) البَلاَقِعُ: جمع بَلْقَع وبَلْقَعَة؛ وهي: الأرضُ القَفْرُ التي لاشيءَ بها، يريد: أن الحالفَ بها يَفْتَقِرُ ويذهبُ ما في بيته من الرِّزق. "النهاية" (1/153) . الحديث: 1329 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 155 1330 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاوية (1) بْن سَلاَّم، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنِ اسْتَلَجَّ (2) بِيَمِينٍ فِي أَهْلِهِ، فَهُوَ أَعْظَمُ إِثْمًا، لَيْسَ الكَفَّارَةَ (3) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى (4) هَذَا الْحَدِيثَ مَعْمَر (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ عِكْرِمَة- فِي قَوْلِهِ: {وَلاَ تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأَِيْمَانِكُمْ} (6) -: وقد قال رسولُ الله (ص) : لاَ يَسْتَلِجَّ (7) أَحَدُكُمْ بِاليَمِينِ فِي أَهْلِهِ، فَهُوَ آثَمُ لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الكَفَّارَةِ الَّتي أُمِرَ بِهَا.   (1) في (ف) : «أبو معاوية» . وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2626) . (2) قال ابن الأثير في "النهاية" (4/233) : اسْتَلَجَّ: من اللَّجَاج، ومعناه: أن يَحْلِفَ على شيء ويَرَى أن غيرَهُ خيرٌ منه، فيُقيمَ على يمينه، ولا يحنَث فيُكفِّرَ، فذلك آثَمُ له. وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (11/123) : «ومعنى الحديث: أنه إذا حلف يمينًا تتعلَّق بأهله، ويتضرَّرون بعدم حِنْثه، ويكون الحِنْثُ ليس بمعصية؛ فينبغي له أن يَحنَثَ، فيفعلَ ذلك الشيء، ويكفِّر عن يمينه، فإن قال: لا أحنَثُ بل أتورَّع عن ارتكاب الحِنْث، وأخافُ الإثم؛ فهو مُخطِئ بهذا القول، بل استمرارُهُ في عدم الحِنْث وإدامةُ الضَّرر على أهله أكثرُ إثمًا من الحِنْث» . اهـ. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (11/519) . (3) وقع في قوله: «ليس الكفَّارة» خلاف كثير في الرواية والتفسير، انظر تفصيله في "فتح الباري" لابن حجر (11/520) . (4) في (ك) : «رواه» . (5) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "تفسيره" (1/91) . (6) الآية (225) من سورة البقرة. (7) في (أ) و (ش) و (ف) : «لا يَسْتَلْجِجْ» ، وهو صحيحٌ في العربية، ومثله قولك: لا تَسْتَمِرَّ في الخطأ، ويجوزُ: لا تَسْتَمرِرْ، وكذلك في الأمر تقولُ: استَلِجَّ واستَلْجِجْ، واستَمِرَّ واستَمْرِرْ، وهذا جارٍ في كل فعل مضعَّف؛ يجوز لك فيه: الإدغامُ، وهو لغة التميميِّين؛ وعليه قوله تعالى: [المَائدة: 54] {يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} . والفك، وهو لغة الحجازيين؛ وعليه قوله تعالى: [البَقَرَة: 217] {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ} . انظر "شرح ابن عقيل" (2/542) ، و"شذا العرف في فن الصرف" للحملاوي (ص180) . لكن الرواية في الموضع المذكور من "تفسير عبد الرزاق": «لا يتلجَّجْ» . الحديث: 1330 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 156 فقلت ُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ فَقَالَ (1) : لا أعلَمُ أَحَدًا وصلَهُ غيرَ معاويةَ ابنِ سَلاَّم، ومَعْمَرٌ أشهرُ وأحبُّ إليَّ من معاوية ابن سَلاَّم (2) . 1331 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ [حَدَّثَناه عن] (3) عليِّ بْنُ جَعْفَرٍ الأَحمَر؛ قَالَ: حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِر، عَنِ الفَضْل بْنِ يَزِيدَ الثُّمَالي، عَنْ عِكْرمَة؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ حَلَفَ عَلَى امْرِئٍ فِي   (1) في (ف) : «قال» . (2) خالف البخاريُّ أبا حاتم، فأخرج هذا الحديث في "صحيحه" (2626) من طريق معاوية بن سلاّم، به. كما تقدم. قال ابن حجر في"الفتح" (11/519) : «كذا أسنده معاوية بن سلاَّم، وخالفه معمر، فرواه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ فأرسله، ولم يذكر فيه أبا هريرة. أخرجه الإسماعيلي من طريق ابن المبارك عن معمر، لكنه ساقه بلفظ رواية همام عن أبي هريرة، وهو خطأ من معمر، وإذا كان لم يضبِط المتن، فلا يُتعَجَّب من كونه لم يضبِط الإسناد» . اهـ. ورواية معمر عن همام عن أبي هريرة التي أشار إليها ابن حجر: أخرجها البخاري (2625) ، ومسلم (1655) ، ولفظها: «والله لأن يَلَجَّ أحدُكُم بيمينِه في أهله؛ آثَمُ لَهُ عندَ اللَّهِ مِنَ أن يُعْطِيَ كفَّارَتَه التي افتَرضَ الله عليه» . (3) في (أ) و (ش) : «حدثنا» ، وفي بقية النسخ: «حدثناه» ، وزدنا: «عن» ؛ لأن هذا الحديث لا يمكن أن يكون من رواية ابن أبي حاتم عن علي بن جعفر؛ لأن علي بن جعفر توفي سنة 230 هـ قبل مولد ابن أبي حاتم بنحو عشر سنوات. وضمير الفاعل في «حدثناه» يعود إلى أبي حاتم؛ فإن علي بن جعفر من شيوخه، قال ابنه في "الجرح والتعديل" (6/178) : «روى عنه أبي قال: أنا علي بن جعفر بن زياد الأحمر، وكان ثقة صدوقًا» . وانظر "المنتظم" (11/161) ، و"تاريخ الإسلام" (16/282) . الحديث: 1331 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 157 شَيْءٍ فَأَحْنَثَهُ (1) ؛ فَالإِثْمُ عَلَى المُحْنِثِ (2) (3) ؟ قال أبي (4) : فحدَّثتُ بِهِ أَبَا نُعَيم (5) ، فَقَالَ: لَوْ كَانَ عَنْ عِكْرِمَة قَطْ (6) ، وَلَمْ يرفَعْه - كَانَ أحسنَ. 1332 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدٌ الْوَاسِطِيُّ (7) ، عَنْ أَبِي سِنان (8) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي الهُذَيل (9) ، عَنْ حَنْظَلَة بن خُوَيْلِد (10) ؛   (1) أحْنَثَهُ: حمله على الحِنْث في يمينِه، أي: نَقْضِهَا وعدم ِ البِرِّ بها. انظر "اللسان" (ح ن ث/2/138) . (2) في (ك) : «المخبث» . (3) الحديث أخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/340 رقم 522) - وعنه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/215) - من طريق إبراهيم بن يزيد، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبي (ص) ، به. (4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «قال علي» . (5) هو: الفضل بن دُكَيْن. (6) قوله: «قَطْ» هنا ساكنةُ الطاء لا غير؛ بمعنى «حَسْبُ» ، وتستعمل في الإثبات وفي النفي، وقد تدخل عليها الفاء لتزيين اللفظ، فيقال: «فَقَطْ» ، يريد: «لو كان عن عكرمة فَحَسْبُ ... » ، وهذا بخلاف «قَطُّ» المشدَّدة الطاء؛ فإنها ظرف لا يستعمل إلا في النفي، وهنا الكلام في سياق الإثبات. (7) هو: خالد بن عبد الله. وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (141) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/43) . ورواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (378) من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكري عن أبي سنان به. (8) هو: ضرار بن مرَّة. (9) في (ك) : «عبد الله بن أبي لهيعة الهذيل» ، ثم ضرب على قوله: «لهيعة» . (10) اختُلِف في اسم حنظلة، فقيل كما هنا، وقيل: سويد بن حنظلة، وقيل: عبد الله بن حنظلة، وقيل: حنظلة بن سويد. انظر: "الجرح والتعديل" (3/240 رقم1067) ، و"التاريخ الكبير" (3/42 رقم162) مع الحاشية، والتعليق على "سنن سعيد بن منصور" (141) . الحديث: 1332 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 158 قَالَ: أَخَذَ بِيَدي ابنُ مَسْعُودٍ، فَسَمِعَ رَجُلا يَحْلِفُ بسورةٍ مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: يَا حَنْظَلَةُ، تَرَى هَذَا يُكَفِّرُ (1) عَنْ يَمِينِهِ؟! إنَّ عَلَيْهِ بكلِّ آيَةٍ كفَّارةً!! وَرَوَاهُ جَرير (2) ، عن أبي سِنان، عن عبد الله (3) بْنِ أَبِي الهُذَيل، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وَرَوَاهُ الثَّوْري (4) ، عَنْ أَبِي سِنان، عن عبد الله بن أبي الهُذَيل، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (5) . قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصَحُّ؟ قال: الثَّوْريُّ أحفَظُهُمْ كُلِّهِمْ.   (1) في (ش) : «تكفر» . (2) هو: ابن عبد الحميد. (3) في (أ) و (ش) : «عن أبي سنان وعبد الله» . (4) هو: سفيان، وقد اختُلِف عليه، فرواه ابن حزم في "المحلى" (8/33) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/43) من طريق عبد الله بن الوليد، كلاهما (عبد الرحمن وعبد الله) عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (12228) من طريق ابن فضيل ووكيع، كلاهما عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الله بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به. ورواه الطبراني في "الكبير" (9/181 رقم8895) ، وفي "الدعاء" (2/1168 رقم 796) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن سليم بْنِ حَنْظَلَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ به. ووقع في "الدعاء": «أبو حصين» بدل: «أبو سنان» . (5) من قوله: «ورواه الثوري ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) بسبب انتقال البصر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 159 1333 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو زُهَير الْبَصْرِيُّ ثابتُ (1) بْنُ زُهَير (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَنْ سَأَلَكُمْ بِاللهِ فَأَعْطُوهُ، ومَنِ اسْتَجَابَكُمْ فَأَجِيبُوهُ، ومَنْ أَهْدَى إِلَيْكُمْ فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَكُمْ مَا تُكَافِئُونَهُ (3) فَادْعُوا لَهُ حَتَّى يَعْلَمَ أَنْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1334 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبَّاد بن إسحاق (5) ،   (1) في (ف) : «ابن ثابت» . (2) قال أبو حاتم: «منكر الحديث، ضعيف الحديث، لا يُشتَغَل به» . "الجرح والتعديل" (2/452 رقم1819) . وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (2/76) : «وذكره ابن المديني في المتروكين من أصحاب نافع، وجعله دون جابر الجُعفي» . (3) في (ك) : «تكافئوه» . (4) الحديث رواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/23 رقم795) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (235) من طريق الوضَّاح بن يحيى، عن منْدَل، عن الأعمش وليث، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. ورواه الدارقطني في "الأفراد" (189/ب/أطراف الغرائب) من طريق الوضَّاح، عن منْدَل، عن الأعمش، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وقال: «تفرَّد به وضاح بن يحيى، عن منْدَل، عن الأعمش، عنه» . ورواه أحمد في "مسنده" (2/68 رقم5365) وغيره من طريق أَبِي عَوانة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مجاهد، عن ابن عمر، به. وقد اختُلِف على الأعمش في هذا الحديث، وذكر الدارقطني في "العلل" (4/47/أ) أوجهَ الاختلاف عليه وقال: «والصَّحيح عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابن عمر» . وانظر "السلسلة الصحيحة" (254) . (5) ويقال: عبد الرحمن بن إسحاق. وروايته أخرجها البخاري - كما ذكر الترمذي في "العلل الكبير" بعد الرقم (460) -، وأخرجها الترمذي نفسه في المصدر السابق برقم (460) ، وابن ماجه في "سننه" (2092) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (234) ، والنسائي في "المجتبى" (3762) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5520) ، والطبراني في "الكبير" (12/223 رقم 13142) . ورواه البخاري في "صحيحه" (6628) ، وأحمد في "مسنده" (2/26 رقم4788) من طريق مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَتِ يمينُ النبيِّ (ص) : «لا ومُقلِّبِ القُلوب» . (*) ... هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب ذ. الحديث: 1333 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 160 عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (*) ؛ قَالَ: أكثرُ يَمِينِ رسولِ الله (ص) : لا وَمُصَرِّفِ القُلُوبِ! . وَرَوَاهُ يونسُ بنُ يَزِيدَ (1) ، وعُقَيلٌ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه (*) ، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ يُونُسَ وعُقَيلٍ أصحُّ. 1335 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرير بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة، عَنْ زِرّ (3) - أَوْ (4) عَنْ أَبِي وَائِلٍ (5) - عن عبد الله بن   (1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه"- كما في "تحفة الأشراف" (5/341 رقم 6709) وليس في المطبوع من "السنن"- وابن أبي عاصم في "السنة" (237) . (2) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه"- كما في "تحفة الأشراف" (5/341 رقم6709) وليس في المطبوع من "السنن"- وابن أبي عاصم في "السنة" (238) . قال المزي بعد أن ذكر رواية يونس وعقيل: «هذا الحديث لم يذكره أبو القاسم، وهو ثابت في عدة نسخ، من عدة طرق» . (3) هو: ابن حُبَيْش. (4) ضبَّب ناسخ (أ) على قوله: «أو» ، وناسخ (ف) على قوله: «زر» . (5) هو: شَقيق بن سلمة. الحديث: 1335 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 161 مَسْعُودٍ؛ أنَّه قَالَ (1) : مَنْ حَلَفَ على يَمينٍ لِيَقْتَطِعَ بها مالً (2) ، لَقِيَ اللَّهَ وهُوَ علَيهِ غَضْبانُ (3) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الصَّحيحُ: عَنْ أبي وائل، عن عبد الله (4) .   (1) كذا! وظاهره أنه من قول ابن مسعود، وهذا الظَّاهر غيرُ مرادٍ - فيما يبدو -؛ فالحديث لم يُختَلَف في رفعه، فهو مرفوعٌ في مصادر التخريج كلها، وإنما وقع الخلاف في راويه عن ابن مسعود. انظر "العلل" للدارقطني (715) ، والتعليق على "سنن سعيد بن منصور" (503) ؛ فليكن التقدير هنا: «أنه قال: قال رسول الله (ص) » ، والله أعلم. (2) في (ش) : «مالاً» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، لكن ضبَّبَ عليها ناسخ (ف) ، وهي صحيحة في العربية، فقد حُذِفَتْ منها ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) هذا الحديث جزء من حديث طويل رواه الإمام أحمد في "مسنده" (1/460 رقم 4395) من طريق حماد بن زيد، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «لا تُباشِر المرأةُ المرأةَ كأنها تَنعَتُها لزوجها - أو تَصِفُها لزوجها، أو للرجل- كأنه ينظرُ، وإذا كان ثلاثةٌ فلا يتناجى اثنان ِ دونَ صاحبهما؛ فإنَّ ذلك يُحزِنه، ومن حَلَفَ على يمين كاذبًا ليقتَطِعَ بها مالَ أخيه - أو قال: مال امرئ مسلم - لقيَ الله عز وجل وهو عليه غَضْبانُ» . ورواية جرير أخرجها الدارقطني في "الأفراد" = = (209/ب/أطراف الغرائب) بلفظ: «لا يَتَناجى اثنان ِ دونَ الثَّالث» ، وقال: «تفرَّد به جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمِ، واختُلِف عنه، فقيل: عنه، عَن عَاصِمٍ، عَن زر، عن أبي وائل» . وذكرها في "العلل" (5/70) فقال: «وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: عَنْ عاصم، عن أبي وائل - أو زر-، عن عبد الله: " لا يَتَناجى اثنان ِ " حسبُ» . (4) رواه من هذا الوجه البخاري في"صحيحه" (7445) ، ومسلم في"صحيحه" (138) . قال الدارقطني في "العلل" (5/70) : «والحديث عن أبي وائل أشبه بالصَّواب؛ لأن منصور والأعمش روياه عن أبي وائل، عن عبد الله» . وانظر تمام تخريج الحديث في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (503) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 162 1336 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ سَهْل بْنِ بَكَّار (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أيُّوب (2) ، عَن حُمَيد بْن هِلال، عَنْ أبي الأَحْوَص (3) ، عن عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينِ صَبْرٍ (5) مُتَعَمِّدًا فِيهَا لإِثْمٍ لِيَقْتطِعَ (6) مَالاً بِغَيْرِ حَقٍّ؛ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ القِيَامَةِ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا يُوقِفُهُ حمَّادُ ابنُ زيد (7) ، عن أيُّوب.   (1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" - كما في "تحفة الأشراف" (7/122) - والطحاوي في "مشكل الآثار" (443) ، والطبراني في "الكبير" (10/107 رقم 10113) ، وفي "الصغير" (338) . وسقط من رواية الطحاوي قوله: «عن أيوب» . قال الطبراني في "الصغير": «لم يروه عن يزيد بن إبراهيم إلا سهل بن بكار» . وقال في "الكبير": «رفعه يزيد بن إبراهيم ولم يرفعه حماد بن زيد» . (2) هو: السَّختياني. (3) هو: عَوْف بن مالك. (4) هو: ابن مسعود ح. (5) قال ابن الجوزي في "غريب الحديث" (1/578) : مَنْ حلفَ عَلَى يَمِينٍ صَبْرٍ: هو أن يحبسَ نفسَهُ على اليمينِ الكاذبةِ، غيرَ مُبالٍ بها. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1005) . (6) في (ت) و (ك) : «ليقطع» . (7) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/107 رقم 10114) من طريق عارم أبي النعمان، عن حماد، به. ورواه ابن حبان في "صحيحه" (5085) من طريق مُعلَّى بن مهدي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبي (ص) ، به. الحديث: 1336 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 163 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْحُدُودِ 1337 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو كامِل (1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيع، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ مَاعِز؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: خَالِدٌ الحَذَّاء (2) ، عن عِكْرِمَة: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (3) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ مِنْ أَبِي كَامِلٍ؟ فَقَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، يَزِيدُ بْنُ زُرَيع ثَبْتٌ. وَقَالَ (4) أَبِي: أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو كامِل. 1338- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يزيد ابن عَطَاء اليَشْكُري،   (1) هو: فضيل بن حسين. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4421) ، والطبراني في "الكبير" (11/269 رقم 11945) ، وفي "الأوسط" (4556) . ومن طريق أبي داود أخرجه الخطيب في "الكفاية" (1/141) . قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ خالد الحذاء إلا يزيدُ بن زريع، تفرَّد به أبو كامل» . والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (6824) من طريق عكرمة، ومسلم في "صحيحه" (1693) من طريق سعيد بن جبير، كلاهما عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، به. (2) روايته من هذا الوجه أخرجها النسائي في "الكبرى" (7170) من طريق عبد الوهَّاب الثَّقَفِيِّ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، به مرسلاً. (3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) في (ك) : «قال» بلا واو. الحديث: 1337 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 164 عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعي، عَنِ زَيْدِ بْنِ يُثَيْع (1) ، عَنْ سُهَيل بْنِ بَيْضَاءَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : يَا أَبَا بَكْرٍ، أَرَأَيْتَ لَوْ وَجَدتَّ مَعَ أَهْلِكَ رَجُلاً، مَا كُنْتَ صَانِعًا بِهِ (2) ؟ ، قَالَ: لَمْ أكنْ آلُو أَنْ أقتلَهَا (3) ... ، الْحَدِيثَ (4) ؟ فقال (5) أَبِي: لا أعلمُ أَحَدًا قَالَ: «عَنْ سُهَيل» إِلا يَزِيدَ بْنَ   (1) ويقال: أُثَيع، بالهمزة. (2) قوله: «به» ليس في (ف) . (3) كذا في النسخ: «صَانِعًا به ... أن أقتلَهَا» ، والجادَّة اتحاد الضمير في السؤال والجواب، فيقال: «صَانِعًا بِهِ ... أن أقتُلَه» بالإفراد والتذكير، أو يقال: «صَانِعًا بها ... أن أقتُلَهَا» بالإفراد والتأنيث، أو «صَانِعًا بهما ... أن أقتُلَهُمَا» بضمير المثنَّى، وجاء الضمير في مصادر التخريج مفردًا مذكرًا في السؤال والجواب، راجعًا إلى «الرجل» ، والله أعلم. فإن كانت الرواية هنا سؤالاً عمَّا يَصْنعه بامرأته، فيكون الضمير في «صَانِعًا به» وارادًا على لغة طيِّئ ولَخْم، فإنهم يقفون على نحو «بِهَا» فيقولون: «بَهْ» ؛ ويحذفون ألف ضمير المؤنَّث «هَا» مع نقل فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها. وانظر التعليق على المسألة رقم (235) . (4) لم نقف على الحديث من هذا الوجه. وقد أخرجه البزار في "مسنده" (2940) ، والطبراني في "الأوسط" (8111) ، والدارقطني في "الأفراد" (127/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/237) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبيه، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيع، عَنْ حذيفة، به مرفوعًا. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده إلا النضر بن شُميل، عن يونس» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي إسحاق إلا ابنه يونس» . وقال الدارقطني: «غريبٌ من حديث أبي إسحاق، عن زيد، تفرَّد به عنه ابنه يونس» . وقال أبو نعيم: «غريب، تفرَّد به يونس، عن أبي إسحاق، وعنه النضر» . (5) في (أ) و (ش) : «قال» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 165 عَطَاء، وَقَدْ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ وَغَيْرُهُ (1) ، فإنهم يقولون: عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْع: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ولسُهَيل بْنِ بَيْضَاءَ ... ، مُرسَلً (2) ، وَهُوَ أشبهُ بالصَّواب. 1339 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (3) ، عَنْ سَعدان (4) بْنِ يَحْيَى، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: إِذَا سَرَقَ فَاقْطَعُوهُ، ثُمَّ إِذَا سَرَقَ فَاقْطَعُوهُ، ثُمَّ إِذَا سَرَقَ فَاقْطَعُوهُ، ثُمَّ إِذَا سَرَقَ فَاقْطَعُوهُ (5) ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَة، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن جابر، عن النبيِّ (ص) . قلتُ (6) : فالخطأُ ممَّن هو؟   (1) الحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (12364) ، والبزار في "مسنده" (2941) من طريق الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زيد بن أُثَيع قال: قال النبي (ص) ، به. (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) في (ك) : «عمارة» . وروايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (3/181) . ورواه الدارقطني أيضًا من طريق يزيد بن سنان وعائذ بن حبيب، عن هشام به. ورواه أبو داود في "سننه" (4410) ، والنسائي في "المجتبى" (4978) ، وفي "الكبرى" (7471) = = من طريق مصعب بن ثابت، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر به. قال النسائي: «وهذا حديثٌ منكر، ومصعب بن ثابت ليس بالقوي في الحديث» . وقال في"الكبرى": «مصعب بن ثابت ليس بالقوي، ويحيى القطان لم يتركه، وهذا الحديث ليس بصحيح، ولا أعلم في هذا الباب حديثًا صحيحًا عن النبي (ص) » . (4) هو: سعيد بن يحيى اللخمي. وسعدان لقبُه. (5) من قوله: «ثم إذا سرق فاقطعوه ... » الأولى إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ ولعلَّه لانتقال النظر. (6) في (ك) : «قلت لأبي» . الحديث: 1339 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 166 قَالا: لَيْسَ هَذَا خَطَأً؛ إِنَّمَا تَرَكَ مِنَ الإسنادِ رجُلاً (1) . قلتُ: مَن التَّاركُ: هشامٌ، أَوْ سَعدان؟ قَالا: يَحْتملُ أَنْ يكونَ مِنْ أَحَدِهِمَا؛ مِنْ هِشَامٍ، أَوْ مِنْ (2) سَعدان. 1340 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ (4) ، عَن الزُّهْري، عَنْ   (1) هذه العبارة تحتمل أن يكون مرادهما: أن عدم ذكر الرجل المبهم في الإسناد لم يكن وهمًا وخطأً، وإنما كان متعمدًا، فيكون من باب تدليس التسوية، وتحتمل أن هذا لا يُعَدّ من الأخطاء المهمّة، والاحتمال الأول أقوى، والله أعلم. (2) قوله: «من» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (3) في (ف) : «وقال أبو زرعة: سألتُ» ، وفي (ت) و (ك) : «قال أبو زرعة: سألتُ» . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/32 رقم 16378) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2303 و2304) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1460) ، والطبراني في"الكبير" (22/190-191 رقم 498 و499) ، وابن عدي في "الكامل" (4/302) ، والدارقطني في "السنن" (3/96) ، والحاكم في "المستدرك" (4/349) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/26) . قال ابن عدي: «وهذا من حديث الزهري لا أعلمُ يرويه غير عبد الرحمن بن إسحاق عنه» . الحديث: 1340 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 167 عَطَاء بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي شُرَيح (1) ، عن النبيِّ (ص) : أَعْتَى النَّاسِ عَلَى اللهِ مَنْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أبي: كذا روى عبد الرحمن بْنُ إِسْحَاقَ، وخُولِفَ. وَرَوَاهُ عُقَيْلٌ (2) ، ويونسُ (3) ، وغيرُهُما؛ يَقُولُونَ: عَنِ الزُّهْري، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي شُرَيْح، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيحُ (4) ، أخطأ عبد الرحمن بْنُ إِسْحَاقَ. 1341 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عن جَنْدَل ابن وَالِق (5) ، عن عُبَيدالله بن عمرو، عن عبد الكريم (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) رجَمَ يَهُودِيًّا ويهوديَّةً، حِينَ بَدَأَ حَمِدَ اللهَ. قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ جَنْدَل؛ وإنَّما يُروى: «حيثُ (7) تحاكَمُوا إليه» (8) .   (1) هو: الكعبي، صحابي مشهور بكُنيته، ومختَلَف في اسمه؛ قيل: اسمه: خويلد بن عمرو، أو عكسه، وقيل: عبد الرحمن بن عمرو، وقيل غير ذلك. (2) هو: ابن خالد الأيلي. (3) هو: ابن يزيد الأيلي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/31-32 رقم 16376) ، والبخاري في"التاريخ الكبير" (7/277) معلقًا، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/397-398) ، والطبراني في"الكبير" (22/191 رقم 500) ، والحاكم في "المستدرك" (4/349) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/71) . (4) قال البخاري في"التاريخ الكبير" (7/277) في ترجمة مسلم بن يزيد: «روى عنه الزهري، وجعل بعضُ الناس حديثه عن عطاء بن يزيد، ولا يصحُّ» . (5) لم نقف على روايته. لكن أخرجه المصيصي في "حديثه" (40) عن لوين، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (15/94) ، و"شرح معاني الآثار" (4/141) من طريق علي بن مَعْبَد، كلاهما (لوين، وعلي بن معبد) عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم بن مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أن رسول الله (ص) رجم يهوديًّا ويهوديَّة حين تحاكموا إليه. والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (3635) ، ومسلم في "صحيحه" (1699) من طريق مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به مطولاً. (6) هو: ابن مالك الجزري. (7) كذا في جميع النسخ، ومثله في "سؤالات البرذعي لأبي زرعة"، و"تهذيب الكمال" كما سيأتي، وهو تصحيف، وفي المواضع الآتية من حديث لوين" و"شرح مشكل الآثار" و"شرح المعاني": «حين» ، وهو الصواب. (8) قال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص369-370) : «سمعتُ أبا زرعة يقول: كان جندل بن والِق يحدِّث عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي (ص) رجم يهوديًّا ويهودية حيث [بدأ حمد] الله. فكانوا يستغربون هذا الحديث، فلما قدمت الرَّقَّة كتبته عن جماعة: حيث تحاكموا إليه، فعلمت أنه صحَّف» . وما بين المعقوفين تصحَّف في المطبوع إلى: «تراحمه» ، والتصويب من "تهذيب الكمال" (5/152) حيث نقل هذا النص عن البرذعي. الحديث: 1341 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 168 1342 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَفْص النَّيْسابوري (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبِي (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان (4) ، عَنْ سِمَاك بْنِ حَرْب، عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْب (5) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرير، عَنْ جَرير بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ ... . وَرَوَاهُ داودُ الأَوْدِي (6) ، عَنْ سِمَاك، عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرير، عَنْ جَرير بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان أصحُّ؛ لأَنَّهُ زَادَ فِيهِ رَجُلا. 1343 - وسألتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (8) ،   (1) في (ف) : «وسألت» . (2) يروي عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طهمان مشيخته. وروايته أخرجها ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (526) . قال ابن شاهين: «وهذا حديث غريبٌ لا أعلم أن سماكًا حدث عن أخيه إلا هذا. وابن جرير هذا اسمه خالد بن جرير» . (3) هو: حفص بن عبد الله بن راشد. (4) روايته أخرجها في "مشيخته" (14) . (5) قوله: «عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ» سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/142) معلقًا، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/159) ، والطبراني في "الكبير" (2/335-336 رقم 2397 و2398) ، والحاكم في "المستدرك" (4/371) . (7) ستأتي هذه المسألة برقم (1347) عن أبي حاتم وأبي زرعة. (8) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرجه أبو داود في "سننه" (4363) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ يونس، عن حميد، عن النبي (ص) . ورواه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 118) من طريق سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، به. الحديث: 1342 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 169 عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَة (1) ؛ في قصة أبي بكر (2) ؟ قال أبو زرعة: ورواه (3) شُعْبة (4) ، عَنْ عَمرو بْنِ مُرَّة، عَن حُمَيد بْن هلال (5) ، عَنْ أَبِي بَرْزَة؛ فِي قِصَّةِ أَبِي بكر (6) . وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيع (7) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ حُمَيد، عن   (1) هو: نَضْلَة بن عبيد. (2) في (ت) و (ك) : «أبي بكرة» . وسيأتي ذكر القصة في المسألة رقم (1347) . (3) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو. (4) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (4076) من طريق أبي داود الطيالسي، والمروزي في "مسند أبي بكر" (67) من طريق غندر، كلاهما (أبو داود وغندر) عن شعبة، به. ورواه الطيالسي في "مسنده" (4) عن شعبة، عن توبة العَنبَري، عن أبي السوار عبد الله بن قدامة، عن أبي برزة به. ورواه أحمد في "مسنده" (1/9 رقم54) ، وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 119) من طريق غندر، والنسائي في "سننه" (4071) ، وأبو يعلى في "مسنده" (81) من طريق معاذ بن معاذ، وأبو يعلى (82) من طريق عثمان بن عمر، ثلاثتهم (غندر ومعاذ وعثمان) ، عن شعبة بمثل رواية الطيالسي. (5) وكنيته: أبو نصر. وانظر ما سيأتي في المسألة رقم (1347) . (6) في (ك) : «أبي بكرة» . (7) في (ك) : «رزيع» . وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/10 رقم61) ، وأبو داود في "سننه" (4363) ، وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 118) ، والبزار في "مسنده" (49) ، والنسائي في "سننه" (4077) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 170 عبد الله بْنِ مُطَرِّف، عَنْ أَبِي بَرْزَة. والصَّحيحُ: كما يَقُولُ يزيدُ بنُ زُرَيع (1) . 1344 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أُسَامَةُ بْنُ زيد (3) ، عن الزُّهري، عن عبد الرحمن بن أَزْهَر؛ قال: رأيتُ   (1) وهذا ما رجَّحه أبو حاتم في المسألة رقم (1347) . وقال البزار بعد أن ذكر الاختلاف فيه: «وأحسن إسنادٍ في هذا: حديث يُونُسَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، ولا نعلم حدّث به عن يونس إلا يزيد بن زريع» . اهـ. كذا قال، ولعله يقصد بهذا الوجه. وقال النسائي عن طريق يزيد بن زريع هذه: «هذا الحديث أحسنُ الأحاديث وأجوَدُها» . وأطال الدارقطني في "العلل" (39) في ذكر الاختلاف في هذا الحديث، وقال: «ورواه يونس بن عبيد فجوَّد إسناده، فَقَالَ: عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عن عبد الله بن مطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير، عن أبي برزة؛ قال ذلك: يَزِيدُ بْنُ زُرَيع عَنْ يُونُسَ. وتابعه الحسن بن دينار عن حميد بن هلال» . (2) نقل ابن حجر بعض هذا النص في "التلخيص الحبير" (4/142) . (3) في (ف) : «يزيد» . وأسامة بن زيد هو: الليثي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (36935) ، وأحمد في "مسنده" (4/88 و350 رقم 16809 و16810 و19079 و19080) ، وأبو داود في "سننه" (4487 و4489) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/283-284) ، والحاكم في "المستدرك" (4/374-375) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/320) . ووقع في رواية أحمد تصريح الزهري بالسَّماع من عبد الرحمن بن أزهر، وقد بيَّن الإمام أحمد أن الزهري لم يسمع من عبد الرحمن بن أزهر، وأن أسامة لم يحفظ. انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص 191) . وأخرجه الشافعي في "الأم" (6/180) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (9741) من طريق معمر، والنسائي في "الكبرى" (5282) من طريق صالح بن كيسان، وأبو عوانة في "صحيحه" (6751/المعرفة) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، ثلاثتهم (معمر وصالح ويونس) عن الزهري، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "مسنده" (4/88 و351 رقم 16811 و19081) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (639) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (6750) ، وابن حبان في "صحيحه" (7090) ، والبيهقي في "الدلائل" (5/139-140) . الحديث: 1344 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 171 رسول الله (ص) يَسْأَلُ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ - وأنا غلامٌ شابٌّ - فأُتِي (1) بِشَارِبٍ، وأمرهُمْ فَضَرَبوه، فَمِنْهُمْ مَنْ ضَرَبَ بنعلِه ... وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: لَمْ يَسْمَع الزُّهْريُّ هَذَا الحديثَ مِنْ عبد الرحمن بن أَزْهَر، يُدخَلُ بينهم (*) : عبد اللهُ ابنُ عبد الرحمن بْنِ أَزْهَر. قلتُ لَهُمَا: مَنْ يُدْخِلُ بينهم (*) ابنَ عبد الرحمن بنِ أَزْهَر؟ قَالا: عُقَيل بْنُ خَالِدٍ (2) . 1345 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبَّاد بْنُ مَنْصُورٍ (4) ، عَنْ   (1) في (ت) و (ك) : «وأتي» . (*) ... كذا، وهو صحيح في العربية، والجادَّة: بينهما. وانظر التعليق على المسألة رقم (74) . (2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4488) ، والنسائي في "الكبرى" (5283) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/320) . قال أبو داود: «أدخل عُقيل بن خالد بين الزهري وبين ابن الأزهر في هَذَا الْحَدِيثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عبد الرحمن بن الأزهر، عن أبيه» . وقال النسائي: «هذا أولى بالصَّواب» . أي: من رواية أسامة بن زيد. (3) ستأتي هذه المسألة برقم (1403) ، وانظر المسألة رقم (2274) و (2463) . (4) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2789) ، وأحمد في "مسنده" (1/238-239 و245 رقم 2131 و2199) ، وأبوداود في "سننه" (2256) ، والطبري في "تفسيره" (19/111) . ومن طريق الطيالسي أخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (14182) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" = = (7/394) . ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/250) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/395) . ورواه البخاري في "صحيحه" (4747) من طريق هشام ابن حَسَّانٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس به. وانظر "العلل الكبير" للترمذي (ص 176) ، و"نصب الراية" (3/251) . الحديث: 1345 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 172 عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس - فِي قصَّة اللِّعَان -: جَاءَ هلالُ بْنُ أُمَيَّةَ ... ؟ فَقَالَ أَبِي: لَهُ (1) بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوُ عَشَرَةِ أحاديثَ. قَالَ: فرأيتُ فِي بَعْضِ حَدِيثِ عبَّاد بْنِ مَنْصُورٍ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى (2) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكْرِمَة (3) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) (4) . 1346 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هُشَيم (5) ، عَنْ (6) أَبِي بِشْرٍ (7) ، عَنْ [حَبِيب] (8) ابن سالِم، عَنِ النُّعْمان بْنِ بَشِير، عن النبيِّ (ص) :   (1) أي: لعبَّاد بن منصور. (2) هو: الأسلمي، متروك. (3) رواية داود بن الحصين عن عكرمة منكرة. (4) قال ابن حبان في "المجروحين" (2/166) في ترجمة عباد: «كل ما روى عن عكرمة سمعه من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى، عن داود بن الحصين، فدلَّسها عن عكرمة» . (5) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (833) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2257) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (29004-الرشد) ، وأحمد في "مسنده" (4/277 رقم 18446) ، والترمذي في "جامعه" (1452) ، و"العلل الكبير" (424) ، والنسائي في "الكبرى" (5527 و7188/الرسالة) . (6) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (7) في (ف) : «أبي بشير» . وأبو بشر: هو جعفر بن إياس، المعروف بابن أبي وحشيَّة. (8) في جميع النسخ: «جبير» ، والتَّصويب من مصادر التخريج السابقة واللاحقة، وسيأتي على الصواب في مسألتنا هذه، وانظر التعليق التالي. الحديث: 1346 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 173 أَنَّهُ قَضَى فِي رَجُلٍ وَقَعَ عَلَى جاريةِ امرأتِهِ (1) بِغَيْرِ إِذْنِهَا، فقال النبيُّ (ص) : إِنْ كُنْتِ لَمْ تَأْذَنِي لَهُ رَجَمْتُهُ، وإِنْ كُنْتِ أَذِنْتِ لَهُ جَلَدتُّهُ مِئَةً. وَرَوَى الْحَسَنُ (2) ، عَنْ سَلَمة بْنِ مُحَبِّق، عن النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا وقعَ عَلَى جَارِيَةِ امرأتِه، فرُفع إلى النبيِّ (ص) ، فقال النبيُّ (ص) : إِنْ كَانَتْ طَاوَعَتْهُ، فَهِيَ لَهُ، وعَلَيْهِ مِثْلُهَا. وإِنْ كَانَ اسْتَكْرَهَهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ، ولِمَوْلاَتِهَا عَلَيْهِ مِثْلُهَا؟   (1) في جميع النسخ: «جارية حبيب امرأته» ، هكذا بزيادة لفظة «حبيب» ، وهي زيادة مقحمة، ولم ترد في شيء من مصادر التخريج. وسبب ورودها هنا - والله أعلم-: أنَّ قوله: «جبير» صوب في الأصل إلى «حبيب» ، ولعل الذي قام بالتصويب لم يضرب على «جبير» ، فظن الذي نقل عن الأصل أن هذه الكلمة تتبع السطر الأسفل؛ لكونها جاءت بين السطرين، وهو هذا الموضع، ومرجع النُّسخ التي اعتمدناها إلى تلك النسخة التي وقع فيها هذا الخطأ. (2) هو: ابن أبي الحسن البصري. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/476 رقم 15911) من طريق المبارك ابن فَضالة، وأحمد في "مسنده" (5/6 رقم 20063) ، وأبوداود في "سننه" (4461) ، والترمذي في "العلل الكبير" (425) ، والنسائي في "المجتبى" (3364) ، وفي "الكبرى" (7194) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، والنسائي في "الكبرى" (7192) ، وابن ماجه في "سننه" (2552) ، والدارقطني في "سننه" (3/84) من طريق هشام بن حسان، والنسائي في "الكبرى" (7193) من طريق يونس بن عبيد، أربعتهم (المبارك وقتادة وهشام ويونس) عن الحسن، عن سلمة به. ... ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (13417) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن الْحَسَنِ، عَنْ قَبيصة بْنِ حُرَيْثٍ، عن سلمة به، ووقع في المطبوع: «قبيصة بن ذؤيب» . ومن طريق عبد الرزاق رواه أبوداود في "سننه" (4460) ، والنسائي في "الكبرى" (7195) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/1167/السلفي) . قال الترمذي في "العلل الكبير" (425) بعد أن رواه من طريق قتادة، عن الحسن، عن سلمة: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: «رواه الفضل ابن دَلْهَم ومنصور بن زاذان وسلاَّم بن مسكين، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَبيصة بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ المحبِّق، وهو أصحُّ من حديث قتادة» ، ثم قال البخاري: «ولا يقول بهذا الحديث أحدٌ من أصحابنا» . وقال أبو داود: «روى يونس بن عبيد وعمرو بن دينار ومنصور بن زاذان وسلاَّم عن الحسن هذا الحديث بمعناه، لم يذكر يونس ومنصور: قبيصة» . وقال النسائي في "الكبرى": «ليس في هذا الباب شيء صحيحٌ يُحتَجُّ به» . وقال العقيلي: «وفي هذا الحديث اضطراب» . وانظر "العلل" لابن المديني (ص57-60 رقم 70 و71 و74) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 174 قلتُ لأبي: هما صَحِيحَينِ (1) ؟ قَالَ: نَعَمْ (2) . قلتُ: حَبيبٌ عَنِ النعمانُ مُتَّصِلٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قلتُ: الحسن، عن سَلَمة مُتَّصِلٌ؟   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» ؛ لأنَّه خبر المبتدأ، والتقدير: «أهما صحيحان؟» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه وجهان: الأوَّل: وجه الرفع على أنَّه خبر، والأصل: «صحيحان» إلا أنَّ الألف أميلت فكتبت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة: «صحيحين» . وانظر في سبب الإمالة في هذه الكلمة: التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . والثاني: وجه النصب «صحيحين» ، وفيه تخريجان؛ أحدهما: منصوبٌ على أنَّه حالٌ سدَّ مَسَدَّ الخَبر، والتقدير: «أهما مستقرَّانِ صَحِيحَين؟» ، وله شواهد في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (827) . وثانيهما: نصبه على أنَّه مفعول به لفعلٍ محذوف، والتقدير: «أهما يُعَدَّانِ عندك صحيحين؟» ، والله أعلم. (2) قال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/359) عن الحديث: «وصحَّحه أبو حاتم الرازي» . وقال الترمذي في "العلل الكبير" (424) ؛ بعد أن ذكر أوجه الخلاف فيه: «وسمعت إسحاق بن منصور يذكر عن أحمد وإسحاق أنهما قالا بحديث حَبِيبِ بْنِ سالِم، عَنِ النُعْمَانِ» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 175 قال: لا! حدَّثنا القاسمُ بنُ سَلاَّم (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: حدَّثني قَبيصة بْنُ حُرَيْث، عَنْ سَلَمَة بْنِ مُحَبِّق، عَنِ النبيِّ (ص) ، فَأَدْخَلا (3) بَيْنَهُمَا قَبيصَةَ بنَ حُرَيث (4) ، فاتَّصَلَ الإِسْنَادُ (5) . قلتُ: الْحَسَنُ سَمِعَ من سَلَمة، وروى محمدُ ابنُ مُسْلِمٍ الطَّائفي (6) ، عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ: سمعتُ سَلَمةَ بنَ المُحَبِّق؟ قَالَ: هَذَا عِنْدِي غَلَطٌ غيرُ مَحْفُوظٍ. قلتُ: فإنَّ قَتَادة يُختلَفُ عَلَيْهِ فِي هَذَا:   (1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/144) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/240) . وسبق تخريجه من رواية قتادة، عن الحسن، عن قبيصة، عن سلمة. (2) هو: سلاَّم بن مسكين. (3) لعل المقصود: القاسم بن سلاَّم، وأبوه. (4) قوله: «ابن حريث» ليس في (أ) و (ش) و (ف) ، وفي (ك) : «بنت حريث» . (5) قال البخاري: «قَبيصة بن حُرَيث؛ سمع سلمة بن المُحَبِّق، في حديثه نظر» . نقله العقيلي في "الضعفاء" (3/1166/السلفي) . (6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/72) ، والطبراني في "الكبير" (7/46 رقم 6338) . ورواه أحمد في "مسنده" (5/6 رقم 20060) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/240) من طريق حماد بن زيد، وعبد الرزاق في "المصنف" (13418) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1066) ، والطبراني في "الكبير" (7/45 رقم 6337) من طريق سفيان بن عيينة، كلاهما (حماد وسفيان) عن عمرو بن دينار به. قال البخاري: «لم يسمع الحسن من سلمة، بينهما قَبيصة بن حُرَيث، ولا يصحُّ» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 176 يَرْوِي أَبَانُ (1) ، عَنْ قَتَادة؛ قَالَ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَة، عَنْ حَبِيب بْنِ سالِم، عَنِ النُّعمان بْنِ بَشِيرٍ. وَرَوَى همَّام (2) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ حَبيب بْنِ يِساف، عَنْ حَبيب بْنِ سالم، عَنْ النُّعمان. فأيُّ هَذَا أشبهُ؟ قَالَ: حديثُ همَّام أشبهُ، وحبيبُ بنُ يِسَاف (3) مجهولٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنْهُ غيرَ قَتَادة هَذَا الْحَدِيثَ الواحدَ، وَكَذَلِكَ خَالِدُ بْنُ   (1) هو: ابن يزيد العطار. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/275 و276 رقم 18425 و18426) ، وأبو داود في "سننه" (4458) ، والنسائي في "المجتبى" (3361) ، وفي "الكبرى" (7190) . وقال الترمذي في "العلل الكبير" (424) : «وقال شُعْبَةَ: عَنْ أَبِي بشر، عَن خَالِدُ بْنُ عَرْفَطَةَ، عَنْ حَبِيبِ، عن النعمان، عن النبي (ص) » . اهـ. ومن طريق شعبة هذه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/277 رقم 18444) ، والدارمي في "المسند" (2375) ، وأبوداود (4459) ، والنسائي في "الكبرى" (5526 و7187-الرسالة) ، والحاكم في "المستدرك" (4/365) . (2) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته على هذا الوجه أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/145) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/239) من طريق = = أبي عمر الحوضي عنه، به. ورواه النسائي في "الكبرى" (7191) من طريق حَبَّان بن هلال، والبيهقي (8/239) من طريق هُدْبَة بن خالد، كلاهما (حَبَّان وهُدْبَة) عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ حَبيب ابن سالم، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يِساف، عَنْ النعمان، به. وقد ذكر البيهقي أنه اختُلِف فيه على همام، ثم روى الوجهَين السابقَين وقال: «هكذا وجدتهما في الكتاب» . (3) في (ك) : «حبيب بن همام» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 177 عُرْفُطَةَ مجهولٌ، لا نعرفُ أَحَدًا يُقَالُ (1) لَهُ: خالدُ بنُ (2) عُرْفُطَة، إلا واحدً (3) ؛ الَّذِي لَهُ صُحْبة. 1347 - وسُئِلَ (4) أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالواحد بْنُ زِيَادٍ، ويَعْلى بنُ عُبَيد (5) ، وَأَبُو عَوَانة (6) ، وعليُّ (7) بنُ مُسْهِر، وعبدُالله بْنُ نُمَير (8) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عمرو ابن مُرَّة، عَنْ أَبِي البَخْتَري (9) ، عَنْ أَبِي بَرْزَة (10) ؛ قَالَ: انتهَيْتُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ (11) وَهُوَ غَضْبَانُ يَتَلَظَّى (12)   (1) في (ك) : «فقال» . (2) في (أ) و (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» . (3) كذا في جميع النسخ، دون ألف تنوين النصب، وهو هنا مستثنًى من استثناءٍ تامٍّ منفي؛ فإما أن ينصب على الاستثناء، أو يعرب بدلاً من المستثنى منه - وهو «أحدًا» - فيأخذ إعرابه وهو هنا النصب أيضًا. ويخرَّج على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1343) عن أبي زرعة وحده. (5) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (6) ، وأخرجه النسائي في "سننه" (4073) من طريق أبي داود الحراني، والدارقطني في "الأفراد" (17/ب/أطراف الغرائب) من طريق محمد بن عبيد، ثلاثتهم (الحميدي والحراني ومحمد) عن يعلى بن عبيد، به. قال الدارقطني: «غريبٌ من حديث محمد بن عبيد عن أخيه يعلى، عن الأعمش، عن أبي البختري عنه» . (6) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (4074) . (7) في (ك) : «وأبو عوانة علي» . (8) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الديات" (ص118) . (9) هو: سعيد بن فيروز. (10) في (أ) : «أبي سوزة» ، ولم تتضح في (ش) . (11) في (ك) : «إلى أبو بكر» . (12) شبَّه شدَّة غضبه بالنار تَتَلَظَّى، أي: تتلَهَّب، واللَّظَى: النارُ أو لَهَبُها. انظر "القاموس" (لظي/ص1331) . الحديث: 1347 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 178 عَلَى رَجُلٍ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي أغضَبَكَ فأَضْرِبَ عنقَهُ؟ قَالَ: مَا كَانَ هَذَا لأحدٍ بَعْدَ رسول الله (ص) . وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (1) ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الأعمَش، عَنْ عَمْرِو بن مُرَّة، عن سالم ابن أَبِي الجَعْد، عَنْ أَبِي بَرْزَة. وَرَوَاهُ شُعْبة، وزيدُ بنُ أَبِي أُنَيْسة (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة (3) ، عن   (1) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 118) ، والنسائي في "سننه" (4072) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (68) . وسقط: «عمرو بن مرة» من المطبوع من "الديات". قال الدارقطني في "العلل" (39) : «وقال أبو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ رجل، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أَبِي برزة. وقال عليُّ بن صالح المكي: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ أبي هريرة، ووَهِمَ فيه؛ قال ذلك خالد بن نزار، عن سعيد بن سالم عنه» . (2) كذا ذكر المصنف هنا رواية شعبة مقرونة برواية زيد بن أبي أنيسة، وكذا ذكرهما الدارقطني في "العلل" (1/237) ووقع عنده في المطبوع: «أبو نضرة» ، وأشار محققه إلى أنَّه في "النسخة الهندية" من مخطوط العلل: «أبو نصر» ، وأبو نصر: هو حميد بن هلال، وقد تقدَّم تخريج رواية شعبة في المسألة رقم (1343) وفيها: «عن حميد بن هلال» . وأمَّا رواية زيد بْن أَبِي أنيسة فأخرجها أبو يعلى في "مسنده" (80) ، ووقع عنده في المطبوع: «أبو نصر» وهي كذلك في الأصل الخطي من "مسند أبي يعلى" ولكن وضع عليها الناسخ كلمة «لا» ، ثم صوبها في الهامش إلى: «أبو بصير» وهو خطأ لا شك فيه. وقد أخرج النسائي في "سننه" (4075) وابن أبي عاصم في "الديات" (ص 118) الحديث من طريق زيد بن أُنَيْسَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي برزة، به. قال النسائي: «هذا خطأ، والصَّواب أبو نصر، = = واسمه حميد بن هلال خالفه شعبة» . ثم أورد رواية شعبة وفيها: «أبو نصر» . (3) من قوله: «عن سالم ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 179 أَبِي نَصْرٍ (1) ، عَنْ أَبِي بَرْزَة (2) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ من حَدِيثِ الأعمَش (3) : عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ أَبِي البَخْتَري. قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (4) بعضُهُم عَنِ الأعمَش، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي نَصْر حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَة. وَرَوَى يُونُسُ بْنُ عُبيد (5) ، عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ - وَهُوَ أبو نَصْر - عن عبد الله (6) بْنِ مُطَرِّف، عَنْ أَبِي بَرْزَة (7) . قال أبي: والصَّحيحُ: مارواه (8) يُونُسُ بْنُ عُبَيد، وَهُوَ أشبهُها،   (1) في (أ) و (ش) : «أبي نضرة» ، والصواب ما أثبتناه، وقد ضبَّب ناسخ (ك) على قوله: «نصر» ، ويبدو أن السائل قد حمل رواية زيد بْن أَبِي أُنيسة على رواية شعبة. والله أعلم. (2) في (ت) و (ف) : «أبي بردة» . (3) هذا التصحيح من أبي زرعة إنما هو لبيان الراجح من الاختلاف على الأعمش فَحَسْبُ؛ وإلا فقد تقدم في المسألة رقم (1343) أنه صحَّح حديث يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بن هلال، عن عبد الله بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ، وهو الذي وافقه عليه أبو حاتم، والبزار، والنسائي، والدارقطني. (4) في (أ) و (ش) : «روى» . (5) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1343) . (6) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» . (7) من قوله: «وروى يونس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) بسبب انتقال بصر الناسخ. (8) في (ف) : «ما روى» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 180 وَلَيْسَ لأَبِي البَخْتَريِّ مَعْنًى. 1348 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الصَّمد بن عبد الوارث (1) ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتَوائي، عَنْ قَتَادة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ عَلِيًّا أَخَذَ قَوْمًا مِنَ الزُّطِّ (2) اتَّخذوا صَنَمًا فحرَّقَهُم بِالنَّارِ ... ؟ قَالَ: كَذَا يَرْوِيهِ عبد الصَّمد! وَإِنَّمَا هُوَ: قَتَادة، عَنْ عِكْرِمَة: أنَّ عَلِيًّا ... (3) . 1349 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عن   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/322 رقم 2966) ، والنسائي في "سننه" (4065) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2533) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (3/81/مسند علي) ، وابن حبان في "صحيحه" (4475) ، والطبراني في "الكبير" (10/272 رقم 10638) ، والدارقطني في "الأفراد" (144/ب/أطراف الغرائب) . قال الدارقطني: «تفرَّد به عبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام، عن قتادة، عنه» . (2) الزُّطُّ، بضم الزاي: جِيلٌ من الهند، معرَّبُ «جَتّ» ، بالفتح، والواحدُ: زُطِّيٌّ. "القاموس" (ز ط ط/ص668) . وفي "اللسان" (ز ط ط/7/308) : الزُّطُّ: جِيلٌ أسوَدُ من السِّند، إليهم تُنسَب الثياب الزُّطِّيَّة. قال د. ف عبد الرحيم: هذه الكلمة - أي: الزُّطّ - هندية، أصلها: «جات» بألف بعد الجيم، وبالتاء اللثوية. "القول الأصيل، فيما في العربية من الدخيل" (ص110) . (3) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (3017) من طريق أيوب، عن عكرمة؛ أنَّ عليًّا حرَّق قومًا، فبلغ ابن عباس فقال: لو كنتُ أنا لم أحرِّقْهم؛ لأنَّ النبيَّ (ص) قال: «لا تعذِّبوا بعذابِ الله» ، ولقتلتُهم كما قال النبيُّ (ص) : «من بَدَّل دينَه فاقتُلوه» . الحديث: 1348 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 181 أيُّوب (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي (2) عَطِيَّة الهَمْداني: أنَّ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب قَالَ فِي أمِّ الْوَلَدِ: إِنْ كفَرَتْ أَوْ زَنَتْ أَوْ فَجَرَتْ، فَهِيَ رقيقٌ. قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: مَالِكُ بْنُ أَبِي عَامِرٍ، وَيُقَالُ: ابْنُ عَامِرٍ (3) ، وَهُوَ: أَبُو عَطِيَّة الهَمْداني، ثُمَّ الوَادِعي (4) . 1350 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حمَّاد ابن سَلَمة، عَن حُمَيد (5) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ غُلامًا سَرَقَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ، فأُتِيَ بِهِ عُمَرُ، فشَبَرَ الغلامَ (6) ، وأَخَذَ مَقايِسَهُ، فنَقَصَ أُنْمُلَةً (7) ؛ فَلَمْ يَقْطَعْهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حدَّثنا الأَنْصَارِيُّ (8) ، عَنْ حمَّاد (9) ، عن   (1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (2) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (21599) ، وابن حزم في "المحلى" (9/219) من طريق ابن سيرين، عنه، عن عمر به. (4) ترجمته في "التاريخ الكبير" (7/305) ، و"الجرح والتعديل" (8/213) . (5) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (6) أي: قاسه بشِبْرِه، والشِّبْرُ: ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخِنْصَر بالتفريج المعتاد. انظر "لسان العرب" (4/391) ، و"المصباح المنير" (1/302-303) . (7) في كلمة «أنملة» تِسْع لغات، ومثلها كلمة «إصبع» مع لغة عاشرة هي «أُصْبُوع» ، وقد جمع العِزُّ القَسْطَلاَّنِيُّ ذلك كلَّه في قوله [من البسيط] : وَهَمْزَ أُنْمُلَةٍ ثَلِّثْ وَثَالِثَهُ أَلتِّسْعُ في أُصْبُعٍ وَاخْتِمْ بِأُصْبُوع انظر: "تاج العروس" (ن م ل) (5/758) . (8) هو: محمد بن عبد الله بن المثنَّى. (9) في (ت) : «حَمَّاد بن» ، وكذا في (ك) ، لكن بعد قوله: «بن» بياض بمقدار كلمة، ونظن أن الصَّواب: «عن حميد» ؛ لأن الأنصاري يروي عن حميد، ولا يروي عن حماد كما في "تهذيب الكمال" (25/540) . وقد أخرج ابن أبي شيبة هذا الأثر في "المصنف" (28146) من طريق مروان بن معاوية، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أَنّ أبا بكر أتي بغلام ... فذكره. الحديث: 1350 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 182 أَنَسٍ: أنَّ غُلامًا سَرَقَ، فأُتِيَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فشَبَرَهُ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. قلتُ لأَبِي: فَمَا مَعْنَى هَذَا الحديثِ؟ وَهَلْ تقولُ بِهِ؟ قَالَ: كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ راهُوْيَهْ يأخُذُ بِهِ، وَأَمَّا نحنُ فإنَّا نذهَبُ إلى حديثِ النبيِّ (ص) ؛ فِي البُلُوغِ خمسةَ عَشَرَ (1) ، أَوِ احتلامٍ (2) قبل   (1) يشير إلى ما أخرجه البخاري (2664 و4097) ، ومسلم (1868) من حديث ابن عمر ح وفيه: «ثم عرضني يوم الخندق، وأنا ابن خمسَ عشْرَة سنة فأجازَني» . فقد استدلَّ به أحمد وابن وَهْب والشافعي والجمهور على أن حدَّ بلوغ الصِّبيان خمسَ عشْرَة سنة. انظر "فتح الباري" (5/276-279) ، و"مسلم بشرح النووي" (13/12) . (2) لما أخرجه البخاري (1354) في ذكر قصَّة خروج النبي (ص) إلى ابن صيَّاد وعرضه الإسلام عليه، وفيه: «وقد قارب ابن صيَّاد الحُلُم ... » الحديث. ولما أخرجه مسلم (2206) من حديث جابر أن أم سلمة استأذنَتْ رسولَ الله (ص) في الحِجامة، فأمر النبيُّ (ص) أبا طيبة أن يحجمَها. قال: حسبت أنه قال: كان أخاها من الرَّضَاعة، أو غلامًا لم يحتلم. ولما أخرجه أحمد (6/100-101 رقم 24694 و24703 و25114) ، والدارمي (2342) ، وابن ماجه (2041) ، وأبو داود (4398) ، والنسائي في "المجتبى" (3432) ، وابن حبان (142) ، والحاكم (2/59) من طرق عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٌ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن عائشة، عن النبيِّ (ص) قال: «رُفعَ القلمُ عن ثلاث: عن النَّائم حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتى يحتلم ... » الحديث. قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي. وصححه الألباني. وصحَّ هذا أيضًا من حديث علي ح، أخرجه ابن ماجه والترمذي وأبو داود وابن خزيمة وابن حبان وغيرهم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 183 ذَلِكَ، وَإِذَا [أَشْكَلَ] (1) نُظِرَ إِلَى العانَةِ، فإنْ نبَتَ فَهُوَ بلوغٌ (2) . 1351 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى ابن سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمَامة بْنِ سَهْل، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلم ٍ إِلاَّ بإِحْدَى ثَلاَثٍ ... ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا سُلَيمانُ (3) بنُ حَرْبٍ (4) ، وأحمدُ بنُ يُونُسَ، عَنْ حمَّاد بْنِ زيد هكذا.   (1) المثبت من (ك) ، وفي بقية النسخ: «شكل» . (2) لحديثِ عطيَّة القُرَظي الذي أخرجه أحمد (4/310 رقم 18776 و19421 و19422) ، وابن ماجه (2541) ، والترمذي (1584) ، وأبو داود (4404) ، والنسائي في "المجتبى" (3430) ، وفي "الكبرى" (8620 و8621 و7474) ، والحاكم (2/123) و (3/35) من طرق عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، سمعتُ عطيَّة القُرَظي يقول: عُرِضنا على رسول الله (ص) يومَ قُرَيظَة، فكان من أنبَتَ قُتِل، ومن لم يُنبِت خُلِّيَ سبيلُه، فكنت فيمن لم يُنبِت فخُلِّي سبيلي. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال الحاكم في الموضع الأول: «صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرِّجاه» ، وفي الموضع الثاني: «صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه» . ووافقه الذهبي. وصحَّحه الشيخ الألباني. (3) في (ش) : «سلمان» . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/70 رقم 509) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (4/1186) ، وأبوداود في "سننه" (4502) ، وابن الجارود في "المنتقى" (836) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" لأحمد (830) ، والحاكم في "المستدرك" (4/350) . ورواه ابن سعد في "الطبقات" (3/67) ، وأحمد في "مسنده" (1/61 رقم 437) ، وفي "فضائل الصحابة" (806) من طريق سليمان بن حرب وعفَّان، عن حماد به. الحديث: 1351 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 184 وحدَّثنا ابنُ الطَّبَّاع (1) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى، عن أبي أُمامةَ وعبد الله بنُ عَامِرِ (2) بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عثمان، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: غَلِطَ ابنُ الطَّبَّاع؛ حديثُ عبد الله ابن عامر غيرُ مرفوعٍ، هو موقوفٌ؛ فإنَّ حمَّاد ابن سَلَمة رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْل، عْنَ عُثْمَانَ، مَوْقُوفٌ (3) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ (4) ؟ قَالَ: لا أعلمُ أَحَدًا يُتَابِعُ حمَّادَ بنَ زيد على رفعه (5) . قلتُ: فالموقوفُ عندك (6) أشبهُ؟   (1) هو: محمد بن عيسى. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (4019) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/194) . (2) من قوله: «ابن الطباع ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (3) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقد نقل الترمذي في"العلل الكبير" (595) عن البخاري أنه قال: «وحديث يحيى بن سعيد الأنصاري في هذا الباب عن عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عثمان قوله» . وذكر الدارقطني في "العلل" (285) الاختلاف على حماد بن زيد في هذا الحديث، ثم قال: «وحديث عبد الله بن عامر بن ربيعة هو حديثٌ آخرُ موقوف على عثمان، وَهِمَ محمد بن عيسى في الجمع بينه وبين أبي أمامة في هذا الحديث» . (4) أي: المرفوع، أو الموقوف؟ (5) بل تابعه حماد بن سلمة كما سيأتي. (6) في (أ) : «وعندك» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 185 قَالَ: نَعَمْ (1) . 1352 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالصَّمَد بن عبد الوارث (2) ، عن رِئَاب (3) ابن سُلَيمان الأَسَدي، عن عبد الرحمن بْنِ سَيَابَة؛ قَالَ: سمعتُ عَلِيًّا (4) يَقُولُ: يكونُ فِي آخِرِ الزمانِ أقوامٌ (5) لهم   (1) أخرج الترمذي هذا الحديث في "جامعه" (2158) من طريق حماد بن زيد، ثم قال: «وهذا حديثٌ حسن. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَن يحيى بن سعيد فرفعه. وَرَوَى يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وغيرُ واحد عن يحيى بن سعيد هذا الحديث فأوقفوه ولم يرفعوه. وقد رُويَ الحديث من غير وجه عن عثمان، عن النبي (ص) مرفوعًا» . اهـ. وذكره في "العلل الكبير" (595) ، وذكر أنه سأل البخاري عنه فقال: «رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ يحيى بن سعيد مثله ورفعه. حدثنا به داود بن شبيب، عن حماد ابن سلمة. وحديث يحيى بن سعيد الأنصاري في هذا الباب عن عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عثمان قوله. وحديث أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل بْن حنيف، عن عثمان، عن النبي (ص) مرفوع. قال محمد - أي: البخاري -: روى الحديثين جميعًا يحيى بن سعيد الأنصاري» ، ثم قال الترمذي: «وإنما روى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد الأنصاري مرفوعًا: حماد بن سلمة وحماد بن زيد، وأما الآخرون فرَوَوا عن يحيى بن سعيد موقوفًا» . اهـ. وانظر "مسند البزار" (381) . (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/333 رقم 1127) تعليقًا. (3) في (ش) : «ربات» . (4) قوله: «عليًّا» سقط من (ك) . (5) الأقوام: جمعُ قوم، و «القومُ» في اللغة يُطْلَق على الرجال؛ لأنهم هم الذين يقومون بالأمور، ومن ذلك قوله تعالى: [الحُجرَات: 11] {لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ} . وقد يطلق القوم على الرجال والنساء جميعًا على التغليب؛ كما في قوله تعالى: [نُوح: 1] {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} . وانظر "الزاهر" لأبي بكر الأنباري (2/160-161) ، و"الكوكب الدري" للإسنوي (ص283) ، و"مفردات القرآن" للراغب الأصبهاني (قوم) ، وانظر تفسير الآيتين المذكورتين. الحديث: 1352 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 186 أرحامٌ مَنْكُوسَةٌ، يُنْكَحُونَ كَمَا تُنكَحُ النساءُ، فَمَنْ أدركهُمْ فليقتُلِ الفاعلَ والمفعولَ بِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1353- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ جُرَيج (2) ،   (1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (3/364) ، وابن حجر في "التلخيص" (4/123) . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/380 رقم 1507) ، وأبو داود في "سننه" (4391 و4392 و4393) ، والترمذي في "جامعه" (1448) ، والنسائي في "سننه" (4972-4973) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/171) ، والدارقطني في "سننه" (3/187) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/153) من طرق عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير، عن جابر به معنعنًا من ابن جريج. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (18858 و18860) عن ابن جريج به، معنعنًا. ورواه عبد الرزاق (18844) عن ابن جريج قال: قال لي أبو الزبير به. ورواه ابن ماجه في "سننه" (2591) من طريق محمد بن بشار، والطحاوي في "شرح المشكل" (1314) من طريق يزيد بن سنان، كلاهما (محمد ويزيد) عن أبي عاصم الضحَّاك بن مخلد، عن ابن جريج به معنعنًا. ورواه الدارمي في "مسنده" (2356) عن أبي عاصم، عن ابن جريج قال: أنبأنا أبو الزبير به. ورواه ابن حبان في "صحيحه" (4456 و4457) من طريق عبد الرزاق، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير وعمرو بن دينار، عن جابر به. ورواه ابن المبارك في "مسنده" (148) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو الزبير به. ومن طريق ابن المبارك رواه النسائي في "الكبرى" (7463) . ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/171) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/68/بشار عواد) من طريق مكي بن إبراهيم، عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (18845 و18859) عن ياسين الزيات أنه سمع أبا الزبير يحدث عن جابر، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه ابن عدي في "الكامل" (7/183-184) . الحديث: 1353 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 187 عَنْ أَبِي الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) : لَيْسَ عَلَى مُخْتَلِسٍ ولاَ خَائِنٍ ولاَ مُنْتَهِبٍ قَطْعٌ؟ فَقَالا: لَمْ يَسْمَعِ ابنُ جُرَيج هَذَا الحديثَ مِنْ أَبِي الزُّبَير، يُقَالُ (2) : إِنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ ياسينَ الزَّيَّاتِ، عَنْ أبي الزُّبَير (3) .   (1) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (2) في (ك) : «فقال» . (3) روى ابن عدي في "الكامل" (7/184) بإسناده إلى عبد الرزاق قال: «أهلُ مكة يقولون: إن ابن جريج لم يسمع من أبي الزبير؛ إنما سمع من ياسين» . وقال أبو داود في "سننه" (4393) : «هذان الحديثان لم يسمعهما ابن جريج من أبي الزبير، وبلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال: إنما سمعهما ابن جريج من ياسين الزيات» . وذكر النسائي في "سننه" (4972) أن ابن جريج لم يسمعه من أبي الزبير. وقال النسائي أيضًا: «وَقَدْ رَوى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن جريج عيسى بن يونس، والفضل بن موسى، وابن وَهْب، ومحمد بن ربيعة، ومخلد بن يزيد، وسلمة بن سعيد - بصرى ثقة، قال ابن أبي صفوان: وكان خيرَ أهل زمانه -، فلم يقل أحدٌ منهم: حدثني أبو الزبير، ولا أحسبه سمعه من أبي الزبير» . وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/68/بشار عواد) : «لا أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عن ابن جريج مجوَّدًا هكذا غيرُ مكي بن إبراهيم إن كان أحمد بن الحباب حفظه عنه؛ فإن الثوري وعيسى بن يونس وغيرهما رَوَوه عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير لم يذكروا فيه الخبر، وكان أهل العلم يقولون: لَمْ يَسْمِعِ ابْنُ جُرَيْجٍ هَذَا الحديثَ من أبي الزبير، وإنما سمعه من ياسين الزيات عنه، فدلَّسه في روايته عن أبي الزبير» . وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/352) : «ويقال: إن هذا لم يسمعه من أبي الزبير، لكنه أخذه عن ياسين الزيات - وهو ضعيف جدًّا - عن أبي الزبير» . وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/373) : «هذا الحديث رواه عَشَرة من الحفاظ الكبار عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ أَبِي الزبير، عنه، وقد قال الإمام أحمد، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وغيرهم: إنما سمعه ابن جريج من ياسين بْن معاذ الزيات، عَنِ أبي الزبير، وياسين ضعيفٌ. لكن رواه النسائي من حديث المغيرة ابن مسلم القَسْمَلي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ مرفوعًا، والله أعلم» . اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 188 فَقَالا: قَالَ (1) زيدُ بنُ حُباب (2) ، عَنْ يَاسِينَ (3) : أَنَا حَدَّثتُ بِهِ ابنَ جُرَيج، عَنْ أَبِي الزُّبَير. فقلتُ لَهُمَا: مَا حالُ يَاسِينَ؟ فَقَالا: لَيْسَ بقويٍّ. 1354 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ وَهْب (4) ، عَنْ مَالِكٍ (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يحيى بن عبد الرحمن بْنِ حاطِب (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ: أنَّ (7) رَقِيقًا (8) لحاطِب (9) بْنِ أَبِي بَلْتَعَة سَرَقُوا نَاقَةً لرجلٍ مِنْ مُزَيْنَة، فانتَحَروها، فرُفِعَ ذَلِكَ إلى عمر، فأمَرَ   (1) في (ف) : «فإن» بدل: «قال» . (2) في (ف) : «خباب» . (3) من قوله: «الزيات عن ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال البصر. (4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها في "موطئه" - كما في "الاستذكار" (22/262) - قال: وحدثني مالك بْن أَنَس والليث بْن سَعْد وسعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي، عن هشام بن عروة، به. ورواه ابن وَهْب في "موطئه" أيضًا - كما في "الاستذكار" (22/261) - قال: أخبرني عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عروة ابن الزبير، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، به. (5) هو: ابن أنس، الإمام المشهور. (6) في (ك) : «خاطب» . (7) قوله: «أن» مكرر في (ك) . (8) في (ف) : «رفيقًا» . (9) في (ك) : «لخاطب» . الحديث: 1354 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 189 كَثِيرَ بنَ الصَّلْت أَنْ يقطعَ أيديَهُم، ثُمَّ قَالَ عُمَرُ: إنِّي أَرَاكَ تُجِيعُُهم، وَاللَّهِ! لأُغَرِّمَنَّكَ غُرْمًا يَشُقُّ (1) عَلَيْكَ، ثُمَّ قَالَ للمُزَني: كَمْ ثمنُ نَاقَتِكَ؟ قَالَ: أربعُ مئةِ درهمٍ؛ قال: أعطِهِ ثمانَ مِئَةِ (2) درهمٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَفِي "مُوَطَّإِ مَالِكٍ" (3) : عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن، عَنْ عُمَرَ، وَلَمْ يقُل: «عَنْ أَبِيهِ» ، وَهَذَا الصَّحيحُ (4) . 1355 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونس بْن يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْري؛ قَالَ: بَلَغَنا عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ: أنَّ عبد الله بْنَ عَمرو بْنِ الحَضْرَمي أَتَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ بعَبْدٍ لَهُ سَرَق، فَقَالَ: مالُكَ سَرَقَ بعضُهُ بعضًا؟   (1) في (ت) و (ك) : «يشتق» . (2) قوله: «ثمان مئة» حذفتْ ياء «ثماني» ، وجعل الإعراب على النون؛ وهذا صحيح في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (525) . (3) (2/748 رقم1436 رواية يحيى الليثي) ، و (2905/رواية أبي مصعب الزهري) ، ورواه الإمام الشافعي في "الأم" (7/231) عن مالك. ورواه ابن حزم في "المحلى" (11/324) من طريق يحيى بن بكير، عن مالك به. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/210) من طريق جعفر بن عَون، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى ابن عبد الرحمن بن حاطب قال: أصابَ غلمانٌ ... فذكره، وليس فيه: عن أبيه. (4) قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (22/262) : «هكذا قال ابْنُ وَهْب فِي هَذَا الْحَدِيثِ أيضًا عن مالك ومَنْ ذَكَر معه، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، وليس في "الموطأ": «عن أبيه» عند جمهور الرواة له عن مالك، وأظن ابن وَهْب وَهِمَ فيه عن مالك لرواية الليث وغيره له، كذلك؛ إذ جمعهم في حديث واحد، وكان عنده أيضًا فيه عن ابن أبي الزناد بإسناده كذلك "عن أبيه"، فأجرى مالكًا مُجراهم في ذلك فوهِمَ، والله أعلم. ولعله أن يكونَ مالكًا ذاكرًا [كذا، ولعل صوابه: مالكٌ ذاكَره] بما رواه غيرُه، فمال إلى ذكره؛ لأنه كذلك رواه عنه في "موطئه" دون سائر الرواة» . الحديث: 1355 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَبِي: رَوَى (1) هَذَا الحديثَ كلُّ أصحابِ الزُّهْري (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنِ السَّائب. وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الزُّهْري؛ أَخْبَرَنِي السَّائب. وكثيرٌ مِنْهُمْ يَقُولُ: الزُّهْري عَنِ السَّائب، وَلا أَدْرِي مَا يقولُ يُونُسُ؟! الصَّحيحُ: مَا يَقُولُ الحُفَّاظُ مِنْ أَصْحَابِ الزُّهْري: عَنِ السَّائب. 1356 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيْث (4) ، عَنْ بُكَير بن   (1) في (ك) : «وروى» بالواو. (2) أخرجه مالك في "الموطأ" (2/839) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (18866) عن معمر، ومسدد في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1866) -، وابن أبي شيبة في "المصنف" (28559) ، والدارقطني في "سننه" (3/188) من طريق ابن عيينة، والطبراني في "مسند الشاميين" (2997) من طريق شعيب بن أبي حمزة، أربعتهم (مالك ومعمر وابن عيينة وشعيب) عن الزهري، عن السائب، عن عبد الله بن عمرو الحضرمي، به. ومن طريق مالك رواه الشافعي في "الأم" (6/151 و7/233) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/282) ، والبغوي في "شرح السنة" (2601) . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (1358) . (4) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/466 رقم 15835) عن أبي سلمة الخزاعي، عن الليث به. قال أبو سلمة: وكان ليثٌ حدثناه ببغداد عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عن بكير، عن سليمان، فلما كنا بمصر قال: أخبرناه بكير بن عبد الله بن الأشج. ورواية الليث عن يزيد أخرجها البخاري في "صحيحه" (6848) ، وأحمد في "مسنده" (3/466 رقم 15832) . الحديث: 1356 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 191 الأَشَجّ، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَسار، عن عبد الرحمن بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي بُرْدَة بن نِيار (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يُجْلَدُ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ ابْنِ وَهْب (2) ، عَنْ عَمرو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَير بْنِ الأَشَجّ، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَة بْنِ نِيار، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يُجْلَدُ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إِلاَّ فِي حَدٍّ. قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حَفْص بْنُ مَيْسَرة (3) ، عَنْ مُسْلِم بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: حديثُ عَمرو بْنِ الْحَارِثِ؛ لأنَّ نَفْسَين (4) قَدِ اتَّفقا عَلَى أَبِي   (1) اسمه: هانئ. (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6850) ، ومسلم في "صحيحه" (1708) . (3) ذكر روايته الدارقطني في "العلل" (6/24) . وأخرجها البخاري في "صحيحه" (6849) من طريق فضيل بن سليمان، حدثنا مسلم بن أبي مريم، حدثني ابن جابر عمَّن سمع النبي (ص) . (4) هما: الليثُ، وعمرو بن الحارث. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 192 بُرْدَةَ بنِ نِيار، قَصَّر أحدُهما ذِكْرَ جابرٍ (1) ، وحَفِظَ الآخرُ جَابِرًا (2) . 1357 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُفَضَّل بن فَضَالَة (4) ،   (1) أي: قصَّر أحدهما في ذِكْرِ جابرٍ، لكنْ حُذِفَ حرف الجر «في» ؛ فانتصب ما بعده، على نزع الخافض. انظر التعليق على المسألة رقم (12) . (2) قال الترمذي في "جامعه" (1463) : «والصَّحيح حديث الليث بن سعد، إنما هو: عبد الرحمن بن جابر ابن عبد الله، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، عن النبي (ص) » . واختلف قول الدارقطني في هذا الحديث، فرجَّح في "التتبع" (ص 226) ما رجَّحه أبو حاتم هنا فقال: «وقول عَمرو [أي: ابن الحارث] صحيحٌ، والله أعلم؛ لأنه ثقة وقد زاد رجلاً، وتابعه أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ بُكَيْرِ، عن سليمان، عن عبد الرحمن بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي بردة، مثله» . ورجَّح في "العلل" (952) ما رجَّحه الترمذي فقال: «والقول قول الليث بن سعد، ومن تبعه عن بكير» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (12/177) : «وحاصل الاختلاف: هل هو عن صحابي مبهم أو مسمًّى؟ الرَّاجح الثاني، ثم الرَّاجح أنه أبو بردة بن نيار. وهل بين عبد الرحمن وأبي بردة واسطة وهو جابر، أو لا؟ الرَّاجح الثاني أيضًا» . وقال: «ولم يقدح هذا الاختلاف عند الشيخين في صحة الحديث، فإنه كيفما دار يدور على ثقة، ويحتمل أن يكون عبد الرحمن وقع له فيه ما وقع لبكير بن الأشج في تحديث عبد الرحمن بن جابر لسليمان بحضرة بكير، ثم تحديث سليمان بكيرًا به عن عبد الرحمن، أو أن عبد الرحمن سمع أبا بردة لما حدث به أباه وثبَّته فيه أبوه، فحدَّث به تارة بواسطة أبيه وتارة بغير واسطة» . (3) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (3/376) هذا النص بتمامه. (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1059) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/277) من طريق عبد الرحمن الخلال، والنسائي في "سننه" (4984) من طريق حسان بن عبد الله، والطبراني في "الأوسط" (9274) ، والدارقطني في "سننه" (3/182) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/322) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/277) من طريق عبد الله بن صالح، والدارقطني = = أيضًا من طريق سعيد بن عُفير وعبد الغفار بن داود، خمستهم (عبد الرحمن وحسان وعبد الله وسعيد وعبد الغفار) عن المفضل بن فضالة به. ومن طريق النسائي رواه ابن عبد البر في "الاستذكار" (24/211) . ورواه الدارقطني في "سننه" (3/183) من طريق إسحاق بن الفرات، عن المفضل، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الْمِسْوَرِ بن مخرمة، عن عبد الرحمن بن عوف به. قال الدارقطني: «هذا وهمٌ من وجوهٍ عدَّة» . الحديث: 1357 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 193 عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلِي، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن المِسْوَر بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا يُغَرَّمُ السَّارِقُ إِذَا أُقِيمَ عَلَيْهِ (1) الحَدُّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومِسْوَرٌ لَمْ يَلْقَ عبدَالرحمن، هو مُرسَلٌ أَيْضًا (2) . 1358 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بْنُ واضِح، عن   (1) قوله: «عليه» سقط من (ك) . (2) قال البزار: «وهذا الحديث مرسلاً [كذا] عن عبد الرحمن؛ لأن المسور بن إبراهيم لم يلق عبد الرحمن» . وقال النسائي: «وهذا مرسل، وليس بثابت» . وقال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن عبد الرحمن بن عوف إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به مفضل بن فضالة، وليس متصل الإسناد؛ لأن المسور لم يسمع من جدِّه» . وقال الدارقطني: «والمسور بن إبراهيم لم يدرك عبد الرحمن بن عوف، وإن صحَّ إسناده كان مرسلاً» . وذكر في "العلل" (575) الاختلاف في الحديث وقال: «هو مضطرب غير ثابت» . وقال أبو نعيم: «لم يروه عن سعد إلا يونس» . وقال ابن المنذر - كما في "المعرفة" (12/424) للبيهقي-: «ولا يثبت خبر عبد الرحمن بن عوف في هذا الباب» . وقال البيهقي في "المعرفة" (12/423) : «فهو إن ثبت قلنا به؛ لكنه تفرَّد به المفضل ابن فضالة قاضي مصر، واختُلِف عليه فيه ... » ، ثم ذكر الاختلاف فيه، وبنحوه في "السنن الكبرى" له (8/277) . وقال الذهبي في "الميزان" (4/113) في ترجمة المسور: «لا يُعرَف حاله وحديثه منكر» . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1356) . الحديث: 1358 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 194 حَفْص (1) بْنُ مَيْسَرة، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ جابر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لا عُقُوبَةَ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إِلا فِي حَدٍّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، والصَّحيحُ عَلَى مَا رَوَاهُ ابْنُ وَهْب، عَنْ عَمرو بْنُ الْحَارِثِ (2) . 1359 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة ابن الْوَلِيدِ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا [مَسْلَمة] (4) بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَخِيهِ دُوَيْد (5) بْنِ نافع، عن عبد الله ابن شِهَابٍ أَخِي الزُّهْري؛ قَالَ: حدَّثنا أَنَسٌ؛ قَالَ: جاءتِ امرأةٌ إِلَى   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «جعفر» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وتقدَّم على الصواب في جميع النسخ في المسألة رقم (1356) . (2) يعني: عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأشَج، عَنْ سُلَيْمَانَ بن يسار، عن عبد الرحمن بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي بردة؛ كما في المسألة رقم (1356) . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8849) من طريق أسد بن موسى، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/64) من طريق هشام اليزني، كلاهما عن بقية، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ عبد الله بن مسلم إلا دويد بن نافع، ولا عن دويد إلا أخوه مسلمة ابن نافع، تفرد به بقية بن الوليد» . ورواه أبو داود في "المراسيل" (248) عن كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عن صفوان بن عمرو، حدثني الفضيل ابن فضالة الهوزني قال: جاءت امرأة ... فذكره. (4) في جميع النسخ: «مسلم» ، والتصويب من مصادر التخريج السابقة، وسيأتي على الصَّواب في المسألة (2425) بمتن آخر، وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (3/251) . (5) دُوَيد بالدَّال المهملة، ويقال بالذَّال المعجمة: ذُوَيد. وقد وقع في رواية ابن عساكر السابقة: «ذُوَيد» بالذَّال المعجمة. قال ابن عساكر: «كذا في الأصل: ذُوَيد بالذَّال المعجمة، وهي نسخة عتيقة» . الحديث: 1359 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 195 النبيِّ (ص) فقالت: يارسولَ اللَّهِ، إنَّ فِي بَطْنِي حَدَثًا فأقِمْ عليَّ حَدَّ اللهِ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : لا يُقْتَلُ مَا فِي بَطْنِكِ مِنْ أَجْلِكِ، اذْهَبِي حَتَّى تَضَعِيهِ، فذهبَتْ، فلمَّا وضعَتْهُ جَاءَتْ، فَقَالَتْ: يارسولَ اللَّهِ، قَدْ وضعتُهُ (1) ؛ قَالَ: اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ، فذهبَتْ فأرضعَتْه حَتَّى فطَمَتْه، ثُمَّ جَاءَتْ فَقَالَتْ: يارسولَ اللَّهِ، قَدْ فطَمْتُه؛ قَالَ: اذْهَبِي فَأَكْفِلِيهِ قَوْمًا، فذهبَتْ، ثُمَّ جَاءَتْ هي وأختٌ لها تَماشَيانِ (2) ؛ قالتْ (3) : يَا رسولَ اللَّهِ، هَذِهِ أُخْتِي تَكْفُلُهُ، فَجَعَلَ رسولُ اللَّهِ (ص) يَعجَبُ مِنْهَا ومِنْ أُخْتِهَا، ثُمَّ أمر بها رسولُ الله (ص) أَنْ تُرْجَمَ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا وَضَعْتُمُوهَا فِي حُفْرَتِهَا؛ فَلْيَذْهَبْ رَجُلٌ مِنْكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهَا كَأَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَرْمِيَهَا، حَتَّى إِذَا شَغَلَهَا؛ فَلْيَذْهَبْ رَجُلٌ مِنْكُمْ مِنْ خَلْفِهَا بِحَجَرٍ عَظِيمٍ؛ فَلْيَرْمِ بِهِ رَأْسَهَا (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1360 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الحسن بن يحيى   (1) قوله: «جاءت، فقالت: يارسول الله، قد وضعته» مكرر في (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (2) أصلها: تَتَماشَيان، وحُذفت إحدى التاءين تخفيفًا، وقد تقدَّم بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (388) . (3) في (ف) : «فقالت» . (4) في (ك) : «فيلزم رأسها» . (5) نقل هذه المسألة بتمامها: ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/314) . الحديث: 1360 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 196 الخُشَني (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مَكْحُول، عَنْ جُبَير بْنِ نُفَير (2) ، عَنْ عُبادة بْنِ الصَّامت؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : أَقِيمُوا الحُدُودَ فِي الحَضَرِ والسَّفَرِ عَلَى القَرِيبِ والبَعِيدِ، وَلاَ تَأخُذْكُمْ (3) فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ؟ ثُمَّ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ حسنٌ؛ إِنْ كَانَ مَحْفُوظًا. 1361- وسمعتُ (4) أَبِي وذكَرَ الحديثَ الذي رواه عبد الرَّزَّاق (5) ،   (1) في (ت) : «الجشني» ، وفي (ف) : «الحسني» ، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (6/339) . ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو داود في "المراسيل" (241) عن هشام بن خالد، حدثنا الحسن ابن يَحْيَى الخُشني، عَنْ زَيْدِ بْنِ واقد، عن مكحول، عن عُبادة به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى (9/104) ، وابن الجوزي في "التحقيق" (1839) . وللحديث طرق أخرى عن عبادة. انظر "المسند" للإمام أحمد (37/371/الرسالة) ، و"الصحيحة" للشيخ الألباني (670) . (2) في (ك) يشبه أن تكون: «نفيل» . (3) في (ك) : «يأخذكم» . (4) ستأتي هذه المسألة برقم (1405) . (5) روايته أخرجها في "المصنف" (10/202/الهامش) (كما في إحدى النسخ الخطية للمصنَّف) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" (2/151 رقم 6383) ، وأبو داود في "سننه" (4395) ، والنسائي في "سننه" (4887 و4888) ، والطبراني في "الأوسط" (2996) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب إلا معمر» . ورواه النسائي في "سننه" (4889) ، وابن حزم في "المحلى" (11/358) من طريق عمرو بن هاشم، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به. ورواه النسائي (4890) من طريق شعيب بن إسحاق، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع به مرسلاً. الحديث: 1361 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 197 عَنْ مَعْمَر، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كانتِ المَخْزوميَّةُ تَستَعيرُ المتاعَ وتَجْحَدُها (1) ، فأمر النبيُّ (ص) بقَطْعِ يَدِهَا. قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ اللَّيْثُ بنُ سَعْدٍ، عن محمد بن عبد الرحمن بن عَنْج (2) ، عَنْ نَافِعٍ: أنَّ صَفِيَّة بِنْتَ أَبِي عُبَيد أَخْبَرَتْهُ: أنَّ امْرَأَةً كَانَتْ تَستَعيرُ المتاعَ فِي عَهْدِ رسول الله (ص) ثم تَجْحَدُه، فأمَرَ النبيُّ (ص) بِقَطْعِ يَدِهَا ... فِي قصَّةٍ طويلةٍ؛ مُرسَلً (3) ؛ وَهَذَا أشبهُ. وَلَمْ يَرْوِ (4) عن أيُّوبَ إلا مَعْمَرٌ (5) .   (1) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «وتجحده» ، وهو الجادَّة، وسيأتي كذلك في مسألتنا هذه، ويخرَّج ما في النسخ على أنه أنث الضمير بإرجاعه إلى معنى المتاع، والتقدير: «تستعير العارية وتجحدها» أو نحوه؛ وهذا من باب الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر، وقد تقدَّم إيضاحُهُ والتعليق عليه في المسألة رقم (81) . (2) كذا ضُبِطَ في (ت) و (ف) بإسكان النون، ويقال أيضًا: بالتحريك؛ كما في "القاموس المحيط" (ع ن ج/ص199) . وفي "التقريب" لابن حجر (6119) قال: «محمد بن عبد الرحمن بن غَنَج، بفتح المعجمة والنون، بعدها جيم» ، ولكنه ذكره في باب من نُسِب إلى أبيه (8557/2) بالعين المهملة. وروايته ذكرها أبو داود في "سننه" (4395) تعليقًا. ورواه السرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث" (8) من طريق ابن أخي جويرية وهو عبد الله بن محمد ابن أسماء، وأبو عوانة في "صحيحه" (6245/المعرفة) من طريق جويرية بن أسماء، كلاهما عن نافع، عن صفية به. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة (34) . (4) أي: هذا الحديثَ. (5) قال الدارقطني في "العلل" (4/108/ب) : «يرويه عبيدُالله بن عمر واختُلِف عنه، فرواه أبو مالك الجَنْبي عمرو بن هاشم، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وكذلك روي عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر، ورواه يحيى بن عبد الله بن سالم، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّ امرأةً كانت ... مرسلاً، وكذلك رواه الثَّقفي، عن أيوب مرسلاً، والمرسل أشبهُ» . وانظر "المعرفة" للبيهقي (12/430) ، و"نصب الراية" (3/366) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 198 وذكَرَ حديثَ (1) يُونُسَ (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) فِي هَذَا. قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ يُونُسُ! 1362 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ هَذِهِ الأحاديثَ الثَّلاثَةَ (3) الَّتِي رَوَاهَا عُبَيد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ زُهَير ابن مُعَاوِيَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) : أحدُها (5) : زَيْدُ بْنُ وَهْب، عَنِ النبيِّ (ص) أنه (6) قال: تَعِجُّ (7)   (1) في (ف) : «الحديث» . (2) هو: ابن يزيد الأَيلي. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2648 و4304 و6800) ، ومسلم (1688) . وتابعه الليث بن سعد عند البخاري (3475 و3732 و6787 و6788) ، ومسلم في الموضع السابق، كما تابعه معمر عند مسلم أيضًا. وأخرج البخاري (3733) عن شيخه علي بن المديني؛ قال: حدثنا سفيان - يعني: ابن عيينة -؛ قال: ذهبُ أسأل الزهري عن حديث المخزوميَّة، فصاح بي! قلتُ لسفيان: فلَم تحتمله عن أحد؟ قال: وجدتُه في كتابٍ كان كتبه أيوب بْنِ مُوسَى عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة رضي الله عنها. (3) في (ت) و (ك) : «الأحاديث الثلاث» . وهو جائزٌ أيضًا لتقدُّم المعدود على العدد. انظر تعليقَنا على المسألة رقم (713) . (4) هو: زيد كما سيأتي. (5) في (ت) و (ك) : «أحدهما» . (6) قوله: «أنه» ليس في (أ) و (ش) . (7) قال ابن منظور: عَجَّ يَعِجُّ ويَعَجُّ عَجًّا وعَجيجًا: رفعَ صَوتَهُ وصاحَ؛ وقيَّده في "التهذيب" فقال: بالدُّعاء والاستغاثة. انظر "لسان العرب" (ع ج ج/2/318) . الحديث: 1362 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 199 الأَرْضُ مِنْ ثَلاثَةٍ: مِنَ الدَّيُّوثِ، [والَّذِي] (1) يَأتِي البَهِيمَةَ، والشَّيْخِ الزَّانِي. وَالثَّانِي: عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ أَعْظَمَ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللهِ: أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا (2) وَهُوَ خَلَقَكَ، أَوْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ (3) مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمُوا، أَوْ تُزَانِيَ (4) حَلِيلَةَ (5) جَارِكَ. والثالثُ: زَيْدُ بْنُ وَهْب؛ قَالَ: كَانَ عُمَرُ إِذَا بعَثَ جَيْشًا قَالَ: سِيروا باسْم اللَّهِ. قَالَ أَبِي: لَيْسَ لِهَذِهِ الأحاديثِ الثَّلاثَةِ مَعْنًى؛ إِنَّمَا يُعرَفُ (6) لِيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب: حديثٌ عَنْ عُمَرَ - مُرْسَلٌ - فِي القُنوت (7) ، وَلا أعرفُ هذه الثلاثةَ الأحاديثِ (8) .   (1) في جميع النسخ: «والتي» ، وهو خطأٌ ظاهرٌ. وعلى الصواب جاء في بعض الأحاديث. (2) في (ك) : «تجعل له نِدًّا» . (3) الوَلَدُ؛ بفتحتين: كلُّ ما وَلَدَهُ شيء، ويطلق على الذكر والأنثى، والمثنى والمجموع؛ فَعَلٌ بمعنى مفعولٍ، وهو مذكَّر، وجمعه: أولاد. والوُلْدُ وزان قُفْل: لغةٌ فيه، وقَيْسٌ تجعلُ «الوُلْدَ» المضموم جَمْعَ «الوَلَد» المفتوح، مثل أُسْد جمع أَسَد. "المصباح المنير" (ولد) . (4) المثبت من (أ) ، وفي بقية النسخ: «وتزاني» بالواو. (5) حَليلةُ الرَّجُل: امرأتُه، والرَّجُل حَليلُها؛ لأنها تَحُلُّ معه ويَحُلُّ معها. وقيل: لأن كلَّ واحدٍ منهما يَحِلُّ للآخَر. "النهاية" (1/431) . (6) في (ك) : «تعرف» . (7) رواه الطبري في "تهذيب الآثار" (1/359 رقم 614 و615/مسند ابن عباس) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/208) . (8) في (ك) : «أحاديث» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 200 1363 - وسألتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيان بن عُيَينة، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاء؛ قَالَ: إِذَا سَرَقَ المسلمُ الخَمْرَ مِنَ الذِّمِّيِّ، قُطِعَ؛ لأنَّها لهُ مالٌ (1) ، وإِذَا سَرَقَ (2) مِنْ مُسلم ٍ، لَمْ يُقطَع؛ لأنَّها ليسَتْ لهُ بِمالٍ؟ قَالَ (3) أَبِي: يُقَالُ (4) : هُوَ سعيدُ بْنُ سَعِيدٍ المكِّي (5) . 1364 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بْنُ عَاصِمٍ (6) ، عَنْ همَّامٍ (7) وحمَّادِ (8) بْنُ سَلَمة، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي طَلحَة، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فقال (9) : يَا رسولَ اللَّهِ (10) ، أصبتُ حَدًّا فأَقِمْهُ عليَّ، فأُقِيمَتِ الصَّلاة، فلمَّا صلَّى النبيُّ (ص) ، قَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ (11) ، إنِّي أصبتُ حَدًّا فأَقِمْهُ عليَّ (12) ؛ قَالَ: صَلَّيْتَ   (1) قوله: «مال» سقط من (أ) و (ش) ، وفي (ك) : «قال» بدل: «مال» . (2) أي: المسلم. (3) في (ك) : «وقال» بالواو. (4) في (ك) : «فقال» . (5) ترجمته في "الجرح والتعديل" (4/25 رقم 101) ، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (28408) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18904 و18905) من طريق ابن جريج وابن أبي نجيح، كلاهما عن عطاء، به. (6) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6823) ، ومسلم في "صحيحه" (2764) . (7) هو: ابن يحيى العَوْذي. (8) في (ك) : «أو حَمَّاد» ، وفي (ت) : «وحَمد» . (9) في (أ) و (ش) : «قال» . (10) في (ك) : «يا رسول» ولم يذكر لفظ الجلالة. (11) قوله: «قال: يا رسول الله» سقط من (ت) . (12) من قوله: «فأقيمت الصلاة ... » إلى هنا سقط من (ش) و (ك) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 1363 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 201 مَعَنَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَدْ غُفِرَ لَكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) . 1365 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ أَبَا بَكْرٍ أُتِيَ بِبِكْرَين قَدْ فَجَرَا، فَأَمَرَ عُمَرَ فجلدهما الحَدَّ (3) .   (1) نقل ابن رجب في "شرح العلل" (1/452) قول أبي حاتم هذا، وكان نقل قبله عن البرديجي قوله عن هذا الحديث: «هذا عندي حديثٌ منكر، وهو عندي وهم من عمرو بن عاصم» ، ثم قال ابن رجب: «وهذا الحديث مخرَّج في "الصحيحين" من هذا الوجه، وخرَّج مسلم معناه أيضًا من حديث أبي أمامة عن النبي (ص) ، فهذا شاهد لحديث أنس. ولعل أبا حاتم والبرديجي إنما أنكرا الحديث؛ لأن عمرو بن عاصم ليس هو عندهما في محلِّ من يُحتمَل تفرُّده بمثل هذا الإسناد، والله أعلم» . اهـ. وقال ابن حجر في "فتح الباري" (12/134) بعد نقله لكلام البرديجي: «لم يبيِّن وجه الوهم، وأما إطلاقه كونه منكرًا فعلى طريقته في تسمية ما ينفرد به الراوي منكرًا إذا لم يكن له متابع؛ لكن يجاب بأنه وإن لم يوجد لهمام ولا لعمرو بن عاصم فيه متابع فشاهده حديث أبي أمامة الذي أشرت إليه ومن ثَمَّ أخرجه مسلم عقبه، والله أعلم» . وحديث أبي أمامة الذي أشار إليه ابن رجب وابن حجر رواه مسلم برقم (2765) . وفي معناهما أيضًا حديث عبد الله بن مسعود ح في سبب نزول قوله تعالى: [هُود: 114] {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *} . أخرجه البخاري (526 و4687) ، ومسلم (2763) . (2) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى (8/222-223) من طريق علي بن المديني، عن يحيى بن زكريا ابن أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق به. قال علي بن المديني: «هكذا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر، وخالفه عبيد الله بن عمر في إسناده ولفظه» . (3) كذا ساق اللفظ مختصرًا، وفي "سنن البيهقي" ليس فيه التصريح بأن عمر هو المأمور بجلدهما. الحديث: 1365 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 202 رَوَاهُ ليثٌ (1) ، وشُعَيبُ بْنُ أَبِي حمزة (2) ، وعُبَيدالله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّة: أنَّ أَبَا بَكْرٍ أُتِيَ بِبِكْرَيْنِ ... ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ صَفِيَّةَ أصَحُّ (4) . 1366- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُسْلِمُ ابن خَالِدٍ (5) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَاجْلِدُوهَا ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَاهُ بِشْر بن مُفَضَّل (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ المَقبُري (7) ، عن أبي هريرة (8) .   (1) هو: ابن سعد، وروايته عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (28787) . (2) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (8/223) . (3) هو: ابن عمر العُمَري. وروايته أخرجها الدارقطني = = في "العلل" (1/272) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/223) . ورواه مالك في "الموطأ" (2/826) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (13311) من طريق عبد الله بن عمر العمري، كلاهما (مالك وعبد الله) عن نافع، عن صفية، به. ومن طريق مالك رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/223) . (4) وكذا رجَّح الدارقطني في "العلل" (63) . (5) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/100) . (6) في (أ) و (ش) : «المفضل» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (7253) . وذكر البخاري في "صحيحه" عقب الحديث (6839) رواية إسماعيل على هذا الوجه. والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2152 و2234 و6839) ، ومسلم في "صحيحه" (1703) من طريق اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة به. (7) في (ت) و (ك) : «المقري» . وهو: سَعِيدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيُّ. (8) ذكر علي بن المديني هذا الحديث في "العلل" (125) فقال: «رواه ابن إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ورواه عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد قال: سمعت أبا هريرة. فنظرت فإذا سعيدٌ لم يسمعه من أبي هريرة. ورواه ابن إسحاق وليث بْن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أبي هريرة. ورواه أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَن سَعِيدٍ، عن أبي هريرة. والحديث عندي: حديث سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة. وحديث عبد الرحمن بن إسحاق، عن سعيد قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ ... وهمٌ، وأخاف ألا يكون حفظه» . الحديث: 1366 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 203 1367 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَبِيبة (2) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا مُخَنَّثُ، فَاجْلِدُوهُ، وإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ: يَا لُوطِيُّ، فَاجْلِدُوهُ عِشْرِينَ، ومَنْ وَقَعَ عَلَى ذَاتِ مَحْرَمٍ، فَاقْتُلُوهُ، ومَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، فَاقْتُلُوهُ واقْتلُوا البَهِيمَةَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ ابنِ أَبِي حَبِيبة (3) .   (1) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1462) ، وابن ماجه في "سننه" (2568) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/554 و555/مسند ابن عباس) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/183 رقم 11580) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/110) ، والدارقطني في "السنن" (3/126) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/252) . مطوَّلاً ومختصرًا. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (28510) من طريق عبيد الله بن موسى، وأحمد في "مسنده" (1/300 رقم2727) من طريق أبي القاسم بن أبي الزناد، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/556/مسند ابن عباس) من طريق إسحاق بن محمد الفروي، وابن عدي في "الكامل" (1/234) ، و (5/286) من طريق عبد العزيز بن عمران، جميعهم عن إبراهيم بن إسماعيل وهو ابن أبي حبيبة، به مطوَّلاً ومختصرًا. (2) هو: إبراهيم بن إسماعيل الأشهَلي. (3) قال الترمذي: «هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإبراهيم بن إسماعيل يضعَّف في الحديث» . وقال ابن عدي: «وهذا لا يرويه إلا عبد العزيز بن عمران بهذا الإسناد، وهو منكر» . وقال ابن حبان: «وهذا باطلٌ لا أصل له» . وقال البيهقي: «تفرَّد به إبراهيم الأشهلي، وليس بالقوي، وهو إن صح محمولٌ على التعزير» . الحديث: 1367 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 204 1368 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد (1) ، عن الأوزاعي، عن عبد الله بْنِ عَمرو بْنِ أَبِي طَلْحَة -عامل عُمَرَ بنِ عبد العزيز عَلَى اليَمَامَة -: أنَّه (2) أُتيَ برجُلٍ أَصَابَ حَدًّا ... فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي (3) : إِنَّمَا رَوَى الأَوْزَاعِيُّ (4) ، عَنْ عَمرو بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عُمَرُ. 1369 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا رِفْدَة بْنُ قُضَاعَة الغَسَّاني؛ قَالَ: حدَّثنا صالح ابن   (1) هو: ابن مسلم. (2) في (ف) : «وأنه» . (3) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/348-349) تعليقًا، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص356) من طريق أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قال: لم يكن أحدٌ من عُمَّال عمر بن عبد العزيز يُشَبَّه به إلا عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري؛ عامله على عمان، فبلغ من لينه - كذا - أنه أُتي برجل قد أصاب حدًّا من حدود الله - عزَّ وجلَّ - بعد العشاء فقال: إني أكره أن أؤخرَ حدود الله حتى أصبح فأقامه عليه ليلاً. واللفظ لعبد الله بن أحمد. وتصحَّف عنده «عمرو بن عبد الله بن أبي طلحة» إلى «عمرو بن عبيد بن طلحة» . وهو على الصَّواب في "تهذيب الآثار" (2/284) نقلاً عن "الزهد". (5) نقل ابن حجر في "فتح الباري" (12/118) بعض هذا النص. (6) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/201-202) ، وابن عدي في "الكامل" (3/175) ، و (4/221) . ومن طريق العقيلي رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/187) . ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "الشعب" (5090) . قال العقيلي: «ولا يُحفظَ هذا اللفظ إلا به» . أي: صالح بن راشد. وقال ابن عدي: «ورفدة بن قضاعة هذا لم أر له إلا حديثًا يسيرًا، وعند هشام بن عمار عنه مقدارُ خمسة أو ستة أحاديث، وهذا الحديثُ حديث عبد الله بن أبي مطرِّف لا أعرفُه إلا من حديث رفدة» . وقال أيضًا: «وهذا الحديثُ هو الحديث الذي أشار إليه البخاري أنه لا يصحُّ له» . الحديث: 1368 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 205 رَاشِدٍ القُرَشي؛ قَالَ: أُتيَ الحَجَّاج (1) برجُلٍ قَدِ اغتَصَبَ أختَه نَفْسَهَا، فَقَالَ: احبِسُوهُ، وسَلُوا (2) مَن هَاهُنَا مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) ؟ فسألوا عبد الله بْنَ أَبِي مُطَرِّف؛ فَقَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: مَنْ تَخَطَّى الحُرْمَتَيْنِ، فَخُطُّوا وَسَطَهُ بِالسَّيْفِ، وَكَتَبُوا إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فكتبَ إِلَيْهِمْ بمِثلِ (3) قَوْلِ عبد الله بن أبي مُطَرِّف؟ فقال (4) أَبِي: كَذَا رَوَاهُ هِشَامٌ، ورُويَ عن عبد الله بْنِ مُطَرِّف بْنِ الشِّخِّير هَذَا الكلامُ، قولَهُ؛ فَلا أَدْرِي هَذَا هُوَ أَوْ غَيْرُهُ! وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَى هَذَا الحديثَ قَتَادةُ، وداودُ بنُ أَبِي هند، عن (5) عبد الله بْنِ مُطَرِّف بْنِ الشِّخِّير: أنَّ الحَجَّاجَ أُتيَ برجُلٍ ... ، الحديثَ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ (6) .   (1) هو: ابن يوسف الثَّقَفي. (2) في (ف) : «واسألوا» . (3) في (ك) : «مثل» . (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «قال» . (5) من قوله: «أبو زرعة: هذا خطأ ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . (6) ذكر ابن أبي حاتم عبدَالله بن أبي مطرف هذا في موضعين من "الجرح والتعديل" (5/152-153 و182) ، وذكر هذا الحديثَ في الموضعين، ونقل في الموضع الأول عن أبيه قوله: «هذا غلطٌ! غلط فيه رفدة بن قضاعة؛ إنما هو عبد الله بن مطرف بن عبد الله ابن الشِّخِّير، لجدِّه صُحبة» ، ونقل عنه في الموضع الثاني قوله: «يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن مطرف ابن عبد الله بن الشخير، وأبوه من التابعين، فلا أدري هذا هو ابن مطرف، أو رجل آخر؟» . وترجم البخاري في "التاريخ الكبير" (4/279) لصالح بن راشد الراوي عن عبد الله بن أبي مطرف، وقال: «لم يصحَّ حديثه» ، وترجم في (5/34) لعبد الله بن أبي مطرف، وقال: «ولم يصح إسناده» . وبوَّب في "صحيحه" بقوله: «بابُ رَجم المُحصَن» ، ثم أخرج برقم (6812) حديث علي ح حين رجم المرأة يوم الجمعة، وقال: «قد رجمتها بسنة رسول الله (ص) » . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (12/118) : «لم يُفرَّق بين ما إذا كان الزنى بمَحْرَم أو بغير مَحْرَم. وأشار البخاري الى ضعف الخبر الذي ورد في قتل من زنى بذات مَحْرَم، وهو: ما رواه صالح بن راشد ... » ، ثم ذكر الحديث، ثم قال: «ذكره ابن أبي حاتم في "العلل"، ونقل عن أبيه أنه رُوي عن مطرِّف بن عبد الله ابن الشِّخِّير من قوله. قال: ولا أدري: أهو هذا أو لا؟ يشير إلى تجويز أن يكون الراوي غلط في قوله: = = «عبد الله بن [أبي] مطرف» ، وفي قوله: «سمعت» ، وإنما هو: مطرف بن عبد الله، ولا صُحبة له. وقال ابن عبد البر: يقولون: إن الراوي غلط فيه. وأثرُ مطرف الذي أشار إليه أبو حاتم: أخرجه ابن أبي شيبة من طريق بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ؛ قَالَ أُتِيَ الحجَّاج بِرَجُلٍ قَدِ وقع على ابنته وعنده مطرِّف بن عبد الله ابن الشخير وأبو بردة، فقال أحدهما: اضرب عنقه، فضربت عنقَه. قلت - أي: ابن حجر -: والراوي عن صالح بن راشد ضعيفٌ؛ وهو: رِفْدة - بكسر الراء، وسكون الفاء- ويوضِّح ضعفَه: قوله: «فكتبوا إلى ابن عباس» ، وابن عباس مات قبل أن يليَ الحجَّاج الإمارة بأكثر من خمس سنين» . اهـ. وترجم ابن حجر في "الإصابة" (6/219) لعبد الله بن أبي مطرف، وذكر هذا الحديثَ، ونقل عن ابن منده أنه قال عنه: «غريب» ، وقال ابن حجر: «وقال العسكري - تَبَعًا لأبي حاتم -: إن رِفْدة بن قضاعة راويه وَهِمَ فيه، وإنما هو: عبد الله بن مطرف بن عبد الله بن الشِّخِّير» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 206 1370 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْلُ بن دَلْهَم (2) ، عن   (1) نقل هذا النص بتصرف: ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/290) . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/476 رقم 15910) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/134) ، والدارقطني في "الأفراد" (139/ب/أطراف الغرائب) . ورواه أبو داود في "سننه" (4417) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، عَنِ الفضل، عن الحسن، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ، عَنِ عبادة به مرفوعًا. قال أبو داود: «روى وكيع أولَ هذا الحديث عن الْفَضْلُ بْنُ دَلْهم، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وإنما هذا إسنادُ حديث ابن المحبق أَنَّ رَجُلا وَقَعَ عَلَى جَارِيَةِ امرأته» . الحديث: 1370 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 207 الْحَسَنِ (1) ، عَنْ (2) قَبِيصَة بْنِ حُرَيث، عَنْ سَلَمة بْنِ المُحَبِّق، عَنِ النبيِّ (ص) : خُذُوا عَنِّي، قَدْ جَعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ... ، الْحَدِيثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (3) ؛ إِنَّمَا أَرَادَ: الْحَسَنُ (4) ، عَنْ حِطَّان (5) ، عَنْ عُبادَة بْنِ الصَّامت، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: ابن أبي الحسن البصري. (2) في (ش) : «بن» بدل: «عن» . (3) نقل المزي في "تهذيب الكمال" (23/221) عن الأثرم أنه سأل الإمام أحمد عن حديث الفضل بن دَلْهَم هذا؟ فقال: «هذا حديث منكر» . قال الأثرم: يعني: خطأ. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/116-117) : «الفضل بن دَلْهَم البصري، سمع الحسن، عن قبيصة، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ، عَنِ النبي (ص) قال: " للبِكْر جَلْدُ مِئَةٍ وتغريبُ عامٍ"، روى عنه وكيع، وقال قتادة وسلام: عن الْحَسَنُ، عَنْ حِطَّانَ، عَنْ عُبَادَةَ، عن النبي (ص) وهذا أصحُّ» . وقال الدارقطي في "الأفراد": «تفرَّد به الْفَضْلُ بْنُ دَلْهم، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَبيصة بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سلمة. والمحفوظ: عن الحسن، عن حطَّان الرقاشي، عن عبادة بن الصامت» . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (13360) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (28777) ، وأحمد في "مسنده" (5/313 رقم22666) ، ومسلم في "صحيحه" (1690) ، والبزار في "مسنده" (2686) ، وابن حبان في "صحيحه" (4425) . قال البزار: «وهذا الحديث أسنده قتادة، عن الْحَسَنُ، عَنْ حطَّان، عَنْ عُبَادَةَ. ورواه عن قتادة غيرُ واحد، وقد رواه غير واحد عن الحسن، عن عبادة مرسلاً. وقال الْفَضْلُ بْنُ دَلْهم، عَنِ الْحَسَنِ، عن قبيصة، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبَّقِ، عَنِ النبي (ص) . والفضل بن دَلْهم لم يكن بالحافظ، والحديث حديث قتادة على أنه قد رُوي عن النبي (ص) من وجوهٍ صحاح، روى ذلك جماعةٌ من أصحاب النبي (ص) بخلاف هذا اللفظ» . (5) هو: ابن عبد الله الرَّقاشي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 208 1371 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (2) ، عَنْ عَنْبَسَة بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعبي (3) ، عَنِ جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا يُسْتَقَادُ مِن الجُرْحِ حَتَّى يَبْرَأَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هو مُرسَلٌ مقلوبٌ (4) .   (1) نقل هذا النص بتمامه: ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/271) ، والزيلعي في "نصب الراية" (4/378) ، وانظر ما سيأتي في المسألة رقم (1391) . (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/184) ، والطبراني في "الأوسط" (126) من طريق مهدي بن جعفر، عنه، به. ورواه البزار في "مسنده" (1526/كشف الأستار) قال سمعتُ رجلاً من أصحاب الحديث يقول: ثنا عبد الله ابن سنان، ثنا ابن المبارك، عن عنبسة، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جابر به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الشعبي إلا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَاضِي الريِّ، ولا عن عنبسة إلا ابن المبارك، تفرَّد به مهدي بن جعفر» . وقال ابن حزم في "المحلى" (10/377) : «هذا باطل؛ لأن عنبسة هذا مجهول» . (3) هو: عامر بن شَراحيل. (4) الظاهر أنه يعني بالإرسال كون الحديث عن الشعبي، عن النبي (ص) ، ولكننا لم نجد من رواه مرسلاً. وأما قوله: «مقلوب» : فهو مشكل، لكنْ لعله يعني أن اسم «مجالد بن سعيد» انقلب على الراوي عن ابن المبارك إلى «عنبسة بن سعيد» ، والله أعلم. الحديث: 1371 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 209 1372 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خالدٍ الأحمَرُ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ رَافِعِ بن خَدِيج، عن النبيِّ (ص) : قَالَ: لا قَطْعَ فِي (2) ثَمَرٍ (3) ولاَ كَثَرٍ (4) ؟ قَالَ أَبِي: منهُم مَنْ يَقُولُ: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابن حَبَّان، عَنْ أَبِي مَيمونة (5) ، عَنْ رافع.   (1) هو: سليمان بن حيان. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (28574) . ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (4/262 رقم 4350) . ورواه أحمد في "مسنده" (3/463 رقم 15804) ، والدارمي في "مسنده" (2350 و2353 و2354) ، وأبو داود في "سننه" (4388 و4389) ، والنسائي في "سننه" (4961-4965) ، والطبراني في "الكبير" (4/261 رقم 4339-4351) ، من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، به. (2) قوله: «في» سقط من (أ) . (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «تمر» . (4) قال ابن الأثير: الكَثَرُ - بفتحتَين -: جُمَّار النَّخْل، وهو شَحْمُهُ الذي وَسَطَ النَّخْلة. "النهاية" (4/152) . (5) كذا في جميع النسخ، وكذا في نسختين خطيتين من "مسند الدارمي" كما ذكر محققه (2355) . والحديث أخرجه الدارمي في "مسنده" (2355) ، والنسائي (4968) من طريق سعيد بن منصور، عن عبد العزيز بن محمد الدَّراوَرْدي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبَّان، عن أبي ميمون، عن رافع بن خديج، به. قال النسائي: «هذا خطأٌ، أبو ميمون لا أعرفه» . وقد ترجم المزي في "تهذيب الكمال" (34/337) لأبي ميمون وعدَّه من الأوهام. وقال الجصاص في "أحكام القرآن" (4/75) : «روى مالك وسفيان الثوري وحماد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بن حبان: أن مروان أراد قطع يد عبد وقد سرق وديًا، فقال رافع بن خديج: سمعت رسول الله (ص) يقول: "لا قطع في ثمرة، ولا كثر". وَرَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن حبان، عن عمه واسع بن حبان: بهذه القصة، فأدخل ابن عيينة بين محمد بن حبان وبين رافع واسع بن حبان. وَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن حبان، عن عمة له: بهذه القصة، وأدخل الليث بينهما عمة له مجهولة. ورواه الدَّرَاوَرْدِيّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد، عن محمد بن يحيى ابن حِبَّانَ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : مثله، فجعل الدراوردي بين محمد بن يحيى ورافع أبا ميمونة، فإن كان واسع بن حبان كنيته أبو ميمونة فقد وافق ابن عيينة، وإن كان غيره فهو مجهول لا يدري من هو، إلا أن الفقهاء قد تلقت هذا الحديث بالقبول وعملوا به..» . اهـ. الحديث: 1372 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 210 1373 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بْنُ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي الرِّجَال، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ، فَاقْتُلُوهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سمعتُ يَحْيَى بْنَ مَعِين يَقُولُ - وَقِيلَ له:   (1) قال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص409-410) : «وسمعتُ أبا زرعة يقول: قلنا ليحيى بن معين: إن سويد بن سعيد يحدِّث عن ابن أبي الرِّجال، عن ابْنُ أَبِي روَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قال: «مَنْ قَالَ فِي دِينِنَا بِرَأْيِهِ، فاقتلوه» ؟ فقال يحيى: سويد ينبغي أن يُبدأ به فيقتل. فقيل لأبي زرعة: [سويد] يحدِّث بهذا عن إسحاق بن نجيح. فقال: هذا حديث إسحاق بن نجيح، إلا أن سويدًا حدثنا عن ابن أبي الرِّجال. [قلت] : وقد رواه لغيرك عن إسحاق. فقال: [عسى] قيل له فرجع» . اهـ. وما بين المعقوفين زيادة وتصويب من "تاريخ بغداد" (9/229) ، و"تهذيب الكمال" (12/253) . (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/285) ، وتمام في "فوائده" (117/الروض البسام) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/229) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1531) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (1/331) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/322) من طريق سويد بن سعيد، عن إسحاق بن نجيح، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد به. ومن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1529) . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (190/ب/أطراف الغرائب) من طرق عن إسحاق بن نجيح، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر به. قال الدارقطني: «غريبٌ من حديث الأوزاعي عن = = نافع، تفرَّد به إسحاق بن نجيح الملطي، عنه» . ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1530) من طريق سويد بن سعيد ونوح بن حبيب، عن إسحاق بن نجيح، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابن عمر، به. الحديث: 1373 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 211 رَوَى سُوَيْد هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ (1) -: يَنْبَغِي أنْ يُبدَأَ بِسُوَيدٍ فَيُستَتاب (2) . 1374 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عبدُالعزيز الماجِشُونُ (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَاصِمِ بن عَدِي: أنَّ عُوَيمِرً (4) - رَجُلا (5) مِنْ بَنِي العَجْلان - قَالَ: يا عاصمُ (6) ، أرأيتَ   (1) في (ف) : «قال» . (2) في (ف) : «فليستتاب» ، وفي (ك) : «فيستات» . وقد قال ابن عدي في (4/285) : «وهذا الحديث قد يتلَوَّن فيه سويد بن سعيد، فمرَّة يرويه هكذا عن ابن أبي الرجال، ومرَّة يرويه عن إسحاق بن نجيح، عن ابن أبي روَّاد» . وقال في (1/331) : «وهذه الرواية التي بلغت يحيى بن معين أن سويدًا حدث به عن ابن أبي الرجال، فقال يحيى: لو كان عندي سيف ودرقة لغزوتُه، وإنما قال يحيى هذا لأن ابن أبي الرجال لا يحتمل مثل هذه الرواية، وإسحاق بن نجيح يحتمل» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يصح، تفرَّد به إسحاق وهو المتهم به، وكان يضع الحديث، شهد عليه بذلك يحيى والفلاس وابن حبان، وهو غيَّر إسناده، فتارة يرويه عن الأوزاعي، وتارة عن عبد العزيز، عن نافع، وتارة عنهما عن نافع، وهذا من فعله، فإنه معروف بمثل هذا. وأما رواية سويد عن ابن أبي الرجال فقد اعتذر قوم لسويد فقالوا: وهِمَ، وأراد أن يقول: إسحاق فقال: ابن أبي الرجال على أن هذا الاعتذار لم يقبله كثيرٌ من العلماء» . ثم ذكر مقالة ابن معين في سويد. (3) في (ف) : «الماجشوني» . وعبد العزيز هذا هو: ابن عبد الله بن أبي سلمة. وروايته أخرجها علي بن الجعد في "مسنده" (2871) ، وأحمد في "مسنده" (5/337 رقم 22856) ، والنسائي في "سننه" (3466) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/156) ، والطبراني في "الكبير" (6/119 رقم 5690 و5692) . (4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) في (ش) : «عن عاصم بن عدي بن عويمر أن رجلاً» . (6) في (ك) : «ثنا عاصم» . الحديث: 1374 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 212 رَجُلا وجَدَ مَعَ امْرَأَتِهِ رَجُلا، أيقتُلُهُ (1) ؟ ... فَذَكَرَ الحديثَ؛ قصَّةَ المُتَلاعِنَينِ (2) . قَالَ أَبِي: لا أعلمُ أحدًا يَصِلُه غيرَ عبد العزيز. قِيلَ لَهُ: هُوَ محفوظٌ؟ قَالَ أبي: الناسُ يقولون (3) : «أنَّ عاصمَ (4) » ، وهو أشبهُ.   (1) في (ت) و (ك) : «فقتله» . (2) قوله: «قصَّةَ المُتَلاعِنَينِ» منصوب على نزع الخافض؛ أي فذكر الحديثَ في قصَّة المُتَلاعِنَين، ثم حُذِفَ الجار، وهو «في» ؛ فانتصب ما بعده على نزع الخافض. انظر لذلك التعليق على المسألة رقم (12) . أو منصوب على أنه مفعولٌ به لفعل محذوف، والتقدير: أعني: قصَّةَ المُتَلاعِنَين. (3) الحديث من هذا الوجه رواه البخاري في "صحيحه" (5259 و5308) ، ومسلم في "صحيحه" (1492) من طريق مالك، والبخاري (423) ، ومسلم (1492) من طريق ابن جريج، والبخاري (4745 و4746 و6854 و7304) من طريق الأوزاعي وفُليح بن سليمان وابن عيينة وابن أبي ذئب، ومسلم (1492) من طريق يونس، وأحمد في "مسنده" (5/334 رقم 22830 و22831) من طريق إبراهيم بن سعد وابن إسحاق، وأبو داود في "سننه" (2250) ، والطبراني في "الكبير" (6/117 رقم 5684) من طريق عياض الفهري، والطبراني في "الكبير" (6/115 و117 رقم 5680 و5681 و5686) من طريق قُرَّة بن عبد الرحمن ويزيد بن أبي حبيب وإبراهيم بن إسماعيل ابن مُجَمَّع، جميعهم عن ابن شهاب، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْد أَنّ عويمرًا جاء إلى عاصم ابن عدي فذكره. (4) كذا في جميع النسخ بلا ألف بعد الميم، وهو علمٌ مصروفٌ، وفيه وجهان: الأوَّل: أنَّه منصوب غير منوَّن: «أنَّ عاصم ... » ، على حكاية الإسناد السابق، والمراد: «الناسُ - أي: أصحابُ الزهري - يقولون: عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْد؛ أنَّ = = عاصمَ ابنَ عديٍّ جاءه عويمر ... إلخ» . فلم ينوَّن الاسم لاتصافه بـ «ابن» . والثاني: أنَّه منصوبٌ منوَّن: «أنَّ عاصمً ... » ، وكانت الجادَّة على ذلك أن يقال: «أنَّ عاصمًا» ، بألف تنوين النصب، لكنَّها حُذِفت هنا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 213 1375 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسنُ بْنُ صَالِحٍ (2) ، عَنْ مَنْصُورٍ (3) ، عَنِ الحَكَم (4) ، عَنْ عَطَاءٍ ومُجاهِدٍ، عَنْ أيمَنَ - وَكَانَ فَقِيهًا- قَالَ (5) : يُقْطَعُ السَّارِقُ فِي ثَمَنِ المِجَنِّ (6) ، على عهد رسول الله (ص) ؛ دينارٍ (7) ؟   (1) أورد ابن أبي حاتم هذا النص أيضًا في "المراسيل" (ص15 رقم43) كما هنا إلى قوله: «وليست له صحبة» . (2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/110) ، والنسائي في "سننه" (4947) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة (1010) . (3) هو: ابن المعتمر. (4) هو: ابن عُتَيبة. (5) في (ش) : «فقال» . (6) المِجَنُّ: التُّرْسُ؛ لأنه يُواري حامِلَهُ، أي: يستُرُهُ، والميم زائدةٌ. "النهاية" (1/308) . (7) كذا في جميع النسخ! والذي في "المراسيل: للمصنِّف، ومصادر التخريج: «في ثمن المجن، وكان ثَمَنِ الْمِجَنِّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله (ص) دينارًا» . وعلى ذلك فقوله: «دينارٍ» بالجر، يمكن تخريجه على أنَّه بدل من قوله: «ثَمَنِ المجن» . ويمكن أن يكون منصوبًا على نزع الخافض، والتقدير: «في دينارٍ» ، وحُذِفَ الخافض، فانتصب ما بعده. انظر التعليق على المسألة رقم (12) ، والأصل هنا: «دينارًا» بالألف، لكنْ حُذِفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وهذان التخريجان بناء على أنَّه ليس في الكلام سقطٌ، وإلاَّ فلعلَّ صحة اللفظ كما في مصادر التخريج، فيكون وجه الحديث عندنا هكذا: «يُقْطَعُ السَّارِقُ فِي ثَمَنِ المِجَنِّ، [وكان ثَمَنُ المِجَنِّ] عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله (ص) دينارًا» ، والله أعلم. الحديث: 1375 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 214 قَالَ أَبِي: هُوَ مُرسَلٌ (1) ، وَأَرَى أنَّه والدُ (2) عبد الواحد بْنِ أيمَن، وليستْ لَهُ صُحْبةٌ. قلتُ لأَبِي: وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ يَحْيَى الحِمَّانِيُّ (3) ، عَنْ شَريك (4) ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَطَاء، عَنْ أيمَنَ بنِ أُمِّ أيمَن، عَنْ أُمِّ أَيْمَن (5) ؛ قالتْ: قال رسولُ الله (ص) : لا يُقْطَعُ السَّارِقُ إِلاَّ (6) فِي حَجَفَةٍ (7) ؛ قُوِّمَتِ الحَجَفَةُ يومئذٍ عَلَى عهد رسول الله (ص) دِينَارً (8) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ مِنْ وجهَين: أحدُهما: أنَّ أصحابَ شَريك لَمْ يَقُولُوا: عَنْ أُمِّ أَيْمَن؛ إنَّما   (1) ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (2/25-26) الاختلاف على أيمن في وقف الحديث ورفعه، ورجَّح الطريق الموقوف، وقال: «أصحُّ بإرساله» . (2) قوله: «والد» سقط من (ك) . (3) هو: يحيى بن عبد الحميد. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/163) . (4) هو: ابن عبد الله النَّخَعي. (5) من قوله: «عن عطاء ... » إلى هنا، في (ت) : «عن عطاء، عن أيمن بن أم أيمن» ، وفي (ك) : «عن عطاء، عن أم أيمن بن أم أيمن» . (6) قوله: «إلا» سقط من (ف) . (7) الحَجَفَةُ: التُّرس. انظر "النهاية" (1/345) . (8) كذا في جميع النسخ، والجادة أن يقال: «بدينار» . ويوجَّه على أنه منصوب على نزع الخافض، ووُقف عليه منوَّنًا دون ألف العوض؛ على لغة ربيعة، وانظر في نزع الخافض: المسألة رقم (12) ، وفي لغة ربيعة: المسألة رقم (34) ؛ ويشهد لهذا الوجه: روايتُهُ بألف تنوين النصب في الموضع المذكور من "شرح معاني الآثار"، ففيه: «دينارًا أو عشرةَ دراهم» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 215 قالوا: عن أَيْمَنَ بن أم أيمَن، عن النبيِّ (ص) (1) . والوجهُ (2) الآخَرُ: أنَّ الثِّقات يَرْوُونَ عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الحَكَم، عَنْ مُجاهِد وعَطَاء، عَنْ أيمَن، قولَهُ (3) . وأيمَنُ بنُ أُمِّ أيمَن لَمْ يُدرِكِ النبيَّ (4) (ص) . 1376 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمر ابن عليِّ بْنِ مُقَدَّم (5) ، عَنِ الحجَّاج بْنِ أَرْطاة، عَنْ مَكْحول، عَنْ عبد الرحمن بن مُحَيرِيز؛   (1) الحديث رواه النسائي في "سننه" (4948) من طريق علي بن حجر، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (614) من طريق الأسود بن عامر، كلاهما (علي والأسود) عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عطاء ومجاهد، عن أيمن، به مرفوعًا. ورواه ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (613) من طريق خلف بن هشام، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عطاء، عن أيمن، به مرفوعًا. (2) في (ك) : «والوجوه» . (3) في (ك) : «فقوله» ، والصواب: ما في بقية النسخ. = = والحديث من هذا الوجه رواه النسائي في "سننه" (4949) ، والحاكم في "المستدرك" (4/379) من طريق جرير، عن منصور، به. (4) في (ت) و (ف) : «للنبي» . (5) روايته أخرجها ابن المبارك في "مسنده" (145) ، وأحمد في "مسنده" (6/19 رقم 23946) ، وأبو داود في "سننه" (4411) ، والترمذي في "جامعه" (1447) ، والنسائي في "سننه" (4983) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ الحجاج بن أرطاة، وعبدُالرحمن بن مُحَيريز: هو أخو عبد الله بن محيريز، شاميٌّ» . وقال النسائي: «الحجاج بن أرطاة ضعيفٌ، ولا يحتجُّ بحديثه» . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (28964) ، وابن ماجه في "سننه" (2587) ، والدارقطني في "سننه" (3/208) من طريق عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ حجَّاج، عن مكحول، عن ابن محيريز، عن فضالة، به. الحديث: 1376 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 216 قَالَ: سألتُ فَضَالَة بْنَ عُبَيد فقلتُ: أرأيتَ تعليقَ اليدَين مِنَ العُنُق (1) ، أمِنَ (2) السنَّة؟ فَقَالَ: أُتِيَ النبيُّ (ص) بِسَارِقٍ (3) ، فأَمَر بِهِ، فقُطِعَتْ يدُهُ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فعُلِّقَتْ فِي عُنُقِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنَّما هو: عبد الله بْنِ مُحَيريز (4) ؛ قَالَ: سألتُ فَضَالة. 1377 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد، عَنِ الأَوْزاعي، عن محمد بن عبد الملك، عن مُطَرِّف بن عبد الله بْنِ الشِّخِّير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمَّار بْنِ يَاسِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا يَحِلُّ دَمُ المُؤْمِنِ إِلاَّ فِي ثَلاثٍ: الدَّمُ بِالدَّمِ، والثَّيِّبُ الزَّان ِ (5) ، والمُرْتَدُّ   (1) في (ت) و (ك) : «العنوا» . (2) في (ت) و (ك) : «من» بلا همزة. (3) قوله: «بسارق» سقط من (ك) . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (18/299 رقم 769) ، وفي "مسند الشاميين" (2175) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/148) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/257) من طريق عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ حجَّاج، عن مكحول، عن عبد الله بْنِ مُحَيْرِيزٍ قَالَ: سَأَلْتُ فَضالة ... فذكره. قال المزي في "تهذيب الكمال" (17/398) : «وفي حديث الطبراني: عبد الله بن محيريز، وهو وهمٌ» . (5) في (ف) : «الزاني» ، وما أثبتناه من بقية النسخ، وكلاهما عربي فصيح، ووقع نحوه في هذا الحديث في "صحيح مسلم" من حديث عبد الله بن مسعود، قال النووي: «هكذا هو في النسخ: «الزان» من غير ياء بعد النون وهي لغة صحيحة قُرئ بها في السبع؛ كما في قوله تعالى: [الرّعد: 9] {الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ} ، وغيره، والأشهر في اللغة إثبات الياء في كل هذا. "شرح النووي على صحيح مسلم" (11/164) . وانظر في هذه اللغة التي تَحذفُ ياء الاسم المنقوص المحلَّى بـ «أَلْ» : "سر صناعة الإعراب" (2/519) ، و"الخصائص" (2/292) ، و"شرح قطر الندى" (ص326) ، و"همع الهوامع" (2/428) . ولعل حذف الياء هنا: جاء تحقيقًا للسَّجعة، والموافقة بين «الزان» و «الإيمان» . والله أعلم. الحديث: 1377 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 217 عَنِ الإِيمَانِ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ مُفتَعَلٌ، ومحمدُ ابنُ عبد الملك هذا هو: ابنُ عبد الملك بْنِ مَرْوَانَ، لَعَلَّهُ لَمْ يَرَ مُطَرِّفً (2) بعينِه. وذكرت ُ هَذَا الحديثَ لابنِ جُنَيد (3) ؟ فَقَالَ: هَذَا مِنْ أيُّوب بْنِ سُوَيد، وأما محمد بن عبد الملك فثقةٌ. 1378 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ كتبتُهُ عَنْ نَصْرِ بنِ دَاوُدَ بْنِ طَوْق (4) بواسِط - قَدِمَ عَلَيْنَا مِنَ الْكُوفَةِ - عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ الواسِطي؛ قَالَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لاَ يُقْتَلُ أَحَدٌ بِسَبِّ أَحَدٍ، إِلاَّ بِسَبِّ النبيِّ (ص) ؟   (1) رواه الطبراني، كما في "مجمع الزوائد" (6/253) . قال الهيثمي: «وفيه أيوب بن سويد، وهو متروك، وقد وثقه ابن حبان وقال: رديء الحفظ» . (2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) هو: عليُّ بن الحسين. (4) في (ك) : «طرق» . ولم نقف على روايته، ولا على من رواه على هذا الوجه، ولكن رواه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 119) من طريق حجاج بن يوسف، وابن عدي في "الكامل" (7/249) من طريق أبي = = الأحوص العكبري، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيِّ؛ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة قال: «لا يُقتَلُ أحدٌ بسبِّ أَحَدٍ إلا من سبَّ النبيَّ (ص) » . ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/60) . وقوله: «عن أبي سلمة» سقط من المطبوع من "الكامل". وتصحَّف المتن فيه تصحيفًا غريبًا، والتصويب من "السنن الكبرى" للبيهقي الذي روى الحديث من طريق ابن عدي. الحديث: 1378 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 218 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 1379- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه اليَمَان ابن (1) عَدِيٍّ الحِمْصي الحَضْرَمي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامة؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ جُرْمًا يَوْمَ القِيَامَةِ: رَجُلٌ حَزَّز (3) ظَهْرَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ؟ فسمعتُ أَبِي يقولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) ، واليَمَانُ شيخٌ صدوق.   (1) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/116 رقم 7536) ، و"الأوسط" (2339) ، و"مسند الشاميين" (825) . (3) كذا في (أ) - دون ضبط - وفي (ش) و (ف) : «حرر» ، وفي (ت) : «حزن» ، وفي (ك) : «حزر» ، وفي مصادر التخريج السابقة: «جَرَّد» ، وهي الأَوْلى. قال في "فيض القدير" (6/113) : «أي: عرَّاه من ثيابه ... والمراد فيما يظهر: أنه جرده من ثيابه ليضربه وفَعَلَ. ويحتمل على بعدٍ أن المراد: هتك العورة. اهـ. وما في (أ) أقرب إلى المعنى من حيث إن «الحزّ» هو: القطع من الشيء في غير إبانة، ويقال: الحزّ قطع ما كان غير بائن. "تاج العروس" (8/47) . (4) قال ابن حجر في "فتح الباري" (12/85) : «وفي سنده مقال» . وضعفه الشيخ الألباني في "الضعيفة" (1275) . الحديث: 1379 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 219 1380 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْري (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قاتِل الْمُؤْمِنِ: أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ (2) تَوبَةٌ؟ قَالَ أَبِي: أَبُو سَعِيدٍ: هو عبد القُدُّوس بْنُ حَبِيب الشَّامي، وَكَانَ لا يَصدُقُ. 1381 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه معاذ ابن خَالِدٍ العَسْقَلاني، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ الحارث (4) ، عن عليٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ خَصَى عَبْدَهُ خَصَيْتُهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1382 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو كُرَيْب (5) ، عن عبد الله   (1) روايته أخرجها الواحدي في تفسيره "الوسيط" - كما في "تخريج أحاديث الكشَّاف" للزيلعي (1/343) - من طريق إسحاق بن راهويه، ثنا أبو داود الحَفَري، ثنا سفيان، به. (2) قوله: «له» سقط من (أ) . (3) هو: السَّبيعي، عمرو بن عبد الله. (4) هو: ابن عبد الله الأعور. (5) في (ك) : «أبو كريت» . وأبو كُرَيب هو: محمد بن العلاء. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1438) ، و"العلل الكبير" (413) ، والنسائي في "الكبرى" (7342) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/223) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/83) . وَقَرن الترمذيُّ بأبي كُريب: يحيى بن أكْثَم. ورواه ابن عدي في "الكامل" (1/177) من طريق أبي مَيْسَرة أحمد بن عبد الله، والخطيب في "تاريخ بغداد" (14/191-192) من طريق أبي بكر الميانجي، عن أبي عيسى بن عرَّاد، عن يحيى بن أكثم، كلاهما عن عبد الله بن إدريس به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث يُعرَف بأبي كُرَيب عن ابن إدريس، وقد حدَّث به مسروق بن المرزُبان ويحيى بن أكثم، وسرقه منهم جماعةٌ من الضعفاء؛ مثل جَحْدَر الكفرتوثي - واسمه: عبد الرحمن بن الحارث -، والسَّرِيّ [بن] عاصم، وأبو ميسرة الهَمْداني وغيرهم» . وذكر نحوه أيضًا في (4/321) . وقال الخطيب: «قال القاضي أبو بكر الميانجي: = = هكذا حدَّثَناه ابن عراد عن يحيى ابن أكثم. وهذا الحديثُ إنما هو معروف عن أبي كُرَيب وأنه المنفرد به. قلت -أي الخطيب -: الأمرُ على ما ذكر، إلا أن جماعةً قد رَوَوه عن عبد الله بن إدريس هكذا مرفوعًا متصلاً، ولم يكن فيهم ثَبْتٌ سوى أبي كُرَيب. ورواه يوسف بن محمد بن سابق، عن ابن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع، عن النبيِّ (ص) مرسلاً. وخالفه محمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج فروَياه عن ابن إدريس، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن أبا بكر ضرَبَ وغرَّب، وأن عمر ضرَبَ وغرَّب، ولم يذكُرا النبيَّ (ص) ، وهو الصَّواب» . اهـ. الحديث: 1380 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 220 ابن إدريس، عن عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) ضَرَبَ وغَرَّبَ. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ قومٌ عَنِ ابْنِ إدريس، عن عُبَيدالله، عن نافع: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (2) . قَالَ أَبِي: ابنُ إِدْرِيسَ وَهِمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ مرَّة حدَّث مُرسَلاً، ومرَّة حدَّث مُتَّصِلا، وحديثُ ابْنِ إِدْرِيسَ حجَّةٌ يُحتَجُّ بِهَا، وَهُوَ إمامٌ مِنْ أَئِمَّةِ المسلمين (3) .   (1) هو: ابن عمر العُمَري. (2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) قال الترمذي في "جامعه" (1438) : «حديثُ ابن عمر حديثٌ غريب، رواه غيرُ واحد عن عبد الله بن إدريس فرفعوه، وروى بعضُهم عن عبد الله بن إدريس هذا الحديثَ، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن أبا بكر ضَرَب وغرَّب، وأن عمر ضَرَب وغرَّب» . وقال في "العلل الكبير" (413) : «روى أصحابُ عبيد الله بن عمر، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن أبا بكر ... ولم يرفعوه. وهكذا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نافع موقوفًا. ولا يَرفَع هذا الحديث عن عبيد غيرُ ابن إدريس. وقد رواه بعضُهم عن ابن إدريس، عن عبيد الله موقوفًا» . اهـ. وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (4/107/ب) ، وذكر أنه يرويه عبد الله ابن إدريس عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر مرفوعًا على ما رواه عنه أبو كُرَيب، ومسروق بن المَرْزُبان، ويحيى بن أكثَم، وجَحْدَر بن الحارث، وغيرُهم، ورواه يوسف بن محمد ابن سابق عن ابن إدريس، عن عبيد الله، عن نافع: أن النبيَّ (ص) ... ، مرسلاً لم يذكر ابنَ عمر، وخالفهم محمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج فرَوَياه عن ابن إدريس، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن أبا بكر ضَرَب وغرَّب، وأن عمر ضَرَب وغرَّب، ولم يذكُر النبيَّ (ص) ، ثم قال الدارقطني: «وهو الصَّواب» ؛ يعني الوقف. وانظر "نصب الراية" (3/331) . ونقل الخطيب في "تاريخه" (12/83) عن شيخه البرقاني قوله: «قال لنا الدارقطني: لم يُسنِده أحدٌ من الثقات غيرُ أبي كريب، ووقفه أبو سعيد الأشج وغيره» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 221 1383 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ (1) ، عَنْ عَنْبَسة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ يونس (2) ، عن الزُّهْري، عن عبد الله بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ سَهل بْنِ أَبِي حَثْمَة؛ فِي القَسَامَة؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري! رَوَى (3) الثِّقاتُ عَنِ الزُّهْري مَا (4) كان عند الزُّهْري فِي هَذَا الْبَابِ فِي القَسَامَة، وليس   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3539) . وقال: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا يونسُ، ولا عن يونسَ إلا عنبسةُ بن خالد، تفرَّد به: أحمد بن صالح» . (2) قوله: «عن يونس» مكرر في (ك) . ويونس هو: ابن يزيد الأيلي. (3) في (ش) : «رواه» . (4) «ما» هنا: اسم موصولٌ بمعنى «الذي» ، وكانت الجادَّة أن يقال: «رَوَى الثقاتُ عَنِ الزُّهري مَا كان عنده ... » ، والضمير في «عنده» هو العائد من الصلة إلى الموصول، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وهو من وضع الظاهر في موضع المُضمَر العائد إلى الموصول، ومثلُه قولُ الشاعر [من الطويل] : سُعَادُ التي أَضْنَاكَ حُبُّ سُعَادَا وإِعْراضُهَا عَنْكَ اسْتَمَرَّ وزادَا والأصل: سُعَادُ التي أَضْنَاكَ حُبُّهَا. انظر "شرح شذور الذهب" (ص172-173) . الحديث: 1383 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 222 لِشَيْءٍ (1) مِنْ هَذَا ذِكرٌ، وَإِنَّمَا وَجَدْنَا هَذَا الحديثَ مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مالك، عن أبيه، عن عبد الله بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ سَهل بْنِ أَبِي حَثْمَة، فِي القَسامَة، فَأَخْشَى (2) أَنْ يَكُونَ مُستَرَقً (3) مِن ثَمَّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا حديثٌ ما أدري ماهو؟! ثم قال: مُنكَرٌ جِدًّا! فَقُلْتُ لَهُ: فَتَرَى أَنَّهُ مُستَرَقٌ من حديث خالد ابن يَزِيدَ؟ قَالَ: مَنْ سَرَقَهُ مِن ثَمَّ؟ قلتُ: عَنْبَسَةَ نراه! قال: ما أظنُّ أن عَنْبَسة كَانَ يُحسِنُ أَنْ يَقْلبَ الحديثَ. ثُمَّ قَالَ: بَلَغَنِي أنَّ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ حدَّث عَنْهُ فِي بُدُوِّ أَمرِه عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، فِي قِصَّةِ أُمِّ زَرْع، فَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ، فترَكَه وَلَمْ يحدِّث بِهِ بعدُ.   (1) في (ت) و (ك) : «بشيء» . (2) في (ت) و (ك) : «فأنشأ» . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 223 وَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: وَلَمْ يظهَر لَنَا حديثُهُ، فكنَّا نَعتَبرُ بِهِ، وَمَا أَعْلَمُ رَوَى عَنْهُ أحدٌ (2) سِوَى أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ عَلَى النَّاس، وَلَمْ يحدِّث بِهِ (3) وَلَوْ عَلِمَ أحمدُ بنُ صَالِحٍ أنَّ الناسَ يُنكِرون هَذَا، لامتنعَ مِنْ تحديثه. 1384- وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ضَمْرَة (5) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنْ يونسَ (6) ، عَنِ الحَسَن، وابنِ جُرَيْج (7) ، عَنْ عَطَاء - فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (8) - قالا (9) : الإمامُ (10) مُخَيَّر: إِنْ شَاءَ قَتَل، وَإِنْ شَاءَ قَتَلَ وصَلَبَ، وَإِنْ شاء نَفَى؟   (1) قوله: «وقال» مكرر في (ك) . (2) في (ف) : «أحدًا» . (3) كذا العبارة في جميع النسخ! والمعنى - فيما يظهر -: أن عنبسة هذا قليل الرواية، وليس له من الحديث ما يمكن تتبعه وعرضه على أحاديث الثقات حتى يُحكم عليه من خلاله، ولم يرو عنه سوى أحمد بن صالح، ولم يحدَّث بهذا الحديث أحد من الناس، والله أعلم. (4) في (ت) و (ك) : «قال سئل» . (5) هو: ابن ربيعة. (6) هو: ابن عُبَيد. (7) قوله: «وابن جريج» بالجر: معطوفٌ على «يونس» ؛ والمراد: أن سفيان الثوري يروي هذا الأثرَ عن يونس ابن عبيد، عن الحسن البصري، ويرويه أيضًا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ. (8) الآية (33) من سورة المائدة. (9) أي: الحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح. (10) في (ك) : «نام» . الحديث: 1384 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 224 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا قَبِيصَة (1) ؛ قال: حدَّثنا سُفْيَانُ (2) ، عَنْ عاصمٍ (3) ، عَنْ الحَسَنِ - وَابْنِ جُرَيج (4) ، عَنْ عَطَاء (5) -. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: عَاصِمٌ، عَنِ الحسن أصحُّ.   (1) هو: ابن عقبة. (2) روايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (11847) من طريق وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن الحسن. ورواه الطبري أيضًا (11848) من طريق وكيع، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عن عطاء. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32788) من طريق حفص بن غياث، والطبري (11846) من طريق جرير، كلاهما عن عاصم، عن الحسن. (3) هو: ابن سليمان الأحول. (4) قوله: «وابن جريج» بالجر معطوفٌ على «عاصم» ؛ والمراد: أنَّ سفيان الثوري يروي هذا الأثر عن عاصم ابن سليمان الأحول، عن الحسن البصري، ويرويه أيضًا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ. (5) من قوله: «فقال أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 225 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الدِّيَاتِ 1385- وسمعتُ أبي ح يَقُولُ: أَخْطَأَ النُّعمان بْنُ ثَابِتٍ (1) ، وأَشْعَثُ بنُ سَوَّار جَمِيعًا: قَالَ (2) النُّعمان: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحَنَفِيَّة؛ فِي إِخوةٍ لأُمٍّ: إنَّ لهم نصيبً (3) فِي الدِّيَة. وَقَالَ أَشْعَث (4) : عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي جعفر محمد بن   (1) هو: أبو حنيفة الفقيه المشهور. قال البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص756) : «قال أبو حاتم: حُدِّثت عن سفيان بن عيينة قال: لقيني أبو حنيفة فقال لي: كيف سماعك عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ؟ قَالَ: قلت له: أكثرت عنه، قال: لكني لم أسمع منه إلا حديثين. قال: قلت: وما هما؟ فقال: حدثنا عمرو، عن جابر بن عبد الله في أخباري. فقلت: حدثنا عمرو، عن جابر بن زيد، ليس جابر بن عبد الله، قلت: وما الآخر؟ فقال: حدثنا عمرو، عَنِ ابْنِ الحنفية، عَن عَليّ: لقد ظلمَ من لم يورِّث الإخوةَ من الأم. فقلت: حدثنا عمرو، عن عبد الله بن محمد بن علي، ليس بابن الحنفية. قال سفيان: فإذا هو قد أخطأ فيهما جميعا» . وانظر "تاريخ بغداد" (13/393) . (2) في (ك) : «عن» بدل: «قال» . (3) كذا في جميع النسخ «نصيب» ، بلا ألف بعد الباء، وفيه وجهان؛ تقدم ذكرهما في التعليق على قوله: «إنَّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَانٌ، يُقالُ لَهُ: الْوَلْهَانُ» في المسألة رقم (130) . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27561) . ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (304) عن داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن دينار، سمعت محمد بن علي ابن الحسين، عن علي به. ورواه الدارمي في "مسنده" (3083) من طريق قبيصة، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عن بعض ولد ابن الحنفية، عن علي، به. ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/58) من طريق يزيد بن هارون، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عمَّن أخبره، عن علي، به. الحديث: 1385 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 226 عليِّ (1) بن [الحسين] (2) . والصَّحيحُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (3) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (4) الحَنَفِيَّة، عَنِ عليٍّ. 1386 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله (5) بْنُ مُوسَى، عَنْ همَّام (6) ، عَنْ قَتَادة، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس؛ أنَّ النبيَّ (ص) قال: الإِبْهَامُ خَمْسٌ؟ قال أبي: هو عندي وَهَمٌ؛ لأنَّ يزيدَ النَّحْويَّ (7) يروي عن   (1) في (ك) : «عن أبي جعفر، عن محمد بن علي» . (2) في جميع النسخ: «الحسن» ، وهو تصحيفٌ، فأبو جعفر هذا هو الباقر، واسمه: محمد بن عليِّ بن الحسين بْنِ عليِّ بْن أَبِي طالب رضي الله عنهما. انظر "تهذيب الكمال" (26/136) . (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (17771) من طريق ابن جريج، وسعيد بن منصور في "سننه" (303) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (27554) من طريق ابن عيينة، كلاهما عن عمرو بن دينار، به. (4) قوله: «محمد بن» سقط من (ش) . (5) في (ش) : «عبد الله» . (6) في (ش) : «هشام» . وهمام هو: ابن يحيى العَوذي. (7) هو: يزيد بن أبي سعيد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/289 رقم 2621 و2624) ، وأبو داود في "سننه" (4560 و4561) ، والترمذي في "جامعه" (1391) ، والدارقطني في "سننه" (3/212) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/92) . ورواه البخاري في "صحيحه" (6895) من طريق شعبة، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس به. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح، غريبٌ من هذا الوجه» . الحديث: 1386 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 227 عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (1) : فِي كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الأَصَابِعِ عَشْرٌ (2) . 1387 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ (3) رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنِ البَخْتَري بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : فِي السِّقْطِ (5) غُرَّةٌ (6) ؛ عَبْدٌ أَو أَمَةٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، رَوَى الفِرْيابي (7) ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ البَخْتَري. 1388 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُمَيَّة الطَّرَسُوسي (9) ،   (1) من قوله: «الإبهام خمس ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (2) في (أ) و (ش) : «عشرًا» ؛ وما أثبتناه من بقية النسخ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج، والجادة أن يقال: «عَشَرة» ؛ لتأنيثِ الإصبع، لكن مجيئه هنا بلا تاء يخرَّج على وجهين: إمَّا على جواز تذكير العدد لتقدُّم المعدود، وإمَّا على جواز تذكير الإصبع، كما في "المصباح المنير" (صبع) ، وانظر المسألة رقم (713 و1475) . (3) قَوْلَهُ: «وَسَأَلْتُ أَبِي عَنْ حديثٍ» سقط من (ش) . (4) هو: عبيد بن سليمان الطابخي. (5) السِّقْطُ - بالكسر والفتح والضَّم، والكسرُ أكثرُها -: الولدُ الذي يسقُطُ من بَطْن أمِّه قبلَ تمامه. "النهاية" (2/378) . (6) قال النووي: وأما الغُرَّة فقال أهلُ اللغة والغَريب والفُقهاءُ: هي النَّسَمةُ من الرَّقيق ذكرًا كان أو أنثى، قال ابن قتيبة وغيرُه: سُمِّيا بذلك؛ لأنهما غُرَّةُ ما يملكه الإنسان، أي: أفضَلُهُ وأشهَرُهُ، وغُرَّةُ كلِّ شيء: خِيارُهُ. "تحرير ألفاظ التنبيه" (ص 305) . وانظر "النهاية" (3/353) . (7) هو: محمد بن يوسف. (8) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (6/22/أ) ، وابن حجر في "التلخيص" (4/38) حكم أبي حاتم على هذا الحديث. (9) هو: محمد بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/82) ، والدارقطني في "سننه" (3/105-106) . ورواه ابن ماجه في "سننه" (2668) ، والبزار في "مسنده" (3663) من طريق الحُرِّ ابن مالك، عن مبارك به. وقال ابن عدي في ترجمة الوليد بعد أن ذكر له أحاديث أُخَر: «وكلُّ هذه الأحاديث غير محفوظة» . وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده بأحسن من هذا الإسناد عن رسول الله (ص) ، ولا نعلم أحدًا قال: عن أبي بكرة إلا الحرُّ بن مالك؛ ولم يكن به بأس، وأحسَبُه أخطأ في هَذَا الْحَدِيثِ؛ لأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَهُ عن الحسن مرسلاً» . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (27713 و27717) ، وأحمد في "العلل" (979) ، والدارقطني في "سننه" (3/106) من طرق عن الحسن به مرسلاً. وانظر "إرواء الغليل" (2229) . الحديث: 1387 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 228 عن الوليد بن محمد ابن صالح [الأَيْليِّ] (1) ، عَن مبارك بْن فَضَالة، عَن الْحَسَنِ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْرَة (3) ؛ قَالَ: قال النبيُّ (ص) : لا قَوَدَ (4) إِلاَّ بالسَّيْفِ؟ قَالَ أبي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .   (1) كذا في (ش) ، وفي (ف) و (ك) : «الأبلي» بالباء الموحدة، وهي مهملة في (أ) و (ت) ، إلا أن الهمزة ضمَّت في (ت) . وقد وردت نسبته في "ميزان الاعتدال" (4/346) ، و"لسان الميزان" (6/226) ، و"الكامل" لابن عدي (7/82) : «الأَيْلي» ، وفي "الجرح والتعديل" (9/16) : «الأُبُلِّي» . وسيأتي في المسألة رقم (1485) و (1519) . (2) هو: البصري. (3) هو: نُفَيع بن الحارث. (4) القَوَدُ: القِصاصُ، وقَتْلُ القاتِل بدلَ القَتِيل. "النهاية" (4/119) . (5) ضعَّف ابن رجب في "جامع العلوم" (ص283) هذا الحديث، ونقل عن الإمام أحمد قوله: «وليس إسناده بجيِّد» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 229 1389 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ المِنْقَري، عن حمَّاد ابن سَلَمة (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عن يعقوب السَّدُوسي، عن عبد الله بْنِ عَمرو: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) خَطَبَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَقَالَ: أَلاَ إِنَّ دِيَةَ العَمْدِ الخَطَأِ - بِالسَّوْطِ والعَصَا - دِيَةٌ مُغَلَّظَةٌ مِئَةٌ مِنَ الإِبِلِ؛ مِنْهَا أَرْبَعُونَ خَلِفَةً (3) فِي بُطُونِهَا أَوْلاَدُهَا، أَلا إِنَّ كُلَّ دَمٍ ومَالٍ ومَأْثُرَةٍ (4) كَانَتْ فِي الجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمِي هَذِه إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ سِقَايَةِ الحَاجِّ وسِدَانَةِ البَيْتِ (5) ، فَإِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُهَا لأَهْلِهَا. وَرَوَى هَذَا الحديثَ الحُمَيْديُّ (6) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ عليِّ بْنِ   (1) نقل بعض هذا النص ابن السبكي في "طبقات الشافعية" (3/114) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (6/14/ب) . (2) روايته علَّقها أبو داود في "سننه" عقب الحديث (4549) ، والدارقطني في "سننه" (3/104) . (3) الخَلِفَةُ - بفتح الخاء وكسر اللام -: الحاملُ من النُّوق، وتُجمَع على: خَلِفات وخَلائف. "النهاية" (2/68) . (4) يقال: أُثْرَة، ومَأْثُرَة، ومَأْثَرَة، قال الزبيدي: «والأُثْرَة ُبالضّمِّ: المَكْرُمة؛ لأَنها تُؤْثَرُ، أَي: تُذْكَرُ، ويَأْثُرها قَرْنٌ عن قَرْنٍ يتحدَّثُون بها. وفي المُحكَم: المَكْرُمةُ المُتَوارَثَة؛ كالمَأْثَرَة، بفتح الثاءِ، والمَأْثُرَةِ بضمها، ومثلُه من الكلامِ: المَيْسَرَة والمَيْسُرة، ممَّا فيه الوَجْهَانِ، وهي نحو ثلاثين كلمةً جَمَعَها الصّغانيّ في (ح ب ر) » . اهـ. والمأثرة: جمعها: مآثر، قال ابن الأثير: «ومآثِرُ العرب: مَكارمُها ومَفاخِرُها التي تُؤثَرُ عنها، أي: تُروى وتُذكَر» . "تاج العروس" (6/9) ، و"النهاية" (1/22) . (5) سِدَانةُ الكعبة: هي خِدْمَتُها وتَولِّي أمرها، وفَتحُ بابها وإغلاقُه. "النهاية" (2/355) .. (6) هو: عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها في "مسنده" (719) . ورواه الشافعي في "مسنده" (2/108/ترتيب السندي) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (26727) ، وأحمد في "مسنده" (2/11 رقم 4583) ، وابن ماجه في "سننه" (2628) ، والنسائي في "سننه" (4799) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5675) ، والدارقطني في "سننه" (3/105) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/44) من طرق عن ابن عيينة، به. ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (17212) من طريق معمر، عن علي بن زيد به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "مسنده" (2/36 رقم 4926) ، والدارقطني في "سننه" (3/105) . الحديث: 1389 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 230 زَيْدٍ؛ أنَّه سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ رَبِيعَةَ يُخبِرُ عَنِ ابْنِ عُمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ قَالَ يومَ فَتْحِ مَكَّةَ عَلَى دَرَج الكَعْبة: الحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَ وَعْدَهُ، ونَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، أَلاَ إِنَّ قَتِيلَ العَمْدِ الخَطَأِ -بِالسَّوْطِ أَو العَصَا (1) - ... ، وذكَرَ الحديثَ مِثْلَهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ القاسمِ بنِ رَبِيعةَ أصَحُّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : ونَفْسُ حَدِيثِ حمَّاد بْنِ سَلَمة؛ فإنَّ أَحْمَدَ بْنَ سِنَان حدَّثنا (3) عَنْ يَزِيدَ (4) ، عَنْ حمَّادُ بنُ سَلَمة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّدوسي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - وَلَيْسَ لابْنِ عَمرو مَعْنًى - عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أَشْبَهُ. وقلتُ لأَبِي: مَن يعقوبُ السَّدوسي؟ فَقَالَ: هُوَ يعقوبُ بن أَوْس، ويقال: عُقْبة (5) بن أوس (6) .   (1) في (ك) : «بالسوط والعصا» . (2) في (ف) : «قلت» بدل: «قال أبو محمد» . (3) قوله: «حدثنا» سقط من (ش) . (4) هو: ابن هارون. (5) في (ت) و (ك) : «عتبة» . (6) روى البيهقي في "السنن الكبرى" (8/69) عن يحيى ابن معين أنه قال: «يعقوب بن أوس وعقبة بن أوس واحد» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 231 قلتُ: وقد روى هَذَا الحديثَ بطوله حمَّادُ ابنُ سَلَمة (1) ، عَنْ حُمَيد (2) ، عَنِ الْقَاسِمِ بن ربيعة: أنَّ النبيَّ (ص) خطبَ الناسَ يَوْمَ الفتحِ ... ، مُرسَلً (3) ؛ وَهَذَا أشبهُ بالصَّواب، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (4) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : وَتَابَعَ يزيدَ بْنَ هَارُونَ عَلَى رِوَايَتِهِ أسدُ بْنُ مُوسَى؛ فَقَالَ: عَنْ حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يَعْقُوبَ السَّدوسي، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) (6) .   (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه. لكن أخرجه أحمد في "مسنده" (3/410 رقم 15389) من طريق هُشَيم، والنسائي في "سننه" (4800) من طريق سهل بن يوسف، كلاهما عن حميد، به. ورواه أيوب، عن القاسم، واختُلِف عليه، فرواه النسائي في "سننه" (4792) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عن القاسم، به مرسلاً. ورواه أحمد في "مسنده" (2/164 رقم 6533) ، وابن ماجه في "سننه" (2627) ، والنسائي في "سننه" (4791) من طريق شعبة، عن أيوب، عن القاسم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به. (2) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وعلَّقنا عليها في المسألة رقم (34) . (4) قوله: «بالصواب، والله أعلم» ليس في (ف) . (5) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) ، وفي (ف) بدلاً منه: «قلت» . (6) نقل البيهقي في "السنن الكبرى" (8/69) عن ابن معين أنه قال: «علي بن زيد ليس بشيء، والحديث حديث خالد، وإنما هو: عبد الله بن عمرو بن العاص خ» . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (4/67/ب) ، فقال: «اختُلِف فيه عن القاسم بن ربيعة. فرواه عليُّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان، عن القاسم بن ربيعة، عن = = ابن عمر، وخالفه أيوب السَّختياني، فرواه عن القاسم بن ربيعة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وقال خالد الحذَّاء: عن القاسم، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمر. وأرسله حميد الطويل عن القاسم ابن ربيعة، وقول خالد الحذَّاء أشبه بالصَّواب» . اهـ. وقد أطال ابن السُّبكي في "طبقات الشافعية" (3/112-116) الكلام على هذا الحديث وعلله، وذكر قصة في مناظرةٍ وقعت بين المزني وأحد العراقيين بمحضر ابن خزيمة، وجواب ابن خزيمة بأن عليَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان قد توبع على الحديث؛ بما يفيد تصحيح ابن خزيمة له، ثم قال ابن السُّبكي: «فالحاصل في الحديث: الاختلاف في أنه هل هو من مسند عبد الله بن عمر، أو ابن عمرو؟ وذلك لا يضرُّ؛ لأن الصحابة كلهم عدولٌ، ولا يبعد أن يكون الحديث عنهما جميعًا، وإليه ميل الحافظ المنذري، وأن ابن جُدعان ممن سمعه، إلى غير ذلك مما رأيت. وبسببه قضى ابن عبد البر باضطراب الحديث، وحكم بأن عقبة بن أوس مجهول، ولعل عِرْقَ العصبية للمالكية لَحِقَه، وإلا فليس عقبةُ بمجهول، بل معروف، وروى عنه ابن سيرين كما ذكر ابن خزيمة ... » إلى آخر ما قال. وهو كلام - كما ترى - فيه ما فيه مما لو أعرض عنه ابن السُّبكي لكان أولى به، والله أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 232 1390 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِنَان العَوَقي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفي، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) قَضى بالدِّيَةِ اثنا عشر (3) ألفًا؟   (1) نقل إعلال أبي حاتم لهذا الحديث بالإرسال: ابن عبد الهادي في "المحرر" (1142) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (6/30/ب) ، وابن حجر في "التلخيص" (4/47) . (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2632) ، والطبري في "تفسيره" (16983) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1845) . ورواه الدارمي في "مسنده" (2408) ، وأبو داود في "سننه" (2629) ، والترمذي في "جامعه" (1388) ، وفي "العلل الكبير" (390) ، والنسائي في "المجتبى" (4803) ، وفي "الكبرى" (7006 و7007) ، والدارقطني في "سننه" (3/130) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/78) من طرق عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ به. (3) كذا في جميع النسخ، والمشهور في اللغة أن يقال هنا: «اثْنَيْ عشَرَ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيح، وهو جارٍ على لغة بني الحارث بن كعب وجماعة من العرب؛ يُلزمون المثنى والملحق به الألفَ في حالات الإعراب الثلاثة، وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (554) . الحديث: 1390 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 233 قَالَ أَبِي، قَالَ (1) : حدَّثنا يَسَرَة (2) بْنُ صَفوان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن عِكْرِمَة، عن النبيِّ (ص) . فَقَالَ أَبِي: المُرسَل أصحُّ (3) . 1391 - وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ اختَلَفَ فِي الرِّوَاية (6) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: أيُّوبُ السَّخْتِياني، وحمَّادُ بْنُ سَلَمة:   (1) قوله: «قال» زيد سهوًا، أو توكيدًا لـ «قال» الأولى؛ لأن القائل هو أبو حاتم. (2) في (ف) : «ميسرة» . وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "التفسير" (6/1845) . ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (17273) ، والترمذي في "جامعه" (1389) ، والطبري في "تفسيره" (16980 و16982) من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عن عكرمة به مرسلاً. (3) قال الترمذي في "العلل" (390) : «سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: «سفيان بن عيينة يَقُولُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن عكرمة، عن النبي (ص) مرسل» . ثم قال الترمذي: «وكأن حديث ابن عيينة عنده أصح» . وقال الترمذي في "جامعه" (1389) : «ولا نعلم أحدًا يذكر في هذا الحديث: عن ابن عباس غير محمد بن مسلم» . وقال النسائي في "الكبرى" (7007) : «محمد ابن مسلم ليس بالقوي، والصواب مرسل» . (4) نقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/378) هذا النص بتمامه، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1371) . (5) في (أ) : «أبي زرعة» . (6) أي: في روايته، نابت «أل» عن الضمير المضاف إليه، وهذا جائزٌ على قول الكوفيين وبعض البصريين، وكثير من المتأخِّرين؛ ومن شواهدهم على ذلك قولُه تعالى: [النَّازعَات: 40-41] {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى *فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى *} ، أي: هي مأواه. قال ابن جرير الطبري في "تفسيره": «والشواهد على ذلك أكثر من أن تحصى» . والمانعون يقدِّرون: هي المأوى له. قال ابن هشام: «وقيد ابن مالك الجواز بغير الصلة، وقال الزمخشري في [البَقَرَة: 31] {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَْسْمَاءَ كُلَّهَا} : إنَّ الأصل: أسماءُ المسمَّيات» ، وقال أبو شامة في قوله [أي الشاطبي في لاميَّته] : بَدَأْتُ بِبِاسْمِ اللهِ في النَّظْمِ أَوَّلاَ .: «إنَّ الأصلَ: في نظمي» ، فجوَّزَا نيابَتَها عن الظاهر، وعن ضمير الحاضر، والمعروفُ من كلامهم: إنما هو التمثيل بضمير الغائب» . اهـ. كلام ابن هشام. انظر "تفسير الطبري" (2/550) و (9/57) و (23/173) ، و"مغني اللبيب" (ص65-66 و474) . الحديث: 1391 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 234 فَرَوَى ابْنُ عُلَيَّة (1) ، عَنْ أيُّوب، عن عمرو ابن دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ: أنَّ رَجُلا طعَنَ رَجُلاً بِقَرْنٍ فِي رُكبَتِهِ، فأتى (2) النبيَّ (ص) يَستَقِيدُ، فقيل   (1) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27775) ، وفي "المسند"- كما في "المطالب العالية" (1886) - عن ابن عليَّة به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن أبي عاصم في "الديات" (ص 64) ، والدارقطني في "السنن" (3/89) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/66) ، وابن حزم في "المحلَّى" (10/377) . ورواه الدارقطني في "سننه" (3/89) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/66) من طريق عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ ابن علية، به. قال أبو أحمد بن عبدوس: «ما جاء بهذا إلا أبو بكر وعثمان» . قال الدارقطني بعد نقله لكلام أبي أحمد بن عبدوس: «أخطأ فيه ابنا أبي شيبة، وخالفهما أحمد بن حنبل وغيره، عن ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عمرو مرسلاً، وكذلك قال أصحاب عمرو بن دينار عنه، وهو المحفوظ مرسلاً» . كذا وقع في "السنن": «وخالفهما أحمد بن حنبل وغيره» . وقد نقل الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (3/303) عبارة الدارقطني السابقة؛ لكن جاءت عنده: «وخالفهما أحمد وعبدة» . (2) قوله: «ركبته فأتى» مطموس في (ك) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 235 لَهُ: حتَّى يَبْرَأَ (1) ، فعَجِلَ فاسْتَقَادَ (2) ، فَغَثَّتْ (3) رِجْلُهُ، وبَرِئَتْ رجلُ المُسْتَقاد منه، فأتى النبيَّ (ص) ، فَقَالَ: لَيْسَ لَكَ شَيْءٌ؛ إِنَّكَ أَبَيْتَ. وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ طَلْحَة بْنِ يَزِيدَ بْنِ رُكَانَة: أنَّ رَجُلا طعَنَ رجُلاً (5) ، فأتى النبيَّ (ص) ... ؟ فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يقولُ: حديثُ حمَّادَ بنِ سَلَمة أشبهُ (6) .   (1) أي: يبرأ جُرحُك. وفي مصادر التخريج: «حتى تبرأ» ، أي: حتى تبرأ أنت، أو: حتى تبرأ رِجْلُك. (2) في (ك) : «فاستفاد» بالفاء. (3) كذا في (ت) و (ف) بالغين المعجمة، والثاء المثلَّثة، بمعنى: فَسَدت، وغَثِيثَةُ الجُرْح: قَيْحُهُ ولحمُهُ الميِّت، وغَثَّ الجُرحُ: إذا سال القَيحُ منه. انظر "لسان العرب" (2/171-172) . وفي (أ) و (ك) : «فعثَّت» بالعين المهملة، والثاء المثلثَّة، وفي (ش) : «فعنت» بالعين المهملة، والنون، ومثلها في إحدى النسخ الخطية لـ"سنن البيهقي" كما في هامش المطبوع (8/66) . ووقعت في "سنن الدارقطني" (3/89) ، و"المحلى" لابن حزم (10/377) : «فعَنِتَت» ؛ من العَنَت، وهو: الضَّرَر والفساد، قاله ابن قتيبة في "غريب الحديث" (3/674) ، وانظر "لسان العرب" (2/62) . (4) روايته أخرجها أبو داود في "المراسيل" (253) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/66) من طريق ابن عيينة، وأبو داود أيضًا (254) من طريق حماد بن زيد، كلاهما عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ محمد بن طلحة، به. قال أبو داود: «وأسنده ابْنُ عليَّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عمرو، عن جابر، ووَهِمَ فيه، والأولُ أصحُّ» ، أي: المرسل. (5) قوله: «طعن رجلاً» سقط من (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (6) يعني: مرسلاً. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 236 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْحْكَام ِ وَالأَْقْضِيَةِ (1) 1392 - قال أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : سألتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) عْنَ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو يَعْلى مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْت، عَنْ مَرْوان الفَزَاري (5) ، عن إسحاق ابن مُحَمَّدِ بْنِ جَرير، عَنْ عَمْرَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: لَعَنَ رسولُ الله (ص) الرَّاشِيَ والمُرْتَشِيَ؟ فَقَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ أَبُو يَعْلى. قَالَ (7) : حدَّثنا دُحَيم (8) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَرْوان بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عَنْ عَمْرَة، عَنْ عائِشَة (9) ، عن النبيِّ (ص) ؛ وهذا الصَّحيحُ.   (1) العنوان بكامله سقط من (ك) . (2) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسألت» بالواو. (4) في (ف) : «وسألت أبي وأبا زرعة» . (5) هو: مروان بن معاوية. (6) في (ف) : «قال» . (7) يعني: أبا زرعة. (8) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم، ودُحَيم لقبُه. وروايته أخرجها وكيع في "أخبار القضاة" (1/46) ، والطبراني في "الدعاء" (2100) . وأخرجه أحمد بن مَنيع في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2186) - قال: حدثنا مروان بن معاوية به. وعن ابن منيع رواه أبويعلى في "مسنده" (4601) . ورواه البزار في "مسنده" (1354/كشف الأستار) ، ووكيع في "أخبار القضاة" (1/45-46) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، عن إسحاق بن يحيى به. قال البزار: «لا نعلمه عن عائشة إلا من هذا الوجه، تفرَّد به إسحاق وهو ليِّن الحديث، وقد حدَّث عنه ابن المبارك وغيره» . (9) من قوله: «قالت: لعن رسول الله ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. الحديث: 1392 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 237 1392/أ - قِيلَ لأَبِي (1) : يَصِحُّ حديثُ أَبِي هريرة عن النبيِّ (ص) ؛ فِي اليمينِ مَعَ الشَّاهد (2) ؟ فوقَفَ وَقْفَةً، فَقَالَ: تَرى الدَّرَاوَرْديَّ (3) مَا يَقُولُ (4) ؟ يَعْنِي: قَوْلَهُ: «قلتُ لسُهَيل، فَلَمْ يَعْرِفْهُ» . قلتُ: فَلَيْسَ نِسْيانُ سُهَيل دافعً (5) لِمَا حَكى عنه رَبِيعةُ (6) ، ورَبيعةُ ثقةٌ، والرجلُ يُحَدِّثُ بالحديث ويَنْسَى؟   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1409) ، وانظر المسألة رقم (1425) . (2) الحديث رواه الشافعي في "مسنده" (2/179/ترتيب السندي) ، وأبو داود في "سننه" (3610) ، وابن ماجه في "سننه" (2368) ، والترمذي في "جامعه" (1343) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/144) ، والدارقطني في "سننه" (4/213) من طريق الدراوردي، وأبو داود (3611) ، وابن الجارود في "المنتقى" (1007) ، والطحاوي (4/144) ، وابن حبان في "صحيحه" (5073) من طريق سليمان بن بلال، كلاهما (الدراوردي وسليمان) عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. قال الترمذي: «حديث حسنٌ غريبٌ» . (3) هو: عبد العزيز بن محمد. (4) وذلك في روايته المخرجة آنفًا حيث قال: «فذكرت ذلك لسُهَيل، فقال: أخبرني ربيعة - وهو عندي ثقة -: أني حدَّثته إيَّاه، ولا أحفظُه. قال عبد العزيز: وقد كان أصابت سُهَيلاً علَّة أذهبت بعض عقله، ونسِيَ بعض حديثه، فكان سُهَيل بعدُ يحدِّثه عن ربيعة عن أبيه» . اهـ. (5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) هو: ابن أبي عبد الرحمن. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 238 قَالَ: أجَلْ هَكَذَا هُوَ، ولكنْ لم نَرَى (1) أَنْ يَتْبَعَهُ متابعٌ (2) عَلَى رِوَايَتِهِ (3) ، وَقَدْ رَوَى عَنْ سُهَيل جماعةٌ كَثِيرَةٌ؛ لَيْسَ عِنْدَ أحدٍ منهُم هذا الحديثُ. قلتُ: إنه تقولُ (4) بخبر الواحد؟!   (1) كذا في جميع النسخ: «لم نرى» والجادة: «لم نَرَ» بحذف الألف؛ لأنه فعل مضارع معتل الآخر، ويخرَّج ما في النسخ على تخريجين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «متابعًا» . (3) تابعه محمد بن عبد الرحمن بن الردَّاد العامري المدني، عن سهيل، به. ولا يصح. أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/169) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه" (1/582) . قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/315) في ترجمة محمد بن عبد الرحمن هذا: «سألت أبي عنه؟ فقال: ليس بقوي، ذاهبُ الحديث، ولم يقرأ علينا حديثه» ، وَقَالَ: «سُئل أَبُو زُرْعَةَ عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن الردَّاد؟ فقال: مديني ليِّن» . (4) في (ت) و (ف) : «إنه يقول» بالياء، ولم تنقط في بقية النسخ، فيحتمل أن يكون فيها بالتاء كما أثبتناه، أو يكون بالنون، أو بالياء كما في (ت) و (ف) : أما بالتاء: «فإنه تقول بخبر الواحد» ، فإنه خطاب لأبي حاتم، والضمير في «إنه» هو ضمير الشأن - انظر التعليق على المسألة رقم (854) - فكأنَّ ابن أبي حاتم يقول لأبيه: «لكنَّ الشأن أنَّك تقول بقبول خبر الواحد؛ فَلِمَ تَرُدُّ أو تتردَّدُ هنا في قبول خبر ربيعة بن عبد الرحمن عن سهيل، مع أنَّه ثقة وإنْ لم يتابعهُ متابع؟!» ؛ فالذي ردَّ خبر ربيعة أو توقَّف فيه - مع كونه عنده ثقةً - هو أبو حاتم، ولا أحدَ سواه؛ ولذا جاء جوابه، بما يفيد أنه لم يردَّ خبر ربيعة لأنَّه لا يقبل خبر الواحد الثقة، بل ردَّه هنا لشيء آخر، وهو أمران: أولاً: أنَّ مضمون هذا الحديث - وهو قضاء النبي (ص) باليمين مع الشاهد - أصلٌ كُلِّيٌّ من أصول الشريعة، فكيف يتفرَّد بنقله ربيعة دون سائر أصحاب سهيل وهم جماعة كثيرة، وهذا ذهابٌ من أبي حاتم إلى القول بأنَّ ربيعة وَهِمَ في الحديث وإنْ كان ثقة! وثانيًا: أنَّ أبا حاتم لا يعلَمُ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلا عَنْ أَبِي هريرة حتى يعتبر به. وأما بالنون: «فإنَّه نقول بخبر الواحد» ، فهو في معنى ما سبق. وأما بالياء التحتية: فلا يتَّجه الكلام مع ما قبله وما بعده، فإنْ قال قائل: لِمَ لا يكون مرادُهُ: «إنَّه - أي: سهيل بن أبي صالح - يقول بقبول خبر الواحد؛ ولذا فقد قبل خبر ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وأصبح يقول - كما سبق -: «حدثني ربيعة - وهو عندي ثقة -: أني حدثته إياه، ولا أحفظه» ؛ وهذا يدل على قبول سهيل لخبر الواحد الثقة؛ برغم أنه يحدِّث عنه وهو لا يذكُرُ ذلك؟» : قلنا: لا يصحُّ ذلك لوجهين: الأول: ليس في الحديث تصريحٌ أو إشارةٌ إلى أنَّ سهيلاً لا يقول بقبول خبر الواحد، بل فيه أنه يقول بعكس ذلك، فإنَّه قَبِلَ خبرَ ربيعة عنه وهو يَذْكُرُهُ. والثاني: أنَّ في القول بذلك إشارةً إلى أنَّ ابن أبي حاتم وأباه ومَن حضر المجلس لا يقولون بقبول خبر الواحد، وفي هذا ما فيه!! هذا؛ وقبولُ خبر الواحد الثقة هو القول الحق الذي دلَّتْ عليه نصوص الكتاب والسنة، وسار عليه أئمة الهدى - كأبي حاتم وأبي زرعة وغيرهما من أئمة السنة - وقد أطال الإمام الشافعي في نصرته في كتاب "الرسالة"، وأفرد له الإمام البخاري كتابًا في "صحيحه" بعنوان: «كتاب أخبار الآحاد» ، وأطال ابن القيم في "الصواعق" (ص685-784/مختصره) في الاستدلال له، وللشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين رسالة فذَّة في ذلك. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 239 قَالَ: أجَلْ، غيرَ أَنِّي لا أَدْرِي (1) لِهَذَا الحديثِ أَصْلا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَعتَبرُ بِهِ! وَهَذَا أصلٌ مِنَ الأُصُولِ لَمْ يُتابَع عليه رَبِيعةُ (2) .   (1) في (ك) : «لا أرى» . (2) يُفهم من جواب أبي حاتم هنا ردُّهُ أو توقفه عن قبول رواية ربيعة عن سهيل هذه، مع أنه صححها في المسألتين رقم (1409) و (1425) . وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (1929) هذا الحديث، والاختلاف على سليمان بن بلال فيه: فمنهم من يرويه عنه، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ومنهم من يرويه عنه، فلا يذكر ربيعة، فقال: «والصَّحيح: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ ربيعة. وقد بيَّن ذلك زياد بن يونس في روايته عن سليمان، فقال فيه: قال سليمان: فلقيتُ سُهَيلاً؛ سألته عنه، فلم يعرفه، فقلت: حدثني به عنك ربيعة، فقال: فحدِّث به عن ربيعة، عنِّي» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 240 1393 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: المُقْسِطُون (3) للَّه فِي الدُّنيا يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى منابرَ مِنْ نُورٍ بَيْنَ يَدَيِ الرحمنِ بِمَا أَقْسَطُوا فِي الدُّنيا. فَقِيلَ لأَبِي: أَلَيْسَ يُرْفَعُ هَذَا الحديث (4) ؟ قال: نعم! والصَّحيحُ موقوفٌ. 1394 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ خُثَيم بْنِ (5)   (1) حكى الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (4/333-334) إعلال أبي حاتم لهذا الحديث. (2) هو: عبد الله. (3) جمع مُقْسِط، وهو: هو العادل؛ يقال: أقسَطَ فهو مُقْسِط: إذا عَدَل. "النهاية" (4/60) . (4) الحديث رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (20664) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد بن المسيّب، عن = = عبد الله بن عَمرو، به مرفوعًا. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/203 رقم 6897) . ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (34025) ، وأحمد في "مسنده" (2/159 رقم 6485) ، والبزار في "مسنده" (2340) ، والنسائي في "الكبرى" (5917) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن معمر، به. قال البزار: «لا نعلمُ رواه عن النبي (ص) إلا عبد الله بن عمرو» . وقال النسائي: «وقفه شعيب بن أبي حمزة» . (5) في (أ) : «أن» بدل: «بن» . الحديث: 1393 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 241 عِراك بْنِ مَالِكٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) حَبَسَ رَجُلا فِي تُهْمَةٍ احْتِيَاطًا واستِظْهارًا؟ وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ عِرَاك بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قال: أتى النبيَّ (ص) رجلٌ ... فذكر الحديثَ (3) .   (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1360/كشف الأستار) ، وأبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (1881) - والعقيلي في "الضعفاء" (1/52) ، وابن عدي في "الكامل" (1/243) ، والحاكم في "المستدرك" (4/102) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/114) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/77) ، وابن حزم في "المحلى" (11/131) . قال البزار: «لا نعلمه عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه» . وقال العقيلي: «لا يُتابَع إبراهيم على هذا» . وقال البيهقي: «إبراهيم بن خُثَيم ضعيفٌ» . وسأل الترمذي في "العلل الكبير" (402) البخاري عن هذا الحديث؟ فقال: «قال يحيى بن معين: كان إبراهيم كأنه مجنون، وكان الصِّبيان يلعَبون به، وضعَّفه جدًّا» . (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (18892) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/54) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/49-50) . (3) كذا في جميع النسخ؛ لم يذكر المصنِّف جوابَ أبيه عن سؤاله! فإما أن جوابه سقط من النسخ، أو يكون أجاب بقوله: «ورواه يحيى بن سعيد ... » إلخ، فرجَّح رواية يحيى بن سعيد على رواية إبراهيم بن خُثَيم، وهذا أظهَرُ، والله أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 242 .. تَمَّ الجُزْءُ الثَّامنُ بِحَمْدِ اللهِ تعالى وعَوْنِهِ ومَنِّهِ (1) ، ويَتلوهُ في (2) الجُزْءِ التاسعِ في حديث: سألتُ أَبَا زُرْعَةَ عْنَ حديثٍ رواه أبو بكر ابن عَيَّاش، عَنْ لَيْث، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَوْبان؛ قَالَ: لَعَنَ رسولُ اللَّهِ (ص) الرَّاشِيَ والمُرتَشِيَ والحمدُ للَّه ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا (3) محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا (4)   (1) في (ف) : «ومنِّه وعونه» . (2) قوله: «في» ليس في (ف) . (3) قوله: «سيدنا» ليس في (ف) . (4) زاد بعده في (ف) : «وحسبنا الله ونعم الوكيل» ، ومن قوله: «تم الجزء الثامن ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وبدلاً منه في (ش) : «آخر الجزء الثامن» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 243 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِوصلواته (1) عَلَى سيِّدنا محمَّد، وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًاالجُزْءُ التَّاسِعُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" يَشْتَمِلُ عَلَى (2) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الشُّفْعَةِ، واللِّبَاسِ، والأَطْعِمَةِ، والأَشْرِبَةِ 1395 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : سألتُ أَبَا زُرْعَةَ (4) عْنَ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، عَنْ لَيثٍ، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ ثَوبان؛ قال: لعَنَ رسولُ الله (ص) الرَّاشِيَ والمُرتَشِيَ، وإنَّ هَذَا الفَيْءَ لا يُحِلُّ منه خَيْطًا ولا مِخْيَطًا (5) ، وإنَّ المُخْتَلِعاتِ هُنَّ المُنافِقاتُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ (6) ذَوَّاد بْنُ عُلْبَة (7) ، وَابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ لَيثٍ، عَنْ أَبِي الخَطَّاب، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني، عَنْ ثَوبان، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا الصَّحيحُ، وَقَدْ وَصلوه، وَزَادُوا فِيهِ رجُلاً.   (1) في (ف) : «وصلى الله» . (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) . (3) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (4) في (ف) : «قال رضي الله عنه: وسألت أبي» . وهذه المسألة تقدمت برقم (913) . (5) كذا في جميع النسخ، وكذا في الموضع المتقدم برقم (913) ، وانظر تعليقنا عليه هناك. (6) في (أ) و (ش) : «روى» . (7) في (ش) : «رواد بن علية» ، وفي (ك) : «دواد بن علية» . الحديث: 1395 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 244 1396 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيعٌ، والفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّيناني (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنِ الأسوَد (5) ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ: مِنْ كَسْبِهِ ... .   (1) انظر المسألتين الآتيتين برقم (1411) و (1416) . (2) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (6/5/ب) . (3) في (ش) و (ف) : «الشيباني» . ورواية السيناني أخرجها النسائي في "سننه" (4451) . ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (22685 و36201) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1507) ، وأحمد في "مسنده" (6/42 رقم 24148) ، وابن ماجه في "سننه" (2137) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/480) من طريق أبي معاوية، وإسحاق بن راهويه (1507) ، وأحمد (6/42 رقم 24148) من طريق يعلى بن عُبَيد، وأحمد (6/220 رقم 25845) ، وابن حبان في "صحيحه" (4260) من طريق شريك، وإسحاق بن راهويه (1561) من طريق مِنْدَل، والنسائي في "سننه" (4452) ، والطبراني في "الأوسط" (4486) من طريق عمر بن سعيد، خمستهم عن الأعمش، به. قال البيهقي: «وهو بهذا الإسناد غير محفوظ» . ورواه الحميدي في "مسنده" (248) ، وأحمد (6/41 و201 رقم 24135 و25654) ، والنسائي (4450) من طريق ابن عيينة، وأحمد (6/220 رقم 25846) من طريق شريك، كلاهما (ابن عيينة وشريك) عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن عُمَارَةَ، عَنْ عَمِّتِهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به مرفوعًا. ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (22689 و36202) ، وأحمد (6/162 رقم 25296) من طريق يحيى بن زكريا، وأحمد (6/173 رقم 25400) من طريق شعبة، والنسائي في "الكبرى" (6047) ، والطبراني في "الأوسط" (4487) من طريق عمرو بن سويد، ثلاثتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عمته، عن عائشة، به مرفوعًا. (4) هو: ابن يزيد النَّخَعي. (5) هو: ابن يزيد النَّخَعي. الحديث: 1396 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 245 ويُروى عَنْ إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ عُمارة (2) ، عَنْ عمَّته، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: عَنْ عُمَارة أَشْبَهُ، وأرجو أن يكونَ (3) جَمِيعًا صَحيحَين (4) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَى أَيْضًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا الصَّحيحُ، وحديثُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارة، عَنْ عمَّته، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (5) .   (1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (16643) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (1508 و1657) ، وأحمد في "مسنده" (6/31 رقم 24032) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/407) ، وأبو داود في "سننه" (3528) ، والنسائي في "سننه" (4449) ، والدارقطني في "العلل" (5/59/أ) من طريق منصور عنه به. قال الدارقطني: «وروى الحديث منصور بن المعتمر فحفظ إسناده» . وقال بعد أن ذكر الاختلاف في = = الحديث: «والصَّحيح حديث منصور، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عمته، عن عائشة» . ورواه الطيالسي في "مسنده" (1685) ، وأحمد في "مسنده" (6/202 رقم 25668) وغيرهما من طريق شعبة، عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ عمارة، عن أمه، عن عائشة به. (2) هو: ابن عُمَير الكوفي. (3) كذا في جميع النسخ: «أن يكونَ» ، ووردت في "البدر المنير" على الجادَّة: «أن يكونا» ، وما في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه توجيهان ذكرناهما في التعليق على مثل هذه العبارة في المسألة رقم (679) . (4) قال ابن كثير في "الإرشاد" (2/419) : «وصحَّحه أبو حاتم الرازي» . (5) قال ابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل" (ص69) : «نا صالح بن أحمد؛ نا علي - يعني: ابن المديني - قال: سألتُ يحيى بن سعيد عن حديث سفيان، عَنْ حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة: «إن أطيبَ ما أكلتُم كَسْبُكُم» ؟ قال لي سفيان: هذا وَهَمٌ. قال يحيى: وقد حملتُه عنه، وهو عندي هكذا كما قال سفيان: وَهَمٌ» . اهـ. وانظر المسألة الآتية برقم (1416) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 246 1397 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُجالد (2) بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعبي (3) ، عَنِ الْحَارِثِ (4) ، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: الْمَعْدِنُ جُبَارٌ ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) ، وهو الصَّحيحُ. 1397/أ - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ حارِثَة بْنِ مُضَرِّب ... ، فِي قصَّة ابْنِ النَّوَّاحَة؛ الزِّيادة الَّتِي يَزِيدُ (7) أَبُو عَوَانة (8) : أَنَّهُ قَالَ: وكَفَّلَهُمْ عَشَائِرَهُمْ: هو (9) صحيحٌ؟   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (620) . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «مخالد» . (3) هو: عامر بن شَراحيل. (4) هو: ابن عبد الله الأعور. (5) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» بدل: «وسألت أبي وأبا زرعة» . (6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (7) أي: التي يزيدها؛ حُذِفَ الضميرُ العائدُ على الاسم الموصولِ، وهو جائزٌ في العربية، وقد علَّقنا عليه في المسألة رقم (1015) . (8) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (6/77) و (8/206) ، والخطيب في "الموضح" (2/107-108) من طريقه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن حارثة بن مُضَرِّب، عن ابن مسعود به. قال ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/291) : «هذا إسنادٌ صحيح» . (9) في (أ) و (ش) : «وهو» . والمراد: أهو - أي: الحديث - بهذه الزيادة، أو: أهو - أي: الكلام الزائد - صحيح؟ الحديث: 1397 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 247 فَقَالا: رَوَاهُ الثَّوْري (1) وَلَمْ يَذْكُر هَذَهِ الزِّيادةَ، إِلا أنَّ أَبَا عَوَانة ثقةٌ، وزيادةُ الثقةِ مقبولةٌ. 1398 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ السَّقَطي (2) ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عن هشام ابن سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسلَم، وعن عبد الله بن   (1) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2762) ، والبزار في "مسنده" (1788) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2862) ، وابن حبان في "صحيحه" (4879) ، والطبراني في "الكبير" (9/194 رقم 8957) . قال البزار: «ولا نعلم أحدًا أسند حديث الثَّوري إلا محمد بن كثير» . ورواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (32732) ، وأحمد في "مسنده" (1/384 رقم 3642) ، والبزار في "مسنده" (1787) ، والنسائي في "الكبرى" (8675) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5221) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي إسحاق بمثله. قال البزار: «وهذا الكلامُ لا نعلم رواه عن النبيِّ (ص) أحدٌ أعلى من عبد الله، وإن كان يُروى عن عبد الله من غير هذا الوجه، ولا نعلم روى هذا الحديث عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن حارثة، عن عبد الله مرفوعًا إلا أبو معاوية» . (2) لم نعرف من هو؟ ولم نجد الحديث من طريقه، لكنْ أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/20) ، وأحمد في "مسنده" (1/210 رقم 1790) ، وفي "فضائل الصحابة" (1761) ، والروياني في "مسنده" (1332) من طريق أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بن سعد، عن عُبَيدالله بن العباس قال: كان للعباس مِيزاب ... فذكره. ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/331-332) من طريق عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ، عَنْ أبيه، عن جدِّه، عن عمر بن الخطاب به فذكره ضمن حديث طويل. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15264) ، وأبو داود في "المراسيل" (406) من طريق ابن عيينة، عن أبي هارون المدني موسى بن أبي عيسى قال: كان في دار العباس مِيزاب ... فذكره. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (4/20) من طريق موسى ابن عبيدة، عن يعقوب بن زيد أن عمر ... فذكره. الحديث: 1398 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 248 عُبَيدالله بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ لِلْعَبَّاسِ مِيزابٌ (1) عَلَى ظَهْر الطَّريق، فمرَّ عُمَرُ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الناسُ لا يَقُولُونَ هَكَذَا (2) . 1399 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (4) عَمْرُو بنُ أَبِي قَيْس (5) ، ويوسفُ بنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ (6) الهَمْداني (7) ، عَنِ ابن   (1) المِيزابُ: - وهو المِئْزابُ -: قَناةٌ أو أُنبوبةٌ يُصرَفُ بها الماءُ من سَطح بناءٍ أو موضعٍ عالٍ. والجمعُ: مآزيبُ. وقد اشتق ابن منظور «المئزاب» من: أزَبَ الماءُ: إذا جَرى. واشتقه الفيومي من: وَزَبَ الماءُ: إذا سَالَ. ونصَّ الجوهري على أنه فارسي معرَّب. وذكر ابن منظور هذا القول أيضًا. وقد رجَّح د. ف. عبد الرحيم عربيتها وأنها مشتقة من «أزب» أو «وزب» . انظر"المعرب" للجواليقي (ص599) . (2) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/99 رقم1261) حكم أبي حاتم على هذا الحديث. (3) ذكر ابن الملقن في "البدر المنير" (5/104/ب) بعض هذا النص بتصرُّف. (4) في (ت) : «روى» . (5) روايته أخرجها السهمي في "تاريخ جرجان" (385) ، والخطيب في"الموضح" (2/140) . (6) في (أ) و (ش) : «يوسف بن أبي إسحاق» ، وفي (ك) : «يوسف إسحاق» فقط. (7) في (ت) : «الهمذاني» . وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2291) ، وبقي بن مخلد في "مسنده"- كما في "بيان الوهم والإيهام" (5/103) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/158) ، و"شرح المشكل" (1598) ، والطبراني في "الأوسط" (3534) ، وابن عدي في "الكامل" (7/165) . قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يوسف بن أبي إسحاق إلا عيسى بن يونس» . وقال ابن عدي: «وهذا يُروى أيضًا عن هشام بن عروة والمنكدر بن محمد بن المنكدر جميعًا، عن محمد بن المنكدر» . ونقل ابن حجر في "فتح الباري" (5/211) عن الدارقطني أنه قال: «غريبٌ، تفرَّد به عيسى بن يونس بن أبي إسحاق، وَيُوسُفُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إسحاق، عن ابن المنكدر» . الحديث: 1399 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 249 المُنْكَدِر (1) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنْتَ ومَالُكَ لأَبِيكَ؟ قِيلَ لأَبِي: وَقَدْ رَوَى (2) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ابن عبد الكريم الأَزْدي (3) ، عن عبد الله بْنِ دَاوُدَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن جابر بن عبد الله؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، وَلَيْسَ هذا محفوظً (4) عن جابر؛ رواه   (1) هو: محمد. (2) في (ف) : «رواه» . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" - كما في "بيان الوهم والإيهام" (5/102) - ومن طريقه ابن حزم في "المحلى" (8/103) . قال البزار: «إنما يُروى عن هشام، عن ابن المنكدر مرسلاً، ولا نعلم أسنده هكذا إلا عثمان بن عثمان الغطفاني، وعبد الله بن داود» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/72) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (408) ، والدارقطني في "الأفراد" (112/أ/أطراف الغرائب) من طريق عمار ابن مطر العنبري، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أبان بن تغلب، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث رواه عن ابن المنكدر جماعةٌ، ومن حديث أبان بن تغلب غريبٌ، لم يروه غيرُ زهير، وعن زهير عمار بن مطر» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به زهير بن معاوية، عن أبان بن تغلب، عنه» . (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 250 الثَّوْريُّ (1) وابنُ عُيَينة (2) ، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِر (3) : أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ. قَالَ أَبِي: وَهَذَا أشبهُ. 1400 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِمران بْنُ خَالِدٍ الواسِطي (5) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) فِي بَيْتِ عائِشَة وَمَعَهُ أصحابُه، فأرسلَتْ حفصَةُ بِقَصْعَةٍ، فكسرَتْهَا عائِشَةُ، فقضى النبيُّ (ص) (6) : مَنْ كَسَرَ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، وعَلَيْهِ مِثْلُهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (7) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (8) : أنَّ النبيَّ (ص) ... ، وهذا الصَّحيحُ.   (1) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (16628) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (36204) . (2) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (6/103) و"الرسالة" (467) ، ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/480) وقال: «هذا منقطع، وروي موصولاً من أوجه أُخَر لا يثبت مثلها» . (3) من قوله: «عن جابر بن عبد الله ... » إلى هنا مكرر في (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ، وضُرِبَ على المكرر في (أ) . (4) ذكر هذا النص الحافظ ابن حجر في "الفتح" (5/125) بتصرف، وانظر المسألة الآتية برقم (1412) . (5) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3339) ، والدارقطني في "السنن" (4/153) . ورواه الطبراني في "الصغير" (568) من طريق عُبَيدالله بن عُمر، عن ثابت به. (6) في (ك) : «للنبي (ص) » . (7) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (563) ، و"مداراة الناس" (158) ، والنسائي في "سننه" (3956) . (8) هو: علي بن داود الناجي. الحديث: 1400 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 251 1401 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاع (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرينَ وعِكرِمَة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا يَمْنَعْ (5) أَحَدُكُمْ (6) جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرب وغيرُ وَاحِدٍ مِنَ الثِّقات، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، لَمْ يَذْكُروا ابنَ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَهُوَ الصَّحيحُ، وأحسَبُ (7) الوَهَمَ مِن ابن الطَّبَّاع. قال أبي: رَوَاهُ وُهَيْبٌ (8) ، وابنُ عُلَيَّة (9) ، وابن عُيَينة (10) ؛ فقالوا: عَنْ أيُّوب، عَنْ عِكْرِمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَلا يَذْكُرُونَ ابنَ سِيرِينَ. قَالَ أَبِي: إِنَّ (11) كَانَ حديثُ ابْنِ الطَّباع محفوظًا فهو غريبٌ!   (1) انظر المسألة الآتية برقم (1413) و (2334) . (2) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» بدل: «وسألت أبي وأبا زرعة» . (3) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (306/ب/أطراف الغرائب) وقال: «غريب من حديث أيوب عنه، تفرَّد به مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيوب» . (4) هو: السَّختِياني. (5) في (ك) : «لا تمنع» . (6) قوله: «أحدكم» سقط من (ك) . (7) في (ش) : «وحسب» . (8) هو: ابن خالد. (9) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/230 رقم 7154) . (10) هو: سفيان. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (1108) ، والبخاري في "صحيحه" (5627) . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/69) من طريق عبد الوارث، عن أيوب، عن عكرمة به وقال: «هذا إسناد صحيح» . (11) قوله: «إن» سقط من (ت) و (ش) و (ك) . الحديث: 1401 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 252 وأحسَبُ غيرَ ابنِ الطَّبَّاع قَدْ رَوَاهُ عَنْ حمَّاد، وَلَمْ يذكُرِ ابنَ سِيرِينَ (1) . 1402- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زرعة (2) عن حديثٍ (3) رواه عبد الوهَّاب الثَّقَفي (4) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) قَضَى بشاهدٍ ويمينٍ؟   (1) ذكر الدارقطني هذا الحديثَ في "العلل" (2162) ، والاختلافَ على أيوب، ولم يرجح. وذكر رواية سِماك بن حرب لهذا الحديث عن عكرمة، ورجَّح الإرسال فيها. (2) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» بدل: «وسألت أبي وأبا زرعة» . ونقل بعض هذا النص ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/378) . (3) قوله: «عن حديث» سقط من (ف) . (4) روايته أخرجها أحمد (3/305 رقم 14278) ، وابن ماجه في "سننه" (2369) ، والترمذي في "جامعه" (1344) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/144-145) ، والدارقطني في "سننه" (4/212) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/170) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/136) . قال عبد الله ابن الإمام أحمد: «كان أبي قد ضرب على هذا الحديث، قال: ولم يوافق أحدٌ الثقفيَّ على جابر، فلم أزل به حتى قرأه عليَّ وكتب عليه: صح» . ووراه أبو عوانة في "صحيحه" (6022/المعرفة) ، والطبراني في "الأوسط" (796 و6422) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/170) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/138) من طريق إبراهيم بن حيَّة، والطبراني في "الأوسط" (7349) من طريق عبد الله العمري، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/135 و136 و137) من طريق عُبَيدالله العمري، ويحيى بن سُلَيم ومحمد بن عبد الرحمن بن ردَّاد، جميعهم عن جعفر بن محمد به. كذا وقع عند الطبراني في سند الحديث: «عبد الله» مكبَّرًا؛ لكن قال الطبراني في كلامه على الحديث: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عُبَيدالله بن عمر إلا عُبَيدالله بن عبد المجيد، تفرَّد به عبد السلام» . (5) هو: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب ح. الحديث: 1402 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 253 فقالا: أخطَأَ (1) عبدُالوهَّاب فِي هَذَا الحديث؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ جَعْفَرٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (3) . 1403 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاد بْنُ مَنصور (5) ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - فِي قصَّة اللِّعَان -: جَاءَ هلالُ بْنُ أمية (6) ... ؟   (1) قوله: «فقالا: أَخْطَأَ» في (ك) : «فقالا هذا خطأ» ، وفي (ت) : «فقالا: خطأ» ، وكانت هكذا في (أ) و (ف) ، ثم ألحقت الألف. (2) روايته أخرجها مالك في "الموطأ" (2/721) ، ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" (2/179) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (6023/المعرفة) ، والصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 179-180) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/145) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/169) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29085) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/145) من طريق سفيان الثوري، والترمذي في "جامعه" (1345) ، والبيهقي (10/169) من طريق إسماعيل بن جعفر، وأبو عوانة في "صحيحه" (6023) ، والبيهقي (10/169) من طريق يحيى بن أيوب، والعقيلي في "الضعفاء" (4/217) ، والبيهقي (10/169) من طريق ابن جريج، أربعتهم عن جعفر، عن أبيه به مرسلاً. قال الترمذي: «وهذا أصحُّ» أي: من الموصول. وسأل الترمذي في "العلل الكبير" (ص 202) عن هذا الحديث؟ فقال: أصحُّه حديث جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ أن النبي (ص) مرسلاً» . وقال العقيلي بعد روايته للطريق المرسلة: «هذا أولى» . وأما الدارقطني؛ فإنه ذكر الحديث في "العلل" (301) ، وأطال في ذكر الخلاف على جعفر بن محمد، ثم قال: «وكان جعفر بن محمد ربما أرسل هذا الحديثَ وربما وصله عن جابر؛ لأن جماعةً من الثقات حفِظوه عن أبيه، عن جابر، والحُكْم يوجب أن يكونَ القول قولهم؛ لأنهم زادوا وهم ثقات، وزيادةُ الثقة مقبولة» . اهـ. (3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1345) . وانظر المسألة رقم (2274) و (2463) . (5) في (ت) و (ك) : «عباد عن منصور» . (6) في (ش) و (ف) : «بن أبي أمية» ، وكذا كان في (أ) ، ثم ضُرب على قوله: «أبي» . الحديث: 1403 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 254 فَقَالَ أَبِي: لَهُ (1) بِهَذَا الإِسْنَادِ نحوٌ مِنْ عَشَرَةِ أحاديثَ؛ قَالَ: فرأيتُ فِي بَعْضِ حَدِيثِ عبَّاد بْنِ مَنصور: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) . 1404 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ أيُّوب (2) ، عَنْ أَبِي المَلِيح (3) : أنَّ خَاتِنًا مالَتْ يدُهُ، فضمَّنَهُ (4) عثمانُ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ حمَّاد بْنِ سَلَمة أشبهُ (5) . 1405 - وسُئِلَ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) أُتِيَ (7) بامرأةٍ اسْتَعَارَتْ حُلِيًّا (8) ، فقطعَ رسولُ الله (ص) يَدَهَا.   (1) أي: لعباد بن منصور. (2) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (3) هو: ابن أسامة بن عمير، مشهور بكنيته، ومُختَلَف في اسمه. (4) في (ش) : «فصمته» ، وفي (ك) : «فضمنته» . (5) كذا في جميع النسخ بدون ذكر الخلاف، ولا شكَّ أنَّ الرواية أو الروايات التي خالفتْ حَمادًا قد سقطتْ؛ لكنَّا لم نقف على رواية حماد، ووقفنا على رواية من خالفَهُ، فلعلَّ ذلك هو ما سقط من المسألة، فقد روى الحديث عبد الرزاق في "المصنف" (18045) عن معمر، وابن أبي شيبة في "المصنف" (27591) من طريق عبد الوهَّاب الثَّقَفي، كلاهما عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أبي المليح: أن عمر بن الخطاب ضمَّن رجلاً كان يَختِنُ الصِّبيان، فقطع من ذكر الصَّبي فضمَّنه. قال معمر: وسمعتُ غير أيوب يقول: كانت امرأةٌ تَخفِضُ النساء، فأعنقت جاريةً، فضمَّنها عمر. واللفظ لعبد الرزاق. (6) تقدمت هذه المسألة برقم (1361) . (7) في (ك) : «أتا» . (8) أي: وجحدتْهُ. انظر المسألة رقم (1361) . الحديث: 1404 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 255 وأيُّوبَ (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْوِ هَذَيْنِ الحديثَينِ غيرُ مَعْمَر: فَأَمَّا حديثُ أيُّوب: فإنَّ النَّاسَ يُحَدِّثون عَنْ نَافِعٍ، عَنْ صَفِيَّة: أنَّ عُمَرَ أُتِيَ (2) بسارقِ ... قِصَّةَ السَّارقِ (3) ، لَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ عَارِيَّة (4) . وَأَمَّا حديثُ الزُّهْري: فإنَّه عِنْدِي أنَّه أَرَادَ حديثَ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة: أَنَّ رَجُلا أقطَعَ نزَلَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، فَجَعَلَ يُطَوِّل الصَّلاة بالليل ... قِصَّةََ الأقطَع (5) .   (1) أي: ورواه معمر، عن أيوبَ. (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن صفية: أُتيَ عمر أي» . (3) قوله: «قصَّة السَّارق» يجوز فيها النصب والجر؛ أما النصبُ: فعلى أنَّه مفعول به لفعلٍ محذوف، أي: فذكر قصَّة السَّارق. أما الجر: فعلى أنَّ التقدير: إلى آخر قصة السارق، وحُذف حرفُ الجر والمضافُ، وبقي المضاف إليه مجرورًا. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (3) . وقد ذكر العلماء نحوه في إعراب قولهم: «الآية» بعد ذكر جزء من آية قرآنية، أو «الحديث» بعد ذكر جزء من حديث هذا التخريج. (4) في (ك) : «عارته» . وهناك تعليق في (أ) على هذا الموضع بخط مغاير يشير إلى المسألة رقم (1361) ، ونصه: «قد سبق في كتاب الحدود أن أبا حاتم قال ما يناقض هذا» . (5) انظر التعليق السابق على قوله: «قصة السارق» . وقصة الأقطع هذه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (18774) من طريق مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عن عائشة، ومن طريق مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر؛ في قصَّة الرجل الذي قطعَ أحدُ ولاة أبي بكر ح يدَه، واسمه: جبر، أو: جبير؛ كما في الأثر رقم (18775) عنده. وبهامش (أ) تعليق على هذا الموضع، ونصه: «ما كان معمر مغفَّلاً إلى هذه الغاية، كيف والحديثُ ثابت عن الزهري؛ رواه عنه أصحابه: يونس، والليث، وشعيب، وأيوب بن موسى، وغيرهم، وبعضُهم يقول فيه: "سرقَتْ"، وبعضهم يقول: "استعارَتْ"؟!» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 256 قَالَ أَبِي: قَالَ (1) حمَّاد بْنُ زيد: كَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى أيُّوب (2) جماعةٌ، فَخَرَجَ واحدٌ إِلَى الْيَمَنِ (3) ، فحدَّث عَنْ أيُّوب بأحاديثَ، كأنَّه لَيْسَ (4) مِنْ حَدِيثِ أيُّوب. 1406 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه مُعتَمِر ابن سُلَيمان (5) ، عن عبد الملك بن أبي جَمِيلة، عن عبد الله بْنِ وَهْب (6) : أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ   (1) قوله: «قال» سقط من (ك) . (2) في (ف) : «أيواب» ، وفي بقية النسخ: «أبواب» ، وصوَّبها ناسخ (أ) إلى «أيوب» . (3) يعني: معمر بن راشد. (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كأنها ليست» لكن يخرَّج ما في النسخ على أنَّ الضمير في «كأنَّه» يرجع إى «الأحاديث» باعتبار مفردها، والمراد: كأنَّ حديثه = = عن أيُّوب ليس من حديث أيُّوب. وهذا من الحمل على المعنى بإفراد الجمع، وانظر التعليق على المسألة رقم (1135) . (5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1322) ، وفي "العلل الكبير" (351) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5727) ، وابن حبان في "صحيحه" (5056) ، والطبراني في "الكبير" (12/269 رقم 13319) ، و"الأوسط" (2729) ، ووكيع في "أخبار القضاة" (1/17) . قال الترمذي في "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، وَقُلْتُ لَهُ: من عبد الملك هذا؟ فقال: هو عبد الملك بن أبي جميلة. وعبد الله بن مَوْهَب، عن عثمان مرسل» . وقال الترمذي في "جامعه": «حديث غريبٌ، وليس إسناده عندي بمتصل» . وقال الطبراني في "الأوسط": «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به معتمر» . وانظر التعليق التالي. (6) كذا في جميع النسخ: «عبد الله بن وهب» وسيأتي في خاتمة المسألة قول أبي حاتم: «هو ابن مَوْهَب» . وقد وقع في الرواية السابقة عند ابن حبان والطبراني في "معجميه": «عبد الله بن وَهْب» . قال ابن حبان: «ابن وَهْب هذا هو: عبد الله بن وَهْب ابن الأسود القرشي، من المدينة، روى عنه الزهري» . وقال الطبراني في "الكبير": «عبد الله بن وَهْب هذا هو عندي عبد الله بن وَهْب بن زمعة» . قال الحافظ ابن حجر في"التلخيص الحبير" (4/341) متعقبًا قول ابن حبان: «ووَهِمَ في ذلك، وإنما هو: عبد الله بن مَوْهَب» . الحديث: 1406 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 257 عفَّان قال (1) : اذهب فاقْضي (2) بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: [أَوَ تُعْفِيني] (3) ؟! قَالَ: أعزِمُ عَلَيْكَ، قَالَ: لا تَعْجَلْ عليَّ، هَلْ سمعتَ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَنْ عَاذَ بِاللهِ، فَقَدْ عَاذَ مَعَاذًا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أعوذُ بِاللَّهِ أَنْ أكونَ قَاضِيًا، قَالَ: مَا تَكْرَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَقَدْ كَانَ أبوكَ يَقْضِي (4) ؟ [قال] (5) : سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: مَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِالجَوْرِ؛ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، ومَنْ كَانَ قَاضِيًا فَقَضَى بِجَهْلٍ؛ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، وَمَنْ كَانَ قَاضِيًا (6) عَالِمًا (7) فَقَضَى بِعَدْلٍ؛   (1) أي: لابن عمر، كما في مصادر التخريج. (2) كذا في جميع النسخ: «فاقضي» بإثبات الياء في آخره، والجادة حذفُها - كما في مصادر التخريج - لأنه فعل أمر معتل الآخر، وما في النسخ لغةٌ تخرَّج على وجهين، وقد تقدم التعليق على نحوها في المسألة رقم (228) . (3) كذا في (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وهو الموافق لما في أكثر مصادر التخريج، وفي بقية النسخ: «أو تعقبني» ، وجاء بلفظ: «أَوَ تُعَافِيني» عند الترمذي في "جامعه"، و"العلل الكبير"، وعند وكيع في أخبار القضاة". وقوله «أَوَ تُعْفِينِي» أو «أَوَ تُعَافِيني» بواو العطف المفتوحة بعد همزة الاستفهام، والمعطوفُ عليه محذوفٌ، والتقدير: «أَتَرْحَمني وَتُعْفِيني من القضاء؟!» . أو نحوه. وانظر: "مرقاة المفاتيح" (7/287) ، و"تحفة الأحوذي" (4/460) . (4) في (أ) و (ت) و (ف) : «يعطي» . (5) في جميع النسخ: «وقد» ، والتصويب من مصادر التخريج. (6) قوله: «قاضيا» سقط من (ك) . (7) قوله: «عالمًا» ليس في (ف) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 258 فَبِالحَرِيِّ أَنْ يَنْفَلِتَ (1) كَفَافًا (2) ؟ قَالَ أبي: عبدُالملكِ بنُ أبي جَميلة مجهولٌ، وعبدُالله هُوَ (3) ابنُ مَوْهَبٍ الرَّمْلي عَلَى مَا أَرَى، وَهُوَ عَنْ عُثْمَانَ مُرْسَلً (4) . 1407 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَاهِينُ بْنُ حيَّان (5) ؛ حدَّثنا رَوْح بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمونة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْحَسَنِ (6) ، عَنْ سَمُرَة بْنِ جُنْدُب، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ دُعِيَ إِلى سُلْطانٍ فَلَمْ يُجِبْ، فَهُوَ ظَالمٌ، لا حَقَّ لَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .   (1) في (ك) : «ينقلب» . (2) الكفافُ: هو الذي لا يَفْضُل عن الشَّيء، ويكونُ بقَدْرِ الحاجَة إليه. انظر "النهاية" (4/191) . (3) قوله: «هو» ليس في (ش) . (4) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (5) في (ت) و (ك) : «حسان» . وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (7/225 رقم 6939) . (6) في (ت) و (ك) : «الجهني» بدل: «الحسن» . (7) الحديث رواه أبو داود في "المراسيل" (391) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (14744) ، والدارقطني في "سننه" (4/214) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/140) من طرق عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً. قال ابن كثير في "تفسيره" (6/81) : «وهذا حديثٌ غريبٌ، وهو مُرسَل» . وانظر "المرسل الخفي وعلاقته بالتدليس" للشيخ الشريف حاتم العوني (3/1365-1366) . الحديث: 1407 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 259 1408 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير (2) ، عَنْ مَطَر (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب؛ أحسَبُهُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَمْرِو بْنِ شُعَيب (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) .   (1) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (5/105/أ) . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (295) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2779) ، وابن عدي في "الكامل" (3/375-376) ، والدارقطني في "الأفراد" (22/أ/أطراف الغرائب) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه، وقد رواه غير مَطَرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عن أبيه، عن جدِّه» . وقال ابن عدي: «ولا أدري تشويش هذا الإسناد ممَّن هو؟ لأن هذا الحديث يرويه جماعةٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أبيه، عن جدِّه، ولا أعلم رواه عن سعيد ابن المسيب، عن عمر؛ إلا من حديث سعيد بن بشير هذا، ومطر، عن عمرو» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به مطر الورَّاق، عن عمرو بن شعيب، عنه، ولم يروه عنه غير سعيد بن بشير» . (3) هو: ابن طَهْمان الورَّاق. (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (22700 و36206) ، وأحمد في "مسنده" (2/204 رقم 6902) ، وابن ماجه في "سننه" (2292) من طريق حجَّاج بن أرطاة، وأحمد (2/214 رقم 7001) ، وأبو داود في "سننه" (3530) من طريق حبيب المعلِّم، وأحمد (2/179 رقم 6678) ، وابن الجارود في "المنتقى" (995) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/480) من طريق عُبَيدالله بن الأخنس، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/158) من طريق حُسين المعلِّم، والطبراني في "مسند الشاميين" (379) من طريق بُرد بن سنان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/22) من طريق قتادة، جميعهم عن عمرو بن شعيب به. الحديث: 1408 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 260 1409 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَبيعة (2) ، عَنْ سُهَيل (*) بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَضى بشاهدٍ ويمينٍ؟ فَقَالا: هُوَ صَحيحٌ. قلتُ: يَعْنِي أَنَّهُ يُروى عَنْ رَبيعة هَكَذَا. قلتُ: فإنَّ بعضَهم (4) يَقُولُ: عَنْ سُهَيل (*) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؟ قَالا: وَهَذَا أَيْضًا صَحيحٌ، جَمِيعًا صَحيحَين ِ (5) (6) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1392/أ) ، وانظر المسألة رقم (1425) . وذكر ابن القيم في "تهذيب السنن" (5/125) هذه المسألة مع اختلاف يسير. وذكر ابن كثير في "الإرشاد" (2/421) هذا الحديث، وقال: «وصحَّحه الحافظان: أبو زرعة وأبو حاتم الرَّازيَّان من حديث أبي هريرة وزيد بن ثابت» . وحكى ابن حجر في "التلخيص" (4/354) تصحيحَ أبي حاتم فقط. (2) هو: ابن أبي عبد الرحمن. (*) ... في (ش) : «سهل» . (3) هو: أبو صالح ذكوان السَّمَّان. (4) هو: زهير بن محمد، وسيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (1425) . (5) قول أبي حاتم هنا يخالف قوله في المسألتين (1392/أ) و (1425) ؛ فإنه تردد في الأولى في قبول رواية ربيعة، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وفي الثانية أعلَّ رواية من رواه عَنْ سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زيد بن ثابت. (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» ، على أنَّه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: «هما جميعًا صحيحان» ، لكن ما في النسخ صحيح، ويخرج على تخريجين، سبق نحوهما في التعليق على المسألة رقم (25) . الحديث: 1409 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 261 1410 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ العَسْقَلانيُّ، عَنْ رَوَّاد بْنِ الجَرَّاح (2) ، عَنْ سُفْيان الثَّوْري، عَنِ الزُّبَير بْن عَدِي، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لِلرِّجَالِ أَرْبَعٌ، وَلِلنِّسَاءِ أَرْبَعٌ (3) ؛ لِلرِّجَالِ: مَن ِ اتَّقَى الدِّمَاءَ، والفُرُوجَ (4) ، والأَمْوَالَ، والأَشْرِبَةَ؛ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَ. ولِلنِّسَاءِ (5) : إِذَا صَلَّتْ خَمْسَهَا، وصَامَتْ شَهْرَهَا، وحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وأَطَاعَتْ بَعْلَهَا؛ دَخَلَتْ (6) مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَتْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ لعلَّهم لقَّنوا (7) رَوَّادًا (8) ،   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2025) . (2) روايته أخرجها ابن الجنيد في "سؤالاته لابن معين" (ص 299) ، وحنبل في "جزئه" (86) ، والبزار في "مسنده" (2/181 و 4/118/كشف الأستار) ، وابن عدي في "الكامل" (3/176) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 331) . قال ابن معين - كما في "سؤالات ابن الجنيد" (ص300) : «هذا كذبٌ» . ونقل معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قوله في رواد: «حدث عن سفيان الثوري، تخايَل له، سفيان لم يحدثه سفيان بذا قطُّ؛ إنما حدثه عن الزبير: " أتينا أنسًا نشكو الحجَّاج" وينبغي أن يكونَ إلى جانب سُفْيَانَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ يَزِيدَ الرِّقَاشِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبي (ص) » . نقله ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/209) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (9/229) . وقال البزار: «لا نعلم رواه عن أنس مرفوعًا إلا الزُّبير، ولا عنه إلا الثوري، ولا عنه إلا روَّاد، وروَّاد صالح الحديث، وليس بالقويِّ، وقد حدَّث عنه جماعةٌ من أهل العلم» . (3) قوله: «أربع» سقط من (ف) . (4) في (ت) : «والقروح» . (5) في (ف) : «وللنساء أربع» . (6) في (أ) : «دخل» . (7) في (ت) : «يفتوا» ، وفي (ف) : «لينوا» ، وفي (ك) : «يقنوا» . (8) في (ت) و (ك) : «رَوَّاد» . الحديث: 1410 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 262 وأدخلوا عليه (1) . 1410/أ- وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنْ سُلَيمان بن عبد الرحمن الدِّمَشْقي (3) ؛ حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرب، عَنْ بَحِير بْنِ سَعْدٍ (4) ، عَنْ خَالِدِ بن مَعْدان، عن كَثِير ابن مُرَّة، عن نُعَيم ابن هَمَّار، عَنِ المِقْدام بْنِ مَعْدِي كَرِب، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَوْف بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعي؛ قال: خرج علينا (5)   (1) وقال في المسألة رقم (2025) : «هَذَا حديثٌ باطل، ليس له أَصْلٌ، لَعَلَّهُمْ لَقَّنُوا روَّادً، وَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ؛ إِنَّمَا رُوِيَ عَنِ الثَّوري؛ قال: بلغني، مُرسَلً» . (2) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . (3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (18/38 رقم 65) من طريق أحمد ابن المعلى الدمشقي، وعبد الغني الأزدي في "الرباعي في الحديث" (ص21) ، وتمام في "فوائده" (60/الروض البسام) من طريق أحمد بن الغمر، كلاهما عن سليمان بن عبد الرحمن به. ووقع عند تمام: «محمد بن حمير» بدل: «محمد بن حرب» . ورواه تمام (59) من طريق سليمان بن أيوب بن حَذْلم، عن سليمان بن عبد الرحمن، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثني ابن حمير، عن بَحير بن سعد بالإسناد السابق. ورواه عبد الغني الأزدي في "الرباعي في الحديث" (ص 19) من طريق علي بن سعيد بن بشير، عن معاوية بن صالح، وأيوب بن إسحاق، قالا: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس عن محمد بن حمير بمثله. ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1170) من طريق سليمان بن الربيع، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ بحير بن سعد به. قال الأزدي: «حدث به سليمان بن عبد الرحمن أبو أيوب، عن معاوية بن صالح، وهذا يدخُل في رواية الكبار عن الصِّغار» . (4) في (أ) و (ف) : «يحيى بن سعد» ، وفي (ش) : «يحيى ابن سعيد» . (5) في (ك) : «عليه» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 263 رسولُ الله (ص) بالْهَجِير (1) وَهُوَ مَرْعوب؛ فَقَالَ: أَطِيعُونِي مَا دُمْتُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْكُمْ، وعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللهِ، وأَحِلُّوا حَلالَهُ، وحَرِّمُوا حَرَامَهُ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ باطلٌ. 1411- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ (3) بْنِ كَثِير بْنِ دِينَارٍ (4) ، عَنِ الحارث بن عَبِدَة الكَلاعي، عن   (1) الهَجيرُ والهاجِرَةُ: اشتِدادُ الحرِّ نصفَ النَّهار. "النهاية" (5/246) . (2) نقل بعض هذا النص: ابن الملقن في "البدر المنير" = = (5/105/أ) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/384) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1396) و (1416) و (1418) . (3) في (ف) : «عمرو بن عثمان وسعيد» . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8257) ، وابن عدي في "الكامل" (2/192) . ورواه الخطيب في "تالي التلخيص" (2/511) من طريق الربيع بن روح، عن الحارث بن عبيدة به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام إلا الحارث، تفرَّد به هشام بن عمار» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث عن هشام بن عروة غريبٌ لا أعلم يرويه عنه غيرُ الحارث بن عبيدة، ويُروى عن وكيع عن هشام ابن عروة، روى عنه شيخ ضعيفٌ يقال له: الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي» . ورواية وكيع التي أشار إليها ابن عدي أخرجها في "الكامل" (2/335) وقال: «وهذا حديث ليس له أصل عن وكيع، وإنما يروى هذا عن عبد الله بن عبد القدوس، عن هشام بن عروة» . ورواه أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/31) قال: «حدثناه غيرُ واحد عن هشام ابن عروة، عن أبيه» . وسئل الدارقطني في "العلل" (5/45/أ) عن هذا الحديث؛ فقال: «يرويه هشام بن عروة واختُلِف عنه، فرواه الحارث بن عبيدة الحمصي - ضعيفٌ - عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة. وخالفه سفيان ابن عيينة وغيرُه، رَوَوه عن هشام، عن أبيه مرسلاً، وهو الصَّحيح» . الحديث: 1411 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 264 هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: تَفَوَّتَ (1) رجلٌ (2) بمالٍ مِنْ مَالِ نفسِه عَنْ أَبِيهِ، فجاءَ أَبُوهُ إِلَى رَسُولِ الله (ص) فأعلَمَه ذَلِكَ، فأرسلَ إِلَيْهِ رسولُ الله (ص) (3) : أَنْ رُدَّ عَلَى أَبِيكَ (4) مَا حَبَسْتَ عَنهُ، فَإنَّكَ ومَالَكَ كَسَهْم ٍ مِنْ كِنَانَتِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1412 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سُوَيد بن عبد العزيز (6) ، عَنْ حُمَيد الطَّويل، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: استعارَ بعضُ آل (7) رسول الله (ص) قَصْعَةً، فضاعَت، فضَمِنها رسولُ اللَّهِ (ص) ؟   (1) لم تنقط هذه الكلمة في جميع النسخ، عدا نسخة (ت) ، فإنها نقطت فيها التاء آخر الكلمة فقط. والمثبت موافق لرواية ابن عدي السابقة، ووقع في رواية الطبراني: «تقرب» ، وفي رواية الخطيب: «تقوَّت» . قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/31) : «قوله: تفوَّت، مأخوذ من الفَوْت، إنما هو تفعَّلَ منه؛ كقولك من القول: تقوَّل، ومن الحول: تحوَّل، ومعناه: أن الابن فات أباه بمالِ نفسه، فوهبه، وبذَّره، فمن ذلك قال: "اردُدْه على ابنك، فإنما هو سهم من كنانتك" يقول: ارتجعه من موضعه فرده إلى ابنك؛ فإنه ليس له أن يفتات عليك بماله» . اهـ. والحديث ذكره ابن الأثير في "النهاية" (3/477) . (2) في (ك) : «ارجل» . (3) من قوله: «فأعلمه ذلك ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) في (ف) : «على أبوك» . (5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1360) ، وفي "العلل الكبير" (370) ، والطبراني في "الأوسط" (8280) ، وابن عدي في "الكامل" (3/427) . (6) انظر المسألة المتقدمة برقم (1400) . (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «إلى» ، وقبله في (ك) بياض بمقدار كلمة. الحديث: 1412 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 265 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ (1) ، لَيْسَ فِيهِ: «اسْتَعَارَ» ، وَهِمَ فِيهِ سُوَيد بن عبد العزيز، ولفظُ هَذَا الحديثِ غَيْرُ هَذَا اللفظِ شِبْهِ الْكَذِبِ؛ إِنَّمَا الصَّحيحُ: مَا حدَّثَناه الأَنْصَارِيُّ (2) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) عِنْدَ بَعْضِ أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ، فأرسلَتْ أُخْرَى بِقَصْعَةٍ فِيهَا طعامٌ، فضَرَبَتْ يَدَ الرسولِ (3) ، فسقَطَتِ (4) القَصْعَةُ، فانكَسَرَتْ، فأخَذَ النبيُّ (ص) الكِسْرَتَيْنِ فضمَّها (5) إلى الأُخرى، وجعَلَ يَجْمَعُ فيها (6) الطَّعَامَ وَيَقُولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ، كُلُوا، فَأَكَلُوا (7) ، وحَبَسَ الرسولَ؛ حَتَّى جاءتْ بقَصْعَتها التي في بيتها، [ودَفَعَ] (8) القَصْعَةَ الصَّحيحةَ إلى   (1) قال الترمذي في "العلل": «سويد بن عبد العزيز رجل كثير الغلط في الحديث، والصَّحيح عندي ما رواه سفيان الثوري، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ: أهدت بعض أزواج النبي (ص) طعامًا في قصعة، فضربت عائشة القصعة ... الحديث» . وقال في "الجامع": «وهذا حديث غير محفوظ» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ النبي (ص) بهذا اللفظ: "فضمنها رسولُ الله (ص) " إلا حميد، تفرَّد به سويد» . (2) هو: محمد بن عبد الله، ولم نقف على روايته، لكن أخرجه البخاري في "صحيحه" (2481 و5225) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَابْنُ علية، كلاهما عن حميد، عن أنس، به. (3) أي: ضربت التي عندها النبيُّ (ص) يَدَ الرسولِ الذي أُرسِل بالقَصْعَة. (4) في (ف) : «فسقطعت» . (5) في (ك) : «فضم أحدهما» ، وفي بعض مصادر التخريج: «فضم إحداهما» ، وهو الجادة. وما هنا يخرَّج على أنه أعاد الضمير «ها» إلى «إحدى الكسرتين» وإن لم يذكرها بلفظها؛ لدلالة لفظ «الكِسرتَين» عليها؛ كأنه قال: «فأخذ النبيُّ (ص) الكسرتين، فضَمَّ إحدى الكسرتين إلى الأخرى» . وقد تقدم التعليق على نحو ذلك في المسألة رقم (170) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (400) . (6) في (ت) و (ك) : «فيه» . (7) قوله: «فأكلوا» ليس في (ت) و (ك) .. (8) كذا في (ك) ، وهو الموافق للموضعين المذكورين من "صحيح البخاري"، وفي بقية النسخ: «ورفع» بالراء. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 266 الرَّسُولِ، وَتَرَكَ المكسورةَ فِي بيتِ الَّتِي كَسَرَتْهَا. 1413 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عن الزُّهري، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا يَمْنَعَنَّ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ (3) خَشَبَةً عَلَى جِدَارِهِ؟ فقالا: وَهِمَ فِيهِ مَعْمَر؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عَنِ الأَعْرَج (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَذَا رَوَاهُ مالكٌ (5) وجماعةٌ (6) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (7) . 1414 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بن نافع (9) ، عن   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1401) ، والآتية برقم (2334) . (2) هو: ابن راشد البصري، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23026) من طريق عبد الأعلى، والطحاوي في "شرح المشكل" (2416) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (10/216) من طريق هشام الدَّستوائي، كلاهما (عبد الأعلى وهشام) عن معمر، به. ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (2418) من طريق عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب الزهري به. (3) في (ك) : «تضع» . (4) هو: عبد الرحمن بن هُرمز. (5) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/745) . ومن طريقه أخرجه أحمد في "مسنده" (2/463 رقم 9961) ، والبخاري في "صحيحه" (2463) ، ومسلم في "صحيحه" (1609) . (6) رواه مسلم في "صحيحه" (1609) من طريق ابن عيينة، ويونس بن يزيد الأيلي، ومعمر من رواية عبد الرزاق، عنه، وأحمد في "مسنده" (2/396 رقم9145) من طريق أبي أويس، أربعتهم عن الزهري، به. (7) هذا ما رجَّحه الدارقطني أيضًا في "العلل" (2015) ، وانظر عنده رقم (1720) ، وانظر "التمهيد"لابن عبد البر (10/215-218) ، و"فتح الباري" لابن حجر (5/110) . (8) انظر المسألة رقم (1129) و (1139) . (9) هو: الصائغ. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/5) . وأخرجه ابن حزم في "المحلى" (8/386) من طريق عبد الملك بن حبيب، عن عبيد الله بن موسى، عن خالد بن إلياس، به. قال ابن عدي: «وهذا أكثر ظنِّي أنَّه لا يرويه عن يحيى ابن سعيد غيرُ خالد، وعن خالد: عبد الله» . وقال ابن حزم: «هذا كلُّه كذب، عبد الملك مذكور بالكذب ... وخالد بن إياس ساقط» . ورواه الدارقطني في"الأفراد" (118/ب/أطراف الغرائب) من طريق خالد بن إلياس به، وقال: «غريب من حديث يحيى الأنصاري عنه، تفرد به خالد بن إلياس عنه» . الحديث: 1413 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 267 خَالِدِ بْنِ إِلْيَاسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (1) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَضَى رسولُ الله (ص) بالجائِحَة (2) . والجائِحَةُ: [الجَرَادَ] (3) ، والحَرِيقُ، والسَّيْل (4) ، والبَرَدُ، والرِّيح؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ ابْنُ جُرَيج (5) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) . وخالدُ بْنُ إِلْيَاسَ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 1415 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوب الزُّهري (6) ، عن   (1) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (2) في (ت) و (ك) : «الجائحة» . وهي الآفة التي تهلك الثمار والأموال وتستأصلها. "النهاية" (1/311-312) . (3) في (ش) و (ف) و (ك) : «الحدار» غير منقوطة. وفي (أ) : «الجدار» ، وفي (ت) : «الجداد» ، والمثبت موافق لرواية ابن عدي وابن حزم السابق ذكرها في التخريج. (4) في (ك) : «والسبيل» . (5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1554) . (6) هو: يعقوب بن محمد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/74) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/167) . وأخرجه الطبراني في "الكبير"- كما في "مجمع الزوائد" (8/110) - من حديث نقادة به. قال الهيثمي: «وفيه جماعة لم أعرفهم» . الحديث: 1415 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 268 عبد العزيز بْنِ مُسَيحٍ (1) الأَسَدي (2) - أحدِ بَنِي نُقادَة (3) - عَنْ عُيَينة بْنِ عَاصِمِ بن [سِعْر] (4) بْنِ نُقادَة (5) ، عَنْ أَبِيهِ؛ حدَّثني أَبِي وعُمُومَتي، عَنْ نُقادَة؛ قَالَ: قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنِّي رجلٌ مُغْفِلٌ (6) ، فَأَيْنَ (7) أسِمُ، وَلَمْ أرَكَ تَسِمُ فِي الْوَجْهِ؟ قَالَ: فِي مَوْضِعِ الجَرِيرِ (8) مِنَ السَّالِفَةِ (9) . قَالَ: فَوَسَم نُقادَةُ هُنَاكَ حَلْقَةَ هَديَّتِهِ (10) ، فوَسَم بِهَا رجلٌ مِنْ بَنِي   (1) في (أ) : «مسبح» بالباء الموحدة. و «مُسَيْح» هنا بضم أوله، وفتح السين المهملة، مصغَّر، وذكر الدارقطني في"المؤتلف والمختلف" (4/2100) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (8/155-156) أنه يقال: «مُسِيح» ، بكسر السين. (2) في (ك) : «الأزدي» . (3) في (ت) : «أخبرني نقادة» ، وفي (ك) : «أخبرني قتادة» بدل: «أحد بني نقادة» . وانظر الموضع السابق من "التوضيح"، و"الإكمال" لابن ماكولا (6/125) . (4) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «سعد» بالدال، والمثبت هو الصَّواب؛ كما في "التاريخ الكبير" (6/477 و492 رقم 3035 و3086) ، و (7/73 رقم 340) ، و"الجرح والتعديل" (6/337 و344 رقم 1865 و1905) ، و (7/31 رقم 167) ، و (8/507 رقم 2319) ، و"المؤتلف" للدارقطني (3/1181) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (4/299) . (5) في (ك) : «معادة» . (6) سيأتي تفسير المصنِّف للمُغْفِل آخر المسألة. وقال العسكريُّ في "تصحيفات المحدثين" (343-344) : «ومن رواه مُغَفَّلاً- بالتشديد- فهو فاحش من التصحيف» . (7) في (ك) : «فإن» بدل: «فأين» . (8) في (ك) : «الحدير» ، ولم تُنقَط الجيم إلا في (ف) . وسيأتي تفسير «الجَرير» في كلام المصنف. (9) سيأتي تفسير السَّالِفَة آخر المسألة. (10) في (ت) : «هدبنه» ، وفي (ف) : «هزبته» ، ولم تنقط الكلمة في (أ) و (ش) و (ك) ، وقد نقل هذا النص بتمامه الشيخ طاهر الجزائري في "توجيه النظر" (2/644) ، ووقع في أصله: «هديته» وصوبها المحقق إلى: «هديه» ! والهَدْيَة والهَدِيَّة: مفرد الهَدْيِ والهَدِيّ، وكلاهما بمعنًى؛ وهو: ما يُهدى إلى البيت الحرام من النَّعَم لتُنحر، والمراد هنا: الإبل. انظر "لسان العرب" (15/358-359) . ووقع في رواية البخاري السابقة: «فوسم في السالفتين حَلْقَتَين مُذَنَّبَتَين» .. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 269 يَرْبُوع، فَاسْتَعْدَى عَلَيْهِ نُقادَةُ بعضَ الْخُلَفَاءِ؛ فَقَالَ: رَجُلٌ مَعِي فِي مِيسَم أَمَرَنِي بِهِ رسولُ اللَّهِ (ص) ؟! وقَضى عليه ألاَّ يَسِمَ مِيسَمَهُ، فَقَطَعَ الحَلْقةَ، فسُمِّيَتْ: [بُتَيْراءَ] (1) بَنِي يَرْبُوع؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وهؤلاءِ مَجْهُولُونَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَالَ بعضُ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ: الجَرِيرُ (2) مِنَ السَّالفة: الزِّمَامُ. والسَّالِفَةُ: صَفْحَةُ العُنُقِ (3) . والمُغْفِلُ: رجُل لَهُ إِبِلٌ أَغفالٌ؛ وَهِيَ الَّتِي لا سِمَاتَ ِعليها، وواحدُها غُفْل (4) . 1416- وسمعتُ (5) أبي وحدَّثنا عن مَيْمون ابن العباس الرَّافِقي (6) ،   (1) في (ت) : «بتيراد» ، وفي (أ) و (ف) و (ك) : «بتيرار» ، وفي (ش) : «بتيراو» ، وفي رواية البخاري السابقة: «بُتَيْرة» وهي تؤيد ما أثبتناه. (2) في (ك) : «الحدير» . (3) الجرير: حبلٌ من أَدَم يجعل في عنق الناقة. و «موضع الجَرير من السَّالفة» ، أي: مُقَدَّم صفحة العُنُق. انظر "النهاية" (1/259) . (4) بوزن «قُفْل» ، وتضم عين الكلمة إتباعًا لضمة الفاء؛ كما في كتب التصريف واللغة، وقد ضبطت في (أ) و (ت) و (ف) بفتح الغين والفاء: «غَفَل» ، ولا وجه له في هذا الموضع، والله أعلم. (5) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/104/ب) ، وابن حجر في "التلخيص" (3/383) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1396) و (1411) و (1418) . (6) في (ش) : «الواقفي» ، وفي (ت) و (ك) : «الرافعي» . وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (29/208) . ولم نقف على روايته، لكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/82-83 رقم 10019) ، و"الأوسط" (57) ، و"الصغير" (2) ، و"مسند الشاميين" (2481) عن أبي زيد الحوطي، عن علي بن عياش، به. قال الطبراني في "الصغير": «لا يُروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به ابن ذي حماية، وكان من ثقات المسلمين» . اهـ. وابن ذي حماية هو: إبراهيم بن عبد الحميد. ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/402) من طريق سلامة بن جوَّاس، عَنْ أَبِي مُطِيعٍ مُعَاوِيَةَ بْنِ يحيى، به. والحديث رواه الدارقطني في "الأفراد" (214/أ/أطراف الغرائب) وقال: «تفرَّد به أَبُو مُطِيعٍ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ذِي حِمَايَةٍ [في الأصل: جمانة، وهو تصحيف] ، عَنْ غَيْلانَ بْنِ جَامِعٍ، عَنْ حماد، عن إبراهيم، عنه» . الحديث: 1416 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 270 عَنْ عَلِيِّ بْنِ عيَّاش، عَنْ (1) أَبِي مُطِيع مُعَاوِيَةَ (2) بْنِ يَحْيَى، عن إبراهيم بن عبد الحميد قَاضِي حِمْص، عَنْ غَيْلان بْنِ جامِع، عَنْ حمَّاد (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ عَلْقَمة (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ بِأَبِيهِ إِلَى النبيِّ (ص) يَقتَضِيهِ دَينًا (6) عَلَيْهِ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : أَنْتَ ومَالُكَ لأَبِيكَ (7) . قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (8) ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلَ الرَّجُلُ: مِنْ كَسْبِهِ ... . 1417 - وسألتُ أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (10) ، عن   (1) قوله: «عن» سقط من (ف) . (2) في (ك) : «عن معاوية» . (3) هو: ابن أبي سليمان. (4) هو: ابن يزيد النَّخَعي. (5) هو: ابن قيس. (6) في (ف) : «دين» ، وهو صحيحٌ على القول بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) قوله: «لأبيك» مكرر في (أ) . (8) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1396) . (9) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة رقم (2270) . (10) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير"، (21/مسند النعمان بن بشير/رقم97) . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (4/166) : «ولم أعرف عيسى هذا، وبقية مدلسٌ، وبقية رجاله ثقات» . ورواه الدارقطني في "سننه" (3/179) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/344) من طريق أبي جزي نصر ابن طريف، عن السَّري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن النعمان به. قال البيهقي: «أبو جزي والسري بن إسماعيل ضعيفان» . الحديث: 1417 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 271 عيسى (1) بن عبد الله، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنِ النُّعْمان، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ رَبَطَ دَابَّتَهُ عَلَى الطَّرِيقِ؛ فَمَا أَصَابَ الدَّابَّةُ بِرِجْلِهِ فَهُوَ ضَامِنٌ لَهُ (2) ؟   (1) قوله: «عيسى» ليس في (ك) . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «فهو له ضامن» ، وقوله: «فما أصاب الدابَّةُ برِجْلِهِ» كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فما أصابَتهُ الدابَّةُ برِجْلِهَا» ، ففيه إشكالات ثلاثة: حذف التاء من «أصابته» ، وحذف الهاء منها، وتذكير الضمير في «برجله» : أما حذف التاء فله توجيهان: أحدهما: الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ حمل «الدابة» على معنى «الحيوان» ؛ أي: فما أصاب الحيوانُ برجله. وانظر التعليق على المسألة رقم (270) . وهذا وجه أيضًا في حل الإشكال الثالث. والتوجيه الثاني لحذف التاء: أن يكون الفاعل هنا غير حقيقي التأنيث؛ وتذكير الفعل معه حينئذ جائز في العربية، وقد فصَّلنا في ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (224) . وإن كان حقيقي التأنيث: فهو جائز أيضًا على لغة من قال: «قال فلانةُ» ، وهي لغة حكاها سيبويه عن بعض العرب؛ وقال: «ومن قال: ذَهَبَ فلانةُ، قال: أذاهبٌ فلانةُ، وأحاضرٌ القاضيَ امرأةٌ» . اهـ. ومنه ما وقع في "صحيح مسلم" (293) من حديث عائشة خ قالت: «كان إحْدَانَا إذا كانت حائضًا ... » . انظر "شرح النووي" (3/203) ، و"عمدة القاري" (3/267) . وانظر: "كتاب سيبويه" (2/38 و45) ، و"شرح = = ابن عقيل" (2/92) ، و"همع الهوامع" (3/333-334) . والإشكال الثاني: حذف الهاء، وهو ضمير النصب في «أصابته» ، وهو العائد إلى «ما» ، وهذا أيضًا جائزٌ في العربية، سواءٌ كانت «ما» شرطية أو موصولة. وانظر التعليق على المسألة رقم (1015) . وأما الإشكال الثالث: وهو تذكير الضمير في: «برجله» مع عوده إلى «الدابة» ، فإضافة إلى وجه الحمل على المعنى المذكور آنفًا، فإنه يحمل أيضًا على أنَّه جاء على لغة طيِّئ ولخم في حذف ألف الضمير في «ها» مع نقل فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها؛ فيقولون في «بِهَا» : بَهْ، وفي «بِرِجْلِهَا» : برِجْلَهْ. وقد وضحنا هذه اللغة في التعليق على المسألة رقم (235) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 272 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ شُرَيح، هَذَا الكلامَ مِنْ قِيلِهِ (1) . وعيسى هو: ابنُ عبد الله الأَنْصَارِيُّ، مِنْ وَلَد النُّعْمان بْنِ بَشِيرٍ، وَلَمْ يُدْرِكِ ابنَ أَبِي خَالِدٍ، وَهُوَ ذاهبُ الْحَدِيثِ، مجهولٌ، رَوى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وبَقِيَّةُ (2) . 1418 - وسمعتُ أَبِي (3) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (4) ، عَنِ الثَّوْري، عن إبراهيم ابن (5) عَبْدِ الأَعْلَى، عَنْ سُوَيد بْنِ غَفَلَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ أَطْيَبَ مَا أَكَلْتُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ، وإِنَّ أَوْلاَدَكُمْ مِنْ كَسْبِكُمْ.   (1) في (ك) : «من قبله» . والقِيلُ والقالُ: لغتان في القَوْل. والمعنى: أنه موقوف على شريح، ولا يصحُّ رفعه إلى النبي (ص) . والحديث رواه عبد الرزاق في"المصنف" (10/69 رقم 18386) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (28010) من طريق أشعث، عن الشعبي، قوله. ورواه ابن أبي شيبة (28011) من طريق حماد، عن إبراهيم، قوله. (2) في (ف) : «ولقيه» بدل: «وبقية» ، وسيأتي في المسألة رقم (2270) قولُ أبي حاتم عن عيسى المذكور: «رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ... » ، ولم يذكُر «بقية» . ولم نقف على عيسى في شيوخ بقية، ولا على بقية مذكورًا فيمن أخَذُوا عن عيسى، والله أعلم. (3) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . وقد نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (6/5/ب) ، وابن حجر في "التلخيص" (4/16) . وانظر المسألة رقم (1396) و (1411) و (1416) . (4) روايته أخرجها ابن حزم في "المحلى" (8/102) من طريق مسدَّد، عن يحيى القطان، به. (5) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . الحديث: 1418 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 273 وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: صحَّ رفعُهُ مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى القطَّان، وَلَمْ يَرفَعْهُ غيرُهُ (1) . 1419 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (2) ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ حُمَيدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي، عَنْ جابر بن عبد الله (3) : أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ أَعْطى أُمَّهُ حَدِيقَةً لَهُ حياتَها (4) ، فَمَاتَتْ، فَقَالَ هُوَ أَنَا أحقُّ بِهِ (5) ، فَقَالَ إخوتُه: نَحْنُ شَرَعٌ (6) سَواءٌ،   (1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (22690 و36205) قال: ثنا وكيع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الأعلى، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ، عَنْ عائشة، به من قولها. (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/299 رقم 14197) . وقرن أحمد بين يحيى القطان وروح بن عبادة. (3) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» . (4) قوله: «حياتها» سقط من (ش) . (5) في (ف) : «فقال هذا ... » . والمثبت من بقية النسخ، وقوله: «هو» : إما توكيدٌ لفاعل «قال» الذي هو ضميرٌ مستترٌ عائدٌ إلى الأنصاري. أو يكون «هو» ضمير الشأن مبتدأ والجملة بعده خبره، وجملة ضمير الشأن وخبره: مقول القول، وانظر في ضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) . وقوله: «به» وإنما الكلام على «الحديقة» ؛ رجع الضمير فيه إلى «الحديقة» بالتذكير حملاً لها على معنى «المال» أو «العطاء» ؛ انظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . ويمكن أن يكون أراد «بهَا» لكن حذف الألف، وسكَّن الهاء وألقى حركتها على الباء، ويكون ضبطُها حينئذٍ هكذا: «بَهْ» ، أي: «بِهَا» ؛ جريًا على لغة طيئ ولخم في الوقف على ضمير المفردة الغائبة المتصل. انظر هذه اللغة في المسألة رقم (235) . (6) قال الفيومي: «الناسُ في هذا الأمر شَرَعٌ» بفتحتين، وتُسكَّن الراءُ للتخفيف، أي: سواءٌ. "المصباح المنير" (ش ر ع/1/310) . والمعنى: أنهم مُتَساوون في أمرهم، لا فَضْل لأحدٍ منهم على الآخر. انظر "النهاية" (2/461) . الحديث: 1419 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 274 فاختَصَموا إلى رسول الله (ص) ، فَقَالَ: هُوَ (1) مِيرَاثٌ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان، ومعاويةُ ابن هِشَامٍ (2) ، عَنِ الثَّوْري، وَرَوَاهُ حَبِيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ (3) ؛ فَقَالَ: عَنْ حُمَيد، عَنْ طارقٍ قَاضِي مَكَّةَ، عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ شيءٌ فَمِنْ حُمَيد؛ لأنَّ حُمَيْدً (4) ليس (5) بالحافظ.   (1) أي: العطاء أو المال. والمراد: الحديقة. وانظر التعليق قبل السابق! (2) كذا وقعت العبارة في جميع النسخ، والذي تقدَّم في السؤال روايةُ يحيى القطان وحده دون معاوية بن هشام، وأيضًا: لم نقف على رواية معاوية من هذا الوجه، والحديث رواه أبو داود في "سننه" (3557) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/174) من طريق عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ معاوية، عن الثوري، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عن حميد، عن طارق، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29107) عن معاوية، عن الثوري، عن حميد، به. بإسقاط حبيب ابن أبي ثابت. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/174) وقرن بأبي بكر بن أبي شيبة أخاه عثمان. وانظر "نصب الراية" (4/127) . والظاهر: أنَّ في الكلام تصحيفًا مع تقديم وتأخير، ووجهُ الكلام أن يقال: «كذا رواه يحيى القطَّان! ورواه معاويةُ بنُ هشام، عن الثَّوْري، عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، فَقَالَ: عَنْ حُمَيد، عَنْ طارقٍ - قَاضِي مَكَّةَ - عَنْ جَابِرِ بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) » ، ويظهر ذلك جليًّا من التخريج السابق، والله أعلم. (3) انظر التعليق السابق. (4) في (ك) : «حميدًا» وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، وهو منصوب أيضًا، ولكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) قوله: «ليس» سقط من (ش) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 275 1420- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [أبو] (2) معاويةَ الضَّرِيرُ (3) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ راشد، عن   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه، وأبو معاوية هو: محمد بن خازم، وهو يروي عن عمر ابن راشد، كما في "تهذيب الكمال" (21/341) . (3) روايته أخرجها مسدَّد في "مسنده"، كما في "المطالب العالية" (2198) ، و"إتحاف الخيرة" (4936) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (15525) عن عمر ابن راشد، به. وقد روي عن عبد الرزاق موصولاً كما سيأتي. الحديث: 1420 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 276 يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أبي سَلَمة، عن النبيِّ (ص) قال: لا يَرِثُ (1) مِلَّةٌ مِلَّةً، وَلا تَجُوزُ (2) شَهَادَةُ مِلَّةٍ عَلَى مِلَّةٍ، إِلاَّ أُمَّةُ (3) مُحَمَّدٍ (ص) ، فَإِنَّ شَهَادَتَهُمْ تَجُوزُ (4) عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا عَلِيُّ بْنُ الجَعْد (5) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى (6) ، عَنْ أبي سَلَمة (7) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (8) . وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَرْوِي عَنْ عُمَرَ (9) بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (10) . وعمر شيخٌ [يَمَاميٌّ] (11) ضعيفُ الْحَدِيثِ. 1421 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبَارك (12) ، عَن مَعْمَر، عَنْ بَهْز بْنِ حَكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه: أنَّ النبيَّ (ص) حَبَس في تُهَمَةٍ؟   (1) كذا في (ت) و (ك) ، وأهملت الياء في بقية النسخ، فاحتمل أن تكون: «لا ترث» و «لا يرث» . أمَّا تأنيث الفعل: فهو الجادَّة، وهو الراجح من جهة العربية؛ بسبب تأنيث الفاعل. وأمَّا تذكير الفعل: فهو صحيحٌ مرجوحٌ؛ لأنَّ تأنيث الفاعل غير حقيقي. انظر تعليقنا على المسألة رقم (224) . (2) قوله: «تجوز» سقط من (ف) . (3) الراجحُ في كلمة «أُمَّة» : الرفع على الابتداءِ، وخبرُ المبتدأ: جملة «فإنَّ شهادتهم ... إلخ» ؛ وهذا جائزٌ على لغة لبعض العرب حكاها أبو حيَّان. ويجوز في «أُمَّة» أيضًا نصبها على الاستثناء، كما يجوز جرُّها بدلاً من «مِلَّةٍ» في قوله: «شَهَادَةُ مِلَّةٍ» . وانظر في صحة كل هذه الوجوه: التعليق على المسألة رقم (997) . (4) في (ت) : «يجوز» . (5) رواه أبو حاتم عن علي بن الجعد على هذا الوجه، والحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (3/158) من طريق محمد بن إسماعيل، والطبراني في "الأوسط" (5434) من طريق محمد بن جعفر الرازي، وابن عدي في "الكامل" (5/16) من طريق محمد بن يحيى المروزي، والدارقطني في "السنن" (4/69) من طريق الحسن بن محمد الزعفراني، أربعتهم عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، مرفوعًا. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلا عمرُ بن راشد» . (6) في (ش) : «عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ» . (7) قوله: «عن أبي سلمة» سقط من (ش) . (8) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . (9) في (ش) : «عمران» . (10) كذا وقعت العبارة في جميع النسخ! ولم نقف على من رواه عن عمر على هذا الوجه، والحديث رواه البزار في "مسنده" (1384/كشف الأستار) من طريق أحمد ابن منصور، عن عبد الرزق، والدارقطني في "السنن" (4/69) من طريق الحسن بن موسى، والحاكم في "المستدرك"- كما في"إتحاف الخيرة" (4936) - وعنه البيهقي في"السنن الكبرى" (10/163) من طريق الأسود بن عامر شاذان، ثلاثتهم (عبد الرزاق والحسن وشاذان) عَنْ عُمَرَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به. قال الدارقطني: «وعمر بن راشد ليس بالقويِّ» . (11) في جميع النسخ: «يماني» بالنون، وهو تصحيفٌ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (6/107 رقم 567) ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/340) . (12) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1417) ، والنسائي في "المجتبى" (4875 و4876) ، والطبراني في "الكبير" (19/414 رقم 998) ، و"الأوسط" (154) ، وابن عدي في "الكامل" (2/66 و67) . قال الترمذي: «وقد روى إسماعيل بن إبراهيم، عن بهز ابن حكيم هذا الحديث أتمَّ من هذا وأطول» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ بهز إلا معمر» . والحديث رواه معمر في "جامعه" (18891) مطولاً، ورواه أحمد في "مسنده" (5/2 رقم 20019) ، والطبراني في "الكبير" (19/414 رقم996) من طريق عبد الرزاق، عن معمر به مطولاً. ورواه أبو داود في "سننه" (3630) من طريق إبراهيم بن موسى، والحاكم في "المستدرك" (1/125) من طريق الدبري، كلاهما عن عبد الرزاق، عن معمر به مختصرًا. الحديث: 1421 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 277 قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ ابنُ عُلَيَّة (1) ، عَنْ بَهْز بْنِ حَكيم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ؛ قال: أتى النبيَّ (ص) أَهْلُنا، فَقَالُوا: إخوانُنَا (2) فيمَ حُبِسُوا (3) ؟ قَالَ: أَطْلِقُوا لَهُمْ إِخْوَانَهُمْ (4) ؛ اختَصَرَ (5) مَعْمَرٌ كَمَا تَرَى. 1422 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (6) ، عَنْ زَمْعَة (7) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قَالَ رسولُُ الله (ص) :   (1) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/2 و4 رقم 20017 و20042) ، وأبو داود في "سننه" (3631) ، والطبراني في "الكبير" (19/414 رقم997) . وانظر "العلل الكبير" للترمذي رقم (403) . (2) في (ت) : «أخواتنا» . (3) في (أ) : «وحبسوا» . (4) في (ت) : «أخواتهم» . (5) في (ك) : «احصر» . (6) هو: سليمان بن داود الطيالسي. وروايته أخرجها في "مسنده" (1543) . ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (3/231) ، والدارقطني في "سننه" (4/217) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/142) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/283) . قال ابن عدي: «"ومن أحيا مواتًا"، قد رواه عن الزهري غيرُ زمعة، وأما قوله: "العبادُ عبادُ اللَّهِ والبلادُ بلادُ الله"، يقول [كذا، ولعلها: فقول] زمعة» . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (344/أ/أطراف الغرائب) من طريق حماد بن سلمة، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ به مرفوعًا بلفظ: «من أحيا أرضًا ميتة ... » . قال الدارقطني: «تفرَّد به حماد بن سلمة، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ الزهري» . (7) هو: ابن صالح. الحديث: 1422 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 278 العِبَادُ عِبَادُ اللهِ، والبِلاَدُ بِلاَدُ اللهِ؛ مَنْ أَحْيَا مِنْ مَواتِ الأَرْضِ شَيْئًا فَهُوَ لَهُ، ولَيْسَ لِعِرْقٍ ظَالِمٍ حَقٌّ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ (2) مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ الزُّهري عَنْ عُرْوَة، مرسلاً (3) .   (1) قوله: «وليس لعِرْقٍ ظالم ٍ حَقٌّ» : هو أن يجيءَ الرجلُ إلى أرضٍ قد أحياها رجلٌ قبله، فيَغْرسَ فيها غَرْسًا غَصْبًا ليَستَوْجِبَ به الأرضَ. ورواية الأكثر: «لِعِرْقٍ» بالتنوين، وهو على حذف المضاف، أي: لذِي عِرْقٍ ظالمٍ، فجعل العِرْق نفسَه ظالِمًا والحقَّ لصاحبه. وروي بالإضافة: «لِعِرْقِ = = ظالمٍ» ، فيكونُ الظالمُ صاحبَ العِرْق، والحقُّ للعِرق، وهو أحدُ عروق الشَّجَرة. انظر "النهاية" (3/219) ، و"فتح الباري" (5/19) . (2) كذا في (ت) و (ش) ، ولم تنقط في بقية النسخ، فتحتمل وجهين: أحدهما: أن تكون «يَرْويه» كما في (ت) و (ش) ، وثانيهما: أن تكون: «يَرْوُونهُ» ، لكنها كتبت بواوٍ واحدة، وهذا يفعلُه كَتَبةُ الحديث تخفيفًا لكثرة دوران هذه الكلمة في كتبهم، يحملونها على مثل داود، وطاوس، والظَّاهر أن صوابها: «يروونه» ؛ فقد ذكر الدارقطني في "العلل" (665) الاختلاف في هذا الحديث، وأن يحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك بن أنس، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن سعيد الأموي: رَوَوه عن هشام، عن أبيه مرسلاً، ثم قال: «والمرسلُ عن عروة أصحُّ» . وذكره أيضًا في "العلل" (5/25/ب) وقال: «يرويه الزهري، وابن أبي مليكة، وهشام بن عروة، واختُلِف عنهم، فأما الزهري: فروى حديثه زمعة بن صالح، عنه، عن عروة، عن عائشة، وغيرُه يرويه عن الزهري مرسلاً، وأما ابن أبي مليكة ... » ، وذكر الاختلاف فيه، ثم قال: «والصَّحيحُ عن هشام، عن أبيه مرسلاً» . (3) الحديث رواه مالك في "الموطأ" (2/743) ، ويحيى ابن آدم في "الخراج" (266 و268) ، وأبو عبيد في"الأموال" (704) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22375) ، والنسائي في "الكبرى" (5762) ، والدارقطني في "سننه" (3/35) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/142) من طرق عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، به مرسلاً. ورواه يحيى بن آدم في "الخراج" (274 و275) ، وأبو عبيد في "الأموال" (707) ، وأبو داود في "سننه" (3074 و3075) ، والدارقطني في "سننه" (3/35) ، والبيهقي في"السنن الكبرى" (6/142) من طريق يحيى ابن عروة، عن أبيه به مرسلاً. ورواه أبو داود في "سننه" (3076) من طريق ابن أبي مليكة، عن عروة مرسلاً. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/283) : «هذا الاختلاف على عروة يدل على أن الصحيح في إسناد هذا الحديث عنه الإرسال» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 279 1423 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نُمَير، عَنِ الأعمَش، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ نَافِعِ بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: اختَصَمَ رَجُلان إِلَى عُمَرَ، فقَضَى لأَحَدِهِمَا؛ فَقَالَ: أَصَبْتَ (1) ، أصابَ اللهُ بِكَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ! واللهِ مَا أَدْرِي أخطأتُ أَمْ أصبتُ (2) ؟! ولكنْ (3) لَمْ آلُو (4) ؟ قَالَ أَبِي: هُوَ نافعُ بْنُ عَبْدِ الْحَارِثِ. 1424 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النَّضْر بْنُ شُمَيل (6) ، عن   (1) في (ك) : «فقا أصيب» بدل: «فقال أصبت» . (2) من قوله: «أصاب الله بك ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) في (ك) : «ولك» . (4) في جميع النسخ: «لم آلوا» بإثبات واو بعدها ألف، عدا (ف) ففيها: «لم آلو» بإثبات الواو بلا ألف. وهو صحيحٌ على لغة لبعض العرب خُرِّجَتْ على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) ، وزيادةُ الألف بعد واو الفعل هو قولُ الكُتَّاب المتقدِّمين؛ وقد بيَّنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (1025) . (5) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . (6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/247) ، وأبو داود في "سننه" (3629) ، وابن ماجه في "سننه" (2428) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1208) ، والطبراني في "الكبير" (22/308-309 رقم 783 و784) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/52 و53) . الحديث: 1423 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 280 هِرْماس بْنِ حَبيب؛ حدَّثني أَبِي، عَنْ جدِّي: أَنَّهُ استَعْدَى رسولَ الله (ص) في حَقٍّ له كان عَلَى آخَرَ، وأنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ لَهُ (1) : الزَمْهُ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ النَّضْرِ ابنِ شُمَيل، عَنِ الهِرْماس، والْهِرْماسُ شيخٌ أعرابيٌّ، لا يُعرَفُ أَبُوهُ وَلا جَدُّه. 1425 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ بَحْرُ بنُ نَصْر (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) ، عَنْ عُثْمَانَ بن الحَكَم [الجُذامِي] (5) ، عن   (1) قوله: «له» ليس في (أ) و (ش) . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1392/أ) و (1409) . (3) في (ف) : «يحيى بن نضر» . (4) هو: عبد الله. (5) في جميع النسخ: «الحزامي» بالحاء المهملة والزاي، ولم تنقط الزاي في (أ) . وصوابه بالجيم والذال المعجمة، انظر "الجرح والتعديل" للمصنف (6/148 رقم 810) ، و"تهذيب الكمال" (19/352) . وروايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (6019) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/144) ، والطبراني في "الكبير" (5/105 رقم 4909) ، وابن عدي في "الكامل" (3/221) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/326-327) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/172) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/145) . قال ابن عدي: «لم يقل: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زيد بن ثابت، غيرُ زهير، وعن زهير: عثمان بن الحكم، ورواه عن عثمان: ابنُ وَهْب، وحدَّث به عن ابن وَهْب مع حرملة ابنُ أخي ابن وَهْب وغيره، وروى هذا الحديث ربيعة الرأي ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد وغيرهما عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وهو أصوب» . وقال أبو نعيم: «تفرَّد به عثمان، عن زهير؛ من حديث زيد بن ثابت» . وقال ابن عبد البر: «زهير بن محمد عندهم سيِّئ الحفظ، كثير الغلط لا يحتجُّ به، وعثمان بن الحكم ليس بالقوي، والصَّواب في حديث سُهَيْلٍ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة» . وذكره الدارقطني في "العلل" (10/141) وقال: «ولا يصحُّ عن زيد» . وقال ابن حجر في "إتحاف المهرة" (4/622) بعد أن ذكره من رواية زهير بن محمد: «رواه سليمان بن بلال والدَّراوَرْدي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، وهو الصَّواب» . الحديث: 1425 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 281 زُهَيْرِ (1) بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ رسول الله (ص) : أَنَّهُ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهد؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: سُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، وعثمانُ ابنُ الحَكَمِ لَيْسَ بالمُتقِن (3) . 1426- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه محمد ابن عبد الرحمن العَرْزَمي، حدَّثنا مُحَمَّدُ (4) بْنُ الفُرات (5) ؛ قال: كنتُ عند مُحَارِب (6) ،   (1) في (ك) : «بهير» . (2) هو: ذَكوان السَّمان. (3) هذا مخالف لما ذهب إليه أبو حاتم - ووافقه أبو زرعة - في المسألة رقم (1409) من تصحيح الحديثين جميعًا، فلعل اجتهاده اختَلَفَ في ذلك كما اختلف اجتهاده في تردده في قبول رواية ربيعة، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة في المسألة رقم (1392/أ) . (4) قوله: «محمد» من (ت) و (ك) فقط. (5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/208) ، وابن ماجه في "سننه" (2373) ، وحنبل في "جزئه" (11) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (464/بغية الباحث) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5672) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/123) ، وابن عدي في "الكامل" (6/138) ، والحاكم في "المستدرك" (4/98) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/403) . ومن طريق أبي يعلى رواه ابن حبان في "المجروحين" (2/281) ، ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/122) ، وابن الجوزي في "المجروحين" (2/761) . قال العقيلي بعد أن ذكر له هذا الحديث وحديثًا آخر: «جميعًا لا يتابع عليهما» . وقد فرَّق ابن عدي هذا المتن في حديثين ثم قال: «وهذان الحديثان لا أعلم يرويهما عن محارب غيرُ محمد بن الفرات» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يثبُت» . (6) هو: ابن دِثار. الحديث: 1426 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 282 فأتاه خَصْمان ِ، فَقَالَ لأَحَدِهِمَا: لَكَ شُهُودٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَدَعَا شَاهِدًا فشَهِدَ لَهُ، وَدَعَا الآخرَ فَلَمْ يَحْضُرْ. فَقَالَ المشهودُ عَلَيْهِ للشَّاهد: أَمَا واللهِ إِنَّهُ لامْرُؤُ صِدْقٍ، ولَئِنْ سألتَ عَنْهُ لَيُزَكَّيَنَّ، وَمَا رأيتُ عَلَيْهِ خَرَبَةً (1) قبلها، ولقد شَهِدَ عليَّ بِبَاطِلٍ، وَلا أَدْرِي مَا أَجْبَرَهُ إِلَى (2) ذَاكَ، فَجَلَسَ (3) مُحارِب، فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا! اتَّقِي (4) اللهَ؛ فَإِنِّي سمعتُ ابْنَ عُمَرَ يزعُمُ أنَّه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: إِنَّ شَاهِدَ الزُّورِ لا تَزُولُ قَدَمَاهُ حَتَّى يُوجِبَ اللهُ لَهُ النَّارَ، وإِنَّ الطَّيْرَ يَومَ القِيَامَةِ تَحْتَ العَرْشِ تَرْفَعُ (5) مَنَاقِيرَهَا، وتَضْرِبُ (6) بِآذَانِهَا (7) ، وتُلْقِي (8) مَا فِي بُطُونِهَا مِمَّا   (1) يعني: عيبًا. انظر "النهاية" (2/17) . (2) في (ك) : «ما أخبره إلى» ، والأصل في الفعل «أجبر» أن يتعدَّى إلى مفعوله الثاني بـ: «على» ؛ يقال: أجبرتُهُ على الأمر. وقد عدِّي في هذا الموضع بـ «إلى» ، وهذا سائغٌ في العربية بتضمين الفعل «أجبر» معنى الفعل «ألجأ» ، والمعنى: «ما ألجأه إلى ذلك» ، والله أعلم. قال ابن هشام في "مغني اللبيب" (6/671) تحقيق وشرح د..عبد اللطيف الخطيب: «قد يُشْرِبون لفظًا معنى لفظٍ فيعطونه حُكْمَهُ، ويسمَّى ذلك تضمينًا، وفائدته: أن تؤدِّيَ كلمةٌ مُؤدَّى كلمتين» . قال ابن جني في "الخصائص" (2/310) : «ووجدتُّ في اللغة من هذا الفنِّ شيئًا كثيرًا لا يكادُ يُحاط به ... فإذا مرَّ بك شيءٌ منه فتقبَّلهُ وأْنَس به؛ فإنه فصل من العربية لطيف» . (3) في (ك) : «مجلس» . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «اتَّقِ» ؛ لأنه خطاب لمذكَّر، وما في النسخ يخرَّج على وجهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (5) في (ت) : «يرفع» . (6) في (ت) : «ويضرب» . (7) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «بأذنابها» . (8) في (ت) : «ويلقي» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 283 تَرَى مِنْ هَوْلِ يَوْمِ القِيَامَةِ، ولَيْسَ عِنْدَهَا طَلِبَةٌ (1) ، والنبيُّ (ص) يَعِظُ بِهِ (2) رَجُلا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) ، ومحمدُ بنُ الفُرَات ضعيفُ الْحَدِيثِ. 1427 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّان (5) ، عَنْ أَبِي (6) جَعْفَر الخَطْمي (7) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ رَافِعِ ابن خَدِيج؛ قال: مرَّ النبيُّ (ص) بزرعٍ فَقَالَ: لِمَنْ هَذَا الزَّرْعُ؟ ، قَالُوا: لِظُهَيْرٍ (8) ؛ قَالَ: لِيَرُدَّ صَاحِبُ الأَرْضِ عَلَيْهِ نَفَقَتَهُ، وَلْيَأخُذْ أَرْضَهُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الخَطْمي (9) : أنَّ النبيَّ (ص) ... وَلَمْ يُجوِّدْه؛ والصَّحيحُ: حديثُ يَحْيَى؛ لأنَّ يحيى حافظٌ ثقة.   (1) الطَّلِبَة: الحاجة. انظر "النهاية" (3/131) . (2) قوله: «به» ليس في (ت) و (ك) . (3) وقد حكم على الحديث بالوضع: أبو داود؛ كما في "سؤالات الآجري" (2/282 رقم 1851) ، والشيخ الألباني في "الضعيفة" (1259) . (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مصنفه" (22438 و36288) ، وفي "المسند" - كما في "المطالب العالية" (1359) - وأبو داود في "سننه" (3399) ، والنسائي في "السنن" (3889) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2670 و2671) ، والطبراني في "الكبير" (4/244 رقم 4267) . (6) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) . (7) هو: عمير بن يزيد. (8) سيأتي الكلام عليه في آخر المسألة. (9) من قوله: «عن سعيد بن المسيب ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال البصر. الحديث: 1427 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 284 قَالَ أَبِي: هَذَا يُقوِّي حديثَ شَرِيك (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ   (1) هو: ابن عبد الله النَّخَعي، وروايته أخرجها يحيى بن آدم في "الخراج" (295) ، والطيالسي في "مسنده" (1002) ، وأبو عبيد في "الأموال" (708) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22436 و36287) ، وأحمد في "مسنده" (3/465 رقم 15821) ، و (4/141 رقم 17269) ، وأبو داود في "سننه" (3403) ، والترمذي في "جامعه" (1366) ، وفي "العلل الكبير" (377) ، وابن ماجه في "سننه" (2466) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/117-118) ، و"شرح المشكل" (2669) ، والطبراني في "الكبير" (4/284-285 رقم 4437) ، وابن عدي في "الكامل" (4/19) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/136) . قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من هذا الوجه من حديث شريك بن عبد الله» . وقال: وسألت محمد بن إسماعيل عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث حسن. وقال: لا أعرفه من حديث أبي إسحاق إلا من رواية شريك» . وقال في العلل: «سألت محمدًا عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «هُوَ حديثُ شريك الذي تفرَّد به عن أبي إسحاق. قال محمد: وحدثنا معقل بن مالك، عن عقبة بن الأصم، عن عطاء، قال: حدثنا رافع بن خديج، بهذا الحديث، ومعقل بن مالك بصري» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (6/137) : «وعقبة [أي: ابن الأصم] ضعيفٌ، لا يُحتَج به» . وقال ابن عدي: «وهذا يعرف بشريك بهذا الإسناد، وكنت أظنُّ أن عطاء، عن رافع بن خديج مرسل، حتى تبيَّن لي أن أبا إسحاق أيضًا عن عطاء مرسل» . وقال الخطابي في "معالم السنن" (5/64) : «هذا الحديث لا يثبت عند أهل المعرفة بالحديث، وحدثني الحسن بْنِ يَحْيَى عَنْ مُوسَى بْنِ هارون الحمال: أنه كان ينكر هذا الحديث ويضعفه ويقول: لم يروه عن أبي إسحاق غير شريك، ولا عن عطاء غير أبي إسحاق، وعطاء لم يسمع من رافع بن خديج شيئًا، وضعفه = = البخاري أيضًا، وقال: تفرد بذلك شريك عن أبي إسحاق، وشريك يهم كثيرًا أو أحيانًا» . وقال الخطابي أيضًا: وحكى ابن المنذر عن أبي داود قال: سمعت أحمد بن حنبل يُسأل عن حديث رافع بن خديج؟ فقال: عن رافع ألوان، ولكن أبا إسحاق زاد فيه "زرع بغير إذنه" وليس غيره يذكر هذا الحرف» . (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 285 عَطَاءٍ، عَنْ رَافِعٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ زَرَعَ فِي أَرْضِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ، فَلَيْسَ لَهُ مِنَ الزَّرْعِ شَيْءٌ، ويُرَدُّ (1) عَلَيْهِ نَفَقَتُهُ. قَالَ أَبِي (2) : رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ (3) شَرِيك، وحديثُ يَحْيَى لَمْ يُسْنِدْهُ غيرُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وَأَمَّا الشافعيُّ فَإِنَّهُ يدفعُ (4) حديثَ عَطَاءٍ، وَقَالَ: عطاءٌ لَمْ يَلْقَ رَافِعًا (5) . قَالَ أَبِي: بَلَى قد أدرَكَهُ. قلتُ: فإن حمَّادً (6) يقول: إنَّ النبيَّ (ص) مَرَّ بزرع ٍ، فَقَالُوا: هَذَا لظُهَيْر (7) بْنِ خَدِيج؟ قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ حمَّاد فِي هذه اللَّفْظَةِ، لَيْسَ هُوَ ظُهَيْر بْنَ خَدِيج؛   (1) كذا في (ت) ، ولم تنقط في بقية النسخ، فتحتمل أن تكون بالياء التحتية أو بالتاء الفوقية، وكلاهما صحيحٌ في العربية؛ لأنَّ نائب الفاعل «نفقته» ، وهو مؤنَّثٌ غير حقيقيِّ التأنيث، وفُصِلَ عن فعله بفاصل. انظر التعليق على المسالة رقم (224) و (206) . (2) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (3) في (ش) : «عن» . (4) في (ف) : «يرفع» . (5) قال البيهقي في "السنن": «قال الشافعي في كتاب البُوَيطي: الحديثُ منقطع؛ لأنه لم يلقَ عطاءٌ رافعًا» . وقال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص155 رقم 569) : «سمعت أبا زرعة يقول: لم يسمع عطاء من رافع بن خديج» . (6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) في (ك) : «هذا الظهير» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 286 إِنَّمَا هُوَ: ظُهَيْرٌ (1) عَمُّ رَافِعِ بْنِ خَدِيج، لا يُنسَبُ (2) . 1428 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عَنْ [مَرْوَانَ] (3) بْنِ مُعَاوِيَةَ (4) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (5) الدِّمَشقي، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لا تَجُوزُ شَهَادَةُ خَائِنٍ وَلا خَائِنَةٍ، وَلا مَجْلُودٍ فِي حَدٍّ، وَلا ذِي غِمْرٍ لأَِخِيهِ (6) ،   (1) في (ف) : «وإنما ظهير» . (2) أي: في هذا الحديث. قال ابن حجر في "التقريب" (3051) : «ظُهَير بالتصغير، ابن رافع بن عدي الأنصاري الأوسي، من كبار الصَّحابة، شهد بدرًا، وهو عمُّ رافع ابن خديج» . (3) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «مروز» ! وكأنه صوبها في (ت) . (4) روايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (1/363) ، والترمذي في "جامعه" (2298) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4866) ، وابن عدي في "الكامل" (7/259-260) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/193) . ومن طريق أبي عبيد رواه ابن حزم في "المحلَّى" (9/416) . ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/155) ، ومن طريق الترمذي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/760) . ورواه الدارقطني في "سننه" (4/244) من طريق عبد الواحد ابن زياد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ به. قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يزيد بن زياد الدمشقي، ويزيد يضعَّف في الحديث، وَلا يُعرَف هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حديث الزهري إلا من حديثه» . وقال ابن عدي بعد أن روى له هذا الحديث وحديثًا آخر: «وجميعًا ليسا بمحفوظين» . والحديث ضعفه البيهقي وابن حزم وابن الجوزي. (5) ويقال له: زياد بن زياد أيضًا، انظر "تهذيب الكمال" (32/134) . (6) في بعض طرقه: «ولا ذي غِمْر على أخيه» ، وهو الجادَّة، لكنَّ اللام في اللغة قد تأتي بمعنى «على» نحو قوله تعالى: [الإسرَاء: 7] {وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} ، أي: عليها، ونحو قوله (ص) لعائشة خ: «اشترطي لهم الوَلاَءَ» ، أي: عليهم. انظر "مغني اللبيب" (ص216) . والغِمْرُ: هو الحِقْدُ، وزنًا ومعنًى. وغَمِرَ صدرُه علينا غمَرًا: من باب تَعِبَ. "المصباح المنير" (غ م ر/2/453) . الحديث: 1428 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 287 وَلا مُجَرَّبٍ عَلَيْهِ شَهَادَةُ زُورٍ، وَلا القَانِعِ (1) مِنْ أَهْلِ البَيْتِ، وَلاَ ظَنِينٍ (2) فِي وَلاَءٍ، وَلاَ قَرَابَةٍ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» (3) ؛ وَلَمْ يقرَأ علينا (4) .   (1) قال ابن الأثير: القانِعُ: الخادِمُ والتَّابعُ؛ تُرَدُّ شهادتُه للتُّهمة بجَلْب النَّفْع إلى نفسه. والقانع - في الأصل -: السَّائل. "النهاية" (4/114) . (2) الظَّنِينُ: هو الذي ينتمي إلى غير مَواليه، لا تُقْبل شهادتُه للتُّهمة. "النهاية" (3/163) . (3) نقل ابن السبكي في "طبقات الشافعية" (3/287) ، وابن حجر في "فتح الباري" (5/257) قول أبي زرعة هذا. (4) أي: لم يقرأه علينا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 288 عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الشُّفْعَةِ 1429- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسينٌ المُعلِّم (3) ، وحجَّاجٌ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّريد، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الشُّفْعَة فِي الجِوار. وَرَوَاهُ ابنُ جُرَيج (5) ؛ فَقَالَ: عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّريد (6) ؛ قَالَ: بَاعَ جارٌ للشَّريد أرضًا، فقضى النبيُّ (ص) بالشُّفْعَةِ للشَّريد. وَرَوَاهُ مَنصور بْنُ زَاذَانَ (7) ، عَنِ الحَكَم بْنِ عُتَيبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آلِ الشَّريد: أنَّ النبيَّ (ص) ... . وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، وهمَّامٌ (8) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عن الشَّريد، عن النبيِّ (ص) (9) .   (1) في (ت) و (ف) : «باب علل» . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «وسمعت» ، وانظر المسألة التالية، والمسألة رقم (1436) . (3) هو: ابن ذكوان، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (22721) ، و"المسند" (911) ، وأحمد في "مسنده" (4/389 و390 رقم 19461 و19462 و19477) ، والنسائي في "المجتبى" (4703) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/342) . (4) هو: ابن أرطاة. وروايته علَّقها الشافعي في "الأم" (7/111) . (5) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (11723 و11724/الرسالة) . (6) من قوله: «عن أبيه ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (7) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (11725/الرسالة) . (8) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (5/315) ، وأحمد في "مسنده" (4/388 رقم 19459) . (9) فَصَل أبو زرعة وأبو حاتم في المسألة التالية رواية حماد عن رواية همام، فذكرا أن همامًا هو الذي يرويه هكذا، وأما حماد فلم يذكر عمرو بن شعيب. الحديث: 1429 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 289 ورواه المُثَنَّى بن الصَّبَّاح (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب (2) ، عَنْ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ الشَّريد، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . قلتُ لَهُمَا: أيُّها (4) الصَّحيحُ (5) ؟ قَالا: الصَّحيحُ: حَدِيثُ حجَّاج بْنِ أَرْطاة وَحُسَيْنٍ المُعَلِّم- وحسينٌ أحفظُهم - عَنْ عمرو ابن الشَّريد، عَنْ أَبِيهِ (6) . 1430 - وسألتُ (7) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ (8) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: جَارُ الدَّارِ أَحَقُّ بِالدَّارِ؟   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "سننه" (4/223) . (2) من قوله: «عن الشريد، عن النبي (ص) ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) من قوله: «ورواه المثنى ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) في (ف) و (ك) : «أيهما» . (5) قوله: «الصحيح» سقط من (ف) . (6) ورجَّح الترمذي رواية عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أبيه. انظر "العلل الكبير" للترمذي (383) . وقال في "الجامع" (1368) عن حديث الطائفي هذا: «حديث حسن» . وأشار الدارقطني في"العلل" (7/15) للاختلاف على عمرو بن شعيب، ولم يرجِّح. (7) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (1436) . (8) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (381) ، والنسائي في "الكبرى" (11713/الرسالة) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/122) ، والطبراني في "الأوسط" (8146) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سعيد (كذا!) ، عن قتادة، عن أنس إلا سعيدُ ابن أبي عَروبة، تفرَّد به عيسى بن يونس، وعند عيسى-أيضًا-: حديث قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرَةَ» . وقال الترمذي في "جامعه" عقب الحديث (1368) : «ولا نعرف حديث قتادة، عن أنس إلا من حديث عيسى بن يونس» . الحديث: 1430 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 290 قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَى هَذَا الحديثَ همَّامٌ، وحمَّادُ (1) بنُ سَلَمة؛ فَقَالَ حمَّاد: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الشَّريد، وَقَالَ همَّام: عَنْ قَتَادَةَ، عن عمرو ابن شُعَيب، عَنِ الشَّريد (2) . وَقَالا: نظنُّ (3) أنَّ عيسى وَهِمَ فيه؛ لِشَبَهِ (4) «الشَّريد» بِـ «أَنَسٍ» . قَالَ أَبِي: أشبهُ أَنْ يكونَ «قَتَادَةُ عَنِ الشَّريد» ؛ لأنَّ ابنَ أَبِي عَرُوبة فِيمَا قَالَ: عَنْ أَنَسٍ؛ لَوْ كَانَ بَيْنَهُمْ (5) عَمرٌو، كَانَ يَقُولُ، فلمَّا قَالَ: أَنَسٌ، دَلَّ عَلَى أنه عن (6) الشَّريد، و «أنس» يُشبهُ «شَريد» (7) .   (1) في (ك) : «همام أبو حماد» . (2) في المسألة السابقة لم يذكرا فرقًا بين رواية حماد ورواية همام. (3) في (ف) : «الذي نظن» . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «فشبه» . والمثبت من (أ) ، ونحوه في (ش) إلا أن لامها قصيرة. (5) كذا، والجادَّة أن يقال: بينهما، كما هو ظاهر؛ لكنَّ ما ههنا يخرَّج على وجهَيْن ذكرناهما في التعليق على نحوه في المسألة رقم (74) . (6) في (ف) : «من» . (7) كذا في جميع النسخ بلا ألف بعد الدال، والمراد أن رَسْمَ كلمة «أنس» يُشْبه رسم كلمة «الشريد» فكأنَّ أبا حاتم يقول: إنَّ عيسى بن يونس تصحَّفَتْ عليه كلمة «الشريد» فقرأها «أنس» ؛ لتقاربهما في الرسم؛ وعلى ذلك فيحتمل قوله: «الشريد» وجهَيْن: الأوَّل: حكاية رَسْمه؛ فتقرأ العبارة بالسكون: «وأَنَسْ يُشْبه شَرِيدْ» ، أي: رسم «أَنَسْ» يشبه رسم «الشَّرِيدْ» . والثاني: إعراب آخر الكلمة بالنصب مفعولاً به؛ وكانت الجادَّة على ذلك أن يقال: «شريدًا» بألف تنوين النصب، ولكنَّها حذفت هنا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 291 وَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: والصَّحيحُ عِنْدَنَا: قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنِ الشَّريد، ووَهِمَ (2) فِيهِ عِيسَى (3) . 1430/أ - وَقَالَ أَبِي (4) فِي حديثٍ رَوَاهُ نائل بن نَجِيح (5) ، عن   (1) في (ف) : «قال» بلا واو. (2) في (ك) : «وهم» بلا واو قبلها. (3) قال أبو داود في "مسائله" (1902) : «سمعت أحمد قال: عند عيسى حديث أنس؛ يعني: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) في الشُّفعة. قال أحمد: ليس بشيء. فقلت لأحمد: كلاهما عنده؟ أعني: عند عيسى، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، وعن سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن سمرة، عن النبيِّ (ص) في الشُّفعة؟ فلم يَعْبأ إلى جمعه الحديثين وأنكر حديث أنس» . اهـ. قال الترمذي في "العلل الكبير" (381) سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «الصَّحِيحُ: حديث الحسن عن سمرة، وحديث قتادة عن أنس ليس بمحفوظ، ولم يُعرف أن أحدًا رواه عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قتادة، عن أنس؛ غيرُ عيسى بن يونس» . وقال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (2/207) : «وهو معلول، وإنما المحفوظ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ سمرة» . ثم ذكر أن ابن أبي خيثمة أخرج الحديث في "تاريخه" من طريق أَحْمَدُ بْنُ جَنَابٍ، عَنْ عِيسَى، ثم قال: «قال أحمد ابن جناب: أخطأ فيه عيسى بن يونس» . ونقل الضياء في "المختارة" (7/124) عن الدارقطني قوله: «رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، ووهم فيه، وغيرُه يَرْوِيهِ عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن الحسن، عن سمرة. وكذلك رواه شعبة وغيره عن قتادة وهو الصَّواب» . وانظر المسألة الآتية برقم (1436) ، وانظر "نصب الراية" (4/172-173) . (4) نقل هذه المسألة ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/62) . (5) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/313) ، والطبراني في "الصغير" (569) ، وابن عدي في "الكامل" (7/56) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/465) ، ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/108 و109) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (985) . قال الطبراني: «لم يروه عن سفيان إلا نائل، تفرَّد به محمد بن سنان» . وقال ابن عدي: «وهذا عن الثوري لا أعلم روى عنه غير نائل بن نجيح» . وقال أيضًا: «ولنائل غير ما ذكرت، وأحاديثه مظلمة جدًّا، وخاصة إذا روى عن الثوري» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 292 الثَّوْري، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا شُفْعَةَ لِلنَّصْرَانِي. قَالَ: هُوَ باطِلٌ (1) . 1431 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (3) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: إِنَّمَا جَعَلَ رسولُ اللَّهِ (ص) الشُّفْعَة فِيمَا لَمْ يُقسَم، فَإِذَا قُسِمَ، ووَقعَتِ الحدودُ؛ فَلا شُفْعَةَ؟   (1) روى الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/465) بإسناده إلى الدارقطني أنه سئل عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه نَائِلُ بْنُ نَجِيحٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) ، وهو وهمٌ، والصَّواب: عن حميد الطويل، عن الحسن من قوله» . ورواية الحسن أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/313) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/109) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/465) . وبيَّن العقيلي أن هذا أولى من حديث نائل. وقال الخطيب عن حديث الحسن: «وهو الصحيح» . وقال البيهقي: «هذا هو الصَّواب من قول الحسن» . وانظر لهذه المسألة: " أحكام أهل الذمة" لابن القيم (1/586-600/دار الرمادي) . (2) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/124) بعض هذا النص بتصرف. (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (14391) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (3/296 رقم 14157) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1080/ المنتخب) ، والبخاري في "صحيحه" (2213) ، وأبو داود في "سننه" (3514) ، والترمذي في "جامعه" (1370) ، وابن ماجه في "سننه" (2499) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه بعضهم مرسلاً عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » . الحديث: 1431 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 293 قَالَ أَبِي: الَّذِي عِنْدِي أنَّ كلامَ النبيِّ (ص) : هَذَا القَدْرُ: «إنَّما جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفعةَ فِيمَا لَمْ يُقْسَم» قَطْ (1) ، وَيُشْبِهُ أَنْ يكونَ بقيَّةُ الْكَلامِ هُوَ كلامَ جَابِرٍ: «فَإِذَا قُسِم، ووقعَتِ الحدودُ؛ فَلا شُفْعَة» ، وَاللَّهُ أعلم (2) . قلتُ له: وبِمَ استدلَلْتَ عَلَى مَا تَقُولُ؟ قَالَ: لأنَّا وَجَدْنَا فِي الْحَدِيثِ: «إنَّما جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفْعَةَ فِيمَا لَمْ يُقْسَم» ، تَمَّ (3) الْمَعْنَى، «فَإِذَا وقَعَتِ الحدودُ ... » ، فَهُوَ كَلامٌ مُستَقبَلٌ، وَلَوْ كَانَ الكلامُ الأخيرُ عن النبيِّ (ص) ، كَانَ يَقُولُ: «إِنَّمَا جَعَلَ النبيُّ (ص) الشُّفْعَة فِيمَا لَمْ يُقسَم، وَقَالَ: إِذَا وقعَت الحدودُ ... » ، فلمَّا لَمْ نَجِدْ (4) ذكرَ الْحِكَايَةِ عَنِ النبيِّ (ص) فِي الْكَلامِ (5) الأَخِيرِ؛ استدلَلْنا أنَّ استقبالَ الْكَلامِ الأخيرِ مِنْ جَابِرٍ؛ لأَنَّهُ هُوَ الرَّاوي عَنْ رسولِ الله (ص) هذا الحديثَ. وكذلك بَعْضُ (6) حديثِ مَالِكٍ (7) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمة: «أنَّ النبيَّ (ص) قَضَى بالشُّفْعَةِ فِيمَا لَمْ يُقْسَمْ، فإذا وقعَتِ   (1) قوله: «قَطْ» هنا ساكنةُ الطاء، وهي بمعنى «حَسْبُ» ، وهي التي يقال فيها أيضًا: «فَقَطْ» بزيادة فاء في أولها لتحسين اللفظ، وتستعملان في النفي والإثبات، بخلاف «قَطُّ» المشدَّدة الطاء؛ فإنها ظرفُ زمان لا تستعمل إلا في النفي، والسياقُ هنا إثبات كما هو ظاهر. وانظر المسألة رقم (92) . (2) قوله: «أعلم» سقط من (ك) . (3) في (ك) : «ثم» . (4) في (ش) و (ك) : «يجد» . (5) في (ك) : «والكلام» بدل: «في الكلام» . (6) كذا تقرأ في (ف) ، وفي بقية النسخ: «نقص» ، والمعنى -والله أعلم-: وكذلك بعض حديث مالك ... ليس من كلام النبي (ص) . (7) هو: ابن أنس، وروايته أخرجها في "الموطأ" (2/713) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 294 الحدودُ فَلا شُفْعَة» ، فَيَحتملُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: أنْ يكونَ الكلامُ الأخيرُ كلامَ سَعِيدٍ وَأَبِي سَلَمة، ويَحتَملُ أَنْ يكونَ كلامَ ابْنِ شِهَابٍ، وَقَدْ ثبَتَ فِي الْجُمْلَةِ قضاءُ (1) النبيِّ (ص) بالشُّفْعَة فِيمَا لَمْ يُقْسَم فِي حَدِيثِ ابْنِ شِهَابٍ، وَعَلَيْهِ العملُ عِنْدَنَا (2) . 1432 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي اللَّيْث (3) ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر، عن أبِيهِ (4) وعُبَيدِالله ابنِ عُمَرَ (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: أنَّ النبيَّ (ص) قال: الشُّفْعَةُ   (1) في (ش) : «قضى» . (2) روى ابن عبد البر في "التمهيد" (7/45) بإسناده إلى أبي زرعة قال: «قال لي أحمد بن حنبل: رواية معمر، عن الزهري في حديث الشفعة حسنةٌ. قال: وقال لي يحيى بن معين: رواية مالك أحبُّ إليَّ، وأصحُّ في نفسي مرسلاً: عن سعيد وأبي سلمة» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (4/437) : «حكى ابن أبي حاتم عن أبيه أن قوله: «فإذا وقعَت الحدودُ ... » إلخ، مُدرَجٌ من كلام جابر، وفيه نظرٌ؛ لأن الأصل: أن كل ما ذُكر في الحديث فهو منه حتى يثبُتَ الإدراج بدليل. وقد نقل صالح بن أحمد عن أبيه أنه رجَّح رفعها» . اهـ. وقد ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (560 و1801) لاختلاف في إسناده، ولم يتعرَّض للإدراج المذكور. وانظر "السنن الكبرى" للبيهقي (6/102-105) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (7/36-45) . (3) لم نقف على روايته. والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/286 رقم 13385) من طريق إسماعيل بن توبة القزويني، ثنا، عبد الرحمن بن عبد الله ابن عمر، عن أبيه وعبيد الله بن عمر، عن نافع، به. قال الهيثمي في"مجمع الزوائد" (4/159) : «وفيه عبد الرحمن بن عبد الله العمري، وكان كذابًا» . (4) هو: عبد الله بن عمر بن حفص العمري. (5) وهو: عَمُّ عبد الرحمن. الحديث: 1432 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 295 مَا لَمْ تَقَعِ (1) الحُدُودُ، فَإِذَا وَقَعَتِ الحُدُودُ فَلاَ شُفْعَةَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطلٌ» ؛ فامتَنَع أَنْ يحدِّث بِهِ، وَقَالَ: اضرِبوا عَلَيْهِ. 1433- وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا ابْنُ نُفَيل (2) ، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارة، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عَنْ أَبَانَ بْن عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ (4) ؛ قَالَ: لا شُفْعَةَ فِي بِئرٍ ولا نَخلٍ، [والأُرَفُ] (5) يَقطَعُ (6) كلَّ شُفْعَة (7) .   (1) في (ت) : «يقع» . (2) هو: عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عليِّ بْنِ نفيل. (3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (4/307) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22065 و22736) ، وصالح ابن الإمام أحمد في "مسائله" (1276) . ومن طريق أبي عبيد رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/105) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن حزم في "المحلى" (9/83) . ورواه مالك في "الموطأ" (2/717) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أبي بكر بن حزم أن عثمان ... . وسأل صالح ابن الإمام أحمد أباه: «أحدٌ يقول: «والأُرَف» غير ابن إدريس؟ فقال: يكفيك بابن إدريس» . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (14428) من طريق أبي طوالة، عَن أبان بْن عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: لا شُفْعَة فِي بئر ولا فَحْل» . (4) قوله: «عن عثمان» سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (5) في جميع النسخ: «ولارف» ، والمثبت من "غريب الحديث" لأبي عبيد (4/307) ، و"النهاية" لابن الأثير (1/39-40) ؛ حيث بيَّنا أن الأُرَفَ: المعالمُ والحدودُ. (6) قوله: «ولا نخل ولارف يقطع» مكرر في (ف) . وقد أهملت الياء من «يقطع» في (أ) و (ش) ، وأعجمت في بقية النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «والأُرَفُ تَقطَعُ» بتأنيث الفعل المسند إلى ضمير «الأرف» ، لكنَّ مجيء الفعل هنا مذكَّرًا جائز. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) . (7) في (ك) : «الشفعة» . الحديث: 1433 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 296 قَالَ ابنُ (1) إِدْرِيسَ: يَعْنِي المعالمَ والحدودَ. قَالَ ابْنُ نُفَيل: هَذَا إنما هو: عن محمد (2) ابن أبي بكر، عن أبان ابن عُثْمَانَ. 1434 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمي - المعروفُ بِابْنِ عائِشَة (4) - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ الحارثي، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ البَيْلَماني (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الشُّفْعَةُ كَحَلِّ العِقَالِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» ؛ وَلَمْ يقرَأ عَلَيْنَا (6) فِي كِتَابِ   (1) في (أ) و (ش) : «أبي» . (2) في (أ) و (ش) : «عن عمر» . (3) نقل ابن حجر في "التلخيص" (3/125) قول أبي زرعة: «منكر» . وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/231) : «ترك أَبُو زُرْعَةَ حديث مُحَمَّد بْن الحارث الحارثي، وَلَمْ يُقْرَأْ عَلَيْنَا فِي كِتَابِ الشفعة» . اهـ. وانظر المسألة التالية. (4) لم نقف على روايته. لكن أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2500) من طريق محمد بن بشار، والبزار - كما في "المحلى" (9/91) من طريق محمد بن المثنى- وابن حبان في "المجروحين" (2/266) ، وابن عدي في "الكامل" (6/180) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وابن عدي (6/177) من طريق عمر بن شبة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/57) من طريق عبيد الله القواريري، جميعهم عن محمد بن الحارث، به. ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/108) . ومن طريق البزار رواه ابن حزم في "المحلى" (9/91) . (5) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «السلماني» . (6) أي: ولم يقرَأه علينا. الحديث: 1434 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 297 الشُّفْعَة، وضرَبْنَا عَلَيْهِ (1) . 1435 - وسُئِلَ (2) أَبُو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عائِشَة (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، عن محمد بن عبد الرحمن (4) بْنِ البَيْلَماني (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : لا شُفْعَةَ لِغَائِبٍ وَلا لِصَغِيرٍ؟ فَقَالَ (6) أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا أَعْلَمُ أَحَدًا قَالَ بِهَذَا، الغائبُ لَهُ شُفْعَةٌ، والصبيُّ حَتَّى يَكبَرَ» . فَلَمْ يُقْرَأْ عَلَيْنَا هذا الحديثَ.   (1) سئل الدارقطني في "العلل" (257) عن هذا الحديث؟ فقال: يرويه محمد بن عمارة بْن عَمرو بْنِ حزم، عن أبي بكر بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عثمان. قاله صفوان بن عيسى وابن إدريس عنه، ورواه مالك، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أبي بكر بن حزم، عن عثمان، ولم يذكر أبان، وكلهم وقفوه. ورواه يزيد بن عياض، عن أبي بكر بْنِ حَزْمٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . والموقوف أصح، ويزيد بن عياض ضعيف» . (2) أورد الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (3/125) هذا الحديث مع الحديث السابق؛ على أنهما حديثٌ واحدٌ عند بعض من أخرجه. وانظر المسألة السابقة. (3) لم نقف على روايته. لكن أخرجه البزار - كما في "المحلى" (9/91) - من طريق محمد بن المثنى، وابن حبان في "المجروحين" (2/266) ، وابن عدي في "الكامل" (6/180) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، وابن عدي (6/177) من طريق سويد وعمر ابن شبة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/57) من طريق عبيد الله القواريري، جميعهم عن محمد بن الحارث به. ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/108) . ومن طريق البزار رواه ابن حزم في "المحلى" (9/91) . (4) قوله: «بن عبد الرحمن» سقط من (ك) . (5) في (ت) : «السلماني» . (6) في (ف) : «قال» . الحديث: 1435 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 298 1436- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) وحدَّثنا عَنِ عبد الرحيم بْنُ مُطَرِّف (2) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ شُعْبة، عَنْ يُونُسَ (3) ، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ سَمُرة بْنِ جُنْدُب، عن النبيِّ (ص) قال: الجَارُ أَحَقُّ بِدَارِ جَارِهِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَاهُ يزيدُ بْنُ زُرَيع (5) ، وعبَّادُ بنُ العَوَّام، وَجَمَاعَةٌ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ: سَمُرة. وَأَمَّا مِنْ حَدِيثِ شُعْبة: فحدَّثنا أَبُو الْوَلِيدِ (6) ؛ حدَّثنا شُعْبة، عن   (1) في (ت) و (ك) : «وسمعته» ، وفي (ف) : «وسمعت أبي» ؛ بدل: «وسمعت أبا زرعة» . (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى"، كما في "تحفة الأشراف" (4/74 رقم 4610) . (3) هو: ابن عُبَيد. (4) هو: البصري. وانظر المسألتين السابقتين برقم (1429) و (1430) . (5) في (ت) و (ك) : «رزيع» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى"، كما في "تحفة الأشراف" (4/74 رقم 4610) . (6) هو: الطيالسي هشام بن عبد الملك. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3517) ، وابن الجارود في "المنتقى" (644) ، والروياني في "مسنده" (786) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) ، والطبراني في "الكبير" (7/196 رقم 6801) . ورواه أحمد في "مسنده" (5/18 رقم 20199) ، والبغوي في "الجعديات" (1354) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في "الكبرى" (11717/الرسالة) ، وابن عدي في "الكامل" (2/316) من طريق بشر بن المفضل، والبغوي في "الجعديات" (985 و1353 و1354) من طريق شبابة بن سوار ومحمد بن جعفر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) من طريق عيسى بن يونس، وابن عدي في "الكامل" (2/316) من طريق الحسن بن صالح، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/326) من طريق هاشم بن القاسم، جميعهم عن شعبة، به. الحديث: 1436 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 299 قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرة، عن النبيِّ (ص) بِنَحْوِهِ، وَهُوَ الصَّحيحُ. قَالَ أَبُو محمد: كأنَّ روايةَ عبد الرحيم بْنُ مُطَرِّف (1) : عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) (2) بنحوه؛ وهو (3) الصَّحيحُ. أَخْبَرَنَا أَبِي؛ ثَنَا (4) أَحْمَدُ بْنُ جَناب (5) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يونس، عن   (1) لم نقف على روايته. لكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (11717/الرسالة) ، وابن حبان - كما في "إتحاف المهرة" (1564) - والطبراني في "الكبير" (7/196 رقم 6803) من طريق إسحاق بن راهويه، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) من طريق علي بن بحر وأحمد بن جناب، ثلاثتهم عن عيسى بن يونس، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (22712) ، وأحمد في "مسنده" (5/12 و13 رقم 20128 و20147) ، والترمذي في "جامعه" (1368) ، والروياني في "مسنده" (823) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6804) من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، به. ورواه الطيالسي في "مسنده" (946) ، وأحمد في "مسنده" (5/18 رقم 20199) ، والروياني في "مسنده" (799) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6807) من طريق هشام الدستوائي، وأحمد في "مسنده" (5/8 و18 رقم 20088 و20195) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6802) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/106) من طريق همام، وأحمد في "مسنده" (5/17 رقم 20183) ، والطبراني في "الكبير" (7/193 رقم 6800) من طريق حماد بن سلمة، والروياني في "مسنده" (866) ، والطبراني في "الكبير" (7/197 رقم 6805) من طريق عمر بن عامر، جميعهم عن قتادة، به. (2) هنا انتهت المسألة في (أ) و (ش) ، وسقط ما بعده إلى آخر المسألة لانتقال النظر. (3) في (ت) : «هو» بلا واو. (4) قوله: «ثنا» سقط من (ت) و (ك) . (5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/123) ، وأبو بكر بن أبي خيثمة في "تاريخه"، كما في "إتحاف المهرة" (1564) . ونقل ابن أبي خيثمة عن أحمد بن جناب قوله: «أخطأ فيه عيسى بن يونس» . وانظر المسألة رقم (1430) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 300 سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عن سَمُرة، عن النبيِّ (ص) . 1437 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ (2) حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، واختُلِفَ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمة: فَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيد بْنِ مَيْمون (3) ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1433) . (2) في (ف) : «وسُئل أبي عن» ، وفي (ت) و (ك) : «وسئل عن» . (3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (ص209/القسم المتمم) من طريق محمد بن عمر الواقدي، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن عبد الرحمن ابن أبان بن عثمان، يخبر عن أبيه، عن عثمان، به. الحديث: 1437 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 301 حَزْم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبانَ، عَنْ أَبِيهِ أبانَ (1) بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ (2) عُثْمَانَ (3) بْنِ عفَّان؛ أَنَّهُ قَالَ: لا مُكابَلَة (4) ، فَإِذَا وقَعَت الحدودُ فَلا شُفْعَة. وروى أبو الأصْبَغ عبد العزيز بْنُ يَحْيَى الحَرَّاني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنَ سَلَمة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ عثمانَ بنِ عفَّان (5) ؟ فَقَالَ أبو زرعة: الصَّحيحُ: عبد الرحمن بْنِ أبانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ (6) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَكَذَا رَوَاهُ سَعْدان بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عثمان.   (1) قوله: «عن أبيه أبان» سقط من (ك) . (2) قوله: «أبيه» من (ت) و (ك) فقط. (3) قوله: «عن أبيه عثمان» سقط من (ف) . (4) لم تنقط الباء في (ش) ، وفي (أ) : «لا مكايلة» ، وفي (ت) و (ك) : «لا مكايدة» ، وكذا في (ف) ، إلا أن الياء لم تنقط. والمُكَابَلَة: من الكَبْل؛ وهو القَيْد، ومعناه: الحَبْسُ عن الحَقِّ، والمرادُ: إذا حُدَّت الحدود فلا يُحبَسُ أحدٌ عن حَقِّه. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (4/306) ، و"النهاية" لابن الأثير (4/145) . (5) عثمان بن عفان: هو جَدُّ عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، والأب قد يطلق في اللغة على الجد. وجاء في (ت) و (ف) و (ك) : «عن عبد الرحمن بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبِيهِ عُثْمَانَ بْنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أبيه عثمان بن عفان» . (6) قوله: «عن أبيه عن عثمان» مكرر في (ك) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 302 عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي اللِّبَاسِ 1438 - وحدَّثنا (2) عليُّ بْنُ الْحَسَنِ الهِسِنْجاني (3) ؛ قَالَ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ (4) بْنِ حَنْبل يَقُولُ فِي حديثٍ حدَّثَناهُ به (5) : حدَّثنا   (1) في (ت) فقط: «باب علل» . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «حدثنا» بلا واو. (3) في (ك) : «الهستحاني» . (4) قوله: «بن محمد» ليس في (ت) و (ك) . (5) في (ك) : «حدثنا به» . ورواية الإمام أحمد هذه أخرجها هو في "مسنده" (4/163 رقم 17491) . وأخرجه الترمذي في "الشمائل" (45) من طريق أحمد ابن مَنيع، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7113) من طريق عمرو الناقد، وابن الجارود في "المنتقى" (770) من طريق زياد بن أيوب، ثلاثتهم عن هشيم به. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/427) من طريق عبد الله بن عمرو، وأحمد في "مسنده" (2/226 رقم 7106) من طريق حماد بن سلمة، والدارمي في "مسنده" (2433) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/228 رقم 7118) من طريق جرير بن حازم، والترمذي في "الشمائل" (43) ، والطبراني في "الكبير" (22/283 رقم 724) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6790) من طريق شعيب بن صفوان، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1140) ، وعبد الله ابن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7111) من طريق أبي عوانة الوضَّاح اليَشْكُري، جميعهم عن عبد الملك بن عمير به. وعندهم جميعًا: «أتيتُ النبيَّ (ص) ومعي ابنٌ لي» . ورواه عبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/163 رقم 17499) من طريق سليمان الشَّيباني عن إياد بن لقيط به. وعنده: «ومعي ابنٌ لي» . ووراه الثوري واختُلِف عليه، فرواه ابن سعد في "الطبقات" (1/427) من طريق قَبيصة، عن الثوري عن إياد به بلفظ: «ومعي ابنٌ لي» . ورواه ابن أبي شيبة في "المسند" (800) ، وأحمد في "المسند" (2/226 رقم 7104) و (4/163 رقم 17493) من طريق وكيع، وأحمد (2/226 رقم 7107) ، والطبراني في "الكبير" (22/280 رقم 717) من طريق أبي نعيم الفضل بن دُكين، وأبو داود في = = "سننه" (4208) ، والنسائي في "سننه" (5083) من طريق ابن مهدي، ثلاثتهم عن الثوري به، وفيه أنه أتى مع أبيه إلى النبي (ص) وهو المحفوظ عن سفيان الثوري. ورواه الشافعي في "مسنده" (2/98) ، والحميدي في "مسنده" (890) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23413) ، وأحمد في "مسنده" (4/163 رقم 17492) ، وأبو داود (4207) ، والنسائي (4832) من طريق عبد الملك بن أبجر، وابن سعد في "الطبقات" (1/426) ، وأحمد (2/226 رقم 7109) ، والدارمي (2434) ، وأبو داود (4065 و4206 و4495) ، وابن حبان في "صحيحه" (5995) من طريق عبيد الله بن إياد، وابن أبي شيبة في "المسند" (801) ، و"المصنف" (25069) ، وأحمد (4/163 رقم 17494) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1141) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7112) ، والطبراني في "الكبير" (22/282 رقم 721) من طريق علي بن صالح، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/226 رقم 7115) ، و (4/163 رقم 17496) من طريق قيس بن الربيع، والطبراني في "الكبير" (22/282 رقم 723) من طريق صدقة بن أبي عمران، وأبو نعيم في "الحلية" (7/231) من طريق مسعر، جميعهم عن إياد، عن أبي رمثة قال: خرجتُ مع أبي ... فذكره. قال أبو نعيم: «مشهورٌ من حديث إياد، عن أبي رمثة - واسمه رفاعة بن يثربي - غريبٌ من حديث مسعر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه» . ورواه أحمد في "مسنده" (2/226 رقم 7108) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1144) ، والطبراني في "الكبير" (22/378 رقم 713) من طريق عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي رمثة، به، وفيه: أنه أتى إلى النبي (ص) مع ابن له. الحديث: 1438 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 303 هُشَيم؛ أخبرنا عبد الملك (1) ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيط؛ حدَّثنا أبو رِمْثَة التَّيْمي؛ قال: أتيتُ النبيَّ (ص) وَمَعِي ابنٌ لِي، فَقَالَ (2) : هَذَا ابْنُكَ؟ قلتُ: [أشهَدُ بِهِ] (3) ، قَالَ: لا يَجْنِي عَلَيْكَ، وَلا تَجْنِي عَلَيْهِ. قَالَ: ورأيتُ الشَّيْبَ أَحمَرَ.   (1) هو: ابن عُمَير. (2) في (أ) و (ش) : «فيقول» . (3) في جميع النسخ: «أشهدته» ، والمثبت من مصادر التخريج السابقة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 304 فسمعت ُ عليَّ بن الحسن (1) يَقُولُ: قَالَ لِي أَحْمَدُ: غَلِطَ - يعني هُشَيمً (2) - فِي هَذَا فِي موضعَين (3) : قَالَ: «أبو رِمْثَة (4) التَّيْمي (5) » ؛ وإنما هو: «التَّميمي (6) » ، وقال: «أتيتُ النبيَّ (ص) وَمَعِي ابنٌ لِي» ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: «أتيتُ النبيَّ (ص) وَمَعِي ابنٌ لِي» (7) . 1439 - وسألتُ (8) أَبَا زرعة عن حديثِ النبيِّ (ص) في تَخَتُّمِهِ:   (1) في (ك) : «الحسين» . (2) كذا في جميع النسخ، وهو إما مرفوعٌ على أنه أراد تكرار الفعل، أي: يعني: غَلِطَ هشيمٌ. أو منصوبٌ مفعولاً به لـ «يعني» ؛ وحينئذ فقد رُسِم دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) توبع هُشَيم - كما سبق - من قِبل جَمْع من الثقات في روايته عن عبد الملك على هذا الوجه، ويشبه أن يكون الخطأ في الموضع الثاني من عبد الملك نفسه؛ لمخالفته بقية الرواة عن إياد بن لقيط، والله أعلم. (4) في (أ) : «أبو ررمثة» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) ، أو: «أبو درمثة» ، وفي (ك) : «أبي رمثة» ، وقبل الراء حرف مشتبه، أو فراغ ملأه الناسخ. (5) في (ك) : «التميمي» . (6) في (ت) و (ف) و (ك) : «التيمي» . وقد ذكر المزي في "تهذيب الكمال" (33/316) ، وابن حجر في "الإصابة" (11/133-134) الخلاف في اسم أبي رمثة ونسبته هذا، ولم يرجِّحا. ووقع عند أحمد في "مسنده" (4/163 رقم 17493) : «التميمي» وعنده أيضًا (2/226 رقم 7104 و7107) : «التيمي» . والظاهر أنه يجوز فيه أن يقال: «التيمي» ، و «التميمي» ؛ لأنه من «تَيْم الرَّباب» كما عند الترمذي في "الشمائل" (43) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (2/227 رقم 7111) ، والطبراني في "الكبير" (22/283 رقم 724) ، وأبي نعيم في "معرفة الصحابة" (6790) . والرَّباب بطنٌ من تميم. انظر "الأنساب" للسمعاني (1/360) ، و (2/290-291) ، و"تاريخ الطبري" (4/87) . (7) كذا في جميع النسخ! وفي هامش (أ) و (ش) ما نصه: «لعله: ابنُ ابنٍ لي» ، والصواب: «أتيت النبي (ص) مع أبي» كما تقدم في التخريج، والله أعلم. (8) انظر المسألة الآتية برقم (1451) . الحديث: 1439 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 305 أَفِي يَمينِهِ (1) أصَحُّ أَمْ فِي (2) يَسَارِه (3) ؟ فَقَالَ (4) : فِي يمينِهِ الحديثُ أكثَرُ، وَلَمْ يَصِحَّ هَذَا وَلا هَذَا (5) . 1440 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عبد الله الحَمَّال، عن [سعد] (6) بن عبد الحميد بن جعفر، عن العبَّاس   (1) في (ك) : «في أيمنه» . (2) قوله: «في» سقط من (ك) . (3) قال الحافظ ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص144- 161) : «ويجوز التختم في اليمين واليسار، واختلف الناس في أفضلهما، فقالت طائفةٌ: التختم في اليسار أفضلُ، وهذا نصُّ أحمد في رواية صالح، قال: "التختم في اليسار أحبُّ إلي" قال: "وهو أقوى وأثبت" ونقل نحوه الفضل بن زياد. وهو أيضًا مذهب مالك، وروي عنه أنه كان يلبَسُه في يساره، وكذلك الشافعي. ورُوِّينا في صحيح مسلم عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس قال: كان خاتمُ النبي (ص) في هذه، وأشار إلى الخنصر من يده اليُسرى. ورجَّحت طائفةٌ التختم في اليمين. وهو قول ابن عباس وعبد الله بن جعفر، وقولُ أحمد في التختم في اليسار: "هو أقوى وأثبت"، إشارةً إلى أن تقديمَ رواية ثابت، عن أنس في ذلك، وأنها أصحُّ الروايات في هذا الباب: موافقٌ لما ذكره الدارقطني من أن هذا هو المحفوظ عن أنس وأن ما روي عن ابن عمر في ذلك لا يثبت» . اهـ باختصار شديد. (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (5) روى مسلم في "صحيحه" (2094) من طريق يونس، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أن رسول الله (ص) لبس خاتم فضَّة في يمينه. وروى مسلم أيضًا (2095) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس قال: كان خاتمُ النبي (ص) في هذه، وأشار إلى الخنصر من يده اليُسرى. وانظر كلام أبي حاتم على هذه الطريق في المسألة رقم (1451) . ونقل ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/693) عن الدارقطني قوله: «والمحفوظ ذكرُ الخاتم دون ذكر اليمين واليسار» . ونقل ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص160) عن الدارقطني قوله: «الحفاظ الأثبات لم يذكروا فيه التختم في اليمين ولا في غيرها» . (6) في جميع النسخ: «سعيد» ، وهو خطأ وصوابه: «سعد» كما في "التاريخ الكبير" (4/61) و (7/5) ، و"الجرح والتعديل" (4/92) ، و"تهذيب الكمال" (10/285) . والحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده"- كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (1150) - قال: حدثنا الحسن بن الصباح، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (456) عن جعفر بن عامر البزار ونصر بن داود، ثلاثتهم قالوا: ثنا سعد بن عبد الحميد، ثنا العباس بن الفضل ... فذكره. والحديث في "مسند أبي يعلى" (929) ، و"المقصد العلي، في زوائد أبي يعلى الموصلي" للهيثمي (1/151 رقم 322) عن الحسن بن الصباح، ثنا العباس بن الفضل، به. ليس بينهما سعد بن عبد الحميد. الحديث: 1440 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 306 بْنِ الفَضْل الأَزْرَقِ، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَان، عَنْ عُبَيد بْنِ عَلِيٍّ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ زَيْدٍ، عَنْ (2) أَبِي أُنَيْسة، عَنْ أَبِي لَيْلَى؛ قَالَ: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ (ص) وخرجنا معه، فمرَّ بِرَجُلٍ (3) مِنْ بَنِي عَدِيٍّ كَاشِفًا عَنْ فَخِذِهِ، فقال النبيُّ (ص) : غَطِّ فَخِذَيْكَ يَا مَعْمَرُ! فَإِنَّهُمَا (4) مِنَ العَوْرَةِ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا إسنادٌ مُضطَرِبٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو شَيبة يَحْيَى (5) بْنُ يَزِيدَ (6) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسة ... بإسنادٍ له.   (1) في "مسند أبي يعلى": «عقبة بن علي» ، وفي "المقصد العلي": «عتبة بن علي» ، وفي "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (932) : «عبيد الله بن علي» حيث روى هذا الحديث من طريق عبد الأعلى، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عبيد الله بن علي بالإسناد الذي رجَّحه أبو حاتم في آخر المسألة. وفي "مكارم الأخلاق": «عبيد بن يعلى» . (2) في "إتحاف الخيرة": «بن» بدل: «عن» . (3) في (ت) و (ك) : «رجل» . (4) في (ك) : «فإنها» . (5) في (ك) : «عن يحيى» . (6) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (932) من طريق عبد الأعلى، عَنْ بُرْدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ عبيد الله بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن العلاء، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش، عن محمد بن جحش قال: خرج رسولُ الله (ص) ... فذكره. وانظر "المنتخب" لعبد بن حميد (367) ، و"المعجم الكبير" للطبراني (19/245-247 رقم 550-555) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 307 1441 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء القَزويني (2) ، عَنِ ابن لَهِيعَة (3) ، عَن عُقَيل (4) ، عَنِ مَكْحول؛ قَالَ: كَانَ رداءُ النبيِّ (ص) أربعةَ أَذْرُعٍ وَنِصْفٍ (5) ، فِي ذراعَين ونصفٍ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ (6) : كَذَا حدَّثني أَبُو هَارُونَ! وحدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ (7) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (8) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (9) ، عَنْ عُرْوَة؛ قَالَ: كَانَ رداءُ النبي (ص) ... .   (1) في (ت) : «سألته» ، وفي (ك) : «سألت أبي» ، وفي (أ) و (ش) : «وسألت أبا زرعة» . (2) هو: موسى بن محمد. (3) هو: عبد الله. (4) هو: ابن خالد. (5) في (ف) : «أربعة أذراع ونصف» ، والأذرع: جمع ذراع، وهي مؤنَّثة عند أكثر العرب، وتُذكَّر عند بعضهم. وعلى ذلك فقوله هنا: «أربعةَ أَذْرُعٍ» جائز على لغة من يذكِّر الذراع. ولو أنثها لقال: أربع أذرع. انظر "المصباح المنير" (ص207- ذ ر ع) وقوله: «ونصفً» كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) قوله: «يقول» من (ف) فقط. (7) لم نقف على روايته، لكن أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/458) من طريق عبد العزيز الأويسي وابن المبارك، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (280 و281) من طريق محمد بن معاوية وابن المبارك، ثلاثتهم عن ابن لهيعة، به. ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/193) من طريق منصور بن عمار، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الأسود، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالت: كان طولُ رداء النبيِّ (ص) أربعةَ أذرع وشِبرًا في ذراع وشِبر. (8) هو: عبد الله. (9) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نَوْفَل. المعروف بيتيم عروة. الحديث: 1441 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 308 قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (1) أصَحُّ (2) ؟ قَالَ: لا يُضبَطُ عِنْدِي، جَمِيعًا ضَعِيفَينِ (3) . 1442 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة (4) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بن الحارث: أنَّ النبيَّ (ص) اشْتَرَى حُلَّةً يَمَانيةً ببِضْعٍ وَعِشْرِينَ دِينَارًا (5) . وَرَوَاهُ همَّام (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... ؟   (1) في (ف) : «أيهما فأيهما» . (2) قوله: «أصح» ليس في (ف) . (3) كذا في جميع النسخ، وهي صحيحةٌ في العربية، وتتخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على قوله: «جميعًا صحيحين» في المسألة رقم (25) . (4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4035) بلفظ: إن رسول الله (ص) اشترى حُلَّةً ببضعة وعشرين قلوصًا، فأهداها إلى ذي يَزَن. (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ببِضْعة وعشرين دينارًا» ؛ لأنَّ الدينار مذكَّر، ولفظ «البضع» يخالف المعدود في نوعه تذكيرًا وتأنيثًا؛ وما وقع في النسخ يخرَّج على حمل «الدينار» على معنى القطعة من الذهب ونحو ذلك، وهذا من حمل المذكَّر على معنى المؤنَّث، وهو جائزٌ في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (81) . وانظر "النهاية" (1/134) . لكنَّ الظاهر عندنا أنَّ كلمة «دينار» سهو؛ وأنَّ الصواب: ببضع وعشرين ناقةً أو أوقية أو نحوهما؛ كما في مصادر التخريج، والمعدود هنا مؤنَّث ولا إشكال فيه، وقد تكون كلمة «دينار» مصحَّفة عن أحد هذه الألفاظ، والله أعلم. (6) هو: ابن يحيى. وروايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (3108) بلفظ: إن النبي (ص) اشترى حلَّة بسبع وعشرين ناقةً، فلبسها. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/461) من طريق الفضل بن دكين، عَن همام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بن عبد الله بن الحارث بن نوفل: أن النبيَّ (ص) اشترى حُلَّة بتسع وعشرين أوقيَّة. ورواه أيضًا من طريق عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، عَنْ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن سيرين: أن النبيَّ (ص) اشترى حُلَّة - وإما قال: ثوبًا - بتسع وعشرين أوقيَّة. الحديث: 1442 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 309 قَالَ أَبِي: قصَّر همَّام، وَزَادَ حمَّاد، وَهِيَ زيادةٌ صَحِيحَةٌ (1) . 1443 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ حُنَيْنٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: نَهَانِي رسولُ اللَّهِ (ص) عَنْ لُبْسِ القَسِّيِّ (3) ، وأنْ أَقْرَأَ وَأَنَا راكعٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ حُنَين؛ وَهِمَ فِيهِ حمَّاد (4) . 1444 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوْري (6) ، عَنْ عُبَيد بْنِ نِسْطَاسٍ (7) ؛ قَالَ: رأيتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَعْتَمُّ بعِمامَةٍ سوداءَ ثُمَّ يُرسِلُهَا خلفَهُ؟   (1) يعني: زيادة صحيحة عن علي بن زيد، وإلا فالحديث ضعيفٌ لأمرين ذكرهما المنذري في "مختصر السنن" (6/26) فقال: «هذا مُرسَل. وفي إسناده عليُّ بن زيد ابن جُدْعان، ولا يحتجُّ بحديثه» . اهـ. (2) تقدمت هذه المسألة برقم (233) ، وانظر المسألة رقم (1464) . (3) تقدم تفسير القَسِّي في المسألة رقم (233) . (4) لم يُذْكَرْ جوابُ أبي زرعة عن هذه المسألة، فيحتمل وجوهًا، منها: أنَّ يكون ذِكْرُ أبي زرعة في السؤال وَهَمًا من المصنِّف أو من النُّسَّاخ؛ ويشهد لهذا أنَّ هذه المسألة تقدمت برقم (233) بنصِّها سؤالاً وجوابًا، موجَّهة إلى أبي حاتم فقط. ومنها: أنْ يكون السؤال وُجِّهَ إلى أبي حاتم وأبي زرعة، فأجاب أبو حاتم ووافقه أبو زرعة ولم ينكر عليه، والراجح الأول، والله أعلم. (5) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» . (6) روايته أخرجها ابن سعد في"الطبقات" (5/138) من طريق قبيصة بن عقبة، عنه، به. (7) في (ت) و (ك) : «بسطاس» . الحديث: 1443 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 310 فَقَالا: وَهِمَ فِيهِ الثَّوْري؛ إِنَّمَا هو: عثمان (1) بن [نِسْطاس] (2) مولى كَثِيرِ بنِ الصَّلت، فَقَالَ هُوَ: [عُبَيد] (3) . 1445 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ همَّام (5) ، عَنْ قتادة، عن بكرِ بنِ عبد الله المُزَني وبِشْرِ بنِ عَائِذٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَى (6) هَذَا الحديثَ شُعْبةُ (7) فَقَالَ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بَكْرٍ وبِشْرِ بْنِ [الْمُحْتَفِز] (8) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : إِنَّمَا   (1) ويقال أيضًا: «عثيم» ؛ كما في "الجرح والتعديل" (7/37 رقم198) ، و"التاريخ الكبير" (7/79 رقم 364) . والحديث من هذا الوجه رواه ابن سعد في "الطبقات" (5/138) قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة قال: حدثنا عثيم بْنِ نِسْطَاسٍ قَالَ: رَأَيْتُ سَعِيدَ بن المسيب عليه عِمامةٌ سوداءُ. (2) في جميع النسخ: «بسطام» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (6/171 رقم936) . (3) في جميع النسخ: «عبيدة» ، وتقدم على الصَّواب في أول المسألة. (4) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» . (5) هو: ابن يحيى العَوْذي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2049) ، وأحمد في "مسنده" (2/68 و127 رقم 5364 و6105) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/78-79) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (9591) . ومن طريق الطيالسي رواه أبو نعيم في "الحلية" (2/231) وقال: «هذا حديث غريب من حديث بكر وحديث بشر، لم يجمعهما إلا قتادة» . وقال البخاري: «ويقال: إن بشرًا قديم الموت، لا يشبه أن قتادة أدركه» . (6) في (ك) : «رواه» . (7) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/51 رقم 5125) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/78) ، والنسائي في "المجتبى" (5307) . ورواه البغوي في "الجعديات" (974) عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ بكر بن عبد الله، عن ابن عمر، به مرفوعًا. (8) في (أ) و (ش) : «المحتقن» ، وكذا كانت في (ف) ، ثم صُوِّبت إلى: «المحتقر» ، وعليها علامة التصحيح، وفي (ت) و (ك) : «المحتص» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (2/365 رقم 1405) ، و"تهذيب الكمال" (4/144) ، ومصادر التخريج. قال ابن أبي حاتم: «سئل أَبُو زُرْعَةَ عنه؟ فَقَالَ: لا أَعْرِفُهُ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ» . الحديث: 1445 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 311 يَلْبَسُ الحَرِيرَ مَنْ لا خَلاقَ (1) لَهُ. فقلتُ لَهُمَا: أيُّهما أصحُّ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: شُعْبةُ أحفظُ. وَقَالَ أَبِي: همَّامٌ أعلمُ بِحَدِيثِ قَتَادَةَ مِنْ (2) شُعْبة، يَحتملُ أنْ يكونَ (3) أَصَابَا جَمِيعًا؛ لأنَّ [الْمُحْتَفِز] (4) لَقَبٌ (5) ، وعائذٌ اسْمٌ، فيحتملُ أَنْ يَكُونَ كذا. 1446- وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ كَثِير (6) أَبُو غسَّان، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ سيفُ رسول الله (ص)   (1) في (ف) : «من خلاق» . (2) في (ت) و (ك) : «عن» . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أن يكونا أصابا ... » ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (679) . (4) في (أ) و (ش) : «المحتقن» ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «المحتقر» ، وسبق تصويبه. (5) في (ف) : «ليت» . (6) في (ت) : «ابن أبي كثير» ، ثم ضرب على قوله: «أبي» . وروايته أخرجها الدولابي في "الكنى" (2/76) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1402) ، وابن عدي في "الكامل" (5/169) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص) (404) ، والبغوي في "الأنوار في شمائل النبي المختار" (877) . ورواه أبو داود في "سننه" (2585) ، وابن عدي في "الكامل" (5/169) من طريق يحيى بن كثير به بلفظ: «إن قبيعة سيف رسول الله (ص) كانت من فضة» . الحديث: 1446 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 312 حَنَفِيًّ (1) ، وحِلْيتُه فِضَّة (2) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ أَبُو عُبَيدة الحَدَّاد (3) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ: هو الصَّحيحُ؟   (1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) قال إبراهيم الباجوري في "المواهب اللَّدنية، على الشمائل المحمدية" (ص220) : «وكان سيفه حنفيًّا: نسبة إلى حنيفة، وهم قبيلة مسيلمة؛ لأنهم معروفون بحسن صنعة السيوف، فيحتمل أن صانعه كان منهم، ويحتمل أنه أتى به من عندهم» . وبنحوه قال السندي كما في حاشية "مسند أحمد" (33/378/الرسالة) . وقال الذهبي في " تاريخ الإسلام" (ص512/السيرة النبوية) : " وأخذ [يعني: النبي (ص) ] من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف: سيفًا "قلعيًّا"، منسوبٌ إلى مرج القَلعة - بالفتح - موضع بالبادية، و «البتَّار» و «الحَنيف» . اهـ. ووقع في "تركة النبي (ص) " لحماد بن إسحاق (ص 102) : «الحيف» بدل: «الحنيف» ، ووقع في "تاريخ الطبري" (3/418) ، و"الكامل في التاريخ" لابن الأثير (2/180) : «الحتف» . وانظر "البداية والنهاية" لابن كثير (8/369-370/دار هجر) . (3) هو: عبد الواحد بن واصل. روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (683) ، وفي "الشمائل" (108) . وأخرجه أحمد في "مسنده" (5/20 رقم 20229) ، والترمذي في "الشمائل" (109) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1630) ، وابن عدي في "الكامل" (5/170) من طريق محمد بن بكر البُرساني، عن عثمان بن سعد، به. قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وقد تكلَّم يحيى بن سعيد القطان في عثمان بن سعد الكاتب، وضعَّفه من قِبَل حفظه» . والحديث ضعفه أبو داود في "السنن" (2585) . وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (ص513/السيرة النبوية) : «رواه عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ سيرين، وليس بالقوي» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 313 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو عُبَيدة أحفظُ. فَقُلْتُ (1) : الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: مِنْ يَحْيَى بْنِ كَثِير (2) . 1447 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر (3) ، عَن حُمَيد (4) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) شَبَرَ (5) لبعض من تَلِيهِ ذَيْلَهَا، فَقَالَ: لا تَزِيدِينَ (6) عَلَى شِبْرٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (7) : حُمَيد، عَنِ الْحَسَنِ (8) ، عن   (1) في (ش) و (ك) : «قلت» . (2) في (ك) : «ابن أبي كثير» . (3) هو: ابن سليمان. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3796) ، والطبراني في "الأوسط" (5936) ، والضياء في "المختارة" (6/70 رقم 2051) . قال الطبراني في: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ حميد إلا معتمر، تفرَّد به ضرار بن صُرَد» . (4) هو: ابن أبي حميد الطويل. (5) يقال: شَبَرَهُ يَشْبُرُهُ ويَشْبِرُهُ، من بابي نَصَرَ وضَرَبَ، أي: قاسَهُ أو قدَّره بالشِّبر، ومنه قولهم: «مَنْ لَك أن تَشْبُرَ البسيطةَ؟!» يضربُ مثلاً لمن يتكلَّف ما لا يطيق. ويقال فيه أيضًا: شَبَّرَ تشبيرًا، بتضعيف عين الفعل. انظر "المصباح المنير" (ص158) و"تاج العروس" (7/4-6) . (6) في (ف) : «لا تزيد» ، وما أثبتناه من بقية النسخ، والجادَّة: «لا تزيدي» . ولكنَّ ما في النسخ مُتَّجه في العربية على أنَّ «لا» هنا نافيةٌ بمعنى النهي - والفعل بعدها مرفوع؛ ولذا ثبتَتْ فيه نون الرفع - وهذا أبلغ من كونها ناهيةً لفظًا ومعنًى، وقد وضَّحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (331) . (7) قوله: «إنما هو» سقط من (ف) . (8) في (ف) : «أنس» بدل: «الحسن» . الحديث: 1447 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 314 النبيِّ (ص) (1) ، ويَهِمُ فِي حديثٍ (2) آخَرَ أَيْضًا؛ يَقُولُ: عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: حُمَيد، عَنِ الْحَسَنِ، عن النبيِّ (ص) . 1448 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ النُّعْمان بْنِ رَاشِدٍ (4) ، عَنِ الزُّهري، عن عَطَاء ابن يَزِيدَ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبة الخُشَني؛ قَالَ: جَلَسَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) وَعَلَيْهِ (5) خَاتَمٌ مِن ذهبٍ، فقَرَعَ رسولُ الله (ص) يدَه (6) بقَضِيبٍ ... الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كَمَا رَوَاهُ يونس (7) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ   (1) أخرجه معمر في "جامعه" (19985) من طريق حفص = = ابن سليمان، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24882) من طريق يونس بن عبيد، كلاهما عن الحسن، عن النبي (ص) به مرسلاً. والحديث رواه أحمد في "مسنده" (6/299 رقم 26554) من طريق علي بن زيد، عن أمِّ الحسن، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) شَبَر لفاطمة شِبرًا من نطاقها. وذكر الدارقطني في "العلل" (5/178/أ-ب) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم قال: «والمرسل أشبه» . (2) قوله: «في حديث» مكرر في النسخ عدا (ك) . (3) انظر المسألة الآتية برقم (1453) . (4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (7/416) ، وأحمد في "مسنده" (4/195 رقم 17749 و17751) ، والنسائي في "المجتبى" (5190) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/261) ، وابن حبان في "صحيحه" (303) ، والطبراني في "الكبير" (22/216 و217 رقم 578 و579) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/200) . (5) قوله: «وعليه» سقط من (ت) و (ك) . (6) قوله: «يده» سقط من (ف) . (7) هو: ابن يزيد. وروايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (5191) . قال النسائي: «وحديث يونس أولى بالصَّواب من حديث النعمان» . ورواه النسائي (5192 و5193) من طريق الأوزاعي وإبراهيم بن سعد، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ: أن النبي (ص) ، به. ورواه النسائي (5194) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ به مرسلاً. قال النسائي: «والمراسيل أشبه بالصَّواب» . وسئل الدارقطني في "العلل" (1165) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، واختُلِف عنه؛ فرواه النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي ثعلبة. ورواه عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ العمري وبشر بن الوليد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن أنس، ووَهِما فيه. وغيرهما يرويه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري مرسلاً. ورواه الحفَّاظ من أصحاب الزهري، عنه، عن أبي إدريس الخولاني أَنَّ رَجُلا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) لبس خاتمًا، وهو الصَّحيح» . الحديث: 1448 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 315 أَبِي إِدْرِيسَ (1) ، عَنْ رجلٍ مِن أصحابِ رسول الله (ص) ، عن النبيِّ (ص) . 1449 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي شيخ ٍ الهُنَائي (3) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عن   (1) هو: الخولاني، واسمه: عائذ الله بن عبد الله. (2) روايته في "جامعه" (19927) . ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (217) مختصرًا، وأحمد في "مسنده" (4/95 رقم 16864) ، والطبراني في "الكبير" (19/352-353 رقم 824) . ورواه أحمد في "مسنده" (4/92 رقم 16833) ، وعبد ابن حميد في "مسنده" (419/المنتخب) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3250) ، والطبراني في "الكبير" (19/353 رقم835) من طريق همام بن يحيى، وأحمد في "مسنده" (4/99 رقم 16909) ، والنسائي في "المجتبى" (5151) ، والطبراني في "الكبير" (19/353 رقم 826) من طريق سعيد بن أبي عروبة، وأبو داود في "سننه" (1794) من طريق حماد، والطبراني في"الكبير" (19/353 و354 رقم 827 و828) من طريق هشام الدستوائي ومحمد بن عبيد الله العرزمي، جميعهم عن قتادة به. ورواه أحمد (4/98 رقم 16901) ، والنسائي (5159) ، والطبراني (19/354 رقم 829) من طريق بَيْهَس بن فهدان، والنسائي (5152) من طريق مطر الوراق، كلاهما عن أبي شيخ، عن معاوية به. (3) مشهور بكنيته، قيل: اسمه: حيوان - بالحاء المهملة أو المعجمة - بن خالد. الحديث: 1449 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 316 الذَّهَبِ إلاَّ مُقَطَّعًا، وَعَنْ رُكُوبِ النُّمُورِ (1) ؟ قَالَ أَبِي (2) : رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِير (3) ؛ حدَّثني أَبُو شيخٍ، عَنْ أَخِيهِ حِمَّان، عَنْ مُعَاوِيَةَ (4) ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ: أدخلَ أَخَاهُ - وَهُوَ مجهولٌ - فأفسد الحديثَ (5) . 1449/أ- قَالَ أَبِي: وَرَوَى سَهْل (6) بْنُ عَقِيل حديثًا (7) منكرًا عن عبد الله بْنِ سِنان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن ابن عمر ح: أنَّ (8) النبيَّ (ص) انْقَطَعَ شِسْعُ (9) نَعْلِهِ، فَأَعْطَاهُ (10) رَجُلٌ شِسْعًا، فقال له: [جَزَاكَ   (1) أي: ركوب جلود النُّمور، أي: وضعها على السرج والرحال. والنمور هي السِّباع المعروفة، واحدُها: = = نَمِر. وإنما نهى عن استعمالها؛ لما فيها من الزِّينة والخُيَلاء، ولأنه زِيُّ الأعاجم. وانظر "النهاية" (5/117-118) . (2) قوله: «أبي» من (ف) فقط. (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/96 رقم 16877) ، والنسائي (5154 و5155) ، والطبراني في "الكبير" (19/354 و355 رقم830 و831 و832) . (4) في (أ) و (ت) و (ش) : «حمان بن عن معاوية» ، وفي (ش) بياض بمقدار كلمة بعد «بن» ، وفي (ك) : «حماذ عن معاوية» . (5) قال النسائي في "الكبرى" (9533/الرسالة) : «قتادة أحفظ من يحيى بن أبي كثير، وحديثُه أولى بالصَّواب» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1225) الاختلاف في هذا الحديث ثم قال: «واضطرب يحيى بن أبي كثير فيه، والقول عندنا قول قتادة وبَيْهَس بن فهدان» . (6) قوله: «سهل» سقط من (ت) و (ك) . (7) في (ت) : «ثنا» بدل: «حديثًا» . (8) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «أن» . (9) الشِّسْع: أحدُ سُيور النَّعْل، وهو الذي يُدْخَلُ بين الإصْبَعَينِ، ويُدْخَلُ طرَفُهُ في الثَّقْبِ الذي في صَدرِ النَّعْل المشْدود في الزِّمَام. والزِّمامُ: السَّيْرُ الذي يُعْقَد فيه الشِّسْع. "النهاية" (2/472) . (10) في (ش) : «فأعطا» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 317 اللهُ] (1) ... ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ، [فَاتَنِي] (2) عَنْهُ ولم أُبالِي (3) ، لَمْ يَكُنْ عِنْدَ (4) هَذَا الشَّيخ إلا حَدِيثَينِ (5) ، وهما مُنكَران،   (1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ رسمت هكذا: «حر تلك الله» . (2) في (ت) و (ك) : «ماتنى» مهملة الحروف، وفي (أ) : «فانثى» ، وفي (ف) : «فاثنى» ، والمثبت من (ش) . والمعنى: فاتني أن أرويَ عنه هذا الحديثَ سماعًا منه، ولكنني لا أبالي؛ لأنَّه لَمْ يَكُنْ عِنْدَ هَذَا الشَّيْخِ - سَهْلِ ابن عَقِيل - إلا حديثان منكران، وهذا - أي: الذي فاتني أن أرويَهُ عنه- أحدهما، ولعلَّ أبا حاتم رَوَى عن سَهْل الحديث الآخر المتقدِّم برقم (806) ، وفي ضَوْء ذلك يُفهَمُ كلامُ ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/202 رقم872) ، فقد ذكر في ترجمة سهل، قال: «رَوَى عنه أبي وأبو زرعة؛ سمعتُ أبي يقول: هو صدوق» . اهـ. وقد ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه في المسألة السالفة الذكر (806) مثل ما ذكره عن أبيه في "الجرح والتعديل"، والله أعلم. (3) في (ك) : «ولا أبالي» ، والمثبت من بقية النسخ، والقياس فيه: «ولم أُبالِ» بحذف الياء من آخره؛ لأنه مضارعٌ معتلُّ الآخر مجزوم بـ «لم» ، لكنَّ إثبات حرف العلة مع الجازم صحيح في العربية، وقد خرَّجناه وذكرنا شواهده في التعليق على المسألة رقم (228) . (4) قوله: «لم يكن» سقط من (ك) ، وفيها: «عنه» بدل: «عند» . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «حديثان» بألف الرفع؛ لأنَّه فاعلُ «يكن» أو اسمُهَا، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، ولنا فيه توجيهان: الأوَّل: أنَّه مرفوعٌ، والأصل فيه: «حديثان» ، غير أن الألف أميلت فكتبت ياءً، ولا يُلفظ بها إلا ألفًا ممالة، هكذا: «حديثين» ، واجتمع على الألف هنا سببان للإمالة، وهما كسرة النون بعدها، والياء التي قبلها مفصولةً عنها بحرف، وأحدُ هذين السببين كافٍ في جواز الإمالة. وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . والثاني: أنه منصوب على تقدير الاستثناء تامًّا منفيًّا، والمستثنى منه هنا هو ضميرٌ مستتر مرفوع بـ «يكون» - إمَّا الفاعلُ إن كانت تامَّةً، أو الاسم إن كانت ناقصةً - وهو يعود إلى ما يُفهم من السياق، والتقدير: لَمْ يَكُنْ عِنْدَ هَذَا الشَّيْخِ شيءٌ من الأحاديث إلا حديثين، ومن شواهد جواز نصب المستثنى في الاستثناء التام المنفي؛ قراءةُ ابن عامر: [النِّسَاء: 66] {فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ} ، والله أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 318 أحدُهما هَذَا (1) . 1450 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَكْر بْنُ يَحْيَى بن زَبَّان (3) العَنَزي، عَنْ حِبَّان بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ رَزِين (4) ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ علي، عن أسماءَ؛ قالت: لعَنَ رسولُ الله (ص) مَنْ تَشَبَّهَ (5) مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَمَنْ تشبَّه مِنَ النساءِ بِالرِّجَالِ، وواصلةَ الشِّعْرِ بِالشَّعْرِ. وَأَمَّا القَرامِلُ (6) والسُّيُورُ (7) فَلا بأسَ بِهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (8) . 1451 - وسألتُ أَبِي (9) عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بن بَشير (10) ، عن   (1) والآخر سبق برقم (806) . (2) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . وفي هامش (أ) حاشية بخط مغاير بُتِرَ آخرها في التصوير نصها: «قد رواه بعضهم عَنْ رَزِينٍ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ علي، عن ... » . (3) في (ت) و (ك) : «ريان» . (4) هو: ابن حبيب الجُهَني. (5) في (ك) : «يشبه» . (6) القَرامِلُ: هي ضفائرُ من شَعْرٍ أو صُوف أو إبْرَيْسَم تَصِلُ به المرأةُ شَعْرها. انظر "النهاية" (4/51) . (7) السَّيْرُ: ما قُدَّ من الأَدِيم طُولاً، والسَّيْرُ: شِرَاك النَّعْل، وجمعه: أَسْيارٌ وسُيُور. انظر "لسان العرب" (س ي ر - 4/390) . (8) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25217) قال: حدثنا حفص، عن رزين قال: سمعت فاطمة بنت علي بن أبي طالب تقول: لعن رسولُ الله (ص) واصلةَ الشَّعر بالشَّعر. هكذا مرسلاً، ولعل هذا هو سبب استنكار أبي حاتم للحديث. (9) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . وانظر المسألة رقم (1439) . (10) روايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (350) ، وتمام في "فوائده" (1041/الروض البسام) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/374) . الحديث: 1450 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 319 قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) اتَّخذَ خاتَمًا مِنْ فضَّة، ونقَشَ عَلَيْهِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، فَكَانَ يَلْبَسُهُ فِي شِمَاله، ولَبِسَ أَبُو بَكْرٍ وعُمَرُ وعثمانُ بعدَهُ؟ قَالَ أَبِي: أَمَّا قَوْلُهُ: «اتَّخذَ خاتَمًا مِنْ فضَّة، ونقَشَ عَلَيْهِ: محمَّدٌ (1) ... » ، فهو صحيحٌ عن النبيِّ (ص) (2) . وَأَمَّا قَوْلُهُ: «فَكَانَ يَلْبَسُهُ فِي شِمَاله» ، فَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ، إلا مارواه عبَّادُ بنُ العَوَّام (3) ، عَنْ سَعِيدِ (4) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) قوله: «محمد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) رواه البخاري في "صحيحه" (65) ، ومسلم في "صحيحه" (2092) من طريق قتادة، عن أنس، به. (3) روايته أخرجها الترمذي في "الشمائل" (103) ، والنسائي في "المجتبى" (5283) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3119) وعنه أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (338) بلفظ: أن النبي (ص) كان يتختَّم بيمينه. قال الأثرم: «ذكرت لأبي عبد الله: عن عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النبي (ص) كان يتختَّم في يمينه؟ فأنكره، وقال: مُضطرب الحديث عن سعيد» . وقال أبو داود: «قلت لأبي عبد الله: حديث عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ سَعِيدِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ النبي (ص) كان يتختَّم في يمينه؟ فلم يعره، وقال: عباد، عن سعيد غير حديث خطأ فلا أدري سمع منه بأخرة أم لا؟» . نقل ذلك الحافظ ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص 161-162) . (4) هو: ابن أبي عروبة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 320 وَرَوَى بعضُهُمْ عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة (1) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) . والْحُفَّاظُ (2) تَرْوِيهِ (3) عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ (4) ، عَنْ أَنَسٍ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لا يَقُولُونَ: إِنَّهُ لَبِسَ (6) فِي يَسَاره (7) . 1452 - وسألتُ (8) أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رواه ابن عُيَينة (10) ، عن   (1) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2095) من طريق ابن مهدي، عن حماد به بلفظ: كان خاتم النبي (ص) في هذه، وأشار إلى الخِنصِر من يده اليُسرى. ونقل ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/694) عن الدارقطني قوله: «اختلفت الروايات عن أنس، وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) يتختَّم في يساره، وهو المحفوظ عن أنس» . (2) الحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/471) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، ورواه أيضًا (1/471) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/264) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (4/197 و5/490-491) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، وأحمد في "مسنده" (3/170 رقم 12738) من طريق محمد ابن جعفر ومحمد بن بكر، والبخاري في "صحيحه" (5872) من طريق يزيد بن زريع، وأبو داود في "سننه" (4215) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3154) من طريق خالد بن عبد الله، وأبو عوانة (5/491) من طريق أبي عاصم، جميعهم عن سعيد به. (3) في (ت) : «يرويه» ، وفي (ش) : «يروونه» . (4) قوله: «عن قتادة» سقط من (ك) . (5) قوله: «عن أنس» سقط من (ف) . (6) في (ك) : «ليس» . (7) سُئل الدارقطني عن هذا الحديث، فأجاب بكلام طويل لخَّصه الحافظ ابن رجب في "أحكام الخواتيم" (ص154-160) فانظره ثَمَّ. (8) ستأتي هذه المسألة برقم (2287) . (9) في (ت) : «وسألته» ، وقوله: «أبي» سقط من (ك) . (10) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/240 رقم 7274) ، والبخاري في "صحيحه" (5899) ، ومسلم في "صحيحه" (2103) . ورواه ابن أبي شيبة في"المصنف" (24989) من طريق ابن علية عن الزهري بمثله. ورواه معمر في "الجامع" (20175) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة به. ومن طريق معمر رواه أحمد في "مسنده" (2/260 و309 رقم 7542 و8083) ، والنسائي في "المجتبى" (5070 و5071) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3675) . ورواه ابن سعد في "الطبقات" (1/439) ، والبخاري في "صحيحه" (3462) ، والنسائي (5069) من طريق صالح بن كيسان، وأحمد (2/401 رقم 9209) ، والنسائي (5069) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3673) ، وابن حبان في "صحيحه" (5470) من طريق يونس بن يزيد الأيلي، كلاهما عن الزهري بمثله. ورواه الطبراني في "الأوسط" (9296) من طريق موسى بن أعين، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي هريرة به. قال الطبراني بعد أن ذكر أحاديث عدة لإسحاق بن راشد: «لم يرو هذه الأحاديث عن إسحاق بن راشد إلا موسى بن أعين» . الحديث: 1452 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 321 الزُّهري، عن سُلَيمان ابن يَسَار وأبي سَلَمة بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ اليَهُودَ والنَّصَارَى لاَ يَصْبُغُونَ؛ فَخَالِفُوهُمْ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَى (2) الأَوْزاعيُّ (3) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ لم يذكُر أبا سَلَمة؟   (1) قوله: «عن أبي هريرة» سقط من (ك) . (2) في (ف) و (ك) : «روى» بلا واو. (3) هو: عبد الرحمن بن عمرو، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد اختُلِف على الأوزاعي فرواه النسائي (5072) من طريق عيسى بن يونس، والطحاوي في "شرح المشكل" (3676) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، وابن عدي في "الكامل" (2/321) من طريق الْحَسَنِ بْنِ عَلَيِّ بْنِ عَاصِمٍ، ثلاثتهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وكذا رواه عن الأوزاعي: الوليد بن مسلم، والوليد ابن مَزْيد، وبشر بن بكر، كما في"العلل" للدارقطني (1747) . قال ابن عدي: «كذا قال الْحَسَنِ بْنِ عَلَيِّ بْنِ عَاصِمٍ، عن الأوزاعي. وغيره قال: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَأَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة، وقال بعضهم: عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يسار وعروة، عن أبي هريرة» . ورواه أبو يعلى في "مسنده" (6001) من طريق مبشر ابن إسماعيل، والطحاوي في "شرح المشكل" (3677) من طريق عمرو بن أبي سلمة، كلاهما عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة وسليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. ورواه مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ الأوزاعي واختُلِف عنه، فرواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/382) من طريق محمد بن خلف وسعيد بن أبي زيدون وابن عمرو وأبو سليم، عن الفريابي، بمثل رواية مبشر وعمرو السابقة. وكذا رواه محمد بن يحيى الذهلي عن الفريابي، كما في "العلل" للدارقطني (1747) . ورواه الدارقطني في "العلل" (9/265 رقم1747) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/366) من طريق الفضل بن يعقوب الرخامي، عن الْفِرْيَابِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سعيد وأبي سلمة وسليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. قال الدارقطني: «ووهم في ذكر سعيد» . وقال أيضًا: «ومن قال: "عن سعيد بن المسيب" فقد وهم، ما قاله إلا فضل الرخامي» . وقال الخطيب: «هكذا روى هذا الحديث فضل الرخامي، عن محمد بن يوسف الفريابي، وتفرَّد بذكر سعيد - وهو ابن المسيب - ورواه محمد بن يحيى الذهلي، عن الفريابي، فلم يذكر سعيدًا، وكذلك رواه الوليد بن مسلم، وعيسى بن يونس، والوليد بن مَزْيد، وبشر بن بكر، أربعتهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي سلمة وسليمان بن يسار، حسبُ، ولم يتابع أحدٌ فَضْلاً على ذكر سعيد، وقد وهم في ذلك» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 322 قَالَ أَبِي: قَدْ جُمِعا، وَهُوَ صحيحٌ (1) . 1453 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (3) عن حديثٍ رواه عبد العزيز   (1) كذا قال أبو حاتم هنا بينما سئل في المسألة رقم (2287) عن رواية الأَوْزَاعِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن يسار، بهذا الحديث، فقال: «وَهِمَ الأَوْزَاعِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، النَّاسُ يَقُولُونَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) » . وذكر الدارقطني في "العلل" (1747) هذا الحديث والاختلاف فيه، وقال: «والحديث محفوظ عن أبي سلمة وسليمان بن يسار جميعًا» . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1448) . (3) كذا جاء السؤال موجَّهًا إلى أبي حاتم وأبي زرعة، مع أنَّ الجواب لأبي حاتم وحده، فيحتمل وجوهًا: أولها: أن ذكر أبي زرعة في السؤال خطأ، وقد يشهد له توجُّهُ نحو هذا السؤال إلى أبي حاتم وجوابُهُ عليه بنحو ما وقع هنا في المسألة رقم (1448) ، ولم يُذكر معه أبو زرعة. والثاني: أنَّ السؤال وجِّه إليهما، فأجاب عنه أبو حاتم، ووافقه أبو زرعة فسكَتَ. والثالث: أنَّ جواب أبي زرعة ساقط من المسألة، وفي هذا بُعْدٌ، والله أعلم. الحديث: 1453 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 323 بْنُ أَبِي سَلَمة (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) رَأَى فِي يَدِ رَجُلٍ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ (2) ، فضَرَبَ يَدَهُ بِقَضِيبٍ كَانَ فِي يَدِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَكَذَا (3) رَوَاهُ إبراهيمُ بْنُ سَعْدٍ، عن الزُّهري: أنَّ النبيَّ (ص) ... .   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (88/ب/أطراف الغرائب) . وأخرجه النسائي في "المجتبى" (5193) ، وفي "السنن الكبرى" (9440) عن أبي بكر بن علي بن سعيد، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به. لكن جعله من مسند "أبي إدريس الخَوْلاني" بدل «أنس» . وأشار محقق "السنن الكبرى" أنَّه وقع في الأصلين - يعني نسخة مراد ملا ونسخة طنجة -: «عن أنس» ، والحديث أورده المزي في "تحفة الأشراف" (1/375 رقم 1476) في مسند أنس، ثم قال: «رواه النسائي في الزينة في رواية ابن حيويه والأسيوطي دون رواية ابن السني» . اهـ. وقال المزي أيضًا في موضع آخر (9/133) : «وهو في رواية أبي الحسن بن حيويه وأبي علي الأسيوطي "عن أنس" بدل "أبي إدريس" وهو خطأ» . اهـ. ووقع عند الجميع: «خاتمًا من ذهب» بدل: «خاتمًا من حديد» . (2) كذا في جميع النسخ، وجاء في مصادر التخريج بلفظ: «من ذهب» ، ومثله في المسألة رقم (1448) . (3) قوله: «هكذا» يحتمل أن يكون إشارة إلى الإسناد التالي، وهو رواية إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهري مرسلاً؛ فقد رواه النسائي في "المجتبى" (5194) من طريق الوركاني، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري أن النبي (ص) ، مرسلاً. قال النسائي: «والمراسيل أشبه بالصَّواب» . ويحتملُ - وهو ظاهرٌ - أن يكونَ إشارة إلى الإسناد السابق؛ وهو رواية عبد العزيز بن أبي سلمة، فيكون في الإسناد سقطٌ، فلعلَّ صوابَ الكلام أن يقال: «هكذا رواه [عبد العزيز بن أبي سلمة. والصحيحُ فيه: ما رَوَاهُ] إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزهري؛ أن النبيَّ (ص) » ؛ أو نحو ذلك؛ وسبب هذا السقط انتقال النظر، والعلم عند الله تعالى. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 324 قال (1) : والخطَأُ من عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمة العُمَرِي، والصَّحيحُ (2) : مِنْ حَدِيثِ الزُّهري، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (3) ، عَنْ رجلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) (4) . 1454 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد بن عبد الرحمن الجُعْفي (5) ، عَنْ حُسَيْنٍ الجُعْفي، عَنْ عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ،   (1) قوله: «قال» من (ت) و (ك) فقط. (2) تقدَّم تخريج هذه الرواية في المسألة رقم (1448) . (3) هو: الخَوْلاني، واسمه: عائذ الله بن عبد الله. (4) لكن الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" بعد (5868) تعليقًا، ومسلم في "صحيحه" (2093) من طريق محمد بن جعفر بن زياد، كلاهما عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن أنس: أنه أبصر في يد رسول الله (ص) خاتمًا من وَرِق يومًا واحدًا، قال: فَصَنَعَ النَّاسُ الخَوَاتِمَ مِنْ وَرِقٍ، فَلَبِسُوهُ، فَطَرَحَ النَّبِيُّ (ص) خَاتَمَهُ، فَطَرَحَ النَّاسُ خَوَاتِمَهُمْ. اهـ. ووصله البخاري (5868) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شهاب الزهري. فيبدو أن هذا أصل الحديث، والله أعلم. (5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24830) من طريق الحسين الجعفي، عن عبد العزيز بن أبي روَّاد، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3576) . = ... ورواه أبو داود في "سننه" (4094) من طريق هنَّاد بن السري، والنسائي في "المجتبى" (5334) من طريق محمد بن رافع، والطبراني في "الكبير" (12/240 رقم 13209) من طريق علي بن المديني، والبيهقي في "الشعب" (5723) من طريق أحمد بن عبد الحميد الحارثي، عن حسين الجعفي بمثله. ونقل ابن ماجه عن ابن أبي شيبة قوله في هذا الحديث: «ما أغربه!» . ورواه البخاري في "صحيحه" (3665) من طريق موسى بن عقبة، ومسلم في "صحيحه" (2085) من طريق حنظلة بن أبي سفيان، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) قال: «من جَرَّ ثوبَه خُيَلاء لَمْ ينظُر اللَّهُ إِلَيْهِ يومَ القيامة» . ورواه البخاري (5783) ، ومسلم (2085) من طريق مالك، عن نافع وعبد الله بن دينار وزيد بن أسلم، كلهم عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبي (ص) بمثله. الحديث: 1454 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 325 عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : الإسْبَالُ فِي الإِزَارِ والعِمَامَةِ؛ مَنْ جَرَّ مِنْهُمَا شَيْئًا خُيَلاءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ: نافعٌ عَنْ سَالِمٍ. 1455- وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابن وَهْب (2) ، عن عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبَيْح (3) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَيْمون، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ الحسن (4) ، عن جابر بن عبد الله (5) أَنَّهُمْ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ،   (1) انظر المسألة رقم (2208) . (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4122) و (4227/مجمع البحرين) ، لكن سقط من سنده عمر بن صبيح. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يونس إلا خالد، ولا عن خالد إلا عبد الله، ولا عن عبد الله إلا ابن وهب، تفرَّد به: ابن أخيه» . (3) كذا في جميع النسخ، وكذا وقع في "الجرح والتعديل" (5/77 رقم363) في ترجمة عبد الله بن السمح، وكذا وقع في بعض المصادر كـ"الضعفاء" للعقيلي (3/916/السَّلفي) ، و"الكامل" لابن عدي (5/211) و (6/315) وغيرها. وقيل - وهو الأكثر والأصح -: «صبح» وهكذا ترجم له المصنف في "الجرح والتعديل" (6/116 رقم629) ، والبخاري في"الأوسط" (2/152) ، وابن عدي في "الكامل" (5/24) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (21/396 رقم 4259) . (4) هو: البصري. (5) من قوله: «ابن السمح ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ بسبب انتقال البصر. الحديث: 1455 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 326 إنَّ الْمُشْرِكِينَ يَتَسَروَلون وَلا يَأتَزِرون؟ قَالَ: فَتَسَرْوَلُوا أَنْتُمْ وَاتَّزِرُوا، قَالُوا: وإنَّ (1) الْمُشْرِكِينَ (2) يَتَخَفَّفون وَلا يَنتَعِلون (3) ؟ قَالَ: فَتَخَفَّفُوا أَنْتُمْ وَانْتَعِلُوا، وخَالِفُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ بِكُلِّ مَا اسْتَطَعْتُمْ. قَالَ أَبِي: عمرُ بْنُ صُبَيْح وخالدُ بنُ مَيْمون خُراسانيَّان، وَهَذَا الحديثُ إِسْنَادُهُ مُضطَرِب (4) . 1456 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَن جَابِر: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جِلْدُ نَمِرٍ (6) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1457 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عن   (1) في (ك) : «إن» بلا واو. (2) من قوله: «يتسرولون ولا يأتزرون ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) في (ت) و (ف) : «يتنعلون» . والمعنى: أنهم يَلْبَسُون الخِفَاف، ولا يَلْبَسُون النِّعَال. وانظر "تاج العروس" (12/180) و (15/742) . (4) وعمر بن صبح متَّهم بالكذب كما في "تهذيب الكمال" (21/396) . (5) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/319) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2800) . وانظر "العلل" للدارقطني (2039) . (6) في (ف) : «نمرة» . (7) في (ت) و (ك) : «وسألته» بدل: «وسألت أبي» . الحديث: 1456 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 327 يَحْيَى بْنِ حَمْزَةَ (1) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة (2) ؛ حدَّثنا عبد الله بْنِ بُسْر (3) المازِني الحِمْصي؛ قَالَ: بعث رسول الله (ص) عَلِيًّا عَلَى بَعْثٍ يومَ غَدِيرِ خُمٍّ (4) ، وعَمَّمَهُ بعِمَامةٍ سوداءَ، ثُمَّ أَرْسَلَهَا مِنْ وَرَائِهِ (5) ... وَذَكَرَ الحديثَ في قِصَّةِ (6) القَوْسِ الفارسيَّة (7) ؟   (1) روايته أخرجها البغوي في "معجم الصحابة" (4/175) من طريق منصور بن أبي مزاحم، والضياء في "المختارة" (9/109) من طريق الطبراني، عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن يوسف، وأيضًا (9/110) من طريق ابن أبي عاصم، عن يعقوب بن سفيان، عن = = عبد الله بن يوسف، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (63/255) من طريق أبي مسهر، ثلاثتهم (منصور وعبد الله وأبو مسهر) عن يحيى بن حمزة، به. قال البغوي: «عبد الله بن بسر هذا ليس له صحبة، ولا أحسبه بصريًّا، رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي راشد، عن علي، عن النبي (ص) » . قلنا: هذه الرواية التي ذكرها البغوي أخرجها الطيالسي في "مسنده" (149) ، وابن أبي شيبة وأحمد بن منيع في "مسنديهما"- كما في "المطالب العالية" (2000) - وابن ماجه في "سننه" (2810) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (4/175) ، وابن عدي في "الكامل" (4/173 و174) من طريق عبد الله بن بسر، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ علي، عن النبي (ص) ، به. (2) في (ش) : «عبدة» . وأبو عبيدة هذا: هو الحدَّاد، واسمه: عبد الواحد بن واصل. (3) في (ش) : «بشر» . (4) خُمّ: موضعٌ بين مكة والمدينة، في الجُحْفَة أو قُربَها، فيه غديرٌ نسب إليه. انظر "معجم البلدان" (2/389) ، و (4/188) . (5) في (ت) : «من رواية» . (6) في (ك) : «قصته» . (7) وتمام الحديث - كما في "المختارة" -: «ثم أرسلها من ورائه، أو قال: على كتفِهِ اليسرى. ثم خرَجَ رسولُ الله (ص) يَتْبَعُ الجيشَ وهو متوكِّئٌ على قوسٍ، فمرَّ به رجلٌ يَحملُ قوسًا فارسيةً، فقال: «أَلْقِها؛ فإنَّها ملعونةٌ، ملعونٌ مَنْ يَحْمِلُها؛ عليكم بالقَنَا والقِسِيِّ العربيَّة؛ فإنَّ بها يُعِزُّ اللهُ دِينكُم، ويَفتَحُ لكُم البلادَ» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 328 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ هو عبدَالله بْنَ بُسْرٍ (1) المازِنيَّ الحِمْصيَّ، هَذَا عبدُالله بنُ بُسْرٍ الحُبْرَانيُّ، ليستْ لَهُ صُحبَة (2) . 1458- وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب (4) بْنُ واضِح (5) ، عن عبد الله بْنِ نَافِعٍ الْمَدَنِيِّ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: عَمَّمَ رسولُ اللَّهِ (ص) عبدَالرحمن بنَ عَوْف بعِمَامةٍ سوداءَ كَرابِيسَ (6) ، وَأَرْخَاهَا مِنْ خلفِهِ قَدرَ أربعِ أصابع، وقال: هكذا فاعْتَمَّ؛   (1) في (ش) : «بشر» . (2) في جميع النسخ جاء النص هكذا - مع ملاحظة الفروق -: «هذا عبد الله بن بُسْر [في (ش) : «بشر» ، وفي (ك) : «مبير» ] الحُبرانِي [في (أ) و (ش) و (ف) : «الحراني» ] ، عن النبي (ص) . وروى بعضهم عن حَمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبي (ص) . والحفَّاظ ترويه [في (ت) و (ك) : " مروية "] عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، لا يقولون: عبد الله بن بُسْر [وفي (ش) : "بشر"] الحُبْرانِي [وفي (أ) و (ش) : "الحراني"، وفي (ت) : "الحيراني"] ليست له صحبة» . وقوله: «عبد الله بن بسر الحبراني ليست له صحبة» سقط من (ف) . والنص بالسِّياق المتقدم لا يستقيم، والذي يغلب على ظننا: أن بعض النص المتقدِّم برقم (1451) نُسِخ خطأً مع هذا النص، مع تكرار قوله: «عبد الله بن بسر الحبراني» ، وهذا واضح لمن تأمل النصَّين، ولذا حذفنا هذه الزيادة التي لا معنى لها - فيما نرى - والله أعلم. وقد نقل مغلطاي بعض هذا النص في "الإنابة، إلى معرفة المختلَف فيهم من الصحابة" (1/328) ، فقال: «وقال أبو حاتم في كتاب "العلل": عبد الله بن بسر هذا هو الحُبراني، وليست له صحبة» . اهـ. (3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (4) من أول المسألة إلى هنا سقط من (ف) . (5) روايته أخرجها محمد بن الحسين البزار في "فوائده المنتقاة"؛ كما في "التدوين في أخبار قزوين" (2/70) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/194) . (6) كرابيس: جَمع كِرْباسٍ، وهو القُطْن. "النهاية" (4/161) . الحديث: 1458 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 329 فإنَّه أعرَفُ وأجمَلُ. ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، لا تَغُلُّوا، وَلا تَغْدِرُوا، وَلا تُمَثِّلُوا (1) ؛ هَذَا عَهْدُ اللهِ إِلَيْكُمْ، وسُنَّةُ نَبِيِّهِ فِيكُمْ؟ قال أبي: عبد الله بْنُ نَافِعٍ لَمْ يسمعْ مِنَ ابْنِ جُرَيج شَيْئًا، والحديثُ باطلٌ. 1459 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَوْزاعي (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِزْرَةُ المُؤْمِنِ (4) إِلى عَضَلَةِ (5) سَاقَيْهِ، ثُمَّ إِلى نِصْفِ سَاقَيْهِ (6) ، ثُمَّ إِلى   (1) في (ت) : «ولا يمثلوا» ، وفي (ش) : «ولا تبتلوا» ، ولكنها لم تنقط. (2) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (3) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9626/الرسالة) من طريق الوليد بن مسلم، عنه، به. وقد اختُلِف على يحيى بن أبي كثير في هذا الحديث على أوجه عدَّة، انظر لذلك "مسند أحمد" (2/255 و287 رقم 7467 و7857) ، و"السنن الكبرى" للنسائي (9627 و9628) ، و"العلل" للدارقطني (2130) ، و"تحفة الأشراف" (10/319 رقم 14355) . (4) قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (1/29) : «قوله: إِزْرَةُ المؤمن، أكثرُ الشيوخ والرواة يَضبِطونه بضم الهمزة، قالوا: والصوابُ كسرها؛ لأن المراد بها: الهيئة؛ كالقِعْدة والجِلْسة، لا المرة الواحدة» . اهـ. وقال المناوي في "فيض القدير" (1/480) - في شرح حديث: «إِزْرَةُ المُؤمن إلى أنصاف ساقيه ... » -: «إِزْرَةُ المؤمنِ، بالكسر: الحالةُ وهيئةُ الاتِّزَار؛ كالجِلْسة، يعني: الحالةُ التي ترتضَى منه في الاتِّزَار، وتَحْسُنُ في نَظَر الشَّرْع: أن يكون الإزار إلى أنصاف ساقَيْهِ فقط ... » . وانظر "النهاية" لابن الأثير (1/44) . (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «عضدة» . (6) قوله: «ثم إلى نصف ساقيه» سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. الحديث: 1459 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 330 كَعْبَيْهِ (1) ، ومَا تَحْتَ الكَعْبَيْنِ مِنَ الإِزَارِ فَفِي النَّارِ. قلتُ لأَبِي: يعقوبُ مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هُوَ جَدُّ العلاء بن عبد الرحمن بْنِ يَعْقُوبَ (2) . 1460 - وسمعتُ أَبِي (3) يَقُولُ: روى عبدُالرَّزاق، عَنْ مَعْمَر (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ رَأَى عَلَى عُمَرَ ثَوْبًا غَسِيلا (5) - أَوْ (6) جَدِيدًا - فَقَالَ: عِشْتَ حَمِيدًا ... . قَالَ (7) أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ (8) أصلٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّهري (9) !   (1) في (ت) و (ك) : «كعبه» . (2) قوله: «يعقوب» سقط من (ك) . (3) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . وستأتي هذه المسألة برقم (1470) . (4) روايته أخرجها في "الجامع" (20382/مصنف عبد الرزاق) برواية عبد الرزاق عنه. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/88 رقم 5620) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (723/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (3558) ، والترمذي في "العلل الكبير" (694) ، والنسائي في "الكبرى" (10070/الرسالة) ، والبزار في "مسنده" (2504/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5545) ، وابن حبان في "صحيحه" (6897) ، والطبراني في "الكبير" (12/219 رقم 13127) ، و"الدعاء" (399) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/139) . (5) الثوبُ الغَسيلُ: هو المَغْسولُ النظيفُ. (6) قوله: «أو» ليس في (أ) و (ش) . (7) في (ك) : «فقال» . (8) قوله: «قَالَ أَبِي هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ له» مكرر في (ف) . (9) قال ابن معين: «هو حديث منكر، ليس يرويه أحدٌ غير عبد الرزاق» . "الكامل" لابن عدي (5/311) . وقال الإمام أحمد في رواية الأثرم عنه: «هذا كان يحدِّث به من حفظه، ولم يكن في الكتب» . "شرح علل الترمذي" لابن رجب (2/585) . وقال الترمذي في "العلل الكبير" (694) . «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ قال: قال سليمان الشاذَكوني: قدمت على عبد الرزاق فحدثنا بهذا الحديث، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن أبيه، ثم رأيت عبد الرزاق يحدِّث بهذا الحديث، عن سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قال محمد: وقد حدثونا بهذا عن عبد الرزاق، عن سفيان أيضًا، قال محمد: وكلا الحديثين لا شيء» . وقال البزار: «لا نعلم رواه بهذا الإسناد إلا عبد الرزاق، ولم يتابع عليه» . وقال النسائي: «وهذا حديث منكر، أنكره يحيى بن سعيد القطان على عبد الرزاق، لم يروه عن معمر غيرُ عبد الرزاق، وَقَدْ رُوي هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ معقل بن عبد الله، واختُلِف عليه فيه، فروي عَنْ مَعْقِلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سعد، عن الزهري، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري» . وقال حمزة الكناني: «لا أعلم أحدًا رواه عن الزهري غير معمر، وما أحسبه بالصحيح» . وانظر "تهذيب التهذيب" (2/574/ترجمة عبد الرزاق) ، وتخريج الأخ ياسر فتحي لكتاب "الذكر والدعاء" للقحطاني رقم (49) . الحديث: 1460 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 331 قال أبي: ولم (1) يَرْضَ عبد الرَّزاق حتى أَتبَعَ هذا شيءً (2) أنكرَ مِن هَذَا، فَقَالَ: حدَّثنا الثَّوْري (3) ، عن عاصم بن عُبَيدالله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) بِمِثْلِهِ، وَلَيْسَ لشيءٍ (4) مِن هَذَيْنِ أصلٌ (5) . قَالَ أَبِي: وَإِنَّمَا هُوَ: مَعْمَر، عَنِ الزُّهري- مُرسَلً (6) -: أنَّ النبيَّ (ص) .   (1) في (ك) : «ولو لم» . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) روايته أخرجها البخاري في "الأوسط" (2/33) تعليقًا، والطبراني في "الدعاء" (400) . وتقدم أن البخاري قال عن هذا الطريق: «لا شيء» . (4) في (ك) : «بشيء» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) . (5) انظر ما سيأتي في المسألة رقم (1470) عن هذا الحديث. (6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 332 1461- وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنِ الفَضْل ابن الصَّبَّاح، عَنْ أَبِي عُبَيدة الحدَّاد (2) ، عَن همَّام (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمرِو بْنِ سَعيد، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا، فِي غَيْرِ سَرَفٍ وَلا مَخِيلَةٍ. قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ فِيهِ؛ هُوَ: قتادةُ (4) ، عَنْ عَمرو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) ، ولكنْ كذا قال الفَضْل!   (1) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/253) : «وقد قلب هذا الإسناد بعض الرواة، فصحَّف والدَ عمرو بن شعيب، [أي: فجعله: سعيد] ، وقولَهُ: "عن أبيه"، [أي: فجعله: عن أنس] . ذكر ابن أبي حاتم في "العلل": أنه سأل أباه عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ، عَنْ هَمَّام، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أنس ... فذكر هَذَا الْحَدِيث، فَقَالَ: هَذَا خطأٌ، والصَّواب: عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده» . اهـ. (2) هو: عبد الواحد بن واصل. (3) هو: ابن يحيى. (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24867) ، وأحمد في "مسنده" (2/181 رقم 6695) ، والنسائي في "المجتبى" (2559) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/182 رقم 6708) من طريق بهز بن أسد، والترمذي في "جامعه" (2819) من طريق عفان بن مسلم، والحاكم في "المستدرك" (4/135) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، أربعتهم عن قتادة، به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3605) . ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (546/بغية الباحث) من طريق العباس ابن الفضل، عن همَّام، عن قتادة والمثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب به. ومن طريق الحارث رواه ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/52) ، و"الأمالي المطلقة" (ص32) ، وقال في "الأمالي": «هذا حديث حسن» . ورواه الطيالسي في "مسنده" (2375) قال: حدثنا همام، عن رجل، عن عمرو بن شعيب به. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "الشعب" (5768) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (5/52) . ورواه تمام في "فوائده" (1034/الروض البسام) من طريق سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ به. الحديث: 1461 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 333 1462 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (2) ، عن عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : أنه لم يَكُنْ يرى بِالقَزِّ والحريرِ لِلنِّسَاءِ بَأْسًا؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) . قلتُ: تَعْرِفُ (4) له عِلَّةً؟ قال: لا (5) .   (1) في (ف) : «وسألت أبي» . (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9581) ، والطبراني في "الكبير" (12/289 رقم 13402) ، والدارقطني في "الأفراد" (193/ب/أطراف الغرائب) . (3) قال النسائي: «هذا منكر من حديث عبيد الله بن عمر» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به بقية، عنه» . (4) في (ك) : «يعرف» . (5) يعني بالعِلَّة: المخالفةَ التي تنكشف بعد جمع طُرُق الحديث؛ كالإرسال، أو الوقف، ونحوهما. وأما السبب الذي من أجله حكم أبو زرعة على الحديث بالنَّكارة فلم يسأله ابن أبي حاتم عنه لمعرفته به؛ وهو: تفرُّد بقيَّةَ بن الوليد بهذا الحديث عن عبيد الله ابن عمر العمري - كما قال الدارقطني - وهو من الأئمة المكثرين الذين كان لهم أصحاب، حرصوا على جمع حديثهم؛ كأيوب السَّختِياني، وشعبة، والثوري، وابن جريج، ويحيى القطان، وعبد الله بن المبارك، = = وعبد الله بن نمير، وعبد الوهَّاب الثقفي، وحماد بن زيد، وغيرهم، فكيف غاب هذا الحديث عنهم؟! وقد قال الإمام أحمد: «روى بقية عن عبيد الله - هو ابن عمر العمري - مناكير» . "سؤالات أبي داود للإمام أحمد (ص265) ، وانظر "المجروحين" لابن حبان (1/230/السلفي) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24693) موقوفًا فقال: حدثنا حفص، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنه كان يكسو بناته خُمُرَ الخَزِّ ونساءَه. وهذا سندٌ رجاله ثقات، ولكن داود بن أبي هند لا أدري سمع من نافع أَوْ لا؟ الحديث: 1462 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 334 1463 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ (2) بْنُ بَشير (3) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ عائِشَة: أنَّ أسماءَ دخلَتْ عَلَى النبيِّ (ص) وَعَلَيْهَا ثيابٌ شاميَّةٌ رِقَاقٌ، فأعرَضَ عنها النبيُّ (ص) وَقَالَ: إِنَّ المَرْأَةَ إِذَا حَاضَتْ، لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا (4) إِلاَّ هَذِهِ (5) ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى كَفِّهِ ووجهِهِ (6) . قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إنما هُوَ: قتادةُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ: أنَّ عائِشَة ... مُرسَل (7) .   (1) ذكر ابن كثير في "الإرشاد" (1/109) إعلال أبي حاتم لهذا الحديث بالإرسال، وذكر ابن حجر في "التلخيص" (3/95) بعض هذا النص بتصرف. (2) في (ف) : «رواه عن سعيد» . (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4104) ، وابن عدي في "الكامل" (3/373) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2739) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/226 و7/86) . قال أبو داود: «هذا مرسل، خالد بن الدريك لم يدرك عائشة خ» . وقال ابن عدي: «ولا أعلم رواه عن قتادة غيرُ سعيد بن بشير، وقال مرَّة فيه: عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ، عَنْ أم سلمة، عن عائشة» . وانظر "النقد البنَّاء لحديث أسماء" لطارق بن عوض الله. (4) في (ت) و (ك) : «عنها» . (5) كذا، وفي مصادر التخريج: «هذا وهذا» . (6) في (ك) : «إلى كفه وجهه» . (7) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الحديث: 1463 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 335 1464 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ سِنَان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي؛ أنَّ الْحَسَنَ بْنَ عليٍّ أَخْبَرَهُ، عَنْ عَلِيٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ لُبْسِ الحريرِ والْمُعَصْفَر؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ شَيبان (2) ، عَنْ يَحْيَى (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ حُنَين، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ عِنْدِي: مَا حدَّثنا بِهِ أَبُو نُعَيم (4) ، عَنْ شَيبان، عَنْ (5) يَحْيَى، عَنِ ابْنِ حُنَين، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) ، وَمَا يَرْوِيهِ يزيدُ بنُ سِنَان فَهُوَ خطأٌ. فذكرتُ قولَ أَبِي زرعة لأبي، فقال: رواه عُبَيدالله بْنُ مُوسَى، عَنْ شَيبان، فَقَالَ فِيهِ: مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ؛ والصَّحيحُ ما قال عُبَيدالله. 1465 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رُوِيَ عن عبد الرحمن بن   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وفي هامش (أ) حاشية بخط مغاير نصها: «رواه حميد بن الربيع، عن عبيد الله ابن موسى، عن شيبان، عن يحيى ... » ، ثم بعد ذلك كلام غير واضح. وانظر المسألة رقم (233) و (1443) . (2) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه. لكن أخرجه النسائي في "المجتبى" (5271) من طريق إبراهيم بن عبد الملك أبي إسماعيل القنَّاد، عن يحيى، به. ورواه النسائي أيضًا (5272) من طريق الحسن بن موسى، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ خالد بن مَعْدان؛ أن ابن حنين حدَّثه؛ أن عليًّا قال. (4) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/299) ، والنسائي في "الكبرى" (9493) . (5) قوله: «عن» سقط من (ك) . (6) في (ت) و (ك) : «وسألته» . الحديث: 1464 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 336 المُهاجِر (1) ؛ قَالَ: رأيتُ فِي يَدِ أنسٍ خاتَمًا مِنْ ذَهَبٍ؟ قَالَ (2) أَبِي: هُوَ شيخٌ كوفيٌّ لَيْسَ بِمَشْهُورٍ، رَوَى عَنْهُ أَبُو زُهَيرٍ عبدُالرحمنِ بنُ مَغْراء (3) وَأَبُو معاويةَ (4) الضَّريرُ. 1466 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمَّار بْنُ رُزَيق (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بَعْجَة (8) : أنَّ ابْنَ عُمَرَ ساوَمَ بثوبِ دِيباجٍ (9) ... وَذَكَرَ الحديثَ. وَرَوَاهُ زُهَير (10) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ عمر؟   (1) روايته أخرجها مسدد في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (2274) من طريق أبي معاوية، عنه، به. (2) في (ش) : «فقال» . (3) في (ت) : «معزاء» . (4) في (ك) : «أو أبو معاوية» . وهو: محمد بن خازم. (5) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/256) من طريق فضيل بن عبد الوهَّاب، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن شمر ابن جعونة قال: اشترى منِّي ابن عمر ونحن بنَهاوَنْد قَباءَ ديباجٍ؛ أو قال: إستبرق. ورواه البخاري أيضًا من طريق إبراهيم بن يوسف، حدثني أبي، عن أبي إسحاق، عن سمرة بن جعونة: أصبتُ يوم تُسْتَر قَباءَ ديباجٍ، فقال لي ابن عمر: تبيعُ؟ قال المعلمي في تعليقه على "الجرح والتعديل" (4/156) : «والظاهر أن الواقعة واحدة، وإنما اختلف الرواة عن أبي إسحاق، والأكثر أنه سمرة» . (7) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (8) في (ك) : «نعجة» . (9) في (ك) : «ويباح» ، مهملة الأحرف. (10) هو: ابن معاوية. الحديث: 1466 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 337 قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَيْسَ مِمَّا سَمِعَ أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ، مَعَ أنَّ أَبَا إِسْحَاقَ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عُمَرَ؛ إِنَّمَا رَأَى ابنَ عُمَرَ رُؤْيَةً (1) . 1467 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر بْنُ المُفَضَّل (3) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنِ ابْنِ سِيرِين؛ قَالَ: أوَّلُ نَعْلٍ رأيتُ لَهَا قِبالاً (4) وَاحِدًا (5) : عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عفَّان؟ قَالَ أَبِي: يَقُولُ: عَنِ ابن سِيرين (6) ، عن عبد الله بْنِ سُرَاقَة؛ قَالَ: رأيتُ عَلَى عُثْمَانَ نَعْلاً (7) لَهَا قِبَالٌ وَاحِدٌ (8) . 1468 - وسألتُ أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهل بن عثمان، عن   (1) قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص146 رقم 526) : «سمعت أبي يقول: لم يسمع أَبُو إِسْحَاقَ مِنَ ابْنِ عُمَرَ، إنما رآه رؤية» . (2) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (3) لم نقف على روايته. لكن أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (3/957) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، عن خالد الحَذَّاء، به. (4) القِبالُ: زِمام النَّعْلِ، وهو: السَّيْرُ الذي يكون بين الإصبَعين. "النهاية" (4/8) . (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «قبال واحد» . وهو جارٍ على لغة ربيعة. انظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . (6) من قوله: «قال أول نعل ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (7) في (أ) و (ش) : «نعل» ، وفي (ك) : «بغلاً» . (8) في (ت) : «قبالاً واحدًا» ، وفي (ك) : «قبالاً واحد» . والحديث رواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" (3/956) من طريق هارون بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن سيرين، عن عبد الله بن الحارث وسراقة قال: أولُ نعل رأيتها متسعةً نعلٌ رأيتها على ابن عفان. كذا فيه. (9) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذه المسألة برقم (1473) . الحديث: 1467 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 338 العَقِيلي (1) ، عن عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، عَنْ أُمِّهِ (2) ؛ قالت: دخَلَ رسولُ الله (ص) عَلَى عَقيل، فوهَبَ لَهُ خاتَمًا أهداه إلى رسول الله (ص) النَّجاشِيُّ مِثلَ الفَلْكَةِ (3) ، فكتَبَ رسولُ الله (ص) فِيهِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} والمعوِّذَتين؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، والعَقيلي: هو ابن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، وحديثُهُ لَيْسَ بِشَيْءٍ. 1469 - وسمعتُ (4) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ نِزار، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عَنْ الحجَّاج بْنِ الحجَّاج، عَنْ سَلْم (5) بْنِ جُنادة، عَنْ فَرْوة بْنِ عَلِيٍّ السَّهْمي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يَنتَعِلَ أحدُنا وَهُوَ قائمٌ، وَأَنْ يَستَنجِيَ بعظمٍ أَوْ مَا يَخرُجُ مِنْ بَطْنٍ. قَالَ أَبِي: يقال (6) : عُرْوَة (7) بن علي (8) .   (1) هو: القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل. (2) هي: زينب الصغرى بنت علي بن أبي طالب. (3) كلُّ شيء مستدير فهو فَلْكَة. انظر "لسان العرب" (ف ل ك/10/478) . (4) في (ف) : «وسألت» . (5) في (ش) : «مسلم» ، وفي (ف) و (ك) : «سالم» . (6) في (ك) : «فقال» . (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «عزرة» . (8) الحديث من هذا الوجه رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/75) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/364) ، والطبراني في "الأوسط" (6531) من طريق سلمة بن حبيب، عن عروة بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. قال البخاري في ترجمة سلمة: «لم يتابَع عليه» . وقال العقيلي في ترجمة عروة: «مجهول بالنَّقل، وسلمة بن حبيب أيضًا نحوه» . الحديث: 1469 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 339 1470 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرَّزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ رَأَى عَلَى عُمَرَ بْنِ الخطَّاب ثَوْبًا جَدِيدًا فَقَالَ: الْبَسْ جَدِيدًا، وعِشْ حَمِيدًا، وتَوَفَّ شَهِيدًا، ويَرْزُقُكَ اللهُ قُرَّةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ؟ [قال أبي] (2) : وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَيْضًا عَنِ الثَّوْري، عن عاصم بن عُبَيدالله (3) ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) مِثلَهُ. فأنكَرَ الناسُ ذَلِكَ، وَهُوَ حديثٌ بَاطِلٌ، فالتُمِسَ الحديثُ: هَلْ رَوَاهُ أحدٌ؟ فَوَجَدُوهُ قَدْ رَوَاهُ ابنُ إِدْرِيسَ (4) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1460) . (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من المسألة رقم (1460) . (3) في (أ) و (ش) : «عبد الله» . (4) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته من هذا الوجه. والحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (3/329) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (25081 و29746) ، وفي "المسند"- كما في "المطالب العالية" (3894) - والبخاري في "الأوسط" (2/32-33) ، والدولابي في "الكنى" (1/109) جميعهم عن عبد الله بن إدريس، عن أبي الأشهب، عن رجل من مزينة به، كذا بإسقاط: «إسماعيل بن أبي خالد» . ورواه البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/33) ، وعنه الترمذي في "العلل الكبير" (695) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن أبي الأشهب، عن النبي (ص) مرسلاً. الحديث: 1470 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 340 خَالِدٍ، عَنْ أَبِي الأَشْهَب (1) النَّخَعي (2) ، عَنْ رجلٍ مِنْ مُزَينة، عَنِ النبيِّ (ص) ، فذكَرَ مثلَهُ (3) . 1471 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (5) ، عَنْ عُثْمان بْنِ أَبِي زُرْعة (6) ، عَنْ مُهَاجِرٍ الشَّامي (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قال   (1) في (أ) و (ش) : «الأشعث» . (2) هو: زياد بن زاذان. انظر "الجرح والتعديل" (3/532 رقم2403) . (3) هذا الحديث أعلَّه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/356) بالإرسال، فقال: «قال ابن عرعرة: سمعت ابن إدريس: ذهبت مع ابن أبي خالد إلى أبي الأشهب زياد ابن زاذان، فحدَّث بحديث عمر: أن النبيَّ (ص) قال له: " البَسْ جَديدًا ". وروى عبد الرزاق، عن سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، وعن مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وروى أَبُو نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إسماعيل، عن أبي الأشهب، وهذا أصحُّ بإرساله» . اهـ. وذكر نحو هذا بشيء من الاختصار في "التاريخ الأوسط" (2/33) ، وفي آخره قال: «وهذا مرسل لا يصحُّ» . اهـ. وذكره الدارقطني في "العلل" (220) وقال: «والصَّواب: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن أبي الأشهب النخعي مرسلاً، عن النبي (ص) » . اهـ. (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (5) هو: ابن عبد الله النَّخَعي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/92 و139 رقم 5664 و6245) ، وأبو داود في "سننه" (4029) ، وابن ماجه في "سننه" (3606) ، والنسائي في "الكبرى" (9560) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5698) . وأخرجه أبو داود (4029 و4030) ، وابن ماجه (3607) من طريق أبي عوانة الوضَّاح اليَشكُري، عن عثمان بن المغيرة به. (6) في (ف) : «عثمان بن زرعة» . (7) في (أ) و (ت) : «السامي» . وهو مهاجر بن عمرو النبال. الحديث: 1471 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 341 رسولُُ الله (ص) : مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ، أَلْبَسَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ (1) مَوْقُوفٌ (2) أصحُّ (3) . 1472 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش، عَنِ شُرَحْبيل (5) ، عمَّن أَخْبَرَهُ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: رَأَى رسولُ اللَّهِ (ص) عَلَيَّ (6) ثَوْبًا أحمرَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فانطلقتُ فَأَحْرَقْتُهُ بالنَّار، ثُمَّ لقِيَني فَقَالَ: مَا فَعَلَ ثَوْبُكَ؟ قلتُ: أَحْرَقْتُهُ؛ قَالَ: لَوْ كَسَوْتَهُ بَعْضَ أَهْلِكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عن عبد الله ابن عَمرو، يُسمِّي (7)   (1) في (ك) : «حديث» . (2) كذا في جميع النسخ، وهو منصوب على الحال، وحُذِفَتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . وأصلُ الكلام: هذا الحديثُ أصحُّ موقوفًا. (3) الحديث رواه معمر في "جامعه" (19979/مصنف عبد الرزاق) عن ليث، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به موقوفًا. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25260) عن أبي معاوية، عن ليث، عن المهاجر بن أبي الحسن، عن ابن عمر، به موقوفًا. (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (5) هو: ابن مسلم. (6) قوله: «علي» سقط من (ف) . (7) قوله: «عمر يسمي» يقرأ في (ش) : «عمرو سمى» ، وفي (ت) و (ك) : «عمر ويسمي» مباعدًا بين «عمر» والواو. ونحوه في (أ) و (ف) ، وزاد في (ف) ضبط «عُمر» بضمة العين. وانظر التعليق التالي. الحديث: 1472 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 342 مَنْ أَخْبَرَهُ (1) . 1473 - وسألتُ (2) أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بن (4) عبد الله بن محمد ابن عَقِيل، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل (5) ، عَنْ جَابِرٍ (6) : أنَّ النَّجاشِيَّ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ (ص) خَاتَمَ فِضَّةٍ لان جرد (7) فِيهِ تمثالٌ، قال: فكتب النبيُّ (ص) حَوْلَهُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} وَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *} وَ: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} ؟   (1) المبهم الذي أخبر شُرَحبيلَ هو: شُفْعَةُ السَّمعي. فالحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (4068) عن محمد بن عثمان الدمشقي، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عن شرحبيل بن مسلم، عن شُفْعة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ... به، وفيه: «ثوبٌ مصبوغٌ بِعُصْفُرٍ مُوَرَّد» ، بدل: «أحمر» . ثم قال أبو داود: «رواه ثور، عن خالد، فقال: " مُوَرَّد "، وطاوس قال: " مُعَصْفَر "» . اهـ. (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1468) . (3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (4) في (ش) : «عن» بدل: «ابن» . (5) قوله: «عن عبد الله بن محمد بن عقيل» سقط من (ف) ، وكان موجودًا في (أ) و (ش) ، ثم ضُرِب عليه. (6) في (ف) : «خالد» . (7) كذا في جميع النسخ: «لان جرد» ، عدا (ف) ففيها: «لان جود» . ولعل ما في النسخ تغييرٌ للأصل الفارسي لهذه الكلمة وهو «لاجورد» أو نطقٌ آخرُ لها. وقد عُرِّب هذا اللفظ إلى: «لازَوَرْد» والمراد به: حَجرٌ كريمٌ، لونُه أزرقُ سماويٌّ أو بنفسجيٌّ، يُتَّخَذُ للحُلِيِّ والزِّينة، أجوَدُه الصَّافي الشفَّافُ الأزرقُ الضَّاربُ إلى الحُمرة والخُضرة، يتولَّد معدِنُه في جبال أرمينية وفارس. انظر "تاج العروس (ل د د) ، و"القول الأصيل فيما في العربية من الدخيل" للدكتور ف. عبد الرحيم (ص205) ، و"معجم المعرَّبات الفارسية في اللغة العربية" للدكتور محمد التونجي (ص140) ، و"ألفاظ الحضارة في القرن الرابع الهجري" للدكتور رجب إبراهيم (ص216) . الحديث: 1473 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 343 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَالْقَاسِمُ متروكُ الْحَدِيثِ. 1474 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير بْنُ هِشَامٍ (2) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ لِبْسَتَين: الصَّمَّاء (3) ؛ وَهُوَ: أَنْ يَلتَحِفَ الرجلُ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ، ثُمَّ يرفعَ جَانِبَهُ عَنْ مَنْكِبِه لَيْسَ عَلَيْهِ ثوبٌ غيرُهُ (4) ، وَأَنْ يَحتَبِيَ الرجلُ الثَّوبَ (5) الواحدَ (6) لَيْسَ بَيْنَ فَرْجِه وَبَيْنَ السَّمَاءِ شيءٌ يَستُرُهُ. وَنَهَى عَنْ نِكاحَينِ: أَنْ يتزوَّجَ الرَّجُلُ المرأةَ عَلَى عَمَّتها، ولا   (1) انظر المسألة رقم (1205) و (1214) و (1263) و (1555) و (1576/أ) . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25210) ، والروياني في "مسنده" (1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (12/170) ، و (18/35-36) . (3) تصحفت في (ف) إلى: «أيضًا» . وتقدم تفسير «الصماء» في تعليقنا على المسألة رقم (544) . (4) في (ت) و (ك) : «غيره ثوب» . (5) كذا في جميع النسخ، ولم نقف على الفعل «احتبى» متعدِّيًا بنفسه فيما رجعنا إليه من كتب اللغة، وإنما استُعمل الفعل «احتبى» لازمًا، ومتعدِّيًا بالباء وبـ «في» ، يقال: احتَبى الرجلُ، واحتبَى بالثوبِ وفي الثوب، ونحوه: إذا جمعَ ظهرَه وساقَيه بثوبٍ أو غيره، وقد يحتبي بيديه. ويخرَّج ما هنا على حذف حرف الجر، وإيصال الفعل إلى المفعول به بنفسه دون حرف الجر، أو النصب على نزع الخافض، وهو مقيسٌ عند بعض النحويين إن عُرف الحرف المحذوف وعُرف مكانه. انظر التعليق على المسألة رقم (12) . (6) من قوله: «ثم يرفع جانبه ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 1474 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 344 عَلَى خَالَتِهَا (1) . وَنَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) عَنْ مَطْعَمَينِ: الجلوسِ عَلَى مائدةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ (2) ، وَأَنْ يأكلَ الرجلُ وَهُوَ مُنبَطِحٌ عَلَى وَجْهِهِ (3) . ونهى رسولُ الله (ص) عن بَيْعَتَين: وهي (4) المُلامَسَة (5) ،   (1) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (16764) ، والترمذي في "العلل الكبير" (276) ، والمروزي في "السنة" (300) ، والروياني في "مسنده" (1393 و1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184-185) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/482) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (50/65) . قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ غلط؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ قبيصة بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . وانظر المسألة رقم (1205) . وقوله: «ولا على خالتها» كذا جاء في النسخ الخطية، والجادَّة: «أو على خالتها» ، كما في بعض المصادر، لكن جاء الحديث أيضًا بلفظ: «لا تنكح الْمَرْأَةَ عَلَى عَمَّتها، وَلا عَلَى خالتها» ، فلعلَّ إحدى الروايتين دخلت في الأخرى، والله أعلم. (2) انظر المسألة رقم (1205) و (1555) . (3) في (ت) : «وجه» . والحديث رواه أبو داود في "سننه" (3774) ، وابن ماجه في "سننه" (3370) ، والروياني في "مسنده" (1392 و1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184-185) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/266) . واقتصر ابن ماجه في روايته على قوله: نهى رسول الله (ص) أن يَأْكُلَ الرَّجُلُ وَهُوَ مُنبطِح عَلَى وجهه» . قال أبو داود: «هذا الحديث لم يسمعه جعفر من الزهري، وهو منكر» . (4) كذا في (ف) ، وفي بقية النسخ: «وهو» ، وكلاهما صحيحٌ. (5) بيع المُلامَسَة: هو أن يقول: إذا لَمَسْتَ ثَوبِي - أو لَمَسْتُ ثَوبَك - فقد وَجَب البيعُ. وقيل: هو أن يَلْمِسَ المتاعَ من وَراءِ ثَوب ولا يَنظُرَ إليه، ثم يُوقعَ البَيْعَ عليه. "النهاية" (4/269-270) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 345 والْمُنابَذَةُ (1) ؛ وَهِيَ (2) بُيوعٌ كَانُوا يَتَبَايَعُونَ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ (3) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقان إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري (4) ، عَنِ قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيب وعُرْوَةَ بنِ الزُّبَير وعُبَيدِالله بنِ عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: حديثُ: نهى رسول الله (ص) أَنْ يتزوَّج المرأةَ عَلَى عمَّتها (5) . وَحَدِيثُ المُنابَذَةِ والْمُلامَسَة إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري (6) ، عَنْ (7) عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، ويقولُ مَعْمَر (8) : عَنِ الزُّهري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري.   (1) تقدم تفسير «المنابذة» في المسألة رقم (544) . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «هي» بلا واو. (3) الحديث رواه الروياني في "مسنده" (1407) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/184-185) . قال العقيلي في ترجمة جعفر بن بُرقان؛ بعد أن روى الحديث بجميع فقراته: «ولا يتابع عليه من حديث الزهري، وأما الكلام فيُروى من غير طريق الزهري، كله بأسانيد صالحة، خلا الْجُلُوسِ عَلَى مَائِدَةٍ يُشرَب عَلَيْهَا الخمر، فالرواية فيه فيها لين» . (4) قوله: «عن الزهري» سقط من (ك) . (5) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (5110) ، ومسلم في "صحيحه" (1408) ، وأحمد في "مسنده" (2/401 رقم 9203) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عن أبي هريرة، به. (6) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2144) ، ومسلم (1512) . (7) قوله: «عن» سقط من (ت) و (ك) . (8) في (ك) : «ويقول عن معمر» . وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2147) ، وانظر "العلل" للدارقطني (2295) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 346 1475 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (2) سَالِمُ بْنُ نُوح (3) ، عَنْ [عمر] (4) بْنِ عَامِرٍ (5) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي (6) عُثْمَانَ (7) ، عَنْ عُثْمَانَ: أَنَّهُ كتَبَ إِلَى عاملِ الْكُوفَةِ: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهَى عَنِ الْحَرِيرِ، إِلا قَدْرَ إصبَعَيْنِ وثلاثةٍ (8) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (9) قَتَادَةَ (10) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عمر (11) .   (1) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (286) ، ورجَّح أيضًا أنه عن عمر ح. (2) قوله: «رواه» ليس في (ف) . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (386) ، والدارقطني في "الأفراد" (34/أ-ب/أطراف الغرائب) . وقال الدارقطني: «تفرَّد به عمر بْنِ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي عثمان، ولم يروه عنه غير سالم بن نوح» . (4) في جميع النسخ: «عامر» ، والتصويب من مصادر التخريج، وانظر: "الجرح والتعديل" (6/126) ، و"تهذيب الكمال" (21/403) . (5) قوله: «ابن عامر» ليس في (ت) و (ك) . (6) في (ف) : «ابن» بدل: «أبي» . (7) هو: النَّهدي، واسمه: عبد الرحمن بن مُلّ. (8) كذا في جميع النسخ، وهو صحيح؛ لأن الراجح جواز تذكير «الإِصْبَع» ، وإن كان تأنيثها أجود، ولو جاءت على التأنيث لقال: «إصبَعَيْنِ وثلاثٍ» ؛ لأنَّ الأعداد من الثلاثة إلى التسعة تخالف المعدود تذكيرًا وتأنيثًا. انظر التعليق على المسألة رقم (713 و1386) . (9) قوله: «عن» سقط من (ك) . (10) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5828) ، ومسلم (2069) . قال الدارقطني في "العلل" (286) : «هو حَدِيثٍ رَوَاهُ سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عن عمر بْنِ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي عثمان، عن عثمان. ووهم فيه، وإنما رواه أبو عثمان النهدي، عن عمر بن الخطاب، كذلك رواه سليمان التيمي، وعاصم الأحول، وغيرهما» . (11) قال البزار في الموضع السابق: «هكذا قال عمر بْنِ عَامِرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي عثمان، عن عثمان، وقد رواه غير عمر، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عن عمر، ولا نعلم أحدًا تابع عمر بن عامر على هذه الرواية، عن عثمان» . الحديث: 1475 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 347 1476- وسألتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ (1) يُوسُفُ بْنُ مُوسَى القطَّان (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَكريَّا المَكفُوف البَصْري العِجْلي؛ قَالَ: حفظتُ أنَّ همَّام بْنَ يَحْيَى حدَّثنا، عَنْ قَتَادَةَ، عن قُدامة ابن وَبَرَة، عَنِ الأَصْبَغ بْنِ نُباتة، عن علي ح؛ قَالَ: كنتُ قَاعِدًا عِنْدَ رَسُولِ الله (ص) بالبَقِيعِ فِي يومِ داجِنٍ (3) مَطِيرٍ، فمرَّتِ امرأةٌ عَلَى حِمَارٍ، وَمَعَهَا مُكارٍي (4) ، فهَوَت يدُ الْحِمَارِ فِي وَهْدَةٍ (5) مِنَ الأَرْضِ، فسقطَتِ المرأةُ، فأعرض النبيُّ (ص) بِوَجْهِهِ (6) ، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، إنها   (1) قوله: «رواه» ليس في (ف) . (2) لم نقف على روايته، لكن أخرجه البزار في "مسنده" (898) من طريق محمد بن مرزوق، والعقيلي في "الضعفاء" (1/54) من طريق محمد بن إسماعيل، وابن عدي في "الكامل" (1/256) من طريق محمد بن سنجر، والديلمي في "مسند الفردوس" (ق 200) من طريق داود بن بكير، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/222) من طريق إسحاق بن سيَّار النصيبي، جميعهم عن إبراهيم بن زكريا، به. ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1438) . (3) على تقدير حذف مضاف، أي: يومِ سَحابٍ داجِنٍ، قال الفيومي: وسَحابةٌ داجنَةٌ، أي: مُمطِرَةٌ. "المصباح المنير" (د ج ن/1/190) . وفي مصادر التخريج: «في يومِ دَجْنٍ مَطير» قال الفيومي: الدَّجْنُ - وِزان فَلْس -: المطرُ الكثير. "المصباح المنير" الموضع السابق. (4) كذا في جميع النسخ: «مكاري» بإثبات الياء، والجادة: «مُكَارٍ» . لكنَّ إثبات الياء صحيحٌ في العربية، على لغة لبعض العرب. وتقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . والْمُكاري والكَرِيُّ: الذي يُكريكَ دابَّته، أي: يُؤْجرُك إياها. انظر "لسان العرب" (15/219) . (5) الوَهْدَةُ: الهُوَّة تكونُ في الأرض. "لسان العرب" (3/471) . (6) في (ش) : «وجهه» .. الحديث: 1476 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 348 مُتَسَروِلَةٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِلْمُتَسَرْوِلاَتِ مِنْ أُمَّتِي - قَالَهَا ثَلاثًا - يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّخِذُوا السَّرَاويلاتِ؛ فَإِنَّهَا مِنْ أَسْتَرِ ثِيَابِكُمْ (1) ، وَخُصُّوا بِهَا نِسَاءَكُمْ إِذَا خَرَجْنَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) ، وإبراهيمُ مَجْهُولٌ (3) . 1477- وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ (5) عُمَرَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ لاحِق التَّيْمي، عن ابن جابر (6) ، عن عبد الرحمن بْنِ طَرَفَة، عَنْ جَدِّهِ عَرْفَجَة (7) ؛ قَالَ: أُصِيبَ (8) أنفُهُ يومَ الكُلاب (9) ، فاتَّخَذَ أنفًا   (1) في (ف) : «لباسكم» . (2) قال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يُروى عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وإبراهيم بن زكريا هذا لم يُتَابع على هذا الحديث، وهو منكر الحديث» . وقال العقيلي في ترجمة إبراهيم هذا: «صاحبُ مناكير وأغاليط» . وقال: «لا يُعرَف هذا الحديث إلا بهذا الشيخ، فلا يُتابَع عليه. الحديث يُروى من جهة ابن عباس وأبي هريرة ثابت عنهما، فأما هذا الحديث فليس بمحفوظ» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديث منكر لا يرويه عن همام غير إبراهيم بن زكريا، ولا أعرفه إلا من هذا الوجه» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث موضوع، والمتهم به إبراهيم بن زكريا» . وضعَّفه ابن حجر في "فتح الباري" (10/272) . (3) ذكر في "الجرح والتعديل" (2/101 رقم280) أنه سأل أباه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَكْفُوفُ؟ فقال: «مجهول، والحديث الذي رواه منكر» . (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (5) قوله: «بن» سقط من (ت) . (6) هو: محمد بن جابر الحنفي اليَمامي. (7) في (ك) : «عن فجة» ، وهو: ابن أسعد التميمي العطاردي. (8) في (أ) : «وأصيب» . (9) الكُلاب - بالضَّم والتَّخفيف -: موضعٌ بالدَّهْناء بين اليمامة والبصرة، كانت فيه وقعتان؛ إحداهما بين ملوك كندة الإخوة، والأُخرى بين بني الحارث وبين بني تميم. "الاشتقاق" لابن دريد (ص 21) . الحديث: 1477 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 349 مِنْ وَرِقٍ (1) ، فأَنْتَنَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أتخذَ أَنْفًا مِنْ ذَهَب؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ (2) لَيْسَ لَهُ أصلٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ جابر، لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ أَبِي (3) الأشهبِ (4) ، وسَلْمِ (5) بْنُ رَزِينٍ (6) . قلتُ لأَبِي: فَرَوَى هَذَا الحديثَ عَنِ ابْنِ جَابِرٍ سِوَى هَذَا الشَّيخ؟   (1) الوَرِقُ بفتح الواو وكسر الراء، ويجوز فيه على لغة تميم: إسكانُ الراء مع فتح الواو وكسرها «الوَرْق» و «الوِرْق» ، قال النووي في "تحرير التنبيه" (ص113) : «قال الأكثرون من أهل اللغة هو مُخْتَصٌّ بالدراهم المضروبة. وقال جماعة: يُطلَقُ على كل الفِضَّة، وإن لم تكن مضروبة» . اهـ. وهذا المعنى الثاني هو المراد في الحديث هنا، والله أعلم. (2) في (ك) : «حديث» . (3) في (ش) و (ف) : «ابن» . (4) هو: جعفر بن حيَّان العطاردي. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1354) ، وابن سعد في "الطبقات" (7/45) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25255) ، وفي "المسند" (618) ، وأحمد في "مسنده" (4/342 رقم 19006) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/64-65) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (4232 و4233) ، والترمذي في "جامعه" (1770) ، و"العلل الكبير" (533) . قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث حسن غريب؛ إنما نعرفه من حديث عبد الرحمن بن طرفة، وقد روى سَلْم بن زرير، عن عبد الرحمن بن طرفة نحو حديث أبي الأشهب» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: رواه أبو الأشهب وسَلْم بن زرير، عن عبد الرحمن بْنِ طُرْفَةَ، عَنْ جَدِّهِ عَرْفَجَةَ» . وانظر "العلل" لعلي بن المديني (ص 88) ، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4/2230) . (5) في (ف) : «وسالم» . (6) كذا في جميع النسخ: «رزين» ، وفي "الجرح والتعديل" (4/264) : «زرير» ، وهو الصواب؛ انظر التعليق على المسألة رقم (1194، 1808) . والحديث أخرجه أحمد في "المسند" (5/23 رقم 20269) ، والنسائي في "سننه" (5161) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1407) من طريق سَلْم بن زرير، عن عبد الرحمن بن طرفة، به. وانظر "تهذيب الكمال" (11/222) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 350 قَالَ (1) : لا. قلتُ: فَمَا حالُ هَذَا الشَّيْخِ: مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ابن الْوَلِيدِ؟ قَالَ أَبِي: أمرُهُ مُضطَرِبٌ، روى عن شَرِيك (2) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقيل، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا تَزَوَّجَ العَبْدُ بِغَيْرِ إِذْنِ سَيِّدِهِ، كَانَ عَاهِرًا (3) . قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَيْسَ مِنْ حديثِ شَريك، رَوَاهُ زهيرٌ (4) والحسنُ بْنُ صَالِحٍ (5) ، وَلا أَعْلَمُ شَريكًا رَوَى هَذَا الحديثَ. 1478 - وسُئِلَ (6) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيل، كلاهما عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب:   (1) في (ت) و (ك) : «قلت» . (2) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. (3) في (ت) و (ك) : «عاهدًا» . والعاهِر: الزَّاني. انظر "النهاية" (3/326) . (4) هو: ابن محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1111) وقال: «حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ولا يصحُّ، والصَّحيحُ عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ جابر» . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/301 رقم 14212) ، والدارمي في "مسنده" (2279) ، وأبو داود في "سننه" (2078) ، وابن الجارود في "المنتقى" (686) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2705 و2706 و2707) ، وابن عدي في "الكامل" (2/314-315) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/333) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/127) . قال أبو نعيم: «غريب من حديث الحسن لم نكتبه إلا من حديث إسماعيل» . وانظر "العلل الكبير" للترمذي (159) . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (2472) . الحديث: 1478 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 351 فَفِي رِوَايَةِ حمَّاد بْنِ سَلَمة (1) : عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ حَفْص بْنِ عبد الله، عَنْ يَعْلى بْنِ مُرَّة؛ قَالَ: أتيتُ (2) النبيَّ (ص) وَبِي أَثَرُ صُفْرَةٍ مِنْ زَعْفَرانٍ؛ فَقَالَ: اغْسِلْ هَذَا عَنْكَ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ (3) - مرَّتين - ثُمَّ لا تَعُدْ. فذهبتُ فغسلتُه، ثُمَّ لَمْ أَعُدْ. وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ فُضَيل (4) : عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب، عن عبد الله بْنِ حَفْص، عَنْ يَعْلى بْنِ مُرَّة؛ قَالَ: مررتُ عَلَى رَسُولِ الله (5) (ص) ... ؟ قال أبو (6) زرعة: عبدُاللهِ بنُ حَفْص أصحُّ.   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/171 رقم 17553 و17554) ، والطبراني في "الكبير" (22/267 رقم 685) . (2) قوله: «أتيت» سقط من (ك) . (3) قوله: «ثم اغسله» الثاني ليس في (ك) . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (17668) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1569) ، والطبراني في "الكبير" (22/268 رقم 686) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (7937) ، والحميدي في "مسنده" (841) ، والنسائي في "سننه" (5124) من طريق ابن عيينة، وأحمد في "مسنده" (4/173 رقم 17570) من طريق عَبيدة بن حميد، والنسائي في "سننه" (5125) ، والطبراني في "الكبير" (22/268 رقم 688) من طريق موسى بن أعين، والطبراني في "الكبير" (22/267 و268 رقم 684 و687) من طريق ورقاء بن عمر وقيس بن الربيع، جميعهم عن عطاء بمثله. وفي الحديث خلاف آخر؛ انظره في المسألة رقم (2472) . (5) قوله: «على رسول الله» مكرر في (ك) . (6) في (ف) : «أبي» ، وكأنها صوِّبت. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 352 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْطْعِمَةِ 1479 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ دِينَارٍ (3) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِب (4) ، عَنْ أَبِي (5) واقدٍ اللَّيْثي؛ قَالَ: قَدِمَ النبيُّ (ص) المدينةَ والناسُ يَجُبُّونَ (6) أَسْنامَ الإِبِلِ، وَيَقْطَعُونَ أَلَيَاتِ الْغَنَمِ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : مَا قُطِعَ مِنَ البَهِيمَةِ وَهِيَ حَيَّةٌ، فَهُوَ (7) مَيْتَةٌ.   (1) نقل ابن الملقِّن في "البدر المنير" (2/184) بعض هذا النص بتصرف. وانظر المسألة الآتية برقم (1526) . (2) في (ف) : «أبي زرعة» . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/218 رقم 21903 و21904) ، والدارمي في "مسنده" (2061) ، وأبو داود في "سننه" (2858) ، والترمذي في "جامعه" (1480) ، و"العلل الكبير" (437) ، وابن الجارود في "المنتقى" (876) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1572) ، وابن عدي في "الكامل" (4/299) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي واقد، به. قال الترمذي في "جامعه" (1480) : «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث زيد بن أسلم» . وقال في "العلل الكبير" (437) : «سألت محمدًا عن هذا الحديث، فقلت له: أترى الحديث محفوظًا؟ قال: نعم. قلت له: عطاء بن يسار، أدرك أبا واقد؟ فقال: ينبغي أن يكون أدركه، عطاء بن يسار قديم» . وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرويه عن زيد بن أسلم غيرُ عبد الرحمن بن عبد الله هذا» . (4) كذا في جميع النسخ! والحديث معروف من رواية عَطَاءِ بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي واقد كما مضى في التخريج. (5) في (ف) : «ابن» بدل: «أبي» . (6) أي: يقطعون. "النهاية" (1/233) . (7) في (ت) و (ك) : «فهي» . الحديث: 1479 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 353 وَرَوَى مَعْن القَزَّاز (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: جَمِيعًا وَهْمَين (2) ! والصَّحيحُ: حديثُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) . 1480 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِير الْكُوفِيُّ، عَنِ (5) الأَجْلَح، عَنِ الحَكَم بْنِ عُتَيبة (6) ، عَنْ مِقْسَم،   (1) في (ت) : «البزاز» ، وهو ابن عيسى، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3216) ، والبزار في "مسنده"- كما في "نصب الراية" (4/317) ، والدارقطني في "سننه" (4/292) ، والحاكم في "المستدرك" (4/124) . قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه» . (2) كذا في جميع النسخ! وتقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (1088) . (3) كذا في جميع النسخ، وهو مُشكِل كما ترى! إذ كيف يذكر أن الحديث مُرسَل وهو متَّصل؟! فلعله انتقال بصر من النسَّاخ، ولعله يعني: «والصَّحيح: حَدِيثُ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ النبيِّ (ص) ، مرسل» . فقد أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (8611) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم مرسلاً، ليس فيه ذكرٌ لابن عمر ولا لغيره. وذكر الدارقطني في "العلل" (1152) الخلافَ على زيد بن أسلم في هذا الحديث، وفي آخره قال: «وقال سليمان ابن بلال: عن زيد، عن عطاء مرسلاً. وقال هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ: عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، والمرسل أشبه» . وقوله: «مرسلً» يحتمل هنا وجهين: النصب والرفع، وقد تقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (85) . (4) انظر المسألة الآتية برقم (1506) . (5) قوله: «عن» سقط من (ف) . (6) في (ك) : «عتبة» . وروايته أخرجها ابن أبي عمر العَدَني في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (2354) - من طريق إسماعيل بن مسلم، عنه، به. الحديث: 1480 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 354 عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهى عَنْ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّبَاع (1) ؟ قَالَ (2) : هَذَا (3) حديثٌ خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الحَكَم بْنِ عُتَيبة (4) ، عَنْ مَيْمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّه نَهى عَنْ كلِّ ذِي نابٍ من السِّباع.   (1) أي: نهى عن أكله، كما في الحديث الآتي برقم (1506) . (2) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم وأبي زرعة، فالسِّياق يقتضي: أن يقال: «قالا» ، لكن ما في النسخ محتمل لوجهين: الأوَّل: أن السؤال موجَّه إليهما، والجواب واقع منهما أيضًا، وأصلُ «قال» هنا: «قالا» بألف المثنَّى، لكنها حذفت واكتفي عنها بالفتحة على لغة هوازن وعليا قيس، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) ، أو أنه أراد: قال كلُّ واحدٍ منهما. والثاني: أنَّ ذكر أبي زرعة في السؤال وهم؛ فإن هذه المسألة ستكرَّر بنحو ذلك في المسألة رقم (1506) ، والسؤال فيها موجَّه إلى أبي حاتم وحده، والله أعلم. (3) قوله: «هذا» سقط من (ف) . (4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «عتبة» . وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/289 رقم 2619) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3477 و3478) من طريق عبد الله بن المبارك، عن شعبة، عن الحكم به موقوفًا. ورواه مسلم في "صحيحه" (1934) ، وأبو عوانة (7609) من طريق معاذ العَنبري، وأبو عوانة (7607 و7608 و7610) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء ويزيد ابن زريع ويحيى بن سعيد القطان، جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ (ص) ... فذكره مرفوعًا. قال شعبة - كما عند أحمد -: رفعه الحكم، وأنا أكره أن أحدِّث برفعه، وحدثني غيلان والحجاج، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عباس، ولم يرفعه» . وانظر المسألة الآتية برقم (1506) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 355 1481 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عَنِ الأعمَش، عن زيد ابن وَهْب، عَنْ حُذَيفة؛ قَالَ: كُنَّا إِذَا دُعِينا إِلَى طَعَامٍ والنبيُّ (ص) مَعَنَا لَمْ نضَعْ أيديَنا حَتَّى يَضَعَ (3) النبيُّ (ص) يَدَهُ. فأُتِينا بِجَفْنَةٍ، فَجَاءَ أعرابيٌّ ... فذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الأعمَش (4) ، عَنْ خَيثمة (5) ، عَنْ أَبِي حُذَيفة الأَرْحَبي (6) ، عَنْ حُذَيفة، وليس هو من حديث زيد بن وَهْب. فقلتُ لهما: الوَهَمُ ممَّن هو؟ قالا: مِن مَعْمَر (7) .   (1) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» . (2) روايته أخرجها في "الجامع" (19563/مصنف عبد الرزاق) . ومن طريقه أخرجه البزار في "مسنده" (2814) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1077) ، والبيهقي في "الشعب" (5445) . (3) قوله: «أيدينا حتى يضع» سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/383 و397 رقم 23249 و23373) ، ومسلم في "صحيحه" (2017) ، وأبو داود في "سننه" (3766) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1078 و1079) . (5) هو: ابن عبد الرحمن. (6) هو: سلمة بن صُهَيب. (7) قال الطحاوي في الموضع السابق: «وأهل العلم جميعًا بالحديث يقولون: إن معمرًا غلط في إسناد هذا الحديث، عن الأعمش، وإنَّ الصحيح في إسناده هو: ما حدثنا ... » ، ثم رواه من طريق الأعمش. الحديث: 1481 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 356 1482 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار (2) بِأَخَرَةٍ (3) ، عن إسماعيل ابن عيَّاش، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ الزُّهْري، عن عُبَيدالله (4) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي الضَّبِّ، وقصةِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ (5) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهْري (6) ، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل بْن حُنَيف، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدِ بن الوليد، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: وَفِي (7) حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ (8) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج كلامٌ (9) : قَالَ: فأُتِيَ النبيُّ (ص) بإناءٍ، فشَرِبَ، وَعَنْ يَمِينِهِ ابنُ عَبَّاسٍ، وَعَنْ يَسَارِهِ خَالِدُ بْنُ الوليد، فقال النبيُّ (ص) لابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْقِيَ   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1497) و (1517) و (1527) . (2) رواه بتمامه أبو عبد الله بن مروان القرشي في "الفوائد"- كما في "السلسلة الصحيحة" (2320) - قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن الحويص، ثنا هشام ابن عمار، حدثنا ابن عياش، حدثنا ابن جريج - قال: وابن زياد - عن شهاب، عن عبيد الله بن عتبة، عن ابن شهاب (كذا الأصل، والصواب ابن عباس) فذكره. كذا وقع الإسناد فيه، وما بين القوسين من كلام الشيخ الألباني _ح. وسيأتي بيان من أخرجه مختصرًا. (3) في (ك) : «فأخذه» . (4) في (ك) : «عبد الله» . (5) ذكر المصنف متن هذا الحديث كاملاً في المسألة رقم (1517) . (6) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5391 و5400 و5537) ، ومسلم في "صحيحه" (1946) . (7) في (ف) : «في» بلا واو. (8) أخرجه بهذا اللفظ ابن ماجه في "سننه" (3426) . (9) قوله: «كلام» ليس في (ك) . الحديث: 1482 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 357 خَالِدًا؟ . فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (1) : مَا أُحبُّ أَنْ أُوثِرَ بسُؤْرِ (2) النبيِّ (ص) عَلَى نَفْسِي. فَتَنَاوَلَ ابنُ عَبَّاسٍ فشَرِبَهُ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا مِن حديثِ عُبَيدالله بن عبد الله، وَلا مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْل؛ وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ الزُّهري (3) ، عَنْ أَنَسٍ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَفِي (4) هَذَا (5) الحديثِ بَعْضُ (6) هَذَا الْكَلامِ (7) : فَقَالَ النبيُّ (ص) : مَنْ أَطْعَمَهُ (8) اللهُ طَعَامًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَارْزُقْنَا خَيْرًا مِنْهُ، ومَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَنًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ (9) بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وزِدْنَا مِنْهُ؛ فَإِنِّي لا أَعْلَمُ يُجْزِئُ (10) مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ إلاَّ اللَّبَنَ؟   (1) في (ك) : «فقال النبي (ص) » بدل: «فقال ابن عباس» . (2) السُّؤْرُ: بقيَّةُ الشيء وفضلَتُه، والجمع: أسْآرٌ. انظر "اللسان" (سأر/4/339) . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2352 و5612 و5619) ، ومسلم في "صحيحه" (2029) . (4) في (ف) : «في» بلا واو. (5) قوله: «هذا» ليس في (أ) و (ش) . (6) كذا في جميع النسخ، ولعل الصَّواب: «بعد» بدل: «بعض» . (7) رواه ابن ماجه في "سننه" (3322) عن هشام بن عمار بالإسناد المتقدم في أول المسألة. (8) في (ك) : «أطعم» . (9) في (ك) : «الله» . (10) كذا في جميع النسخ، وفي "سنن ابن ماجه": «لا أعلمُ ما يُجْزِئ» ، وسيأتي في المسألة رقم (1517) بلفظ: «لا أعلمُ شيئًا يُجْزِئ» . وبالنظر إلى ما في "سنن ابن ماجه" يخرَّج ما هنا على أنه حذف الموصول «ما» وأبقى صلته، وهو جائز عند الكوفيين والأخفش، وتبعهم ابن مالك؛ ومنه قوله تعالى: [النِّسَاء: 46] {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} ، أي: مَن يحرِّفون. وانظر: "الإنصاف في مسائل الخلاف" (2/721-722) ، و"شرح التسهيل" (1/235) ، و"مغني اللبيب" (ص588) ، و"همع الهوامع" (1/343-344) . وبالنظر إلى ما ورد في المسألة رقم (1517) ، فيتوجَّه ما هنا على حذف المنعوت - وهو «شيئًا» - للعلم به، وقد أجاز النحويون حذف المنعوت أو النعت مع بقاء الآخر إذا علم المحذوف. وانظر "أوضح المسالك" (3/274-287) . وقوله: «إلا اللبن» يحتمل النصب والرفع، وقد ذكرنا توجيههما في التعليق على نحوه في المسألة (308/أ) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 358 قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهري؛ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ عليِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان (1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَرْمَلة، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَأَخَافُ أَنْ يكونَ قَدْ أُدخِل عَلَى هِشَامِ بْنِ عمَّار (2) ؛ لأَنَّهُ لَمَّا كَبِر تغيَّر. 1483 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ تَميم ابن زِياد، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (3) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاءٍ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ؟   (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2846) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (8676) ، والحميدي في "مسنده" (488) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/396-397) ، وأحمد في "مسنده" (1/220 رقم 1904) ، وأبو داود في "سننه" (3730) ، والترمذي في "جامعه" (3455) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن، وقد روى بعضهم هذا الحديث عن علي بن زيد، فقال: عن عمر بن حرملة، وقال بعضهم: عَمرو بن حرملة؛ ولا يصحُّ» . وانظر تخريج الأخ ياسر فتحي لكتاب "الذكر والدعاء" للقحطاني رقم (247) . (2) في (ف) : «عمارة» ، وصوبت إلى: «عمار» . (3) هو: عيسى بن أبي عيسى. وروايته أخرجها أبو عوانة في "صحيحه" (8378) . الحديث: 1483 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 359 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (1) . 1484 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالله بنُ المُطَّلِب العِجْلي (3) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنُ ذَكْوان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : إنَّ أَهْلَ البَيْتِ لَيَقِلُّ طُعْمُهُمْ (4) ، فَتَسْتَنِيرُ (5) بُيُوتُهُم؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ، وعبد الله بْنُ المُطَّلِب مجهولٌ (6) . 1485 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بن أبي عَتَّاب   (1) الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (2052) من طريق أَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ، عن جابر، عن النبي (ص) ، به. (2) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (3) في (ك) : «العجل» . وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في كتاب "الجوع" (71) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/305) ، والطبراني في "الأوسط" (5165) ، وابن عدي في "الكامل" (2/318) . ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1414) من طريق العقيلي. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلا الحسن بن ذكوان، ولا عن الحسن إلا عبد الله ابن المطلب، تفرَّد به عبد الرحمن» . (4) قال المناوي في "فيض القدير" (2/438) : «لَيَقِلُّ طُعْمُهُم: بِضَمٍّ فسُكُون، أي: أكلُهم للطَّعام» . (5) في (ت) : «فيستنير» ، وهو جائز؛ لأنَّ فاعله جمع تكسير، فيجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه، وإن كان التأنيث أولى، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) . (6) قال العقيلي في ترجمة عبد الله بن المطلب: «مجهول، وحديثه منكر غير محفوظ» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله (ص) » . وقال الشيخ الألباني في "الضعيفة" (166) : «موضوع» . (7) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذه المسألة برقم (1519) ، وفيها قول أبي حاتم: «هَذَا حديثٌ منكرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ» . الحديث: 1484 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 360 الأَعْيَن (1) ، عن الوليد ابن محمد الأَيْلي (2) ، عَنِ المُبارَك بْنِ فَضالة، عَنِ الْحَسَنِ (3) ، عَنْ سَمُرة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي اثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا (4) حديثٌ باطلٌ - يَعْنِي بِهَذَا الإِسْنَادِ (5) - والوليدُ مجهولٌ. 1486 - وسمعتُ (6) أَبِي ورأى فِي كتابي عَنِ هَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بن بِشْر، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَكْلِ الضَّبِّ، فقال: مَا أَنَا   (1) هو: محمد بن أبي عتَّاب. (2) كذا في (ت) و (ش) ، وفي (ف) و (ك) : «الأبلي» ، وهي مهملة في (أ) . وتقدم في المسألة رقم (1388) ، وسيأتي في المسألة رقم (1519) . وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (7/229 رقم 6958) من طريق إبراهيم بن الْوَلِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأُبُلِّيُّ، عَنِ أبيه، به. ورواه الروياني في "مسنده" (864) من طريق إسماعيل ابن مسلم، والبزار في "مسنده" (2874/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (7/231 رقم 6963) من طريق أبي بكر الهذلي، كلاهما عن الحسن، عن سمرة، به. (3) هو: البصري. (4) قوله: «هذا» سقط من (ت) و (ك) . (5) هذا احترازٌ حسن من ابن أبي حاتم؛ فإن الحديث بهذا اللفظ أخرجه مسلم في "صحيحه" (2059) من حديث جابر. وأخرجه البخاري (5392) ، ومسلم (2058) من حديث أبي هريرة بلفظ: «طعامُ الاثنينِ كافي الثَّلاثة، وطعامُ الثَّلاثة كافي الأربعَة» . (6) تقدمت هذه المسألة برقم (252) . الحديث: 1486 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 361 بِآكِلِهِ (1) ، وَلا مُحَرِّمِهِ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ؛ وَإِنَّمَا (2) هو: عن (3) عبد الرحمن بن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) . 1487 - وسمعتُ أَبِي (4) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مَرْوَانُ الفَزاري (5) ، عَنْ سَهْل بْنِ عبد الله المَرْوَزي، عن عبد الملك بْنِ مِهْران، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَكَلَ الطِّينَ (6) ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ.   (1) في (ت) : «يأكله» . (2) في (ك) : «وهم فيه إنما» . (3) قوله: «عن» ليس في (ف) . (4) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . وذكر المصنف هذا الحديث في "الجرح والتعديل" (4/201 رقم866) وقال: «سمعت أبي يقول: سهل بن عبد الله وعبد الملك مجهولان، والحديث باطل» . اهـ. وانظر (5/370) منه. (5) هو: مروان بن معاوية. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/34-35) ، ورواه ابن حبان في "المجروحين" (1/349) تعليقًا عن عبد الملك بن مهران، به. ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1/361 رقم 368) ، وابن عدي في "الكامل" (5/307) من طريق بقية، عن عبد الملك بن مهران، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/11-12) . قال العقيلي بعد أن ذكر أحاديث عدة لعبد الملك بن مهران: «كلُّها ليس لها أصلٌ، ولا يُعرف منها شيء من وَجْه يصحُّ» . وقال ابن عدي: «وهذا لا أعلم يرويه عن سهيل غير عبد الملك هذا» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (4560) . (6) في (ك) : «الظبى» . الحديث: 1487 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 362 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وسَهْلُ بن عبد الله وعبدُالملك بنُ مِهْران: مجهولان ِ. 1488 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَينة (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنصور، عَنِ الشَّعبي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: أُتِيَ النبيُّ (ص) في غزوة تبوك بجُبْنَةٍ (3) ، فدعا بسِكِّينٍ، فسمَّى وقطَعَ.   (1) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . وقد نقل الحافظ ابن رجب في "جامع العلوم" (ص535) حكم أبي حاتم على الحديث بالنكارة. (2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه (3819) ، وابن حبان في "صحيحه" (5241) ، والطبراني في "الأوسط" (7084) ، و"الصغير" (1026) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/6) . ورواه مسدد في"مسنده"- كما في المطالب العالية" (2413) - من طريق عيسى بن يونس، عن عمرو بن منصور به بلفظ: «إن النبيَّ (ص) أُتي بجُبنَة فقيل: إن هذا طعامٌ تصنعه المجوس، فقال: «اذكُروا اسمَ الله عليه وكُلوا» . قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن منصور إلا إبراهيم بن عيينة، ولم يروه عن الشعبي إلا عمرو بن منصور» . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (166/أ/أطراف الغرائب) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابن عباس به. قال الدارقطني: «تفرَّد به إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو ابن منصور المشرقي، عنه» . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «بجبة» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وضُبطت في (ت) بتشديد النون، وهي لغةٌ صحيحة فيها. قال الفيومي: الجُبْنُ المأكول فيه ثلاث لغات؛ أجودُها: سكون الباء، والثانية ضمُّها للإتباع، والثالثةُ وهي أقلها: التَّثقيل. ومنهم من يجعل التثقيلَ من ضرورة الشعر. "المصباح المنير" (ج ب ن/1/90) . وقال ابن منظور: الجُبْن والجُبُن والجُبُنُّ مثقَّل: الذي يؤكَل، والواحدة من كل ذلك بالهاء. "اللسان" (ج ب ن/13/85) . الحديث: 1488 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 363 قَالَ أَبِي: جَابِرٌ الجُعْفِي (1) يَقُولُ: عَنِ الشَّعبي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَكِلاهُمَا لَيْسَ بِصَحِيحٍ، وَهُوَ مُنكَر. 1489 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه شَريك (3) ، عن   (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وتقدم ذكر رواية الدارقطني في "الأفراد" من طريق مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عباس. والحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (2807) ، وأحمد في "مسنده" (1/234 و302 رقم 2080 و2755) ، والبزار في "مسنده" (2878 و2879/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (11/240 رقم 11807) ، وابن عدي في "الكامل" (2/119) من طريق جابر الجعفي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ به. قال البزار: «لا نعلم أحدًا يروي (كذا) عن ابن عباس إلا عكرمة، ولا عنه إلا جابر» . ونقل ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 535/الحديث الثلاثون) عن الإمام أحمد أنه سئل عن حديث ابن عباس هذا فقال: «هو حديث منكر» . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24417) عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ = = به مرسلاً. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (8795) عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عمرو بن منصور الهمداني، عن الشعبي والضحاك بن مزاحم به مرسلاً. قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص535) : «وهو أشبه» . (2) في (ش) : «وسألت أبي وأبا زرعة» . وستأتي هذه المسألة برقم (1522) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1528) ، (1537) ، و (1538) ، و (2415) ، و (2521) . (3) هو: ابن عبد الله النَّخَعي القاضي. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6751) ، والطبراني في "الأوسط" (5575) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، إلا شريك، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ والناس عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) » . وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ عبيد الله، واختُلِف عنه: فرواه أحمد في "مسنده" (2/80 رقم 5514) عن محمد بن عبيد بمثل رواية شريك، ورواه أبو عوانة في "صحيحه" (8176) عن أبي الحسن الميموني في آخرين، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله، عن ابن عمر به. الحديث: 1489 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 364 عُبَيدالله (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : الشَّيْطَانُ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ (2) ؛ إنما هو: عُبَيدالله (3) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنْ عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ والوَهَمُ مِنْ شَريكٍ (4) . 1490 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه قَيسُ ابن الرَّبيع (5) ، عن   (1) في (ش) : «عبد الله» . وعُبَيدالله هذا هو: ابن عمر العُمَري. (2) وكذا قال النسائي في "الكبرى" (6751) وذكر أن الصَّواب رواية عبيد الله، عن الزهري الآتية. (3) في (ف) : «عُبَيْد» بدون ذكر لفظ الجلالة، وهو العمري، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/146 رقم 6334) ، ومسلم في "صحيحه" (2020) ، والترمذي في "جامعه" (1799) ، والنسائي في "الكبرى" (6750) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وهكذا روى مالك وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عن أبي بكر بن عبيد الله، عن ابن عمر، وروى معمر وعُقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، ورواية مالك وابن عيينة أصحُّ» . (4) قال الدارقطني في "العلل" (4/54/ب) : «ورواه شريك بن عبد الله ومحمد بن بشر، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، وذلك وهمٌ» . وانظر "العلل" للدارقطني (100) أيضًا. (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (805) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/237 و238) . قال البزار: «ولا نعلم روى شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ عَلِيٍّ إلا هذا الحديث» . وذكر الدارقطني في "العلل" (383) ، وابن حجر في "الإصابة" (5/74) أن قيس بن الربيع يرويه أيضًا عن أبي إسحاق، عن عمير بن قميم، عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ علي، عن النبي (ص) . الحديث: 1490 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 365 أبي إسحاق (1) ، عن شَريك ابن حَنْبَلٍ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لا يَحِلُّ أَكْلُ الثُّومِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ منهم مَن يَقُولُ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ شَريك بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ عليٍّ، قولَهُ (3) ؛ مَوْقُوفٌ (4) . وَرَوَاهُ عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ (5) ، عَنِ الثَّوْري، عَن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شَريك بْنِ حَنْبَلٍ - لَمْ يَقُل: عَنْ عليٍّ -: لا يَحِلُّ أكلُ الثُّوم، وَهُوَ أشبهُ عِنْدِي؛ لأنَّ الثَّوْريَّ أحفظُهم.   (1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1808) من طريق مسدَّد، عَنِ الْجَرَّاحِ بْنِ مَلِيحٍ، عَنْ أبي إسحاق، عن شريك، عن علي بلفظ: «نُهيَ عن أكل الثُّوم إلا مَطبوخًا» . ورواه الترمذي (1809) من طريق وكيع، عن أبيه الجراح بمثله بلفظ: «لا يصلحُ أكلُ الثُّوم إلا مطبوخًا» . قال الترمذي: «هذا الحديث ليس إسناده بذلك القوي، وقد رُوي هذا عن علي قوله، وروي عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً» . (3) قوله: «قوله» ليس في (أ) و (ش) . (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) ذكر روايته الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" = = (4162) ولم يسق المتن. والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8657) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (3/310) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3/1474) من طرق عن يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عمير بن قميم - ويقال: تميم - عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ النبي (ص) به. وعند البغوي تصريح شريك بالسَّماع من النبي (ص) . وقد سُئل الدارقطني في "العلل" (383) عن هذا الحديث فقال: «يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختُلِف عنه؛ فرواه أَبُو وَكِيعٍ الجرَّاح بْنُ مَلِيحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شَرِيكِ بن حنبل، عن علي قال: نهى عن أكل الثَّوم إلا مَطبوخًا. قاله مسدد، عن أبي وكيع. ووقفه يحيى الحماني، عن أبي وكيع، ولم يقل: نهى. وخالفه قيس بن الربيع، فرواه عن أبي إسحاق، عن عمير بن قميم، عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ علي، عن النبي (ص) ، ويشبه أن يكون قول قيس أولى بالصَّواب؛ لأن يونس بن أبي إسحاق رواه عن أبي هلال - وهو عمير بن تميم - عَنْ شَرِيكِ بْنِ حَنْبَلٍ، عَنْ علي ح» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 366 1491- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ حَفْص بْنِ غِياث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي العُمَيْس (2) ، عَنْ عُبَيد بْنِ الْحَسَنِ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ مَعْقِل، عَنْ غالِب بْنِ أَبْجَر؛ قال: سألتُ النبيَّ (ص) فقلتُ: يارسولَ اللَّهِ، إِنَّهُ لَمْ يُبْقَ مِنْ مالي شيئًا (3) أُطعِمُهُ أهلي، إلا   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (2) هو: عتبة بن عبد الله المسعودي. وذكر روايته أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4/2265 رقم5617) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/332) ، وفيهما: «عبد الله بن معقل» بدل: «عبد الرحمن ابن معقل» . والحديث رواه أبو داود في "سننه" (3809) من طريق منصور، عن عبيد، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/332) . (3) كذا في جميع النسخ، ولو جاء على الجادَّة لقال: «لَمْ يَبْقَ مِنْ مَالِي شيءٌ» ؛ كما في مصادر التخريج. ولكنَّ النصب في النسخ يتجه ببناء «يُبْقَ» للمجهول، على أن يكون نائبُ فاعله هو الجارَّ والمجرور «من مالي» ، و «شيئًا» على ذلك: مفعول به منصوب، وهذا جارٍ على مذهب الكوفيين ومن وافقهم من النحاة في جواز إنابة الجارِّ والمجرور مُنَابَ الفاعل مع وجود المفعول به، وقد منع ذلك جمهور البصريين. انظر إيضاح ذلك في التعليق على المسألة رقم (252) . الحديث: 1491 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 367 أَحْمِرَةً (1) عِنْدِي؛ فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : أَطْعِمْ أَهْلَكَ مِنْ سَمِينِ مَالِكَ؛ فَإِنَّمَا قَذِرْتُ لَكُمْ جَوَالَّ (2) القَرْيَةِ. وَرَوَاهُ شَريكٌ (3) ، عَنْ مَنصور (4) ، عَنْ عُبيد ابن حَسَنٍ، عَنْ (5) غالِب بْنِ ذُرَيح؛ قال: قيل للنبيِّ (ص) في أكل الحُمُرِ ... .   (1) في (ك) : «حمرة» . وأَحْمِرَةٌ: جمعُ حِمار، ويُجمَع أيضًا على: حَمير، وحُمُر. انظر "المصباح المنير" (ح م ر/1/150) . (2) قال أبو عبد الرحمن شرف الحق محمد أشرف الصدِّيقي العظيم آبادي في "عون المعبود" (10/282) : «جَوَالّ» بتشديد اللام جمعُ جالَّة، وهي التي تأكل الجَلَّة وهي: العَذِرَة. يقال: جَلَّت الدابةُ الجَلَّةَ، واجتَلَّتها، فهي جالَّةٌ، وجَلاَّلةٌ: إذا التقطتها. اهـ. وقال الفيومي: الجَلَّةُ بالفتح: البَعَرَة، وتُطلقُ على العَذِرَة. وجَلَّ فلانٌ البَعَرَ جَلاًّ من باب قتل: التَقَطَهُ، فهو جَالٌّ، وجَلاَّلٌ: مبالغةٌ، ومنه قيل للبهيمة تأكلُ العَذِرَةَ: جَلاَّلَةٌ وجَالَّةٌ أيضًا، والجمعُ: جَلاَّلاتٌ على لفظ الواحِدَة، وجَوَالُّ، مثل: دابَّة ودوابَّ. "المصباح المنير" (ج ل ل/1/160) . وانظر "النهاية" (1/288) ، و"اللسان" (ج ل ل) . وفسَّر أبو داود في روايته جَوَالَّ القرية: بالجَلاَّلة. وقد ضُبطت كلمة «جوال» خطأً في طبعة بيت الأفكار الدولية: «جَوَّال» بتشديد الواو. ومثلها في متن السنن المطبوع مع شرحه "عون المعبود"، وفي "غريب الحديث" لابن قتيبة بتحقيق عبد الله الجبوري (1/276) ، والصوابُ ضبطها بتخفيف الواو، وتشديد اللام، كما بيَّناه آنفًا، وضبط على الصَّواب في "سنن أبي داود" طبعة عزت عبيد الدعَّاس، وعادل السيد، والله تعالى أعلم. (3) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24328) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/203) ، والطبراني في "الكبير" (18/267 رقم 669) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1132) ، والطبراني في "الكبير" (18/267 رقم 670) . (4) هو: ابن المعتمر. (5) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 368 وَرَوَاهُ شُعْبة (1) ، عَنْ عُبَيد بْنِ حسن، عن عبد الرحمن بن مَعْقِل، عن عبد الرحمن بْنِ بِشْر، عَنْ رِجَالٍ مِنْ مُزَينة من أصحاب النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ مِسْعَر (2) ، عَنْ عُبَيد بْنِ حَسَنٍ، عَنِ ابْنِ مَعْقِل، عَنْ رَجُلَيْنِ مِنْ مُزَينة، أحدُهُما عَنِ الآخَر: عبدُالله بْنُ عَمْرِو بْنِ لُؤَيٍّ (3) ، والآخَرُ: غالِبُ بنُ أَبْجَر. قَالَ مِسْعَر: أُرَى غالِبً (4) الَّذِي (5) أَتَى النبيَّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: شُعْبَةُ أحفظُ مِنْ أَبِي العُمَيْس، لَمْ يَضبِط (6) أَبُو العُمَيْس. وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: الصَّحيحُ حَدِيثُ (7) شُعْبة (8) .   (1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/203) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (1401) من طريق شعبة، عن عبيد بن الحسن: سمعت عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن بشر، عن ناس من مزينة، به. ومن طريق الطيالسي رواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1134) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5617) . (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8728) ، وأبو داود في "سننه" (3810) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1133) ، والطبراني في "الكبير" (18/266 رقم 666) . وفيها جميعًا: «عبد الله بن معقل» بدل: «عبد الرحمن بن معقل» . (3) في "سنن أبي داود": «عويم» . (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، جريًا على لغة ربيعة، والجادَّة أن يقال: «أُرَى غالبًا» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) قوله: «الذي» مكرر في (ت) . (6) في (ش) : «يضبطه» . (7) قوله: «حديث» سقط من (ف) . (8) في هذا الحديث اختلافٌ كثير جدًّا، منه ما ذكره ابن أبي حاتم هنا، ومنه ما تجده في "تحفة الأشراف" (8/253-254) ، و"نصب الراية" (4/197-198) ، ولذلك حكم عليه البيهقي في "المعرفة" (14/104) بالاضطراب، وذكر في "السنن" (9/332) بعض الاختلاف فيه، ثم قال: «ومثلُ هذا لا يُعارَض به الأحاديث الصَّحيحة التي قد مضت مصرِّحة بتحريم لحوم الحمر الأهلية» . اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 369 1492 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيري، عَنِ ابْنِ أَعْبُد (3) ؛   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2075) ، وانظر المسألة رقم (2091) . (2) لم نقف على روايته، لكن أخرجه البيهقي في "الشعب" (5640) من طريق مهدي بن ميمون، عن الجريري، به. (3) اسمه: علي. الحديث: 1492 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 370 قَالَ: قَالَ عليُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: هَلْ تَدْرون مَا حَقُّ الطَّعَامِ؟ قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: أنْ [تقولوا] (1) : باسم اللَّهِ، اللهمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رزقتَنا. قال: [وهل تَدْرون ما شُكْرُهُ؟ قَالُوا] (2) : وَمَا شُكْرُهُ؟ قَالَ: أَنْ [تَقُولُوا] (3) : الحمدُ للَّه ... (4) ؟ فَقَالا: الصَّحيحُ: الجُرَيري (5) ، عَنْ أَبِي الوَرْد (6) ، عَنِ ابْنِ أَعْبُد (7) . 1493 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (8) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهَيْثَم بْنُ جَميل وابنُ الطَّبَّاع (9) ، عَنْ أَبِي عَوَانة (10) ، عَنْ رَقَبَة (11) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ [الأَقْمَر] (12) ، عَنْ عَوْن بْن أَبِي جُحَيفَة، عَنْ أَبِيهِ (13) ؛ قال: نهى النبيُّ (ص) أَنْ يُؤكَلَ مُتَّكِئًا (14) ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مَا رَوَاهُ الثَّوْري (15) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَر؛ قَالَ: سَمِعْتُ أبا جُحَيفة.   (1) المثبت من (ك) ، وفي (ت) : «يقولوا» ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ. (2) ما بين المعقوفين زيادة لابد منها لاستقامة السياق. وانظر مصادر التخريج. (3) المثبت من (ك) ، وفي (ت) : «يقولوا» ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ. (4) في مصادر التخريج: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا» . (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24499 و29555) من طريق سفيان الثوري، وأبو داود في "سننه" (2988) من طريق عبد الأعلى، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/153 رقم 1313) ، وفي "زوائده على فضائل الصحابة" (1207) ، والطبراني في "الدعاء" (235) من طريق عبد الواحد بن زياد، ثلاثتهم عَنِ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي الْوَرْدِ، عَنِ ابْنِ أعبدٍ، عَنْ عَلِيٍّ، به. (6) هو: ابن ثُمامة بن حزن القُشَيري، معروف بكُنيته. (7) يعني: بهذا الأثر عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب. كما سيأتي في المسألة رقم (2075) وهو بين في مصادر التخريج. (8) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» . (9) هو: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاع، وروايته هذه أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/103 رقم 254) ، و"الأوسط" (3684) . قال الطبراني: «لم يُدخِل في هذا الحديث بين عليِّ بن الأقمر وبين أبي جُحَيفة: عونَ ابن أبي جحيفة إلا محمدُ بن عيسى الطباع. ورواه جماعةٌ عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ رَقَبَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (265/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به أبو عوانة، عن رقبة» . (10) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكري. (11) هو: ابن مَصْقَلَة. (12) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «الأرقم» ، وما أثبتناه من مصادر التخريج، وسيأتي على الصَّواب. (13) هو: وَهْب بن عبد الله السوائي. (14) كذا وقع هنا، والذي في"الكبير" و"الأوسط": «عن النبيِّ (ص) قال: لا آكل مُتَّكِئًا» . (15) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/308 و309 رقم 18754 و18764 و18766) ، والدارمي في "مسنده" (2115) ، وأبو داود في "سننه" (3769) ، والترمذي في "الشمائل" (133) ، و"العلل الكبير" (567) ، وأبو يعلى في "مسنده" (888 و889) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/274) ، و"شرح المشكل" (2086-2089) ، وابن حبان في "صحيحه" (5240) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (971-973) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (611 و612) . قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: حَدِيث ابن الأقمر لا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ غيرُ علي بن الأقمر» . والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (5398) من طريق مسعر، و (5399) من طريق منصور، كلاهما عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة قال: قال رسول الله (ص) : «لا آكُلُ مُتَّكئًا» . (*) ... في (ت) و (ك) : «الأرقم» . الحديث: 1493 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 371 وبعضُ أَصْحَابِ أَبِي عَوَانة رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَوَانة، عَنْ رَقَبَة، عَنْ عَوْن، لا يَقُولُونَ: عَلِيُّ ابن الأَقْمَر (*) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: أَبُو عَوَانة (1) ، عَنْ رَقَبَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَر (*) ؛ سمعتُ أَبَا جُحَيْفة. 1494 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ كَثِيرٍ (3) العَنْبَري (4) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ أبي جعفر (5) الفَرَّاء (6) ، عن عبد الله   (1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المعاني" (4/274) من طريق حجاج بن منهال، وفي "شرح المشكل" (2090) من طريق حجاج وسعيد بن منصور وسهل بن بكار، والطبراني في "الكبير" (22/131 رقم346) من طريق مسدد، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (607) من طريق عاصم بن علي، جميعهم عن أبي عوانة، به. (2) في (ت) و (ك) : «وسألتهما» . (3) في (أ) و (ش) : «يحيى بن أبي كثير» . (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1790) ، والنسائي في "الكبرى" (10132) ، والطبراني في "الكبير" (10/231 رقم 10563) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (489) . قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ، إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غيرُ يحيى بن كثير عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَر، عن عبد الله بن شدَّاد، عن النبيِّ (ص) مرسلاً، ووصله يحيى بن كثير» . (5) في (ف) : «عن ابن جعفر» ، وفي (ت) و (ك) : «عن جعفر» . (6) مشهور بكنيته، أما اسمه فمُختَلَف فيه؛ فقيل: سلمان، وقيل: كيسان، وقيل غير ذلك. الحديث: 1494 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 372 بن شَدَّاد، عن عبد الله (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ دُعِيَ إِلَى طَعَامٍ، فَلْيُجِبْ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: عن عبد الله بن شَدَّاد (2) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) . قلتُ لَهُمَا: الخطأُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مِنْ (4) يَحْيَى بْنِ كَثِير (5) . 1495 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ فائدٌ أَبُو العَوَّام (6) ، عن   (1) هو: ابن مسعود ح. (2) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (871) من طريق علي بن الجعد، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي جَعْفَر الفراء، عن عبد الله بن شدَّاد، به. (3) قوله «مرسلً» يجوز فيه النصب والرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) في (ف) يشبه أن تكون: «بن» بدل: «من» . (5) كذا بدون ذكر جواب لأبي حاتم، فلعله وافق أبا زرعة في جوابه، فاكتفى المصنِّف بجواب أبي زرعة. والله أعلم. (6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3814) ، وابن ماجه في "سننه" (3219) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/258) ، والطبراني في "الكبير" (6/256 رقم 6149) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1295) . قال أبو داود: «رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ أبي العوَّام، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ النبيِّ (ص) ، لم يذكر سلمان» . ورواه أبو داود (3813) ، والبزار في "مسنده" (2509) ، والطبراني في "الكبير" (6/251 رقم 6129) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1294) ، والدارقطني في "الأفراد" (141/أ/أطراف الغرائب) ، من طريق محمد بن الزبرقان، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان النَّهدي، عن سلمان به. قال أبو داود: «رواه المعتمر، عن أبيه، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، لم يذكر سلمان» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به أبو همام محمد بن الزبرقان، عن سليمان التيمي، عنه» . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/257) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان النَّهدي قال: قال رسول الله (ص) ... فذكره مرسلاً. الحديث: 1495 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 373 أَبِي عُثْمَانَ (1) ، عَنْ سَلْمان، عَنِ النبيِّ (ص) - فِي الجَراد (2) - قَالَ: أَكْثَرُ جُنُودِ اللهِ، لاَ أُحِلُّهُ، وَلا أُحَرِّمُهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، الصَّحيحُ: مرسلٌ؛ لَيْسَ فِيهِ سَلمان (3) . 1496 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوب الزَّاهِدُ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن الحَجَّاج الواسطي، عن عبد الملك بن عُمَير:   (1) هو: النَّهْدي، واسمه: عبد الرحمن بن مُلّ. (2) في (ك) : «في الجواد» . (3) وكذا رجَّح ابن معين في "تاريخه" (4/268/رواية الدوري) ، والحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/622) ، والشيخ الألباني في "الضعيفة" (1533) . (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (5) روايته على هذا الوجه ذكرها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/279) ؛ فقد روى الحديث من طريق داود ابن مهران، عن محمد بن حجَّاج، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى وربعي بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قال رسول الله (ص) فذكره. قال الخطيب: «وهكذا رواه الحسن بن علي المتوكل، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ محمد بن الحجَّاج، إلا أنه قال: عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن النبي (ص) ، وعن رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » . والحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (4/45) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/295) ، والطبراني في "الأوسط" (6596) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/279) من طريق يحيى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحجَّاج، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حذيفة، عن النبي (ص) به. ومن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1371) . ورواه تمَّام في "فوائده" (987/الروض البسَّام) من طريق محمد بْنِ حسَّان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الحجاج بمثله. قال العقيلي: «هذا حديث باطل، لا يُتابع عليه إلا من هو مثله أو دونه» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الملك بن عمير؛ إلا محمد بن الحجاج» . وقال ابن عدي في "الكامل" (6/144) : «وهذا الحديث موضوعٌ؛ مما وضعه محمد بن الحجاج» . وقال الحاكم في "المدخل إلى الصحيح" (1/242) : «موضوع» . وقال تمَّام في "فوائده" (988/الروض البسَّام) : «لم يرو هذا الحديث إلا محمد بن الحجاج، وقد اختُلِف عليه فيه، ورواه الثقة عنه فقال: عن عبد الملك، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وهو أشبه» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث وضعه محمد بن الحجاج، وكلُّ الطرق تدور عليه؛ إلا أن طريق ابن عباس فيها نَهْشَل» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (690) . الحديث: 1496 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 374 عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ [حِراش] (1) ، عَنْ حُذَيفة - وعبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى (2) - أنَّ النبيَّ (ص) قال: إِنَّ جِبْرِيلَ _ج أَطْعَمَنِي الهَرِيسَةَ يَشُدُّ بِهَا ظَهْرِي لِقِيَامِ اللَّيْلِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ، ومحمدُ بْنُ الحجَّاج هذا (3) ذاهبُ (4) الحديث.   (1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «خراش» بالخاء المعجمة. وانظر "تهذيب الكمال" (9/54) . (2) قوله: «وعبد الرحمن» معطوف على قوله قبلُ: «عن ربعي بن حراش» ، أي: أن عبد الملك بن عمير يرويه عَنْ رَبْعِي بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حذيفة، عن النبي (ص) ، = = ويرويه أيضًا عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ النَّبِيِّ (ص) مرسلاً، وراجع التخريج السابق. (3) قوله: «هذا» ليس في (ك) . (4) في (ف) : «ذهب» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 375 1497 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم بْنِ (2) أَبِي الوَضَّاح (3) ، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتبَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: كان رسولُ الله (ص) فِي بيتِ مَيْمونة، فقُرِّبَ (4) إِلَيْهِ ضَبٌّ (5) ، فَلَمْ يأكلْهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، رَوَاهُ مالكٌ (6) ومَعْمَرٌ (7) ، وجماعةٌ (8) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمَامة بْن (9) سَهْل بْن حُنَيف، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدِ بن الوليد.   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1482) ، وستأتي برقم (1517) و (1527) . (2) قوله: «بن» سقط من (أ) و (ش) ، وفي (ف) : «بن حجاج» ، وكأنه ضرب على «حجاج» . (3) روايته أخرجها ابن مردويه في "جزء أبي الشيخ" (99) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (3/746) ، والدارقطني في "الأفراد" (152/ب/أطراف الغرائب) ، وتمَّام في "فوائده" (951/الروض البسَّام) . قال الدارقطني: «تفرَّد به أبو سعيد المؤدِّب مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِم بْنِ أَبِي الوضَّاح، عن عبيد الله بن عمر، عن الزهري، عنه. ولم يروه عنه غير منصور بن أبي مزاحم» . (4) في (ش) : «فقربت» . (5) قوله: «ضب» ، سقط من (ك) . (6) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/968) ، ومن طريقه البخاري في "صحيحه" (5537) . (7) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5400) . (8) منهم يونس بن يزيد، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5391) ، ومسلم في "صحيحه" (1946) . وصالح بن كيسان وروايته أخرجها مسلم (1946) . (9) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . الحديث: 1497 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 376 وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ، وَكَانَ حدَّثنا (2) عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي المُزاحِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ مُسْلِم بْنِ أَبِي الوَضَّاح؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمَامة بْن سَهل بْن حُنَيف. 1498 - وسألتُهُ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (4) ، عَنِ عُبَيدالله (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ لُحُومِ الحُمُرِ الأهليَّة؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ نافعٌ وسالمٌ (6) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: من الدَّرَاوَرْدي.   (1) في (ت) و (ك) : «سئل» بلا واو. (2) كذا في (ش) ، ولم تنقط في (أ) و (ف) و (ك) ، وفي (ت) : «حديثا» . (3) كذا في (ت) و (ك) ، والضمير فيه راجع إلى «أبي زرعة» في آخر المسألة السابقة. وسيأتي قولُ ابن أبي حاتم: «قال أبو زرعة» ، و «قلتُ لأبي زرعة» . ووقع هنا في بقية النسخ: «وسألت أبي» ولا يستقيم مع كون الجواب من أبي زرعة. وستأتي هذه المسألة برقم (1536) ، موجَّهةً إلى أبي زرعة، ومجيبًا هو عنها. (4) هو: عبد العزيز بن محمد. (5) هو: ابن عمر العُمَري. (6) أخرجه أحمد في "مسنده" (2/102 رقم 5786) ، والبخاري في "صحيحه" (4215 و4217 و4218 و5521 و5522) ، ومسلم في "صحيحه" عقب الحديث (1936) ، وانظر "فتح الباري" لابن حجر (7/482) . الحديث: 1498 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 377 1499 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ القَعْنَبي (2) ، عَنْ مَالِكٍ، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) سُئِلَ عَنِ السَّمْنِ الجامدِ تقعُ فِيهِ (4) الفأرةُ؟ فَقَالَ: خُذُوهَا ومَا حَوْلَهَا، فَأَلْقُوهَا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا الحديثُ فِي "الموطَّأ" (5) : مالكٌ (6) ، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبد الله: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (7) . وَقَالَ أَبِي: الصَّحيحُ مِن حديث الزُّهري: عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن مَيْمونة، عن النبيِّ (ص) (8) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1507) . (2) هو: عبد الله بن مَسْلَمة. وروايته أخرجها ابن المنذر في "الأوسط" (2/284 رقم 870) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/379) . (3) في (ك) : «عبد الله» . (4) في (ت) و (ك) : «يقع فيها» . (5) (2/397 رقم2714/رواية أبي مصعب الزهري) . (6) في (ك) : «لمالك» . (7) قوله «مرسلً» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (8) من هذا الوجه أخرجه مالك في "الموطأ" (2/971-972/رواية يحيى الليثي) عن الزهري، به. وأخرجه أحمد في "مسنده" (6/335 رقم 26847) ، والنسائي في "المجتبى" (4259) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والدارمي في "مسنده" (2131) من طريق زيد ابن يحيى، والبخاري في "صحيحه" (235) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، و (236) من طريق معن ابن عيسى، و (5540) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، والطحاوي في "شرح المشكل" (5358 و5359) من طريق جويرية وسعيد بن أبي مريم، جميعهم عن مالك، به. ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (279) ، والنسائي في "سننه" (4260) من طريق معمر، وأحمد في "مسنده" (6/329 رقم 26796) ، والبخاري في "صحيحه" (5538) ، والترمذي في "جامعه" (1798) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد (6/330 رقم 26803) من طريق الأوزاعي، جميعهم عن الزهري، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري، عن عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) سُئل ... ، ولم يذكروا فيه عن ميمونة، وحديث ابن عباس، عن ميمونة أصحُّ» . وقد اختلف رواة "الموطأ" على مالك في هذا الحديث. وقد أطال الدارقطني في "العلل" (5/182/ب-183/أ) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/33) في ذكر الاختلاف على مالك، قال الدارقطني: «والصحيح: عن الزهري، عن عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن ميمونة» . وقال ابن عبد البر: «وهذا اضطرابٌ شديد عن مالك في إسناد هذا الحديث، والله أعلم، والصَّواب فيه: ما قاله يحيى ومن تابعه» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (1/344) : «رواه أصحاب "الموطأ" عنه واختلفوا، فمنهم من ذكره عنه هكذا؛ كيحيى بن يحيى وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ميمونة؛ كالقعنبي وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ابن عباس؛ كأشهب وغيره، ومنهم من لم يذكر فيه ابن عباس ولا ميمونة؛ كيحيى بن بكير وأبي مصعب، ولم يذكر أحدٌ منهم لفظة «جامد» إلا عبد الرحمن بن مهدي، وكذا ذكرها أبو داود الطيالسي في "مسنده" عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابن شهاب، ورواه الحميدي والحفَّاظ من أصحاب ابن عيينة بدونها، وجوَّدوا إسناده فذكروا فيه ابن عباس وميمونة، وهو الصَّحيح» . وانظر "مرويات الزهري المعلة" للدكتور عبد الله دَمْفُو (2/980-1019) . الحديث: 1499 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 378 1500 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيمان المِصِّيصِي (1) ، عَنْ حَفْص بْنِ غِياث، عن عُبَيدالله (2) ، عن نافع، عن   (1) روايته أخرجها ابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (ص 432) . ورواه الترمذي في "جامعه" (1880) ، و"العلل الكبير" (578) ، وابن ماجه في "سننه" (3301) ، وابن حبان في "صحيحه" (5322 و5325) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/195) من طريق سلم ابن جنادة، وابن حبان في "صحيحه" (5322) من طريق هشام بن يونس، كلاهما عن حفص به. (2) في (ك) : «عبد الله» . وعبيد الله هذا: هو ابن عمر العُمَري. الحديث: 1500 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 379 ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا فِي عَهْدِ رسول الله (ص) نأكُلُ ونحنُ نَمْشي (1) ، ونَشْرَبُ وَنَحْنُ قيامٌ؟ قال أبي: قد تَابَعَهُ عَلَى رِوَايَتِهِ: ابنُ أَبِي شَيْبة (2) ، عَنْ حَفْص؛ وإنما هو: حَفْص، عن محمد بن عُبَيدالله العَرْزَمي. وَهَذَا حديثٌ لا أصلَ له بهذا الإسناد (3) .   (1) في (ت) و (ك) : «نحن نأكل ونحن نمشي» . (2) روايته أخرجها في "المصنف" (24108) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وابنه عبد الله في "زوائده" (2/108 رقم5874) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (785/المنتخب) ، والدارمي في "مسنده" (2172) . (3) وأعله كذلك الإمام أحمد، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والبخاري، وأبو زرعة، ورأى بعضهم أن = = حفص بن غياث وهم فيه، وإنما هو حديثُ عمران ابن حُدَير، عن أبي البَزَرَى يزيد بن عُطارد، عن ابن عمر، وأبو البَزَرَى مجهولُ الحال. ففي ترجمة حفص بن غياث من "تاريخ بغداد" (8/195-196) روى الخطيب بسنده عن أبي بكر الأثرم؛ قال: قلت له - يعني لأبي عبد الله أحمد بن حنبل -: «الحديث الذي يرويه حفص، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: كنا نأكلُ ونحن نسعى، ونشرب ونحن قيام؟ فقال: ما أدري ما ذاك - كالمنكر له -! ما سمعت هذا إلا من ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ حَفْصٍ! قال لي أبو عبد الله: ما سمعتَه من غير ابن أبي شيبة؟ قال: قلتُ له: ما أعلم أني سمعته من غيره، وما أدري رواه غيره أم لا؟ ثم سمعته أنا بعدُ من غير واحد، عن حفص. قال أبو عبد الله: أما أنا فلم أسمعه إلا منه. ثم قال: إنما هو حديثُ يزيد بن عطارد. اهـ. وأسند الخطيب عن ابن معين أنه قال: «لم يحدِّث به أحدٌ إلا حفص، وما أراه إلا وَهِمَ فيه، وأراه سمع حديث عمران بن حُدَير، فغلط بهذا» . اهـ. وذكر الآجري في "سؤالاته" (580) عن أبي داود أنه قال: «قال علي بن المديني: «نَعَسَ حفص نَعْسَةً - يعني: حين روى حديث عبيد الله بن عمر - وإنما هو حديث أبي البَزَرَى» . اهـ. وفي ترجمة محمد بن عبد الملك من "التاريخ الكبير" (1/165 رقم491) أورد البخاري هذا الحديث من طريق أبي بَزَرَى يزيد بن عطارد، عن ابن عمر، ثم أورده من طريق حفص بن غياث هذا، ثم قال: «والأولُ أصحُّ» . وقال الترمذي في "العلل الكبير" (578) : «فسألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديث فيه نظر» . ثم قال الترمذي: «لا يُعرف عن عبيد الله إلا من وجه رواية حفص، وإنما يعرف من حديث عمران بن حُدير، عن أبي البَزَرَى، عن ابن عمر. وأبو البَزَرَى اسمه: يزيد بن عطارد» . وقال الترمذي في "جامعه" (1880) : «صحيحٌ غريبٌ» . تنبيه: ضبط ابن ماكولا في "الإكمال" (1/428) كنية يزيد بن عطارد فقال: «أما البَزَرِي - بفتح الباء والزاي، وكسر الراء -: فهو أبو البَزَرِي يزيد بن عطارد، بصري روى عن ابن عمر، حدَّث عنه عمران بن حُدَير» . اهـ. وخالفه الفيروز آبادي في "القاموس" (ص 349) فقال: «وأبو البَزَرَى - كَجَمَزَى-: يزيد بن عطارد، تابعي، وكسر الرَّاء لحنٌ» . وتوسَّط الذهبي، فضبطه في "المشتبه" (ص 62) بقوله: «وبموحَّدة ثم زاي مفتوحتين، ثم راء ممالة» ؛ يعني: أنها مفتوحة بإمالة، تليها ألف مقصورة؛ كما قال المعلمي في تعليقه على الموضع السابق من "الإكمال". وانظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (1/437) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 380 ............................ 1501 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ (1) ، عَنْ حَفْص - يَعْنِي: ابنَ غِيَاث - ... ، الْحَدِيثَ (2) ؟ قال أبو زرعة: [رواه] (3) حَفْصٌ وحدَهُ.   (1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/273) . (2) يعني: الحديث السابق. (3) في جميع النسخ: «أوله» ، والمثبت من "تاريخ بغداد" (8/196) ؛ حيث قال الخطيب: «أنبأنا البرقاني؛ أنبأنا الحسين بن علي التميمي؛ حدثنا ابن أبي حاتم؛ قال: سُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الحديث، فقال أبو زرعة: رواه حفص وحده» . اهـ. الحديث: 1501 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 381 1502 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَيْس بْنُ الرَّبِيع (2) ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الرُّمَّاني، عَنْ زَاذَانَ، عَن سَلْمان؛ قال: قلتُ للنبيِّ (ص) : قرأتُ فِي التَّوْرَاةِ: بَرَكةُ الوُضُوءِ قَبْلَ الطَّعَام (3) ، فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : بَرَكَةُ الطَّعَامِ: الوُضُوءُ قَبْلَ الطَّعَام ِ وبَعْدَهُ؟   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (2) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (690) عن قيس به. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/275) . ورواه أحمد في "مسنده" (5/441 رقم 23732) من طريق عفان، وأبو داود في "سننه" (3761) من طريق موسى بن إسماعيل، والترمذي في "جامعه" (1846) من طريق عبد الله بن نمير وعبد الكريم الجرجاني، والبزار في "مسنده" (2519 و2520) من طريق أبي قتيبة ويحيى بن ضريس، والطبراني في "الكبير" (6/238 رقم6096) ، والحاكم في "المستدرك" (3/604) من طريق عبيد بن إسحاق، والطبراني (6/238 رقم 6096) ، وتمَّام، في "فوائده" (964/الروض البسام) من طريق أبي بلال الأشعري، وابن عدي في "الكامل" (6/46) من طريق أبي معاوية، والحاكم في "المستدرك" (4/106) من طريق مالك بن إسماعيل، وتمَّام في "فوائده" (963/الروض البسام) من طريق عبيد الله بن موسى، جميعهم عن قيس، به. ووقع عند الترمذي والحاكم في روايتَيْه وتمَّام نسبةُ أبي هاشم بأنه الرُّمَّاني. ووقع في رواية عفان عند أحمد، ومالك بن إسماعيل عند الحاكم تصريح قيس = = بالسَّماع من أبي هاشم. قال أبو داود: «وهو ضعيف» . وقال الترمذي: «لا نعرفُ هذا الحديثَ إلا من حديث قيس بن الربيع. وقيسُ بن الربيع: يُضعَّف في الحديث، وأبو هاشم الرمّاني اسمه: يحيى بن دينار» . وقال البيهقي: «قيس بن الربيع غير قوي، ولم يثبت في غسل اليد قبل الطعام حديثٌ» . (3) كذا في جميع النسخ! ولفظه في بعض مصادر التخريج: قرأتُ في التَّوراة: أن بركةَ الطَّعام الوضوءُ قبلَه ... وفي بعضها: بعده، بدل: قبله. الحديث: 1502 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 382 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لو كان هذا الحديثُ صحيحً (1) ؛ كَانَ حَدِيثًا (2) ، وَأَبُو هاشمٍ الرُّمَّانيُّ لَيْسَ هُوَ. قَالَ: ويُشْبِهُ هَذَا الحديثُ (3) أحاديثَ أَبِي خَالِدٍ (4) الواسِطي عَمْرُو (5) بْنُ خَالِدٍ، عِنْدَهُ مِن هَذَا النَّحْوِ أَحاديثُ موضوعةٌ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ، وَعَنْ حَبِيب بْنِ أبي ثابت.   (1) كذا في جميع النسخ دون ألف تنوين النصب، وهذه لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وتحتمل وجهًا آخرَ: أن تكون مرفوعةً على أنها خبرٌ للمبتدأ اسم الإشارة «هذا» ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب خبر «كان» ، واسم «كان» ضمير الشأن. وانظر في ضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) . (2) كذا في (ت) ولم تنقط في بقية النسخ، وعليه يكون معنى عبارة أبي حاتم: لَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحًا، لكان حديثًا أصلاً يُعتمد عليه في باب غسل الأيدي قبل الطعام وبعده، أو نحو هذا المعنى، ويحتمل أن تكون الكلمة: «حدثنا» ويكون المعنى: «لَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحًا، لقال قيس: حدثنا أبو هاشم» ؛ فإن قيسًا هذا وإن كان صدوقًا، فإنه قد ابتلي بابن ٍ له أدخل عليه ما ليس من حديثه، ومن ذلك أنه وضع لقيس في كتابه عن أبي هاشم الرُّمَّاني حديث أبي هاشم إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ عَاصِمِ بن لقيط في الوضوء، فحدَّث به، فقيل له: من أبو هاشم؟ قال: صاحب الرُّمَّان. قال ابن المديني: «وهذا الحديث لم يروه صاحب الرُّمَّان، ولم يسمع قيس من إسماعيل بن كثير شيئًا، وإنما أهلكه ابنٌ له قَلَب عليه أشياءَ من حديثه» وإذا صحَّ هذا الاحتمال يكون معنى قول أبي حاتم: «وَأَبُو هَاشِمٍ الرُّمَّانِيُّ لَيْسَ هُوَ» أي: وأبو هاشم الذي في إسناد هذا الحديث ليس هو الرُّمَّانيَّ؛ وإنما هو أبو هاشم إسماعيل بن كثير، وقيس لم يسمع منه، وأن هذا مما أُدخل عليه، وعليه فلا يعتدُّ بتصريحه بالسماع عند أحمد والحاكم في إحدى روايتيه، والله أعلم. (3) من قوله: «صحيح كان ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن خالد» بدل: «أبي خالد» . (5) في (ك) : «عمر» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 383 قَالَ أَبِي: رَوَى (1) عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ، عَنْ (2) حَبيب بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَة، عن عليٍّ، عن النبيِّ (ص) أحاديثَ مَوْضُوعَةً؛ خَمْسَةً، سِتَّةً. قَالَ أَبِي: ومَنْ لَمْ يَفْهَمْ - وَرَأَى تلك الأحاديثَ التي يَرْوِي (3) عنه ابنُ جُرَيج، وحسينٌ المُعَلِّم - يَظُنُّ أنَّ [أبا] خالد (4) هَذَا هُوَ (5) الدَّالانِيُّ (6) ، والدَّالانيُّ ثقةٌ، وَهَذَا ذاهبُ الحديثِ، ومَنْ يَفْهَمْ لم يَخْفَى (7) عليه (8) .   (1) في (ك) : «وروى» بالواو. (2) قوله: «عمرو بن خالد عن» سقط من (ك) . (3) في (ش) و (ك) : «تروى» ، ولم تنقط في بقية النسخ، والمراد: التي يرويها. حُذِفَ الضمير العائد إلى الاسم الموصول. وانظر التعليق على المسالة رقم (1015) . (4) في جميع النسخ: «يظن أن خالدًا» ، عدا (ف) ففيها: «يظن أن خالد» ، وصوِّبت في (أ) بخط مغاير كما هنا. (5) قوله: «هو» سقط من (ك) . (6) هو: يزيد بن عبد الرحمن الدالاني. (7) كذا في جميع النسخ: «يخفى» ، والقياس: «لم يَخْفَ» بحذف الألف؛ لأنه مضارع معتلُّ الآخر، مجزومٌ بـ «لم» . ويخرَّج ما في النسخ على لغة من يُبقي حرف العلة مع الجازم. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (228) . (8) قال ابن القيِّم في "تهذيب السنن" (5/297-298) : «وقال الخلال في "الجامع": عن مهنَّا؛ قال: سألت أحمد عن حديث قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هاشم، = = عن زاذان، عن سلمان، عن النبي (ص) : «بركةُ الطعام الوضوءُ قبله وبعده» ؟ فقال لي أبو عبد الله: هو منكر. فقلت: ما حدَّث بهذا إلا قيس بن الربيع؟ قال: لا. وسألت يحيى بن معين؛ وذكرتُ له حديث قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَبِي هاشم، عن زاذان، عن سلمان ... الحديث؟ فقال لي يحيى بن معين: ما أحسنَ الوضوءَ قبل الطعام وبعده! قلت له: بلغني عن سفيان الثوري أنه كان يكره الوضوء قبل الطعام. وقال مهنَّا: سألت أحمد؛ قلت: بلغني عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قال: كان سفيان يكره غسل اليد عند الطَّعام؛ قلت: لم كرهَ سفيان ذلك؟ قال: لأنه من زيِّ العجم، وضعَّف أحمد حديث قيس بن الربيع. قال الخلال: وأخبرنا أبو بكر المرُّوذي؛ قال: رأيت أبا عبد الله يغسل يديه قبل الطعام وبعده، وإن كان على وضوء» . اهـ. وانظر الكلام على هذا الحديث في التعليق على "مختصر المستدرك" (869) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 384 1503 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيف بْنُ هَارُونَ البُرْجُمِي (2) ، عَنْ سُلَيمان التَّيمي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهدي، عن   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . ونقل ابن رجب في "جامع العلوم" (ص521) كلام أبي حاتم هنا، مع بعض الاختلاف، ونقل عن الإمام أحمد أنه قال: «هو منكر» ، وأن ابن معين أنكره أيضًا. (2) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3367) ، والترمذي في "جامعه" (1726) ، وفي "العلل الكبير" (513) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/174) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/346) ، والطبراني في "الكبير" (6/250 رقم 6124) ، وابن عدي في "الكامل" (3/430) ، والدارقطني في "الأفراد" (141/أ/أطراف الغرائب) ، والحاكم في "المستدرك" (4/115) ، وبيبى في "جزئها" (85) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/212) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/12) . قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، وروى سفيان وغيره عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان، عن سلمان قوله، وكأن هذا الحديث الموقوفَ أصحُّ. وسألت البخاريَّ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: مَا أراه محفوظًا، روى سفيان عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان، عن سلمان موقوفًا. قال البخاري: وسيف بن هارون مقاربُ الحديث، وسيف بن محمد، عن عاصم ذاهبُ الحديث» . وقال العقيلي في ترجمة سيف: «ولا يحفظ إلا عنه بهذا الإسناد» . وقال ابن عدي: «هذا وإن كان معروفًا بسيف عن سليمان فقد رُوي عن غيره، عن سليمان التيمي» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به سيف بن هارون عن سليمان التيمي، عنه مرفوعًا، وروي عن ابن عيينة» . الحديث: 1503 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 385 سَلمان؛ قال: سُئِلَ النبيُّ (ص) عَنِ الفِراءِ والسَّمنِ والْجُبْنِ (1) ؟ فَقَالَ: الحَلاَلُ مَا أَحَلَّ (2) اللهُ فِي كِتَابِهِ، والْحَرَامُ مَا حَرَّمَ (3) اللهُ فِي كِتَابِهِ، ومَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ مِمَّا عَفَا (4) عَنْهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (5) ، رَوَاهُ الثِّقاتُ عَنِ التَّيمي، عَنْ أَبِي عثمان، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ؛ لَيْسَ فِيهِ سَلمان؛ وَهُوَ الصَّحِيحُ (7) . 1504 - وسُئِلَ أبو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْد (8) بْنُ سَعِيدٍ (9) ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ مَنصور (10) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (11) ، عَنِ الأَسْوَدِ (12) ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: أُهدِيَ إلى النبيِّ (ص) ضَبٌّ، فلم يأكُل منه، فقلت (13) :   (1) ضبطت في (ت) : «الجُبُنِّ» بضم الباء وتشديد النون، وهو وجه في ضبطها كما بيناه في التعليق على المسألة رقم (1488) . (2) في (أ) و (ش) : «ما أحله» . (3) في (أ) : «ما حرمه» . (4) في (ك) : «ما عفا» . (5) وأنكره الإمامان أحمد بن حنبل وابن معين؛ كما في "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (ص521/الحديث الثلاثون) . (6) كذا بدون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) للحديث طرق أخرى عن سلمان وغيره من الصحابة ج انظرها في تخريج "سنن سعيد بن منصور" (2/321-330) . (8) ويقال: عُبَيدالله. (9) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24335) . وعنه أبو يعلى في "مسنده" (4461) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (1487) ، وأحمد (6/105 رقم 24736) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ بن أبي سليمان، عن إبراهيم، بمثله. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/325) وقال: «تفرَّد به حماد بن أبي سليمان موصولاً، وقيل: عنه، عن إبراهيم، عن عائشة مرسلاً» . (10) هو: ابن المعتمر. (11) هو: ابن يزيد النخعي. (12) هو: ابن يزيد النخعي. (13) في (أ) و (ش) : «فقلنا» . الحديث: 1504 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 386 أَلاَ نُطعِمُ (1) السُّؤَّالَ؟ قال: لا تُطْعِمِ (2) السُّؤَّالَ مَا لاَ تَأْكُلِينَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ عُبَيد؛ قَالَ: عَنْ مَنصور؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ حمَّاد (3) ، وَكَانُوا أربعةَ إِخْوَةٍ: يَحْيَى وعُبَيد وَمُحَمَّدٌ وعَنْبَسة، وعَنْبَسَةُ أصغرُهم، والصَّحيحُ: مَا حدَّثنا قَبِيصةُ (4) ، عن الثَّوْري (5) ، عن   (1) في (ت) و (ف) : «تطعم» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، والمثبت من (ك) ، وفي مصادر التخريج: «أَلاَ أُطْعِمُ» . (2) كذا في جميع النسخ، وفي رواية ابن أبي شيبة السابقة: «لا تطعمي» ، وهو الجادَّة، وما هنا يخرَّج على أن الأصل: «لا تُطْعِمِي» ، لكن حُذفت ياءُ المخاطبة اجتزاءً بالكسرة قبلها، والاجتزاءُ بالحركات عن الياء والواو والألف لغة هوازن وعليا قيس. وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) . (3) في (ك) : «حمادة» . وحماد هذا هو: ابن أبي سليمان. (4) هو: ابن عقبة السُّوائي. (5) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (9/325-326) من طريق أبي أحمد الزبيري، عنه، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة قالت: أُهديَ لنا ضبٌّ ... . ورواه أحمد بن منيع في "مسنده"- كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4705) - قال: حدثنا حجاج بن محمد، حدثني شعبة، عن حماد بمثله. قال شعبة: «ليس يذكر هذا عن إبراهيم إلا حماد» . وسئل الدارقطني في "العلل" (5/62/أ) عن هذا الحديث، فأجاب: «يرويه إبراهيم النخعي، واختُلِف عنه، فرواه الثوري، واختُلِف عنه، فرواه عُبَيد بن سعيد الأموي، عَنِ الثَّوري، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ، حدَّث به عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، والحسن بن حماد الورَّاق. وخالفهم يونس ابن يعقوب الصفَّار؛ فرواه عُبَيد بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الثَّوري، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ الأسود، عن عائشة. حدثناه ابن مخلد، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا يوسف الصفَّار بذلك، ورواه عبد الرحمن بن مهدي وأبو عاصم عن الثَّوري، عن إبراهيم، عن عائشة. وكذلك رواه وكيع عن مسعر، عن الثوري، عن حماد، وكذلك رواه شعبة وعمران القطان عَنْ حَمَّادٍ،، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة. ورواه أبو حنيفة وحماد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ. وكذلك رواه الهيثم بن حنيف الصرَّاف، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة، قاله عبَّاد بن كثير عنه، والصَّحيحُ: عن شعبة والثوري، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عائشة مرسلاً؛ ليس فيه الأسود» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 387 حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: أُهدِيَ لعائِشَةَ ضِبابٌ (1) .... 1505 - قال أَبُو مُحَمَّدٍ: قَرَأَ عَلَيْنَا أَبُو زُرْعَةَ كتابَ "الأَطْعِمَةِ"، فَانْتَهَى إِلَى حديثٍ كَانَ حدَّثهم قَدِيمًا إسماعيلُ بْنُ أَبَانَ الوَرَّاقُ، عَنْ عَنْبَسة بن عبد الرحمن، عَنْ عَلاَّق بْنِ مُسلِم (2) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : تَعَشَّوْا ولَوْ بِكَفٍّ مِنْ حَشَفٍ (3) ؛ فَإِنَّ تَرْكَ العَشَاءِ مَهْرَمَةٌ (4) .   (1) في (ك) : «ضبان» . وهو صواب أيضًا، فجمع «ضَبٍّ» : أَضُبٌّ وضِبابٌ وضُبَّانٌ. انظر "القاموس المحيط" (ض ب ب /ص107) . (2) ويقال: عَلاَّق بن أبي مسلم، وسماه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/59 رقم338) : «غَلاَّق بن مسلم» بالغين المعجمة. قال المزي في "تهذيب الكمال" (22/550) : «وذكره أبو نصر بن ماكولا بالعين المهملة، وهو الصَّحيح» . وقال المزي: «ويقال: إنه عبد الملك بن عَلاَّق» . (3) في (أ) و (ف) : «خشف» . والحَشَفُ: اليابسُ الفاسِدُ من التَّمر. انظر "النهاية" (1/391) . (4) الحديث أخرجه الترمذي في "جامعه" (1856) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4353) من طريق محمد بن يعلى الكوفي، عن عنبسة، عن عبد الملك بن عَلاَّق، عن أنس به. ومن طريق أبي يعلى رواه ابن عدي في "الكامل" (5/262) . قال الترمذي: «هذا حديث منكر، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وعنبسة يضعَّف في الحديث، وعبد الملك بن عَلاَّق مجهول» . ورواه القضاعي في "مسند الشهاب" (735) من طريق عبيدة بن الحارث، عن عنبسة، عن عَلاَّق بن أبي مسلم، عن أنس به. قال ابن حبان في "المجروحين" (2/174) : «وهذا لا أصلَ له» . = ... ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/262) من طريق عبد الرحمن بن مسهر، عن عنبسة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أنس، به. ورواه أبو نعيم في "الحلية" (8/214-215) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/396) من طريق يحيى ابن أيوب، عن ابن السماك، عن عنبسة، عن مسلم، عن أنس، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث عنبسة وابن السماك، لم نكتبه إلا [من] حديث يحيى بن أيوب» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (116) . الحديث: 1505 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 388 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ ضعيفٌ» . ولم يَقرأ علينا (1) . 1505/أ - وَانْتَهَى أَبُو زُرْعَةَ إِلَى حديثٍ آخرَ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبَانٍ (2) ، عَنْ كَثِير بْنِ سُلَيم، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَكْثُرَ لَهُ (3) بَرَكَةُ بَيْتِهِ؛ فَلْيَتَوَضَّأ إِذَا حَضَرَ غَدَاؤُهُ، وإِذَا رُفِعَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ منكرٌ» ؛ وَامْتَنَعَ مِنْ قراءته، فلم يُسمَع (4) منه.   (1) أي: ولم يقرأه علينا، يعني: هذا الحديثَ. (2) روايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (686) من طريق أبي زرعة، عن إسماعيل بن أبان، به. ورواه ابن ماجه في "سننه" (3260) ، وابن عدي في "الكامل" (6/63) من طريق جبارة، عَنْ كَثِيرِ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أنس. وقرن ابن عدي قتيبةَ بن سعيد بجبارة. ورواه البيهقي في "الشعب" (5424) من طريق عبد الله ابن صالح كاتب الليث، عن كثير، عن أنس به. قال ابن عدي بعد أن ساق عدة روايات لكثير بن سليم: «وهذه الروايات عن أنس عامتها غير محفوظة» . وقال البيهقي: «وهذا ليس بشيء، وكثير بن سليم من طور أنس يأتي بما لا يُتابَع عليه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (117) . (3) قوله: «له» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (4) المثبت من (ت) ، ولم ينقط في بقية النسخ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 389 1506 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد بْنُ الجَرَّاح، عَنْ سَعِيدِ بْنُ بَشِيرٍ (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: نَهى النبيُّ (ص) عَنْ أكلِ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّباع، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّير؟ قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ سعيدُ بْنُ بَشير! قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ أَبُو عَوَانة (3) ، عَنِ الحَكَم (4) وَأَبِي بِشْر (5) ، عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة (6) ، عَنْ علي بن الحَكَم،   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1480) . (2) روايته أخرجها تمَّام في "فوائده" (946/الروض البسَّام) . (3) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكُري. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2868) . ومن طريق الطيالسي رواه أحمد في "مسنده" (1/302 و373 رقم 2747 و3544) ، ومسلم في "صحيحه" (1934) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (7612) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/95) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/25) ، و (9/315) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/278) . (4) هو: ابن عُتَيبة. (5) في (أ) و (ش) : «وابن بشير» . وأبو بشر هذا هو: جعفر ابن أبي وحشيَّة. (6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/339 رقم 3141) ، وأبو داود في "سننه" (3805) ، وابن ماجه في "سننه" (3234) ، والنسائي في "المجتبى" (4348) ، وابن الجارود في "المنتقى" (893) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/190) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/315) . قال البزار - كما في "بيان الوهم والإيهام" لابن القطان (2/450) -: «وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ ميمون ابن مِهْرَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس إلا عليُّ ابن الحكم، وقد رواه أبو بشر والحكم، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابن عباس، ولم يذكرا سعيد بن جبير بينهما» . الحديث: 1506 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 390 عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ عِنْدِي (1) محفوظٌ (2) . 1507 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي مريم (4) ، عن   (1) في (ف) : «كذا» بدل: «عندي» . (2) قال الخطيب - كما في "تحفة الأشراف" (5/253) -: «والصحيح في هذا الحديث: عن ميمون، عن ابن عباس، ليس بينهما سعيد بن جبير» . وقال ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (2/450) : «ولم يسمعه [أي: ميمون] من ابن عباس، بل بينهما فيه سعيد بن جبير» . = ... وقال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (5/253) : «وخالفه [أي عليَّ بن الحكم] الحكمُ بن عتيبة وأبو بشر جَعْفَر بْن أَبِي وحشية، فلم يذكرا سعيد بن جبير، وهما أحفظ من علي بن الحكم؛ فروايته شاذة» . (3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1499) ، ونقلها بتمامها ابن عبد الهادي في "التنقيح" (2/567) ، ونقل بعضها في "المحرر" (852) ، وأشار ابن حجر في "فتح الباري" (1/344) ، و"موافقة الخُبر الخَبَر" (1/154) إلى حكم أبي حاتم هنا. (4) هو: سعيد. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/87) من طريق يحيى بن عثمان، عنه، به. ورواه ابن المنذر في "الأوسط" (2/293 رقم 888) من طريق علاَّن بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ ابْنِ أَبِي مريم، عن ابن وَهْب، عن عبد الجبار، به. ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/324) من طريق الحارث بن مسكين، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/354) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، كلاهما عن ابن وَهْب، عن عبد الجبار، به. قال ابن عدي: «وهذا بهذا الإسناد لا يرويه غيرُ عبد الجبار هذا» . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (175/أ/أطراف الغرائب) من طريق عبد الجبار، عن الزهري، به. وقال: «كذا رواه عبد الجبار بْنِ عُمَرَ الأَيْلِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم، ورُوي عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ كذلك، وكلاهما وهمٌ، والصَّحيح: عن عبيد الله، عن ابن عباس» . ورواه الطبراني في "الأوسط" (3077) من طريق شعيب بن يحيى، عن عبد الجبار بن عمر، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به. قال الطبراني: «هكذا رواه عبد الجبار بن عمر، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، ورواه أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عُبَيدالله بن عبد الله، عن ابن عباس» . ورواه الدارقطني في "السنن" (4/291) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/380) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/354) من طريق شعيب بن يحيى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ ابن جريج، عن الزهري، به. قال الدارقطني في "الأفراد" (175/أ/أطراف الغرائب) : «تفرَّد بحديث ابن جريج شعيب بن يحيى، عن يحيى بن أيوب، عنه» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث الزهري، لم يروه عن ابن جريج إلا يحيى بن أيوب» . وقال البيهقي: «والصَّحيح عن ابن عمر من قوله موقوفًا عليه غير مرفوع» . الحديث: 1507 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 391 عبد الجَبَّار بْنِ عُمَرَ الأَيْلي، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص) ؛ فِي الفَأْرَةِ تَقَعُ (1) فِي السَّمْنِ؛ قَالَ: إِنْ كَانَ جَامِدًا ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ مَعْمَر (2) ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟   (1) في (ت) : «يقع» وكلاهما صحيح، وانظر توجيه ذلك في التعليق على مثله في المسألة رقم (178) . (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (278) عن معمر، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/265 رقم 7601) ، وأبو داود في "سننه" (3842) ، وابن الجارود في "المنتقى" (871) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/284 رقم 871) ، وابن حبان في "صحيحه" (1393 و1394) ، والدارقطني في "العلل" (7/287) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/353) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/37 و38) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24383) ، والبزار في "مسنده" (44/أ/مسند أبي هريرة) من طريق عبد الأعلى السامي، وأحمد (2/232-233 و490 رقم 7177 و10355) من طريق غندر، والبزار (44/أ) ، والدارقطني في "العلل" (7/287) من طريق يزيد ابن زريع، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/353) من طريق عبد الواحد بن زياد، جميعهم عن معمر، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة إلا معمر، وقد خولف في إسناده ومتنه» . وقال ابن حجر في "موافقة الخُبر الخَبر" (1/153) : «هذا حديث غريب، تفرَّد به معمر، عن الزهري، وخالف أصحاب الزهري في إسناده» . وانظر "العلل" للدارقطني (1357) ، و"الضعفاء" للعقيلي (3/87) ، و"مرويات الزهري المعلَّة" للدكتور عبد الله دَمْفُو (2/980-1017) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 392 قَالَ أَبِي: كِلاهُمَا وَهَمٌ، والصَّحيحُ: الزُّهْري (1) ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن مَيمونة، عن النبيِّ (ص) ؟ 1508 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ فُضَيل (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) وَأَبِي سُفْيَانَ (5) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : إِذَا أَكَلَ (6) أَحَدُكُمْ، فَلاَ يَمْسَحْ يَدَهُ بِالمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا؛ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَام ٍ (7) البَرَكَةُ؟   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1499) . (2) انظر المسألة التالية، والمسألة رقم (2281) . (3) هو: محمد. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24446) . ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (2033) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1934) . (4) هو: ذكوان السمان. (5) قوله: «وأبي سفيان» سقط من (ف) . وأبو سفيان هذا هو: طلحة بن نافع. (6) قوله: «أكل» سقط من (ف) . (7) في مصادر التخريج السابقة: «طعامه» . الحديث: 1508 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 393 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الناسُ يَقُولُونَ (1) : عَنْ أَبِي سُفيان، عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) فقَطْ (2) ، بِلا «أَبِي صَالِحٍ» (3) . 1509 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بنُ حُمَيد بْنِ كاسِب، عن أسامة ابن حَفْص، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنِ الأعرَج (6) ، عَنْ أَبِي عَمْرَة الأَنْصَارِيِّ، عن النبيِّ (ص) قال: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَتَلَعَّقْ (7) أَصَابِعَهُ؛ فَإِنَّهُ لا يَدْرِي فِي أَيِّهِنَّ البَرَكَةُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ! وَإِنَّمَا هُوَ: ابْنُ أبي عَمْرَة (8) ،   (1) في (أ) و (ش) : «يقولونه» . (2) قوله: «فقط» ليس في (ك) . (3) رواه مسلم في "صحيحه" (2033) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1903) من طريق جرير، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24437) ، وأحمد في "مسنده" (3/316 رقم 14390) ، ومسلم (2033) من طريق أبي معاوية، وأبو يعلى (2283) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (8277) من طريق يعلى بن عبيد، وأبو عوانة (8278 و8288 و8289) من طريق عيسى بن يونس ومالك بن سعير وشيبان، جميعهم عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، به. (4) انظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (2281) . (5) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) . (6) هو: عبد الرحمن بن هُرْمُز. (7) كذا في جميع النسخ، وهو تفعُّلٌ من اللَّعْق، فهو في معنى «فَلْيَلْعَقْ أصابعَهُ» بمعنى: فَلْيَلْحَسْهَا؛ قال في "الصحاح" (4/1550) : «لَعِقْتُ الشيءَ، بالكسر، أَلْعَقُهُ لَعْقًا، أي: لَحِسْتُهُ ... والمِلْعقة: واحدة الملاعق، واللُّعْقة بالضم: اسمُ ما تأخذه المِلْعقة، واللَّعْقة بالفتح: المرة الواحدة ... واللَّعُوق: اسمُ ما يُلْعَق» . اهـ. وجاء متن هذا الحديث في كثير من كتب السنة وغيرها بلفظ: «فَلْيَلْعَقْ أصابعَهُ» ، ولم نقف عليه بهذا اللفظ الذي وقع هنا، في شيء من كتب اللغة أو الحديث أو غيرها، والله أعلم. (8) واسمه: عبد الرحمن. الحديث: 1509 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 394 عن النبيِّ (ص) (1) . 1510 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ القَعْنَبي (3) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ المُغيرَة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ، فَلْيُمِطْ عَنْهَا (4) ، ثُمَّ لْيَأكُلْهَا، وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَان ِ. وَرَوَاهُ (5) حمَّاد بْنُ سَلَمة (6) ، عَن ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ (7) أَبُو زُرْعَةَ: حمَّادٌ أحفظُ. 1511- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (8) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيسابوري - نزيلُ مَكَّةَ (9) - عَنْ لَيث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زُهْرَة بْنِ مَعْبَد، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيِّ (10) ، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَنْصَارِيِّ: أنَّ   (1) يعني: مرسلاً؛ لأن عبد الرحمن بن أبي عمرة تابعيٌّ. (2) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) . (3) هو: عبد الله بن مسلمة. (4) كذا، وفيه حذف المفعول به، وهو «الأذى» لفهمه من السياق، وقد جاء مصرَّحًا به في روايات أخرى، وانظر التخريج الآتي. وانظر التعليق على المسألة رقم (24) . (5) في (أ) و (ش) : «وروى» . (6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2034) ، وأحمد في "مسنده" (3/177 رقم 12815) ، وابن حبان في "صحيحه" (5249 و5252) . (7) في (ش) : «قال» . (8) قوله: «أبو زرعة» من (ف) فقط. وستأتي هذه المسألة برقم (2569/أ) . (9) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (897) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (691) . (10) هو: عبد الله بن يزيد. الحديث: 1510 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 395 رسولَ الله (ص) كَانَ إِذَا أكَلَ أَوْ شَِربَ قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وسَقَانَا، وسَوَّغَهُ، وجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ لَيث (1) ابن سَعْدٍ. قلتُ: هَذَا مِنْ حَدِيثِ (2) ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ أَبِي عَقِيلٍ زُهْرَةَ بنِ مَعْبَد، عَنْ أَبِي عبد الرحمن الحُبُلِيِّ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) (4) . 1512 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (6) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ، عَنْ مَعْن بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ.   (1) زاد قبله في (ف) : «ليس» . (2) من قوله: «لَيث بن سعد ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أبو داود في "السنن" (3851) ، والنسائي في "الكبرى" (6894 و10117) ، وابن حبان في "صحيحه" (5220) ، والطبراني في "الكبير" (4/182 رقم 4082) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (470) . ورواه الطبراني في "الأوسط" (5384) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/62) من طريق بكير بن عبد الله بن الأشج، والطبراني في "الكبير" (4/182 رقم 4082) من طريق رشدين بن سعد، كلاهما عن زهرة بن معبد، به. (4) انظر زيادة بيان في المسألة رقم (2569/أ) . (5) في (ت) و (ك) : «وسُئل» فقط؛ عطفًا على ما سبق، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) . (6) هو: عبد الله. (7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وقد ذكر روايته الدارقطني في "العلل" (10/374) . الحديث: 1512 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 396 وَرَوَاهُ (1) محمدُ بنُ مَعْن، عَنْ أبيه - وعبدُاللهِ (2) بنُ عبد الله (3) ، عَنْ (4) مَعْن بْنِ مُحَمَّدٍ - عَنْ حَنْظَلة بْنِ عَلِيٍّ الأَسْلَمي، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟   (1) الحديث من هذا الوجه أخرجه ابن ماجه في "سننه" (1764) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ، عن محمد بن معنٍ وعبد اللهِ بن عبد الله الأُمَوِيِّ، كلاهما عن معن بن محمد، به. ورواه ابن خزيمة في "صحيحه" (1899) ، وأبو عوانة في "مسنده" (8242) ، والحاكم في "المستدرك" (1/422) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (4/306) من طريق عمر بن علي المقدمي، والطبراني في "الأوسط" (7381) من طريق ابن جريج، كلاهما عَنْ مَعْنٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ، عَنْ أبي هريرة، به. ورواه الترمذي في "جامعه" (2486) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6582) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/288) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الأَنْصَارِيُّ، عَنْ محمد بن معن، وابن خزيمة (1898) من طريق عمر بن علي، كلاهما (محمد وعمر) عن معن، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» . وقال ابن خزيمة: «الإسنادان صحيحان: عن سعيد المقبري، وعن حنظلة بن علي جميعًا، عن أبي هريرة، ألا تسمع المقبري يقول: كنت أنا وحنظلة بن علي بالبقيع مع أبي هريرة» . وذكر الدارقطني في "العلل" (2061) الاختلاف في هذا الحديث ورجَّح رواية سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/583) . (2) أي: «ورواه عبدُاللهِ ... » ، فقوله: «عبد الله» مرفوعٌ عطفًا على «محمد بن معن» ، وانظر التخريج السابق، وقد وقع نحو ذلك في المسألة رقم (1522) . (3) هو: الأموي. وفي (ك) : «عن أبيه عبد الله بن عبد الله» . (4) في (ش) : «بن» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 397 فَقَالَ: حَدِيثُ مَعْنٍ، عَنْ حَنْظَلة بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) : محفوظٌ؛ رَوَاهُ (1) دَاوُدُ العطَّار (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ مَعْن، عَنْ حَنْظَلة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 1513 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ (4) ، عَنْ محمد بن عبد الله بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ عمِّه حَكِيم بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ سَلمان الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، لا (5) أعلمُهُ إِلا عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الطَّاعِمُ الشَّاكِرُ مِثْلُ الصَّائِمِ الصَّابِرِ. وَرَوَاهُ الدَّراوَرْدي (6) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله ابن أَبِي حُرَّة، عَنْ عمِّه حَكِيم بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ سِنَانِ بنِ سَنَّة الأَسْلَميِّ صاحبِ رَسُولِ الله (ص) ، عن رسول الله (ص) (7) .   (1) في (ف) : «ورواه» . (2) في (ك) : «القطان» ، وهو داود بن عبد الرحمن العطار، وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (10/374 رقم 2061) من طريق الفضل بن موسى السيناني، عنه، به. وانظر التعليق المتقدِّم. (3) في (ت) و (ك) : «وسئل» فقط؛ عطفًا على ما سبق، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/289 رقم 7889) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/143) ، والبيهقي (4/306) . (5) في (ش) : «ولا» . (6) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/343 رقم 19014) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/142) ، وابن ماجه في "سننه" (1765) ، وعبد الله بن أحمد في "زيادات المسند" (4/343 رقم 19015) ، والطبراني في "الكبير" (7/100 رقم6492) . (7) قوله: «عن رسول الله (ص) » سقط من (أ) و (ش) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. الحديث: 1513 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 398 فقيل لأبي زرعة: أيُّهما صحيحٌ (1) ؟ قَالَ: حديثُ الدَّراوَرْديِّ أشبهُ (2) . 1514 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ كَانَ رواه قديمًا (4) عن عبد الرحمن بن عبد الملك بْنِ شَيْبَة الحِزَامي (5) ، عَنِ ابْنِ (6) أَبِي فُدَيْك (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا قُرِّبَ إِلَى أَحَدِكُمُ الحَلْوَى، فَلْيَأكُلْ (8) مِنْهَا وَلا يَرُدَّهَا؟   (1) في (ك) : «أصح» . (2) ذكر ابن حجر في "فتح الباري" (9/582-583) الاختلاف في هذا الحديث، ونقل عن أبي زرعة ترجيحه لرواية الدراوردي هذه. (3) في (ت) و (ك) : «وسئل» فقط، عطفًا على ما سبق، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) . (4) رواه عن أبي زرعة البرذعي في "سؤالاته" (2/400) . والحديث أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/206) ، والدارقطني في "الأفراد" (314/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الشعب" (5536 و5670) من طريق فضالة بن حصين، وابن عدي في "الكامل" (2/54) من طريق بحر بن كنيز السفار، كلاهما عنه، به. ومن طريق ابن حبان رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1378) . قال الدارقطني: «تفرَّد به فَضالة بن حُصين، عنه» . وقال البيهقي: «تفرَّد به فَضالة بن حُصين العطَّار، وكان متهمًا بهذا الحديث» . وقال أيضًا: «وهذا إسنادٌ غير قويٍّ» . وقال ابن الجوزي: «وهذا لا يصحُّ» . وانظر "لسان الميزان" (4/435) . (5) في (ك) : «الخزامي» . (6) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (7) هو: محمد بن إسماعيل. (8) في (ك) : «فيأكل» . الحديث: 1514 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 399 فَامْتَنَعَ أَبُو زُرْعَةَ مِنْ أَنْ يحدِّثنا بِهِ، وَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . 1515- وسألتُ أَبِي عَنْ أحاديثَ ثلاثةٍ (2) رَوَاهَا أَبُو يُوسُفَ المَديني؛ مِنْهَا: حديثُ أَبِي يُوسُفَ (3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ سَهل بْنِ سعد؛ قال: رأيتُ النبيَّ (ص) يأكُلُ البِطِّيخَ (5) بِالرُّطَبِ؟ قَالَ أَبِي: أَبُو يُوسُفَ هَذَا اسمُهُ: يعقوبُ ابنُ الْوَلِيدِ؛ ضعيفُ الْحَدِيثِ (6) ، وحديثُ سَهلٍ هُوَ باطلٌ، وَهَذِهِ الأحاديثُ الثلاثةُ بواطيلُ.   (1) ذكر البرذعي في "سؤالاته" (2/400-401) أنه سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ والحديث الآتي برقم (1546) ؟ قال: «فأمرني أن أضربَ عليهما، ولم يقرأهما» . (2) انظر الحديثين الآخرين في المسألة المتقدمة برقم (1235) ، والآتية برقم (2423) . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3326) ، والطبراني في "الكبير" (6/162 رقم 5859) ، وابن عدي في "الكامل" (7/147) ، والدارقطني في "الأفراد" (137/ب/أطراف الغرائب) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/245-246) . قال الدارقطني: «تفرَّد به يعقوب بن الوليد المدني، عنه» . ونقل عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (1305) عن أبيه قال: «يعقوب بن الوليد من أهل المدينة، وكان من الكذَّابين الكبار، يحدث عن أبي حازم ... » ، ثم ذكر له هذا الحديث. ونقل ابن عساكر عن ابن شاهين قوله: «تفرَّد به عن أبي حازم - فيما أعلم - يعقوب بن الوليد المدني، وليس هو عندهم بذاك» . = ... وانظر "الجرح والتعديل" (9/216) ، وانظر "السلسلة الصحيحة" للألباني (57) . (4) هو: سلمة بن دينار. (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «الطِّبِّيخ» ، وهي لغة في «البِطِّيخ» كما ذكر الخطابي وغيره. انظر: "فيض القدير" (5/196 و230) ، و"عون المعبود" (10/222) . (6) قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" في الموضع السابق: «كان من الكذابين الكبار» . الحديث: 1515 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 400 1516 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّار (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيع (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الزُّعَيْزِعَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) : أنَّه كَانَ يَقُولُ فِي الطَّعَامِ إِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيمَا رَزَقْتَنَا وقِنَا عَذَابَ النَّارِ، بِاسْمِ اللهِ، فَإِذَا فرَغَ قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنَّ عَلَيْنَا وهَدَانا، والَّذِي أَشْبَعَنَا (4) وأَرْوَانَا، وكُلَّ الإِحْسَانِ آتَانَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بِشَيْءٍ، وابنُ أَبِي (5) الزُّعَيْزِعَة لا يُشْتَغَلُ بِهِ؛ منكرُ الْحَدِيثِ (6) . 1517 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: دخلتُ على خالتي مَيْمونَةَ وخالدُ ابنُ الْوَلِيدِ (8) ، فَقَالَتْ مَيمونة: يَا رسولَ اللَّهِ، أَلا أطعمُكَ مِمَّا أهدَتْ إليَّ أختي من البادية؟   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (888 و895) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (457 و466) ، وابن عدي في "الكامل" (6/206) . (3) قوله: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سميع» مكرر في (ك) . (4) في (ك) : «أسبغنا» . (5) في (ك) : «وأين ابن» . (6) وانظر "الجرح والتعديل" (7/261 رقم425) . (7) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وتقدمت هذه المسألة برقم (1482) و (1497) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1527) . (8) قوله: «وخالدُ بنُ الوليد» بالرفع عطفًا على فاعل «دخَلَ» ، وهو تاء المتكلِّم. ولفظه في المسألة رقم (1527) : «عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدَ دخلَ مَعَ رَسُولِ الله (ص) بيت مَيمونة» ، وقال عنه ابن الجُنَيد: «والصَّحيحُ عندي: دخلتُ أنا وخالدٌ» . الحديث: 1516 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 401 فقرَّبَتْ ضَبَّينِ مَشْوِيَّيْنِ عَلَى خُبْزٍ، فقال النبيُّ (ص) : كُلُوا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ طَعَامِ قَوْمِي، أَجِدُنِي أَعَافُهُ. فأكَلَ مِنْهُ ابنُ عَبَّاسٍ وخالدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وقالتْ مَيْمونة: لا آكُلُ مِنْ طعام ٍ لَمْ يأكلْ مِنْهُ رسولُ اللَّهِ (ص) . فأُتي بإناءٍ، فَشَرِبَ، وَعَنْ يَمِينِهِ ابنُ عَبَّاسٍ، وَعَنْ يَسَارِهِ خالدُ بن الوليد، فقال النبيُّ (ص) لابْنِ عَبَّاسٍ: أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَسْقِيَ خَالِدًا؟ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: مَا أُحِبُّ أنْ أُوثِرَ بِسُؤْرِ رسول الله (ص) عَلَى نَفْسِي أَحَدًا، فَنَاوَلَهُ، فَشَرِبَ (1) ، وشرب خالدٌ، فقال النبيُّ (ص) : مَنْ أَطْعَمَهُ اللهُ طَعَامًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وَارْزُقْنَا خَيْرًا مِنْهُ، ومَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَنًا فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهِ، وزِدْنَا مِنْهُ؛ فَإِنِّي لاَ أَعْلَمُ شَيْئًا يُجْزِئُ مِنَ الطَّعَامِ والشَّرَابِ إِلاَّ اللَّبَنَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خَطأٌ مِنْ وُجُوهٍ، وَقَدْ كتبتُ خَطَأَهُ فِي ظَهْرٍ (2) . 1518 - وسمعتُ أبي وروى حديثَ محمدِ ابن مُصفًّى؛ قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّة (3) ، حدَّثنا الزُّبَيدي (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني (5) ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبة الخُشَني: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهى عن أَكلِ   (1) في (ك) : «وشرب» . (2) هذه الوجوه التي أشار إليها أبو حاتم هنا فصَّلها في المسألة رقم (1482) ، وانظر المسألة رقم (1497) و (1527) . (3) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2630) ، والنسائي في "سننه" = = (4342) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (7606) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/206) ، والطبراني في "الكبير" (22/210 رقم 559) . (4) هو: محمد بن الوليد. (5) هو: عائذالله بن عبد الله. الحديث: 1518 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 402 كُلِّ ذِي نابٍ منَ السِّباع، وَعَنْ لحومِ الحُمُرِ الأَهليَّة. قَالَ أَبِي (1) : قَوْلُهُ: «لُحُومُ الحُمُرِ الأَهليَّة» لم يَرْوِهِ غيرُ الزُّبَيْدِي (2) .   (1) قوله: «قال أبي» سقط من (ك) ، وفي هامش النسخة (أ) تعقيب على عبارة أبي حاتم هذه بخط مغاير نصه: «بل رواه صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ... [كلمة غير واضحة] العمي، ورواه عقيل ويونس» . (2) اختلفت كلمة الأئمة في هذا الحديث، فأبو حاتم يرى أن الزُّبَيدي تفرَّد - دون أصحاب الزهري - بلفظ: «لحوم الحُمُر الأهلية» مع أنه قد وافقه عليها غيره؛ فقد روى أحمد في "مسنده" (4/193 رقم 17735) من طريق عُقَيل بن خالد الأيلي، والبخاري في "صحيحه" (5527) من طريق صالح بن كيسان، وأبو عوانة في "صحيحه" (7605) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/10) من طريق صالح بن أبي الأخضر، ثلاثتهم عن الزهري، به، بمثل رواية الزُّبَيدي، واقتصر البخاري على تحريم لحوم الحمر الأهلية، وخالف البخاري أبا حاتم في ذلك، فرواه من طريق صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ - كما سبق - ثم قال: «تابعه الزُّبيدي، وعُقيل، عن ابن شهاب، وقال مالك ومعمر والماجشون ويونس وابن إسحاق: عن الزهري: نَهى النبي (ص) عَنْ كلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّباع» . وذهب الدارقطني في "العلل" (1163) إلى صحَّة الوجهين عن الزهري. وذهب ابن عبد البر إلى أن تحريم لحوم الحُمُر الأهليَّة لا يصحُّ عن الزهري بهذا الإسناد أصلاً، فضعَّف رواية صالح بن أبي الأخضر، وخطَّأ رواية صالح بن كيسان، ولم يذكر رواية الزُّبَيدي، وأما رواية عُقيل فقد ذكر أن عُقيلاً يرويه بمثل رواية الجماعة عن الزهري؛ بعدم ذكر لحوم الحمر الأهليَّة، وكذا ذكر الدارقطني في "العلل" (1163) رواية عقيل. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/11) : «ورواه صالح بن أبي الأخضر، وليس هو مما يُحتجُّ به في الزهري. وصالح بن كيسان - وإن كان ثقة - فإنه أخطأ في هذا؛ لأن أصحاب الزهري الثقات: مالك، وابن عيينة، ومعمر، ويونس، وعُقيل، لم يذكروا في هذا الإسناد غير النهي عن أكل كلِّ ذي الناب من السِّباع» . وقال أيضًا: «ولا يصحُّ عن ابن شهاب في تحريم الحُمُر الأهليَّة إسنادٌ؛ إلا إسناد مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عبد الله والحسن ابني مُحَمَّدِ بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب، عن أبيهما، عن عليٍّ، عن النبي (ص) » . والله أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 403 1519 - وسألتُ (1) أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُميَّة الطَّرَسُوسي (3) ، عَنِ الْوَلِيدِ بن محمد ابن صالح الأَيْلِيِّ (4) ، عَن مبارك بْن فَضَالة، عَن الْحَسَنِ (5) ، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: طَعَامُ الوَاحِدِ يَكْفِي الاِثْنَيْنِ، وطَعَامُ الاِثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 1520 - وسمعتُ أَبِي (6) يَقُولُ: رَوَى عبد الرَّزَّاق (7) ، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : كُلُوا الزَّيْتَ، وائْتَدِمُوا بِهِ ... (8) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1485) ، وقال أبو حاتم هناك: «هَذَا حديثٌ باطلٌ - يَعْنِي بِهَذَا الإسناد - والوليد مجهول» . (2) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (3) هو: محمد بن إبراهيم. (4) كذا في (ت) و (ش) ، وتشبه في (ك) : «الأبلي» ، وهي غير منقوطة في (أ) و (ف) . وتقدم في المسألة رقم (1388) و (1485) . (5) هو: البصري. (6) في (ت) و (ك) : «وسمعته» . (7) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (13/المنتخب) ، وفي "تفسيره"- كما في "مسند الفاروق" لابن كثير (2/598) - وابن ماجه في "سننه" (3319) ، والترمذي في "جامعه" (1851) ، وفي "العلل الكبير" (570) ، والبزار في "مسنده" (275) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4450) ، والحاكم في "المستدرك" (4/122) ، والضياء في "المختارة" (82 و83) . (8) وتمامه: «فإنه يخرج من شجرة مباركة» . الحديث: 1519 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 404 حَدَّثَ (1) مرَّةً عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) (2) ... هَكَذَا رَوَاهُ دَهْرًا، ثُمّ قَالَ (3) بعدُ: زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أحسَبُهُ عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، ثُمَّ لَمْ يَمُتْ (4) حَتَّى جَعَلَهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ بلا شَكٍّ (6) .   (1) أي: حدَّث به عبدُالرَّزاق مرةً عن معمر، فجعلهُ عن زيد ابن أسلم، به، ورواية عبد الرزاق من هذا الوجه أخرجها في "مصنفه" (19568/جامع معمر) ، ومن طريقه أخرجها الترمذي في "جامعه" (1851) . (2) يعني: مرسلاً. (3) أي: عبدُالرَّزاق. وروايته على هذا الوجه أخرجها البيهقي في "شعب الإيمان" (5539) من طريق أحمد ابن منصور الرمادي، عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، به. (4) أي: عبد الرزاق. (5) تقدَّم تخريج رواية عبد الرزاق من هذا الوجه في أول المسألة. (6) قال أبو داود في "مسائل أحمد" (ص392 رقم 1877) : «سألت أحمد عن حديث عبد الرَّزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ، عن النبي (ص) : «كُلُوا الزَّيْتَ وادَّهِنُوا بِهِ؛ فإِنَّها شَجَرةٌ مُبارَكةٌ» ؟ فقال: هذا حدثنا به عبد الرَّزاق، عَنْ مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عن أبيه، ليس فيه عمر» . اهـ. وروى عباس الدوري في "تاريخه" (3/142 رقم595) عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «حدَّث مَعْمَر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : «كُلُوا الزَّيْتَ وادَّهِنُوا بِهِ ... » ، ليس هو بشيء؛ إنما هو عن زيد مرسلاً» . اهـ. وقال الترمذي في "العلل الكبير" (570) : «سألت محمدًا [يعني: البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديثٌ مرسل. قلت له: رواه أحدٌ عن زيد بن أسلم غيرُ معمر؟ قال: لا أعلمه» . اهـ. وقال في "جامعه" (1851) : «هذا حديث لا نعرفُه إلا من حديث عبد الرزاق، عن معمر، وكان عبد الرزاق يضطَرب في رواية هذا الحديث، فربما ذكر فيه: " عن عمر، عن النبي (ص) "، وربما رواه على الشَّك، فقال: أَحْسَبُهُ عَنْ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وربما قال: عن زيد ابْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً» . اهـ. وقال البزار: «وهذا الحديثُ لا نعلمه يُروى عن عمر، عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه، ولا رواه عن زيد إلا معمر، وزياد بن سعد، ورواه غيرُ واحد عن عبد الرزاق، عن معمر، عن زيد، عن أبيه، ولا أعلمه إلا عن عمر، ورواه غيرُ واحد بلا شَك، وهذا الكلام قد روي عن أبي أسيد وعن أبي هريرة، وإسنادهما فغير ثابت» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 405 1521- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ الفَزاري (2) ، عَنْ سُفْيان، عن سُهَيل ابن أبي صالح، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: كنتُ جَالِسًا عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فَقَالَ شيخٌ عِنْدَهُ: سمعتُ أَبَا ذرٍّ يقول: نهى رسولُ الله (ص) عَنْ أَكلِ كُلِّ ذِي نابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ نُهْبَةٍ (3) ، وكُلِّ (4) خَطْفَةٍ (5) ، وكُلِّ مُجَثَّمَة (6) . فَقَالَ سَعِيدٌ: صَدَقَ؟ فَقَالَ أَبِي: أَخْطَأَ (7) فِيهِ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي الدَّرداء، بدل: أبي ذر (8) .   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة الآتية برقم (1535) . (2) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. (3) النُّهْبَةُ والنُّهْبى: اسمٌ للمَنْهوب. "المصباح المنير" (ن هـ ب/2/627) . (4) قوله: «كل» ليس في (أ) و (ش) . (5) أي: ما اختطفَ الذئبُ من أعضاء الشَّاة وهي حيَّة؛ لأن كلَّ ما أُبِينَ من حيٍّ فهو ميِّت، والمراد: ما يُقطَعُ من أطراف الشَّاة، وذلك أنه لمَّا قَدِمَ المدينةَ رأى الناسَ يَجُبُّون أسنِمَةَ الإبل، وأَلَيَات الغنم، ويأكلونَهَا. والخَطْفة: المرَّةُ الواحدةُ من الخَطْف، فَسُمِّيَ بها العُضْو المُخْتَطَف. اهـ. انظر "النهاية" (2/49) . (6) في (ك) : «محتمة» . والْمُجَثَّمةُ: كلُّ حَيَوان يُحْبَس ويُرمى لِيُقْتَلَ. "مشارق الأنوار" (1/1401) و"النهاية" (1/239) . وسيأتي تفسير المصنف للمجثَّمة في المسألة رقم (1535) . (7) يعني: أبا إسحاق الفزاري. (8) المعنى: أن الصواب في رواية الحديث: أن يقال: «عن أبي الدرداء» بدل «عن أبي ذر» ، وهذا ليس تصحيحًا من أبي حاتم للحديث من طريق أبي الدرداء، فقد قال في المسألة رقم (1535) : «سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي الدرداء لا يستوي» . والحديث رواه ابن المبارك في "مسنده" (188) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (8688) ، والحميدي في "مسنده" (401) ، وأحمد في "مسنده" (5/195 رقم 21706) ، ومسدد وأبو يعلى في "مسنديهما"- كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (4717) - وابن حبان في "الثقات" (7/13) من طريق ابن عيينة، ومسدد في "مسنده" من طريق يحيى بن سعيد، وأحمد بن منيع في "مسنده" من طريق عبيدة بن حميد - كما في "إتحاف الخيرة" (4717) - وأحمد في "مسنده" (6/445 رقم 27512) من طريق علي بن عاصم، وإسحاق بن = = راهويه وأبو يعلى في "مسنديهما" - كما في "نصب الراية" (4/193) - من طريق جرير، والدولابي في "الكنى" (2/154-155) من طريق سليمان بن بلال، جميعهم عن سهيل، عن عبد الله بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي الدرداء، به. ورواه ابن أبي شيبة في "مسنده"- كما في "إتحاف الخيرة" (4717) - والترمذي في "جامعه" (1473) ، والبزار في "مسنده" (1213/كشف الأستار) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَفْرِيقِيِّ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عن النبي (ص) به. قال الترمذي: «حديثٌ غريب» . وقال البزار - كما في حاشية "العلل" للدارقطني (6/204) -: «وهذا الحديث قد رُوي عن النبي (ص) نحو كلامه من وجوه، وأبو الدرداء فمن أعلى من روى ذلك عن رسول الله (ص) ، فلذلك ذكرنا حديث أبي الدرداء لجلالته، ولم نعدَّ كل من روى عن رسول الله (ص) من هذا الوجه بهذا اللفظ إلا أن يغير لفظًا أو يزيد شيئًا، وإسناده حسن، ولا نعلم روى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي الدرداء غيرَ هذا الحديث، ولا روى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سليم إلا أبو أيوب، وروى عن أبي أيوب هذا عبد الرحيم وابن أبي زائدة» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/8) عن حديث صفوان هذا: «ليِّن الإسناد» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1070) حديثَ سهيل وحديثَ صفوان ثم قال: «وحديث سهيل بن أبي صالح كأنه أشبه بالصَّواب، ولا يثبت سماع سعيد من أبي الدرداء؛ لأنهما لم يلتقيا» . الحديث: 1521 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 406 1522 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد بن سعيد بن   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدَّمت هذه المسألة برقم (1489) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1528) و (1537) ، و (1538) و (2415) ، و (2521) . الحديث: 1522 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 407 زائدة، عن شَريكٍ (1) ، عن عُبَيدالله (2) - وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنِ سُلَيم (3) ، عَنْ عُبَيدالله - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ (4) ... ، وَذَكَرَ (5) الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (6) ؛ إنما هو: عن عُبَيدالله، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله (7) بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ جدِّه (8) ابْنِ عُمَرَ. 1523 - وسألتُ أَبِي (9) عَنْ حديثٍ رواه الدَّراوَرْدي (10) ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة: أنَّ النبيَّ (ص) أَمَرَ بِأَكْلِ الضَّبُع؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا أَرَادَ: مَا رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بن أُميَّة (11) ، عن عبد الله   (1) هو: ابن عبد الله النَّخَعي القاضي. (2) هو: ابن عمر العُمَري. (3) قوله: «عن عبيد الله ورواه يحيى بن سليم» سقط من (ك) . (4) تمامه: «فليأكُل بيمينِه، وإذا شَرِبَ فليشْرَب بيمينِه؛ فإنَّ الشَّيطانَ يأكلُ بشِماله ويشربُ بشِماله» . (5) قوله: «وذكر» ليس في (ف) . (6) في المسألة رقم (1489) جعل أبو زرعة الوَهَمَ في رواية شريك من شريك. (7) قوله: «عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله» سقط من (أ) و (ش) . (8) في (ف) : «عن أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه» . وانظر المسألة رقم (1538) . (9) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (10) هو: عبد العزيز بن محمد. (11) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8681) ، وابن ماجه في "سننه" (3236) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2127) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/164) ، و"شرح المشكل" (3466) ، والدارقطني في "السنن" (2/245 و246) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/318) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (3/297 رقم 14165) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/310 رقم 916) . ورواه أبو داود في "سننه" (3801) ، وابن المنذر في "الأوسط" (2/310 رقم 916) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (2/164) ، و"شرح المشكل" (3465) ، والدارقطني في "السنن" (2/246) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/318) من طريق جرير بن حازم، والترمذي في "جامعه" (1791) ، و"العلل الكبير" (551) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (2/164) ، و"شرح المشكل" (3465 و3471) ، والدارقطني في "السنن" (2/246) ، والبيهقي (9/318) من طريق ابن جريج، كلاهما عن عبد الله بن عبيد، به. قال الترمذي في "جامعه": «حديثٌ حسن صحيح» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث صحيح» . = ... ونقل الترمذي في "جامعه" عن يحيى القطان قوله: «وروى جرير بن حازم هذا الحديثَ عن عبد الله بن عبيد ابن عُمَيْرٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عن جابر، عن عمر قوله. وحديث ابن جريج أصحُّ» . ونقل الطحاوي في "شرح المشكل" (9/95) عن يحيى القطان أنه أنكر هذا الحديث وأنه قال: «يحدث به عن جابر عن عمر، ثم صيَّره عن النبي (ص) !» . قال الطحاوي: «إنكارًا منه إياه على ابن أبي عمار» . الحديث: 1523 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 408 بْنِ عُبَيد بْنِ عُمَير، عَنْ ابْنِ أَبِي عمَّار (1) ؛ قَالَ: سألتُ جَابِرًا عَنِ الضَّبُعِ: أَصَيْدٌ هُوَ (2) ؟ قَالَ: نَعَمْ، قلتُ: قَالَهُ النبيُّ (ص) ؟ قَالَ: نَعَمْ. 1524 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بن زيد   (1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. (2) في (ت) و (ك) : «أصيده» . (3) نقل بعض هذا النص ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/359-360) ، وابن الملقن في "البدر المنير" المطبوع (2/161) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/35) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم36) . الحديث: 1524 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 409 بْنِ أَسلَم (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ (2) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : أُحِلَّتْ لَنَا مَيْتَتَان ِ ودَمَان ِ ... (3) . ورواه عبد الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائغ (4) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) . ورواه القَعْنَبِي (6) ، عن أسامة (7) وعبد الله ابنَي زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِمَا، عَنِ ابن عمر، موقوفً (8) ؟   (1) روايته أخرجها الشافعي في "مسنده" (2/173/السندي) ، وأحمد في "مسنده" (2/97 رقم 5723) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (820/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (3218) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/331) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/58) ، وابن عدي في "الكامل" (4/271) ، والدارقطني في "سننه" (4/271) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/7) . ورواه ابن عدي (1/397) ، والبيهقي (1/254) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ عبد الرحمن وعبد الله وأسامة بني زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) به. ووقع عند ابن عدي: «عن عمر» بدل: «عن ابن عمر» وهو خطأ. نقل عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (5204) عن أبيه أنه قال: «حديثٌ منكر» . وقال البيهقي (10/7) : «وكذلك رواه عبد الرحمن وأخواه عن أبيهم، ورواه غيرهم موقوفًا على ابن عمر، وهو الصَّحيح» . (2) قوله: «عمر» سقط من (ت) و (ك) ، وكتب ناسخ (ك) فوق «ابن» : «كذا» . (3) تمامه: «فأمَّا الميتتان: فالحوتُ والجَرَاد، وأمَّا الدَّمَان فالكبد والطحال» ، واللفظ لأحمد. (4) في (ت) و (ك) : «الصباغ» . (5) في (ش) : «أبيهما» . (6) هو: عبد الله بن مَسْلَمة. (7) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/331) من طريق عبد الرحمن بن زيد، عن أخيه أسامة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفًا. (8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 410 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الموقوفُ أصحُّ (1) . 1525 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحيم بن سُلَيمان (3) وعبد العزيز الدَّراوَرْدي (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ الأعرابَ يَأْتُونَا (5) بلحم ٍ، وَلا نَدْرِي (6) هَلْ سَمَّوُا اللهَ عَلَيْهِ أَمْ لا؟ فَقَالَ رسولُُ الله (ص) : سَمُّوا اللهَ عَلَيْهِ (7) ، وكُلُوا؟   (1) وكذا رجح الدارقطني في "العلل" (2277) فقال عن هذا الحديث: «يرويه المسوَّر بن الصلت عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد، وخالفه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، فرواه عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، موقوفًا، وهو الصَّواب» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (9/621) . (2) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24427) ، والدارمي في "مسنده" (2019) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3174) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4447) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/299) . (4) ذكر روايته البخاري في "صحيحه" (5507) . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/634) : «أخرجه الإسماعيلي من طريق يعقوب بن حميد، عن الدراوردي» . ورواه البخاري في "صحيحه" (2057 و5507 و7398) من طريق محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وأسامة بن حفص المدني وأبي خالد الأحمر سليمان بن حيان، ثلاثتهم عن هشام بمثله. (5) في (ش) : «يأتوا» . والجادَّة: «يأتوننا» ؛ لأنه مضارعٌ مرفوعٌ بثبوت النون، لكنْ حُذِفَتْ هنا النونُ تخفيفًا؛ وهذا نادرٌ مع غير نون الوقاية وياء المتكلم: «نِي» . انظر: "الأشباه والنظائر" للسيوطي (2/63-65) ، و"شواهد التوضيح" (ص228-230) ، و"شرح النووي" (2/36) . (6) في (ك) : «ولا نعلم ندري» ، وكأنه ضرب على قوله: «نعلم» . (7) قوله: «عليه» ليس في (ش) . (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 1525 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 411 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: هشامُ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) ... ، مُرسَلً (*) أصحُّ؛ كَذَا يَرْوِيهِ مالكٌ (1) ، وحمَّادُ بن سَلَمة (2) ، مُرسَلً (*) .   (1) في "الموطأ" (2/488 رقم1038) . ومن طريقه أبو داود في "سننه" (2829) . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (22/298-299) : «لم يُختلَف عن مالك - فيما علمت - في إرسال هذا الحديث، وقد أسنده جماعةٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة» ، وقال: «روى هذا الحديث مرسلاً - كما رواه مالك - جماعة، منهم: ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان. ورواه مسندًا جماعةٌ، منهم: هؤلاء الذين ذكر البخاري وغيرهم» . اهـ. (2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2829) . ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" (8542) عن معمر، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (838) عن عيسى بن يونس، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/239) من طريق جعفر بن عون، ثلاثتهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه به مرسلاً. وسئل عنه الدارقطني في"العلل" (5/39/ب - 40/أ) ، فقال: «يرويه هشام بن عروة، واختلف عنه: فرواه عبد الرحيم بن سليمان، ويونس بن بكير، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وأبو خالد الأحمر، ومحاضر، والنضر بن شُمَيل، ومسلمة بن [قعنب] ، وابن هشام بن عروة، و [عمرو] بن مجمع، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. واختُلف عن مالك بن أنس، فرواه عبد الوهَّاب بن عطاء، عن مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، [قاله] يحيى بن أبي طالب، عنه. وغيره يرويه عن مَالِكٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ مرسلاً، وكذلك رواه [حَمَّادُ] بْنُ زَيْدٍ، وَحَمَّادُ بْنُ سلمة، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، والمفضل بن فضالة، عن هشام، عن أبيه مرسلاً ليس فيه عائشة، والمرسل أشبه بالصَّواب» . اهـ، وما بين المعقوفين سقط، وتصحيف وقع في المخطوط، فاستدركنا بعضه وصوَّبنا بعضه الآخر من "فتح الباري" لابن حجر (9/634) ، فإنه نقل معظم النص عن الدارقطني، ثم قال: «قلت: رواية عبد الرحيم عند ابن ماجه ... وصحَّ الحديث على شرطه» . اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 412 1526 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نَافِعٍ الصَّائغ (2) ، عَنْ عَاصِمِ بن عمر العُمَري، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَا قُطِعَ مِنْ بَهِيمَةٍ وَهِيَ حَيَّةٌ مِنْ شَيءٍ؛ فَالَّذِي قُطِعَ مِنْهَا (3) لا يَأكُلُهُ أَحَدٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1527 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ (5) فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدَ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ الله (ص) بيتَ مَيْمونة، فأُتِيَ بِضَبٍّ مَحْنوذٍ (6) ؛ قال خَالِدٌ: حرامٌ هُوَ؟ قَالَ: لا! وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِأَرْضِ قَوْمِي؛ فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى مالكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (7) ، عَنِ ابْنِ عباس وخالد،   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1479) . (2) قوله: «الصائغ» ليس في (ك) . وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/230) . (3) قوله: «منها» ليس في (ف) . (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وتقدمت هذه المسألة برقم (1482) و (1497) ، وانظر المسألة رقم (1517) . (5) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6653) من طريق معن بن عيسى، وأبو عوانة في "صحيحه" (7700) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/202) من طريق ابن وَهْب، كلاهما عن مالك به. وقَرَن ابنُ وَهْب بمالكٍ يونسَ بن يزيد الأيلي. (6) أي: مَشْوِيّ. "النهاية" (1/450) . (7) وهذا في رواية ابن بكير، عن مالك، كما في "التمهيد" لابن عبد البر (6/248) . الحديث: 1526 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 413 والقَعْنَبيُّ (1) رَوَى عَنِ (2) ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ خَالِدٍ؛ وَهُوَ أصحُّ. فذكرتُ (3) ذَلِكَ لابْنِ الجُنَيد (4) ، فَقَالَ: رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ المَكِّي (5) كَمَا رَوَاهُ القَعْنَبِي، والصَّحيحُ عِنْدِي: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: دخلتُ أَنَا وَخَالِدٌ (6) . 1528- وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (8) ، عَنْ هِقْل بن زياد، عن هشام ابن حسَّان، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي (9) كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن أبي هريرة: أنَّ (10) النبيَّ (ص) قال: لا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ   (1) هو: عبد الله بن مَسْلَمة. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5537) . وذكرها ابن عبد البر في "التمهيد" (6/248) . قال البيهقي في "السنن الكبرى" (9/323) : «وكأن مالكًا كان يشكُّ فيه، والصَّحيحُ رواية القعنبي ومن تابعه، وقد رواه يونس بن يزيد ومعمر - في رواية هشام ابن يوسف عنه - وَصَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ نحو رواية القعنبي، عن مالك» . (2) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) . (3) القائل: «فذكرت» : هو ابن أبي حاتم. (4) هو: علي بن الحسين. (5) قوله: «المكي» ليس في (ش) . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (4828) ، والطبراني في "الكبير" (4/108 رقم 3818) . (6) من هذا الوجه رواه مسلم في "صحيحه" (1945) عن يحيى بن يحيى النيسابوري، عن مالك، به. (7) انظر المسألة المتقدمة برقم (1489) و (1522) ، والمسألة الآتية برقم (1537) و (1538) . (8) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3266) ، والطبراني في "الأوسط" (7/35 رقم 6775) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/114) . (9) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . (10) في (ف) : «عن» بدل: «أن» . الحديث: 1528 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 414 بِشِمَالِهِ، وَلا يَشْرَبْ بِشِمَالِهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَشْرَبُ بِشِمَالِهِ (1) ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، وَكَذَا حدَّثناه هِشَامٌ، وَقَدْ حدَّثني الأنصاريُّ (2) ، عَنْ هشام بن حسَّان، عن عُبَيدالله بْنِ دِهْقان مَوْلَى أَنَسٍ، عَنْ أنس (3) ، عن النبيِّ (ص) . 1529- وسألتُ أَبِي (4) عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رواه داود بن رُشَيد (5) ،   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «فإن الشَّيطان يشرب بها» . (2) هو: محمد بن عبد الله بن المثنى. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/380) تعليقًا. والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/202 رقم 13097 و13098) من طريق يزيد بن هارون وخالد بن الحارث، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/380) تعليقًا من طريق عبد الأعلى وروح، والطبراني في "الأوسط" (1253) من طريق أسد بن عُبيدة البجلي، جميعهم عن هشام، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24429) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/380) تعليقًا من طريق يزيد بن هارون، وأحمد في "مسنده" (3/203 رقم 13097) من طريق روح، والترمذي في "العلل الكبير" (556) من طريق عبد الله بن سعد الرازي، وأبو يعلى في "مسنده" (4272 و4274) من طريق عبد الأعلى، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عبد الله ابن دِهْقان، عن أنس به. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/47) : «عبد الله بن دهقان ويقال: عبيد الله بن دهقان» . وقال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: يقال: عبيد الله بن دهقان، وعبد الله بن دهقان، ولا أعرف له غير هذا الحديث» . (3) قوله: «عن أنس» سقط من (ك) . (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (5) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7147) وقال: «لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به داود بن رُشيد» . الحديث: 1529 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 415 عَنْ سَلَمة بْنِ بِشْر بْنِ صَيْفي (1) ، عَنْ عبَّاد بْنِ كَثِير (2) الشَّامي، عَنْ أَبِي عِقال (3) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: اثْرُدُوا وَلَوْ بِالمَاءِ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا النُّفَيلي (4) بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ عَبَّاد بْنِ كَثِير، عَنْ عبد الرحمن [السُّدِّيِّ] (5) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ أَبِي: عبَّادُ بنُ كَثِير هَذَا مضطربُ الْحَدِيثِ، ظننتُ أَنَّهُ أحسَنُ حَالا مِنْ عبَّاد بْنِ كَثِير الْبَصْرِيِّ، فَإِذَا هُوَ قريبٌ مِنْهُ. 1530 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الحجَّاج القطَّان، عن عبد الله بن معاوية الزَّيْتوني، عن عبد العزيز بن [عمران] (7) بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عَوْف، عن ابن   (1) في (ت) : «صفي» . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «بشر» . (3) في (ف) : «ابن عقال» ، وأبو عقال هو: هلال بن زيد ابن يسار. (4) هو: عبد الله بن محمد بن علي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الأوسط" (1110) ، والبيهقي في "الشعب" (5523) من طريق النفيلي، عن عباد، عن عاصم بن طلحة، عن أنس به. قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عباد» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (1790) . (5) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «السندي» ، وعبد الرحمن السدي: هو والد إسماعيل، ومولى قيس ابن مخرمة القرشي. (6) في (ت) و (ك) : «وسألته» . ونقل بعض هذا النص العينيُّ في "عمدة القاري" (21/44) . (7) في جميع النسخ: «عمر» ، والمثبت من "الجرح والتعديل" (5/390) ، و"تهذيب الكمال" (18/178) ، ومصادر التخريج الآتية. ورواية عبد العزيز بن عمران أخرجها ابن منده - كما في "الإصابة" (3/77) - وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/299) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/913) . قال ابن منده: «هذا حديثٌ غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . وقال أبونعيم: «وصوابه: ابن عبد الله بْنِ السَّائب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده» . وقال ابن حجر في "الإصابة": «يعني: فيكون من مسند السَّائب» . الحديث: 1530 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 416 أبي ذِئْب (1) ، عن عبد الله بْنِ السَّائب بْنِ خبَّاب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه؛ قَالَ: رأيتُ رسولَ الله (ص) يأكُلُ قَدِيدًا (2) فِي طَبَقٍ مُتَّكِئًا، ثُمَّ قَامَ (3) إِلَى فَخَّارَةٍ فِيهَا ماءٌ فشَرِبَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وعبدُالعزيز: متروكُ الحديث. 1531 - وسألتُ أَبِي (4) عَن حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ (5) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لَوَدِدتُّ أَنَّ عِنْدِي خُبْزَةً بَيْضَاءَ مِنْ بُرَّةٍ سَمْرَاءَ، مُلَبَّقَةً (6) بِسَمْنٍ ولَبَنٍ ... ، الحديثَ؟   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. (2) القَديدُ: اللحمُ المَمْلوح المجفَّف في الشَّمس. "النهاية" (4/22) . (3) في (ش) : «قال» . (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3818) ، وابن ماجه في "سننه" (3341) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/199) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/251) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/326) ، وفي "الشعب" (5600) . قال العقيلي: «حدثنا أحمد بن أصرم بن خزيمة قال: سمعت أحمد بن حنبل وقيل له في حديث أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر: عن النبيِّ _ج في الملبَّقة، فأنكره أبو عبد الله، وقال: من روى هذا؟ قيل له: الحسين بن واقد. فقال بيده، وحرَّك رأسه، كأنه لم يرضاه» . وقال أبو داود: «هذا حديث منكر، وأيوب ليس هو السَّختياني» . وعدَّ الذهبي في السير (7/104) هذا الحديث من مناكير الحسين بن واقد. (6) أي: مُلَيَّنة، يقال: ثَرِيد مُلَبَّقٌ: مُلَيَّن بالدَّسَم. انظر "القاموس" (ل ب ق/ص921) . الحديث: 1531 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 417 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَلا يُشْبِهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ أيُّوب السَّخْتِياني، وَيُشْبِهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ أيُّوب بْنِ خُوطٍ. 1531/أ - وَكَذَلِكَ الحديثُ الآخرُ الَّذِي يَرْوِيهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمان (1) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : دِبَاغُ الأَدِيمِ (2) طُهُورُهُ (3) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا أَيْضًا باطلٌ. قلتُ: فأيُّوبُ بن خُوطٍ روى عَنْ نَافِعٍ؟ قَالَ: نَعَمْ! وَهُوَ متروكُ الْحَدِيثِ. قلتُ: فحسينُ بنُ وَاقِدٍ رَوَى عَنْ أيُّوب بْنِ خُوطٍ شيءً (4) ؟ قال: لا أدري.   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (1/48) . ومن طريقه ابن الجوزي في "التحقيق" (1/88) . قال الدارقطني: «إسناد حسن» . وقول الدارقطني لا يُعارض قول أبي حاتم، فمقصود الدارقطني بالحُسْن: الغرابةُ والنكارة، انظر مزيدًا من الأمثلة على ذلك من كلام الدارقطني في كتاب "الإرشادات، في تقوية الأحاديث بالشواهد = = والمتابعات" للأخ طارق بن عوض الله (ص 145) فما بعدها. (2) الأديم: الجلد ما كان، وقيل: الأحمر، وقيل: هو المدبوغ. «لسان العرب" (12/9) . (3) في (ت) و (ك) : «طهور» . (4) قوله: «شيء» ليس في (ف) ، ويخرَّج ما في النسخ على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 418 1532 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا مُسَدَّد (1) ؛ حدَّثنا عبد الله بن داود (2) ، عن عُقْبَة ابن وَهْب؛ حَدَّثَنِي أَبِي: أنَّ الهَجَنَّعَ (3) قَالَ: يَا رسولَ اللهِ (4) ، مَا يَحِلُّ لَنَا مِنَ المَيْتَة؟ قَالَ (5) : نَغْتَبِقُ ونَصْطَبِحُ؛ قَدَحًا باللَّيلِ، وقَدَحًا بِالْغَدَاةِ، قَالَ (6) : ذَاكَ الجُوعُ، كُلْهَا، وأحلَّها لَهُمْ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: قَالَ (7) أهلُ الْعَرَبِيَّةِ: الصَّبُوحُ: شُربُ الغَدَاة، والغَبُوقُ: شربُ العَشِيِّ (8) .   (1) روايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/197) . (2) هو: الخريبي. (3) قوله: «الهجنع» ضبب عليه ناسخ (ف) . وقد ترجم الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (10/282) للهَجَنَّع هذا، وقال: «ذكره ابن قانع في الصحابة، فأخطأ في ذلك خطأً فاحشًا، وأورد من طريق عقبة بن وَهْب بن عقبة، عن أبيه: أَنَّ الهَجَنَّع قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا يحلُّ لَنَا مِنَ الميتة؟ ... الحديث، وقوله: الهَجَنَّع تصحيفٌ؛ وإنما هو: الفُجَيع بفاء وبعد الجيم تحتانية ساكنة، وقد تقدَّم في حرف الفاء على الصَّواب، والحديث عند أبي داود، وقد أخرجه الخطيب في "المؤتلف" من الطريق التي أخرجها ابن قانع؛ فقال: عن الهَجَنَّع بن عبد الله، فذكره، وقال: كذا وقع، والصَّواب: الفُجَيع بن عبد الله» . اهـ. وقد ترجم المصنف في "الجرح والتعديل" (7/93) لفجيع العامري وذكر أن الراوي عنه هو وهب بن عقبة! وانظر "تهذيب الكمال" (23/144) . (4) لفظ الجلالة: «الله» ليس في (ك) . (5) أي: الهَجَنَّع. (6) في (ك) : «فإن» . (7) قوله: «قال» سقط من (ك) . (8) قال الخطابي في "غريب الحديث" (1/532) : «أخبرني أبو عُمَرَ: أنا أبو العَبَّاس ثَعْلَبٌ عن الكوفيِّين، والمُبَرِّدُ عن البصريِّين، قالوا: شُرْبُ الغدَاةِ: الصَّبُوحُ، وفي نصفِ النهار: القَيْلُ، وبالعشيِّ: الغَبُوقُ، وبين المغرب والعَتَمة: الفَحْمَةُ، وفي السَّحَرِ: الجَاشِرِيَّة، وكلُّ شَرَابٍ شُرِبَ في أيِّ زمانٍ كان، فهو: الصَّفْحُ، يقال: أتاني فصَفَحْتُهُ، أي: سَقيْتُهُ، وأتاني فأصفحْتُهُ: إذا حَرمْتَهُ وردَدْتَهُ» . وانظر: "النهاية" (3/6 و341) ، و"لسان العرب" (2/504) و (10/281) . الحديث: 1532 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 419 قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ مُسَدَّد! وَإِنَّمَا هُوَ: وَهْب بْنُ عُقبَة؛ حدَّثنا أَبُو نُعَيْم (1) بِهَذَا الْحَدِيثِ، هُوَ: وَهْب بْنُ عُقْبَة. 1533 - وسألتُ أَبِي (2) عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أبي أُوَيس (3) ؛   (1) هو: الفضل بن دُكين. وروايته أخرجها أبو نعيم الأصبهاني في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم" (36) من طريق محمد بن يونس الكديمي، عن الفضل بن دُكَين، عن وَهْب بن عقبة، عن أبيه، عن الهَجَنَّع، به. ورواه ابن سعد في "الطبقات" (6/46) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/137) تعليقًا، والمزي في "تهذيب الكمال" (23/144-145) من طريق إسماعيل بن عبد الله، عن أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَين، عَنْ عقبة بن وَهْب، عن أبيه، عن الفُجَيع، به. ورواه أبو داود في "سننه" (3817) من طريق هارون ابن عبد الله، والطحاوي في "شرح المشكل" (823) من طريق أبي أمية، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/338) من طريق إبراهيم الحربي، والطبراني في "الكبير" (18/321 رقم829) من طريق علي بن عبد العزيز، جميعهم عن أبي نعيم بمثله. ووقع في رواية هارون بن عبد الله عند أبي داود: «قال أبو نعيم: فسره لي عقبة: قدح غدوة، وقدح عشية ... » . ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم الأصبهاني في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم" (37) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/231) . = ... ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/357) وقال بعد أن روى أحاديث عدَّة: «وفي ثبوت هذه الأحاديث نظرٌ» . (2) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (3) هو: إسماعيل بن عبد الله. وروايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (350/ب/أطراف الغرائب) بلفظ: «نِعْم الإدامُ الخَلُّ، ولا يجوعُ أهلُ بيتٍ ... » الحديث. وقال: «تفرَّد به أبو أويس عنه بهذه الألفاظ، ولم يروه عنه غير مُعلَّى بن منصور الرازي» . الحديث: 1533 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 420 حَدَّثَنِي أَبِي (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: قَدِمَ على النبيِّ (ص) ناسٌ، فَرَأَى أجسامَهُمْ ضارِعَةً (2) ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا بِأَرْضِكُمْ أُدُمٌ؟ قَالُوا: لا؛ قَالَ: فَمَا يَكُونُ بِأَرْضِكُمُ الخَلُّ؟ قَالُوا: بَلَى؛ قَالَ: فَإِنَّهُ أُدُمٌ (3) . وَلا أُرَاهُ إِلا قَالَ لأناسٍ قَدِمُوا على النبيِّ (ص) مِنَ البَحْرَيْنِ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) . 1534 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسي (7) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ وَاصِل، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنِ ابنِ مَعْقِل بْنِ يَسَار؛ أنَّ مَعْقِلاً قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ، فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأَذَى، ولْيَأْكُلْهَا، وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَان ِ؟   (1) هو: عبد الله بن عبد الله المدني. (2) الضَّارِعُ: النَّحِيفُ الضَّاوي الجسم. "النهاية" (3/84) . (3) الأُدُم - بضم الهمزة والدال، وقد تُسَكَّن الدال - جمع الإدَام، وهو ما يؤكل مع الخبز أيَّ شيء كان. وإذا سكنت الدال جُمع الجمع على «آدام» . "النهاية" (1/31) (4) في (ف) : «التحرير» بدل: «البحرين» . (5) لعل ما يبين وَجْه نكارة الحديث ما رواه ابن عمار الشَّهيد في "علل أحاديث كتاب الصحيح" (25) من طريق الإمام أحمد بن صالح المصري أنه قال: وحدثني ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي الزناد، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ الأنصار أن رسول الله (ص) سأل قومًا: «ما إدامكُم؟» قالوا: الخلُّ. قال: «نِعْم الإدامُ الخَلُّ» . اهـ. فهذا يبين أن أصل الحديث مرسل، والله أعلم. (6) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (7) هو: سليمان بن داود. الحديث: 1534 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 421 قَالَ أَبِي: إنَّما يَرْوِيهِ عَنْ يونس (1) ، عن الحسن؛ أنَّ معقلً (2) قَالَ: نَهَى ... . 1535- وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحيم بْنِ سُلَيمان الرَّازِي (4) ، عَنْ أَبِي أيُّوب الأَفْرِيقِيِّ (5) ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي الدَّرداء، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّه نَهى عَنْ أَكْلِ (*) المُجَثَّمَةِ (6) ، والنُّهْبَى، والْخَطْفَةِ (7) ، وَعَنْ أَكْلِ (*) كُلِّ ذي نَابٍ مِنَ السِّبَاع (8) .   (1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2072) ، وابن ماجه في "سننه" (3278) ، والروياني في "مسنده" (1306) ، والطبراني في "الكبير" (20/200 رقم 450) من طريق يزيد بن زريع، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1089) ، والطبراني في "الكبير" (20/201 رقم 453) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الجمحي، والطبراني (20/200 رقم 451 و452) من طريق عامر بن صالح والمضاء الخزاز، جميعهم عن يونس، به. (2) في (ش) : «عن الحسن بن معقل» ، والمثبت من بقية النسخ، و «معقل» : عَلَمٌ مصروفٌ منوَّنٌ، فحقُّه هنا أن يكون بألف تنوين النصب «معقلاً» ؛ لكنَّها حذفتْ على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1521) . (4) تقدم تخريج روايته والكلام عليها في المسألة رقم (1521) . (5) هو: عبد الله بن علي. (*) ... قوله: «أكل» ليس في (ف) . (6) في (ك) : «المحتمة» . (7) تقدم تفسير المجثمة والنهبى والخطفة، في المسألة رقم (1521) . (8) في (ت) و (ف) و (ك) : «السبع» . الحديث: 1535 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 422 والْمُجَثَّمَة: التي تُصَبَّرُ (1) بالنَّبْلِ (2) ؟ قال أَبِي: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي الدَّرداء لا يَسْتَوِي (3) . 1536 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (5) ، عن عُبَيدالله (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ أَكْلِ لحومِ الحُمُرِ الأهليَّة. وَرَوَاهُ ابْنُ نُمَير (7) ، عن عُبَيدالله؛ حدَّثني نَافِعٌ وَسَالِمٌ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ؟   (1) في (ت) : «يصبر» . (2) في (أ) و (ش) : «بالليل» ، وفي (ف) غيِّرت «بالنبل» إلى «بالليل» ، أو العكس، قال في "اللسان" (12/83) : «قال أبو عبيد [في "غريب الحديث" (1/255) ] : والمُجَثَّمَةُ التي نُهِيَ عنها: هي المصبورة، وهي: كلُّ حيوان يُنصَبُ ويُرمَى ويقتل، قال أبو عبيد: ولكنَّ = = المجثَّمة لا تكون إلا من الطير والأرانب وأشباهها مما يَجْثُمُ بالأرض، أي: يلزمها؛ لأنَّ الطَّيْرَ تَجْثُمُ بالأرض إذا لزمتها ولبدت عليها؛ فإنْ حبسها إنسانٌ قيل: قد جُثِّمَتْ؛ فهي مُجَثَّمَةٌ: إذا فُعِلَ ذلك بها، وهي المحبوسةُ، فإذا فَعَلَتْ هي مِنْ غير فعل أحدٍ، قيل: جَثَمَتْ تَجْثُمُ وتَجْثِمُ جُثُومًا، فهي جاثمة» . اهـ. وانظر "النهاية" لابن الأثير (1/239) ، و"تاج العروس" (ج ث م) . (3) أي: لا يجيء؛ لأن سعيد بن المسيب ليس معروفًا بالرواية عن أبي الدرداء؛ قال الدارقطني في "العلل" (1070) ، في كلامه على هذا الحديث: «ولا يَثْبُتُ سماع سعيد من أبي الدرداء؛ لأنهما لم يلتقيا» . (4) في (ف) : «أبي زرعة» ، وكأن الناسخ صوبها. وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1498) ، وذكر فيها أبو زرعة: أنَّ الوَهَمَ من الدراوردي. (5) هو: عبد العزيز بن محمد. (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «عبد الله» . وعبيد الله هذا: هو ابن عمر العُمَري. (7) هو: عبد الله. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" عقب الحديث رقم (1936) . الحديث: 1536 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 423 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابْنِ نُمَير أصحُّ. 1537 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ ابْنِ أَخِي جُويرِيَة، عَنْ جُوَيْرِيَة (2) بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهري؛ أنَّ أَبَا بكر بن عبد الله (3) بن عبد الله ابن عمر أخبره؛ أنه سَمِعَ عبدَاللهِ ابنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بِيَمِينِهِ ... ، الحَديث؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: جُوَيْرِيَةُ يَهِمُ فيه (4) .   (1) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1489) و (1522) و (1528) ، والمسألة التالية، والمسألة الآتية برقم (2415) و (2521) . (2) قوله: «عن جويرية» سقط من (ك) . (3) كذا وقع هنا من رواية جويرية، عن مالك: «أبو بكر بن عبد الله ... » مكبَّرًا، وكذا ذكر الدارقطني في "الموطآت" - كما في "النكت الظراف" لابن حجر (6/269) - وذكر ابن المديني في "العلل" (ص75) رواية جويرية وفيها: «أبو بكر بن عُبَيدالله ... » مصغَّرًا، وهو الموافق للثابت من رواية الجماعة عن مالك، وانظر "مرويات الإمام الزهري المعلَّة" للدكتور عبد الله دمفو (3/1515-1516) ، والمسألة رقم (1489) و (1522) . وقد ضبَّب ناسخ (ت) على قوله: «بن عبد الله» . (4) أي: في ذكره السَّماع بين أبي بكر وجدِّه عبد الله بن عمر. وقد صرَّح الدارقطني في "العلل" (1713) بأن أبا بكر لم يسمعه من جدِّه ابن عمر، وإنما من عمه سالم، عن أبيه. وانظر "العلل" له (100) و (4/54/أ) . قال الحافظ ابن حجر في "النكت الظراف" (6/268-269) : «ووقع في رواية جويرية، عن مالك، في "الموطآت" للدارقطني: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ؛ أَنَّ أبا بكر بن عبد الله أخبره؛ أنه سمع عبد الله بن عمر، وهو من أغرب ما يكون» . اهـ. وذكر ابن المديني في "العلل" (ص75) أن جويرية رواه عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله، عن ابن عمر، ثم قال: «وحديث مالك كحديث جويرية قديمٌ، وكان يسنده» . اهـ. وقوله: «كحديث» يظهر أن صوابه: «من حديث» . والحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (2/922-923) - ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/33 و146 رقم 4886 و6334) ، ومسلم في "صحيحه" (2020) - عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، ليس فيه تصريحٌ بالسَّماع. وقد عرض ابن عبد البر في "التمهيد" (11/109-112) لاختلاف الرواة على مالك في هذا الحديث، ولم يذكر رواية جويرية، وإنما ذكر رواية إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَالِكِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله بن عمر، عمَّن حدثه؛ أنه سمع ابن عمر ... ، الحديث، ثم قال ابن عبد البر: «قال الدارقطني: روى هذا الحديث عمر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ القاسم بن عُبَيدالله، عن عبد الله بن عمر، وهو - أي القاسم - أبو بكر الذي روى عنه الزهري، وقال: عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فأشبه أن يكون قول إبراهيم بن طهمان له وجه، والله أعلم» . اهـ. الحديث: 1537 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 424 1538 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه يحيى بن عبد الله بْنِ بُكَير؛ حدَّثني مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَاب، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله (2) ابن عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله، عن ابن عمر (3) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُم ... ، الحديثَ؟   (1) قوله: «أبو زرعة» من (ف) فقط. وانظر المسألة السابقة. (2) في (ش) : «عبد الله» . (3) كذا في جميع النسخ: «عن عبد الله، عن ابن عمر» ، وهو خطأٌ، فجميع الذين ذكروا مخالفة ابن بكير ذكروها على النحو التالي: عن أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله، عن أبيه (عُبَيدالله) ، عن جده (عبد الله بن عمر) . عدا الدارقطني في "الغرائب" كما سيأتي في آخر هذا التعليق. قال الجوهري في "مسند الموطأ" (ص 205) : «وفي رواية ابن بكير: عن أبي بكر بن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله بن عمر» . وذكر الدارقطني في "العلل" (4/ل54/ب) الاختلاف في هذا الحديث، ومن ذلك قوله: «وقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ: عَنْ مَالِكِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبَيدالله، عن أبيه، عن جده، وكذلك قيل عَنْ يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ مالك» . اهـ. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/110) : «وقال ابن بكير في هذا الحديث: عن مَالِكٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، ولم يتابعه أحدٌ من أصحاب مالك على ذلك فيما علمت، وإنما يجعلون الحديث لأبي بكر بن عبيد الله، عن جده، لا يقولون فيه: عن أبيه كما قال ابن بكير» . اهـ. وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (6/268-269) : «قال ابن العربي في "العارضة": اتفق أكثر الرواة عن مالك على هذا، وخالفهم يحيى بن بكير فقال: عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جده؛ زاد فيه: " عن أبيه " قلت [أي ابن حجر] : أورده الدارقطني في "الغرائب" من رواية يحيى بن بكير، وليس فيه: " عن جده " وإنما فيه: " عن أبيه " حسبُ، فإذا حملنا قوله: "عن أبيه" على أن المراد "جده" وافق الجماعة» . الحديث: 1538 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 425 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ يَحْيَى. 1539- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه عُبَيدالله بن عائِشَة (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ حمَّاد بْنِ (3) عِمْرَانَ بْنِ موسى بن طَلْحَة بن عُبَيدالله،   (1) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) . (2) هو: عُبَيدالله بن محمد بن حفص ابن عائشة. وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/165) ، والشاشي في "مسنده" (11) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/60) ، والحاكم في "المستدرك" (3/370 و4/411) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/57) ، جميعهم، عنه، عن عبد الرحمن بن حماد، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ أبيه، عن طلحة بن عُبَيدالله، به. ورواه البزار في "مسنده" (949) من طريق سليمان ابن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن حماد، بمثله. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن طلحة إلا بهذا الإسناد» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (54/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به طلحة بْنِ يَحْيَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه» . (3) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . الحديث: 1539 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 426 عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ طَلْحَة بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَة، عَنْ أَبِيهِ، عن طَلْحَة بن عُبَيدالله؛ قَالَ: دخلتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، وَفِي يَدِهِ سَفَرْجَلَةٌ (2) ، فَأَلْقَاهَا إليَّ وَقَالَ: إِنَّهَا تُجِمُّ الفُؤَادَ (3) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) . 1540- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رواه إبراهيم بن موسى (6) ،   (1) كذا في جميع النسخ بزيادة: «عن أبيه» ، ولم نقف عليه من هذا الوجه. (2) السَّفَرْجَلَةُ: واحدة السَّفَرْجَل، وهو من الفواكه؛ قال في "تاج العروس" (14/347) : «السَّفَرْجَلُ: ثمَرٌ مَعْرُوفٌ، قالَ أبو حَنِيفَةَ: كثِيرٌ في بِلادِ العَرَبِ. قَابِضٌ مُقَوٍّ مُدِرٌّ مُشَهٍّ لِلطَّعامِ والْبَاهِ، مُسَكِّنٌ لِلْعَطَشِ، وإِذا أُكِلَ عَلى الطَّعامِ أَطْلَقَ، وأَنْفَعُهُ: ما قُوِّرَ وأُخْرِجَ حَبُّهُ، وجُعِلَ مَكانَهُ عَسَلٌ وطُيِّنَ وشُوِيَ في الفُرْنِ، ج: سَفارِجُ، الْواحِدَةُ: بِهَاءٍ، وتَصْغِيرُها: سُفَيْرِجٌ وسُفَيْجِلٌ» . (3) تُجِمُّ الفؤادَ، أي: تُريحُه. وقيل: تجمعُه وتكمِّل صلاحَه ونشاطَه. "النهاية" (1/301) . (4) قال البرذعي في "سؤالاته" (2/700-701) : «وشهدت أبا زرعة يحدِّث عن عبيد الله بن محمد بن حفص ابن عائشة بحديث طلحة بن عبيد الله في السَّفَرْجَلَة: إِنَّهَا تُجِمُّ الفؤادَ. قَالَ أَبُو زرعة: "إما واهٍ"، وإما كلمة نحوها، ثم قال أبو زرعة: سئل = = أبو الوليد عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديث البقَّالين» . اهـ. وانظر "تحفة الأشراف" (5004) ، و"لسان الميزان" (3/412) ، و"مختصر المستدرك" (721) . (5) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ش) : «وسئل أبي» ، والمثبت من (ف) . (6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/379) ولكن من حديث: عبد الله بن عمر. قال ابن عدي: «حدثنا أحمد بن حمدون، حدثنا أبو زرعة وأبو حاتم وابن وارة وابن حيويه قالوا: حدثنا إبراهيم بن موسى، حدثنا أَشْعَثَ بْنِ عَطَّافٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) به» . وقال ابن عدي: «حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم الجرجاني، حدثنا محمد بن حميد الرازي، حدثنا أشعث بن عطاف، بإسناده نحوه» . ثم قال: «وهذا عندي حديث إبراهيم بن موسى الفراء، عن أشعث، سرقه منه محمد بن حميد، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَى هَذَا الحديث عن الثوري فقال: عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) غير أشعث بن عطاف، ورواه ابن مهدي وغيره عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر، وعن ابن عمر، عن النبي (ص) ، وهذا أصوب» . ووقع في المطبوع: «عن الثوري وعن أبي الزبير» ؛ وهو خطأ. الحديث: 1540 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 427 عَنْ أَشْعَث بْنِ عَطَّاف، عَنْ سُفْيَانَ (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ (3) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى (4) وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ أَشْعَث، وَكَانَ كُوفِيًّا؛ شيخٌ صالِحٌ (5) ، كان ها هنا عِنْدَنَا. والحديثُ حديثُ (6) ابنِ مَهْدِيٍّ (7) الَّذِي رَوَاهُ سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جابرٍ وابنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) . 1541 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه الفَضْل بن موسى   (1) هو: الثوري. (2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (3) كذا في جميع النسخ: «عمر» ، والظَّاهر أنه خطأٌ صوابه: «ابن عمر» ، كما تقدَّم في التخريج، وكما يدلُّ عليه سياق المسألة. (4) في (ف) : «معا» وعليها علامة المد. قال الفيومي في "المصباح المنير" (2/576) : «المِعَى: المُصْران، وقصره أشهر من المد، وجمعه أمعاءٌ» . (5) قوله: «شيخٌ صالح» خبر لمبتدأ محذوف، أي: «هو شيخٌ صالحٌ» . وهذا على قطع هذا الكلام عما قبله. ولو قيل بوصله، نُصِبَ: «شيخ صالح» خبرًا آخر لـ «كان» ، وكانت الجادَّة أن يقال: شيخًا صالحًا، لكنْ حذفت هنا ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) قوله: «حديث» سقط من (ك) . (7) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2061) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2152) ، ورواه أبو عوانة في"صحيحه" (5/424) من طريق مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ سُفْيَانَ، به. الحديث: 1541 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 428 السِّيناني (1) ، فاختَلَفَ الروايةُ عَنْهُ (2) : فَرَوَى مُعَاذُ بْنُ أَسَدٍ المَرْوَزِي (3) ، عَنِ الفَضْل بْنِ مُوسَى، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَافِعِ بن عمرو؛ قال: كنتُ أَرْمِي (4) نَخْلا لِلأَنْصَارِ، فَأَخَذُونِي، فَذَهَبُوا بِي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ، فَقَالُوا: هَذَا يَرْمِي نَخْلَنَا؛ قَالَ: يَا رَافِعُ، لِمَ تَرْمِ (5) نَخْلَهُمْ؟ ، فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الجُوع؛ قَالَ: لا تَرْمِ، وَكُلْ مَا وَقَعَ، أَشْبَعَكَ اللهُ! .   (1) في (أ) و (ش) و (ك) : «الشيباني» ، ووضع في (ت) و (ف) علامة الإهمال على السين. وانظر "تهذيب الكمال" (23/254) . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فاختلفتِ الروايةُ عنه» ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية؛ لأنَّ الفعل مسندٌ إلى «الرواية» ، وهي مؤنَّثٌ غير حقيقي، وفي مثل ذلك يجوز تأنيثُ الفعلِ وتذكيرُهُ، وإنْ كان التأنيث أرجح. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (224) . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (5/19 رقم 4460) من طريق أحمد بن داود المكي، والحاكم في "المستدرك" (3/444) من طريق أبي يحيى بن أبي ميسرة، كلاهما عن معاذ بن أسد، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي جُبَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن رافع، به. ووقع عند الحاكم: «صالح بن أبي جعفر» بدل: «صالح بن أبي جبير» . ومن طريق الطبراني رواه المزي في "تهذيب الكمال" (13/27) . (4) في (أ) : «أومي» . (5) في (ش) و (ك) : «لِمَ تَرْمي» ، وهو الجادَّة، ولكنهما نسختان ليستا بقويتين؛ والمثبت من بقية النسخ، ويخرَّج على وجهين: الأوَّل: أن الأصل: «لِمَ تَرْمِي» ، والفعلُ مرفوعٌ، لكنْ حُذفت منه الياء اجْتزاء بالكسرة قبلها، والاجتزاء بالحركات عن حروف المدِّ لغةٌ لهوازن وعليا قيس. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) . والثاني: أنَّ الفعل مجزوم بـ «لِمَ» ، على ما ذهب إليه بعض النحاة من الجزم بـ «لِمَ» حملاً لها على «لَمْ» - وكأن ذلك لتشابههما في الصورة - وخرَّجوا على ذلك قراءةَ عُبَيد بن عمير في قوله تعالى: {لِمَ تَلْبِسُوا ... وَتَكْتُمُوا} [آل عِمرَان: 71] . وانظر كلام أبي حيان في "البحر المحيط" (2/516) ، وانظر كلام السمين الحلبي على هذه القراءة في "الدر المصون" (3/247) ، فهو مهم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 429 وَرَوَى الحسينُ بنُ حُرَيث (1) ، وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلان، عَنِ الفَضْل، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي جُبَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ عَمْرٍو؟ فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: صالحُ ابنُ أبي جُبَير (2) . ورواه (3) أَبُو تُمَيْلَة (4) وقَصَّرَ بِهِ (5) ؛ والصَّحيحُ متصلٌ. 1542 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمان   (1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1288) ، و"العلل الكبير" (340) . قال الترمذي في "جامعه": «هذا حديث حسن صحيح غريب» . وقال في "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعرف هذا إلا من حديث الفضل بن موسى، وصالح بن أبي جبير لا أعرف اسم أبيه» . اهـ. (2) من قوله: «عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَافِعِ بْنِ عمرو، فسمعتُ أبا زرعة ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. (3) في (ت) و (ك) : «رواه» بلا واو. (4) المثبت من (ت) وفي بقية النسخ: «أبو ثميلة» بالثاء المثلثة، وهو تصحيفٌ. واسم أبي تميلة: يحيى بن واضح. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/274) ، والبيهقي في "السنن" (10/2) من طريقه، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي جُبَيْرٍ مولى الحكم بن عمرو الغفاري، عن أبيه؛ قال: شكا ناسٌ من أهل المدينة إلى رسول الله (ص) أن غلامًا من بني غِفار يرمي نخلَهم ... ، الحديث، واللفظ للبيهقي. قال البيهقي: «وهذا منقطع» . (5) في (أ) و (ت) و (ش) : «وقصرته» . (6) قوله: «أبو زرعة» ليس في (ت) و (ك) . الحديث: 1542 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 430 الواسِطي (1) ، عَنْ هُشَيم (2) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء، عَنْ أَبِي العُرْيان المُجَاشِعي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: لَعَنَ رسولُ الله (ص) اليهودَ! حُرِّمَتْ عليهمُ الشُّحُومُ، فَبَاعُوهَا، وأكلوا أثمانَهَا، وإنَّ اللَّهُ إِذَا حرَّم أكلَ شيءٍ حرَّم ثَمَنَهُ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ بَرَكَةَ أَبِي الْوَلِيدِ (3) ؛ وَهِمَ فِيهِ هُشَيم.   (1) لم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (1/293 رقم2678) قال: حدثنا سُرَيج، حدثنا هشيم؛ أخبرنا خالد الحذاء، عن بَرَكَة بن العُريان المجاشعي، قال: سمعت ابن عباس، به. وبَرَكَةُ هذا كنيته: أبو الوليد، وقيل: أبو العريان. قال ابن ماكولا في "الإكمال" (1/232-233) : «بركة أبو الوليد، عن ابن عباس، روى عنه خالد الحذَّاء والتيمي، هو: المجاشعي البصري، وقيل: هو أبو العريان المجاشعي» . وقال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (1/218) : «وقرأت بخط مغلطاي أن ابنَ خَلْفون سمَّى أباه: العُرْيان. والذي رأيت في ابن خلفون: بركة أبو الوليد، ويقال: أبو العريان» . ورواه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/402) من طريق أحمد بن زهير، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ هشيم، عن خالد، عن بركة أبي العريان المحاربي، عن ابن عباس، به. قال ابن عبد البر: «قال أحمد بن زهير: كذا قال: عن بركة أبي العريان، وسمعت أبي يقول: وأبو العريان الذي يحدث عنه خالد اسمه: أنيس» . ورواه الطبراني في "الكبير" (12/155 رقم 12887) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/44) من طريق عمرو بن عوف الْوَاسِطِيُّ، عَنْ هُشَيْمٍ، عَنْ خَالِدٍ الحذاء، عن بركة بن الوليد، عن ابن عباس، به. (2) هو: ابن بشير الواسطي. (3) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/247 رقم 2221) من طريق علي بن عاصم، و (1/322 رقم 2961) من طريق محبوب بن الحسن، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/147) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/13) من طريق وهيب بن = = خالد، وأبو داود في "سننه" (3488) ، والبيهقي (6/13) من طريق بشر بن المفضل، وأبو داود (3488) ، والدارقطني في "السنن" (3/7) من طريق خالد بن عبد الله، وابن حبان في "صحيحه" (4938) من طريق يزيد بن زريع، والضياء في "المختارة" (9/510 رقم 493) من طريق عبد الوهَّاب، عن خالد، عن بركة أبي الوليد، عن ابن عباس، به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 431 1543 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عمَّار بْنُ خَالِدٍ الواسِطي، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ البَصْرة يُكْنى: أَبَا الفَضْلِ الأَشَجَّ، عَنْ جعفر ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ أَكْلِ الطِّين، وَقَالَ: مَنْ أَكَلَ الطِّينَ، فَقَدْ (2) أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ؟ فسمعتُه يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كذبٌ، والشيخُ لا أعرفُهُ. 1544 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَوْن الواسِطي (4) ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (5) ، عَنِ الأَعمش، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدَة بْنِ هُبَيرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: مَا عابَ (6) رسولُ اللَّهِ طعامًا قَطُّ؟   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1487) . (2) في (ف) : «فكأنما» . (3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذه المسألة برقم (2228) ، وانظر المسألة رقم (2227) . (4) لم نقف على روايته، لكن أخرجه مسلم في "صحيحه" (2064) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وأبي كريب ومحمد بن المثنى وعمرو الناقد، وأبو عوانة في "صحيحه" (8444) من طريق أحمد بن حنبل وعلي بن حرب، ستتهم عن أبي معاوية، به. ثم رواه مسلم أيضًا من طريق أبي كريب ومحمد بن المثنى، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة، به. (5) هو: محمد بن خازم. (6) في (أ) و (ت) : «ما غاب» . الحديث: 1543 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 432 قَالَ أَبِي: لَمْ يُتابَعْ عَلَى هَذِهِ (1) الروايةِ! إِنَّمَا هُوَ: الأَعْمَشُ (2) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (3) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . 1545 - وسُئِلَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ حُمَيد (5) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ،   (1) في (ف) : «هذا» . (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2568 و3563) ، وأحمد في "مسنده" (2/479 رقم 10212) من طريق شعبة، والبخاري (5409) ، ومسلم في "صحيحه" (2064) ، وأحمد (2/474 رقم 10141) من طريق سفيان الثوري، ومسلم (2064) من طريق جرير وزهير بن معاوية، وأحمد (2/481 رقم 10242) من طريق وكيع، وأبو عوانة في "صحيحه" (8436 و8437 و8439 و8441) من طريق أبي يحيى الحماني علي بن حرب وشيبان والوضَّاح بن عبد الله اليشكري، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (950) من طريق زائدة، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (583) من طريق فضيل بن عياض، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عن أبي هريرة، به. قال يحيى بن معين: «يرويه أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي يحيى مولى جعدة، عن أبي هريرة، والناس يَروون هذا عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . "تاريخ ابن معين/رواية الدوري" (2217) . وذكر الدارقطني في "العلل" (2217) اختلاف الرواة في هذا الحديث على الأعمش ومن دونه، ثم قال: «والصَّحيح: عن شعبة وَغَيْرُهُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حازم، عن أبي هريرة» . (3) هو: سلمان الأشجعي. (4) قوله: «وسئل» كذا في (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «وسئل أبي» . وسيأتي الجواب من أبي زرعة. وعلى ما أثبتناه يكون نائب الفاعل في قوله: «وسئل» ضميرًا يعود إلى «أبي زرعة» في المسائل السابقة قبل مسألتين، أو يعود إلى غير مذكور - وهو أبو زرعة أيضًا - لفهمه من السياق بعد، والله أعلم، انظر التعليق على المسألة رقم (400) . (5) هو: محمد بن حميد الرازي. الحديث: 1545 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 433 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيح (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) عَنْ لحومِ الجَلاَّلَةِ (2) وَأَلْبَانِهَا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ (3) . 1546 - وَانْتَهَى أَبُو زُرْعَةَ إِلَى حديثٍ كَانَ حدَّث بِهِ قَدِيمًا فِي كِتَابِ "الأطعمة"، عن عبد الرحمن بن عبد الملك الحِزَامي (4) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْك (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كَانَ أحبَّ اللَّحْمِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) الذِّرَاعُ. فلم يَقْرأ (6) ؛ قال: هو حديثٌ مُنكَرٌ (7) .   (1) هو: عبد الله. (2) الجَلاَّلة من الحَيَوان: الَّتي تأكل العَذِرَة؛ يقال: جَلَّتِ الدابةُ الجَلَّةَ واجتَلَّتها، فهي جالَّة وجلاَّلة: إذا التَقَطَتها. انظر "النهاية" (1/288) . (3) الحديث رواه أبو داود في "سننه" (3785) ، = = والترمذي في "جامعه" (1824) من طريق عبدة، وابن ماجه في "سننه" (3189) من طريق ابن أبي زائدة، والطبراني في "الكبير" (12/311 رقم 13506) من طريق علي بن مسهر، والحاكم في "المستدرك" (2/34) من طريق عيسى بن يونس، جميعهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن ابن عمر، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، وروى الثوري، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مجاهد، عن النبي (ص) مرسلاً» . (4) هو: عبد الرحمن بن عبد الملك بن محمد بن شيبة، ويكنى أبا بكر، وروايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (628) إلا أنه وقع في المطبوع: «أبو بكر ابن عبد الرحمن» ، وصنيع محقق الكتاب في التعريف برجال الإسناد يدل على أن الخطأ ليس في الأصل؛ لأنه عرف بعبد الرحمن، فالظاهر أن كلمة «بن» خطأ في الطباعة، والله أعلم. (5) هو: محمد بن إسماعيل. (6) أي: فلم يقرأه علينا. (7) ذكر البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/400-401) أنه سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ والحديث المتقدم في المسألة رقم (1514) ؟ قال: «فأمرني أن أضرب عليهما، ولم يقرأهما» . الحديث: 1546 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 434 عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْشْرِبَةِ 1547 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَعْلى المُحَارِبي، عَنْ زَائِدَةَ (3) ، عَنْ سَعِيدِ (4) بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْب بْنِ عُجْرَة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ النبيَّ (ص) أُتِيَ بِشَرَاب، وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ، فناول أعرابيًّ (5) ... الْحَدِيثَ (6) ؟ وَقَالَ (7) أَبِي: هَكَذَا حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى (8) ! وأردتُّ أَنْ أقولَ حِينَ حدَّثني بِهِ: أَنَّهُ خطأٌ، فتركتُ، وَلَمْ أقلْ شَيْئًا، وَهُوَ خطأٌ. قَالَ أَبِي: أصحابُ زَائِدَةَ يُخَالِفون فِي هَذَا الْحَدِيثِ، يَقُولُونَ: يَحْيَى بْنُ يَعْلَى، عَنْ زائدة (9) ، عن أبي طُوَالَةَ عبدِاللهِ بنِ عبد الرحمن   (1) في (ت) : «باب علل» . (2) انظر المسألة الآتية برقم (1573) . (3) هو: ابن قدامة الثقفي. (4) كذا، والمشهور بالرواية من ولد إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ هو: سَعْد، وترجمته في "الجرح والتعديل" (4/80 رقم 348) ، و"تهذيب الكمال" (10/248) . (5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليقُ عليها في المسألة رقم (34) . (6) هو الحديثُ المعروفُ الذي فيه أن النبيَّ (ص) بعد ما فرغَ من الشُّرب أعطى الإناءَ الأعرابيَّ لكونه عن يمينه، وفيه أنه (ص) قال: «الأيمنون الأيمنون» . (7) في (أ) و (ش) : «هو قال» . (8) في (ش) : «علي» . (9) كذا في جميع النسخ، ومن الواضح أن قوله: «يحيى بن يعلى» هنا لا معنى له، فالصواب حذفه، أو تكون العبارة: «أَصْحَابُ زَائِدَةَ يُخَالِفُونَ فِي هَذَا الحديث يحيى بنَ يعلى؛ يقولون: عن زائدة ... » . ولم نجد رواية زائدة هذه التي ذكرها أبو حاتم، ولكنَّ الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2571) ، ومسلم في "صحيحه" (2029) من طريق سليمان بن بلال، عن أبي طُوالة، به. الحديث: 1547 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 435 ابن مَعْمَر، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: فأيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: هَذَا حديثٌ معروفٌ بِهِ أَبُو طُوَالَة، غَيْرَ أنَّ يَحْيَى كَذَا حدَّثنا، وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَاشِدٍ الأَدَمي: أَنَّهُ وَقَعَ عِنْدَهُ عَنْ يَحْيَى كَذَا (1) . قَالَ أَبِي: وتوهَّمْتُ (2) أَنْ يَكُونَ وَهِمَ الشيخُ (3) ، وَكَانَ فِي قَلْبِي مِنْ ذَلِكَ حَتَّى رأيتُ فِي كِتَابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاشِدٍ الأَدَمي بِبَغْدَادَ: كَذَا سَمِعَهُ (4) مِنْ يَحْيَى بْنِ يَعْلى؛ فسَكَنَ قَلْبِي. 1548 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (5) عَنْ حديثٍ رواه شَرِيك (6) ، عن   (1) يعني: عن يَحْيَى بْنُ يَعلَى، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي طُوالة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) . (2) في (أ) و (ش) : «توهمت» بلا واو. (3) يعني: إبراهيم بن راشد الأَدَمي. (4) كذا في جميع النسخ: «سمعه» ، وكأن هناك من حاول إصلاحها في (ش) إلى «سمعتُهُ» ، فزاد نقطتين بين العين والهاء من غير سنّة للتاء، وكانت الجادَّة أن يقال: «سمعتُهُ» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح على أن أبا حاتم يقول: وكان في قلبي ريبٌ مِنْ ذَلِكَ حَتَّى رأيتُ فِي كتابِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاشِدٍ الآدَمِيِّ ببغداد أنَّه سَمِعَهُ كذلك من يحيى بن يَعلى، كما رواه غيره من أصحاب زائدة؛ فسَكَنَ قلبي. (5) في (أ) : «أبي زرعة» . (6) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/274) ، وفي "شرح المشكل" (2111) من طريق أبي غسان، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (719) من طريق عثمان ابن أبي شيبة، والطبراني في "الأوسط" (654) من طريق علي بن حكيم الأودي، ثلاثتهم عن شريك، به. الحديث: 1548 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 436 حُمَيد (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ دخَلَ، فشَرِبَ مِنْ قِرْبَةٍ وَهُوَ قَائِمٌ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ شَرِيكٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ شَرِيك (2) ، عن عبد الكريم، عن البَرَاء بن أَنَسٍ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ دَخَلَ فشَرِبَ مِنْ قِرْبَةٍ وهو قائم.   (1) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (2) روايته أخرجها البغوي في"الجعديات" (2255) عن عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ شَرِيكٍ، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/428) من طريق عبيد الله بن عمر، عن عبد الكريم، به. ورواه الطيالسي في "مسنده" (1755) ، عن شريك، عن عبد الكريم، عن البراء، عن أم سليم. ورواه الدارمي في "مسنده" (2170) من طريق منصور بن سلمة الخزاعي، عن شريك، عن عبد الكريم، عن البراء، عن أنس، عن أم سليم، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/428) عن أبي عاصم النبيل، عن ابن جريج، عن عبد الكريم، به. مثل رواية منصور بن سلمة. وثَمَّ اختلافاتٌ أخرى تنظر في "العلل" للدارقطني (5/217/ب) ، وحاشية "مسند الطيالسي" (1755) ، وحاشية "مسند أحمد" (6/376 رقم 27115) . (3) كذا في جميع النسخ: «البراء بن أنس» ، ووقع في بعض مصادر التخريج: «البراء ابن بنت أنس» ، وفي بعضها: «البراء بن زيد ابن بنت أنس» ؛ وبهذا ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/400 رقم 1573) . وما وقع هنا يمكن أن يكون له وجهٌ؛ بأن يكون نُسب إلى جدِّه لأمه، وله نظائر، فأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، يقال له: «أبو القاسم بن مَنيع» ويقال له: «ابن بنت مَنيع» يُنسب إلى جدِّه لأمه: أحمد بن مَنيع الحافظ، صاحب "المسند"، ولهذا تجدُ أحاديثَ "مسند الحِبِّ ابن الحِبِّ أسامة بن زيد لأبي القاسم البغوي مصدَّرةً بـ «حدثنا ابن مَنيع» وهو هو. ومثله سُليمان بن شرحبيل؛ نُسب إلى جدِّه لأمه، وهو سليمان بن عبد الرحمن. ويقال: ابن بنت شرحبيل، ترجمته في"الجرح والتعديل" (4/129 رقم 559) . وانظر المسألة رقم (80) و (208) و (390) و (1186) و (1277) و (2273/أ) و (2462) و (2596) و (2678) و (2748) من هذا الكتاب، والله أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 437 1549 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حَدِيثٍ أَبِي الأَحْوَص (2) ، عَنْ سِماك (3) ، عَنْ القاسم بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي بُرْدَة (5) ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ، وَلا تَسْكَرُوا (6) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فوَهِمَ أَبُو الأَحْوَص (7) ، فَقَالَ: عَنْ سِمَاك، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَة، قَلَبَ (8) مِنَ (9) الإِسْنَادِ مَوْضِعًا،   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وقد نقل ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/482) معظم هذا النص بتصرف، وستأتي هذه المسألة برقم (1551) . (2) في (ف) و (ك) : «الأخوص» . وأبو الأحوص هذا: هو سلاَّم بن سُلَيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23930) ، والنسائي في "سننه" (5677) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/228) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/204) ، والدارقطني في "السنن" (4/259) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه الطبراني في "الكبير" (22/198 رقم 522) . (3) هو: ابن حرب. (4) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود. (5) هو: ابن نيار. (6) في (ش) : «ولا تشكروا» . (7) في (أ) و (ف) و (ك) : «الأخوص» ، وفي (ش) : «الأجوص» . قال النسائي: «هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، غَلِطَ فِيهِ أبو الأحوص سلاَّم بن سُلَيم، لا نعلم أن أحدًا تابعه عليه من أصحاب سِماك بن حرب، وسِماك ليس بالقوي، وكان يقبل التلقين. قال أحمد بن حنبل: كان أبو الأحوص يخطئ في هذا الحديث» . وقول الإمام أحمد هذا رواه عنه أيضًا أبو زرعة كما في المسألة الآتية برقم (1551) . وقال الدارقطني في "العلل" (955) : «يرويه أبو الأَحْوَصِ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، واختُلف عن أبي الأحوص؛ فقال عنه سعيدُ بن سليمان، عن سماك، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، ووهم فيه على أبي الأحوص؛ ووهم فيه أبو الأحوص على سماك أيضًا. وإنما روى هذا الحديث سماك، عن القاسم، عن ابن بردة، عن أبيه، ووهم أيضًا في متنه في قوله: " ولا تسكروا " والمحفوظ عن سماك أنه قال: وكلُّ مسكر حرام» . وقال في "السنن" (4/259) : «وَهِمَ فيه أبو الأحوص في إسناده ومتنه» . (8) في (ش) : «قلت» . (9) قوله: «من» سقط من (ف) . الحديث: 1549 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 438 وصحَّف فِي مَوْضِعٍ؛ أمَّا القَلْبُ: فَقَوْلُهُ: «عَنْ أَبِي بُرْدَة» ، أَرَادَ: عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (1) ، ثُمَّ احْتَاجَ أَنْ يَقُولَ: «ابْنُ بُرَيْدة، عَنْ أَبِيهِ» ، فقَلَبَ (2) الإِسْنَادَ بِأَسْرِهِ، وأَفْحَشَ فِي الْخَطَإِ. وأَفْحَشُ مِنْ ذَلِكَ وأَشْنَعُ: تصحيفُهُ فِي (3) مَتْنِه: اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ، وَلا تَسْكَرُوا (4) (5) . وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عَنْ أَبِيهِ: أَبُو سِنَان ضِرَارُ بْنُ مُرَّة، وزُبَيدٌ الْيَامِيُّ، عَنْ مُحَارِب بْنِ دِثَار (6) ، وسِماكُ بْنِ حَرْبٍ (7) ، والْمُغِيرةُ بْنِ سُبَيْع (8) ، وعَلْقَمةُ بْنِ مَرْثَد (9) ، والزُّبَيرُ بْنِ   (1) في (ك) : «أبي بريدة» . وابن بريدة هو: عبد الله بن بريدة ابن الحصيب. (2) في (ش) و (ك) : «فقلت» . (3) في (ش) : «من» . (4) في (ش) : «ولا تشكروا» . (5) التصحيف في متن الحديث في موضعين؛ الأول: قوله: «اشْرَبُوا في الظُّرُوفِ» ، والمحفوظ: «اشْرَبُوا في الأَسْقِيَةِ» . والثاني: قوله: «ولا تَسْكَرُوا» ، والمحفوظ: «وَلا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» ؛ وَفِي حَدِيثِ بعضهم: «اجتنبوا كلَّ مسكر» كما يأتي في كلام أبي زرعة. وانظر كلام الدارقطني في التعليق على أول جواب أبي زرعة. وانظر كلام الإمام أحمد في المسألة رقم (1551) . (6) المعنى: أن ضِرَارُ بْنُ مُرَّةَ وَزُبَيْدٌ الْيَامِيُّ رَوَيا هذا الحديث عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ، ورواية ضرار أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (11803) ، وأحمد في "مسنده" (5/350 رقم 22958) ، ومسلم في "صحيحه" (977) . ورواية زُبَيْد أخرجها أحمد في "مسنده" (5/355 رقم 23003) ، ومسلم في "صحيحه" (977) . (7) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5678) ، والطبراني في "الأوسط" (2966) ، والدارقطني في "السنن" (4/259) . (8) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (11812) ، والنسائي في "سننه" (2033) . (9) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/356 رقم 23016) ، ومسلم (977) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 439 عَدِي (1) ، وعطاءٌ الخُرَاساني (2) ، وسَلَمَةُ بن كُهَيل (3) ، كلُّهم عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) : نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ فَزُورُوهَا، ونَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِي فَوْقَ ثَلاَثٍ فَأمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ، ونَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلاَّ فِي سِقَاءٍ، فَاشْرَبُوا فِي الأَسْقِيَةِ، وَلاَ تَشْرَبُوا مُسْكِرًا. وَفِي حَدِيثِ بَعْضِهِمْ قَالَ (4) : وَاجْتَنِبُوا (5) كُلَّ مُسْكِرٍ، وَلَمْ يَقُلْ أحدٌ (6) مِنْهُمْ: وَلا تَسْكَرُوا، وَقَدْ بانَ وَهَمُ (7) حديثِ أَبِي الأَحْوَص مِنِ اتفاقِ هؤلاءِ (8) [المُسَمَّيْنَ] (9) ؛ عَلَى مَا ذَكَرْنَا مِنْ خِلافِهِ. 1550 - وسألتُ (10) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ يحيى بن يَمان (11) ،   (1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (4430 و5651) ، وأبو عوانة في "صحيحه" (7884) . (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6708 و16957) ، ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (5/355 رقم 23005) ، ومسلم في "صحيحه" (977) . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/356 رقم 23015) . (4) قوله: «قال» سقط من (ك) . (5) في (ك) : «اجتنبوا» بلا واو. (6) في (ت) و (ف) و (ك) : «أحدًا» . (7) في "التنقيح": «وقد بان خطأ» . (8) في جميع النسخ: «وهؤلاء» بزيادة واو، وقد طُمِست الواو في (أ) ، وجاء على الصَّواب في "التنقيح" لابن عبد الهادي. (9) تصحَّفت هذه الكلمة في جميع النسخ إلى: «المشمس» ، والتصويب من "التنقيح". (10) نقل ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/480) كلام أبي زرعة هذا. وستأتي هذه المسألة مطوَّلة برقم (1552) . (11) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23858) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1/286 رقم 585) ، والنسائي في "سننه" (5703) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/219) ، وابن عدي في "الكامل" (3/29) ، والطبراني في "الكبير" (17/243 رقم 675) ، والدارقطني في "سننه" (4/263) ، وفي "العلل" (6/193) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/304) . الحديث: 1550 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 440 عَنْ سُفْيان (1) ، عَنْ مَنْصور (2) ، عَن خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مسعود: أنَّ النبيَّ (ص) عَطِشَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ، فَاسْتَسْقَى، فأُتِيَ بشَرَابٍ مِنَ السِّقَاية (3) ، فشَمَّهُ، فقَطَّبَ (4) ، فَقَالَ: عَلَيَّ ذَنُوبًا (5) مِنْ زَمْزَمَ، فصَبَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ شَرِبَهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا إسنادٌ بَاطِلٌ (6) عن الثَّوْري، عن مَنْصور؛   (1) هو: الثوري. (2) هو: ابن المعتمر. (3) أي: فأُتِيَ بنبيذٍ من السِّقَاية، كما في مصادر التخريج، وكما يأتي في المسألة رقم (1552) . (4) أي: قبض ما بين عينيه كما يفعلُه العَبوسُ. "النهاية" (4/79) . (5) الذَّنُوب - وِزانُ صَبُور -: الدَّلْوُ العظيمةُ، قالوا: ولا تُسمَّى ذَنُوبًا حتى تكونَ مَملوءَةً ماءً. انظر "المصباح المنير" (ذ ن ب/1/210) ، وقوله: «عَلَيَّ ذَنُوبًا» بالنصب كذا جاء في جميع النسخ، والذي في مصادر التخريج: «عَلَيَّ بذَنُوبٍ» ، وهو الجادَّة، لكنَّ ما في النسخ يخرَّج على النصب على نزع الخافض. وانظر في نزع الخافض: التعليق على المسألة رقم (12) . (6) روى البيهقي في "السنن الكبرى" (8/304) بإسناده إلى أبي موسى قال: ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي حديث سفيان، عن منصور في النبيذ ... قال: لا يحدث به. ونقل أبو داود في "مسائله" (1903) عن الإمام أحمد أنه قال: «هذا منكر» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/153) : «ولم يصحَّ» . وقال في "التاريخ الأوسط" (2/52) : «ولم يثبت» . وقال النسائي: «وهذا خبرٌ ضعيف؛ لأن يحيى بن يمان انفرد به دون أصحاب سفيان، ويحيى بن يمان لا يحتجُّ بحديثه لسوء حفظه، وكثرة خطئه» . وقال ابن عدي: «سمعت عبدان يقول: سمعت ابن نمير يقول: أخطأ ابن يمان على الثَّوْرِيُّ فَقَالَ: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مسعود، وإنما هُوَ: الثَّوْرِيُّ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أبي صالح، عن المطلب قال: عطش النبي (ص) ... فذكره» . وقال ابن عدي: «ويحيى بن يمان قد وهم في حديث النبي (ص) ... فذكره» . وقال الدارقطني في "السنن" (4/264) : «وهذا حديثٌ معروف بيحيى بن يمان، ويقال: إنه انقلب عليه الإسناد، واختلط عليه بحديث الكلبي، عن أبي صالح» . وذكر نحوه في "العلل" (1061) وزاد: «والكلبي متروكُ الحديث، ولا يحفظ هذا من حديث منصور إلا من رواية يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنِ الثَّوْرِيِّ. وقد تابعه عبد العزيز بن أبان - وهو متروكٌ - عن الثوري، وتابعهما أيضًا اليسع بن إسماعيل - وهو ضعيفٌ - عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ الثوري» . وقال البيهقي: «ورواه يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنْ سُفْيَانَ فغلط في إسناده» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 441 وَهِمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ يَمان؛ وَإِنَّمَا ذَاكَرَهُمْ سُفْيَانُ (1) عَنِ الكَلبي (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنِ المُطَّلِب بْنِ أَبِي وَداعة، مُرْسَلً (4) . ولعلَّ (5) الثَّوْري إِنَّمَا ذَكَرَهُ تعجُّبًا مِنَ الكَلبِي حِينَ حدَّث بِهَذَا الْحَدِيثِ؛ مُستَنكِرًا (6) عَلَى الكَلبِي. 1551 - وسمعتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ (8) يَقُولُ: سمعتُ أَحْمَدَ بْنَ حنبل   (1) روايته ذكرها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/153) فقال: وقال الأشجعي وغيره: عن سفيان ... . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/304) من طريق أبي حذيفة، عن سفيان، به. = ... ورواه الدارقطني في "السنن" (4/261-262) من طريق عمر بن علي المقدمي وشعيب بن خالد، كلاهما عن الكلبي، به. (2) هو: محمد بن السَّائب. (3) هو: باذام مولى أم هانئ. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) في (ت) و (ك) : «فلعل» . (6) المثبت من (ف) ، وهو الجادَّة، وفي بقية النسخ: «مستنكر» ، وهو صحيحٌ أيضًا على لغة ربيعة المشار إليها. (7) تقدمت هذه المسألة برقم (1549) ، ونقلها ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/482-483) . (8) في (ف) : «أبي زرعة» . الحديث: 1551 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 442 _ح (1) يَقُولُ: حديثُ أَبِي الأَحْوَص (2) ، عَنْ سِماك (3) ، عن القاسم ابن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بُرْدَة: خطأٌ؛ الإسنادُ والكلامُ: فَأَمَّا الإسنادُ: فإنَّ شَرِيكً (4) وأيُّوبَ ومحمدً (5) ابني جابرٍ رَوَوْهُ (6) عَنْ سِمَاك، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عبد الرحمن، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (7) ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) كما روى (8) الناسُ: فَانْتَبِذُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ، وَلا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا (9) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا أَقُولُ: هَذَا خطأٌ! أمَّا (10) الصَّحيحُ:   (1) في (ف) : «رضي الله عنه» بدل: «رحمه الله» . (2) كذا في (ت) و (ش) ، وفي بقية النسخ: «الأخوص» . وأبو الأحوص: سلام بن سليم. (3) هو: ابن حرب. (4) كذا في جميع النسخ! إلا أنها غُيِّرَتْ في (أ) بخط مغاير إلى «شريكًا» ، وهو الجادَّة؛ لكن يخرَّج ما في النسخ على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وجاءت على الجادَّة: «شريكًا» في "التنقيح". وشريك هو: ابن عبد الله النخعي. وروايته أخرجها النسائي (5678) . (5) كذا في جميع النسخ و"التنقيح": «ومحمد» ، وغُيِّرَتْ في (أ) إلى «محمدًا» ، وانظر التعليق السابق. ورواية محمد أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2966) ، والدارقطني في "السنن" (4/259) . (6) في جميع النسخ: «روياه» ، ثم صوبت في (أ) وجاءت على الصَّواب في "التنقيح". (7) هو: عبد الله. (8) في (أ) و (ف) : «رواى» ، وفي (ك) : «رواه» . (9) وفي ضمن هذا بيان للخطأ في الكلام، أي: المتن؛ فالصواب: كَمَا رَوَاهُ النَّاسُ: «فَانْتَبِذُوا فِي كُلِّ وِعَاءٍ، وَلا تَشْرَبُوا مُسْكِرًا» ، والخطأ في رواية أبي الأحوص: «اشْرَبُوا فِي الظُّرُوفِ، وَلا تَسْكَرُوا» كما في المسألة رقم (1549) ، وانظر تعليقنا على نحو ذلك هناك. (10) في (ف) : «إنما» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 443 حديثُ (1) ابنِ بُرَيْدة، عَنْ أَبِيهِ (2) . 1552 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمَان، عَنِ الثَّوْري، عَنْ مَنْصور، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي مسعود: أنَّ النبيَّ (ص) طافَ بِالْبَيْتِ فاسْتَسْقَى، فأُتِيَ بِنَبِيذٍ، فشَمَّهُ، فقَطَّبَ وجهَهُ، فَقِيلَ: أحرامٌ هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لا. فقلتُ لَهُمَا: مَا عِلَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ؟ وَهَلْ هُوَ صحيحٌ؟ فَقَالا: أخطَأَ (4) ابنُ يَمَان فِي إِسْنَادِ هَذَا الْحَدِيثِ، ورُوِيَ هَذَا الحديثُ، عَنِ الثَّوْري، عَنِ الكَلْبي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ المُطَّلِبِ بنِ أَبِي وَدَاعة، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَالَّذِي عِنْدِي: أنَّ يَحْيَى بْنَ يَمَان دَخَلَ حديثٌ لَهُ فِي حديثٍ، رَوَاهُ الثَّوْري، عَنْ مَنْصور، عَنْ خَالِدِ بْنِ سعد (5) مولى أبي   (1) قوله: «حديث» ليس في (ف) ، والمثبت من بقية النسخ، وكانت الجادَّة فيها أن يقال: «أمَّا الصَّحيحُ: فحديثُ ابنِ بُرَيْدة ... » ؛ بإثبات الفاء في جواب «أمَّا» ، لكنَّ حَذف هذه الفاء أجازه بعضهم. انظر التعليق على المسألة رقم (637) . (2) من قوله: «أما الصحيح ... » إلى هنا ليس في "التنقيح"، وفيه بدلاً منه: «ولم يخرجوه» . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1550) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1565) . ونقل معظم هذا النص ابن عبد الهادي في "التنقيح" (3/480) . (4) في (ت) و (ك) : «خطأ» . (5) في (أ) و (ش) : «خالد بن سعد بن خالد بن سعيد» ولم نَرَ أحدًا ذكر هذه الزيادة في ترجمته. الحديث: 1552 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 444 مسعود (1) ، [عن أَبِي مَسْعُودٍ] (2) : أَنَّهُ كَانَ يشربُ نبيذَ الجَرِّ (3) ، وَعَنِ (4) الكَلْبي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ المُطَّلِب، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ يطوفُ بِالْبَيْتِ ... الحديثَ، فسقَطَ عَنْهُ إسنادُ الكَلْبي، فَجَعَلَ إسنادَ مَنْصور عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، لِمَتْن (5) حديثِ الكَلْبي. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ يَمَان؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوْري، عَنِ الكَلْبي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ المُطَّلِب، عَنِ النبيِّ (ص) . 1553 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسن بن عَطِيَّة، وعُبَيدالله بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ (7) ، عَنْ حَكِيم بْنِ جُبَير، عَنْ سَعِيدِ   (1) في (أ) و (ش) : «ابن مسعود» . (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولعلَّه لانتقال النظر، وأثبتناه من "تنقيح التحقيق"، ومصادر التخريج المذكورة في المسألة رقم (1550) ، وسيأتي في كلام أبي حاتم ما يدلُّ عليه. (3) النَّبِيذ: ما يُعملُ من الأشربة من التَّمْر والزَّبيب والعسل والحِنطة والشَّعير وغير ذلك. يقال: نَبَذْتُ التَّمر والعنب: إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذًا. وانتبذتُهُ: اتخذتُهُ نبيذًا. وسواء كان مُسكرًا أو غير مُسكر، فإنه يقال له: نبيذ، ويقال للخمر المُعتصر من العنب: نبيذ، كما يقال للنَّبيذ: خمرٌ. والجَرُّ: اسم جنس جمعي لـ «جَرَّة» ، وتجمع جرَّة على جِرارٍ أيضًا. وهو الإناء المصنوع من الفخَّار. والمراد بالنَّهي عن نبيذ الجر: النَّهْيُ عن الانتباذ في الجرار المدهونة؛ لأنها أسرع في الشدة والتَّخمير؛ قاله ابن الأثير. انظر "النهاية" (1/260) ، و (5/6) . (4) قوله: «الجر وعن» في (ت) و (ك) : «الجرد عن» . (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «متن» . (6) انظر المسألة التالية، والمسألة الآتية برقم (1591) . (7) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2934/كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/253) . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (164/ب/أطراف الغرائب) من طريق المعلَّى بن هلال، والسِّلفي في "الطيوريات" (946) من طريق محمد بن يوسف الفريابي، كلاهما عن إسرائيل، به. ومن طريق الدارقطني رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1119) . قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، ولا نعلمه عن غيره من وَجْهٍ صحيح، وحَكيم ابن جُبَير غالٍ في التشيع، وتوقَّف بعضُ أهل العلم في الرواية عنه، وحدَّث بغير حديث لم يُتابَع عليه، وروى عنه الأعمش والثوري وإسرائيل وغيرهم» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به حكيمٌ عنه، ولم يروه عنه غير المعلَّى بن هلال» . الحديث: 1553 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 445 ابن جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ لَقِيَ اللهَ، وَهُوَ مُدْمِنُ خَمْرٍ؛ كَانَ كَعَابِدِ وَثَنٍ. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ (1) ، فَقَالَ: عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْر (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ حَكيمٍ عِنْدِي أصحُّ. قلتُ لأَبِي: فحَكِيمُ بنُ جُبَير أحبُّ إِلَيْكَ أَوْ ثُوَيْر (3) ؟ فَقَالَ: مَا (4) فِيهِمَا إلاَّ ضعيفٌ غالٍي (5) في التشيُّع.   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/36 رقم 12428) ، وابن بشران في "الأمالي" (1346) . (2) هو: ابن أبي فاخِتَة. (3) في (أ) و (ش) : «توير» . (4) قوله: «ما» سقط من (ك) . (5) كذا في جميع النسخ، بإثبات ياء الاسم المنقوص المنوَّن المرفوع، والجادَّة: حَذفها: «غالٍ» ؛ لكنَّ إثبات هذه الياء لغة لبعض العرب، تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 446 قلتُ: فأيُّهما أحبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: هُمَا مُتَقَارِبَانِ. 1554 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ ثُوَيْر، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : مَنْ مَاتَ مُدْمِنَ خَمْرٍ ... ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بن يونس! وإنما هو: إسرائيلُ، عَنْ حَكيم بْنِ جُبَير. 1555 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير بْنُ هِشَامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنُ بُرْقان، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى أَنْ يُجلَسَ عَلَى مائدةٍ يُشرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ يَرْوُونَهُ (4) عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الزُّهري هَكَذَا، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ صَحِيحِ (5) حَدِيثِ الزُّهري، وَهُوَ مُفتَعَلٌ، ليس من حديث الثِّقات.   (1) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (1591) . (2) نقل بعض هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (5/ل112/أ) ، وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1205) ، وستأتي برقم (1576/أ) ، وانظر المسألة رقم (1214) و (1263) و (1474) . (3) هو: عبد الله بن عمر ذ. (4) في (ت) و (ف) : «يرونه» ، وفي (ك) : «يرويه» . (5) قوله: «صحيح» ليس في (أ) و (ش) . الحديث: 1554 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 447 1556- وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد بن القاسم الأَسَدي (2) ، ثنا أَبُو يَحْيَى الأَنْصَارِيُّ المَديني الأَعْوَر (3) ، عن نافعٍ وزيدِ ابنِ أسلَم وَأَبِي الزِّنَاد، كلُّهم عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. قلتُ لأَبِي: مَنْ أَبُو يَحْيَى هَذَا؟ قَالَ: هُوَ مجهولٌ، وَأَبُو الزِّناد لَمْ يُدْرِكِ ابْنَ عُمَرَ. 1557 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَبَابة (5) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ بُكَيْر بْنِ عَطَاء، عَنِ ابْنِ يَعْمَر (6) : أنَّ النبيَّ (ص) نهى عن (7) الدُّبَّاءِ (8) والْمُزَفَّت (9) ؟   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة الآتية برقم (1562) و (1564) و (1567) . (2) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (18) ، والبزار في "مسنده" (2919/كشف الأستار) . (3) اسمه: مطيع. (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (5) هو: ابن سَوَّار. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3404) ، والترمذي في "العلل الكبير" (575) ، و"العلل الصغير" (1/439/شرح العلل) ، والنسائي في "سننه" (5628) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/227) . (6) اسمه: عبد الرحمن، وهو صحابي ح. (7) قوله: «عن» سقط من (ك) . (8) الدُّبَّاءُ: القَرْعُ [وهو: اليَقْطينُ] ، واحدُها: دُبَّاءةٌ، كانوا ينتبذونَ فيها فتُسْرِعُ الشِّدَّةُ في الشَّراب. "النهاية" (2/96) . (9) الْمُزَفَّت: هو الإناءُ الذي طُلِيَ بالزِّفْت - وهو نوعٌ من القارِ - ثم انْتُبِذ فيه. "النهاية" (2/304) . الحديث: 1556 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 448 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ (1) شَبابة، وَلا يُعْرَفُ لَهُ أَصْلٌ (2) . 1558 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (4) ، عن   (1) في (ك) : «عن» . (2) قال الترمذي في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] ؟ فقال: هذا حديث شبابة عن شعبة، لم يعرفه إلا من حديث شبابة. قال محمد: ولا يصحُّ هذا الحديث عندي» . وقال في "العلل الصغير": «هذا حديث غريب من قِبَل إسناده، لا نعلم أحدًا حدث به عن شعبة غير شبابة، وقد روي عن النبي (ص) من أوجه كثيرة أنه نهى أن ينتبذ في الدُّباء والمزفَّت، وحديث شبابة إنما يُستغرَب؛ لأنه تفرَّد به عن شعبة، وقد روى شعبة وسفيان الثوري بهذا الإسناد عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنِ عبد الرحمن بن يعمر، عن النبي (ص) أنه قال: "الحجُّ عَرَفَة"، فهذا الحديث المعروف عند أهل الحديث بهذا الإسناد» . وذكر ابن عدي هذا الحديث فيما أنكر على شبابة وقال: «ولا أعلم رواه عن شعبة في الدُّبَّاء غير شَبابة، وإنما روى شعبة بهذا الإسناد، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ عبد الرحمن بن يعمر في ذكر الحج» . وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي" (1/442-443) : «وأما حديث النهي عن الدُّبَّاء والمزَفَّت فهو بهذا الإسناد غريبٌ جدًّا، وقد أنكره على شَبابة طوائفُ من الأئمة، منهم: الإمام أحمد، والبخاري، وأبو حاتم، وابن عدي. وأما ابن المديني فإنه سئل عنه؟ فقال: «لا ينكر لمن سمع من شعبة - يعني: حديثًا كثيرًا - أن ينفرد بحديث غريب» . = ... وقال أحمد: «إنما روى شعبة بهذا الإسناد حديث الحج» . يشير إلى أنه لا يعرف بهذا الإسناد غير حديث الحج» . اهـ. وكلام ابن المديني رواه ابن عدي في "الكامل" (4/46) . (3) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وانظر المسألة رقم (1574) و (1580) . (4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1601) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/92 رقم 10056) ، وابن عدي في "الكامل" (5/248) . قال البزار بعد أن ذكر حديثًا آخر لعيسى بن أبي عيسى: «وهذان الحديثان لا نعلم رواهما عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله إلا عيسى بن أبي عيسى» . الحديث: 1558 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 449 عيسى بن أبي عيسى الخَيَّاط (1) ، عَنِ الشَّعْبي (2) ، عَنْ عَلْقمة (3) ، عَنْ عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ لَعَنَ عَشَرَةً: الخَمْرَ، وعاصِرَهَا، ومُعتَصِرََهَا ... (5) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حَسَنُ بن صالح، عن عيسى الخَيَّاط (6) ، عَنِ الشَّعْبي، عمَّن حدَّثه، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: لا أُبعِدُ عِيسَى أَنْ يكونَ قَالَ مَرَّةً كَذَا، ومرَّة كَذَا، هَذَا مِنْ عِيسَى. 1559 - وسألتُ أَبِي (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النُّعمان بن مُرَّة، عن عبد الله ابن عَمْرٍو: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالَ: شُرْبُ الْخَمْرِ؛ مَنْ شَرِبَهَا، لَمْ تُقْبَلْ (8) لَهُ صلاةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ، مَاتَ مِيتةً جاهلية؟   (1) في (ك) : «الخاط» في هذا الموضع، و «الحفاظ» في الموضع الآتي، وفي (ت) : «الحناط» بالحاء المهملة، بعدها نون في الموضعين، وهو صحيح أيضًا، فعيسى هذا يقال له: الخيَّاط، والحنَّاط، والخبَّاط أيضًا؛ لأنه عالج الصَّنائع الثلاث؛ كما في "التقريب" (5352) . (2) هو: عامر بن شراحيل. (3) هو: ابن عيسى النخعي. (4) هو: ابن مسعود ح. (5) وبقية العشرة هم: بائعها ومبتاعها، وحاملها والمحمولة إليه، وشاربها وساقيها، وآكل ثمنها. كما في مصادر التخريج وغيرها. وانظر ذِكْرَ المصنِّف لمتن الحديث في المسألة رقم (1574) . (6) انظر تعليقنا على لفظة: «الخياط» في أول المسألة. (7) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (8) في (ت) : «لم يقبل» . الحديث: 1559 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 450 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْن سَعِيدٍ (1) ، عَنْ النُّعْمان بْنِ أَبِي عيَّاش. قلتُ: الخطأُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: مِنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة. 1560- وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ حَمَّادٍ (3) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ - أو غيره -: أنَّ (4) النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ الَّذِي يَشْرَبُ فِي آنِيَةِ الفِضَّةِ إنَّمَا يُجَرْجِرُ (5) فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ نَافِعٍ، عن زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصدِّيق ح، عَنْ أمِّ سَلَمة، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24078) ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أبي عياش قال: أرسلت إلى عبد الله بن عمر فسأله ... كذا عنده: «عبد الله بن عُمر» وكذا ذكره ابن عبد البر في "الاستذكار" (24/308) نقلاً عن ابن أبي شيبة. وقال ابن عبد البر بعد أن ذكر هذا الإسناد وإسنادًا آخر: «وهذان إسنادان لا يختلف أهل العلم بالحديث في صحَّتهما» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (43) ، وستأتي برقم (1585) . (3) هو: ابن سلمة. (4) في (ش) : «عن» . (5) تقدم تفسير «يجرجر» في التعليق على المسألة رقم (43) . الحديث: 1560 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 451 قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هو؟ قال: مِنْ حمَّاد (1) . 1561 - حدَّثنا أبي (2) ؛ قال (3) : ثنا محمد ابن يَزِيدَ [الأَسْفَاطي] (4) ؛ حدَّثنا يَحْيَى بْنُ كَثِير الْبَصْرِيُّ؛ حدَّثنا شُعْبة، عَنْ قَتَادة، عن سعيد ابن جُبَير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ (5) . قَالَ شُعْبَة: قلتُ لِقَتَادَةَ: سمعتَهُ (6) مِن سعيد ابن جُبَير؟ قَالَ: حدَّثني بِهِ (7) أيُّوبُ (8) . فلَقِيتُ أيُّوب، فسألتُهُ؟ فحدَّثني بِهِ (9) عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عمر، عن (10) النبي (ص) . فقلتُ لأيُّوب: سمعتَهُ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير؟   (1) في المسألة رقم (43) : «قلتُ لأَبِي ولأَبِي زرعة: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ فَقَالا: مِنْ حمَّاد» . (2) ذكر هذا النص بتمامه ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (1/169) . وانظر المسألة رقم (1576) و (1584) . (3) قوله: «قال» من (ف) فقط. (4) في جميع النسخ: «الأسقاطي» بالقاف، والتصويب من "الجرح والتعديل"، وانظر "تهذيب الكمال" (27/22) . وروايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (8073) . ورواه أبو عوانة أيضًا (8074) من طريق سليمان بن داود، عن يحيى بن كثير، به. وانظر "تحفة الأشراف" (5657) . (5) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1552) . (6) في (ك) : «سمعت» . (7) قوله: «به» من (ت) و (ك) فقط. (8) أي: السَّختياني كما في رواية "الجرح والتعديل". (9) في (ك) : «فحدثنه به» . (10) في (ش) : «أن» بدل: «عن» . الحديث: 1561 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 452 قَالَ: لا، حدَّثني بِهِ أَبُو بِشْر (1) . فلَقِيتُ أَبَا بِشْر (2) ، فسألتُهُ؟ فحدَّثني أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ. 1562 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ حَرْب (4) ، عَنْ حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (6) ؛ قولَهُ: كُلُّ مُسكِرٍ حرامٌ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثناه أَبُو الرَّبِيع الزَّهْراني (7) ، عَنْ حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: هَذَا أصحُّ مَرْفُوعٌ (*) ؛ كَذَا رَوَاهُ ابنُ المُبَارك (8) ، عَنْ حمَّاد بن زيد، مَرفوعً (*) .   (1) هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وحشيَّة. (2) في (أ) و (ش) : «أبو بشر» . (3) انظر المسألة المتقدمة برقم (1556) ، والآتية برقم (1564) و (1567) . (4) قوله: «رواه سليمان بن حرب» مكرر في (ك) . وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/216) . (5) هو: السختياني. (6) في (ك) : «عن أبي عمر» . (7) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها أحمد في "الأشربة" (27) ، ومسلم في "صحيحه" (2003) ، وأبو داود في "سننه" (3679) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/216) ، وابن حبان في "صحيحه" (5366) ، والدارقطني في "السنن" (4/248) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/288) . ( *) ... كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (8) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "الأشربة" (28) ، والنسائي في "سننه" (5673) ، والدارقطني في "سننه" (4/248) . ورواه أحمد في "الأشربة" (26 و105) من طريق يونس بن محمد، ومسلم في "صحيحه" (2003) ، وابن حبان في "صحيحه" (5366) من طريق أبي كامل، والترمذي في "جامعه" (1861) ، والنسائي في "سننه" (5674) من طريق يحيى بن درست، وأبو داود (3679) من طريق محمد بن عيسى، وابن حبان في "صحيحه" (5366) من طريق إبراهيم بن الحسن العلاف، والدارقطني في "سننه" (4/248) من طريق خلف بن هشام، جميعهم عن حماد، به. الحديث: 1562 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 453 1563 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَوَانة (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَة، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ (3) ، عَن عائِشَة؛ قالت: سألتُ النبيَّ (ص) عَنِ الأَوْعِيَةِ (4) ... ؟ فَقَالَ (5) أَبِي: كَانَ (6) شُعْبة (7) يُخْطِئُ فِي اسْمِ خَالِدِ بْنِ عَلْقمة، وَكَانَ أَبُو عَوَانة يَقُولُ: خَالِدُ بْنُ عَلْقمة (8) ، فَقَالَ شُعْبة: «لَمْ يكنْ بِخَالِدِ بْنِ عَلْقمة؛ وَإِنَّمَا كَانَ: مالكَ بنَ عُرْفُطَة» ؛ فلقَّنَهُ (9) الخطأَ، وترك   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وستأتي هذا المسألة برقم (1578) ، وانظر المسألة رقم (145) . (2) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وروايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/78) . (3) هو: ابن يزيد الهمداني. (4) اختصر المصنف هنا متن الحديث، وعبَّر عنه بمعناه حين قال: «الأوعية» ، وسيأتي لفظه في المسألة رقم (1578) . (5) في (ف) : «قال» . (6) في (أ) و (ش) : «كذا كان» . (7) ستأتي رواية شعبة في المسألة رقم (1578) . (8) أخرجه الخطيب في "تاريخه" (7/400) من طريق عبد الواحد بن غياث، عن أبي عوانة، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد خير؛ قال: سألت عائشة عن الآنية التي ينتبذ فيها؟ فقالت: نهى رسول الله (ص) عن الدُّبَّاء والحَنْتَم والمُزفَّت. (9) في (ك) : «فلقيه» . الحديث: 1563 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 454 الصَّوَاب، وتَلَقَّنَ مَا قَالَ (1) شُعْبة، لم يَجْسُرْ (2) أن يخالفَهُ (3) . 1563/أ - قَالَ أَبِي: رَوَى أَبُو عَوَانة، عَنْ أَبِي الزُّبَير (4) حَدِيثًا وَاحِدًا (5) .   (1) في (ت) و (ك) : «ويلقن قال» . (2) في (ك) : «يجر» . (3) نقل المزي في "تحفة الأشراف" (7/417 رقم 10203) عن أبي داود أنه قال - في رواية ابن العبد -: مالك بن عرفطة: إنما هو خالد بْن علقمة، أخطأ فيه شعبة. قال أبو داود: قال أبو عوانة يومًا: حدثنا مالك ابن عرفطة، عن عبد خير، فقال له عمرو الأعصف: رحمك الله يا أبا عوانة! هذا خالد بن علقمة، ولكن شعبة مخطئ فيه! فقال أبو عوانة: هو في كتابي: خالد ابن علقمة، ولكن قال شعبة: هو مالك بن عرفطة. قال أبو داود: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ؛ قَالَ: حدثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عرفطة. قال أبو داود: وسماعه قديم. قال أبو داود: حدثنا أبو كامل؛ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَن خالد بن علقمة، وسماعه متأخر، كان بعد ذلك رجع إلى الصَّواب. اهـ. وذكر الخطيب في "الموضح" (2/78-79) كلام أبي داود هذا، ثم قال: «فيشبه أن يكون أبو عوانة كان يتابع شعبة على روايته عن مالك بن عرفطة، ثم تبين له أن الصواب خالد بن علقمة، فرجع إليه في آخر أمره، والله أعلم» . وروى الخطيب أيضًا عن علي بن المديني أنه قال: وأما حديثُ عبد خير عن علي في الوضوء [يعني المذكور في المسألة رقم (145) ] : فهذا حديثٌ كوفي، وإسناده صالح، رواه مشيخة عَنْ عَبْدِ خير، عَن عَليّ، لم يبلغنا عنهم إلا خير، منهم: خالد ابن علقمة، فرواه عنه زائدة وشريك وشعبة، وكان يخالفهم في الاسم؛ يقول: مالك بن عرفطة. ورواه أبو عوانة، وكان زمانًا - فيما بلغني عنه - يرويه عن هذا الشيخ، ويقول: مالك بن عرفطة - كما قال شعبة - ثم رجع أبو عوانة إلى كتابه فوجده: خالد بن علقمة. اهـ. (4) في (أ) و (ش) : «عن ابن الزبير» . وأبو الزبير هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (5) سيأتي ذكره في كلام أبي حاتم في آخر المسألة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 455 وَعَنْ مُعَاوِيَةَ (1) حَدِيثًا وَاحِدًا. وَعَنْ بُكير بْنِ الأَخْنَسِ حَدِيثًا وَاحِدًا (2) . وَعَنِ ابْنِ سِيرين رُؤْيةً (3) . وَعَنِ الحسن (4) رؤيةً (5) .   (1) هو: إما معاوية بن إسحاق بن طلحة، أو معاوية بن قُرَّة المزني، فكلاهما يروي عنه أبو عوانة كما في "تهذيب الكمال" (28/160-161) ، و (30/444) . وقد روى أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ إسحاق حديثين، أولهما رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (1172) - والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/195) من طريق أبي عوانة، عن معاوية بن إسحاق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن عثمان ح - أنه سئل عن المتعة في الحج؟ فقال: كانت لنا ليست لكم. وانظر "العلل" للدارقطني (281) . وثانيهما رواه الطبراني في "الكبير" (3/135 رقم 2910) ، و"الأوسط" (4287) من طريق أبي عوانة، عن معاوية بن إسحاق، عَنْ عَبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ الحسين بن علي قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ (ص) فقال: إني جبان، وإني ضعيف، فقال: «هلم إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج» . قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن حسين بن علي إلا بهذا الإسناد» . (2) لعله ما رواه مسلم في "صحيحه" (687) من طريق أبي عَوَانَةَ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الأخنس، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: فَرَضَ اللَّه الصَّلاة عَلَى لِسَانِ نبيكم (ص) فِي الحَضَر أَرْبَعًا، وَفِي السَّفَر ركعتين، وفي الخَوْف ركعة. وقال أبو حاتم في المسألة المتقدمة برقم (306) : «روى أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ بُكير بْنِ الأخنس، وبُكيرٌ قديمٌ لَمْ يرو عَنْهُ الثوري، ولا شُعْبَة، إِنَّمَا روى عَنْهُ الأعمش، وَأَبُو إِسْحَاقَ الشَّيباني، ومسعر، فلا أدري أين لقيه؟ وكيف أدركه؟» . (3) في (ك) : «روته» . (4) هو: البصري. (5) في (ك) : «روته» . قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/490) : «ورأى الحسن البصري، ومحمد بن سيرين» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 456 وعن الحَكَم (1) أَحْرُفً (2) ، وَكَانَ شُعْبةُ يُنْكِرُ عَلَيْهِ أحاديثَهُ عَنِ الحَكَم، وَيَقُولُ (3) : لَمْ يكُن ذَاكَ (4) الحَكَمَ الَّذِي سمعتَهُ (5) . وَرَوَى عن ابن المُنْكَدِر (6) واحدً (7) . فَأَمَّا عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ: أَنَّهُ كَانَ يُنْبَذُ (8) لِلنَّبِيِّ (ص) (9) .   (1) هو: ابن عُتَيْبَة. (2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، ويخرَّج على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) أي: شعبةُ لأبي عوانة. (4) في (ك) : «ذلك» . (5) ذكر المصنف في المسألة المتقدمة برقم (306) حديثًا لأبي عَوانة، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرة، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: إِذَا قعدَ المصلِّي مقدارَ التشهُّد، فقد تمَّت صلاتُه. ونقل عن أبيه قوله: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، لا أَعْلَمُ رَوَى الْحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ عَنْ عاصِم بْنِ ضَمْرَة شَيْئًا، وَقَدْ أَنْكَرَ شُعْبَةُ عَلَى أَبِي عَوَانَةَ رِوَايَتَهُ عَنِ الْحَكَمِ، وَقَالَ: لَمْ يَكْنُ ذَاكَ الَّذِي لَقِيتُهُ: الْحَكَمَ» . (6) قال الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/490) في ترجمة أبي عوانة: «وسمع من محمد بن المنكدر حديثًا واحدًا» . اهـ. وهذا الحديث لعله ما رواه مسلم في "صحيحه" (1435) من طريق أبي عوانة، عن محمد ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كانت اليهود تقول: إذا أتى الرجل امرأته من دبرها، في قبلها، كان الولد أحول، فنزلت: [البَقَرَة: 223] {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} . (7) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، ويخرَّج على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (8) في (ك) : «نبيذ» . (9) كذا وقعت العبارة، وفيها اختصار، وتقدير الكلام: فأما ما رواه عن أبي الزبير: فحديث أبي الزبير عن جابر ... إلخ. والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1999) من طريق أبي عوانة، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ أن النبي (ص) كان يُنبَذُ له في تَوْرٍ من حجارة. والعبارة هنا كأنها بداية تفصيل لذكر تلك الأحاديث التي رواها أبو عوانة عن أولئك الرواة، لكن لا يوجد في النسخ تكملة لذكر الأحاديث، والله أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 457 1564 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ عليٍّ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ طَاوس (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: خطبَ رسولُ الله (ص) ، فذكَرَ الخَمْرَ، فَقَالَ رجلٌ (4) : يَا رسولَ اللهِ، أرأيتَ المِزْرَ (5) ؟ قَالَ: مَا المِزْرُ؟ ، قَالَ (6) : حَبَّةٌ بِالْيَمَنِ، قَالَ: هَلْ يُسْكِرُ (7) ؟ ، قَالُوا (8) : نَعَمْ، قَالَ: كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مُنكَرٌ، لا يُحْتَمَلُ عِنْدِي أَنْ يكونَ مِنْ   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وانظر المسألة رقم (1556) و (1562) و (1567) . (2) هو: نصر بن علي بن نصر الجَهْضَمي. وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (5605) . ورواه الدارقطني في "الأفراد" (178/ب/أطراف الغرائب) من طريق إسحاق بن إبراهيم شاذان، عن عمر بن حبيب القاضي، عن سليمان التيمي، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. قال الدارقطني: «غريب من حديث سليمان التيمي، عن طاوس، تفرَّد به عمر بن حبيب القاضي، وتفرَّد به عنه إسحاق بن إبراهيم شاذان» . (3) هو: عبد الله. (4) قوله: «رجل» سقط من (ف) . (5) الْمِزْرُ - بالكسر -: نَبيذٌ يُتَّخَذُ من الذُّرة، وقيل: من الشَّعير أو الحِنْطَة. "النهاية" (4/324) . (6) قوله: «قال» سقط من (ك) . (7) كذا في (ت) و (ك) ، ولم تنقط في بقية النسخ. والمراد: هل يُسكر شربُها، أو هل يُسكر هذا المِزْرُ. ويمكن تخريجه أيضًا على ما جاء عن العرب في قولهم: «ولا أرضَ أبْقَلَ إبقالَهَا» ؛ بتذكير الفعل مع كون الفاعل ضميرًا يعود على اسم مؤنَّث. وانظر المسألة رقم (178) . (8) في (ش) : «قال» ، ومثله في مصادر التخريج. وما وقع في بقية النسخ متَّجهٌ على أن الذين حضروا خُطبته (ص) هم الذين قالوا: نعم، والله أعلم. الحديث: 1564 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 458 حديث ابن عُمر، وبعبد الله ابن عَمرو أَشْبَهُ. 1565 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَخْلَد (2) بْنُ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ (3) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (4) ؛ قَالَ: سُئِلَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدريُّ عَنْ نَبِيذ الجَرِّ (5) ؟ فَقَالَ: نَهَى رسولُ اللَّهِ (ص) عن نَبِيذ الجَرِّ. فقلت: الجُفُّ (6) ؟ فقال (7) : ذَاكَ (8) شَرٌّ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ابنُ سِيرِينَ (9) ، عَنْ أَبِي العَلانية (10) .   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» ، وانظر المسألة رقم (1552) . (2) في (ت) و (ك) : «مخالد» . وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6806/الرسالة) . ورواه عبد الرزاق في "المصنف" (16947) من طريق معمر، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، به. (3) هو: ابن حسان. (4) هو: رُفَيْع بن مهران. (5) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1552) . (6) في (ت) و (ف) : «الخف» بالخاء المعجمة، وفي (ك) : «الحق» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) . قال ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/419) : وأما الجُفُّ الذي نُهيَ أن يُنبَذَ فيه، فإنه شيءٌ يُنْقَرُ من جِذْع النَّخلة. وهي أيضًا: قِرْبَةٌ يُقطَعُ عند يدَيها ويُنبَذُ فيها. اهـ. وأورد ابن منظور غيرَ قول في تفسير «الجُفِّ» ومدارها على أنها: ضَربٌ من الدِّلاء والآنية. انظر "لسان العرب" (ج ف ف/9/29) ، و"النهاية" (1/279) . (7) في (ت) و (ك) : «قال» . (8) في (ت) و (ك) : «ذلك» . (9) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/66 رقم 1633) ، وأحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" (3759) - وأبو يعلى في "مسنده" (1307) من طريق يزيد بن هارون، والنسائي في "الكبرى" (6807/الرسالة) من طريق يحيى القطان، كلاهما عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن أبي العلانية، عن أبي سعيد الخدري، به. ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (1077) من طريق عاصم، عن ابن سيرين، به، مطولاً. قال النسائي: «أبو العلانية الصَّواب، والذي قبله خطأ» ، أي: أبو العالية. (10) في (أ) و (ش) : «العالية» . وأبو العلانية هذا: معروف بكنيته، واسمه: مسلم. الحديث: 1565 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 459 قَالَ أَبِي: لا يَروي (1) ابنُ سيرين عن أبي العالية (2) شيء (3) . 1566 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْب (5) ، عَنْ الزُّهري، عن القاسم ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ أسلَمَ مَوْلَى عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: لا أَشْرَبُ خَلاًّ مِنْ خَمْرٍ أُفْسِدَت (6) حَتَّى يُبدئَ اللَّهُ إفسادَها، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَطيبُ [الخَلُّ] (7) ، فَلا بأسَ عَلَى امرئٍ يَبْتَاعَ ُ (8) خَلاًّ وقد   (1) في (ف) : «لا يرون» . (2) المثبت من (أ) و (ش) ، وفي بقية النسخ: «العلانية» . (3) قوله: «شيء» سقط من (ت) و (ك) . والجادَّة: «شيئًا» بالألف؛ لكنها حذفت هنا على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وسيأتي في آخر المسألة موافقةُ أبي زرعة لأبي حاتم في علة الحديث. وتقدَّمت هذه المسألة برقم (1133) من كلام أبي حاتم وحده. وقد ذكر ابن كثير في "مسند الفاروق" (1/137) ، و"إرشاد الفقيه" (1/86) هذا الحديث عن عمر، ثم قال: «وروي عن أسلم مرسلاً، ورجَّح أبو حاتم وأبو زرعة أنه من كلام الزهري نفسه» . (5) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1133) . (6) قال البيهقي في "السنن الكبرى" (6/37) : «قوله: أُفسِدت، يعني: عولجت» . (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «للمرجل» ، وفي (أ) و (ش) : «الرجل» ، والمثبت من مصادر التخريج المتقدمة وفي المسألة رقم (1133) ، وهو الصواب، والمراد: أنه إن زالت شدة الخمر وصارت خلًّا بفعل الله تعالى، طابَ الخل المتحول عنها. بخلاف ما إذا زالت بفعل الآدمي ومعالجته. وانظر "الفتاوى الكبرى" لشيخ الإسلام (1/36) . (8) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أنْ يبتاعَ» كما في مصادر التخريج، وتقدير الكلام: «لا بأس على امرئٍ أن يَبتاع خَلاًّ ... إلخ» ؛ لكن يخرَّج ما في النسخ على لغة من يحذفُ «أنْ» قبل الفعل المضارع، وإذا حذفت: جاز بقاء عملها ونصب الفعل، وجاز إهمالها ورفع الفعل. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (1024) . ويمكن رفع الفعل - مع عدم تقدير «أنْ» - ويكون «يبتاع» في محل جر نعت لـ «امرئٍ» ، وتقدير الكلام: «فلا بأس على امرئٍ مبتاعٍ خلًّا ... » . والمراد: ليس بأسٌ حاصلاً على مبتاع الخل ... إلخ. ولعل الأول أولى لوجود «أن» في مصادر التخريج. الحديث: 1566 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 460 وَجَدَهُ (1) مَعَ أَهْلِ الْكِتَابِ، مَا لَمْ يَعْلَمْ (2) أَنَّهُمْ تعمَّدوا إفسادَها بَعْدَمَا صَارَ (3) خَمْرًا؟ فَقَالَ (4) أَبِي: يشبهُ (5) أَنْ يكونَ عامَّةُ هَذَا الْكَلامِ مِنْ كَلامِ الزُّهْري؛ لأَنَّهُ قَدْ رُوي بِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ عُمَرَ كلامٌ في الطِّلاَء (6) . ورُوِيَ عَنِ الزُّهْري - قولَهُ - هَذَا الكلامُ (7) ، فاستدلَلنا: أنَّ   (1) في (أ) و (ش) : «وجد» ، وفي (ت) و (ك) : «وجدتموه» ، والمثبت من (ف) . (2) في (ت) : «تعلم» ، ولم تنقط في بقية النسخ؛ فهو محتمل للوجهين، والمثبت مما تقدم في المسألة رقم (1133) بلفظ: «يعلم» ومن مصادر التخريج، وما في (ت) يخرج على الالتفات من الغَيْبة إلى الخطاب؛ وقد تقدم التعليق على مثل ذلك في المسألة رقم (884) . (3) في مصادر التخريج: «صارتْ» و «عادتْ» بالتأنيث، وهو الجادَّة؛ لأن المراد الخمر لا الخل. وما في النسخ صحيحٌ؛ ومثله قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إِبْقَالَهَا» ، انظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (178) . (4) في (ف) : «قال» . (5) في (ف) : «ويشبه» . (6) تقدم تفسير «الطِّلاء» في المسألة رقم (1133) . وهذا الكلام الذي يروى عن عمر في الطِّلاء بهذا الإسناد - الزهري، عن القاسم، عن أسلم مولى عمر، عن عمر - تقدم تخريجه في المسألة رقم (1133) . (7) أخرج الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص63-64) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شهاب الزهري؛ قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن أباه قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يقول: اجتَنبوا الخمرَ؛ فإنها أمُّ الخبائث ... وذكر الحديث بطوله. قال ابن شهاب: في هذا الحديث بيان أن لا خير في خَلٍّ من خمر أُفسدت، حتى يكونَ الله يفسدُها، عند ذلك يطيب الخلُّ. ولا بأسَ على امرئٍ أن يبتاع خَلاًّ وحدَه من أهل الكتاب، ما لم يعلم أنها كانت خمرًا فتعمَّدوا إفسادَها بالماء، فإن كان خمرًا عمدوا ليكون خَلاًّ فلا خيرَ في أكل ذلك. اهـ. وقولُ أبي حاتم: «وَرُوِيَ عَنِ الزُّهري - قولَهُ - هَذَا الكلامُ» فيه تقديم وتأخير، وهو سائغٌ في العربية، وأصل الكلام: ورُوي هذا الكلام عن الزهري قولَهُ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 461 هَذَا الكلامَ لَيْسَ هُوَ مِنْ كَلامِ عُمَرَ، وَأَنَّهُ كَلامُ الزُّهْري. وَقَدْ كَانَ الزُّهْري يحدِّث بِالْحَدِيثِ، ثم يقولُ على إثره كلامً (1) ، فكان أقوامٌ لا يَضْبِطون، فجعلوا كلامَهُ فِي الْحَدِيثِ، وأمَّا (2) الحفَّاظُ وأصحابُ الْكُتُبِ فَكَانُوا يميِّزون كلامَ الزُّهْري من الحديث. فذكرتُ (3) هذا الْحَدِيثَ لأَبِي زُرْعَةَ؟ فَقَالَ: الَّذِي عِنْدِي أنَّ هَذَا كلَّه كلامُ الزُّهْري، وَذَكَرَ نَحْوَ مَا قَالَ أَبِي فِي بَيَانِ عِلَّة هَذَا الحديثِ. 1567- وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ كَعْب الحَلَبي، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ (6) ؟   (1) من قوله: «الزهري وقد كان ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. وقوله: «كلام» كذا في النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) في (ك) : «وإنما» . (3) في (ف) : «وذكرت» . (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة رقم (1556) و (1562) و (1564) . (5) هو: سلمة بن دينار. (6) هنا تنتهي الورقة (152/أ) من النسخة (ف) ، وتبدأ بعدها الورقة (152/ب) في خلال المسألة رقم (1635) كما سيأتي التنبيه عليه، وما بينهما ساقطٌ. وقوله: «قال أبي» الآتي، موجود في تعقيبة الصفحة. الحديث: 1567 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 462 قَالَ أَبِي: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ (1) ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ مَنْظُور، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ، لَمْ يَقُلْ: نَافِعٌ. قَالَ أَبِي: وَهَذَا عِنْدِي أصحُّ؛ بِلا نَافِعٍ. 1568 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد بْنُ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ مِسْكين بْنِ دِينَارٍ التَّيْمي (4) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ حدَّثني زيد الجُرَشي (5) ؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَاقٌّ، وَلا مَنَّانٌ، وَلا مُدْمِنُ خَمْرٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3392) . (2) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (3) روايته أخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" (311/مسند علي) ، والطبراني في "الكبير" (22/372 رقم 931) . ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "الحلية" (3/309) ، و"معرفة الصحابة" (6810) . قال أبو نعيم في "الحلية": «تفرَّد عنه عبيد بن إسحاق العطَّار» . (4) في (ك) : «التميمي» . (5) في (ك) : «زيد الحوشي» . ووقع في الأصل الخطي لـ "تهذيب الآثار": «زيد الجرمي» وفي "الحلية": «أبو يزيد الحرمي» بالحاء المهملة، وفي "المعجم الكبير" و"معرفة الصحابة": «أبو زيد الجرمي» ، وهو الصَّواب، وهكذا ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب" (11/271) ، وابن حجر في "الإصابة" (11/151) وذكرا له هذا الحديث. قال ابن عبد البر: «حديثه هذا يدور على عبيد بن إسحاق ... » ، وقال ابن حجر: «وعُبيد ضعيف جدًّا، وقد خولف» . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1191) وقال: «يرويه مجاهد واختُلِف عنه: فرواه مسكين بن دينار التيمي - يكنى: أبا هريرة، كوفي - عن مجاهد؛ قال: سمعت أبا زيد الجرمي، عن النبي (ص) . وخالفه عبد الكريم، فرواه عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. وقال يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ: عَن مجاهد، عن أبي سعيد الخدري» . اهـ. الحديث: 1568 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 463 1569 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان الواسِطي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سُلَيمان الرَّازي، عَنِ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (2) ، عَنِ الرَّبِيع بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي العالِية (3) ، عن عبد الله بْنِ مُغَفَّل المُزَني؛ قَالَ: كنتُ آخِذًا بغُصْن مِنْ أَغْصَانِ الشَّجرة التي بايع رسولُ الله (ص) عليها، فبايعناه على ألاَّ نَفِرَّ، وَسَمِعْتُهُ حِينَ نَهَى عَنْ نَبيذِ الجَرِّ (4) ، وشهدتُّهُ حِينَ أَمَرَ بِشُرْبه وَقَالَ: اجْتَنِبُوا كُلَّ مُسْكِرٍ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا سَعِيدٌ. وَرَوَاهُ الفَضْل بن دُكَين، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيع، عَنْ أبي العالية، عن عبد الله بْنِ مُغَفَّل - أَوْ غَيْرِهِ - عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ. 1570 - وسألتُ أَبِي (5) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل بْن إِسْمَاعِيلَ (6) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيّب: أنَّ   (1) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وقد تقدمت هذه المسألة برقم (933) . (2) مشهور بكنيته، واسمه: عيسى بن أبي عيسى. (3) هو: رفيع بن مهران. (4) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1552) . (5) في (ت) : «وسألته» . (6) لم نقف على روايته، لكن أخرجه النسائي في "سننه" (5720) من طريق عبد الأعلى، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ داود، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أَنَّ أبا الدرداء ... فذكره. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23979) ، ومسدد في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (1820) - من طريق الأعمش، عن ميمون، عن أم الدرداء قالت: كنت أطبخُ لأبي الدرداء الطِّلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه، فيشربُه. الحديث: 1569 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 464 أبا الدرداء كان يَشْرَبُ (1) من الطِّلاَء مَا قَدْ ذهَبَ ثُلُثَاهُ، وبَقِيَ ثُلُثُهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ. 1571 - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رواه العبَّاس الخَلاَّل (3) ، عن عبد السلام بن عبد القدُّوس الكَلاَعي، عَنْ ثَوْر بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ أبي أُمَامة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا تَذْهَبُ الأَيَّامُ حَتَّى يَشْرَبَ (4) طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي الخَمْرَ يُسَمُّونَهَا بِغَيْرِ اسْمِهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وهو عبد السلام بن عبد القُدُّوس بن حَبِيب. قلتُ: ماحاله؟ قال: لا أعرفُهُ.   (1) في (ت) : «شرب» . (2) في (ت) : «وسألته» . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3384) ، والطبراني في "الكبير" (8/94 رقم 7474) ، وابن عدي في "الكامل" (5/330) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/97) . ووقع عند الطبراني: «عبد الصمد ابن عبد القدوس» . قال ابن عدي: «ليس بمحفوظ عن ثور إلا من رواية عبد السلام عنه، ولعبد السلام غيرُ ما ذكرت، وعامة ما يرويه غير محفوظ» . (4) كذا في (ت) ، ولم تنقط في بقية النسخ، والمثبت صحيحٌ؛ لأنَّ الفاعل «طائفة» مؤنَّثٌ غير حقيقي، فيجوز معه تذكيرُ الفعل وتأنيثُه، وإنْ كان التأنيثُ أرجح. وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (224) . أو تُحمل «الطائفة» على معنى «الجمع» أو «الفريق» ؛ فيسوغ التذكير؛ انظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . الحديث: 1571 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 465 1572 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيْب بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الأَوْزَاعي، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَجْمَعُوا بَيْنَ الزَّهْوِ (2) والرُّطَبِ، ولاَ بَيْنَ الزَّبِيبِ والتَّمْرِ، ولَكِنِ انْبِذُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَتِهِ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوون هَذَا الحديثَ عَنِ الأَوْزَاعي (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. 1573 - وسألتُ أَبِي (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيل بن عيَّاش، عن عبد الرحمن بْنِ مُعَاوِيَةَ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) اسْتَسْقَى، فنُزِعَ لَهُ دَلْوٌ مِنْ بِئْرِ أَرِيس (5) ، ثُمَّ صُبَّ لَهُ في   (1) في (ت) : «وسألته» . (2) الزَّهْوُ: البُسْرُ المُلَوَّنُ، يقال: إذا ظَهَرتِ الحُمْرة والصُّفْرة في النَّخْلِ، فقد ظهرَ فيه الزَّهْوُ. "لسان العرب" (14/362) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (24022) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/12) من طريق محمد ابن مصعب، عن الأوزاعي، به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (5/161) . ونقل الخطيب عن أبي جعفر السامي قوله: «هذا حديث غريب، ولم يروه إلا محمد بن مصعب، عن الأوزاعي، وهو خطأ، وصوابه: يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبي (ص) » . اهـ. وهذا الطريق الذي صوَّبه أبو جعفر رواه مسلم في "صحيحه" (1988) . (4) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1547) . (5) أَرِيس - بفتح الهمزة وتخفيف الراء المكسورة -: بئر معروفةٌ قريبًا من مسجد قُباء عند المدينة. انظر "النهاية" (1/39) . الحديث: 1572 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 466 قَدَحٍ، وشِيبَ (1) عَلَيْهِ لَبَنٌ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ، فَشَرِبَ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَساره، وَعُمَرُ بَيْنَ يَدَيْهِ ... فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هو عبد الله بن عبد الرحمن ابن مَعْمَر، أَبُو طُوالَة (2) . 1574 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر بْنُ سُلَيمان، عَنْ فُرَات بْنِ سُلَيمان، عَنْ لَيْث (4) ، عَنْ طَلْحَة (5) ، عَنْ خَيْثَمة (6) ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: لعَنَ رسولُ الله (ص) الخَمْرَ: بِعَيْنِهَا (7) ، عاصِرَها (8) ومُعْتَصِرَها، وحامِلَها ومُحَمِّلَها، وشارِبَها وساقِيَها (9) ، وآكِلَ ثَمَنِهَا؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثُ جَرِيرٌ (10) ؛ فَقَالَ: عَنْ لَيْث، عَنْ طَلْحَة، عَنْ (11) خَيْثَمة، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ النبيِّ (ص) .   (1) شِيبَ، أي: خُلِطَ من الشَّوْبِ، وهو الخَلْطُ. "لسان العرب" (1/510) . (2) سبق تخريج روايته في المسألة المتقدمة برقم (1547) . (3) في (ت) و (ك) : «وسألته» . وانظر المسألة رقم (1558) و (1580) . (4) هو: ابن أبي سُلَيم. (5) هو: ابن مُصَرِّف. (6) هو: ابن عبد الرحمن. (7) في (ش) : «الخمرة لعنها» ، وفي (ت) : «الخمر يعينها» ، وهو ضمن السقط الذي في (ف) . (8) كذا، والمراد: وعاصرها. وحذفت واو العطف. ويدلُّ عليه رواية حديث ابن عمر عند الإمام أحمد، كما سيأتي. (9) قوله: «وساقيها» سقط من (ك) . (10) هو: ابن عبد الحميد. (11) في (أ) و (ش) : «بن» بدل: «عن» . الحديث: 1574 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 467 قَالَ أَبِي: وَهَذَا الحديثُ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ ابْنِ عُمَرَ (1) . 1575 - وسألتُ أبي (2) عن حديثٍ رواه عُبَيدالله (3) بن موسى (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَة، عَنْ صالح بن كَيْسان، عن عُبَيدالله (5) بن عبد الله بْنِ عُتْبَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يُشْرَبَ فِي الإِناءِ المَجْبُوبِ (6) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وابنُ أَبِي حَبِيبَة لَيْسَ بالقويِّ.   (1) الحديث رواه سعيد بن منصور في "سننه" (815 و816) من طريق سعيد بن جبير، وعبد الله بن عبد الله ابن عمر، وأحمد في "مسنده" (2/25 رقم 4787) من طريق أبي طُعْمة وعبد الرحمن بن عبد الله الغافقي، والطحاوي في "شرح المشكل" (3342) من طريق ثابت بن يزيد الخولاني، جميعهم عن ابن عمر، به. وانظر التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (815 و816) . (2) في (ت) و (ك) : «وسألته» . (3) في (ك) : «عبد الله» . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2431) - و"إتحاف الخيرة" (3673) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو يعلى في "مسنده" (2380 و2496) . (5) في (ش) : «عبد الله» . (6) كذا في جميع النسخ، وكذا في "إتحاف الخيرة"، ووقع في "المطالب العالية" و"مسند أبي يعلى": «المخنوث» بالخاء المعجمة والنون آخره مثلثة، وهي رواية. والإناء المجبوب: هو الذي قطع رأسه، فصار كهيئة الدَّنِّ. وقيل: هو الذي قطع رأسه، وليس له عزلاء (أي: فم) من أسفله يتنفس منها الشراب فيصير شرابه مسكرًا ولا يدرى به. "شرح النووي" (13/159) ، و"النهاية" (1/233) . الحديث: 1575 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 468 .. تمَّ الجُزْءُ التَّاسعُ بِحَمْدِ اللهِ ومَنِّه وعَوْنه، ويَتلوهُ في الجُزْءِ العاشِرِ في حديث: سألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيْم، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَنْظَلَة، عَنِ القاسِم بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كَثِيرًا (1)   (1) من قوله: «تم الجزء التاسع ... » إلى هنا من (أ) فقط، وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء التاسع» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 469 بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيموصلَّى الله على سيِّدنا محمدٍوآلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا كثيرًا الجُزْءُ العاشرُ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى (1) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي آخِرِ الأَطْعِمَةِ والأَشْرِبَةِ، والذَّبَائِحِ والأَضَاحِيِّ، والصَّيْدِ، والعَقِيقَةِ، والفَرَائِضِ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ وتَفْسِيرِهِ (2) 1576 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيْم (4) ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ حَنْظَلة (5) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد، عَنْ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَبِيذِ الجَرِّ (6) ؟ فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حَنْظَلة، عَنْ طاوسٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) (7) .   (1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) . (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (3) انظر المسألة المتقدمة برقم (1561) ، والمسألة الآتية برقم (1584) . (4) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. (5) هو: ابن أبي سفيان. (6) سبق تفسير «نبيذ الجر» في المسألة رقم (1552) . (7) ومن هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم وأبو زرعة أخرجه الإمام أحمد - فيما وجده ابنه عبد الله في كتاب أبيه - (2/47 رقم5072) من طريق يزيد بن هارون، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/242) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما عَنْ حْنَظَلَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابن عمر، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (16933) عن ابن جريج، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عمر. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/35 رقم 4913) ، ومسلم في "صحيحه" (1997) . وأخرجه مسلم أيضًا من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طاوس، به. وأخرجه أيضًا من طريق سليمان التيمي وإبراهيم بن ميسرة، كلاهما عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وأخرجه أيضًا من طريق سعيد بن جبير، ونافع، وثابت البُناني، ومُحارب بن دِثَار، وعقبة بن حُريث، وجَبَلة ابن سُحيم، وزاذان أبي عمر، وسعيد بن المسيب، جميعهم عن ابن عمر، به، إلا أن في رواية بعضهم ما يدل على أن ابن عمر سمعه من صحابة آخرين، ولم يسمعه من النبيِّ (ص) ، فهو مرسلُ صحابي. الحديث: 1576 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 470 قال أَبُو محمد (1) : قال أَبُو زُرْعَةَ: ما أرى الوَهَمَ إلا من دُحَيْم؛ فإني لم أره (2) عند (3) أحدٍ منهم (4) . قال أَبِي: الوَهَمُ من الوليد بْن مسلم. 1576/أ - قَالَ أَبِي (5) : رَوَى جَعْفَرُ بْنُ بُرْقان - فِي رِوَايَةِ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْهُ - عَنِ الزُّهرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ جَلَسَ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الخَمْرُ (6) . قَالَ أَبِي (7) : فطلبتُ أثرَ هذا الحديثِ مِنْ ثقاتِ أصحابِ جعفرٍ،   (1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (2) في (ك) : «قال أبي: لم أره» ! (3) في (أ) : «عنه» . (4) مراد أبي زرعة: أنَّه لم يَرَ هذا الحديثَ عند أحدٍ من أصحاب الوليد غير دُحَيْم. (5) تقدمت هذه المسألة برقم (1205) و (1555) ، وانظر المسألة رقم (1214) و (1263) و (1474) . (6) هكذا ورد لفظ الحديث هنا، ولفظه في معظم مصادر تخريجه: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر، فلا يجلس (أو: يقعد) عَلَى مَائِدَةٍ يَشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرَ» ، وفي بعضها: «نهى رسول الله (ص) أن يقعد عَلَى مَائِدَةٍ يَشْرَبُ عَلَيْهَا الْخَمْرَ» . وانظر المسائل المشار إليها في التعليق السابق. (7) قوله: «قال أبي» سقط من (ك) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 471 فوجدتُّ بعضَهُمْ يرويه عَنْ جعفر، عمَّن حدَّثه، عن الزُّهريِّ. 1576/ب - وكان هشامُ بْن عمَّار قديما حديثُهُ أصحُّ منه بِأَخَرةٍ؛ وذلك أنه كَانَ يُلَقَّن، فما لُقِّنَ تَلَقَّنَ (1) ، وقديما كَانَ يقرأ من كتابِهِ (2) . 1577 - وسُئِلَ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْن (4) بْنُ حَفْص (5) ، عَنْ أبي مسلم ٍ (6) قائدِ الأَعْمَش، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى أَنْ يُسْقَى (7) البهائمُ الخمرَ؟ قال: هذا باطِلٌ رَفْعُهُ. قلتُ له: فإنَّ أَبَا زُرْعَةَ قال: إنما هو موقوفٌ؟   (1) في (ش) : «يلقن» . (2) وردت هذه المسألة في النسخ متصلةً بالتي قبلها، ولم نر علاقةً بينهما. وقائل هذا الكلام هو أبو حاتم، وانظر "الجرح والتعديل" (9/66) . (3) نقل الذهبي في "الميزان" (3/9) عن الكتاني - وهو محمد بن إبراهيم، وله رواية لكتاب "العلل"- أنه قال: قلت لأبي حاتم: حديث أَبِي مُسْلِمٍ قَائِدِ الأَعْمَشِ، عَنِ عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبيَّ (ص) نهى أن تسقى البهائم الخمر؟ فقال: هذا باطل، وجاء هذا بإسناد ضعيف من قول ابن عمر. اهـ. (4) في (أ) و (ش) تشبه: «جبير» . (5) روايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (2/331 رقم 271) ، و (3/589 رقم 737) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/133) ، كلاهما من طريق حسين ابن حفص، به مرفوعًا. (6) في (ك) : «مسلمة» . وهو: عبيد الله بن سعيد بن مسلم. (7) كذا في (ت) و (ك) و"طبقات أصبهان"، وأهملت الياء في (أ) و (ش) فيحتمل أن تكون بالتحتية أو الفوقية، وهي ضمن السقط الواقع في (ف) . وفي "أخبار أصبهان": «تُسْقَى» بالفوقية، وهو الجادَّة؛ لكنَّه بالياء صحيحٌ أيضًا في العربية؛ وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (224) . الحديث: 1577 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 472 قال أَبِي: موقوفٌ أيضا لا يصحُّ؛ لأنَّ ابنَ لَهِيعة (1) روى عن عُبَيْدالله بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْن عُمَرَ: أنه كره أن يُسْقَى البهائمُ (2) الخمرَ (3) . 1578 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبة (5) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عُرْفُطَة، عَنْ عَبْدِ خَيرٍ (6) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) نهى عن الدُّبَّاء   (1) هو: عبد الله. (2) تقدم التعليق على صحة هذه العبارة لغةً في أول المسألة. (3) الحديث أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5233) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به، موقوفًا عليه، ثم قال البيهقي: «وقد رفعه بعض الضعفاء بإسناده عن عبيد الله، وليس بشيء» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23485) من طريق عبد الرحيم بن سليمان، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، به موقوفًا كسابقه. ومن طريق عبد الله العمري أيضًا أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17103) ، فقال: عن عبد الله بن عمر المديني، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن غلامًا له سقى بعيرًا له خمرًا، فتواعده. وروى معناه عبد الرزاق (17104) من طريق أيوب، وابن أبي شيبة (23483) من طريق أبي هاشم، كلاهما عن نافع، به. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1563) ، وانظر المسألة رقم (145) . (5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1642) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/172 و244 رقم 25397 و26072) ، وقال الإمام أحمد: «إنما هو خالد بْن علقمة الهمداني؛ وَهِمَ شُعبة» . وأخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 149) من طريق الإمام أحمد، ثم قال: «والدليل على صحة قول أحمد _ح أن زائدة بن قدامة وأبا عوانة وشريك بن عبد الله، رووا عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عبد خير نحوه» . (6) هو: ابن يزيد الهمداني. الحديث: 1578 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 473 والْحَنْتَمِ والْمُزَفَّت (1) ؟ قال أَبِي: وَهِم شُعْبة؛ إنما هو: خالد بْن عَلْقمة، عَنْ عَبدِ خَيرٍ (2) . 1579 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْبَاط بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الشَّيْباني (4) ، عَنْ عبد الملك بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ (5) أُتِيَ بِشَرَابٍ، فَدَعَا بماءٍ، فَصَبَّهُ فِيهِ حَتَّى كَسَرَهُ بِالْمَاءِ، ثم   (1) الدُّبَّاء: القَرْعُ، واحدتها: دُبَّاءَة، كانوا يجعلونها أوعية وينتبذون فيها. والحنتم: جِرَارٌ مدهونة خضر، واحدتها: حَنْتمة، كانت تُحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله: حنتم. والمزفت من الأوعية: ما طُلي بالزِّفْت - وهو نوع من القار - ثم انتبذ فيه. "النهاية" (1/448) و (2/96) و (2/304) . (2) رواه على هذا الوجه أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري. وتقدمت روايته في المسألة رقم (1563) . (3) نقل هذا النص جميعه ابنُ عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (3/481) ، وتصحّف فيه «الشيباني» = = إلى «السيناني» . ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (4/308) قول أبي حاتم فقط. (4) هو: سليمان بن أبي سليمان، أبو إسحاق الشيباني. وورايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23790 و23837) ، والنسائي في "سننه" (5695) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/219) ، والدارقطني في "سننه" (4/262) ، والبيهقي في "سننه" (8/305) ، لكن ابن أبي شيبة ذكر كلامًا موقوفًا على ابن عمر جوابًا لسؤال عبد الملك بن نافع، وهو الذي يعنيه أبو حاتم بقوله في "الجرح والتعديل" (5/372) : «قطَّع الشيبانيُّ ذلك الحديث، فجعله حديثين» . وأخرجه النسائي أيضًا (5694) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/36) من طريق العوام بن حوشب، عن عبد الملك بن نافع، به. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/132) ، والبيهقي في "سننه" (8/305) من طريق قرة العجلي، عن عبد الملك بن القعقاع، عن ابن عمر، به، وعند البيهقي: «عبد الملك بن أخي القعقاع» . (5) قوله: «أنه» سقط من (ك) . الحديث: 1579 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 474 شَرِبَ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الأَسْقِيَةَ تَغْتَلِمُ (1) ، فَإِذَا فَعَلَتْ ذَلِكَ فَاكْسِرُوهَا (2) بِالْمَاءِ؟ قال أَبِي: هذا حديثٌ مُنكرٌ، وعبدُالملكِ ابنُ نافع (3) شيخٌ مجهول (4) .   (1) الأسقية: جمع سقاءٍ. و «تغتلم» ، أي: يشتدُّ شرابها، ويتحول إلى مسكر. قال ابن الأثير: إذا جاوزت حدّها الذي لا يُسْكر إلى حدِّها الذي يُسكر. اهـ. وقال النووي: وقال الكسائي: الاغتلام أن يتجاوز الإنسان ما حُدَّ له من الخير والمباح. اهـ. والاغتلام والغُلْمة: شدة الحاجة إلى النكاح؛ غَلِمَ يَغْلَمُ غَلَمًا، واغتلم اغتلامًا. "النهاية" (3/382) ، و"شرح النووي" (18/82) ، و"المصباح" (2/452) . (2) في (ك) : «فاكروها» . (3) في (ك) : «مالك» بدل: «نافع» ! (4) وترجم ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (5/372) لعبد الملك بن نافع هذا، ثم قال: «سألت أبي عنه؟ فقال: شيخ مجهول، لم يرو إلا حديثًا واحدًا، قطَّع الشيبانيُّ ذلك الحديث فجعله حديثين، لا يثبت حديثه، منكر الحديث» . وعرض البخاري في "التاريخ الكبير" (5/433-434) الخلافَ في نسب عبد الملك، وذكر هذا الحديث، ثم قال: «لم يتابع عليه» . وقال النسائي (8/324) : «عبد الملك بن نافع ليس بالمشهور، ولا يحتجُّ بحديثه، والمشهور عن ابن عمر خلافُ حكايته» ، ثم أخرج من طرق عن ابن عمر موقوفًا ومرفوعًا، ما يدل على تحريم قليل المسكر وكثيره، ثم قال: «وهؤلاء أهل الثبت والعدالة مشهورون بصحَّة النقل، وعبد الملك لا يقوم مَقام واحدٍ منهم ولو عاضَده من أشكالِه جماعةٌ» . وأخرجه الدارقطني في "السنن" (4/262) من طريق الشيباني، لكن سمَّى الراوي: «مالك بن القعقاع» ، ثم قال الدارقطني: «كذا قال «مالك بن القعقاع» ! وقال غيره: عن عبد الملك بن نافع ابن أخي القعقاع، وهو رجل مجهولٌ ضعيفٌ، والصَّحيح عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «ما أسكر كثيرُه، فقليلُه حرامٌ» . وقال البيهقي في"السنن" (8/305) : «هذا حديث يُعرف بعبد الملك بن نافع هذا، وهو رجلٌ مجهول اختلفوا في اسمه واسم أبيه، فقيل هكذا، وقيل: عبد الملك بن القعقاع، وقيل: ابن أبي القعقاع، وقيل: مالك بن القعقاع» . ثم أسند عن سعيد ابن أبي مريم أنه قال: قلت ليحيى بن معين: أرأيتَ حديثَ عبد الملك ابن نافع الذي يرويه إسماعيلُ بن أبي خالد في النَّبيذ؟ قال: هم يُضعِّفونه. اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 475 1580 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ طَلْق بن السَّمْح (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ شُرَيح، عَنْ شَرَاحِيل بْنِ بَكِيل (3) ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي تَحْرِيمِ الْخَمْرِ، ولَعْنِ شارِبِهَا وساقيها ... في كلام ٍ ذكَرَهُ. قال أَبِي: طَلْقٌ شيخٌ (4) ، وابنُ [شريح] (5) لا أظنُّهُ أدرك ابنَ بَكِيل (6) . 1581 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ سعيدِ بنِ ذي لَعْوة: أنَّ أعرابيا شرب من إِدَاوة عمر، فَسَكِرَ ... ؟   (1) انظر المسألة رقم (1574) و (1558) . وقد ذكر ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص130) هذا الحديث، وقال: «قال أبي: عبد الرحمن بن شريح: أظنه أدرك شراحيل بن بكيل» . كذا وقع فيه: «أظنه» بحذف «لا» ، وهو في "جامع التحصيل" (ص222) ، و"تحفة التحصيل" (ص289) ، و"تهذيب التهذيب" (2/515) نقلاً عن أبي حاتم: «لا أظنه» بإثبات «لا» ، وهو الموافق لما هنا. وانظر "اللسان" (7/252) . (2) في (ك) : «سمح» . (3) بفتح الموحدة، على وزن عظيم. انظر "تعجيل المنفعة" (451) . (4) كتب في هامش (أ) : «قال الذهبي: طلق بن السمح فيه ضعف. حاشية» . (5) في جميع النسخ: «سيرين» ، عدا (ف) فإنه ضمن السقط الذي فيها، وكتب تحتها في (أ) : بخط صغير «شريح» . (6) لهذا الحديث طرق كثيرة عن ابن عمر - سوى هذا الطريق - انظرها في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (815 و816) إن شئت. الحديث: 1580 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 476 فقال: سعيدٌ مجهولٌ، لا أَعْلَمُ روى عنه غيرَ (1) الشَّعْبِيِّ (2) وَأَبِي إسحاق (3) .   (1) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على نحوه في المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) . (2) هو: عامر بن شراحيل. (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. والحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (6/153) من طريق جابر بن يزيد الجعفي، عن عامر الشعبي قال: أشهد على سعيد بن ذي لعوة أنه حدثني عن عمر: أنه كان يُنقَع له زبيبٌ من زبيب الطائف، فيُجعل في سَطيحتين، فيَمْخُضه البعير، فإذا أصبح شرب منه. اهـ. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/105) من طريق يونس بن إسحاق، عن أبي إسحاق السَّبيعي وابن أبي السفر، عن سعيد بن ذي لعوة؛ قال شرب أعرابيٌّ نبيذًا من إداوة عمر، فسكر، فأمر به فجُلد، فقال: إني شربت نبيذًا من إداوتك! فقال عمر ح: إنما نجلدك على السُّكْرِ. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/218) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق وحده، عن عامر الشعبي، عن سعيد بن ذي لعوة، به نحو سابقه مختصرًا. ثم أخرجه من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن سعيد بن ذي حُدَّان - أو ابن لعوة -؛ قال ... فذكره بمعنى سابقه. وأخرجه الدارقطني في "السنن" (4/260 رقم75) عن عبد الله بن جعفر بن خشيش، عَنْ سَلْم بْنِ جُنادة، عَنْ وَكيع، عن عمرو بن منصور المشرقي، عن عامر الشعبي، عن سعيد بن ذي لعوة، به، ثم قال الدارقطني: «لا يثبت هذا» . وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1839) من طريق عبيد الله بن محمد بن شيبة، عن ابن خشيش، فجعله من رواية وكيع، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن الشعبي! ثم قال ابن الجوزي: «هذا كذب بلا شك» ، ثم نقل كلام ابن حبان الآتي. وذكر الشافعي في "الأم" (6/144) قول من أباح شرب النبيذ المسكِر وأنه لا يُحدُّ منه حتى يسكر، ثم قال: «فقيل لبعض من قال هذا القول: كيف خالفت ما روي عن النبيِّ (ص) ، وثبت عن عمر، وروي عن علي، ولم يقل أحدٌ من أصحاب النبيِّ (ص) خلافَه؟! قال: روينا فيه عن عمر أنه شرب فضلَ شراب رجل حدَّه، قلنا: رويتموه عن رجل مجهول عندكم، لا تكون روايته حجة» . ولما ذكر البيهقي في "المعرفة" (13/24-25) قول الشافعي هذا قال: «وهذا الحديث رواه الأعمش تارة عن أبي إسحاق، عن عامر الشعبي، عن سعيد بن ذي لعوة، وتارة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ ابن ذي حُدَّان وابن ذي لعوة ... ومن لا ينصف يحتج برواية سعيد بن ذي لعوة على ما قدمنا ذكره عن عمر وغيره» ، ثم أسند عن إسحاق بن راهويه قال: كنت عند ابن إدريس وعنده جماعة، فجرى ذكر المسكِر، فحرَّمه الحجازيون، وجعل أهلُ الكوفة يحتجُّون في تحليله، إلى أن قال بعضهم: حدثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن ذي لَعْوة؛ في الرخصة، فقال الحجازيون - أو قال ابن إدريس-: والله ما تجيئُون به عن المهاجرين والأنصار، ولا عن أبنائهم وإنما تجيئُون به عن العُوْران ِ والعُمْيان ِ، والعُرْجان ِ، والحُولان ِ، والعُمْشان ِ!» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/471 رقم 1569) : «سعيد بن ذي لعوة: عن عمر؛ في النبيذ، روى عنه الشعبي، يخالف الناس في حديثه، لا يعرف، وقال بعضهم: سعيد بن ذي حُدَّان، وهو وهم» . وقال في "التاريخ الأوسط" (1/334-335) : «وروى الشعبي عن سعيد بن ذي لعوة، عن عمر؛ في الشراب، وسعيد يخالف الناس في حديثه، وهو مجهول لا يعرف. وقال بعضهم: سعيد بن ذي حُدَّان، وهو وهم، وخالفه الشعبي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ ... » . ثم روى بإسناده من طريق الشعبي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ = = عُمَرَ خطب: أَلاَ إن الخمر حُرِّمت، وهي من خمسة أشياء: من الحنطة، والشعير، والتمر، والعسل، والخمرُ ما خامر العقلَ. ثم قال البخاري: «وقال بعضهم: هذا أثبت حديث للكوفيين في المسكِر، ثم خالفوه!» . وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/18) : «سألت أبي عن سعيد بن ذي لعوة؟ فقال: لا يعبأ بحديثه، مجهول لإنكاره، لا أعلم روى عنه غير الشعبي وأبي إسحاق، روى حديثًا عن عمر في رخصة المسكِر، يخالف الناسَ في حديثه» . وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/316) : «سعيد ابن ذي لعوة: شيخ دجَّالٌ، يزعم أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ح يشرب المسكِر، روى عنه الشعبي، ولم يرو في الدنيا إلا هذا الحديثَ وحديثا آخر لا يحلُّ ذكره في الكتب، ومن زعم أنه سعيد بن ذي حُدَّان فقد وَهِمَ، وكيف يشربُ عمرُ بن الخطاب ح المسكِر، وهو الذي خطب الناسَ بالمدينة وقال في خطبته: سمعت النبيَّ (ص) يقول: " الخمرُ من خمسة أشياء، والخمرُ ما خامر العقل ". ولم يكن عمر ممن كان يشربها في أول الإسلام حيث كان شربُها حلالاً، بل حرَّمها على نفسِه وقال: لا أشرب شيئا يُذهب عقلي!!» . اهـ. وانظر "الكامل" (3/407) ، و"نصب الراية" (3/349-350) ، و"اللسان" (3/27) ، و"الفتح" (10/40) ، والمسألة الآتية برقم (1590) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 477 ............................ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 478 وقد روى الزُّهري (1) عَنِ السَّائِب بْن يَزِيد، عَنْ عُمَرَ؛ أنَّه قال   (1) روايته أخرجها الإمام مالك في "الموطأ" (2/842 رقم 1532) عنه، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ أَنَّهُ أخبره أن عمر بن الخطاب خرج عليهم فقال: إني وجدتُ من فلان ريحَ شرابٍ، فزعم أنه شرب الطِّلاء، وأنا سائلٌ عما شرب، فإن كان يُسكر جلدتُه، فجلده عمر الحدَّ تامًّا. ومن طريق مالك أخرجه الشافعي في "مسنده" (ص 284) ، والنسائي (5708) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/222) ، والدارقطني في "سننه" (4/248 رقم6) . ورواه الشافعي أيضًا (ص285) عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزهري، به، وفيه: أن عمر بن الخطاب ح خرج فصلَّى على جنازة، فسمعه السائب يقول: إني وجدتُ من عبيد الله وأصحابِه ريحَ الشرابِ ... الحديث هكذا مصرِّحًا فيه باسم عبيد الله. ومن طريق ابن عيينة أيضًا أخرجه سعيد بن منصور في "سننه"- كما في "فتح الباري" (10/65) ، و"تغليق التعليق" (5/26) - وفيه التصريح بأنه عبيد الله بن عمر. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17028) عن معمر، عن الزهري، به، كذلك مصرحًا فيه بأنه عبيد الله بن عمر. وللحديث طرق أخرى عن الزهري، انظرها عند عبد الرزاق في "المصنف" (17029) ، والطحاوي (3/158) ، و (4/222) ، والدارقطني (3/167-168 رقم 246 و247) . وقد صحح الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/65) سند الإمام مالك، وعلقه البخاري في "صحيحه" (10/62/الفتح) عن عمر. وانظر "سنن البيهقي" (8/312) ، و"غوامض الأسماء المبهمة" لابن بشكوال (1/270) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 479 على المنبر: ذُكِر لي أنَّ [عُبَيدالله] (1) بْن عمر وأصحابه شربوا شَرَابًا، وأنا سائلٌ عنه، فإنْ كَانَ يُسْكِرُ (2) حَدَدتُّهُمْ. قال السَّائِب: فشهدتُ عمرَ حَدَّهم. 1582 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هَيْثَم (3) بْنُ جَمِيل (4) ، عَنْ شَرِيك (5) ، عَن سِمَاك (6) ، عَنْ عِكرمة، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يُتَنَفَّسَ فِي الإِنَاءِ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرْوُونَهُ عَنْ شَرِيك، عن عبد الكريم الجَزَري (7) ، عَنْ عِكرمة، عَنِ ابْنِ عباسٍ، عن النبيِّ (ص) (8) .   (1) في (أ) و (ت) و (ش) و (ك) : «عبد الله» ، وهي ضمن السقط في (ف) ، والتصويب من بعض مصادر التخريج السابقة. (2) في (أ) و (ش) : «مسكر» ، وفي (ك) : «سكر» . (3) في (أ) و (ش) : «هشيم» . (4) أخرج ابن عدي في "الكامل" (2/383) هذا الحديث من طريق حفص بن أبي داود، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس، به، مِن فِعْل النبيِّ (ص) أنه لم يكن يتنفس في الإناء. لكن حفص بن أبي داود هذا هو: حفص بن سليمان الأسدي، وهو متروك. (5) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (6) هو: ابن حرب. (7) هو: عبد الكريم بن مالك. (8) الحديث أخرجه ابن ماجه في "سننه" (3288 و3430) من طريق عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي، عن شريك، عن عبد الكريم، به بلفظ: لم يكن رسول الله (ص) ينفخ في طعام ولا شراب، ولا يتنفَّس في الإناء. = ... وأخرجه الحميدي في "مسنده" (535) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24158 و24170) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/220 رقم1907) ، والدارمي (2180) ، وأبو داود (3728) ، والترمذي (1888) ، وابن ماجه (3429) ، وأبو يعلى (2402) ، جميعهم من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم بن مالك الْجَزَرِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/309 و357 رقم 2817 و3366) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن عبد الكريم، به بلفظ: نهى رسول الله (ص) عن النفخ في الطعام والشراب. وذكر الإمام أحمد عقب روايته للحديث أن محمد بن سابق رواه عن إسرائيل موصولاً، كما رواه عبد الرحمن بن مهدي، وأن أبا نعيم خالفهما فرواه عن إسرائيل، مرسلاً؛ ليس فيه ذِكْرٌ لابن عباس. وأخرجه ابن ماجه (3428) ، وابن حبان في "صحيحه" (5316) ، والطبراني في "الكبير" (11/349 رقم 11978) ، والحاكم في "المستدرك" (4/138) ، جميعهم من طريق خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به. وهذه الطريق مع رواية ابن عيينة وشريك وإسرائيل للحديث عن عبد الكريم موصولاً: جميعها تدفع الإعلال المتوهم من رواية الثوري التي ذكرها ابن معين؛ فيما حكاه عنه الدوري في "تاريخه" (592) حيث قال: «سمعت يحيى [يعني: ابن معين] يقول: حديث ابن عيينة، عن عبد الكريم، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النبيَّ (ص) نهى عن النفخ في الطعام؛ قال يحيى: حدَّث به الثوري، عن عبد الكريم، عن عكرمة، عن النبيِّ (ص) مرسلاً» . الحديث: 1582 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 480 1583 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بن [أبي] (2) حُميد، عَنْ أَبِي تَوْبة (3) المِصْري (4) ، عَنِ ابن عُمَرَ؛   (1) في (ش) : «رواد» ، وكانت في (أ) : «داود» ، ثم ضرب عليها وكتب: «رواد» ، وهي ضمن السقط في (ف) ، والمثبت من (ت) و (ك) . وأبو داود هذا هو: الطيالسي، واسمه: سليمان بن داود، والحديث أخرجه في "مسنده" (3/462 رقم 2069) . ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (5181) . وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (4/331 رقم 4143) من طريق أبي عامر العقدي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، به. (2) قوله: «أبي» سقط من جميع النسخ، وأثبتناه من "مسند الطيالسي"، و"تفسير الطبري"، و"شعب الإيمان". (3) في (ش) : «ثوبة» بالمثلثة. (4) قال ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (66/82) : «أبو توبة هذا لم أجد له ذِكْرًا في كتاب من الكتب المشهورة، ومحمد بن أبي حميد سيِّئُ الحفظ» . الحديث: 1583 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 481 قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْخَمْرِ ثلاثُ آيَاتٍ، فأولَ شيءٍ نزلتْ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} (1) ، الآيةَ ... فَذَكَرَ الحديثَ (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هُوَ أَبُو طُعْمة قارئُ مِصْر، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (3) . قلتُ: فيُسمَّى أَبُو طُعْمة؟   (1) الآية (219) من سورة البقرة. (2) وتمامه عند الطيالسي: فقيل: حُرِّمت الخمر، فقيل: يا رسول الله، دعنا ننتفعْ بها كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فسكت عنهم، ثم نزلت هذه الآية: {لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} ، [النساء: 43] {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *} فقيل: حُرِّمت، فقالوا: يا رسول الله، إنا لا نشربها قُرْب الصلاة، فسكت عنهم، ثم نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية [المَائدة: 90] { ... الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} ؛ فقال رسول الله (ص) : «حُرِّمت الخمرُ» ..قال: وقَدِمَتْ لرجلٍ راويةٌ من الشام - أو روايا - فقدم النبيُّ (ص) ، وأبو بكر، وعمر، ولا أعلم عثمان إلا معهم، فانتهوا إلى الرجل، فقال رسول الله (ص) : «خلِّ عنا نَشُقَّّها» ، فقال: يا رسول الله، أفلا نبيعها؟ قال رسول الله (ص) : «إن الله لعن الخمر، ولعن غارِسَها، ولعن شاربَها، ولعن عاصِرَها، ولعن مؤْويَها، ولعن مُديرَها، ولعن ساقيَها، ولعن حاملَها، ولعن آكِلَ ثمنِها، ولعن بائعَها» . (3) الحديث أخرجه الإمام أحمد (2/25 و71 رقم 4787 و5390 و5391) ، وأبو داود في "سننه" (3674) ، وابن ماجه (3380) من طريق أبي طعمة وعبد الرحمن ابن عبد الله الغافقي، كلاهما عن ابن عمر، به بذكر لَعْن الخمرِ وشاربِها ... إلخ الحديث، دون ذكر الآيات. ووقع في بعض نسخ أبي داود: «عن أبي علقمة» بدل: «عن أبي طعمة» . والحديث صحيح عن ابن عمر، فانظر تخريجه وجمْع طرقه - إن شئت - في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" رقم (815 و816) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1580) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 482 قَالَ: لا (1) . 1584 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (3) ، عَنْ هِشَامٍ (4) ، عَنْ قَتَادَةَ (5) ، عَنْ أيُّوب (6) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير؛ قَالَ: سألتُ ابْنَ عُمَرَ عَنِ نَبِيذِ الجَرِّ؟ فَقَالَ: حَرَّمَهُ رسولُ الله (ص) . فأخبرتُ ابنَ عَبَّاسٍ؛ فَقَالَ: صَدَقَ، قلتُ: مَا الجَرُّ؟ قَالَ: كلُّ شَيْءٍ عُمِلَ مِنْ مَدَر (7) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌٌ (8) ؛ إِنَّمَا هو: هشام (9) ، عَنْ أيُّوبَ نفسِهِ (10) ، ليس فيه «قتادة» ؛ أَبُو داود يخطئُ فيه (11) .   (1) وقيل: إن اسمه هلال، وهو مولى عمر بن عبد العزيز. (2) انظر المسألة رقم (1561) و (1576) . (3) هو: سليمان بن داود الطيالسي. (4) هو: ابن أبي عبد الله الدستوائي. (5) هو: ابن دِعامة السدوسي. (6) هو: ابن أبي تميمة السختياني. (7) المدر: هو الطين. "النهاية" (4/309) . (8) يعني: بالنسبة لرواية هشام الدستوائي، وأما قتادة: فإنه يرويه عن أيوب كما سيأتي. (9) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5619) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/223) . (10) قوله: «نفسه» سقط من (ك) . (11) هذا الحديث يرويه سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عمر وابن عباس. ورواه عن سعيد عدد من الرواة، منهم: أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وحشية، وأيوب السختياني، ويعلى ابن حكيم، ومنصور بن حيان: أما رواية جعفر بن أبي وحشية: فتقدمت في المسألة رقم (1561) ، وسيأتي ذكرها في الكلام عن روايتي قتادة وشعبة، عن أيوب. وأما أيوب فرواه عنه: هشام الدستوائي، وإسماعيل بن علية، ووهيب بن خالد، وقتادة، وشعبة. أما رواية هشام: فهي التي ذكرها أبو زرعة هنا، وتقدم تخريجها. وأما رواية إسماعيل بن علية: فاختُلف عليه فيها: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/48 رقم 5090) فقال: حدثنا إسماعيل، أخبرنا أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ... فذكره. وأخرجها النسائي في "سننه" (5620) من طريق عمرو بن زرارة، عن إسماعيل؛ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ سعيد بن جبير ... فذكره، هكذا بزيادة الرجل المبهم في سنده. وأما رواية وهيب: فأخرجها ابن حبان في "صحيحه" (5403/الإحسان) من طريق شيبان بن فَرُّوخ، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سعيد بن جبير، به، هكذا بلا واسطة. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/223) من طريق الخصيب بن ناصح، عَنْ وُهَيْبٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، به، هكذا بذكر الواسطة. وأما رواية قتادة وشعبة: فتقدمت في المسألة رقم (1561) ، وخلاصة ما هناك: أن قتادة كان يروي الحديث عن سعيد بن جبير، فسأله شعبة: هل سمعه من سعيد؟ فذكر أنه سمعه من أيوب، فلقي شعبةُ أيوبَ، فحدثه به عن سعيد، فسأله: هل سمعه من سعيد؟ فذكر له أنه سمعه من أَبِي بشرٍ جعفرِ بْن أَبِي وحشية، فلقي جعفرَ بن أبي وحشية، فحدثه به، فسأله هل سمعه من سعيد؟ فذكر له أنه سمعه من سعيد فأوضحت هذه الرواية أن رواية قتادة رجعت إلى رواية أيوب، وأن رواية أيوب رجعت إلى رواية جعفر بن أبي وحشية. وهذا مما يؤكد رجحان رواية من رواه عن إسماعيل بن علية ووهيب بن خالد، حيث روياه عن أيوب بذكر واسطة بينه وبين سعيد، وهذه الواسطة المبهمة في روايتهما هي «جعفر بن أبي وحشية» . وأما روايتا يعلى بن حكيم ومنصور بن حيان: فأخرجهما مسلم في "صحيحه" (1997) . الحديث: 1584 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 483 1585 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل بْنُ دُكين؛ قَالَ: ثنا عبد الله - يَعْنِي: ابنَ عَامِرٍ (2) - عَنْ نافعٍ، عن ابن عُمَرَ؛   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (43) و (1560) من طريق حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع. (2) هو: الأسلمي، أبو عامر المدني. الحديث: 1585 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 484 قال: قال رسولُُُ الله (ص) : مَنْ شَرِبَ فِي إِنَاءِ فِضَّةٍ، فَكَأَنَّمَا جَرْجَرَ فِي جَوْفِهِ شِهَابَ نَارٍ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ذَا (1) خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: نافعٌ، عَنْ زيد بن عبد الله بن عمر، عن عبد الله ابن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق، عَنْ أمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) . 1586 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحمر (2) ، عَنِ محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري (3) ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: سمعتُ عُثْمَانَ يَخْطُبُ، وَهُوَ يقولُ: يَا أَيُّهَا الناسُ، إِيَّاكُمْ والخمرَ! فإنِّي سمعتُ رسولَ الله (ص) سَمَّاها أُمَّ الخبائثِ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحدِّث ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ (4) ومَعْمَر (5) ويونُس   (1) رسمت في (ت) : «ذي» ، أي: هذه الرواية. و «ذي» : اسمُ إشارةٍ لمؤنَّث. وانظر التعليق على المسألة رقم (124) . (2) هو: سليمان بن حيان. وروايته أخرجها الضياء المقدسي في "المختارة" (338) . (3) قوله: «عن الزهري» مكرر في (ك) . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وهي من وجه آخر موقوفة عند ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (2) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، قال: سمعت عثمان ح يقول: «الخمر مَجمع الخبائث» . ثم أنشأ يحدِّث عن بني إسرائيل، قال: «إن رجلاً خُيِّر بين أن يقتل صبيًّا، أو يمحوَ كتابًا، أو يشربَ خمرًا، فاختار أن يشرب الخمر، ورأى أنها أهونُهنَّ، فشربها، فما هو إلا أن شربها حتى صنعهنَّ جميعًا» . وأخرج نحوه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24058) من طريق شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبيه، عن عثمان. (5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (17060) ، والنسائي في "سننه" (5666) . الحديث: 1586 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 485 بْنِ يَزِيدَ (1) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي بكر بن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُثْمَانَ، مَوْقُوفًا؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (2) . 1587 - وسُئِلَ أبو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الصَّنْعاني، عن النُّعْمان بن الزُّبير، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مُخَمَّرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ   (1) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5667) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 63) ، والبيهقي في "السنن" (8/287) ، وفي "شعب الإيمان" (5198) . (2) وأخرج الحديث أيضًا ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (1) ، وابن حبان في "صحيحه" (5348) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5197) ، والضياء في "المختارة" (370 و371) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1122) ، جميعهم من طريق عمر بن سعيد ابن سُرَيج، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن ابن الحارث، عن أبيه، عن عثمان، به، مرفوعًا. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "ذم المسكر" (3) ، والبيهقي في "السنن" (8/288) من طريق سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنِ عثمان، به، موقوفًا. وسئل الدارقطني في "العلل" (3/41 رقم 274) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، واختلف عنه: فأسنده عمر بن سعيد بن سريج، عن الزهري. ووقفه يونس ومعمر وشعيب بن أبي حمزة وغيرهم عن الزهري، والموقوف هو الصواب» . وقال البيهقي عقب روايته له موقوفًا على عثمان - كما سبق -: «وهو المحفوظ» . وقال ابن الجوزي في الموضع السابق: «أسنده عمر بن سعيد بن سريج عن الزهري كما ذكرنا، وقد وقفه يونس ومعمر وشعيب وغيرهم عن الزهري» . وقال الزيلعي في "نصب الراية" (4/297) : «رواه البيهقي في "سننه" موقوفًا على عثمان، وهو الأصحُّ» . (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3680) ، ومن طريقه البيهقي (8/288) . الحديث: 1587 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 486 حَرَامٌ، وَمَنْ شَرِبَ مُسْكِرًا بُخِسَ صَلاَتَهُ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ سَكِرَ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسْقِيَهُ مِنْ طِينَةِ خَبَالٍ، قِيلَ: وَمَا طِينَةُ الخَبَالِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: صَدِيدُ أَهْلِ النَّارِ. وَمَنْ سَقَاهُ صَغِيرًا (1) لاَ يَعْرِفُ حَلاَلَهُ مِنْ حَرَامِهِ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَسقِيَهُ مِنْ طِينَةِ الخَبَالِ؟ فقال أَبُو زُرْعَةَ: هذا حديثٌ مُنكرٌ. 1588 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالت: كَانَ أحبَّ الشرابِ إِلَى رسولِ اللَّهِ (ص) الحُلْوُ الباردُ. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ وابنُ ثَوْر (3) ، عَنْ مَعْمَر (4) ، عن الزُّهري (5) ؛ قال: قال النبيُّ (ص) (6) : أَطْيَبُ الشَّرَابِ الحُلْوُ البَارِدُ؟   (1) أي: صبيًّا؛ كما في "عون المعبود، شرح سنن أبي داود" (10/87) . (2) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (259) ، والإمام أحمد (6/38 و40 رقم 24100 و24129) ، والترمذي في "جامعه" (1895) ، والنسائي في "الكبرى" (6844) ، وأبو يعلى في "المسند" (4516) ، وابن حبان في "الثقات" (8/39) ، = = والحاكم في "المستدرك" (4/137) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5528) . (3) في (ك) : «وأبي ثور» . وهو: محمد بن ثور. (4) ورواه عن معمر مرسلاً كذلك: عبد الرزاق في "جامع معمر" (19583/المصنف) ، وعبد الله بن المبارك عند الترمذي (1896) . (5) ورواه عن الزهري مرسلاً أيضًا: يونس بن يزيد عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (24187) ، والترمذي (1896) . (6) في (ك) : «رسول الله (ص) » . الحديث: 1588 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 487 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: المرسَلُ أشبهُ (1) . 1589 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو نُعيم (2) ، والقَعْنَبي (3) ، وعبدُالعزيزِ الأُوَيْسي (4) : فروى أبو نُعيم والقَعْنَبي، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عن عبد الرحمن بْنِ رَافِعٍ، عَنْ [أَبِيهِ] (6) ؛ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الخَطَّاب يشربُ قائمًا. وروى عبد العزيز الأُوَيْسي، عن عبد الله العُمَري، عن أبيه، عن عبد الرحمن بْنِ رَافِعٍ؛ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ شرب قائمًا. أسقط والدَ   (1) قال الترمذي (1895) بعد أن روى طريق ابن عيينة: «هكذا روى غير واحد عن ابن عيينة مثل هذا عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عروة، عن عائشة، والصحيح ما روي عن الزهري، عن النبي (ص) مرسلاً» . ثم أخرجه من طريق عبد الله بن الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ وَيُونُسَ، عَنِ الزهري، مرسلاً، ثم قال: «وهكذا روى عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ النبيِّ (ص) ، مرسلاً، وهذا أصحُّ من حديث ابن عيينة _ح» . ورجح المرسلَ أيضًا الدارقطنيُّ في "العلل" (5/26/ب) ، فقال: «والمرسل أشبه بالصواب، ولم يتابع ابنُ عيينة على ذلك» . اهـ. وقد أخرج البخاري في "صحيحه" (5431) ، ومسلم (1474) من طريق هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة خ قالت: كان رسول الله (ص) يحبُّ الحَلْواء والعسل. اهـ. فلعل هذا الذي ذهبت إليه رواية سفيان بن عيينة، والله أعلم. (2) هو: الفضل بن دُكين. (3) هو: عبد الله بن مسلمة. (4) هو: عبد العزيز بن عبد الله. (5) قوله: «عن أبيه» ليس في (أ) و (ش) . (6) في جميع النسخ: «أنس» ، عدا (ف) ، فهو ضمن السقط الذي فيها، والمثبت يدل عليه السياق بعده. الحديث: 1589 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 488 [عبد الرحمن] (1) بْنِ رَافِعٍ؟ فقال أَبُو زُرْعَةَ: هذا خطأٌٌ؛ إنما هو عبد الرحمن بْن رافع، عَنْ أبيه، عَنْ عُمَرَ. 1590 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مَكْحُول؛ قَالَ: سمعتُ ابْنَ عُمَرَ يقولُ: مَا أَمَرَ عُمَرُ بن الخَطَّاب بِشُرْبِ الطِّلاَءِ قَطُّ، وَلا سَقَاهُ قَطُّ (3) ؟ فَسَمِعْتُ (4) أَبِي يَقُولُ: هَذَا وَهَمٌ؛ مَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ (5) مِنَ ابْنِ عُمَرَ. 1591 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ سُفْيَانَ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (8) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُُ الله (ص) : مُدْمِنُ الخَمْرِ كَعَابِدِ وَثَنٍ؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هو كما رَوَاهُ حسن بْن   (1) في جميع النسخ: «عبد الرحيم» ، عدا (ف) ، فهو ضمن السقط الذي فيها، وكتب فوقه في (ك) : «كذا» ، والتصويب من السياق قبله. (2) هو: ابن الوليد. (3) قوله: «ولا سقاه قط» سقط من (ك) . (4) في (ت) : «سمعت» . (5) في (ت) و (ك) : «يسمعه» . (6) انظر المسألة المتقدمة برقم (1553) و (1554) . (7) هو: الثوري. (8) في (ش) : «عمر» . الحديث: 1590 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 489 صالح (1) ، عَنْ محمد بْن المُنْكَدِر؛ قَالَ: حُدِّثتُ (2) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) . 1592 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (3) ، عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ يَحْيَي بْنِ جَعْفَرٍ المازِني، عَنْ هِلالِ بْنِ يَزِيدَ الْمَازِنِيِّ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - قَالَ: رأيتُ أَبَا هُرَيْرَةَ (4) يَقْطَعُ البُسْرَ مِنَ التَّمْرِ بالمِقْراضَيْنِ (5) ؛ يَعْنِي: أَنَّهُ يَكْرَهُ أنْ يَنْبِذَ التَّمْرَ والبُسْرَ؛ يَجْمَعُ بينهما.   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/272 رقم 2453) ، وعبد بن حميد في "مسنده" = = (708) ، والخطيب في "الموضح" (2/407) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1116) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (17070) من طريق ابن أبي نجيح، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/515) من طريق سعيد بن سلمة، كلاهما عن عن محمد بن المنكدر؛ حُدِّثت عن ابن عباس، فذكره. قال ابن الجوزي: «الراوي عن ابن عباس مجهول، والحسن بن صالح قال ابن حبان: ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات» . وانظر "المجروحين" لابن حبان (1/279/السلفي) . (2) في (ك) : «حديث» . (3) روايته أخرجها ابنه عبد الله في "العلل" (4107) . (4) كذا في جميع النسخ: «عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: رَأَيْتُ أبا هريرة» ، ومعنى العبارة: أن هلال بن يزيد يحدِّث عن أبي هريرة فيقول: رأيت أبا هريرة. (5) المِقْراضان: ما يُقطع به، مثنى «المقراض» وهو اسم آلةٍ من «القَرْض» بمعنى القطع، وهو أصله في اللغة؛ يقال: قَرَضَ يقرِض قَرْضًا. والمِقْراضان، والجَلَمان، والمِقَصَّان: يتركب كل منهما من جزأين، يقال لكلٍّ منهما: مِقْراض، وجَلَم، ومِقَصٌّ. قال أهل اللغة: إذا استخدما معًا، فلا يفردان؛ بل يقال بالمثنى. وعدَّ بعضهم الإفراد من لحن العامة. لكن حكى الخليل الإفراد، وقال: الجَلَم: اسم يقع على الجلمين؛ كالمقراض والمقراضين. اهـ. وكذلك حكى سيبويه الإفراد في حديثه عن اسم الآلة. انظر "العين" (5/10 و49) ، و (6/138) ، و"الكتاب" (4/94-95) ، و"تهذيب اللغة" (8/340) ، و (11/101) ، و"لسان العرب" (7/216) ، و (12/102) ، و"تاج العروس" (10/137) . الحديث: 1592 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 490 ورَوى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ (1) ، عَنْ عبد الصمد ابن عبدِالوارثِ وَأَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْفُر، عَنْ هِلالِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. فسئل أَبُو زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: يحيى بْن يَعْفُر (3) . 1593 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصة بْنُ عُقْبة (4) ، عَنِ سفيان الثَّوْريِّ، عن عبد الله بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي [خَازِمٍ] (5) ؛ قال: سُئِلَ   (1) في "الأشربة" (57) ، ولفظه: سألت أبا هريرة ح عن الفَضِيخ؟ فقال: اقطعْ كلَّ حلقاته. قال: قلت: وما حلقاتُه يا أبا هريرة؟ قال: المُذنِّبة، اقرِضْها بالمقاريضِ، ثم انتبذ أيَّهما شئت، ولا تجمعْهما جميعًا؛ بُسْرًا وتمرًا. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه ابنه عبد الله في "العلل" (4107 و6096) ، والخطيب في "الموضح" (1/185 و186) . (2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد. (3) من قوله: «فسئل أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ك) . قال الإمام أحمد في الموضع السابق من "العلل" لابنه عبد الله: «أخطأ وكيع إنما هو يحيى بن يعفر» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (8/311) : «وقال وكيع: يحيى بن جعفر، وهو وهم» . وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/157) : «وكان وكيع يغلط فيه ويقول: يحيى بن جعفر المازني» . وقال ابن حبان في "الثقات" (9/254) : «وقد وهم وكيع حيث قال: يحيى بن جعفر» . وانظر "تصحيفات المحدثين" للعسكري (1/90) ، و"موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب (1/184-186) . (4) روايته أخرجها الخطيب في"الموضح" (1/295) ، وسيأتي النقل عنه. (5) في جميع النسخ: «حازم» بالحاء المهملة، ولم تنقط الزاي في (أ) و (ش) ، وهو ضمن السقط الذي في (ف) ، والمثبت هو الصواب. واسم أبي خازم هذا: عبد الرحمن بن خازم. انظر "التاريخ الكبير" (5/279) ، و"الجرح والتعديل" (5/231) ، و"توضيح المشتبه" (3/16) . الحديث: 1593 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 491 مجاهدٌ عَنْ نَبِيذ (1) البُخْتُجِ (2) ؛ قَالَ: كَانَ نَائِمًا فأنبهتَهُ (3) ؟ وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا قَالَ قَبِيصة، ووَهِمَ فيه؛ وإنما هو: عبد الله بْنُ جَابِرٍ أَبُو حَازِمٍ (4) ، عَنْ مجاهد (5) .   (1) قوله: «نبيذ» ليس في (أ) و (ش) . (2) أي: العصير المطبوخ. وهو فارسيٌّ معرب، أصله: «ميبُخْتَه» : «مي» شراب أو خمر، و «بخته» : مطبوخٌ. وهو اسم لما حُمل على النار وطُبخ إلى الثلث. رخص فيه النخعي وكان يشربه مع عَكَره خيفة أن يصفِّيه فيشتد ويسكر. قال أبو عبيد: «وهو الذي يسميه الناس = = اليوم «الجمهوريَّ» ، وهو إذا غلَى وقد جعل فيه الماء، فقد عاد إلى مثل حاله الأولى لو كان غلى وهو عصير لم يخالطه الماء؛ لأن السكر الذي كان زايَله (فارقَه) أُراه قد عاد إليه، وإن الماء الذي خالطه لا يُحِل حرامًا ... فإذا عاوده ما كان فارقه، فما أغنت عنه النار والماء، وهل كان دخولهما ههنا إلا فضلاً؟!» . اهـ. وهو قريب مما ذكره المحبي عن أبي حنيفة الدينوري. وظاهر كلام أبي عبيد أنه لا يرخص فيه. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/396-397) ، و"النهاية" (1/101 و312) ، و"قصد السبيل" (ص256) . (3) في (أ) و (ش) : «فانتبه» . وفي ضوء ما نقل عن أبي عبيد في التعليق السابق، يمكن أن تفهم عبارة مجاهد هنا، على أنه لا يرخِّص فيه، ويقول بأن السكر الذي كان «نائمًا» فيه خافيًا، «تنبَّه» وظهر بالغليان مرة أخرى، والله أعلم. (4) لم تنقط الزاي في (أ) و (ش) . وانظر "تهذيب التهذيب" (2/312) . (5) وعلى هذا الوجه الذي رجحه أبو زرعة أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24038) من طريق إسحاق بن سليمان، عن عبد الله بن جابر، عن مجاهد. وروى الخطيب في "الموضِح" (1/295) عن علي بن الحسين بن حبان قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده: قال أبو زكريا [يعني: يحيى بن معين] أبو خازم: عبد الرحمن بن خازم، حدث عنه فضيل بن غزوان، عن مجاهد في نبيذ البختج، حدثنا وكيع عنه. قلت لأبي زكريا: إن قبيصة حدثناه عن سفيان، عن عبد الله بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي خَازِمٍ، عن مجاهد، فأنكره أبو زكريا؛ وقال: حدثناه إسحاق الرازي، عن عبد الله بن جابر، عن مجاهد، ليس بينهما أحد. قال أبو زكريا: وأرى قبيصة سمع من سفيان حديث عبد الله بن جابر، عن مجاهد، وحديث فضيل، عن أبي خازم، فأدخل حديث هذا في هذا» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 492 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأَْضَاحِيِّ (1) وَالذَّبَائِح ِ 1594 - وسمعتُ (2) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا به عن دُحَيْم (3) ؛ قال: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيب؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفي، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ كُلُّهَا ذَبْحٌ. وسمعت (4) أَبِي يقول: «هذا حديثٌ موضوعٌ عندي» (5) ؛ ولم يَقْرأْ علينا (6) .   (1) «الأضاحي» يجوز فيها تشديد الياء وتخفيفها؛ قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (13/109) : «قال الجوهري [في "الصحاح" (6/2407) ] : قال الأصمعي: فيها أربع لغات: أُضْحِيَّة وإِضْحِيَّة، بضم الهمزة وكسرها، وجمعها: أَضَاحِيُّ، بتشديد الياء وتخفيفها. واللغةُ الثالثة: ضَحِيَّة، وجمعها: ضَحَايَا، والرابعةُ: أَضْحَاة، بفتح الهمزة، والجمعُ: أَضْحًى؛ كأَرْطَاةٍ وأَرْطًى، وبها سُمِّيَ يومُ الأضحى، قال القاضي [عياض] : وقيل: سُمِّيَتْ بذلك؛ لأنها تُفْعَلُ في الأضحى، وهو ارتفاعُ النهار. وفى الأضحى لغتان: التذكيرُ لغةُ قيس، والتأنيث لغةُ تميم» . اهـ. وقال الفراء: «الأضحى تؤنَّث وتذكَّر؛ فمن ذكَّر ذهب إلى اليوم» . وانظر: "أنيس الفقهاء" (ص279) ، و"المطلع" للبعلي (ص204) ، و"إصلاح غلط المحدِّثين" (ص78-79) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (852) . (3) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. (4) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (5) وقال في المسألة رقم (852) : «هَذَا حَدِيثُ كَذِبٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ» . (6) في (ت) و (ك) : «على الناس» بدل: «علينا» ، والمراد: لم يقرأ هذا الحديث علينا. الحديث: 1594 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 493 1595 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِي (2) ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ (3) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ (*) أَبِي لَيْلَى (4) ، عَنْ عَطَاءٍ (5) ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ ضَحَّى، فَلْيَأكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ؟ قَالَ أَبِي: هذا خطأٌٌ؛ حدَّثنا أَبُو غَسَّان (6) ، عَنْ حسن بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ (*) أَبِي ليلى، عَنْ عَطَاء، عَنِ النبيِّ (ص) ... مُرسَلً (7) ؛ لا يقولُ فيه: أَبُو هريرة (8) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1605) . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (10/27) : «وقد أخرج أبو الشيخ في كتاب الأضاحيِّ من طريق عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هريرة، رفعه: «مَنْ ضحَّى، فليأكلْ مِنْ أُضْحيَّته» ، ورجاله ثقات، لكن قال أبو حاتم الرازي: الصواب: عن عطاء، مرسل» . (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/314) ، = = والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/34) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/391 رقم 9078) عن الأسود ابن عامر، به. وأخرجه ابن عدي أيضًا من طريق سلمة بن عبد الملك العوصي، عن الحسن بن صالح، به. (3) ولقبه: شاذان. (*) ... قوله: «ابن» سقط من (أ) و (ت) و (ش) ، وألحقت في حاشية (ش) ، وما أثبتناه من (ف) و (ك) . (4) هو: محمد بن عبد الرحمن. (5) هو: ابن يسار. (6) هو: مالك بن إسماعيل. وروايته ذكرها الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/34) . وتابعه على روايته مرسلاً: أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَين، وروايته ستأتي في المسألة رقم (1605) . (7) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (8) روى ابن عدي في "الكامل" (2/314) طريق عباس الدوري السابقة، ثم قال: «قال لنا إبراهيم بن هانئ: قال عباس الدوري: لم يحدث بهذا الحديث أحد عن الحسن بن صالح غير الأسود بن عامر شاذان» . قال ابن عدي: «وهذا الذي قاله الدوري هكذا كانوا يحكمون - أهل العراق - على أنه حديث شاذان، ولم يبلغهم من حديث الشام عن سلمة بن عبد الملك العوصي، عن الحسن بن صالح، وهو هذا الذي ذكرت» ، ثم رواه كما سبق. ورواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/34) من طريق عباس الدوري، به، ثم نقل عنه قوله: «ولم أسمع هذا من إنسان في الدنيا غيره» . ثم قال الخطيب: «تفرد بوَصْلِه شاذان، وخالفه مالك بن إسماعيل؛ فرواه عن الحسن بن صالح، مرسلاً؛ لم يذكر فيه أبا هريرة» . الحديث: 1595 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 494 1596 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حدَّثنا بِهِ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البَغَوي (2) ، عن داود بن عبد الحميد، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْس المُلائي، عَنْ عَطِيَّةَ العَوْفي، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : قُومِي (3) إِلَى أُضْحِيَّتِكِ فَاشْهَدِيهَا؛ فَإِنَّ لَكِ بِأَوَّلِ قَطْرَةٍ تَقْطُرُ مِنْ دَمِهَا يَغْفِرَ ُ (4) اللهُ لَكِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكِ. قَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ! هَذَا لَنَا أهلَ الْبَيْتِ خاصَّةً، أَمْ لَنَا وَلِلْمُسْلِمِينَ عامَّةً؟ قَالَ: بَلْ لَنَا وَلِلْمُسْلِمِينَ عَامَّةً؟   (1) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/261) قول أبي حاتم. وقال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/354) : «وقد رواه الحاكم بإسناد ضعيف، وأنكره أبو حاتم الرازي» . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1202/كشف) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/37) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/222) من طريق الحسن بن علي ابن شبيب المعمري، عن داود بن عبد الحميد، به. (3) الخطاب موجَّهٌ إلى فاطمة بنت النبي (ص) وخ؛ كما في مصادر التخريج. (4) في بعض مصادر التخريج: «أن يغفر» ، وهو الجادَّة، ويكون المصدر المؤوَّل من «أنْ» والفعل في محل نصب اسم «إنَّ» . وما وقع هنا يخرَّج على ذلك أيضًا، لكن بإضمار «أن» ، وعند إضمارها يجوز في الفعل النَّصْبُ والرفعُ، وانظر التعليق على المسألة رقم (1024) . الحديث: 1596 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 495 فسمعتُ أَبِي يقولُ: هُوَ (1) حديثٌ منكرٌ (2) . 1597 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ (3) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ أَبِي عَقِيل؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا الخَصيب (4) يحدِّث: أَنَّهُ سَأَلَ ابنَ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ أَهْدَى بَدَنةً، فَضَلَّت، ثُمَّ اشترَى مَكَانَهَا، فنَحرَها، ثُمَّ وجَدَ الأُولَى؟ قَالَ: يَنْحَرُهما جَمِيعًا؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَقِيل بْنُ طَلْحة، عَنْ أَبِي الخَصِيب، عَنِ ابْنِ عُمر (5) . 1598 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الحجَّاج، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْران (6) ، عَنِ ابن عباس: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يُنْبَذُ لَهُ، فيشربُه الغَدَ، ومِنْ بعدِ الغَدِ، فَإِذَا كَانَ اليومُ (7)   (1) في (ك) : «هذا» . (2) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم له طريقًا عن أبي سعيد أحسن من هذا، وعمرو بن قيس كان من عُبّاد أهل الكوفة وأفاضلهم، ممن يجمع حديثه وكلامه» . وترجم العقيلي في الموضع السابق لداود بن عبد الحميد الكوفي، وذكر أنه يحدِّث عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلائِيِّ بأحاديث لا يتابع عليها، وذكر منها هذا الحديث، ثم قال: «وله رواية أخرى من غير هذا الوجه ليِّنة أيضًا» . وانظر "نصب الراية" (4/219) . (3) هو: سليمان بن داود الطيالسي. (4) في (ش) و (ك) : «الخصيف» . وهو زياد بن عبد الرحمن القيسي، أبو الخصيب البصري. (5) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (14440) من طريق وكيع، عن شعبة، عن عَقِيلُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي الخصيب، عن ابن عمر، به. (6) قوله: «بن مهران» سقط من (أ) و (ش) . (7) في (ك) : «يوم» . الحديث: 1597 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 496 الثالثُ، أَمَرَ بِهِ فَأُهْرِيقَ (1) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو عن حمَّاد (2) ، عَنِ الحجَّاج (3) ، عَنْ يحيى بْن عُبَيْد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ أخطأ فيه إبراهيمُ بنُ الحَجَّاج (4) . 1599 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُبارك بْنُ فَضَالة (6) ، عن عبد الله ابن مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل، عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله: أنَّ رسول الله (ص) ضَحَّى بكبشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ (7) مَوْجُوءَيْنِ (8) ... ، الحديثَ.   (1) أُهْ َرِيقَ، أي: أُرِيقَ، بمعنى: صُبَّ. انظر: "اللسان" (10/135 و365- 367) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/111 رقم 12625) . (3) هو: ابن أرطاة. (4) الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (2004) من طريق شعبة، والأعمش، وزيد بن أبي أنيسة، ثلاثتهم عن أبي عمر، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ ابن عباس، به. (5) ستأتي هذه المسألة برقم (1613) . (6) روايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (5/ق 146/ب - 147/أ) . (7) قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (1/379) - وعنه نقل النووي في "شرح مسلم" (13/120) واللفظ له-: قال ابن الأعرابي وغيره: الأملح هو الأبيض الخالص البياض. وقال الأصمعي: هو الأبيض ويشوبه شيء من السواد. وقال أبوحاتم: هو الذي يخالط بياضَهُ حمرةٌ. وقال بعضهم: هو الأسود يعلوه حمرة. وقال الكسائي: هو الذي فيه بياض وسواد والبياض أكثر. وقال الخطابي: هو الأبيض الذي في خلل صوفه طبقات سود. وقال الداوودي: هو المتغيِّر الشَّعر بسواد وبياض. وانظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/434-435) ، و"أعلام الحديث" (2/846) ، و"النهاية" (4/354) . (8) أي: خَصِيَّيْن. "النهاية" (5/152) . وذكر ابن الأثير: أنه يروى «مُوجَأَيْنِ» بوزن مُكْرَمَيْنِ، قال: «وهو خطأ» . وأنه يُروى: «مَوْجِيَّيْنِ» بغير همز على التخفيف، ويكون من «وَجَيْتُهُ وَجْيًا فهو مَوْجِيٌّ» كـ «مَرْمِيّ» . الحديث: 1599 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 497 وَرَوَى هَذَا الحديثَ: حمَّادُ بْنُ سَلَمة (1) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل، عَنْ عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . وروى هذا الحديثَ: الثَّوْريُّ (2) ، فقال: عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - أو عَائِشَة - عن النبيِّ (ص) . ورواه عُبَيدُاللهِ بنُ عَمْرٍو (3) ، وسعيدُ بنُ سَلَمة (4) ، فقالا: عن   (1) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (1146) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/177) ، وأبو يعلى في "المسند" (1792) ، والبيهقي في "السنن" (9/168) ، وذكرها الدارقطني في الموضع السابق. (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8130) عنه. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/225 رقم 25886) ، وابن ماجه في "سننه" (3122) . وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (6/136 و220 رقم 25046 و25843) من طريق وكيع وإسحاق بن يوسف الأزرق، كلاهما عن الثوري، به، إلا أن إسحاق قال في روايته: «عن أبي هريرة: أن عائشة قالت» . وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/177) ، من طريق عبد الله بن وهب، والبيهقي في "السنن" (9/267 رقم 277) ، وفي "المعرفة" (14/24) من طريق الفريابي، وأبي حذيفة النهدي، والحسن بن دينار، ومؤمل بن إسماعيل، جميعهم عن الثوري، به. تنبيه: وقع في"مصنف عبد الرزاق" و"سنن ابن ماجه": «عن عائشة وأبي هريرة» ، ولعله خطأ من الطباعة، أو اعتمادٌ على نسخ رديئة، وانظر "تحفة الأشراف" (10/464) ، و"نصب الراية" (3/151) . (3) روايته أخرجها الطحاوي في الموضع السابق، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/313 رقم 922) ، والدارقطني في الموضع السابق. (4) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (1/311 رقم 920) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/8 رقم 23860) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده"- كما في "نصب الراية" (4/215) - كلاهما عن شريك، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عَلِيّ بْن حسين، عَنْ أَبِي رافع، به. وكذا رَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عبد الله بن محمد بن عقيل، وروايته أخرجها الإمام أحمد أيضًا (6/391 ر27190) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (1/312 رقم 923) ، والحاكم في "المستدرك" (2/391) ، والبيهقي في "السنن" (9/168) . وكذا رَوَاهُ قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ عبد الله بن محمد بن عقيل، وروايته ستأتي في المسألة رقم (1613) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 498 عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل، عَنْ عليِّ بْن حُسين، عَنْ أَبِي رافع، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأبي زُرْعَةَ: فما الصَّحيح؟ قال (1) : ما أدري، ما عندي في ذا شيءٌ. قلتُ لأبي: فما (2) الصَّحيحُ؟ قَالَ أَبِي: ابنُ عَقِيل لا يضبطُ حديثه (3) . قلتُ: فأيُّهما (4) أشبهُ عندك؟ قَالَ: اللَّه أعلم. وقال أَبُو زُرْعَةَ: هذا من ابنِ عَقِيل، الذين رَوَوْا عَنِ ابْن عَقِيل كلُّهم ثقاتٌ (5) .   (1) قوله: «قال» سقط من (ك) . (2) في (ت) : «ما» . (3) في (أ) و (ش) : «حديث» . (4) كذا في جميع النسخ، والصواب أن يقال: «أيها» ؛ لأنَّ السؤال عن ثلاث روايات للحديث أيها أشبهُ بالصواب. وسيأتي مثل هذا في المسألة رقم (1613) . (5) قال الترمذي في "العلل الكبير" (ص 245) : «وسألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد ابن عقيل: أن النبيَّ (ص) ضحَّى بكبشين؛ قلت: إنه يقول: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، وقال: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ويروى عنه، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه، فقلت له: أيُّ الروايتين أصحُّ؟ فلم يقض فيه بشيء، وقال: لعله سمع من هؤلاء» . وروى ابن عساكر في "تاريخه" (59/405) من طريق ابن أبي خيثمة قال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: لما أتى الثوريُّ اليمن؛ أتاه معمر يسلِّم عليه، فحدَّث يومًا بحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بن عقيل: أن النبيَّ (ص) ضحَّى بكبشين، وهو حديث يخطئ فيه ابن عقيل، وإنما الخطأ من ابن عقيل، فقال له الثوريُّ: تَعِسْتَ يا أبا عروة [وهي كنية معمر] ! فغضب معمر من ذاك، فما أتاه حتى خرج، ولا سلَّم عليه. اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (5/146/ب - 147/أ) : «يرويه عبد الله بن محمد بن عقيل، واختلف عنه: فرواه الثوري، عن ابن عقيل، عَنْ أَبِي سَلَمَة، عَنْ عائشة، أو عن أبي هريرة. وخالفه حماد بن سلمة، فرواه عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ عبد الرحمن ابن جابر، عن جابر. وقال مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ: عَنِ ابْنِ عقيل، عن جابر. وقال عبيد الله بْنُ عَمْرٍو: عَنِ ابْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أبي رافع. وقال معمر: عن ابن عقيل - مرسلاً - عن النبيِّ (ص) ، والاضطراب فيه من قِبَلِ ابنِ عقيل» . وذكر نحو هذا أيضًا في "العلل" المطبوع (792) . وقال الشافعي في "الأم" (2/240) : «وقد رُوي عن النبيِّ (ص) من وجه لا يثبت مثله أنه ضحَّى بكبشين، فقال في أحدهما - بعد ذكر اسم الله عز وجل -: " اللهم عن محمد وعن آل محمد "، وفي الآخر: " اللهم عن محمد وعن أمة محمد "» . وذكر البيهقي في "المعرفة" (4/48-49) قول الشافعي هذا، ثم قال: «وهذا الحديث إنما رواه [عبد الله] بن محمد بن عقيل، واختلف عليه في إسناده: فرواه عنه الثوري، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أو عن أبي هريرة ... ورواه عنه حماد بن سلمة، عنه، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه. وَرَوَاهُ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِي رافع. قال البخاري: ولعله سمع من هؤلاء» . وانظر "السنن الكبرى" له (9/286-287) ، و"الأجوبة المرضية" للسخاوي (2/798 فما بعدها) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 499 1600 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو معاوية (1) ،   (1) هو: محمد بن خازم الضرير. وروايته أخرجها ابن = = أبي شيبة في "المصنف" (19819) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/454 رقم 15768) ، و (6/386 رقم 27168) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/375) ، والطبراني في "الكبير" (19/96 رقم190) . وهكذا وجَّه ابنُ أبي حاتم السؤال إلى أبيه وأبي زرعة، لكنْ سيأتي الجواب من كلام أبي زرعة وحده. الحديث: 1600 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 500 عَنْ حجَّاج (1) ، عَنْ نَافِعٍ (2) ، عَنِ ابْنِ كَعْب بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ جَارِيَةً لَهُمْ سوداءَ ذَبَحَتْ لَهُمْ (3) شَاةً بِمَرْوَةٍ (4) ، فَسَأَلَ النبيَّ (ص) عَنْ ذَلِكَ؟ فَأَمَرَهُ بِأَكْلِها. وَرَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ (5) ، عَنْ نَافِعٍ؛ قَالَ: سمعتُ ابن كَعْب بن   (1) قوله: «عن حجاج» مكرر في (ك) . وحجاج هذا هو: ابن أرطاة. (2) هو: مولى ابن عمر. (3) قوله: «لهم» ليس في (ش) . (4) المروة: حجر أبيض بَرَّاقٌ محدَّد، وقيل: هو الذي تُقْدَحُ منه النار؛ وبه سميت «المروة» قرينة «الصفا» . والمراد في الذبح بالمروة: جنس الأحجار لا المروة نفسها. انظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (3/427) ، و"مشارق الأنوار" (1/377) ، و"النهاية" (4/323) . (5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2304 و5501 و5504) ، وابن حبان في "صحيحه" (5893/ الإحسان) ، لكن وقع عندهما أن نافعًا سمع ابن كعب بن مالك يخبر ابن عمر: أن أباه أخبره ... ، فذكره، هكذا بجعله من مسند كعب بن مالك. ورواه علي بن عاصم عن عبيد الله فأخطأ فيه، فقال: عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (193/ب/أطرافه) ، ثم قال: «تفرد به علي بن عاصم، عنه، واختُلِف فيه على عبيد الله» . وعلقه البخاري في "صحيحه" - عقب الحديث رقم (5504) - عن الليث، فقال: «وقال الليث: حدثنا نافع: أنه سمع رجلاً من الأنصار يخبر عبد الله، عن النبيِّ (ص) : أن جارية لكعب ... ، بهذا» . اهـ. وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/632) أن الإسماعيلي وصله في "مستخرجه" من طريق أحمد بن يونس، عن الليث. ثم وصله ابن حجر في "تغليق التعليق" (4/513) من طريق أحمد بن يونس، عن الليث، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (8560) ، وأحمد في "المسند" (2/12 رقم 4597) ، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَن نافع: سمعت رجلاً من بني سلمة يحدِّث ابن عمر: أن جارية ... ، الحديث. وكذا أخرجه أحمد أيضًا (2/76) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسحاق، عن نافع. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 501 مالك يحدِّث عبدَالله بْنَ عُمَرَ: أنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مالكٍ ... . وَرَوَى مالكُ بنُ أنسٍ (1) ، عَنْ نافعٍ، عَنْ رجلٍ مِنَ الأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهُ: مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ، أَوْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ (2) - أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أنَّ جَارِيَةً لكعبِ بْنِ مَالِكٍ (3) كَانَتْ تَرْعَى ... .   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها في "الموطأ" برواية محمد بن الحسن؛ كما في "فتح الباري" (9/632) . وأخرجها أيضًا ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2168) من طريق يعقوب بن حميد، عن عبد الله بن نافع، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ - أَوْ سَعْدُ بن معاذ - أن جارية ... ، الحديث. والمعروف من رواية مالك: ما جاء في "الموطأ" برواية يحيى الليثي (2/489 رقم 1041) : عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأنصار، عن مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ - أَوْ سَعْدُ بن معاذ - أن جارية لكعب ... ، الحديث. ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (5505) ، بل قال ابن عبد البر في "التمهيد" (16/127) : «وأما الاختلاف فيه عن نافع: فرواه مالك - كما ترى - لم يختلف عليه فيه عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأنصار، عن مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ، أَوْ سَعْدُ ابن معاذ» . اهـ. تنبيه: حديث مالك جاء في "الموطأ" برواية محمد بن الحسن المطبوع (641) هكذا: «أخبرنا نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ: أن مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ - أَوْ سَعْدُ بن معاذ- أخبره: أن جارية ... » الحديث، ولم نجد فيها ما ذكره الحافظ ابن حجر في الموضع السابق من "الفتح"، فالله أعلم. (2) قوله: «سَعْدٍ أَوْ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ» سقط من أصل (ت) ، وأُلحق بهامشها، ولم يتضح بتمامه في التصوير. (3) قوله: «مالك» سقط من (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 502 قلتُ لَهُمَا: فأيُّهُمُ (1) الصَّحيحُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ورواه داود العَطَّار (2) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبة (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذا خطأٌٌ، وحديثُ أَبِي مُعَاوِيَة خطأٌ أيضا، والصَّحيحُ: حديثُ مالكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رجلٍ.   (1) في (ك) : «فأيهما» ، وغُيِّرت في (ت) إلى «أيهم» أو بالعكس. (2) هو: داود بن عبد الرحمن. ولم نجد من أخرج = = روايته، غير أن الحافظ ابن حجر ذكر في الموضع السابق من "الفتح" عن الدارقطني أنه قال: «وكذا قال مرحوم العطار، عن داود العطار، عن نافع» ، وعلى هذا: فإما أن يكون هناك اختلاف على داود، أو يكون الخطأ عند الدارقطني أو ابن أبي حاتم هنا، والله أعلم! (3) ورواه الإمام أحمد في "المسند" (2/76 و80 رقم 5463 و5512) ، والدارمي في "سننه" (2014) ، والبزار في "مسنده" (1223/كشف) ، وابن الجارود في "المنتقى" (897) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (411/بغية) ، جميعهم من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ نافع، عن ابن عمر، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (7371) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ قَتَادَةَ وأيوب وعبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به. وتابع حمادَ بن سلمة على روايته على هذا الوجه عن أيوب: سعيدُ بن أبي عروبة، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" عقب الحديث (1223/كشف) ، فقال: وحدثنا أيوب بن سليمان، ثنا عبد الرحمن بن مسهر، ثنا سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، قال ... ، بنحو حديث يحيى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. ثم قال البزار: «لا نعلم رواه عن أيوب إلا ابن مسهر، وهو ضعيف، والحديثُ إنما يرويه عبيد [الله] والحجاج، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بن مالك، عن أبيه، وهو الصواب» . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (8549) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ جارية لكعب بن مالك ... ، فذكره هكذا مرسلاً، وبزيادة عبد الله بن عمر في سنده. وأيوب السختياني بصري، ورواية معمر عن البصريين ضعيفة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 503 قلتُ: فما يقولُ عُبَيدالله (1) العُمَري؟ قَالَ: يَحْتَمِلُ أن يكون (2) مُعَاذُ بنَ سَعْدٍ، أَوْ سَعْدُ بنَ معاذ؛ مِنَ وَلَدِ كَعْب بن مالك (3) .   (1) في (ك) : «عبد الله» . والمعني: فالذي يقوله عبيد الله العمري، ماذا تقول فيه؟ فـ «ما» في قوله: «فما يقول» موصولة. (2) أي: يحتمل أن يكون الصوابُ: روايةَ مَن رواه فقال: معاذ بن سعد ... إلخ. (3) هذا الحديث من الأحاديث التي انتقد الدارقطنيُّ البخاريَّ على إخراجها، فقال في "التتبع" (ص 245-246 رقم 106) : «وأخرج البخاري حديث عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن كعب، عن أبيه: أن جارية لكعب. وعن مالك، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رجل من الأنصار، عن مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ - أَوْ سَعْدُ بن معاذ -: أن جارية لكعب. وعن موسى، عن جويرية، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ بني سلمة أخبر عبد الله: أن جارية لكعب. وقال الليث: عن نافع؛ سمع رجلاً من الأنصار خبَّر عبد الله: أن جارية لكعب. وهذا اختلاف بيِّن، وقد أخرجه. وهذا قد اختلف فيه على نافع، وعلى أصحابه عنه: اختلف فيه على عبيد الله، وعلى يحيى بن سعيد، وعلى أيوب، وعلى قتادة، وعلى موسى بن عقبة، وعلى إسماعيل بن أمية، وعلى غيرهم، فقيل: عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، ولا يصح، والاختلاف فيه كثير» . وذكر الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص 376) كلام الدارقطني هذا، ثم قال: «قلت: هو كما قال، وعلّته ظاهرة، والجواب عنه فيه تكلف وتعسُّف» . وذكر ابن حجر أيضًا في "فتح الباري" (9/632) رواية البخاري للحديث من طريق عبدة بن سليمان ومعتمر بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أبيه، ثم قال: «وذكر الدارقطني أن غيرهما رواه عن عبيد الله، فقال: " عن نافع؛ أن رجلاً من الأنصار ". قلت: وكذا تقدم في الباب الذي قبله من رواية جويرية، عن نافع، وكذا علّقه هنا من رواية الليث عن نافع، ووصله الإسماعيلي من رواية أحمد بن يونس، عن الليث، به. قال الدارقطني: وكذا قال مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ نَافِعٍ، وهو أشبه، وسلك الجادة قوم منهم: يزيد بن هارون، فقال: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ نافع، عن ابن عمر، وكذا قال مرحوم العطار عن داود العطار، عن نافع. وذكر الدارقطني عن غيرهم أنهم رووه كذلك، قال: ومنهم من أرسله عن نافع، وهو أشبه بالصواب، وأغفل ما ذكره البخاري أواخر الباب من رواية مالك، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رجل من الأنصار، عن مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ - أَوْ سَعْدُ بن معاذ - أن جارية لكعب، وقد أورده في "الموطآت" له كذلك من حديث جماعة عن مالك، منهم: محمد بن الحسن، وقال في روايته: عن رجل من الأنصار؛ مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ - أَوْ سَعْدُ بن معاذ - وأشار إلى تفرد محمد بذلك. وقال الباقون: عن رجل، عن مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ، أَوْ سَعْدُ ابن معاذ. ومنهم: ابن وهب، أخرجه من طريقه كالجماعة. قال: وأخرجه ابن وهب في غير = = "الموطأ" فقال: أخبرني مالك وغيره من أهل العلم، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأنصار: أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ... ، فذكره، وقال: الصواب: ما في "الموطأ"؛ يعني: عن مالك، وأما عن غيره فيحتمل أن يكون ابن وهب أراد الليث، وحمل رواية مالك على روايته» . اهـ. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (16/126-127) : «قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ بشيء، وهو خطأ، والصواب رواية مالك ومن تابعه على هذا الإسناد. وأما الاختلاف فيه عن نافع: فرواه مالك - كما ترى - لم يختلف عليه فيه عَنْ نَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأنصار، عن مُعَاذُ بْنُ سَعْدٍ، أَوْ سَعْدُ بن معاذ. ورواه موسى بن عقبة، وجرير بن حازم، ومحمد ابن إسحاق، والليث بن سعد، كلهم عن نافع: أنه سمع رجلاً من الأنصار يحدِّث عن ابن عمر: أن جارية - أو أمة - لكعب بن مالك ... ، الحديث. ورواه عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ: أَنَّ كعب بن مالك سأل النبيَّ (ص) عن مملوكة ذبحت شاة بمروة، فأمره النبيُّ _ج بأكلها. ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري وصخر ابن جويرية جميعًا عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وهو وَهْم عند أهل العلم، والحديث لنافع عن رجل من الأنصار، لا عن ابن عمر، والله الموفق للصواب» . اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 504 1601 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ علي ابن مُسْهِر (1) ، عن ابن   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" (29) ، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" (4746) - وابن حزم في "المحلى" (364) . وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/251) ، والحاكم - كما في الموضع السابق من "إتحاف الخيرة"- وعن الحاكم رواه البيهقي في "السنن (9/272) . الحديث: 1601 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 505 أَبِي لَيْلَى (1) ، عَنِ الحَكَم (2) ، عَنِ عُبَادة (3) بْنِ أَبِي الدَّرْداء، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: أُهْدِيَ لرسولِ اللَّهِ (ص) كَبْشَانِ جَذَعَانِ أَمْلَحَانِ، فضَحَّى بِهِمَا؟ قَالَ أَبِي: ما أدري ما هذا! لا أعرف لأبي الدرداء ابنا يقال له: عبادة، وهذا من تَخاليطِ ابْن (4) أَبِي ليلى (5) .   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. (2) هو: ابن عتيبة. (3) في الموضع السابق من "إتحاف الخيرة": «عباد» ، وفي "المطالب العالية" لابن حجر (2309) : «عمارة» . (4) في (أ) : «من» بدل: «ابن» . (5) الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" (41) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/196 رقم21713) ، وأحمد بن منيع في "مسنده" - كما في "إتحاف الخيرة" (4746) - ثلاثتهم من طريق يزيد بن هارون، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ، عَنْ ابن نعيمان، عن بلال بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ قال: ضحَّى رسول الله (ص) بكبشين جَذَعَيْنِ مَوْجيَّيْنِ. وأخرجه ابن منيع أيضًا من طريق أبي يوسف، عن حجاج، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ بلال بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، به. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده"- كما في الموضع السابق من "إتحاف الخيرة"- من طريق عمر بن علي وعبد الرحيم بن سليمان، والإمام أحمد في "المسند" (5/196 رقم 21714) من طريق أبي شهاب عبد ربه ابن نافع، ثلاثتهم عن حجاج، عن يعلى ابن النعمان، عن بلال بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، به هكذا بتسمية شيخ حجاج: «يعلى بن النعمان» ، وهذا الصواب في تسميته كما في "التاريخ الكبير" (8/418) ، و"الجرح والتعديل" (9/304) . وسئل الدارقطني في "العلل" (6/209 رقم 1077) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عن أبيه. ورواه الحجاج بن أرطاة واختلف عنه: فقال أبو شهاب الحناط: عَنْ حَجَّاجِ بْن أَرْطَأَةَ، عَنْ يعلى بن النعمان، عن بلال بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ. وقال عباد بن العوام: عن حجاج، عن ابن نعمان، عن بلال بْنِ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِيهِ. وقال أيضًا عباد: عن الحجاج، عن يعلى - ولم ينسبه - عن أبيه، عن أبي الدرداء، ولا يثبت؛ لأن الحجاج وابن أبي ليلى ليسا بحافظين» . وانظر "المحلى" (7/364-365) ، و"إتحاف الخيرة" (5/317) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 506 1602 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَاتِمُ بْنُ وَرْدان (1) ، عَنْ أيُّوب (2) ، عَنِ ابْنِ سِيرِين (3) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاةِ، فَلْيُعِدْ، وأنَّ النبيَّ (ص) انْكَفَأَ (4) إِلَى كَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ فَذَبَحَهُمَا، وانْكَفَأ الناسُ إِلَى غُنَيْمة، فتَوَزَّعُوها (5) ؟ قال أبي: الكلامُ الأولُ تَابَعَهُ عَلَيْهِ ابنُ عُلَيَّة (6) . وقِصَّةُ ذبح   (1) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1962) ، والنسائي في "سننه" (1588) ، وأبو عوانة في "مستخرجه" (5/225) . (2) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (3) هو: ابن سيرين. (4) أي: مال، والمراد: أنه رجع عن مكان الخطبة إلى مكان الذبح. "النهاية" (4/183) ، و"فتح الباري" (10/7) . (5) أي: اقتسموها. "المصباح" (2/657) . قال النووي على رواية مسلم للحديث: قوله: «فقام الناس إلى غُنَيْمةٍ، فتوزَّعوها، أو قال: فتجزَّعوها» ؛ هما بمعنًى، وهذا شكٌّ من الراوي فى إحدى اللفظتين، وقوله: «غُنَيْمة» بضم الغين، تصغير الغنم» . اهـ. (6) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وقد تابع حاتمَ بن وردان على الحديث بتمامه، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (954 و5546 و5549 و5561) ، ومسلم (1962) ، والنسائي (4396) ، وأحمد في "المسند" (3/113 و117 رقم 12120 و12171) . وتابعهما أيضًا حماد بن زيد، فرواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين، عن أنس، به، وروايته أخرجها البخاري (984) ، ومسلم في الموضع السابق. ورواه حماد أيضًا عند مسلم، وأبي عوانة في الموضع السابق، والبيهقي في "السنن" (9/277) عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ محمد بن سيرين، به، مقرونًا برواية أيوب السابقة. الحديث: 1602 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 507 النبيِّ (ص) الكبشَيْنِ الأَمْلَحَيْنِ، فإنَّ (1) عبد الوهَّاب الثَّقَفي (2) خالفَهُ (3) ؛ فَقَالَ: عَنْ أيُّوب، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أنسٍ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ: فأيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: حديثُ عبدِالوهَّابِ أشبهُ (4) ، والله أعلم.   (1) في (ك) : «قال» بدل: «فإن» ، وقوله: «فإنَّ» كذا جاء في النسخ بدخول الفاء على خبر المبتدأ؛ وهو جائزٌ مطلقًا على ما ذهب إليه الأخفش. انظر التعليق على المسألة رقم (1026) . (2) هو: عبد الوهاب بن عبد المجيد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5554) . وتابعه وهيب بن خالد، وروايته أخرجها البخاري (1551 و1712 و1714) ، وأبو عوانة في "مستخرجه" (5/192) . (3) أي: خالفَهُ فيها، أي: في هذه القصة، وحُذِفَ الضمير العائد من جملة الخبر إلى المبتدأ. انظر التعليق على المسألة رقم (228) و (379) . (4) الذي يظهر أن لأيوب فيه شيخين، وهما: محمد بن سيرين، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجَرْمي، وليس ذلك اختلافًا عليه، وهذا الذي ذهب إليه البخاري، فأخرج كلا الطريقين في "صحيحه"، ثم قال - عقب رواية عبد الوهاب الثقفي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن أنس رقم (5554) -: «تابعه وهيب عن أيوب. وقال إسماعيل وحاتم بْنُ وَرْدان: عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابن سيرين، عن أنس» . وأما مسلم بن الحجاج فلم يخرج روايتي عبد الوهاب ووهيب، وأخرج رواية حاتم ابن وردان ومن وافقه، وأيدها برواية هشام بن حسان، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ، وهي رواية تدل على صحة مخرج الحديث عن ابن سيرين، وتدفع توهيم من رواه عن أيوب على هذا الوجه، هذا مع أن الحديث معروف عن أنس من طرق أخرى؛ فقد أخرجه البخاري (5558 و5564 و5565 و7399) ، ومسلم (1966) من طريق قتادة، عن أنس، وأخرجه البخاري أيضًا (5553) من طريق عبد العزيز ابن صهيب، عن أنس، والله أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 508 1603 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ حُدَيْر (1) ، عَنْ جَابِرٍ الجُعْفي (2) ، عَنْ قَزَعَة؛ قَالَ: اشترَى أَبُو سعيدٍ الخُدْريُّ شَاةً لِيُضَحِّيَ، فَعَدَا عَلَيْهَا الذئبُ فقطَعَ أَلْيَتَها، فضحَّى بِهَا أَبُو سَعِيدٍ؟ قَالَ: رَوَاهُ شُعْبة وَسُفْيَانُ، وَاخْتَلَفَا فِيهِ: قَالَ شُعْبة (3) : عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن قَرَظَة (4) ، عَنْ أَبِي سعيدٍ. وَقَالَ الثَّوْريُّ (5) : عن جابر، عن قَرَظَةَ، عن أبي سعيد.   (1) في (ت) و (ك) : «جابر» بدل: «حدير» ، ولم نقف على ترجمة ابن حدير هذا، ولا روايته. (2) هو: جابر بن يزيد. (3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2351) عنه. وأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/78 و86 رقم 11743 و11820) من طريق محمد بن جعفر غندر وحجاج بن محمد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/170) من طريق عبد الرحمن بن زياد، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/169) من طريق آدم بن أبي إياس، جميعهم عن شعبة، به. (4) لم تنقط في جميع النسخ، وهي منقوطة في مصادر التخريج، وانظر "تهذيب الكمال" (26/316) . (5) كذا قال هنا عن رواية الثوري! ولم نجد من رواه عن الثوري هكذا: «عن جابر، عن قرظة» ، والمعروف من رواية الثوري موافقته لرواية شعبة؛ فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/32 رقم 11274) من طريق وكيع بن الجراح، وابن ماجه في "سننه" (3146) من طريق عبد الرزاق، وابن حبان في "الثقات" (5/365-366) من طريق عبيد الله بن موسى، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عن جابر الجعفي، عن محمد بن قرظة، عن أبي سعيد، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/169) من طريق أبي عوانة وشريك، والبيهقي في "السنن" (9/289) من طريق إسرائيل، ثلاثتهم عن جابر الجعفي، عن محمد بن قرظة، عن أبي سعيد كذلك، ليس بينهم اختلاف في إسناده. الحديث: 1603 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 509 قَالَ: الثَّوْريُّ أحفظُ (1) . 1604 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَالِكٌ (3) ، عَنْ عَمرو (4)   (1) تقدم أن المعروف من رواية الثوري موافقته لرواية شعبة، وكذا رواه أيضًا أبو عوانة وشريك وإسرائيل، فلو سلمنا بمجيء هذه الرواية عن الثوري، وعدم الاختلاف عليه؛ لكانت رواية شعبة أرجح، فكيف والمعروف من روايته ما وافق رواية شعبة؟! وقد أُعل هذا الحديثُ بعلل: منها ما جاء في رواية شعبة: أنه سأل جابرَ بن يزيد الجعفي فقال: سمعه من أبي سعيدٍ محمدٌ؟ قال: لا. كذا جاء في "مسند أحمد" (3/78) ، ونحوه عن الطحاوي (4/170) ، ومعناه: أن محمد بن قرظة لم يسمعه من أبي سعيد. ولما أخرج البيهقي هذا الحديث في"سننه" (9/289) أعلَّه بأن جابرًا غير محتجٍّ به. وقال ابن عبد البر في"التمهيد" (20/169) : «وقد روي في الأبتر حديث مرفوع ليس بالقوي، وفيه نظر ... » ، ثم ساقه من طريق آدم عن شعبة، ثم قال: «وقد قيل: إنه لم يسمع محمد بن قرظة من أبي سعيد الخدري، وقد تكلموا في جابر الجعفي ولكن شعبة روى عنه، وكان يحسن الثناء عليه، وحسبك بذلك من شعبة» . وقال الدارقطني في "العلل" (11/309 رقم 2302) : «يرويه جابر الجعفي، واختلف عنه: فرواه الثوري، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قرظة، عن أبي سعيد. وخالفه أبو شيبة؛ رواه عَنْ جَابِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب القرظي، عن أبي سعيد، والقول قول الثوري» . اهـ. ورواية أبي شيبة التي أشار إليها الدارقطني: أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6179) ، لكن وقع عنده: «الحكم» بدل: «جابر» ، فالله أعلم! وذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث في "التلخيص الحبير" (4/63) ، فقال: «ومداره على جابر الجعفي، وشيخه محمد بن قرظة غير معروف، ويقال: إنه لم يسمع من أبي سعيد» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (1607) و (1608) . (3) هو: ابن أنس. وروايته أخرجها في "الموطأ" (2/482) . ومن طريق مالك أخرجه أحمد في "المسند" (4/301 رقم 18675) ، والدارمي في "سننه" (1990) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/2) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/168) ، والبيهقي في "السنن" (9/274) . (4) في (أ) : «محمد عمرو» ، وكأن الناسخ ضرب على «محمد» . الحديث: 1604 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 510 بن الحارث، عن عُبَيْدِ ابنِ فَيْرُوز، عَنِ البَرَاء، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في الضَّحايا؟ فقال أَبِي: نقَصَ مالكٌ (1) مِنْ هذا الإسناد رجلً (2) ؛ إنما هو: عَمْرو بْن الحارث (3) ، عن سليمان بن عبد الرحمن الدِّمَشْقي، عن عُبيد ابن فَيْرُوز، عَنِ البَرَاء، عَنِ النبيِّ (ص) . 1605 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شاذانُ الأسودُ بنُ   (1) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (20/164) : «هكذا روى مالك هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الحارث، عَنْ عبيد بْن فيروز، لم يختلف الرواة عن مالك في ذلك، والحديث إنما رَوَاهُ عَمْرو بْن الْحَارِث عَنْ سليمان بن عبد الرحمن، عَنْ عبيد بْن فيروز، عَنِ البراء بن عازب، فسقط لمالك ذكر سليمان بن عبد الرحمن، ولا يعرف هذا الحديث إلا لسليمان بن عبد الرحمن هذا، ولم يروه غيره عن عبيد بن فيروز، ولا يعرف عبيد بن فيروز إلا بهذا الحديث، وبرواية سليمان عنه. ورواه عن سليمان جماعة من الأئمة، منهم: شعبة، والليث، وعمرو بن الحارث، ويزيد بن أبي حبيب، وغيرهم» . (2) كذا في النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة وعلقنا عليها في المسألة (34) . (3) روايته على هذا الوجه، أخرجها النسائي في "سننه" (4371) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/168) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/165) من طريق عبد الله بن وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وابن لهيعة والليث بن سعد، ثلاثتهم عن سليمان بن عبد الرحمن، به، إلا أن النسائي أبهم اسم ابن لهيعة، فقال: «وذكر آخر وقدَّمه» . وخالف عبدَالله بن وهب أسامةُ بن زيد، فرواه عَنْ = = عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عبيد ابن فيروز، به. أخرجه البيهقي في "السنن" (9/274) . وابن وهب ثقة، وأسامة متكلم في حفظه، فرواية ابن وهب أرجح. ووافقتها رواية شعبة الآتي تخريجها في المسألة رقم (1607) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1595) . الحديث: 1605 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 511 عَامِرٍ، عَنْ حَسَنِ (1) بْنِ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (2) ، عَن عَطَاء (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا ضَحَّى أَحَدُكُمْ، فَلْيَأْكُلْ مِنْ أُضْحِيَّتِهِ؟ قيل [لأبي] (4) : وَقَدْ رَوَاهُ بعضُ الناسِ (5) بِهَذَا، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، فَقَالَ: عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن عَطَاء، عَنِ ابْنِ عباسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو نُعَيْم (6) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطَاءٍ (7) : أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (8) . قَالَ أَبِي: هَذَا الصَّحيح.   (1) في (أ) و (ش) : «حسين» . (2) هو: محمد بن عبد الرحمن. (3) هو: ابن يسار. (4) في جميع النسخ: «لأبي زرعة» ، وكلمة: «زرعة» زائدة لسبق لسان أو قلم؛ لقوله في أول السؤال: «سألت أبي» ؛ وفي الجواب بعدُ: «قال أبي» ، وأيضًا قد تقدمت هذه المسألة برقم (1595) على النحو الذي أثبتناه. (5) لم نجد من رواه هكذا عن ابن عباس. (6) هو: الفضل بن دُكَين. وتابعه على روايته مرسلاً أبو غسان مالك بن إسماعيل؛ وقد تقدم في المسألة رقم (1595) . (7) من قوله: «عن ابن عباس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر، وهو ملحق بهامش (ش) ، وبعضه لم يظهر. (8) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، وجاء بدون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 512 1606 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زُهَيْرٌ (1) ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ شُرَيح بْنِ النُّعْمان الصَّائدي، عَنْ عليٍّ: أَمَرَنا رسولُ الله (ص) أَنْ نَسْتَشْرِفَ العَيْنَ والأُذُنَ (4) ؟ . قَالَ أَبِي: رأيتُ فِي كِتَابِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الكِنْديِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الجَرَّاح بْنِ الضَّحَّاك الكِنْدي (5) ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن سعيد   (1) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/108 و149 رقم 851 و1275) ، وأبو داود في "سننه" (2804) ، والنسائي (4373) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/169) ، والبيهقي في "سننه" (9/275) . (2) أخرج روايته الإمام أحمد في "المسند" (1/80 رقم 609) ، والنسائي (4374) ، وابن ماجه (3142) ، وابن الجارود في "المنتقى" (906) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/169) ، والحاكم في "المستدرك" (4/224) . (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وقد روى الحديث عنه أيضًا، عن شريح، عن علي: إسرائيلُ، وعليُّ بن صالح، وشريكٌ، وزيادُ بن خيثمة، وزكريا بن أبي زائدة: ... أما رواية إسرائيل: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/128 رقم 1061) ، والدارمي (1995) ، والترمذي (1498) ، والحاكم (4/224) . وأما رواية علي بن صالح: فأخرجها الإمام أحمد مقرونة برواية إسرائيل. وأما رواية شريك: فأخرجها الترمذي (1498) . وأما رواية زياد بن خيثمة: فأخرجها النسائي (4375) ، والطحاوي (4/169) . وأما رواية زكريا بن أبي زائدة: فأخرجها النسائي (4372) . (4) يعني: في الأضاحي، أي: نتفقدهما ونتأمل سلامتهما من آفة تكون بهما، وآفةُ العين: عَوَرُها، وآفةُ الأُذن: قطعها. مأخوذ من استشرَفَ الشيءَ: رفَعَ رأسه ينظُرُ إليه، ووضَعَ يده على حاجبه كالمستظلِّ من الشمس حتى يتبيَّن له. انظر "أساس البلاغة" (416) ، و"لسان العرب" (9/171) . (5) تابع الجرَّاح على روايته هكذا: قيسُ بن الربيع؛ فرواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شُريح، عن علي، ثم قال قيس: «قلت لأبي إسحاق: سمعتَه من شُريح؟ قال: = = حدثني ابنُ أَشْوعَ، عنه» ؛ أخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (3/13) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (ص1279) ، والحاكم في "المستدرك" (4/224) ، وابن حزم في "المحلى" (7/359) . الحديث: 1606 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 513 بْنِ أَشْوَعَ، عَنْ شُرَيح بْنِ النُّعْمان، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) بِنَحْوِهِ، وَهَذَا أشبهُ (1) . 1607 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُويد (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأَوْزاعي (4) ، عَنْ عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنِ البَرَاء بْنِ عازب، عن النبيِّ (ص) قال: أَرْبَعٌ لاَ يُجْزِئُ (5) فِي الضَّحَايَا ... ، وأنَّ رَجُلا قَالَ لِلْبَرَاءِ: إِنَّا نَكْرَهُ النَّقْصَ فِي القَرْنِ   (1) قال الدارقطني في "العلل" (3/238 رقم380) : «هو حديث يرويه أبو إسحاق السبيعي، واختلف عنه؛ فرواه إسرائيل، وزهير، وزياد بن خيثمة، ويونس بن أبي إسحاق، وشَريك، وأبو بكر بن عياش، وعلي بن صالح، وحُدَيج بن معاوية وغيرهم- عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ شُرَيْحِ بن النعمان، عن علي. ولم يسمع هذا الحديثَ أبو إسحاق من شريح؛ حدث به أبو كامل مظفر بن مدرِك، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ: قلت لأبي إسحاق: سمعتَه من شُريح؟ قال: حدثني ابن أَشْوع عنه. ورواه الجرَّاح بن الضَّحَّاك، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَشْوع، عَنْ شُريح بْنِ النعمان، عن عليٍّ، مرفوعًا. وكذلك رَوَاهُ قيسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ ابن أَشْوع؛ سمعه منه، مرفوعًا. ورواه الثوريُّ، عن ابن أَشْوع، عن شُريح، عن عليٍّ، موقوفًا. ويشبه أن يكون القولُ قولَ الثوري، والله أعلم» ، ثم أخرجه الدارقطني من طريق الثوري، عن ابن أشوع، به، موقوفًا. (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1604) ، وانظر المسألة التالية. (3) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (436) ، والحاكم في "المستدرك" (4/223) ، وسيأتي لها وجه آخر في المسألة التالية. (4) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (5) كذا في (ت) و (ك) ، ولم تنقط الياء في (أ) و (ش) ، وهي ضمن السقط الذي في (ف) ، وما أثبتناه بتذكير الفعل صحيح: على القياس على ما سُمِع عن العرب من مثل قولهم: «ولا أرضَ أَبْقَلَ إبقَالهَا» ، والجادَّة: أبقلتْ. وانظر التعليق على المسألة رقم (178) . أو على تقدير مضافٍ مذكَّر هو فاعل الفعل، والتقدير: أربعٌ لا يُجزِئُ ذَبْحُها. وانظر في حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه: التعليق على المسألة رقم (2) . الحديث: 1607 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 514 والأُذُن، فَقَالَ لَهُ البَرَاء: اكْرَهْ لنفسِكَ مَا شئتَ، وَلا تحرِّمْهُ عَلَى أَحَدٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: [رُوِيَ] (1) هَذَا الحديثُ عَنْ سليمان بن عبد الرحمن (2) ، عَنْ عُبيد بْن فَيْرُوز، عَنِ البَرَاء، عن النبيِّ (ص) . رَوَى عَنْ سليمانَ هَذَا الحديثَ: يزيدُ (3) ، واللَّيْثُ بن سعد (4) ،   (1) كذا في (ش) ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «روا» ، وهي ضمن السقط في (ف) . (2) تقدمت هذه الرواية في المسألة رقم (1604) . (3) هو: ابن أبي حبيب المذكور في أول المسألة. وروايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/1) ، والترمذي في "جامعه" (1497) ، وفي "العلل الكبير" (446) ، والبيهقي في "السنن" (9/274) ، جميعهم من طريق مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ، به. وأخرج الترمذي عقبه رواية شعبة، بمثله، ثم قال: «هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبيد بْن فيروز، عَنِ الْبَرَاء، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم» . (4) روايته أخرجها البخاري في "تاريخه" (6/2) من طريق عبد الله بن صالح، عنه، والنسائي في "سننه" (4371) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/168) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/165) ثلاثتهم من طريق عبد الله بن وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ وابنِ لهيعة والليثِ بن سعد، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز، به، إلا أن النسائي أبهم اسم ابن لهيعة. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5919) من طريق أبي الوليد الطيالسي، والبيهقي في "السنن" (9/274) من طريق يحيى بن عبد الله بن بكير، كلاهما عن الليث، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ فيروز، به. فهؤلاء أربعة كلهم رووه عن الليث على هذا الوجه الموافق لرواية شعبة. وخالفهم عثمان بن عمر؛ فرواه عن الليث، عن سليمان ابن عبد الرحمن، عن القاسم مولى خالد بن يزيد بن معاوية، عن عبيد بن فيروز، به؛ أخرج روايته البخاري في "التاريخ الكبير" (6/1) ، والبيهقي في "السنن" (9/274) ، ثم روى البيهقي بسنده عن علي بن = = المديني ترجيحه لرواية عثمان بن عمر عن الليث على هذا الوجه؛ حيث قال ابن المديني: «ثم نظرنا فإذا سليمان بن عبد الرحمن لم يسمعه من عبيد بن فيروز» ، ثم أورد هذه الرواية، ثم قال: «فإذن الحديث حديث ليث» . ولما أخرج الترمذي في "العلل الكبير" (446) طريقَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ يَزِيدَ ابن أبي حبيب - قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ عبيد بن فيروز، ولا أعرف لعبيد حديثًا مسندًا غير هذا. قال محمد: وروى عثمان بن عمر، عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم أبي عبد الرحمن، عَنْ عبيد بْن فيروز، عَنِ البراء، وكان علي بن عبد الله [يعني: المديني] يذهب إلى أن حديث عثمان بن عمر أصحُّ. قال محمد: وما أرى هذا بشيء؛ لأن عمرو بن الحارث ويزيد بن أبي حبيب رويا عن سليمان بن عبد الرحمن، عَنْ عبيد بْن فيروز، عَنِ البراء. قال محمد: وهذا عندنا أصحُّ» . اهـ. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (20/166-167) : «وروى هذا الحديثَ عثمانُ بن عمر، عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم مولى يزيد بن معاوية، عن عبيد بن فيروز، فأدخل بين سليمان وبين عبيد بن فيروز «القاسم» ، وهذا لم يذكره غيره، وقد ذكرنا من رواية شعبة عن سليمان بن عبد الرحمن: سمعت عبيد بن فيروز، وشعبة موضعه من الإتقان والبحث موضعه! وابن وهب أثبت في الليث من عثمان بن عمر، ولم يذكر ما ذكر عثمان بن عمر، فاستدللنا بهذا أن عثمان بن عمر وَهِمَ في ذلك، والله أعلم» . اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 515 وَعَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، وابنُ لَهِيعة (1) ، وزيدُ بنُ أَبِي أُنَيْسة (2) ، وشُعْبةُ بن   (1) تقدم تخريج رواية عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ، مقرونتين ببعضِ طرقِ رواية الليث بن سعد، في التعليق السابق. (2) لم نقف على روايته. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 516 الحجَّاج (1) ؛ كلُّهم قَالُوا: عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبيد بْن فَيْرُوز، عَنِ البَرَاء. فأما ابْن إسحاق (2) : فرَوَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن عُبيد ابن فَيْرُوز، عَنِ البَرَاء. وروى مالك بْن أنس (3) ، عَنْ عَمرو بْن الحارث، عَنْ عُبيد بْن فَيْرُوز، ولم يذكُر سليمانَ. قَالَ أَبِي: سليمان بن عبد الرحمن الدِّمَشْقي ثقة، وعُبَيد بْن فَيْرُوز جَزَرِيٌّ لا بأسَ به؛ فيشبه أن يكون زيدُ بنُ أَبِي أُنَيْسة قد سَمِعَ من عُبيد ابن فَيْرُوز؛ لأنه مِنْ أهل بلده (4) . 1608 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بن سُوَيْد (6) ، عن   (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (785) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/284 و289 و300 رقم 18510 و18542 و18543 و18667) ، والدارمي (1991) ، وأبو داود (2802) ، والترمذي (1497) ، والنسائي (4369 و4370) ، وابن ماجه (3144) ، وابن الجارود (481 و907) ، وابن خزيمة (2912) ، والبغوي في "الجعديات" (873) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/168) ، وابن حبان في "صحيحه" (5922) . ووقع في رواية الطيالسي عن شعبة تصريحُ سليمان ابن عبد الرحمن بالسَّماع من عبيد ابن فيروز، وكذا جاء في رواية عفان بن مسلم عن شعبة في بعض المواضع السابقة من "مسند أحمد". (2) هو: محمد، وروايته تقدم تخريجها في طريق يزيد بن أبي حبيب. (3) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1604) . (4) كذا قال! مع أنه ذكر قبل بضعة أسطر أن زيد بن أبي أنيسة رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ سُلَيْمَانَ بن عبد الرحمن، عن عبيد بن فيروز! (5) انظر المسألة السابقة، والمسألة رقم (1604) . (6) روايته على هذا الوجه أخرجها الروياني في "مسنده" (437) ، والحاكم في "المستدرك" (4/223) . الحديث: 1608 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 517 الأَوْزَاعي (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة بْنِ عبد الرحمن، عَنِ البَرَاء بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مِثْلَ حديثِ عُبيد بْنِ فَيْرُوز؛ في أَرْبَعٌ لا يَجُزْنَ (2) فِي الضَّحَايَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِي يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِير، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ الفَدَكي، عَنِ البَرَاء، مُرسَلً (3) . 1609 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّار (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِير، عَنْ قَتَادة، عَنْ أَبِي قِلابة (5) ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبي (6) ، عَنْ ثَوْبان، عن رسول الله (ص) قال: إِذَا ذَبَحْتُمْ   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) كذا في (ت) بنقط الزاي والنون. وفي (أ) و (ش) نقطت النون فقط، وفي (ك) : «يجوز» . وتقدم في المسألة رقم (1607) بلفظ: «لا يجزئ» . (3) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، وجاء دون ألف تنوين = = النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . قال ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص12) : «حدث يزيد بن هارون، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي خالد الفدكي: أن البراء بن عازب ح حدَّثه في الضحايا. قال: هذا وَهْمٌ، وهو مرسل» . وأخرج ابن عبد البر هذا الحديث في "التمهيد" (20/167) من طريق محمد بن سابق؛ قال: حدثنا شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد الفَدَكي؛ أنه حدثه: أن البراء بن عازب سأل رسول الله (ص) ... ، فذكره هكذا مرسلاً. (4) أخرج روايته الطبراني في "مسند الشاميين" (2689) . (5) هو: عبد الله بن زيد الجرمي. (6) هو: عمرو بن مرثد. الحديث: 1609 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 518 فَأَحْسِنُوا، وَإِذَا قَتَلْتُمْ فَوَحُّوا (1) ؛ فَإِنَّ اللهَ مُحْسِنٌ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ (2) ؛ إِنَّمَا يَرْوونه (3) عَنْ أَبِي قِلاَبة، عَنْ أَبِي الأَشْعَث، عَنْ شَدَّاد، عَنِ النبيِّ (ص) . 1610- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبيد ابن إسحاق، عن قَيْس (4) ،   (1) في (أ) : «فوجؤا» ، وفي (ش) : «فوحؤا» . والمعنى: إذا قتلتم فعجِّلوا الموت؛ يقال: وَحَّى الدواءُ الموتَ توحيةً، وأوحاه إيحاءً: عجَّله. ووَحَيْتُ الذبيحةَ أَحِيهَا: أسرعتُ ذبحها. وذكاةٌ وَحِيَّةٌ وموتٌ وَحِيٌّ: سريع. "المصباح المنير" (2/651) . (2) في (ك) : «هذا حديث وهم» . (3) في (ك) : «يرويه» . والحديث رواه على هذا الوجه عن أبي قلابة جمعٌ من الرواة، منهم: سفيان الثوري، وشعبة، وإسماعيل بن علية، ومنصور بن المعتمر، وعبد الوهاب الثقفي، وهشيم بن بشير، وخالد بن عبد الله الطحان، ويزيد بن زريع: أما رواية سفيان الثوري: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8604) ، ومسلم في "صحيحه" (1955) ، وابن الجارود في "المنتقى" (839) . وأما رواية شعبة: فأخرجها الطيالسي في "مسنده" (1215) ، وأحمد في "المسند" (4/125) ، ومسلم في الموضع السابق، وأبو داود في "سننه" (2815) ، والنسائي في "سننه" (4414) . وأما رواية إسماعيل بن علية: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27922) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/123 رقم 17113) ، ومسلم في الموضع السابق (من طريق ابن أبي شيبة) ، والنسائي في "سننه" (4405) . وأما رواية منصور بن المعتمر: فأخرجها مسلم أيضًا، والنسائي (4411 و4412) . وأما رواية عبد الوهاب الثقفي: فأخرجها مسلم أيضًا، وابن ماجه (3170) . وأما رواية هشيم بن بشير: فأخرجها الإمام أحمد (4/124 رقم 17128) . وأما روايتا خالد بن عبد الله الطحان ويزيد بن زريع: فأخرجهما ابن حبان في "صحيحه" (5883 و5884) . (4) هو: قيس بن الربيع الأسدي. الحديث: 1610 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 519 عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ثابتٍ (1) ، عَنْ (2) إِبْرَاهِيمَ (3) : أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يُذْبَحَ بالقَرْن، وبالسِّنِّ، وَبِالْعَظْمِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو حمزةَ القَصَّابُ مَيْمونٌ، وَأَبُو حمزةَ الثُّمَالِيُّ لا يَرْوِي عَنْ إِبْرَاهِيمَ. 1611 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (4) هَارُونَ البَكَّاء، عَنِ ابْنِ لَهِيعة (5) ، عَنْ بُكَيْر (6) ، عَنْ عُروة، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّّ (ص) ذَبَحَ عَنْ نسائِهِ بَقَرَةً؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكر (7) . 1612 - وسألتُ (8) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَني (9) ، عَنْ سُفْيان بْنِ عُيَيْنة، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سُئل   (1) هو: ثابت بن أبي صفية. (2) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (3) هو: ابن يزيد النَّخَعي. وقوله هذا رواه عبد الرزاق في "المصنف" (8619) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (19801) كلاهما من طريق مغيرة، عن إبراهيم قال: يُذْبح بكل شيء غيرَ أربعة: السِّن، والظُّفر، والقَرْن، والعظم. واللفظ لعبد الرزاق. وأخرجه ابن حزم في "المحلى" (7/451) من طريق سعيد بن منصور، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن إبراهيم قال: ما فَرَى الأوداج فَكُلْ، إلا السِّنَّ والظفرَ. (4) قوله: «أبو» ليس في (أ) و (ش) . وأبو هارون البكاء هو: موسى بن محمد. (5) هو: عبد الله. (6) هو: ابن عبد الله الأَشَجّ. (7) يعني من هذا الطريق، وإلا فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (294) ، ومسلم (1211) من غير هذا الطريق. (8) انظر المسألة رقم (1615) . (9) هو: محمد بن يحيى. وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3169) بلفظ: أن النبي (ص) قال: «لا فَرَعَةَ ولا عَتيرَة» . قال ابن ماجه: «هذا من فرائد العدني» . الحديث: 1611 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 520 النبيُّ (ص) عَنْهَا يومَ عَرَفَةَ؛ يَعْنِي: العَتِيرة (1) ؟ قَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ منكرٌ؛ يَعْنِي (2) : بِهَذَا الإسنادِ (3) . 1613 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَيْس بْنُ الربيع (5) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيل، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْن، عَنْ أَبِي رافع مولى رسولِ الله (ص) ؛ قال: كان رسولُ الله (ص) يُضَحِّي بِكَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ ... ، الحديثَ؟   (1) في (أ) و (ش) تشبه: «العقيرة» . والعتيرة: ذبيحة كانوا يذبحونها في رجب ويسمونها «الرَّجَبِيَّة» . انظر "غريب أبي عبيد" (1/247) ، و"معالم السنن" (4/122) ، و"أعلام الحديث" (3/2062) ، و"النهاية" (2/197) ، و (3/178) ، و"شرح النووي" (13/135-136) ، و"تهذيب الأسماء واللغات" (3/188) . وانظر معنى الحديث وحكم العتيرة في "فتح الباري" (9/596- وما بعدها) . (2) قوله: «يعني» سقط من (ك) . (3) قيّد ابن أبي حاتم النكارة بهذا الإسناد؛ لأن الحديث صحيح من رواية سفيان بن عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ كما سيأتي في المسألة رقم (1615) . وقال ابن حجر في "الفتح" (9/596) - بعد ذكره للحديث من طريق ابن عيينة الصحيحة -: «وشذ ابن أبي عمر فرواه عن سفيان، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أبيه، عن ابن عمر؛ أخرجه ابن ماجه وقال: إنه من (فرائد) ابن أبي عمر» . كذا في المطبوع من "فتح الباري": «فوائد» ! والذي وقع في "سنن ابن ماجه" وسبق نقله: «فرائد» بالراء، وهو الصواب؛ وقد ذكر ابن حجر العبارة في "النكت الظراف" (5/319) هكذا: «هذا من أفراد ابن أبي عمر» . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1599) . (5) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (1/313 رقم921) . وتابعه عبيد الله ابن عمرو، وسعيد بن سلمة، وشريك بن عبد الله، وزهير بن محمد، وتقدم تخريج رواياتهم في المسألة رقم (1599) . (*) ... تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1599) . الحديث: 1613 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 521 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (*) ، عَنِ ابْنِ عَقِيل، عَنْ عبد الرحمن بْنِ جَابِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ مُبَارَكُ بْنُ فَضَالة (*) ، عَنِ ابْنِ عَقِيل، عَنْ جَابِرٍ، لا يَقُولُ: «عَنِ ابْنِ جَابِرٍ» . قلتُ لأَبِي: أيُّهما (1) الصَّحيحُ؟ قَالَ: هَذَا مِنْ تَخْلِيطِ ابْنِ عَقِيل. 1614 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ الرَّازي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائفي، عَنْ أيُّوب بْنِ مُوسَى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: ذَكَاةُ الجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ؟ قَالَ أَبِي: هَكَذَا رَوَاهُ هِشَامٌ فِي كِتَابِي عَنْهُ، وَرَوَاهُ أَبُو مسعود بن فُرَات (3) ،   (1) كذا في جميع النسخ، والصواب أن يقال: «أيها» ؛ لأن السؤال عن روايات ثلاث - لا عن اثنتين - أيها الصحيح منها. وانظر مثل ذلك في المسألة رقم (1599) . (2) هو: هشام بن عبيد الله. وسيأتي تخريج روايته. (3) هو: أحمد بن الفرات. وروايته أخرجها الطبراني في "الصغير" (1067) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (2/258) ، لكن وقع عندهما: «هشام بن بلال» بدل: «هشام الرازي» . وهذا إما أن يكون خطأ، أو يكون «بلال» جَدًّا لهشام، فنسب إليه، لكن لم نجد من ترجم لهشام ترجمة يذكر فيها نسبه، فجميع من وقفنا على ترجمته له لم يزد على قوله: «هشام بن عبيد الله الرازي السني» ، وبعضهم لا يذكر «السني» ! ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/217) . قال الطبراني: «لم يروه عن أيوب بن موسى إلا محمد ابن مسلم، ولا عن محمد إلا هشام، تفرد به أبو مسعود» . = ... وأخرجه الطبراني أيضًا في "الأوسط" (9453) من طريق عثمان بن عبد الوهاب الثقفي؛ ثنا أبي؛ ثنا محمد ابن مسلم الطائفي ... ، فذكره، ثم قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أيوب بن موسى إلا محمد بن مسلم الطائفي» . وأخرجه في "الأوسط" أيضًا (7856) من طريق وهب ابن بقية، عن محمد بن الحسن المزني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نافع، عن ابن عمر، به مرفوعًا، ثم قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد بن إسحاق إلا محمد بن الحسن، تفرد به وهب بن بقية» . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/61) ، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" (3250/أطرافه) ، كلاهما من طريق الخليل بن زكريا، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، به مرفوعًا. قال ابن عدي - بعد أن ذكره وحديثًا آخر -: «وهذان الحديثان عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر، لا يرويهما غير الخليل بن زكريا. وعند الخليل عن ابن عون بهذا الإسناد غير ما ذكرت، وكلها مناكير غير محفوظة عن ابن عون» . وقال الدارقطني: «تفرد بهما الخليل بن زكريا، عن عبد الله بن عون، عن نافع» . الحديث: 1614 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 522 عنه، والناسُ يُوقِفُونَهُ؛ عُبيدالله بْنِ عُمر (1) ، وَمُوسَى بْنِ عُقْبة (2) ،   (1) لم نجد رواية عبيد الله بن عمر الموقوفة. وقد روي عنه مرفوعًا؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8234) ، و"الصغير" (20) ، وابن عدي في "الكامل" (4/230) ، والرافعي في "التدوين" (3/347) ، ثلاثتهم من طريق عبد الله بن نصر، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به، مرفوعًا. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبيد الله بن عمر إلا أبو أسامة، تفرد به عبد الله بن نصر» . وقال ابن عدي: «وهذا يعرف بعبد الله بن نصر بهذا الإسناد» . وأخرجه الدارقطني في "سننه" (4/271 رقم24) ، وتمام الرازي في "فوائده" (623 و625) ، والبيهقي في "سننه" (9/335) ، ثلاثتهم من طريق مبارك بن مجاهد، عن عبيد الله بن عمر، به، مرفوعًا كسابقه. قال البيهقي: «ورفْعه عنه ضعيف، والصَّحيح موقوف» . ورواه عبد الله بن عمر أخو عبيد الله هذا موقوفًا كما سيأتي. (2) لم نقف على روايته. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 523 وَغَيْرِهِمْ (1) ؛ يَرْوونه عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عُمَرَ، موقوفً (2) ؛ وَهُوَ أصحُّ (3) . 1615- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سُفْيانُ ابنُ حُسَين (5) ، ومَعْمَرٌ (6) ، وابنُ إِسْحَاقَ (7) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن   (1) رواه عن نافع موقوفًا: الإمام مالك، وأيوب السختياني، وعبد الله بن عمر: أما رواية مالك: فأخرجها في "الموطأ" (2/490 رقم 1045) عن نافع، عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: إذا نُحرت الناقة فذكاة ما في بطنها في ذكاتها، إذا كان قد تمَّ خلْقُه ونبت شعره، فإذا خرج من بطن أمه ذُبح حتى يخرج الدمُ من جوفه. وأما رواية أيوب: فأخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (8642) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ في الجنين: إذا خرج ميتًا وقد أشعر أو وَبِرَ فذكاته ذكاة أمه. وأما رواية عبد الله بن عمر: فأخرجها البيهقي في "سننه" (9/335) من طريق عبد الله بن وهب؛ حدثني عبد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وغير واحد؛ أن نافعًا حدَّثهم: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ذ كان يقول ... ، فذكره بنحو سابقه. قال البيهقي: «هذا هو الصحيح، موقوف» . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة (34) . (3) نقل ابن الجوزي في "التحقيق" (2/364) ، وابن القيم في "تهذيب السنن" (4/119) ، والزيلعي في "نصب الراية" (4/189) عن الدارقطني قوله: «الصواب أنه من قول ابن عمر موقوفًا» . (4) انظر المسألة رقم (1612) . (5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2426) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24287) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/229 رقم7135) ، والنسائي في "سننه" (4222) . (6) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (8998) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (24288) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/279 رقم7751) ، والبخاري في "صحيحه" (5473) ، ومسلم (1976) . (7) هو: محمد. ولم نقف على روايته. الحديث: 1615 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 524 أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : لاَ فَرَعَ (1) وَلاَ عَتِيرَةَ (2) . وَرَوَاهُ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ (3) ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قال: المُتَّصِلُ هو الصَّحيح (5) .   (1) الفَرَع والفَرَعة: أول ما تلده الناقة؛ كانوا يذبحونه ولا يملكونه، رجاء البركة في الأم وكثرة نسلها. وقيل: كانوا يذبحونه لآلهتهم، وقيل: هو أول النتاج لمن بلغت إبله مئة، يذبحونه. وقيل: كان الرجل إذا بلغت إبله مئة قدم بكرًا فنحره. انظر "غريب الحديث" = = لأبي عبيد (1/247) ، و"مشارق الأنوار" (2/152) ، و"شرح النووي" (13/136) ، و"معالم السنن" (4/122) ، و"النهاية" (3/435) ، وانظر "فتح الباري" (9/596) . (2) تقدم تعريف العتيرة في المسألة رقم (1612) . (3) لم نقف على روايته. وسيأتي في كلام الدارقطني أن حماد بن زيد رواه عن معمر، عن الزهري، به، مرسلاً؛ وأن سريج بن يونس رواه عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، به، مرسلاً. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وعلقنا عليها في المسألة رقم (34) . (5) قال الدارقطني في"العلل" (9/112 رقم1668) : «يرويه الزهري واختلف عنه: فرواه سفيان بن حسين، ومحمد بن أبي حفصة، وزمعة بن صالح، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة. واختلف عن ابن عيينة، فقيل عنه مثل قول سفيان بن حسين، وقال سريج بن يونس: عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سعيد، مرسلاً. واختلف عن معمر؛ فرواه عبد الواحد ابن زياد وعبد الرزاق وغندر، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابن المسيب، عن أبي هريرة. وكذلك روي عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عن معمر. ورواه شعبة عن معمر، واختلف عنه: فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد، عن أبي هريرة. وقال أَبُو دَاوُدَ: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ معمر وسفيان ابن حسين، عن الزهري كذلك. وخالفهم بقية فقال: عن شعبة، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ووهم فيه. وقال حماد بن زيد: عن معمر، عن الزهري مرسلاً. والصَّحيح: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 525 1616 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مسروق، عن عَبَاية ابن رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه رَافِعِ بْنِ خَدِيج؛ قَالَ: أتيتُ النبيَّ (ص) فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّا نَلْقَى العدوَّ وَلَيْسَ مَعَنَا مُدًى (2) ؟ فقال رسولُ الله (ص) : مَا أَنْهَرَ (3) الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلُوهُ، مَا لَمْ يَكُنْ سِنٌّ أَوْ ظُفُرٌ (4) ، وَسَأُحَدِّثُكُمْ عَنْ ذَلِكَ: أَمَّا السِّنُّ فَعَظْمٌ، وَأَمَّا الظُّفُرُ فَمُدَى الحَبَشَةِ (5) ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟   (1) هو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (19792) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/463 رقم15810) ، والبخاري في "صحيحه" (5543) ، وأبو داود في "سننه" (2821) ، والترمذي (1491) ، والنسائي (4404) ، والبيهقي (9/247) ، وقال: «كذا قال أبو الأحوص: عن أبيه، عن جده! وسائر الرواة عن سعيد قالوا: عن عباية، عن جده. وقد وافق حسان بن إبراهيم الكرماني أبا الأحوص على روايته» ، ثم ساقه البيهقي من طريق حسان. (2) المُدَى: جمع مُدْية، وهي الشفرة والسِّكين. ويقال في الواحدة أيضًا: مَدْية ومِدْية؛ بفتح الميم وكسرها، وفي الجمع «مِدًى» ، وتجمع «مُدْية» على «مديات» أيضًا. "مشارق الأنوار" (1/375) ، و"المصباح المنير" (2/567) . (3) الإِنْهَار: الإسالة والصَّبُّ بكثرة؛ نَهَرَ الدمُ يَنْهَرُ: سال بقوة. وأنهرتُهُ: أسلْتُهُ. وهو مشبَّهٌ بِجَري الماء في النَّهر. "النهاية" (5/135) ، و"شرح النووي" (13/123) ، و"المصباح المنير" (2/627) . (4) «كان» هنا تامّة، و «سن» فاعلها. (5) في (أ) و (ت) : «فمد الحبشة» ، وفي (ك) : «فمد الخشبة» . الحديث: 1616 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 526 قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ الثَّوْريُّ (1) وغيرُه (2) ، وَلَمْ يَقُولُوا فِيهِ: «عَنْ أَبِيهِ» . قلتُ: فأيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: الثَّوْريُّ أحفظُ (3) . 1617 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ شُعَيْب بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حَيْوة (4) ، عَنْ عُقَيل (5) ، عَنِ ابن شهاب، عن   (1) روايته أخرجها البخاري في"صحيحه" (2507 و5506 و5509) ، ومسلم (1968) . (2) ممن تابع سفيان الثوري على روايته هكذا: أخوه عمر، وشعبة، وأبو عوانة، وعمر بن عبيد الطنافسي، وإسماعيل بن مسلم، وزائدة، ورواياتهم أخرجها البخاري في "صحيحه" (2488 و 3075 و 5498 و5503 و5544) ، ومسلم (1968) . (3) أخرج الترمذي هذا الحديثَ من طريق أبي الأحوص - كما سبق - ثم أخرجه من طريق سفيان الثوري، ثم قال: «وهذا أصح، وعباية قد سمع من رافع» . (4) هو: ابن شُرَيح المصري. (5) هو: ابن خالد. ولم نقف على رواية حيوة عنه. والحديث معروف من رواية عبد الله ابن لهيعة عنه. فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/108 رقم 5864) ، وابن عدي في "الكامل" (4/148) من طريق قتيبة بن سعيد، والطبراني في "الكبير" (12/224 رقم 13144) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري، والبيهقي في "السنن" (9/280) من طريق أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، ثلاثتهم عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَن عقيل، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ سالم، عن أبيه عبد الله بن عمر، عن النبي (ص) ، به. قال البيهقي: «كذا رواه ابن لهيعة موصولاً جيدًا» . وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (3172) من طريق مروان ابن محمد، عن ابن لهيعة، عن قُرَّة بن عبد الرحمن بن حيوئيل، عن الزهري، به، متصلاً كذلك. وخالفه ابن وهب؛ فرواه عن قرة بن عبد الرحمن، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ ابن عمر، مرسلاً، ولم يذكر سالمًا؛ أخرجه البيهقي في "سننه" (9/280) . وأخرجه الخطيب في "تاريخه" (8/49) من طريق الحسين بن سيار، عن إبراهيم ابن سعد، عن الزهري، به، موصولاً كرواية ابن لهيعة. لكن هذه الطريق لا يفرح بها؛ فقد ذكر الخطيب بعد ذلك عن أبي عروبة الحراني قوله: «الحسين بن سيار يكنى: أبا علي، لا يخضب، وهو بغدادي نزل حران، كتبنا عنه ثم اختلط علينا أمره، وظهرت من كتبه أحاديث مناكير، فترك أصحابنا حديثه» . الحديث: 1617 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 527 سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: أَمَرَنَا رسولُ الله (ص) أنْ تُحَدَّ الشِّفَارُ (1) ، وتُوَارَى (2) عَنِ الْبَهَائِمِ، فَإِذَا ذَبَحُوها أَجْهَزُوا عَلَيْهَا (3) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ هشامٌ بِأَخَرَةٍ هَكَذَا، موصَّلً (4) ، والصَّحيحُ: عَنِ الزُّهريِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، بلا «سالم» (5) .   (1) المثبت من (أ) ، وفي (ت) و (ك) : «نُحِدّ» بالنون، وأهمل نقطها في (ش) ، وهي ضمن السقط الواقع في (ف) ، وفي مصادر التخريج: «أمَرَ بِحَدِّ الشفار» عدا "تاريخ بغداد" ففيه: «أمَرَ بالشفارِ أنْ تُحَدَّ» . والشِّفَار: جمع شَفْرَة، وهي: السِّكِّين العريض العظيم. وتجمع أيضًا على «شَفَرات» . "النهاية" (2/484) ، و"المصباح المنير" (1/317) . (2) في (ش) يشبه أن تكون: «وتتوارى» . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة في ظاهر العبارة أن يقال: فإذا ذبحناها أجهزنا عليها؛ لكنَّ ما وقع في النسخ يخرَّج على الالتفات من التكلُّم إلى الغَيْبة، انظر الكلام هلى الالتفات في التعليق على المسألة رقم (884) . (4) كذا في النسخ على لغة ربيعة في حذف ألف تنوين النصب، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وكذلك «موصَّل» من الفعل «وصَّل» مضعف العين. انظر التعليق على المسألة رقم (163) . (5) ذكر الزيلعي في "نصب الراية" (4/188) عن عبد الحق الإشبيلي قوله: «الصحيح في هذا عن الزهري مرسل، والذي أسنده لا يحتج به» . وقال ابن حجر في "الدراية" (2/208) : «وصوب الحفاظ إرساله» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 528 1618 - وسمعتُ أبي وذكَرَ أحاديثًا (1) رواها ابنُ وَهْب (2) ، عن عبد الله بْنِ عيَّاش، عَنْ عِيسَى بْنِ عبد الرحمن بْنِ فَرْوة الزُّرَقي، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، منها: أَنَّهُ ضَحَّى بكبشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ، أحدُهُمَا عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، والآخَرُ عَنْهُ وعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِهِ. قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لِعِيسَى، عَنِ الزُّهري، باطلٌ، ويُكْنَى عِيسَى بِأَبِي عَبَّاد، وَهُوَ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) . 1619 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بن أبي بُكَيْر (4) ،   (1) كذا في جميع النسخ، وهي صيغة منتهى الجموع، وكان حقها المنع من الصرف، ويخرَّج ما هنا على وجهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (787) . (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1891 و6467) ، والدارقطني في "سننه" (4/277-278) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا عيسى بن عبد الرحمن، ولا رواه عن عيسى إلا عبد الله بن عياش، تفرد به ابن وهب» . (3) ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/281) عن أبيه أيضًا أنه قال عن عيسى بن عبد الرحمن: «منكر الحديث، ضعيف الحديث، شبيه بالمتروك، لا أعلم روى عن الزهري حديثًا صحيحًا» . (4) في (ش) : «يحيى بن بكير» ، وهو ضمن السقط الذي في (ف) . ولم نجد رواية يحيى بن أبي بكير لهذا الحديث. وقد أخرجه الطيالسي في "مسنده" (153) فقال: حدثنا أبو إسرائيل ... ، فذكره، إلا أنه قال: «عن علي أو حذيفة» . = ... ثم أخرجه مرة أخرى (432) ، لكن وقع هناك: «إسرائيل» بدل: «أبو إسرائيل» . وجوَّز محققو الكتاب صحة الوجهين. وقال ابن يونس بن حبيب -الراوي عن أبي داود الطيالسي-: «وغير أبي داود يقول: عن حذيفة؛ بغير شك» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/406 رقم 23453) من طريق يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ أَبِي إسرائيل، به، عن حذيفة بغير شك. ورواه الإمام أحمد أيضًا (5/405 رقم 23446) من طريق أسود بن عامر؛ أنبأنا إسرائيل، عَن الحكم بْن عُتيبة، عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَذَف، عَنْ حُذَيْفَةَ ... ، فذكره هكذا بذكر «إسرائيل» بدل: «أبو إسرائيل» . تنبيه: عمد محققو طبعة مؤسسة الرسالة إلى جعل رواية يحيى بن آدم عن «إسرائيل» بدل: «أبي إسرائيل» اعتمادًا على بعض النسخ و"أطراف المسند". الحديث: 1618 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 529 عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ المُلاَئي (1) ، عَنِ الحَكَم (2) ، عَنِ المُغِيرة بْنِ حَذَف، عن حُذَيفة: أنَّ النبيَّ (ص) شَرَّكَ بين المسلمين سَبْعَةٍ فِي (3) بَقَرَةٍ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌٌ؛ الصَّحيح: مَا حدَّثنا أَبُو نُعَيْم (4) ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ، عَنِ الحَكَم، عَنِ المُغِيرة بْنِ حَذَف، عَنْ عليٍّ: أَنَّهُ أَتَاهُ (5) رجلٌ بِبَقَرَةٍ قَدْ وَلَدَتْ، يريدُ أنْ يُضَحِّيَ (6) بِهَا، فَقَالَ: لا تَشْرَبْ مِنْ لَبَنِهَا إِلا مَا فَضَلَ عَنْ وَلَدِهَا؛ فَإِذَا كَانَ يومُ الأَضْحَى، ضَحَّيْتَ بِهَا وَوَلَدِها (7) عن سبعةٍ.   (1) هو: إسماعيل بن خليفة. (2) هو: ابن عُتَيبة. (3) في جميع النسخ: «في سبعة في» ، عدا (ف) ، فهو ضمن السقط الذي فيها. (4) هو: الفضل بن دُكين. ولم نقف على روايته، لكن أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" - كما في "المغني" لابن قدامة (13/386) - وابن سعد في "الطبقات" (6/231) ، والبيهقي في "السنن" (5/236) و (9/288) من طريق زهير بن أبي ثابت، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَذْفٍ، عَنْ عليٍّ ح، به، كرواية أبي نعيم. (5) في (ك) : «أتى» . (6) في (ت) و (ك) : «يضح» .. (7) كذا في جميع النُّسَخ؛ عطفًا على الضميرِ المجرورِ في «بها» دون إعادة الجارِّ، والجادَّة: «بها وبولدها» ، وما وَقَعَ في النُّسَخِ لَحْنٌ على مذهبِ البصريِّين، لكنَّه صحيحٌ ومُتَّجِهٌ على قولِ الكوفيِّين ويُونُسَ والأخفشِ، وعليه جاءتْ قراءةُ حمزةَ من السبعة، في قوله تعالى: [النِّسَاء: 1] {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَْرْحَامَ} ، بجرِّ «الأرحامِ» ؛ عطفًا على الضميرِ المجرورِ في «بِهِ» ، دون إعادة الجارِّ، وزَعَمَ البصريُّون: أنَّ هذا لَحْنٌ، وأوَّلُ مَنْ شَنَّعَ على حمزةَ في هذه القراءةِ: أبو العبَّاس المبرِّد، حتى قال: «لا تَحِلُّ القراءةُ بها» ، وتَبِعَهُ على ذلك: الزمخشريُّ وابنُ عطيَّة؛ قال أبو حيَّان في «البحر المحيط» (3/167) : «وما ذَهَبَ إليه أهلُ البصرة، وتَبِعَهُمْ فيه الزمخشريُّ وابنُ عَطِيَّةَ - مِنِ امتناعِ العطفِ على الضميرِ المجرورِ إلا بإعادةِ الجارِّ، ومِنِ اعتلالِهِمْ لذلك - غيرُ صحيح؛ بَلِ الصحيحُ مَذْهَبُ الكوفيِّين في ذلك، وأنَّه يجوزُ، وقد أَطَلْنَا الاحتجاجَ في ذلك عند قولِهِ تعالى: [البَقَرَة: 217] {وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} ، وذَكَرْنَا ثبوتَ ذلك في لسان العَرَبِ نَثْرِهَا ونَظْمِهَا؛ فأغنى ذلك عن إعادتِهِ هنا. وأمَّا قولُ ابنِ عطيَّة: «ويَرُدُّ عندي هذه القراءةَ مِنَ المعنى وجهان» - فجَسَارةٌ قبيحةٌ منه، لا تَلِيقُ بحالِهِ، ولا بِطَهَارةِ لسانِهِ؛ إذْ عَمَدَ إلى قراءةٍ متواترةٍ عن رسولِ اللهِ (ص) قرَِأَ بها سَلَفُ الأمَّةِ، واتَّصَلَتْ بأكابرِ قُرَّاءِ الصحابةِ الذين تَلَقَّوُا القرآنَ مِنْ فِي رسولِ الله (ص) بغيرِ واسطةٍ: عثمانَ، وعليٍّ، وابنِ مسعودٍ، وزيدِ بنِ ثابت، وأَقْرَإِ الصحابةِ أُُبَيِّ بنِ كعب؛ عَمَدَ إلى رَدِّها بشيءٍ خَطَرَ له في ذِهْنِهِ، وجسارتُهُ هذه لا تَلِيقُ إلا بالمعتزلةِ؛ كالزمخشريِّ؛ فإنه كثيرًا ما يَطْعَنُ في نقل القُرَّاء وقراءتهم ... ولم يَقْرَأْ حمزةُ حرفًا مِنْ كتابِ اللهِ إلا بأَثَرٍ، وكان حمزةُ صالحًا وَرِعًا ثِقَةً في الحديثِ، وهو من الطبقة الثالثة ... وإنما ذَكَرْتُ هذا وأَطَلْتُ فيه؛ لئلا يَطَّلِعَ غَمْرٌ على كلامِ الزمخشريٍّ وابنِ عطيَّةَ في هذه القراءةِ؛ فيُسِيءُ ظَنًّا بها وبقارئها؛ فيُقَارِبُ أنْ يَقَعَ في الكُفْرِ بالطعنِ في ذلك، ولَسْنَا مُتَعَبَّدِينَ بقولِ نُحَاةِ البَصْرةِ ولا غَيْرِهِمْ مِمَّنْ خالفهم؛ فَكَمْ حُكْمٍ ثَبَتَ بنقلِ الكوفيِّين مِنْ كلامِ العَرَبِ لَمْ يَنْقُلْهُ البَصْرِيُّونَ!! وكَمْ حُكْمٍ ثَبَتَ بنَقْلِ البَصْرِيِّين لم يَنْقُلْهُ الكوفيُّون!! وإنما يَعْرِفُ ذلك مَنْ له استبحارٌ في عِلْمِ العربيَّةِ لا أصحابُ الكنانيس، المشتغِلُونَ بضروبٍ مِنَ العلومِ، الآخِذُونَ عن الصُّحُفِ دون الشيوخ» . اهـ. كلام أبي حَيَّانَ؛ وهو نفيسٌ جِدًّا. وقد ارتَضَى مذهبَ الكوفيِّين كُلُّ النحاةِ المتأخِّرين فيما نَعْلَمُ، وهو ما نَذْهَبُ إليه؛ لموافقتِهِ الدليلَ، والله أعلم. وانظر «الإنصاف» لابن الأنباري (2/463-474) ، و «شرح التسهيل» لابن مالك (3/375-387) ، و «الدر المصون» للسمين الحلبي، و «اللباب» لابن عادل الحنبلي، وغيرها من كتب أعاريب القرآن (أول سورة النساء) ، و"معجم القراءات" (2/5-6) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 530 ............................ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 531 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الصَّيْدِ 1620- قال (1) : سألتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ عْنَ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش (3) ، عَنِ عبد العزيز بن عُبَيدالله، عَنْ وَهْب بْنِ كَيْسان ونُعيم بن عبد الله، عن جابر بن عبد الله، عن النبيِِّّ (ص) قَالَ: مَا حَسَرَ عَنْهُ البَحْرُ (4) فَكُلْ، وَمَا أَلْقَى البَحْرُ فَكُلْ، وَمَا طَفَا عَنِ (5) المَاءِ فَلاَ تَأْكُلْ؟   (1) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) . (2) نقل هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (4/203) ، وستأتي هذه المسألة برقم (1630) . (3) أخرج روايته ابن عدي في "الكامل" (5/285) ، والدارقطني في "السنن" (4/267-268) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (86) ، وابن الجوزي في "التحقيق" (1943) . (4) حَسَرَ البحرُ عن الساحل، يَحسُر ويَحسِر، حُسورًا: إذا نضب عنه الماء حتى بدا ما تحته من الأرض والحيوان. قال في "العين": ولا يقال: انحسر البحرُ. "العين" (3/133-134) ، و"تهذيب اللغة" (4/286) ، و"القاموس المحيط" (2/8) . (5) كذا في جميع النسخ، والفعل «طفا» يتعدى بـ «على» . وسيأتي في المسألة رقم (1630) : «وَمَا وَجَدَتَّهُ طَافِيًا عَلَى الْمَاءِ» وكذلك وقع فيما نقله في "نصب الراية" عن ابن أبي حاتم هنا. ويمكن أن يضمَّن «طفا» هنا معنى فعل يتعدى بـ «عن» كـ «ارتفع» أو نحوه؛ كما قيل في قول القُحَيْف العُقَيْلي [من الوافر] : إذا رَضِيَتْ عليَّ بنو قُشَيْرٍ لَعَمْرُ اللهِ أعجَبَنِي رِضَاهَا قيل: ضمن «رضي» معنى «عطف» ، وقيل: حُمل على نقيضه وهو «سخط» . قال ابن فارس: الطاء والفاء والحرف المعتل أصل صحيح، وهو يدل على الشيء الخفيف يعلو الشيء؛ من ذلك قولهم: طفا الشيءُ فوق الماء يَطفو طَفْوًا وطُفُوًّا: إذا علاه ولم يرسب. "مقاييس اللغة" (596) و"مغني اللبيب" (ص150 و640) . الحديث: 1620 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 532 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ موقوفٌ عَنْ جَابِرٍ فقط، وعبدُ العزيز بن عُبَيدالله (1) واهِي الحديثِ (2) . 1621 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْلُ بْنُ دُكَيْن (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْب (4) ، عن بُكَيْر بن عبد الله بْنِ الأَشَجِّ (5) ، عَنْ حُمَيْد بْنِ   (1) في (ت) و (ك) : «عبد الله» . (2) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا يرفعه عبد العزيز بن عبيد الله، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ وَنُعَيْمِ، عن جابر، ولا يرويه عنه غير ابن عياش» . وقال الدارقطني في الموضع السابق: «تفرد به عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب، وعبد العزيز ضعيف لا يُحتجُّ به» . وانظر "العلل الكبير" للترمذي (ص242) ، و"السنن" لأبي داود (3815) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (9/255) . (3) هو: أبو نعيم. ولم نقف على روايته هذه، لكن تابعه عليها سفيان الثوري ووكيع وعبد الله بن نمير، فرووه عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ بكير، عن حميد، عن سعد، به، وكذا رَوَاهُ مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ أبيه - كما سيأتي-: أما رواية سفيان: فسيأتي ذكرها. وأما رواية وكيع: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (19582) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (11207) . وأما رواية عبد الله بن نمير: فأخرجها ابن أبي شيبة في الموضع السابق مقرونة برواية وكيع. (4) هو: محمد بن عبد الرحمن. (5) ورواه عن بكير أيضًا: ابنه مخرمة، وعبد ربه بن سعيد: أما رواية مخرمة: فأخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11195) من طريق عبد الله بن وهب؛ قال: أخبرني مَخْرَمَةُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن حميد بن مالك ابن خثيم الدؤلي؛ أنه سأل سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ الصيد ... ، فذكره. وأما رواية عبد ربه بن سعيد: فأخرجها ابن جرير أيضًا (11196) ، والبيهقي في "سننه" (9/237) كلاهما من طريق شعبة، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ؛ قال: سمعت بكير ابن الأشج يحدِّث عن سعد ... ، فذكره، هكذا مرسلاً؛ ليس فيه ذكر لحميد ابن مالك. ورواية من زاد حميد بن مالك أرجح؛ لاتفاق ابن أبي ذئب ومخرمة بن بكير على ذلك. الحديث: 1621 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 533 مالك بن خُثَم (1) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص؛ فِي الكَلْبِ يُرْسَلُ عَلَى الصيدِ فيأكُلُ منه؛ قال: كُلْ وإن لم يُبْقِ إِلا بَضْعةً. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَى (2) هَذَا الحديثَ: قَبِيصَةُ (3) ، عَنْ سُفْيان (4) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْب، عن يعقوب بن عبد الله بن الأَشَجّ، عن حُميد ابن مَالِكٍ؛ قَالَ: سألتُ سعدَ بْنَ أَبِي وقَّاص ... ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيح: عن بُكَيْر بن عبد الله بْنِ الأَشَجِّ، لَيْسَ ليعقوبَ مَعْنَى (5) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ ممَّن هو؟ قَالَ: مِنْ قَبِيصَةَ فيما أحسَبُ (6) .   (1) ويقال له أيضًا «ابن خثيم» ، كما في "تهذيب الكمال" (7/389) ، وانظر "تهذيب التهذيب" (1/498) . (2) في (ش) : «روى» بلا واو. (3) هو: ابن عقبة. وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11208) . (4) هو: الثوري. (5) وعلى هذا الوجه الذي رجحه أبو زرعة ذكره البيهقي في "المعرفة" (13/441) نقلاً عن "جامع الثوري"، ثم أخرجه البيهقي في "سننه" (9/237) من طريق عبد الله ابن الوليد العدني - وهو أحد الرواة لـ"جامع الثوري"- عن سفيان الثوري، وهو الموافق لباقي الروايات عن ابن أبي ذئب. (6) مما يؤكد أن الخطأ من قبيصة: مخالفةُ عبد الله بن الوليد العدني له - كما سبق - في روايته عن سفيان، وموافقة بقية الروايات عن ابن أبي ذئب لرواية العدني، وكلامُ الأئمة في رواية قبيصة عن الثوري؛ فقد ذكر حنبل بن إسحاق أنه قال للإمام أحمد: فما قصة قبيصة في سفيان؟ فقال: كان كثير الغلط. قال: قلت له: فغير هذا؟ قال: كان صغيرًا لا يضبط. قلت له: فغير سفيان؟ قال: كان قبيصة رجلاً صالحًا ثقة لا بأس به في تدينه. وقال يحيى بن معين: قبيصة ثقة في كل شيء، إلا في سفيان، فإنه سمع منه وهو صغير. انظر "تاريخ بغداد" (12/474) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 534 1622 - وسمعتُ أَبِي فِي حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَنِ ابْنِ نُفيْل (1) ، عَنْ عَبَّاد بْنِ كَثِير الرَّمْلي، عَنْ عُرْوَة بْنِ رُوَيْم (2) ، عَنْ عُرْوَة بْنِ الزُّبير، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَرِهَ الكلابَ، إِلا كَلْبَ حَرْثٍ، أَوْ ماشيةٍ، أَوْ صَيْدٍ، أَوْ بِبَيْتٍ مُعْوِزٍ (3) . فسمعتُ أَبِي يقولُ: كَذَا قَالَ ابْنُ نُفَيْل: «عَنْ أَبِيهِ» ؛ وهو مُنْكَرٌ (4) .   (1) هو: عبد الله بن محمد بن علي النفيلي. (2) في (ت) و (ك) : «رديح» . (3) في (ت) و (ك) : «أو بيت معوز» . وعاز الشيءَ يَعُوزُه: احتاج إليه فلم يجده. وأَعْوزه المطلوبُ: أعجزه. وأعوز الرجلُ: افتقر، وأعوزه الدهر: أفقره؛ فهو مُعْوِزٌ ومُعْوَزٌ. ولعل المعنى المقصود هنا من قوله: «أو ببيت معوز» أن يكون الكلب في بيت يحتاج إلى الحراسة؛ لخوف فيما حوله. وقد ذكر نحو هذا الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (19935) عَن وكيع، عَنِ ابْنِ أَبِي ليلى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، زاد فيه: «أو كلب مخافة» . وفيه برقم (19941) عن وكيع، عن حسن بن أبي زيد، عن أبي الفضيل، قال: كان أنس يأتينا ومعه كلب له فقال: إنه يحرسنا. وكلب الحرث والماشية إنما هو لحراستهما. قال النووي في "شرح مسلم" (3/186) : واختلف أصحابنا في اقتنائه لحراسة الدور والدروب وفي اقتناء الجرو ليعلَّم؛ فمنهم من حرمه لأن الرخصة إنما وردت في الثلاثة المتقدمة (الزرع والصيد والماشية) ، ومنهم من أباحه وهو الأصح؛ لأنه في معناها. (4) في (ت) و (ك) زيادة: «قال أبي» . الحديث: 1622 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 535 1623 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ مَرْوان (1) - يَعْنِي: الطَّاطَرِيَّ - قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ حَمْزَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا الوَضِينُ بنُ عَطَاء، عَنْ محفوظِ بنِ (2) عَلْقمة، عن عبد الرحمن بْنِ عَائِذٍ الأَزْدِي - قَالَ مَرْوَانُ: هَذَا مِنْ مَشْيَخَةِ أهلِ الشَّامِ، مِنَ العُتُقِ (3) مِنْ أَصْحَابِ مُعَاذٍ -[عن مُعَاذٍ] (4) قَالَ: يُكْرَهُ صَيْدُ البَحْرِ مَا أَشْبَهَ (5) مَا حُرِّمَ مِنْ صَيْدِ البَرِّ؟ قَالَ أَبِي: ابنُ عائذ لم يُدْرِكْ معاذً (6) ؛ وهذا خطأٌٌ (7) . 1624 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَوْزاعي (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ رجلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ؛ قَالَ: حدَّثني السَّائِبُ ابنُ   (1) هو: مروان بن محمد. (2) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (3) العُتُق: جمع «عَتِيق» ؛ يقال: عَتُقَ الشيءُ عَتَاقةً، أي: قَدُمَ وصار عتيقًا. انظر "الصحاح" (4/1520) . ولعله يعني أنه من أصحابه المتقدِّمين. (4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه كما يظهر من جواب أبي حاتم، والظاهر أنه سقط لانتقال النظر. (5) كذا، وقوله: «ما أشبه» بدل بعضٍ من كلٍّ، من «صيد البحر» ، أي: يكره من صيد البحر ما أشبه المحرَّم من صيد البر. (6) كذا في النسخ، وهو على لغة ربيعة في حذف ألف تنوين الاسم المنصوب. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) وفي "المراسيل" (ص125 رقم 448) قال ابن أبي حاتم: «سمعت أبي يقول: عبد الرحمن بن عائذ الأزدي لم يدرك معاذًا» . (8) هو: عبد الرحمن بن عمرو. ولم نقف على الحديث من طريقه على هذا الوجه، ولكن أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/56) ، والخطيب في "الكفاية" (ص 284) ، كلاهما من طريق بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن أبي سلمة ابن أبي عبد الرحمن، عن أبي هريرة، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/54) ، والطبراني في "الأوسط" (30) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/256) ، ثلاثتهم من طريق معاوية ابن سلام، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ سفيان بن أبي زهير، به هكذا، ليس فيه واسطة بين يحيى والسائب. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ يحيى بن أبي كثير إلا معاوية بن سلام» . الحديث: 1623 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 536 يَزِيدَ؛ قَالَ: حدَّثني سُفْيان بْنُ أَبِي زُهَيْر؛ قَالَ سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا، يَنْقُصُ مِنْ عَمَلِهِ كَلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ؟ قلتُ لأَبِي: مَنْ هَذَا الرَّجُلُ مِنْ أهلِ المدينةِ؟ قَالَ: هُوَ يزيدُ بْنُ خُصَيفة (1) . 1625 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرٌو النَّاقِد (2) ، عَنْ حمَّاد بْنِ خَالِدٍ الخَيَّاط، عَنْ معاويةَ بنِ صَالِحٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ جُبَيْر (3) بْنِ نُفَيْر، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاس بْنِ سَمْعان، عن النبيِّ (ص) - فِي الَّذِي يُدْرِكُ صيدَهُ بَعْدَ ثلاثٍ - قَالَ: يَأْكُلُهُ إِلاَّ أَنْ يُنْتِنَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي ثَعْلَبة؛ حدَّثونا عن مَعْنِ   (1) أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (2/969 رقم 1740) عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السائب بن يزيد، به. ومن طريق الإمام مالك أخرجه البخاري في "صحيحه" (2323) ، ومسلم (1576) . وأخرجه البخاري أيضًا (3325) ، ومسلم في الموضع السابق، من طريق سليمان بن بلال، عن يزيد بن خصيفة، به. وأخرجه مسلم أيضًا، والنسائي (4285) من طريق إسماعيل بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خصيفة، به. (2) هو: عمرو بن محمد. ولم نجد روايته لهذا الحديث، ولكن تابعه في أصل الرواية الإمام أحمد وغيره - كما سيأتي - فجعلوه من مسند أبي ثعلبة الخشني. (3) في (ت) و (ك) : «حسين» بدل: «جبير» . الحديث: 1625 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 537 بْنِ عِيسَى (1) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ، عن النبيِّ (ص) . وَكَذَا رَوَاهُ حمَّادُ بنُ خَالِدٍ (2) ، وعبدُالرحمنِ ابنُ مَهْدِي (3) . 1626 - وسألتُ أبي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعَمَّر (4) ، عَنِ الحجَّاج (5) ، عَنْ عَطَاءٍ (6) ، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ: إِذَا أكَلَ الكَلْبُ، فَهُوَ سَبُعٌ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهَذَا الحديثِ: ابنُ (7) الطَّبَّاع، عَنْ مُعَمَّر، عَنْ حجَّاج، عَنْ عَطَاء، عَنِ ابْنِ عباسٍ، وليس هو بمحفوظٍ عن حجَّاج،   (1) ومن طريق معن بن عيسى أخرجه مسلم في "صحيحه" (1931) ، والنسائي في "سننه" (4303) ، والطبراني في "الكبير" (22/315 رقم575) ، وفي "مسند الشاميين" (2030) ، والبيهقي في "السنن" (9/243) . (2) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/194 رقم 17744) ، فقال: ثنا حماد بن خالد، فذكره. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه أبو عوانة في "مسنده" (5/14 رقم 7590) ، والبيهقي (9/242) . وأخرجها مسلم في الموضع السابق من "صحيحه" من طريق محمد بن مهران الرازي، وأبو داود في "سننه" (2861) ، وأبو عوانة في (5/14 رقم 7589) من طريق يحيى بن معين، والدارقطني في "السنن" (4/295 رقم93) من طريق الحسن بن عرفة، ثلاثتهم عن حماد بن خالد، به. (3) روايته أخرجها مسلم في الموضع السابق. (4) هو: ابن سليمان الرَّقِّي. وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11163) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عنه، به. (5) هو: ابن أرطاة. (6) هو: ابن أبي رباح. (7) قوله: «ابن» سقط من (ت) و (ك) . وابن الطباع هو: محمد بن عيسى. الحديث: 1626 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 538 وَعَنْ شيخٍ أشبهُ عِنْدِي (1) . 1627 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَقِيلِ بنُ حاجب (2) ، عن عبد الرزَّاق، عَنْ سَعِيدِ (3) بْنِ قُمَاذِينَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْر بن مُطْعِم، عن عبد الله بْنِ حُبْشيٍّ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقولُ: لاَ تَطْرُقُوا (5) الطَّيْرَ فِي أَوْكَارِهَا (6) ؛ فَإِنَّ اللَّيْلَ أَمَانٌ لَهَا؟ قَالَ أَبِي: يُقال: إنَّ هَذَا الحديثَ مِمَّا أُدْخِلَ على عبد الرَّزَّاق؛ وهو حديثٌ موضوعٌ (7) .   (1) أي: وهو عن شيخٍ أشبَهُ عندي، والظاهر: أنه يعني أن حجَّاجًا دلَّسه، فأسقط شيخًا بينه وبين عطاءٍ. لكن هذا القول صحيح عن ابن عباس؛ فقد أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11161) من طريق شيخه أبي كريب محمد بن العلاء، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عن ابن عباس. وهذا إسناد صحيح، وله طرق أخرى عن ابن عباس عند ابن جرير. (2) هو: محمد بن حاجب. (3) في (ش) : «سعد» . وهو: سعيد بن مسلم بن قماذين، له ترجمة في "الجرح والتعديل" (4/64) . (4) هُوَ: عُثْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ بن جبير بن مطعم. (5) في (ك) : «لا تطوقوا» . وطَرَق النجم طُروقًا: طَلَعَ، وكُلُّ ما أتى ليلاً فقد طرَقَ، وهو طارق، والمراد: لا تصيدوها ليلاً. وانظر "المصباح" (2/372) . (6) الأَوْكار: جمع وَكْرٍ، وَوَكْرُ الطائر: عُشُّهُ أينما كان؛ في جبل أو شجر. ويجمع أيضًا على «وِكَار» ؛ يقال: وَكَرَ الطائرُ يَكِرُ: اتخذ عشًّا. "النهاية" (5/292) ، و"المصباح" (2/670) . (7) لم نقف على من رواه بهذا الإسناد، ولكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/131 رقم 2896) من طريق موسى بن عبد الرحمن، عن عثمان بن عبد الرحمن القرشي - وهو متروك - عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا، عن النبيِّ (ص) ، به. ورواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" كما في "زوائده" (409) ، و"المطالب العالية" (2382) من طريق حفص بن حمزة، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن فاطمة بنت علي؛ قالت: سمعت أبي يقول: قال رسول الله (ص) ... ، فذكره هكذا بإسقاط عائشة بنت طلحة وجَعْلِه من رواية فاطمة بنت علي. وقال ابن قدامة في "المغني" (9/304) : فصل: قال أحمد: لا بأس بصيد الليل، فقيل له: قول النبيِّ (ص) : «أقروا الطير على وُكُناتها» ؟ فقال: هذا إذا كان أحدكم يريد الأمر، فيثير الطير حتى يتفاءل، إن كان عن يمينه قال كذا، وإن جاء عن يساره قال كذا، فقال النبيُّ (ص) : «أقروا الطير على وكناتها» . وروي له عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النبيَّ (ص) قال: «لا تَطرقوا الطيرَ فِي أَوْكَارِهَا؛ فَإِنَّ اللَّيْلَ لها أمانٌ» ، فقال: هذا ليس بشيء؛ يرويه فرات ابن السائب، وليس بشيء، ورواه عنه حفص بن عمر، ولا أعرفه. اهـ. الحديث: 1627 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 539 1628 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلمة، عَنْ خُصَيْف (1) ، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: إِذَا أرسلتَ الكلبَ المُعَلَّم فقَتَلَ وَلَمْ يأكُلْ فكُلْ، وَإِنْ أكَل فَلا تأكُلْ. وَأَخْبَرَنَا أَبُو محمدٍ (2) ؛ قال: وحدَّثنا أبوزرعة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى، عَنْ عَتَّاب (3) ، عَنْ خُصَيْف، عَنْ مجاهدٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ. فَقِيلَ لأَبِي زرعة: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: محمدُ بْنُ سَلَمَةَ أحبُّ إليَّ.   (1) هو: ابن عبد الرحمن الجَزَري. ولم نقف على روايته، وتقدم الحديث في المسألة رقم (1626) من غير طريقه. (2) هو: ابن أبي حاتم. (3) في (ك) : «غياث» . وعتّاب هو: ابن بشير. الحديث: 1628 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 540 1629 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ أَبِي ثَابِتٍ (1) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (2) ، عن عبد الجبَّار ابن عُمَرَ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: بَعَثَ رسولُ الله (ص) بَعْثًا قِبَلَ السَّاحِلِ، ففَنِيَتْ أَزْوَادُنَا، فأَكَلْنَا الخَبَطَ (4) ، ثُمَّ نَبَذَ لَنَا البَحْرُ حُوتًا (5) ... ، الحديثَ. فَقَالَ (6) أَبُو زرعة: ليس هذا الحديثُ محفوظً (7) ، وعبدُالجبَّار ضعيفُ الحديث (8) .   (1) هو: محمد بن عبيد الله المدني. (2) هو: عبد الله. (3) هو: الأَيْلي. (4) «الخَبَطُ» - بفتح الخاء والباء -: اسم ورق الشجر إذا خبطته، أي: ضربته بالعصا ليتساقط؛ فهو «فَعَل» بمعنى «مفعول» . وخَبَطَ الورقَ يَخْبِطُهُ خبْطًا، واختبطه: = = فَعَل ذلك به. "غريب الحديث" للخطابي (1/643-644) ، (2/235) ، و"مشارق الأنوار" (1/229) ، و"النهاية" (2/7) ، و"شرح النووي على مسلم" (11/172) . (5) في هذا الحديث بهذا اللفظ التفاتٌ من الغَيْبة إلى التكلُّم؛ فجاء الكلام بصيغة الغائب في قوله: «بعث رسولُ الله (ص) بعثًا ... » ، والتكلُّم فيما بعده. انظر الكلام على الالتفات في التعليق على المسألة رقم (884) . (6) في (ك) : «قال» . (7) كذا في جميع النسخ؛ دون ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) (8) هذا الحديث تفرد به عبد الجبار، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ. وقد روي عن جابر من طرق أخرى؛ فأخرجه البخاري في "صحيحه" (2483) ، ومسلم (1935) من طريق وهب بن كيسان، عن جابر. وأخرجه مسلم أيضًا من طريق أبي الزبير وعبيد الله بن مقسم، كلاهما عن جابر، به. الحديث: 1629 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 541 1630 - وَسَمِعْتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الهَيْثَم بْنِ خَارِجة، عَنْ إسماعيلَ بنِ عيَّاش (2) ، عن عبد العزيز بن عُبَيدالله، عَنْ وَهْبِ بنِ كَيْسَانَ ونُعَيْم بنِ عبد الله، عن جابر بن عبد الله، عن رسولِ الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا حَسَرَ عَنْهُ البَحْرُ (3) ، فَكُلْ، وَمَا أَلْقَى فَكُلْ، وَمَا وَجَدتَّهُ طَافِيًا عَلَى المَاءِ فَلاَ تَأْكُلْ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ هُوَ موقوفٌ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ (4) .   (1) في (ت) و (ك) : «فسمعت» . وهذه المسألة تقدمت برقم (1620) . (2) في (ك) : «عباس» . (3) انظر في معنى «حَسَرَ عنه البَحْرُ» : التعليق على المسألة رقم (1620) . (4) قوله: «والله أعلم» ليس في (أ) و (ش) . الحديث: 1630 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 542 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعَقِيقَةِ (1) 1631 - وسألتُ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه عبدُالوارث (3) ، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ ابن عباس: أنَّ النبيَّ (ص) عَقَّ عَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، كَبْشَيْنِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ حدَّثنا أبو مَعْمَر (5) ، عن عبد الوارث، هكذا.   (1) قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/586) : «العَقِيقَةُ: بفتح العين المهملة، وهو: اسمٌ لما يُذْبَحُ عن المولود، واختُلِفَ في اشتقاقها: فقال أبو عبيد والأصمعي: أصلها الشَّعْرُ الذي يخرُجُ على رأس المولود وتبعه الزمخشريُّ وغيره، وسُمِّيَتِ الشاةُ التي تذبح عنه في تلك الحالة: عقيقةً؛ لأنه يحلق عنه ذلك الشَّعْرُ عند الذبح. وعن أحمد: أنها مأخوذةٌ من العَقِّ، وهو الشَّقُّ والقطع، ورجحه ابن عبد البر وطائفة، قال الخطابي: العقيقة: اسمُ الشاةِ المذبوحةِ عن الولد سمِّيت بذلك؛ لأنها تُعَقُّ مذابحها، أي: تُشَقُّ وتقطع، قال: وقيل: هي الشعر الذي يُحْلَق. وقال ابن فارس: الشاة التي تُذْبَحُ والشعرُ كل منهما يسمى عقيقة، يقال: عق يعق: إذا حلق عن ابنه عقيقتَهُ، وذبَحَ للمساكينِ شاةً. وقال القَزَّاز: أصلُ العَقِّ: الشقُّ؛ فكأنها قيل لها: عقيقةٌ، بمعنى معقوقة، وسمي شعر المولود عقيقة باسمِ ما يعق عنه، وقيل: باسم المكان الذي انعق عنه فيه، وكل مولود من البهائم فشعره عقيقة فإذا سقَطَ وبَرُ البعير، ذهب عقه، ويقال: أعقَّتِ الحاملُ: نبتت عقيقةُ ولدها في بطنها» . اهـ. وانظر "اللسان" (10/257-258) ، و"المصباح المنير" (ص 218- عقق) . (2) انظر المسألة التالية. (3) هو: ابن سعيد. وسيأتي تخريج روايته. (4) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني (5) هو: عبد الله بن عمرو المِنْقَري، المعروف بالمُقْعَد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2841) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (46) ، وابن الجارود في "المنتقى" (912) ، والطبراني في "الكبير" (3/28 رقم 2567) ، و (11/316 رقم11856) ، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (105) ، والبيهقي في "سننه" (9/299 و302) . الحديث: 1631 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 543 وَرَوَاهُ وُهَيْبٌ (1) ، وابنُ عُلَيَّة (2) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا مُرسَلً (4) ، أصحُّ (5) . 1632 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُحَارِبي (7) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ عُقَّ عَنْهُمَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ عِكْرِمة، قولَهُ، مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سعيدٍ الأنصاريِّ. قلتُ: كَذَا حدَّثنا (8) الأَشَجُّ (9) ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحمر (10) ، عَن يَحْيَى، عَنْ عِكْرِمة: أنَّ حَسَنًا وحسينًا عُقَّ (11) عنهما.   (1) هو: ابن خالد. ولم نقف على روايته، لكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (7862) عن معمر وسفيان الثوري، كلاهما عن أيوب، عن عكرمة مرسلاً. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/116) من طريق يعلى ابن عبيد، عن الثوري، عن أيوب موصولاً، ثم قال أبو نعيم: «تفرد بروايته موصولاً عن الثوري يعلى بن عبيد» . (2) هو: إسماعيل. ولم نقف على روايته. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق التالي. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهو منصوب على الحال، والتقدير: وهذا أصحُّ مرسلاً. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) نقل ابن عبد الهادي في "المحرر" (754) قول أبي حاتم هذا بتصرف. وقال ابن الجارود في "المنتقى" (912) : «ورواه الثوري وابن عيينة وحماد بن زيد وغيرهم، عن أيوب، لم يجاوزوا به عكرمة» . (6) انظر المسألة السابقة. (7) هو: عبد الرحمن بن محمد. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (3/28 رقم2570) وتابعه عبد الله بن الأجلح، عن يحيى بن سعيد، به؛ عند الطبراني في الموضع السابق برقم (2569) . (8) قوله: «حدثنا» لم يتضح في (ت) . (9) هو: عبد الله بن سعيد. وتابعه ابن أبي شيبة، فأخرج الحديث في "المصنف" (24223) عن أبي خالد الأحمر، وقرن معه يعلى بن عبيد. (10) هو: سليمان بن حيّان. (11) من قوله: «الأشج عن أبي خالد ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . الحديث: 1632 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 544 قَالَ أَبِي: لَمْ تَصِحَّ (1) روايةُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عِكْرِمة؛ فَإِنَّهُ لا يَرْضَى عِكْرِمةَ، كَيْفَ يَرْوِي عَنْهُ (2) ؟! 1633 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (3) ، عَنْ جَرِير   (1) في (ك) : «قال: ولم تصح» . (2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/8) : «سألت أبي عن عكرمة مولى ابن عباس؟ فقال: هو ثقة. قلت: يُحتجُّ بحديثه؟ قال: نعم، إذا روى عنه الثقات، والذي أنكر عليه يحيى بن سعيد الأنصاري ومالك: فلسبب رأيه» . (3) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (47) ، والبزار في "مسنده" (1235/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "المسند" (2945) ، و"المعجم" (152) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1038) ، وابن حبان في "صحيحه" (5309) ، والطبراني في "الأوسط" (1878) ، وابن عدي في "الكامل" (2/126) ، والبيهقي في "السنن" (9/299) . قال البزار: «لا نعلم أحدًا تابع جريرًا عليه» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا جرير، تفرد به ابن وهب» . الحديث: 1633 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 545 بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: عَقَّ رسولُ اللَّهِ (ص) عَنِ الحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ بكبشَيْنِ؟ قَالَ أَبِي: أخطَأَ جَرِيرٌ فِي هَذَا الحديثِ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: قتادةُ، عَنْ عِكْرِمة؛ قَالَ: عَقَّ رسولُ اللَّهِ (ص) ، مُرسَل (2) .   (1) قال الضياء في الموضع السابق من "المختارة": «ذُكر هذا الحديث للإمام أحمد؛ قال: نعم! جرير يخطئ في حديث قتادة» . ونقل عبد الله بن أحمد في "العلل" (3912) عن ابن معين قوله في جرير بن حازم: «هو عن قتادة ضعيف» . وقال ابن عدي في "الكامل" (2/130) عن جرير: «وهو مستقيم الحديث صالح، إلا في روايته عن قتادة؛ فإنه يروي أشياءَ لا يرويها غيره، وجرير عندي من ثقات المسلمين، حَدَّث عنه الأئمة» . (2) قوله: «مرسل» سقط من (ك) ، ويجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 546 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْفَرَائِضِ 1634 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِفَ (1) عَلَى أَبِي إِسْحَاقَ الهَمْدَانِي (2) : رَوَى زُهَيْرٌ (3) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي عُبَيْدة (4) ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ. وَرَوَى الثَّوْري وَإِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي (5) إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (6) ، عن عبد الله أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَرَأَ القرآنَ، فليتعلَّمِ الفرائضَ ... وذكَرَ الحديثَ (7) ؟   (1) أي: اختُلِفَ فيه، وحُذِفَ الضميرُ العائدُ من جملة النعت إلى المنعوت. انظر التعليق على المسألة رقم (253) . (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) هو: ابن معاوية، أبو خيثمة الكوفي. وروايته أخرجها البيهقي في "سننه" (6/209) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، عنه. وأخرجه البغوي في "الجعديات" (2527) من طريق عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، عَنْ زُهَيْرِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به هكذا بذكر أبي الأحوص بدل أبي عبيدة. ومن طريق البغوي أخرجه الخطيب في "الفصل" (2/958) . (4) هو: ابن عبد الله بن مسعود. (5) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) . (6) هو: عوف بن مالك. (7) وتمامه: «ولا يكون كرجل لقيه أعرابي فقال: يا عبد الله، مِنَ المهاجرين أنت؟ فيقول: نعم، فيقول: رجل مات وترك كذا وكذا، فإن كان يحسن الفرائض فهو علم أوتيه، وإن كان لا يحسن قال: ما فضلكم علينا؟!» . والحديث أخرجه الخطيب في "الفصل للوصل المدرج" (2/955) من طريق الإمام أحمد، عن وكيع، عن إسرائيل وسفيان الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، به، ثم قال الخطيب: «كذا روى هذا الحديث أحمد بن حنبل، ونراه وَهِمَ في الجمع بين حديث إسرائيل وسفيان الثوري، وحمل حديث إسرائيل على حديث الثوري؛ لأن إسرائيل يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إسحاق، عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه عبد الله بن مسعود، كذلك رواه عن إسرائيل عبيد الله بن موسى وأبو كامل المظفر ابن مدرك. وأما الثوري فرواه [عنه] وكيع، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله كما سقناه، وكذلك ذكره وكيع في "كتاب الفرائض" عن الثوري وحده. وخالفه يحيى بن سعيد القطان، فرواه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي عبيدة، عن عبد الله مثل رواية إسرائيل عن أبي إسحاق. ورواه زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عبد الله. ورواية زهير تؤيد قول وكيع عن سفيان» . وروى الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (31024) ، والخطيب في "الفصل" (2/957) عن وكيع، عن سفيان الثوري وحده، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله، به. وقد روى الحديث عن غير وكيع عن سفيان الثوري عن إسرائيل، فخالفوه. فأخرجه الدارمي في "مسنده" (2900) عن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9/148 رقم 8743) ، والحاكم في "المستدرك" (4/333) من طريق محمد ابن كثير، عن سفيان، به كسابقه. وأخرجه البيهقي في "السنن" (6/209) ، والخطيب في "الفصل" (2/958) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ سفيان كسابقيه. وأخرجه الخطيب أيضًا (2/956) من طريق عبيد الله بن موسى العبسي وأبي كامل المظفر بن مدرك، كلاهما عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، به. الحديث: 1634 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 547 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كِلاهُمَا صَحِيحَينِ (1) ؛ كان أبو إسحاق   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «يقول: كلاهما صحيحان» ، على الابتداء والخبر، لكنَّ ما في النسخ صوابٌ، وفيه وجوه: الأول: أنهما مرفوعان على الابتداء والخبر، والأصل: «كلاهما صحيحان» ، بالألف فيهما؛ غير أنَّه أميلتْ ألفُ «صحيحان» ، فكتبتْ ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة: «صَحِيحين» ؛ انظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . والثاني: أنهما منصوبان على المفعولية لـ «يقول» ؛ على لغة بني سليم في نصب المفعولَيْنِ إجراءً للقول مُجْرَى الظَّنِّ مطلقًا. وجاء «كلاهما» على لغة من يلزم المثنى والملحق به الألف مطلقًا، و «صحيحين» على اللغة المشهورة. وفي الوجه الأول جُمع بين لغتين: الإمالة وعدمها، وفي الوجه الثاني جمع بين لغتين في إعراب المثنى والملحق به، والجمع بين لغتين في كلام واحد جائز في العربية. انظر التعليق على المسألة (241) ، وانظر في لغة بني سليم التعليق على المسألة رقم = = (759) . وانظر في لغات المثنى: التعليق على المسألة رقم (554) . والثالث: أنه نصب «صحيحَيْنِ» على أنه حال سدَّ مسدَّ الخبر، أي: كلاهما مستقرَّان صَحِيحَيْنِ. وانظر لذلك التعليقَ على المسألة رقم (827) . والرابع: أنه نصب على أنه مفعولٌ به لفعل محذوف، أي: كلاهما يُعَدَّان صَحِيحَيْنِ. والله تعالى أعلم. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 548 واسعَ الحديثِ (1) . 1635 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ مالكٍ (3) ، عَنِ الزُّهْري،   (1) مما يؤكد صحة الوجهين: اتفاق سفيان وإسرائيل - في رواية الأكثر عنهما على روايته عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عبيدة كما سبق. وأما الوجه الثاني: فوافقه عليهما أبو الأحوص سلام ابن سليم وشعبة، كلاهما روياه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن عبد الله. أما رواية أبي الأحوص: فأخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (3) . وأما رواية شعبة: فأخرجها البيهقي في "سننه" (6/209) . (2) نقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/248) قول أبي زرعة. (3) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/519) رواية يحيى الليثي، و (3061) رواية أبي مصعب الزهري، و (728) رواية محمد بن الحسن. وكذا أخرجها الجوهري في "مسند الموطأ" (210) من طريق عبد الله بن وهب والقعنبي عن مالك. وكذا أخرجها عبد الله ابن المبارك في "مسنده" (163) ، والشافعي في "الأم" (1/263) عن الإمام مالك. ومن طريق ابن المبارك أخرجها النسائي في "الكبرى" (6373) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/208 رقم 21813) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/354) من طريق إبراهيم بن طهمان، والنسائي في "الكبرى" (6374 و6375) من طريق زيد بن الحباب ومعاوية بن هشام، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/162) من طريق مصعب بن عبد الله، جميعهم عن مالك، به بذكر «عمر بن عثمان» . وذكر الجوهري في "مسند الموطأ" (ص 200) أن ابن القاسم رواه عن الإمام مالك، فقال: «عمرو بن عثمان» . وكذا حكى ابن عبد البر في "التمهيد" (9/160) عن ابن القاسم، وقال: «وقد رواه ابن بكير عن مالك على الشك، فقال فيه: عن عمر بن عثمان، أو عمرو بن عثمان، والثابت عن مالك: عمر بن عثمان كما روى يحيى وأكثر الرواة» . وقال أبو العباس الداني في "الإيماء إلى أطراف أحاديث كتاب الموطأ" (2/17) : «مالك يقول في إسناد هذا الحديث: «عُمر بن عثمان» وهو المحفوظ عنه، وقال سائر رواة الزهري: «عَمرو» مخفَّفًا، وروجع مالك فيه فقال: «نحن أعلم به، وهذا داره» . وروى ابن معين، عن عبد الرحمن بن مهدي قال: قال لي مالك بن أنس: «أتراني لا أعرف عُمر من عَمر، هذه دار عُمر، وهذه دار عَمر» . وقال مسلم في "التمييز": «وكانا جميعًا ولد عثمان: عُمر وعَمرو، غير أن هذا الحديث عن عَمرو ليس عن عُمر» . ولما لم يُنازَع مالك في ولد عثمان، وخولف في راوي هذا الحديث منهم من شك فقال مرَّة: «عن عُمر أو عَمرو» وهكذا في رواية ابن بكير عنه. ثم رجع بأخرة فقال: «عَمرو» تابع الجماعة، هكذا ثبت في الموطأ في رواية يحيى بن يحيى صاحبنا، وابن القاسم، وسماعهما متأخر، ورواه النسائي كذلك عن جماعة من أصحاب مالك. وزعم أبو عمر بن عبد البر أن رواية يحيى هذا في "الموطأ" عن مالك: عُمر على الوهم. قال شيخنا أبو علي الجياني _ح: والمعروف في رواية يحيى بن يحيى صاحبنا: عَمرو، يعني: مخففًا قال: وكذلك ذكر أحمد بن خالد في "مسنده"، وكفى بنقله» . اهـ. الحديث: 1635 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 549 عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّان، عَنْ أُسَامة بْنِ زَيْدٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لاَ يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الرواةُ يَقُولُونَ: عَمْرٌو، ومالكٌ يَقُولُ (1) : عُمَرُ بْنُ عثمان (2) .   (1) إلى هنا انتهى السقط من النسخة (ف) ، وكانت بدايته من منتصف المسألة رقم (1567) . (2) من قوله: «ابن عفان عن أسامة ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 550 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: أمَّا الرُّوَاةُ الَّذِينَ قَالُوا: عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، فَسُفْيان ابن عُيَينة (1) ، ويونسُ ابنُ يزيد (2) ، عن الزُّهْري (3) .   (1) روايته أخرجها الإمام الشافعي في "الأم" (4/72 و83) ، و (6/169) ، و (7/363) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (135) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/200) ، ومسلم في "صحيحه" (1614) ، وابن ماجه (2729) ، وأبو عوانة (3/435 رقم 5593) ، وابن حبان في "صحيحه" (6033) . (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1588) ، ومسلم في "صحيحه" (1351) ، والنسائي في "الكبرى" (6380) ، وابن ماجه (2730) ، وأبو عوانة (3/436 رقم 5595) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/265) . (3) تابع ابنَ عيينة ويونسَ عددٌ من الرواة، منهم: معمر، ومحمد بن أبي حفصة، وابن جريج، وزمعة بن صالح: أما رواية معمر ومحمد بن أبي حفصة فأخرجها البخاري (3058 و4282) ، ومسلم (1351) . وأما رواية ابن جريج فأخرجها البخاري (6764) . وأما رواية زمعة فأخرجها مسلم في الموضع السابق. وقد اتفقت كلمة أهل العلم على ترجيح رواية من رواه عن الزهري بذكر: «عمرو بن عثمان» ، فروى ابن أبي حاتم في "آداب الشافعي" (ص224) عن الشافعي قوله: «صحَّف مالك في عُمر بن عثمان، وإنما هو: عَمرو بن عثمان» . وانظر "بيان خطأ من أخطأ على الشافعي" للبيهقي (ص202) . وذكر البخاري في"التاريخ الكبير" (6/354) رواية مالك هذه، وقال: «وهو وهم» . وذكر مسلم في "التمييز" أن كلَّ مَن رواه من أصحاب الزهري قاله بفتح العين من «عَمرو» ، وأن مالكًا وهم في ذلك. نقله عنه العراقي في "التقييد" (106) ، وابن الملقن في "المقنع" (1/181) ، والسيوطي في "التدريب" (1/239) . وقال النسائي في "الكبرى" (4/81) : «والصواب من حديث مالك: عمر بن عثمان، ولا نعلم أحدًا من أصحاب الزهري تابعه على ذلك» . وأخرج الترمذي هذا الحديث في "جامعه" (2107) من طريق سفيان بن عيينة وهشيم بن بشير، عن الزهري، به كرواية الجماعة، ثم قال: «وهذا حديث حسن صحيح. هكذا رواه معمر وغير واحد عن الزهري نحو هذا، وروى مَالِكٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ ابن حُسَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ النبي (ص) نحوه. وحديث مالك وَهمٌ، وَهِمَ فيه مالك. وقد رواه بعضهم عن مالك، فقال: عن عمرو بن عثمان، وأكثر أصحاب مالك قالوا: عن مالك، عن عمر بن عثمان. وعمرو بن عثمان بن عفان هو مشهور من ولد عثمان، ولا يُعرف عمر بن عثمان» . اهـ. وأخرج البزار هذا الحديث في "مسنده" (7/33 رقم 2581) من طريق سفيان بن عيينة، ثم قال: «وهذا الحديث رواه ابن عيينة وَمَعْمَرٌ وَجَمَاعَةٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بن عثمان، عن أسامة، فاتفقوا على اسم عمرو بن عثمان، إلا مالك بن أنس؛ فرواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ، عن أسامة، فيرون أنه غلط في ذلك، على أنه قد وقف فقال: هذه دار عمرو، وهذا دار عمر، فأومأ إليهما، فأما في الرواية فلا نعلم أحدًا تابعه على روايته إلا أن يكون أبو أويس، فإن سماعه من الزهري [شبيه] بسماع مالك» . اهـ. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (9/160-162) : «أما أهل النسب فلا يختلفون أن لعثمان بن عفان ابنًا يُسمى عُمَر، وله أيضًا ابن يُسمى عَمْرًا، وله أيضًا أبان والوليد وسعيد، وكلُّهم بنو عثمان بن عفان. وقد روى الحديث عن عمر، وعمرو، وأبان ... ، فليس الاختلاف في أن لعثمان ابنًا يُسمى عَمْرًا، وإنما الاختلاف في هذا الحديث: هل هو لعمر أو عمرو، فأصحاب ابن شهاب - غير مالك - يَقُولُونَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيد، ومالك يقول فيه: عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَلِيِّ بن حسين، عن عمر ابن عثمان ... ومالك لا يكاد يقاس به غيره حفظًا وإتقانًا؛ لكن الغلط لا يسلم منه أحد، وأهل الحديث يأبون أن يكون في هذا الإسناد إلا عمرو؛ بالواو» . اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 551 1636 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حديثَ المِقْدَامِ بنِ مَعْدِي كَرِبَ، عَنِ النبيِّ (ص) : الخَالُ وَارِثُ مَنْ لاَ وَارِثَ لَهُ. قَالَ: هُوَ حديثٌ حَسَنٌ (2) .   (1) قول أبي زرعة: «حديث حسن» ؛ نقله كل من: ابن عبد الهادي في "المحرر" (981) ، وابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/138) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (5/5/أ) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1345) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 429) ، وانظر المسألة رقم (1640) . (2) والحديث رواه رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عامر الهَوزنِي، عَنِ المِقدامِ بْنِ مَعدِي كَرِبَ، عن النبيِّ (ص) . الحديث: 1636 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 552 قال لَهُ الفَضْلُ الصَّائِغُ (1) : أَبُو عَامِرٍ الهَوْزَنِيُّ (2) مَنْ هُوَ؟ قَالَ: معروفٌ، رَوَى عَنْهُ راشدُ بنُ سَعْدٍ (3) ، لا بأس به.   (1) هو: الفضل بن العباس، المعروف بفضلك. (2) في (ف) : «الهوزي» ، وفي (ك) : «الهروي» . واسمه: عبد الله بن لحي. (3) روايته لهذا الحديث: أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1246) فقال: حدثنا شعبة، عن بُدَيل [وهو: = = ابن ميسرة] ؛ قال: سمعت عليَّ بن أبي طلحة يحدِّث عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الهَوْزني، عَنِ الْمِقْدَامِ ... ، فذكره، وهو جزء من حديث. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (172) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (31121) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/131 رقم 17175) ، وأبو داود في "سننه" (2899) ، والنسائي في "الكبرى" (6356) ، وابن ماجه (2738) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/397-398) ، و"مشكل الآثار" (2749) ، وأبو عوانة (3/446 رقم 5633 و5634) ، وابن حبان في "صحيحه" (6035) ، والطبراني في "الكبير" (20/264 رقم 625) ، والبيهقي في "سننه" (6/214) ، جميعهم من طريق شعبة، به. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (4/133 رقم 17203) ، وأبو داود في "السنن" (2900) ، والنسائي في "الكبرى" (6355) ، وابن ماجه (2634) ، وابن الجارود في "المنتقى" (965) ، وأبو عوانة (5635) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/398) ، و"مشكل الآثار" (2748) ، والطبراني في الموضع السابق برقم (626) ، والدارقطني في "السنن" (4/85-86 رقم 57 و58) ، والحاكم في "المستدرك" (4/344) ، والبيهقي في "السنن" (6/214 و243) ، جميعهم من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ بُدَيْلٍ بن ميسرة، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/133 رقم 17199 و17200) ، والنسائي في "الكبرى" (6354 و6419) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/398) ، و"المشكل" (2750 و2751) ، والطبراني في "الكبير" (20/266 رقم 628) ، جميعهم من طريق معاوية بن صالح، عن راشد بن سعد؛ أنه سمع المقدام ... ، فذكره هكذا بإسقاط أبي عامر، وتصريح راشد بالسماع من المقدام. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6357) من طريق ثور ابن يزيد، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6036) ، والطبراني في "الكبير" (20/265 رقم 627) ، وفي "مسند الشاميين" (1856) ، كلاهما من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ راشد بن سعد، عن ابن عائذ، عن المقدام، به. ولعل هذا الاختلاف على راشد بن سعد في هذا الحديث هو الذي دفع يحيى بن معين لإعلاله. فقد أخرج البيهقي في "السنن" (6/215) عن المفضل بن غسان الغلابي أنه قال: كان يحيى بن معين يبطل حديث: «الخالُ وَارِثُ مَنْ لا وَارِثَ لَهُ» ؛ يعني: حديث المقدام، وقال: ليس فيه حديث قوي. اهـ. وسئل الدارقطني في "العلل" (5/14/أ) عن هذا الحديث؟ فذكر أنه يرويه راشد ابن سعد، واختُلف عليه: فرواه شعبة، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن طهمان، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي عامر الهوزني، عن المقدام، وخالفهم معاوية بن صالح، فرواه عن راشد ابن سعد، عن المقدام، ولم يذكر أبا عامر. قال الدارقطني: «والأول أشبه بالصواب» ؛ يعني رواية شعبة ومن وافقه. وللحديث طرق أخرى أخرجها أبو داود في "سننه" (2901) ، وأبو عوانة في الموضع السابق برقم (5637) ، والبيهقي في "السنن" (6/214) من طريق يزيد بن حجر، عن صالح بن يحيى بن المقدام، عن أبيه، عن جده المقدام، به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 553 ............................ 1637 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ يَحْيَى بن طَلْحَة (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: قَالَ مُعَاذٌ: لمَّا بعثني رسولُ الله (ص) إِلَى اليمنِ، أَمَرَنِي أنْ أَقْسِمَ فيهم: لِلاِبْنَتِ (2) النِّصفُ، وللأختِ النِّصْفُ؟   (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن روي عنه على الوجه الذي رجحه أبو حاتم كما سيأتي. (2) كذا رسمت في (ت) و (ف) و (ك) ، وفي (أ) : «وللابنت» ، وفي (ش) : «وللبنت» ، والجادَّة أن يقال: «وللابْنَة» أو «وللبنت» - كما وقع في (ش) - لكنَّ ما أثبتناه بالتاء المفتوحة مع سكون الباء: صحيحٌ في العربية أيضًا. انظر توجيهه في التعليق على المسألة رقم (6) . الحديث: 1637 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 554 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَى الناسُ هَذَا الحديثَ (1) عَنِ المسيَّب بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ مُعَاذٍ؛ قَالَ: أَمَرَنِي رسولُ الله (ص) . قَالَ أَبِي: وإسحاقُ بْنُ يَحْيَى ضعيفُ الْحَدِيثِ، وَلا يُمْكننا أنْ نعتبر بحديثِهِ.   (1) وممن رواه هكذا إسحاق بن يحيى نفسه؛ فقد أخرجه الدارقطني في "السنن" (4/82-83 رقم48) من طريق عبد الله بن وهب، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/295) من طريق بشر بن الوليد، كلاهما عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن معاذ، به. وأخرجه سفيان الثوري في "كتاب الفرائض" (19) عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود، به. ومن طريق الثوري أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19025) ، وابن أبي شيبة (31059) ، والدارمي (2921) ، والطحاوي في "شرح المعاني" = = (4/393) ، والبيهقي (6/233) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6734) من طريق أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن أشعث به. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (31 و32) من طريق أبي الأحوص وعمر بن سعيد بن مسروق، كلاهما عن أشعث، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (4/394) من طريق أبي الأحوص، عن أشعث، به. وأخرجه الطحاوي أيضًا (4/393) ، والبيهفي (6/233) كلاهما من طريق أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، عن أشعث، به. وأخرجه سفيان الثوري أيضًا في "الفرائض" (20) عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم النخعي، عن الأسود، عن معاذ، به. ومن طريق سفيان أخرجه الدارمي (2922) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6741) ، وابن الجارود في "المنتقى" (963) ، والطحاوي (4/393) ، والبيهقي (6/233) ، جميعهم من طريق شعبة، عن سليمان الأعمش، به. وأخرجه ابن أبي شيبة (31060) من طريق وكيع، عن الأعمش، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19040) ، وسعيد ابن منصور في "سننه" (30) من طريق محمد بن سيرين، عن الأسود، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (2893) ، والدارقطني (4/83 رقم 50) من طريق أبي حسان الأعرج، عن الأسود، به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 555 1638 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا (1) أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجّ (2) ، عَنِ المُغِيرَةِ بنِ جَمِيلِ بنِ أَثِيرٍ الكِنْدِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عبد الله ابن (3) عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جَدِّهِ، عن النبيِّ (ص) قال (4) : الوَلاَءُ لَيْسَ بِمُتَحَوِّلٍ وَلاَ مُنْتَقِلٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، ومُغِيرَةُ مجهولٌ (5) . 1639 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ عيَّاش (6) ، وحجَّاج بْنُ أَرْطَاة (7) ، والأَجْلَح (8) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (9) ، عَنِ البَرَاء:   (1) أي: حدَّثَنَاهُ أو حدَّثنا به. وحُذِفَ الضميرُ العائد من جملة النعت إلى المنعوت. انظر التعليق على المسألة رقم (253) . (2) هو: عبد الله بن سعيد الكندي. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1321/كشف) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/181) ، والطبراني في "الكبير" (10/288 رقم 10684) . (3) في (ش) : «عن ابن» . (4) قوله: «قال» سقط من (ت) و (ك) . (5) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، والمغيرة ليس بمعروف» . وقال العقيلي في الموضع السابق: «مغيرة بن جميل كوفي، عن سليمان ابن علي، منكر الحديث» . ثم روى له هذا الحديث وقال: «ولا يعرف إلا به» . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/293 رقم 18589) ، وأبو داود في "سننه" (2889) ، والترمذي (3042) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/187) . (7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/295 و301 رقم 18607 و18677) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1656) ، والروياني في "مسنده" (302) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (5226) ، والطبراني في "الأوسط" (6892) . (8) هو: أجلح بن عبد الله بن حُجَيَّة. (9) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. الحديث: 1638 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 556 سئل النبي (ص) عَنِ الكَلاَلة (1) . وَرَوَاهُ يُونُسُ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، مُرْسَلٌ (4) ؟ قَالَ: تَابَعَ يونسَ زَكَرِيَّا (5) ، وحديثُهُ عَنْ أَبِي سَلَمة أشبَهُ عِنْدِي.   (1) وتتمته: «فقال: تكفيكَ آية الصَّيف» . قال الخطابي في "معالم السنن" (4/162-163) : وأما قوله: «تجزيك آية الصيف» : فإن الله سبحانه أنزل في الكلالة آيتين؛ إحداهما في الشتاء، وهي الآية التي نزلت في سورة النساء [الآية: 12] ، وفيها إجمال وإبهام لا يكاد يتبين هذا المعنى من ظاهرها، ثم أنزل الآية الأخرى في الصَّيف، وهي في آخر سورة النساء [الآية: 176] ، وفيها من زيادة البيان ما ليس في سورة [كذا] الشتاء، فأحال السائل عليها ليستبين المراد بالكلالة المذكورة فيها، والله أعلم» . (2) هو: يونس بن أبي إسحاق السبيعي. (3) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. علق عليها في المسألة رقم (34) . (5) هو: ابن أبي زائدة. وروايته أخرجها الطبري في "تفسيره" (10889) . = ... وتابعهما أيضًا عمار بن رُزيق. أخرجه أبو داود في "المراسيل" (371) من طريق حسين بن علي بن الأسود، عن يحيى بن آدم، عن عمار بن رُوزيق، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سلمة بن عبد الرحمن، به مرسلاً، ثم قال أبو داود: «وروى عمار، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ - في الكلالة -: قال: تكفيكَ آية الصَّيف» . وأخرج البيهقي في "السنن" (6/244) هذا الحديث من طريق أبي داود، وذكر عبارته هذه، ثم قال: «هذا هو المشهور، وحديث أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ منقطع وليس بمعروف» . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/336) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمّاني، عن يحيى بن آدم، عن عمار بن رُوزيق، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) . قال الحاكم: «صحيح الإسناد على شرط مسلم، ولم يخرجاه» ، فتعقبه الذهبي بقوله: «الحماني ضعيف» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 557 1640 - وَانْتَهَى (1) أَبُو زُرْعَةَ فِيمَا كَانَ يقرأْ مِنْ كِتَابِ الْفَرَائِضِ إِلَى حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ بُدَيْل بْنِ مَيْسَرَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ أَوْ غيرِهِ، عَنْ رجلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) قَالَ: الخَالُ مَوْلَى مَنْ لا مولَى لَهُ؛ يرثُ مالَهُ، ويَفُكُّ عَانَهُ (2) . فَقَالَ (3) أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ حمَّاد بْنُ سَلَمة، والصَّحيحُ: مَا رَوَاهُ (4) شُعْبةُ وحمَّادُ بْنُ زَيْدٍ (5) ، عَنْ بُدَيْل بْنِ مَيْسَرَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ (6) ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الهَوْزَنِي (7) ، عَنِ المِقْدام الكِنْدِي، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الخَالُ وَارِثُ مَنْ لاَ وَارِثَ لَهُ؛ هَذَا مَتْنُ حَدِيثِ شُعْبة. ومَتْنُ حَدِيثِ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ: الخَالُ مَوْلَى مَنْ لاَ مَوْلَى لَهُ، يَرِثُ مَالَهُ، وَيَفُكُّ عَانَهُ.   (1) انظر المسألة رقم (1636) . (2) أي: يَفُكُّ أَسْرَهُ؛ قال ابن الأثير في "النهاية" (3/314) : «العاني: الأسِيرُ، وكلُّ من ذَلَّ واستكان وخَضَع: فقد عَنَا ... ومنه حديث المِقْدام: " الخالُ وَارِثُ مَنْ لا وارِثَ له، يفُكُّ عانه"، أي: عانِيَهُ، فحذف الياء. وفي رواية: " يفُكُّ عُنِيَّهُ» ، بضمّ العين، وتشديد الياء؛ يقال: عَنَا يعنو، عُنُوًّا، وعُنِيًّا» . (3) في (ك) : «قال» . (4) قوله: «ما رواه» مطموس في (أ) . (5) تقدم تخريج روايتي شعبة وحماد بن زيد في المسألة رقم (1636) . (6) في (ت) و (ف) و (ك) : «سعيد» . (7) في (ف) : «الهوزي» . وأبو عامر هذا هو: عبد الله بن لُحَيّ. الحديث: 1640 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 558 1641 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (1) ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ عِيَاض بن عبد الله، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: كُنَّا نُوَرِّثُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؛ يَعْنِي: الجَدَّ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصَة؛ إنما هو: كنا نُؤَدِّي صدَقَةَ الفِطْرِ على عهد رَسُول اللَّه (ص) (2) .   (1) هو: ابن عقبة السُّوَائي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (31207) ، فقال: حدثنا قبيصة ... ، فذكره. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1095) . وأخرجه البزار في "مسنده" (1387/كشف) ، و (1533/مطالب) من طريق محمد بن عمر بن هياج، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/16) من طريق أبي حاتم الرازي وجعفر بن محمد بن شاكر، ثلاثتهم عن قبيصة، به. (2) قال الإمام مسلم في "التمييز" (ص190) : «هذا خبر صحَّف فيه قبيصةُ، وإنما كان الحديث بهذا الإسناد عن عياض قال: كنا نؤديه على عهد رسول الله (ص) ؛ يعني: في الطعام وغيره في زكاة الفطر. فلم يقر قراءته، فقلب قوله، إلى أن قال: يورثه. ثم قلب له معنى، فقال: يعني: الجد» . وقال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه بهذا اللفظ عن أبي سعيد ح إلا من هذا الوجه، وأحسب أن قبيصة أخطأ في لفظه، وإنما كان عنده: «كنا نؤدّيه» ؛ يعني الفطر، ولم يتابع قبيصة على هذا» . اهـ. وقد رُوي الحديث عن قبيصة على الصواب؛ فأخرجه البخاري في "صحيحه" (1505) فقال: حدثنا قبيصة؛ حدثنا سفيان، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد ح قال: كنا نُطعم الصدقة صاعًا من شعير. = ... وكذا أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/41) من طريق علي بن شيبة، والبيهقي في "السنن" (4/164 و173) من طريق محمد بن عبد الوهاب، كلاهما عن قبيصة، به كما رواه البخاري. الحديث: 1641 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 559 1642 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى بن حمزة (2) ، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن ابن (3) مَوْهَب (4) ،   (1) انظر المسألة رقم (1646) . (2) روايته أخرجها البخاري في "تاريخه" (5/198) ، وأبو داود (2918) ، ويعقوب بن سليمان في "المعرفة والتاريخ" (2/439) ، وأبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/570) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2546) ، وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2092) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2853 و2854 و2855) ، والطبراني في "الكبير" (2/56 رقم 1273) ، والحاكم (2/219) ، والبيهقي في "السنن" (10/296-297) . (3) قوله: «ابن» سقط من (ف) . (4) هو: عبد الله بن مَوْهَب الهَمْداني. الحديث: 1642 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 560 عَنْ قَبِيصَة بْنِ ذُؤَيْب، عَنْ (1) تميمٍ الدَّارِيِّ، عن النبيِّ (ص) ؛ في الرَّجُلِ (2) يُسْلِمُ على يَدَيِ (3) الرجلِ (4) ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ (5) ، عن عبد العزيز، عَنِ ابْن مَوْهَب (6) ؛ قَالَ: سمعتُ (7) تَمِيمً (8) الدَّارِيَّ، عن النبيِّ (ص) . قال أبي: أبو نُعَيْم أحفظُ وأتقَنُ. قلتُ لأبي: يحيى بنُ حمزة أفهَمُ بأهلِ بلده؟! قَالَ: أَبُو نُعيم في كُلِّ شيء أحفظ وأتقن (9) .   (1) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (2) قوله: «في الرجل» سقط من (ك) . (3) في (ف) : «يد» . (4) لفظ الحديث بتمامه - كما في رواية أبي داود -: عن تميم الداري أنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا السنة في الرجل يُسْلِمُ على يدي الرجل من المسلمين؟ قال: «هو أولى الناس بِمَحْياه ومَمَاتِه» . (5) هو: الفضل بن دُكين. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/103 رقم 16953) ، والدارمي (3076) ، وأبو زرعة في "تاريخه" (1/569) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/439) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2852) ، والبيهقي في "سننه" (10/296) . (6) في (ف) : «عن أبي موهب» ، وفي (ك) : «عن ابن أبي موهب» !! (7) أنكر بعض الحفاظ قول ابن موهب هنا: «سمعت» . قال يعقوب بن سفيان في "تاريخه" (2/439) : «حدثنا أبو نعيم؛ حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز - وهو ثقة - عن عبد الله بن موهب - وهو همداني ثقة - قال: سمعت تميمًا الداري، وهذا خطأ؛ ابن موهب لم يسمع من تميم ولا لحقه» . اهـ. وانظر التعليق آخر المسألة ا. (8) كذا في جميع النسخ، وهو مفعول «سمعتُ» ، فكانت الجادَّة أن يقال: «تميمًا» بالألف؛ لأنَّ «تميمًا» اسمٌ عربيٌّ علَمٌ على مذكَّر، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ على وجهين؛ بنصب «تميم» منونًا وغير منوَّن، وقد خرَّجناهما في التعليق على المسألة رقم (126) . (9) ومما يدل على أن أبا نعيم قد حفظ: أنه تابعه وكيع، وعلي بن عابس، وعبد الرحمن بن سليمان، ومحمد بن ربيعة، على ذلك: أما رواية وكيع: فأخرجها عنه ابن أبي شيبة في "المصنف" (31567) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/103 رقم 16948) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجها ابن ماجه (2752) . وأخرج الترمذي الحديث (2112) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء؛ حدثنا أبو أسامة، وابن نمير، ووكيع، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ ... ، فذكره مثل رواية أبي نعيم، إلا أنه لم يذكر تصريح ابن موهب بالسماع من تميم، فلعله بسبب حمل رواية وكيع على روايتي أبي أسامة وابن نمير أو أحدهما. وأما روايات علي بن عابس، وعبد الرحمن بن سليمان، ومحمد بن ربيعة: فأخرجها الدارقطني في "سننه" (4/181-182 رقم 34) . ورواه جمع من الرواة عن عبد العزيز بن عمر، فوافقوا أبا نعيم على عدم ذكر قبيصة في الإسناد، إلا أنهم لم يذكروا سماع ابن موهب من تميم؛ فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9872 و16271) من طريق عبد الله ابن المبارك، وسعيد بن منصور في "سننه" (203) ، والدارقطني في "السنن" (4/181 رقم 31) من طريق إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن أحمد في "العلل" (2901) من طريق محمد بن ميمون، والنسائي في "الكبرى" (6412 و6413) من طريق يونس بن أبي إسحاق وعبد الله بن داود، وأبو يعلى في "مسنده" = = (7165) ، والدارقطني في "السنن" (4/181 رقم 33) من طريق علي بن مسهر، جميعهم عن عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن موهب، عن تميم، به. وذكر الإمام الشافعي في "الأم" (4/ 78) حوارًا جرى بينه وبين رجل في ولاء مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ، وفيه يقول الشافعي: فقال لي قائل: إنما ذهبتُ في هذا إلى حديثٍ رواه ابن مَوْهب، عن تميمٍ الدّاريّ، قلت: لا يثبت. قال: أفرأيت إذا كان هذا الحديث ثابتًا، أيكون مخالفًا لما رويتَ عن النبي (ص) : «الولاء لمن أعتق» ؟ قلت: لا ... ، [ثم ذكر أن الرجل قال] : فما منعك منه إذا كان الحديثان محتملين؛ أن يكون لكل واحد منهما وجه؟ قلت: منعني أنه ليس بثابت، إنما يرويه عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ابن موهب، عن تميمٍ الدّاريّ، وابن موهب ليس بالمعروف عندنا، ولا نعلمه لقي تميمًا، ومثل هذا لا يثبت عندنا ولا عندك من قبل أنه مجهول، ولا نعلمه متّصلاً. اهـ. وقال البخاري في كتاب الفرائض من "صحيحه" (12/45/فتح) باب إذا أسلم على يديه: «ويذكر عن تميم الداري رفعه قال: هو أولى الناس بمحياه ومماته، واختلفوا في صحة الخبر» . اهـ. وقال في "التاريخ الكبير" (5/198-199) : وقال هشام بن عمار: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَرَ بن عبد العزيز؛ سمع عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ، عَنْ تميم الدّاريّ؛ قلت: يا رسول الله، ما السنة في أهل الكفر يسلم على يدي رجل من المسلمين؟ قال: «هو أولى الناس بمحياه ومماته» . وقال بعضهم: عبد الله بن موهب سمع تميم الداري، ولا يصح؛ لقول النبي (ص) : «الولاء لمن أعتق» . اهـ. وقال أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/569-571) : «وسمعته - يعني أبا نعيم - يقول: أنا سمعت عبد العزيز ابن عمر يذكر عن عبد الله بن موهب؛ قال: سمعت تميم الداري - وأنكر أن يكون بينهما قبيصة بن ذؤيب- وقال: أنا سمعته يقول: سمعت تميمًا فاحتُجّ عند أبي نعيم - فيما بلغني - بما قال يحيى بن حمزة: عن عبد العزيز بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب .... قال أبو زرعة: فحدثني بعض أصحابنا أنه قال: ومن يحيى بن حمزة حتى يُحتجّ به عليّ؟ فقيل له: يا أبا نعيم، لو قيل لك في نبل رجالك: من الأعمش؟ من فلان؟ ألم يكن القائل يستطيع أن يقول: لكل قوم علم، ولكل قوم رجال، وهم أعلم بما رووا؟ فسكت أبو نعيم» . ثم أسند أبو زرعة الحديث من طريق أبي مسهر، عن يحيى ابن حمزة، ثم قال: «ولم أر أبا مسهر لما حدّث بهذا الحديث أنكره، ولا ردَّه ... فوجه مدخل قبيصة بن ذؤيب في حديثه هذا - فيما نرى والله أعلم -: أن عبد العزيز بن عمر حدَّث يحيى بن حمزة بهذا الحديث من كتابه، وحدَّثهم بالعراق حفظًا. وقد حدثني صفوان ابن صالح؛ أنه سمع الوليد بن المسلم يذكر أن الأوزاعي كان يدفع هذا الحديث، ولا يرى له وجهًا. ويحتجّ الأوزاعي: أنه لم يكن للمسلمين يومئذ ذمّة ولا خراج. قال أبو زرعة: وهذا حديث متصل حسن المخرج والاتصال، لم أر أحدًا من أهل العلم يدفعه» . اهـ. وقال الترمذي في"جامعه" (2112) : «هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن وهب، ويقال: ابن مَوْهب، عن تميم الداري، وقد أدخل بعضهم بين عبد الله بن وهب وبين تميم الداري: قبيصةَ بن ذؤيب؛ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ عبد العزيز بن عمر، وزاد فيه: قبيصة بن ذؤيب. والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم، وهو عندي ليس بمتصل» . وانظر: "العلل ومعرفة الرجال" لعبد الله بن أحمد (2/431) ، و"السنن الكبرى" للنسائي (4/88-89) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (10/296) ، و"المعرفة" له أيضًا (14/412) ، و"نصب الراية" (4/155) ، و"تهذيب الكمال" (16/192-193) ، و"فتح الباري" (12/46-47) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 561 ............................ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 562 1643 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَوْسَجَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رَجُلا تُوُفِّيَ على عهدِ رسول الله (ص) وَلَمْ يَدَعْ وَارِثًا، إِلا مَوْلًى هو أعتقَهُ ... ، الحديثَ.   (1) روايته أخرجها البيهقي في "سننه" (6/242) . وتابعه روح بن القاسم على إرساله أيضًا، وورايته أخرجها البيهقي في الموضع السابق. الحديث: 1643 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 563 فَقُلْتُ لَهُ: فإنَّ ابنَ عُيَينة (1) ، ومحمدَ بنَ مُسْلِم الطَّائِفِي (2) يَقُولانِ: عَنْ عَوْسَجَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) . فقلت له: اللذَيْنِ (3) يَقُولانِ: ابنُ عَبَّاسٍ، محفوظٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ؛ قَصَّرَ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ (4) . قلتُ لأَبِي: يصحُّ هَذَا الحديثُ؟   (1) هو: سفيان. وروايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (16192) ، والحميدي في "مسنده" (533) ، وسعيد ابن منصور في "سننه" (194) ، والإمام أحمد في "مسنده" (1/221 رقم1930) ، والترمذي في "جامعه" (2106) ، وابن ماجه في "سننه" (2741) ، والنسائي في "الكبرى" (6409) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2399) ، وابن حبان في "الثقات" (5/282) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/338 رقم 12211) . (3) كذا في (ت) و (ف) ، وفي بقية النسخ: «الذين» . وما أثبتناه يخرج على جر «اللَّذَيْن» على الإضافة، بإضمار مضاف محذوف، والتقدير: قولُ اللَّذَيْن يقولان: ابنُ عباس، محفوظٌ؟ حُذِفَ المضاف وبقي المضاف إليه مجرورًا. وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (3) . (4) وقد تابع سفيانَ بنَ عُيَيْنَةَ ومحمدَ بنَ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيَّ: حمادُ بن سلمة وابنُ جريج، فروياه عن عمرو بن دينار موصولاً: أما رواية حماد بن سلمة: فأخرجها الطيالسي في "مسنده" (2861) ، وأبو داود في "سننه" (2905) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/403) ، والحاكم في "المستدرك" (4/347) ، والبيهقي في "سننه" (6/242) . وأما رواية ابن جريج: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (16191) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/358 رقم 3369) ، والنسائي في "الكبرى" (6410) ، والطبراني في "الكبير" (11/337 رقم 12209) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 564 قَالَ: عَوْسَجَةُ لَيْسَ بِالْمَشْهُورِ (1) . 1644 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَفْص بْنُ جُمَيْع، عَنْ سِمَاك (2) ، عَنْ عبد الله ابن عُقْبَة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ (3) مَوْلَى لَهُمْ هَلَكَ، وَكَانَ أَبُوهُ نَصْرَانِيًّا، وتَرَكَ (4) أباه وبني أخيه، وهو بَنُو عَمٍّ (5) شَرْعًا فِيهِ سَوَاءٌ؛ قَالَ أَنَسٌ: أَنْتُمْ شركاءُ فِي ميراثِهِ؟ قال أبي: عبد الله هُوَ ابْنُ عِصْمَة، وَهَذَا الْحَدِيثُ رواه إسرائيلُ (6) ، عن عبد الله بن عِصْمَة (7) . 1645- وسُئِلَ (8) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ يعقوبَ بنِ حُمَيْد بْنِ كَاسِب (9) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْم الطَّائِفِي، عن عُبَيْدالله بن عمر، عن   (1) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/76) : «عوسجة مولى ابن عباس: روى عنه عمرو بن دينار، لم يصح حديثه» . وذكر العقيلي في "الضعفاء" (3/413) قول البخاري هذا، ثم أخرج هذا الحديث من طريق الحميدي عن سفيان بن عيينة، ثم قال: «ولا يتابع عليه» . وقال النسائي في "الكبرى" عقب الحديث رقم (6409) : «عوسجة ليس بالمشهور، لا نعلم أن أحدًا يروي عنه غير عمرو بن دينار، ولم نجد هذا الحديث إلا عند عوسجة» . وأورد ابن رجب في "شرح العلل" (1/15) هذا الحديث في الأحاديث التي اتفق العلماء على عدم العمل بها. (2) هو: ابن حرب. (3) قوله: «أن» سقط من (أ) و (ش) . (4) في (ت) : «فترك» . (5) كذا في جميع النسخ!! (6) هو: ابن يونس. (7) قوله: «وَهَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ عَنْ عبد الله بن عِصْمَة» مكرر في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر، وكتب ناسخ (ك) فوقها: «كذا» . (8) انظر المسألتين رقم (1107) و (1130) . (9) روايته أخرجها البيهقي في "سننه" (10/293) . وتابعه محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، فرواه عن يحيى بن سليم، لكن بلفظ: «نهى عن بيع الولاء وهبته» . أخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (318) ، وابن ماجه في "سننه" (2748) . ورواه محمد بن زياد الزيادي عن يحيى بن سليم باللفظين كليهما، لكنه قال: عن إسماعيل بن أمية بدل عبيد الله بن عمر. أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1318 و1319) . وأخرجه البيهقي في "السنن" (10/293) من طريق محمد بن زياد باللفظ الأول فقط: «الولاء لحمة ... » الحديث. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/341) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عن ابن عمر مرفوعًا: «الولاء لحمة ... » الحديث. ورواه يحيى بن سعيد الأموي وأبو ضمرة أنس بن عياض، كلاهما عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: نَهَى رَسُولُ الله (ص) عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ. وروايتهما تقدمت برقم (1107 و1130) . وبهذا اللفظ أيضًا أخرجه الخطيب في "الفصل" (1/584 -585) من طريق قبيصة بن عقبة ونصر بن مزاحم، كلاهما عن سفيان الثوري، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. وقبيصة ونصر متكلم = = فيهما، وسفيان الثوري إنما يرويه عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ كما سيأتي. الحديث: 1644 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 565 نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: الوَلاَءُ لُحْمَةٌ كَلُحْمَةِ النَّسَبِ، لاَ يُبَاعُ (1) وَلاَ يُوهَبُ؟ قَالَ أبو زرعة: الصَّحيحُ: عُبَيْدُالله (2) ، عن عبد الله بن دينار، عن   (1) في (ش) : «تباع» . (2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1506) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنّ رسول الله (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هبته. قال مسلم: الناس كلهم عيال على عبد الله بن دينار في هذا الحديث. وأخرجه مسلم أيضًا والبخاري في "صحيحه" (2535 و6756) من طريق سفيان الثوري وشعبة، كلاهما عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، به كسابقه. وأخرجه مسلم أيضًا من طريق سليمان بن بلال، وسفيان ابن عيينة، وإسماعيل بن جعفر، والضحاك بن عثمان، جميعهم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، به كسابقه أيضًا. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 566 ابن عمر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ بيعِ الولاءِ، وعن هِبَتِهِ (1) .   (1) أخرج الترمذي هذا الحديث في "جامعه" (1236) من طريق سفيان الثوري وشعبة، عن عبد الله بن دينار، ثم قال: «هذا حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، والعمل على هذا الحديث عند أهل العلم. وقد روى يحيى بن سليم هذا الحديث عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبي (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وهبته، وهو وَهْمٌ، وهِم فِيهِ يَحْيَى بْنُ سليم. وروى عبد الوهاب الثقفي وعبد الله بن نمير وغير واحد عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) ، وهذا أصح من حديث يحيى بن سليم» . وقال في "العلل الكبير" (318) - بعد أن أخرج حديث يحيى بن سليم -: «والصحيح: عن عبد الله بن دينار، وعبد الله بن دينار قد تفرد بهذا الحديث عن ابن عمر، ويحيى بن سليم أخطأ في حديثه» . ثم ساق الترمذي بسنده إلى شعبة أنه قَالَ: «قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دينار: أنت سمعته؟ قال: نعم، سأله ابنه سالم» . وساق رواية أخرى عن شعبة نحو هذه، وزاد فيها: قال شعبة: «فلوددت لو تركني حتى أقبِّل رأسه» . اهـ. وذكر البيهقي في "السنن" (10/293) عن الترمذي أنه قال: «سألت عنه البخاري؟ فقال: يحيى بن سليم أخطأ في حديثه، إنما هو عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وعبد الله ابن دينار تفرد بهذا الحديث» . وذكر الخليلي في "الإرشاد" (1/386-387) أن يحيى ابن سليم روى عن عبيد الله وإسماعيل بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر: أن النبي (ص) نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هبته، ثم قال - أي الخليلي -: «وأخطأ فيه يحيى؛ لأن هذا رواه عبيد الله وغيره عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ هَذَا من حديث نافع» . وقال البيهقي في "السنن" (10/293) : «هذا وهم من يحيى بن سليم أو مَنْ دونه في الإسناد والمتن جميعًا، فإن الحفاظ إنما رووه عن عبيد الله بن عمر، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبي (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وعن هبته» . اهـ. وانظر "الكامل" لابن عدي (6/8-9) ، و"شرح العلل" لابن رجب (1/415-416) ، و"فتح الباري" (12/43-44) . وقد أطال الخطيب في "الفصل" (1/577-586) في تفصيل طرق هذا الحديث، فانظره إن شئت. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 567 أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ (1) ؛ قَالَ (2) : حَدَّثَنَا (3) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عن عُبَيدالله بن عمر، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ: أنَّ (4) النبيَّ (ص) قَالَ: الوَلاَءُ لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم؛ قَالَ (5) : حَدَّثَنَا (6) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بن عبد الله بْنِ نُمَيْر (7) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبِي، عن عُبَيدالله (8) ، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ، نَحْوَهُ. 1646 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (9) : وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَقَرَأَ عَلَيْنَا كتابَ الْفَرَائِضِ، فَانْتَهَى إِلَى حديثٍ كَانَ عِنْدَهُ عَنْ عمرٍو النَّاقِد (10) ، عَنْ   (1) قوله: «أخبرنا أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) قوله: «قال» ليس في (ف) . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثنا» بالواو. (4) في (أ) و (ش) : «قال» بدل: «أن» . (5) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط، وجاء مكانه في (أ) و (ش) «قال أبو محمد» . (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدَّثنا» بالواو. (7) في (ف) : «نمر» . (8) كذا جاءت رواية عبد الله بن نمير لهذا الحديث هنا: «عن عبيد الله» بلا واسطة، وكذا ذكرها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث (1236) كما سبق نقله. وأخرج الحديث مسلم في "صحيحه" (1506) من = = طريق محمد بن عبد الله بن نمير؛ حدثنا أبي؛ حدثنا سفيان بن سعيد؛ حدثنا عبيد الله ... ، فذكره هكذا بزيادة سفيان بن سعيد الثوري. (9) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط. وانظر المسألة رقم (1642) . (10) هو: عمرو بن محمد. وتابعه على رواية هذا الحديث جمع من الرواة؛ منهم: سعيد بن منصور، ومحمد بن عمرو بن أبي مذعور، وهشام بن عمار، وسعيد بن سليمان، ومحمد بن زنبور، ومسدد - لكن اختُلف على مسدد -: أما سعيد بن منصور: فأخرجه في "سننه" (200) . وأما رواية محمد بن عمرو بن أبي مذعور: فأخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/400) ، والدارقطني في "السنن" (4/181 رقم 32) . وأما رواية هشام بن عمار: فأخرجها ابن عدي (6/400) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن" (10/298) . وأما رواية سعيد بن سليمان: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (8/189 رقم 7781) . وأما رواية محمد بن زنبور: فأخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/284) . وأما رواية مُسَدَّد: فأخرجها الطبراني مقرونة برواية سعيد بن سليمان، من طريق معاذ بن المثنى، عن مسدد، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ معاوية، به كما في الروايات السابقة. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/135) - ومن طريقه البيهقي في "السنن" (10/298) - من طريق الفضل بن الحباب، عن مسدد، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ جعفر بن الزبير، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به هكذا بذكر جعفر ابن الزبير بدل معاوية بن يحيى. وهذا خطأ من أبي خليفة الفضل بن الحباب، وهو قد يغرب ويخالف مع كونه ثقة؛ كما في "لسان الميزان" (4/438-439 رقم 1340) . الحديث: 1646 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 568 عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بن يحيى (1) ، عن القاسم بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي أُمامة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ، فَلَهُ وَلاؤُهُ. فامتنع أَبُو زُرْعَةَ من قراءته علينا، ولم نسمعْهُ منه (2) .   (1) هو: الصَّدَفي. (2) قال الدارقطني بعد أن رواه في الموضع السابق من "السنن": «الصدفي ضعيف» . وقال البيهقي بعد أن رواه في الموضع السابق من "السنن": «ومعاوية بن يحيى ضعيف لا يحتج به» . وانظر "الكامل" لابن عدي (6/400) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 569 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْقُرْآن ِ وتَفْسِيرِ الْقُرْآن ِ 1647 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ (1) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَان، عَنِ أَبِي (*) المُبَارَك، عَنْ عَطَاء (2) ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) قال: مَا آمَنَ بِالْقُرْآن ِ مَنِ اسْتَحَلَّ مَحَارِمَهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ وَكِيعُ بْنُ الجَرَّاح (3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَان، عَنِ أَبِي (*) المُبَارَك، عَنْ صُهَيْب (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ: وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَان (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاء، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ صُهَيْب (6) ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) هو: سليمان بن حيان. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30191) ، وأبو سعيد الأشج في "جزئه" (74) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1003) ، وابن عدي في "الكامل" (7/270) . وأخرجها القضاعي في "مسند الشهاب" (777) من طريق ابن أبي شيبة. (*) ... كذا في (ت) ، وفي بقية النسخ: «ابن» ، وهو خطأ، والمثبت هو الصواب كما سيأتي، وكما في مصادر التخريج، و"ميزان الاعتدال" (4/567 رقم 10560) ، و"التقريب" (8338) . (2) هو: ابن أبي رباح. (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30192) ، والترمذي في "جامعه" (2918) . (4) هو: ابن سنان الرومي. (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2084) ، والشاشي في "مسنده" (993) ، والدينوري في "المجالسة" (57) ، والطبراني في "الكبير" (7295) ، و"الأوسط" (4366) ، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (4/96) ، وابن عدي في "الكامل" (7/270) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (775 و776 و778) ، والبيهقي في "الشعب" (171) ، والخطيب في "تاريخه" (6/127) . (6) من قوله: «عن النبي (ص) ... » إلى هنا سقط من (ش) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 1647 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 570 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ مُحَمَّد بْن يَزِيد أشبَهُ عَنْ أَبِيهِ (1) ؛ لأنه أفهَمُ بحديث (2) أَبِيهِ؛ أنْ كَانَ (3) كُتُبُ أَبِيهِ عنده، ويزيدُ بْن سِنَان ليس بقويِّ الحديثِ. وقال أَبِي: هذه (4) كلُّها منكرةٌ، ليستْ (5) فيها حديثٌ يمكنُ أنْ يقال: إنَّه صحيحٌ، وكأنه (6) شِبْهُ الموضوع، وحديثُ أَبِيهِ (7) أنكرُهَا، ومَحَلُّ يزيدَ محلُّ الصدق، والغالبُ عليه الغفلة، فَيَحْتمِلُ أن يكونَ سمع من أَبِي (8) المُبَارَك هذا، وهو شِبْهُ مجهولٍ (9) .   (1) كذا جاءت العبارة في جميع النسخ، وفيها تقديم وتأخير، والجادَّة: حديثُ محمد ابن يزيد عن أبيه أشبَهُ. (2) في (ك) : «لحديث» ، وهي محتملة للوجهين في (ت) ، لكن ليس فيها نقطة للباء. (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كانت كُتُبُ ... » ، لكنَّ تذكير الفعل كما في النسخ صحيح؛ لأن «كتب» جمعُ تكسير؛ فيجوز معه تأنيث الفعل وتذكيرُهُ وإن كان التأنيث أولى. انظر التعليق على المسألة رقم (224) . (4) يعني: طرق الحديث. (5) في (ت) و (ك) : «وليست» بالواو. وكانت الجادَّة أن يذكَّر الفعل فيقال: «ليس فيها حديثٌ ... » إلخ، لكن يخرَّج ما في النسخ على أن اسم «ليست» ضمير مؤنَّث يعود إلى «هذه الطرق» ، وجملة «فيها حديث يمكن ... » جملة اسمية من مبتدأ وخبر في محل نصب خبر «ليست» . (6) في (ف) : «وكان» . (7) كذا في جميع النسخ! فالظاهر أنه يعني: «وحديثه عن أبيه» ؛ فجميع طرق الحديث مدارها على يزيد بن سنان والد محمد بن يزيد. (8) في (ش) : «ابن» ، ونسخة (أ) موافقة لبقية النسخ، لكن هناك من حاول جعلها: «ابن» بخط مغاير فيما يظهر. (9) في (ت) و (ك) : «المجهول» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 571 قَالَ أَبِي: ومحمدُ بْن يَزِيد أشدُّ (1) غَفْلةً من أَبِيهِ، مع أنه كَانَ رجلا صالحا، لم يكنْ من أَحْلاسِ (2) الحديثِ (3) . 1648 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه الثَّوْري (4) ، عن   (1) في (أ) و (ش) : «أشبه» . (2) جمع حِلْس؛ وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب. ويُشبَّهُ به في الملازمة والدوام. والمعنى: أنه ليس من رجال الحديث الملازمين لعلمه. انظر "النهاية" (1/423) . (3) قال أبو عيسى الترمذي في "جامعه" (2918) : «هذا حديث ليس إسناده بالقوي، وقد خولف وكيع في روايته. وقال محمد [يعني: البخاري] : أبو فروة يزيد ابن سنان الرُّهاوي ليس بحديثه بأس، إلا رواية ابنه = = محمد عنه، فإنه يروي عنه مناكير. قال أبو عيسى: وقد روى مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ عن أبيه هذا الحديث، فزاد في هذا الإسناد: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن صهيب، ولا يتابع محمد بن يزيد على روايته، وهو ضعيف، وأبو المبارك رجل مجهول» . وقال البزار في "مسنده" (6/10) : «وهذا الكلام لا نعلم رواه عن النبي (ص) إلا صهيب، ولا نعلم يُروى عن صهيب إلا مِنْ هذين الوجهين اللذين ذكرناهما» . وقال ابن عدي في "الكامل" (7/270) : «وهاتان الروايتان رواهما يزيد بن سنان غير محفوظتين» ؛ يعني رواية أبي خالد الأحمر ورواية محمد بن يزيد. وقال الذهبي في "الميزان" (4/567) : «أبو المبارك لا يدرى من هو؟ وخبره منكر» ، ثم ذكر رواية وكيع، ثم قال: «هو منقطع» ، ثم رواه بإسناده من طريق محمد ابن يزيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ مجاهد به، وقال: «ومحمد بن يزيد الذي جوَّد سنده ليس بعمدة كأبيه» . وذكر الحديث في ترجمة يزيد بن سنان (4/427) من طريق أبي خالد الأحمر ومحمد بن يزيد، ثم قال: «والروايتان غير محفوظتين» . (4) هو: سفيان. وروايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (272) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/129 رقم 21184) ، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، به. وقد رواه عبد الرحمن أيضًا - كما سيأتي - عن سُفْيَانُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، به. الحديث: 1648 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 572 الزُّبَيْر بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي (1) رَزِين (2) ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْش، عن أُبَيِّ ابن كَعْب، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المعوِّذَتَيْنِ (3) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَاهُ عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ - قَاضِي الرِّيِّ -[وعَمْرُو] (4) بنُ أَبِي قيس، عَن الزُّبَير بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَبِي رَزِين، عَنْ حُذَيْفَة، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ عَنْبَسَةَ وعَمْرٍو أشبهُ عندي إذا اتفَقَ (5) عليه النَّفْسَينِ (6) ، وهما الرواةُ عَنِ الزُّبَير، وأخاف أن يكونَ أشبَهَ على   (1) في (ف) : «ابن» . (2) هو: مسعود بن مالك. (3) ولفظه: عن زرّ قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ؛ قلت: يا أبا المنذر، إن أخاك ابن مسعود يقول: كذا وكذا؟ فقال أُبَيّ: سألت رسول الله (ص) ؟ فقال لي: «قيل لي، فقلت» . قال: فنحن نقول كما قال رسول الله (ص) . وفي رواية حماد بن سلمة - الآتي تخريجها -: قلت لأبي بن كعب: إن ابن مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه؟ فقال: أشهد أن رسول الله (ص) أخبرني أن جبريل _ج قال له: قل أعوذ برب الفلق، فقلتها، فقال: قل أعوذ برب الناس، فقلتها، فنحن نقول ما قال النبي (ص) . (4) في جميع النسخ: «عن عمرو» ، وسيأتي على الصواب. (5) كذا في جميع النسخ، والجادة: «إذِ اتَّفَقَ» ؛ وتكون «إذْ» تعليلية؛ كما في قوله تعالى: [الزّخرُف: 39] {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ *} ، أي: ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب؛ لأجل ظلمكم في الدنيا، والمعنى هنا: حديثُ عنبسة وعمرو أشبه عندي؛ لأجل اتفاقهما على روايته عن الزبير، ومجيء «إذا» هنا يخرَّج على أنَّ «إذْ» و «إذا» قد تَحُلُّ كلٌّ منهما محل الأخرى. وانظر "مغني اللبيب" (ص90-110) . (6) كذا في جميع النسخ، والمراد بـ «النفسين» : عنبسةُ وعمرٌو، وكانت الجادَّة أن يقال: «النفسان» ؛ لأنه فاعل «اتفق» ، لكن يُخرَّج ما في النسخ على أن «النَّفسين» مرفوع على الفاعلية، والأصل: «النفسان» ؛ غير أن ألف المثنى أميلت لانكسار النون بعدها؛ فكتبت ياءً، ولا تنطقُ على ذلك إلا ألفًا ممالة: «النفسين» . وانظر في الإمالة وأسبابها: التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 573 الثَّوْريِّ: عاصمٌ (1) ، عَنْ زِرٍّ، ولعلَّه من الزُّبَير. قَالَ (2) أَبِي: حديثُ الثَّوْري أصحُّ عَنْ أُبيّ، وهو أحفظهم، وأعلَى مِنْ هؤلاءِ بدرجات، والحديثُ بأبي (3) أشبَهُ؛ إذْ كَانَ قد رَوَاهُ عاصم (4) ، عَنْ زِرٍّ، عن أُبَيٍّ، عن النبيِّ (ص) ، وليس لحذيفةَ عن النبيِّ (ص) في المعوِّذَتَيْنِ معنًى.   (1) هو: ابن أبي النجود. (2) في (ف) : «فقال» . (3) في (ك) : «فأبي» . (4) ممن رواه عن عاصم على هذا الوجه: سفيان الثوري. وروايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (272) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/129 رقم 21183) ، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به. وهذا يدل على أن لسفيان الثوري فيه إسنادين؛ فإن الإسناد الأول هو من رواية أبي عبيد والإمام أحمد أيضًا عن عبد الرحمن بن مهدي. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6040) عن سفيان الثوري، عن عاصم، به. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/129 رقم21182) ، والمحاملي في"أماليه" (471) ، كلاهما من طريق = = وكيع، عن سفيان الثوري، عن عاصم، به كذلك. وتبع الثوري. فأخرجه عبد الرزاق في الموضع السابق عن معمر، وابن أبي شيبة في "المصنف" (30193) من طريق زائدة بن قدامة، والإمام أحمد (5/129 رقم 21181 و21185 و21186 و21187 و21188) من طريق أبي بكر بن عياش، وشعبة، وحماد بن سلمة، وأبي عوانة، والأعمش، جميعهم عن عاصم، به. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/129 رقم 21189) ، والبخاري في "صحيحه" (4976) ، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عاصم وعبدة بن لبابة، عن زر، عن أبي بن كعب، به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 574 1649- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعة (1) ، عَنِ يزيدَ بنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْل بْنِ أَبِي حَثْمة، عَنْ أَبِيهِ؛ سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: الكَبَائِرُ سَبْعٌ ... (2) ؟ قَالا جَمِيعًا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ اللَّيْث (3) ، عَنْ يزيدَ بنِ أَبِي حَبِيب (4) : أنَّ أبا عُفَيْرٍ الأنصاريَّ - يعني: عُمَيْرً (5) ، مِنْ بَنِي حَارِثَةَ - أخبرَهُ عَنْ أَبِيهِ سَهْل بْنِ أَبِي حَثْمة (6) ، عَنْ عليٍّ، قولَهُ: الكبائرُ سَبْعٌ ... وهو (7) الصَّحيحُ (8) .   (1) هو: عبد الله، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الجهاد" (274) ، والطبراني في "الكبير" (6/103 رقم 5636) ، والخطيب في "الكفاية" (ص 103) . ومن طريق الطبراني أخرجه ابن مردويه كما في "تفسير ابن كثير" (2/244) . (2) تمامه - كما في مصادر التخريج -: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، والفرارُ يَومَ الزَّحْفِ، وأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وأَكْلُ الرِّبَا، وقَذْفُ الْمُحْصَنَةِ، والتعرُّبُ بعد الهجرة» . (3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/107) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (9179) من طريق محمد بن إسحاق، والبخاري أيضًا (1/108) تعليقًا من طريق الوليد بن كثير، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ أبي حثمة، عن أبيه، عن علي قوله. ومن طريق البخاري أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/159) . (4) من قوله: «عن محمد بن سهل ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) كذا في جميع النسخ، وهو عَلمٌ مصروف، وحُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) في (ك) : «ختمة» . (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «وهذا» . (8) قال ابن كثير في الموضع السابق بعد أن ذكره من حديث ابن لهيعة: «وفي إسناده نظر، ورفعُه غلطٌ فاحش، والصواب ما رواه ابن جرير» . الحديث: 1649 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 575 1650 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الرَّبِيع بْنُ يَحْيَى المَرَئي (1) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، عَنِ الشَّعْبي، في قوله: ُ ص ش س ز ر 0 ِ (2) ؛ قَالَ (3) : العَمَلُ بِهِ؟ قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ الرَّبِيعُ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَالِكُ بْنِ مِغْوَل، عَنِ الشَّعْبي، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ} (4) ؛ قَالَ: العَمَلُ بِهِ؛ كَذَا رَوَاهُ وكيعٌ وغيرُ وَاحِدٍ (5) . قَالَ أَبِي: وَحَدَّثَنَا (6) مَرَّةً أُخرى عَلَى الصِّحَّة.   (1) رسمت في جميع النسخ: «المرإي» ، وهو رسم قديم، والمَرَئي: بفتح الميم والراء، وهذه النسبة إلى امرئ القيس بن مُضَر. انظر "الأنساب" (4/267-268) ، و"تهذيب التهذيب" (1/596) ، و"توضيح المشتبه" (8/133) . (2) الآية (60) من سورة المؤمنون. (3) قوله: «قال» ليس في (ش) . (4) الآية (187) من سورة آل عمران. (5) منهم: عُبيدالله بن عبد الرحمن الأشجعي، وروايته أخرجها أبو عبيد القاسم بن سلام في "غريب الحديث" (5/196-197) ، ومن طريقه ابن المنذر في "التفسير" (1251) . وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (8332) من طريق عثمان بن عمر، عن مالك بن مغول قال: نُبِّئت عن الشعبي، به. وأخرجه ابن جرير أيضًا (8330) ، والمصنِّف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/837 رقم 4634) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/268) من طريق يحيى بن أيوب البَجَلي، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (67) من طريق سعيد بن إياس الجريري، كلاهما عن الشعبي، به. (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «حدثنا» بلا واو. والمراد: = = الربيع بن يحيى، وروايته على هذا الوجه أخرجها ابن الأعرابي في "معجمه" (750) - ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/333) - من طريق أبي بكر محمد بن وَهْب، عنه، به. الحديث: 1650 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 576 1651 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ عَابِسٍ (2) ، عَنْ فُضَيل (3) ، عَنْ عَطِيَّة (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ (5) : لمَّا نزلَتْ: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} (6) ... . ورَوَاهُ أَبُو نُعَيْم (7) ، عَنْ فُضَيل، عن عطيَّة، لا يقول: عن أبي سَعِيدٍ (8) . أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: كَمَا قال أبو نُعَيْمٍ أصحُّ (9) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1656) . (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/190) ، والذهبي في "الميزان" (3/135) تعليقًا. وأخرجه البزار في "مسنده" (2223/كشف الأستار) من طريق أبي يحيى التيمي، وأبو يعلى في "مسنده" (1075 و1409) من طريق سعيد بن خثيم، كلاهما عن فضيل، عن عطية، به. (3) هو: ابن مرزوق الأغَرّ. (4) هو: ابن سعد بن جُنادة العَوْفي. (5) قوله: «قال» سقط من (ك) . (6) الآية (26) من سورة الإسراء. وتمام الحديث: «دعا النبيُّ (ص) فاطمةَ، فجعل لها فَدَك» ، وسيأتي في المسألة رقم (1656) . (7) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها المصنف في المسألة رقم (1656) من طريق أبي زرعة، عنه، به. (8) في (أ) و (ش) : «لا يقول: أبو سعيد» . (9) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه إلا أبو سعيد، ولا حدَّث به عن عطية إلا فضيل، ورواه عن فضيل أبو يحيى وحميد بن حماد بن أبي الخوار» . وقال ابنُ كثير في "تفسيره" (5/2085/تحقيق: البنَّا) : «وهذا الحديث مُشكل لو صحَّ إسناده؛ لأن الآية مكية، وفَدَك إنما فُتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة، فكيف يلتئم هذا مع هذا؟! فهو إذن حديثٌ منكر، والأشبهُ أنه من وضع الرافضة» . اهـ. وقال الذهبي في "الميزان" (3/135) في ترجمة علي ابن عابس: «هذا باطلٌ، ولو كان وقعَ ذلك لما جاءت فاطمة ح تطلب شيئًا هو في حَوزها وملكها. وفيه غير عليٍّ من الضعفاء» . الحديث: 1651 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 577 1652 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُتَيْبَةُ ابن سَعِيدٍ (1) ، وَابْنُ أَبِي شَيْبة (2) ، عَنْ حُمَيد ابن عبد الرحمن (3) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ هَارُونَ أَبِي مُحَمَّدٍ (4) ، عَنْ مُقَاتِل، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبً (5) ، وقَلْبُ القُرْآن ِ {يس} ، ومَنْ قَرَأَ ... ، كَذَا قَالَ؟ قَالَ أَبِي: مُقَاتِلٌ هَذَا هُوَ: مُقَاتِل بْنُ سُلَيمان (6) ، رأيتُ هذا   (1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2887) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/102) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1035) ، والبيهقي في "الشعب" (2233) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/167) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/102) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (30/122) . وقرن الترمذي مع قتيبة: سفيان بن وكيع. (2) هو: عثمان، وروايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (2233) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (30/122) . وأخرجه الدارمي في "مسنده" (3459) من طريق محمد بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن، به. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (83/أ/أطراف الغرائب) من طريق سليمان بن الربيع، عن همام، عن مقاتل بن سليمان، عن قتادة، به. وقال: «تفرَّد به سليمان بن الربيع، عن همام، عن مقاتل، وإنما يُعرف هذا من رواية الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ هَارُونَ [كذا] أبي محمد، عن مقاتل» . (3) في (ف) : «عن حميد، عن عبد الرحمن» . (4) في (أ) و (ش) : «ابن محمد» بدل: «أبي محمد» . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قلبًا» ؛ كما جاء في مصادر التخريج؛ لأنه اسم «إنَّ» مؤخر. لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان؛ ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (130) . (6) كذا قال أبو حاتم رحمه الله، ووقع في جميع مصادر التخريج: «مقاتل بن حيان» . وقال الذهبي في "الميزان" (4/172) : «الظاهر أنه مقاتل بن سليمان» . الحديث: 1652 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 578 الحديثَ في أوَّلِ كتابٍ وضعَهُ مُقاتِلُ بْن سُلَيمان، وهو حديثٌ باطلٌ لا أصلَ له (1) . قلتُ لأبي: مُقاتِلٌ أدرَكَ قتادةَ؟ قَالَ: وأَكْبَرُ مِنْ قَتَادَة: أَبُو الزُّبَير (2) . 1653 - وسمعتُ أَبِي وسُئل عَنْ حَدِيثٍ أبي خالدٍ الأحمرِ (3) ،   (1) قال الإمام أحمد كما في "المنتخب من العلل" للخلال (ص 117) : «هذا كلامٌ موضوع» . = ... وقال الترمذي: (5/162) : «هذا حديث غريبٌ، لا نعرفه إلا من حديث حميد بن عبد الرحمن، وبالبصرة لا يعرفون من حديث قتادة إلا من هذا الوجه، وهارون أبو محمد شيخٌ مجهول» . وقال الذهبي في "الميزان" (4/288) : «هارون أبو محمد، عن مقاتل بن حيان حديث: «قلب القرآن يس» . قال الترمذي: مجهول. قلت: أنا أتهمه بما رواه القضاعي ... » ، فذكر الحديث. (2) المراد: أنَّ مقاتلاً أدرك قتادة، بل وأدرك من هو أكبر من قتادة، وهو أبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكيُّ، غير أنَّه يَرِدُ على ذلك: أن أبا الزبير تأخرتْ وفاتُه بعد قتادةَ بما يزيدُ على عشرِ سنواتٍ؛ لذلك لا ندري وجه قول أبي حاتم: «وأكبر من قتادة» ، إلاَّ أن يكون أبو الزبير أقدمَ ميلادًا من قتادة؛ فإنَّ أبا الزبير قد عُمِّرَ طويلاً؛ حتى قال الذهبي في "السير" (5/386) : «لعله نيَّف على الثمانين» ، والله أعلم. (3) هو: سليمان بن حيان، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29997) ، ومحمد بن نصر المروزي في "قيام الليل" (ص78) ، والطبراني في "الكبير" (22/188 رقم 491) ، والبيهقي في "الشعب" (1794 و1858) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (192) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (483) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2302) ، وابن حبان في "صحيحه" (122) ، والطبراني في "الكبير" (22/188 رقم 491) . الحديث: 1653 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 579 عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ (1) ، عَنْ أَبِي شُرَيح (2) ، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ هَذَا القُرْآنَ سَبَبٌ (3) ؛ طَرَفُهُ بِيَدِ اللهِ، وسَبَبٌ طَرَفُهُ بِأَيْدِيكُمْ (4) ، فَتَمَسَّكُوا بِهِ؛ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا. وَرَوَاهُ اللَّيْثُ (5) ، عَنْ سَعِيد المَقْبُرِي، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير - وَرَوَاهُ أبو أُسَامة (6) ، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي حُرَّة، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير (7) - قال النبيُّ (ص) ، مُرسَلً (8) ؟ قَالَ أَبِي: هذا أشبهُ، قد أفسد الحديثَيْنِ (9) .   (1) هو: المقبري. (2) هو: الخزاعي. (3) السَّبَبُ: الحَبْلُ. "المصباح المنير" (1/262) . (4) كذا في جميع النسخ، وتكرار كلمة «سبب» نكرةً، يوحي بأنه يعني سببين. وفي مصادر التخريج: «طرفُه بيد الله، وطرفُه بأيديكم» . ويخرَّج ما هنا على تقدير: «إن القرآن هو سَبَبٌ طرفُهُ بيد الله، وهو سبب طرفه بأيديكم» ، فيكون سببًا واحدًا لا سببين؛ كقوله تعالى: [الزّخرُف: 84] {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلهٌ وَفِي الأَْرْضِ إِلهٌ} . أي: هو الذي هو في السماء إله وهو في الأرض إلهٌ. (5) هو: ابن سعد، وروايته أخرجها أبو الحسين الكلابي في "حديثه" كما في "السلسلة الصحيحة" للألباني (713) عنه، عَنْ سَعِيد الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ نَافِعِ بن جبير، عن النبي (ص) مرسلاً. وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3496) عن أبي النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، به. (6) هو: حماد بن أسامة. (7) من قوله: «ورواه أبو أسامة ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (8) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) . (9) يعني أفسد حديثُ أبي أسامة حديثَ أَبِي خالدٍ الأَحْمَرِ عَنِ عبد الحميد بن جعفر وحديثَ الليث بن سعد. وقد خالف البخاريُّ _ح أبا حاتم في هذا الترجيح فيما نقله عنه البيهقي في الموضع السابق من "الشعب" وقال البيهقي: «رَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ سَعِيد المَقبُري، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَير، عن النبي (ص) مرسلاً. قال البخاري: هذا أصحُّ» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 580 1654 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدة بْن الأَسْوَد (2) ، عَن القاسم بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لمَّا نَزَلَتْ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} (4) ... بِطُولِهِ (5) ؟ قَالَ أَبِي: أَبُو هِشَامٍ هُوَ الكَلْبِي (6) ، وَكَانَ كنيتَه: «أَبُو النَّضْر» ، وَكَانَ لَهُ ابنٌ يُقَالُ لَهُ: هشامُ بنُ الكَلْبي؛ صاحبُ نَحْوٍ وعربيةٍ، فكَنَّاهُ بِهِ. 1655 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بن أبي (7) قَيْس، عن   (1) نقل هذا النص الخطيب في "الموضح" (2/357) . (2) روايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/355-357) . (3) هو: مولى أم هانئ، واسمه: باذام، وقيل: باذان. (4) الآية (65) من سورة الأنعام، وفي (ك) زيادة: « {أَوْ مِنْ تَحْتِ} » . (5) وفي هذا الحديث: «لما نزلَتْ هذه الآية: [الأنعَام: 65] {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} ، توضَّأ رسولُ الله (ص) ، ثم صلى ركعتَيْنِ، ثم دعا الله تعالى أَلاَّ يُهْلِكَ أمتَهُ بعذاب مِنْ فوقهم، ولا مِنْ تحتِ أرجلِهِمْ، ولا يَلْبسهم شيعًا، ولا يُذِيقَ بعضهم بأسَ بعضٍ، فجاءه جبريلُ فقال: يا محمَّد، إنَّ الله قد أجارَ أمتَكَ أن يُهْلِكهم بعذابٍ مِنْ فوقهم، أو مِنْ تحتِ أرجلهم، ولكنَّه يَلْبِسُهُمْ شيعًا، ويُذِيقُ بعضَهُمْ بأسَ بعض، فعاد رسول الله (ص) فصلى، ثمَّ دعا الله ألا يَلْبِسهم شيعًا، ولا يُذِيقَ بعضهم بأسَ بعض ... » إلى آخر الحديث. (6) يعني: محمد بن السائب. (7) قوله: «أبي» ليس في (ف) ، وفي (ك) : «ابن أبي قبيس» . وهو: الرازي الأزرق. الحديث: 1654 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 581 ابْنِ أَبِي لَيْلَى (1) ، عَنْ ثَابِتٍ (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن بلال، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ الساحِرِ وأصحابِ الأُخْدود؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ صُهَيب (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ المُغِيرَة (5) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عن صُهَيب، ولم يَرفَع (6) .   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. (2) هو: ابن أسلم البُناني. (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/16-17 رقم 23931) ، ومسلم في "صحيحه" (3005) . (4) هو: ابن سنان الرومي. (5) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (288) ، وأبو عوانة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (6/315 رقم6564) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9751) ، وفي "تفسيره" (2/362) عن معمر، عن ثابت البُناني، به. غير أن سياقه للحديث ليس فيه صراحة أنه من كلام النبي (ص) ، لذا قال ابن كثير في "تفسيره" (8/389) : «قال شيخنا الحافظ أبو الحجَّاج المزي: فيحتمل أن يكونَ من كلام صهيب الرومي، فإنه كان عنده علم من أخبار النصارى» . وقال الحافظ في "الفتح" (8/698) : «صرَّح برفع القصَّة بطولها حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، ومن طريقه أخرجه مسلم والنسائي وأحمد، ووقفها معمر، عن ثابت، ومن طريقه أخرجها الترمذي» . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الترمذي في "جامعه" (3340) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (289) ، والبزار في "مسنده" (2091) ، والطبراني في "الكبير" (8/41-43 رقم7319) ، والبيهقي في "الشعب" (1519) . لكن قال ابن أبي عاصم: «رواه معمر مرفوعًا» . وصرَّح برفعه البزار. (6) أي: ولم يرفعْهُ، حذف المفعول به للعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 582 قَالَ أَبِي: حديثُ حمَّاد بْنِ سَلَمة أشبَهُ عَنْ صهيبٍ مرفوع (1) ، وبلغني أنَّ بعضَ أصحابِ ابنِ أَبِي لَيْلَى يُحَدِّثُ بها (2) ويَجْمَعُ صهيبً وبلالً (3) . 1656 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ خُثَيْم (5) ، عَنْ فُضَيْل بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} (6) ، دعا النبيُّ (ص) فاطمةَ، فجعَلَ لها فَدَكَ؟ فقال (7) : إنما هو عَنْ عطيَّة؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ ... مُرسَلً (8) ؛ قَالَ: ليس فيه ذِكْرُ أبي سعيد.   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، والجادَّة أن يقول: «مرفوعًا» . وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) أي: يحدِّث بقِصَّة الساحر وأصحاب الأخدود. (3) كذا في جميع النسخ، والجادة: «صهيبًا وبلالاً» ، وحذف ألف تنوين الاسم المنصوب منهما، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . هذا؛ وقد قال البزَّار في الموضع السابق: «وهذا الكلام لا نعلم يَرْويه عن النبيِّ (ص) إلا صهيب، ولا نعلم رواه إلا ثابت، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب» . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1651) . (5) في (ف) : «خيثم» ، وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (1651) . (6) الآية (26) من سورة الإسراء. (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «فقالا» ، وما أثبتناه من (أ) و (ش) ، وهو أولى بالمعنى، فالقائل هنا أبو حاتم، وسيأتي جواب أبي زرعة. ولعلَّه سقط من النسختين (أ) و (ش) قوله: «أبي» بعد «فقال» . (8) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الحديث: 1656 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 583 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيْم، عَنْ فُضَيْل، عَنْ عطيَّة، قَطْ (1) ؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ ... ، ليس فيه ذِكْرُ أَبِي سَعِيد. 1657 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ السَّكَّن (2) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ التَّمِيمِيِّ (4) ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) : أَعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآن ِ سُورَةُ البَقَرَةِ، وَأَعْظَمُ آيَةٍ آيَةُ الكُرْسِيِّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قولَهُ (5) . ويحيى ابنُ السَّكَن: ضعيفُ الحديث.   (1) قوله: «قط» ليس في (ش) . و «قَطْ» هنا ساكنةُ الطاء، بمعنى حَسْبُ، وهي التي تدخلها الفاء في أولها لتزيين اللفظ، فيقال: فَقَطْ، وتستعمل في النفي والإثبات، بخلاف «قَطُّ» المشدَّدة الطاء؛ فلا تستعمل إلا في سياق النفي. (2) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (170/ب/أطراف الغرائب) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/563) . قال الدارقطني: «تفرد به يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ، عَنْ شُعْبَةَ، ورواه هلال بن العلاء، عن يحيى بن السكن بلفظ آخر وهذا أصح» . (3) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (4) هو: أَرْبَدَةُ - ويقال: أَرْبد - التميمي، راوي التفسير عن ابن عباس. (5) الحديث أخرجه على هذا الوجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (188) من طريق عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ رَجُلٍ من بني تميم، عن ابن عباس. وأخرجه أبو بكر الفريابي في "فضائل القرآن" (42) من طريق أبي الأحوص سلام ابن سليم، وأيضًا (43) من طريق سفيان الثوري وإسرائيل بن يونس، جميعهم عن أبي إسحاق، عن التيمي، عن ابن عباس. وأخرجه الضياء في "المختارة" (10/326 رقم352) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن سعيد ابن جبير، عن ابن عباس قوله. الحديث: 1657 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 584 1658 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيالِسي (2) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ سِمَاك (3) ، عَنْ عِيَاض الأشْعَري (4) ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأشْعَري، قَالَ: لمَّا نزلَتْ هَذِهِ الآيةُ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (5) ، أَوْمَأَ (6) رسولُ الله (ص) - قال أبو موسى: بشيءٍ كان معه - قال: هُمْ قَوْمُ هَذَا؟ قال أبي: حدَّثنا أبو الوليد (7) عَنْ شُعْبة، عَنْ سِمَاك، عَنْ عِيَاض؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ هَذِهِ الآيةُ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (8) .... لَيْسَ فِيهِ: «عَنْ أَبِي مُوسَى» ، وقد رَوَى (9) عن شُعْبةَ جماعةٌ (10) ،   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12189) من طريق محمد بن المثنى، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/34 و47/253) من طريق أبي قلابة الرقاشي، كلاهما عن أبي الوليد الطيالسي، به. وأخرجه المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1160 رقم 6535) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/34 و47/253) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، به. (2) هو: هشام بن عبد الملك. (3) هو: ابن حرب. (4) هو: عياض بن عمرو. (5) الآية (54) من سورة المائدة. (6) في (ت) : «أدما» ، وفي (ك) : «أدنا» . (7) من قوله: «قال أبو موسى ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (8) قوله: « {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} » من (ف) فقط. (9) أي: قد رواه، وحُذِفَ ضمير المفعول به للعلم به. انظر التعليق على المسألة رقم (24) . (10) منهم: عفان بن مسلم وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/107) . ومنهم: محمد بن جعفر ويزيد بن هارون، وروايتهما أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (12188 و12192) . ومنهم: سليمان بن حرب، وحفص بن عمر، وروايتهما أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/371 رقم1016) ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/59) . ومنهم: سعيد بن عامر، ووَهْب بن جرير، وروايتهما أخرجها الحاكم في "المستدرك" (2/313) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/33) . ومنهم: شبابة بن سوار، وروايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/39) . ومنهم: أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/252) . ومنهم: عبد الله بن إدريس، واختُلف عليه، فأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/107) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (32251) ، وفي "المسند" (664) ، وأبو سعيد الأشج في حديثه (161) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12190 و12191) من طريق أبي السائب سلم بن جنادة وسفيان بن وكيع، جميعهم (ابن سعد وابن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج وأبو السائب وسفيان بن وكيع) عن عبد الله بن إدريس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عياض، به مرسلاً. وجاء في رواية أبي السائب: «قال أبو السائب: قال أصحابنا: هو عن سماك بن حرب، وأنا لا أحفظ سماكًا» . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2515) ، ومن طريق أبي سعيد الأشج أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/33-34 و47/252) . وأخرجه تمام في "فوائده" (1337/الروض البسام) ، والبيهقي في "الدلائل" (5/351) من طريق عبد الله بْن إدريس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سماك، عَنْ عِيَاض، عَنْ أَبِي موسى، به. وهذا الوجه هو الذي ذكره أبو حاتم في آخر المسألة. ومن طريق تمام أخرجه الذهبي في "السير" (16/18) ، وفي "تذكرة الحفاظ" (3/897-898) . ومن طريق البيهقي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (32/34) . (*) ... كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، ورسم دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 1658 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 585 مُرسَلً (*) ؛ قَالَ: لمَّا نزلَتْ، وكذا حدَّثنا أبو الوليد، مُرسَلً (*) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 586 قلتُ: فترى غَلِطَ فيه مُحَمَّد بْن مُسْلِم؟ قَالَ: لا (1) ؛ إنَّ بُنْدارَ (2) كَانَ يحدِّثُ به أيضا، عَنْ أبي الوليد أيضًا كذا (3) ، ويُشْبِهُ أن يكونَ أَبُو الْوَلِيد كَانَ يغلَطُ فيه، فلمَّا قيل: «أنه غَلِطَ» ، ترَكَ أَبَا مُوسَى من الإسناد. قال أبي (4) : ورواه ابنُ إِدْرِيسَ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سِماك، عَنْ عِياض، عَنْ أَبِي موسى؛ مُتَّصِلً (6) .   (1) قوله: «لا» سقط من (أ) و (ش) . (2) في (ك) : «بندان» . وهو: محمد بن بشّار، و «بندار» لقبه، ولُقِّبَ به لأنه جمع حديث مالك. و «بندار» : فارسيٌّ معربٌ عن «بن» بمعنى جذر، و «دار» بمعنى صاحب. والبندار: التاجر الذي يخزن البضائع عنده ليوم الغلاء، ومن معانيه: الغني، والتاجر الذي يملك المستودعات والبيادر. وهو لِعُجْمته وعَلَمِيته ممنوعٌ من الصرف، على الأرجح. وانظر "تاج العروس" (6/115) ، و"قصد السبيل" (ص301) ، و"شفاء الغليل" (ص98) ، و"القول الأصيل" (ص58) ، و"معجم المعربات الفارسية" (ص44) ، و"النحو الوافي" (4/242) . (3) تابع محمدَ بنَ مسلم أيضًا: محمدُ بنُ المثنى، وأبو قلابة الرقاشي، وتقدَّم تخريج روايتهما في أوَّل المسألة. (4) قوله: «قال أبي» سقط من (أ) و (ش) . (5) في (أ) و (ش) : «يوسف بن إدريس» ! وابن إدريس هو: عبد الله. وروايته تقدم تخريجها قريبًا. (6) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، ورسم دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . قال الدارقطني في "العلل" (1328) : «يرويه سماك بن حرب، واختُلف عنه، فرواه شعبة وإدريس الأَوْدي، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِيَاضٍ الأَشْعَرِيِّ، عن أبي موسى. قاله ابن إدريس، عن أبيه، وشعبة. قال ذلك أبو معمر القطيعي. وخالفه الأشج، فرواه عن ابن إدريس، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عياض: أن النبي (ص) قال: هم قوم هذا، وأشار إلى أبي موسى» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 587 1659 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا عُبَيدالله بْنُ مُوسَى؛ قَالَ: حدَّثنا سُفْيان (2) ، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّ رَجُلا من أصحاب النبيِّ (ص) كَانَ يحبُّ امْرَأَةً، فاستأذَنَ النبيَّ (ص) فِي حاجةٍ (3) ، فَأَذِنَ لَهُ، فانطلَقَ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ، فَإِذَا هُوَ بِامَّرْأَةِ (4) على غَديرِ ماءٍ   (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2219/كشف الأستار) . وأخرجه البزار أيضًا من طريق محمد بن عثمان بن كرامة مقرونًا مع رواية يوسف بن موسى، والبيهقي في "الشعب" (6683) من طريق أحمد بن حازم بن أبي غرزة، كلاهما (محمد بن عثمان وأحمد بن حازم) عن عبيد الله بن موسى، به. (2) هو: ابن عيينة. (3) في (ت) و (ك) : «حاجته» . (4) كذا في جميع النسخ و"شعب الإيمان". وفي "كشف الأستار" و"الدر المنثور": «بالمرأة» ، وهو الجادَّة؛ لأن «ألْ» هنا للعهد الذِّكْرِيِّ؛ فهذه المرأة هي نفسها التي يحبُّها الرجل، وليست امرأةً أخرى. وقد قرَّر النحاةُ وأهل التفسير أن الاسم إذا تكرَّر وكان نكرة بعد نكرة، فإن الثاني غير الأول. وإذا تكرر وكان معرفةً بعد معرفة كان الثاني عين الأول، ويستشهدون على ذلك بقوله تعالى: [الشَّرح: 5-6] {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا *} ، فالعُسر الثاني هو نفسُ العسر الأول؛ لكونه معرفة بعد معرفة، واليُسر الثاني غيرُ اليسر الأول؛ لكونه نكرة بعد نكرة، فهما يسران اثنان في مقابل عُسر واحد. وانظر في ذلك "مغني اللبيب" (ص621) . وهذا يؤيِّد ما ذهبنا إليه من أن الجادَّة في العبارة: «فإذا هو بالمرأةِ» ، وما في النسخ يمكن أن يخرَّج على لغة طيِّئ وحِمير، فإنهم يبدلون اللام في «أل» : ميمًا، فيقولون في «الرَّجُل» : امْرَجل، وفي «السَّفَر» : امْسَفَر، فيكون ما عندنا هكذا: «فإذا هو بِامَّرْأَةِ» أي: بِالْمَرْأَةِ، أبدلت لام «ألْ» ميمًا، وأُدغمت في ميم «المرأة» فصارت ميمًا مشدَّدة، والله تعالى أعلم. وانظر في أنواع «أل» العهدية: "مغني اللبيب" (ص61-62) ، وفي لغة طيِّئ وحِمير: "مغني اللبيب" (ص60) ، و"شرح الأشموني" (1/74) ، و"همع الهوامع" (1/308) ، و"اللسان" (12/36) . الحديث: 1659 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 588 تغتسلُ، فلمَّا جَلَسَ مِنْهَا مَجْلِسَ الرَّجُل مِنَ الْمَرْأَةِ ذهَبَ يحرِّكُ ذَكَرَه، فَإِذَا هُوَ كَأَنَّهُ هُدْبَةٌ (1) ، فذكَرَ ذلكَ (2) ، فقال النبيُّ (ص) : أَرْبَع رَكَعَاتٍ (3) . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ *} (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حدَّثنا ابنُ أَبِي عُمَرَ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ عُيَينة، عَنْ عَمْرٍو (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَة، عَنِ النبيِّ (ص) ... وذكر الحديثَ (7) .   (1) الهُدْبَة: طَرَفُ الثوب، وشَبَّهَهُ بها لرخاوَتِهِ. انظر "النهاية" (5/249) . (2) كذا، وفي مصادر التخريج: «فأتى النبي فذكر ذلك له» . (3) كذا في جميع النسخ، و"شعب الإيمان". وفي "كشف الأستار"، و"الدر المنثور": «صلِّ أربعَ ركعات» . فما في النسخ: إما مرفوعٌ على أنه مبتدأٌ بتقدير مضاف، أي: صلاةُ أربع ركعات: تكفِّرُ ذلك، أو كفارةُ ذلك. أو على أنَّه خبرٌ بتقدير مضافٍ أيضًا، أي: كفارةُ ذلك: صلاةُ أربع ركعات. وإمَّا منصوبٌ على أنَّه مفعولٌ به لفعل محذوف، والتقدير: «فصلِّ أربعَ ركعات» ؛ كما وقع في بعض مصادر التخريج. وهذا الوجه هو الراجح، والله أعلم. (4) الآية (114) من سورة هود، وقوله: « {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} » ليس في (ت) و (ف) و (ك) ، وجاء بدلاً منه قوله: «الآية» . (5) هو: محمد بن يحيى، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13831) ، وفي "تفسيره" (2/215) - ومن طريقه الطبري في "تفسيره" (18683) - من طريق مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، به. (6) هو: ابن دينار. (7) سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث - كما في "العلل ومعرفة الرجال" (2039) - فقال: «ما أرى هذا إلا كذَّاب أو كذب، وأنكره جدًّا» . وقال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس، ولا نعلم رواه عن ابن عيينة إلا عبيد الله بن موسى» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (152/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به عبيد الله بن موسى، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عنه» . وقال الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/304) : «وهذا الحديث قد تابع يوسفَ على روايته هكذا أحمدُ بن = = حازم بن أبي غرزة الغفاري، فرواه عن عبيد الله بن موسى، فسقطت العُهدة فيه عن يوسف، ولا نعلم رواه عن ابن عيينة كذلك سوى عبيد الله، ورواه مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَةَ، عَنِ النبي (ص) » . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 589 1660 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ الجَهْم (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيس، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ (2) ، عَنْ عُمَرَ بنِ نَبْهان، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ البَيْتَ إِذَا قُرِئَ فِيهِ القُرْآنُ حَضَرَتْهُ المَلاَئِكَةُ، وتَنَكَّبَتْ (3) عَنْهُ الشَّيَاطِينُ، وأُوسِعَ عَلَى أَهْلِهِ، وكَثُرَ خَيْرُهُ، وقَلَّ شَرُّهُ، وإِنَّ البَيْتَ إِذَا لَمْ يُقْرَأْ فِيهِ القُرْآنُ حَضَرَتْهُ الشَّياطِينُ، وتَنَكَّبَتْ عَنْهُ المَلاَئِكَةُ، وضَاقَ عَلَى (4) أَهْلِهِ، وقَلَّ خَيْرُهُ (5) ، وكَثُرَ شَرُّهُ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2321/كشف الأستار) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (3/1608 رقم1075) . وأخرجه الخطيب أيضًا (1076) من طريق عبد الصمد المقرئ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قيس، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ نبهان، عن الحسن، مرسلاً. (2) هو: ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد ربه. (3) تَنكَّبت: تَنحَّت وأعرَضَت. انظر "القاموس" (1/134) . (4) في (ت) : «رضا وعلى» بدل: «وضاق على» . (5) في (ش) : «خير» . الحديث: 1660 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 590 1661 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حديثَ ابنِ أَبِي شَيْبَة (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا يحيى بن اليَمان، عن أشْعَث (3) ، عَنْ جَعْفَرٍ (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} (5) ؛ قَالَ (6) : زَوالُ (7) الشَّمْسِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ، أخطأَ فِيهِ؛ وَإِنَّمَا (8) هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ أَبِي المُغِيرَة (9) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (10) . 1662 - وسألتُ (11) أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حدَّثنا (12) المَسْروقيُّ (13) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْر (14) العَبْدي، عن سُفيان الثَّوْري، عن عبد الله بن   (1) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (2) هو: أبو بكر عبد الله بن محمد. (3) هو: ابن إسحاق القُمِّي. (4) هو: ابن أبي المغيرة القُمِّي. (5) الآية (78) من سورة الإسراء. (6) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) . (7) في (ت) : «فلا زوال» ، وفي (ك) : «بلا زوال» . (8) في (ك) : «إنما» بلا واو. (9) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (17/515) قال: حدثنا أبو كريب قال: ثنا ابن يمان، عن أشعث، عن جعفر، عن أبي جعفر، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6278) عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ يعقوب بن عبد الله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة قولَهُ. (10) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب المعروف بالباقر. وانظر "تفسير ابن كثير" (5/99) . (11) تقدمت هذه المسألة برقم (1110) . (12) أي: حدَّثناه أو حدَّثنا به؛ حذف العائد من جملة النعت إلى المنعوت. انظر التعليق على المسألة رقم (253) . (13) هو: موسى بن عبد الرحمن. (14) في (أ) و (ش) و (ف) : «بشير» . الحديث: 1661 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 591 عَطاء، عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} (2) ؛ قَالَ: تِجَارَةُ الأميرِ فِيهِ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ، وَهُوَ خطأٌ؛ إنما هو: عبد الله بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مِهْران أَبِي (3) صَفْوان، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، لَيْسَ هذا مِنْ حديث مَيْمون ابن مِهْران. 1663 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ زكريَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنِ الثَّوْري، عَنْ نُسَيْر (4) بْنِ ذُعْلُوق (5) ، عَنْ كُرْدوس (6) : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} (7) ؛ قَالَ: بِشِرْكٍ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إنما هو: عَنْ كُرْدوس (8) ، عَنْ حُذَيفة؛ وابنُ أَبِي زائدة قَصَّرَ به.   (1) قوله: «عباس» سقط من (ت) . (2) الآية (25) من سورة الحج. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» بدل: «أبي» . (4) في (ش) : «بشير» . (5) لم تنقط في جميع النسخ. وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (29/339) . (6) هو: ابن العباس الثعلبي. (7) الآية (82) من سورة الأنعام. (8) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (13488) من طريق عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن نسير، عن كردوس، عن حذيفة، به. الحديث: 1663 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 592 1664 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أَعْيَن (1) ، عَنْ لَيْث بْنُ أَبِي سُلَيْم، عَنْ مُجَاهِدٍ (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله تعالى: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا *} (3) ؛ قال: الخَيْل. ورواه زيادٌ البكَّائي (4) ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَطَاء (5) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ فقلتُ لأبي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟ فَقَالَ (6) : مُوسَى بنُ أَعْيَنَ أحفَظُ. 1665 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ وَكِيعٌ (7) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو ابن مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الجَوْزاء (8) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {إِنَّ الإِْنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ *} (9) ؛ قال: لكَفور.   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/533) من طريق عبد الكريم بن مالك الجزري، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. (2) هو: ابن جبر المكي. (3) الآية (1) من سورة العاديات. (4) في (ت) و (ك) : «البكاء» . وهو: ابن عبد الله، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/390) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/558) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/3457 رقم19444) من طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَطَاءِ، عن ابن عباس. (5) هو: ابن أبي رَباح. (6) في (أ) و (ش) : «قال» . (7) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في "تفسير مجاهد" (2/777) من طريق حماد بن زيد، به. وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/565) من طريق مجاهد، عن ابن عباس. (8) هو: أوس بن عبد الله. (9) الآية (6) من سورة العاديات. الحديث: 1664 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 593 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وهمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ وكيعٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عن أبي الجَوْزاء فقَطْ. 1665/أ - وَذَكَرَ أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنِ ابْنِ نُمَير (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَان، عَنْ سُفْيَانَ (2) ، عَنْ مَنْصور (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ الإِْنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ *} ؛ قَالَ: لكَفور. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (5) : مَنْصور (6) ، عَنْ مُجَاهِدٍ. 1666 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ (7) ، عَنْ مِسْعَر (8) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمة، عَنْ أبيه، عن ابن   (1) هو: محمد بن عبد الله بن نمير. (2) هو: الثوري. (3) هو: ابن المعتمر. (4) هو: ابن يزيد النخعي. (5) قوله: «هو» سقط من (ك) . (6) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/565 و566) من طريق وكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، ومهران بن أبي عمر، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عَنْ مَنْصُورٍ، به. وأخرجه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في "تفسير مجاهد" (ص 744) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، وأبو نعيم في "الحلية" (3/287) - ومن طريقه ابن حجر في "تغليق التعليق" (4/375-376) - من طريق جرير بن عبد الحميد، كلاهما (شيبان وجرير) عن منصور، به. وأخرجه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني أيضًا (ص744) ، والطبري في "تفسيره" (24/566) من طريق ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ. وأخرجه البخاري في "صحيحه" تعليقًا عن مجاهد في باب تفسير سورة العاديات. (7) هو: يحيى بن زكريا. (8) هو: ابن كِدام. الحديث: 1665 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 594 مَسْعُودٍ؛ قَالَ: كُلُّ شيءٍ قَدْ (1) أُوتيَهُ (2) ، غَيْرَ مفاتيحِ الخَمْسِ (3) : {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ... } الآيَةُ (4) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مِسْعَر (5) ، عَنْ عمرو بن مُرَّة، عن عبد الله بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ وَهِمَ (6) فِيهِ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ.   (1) قوله: «قد» ليس في (أ) و (ش) . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «أوتيته» . والذي في مصادر = = التخريج: «أُوتيَهُ نبيُّكُمْ» بذكر «نبيكم» ، وهو الأولى، ويمكن حمل ما هنا على إعادة الضمير على غير مذكورٍ في العبارة لفهمه من السياق وتبادُرِه إلى الذهن، وهو هنا نبيُّ اللهِ محمَّدٌ (ص) ؛ وهذا كقوله تعالى: [فَاطِر: 45] {مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَآبَّةٍ} ، المراد: الأرضُ وإنْ لم يَجْرِ لها ذكرٌ. والضمير المعاد هنا هو الضمير المستتر المرفوع نائبًا للفاعل في الفعل «أُوتِيَهُ» ، وأما ضميرُ النصبِ الظاهرُ: فعائدٌ على «كل شيء» . وانظر في رجوع الضمير إلى غير مذكور: التعليق على المسألة رقم (400) . (3) في (ت) و (ك) : «الخير» . (4) الآية (59) من سورة الأنعام. (5) روايته على هذا الوجه أخرجها الحميدي في "مسنده" (124) من طريق ابن عيينة، وابن أبي شيبة في "المصنف (31718) ، وفي "المسند" (327) من طريق محمد بن بشر، والإمام أحمد في "المسند" (1/445 رقم4253) ، وابن جرير في "تفسيره" (20/161) من طريق وكيع، والشاشي في "مسنده" (886) من طريق محمد بن عبيد، وأبو نعيم في "الحلية" (5/97) من طريق خلاَّد بن يحيى، جميعهم عن مسعر، به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (385) ، والإمام أحمد أيضًا (1/386 و438 رقم3659 و4167) ، والشاشي أيضًا (887) من طريق شعبة، وأبو يعلى في "مسنده" (5153) من طريق الأعمش، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (20/162) من طريق جعفر، جميعهم عن عمرو بن مرة، به. (6) في (ف) : «ووهم» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 595 1667 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْري (2) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير، عَنْ عُقْبة بْنِ عامر؛ قال: سألتُ النبيَّ (ص) عَنِ المعوِّذتَيْنِ؟ فَقِيلَ لأَبِي: إنَّ أَبَا زُرْعَةَ قَالَ: هَذَا خطأٌ؟ قَالَ أَبِي: الَّذِي عِنْدِي أَنَّهُ لَيْسَ بِخَطَأٍ (3) ، وكنتُ أَرَى قَبْلَ ذَلِكَ (4) أَنَّهُ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: معاويةُ بْنُ صَالِحٍ (5) ، عَنِ الْعَلاءِ بن الحارث، عن   (1) انظر المسألة الآتية برقم (1718) . (2) لم نقف على روايته من هذا الوجه. لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف (30201) ، والنسائي في "سننه" (952 و5434) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (536) ، والحاكم في "المستدرك" (1/240 و567) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1311) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1734) . ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "السنن" (2/394) ؛ جميعهم من طريق سُفْيَانُ الثَّوري، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صالح، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن عقبة، به هكذا بزيادة: «عن أبيه» التي يظهر أنها سقطت من هذا الموضع. (3) قوله: «بخطأ» سقط من (ف) . (4) قوله: «ذلك» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (5) رواه عن معاوية بن صالح على هذا الوجه جماعةٌ إلا أنهم جميعًا جعلوه من حديث عقبة بن عامر، لا من حديث معاوية: منهم: عبد الرحمن بن مهدي، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/153 رقم 17392) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (535) من طريق عبد الله بن هاشم، كلاهما (أحمد وعبد الله) عنه، به. وخالفهما محمد بن بشار فرواه عن ابن مهدي، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عن عقبة، به. أخرجه النسائي في "سننه" (5435) . ومنهم: زيد بن الحباب، وروايته أخرجها الإمام أحمد أيضًا (4/149-150 رقم17350) ، وابن خزيمة (535) ، والبيهقي في "السنن" (2/394) . وجاء عند البيهقي: العلاء بن كثير بدل: العلاء بن الحارث. ومنهم: عبد الله بن وَهْب، وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1462) ، والنسائي (5436) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن" (2/394) . ومنهم: عبد الله بن صالح، وروايته أخرجها أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1312) ، والطبراني في "الكبير" (17/334-335 رقم926) ، وفي "مسند الشاميين" (1987) . ومنهم: أسد بن موسى، وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/334-335 رقم926) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/144 رقم 17296) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (289) ، والنسائي في "سننه" (5437) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1736) ، وابن خزيمة في "صحيحه" = = (534) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (124 و125) ، والطبراني في "الكبير" (17/335 رقم928) من طريق عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ القاسم أبي عبد الرحمن، عن عقبة؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. وأخرجه أحمد أيضًا (4/144 رقم17299) ، ومسلم في "صحيحه" (814) من طريق قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عقبة، به. الحديث: 1667 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 596 القاسم بن عبد الرحمن، عن معاوية (1) ، عن النبيِّ (ص) . قيل لأبي: كذا قاله أَبُو زرعة (2) .   (1) من قوله: «بن صالح ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ بسبب انتقال بصر الناسخ. ولم نجد مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ معاوية، لكن يبدو أنَّ المصنف أو الناسخ للنسخة الأصل وهم فكتبها هكذا؛ بسبب أن مدار الحديث على معاوية بن صالح، فالتصق اسم معاوية بحفظه بسبب كثرة ذكره. أو أنه تصحَّف عن «عقبة» لتشابههما في الرسم عند قدماء الكَتَبَة؛ فإن كلمة «معاوية» يكتبونها بلا ألف تخفيفًا هكذا «معوية» ، وهذه قد تشتبه برسم كلمة «عقبة» ، والله أعلم. انظر في التصحيف "المطالع النَّصرية" (ص228) . (2) في (ك) : «قال أبو زرعة» ، وفي (ف) : «قاله أبي زرعة» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 597 قَالَ أَبِي: وليس هو عندي كذا، الذي عندي: أنه (1) صحيحٌ؛ الذي كانَ: الحَدِيثَينِ (2) جميعا (3) كانا عند معاويةَ بْن صَالِح، وكان الثَّوْريُّ حافظً (4) ، فكان (5) حفْظُ هذا أسهلَ على الثَّوْريِّ من حديث العلاء، فحَفِظَ هذا، ولم يحفَظْ ذاك، ومما يدلُّ أنَّ هذا الحديثَ صحيحٌ: أنَّ هذا الحديثَ يرويه الحِمْصيُّون، عَنْ عبد الرحمن بْن جُبَير، عَنْ عُقْبة (6) ، ومُحَالٌ أن يُغْلَطَ بين هذا الإسناد إلى إسناد آخَرَ؛   (1) أي: الحديث برواية معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير. (2) كذا العبارة في النسخ، ومعناها: «ليس الشأن كما قاله أبو زرعة في تخطئة رواية معاويةَ عن عبد الرحمن بن جبير، بل الذي عندي: أنَّ الحديث بهذه الرواية صحيحٌ أيضًا مع صحة روايته الأخرى «معاوية، عن العلاء بن الحارث» ؛ فإنَّ الأمر الذي كَانَ: الحديثين جميعا كانا عند مُعَاوِيَة بْن صَالِح، وكان الثوريُّ حافظًا ... إلخ» . وأما من جهة العربية: ففعلُ الكينونة «كان» في قوله: «الذي كان» تامٌّ، أي: فالذي حصَلَ، و «الحديثين» : مبتدأ مرفوع بالألف لأنَّه مثنى، والأصل: «الحديثان» غير أن الألف أميلت نحو الياء، فكُتِبَت ياءً، ولا تلفظُ إلا ألفًا ممالة، وسبب إمالة الألف كسرة النون بعدها، والياء التي قبلها، مفصولةً عنها بحرف واحد. وجادة العبارة: الذي كان: أن الحديثين ... إلخ. وانظر في الإمالة وأسبابها: التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . (3) في (ف) : «جميعًا الذي» . (4) كذا في جميع النسخ، وهو صحيح في العربية على وجهين: الأول: النصب على أنه خبر «كان» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: الرفع على أنه خبرٌ للمبتدأ الذي هو «الثوري» ، وجملة المبتدأ والخبر في محل خبر «كان» ، واسم «كان» على ذلك: ضمير الشأن، والمراد: كان هو - أي الشأن - الثوريُّ حافظٌ. وانظر في ضمير الشأن: التعليق على المسألة رقم (854) . (5) في (ت) و (ك) : «وكان» . (6) تقدم في التعليق بداية المسألة أن عبد الرحمن بن جبير رواه عن أبيه، عن عقبة. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 598 وإنما أكثرُ ما يَغْلَطُ الناسُ إذا (1) كَانَ حديثا واحدا من اسم شيخ إلى شيخ آخرَ، فأما مثلُ هؤلاء فلا أرى يَخْفَى على الثَّوْري (2) . 1668 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بن عيَّاش (3) ، عن   (1) في (ف) : «إذ» . (2) قال أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1310) : «قلت له (يعني: أحمد بن صالح) : فإن سفيان الثوري يحدث عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عن النبي (ص) في قراءة: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ *} . قَالَ: ليس هَذَا من حَدِيث معاوية، عن عبد الرحمن بن جبير، إنما روى هذا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عقبة. قال أبو زرعة: وهاتان الروايتان عندي صحيحتان، لهما جميعًا أصل بالشام عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عقبة، وعن القاسم، عن عقبة» . وقال ابن خزيمة في "صحيحه" (1/268) : «أصحابنا يقولون: الثوري أخطأ في هذا الحديث. وأنا أقول: غيرُ مستنكر لسفيان أن يرويَ هذا عن معاوية وعن غيره» . (3) روايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (466) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/129) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/327) . وتابع الليثَ في روايته على هذا الوجه جماعةٌ منهم: أبو معاوية محمد بن خازم الضرير، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29807) ، والطبراني في "الدعاء" (269) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص) (514) ، وفي "طبقات المحدثين بأصبهان" (466) ، وأبو نعيم (8/129) . والحسن بن صالح، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/340 رقم 14659) ، والنسائي في "الكبرى" (10543) ، والطبراني في الدعاء" (268) . وسفيان الثوري، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (1209) ، والدارمي في "مسنده" (2454) ، والطبراني في "الدعاء" (266) . وزائدة بن قدامة، وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (1040) ، والطبراني في الدعاء" (271) . وفضيل بن عياض، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2892) ، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (ص) (512) ، وفي "طبقات المحدثين بأصبهان" (466) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/129) . وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وروايته أخرجها الترمذي أيضًا (3404) . وزهير بن معاوية، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10544) ، والطبراني في الدعاء" (272) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1207) ، والنسائي في "الكبرى" (10542) ، والثعلبي في "تفسيره" (7/325) من طريق المغيرة بن مسلم، والطبراني في "الأوسط" (1483) من طريق عبد الحميد بن جعفر، وفي "الصغير" (953) من طريق داود بن أبي هند، وأبو الشيخ في"أخلاق النبي (ص) " (515 و517) من طريق أبي سلمة وأبي سنان سعيد بن سنان، جميعهم عن أبي الزبير، به. الحديث: 1668 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 599 لَيْث (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عَنْ جابر: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ لا ينامُ حَتَّى يَقْرَأَ: {تَنْزِيلُ} السجدة، و {تَبَارَكَ} الملك؟ قال أبي: رواه (3) [زُهيرٌ] (4) ؛ قَالَ: قلتُ لأبي الزُّبَير: أَحَدَّثكَ جابر عن النبيِّ (ص) أنه كَانَ لا ينامُ حتَّى يقرأَ؟ فقال (5) : لا؛ لَمْ يحدِّثني جَابِر، حدَّثني صَفْوان أو ابنُ صَفْوان (6) .   (1) هو: ابن أبي سُلَيم. (2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (3) في (ك) : «روا» . (4) في جميع النسخ: «وُهَيْب» ، عدا (أ) فقد صوِّبت في هامشها بخط مغاير. وهو: زهير بن معاوية، وتقدم في التخريج في أول المسألة أن زهيرًا رَوَاهُ عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ أَبِي الزبير، عن جابر. وأخرج سؤالَ زهير لأبي الزبير: أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص251-252) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (10545) ، والبغوي في "الجعديات" (2611) ، وفي "معجم الصحابة" (1290) ، والحاكم في "المستدرك" (2/412) ، والبيهقي في "الشعب" (2229) ، وفي "الدعوات الكبير" (361) . (5) في (أ) : «قال» ، وفي (ش) : «قا» . (6) الشك من زهير كما جاء في "فضائل القرآن" لأبي عبيد، وقال المزي في "تهذيب الكمال" (34/452) في ترجمة صفوان أو ابن صفوان: «هو صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية» . وقال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث رواه غيرُ واحدٍ عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ مثل هذا. ورواه مغيرة ابن مسلم، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن النبي (ص) نحو هذا. وروى زهيرٌ قال: قلت لأبي الزبير: سمعت من جابر يذكر هذا الحديثَ؟ فقال أبو الزبير: إنما أخبرنيه صفوان - أو ابن صفوان - وكأن زهيرًا أنكر أن يكون هذا الحديثُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ» . اهـ. وذكر الدارقطني في "العلل" (4/79/أ) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث، وذكر قول زهير: «قلت لأبي الزبير: أسمعت جابرًا؟ فقال: ليس جابر حدثني، ولكن صفوان - أو ابن صفوان - عن النبي (ص) » ، قال الدارقطني: «وقول زهير أشبهُ بالصواب من قول ليث ومن تابعه» . اهـ. وقد وقع في النسخة تصحيفٌ واضطراب في العبارة. وانظر "نتائج الأفكار" (3/267) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 600 1669 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَرِيكٌ (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ عمرو بن مَيْمون، عن عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ (ص) قَالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (3) ثُلُثُ القُرآن ِ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا يَحْيَى الخوَّاصُ؛ قَالَ: حدَّثنا شَريك، هَكَذَا. وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمون (4) .   (1) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. وروايته أخرجها البزار في "المسند" (5/243 رقم1856) ، والطبراني في "الأوسط" (5/98 رقم4783) ، وفي "الكبير" (10/160 رقم10318) . قال البزار: «هكذا رَوَاهُ شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عبد الله» . اهـ. وقال الطبراني: «لم يصل هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ إلا شريك» . اهـ. (2) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (3) أي: سورة الإخلاص. (4) لم نقف عليه من رواية أبي بكر بن عياش، ولكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (10528) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (261) من طريق شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عمرو بن ميمون، قوله. ولشعبة فيه إسناد آخر من روايته عن أبي قيس، وسيأتي ذكره. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10525) من طريق زَكَرِيَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عمرو بن ميمون، حدثني بعض أصحاب محمد (ص) . وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص267) ، والنسائي في "الكبرى" (10527) من طريق سفيان، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10526) من طريق زائدة، كلاهما (سفيان وزائدة) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو بن ميمون، عن النبي (ص) . ولسفيان الثوري فيه إسناد آخر من روايته عن أبي قيس، وسيأتي ذكره. وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص268) من طريق ابن جريج، قال: أخبرني، قال: أخبرني عطاء، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مسعود أو ابن مسعود، عن النبي (ص) . وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص267) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/122 رقم 17106) ، وابن ماجه في "سننه" (3789) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (257) ، والطبراني في "الكبير" (17/254 رقم706) من طريق سفيان الثوري، وأخرجه الطيالسي في "المسند" (651) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (255) ، والنسائي في "الكبرى" (10529) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1214) ، والطبراني في "الكبير" (17/255 رقم707) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/255) من طريق شعبة، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1215) ، والطبراني في "الكبير" (17/255 رقم708) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/154) من طريق مسعر، وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1216) من طريق حصين، جميعهم (سفيان الثوري، وشعبة، ومسعر، وحصين) عن أبي قيس، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أبي مسعود الأنصاري، مرفوعًا. قال النسائي: «وقال أبو قيس: عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي مسعود، ولم يتابعه أحد علمته على ذلك» . وقال أبو نعيم: «رواه الثوري، عن أبي قيس مثله، واختلف على عمرو بن ميمون فيه» . وقال ابن عبد البر: «هكذا روى هذا الحديث أبو قيس الأودي هنا - وكذلك رواه الثوري عنه أيضًا، كما رواه شعبة بهذا الإسناد - عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أبي مسعود» . ورواه وكيع وابن مهدي، وأبو نعيم، وغيرهم، عن الثوري، عن أبي قيس بإسناد مثله، وهو عندي خطأ. والله أعلم» . وذكره الدارقطني في "العلل" (5/228-229) فقال: «يرويه أبو إسحاق السبيعي واختلف عنه، فرواه شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ عمرو بن ميمون، عن عبد الله، عن النبي (ص) . وخالفه أبو طيبة الجرجاني فرواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحارث، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ عَنْ ابن مسعود. وقول شريك أصح، وذكر الحارث فيه وهم» . وانظر أيضًا (6/101 و177) ، وانظر ما سيأتي في المسألتين (1702) و (1735) . الحديث: 1669 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 601 1670 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ يزيدُ بنُ هَارُونَ (2) وَيَحْيَى الحِمَّاني (3) ، فرَوَيا جميعا عَنْ شَريك (4) ، عَنْ (5) عبد الله بن   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1790) . (2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن قال الطبراني في "الأوسط" (5764) بعد أن أخرج رواية يحيى بن عبد الحميد الحماني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ عبد الله ابن عيسى إلا شريك، ولا رواه عن شريك إلا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَيَحْيَى الْحَمَّانِيُّ» . ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/257 رقم 22213) عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلامٍ، أنه سمع أبا أمامة. واختُلف على هشام الدستوائي، فأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/249 رقم 22146) من طريق أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (98) من طريق مسلم بن إبراهيم، والروياني في "مسنده" (1254) من طريق عبد الأعلى ابن عبد الأعلى، والبغوي في "شرح السنة" (1193) من طريق النضر بن شميل، جميعهم عن هشام بنفس إسناد يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ عَنْ هِشَامٍ. وأخرجه الروياني أيضًا (1275) من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قال: حدِّثتُ أن أبا سلمة قال: حدثني أبو أمامة، به. (3) هو: ابن عبد الحميد، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5764) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8823) من طريق الضحاك بن نَبَراس، عن يحيى ابن أبي بكر، به. (4) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (5) قوله: «عن» ليس في (ف) . الحديث: 1670 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 603 عِيسَى، عَنْ يَحْيَى (1) بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : تَعَلَّمُوا البَقَرَةَ وآلَ عِمْرَانَ؛ فَإِنَّهُمَا يَأْتِيَان ِ (2) يَوْمَ القِيَامَةِ (3) كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَان ِ. رَوَاهُ ابنُ الأصبَهاني (4) ، عَنْ شَريك، عن عبد الله بْنِ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ عليٍّ الأزْدي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: الَّذِي عِنْدِي أنَّ الحديثَين جَمِيعًا وَهَمٌ، والصَّحيحُ عندي: حديث أَبان (5) وعلي ابْنُ المُبارَك (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كَثِير،   (1) قوله: «عن يحيى» ليس في (ش) . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «تأتيان» ؛ كما في "صحيح مسلم" (804) ، وما في النسخ صحيحٌ على حد قول العرب: «: «ولا أَرْضَ أبقلَ إبْقَالَهَا» ، وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) . أو: بالحَمْلِ على المعنى، فيُحمل الضمير في «فإنهما» على معنى المذكورين، كأنَّه قال: فإنَّ هذين المذكورين يأتيان ... وانظر التعليق على المسألة رقم (270) . (3) قوله: «يوم القيامة» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (4) هو: محمد بن سعيد. (5) هو: ابن يزيد العطار، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/249 و254-255 رقم22147 و22193) ، والطبراني في "الكبير" (8/118 رقم 7542 و7543) ، والبيهقي في "الشعب" (1827) . (6) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (116) ، والطبراني في "الكبير" (8/118 رقم7542) ، والشجري في "أماليه" (1/110 و112) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/564) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْد بْن سلام، عَنْ أَبِي أمامة. ولم يذكر في إسناده: «أبا سلام» . واختُلف على يحيى بن أبي كثير اختلافًا آخر، وهو ما أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (5991) - ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند" (5/251 رقم 22157) ، والطبراني في "الكبير" (8/291 رقم 8118) - من طريق معمر، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي أمامة، به. قال عبد الله ابن الإمام أحمد: «وجدتُّ هذا الحديث في كتاب أبي بخطِّ يده، وقد ضرب عليه، فظننتُ أنه قد ضرب عليه لأنه خطأ، إنما هو عن زيد، عن أبي سلامة، عن أبي أمامة» . والحديث أخرجه مسلم في"صحيحه" (804) من طريق معاوية بن سلام، عَنْ زَيْدِ بْنِ سلام، عَنْ أَبِي سَلامٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 604 عَنْ زَيْدِ بْنِ سلاَّم، عَنْ أَبِي سلاَّم (1) ، عَنْ أَبِي أُمامة، عن النبيِّ (ص) . رجَعَ إلى الأصل (2) . 1671 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ السِّمَّريُّ (3) صاحبُ الفرَّاء،   (1) هو: ممطور الحبشي. (2) كذا في جميع النسخ، وهذا فيما نرى يحتمل أمرين: الأول: أن تكون العبارة ذكرت في الأصل الذي تفرَّعت عنه النسخ لأمر يتعلق بمقابلة الكتاب، والرجوع إلى الأصل الذي ينقل منه، وربما داخلها شيء من التصحيف. والثاني: أن يكون المراد: رجع الحديث إلى أصله الصحيح، وجادَّته المعروفة، وهذا هو الأقرب، والله أعلم. (3) في (ك) : «السيموي» . وهو: محمد بن الجَهْم. وروايته عن الفراء في "معاني القرآن" للفراء (ص229) ، ومن طريقه أخرجه تمام في "فوائده" (1384/الروض البسام) ، والثعلبي في "تفسيره" (6/236) . وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (258/أ/أطراف الغرائب) ، من طريق أبي بكر بن عياش، والحاكم في "المستدرك" (2/245) من طريق محمد بن فضيل، كلاهما عن عاصم، عن زر، به. قال الدارقطني: «غريب من حَدِيثَ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عن عاصم، عنه، تفرَّد به شيخنا أبو إسحاق إسماعيل بن يونس بن ياسين الكاتب، عن أبي هشام الرافعي، عن أبي بكر» . والنَّصُّ في "معاني القرآن" للفراء هكذا: «حدثني قيس ابن الربيع، قال: حدثني عاصم، عن زر بن حبيش، قال: قرأ رجلٌ على ابن مسعود: {طه} بالفتح [أي: من غير إمالة] ، قال: فقال له عبد الله: {طه} بالكسر [أي: بالإمالة] ؛ هكذا أقرأني رسولُ الله (ص) » . اهـ. وانظر "تفسير القرطبي" (11/168) ، و"إعراب = = القراءات السبع وعللها" لابن خالويه (2/27) ، و"لسان العرب" (13/512) (طهطه) ، و"تاج العروس" (19/60) (طهطاه) . الحديث: 1671 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 605 عَنِ الفَرَّاء (1) ، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ (2) ، عَنْ زِرٍّ (3) ، عن عبد الله (4) : أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ: {طه *} مَكْسُورَةً (5) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لا أصلَ لَهُ (6) . قيل له: فإنَّ إِسْحَاق بْن الحجَّاج روى (7) عن عبد الرحمن بْن أَبِي حمَّاد (8) ، عَنِ العَرْزَمي، عَن عَاصِمٍ، عَن زِرٍّ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) أنه (9) قرأ: {طه *} بالكسر؟ فَقَالَ: هو محمد بن عُبَيدالله العَرْزَمي (10) .   (1) هو: يحيى بن زياد، إمام نحاة الكوفة في عصره. (2) هو: ابن بَهْدَلَة. (3) هو: ابن حُبيش. (4) هو: ابن مسعود ح. (5) الآية (1) من سورة طه. ويعني بالكسر هنا: إمالة الطاء والهاء نحو الياء هكذا: «طى هى» ، وجاء في معجم القراءات" (5/405-408) : أنها قراءةُ ابن مسعود، وبها قرأ حمزة، والكسائي، وخلف، ويحيى عن أبي بكر، وعاصمٌ في رواية أبي بكر، والأعمش، وكذا عباس عن أبي عمرو. (6) أي: من جهة هذا الإسناد، وإلا فإنَّ إمالة {طه} تواترت القراءة بها في السبعة، كما في التعليق السابق. (7) في (ك) : «وروى» . (8) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (208/ب/أطراف الغرائب) من طريق عقبة الأسدي، وابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" (2/24-25) من طريق أبي عاصم الضرير محمد بن عبد الله، كلاهما عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عاصم، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به عقبة الأسدي، عن محمد بن عبيد الله العرزمي، عن عاصم، عنه» . (9) قوله: «أنه» ليس في (أ) و (ش) . (10) قال ابن الجزري في الموضع السابق: «هذا حديث غريبٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه وهو مسلسل بالقراء. وقد رواه الحافظ أبو عمرو الداني في "تاريخ القراء" عن فارس بن أحمد، عن بشر بن عبد الله، عن أحمد بن موسى، عن أحمد بن القاسم بن مساور، عن محمد بن سماعة، عن أبي عاصم فذكره. وأبو عاصم هذا هو محمد بن عبد الله يقال له أيضاً المكفوف ويُعرف بالمسجدي، ومحمد بن عبيد الله شيخه هو العرزمي الكوفي من شيوخ سفيان الثوري وشعبة ولكنه ضعيف عند أهل الحديث مع أنه كان من عباد الله الصالحين، ذهبت كتبه فكان يحدث من حفظه فأُتي عليه من ذلك، وباقي رجال إسناده كلهم ثقات» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 606 1672 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَفْص (2) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : لاَ حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ ... . ورواه يزيد بن عبد العزيز بْنِ سِيَاه (4) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) .   (1) انظر المسألة رقم (1708) . (2) هو: ابن غياث. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/479 رقم10214) ، والبخاري في "صحيحه" (5026) من طريق شعبة، والبخاري أيضًا (7232 و7528) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن عدي في "الكامل" (7/273) ، وابن مردويه في "أحاديث أبي الشيخ ابن حيان" (86) ، والعيسوي في الجزء الأول من "الفوائد المنتقاة" (514/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية) من طريق يزيد بن عطاء، جميعهم عن الأعمش، به. (3) هو: ذكوان السَّمَّان. (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30273) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/479 رقم 10215) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1085) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (463) ، والدارقطني في "الأفراد" (277/ب/أطراف الغرائب) . قال الدارقطني: «غريب من حديث الأعمش عنه عن الخدري، تفرد به يزيد بن عبد العزيز بن سياه، وتفرد به عنه يحيى بن آدم» . الحديث: 1672 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 607 وسُئل: أيُّهما أصحُّ؟ فَقَالَ: حَفْصٌ أحفظُ، والحديثُ مرويٌّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ من طريقٍ آخَرَ، ولا أعلَمُ لأبي سَعِيد عَنِ النبيِّ (ص) في هذا شيئا (1) . 1673- وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثناه أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ أَحْمَدَ (2) بْنِ عَبْدَة (3) ، عن حَفْص ابن جُمَيْع، عَنْ سِمَاك (4) ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: بعَثَ رسولُ الله (ص) خيلاً فأشهَرَتْ شَهَرَا (5) ،   (1) قال الدارقطني في "العلل" (1949) : «يرويه شعبة -واختلف عنه- وجرير، ويزيد ابن عطاء، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة. ورواه أبو عبيدة بن معن، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قال: وأراه عن = = أبي هريرة وجابر. وقال يزيد ابن عبد العزيز: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي سعيد. قال ذلك أحمد بن حنبل، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وغيرهم عن يحيى بن آدم، عن يزيد بن عبد العزيز. وقال أبو البختري: عن يحيى بن آدم، عن يزيد بن عبد العزيز، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ. وقال محمد بن عبيد الطنافسي: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي سعيد. والمحفوظ: حديث أبي هريرة» . (2) في (ت) و (ك) : «أحمر» . (3) روايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (2/465) ، والبزار في "مسنده" (2291/كشف الأستار) ، والخطابي في "غريب الحديث" (2/399) ، والدارقطني في "الأفراد" (157/أ/أطراف الغرائب) . (4) هو: ابن حرب. (5) كذا في (ش) ، ولم تعجم «فأشهرتْ» في بقية النسخ، ولم تعجم «شهرًا» في (أ) فقط، وفي "غريب الخطابي"، و"فائق الزمخشري" (2/212) : «فَأَسْهَبَتْ شهرًا» ، وفي بقية مصادر التخريج: «فأَشْهَرَتْ شَهرًا» . أما رواية: «فَأَسْهَبَتْ شهرًا» ، فمن الإسهاب، وهو مشتق من السَّهْب، وهو الأرض الواسعة، قال الخطابي: «يريد أنها ركَضَتْ مسيرةَ شَهْر فأمعَنتْ في السُّهُوب» ، ونحوه قال الزمخشري. وأما رواية: «فأَشْهَرَتْ شهرًا» ، فيعني بها: أنها أقامت شهرًا، أو مكثت شهرًا؛ كما في الرواية التي ذكرها ابن حجر في "الفتح" (8/727) : «فَلَبِثَتْ شهرًا» . الحديث: 1673 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 608 لم يأتِهِ منها خَبَرَا (1) ، فنزلَتْ: {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا *} (2) : ضبَحَتْ (3) بمناخرها؟   (1) كذا بالنصب في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «لم يأتِهِ منها خَبَرٌ» ، و «لا يأتيه منها خَبَرٌ» ، و «لم يأتِهِ خَبَرُهَا» ، و «لا يأتيه خَبَرُهَا» بالرفع في جميعها على الفاعلية بـ «يأتي» ، وهو الجادَّة، أما ما وقع عندنا في النسخ، فقد يقال في توجيهه وجهان: الأوَّل: أنَّ الكلمة منصوبة على نزع الخافض، والتقدير: لم يأتِ أحدٌ رسولَ الله (ص) مِنْ هذه الخيل بخبر، أو لم يأتِهِ آتٍ منها بِخَبَرٍ، ثم حُذِف الخافض، وهو حرف الجر «الباء» ، فانتصَبَ ما بعده، فصار: لم يأتِهِ أحدٌ منها خَبَرًا. وفاعلُ «يأتِهِ» ضميرٌ يعود إلى أَحَدِ هذه السريَّة، وهو مفهوم من السياق. وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (400) . وانظر في نزع الخافض: التعليق على المسألة رقم (12) . والوجه الثاني: أنَّ الكلمة مرفوعةٌ على الفاعلية، وإنما جاءت على صورة المنصوب من أجل السجع مع قوله: «شَهَرَا» ؛ فإنَّ المتكلِّم قد يلجأ إلى بعض تصرُّف في الكلمة على خلاف قاعدتها في اللسان العربي مراعاةً للسجع المتناظر. انظر التعليق على المسألة رقم (866) . وإن شِئتَ أضفْتَ إلى ذلك ما قرَّره النحاة من أنَّ القرينة المعنوية على كون الكلمة فاعلاً: إذا كانت ظاهرة من السياق، فيُستغنى بها عن القرينة اللفظية التي هي علامة الرفع - مثلما وقع هنا - كما في قولهم: «خَرَقَ الثوبُ المسمارَ» ، ويُستغنى بها عن الرتبة؛ كما في قولهم: «أَكَلَتِ الكُمَّثْرَى سَلْمَى» . انظر التعليق على المسألة (479) . إذا تقرَّر هذا، فإنَّ على هذا الوجه تضبط كلمة «شَهَرَا» بفتح الهاء؛ لازدواج السَّجْعة مع «خَبَرَا» ، وعند الصرفيين أنَّ كل اسم أو فعل على وزن «فَعْل» بسكون العين وكانت عينه حرف حلق، فإنه يجوز فيه فتح عينه، فتقول: بَحْرٌ وبَحَرٌ، ونَهْرٌ ونَهَرٌ، فكذلك هنا تقول في: «شَهْر» : «شَهَرٌ» . وهذا من تفريعات تميم على لغة أهل الحجاز. انظر "شرح شافية ابن الحاجب" (1/39-47) . (2) الآية (1) من سورة العاديات. (3) قوله: «ضبحت» سقط من (ك) . والضَّبْح: صوتُ النَّفَسِ من مناخر أنوفِ الخيل عند عَدْوِهَا. "غريب الحديث" للخطابي (2/399) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 609 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) ؛ والصَّحيحُ: عَنْ عِكْرِمَة فقطْ (2) ، وحفصُ بنُ جُمَيْع لَيْسَ بالقويِّ (3) . 1674- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وُهَيْب (4) ، عَنْ أيُّوب (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِي راشد (6) ، عن عبد الرحمن بن شبْل، عن النبيِّ (ص) قال: اقْرَؤُوا القُرْآنَ ... (7) .   (1) قال الدارقطني في الموضع السابق: «غريب من حديث سماك، تفرد به حفص بن جميع، ولم يروه عنه غير أحمد بن عبدة» . (2) في (ف) : «قَطْ» . والمثبت من بقية النسخ، و «فَقَطْ» هي «قَطْ» دخَلَتْ عليها الفاء لتزيين اللفظ، و «قَطْ» هنا بفتح القاف وسكون الطاء، وهي بمعنى «حَسْبُ» ، أما مشدَّدة الطاء «قَطُّ» : فظرف لا يستعمل إلا في النفي، والسياق هنا إثبات. وتقدم نحو ذلك في المسألة رقم (92) . = ... ورواية عكرمة على هذا الوجه أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/557) من طريق أبي الأحوص سلام ابن سليم، عن سماك بن حرب، عنه. وأخرجه أيضًا (24/557) من طريق أبي رجاء محمد ابن سيف، عن عكرمة. (3) قال ابن كثير في "تفسيره" (8/446/طيبة) : «غريب جدًّا» . وقال الحافظ في "الفتح" (8/727) : «وفي إسناده ضعف» . (4) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2574) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (7742) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/428 رقم 15529 و15535) من طريق هشام بن عبد الله الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، به. (5) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتِياني. (6) هو: الحُبْرَاني الشامي، قيل: اسمه أَخْضَر، وقيل: النعمان. (7) الحديث بتمامه: «اقرؤوا القرآنَ، فإذا قَرَأْتُمُوه، فلا تستكثروا به، ولا تَغْلُوا فيه، ولا تَجْفُوا عنه، ولا تَأكُلُوا به» . وقال: «إنَّ النِّساء هم أهل النار» ، فَقَالَ رجلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ألَسْنَ أُمَّهاتِنا وأخواتنا وبناتنا؟! فذكَرَ كُفْرَهُنَّ لِحَقِّ الزوج، وتَضْيِيعَهُنَّ لحقِّه. هذا لفظ الطبراني. الحديث: 1674 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 610 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُهم (1) فَقَالَ: عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سلاَّم، عَنْ أَبِي سلاَّم (2) ، عَنْ أبي راشد الحُبْراني (3) ، عن عبد الرحمن ابن شِبْل، عن النبيِّ (ص) . كِلاهُمَا صحيحٌ، غيرَ أنَّ أيُّوبَ تَرَكَ مِنَ الإِسْنَادِ رَجُلَيْنِ (4) . 1675 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بن عُبَيد (6) ،   (1) منهم: أبان بن زيد، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/444 رقم 15670) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1518) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/18) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/17) ، وفي "الشعب" (2383) . ومنهم: همام بن يحيى وموسى بن خلف، وروايتهما أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/444 رقم 15668 و15671) . ومنهم: علي بن المبارك، وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/18) ، وفي "شرح مشكل الآثار" (4332) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2116) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/427) من طريق مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ، عَنْ أَخِيهِ زَيْد بْن سلام، عَنْ أَبِي سلام، به. وأخرجه معمر في "جامعه" (19444/الملحق بمصنف عبد الرزاق) - ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند" (3/444 رقم 15666) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (314) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/425) - من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سلام، عَنْ جَدِّهِ أبي سلام، عن عبد الرحمن بن شبل، به. ولم يذكر في إسناده: «أبا راشد الحراني» . (2) هو: ممطور الحبشي. (3) في (ك) : «الخبراني» . (4) قال ابن حزم في "المحلى" (8/196) : «وأما حديث عبد الرحمن بن شبل ففيه أبو راشد الحبراني، وهو مجهول» . اهـ. كذا قال! وهو ثقة كما في "التقريب". (5) انظر المسألة الآتية برقم (1680) . (6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2667) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/313 رقم 18816) ، والبخاري في "صحيحه" (5061 و7364) من طريق سلام بن أبي مطيع، والبخاري (7365) ، ومسلم (2667) من طريق همام بن يحيى، والبخاري (5060) من طريق حماد بن زيد، ومسلم (2667) من طريق أبان بن يزيد، جميعهم عن أبي عمران، به. الحديث: 1675 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 611 عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني (1) ، عَنْ جُنْدب، عن النبيِّ (ص) قال: اقْرَؤُوا القُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ (2) عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا؟ فَقَالَ (3) : رَوَى هَذَا ابنُ عَوْن (4) ، عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني، عن عبد الله بْنِ الصَّامت؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. قلتُ: الوَهَمُ ممَّن؟ قال: الحارث بن عُبَيد (5) .   (1) في (ك) : «الجرني» . وأبو عمران هو: عبد الملك بن حبيب. (2) في (ك) : «أسلفت» . (3) في (ف) : «فقال أبي» . (4) هو: عبد الله، وروايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص355) ، وفي "غريب الحديث" (2/236) ، والبخاري في "صحيحه" عقب الحديث = = (5061) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (8099) ، والبيهقي في "الشعب" (2066) . (5) قال البخاري عقب الحديث (5061) : «تابعه - أي: سلامَ بن أبي مطيع - الحارثُ ابن عبيد وسعيد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ. ولم يرفعه حماد بن سلمة وأبان. وقال غُنْدر: عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي عمران: سمعتُ جندبًا، قوله. وقال ابْنُ عَوْنٍ: عَنْ أَبِي عِمْرَانَ، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر، قوله. وجندب أصحُّ وأكثر» . وقال الدارقطني في "العلل" (2/92/ب) : «يرويه همام بن يحيى وحماد بن سلمة وأبو عامر الخزاز، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ جندب موقوفًا. ورفعه الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ أَبُو قُدَامَةَ، وهارون بن موسى الأعور، وسهيل بن أبي حزم القطعي، والحجَّاج بن فرافصة، وسلام بن أبي مطيع. واختُلف عن همام بن يحيى، فرفعَه داود بن شبيب، عن همام. ورفعه عاصم ابن علي عنه، وقيل: عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أبي عمران، عن جندب مرفوعًا. ورواه ابْنُ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الجوني، عن عبد الله بن الصامت، عن عمر قوله، ورَفْعُه عن جندب صحيح» . اهـ. قال الحافظ في "الفتح" (9/102) : «قوله: "وجندب أصح وأكثر"، أي: أصح إسنادًا وأكثر طرقًا، وهو كما قال؛ فإن الجمَّ الغفير رَوَوْه عن أبي عمران، عن جندب، إلا أنهم اختلفوا عليه في رفعه ووقفه، والذين رفعوه ثقاتٌ حفاظ؛ فالحكم لهم. وأما رواية ابن عون فشاذَّة لم يتابع عليها. قال أبو بكر بن أبي داود: لم يخطئ ابن عون قطُّ إلا في هذا، والصواب عن جندب. انتهى. ويحتمل أن يكون ابن عون حفظه ويكون لأبي عمران فيه شيخ آخر، وإنما توارد الرواة على طريق جندب لعلوها والتصريح برفعها» . وانظر "سنن سعيد بن منصور" (2/491) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 612 1676 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا} إِلَى آخِرِ الآيَةِ (2) ؛ قَالَ: نزلتْ فِي الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ قَتَادَة غَيْر (3) حمَّادٍ. قلتُ: هو الصَّحيحُ (4) ؟ قَالَ: حسنٌ. 1677 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو أحمد الزُّبَيري (5) ،   (1) روايته أخرجها المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/210 رقم10736) ، والضياء في "المختارة" (7/116 رقم2540) . وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (18023) من طريق همام، عن قتادة، به. (2) الآية (15) من سورة هود. (3) في (ك) : «عن» ، وقوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر تخريج ذلك في التعليق على المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) . (4) أي: هل هذا الحديث صحيحٌ، مع تفرُّد حماد بروايته عن قتادة؟ (5) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" (294) ، والترمذي في "جامعه" (2995) ، والبزار في "مسنده" (1973 و1981) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (7216) ، الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1009) ، والشاشي في "مسنده" (406) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/292 و553) من طريق محمد بن عبيد الطنافسي ومحمد بن عمر الواقدي، عن الثوري، به. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (501/التفسير) من طريق أبي الأحوص سلام بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مسروق، عَنْ أَبِي الضحى، عَن مسروق، عن ابن مسعود. الحديث: 1676 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 613 ورَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سُفيان الثَّوْري، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي الضُّحَى (2) ، عن مَسروق (3) ، عن عبد الله (4) ، عن النبيِّ (ص) : لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلاَةٌ مِنَ النَّبِيِّينَ، وَإِنَّ وَلِيِّي مِنْهُمْ وخَلِيلِي: أَبِي إِبْرَاهِيمُ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ} (5) ؟ فَقَالا جَمِيعًا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ المتقنون من أصحاب الثَّوْري (6) ،   (1) هو: سعيد بن مسروق. (2) هو: مسلم بن صُبيح. (3) هو: ابن الأجدع. (4) هو: ابن مسعود ح. (5) الآية (68) من سورة آل عمران. (6) منهم: عبد الرحمن بن مهدي، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/429 رقم4088) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/674 رقم3656) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/221) . ومنهم: وكيع، وروايته أخرجها الإمام أحمد أيضًا (1/400-401 رقم3800) ، والترمذي في "جامعه" (2995) ، والمصنف أيضًا (2/764 رقم 3656) . ومنهم: يحيى بن سعيد القطان، وروايته أخرجها الإمام أحمد أيضًا (1/429 رقم 4088) . ومنهم: أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، وروايته أخرجها الترمذي (2995) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (7217) ، والحاكم في "المستدرك" (2/553) ، ولكن سقط من إسناد الحاكم: «الثوري» وجاء عنده: «عن أبي الضحى أظنُّه عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ» . وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/222) من طريق معاوية بن هشام، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 614 عَنِ الثَّوْري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي الضُّحى، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ بِلا مَسْرُوقٍ (1) . 1678 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَيْحَانُ بنُ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ عَبَّاد (3) بْنِ مَنْصور، عَنْ أيُّوب السَّخْتِياني، عَنْ أَبِي قِلابة (4) ، أنَّه حدَّثه أَبُو صَالِحٍ الْحَارِثِيُّ (5) ، عَنِ النُّعمان بْنِ بَشِيرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قال:   (1) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا أصحُّ من حديث أبي الضحى عن مسروق» . (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10802) ، والطبراني في "الأوسط" (1360) ، وفي "الصغير" (147) ، والبيهقي في "الشعب" (2180) . ومن طريق الطبراني أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (33/416) . وأخرجه البيهقي أيضًا (2180) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أبي صالح الخازني، عن النبي (ص) . قال البيهقي: «ولم يذكر في إسناده: النعمان بن بشير» . وأخرجه الفريابي في "القدر" (90) من طريق وهيب بن خالد، عن أيوب، وأيضًا (91) من طريق قتادة، كلاهما (أيوب وقتادة) عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير، به، بلا ذكر أبي صالح. وأخرجه البزار في "مسنده" (3297) من طريق أبي رجاء محمد بن سيف، وابن عدي في "الكامل" (7/24-25) من طريق أبي قحذم النضر بن معبد، كلاهما عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي صالح، عن النعمان، به. وجاء عند البزار: «أبو صالح الأشعري» . (3) في (ش) : «عبادة» . (4) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (5) قوله: «الحارثي» كذا في (أ) و (ت) بدون نقط الثاء، وفي (ش) و (ف) و (ك) : «الحاري» بالراء المهملة. ويقال في نسبته «الحارثي» ؛ كما أثبتناه، و «الخازن» بالمعجمة والزاي. ويقال: «الحادي» بالحاء والدال المهملتين. انظر "تهذيب الكمال" (33/415) . الحديث: 1678 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 615 إِنَّ (1) اللهَ عَزَّ وجَلَّ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَواتِ والأَرْضَ، وهُوَ عِنْدَهُ عَلَى العَرْشِ، أَنْزَلَ مِنْ ذَلِكَ الكِتَابِ (2) آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا (3) سُورَةَ البَقَرَةِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَلِجُ بَيْتًا قُرِئَتَا فِيهِ ثَلاَثَ لَيَالٍ. قلتُ: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (4) ، عَنِ الأَشْعَث [بن] (5) عبد الرحمن الجَرْمي، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنْعاني (6) ، عَنِ النُّعمان بن بَشِير، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: حديثُ حمَّاد بْن سَلَمة. 1679 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ قتادةَ (7) ، عَنْ زُرَارَةَ بن   (1) قوله: «إن» سقط من (ك) . (2) قوله: «الكتاب» سقط من (ك) . (3) في (ك) : «بها» . (4) روايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص232) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/274 رقم 18414) ، والدارمي في "مسنده" (3430) ، والترمذي في "جامعه" (2882) ، والبزار في "مسنده" (3296) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (167) ، والفريابي في "القدر" (88 و89) ، والنسائي في "الكبرى" (10803) ، والبغوي في "تفسيره" (1/275) ، وفي "شرح السنة" (1201) ، وابن حبان في "صحيحه" (782) ، والطبراني في "الأوسط" (1988) ، والحاكم في "المستدرك" (1/562 و2/260) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (129) ، والبيهقي في "الشعب" (2180) ، وفي "الأسماء والصفات" (490) . وسقط من إسناد السهمي «أبو الأَشْعَث الصَّنْعاني» . (5) في جميع النسخ: «عن» بدل: «بن» ، والتصويب من مصادر التخريج. (6) هو: شَراحيل بن آدَة، ووقع في "جامع الترمذي": = = «عن أبي الأشعث الجرمي» ، وعدَّه المزي في "تهذيب الكمال" (33/44-45) ، وفي "تحفة الأشراف" (9/30 رقم11644) وهمًا من الترمذي لم يتابعه عليه أحد. (7) انفرد بروايته عن قتادة: صالح المري، واختُلف عليه: فرواه الترمذي في "جامعه" (2948) من طريق الهيثم بن الربيع، والطبراني في "الكبير" (12/130-131 رقم 12783) ، والذهبي في "معجم الشيوخ" (2/291) من طريق إبراهيم بن أبي سويد، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (85) ، والحاكم في "المستدرك" (1/568) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/174) ، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن" (80) من طريق زيد بن الحباب، والحاكم أيضًا (1/568) من طريق عمرو بن عاصم وعمرو بن مرزوق، جميعهم عن صالح المري، عن قتادة، به. وأخرجه الترمذي أيضًا (2948/م) من طريق مسلم بن إبراهيم، والدارمي في "مسنده" (3519) من طريق إسحاق بن عيسى، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن" (79) من طريق الحجَّاج بن المنهال، جميعهم عن صالح المري، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ النبي (ص) مرسلاً، بلا ذكر ابن عباس. الحديث: 1679 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 616 أَوْفى (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قدم رجلٌ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أيُّ الْعَمَلِ (2) أفضلُ؟ قَالَ: فَتْحُ القُرْآن ِ وخَتْمُه؟ فَقَالَ: الحفَّاظُ يقولون: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وقد رفَعَه جماعةٌ (3) . 1680 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُرَيج (5) بن النُّعْمان،   (1) في (ش) : «ابن أبي أوفى» . (2) في (ش) : «الأعمال» . (3) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديثٌ غريب لا نعرفُه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وإسنادُه ليس بالقوي» . ثم قال بعد أن رواه من طريق قتادة، عن زرارة مرفوعًا ولم يذكر فيه ابن عباس: «وهذا عندي أصح» . وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «هذا حديث غريبٌ من حديث زرارة لم يَروه عنه إلا قتادة. ورواه عن صالح المري زيدُ بن الحباب ويعقوبُ بن إسحاق الحضرمي» . وانظر (6/174) منه. (4) انظر المسألة المتقدمة برقم (1675) . (5) المثبت من (ت) ، وفي بقية النسخ: «شريح» ، وهو: الجوهري، وانظر "الجرح والتعديل" (4/304) ، و"تهذيب الكمال" (10/218) ، وروايته أخرجها الروياني في "مسنده" (968) ، والطبراني في "الكبير" (2/163 رقم1672) ، وفي "الأوسط" (5101) . وأخرجه أبو داود في "سننه" (3652) ، والنسائي في "الكبرى" (8086) من طريق يعقوب بن إسحاق، والترمذي في "جامعه" (2952) ، والبغوي في "شرح السنة" (120) من طريق حَبَّان بن هلال، وأبو يعلى في "مسنده" (1520) ، وابن عدي في "الكامل" (3/450) ، والبيهقي في "الشعب" (2081) من طريق بشر ابن الوليد، جميعهم عن سهيل، به. الحديث: 1680 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 617 عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي حَزْمٍ، عَنْ أَبِي عِمران الجَوْني (1) ، عَنْ جُنْدب، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ فِي القُرْآنِ بِرَأْيِهِ فَأَصَابَ، فَقَدْ أخْطَأَ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حَدَّثَنَا (2) سُرَيج (3) ، وَلَكِنْ رَوَاهُ (4) حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (5) ، عَنْ أَبِي عِمران الجَوْني، عَنْ عُمَرَ: اقرؤوا القُرآنَ مَا ائتَلَفَتْ عَلَيْهِ قلوبُكُم، فَإِذَا اختلفتُم فِيهِ فَقُومُوا. قَالَ أَبِي: أحسَبُ أنَّ ذاك (6) خطأ؛ وإنما أراد حديثَ عُمر هذا (7) .   (1) هو: عبد الملك بن حبيب. (2) في (ك) : «حدثني» . (3) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «شريح» . (4) في (ش) و (ف) : «روى» . (5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وتقدم في التعليق على المسألة رقم (1675) أن البخاري أخرجه من طريق حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي عمران، عن جندب بن عبد الله، عن النبي (ص) . وقال أبو حاتم هناك: أن ابن عَوْن رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي عِمْران الجَوْني، عن عبد الله بن الصَّامت، عن عمر. قال أبو حاتم: «وهذا الصَّحيح» . (6) في (ت) و (ك) : «ذلك» . (7) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث غريب وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل بن أبي حزم» . قال ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/398) : «قال = = الترمذي: غريب، وقد تكلم بعض أهل العلم في سهيل بن أبي حزم. وقد غلَّطه أبو حاتم الرازي أيضًا بشيء فيه نظر، والأظهر أنها ليست مؤثرة» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 618 1681 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الرَّبيع بْنُ بَدْر (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي وائل (2) ، عَن حُذَيفة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: القُرْآنُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، ومَاحِلٌ (3) مُصَدَّقٌ، مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الجَنَّةِ، ومَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ قَادَهُ إلَى النَّارِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ وَإِنَّمَا رَوَاهُ الأعمَش (4) ، عن المعلَّى (5) ، عن   (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه من حديث حذيفة، ولكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (10/198 رقم10450) ، وابن عدي في "الكامل" (3/127) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/108) من طريق هشام بن عمار، عن الرَّبِيعُ بْنُ بَدْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود، به. (2) هو: شقيق بن سلمة. (3) ماحِلٌ، أي: ساعٍ؛ يقال: مَحَلتُ بفلان: إذا سعيتَ به إلى ذي سُلطان. "لسان العرب" (11/618) . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص 194) من طريق الثوري، عن الأعمش، عن المعلَّى رجل من كندة، عن فلان بن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (96) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن المعلَّى الكندي، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن مسعود. وأخرجه البزار في "مسنده" (121/كشف الأستار) ، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن" (124) من طريق عبد الله بْنُ الأجلح، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ المعلَّى الكندي، عن ابن مسعود. وأخرجه أبو بكر الفريابي في "فضائل القرآن" (23) من طريق الفضل بن عياض، عن الأعمش، عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6010) - ومن طريقه الطبراني في "الكبير"- عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ وغيره، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. (5) هو: الكندي. الحديث: 1681 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 619 عبد الرحمن ابن يزيد، عن عبد الله (1) ، موقوفً (2) . والربيعُ ابن بَدْرٍ (3) لا يُشتَغَلُ بِه، وَلا بروايتِه (4) . 1682 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْر (5) بْنُ نُمَير (6) ، وَجَعْفَرُ بْنُ الزُّبَير؛ البَصْريان (7) ، عَنِ الْقَاسِمِ (8) ، عَنْ أَبِي أُمامة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: مَنْ أُوتِيَ ثُلُثَ القُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ ثُلُثَ النُّبُوَّةِ، وَمَنْ أُوتِيَ   (1) هو: ابن مسعود ح. (2) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) في (ك) : «بدو» . (4) قال الدارقطني في "العلل" (5/102) : «رواه الربيع ابن بَدْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله، والصَّحيح: عن معلًّى الكندي، عن محمد بن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله. وقال ابن الأجْلَح: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر مرفوعًا. والصحيح: عن ابن مسعود، موقوف» . قال ابن عدي في الموضع السابق من "الكامل" (1/ل134-ب) : وهذا يُعرف بربيع بن بدر، عن الأعمش، بهذا الإسناد، ورواه عبد الله بن الأجلح، عن الأعمش فأفسده وأوقفه وعقبه بحديث آخر، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، عن النبي (ص) ، مثله. اهـ. (5) في (أ) : «بسر» . (6) روايته أخرجها ابن الأنباري في "الوقف والابتداء" (5) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/187) ، وابن عدي في "الكامل" (2/7-8) ، وعبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن" (50) ، والبيهقي في "الشعب" (2351) ، والشجري في "أماليه" (1/85) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/100) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (491) . ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (1838) . (7) كلاهما متروك، وبِشْرٌ متَّهم. (8) هو: ابن عبد الرحمن الدمشقي، أبو عبد الرحمن. الحديث: 1682 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 620 نِصْفَ القُرْآنِ فَقَدْ أُوتِيَ نِصْفَ النُّبُوَّةِ، ومَنْ أُوتِيَ القُرْآنَ فَقَدْ أُوتِيَ النُّبُوَّةَ، إِلاَّ أَنَّهُ لاَ يُوحَى إِلَيْهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الصَّحيحُ: مَا رَوَاهُ عُمَرُ ابن عبد الواحد، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أُوتِيَ ... ، مُرسَلً (1) . 1683 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ كَثِير (2) ، عَنِ الثَّوْري، عَنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ ذُرِّيَّةَ المُؤْمِنِ مَعَهُ فِي درجتِهِ وإنْ كَانُوا دُونَهُ في العَمَلِ؛   (1) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/247) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (22/467 و468) من طريق مؤمل بن إسماعيل، ومهران بن أبي عمر، جميعهم عن الثوري، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (ص690) ، والحاكم في "المستدرك" (2/468) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/268) ، وفي "الاعتقاد" (ص198) . وأخرجه هناد في "الزهد" (179) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (434) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (22/467و468) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3/105) من طريق شعبة، والبزار في "مسنده" (2260/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3/107) ، وابن عدي في "الكامل" (6/42) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/302) ، والبغوي في "تفسيره" (4/240) من طريق قيس بن الربيع، كلاهما عن عمرو بن مرة، به. وقفه شعبة، ورفعه قيس بن الربيع، إلا أن رواية الطحاوي جاءت موقوفة. وأخرجه المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/2316 رقم18684) من طريق حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ سعيد بن جبير، به موقوفًا. الحديث: 1683 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 621 لِتَقَرَّ بِِه (1) عَينُهُ؛ قَالَ: فَقَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ ... (2) وذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ محمد بن بِشْر (3) ، عَنْ سُفْيان، عَنْ سِمَاعَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ سَعِيدِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. 1684 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ نَبْهان (4) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُود، عَنْ مُصْعَب بْنِ سَعْدٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛   (1) في (ك) : «للتقر» وفي مصادر التخريج: «لتقر بهم» ، وهو الأولى. ويخرَّج ما هنا على رجوع الضمير في «به» إلى مفهومٍ من السياق، والمراد: لِتَقَرَّ بذلك عَيْنُهُ، و «ذلك» ، أي: ذريتُهُ ورفعُهُم إلى درجته. انظر التعليق على المسألة رقم (400) . (2) قرأ - كما في مصادر التخريج - قوله تعالى: [الطُّور: 21] {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ... } . (3) كانت في (ف) : «بشر» وصوبها بالهامش: «مبشر» ، وعليها «صح» ، والصواب: «بشر» ، فهو محمد بن بشر العبدي. واختُلف عليه فقد أخرج الحديث ابن جرير الطبري في "تفسيره" (22/468) من طريق موسى بن عبد الرحمن المسروقي، عنه، به موقوفًا. وأخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1075) من طريق أحمد بن شكيب الكوفي، عن محمد بن بشر، به مرفوعًا. وأخرجه الطحاوي أيضًا (3/107) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ الثوري، به. (4) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (20/التفسير) ، والدورقي في "مسند سعد" (50) ، والدارمي في "مسنده" (3382) ، وابن ماجه في "سننه" (213) ، والبزار في "مسنده" (1157) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (134) ، وأبو يعلى في "مسنده" (814) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/218) ، والشاشي في "مسنده" (71) ، وأبو بكر الآجري في "أخلاق أهل القرآن" (17) ، والدارقطني في "الأفراد" (57/أ/أطراف الغرائب) . ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه تمام في "فوائده" (1311/الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/43 و16/398) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/191) . ومن طريق الآجري أخرجه عبد الرحمن بن أحمد الرازي في "فضائل القرآن" (40) . الحديث: 1684 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 622 قَالَ: خِيَارُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وعَلَّمَهُ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عاصمٌ (1) ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن (2) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .   (1) روايته على هذا الوجه ذكرها الدارقطني في "العلل" (3/59) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، عن شريك بن عبد الله القاضي النخعي، عن عاصم، به. وأخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (137) من طريق الهيثم بن اليمان، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5128) من طريق عبد الرحمن بن شيبة، والطبراني في "الكبير" (10/161-162 رقم 10325) ، وفي "الأوسط" (3062) من طريق يحيى ابن إسحاق، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/95-96) من طريق محمد بن بكير، جميعهم عن شريك بن عبد الله، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وأخرجه تمام في "فوائده" (1312/الروض البسام) = = من طريق الوليد بن صالح، عن شريك، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مسعود، به. وأخرجه تمام أيضًا (1309) من طريق إسحاق بن عبد الله البوقي، عن شريك، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النبي (ص) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5027) من طريق شعبة، وأيضًا (5028) من طريق الثوري، كلاهما عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَد، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السلمي، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنِ النبي (ص) . ولم يذكر الثوري في روايته: «سعد بن عبيدة» . (2) هو: عبد الله بن حبيب السلمي. (3) قوله: «مرسل» يحتمل النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . وقال البزار في "مسنده" (3/357) : «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن عاصم، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه إلا الحارث بن نبهان، وقد خالف الحارثَ بن نبهان في إسناد هذا الحديث شريكٌ، فرواه شريك، عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود. والحارث فغير حافظ، وشريك يتقدمه عند أهل الحديث وإن كان غير حافظٍ أيضًا» . وقال الدارقطني في الموضع السابق من "الأفراد": «غريبٌ من حديث عَاصِم بْن أَبِي النَّجُودِ، عَنْ مصعب، تفرَّد به الحارث بن نبهان» . وقال في "العلل" (599) : «حدَّث به الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ عَاصِمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد، عن النبي (ص) ، وحدَّث به أحمد بن مسعود الزبيري، عن موسى بن نصر، عن فيض بن وثيق، عن أبي أمية ابن يعلى، عن عاصم، ووهم فيه، وإنما رواه الفيض ابن وثيق، عن الْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ، عَنْ عَاصِمِ» . وقال أيضًا (3/58-59) : «واختُلف عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجود، فرواه حفص بْن سُلَيْمَانَ، عَن عَاصِمٍ، عَن أبي عبد الرحمن، عن عثمان، عن النبي (ص) ، وكذلك قال خالد بن عمرو، عن شريك، عن عاصم، وقال محمد ابن بكير الحضرمي: عن شريك، عن عَاصِمٌ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عن ابن مسعود، وأرسله يحيى الحمَّاني، عن شريك، فقال فيه: عن عاصم، عن أبي عبد الرحمن، عن النبي (ص) » . وذكر الذهبي في "الميزان" (1/444) : «أن هذا الحديث من مناكير الحارث بن نبهان» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 623 1685 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الوهَّاب الثَّقَفي (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عبد الله بن سَلاَم (3) ،   (1) هو: ابن عبد المجيد، وروايته أخرجها الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص475) من طريق يحيى بن حكيم، والثعلبي في "تفسيره" (7/48-49) من طريق هشام بن عمار، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/204) من طريق عبد الأعلى بن حماد، جميعهم عن عبد الوهاب الثقفي، به. قال ابن عساكر: «كذا قال: عن عبد الله بن سلام، ورواه غيره عن عبد الوهَّاب الثقفي، ولم يذكر فيه ابن سلام» . ثم أخرجه (1/205) من طريق محمد بن المثنى ومحمد بن بشار، عن عبد الوهَّاب بن عبد المجيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، فذكر الحديث ولم يذكر عبد الله بن سلام. وفي مطبوع تفسير الثعلبي: «عبد المجيد» بدل: «عبد الوهَّاب بن عبد المجيد» . (2) هو: الأنصاري. (3) بتخفيف اللام، وانظر الكلام على ضبط «سلام» بالتخفيف والتثقيل، في التعليق على المسألة رقم (92) . الحديث: 1685 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 624 فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} (1) ؛ قَالَ: دِمَشقُ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يُتابَع عبد الوَهَّاب على رواية هذا الحديث؛ ورواه (2) لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيم (3) ، والثَّوْري (4) ، وحمَّاد بْنُ زَيْدٍ، وحمَّاد بْنُ سَلَمة، وَابْنُ المُبَارَك، والدَّراوَرْدي (5) ، وسُلَيمان بْنُ بِلالٍ، كلُّهم (6) عَنْ يَحْيَي   (1) الآية (50) من سورة المؤمنون. (2) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «رواه» بلا واو. (3) في (ت) و (ك) : «سليمان» . (4) في "تفسيره" (74) ، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/205) . (5) هو: عبد العزيز بن محمد. (6) وتابع هؤلاء في روايتهم عن يحيى بن سعيد على هذا الوجه كلٌّ من: معمر، وروايته أخرجها عبد الرزاق في "تفسيره" (2/45) ، ومن طريقه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (19/37) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/206) . وأخرجه ابن جرير أيضًا (19/37) من طريق محمد بن ثور، عن معمر قال: بلغني عن ابن المسيب، به. = ... ويزيد بن هارون، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32453) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/207) . وشعبة، وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (19/37) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/205 -206) . وعبد الله بن لهيعة، وروايته أخرجها ابن جرير الطبري (19/38) ، وابن عدي في "الكامل" (4/153-154) ، وابن عساكر (1/206) . ومالك بن أنس، وعبد الله بن نمير، وروايتهما أخرجها ابن عساكر (1/205و206) . قال ابن عساكر (1/205) : «وكذا رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ: مالك بن أنس، وسفيان بن سعيد الثوري، وسفيان بن عيينة، وشعبة بن الحجَّاج، ومعمر بن راشد، وعبد الله بن نمير الهَمْداني الكوفي، وعبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي المصري، ويزيد بن هارون الواسطي، لم يذكروا فيه عبد الله بن سلام» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 625 بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} (1) ؛ ليس أحدٌ منهم يقول: عبدُالله بنُ سَلامٍ. قلتُ لأبي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: أولئك أحفَظُ، والله أعلم أيُّهما أصحُّ، ويحتمل أن يكونَ (2) سمَّى (3) لعبد الوهَّاب: عبدَالله بْن سَلامٍ، ولم يُسَمِّ لهم (4) . 1686- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن سَعِيدِ بْنِ الْوَلِيدِ القُرشي، عَنْ مُعتَمِر (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُقاتِل بْنِ حَيَّان، فِي قَوْلِهِ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى *وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى *} (6) ؛ قال: بالخَلَف (7) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ مُعتَمِرٌ، عَنْ شَبيب بْنِ عبد الملك، عن مُقاتِل بن حَيَّان؛ [والتَّيْميُّ] (8) لَمْ (9) يَرو عَنْ (10) مُقاتِلٍ شَيْئًا.   (1) قوله: {ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} ليس في (ت) و (ك) . (2) في (ش) : «يقول» . (3) أي: يحيى بن سعيد الأنصاري. (4) لعله لم يجزم بخطأ عبد الوهَّاب فيه؛ لأن كتاب عبد الوهَّاب أصحُّ الكتب عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. قَالَ عليُّ ابن المديني: «ليس في الدنيا كتابٌ عن يحيى - يعني: ابن سعيد الأنصاري - أصح من كتاب عبد الوهَّاب، وكل كتاب عن يحيى فهو عليه كَلٌّ» . نقله الحافظ في "التهذيب" (2/638) ، والله أعلم. وتقدم في التخريج ذكر الخلاف على عبد الوهَّاب. (5) هو: ابن سليمان التيمي. (6) سورة الليل. (7) أي: صدَّق بالخَلَف، وهو البَدَلُ والعِوَضُ عمَّا أعطى. انظر "اللسان" (خ ل ف/9/85) . (8) في (ك) : «عن التميمي» . وفي بقية النسخ: «عن التيمي» ؛ وإثبات «عن» خطأ، وكثيرًا ما تتصحَّف «الواو» إلى «عن» والعكس، وصوابُ المعنى ما أثبتناه. (9) في (ك) : «ولم» . (10) في (ت) و (ك) : «غير» . الحديث: 1686 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 626 1687- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد ابن سَلَمة (1) ، عَنْ ثَابِتٍ (2) ، عَنْ أَنَسٍ؛ أنَّ أُسَيد بْنَ حُضَير قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا فِي مَشْرَبَةٍ (3) أَقْرَأُ سُورَةَ البقرة إذْ سَمِعتُ وَجْبَةً (4) ، فخَشِيتُ أَنْ يكونَ فَرَسِي استطْلَقَت (5) ، فنظرتُ فَإِذَا مِثلُ قَنَادِيلِ الْمَسْجِدِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَمَا ملكتُ نَفْسِي أَنْ أتيتُ النبيَّ (ص) فأخبرتُه فَقَالَ: ذَلِكَ (6) مَلاَئِكَةٌ نَزَلُوا يَسْتَمِعُونَ القُرْآنَ؟   (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص65) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1930) ، والدولابي في "الكنى" (1/83) ، وابن حبان في "صحيحه" (779) ، والطبراني في "الكبير" (1/208 رقم 566) والحاكم في "المستدرك" (1/554) ، والبيهقي في "الشعب" (1824) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/91-92) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ حضير، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/81 رقم 11766) ، ومسلم في "صحيحه" (796) من طريق عبد الله بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري، عن أسيد، به. (2) هو: ابن أسْلَم البُناني. (3) الْمَشْرَبَةُ: بفتح الراء وضمِّها: هي الغُرْفَة، وقيل: هي كالصُّفَّة بين يَدَي الغُرفَة. "لسان العرب" (1/491) . (4) الوَجْبَةُ: السَّقْطَةُ مع الهَدَّة، أو: صَوتُ الساقط. "القاموس" (وج ب/ص141) . (5) لعل معناها: أنها انطلقت من مربطها تعدو، فأحدثت هذا الصوت، والله أعلم. يقال: استطلق الظبي وتطلَّق: إذا استَنَّ في عَدوِه، فمضى، ومرَّ لا يلوي على شيء. انظر "تاج العروس" (13/307-308/طلق) . (6) في (ش) : «ذاك» . وكلاهما اسم إشارة للمذكر، واللام للبعد والكاف للخطاب. وفي مصادر التخريج: «تلك» ، وهو الجادَّة؛ لأنَّ المراد الملائكةُ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ، وهو من باب الحمل على المعنى، والمراد: ذلك الذي نظرته أو رأيته - أو ذلك المنظور، أو ذلك المرئيُّ-: ملائكةٌ. وانظر التعليق على المسألة رقم (270) . الحديث: 1687 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 627 قلتُ لأَبِي: رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ المُغِيرَة فَقَالَ: عَنْ ثَابِتٍ؛ أنَّ أُسَيد ابن حُضَير، لم يذكُرْ أنسً (1) . فَقَالَ أَبِي: سُلَيمانُ أحفَظُ من حمَّاد (2) لحديثِ ثَابِت. 1688 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (3) ، عَنْ عمَّار بْنِ أَبِي عمَّار، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قوله: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ *} (4) ؛ قَالَ: والمشهودُ: يومُ الْقِيَامَةِ. وَرَوَاهُ ابْنُ عُليَّة (5) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ عمَّار بْنِ أَبِي عمَّار،   (1) من قوله: «قلت ... » إلى هنا، ليس في (ت) و (ك) . وقوله: «أنس» كذا وقع في (أ) و (ش) و (ف) ، بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) في (ك) : «عماد» . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (18565) من طريق حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ بن جدعان، عن ابن عباس. وأخرجه ابن جرير أيضًا (18564) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/2084 رقم11216) من طريق شعبة، والثعلبي في "تفسيره" (10/165) من طريق عبد الوارث بن سعيد، كلاهما عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عباس، وجاء في رواية شعبة: «عن يوسف المكي» . وأخرجه البزار في "مسنده" (2283/كشف الأستار) من طريق شبيب بن بشر، والنسائي في "الكبرى" (11663) من طريق يزيد بن أبي سعيد النحوي، كلاهما (عكرمة وعلي) عن ابن عباس. (4) الآية (3) من سورة البروج. (5) هو: إسماعيل بن إبراهيم، وروايته أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/332) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/298 رقم 7972 و7973) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/170) ، وفي "الشعب" (2704) ، وفي "فضائل الأوقات" (176) من طريق شعبة، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/333) من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن يونس بن عبيد، به موقوفًا. وجاء في "فضائل الأوقات" مرفوعًا. وأخرجه أحمد أيضًا في "المسند" (2/298 رقم7972) من طريق علي بن زيد ابن جُدعان، عن عمار، عن أبي هريرة مرفوعًا. ومن طريق أحمد (الحديث رقم 7972) أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/519) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/170) . الحديث: 1688 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 628 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ... (1) ؟ قَالَ أَبِي: يونسُ أحفظُهم (2) . 1689 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ (3) ، عَنْ قُرَّة ابن سُلَيمان الأَزْدي، عَنْ حَرْبِ بْنِ سُرَيج (4) ، عن عبد العزيز بْنِ صُهَيب، عَنْ أَنَسٍ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ *فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ *} (5) ؛ قَالَ: اللَّوحُ المحفوظُ: لوحٌ فِي جَبهة إِسْرَافِيلَ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ، وقُرَّة: مجهولٌ، ضعيفُ الحديث.   (1) ولفظ يونس: «قال: الشاهد: يومُ الجمعة، والمشهود: يومُ عَرَفَة، والموعود: يوم القيامة» . انظر "مسند أحمد" (2/298) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (11/120) : «اختُلف في رفعه على عمار؛ فرفعَه عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان، ووقفه يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو الصَّواب» . (3) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/348) ، ومن طريقه الثعلبي في "تفسيره" (10/176) . (4) كذا في (أ) دون نقط الجيم، ووضعت علامة الإهمال على السين. وفي (ش) و (ف) : «شريح» ، ولم تنقط في (ت) و (ك) ، وهو: حرب بن سريج بن المنذر المِنْقَري. (5) الآية (21-22) من سورة البروج. الحديث: 1689 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 629 1690 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَة (1) ، عَنْ سُفْيَانَ بن عُيَينة (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ القرآنُ، تعجَّل بِقِرَاءَتِهِ ليحفظَه؛ فأنزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى عليه (3) : {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ *} (4) الآيَةُ (5) ؟ قَالَ أَبِي: منهُم من لا يقولُ في هذا الحديث: ابنُ عبَّاس، ويُرسله (6) ، والمُرسَلُ أصحُّ؛ [حدَّثنا] (7) ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ عَمْرو، عَنْ سَعِيدِ بن جُبَير، مُرسَلً (8) .   (1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (11636) ، وابن منده في "الإيمان" (690) . وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/65) عن أبي كريب محمد بْنِ الْعَلاءِ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، به. (2) قوله: «ابن عيينة» ليس في (أ) و (ش) . (3) قوله: «عليه» من (ف) فقط. (4) قوله: «لتعجل به» من (ك) فقط. (5) الآية (16) من سورة القيامة. (6) أخرجه الحميدي في "مسنده" (583) ، والطبري في "تفسيره" (24/65-66) من طريق عبيد بن إسماعيل، ويونس بن عبد الأعلى، جميعهم (الحميدي وعبيد ويونس) عن ابن عيينة، به، مرسلاً. (7) في جميع النسخ: «حديث» ، وهي مصحَّفةٌ عما أثبتناه، وابنُ أبي عمر: هو مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر العدني، وهو شيخ لأبي حاتم، والمثبت هو الصواب لأمرين: الأول: سياق المسألة؛ فإن أبا حاتم صحَّح المرسل، وساقه بسنده، وهو صنيعُهُ في هذا الكتاب كما في المسألة رقم (1659) . والثاني: أن «حدَّثنا» و «حديث» كثيرًا ما تتصحَّف كلٌّ منهما عن الأخرى كما في المسألة رقم (1320) . (8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 1690 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 630 قَالَ أَبِي: إلا ما يَرويه مُوسَى بْن أَبِي عائِشَة (1) ، فإنه يَقُولُ: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير (2) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . 1691 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيدٌ أَبُو حاتِم (4) ، عَنْ سُلَيمان التَّيْمي (5) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (6) ؛ أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ: {يس *} مَرَّةً، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ القرآنَ عَشْرَ مِرار. وَقَالَ (7) أَبُو سَعِيدٍ: وَمَنْ قَرَأَ: {يس *} فَكَأَنَّمَا قَرَأَ القرآنَ مرَّتين. قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: حَدِّثْ أَنْتَ بِمَا سمعتَ، وأحدِّثُ أَنَا بِمَا سمعتُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1692 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عليُّ ابن مَيمون الرَّقِّي (8) ،   (1) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (537) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/220 رقم 1910) كلاهما عن ابن عيينة، عنه، به. ومن طريق الحميدي أخرجه البخاري في "صحيحه" (4927) . وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/66) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن ابن عيينة، عن موسى ابن أبي عائشة، عن سعيد بن جبير، مرسلاً. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/343 رقم 3191) ، والبخاري في "صحيحه" (5) ، ومسلم (448) من طرق عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، به متصلاً بذكر ابن عباس. (2) من قوله: «مرسل قال أبي ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) نقل هذا النص الذهبي في "الميزان" (2/247) . (4) هو: ابن إبراهيم، وروايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (2238) . (5) هو: ابن طَرْخان. (6) هو: عبد الرحمن بن مل النهدي. (7) في (ف) : «قال» دون واو. (8) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو يعلى في "معجمه" (53) من طريق محمد بن الأزهر، عن محمد ابن كثير الصنعاني، به. وذكره الدارقطني في "الأفراد" (304/ب/أطراف الغرائب) من طريق محمد بن كثير الصنعاني، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به محمد بن كثير، عن مخلد، عن هشام، عنه» . الحديث: 1691 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 631 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِير الصَّنْعاني، عَنْ مخْلَد بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ هِشَامٍ (1) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَرَأَ {يس *} فِي لَيْلَةٍ، غُفِرَ لَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ جَسْر (2) ، عن   (1) هو: ابن حسان القردوسي. (2) في (ش) : «حسن» ، وفي (ك) : «جُبَيْر» . وجَسْر: هو ابن فَرْقَد. ولم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2589) ، وابن السماك في "جزء حنبل بن إسحاق" (84) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/203) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/286) من طريق مسلم ابن إبراهيم، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/252) من طريق الحسن بن قتيبة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/410) من طريق خالد بن عبد الرحمن، جميعهم (الطيالسي، ومسلم، والحسن، وخالد) عن جسر بن فرقد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. ومن طريق الطيالسي أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (2/159) . قال العقيلي: «والرواية في هذا المتن فيها لين» . ... وأخرجه الدارمي في "مسنده" (3458) من طريق المعتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن الحسن من قوله. وأخرجه الدارمي أيضًا (3460) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/253) ، وتمام في "فوائده" (1357/الروض البسام) ، والدارقطني في "الأفراد" (288/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الشعب" (2235 و2236) من طريق محمد بن جحادة، وأبو يعلى في "مسنده" (6224) ، وابن البختري في "المجلس الرابع على الولاء" (65/مجموع فيه مصنفاته) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/179) من طريق هشام بن زياد، والطبراني في "الأوسط" (3509) ، وفي "الصغير" (417) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/257-258) من طريق غالب بن خطاف القطان، وابن عدي في "الكامل" (2/299) من طريق الحسن ابن دينار، جميعهم عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (674) ، وابن عدي في "الكامل" (1/416) من طريق أغلب بن تميم، عن أيوب ويونس وهشام، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا يرويه عن هؤلاء غير أغلب» . قال الدارقطني: «تفرَّد به شجاع بن الوليد أبو بدر، عَنْ زِيَادِ بْنِ خَيْثَمَةَ، عَنْ ابن جُحادة، عن الحسن» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 632 الحسن (1) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) . 1693 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حديثَ الزُّهري (4) ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قالت: مازال رسولُ الله (ص) يُسْأَلُ عن الساعةِ حتى   (1) هو: البصري. (2) قوله: «مرسل» كذا جاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . قال الدارقطني في "العلل" (10/267) : «اختُلف فيه على الحسن؛ فرواه محمد بن جُحادة، وهشام بن زياد أبو المقدام، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا. ورواه أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا. قال ذلك فضيل بن عياض عنه. ورواه فضل ابن دلهم، عن الحسن قوله لم يتجاوز به. ورواه هشام ابن حسان، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبي (ص) ، قاله محمد بن كثير عن مخلد بن الحسين. ورواه علي بن عاصم وبشر بن منصور، عن أبان، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا ... وليس فيها شيء يثبت» . (3) نقل الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/151) قول أبي زرعة. (4) رُوِيَ هَذَا الحديثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ سفيان بن عيينة واختُلف عنه، فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (777) ، والبزار في "مسنده" (2279/كشف الأستار) ، وابن جرير في "تفسيره" (24/213) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/314) من طريق يعقوب بن إبراهيم الدورقي، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص328) من طريق عبدان بن الجنيد، والحاكم في "المستدرك" (1/5 و2/513) من طريق الحميدي، جميعهم (ابن راهويه ويعقوب وعبدان والحميدي) عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عروة، عن عائشة، به. ومن طريق الصيداوي أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/321) . وأخرجه الشافعي في "مسنده" (ص423) ، وفي "الرسالة" (1373) ، وعبد الرزاق في "تفسيره" (2/347) ، ونعيم بن حماد في "الفتن" (1783) ، جميعهم عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عروة، عن النبي (ص) مرسلاً. ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "المعرفة" (14/474 رقم 20820) . الحديث: 1693 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 633 نزلت عليه: {فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا *} (1) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: مُرسَلٌ، بِلا عائِشَة (2) . 1694 - وسألتُ أَبِي (3) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (4) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (5) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَوْلُهُ تَعَالَى: {مَعِيشَةً ضَنكًا} (6) ... (7) ؟   (1) الآية (43) من سورة النازعات. (2) ذكر الدارقطني في"العلل" (5/29/أ) هذا الحديثَ من رواية جماعة عن ابن عيينة مسندًا، وآخرين عنه مرسلاً ثم قال: «ولعل ابن عيينة وصلَه مرَّة وأرسله أخرى» . وقال الحاكم في الموضع السابق: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه؛ فإن ابن عيينة كان يرسله بأَخَرَة» . (3) كذا جاء السؤال موجَّهًا إلى أبي حاتم، والجواب من أبي زرعة، فلعل سقطًا قد وقع في المسألة؛ فقد نقل ابن كثير في "تفسيره" (5/316-دار الشعب) هذا الحديث معلقًا عن سفيان بن عيينة، وقال بعده: «وقال أبو حاتم الرازي: النعمان بن أبي عياش يكنى أبا سلمة» . (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (6741) ، وفي "تفسيره" (2/21) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (18/393) ، والدارقطني في "الأفراد" (272/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (60) . وجاء عند عبد الرزاق في "التفسير": «عن أبي سلمة بن عبد الرحمن» . (5) هو: سلمة بن دينار. (6) الآية (124) من سورة طه. (7) تمامه، كما في مصادر التخريج: «قال: يُضَيَّقُ عليه قَبْرُهُ حتى تختلف أضلاعُهُ» . الحديث: 1694 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 634 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ قد رَوَاهُ جماعةٌ (1) فَقَالُوا: عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنِ النُّعْمان، يَعْنِي: ابنَ أَبِي عيَّاش. قلتُ: فإنَّ ابنَ عُيَينة (2) قَالَ: كُنيتُهُ أَبُو سَلَمة. قَالَ: لا أحفَظُ مَنْ ذكَرَهُ. قلتُ: عباسٌ البَحْراني (3) . قَالَ: رَحِمَ اللهُ عبَّاسًا (4) . قلتُ: فما كُنيةُ (5) النُّعْمان؟   (1) منهم: عبد الرحمن بن إسحاق، وروايته أخرجها مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3659 و4533) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (34826) ، والطبري في "تفسيره" (18/392 و393) . ومنهم: محمد بن جعفر وابن أبي حازم، وروايتهما أخرجها الطبري في "تفسيره" (18/393) . ومنهم: حماد بن سلمة، وروايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (2/381) - ومن طريقه البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (59) - من طريق النضر بن شميل، عنه به مرفوعًا إلى النبي (ص) . وأخرجه البيهقي أيضًا (60) من طريق الحاكم بإسناده إلى الحسن بن موسى الأشيب، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أبي حازم، عن النعمان بن عباس [كذا] . ثم قرن هذه الرواية برواية سفيان بن عيينة السابقة. (2) قوله: «عيينة» ليس في (ت) و (ك) . (3) هو: ابن يزيد. (4) في (ت) : «رحمه الله عباسًا» ، وفي (ك) : «رحمه عباسًا» . (5) كذا في (ف) ، وفي بقية النسخ: «كنيته» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 635 قَالَ: لا أَدْرِي (1) . 1695 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي صَعْصَعَة (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عن أخيه قتادة بن النُّعْمان (4) ، عن النبيِّ (ص) : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (5) ثُلُثُ القُرْآنِ؟ فَقَالَ: كَذَا رَوَاهُ إسماعيلُ بنُ جَعْفَرٍ، وَهُوَ صحيحٌ، وَرَوَاهُ جماعةٌ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ، عَنْ مَالِكٍ، يقصِّرون به (6) . قلتُ لأبي: هل تابع إسماعيلَ بْن جَعْفَر أحدٌ؟   (1) ذكر ابن منده في "فتح الباب في الكنى والألقاب" (3140) أن ابن لهيعة كنى النعمان أبا سلمة في حديث له. (2) روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/320) ، والنسائي في "الكبرى" (8029 و10535 و10536) ، وأبو يعلى في "المسند" (1548) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1218) ، والبيهقي في "السنن" (3/21) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/229) . (3) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صَعْصَعَة الأنصاري. (4) قتادة بن النعمان هو أخو أبي سعيد الخدري لأمه. انظر "فتح الباري" لابن حجر (9/59) . (5) أي: سورة الإخلاص. (6) أي: لا يذكرون قتادة بن النعمان، ومنهم محمد بن = = الحسن الشيباني وروايته في "الموطأ" (173) ، ويحيى بن يحيى الليثي وروايته في "الموطأ" (1/208) ، وعند ابن الضريس في "فضائل القرآن" (249) ، وأبو مصعب الزهري وروايته في "الموطأ" (256) ، وإسحاق بن عيسى الطباع وروايته أخرجها أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص266) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/43 رقم 11392) ، ويحيى بن سعيد القطان، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/23 رقم 11181) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/227) . وعبد الرحمن بن مهدي وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/35 رقم 11306) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وروايته أخرجها البخاري في "الصحيح" (6643) ، وإسماعيل بن أبي أويس وروايته أخرجها البخاري (7374) . وعبد الله بن يوسف التنيسي وروايته أخرجها البخاري في "الصحيح" (5013) ، وقتيبة بن سعيد وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (1067 و10534) ، وأحمد بن أبي بكر وروايته أخرجها ابن حبان في "الصحيح" (791) ، وعبد الله بن وهب وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1217) ، ويحيى بن بكير وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (3/21) . الحديث: 1695 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 636 قَالَ: ما أَعْلَمُهُ، إلاَّ ما رَوَاهُ ابْن حُمَيد (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيم بْن المختار، عَنْ مَالِك، فإنه يتابعُ إسماعيلَ. 1696 - قَالَ أَبِي: وذكَرَ حديثًا رواه بَكَّارُ ابنُ عبد الله بْنِ عُبَيدة الرَّبَذي (2) ، عَنْ عمِّه مُوسَى بْنِ عُبَيدة، عَنْ أَخِيهِ محمد، عن أخيه   (1) هو: محمد بن حميد الرازي، وروايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (19/230) . قال ابن عبد البر: «هذا الحديث سمعه أبو سعيد وقتادة جميعًا من النبي (ص) » . قال الحافظ في "الفتح" (9/59) : «القارئ هو قتادة ابن النعمان.. والذي سمعه لعله أبو سعيد، راوي الحديث، لأنه أخوه لأمه، وكانا متجاورين، وبذلك جزم ابن عبد البر، فكأنه أبهم نفسه وأخاه» . وسئل عنه الدارقطني في "العلل" (11/282 رقم 2285) فقال: «يرويه مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، واختلف عنه؛ فرواه القعنبي، ومعن، وأبو مصعب، وأصحاب الموطأ، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي سعيد. وخالفهم إسماعيل بن جعفر، وأبو صفوان الأموي عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وعباد بن صهيب؛ فرووه عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن أخيه قتادة بن النعمان، عن النبي (ص) . واختلفوا على مالك في اسم ابن أبي صعصة، والقول قول أبي معمر القطيعي عن إسماعيل بن جعفر، وهو الصواب» . (2) في (ت) و (ش) و (ك) : «الرندي» . والحديث أخرجه الطبري في "التفسير" (16229) من طريق يحيى بن واضح، وابن عدي في "الكامل" (4/131) من طريق أبي قتادة الحراني، كلاهما عن موسى ابن عبيدة الربذي، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/131) من طريق مكي بن إبراهيم، عن مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ عبد الله بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ بن عبيدة، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النبي (ص) . الحديث: 1696 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 637 عبد الله بْنِ عُبَيدة؛ قَالَ: سمعتُ عُقْبَة بْنَ عَامِرٍ، يَقُولُ عَنِ النبيِّ (ص) : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} (1) : ألاَ إِنَّ القُوَّةَ الرَّمْيُ. قَالَ أَبِي: يُروى هَذَا الحديثُ عَنِ عُقْبَة، عن النبيِّ (ص) (2) ، وَلا أعرفُ هَذَا الإسنادَ، وَلا أرى (3) عبد الله بْنَ عُبَيدة أَدْرَكَ عُقْبَة بْنَ عَامِرٍ، ويَروي (4) عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ، فَلا أَدْرِي أدرَكَهُ أَمْ لا. 1697 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه مُؤَمَّلُ ابنُ إِسْمَاعِيلَ (5) ، عَنْ سُفْيَانَ (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (8) ، عَنْ عبد الله (9) ،   (1) الآية (60) من سورة الأنفال. (2) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/157 رقم 17432) ، ومسلم في "صحيحه" (1917) من طريق ثُمامة بن شفي، عن عقبة بن عامر، به. (3) في (ت) و (ك) : «أدري» ، وكذا في "الجرح والتعديل" (5/101 رقم466) ، والمثبت هو الصواب؛ وكانت وفاةُ عقبة بن عامر ح قرب الستين، ووفاة عبد الله كانت في الثلاثين بعد المئة على أيدي الخوارج. (4) أي: وهو يَرْوي. (5) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (761) . (6) هو: الثوري. (7) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (8) في (ف) : «الأخوص» . وهو: عوف بن مالك. (9) هو: ابن مسعود ح. الحديث: 1697 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 638 عن النبيِّ (ص) قَالَ: بِئْسَ (1) مَا لأَِحَدِهِمْ أَنْ يَقُولَ: نَسِيتُ آيَةَ (2) كَذَا وكَذَا، ولَكِنْ نُسِّيَ (3) ؟ قَالَ أَبِي: «هذا حديثٌ مُنكَرٌ» ؛ يَعْنِي: بِهَذَا الإِسْنَادِ (4) . 1698 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَروان الفَزاري (5) ، عَنْ سَعَّاد (6) الْكُوفِيِّ (7) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: اختَلَفْنا فِي الشَّجرةِ الَّتِي اجتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ (8) ؛ فَقَالَ (9) بعضُنا: هِيَ الكَمْأَة (10) ، فخرَجَ رسولُ الله (ص) فقال:   (1) في (ك) : «يلبس» . (2) في (ك) : «أنه» . (3) أي: ولكنْ ليقلْ: نُسِّيتُ، ولعل الحديث مختصرٌ أو وقع فيه سقطٌ، وأصلُهُ - كما في "صحيح ابن حبان-: «لا يقولُ أحدكم: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ؛ فإنَّه ليس هو نَسِيَ ولكنَّهُ نُسِّيَ» . (4) فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/429 رقم 4085) ، والبخاري في "صحيحه" (5032 و5039) ، ومسلم (790) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي وائل شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مسعود، به مرفوعًا. (5) هو: ابن معاوية. ولم نقف على روايته، وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" (5/274) أن الزهري رواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، به. (6) ضبطها في (ف) : «سُعاد» بضم السين. (7) هو: ابن سليمان. (8) إشارة إلى الآية (26) من سورة إبراهيم، وهي قوله تعالى: ُ = ژ؟ "! £ × % (' *) ء {پ! ! ِ. (9) في (أ) و (ش) و (ف) : «قال» . (10) الكَمْأَةُ: جمعٌ، وواحدها: كَمْءٌ، وهو شيءٌ أَبيَضُ مِن شَحْمٍ يَنْبُتُ من الأَرض؛ يقال له: شَحْمُ الأَرضِ، والعربُ تسمِّيه: «جُدريَّ الأرض» ، وقيل: كَمْأَةٌ: اسمُ جمع؛ قاله سِيبويهِ، وقيل: أَكْمُؤٌ: جمع قلة، وكَمْأَةٌ: جمع كثرة، وقيل: أَكْمُؤٌ: هو الجمع، وكَمْأَةٌ: جمعُ الجمع، وقيل غير ذلك. انظر "لسان العرب" (1/148-149) ، و"تاج العروس" (1/293) . الحديث: 1698 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 639 مَهْيَمْ (1) ، فَأَخْبَرَنَاهُ، فَقَالَ: الكَمْأَةُ مِنَ المَنِّ، ومَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، والعَجْوَةُ مِنَ الجَنَّةِ، وهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ؟ فقال أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: جَعْفَرُ بْنُ إِياس (2) ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 1699 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاذ بن خالد العَسْقلاني (3) ،   (1) مَهْيَمْ: كلمة يمانية يُستَفْهَمُ بها، معناها: أَخْبِرْني ما أمرُكَ؟ وما هذا الذي أرى بكَ؟ ونحو هذا. وهي اسم فعل أمر مبنية على السكون. انظر "اللسان" (12/564-565) ، و"معجم القواعد العربية" (ص 519) . (2) روايته على هذا الوجه أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2397) ، وابن راهويه في "مسنده" (507) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/305 و421 رقم 8051 و9465) من طريق حماد بن سلمة، وأحمد أيضًا (2/301 و488 رقم 8002 و10335) ، والنسائي في "الكبرى" (6673 و6719) من طريق شعبة، وأبو يعلى في "مسنده" (6398) من طريق هشيم، والطبراني في "الأوسط" (3388) من طريق أبان بن تغلب، جميعهم عن جعفر بن إياس أبي وحشية، به. وقد اختُلف على جعفر بن إياس، وعلى شهر بن حوشب اختلافًا كثيرًا؛ انظر بعضه في "العلل" للدارقطني (2098) . والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (4478 و4639 و5708) ، ومسلم (2049) من طريق عمرو بن حريث، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النبي (ص) . (3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/134 رقم 6178) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (787) ، وابن أبي الدنيا في "العقوبات" (222) ، والبزار في "مسنده" (2938/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (6186) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (657) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/504) ، وفي "الشعب" (160) من طريق يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ زهير بن محمد، به. ومن طريق أحمد أخرجه الخلال في "العلل" (194/المنتخب) . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (161) من طريق سعيد بن سلمة، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ موسى ابن عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/53-54) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (1684) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/190 رقم 1006) ، والبيهقي في "الشعب" (162) من طريق سفيان الثوري، = = والطبري أيضًا (1685) من طريق عبد العزيز بن المختار، كلاهما عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ كعب، قوله. الحديث: 1699 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 640 عَنْ زُهَير (1) بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَير (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ أنَّه سَمِعَ النبيَّ (ص) يقول: إِنَّ آدَمَ [لَمَّا] (3) أَهْبَطَهُ (4) اللهُ إلَى الأَرْضِ، قَالَتِ المَلاَئِكَةُ: أَيْ رَبِّ! {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (5) ، قَالُوا: رَبَّنَا، نَحْنُ أَطْوَعُ لَكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ... وذكَرَ الحديثَ: قِصَّةَ (6) هاروتَ وماروتَ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .   (1) في (ك) : «دهيز» . (2) في (ش) : «جبر» . (3) ما بين المعقوفين زيادةٌ من مصادر التخريج؛ يقتضيها السياقُ. (4) في (ت) : «أهبط» . (5) الآية (30) من سورة البقرة. (6) قوله: «قصة» منصوبٌ، وفيه وجهان: الأول: أنه منصوب بدلاً من «الحديث» ؛ كأنَّه قال: وذكر قصَّةَ هاروت وماروت. والثاني: أنَّه منصوبٌ على نزع الخافض، والتقدير: في قصةِ، حُذِفَ الجارُّ، فانتصب ما بعده. وانظر التعليق على المسألة رقم (12) . (7) قال الإمام أحمد كما في الموضع السابق من "العلل" للخلال: «هذا منكر، إنما يُروى عن كعب» . وقال البيهقي في "السنن الكبرى" (10/5) : «تفرَّد به زهير ابن مُحَمَّدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ، عن نافع. وَرَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ كعب الأحبار قال: ذكرت الملائكةُ أعمالَ بني آدم، فذكر بعض هذه القصَّة، وهذا أشبه» . وقال في "الشعب": «ورُوِّيناه من وجه آخر عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ موقوفًا عليه، وهو أصحُّ فإن ابن عمر إنما أخذه عن كعب» . اهـ. وقال ابن كثير في "التفسير" (1/198) : «هذا حديث غريب من هذا الوجه ... » . وقال بعد أن ذكره من رواية سالم، عن أبيه، عن كعب الأحبار: «فهذا أصحُّ وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين، وسالم أثبتُ في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديثُ إلى نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، والله أعلم» . وقال في "البداية والنهاية" (1/38) : «وإذا أحسنَّا الظنَّ قلنا: هذا من أخبار بني إسرائيل كما تقدم من رواية ابن عمر عن كعب الأحبار، ويكونُ من خرافاتهم التي لا يُعوَّل عليها والله أعلم» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 641 1699/أ - قال أبي: كان ابنُ أبي سُرَيج (1) يَقُولُ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ (2) ، أَوْ سعيدِ بنِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أبي عمرو - أبو (4) أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ - عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ *} (5) ، تفسيرُهُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: افتِضاضُ (6)   (1) في (ش) و (ف) : «شريح» ، ولم تنقط في (أ) و (ت) و (ك) ، وهو أحمد بن الصباح النهشلي، وروايته أخرجها الخطيب في"موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/340-341) . وانظر ترجمته في"تهذيب الكمال" (1/355) . (2) في (ت) تشبه: «شعبة» . (3) هو: الورَّاق. (4) في (ف) : «عن ابن عمرو وابن أسباط» ، وموضع «أبي عمرو» بياض في (ك) ، وفي بقية النسخ: «عن أبي عمرو وأبو أسباط» ، والمثبت هو الصواب، ولعل الواو تكررت من واو «عمرو» بانتقال نظر من النساخ. أو سقطت بعدها كلمة «هو» ، والأصل: «وهو أبو» . أما إعراب «أبو» هنا فهو خبرٌ لمبتدأ تقديره: «هو» ، والجملة تعريفٌ لـ «أبي عمرو» ؛ فأبو عمرو هو والد أسباط بن محمد، واسمه محمد بن عبد الرحمن بن خالد. انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (25/608 رقم5398) ، وقد جاء في المسألة رقم (1706) : «وأبو عمرو والد أسباط ... » . (5) الآية (55) من سورة يس. (6) في (ك) : «اقتضاض» ، وهو بمعنى «افتضاض» ، يقال: اقْتَضَّ الجارية واقتضَّها، بمعنى: افتَرَعَهَا، وذهب بقضَّتِها، وهي بكارتها، ويقال: اقْتَضَّ اللؤلؤةَ، أي: ثَقَبَها. انظر "الصحاح" (3/1102-1103) ، و"المغرب" (2/184) ، و"اللسان" (7/220) ، و"تحرير التنبيه" للنووي (ص 268-269) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 642 الأبْكَار، فقال ابنُ أبي سُرَيْج (1) - وصَحَّف - فَقَالَ (2) : ضَرْبُ الأَوْتَارِ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: افتِضاضُ (3) الأبْكَار (4) . 1700- وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَلَمة بْنِ كُهَيل (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى، فِي قَوْلِهِ: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ *} (6) ؛ قال: نضَّاخَتان (7) بالخير.   (1) في (أ) و (ف) : «شريح» . (2) قوله: «فقال» ليس في (ف) . (3) في (ك) : «اقتضاض» .. (4) أخرجه بهذا اللفظ ابن جرير الطبري في "تفسيره" = = (20/534) من طريق عبيد بن أسباط بن محمد، والحسن بن زريق، والثعلبي في "تفسيره" (8/131) من طريق أبي الأزهر أحمد بن الأزهر، جميعهم عن أسباط ابن محمد، والطبري أيضًا (20/534) من طريق سليمان ابن طرخان التيمي، كلاهما (أسباط وسليمان) عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَالِدِ أَسْبَاطِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وأخرجه هناد في "الزهد" (89) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/340) من طريق عبد المؤمن بن علي، كلاهما (هناد وعبد المؤمن) عن أسباط بن محمد، والخطيب أيضًا (2/340) من طريق عقبة بن محمد، كلاهما (أسباط وعقبة) عن أبيهما، عن عكرمة قوله، لم يذكرا: «ابن عباس» . وأخرجه الحسين المروزي في زياداته على "الزهد" لابن المبارك (1586) ، والخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/341 و342) من طريق سفيان ابن عيينة، عن أبي عمرو، عن عكرمة قوله. (5) روايته أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (426/زيادات نعيم بن حماد) . (6) الآية (66) من سورة الرحمن. (7) في "اللسان" (ن ض خ/3/62) : «وعينٌ نضَّاخة: تَجيشُ بالماء، وفي التنزيل: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ *} [الرحمن] ، أي: فَوَّارَتان. الحديث: 1700 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 643 وَرَوَاهُ أسباطُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَلَمة بْنِ كُهَيل، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قوله: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ *} . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: عَمْرو بْن قَيسٍ أحفَظُ. 1701 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم عبد الرحمن بْنُ هَانِئٍ (2) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ بُشَيْر (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ هَمَّام (5) ؛ قَالَ: سُئل (6) عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الحمَّام؟ فقال عبد الله: مَا لِذَاكَ بُنِيَ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إنما هو كلامُ إِبْرَاهِيم، وأَتوهَّمُ أنَّ الخطأَ مِنْ أبي نُعَيمٍ عبدِالرحمن.   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34043) . (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/271) من طريق عمرو بن علي قال: كان ابن داود يقول: سليمان بن يُسَير، عن همام بن الحارث وإبراهيم، عن عبد الله، كره القراءة في الحمَّام. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (2395) من طريق حماد، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ إبراهيم، عن عبد الله. (3) كذا في جميع النسخ، ويُقرأ بضم الموحَّدة، وفتح المعجمة، ويقال فيه أيضًا: «بشر» ، ويقال: «يُسَير» أوله مثناة تحتية مضمومة بعدها سين مهملة مفتوحة، ويقال: «أُسَيْر» بضم الهمزة مصغَّرًا، ويقال: «قسيم» ، ويقال: «سفيان» . انظر "المجروحين" لابن حبان (1/329) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (1/304) ، و"تهذيب الكمال" (12/106) ، و"توضيح المشتبه" (1/542) . (4) هو: النَّخَعي. (5) هو: ابن الحارث. (6) أي: عبد الله بن مسعود ح. الحديث: 1701 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 644 1702- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (2) ، عَنْ مُوسَى الصَّغير (3) ، عَن هلال بْن يِساف، عَن أُمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، عن النبيِّ (ص) قَالَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (4) تَعدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ حُصَين (5) ، عَنْ هلال بْن يِسَاف (6) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمون، عَنِ امرأةٍ مِنَ الأنصار، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) (7) ، وَفِي الْحَدِيثِ: مَنْ قَالَ: لاَ إلَهَ إِلا اللهُ ... ، وَفِيهِ كلامٌ.   (1) انظر المسألة الآتية برقم (1735) . (2) هو: محمد بن خازم الضرير. وروايته أخرجها البزار في "المسند" (10/ رقم 4119) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1219) ، وابن عدي في "الكامل" (6/275) ، وأخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (7/258) وِجادة. والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/195 رقم 21705) ، ومسلم في "صحيحه" (811) من طريق سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنِ معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، رفعه. (3) هو: ابن مسلم. (4) سورة الإخلاص. (5) هو: ابن عبد الرحمن. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10521) من طريق حصين، عَن هلال بْن يساف، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بن كعب، أن رجلاً من الأنصار قال: قال رسول الله (ص) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10522) من = = طريق آخر عن حصين، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/208 رقم 10485) من طريق حصين، عَن هلال بْن يساف، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود. وانظر ما سيأتي في المسألة رقم (1735) . (6) من قوله: «عن أم الدرداء ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (7) كذا جاء هذا الإسناد في جميع النسخ ولم نقف عليه كما تقدَّم، ولعل صوابه: «حُصَين، عَن هلال بْن يِسَاف، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمون، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) » . وانظر تخريج المسألة رقم (1735) ، والله أعلم. الحديث: 1702 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 645 وَرَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ (1) عن هلال ابن يِساف، قَالَ: قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (2) ثُلُثُ الْقُرْآنِ، قولَهُ. 1703 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (3) ، عَنْ الأَعْمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (4) ، عَنْ عَلْقمة (5) ، عن عبد الله (6) ؛ قال: أمرَني   (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/166 رقم 4024) من طريق محمد بن فضيل، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أيوب، عن النبي (ص) . (2) أي: سورة الإخلاص. (3) في (أ) و (ف) و (ك) : «الأخوص» . وهو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3024) ، وابن ماجه في "سننه" (4194) ، والنسائي في "الكبرى" (8076) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1454) ، والطبراني في "الكبير: " (9/82 رقم 8467) . وأخرجه البزار في "مسنده" (1510 و1543) من طريق المفضَّل بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مهاجر والأعمش والمغيرة، عن إبراهيم، به. ولم يصرِّح البزار في الموضع الثاني بـ: الأعمش والمغيرة، وإنما قال: عن إبراهيم ابن مهاجر وغيره. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن إبراهيم بن المهاجر، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله إلا المفضل، ورواه شعبة، عن إبراهيم بن المهاجر، عن إبراهيم، عن عبد الله مرسلاً، ولم يدخل بينهما علقمة» . ومن طريق البزار أخرجه الطبراني في "الكبير" (9/81 رقم 8463) . (4) هو: النخعي. (5) هو: ابن قيس النخعي. (6) هو: ابن مسعود ح. الحديث: 1703 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 646 رسولُ الله (ص) أَنْ (1) أَقْرَأَ عَلَيْهِ، فقلتُ: كَيْفَ أقرأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنزِلَ الْقُرْآنُ (2) ؟ ... وذكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ يخالفونَهُ فِيهِ، يَقُولُونَ: الأَعمَشُ (3) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبيدة (4) ، عَنْ عبد الله، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أصحُّ (5) . 1704- وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ مُوسَى   (1) في (ك) : «أمرني أن» . (2) قوله: «القرآن» ليس في (ش) . (3) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/380 و432-433 رقم 3606 و4118) ، والبخاري في "صحيحه" (4582 و5055) من طريق سفيان الثوري، والبخاري أيضًا (5049) ، ومسلم في "صحيحه" (800) من طريق حفص بن غياث، والبخاري (5056) من طريق عبد الواحد بن زياد، ومسلم (800) من طريق علي بن مسهر، جميعهم عن الأعمش، به. (4) هو: ابن عمرو السلماني. (5) قال الترمذي في الموضع السابق: «هكذا روى أَبُو الأَحْوَصِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، وإنما هو: إبراهيم، عن عَبيدة، عن عبد الله» . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/179) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث وقال: «والمحفوظُ: عن حفص، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَبيدة، عن عبد الله» . وثَمَّ اختلافٌ آخرُ في هذا الحديث انظره في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (52 و53/التفسير) . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (2839) ، ونقل بعض هذا النص الزيلعي في "نصب الراية" (4/52) ، وابن حجر في "الدراية" (2/161) . والحديث في معنى «السحت» ومناسبةُ ذِكْره هنا: أنَّه تفسير للسحت = = المذكور في قوله تعالى: [المَائدة: 62-63] {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِْثْمِ وَالْعُدْوانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ *لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَبَّانِيُّونَ وَالأَْحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِْثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ *} . الحديث: 1704 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 647 الخَطْمي (1) ، عَنِ ابْنِ فُضَيل (2) ، عَنْ محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ محمد (3) بن [عبد الله] (4) ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: السُّحْتُ (5) ثَلاَثٌ: مَهْرُ البَغِيِّ، وَكَسْبُ الحَجَّامِ، وثَمنُ الكَلْبِ؟ قَالَ أبي: عبدُالرحمن بْنُ مُحَمَّدٍ هُوَ: ابْنُ عَبْدٍ القاريُّ، وإبراهيمُ هَذَا هُوَ أَخُوهُ - عَلَى مَا أظنُّ - وَالنَّاسُ يَرْوون هَذَا الحديثَ عَنِ السَّائِب (6) ، عَنْ رَافِعٍ. 1705 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤمَّل بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (4683) من طريق علي ابن المنذر الكوفي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن السَّائب ابن يزيد، به. وأخرجه النسائي أيضًا (4684) ، والطبراني في "الكبير" (7/161 رقم6696) من طريق عبد الرحمن ابن مغراء، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن عبد الله، عن السَّائب، به. (2) هو: محمد. (3) قوله: «عن إبراهيم بن محمد» سقط من (ك) . (4) كذا في (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وفي بقية النسخ: «عبيد الله» ، والمثبت هو الصحيح، انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (2/123) ، وترجمة أخيه (5/281) . (5) السُّحْتُ: هو كلُّ مالٍ حرامٍ لا يَحِلُّ كسبُهُ ولا أكلُهُ. "المصباح المنير" (س ح ت 1/267) . وانظر كتب التفاسير ومعاني القرآن في تفسير آيات سورة المائدة (42 و62 و63) . (6) أخرجه على هذا الوجه الإمام أحمد في "المسند" (3/464 رقم 15812) ، ومسلم في "صحيحه" (1567) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن السائب، عن رافع بن خديج، به. الحديث: 1705 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 648 حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ سُهَيل (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كَانَتِ اليهودُ يَأْتُونَ رسولَ الله (ص) فَيَقُولُونَ: السَّامُ (2) عليكَ يَا مُحَمَّدُ، فَنَزَلَتْ: {وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ} (3) ؟ قَالَ أَبِي: يُقَالُ: حمَّاد (4) ، عَنْ سُهَيل (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . 1706 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد بن الجَرَّاح (7) ، عن   (1) في (ش) : «سهل» . وسُهَيل هو: ابن أبي صالح. (2) السَّام، بتخفيف الميم: الموتُ. انظر "اللسان" (س وم/12/313) . ويُخطئ بعضُهم فيُشدِّدون الميمَ؛ ظنًّا منهم أن معناها: ما فيه السَّمُّ، وأن جذرها (س م م) . وقولُ اليهود لعنهم الله للنبيِّ (ص) : «السَّام عليكم» ، دعاءٌ منهم عليه بالموت، يُظهرون السلامَ والتحيَّة، ويُبطِنون الحقدَ والأذيَّة، وهي خَليقَةٌ متأصِّلةٌ في نفوسهم الخبيثة، وخُلَّة فُطرت عليها أرواحُهم العَفنة الدنيَّة. (3) الآية (8) من سورة المجادلة. (4) روايته على هذا الوجه أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1122) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (988) ، وابن ماجه في "سننه" (856) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/22) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي، كلاهما عن حماد، به. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (574 و1585) من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، عن سهيل، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/37 رقم 24090) ، والبخاري في "صحيحه" (6024) ، ومسلم (2165) من طريق عروة بن الزبير، وأحمد أيضًا (6/229 رقم 25924) ، ومسلم (2165) من طريق مسروق، والبخاري (2935) من طريق ابن أبي مليكة، جميعهم عن عائشة، به. (5) في (ش) : «سهل» . (6) انظر المسألة الآتية برقم (1768) . (7) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/491 رقم 9080) من طريق الأسود بن عامر، وابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" (7/492) من طريق محمد بن عيسى الطباع، والخطيب في "الموضح" (2/340) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني، ثلاثتهم عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بياع الملاء، عن أبيه، به. = ... وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/101) ، والخطيب في "الموضح" (2/341) من طريق ابن الْمُبَارَكِ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أبي عمرو، عن أبيه، به مرفوعًا قال أبو نعيم: «تفرَّد برفعه ابن المبارك، عن الثوري، وأبو عمرو اسمه محمد، وهو والد أسباط بن محمد الكوفي القرشي. قاله سليمان [يعني: الطبراني] » . الحديث: 1706 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 649 شَريك (1) ، عَنْ مُحَمَّدٍ الطَّائي (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَْوَّلِينَ *وَقَلِيلٌ مِنَ الآْخِرِينَ *} (3) ؛ اشتدَّ ذَلِكَ عَلَى أْصَحَابِ رَسُولِ الله (ص) ، فأنزلَ الله تعالى: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَْوَّلِينَ *} (4) {وَثُلَّةٌ مِنَ الآْخِرِينَ *} (5) ، يقولُ (6) : نِصْفٌ مِنَ الأوَّلين، ونصفٌ مِنَ الآخِرين؟ قَالَ أَبِي: مُحَمَّدٌ الطَّائي هَذَا: أَبُو عمرٍو والدُ (7) أَسْبَاطِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِيمَا أَرَى، ورواه (8) عبد الرحمن بْنُ شَرِيك، عَنْ أَبِيهِ شَريك (9) ، عن   (1) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (2) في (ك) : «للطائي» . (3) الآية (13-14) من سورة الواقعة. (4) من قوله: «وقليل من الآخرين ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) الآية (39-40) من سورة الواقعة. (6) في (ك) : «يقال» . (7) انظر المسألة رقم (1699/أ) . (8) في (ت) و (ف) و (ك) : «رواه» بلا واو. (9) قوله: «عن أبيه شريك» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 650 السُّدِّي (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ أيُّهما الصَّوابُ (2) . 1707 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ يَحْيَى بْنِ بُكير، عَنِ اللَّيث (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ (5) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، أصحابُ الحُمُر؟ قَالَ: لَمْ يُنْزَلْ (6) عَلَيَّ في الحُمُرِ شَيْئًا (7) ، إِلاَّ هَذِهِ الآيَةَ الفَاذَّةَ (8) :   (1) في (ك) : «السري» . وهو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة. (2) ظاهر كلام أبي حاتم هنا أن محمَّدًا - وهو ابن عبد الرحمن - الطائي ليس هو السُّدِّي؛ لقوله: «والله أعلم أيهما الصواب» . وترجم المصنف في "الجرح والتعديل" (7/320) لمحمد بن عبد الرحمن هذا وقال: «كوفي، بياع الملاء، ويقال له: طائي» ولم يذكر أنه يقال له السُّدِّي. وروى الخطيب في "الموضح" (2/342) هذا الحديثَ من طريق محمد بن عبد الرحمن، به، ونقل عن موسى بن هارون الحمَّال أنه قال: «هو: محمد السُّدِّي» ولم يتعقَّبه، والله أعلم. (3) تقدمت هذه المسألة برقم (633) . (4) هو: ابن سعد. (5) في (ك) : «سعيد» . (6) الفعل مبنيٌّ للمجهول، ونائب فاعله: «عليَّ في الحُمُر» ؛ وعليه فيكون «شيئًا» بالنصب مفعولاً به، وأقيم الجارُّ والمجرور نائبًا للفاعل مع وجود المفعول به، وهو مذهب الكوفيين والأخفش وابن مالك. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (252) ، ويشهد لهذا الوجه رواية الحديث في مصادر التخريج، والعبارةُ في المسألة رقم (633) هكذا: «لم يُنْزَلْ ... شيءٌ» . ويمكن أن يقرأ ما هنا أيضًا هكذا: «لم يُنْزِلْ» بالبناء للمعلوم، ويكون الفاعل ضميرًا مستترًا يعود على «الله عز وجل» ، وهو مفهوم من السياق، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (400) ؛ ويشهد له رواية مسلم في "صحيحه" (987) : «ما أَنْزَلَ الله عَلَيَّ فيها شَيْئًا إِلاَّ هَذِهِ الآيَةَ الجامعةَ الفَاذَّةَ» . (7) قوله: «شيئًا» سقط من (ك) . (8) الفَاذَّة: الجامعةُ، المنفردةُ في معناها. "النهاية" (3/422) . الحديث: 1707 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 651 {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *} ، إِلَى آخِرِ السُّورة (1) . فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ اللَّيْثُ؛ إِنَّمَا هُوَ: زيدُ بْنُ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . 1708- وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ يَزِيدَ ابن سَعِيدٍ الإسكَنْدراني (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِياض، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ (5) ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّمَا الحَسَدُ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآنَ جُمْلَةً   (1) الآية (7) من سورة الزلزلة. وفي جميع النسخ: «من يعمل» . (2) في (أ) و (ش) : «قال» ، والمثبت من بقية النسخ، ومما سبق في المسألة رقم (633) . (3) انظر المسألة رقم (1672) . (4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (231) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/4) ، والذهبي في "الميزان" (2/58) ، وفي = = "السير" (13/588) ، وفي "تاريخ الإسلام" (10/477 و22/239) ، وفي "تذكرة الحفاظ" (2/658) من طريق روح بن صلاح، عن موسى بن عُلَي، به. وأخرجه ابن وَهْب في "جامعه" (546) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/177 رقم 6652) من طريق الحسن بن موسى، والحاكم في "المستدرك" (4/314) من طريق شعيب بن يحيى، جميعهم (ابن وَهْب، والحسن، وشعيب) عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بن يزيد الحضرمي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) . ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (4878) . وأخرجه ابن أبي الدنيا "الصمت" (445) من طريق يحيى بن حسان، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (31 و165 و550) من طريق زيد بن أبي الزرقاء، والبيهقي في "الشعب" (4879) من طريق يحيى بن يحيى، جميعهم عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنِ الْحَارِثِ بن يزيد الحضرمي، عن عبد الرحمن بن حُجَيرة، عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا. (5) بضم العين المهملة مصغَّرًا، وهو: ابن رباح. الحديث: 1708 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 652 فَأَخَذَهُ بِحَقِّهِ، قَامَ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وآنَاءَ النَّهَارِ، فَيَقُولُ رَجُلٌ: وَدِدتُّ لَوْ (1) أَنَّ اللهَ آتَانِي مِثْلَ مَا آتَى فُلاَنً (*) ، ورَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فأَخَذَهُ بِحَقِّهِ، فَيَقُولُ رَجُلٌ: وَدِدتُّ لَوْ أَنَّ اللهَ آتَانِي مِثْلَ (2) مَا آتَى فُلاَنً (*) ، وأَرْبَعٌ إِذَا جُمِعَ (3) لَكَ [لَمْ يَضُرَّكَ مَا عُزِلَ عَنْكَ] (4) مِنَ الدُّنْيا: حُسْنُ خَلِيقَةٍ، وعَفَافُ طُعْمَةٍ، وصِدْقُ حَدِيثٍ، وحِفْظُ أَمَانَةٍ. قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (5) بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ مُوسَى نفسِهِ مَوْقُوفٌ (*) . وموقوف أشبهُ (6) ، ومحمدُ بنُ عِياض شيخٌ مِصْريٌّ إسكَنْدراني مَدِينيُّ الأصل.   (1) قوله: «لو» ليس في (أ) و (ش) . ( *) ... كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) قوله: «مثل» ليس في (ف) . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة في مثل هذا أن يقال: «جُمِعْنَ» ، أو «جُمِعَتْ» ، وفي كثير من مصادر التخريج: «إذا كُنَّ فيك» ، وهو الجادَّة؛ لكن ما في النسخ مُتَّجهٌ على مذهب مَنْ يجوِّز تذكير الفعل المسند إلى ضمير مؤنَّث، فيقولُ: «الشمسُ طَلَعَ» ، وانظر التعليق على المسألة رقم (178) . (4) ما بين المعقوفين زيادةٌ من "الزهد" لابن المبارك (ص424) يقتضيها السياق. (5) في (ك) : «لا أصل له» . وأبو صالح هو: عبد الله بن صالح كاتب الليث، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (288) . وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1204) ، وابن وَهْب في "جامعه" (547) كلاهما عن موسى بن عُلَي، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن قتيبة في "عيون الأخبار" (3/27) ، والدينوري في "المجالسة" (1084) . (6) كذا، وتقدير الكلام: «وهو أشبَهُ موقوفًا» ، لكن حذف المبتدأ «هو» ، وحُذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 653 1709 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلة (1) ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنْ بكرِ بْنِ سَوادة (2) ويزيدَ بْنِ عَمْرٍو المَعَافِري (3) ، سمعا أبا عبد الرحمن الحُبُلِيَّ (4) ؛ قال: سمعتُ عبد الله بْنَ عَمْرٍو، ومَسْلَمة (5) بْنَ مُخَلَّد على المِنْبَرِ، وعبدُالله بنُ عَمْرٍو قائمٌ عَلَى دَرْجَةِ الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: قَالَ (6) لِي رَسُولُ الله (ص) : يَا عَبْدَاللهِ بْنَ عَمْرو، اقْرَأْ بِـ {قُلْ} (7) {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} ؛ فَإِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ مِنَ القُرْآنِ بِمِثْلِهِمَا (8) . قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ (9) ، عن النبيِّ (ص) . 1710 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو بن أبي سَلَمة (10) ،   (1) هو: ابن يحيى التُّجِيْبي. (2) في (ت) : «سرادة» . (3) في (ك) : «والمغافري» . (4) هو: عبد الله بن يزيد. (5) في (ك) : «وسلمة» . (6) قوله: «قال» سقط من (ك) . (7) في (ك) : «اقرأ فقل» . (8) في (ك) : «بمثلها» . (9) حديث عقبة بن عامر تقدم في المسألة رقم (1667) ، وستأتي في المسألة رقم (1718) ، وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/144 رقم 17299) ، = = ومسلم في "صحيحه" (814) من طريق قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عقبة بن عامر، به. (10) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (6728) ، والمصنِّف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/906 رقم 5053) ، وابن عدي في "الكامل" (1/386) و (3/222) ، والحاكم في "المستدرك" (2/178) . وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/906 رقم 5054) من طريق يزيد بن أبان الرَّقَاشي، عن أنس. الحديث: 1709 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 654 عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، [عَنْ حميدٍ] (1) وأَبَانَ (2) ، عَنْ أَنَسٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا} (3) ؛ قَالَ: أَلْفَا دينارٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) . 1711 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العبَّاس الخلاَّل (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيْع؛ قَالَ: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الزُّعَيْزِعَة، عَنْ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ أَبِي الدَّرْداء؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: تَعَلَّمُوا القُرْآنَ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخْرُجُ مِنَ البَيْتِ يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ؟ قَالَ أَبِي: هذا الحديثُ (7) لا أَصْلَ لَهُ (8) ، وَأَبُو زِيَادٍ لا أعرفُهُ.   (1) هو: ابن أبي حُمَيد الطويل، وما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ فاستدركناه من كتاب "التفسير" للمصنف (3/906 رقم5053) ، ومصادر التخريج. (2) هو: ابن أبي عيَّاش. (3) الآية (20) من سورة النساء. (4) قال ابن عدي في الموضع السابق: «لا يحدِّث بهذا الإسناد غيرُ زهير بن محمد، وعن زهير غيرُ عمرو بن أبي سلمة» . (5) نقل الحافظ في "اللسان" (7/49) قول أبي حاتم. (6) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/206) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (66/253) . (7) في (ك) : «حديث» . (8) أي: حديث أبي الدرداء، وقد أخرج الحديثَ أحمدُ في "المسند" (2/284 رقم 7821) ، ومسلم في "صحيحه" (780) من حديث أبي هريرة. الحديث: 1711 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 655 1712 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عُقْبَة بْنِ (2) عَلْقمة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش، عَنْ لَيْثِ بنِ أَبِي سُلَيم، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قال: جِدَالٌ في القُرْآن ِ كُفْرٌ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (3) . 1713 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (5) ، عن   (1) انظر المسألة الآتية برقم (1714) . (2) في (ش) : «عن» بدل: «بن» . (3) فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/286 رقم 7848) ، وأبو داود في "سننه" (4603) ، والبزار في "مسنده" (2313/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6016) ، وابن حبان في "صحيحه" (74 و1464) ، وغيرهم من طريق مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (2/478 و494 رقم 10202 و10414) وغيره من طريق سفيان الثوري ومنصور بن المعتمر وغيرهم، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ أبيه، عن أبي هريرة. وذكر الدارقطني في "العلل" (9/315) أوجهَ الخلاف فيه ثم قال: «الصحيح قول الثوري ومن تابعه» ، أي: الثوري عن سعيد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أبي هريرة. (4) انظر المسألة الآتية برقم (1760) . (5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/119) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أبي صالح، عن جابر. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/574) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1105) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (1/608 رقم 340) ، ومن طريق حماد بن سلمة، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن جابر بن عبد الله بن رئاب، به. الحديث: 1712 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 656 عِيسَى بْنُ يُونُسَ؛ قَالَ: حدَّثنا الأعمَش (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ جابر؛ قال: سألتُ النبيَّ (ص) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآْخِرَةِ} (3) ... ؟ قَالَ أَبِي: هُوَ أَبُو (4) صَالِحٍ، عن أبي الدَّرْداء (5) .   (1) هو: سليمان بن مِهران. (2) هو: ذَكوان السَّمَّان. (3) الآية (64) من سورة يونس. وتتمة الحديث: «فقال: هي الرُّؤيا الصَّالحةُ الحَسنةُ يراها المسلمُ أو تُرى له» . (4) قوله: «أبو» سقط من (ك) . (5) هذا الحديث اختُلف على أبي صالح فيه، فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (30445) ، والترمذي في "جامعه" (3106) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (17735 و17741) من طريق عَاصِم بْن أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أبي صالح، به. كذا رواه عاصم، عن أبي صالح كما ذكره أبو حاتم هنا. ورواه الأعمش عن أبي صالح واختُلف عنه: فرواه الطيالسي في "مسنده" (1069) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/446 رقم 27520) من طريق شعبة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (30443) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (17734) ، والمصنِّف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1966 رقم 10463) من طريق وكيع، وسعيد بن منصور في "سننه" (1067/تفسير) ، وأحمد (6/447 و452 رقم 27526 و27556) ، وابن أبي حاتم (6/1965 رقم 10459) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2180) ، والبيهقي في "الشعب" (4420) من طريق سفيان الثوري، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء. وقد سُئل أبو حاتم عن هذا الرجل كما في المسألة رقم (1760) فقال: «لا يُعرف» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/445 رقم 27510) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (17733) من طريق سفيان بن عيينة، وابن خيثمة في "تاريخه" (2434) من طريق محمد بن خازم، وابن جرير أيضًا (17717) من طريق شعبة، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن رجل، عن أبي الدرداء. وأخرجه ابن جرير الطبري أيضًا (17736) من طريق جرير بن عبد الحميد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي الدرداء. وأخرجه الحميدي في "مسنده" (395 و396) ، وأحمد أيضًا (6/447 رقم 27521) ، والترمذي في "جامعه" (3106) ، وابن جرير في "تفسيره" (17737) ، والإسماعيلي في "معجم الشيوخ" (85) ، والحاكم في "المستدرك" (4/391) من طريق عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء. ومن طريق الحميدي أخرجه ابن خيثمة في "تاريخه" (1013 و2435) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/699) ، والبيهقي في "الشعب" (4421) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/57) . وسقط من إسناد الحاكم: «عن رجل» . وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (1066/تفسير) ، وأحمد في "مسنده" (6/447 رقم 27521) ، وابن خيثمة في "تاريخه" (1013) ، والترمذي في "جامعه" (2273 و3106) ، وابن جرير في "تفسيره" (17723 و17734) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1965 رقم 10460) ، والإسماعيلي في "معجم الشيوخ" (85) من طريق سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ المنكدر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء. وأخرجه ابن جرير أيضًا (17738) من طريق عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ رَجُلٍ فقيه مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء. وهناك اختلاف آخر على الأعمش: فقد أخرجه الطبري في "تفسيره" (17728) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/246) من طريق عمار بن محمد الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (2433) : «سُئل يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؟ قال: بينهما رجل» . وقال الدارقطني في "العلل" (1080) : «يروى عن أبي صالح السمان واختُلف عنه، فرواه عَاصِم بْن أَبِي النَّجود، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ. ورواه الأعمش، عن أبي صالح واختُلف عنه، فرواه سليمان التيمي، عَن الأعمش، وعاصم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عن أبي الدرداء. وقال يحيى بن هاشم: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي الدرداء. وقال الثوري ووكيع وأبو معاوية الضرير وشريك: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسار، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء. ورواه عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ أبي صالح كذلك عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء. ورواه محمد بن المنكدر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء، وهو الصَّواب» . وقال أيضًا (1978) : «يرويه الأعمش، واختُلف = = عنه؛ فرواه عمار بن محمد، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وخالفه أبو معاوية ووكيع؛ فروياه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ رجل مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، عَنْ أَبِي الدرداء، عن النبي (ص) ؛ وهو الصَّواب» . وانظر "ذيل الميزان" (ص331) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 657 ............................ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 658 1714 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ حِمْيَر (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا شُعَيب بْنُ (3) أَبِي الأَشْعَث، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1712) . (2) هو: محمد بن حمير القُضاعي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4212) ، وفي "الصغير" (574) ، والدارقطني في "الأفراد" (316/ب/أطراف الغرائب) ، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (2/83 رقم174) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/136) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (36/382) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن عروة إلا شعيب بن أبي شعيب، تفرَّد به محمد بن حمير» . وقال الدارقطني: «غريب من حديث عروة عنه، تفرَّد به شعيب بن أبي شعيب، عن هشام بن عروة، ولم يروه عنه غير محمد بن حمير» . (3) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . الحديث: 1714 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 659 أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ (1) قَالَ: المِرَاءُ (2) فِي القُرْآن ِ كُفْرٌ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مضطربٌ، ليس هو صحيحَ الإسناد (3) ؛ عُرْوَةُ عَنْ أَبِي سَلَمة: لا يكونُ، وشُعَيبٌ مجهولٌ. 1715- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه أيُّوب ابن سُوَيد الرَّمْلي (4) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ الأَيْلي، عَنِ الزُّهري، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) وأبا   (1) قوله: «أنه» ليس في (ش) . (2) في (ك) : «للمِراء» . (3) انظر التعليق على المسألة رقم (1712) . (4) روايته أخرجها أبو عمر الدوري في "قراءات النبي (ص) " (2) ، والترمذي في "جامعه" (2928) ، وابن أبي داود في "المصاحف" (267) ، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني في "أماليه" (ل160/ب) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5419) ، والدارقطني في "الأفراد" (90/أ/أطراف الغرائب) . قال الدارقطني: «تفرَّد به أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ، عنه» . وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/254-255) من طريق عقيل بن خالد، وتمَّام في "فوائده" (1377/الروض البسام) من طريق سليمان بن طرخان التيمي، كلاهما عن الزهري، عن أنس، به. ومن طريق تمام أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/151) . وأخرجه أبو عمر الدوري في "قراءات النبي (ص) " (4-6) ، وابن أبي داود في "المصاحف" (273-275) من طريق أبي المطرف الخزاعي، وأبو داود في "سننه" (4000) ، وابن أبي داود أيضًا (271) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5420) من طريق معمر، كلاهما عن الزهري، عن النبي (ص) مرسلاً. قال أبو داود: «هذا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ، والزهري، عن سالم، عن أبيه» . وهنالك اختلافٌ كثير في هذا الحديث انظره في التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (169/تفسير) . الحديث: 1715 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 660 بَكْرٍ وَعُمَرَ - وأحسَبُه قَالَ: وعثمانَ - كانوا يقرؤونها: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ *} (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (2) . 1716 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ، عَنْ بِشْر بن عبد الله بْنِ يَسَار؛ قَالَ: حدَّثني عُبادة بْنُ نُسَيٍّ، عَنْ جُنَادة بْنِ أبي   (1) الآية (3) من سورة فاتحة الكتاب. قرأ بالألف: {مَالِكِ} عاصم والكسائي وخلف ويعقوب، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعمر بن عبد العزيز - بخلاف عنهما- وابن مسعود، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن ابن عوف، وعلقمة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وقتادة، والأعمش، والحسن، والزهري، وغيرهم، وقرأ {مَلِكِ} على وزن «فَعِل» : ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وحمزة، وأبو عمرو، وزيد، وأبو الدرداء، وابن عمر، والمسور، وابن عباس، ومجاهد، ويحيى بن وثاب، ومروان بن الحكم، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة، وابن جريج، والجحدري، وابن جندب، وابن محيصن، وهو اختيار أبي عبيد، وهي قراءة كثير من الصحابة والتابعين، وانظر "معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (1/8-9) . (2) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديثٌ غريب لا نعرفه مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك إلا من حديث هذا الشيخ أيوب بن سويد الرملي، وقد روى بعض أصحاب الزهري هذا الحديثَ عن الزهري أن النبي (ص) وأبا بكر وعمر كانوا يقرؤون {مالك يوم الدين} ، وروى عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنّ النَّبِيَّ (ص) وأبا بكر وعمر كانوا يقرؤون {مالك يوم الدين} » . = ... قال الدارقطني في "العلل" (1390) بعد أن ذكر الخلافَ في هذا الحديث: «والمحفوظُ: عن الزهري أن النبي (ص) وأبا بكر وعمر، مرسل» . وانظر "العلل" للدارقطني أيضًا (4/25/ب) فقد ذكر خلافًا طويلاً في هذا الحديث. (3) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3417) ، والضياء في "المختارة" (8/266-267 رقم 324 و325) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (4/134-135) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في"السنن الكبرى" (6/125) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/324 رقم 22766) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/444) تعليقًا، والطبراني في "مسند الشاميين" (2237) ، والحاكم في "المستدرك" (3/356) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجَّاج، عن بشر بن عبد الله بن يسار، به. ومن طريق الطبراني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/237-238) ، والضياء في "المختارة" (8/266 رقم323) . الحديث: 1716 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 661 أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادة بْنِ الصَّامِتِ، عن النبيِّ (ص) ، حُدِّثتُ أنه قال للنبيِّ (ص) : إنَّه كَانَ يُقرِئُ رَجُلا القُرآنَ فأهدَى إِلَيْهِ (1) قَوْسًا، فَقَالَ النبيُّ (ص) : جَمْرَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْكَ تَقَلَّدتَّهَا، أَوْ تَعَلَّقْتَهَا (2) ؟ قَالَ أَبِي (3) : وَرَوَى هَذَا الحديثَ إسحاقُ بنُ سُلَيمان (4) ، عَنْ   (1) في (ك) : «له» . (2) في (ش) : «تعلقها» . (3) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (4) لم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديثَ ابن أبي شيبة في "المصنف" (20836) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/315 رقم22689) ، وابن ماجه في "سننه" (2157) ، والشاشي في "مسنده" (1266 و1268) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/7) من طريق وكيع، وابن أبي شيبة أيضًا (20836) من طريق حميد بن عبد الرحمن، وعبد بن حميد في "مسنده" (183) ، والشاشي (1267) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4333) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2253) من طريق أبي عاصم، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/444) من طريق المعافى بن عمران، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/82) من طريق الثوري، جميعهم عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عبادة ابن نُسي، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (3416) ، والحاكم في "المستدرك" (2/41) ، والبيهقي في "الكبرى" (6/125) . ومن طريق الإمام أحمد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/4) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/84 رقم92) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 662 مُغِيرَةَ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ عُبادة بْنِ نُسَيٍّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ ثعلبة، عن عُبادة ابن الصامت، عن النبيِّ (ص) ... وذكَرَ الحديثَ (1) . 1717 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ بَشير (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ نافعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ سعيدٍ (3) المَقبُريِّ وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ أبي هريرة وعن (4) عمَّار بْنِ يَاسِرٍ (5) ؛ قَالُوا (6) : قَدِمَتْ دُرَّةُ بِنْتُ (7) أَبِي لَهَبٍ المدينةَ مُهَاجِرةً، فنزلَتْ دارَ رَافِعِ بْنِ [المُعَلَّى] (8) الزُّرَقيِّ، فقال لها   (1) قال ابن عبد البر في "التمهيد" (21/113) بعد أن ذكر هذا الحديث عن المغيرة: «وأما المغيرة بن زياد فمعروف بحمل العلم، ولكنه له مناكر هذا منها» . (2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3165) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (5213) ، والطبراني في "الكبير" (24/259 رقم660) ، والسمعاني في "الأنساب" (1/28) . واقتصر الطحاوي على رواية نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ وَزَيْدُ ابن أسلم، عن ابن عمر. ووقع عند ابن أبي عاصم والطبراني: «وعن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقبريِّ، عن أبي هريرة، وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ أبي هريرة، وعن عمَّار بن ياسر» . (3) في (ف) : «شعبة» . (4) في (ت) و (ك) : «عن» بلا واو وهو خطأ. (5) جمع المصنف لهذا الحديث ثلاثة طرق مدارها على محمد بن إسحاق، وهي: ابن إسحاق، عن نافعٍ وزيد ابن أسلم، عن ابن عمر. وابن إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبريِّ، عَنْ أبي هريرة. وابن إسحاق، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَن أبي هريرة وعمَّار بن ياسر. ويوضح ذلك رواية ابن أبي عاصم والطبراني. (6) قوله: «قالوا» سقط من (ك) ، وفي (ف) : «قال» ، والمراد: قال ابن عمر، وأبو هريرة، وعمار بن ياسر. (7) في (ك) : «ردة بيت» . (8) في جميع النسخ: «العلاء» ، وما أثبتناه هو الصواب، وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (3/480) . وانظر مصادر التخريج. الحديث: 1717 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 663 نِسْوةٌ جَلَسْنَ إِلَيْهَا مِنْ بَنِي زُرَيْق: أنتِ ابْنَتُ (1) أَبِي لَهَبٍ الَّذِي يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ (2) : {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ *مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ *} (3) ؟! مَا يُغْني عنكِ مُهاجَرُكِ (4) !! فَأَتَتْ دُرَّةُ النبيَّ (ص) وبَكَتْ إِلَيْهِ، وذكَرَتْ (5) مَا قُلْنَ لَهَا، فسَكَّنَها وَقَالَ: اجْلِسِي، ثُمَّ صلَّى بِالنَّاسِ الظُّهْرَ، ثُّمَ جَلَسَ عَلَى المِنبَرِ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَا لِي أُوذَى فِي أَهْلِي، فَوَاللهِ إِنَّ شَفَاعَتِي لَتُنَالُ لِقَرَابَتِي (6) ، حَتَّى إِنَّ حَكَمًا وحَاءً (7) ، وصُدَاءً وَسَلْهَبً (8) ، لَتَنَالُهَا يَوْمَ القِيَامَةِ بِقَرَابَتِي. قَالَ ابن إسحاق: سَلْهَبٌ (9)   (1) في (ش) : «ابنة» مع أنها منسوخةٌ من (أ) ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، وهو صحيح في العربية، وقد ذكرنا وجهَهُ في التعليق على المسألة رقم (6) . (2) كذا في جميع النسخ ومصادر التخريج، والجادَّة أن يقال: «الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فيه» ، والضمير في «فيه» هو العائد إلى الموصول؛ لكن حذف العائد من جملة الصلة إلى الاسم الموصول جائزٌ في العربية، وله شواهد. انظر التعليق على المسألة رقم (1015) . (3) الآية (1-2) من سورة المسد. (4) أي: هِجرَتُك، المُهاجَرُ هنا: مصدرٌ ميميٌّ من الفعل الرُّباعي: هاجَر. وانظر "شذا العَرْف، في فنِّ الصرف" للحملاوي (ص84) . (5) في (ك) : «ونكرت» . (6) في "الآحاد والمثاني" و"شرح المشكل": «بقرابتي» . (7) في (أ) : «وجاء» ، وقال في "معجم ما استعجم" (4/1387) : «حاءٌ وحَكَمٌ: حَيَّانِ باليَمَن في آخر رمل يَبْرين» .. (8) في (ت) و (ك) : «سهلب» ، والمثبت من بقية النسخ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، ومثل ما جاء هنا وقع في "شرح مشكل الآثار" للطحاوي. (9) في (ك) : «سهلب» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 664 - في نسب اليمن -: من دَوْس، قال (1) ابْن إِسْحَاق: وهذا الحديثُ مما يُصَدِّقُ نُسَّابَ مُضَرَ أنَّ هذه القبائلَ من مَعَدّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بصحيحٍ عِنْدِي. 1718 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ (3) ؛ قال: حدَّثنا   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «فقال» . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1667) . (3) هو: ابن مسلم، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرج الحديث النسائي في "سننه" (5432) ، وابن شبَّة في "أخبار المدينة" (3/1013) من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، به. كذا رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَن الأوزاعي، وخالفه يحيى بن عبد الله والوليد بن مزيد؛ فروياه عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم، عن عقبة بن عامر: أما رواية يحيى بن عبد الله: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (17/342-343 رقم943) . وأما رواية الوليد بن مزيد: فأخرجها الثعلبي في "تفسيره" (10/337) ، ومن طريقه البغوي في "تفسيره" (4/728) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2 /212) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/152-153 رقم 17389) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2574) ، والطبراني في "الدعاء" (980) من طريق الحسن بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أبي عبد الله، به. ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (6/341) . وأخرجه أحمد أيضًا (4/144 رقم17297) عن الحسن بن موسى، عن شيبان، به. إلا أنه قال: «عن أبي عبد الرحمن» . وخالف الحسنَ في روايته عن شيبان: هاشمُ بن القاسم، فرواه عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عابس، به. أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص270) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/417 رقم 15448) ، ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (34/34 في ترجمة أبي عبد الله) . وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1081) ، = = والبيهقي في "الشعب" (2339) من طريق عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى، به. بلا ذكر: أبي عبد الله. الحديث: 1718 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 665 الأَوْزاعي (1) ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ (2) بْنُ إبراهيم (3) ؛ قال: حدثني أبو عبد الله (4) ، أنَّ ابنَ عابِسٍ (5) الجُهَنِيَّ أخبرَهُ، أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَابِسٍ (6) ، أَلاَ أَدُلُّكَ - أَو قَالَ: أَلاَ (7) أُخْبِرُكَ - بِأَفْضَلِ مَا تَعَوَّذَ بِهِ المُتَعَوِّذُونَ؟ ، قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ الله. فقال (8) : {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} هاتَيْنِ السُّورتَيْنِ (9) ؟ قَالَ أَبِي: يُقال: إنَّ ابنَ عابس هو عُقْبَةُ بْن عَامِر بن عابس (10) .   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) في (ت) و (ف) : «حدثني عن محمد» . (3) هو: ابن الحارث التيمي. (4) ذكره المزِّي في "تهذيب الكمال"، وقال: «يُعَدُّ في أهل المدينة» ، وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات" (5/578) ، وقال الذهبي في "الميزان" (ترجمة/10365) : «لا يعرف» ، وقال ابن حجر في "التقريب": «مقبول» . (5) في (ك) : «عباس» . (6) في (ش) : «يا عابس» ، وفي (ك) : «يا ابن عباس» . (7) في (أ) و (ش) : «أولا» . (8) في (ف) : «قال» . (9) كذا في جميع النسخ بالياء فيهما: «هاتين السورتين» ويصح ذلك في العربية على وجهين: النصب على المفعوليَّة بفعلٍ محذوفٍ، والتقدير: أَتِمَّ هاتين السورتين، أو اقرأهما. والجر على أنَّ التقدير: إلى آخر هاتين السورتين، وحُذف الجارُّ والمضافُ وبقي المضافُ إليه مجرورًا. انظر التعليق على المسألة (3) . (10) قال المصنِّف ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/323) : «ابن عابس الجُهَني روى عن النبي (ص) أنه قَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ عَابِسٍ، ألا أدلُّك على أفضَلِ ما تعوَّذَ به المُتعوِّذون؟ فقال: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: {أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} وَ {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ *} روى الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن أبي عبد الله، عنه، سمعتُ أبي يقول ذلك» . قال عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على المسند" (4/144) : «هو عقبة بْن عَامِر بْن عابس، ويقال: ابن عبس الجُهني» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 666 1719 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرزَّاق (2) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ الضُّبَعي، عَنْ حُمَيد الأَعْرَجِ (3) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: كنتُ عِنْدَ ابْنَ عُمَرَ، فَقَرَأَ: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} (4) ، فدخَلتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، فذكَرتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: يرحَمُ اللَّهُ ابنَ عُمَرَ، إِنَّ هَذِهِ الآيةَ (5) حِينَ أُنزلت غَمَّت (6) أصحابَ رَسُولِ الله (ص) فقالوا: يارسول اللَّهِ (7) ، هَلَكْنَا؛ فَنَزَلَتْ: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (8) ؟ قَالَ أَبِي: كنتُ معجبًا بِهَذَا الْحَدِيثِ حتَّى أصَبتُ لَهُ (9) عَوْرَةً؛ رأيتُ فِي رِوَايَةِ أَبِي ظَفَر (10) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ حُمَيدٍ الأَعْرَجِ، عَنِ الزُّهري، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا الرَّجُلُ هُوَ سعيدُ بن مَرْجانَة.   (1) انظر المسألة الآتية برقم (1789) . (2) في "تفسيره" (1/113-114) . ومن طريقه أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (6461) ، وابن المنذر في "تفسيره" (169) ، وابن منده في "الإيمان" (1/368) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/332 رقم 3070) - ومن طريقه ابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (1/312) - عن عبد الرزاق، عن معمر، عن حميد الأعرج، به. (3) هو: ابن قيس. (4) الآية (284) من سورة البقرة. (5) قوله: «الآية» ليس في (ف) . (6) في (ف) و (ك) : «عمت» . (7) في (ش) : «فقالوا لرسول الله» . (8) الآية (286) من سورة البقرة. (9) في (ك) : «حتى رأيت له» . (10) في (أ) و (ش) : «ابن ظفر» . وأبو ظَفَر هو: عبد السلام ابن مطهر. الحديث: 1719 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 667 وَمِنْهُمْ (1) مَنْ يَرْوِي عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، ويُخطئُ فِيهِ. وأكثرُهم يَقُولُونَ (2) : عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجانَة، فعَلِمْتُ أنَّ حديثَ عبد الرَّزاق خَطَأٌ. 1720 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (3) ، عَنِ ابن لَهِيعة (4) ، عَن عُقَيل (5) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَة، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: إنَّ أولَ آيةٍ أُنزلَت فِي الْجِهَادِ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ *} (6) ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحِيحُ مَا يَرْوِيهِ يُونس (7) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُروةَ فقَطْ (8) .   (1) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35517) ، والمحاسبي في "فهم القرآن" (4365) ، وابن جرير الطبري في "التفسير" (6462) ، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (1/312) من طريق سُفْيَانَ بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم، عن أبيه. = ... وأخرجه الطبري في "التفسير" (6460) من طريق معمر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (49/215) من طريق القاسم بن زهران الخولاني - كلاهما - عن الزهري، أن ابن عمر قرأ. (2) انظر تخريج المسألة رقم (1789) . (3) هو: موسى بن محمد. (4) هو: عبد الله. (5) هو: عقيل بن خالد. (6) الآية (39) من سورة الحج. (7) هو: يونس بن يزيد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (11346) من طريق يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عائشة. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (102) من طريق مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، مرسلاً. (8) في (أ) و (ت) : «قَطْ» . والمثبت من بقية النسخ، وهما بمعنى واحد، و «قَطْ» هنا ساكنة الطاء غير مشددة، وتدخُلُ عليها الفاء في أولها لتزيين اللفظ، فيقال: «فَقَطْ» ، وهي بمعنى «حَسْبُ» ، وتستعمل في النفي والإثبات، وهذا بخلاف «قَطُّ» مشددة الطاء فإنها ظرف زمان لا يستعمل إلا في النفي، ومساق الكلام هنا للإثبات. الحديث: 1720 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 668 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وحدَّثني عليُّ بن الحسين ابن الجُنَيد، عَنِ ابْنِ أَبِي رِزْمَة (1) ، عَنْ سَلْمُوْيَه (2) المروزيِّ، عَنِ ابْنِ المُبارَك، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة (3) ، عَنْ عائِشَة ... وذكَرَ الحديثَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وحدَّثني أَبِي، عَنْ عَبْدَة بْنِ سُلَيمان، عَنِ ابْنِ المُبارَك، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وحدَّثنا يونُس بن عبد الأعلى، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة (5) فقَطْ. فدلَّ أنَّ الصحيحَ ما قاله أبي ح: عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة فقَطْ. 1721 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بن محمد (7) بن عبد الله بن القاسم ابن (8) نَافِعِ بْنِ أَبِي بَزَّة (9) ؛ قَالَ: سمعتُ عِكْرِمَة بن   (1) هو: محمد بن عبد العزيز. (2) هو: سليمان بن صالح الليثي صاحب ابن المبارك. (3) من قوله: «فقط قال أبو محمد ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) . (5) من قوله: «قال أبو محمد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ش) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (6) نقل قولَ أبي حاتم: الذهبي في "الميزان" (1/145) ، وابن حجر في "اللسان" (1/284) . (7) قوله: «بن محمد» سقط من (ت) و (ك) . (8) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (9) روايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (3/35 رقم1744) ، والحاكم في "المستدرك" (2/304) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1914) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (14/319) . الحديث: 1721 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 669 سُلَيْمَانَ بْنِ كَثِير بْنِ عَامِرٍ مَوْلَى بَنِي شَيْبَة؛ قَالَ: قرأتُ على إسماعيلَ بن عبد الله ابن قُسْطَنْطين، فَلَمَّا بلَغْتُ: {وَالضُّحَى *} (1) ، قَالَ لِي (2) : كبِّر مَعَ خَاتِمَةِ كُلِّ سُورَةٍ حَتَّى تختمَ؛ فإنِّي قرأتُ على عبد الله بْنِ كَثِير فَأَمَرَنِي بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى مُجَاهِدٍ فأمرَه (3) بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ مجاهدٌ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فأمرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ ابنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أُبيِّ بْنِ كَعْب فأمرَهُ بِذَلِكَ، وَأَخْبَرَهُ أُبَيٌّ (4) أَنَّهُ قَرَأَ على النبيِّ (ص) فأمرَهُ بِذَلِكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .   (1) أي: سورة الضحى. (2) في (ت) و (ك) : «أبي» . (3) في (ت) و (ك) : «وأمره» . (4) قوله: «أُبي» ليس في (ش) و (ف) . (5) قال الذهبي في "الميزان" (1/145) : «هذا حديثٌ غريب، وهو مما أُنكِرَ على البزي» . وقال ابن كثير في "تفسيره" (8/445) : «فهذه سنة تفرَّد بها أبو الحسن أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله البَزِّي من ولد القاسم بن أبي بزَّة، وكان إمامًا في القراءات، فأما في الحديث فقد ضعَّفه أبو حاتم الرازي وقال: لا أحدِّث عنه، وكذلك أبو جعفر العقيلي قال: هو منكر الحديث، ولكن حكى الشيخ شهاب الدين أبو شامة في"شرح الشاطبيَّة" عن الشافعي، أنه سمع رجلاً يكبِّر هذا التكبير في الصلاة، فقال له: أحسنتَ وأصبتَ السُّنة، وهذا يقتضي صحَّة هذا الحديث» . وانظر"شعب الإيمان" للبيهقي (5/41-44) ، و"مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام (13/417-419) ، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (باب في التكبير وما يتعلَّق به) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 670 1722 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّهري (1) ، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل بْنِ حُنَيف، عَنْ رَجُل من أصحاب النبيِّ (ص) قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُريدُ أَنْ يفتتحَ سورةَ الْبَقْرَةِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ؟ فَقَالَ أَبِي: تفرَّد الزُّهريُّ بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ. 1723 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الملك بْنُ هِشَامٍ الذَّماري (2) ، عَنْ سُفْيَانَ - يَعْنِي: ابنَ سعيدٍ الثَّوْريَّ - عَنْ محمد بن   (1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2035) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/157) ، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص33) من طريق شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ الزهري، عن أبي أمامة أن رهطًا من الأنصار من أصحاب رسول الله (ص) أخبروه أنه قام رجل منهم ... فذكره. وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في "الناسخ والمنسوخ" (17) ، والطحاوي (2034) ، وابن الجوزي في "نواسخ القرآن" (ص33-34) من طريق يونس بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أبي أمامة أن رجلاً كانت معه سورة فقام ... فذكره. وقرن أبو عبيد في إسناده بين عقيل بن خالد ويونس بن يزيد. (2) هو: عبد الملك بن عبد الرحمن بن هشام الذَّماري، وقد يُنسب إلى جدَّه، والذَّماري: بفتح الذال المعجمة وكسرها. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3995) ، والنسائي في "الكبرى" (11698) ، وأبو يعلى في "معجمه" (94) ، وابن حبان في "صحيحه" (6332) ، والطبراني في "الأوسط" (1902) ، والحاكم في "المستدرك" (2/256) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/315) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سفيان إلا الذماري» . تنبيه: رواية أبي داود والطبراني هي من طريق أحمد بن صالح، عن الذماري، لكن وقع فيها: «أيحسب» بزيادة الهمزة، ورواية أبي يعلى هي من طريق إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن الذماري، لكن ذكر أن الآية هي قوله تعالى: [البَلَد: 5] {أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ *} . الحديث: 1722 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 671 المُنْكَدِر، عَن جَابِرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ: {يَحْسِبُ {أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ} (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ، لَمْ يَرْوِهِ أحدٌ غَيْرُ الذَّماري، لا يَحتملُ أَنْ يكونَ هَذَا (2) مِنْ حديثِ الثَّوْرِيِّ وَلا ابْنِ عُيَينة؛ إِنَّمَا رَوَى الثَّوْريُّ (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن كَثِير، عن عاصم ابن لَقِيط بْنِ صَبِرَة (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) . 1724 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ مُحَمَّدُ ابن (5) المصفَّى (6) يروي   (1) الآية (3) من سورة الهمزة. وضبط: {يَحْسَبُ} في (أ) و (ف) بفتح السين، وأهملت السين في بقية النسخ. وقد ضُبط بكسر السين في رواية النسائي، ونصَّ الحاكم على الكسر، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة بفتح السين، وهي لغة بني تميم وقرأ الباقون بالكسر، وهي لغة الحجاز، وهاتان القراءتان في آية سورة الهمزة، وآية سورة البلد. انظر "معجم القراءات" (10/577) . (2) في (ف) : «لا يحتمل هذا أن يكون» . (3) لم نقف على رواية الثوري بهذا اللفظ، ولكن أخرج الحديث الإمام أحمد في "المسند" (4/33 رقم16382) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/371) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/9) ، والحاكم في "المستدرك" (2/233) من طريق الثَّوْرِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ، عن عاصم بن لقيط، عن أبيه قال: أتيتُ النبي (ص) فذبح لنا شاةً، وقال: «لا تَحْسِبَنَّ - ولم يقل: لا تَحْسَبَنَّ - أنَّا إنما ذبحناها لك، ولكن لنا غنم، فإذا بلغت مئة ذبحنا شاة» . ذكر أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل في "إبراز المعاني من حرز الأماني" (1/377) أن أبا عبيد القاسم بن سلام اختار قراءة الكسر بناء على حديث لقيط بن صبرة، وقال: «وبالكسر نقرؤها في القرآن كلِّه؛ اختيارًا لما حُفظ عن رسول الله (ص) من لغته، واتباعًا للفظه» . (4) كذا في جميع النسخ! وفي مصادر التخريج السابقة: «عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صبرة، عن أبيه» . (5) قوله: «بن» سقط من (ك) . (6) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (4 و38) ، ومحمد بن خلف المعروف بوكيع في "أخبار القضاة" (2/21) ، والمصنِّف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1430 رقم8157) ، والطبراني في "الصغير" (560) ، والثعلبي في "تفسيره" (7/303) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/137-138) ، والبيهقي في "الشعب" (6847 و6848) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (209) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/70) من طريق عبد الملك بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ عمر بن الخطاب، به. قال ابن عدي: «ورواه بَقِيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ شُرَيْحٍ، عَنْ عمر، جميعًا غير محفوظين» . وقال الطبراني: «لم يروه عن شعبة إلا بقية، تفرَّد به ابن مصفًّى، وهو حديثه» . وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريبٌ من حديث شعبة، تفرَّد به بقية» . قال ابن كثير في "تفسيره" (2/197) بعد أن ذكر رواية شعبة على الوجه الذي ساقه بقية: «وهو غريبٌ أيضًا، ولا يصحُّ رفعُه» . الحديث: 1724 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 672 دَهرًا مِنَ (1) الدَّهر: عَنْ بَقِيَّة (2) ، عَنْ شُعْبة (3) ، عَنْ مُجَالِدٍ (4) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ شُرَيح (5) ، عَنْ عُمَرَ بن (6) الخَطَّاب، عن النبيِّ (ص) ؛ تلا (7) : ُ،) فَارَقُوا ت ِ (8) . قَالَ أَبِي: وجَدتُّ عَورةَ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدَ (9) عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ؛   (1) في (ك) : «بين» . (2) هو: ابن الوليد. (3) في (ف) : «عن شعبة عن بقية» ؛ بتقديم وتأخير. (4) في (ت) : «مخالد» . ومجالد: هو ابن سعيد. (5) هو: ابن الحارث النخعي القاضي. (6) قوله: «بن» سقط من (أ) . (7) قوله: «تلا» سقط من (ش) . (8) الآية (159) من سورة الأنعام. و {فَارَقُوا} بإثبات ألفٍ بعد الفاء هي قراءة حمزة والكسائي، من المفارقة بمعنى الترك، وقرأ باقي السبعة: «فرَّقُوا» بالتشديد من التفريق، أي: عَضُّوهُ أعضاءً، فخالفوا بين بعضِهِ وبعضٍ؛ فآمنوا ببعض، وكفروا ببعض. وكذلك القراءتان في الآية (32) من سورة الروم. (9) في (ش) و (ك) : «عن» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 673 قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّة، قَالَ: حدَّثنا (1) الثقةُ، عَنْ مُجَالِدٍ، فعَلِمنا أَنَّهُ أخطأَ فِيهِ (2) . 1725 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ حَريز (3) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ (4) الأَلْهاني، عَنْ أَبِي أُمامة، فِي قوله عزَّ وجلَّ: {لَكَنُودٌ} (5) ؛ قَالَ: الَّذِي ينزلُ (6) وحدَهُ، ويَضْرِبُ عبدَهُ، وَيَمْنَعُ رِفْدَهُ؟ قَالَ أَبِي: كذا رَوَاهُ الْوَلِيدُ، وَرَوَاهُ بَقِيَّة، عَنْ حَرِيز (7) ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِي أُمامة. وَحَدَّثَنَا (8) أَبُو اليَمان (9) ، عَنْ حَريز، عَنْ حَمْزَةَ الأَلْهاني.   (1) قوله: «حدثنا» سقط من (ك) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (2/163) : «يرويه محمد ابْنُ مُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن شريح، عن عمر. وتابعه جَحْدَر بن الحارث، عن بقية وخالفهما وَهْب بن حفص الحراني - وكان ضعيفًا - فرواه عن الجدي عبد الملك، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشعبي، عن مسروق، عن عمر. ولا يثبُتُ عن شعبة، ولا عن مجالد، والله أعلم» . وانظر "الكامل" (7/70) . (3) هو: ابن عثمان. (4) قوله: «حمزة» لم ينقط في (ت) . (5) الآية (6) من سورة العاديات. (6) في (ك) : «يترك» . (7) في (ك) : «جرير» . (8) القائل: «وحدثنا» : هو أبو حاتم. (9) هو: الحكم بن نافع البَهْراني. وروايته أخرجها يحيى ابن معين في "تاريخه" (5407/رواية الدوري) . وفيها: حمزة بن هانئ. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (160) من طريق عصام بن خالد، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/566) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، كلاهما عن حريز، به. وأخرجه يحيى بن معين أيضًا (5408) من طريق علي بن عياش، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ حُمرة بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ. قال يحيى: «يقولون: عن حُمرة. وهو فيما يقولون الصَّواب» . = ... ومن طريق يحيى أخرجه الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (2/595/596) . الحديث: 1725 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 674 قَالَ أَبِي: بَقِيَّةُ أعلمُ؛ لأنَّه من بلاد حمزة ابن هانئ هذا، هو حِمْصِيٌّ، وهو شيخٌ لحريز، لم يرو عنه غيرُهُ. 1726 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ عَوْذٍ (2) المكِّي، عن عثمان بن عبد الله بْنِ أَوْس (3) الثَّقَفي، عَنْ جدِّهِ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : قِرَاءَةُ الرَّجُلِ القُرْآنَ فِي غَيْرِ المُصْحَفِ أَلْفُ دَرَجَةٍ، وَقِرَاءَتُهُ فِي المُصْحَفِ تُضَاعَفُ (4) عَلَى ذَلِكَ إِلَى أَلْفَيْ دَرَجَةٍ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (5) .   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/221 رقم 601) ، وابن عدي في "الكامل" (7/299) ، والبيهقي في "الشعب" (2025) . ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (2026) . (2) في (ش) و (ف) : «عود» بالدال المهملة، وفي (ك) : «عرد» بالراء بدل الواو، بعدها دال مهملة أيضًا، وقد وقع في المطبوع من "المعجم الكبير" للطبراني «عون» بالنون بدل الذال المعجمة، وكذا نقله عن الطبراني الضياء المقدسي بخطه، كما نقله عنه ابن مفلح المقدسي في "الآداب الشرعية" (2/284) ، وقال: كذا نقلته من خط الحافظ ضياء الدين، وإنما هو: أبو سعيد بن عوذ. اهـ. (3) في (ف) : «أويس» ، وفي (ك) : «إدريس» . (4) المثبت من (أ) ، وفي (ت) : «يضاعف» ، ولم تنقط الياء في بقية النسخ، وتأنيث الفعل ظاهر. أما تذكيره هنا فجائز على ما بيناه في التعليق على المسألة رقم (178) . (5) قال ابن عدي في الموضع السابق: «ولأبي سعيد بن عوذ هذا غير ما ذكرتُ، ومقدار ما يرويه غير محفوظ» . الحديث: 1726 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 675 1727 - وسألتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حدَّثنا بِهِ بَحْرُ بْنُ نَصْر الخَوْلاني المِصْري (1) ، عن أيُّوب ابن سُوَيد، عَنْ سُفيان الثَّوْري، عَنْ عبد الملك، عَنْ عَطَاء بْنِ أَبِي رَباح، عن عبد الله بْنِ الزُّبَير؛ قَالَ: اللَّمَمُ مَا بَيْنَ الحَدَّيْنِ (2) : الرَّجْمِ والجَلْدِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ. 1728 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (3) وحدَّثنا عَنِ عبد الله بْنِ مَسلَمة القَعْنَبي (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عبد الله بْنِ مُسْلِمِ ابْنِ أَخِي الزُّهري، عَنْ عَمِّهِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أمِّه أُمِّ كُلْثوم بِنْتِ عُقْبَة: أنَّ رسولَ الله (ص) سُئل عَنْ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (5) ؟ [فقال] (6) : تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآن ِ.   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (22/537) عن محمد بن حميد، عن مهران بن أبي عمر، عن سفيان الثوري، عن جابر بن يزبد الجعفي، عن عطاء، عن ابن الزبير. (2) في (ك) : «الحد من» . (3) في (ف) : «وسمعت أبي يقول زرعة» ، ثم ضرب على «يقول» ونسي «أبي» كما هي، ولم يصوِّبها، وانظر الفرق في أول جواب أبي زرعة. (4) روايته أخرجها الدارمي في "المسند" (3479) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (242) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1220) ، والطبراني في "الأوسط" (8562) ، وفي "الكبير" (25/182) ، والرازي في "فضائل القرآن" (107) ، والبيهقي في "الشعب" (2314) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/252-253) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/404 رقم 27274) ، والنسائي في "الكبرى" (10464) من طريق أمية بن خالد، عن ابن أخي الزهري، به. (5) أي: سورة الإخلاص. (6) ما بين المعقوفين زيادة من مصادر التخريج؛ يقتضيها السياق. الحديث: 1727 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 676 فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) يَقُولُ: يَرْوِي مالكٌ (2) هَذَا الحديثَ، عَنِ الزُّهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، أَنَّهُ بلغَه، أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) (3) . وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (4) ، عَنِ الزُّهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (5) . 1729 - وسألتُ (6) أبي عن حديثٍ رواه عبد الله بن أبي بكر   (1) في (ف) : «فسمعت أبي» ، وقد نَسِيَ الناسخُ تصويبها كما في أول المسألة. (2) روايته أخرجها في "الموطأ" (1/209) ، والفريابي في "فضائل القرآن" (30) ، والنسائي في "الكبرى" (10533) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن أنه أخبره أن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} تَعْدِلُ ثلث القرآن، وأن {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} تجادل عن صاحبها. ولم ترد زيادة {تبارك} عند النسائي. (3) من قوله: «سئل عن ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وأخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (10532) من طريق ابن إسحاق، قال: حدثني الحارث بن فضيل الأنصاري، عن محمد ابن مسلم الزهري، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن ابن عوف، أن نفرًا من أصحاب النبي (ص) حدثوه. وأخرجه الدارمي في "المسند" (3475) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عن الزهري، عن حميد ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، موقوفًا. وقد صحَّ الحديث عن أبي هريرة مرفوعًا، أخرجه مسلم في "الصحيح" (812) . (5) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . وقد قال الدارقطني في "العلل" (5/211/أ) : «يرويه الزهري واختُلف عنه؛ فرواه ابْنِ أخي الزُّهْرِيّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن حميد، عن أمه. وخالفه مالك فقال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن من قوله، وقول مالك أشبه» . (6) نقل قول أبي حاتم: الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (2/399) ، وابنُ حجر في "لسان الميزان" (3/264) . وانظر المسألة الآتية برقم (2155) . الحديث: 1729 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 677 المقدَّمي (1) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان (2) الضُّبَعي، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: شَفَاعَتِي لأَهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيمًا *} (3) ؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ. 1730 - وسمعتُ (4) أَبِي وسُئِلَ عَنِ الحديثِ الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ المُبارَك (5) ، عن يُونُس ابن يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عليِّ بْنِ يَزِيدَ - فَقَالَ أَبِي: يُقَالُ: إِنَّهُ أَخُو يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ - عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قرأ: (6) ؟   (1) في (ت) و (ك) : «المقدم» ، ولم نقف على روايته، والحديث أخرجه البيهقي في "الاعتقاد" (ص 263) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، عن جعفر بن سليمان، به. (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «سليم» . (3) الآية (31) من سورة النساء. (4) نقل هذا النصَّ الضياءُ في "المختارة" (7/181) . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/215 رقم 13249) ، وأبو عمر الدوري في "قراءات النبي (ص) " (37) ، والبخاري في "الكنى" (ص52) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (3976 و3977) ، والترمذي في "جامعه" (2929) ، وفي "العلل الكبير" (645) ، وابن أبي عاصم في "الديات" (ص61-62) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3566) ، والطبراني في "الأوسط" (153) ، وابن عدي في "الكامل" (2/157) ، والحاكم في "المستدرك" (2/236 و236-237) ، والضياء في "المختارة" (7/181 رقم 2615) . ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه الضياء في "المختارة" (7/179-180 رقم 2613 و2614) ، ومن طريق الطبراني أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (34/103) . (6) الآية (45) من سورة المائدة. وهي بنصب «النَّفس» ، ورفع «العين» وما بعدها: {أَنَّ النَّفسَ بالنَّفسِ والعَينُ بالعَينِ والأَنْفُ بالأَنْفِ والأُذُنُ بالأُذُنِ والسِّنُّ بِالسِّنِّ والجُرُوحُ قِصَاصٌ} ، وهي كذلك في "مسند أحمد"؛ وقال الإمام أحمد: «نَصَبَ "النَّفسَ"، ورفَعَ "العَينَ"» . وهذه قراءة الكسائي. وقرأ نافع، وحمزة، وعاصم بنصب الجميع - إلا أن نافعًا قرأ {والأُذْنَ بالأُذْنِ} بسكون الذال- وقرأ الباقون بنصب الخمسة، ورفع {الجروح} . وجاء في "البحر المحيط"، و"الدر المصون" (سورة المائدة: الآية 45) : أن أنسًا روى أيضًا عن النبي (ص) أنه قَرَأَ {أَنِ النَّفسُ بالنَّفسِ والعَينُ بالعَينِ ... } بتخفيف «أنْ» وكسرها لالتقاء الساكنين، ورفع ما بعدها وما عطف عليه. الحديث: 1730 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 678 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَلا أعلَمُ أَحَدًا رَوَى عَنِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ غَيْرَ ابنِ المُبارَك، وَأَبُو عليِّ بنُ يَزِيدَ مجهولٌ (1) . قَالَ أَبِي: يَرْوِيهِ عُقَيل (2) ، عن الزُّهري، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) . قَالَ أَبِي: وأهابُ هَذَا الحديثَ عن النبيِّ (ص) جِدًّا. قيل لأبي: إنَّ أَبَا عُبَيد يَقُولُ: «هو حديثٌ صحيحٌ» ، فأجابَ بما وَصَفْنا.   (1) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيث فَقَالَ: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ = = غَيْرَ ابن المبارك» . وقال في "جامعه": «وهذا حديثٌ حسن غريب، قال محمد [يعني البخاري] : تفرَّد ابن المبارك بهذا الحديث عن يونس بن يزيد» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لم يروه عن الزهري إلا أبو علي بن يزيد، ولا عن أبي علي إلا يونس، تفرَّد به ابن المبارك» . (2) هو: ابن خالد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو عمر الدوري في "قراءة النبي (ص) " (38) ، والنحاس في "إعراب القرآن" (2/22) من طريق عبَّاد بن كثير، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أنس، به، مرفوعًا. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 679 1731 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ كَثِير ابن عُبَيد (1) ، عَنْ بَقِيَّة (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنُ عيَّاش (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ: (إِنْ يَدْعُونَ (4) مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أُنُثًا) (5) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا كذبٌ لا أصلَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ عَنْ عُرْوَة فهو صالح (6) .   (1) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/202) ، ووقع عنده: «أنثى» بدل: «أُنُثًا» ، وعن الخطيب نقله السيوطي في "الدر المنثور" (5/21-طبعة هجر) ، وفي نسخة مخطوطة منه: «أُنُثًا» ، وفي بقية النسخ: «أنثى» . (2) هو: ابن الوليد. (3) في (أ) تشبه أن تكون: «عباس» . (4) المثبت من (ت) و (ف) ، وأهمل نقط الياء في بقية النسخ، وفي مصادر التخريج: «إنْ يَدعُون» بالياء، وهي الموافقة لقراءة الجمهور، لكن جاء في "معجم القراءات" (2/156) نقلاً عن "البحر المحيط" و"الدر المصون"، وغيرهما: أنَّ في مصحف عائشة: «إنْ تَدعُون» بالتاء على الخطاب، ولم نقف على ذلك في "البحر" أو "الدُّرِّ"؛ فلعلَّه وَهَمٌ من مؤلِّف "معجم القراءات"، والله أعلم. (5) هذه قراءةٌ للآية (117) من سورة النساء، وفي (ك) : «إناثًا» . و «أُنُثًا» بضم الهمزة وضم النون، جمع: «أَنيث» وهو المخنَّث؛ كـ «غدير وغُدُر» ، وقيل: جمع «إناث» ؛ كـ «ثِمَارٍ وثُمُر» . وهذه قراءة شاذَّة، وذكروا أنها قراءةُ ابن عباس، وابن عمر، وأبي حيوة، والحسن، وعطاء، وأبي رزين، وأبي نهيك، وأبي العالية، ومعاذ القارئ. وقراءةُ الجمهور: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا} . وفيها قراءات أخر: «أُنَاثًا» ، و «أَوْثَانًا» ، و «أُنْثَى» ، و «وَثَنًا» ، و «وُثُنًا» ، و «وُثْنًا» ، و «أُثُنًا» ، و «أُثْنًا» . والمراد من أكثرها: الأصنام. وانظر: "معاني القرآن" للفراء (1/288-289) ، و"البحر المحيط" (3/367-368) ، و"المحتسب" (1/198-199) ، و"معجم القراءات" لعبد اللطيف الخطيب (2/157-158) . (6) مراده - والله أعلم -: أن هذه الرواية إن كانت عن عروة موقوفة عليه، فهي صالحة، ويحتمل أن يكون أراد: إن كان عن عروة، عن النبي (ص) مرسلاً، فهو صالح، وأما بهذا الإسناد المتصل إلى النبي (ص) فهو كذب لا يصح. الحديث: 1731 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 680 قَالَ أَبِي: وعَنْ عُرْوَة (1) ، عَنْ عائِشَة أَنَّهَا قَرَأَتْ: (إِنْ يَدْعُونَ (2) مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَوْثَانًا (3) صحيحٌ، وَهُوَ غيرُ ذَاكَ (4) . 1732 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عن أيُّوبَ ابن محمَّد الوَزَّانِ الرَّقِّي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عُرَيْف بْنِ دِرْهَم؛ قَالَ: سمعتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ} (5) ؛ قال (6) : كتابَهُ في عُنُقِهِ.   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها المصنِّف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1067 رقم 5973) من طريق عبد العزيز بن محمد، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص297-298) من طريق ابن جريج، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (10442) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه عروة، به. ولفظ ابن جرير: «كان في مصحف عائشة: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاَّ أَوْثَانًا) » . وقال المصنِّف في الموضع السابق من "تفسيره": «ورُوي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعروة بن الزبير، ومجاهد، وأبي مالك الغفاري، والسدي، ومقاتل ابن حيان، نحو ذلك» . (2) المثبت من (ف) ، وأهمل نقط الياء في بقية النسخ، وفي مصادر التخريج: «إنْ يَدعُون» بالياء، وهي الموافقة لقراءة الجمهور. وانظر التعليق المتقدِّم على هذا الحرف. (3) وهذه القراءة أيضًا هي قراءةُ أبي السوار، والهنائي، ومجاهد، وهي جمع «وَثَنٍ» ، وهو الصنم. انظر التعليق السابق على قراءة (أُنُثًا) ، وكلتا القراءتين شاذَّةٌ. (4) في (ك) : «ذلك» . قال الدارقطني في "العلل" (5/40/ب) : «يرويه هشام، واختُلف عنه، فرواه = = الدراوردي، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة موقوفًا. ورفعه بقية بن الوليد، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ هشام، والموقوفُ أصحُّ» . (5) الآية (13) من سورة الإسراء. (6) في (ف) : «في» بدل: «قال» . الحديث: 1732 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 681 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ يَزِيدُ بْنُ دِرْهَم الْبَصْرِيُّ (1) ، وعُرَيْفٌ كوفيٌّ، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَنَسٍ شَيْئًا. 1733 - وسمعتُ أَبِي ذَكَرَ الحديثَ الَّذِي رواه سُلَيمان بن عُبَيدالله [الحَطَّابُ] (2) ، عن عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَة، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، {وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُْكُلِ} (4) ؛ قَالَ: الدَّقَلُ والفَارِسِيُّ (5) ، والْحُلْوُ والحامِضُ.   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34755) من طريق وكيع، عنه، عن أنس، به. (2) كذا في (ش) مع أنها منسوخة من (أ) ، وفي بقية النسخ: «الخطاب» ، وزاد بعده في (ف) : «عن عبيد الله الخطاب» ، وما أثبتناه هو الصواب، كما في "الجرح والتعديل" (4/127 رقم551) ، و"الأنساب" للسمعاني (2/68) . وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (20127) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/131) ، وابن عدي في "الكامل" (3/434) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/241) من طريق العلاء بن هلال الرقي، عن عبيد الله بن عمرو الرقي، به. قال العقيلي: «ولا يتابع عليه ... » ، ثم قال: «وهذا الحديث إنما يعرف بسيف بن محمد» ، ثم قال: «وأما عن عبيد الله بن عمرو، عن زيد فلم يأت به غير سليمان» . وقال ابن عدي: «ولا أعلم رواه عن الأعمش غير زيد ابن أبي أنيسة من رواية عبد الله [كذا، والصواب: عبيد الله] بن عمرو عنه، وسيف ابن محمد، عن الأعمش» . (3) هو: ذكوان السَّمَّان. (4) الآية (4) من سورة الرعد. (5) الدَّقَلُ: أَرْدَأُ التَّمْر. والفارسيُّ: نوعٌ جيِّد من التمر، نسبةً إلى فارس. انظر "المصباح المنير" (د ق ل/ص197) و (ف ر س/ص468) ، والمراد: كالتمر الفارسي فإنه مفضَّلٌ على الدَّقَل، ومثله الحلوُ مفضَّلٌ على الحامض. الحديث: 1733 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 682 قَالَ أَبِي: حدَّث سليمانُ بهذا الحديث وأنا بالكوفة، فلم يُقْضَى (1) لَِي السماعُ منه، ثم رَجَعَ عنه فَقَالَ: حدَّثنا به سَيفُ بن محمَّدٍ ابنُ أُختِ سُفيانَ (2) ، أخو عمَّار، هو (3) سَيْفٌ ضعيفُ الحديث (4) . 1734 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِد (5) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فلم يُقْضَ» بلا ألف؛ لأنه مضارعٌ مجزومٌ، لكن إثبات حرف العلة مع الجازم صحيحٌ في العربية، ويتخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (2) أي: الثوري. ورواية سيف أخرجها الترمذي في "جامعه" (3118) ، وأبو يعلى في "معجمة" (301) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (20126) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/131) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/347) ، وابن عدي في "الكامل" (3/434) ، والدارقطني في "الأفراد" (320/ب/أطراف الغرائب) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1092) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (12/331) من طريق محمود بن خداش، عن سيف بن محمد، عن الأعمش، به. وجاء عند الدارقطني: سيف، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن الأعمش. فقد قال عقب الحديث: «تفرد به محمود بن خداش، عن سيف بن محمد، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عن الأعمش، عنه» . (3) قوله: «هو» ليس في (ت) و (ك) . (4) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث حسن غريب. وقد رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ عن الأعمش نحو هذا، وسيف بن محمد هو أخو عمار بن محمد، وعمار أثبت منه، وهو ابن أخت سفيان الثوري» . اهـ. (5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (10260 و17/307 و20/13) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3377) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/1046 رقم 5863 و9/3037 رقم 17170) من طريق محمد بن شريك الْمَكِّيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، به. والحديث طويل ذكره بتمامه المصنف ابن أبي حاتم = = في "تفسيره"، وأخرجه البخاري في "صحيحه" (4596 و7085) من طريق محمد بن عبد الرحمن أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، بعضَهُ. الحديث: 1734 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 683 عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: خرَجَ ناسٌ مِنْ مكةَ يُرِيدُونَ المدينةَ، فأدركهُمُ الْمُشْرِكُونَ، ففتنوهُم، فأعطَوْهُم الفتنةَ؛ فَنَزَلَتْ فِيهِمْ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ ... } (1) ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عِكْرِمَة؛ قَالَ: خَرَجَ ناسٌ ... لَيْسَ فِيهِ: ابْنُ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: ابنُ عُيَينة أحفظُ وأعلمُ بِعَمْرٍو مِنْهُ. 1735- وسألتُ (3) أَبِي عن حديثٍ رواه عبد العزيز بن عبد الصَّمد (4) ، عَنْ مَنصور بْنِ المُعتَمِر، عَنْ رِبْعِيِّ بن حِراش (5) ، عن   (1) الآية (10) من سورة العنكبوت، وتمامها: ُ وهـ ن م ل ك ق ف [گ ع غ _.] ء س ش ر ز ط ِ {جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ} . (2) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (9/106 رقم10266) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/14) . (3) انظر المسألة المتقدمة برقم (1702) . (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/137) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (10519) ، والطبراني في "الكبير" (4029) . قال البخاري بعد ذكر الاختلاف في هذه الرواية: «وربعيٌّ لا يصحُّ» . اهـ. قال الدارقطني في "العلل" (6/102) في كلامه على الحديث رقم (1007) : «ورواه عبد العزيز بن عبد الصمد، عن منصور فوهم فيه؛ رواه عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن امرأة، عن أبي أيوب، أسقط من الإسناد الربيع بن خثيم، وجعل مكان هلال بن يساف: ربعيَّ ابن حراش، ووهم فيه، والقولُ قول زائدة» . (5) في (ك) : «ربعي عن حراش» ، وفي (أ) و (ف) : «ربعي ابن خراش» . الحديث: 1735 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 684 عمرو ابن مَيْمون، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امرأةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أيُّوبَ الأنصاري، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ يَقْرَأُ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ القُرْآن ِ؟ ، فأشفَقْنا مِنْهَا وسكَتْنا؛ قَالَ: مَنْ قَرَأَ (1) : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (2) ، فَإِنَّهَا تُعْدِلُ ثُلُثَ (3) القُرْآن ِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الْحَدِيثُ عَنْ مَنْصور، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسافٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيمون (4) .   (1) في (ش) : «يقرأ» ، وهي منسوخة من (أ) . (2) أي: سورة الإخلاص. (3) كذا في (ش) : «ثلث» ، وتشبه أن تكون هكذا في (أ) ، وفي بقية النسخ: «بثلث» . (4) يعني: عن عمرو بن ميمون بالإسناد السابق: عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ مرفوعًا. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المسند" (1/30 رقم7) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/418 رقم23554) ، وعبد بن حميد في "المسند" (222) ، والترمذي في "الجامع" (2896) ، والنسائي في "الكبرى" (1068 و9946 و10517) ، والطبراني في "الكبير" (4/4026) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/117 و4/154) ، والبيهقي في "الشعب" (2313) من طريق زائدة. وأخرجه الدارمي في "المسند" (3480) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/256) من طريق إسرائيل، كلاهما (زائدة وإسرائيل) عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف، عن ربيع بن خثيم، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن الضريس في "فضائل القرآن" (254) إلا أنه سقط الربيع بن خثيم من إسناد المطبوع منه. ووقع عند الترمذي: «عن امرأة أبي أيوب» بدلاً من: «عن امرأة من الأنصار» . وتصحفت أداة التحمل: «عن» بين منصور وهلال في الموضع الثاني من "السنن الكبرى" للنسائي. وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص268) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/418 رقم23547) ، والنسائي في "الكبرى" (10516) ، والدارقطني في "العلل" (6/103) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/168-169) ، وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/137) من طريق شعبة، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف، عن ربيع بن خثيم، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أيوب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10518) ، والطبراني في "الكبير" (4/4028) من طريق فضيل بن عياض، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ = = امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10515) ، والطبراني في "الكبير" (4/4027) من طريق جرير، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف، عن الربيع بن خثيم، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أبي أيوب. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/4022) من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الشعبي، عن ربيع بن خثيم، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أيوب. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10524) من طريق ابن عون، عن الشعبي، عن عمرو بن ميمون، أن أبا أيوب الأنصاري؛ قال ... . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/4024) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، والطبراني أيضًا (4/4025) من طريق عبد الرحمن بن أبي السفر، كلاهما (إسماعيل وعبد الرحمن) عن الشعبي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أيوب. قال الترمذي: «هذا حديث حسن، ولا نعرف أحدًا روى هذا الحديث أحسن من رواية زائدة، وتابعه على روايته إسرائيل والفضيل بن عياض، وقد روى شعبة وغير واحد من الثقات هذا الحديث عن منصور، واضطربوا فيه» . اهـ. وقال النسائي عقب الحديث (10517) من رواية زائدة: «لا أعرف في هذا الحديث إسنادًا أطول من هذا» . اهـ. وذكره الدارقطني في"العلل" (1007) وعدَّد أوجه الخلاف فيه، وقال: «ورواه منصور بن المعتمر، واختُلف عنه؛ فرواه زائدة بن قدامة، فضبط إسناده» ، ثم قال في رواية فضيل: «ورواه فضيل بن عياض، عن منصور فقدم في إسناده وأخر» . اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 685 1736 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَقِيل محمَّدُ بنُ حَاجِبٍ [الْمَرْوَزِيُّ] (2) ، عن عبد الرَّزاق، عَنْ يُونُسَ بْنِ سُلَيْم، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُرْوَة بْنِ الزُّبَير، عن عبد الرحمن بْنِ عَبْدٍ القاريِّ؛ قَالَ سمعتُ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب يَقُولُ: كَانَ النبيُّ (ص) إِذَا نَزَل عَلَيْهِ الوحيُ، سُمع مِنْهُ دَويٌّ كدَوِيِّ (3) النَّحْلِ، فأُنزل عَلَيْهِ (4) يَوْمًا، فمَكَثْنَا سَاعَةً، فاستقبَلَ القِبْلَةَ، وَرَفَعَ يدَيه فَقَالَ: اللَّهُمَّ، زِدْنَا ولاَ تَنْقُصْنَا، وأَكْرِمْنَا وَلاَ تُهِنَّا، وأَعْطِنَا ولاَ تَحْرِمْنَا، وآثِرْنَا ولاَ تُؤْثِرْ عَلَيْنَا، وأَرْضِنَا وارْضَ عَنَّا، ثُّمَ قَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَيَّ عَشْرُ آيَاتٍ؛ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الجَنَّةَ، ثُمَّ قَرَأَ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ *} (5) ... } (6) ، حَتَّى ختمَ عَشرَ آياتٍ؟ قال أبي: روى عبدُالرَّزاق (7) هَذَا الحديثَ مرَّةً أُخْرَى، فَقَالَ: عن   (1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (2/409) . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «المروذي» ، وفي (ت) و (ك) : «المروروذي» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (7/240 رقم1319) وغيره من كتب الرجال، وسيأتي على الصواب في بعض النسخ في المسألة رقم (2618) . ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (6038) برواية إسحاق بن إبراهيم الدَّبَري عنه، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (15) ، والترمذي في "جامعه" (3173) من طريق عبد بن حميد ويحيى بن موسى، والعقيلي في "الضعفاء" (4/460) من طريق الدبري، جميعهم عن عبد الرزاق، به. (3) في (ك) : «كذا قال» بدل: «كدوي» . (4) في (ش) : «فأنزل الله عليه» ، وفي (ف) : «فنزل عليه» . (5) في (ف) : «المؤمنين» ، وهو خطأ. (6) الآية (1) من سورة المؤمنون. (7) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/34 رقم223) ، والترمذي في "جامعه" (3173) من طريق محمد بن أبان، والبزار في "مسنده" (301) من طريق زهير بن محمد بن قمير والحسين بن مهدي، والنسائي في "الكبرى" (1439) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4100-4102) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/460) ، والحاكم في "المستدرك" (1/535 و2/392) من طريق إسحاق بن إبراهيم الدبري، وابن عدي في "الكامل" (7/175) من طريق مهنا بن يحيى، والبيهقي في "دلائل النبوة" (7/54-55) ، والثعلبي في "تفسيره" (7/41) ، والبغوي في "شرح السنة" (1376) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (32/509) من طريق محمد بن حماد، جميعهم عن عبد الرزاق، به. الحديث: 1736 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 687 يُونُسَ (1) بْنِ سُلَيْم، عَنْ يونسُ بنُ يَزِيدَ، وَيُونُسُ بْنُ سُلَيْم لا أعرفُه، وَلا يُعْرفُ هَذَا الحديثُ من حديث الزُّهري (2) .   (1) في (ش) : «موسى» . (2) قال الحاكم في الموضع السابق: «قال عبد الرزاق: ويونس بن سليم هذا كان عمُّه واليًا، قال: أرسلني = = عمي إلى يونس بن يزيد حتى أملى عليَّ أحاديث» . وقال الترمذي في الموضع السابق: «هذا أصحُّ من الحديث الأول - يعني بزيادة يونس بن يزيد - سمعتُ إسحاق بن منصور يقول: روى أحمد بن حنبل وعلي ابن المديني وإسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عَنْ يُونُسَ بْنِ سُلَيم، عَنِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ هذا الحديث. ومن سمع من عبد الرزاق قديمًا فإنهم إنما يذكرون فيه عن يونس بن يزيد، وبعضُهم لا يذكر فيه عن يونس بن يزيد، ومن ذكر فيه يونس بن يزيد فهو أصحُّ، وكان عبد الرزاق ربما ذكر في هذا الحديث يونس بن يزيد، وربما لم يذكره، وإذا لم يذكر فيه يونس فهو مرسل» . اهـ. وقال النسائي: «هذا حديثٌ منكر، لا نعلم أحدًا رواه غير يونس بن سليم، ويونس بن سليم لا نعرفه» . اهـ. وقال الطحاوي: «ويونس بن سليم هذا رجلٌ من أهل صنعاء لا نعلم أحدًا حدث عنه غير عبد الرزاق، ولا نعلمه حدَّث عنه إلا بهذا الحديث، وقد حدث بهذا الحديث عن عبد الرزاق الجِلَّة ممَّن أخذ العلم عنه، منهم أحمد بن حنبل ومنهم إسحاق بن راهويه» . وقال العقيلي: «لا يُتابَع على حديثه، ولا يُعرف إلا به» . وقال ابن عدي: «وهذا يرويه عبد الرزاق، عن يونس ابن سليم، وربما كنَّاه فيقول: أبو بكر الصنعاني، ولا يسميه؛ لأنه ليس بالمعروف، وقال ابن معين: لا أعرفه إلا أن عبد الرزاق يروي عنه، ويونس بن سليم يعرف بهذا الحديث» . اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 688 1737 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ عِمران الأَصْبَهاني، عَنِ ابْنِ فُضَيل (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي فَزارَةَ (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ تعالى: {فَمَنْ} (3) {يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ *وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ *} (4) ؛ فأدخَلَ يَدَهُ مِن تحتِ التُّرابِ، ثم رفعَها (5) ، ثُمَّ قَالَ: كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا (6) مِثْقالُ ذرَّة (7) ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ فُضَيل (8) ، عَنْ لَيْثٍ (9) ، عَنْ أَبِي فَزارَة، عَنْ يزيدَ بْنِ الأصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. 1738 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي   (1) في (ك) : «أبي فضيل» ، بدل: «ابن فضيل» . وهو: محمد. (2) هو: راشد بن كَيْسان. (3) في جميع النسخ عدا (ش) : «من» . (4) الآية (7-8) من سورة الزلزلة. (5) في (أ) و (ت) و (ف) : «رفعهما» . (6) كذا في جميع النسخ! ولعلها: «منها» . (7) كذا النص هنا، ومثله في "غريب الحديث" للحربي! ويوضِّحه ما جاء عند هناد بن السري في "الزهد"- كما يأتي في التخريج - وفيه: «فأدخل ابن عباس يده في التراب، ثم رفعها، ثم نفخ فيه، ثم قال: كلُّ واحدة من هؤلاء مثقال ذرة» . (8) أخرج روايته من هذا الوجه هناد في "الزهد" (193) ، والحربي في "غريب الحديث" (1/259) من طريق شجاع، كلاهما (هناد وشجاع) عن محمد بن فضيل، به. ومن طريق هناد أخرجه الآجرِّي في "الشريعة" (797) . (9) هو: ابن أبي سُلَيم. الحديث: 1737 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 689 يَزِيدَ الهَمْداني (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْس، عَنْ عَطيَّة العَوْفي (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (3) : قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: مَنْ شَغَلَهُ قِرَاءَةُ (4) القُرْآنِ عَنْ دُعَائِي (5) ومَسْأَلَتِي، أَعْطَيْتُهُ أَفْضَلَ ثَوَابِ السَّائِلينَ؟   (1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (3399) ، والترمذي في "جامعه" (2926) ، وعثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (285 و339) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (128) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/49) ، وابن الأنباري في "الوقف والابتداء" (4-5) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/277) ، والطبراني في "الدعاء" (1851) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/106) ، وأبو الفضل الرازي في "فضائل القرآن" (76) ، والبيهقي في "الشعب" (1860) ، وفي "الاعتقاد" (ص105-106) . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (1860) من طريق محمد بن حميد الرازي، عن الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عَمْرِو بن قيس، به. قال ابن حبان: «وقد وافقه الْحَكَمُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ عَمْرِو ابن قيس، ولكن من حديث ابن حميد، وابن حميد قد تبرَّأنا من عهدته» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (275/أ/أطراف الغرائب) : «لم يروه عن عمرو بن قيس غير مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي يزيد الهَمْداني ومحمد بن مروان» . (2) هو: ابن سعد. (3) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) . (4) قوله: «قراءة» ليس في (ك) . وقوله: «من شَغَلَهُ قِرَاءَةُ القُرْآنِ» ، جاء مثله في أكثر مصادر التخريج، وفي بعضها: «من شَغَلَهُ القُرْآنُ» ، وما وقع في النسخ وأكثر المصادر صحيحٌ في العربية، وفيه وجهان: الأول: جاز تذكير الفعل هنا؛ لأن فاعله - وهو القراءة - مؤنَّثٌ غير حقيقي، وفُصل عن فاعله بفاصل؛ فيجوز فيه التذكير والتأنيث، والتأنيث أولى. انظر التعليق على المسألة رقم (224) . والثاني: جاز ذلك؛ لإضافة «القراءة» إلى «القرآن» ؛ فإنَّ المضاف في العربية يكتسبُ من المضاف إليه التذكير والتأنيث. وقد تقدَّم تعليقنا على ذلك في المسألة رقم (938) . (5) في (ك) : «دعاء» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 690 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) ، ومحمدُ بْنُ الْحَسَنِ لَيْسَ بالقَويِّ. 1739- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أشعَثُ بْنُ هِلالٍ الجُرْجاني مِنْ حِفْظه، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ حَبيب (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى عُمَرَ يُريدُ أَنْ يسألَهُ، فَجَعَلَ عمرُ يَنظرُ إِلَى رَأْسِهِ مرَّة، وَإِلَى رجلَيه أُخرَى (5) - مما (6) يَرَى عليه من البُؤْسَى (7) - فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: هَلْ لكَ مِن إِبِلٍ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: كَمْ؟ قَالَ: أربعونَ؛ قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: صَدَقَ اللَّهُ ورسولُه: لَوْ أَنَّ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَانِ (8) مِنْ   (1) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث حسن غريب» . وقال الذهبي في "الميزان" (3/515) : «حسَّنه الترمذي، فلم يُحسِنْ» . (2) انظر المسألة رقم (479) و (643) و (1817) . (3) هو: محمد بن خازم. (4) في (ك) : «حديث» . وحبيب هذا: هو ابن أبي ثابت. (5) في (ت) و (ك) : «مرة أخرى» ، وضُرب على قوله: «مرة» في النسختين. (6) في (أ) و (ت) : «فما» . (7) رُسمت في جميع النسخ: «البُؤْسَا» بألف، والجادَّة أن تكتب كما أثبتناه كما هو مقرَّر في كتب الخط والإملاء، لكنَّ ما هنا رسم قديمٌ لبعض الكُتَّاب يرسمون كل ألف متطرِّفة ألفًا، نحو: سعا، ودنا، ورما، وحَلْوا، وسَلْمَا، وكذلك «البُؤْسَا» ، وهي بمعنى البؤس والبأس والبأساء، وهي خلاف النُّعمَى، والمراد هنا: الضُّرّ والجوع. انظر "لسان العرب" (6/21) . وقد وقع في "شرح النووي على مسلم" (17/174) كلمة «البُؤْسَاء» بمعنى البُؤْسَى، لكننا لم نقف عليها فيما بين أيدينا من المعاجم. (8) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «واديين» ، لكن يخرَّج ما وقع هنا على وجهين: الأول: على أنَّ «واديان» اسمُ «إن» منصوبٌ بحركة مقدرة على الألف، على لغة بلحارث بن كعب وغيرهم، ممن يلزمون المثنى والملحق به الألف في حالات الإعراب الثلاثة؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (554) . والثاني: على أنه مبتدأ مؤخر مرفوع بالألف، وخبره «لابن آدم» والجملة خبر «إن» ، واسمها ضميرُ الشأن المحذوف؛ كقوله (ص) : «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يوم القيامة المصوِّرون» . وانظر التعليق على المسألة رقم (130) و (854) . (*) ... كذا في جميع النسخ، وهو منصوب، وجاء بحذف ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 1739 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 691 ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ لاَبْتَغَى إِلَيْهِمَا ثَالِثً (*) ، ولاَ يُشْبِعُ بَطْنَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، ويَتُوبُ (1) اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ، فَقَالَ عُمَرُ: عمَّنْ (2) هَذَا؟ فقلتُ: عَنْ أُبَيّ، فَقَالَ: مُرَّ بنا نأتي أُبَيًّ (*) ، فَأَتَيْنَاهُ فأخبرَهُ أُبَيٌّ بِذَلِكَ، فَقَالَ: هكذا أقرأَنيها رسولُ الله (ص) ، فَقَالَ عُمَرُ: أَكْتُبُهَا؟ قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: فَكَتَبَهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو مُعَاوِيَةَ (3) ،   (1) في (أ) : «ويثوب» . (2) في (ك) : «من» . (3) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/117 رقم21111) ، ومحمد بن حفص الدوري في "زوائده على جزء قراءات النبي (ص) " (59) من طريق عبد الله بن محمد، وابن حبان في "صحيحه" (3237) من طريق ابن أبي شيبة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/93) من طريق علي بن حرب وأحمد بن عبد الجبار العُطاردي، جميعهم (أحمد وعبد الله بن محمد وابن أبي شيبة وعلي وأحمد) من طريق أبي معاوية، به. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (1209) . وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (1/229-230) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني، عن الشيباني، به. = ... وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/117 رقم21110) ، والشاشي في "مسنده" (1431) وغيرهم من طريق أبي حبيب بن يعلى بن منية، عن ابن عباس، به. وفي جميع المصادر: ذكر ابن عباس قصَّة الرجل مع عمر بن الخطاب وأن أُبيًّا حدثه بهذا الحديث، بنفس ما أورده المصنف هنا، خلافًا لما ذكره أبو حاتم من أن ابن عباس رواه عن النبي (ص) ، ولكن أخرج البخاري في "صحيحه" (6436 و6437) ، ومسلم (1049) من طريق عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ ابن عباس قال: سمعتُ النبي (ص) يقول: «لو كَانَ لاِبْنِ آدَمَ وَادِيَان مِنْ مالٍ لاَبْتَغَى ثَالِثًا، ولاَ يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، ويَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ» قال ابن عباس: فلا أدري أمن القرآن هو أم لا؟! الجزء: 4 ¦ الصفحة: 692 عَنِ (1) الشَّيباني (2) ، عَنْ يزيدَ بْنِ الأصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . وحدَّثنا (3) الشَّيخُ مِنْ حفظه؛ جُهِدْنَا به حتى حدَّثنا، وكان هو ذا يمتنعُ. 1740 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ (5) ، عَنْ شَيْبان أَبِي مُعَاوِيَةَ (6) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة، عَنْ مُصْعَب بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: سألتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْب عَنْ قولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ *} (7) : أهوَ حديثُ أَحَدِنَا نفسَهُ فِي الصَّلاةِ؟ قَالَ: لا، كُلُّنا يُحَدِّثُ (8) نفسَهُ في الصلاة (9) ، ولكنَّ السَّهْوَ عَنْهَا: تَرْكُ وَقتِها؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُصْعَب بْنُ سَعْدٍ (10) ؛ قَالَ: سمعتُ أبي سَعدَ بنَ أبي وقَّاص.   (1) قوله: «عن» سقط من (ك) . (2) في (ش) : «السفياني» . والشيباني هذا: هو أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان. (3) في (أ) و (ف) و (ش) : «قال أبو محمد: وحدثنا» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وهو الصواب؛ لأن الأشعث ابن هلال شيخ لأبي حاتم، لا لابنه عبد الرحمن كما يتضح من "الجرح والتعديل" (2/277 رقم 995) . (4) انظر المسألة المتقدمة برقم (536) . (5) لم نقف على روايته، والحديث رواه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في "تفسير مجاهد" (2/786) ، من طريق شيبان، به. ووقع فيه «أبي» بدل «أبي بن كعب» . (6) هو: شيبان بن عبد الرحمن النحوي. (7) الآية (5) من سورة الماعون. (8) في (ف) : «نحدث» . (9) قوله: «في الصلاة» من (ف) فقط. (10) في (ك) : «إنما هو حديث مصعب بن معد» . وتقدم تخريجه من هذا الوجه في المسألة رقم (536) . الحديث: 1740 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 693 1741 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهَيْثَم بْنُ يَمان، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عَنْ أَبِي عِياض (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فِي قَوْلِهِ: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} (3) ؛ قَالَ: ذَلِكَ فِي الدُّعَاء فِي الصَّلاة؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: إبراهيمُ الهَجَري (4) ، عَنْ أَبِي عِياض، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. 1742- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاق ابن سُلَيمان (5) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازي (6) ، عَنِ الضَّحَّاك (7) ، فِي قَوْلِهِ: {مُدْهَآمَّتَانِ *} (8) ؛ قال: سَوْدَاوْان ِ من الرِّيِّ؟   (1) في (أ) و (ف) : «الأخوص» ، وهو: سلاَّم بن سُلَيم. (2) في (ش) : «عن ابن عياش» ، وفي (ف) : «عن ابن عياض» . وأبو عياض هو: عمرو بن الأسود. (3) الآية (110) من سورة الإسراء. (4) هو: إبراهيم بن مسلم. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (8089 و29753) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (17/582) من طريق سفيان الثوري، وابن أبي شيبة أيضًا (8094) من طريق أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر، كلاهما عن إِبْرَاهِيمُ الْهَجَرِيُّ، عَنْ أَبِي عِيَاضٍ من قوله، ليس فيه ذكرٌ لأبي هريرة. وأخرجه ابن جرير أيضًا من طريق زياد بن فياض، عن أبي عياض كذلك. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (19/42) : «ومن هذا عند جماعة العلماء قول الله عز وجل: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} قالوا: أُنزلت في الدعاء والمسألة، هذا قول مكحول وأبي عياض» . (5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3404) ، وهناد في "الزهد" (43) عن إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي سنان سعيد بن سنان، عن الضَّحَّاك، به. (6) هو: عيسى بن أبي عيسى. (7) هو: ابن مُزاحم الهِلالي. (8) الآية (64) من سورة الرحمن. الحديث: 1741 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 694 قَالَ أَبِي: أَبُو جَعْفَرٍ، عَنِ الضَّحَّاك: لا يَسْتَوِي. 1743 - وسألتُ أَبِي (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ حاتِم بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عن عبد الرحمن بن عَطَاء، عن عبد الملك بن جابر ابن عَتِيكٍ (2) ؛ قَالَ: سُئل رسولُ اللَّهِ (ص) : أَيَّ الأجَلَينِ قَضَى مُوسَى (3) ؟ قَالَ: قَضَى أَوْفاهُمَا؟ قَالَ أَبِي: رأيتُ هَذَا الحديثَ قَدِيمًا فِي أَصْلِ هِشَامُ بْنُ عمَّار: عَنْ حاتِم، هَكَذَا (4) مُرسَلً (5) ، ثم لَقَّنُوهُ (6) بِأَخَرَةٍ (7) : عَنْ جابرٍ (8) ، فتَلَقَّنَ، وكان مُغَفَّلاً. 1744 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن الأجْلَح (9) ، عن محمد   (1) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (2) في (ك) : «عتبك» . (3) إشارة إلى قوله تعالى: [القَصَص: 29] {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَْجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا ... } . (4) أي: عن حاتم، عن عبد الرحمن، عن عبد الملك مرسلاً. (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) يعني: لقَّنوا هشامًا. (7) في (ت) : «بأخذه» . (8) أي: جعله عن عبد الملك بن جابر بن عتيك، عن جابر ابن عبد الله، موصولاً. ومن هذا الوجه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8/8372) من طريق موسى ابن سهل، عن هشام بن عمار، به. قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به هشام بن عمار» . اهـ. (9) هو: عبد الله. وروايته أخرجها المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/182 رقم 965) ، وقال: «وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ، عَنْ علي بن الحسين» . الحديث: 1743 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 695 ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عليِّ بْنِ حُسَيْن؛ قَالَ: اسمُ جبريلَ: عبدُاللهِ، واسمُ ميكائيلَ: عُبَيدُالله (1) ، كُلُّ اسمٍ مَرْجِعُهُ إِلَى إِيل؛ فَهُوَ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهري؛ إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاء (3) ، عَنْ عليِّ بْنِ حُسَيْنٍ. 1745 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه زُهَير (4) ، عن   (1) في (ش) : «عبد الله» . (2) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/15-16 رقم 20176) عن محمد بن سلمة، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (1627) من طريق سلمة بن الفضل، وأبو الشيخ في "العظمة" (382) من طريق إسماعيل بن عياش، جميعهم عن محمد بن إسحاق، به. وأخرجه ابن جرير أيضًا (1625) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن عطاء، به. وأيضًا (1626) من طريق قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عن محمد المدني، قال قبيصة: أراه مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن عمرو بن عطاء، به. (3) في (ش) : «عن عطاء» بدل: «بن عطاء» . (4) هو: ابن معاوية. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص336) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (30114) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (164) ، والحربي في "غريب الحديث" (2/811) ، والنسائي في "الكبرى" (1013 و7986) ، وابن حبان في "صحيحه" (737) ، والضياء في "المختارة" (1129 و1130) من طريق يزيد بن هارون، وأبو عبيد أيضًا (ص336) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/122 رقم 21132) ، والنسائي في "سننه" (941) من طريق يحيى بن سعيد، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (5/122 رقم21133 و21134) من طريق بشر بن المفضل والمعتمر بن سليمان، وابن جرير في "تفسيره" (26 و27) من طريق ابن أبي عدي ومحمد بن ميمون ويحيى بن أيوب، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3111) من طريق عبد الله بن بكر، جميعهم عن حميد، به. الحديث: 1745 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 696 حُمَيد (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ ابن كَعْب؛ قَالَ: سَمِعتُ رَجُلا يَقْرَأُ آيَةً غَيرَ مَا أقرأَني رسولُ الله (ص) ، فانطَلَقْنا إلى رسولِ الله (ص) ، فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، أقرأتَني آيةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، وَقَالَ الآخَرُ: أقرأتَني آيةَ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ (2) : ثُمَّ قَالَ: جَاءَنِي جِبْرِيلُ ومِيكَائِيلُ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ (3) ، فَقَالَ (4) : اقْرَأِ القُرْآنَ عَلَى حَرْفَيْنِ، قَالَ مِيكَائِيلُ: اسْتَزِدْهُ (5) ، حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةَ أَحْرُفٍ، ثُمَّ قَالَ: كُلُّهَا شَافٍ (6) كَافٍ. قَالَ حُمَيد: عَلَى هَذَا يَخُوضُون؟ قَالَ أَبِي (7) : روى هذا الحديثَ حمَّاد بْنُ سَلَمة (8) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُبادة، عن أُبَيٍّ.   (1) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (2) من قوله: «وقال الآخر ... » إلى هنا سقط من (ك) ، ولعلَّه لانتقال النظر. (3) قوله: «السلام» سقط من (ف) . (4) أي: جبريل _ج. (5) في (ف) : «استرره» . (6) في (ك) : «شان» . (7) كذا في جميع النسخ! مع أن السؤال موجَّه إلى أبي زرعة! (8) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/114 رقم21091 و21092) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (28) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3096 و3097) ، وابن حبان في "صحيحه" (742) ، وابن عدي في "الكامل" (2/263) ، والطبراني في "الأوسط" (5250) ، وتمام في "فوائده" (1322/الروض البسام) . والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (820) من طريق عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي بن كعب. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 697 1746 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَنِ عَطَاء بْنِ السَّائب، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (2) ، عن عبد الله (3) ؛ قَالَ: خَيرُ الكَلامِ كَلامُ اللهِ، وأَحسَنُ الهَدْيِ هَدْيُ محمدٍ. وَرَوَاهُ جريرٌ (4) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عن أبي البَخْتَرِيِّ (5) ، عن عبد الله.   (1) روايته أخرجها عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (305) ، والشاشي في "مسنده" (713) . ومن طريق عثمان الدارمي أخرجه الهروي في "ذم الكلام" (429) . وأخرجه البزار في "مسنده" (2051 و2055 و2056) من طريق سلمة بن كُهَيل وأبي الزعراء عمرو بن عمرو وعلي بن الأقمر، والطبراني في "الكبير" (9/97 رقم 8521) من طريق إبراهيم بن مسلم الهَجَري، جميعهم من طريق أبي الأحوص، به. ورواه أبو إسحاق، عن أبي الأحوص واختُلف عنه؛ فأخرجه معمر في "جامعه" (20076) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (2301) ، وأبو ذَر الهروي في "ذم الكلام وأهله" (428) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما (معمر وإسرائيل) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ موقوفًا. وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (46) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/487) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (25) ، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (84) من طريق موسى بن عقبة، والبزار في "مسنده" (2076) ، والطبراني في "الكبير" (9/97 رقم 8520) ، والبيهقي في "الشعب" (4453) ، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (428) من طريق إدريس بن يزيد الأودي، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي الأحوص، عن ابن مسعود، مرفوعًا. وذكر الدارقطني في "العلل" (916) الخلافَ على أبي إسحاق، ورجَّح رواية من وقفه. (2) في (ف) و (ك) : «الأخوص» ، وهو: عَوْف بن مالك. (3) أي: ابن مسعود ح. (4) هو: ابن عبد الحميد، ولم نقف على روايته. ولكن تابعه موسى بن أعين، وروايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "السنة" (121) ، والهروي في "ذم الكلام" (427) . (5) هو: سعيد بن فَيروز. ولم تنقط الخاء في غير «ش» . الحديث: 1746 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 698 قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّّ؟ قَالَ: حديثُ جريرٍ أصحُّ (1) . 1747- وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وسُئل عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عليٍّ (3) ، عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الزِّبْرِقان، عَنْ أَبِي رَوْقٍ (5) ، عن أبي سَيْف، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: {الصَمَدُ} (6) : الَّذِي لا جَوْفَ لَهُ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بنُ آدمَ، وإسحاقُ بنُ مَنْصور، عَنْ مِنْدَل (7) ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو سَيْفٍ لا أعرفُهُ إِلا فِي (8) هَذَا الْحَدِيثِ، وأخافُ أَنْ يكونَ غَلَطً (9) ، والحديثُ بأبي عبد الرحمنِ أشبَهُ، ولا   (1) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (6098 و7277) من طريق طارق بن شهاب، ومُرَّة بن شراحيل الهَمْداني، عن ابن مسعود، به. (2) انظر المسألة التالية. (3) هو: الفلاَّس. (4) هو: الحسين بن الحسن الأشقر أبو عبد الله الفَزَاري. (5) هو: عَطيَّة بن الحارث الهَمْداني. (6) أي: المذكور في قوله تعالى: [الإخلاص: 2] {اللَّهُ الصَمَدُ *} . (7) بتثليث الميم، وهو: ابن علي، يقال: اسمه عمرو، ومِنْدَل لقب. (8) في (ش) : «من» . (9) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وأصل الكلام: وأخاف أن يكون قولُهُ «عن أبي سيف» في هذا الحديث: غلطًا. وانظر في لغة ربيعة: التعليق على المسألة رقم (34) . ويحتمل أن تكون هذه الكلمة فِعْلاً ماضيًا «غَلِطَ» ، والتقدير: وأخاف أن يكون هو - أي الشأن - غَلِطَ من قال: «عن أبي سيف» ، والله أعلم. الحديث: 1747 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 699 أعرفُ اسم أبي عبد الرحمن، وَلا أَدْرِي رَوَى أَبُو رَوْقٍ عنهما (1) جميعًا - عن أبي عبد الرحمن، وَأَبِي سَيْف - أَمْ لا؟ 1748 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، واختَلَفوا عَلَيْهِ: فَقَالَ مِنْجَابٌ (3) : عَنْ زَيْدِ بْنِ الحُبَاب (4) ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ واقِد، عن حُصَين بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (5) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: {الصَمَدُ} : الَّذِي انْتَهَى سُوْدُهُ (6) . ورواه محمد بن عبد العزيز بْنِ (7) أَبِي رِزْمَة (8) ، عَنْ زَيْدِ بن   (1) في (ش) : «عنها» . (2) انظر المسألة السابقة. (3) هو: ابن الحارث. (4) في (أ) : «الحناء» ، وفي (ف) : «الخباب» . (5) هو: شَقيق بن سلمة. (6) كذا في جميع النسخ، وكانت في (ش) : «سودده» ، ثم ضُرِبَ على الدال الأولى، وفي مصادر التخريج: «سُودَدُهُ» . و «السُّوْدُ» ، و «السُّودَدُ» ، بالواو مع فتح الدال الأولى وضمها، وقد يهمز، كلاهما بمعنًى واحد. قال في المصباح المنير (1/294) : «سادَ يَسُودُ سيادةً، والاسم: السُّودَدُ، وهو المجد والشَّرَف» ، وانظر "لسان العرب" (3/228) . (7) قوله: «بن» سقط من (ت) . (8) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (666) من طريق عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، عن الحسين بن واقد، به. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (407) من طريق قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عَاصِمٍ، عن أبي وائل، قوله. وأخرجه ابن أبي عاصم أيضًا (671 و672) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/692) من طريق الأعمش، عن أبي وائل، قوله. الحديث: 1748 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 700 الحُبَاب (1) ، عن حسين ابن واقِد، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُود، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ محمد بن عبد العزيز الَّذِي يَقُولُ: «عَنْ عَاصِمٍ (2) » - أصحُّ (3) . 1749 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا عليُّ بْنُ بَكَّار، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ خَالِدِ (5) بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (6) ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: تَعَلَّمُوا القُرآنَ خَمْسَ آياتٍ، خَمْسَ (7)   (1) في (أ) : «الحناب» ، وفي (ف) : «الخباب» . (2) قوله: «عاصم» سقط من (ف) . (3) أورده البخاري في "صحيحه" (8/739/الفتح) تعليقًا عن أبي وائل من قوله. قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": «وقد وصلَه الفريابي من طريق الأعمش، عنه، وجاء أيضًا من طريق عاصم، عن أبي وائل، فوصلَه بذكر ابن مسعود فيه» . ووصله في "تغليق التعليق" (4/380) من طريق أبي طاهر المخَلِّص، عن إبراهيم بن حماد، عن شعيب بن أيوب، عن ابن نمير، عن الأعمش، به، ثم قال: «رَوَاهُ الفريابي، عَنْ سُفْيَانَ، عَن الأعمش. وهكذا رواه وكيع وعبد الله بن إدريس وأبو عوانة وغيرُ واحد، عن الأعمش. ورواه عاصم بن بهدلة، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود ... » ، ثم ساقه من طريق ابن أبي عاصم المتقدمة. (4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (9/319) ، وابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (8/3684) من طريق يوسف بن سعيد، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/287) ، والبيهقي في "الشعب" (1807) من طريق نصر ابن مالك الخزاعي، كلاهما عن يحيى بن بكار، به. وذكره الدارقطني في "الأفراد" (31/أ/أطراف الغرائب) من طريق علي بن بكار. ثم قال: «تفرَّد به أبو خلدة، عن أبي العالية، عنه، وعنه علي بن بكار» . (5) قوله: «خالد» ليس في (ش) . (6) هو: رُفَيع بن مهران. (7) ضبب ناسخ (ت) و (ف) فوق قوله: «خمس» الثانية. الحديث: 1749 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 701 آيَاتٍ (1) ؛ فإنَّه كَذَلِكَ نَزَلَ (2) جبريلُ _ج على النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَبُو نُعَيم (3) رَوَاهُ عَنْ أَبِي خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، لَمْ يَذكُرْ فِيهِ عُمَرَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 1750- وسُئِلَ أبو زرعة عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي نُعَيم (4) ، عَنْ خَالِدٍ الواسِطي (5) ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاء (6) ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: كان رسولُ الله يُصَلِّي، فَجَاءَ أَبُو جَهْلٍ فَنَهَاهُ أَنْ يُصَلِّيَ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى *عَبْدًا إِذَا صَلَّى *} إلى قوله: {كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} (7) ؛ قَالَ: لَقَدْ عَلِمَ أَنَّي أَكْثَرُ أَهْلِ هَذَا الْوَادِي نَادِيًّا، فغَضِبَ النبيُّ (ص) ، فأنزَلَ اللهُ تبارك وتعالى:   (1) في (ك) : «خمس آيات» مرة واحدة. (2) كذا في جميع النسخ، بإضمار «به» ، والتقدير: «فإنَّه كذلك نَزَلَ به جبريلُ» ، و «به» ثابتةٌ في بعض مصادر التخريج، وجاء لفظ الحديث أيضًا هكذا: «فإنَّ جبريل _ج كان يَنزِلُ به خمس آيات، خمس آيات» . (3) هو: الفضل بن دُكَين، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29921) ، والبيهقي في "الشعب" (1806) من طريق وكيع، وأبو نعيم في "الحلية" (2/219- 220) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن أبي خلدة، به. ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (8/3684) . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11950) . (5) هو: خالد بن عبد الله. وسيأتي في التخريج روايته عن داود، بالوجه الذي رجَّحه أبو زرعة. (6) هو: خالد بن مهران. (7) الآية (9-16) من سورة العلق. الحديث: 1750 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 702 {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ *سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ *} (1) ، قَالَ ابنُ عبَّاس: فواللهِ، لَوْ فَعَلَ، لأخذَتهُ الملائكةُ مَكانَهُ (2) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ وَهِمَ فيه محمد ابن مُوسَى؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ دَاوُدَ (3) ، عَنْ عِكْرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. 1751 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه ابن وَهْب (4) ، عن   (1) سورة العلق. (2) في (ت) و (ك) : «فكانه» . (3) هو: ابن أبي هند، وروايته على هذا الوجه أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/523 و526) عن إسحاق بن شاهين، عن خالد بن عبد الله الواسطي، عن دَاود، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29551) ، وأبو سعيد الأشج في "جزء من حديثه" (122) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (24/525) من طريق أبي خالد سليمان بن حبان، والإمام أحمد في "المسند" (1/329 رقم 3044) من طريق وُهَيب بن خالد، والفاكهي في "أخبار مكة" (1862) ، والحاكم في "المستدرك" (2/487- 488) من طريق عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وابن جرير الطبري (24/525) من طريق علي بن مسهر، والحاكم في "المستدرك" (2/487- 488) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، جميعهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الإمام أحمد وابنه عبد الله في "المسند" (1/256 رقم 2321) . ومن طريق أبي سعيد الأشج أخرجه الترمذي في "جامعه" (3349) ، والنسائي في "الكبرى" (11684) . ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الدلائل" (2/192) . وأخرجه الإمام أحمد (1/248 رقم 2225) ، والبخاري في "صحيحه" (4958) من طريق عبد الكريم الجزري، عن عكرمة، قال ابن عباس: قال أبو جهل: لئن رأيت محمدًا يصلي عند الكعبة لأطأنَّ على عنقه، فبلغ ذلك النبيَّ (ص) فقال: «لو فعله لأخذَتْه الملائكةُ» . (4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (6316) . الحديث: 1751 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 703 يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ شِهَاب (1) ؛ قَالَ: حدَّثني سعيدُ بنُ الْمُسَيِّبِ: أَنَّهُ بلغَهُ أنَّ أَحْدَثَ الْقُرْآنِ بالعرشِ آيةُ الدَّيْنِ (2) . وَرَوَاهُ ابنُ المُبَارَك (3) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري؛ قَالَ: بَلَغَنا عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ: آخِرُ آيةٍ عَهْدًا بالعرشِ آيةُ الدَّيْنِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ مَعْمَرٍ أحبُّ إليَّ. 1752 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمة (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ الأعمَش، عن   (1) هو: محمد بن مسلم بن شهاب الزهري. (2) وهي الآية (282) من سورة البقرة. (3) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته، وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص369) من طريق عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ من قوله. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/36 و50 رقم 246 و350) ، وابن ماجه في "سننه" (2276) ، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (23) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (6308) ، وابن المنذر في "تفسيره" (44) ، والبيهقي في "الدلائل" (7/138) من طريق قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عمر نحوه. (4) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (5) لم نقف على روايته بهذا الوجه، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (8206) من طريق سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، به. وقرن الطبري مع سلمة: جرير بن عبد الحميد، وسيأتي أن جريرًا رواه عن الأعمش على الوجه الآخر. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المتمنين" (5) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسحاق، حدثني الأعمش عمَّن لا أتهم، عن أبي الضُّحى، به. وأخرجه الطبري أيضًا (8207) من طريق وَهْب بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عن الأعمش، به. لكن اختُلف على شعبة، فأخرجه الطيالسي في "مسنده" (289) ، والدارمي في "مسنده" (2454) من طريق سعيد بن عامر، والطبري في "تفسيره" (8208) من طريق محمد ابن أبي عدي، جميعهم (الطيالسي وسعيد ومحمد) عن شعبة، عن الأعمش، على الوجه الذي رجَّحه أبو زرعة. وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (2894) و (538/تفسير) من طريق سعيد بن مسروق، عن أبي الضُّحى من قوله، ليس فيه ذكرٌ لمسروق، ولا لابن مسعود. الحديث: 1752 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 704 أَبِي الضُّحى (1) ، عَن مَسْروقٍ، عَن عبد الله (2) ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (3) *} (4) ... فَذَكَرَ الحديثَ (5) . وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (6) ، وعليُّ بنُ مُسْهِر، وجَرِيرٌ (7) ، عَنِ الأعمَش، عن عبد الله بْنِ مُرَّة، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عبد الله؟ وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حديثُ ابْنِ إِسْحَاقَ وَهمٌ، وهِمَ فِيهِ ابْنُ إِسْحَاقَ، والصَّحيحُ: الأعمَش، عَنْ عبد الله بْنِ مُرَّة، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عبد الله.   (1) هو: مسلم بن صُبَيْح. (2) هو: ابن مسعود ح. (3) قوله: «يرزقون» ليس في (ت) و (ف) . (4) سورة آل عمران. (5) وتمامه - كما في رواية مسلم -: أَمَا إِنَّا قد سَألنَا عن ذَلِكَ؟ فقال: «أَرْوَاحُهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ لَهَا قَنَادِيلُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ، ثُمَّ تَأْوِي إِلَى تِلْكَ الْقَنَادِيلِ، فَاطَّلَعَ علَيْهِمْ رَبُّهُمُ اطِّلاَعَةً، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهُونَ شَيْئاً؟ قَالُوا: أَيَّ شَيْءٍ نَشْتَهِي وَنَحْنُ نَسْرَحُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ شِئْنَا، فَفَعَلَ ذَلِكَ بِهِمْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا رَأَوْا أَنَّهُمْ لَنْ يُتْرَكُوا مِنْ أَنْ يَسْأَلُوا؛ قَالُوا: يَا رَبِّ نُرِيدُ أَنْ تَرُدَّ أَرْوَاحَنَا فِي أَجْسَادِنَا حَتَّى نُقْتَلَ فِى سَبِيلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا رَأَى أَنْ لَيْسَ لَهُمْ حَاجَةٌ؛ تُرِكُوا» . (6) هو: محمد بن خازم، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1887) . (7) هو: ابن عبد الحميد، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1887) . وأخرجه مسلم أيضًا (1887) من طريق عيسى بن يونس، وأسباط بن محمد، عن الأعمش، به. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 705 1753 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ نُمَير (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَان، عَنْ شَريك (3) ، عَنْ أَبِي اليَقْظان (4) ، عَنْ أَنَسٍ، فِي (5) قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ (6) : {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} (7) ؛ قَالَ: يَتَجَلَّى لَهُمْ كلَّ جُمُعة. وَرَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ أَبِي الحَكَم الثَّقَفي، عَنْ يَحْيَى بْنِ دِينَارٍ (8) ، عَنْ شَريك، عَنْ أَبِي اليَقْظان، عَنْ زَيد بْنِ وَهْب: {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} ؛ قَالَ: يَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ عزَّ وجلَّ. قيل لأبي زُرْعَةَ: أيُّهما أَصَحُّ؟ قَالَ: حديثُ أنسٍ أصحُّ.   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (571) و (593) . (2) هو: محمد بن عبد الله. ولم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه البزار في "مسنده" (2258/كشف الأستار) ، من طريق عبد الله بن أبي الوضَّاح، والخطيب في"تاريخ بغداد" (3/44) من طريق يحيى الحمَّاني، كلاهما عن يحيى بن يمان به. وأخرجه عثمان بن سعيد الدارمي في "الرد على الجهمية" (198) عن شيخ من أهل بغداد، عن شريك به، ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "السنة" (1226) من طريق أسود بن عامر قال: ذُكر لي عن شريك فذكره. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5516) ، والدارمي في "الرد على الجهمية" (145) ، وابن جرير الطبري في "التفسير" (22/370) والدارقطني في = = "الرؤية" (59 و60 و63) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/263) من طرق عن أبي اليقظان عثمان ابن عمير به. (3) هو: ابن عبد الله النَّخَعي. (4) هو: عثمان بن عمير، ويقال: ابن أبي حميد، ويقال: ابن قيس. (5) قوله: «في» سقط من (ش) . (6) قوله: «عَنْ أَنَسٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجل» ليس في (ت) و (ك) ، وجاء بدلاً منه: «عن زيد ابن وَهْب» . (7) الآية (35) من سورة ق. (8) كذا في جميع النسخ! ولعله: «يحيى بن يمان» . الحديث: 1753 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 706 1754 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وكيعٌ، والمُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، واختَلَفا: فَقَالَ مُؤَمَّل (1) : عَنِ الثَّوْري، عن عبد العزيز ابن رُفَيْع، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيد بْنِ عُمَير؛ قَالَ: قَالَ آدَمُ: يَا رَبِّ، ذَنْبِي الَّذِي أَذنَبْتُ كَتبتَهُ عليَّ قَبْلَ أَنْ تَخلُقَني؟ أَوِ ابْتَدَعْتُهُ مِنْ قِبَلي؟ قَالَ: بَلْ كَتَبتُهُ (2) عليكَ قَبْلَ أَنْ أخلُقَك، قَالَ: فَكَمَا كَتَبتَهُ عليَّ فاغْفِرْهُ لِي، فَهُوَ قَوْلُهُ: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ (3) } (4) . وَقَالَ وكيعٌ (5) : عَنْ سُفيان، عَنْ عبد العزيز ابن رُفَيْع، عَمَّن سمع عُبَيد بْنُ عُمَيْر؟ قَالَ: حديثُ وكيعٍ أصحُّ، وأخطَأَ المُؤَمَّل.   (1) روايته أخرجها الدينوري في "المجالسة" (2628) - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/434) - من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، عنه، به. وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (782) عن أحمد بن سنان، عن المؤمَّل، عن سفيان، عن عبد العزيز بن رفيع، قال: أخبرني من سمع عُبَيد بن عمير. وهذه الرواية موافقةٌ لرواية وكيع. (2) في (أ) : «بل كتبت» ، وفي (ش) : «بلى كتبت» . (3) قوله: «فتاب عليه» من (ف) فقط. (4) الآية (37) من سورة البقرة. (5) روايته أخرجها الفريابي في "القدر" (121) ، وابن جرير في "تفسيره" (783) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (10110) ، وابن بطَّة في "الإبانة" (1311 و1387 و1916) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/273) . وأخرجه عثمان الدارمي في "الرد على الجهمية" (278) عن محمد بن كثير، وابن جرير في "تفسيره" (781) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/91 رقم409) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن جرير أيضًا (784) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، جميعهم، عن سفيان، عن عبد العزيز، به. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/44) - ومن طريقه ابن جرير (785) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/734) - عن الثوري، عن عبد العزيز بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمير. الحديث: 1754 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 707 1755 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (1) ، عَنْ خُصَيْف (2) ، عَنْ عِكْرِمَةَ وسعيدِ بْنِ جُبَير، في قَوْلُهُ: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ} (3) ؛ قَالَ: هُوَ قولُهُ: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} (4) . ورواه عبد الرحمن بْنُ مَهْدي (5) ، عَنِ الثَّوْري، عَن خُصَيف (6) ، عن مجاهدٍ وسعيدِ ابنِ جُبَير. قيل لأبي زرعة: أيُّهما أصحُّ؟ قال: الثَّوْريُّ أحفَظُ. 1756 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الهَيْثَم بن خارِجَة (7) ،   (1) هو: ابن عبد الله النَّخَعي. (2) هو: ابن عبد الرحمن الجَزَري. (3) الآية (37) من سورة البقرة. (4) الآية (23) من سورة الأعراف. (5) روايته أخرجها المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/91 رقم410 و5/1454 رقم8312) . وأخرجه الطبري في "تفسيره" (787) ، وفي "تاريخه" (1/125) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، عن الثوري، به. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (787) ، وفي "تاريخه" (1/125) من طريق قيس، وأيضًا في "تفسيره" (787) من طريق أبي زهير، كلاهما عن خصيف، به. (6) في (أ) و (ش) : «حصف» . (7) في (أ) و (ش) : «جارية» ، ولكن لم تنقط في (أ) ، وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (21/453) . الحديث: 1755 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 708 وهشامُ بنُ عَمَّار (1) ، ومحمدُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش، فقالوا: عَنْ إسماعيلَ بنِ عَيَّاش، عَنْ ضَمْضَم بْنِ زُرعَة، عَنْ شُرَيح بْنِ عُبَيد، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ عَظْمٍ يَتَكَلَّمُ مِنَ (2) الإِنْسَانِ يَوْمَ يُخْتَمُ عَلَى الأَفْوَاهِ: فَخِذُهُ مِنَ الرِّجْلِ الشِّمَالِ. وَرَوَى هَذَا الحديثَ إبراهيمُ بنُ العلاءِ بنِ الضَّحَّاكِ الزُّبَيديُّ (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش، عَنْ ضَمْضَم بْنِ زُرعَة (4) ، عَنْ شُرَيح بْنِ عُبَيد، عَمَّن حَدَّثهُ، عَنْ عُقْبَة بن عامر، عن النبيِّ (ص) ؟ قال أبوزرعة: هذا أصحُّ. 1757 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (5) ، عن   (1) روايته أخرجها المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (3/578) - والطبراني في "الكبير" (17/333 رقم921) ، والثعلبي في "تفسيره" (8/134) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/60) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأوائل" (53) من طريق عبد الوهَّاب بن الضحاك، والطبري في "تفسيره" (20/545) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1635) من طريق محمد بن المبارك الصوري، كلاهما عن إسماعيل ابن عياش، به. (2) في (ك) : «في» . (3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/151 رقم 17374) من طريق الحكم بن نافع، عن إسماعيل بن عياش، به. (4) في (ش) : «ربيعة» . (5) هو: عبد الله، وروايته في كتابه "القدر" (8) ، ومن طريقه أخرجه الفريابي في "القدر" (20) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6377) . وأخرجه المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1614 رقم 8535) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/395) من طريق عبد الرحمن بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ، عَنْ أبيه، به. الحديث: 1757 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 709 هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ، مَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ (1) هُوَ خَالِقُهَا (2) مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ، وجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصً (3) مِنْ نُورٍ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، مَنْ (4) هَؤُلاَءِ؟ قَالَ: هَؤُلاَءِ ذُرِّيَّتُكَ ... فَذَكَرَ الحديثَ. وَرَوَاهُ أَبُو نُعَيم (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلَم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) في (ت) و (ك) : «كل شيء» . والنَّسَمَةُ: الإنسانُ والنَّفْسُ والرُّوحُ. "لسان العرب" (ن س م) . (2) قوله: «هو خالقها» مكرر في (ك) . (3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، كما تقدم بيانه في المسألة رقم (34) . ويمكن أن تُرفع ويبنى الفعل «جعل» للمفعول؛ وحذف الفاعل هنا للعلم به. والوَبيصُ: البَريقُ؛ يقال: وَبَصَ الشيءُ يَبِصُ وَبْصًا ووَبِيصًا وَبِصَةً: بَرَقَ ولَمَعَ. "غريب الحديث" لأبي عبيد (4/333) ، و"اللسان" (وب ص/7/104) . (4) في (ك) : «ومن» . (5) هو: الفَضْل بن دُكَين، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3076) ، والفريابي في "القدر" (19) ، وابن منده في "الرد على الجهمية" (23) ، والحاكم في "المستدرك" (2/325) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/394) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/28- 29) عن خلاَّد بن يحيى، وأبو يعلى في "مسنده" (6654) من طريق القاسم بن الحكم، كلاهما عن هشام بن سعد، به. قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن صحيح، وقد رُويَ من غير وجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » . (6) هو: ذَكْوان السَّمَّان. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 710 قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهُما أصحُّ؟ قَالَ: حديثُ أَبِي نُعَيمٍ أصحُّ؛ وَهِمَ ابنُ وَهْب فِي حديثه (1) . 1758 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرير (2) ، عَنْ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطَاء، فِي قَوْلِهِ: {لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ} (4) ؛ قَالَ: مِنَ الغائطِ، والبَوْلِ، والحَيْضِ، والمُخَاط، والوَلَد. وَرَوَاهُ ابْنُ المُبارَك (5) فَقَالَ: عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ مجاهدٍ. قيل لأبي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: حديثُ مجاهدٍ أصحُّ. 1759 - وسُئِلَ (6) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو سَلَمة   (1) في (ت) و (ك) : «حديث» ، وفي هامش النسخة (أ) حاشية بخط مغاير نصها: «ورواه عبد الرحمن بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ عطاء؛ كما رواه ابن وهب» . (2) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها هناد في "الزهد" (28) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (553) . (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (4) الآية (57) من سورة النساء. (5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها في كتابه في "الزهد" (243/زيادات نعيم بن حماد) ، ومن طريقه أخرجه هناد في "الزهد" (27) ، والطبري في "تفسيره" (543) . وأخرجه هناد أيضًا (29) من طريق سفيان الثوري، عن ابن جريج، به. (6) نقل هذا النص الضياء في "المختارة" (5/75) بتصرف. الحديث: 1758 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 711 المِنْقَري (1) ، عَنْ حمَّاد (2) ، عَنْ ثَابِتٍ (3) ، عَنْ أَنَسٍ، مَوْقُوفٌ (4) : {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} (5) ؛ قال: ساخَ الجبلُ. ورواه عبدُالصَّمَد بنُ عبد الوارث، ومحمَّدُ بنُ كَثِيرٍ العَبْديُّ (6) ،   (1) هو: موسى بن إسماعيل. (2) هو: ابن سلمة. (3) هو: ابن أسلم البُناني. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) الآية (143) من سورة الأعراف. (6) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "السنة" (503) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/125 رقم 12260) ، والترمذي في "جامعه" (3074) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (481) ، والمصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1559 رقم 8936) من طريق معاذ ابن معاذ العنبري، وأحمد أيضًا (3/209 رقم 13178) من طريق روح بن عبادة، والترمذي أيضًا (3074) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (503) ، والحاكم في "المستدرك" (2/320- 321) من طريق سليمان بن حرب، وابن أبي عاصم أيضًا (480) ، والطبري في "تفسيره" (15088) ، وابن عدي في "الكامل" (2/260) ، والحاكم أيضًا (1/25) ، والضياء في "المختارة" (1675) من طريق هدبة بن خالد، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (502 و1205) من طريق إبراهيم بن الحجاج والنضر بن شميل، والطبري أيضًا (15087) من طريق الحجَّاج بن المنهال، والحاكم أيضًا (1/25 و2/320- 321 و577) من طريق عفان بن مسلم ومحمد بن عبد الله الخزاعي، جميعهم عن حماد، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1836) من طريق داود بن المحبر، وابن منده في "الرد على الجهمية" (59 و60) من طريق سعيد بن عامر وداود بن الزِّبرقان، جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس. قال ابن منده: «وهما من حديث شعبة غريب مرفوع» . وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (482 و483) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (501) من طريق سعيد ابْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 712 كليهما (1) عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ قَرَأَ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ أَبُو سَلَمة (2) يَقُولُ قَبْلَنا: عَنْ حمَّاد، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فلمَّا قرأتُ عَلَيْهِ، لَمْ (3) يذكُر فِيهِ النبيَّ (ص) ، والصَّحيحُ مرفوعٌ (4) .   (1) كذا وقع في جميع النسخ، والجادَّة: «كلاهما» ؛ لأنَّه توكيد معنويٌّ للمرفوع قبله، لكنْ تكرَّرَ وقوعُ مثل ذلك في "صحيح مسلم"، وذكر له النوويُّ وجهين تصحيحًا له، فقال في "شرح مسلم" (1/41-42) : «فصل: تكرَّر فى "صحيح مسلم" قوله: "حدثنا فلانٌ وفلانٌ كليهما عن فلان"؛ هكذا يقع فى مواضع كثيرة فى أكثر الأصول "كليهما" بالياء، وهو مما يستشكل من جهة العربية، وحقه أن يقال: "كلاهما" بالألف، ولكن استعماله بالياء صحيح، وله وجهان: أحدهما: أن يكون مرفوعًا تأكيدًا للمرفوع قبله، ولكنه كتب بالياء لأجل الإمالة، ويقرأ بالألف [ «كِلَيهُمَا» ] ؛ كما كتبوا الربا والربى بالألف والياء، ويقرأ بالألف لا غير. [وانظر في الإمالة وأسبابها تعليقنا على المسألة رقم (25) و (124) ] . والوجه الثاني: أن يكون "كِلَيْهِمَا" منصوبًا ويقرأ بالياء، ويكون تقديره: أعني كليهما» . اهـ. (2) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن بطة في "الإبانة" (272) من طريق أبي الأحوص محمد بن الهيثم، = = والحاكم في "المستدرك" (1/25 و577) من طريق جعفر بن أبي عثمان الطيالسي والسري بن خزيمة، جميعهم عنه، به. ولم يذكروا فيه: «إن شاء الله» . (3) في (ش) : «ولم» . (4) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديثٌ حسن غريبٌ صحيح، لا نعرفُه إلا من حديث حماد بن سلمة» . وذكر الحافظ ابن كثير بعض طرقه في "تفسيره" (3/466-467) وقال: «ورواه أبو محمد الحسن بن محمد الخلاَّل، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عليِّ بْن سويد، عن أبي القاسم البغوي، عن هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، فذكره، وقال: هذا إسنادٌ صحيح لا علَّة فيه» . اهـ. الجزء: 4 ¦ الصفحة: 713 1760 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأعمَش (2) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسار، عَنْ شيخٍ مِنْ أَهْلِ مِصْر، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، عن النبيِّ (ص) - قَالَ (4) : سألتُهُ عَنْ قولِ اللَّهِ (5) عزَّ وجلَّ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآْخِرَةِ} (6) ... ؟ قلتُ لأَبِي: مَنْ هَذَا الشَّيخُ الَّذِي مِنْ أهلِ مِصْر؟ قَالَ: لا يُعرَفُ. 1761 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ سُلَيمان (7) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الرحمن، عن أبي حُنَين، عن   (1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (2/133) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (1713) . (2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1713) . (3) هو: ذَكْوان السَّمَّان. (4) أي: الشَّيْخُ الَّذِي مِنْ أَهْلِ مِصْرَ؛ فإنَّ الحديثَ بتمامه كما في مصادر التخريج: «عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: [يُونس: 63-64] {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآْخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ *} ؟ فَقَالَ: مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ (ص) عَنْهَا غَيْرُكَ، إِلاَّ رَجُلاً وَاحِدًا، سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ (ص) فَقَالَ: «مَا سَأَلَنِي عَنْهَا أَحَدٌ مُنْذُ أُنْزِلَتْ غَيْرُكَ، إِلاَّ رَجُلاً وَاحِدًا؛ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ» . واللفظ للحميدي في "مسنده" (395 و396) . (5) في (ك) : «عن قوله» . (6) الآية (64) من سورة يونس. (7) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه الترمذي في "الجامع" (2897) من طريقه على الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم، كما سيأتي الحديث: 1760 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 714 مولًى لعبد الرحمن بن زيد - أو لآل عبد الرحمن بْنِ زَيْدٍ - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله (ص) ، فَسَمِعَ رَجُلا يقرأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ، فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : وَجَبَتْ لَهُ الجَنَّةُ؟ قَالَ (1) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عُبَيد (2) بْنِ حُنَين مَوْلَى زَيْدٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (4) . 1762 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (5) ، عَنْ السُّدِّي (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص)   (1) في (ف) : «فقال» . (2) في (ك) : «عبيد الله» . (3) الحديث من هذا الوجه في "الموطأ" (1/208) . وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص266) من طريق يحيى بن بكير، والإمام أحمد في "المسند" (2/302 رقم8011) من طريق أبي عامر العَقَدي عبد الملك ابن عمرو، وأيضًا (2/535 رقم10919) من طريق عثمان بن عمر، والترمذي في "جامعه" (2897) من طريق إسحاق بن سليمان، والنسائي في "المجتبى" (994) من طريق قتيبة بن سعيد، والحاكم في "المستدرك" (1/566) من طريق عبد الله بن مسلمة، وابن عبد البر في "التمهيد" (19/216) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَثْمَةَ، جميعهم عن مالك، به. (4) ذكر الدارقطني في "العلل (2128) هذا الحديثَ والاختلافَ فيه على مالك، ولم يرجِّح. (5) هو: ابن يونس، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3136) ، والبزار كما في "تفسير ابن كثير" (5/97) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6144) ، والحاكم في "المستدرك" (2/242- 243) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/15- 16) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (7349) . (6) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن. الحديث: 1762 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 715 في قوله عزَّ وجلَّ: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ} (1) {بِإِمَامِهِمْ} (2) ؛ قَالَ: يُدْعَى الرَّجُلُ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، ويُمَدُّ (3) لَهُ فِي جِسْمِهِ (4) سِتُّونَ (5) ذِرَاعًا، ويُبَيَّضُ وَجْهُهُ، ويُجْعَلُ عَلَى رأْسِهِ تَاجٌ مِنَ اللُّؤلُؤِ يَتَلأْلأُ، فَيَنْطَلِقُ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ، فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ، ائْتِنَا بِهَذَا (6) - أَوْ بَارِكْ لَنَا فِي هَذَا - حَتَّى يَأْتِيَهُمْ، فَيَقُولَ: أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هَذَا (7) ، وأَمَّا الكَافِرُ فَيُسَوَّدُ وَجْهُهُ، ويُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ (8) ذِرَاعًا عَلَى صُورَةِ آدَمَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: إسرائيلُ يَرفَعُ هذا الحديثَ، والثَّوْرِيُّ لا يرفَعُهُ، والثَّوْريُّ أحفَظُ (9) . 1763 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الحُمَيدي (10) ، عَنِ ابْنِ   (1) في (ك) : «إنسان» . (2) الآية (71) من سورة الإسراء. (3) في (ت) : «وتمد» . (4) في (ك) : «جسده» . (5) المثبت من (ف) ، وهو الجادَّة. وفي بقية النسخ: «ستين» ، وله وجه في العربية، انظر التعليق على المسألة رقم (252) في قوله: «نُزِّل عليه قرآنًا» . (6) في (ك) : «مثل هذا» . (7) من قوله: «حتى يأتيهم ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر. (8) المثبت من (ف) و (ك) . وفي بقية النسخ: «ستين» . وانظر التعليق على نحوه أول المتن. (9) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث حسنٌ غريب» . (10) هو: عبد الله بن الزبير. والحديث في "مسنده" (1025) ، وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/249 رقم 7391) عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (887) من طريق عبد الله ابن محمد الزهري، والترمذي في "جامعه" (3347) من طريق ابن أبي عمر العَدَني، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (436) من طريق إبراهيم بن بشار، والدارقطني في "العلل" (11/247) من طريق علي بن المديني، جميعهم عن سفيان، به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/310) ، وفي "الشعب" (929) ، والبغوي في "تفسيره" (4/518) ، وفي "شرح السنة" (623) . قال الترمذي: «هذا حديثٌ إنما يُروى بهذا الإسناد عن هذا الأعرابي، عن أبي هريرة، ولا يسمَّى» . الحديث: 1763 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 716 عُيَينة، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أُمَيَّة؛ قَالَ: حدَّثني أعرابيٌّ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يقول: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ: {وَالتِّينِ (1) وَالزَّيْتُونِ *} (2) ، فَأَتَى عَلَى آخِرِهَا: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ *} (3) ؛ فَلْيَقُلْ: بَلَى، وأَنَا عَلَى ذَلِكَ (4) مِنَ الشَّاهِدينَ. أَخْبَرَنَا (5) أَبُو محمَّد؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ إبراهيمَ بْنِ مُوسَى (6) ، عَنِ ابْنِ عُلَيَّة (7) ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أُميَّة، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفً (8) .   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «التين» بلا واو قبلها. (2) الآية (1) من سورة التين. (3) الآية (8) من سورة التين. (4) قوله: «على ذلك» سقط من (ت) ، وفي موضعه إشارةُ لَحَقٍ، ولم يظهر في التصوير. (5) في (ف) : «قال: أخبرنا» . (6) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص151- 152) ، والدارقطني في "العلل" (11/248) من طريق علي بن المديني، كلاهما (أبو عبيد وعلي) عن ابن علية، به. (7) هو: إسماعيل بن إبراهيم. (8) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 717 وَأَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ عثمانَ بْنِ أَبِي شَيْبَة (1) ، عَنْ يزيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ يزيدَ بْنِ عِياض، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أميَّة، عَنْ أَبِي اليَسع (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (3) يَقُولُ: الصَّحيحُ (4) : إسماعيلُ بن أميَّة، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفً (5) .   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/510) - ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (1918) ، وفي "الأسماء والصفات" (30) - من طريق سعيد بن مسعود، عن يزيد بن هارون، به. وأخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (718) ومن طريقه الشجري في "أماليه" (1/106 و119) من طريق نصر بن حاجب، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. = ... وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (4052) ، وفي "تفسيره" (2/383) من طريق معمر، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ النبي (ص) . (2) في (ت) و (ك) : «أبي اليسار» . (3) في (ف) : «أبي زرعة» . (4) قوله: «الصحيح» سقط من (ش) . (5) قال الدارقطني في "العلل" (2267) : «يرويه إسماعيل ابن أمية، واختُلف عنه، فرواه إبراهيم بن طهمان، عن نصر شيخ له، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، وتابعه على رفعه إبراهيمُ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ إسماعيل ابن أمية، عن عبد الرحمن بن القاسم - رجل من أهل مكة- عن أبي هريرة. وقال ابْنِ عُيَيْنَةَ: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أمية، عن أعرابي من أهل البادية، عن أبي هريرة، وقوله أشبهُ. وقال شعبة: عن إسماعيل بن أمية: حدثني رجلُ صدق، عن أبي هريرة» . ثم أخرج الدارقطني الحديث من طريق علي بن المديني عن سفيان، ثم قال: «قال ابن المديني: قلتُ لسفيان بن عيينة: فإن إسماعيل بن علية رواه عنه، أعني: عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ عبد الرحمن بن القاسم رجل من أهل مكة، عن أبي هريرة، إذا قرأ أحدكم: {لاَ أُقْسِمُ} فقال سفيان: لم نحفظ» . وقوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 718 1764 - وسألتُ أَبِي عَن حديثَين رواهما الحسنُ بنُ عليٌّ الخَلاَّلُ الحُلْواني (1) : عَنْ زكريَّا بنِ عَطيَّة، عَنْ سعد (2) بن محمد ابن المِسْوَر بن إبراهيمَ ابنِ (3) عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ عائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعْدِ (4) بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: مَنْ قَرَأَ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ *} (5) ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ رُبُعَ القُرْآن ِ، ومَنْ قَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} (6) ، فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ القُرْآن ِ. وَالآخَرُ: عَنْ زكريَّا بْنِ عَطِيَّة (7) ، عن سعد ابن محمد، عن عَمِّهِ   (1) في (ت) : «الخلواني» . وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/85) ، والطبراني في "الصغير" (165) ، والبيهقي في "الشعب" (2297) . ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/105) . ورواه البزار في "مسنده" (1211) ، والدارقطني في "الأفراد" (58/أ/أطراف الغرائب) من طريق زكريا بن عطية، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . وقال الطبراني: «لا يُروى عن سعد إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به ابن عطية» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به سَعْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمِسْوَرِ، عن عائشة، ولم يروه عنه غير زكريا بن عطية» . (2) في (ك) : «سعيد» . وانظر تعليق الشيخ عبد الرحمن المعلِّمي على"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/599) . (3) في (ف) : «عن» بدل: «ابن» . (4) في (ش) و (ف) : «سعيد» . (5) أي: سورة الكافرون. (6) أي: سورة الإخلاص. (7) روايته أخرجها الطبراني في "الصغير" (166) ، والبيهقي في "الشعب" (2297 و2298) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/260) . ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/105) قال ابن عبد البر: «هذا الحديث والأحاديثُ التي قبله من أحاديث الشيوخ، ليست من أحاديث الأئمة» . الحديث: 1764 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 719 سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قَالَ: مَنْ قَرَأَ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *} ثِنْتَيْ عَشْرَةَ (1) مَرَّةً؛ فَكأَنَّمَا قَرَأَ القُرْآنَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، وكَانَ أَفْضَلَ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ إِذَا اتَّقَى؟ فَقَالَ (2) أبي: هَذَينِ حَدِيثَينِ (3) مُنكَرَينِ، وزكريَّا بنُ عَطيَّة منكرُ الحديثِ. 1765 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، عن عبد الوهَّاب الثَّقَفي (4) ، عَنْ خالدٍ الحَذَّاء (5) ، عَنْ عِكْرِمَة؛ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلَكِنْ لاَ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا} (6) ؛ قال:   (1) في (ك) : «ثنتي عشر» . (2) في (ف) : «قال» . (3) في (ك) : «الحديثين» . وكذا وقع هنا: «هذين حديثين منكرين» ، وحقه أن يقول: هذان حديثان- أو الحديثان- منكران. ولكن يخرج ما في النسخ على وجوه: أحدها: أنه مرفوعٌ لكنه كتب بالياء لأجل الإمالة؛ فينبغي أن يقرأ بالألف الممالة وإن رُسم بالياء: «هَذَينِ حَدِيثَينِ مُنْكَرَينِ» . والثاني: أنه منصوب بتقدير فعلٍ، أي: أعُدُّ هذين حديثين منكرين، أو نحو هذا. والثالث: أنه أعمل الفعل «قال» عمل «ظن» على = = لغة بني سُلَيْم؛ فيكون «هذين» مفعولاً أول، و «حديثين» مفعولاً ثانيًا. وقد فصَّلنا في هذا في التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . وانظر أيضًا في لغة بني سُلَيْم: التعليق على المسألة رقم (759) . (4) هو: ابن عبد المجيد. (5) هو: ابن مهران. (6) الآية: (235) من سورة البقرة، وجاءت في جميع النسخ: «ولا تواعدوهن سرًّا» . الحديث: 1765 ¦ الجزء: 4 ¦ الصفحة: 720 يَلْقَى الوليَّ (1) ، فيذكُرُ رَغْبةً وحِرْصًا. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ خَالِدٍ (2) ، عَنْ (3) مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. تَمَّ الجُزْءُ العاشرُ بِحَمْدِ اللهِ وعَوْنِهِ ومَنِّهِ وكَرَمِهِ، ويَتلُوهُ فِي الجُزْءِ الحَادِيَ عَشَرَ: فِي حَدِيثِ أَبِي زُرْعة، عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي شَيْبة والمُقَدَّمي، فاختَلَفا فِي حديثٍ رَوَياه عَنْ زَيْد بْن الحُبَاب والحَمدُ لله ربِّ العالمينَ، وصَلَوَاتُهُ وسَلامُهُ عَلَى سيِّد المُرسَلِينَ محمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ أجمعينَ، وحَسْبُنا الله وكَفى (4)   (1) في (ت) : «يلقى المولى» ، وفي (ك) : «تلقى المولى» . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (16865) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (2/440 رقم2334) . (3) قوله: «عن» ليس في (ش) . (4) في (ف) : «تم الجُزُؤُ العاشر بحمد اللَّه وعونه ومنِّه، ويتلوه إن شاء الله تعالى في الجُزُؤِ الحاديَ عَشَرَ من "كِتَاب ِ الْعِلَلِ": فِي حَدِيث أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ حَدِيثِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَة والمقدمي، فاختَلَفا فِي حَدِيث رَوَياه عَنْ زَيْد بْن الحباب، والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا» . ومن قوله: «تم الجزء العاشر ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء العاشر» . الجزء: 4 ¦ الصفحة: 721 بِسْمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ، وآلِهِ وصَحْبِهِ، وسَلَّمَ تسليمًا كَثِيرًاالجُزْءُ الحَادِيَ عَشَرَ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى (1) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، والزُّهْدِ، وَمَا يَتَعَلَّقُ بِالإِيمَان ِ (2) 1766 - قال أبو محمد (3) : سمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ أَبِي بكرِ بنِ أَبِي شَيْبةَ، والمُقَدَّمِيِّ، فاختلفا فِي حديثٍ رَوَيَاهُ عَنْ زيدِ ابن الحُبَابِ (5) : فَرَوَى ابنُ أَبِي شَيْبةَ (6) ، عَنْ زيدٍ، عَنْ أفلحَ بْنِ سعيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ. وَرَوَى المُقَدَّميُّ، عَنْ زيدٍ، عَنْ فُلَيْحٍ؛ قَالَ: سمعتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ (7) يقولُ: {الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} (8) : الزَّوْجُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصوابُ كَمَا قَالَ (9) ابنُ أبي شَيْبةَ.   (1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا من (أ) و (ف) فقط. (2) من قوله: «ذكر علل أخبار ... » إلى هنا من (أ) و (ش) فقط، وفي (ف) : « ... رويت فيما يتعلق بتفسير ... » إلخ. (3) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) . (4) في (ف) : «وسمعت» بالواو. (5) في (ف) : «الخباب» . (6) من قوله: «والمقدمي فاختلفا ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) لانتقال النظر، وروايةُ ابن أبي شيبة أخرجها في "مصنفه" (16975) . وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (5/156 رقم 5350) من طريق أبي هشام محمد بن يزيد الرفاعي، عن زيد بن الحباب، به. (7) من قوله: «القرظي ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (8) الآية (237) من سورة البقرة. (9) في (ف) : «الصواب: ما قال» . الحديث: 1766 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 5 1767- وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد العزيز الأُوَيسيُّ (2) ، وقتيبةُ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي المَوَالي (4) ، عن عُبَيدالله بْنِ مَوْهَبٍ، عَنْ عَمْرةَ (5) ، عَنْ عائِشَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ - لَعَنَهُمُ اللهُ! - وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٌ: الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللهِ، وَالْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللهِ، والْمُسَلَّطُ بِالْجَبَرُوتِ لِيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللهُ، وَيُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللهُ، والْمُسْتَحِلُّ لِحَرَمِ اللهِ، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي (6) مَا حَرَّمَ اللهُ، والتَّارِكُ لِسُنَّتِي؟   (1) نقل قول أبي زرعة: الذهبي في "الميزان" (2/594) ، وابن حجر في "إتحاف المهرة" (17/768) . (2) هو: عبد العزيز بن عبد الله. (3) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2154) ، وابن حبان في "صحيحه" (5749) ، والطبراني في "الكبير" (3/126- 127 رقم 2883) ، وفي "الأوسط" (1667) ، وفي "الدعاء" (2090) ، وابن بطة في "الإبانة" (1531) ، والحاكم في "المستدرك" (1/36) . ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (3721) . وأخرجه أبو الوليد الأزرقي في "أخبار مكة" (2/126) من طريق عبد الملك بن إبراهيم، وابن أبي عاصم في "السنة" (44 و337) من طريق معلى بن منصور، والطحاوي في "شرح المشكل" (3460) من طريق عبد الله بن وهب، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن أبي الموالي، به. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1484) ، والطحاوي (3461) ، والحاكم (1/36 و2/525 و4/90) ، وابن مردويه في "أماليه" (29) جميعهم من طريق إسحاق بن محمد الفروي، عن عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن عبيد الله بن موهب، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ، عن عمرة، به. ولم يذكر الحاكم (2/525) : «عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ» في إسناده. (4) في (ف) : «المَوَالِ» ، وكلاهما صحيح. انظر التعليق على المسألة رقم (1377) ، وابن أبي الموالي هذا اسمه: عبد الرحمن. (5) هي: بنت عبد الرحمن. (6) عترة الرجل: قيل: هم عشيرته الأدنَوْنَ، وقيل: ولده وولد ولده وذريته وعقبه من صلبه دون عشيرته. ويقال: أخص أقاربه، وعترة النبي (ص) : قيل: هم بنو = = عبد المطلب، وقيل: أهل بيته الأقربون؛ وهم: أولاده (ص) ، وعليٌّ وأولاده. وقيل: عترته: الأقربون والأبعدون منهم. "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/230) ، و"غريب الحديث" للخطابي (2/191) ، و"الزاهر" للأزهري (ص379) ، و"النهاية" (3/177) ، و"المصباح المنير" (2/391) . الحديث: 1767 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 6 فَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ (2) ابْنُ أَبِي المَوَالي (3) خطأٌ؛ والصَّحيحُ: حديثُ عُبَيدالله (4) بن عبد الرحمن بْنِ مَوْهَبٍ (5) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) .   (1) في (ش) : «قال» . (2) قوله: «حديث» سقط من (ف) . (3) في (أ) و (ت) و (ف) : «الموال» . (4) في (ش) : «عبد الله» . (5) روايته على هذا الوجه أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (1485) من طريق عبد الله بن الوليد، والطحاوي في "شرح المشكل" (3462) من طريق عبد الملك بن مروان، عن محمد بن يوسف الفريابي، وابن بطة في "الإبانة" (1532) من طريق محمد بن كثير، جميعهم عن سفيان الثوري، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب، به. وأخرجه الفاكهي (1486) عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ رجل، عن علي بن الحسين، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/525) من طريق عبد الله بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عن أبيه، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (222) من طريق حصين ابن مخارق، كلاهما عن الثوري، عن عبيد الله بْنِ مُوهِبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن أبيه، عن جده علي ابن أبي طالب، به. وأخرجه الرافعي في "التدوين" (4/75) من طريق هشام بن سعد، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَلِيِّ بن الحسين، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، به. وأخرجه ابن الجوزي (221) من طريق زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب. (6) وقد وافق أبا زرعة على ترجيح الرواية المرسلة، الترمذيُّ فقال في الموضع السابق: «هكذا روى عبد الرحمن بن أبي الموالي هذا الحديث عن عبيد الله بن عبد الرحمن بْنِ مُوهِبٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عائشة، عن النبيِّ (ص) ، ورواه سفيان الثوري وحفص بن غياث وغير واحد، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بْنِ مُوهِبٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حسين، عن النبي (ص) ، مرسلاً، وهذا أصحُّ» . اهـ. وقال الطحاوي في الموضع السابق: «فكان في هذا الحديث أخذُ ابن موهب إيَّاه عن علي بن الحسين، لا عن عمرة، ولا عن غيرها، وكان الثوري هو الحجة في ذلك، والأَولى أن تُقْبَلَ روايته فيه عن ابن موهب؛ لِسِنِّه وضبطه وحفظه، غير أن ابن أبي الموال ذكر القصة التي ذكرها فيه مِن بعثةِ أبي بكر بن حزم إيَّاه إلى عَمْرَةَ في ذلك، وإملاء عمرة إيَّاه عليه عن عائشة، فقوي في القلوب بذلك، واحتمل أن يكون ابن موهب أخذه عن عمرة على ما حدَّث بها (كذا) عنها، وأخذه مع ذلك عن علي بن الحسين على ما حدَّث به عنه مما قد ذكره عنه الثوري، والله عز وجل أعلم بحقيقة الأمر في ذلك» . اهـ. وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 7 1768 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعْدُوْيَهْ سعيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الواسطيُّ (2) ، عَنْ شَريكٍ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن مَوْلَى آلِ (4) طَلْحةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: لمَّا نَزَلَتْ: {ثُلَّةٌ مِنَ الأَْوَّلِينَ *وَقَلِيلٌ مِنَ الآْخِرِينَ *} (5) ؛ قال رسولُُ الله (ص) : إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ، بَلْ أَنْتُمْ نِصْفُ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَتُقَاسِمُونَهُمُ النِّصْفَ البَاقِيَ (6) ؟ فَقَالَ (7) أَبِي: كَذَا رَوَاهُ سعيدُ بن سليمان! وليس هو محمدَ بن   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1706) . (2) روايته أخرجها سَمُّوْيَهْ في الثالث من "فوائده" (ص90 رقم65) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (357) . وجاء عند سَمُّوْيَهْ: «محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه» ، ولم يقل مولى آل طلحة. (3) هو: ابن عبد الله النخعي. (4) في (ت) و (ك) : «أبي» . (5) الآيتان من سورة الواقعة. (6) في (ك) : «الثاني» . (7) في (ف) : «قال» . الحديث: 1768 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 8 عبد الرحمن مولَى آلِ (1) طَلْحةَ؛ إنما هو شيخٌ لشَرِيكٍ (2) . 1769- وسمعتُ أَبَا زرعةَ (3) وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثَنا بِهِ عَنْ صَفْوانَ (4)   (1) في (ت) و (ك) : «أبي» . (2) واسمه: محمد بن عبد الرحمن بَيَّاع المُلاَءِ، أبو عمرو القاصّ؛ كما أوضح ذلك الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/340-343) ، وروى بسنده عن = = موسى بن هارون أنه قال: «ورواه بعض أصحابنا عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن مَوْلَى آلِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة ح، وهذا وَهَمٌ؛ إنما هو محمد بن عبد الرحمن بياع الملاء، وهو والد أسباط بن محمد، وقد بلغني أن سفيان الثوري رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي أسباط، وهو محمد الملائي؛ روى عنه أيوب بن جابر، وكنيته أبو عمرو الذي روى عنه سليمان التيمي، وهو محمد السدي؛ بلغني أنه كان يبيع الملاء في سدة المسجد بالكوفة، وهو أبو عمرو القاص؛ كان يقص في مسجد بني نبهان بالكوفة، وهو محمد بن ميسرة بن عبد الرحمن القرشي، والذين قالوا: محمد بن عبد الرحمن، نسبوه إلى جده، وقد روى عنه ابنه أسباط» . اهـ. (3) في (ش) : «وسمعتُ أبو زرعة» . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1614/7 و2812) من طريق صَفْوَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن مسلم، ثنا سعيد ابن بشير، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عن أنس، به بلفظ: «رَآهَا لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ يَلُوذُ بها جراد من ذهب» . هكذا وقع في إسناد الطبراني: «سعيد بن بشير» بدل: «سعيد ابن عبد العزيز» ، وكلاهما يروي عن يزيد؛ كما في "تهذيب الكمال" (2/190) ، فالله أعلم. ولم نقف على مَنْ روى الحديث بهذا اللفظ سوى الطبراني، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (7/651) لابن مردويه، وانظر"فتح الباري" لابن حجر (7/213) . وأصل الحديث رواه النسائي في "سننه" (450) من طريق مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ الحرَّاني، عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عن أنس ... فذكر حديث الإسراء بطوله، وفيه: «فأتينا سدرة المنتهى، فغشيتني ضبابة، فخررت ساجدًا ... » ، الحديث. وبنحوه أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (341 و1614) من طريق عبد الله بن صالح ويحيى بن صالح الوُحاظي، وأبو الشيخ في "العظمة" (567) من طريق مروان بن محمد، جميعهم عن سعيد بن عبد العزيز، به. ومن طريق الطبراني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/281-282) . الحديث: 1769 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 9 بْنِ صالحٍ، عَنِ الْوَلِيدِ (1) ، عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عن يزيدَ ابن أَبِي مالكٍ (2) ، عَنْ أنسِ بْنِ مالكٍ، عن النبيِّ (ص) ، فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى *} (3) ؛ قَالَ: رَآهَا ليلةَ أُسْرِيَ بِهِ يَلُوذُ بها جَرَادًا (4) مِنْ ذَهَبٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو محمدٍ عبدُالرحمن (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ   (1) هو: ابن مسلم. (2) من قوله: «عن صفوان ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) . (3) الآية (16) من سورة النجم. (4) كذا في جميع النسخ. وجاء في مصادر التخريج بالرفع: «جرادٌ» ، وهو الجادَّة؛ إذ هو فاعل «يَلُوذُ» . وما هنا إن لم يكن خطأ من النُّسَّاخ فيحتمل وجهين: الأول: أن يكون فاعلاً، وجاء منصوبًا على حدِّ ما ورد عن بعض العرب من أنهم ينصبون الفاعل، ويرفعون المفعولَ به؛ إذا اتضح الكلام ولم يلتبس؛ نحو قولهم: «خَرَقَ الثوبُ المسمارَ» ، و «كسَرَ الزجاجُ الحجرَ» ، وخَرَّج بعضهم عليه قوله: [آل عِمرَان: 40] {بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (479) . والثاني: أن يكون منصوبًا بدلاً من ضمير النصب في «رآها» ، والتقدير: رأى جرادًا من ذهب - ليلةَ أُسْرِيَ بِه - يَلُوذُ بِهَا، أي: بسدرة المنتهى. ولعل نحو ذلك قول ابن قيس الرقيات [من الخفيف] : لَنْ تَرَاهَا ولَوْ تَأَمَّلْتَ إِلاَّ ولَهَا فِي مَفَارِقِ الرَّأْسِ طِيبًا وانظر "الخصائص" (2/423-429) . وهذان الوجهان مبنيَّان على أنَّ «يَلُوذُ» فعل مضارع من «لاذَ بالشيء يَلُوذُ لَوْذًا ولِيَاذًا، أي: لجأ إليه واستتر به وتحصَّن» . (5) قوله: «عبد الرحمن» ليس في (أ) و (ش) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 10 دُحَيمٍ (1) ، عن عَمرو (2) ابن أَبِي سَلَمةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عبد العزيز، عَنْ يزيدَ بنِ أَبِي مالكٍ؛ قَالَ: حدَّثَنا بعضُ أصحابِ أنسٍ، عَنْ أنسٍ - يَعْنِي: عَنِ النبيِّ (ص) (3) - قال: فَرَجَعْتُ فَأَتَيْتُ السِّدْرَةَ المُنْتَهَى (4) ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا. فسئل (5) أبو زرعة: أيُّهما أصحُّ؟   (1) اسمُهُ: عبد الرحمن بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/282) . (2) في (ك) : «عمر» . (3) قوله: «يعني عن النبي (ص) » سقط من (ف) . (4) قوله: «السدرة المنتهى» كذا في النسخ بتعريف «سدرة» ، وكذا وقع في "صحيح مسلم" الحديث (162) ؛ قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (2/214) : قوله: «ثم ذَهَبَ بي إلى السدرة المنتهى» ؛ = = هكذا وقع في الأصول «السدرة» بالألف واللام، وفي الروايات بعد هذا: «سدرة المنتهى» . اهـ. أما معنى «سدرة المنتهى» فقد قال الطبري في "تفسيره" (22/513- 515) - بعد ذكره الأقوال في معنى «سدرة المنتهى» بأسانيده -: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن معنى المنتهى الانتهاء: فكأنه قيل: عند سدرة الانتهاء. وجائز أن يكون قيل لها: سدرة المنتهى؛ لانتهاء علم كل عَالِمٍ من الخلق إليها؛ كما قال كعب. وجائز أن يكون قيل ذلك لها؛ لانتهاء ما يصعد مِنْ تحتها وينزل من فوقها إليها؛ كما روي عن عبد الله. وجائز أن يكون قيل ذلك كذلك؛ لانتهاء كل من خلا من الناس على سنة رسول الله إليها. وجائز أن يكون قيل لها ذلك؛ لجميع ذلك، ولا خَبَرَ يقطعُ العذرَ بأنه قيل ذلك لها لبعض ذلك دون بعض؛ فلا قول فيه أصح من القول الذي قال ربنا جل جلاله؛ وهو أنها «سدرة المنتهى» . اهـ. وفي ضوء ما نقل عن الطبري يمكن تفسير قوله: «السدرة المنتهى» بأنها: السدرة التي يُنتهى عندها، وتكون اللام في «المنتهى» موصولةً، والله أعلم. (5) في (ت) و (ك) : «سئل» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 11 قَالَ: الصَّحيحُ: حديثُ عَمْرو بْن أَبِي سَلَمةَ (1) . 1770 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو عبد الرحمن المُقْرِئُ (2) ، واختُلِفَ عَلَيْهِ (3) : رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدَك القَزْوينيُّ (4) ، عَنِ المُقْرِئِ، عَنْ سعيدِ بْنِ أَبِي أيُّوبَ، عن بَشِيرِ ابن أَبِي (5) عَمرو، عَنِ (*) الْوَلِيدِ بْنِ قيسٍ، عن (*) أبي   (1) قال أبو زرعة الدمشقي في "تاريخه" (1/369) : «سمعت أبا مسهر قال: رأيت أصحابنا يعرضون على سعيد بن عبد العزيز حديث المعراج، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عن أنس، فقلت: يا أبا محمد، أليس حدثتنا عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، قال: حدثنا أصحابنا، عن أنس؟ قال: نعم، إنما يقرؤون على أنفسهم» . (2) هو: عبد الله بن يزيد. (3) قوله: «عليه» سقط من (ف) ، والمراد: واختُلِفَ عليه فيه. (4) روايته أخرجها المصنف ابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/1606 رقم 8488 و6/2047 رقم 10975) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/151) تعليقًا من طريق إسحاق بن راهويه، عن المقرئ، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/38- 39 رقم 11340) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (610) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير" (5/239) من طريق أحمد بن سنان الواسطي، وابن حبان في "صحيحه" (755) من طريق عبدة بن عبد الرحيم، والطبراني في "الأوسط" (9330) من طريق هارون بن سلول، والحاكم في "المستدرك" (2/374 و4/547) من طريق عبد الله بن أحمد بن زكريا، جميعهم (الإمام أحمد والبخاري وأحمد بن سنان وعبدة وهارون وعبد الله بن أحمد) عن المقرئ، عن حيوة بن شريح المصري، عَنْ بَشِيرِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الخولاني، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبي سعيد، به. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (2385) ، وفي "دلائل النبوة" (6/465) . (5) قوله: «أبي» سقط من (ش) . ( *) ... في (ش) : «بن» بدل: «عن» . الحديث: 1770 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 12 سعيدٍ الخدريِّ، فِي هَذِهِ الآيَةِ: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} (1) ؛ قَالَ: الخَلْفُ: مَنْ بَعْدَ سِتِّينَ سنةً. ورواه عُبَيدالله البغداديُّ (2) ، عَنِ المقرئِ، عَنْ سعيدٍ، عَنْ (3) بشيرِ بْنِ أَبِي عَمرو، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الهَمْدَانيِّ، عَنْ [أَبِي] (4) سعيدٍ؟ فسمعتُ أَبِي يقولُ: مَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عَبْدَكَ (5) أَشْبَهُ؛ بَشِيرُ بْنُ أَبِي عَمرو، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي سعيدٍ الخدريِّ. 1771 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثِ أَبِي (6) الْمُنْذِرِ محمدِ بن عبد الرحمن الطُّفَاويِّ (7) ، ............................. عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، في قوله:   (1) الآية (169) من سورة الأعراف، والآية (59) من سورة مريم. (2) هو: عبيد الله بن إسماعيل، والد أبي بكر الفرائضي. (3) في (ش) : «بن» . (4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه؛ كما يظهر من السياق، وقد استشكله ناسخ (أ) ، فضبّب في موضعها بين قوله: «عن» و «سعيد» . (5) في (ك) : «عبدوك» ، وكانت هكذا في (ت) ، ثم ضُرب على الواو. (6) في (ف) : «ابن» بدل «أبي» . (7) في (أ) و (ك) : «الطفاري» . ورواية الطفاوي للحديث على هذا الوجه ذكرها الدارقطني في "العلل" (4/ق68/أ) من طريق حبان بن هلال، عنه. = ... وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/305) أن الإسماعيلي أخرجها، ولم يذكر من طريق مَنْ عن الطفاوي. وقد أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (8675) ، والحاكم في "المستدرك" (1/124) ، كلاهما من طريق عمرو بن محمد الناقد، عن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1238) من طريق عثمان بن حفص، عن الطفاوي، به. وخالفهما يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن عثمان العقيلي؛ فرويا هذا الحديث عن محمد بن عبد الرحمن الطَّفَاوِيِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن أخيه عبد الله بن الزبير، به: أما رواية يعقوب بن إبراهيم: فأخرجها أبو داود في "سننه" (4787) ، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" (1/310) . وأما رواية محمد بن عثمان العقيلي: فأخرجها البزار في "مسنده" (2181) ، ثم قال: «وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يُرْوَى عَنِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، ولا نعلم أحدًا قال: عن ابن الزبير، إلا محمد بن عبد الرحمن» . كذا قال البزار! وفاته أن محمد بن عبد الرحمن الطفاوي اختلف عليه، وأنه وافقه على ذكر عبد الله بن الزبير عددٌ من الرواة في كتب السنة المشهورة: فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34816) من طريق عبد الله بن نمير، وهناد بن السري في "الزهد" (1264) ، والبخاري في "صحيحه" (4644) ، والطبراني في "الكبير" (13/107 رقم257) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والبخاري أيضًا (4643) ، والحاكم في "المستدرك" (1/124- 125) من طريق وكيع بن الجراح، والنسائي في التفسير من "الكبرى" (11195) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (15541) من طريق عبدة بن سليمان، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن أخيه عبد الله بن الزبير، به. وقد صحح الحاكم هذا الحديث على شرط الشيخين، وفاته أن البخاري أخرجه كما سبق. وأخرج ابن جرير هذا الحديث أيضًا (15538) من طريق محمد بن ثور، عن مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن أخيه عبد الله بن الزبير، مثل رواية الجماعة. وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/245) عن شيخه مَعْمَرٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، به، موقوفًا عليه. ووافق معمرًا على روايته على هذا الوجه موقوفًا: سفيان بن عيينة، وعمر بن علي المقدّمي، وعبد الرحمن ابن أبي الزناد، وحماد بن سلمة في بعض الوجوه عنه: أما رواية سفيان بن عيينة: فأخرجها سعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (974) . وأما رواية عمر بن علي المقدَّمي: فأخرجها البزار في "مسنده" (2182) . وأما رواية ابن أبي الزناد: فأخرجها ابن جرير في "تفسيره" (15537) . وأما رواية حماد بن سلمة: فأخرجها محمد بن الحسين البرجلاني في "الكرم والجود" (22) . وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/305) أن ابن مردويه، أخرجه من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة خ، وحكم ابن حجر على هذه الرواية بالشذوذ. الحديث: 1771 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 13 {خُذِ الْعَفْوَ} (1) ؛ قَالَ: أمَرَ اللهُ نبيَّهُ أنْ يَأْخُذَ العَفْوَ مِنْ أخلاقِ الناسِ. وَرَوَاهُ أَبُو معاويةَ (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ وَهْبِ بنِ كَيْسَانَ؛ قال: سمعتُ عبد الله بْنَ الزُّبَير يقولُ ... ؟ قَالَ أَبِي: هذا (3) أَشبهُ (4) .   (1) الآية (199) من سورة الأعراف. وفي (ك) زيادة: « {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} » . (2) هو: محمد بن خازم، وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (975) ، وهناد في "الزهد" (1264) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (244) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (15540) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (8674) . (3) في (ف) : «وهذا» . (4) كذا قال أبو حاتم! وخالفه البخاري - كما سبق - فصحح رواية من رواه عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله ابن الزبير. وقد فصل في شرح هذه العلة الحافظ ابن حجر، فقال في "فتح الباري" (8/305) : «وقد اختُلف عن هشام في هذا الحديث، فوصله مَن ذكرنا عنه، وتابعهم عبدة ابن سليمان عن هشام عند ابن جرير، والطفاوي عن هشام عند الإسماعيلي، وخالفهم معمر وابن أبي الزناد وحماد بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عروة، عن أبيه من قوله موقوفًا. وقال أبو معاوية: عن هشام، عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ ابن الزبير، أخرجه سعيد بن منصور عنه. وقال عبيد الله بن عمر: عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر، أخرجه البزار والطبراني، وهي شاذة، وكذا = = رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ عند ابن مردويه. وأما رواية أبي معاوية فشاذة أيضًا مع احتمال أن يكون لهشام فيه شيخان. وأما رواية معمر ومن تابعه فمرجوحة بأن زيادة من خالفهما مقبولة لكونهم حفاظًا» . اهـ. وانظر "العلل" للدارقطني (4/ق68/أ) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 15 1772 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يونسَ (1) ، عَنْ إسرائيلَ (2) ، عَنْ مغيرةَ (3) ، عَنْ عثمانَ بْنِ تَمِيم بْنِ حَذْلَمٍ؛ قَالَ: {عُرُبًا أَتْرَابًا *} (4) ؛ قال: حُسْنُ تَبَعُّلِهِنَّ (5) لأزواجهنَّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (6) : سمعتُ (7) أَبِي يقولُ: كَذَا قَالَ ابْنُ يُونُسَ: عثمان ابن تميمٍ! وهو خطأٌ؛ هو عِنْدِي (8) : عُثْمَانُ (9) ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ (10) . 1773 - وقال (11) أَبُو مُحَمَّدٍ: وَكَتَبَ أَبُو أميَّةَ الطَّرَسُوسِيُّ (12) إِلَى أَبِي وَأَبِي (13) زُرْعَةَ وإليَّ بحديثٍ، عَنْ قَبِيصَة (14) ، عَنْ سُفيانَ (15) ، عَنْ أَبِي إسحاقَ (16) ، عَنْ سَعيدِ بْنِ جُبَيرٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ، عَنْ أبيِّ بن   (1) هو: أحمد بن عبد الله بن يونس. (2) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. (3) هو: ابن مِقْسَمٍ الضَّبِّيُّ. (4) الآية (37) من سورة الواقعة. (5) في (ك) : «تبلعن» . والتَّبَعُّلُ: هو حسن العشرة. "النهاية" (1/141) . (6) قوله: «قال أبو محمد» من (ف) فقط. (7) في (أ) و (ش) : «وسمعت» بالواو. (8) قوله: «عندي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (9) هو: ابن يسار، وروايته على هذا الوجه أخرجها الحسين المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1583) من طريق هشيم بن بشير، وابن جرير في "تفسيره" (23/122) من طريق هشيم وجرير، كلاهما عن مغيرة، عن عُثْمَانُ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ حَذْلَمٍ، به. (10) في (ش) : «عثمان بن نعيم بن حذلم» . (11) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» بلا واو. (12) هو: محمد بن إبراهيم. (13) في (ك) : «وأبو» . (14) هو: ابن عقبة. (15) أي: الثوري. (16) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. الحديث: 1772 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 16 كَعْبٍ، عن النبيِّ (ص) ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا} (1) ؛ قال: كَانُوا أَهْلَ قَرْيَةٍ لِئَامً (2) . قَالَ أَبِي: ليس فيه: عَنِ النبيِّ (ص) (3) .   (1) الآية (77) من سورة الكهف. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لئامًا» ؛ لأنَّه نعتٌ لـ «أهل» ، لكن ما في النسخ صحيح، وفيه وجهان: الأول: النصب على أنَّه نعتٌ لـ «أهل» ، وحُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) ؛ ويشهد لهذا الوجه رواية أكثر مصادر التخريج «لئامًا» ! والثاني: الجر على المجاورة لـ «قرية» ، ومثل ذلك قولُ العرب: «هذا جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ» ، بجرِّ «خَرِبٍ» على الجوار للضَّبِّ، مع أنه نعتٌ للجُحرِ، ومن ذلك قوله تعالى: [هُود: 26] {إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} ، والأليم هو العذاب، والجرُّ لمجاورة المجرور يكون في باب النَّعت - كما وقع هنا- وباب التوكيد، قيل: وباب عطف النَّسق. وانظر التعليق على المسألة رقم (1185) ، وانظر: "الخصائص" (1/192-193) ، و"مغني اللبيب" (ص646-648) ، و"خزانة الأدب" (5/96- الشاهد رقم 350) ، و"تفسير القرطبي" (6/94) و (19/32) ، و"أضواء البيان" (1/330-335) ؛ ويشهدُ لهذا الوجه رواية النسائي، ففيها: «أتيا أهلَ قرية لئام» . (3) طريق قبيصة أخرجها الدوري في "تاريخ ابن معين" (1564) ، فقال: «حدثنا قبيصة ... ، فذكره كما هنا، إلا أنه جعله من قول أبي بن كعب، ولم يذكر «عن النبي (ص) » ، فلعل هذا هو الذي قصده أبو حاتم، ولم يقصد أصلَ الحديث؛ لأن أصل الحديث صحيح؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (2380/172) من طريق رقبة بن مصقلة وإسرائيل، كلاهما عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس، عن أُبي ابن كعب، عن النبيِّ (ص) ، فذكر الحديثَ الطويل في قصة موسى مع الخضر، وفيه هذه اللفظة. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (169) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على المسند" (5/118- 119 رقم 21118) ، والنسائي في "الكبرى" (5844) ، جميعهم من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به، بطوله كما عند مسلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 17 1774 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَبُو حَيْوةَ شُرَيحُ بْنُ يزيدَ (2) ، عن سعيد ابن عبد العزيز، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيّبِ، فِي قَوْلِهِ: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (3) ؛ قَالَ: نزلَتْ فِي الزُّبَيرِ وحاطبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعةَ؛ اخْتَصَمَا إِلَى النبيِّ (ص) فِي ماءٍ ... . فسمعتُ أَبِي يقولُ: إِنَّمَا يَرْوُونَ عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عُروَةَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: حدَّثَنا يونسُ بن عبد الأعلى (4) ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيثِ (5) ويونسَ (6) ، عَنِ ابْنِ شهابٍ، عَنْ عُروَةَ، عن عبد الله بْنِ الزُّبَيرِ، عَنِ الزُّبَيرِ (7) . 1775 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثَنا بِهِ مُوسَى بنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ (8) ، عَنْ عَمرو بْنِ هاشمٍ البَيْروتيِّ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عن   (1) انظر المسألة السابقة رقم (1185) . (2) روايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" = = (3/994 رقم5559) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عثمان، عن أبي حيوة، به. (3) الآية (65) من سورة النساء. (4) تقدم تخريج روايته في المسألة (1185) . (5) هو: ابن سعد. (6) هو: ابن يزيد. (7) وطريق عبد الله بن وهب هذه أيضًا معلولة؛ كما نقله ابن أبي حاتم عن أبيه في المسألة رقم (1185) ، وانظر "علل الدارقطني" (526) . (8) روايته أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/487) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/277 رقم 10650) ، وفي "الأوسط" (3209) . وتمام الرازي في "فوائده" (1370/ الروض البسام) من طريق بكر بن سهل، عن عمرو بن هاشم، به. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (3/212) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (572) من طريق مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ معاوية بن أبي العباس، عن إسماعيل بن عبيد الله، به، متصلاً. الحديث: 1774 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 18 إسماعيلَ بن عُبَيدالله بْنِ أَبِي المهاجرِ المخزوميِّ، عَنْ عليِّ ابن عبد الله بْنِ عباسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: عُرِضَ على رسولِ الله (ص) مَا هُوَ مفتوحٌ عَلَى أُمَّتِه مِنْ بَعْدِهِ كَفْرًا كَفْرًا (1) ، فَسُرَّ بِذَلِكَ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى *} (2) ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ فِي الجنةِ ألفَ قَصْرٍ، فِي كلِّ قَصْرٍ مَا يَنْبَغِي لَهُ مِنَ الأزواجِ والخَدَمِ (3) ؟ فسمعتُ أَبِي يقولُ: هذا غَلَطٌ؛ إنما هو: عَنْ عليِّ بْن عبد الله؛ قَالَ: عُرِضَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ... بلا «أَبِيهِ» (4) ؛ وهذا مما أُنْكِرَ عَلَى عَمرِو بنِ هاشمٍ. قَالَ أَبُو مُحَمَّد (5) : وحدَّثَنا بهذا (6) الحديثِ أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا عَمرو بْن هاشم البَيْروتيُّ (7) بمكةَ (8) ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عن إسماعيلَ بن عُبَيدالله (9) بْنِ [أَبِي] المهاجرِ المخزوميِّ (10) ، عَنْ عليِّ   (1) أي: قريةً قريةً. "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/213) ، و"النهاية" (4/189) . (2) الآية (5) من سورة الضحى. (3) في (ك) : «والخدام» . (4) في (ك) تصحّف على الناسخ قوله: «أبيه» إلى «الله» !. (5) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (6) في (أ) : «هذا» . (7) قوله: «البيروتي» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (8) قوله: «بمكة» ليس في (أ) و (ش) . (9) في (ك) : «عبد الله» . (10) قوله: «بن [أبي] المهاجر المخزومي» من (أ) و (ش) فقط، وسقطت منهما كلمة «أبي» . وأُثبتت مما تقدم، ومن مصادر التخريج. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 19 بن (1) عبد الله بْن عباسٍ (2) ؛ قَالَ: عُرِضَ عَلَى رسول الله (ص) ... ليس فيه: «عَنْ أَبِيهِ» ، فأَحْسَبُ أنه (3) سَمِعَ أَبُو زُرْعَةَ من عَمْرو بْن هاشم بمكةَ عَلَى الصِّحَّةِ، ثم لعلَّه لُقِّنَ بعدَ ذلك: «عَنْ أَبِيهِ» ، فَتَلَقَّنَ؛ فسمع مُوسَى بنُ سَهْل منه عَلَى تلقين الخطأِ. مع أن يَحْيَى بنَ يَمَانٍ قد روى عَنْ سُفْيَان (4) ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عَنْ عليِّ بن عبد الله بْن عباسٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ (5) ، وأسقَطَ «إسماعيل بنَ عُبَيدالله» من الإسناد. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ، وكان حدَّثَنا به عَنِ ابْن نُمَيرٍ (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، هكذا؛ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابْن يَمَانٍ خطأٌ؛ أسقَطَ «إسماعيلَ بنَ عُبَيدالله» وقال: «ابْن عباس» . وروى رَوَّاد بنُ الجَرَّاحِ (7) ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عَنْ إسماعيلَ بنِ عُبَيدالله، عن عُبَيدالله بن عبد الله بن عباس.   (1) في (ش) : «عن» . (2) قوله: «بن عباس» ليس في (ف) . (3) في (ت) و (ك) : «أن» . (4) أي: الثوري. (5) قوله: «عن ابن عباس» سقط من (ش) . (6) هو: محمد بن عبد الله. (7) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33969) ، وابن جرير في "تفسيره" (24/487) من طريق محمد بن خلف العسقلاني، كلاهما (ابن أبي شيبة ومحمد بن خلف) عَنْ رَوَّادِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله بن عباس، مرسلاً. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/526) ، والواحدي في "أسباب النزول" (256- 257) من طريق عصام بن رواد بن الجراح، عن أبيه، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عبيد الله، عن علي بن عبد الله بْن عباس، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 20 فسمعتُ أبا زرعة يقولُ: وحديثُ (1) رَوَّادٍ أيضا وَهَمٌ؛ فيما قَالَ: «عن عُبَيدالله بن عبد الله ابن عباس» ؛ وإنما هو: «عَنْ عليِّ بن عبد الله ابن عباسٍ» (2) . والصَّحيحُ عند أَبِي زُرْعَةَ: ما حدَّثَنا به عَنْ قَبِيصَةَ بنِ عُقْبةَ (3) ، عَنْ سُفيانَ (4) ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عن إسماعيلَ بن عُبَيدالله، عن عليِّ بن عبد الله بْن عباسٍ، مُرسَلً (*) ، وما وقع عنده (5) عَنْ عَمرِو بْن هاشم، مُرسَلً (*) . 1776 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختَلَفَ فِي الروايةِ عَلَى (6) يزيد (7) بن زُرَيعٍ: سَهْلُ (8) بْنِ عُثْمَانَ، والعباسُ بنُ الوليد النَّرْسِيُّ (9) :   (1) قوله: «وحديث» في (أ) و (ش) : «في حديث» ، وفي (ك) : «وحدث» . (2) ولكن الظاهر أن الوهم ممن دون روّاد؛ لما تقدم في تخريج روايته أنه جاء بها على الصواب كما ذكر أبو زرعة. (3) اختلف على قبيصة؛ فأخرجه الثعلبي في "تفسيره" (10/224) من طريق عبد بن حميد، والبيهقي في "الدلائل" (7/62) من طريق إبراهيم بن هانئ، كلاهما عَنْ قُبَيْصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله بن عباس، مرسلاً. وأخرجه البيهقي أيضًا (7/61) من طريق أحمد بن سعيد الجمال، عَنْ قُبَيْصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الأوزاعي، عن إسماعيل بن عبيد الله، عن علي بن عبد الله، عن أبيه، به. قال البيهقي: «قال أبو عبد الله - يعني الحاكم -: سمعت أبا علي الحافظ يقول: لم يحدث به عن الثوري غير قبيصة. ورواه يحيى بن اليمان، عن الثوري، فوقفه. قلت: رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أيوب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سفيان، مرفوعًا» . (4) أي: الثوري. (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) أي: عند أبي زرعة كما تقدم. (6) في (ك) : «عن» . (7) قوله: «يزيد» ليس في (ت) و (ك) . (8) في (ت) و (ك) : «عن سهل» . (9) في (ف) : «الترسي» . الحديث: 1776 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 21 فروى سَهْلُ بن عثمانَ (1) ، عَنْ يزيدَ بْنِ زُرَيعٍ، عَنْ سعيدِ بْنِ أَبِي (2) عَرُوبةَ، عَنْ قتادةَ، عَنْ عِكْرِمةَ، فِي قَوْلِهِ: {حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} (3) ؛ فَقَالَ عِكْرِمةُ: السِّجِّيلُ (4) : الطِّينُ. وَرَوَاهُ (5) الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ (6) ، عَنْ يزيدَ، عَنْ سعيدٍ، عَنْ قتادةَ، قولَهُ؛ لا يَذْكُرُ عِكْرِمَةَ؟ فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: وَهِمَ فيه سَهْلٌ؛ وإنما هو عن قتادةَ، قولَهُ. 1777 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا اختلَفَ فِيهِ شُعْبَةُ، وقيسُ بْنُ الربيعِ: فَرَوَى شُعْبَةُ (7) ، عَنْ عاصمٍ (8) ، عَنْ أَبِي وائلٍ (9) ، عن ابن مسعودٍ   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18433) من طريق السدي إسماعيل بن عبد الرحمن، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. (2) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (3) الآية (82) سورة هود، و (74) الحجر. (4) قوله: «السجيل» في (ت) و (ك) : «قال السجيل» . (5) في (ف) : «وروى» ، وفي (ك) : «رواه» بلا واو. (6) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18429) من طريق بشر بن معاذ العقدي، عن يزيد بن زريع، به. وأخرجه أيضًا (18430) من طريق محمد ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادة وعكرمة، به. (7) روايته أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/437) ، والدولابي في "الكنى" (1619) . وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/244) من طريق محمد بن جابر، عن عاصم، به. (8) هو: ابن أبي النَّجود. (9) هو: شقيق بن سلمة. الحديث: 1777 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 22 في قوله: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ *} (1) ؛ قَالَ: نَجْدُ الخَيرِ، ونَجْدُ الشَّرِّ (2) . وَرَوَى قيسُ بْنُ الرَّبِيعِ (3) ، عَنْ عاصمٍ، عَنْ زِرٍّ (4) ، عَنِ ابْنِ مسعودٍ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: عاصمٌ، عَنْ زِرٍّ، عَنِ ابْنِ مسعودٍ، أَصحُّ. حَكَمَ قَيْس عَلَى شُعْبةَ (5) ؛ إذ كان الصوابُ (6) في روايتِه (7) .   (1) الآية (10) من سورة البلد. (2) قال ابن فارس في "المقاييس" (ص975- 976) : النون والجيم والدال أصل واحدٌ يدلُّ على اعتلاءٍ وقوةٍ وإشرافٍ. ثم قال: والنجد: الطريق العالي. وأما «النجدان» في الآية فقيل: هما طريق الخير، وطريق الشر، وقيل: هما الثديان، أي: سبيلا اللبن الذي يتغذى به وينبت عليه لحمه وجسمه. وانظر "تفسير الطبري" (24/437- 439) . (3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/374) ، وابن جرير في "تفسيره" (24/437) ، والطبراني في "الكبير" (9/225 رقم9097) ، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (956) من طريق سفيان الثوري، وابن جرير (24/437) من طريق عمران، والحاكم في "المستدرك" (2/523) من طريق أبي بكر بن عياش، جميعهم عن عاصم، به. وسقط من إسناد عبد الرزاق: «عن عاصم» . (4) هو: ابن حُبَيشٍ. (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «حَكَمَ لِقَيسٍ على شُعبة» ؛ وقد تكرَّر عند ابن أبي حاتم قوله: «حكَمَ لفلانٍ على فلان» كما في المسألة رقم (2064) و (2507) و (2562) . وعلى ذلك يمكن تخريج ما وقع في النسخ بنَصْبِ «قيس» على نزع الخافض، حُذِفَت اللام، فانتصب ما بعدها. انظر التعليق على المسألة رقم (12) . وقوله: «قَيْسً» حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) . (6) في (ت) : «للصواب» . (7) قيس بن الربيع متكلَّمٌ في حفظه، ولا يمكن أن ترجح روايته على رواية شعبة استقلالاً، وإنما رُجِّحت روايته هنا لأنه وافقه غيرُه، كما تقدم؛ فلهذا اعتُبرت رواية شعبة مرجوحة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 23 1778 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) وذَكَرَ مَا اخْتَلفَ (2) يَحْيَى بنُ سعيدٍ ووكيعٌ (3) ، عَنْ سفيانَ، عَنِ الربيعِ بْنِ المُنذِر الثَّوريِّ، عَنْ أَبِي بُرْدةَ (4) ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيمٍ (5) ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ *} (6) ؛ قال: أَمَا إنهما ليسَ (7) بِالثَّدْيَيْنِ. وَرَوَى يَحْيَى بنُ سعيدٍ القَطَّانُ (8) ، عن الثَّوريِّ، عن عبد الله بْنِ الربيعِ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ (*) . فسمعتُ أبا زرعة يقول: عن عبد الله بْنِ الربيعِ، عَنْ أَبِي بُرْدةَ، عن الربيعِ بن خُثَيْمٍ (9) (*) ؛ أَشْبهُ.   (1) في (ف) : «أبي زرعة» . (2) أي: ما اختَلَفَ فيه. (3) روايته هي المذكورة هنا فيما يظهر، لكن لم نقف على من أخرجه من هذا الوجه، وإنما أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (24/437) من طريق وكيع، عن الثوري، عن ابن منذر، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم. (4) هو: ابن أبي موسى الأشعري. (5) في (ت) و (ك) : «خيثم» . (6) الآية (10) من سورة البلد. (7) كذا في جميع النسخ، وحقه أن يقول: «ليسا» كما جاء في "تفسير الطبري"، فإن لم يكن ما هنا تصحيفًا، فإنَّه يخرَّج على الاجتزاء بالفتحة عن الألف. وانظر وفي الاجتزاء بالحركات عن الحروف: التعليق على المسألة رقم (679) . (8) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (24/438) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به كما رواه يحيى. (*) ... في (ك) : «خيثم» . (9) من قوله: «فسمعت أبا زرعة ... » إلى هنا سقط من (ش) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 1778 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 24 1779 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ معاويةُ بْنُ حَفْصٍ (1) ، عَنْ أَبِي زيادٍ الخُلْقَانيِّ (2) ، عَنْ محمدِ بْنِ المُنْكَدِرِ، عن جابرِ بن عبد الله؛ قال: سُئِلَ رسولُ الله (ص) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (3) ؛ قَالَ: هَؤُلاَءِ مِنْ أَهْلِ اليَمَنِ، ثُمَّ مِنْ كِنْدَةَ، ثُمَّ مِنَ السَّكُونِ، ثُمَّ مِنْ تُجِيبَ؟ فسمعتُ أَبِي يقولُ: هَذَا حديثٌ باطلٌ (4) . 1780 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثَنا به عُمَرُ بنُ نَصرٍ (5) النَّهْرَوَانيُّ (6) - مِنْ حِفْظِهِ - عَنْ يزيدَ بْنِ هارونَ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أَبِي (7) خالدٍ، عَنْ قيسِ بْنِ أَبِي حازمٍ، عَنْ أَبِي بكرٍ الصديقِ، في قوله   (1) وقد وصله المصنِّف في "التفسير" (4/1160 رقم6534) ، فقال: «حدثنا أبي، ثنا محمد بن المُصَفَّى، ثنا معاوية بن حفص ... » ، فذكره. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1392) من طريق أَبِي حُمَيْدٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بن المغيرة بن سيّار الحمصي؛ قال: نا معاوية بن حفص؛ قال: نا أبو زياد - يعني: إسماعيل بن زكريا - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ محمد بن المنكدر ... فذكره هكذا بزيادة محمد بن قيس في سنده. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد ابن قيس الأسدي إلا أبو زياد، ولا عن أبي زياد إلا معاوية، تفرَّد به أبو حميد» . (2) في (ك) : «الخلقا» ، ولم تنقط. وأبو زياد هذا هو: إسماعيل بن زكريا. (3) الآية (54) من سورة المائدة. (4) قال ابن كثير في "تفسيره" (3/127) : «وهذا حديث غريب جدًّا» . (5) في (أ) و (ت) و (ك) : «نضر» ، والمثبت من (ش) و (ف) ، وهو موافق لما في "الجرح والتعديل" (6/137 رقم 752) . (6) في (ف) : «البهرواني» . (7) قوله: «أبي» سقط من (أ) و (ش) . الحديث: 1779 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 25 عَزَّ وَجَلّ: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (1) ؛ قال: الحُسنى: الجَنَّةُ، والزيادةُ: النظرُ إِلَى وَجْهِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ؟ فسمعتُ أَبِي يقولُ: هذا حديثٌ ليس له أصلٌ؛ منكرٌ (2) . 1781 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّادُ ابن الجَرَّاحِ، عَنْ وَرْقاءَ (3) ، عَنْ (4) إسماعيلَ ابن أَبِي خالدٍ، عَنْ أَبِي زهيرٍ الثقفيِّ، عَنْ أَبِي بكرٍ الصِّدِّيقِ ح: أنه سأل النبيَّ (ص) عَنْ قولِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ} (5) ، فقال النبيُّ (ص) : يَرْحَمُكَ (6) اللهُ يَا بَا بَكْرٍ (7) !   (1) الآية (26) من سورة يونس. (2) أي: من طريق قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أبي بكر. والحديث معروفٌ من رواية عامر بن سعد البجلي، عن أبي بكر ح، وفيه اختلاف ذكره الدارقطني في "العلل" (73) ، ورجح رواية من رواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي بكر ح. (3) هو: ابن عمر. (4) في (ش) : «ابن» بدل: «عن» . (5) الآية (123) من سورة النساء. (6) قوله: «يرحمك» في (ت) و (ش) و (ك) «رحمك» ، والمثبت من (ف) ، وكانت في (أ) : «يا رحمك» ثم ضرب على الألف. (7) كذا في جميع النسخ: «يا با بَكْرٍ» ، والجادَّة «يا أبا بكر» كما في مصادر التخريج، لكنْ لِمَا وقع هنا وجه صحيحٌ في العربية، وهو حذف همزة «أبا» تخفيفًا، وهذه لغة لبعض العرب، ومن ذلك قولُ أبي الأسود الدؤلي [من الكامل] : يَا بَا المُغِيرَةِ رُبَّ أَمْرٍ مُعضِلٍ فَرَّجْتُهُ بِالنُّكْرِ مِنِّي والدَّهَا ومنه ما حكاه أبو زيد الأنصاري: «لاَبَ لَكَ!» يريدون: لا أبَ لك. ويدخُلُ في ذلك: وصل همزة القطع الأولى، نحو قراءة ابن محيصنٍ: (إلاَّ احْدَى الحُسْنَيَيْنِ) [التوبة: 52] بوصل ألف «إحدى» . وهذا - كما يقول ابن جنِّي - كثيرٌ. انظر: "الخصائص" (3/149-151) ، و"معجم القراءات" (3/401) . الحديث: 1781 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 26 أَمَا يُصِيبُكَ (1) المُصِيبَةُ؟! أَمَا تَحْزَنُ؟! أَمَا تَمْرَضُ؟! ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: إسماعيلُ (2) ، عَنْ أَبِي بَكْر بْن أَبِي زهيرٍ، عَنْ أَبِي بكرٍ الصديقِ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . 1782 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بْنُ هارونَ (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سعيدٍ الأنصاريِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْميِّ، عَنْ سعدٍ (6) مَوْلَى عَمرِو بنِ العاصِ؛ قَالَ: تَشَاجَرَ رَجُلانِ فِي آيةٍ، فَارْتَفَعَا إلى   (1) في (ك) : «تصيبك» ، وهو الجادَّة. والمثبت من (أ) ، ولم تنقط في بقية النسخ. وكلاهما صحيحٌ في اللغة. وانظر التعليق على المسألة رقم (206) و (224) . (2) روايته على هذا الوجه أخرجها المصنف في = = "تفسيره" (4/1071 رقم5992) من طريق عقبة بن خالد، وسعيد بن منصور في "سننه" (696/ تفسير) من طريق خلف بن خليفة، والإمام أحمد في "المسند" (1/11 رقم70 و71) من طريق يعلى بن عبيد ووكيع بن الجراح، وهناد في "الزهد" (429) من طريق عبدة بن سليمان، جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به. وانظر تتمة طرق الحديث في "سنن سعيد بن منصور". (3) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (74) ، وذكر كثيرًا من الاختلاف الواقع فيه، ولم يذكر رواية روَّاد بن الجرَّاح هذه، ورجح رواية من رواه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي زهير، عن أبي بكر ح. وانظر رقم (29) من "العلل" له. (4) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. وانظر المسألة المتقدمة برقم (1712) و (1714) . (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30156) . (6) في (ف) : «سعيد» . الحديث: 1782 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 27 رسول الله (ص) ، فقال رسولُ الله (ص) : لاَ تُمَارُوا (1) ؛ فَإِنَّ مِرَاءً فِيهِ كُفْرٌ (2) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ يزيدُ بنُ الهادِ (3) ، عن   (1) أي: لا تُمَارُوا في القرآن، وهذا اللفظُ - «في القرآن» - ثَبَتَ في الحديث في أغلب مصادر التخريج، وفي بعضها: «لا تماروا فيه» ، والضمير فيه عائدٌ إلى القرآن أيضًا. والمراء: الجدال، والمماراة والتماري: المجادلة على مذهب الشك والريبة. "النهاية" (4/322) . (2) قوله: «فإن مراءً فيه ... » ، أي: في القرآن؛ قال أبو عبيد: «ليس وجه هذا الحديث عندنا على الاختلاف في التأويل، ولكنه عندنا على الاختلاف في اللفظ؛ أن يقرَأَ الرجلُ القراءة على حرف، فيقول له الآخر: ليس هكذا، ولكنه هكذا. على خلافه، وقد أنزلهما الله جميعًا ... فإذا جحد هذان الرجلان كلُّ واحد منهما ما قرأ صاحبُه، لم يُؤْمَنْ أن يكون ذلك قد أخرجه إلى الكفر؛ لهذا المعنى» . اهـ. وقال ابن الأثير بعد حكايته كلام أبي عبيد: «والتنكير في «المراء» إيذانًا بأنَّ شيئًا منه كفر، فضلاً عما زاد عليه. وقيل: إنما جاء هذا في الجدال والمراء في الآيات التي فيها ذِكْرُ القَدَرِ ونحوه من المعاني، على مذهب أهل الكلام وأصحاب الأهواء والآراء، دون ما تضمنته من الأحكام وأبواب الحلال والحرام؛ فإن ذلك قد جرى بين الصحابة فمن بعدهم من العلماء؛ وذلك فيما يكون الغرضُ منه والباعثُ عليه ظهورَ الحَقِّ ليتبع، دون الغلبة والتعجيز» . "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/234- 236) ، و"النهاية" (4/322) . (3) ومن هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/205 رقم17821) هكذا، مرسلاً، من طريق أبي سلمة الخزاعيِّ منصور بن سلمة، عن عبد الله بن جعفر المخَرْمي، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن بسر بن سعيد، به، ولم يذكر فيه محمد بن إبراهيم التيمي. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا برقم (17819) من طريق أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، والبيهقي في "الشعب" (2070) من طريق ابن أبي الوزير، كلاهما عن عبد الله بن جعفر، عن يزيد، عن بسر، عن أبي قيس، عن عمرو بن العاص، هكذا موصولاً، وليس فيه ذكرٌ للتيمي. وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص337-338) من طريق عبد الله بن صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عن بُسْر، عن أبي قيس، فذكره مرسلاً، وهذه هي الطريق التي قصدها أبو حاتم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 28 مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيمَ التَّيْميِّ، عَنْ بُسْرِ (1) بْنِ سعيدٍ، عَنْ أَبِي قيسٍ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ العاصِ (2) ، عن النبيِّ (ص) . 1783 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا (3) حدَّثَنا بِهِ عَنْ أَبِي (4) عُمَيرِ بْنِ النَّحَّاسِ (5) ، عَنِ الفِرْيَابيِّ (6) ، عَنْ ورقاءَ (7) ، عَنْ أَبِي أَرْطاةَ (8) ، فِي قولِه عز وجل: {الْحَوَارِيِّينَ} (9) ؛ قال: كانوا قَصَّارِينَ (10) .   (1) في (ت) و (ش) و (ك) : «بشر» . (2) هو: عبد الرحمن بن ثابت. (3) في (ك) : «وحدثنا» بدل: «وذكر حديثًا» . (4) قوله: «حَدِيثًا حَدَّثَنَا بِهِ عَنْ أَبِي» مطموس في (ت) . (5) هو: عيسى بن محمد بن إسحاق. (6) هو: محمد بن يوسف. (7) هو: ابن عمر. ومن هذا الوجه أخرجه عبد الرحمن بن الحسن في "تفسير مجاهد" (1/128) عن إبراهيم - هو ابن ديزيل - عن آدم، عن ورقاء، عن ابن أرطأة. كذا وقع فيه: ابن أرطاة. (8) قوله: «ورقاء، عن أبي أرطاة» مطموس في (ت) . (9) الآية (111) من سورة المائدة. (10) قيل: إنما سموا «حواريين» ؛ لأنهم كانوا قَصَّارين يغسلون الثياب، أي: يحورونها، والتحوير: هو التبييض؛ يقال: حَوَّرْتُ الشيء: إذا بيضته. وقصر الثوب يقصره قصرًا، فهو قصّار: إذا بيَّضه أيضًا، وصناعته: قِصَارة. وقيل: سموا بذلك لبياض ثيابهم، وقيل: هم خاصة الأنبياء وصفوتهم. قال الطبري بعد ذكره الأقوال في تفسير معنى الحواريين: وأشبه الأقوال التي ذكرنا في معنى الحواريين قول من قال: سموا بذلك لبياض ثيابهم، ولأنهم كانوا غَسَّالين؛ وذلك أن الحور عند العرب: شدة البياض ... ومنه قيل للرجل الشديد البياض مقلة العينين: أحور، وللمرأة: حوراء، وقد يجوز أن يكون حواريو عيسى كانوا سموا بالذي ذكرنا من تبييضهم الثياب، وأنهم كانوا قَصَّارين، فعرفوا بصحبة عيسى واختياره إياهم لنفسه أصحابًا وأنصارًا، فجرى ذلك الاسم لهم واستعمل حتى صار كل خاصَّة للرجل من أصحابه وأنصاره: حواريَّهُ؛ ولذلك قال النبي: «لِكُلِّ نَبِيٍّ حواريٌّ وحواريَّ الزبيرُ» يعني: خاصته. وانظر: "تفسير الطبري" (6/449- 451) ، و"غريب الحديث" لأبي عبيد (2/248- 250) ، و"مشارق الأنوار" (1/215) ، و"النهاية" (1/458) ، و"لسان العرب" (4/220) ، (5/104) . الحديث: 1783 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 29 فسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: غيرُهُ يقولُ: عَنْ ورقاءَ (2) ، عَنِ ابْن (3) أَبِي نَجِيحٍ (4) ، عَنْ أَبِي (5) أرطاةَ؛ وهو أَشبهُ. 1784 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو النَّضْرِ هاشمُ بنُ القاسمِ، عَنْ أَبِي سعيدٍ المُؤَدِّبِ (6) ، عَنْ سفيانَ الثَّوريِّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَيمونٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (7) ، أَنَّهُ قَالَ: لا تَذْهَبُ الدُّنيا حَتَّى يَخْلَقَ القرآنُ فِي صُدورِ أقوامٍ؛ يَبْلَى - كما يَبْلَى (8) الثِّيَابُ - يَتَهَافَتُ (9) . أَنْ قَصَّروا عَمَّا أُمِرُوا بِهِ قَالُوا: سيُغْفَرُ لَنَا، وإنِ انْتَهَكُوا مَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَالُوا: إنَّا لَمْ نُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا. أقربُهُم إِلَى الضَّعفِ: الذي لا   (1) قوله: «فسمعت» مطموس في (ت) . (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (6/450 رقم7125) من طريق عيسى بن ميمون، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أبي أرطاة. (3) قوله: «ابن» ليس في (ف) . (4) هو: عبد الله. (5) قوله: «أبي» ليس في (ف) . (6) هو: محمد بن مسلم. (7) هو: رُفَيْع بن مِهْران الرِّياحي. (8) كذا في (ت) و (ف) و (ك) ، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، فيحتمل الفعلُ أن يكون بالتاء أو الياء، وكلاهما صحيحٌ في العربية؛ لأنَّ الفاعل جمع تكسير. انظر التعليق على المسألة رقم (224) . (9) كذا في النسخ، وفي مصادر التخريج: «فيتهافت» ، أي: يتساقط. "النهاية" (5/266) . الحديث: 1784 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 30 يخالطُهُ (1) مخافةٌ! يَلْبَسُونَ جُلُودَ الضَّأْن عَلَى قلوبِ الذئابِ. أفضلُهُم فِي أنفسِهم: المُدهِنُ (2) ؟ فَقَالَ (3) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ جماعةٌ؛ هشامٌ الدَّسْتَوَائِيُّ (4) وغيرُه، عَنْ جعفرِ بْنِ زيدٍ، وَلَمْ يَسْمَعِ الثَّوريُّ مِنْ جَعْفَرِ بن زيدٍ شيءً (5) ، وليس هَذَا الحديثُ من حديثِ جَعْفَرِ بْنِ (6) مَيمونٍ. 1785 - وسُئِل عليُّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيد عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ (7) العَدَنيُّ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنةَ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أَبِي خالدٍ، عَنْ أَبِي صالحٍ، فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: {وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَْوْتَادِ *} (8) ؛ قَالَ: كَانَ لَهُ مَنَارَاتٌ يَذْبَحُ عليها الناسَ؟   (1) في (ش) : «لا يخالط» . (2) قوله: «المُدْهِنُ» وقع في مصادر التخريج: «المداهن» ، وهما بمعنًى، وقد جاء تفسيره في تتمة الحديث في مصادر تخريجه، من هذه الطريق وغيرها؛ وتتمته: « ... قيل: ومن المداهن؟ قال: الذي لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر» . وأصل ذلك: المصانعة والمسالمة. وانظر: "مشارق الأنوار" (1/262) ، و"المصباح المنير" (1/202) ، و"فتح الباري" (5/295) . (3) في (ك) : «قال» . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (367) من طريق عبد الصمد ابن عبد الوارث، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/181) من طريق روح بن عبادة، كلاهما عن هشام الدستوائي، عن جعفر بن ميمون صاحب الأنماط، عن أبي العالية. (5) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (6) من قوله: «زيد ولم يسمع ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (7) هو: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر. (8) الآية (10) من سورة الفجر. الحديث: 1785 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 31 فقال (1) ابن جُنَيْدٍ: أخطأَ فِيهِ ابنُ أَبِي عُمَرَ؛ إِنَّمَا هُوَ الصوابُ: مَا رَوَاهُ يزيدُ بنُ هارونَ، عَنْ إسماعيلَ بن أبي خالدٍ، عن محمودٍ مَوْلَى عُمَارةَ، عَنْ سعيدِ بْنِ جُبَيرٍ. وَرَوَى (2) يَحْيَى بنُ سعيدٍ القَطَّانُ، عَنِ الثَّوريِّ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي خالدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ سعيدِ بْنِ جُبَيرٍ (4) ؛ وَلَمْ يسمِّ الرجلَ. 1786- وسُئِلَ ابْنُ الجُنَيد عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي (5) شَيْبةَ، عَنْ معاويةَ بْنِ هشامٍ، عَنْ هِشَامِ بْن سعدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي هلالٍ، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ ذاتَ يومٍ: إِنَّ مَدْيَنَ وَأَصْحَابَ الأَيْكَةِ أُمَّتَيْنِ بُعِثَ إِلَيْهِمَا شُعَيْبٌ (6) ؟   (1) في (ف) : «قال» . (2) قوله: «وروى» لم يتضح في مصورة (أ) . (3) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (24/410) من طريق مهران بن أبي عمران، عن سفيان الثوري، به. (4) من قوله: «وروى يحيى بن سعيد ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) في (ك) : «بن أن» . (6) ذكر الحافظ ابن كثير في "تفسيره" (6/168) أن ابن عساكر أخرج هذا الحديث في "تاريخه" في ترجمة شعيب _ج، بزيادة «ربيعة بن يوسف» بين سعيد بن أبي هلال وعبد الله بن عمرو، ثم قال ابن كثير: «وهذا غريب! وفي رفعه نظر، والأشبه أن يكون موقوفًا» . اهـ. وقوله: «أمتين» كذا جاء في جميع النسخ، وظاهرُ الجادَّة أن يقال: «أمتان» ؛ لأنها خبر «إنَّ» ، وفي مصادر التخريج: «كانتا أُمَّتين» ، لكن قوله: «أُمَّتين» هنا صحيحٌ؛ وفيه وجهان: الأول: وجه النصب «أُمَّتين» بتقدير «كانتا» ، ويكون «أُمَّتين» خَبَرَها، وحَذفُ «كان» واسمها مع بقاء خبرها منصوبًا يكثُرُ بعد «إنْ» و «لو» ، وقد تُحذفُ «كان» واسمها بعد غير «إن» و «لو» - كما وقع هنا- ومن شواهد ذلك: قول الشاعر [من الرجز] : مِنْ لَدُ شَوْلاً فَإِلى إِتْلاَئِهَا أي: من لَدُنْ كانتْ هي شَوْلاً، إلى أن تَلاهَا وَلَدُها. انظر: "شرح شذور الذهب" (ص213-214) ، و"أوضح المسالك" (1/233-237) ، و"شرح ابن عقيل" (1/271-272) ، و"شرح الأشموني" (1/246-248) ، و"شواهد التوضيح" لابن مالك (ص198- المبحث رقم51) . وإما أن ينصب على لغة من ينصب بـ «إنَّ» وأخواتها الجزأين، الاسم والخبر جميعًا، وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (550) . والثاني: وجه الرفع في «أُمَّتَينِ» على أن تكون خبرًا لـ «إنَّ» مرفوعًا بالألف، والأصل: «أمتان» لكن أميلت الألف لانكسار النون بعدها، فكتبت ياءً، ولا تنطق على هذا الوجه إلا ألفًا ممالة. انظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . الحديث: 1786 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 32 فَقَالَ: هَذَا باطلٌ؛ الصوابُ: مَا حدَّثنا أحمدُ بْنُ صالحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ (1) ، عَنْ عَمرِو بنِ الحارثِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هلالٍ، عن عمرو بن عبد الله، عَنْ قتادةَ؛ قَالَ: أَصْحَابُ الأَيْكَةِ - والأَيْكَةُ (2) : الشَّجَرُ المُلْتَفُّ - ... (3) .   (1) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في تفسير سورة الحجر من "تفسيره" (17/125) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، ثم أخرجه في تفسير سورة (ق) (22/337) من نفس الطريق بتمامه هكذا: «إنَّ أصحابَ الأيكةِ - والأيكةُ الشَّجَرُ المُلْتَفُّ - وأصحابَ الرَّسِّ، كانتا أُمَّتَيْن، فبعَثَ اللهُ إليهم نبيًّا واحدًا: شعيبًا، وعذّبهما الله بعذابين» . (2) قوله: «والأيكة» مطموس في (ك) . (3) قال الذهبي في "الميزان" (4/138) : «مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ هِشَامِ بْن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أبي هلال، = = عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) قال: «مَدْيَنَ وَأَصْحَابَ الأَيْكَةِ أُمَّتَانِ بُعِثَ إليهما شعيب» ؛ هذا خطأ، صوابه ما رَوَاهُ عَمْرو بْن الْحَارِث، عَنْ سعيد المذكور، فقال: عن عمرو بن عبد الله، عن قتادة: الأيكة: الشجر الملتف» . ومثله ذكر ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/113) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 33 1787 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثَني به عن أبي غَسَّانَ زُنَيْجٍ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الضُّرَيْسِ؛ قَالَ: حَدَّثنا قُدَامةُ (2) بنُ عاصمٍ؛ قَالَ: سمعتُ عِكْرِمةَ يَقُولُ: الزَّنِيمُ (3) : هُوَ وَلَدُ الزِّنْيَةِ (4) . فسمعتُ أَبِي (5) يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْنُ الضُّرَيْسِ (6) ، عَنْ عِصَامِ بْنِ قُدَامةَ، عَنْ عِكْرِمةَ (7) . 1788 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعَيبٌ (8) ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ ............................. أَبِي خالدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حازمٍ، عَنْ أَبِي بكرٍ،   (1) زُنَيْج: لقبٌ. واسمه: محمد بن عمرو بن بكر. (2) قوله: «قال حدثنا قدامة» مطموس في (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) . (3) يعني المذكور في قوله تعالى: [القَلَم: 13] {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ *} . (4) ولد الزِّنْيةِ - بكسر الزاي، وتفتح، في لغةٍ -: هو الدَّعِيُّ، وهو ولد الزنا؛ خلاف قولهم: ولد الرِّشْدةِ. "المصباح المنير" (1/257) . (5) قوله: «فسمعت أبي» مطموس في (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) . (6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه المصنف في "التفسير" - كما في "تفسير ابن كثير" (4/406 دار الفكر 1401هـ) - حيث نقله ابن كثير عنه؛ من طريق عقبة ابن خالد، عن عصام بن قدامة قال: سئل عكرمة. (7) قوله: «عن عكرمة» مطموس في (ت) ، وفي موضعه بياض في (ك) . (8) كذا في جميع النسخ! ولم نجد من نص على أن شعيبًا من الرواة عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، ولم يذكر أحد من الأئمة الذين تعرضوا للخلاف في هذا الحديث - وسيأتي ذكرهم - أن شعيبًا ممن رواه عن إسماعيل، والمعروف أن من الرواة عنه: شعبة بن الحجاج، وقد روى عنه هذا الحديث، لكن اختُلِفَ على شعبة فيه؛ فأخرجه أبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر" (89) ، وأبو يعلى في "مسنده" (128) - ومن طريقه ابن حبان في "صحيحه" (305) - والخطيب البغدادي في "الفصل" (1/139- 140) : أما المروزي وأبو يعلى فعن عبيد الله بن معاذ بلا واسطة، وأما الخطيب البغدادي فمن طريق تميم بن محمد الطُّوسي ومُطَيَّن ويحيى ابن محمد الحِنَّائي والحسن بن سفيان النسوي، جميع هؤلاء رووه عن عبيد الله بن معاذ العنبري، عن أبيه، عَنْ شُعْبَةَ، عَن إسماعيل بْن أبي خالد، عن قيس ابن أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق، عن النبي (ص) قال: «يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هَذِهِ الآيَةَ وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ ما وضعها الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} ، إن النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يغيِّروه، يوشك أن يعمّهم الله بعقاب» . اهـ. واللفظ لأبي يعلى. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (62) عن عبيد الله بن معاذ، به، ولم يرفع منه سوى جزئه الأخير - «إن الناس إذا رأوا المنكر ... » إلخ - فخالف الأكثرين الذين رووه عن عبيد الله برفعه جميعه؛ ورواية الأكثرين هي الأرجح، والأظهر أن ابن أبي عاصم ردّه إلى الصواب، وكره مخالفة الناس كما صنع إبراهيم الحربي كما سيأتي. فالحديث أخرجه الخطيب البغدادي في الموضع السابق من طريق دَعْلَج بن أحمد السِّجستاني، عن معاذ بن المثنى بن معاذ العَنْبري، عن أبيه المثنى بن معاذ، عن أبيه مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنِ شعبة، به مقرونًا بالرواية السابقة. ثم رواه الخطيب (ص143) من طريق إبراهيم بن إسحاق الحربي، عن مثنى بن معاذ، عن أبيه مُعَاذُ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنِ شعبة، به مثل رواية ابن أبي عاصم السابقة، لم يرفع منه سوى جزئه الأخير. قال الخطيب (ص141) : «وأحسب أن إبراهيم ردّه إلى الصواب، وكره مخالفة الناس؛ لأن المحفوظ عن معاذ ابن معاذ ما قدّمناه» . وخالف معاذ بن معاذ محمد بن جعفر غندر ورَوْح بن عبادة وعبد الرحمن بن مهدي؛ فرووه عن شعبة، عن إسماعيل؛ برفع جزئه الأخير فقط. أما رواية محمد ابن جعفر غُنْدر، فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/9 رقم53) . ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الخطيب في "الفصل" (1/141) . وأما رواية روح بن عبادة، فأخرجها البزار في "مسنده" (66) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1167) . وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/36 رقم124) . = ... وأما رواية عبد الرحمن بن مهدي، فأخرجها الخطيب في "الفصل" (1/142) . وخالف هؤلاء جميعًا مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، فرواه عن شعبة ومالك بن مغول، كليهما عن إسماعيل ابن أبي خالد، به موقوفًا كله؛ أخرج هذه الرواية الخطيب في "الفصل" (1/144- 145) . الحديث: 1787 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 34 عن النبيِّ (ص) قال: أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّكُمْ (1) تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الآيَةَ، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَا وَضَعَهَا اللهُ تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (2) ، وَإِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا المُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ، أَوشَكُوا (3) أَنْ يَعُمَّهُمُ اللهُ بِعِقَابٍ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَقَدْ وَقَفَهُ ابنُ عُيَينةَ (4) ، ووكيعٌ (5) ، وَيَحْيَى بنُ سَعِيدٍ القَطَّانُ (6) - عَنْ إسماعيلَ- ويونسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ (7) . وَرَوَاهُ يونسُ، عَنْ طارقِ بْنِ [عبد الرحمن (8) ، و] (9) بَيَانِ بن   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «لعلكم» . (2) الآية (105) من سورة المائدة. (3) في (ك) : «وشكوا» . (4) روايته أخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (840) ، ومن طريقه أبو عمرو الداني في "الفتن" (337) . (5) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (12871) . (6) لم نقف على من أخرج روايته، لكن ذكرها الدارقطني في "العلل" (1/252) . (7) ظاهر العبارة: أن يونس بن أبي إسحاق رواه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ موقوفًا، ولم نقف على من أخرج روايته، لكن ذكرها الدارقطني في "العلل" (1/251) في عداد من رواه عن إسماعيل مرفوعًا. (8) لم نقف على طريق طارق بن عبد الرحمن، ولكن ذكرها الدارقطني في "العلل" (1/253) ، ولم يذكر من رواها عنه. (9) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من "العلل" للدارقطني (1/253) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 36 بشرٍ (1) ، عَنْ قيسٍ، عَنْ أَبِي بكرٍ، موقوف (2) . وَرَوَاهُ الحَكَمُ (3) ، عَنْ قيسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، موقوف (4) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وأحسَبُ إسماعيلَ بْن أَبِي خالدٍ كَانَ يرفعُهُ مَرَّةً، ويُوقِفُهُ مَرَّةً (5) .   (1) أخرج روايته ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11/149 و150 رقم12872 و12875) من طريق جرير بن عبد الحميد وَمُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، كلاهما عَنْ قيس، به موقوفًا. وأشار إليها البزار في "مسنده" (1/138) . (2) كذا، وهو على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) هو: ابن عُتيْبة، وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (129) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (30/5) ، والضياء في "المختارة" (59) . (4) من قوله: «ورواه الحكم ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. وقوله: «موقوف» - في بقية النسخ - يخرج على لغة ربيعة. (5) أخرج الحديث أيضًا الحميدي في "مسنده" (3) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1166) كلاهما من طريق مروان بن معاوية الفزاري. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37572) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/2 و7 رقم 1 و29) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (88) ، ثلاثتهم من طريق عبد الله بن نمير وأبي أسامة حماد بن أسامة. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (4005) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (63) . وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/7 رقم30) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1) ، والترمذي في "جامعه" (2168 و3057) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (53/ عواليه) ، والبزار في "مسنده" (68) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (88) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1165) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (79) ، والبيهقي في "سننه" (10/91) ، جميعهم من طريق يزيد بن هارون. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/5 رقم16) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1168) ، والخطابي في "العزلة" (58) ، ثلاثتهم من طريق زهير بن معاوية. وأخرجه أبو داود في "سننه" (4338) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (86) ، وجعفر الخلدي في "فوائده" (ق62/ب) ، ثلاثتهم من طريق هشيم بن بشير. وأخرجه أبو داود أيضًا في الموضع السابق من طريق خالد بن عبد الله الطحان الواسطي. وأخرجه البزار = = في "مسنده" (65) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1169) ، كلاهما من طريق معتمر بن سليمان. وأخرجه البزار أيضًا (67) من طريق زائدة بن قدامة الثقفي. وأخرجه النسائي في التفسير من "الكبرى" (11157) من طريق عبد الله بن المبارك. وأخرجه المروزي أيضًا (87) ، وأبو يعلى في "مسنده" (132) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (11/149 رقم12873) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1170) ، وابن حبان في "صحيحه" (304) ، جميعهم من طريق جرير بن عبد الحميد. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (64) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6919) كلاهما من طريق محمد بن مسلم بن شريك الثقفي. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (130 و131) من طريق عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي وعمر بن علي المقدَّمي. وأخرجه البغوي في "شرح السنة" (4153) من طريق عبد العزيز بن مسلم القَسْملي. جميع هؤلاء رووه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به، برفع قوله: «إن الناس إذا رأوا المنكر ... » إلخ، عدا رواية زائدة بن قدامة؛ فإن البزار لم يذكر لفظها، واقتصر على الإشارة إلى رفعها. قال الترمذي في الموضع الأول: «وهذا حديث صحيح. وهكذا روى غير واحد عن إسماعيل نحو حديث يزيد، ورفعه بعضهم عن إسماعيل وأوقفه بعضهم» . وقال في الموضع الثاني: «هذا حديث حسن صحيح. وقد رواه غير واحد عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ نحو هذا الحديث مرفوعًا. وروى بعضهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أبي بكر قولَه، ولم يرفعوه» . وقال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن النبي (ص) بهذا اللفظ إلا عن أبي بكر، عنه. وقد أسند هذا الحديث عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) جماعة، وأوقفه جماعة. فكان ممن أسنده شعبة وزائدة بن قدامة والمعتمر بن سليمان ويزيد بن هارون وغيرهم» . اهـ. وذكره الدارقطني في "العلل" (47) ، وأطال في ذكر الاختلاف فيه، وقال: «وجميع رواة هذا الحديث ثقات، ويشبه أن يكون قيس بن أبي حازم كان ينشط في الرواية مَرَّة فيسنده، ومَرَّة يجبن عنه فيقفه على أبي بكر» . اهـ. وذكره الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (1/140) من رواية شعبة، عن إسماعيل، به مرفوعًا كله، ثم قال الخطيب (1/141) : «هكذا روى معاذ بن معاذ العنبري هذا الحديث عن شعبة؛ جعله كله من كلام النبي (ص) ، ووهم في ذلك؛ لأن أول الحديث إنما هو من كلام أبي بكر الصديق إلى ما ذكر من الآية، وما بعد ذلك هو كلام النبي (ص) ؛ رواه كذلك عن شعبة مبيَّنًا مفصلاً محمد ابن جعفر غندر، وعبد الرحمن بن مهدي ... » إلى أن قال (1/143- 144) : «وهكذا روى الحديث عن ابن أبي خالد عامة أصحابه، منهم زهير بن معاوية، وهشيم ابن بشير، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد، وعلي بن عاصم، وغيرهم، لم يختلفوا أن أول الحديث كلام أبي بكر الصديق، واختلفوا في آخره، فمنهم من رفعه إلى النبي (ص) ، ومنهم من وقفه» . اهـ. وانظر تخريج الحديث في حاشية "سنن سعيد بن منصور" (840) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 37 ............................ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 38 1789 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ يَحْيَى المَعَافِريُّ (2) ، عَنْ حَيْوةَ (3) ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي حبيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجانةَ؛ قَالَ: تَلا ابنُ عُمَرَ هَذِهِ الآيةَ: {وَإِنْ (4) تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ} (5) ، الحديثَ (6) ؟   (1) انظر ما سبق في المسألة رقم (1719) . (2) في (ك) : «المغافري» . (3) هو: ابن شُرَيح. (4) في جميع النسخ: «إن» بلا واو. (5) الآية (284) من سورة البقرة. (6) وتمامه: [البَقَرَة: 284] {أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} ، ثم قال ابن عمر: لئن آخَذَنا بهذه الآية لنهلِكنَّ، ثم بكى ابن عمر حتى سالت دموعه ... الحديث. الحديث: 1789 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 39 قَالَ أَبِي: كَذَا قَالَ! وبين يزيدَ وسعيدٍ (1) : الزُّهريُّ (2) . 1790 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمةَ (4) ، عَن أَبِي هريرةَ. وَرَوَاهُ أَيْضًا شَريكٌ (5) ، عن عبد الله بْنِ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي   (1) قوله: «وبين يزيد وسعيد» في (ك) : «وبين سعيد» . (2) أخرجه على هذا الوجه ابن جرير في "تفسيره" (6458) من طريق أبي زرعة وهب الله بن راشد، عن حيوة بن شريح قال: سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول: قال ابن شهاب: حدثني سعيد بن مرجانة، عن ابن عمر. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/316 رقم 10769) من طريق عبد الله بن لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب، به. وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (422) من طريق إبراهيم بن سعد، وابن جرير في "تفسيره" (6459) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1627) ، من طريق يونس بن يزيد، والطبراني (1/316 رقم 10770) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" = = (49/215) من طريق القاسم بن هزان، جميعهم عن الزهري، به. ومن طريق الشافعي أخرجه الطحاوي (1626) ، والبيهقي في "المعرفة" (4628) . وأخرجه المحاسبي في "فهم القرآن" (ص436) من طريق سليمان بن داود الطيالسي، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/404) من طريق عبد العزيز بن عبد الله، والطحاوي (1628) من طريق أبي مروان محمد بن عثمان، جميعهم عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن من حدثه، عن سعيد بن مرجانة، به. وقد ضعف الطحاوي الحديث بهذه الرواية حيث قال: «فوقفنا بذلك على أن ابن شهاب إنما حدث بهذا الحديث عن ابن مرجانة بلاغًا، ولم يحدث به سماعًا، فبطل بذلك هذا الحديث لبطلان إسناده» . لكن تقدم في بعض طرق الحديث تصريح الزهري بسماعه من سعيد ابن مرجانة. وأصل الحديث أخرجه مسلم (126) من حديث ابن عباس ذ. (3) انظر المسألة السابقة برقم (1670) . (4) قوله: «عن أبي سلمة» مكرر في (ف) . (5) هو: ابن عبد الله القاضي النخعي. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1670) . الحديث: 1790 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 40 كَثيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمةَ، عَن أَبِي هريرةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : تَعَلَّمُوا سُورَةَ البَقَرَةِ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثيرٍ (1) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَّمٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ (2) ، عَنْ أبي أُمامةَ، عن النبيِّ (ص) . 1791 - وسُئل (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوريُّ (4) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عُمَارةَ (5) ، عَنْ وَهْب بْنِ ربيعةَ، عن (6) عبد الله ابن مسعودٍ قَالَ: إِنِّي لَمُسْتَتِرٌ بأستارِ الكعبةِ؛ إِذْ جَاءَ ثلاثةُ نفرٍ (7) : ثَقَفِيٌّ، وخَتَنَاه (8) قُرَشِيَّان، كَثيرٌ شَحْمُ بطونِهم، قليلٌ فِقْهُ قُلوبِهم، فَقَالَ [أحدُهُم] (9) :   (1) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1670) . (2) هو: مَمْطور الحبشي. (3) في (ت) و (ك) : «سئل» بلا واو. (4) قوله: «أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثوري» مطموس في (ت) . ورواية الثوري أخرجها في "تفسيره" (ص265) . ومن طريقه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/408 و442 و443- 444 رقم3875 و4221 و4238) ، ومسلم في "صحيحه" (2775) . (5) هو: ابن عُمير كما سيأتي. (6) قوله: «بن ربيعة عن» مطموس في (ت) . (7) قوله: «الْكَعْبَةِ إِذْ جَاءَ ثَلاثَةُ نَفَرٍ» مطموس في (ت) . (8) الختَنُ في اللغة: كل مَنْ كان مِنْ قِبَلِ زوجة الرجل من محارمها من الرجال والنساء الذين تحرُمُ عليهم وتضع خمارها عندهم. والجمع: أَخْتان. "الزاهر" للأزهري (ص376) ، و"المصباح المنير" (1/164) . (9) كذا في (ش) ومصادر التخريج، وهو الجادَّة، وفي بقية النسخ: «أحدهما» ، وظاهرُه: أنه أحد القُرَشيَّيْنِ، والذي في مصادر التخريج أنه واحد منهم غير معين، ويؤيده ما وقع في بعض مصادر التخريج: «فقال بعضهم لبعض» . وقوله بعد ذلك: «الآخر» هو بمعنى «واحد منهم» ، أي: غير معين أيضًا. وانظر "المصباح" (أخ ر/1/7) . الحديث: 1791 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 41 أَتَرَى الله يَسمَعُ ما قلنا؟ فَقَالَ الآخرُ: إِذَا رَفَعْنَا سَمِعَ (1) ، وَإِذَا خَفَضْنا لَمْ يَسمَعْ، فَقَالَ الآخرُ: إِنْ كَانَ يسمعُ إِذَا (2) رَفَعْنا إنَّهُ يَسْمَعُ (3) إِذَا خَفَضْنا. فأتيتُ النبيَّ (ص) فذكرتُ ذَلِكَ لَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تعالى: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلاَ أَبْصَارُكُمْ ... } الآية (4) . ورواه (5) أبو معاويةَ (6) ،   (1) من قوله: «أبو زرعة» في بداية المسألة إلى هنا في موضعه بياض في (ك) . (2) قوله: «إذا» سقط من (ت) و (ك) . (3) قوله: «إنَّه يسمع» في (أ) و (ش) : «يسمع» ، وفي (ف) : «سمع» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، وفي مصادر التخريج: «فإنه يسمع» ، وكلُّ ذلك صواب، ودونك وجهَهُ: أما ما في مصادر التخريج: فهو الجادَّة؛ لأنَّ جواب الشرط جملة اسمية، فاقترن بالفاء. وما أثبتناه من (ت) و (ك) : جار على قول من يجيز حذف الفاء من جواب الشرط مطلقًا شعرًا ونثرًا، وهو مذهب الأخفش؛ وقد اختار ابن مالك - في "شواهد التوضيح" (ص288-289) - مذهب المجيزين لحذف الفاء مطلقًا. وانظر: "كتاب سيبويه" (3/65) ، و"مغني اللبيب" (ص171) ، و"أوضح المسالك" (4/190-191) ، = = و"شرح الأشموني" (3/261-265) ، و"همع الهوامع" (2/555-556) ، و"خزانة الأدب" (9/52) ، و"تاج العروس" (20/393) ، و"فتح الباري" (5/366) ، و"الحديث النبوي" لمحمود فجال (ص288-289) . وفي (ف) وقع فعلُ الشرط وفعلُ الجواب ماضيين، وهو جائز في العربية. وأما في (أ) و (ش) : فقد وقع الجوابُ مضارعًا، وفعلُ الشرط ماضٍ؛ فيجوز في الجواب: رفعُهُ وجزمه، غير أن الرفع قوي وحسن، والجزم غير قوي، وقد حرَّر ذلك السيوطي في "همع الهوامع" (2/557-558) . (4) الآية (22) من سورة فصلت. (5) في (أ) و (ش) : «وروى» . (6) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/381 و426 و442 رقم3614 و4047 و4222) ، والترمذي في "جامعه" (3249) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5204) ، والطبراني في "الكبير" (10/113 رقم10134) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 42 وعليُّ (1) بْنُ مُسْهِر (2) ، وابنُ أَبِي زائدةَ (3) ؛ عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عُمَارةَ بنِ عُمَيرٍ، عن عبد الرحمن بن يزيدَ؛ قال: قال عبد الله ... ، وذكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ الأَعْمَشُ قَدِيمًا قَالَ: عَنْ وَهْبِ بْنِ ربيعةَ. والثَّوريُّ أحفظُهُمْ كُلِّهِمْ (4) .   (1) إلى هنا انتهى الوجه الأول من الورقة (194) من نسخة (ش) ، ثم حصل بعده خلل في ترتيب الأوراق، فجاءت تتِمَّة المسألة في الورقة (203/ب) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/113- 114 رقم10135) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/163) تعليقًا من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، به. (3) هو: يحيى بن زكريا. (4) قال البخاري في الموضع السابق: «قال قبيصة: قيل للأعمش: إن سفيان يقول: إنما هذا عن وهب بن ربيعة. فجعل الأعمش يهمهم في نفسه كأنه يعد حديث عمارة. فقال: صدق سفيان» . وأخرج الطبراني في "الكبير" (10/113 رقم 10133) ، والدارقطني في "العلل" (5/280) من طريق قبيصة بن عقبة، عن قطبة بن عبد العزيز أنه قال: قال فلان للأعمش ... فذكر نحو الكلام السابق. وذكر الدارقطني في "العلل" (881) الاختلاف على الأعمش، وقال: «والقول قول سفيان الثوري وعبد الله ابن بشر» . والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (4816 و4817 و7521) ، ومسلم (2775) من طريق أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن ابن مسعود، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 43 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الزُّهْدِ 1792 - قَالَ أَبُو محمدٍ (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مسلمُ بنُ إِبْرَاهِيمَ (2) ، عَنْ شُعبةَ، عَنْ يزيدَ بْنِ خُمَيرٍ، عَنْ سليمانَ (3) بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِي الدرداءِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثيرًا؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثَنا مسلمٌ. وحدَّثنا أَبُو عُمَرَ الحَوْضيُّ (4) ، عَنْ شُعبةَ (5) ، عَنْ يزيدَ بْنِ خُمَيرٍ، عَنْ سليمانَ، عن ابنِ ابْنَتِ (6)   (1) قوله: «قال أبو محمد» من (ف) فقط. (2) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (210) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/142) ، والحاكم في "المستدرك" (4/320) من طريق علي بن عبد العزيز، وابن الأعرابي في "معجمه" (1123) من طريق إبراهيم ابن فهد، والبيهقي في "الشعب" (772) من طريق عبد الله بن محمد، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/216) من طريق محمد بن يونس، جميعهم (عبد ابن حميد، وعلي وإبراهيم، وعبد الله ومحمد) عن مسلم بن إبراهيم، به. وأخرجه البزار في "مسنده" (4124) من طريق الحسن بن يحيى، وعبد الملك بن محمد الرقاشي، عن مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عَنْ سليمان بن مرثد، عن ابنة أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرَدْاءِ مرفوعًا. (3) قوله: «سليمان» مطموس في (ك) . (4) هو: حفص بن عمر. وروايته أخرجها أبو داود في "الزهد" (214) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34591) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/143) من طريق يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ، عن سليمان = = ابن مرثد قال: سمعت ابنة أَبِي الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرَدْاءِ. قال العقيلي- كما نقل ذلك الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (1/619) ، وفي "لسان الميزان" (3/105) -: «وهذا أشبه» . ولم نجده في المطبوع. (5) في (أ) و (ش) : «سعيد» بدل: «شعبة» . (6) كذا رسمت في جميع النسخ؛ بالتاء المفتوحة وهو عربي صحيح، وانظر التعليق على نحوه في المسألة رقم (6) . الحديث: 1792 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 44 أَبِي الدرداءِ، عَنْ أَبِي الدرداءِ؛ قَالَ: لَوْ تَعْلَمُونَ ... ، مَوْقُوفٌ (1) . قَالَ أَبِي: وهذا أشبهُ، وموقوف أصحُّ (2) ، وأصحابُ شُعبةَ لا يَرفَعُونَ هذا الحديثَ (3) . 1793 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالعزيزِ بنُ مسلمٍ القَسْمَلِيُّ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ عَجْلانَ، عَنْ سعيدٍ المَقْبُرِيِّ (6) ، عَنْ أَبِي هريرةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ لأصحابِهِ: خُذُوا جُنَّتَكُمْ، قَالُوا: مِنْ عدوٍّ حَضَرَ؟! قَالَ: لاَ ... ، فذكر الحديثَ (7) ؟   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) في (ك) : «وهو موقوفً أصحُّ» ، والأصل: وهو أصحُّ موقوفًا؛ ونُصِبَ «موقوفًا» على الحال، لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. (3) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي الدرداء إلا من هذا الوجه، وقد روي عن غير أبي الدرداء، عن النبي (ص) من وجوه أصح من هذا» ثم قال: «ولا نعلم هذا الحديث أسنده عن شعبة إلا مسلم، وقد رواه جماعة غير مسلم، عن شعبة، فأوقفوه عن أبي الدرداء» . والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/102 رقم11997) ، والبخاري في "صحيحه" (4621 و6486) ، ومسلم (2359) من حديث أنس. وأخرجه أحمد أيضًا (6/81 رقم24520) ، والبخاري (1044) ، ومسلم (901) من حديث عائشة. وأخرجه أحمد (2/257 رقم7499) ، والبخاري (6485 و6637) من حديث أبي هريرة. (4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو. (5) كذا ضبطه ابن حجر في "التقريب" بفتح القاف. وضُبِطَ بكسرها. انظر "الكاشف" (1/658) مع التعليق عليه. وسيأتي تخريج هذه الرواية. (6) قوله: «المقبري» ليس في (ش) . (7) وتمامه: قال: «لا، ولكن جُنَّتُكُمْ من النار قولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ؛ فإنهنَّ يَأتِينَ يوم القيامة مجنِّبَاتٍ ومعقِّباتٍ، وهن الباقياتُ الصالحات» . الحديث: 1793 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 45 قَالَ أَبِي: كُنَّا نُرَى أنَّ هذا غريبٌ، كان حدَّثَنا به أَبُو عُمَرَ الحَوْضِيُّ (1) ، حَتَّى حدَّثَنا أحمدُ بْنُ يونسَ (2) ، عَنْ فُضَيلٍ - يَعْنِي: ابنَ عِيَاضٍ- عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رجلٍ (3) مِنْ أَهْلِ الإسكندريةِ، عن النبيِّ (ص) ؛ فعلمت أنه (4) قد أفسَدَ على عبدِالعزيز بن مسلمٍ، وبَيَّنَ   (1) هو: حفص بن عمر، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10684) ، والحاكم في "المستدرك" (1/541) . وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/34) من طريق أبي نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار، والعقيلي في "الضعفاء" (3/17- 18) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (111) من طريق حرمي بن حفص، والطبراني في "الأوسط" (4027) ، وفي "الصغير" (407) ، وفي "الدعاء" (1682) من طريق داود بن بلال السعدي، والبيهقي في "الشعب" (598) من طريق أبي عمر حفص بن عمر الضرير، جميعهم عن عبد العزيز بن مسلم، به. وجاء عند العقيلي: «حرمي بن عثمان» . وعلقه البخاري في"التاريخ الكبير" (6/122) ، وفي "الأوسط" (2/40) عن عبد العزيز بن مسلم، به. وجاء في المطبوع من "التاريخ الكبير": «عبد العزيز بن سلمة» . (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/18) من طريق سهيل، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ بعسقلان، عن النبي (ص) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29720) من طريق أبي خالد الأحمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/122) ، وفي "الأوسط" (2/41) من طريق عمر بن علي المقدمي، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ عبد الجليل بن حميد، عَنْ خَالِد بْن أَبِي عمران، عن النبي (ص) . جاء في مطبوع "التاريخ الكبير": «عن عمر بن علي وعن ابن عجلان» . وجاء في مطبوع "التاريخ الأوسط": «خالد بن أبي عسران» . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/18) . وسيأتي في كلام الدارقطني آخر المسألة: أن ابن عيينة رواه عن ابن عجلان، عن النبي (ص) . (3) قوله: «رجل» مطموس في (ت) . (4) قوله: «أنه» مطموس في (ت) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 46 عورتَهُ، وحديثُ فُضَيلٍ أشبهُ (1) . 1794 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (2) ، عَنْ مَعْمَر (3) ، عَنْ مَنصور (4) ، عَنْ أبي وائل (5) ، عن عبد الله (6) - عن النبيِّ (ص) -: كيفَ لِي أَنْ أعلمَ إِذَا أَحسَنتُ أَنِّي أَحسَنتُ؟ ... وَذَكَرَ الحديثَ (7) ؟   (1) قال البخاري في الموضع السابق من "التاريخ الكبير" بعد أن ذكر رواية عبد الجليل ثم رواية سعيد المقبري: «والأول أصح» . وقال في "التاريخ الأوسط" (2/42) : «ولا يصح فيه المقبري ولا أبو هريرة» . وقال الدارقطني في "العلل" (1474) : «يرويه محمد ابن عجلان واختلف عنه؛ فرواه عبد العزيز بن مسلم القسملي، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ المقبري، عن أبي هريرة، وخالفه أبو خالد الأحمر؛ فرواه عن ابن عجلان، عن عبد الجليل بن حميد، عَنْ خَالِد بْن أَبِي عمران: أن النبي (ص) قال، مرسلا. ورواه ابن عيينة، عَنِ ابْنِ عجلان مرسلاً، لم يجاوز به ابن عجلان، وقول أبي خالد الأحمر أصحها» . (2) روايته في "الجامع" لمعمر (19749/برواية عبد الرزاق) ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/402 رقم 3808) ، وابن ماجه في "سننه" (4223) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص42) ، والشاشي في "مسنده" (483) ، وابن حبان في "صحيحه" (525 و526) ، والطبراني في "الكبير" (10/193 رقم 10433) ، وفي الأوسط (2982) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/43) ، والبيهقي في "السنن" (10/125) . قال الطبراني في "الأوسط": «لم يروه عن منصور إلا معمر، ولا يُروى عن ابن مسعود إلا من هذا الوجه» . وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث منصور، لم نسمعه إلا من هذا الوجه» . (3) في (ك) : «عمرو» . ومعمر هو: ابن راشد. (4) هو: ابن المعتمر. (5) هو: شقيق بن سلمة. (6) هو: ابن مسعود ح. (7) الذي في مصادر التخريج: «عن عبد الله بن مسعود، قَالَ: قَالَ رجلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) : كَيْفَ لِي أنْ أَعْلَمَ إِذَا أحسنتُ وإذا أسأتُ؟ قال: إذا سمعتَ جيرانَكَ يقولون: قد أحسنتَ، فقد أحسنتَ، وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأتَ، فقد أسأتَ» . الحديث: 1794 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 47 قَالا (1) : هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ شُعَيب (2) ، عَنْ مَنصور، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّاد، عَنِ الْحَسَنِ بن مسلم، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) . قالا: وَهَذَا هُوَ الصَّحيحُ. 1795 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيل (4) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابن عباس، عن   (1) في (ش) : «قال» . (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه هناد في "الزهد" (1040) ، وابن ماجه في "سننه" (4222) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/393) تعليقًا، والبيهقي في "السنن" (10/125) من طريق أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ جامع بن شداد، عن كلثوم الخزاعي، عن النبي (ص) . (3) كذا، وهو على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (4) اختُلف على ابن فضيل في هذا الحديث؛ فأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5672) من طريق عبد الله بن سعيد الكندي، عنه، به. ومن طريق ابن حبان أخرجه الضياء في "المختارة" (10/273- 274 رقم 286) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26570) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1464) من طريق محمد بن المثنى، وأبي كريب محمد بن العلاء، جميعهم (ابن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وأبو كريب) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ عطاء بن السائب، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، به. وتابع محمد بن فضيل على روايته بالوجه الأول كلٌّ من: عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4175) ، وابن عدي في "الكامل" (5/263) ، والضياء في "المختارة" (10/273 و274 و275 رقم 285 و287) ومن طريق ابن ماجه أخرجه الضياء أيضًا (10/272- 273 رقم 284) . وجرير بن عبد الحميد، وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/363) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ، عنه، به. = ... وقد أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (285) عن سفيان بن عيينة وَجَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، به. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1463) من طريق محمد بن قدامة، عن جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. الحديث: 1795 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 48 النبيِّ (ص) ، أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ: إنَّ الكِبْرِيَاءَ رِدَائِي، والعَظَمَةَ إزَارِي؟ قَالَ أَبِي (1) : أَخْطَأَ مَنْ قَالَ هَذَا؛ رَوَاهُ وُهَيْبٌ (2) ، عن عطاء، عن   (1) قوله: «أبي» مكرر في (ف) . (2) هو: ابن خالد، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2509) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/414 رقم 9356) ، وأبو داود في "سننه" (4090) ، وابن حبان في "صحيحه" (328 و5671) ، والبيهقي في "الشعب" (8158) من طريق حماد بن سلمة، والطيالسي أيضًا (2509) ، وهناد في "الزهد" (825) من طريق أبي الأحوص سلام بن سليم، والحميدي في "مسنده" (1183) ، وابن راهويه في "مسنده" (285) ، والإمام أحمد (2/248 رقم 7382) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1465) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد أيضًا (2/376 رقم 8894) من طريق الثوري، وأيضًا (2/442 رقم 9703) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1079) من طريق عمار بن محمد، وأحمد أيضًا (2/427 رقم 9508) من طريق ابن علية، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1047) ، والدولابي في "الكنى" (2/113) من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله، وابن عدي في "الكامل" (5/364) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/290) من طريق عمارة بن رزيق، والبغوي في "تفسيره" (4/130) من طريق إبراهيم بن طهمان، جميعهم عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة، به. وجاء في بعض المصادر: «عَطَاءٍ، عَنْ سَلْمَانَ الأَغَرِّ، عَنْ أبي هريرة» ، وفي بعضها «الأغر» ولم يُنسَب. ومن طريق هناد أخرجه أبو داود في "سننه" (4090) ، وابن ماجه (4174) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/363) من طريق أبي الأحوص سلام بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب، عن أبيه، عن ابن عمرو، به. ثم قال: «وهذه الرواية عن عطاء غير محفوظة، وإنما يرويه عن عطاء، عن أبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة» . وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2620) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن أبي مسلم الأغر، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 49 سَلْمَانَ الأَغَرِّ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ (2) . 1796 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَوْن بْنُ سلاَّم (4) ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ النَّهْشَلي (5) ، عَنِ الأعمَش (6) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (7) ، عَنْ عبد الله،   (1) في (أ) : «الا» ، وفي موضع الكلمة بياضٌ في (ش) . (2) ذكر الدارقطني في "العلل" (8/289-291) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح حديث الأغر عن أبي هريرة» . (3) في (ت) : «سألت» بلا واو. ونقل الذهبي في "الميزان" (4/496) قول أبي حاتم. (4) روايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (602) ، والطبراني في "الكبير" (10/197 رقم 10446) ، وأبو الشيخ في "جزء من حديثه" (55) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/107) ، والبيهقي في "الشعب" (4584) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (54/410) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (18) من طريق عبد الجبار بن محمد العطاردي، عن أبي بكر النهشلي، به. ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/436) . قال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث الأعمش، تفرَّد به عنه أبو بكر النهشلي» . (5) في (أ) و (ش) : «ابن النهشلي» ، قال الذهبي في الموضع السابق في ترجمة أبي بكر: «في اسمه أقوالٌ، ولا يكاد يُعرَف إلا بكُنيته» . (6) قوله: «عن الأَعْمَش» سقط من (ف) . (7) هو: شقيق بن سلمة. الحديث: 1796 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 50 عن النبيِّ (ص) قال: أَكْثَرُ خَطَايَا بُنَيِّ (1) آدَمَ فِي لِسَانِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ (2) باطلٌ. 1797 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (4) ، عن   (1) كذا رسمت - بلا ضبط - في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «ابن» . و «بُنَيٌّ» تصغير «ابن» . (2) قوله: «حديث» ليس في (ف) . (3) ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/527) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث بنحو مما هنا. وستأتي هذه المسألة برقم (1816) ، وانظر المسألة رقم (1841) ، و (1918) . (4) هو سفيان، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27742) ، وفي "المسند" (179) ، والحميدي في "مسنده" (105) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/376 رقم 3568) ، والمروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1044) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/373) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (4252) ، والبزار في "مسنده" (1926) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4969 و5129) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/291) ، وفي "شرح المشكل" (1465) ، والحاكم في "المستدرك" (4/243) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (13) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/154) ، والخطيب في "الموضح" (1/248- 249) . وتابع سفيانَ بن عيينة على روايته بهذا الوجه كلٌّ من: سفيان الثوري، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27743) ، وأحمد في "المسند" (1/433 رقم 4124) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/135- 136) ، والبغوي في "الجعديات" (1738) ، والشاشي في "مسنده" (237) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/80) ، والطبراني في "الأوسط" (6799) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (14) ، والخطيب في "الموضح" (1/248) ، والبيهقي في "الشعب" (6631) . وعمر بن سعيد أخو سفيان الثوري، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/373) تعليقًا، والطبراني في "الأوسط" (5864) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/312) ، والخطيب في "الموضح" (1/249- 250) . وعبد الرحمن بن ثابت، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6799) ، وفي "مسند الشاميين" (237) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/423 رقم 4014 و4016) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/373) تعليقًا، والإسماعيلي في "معجمه" (409) ، والخطيب في "الموضح" (1/254) ، وفي "تالي تلخيص المتشابه" (33) من طريق خصيف بن عبد الرحمن، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، به. وأخرج الحميدي في "مسنده" (105) عن ابن عيينة أنه قال: وحدثنا أبو سعد - يعني البقَّال - عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي (ص) بمثله، والذي حدثنا به عبد الكريم أحبُّ إليَّ؛ لأنه أحفظ من أبي سعد. ومن طريق الحميدي أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/373) تعليقًا. وتابع سفيانَ بن عيينة في روايته عن أبي سعد البقال كلٌّ من: هشيم، وروايته أخرجها المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1048) وجاء عنده موقوفًا على ابن مسعود. والحسين بن صالح، وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/14) ، والبيهقي في "الشعب" (6633) . والأعمش، وروايته أخرجها ابن بشران في "أماليه" (121) . ويعلى بن عبيد، وروايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (1/258) . قال ابن عدي: «قال لنا ابن عبد العزيز - يعني أبا القاسم البغوي - ولا أحسَبُ أبا سعد سمعه عن ابن معقل، وقد بلغني عن شريك أنه قال: حدثت أبا سعد، عن عبد الكريم، عن زياد، عن عبد الله بن معقل، قال شريك: فتركني وترك عبد الكريم وترك زيادً، ورواه عن ابن معقل نفسه ... ثم قال ابن عدي: وهذا الذي حكى البغوي عن شريك أنه حدَّث أبا سعد بهذا الحديث فدلس في هذا الحديث أبو سعد فترك شريكً وعبد الكريم وزيادً، وحدَّث عن عبد الله بن معقل نفسه - فغير منكر هذا؛ لأن شريكً قد روى عنه غير أبي سعد من الأجلاَّء» . الحديث: 1797 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 51 عبد الكريم الجَزَرِيِّ، عن زياد ابن أبي مريمَ، عن عبد الله بْنِ مَعْقِل؛ قَالَ: دخلتُ مَعَ أبي عَلَى (1) عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، فَقَالَ لَهُ أَبِي: أنت (2)   (1) قوله: «على» مكرر في (ك) . (2) قوله: «أنت» ليس في (أ) و (ش) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 52 سمعتَ رسول الله (ص) يقولُ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ ابْنُ عُيَينةَ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: زيادُ (2) بنُ الجَرَّاح، وَلَيْسَ هُوَ (3) بِزِيَادِ بْنِ أَبِي مريمَ. سمعتُ مِنْ مُصْعَبِ بنِ سَعِيدٍ الحَرَّانيِّ يقولُ: عن عُبَيدالله بْنِ عَمْرٍو؛ أَنَّهُ قَالَ لابْنِ عُيَينة: أَنَا رأيتُ زيادَ بنَ الجَرَّاح، وَلَيْسَ هُوَ زيادَ بنَ أَبِي مريمَ (4) . قلتُ: والدَّليلُ عَلَى صحَّةِ ما قاله عُبَيدالله ابن عمرو (5) : ما حدَّثَنا يونسُ بْنُ حَبِيب (6) ، عَنْ أَبِي داود الطَّيالسيِّ، عَنْ زُهَير بْن معاوية،   (1) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/528) : «قد روى هذا الحديثَ سفيان الثوري، عن عبد الكريم الجزري، فقال: عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، كما رواه ابن عيينة؛ فدلَّ أن عبد الكريم قال مرة: زياد بن الجراح، ومرة قال: زياد بن أبي مريم، والصَّحيح: زياد بن الجراح» . (2) في (ف) : «زيد» . (3) قوله: «هو» سقط من (ك) . (4) من قوله: «سمعت من مصعب ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) في (ت) : «عمر» . واختُلف على عُبَيدالله بن عمرو؛ فأخرجه ابن أبي خيثمة في "تاريخه" (4563) من طريق عبد الله بن جعفر، والخطيب في "الموضح" (1/252) من طريق جندل بن والق، كلاهما عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم الجزري، عن زياد بن الجراح، به. ومن طريق ابن أبي خيثمة أخرجه الشاشي في "مسنده" (272) . وأخرجه الخطيب أيضًا (1/250) من طريق علي بن حجر، عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن زياد ابن أبي مريم، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/291) من طريق عمرو بن خالد، عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم الْجَزَرِيِّ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مريم وابن الجراح، عن عبد الله بن معقل، به. (6) رواية يونس بن حبيب، عن الطيالسي في "مسند الطيالسي" (380) ، ومن طريق يونس أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/251) . وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/291) من طريق الهيثم بن جميل، والشاشي في "مسنده" (270) من طريق مالك بن إسماعيل، والشاشي أيضًا (273) ، والخطيب في "الموضح" (1/249) من طريق يحيى بن يحيى، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/154) من طريق يحيى بن أبي بكير، وفي "الشعب" (6630) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، جميعهم عن زهير بن معاوية، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/422- 423 رقم 4012) من طريق الفرات بن سليمان الجزري، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/136) ، والشاشي في "مسنده" (271) ، والخطيب في "الموضح" (1/253) ، وفي "تلخيص المتشابه" (1/280) من طريق ابن جريج، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/373) تعليقًا، وأبو يعلى في "مسنده" (5081) ، والبغوي في "الجعديات" (1739 و2256) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1943) ، والبيهقي في "الشعب" (6632) ، والخطيب في "الموضح" (1/251) من طريق شريك بن عبد الله، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/291) من طريق عمرو بن خالد، والطبراني في "الصغير" (80) من طريق النضر ابن العربي، جميعهم عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح - وفي بعض المصادر جاء زياد غير منسوب - عن عبد الله معقل، به. وجاء في إسناد الخطيب عن ابن جريج، عن عبد الكريم، عن زياد، عن عبد الله بن معقل، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 53 عن عبد الكريم الجَزَريِّ (1) ، عن زيادٍ - وليس بابن أبي مريمَ - عن عبد الله بْن مَعْقِل (2) ، عَنِ ابْن مَسْعُود، عن النبيِّ (ص) (3) .   (1) في (ك) : «الخدري» . (2) في (ك) : «مغفل» . (3) قال ابن معين: «إنما هو: عن زياد بن الجراح، ليس هُوَ زِيَادُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ» . "تاريخ ابن معين رواية الدوري" (4/477) . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/190-193) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث وقال: «والصَّحيح ما رواه الثوري وأخوه عمر بن سعيد ومن تابعهما، عن عبد الكريم، عن زياد - أي: ابن الجراح - عن ابن معقل؛ أنه كان مع أبيه مع ابن مسعود، فسمعه يقول، عن النبي (ص) ، مرفوعًا» . وانظر "الكامل" لابن عدي (4/14) ، و"موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب (1/247 فما بعدها) وهو مهم، و"تهذيب التهذيب" (1/653) ترجمة زياد بن أبي مريم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 54 1798 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي زكريَّا (2) ، عَنْ عمَّار (3) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: مرَّ رسولُ الله (ص) فِي جانبِ دُوْرِ (4) الأَنْصَارِ، فأبصَرَ قُبَّةً مبنيَّةً، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، لِمَنْ هَذِهِ القُبَّةُ؟ (5) ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : كُلُّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إِلاَّ بِنَاءَ كَفٍّ (6) - يَعْنِي (7) : يَسْتُرُ - ... وذكر الحديثَ (8) .   (1) روايته أخرجها ابن أبي عمر العدني - كما في "المطالب العالية" (3269) - والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/87) تعليقًا. قال البيهقي في "الشعب" (19/309- 310) : «رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ محمد بن أبي زكريا التيمي، وقيل: عنه عن محمد بن جابر بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا، عَنْ عَمَّارٍ شيخ له عن أنس، عن النبي (ص) في البناء» . = ... وأخرجه البزار في "مسنده" (3644/كشف الأستار) من طريق علي بن الفضل الكرابيسي، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ محمد بن أبي بكر الثقفي، عن عامر - يعني الشعبي - عن أنس، به. قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن الشعبي عن أنس إلا بهذا الإسناد» . (2) قال البخاري في الموضع السابق: «محمد بن أبي زكريا التميمي، عن عمار شيخ له، عن أنس، عن النبي، في البناء. روى عنه مروان بن معاوية ... وقال بعضهم: عن مروان، عن محمد بن جرير بن أبي زكريا» . (3) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/27) : «عمار المدني، عن أنس، روى عنه محمد بن أبي زكريا، فيه نظر» . (4) في (ت) و (ك) : «دون» . (5) كذا في جميع النسخ، دون ذكر لجواب أنس، وفي مصادر التخريج: «فقلت: لفلانٍ رجل من الأنصار» . (6) والذي في "المطالب العالية": «بناءَ كَفَافٍ» ، والمعنى قريبٌ، وفي "القاموس" (كفف -ص849) : والكفافُ من الرزق: ما كَفَّ عن الناس وأغنى، كالكَفَفِ. وفي بعض طرق الحديث الأخرى: «إلا ما كان هكذا» ؛ وأشار بكفه. وفي بعضها: «إلا ما لابد منه» . (7) قوله: «يعني» ليس في (أ) و (ش) . (8) تمامه - كما في "المطالب العالية"-: فبلغ ذلك الرجل الأنصاريَّ ح؛ فكسرها، ثمَّ إنَّ النبيَّ (ص) مرَّ بعد ذلك، فلم يَرَهَا، فقال: «يا أنس، ما فَعَلَتِ القُبَّةُ؟» قلت: بلَغَ صاحِبَهَا قولُك، فكسَرَها، قال: «غفر الله له!» . الحديث: 1798 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 55 قَالَ أَبِي: أَرَى أنَّ هَذَا خطأٌ، وَأَنَّهُ أَبُو عمَّارٍ زيادُ بنُ مَيْمون (1) ، وابنُ أَبِي زكريَّا مجهولٌ (2) . 1799 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُطْبَةُ بنُ العلاء (3) ، عن الثَّوري، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : مَا ذِئْبَان ِ ضَارِيَان ِ فِي حَظِيرَةٍ ... (4) . قلتُ: وَرَوَى هَذَا الحديثَ أيضًا عبدُالمَلِكِ الذِِّمَارِيُّ (5) ، عن   (1) روايته أخرجها أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/215- 216) من طريق الثوري، عن أبي عمارة، عن أنس، به. هكذا جاء عنده: «أبو عمارة» ، وكذا جاء في "التاريخ الكبير" (3/370) في ترجمة زياد بن ميمون. (2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/261) : «محمد بن أبي زكريا التميمي، روى عن عمار شيخ له، عن أنس، روى عنه مروان بن معاوية، نا عبد الرحمن قال: سألت أبي عنه؟ فقال: مجهول، أرى أن عمارًا هو وهم؛ وإنما هو: أَبُو عَمَّارٍ زِيَادُ بْنُ مَيْمُونٍ» . (3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (17) ، والبزار في "مسنده" (3608/كشف) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/487) ، والطبراني في "الصغير" (944) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/89) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (812) ، والبيهقي في "الشعب" (9784) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (48/460) . (4) الحديث بتمامه - كما في "المعجم الصغير" للطبراني -: «ما ذئبان ضاريان باتا في حظيرةٍ فيها غنمٌ يفترسانِ ويأكلان بأسرعَ فسادًا فيها من طَلَبِ المال والشَّرف في دين المسلم» . (5) هو: ابن عبد الرحمن، وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (15) ، وفي "الإشراف في منازل الأشراف" (411) ، والطبراني في "الأوسط" (772) ، وفي "الصغير" (945) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/89) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (811 و813) ، والبيهقي في "الشعب" (9785) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/294) من طريق سفيان بن عيينة، عن سفيان الثوري، به. قال ابن عدي: «وهذا وإن كان قد رُوي عن الثوري، فإنه من حديث ابن عيينة، عن الثوري غير محفوظ» . الحديث: 1799 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 56 سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الجَحَّاف (1) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) مِثلَهُ (3) ، أيُّهما أصحُّ؟ فَقَالا: جَمِيعًا واهِيَيْنِ (4) ، والصَّحيحُ: عَنِ الثَّوريِّ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عن النبيِّ (ص) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَرَى أَنْ يكونَ أخَذَ الثَّوريُّ (5) هَذَا الحديثَ عن   (1) هو: داود بن أبي عَوْف التميمي. (2) هو: سلمان الأشجعي. (3) قوله: «مثله» سقط من (ك) . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «واهيان» ؛ لأنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: «هما جميعًا واهيان» ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيح في العربية، وذكرنا لمثله وجوهًا في المسألة رقم (25) . (5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن المبارك في "الزهد/زوائد نعيم بن حماد على المروزي" (181) عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34369) ، وفي "المسند" (498) من طريق عبد الله بن نمير، والإمام أحمد في "المسند" (3/456 رقم 15784) من طريق عيسى ابن يونس، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (14) ، وابن حبان في "صحيحه" (3228) من طريق إسحاق الأزرق، جميعهم عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه أحمد في "المسند" (3/460 رقم 15794) ، والدارمي في "مسنده" (2772) ، والترمذي في "جامعه" (2376) ، والطبراني في "الكبير" (19/96 رقم 189) ، والبغوي في "تفسيره" (2/173) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني أيضًا (19/96 رقم 189) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 57 زكريَّا بْن (1) أَبِي زائدة، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرارَة، عَنْ ابْنِ كَعْب (2) بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَصلَ لحديثِ قُطْبَة (3) ، ولا لحديث عبد الملك الذِّمَاري (4) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَمْ أزَلْ أطلُبُ أَثَرَ هَذَا الحديثِ حَتَّى رأيتُ في كتاب عبد الصَّمد بْنِ حسَّان، عَنِ الثَّوري؛ قَالَ: قال رسولُُ الله (ص) . وَرَوَاهُ (6) أَيْضًا قَبِيصَةُ عَنِ الثَّوري: قال: قال (7) رسولُُ الله (ص) . 1800- وسألتُ (8) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُحَارِبي (9) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ عُرْوَة، عن   (1) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (2) في (ك) : «كعيب» . (3) قال الترمذي في الموضع السابق: «ويُروى في هذا الباب عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، ولا يصحُّ إسناده» . وقال العقيلي في الموضع السابق: «لم يتابع قطبة على هذه الرواية أحدٌ عن الثوري» . (4) قال الطبراني في "الأوسط" (772) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سفيان إلا عبد الملك الذِّماري» . (5) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (6) في (ف) : «وروى» . (7) قوله: «قال» الثانية من (ف) فقط. (8) انظر المسألة الآتية برقم (1827) . (9) هو: عبد الرحمن بن محمد. وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (276) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (499 و500) . الحديث: 1800 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 58 عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: ... مَنِ التَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ ... (1) ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ شُعبة (2) ، عَنْ وَاقِدِ بْنِ محمَّد، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة (3) ، عَنِ الْقَاسِمِ (4) ، عَنْ عائِشَة، موقوف (5) ؛ وهو الصَّحيحُ.   (1) الحديث بتمامه: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِي اللهُ عَنه، وأَرْضَى عنهُ النَّاسَ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ، سَخِطَ اللهُ علَيهِ، وأَسْخَطَ علَيهِ النَّاسَ» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "الزهد" (ص205) من طريق أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، به. وأخرجه البغوي في "الجعديات" (1593) عن علي بن الجعد، عن شعبة، عن واقد، عمَّن حدثه عن القاسم بن محمد، به. ورواه عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ واختُلف عليه، فأخرجه البيهقي في "الزهد الكبير" (891) ، وفي "الأسماء والصفات" (1059) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني، وأيضًا في "الأسماء والصفات" (1060) من طريق الحسن بن مكرم، كلاهما عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، به موقوفًا. قال البيهقي في "الأسماء والصفات": «قال الحسن بن مكرم في كتابي هذا موضعين: موضع موقوف، وموضع مرفوع أن النبي (ص) قال» . وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1524) ، والجوزجاني في "الشجرة في أحوال الرجال" (ص8- 9) عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ به، مرفوعًا. وأخرجه وكيع في "أخبار القضاة" (1/38) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (890) من طريق الحسن بن مكرم، عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، به مرفوعًا. ومن طريق الجوزجاني أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (277) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (501) . وأخرجه البيهقي في "الزهد الكبير" (892) من طريق النضر بن شميل، عن شعبة، به مرفوعًا. (3) هو: عبد الله بن عُبَيدالله. (4) هو: القاسم بن مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. (5) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 59 قلتُ لأَبِي: الخطأُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: إمَّا مِنَ المُحَارِبي، وإمَّا (1) من عُثْمَان (2) . 1801 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدٌ (4) ، عَنِ الْعَلاءِ بن المُسَيَّب، عن عمرو ابن مُرَّة، عَنْ أَبِي عُبَيدة (5) ، عَنْ أبي موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كَانَ المَرْءُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ إِذَا عَمِلَ العَامِلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي نَهَاهُ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الغَدِ جَالَسَهُ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: لا أَعْرِفُ هَذَا الحديثَ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ مُرَّة؛   (1) في (ف) : «أو» بدل: «وإمَّا» . (2) قال العقيلي في "الضعفاء" (3/343) : «ولا يصحُّ في الباب مسندًا، وهو موقوف من قول عائشة» . وذكر الدارقطني في "العلل" (5/42/أ) أوجهَ الخلاف في هذا الحديث، ثم قال: «ورفعُه لا يثبت» . وانظر "العلل الكبير" للترمذي (ص332) . (3) انظر المسألة الآتية برقم (2734) و (2797) . (4) هو: ابن عبد الله الواسطي. وقد اختُلف على خالد في هذا الحديث، فأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1163) ، والدارقطني في "العلل" (5/288) من طريق عمرو بن عون، عن خالد الواسطي، به. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5094) من طريق وَهْب ابن بقية، عن خالد الواسطي، عن العلاء، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عَنْ أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود، به. ومن طريق أبي يعلى أخرجه الثعلبي في "تفسيره" (4/96) ، والبغوي في "تفسيره" (1/700- 701) وقد اختُلف على العلاء بن المسيب في هذا الحديث. انظر المسألة الآتية برقم (2797) . (5) هو: ابن عبد الله بن مسعود. الحديث: 1801 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 60 وَإِنَّمَا رَوَاهُ عليُّ بْنُ بَذِيمَة (1) ، عن أبي عُبَيْدة، عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) . وَيَرْوِيهِ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (3) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ سالمٍ الأَفْطَس (4) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة، عن النبيِّ (ص) .   (1) في (ك) : «نديمة» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/391 رقم 3713) ، وأبو داود في "سننه" (4336) ، والترمذي في "جامعه" (3047 و3048) ، وابن ماجه في "سننه" (4006) ، وابن جرير في "تفسيره" (12307 و12310) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1164) ، والطبراني في "الكبير" (10/145- 146 رقم 10264- 10266) من طرق عن علي بن بذيمة، به. ورواه الثوري، عن علي بن بذيمة، واختُلف عليه، فأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/194) عن الثوري، عن علي بن بذيمة، به. وكذا أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/288) من طريق عباد بن موسى، عن الثوري، به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3048) ، وابن ماجه في "سننه" (4006) ، وابن جرير في "تفسيره" (12309) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن جرير أيضًا (12311) من طريق وكيع، كلاهما عن الثوري، عن عَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن النبي (ص) . وأخرجه ابن جرير (12308) من طريق المؤمَّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عن علي ابن بذيمة، عن أبي عبيدة أظنه عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، به. قال الدارقطني في "العلل" (862) : «يرويه مؤمل، عن الثوري، عن عَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن مسروق، عن عبد الله، ووهم في ذكر مسروق، وخالفه أبو بكر الحنفي وعلي بن قادم وعباد بن موسى؛ فرَوَوه عن الثوري، عن عَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن عبد الله، وغيرهم يرسله عن الثوري ولا يذكر فيه ابن مسعود، والمرسل أصحُّ من المتصل» . وقال أيضًا في (889) : «ولا يصحُّ ذكر مسروق» . (2) هو: ابن مسعود ح. (3) سيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (2797) . (4) هو: ابن عجلان. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 61 والحديثُ مَرجِعُهُ (1) إلى أَبِي عُبَيدة (2) ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) (3) . 1802 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ حدَّثنا به فقال: حدَّثنا زكريَّا بنُ يَحْيَى الخَزَّازُ (4) المُقْرئ (5) البَصْري (6) ، عن عبد الله ابن عيسى   (1) في (ت) : «من جمعه» . (2) من قوله: «عن النبي (ص) والحديث ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) قال الدارقطني في "العلل" (889) بعد أن ذكر الخلافَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: «وَالصَّحِيحُ عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عن عبد الله، وحديثُ عَلِيُّ بْنُ بُذَيْمَةَ، عَنْ أَبِي عبيدة، عن عبد الله» . (4) كذا في (أ) و (ش) ، وكأن ناسخ (أ) حاول إصلاحها، ثم كتب في الهامش ما نصه: «بيان: الخراز» ، وفي (ت) : «الخزار» ، وفي (ك) : «الحزار» ، وهي مهملة في (ف) . (5) في (ف) : «المقدسي» ، وفي (ك) : «المتمري» . (6) أخرجه المصنف ابن أبي حاتم في "التفسير" (19463) عن أبي زرعة، به. ورواية زكريا أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (250) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/286) ، والطبراني في "الكبير" (19/253 رقم 568) ، والبيهقي في "الدلائل" (1/362) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه الضياء في "المختارة" (1/289 رقم 568) . وأخرجه البزار في "مسنده" (205) من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن عيسى، به. ثم قال البزار: «قال عبد الله بن عيسى: فحدثت به إسماعيل المكي، فحدثني بنحوه» . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/252) ، والحاكم في "المستدرك" (3/286) من طريق هلال بن بشر، عن عبد الله بن عيسى، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ عكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَلَمْ يَذْكُرْ عمر في إسناده. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5216) ، والطبراني في "الأوسط" (2247) ، وفي "الصغير" (185) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (2/630) من طريق علي بن خشرم، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُوسَى، عَنْ عبد الله بن كيسان، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. ولم يذكر في إسناده عمر بن الخطاب. وفيه أن المستضيف هو: أبو أيوب. بدل: أبو الهيثم. الحديث: 1802 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 62 أبي (1) خلف الخَزَّاز (2) ، عن يونس ابن عُبَيْد، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب يَقُولُ: خَرَجَ رسولُ اللَّهِ (ص) عِنْدَ الظَّهيرة، فوجَدَ أَبَا بَكْرٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: مَا أَخْرَجَكَ هَذِهِ السَّاعَةَ؟ ، قَالَ: أخرجَني الَّذِي أخرجَكَ، وَجَاءَ عمرُ بْنُ الخطَّاب، فَقَالَ: يَا ابْنَ الخَطَّابِ، مَا أَخْرَجَكَ؟ ... ، فَذَكَرَ حديثَ (3) أَبِي الهَيْثَم بْنِ التَّيِّهَانِ (4) بطولِهِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» ؛ يَعْنِي: بِهَذَا الإِسْنَادِ (5) . 1803 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ المُؤَمَّل (6) ، عَنْ سُفْيَانَ؛   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» . (2) في (ت) و (ف) : «الخراز» ، وفي (ش) : «الحراز» ، وانظر "الجرح والتعديل" (5/127 رقم585) . (3) في (ك) : «الحديث» . (4) في (ت) : «البهان» . (5) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عمر إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا رواه عن يونس إلا عبد الله بن عيسى» . وقال العقيلي في الموضع السابق: «وقد رُوي في هذا الباب أحاديثُ من غير هذا الوجه صالحة الإسناد» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا أعلم رواه عن يونس بهذا الإسناد غير عبد الله بن عيسى» . وقال ابن كثير في "تفسيره" (8/495) بعد أن رواه من طريق ابن أبي حاتم عن أبي زرعة: «غريبٌ من هذا الوجه» . (6) هو: ابن إسماعيل. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "الزهد" (106) ، وابن جرير في "التفسير" (19721) . وأخرجه عبد الرزاق في "التفسير" (2/319) عن سفيان الثوري، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، بنحوه. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "التفسير" (18878) . الحديث: 1803 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 63 قَالَ: حدَّثنا حَبيبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ؛ قَالَ: بَلَغَني أنَّ رَجُلا مرَّ بِنَبيِّ الله يعقوبَ _ج (1) قَدْ سقَطَ حاجِبَاهُ عَلَى عَيْنَيهِ، وَقَدْ رَفَعَهُمَا بخِرقَة، فَقَالَ: مَا بلغَ بِكَ (2) مَا أَرَى؟ قَالَ: طولُ الزُّمَانِ، وكثرةُ الأَحْزَانِ (3) ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: يَا يعقوبُ، تَشْكُونِي؟! قال: أَيْ (4) رَبِّ، خَطيئةٌ فاغفِرْها لِي! قَالَ أَبِي: يُقَالُ: إنَّ الثَّورِيَّ لَمْ يَسْمَعْ هَذَا الحديثَ مِنْ حَبِيب؛ إِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ أسلَمَ المِنْقَرِيِّ (5) عَنْ حَبِيب (6) . 1804 - وسألتُ (7) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْن المُسَيّب الثَّقَفي (8) ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْم، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: يَا عِبَادِي (9) ، كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «بنبي الله (ص) يعقوب» . (2) في (ف) : «بك إلى» . (3) في (ك) : «الإخوان» . (4) قوله: «أي» ليس في (أ) و (ش) . (5) في (ت) و (ك) : «المقرئ» . (6) من هذا الوجه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34287) من طريق معاوية بن هشام، والمصنف = = ابن أبي حاتم في "التفسير" (11904) من طريق أبي داود عمر ابن سعد المحفري، كلاهما عن الثوري، به. وأخرجه هناد في "الزهد" (783) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الفزاري، عن أسلم المنقري، به. ومن طريق هناد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/61- 62) . (7) ستأتي هذه المسألة برقم (1896) . (8) سيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (1896) . (9) قوله: «يا عبادي» ليس في (ف) . الحديث: 1804 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 64 فَقَالا: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ تُبَيْعٍ (1) ، قولَهُ، قَالَ: فكأنَّ هَذَا يَدْفَعُ ذَاكَ (2) . 1805 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيَّار (3) ، عَنْ سَهْل بْنِ أَسْلَمَ العَدَوي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنصور، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحَة؛ قَالَ: شَكَوْنَا إلى رسولِ الله (ص) الجُوعَ، فَرَفَعْنَا عَنْ بُطُوننا عَنْ حَجَرٍ، ورفع رسولُ الله (ص) عَنْ بَطْنِهِ عَنْ [حَجَريْنِ] (4) ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) ؛ لَيْسَ فِيهِ «عَنْ أَبِي طَلْحَة» (5) .   (1) في (ف) : «ثبيع» بالمثلثة، وهي مهملة في (أ) و (ش) . وفي الرواة ممن اسمه «تبيع» عدة؛ منهم: تبيع بن سليمان أبو العدبَّس، وتبيع بن عبد القدوس، وتبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار؛ ولعلَّه المقصود هنا. (2) في (ش) : «يدفع ذلك» ، وفي (ف) : «يرفع ذاك» . وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (6/249 رقم 1110) اختلافات أخرى على شَهْر. (3) هو: ابن حاتم. وروايته أخرجها أحمد في "الزهد" (1/175) ، والترمذي في "جامعه" (2371) ، وفي "الشمائل" (371) ، والشاشي في "مسنده" (1061) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (837) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (10428) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/122) . ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في "شرح السنة" (4079) . قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . (4) في جميع النسخ: «حجر» ، والتصويب من مصادر التخريج. (5) أخرجه من هذا الوجه أبو عوانة في "مسنده" (8320) من طريق سعيد بن عون البصري، عَنْ سَهْلِ بْنِ أَسْلَمَ الْعَدَوِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ، عن أنس، عن النبي (ص) . الحديث: 1805 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 65 قلتُ لأبي: الوَهَمُ ممَّن هو؟ قَالَ: مِنْ سَيَّار. وقلتُ لأبي زُرْعَةَ: الوَهَمُ من سَيَّار؟ فَقَالَ: سَيَّارٌ يقولُ هكذا. 1806- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيَّار (1) ، عَنْ جعفر (2) ،   (1) هو: ابن حاتم، وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (973) ، وفي "العلل الكبير" (ص142) ، وابن ماجه في "سننه" (4261) ، وابن أبي الدنيا في "حسن الظن بالله" (31) ، وفي "المحتضَرين" (17) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على الزهد" (ص33) ، والنسائي في "الكبرى" (10901) ، والبيهقي في "الشعب" (970) ، وفي "الآداب" (1147) ، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1252) ، وابن الجوزي في "الثبات عند الممات" (ص67) ، والضياء في "المختارة" (1587) . وأخرجه عبد بن حميد، في "مسنده" (1370) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/292) ، والبيهقي في "الشعب" (971) ، وفي "الأربعون الصغرى" (31) من طريق يحيى بن عبد الحميد، وأبو يعلى في "مسنده" (3303 و3417) من طريق الحسن بن عمر بن شقيق، وأبو نعيم في "الحلية" (6/292) من طريق محمد بن أبي الشوارب، والضياء في "المختارة" (1589) من طريق سليمان بن أيوب، جميعهم عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أنس، به. وجاء في رواية الحسن بن عمر بن شقيق: «عن ثابت قال: أحسبه عن أنس» . وجاء في الموضع الأول من "مسند أبي يعلى": «حماد ابن سلمة» بدل: «جعفر» . = ... ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (539) ، والضياء في "المختارة" (1588) . وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/144- 145) من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ نفيع بن الحارث، عن أنس، به. (2) هو: ابن سليمان الضُّبَعي. الحديث: 1806 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 66 عَنْ ثَابِتٍ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ دخَلَ عَلَى مريضٍ فوافقَهُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ ، قَالَ: بِخَيْرٍ، أَرْجُو اللهَ وأخافُ ذنوبي؟ فقال (2) أَبِي (3) : حدَّثنا أَبُو الظَّفَر (4) ، عَنْ جَعْفَرٍ (5) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) . ولم يذكُر أنسً (*) ، وَهُوَ أشبهُ (6) . 1807- وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صَخْرُ بنُ جُوَيرية، وأيُّوب (8) ، وحمَّاد بْنُ نَجِيح (9) ، عَنْ أبي رجاء العُطَارِدي (10) ، حدَّثنا   (1) هو: ابن أسلم البناني. (2) في (أ) و (ش) : «قال» . (3) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ك) . (4) هو: عبد السلام بن مطهّر. وروايته أخرجها البغوي في "شرح السنة" (1456) . (5) قوله: «جعفر» لم يتضح في (ك) . ( *) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) (6) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: إِنَّمَا يُروى هَذَا الحديث عَن ثابت أن النبي (ص) دخل على شاب» . وقال في الموضع السابق من "جامعه": «هذا حديث غريب وقد روى بعضهم هذا الحديثَ، عن ثابت، عن النبي (ص) مرسلاً» . وقال الدارقطني في "العلل" (5/40/ب) : «يرويه جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، واختُلف عنه فأسنده سيار بن حاتم، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس. ورواه أبو الربيع الزهراني [في الأصل: الزهري] عن جعفر، عن ثابت مرسلاً وهو المحفوظ» . (7) انظر المسألة رقم (1194) . (8) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (9) في (ك) : «يحيى» . (10) هو: عمران بن ملحان. الحديث: 1807 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 67 ابن عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: اطَّلَعْتُ فِي (1) الجَنَّةِ فَرَأَيْتُ (2) أَكْثَرَ أَهْلِهَا الفُقَرَاءَ والمَسَاكِينَ، واطَّلَعْتُ فِي (3) النَّارِ فَإِذَا (4) أَكْثَرُ أَهْلِهَا النِّسَاءُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عَوْفٌ (5) ، وسَلْمُ (6) بْنُ رَزِينٍ (7) ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) (8) . قَالَ أَبِي: ابنُ (9) عَبَّاسٍ أشبهُ؛ لأنَّ أيُّوبَ أحفظُهُمْ وَأَشْبَهَهُمْ (10) . 1808 - قَالَ أَبِي (11) : الحديثُ الَّذِي رُوِيَ عَنْ عطاء بن   (1) في (ك) : «على» . (2) في (ك) : «فوجدت» ، وكتب فوقها: «فرأيت» . (3) في (أ) و (ش) و (ك) : «على» . (4) في (ك) : «فرأيت» بدل: «فإذا» . (5) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي. (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسالم» . (7) كذا في جميع النسخ: «رزين» ، بالنون، ومثله في المسألة رقم (1194، 1477) ، والصواب: «زَرير» كما في "الجرح والتعديل" (4/264) وغيرِهِ؛ وما في النسخ تصحيفٌ قديم؛ قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/158) : «قال ابن مهدي: سَلْم بن رزين، والصحيح: زرير» ، وقال أبو أحمد الحاكم: «هو وَهَمٌ» . و «زَرِير» هو بالزاي المعجمة المفتوحة وراءين، وأخطأ مَنْ ضَمَّ الزاي؛ قال أبو علي الجَيَّاني: «وقع لبعض رواة "الجامع": زُرير - بضم الزاي - وهو خطأٌ، والصواب الفتح» . كما في "تهذيب التهذيب" (2/65) . وانظر "الكامل" لابن عدي (3/327) . (8) تقدم تخريج روايات هذه المسألة في تعليقنا على المسألة رقم (1194) . (9) في (ك) : «وابن» . (10) قال الترمذي في "جامعه" (2603) : «وهكذا يقول عوف: عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين، ويقول أيوب: عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وكلا الإسنادين ليس فيهما مقال، ويحتمل أن يكون أبو رجاء سمع منهما جميعًا. وقد روى غيرُ عوف أيضًا هذا الحديث عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عِمْرَانَ بن حصين» . (11) ستأتي هذه المسألة برقم (1812) . الحديث: 1808 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 68 السَّائب (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ ... . قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ. 1809 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيَّارٌ (2) ، وإسماعيلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ (3) ، وبَيَانٌ (4) ، ومُجالِدٌ (5) ، عن عامر (6) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) قَالَ: المُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ. وَرَوَاهُ وُهَيب، عَنْ دَاوُدَ (7) ، عَنِ الشَّعبي، عن رَجُلٍ، عن عبد الله   (1) سيأتي تخريج روايته في المسألة (1812) . (2) هو: أبو الحكم العَنَزي. (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/163 و192 و205 و212 رقم 6515 و6806 و6912 و2982) ، والبخاري في "صحيحه" (10) . (4) هو: ابن بشر. وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (230) . (5) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6573) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/193 و212 و224 رقم 6814 و6983 و7086) ، والبخاري في "صحيحه" (6484) من طريق زكريا بن أبي زائدة، وأحمد أيضًا (2/212 رقم 6982) ، والبخاري (10) من طريق عبد الله بن أبي السفر، كلاهما عن عامر الشعبي، به. (6) هو: ابن شَراحيل الشعبي. (7) هو: ابن أبي هند. ورواية وُهَيب بن خالد، لم نقف عليها، وقد خُولف في روايته عن داود؛ فأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "هدي الساري" (ص20) ، وفي "تغليق التعليق" (2/27) ، وهناد في "الزهد" (1132) ، والبخاري في "صحيحه" (10) تعليقًا، ومحمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (631) ، وابن حبان في "صحيحه" (230 و399) ، وابن منده في "الإيمان" (313) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، والحميدي في "مسنده" (606) ، وابن أبي عمر العدني في "الإيمان" (68) ، والخليلي في "الإرشاد" (2/553 رقم 166) من طريق سفيان بن عيينة، والبخاري في "صحيحه" (10) تعليقًا، وعثمان بن أبي شيبة في "مسنده" كما في "هدي الساري" (ص20) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وتمام في "فوائده" (1680/الروض البسام) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، جميعهم عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن الشعبي، عن عبد الله بن عمرو. وهو الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم. قال ابن منده: «رواه وُهَيب، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن رجل، عن عبد الله، وروى هذا الحديثَ مغيرة وعاصم وفراس، عن الشعبي، عن ابن عمرو» . الحديث: 1809 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 69 بن عمرو، عن النبيِّ (ص) . قلتُ: فأيُّهُمْ أصحُّ؟ قَالَ: هؤلاءِ أحفظُ، أحكُمُ لهم به عَلَى داود (1) . 1810 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامٌ الدَّسْتَوائي (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ [أَبِي] كَثِير (3) ، عَنْ نَوْفٍ (4) ؛ قَالَ؛ فِيمَا نَاجَى اللهُ بِهِ موسى _ج (5) ؟   (1) تقدم في التخريج أن جماعةً رَوَوْهُ عن داود عن الشعبي على الوجه الذي رواه أولئك عن الشعبي؛ بلا ذكر: «عن رجل» . (2) روايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "السنة" (524) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (15220) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/48- 49) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/120) . وأخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (2/237- 238) ، وابن جرير (15219) من طريق معمر، عن يحيى بن كثير، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن عساكر (61/122) . (3) في جميع النسخ: «يحيى بن كثير» ، وألحق قوله: «أبي» بهامش (ش) . (4) هو: ابن فَضالة الحِمْيَري البِكالي. (5) ولفظه كما في كتاب "السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد: عن نوف البكاليِّ قال: انطلق موسى صلوات الله عليه يريد بني إسرائيل فناداه ربه عز وجل فقال: إني أبسط لكم الأرض طهورًا ومسجدًا، فصلُّوا حيث أدركتم الصلاة، إلا في حمام أو مِرْحاضٍ أو عند قبرٍ. الحديث: 1810 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 70 قَالَ أَبِي: لَمْ يَسْمَعْ يَحْيَى من نَوْفٍ (1) شَيْئًا؛ إِنَّمَا [رُوِيَ] (2) هَذَا عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سلاَّم، عَنْ أَبِي سلاَّم (3) ، عَنْ نَوْف؛ وَهُوَ أَشْبَهُ. 1811 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعبة (4) ، عَنْ سِمَاك بْنِ حَرْبٍ، عَنِ النُّعمان ابن بَشِير، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: مَا كان النبيُّ (ص) يَشْبَعُ مِنَ الدَّقَلِ (5) وَمَا تَرْضَونَ أَنْتُمْ دُونَ ألوانِ التَّمرِ وألوانِ الثِّياب؟ قال: كذا قال شُعبة، وَأَمَّا غيرُهُ مِنْ أَصْحَابِ سِمَاك فَلَيْسَ يتابعُهُ أحدٌ مِنْهُمْ؛ إِنَّمَا يَقُولُونَ: سِمَاك (6) ، عَنِ النُّعمان، عن النبيِّ (ص) ؛ لا يقولون: «عمر» .   (1) في (ك) : «بن نوف» . (2) كذا في (ش) ، وهو الصواب، وفي بقية النسخ رسمت هكذا: «روا» . (3) قوله: «عن أبي سلام» سقط من (ك) . (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" = = (1/24 و50 رقم 159 و353) ، ومسلم في "صحيحه" (2978) . (5) الدَّقَل: هو رديء التمر ويابسه. "النهاية" (2/127) . (6) رواه عن سماك على هذا الوجه كلٌّ من: زهير بن معاوية، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/268 رقم 18356) ، ومسلم في "صحيحه" (2577) . وإسرائيل بن يونس، وأبو الأحوص سلاَّم بن سليم، وروايتهما أخرجها مسلم في "صحيحه" (2577) . وأبو عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليَشكُري، وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (6341) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (862) . الحديث: 1811 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 71 قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: شُعبة أحفظُ. قلتُ: لم يتابعْهُ أحدٌ (1) ؟ قَالَ: وإنْ لم يتابعْهُ أحدٌ؛ فإنَّ شُعبةَ أحفظُهم. 1812 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصر بْنُ عَلِيٍّ (3) ، عَنْ خازمٍ (4) أَبِي (5) مُحَمَّدٍ الغُبَري (6) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عن نافع،   (1) من قوله: «لا يقولون عمر ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) ، وتكرر في (ك) قوله: «قَالَ: وإن لم يتابعه أحد؛ مِنْهُمْ إِنَّمَا يَقُولُونَ: سِمَاكٌ، عَنِ النعمان، عن النبي (ص) » . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1808) ، وانظر المسألة رقم (2380) . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3295/كشف الأستار) ، وابن عدي في "الكامل" (5/364) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/550) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (116) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (2/652- 653) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (835) من طريق يعقوب بن بشير، عن أبي محمد خازم بن مروان، عن عطاء، به. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/316) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر، عن نافع، به. ومن طريق الدارقطني أخرجه الخطيب في "الموضح" (2/85) . قال البزار: «لا نعلم أسند عطاء عن نافع، إلا هذا» . (4) في (ش) و (ك) : «حازم» ، وفي (ف) : «حارم» مهملة الحرفين. (5) في (ف) : «بن» ، وفي (ك) : «أبو» . (6) في (ف) : «العبري» ، وفي (ك) مهملة الأحرف. وقد ذكره السمعاني في "الأنساب" (3/393) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/393) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/550) وقال: «وفيه خلاف» . والخطيب في "موضح أوهام الجمع" (2/58) فقالوا جميعًا: «الغبري» بالغين المعجمة المضمومة والباء الموحَّدة المفتوحة. وفي "المؤتلف والمختلف" للدارقطني (2/652) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (2/284) ، و"تهذيب التهذيب" (1/513) ، و"تهذيب الكمال" (8/26) ، و"الكاشف" للذهبي (1/362) : «العنزي» بالمهملة، بعدها نون، ثم زاي. الحديث: 1812 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 72 عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ، وأَهْلُ المُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ المُنْكَرِ فِي الآخِرَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وخازِمٌ (1) مجهولٌ. 1813 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الله ابن إِبْرَاهِيمَ الغِفاري الْمَدَنِيُّ (2) ، عَنِ المُنكَدِر ابن مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ أَبِيهِ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: القَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِل (3) . 1814- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُويد ابن عبد العزيز (4) ،   (1) في (أ) : «خارم» ، وفي (ش) مهملة الحرفين، وفي (ك) : «حازم» . (2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/233) ، وابن عدي في "الكامل" (4/191) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (83) ، والدارقطني في "الأفراد" (112/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (104) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6922) من طريق خالد بن إسماعيل المخزومي، عن يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عن أبيه عن جابر، به. (3) قال العقيلي في الموضع السابق: «عبد الله بن إبراهيم الغفاري كان يغلب على حديثه الوهم» . وقال عنه ابن عدي في الموضع السابق: «وعامَّة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات» . (4) روايته أخرجها ابن ماجه في "السنن" (4115) ، والطبراني في "الكبير" (20/84 رقم 159) ، وفي "مسند الشاميين" (2/205 رقم 1192) ، والآجري في "الغرباء" (26) ، والبيهقي في "الشعب" (10006) . الحديث: 1813 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 73 عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ بُسْر (1) ابن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (2) ، عَنْ مُعاذ (3) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِمُلُوكِ أَهْلِ (4) الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ (5) ذُو طِمْرَيْنِ (6) لاَ يُؤْبَهُ لَهُ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا يُرْوَى عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، كلامَهُ (7) فقَطْ (8) .   (1) في (ك) : «بشر» . (2) هو: عائذ الله بن عبد الله الخَولاني. (3) هو: ابن جبل ح. (4) قوله: «أهل» ليس في (أ) و (ش) . (5) قال ابن الجوزي في "غريب الحديث" (2/11) : «العينُ مفتوحة، والمعنى: أن الناس يَسْتَضْعِفونه» . وقال القرطبي في "المفهم" (7/169) : «الصحيحُ في "متضعَّف" فتح العين على أنه اسم مفعول، وكذا وجدتُّهُ في كتاب الشيخ أبي الصبر» . وقال النووي في "شرح مسلم" (17/186) : «ضبطوا قوله "متضعف" بفتح العين وكسرها، المشهور الفتح ولم يذكر الأكثرونَ غيره، ومعناه: يستضعِفُه الناس ويحتقرونه ويتجبَّرون عليه؛ لضعف حاله فى الدنيا؛ يقال: تضعَّفه واسْتَضْعَفَه. وأما رواية الكسر فمعناها: متواضِع متذلِّل خامل واضع من نفسه» . (6) الطِّمْر: الثوب الخلق، والجمع: أطمار. "المصباح المنير" (2/378) . وكذا وقع في النسخ بالرفع، ويؤول على قطع النعت وتقدير مبتدأ؛ كأنه قال: «هو ذو طمرين» . والقاعدة عند قطع النعت عن منعوته: أنَّه يجوز الرفع بإضمار مبتدأ، والنصب بإضمار فعلٍ. وانظر "شرح ابن عقيل" (2/189-190) . (7) أي: مِنْ كلامِهِ، وحُذِفَ الخافض «مِنْ» ، فانتصب ما بعده على نزع الخافض. انظر التعليق على المسألة رقم (12) . (8) أصل الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (4918 و6071 و6657) ، ومسلم (2853) من حديث حارثة ابن وَهْب الخزاعي قال: سمعت النبيَّ (ص) يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كلُّ ضعيف مُتضَعَّف، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأبَرَّه، ألا أخبِرُكم بأهل النار؟ كلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظ مُستكبِر» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 74 1815- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ مَيمون الرَّقِّي (2) ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ كَثير (3) ، عَنْ سُفيان الثَّوري، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدي؛ قَالَ: جاء رجلٌ إلى النبيِّ (ص) فقال: يارسولَ اللَّهِ، أخبِرْني بعملٍ إِذَا أَنَا (5) عَمِلتُهُ أحبَّني اللهُ عزَّ وجلَّ، وأحبَّني الناسُ، فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبَّكَ اللهُ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ؟   (1) نقل هذا النص بتصرف ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص541) الحديث الحادي والثلاثون. (2) لم نقف على روايته، وقد أخرج الحديث الصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص312) ، والخليلي في "الإرشاد" (2/479 رقم 133) ، والبيهقي في "الشعب" (10044) من طريق أبي الوليد محمد بن أحمد الأنْطاكي، عن محمد بن كثير، به. وأخرجه ابن ماجه في "السنن" (4102) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/10) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص141) ، وابن عدي في "الكامل" (3/31) ، والطبراني في "الكبير" (6/193 رقم 5972) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/203 رقم 447) ، والحاكم في "المستدرك" (4/313) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/137) ، وفي "أخبار أصبهان" (2/344- 345) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (643) ، والبيهقي في "الشعب" (10043) من طريق خالد بن عمرو القرشي، والبيهقي أيضًا (10045) من طريق أبي قتادة عبد الله بن واقد الحرَّاني، كلاهما عن الثوري، به. (3) هو: الصَّنعاني المِصِّيصي. (4) هو: سلمة بن دينار. (5) قوله: «أنا» من (ت) و (ف) فقط. الحديث: 1815 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 75 فَقَالَ أَبِي: «هَذَا أيضا حديثٌ باطِل» (1) ؛ يَعْنِي: بهذا الإسناد (2) . 1816 - وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (4) ، عن مالك، عن عبد الكريم أَبِي أُمَيَّة (5) ، عَنْ رجلٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ؟ فَقَالَ (8) أَبِي: إنما هو: عبدُالكريم (9) ، عَنْ زِيَادِ بْنِ الجَرَّاح، عَنْ   (1) سُئل الإمام أحمد عن هذا الحديث كما في "المنتخب من العلل" للخلاَّل (ص37 رقم1) فَقَالَ: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ - تعجُّبًا منه - مَنْ يروي هذا، أو عمَّن هذا؟! = = فقلتُ: خالد بن عمرو. فقال: وقَفْنا في خالد بن عمرو. ثم سكت» . قال ابن رجب في الموضع السابق بعد أن ذكر كلام أحمد: «ومرادُه - يعني أحمد - الإنكارُ على من ذكر له شيئًا من حديث خالد هذا، فإنه لا يُشتغَل به» . وقال العقيلي في الموضع السابق: «وليس له من حديث الثوري أصلٌ، وقد تابعه محمد بن كثير الصنعاني، ولعله أخذ عنه ودلَّسه؛ لأن المشهور به خالد هذا» ، أي: خالد بن عمرو الأموي. وقال ابن عدي في الموضع السابق: «لا أدري ما أقولُ في رواية ابن كثير عن الثوري لهذا الحديث؛ فإن ابن كثير ثقة، وهذا الحديث عن الثوري منكر» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (137/أ/أطراف الغرائب) : «لم يروه عن الثوري، عن أبي حازم، غير خالد بن عمرو القرشي ومحمد بن كثير المصيصي» . (2) قال ابن رجب في "الموضع السابق": «يشير إلى أنه لا أصل له عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ سفيان» . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1797) ، وانظر المسألة الآتية برقم (1841) و (1918) . (4) في (ف) : «أبي وهب» . وهو: عبد الله. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1466) . (5) هو: ابن أبي المخارق. (6) قوله: «رجل» لم يتضح في (ك) . (7) قوله: «عن أبيه» مكرر في (ف) . (8) في (ف) : «قال» . (9) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1797) . الحديث: 1816 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 76 عبد الله بْنِ مَعْقِل؛ قَالَ: دخلتُ مَعَ أَبِي عَلَى ابْنِ مَسْعُودٍ، فسمعتُهُ يقولُ عن النبيِّ (ص) : النَّدَمُ تَوْبَةٌ (1) . 1817 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ دُحَيم (3) ، عَنِ (4) ابْنِ أَبِي فُدَيك (5) ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي مُرَاوِح (6) ، عَنْ أَبِي واقِد اللَّيْثي: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: إِنَّا (7)   (1) قال الدارقطني في "الأحاديث التي خولف فيها مالك ابن أنس" (64) : «روى مالك، عن عبد الكريم الجزري، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن مسعود، عن النبي (ص) قال: «الندم توبة» . خالفه جماعةٌ، منهم: عبد الملك بن جريج، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وعمر بن سعد الثوري، وشريك، وفرات بن سلمان، وعبيد الله بن عمرو، وغيرُهم، رَوَوْه عن عبد الكريم، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن عبد الله بن معقل، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبي (ص) قال: «الندم توبة» ، هذا قول ابن جريج، وقال الباقون: عن عبد الكريم بن زياد، عن ابن معقل أنه كان مع أبيه عند ابن مسعود نحوه» . وقال في "العلل" (813) : «أما عبد الكريم فاختُلف عنه، فرواه مالك بن أنس، عن عبد الكريم، عن رجل لم يسمِّه، عن أبيه، عن عبد الله، عن النبي (ص) ، تفرَّد به ابن وَهْب، عن مالك، وخالفه عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، وفرات بن سلمان، وزهير بن معاوية، وعبيد الله بن عمرو الرقِّي، وشريك بن عبد الله، وسفيان الثوري، فرَوَوْه عن عبد الكريم، عن زياد بن الجراح، ومنهم من قال: زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ عبد الله بن معقل؛ أنه سمع مع أبيه عن ابن مسعود» . ثم قال: «والصَّحيحُ ما رواه الثوري وأخوه عمر بن سعيد، ومن تابعهما عن عبد الكريم، عن زياد، عن ابن معقل: أنه كان مع أبيه عند ابن مسعود، فسمعه يقول، عن النبي (ص) مرفوعًا» . (2) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو، وقد تقدمت هذه المسألة برقم (479) ، و (643) ، وانظر المسألة رقم (1739) . (3) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. (4) قوله: «عن» سقط من (ك) . (5) هو: محمد بن إسماعيل. (6) هو الغفاري، ويقال: الليثي، المدني، مشهورٌ بكنيته. (7) في (ك) : «عَزَّ وجَلَّ قال: إنا» . الحديث: 1817 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 77 أَنْزَلْنَا المَالَ لإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، ولَوْ كَانَ لابْنِ آدَمَ وَادٍي (1) لأَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَان ِ، ولاَ يَمْلَأُ [جَوْفَ] (2) ابْنِ آدَمَ إِلاَّ التُّرَابُ، ويَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ زيدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاء ابن يَسَار، عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثي، عن النبيِّ (ص) . 1818 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّاد، عَنْ حاتِم بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (3) ، عَنْ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ أَعْرَابِيًّا سَأَلَ النبيَّ (ص) وَهُوَ عَلَى المِنبَرِ فَقَالَ: مَتَى الساعةُ؟ فَقَالَ: مَا (5) أَعْدَدتَّ لَهَا؟ ، قَالَ: حُبَّ اللهِ ورسولهِ؛ قَالَ: فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ يَرْوِيهِ الليثُ بْنُ سعد (6) ، عن سعيد المَقبُري،   (1) كذا في جميع النسخ بإثبات الياء، والجادَّة: «وادٍ» ، وما في النسخ صحيحٌ في العربية على لغة من يثبت ياء المنقوص المنوَّن في حالتي الرفع والجر، انظر التعليق على المسألة رقم (146) . (2) ما بين المعقوفين من (ش) فقط. (3) هو: محمد. (4) هو: المقْبُري. (5) قوله: «ما» سقط من (ك) . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/167 رقم 12703) ، والنسائي في "الكبرى" (5873) . وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (1796) من طريق إسماعيل ابن جعفر، عن شريك، به. وأخرجه أحمد أيضًا (3/104 رقم 12013) ، والبخاري في "صحيحه" (3688) ، ومسلم (2639) من طرق عن أنس، به. الحديث: 1818 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 78 عن شَريك بن عبد الله (1) ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. قلتُ (2) لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: مِن ابْن عَجْلان. وقلتُ لأَبِي: الوَهمُ ممَّن هو؟ قَالَ (3) : مِنْ مُحَمَّد بْن عَبَّاد، أو حاتِم (4) . 1819 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه مُصعَب بن عبد الله الزُّبَيري (6) ، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنْ هِشَام بن عُروَة، عن محمد ابْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ عَلَى مَنْ تَحْرُمُ النَّارُ غَدًا؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ؟   (1) هو: ابن أبي نَمِر. (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «فقلت» . (3) في (ك) : «قال: الوهم» . (4) في (ف) : «أو من حاتم» ، وفي (ك) : «أبو حاتم» . (5) نقل بعض هذا النص الذهبي في "الميزان" (2/505- 506) ، وابن حجر في "الأمالي الحلبية" (ص36) ، و"اللسان" (3/362) . (6) في (ش) : «الزهري» . وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1853) ، والبغوي في "حديث مصعب" (3) ، والطبراني في "الأوسط" (837) ، وفي "الصغير" (89) . ومن طريق البغوي أخرجته بيبي في "جزئها" (3) ، وأبو بكر الأنصاري في "المشيخة الكبرى" (122) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ هشام بن عروة إلا عبد الله بن مصعب، تفرَّد به ابنه» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (113/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به عبد الله بن مصعب، عن هشام، عنه» . (7) هو: عبد الله بن مصعب. الحديث: 1819 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 79 قَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ اللَّيثُ بْنُ سَعْدٍ (1) ، وعَبْدَة بْنُ سُلَيْمَانَ (2) ، عَنْ هِشام بْنِ عُروَة، عَنْ موسى بن عُقْبة، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو الأَوْدي، عَنِ ابْنِ مسعود، عن النبيِّ (ص) ؛ وهَذَا هُوَ الصَّحيحُ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: مِن عبد الله بْن مُصعَب. قلتُ: ما حال عبد الله بن مُصعَب؟ قال: شيخٌ (3) .   (1) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (67 و145) ، وابن حبان في "صحيحه" (470) ، والطبراني في "الكبير" (10/231 رقم 10562) . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" (409) ، ويحيى بن معين في "الفوائد" (30) ، وهناد في "الزهد" (1263) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5053) ، والبيهقي في "الشعب" (10739) ، والبغوي في "شرح السنة" (3505) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (5/373) . ومن طريق هناد أخرجه الترمذي في "جامعه" (2488) . ومن طريق يحيى بن معين أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (469) ، وفي "روضة العقلاء" (ص63) ، والبيهقي في "الشعب" (10738) ، والذهبي في "التذكرة" (3/922) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/415 رقم 3938) من طريق سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، عن موسى بن عقبة، به. (3) قال الدارقطني في "العلل" (5/198 رقم 818) : = = «يرويه هشام بن عروة، واختُلف عنه؛ فرواه عبدة بن سليمان، والليث بن سعد، ولوذان بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو الأَوْدِيِّ، عَنِ ابْنِ مسعود. وقال أبو أُسَامَةَ: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ [في المطبوع: ابن] رجل من أود، ولم يثبت اسمه. ورواه سعيد الجمحي، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ الأودي - ولم يسمِّه - عن ابن مسعود. ورواه عبد الله بن مصعب، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ ابن المنكدر، عن جابر. ورواه حماد بن سعيد البراء، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن ابن مسعود، ولا يصحُّ، والمحفوظ حديث عبدة بن سليمان، والليث، عن هشام» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 80 1820 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ جَهْضَمٍ، وعبدُاللهِ بْنُ جَعْفَرٍ المَديني (1) ، عَنْ عُمارة بن غَزِيَّة (2) ، عن عاصم ابن عُمَرَ بْنِ قَتادة، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبيد، عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعمان الظَّفَري، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لَيَحْمِي عَبْدَهُ الدُّنيَا وهُوَ يُحِبُّهُ ... ، وذكَرَ الحديثَ (3) ؟ فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا مُحَمَّدِ بْنِ المثنَّى (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بن جَهْضَم،   (1) سيأتي تخريج روايتهما. (2) سيأتي التنبيه على أن محمد بن جهضم يرويه عن إسماعيل بن جعفر عن عمارة. (3) تتمَّته: «كما يظلُّ أحدكم يحمي سقيمَه الماءَ» . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (190) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد" (ص17) ، والطبراني في "الكبير" (19/12 رقم 17) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ محمد ابن جهضم، عن إسماعيل بن جعفر، عن عمارة بن غزية، به؛ هكذا بزيادة: إسماعيل بن جعفر. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (669) ، والبيهقي في "الشعب" (9964) ، كلاهما من طريق عباس بن عبد العظيم العنبري، والحاكم في "المستدرك" (4/207 و309) من طريق عبد العزيز بن معاوية البصري وعلي بن الحسن الهلالي، ثلاثتهم عن محمد بن جهضم، عن إسماعيل بن جعفر، عن عمارة، به، كسابقه. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/185) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (2036) ، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" (1/288 رقم 483) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/361) من طريق إسحاق بن محمد الفروي، عن إسماعيل بن جعفر، به. ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عُمَارَةَ بن غزية، لكن اختُلف على إسماعيل؛ فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1957) ، وفي "الزهد" (191) عن عبد الوهَّاب بن الضحاك، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عمارة بن غزية، به، كسابقه. وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده"، كما في "المطالب العالية" (3277) ، والطبراني في "الكبير" (4/252 رقم 4296) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1397) من طريق الهيثم بن خارجة، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" (1/288 رقم 484) من طريق مجمع الصيدلاني، والبيهقي في "الشعب" (9965) من طريق عبد الوهَّاب بن نجدة الحوطي، ثلاثتهم رَوَوْه عن إسماعيل بن عياش، به، غير أنهم جعلوه عن رافع بن خديج بدل: قتادة بن النعمان. الحديث: 1820 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 81 هَكَذَا، وحدَّثنا عليٌّ (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، هَكَذَا. وَلَكِنْ حدَّثني دَاوُدُ الجَعْفَرِيُّ (3) ، عَنِ الدَّراوَرْديِّ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ   (1) هو: ابن المديني. (2) هو: عبد الله بن جعفر المديني المذكور في أول المسألة، ولم نقف على من أخرج روايته. (3) في (ش) : «داود الحفري» . وداود هذا هو: ابن عبد الله، ولم نقف على روايته، لكنه توبع؛ فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/427- 428 رقم 23627) من طريق أبي سلمة منصور بن سلمة، والبيهقي في "الشعب" (9966) من طريق القعنبي، كلاهما عن عبد العزيز الدراوردي، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/427 رقم 23622) ، وفي "الزهد" (ص17) من طريق سليمان ابن بلال، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، به. وأخرجه الترمذي (2036/م) من طريق علي بن حجر، عن إسماعيل بن جعفر، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، به. وتقدم أن إسماعيل بن جعفر يرويه عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ قتادة بن النعمان. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35694) من طريق بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، عَنْ عُمَارَةَ بن غزية، عن عاصم ابن عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ مَحْمُودِ بن لبيد، عن النبيِّ (ص) . وتقدم أن إسماعيل بن جعفر رواه عن عمارة، فزاد في الإسناد: قتادة بن النعمان. (4) هو: عبد العزيز بن محمد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 82 أَبِي عَمْرٍو، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتادة، عَنْ مَحْمُودِ (1) بن لَبِيد: أنَّ النبيَّ (ص) . قلتُ (2) لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: حديثُ الدَّراوَرْديِّ. 1821 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ الفَرْوِيُّ (3) ، عَنِ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي المَالِ والخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ؟ فَقَالَ أَبِي: هَكَذَا (4) رَوَاهُ إِسْحَاقُ، وأخطَأَ فِيهِ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: مَالِكٌ، عَنِ المَقبُريِّ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . ثُمَّ قَالَ أَبِي: وَلا أعلَمُ يصحُّ روايةُ مَالِكٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُريِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ اللَّيثُ، عَنِ المَقبُريِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) . 1822 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ محمدُ ابنُ مَيمونٍ المَكِّيُّ   (1) في (ف) : «عن محمد» . (2) قوله: «قلت» سقط من (ف) . (3) هو: ابن محمد. (4) قوله: «هكذا» ليس في (ف) . (5) رواه البخاري (6490) من طريق مالك، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا. وهو في "صحيح مسلم" (2963) من طريق المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، به. الحديث: 1821 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 83 أُمِّيًّ مُغَفَّلً (1) . قِيلَ لأَبِي: إنَّ مُحَمَّدَ بْنِ مَيمون الخيَّاطَ المَكِّيَّ (2) رَوَى عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ شُعبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُتبة بْنِ غَزْوان؛ قَالَ: لَقَدْ رأيتُنا وَأَنَا سابعُ سَبعةٍ مَا لَنَا طعامٌ إِلا الأسودَين ... الحديثَ بِطُولِهِ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بهذا الإسناد، وما أُبْعِدُ أن يكونَ قد (4) وُضِعَ للشيخ؛ فإنه كان أُمِّيًّ (5) . 1823- وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زكريَّا بن منظورٍ (7) ؛ قال:   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أميًّا مغفلاً» ، لكن ما في النسخ صحيح، وفيه وجهان: الأول: النصبُ على أنَّهما خَبرٌ لـ «كان» ، لكن حُذفت منهما ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: الرفعُ على أنَّهما خبرٌ للمبتدأ «محمد بن ميمون» ، والجملة الاسمية: خبر لـ «كان» ، واسم «كان» ضمير الشأن، والتقدير: كان هو - الشأن والحديث - محمدُ بنُ ميمونٍ المكيُّ أميٌّ مغفلٌّ. وانظر في ضمير الشأن التعليق على المسألة رقم (854) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/116 رقم 285) . وجاء في المطبوع: «محمد بن منصور الجواز» . وأخرجه الطبراني أيضًا (17/116 رقم 285) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/171- 172) من طريق أبي عبيدة ابن فضيل بن عياض، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هاشم، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/174 رقم 17574 و17575، و5/61 رقم 20609 و20610) ، ومسلم في "صحيحه" (2967) من طريق خالد بن عمير، عن عتبة بن غزوان، به. (3) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (4) قوله: «قد» ليس في (أ) و (ش) . (5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (1884) . (7) في (ت) : «منظون» . وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4110) ، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (1) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (128 و131) ، والطبراني في "الكبير" (6/157 رقم 5840) ، والحاكم في "المستدرك" (4/306) ، والبغوي في "شرح السنة" (4027) . وأخرجه الطبراني (6/157 رقم 5838) من طريق عبد الله بن مصعب، عن أبي حازم، به. ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه البيهقي في "الشعب" (9981) . الحديث: 1823 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 84 حدَّثني أَبُو حَازِمٍ (1) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ (2) ؛ قَالَ: مرَّ رسولُ الله (ص) بِذِي الحُلَيْفَة، فَإِذَا هُوَ بِشَاةٍ ميتة، فقال النبيُّ (ص) : لَلدُّنْيَا (3) أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ يعقوبُ الإسْكَنْدَرانيُّ (4) ، عن أبي حازم، عن [عبد الله] (5) بْنِ بَوْلاَ (6) ، عَنْ رجلٍ مِنَ المهاجرين، عن النبيِّ (ص) ، وَهَذَا أشبهُ، وزكريَّا لَزِمَ الطريقَ.   (1) هو: سلمة بن دينار. (2) قوله: «ابن سعد» سقط من (ك) . (3) في (ك) : «الدنيا» . (4) هو: ابن عبد الرحمن، ولم نقف على روايته، ولكن رواه ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" رقم (351) - ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (9984) - من طريق أبي حازم، عن عبد الله بن تولا، عن أبيه من أصحاب النبيِّ (ص) به، مرفوعًا. ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/104) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن عبد الله بن بولا، عن أبيه من أصحاب النبيِّ (ص) به. وقد بيَّن الحافظ في "الإصابة" (1/278) أن ابن قانع صحَّفه وأخطأ في إسناده. والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/365 رقم 14930) ، ومسلم في "صحيحه" (2957) من طريق جعفر بن محمد، عن جابر. (5) في (ف) : «عبيد» ، وفي سائر النسخ: «عبيد الله» ، وهو خطأ، وقد ورد على الصواب في المسألة (1884) . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (5/50) ، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (5/13) ، و"المؤتلف والمختلف" للدارقطني (1/258) ، و"الإصابة" (1/277-278) . (6) في (ك) : «برلا» . وقد يقال فيه: «تولا» بالمثناة الفوقية. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 85 قلتُ: ما حالُ زكريَّا هَذَا؟ قَالَ (1) : ليس بقويٍّ. 1824 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْن سَهْل الرَّملي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ المَقْدِسي، عَنْ يُوسُفَ بْنِ جُوَانٍ (2) مِنْ أَهْلِ فِلِسْطِينَ؛ قَالَ: خرجْنا نُرِيدُ الغزوَ (3) ، فمررتُ بحِمْصٍ، فقيل لي: ها هنا رجلٌ يحدِّث عن النبيِّ (ص) ، فأتيتُه، فَإِذَا هُوَ أَبُو أُمامة الباهليُّ، فسمعتُه يحدِّث عَنْ رَسُولِ الله (ص) قَالَ: أَدِّ مَا افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْكَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَازْهَدْ فِيمَا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ تَكُونُ (*) أَوْرَعَ النَّاسِ، وارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُونُ (*) أَغْنَى النَّاسِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ. 1825- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه رَوَّاد ابن الجَرَّاحِ (4) ، عن   (1) قوله: «قال» ليس في (ف) . (2) في (أ) يشبه أن تكون: «حوان» ، أو: «حران» . (3) في (ت) و (ك) : «العزف» . (*) ... كذا في جميع النسخ، وهو جائز؛ على استئنافه وقطعه عن الأول، أي: فأنت تكونُ. قال سيبويه: وتقول: ائتني آتِكَ؛ فتجزم على ما وصفناه، وإن شئتَ رفعت على ألا تجعله معلَّقًا بالأول، ولكنك تبتدئه وتجعل الأول مستغنيًا عنه كأنه يقول: ائتني أنا آتيك. "الكتاب" (3/95-96) . (4) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/194- 195) ، والطبراني في "الأوسط" (3090) ، وابن عدي في "الكامل" (2/35) . ولم يذكر ابن حبان في إسناده: «أبو الحسن الحنظلي» . الحديث: 1824 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 86 أَبِي الْحَسَنِ الحَنْظَلي، عَنْ بُكيرٍ الدَّامَغاني (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: خَرَجَ علينا رسولُ الله (ص) وَهُوَ يَقُولُ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ جُبِّ الحَزَنِ. قِيلَ: يَا رسولَ الله، وَمَا جُبُّ الحَزَن؟ قَالَ: جُبٌّ في وَادٍ في قَعْرِ [جَهَنَّمَ] (2) ، تَسْتَجِيرُ مِنْهُ جَهَنَّمُ كُلَّ يَوْمٍ أَرْبَعَ مِئَةِ مَرَّةٍ، أَعَدَّهُ اللهُ لِلْقُرَّاءِ (3) المُرَائِينَ بِأَعْمَالِهِمْ، وإِنَّ أَبْغَضَ الخَلْقِ إِلَى اللهِ قَارِئٌ يَزُورُ العُمَّالَ (4) . قَالَ أَبِي: إنما هو: مُحَمَّد بْن بَشِير (5) ؛ شيخٌ مجهولٌ، وليس لهذا الحديثِ أصلٌ بهذا الإسناد. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: رَوَى (6) هَذَا الحديثَ عمَّارُ بنُ سيفٍ (7) ، عَنْ أَبِي مُعَانٍ (8) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (9) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) (10) .   (1) هو: ابن شهاب. (2) قوله: «جهنم» أُلحق بحاشية (ش) ، وسقط من بقية النسخ، وهو في مصادر التخريج. (3) في (أ) و (ش) : «أعد للقراء» . (4) يعني: الأمراء. وقد جاء في "الكامل" لابن عدي: «وأبغضهم (أي: القراء) إلى الله عز وجل: الزُّوَّارُ للأمراء» . (5) في (ت) و (ك) : «بشر» . (6) قوله: «روى» مكرر في (ك) . (7) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/170) ، والترمذي في "جامعه" (2383) ، وابن ماجه في "سننه" (256) ، وأبو الحسن القطان في "زياداته على سنن ابن ماجه" (عقب الحديث رقم 256) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/242) ، والدينوري في "المجالسة" (1939 و2965) ، وابن عدي في "الكامل" (5/71) ، والطبراني في "الدعاء" (1391) . وجاء عند ابن عدي: «معان بن رفاعة» . (8) في (أ) و (ش) : «معار» . (9) في (ف) : «بشير» بدل: «سيرين» . (10) قال البخاري في الموضع السابق: «وأبو معان لا يُعرَف له سماعٌ من ابن سيرين، وهو مجهول» . وقال ابن عدي في الموضع السابق (5/71) : «وهذا حديثٌ قد رُوي عَنْ بُكَيْرِ بْنِ شِهَابٍ الدَّامَغَانِيِّ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، فلا يسوى الروايتين شيئًا، وعمار بن سيف له غير ما ذكرت، والضعف بيِّن في حديثه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 87 1826 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنْ حديثِ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ عِكرِمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ أَبُو بَكْرٍ للنبيِّ (ص) : مَا شيَّبَكَ (3) ؟ قَالَ: شَيَّبَتْنِي هُودٌ ... ، الحديثَ (4) . مُتَصِّلٌ (*) أصحُّ؛ كَمَا رَوَاهُ شيبانُ (5) ، أَوْ مُرسَلً (*) ؛ كَمَا رَوَاهُ أبو   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1894) . (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «شيبتك» . (4) الحديث بتمامه: «شيبتني هود، والواقعةُ، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كوِّرت» . (*) ... كذا، وهي حالٌ من المبتدأ المحذوف، والتقدير في السؤال: أهو متصلاً أصحُّ أو مرسلاً؟! وفي الجواب: هو مرسلاً أصحُّ. وحذفت ألف تنوين النصب من «متصلاً» و «مرسلاً» على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) . (5) هو: ابن عبد الرحمن النحوي، وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/435) ، والترمذي في "جامعه" (3297) ، و"العلل الكبير" (664) ، و"الشمائل" (41) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (30) ، والدارقطني في "العلل" (1/200 و201) ، والحاكم في "المستدرك" (2/343) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/350) ، والبيهقي في "الدلائل" (1/357- 358) ؛ جميعهم من طريق شيبان، عن أبي إسحاق، به. وقرن ابن سعد مع شيبان إسرائيلَ بن يونس. وذكر أبو حاتم في المسألة (1894) أن شيبان يرويه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ (ص) فذكره، ولم نقف عليه من هذا الوجه. الحديث: 1826 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 88 الأَحْوَصِ (1) مُرسَلً (*) ؟ قَالَ: مُرسَلً (*) أصحُّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : قلتُ لأَبِي: رَوَى بَقِيَّة (3) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ ليس فيه «ابنُ عباس» (5) .   (1) في (أ) و (ف) : «الأحوص» ، وهو: سلام بن سليم، وروايته أخرجها سعيد بن منصور في "التفسير من سننه" (1110) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/436) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (30259) ، وفي "المسند" - كما في "المطالب العالية" (3632) - والمروزي في "مسند أبي بكر" (31) ، وأبو يعلى في "مسنده" (107 و108) ، والدارقطني في "العلل" (1/205) ؛ جميعهم من طريق أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عكرمة، به مرسلاً بدون ذكر «ابن عباس» . ووقع في المطبوع من "المصنف" زيادة «عن ابن عباس» ! وهي من زيادات المحقق. (*) ... كذا، بحذف ألف تنوين النصب، وانظر التعليق قبل السابق. (2) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط. (3) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (1/203) تعليقًا. ورواه الحاكم في "المستدرك" (2/476) من طريق مسدَّد، عن أبي الأحوص، به. وعن الحاكم رواه البيهقي في "الشعب" (758) . (4) في (أ) و (ف) : «الأخوص» بالمعجمة. (5) نقل السهمي في "سؤالاته للدارقطني" (ص76) عن الدارقطني قوله: «"شيبتني هود والواقعه": معتلَّة كلُّها» . وتوسَّع الدارقطني في "العلل" (1/193- 211) في ذكر الاختلاف في الحديث، فانظره إن شئت. وانظر "البحر الزخار" (1/171) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 89 1827 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وذكرتُ لأَبِي حديثَ قُطْبَةَ بنِ الْعَلاءِ (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : مَنِ التَمَسَ (4) رِضَا المَخْلُوقِ ... ؟ فَقَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ ابنُ المُبَارَك (5) ، عَنْ هِشَام بْنِ عُروَة، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عُروَة، عَنْ عائِشَة، قولَها (6) ؛ أَنَّهَا (7) كتبتْ إِلَى معاويةَ: مَنِ التَمَسَ رِضَا الْمَخْلُوقِ ... وهذا الصَّحيحُ (8) .   (1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1800) . (2) روايته أخرجها ابن البختري في "مجموع فيه مصنفاته" (596) ، والبزار في "مسنده" (3568/كشف) ، ووكيع في "أخبار القضاة" (1/38) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/343) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (498) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (887 و888) . (3) هو: العلاء بن المنهال. (4) في (ف) : «ارتضى» بدل: «التمس» . (5) لم نقف على روايته بهذا الوجه، ولكن أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/188) من طريق سهل بن عبد ربه، عن ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ هِشَام بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، به مرفوعًا. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (199) عن عبد الوهَّاب بن الورد، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قال: كتب معاوية إلى عائشة: أنِ اكتُبي إليَّ بكتاب تُوصيني فيه، ولا تُكثري علي، فكتبَتْ ... فذكره مرفوعًا. ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي في "جامعه" (2414) . وأخرجه الترمذي أيضًا (2414م) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (885) من طريق الثَّوْرِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن أبيه، عن عائشة، به موقوفًا. (6) أي: مِنْ قولِهِا، حُذِفَ الخافض «مِنْ» ، فانتصب ما بعده. انظر التعليق على المسألة رقم (12) . (7) قوله: «أنها» ليس في (ش) . (8) قال البزار في "الموضع السابق": «لا نعلم أحدًا أسنده إلا قُطبة، عن أبيه، ورواه غيره عن هشام، عن أبيه موقوفًا» . الحديث: 1827 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 90 1828 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأعمَشُ (2) ، وفُضَيلُ بنُ عَمْرٍو (3) ، عَنْ إبراهيم (4) ، عن عَلْقمة (5) ، عن عبد الله (6) ؛ قال النبيُّ (ص) : لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِثْقَالُ (7) حَبَّةِ (8) خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. ورواه ابنُ أَبْجَرَ عبدُالملكِ بنُ سعيدِ بنِ حيَّانَ بْنِ أَبْجَر، عَنْ أَبِي مَعْشَر (9) ، عَنْ إبراهيم، عن الأسود (10) ، عن عبد الله، موقوفً (11) . أيُّهما (12) أصحُّ؟   (1) انظر المسألة الآتية برقم (1837) . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/412 و416 رقم 3913 و3947) ، ومسلم في "صحيحه" (91) . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/451 رقم 4310) ، ومسلم في "صحيحه" (91) ، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (218) ، وأبو عوانة في "مستخرجه" (85) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدِّثين" (669) ، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (1611) . (4) هو: ابن يزيد النَّخَعي. (5) هو: ابن قيس النَّخَعي. (6) هو: ابن مسعود ح. (7) كذا في جميع النسخ، ومثلُهُ في المواضع المذكورة من "طبقات المحدِّثين"، و"اعتقاد أهل السنة"، و"التواضع والخمول"، و"مستخرج أبي عوانة"، ولفظه في بقية مصادر التخريج: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قلبه مثقالُ حبَّة ... » . (8) في (ت) و (ك) : «حبة من» . (9) من قوله: «عبد الملك ... » إلى هنا سقط من (ك) . وأبو معشر هو: زياد بن كليب. (10) هو: ابن يزيد النخعي. (11) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (12) في (ش) : «أنهما» . الحديث: 1828 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 91 فَقَالَ: الأعمَشُ وفُضَيلٌ أضبطُ مِنْ أَبِي مَعْشَر؛ وَهُوَ أشبهُ بالصَّواب (1) . 1829 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد ابن الجَرَّاح (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو سَعد (3) الساعِدي؛ قَالَ: سمعتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يقول: النَّاسُ مُسْتَوُونَ كَأَسْنَانِ المُ ِشْطِ، لَيْسَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ فَضْلٌ إلاَّ بِتَقْوى اللهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَبُو سَعْدٍ مجهولٌ (4) . 1830- وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (5) ، عن ابن   (1) قال الدارقطني في "العلل" (5/147) : «يرويه الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ؛ حدَّث به كذلك عبد العزيز بن مسلم، وعليُّ بن مسهر، وأبو بكر بن عياش. ورواه قيسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي وائل، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ؛ قاله الهيثم بن جميل عن قيس. والقولُ الأول أصحُّ» . (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/248) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (166) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (195) ، من طريق المسيّب بن واضح، عن سليمان بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ بن مالك، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1508) . قال ابن عدي: «وهذان الحديثان وضعهما سليمان بن عمرو، على إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة» . (3) في (ك) : «أبو سعيد» . (4) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/378) : «سألت أبي عنه؟ فقال: هو مجهول لم يرو عنه غيرُ روَّاد» . (5) هو: ابن يحيى التُّجيبي، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" (2/953) عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي إدريس الخولاني، به. ومن طريق مالك أخرجه ابن وَهْب في "الجامع في الحديث" (234) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/233 رقم 22030) ، وعبد بن حميد في "المسند" (125) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3891) ، والشاشي في "مسنده" (1381 و1383) ، وابن حبان في "صحيحه" (575) ، والطبراني في "الكبير" (20/80 رقم 150) . وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (715) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/233 رقم 22031) ، والبزار في "مسنده" (2672) ، والطبراني في "الكبير" (20/78 و81 رقم 144 و154) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/127) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/156) من طريق شهر بن حوشَب، والطَّيالسي في "مسنده" (572) ، وأحمد أيضًا (5/229 رقم 22002) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/324) ، والحاكم في "المستدرك" (4/169- 170) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/233) ، وفي "الشعب" (8580) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/126) من طريق الوليد بن عبد الرحمن بن الزجاج، وأحمد أيضًا (5/247 رقم 22131) ، والطبراني في "الكبير" (20/81 رقم 152) من طريق محمد بن قيس، والبزار في "مسنده" (2672) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3892) ، والطبراني في "الكبير" (20/82 رقم 155) ، وفي "مسند الشاميين" (2224) ، والحاكم في "المستدرك" (4/169) من طريق يونس بن ميسرة، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/325) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3893 و3894) ، والشاشي في "مسنده" (1235 و1382) ، والطبراني في "الكبير" (20/79 رقم 146- 148) ، وفي "مسند الشاميين" (744 و2433 و2434) ، والحاكم في "المستدرك" (4/170) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/131 و5/206) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/127) من طريق عطاء الخراساني، والطبراني في "الكبير" (20/78 و89 و80 رقم 145 و149 و151) ، وفي "مسند الشاميين" (1926 و1403 و1659) من طريق ربيعة بن يزيد، ويزيد بن أبي مريم، وشريح بن عبيد، جميعهم عن أبي إدريس الخولاني، به. الحديث: 1829 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 92 وَهْب (1) ، عن سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ   (1) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وتقدم في التخريج أنه رواه في "الجامع في الحديث" عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُعَاذٍ، به. (2) هو: سلمة بن دينار. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 93 مُحَمَّدِ بْنِ المُنكَدِر، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الخَوْلاني (1) ؛ قَالَ: جلستُ (2) مَجْلِسًا بِالشَّامِ فِيهِ نفرٌ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) فِيهِمْ فَتًى - فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ معاذُ بْنُ جَبَل - فَقَالَ (3) : سمعتُ النبيَّ (ص) يقول: [قال اللهُ عزَّ وجلَّ] (4) : وَجَبَتْ مَحَبَّتِي ... وَذَكَرَ الحديثَ (5) . فَقَالَ أَبِي: منهُم من يَقُولُ بدلَ أبي إدريس: «أبي مسلم» (6) .   (1) هو: عائذ الله بن عبد الله. (2) في (ك) : «الخولاني ما أجلست» . (3) في (ف) : «قال» ، والمراد: معاذ بن جبل ح. (4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من مصادر التخريج. (5) وتمامه: «للمتحابِّين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ» . (6) أخرج الحديثَ بهذا الوجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34089) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/236- 237 و239 رقم 22064 و22065 و22080) ، والترمذي في "جامعه" (2390) ، وعبد الله في "زوائده على المسند" (5/328 رقم 22782) ، والشاشي في "مسنده" (1236 و1237) ، وابن حبان في "صحيحه" (577) ، والطبراني في "الكبير" (20/88 رقم 168) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/121) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/131) من طريق عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ أبي مسلم الخولاني، به. وقد أخرج معمر في جامعه (20749/مصنف عبد الرزاق) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/83) ، وفي "التاريخ الأوسط" (رقم 215) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/340) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (10/38) ، والحاكم في "المستدرك" (4/460) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (11/5) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/155) من طريق الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ أنه قال: «أدركتُ أبا الدرداء ووعَيْتُ عنه، وعبادة بن الصامت ووعَيْتُ عنه، وشدَّاد بن أوس ووعَيْتُ عنه، وفاتني معاذ بن جبل فأخبرني فلانٌ عنه» . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (6/69-71 رقم 986) من رواية جماعة عن أبي إدريس أنه قال: سمعتُ معاذ بن جبل. ثم قال: «وخالفهم محمد بن مسلم الزهري - وهو أحفظُ من جميعهم - فرواه عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلانِيِّ قَالَ: أدركتُ عبادة بن الصامت ووعَيتُ عنه، وأدركت شداد بن أوس ووعيت عنه، وعدَّ نفرًا من أصحاب رسول الله (ص) . قال: وفاتني معاذ بن جبل وأُخبرت عنه. وروى هذا الحديث أيضًا [أبو] مسلم الخولاني عن معاذ بن جبل، حدث به عطاء بن أبي رباح عنه ... والقول قول الزهري؛ لأنه أحفظُ الجماعة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 94 1831 - وسمعتُ (1) أبي وحدَّثنا عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا طَلْقُ بنُ السَّمْح اللَّخْمي؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ أيُّوب، عَنْ حُمَيد الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: دخلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ يَعُودُونَهُ فِي مرضٍ لَهُ، فَقَالَ: يَا جاريةُ، هَلُمِّي لأصحابنا ولو كِسَرً (3) ؛ فإني سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: إِنَّ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ مِنْ أَعْمَالِ أَهْلِ الجَنَّةِ.   (1) نقل هذا النص بتصرف ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/246) . ووقع في المطبوع منه: «طلق بن السمح، عن يحيى بن السمح، عن يحيى بن أيوب ... » ، وهو خطأ. وقال في "اللسان" (7/252) : «وقال - أي: أبو حاتم - في "العلل": إنه مجهول. وأورد له خبرًا باطلاً» . (2) في (ش) : «الحكم» بدل: «عبد الحكم» . وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (12) ، والطبراني في "الأوسط" (6501) . وأخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" (649) ، وتمام في "فوائده" (1080/الروض البسام) ، والسِّلَفي في "الطيوريات" (1297) من طريق الربيع بن سليمان، عن طلق، به. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/335) من طريق سليمان بن بشار الخراساني، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ حميد، به. قال ابن حبان عن سليمان بن بشار: «يروي عن الثقات ما لم يحدِّثوا به، ويضع على الأثبات ما لا يُحصى كثرةً ... لا يحلُّ الاحتجاجُ به بحال» . (3) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «ولو كِسَرًا» . وفي الموضع السابق من "الأوسط" للطبراني: «ولو بُسْرًا» ، وما في النسخ صحيح وفيه وجهان: الأول: النصب على أنَّه خبر لـ «كان» المحذوفة هي واسمها بعد «لو» ، ونحوه قوله (ص) : «التمس ولو خاتمًا من حديد» ، والتقدير: ولو كان ما تلتمسُهُ خاتمًا من حديد، وهنا يقدَّر: ولو كان ما تقدِّمينه كِسَرًا. لكن حذفت ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر في هذه اللغة المسألة رقم (34) ، وانظر في حذف «كان» واسمها بعد «إن» و «لَوْ» : المسألة رقم (1786) ؛ ويشهد لهذا الوجه ما جاء في مصادر التخريج. والثاني: الرفع على أنَّه فاعل لفعل محذوف، والتقدير: ولو يكون عندنا كِسَرٌ، أو: ولو حَضَرت كِسَرٌ، وذكَرَ نحوه النووي في "شرح مسلم" (9/213) في توجيه قوله (ص) : «انظُر ولو خاتَمٌ من حديد» بلا ألف بعد الميم. وقد أجاز سيبويه الرفع بعد «لو» في قوله: «ألا طعامَ ولو تَمرٌ» على تقدير: ولو يكون عندنا تمرٌ، ولو سقط إلينا تمرٌ، لكن إذا قُدِّر فعل الكينونة، ففيه حذفُ «كان» وخبرها، مع بقاء الاسم مرفوعًا، وهو ضعيفٌ كما ذكر ابن هشام في "أوضح المسالك" (1/236-237) . الحديث: 1831 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 95 قَالَ (1) أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وطَلْقٌ مجهول (2) . 1832 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ كَتَبْنَاهُ بمِصرَ عَنْ مَالِكِ بن عبد الله بْنِ سَيْفٍ التُّجِيبي (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الحَمَّار؛ قَالَ:   (1) في (ت) و (ك) : «فقال» . (2) قال الطبراني في الموضع السابق: «لم يرو هذ الحديث عن حميد إلا يحيى بن أيوب، ولا عن يحيى إلا طلق ابن السمح، تفرَّد به عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم» . (3) قال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص811) : «وقد رُوي هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عمر عن النبي (ص) ولكن في إسناده من لا يُعرف حاله. قاله أبو حاتم الرازي» . (4) في (أ) : «التجبي» . وروايته أخرجها ابن خزيمة كما في "إتحاف المهرة" (9/329- 330) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/297) . وجاء عند أبي نعيم: «شعيب بن إسحاق» بدل: «سعيد» . قال ابن خزيمة: «أنا أبرأ من عهدة إسناده» . الحديث: 1832 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 96 حدَّثنا اللَّيث (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلُونَ (2) عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ؛ تَغْدُو خِمَاصًا (3) ، وتَرُوحُ بِطَانًا (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (5) ، وسعيدُ بنُ إسحاقَ بْنِ الحَمَّار (6) : مجهولٌ، لا أعرفُهُ. 1833- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أَسَدُ ابنُ مُوسَى (7) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ شُعَيب بْنِ الحَبْحاب، عَنْ أبي العالية (8) ، عن   (1) هو: ابن سعد. (2) الأصل: تتوكَّلون، وحذفتْ إحدى التاءين تخفيفًا. وانظر التعليق على المسألة رقم (388) . (3) أي: جائعةً، يقال: خَمُصَ الشَّخصُ خُمْصًا فهو خَمِيص: إذا جاع. "المصباح المنير" (خ م ص/1/182) . (4) أي: مُمتَلئةَ البطون. "النهاية" (1/36) . (5) فقد أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (559) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/30 و52 رقم 205 و370 و373) ، وابن ماجه في "سننه" (4164) ، وأبو يعلى في "مسنده" (247) من طريق أبي تميم عبد الله بن مالك الجيشاني، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنِ النبي (ص) . ومن طريق ابن المبارك أخرجه الطيالسي في "مسنده" (51) ، والترمذي في "جامعه" (2344) . قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن صحيح، لا نعرفُه إلا من هذا الوجه» . (6) في (ت) : «الجمار» . (7) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (955) . (8) في (ت) و (ك) : «ابن العالية» ، وهو: رفيع بن مهران الرياحي. الحديث: 1833 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 97 العباس بن عبد المُطَّلِب، أَنَّهُ بَنَى غُرفةً، فَقَالَ لَهُ النبيُّ (ص) : أَلْقِهَا، فَقَالَ (1) : أَلا (2) أُنفقُ مثلَ ثَمَنِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ فردَّد (3) النبيُّ (ص) ثلاثَ مَرَّاتٍ، وَرَدَّ العباسُ عَلَى النبيِّ (ص) ثلاثَ مِرَارٍ (4) ، كلَّ ذَلِكَ يَقُولُ له النبيُّ (ص) : أَلْقِهَا، وَيَقُولُ الْعَبَّاسُ: أُنفِقُ مِثلَ ثَمَنِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حدَّثنا عفَّان (5) بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ شُعَيب بْنِ الحَبْحاب، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، أنَّ الْعَبَّاسَ؛ مُرسَلً (6) . 1834 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ (7) عَنْ زكريَّا بْنِ يحيى الوَقَار (8) ؛ قال: قُرئ على عبد الله بْنِ وَهْب؛ قَالَ: قَالَ الثَّوري:   (1) في (ك) : «قال» . (2) في (ت) و (ك) : «لا» . (3) في (ش) : «فردده» ، وفي (ف) : «فرده» . (4) في (ك) : «مرات» . (5) هو: ابن مسلم، وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (4/27- 28) . وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1020) عن حماد به. ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي في "الشعب" (10242) . وأخرجه الحسين المروزي في "البر والصلة" (268) ، وابن أبي الدنيا في "قصر الأمل" (291) من طريق ابن المبارك، وأبو داود في "المراسيل" (495) من طريق موسى بن إسماعيل، وابن أبي الدنيا أيضًا (281) من طريق أبي ربيعة فهد بن عوف، جميعهم عن حماد، به. (6) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) قوله: «به» ليس في (ف) . (8) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6908) ، وابن عدي في "الكامل" (3/216- 217) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/414) ، وابن العديم في "بغية الطلب في تاريخ حلب" (7/3295- 3296 و3297) . ومن طريق الطبراني أخرجه الخطيب في "الجامع" (45) . وأخرجه ابن عدي أيضًا (3/217) من طريق الحارث ابن مسكين وأبي الطاهر أحمد بن عمرو، عن ابن وَهْب، عن الثوري، عن مجالد، عن النبي (ص) . الحديث: 1834 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 98 قَالَ مُجَالد (1) : قَالَ أَبُو الوَدَّاك (2) : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الخُدْري: قَالَ (3) عُمَرُ بْنُ الخطَّاب: قَالَ رسولُُ الله (ص) : قَالَ أَخِي مُوسَى: يَا رَبِّ، أَرِنِي الَّذِي (4) كُنْتَ أَرَيْتَنِي فِي السَّفِينَةِ. فَأَوْحَى اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى (5) : يَا مُوسَى، إِنَّكَ سَتَرَاهُ. فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى أَتَاهُ الخَضِرُ، وهُوَ فَتًى طَيِّبُ الرِّيحِ، حَسَنُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، مُشَمِّرُهَا، قَال: سَلاَمٌ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللهِ يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ، إنَّ رَبَّكَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ ورَحْمَةَ اللهِ، فَقَالَ مُوسَى: هُوَ السَّلاَمُ، ومِنْهُ السَّلاَمُ، وَإلَيْهِ السَّلاَمُ، والحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ الَّذِي لاَ أُحْصِي (6) نِعَمَهُ، ولاَ أَقْدِرُ عَلَى أَدَاءِ شُكْرِهِ إِلاَّ بِمَعُونَتِهِ، فَقَالَ مُوسَى _ج: أُرِيدُ أَنْ تُوصِيَنِي بِوَصِيَّةٍ يَنْفَعُنِي اللهُ بِهَا بَعْدَكَ، فَقَالَ الخَضِرُ: يَا طَالِبَ العِلْمِ، إِنَّ القَائِلَ أَقَلُّ مَلاَلَةً مِنَ (7) المُسْتَمِعِ، فَلاَ تُمِلَّ جُلَسَاءَكَ إِذَا حَدَّثْتَهُمْ، وَاعْلَمْ أَنَّ قَلْبَكَ وِعَاءٌ فَانْظُرْ مَاذَا تَحْشُو بِهِ وِعَاءَكَ، وَاعْزُ ِفْ عَنِ الدُّنْيَا فَانْبِذْهَا وَرَاءَكَ؛ فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لَكَ بِدارٍ، ولاَ لَكَ فِيهَا مَحَلُّ قَرَارٍ، وَإِنَّمَا جُعِلَتْ بُلْغَةً لِلْعِبَادِ (8) ، لِيَتَزَوَّدُوا مِنْهَا (9) لِلْمَعَادِ ... ، وذكر الحديثَ؟   (1) هو: ابن سعيد. (2) هو: جبر بن نَوْف. (3) قوله: «قال» مطموس في (ك) . (4) في (ك) : «الذين» . (5) في (ك) : «وتعالى إليه» . (6) قبلها في (ف) كلمة لم تتضح تشبه: «يحصي» ، وكأنه ضُرب عليها. (7) قوله: «من» ليس في (ف) . (8) في (ك) : «العباد» . (9) في (ك) : «فيها» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 99 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ كذبٌ. قلتُ: وذكرتُ هَذَا الحديثَ لابنِ الجُنَيد الحافظِ، فَقَالَ: هُوَ موضوعٌ (1) . 1835 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحجَّاج بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ القُمْري (3) ، عن اللَّيْث ابن سَعْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلان، عن القَعْقاع   (1) في (ك) : «موضوع الحديث» . قال ابن حبان في "الثقات" (8/253) في ترجمة زكريا بن يحيى الوقار: «يُخطئ ويخالف؛ أخطأ في حديث موسى حيث قال: عن مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد، عن عمر؛ إنما هو: الثوري أن النبيَّ (ص) قال ... » . كذا ذكره ابن حبان في "الثقات" وليس كذلك؛ قال ابن عدي في "الكامل" (3/215) : «يضعُ الحديث ويوصِّلها، وأخبرني بعضُ أصحابنا عن صالح جزرة أنه قال: ثنا أبو يحيى الوقار وكان من الكذَّابين الكبار» . وقال ابن كثير في "تفسيره" (1/329- 330) : «وقد ورد في حديث مرفوع، رواه ابن عساكر من طريق زكريا ابن يحيى الوقار إلا أنه من الكذابين الكبار» ، ثم ذكر الحديث، ثم قال: «لا يصحُّ هذا الحديث وأظنُّه من صنعة زكريا بن يحيى الوقار المصري؛ كذَّبه غير واحد من الأئمة، والعجب أن الحافظ ابن عساكر سكت عنه» . (2) انظر المسألة رقم (1913) . (3) بضم القاف، وسكون الميم، وكسر الراء، وهو الحجَّاج بن سليمان بن أفلح الرُّعَيني، ابن القُمْري المصري، كما في "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (7/245) ؛ وإلى هذا ذهب الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/324) ، ووهَّم ابنَ أبي حاتم والدارقطنيَّ في جعلهما اثنين: أحدهما: الرعيني، والثاني: ابن القُمْري. وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (2/177) : «وقد أوهم سياق المؤلف - أي: الذهبي - أنهما اثنان، وليس كذلك؛ بل واحدٌ، وقد أورد ابن عدي هذين الحديثين في ترجمة الرعيني وقال: إنه يعرف بابن القُمْري، والحديثُ الأول في ترجمة الرعيني أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمة به، وقال: لم يكن هَذَا الحديثُ عند أحد إلا = = عند حجاج، ولم يكن في كتب الليث، وحجاج شيخٌ معروف» . ورواية حجاج أخرجها المصنف في "تفسيره" (3470) عن أبيه، وأخرجها الطبراني في "الأوسط" (6556) ، وابن عدي في "الكامل" (2/234) . ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/194) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ محمد بن عجلان إلا الليث، ولا عن الليث إلا حجَّاج بن سليمان، تفرَّد به محمد بن سلمة المرادي» . الحديث: 1835 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 100 ابن حَكِيم، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّان (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) (2) أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ بَنِي آدَمَ يَلْقَى اللهَ بِذَنْبٍ أَذْنَبَهُ، يُعَذِّبُهُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ أَوْ يَرْحَمُهُ، إِلاَّ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا؛ فَإنَّهُ كَانَ سَيِّدًا وحَصُورًا (3) ونَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ، قَالَ: ثُمَّ أَهْوَى النبيُّ (ص) بِيَدِهِ إِلَى قَذَاةٍ مِنَ الأرضِ، فَأَخَذَهَا، وَقَالَ: كَانَ ذَكَرُهُ مِثْلَ هَذِهِ القَذَاةِ؟ قَالَ أَبِي (4) : لم يكن هَذَا الحديثُ عند أحدٍ غيرِ الحجَّاج، ولم يكن فِي كتابِ اللَّيث، وحجَّاجٌ هَذَا هو شيخٌ معروفٌ. 1836 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بنُ حَسَّانٍ (5) ، عن   (1) في (ف) : «عن أبي صالح، عن السمان» . واسمه: ذكوان. (2) في (ف) : «عن النبي (ص) » . (3) الحَصور: الذي لا يأتي النساء. "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص238- 239) . وقد أورد ابن الجوزي في "زاد المسير" (1/383) أربعةَ أقوال في بيان لماذا كان لا يأتي النساء. (4) نقل المصنف ابنُ أبي حاتم قولَ أبيه في "التفسير" (2/644) . (5) روايته أخرجها تمام في "الفوائد" (1114/الروض البسام) . وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/196) ، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (146) من طريق الحسين بن يسار، والطبراني في "الكبير" (1/256 رقم 741) من طريق عمران بن ميسرة، وابن عدي في "الكامل" (2/282) من طريق حميد بن الربيع، والحاكم في "المستدرك" (4/311) ، والسلمي في "آداب الصحبة" (ص94) ، والبيهقي في "الشعب" (7800) ، وفي "الآداب" (403) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، جميعهم عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/135) . الحديث: 1836 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 101 أبي معاويةَ الضَّرِيرِ (1) ، عن [عوَّامِ] (2) بنِ جُوَيرية، عَنِ الْحَسَنِ (3) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: أَرْبَعٌ لاَ يُصِبْنَ إِلاَّ بِعُجْبٍ: الصَّمْتُ، وهُوَ أَوَّلُ العِبَادَةِ، والتَّواضُعُ، وذِكْرُ اللهِ، وقِلَّةُ الشَّيءِ؟ قَالَ أَبِي (4) : إِنَّمَا يُروى عَنْ الحسن فقَطْ (5) ، وقال بعضُهم (6) :   (1) هو: محمد بن خازم. (2) في (أ) : «حوام» ، وفي بقية النسخ: «حرام» ، والمثبت من مصادر ترجمته. انظر "المجروحين" (2/196) ، و"ميزان الاعتدال" (3/303) . (3) هو: البصري. (4) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (5) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن وَهْب في "جامعه" (451) عن الحسن من قوله. وذكر المحقق أن في المخطوط بياضًا بين ابن وَهْب والحسن؛ فلم يتضح الإسناد. وأخرجه هناد في "الزَّهد" (1130) من طريق عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن العوام بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ النبي (ص) . (6) أخرجه من هذا الوجه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (556) من طريق علي بن الجعد ومحمد بن يزيد، وابن أبي عاصم في "الزهد" (48) من طريق أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (391) من طريق محمد بن العلاء، وتمام في "الفوائد" (1115/الروض البسام) من طريق بشر ابن الحارث، جميعهم عن أبي معاوية، عن العوام بْنِ جُوَيْرِيَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أنس، قوله. ومن طريق تمام أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/366) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 102 الْحَسَنُ، عَنْ أَنَسٍ؛ قولَهُ (1) . 1837 - وسألتُ (2) أبي عن حديثٍ رواه عبد العزيز بْنُ مُسْلِمٍ (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ حَبِيب (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ (5) فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ؛ العِزُّ إِزَارُ اللهِ، والكِبْرِيَاءُ رِدَاؤُهُ؛ فَقَالَ الرجلُ (6) : يَا رسولَ اللَّهِ، إِذَا لَبِسْتُ (7) ثَوْبِي (8) جَدِيدًا أَعْجَبَني ... ، فذكَرَ الحديثَ. قلتُ لأَبِي: وَرَوَى هَذَا الحديثَ الوليدُ بنُ عُتْبة (9) ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّات (10) ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدة، عن   (1) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث الأصلُ فيه موقوفٌ من قول أنس، وقد رُوي عن أسد ابن موسى، عن أبي معاوية مرفوعًا، وقد رفعه أيضًا عن أبي معاوية بعضُ الضعفاء» . وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/342) : «ورُوي عن أنس = = موقوفًا عليه، وهو أشبه؛ أخرجه أبو الشيخ في الثواب وغيره» . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1828) . (3) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/399 رقم 3789) ، والشاشي في "مسنده" (889 و890) ، والطبراني في "الكبير" (10/221- 222 رقم 10533) ، والحاكم في "المستدرك" (1/26) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/198- 199) . (4) هو: حبيب بن أبي ثابت. (5) في (ك) : «مَنْ» بدل: «رجل» . (6) كذا في جميع النسخ! وفي مصادر التخريج: «رجل» . (7) في (ك) : «ألبست» . (8) قوله: «ثوبي» ليس في (ت) و (ف) . (9) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه هنَّاد في "الزهد" (826) من طريق حجَّاج بن أرطاة، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثابت، به. (10) هو: حمزة بن حبيب القارئ. (*) ... كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 1837 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 103 النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) ؟ قَالَ: مُرسَلً (*) أشبهُ عندي، مع أنَّ (1) يَحْيَى بنَ جَعْدة لم يَلْقَ ابنَ مَسْعُود. 1838- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى ابنُ زيادٍ الرَّقِّيُّ - المعروفُ بِفُهَيْرٍ (2) - عَنْ طَلْحَة ابن زَيْدٍ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عن يزيد ابن شُرَيح؛ قَالَ: سمعتُ نُعَيْمَ بنَ هَمَّار الغَطَفاني قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ (3) واخْتَال (4) ، ونَسِيَ الكَبِيرَ المُتَعَال (5) ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ تَجَبَّرَ واعْتَدَى، ونَسِيَ الجَبَّارَ (6) الأَعْلَى، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ يَخْتُلُ (7) الدُّنْيَا بِالدِّينِ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ يَسْتَحِلُّ المُحَرَّمَ   (1) أي: لأنَّ يحيى بن جعدة ... إلخ؛ فقوله: «مع أنَّ» تعليلٌ لكون المرسل أشبَه. (2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (9) ، وابن عدي في "الكامل" (4/110) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/792- 793) . ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (7833) . (3) رسمت في (ك) : «تجيب» مهملة الأحرف. (4) كذا في (ك) ومصادر التخريج، وهو الصواب، وفي بقية النسخ: «واحتال» بالحاء المهملة. (5) كذا بحذف الياء من الاسم المنقوص غير المنوَّن، والجادَّة: المتعالي؛ وحذف الياء من الاسم المنقوص غير المنوَّن لغةٌ صحيحةٌ لبعض العرب؛ وبها قرئ في السَّبع. انظر تعليقنا على المسألة رقم (1377) . (6) في (ك) : «الحماد» . (7) يقال: خَتَلَهُ يَختُلُهُ ويَختِلُهُ: خَدَعَهُ عن غَفَلة وراوغه. "النهاية" (2/9) ، و"اللسان" (11/199) . الحديث: 1838 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 104 بِالشُّبُهَاتِ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ هَوَاهُ يُضِلُّهُ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ فِيهِ رَغَبٌ يُذِلُّهُ، بِئْسَ العَبْدُ عَبْدٌ فِيهِ طَمَعٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وطَلْحَةُ ضعيفُ الْحَدِيث، ويزيدُ لم يُدْرِكْ نُعَيْمَ بنَ هَمَّار (1) . 1839 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ هِشَامٍ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانَ القُرَشي، عَنْ أَبِي فَرْوَة، عَنْ أَبِي خَلاَّد - وكانتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ المُؤْمِنَ قَدْ أُعْطِيَ زُهْدًا فِي الدُّنْيَا وقِلَّةَ مَنْطِقٍ، فَاقْتَرِبُوا مِنْهُ؛ فَإِنَّهُ (3) يُلَقَّى الحِكْمَةَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهَذَا الْحَدِيثِ ابْنُ الطَّبَّاع (4) ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد   (1) في (ش) : «هماز» . قال ابن عدي في "الكامل" (4/110) : «وهذا الحديث يُعرف بأسماءَ بنت عميس، عن النبي (ص) ، ومن هذا الطريق لم يروه إلا طلحة بن زيد» . وقال الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/793) : «غريب جدًّا، وطلحةُ ضعيف، ويزيد لم يدرك نعيمًا» . (2) روايته أخرجها البخاري في "الكنى" (ص27- 28) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (4101) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2690) ، وفي "الزهد" (231) ، والطبراني في "الكبير" (22/392 رقم 975) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/405) ، وفي "معرفة الصحابة" (6761) ، والبيهقي في "الشعب" (10048 و10052) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/84 و53/95- 96) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (7/159) . (3) قوله: «فإنه» ليس في (ش) . (4) هو: محمد بن عيسى، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2448) ، وجاء عنده: «سمعت أبا خالد الكندي» . قال الحافظ في "الإصابة" (6/281) : «وقع في رواية لابن أبي عاصم: عن أبي خالد، والصواب: عن أبي خلاد» . وأخرجه البخاري في "الكنى" (ص28) تعليقًا من طريق أحمد بن إبراهيم، عن يَحْيَى بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبَانٍ، عن عنبسة سمع أبا فروة الجزري، عن أبي مريم، به. كذا في المطبوع: «عن عنبسة» ، والصواب: «أخو عنبسة» ؛ فقد نقل ابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص795) هذا الحديث عن البخاري. الحديث: 1839 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 105 الأُموي، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ يزيدَ (1) بنِ سِنَان، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي خَلاَّد (2) . قلتُ لأَبِي: يصحُّ لأَبِي خلاَّد صُحبة؟ فَقَالَ: ليس (3) له إسناد (4) . 1840 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُسَيَّّب بْنُ واضِح (5) ، عن   (1) في (ف) : «ويزيد» . (2) قال البيهقي في "شعب الإيمان" (19/119) : «وقال أحمد بن إبراهيم: عن يحيى، سمع أبا فروة الجزري، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي الخلاد، عن النبي (ص) . قال البخاري: وهذا أصحُّ» . وقال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (6/281) : «ورجَّح البخاري أن الحديث عَنْ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ أَبِي مريم، عن أبي خلاد» . وقال المزي في "التهذيب" (34/283) بعد أن ذكر هذا الإسناد: «قال البخاري: وهذا أَوْلى» ، كذا نقل البيهقي والمزي والحافظ ترجيح البخاري، والذي في كتابه "الكنى" (ص27 رقم232) ترجيح الطريق الأُولى التي ليس فيها: «أبو مريم» . (3) قوله: «ليس» سقط من (ش) . (4) قال المصنف ابن أبي حاتم في "المراسيل" (ص254) : «سمعت أبي يقول: أبو خلاد ليس له صحبة، وهو الذي يروي يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِي مريم، عنه» . (5) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/151- 152 رقم 10287) ، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (1/114- 115) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/246) ، والبيهقي في "الشعب" (10227) . ومن طريق ابن جميع الصيداوي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/114- 115) . وأخرجه أبو نعيم أيضًا (8/252) من طريق عبد الله بن خبيق، عن يوسف ابن أسباط، به. الحديث: 1840 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 106 يُوسُفَ بْنِ أَسْباط، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوري، عَن سَلَمة بْن كُهَيل، عن أبي عُبَيدة (1) ، عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) قال: مَنْ بَنَى مِنَ البُنْيَانِ فَوْقَ مَا يَكْفِيهِ، كُلِّفَ أَنْ يَحْمِلَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى عُنُقِهِ مِنْ أَرْضِ السَّبْعِ (3) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ لا أَصْلَ له بهذا الإسناد (4) . 1841 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بن واضِح (6) ،   (1) هو: ابن عبد الله بن مسعود. (2) هو: ابن مسعود ح. (3) كذا في جميع النسخ، والذي في "شعب الإيمان": «مِنْ سَبْع أَرَضِين» ، ولم يُذكَر هذا اللفظ في بقية مصادر التخريج. لكن ما في النسخ - إن لم يكن مصحَّفًا عن «مِنَ الأَرضين السَّبْعِ» - فيمكن تخريجه على حذف مضاف، والتقدير: مِن أرض الأَرضين السَّبْعِ، أو مِن أرض الطبقات السَّبْع، وهذا نحو قولهم في "مسجد الجامع» و «بقلة الحمقاء» ؛ فأصله: مسجد المكان الجامع، وبقلة الحبة الحمقاء. وانظر "أضواء البيان" (3/420-422) والتعليق على المسألة رقم (505) . ويمكن أن يقدَّر على حذف المضاف إليه، أو الصفة، والتقدير: مِن أرضِ السَّبْعِ الأَرَضِينَ، أو من أرضِ السَّبع الطباق، والله أعلم. (4) قال أبو نعيم في "الحلية" (8/246) : «غريب من حديث الثوري، تفرَّد به المسيب عن يوسف» . وقال المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/13) : «رواه الطبراني في "الكبير" من رواية المسيب بن واضح، وهذا الحديثُ مما أُنكر عليه وفي سنده انقطاع» . وقال الذهبي في "الميزان" (4/116) : «حديث منكر» ، وقال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (3649/ تخريج أحاديث إحياء علوم الدين) : «رواه الطبراني من حديث ابن مسعود بإسناد فيه لين وانقطاع» . (5) انظر المسألة المتقدمة برقم (1797) و (1816) ، والمسألة الآتية برقم (1918) . (6) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (614) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/251) ، وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5261) من طريق خالد بن الحارث، وابن حبان أيضا (612) من طريق مخلد بن يزيد الحراني، كلاهما عن مالك بن مغول، به. وجاء عند أبي يعلى: «خيثمة، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ» . وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/405) من طريق حسام بن مصك، عن منصور بن المعتمر، به. الحديث: 1841 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 107 عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، عَنْ مَنصور (1) ، عن خَيْثَمة (2) ، عن عبد الله (3) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 1842 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (4) ، عَنِ ابْنِ عيَّاش (5) ، عَنْ ضَمْضَم بْنِ زُرْعَة، عَنْ شُرَيح بْنِ عُبَيْد، عَنْ عُتْبة بْنِ عَبْدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: الشَّابُّ المُؤْمِنُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ، لَأَبَرَّهُ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ موقوفٌ. 1843 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (6) ؛ قال:   (1) هو: ابن المعتمر. (2) هو: ابن عبد الرحمن الجُعْفي. (3) هو: ابن مسعود ح. (4) لم نقف على روايته، ولكن رواه ابن المبارك في "الزهد" (ص348) عن إسماعيل بن عياش، به، موقوفًا. وانظر "مسند الشاميين" (1629) . (5) هو: إسماعيل. (6) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (571) ، وابن عدي في "الكامل" (4/147) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/151 رقم 17371) ، والطبراني في "الكبير" (17/309 رقم 853) من طريق قتيبة بن سعيد، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (1106/بغية الباحث) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (576) من طريق سعيد بن شرحبيل، وأبو يعلى في "مسنده" (1749) ، وابن عدي في "الكامل" (4/174) ، وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص530) من طريق كامل ابن طلحة، والطبراني في "الكبير" (17/309 رقم 853) من طريق عبد الله بن عباد، وتمام في "فوائده" (58/الروض البسام) من طريق عمرو بن هاشم، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (993) من طريق يحيى بن يحيى، جميعهم عن عبد الله بن لهيعة، به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا أعلم يرويه غير ابن لهيعة» . الحديث: 1842 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 108 كَتَبَ إِلَيْنَا ابنُ لَهِيعة؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو عُشَّانة (1) ؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبة ابن عامر يحدِّث عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ يَعْجَبُ مِنَ الشَّابِّ لَيْسَتْ لَهُ صَبْوَةٌ (2) ؟ قَالَ أَبِي: إنما هو موقوفٌ (3) . 1844 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش (4) ، عَنْ عُمَرَ مَوْلَى غُفْرَةَ (5) ، عَنْ شَيْبَةَ بنتِ رَبَاح، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ رسول الله (ص) فضرَبَ بيده عَلَى مَنْكِبِهِ، فَقَالَ: يَا غُلاَمُ، أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ؟ ، قَالَ: قلتُ: بَلَى، بِأَبِي أنتَ (6)   (1) هو: حَيُّ بن يُؤْمِن. (2) الصبوة: المَيلُ إلى الهوى، وهي المَرَّةُ منه. "النهاية" (3/11) . (3) أخرجه موقوفًا ابن المبارك في "الزهد" (349) من طريق رشدين بن سعد، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أبي عشانة، به موقوفًا. (4) لم نقف على روايته بهذا الوجه، ولكن أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/178) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ كثير العبدي، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عُمَرَ بن عبد الله مولى غفرة، عن ابن عباس. وهذا موافق لما رجحه أبو حاتم كما سيأتي. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/178 رقم 11560) من طريق غسان بن الربيع، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عمر بن عبد الله مولى غفرة، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. (5) هو: عمر بن عبد الله. (6) قوله: «أنت» من (ف) فقط. الحديث: 1844 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 109 وَأُمِّي يَا رسولَ اللَّهِ، قَالَ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عُمَرُ مَوْلَى غُفْرَةَ (1) بِنْتِ رَبَاح (2) ، وَلَيْسَ لشَيْبَة مَعْنَى؛ قَدْ وُصِّلَ (3) . 1845 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (4) ، عَنْ الأَوْزاعي، عَنْ عَبْدَةَ بنِ أَبِي لُبَابة، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: أخذ النبيُّ (ص) بِبَعْضِ جَسَدي فَقَالَ: اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، وكُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ؟   (1) في (ك) : «عُقْبَة» . (2) روايته أخرجها أبو بكر الفريابي في "القدر" (155) ، وابن عمشليق في "جزئه" (1) ، والبيهقي في "الشعب" (10000/زغلول) من طريق عيسى بن يونس، وابن بشران في "أماليه" (188) من طريق عاصم بن رجاء، كلاهما عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، عن ابن عباس. (3) المعنى: أن هذا الوهم جعل الحديث موصولاً وهو ليس كذلك؛ فعمر مولى غفرة لم يسمع من أحد من أصحاب النبي (ص) كما قال يحيى بن معين في رواية عباس الدوري (1016) ، فذكر هذه الواسطة (شيبة بنت رباح) بينه وبين ابن عباس يوهم أن الحديث متصل. هذا،؛ وقد قال العقيلي في الموضع السابق: «حدثنا محمد بن زكريا قال: إسحاق بن راهويه قال: قال: حدثني ابن يونس - يعني عيسى - قلتُ لعمر مولى غفرة: سمعتَ من ابن عباس؟ قال: أدركتُ زمانه. وهذا المتن يُروى عن ابن عباس، وغيره، عن النبي (ص) بأسانيد لينة» . وانظر "جامع العلوم والحكم" لابن رجب (ص 344-345) . (4) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها الآجري في "الغرباء" (21) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/115) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/132 رقم 6156) ، وأبو نعيم أيضًا (6/115) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن حجاج، عن الأوزاعي، به. الحديث: 1845 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 110 قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنِ الأَوْزاعي غَيْر (1) الفِرْيابي، ولا أدري ما هو، وعَبْدَةُ رأى ابنَ عُمَرَ رؤية (2) . 1846 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسَيَّب بْنُ واضِح (3) ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عن سَعِيد ابن بَشِير، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُوَرِّق (5) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لِكُلِّ عَبْدٍ رِزْقُهُ مِنَ الدُّنْيَا هُوَ يَأْتِيهِ لاَ مَحَالَةَ؛ فَمَنْ رَضِيَهُ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، ووَسِعَهُ، ومَنْ لَمْ يَرْضَ بِهِ (6) ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، ولَمْ يَسَعْهُ؟ قَالَ أَبِي (7) : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، كأنه موضوعٌ، لا نَعْرِفُ (8) لِمُوَرِّق، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ حديثًا مُسْنَدً (9) .   (1) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم تخريج ذلك في التعليق على المسألة رقم (308/أ) وانظر التعليق على المسألة (68) . (2) قال ابن رجب في "جامع العلوم الحكم" (ص 709) : «وعبدة بن أبي لبابة أدرك ابن عمر، واختُلف في سماعه منه» . والحديث أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/24 و41 رقم 4764 و5002) ، والبخاري في "صحيحه" (6416) من طريق مجاهد، عن ابن عمر. (3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2747) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ المصفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، به. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (169/ب/أطراف الغرائب) من طريق بقية، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به بَقِيَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عن قتادة، عنه» . (4) هو: ابن الوليد. (5) هو: ابن مُشَمْرج. (6) قوله: «به» ليس في (ف) . (7) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (8) في (ك) : «لا يعرف» . (9) كذا في جميع النسخ: «حديثًا مُسْنَدً» - بلا ضبط - انتصب قوله: «حديثًا» وأُثبِتَتْ فيه ألف تنوين النصب على لغة جمهور العرب، وانتصب قوله: «مسندً» وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهذا جمع بين لغتين في كلام واحد، وهو جائزٌ في العربية. انظر "الخصائص" لابن جنِّي (1/370-374) ، وراجع تعليقنا على المسألة رقم (34) و (241) . الحديث: 1846 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 111 1847 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) وسُئِلَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ فِي الرِّوَايَةِ، عَنْ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيمان بْنِ أَبِي السَّائِب: فَرَوَى بقيَّة (2) ، عَنْ أَبِي عبد الحميد (3) ، عن بُسْر (4) بن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (5) ، عَنْ نُعَيم بْنِ هَمَّار الغَطَفاني، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا مِنِ امْرِئٍ إِلاَّ قَلْبُهُ (6) بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ؛ إِنْ شَاءَ أَنْ يُزِيغَهُ أَزَاغَهُ، وإِنْ شَاءَ أَنْ يُقِيمَهُ أَقَامَهُ، والمِيزَانُ بِيَدِ الرَّحْمَنِ (7) ؛ يَرْفَعُ قَوْمً (8) ، وَيَضَعُ آخَرِينَ.   (1) في (ف) : «أبي زرعة» . (2) هو: ابن الوليد، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1278) ، وفي "السنة" (553 و779) ، والبزار في "مسنده" (40/كشف الأستار) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1233) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6397) من طريق أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن الوليد ابن سليمان، عن بسر، به. (3) في (ك) : «عبيد الحميد» . ولم نعرف من أبو عبد الحميد = = هذا، والظاهر من سياق المسألة: أنَّ بقية دلَّس الوليد بن سليمان، فكناه بهذه الكنية التي لا يعرف بها؛ كما صنع مع عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي حين كناه: أبا وهب الأسدي. انظر المسألة رقم (1957) . (4) في (ك) : «بشر» . (5) هو: عائذ الله بن عبد الله الخَولاني. (6) في (ف) : «إلا وقلبه» . (7) من قوله: «يزيغه ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (8) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (*) ... في (ك) : «بشر» . الحديث: 1847 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 112 وَرَوَاهُ عَمْرُو بْنُ بِشْر بْنِ السَّرْح، عن الوليد ابن سُلَيمان بْنِ أَبِي السَّائب، عَنْ بُسْر (*) بن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ النَّوَّاس بن سَمْعان، عن النبيِّ (ص) ؟ فسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ: عن النَّوَّاس، عن النبيِّ (ص) ؛ وذلك أنَّ عبد الرحمن ابن يَزِيد بْن جَابِر (2) رَوَاهُ عَنْ بُسْر (*) بن عُبَيدالله، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنِ النَّوَّاس، عن النبيِّ (ص) (3) . 1848 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حَدِيثٍ حدَّثنا به محمدُ بنُ عَوْف (5) ،   (1) في (ك) : «سمعت» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/182 رقم 17630) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/126) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (199) ، وعثمان الدارمي في "نقضه على المريسي" (56 و84) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (219 و552) ، والنسائي في "الكبرى" (7738) ، وابن جرير في "تفسيره" (6655) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (108) ، وعبد الله بن أحمد في "السنة" (1224) ، وابن حبان في "صحيحه" (943) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (582) ، وفي "الدعاء" (1262) . وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1887) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (63/153-154) من طريق الوليد بن أبي مالك الهَمْداني، عن أبي إدريس، عن نواس بن سمعان، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/126) من طريق رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إدريس، عن أبي الدرداء، به. (3) الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (2654) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمعَ رسولَ اللهِ (ص) يقول: «إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ، يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ» . (4) ذكر هذه المسألةَ الرافعيُّ في "التدوين، في أخبار قزوين" (4/121-124) . (5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/277-278) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (76) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (307) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4463) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/55-57) ، وأبو محمد القاسم بن عساكر في "تعزية المسلم عن أخيه" (70) من طريق عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كَثِيرِ، عن عبد الله بن عبد العزيز، عن أخيه محمد بن عبد العزيز، عن ابن شهاب الزُّهري، به. ومن طريق العقيلي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1484) . ومن طريق أبي الشيخ أخرجه الشجري في "أماليه" (2/296-298) . ومن طريق ابن عساكر أخرجه عنه ابنه في "تعزية المسلم" (70) ، وقد سقط من إسناد ابن عساكر: «محمد بن عبد العزيز» في المطبوع وفي المخطوط (13/712-713) ، وهو موجود في إسناد رواية ولده. قال ابن حجر في "الإصابة" (6/200) : «أورده جعفر الفريابي في كتاب "الكنى" له، وابن أبي عاصم في "الوُحدان"، وابن منده، وابن شاهين في "الصحابة"، وابن أبي الدنيا في "الكفالة"، والرامهرمزي في "الأمثال"؛ كلهم من طريق محمد بن عبد العزيز الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عروة، عن عائشة» . الحديث: 1848 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 113 عَنْ أَبِي المُغيرَة (1) ، عَنْ إسماعيلَ بنِ عيَّاش (2) ، عن عبد الله بن عبد العزيز، عَنِ الزُّهري، عَنْ سعيدِ بنِ المُسَيَّبِ وعُروَةَ بنِ الزُّبَير، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا مَثَلُ أَحَدِكُمْ، ومَثَلُ أَهْلِهِ ومَالِهِ وعَمَلِهِ، كَرَجُلٍ لَهُ ثَلاَثَةُ إِخْوَةٍ، فَقَالَ لأَِخِيهِ الَّذِي هُوَ مَالُهُ، حِينَ حَضَرَتْهُ الوَفَاةُ: مَاذَا عِنْدَكَ فِي نَفْعِي والدَّفْعِ عَنِّي، فَقَدْ نَزَلَ بِي مَا تَرَى؟ فَقَالَ: عِنْدِي أَنْ أُطِيعَكَ (3) مَا دُمْتَ حَيًّا، وأَنْصَرِفَ حَيْثُ صَرَفْتَنِي، ومَا لَكَ عِنْدِي نَفْعٌ إِلاَّ مَا دُمْتَ حَيًّا، فَإِذَا مِتَّ ذُهِبَ بِي إِلَى مَذْهَبٍ غَيْرِ مَذْهَبِكَ، وأَخَذَنِي غَيْرُكَ، فالتفتَ النبيُّ (ص) (4) فَقَالَ: هَذَا أَخُوهُ الَّذِي هُوَ مَالُهُ، فَأَيَّ أَخٍ تَرَوْنَهُ؟! ، قَالُوا: لا نسمَعُ طائلاً،   (1) هو: عبد القدوس بن حجَّاج. (2) في (ت) و (ك) : «عباس» . (3) في (ك) : «أعطيك» . (4) في (ك) : «فالتفت إلى النبي (ص) » . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 114 ثُمَّ قَالَ لأَخِيهِ الَّذِي هُوَ أَهْلُهُ: قَدْ نَزَلَ بِي مِنَ المَوْتِ مَا تَرَى، فَمَاذَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أُمَرِّضُكَ، وأَقُومُ عَلَيْكَ، فَإِذَا مِتَّ غَسَّلْتُكَ ثُمَّ (1) كَفَّنْتُكَ، وحَنَّطْتُكَ وأَبْكِيكَ، وأَتْبَعُكَ مُشَيِّعًا إِلَى حُفْرَتِكَ (2) . فقال رسولُُ الله (ص) : فَأَيُّ أَخٍ هَذَا؟! ، قَالُوا: أخٌ غيرُ طَائِلٍ، ثُمَّ قَالَ لأَخِيهِ الَّذِي هُوَ عَمَلُهُ: مَاذَا عِنْدَكَ؟ قَالَ: أُونِسُ وَحْشَتَكَ، وأُذْهِبُ هَمَّكَ، وأُجَادِلُ عَنْكَ فِي القَبْرِ، وأُوَسِّعُ عَلَيْكَ جَهْدِي، فَقَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : فَأَيَّ أَخٍ تَرَوْنَ هَذَا؟! ، قَالُوا: خيرَ (3) أَخٍ؛ قَالَ: فَالأَمْرُ (4) هَكَذَا، فقام عبد الله بْنُ كُرْز اللَّيْثي فَقَالَ: ائذْن لِي أنْ أقولَ (5) فِي هَذَا شِعْرًا، فَقَالَ: هَاتِ، فَأَنْشَدَ عِشْرِينَ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ (6) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ من حَدِيث الزُّهري، لا يشبه أن يكونَ حقًّ (7) ، وعبدُاللهِ بنُ عبد العزيز: ضعيفُ الحديث، عامَّةُ   (1) في (ف) : «و» بدل: «ثم» . (2) في (ت) و (ك) : «حضرتك» . (3) في (ك) : «أخير» . (4) في (ت) و (ك) : «قالا من» بدل: «فالأمر» .. (5) قوله: «أن أقول» سقط من (ك) ، وفي (ت) و (ف) : «أقول» بحذف «أنْ» ، وهو صحيحٌ أيضًا في العربية؛ ويجوز في الفعل الرفع والنصب. انظر تعليقنا على المسألة رقم (1024) . (6) ذُكِرَتْ هذه الأبياتُ في "التدوين" وغيره من مصادر التخريج، فانظرها إنْ شئت. (7) كذا في جميع النسخ، وهو على لغة ربيعة في حذف ألف تنوين النصب، وانظر المسألة رقم (34) . وقال العقيلي في الموضع السابق: «حديثُه غير محفوظ، ولا يُعرف إلا به، وليس لَهُ أصلٌ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 115 حديثه خطأٌ، لا أعلَمُ (1) حديثً مستقيمً (2) . 1849 - وسمعتُ أبي وذكَرَ حَدِيثٍ (3) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْف (4) ، عن أبي المُغيرَة عبد القدوس بْنِ الحجَّاج، عَنْ صَفوان بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْن جَابِرٍ الطَّائي؛ قَالَ: سمعتُ النَّوَّاسَ بنَ سَمْعان قال: سألتُ النبيَّ (ص) عَنِ الإثمِ والبِرِّ؟ قَالَ: البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، والإِثْمُ مَا حَاكَ (5) فِي نَفْسِكَ وكَرِهْتَ أَنْ يَعْلَمَهُ النَّاسُ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ (6) خطأ؛ لم يَلْقَ ابنُ جابرٍ النَّوَّاسَ.   (1) أي: لا أعلم له. (2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب فيهما، وهذا جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) كذا، على لغة ربيعة. (4) لم نقف على روايته، وقد أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (980) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، والبيهقي في "الشعب" (6888) من طريق عباس الترقفي، كلاهما عن أبي المغيرة، به مصرحًا بالسماع. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/182 رقم 17632) ، والدارمي في "مسنده" (2831) ، كلاهما عن أبي المغيرة، به، معنعنًا بلا ذكر السماع. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/126) تعليقًا، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/339) ، ابن قانع في "معجمه" (3/163) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (980) ، والبيهقي في "الشعب" (8629) من طريق أبي اليمان الحكم بن نافع، عن صفوان بْنِ عُمَرَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جابر، عن النواس، به. وقرن الطبراني رواية أبي اليمان برواية أبي المغيرة، وحمل رواية أبي اليمان على رواية أبي المغيرة، فجعلهما كلَّها بالسَّماع. (5) في (ت) : «ذاك» ، وفي (ك) : «حال» . (6) قوله: «حديث» ليس في (ك) . الحديث: 1849 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 116 قلتُ: الخطأُ يَدُلُّ أنه من (1) أَبِي (2) المُغِيرَة فيما قَالَ: «سمعتُ النَّوَّاس» ؛ وذلك أنَّ إِسْمَاعِيل بْن عيَّاش روى عَنْ صَفْوان بْن عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْن جَابِرٍ (3) ، عَنِ النَّوَّاس، لم يذكُرِ السَّمَاعَ، فيَحْتمِلُ أنْ يكونَ أرسلَهُ، ويحيى بنُ جَابِر كَانَ قاضِيَ حِمْص، يروي عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير بْنِ نُفَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاس (4) . 1850 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أميَّة السَّاوي (5) ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُوسَى التَّيْمي البُخَاري (6) المعروفِ بالغُنْجَار، عن عبد الله بْنِ كَيْسان، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ سُئل: مَنْ أحسنُ النَّاسِ صوتًا بالقرآن؟ [قال] (7) : أَخْوَفُهُم للَّهِ، وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَلا أعلمُ إِلا أنَّ طَلْقَ بْنَ حَبِيب مِن (8) أَخْوفِهم للَّه؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ غريبٌ مُنكَرٌ.   (1) قوله: «من» مكرر في (ف) . (2) قوله: «أبي» ليس في (أ) و (ش) . (3) في (ك) : «يحيى بْن جَابِر كَانَ قاضي حمص» . (4) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/182 رقم 17631 و17633) ، ومسلم في "صحيحه" (2553) من طريق معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ، به. (5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الخليلي في "الإرشاد" (250) من طريق إسحاق بن حمزة، عن عيسى بن موسى، به. قال الخليلي: «لم يروه إلا عبد الله بن كيسان، وعنه عيسى غُنْجار» . (6) في (ك) يشبه: «النجاري» . (7) قوله: «قال» سقط من جميع النسخ، فأثبتناه من "الإرشاد" للخليلي. (8) قوله: «من» ليس في (ف) . الحديث: 1850 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 117 1851 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أميَّة السَّاوي (1) ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُوسَى التَّيْمي (2) ، عَنْ عبد الله بْنِ كَيْسان؛ قَالَ: سمعتُ مُحَمَّدَ بْنَ وَاسِعٍ، يحدِّثُ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: تَحْرُمُ النَّارُ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ، سَهْلٍ سَمْحٍ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ (4) حديثٌ غريبٌ مُنكَرٌ، حدَّثنا بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْران المَتُّوثي (5) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أميَّة، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ أميَّة. 1852 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بن أميَّة (7) السَّاوي،   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن شاهين في "جزء من حديث عن شيوخه" (40) من طريق بحير بن النضر، عن عيسى بن موسى، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/64) ، وتمَّام في "فوائده" (1102/الروض البسام) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/356) من طريق حماد الأبح، كلاهما عن محمد بن واسع، به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/323) ، والطبراني في "الأوسط" (5725) من طريق وَهْب بن حكيم الأزدي، وابن عدي أيضًا (3/300) من طريق زيد العَمِّي، كلاهما عن محمد بن سيرين، به. (2) قوله: «التيمي» ليس في (ف) . (3) هو: محمد. (4) في (ك) : «وهو» ، وكانت كذلك في (ت) ثم ضرب على الواو. (5) في (ت) : «المتوني» ، وفي (ك) مهملة النقط. وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (3/21) . وانظر "الأنساب" (4/228) . (6) نقل هذا النص الذهبي في "الميزان" (4/281) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/ 358/مخطوط) ، وابن حجر في "اللسان" (6/176) ، و"التلخيص الحبير" (2/463) . (7) من قوله: «عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ أُمَيَّةَ ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 1851 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 118 عَنْ نَوْفَل بْنِ سُلَيْمَانَ الهُنَائي، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: وَقَفَ النبيُّ (ص) بِعُسْفَانَ (1) فَقَالَ: لَقَدْ مَرَّ بِهَذِهِ القَرْيَةِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، ثِيَابُهُمُ العَبَاءُ، ونِعَالُهُمُ الخُوصُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مَوْضُوعٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، ونَوْفَلُ بنُ سُلَيْمَان هَذَا ضعيفُ الحديث. 1853 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عليُّ ابن مُحَمَّدٍ الطَّنَافسي (2) ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ شِمْر (4) بْنِ عَطِيَّة، عَنْ حمزةَ أَبِي عُمَارة؛ قَالَ: جَاءَ (5) رجلٌ إِلَى عُبَادةَ بنِ الصَّامت وفلانِ بنِِ الرَّبِيعِ، فَقَالَ: يَا هَذَا (6) ، أَلاَ تَرَيانِ الرجلَ يصلِّي   (1) عُسْفان: قريةٌ بين مكَّة والمدينة، قيل: على مرحلتين من مكة على طريق المدينة. انظر "النهاية" (3/237) ، و"معجم البلدان" (4/121-122) . (2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34799) : ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شمر بن عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عبادة بن الصامت قال: إذا كان يوم القيامة قال الله: «ميِّزوا ما كان لي في الدنيا، وألقوا سائرها في النار» . وأخرجه هناد في "الزهد" (851) من طريق يعلى، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ رجل، عَنْ شهر، به. وأخرجه الطبري في "التفسير" (18/136/الكهف 110) من طريق عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن حمزة، عن شهر قال: جاء رجل ... . وأخرجه في "تهذيب الآثار" (1125/مسند عمر) : ثنا كريب، عن ابن إدريس، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن حمزة أبي عمارة، عن شهر، عن عبادة، ابن الصامت وفلان بن الربيع، به. (3) هو: محمد بن خازم. (4) في (ك) : «شهر» . (5) قوله: «جاء» سقط من (ك) . (6) كذا في جميع النسخ، والصواب: يا هذان، فلعلَّ النون سقطت من النسخ ولم نجد هذه العبارة في مصادر التخريج. الحديث: 1853 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 119 ويحبُّ أنْ يُحْمَدَ، ويَحُجُّ ويحبُّ أَنْ يُحمَدَ، ويتصدَّقُ ويحبُّ أَنْ يُحمَدَ، حَتَّى عدَّ شَيْئًا مِنْ أَنْوَاعِ البِرِّ؟ فَقَالا: لَيْسَ لَهُ مِنْ عَمَلِهِ شيئًا (1) ؛ يَقُولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: «أَنَا خَيرُ شَريكٍ؛ فمَنْ كانَ لهُ مَعِي شَريكٌ، فَلا حاجَةَ لِي فيه، هو كُلُّهُ لَهُ» ؟   (1) كذا في جميع النسخ: «شيئًا» ، والجادَّة: «شيءٌ» بالرفع؛ لأنه اسم «ليس» مؤخَّر، وفي مصادر التخريج: «ليس لك مِنْ عملك شيءٌ» و «ليس له شيءٌ» و «ليس بشيء» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على ثلاثة أوجه: الأول: على إضمار فعل ناصب، والتقدير: ليس يَجِدُ له مِنْ عَمَلِهِ شيئًا، أو: ليس يَقبلُ الله مِنْ عَمَلِهِ شيئًا، ونحو ذلك. والوجه الثاني: أن «شيئًا» اسم لـ «ليس» ، وكان حقه الرفع، لكنَّه جاء منصوبًا لظهور المعنى وعدم اللبس، فقد جاء عن العرب الاكتفاء بالقرينة المعنوية، عن القرينة اللفظية، فنصبت الفاعل ورفعت المفعول؛ نحو قولهم: خَرَقَ الثوبُ المسمارَ، وقولهم: كَسَرَ الزجاجُ الحجرَ، وقد تكتفي بالمعنى عن الرتبة واللفظ جميعًا؛ فتقول: «أكلَتِ الكُمَّثْرَى ليلى» ، وهكذا. ولعلَّ الذي سوَّغ ذلك هنا مشاكلة قوله: «شيئًا من أنواع البر» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (479) . والوجه الثالث: على توهُّم أن «شيئًا» خبر «ليس» ؛ لتأخُّره في اللفظ؛ كأنَّه قال: ليس عملُهُ شيئًا، والتوهُّم معروفٌ في كلام العرب في باب العطف وفي غيره، وانظر "الإنصاف" (2/564-565) . ويقع ذلك في القرآن، ويسمى إذْ ذاك: العَطْفَ على المعنى. وانظر "كتاب سيبويه" (1/306-307) و (3/29) ، و"الإنصاف" (1/191- 194 و393-395) ، و"مغني اللبيب" (ص453-458) ، و"خزانة الأدب" (4/147 - الشاهد رقم 278) ، و"البحر المحيط" لأبي حيان، و"الدر المصون" للسمين الحلبي، و"اللباب" لابن عادل الحنبلي (في تفسير سورة البقرة: الآية 17) و (الأعراف: الآية 186) ، و (يوسف: الآية 90) ، و (غافر: الآية 37 و71) ، و (المنافقون: الآية 10) ، و (الزلزلة: الآية 7-8) ، وانظر كذلك "البرهان" للزركشي (4/110-113) ، و"الخصائص" (3/273-282 بابٌ في أغلاط العرب) . تنبْْْيه: ورد في "الرسالة" للإمام الشافعي ثلاث عبارات على نحو ما عندنا هي: 1- قوله (ص) في حديث عبادة بن الصامت: «كان له عند الله عهدًا أن يُدخِلَه الجنَّة» [الفقرة رقم 345] . 2- قول الشافعي: «وقد كانت لرسول الله (ص) في هذا سننًا ليست نصًّا في القرآن» [الفقرة رقم 440] . 3- قول الشافعي: «ثم كانت لرسول الله (ص) في بُيوعٍ سوى هذا سننًا» [الفقرة رقم 485] . وقد اجتهد العلامة الشيخ أحمد شاكر محقق "الرسالة" في تخريج هذه المواضع على وجهين لا نوافقه عليهما؛ لعدم ورودهما؛ أما العبارة الأولى: فقد تقدَّم تخريجها في المسألة رقم (239) . وأما العبارتان الثانية والثالثة: فتخرَّجان على الوجهين الثاني والثالث مما ذكرناه هنا. والله أعلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 120 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: النَّاسُ يَرْوون عَنِ الأعمَش، عَنْ شِمْر، وحمزةَ أَبِي عُمَارة، عَنْ عُبَادة. 1854 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْباط بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ، عَنْ أَبِي رَجَاء عبدِاللهِ بنِ وَاقِدٍ الخُرَاساني، عَنْ عبَّاد (3) بْنِ كَثير، عَنِ الجُرَيري (4) ، عَنْ أَبِي نَضْرَة (5) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله، عن النبيِّ (ص)   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2474) . (2) روايته أخرجها هناد في "الزهد" (2/565 رقم1178) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (164) ، وفي "ذم الغيبة والنميمة" (25) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/168) ، والطبراني في "الأوسط" (6/348 رقم 6590) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (171) ، والبيهقي في "الشعب" (6315) . وجاء عندهم جميعًا: عَنْ جَابِرٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وهو موافق لما سيأتي في المسألة رقم (2474) ، إلا هناد بن السري فالرواية عنده عن جابر وحده. وجاء في إسناد ابن حبان: «الحسن» بدل: «الجريري» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الجريري إلا عباد بن كثير، تفرَّد به أبو رجاء الخراساني، ولا يُروى عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد» . (3) في (ك) : «عبادة» . (4) هو: سعيد بن إياس. (5) هو: المنذر بن مالك العبدي. الحديث: 1854 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 121 أَنَّهُ قَالَ: إِيَّاكُمْ والغِيبَةَ؛ فَإِنَّ الغِيبَةَ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَى، وإِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَزْنِي فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ، وإِنَّ صَاحِبَ الغِيبَةِ لاَ يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ. فقلتُ لأَبِي: هَذَا الحديثُ مُنكَرٌ؟ قَالَ: كما يكونُ، أسأل اللَّه العافية! يجيء عبَّادُ بنُ كَثِيرٍ البصريُّ (1) بمثل هَذَا (2) . 1855 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ ابن بَحْرِ بْنِ بَرِّي، عَنْ قَتَادَةَ بن الفُضَيل بن عبد الله الحَرَشي (3) الرُّهاوي (4) ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ مُعاذ بْن جبل، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مُؤْمِنٌ قَوِيٌّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ مِنْ مُؤْمِنٍ ضَعِيفٍ، وكُلٌّ يُحِبُّهُ اللهُ، وكُلٌّ إِلَى خَيْرٍ، فاصْبِرْ نَفْسَكَ؛ فَإِنْ غَلَبَكَ شَيْءٌ فَقُلْ: قَدَرُ اللهِ ومَا شَاءَ صَنَعَ، وإِيَّاكَ واللَّوَّ (5) ؛ فَإِنَّ اللَّوَّ مِنْ عَمَلِ الشَّيطَان ِ؟   (1) في (ك) : «البصير» . (2) وقال في المسألة رقم (2474) : «لَيْسَ لَهِذَا الْحَدِيثِ أصلٌ، وَعَبَّادٌ ضعيفُ الحديث» . وذكر الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (1/447) في ترجمة حامد بن آدم المروزي: أن أبا داود السنجي قال: قلتُ لابن معين: عندنا شيخ يقال له: حامد بن آدم، روى عن يزيد، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نْضَرَةَ، عن أبي سعيد وجابر رفعاه: «الغيبة أشدُّ من الزنى» ؟ فقال: كذَّاب لعنه الله. (3) في (ت) : «الجُرشي» . (4) في (ك) : «الهادي» . (5) قال الجوهري في "الصحاح" (6/2555) : «وإن جعلت «لو» اسمًا، شدَّدتَّهُ، فقلت: "قد أكثرتَ من اللَّوِّ"؛ لأن حروف المعاني الناقصة إذا صُيِّرت أسماءً تامة - بإدخال الألف واللام عليها، أو بإعرابها - شُدِّد ما هو منها على حرفين؛ لأنه يُزاد في آخره حرف من جنسه فيُدغم ويصرف ... قال أبو زيد [من الخفيف] : لَيْتَ شِعْرِي وَأَيْنَ مِنِّيَ لَيْتٌ إِنَّ لَيْتًا وَإِنَّ لَوًّا عَنَاءُ وقد ورد هذا اللفظ: «اللَّوّ» معرَّفًا من حديث أبي هريرة عند أحمد في "المسند" (2/366 رقم8829) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (10457 و10458 و10459) ، وابن ماجه في "سننه" (4168) ، وغيرهم. والحديث عند مسلم من حديث أبي هريرة رقم (2664) بلفظ: «فإنَّ «لَوْ» تَفْتَحُ عمل الشيطان» ، وذكر الحافظ في "الفتح" (13/225) عن القاضي عياض أنه وقع معرفًا عند بعض رواة مسلم. وانظر "النهاية" (4/280) ، و"همع الهوامع" (1/28-29) ، و"خزانة الأدب" (7/319-320) . الحديث: 1855 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 122 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جدا، ولو كَانَ هَذَا الكلامُ عَنْ (1) خالد بْن مَعْدان (2) ، لكان حسنًا (3) ، وقتادةُ بنُ الفُضَيل (4) : شيخٌ. 1856 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ يَزِيدَ الرَّفَّاء الْبَصْرِيُّ (6) ، عَنْ شُعبة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ شَقيق بْنِ سَلَمة، عن   (1) في (ك) : «من» . (2) في (ت) : «معان» . (3) في (ك) : «حسنان» . (4) في (أ) و (ت) و (ف) : «الفضل» . (5) نقل بعض هذا النص ابن حجر في "لسان الميزان" (4/339-340) . (6) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/195-196) ، والشاشي في "مسنده" (606 و607) ، = = وابن الأعرابي في "معجمه" (1096) ، والطبراني في "الكبير" (10/193 رقم 10432) ، وابن عدي في "الكامل" (5/55) ، والبيهقي في "الشعب" (1150) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/313) ، والهروي في "ذم الكلام وأهله" (629) . ومن طريق ابن الأعرابي أخرجه الخطابي في "غريب الحديث" (1/443) . ومن طريق الطبراني أخرجه أبونعيم في "الحلية" (4/109-110) و (5/98) و (7/205) ، والشجري في "أماليه" (2/206) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/327) . الحديث: 1856 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 123 ابن مسعود (1) ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يُشَرِّفُونَ المُتْرَفِينَ، ويَسْتَخِفُّونَ بِالْعابِدِينَ، ويَعْمَلُونَ بِالْقُرْآنِ مَا وَافَقَ أَهْوَاءَهُمْ، وَمَا خَالَفَ أَهْوَاءَهُمْ تَرَكُوهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ ويَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ، يَسْعَوْنَ (2) فِيمَا لاَ يُدْرَكُ (3) بِغَيْرِ سَعْيٍ: مِنَ القَدَرِ المَقْدُور (4) ، والأَجَلِ المَكْتُوب، والرِّزْقِ المَقْسُوم، ولاَ يَسْعَوْنَ فِيمَا لاَ يُدْرَكُ إِلاَّ بِالسَّعْيِ: مِنَ الجَزَاءِ المَوْفُور، والسَّعْيِ المَشْكُور، وتِجَارَةٍ لاَ تَبُور (5) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ كَذبٌ موضوعٌ، وعُمَرُ (6) بْن يزيدَ كَانَ يَكْذِبُ (7) ، ضرَبَ عَمْرو بْن عليٍّ (8) عليه في كتابي (9) .   (1) في (ت) و (ك) : «أبي مسعود» . (2) قوله: «يسعون» سقط من (ك) . (3) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «يسعَون فيما يُدْرَكُ بغير سَعْي» ، وهو الجادَّة. وما هنا يخرج على زيادة «لا» ؛ لتحقيق الفعل الداخلة عليه وتأكيده، وقد خرِّجت على ذلك آيات كثيرة في كتاب الله عز وجل، منها: قوله تعالى: [الأعرَاف: 12] {مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ} ، أي: ما منعَكَ أن تسجد، ويوضِّحه الآية الأخرى: [ص: 75] {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ} ، ومنها قوله تعالى: [طه: 92] {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا} ، أي: أن تتبعني، وغيرهما. وانظر "مغني اللبيب" (ص249-250) ، و"مشكل إعراب القرآن" (1/284) ، و"الدر المصون" (5/261-263) ، و (8/198) ، و (10/258) . (4) في (ك) : «والقدر المقدوم» . (5) في مصادر التخريج: «والتجارة التي لا تبور» . (6) في (ك) : «وعمرو» . (7) في (ك) : «يكون» . (8) هو: الفَلاَّس. (9) قال العقيلي في الموضع السابق: «لَيْسَ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ شعبة أصل، وهذا الكلامُ عندي - والله أعلم - يشبه كلامَ عبد الله بن المسور الهاشمي المدائني، وكان يضعُ الحديث، وقد روى عمرو بن مرَّة عنه، فلعل هذا الشيخَ حمله على رجل عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عَنْ عبد الله بن المسور، فأحاله على شعبة» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا لا يُعرف إلا بعمر بن يزيد هذا، عن شعبة، وهو بهذا الإسناد باطلٌ» . وقال أبونعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث عمرو وشعبة، تفرَّد به عنه عمر بن يزيد الرفَّاء» . وانظر (7/205) منه. وقال الذهبي في "الميزان" (3/231) : «موضوع» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 124 1857 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنُ (1) بْنُ الأسودِ (2) ، عَنْ أَبِي أُسامة (3) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ مَالِكٍ أَبِي سُهَيل (4) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : لاَ إلَهَ إِلاَّ اللهُ: تَمْنَعُ العِبَادَ (5) مِنْ سَخَطِ اللهِ، مَا لَمْ يُؤْثِرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فَإِذَا آثَرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ (6) ، ثُمَّ قَالُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؛ رُدَّتْ عَلَيْهِمْ، وقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: كَذَبْتُمْ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: أَبُو سُهَيل (7) عمُّ (8) مَالِك بْن أَنَس، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (9) .   (1) في (ك) : «احسين» . (2) هو: الحسين بن علي بن الأسود. وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العقوبات" (6) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (288) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4034) ، وابن عدي في "الكامل" (5/20) ، والبيهقي في "الشعب" (10015 و10016) ، والشجري في "أماليه" (1/15) . (3) هو: حماد بن أسامة. (4) في (ك) : «أبي سهل» . (5) في (ك) : «العياد» . (6) قوله: «على دينهم» سقط من (ك) . (7) في (ش) : «أبو سهل» . (8) في (ك) : «عمر» . (9) قال الدارقطني في "الأفراد" (92/ب/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث أنس، تفرَّد به عمر بن حمزة العمري، عنه، ولا نعلم رواه غير أبي أسامة» . وقال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1485/ تخريج أحاديث إحياء علوم الدين) : «رواه أبو يعلى والبيهقي في "الشعب" من حديث أنس بسند ضعيف» . وقول أبي حاتم: «مرسل» يجوز فيه وجهان: الأول: النصبُ على أنَّه حالٌ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: الرفعُ على أنَّه خبر ثانٍ، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . الحديث: 1857 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 125 1858 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ (1) : حَدَّثَنَا (2) عليُّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد، عَنِ الكُرَيزي (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيم، عن محمد ابن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أمِّه فاطمةَ ابْنَتِ (4) الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جدِّها علي، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِذَا هَدَى اللهُ عَبْدَهُ الإِسْلامَ (5) ، وحَسَّنَ صُورَتَهُ، وجَعَلَهُ فِي مَوْضِعٍ (6) غَيْرِ شَائِنٍ، ورَزَقَهُ - مَعَ ذَلِكَ - مَوْضِعًا لَهُ (7) ؛ فَذَلِكَ مِنْ صَفْوَةِ اللهِ (8) .   (1) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) ، وفي (ك) تكرر قوله: «قال» . (2) في (ف) : «وحدثنا» . (3) هو: محمد بن عُبَيدالله بن عبد العظيم. (4) في (ت) و (ك) : «بنت» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وجادَّته: «ابنة» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا على لغة لبعض العرب، وبها نزل القرآن. انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (5) الفعل «هدى» يتعدى بنفسه وبالحرف؛ قال الفيومي: «هَدَيتُه الطريقَ أَهْدِيهِ هِدايةً: هذه لغةُ الحِجاز، ولغةُ غيرهم يتعدَّى بالحرف، فيقال: هَدَيتُه إلى الطريق، وهَداهُ الله إلى الإيمان» . "المصباح المنير" (هـ د ي) (2/636) ، وبكلتيهما جاء القرآن، قال سبحانه: [الفَاتِحَة: 6] {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ *} ، وقال: [البقرة: 213] {وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} ، وانظر "الصحاح" (6/2233) ، و "اللسان" (هـ د ي) (15/355) . (6) في (ك) : «وجعله موضعه» . (7) لفظه في "التواضع والخمول: «ورزقَهُ مع ذلك تَواضعًا» . (8) لفظ الجلالة ليس في (أ) و (ش) . الحديث: 1858 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 126 فقلتُ: حدَّثنا أَبِي قَالَ: حدَّثنا عُبَيسُ (1) ابنُ مَرْحُوم العطَّارُ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سُلَيم؛ قَالَ: سمعتُ مُحَمَّدَ بن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، يَقُولُ: بلغَني أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ ذَلِكَ. فَقَالَ ابْن جُنَيدٍ الحافظُ: هَذَا الحديثُ قد أفسد علينا حديثَنا. قَالَ أَبُو مُحَمَّد: فصَدَق؛ فإنه (3) لو كَانَ عندَه عَنْ أمه، عَنْ أبيها، عَنْ جدِّها علي، عن النبيِّ (ص) ، لم يَرْو أنه بلغه عَنْ رسول الله (ص) . 1859 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شهاب بن عَبَّاد (4) ، عن   (1) في (ش) : «عيسى» . (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (121) من طريق زكريا بن عدي، عن يحيى بن سليم، به. (3) في (ك) : «لأنه» . (4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/309) من طريق محمد بن رافع، والشاشي في "مسنده" (317) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/174) ، و (59/35) من طريق الحسن بن السكين وعباس بن محمد الدوري، وابن عدي في "الكامل" (7/58) من طريق هارون بن عبد الله الحمال، والدارقطني في "العلل" (5/42) من طريق أحمد بن يحيى الصوفي، وعبدة بن عبد الله الصفار، جميعهم عن محمد بن بشر، به. وجاء عند العقيلي: «محمد بن عبد الله بن نمير» بدل: «عبد الله بن نمير» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34302) ، وفي "المسند" (345) ، وابن ماجه في "سننه" (257 و4106) من طريق علي بن محمد والحسين بن عبد الرحمن، وأبو الحسن القطان في "زوائده على ابن ماجه" (257) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على الزهد" (ص29) ، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (559) من طريق محمد بن عبد الله بن نمير، والبزار في "مسنده" (1638) من طريق محمد بن عمر الكندي، والدارقطني في "العلل" (5/42) من طريق سعيد بن أيوب، والبيهقي في "الشعب" (1744) من طريق الحسن بن علي، جميعهم عن عبد الله بن نمير، = = عن معاوية، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ الأسود ابن يزيد، عن ابن مسعود، به. ولم يذكروا علقمة في الإسناد. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (274) ، وأبو الحسن القطان في "زوائده على ابن ماجه" (257) ، وابن عدي في "الكامل" (7/58) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/105) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1128) ، إلا أن ابن عدي قرن في روايته علقمة بالأسود. الحديث: 1859 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 127 مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ العَبْدي، عَنْ عبد الله بْنِ نُمَير، عَنْ مُعَاوِيَةَ النَّصْري (1) ، عَنْ نَهْشَل (2) ، عَنِ الضَّحَّاك (3) ، عَنْ عَلْقَمَة (4) والأسودِ (5) قالا (6) : قال عبد الله (7) : لَوْ أنَّ أهلَ الْعِلْمِ وَضَعُوا العلمَ عِنْدَ أَهْلِهِ لَسَادُوا أهلَ زمانهم (8) ، ولكنَّهُ (9) وضَعُوهُ عِنْدَ أَهْلِ الدُّنْيَا لِيَنَالُوا من دُنياهم؛ سمعتُ نبيَّكم (ص) يَقُولُ: مَنْ جَعَلَ الهُمُومَ هَمًّا وَاحِدًا (10) ، كَفَاهُ اللهُ سَائِرَ هُمُومِهِ، ومَنْ ذَهَبَتْ بِهِ الهُمُومُ أَحْوَالُ الدُّنْيَا (11) ، لَمْ يُبَالِ اللهُ فِي أَيِّ   (1) في (ش) و (ف) : «البصري» ، وأهملت في (أ) ، وهو معاوية بن سلمة النَّصْري. (2) هو: ابن سعيد. (3) هو: ابن مزاحم. (4) هو: ابن قيس (5) هو: ابن زيد. (6) في (ت) : «قال» . (7) هو: ابن مسعود ح. (8) في (ك) : «زمانه» . (9) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «ولكنَّهُمْ» - كما في بعض مصادر التخريج - لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه وجهان: الأول: أن هذا الضمير ضمير الشأن، والتقدير: ولكنَّه - أي: الشأن والحديث -وضعوا العلم عند أهل الدنيا ... إلخ. وانظر في ضمير الشأن التعليق على المسألة رقم (854) . والثاني: أنَّ الضمير يعود إلى «العلم» . والله أعلم. (10) في (ك) : «الهموم هماد لهذا» . (11) كذا في جميع النسخ وبعض مصادر التخريج، والجادَّة «في أحوال الدنيا» ، كما في بعض مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ يتجه على وجهين: الأول: على البدلية، فـ «أحوال الدنيا» بدلٌ من «الهموم» ، فتكون مرفوعةً؛ كما قال مغلطاي في "شرح سنن ابن ماجه" (1/302) . والثاني: بالنصب على نزع الخافض، والتقدير: ذهبتْ به الهموم في أحوال الدنيا -كما جاء نحوه في مصادر التخريج - وحُذِفَ الخافض، فانتصب ما بعده. انظر التعليق على المسألة رقم (12) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 128 أَوْدِيَتِهَا سَلَكَ (1) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ونَهْشَل بْن سَعِيد متروكُ الحديث (2) . 1860 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَطِيَّة بْنُ بَقِيَّة (4) ،   (1) كذا في جميع النسخ، والذي في مصادر التخريج: «هلك» ، وهو الجادَّة. (2) قال الدارقطني في "العلل" (688) : «يرويه معاوية بن سلمة النصري، وهو كوفي لا بأس به، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ الأسود، حدَّث به عبد الله بن نمير، واختلف عنه؛ فرواه عنه ابنه محمد وأبو كريب وغيرهما بهذا الإسناد، وخالفهم محمد بن بشر العبدي، فرواه عن ابن نمير، عن معاوية، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنْ علقمة والأسود، ولم يُتابَع على ذكر علقمة، وأحسَب ابن نمير حدَّث به قديمًا فذكر به علقمة، ثم سكت عن ذكره بعد ذلك؛ لأن كلَّ من رواه عنه من المتأخرين لم يذكره عنه ... » ، ثم قال: «تفرَّد به معاوية، عن نهشل، ولم يروه عنه غير عبد الله بن نمير، ورواه مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ ابن نمير وزاد فيه علقمة» . وقال الدارقطني في "الأفراد (207/ب/أطراف الغرائب) نحو قوله في "العلل". (3) نقل بعض هذا النص الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/343) ، وابن حجر في "لسان الميزان" (2/49) . (4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/171) من طريق عثمان بن سعيد، عن عبد الوهَّاب بن نجدة، عن بقية بن الوليد، به. وأخرجه ابن عساكر أيضًا (31/170-171) من طريق عثمان بن عبد الصمد، عن عبد الوهَّاب بن نجدة، عن بقية، عن عبد الله بن حذلم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. الحديث: 1860 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 129 عَنْ أَبِيهِ بَقِيَّة بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ حَذْلَم الأَسَدي، عَنْ وَهْب بْنِ أبانَ القُرشي، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: خرجْتُ سَفَرًا فَإِذَا بقومٍ وُقُوفٌ، فَقَالَ: مَا شأنُ هَؤُلاءِ وُقُوفٌ (1) ؟ قَالُوا: حبَسَهَمُ الأسَدُ، فنزَلَ فَمَشَى إِلَيْهِ، حَتَّى أَخَذَ بأُذُنه، ثُمَّ قَفَدَهُ (2) ؛ قَالَ: أظنُّه، ثم قَادَهُ حَتَّى نحَّاه عَنِ الطَّرِيقِ، ثُمّ قَالَ: مَا كذَبَ عَلَيْكَ رسولُ الله (ص) ، سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَا (3) سُلِّطَ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلاَّ مَنْ خَافَهُ، ولَوْ أَنَّ ابْنَ (4) آدَمَ لَمْ يَخَفْ إِلاَّ اللهَ مَا سَلَّطَ اللهُ عَلَيْهِ (5) غَيْرَهُ، ولاَ وُكِلَ (6) ابْنُ آدَمَ إِلاَّ إِلَى مَنْ رَجَا ابْنُ آدَمَ (7) ، ولَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ لَمْ يَرْجُو (8) إِلاَّ اللهَ مَا وَكَلَهُ إِلَى غَيْرِهِ؟   (1) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) في (أ) و (ش) : «فقده» . والقَفْدُ: صَفْعُ الرأس بِبُسْطِ الكفِّ من قِبَل القَفا. انظر "النهاية" (4/89) . (3) في (ك) : «ما من» . (4) في (أ) و (ت) و (ش) : «لابن» . (5) المثبت من (ت) و (ك) وفي بقية النسخ: «ما سلط عليه» . (6) في (ك) : «كل» . (7) أي: إلا إلى مَنْ رَجَاهُ ابنُ آدم، وحذف العائد إلى الاسم الموصول «مَنْ» ، وهو ضمير النصب في «رجاه» ؛ وهذا جائزٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (1015) . (8) رُسِمت في جميع النسخ: «لم يَرْجُوا» بإثبات واو الفعل وبعدها ألف، وسياقُ الكلام للمفرد لا للجمع؛ فالقياس: «لم يَرْجُ» بحذف لام الفعل من أجل الجازم؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية على وجهين، سبق بيانهما في التعليق على المسألة رقم (228) . وأما إثبات الألف بعد واو الفعل: فهي زائدة على طريقة المتقدِّمين من الكَتَبَة. وانظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (1025) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 130 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا إسنادً (1) ، وبَكْرٌ (2) ليس بشيء. 1861 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا كَانَ فِي كِتَابِ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ - وَلَمْ يحدِّث بِهِ - عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل (4) ، عَن عَوْن بْن أَبِي جُحَيفة، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: تَجَشَّأْتُ عِنْدَ النبيِّ (ص) فَقَالَ: أَطْوَلُكُمْ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُكُمْ جُوعًا في الآخِرَةِ.   (1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) . (2) في (ك) : «وبكر هذا» . (3) انظر المسألة رقم (1910) . (4) لم نقف على روايته، وقد أخرج الحديث ابن أبي الدنيا في "الجوع" (19) ، وابن جرير في"تهذيب الآثار/مسند علي" (2/716-717 رقم1035/مسند عمر بن الخطاب) ، والطبراني في "الأوسط" (8929) ، وابن عدي في "الكامل" (7/75) ، والبيهقي في "الشعب" (5256) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (788) من طريق الوليد بن عمرو بن ساج، والطبراني في "الكبير" (22/132 رقم 351) ، والحاكم في "المستدرك" (4/121) ، والبيهقي في "الشعب" (5255) من طريق علي بن الأقمر، كلاهما عن عون ابن أبي جحيفة، به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الجوع" (4) ، والبزار في "مسنده" (3670/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (22/126-127 رقم 327) ، والبيهقي في "الشعب" (5254) من طريق محرز أبي رجاء، عمَّن حدثه عن أبي جحيفة. وجاء عند البزار والطبراني: عن أبي رجاء، عن أبي جحيفة. وأخرجه البزار في "مسنده" (3669/كشف الأستار) من طريق عمر بن موسى، عن عمر بْن أَبِي جحيفة، عَنْ أَبِيهِ، به. الحديث: 1861 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 131 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطلٌ، ولم يَبْلُغْني أنَّ عَمْرو بْن مرزوق حَدَّثَ به قَطُّ (1) . 1862- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رُويَ (3) عَنْ أَبِي وَائِلٍ (4) ، عَنْ أَبِي موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ (5) . ومنهم من يقولُ: عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله (6) ؟   (1) قال مهنَّا: سألت أحمد ويحيى عن هذا الحديث فذكره من رواية علي بن الأقمر، عن أبي جحيفة؟ فقالا: ليس بصحيح، كما في "المنتخب من العلل" لابن قدامة (ص47) . وقال أحمد: «كان عمرو بن مرزوق يحدِّث بِهِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مغول، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أبي جحيفة، ثم تركه بعد» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2254) و (2632) . (3) رواه بهذا الوجه سفيان الثوري، وأبو معاوية، ومحمد ابن عبيد، ثلاثتهم عن سليمان بن مهران الأعمش، عن أبي وائل: أما رواية سفيان الثوري: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (6170) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/395 رقم 19526) . وأما رواية أبي معاوية: فأخرجها مسلم في "صحيحه" (2641) ، والشاشي في "مسنده" (578) ، وابن حبان في "صحيحه" (557) . وأما رواية محمد بن عبيد: فأخرجها مسلم في الموضع السابق، والإمام أحمد في "المسند" (4/392 رقم 19496) . = ... ورواه جرير بن عبد الحميد هكذا في بعض الاختلاف عنه كما سيأتي. (4) هو: شقيق بن سلمة. (5) قوله: «أحب» مطموس في (ك) . (6) هو: ابن مسعود ح. ورواه بهذا الوجه شعبة، وسليمان بن قرم، وجرير بن عبد الحميد في بعض الاختلاف عنه: أما رواية شعبة: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (6168) ، ومسلم في "صحيحه" (2640) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/392 رقم 3718) . وأما رواية سليمان بن قرم: فأخرجها مسلم في الموضع السابق. وأما جريرُ بن عبد الحميد: فأخرج البخاري حديثه (6169) من طريق قتيبة بن سعيد، عنه، عن سليمان الأعمش، به، ونسب عبد الله، فقال: «ابن مسعود» . وأخرجه مسلم (2640) من طريق إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن جرير، به، وقال: «عن عبد الله» ولم ينسبه. وكذا أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5166) من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن جرير. وسيأتي في كلام الحافظ ابن حجر ذكرُ آخرين رَوَوْه أيضًا عن جرير، وعن الأعمش، ولم ينسبوا عبد الله. وثمة اختلافٌ آخرُ على جرير: فقد أخرجه البزار في "مسنده" (3014) من طريق يوسف بن موسى، عن جرير، فقال: «عن أبي موسى» كما في رواية سفيان الثوري ومن وافقه. الحديث: 1862 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 132 قَالَ: أصحابُ أَبِي مُوسَى أحفَظُ (1) ، وأبو موسى اسمُهُ: عبدُاللهِ بنُ قَيْس.   (1) أي: الذين رَوَوْه فجعلوه من مسند أبي موسى أحفظُ. وبيان ذلك: أنه وقع خلافٌ في نسبة «عبد الله» صحابيِّ هذا الحديث؛ هل هو: عبد الله بن مسعود، أو: عبد الله بن قيس الذي هو أبو موسى الأشعري: فقد رواه البخاري ومسلم - كما سبق - من طريق شعبة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله، عن النبي (ص) . قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (10/558) : «هكذا رواه أصحاب شعبة فقالوا: عن "عبد الله" ولم ينسبوه ... وحكى الإسماعيلي عن بُندار: أنه عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري ... ولكنَّ صنيعَ البخاري يقتضي أنه كان عند أَبِي وَائِلٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وعن أبي موسى جميعًا، وأن الطريقين صحيحان؛ لأنه بيَّن الاختلاف ولم يرجِّح، ولذا ذكر أبو عوانة في" صحيحه" عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ أنَّ الطريقين صحيحان» . اهـ. وإليه مال الدارقطني في "العلل" (740) فقد قال بعد ذكره الاختلافَ في هذا الحديث: «ولعلهما صحيحان» . وتقدم أن البخاري رواه من طريق سفيان الثوري، وأن مسلمًا رواه من طريق أبي معاوية، ومحمد بن عبيد، ثلاثتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن أبي موسى، به. قال الحافظ ابن حجر في الموضع السابق من "الفتح": «هكذا صرَّح به أبو نعيم [يعني: عن سفيان الثوري] ، وأخرجه أبو عوانة من رواية قبيصة، عن سفيان الثوري فقال: "عَنْ عَبْد اللَّه" ولم ينسبه، وهذا يؤيد قول بُنْدار: إن عبد الله حيث لم يُنْسب فالمراد به في هذا الحديث أبو موسى، وأن من نَسَبَهُ ظن أنه ابن مسعود لكثرة مجيء ذلك على هذه الصورة في رواية أبي وائل، ولكنه هنا خرج عن القاعدة. وتبيَّن برواية من صرَّح أنه أبو موسى الأشعري: أن المرادَ بعبد الله: ابنُ قيس، وهو أبو موسى الأشعري، ولم أر من صرَّح في روايته عن الأعمش أنه عبد الله بن مسعود إلا ما وقع في رواية جرير بن عبد الحميد هذه عند البخاري عن قتيبة عنه. وقد أخرجه مسلم عن إسحاق بن راهويه وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن جرير، فقال: "عن عبد الله" حسبُ، وكذا قال أبو يعلى عن أبي خيثمة، وكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية جعفر بن العباس، وأبو عوانة من رواية إسحاق بن إسماعيل، كلهم عن جرير به. وكلُّ من ذكر البخاريُّ أنه تابعه إنما جاء من روايته أيضًا عن عبد الله غير منسوب، وكذا أخرجه أبو عوانة من رواية شيبان، عن الأعمش فقال: "عبد الله" ولم ينسبه» . اهـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 133 1863 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ الجَرَّاحِ القُهُسْتَانيُّ (1) ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ العَقَدِيِّ (2) ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَن جابر بن عبد الله: أنَّ النبيَّ (ص) قال: الدُّنْيَا   (1) روايته أخرجها ابن الأعرابي في "الزهد وصفة الزاهدين" (65) ، والدارقطني في "الأفراد" (112/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/157 و7/90) ، والخليلي في "الإرشاد" (2/711) ، والبيهقي في "الشعب" (10031) ، وفي "الزهد الكبير" (244) ، والرافعي في "التدوين" (2/274 و3/141 و4/134- 135) . ومن طريق ابن الأعرابي أخرجه البيهقي في "الشعب" (10031) ، والسلفي في "معجم السفر" (1047) . (2) هو: عبد الملك بن عمرو. الحديث: 1863 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 134 مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْها للهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ المُنْكَدِر (1) ؛ أنَّ النبيَّ (ص) (2) . 1864 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو حُذَيْفةَ (3) ، عن   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "الزهد" (ص37) ، وأبو داود في "المراسيل" (502) من طريق يحيى بن سعيد، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بن المنكدر، مرسلاً. وأخرجه ابن الأعرابي في "الزهد وصفة الزاهدين" (66 و67) وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1331) من طريق مِهْران بن أبي عمر العطار، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن أبيه، عن النبي (ص) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (5/15/ب) : «يرويه مهران، عن الثوري، عن ابن المنكدر، عن أبيه، عن النبي (ص) . وخالفه أبو عامر العقدي؛ رواه عن الثوري، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، وكلاهما غير محفوظ» . وقال في "الأفراد" كما في الموضع السابق: «تفرد به أبو عامر العقدي، عن الثوري، عنه، وتفرد به عبد الله ابن الجراح، عنه» . وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث محمد والثوري، تفرد به عبد الله بن الجراح» . (3) هو: موسى بن مسعود النهدي. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/122) ، وفي "تاريخ أصبهان" (2/66) من طريق عصام بن يزيد، عن سفيان الثوري، عن بديل، عن الزهري، عن عباد ابن تميم، عن عمه، به، ووقع في "الحلية": «عن أبيه» بدل: «عن عمه» . قال أبو نعيم: «بديل هو ابن ورقاء الخزاعي، تفرد به عن الثوري عصام بن يزيد» . وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص220) من طريق عبيد بن عقيل، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (3222) ، والبيهقي في "الشعب" (6405) ، وفي "الزهد الكبير" (316) ، والضياء في "المختارة" (340 و341 و343 و9/370- 371) من طريق زيد ابن الحباب، والطبري في "تهذيب الآثار" (2/796 رقم 1120) من طريق عمر بن محمد العنقزي، وابن عدي في "الكامل" (4/213) من طريق محمد بن سليمان وعبيد الله بن عبد المجيد، جميعهم عن عبد الله ابن بديل، عن الزهري، به. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/213) . وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6407) ، والضياء في "المختارة" (342 و9/371) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن الزهري، به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6406) من طريق عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن بن أبي ذئب، عن الزهري، به. الحديث: 1864 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 135 سُفْيَانَ (1) ، عَنْ رجلٍ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عَبَّاد بْنِ تميمٍ، عَن عمِّه (2) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: يَا نَعَايَا (3) العَرَبِ، إِنَّ (4) أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ   (1) هو: الثوري. (2) هو: عبد الله بن زيد بن عاصم. (3) في (ش) : «يا معايا» . وقوله: «يا نعايا العرب» : قال أبو عبيد: هكذا يحدِّثه المحدِّثون، وإنما هو في الإعراب: «يا نَعَاءِ العَرَبَ» ؛ وكذلك قال الأصمعي وغيره، وتأويلها: انعِ العربَ؛ يَأْمُرُ بنعيهم؛ كأنه يقول: قد ذهبت العرب. وبعضهم يرويه: «يا نُعْيَانَ العربِ» ، فمن قال هذا فإنه يريد المصدر؛ نَعَيْتُهُ نَعِيًّا وَنُعْيَانًا، وهو جائز حسن. اهـ. وقيل: «نعايا» جمع «نَعِيٍّ» ، وهو المصدر. وقيل: هي جمع «نَعَاءِ» التي هي اسم للفعل وهي «فَعَالِ» ، والمعنى على هذا: يا نعايا العرب جِئْنَ؛ فهذا وقتكنَّ وزمانكنَّ. وقيل: هي جمع «نَعِيٍّ» ؛ وهو الرجل الهالك، أي: المنعيّ؛ فعيل بمعنى مفعول. فأما قوله: «يا نعاءِ العربَ» مع حرف النداء، فالمنادى محذوف؛ تقديره: يا هذا انْعِ العَرَبَ، أو: يا هؤلاء انْعُوا العرب بموت فلان؛ كما في قوله تعالى: [النَّمل: 25] {أَلاَّ يَسْجُدُوا} ، قرأ الكسائي: {أَلاَ يَا اسْجُدُوا} بتخفيف «أَلاَ» ، أي: يا هؤلاءِ اسجدوا، وحذفت ألف «يا» خطًّا. وانظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/191- 193) ، و"مشارق الأنوار" (2/19) ، و"الفائق" (4/4- 5) ، و"النهاية" (5/84- 85) ، و"لسان العرب" (15/334) ، و"تاج العروس" (40/112) ، و"معجم القراءات" (6/504-505) . (4) في (ك) : «إني» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 136 الزِّنَا (1) ، وَالشَّهْوَةُ الخَفِيَّةُ (2) ؟   (1) كذا في جميع النسخ، وجاء في جميع مصادر التخريج: «الرياء» ، وهو الصواب؛ وقد جاء في بعض ألفاظ الحديث عن شداد بن أوس: «الشرك» بدل «الرياء» وفسِّر بالرياء. وجاء في أحاديث أخر: «الشرك = = الخفي» و «الشرك الأصغر» وفسر أيضًا بالرياء. وانظر تفسير الشهوة الخفية في التعليق التالي. (2) قوله: «والشهوة الخفية» قال أبو عبيد: «قد اختلف الناس فيها؛ فذهب بها بعضهم إلى شهوة النساء وغير ذلك من الشهوات» . اهـ. وقد ورد ذلك من كلام أبي الدرداء وعبادة بن الصامت، لما ذكر لهما شداد بن أوس ج هذا الحديث عن النبي (ص) ، فقالا: «فأما الشهوة الخفية فقد عرفناها؛ هي شهوات الدنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشرك الذي تخوِّفنا به يا شداد ... » إلخ؛ أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/269) من طريق عبد الرحمن بن غنم. قال أبو عبيد: «وقال بعضهم: هو الرجل يصبح معتزمًا على الصيام للتطوع، ثم يجد طعاما طيبًا، فيفطر من أجله» . اهـ. وقد ورد تفسير الشهوة الخفية بهذا مرفوعًا إلى النبي (ص) ، من رواية عبادة بن نسي عن شداد بن أوس - كما سيأتي في التخريج - قال شداد: قلت [أي: لرسول الله (ص) ] : وما الشهوة الخفية؟ قال: «يصبح الرجل صائمًا فتعرض له شهوة من شهواته فيوافقها ويدع الصوم» . وقيل في تفسيرها أيضًا: أن يرى جارية حسناء فيغض طرفه، ثم ينظر بقلبه ويمثلها لنفسه فيفتنها. قال أبو عبيد: «وهو عندي ليس بمخصوص بشيء واحد، ولكنه في كل شيء من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه؛ وإنما هو الإصرار وإن لم يعمله» . اهـ. وقيل أيضًا: الرياء: ما كان ظاهرًا من العمل، والشهوة الخفية: حب اطلاع الناس على العمل. قال الأزهري: القول ما قال أبو عبيد في الشهوة الخفية، غير أني أستحسن أن أنصب «الشهوة الخفية» وأجعل الواو بمعنى «مع» ؛ كأنه قال: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الرياء مع الشهوة الخفية للمعاصي؛ فكأنه يرائي الناس بتركه المعاصي، والشهوةُ في قلبه مخفاة. اهـ. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/193) ، و"تهذيب اللغة" (6/355) ، و"الفائق" (2/270) ، و"النهاية" (2/516) ، و"لسان العرب" (14/445) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 137 قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ عَبَّاد بْنِ تميمٍ؛ إِنَّمَا رُوي هَذَا الحديثُ عَنِ الزُّهريِّ (1) ، عَنْ رجلٍ؛ قَالَ: قَالَ شَدَّاد بْنُ أَوْسٍ، قولَهُ. وَكَانَ بمكة رجلٌ يقال (2) له: عبد الله بْنُ بُدَيلٍ الخُزَاعِيُّ، وَكَانَ صاحبَ غَلَطٍ، فلعلَّه أخذَهُ عنه (3) .   (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الحسين المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1114) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (2/797- 798 رقم1121- 1123/ مسند عمر بن الخطاب) ، وابن زبر في "وصايا العلماء" (ص72) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/268) ، والبيهقي في "الشعب" (6409) من طريق سفيان بن عيينة، وأخرجه أبو داود في "الزهد" (359) ، والبيهقي في "الشعب" (6410) من طريق صالح بن كيسان، كلاهما عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الربيع، عن شداد بن أوس، به موقوفًا. وأخرجه أبو داود في "الزهد" (361) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/269- 270) . وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/414) من طريق رجاء بن حيوة، عن محمود بن الربيع، عن شداد، به موقوفًا. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/124 رقم17120) ، وابن ماجه في "سننه" (4205) ، والطبراني في "الكبير" (7/284- 285 رقم7144 و7145) ، و"الأوسط" (4213) ، وفي "مسند الشاميين" (2236) ، والحاكم في "المستدرك" (4/330) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/268) ، والبيهقي في "الشعب" (6411) من طريق عُبادة بن نُسَي، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النبي (ص) . (2) في (ك) : «فقال» . (3) يعني: لعل سفيان الثوري أخذ هذا الحديث عن عبد الله ابن بُدَيلٍ الخُزَاعِي، فيكون هو المبهم الذي لم يُسَمَّ في رواية أبي حذيفة، ويشعر بصحة هذا الاحتمال الذي ذكره أبو حاتم: رواية عصام بن يزيد - كما سبق في التخريج - للحديث عن الثوري، عن بديل، عن الزهري، فيكون عصام أخطأ فجعل الحديث عن بديل، وهو معروف بابنه عبد الله بن بديل، فقد رواه عنه عبيد ابن عقيل وزيد بن الحباب وغيرهما كما سبق. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 138 1865 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ [العَطَّارُ] (1) ، عَنْ يونسَ بْنِ عثمانَ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عامرٍ، عَنْ أَبِي أُمامةَ - رَفَعَهُ - قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا، عَسَلَهُ (2) ، قِيلَ: مَا عَسَلَهُ؟ قَالَ: يَرْزُقُهُ عَمَلاً صَالِحًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1866 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن حِمْيَرٍ (4) ، عن   (1) في جميع النسخ: «القطَّان» ، والمثبت هو الصواب: كما في مصادر التخريج وكما في "تهذيب الكمال" (31/344) ، و"الجرح والتعديل" (9/152) ، وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/174 رقم7725) ، وفي "مسند الشاميين" (1585) . (2) قال ابن قتيبة: قوله: «عسله» أراه مأخوذًا من العسل؛ شبَّه العمل الصالح الذي يُفتح للعبد حتى يرضى الناس عنه ويطيب ذكره فيهم، بالعسل؛ يقال: عَسَلْتُ الطعامَ أَعْسِلُه وأَعْسُلُه عَسْلاً: إذا جعلتَ فيه [العسلَ] فهو طعام معسول. وكذلك: عسلتُ القوم: إذا جعلتَ أدمَهم العسَل. فإن أردت أنك زودتهم ذلك قلت: عَسَّلتهم، بالتشديد. فالمعنى - والله أعلم - في قوله: «عسله» : جعل فيه كالعسَل من العمل الصالح، كما يُعسل الطعام إذا جُعل فيه العَسْلُ. اهـ. بتصرف. وذكر العسكريُّ في "تصحيفات المحدثين" أنه يروى بالعين المهملة وبالغين المعجمة؛ قال: فمن رواه هكذا (يعني بالمهملة) قال: «عسله» مخفف مأخوذ من العسْل ... ومن روى «غسله» بالغين المعجمة قال: أراد يوفقه لعمل يغسل به ما قَبْلَهُ. انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/302) ، و"تصحيفات المحدثين" (1/200- 201) ، و"النهاية" (3/237) ، و"تهذيب اللغة" (2/94- 95) . (3) انظر ما يأتي في المسألة رقم (1898) . (4) هو: محمد. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/261 و438 رقم7555 و9647) ، والحارث في "مسنده" (313/بغية الباحث) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (6052) من طريق مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عن أبي سلمة، به. الحديث: 1865 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 139 شُعَيبِ بْنُ (1) أَبِي الأَشْعَثِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروةَ، عَنْ أَبِي سَلَمةَ، عَنْ أَبِي هريرةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرَضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: هِشَامٌ (2) ، عَنْ أَبِي الزنادِ (3) ، عَنِ الأعرجِ (4) ، عَنْ أَبِي هريرةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) ، وشُعَيبٌ مجهولٌ. 1867- وسمعتُ (6) أَبِي وحدَّثَنا عن يحيى ابن صالح الوُحَاظِيِّ (7) ،   (1) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/243 رقم 7316) ، ومسلم في "صحيحه" (1051) من طريق ابن عيينة، عن أبي الزناد، به. وأخرجه الإمام أحمد (2/389- 390 رقم9062) ، والبخاري في "صحيحه" (6446) من طريق أبي حصين عثمان بن عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، به. (3) هو: عبد الله بن ذكوان. (4) والأعرج هو: عبد الرحمن بن هرمز. (5) من قوله: «قال ليس الغنى ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (6) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (7) لم نقف على روايته عن أنس موقوفًا، ولكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (51) عن يحيى بن صالح، عن يزيد، به، مرفوعًا. وأخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1788) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/197) من طريق هاشم بن سعيد البعلبكي، عن يزيد، به، مرفوعًا. وأخرجه ابن أبي الدنيا (50) من طريق القاسم بن هاشم، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، قال: حدثنا شيخ من أهل البصرة، عن حميد، به، مرفوعًا. لكن أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/197) من طريق محمد بن عيسى، عن أبي اليمان الحكم بن نافع، قال: حدثنا سعيد بن كثير، عن حميد، به، مرفوعًا. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/285) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/589) من طريق يَغْنَم بن سالم، عن أنس، به، مرفوعًا. قال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله (ص) . قال ابن حبان: يغنم يضع الحديث على أنس» . الحديث: 1867 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 140 عَنْ يزيدَ بْنِ زِيَادٍ الدِّمَشْقيِّ القرشيِّ، عَنْ حُمَيدٍ (1) الطويلِ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: لَيْسَ خيرُكُمُ الَّذِي يتركُ دُنْيَاهُ لآخرتِهِ، وَلا آخرتَهُ لِدُنْيَاهُ (2) ، حَتَّى ينالَ مِنْهُمَا جَمِيعًا؛ فَلا تَكُونُوا كَلاًّ عَلَى الناسِ. أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن (3) ، قَالَ: حدَّثنا أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بنُ صَالِحٍ؛ قَالَ: حدَّثنا يزيدُ؛ قَالَ: حدَّثنا الأَعْمَش، عَنْ إبراهيمَ، مثلَهُ. قال أبي: هَذَينِ الحَدِيثَينِ عندي باطل (4) .   (1) في (ك) : «حمد» . (2) في (ك) : «لدنيا» . (3) قوله: «عبد الرحمن» ليس في (أ) و (ش) . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «قَالَ أَبِي: هذان الحديثان عندي باطلان» ؛ فالإشكال في موضعين: في قوله: «هذين الحديثين» ، وفي قوله: «باطل» : أما قوله: «باطل» : فجاء مفردًا لا مثنى؛ لمجيئه على صيغة المصادر التي على وزن اسم الفاعل؛ كعائذٍ وهنيء، وهي مصادر منقولة من الصفات، والمصادرُ لا تثنَّى ولا تجمع، إلا إذا قُصِد بها الأعداد أو الأنواع؛ فيجوز حينئذٍ تثنيتها وجمعها. انظر "الكليات" للكفوي (ص963) ، و"تفسير البغوي" (1/101) ، و"روح المعاني" (2/163) ، و"همع الهوامع" (2/96) . وأما قولُهُ: «هذين الحديثين» ، وهو صواب في العربية أيضًا، ويصح فيه الرفع والنصب، والجر: أمَّا الرفع: فعلى أن أصل العبارة: «هذان الحديثان إسنادُهُما عندي باطلٌ» ؛ فـ: «هذان الحديثان» : مرفوعان على الابتداء والبدليَّة، إلا أنَّهما رُسِما بالياء للإمالة بسبب كسرة النون فيهما، وهنا ينبغي أن يقرأ اللفظان بالألف الممالة «هذين الحديثين» . وانظر الإمالة وأسبابها: في التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . وهنا أيضًا حُذف المبتدأ الثاني: «إسنادهما» . وأما النصب: فعلى إضمار فعل ناصب، والتقدير: «أعدُّ إسنادَ هذَيْن الحديثين عندي باطلاً» ، وحُذِف الفعلُ والمفعولُ الأول «إسناد» ، وهو المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، فأعرب إعرابه، وحينئذٍ «باطلً» هنا: هو المفعول الثاني، وجاء بدون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وأما الجرُّ: فيتَّجِهُ على أن يكون أصل العبارة: «إسنادُ هَذَين الحديثَيْن عندي باطلٌ» ، وحُذف المضاف وهو المبتدأ: «إسناد» ، وبقي المضاف إليه على حاله مجرورًا بالياء: «هذَيْنِ الحديثَيْنِ» ، وهذا جائزٌ؛ كما في قراءة ابن جمَّاز: [الأنفَال: 67] {وَاللَّهُ يُرِيدُ الآْخِرَةَ} بجر «الآخرة» ، أي: باقي الآخرة. وانظر التعليق على المسألة رقم (3) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 141 1868 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار (1) ، عن   (1) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الأوائل" (61) ذكر الحديث الأول، وفي "الديات" (ص32) ذكر الحديث الثالث، والطبراني في "الكبير" (2/165 رقم1681) ذكر الحديث الثاني والثالث، والخطيب في "اقتضاء العلم العمل" (70) ذكر الحديث الثاني، ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2314) عن هشام ابن عَمَّارٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُلَيْمَانَ، عن هشام - وهو من أهل دمشق ثقة، رَوَى عَنْهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ - عن الأعمش، به، وذكر الأحاديث الثلاثة. ورواه البخاري في "صحيحه" (7152) من طريق الجريري، عن أبي تميمة، قال: شهدتُ صفوان وجندبًا وأصحابه وهو يُوصيهم، فقالوا: هل سمعتَ من رسول الله (ص) شيئًا؟ قال: سمعتُه يقول: «مَنْ سَمَّع سَمَّع اللَّهُ بِهِ يوم القيامة» . قال: «ومن شاق شق الله عليه يوم القيامة» ، فقالوا: أوصنا، فقال: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع ألا يأكل إلا طيبًا فليفعل، ومن استطاع ألا يحال بينه وبين الجنة بملء كف من دم أهراقه فليفعل. قلت لأبي عبد الله: من يقول: سمعت رسول الله (ص) ، جندب؟ قال: نعم، جندب. الحديث: 1868 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 142 عليِّ بْنِ سُلَيْمَانَ الكَلْبِيِّ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي تَمِيمةَ (1) ، عَنْ جُنْدُبِ بن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَوَّلُ مَا يَنْتُنُ مِنَ الرَّجُلِ بَطْنُهُ؛ فَلاَ (3) يَجْعَلَنَّ أَحَدُكُمْ فِيهِ إِلاَّ طَيِّبًا. وَقَالَ رسولُُ الله (ص) : مَثَلُ العَالِمِ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الخَيْرَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ، كَمَثَلِ السِّرَاجِ؛ يُضِيءُ لِلنَّاسِ وَيَحْرِقُ نَفْسَهُ. وَقَالَ رسولُُ الله (ص) : لاَ يَحُولَنَّ بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الجَنَّةِ - وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى أَبوابِهَا - مِلْءُ (4) كَفٍّ مِنْ دَمِ مُسْلِمٍ أَهْرَاقَهُ (5) ظُلْمًا؟ قَالَ أَبِي: لا يُشبهُ هَذَا الحديثُ حديثَ الأَعْمَش؛ لأن الأَعْمَش لم يروِ عَنْ أَبِي (6) تميمةَ (7) شيئا، وهو بأبي إسحاقَ أَشبهُ.   (1) في (ش) : «تميم» . وهو طريف بن مجالد الهُجَيْمي. (2) قوله: «ابن عبد الله» ليس في (ش) . (3) في (ك) : «ولا» . (4) في (ك) تشبه: «بل» . (5) أَهْرَاقَهُ: أي أراقه. يقال: «راق» الماءُ والدمُ وغيرُه «يَرِيقُ رَيْقًا» : انصبَّ، ويتعدى بالهمزة فيقال: «أراقه» صاحبُه، والفاعل «مُرِيقٌ» ، والمفعول «مُرَاقٌ» ، وتبدلُ الهمزةُ هاءً فيقال: «هَرَاقَهُ» ، والأصل: «هَرْيَقَهُ» وِزانُ «دَحْرَجَهُ» ؛ ولهذا تُفتح الهاءُ من المضارع فيقال: «يُهَرِيقُه» كما تفتح الدال من «يُدَحرجه» ، وتُفتح من الفاعل والمفعول أيضًا، فيقال: «مُهَرِيق» و «مُهَرَاق» . والأمر «هَرِقْ» ماءك، والأصل: «هَرْيِقْ» وزانُ «دَحْرِجْ» . وقد يُجمع بين الهاء والهمزة فيقال: «أَهْرَاقَهُ يُهْرِيقُهُ» ساكنَ الهاء تشبيهًا له بـ «أَسْطَاعَ يُسْطِيعُ» كأن الهمزة زيدت عوضًا عن حركة الياءِ في الأصل؛ ولهذا لا يصير الفعل بهذه الزيادة خماسيًّا. ومنهم من يجعل الهاءَ كأنها أصلٌ ويقول: «هَرَقْتُهُ أَهْرَقُهُ هَرْقًا» . "المصباح المنير" (1/248) (ريق) . (6) في (أ) و (ش) : «ابن» . (7) في (ش) : «تميم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 143 1869 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ، وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه صَدَقةُ بن عبد الله السَّمينُ، عَنْ عَنْبَسةَ بنِ سعيدٍ، عَنْ صدقةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حُذَيْفةَ، أَنَّهُ قَالَ: كَفَى بالعلمِ (1) خِشْيَةً، وَكَفَى بالجهلِ أَنْ يَذكرَ الرجلُ محاسنَ أمورِه وَيَنْسَى مساوِئَها؟ قَالَ أَبِي: إنما هو: عَنْبَسة، عَنْ صَفْوانَ بنِ سعدِ بْن حُذَيْفةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه. 1870 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ بْنُ الوليدِ، عَنْ معاويةَ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الزنادِ، عَنِ الأعرجِ، عَنْ أَبِي هريرةَ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : إِنَّ المَعُونَةَ تَأْتِي العَبْدَ مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ المَؤُونَةِ، وَإِنَّ الصَّبْرَ يَأْتِي العَبْدَ مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ المُصِيبَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ يَحْتملُ أَنْ يكونَ بين معاويةَ وَأَبِي الزنادِ: عَبَّادُ بْن كَثير، وهو عندي الأَطْرابُلُسيُّ (3) . 1871 - وسمعتُ (4) أَبِي رَوَى عَنْ هشام ابن خالدٍ الأزرقِ (5) ؛   (1) في (ف) : «بالعالم» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1067) ، وستأتي برقم (1892) . (3) يعني أن معاوية بن يحيى المذكور في الإسناد هو الأطرابلسي. (4) نقل كلام أبي حاتم الذهبي في "الميزان" (4/298) . وانظر "الميزان" (1/333) ، وستأتي هذه المسألة برقم (2028) و (2394) ، وفيها في الموضع الأول: «قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ بَاطِلٌ» . (5) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/202) ، والطبراني في "الكبير" (11/148 رقم 11438) وفي "الأوسط" (737) . قال ابن حبان: «وقد روى بقية عن ابن جريج نسخة كتبناها بهذا الإسناد، كلُّها موضوعة، يشبه أن يكون بقية سمعه من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عليه، فالتزق كل ذلك به» . اهـ. بتصرف يسير. وقال الطبراني في "الأوسط" عن هذا الحديث والذي بعده: «لم يرو هذين الحديثين عن ابن جريج إلا بقية، تفرد بهما هشام ابن خالد» . الحديث: 1869 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 144 قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّةُ بنُ الوليدِ؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ جُرَيجٍ، عَنْ عطاءٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قال رسولُُ الله (ص) : مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ مِنْ سَقَمٍ أَوْ ذَهَابِ مَالٍ، فَاحْتَسَبَ وَلَمْ يَشْكُو (2) إِلَى النَّاسِ (3) ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ لا أَصْلَ له، وكان بَقِيَّةُ يدلِّسُ؛ فظنُّوا هؤلاءِ (4) أَنَّهُ يقولُ فِي كلِّ حديثٍ: حدَّثنا، ولا يَفْتَقِدُونَ الخبَرَ منه (5) .   (1) هو: ابن أبي رباح. (2) رسمت في جميع النسخ: «لم يَشْكُوا» بواو بعدها ألف، وسياقُ الكلام للمفرد لا للجمع، فالجادَّة أن يقال: «لم يشكُ» بحذف لام الفعل من أجل الجازم؛ لكنَّ ما وقع هنا صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . وأمَّا إثبات الألف بعد واو الفعل: فهي زائدة على طريقة بعض المتقدِّمين من الكُتاب. وانظر تفصيل ذلك في التعليق على المسألة (1025) . (3) قوله: «إلى الناس» في (ك) : «للناس» . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: فظنَّ هؤلاءِ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ على لغة «أكلوني البراغيث» ، انظر بيانها في التعليق على المسألة رقم (410) . (5) قال ابن رجب في "فتح الباري" (5/479) : «وقد ذكر أبو حاتم نحو هذا في أصحاب بقية بن الوليد؛ أنهم يروون عنه عن شيوخه ويصرحون بتحديثه عنهم، من غير سماع له منهم» . ومعنى «لا يَفْتَقدون الخبرَ» : لا يَطلبونَه ولا يتحرَّونه. قال في "اللسان" (ف ق د/3/337) : «افتَقَدَ الشيءَ: طَلَبَهُ، وكذلك: تفَقَّدَه» . ومراده بقوله: «لا يَفْتَقدون الخبرَ منه» ، أي: لا يتثبَّتون من تصريحه بالسماع؛ لعدم معرفتهم بتدليسه، فيظنون أَنَّهُ يَقُولُ فِي كل حديثٍ: «حدثنا» ، مع انه دلَّس في بعض الأحاديث، ولم يصرِّح بالسماع، فما وجد في هذه الأحاديث من تصريح بالسماع فليس من بقيَّة، وإنما هو من تصرف الرواة عنه. وانظر المسألة رقم (2394) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 145 1872 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامٌ - يَعْنِي: ابنَ عمَّار (2) - عَنْ صدقةَ بْنِ خالدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا عثمانُ بْنُ أَبِي العاتكةِ، عَنْ عليِّ بْنِ يزيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ (3) ، عَنْ أَبِي أُمامةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يقولُ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالعَدَاوَةِ، ابْنَ آدَمَ! لَنْ تُدْرِكَ مَا عِنْدِي إِلاَّ بِأَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْكَ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي المُؤْمِنُ يَتَحَبَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، وَمَنْ أَحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ (4) ، فَإِنْ دَعَانِي أَجَبْتُهُ، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَإِنِ اسْتَنْصَرَنِي نَصَرْتُهُ، وَأَحَبُّ عِبَادَةِ عَبْدِي إِلَيَّ: النَّصِيحَةُ؟   (1) نقل قول أبي حاتم ابنُ رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص672) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/221 رقم7880) . وأخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2450) من طريق الوليد بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، به مختصرًا. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (204) ، والطبراني (8/206 رقم7833) ، والبيهقي في"الزهد الكبير" (702) من طريق عبيد الله بْنِ زَحْر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يزيد، به. ومن طريق الأصبهاني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/86) . ومن طريق ابن المبارك أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/254 رقم22191) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/175) ، والبغوي في "شرح السنة" (3515) . (3) هو: ابن عبد الرحمن الدمشقي. (4) في (ف) : «وبصره الذي يبصر بِهِ، وَلِسَانَهُ الَّذِي يَنْطِقُ بِهِ» تقديم وتأخير. الحديث: 1872 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 146 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا (1) . 1873 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ (3) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِد، عَنْ مُغِيث بن سُمَيٍّ، عن عبد الله بْنِ عَمرو؛ قَالَ: قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أيُّ النَّاسِ أفضلُ؟ قَالَ: مَخْمُومُ (*) القَلْبِ، صَدُوقُ اللِّسَانِ، قَالُوا: صدوقَ (4) اللسانِ نَعرِفُ، فَمَا مَخْمومُ (*) القلبِ؟   (1) قال الحافظ في "الفتح" (11/342) : «أخرجه الطبراني والبيهقي في الزهد بسند ضعيف» . وقول أبي حاتم: «هذا حديث منكرٌ جدًّا» يعني بهذا الإسناد؛ فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (6502) من طريق خالد بن مخلد، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي هريرة، نحوه من غير قوله: «وأحب عبادة ... » إلخ. (2) نقل هذا النص العراقي في "ذيل الميزان" (ص258) . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4216) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (45) . ومن طريق الخرائطي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/451) . وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/523- 524) ، وابن عساكر أيضًا (59/451- 452) من طريق صدقة بن خالد، والطبراني في "مسند الشاميين" (1218) من طريق القاسم بن موسى، كلاهما عن زيد ابن واقد، به. ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في "الشعب" (6180) . ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/183 و6/69) ، وابن عساكر (59/452) . (*) ... كذا في (ت) بالخاء المعجمة في الموضعين، وفي سائر النسخ: «محموم» بالحاء المهملة في الموضعين. قال أبو عبيد: التفسير هو في الحديث، وكذلك هذا عند العرب؛ ولهذا قيل: خَمَمْتُ البيتَ: إذا كنستَهُ، ومنه سميت الخُمَامةُ، وهي مثل القُمَامة والكُنَاسة. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/531- 532) ، و"غريب الحديث" لابن قتيبة (3/730) ، و"تصحيفات المحدثين" (1/244) ، و"النهاية" (2/81) ، و"العين" (4/147) ، و"تهذيب اللغة" (7/17) . (4) في (ك) : «صدق» . الحديث: 1873 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 147 قَالَ: هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ؛ لاَ إِثْمَ (1) فِيهِ وَلاَ غِلَّ وَلاَ حَسَدَ، قَالُوا: مَنْ يَلِيهِ، يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي يَشْنَأُ الدُّنْيَا، وَيُحِبُّ الآخِرَةَ، قَالُوا: مَا نعرفُ هَذَا فِينَا إِلا رَافِعَ (2) مولى رسول الله (ص) ، فمَنْ يليهِ (3) ؟ قَالَ (4) : مُؤْمِنٌ فِي خُلُقٍ حَسَنٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ صحيحٌ حسنٌ، وزيدٌ مَحَلُّه الصدقُ، وكان يرى رأيَ القدرِ. 1874 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الخُشَنِيُّ (5) ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ هِزَّان (6) الخَوْلاني، عَنِ الحجَّاج بْنِ عِلاطٍ السُّلَميِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب؛ قَالَ: يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: بِمَشِيئَتِي كُنْتَ أَنْتَ تَشَاءُ لِنَفْسِكَ مَا تَشَاءُ، وَبِإِرَادَتِي أَنْتَ تُرِيدُ لِنَفْسِكَ مَا تُرِيدُ، وبِفَضْلِ نِعْمَتِي قَوِيتَ عَلَى مَعْصِيَتِي، وبِقُوَّتِي أَدَّيْتَ إِلَيَّ فَرَائِضِي، فَأَنَا   (1) في (ش) : «أيم» . (2) كذا في جميع النسخ، وهو بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) في (ك) : «قلبه» ، ولم تنقط أول الكلمة في (ت) . (4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «قالوا» . (5) في (ف) : «الحسني» . ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن بطة في "الإبانه" (1568) من طريق الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى الْخَشَنِيُّ، عَنْ القاسم بن هزان قال: حدثنا الأوزاعي، عن الحجاج بن علاط، به. (6) في (أ) : «هرار» ، وفي (ش) : «هزار» ، وفي (ف) : «هراز» . وهو بكسر الهاء وتشديد الزاي آخره نون على وزن فِعْلان. انظر "الإكمال" لابن ماكولا (7/318) . الحديث: 1874 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 148 أَوْلَى بِإِحْسَانِكَ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَوْلَى بِذُنُوبِكَ مِنِّي؛ فَالخَيْرُ مِنِّي لَكَ بِدَاءٌ (1) ، والشَّرُّ مِنِّي لَكَ جَزَاءٌ (2) ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ عَنْ عُمَر، والقاسمُ بنُ هِزَّانَ (3) لم يُدرِكِ الحجَّاجَ بْن عِلاطٍ. قلتُ: ما حالُ القاسمِ؟ قَالَ: هو شيخٌ مَحَلُّهُ الصدقُ (4) .   (1) بِدَاءٌ: مصدر بَادَاهُ يُبادِيهِ بِدَاءً ومباداةً، قال في "مختار الصحاح" (ص52- بدا) : «باداه بالعداوة: جاهره بها» ، وفي "المعجم الوسيط" (بدا) : «بادى فلانًا: بارَزَهُ، وبادى فلانًا بأمرٍ: كاشفَهُ وجَاهرَهُ» ، ومما استدركه صاحب "تاج العروس" (بدو) : «المباداة: المبارزة والمكاشفة» . (2) قوله: «والشر مني لك جزاءٌ» كذا في جميع النسخ، وفي "الإبانة": «والشرُّ منك لي جزاء» ؛ وهو الصواب الذي يدلُّ عليه السياق. وما وقع هنا يُخرَّج على «القَلْبِ» ، قال ابن الصلاح في "صيانة صحيح مسلم" (ص180) : «وليس هذا [أي: المقلوب] مخصوصًا بضرورة الشعر كما زعم ابن قتيبة، بل من عادات العرب: قَلبُهُمُ الكلامَ عند اتِّضَاح المعنى توسُّعًا في فنون المخاطبات، ومما ذكروا من أمثلته: قوله: [آل عِمرَان: 40] {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} ، أي: بلغتُ الكبَرَ، فاعلَمْ ذلك» ..ومما خُرِّج على القلب أيضًا: قوله تعالى: [القَصَص: 76] {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} ، والمعنى: إنَّ العصبة لتنوء بها، وقوله (ص) : «زينوا القرآنَ بأصواتكم» ، أي: زيِّنوا أصواتكم بالقرآنِ. وانظر: "حجة القراءات" لابن زنجلة (ص339) ، و"تفسير البغوي" (1/299) ، و"تفسير الثعلبي" (3/65) ، و"زاد المسير" (6/236) ، و"فتح القدير" (4/82) ، و"الإيضاح" للخطيب (1/78-80) ، و"معاهد التنصيص" للعباسي (1/178-180) . وانظر بابًا مستقلاً عن القَلْب في "البرهان، في علوم القرآن" للزركشي (3/288-291) . (3) في (أ) و (ش) : «هزاز» ، وفي (ف) : «هراز» ، وفي (ك) : «هوان» . (4) قوله: «الصدق» سقط من (أ) ، وفي (ت) و (ك) : «الصديق» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 149 1875 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَلاَمةُ بْنُ بشرٍ، عَنْ صدقةَ بن عبد الله، عَنْ عمَّار بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ أَبِي تَمِيمٍ، عَنْ زَيْدِ ابن عَطِيَّةَ، عَنِ ابْنِ مسعودٍ، عَنْ رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ! تَقَرَّبْ مِنِّي شِبْرًا أَتَقَرَّبْ مِنْكَ (1) ذِرَاعًا، ابْنَ آدَمَ! تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي أَمْلَأْ قَلْبَكَ غِنًى وَأَمْلأْ يَدَيْكَ رِيفًا (2) ، ابْنَ آدَمَ! لاَ تَبَاعَدْ (3) مِنِّي فَأَمْلأَ (4) قَلْبَكَ فَقْرًا وَأَمْلأَ يَدَيْكَ شُغْلاً؟ قال أبي _ح: لا أعرفُ مِنْ هَذَا الإسنادِ (5) إلا صدقةَ وسلامةَ. 1876 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُنِيبٍ العَدَنِيُّ، عَنْ قُرَيش بْنِ حَيَّانَ، عَنْ ثابتٍ البُنَانيِّ (7) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) أنه   (1) في (ك) : «منه» . (2) الريف: الخصب والسعة في المأكل. "القاموس المحيط" (3/146) و"لسان العرب" (9/128) . وقد جاء عند الطبراني في "الكبير" (20/216) ، والحاكم في "المستدرك" (4/362) ، وأبي نعيم في "الحلية" (2/303) ، من حديث معقل بن يسار، عن النبي (ص) ، وفيه: «أملأ يديك رزقًا» . (3) «لا تَبَاعَدْ» أصلها: «لا تَتَبَاعَدْ» ، وحذفت إحدى التاءين تخفيفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (388) . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «فلأملأ» . (5) في (ت) و (ك) : «هذا الحديث الإسناد» . (6) نقل قولَ أبي حاتم ابنُ رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص729) . (7) هو: ابن أسلم، ولم نقف على روايته عن أنس، ولكن أخرجه الترمذي في "جامعه" (3540) ، والطبراني في "الأوسط" (4305) ، والدارقطني في "الأفراد" (66/ب/أطراف الغرائب) ، والضياء في "الأحاديث المختارة" (1571 و1572) من طريق بكر بن عبد الله المزني، عن أنس، به. قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . وقال الدارقطني: «تفرد به كثير بن فائد، عن سعيد بن عبيد» . الحديث: 1875 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 150 قَالَ: إِنَّ رَبَّكُمْ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ! مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي أَغْفِرُ لَكَ عَلَى (1) مَا كَانَ فِيكَ، يَا ابْنَ (2) آدَمَ! لَوْ لَقِيتَنِي بِقُرَابِ (3) الأَرْضِ خَطِيئَةً لَقِيتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً، ابْنَ آدَمَ! لَوْ عَمِلْتَ مِنَ الذُّنُوبِ حَتَّى تَبْلُغَ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي بَعْدَ أَلاَّ تُشْرِكَ بِي شَيئًا، أَغْفِرُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 1877 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبيد - يَعْنِي: ابنَ إِسْحَاقَ (5) - عَنْ قَيْسِ بْنِ الربيعِ، عَنْ ليثٍ (6) ، عَنْ مُجَاهِدٍ (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُؤْمِنَ   (1) قوله: «على» ليس في (ش) . (2) قوله: «يا ابن» في (ت) و (ف) و (ك) : «ابن» . (3) قِـ ُرَاب الشيء - بضم القاف وكسرها -: ما قارب قدره وامتلاءه. "مشارق الأنوار" (2/176) ، و"النهاية" (4/34) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (17/12) . (4) نقل قول أبي حاتم ابنُ مفلح في "الآداب الشرعية" (3/271) . (5) روايته أخرجها ابن ثرثال في "جزءه" المطبوع ضمن "فوائد ابن منده" (212) . ومن طريقه أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1072) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8934) ، وفي "الكبير" (12/308 رقم13200) ، وابن عدي في "الكامل" (1/378) ، والبيهقي في "الشعب" (1181) من طريق أبي الربيع السمان أشعث بن سعيد، عن عاصم ابن عبيد الله، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (1181) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (968) . (6) هو: ابن أبي سُليم. (7) هو: ابن جبر المكي. الحديث: 1877 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 151 المُحْتَرِفَ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) . 1878- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ الجَرَّاح (3) ، عَنْ حَفْص بْنِ عبد الرحمن النَّيْسَابُوري، عَنِ الفُضَيل بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُكيرٍ، عَنْ عبد الله بن محمد بن جَابِرٍ، أظنُّهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله (4) ، قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يخطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا، وَأَصْلِحُوا مَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ ... ، وَذَكَرَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الجُمُعَةَ فِي مَقَامِي هَذَا ... ، وذكر الحديثَ؟   (1) أي: الصانع الذي له الحِرْفة. وانظر "لسان العرب" (9/44) . (2) قال ابن الجوزي في الموضع السابق: «وهذا حديث لا يصح» . (3) لم نقف على الحديث من هذا الطريق، ولكنه جاء من طرق أخرى عن فضيل بن مرزوق، وفيه اختلاف عليه: فأخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/171) وفي "فضائل الأوقات" (261) من طريق يزيد بن هارون، وأبو طاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (95) من طريق أسد بن موسى، كلاهما عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنِ الوليد بن بكير، عن عبد الله بن محمد، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَن جَابِر، به. وهذه الرواية توافق رواية عبد الله بن صالح، عن الوليد بن بكير الآتية عند المصنف. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1856) من طريق المعافى بن عمران، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ مَرْزُوقٍ، عَنِ الوليد ابن بكير، عن محمد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن جابر، به. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/181) . (4) قوله: «عن عبد الله بن محمد ... » كذا في (أ) و (ش) ، ومثله في (ف) ، إلا أنه قال: «عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَابِرٍ، أَظُنُّهُ عن جابر بن عبد الله» ، وفي (ت) و (ك) : «عن عبد الله بن محمد بن جابر بن عبد الله، أظنه عن جابر» . الحديث: 1878 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 152 فَقَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ (1) . قلتُ لأبي: فما حال عبد الله بْن مُحَمَّد العدويِّ؟ قَالَ: شيخٌ مجهولٌ. قال أبي: وحدَّثَنا عبد الله بْنُ صَالِحِ بْنِ مسلمٍ (2) ، عَنِ الوليد بن بُكَيرٍ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ العدويِّ، عَنْ عليِّ بن زيدٍ، عن سعيد ابن   (1) قال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/428) : «قال ابن عبد البر: جماعة أهل العلم بالحديث يقولون: إن هذا الحديث يعني الذي أخرجه له ابن ماجه من وضع عبد الله بن محمد العدوي، وهو عندهم موسوم بالكذب» . وذكر مثله في "لسان الميزان" (6/108) . (2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/298) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (16/103) . وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (1081) من طريق محمد ابن عبد الله بن نمير، وابن عدي في "الكامل" (4/181) من طريقين عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (1933) من طريق الحسن بن عرفة، والقضاعي في "مسند الشهاب" (723) ، والبيهقي في "الشعب" (2754) ، وفي "فضائل الأوقات" (262) من طريق عبيد بن يعيش، جميعهم عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ عبد الله بن محمد، به. وأخرجه ابن عدي أيضًا (4/181) من طريق بهلول بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ معاوية، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ علي بن زيد، به. قال ابن عدي: «ولم يذكر لنا بهلول بن إسحاق بين الوليد وعلي بن زيد، عبدَالله بن محمد العدوي؛ فلا أدري سقط عليه أو هكذا كان عنده» . وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1136) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (724) من طريق حمزة ابن حسان، وابن حبان في "المجروحين" (2/305) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن علي بن زيد، به. ومن طريق عبد بن حميد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/311- 312) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 153 المُسَيّبِ، عن جابر بن عبد الله (1) ، عن النبيِّ (ص) ، بَهَذَا الْحَدِيثِ. قلتُ: ما حالُ الْوَلِيد؟ قَالَ: شيخٌ (2) . 1879 - وَسَمِعْتُ (3) أَبِي سُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَنصور بْنُ سُقَيرٍ (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، عن عُبَيدالله (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ الصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالحَجِّ - حَتَّى ذَكَرَ سِهَامَ الخَيْرِ - فَمَا (6) يُجْزَى يَوْمَ القِيَامَةِ إِلاَّ   (1) قوله: «بن عبد الله» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) انظر أوجه الخلاف في هذا الحديث والكلام عليها في "الكامل" (3/44) ، و (4/181) ، و"المجروحين" (1/280) ، و"العلل" للدارقطني (5/82/ب) ، و"السنن الكبرى" للبيهقي (3/171) ، و"فتح الباري" لابن رجب (4/190) ، و"التلخيص الحبير" (2/70 رقم570) . (3) نقل الذهبي في "الميزان" (4/185) كلام أبي حاتم هنا، وروى بعضه الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/80) . وانظر المسألة الآتية برقم (1957) . (4) في (ف) و (ك) : «سفيان» ، وهو تصحيف. وروايته أخرجها الطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر" (44) ، وابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (14) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/192) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/40) ، والطبراني في "الأوسط" (3057) ، وفي "الصغير" (299) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/1173) ، والبيهقي في "الشعب" (4315 و4316) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/79- 80) ، وابن الجوزي في "ذم الهوى" (ص7) . ومن طريق الطرسوسي أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1301) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/308) . (5) هو: ابن عمرو الرَّقِّي، وهو صاحب موسى بن أعين؛ كما سيأتي في كلام أبي حاتم. (6) في (ك) : «مما» . الحديث: 1879 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 154 بِقَدْرِ عَقْلِهِ؟ قَالَ أَبِي: سمعتُ ابْنَ أَبِي الثَّلْجِ (1) يَقُولُ: ذكرتُ هَذَا الحديثَ لِيَحْيَى بْنِ مَعينٍ، فَقَالَ: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أعينَ (2) ، عَنْ صاحبه عُبَيدالله بْنِ عَمْرٍو (3) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بْنِ أَبِي فَرْوةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، فرُفِعَ إسحاقُ مِنَ الوَسَط؛ فَقِيلَ: موسى (4) ، عن عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمرَ. قال أبي: وكان موسى (5) وعُبَيدُالله بنُ عمرو صاحبان (6) ، يَكتُبُ بعضُهما عَنْ بعض، وهو حديثٌ باطلٌ في الأصلِ.   (1) هو: محمد بن عبد الله. (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "العقل وفضله" (8) من طريق خالد بن حبان، والعقيلي في "الضعفاء" (4/193) من طريق علي بن معبد بن شداد وعمرو بن خالد ويوسف بن عدي، وابن عدي في "الكامل" (1/329) من طريق حكيم بن سيف، والخطيب في "الكفاية" (ص365) ، وفي "تاريخ بغداد" (13/80) من طريق بقية بن الوليد، والبيهقي في "الشعب" (4321) من طريق عبد الله بن جعفر الرقي، والقضاعي في "مسند الشهاب" (942 و943) من طريق جندل بن والق الكوفي، جميعهم عن عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق، به. (3) في (ك) : «عمر» . (4) وقع من هنا سقط في النسخة (ش) ينتهي مع بداية المسألة (1888) . (5) في (أ) : «وموسى» بزيادة واو قبلها. (6) كذا في جميع النسخ: «صاحبان» ، ويخرَّج على وجهين: الأول: وجه الرفع بالألف على أنه خبر للمبتدأ «موسى وعبيد الله بن عمرو» ، وهذه الجملة الاسمية في موضع نصب خبر «كان» ؛ وحينئذٍ يكون اسم «كان» ضمير شأن، والتقدير: وكان هو - أي: الشأن والحال - موسى وعبيدُالله بنُ عمرو صاحبان. انظر التعليق على المسألة رقم (3) و (854) . والثاني: وجه النصب خبرًا لـ «كان» ، وكان حقُّه على ذلك أن يكون بياء المثنَّى «صاحبَيْنِ» ، لكنَّه ورد هنا بالألف على لغة من يلزمون المثنَّى الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجرًّا. انظر التعليق على المسألة رقم (554) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 155 قيل لأَبِي (1) : ما كَانَ مَنصورٌ هَذَا؟ قَالَ: ليس بقويٍّ؛ كَانَ جُنْديًّ (2) ، وفي حديثِه اضطرابٌ. أَخْبَرَنَا أَبُو محمد عبد الرحمن (3) قال: حدَّثَنا عبدُالرحيم بْن شُعَيبٍ؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ أبي الثَّلْج؛ قال: كنا نذكُر هذا الحديثَ ليحيى ابن مَعين سنتَيْنِ أو ثلاثة (4) ، فيقول: هو باطلٌ. ولا يدفعُه بشيءٍ، حتى قَدِمَ علينا زكريَّا ابن عديٍّ، فحدَّثنا بهذا الْحَدِيث عَنْ عُبَيدالله ابن عَمْرو، عَنْ إِسْحَاق بْن أَبِي فَرْوة، فأتيناه فأخبرناه، فَقَالَ: هَذَا بابن أَبِي فَرْوةَ أشبهُ منه بعُبَيدالله بن عَمرو (5) .   (1) في جميع النسخ: «لأبي بكر» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (8/172) ؛ حيث قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عنه؟ فقال: ليس بقوي، كَانَ جنديا، وفي حديثه اضطراب» . (2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، والجادَّة: «جنديًّا» بالألف كما في "الجرح والتعديل"، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) قوله: «عبد الرحمن» ليس في (أ) ، وقوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن» ليس في (ف) . ويفهم منه أنَّ عبد الرحيم بن شعيب شيخٌ لأبي حاتم، ويفهم من بقية النسخ أنه شيخ لأبي محمد بن أبي حاتم، ولم نقف على ترجمته، ولم يَذْكُرْهُ أحد فيمن أخذ عنهم أبو حاتم أو ابنه أبو محمد، والله أعلم. (4) كذا في جميع النسخ: «ثلاثة» بالتاء، والجادَّة: «ثلاثًا» لمخالفة المعدود، ولكنَّ ما في النسخ صحيحٌ وفصيحٌ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (713) . (5) قال العقيلي في الموضع السابق: «هذا رواه منصور بن سُقَير ولا يتابع عليه» ثم قال بعد أن ذكر رواية عبيد الله ابن عَمْرو، عَنْ إِسْحَاق بْن أَبِي فروة، عن نافع: «هذه الرواية بهذا الحديث أشبه، وابن أبي فروة أحمل» . وقال ابن حبان في الموضع السابق (3/40) : «وهذا خبر مقلوب، تتبعته [مُدَّة] لأن أجد لهذا الحديث أصلاً أرجع إليه، فلم أره إلا مِنْ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، وإسحاق بن أبي فروة ليس بشيء في الحديث، وعبيد الله بن عمرو سمع من إسحاق بن أبي فروة، فكأن موسى بن أعين سمعه من عبيد الله بن عمرو في المذاكرة، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، فحكاه، فسمعه منصور بن سُقير عنه، فسقط عليه إسحاقُ بن أبي فروة [وواوٌ من «عمرو» ] فصار [عبيد الله] بن عمر، عن نافع» . اهـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 156 1880 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالله بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا هارونُ بنُ كَثيرٍ، عَنْ زَيْدِ بنِ سالمٍ، أَوِ ابنِ أسلمَ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أُمامةَ، عن النبيِّ (ص) - وزَيْدٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) - قَالَ: خِيَارُكُمْ شَبَابُكُمْ، وشِرارُكُمْ شُيُوخُكُمْ، وعنده أبو بكر وعليٌّ وعبدُالرحمن بنُ سَمُرة، فَقَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنا مَا تفسيرُ هَذَا الكلامِ؟! قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُ الشَّابَّ يَأْخُذُ بِزِيِّ (4) الشَّيْخِ العَابِدِ المُسْلِمِ في تَقْصِيرِهِ وَتَشْمِيرِهِ، فَذَلِكَ   (1) نقل كلام أبي حاتم الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/286) ، والعراقي قي "ذيل الميزان" (ص255) ، وابن حجر في "اللسان" (7/245- 246) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 216) . (2) في (أ) : «مسلم» . قال ابن حجر في الموضع السابق: «وقع في بعض طرقه: زيد بن أسلم، وهو تحريف، والصواب: زيد بن سالم» . (3) قوله: «وزيد» بالجر عطفًا على «زيد» في قوله: «عَنْ زيد بن سالم ... » . (4) الزِّيُّ: الهيئة. "القاموس المحيط" (4/340) . وجاء في المواضع السابقة من "ميزان الاعتدال" و"لسانه" و"ذيله": «برأي» . الحديث: 1880 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 157 خِيَارُكُمْ،، وَإِذَا رَأَيْتَ (1) الشَّيْخَ الطَّوِيلَ الشَّارِبَيْنِ يَسْحَبُ ثِيَابَهُ، فَذَلِكَ شرارُكُمْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، لا أعرفُ من الإسناد إلا أَبَا أُمَامَةَ. 1881 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الله، عن عبد الله بْنِ أَبِي مريمَ (3) ، عَنْ أَبِي صالحٍ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: الغِيبَةُ: أَنْ تَذْكُرَ مِنْ (5) أَخِيكَ مَا فِيهِ مِمَّا (6) يَكْرَهُ، فَإِذَا ذَكَرْتَ فِيهِ (7) مَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ؟   (1) كذا في جميع النسخ، والأولى أن تكون العبارة: «وإذا رأيتم» . (2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/45) من طريق حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ جريج، عن عبد الله بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي صالح، به. قال أبو نعيم: «رواه روح بن عبادة وأبو عَاصِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن عبد الله بن أبي مريم، مثله. ورواه هشام بن يوسف عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سبرة، عَنْ مُسْلِم بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن أبي صالح، مثله» . ورواية روح بن عبادة التي ذكرها أبو نعيم أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (439- 441) . ورواية أبي عاصم أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/296) ، وأبو الشيخ (1/441) ، إلا أنه جاء عند ابن عدي: «أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة» . ورواية هشام بن يوسف أخرجها أبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (190) إلا أنه جاء عنده: «سليم بن أبي مريم» بدل: «مسلم» . (3) انظر التعليق آخر المسألة. (4) هو: ذكوان السَّمَّان فيما يظهر. (5) قوله: «من» سقط من (ك) . (6) في (ف) : «بما» . (7) قوله: «فيه» ليس في (ت) و (ك) . الحديث: 1881 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 158 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ (1) ، وَأَبُو بَكْر هو: ابْن أَبِي [سَبْرةَ] (2) . 1882 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنْ حمَّاد بن عبد الرحمن الكَلْبِيِّ، عَنِ المُبَارَكِ بْنِ أَبِي حمزة الزُّبَيدِيِّ، عن عبد الله بْنِ فَرُّوخٍ مَوْلَى عائِشَةَ، عَنْ عائِشَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: رُكِّبَ ابْنُ آدَمَ عَلَى ثَلاثِ مِئَةٍ وَسِتِّينَ مَفْصِلاً، فَمَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، وَأَمَرَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَى عَنِ المُنْكَرِ، وَعَزَلَ (4) أَذًى عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ؛ عَظْمًا أَوْ شَوْكَةً أَوْ حَجَرً (5) ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَدَدَ سُلاَمَاهُ - زَحْزَحَ نَفْسَهُ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّارِ؟   (1) يعني بهذا الإسناد، فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/230 و384 و386 رقم7145 و8985 و9009) ، ومسلم في "صحيحه" (2589) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن النبي (ص) قال: «أتدرون ما الغيبة؟» قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: «ذكرك أخاك بما يكره» ، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته» . (2) في جميع النسخ: «شيبة» ، والتصويب من "الكامل" لابن عدي (7/296) ؛ حيث روى الحديث في ترجمته. وكذا ذكره الذهبي في"الميزان" (4/504) في ترجمته. وفي ترجمة عبد الله بن أبي مريم مولى بني ساعدة من "تهذيب الكمال" (16/117-118) قال المزي: «وروى أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن عبد الله بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي صالح، عن أبي هريرة في الغيبة، فلا أدري هو هذا أو غيره؟!» . (3) نقل هذا النص بتمامه العراقي في "ذيل الميزان" = = (ص392) . وفي هامش النسخة (أ) حاشية بخط مغاير يبدو أنه خط محمد بن العطار نصها: «رواه أبو سلام الحبشي، عن عبد الله بن فروخ» . (4) كذا في (أ) ، وفي (ك) : «وعذل» ، وفي بقية النسخ، و"ذيل الميزان": «وعدل» . (5) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 1882 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 159 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ بشيءٍ، ومباركُ ابنُ أبي حمزة وعبدُاللهِ بنُ فَرُّوخٍ (1) مجهولان (2) . 1883 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي بَزَّة (4) ، عَنْ مُؤَمَّل بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمةَ، عَنْ ثابتٍ (5) ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: مرَّ رسولُ الله (ص) بمجلسٍ مِنْ مَجَالِسِ الأَنْصَارِ وَهُمْ يَمْزَحُونَ (6)   (1) في (ك) : «فروج» . (2) لكن الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (1007) من طريق أبي سلام ممطور الحبشي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخٍ، به. ولذا قال الذهبي في "الميزان" (3/430) : «مبارك بن أبي حمزة، عن عبد الله بن فروخ مجهولان ضعيفان، قاله أبو حاتم، قلت: بل ابن فروخ صدوق» . وقال العراقي في الموضع السابق من "ذيل الميزان": «أما عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخٍ مَوْلَى عائشة فثقة، احتج به مسلم، ووثقه العجلي» . (3) نقل كلام أبي حاتم الذهبيُّ في "الميزان" (1/144) ، وابن الملقن في "البدر المنير" (4/29/مخطوط) ، وابن حجر في "اللسان" (1/283) . (4) هو: أحمد بن محمد بن أبي بزة. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (691) ، وابن عساكر في "تعزية المسلم" (55) ، والضياء في "المختارة" (5/76 رقم1701) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ثابت إلا حماد، تفرد به مُؤَمَّل» . وأخرجه البزار في "مسنده" (3623 - كشف) من طريق جعفر بن محمد بن الفضيل، وأبو نعيم في "الحلية" (9/252) ، والبيهقي في "الشعب" (802) و (4493) من طريق محمد بن أسلم، كلاهما عن مؤمل، به. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (802) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/72) من طريق عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن حماد بن سلمة، به. (5) هو: ابن أسلم البناني. (6) كذا في (ت) و (ك) ومعظم مصادر التخريج، وفي (أ) و (ف) : «يمرحون» براء مهملة، وهي ضمن السقط الذي في (ش) . الحديث: 1883 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 160 ويَضْحَكون، فقال: أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَادِمِ (1) اللَّذَّاتِ؛ يَعْنِي: الموتَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ لا أَصْلَ لَهُ. 1884 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثِ زكريَّا ابنِ [منظورٍ] (3) ، عَنْ أَبِي حازمٍ، عَنْ سَهْل بْنِ سعدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) مرَّ بشاةٍ ميتةٍ، فَقَالَ: أَتَرَوْنَ هَذِهِ هَيِّنَةً عَلَى أَهْلِهَا؟ ... ، الحديثَ؟ ْقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ يَرْوِيهِ ابنُ أَبِي حَازِمٍ (4) ، ويعقوبُ الإسكَنْدَرانيُّ (5) - أحدُهما أَوْ كِلاهُمَا - عَنِ أَبِي حازم، عن عبد الله بْنِ بَوْلا، عَنْ رجلٍ مِنَ المهاجرين، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا (6) أشبهُ. 1885 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (7) ، عَنْ سعيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بْنِ سَلاَمٍ؛ قَالَ: قَالَ مُوسَى: يَا رَبِّ! أَبَعِيدٌ فَأُنَادِيَكَ؟ أَمْ قَرِيبٌ فَأُنَاجِيَكَ؟ ... ، الحديثَ. وَرَوَاهُ ابنُ عجلانَ (8) ، عَنْ سعيدٍ المَقْبُرِيِّ؛ قَالَ: قَالَ مُوسَى؟ قَالَ أَبِي: ابنُ أَبِي ذِئْبٍ جوَّد هَذَا الحديثَ، وهو أصحُّ.   (1) كذا في النسخ؛ بالدال المهملة، وفي مصادر التخريج بالذال المعجمة. وهو بالمهملة من هدم البناء، وبالمعجمة من هَذَمَ بمعنى: قطع. وانظر "حاشية السندي على النسائي" (4/4) . والمصباح المنير (هـ ذ م/2/636) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1823) وفيها زيادة. (3) في جميع النسخ: «منصور» ، وتقدم على الصواب في المسألة رقم (1823) . (4) هو: عبد العزيز. (5) هو: ابن عبد الرحمن. (6) في (أ) : «وهو» . (7) هو: محمد بن عبد الرحمن. (8) هو: محمد. الحديث: 1884 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 161 1886 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعْتَمِر بْنُ سليمانَ (1) ، عَنْ لَيْثٍ (2) ، عن موسى ابن وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هريرةَ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقول: إِنَّ في الجَنَّةِ لَعُمُدً (3) مِنْ يَاقُوتٍ، عَلَيْهَا غُرَفٌ مِنْ زَبَرْجَدٍ، أبوابُهَا مُفَتَّحَةٌ، قِيلَ: مَن يَسْكُنُها يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: المُتَحَابُّونَ فِي اللهِ (4) ، وَالمُتَجَالِسُونَ (5) فِي اللهِ، وَالمُتَلاَقُونَ فِي اللهِ؟ قَالَ أَبِي: لا أَعْلَمُ رَوَى ليثٌ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدانَ، وَهَذَا وَهَمٌ، وَهَذَا الحديثُ يَرْوِيهِ محمدُ بْنُ أَبِي حُمَيدٍ (6) ، عَنْ مُوسَى بن وَرْدانَ،   (1) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن الحديث أخرجه البزار في "مسنده" (3592/كشف الأستار) عن محمد بن يزيد الرواس، ثنا المعتمر بن سليمان، ثنا مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هريرة، به. وهذا الوجه هو الموافق لترجيح أبي حاتم الآتي. (2) الذي يظهر: أن ليثًا هذا هو ابن أبي سليم، بدليل قول أبي حاتم الآتي: «لا أَعْلَمُ رَوى ليثٌ عَنْ موسى بن وَرْدانَ» ، وأما الليث بن سعد: فإن ابن أبي حاتم نقل في "الجرح والتعديل" (8/165) عن أبيه أنه روى عن موسى بن وردان. (3) في (ف) : «لعمل» ، وكذا جاء في جميع النسخ بلا ألف بعد الدال أو اللام، وفي مصادر التخريج: «إِنَّ في الجنَّةِ لَعُمُدًا» ، وما في النسخ صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على وجهين: النصب والرفع؛ وقد ذكرناهما في التعليق على نحوه في المسألة رقم (130) وانظر المسألة رقم (854) . وأرجح الوجهين هنا النصب؛ لموافقته لما في مصادر التخريج، ولأنَّه يَرِدُ على الثاني دخولُ لام الابتداء على المبتدأ المؤخَّر، وفيه نزاع بين النحاة. (4) لفظ الجلالة ليس في (ك) . (5) في (ك) : «المتجالسون» . (6) روايته أخرجها ابن وهب في "الجامع في الحديث" (239) ، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (4613) ، والحسين المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1481) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1432/المنتخب) ، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (11) ، والبزار - كما في أول المسألة- والعقيلي في "الضعفاء" (1/309) ، وابن الأعرابي في "المعجم" (497) ، وابن عدي في "الكامل" (6/197) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (587) ، وتمام في "فوائده" (1200- 1202/الروض البسام) ، والبيهقي في "الشعب" (8589) ، جميعهم من طريق محمد بن أبي حميد، به. الحديث: 1886 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 162 لا أعلم رواه غيرُه، وموسى هو مدنيٌّ سكن مصرَ (1) . 1887 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثَنا عَنْ أحمدَ ابن شَبِيب بن سعيدٍ (3) ، عن عبد الله بن رجاءٍ المكّيِّ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمر، عَنْ نافعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالحَرَامُ بَيِّنٌ ... الحديث.   (1) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه عن أبي هريرة إلا موسى، ولا عنه إلا محمد بن أبي حميد، ومحمد مدني مشهور، روى عنه جماعة من أهل العلم، ولم يكن بالحافظ» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (1923) ، وفيها: «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هكذا حَدَّثَنَا أَحْمَد من حفظه، ثم رجع أَحْمَد بْن شبيب عنه؛ فَقَالَ: عن عبد الله بن عمر؛ وهو الصحيح» . وانظر "جامع العلوم والحكم" (ص131) . (3) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/253) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (865 و866) ، إلا أن البيهقي في الموضع الأول قرن رواية أحمد بن شبيب مع رواية إبراهيم بن محمد، وجاء عنده: «عبد الله بن عمر» . وأخرجه العقيلي (2/252- 253) ، والطبراني في "الصغير" (32) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (4) ، والبيهقي في "الزهد" (865) من طريق إبراهيم ابن محمد الشافعي، والطبراني في "الأوسط" (2868) من طريق سعد بن زُنْبُور، كلاهما عن عبد الله ابن رجاء، عن عبيد الله بن عمر، به. وجاء عند البيهقي: «عبد الله بن عمر» . قال الطبراني في "الصغير": «لم يروه عن عبيد الله بن عمر إلا عبد الله بن رجاء، وقد رواه أيضًا عبد الله بن رجاء عن عبد الله بن عمر» . الحديث: 1887 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 163 قَالَ أَبِي: ثم كتب إلينا أحمدُ بْنِ شَبِيب بْنِ سَعِيدٍ: اجعلوا هذا الحديثَ عن عبد الله بْن عُمَرَ (1) . 1888 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبدُالرحمن بن عبد الله العُمَرِيُّ (2) ، عن سُهَيْلِ ابن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا بهذا الإسناد (3) .   (1) إلى هنا انتهى السقط من النسخة (ش) الذي كانت بدايته من منتصف المسألة رقم (1879) . وأخرج العقيلي في الموضع السابق عن أحمد بن محمد ابن هانئ أنه قال: «قلت لأبي عبد الله: تحفظ عن عبد الله بن رجاء، عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أن النبي (ص) قَالَ: «الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ» ؟ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، مَا أرى هذا بشيء، وقال لي أبو عبد الله: إن رجاء هذا زعم أن كتبه كانت ذهبت، فجعل يكتب من حفظه، ولعله توهم هذا» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «تفرد به عبد الله بن رجاء المكي، ويشبه أن يكون رواية أبي حاتم عنهما، عن ابن رجاء، عن عبد الله بن عمر، أصح من رواية من قال: عبيد الله» . (2) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (108) ، والطبراني في "الأوسط" (2881) ، وابن عدي في "الكامل" (2/277) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/64) ، وفي "الأمثال" (53) ، وتمام في "فوائده" (1099 و1100/الروض البسام) ، والخطيب في "تاريخه" (5/172) . (3) ذكر الدارقطني في "العلل" (1389) أوجه الخلاف في هذا الحديث وقال: «ولا يصح عن سهيل، والصحيح: حَدِيثَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً» . قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا بهذا الإسناد لا يرويه عن سهيل غير عبد الرحمن العمري» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سهيل إلا عبد الرحمن بن عبد الله» . الحديث: 1888 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 164 1889 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيكٍ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي خالدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي سعدٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ، وَالتَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ، وَمِنْكَ مَنْ أَعْتَبَكَ (4) ؟ قَالَ أَبِي: يَحْيَى بنُ أَبِي خالدٍ مجهولٌ، وابنُ أَبِي [سَعْدٍ] (5) مثلُهُ، وَهُوَ حديثٌ ضعيف.   (1) نقل السخاوي في "الأجوبة المرضية" (1/88) كلام أبي حاتم على هذا الحديث بتصرف، وجعله من كلام ابنه فقال: «قال ابن أبي حاتم لما ذكره من هذا الوجه: هو حديث ضعيف، ورواه مجهول عن مجهول» . وتقدَّمت هذه المسألة برقم (1262) ، وانظر ما سبق في المسائل رقم (1797) و (1816) و (1841) ، وما يأتي في المسألة رقم (1918) . (2) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/306 رقم 775) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/398) . جاء عند أبي نعيم «ابن قديد» بدل «ابن أبي فديك» . وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6821) من طريق الطبراني. (3) في (ك) : «سعيد» . وهو الأنصاري الزرقي. (4) يقال: أَعْتَبَكَ فلانٌ، أَي: أعطاء العُتْبَى وأزال عتبك ومَلامَتَك، بِتَركِه ما كُنْتَ تَجِدُ عَلَيه من أَجْلِه، ورجوعِهِ إلى مَسرَّتك وما يُرْضيك، وكأنَّ المراد: أنَّ من أزال عتبك وأرضاك مُستَبْقٍ لك، ومُحِبّ، وهو في معنى المَثَل: «ما مُسِيءٌ مَنْ أَعْتَبَ» . وانظر: "البيان والتبيين" (4/93) ، و"جمهرة الأمثال" (2/265) ، و"تاج العروس" (2/203- عتب) . (5) في جميع النسخ: «سعيد» ، وكذا في "الحلية" (10/398) ، و"الأجوبة المرضية" (1/88) . والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/321 و378) ، و"الإصابة" (11/ 164) . وقد مرَّ أول المسألة على الصواب، وسبق التنبيه على مثل هذا في المسألة رقم (1262) . وانظر "المعجم الكبير" للطبراني (22/306) . الحديث: 1889 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 165 1890 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوَّاد (2) بْنِ الجَرَّاح، عَنْ سُفيان (3) ، عَنْ مَنصور (4) ، عَنْ رِبْعِيٍّ (5) ، عَنْ حُذَيْفةَ؛ قال [قال   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2765) . (2) في (ف) و (ك) : «داود» . وروايته أخرجها أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (4359) - وابن الأعرابي في "الزهد" ص (94) ، والعقيلي في "الضعفاء" = = (2/69) ، وابن عدي في "الكامل" (3/176- 177) ، والدارقطني في "الأفراد" (126/ب/أطراف الغرائب) ، والخليلي في "الإرشاد" (2/471/منتخبه) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/197- 198) و (11/225) وفي "الجامع لأخلاق الراوي" (62) ، وفي "الفوائد المنتخبة" (45) ، والبيهقي في "الشعب" (9867) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/55) و (18/211) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1051 و1052) ، والذهبي في "السير" (13/14) . ومن طريق ابن الأعرابي رواه الخطابي في "العزلة" ص (36) . قال العقيلي: «باطل» . وقال الدارقطني: «تفرد به روَّاد ابن الجرَّاح، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ربعي، عن حذيفة» . وقال الخليلي: «وهذا لا يعرف من حديث سفيان إلا من هذا الوجه، وقد خطؤوه فيه، ورواه إبراهيم بن الهيثم البلدي، عن شيخ مجهول لا يعرف يقال له: الحسن بن حماد الخراساني، عن سفيان، مثله، وزاد: «لأن يربِّي أحدكم بعد المئتين جرو كلب خير له من أن يربِّي ولدًا من صلبه» وهذا منكر جدًّا» . اهـ. وقال الخطيب في "الفوائد المنتخبة": «هذا حديثٌ غريب من حديث أبي عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رَبْعِي بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حذيفة بن اليمان، تفرد بروايته أبو عصام رواد بن الجرَّاح عن الثوري، وقد رواه - أيضًا - عنه غيره» . وقال البيهقي: «تفرد به رواد بن الجراح العسقلاني، عن سفيان الثوري» . وقال الذهبي في "السير": «غريب جدًّا، تفرد به رواد» . وقال في "المغني": «خبر منكر» . وانظر "تهذيب التهذيب" (1/612) . (3) هو: الثوري. (4) هو: ابن المعتمر. (5) هو: ابن حراش. الحديث: 1890 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 166 رسول الله (ص) ] (1) : خَيْرُكُمْ في المِئَتَيْنِ الخَفِيفُ الحَاذِ (2) ، قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَمَا خفيفُ الْحَاذِّ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ أَهْلَ لَهُ وَلاَ وَلَدَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ. 1891 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أَسدُ ابن مُوسَى، عَنْ يعقوبَ بْنِ إبراهيمَ، عن مالكِ ابن مِغْولٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ (3) ، أَنَّهُ حَلَفَ أَنَّهُ لا يضحكُ (4) حَتَّى يعلمَ أَفِي الجنةِ هُوَ أَمْ فِي النارِ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: مالكُ بْنُ مِغْوَلٍ (5) ، عن عبد الملك بن عُمَيرٍ،   (1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ؛ ولابد منه، والسياق يدل عليه، وقد أثبتناه من المسألة رقم (2765) . (2) الحاذُ من الناقة: مؤخر فخذها، وهو موضع اللبد من ظهر الفرس، وأصل الحاذ: الخط وسط الظهر من الإنسان، فإذا كان الإنسان خفيف لحم ذلك الموضع، كان أخف له في القيام، وإذا كان الرجل ليس له عيال، قيل له: خفيف الحاذين؛ أي: ليس له عيال يُقْعِدونه عن المسير والرحلة. "غريب الحديث" للحربي (3/1189) ، و"النهاية" (1/457) ، و"المصباح المنير" (1/155) ، و"لسان العرب" (10/221) . وانظر "شرح السنة" للبغوي (14/246) ، (3) في (أ) و (ف) : «خراش» . (4) قوله: «لا يضحك» ليس في (ش) . (5) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "من عاش بعد الموت" (9) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/368) من طريق حفص بن عمر، وابن أبي الدنيا أيضًا (9) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص251) من طريق سفيان بن عيينة، وابن أبي الدنيا أيضًا (10) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/368) ، والبيهقي في "الدلائل" (6/454- 455) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، وابن حبان في "الثقات" (4/227) من طريق عبد الله بن عمرو، وأبو نعيم في "الدلائل" (536) من طريق عبيدة ابن حميد، والبيهقي في "الدلائل" (6/454) من طريق إسماعيل بن أبي خالد، جميعهم عن عبد الملك ابن عمير، به. وأخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/455) من طريق مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ رِبْعِيٍّ، به. وأخرجه ابن أبي الدنيا (12) من طريق الحارث الغنوي قال: آلى ربيع بن حراش ألا تفتر أسنانه ضاحكًا حتى يعلم أين مصيره، فما ضحك إلا بعد موته، وآلى أخوه ربعي بعده ألا يَضْحَكُ حَتَّى يَعْلَمَ أَفِي الْجَنَّةِ هو أم في النار. ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه البيهقي في "الشعب" (882) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/433) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/45) . وأخرجه ابن أبي الدنيا (11) عن علي بن عبيد الله = = الغطفاني وحفص بن يزيد قالا: بلغنا أن ابن حراش كان حلف ألا يضحك ... فذكراه. ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه البيهقي في "الدلائل" (6/455) . الحديث: 1891 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 167 عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ (1) ، عَنْ أَخِيهِ الربيعِ بْنِ حِرَاشٍ (2) . ويعقوبُ هُوَ: أَبُو يوسفَ الْقَاضِي. 1892 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ، عَنْ معاويةَ بْنِ يَحْيَى (4) الأَطْرابُلُسيِّ، عَنْ أَبِي الزنادِ، عَنِ الأعرجِ، عَنْ أَبِي هريرةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ المَعُونَةَ تَنْزِلُ مِنَ اللهِ عَلَى قَدْرِ المَؤُونَةِ، وَإِنَّ الصَّبْرَ يَنْزِلُ مِنَ اللهِ بِقَدْرِ الشُّكْرِ؟ قَالَ أَبِي: كُنْتُ مُعْجَبًا بِهَذَا الْحَدِيثِ حَتَّى ظَهَرَتْ لِي عَوْرَتُه؛ فَإِذَا هُوَ: مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَبَّاد ابن كَثير، عَنْ أَبِي الزنادِ. قَالَ أبو زرعة: الصَّحيحُ ما روى (5) الدَّرَاوَرْدِيُّ (6) ، عن عَبَّاد بن   (1) في (ف) : «خراش» . (2) في (أ) و (ف) : «خراش» ، وقوله: «عَنْ أَخِيهِ الرَّبِيعِ بْنِ حِرَاشٍ» سقط من (ك) . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1067) و (1870) . (4) قوله: «يحيى» ليس في (ش) . (5) في (ش) : «رواه» . (6) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1067) . الحديث: 1892 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 168 كَثير، عَنْ أَبِي الزنادِ، فبَيْنَ معاويةَ بْنِ يَحْيَى وَأَبِي الزِّنَادِ: عَبَّادُ ابن كَثير. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وعبَّادٌ لَيْسَ بالقويِّ. 1893 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قتادةُ بْنُ الفُضَيل (2) ، عَنْ أَبِي حاضرٍ (3) ، عَنِ الوَضِينِ بْنِ عطاءٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: يَدْخُلُ فُقَرَاءُ أُمَّتِي الجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بهذا الإسناد (4) ؛ يَرْوُونَ هَذَا الحديث   (1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/243 رقم13223) ، وفي "الأوسط" (3477) ، وفي "مسند الشاميين" (649) ، والإسماعيلي في "معجمه" (1/367- 368) . ومن طريق الإسماعيلي أخرجه البيهقي في "الشعب" (9896) . قال الطبراني: «لا يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (3437) ، والحسين المروزي في"زوائده على الزهد لابن المبارك" (1477) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (797/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (4124) ، والبزار في "مسنده" (3094/كشف الأستار) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (4/264) . من طريق موسى بن عبيدة، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: قال رسول الله (ص) : «ألا أبشركم يا معشر الفقراء، إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم، خمس مئة عام» . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1351) ، قال البزار: «لا نعلمه يروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، وعلته موسى بن عبيدة» . (3) هو: عبد الملك بن عبد ربه. (4) فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/169 رقم 6578) ، ومسلم في "صحيحه" (2979) من طريق أبي عبد الرحمن الحبلي عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به. الحديث: 1893 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 169 عَنْ أَبِي سَلاَّم (1) ، عَنْ ثَوْبانَ، عن النبيِّ (ص) ، ولا يُشْبِهُ أن يكونَ هَذَا مِنْ حديثِ سالم. قلتُ: ما حالُ قتادةَ بنِ الفُضَيل؟ قَالَ: شيخٌ، هو رُهَاوِيٌّ. قلتُ: أَبُو حاضرٍ مَنْ هو؟ قَالَ: مجهولٌ. 1894- وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامُ بنُ عمَّارٍ (3) ، عَنِ أَبِي معاويةَ الضَّرِيرِ (4) ، عَنْ زكريَّا بْن أَبِي زائدةَ، عَنْ أَبِي إسحاقَ (5) ، عَنْ مسروقٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ؛ قَالَ: قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، لَقَدْ أسرَعَ الشَّيْبُ إِلَيْكَ! فَقَالَ (6) : شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالوَاقِعَةُ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: يُرْوَى عَنْ زكريَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مسروقٍ، أنَّ أبا بكر.   (1) هو: ممطور الحبشي. (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1826) . (3) روايته أخرجها أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (108) ، والدارقطني في "العلل" (1/208) . (4) هو: محمد بن خازم. (5) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (6) في (ف) : «قال» . الحديث: 1894 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 170 وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ (1) ، عَنْ عليِّ بْنِ صالحٍ، عَنْ أَبِي إسحاقَ، عَنْ أَبِي جُحَيْفةَ (2) . وَرَوَاهُ شَيْبَانُ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عِكْرِمةَ، أنَّ أَبَا بكرٍ قَالَ للنبيِّ (ص) ؛ وهذا [أشبهُها] (4) بالصوابِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 1895 - وسمعتُ (5) أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حُسين بْنُ عيَّاشٍ (6) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَان، عَنْ يزيدَ بْنِ الأصمِّ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ.   (1) روايته أخرجها سمويه في "الثالث من فوائده" (ص77/مجموع فيه عشرة أجزاء حديثية) ، والترمذي في "الشمائل" (42) ، وأبو يعلى في "مسنده" (880) ، والطبراني في "الكبير" (22/123 رقم 318) ، والدارقطني في "العلل" (1/206) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/350) . (2) هو: وهب بن عبد الله السوائي. (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد ذكر أبو حاتم في المسألة (1826) أن شيبان يرويه موصولاً، وانظر تخريجنا لروايته هناك. (4) المثبت من (ش) وهو الذي يقتضيه السياق، وفي بقية النسخ: «أشبههما» . (5) انظر المسألة الآتية برقم (1898) . (6) روايته أخرجها أبو عوانه في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (15/717 رقم20247) . وجاء في المطبوع من الإتحاف: «عباس» بدل «عياش» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/539 رقم 10960) ، ومسلم في "صحيحه" (2564) ، وابن ماجه في "سننه" (4143) من طريق كثير بن هشام، وأحمد أيضًا (2/284- 285 رقم7827) من طريق محمد بن بكر البرساني، وابن حبان في "صحيحه" (394) من طريق مخلد بن يزيد، وابن منده في "الإيمان" (326) ، وتمام في "فوائده" (1662/الروض البسام) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/124) من طريق سفيان الثوري، جميعهم عن جعفر بن برقان، به، مرفوعًا. وأخرجه مسلم أيضًا (2564) من طريق أبي سعيد مولى عبد الله بن عامر بن كريز، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا. الحديث: 1895 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 171 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوف (1) ؛ حدَّثنا به أَبُو نعيم (2) ، عَنْ جَعْفَر، موقوف (3) . 1896 - وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثنا عَنْ هلالِ بْنِ العلاءِ (5) ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنْ عُبَيدالله ابن عَمرو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسةَ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: عِبَادِي، كُلُّكُمْ مُذْنِبٌ إِلاَّ مَنْ عَافَيْتُ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ بطولِهِ. قَالَ أَبِي: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ (7) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ زَيْدٍ - يَعْنِي: ابنَ أَبِي أُنَيْسةَ - عَنْ مُوسَى بْنِ المُسَيّب، عن شَهْرٍ، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْمٍ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو أَشبهُ.   (1) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) هو: الفضل بن دكين. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1804) . (5) روايته أخرجها أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (4/164 رقم 17566) . (6) هو: العلاء بن هلال الباهلي. (7) في (أ) و (ش) : «سيار» بدل: «سنان» ، وروايته أخرجها أبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (14/164 رقم 17566) . وأخرجه محمد بن فضيل في "الدعاء" (130) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/177 رقم 21540) عن طريق ابن نمير، وابن ماجه في "سننه" (4257) من طريق عبدة بن سليمان، والبزار في "مسنده" (4052) من طريق يعلى بن عبيد، والبيهقي في "الشعب" (6687) من طريق الأعمش، جميعهم = = (ابن فضيل وابن نمير وعبدة والأعمش) عن موسى ابن المسيب، عن شهر بن حوشب، به. لكن اختلف على الأعمش؛ فجاء عند البيهقي من طريق إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"، وتمام في "فوائده" (1699/الروض البسام) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/203) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (36/481) من طريق إدريس ابن يزيد الأودي، عن الأعمش، عن شهر، به. وأخرجه ابن فضيل في "الدعاء" (130) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (29548) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/154 رقم21367) ، وهناد في "الزهد" (905) من طريق الليث بن أبي سليم، وأحمد أيضًا (5/154 رقم21368 و21369) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (14/164 رقم17566) من طريق عبد الحميد بن بهرام، كلاهما عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ ابن غنم، به. ومن طريق هناد أخرجه الترمذي في "جامعه" (2495) . وأصل الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (2577) من طريق أبي إدريس عائذ الله الخولاني، عن أبي ذر. الحديث: 1896 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 172 1897 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعبٍ القَرْقَسَانِيُّ (1) ، عَنِ الأَوْزاعيِّ (2) ، عَنِ الزُّهريِّ، عن عُبَيدالله بن عَبدالله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أنَّ النبيَّ (ص) مَرَّ بشاةٍ ميتةٍ قَدْ أَلْقَاهَا أهلُها، فَقَالَ: زَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ عَلَى أَهْلِهَا؟   (1) في (ش) : «القرقشاني» ، وفي (ت) و (ك) : «القريساني» . وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34378) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/329 رقم 3047) ، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (3) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (132) ، والبزار في "مسنده" (3691/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2593) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/189) . ومن طريق أحمد أخرجه الخلال في "العلل" كما في "المنتخب" (4) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/294) . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. الحديث: 1897 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 173 فَقَالا: هَذَا خطأٌ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: أنَّ النبيَّ (ص) مَرَّ بشاةٍ ميتةٍ فَقَالَ: مَا عَلَى أَهْلِ هَذِهِ لَوِ انْتَفَعُوا بِإِهَابِهَا (2) ؟ . فقلتُ لهما: الوَهَمُ ممَّن هو؟ قالا: من القَرْقَسانيِّ (3) .   (1) في (ك) : «فقال: قد أخطأ» . (2) اختلف أهل اللغة في الإهاب؛ فقيل: هو الجِلْدُ مطلقًا، وقيل: هو الجِلْدُ قبل الدباغ، فأما بعده فلا يسمى إهابًا. وقال بعضهم: ولا يقال: «إهاب» إلا لجلد ما يؤكل. والجمع: «أُهُبٌ» بضمتين على القياس؛ مثل: كتاب وكتب، و «أَهَبٌ» بفتحتين على غير قياس؛ قال بعضهم: وليس في كلام العرب «فِعَال» يجمع على «فَعَل» بفتحتين إلا «إِهاب» و «أَهَب» ، و «عِمَاد» و «عَمَد» . وربما استعير الإهاب لجلد الإنسان. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/194- 195) ، و"مشارق الأنوار" (1/50) ، و"النهاية" (1/83) ، و"المصباح المنير" (1/28) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (4/54) ، (10/87) . والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/329- 330 رقم3051) من طريق محمد بن مصعب، وأبو يعلى في "مسنده" (2419) من طريق هِقْل بن زياد، وابن حبان في "صحيحه" (1282) من طريق الوليد بن مسلم، جميعهم عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عبيد الله، عن ابن عباس، به. وأخرجه مالك في "الموطأ" (2/498) ، والبخاري في "صحيحه" (1492) ، ومسلم (363) من طريق يونس ابن يزيد، والبخاري أيضًا (2221 و5531) ، ومسلم (363) من طريق صالح بن كيسان، ومسلم أيضًا (363) من طريق سفيان بن عيينة، جميعهم (مالك ويونس وصالح وابن عيينة) عن الزهري، به. ومن طريق مالك أخرجه أحمد (1/327 رقم3016) . (3) قال الإمام أحمد عن هذا الحديث - كما في الموضع السابق من "المنتخب من العلل" للخلال -: «هو عندي خطأ» . وقال ابن حبان في الموضع السابق: «هذا المتن بهذا الإسناد باطل؛ إنما الناس رووا هذا الخبر عن الزهري ... » ، فذكر مثل قول أبي حاتم وأبي زرعة. وقال الدارقطني في تعليقه على "المجروحين" (ص252) : «وهم محمد بن مصعب في متنه» . وقال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه عن الأوزاعي إلا محمد بن مصعب، ولا نعلم أحدًا تابعه عليه، ولم يكن به بأس؛ قد حدث عنه جماعة من أهل العلم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 174 1898 - وسألتُ (1) أبي عن أحاديثَ يَرْويه (2) أبو نعيم ٍ (3) ، عَن جعفرِ (4) بْن بُرْقَان، عَنْ يزيدَ بنِ الأصمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: لَوْلا أَنَّكُمْ تُذْنِبُونَ فَتَسْتَغْفِرُونَ (5) فَيُغْفَرُ لَكُمْ، لأَتَى اللهُ بِقَوْمٍ ... ، فذكَرَ الحديثَ مَوْقُوفٌ (*) . وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قال: وَاللهِ، مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الفَقْرَ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّكَاثُرَ. وَبِهَذَا الإِسْنَادِ عَنْ أَبِي هريرةَ مَوْقُوفٌ (*) : لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ   (1) انظر المسألة رقم (1895) و (1866) . (2) كذا في النسخ عدا (ش) ففيها «يرويها» ، وهو الجادَّة، لكنَّ ما أثبتناه صحيحٌ في العربية، وفيه توجيهان: الأول: أنَّ الضمير مذكَّر على ظاهر اللفظ، ويعود إلى «الأحاديث» باعتبار مفرده، وهو من الحمل على المعنى بإفراد الجمع، وتقدم التعليق عليه في المسألة رقم (1135) . والثاني: أن الضمير مؤنَّث، ويعود إلى «الأحاديث» ، والأصل: «يرويها» لكن حذفت الألف من «هَا» ونقلت فتحة الهاء إلى الياء قبلها فصارت «يَرْوِيَهْ» ، وهو جارٍ على لغة طيِّئ ولَخْم. وقد علقنا عليها في المسألة رقم (235) . (3) هو: الفضل بن دُكين الملائي. ولم نقف على روايته للحديث الأول والثاني، وأخرج روايته للحديث الثالث إسحاق بن راهويه (320) . (4) في (ف) : «جعفر يعني» ، وفي (ت) و (ك) : «جعفر عن» . (5) في (ف) : «فتستغفروه» . ( *) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . الحديث: 1898 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 175 العَرَضِ (1) ... ، الحديثَ (2) . قلتُ لأَبِي: أَلَيْسَ الجَزَرِيُّونَ يُسْنِدون هَذِهِ (3) الأحاديثَ (4) ؟ قَالَ: نَعَمْ. قلتُ: فأيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: كَمَا يقول (5) أبو نعيم.   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1866) . (2) في (أ) : «العرض ولا الحديث» . والحديث أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (320) عن أبي نعيم به موقوفًا. (3) قوله: «هذه الأحاديث» من (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «هذه الليلة الأحاديث» . ولعلها تصحفت على النساخ من: «هذه الثلاثة الأحاديث» ؛ إذ «الثلاثة» تكتب دون ألف هكذا: «الثلثة» . (4) أما الحديث الأول: فأخرجه مسندًا عبد الرزاق في "المصنف" (20271) من طريق معمر، عن جعفر بن برقان، به مرفوعًا. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/309 رقم8082) ، ومسلم في "صحيحه" (2749) . وأما الحديث الثاني: فأخرجه مسندًا أحمد أيضًا (2/539 رقم 10958) ، وابن البختري (67/ مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/98- 99) من طريق كثير بن هشام، وأحمد أيضًا (2/308 رقم 8074) ، والحاكم في "المستدرك" (2/534) من طريق محمد بن بكر البرساني، وابن حبان في "صحيحه" (3222) من طريق خالد بن حيان، جميعهم عن جعفر بن برقان، به مرفوعًا. وشملت رواية كثير بن هشام الحديث الثاني والثالث. وأخرج الحديث الثالث وحده مسندًا وكيع في "الزهد" (181) ، وأحمد (2/540 رقم 10965) من طريق عمر ابن أيوب الموصلي، كلاهما (وكيع وعمر) عن جعفر ابن برقان، به مرفوعًا. ومن طريق وكيع أخرجه إسحاق بن راهوية في "مسنده" (321) ، وأحمد (2/443 رقم 9718) ، وفي "الزهد" (25) . (5) في (ك) : «يقولون» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 176 1899 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (2) ، عَنْ مَرْوَانَ الفَزَارِي (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حازم، عن جرير بن عبد الله؛ قال: قال النبيُّ (ص) : مَنْ يَتَزَوَّدْ فِي الدُّنْيَا يَنْفَعْهُ فِي الآخِرَةِ (4) ؟ قَالَ (5) أَبِي: هَذَا حديثٌ باطل؛ إنما يُروى عَنْ قيسٍ، قولَهُ. قلتُ: ممَّن هو؟ قَالَ: من هِشَام بْن عمَّار؛ كَانَ (6) هشامٌ - بِأَخَرَةٍ - كانوا يُلقِّنونه أشياءَ (7) ، فتلقَّن (8) ؛ فأُرَى هَذَا منه. 1900 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ الرازيُّ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: لَقَدْ أَتَى عَلَيْنَا زمانٌ وأحدُنا (9) أَضَنُّ (10) بِأَخِيهِ المسلمِ مِنْهُ بالدينارِ والدرهمِ، وَلَقَدْ سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: إِذَا ضَنُّوا بِالدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ (11) ،   (1) نقل قول أبي حاتم ٍ الذهبيُّ في "الميزان" (4/302) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (2/305 رقم 2271) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (459 و703) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/248- 249 و57/348- 349) . (3) هو: ابن معاوية. (4) أي: من يتزوَّد في الدنيا من العمل الصالح، يَنْفَعْهُ تَزَوُّدُهُ في الآخِرة. (5) في (ت) و (ف) : «فقال» . (6) قوله: «عمار كان» سقط من (ت) . (7) في (ش) : «شيئًا» . (8) في (ك) : «فيلقن» . (9) في (ت) : «واجدنا» . (10) في (ت) و (ك) : «أضر» . (11) من قوله: «ولقد سمعت ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 1899 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 177 وَتَبَايَعُوا (1) بِالْعِينَةِ (2) ، وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ البَقَرِ؛ أَنْزَلَ اللهُ بِهِمْ ذُلاًّ، وَلاَ يَنْزِعُهُ مِنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو بكرِ بنُ عيَّاش (3) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ عَطَاءٍ (4) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) .   (1) في (ك) : «ويتابعوا» . (2) في (ك) : «بالغيبة» . والعينة - بكسر العين -: أصله أن يبيع الرجلُ من الرجل سلعةً بثمن معلوم إلى أجل، ثم يشتريها منه نقدًا بأقل من الثمن الذي باعها به؛ يتذرع بذلك إلى سلف قليل في كثير من جنس واحد، وكذلك إذا كان هذا البيع بين ثلاثة في مجلس. انظر "مشارق الأنوار" (2/107) ، و"الزاهر" للأزهري (ص311) ، و"الفائق" (2/108) ، و"النهاية" (1/237) ، (2/301) ، و"المصباح المنير" (2/441) . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/28 رقم 4825) ، والطرسوسي في "مسند عبد الله بن عمر» (22) ، والطبراني في "الكبير" (12/330- 331 رقم 13583) ، والدارقطني في "الأفراد" (182/أ- ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الشعب" (3920) . وأخرجه الروياني في "مسنده" (1422) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/313- 314 و3/318- 319) من طريق الليث بن أبي سليم، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5659) ، والطبراني في "الكبير" (12/433 رقم 13585) ، والبيهقي في "الشعب" (10373) من طريق الليث بن أبي سليم، عن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيْمَان، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عمر. وأخرجه أبو داود في "سننه" (3462) ، والدولابي في "الكنى" (2/849- 850 رقم 1489) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2417) ، وابن عدي في "الكامل" (5/361) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/208- 209) ، والبيهقي في "السنن" (5/316) من طريق حيوة بن شريح، عن إسحاق بن أسيد أبي عبد الرحمن، عن عطاء الخراساني، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قال أبو نعيم: «غريب من حديث عطاء، عن نافع، تفرد به حيوة، عن إسحاق» . (4) هو: ابن أبي رباح. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 178 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا أَشْبهُ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: فالخطأ من يَحْيَى بْن العلاء؟ قَالَ: نعم (1) . 1901 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَان (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: [قَالَ رسول الله (ص) ] (3) : يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ: المُتَحَابُّونَ بِجَلالِي (4) أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّ (5) يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلِّي؟   (1) من قوله: «أشبه ... » إلى هنا، ليس في (ش) . قال الدارقطني في "الأفراد" (182/أ- ب/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث الأعمش عن عطاء، تفرد به أبو بكر بن عياش عنه، وتفرد به سعيد بن عثمان الخزاز، عن أبي بكر. ورواه يَحْيَى بْنِ الْعَلاءِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن مجاهد، ورواه ليث، عن مجاهد، وتفرد به جرير بن حازم عنه، وَرَوَاهُ ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، وهو غريب من حديثه عنه، وتفرد به بشير بن زياد، عنه» . (2) في "مشيخته" (80) ، ومن طريقه أخرجه الدارقطني في "الأفراد" (295/أ- ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/344) ، والبيهقي في "الشعب" (8577) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/71) . (3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من مصادر التخريج، ومنها "مشيخة ابن طهمان" راوي هذا الطريق. (4) قوله: «بجلالي» سقط من (ك) . (5) كذا في جميع النسخ، غير (ك) فإن فيها: «ظلِّي» ، وهي منسوخة من (ت) التي وافقت بقية النسخ، وما جاء = = في (ك) هو الجادَّة، وهو الذي في مصادر التخريج، ولكن ما وقع في النسخ صحيحٌ من جهة العربية، ويُضبطُ بتشديد اللام مكسورةً ومفتوحة، وقد أوضحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (2100) . الحديث: 1901 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 179 قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مالكٌ (1) ، عَنْ أَبِي طُوَالة (2) ، عَنْ أَبِي الحُبَاب سَعِيدِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) . 1902- وسمعتُ (4) أَبِي قَالَ: كَانَ بِطَرَسُوسَ شيخٌ يُقَالُ لَهُ: محمدُ بنُ يَزِيدَ الأسلميُّ (5) ، وَكَانَ قَدْ كتَبَ حَدِيثًا كَثيرًا جِدًّا، ثُمَّ خَلَّطَ بعدُ؛ فرأيتُ يَوْمًا (6) فِي كُتبه: حدَّثنا محمد بن عبد الله بن نُمَير، عن   (1) في "الموطأ" (2/952) ، ومن طريقه الإمام أحمد في "المسند" (2/237، 535 رقم 7231، 10910) ، ومسلم في "صحيحه" (2566) . (2) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر. (3) قال الدارقطني في "العلل" (1482) : «يرويه مالك بن أنس، واختلف عنه؛ فرواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَالِكِ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة، ولم يتابع عليه. وخالفه أصحاب "الموطأ"؛ فرووه عن مالك، عن أبي طُوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يسار، عن أبي هريرة. وذكره إبراهيم الحربي في كتاب "الأدب" عن مصعب الزبيري، عن مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، والذي قبله أصوب» . وقال في الموضع السابق من "الأفراد": «تفرد به إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَالِكِ، عن سعيد، وتفرد به حفص بن عبد الله عنه» . وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «تفرد به إبراهيم، عن مالك، عن سعيد. ورواه عامة أصحابه على مَا فِي "الْمُوَطَّأِ": مَالِكٌ، عَنْ أَبِي طُوالة، عَنْ أَبِي الْحُبَابِ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «تفرد به إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَالِكِ بهذا الإسناد، والمحفوظ عن مالك، عن عبد الله ابن عبد الرحمن أبي طوالة» . (4) نقل ابن أبي حاتم هذا النص في "الجرح والتعديل" (8/129) عن أبيه. (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «الأسلي» ، والمثبت من (ت) و (ك) ، ومثله في "الجرح والتعديل" (8/129) ، وهو الصواب. (6) قوله: «فرأيت يومًا» في (ك) : «يومًا فرأيت» . الحديث: 1902 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 180 أَبِيهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيع، عَنْ مسلمٍ البَطِينِ (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ رَاءَى رَاءَى اللهُ بِهِ. قَالَ أَبِي: فأوقفتُه عنه، فقلتُ له: ليس هَذَا من حَدِيث ابْن نُمَير، وابنُ نُمَير لم يَسْمَع من إِسْمَاعِيل بْن سُمَيعٍ شيءً (2) ! فبقي الرجلُ (3) . وقلتُ له: هَذَا مِنْ حديثِ حَفْص بْن غِيَاث (4) . فقلتُ لأَبِي: ما توهَّمْتَ؟ قَالَ: ظننتُ أنَّ إنسانا ذاكره، فسرقَهُ منه وكتَبَهُ، أسألُ اللهَ السلامة! 1903- وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثَ شُعبة (5) ، عَنْ أبي سُفيان   (1) في (ت) : «البطيني» . وهو: مسلم بن عمران، ويقال: ابن أبي عمران. (2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، كما في الموضع المذكور من "الجرح والتعديل". انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) أي: بقي ساكتًا مُفْحَمًا، أو بقي ساكتًا مبهوتًا منقطعًا. انظر "لمحات من تاريخ السنة" للشيخ عبد الفتاح أبي غدة (ص 141) . (4) روايته أخرجها مسلم في صحيحه (2986) من طريق عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، حدثني أبي، عن إسماعيل بن سميع، به» . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "الزهد" (ص240) . وأخرجه الطبراني في "الصغير" (32) ، والرامهرمزي في "أمثال الحديث" (4) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (645) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (865) من طريق عبد الله بن رجاء المكي، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به مرفوعًا. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (284) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (40) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/352) ، وفي "تاريخ أصبهان" (2/243) ، والخليلي في "الإرشاد" (1/416 رقم 105) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (2/220) ، وفي "الموضح" (2/115) من طريق عبد الله بن أبي رومان، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، عن نافع، به مرفوعًا أيضًا. قال أبو نعيم: «غريب من حديث مالك، تفرد به ابن أبي رومان، عن ابن وهب» . وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/387) من طريق محمد بن عبد بن عامر، عن قتيبة، = = عن مالك، عن نافع، به مرفوعًا. وعن الخطيب نقله الرافعي في "التدوين" (ص310) . قال الخطيب: «وهذا الحديث باطل عن قتيبة، عن مالك، وإنما يحفظ عن عبد الله بن أبى رومان الإسكندراني، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، تفرد واشتهر به ابن أبي رومان، وكان ضعيفًا، والصواب: عن مالك من قوله، قد سرقه محمد بن عبد بن عامر من ابن أبي رومان، فرواه كما ذكرنا» . اهـ. الحديث: 1903 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 181 طَلْحَة بْنِ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ: دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يَرِيبُكَ. فَقَالَ أَبِي: لا نَعْلَمُ (1) رَوَى شُعبة عَنْ أَبِي سُفْيَانَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ، وتعجَّبنا من لُقِيِّهِ (2) إياه كيف لَقِيَهُ (3) ؟! لأنَّ طَلْحة بن نافع (4) كبيرٌ، وشُعبةُ يَحْمِلُ (5) عليه؛ يَقُولُ: ما يحدِّث عَنْ جابرٍ، لم يسمع منه؛ إنما هو مِنْ (6) صحيفةِ سليمانَ اليَشْكُريِّ (7) . 1904 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّان (8) ، عن   (1) في (ك) : «يعلم» . (2) في (ت) و (ك) : «لقيته» . (3) يعني: كيف لقي شعبةُ أبا سفيان طلحةَ بنَ نافع. (4) المثبت من (أ) ، وفي بقية النسخ: «رافع» . (5) في (ك) : «تحمل» . (6) في (ش) : «في» . (7) هو: ابن قيس. (8) هو: ابن سعيد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (10278) من طريق المعتمر بن سليمان، والطبراني في "الكبير" (1/301 رقم 885) ، وفي "الدعاء" (1831) من طريق عفان بن مسلم، كلاهما عن سليمان بن المغيرة، به، غير أنه وقع عندهما: «بردة» بدل «برزة» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29439) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/260- 261 و5/410- 411 رقم 18293 و23488) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1127) ، والطبراني في "الكبير" (1/302 رقم 887) ، وفي "الدعاء" (1830) من طريق يونس بن عبيد، والإمام أحمد (4/261 رقم 18294) ، والطبراني في "الكبير" (1/301- 302 رقم 886) ، وفي "الدعاء" (1832) من طريق أيوب السختياني، والمروزي في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (1136) من طريق جرير بن حازم، ثلاثتهم (يونس وأيوب وجرير) عن حميد بن هلال، به، وفيه عندهم أيضًا: «بردة» بدل «برزة» . الحديث: 1904 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 182 سُلَيْمَانَ بْنِ المُغِيرة، عَنْ حُمَيد بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبِي بَرْزة (1) ، عَنْ رجلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ كَانَ يُعْجِبني تواضعُهُ؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: تُوبُوا إِلَى اللهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ؛ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وأَسْتَغْفِرُهُ (2) في اليَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ؟ قَالَ أَبِي: يقال: إنَّ هَذَا الرجلَ هو الأغرُّ المزنيُّ (3) ، وله صحبةٌ. 1905- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبة (4) ، عَنْ أَبِي   (1) كذا في جميع النسخ: «عن أبي برزة» بالزاي، وفي جميع مصادر التخريج المتقدمة: «عن أبي بردة» بالدال، وهو ابن أبي موسى الأشعري. (2) زاد بعده في (ف) : «أتوب إلى الله وأستغفره» . (3) أخرج حديثه الإمام أحمد في "المسند" (4/211 و260 رقم 17847 و17850 و18292) ، ومسلم في "صحيحه" (2702) من طريق عمرو بن مرة، والإمام أحمد (4/211 و260 رقم 17848 و17849 و18291) ، ومسلم (2702) من طريق ثابت بن أسلم، كلاهما عن أبي بردة، عن الأغر المزني، به. (4) في (ك) : «رواه أبو شعبة» . ورواية شعبة هذه أخرجها أبو عبيد في "الأموال" (221) ، وفي "غريب الحديث" (3/416) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/439 رقم 4181) ، والشاشي في "مسنده" (815) من طريق الحجاج بن محمد، عن شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ رجل من طيئ أحسبه قال: عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وفي بعض الطرق لم يذكر: أحسبه عن أبيه، وجعله عن رجل من طيئ عن ابن مسعود. وأخرجه الشاشي (814) من طريق بشر بن عمر الزهري، عن شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ رجل من طيئ، عن ابن مسعود، به. ثم قال: «قال شعبة: قال أبو حمزة: سمعت الطائي يحدث بهذا عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي (ص) » . وأخرجه أحمد (1/439 رقم 4184) من طريق محمد ابن جعفر، والبغوي في "الجعديات" (1420) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن شعبة، عن أبي التياح قال: سمعت رجلاً من طيئ يقال له: ابن الأخرم، يحدث عن ابن مسعود. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (379) عن شعبة، عن أبي حمزة، عن رجل من طيئ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (9905) . = ... وأخرجه أحمد (1/439 رقم 4185) من طريق محمد ابن جعفر، عن شعبة، عن أبي جمرة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وأخرجه الطيالسي (378) ، والشاشي (812 و813) من طريق النضر بن شميل وعمرو بن مرزوق، والحاكم في "المستدرك" (4/322) من طريق أبي عامر العقدي عبد الملك بن عمرو، جميعهم (الطيالسي، والنضر، وعمرو، والعقدي) عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْرِ ابن عطية، عن رجل من طيئ، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي (ص) : «لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا» . وجاء عند الحاكم: عن شمر، عن الْمُغِيرَةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (505) ، ويحيى بن آدم في "الخراج" (254) ، والطيالسي (377) ، والشاشي (811) من طريق قيس بن الربيع، والحميدي في "مسنده" (122) ، وأحمد (1/377 رقم 3579) ، وفي "الزهد" (ص37) من طريق ابن عيينة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (34368) ، وأحمد (1/426 رقم 4048) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (202) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5200) ، من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، وأحمد (1/443 رقم 4234) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/54) ، والترمذي في "جامعه" (2328) ، والشاشي (817 و818) من طريق الثوري، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْر بْنِ عطية، عن الْمُغِيرَةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ الطائي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، بلفظ حديث شعبة، عن الأعمش. الحديث: 1905 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 183 التَّيَّاح (1) ، عن رجلٍ من طيِّئٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قال: نَهى   (1) هو: يزيد بن حميد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 184 رسولُ الله (ص) عَنِ التَّبَقُّرِ (1) فِي الأَهْلِ والمالِ (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الرجلُ هُوَ المُغِيرَةُ بنُ سعد ابن الأخْرَم (3) . 1906- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ خَالِدٍ الأَعْسَم (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رُسْتُم؛ قَالَ: حدَّثنا أبو حَفْص الأَبْزِيُّ (5) ، عن إسماعيل   (1) في (ك) : «التنفر» . والتبقر في الأهل والمال: الكثرة والسعة. "غريب الحديث" لأبي عبيد (3/416) ، و"النهاية" (1/144) . (2) وجاء بعده في "مسند أحمد" (1/439 رقم 4181) : «فقال أبو جمرة [بالجيم والراء، وفي "تعجيل المنفعة": أبو حمزة؛ بالحاء والزاي] وكان جالسًا عنده: نعم حدثني أخرم الطائي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبي (ص) » . (3) في (ك) : «الأحزم» . قال ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/442) : «وقد روى المتن غير شعبة فجوَّد الإسناد، أخرجه أحمد أيضًا والترمذي من رواية الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْر بْنِ عَطِيَّةَ، عن المغيرة بن سعد بن الأخزم، عن أبيه، عن عبد الله، فذكر الحديث، ولفظه: «لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا» ، وعلى هذا فابن الأخزم في رواية شعبة هُوَ الْمُغِيرَةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الأخزم، نسب إلى جده، وأبوه على هذا: هو سعد بن الأخزم، ويحتمل أن يكون المراد بأبيه أبوه الأعلى وهو الأخزم» . كذا وقع في جميع نسخ "التعجيل": «الأخزم» بالزاي، وبين المحقق أن الصواب: «الأخرم» بالراء كما في "الإكمال" لابن ماكولا (1/38) . (4) روايته أخرجها الرافعي في "التدوين" (2/445) . وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/430 رقم 510) من طريق محمد بن الحجاج بن عيسى، عن إبراهيم بن رستم، به. (5) الحديث ذكره العراقي في "ذيل الميزان" (ص198) في ترجمة: «حفص الأبزي» . ونقل عن العقيلي قوله: «حفص كوفي، حديثه غير محفوظ» . ثم قال: «وقد رويناه من طريق الحاكم وأبي نعيم فقالا فيه: عن أبي حفص العبدي، ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" عن عمر أبي حفص العبدي، عن إسماعيل بن سميع. وعمر بن حفص العبدي مذكور في "الميزان"» اهـ. الحديث: 1906 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 185 بْنِ سُمَيع، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قال رسولُُ الله (ص) : العُلَمَاءُ أُمَنَاءُ الرُّسُلِ عَلَى عِبَادِ اللهِ مَا لَمْ (1) يُخَالِطُوا السُّلْطَانَ، وَيَدْخُلُوا (2) فِي الدُّنْيَا. فَإِذَا خَالَطُوا السُّلْطَانَ (3) ، وَدَخَلُوا فِي الدُّنْيَا؛ فَقَدْ خَانُوا الرُّسُلَ؛ فَاحْذَرُوهُمْ وَاجْتَنِبُوهُمْ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ (4) ؛ يُشْبِهُ أن يكون فِي الإسناد رجلٌ لم يُسَمَّ، وأُسْقِطَ ذلك الرجلُ. 1907 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بن عاصم (6) ، عن   (1) قوله: «لم» سقط من (ت) و (ك) . (2) في (ت) و (ف) : «ودخلوا» . (3) قوله: «وَيَدْخُلُوا فِي الدُّنْيَا، فَإِذَا خَالَطُوا السلطان» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) قال ابن الجوزي في الموضع السابق: «وقد رواه محمد ابن معاوية النيسابوري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ إسماعيل بن سُميع، وهذا حديث لا يصح عن = = رسول الله (ص) » . وانظر "الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص289) مع التعليق عليه. (5) ستأتي هذه المسألة برقم (2428) ، وفيها: «قد زاد في الإسناد جندبً، وليس بمحفوظ؛ حَدَّثَنَا أَبُو سَلَمَة عَنْ حَمَّاد، وليس فيه جندب» . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/405 رقم23444) ، والترمذي في "جامعه" (2254) ، وابن ماجه في "سننه" (4016) ، والبزار في "مسنده" (2790) ، والبيهقي في "الشعب" (10331) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/54) من طريق عمر بن موسى الحادي، و (6/305) من طريق محمد ابن عبد السلام، عن هدبة بن خالد، كلاهما عن حماد ابن سلمة، به. وأخرجه معمر في "جامعه" (20721) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1411) من طريق المعلى بن زياد، والبيهقي في "الشعب" (10330) من طريق يونس بن عبيد، ثلاثتهم (معمر والمعلى ويونس) عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً. الحديث: 1907 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 186 حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ جُنْدُبٍ (1) ، عَنْ حُذَيْفَة؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَن يُذِلَّ نَفْسَهُ، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ مِنَ البَلاَءِ مَا لاَ يُطِيقُ (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) . 1908 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (5) - خَتَنُ (6) سَلَمة (7) - قال: أخبرنا عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله   (1) هو: ابن عبد الله البجليُّ. (2) تَعَرَّضَ الشيءَ وتعرَّضَ له: تصدى له وطلبه. يتعدى بنفسه وبالحرف. انظر "المصباح" (2/404) ، وفي مصادر التخريج: «يتعرَّض من البلاء لما لا يطيق» . (3) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن حذيفة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غير عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ، عَنْ حَمَّادِ بن سلمة، ولا نعلم رواه عن حماد أوثق من عمرو بن عاصم وبه يعرف» . وبيَّن ابن عدي في الموضع السابق أن عمر بن موسى ومحمد بن عبد السلام سرقاه، وأن الحديث يعرف بعمرو بن عاصم. (4) ستأتي هذه المسألة برقم (2800) . (5) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الأمر بالمعروف" (41) ، والطبراني في "الأوسط" (2/95- 96 رقم 1367) ، والدارقطني في "الأفراد" (177/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/218 رقم 306) . ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/287) . ووقع في المطبوع من "الحلية" سقط وتحريف. (6) في (ش) : «حين» . وتقدم تفسير «الختَن» في المسألة رقم (1791) . (7) هو: سلمة بن الفضل الأبرش. الحديث: 1908 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 187 ابن (1) عبد الله بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمِّه سَالِمٍ، عَنْ أبيه عبد الله بْنِ عُمَرَ (2) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : مُرُوا بِالمَعْرُوفِ وَانْهَوْا عَنِ المُنْكَرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونَ (3) اللهَ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَكُمْ، وَمِنْ قَبْلِ أَنْ (4) تَسْتَغْفِرُوا فَلاَ يُغْفَرَ لَكُمْ؛ فَإِنَّ الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ، لاَ يُقَرِّبُ أَجَلاً، وَلاَ يُبَاعِدُ رِزْقًا،، وَإِنَّ (5) الأَحْبَارَ مِنَ اليَهُودِ، وَالرُّهْبَانَ مِنَ النَّصَارَى، لَمَّا تَرَكُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ المُنْكَرِ؛ أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ، ثُمَّ لَمْ يَنْفَعْهُمْ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .   (1) ضبب عليها في (ت) ، وفي (ك) زاد قبلها: «بن عبد العزيز» ، وضبب على «عبد العزيز» . (2) في (ف) : «عمر بن الخطاب» . (3) كذا في جميع النسخ بإثبات نون المضارع مع «أنْ» ، والجادَّةُ: «أنْ تَدْعوا» ، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على أنه أُهْمِلَت «أنْ» ؛ فلم يُنصب المضارع بعدها؛ كما تهمل «ما» المصدريَّة؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (88) . وستأتي «أن» في هذا الحديث مستعملة ناصبة للمضارع في قوله: «أن تستغفروا» ، وفي هذا اجتماع لغتين فأكثر في الكلام الواحد، وهو جائز في العربية؛ وقد عقَدَ له ابنُ جِنِّيْ بابًا في كتابه "الخصائص" (1/370- 374) ، وانظر المسألة رقم (241) . هذا؛ والفاءُ في قوله: «فَلاَ يُسْتَجَابُ» و «فَلاَ يُغْفَرَ» عاطفةٌ لا سببيَّة. (4) من قوله: «تدعون الله ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) في (ت) و (ك) : «إن» بلا واو. (6) قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ العمري العابد إلا إسحاقُ بن إبراهيم، تفرد به ابن دنوقا» . وقال الدارقطني في الموضع السابق: «غريب من حديث سالم عن أبيه، تفرد به عبد العزيز بن عبد الله العمري عنه، ولم يروه عنه غير ابنه عبد الله بن عبد العزيز العابد وهو عزيز الحديث، تفرد به إسحاق ابن إبراهيم الرازي عنه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 188 1909 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرو بْن أَبِي قيس (2) ، عَن أَبِي سُفْيَانَ (3) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبْهان (4) ، عَنِ الْحَسَنِ البَصْري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : وَجَدتُّ الحَسَنَةَ نُورًا فِي القَلْبِ، وَزَيْنًا فِي الوَجْهِ، وَقُوَّةً فِي العَمَلِ،، وَوَجَدتُّ الخَطِيئَةَ سَوَادًا (5) فِي القَلْبِ، وَزُهْدًا فِي العَمَلِ، وَشَيْنًا فِي الوَجْهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنْكَر، وَأَبُو (6) سُفْيَان مجهولٌ (7) . 1910 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى بن عبد العزيز بن عُبَيدالله (9) النَّرْمَقِي الرَّازِيُّ، عَنْ يَحْيَى البَكَّاء (10) ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: تَجَشَّأَ رجلٌ عند النبيِّ (ص) فَقَالَ: كُفَّ عَنَّا جُشَاءَكَ (11) ؛ فَإِنَّ أَطْوَلَكُمْ   (1) نقل قول أبي حاتم الذهبيُّ في "الميزان" (4/532) . (2) روايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (2/160- 161) . (3) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عبدربه. (4) في (ك) : «تيهان» . (5) في (ك) : «سواد» . (6) في (ك) : «وأبي» . (7) قال أبو نعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث الحسن عن أنس، لم نكتبه إلا من هذا الوجه، تفرد به عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ، وَأَبُو سفيان اسمه: عبدربه» . (8) انظر المسألة رقم (1861) . (9) هكذا جاء في جميع النسخ: «يحيى بن عبد العزيز بن عبيد الله» ، وصوابه: أبو يحيى عبد العزيز بن عبد الله. كما في "الجرح والتعديل" (5/386- 387) ، و"تهذيب الكمال" (18/163) . وهكذا جاء في مصادر التخريج. ورواية عبد العزيز بن عبد الله هذه أخرجها الترمذي في "جامعه" (2478) ، وابن ماجه في "سننه" (3350) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (351) ، والطبراني في "الأوسط" (4/249 رقم 4109) . (10) في (ف) : «يحيى النرمقي البكاء» . (11) قال في "المصباح المنير" (ص 57- جشأ) : «تجشَّأَ الإنسانُ تَجَشُّؤًا، والاسم: الجُشَاء، وزان غُرَاب، وهو: صَوْتٌ مع رِيحٍ يحصُلُ من الفمِ عند حصولِ الشِّبَعِ» . الحديث: 1909 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 189 جُوعًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَكْثَرُكُمْ شِبَعًا فِي دَارِ (1) الدُّنْيَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) . 1911 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو زهير عبد الرحمن بْنِ مَغْرَاءَ (3) ، عَنْ أَبِي رجاءٍ مُحْرِزٍ الجَزَرِي، عَنْ فُرَات بْنِ سَلْمان، عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، عَنِ ابْنَ عُمَرَ: أَنَّهُ مرَّ بأهلِ بيتٍ نُزُولٍ عَلَى ظَهْرِ الطريقِ، فقال: مَنْ أنزلكُمْ ها هنا؟ قَالُوا: تَعَرَّضْنا لِنُرْزَقَ (4) ؛ أَصَابَتْنَا السَّنَةُ (5) ، قال: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقولُ: مَا مِنْ (6) أَهْلِ بَيْتٍ يَصْبِرُونَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ عَلَى حَاجَةٍ إِلاَّ أَتَاهُمُ اللهُ بِرِزْقٍ، قَالَ: فارتَحَلُوا مِنْ مكانِهم؟   (1) في (ك) : «ذكر» . (2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/387) في ترجمة عبد العزيز بن عبد الله: «سألت أبي عنه؟ فقال: رازي منكر الحديث، روى عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) ، ثلاثة أحاديث أو أربعة منكرة» . وقال الترمذي في الموضع السابق: «حسن غريب من هذا الوجه» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لا يروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد العزيز النرمقي» . (3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5708) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/158) ، والبيهقي في "الشعب" (9580) ، من طريق عبدة بن سليمان، عن أبي رجاء الجزري، به. (4) في (ف) : «للرزق» . (5) السَّنَة، أي: الجَدْب. "المصباح المنير" (ص152-سنه) . (6) في (ت) : «ما نر» ، وفي (ك) : «ما بر» . الحديث: 1911 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 190 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . 1912 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ ثابتٍ البُنَاني؛ قَالَ: لمَّا مَرِضَ سلمانُ الفارسيُّ بلَغَ سعدَ بنَ أَبِي وقَّاص وَهُوَ أميرُ الْكُوفَةِ، فَخَرَجَ يعودُهُ؛ قَالَ: فقَدِمَ فدخَلَ عَلَيْهِ، فَوَافَقَهُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ، وسلمانُ يَبْكِي؛ قَالَ: فسلَّم عَلَيْهِ وجلَسَ، فَقَالَ: مَا يُبكِيكَ يَا أَخِي؟ أَلاَ تَذْكُرُ صحبةَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟! أَلا تذكُرُ المَشَاهِدَ الصالحةَ؟! فَقَالَ سَلْمَانُ: إِنَّهُ - وَاللَّهِ - يَا سَعْدُ! ما يُبْكِيني واحدةٌ من ثِنْتينِ؛ مَا أَبْكِي ضَنًّا بِالدُّنْيَا، وَلا كَرَاهِيَةً لِلِّقَاءِ اللَّهِ. فَقَالَ سَعْدٌ: فَمَا يُبكيك بَعْدَ ثَمَانِينَ (3) ؟ فَقَالَ: يُبكِيني أنَّ خَلِيلِي عَهِدَ إليَّ عَهدًا؛ قَالَ سَعْدٌ: وَمَا عَهِدَ إِلَيْكُمْ؟ قَالَ: عَهِد إِلَيْنَا لِيَكُنْ بَلاَغُكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ، وإنَّا قَدْ خَشِينَا أنَّا قَدْ تعدَّينا ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: يَقُولُ سِنَانٌ (4) فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عن جعفر، عن ثابت،   (1) قال ابن حبان في الموضع السابق في ترجمة أبي رجاء الجزري: «شيخ يروي عن فرات بن السائب وأهل الجزيرة المناكير الكثير التي لا يتابع عليها، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد لغلبة المناكير على أخباره» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «إسناده ضعيف، وروي من وجه آخر ضعيف» . (2) نقل هذا النص الذهبي في "السير" (1/556) . (3) علَّق الذهبي، في الموضع السابق، على هذا بقوله: «وهذا يوضح لك أنه من أبناء الثمانين، وقد ذكرت في "تاريخي" الكبير أنه عاش مائتين وخمسين سنة، وأنا الساعة لا أرتضي ذلك ولا أُصححه» . (4) لم نقف على روايته. ولكن أخرجه ابن ماجه في "سننه" (4104) ، وابن أبي الدنيا في "المحتضرين" (275) ، والطبراني في "الكبير" (6/227 رقم 6069) ، وأبو نعيم في "الحلية" (1/197) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (21/450 و451) من طريق عبد الرزاق، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثابت، عن أنس، به. وأخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/258 رقم 430) من طريق حميد الطويل، عن أنس، به. الحديث: 1912 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 191 أَحسَبُهُ عَنْ أَنَسٍ، وَقَالَ مَرَّةً: عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (1) ،، وخلَّط فِيهِ، وَهَذَا أَشْبَهُ مُرسَلً (2) . 1913 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَلَمة (4) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيّب؛ قال: حدّثن   (1) هو: عبد الرحمن بن مل النهدي. (2) كذا في جميع النسخ، وهو حال منصوبٌ، حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) انظر المسألة رقم (1835) . (4) هو: ابن الفضل. وروايته أخرجها ابن جرير في "تفسيره" (6/377 رقم 6981) ، والحاكم في "المستدرك" (4/244) ، جاء عند ابن جرير: ابن العاص، وجاء عند الحاكم: عمرو بن العاص. وأخرجه الحاكم (2/373) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/174) ، من طريق يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن سعيد بن المسيب، حدثني عمرو بن العاص. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/643 رقم 3464) من طريق عباد بن العوام، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنِ ابْنِ العاص، لا يدري عبد الله أو عمرو. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/173- 174) من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ العاص. (5) هو: محمد. الحديث: 1913 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 192 ي ابن العاص - يعني (1) : عبد الله بْنَ عَمْرٍو - أَنَّهُ سَمِعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ: كُلُّ بَنِي آدَمَ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ لَهُ ذَنْبٌ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، ثم دلَّى رسولُ الله (ص) يدَه إِلَى الأرضِ فَأَخَذَ عُودًا صَغِيرًا، ثُمَّ قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهُ (2) لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا لِلرِّجَالِ إِلاَّ مِثْلُ َ هَذَا العُودِ؛ وَبِذَلِكَ سَمَّاهُ سَيِّدًا وَحَصُورًا (3) ؟ قَالَ أَبِي: لا يرفعون هَذَا الحديثَ (4) . 1914 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْنُ بْنُ عيسى (5) ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «ينعي» . (2) قوله: «أنه» سقط من (أ) و (ش) . (3) في (أ) و (ش) : «سيد وحصور» ، وفي (ف) : «سيدًا وحصور» ، والمثبت من (ت) و (ك) . وكلُّ ذلك صحيح: فما ورد بألف تنوين النصب: على لغة الجمهور. وما حذفت منه الألف: جاء على لغة = = ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . والحَصْر: هو الحَبْس والمنع، والحصور: هو الذي لا يأتي النساء، سُمِّي به؛ لأنه حبس عن الجماع ومُنع. "غريب الحديث" للخطابي (1/698) و"النهاية" (1/395) . (4) أخرجه موقوفًا ابن جرير في "تفسيره" (6/378 رقم 6983) من طريق شُعْبَةَ. عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ ابن العاص: إما عبد الله وإما أبوه. وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/643 رقم 3465) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سعيد بن المسيّب، عن عبد الله ابن عمرو بن العاص. وأخرجه ابن جرير (6/378 رقم6982) من طريق أنس ابن عياض، وأيضًا (6984) من طريق عبد الملك، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، من قوله. (5) روايته أخرجها الدارقطني في "السنن" (4/302) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/493) ، والبزار في "مسنده" (3694/كشف الأستار) من طريق معن ابن عِيسَي، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سعيد بن المسيب، مرسلاً. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (10030) من طريق يحيى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد بن المسيب، مرسلاً. الحديث: 1914 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 193 مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: كانتِ القَصْوَاءُ ناقةُ رسولِ الله (ص) لا تُدْفَعُ فِي سباقٍ إِلا سَبَقَتْ. وَرَوَاهُ يونسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ - وَلَمْ يُجاوِزْ بِهِ (1) - أنَّ القصواءَ ناقةَ رسول اللهِ (ص) لا تُدْفَعُ فِي سباقٍ إِلا سَبَقَتْ (2) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: عن (3) الزُّهريِّ عن سعيدٍ فقطْ (4) .   (1) أي: لم يجاوز به سعيدَ بن المسيب بذكر أبي هريرة. (2) من قوله: «ورواه يونس بن يزيد ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) قوله: «عن» من (أ) فقط. (4) قال الدارقطني في "العلل" (9/173) : «يرويه مالك، عن الزهري واختلف عنه؛ فرواه مَعْنُ بْنُ عِيسَي، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة. وكذلك روي عن النضر بن طاهر، عن مالك. ورواه محمد بن الحسن، عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سعيد، مرسلاً. وكذلك رواه أصحاب "الموطأ" عن مالك. وكذلك رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يُونُسَ ومالك. وكذلك رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، عن الزهري، عن سعيد، مرسلاً، والمرسل أصح» . وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم رفعه إلا مالك، ولا عنه إلا معن، قال معن: كان مالك لا يسنده، فخرج علينا يومًا نشيطًا فحدثنا به عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة» !. والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2872 و6501) من طريق حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: كان للنبي (ص) ناقة تسمى العضباء، لا تسبق ... فذكره. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 194 1915 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامٌ الرازيُّ (1) ، عَنِ الحارثِ بْنِ عُبَيدة الحِمْصي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ذِي حِمَاية (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قَالَ: رسولُ اللَّهِ (ص) : الشُّهَدَاءُ عِنْدَ اللهِ: المُقْسِطُونَ، وَأَفْضَلُ الهِجْرَةِ: مَنْ هَجَرَ (3) مَا حَرَّمَ اللهُ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: قَتَادَةُ (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عن أبي   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2615 و2616) ، وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (22) من طريق سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، به. (2) هو: إبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية؛ بالحاء المكسورة، والياء المعجمة باثنتين من تحتها. انظر "الإكمال" لابن ماكولا (2/531) . (3) أي: وأفضلُ الهِجْرة: هجرةُ مَنْ هَجَرَ مَا حرَّم اللَّهُ. حُذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. انظر التعليق على المسألة رقم (2) . (4) هذا جزء من حديث طويل، أخرجه بطوله البزار كما سيأتي. (5) روايته على هذا الوجه أخرجها البزار في "مسنده" (2435) ، والحاكم في "المستدرك" (1/76 و4/513) من طريق همام بن يحيى، والدارقطني في "الأفراد" (205/أ/أطراف الغرائب) من طريق منصور ابن زاذان، كلاهما عن قتادة، به. = ... وأخرجه معمر في "جامعه" (20852) من طريق مطر ابن طهمان، والإمام أحمد في "المسند" (2/162- 163 رقم 6514) ، والحسين المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1610) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (701 و719) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (286) ، والحاكم في "المستدرك" (1/75- 76) من طريق الحسين بن ذكوان المعلم، كلاهما عن عبد الله بن بريدة، به. ومن طريق معمر السابق أخرجه أحمد (2/199 رقم 6872) ، وابن أبي عاصم (700 و718) . الحديث: 1915 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 195 سَبْرَةَ [الهُذَلِيِّ] (1) ، عن عبد الله بن عمرٍو، عن النبيِّ (ص) (2) . 1916- وسمعتُ أَبِي يَقُولُ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ زيادٌ البَكَّائي (3) ، عَنْ مَنصور (4) ، عَنْ مُجَاهِدٍ (5) ، عَنْ أَبِي جُحَيفة، قَالَ: إنَّ المَعْصِيَةَ فِي الحَسَدِ؛ إنَّ الشيطانَ حسَدَ آدمَ أَنْ يسجدَ لَهُ فعصَى ربَّهُ. قَالَ أَبِي (6) : يقال: مَنْصور، عَنْ أَبِي جمعة (7) . 1917 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سليمانُ بنُ حسَّان الشاميُّ (8) ، عَنْ شَريك (9) ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عطاء، عن أبيه، عن عبد الله   (1) قوله: «الهذلي» تصحَّف في جميع النسخ إلى: «المولى» وجاء على الصواب في مصادر التخريج التي نسبته؛ كـ"السنة" لابن أبي عاصم، و"مسند البزار" و"مستدرك الحاكم"، وانظر"الجرح والتعديل" (4/182) . (2) قال البزار في الموضع السابق: «ولا نعلم روى أبو سبرة عن عبد الله بن عمرو إلا هذا الحديث، ولا رواه عن أبي سبرة إلا عبد الله بن بريدة» . (3) هو: ابن عبد الله. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (71 و85) من طريق شيبان ابن عبد الرحمن وعبيدة بن حميد، كلاهما عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مجاهد، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، به. (4) هو: ابن المعتمر. (5) هو: ابن جبر المكي. (6) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (7) هو: حبيب بن سباع، وقيل فيه غير ذلك، ولم نقف على روايته. (8) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (597) عن شريك، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/348) . وأخرجه ابن المبارك (598) ، والحاكم في "المستدرك" (4/315) من طريق عبد الله بن يزيد أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (346) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/197 رقم 6855) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (144) . (9) هو: ابن عبد الله القاضي النخعي. الحديث: 1916 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 196 بن عَمرو، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إنَّ (1) الدُّنْيَا سِجْنُ المُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الكَافِرِ. إِنَّمَا مَثَلُ المُؤْمِنِ إِذَا مَاتَ مَثَلُ رَجُلٍ كَانَ فِي سِجْنٍ فَأُخْرِجَ مِنْهُ، فَجَعَلَ يَتَقَلَّبُ فِي الدُّنْيَا، وَيَتَفَسَّحُ فِيهِ (2) ؟ قَالَ أَبِي (3) : الناس لا يرفعون هَذَا الحديثَ (4) ، والموقوفُ عندنا أَشبهُ (5) .   (1) قوله: «إن» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «يتقلب في الأرض ويتفسح فيها» ، وقوله: «فيها» هو الجادَّة، والضمير يعود إلى الدنيا أو الأرض، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ وفيه وجهان: أحدهما: أن يضبط: «فِيهِ» ويكون قد ذكَّر الضمير حملاً لـ «الدنيا» على معنى «النعيم» ؛ فكأنه قال: «فجعل يتقلب في النعيم ويتفسح فيه» ؛ وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (270) . والثاني: أن يضبط: «فِيَهْ» ويكون على لغة طيئٍ ولخم؛ بحذف الألف من ضمير المفردة الغائبة المتصل «ها» ، ونقل حركة الهاء على الحرف قبلها. انظر التعليق على المسألة رقم (235) . (3) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (4) يعني من حديث ابن عمرو، فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34711) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/432) من طريق شعبة، عن يعلى بن عبيد، عن يحيى بن قمطة، عن عبد الله بن عمرو، موقوفًا. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الخطابي في "غريب الحديث" (2/492) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/323 و389 و485 رقم 8289 و9055 و10288) ، ومسلم في "صحيحه" (2956) من طريق العلاء بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رسول الله (ص) : «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ» . (5) قوله: «أشبه» سقط من (ش) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 197 1918 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ ثَوْر (2) ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عبد الكريم الجَزَرِيِّ، عَنْ أَبِي عُبَيدة بْنِ عبد الله، عَنِ ابنِ مسعودٍ؛ قَالَ: النَّدَمُ تَوْبَةٌ؛ التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لَهُ؟ قَالَ أَبِي: هذا خطأٌ (3) ؛ إنما هو: عبدُالكريمِ، عن زياد بن   (1) انظر ما سبق في المسائل (1797) و (1816) و (1841) و (1889) . (2) هو: محمد، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه نعيم ابن حماد في "رد زوائده على الزهد" (168) عن ابن المبارك، عن معمر، به. وجاء في المطبوع فراغٌ بين عبد الكريم وابن مسعود، استدركناه من "الموضح" للخطيب (1/258) فقد أخرجه من طريق نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ المبارك. وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (4250) ، والطبراني في "الكبير" (10/150 رقم 10281) ، والدارقطني في "العلل" (5/297) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (674) ، والبيهقي في "السنن" (10/154) ، والخطيب في "الموضح" (1/258) من طريق وهيب ابن خالد، عن معمر، به مرفوعًا. وأخرجه البيهقي أيضًا (10/154) ، والخطيب في "الموضح" (1/257) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن عبد الكريم، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن عبد الله أنه قال: الندم توبة. قال البيهقي: «كذا رواه عبد الرزاق عن معمر منقطعًا موقوفًا» . وأخرجه ابن المبارك أيضًا (169) عن معمر، عن عبد الكريم، عن أبي هاشم، عن عبد الله بْن معقل، عَنِ ابْن مَسْعُود قوله. (3) قال البيهقي في الموضع السابق: «كذا قال، وهو وهم، والحديث عن عبد الكريم، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن مسعود ح» . وقال الدارقطني في "العلل" (895) : «يرويه عبد الكريم الجزري، واختلف عنه فرواه وهيب بن خالد، عن معمر، عن عبد الكريم، عن أبي عبيدة، عن عبد الله مرفوعًا، قاله محمد بن عبد الله الرقاشي، عن وهيب، وغيره لا يرفعه. - ثم قال - وعند عبد الكريم فيه إسناد آخر عَنْ زِيَادِ بْنِ الْجَرَّاحِ، عَنْ عبد الله بْن معقل، عَنِ ابْن مَسْعُود مرفوعًا. وهو أصح من حديث أبي عبيدة، قاله ابن عيينة والثوري وغيرهما عن عبد الكريم. قيل فقد روى حبان، عن ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ عبد الكريم، عن أبي هاشم، عن عبد الله بْن معقل، عَنِ ابْن مَسْعُود قوله: «الندم توبة» . فقال: موقوف نعم» . وقال أيضًا (5/192- 193) : «وروى هذا الحديث معمر بن راشد، عن عبد الكريم الجزري بإسناد آخر حدث به وهيب، عن معمر، عن عبد الكريم الجزري، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، عن النبي (ص) ، ولم يتابع على هذا القول عبد الكريم» . الحديث: 1918 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 198 الجَرَّاح، عَنِ ابنِ مَعْقِل؛ قَالَ (1) : دخلتُ مَعَ أَبِي عَلَى ابنِ مَسْعُود. 1919 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ الحُبَاب (3) ، عَنْ   (1) تقدم تخريج رواية عبد الكريم في المسألة رقم (1797) . (2) نقل قول أبي حاتم الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (2/207) . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه؛ ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (13/178) والبيهقي في "الشعب" (7958) من طريق زيد ابن الحباب، عن الربيع بن سُليم، عن أبي عمرو مولى أنس بن مَالِكٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (4338) . وأخرجه الخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (2/444 رقم 266) من طريق شيبان بن فروخ، عن الربيع ابن سَلْم، عن أبي عمرو مولى أنس، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (10) ، وأبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (13/183) -، وابن شاهين في "الترغيب" (393) من طريق عيسى بن شعيب الضرير، عن الربيع بن سليمان، عن أبي عمرو، عن أنس، به. كذا جاء عند ابن شاهين، وجاء عند ابن أبي عاصم: عن أبي عمرو مولى أنس بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي (ص) . وجاء عند أبي يعلى: عن أبي عمرو بن أنس بن مالك، عن أبيه. ومن طريق ابن أبي عاصم أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2376) ومن طريق أبي يعلى أخرجه الضياء في "الأحاديث المختارة" (2751) . وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1082 و1353) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (329) من طريق عمرو بن عاصم، عن الربيع بن مسلم، عن أبي عمرو مولى أنس، عن أنس، به. ولم يذكر الدولابي في = = الموضع الثاني أنس بن مالك. وأخرجه ابن أبي عاصم (47) ، وأبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (13/184) - وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/111) من طريق خالد بن بُرْد العجلي، عن أبيه، عن أنس. الحديث: 1919 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 199 سليمان ابن (1) الربيع، عن (2) مَوْلَى أنسٍ (3) ، عَنْ أنسِ (4) بنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ كَفَّ اللهُ عَنْهُ عَذَابَهُ، وَمَنْ خَزَنَ لِسَانَهُ سَتَرَ اللهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللهِ قَبِلَ اللهُ عُذْرَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) . 1920 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ ابنُ حَرْب (6) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ كَثير (7) مِنْ آلِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير؛ قَالَ: حدَّثني جَدِّي يَحْيَى ابن كَثِير، عن عبد الرحمن بْنِ نَجْدَة الحِمْصي، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «أبي» ، وكانت هكذا في (ف) ، ثم ضرب عليها وصوبت في الهامش «ابن» وفوقها «صح» . (2) قوله: «عن» ليس في (ت) و (ك) . (3) في (ف) : «لأنس» ، وكذا في "الميزان". (4) قوله: «عن أنس» سقط من (ك) . (5) قال ابن كثير في "تفسيره" (2/100) : «هذا حديث غريب، وفي إسناده نظر» . (6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/337 رقم 798) ، وفي "الأوسط" (7/303 رقم 7564) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/2588 رقم 6236) . وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/121) من طريق عبد الله بن النعمان الوراق، عن الحسن بن كثير، عن عبد الرحمن بن نجدة الحمصي، به. وسقط من إسناده يحيى بن كثير. والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/384 رقم 3638) ، والبخاري في "صحيحه" (6094) ، ومسلم (2607) من طريق أبي وائل شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ مسعود، عن النبي (ص) قال: «إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة» . (7) ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/34) ونقل عن أبيه قوله فيه: «مجهول» . الحديث: 1920 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 200 يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِير؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي (1) قَالَ: سَمِعْتُ مازنَ بْنَ الغَضُوبة (2) يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله (ص) يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّهُ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنْكَرٌ، مَا نَعْلَمُ رَوَى يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِير، عَنْ أَبِيهِ شَيْئًا (3) ، ومازنٌ لا أعرفُهُ (4) . 1921 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ وَهْب، عن عبد الله بْنِ عيَّاش، عَنْ (5) عِيسَى بْنِ عبد الرحمن بْنِ فَرْوة الزُّرَقِي، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (6) : مَنْ لاَنَ لِحَقِّي، وَتَوَاضَعَ لِي، وَلَمْ يَتَكَبَّرْ فِي أَرْضِي؛ رَفَعْتُهُ   (1) هو: صالح بن المتوكِّل، وقيل: يسار، وقيل غير ذلك. (2) في النسخ: «العضوبة» بالعين المهملة إلا أنه في (ش) أهمل حروفها جميعًا. وانظر "الإصابة" (9/29) ، ومصادر التخريج. (3) رواه الطبراني في "الأوسط" (7564) وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلا عبد الرحمن بن نجدة، تفرد به علي بن حرب» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (9/30) : «أخرجه ابن السكن ومحمد بن خلف المعروف بوكيع في "نوادر الأخبار" وابن منده وأبو نعيم، من طريق الحسن بْن كثير، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن أبيه: سمعت مازن ابن الْغَضُوبَةِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّهُ يَهْدِي إلى الجنة» . قال ابن منده: غريب، لا يعرف إلا بهذا الإسناد» اهـ. كذا وقع فيه، وفيه سقط في الإسناد يستدرك مما هنا. (4) ذكره ابن حجر في "الإصابة" (9/29) في القسم الأول من كتابه، وقال: ذكره ابن السكن وغيره في الصحابة. وقال ابن حبان: يقال: إن له صحبة. وذكر حديثًا يؤيد ذلك. (5) قوله: «عن» سقط من (ت) و (ك) . (6) أي: عن ربه عز وجل. الحديث: 1921 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 201 إِلَى كَذَا وَكَذَا (1) . وبهذا الإسناد أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (2) : مَنْ أَرَادَ هَوَانَ أَوْلِيَائِي فَقَدْ بَادَانِي (3) بِالْمُحَارَبَةِ، فِي كلامٍ ذَكَرَهُ (4) . قَالَ أَبِي: هذه الأحاديثُ لعيسى عَنِ الزُّهريِّ بواطيلُ (5) ، ويُكْنَى عِيسَى: بأبي عَبَّاد. 1922 - وسألتُ أَبِي (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (7) أَبُو سعيدٍ الوليدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمان الْبَصْرِيُّ، عَنْ حَفْص بْنِ (8) غِيَاث الْبَصْرِيِّ - وَلَيْسَ بِالْكُوفِيِّ- عَنْ مَيمون بْنِ مِهْران، أَنَّهُ قَالَ - وَكَانَ قَدْ قَرَأَ الكُتُبَ - قَالَ: قَالَ عِيسَى بنُ مَرْيَمَ ذاتَ يَوْمٍ للحواريِّين: «يا معشَرَ الحواريِّين!   (1) رواه أبو نعيم عن أبي هريرة كما في "الإتحافات السنية بالأحاديث القدسية" (ص68) ، وفيه: «رفعتُهُ حتى أجعله في عليِّين» . (2) أي: عن ربه عز وجل. (3) أي: بارزني وجاهرني، وانظر التعليق على المسألة رقم (1874) . (4) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. (5) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/281) : «سئل أبي عنه؟ فقال: منكر الحديث، ضعيف الحديث، شبيه بالمتروك، لا أعلم روى عن الزهري حديثًا صحيحًا» . وأصل الحديث الثاني من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في "صحيحه" (6502) من طريق خالد ابن مخلد، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ شريك بن عبد الله ابن أبي نمر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أبي هريرة. (6) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (7) في (ت) : «روى» . (8) في (ك) : «عن» . الحديث: 1922 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 202 مَا (1) الدُّنْيَا تُرِيدُونَ، وَلا الآخرةَ تَطلُبون!» قَالُوا: يَا نبيَّ اللَّهِ! كَيْفَ لا نريدُ الدُّنْيَا وَلا نطلُبُ الآخِرَةَ؟! قَالَ: «لَوْ أَرَدْتُمُ الدُّنْيَا لأَطَعْتُمْ ربَّ الدُّنْيَا فأعطاكُم مِنْهَا، وَلَوْ أردتُّم الآخرةَ لعبدتُّم ربَّ الآخرةِ فَأَعْطَاكُمْ مِنْهَا!» ؟ قَالَ أَبِي: حَفْص هَذَا لا أَعْرِفُهُ، مجهولٌ (2) ، ومَيْمُون لَمْ يَكُنْ مِمَّنْ قَرَأَ الكتبَ (3) . 1923 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ شَبيب بن سعيد، عن عبد الله بن رَجَاءٍ، عن عُبَيدالله (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن رسولِ الله (ص) ؛ قَالَ: الحَلاَلُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَ ذَلِكَ شُبُهَاتٌ ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هكذا حدَّثنا أحمدُ مِنْ حفظه (6) ، ثم رجع أحمد ابن شبيب عنه؛ فقال: عن عبد الله بن عمر (7) ؛ وهو الصَّحيحُ.   (1) في (ف) : «لا» ، بدل «ما» . (2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/186) : «سألت أبي عنه؟ فقال: هو مجهول لا أعرفه» . (3) هذا الحديث له إسناد آخر؛ رواه أحمد في "الزهد" (ص56) ، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (6/57) من طريق أبي عمران، عن أبي الجلد: أن عيسى _ج، فذكره. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1887) والكلام فيها لأبي حاتم نحو كلام أبي زرعة هنا. (5) هو: ابن عمر العمري. (6) في (ت) : «أحمد بن حفظة» ، وهو تصحيف ظاهر. (7) يعني: العمري. الحديث: 1923 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 203 1924 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بن أبي هانئٍ إسماعيلَ (2) بنِ خليفةَ (3) قَاضِي أَصْبَهَانَ (4) ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي (5) هَانِئٍ، عَنْ سفيانَ الثوريِّ (6) ، عَنْ أَبِي عُمَارة، عَن النَّضْر بْن أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : لَأَنْ (7) يَلْبَسَ العَبْدُ المُؤْمِنُ أَوِ المَرْأَةُ المُؤْمِنَةُ (8) أَلْوَانً مِنْ شَتَّى (9) - يعني: مُرَقَّعً (10) - خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْخُذَ فِي أَمَانَتِهِ مَا لَيْسَ عِنْدَهُ؟   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1124) . (2) في جميع النسخ: «عن إسماعيل» ، وهو خطأ؛ لأن إسماعيل بن خليفة هو والد سعيد، وكنيته «أبو هانئ» ؛ كما في "الجرح والتعديل" (2/167) ، و"طبقات المحدِّثين بأصبهان" لأبي الشيخ (2/414) وكما في مصادر التخريج كما سيأتي. ثم هذا لا يتفق مع قوله بعد ذلك: «عن أبيه أبي هانئ» . (3) قوله: «ابن خليفة» سقط من (ك) . (4) روايته أخرجها الدولابي في "الكنى والأسماء" (1975) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/327) . (5) في (أ) و (ش) : «ابن» . (6) قوله: «الثوري» ليس في (ك) . (7) في (ش) : «لا» بلا نون. (8) قوله: «المؤمنة» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (9) قوله: «ألوان من شتى» كذا وقع هنا في جميع النسخ، وكذا وقع عند الدولابي في «الكنى» ،، وجاء عند أبي نعيم في "أخبار أصبهان": «من ألوانٍ شتى» ، وفي = = المسألة رقم (1124) : «من رقاع شتى» . فإن لم يكن هنا تقديم وتأخير من النساخ، فإنه يخرَّج على أنَّ «ألوان» مفعولٌ به منصوبٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة لربيعة. وقد تقدم التعليق عليها وبيان مصادرها في المسألة رقم (34) . ويقدر حينئذٍ لـ «شتى» موصوف؛ نحو: «ثياب» ؛ ويكون السياق: « ... ألوانًا من ثياب شتى» ، والله أعلم. (10) قوله: «مرقع» في (ف) : «من رقع» . وكان حقها أن يلحق بها ألف تنوين النصب، إلا أنها تخرَّج على لغة ربيعة المتقدِّم ذكرها. الحديث: 1924 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 204 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ يَحْيَى (1) بنُ يَمَانٍ (2) ، عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ أَبِي عمَّار، عَنِ أنس، عن النبيِّ (ص) ، وَأَبُو عمَّار هَذَا يُشبِهُ أَنْ يكونَ زيادَ بنَ مَيمونٍ (3) ، وزيادُ ابنُ مَيمون (4) متروكُ الْحَدِيثِ (5) . 1925 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (6) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العبَّاداني (7) ، عَنْ زيادٍ الجَصَّاص (8) ، عَنْ سَالِمٍ (9) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يُعَجِّلُ لِلْمُؤْمِنِ (10) عُقُوبَةَ ذَنْبِهِ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى هذا الحديثَ عبدُالوهَّاب الخَفَّافُ (11) ، عن   (1) قوله: «يحيى» سقط من (ك) . (2) روايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (5158) وجاء عنده: «عن أبي عمارة» وانظر التعليق الآتي. وانظر تتمة تخريجه في المسألة رقم (1124) . (3) قال البيهقي في الموضع السابق: «قال أبو عبد الله - يعني الحاكم -: قلت لأبي علي - يعني الحسين بن علي - من أبو عمارة هذا؟ قال: طلاب بن حوشب الشيباني أخو العوام، ولم يحدث به غير يحيى بن اليمان» . (4) قوله: «وزياد بن ميمون» سقط من (ك) . (5) قوله: «الحديث» سقط من (ك) . (6) في (ف) : «أبي» بدل: «أبو زرعة» . (7) هو: أبو عاصم عبد الله بن عبيد الله. وروايته أخرجها العقيلي في"الضعفاء" (2/79) . (8) في (ك) : «الخصاص» . وهو: زياد بن أبي زياد. (9) هو: ابن عبد الله بن عمر. (10) في (ف) : «المؤمن» . (11) هو: ابن عطاء. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/6 رقم 23) ، والبزار في "مسنده" (1/191 رقم 21م) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (22) ، وأبو يعلى في "مسنده" (18) ، وابن جرير في "تفسيره" (9/241 رقم 10522) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/79) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1071 رقم 5993) ، وابن عدي في "الكامل" (3/188) ، والحاكم في "المستدرك" (3/552- 553) . وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (7) ، والترمذي في "جامعه" (3039) ، والبزار (20) ، والمروزي (20) ، وأبو يعلى (21) من طريق موسى بن عبيدة، عن مولى ابن سباع، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بكر. قال الترمذي: «هذا حديث غريب وفي إسناده مقال. وموسى بن عبيدة يضعف في الحديث؛ ضعفه يحيى بن سعيد وأحمد بن حنبل، ومولى ابن سباع مجهول. وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي بكر، وليس له إسناد صحيح أيضًا» . الحديث: 1925 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 205 زيادٍ الجَصَّاص (1) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجاهد، عَنِ ابْنِ عُمر، عَنْ أَبِي بَكْرٍ (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أَشبهُ (3) . 1926 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أسامةُ بنُ زيدٍ، فاختلَفَ الرواةُ عَنْهُ: فَقَالَ يَحْيَى القَطَّانُ (4) : عَنْ أُسَامَةَ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن   (1) في (ك) : «الخصاص» . وهو: زياد بن أبي زياد. (2) قوله: «عن أبي بكر» سقط من (ك) . (3) قال العقيلي في الموضع السابق: «كلاهما غير محفوظين، وهذا يروى بإسناد صالح من غير هذا الوجه» . وقال البزار في الموضع السابق: «هذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن رسول الله (ص) غير أبي بكر، ولا نعلم روى عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ غير هذا الحديث» . وقال الدارقطني في "العلل" (29) : «يرويه زياد الجصاص، واختلف عنه؛ فرواه عبد الوهاب الْخَفَّافُ، عَنْ زِيَادٍ الْجَصَّاصِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بكر. وخالفه أبو عاصم العباداني؛ فرواه عَنْ زِيَادٍ الْجَصَّاصِ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ. ورواه سليم بن حيان، عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن الزبير بن العوام. وقيل: عن سليم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن الزبير، وكلها ضعاف» . وقال أيضًا (4/223) : «وليس فيه شيء يثبت» . (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/172 و180 رقم 1478 و1559) ، وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (2/845) ، وأبو سعيد الأعرابي في "الزهد وصفة الزاهدين" (ص91) . الحديث: 1926 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 206 لَبِيبة (1) ، عن سعد (2) ابن أبي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) قَالَ: خَيْرُ الذِّكْرِ الخَفِي، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي؛ وَكَذَلِكَ قَالَ (3) ابنُ وَهْبٍ (4) ؛ كَمَا قَالَ يَحْيَى. وَرَوَاهُ وكيعٌ (5) فَقَالَ: عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيبة، عَنْ سَعْدٍ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «ابْنُ أَبِي لَبِيبة» أصحُّ (6) .   (1) في (ت) و (ك) : «لبلية» . (2) في (ك) : «سعيد» . (3) في (ت) و (ك) : «قاله» . (4) هو: عبد الله، وروايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (183) ، وابن حبان في "صحيحه" (183) . وجاء عند ابن حبان: محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/187 رقم 1623) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (137) ، وأبو سعيد الأعرابي في "الزهد وصفة الزاهدين" (ص91) من طريق عثمان بن عمر، والإمام أحمد (1/172 رقم 1478) ، والطبراني في "الدعاء" (1883) ، والبيهقي في "الشعب" (550) من طريق عبد الله بن المبارك، والدورقي في "مسند سعد" (74) من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو سعيد الأعرابي (ص91) من طريق عبد المجيد بن سعد، والقضاعي في "مسنده" (1220) من طريق عيسى بن يونس، جميعهم عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، به. جاء عند الطبراني: أن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، أخبره عمر بن سعد، أخبره أنه سمع أباه، به. وجاء عند البيهقي: عن ابن أبي لبيبة. (5) في "الزهد" له (118 و339) . ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29654 و34366) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/172 رقم 1477) ، وفي "الزهد" (ص16) ، وأبو يعلى في "مسنده" (731) . (6) قال الدارقطني في "العلل" (4/393) : «يرويه ابن زيد، واختلف عنه؛ فرواه يحيى القطان ووكيع، وعثمان بن عمر وغيرهم، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي لَبِيبة، عَنْ سَعْدٍ. وذكر يحيى القطان فيه سماع أسامة من ابن أبي لبيبة، وخالفهم ابن المبارك، فرواه عن أسامة قال: أخبرني مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، أن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، والله أعلم بالصواب. قيل للشيخ أبي الحسن: في بعض الحديث «ابن لبيبة» ، وفي بعضها «ابن أبي لبيبة» ، فأنى [كذا، ولعله: فأي] ذلك أصحُّ؟ قال: يقال: هذا وهذا» . اهـ. وفي "التهذيب" (3/627) : «محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، ويقال: ابن أبي لبيبة، ويقال: إن لبيبة أمه، وأبا لبيبة أبوه، واسمه: وردان» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 207 1927 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُصَينٌ (1) ، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) : لِكُلِّ عَمَلٍ شِرَّةٌ (2) ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى فَتْرَةٍ (3) ، فَمَنْ صَارَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى سُنَّتِي فَقَدِ اهْتَدَى، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ فَقَدْ ضَلَّ؟   (1) هو: ابن عبد الرحمن. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/157- 158 و188 و210 رقم 6477 و6764 و6958) ، والحارث في "مسنده" (232/بغية الباحث) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (51) ، والبزار في "مسنده" (2346 و2347) ، والنسائي في "المجتبى" (2388 و2389) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2105) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/87) ، وفي "شرح المشكل" (1236) و (1237) ، وابن حبان في "صحيحه" (11) . وأخرجه أحمد (2/157- 158 رقم 6477) ، والبخاري في "صحيحه" (5052) من طريق المغيرة بن مقسم الضبي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. والحديث طويل أخرجه أحمد بطوله وفيه قول النبي (ص) : «لكل عمل شرة ... » ، ولم يذكر البخاري هذه اللفظة. وجاء في مصادر التخريج مطولاً ومختصرًا. وأخرجه أحمد (2/165 رقم 6539 و6540) من طريق أبي العباس مولى بني الديل، عن عبد الله بن عمرو. وأخرجه البخاري (1131) ، ومسلم (1159) من طرق عن عبد الله بن عمرو. ولم يذكرا قوله: «لكل عمل شرة» . (2) الشِّرَّة: النشاط والرغبة. "النهاية" (2/458) . (3) الفترة: الراحة والسكون. "النهاية" (3/408) . الحديث: 1927 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 208 قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مسلمٌ المُلائي (1) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس (2) ، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ الْحَكَمُ بْنُ عُتَيبة (3) ، عَنْ مجاهد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي عَمْرة، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) . وقد اختلفوا فِي هَذَا الْحَدِيث أيضا - حَدِيث الحكم بْن عتيبة -: فأما ابْن أَبِي لَيْلَى فإنه يَقُولُ: عَنِ الحكم، عَنْ عبد الرحمن بْن أَبِي عَمْرة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) : والناس يقولون (5) : عَنِ الحكم، عَنْ مجاهد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي عَمْرة، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) . قال أبي: وحديث عبد الرحمن بْنِ أَبِي عَمْرة، عَنِ النبيِّ (ص) مُرسَلً (*) (6) ، أَشبهُ.   (1) هو: ابن كيسان. (2) قوله: «عن ابن عباس» سقط من (ف) . (3) روايته أخرجها الحارث في "مسنده" (231/بغية الباحث) . وأخرجه الحسين المروزي في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (1102) ، والشاشي في "مسنده" (894) من طريق عمرو بن مرة، عن مجاهد، عن النبي (ص) مرسلاً. (4) قوله: «مرسل» ليس في (ش) ، وهو حال منصوب حذفت منه ألف تنوين النصب جريًا على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) . (5) في (ك) : «يقولونه» . (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. (6) من قوله: «قال أبي وحديث ... » إلى هنا، سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 209 1928- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيم بن أيُّوب الفُ ِرْساني (1) الأَصْبَهَانِيُّ، عَنْ أَبِي مسلمٍ قَائِدِ الأَعْمَش، عن الأَعْمَش ومالكِ ابن مِغْوَلٍ، عَنْ عَطِيَّة (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ للهِ عِبَادً (3) عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فِي ظِلِّ العَرْشِ، يَغْبِطُهُمُ الشُّهَدَاءُ. قِيلَ: مَنْ هُمْ؟ قَالَ: المُتَحَابُّونَ فِي جَلاَلِ اللهِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أخشى أن يكون خطأ؛ ما رُوي عَنِ الأَعْمَش (4) ، عَنْ شِمْر (5) ، عَنْ شَهْر (6) ، عَنْ عبادة - أَشبهُ من ذا.   (1) روايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/444- 445 رقم 605) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (12) من طريق عمرو بن عثمان، عن الأعمش، عن عطية، به. (2) هو: ابن سعد العَوفي. (3) في (ك) : «عبادًا» ، ومثله في مصادر التخريج، وهو خبر «إنَّ» مؤخر، لكن ما في بقيَّة النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه توجيهان: الأوَّل: أنه منصوبٌ اسمًا لـ «إنَّ» ، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: أنه مرفوع على أنَّه مبتدأ مؤخر، وخبرُهُ قوله: «للهِ» ، والجملة من المبتدأ والخبر: في محل رفع خبر «إنَّ» ، واسم «إنَّ» على ذلك: ضميرُ الشأن المحذوف، والتقدير: إنَّه - أي الشأن والحديث: للهِ عبادٌ على منابر من نور. وانظر في ضمير الشأن: تعليقنا على المسألة رقم (854) . هذا، وقد مضى هذان الوجهان في المسألة رقم (130) . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (3/290 رقم 3434) ، وابن قدامه في "المتحابين في الله" (45) من طريق الأَعْمَش، عَنْ شِمْر، عَنْ شهر، عن أبي مالك الأشعري. (5) هو: ابن عطية؛ قال أحمد: «الأعمش لم يسمع من شمر ابن عطية» ، "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص82) . (6) هو: ابن حوشب. الحديث: 1928 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 210 1929 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الرَّبِيعِ (2) ، عَنْ أيُّوبَ بْنِ سُوَيْد، عَنْ سُفيان الثَّوريِّ، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراش (3) ، عَنْ حُذَيْفة؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يقولُ: كُلُّ لَحْمٍ أَنْبَتَهُ السُّحْتُ، فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ (4) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ أيُّوب بْنُ سُويد؛ رَوَى هَذَا الحديثَ الثَّوريُّ (5) عَنْ أَبِي حَيَّان (6) ، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ،   (1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (1/399) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/274) . (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (6/380 رقم 6675) من طريق إبراهيم بن خلف الرَّمْلِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ، به. (3) في (ف) : «خراش» بالخاء المعجمة. (4) رواه الطبراني في "الأوسط" (6675) من طريق إبراهيم ابن خلف الرَّمْلِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ، به. وقال: «لا يروي هذا الحديث عن سفيان إلا أيوب بن سويد، تفرد به إبراهيم بن خليفة» اهـ. كذا في الأصل: «خليفة» . (5) روايته على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (17073) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/308) تعليقًا من طريق الثوري عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَبِي الْعَالِيَةِ، عن أبي داود الأحمر، به. ولم يذكرا أبا حيان بين الثوري وشداد. والثوري يروي عن شداد كما في "التاريخ الكبير" للبخاري (4/227 و7/308) ، و"الكنى" لمسلم (ص91) ، و"الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (4/330) . ومن طريق البخاري أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/157) . وأخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (812) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/308) تعليقًا من طريق جرير بن عبد الحميد كلاهما عن أبي حيان التيمي، به. وأخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص224) من طريق فضيل بن غزوان، عن أبي الفرات - شداد بن أبي العالية - به. ومن طريق أحمد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/281) . (6) في (ف) : «حبان» بالموحدة، ولم تنقط الياء في (أ) و (ش) . وهو: يحيى بن سعيد بن حيان التيمي. الحديث: 1929 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 211 عَنْ أَبِي دَاوُدَ الأحمريِّ (1) ، عَنْ حُذَيْفَة، مَوْقُوفٌ (2) . 1930 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسنُ بنُ الفَرَجِ الخَيَّاطُ بالرَّيِّ، عَنْ شَبَابةَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ محمَّد (3) بْنِ مُطَرِّف، عَنْ هِلالِ بْنِ أُسَامَةَ (4) ، عَنْ عطاءِ بن يَسَار، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أَتَتْنِي الدُّنْيَا خَضِرَةً حُلْوَةً، وَقَدْ (5) زُيِّنَتْ بِكُلِّ زِينَتِهَا (6) ، وَأَخْرَجَتْ صَدْرَهَا إِلَيَّ، فقلتُ: لاَ (7) أُرِيدُكِ، قَالَتْ (8) : إِنِ انْفَلَتَّ مِنِّي، لَمْ يَنْفَلِتْ (9) مِنِّي غَيْرُكَ؟   (1) اسمه: مالك. (2) كذا في جميع النسخ، دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر المسألة رقم (34) (3) كذا في (ف) ، وكانت فيها: «عمرو» ، فضرب عليها، وفي بقية النسخ: «عمر» . وقد رواه أحمد في "الزهد" (ص476) قال: حدثنا حسين، حدثنا محمد بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف الفزاري، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مرسلاً، بلفظ: «أتتني الدنيا خضرة حلوة ورفعت رأسها وتزينت لي ... » الحديث. وكذا وقع فيه: «هلال بن يساف» ، فإما أن يكون ثمَّ خلاف آخر، أو يكون وقع تصحيف فيه. والله أعلم. (4) هو: هلال بن علي بن أسامة. (5) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «فقد» . (6) في (ك) : «زينتهما» . (7) في (ت) و (ك) : «ولا» . (8) في (ت) و (ك) : «فقالت» . (9) في (أ) تشبه: «لم يتفلت» . الحديث: 1930 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 212 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عطاءُ (1) بْن يَسَارٍ (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، كلامَ الأولِ (3) بنحوِ هَذَا؛ وهو حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) قوله: «عطاء» سقط من (ت) و (ك) . وأثبت بدلاً منه في (ت) : «عن» . (2) في (أ) و (ش) : «سيار» . (3) كذا، والمراد: ثم ذكر الكلام الأول - أي: الحديث السابق - بنحوه. وفيه إضافة الشيء إلى صفته؛ لأنَّ الأصل: الكلام الأوَّل، وهو جائز على مذهب الكوفيين؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (505) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 213 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الإِْيمَان ِ 1931- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبدُالرَّزَّاق (2) ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ صِلَةَ (4) ، عَنْ عمَّارٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ، فَقَدْ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَان ِ: الإِنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ ... ، الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ الثَّوريُّ (5) وشُعبةُ (6) وإسرائيلُ (7) وجماعةٌ (8) ؛   (1) نقل هذا النصَّ بتصرف ابنُ رجب في "فتح الباري" (1/124) ، وابن حجر في "فتح الباري" (1/82) ، و"تغليق التعليق" (2/39) . (2) سيأتي تخريج روايته. (3) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (4) هو: ابن زفر. (5) روايته أخرجها وكيع في "الزهد" (241) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" (75) ، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (1/121) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/452) . (6) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/451 و452) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (1/427) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (2/37) . (7) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق. (8) منهم: فطر بن خليفة، وروايته أخرجها اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (5/1016 و1017 رقم 1713) . ومن طريقه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2073) . وحُدَيج بن معاوية، وروايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (10726) . وزهير بن معاوية، وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/451 و452) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (2/37) . وهارون بن سعد، وروايته أخرجها أبو الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (144) . ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/452) . ويوسف بن أسباط، وروايته أخرجها ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/37) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" تعليقًا عن عمار في باب إفشاء السلام من الإسلام. الحديث: 1931 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 214 يَقُولُونَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ، عَنْ عمَّار، قولَهُ (1) ، لا يرفعُه أحدٌ مِنْهُمْ، والصَّحيحُ: موقوفٌ عَنْ عمَّار. قلتُ لهما: الخطأُ ممَّن هو؟ قَالَ أَبِي: أُرَى من عبد الرَّزاق أو من مَعْمَر؛ فإنهما جَمِيعًا كَثِيري (2) الخطأِ. وقال أَبُو زُرْعَةَ: لا أعرفُ هَذَا الحديثَ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَر (3) . ثم قَالَ: مَنْ يقولُ هَذَا؟ قلتُ: حدَّثنا شيخٌ بواسطٍ يقالُ له: ابنُ الكوفِيِّ (4) ، عَنْ   (1) في (ت) : «خوله» . و «قولَهُ» : منصوبٌ على نزع الخافض، والأصل: «مِنْ قولِهِ» . انظر التعليق على المسألة رقم (12) . (2) كذا في (ت) ، وفي بقية النسخ: «كثيرين» ، والجادَّة أن يقال: «كثيرا الخطأ» مرفوعًا بالألف، محذوف النون للإضافة. ويخرج المثبت على وجهين: أحدهما: أنه خبر «إن» مرفوع بالألف لكن رُسمت ياءً للإمالة بسبب الياء التي قبلها مفصولةً عنها بحرف واحد؛ وحينئذ تقرأ بالألف الممالة مع رسمها بالياء. وانظر "شرح النووي" (1/41-42) . وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . والثاني: أن تكون منصوبة خبرًا لـ «إنَّ» على لغة بعض العرب ينصبون بـ «إن» الاسم والخبر جميعًا. وانظر التعليق على المسألة رقم (550) . (3) كذا قال أبو زرعة، لكن الحديث أخرجه معمر في "جامعه" (19439) عن أبي إسحاق، به، موقوفًا. (4) هو: الحسين بن عبد الله الكوفي الواسطي. وأخرجه من طريق ابن أبي حاتم عن ابن الكوفي: اللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (5/1009- 1010 رقم 1698) . وأخرجه البزار في "مسنده" (1396) ، وأبو الحسن الحربي في "الفوائد المنتقاة" (145) من طريق أحمد ابن كعب، كلاهما (البزار وأحمد) عن الحسين بن عبد الله الكوفي، وابن الأعرابي في "معجمه" (721) من طريق محمد بن الصباح الصغاني كلاهما، عن عبد الرزاق، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 215 عبد الرزاق. فسكَتَ (1) . 1932 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ بَحِير (3) بْنِ سَعْدٍ (4) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّة، عن   (1) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن صلة، عن عمار موقوفًا. وأسنده هذا الشيخ عن عبد الرزاق» . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (1/82) : أخرجه أحمد ابن حنبل في كتاب الإيمان من طريق سفيان الثوري، ورواه يعقوب بن شيبة في "مسنده" من طريق شعبة = = وزهير بن معاوية وغيرهما، كلهم عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ صِلَة بن زُفر، عن عمار، ولفظ شعبة: «ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَقَدْ استكمل الإيمان» ، وهو بالمعنى، وهكذا رويناه في "جامع معمر" عن أبي إسحاق. وكذا حدث به عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر، وحدث به عبد الرزاق بأَخَرَة، فرفعه إلى النبيِّ (ص) ؛ كذا أخرجه البزار في "مسنده"، وابن أبي حاتم في "العلل" كلاهما عن الحسن بن عبد الله الكوفي، وكذا رواه البغوي في "شرح السنة" من طريق أحمد بن كعب الواسطي، وكذا أخرجه ابن الأعرابي في "معجمه" عن محمد بن الصباح الصنعاني، ثلاثتهم عن عبد الرزاق مرفوعًا. واستغربه البزار، وقال أبو زرعة: هو خطأ. قلت: وهو معلول من حيث صناعة الإسناد؛ لأن عبد الرزاق تغير بأخرة، وسماع هؤلاء منه في حال تغيره؛ إلا أن مثله لا يقال بالرأي فهو في حكم المرفوع، وقد رويناه مرفوعًا من وجه آخر عن عمار؛ أخرجه الطبراني في "الكبير"، وفي إسناده ضعف، وله شواهد أخرى بينتها في "تغليق التعليق"» . اهـ. وقال ابن رجب في "فتح الباري" (1/124) : «وقد روي مرفوعًا من وجهين آخرين، ولا يثبت واحد منهما» . وانظر "البحر الزخار" (4/232-233) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1321) . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «يحيى» . (4) في (ش) : «سعيد» . الحديث: 1932 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 216 عائِشَة، عن النبيِّ (ص) أنه قال لها النبيُّ (ص) : أَطْعِمِينَا يَا عَائِشَةُ. قَالَتْ: مَا عِنْدَنَا شيءٌ، فَقَالَ أَبُو بكرٍ: إنَّ المرأةَ المؤمنةَ لا تَحلِفُ (1) أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهَا شيءٌ وَهِيَ عندها، فقال النبيُّ (ص) : وَمَا يُدْرِيكَ أَمُؤْمِنَةٌ هِيَ أَمْ لاَ؛ إِنَّ (2) المَرْأَةَ المُؤْمِنَةَ فِي النِّسَاءِ كَالْغُرَابِ الأَبْقَعِ (3) فِي الغِرْبَان ِ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا بشيءٍ؛ إِنَّمَا يُرْوَى عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدانَ (4) ، عَنْ كَثِير بْنِ مُرَّةَ: أن عائِشَةَ سألتِ النبيَّ (ص) ... فذكَرَ الحديثَ. 1933- وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بن سُوقَةَ (6) ، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمر، عن عُمَرَ: أنه خطَبَ   (1) كذا في جميع النسخ؛ ليس فيها أن عائشة حلفت، وكذا وقع في المسألة (1321) ، وذكرنا هناك أنه وقع في رواية الطبراني أن عائشة رضي الله عنها قالت: «والله ما عندنا طعام» . (2) في (ت) و (ك) : «لأن» . (3) تقدم في المسألة (1321) أن الأنسب لسياق الحديث: «الأعصم» ؛ لقلته وكثرة الأبقع. وتقدم تفسيرهما هناك. (4) في (ك) : «سعدان» . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (2583) و (2629) ، وانظر المسألة رقم (1975) . (6) روايته أخرجها ابن المبارك في "مسنده" (241) عن محمد بن سوقة، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/18 رقم 114) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/150) ، وابن حبان في "صحيحه" (7254) ، والحاكم في "المستدرك" (1/113) ، والبيهقي في "الكبرى" (7/91) . وأخرجه الترمذي في "سننه" (2165) ، وفي "العلل الكبير" (596) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (88 و897) ، والبزار في "مسنده" (166) ، والنسائي في "الكبرى" (9225) ، والحاكم في "المستدرك" (1/114) من طريق النضر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سوقة، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/114) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (403) من طريق الحسن بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سوقة، به. الحديث: 1933 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 217 بالجَابِية (1) ، فَقَالَ (2) : قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : مَنْ سَرَّهُ بُحْبُوحَةُ (3) الجَنَّةِ، فَلْيَلْزَمِ الجَمَاعَةَ، وَمَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ (4) ، وَسَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ (5) ، فَهُوَ مُؤْمِنٌ ... (6) ، الحديثَ؛ ماعلَّتُهُ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ ابنُ الهَادِ (7) ، عن عبد الله بن دينارٍ، عن   (1) الجابية: قرية من أعمال دمشق. "معجم البلدان" (2/91) . (2) في (ك) : «وقال» . (3) بحبوحة الدار: وسطها. "النهاية" (1/98) . (4) في (ك) : «سيئة» . (5) في (ش) : «حسنة» . (6) والحديث بتمامه عن ابن عمر؛ قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيها الناس! إني قمت فيكم كمقام رسول الله (ص) فينا، فقال: «أوصيكم بأصحابي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يلونهم، ثم يفشو الكذب حتى يحلف الرجل ولا يُستحلفُ، ويشهد الشاهد ولا يُستشهد، ألا لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان، عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة؛ فإن = = الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد. من أراد بحبوحة الجنة فيلزم الجماعة، من سرَّته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن» . قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ مُحَمَّدِ بن سوقة، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر، عن النبي (ص) » . وستأتي بعض ألفاظ هذا الحديث في المسألة رقم (1975) و (2583) و (2629) . (7) هو: يزيد بن عبد الله بن الهاد. وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9224) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 218 الزُّهريِّ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ: أنَّ عُمَرَ (1) أَخَذَ مِنَ الْخَيْلِ الزكاةَ (2) . 1934 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَبِيبُ بنُ حَبِيبٍ أَخُو حمزةَ بنِ حَبِيب (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنِ الحارِثِ (5) ، عن عليٍّ، عن النبيِّ (ص) قال: الإِيمَانُ ثَمَانِيَةُ أَسْهُمٍ ... ؟   (1) كذا جاء هنا: «الزُّهْرِيُّ، عَنِ السَّائِب بْنِ يَزِيدَ: أن عمر» ، وسيأتي في المسألة (2583) : «قَالَ أَبِي أَفْسَدَ ابنُ الْهَادِ هَذَا الحديثَ وبيَّن عورتَه؛ رَوَاهُ ابن الهاد، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: قام فينا رسول الله (ص) ، وهذا هو الصحيح» . وفي المسألة (2629) : «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الْحَدِيثُ حَدِيثُ اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عمر قام بالْجابِية» . (2) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/102) : «وحديث ابن الهاد أصحُّ، وهو مرسلٌ؛ بإرساله أصح» . وانظر "التاريخ الأوسط" (1/229) . وقال الدارقطني في "العلل" (2/65-68) : «رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُوقَةَ، عَنْ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر. ورواه عبد الله بن جعفر المديني، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ عمر. واختلف عن ابن سوقة؛ فرواه النضر بن إسماعيل، وابن المبارك، والحسن بْنُ صَالِحٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سوقة، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ عمر؛ بمتابعة رواية عبد الله بْن جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن دينار، وخالفهما يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد؛ فرواه عن عبد الله ابن دينار، عن محمد بن مسلم الزهري: أن عمر خطب الناس بالجابية، وهو الصواب عن عبد الله بن دينار. وعن ابن سوقة فيه أقاويل أخر ... والصحيح من ذلك: رواية يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنَّ عُمَرَ» . وانظر "العلل الكبير" للترمذي (596) ، و"البحر الزخار" (1/269) . (3) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (523) ، والرافعي في "التدوين" (1/5- 6) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/415) ، والبيهقي في "الشعب" (7180) . (4) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (5) هو: ابن عبد الله الأعور. الحديث: 1934 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 219 فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاق (1) ، عَنْ صِلَةَ (2) ، عَنْ حُذَيْفة، فقط (3) . 1935 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي (4) زائدةَ (5) ، عن أشعثَ (6) ، عَنْ محمَّد، عَنْ أَبِي سَلَمة (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَتَاكُمْ (8) أَهْلُ اليَمَنِ، الإِيمَانُ يَمَان ٍ ... (9) ؟   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (5011، 9280) ، وابن أبي شيبة (19554 و30304) من طريق الثوري، والبزار في "مسنده" (2928) ، والبيهقي في "الشعب" (7179) من طريق شعبة، والبزار (2927) من طريق يزيد بن عطاء، جميعهم عن أبي إسحاق، به، موقوفًا. وجاء من طريق يزيد بن عطاء مرفوعًا. قال البزار: «لا نعلم أسنده إلا يزيد بن عطاء، عن أبي إسحاق» . (2) هو: ابن زُفَر. (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «قط» . وهما بمعنًى، وهي ساكنة الطاء، وتقدم الكلام عليها في المسألة رقم (92) و (1720) . قال ابن عدي في الموضع السابق في ترجمة حبيب بعد أن ذكر هذا الحديث وحديثًا آخر: «وهذان الحديثان الذي (كذا) ذكرتهما لا يرويهما عن أبي إسحاق غيره، وهما أنكر ما رأيت له من الرواية» . وقال الدارقطني في "العلل" (337) : «تفرد به حَبِيبُ بْنُ حَبِيبٍ أَخُو حَمْزَةَ ابن حبيب الزيات، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الحارث، عن عليٍّ، عن النبيِّ (ص) ، وخالفه أصحاب أبي إسحاق؛ فرووه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَةَ بن زفر، عن حذيفة، قولَه، وهو الصواب» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (1/24) : «وروي مرفوعًا، والموقوف أصحُّ» . (4) قوله: «ابن أبي» سقط من (ك) . (5) هو: يَحْيَى بْنُ زكريا بْن أَبِي زائدة. (6) هو: ابن سوار. (7) قوله: «عن أبي سلمة» مكرر في (ف) . وهو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (8) في (ك) : «إياكم» . (9) قال أبو عبيد: قوله: «الإيمان يمانٍ» وإنما بدأ الإيمانُ من مكة؛ لأنها مولد النبي _ج ومبعثه، ثم هاجر إلى المدينة - ففي ذلك قولان: أما أحدهما: فإنه يقال: إن مكة من أرض تهامة، ويقال: إن تهامة من أرض اليمن؛ ولهذا سمي ما والى مكة من أرض اليمن واتصل بها: التهائم؛ فكأن مكة على هذا التفسير يمانية؛ فقال: «الإيمان يمانٍ» على هذا. والوجه الآخر: أنه يروى في الحديث أن النبي _ج قال هذا الكلام وهو يومئذ بتبوك ناحية الشام، ومكة والمدينة حينئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية اليمن وهو يريد مكة والمدينة؛ فقال: «الإيمان يمانٍ» ، أي: هو من هذه الناحية؛ فهما - وإن لم يكونا من اليمن - فقد يجوز أن ينسبا إليها إذا كانتا من ناحيتها، وهذا كثير في كلامهم فاشٍ؛ ألا تراهم قالوا: الركن اليماني؛ فنسب إلى اليمن وهو بمكة لأنه مما يليها ... ويذهب كثير من الناس في هذا إلى الأنصار؛ يقول: هم نصروا الإيمان وهم يمانية؛ فنسب الإيمان إليهم على هذا المعنى، وهو أحسن الوجوه عندي. قال أبو عبيد: ومما يبين ذلك: أن النبي _ج لما قدم أهلُ اليمن قال: «أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوبًا، وأرق أفئدةً، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانيَة» ، وهم أنصار النبي _ج. اهـ. قال الحافظ في "الفتح" بعد ذكره كلامَ أبي عبيد: «وتعقبه ابن الصلاح بأنه لا مانع من إجراء الكلام على ظاهره، وأن المراد تفضيل أهل اليمن على غيرهم من أهل المشرق؛ والسبب في ذلك: إذعانهم إلى الإيمان من غير كبير مشقة على المسلمين، بخلاف أهل المشرق وغيرهم، ومن اتصف بشيء وقوي قيامه به نسب إليه إشعارًا بكمال حاله فيه، ولا يلزم من ذلك نفي الإيمان عن غيرهم، وفي ألفاظه أيضًا ما يقتضي أنه أراد به أقوامًا بأعيانهم؛ فأشار إلى من جاء منهم لا إلى بلد معين؛ لقوله في بعض طرقه في "الصحيح": «أتاكم أهل اليمن، هم ألين قلوبًا، وأرق أفئدة، الإيمان يمانٍ، والحكمة يمانية، ورأس الكفر قِبَلَ المشرق» ، ولا مانع من إجراء الكلام على ظاهره وحمل أهل اليمن على حقيقته، ثم المراد بذلك: الموجودُ منهم حينئذ، لا كل أهل اليمن في كل زمان؛ فإن اللفظ لا يقتضيه. قال: والمراد بالفقه: الفهم في الدين، والمراد بالحكمة: العلم المشتمل على المعرفة بالله» . انتهى. انظر: "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/375- 378) ، و"مشارق الأنوار" (2/304) ، و"الفائق" (4/128) ، "النهاية" (5/299) ، و"فتح الباري" (6/531- 532) ، (8/99) . الحديث: 1935 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 220 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، كَذَا رَوَاهُ مسروقُ بْنُ المَرْزُبانِ، عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، وَهُوَ خطأٌ؛ إنما هو: أشعثُ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ محمَّدُ بْنُ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ فدخل لَهُ حديثٌ فِي حديثٍ؛ دخَلَ لَهُ ذَاكَ الحديثُ فِي هَذَا الحديثِ. 1936 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ إدريسَ (3) ، عن   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه معمر في "جامعه" (19888) ، ومسلم في "صحيحه" (52) ، وابن حبان (7300) من طريق أيوب السختياني، وعبد الرزاق في "تفسيره" (2/404) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/488 و541 رقم 10327 و10983) من طريق هشام بن حسان، وأحمد (2/235 و474 رقم 7202 و10134) ، ومسلم (52) من طريق عبد الله بن عون، وأحمد (2/488 رقم 10328) من طريق جرير بن حازم، وأيضًا (2/541 رقم 10983) من طريق حبيب ابن الشهيد، والطبراني في "الأوسط" (6/122 رقم 5987) من طريق خالد بن مهران الحذاء، وابن عدي في "الكامل" (6/216) من طريق أبي هلال محمد بن سليم الراسبي، وأبو نعيم في "الحلية" (3/60) من طريق منصور بن زاذان، جميعهم عن محمد بن سيرين، به. (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/502 رقم 10527) ، وفي "فضائل الصحابة" (1620) ، والترمذي في "جامعه" (3935) ، والبغوي في "شرح السنة" (4001) . وأخرجه أحمد (2/270 رقم 7652) ، والبخاري في "صحيحه" (3499) ، ومسلم (52) من طريق الزهري، عن أبي سلمة، به. وأخرجه أحمد (2/252 و270 و372 و541 رقم 7432 و7652 و8846 و10982) ، والبخاري (4388- 4390) ، ومسلم (52) من طرق عن أبي هريرة. (3) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (30392) عن هوذة بن خليفة، عن عوف، عن قسامة بن زهير من قوله. الحديث: 1936 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 222 أبي سعيدٍ مولى الجَرَاديَّين (1) ، عَنْ عَوْفِ بْنِ أَبِي جَمِيلة، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَير، عَنْ أبي موسى، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لاَ إِيمَانَ لِمَنْ لاَ أَمَانَةَ لَهُ، وَلاَ دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ؟ فَقَالَ: أَبُو سَعِيد هَذَا هو الحسنُ بنُ دينارٍ. فذكرتُ هَذَا الحديثَ لابن جُنيدٍ الحافظِ، فَقَالَ: كَانَ إسحاقُ بنُ أَبِي كاملٍ الباوَرْديُّ ببغدادَ، يُسْألُ عَنْ هَذَا الْحَدِيث، وكنا نرى أَنَّهُ غريبٌ؛ فقد أفسَدَ علينا أَبُو حاتم _ح لَمَّا بيَّن أَنَّهُ الحسنُ بْن دينار! قَالَ أَبُو مُحَمَّد: الحسنُ بنُ دينار متروكُ الحديث. تَمَّ (2) الجُزْءُ الحَادِيَ عَشَرَبِحَمْدِ اللهِ وعَوْنِهِ وكَرَمِهِ (3) ، ويَتْلُوهُ (4) الجُزْءُ الثَّانِيَ عَشَرَ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" (5) ، في حديث: أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ (6) رواه عمرو بن العاصِ (7) .   (1) في (ت) : «الجوادتين» ، وكذا في (ك) إلا أنها لم تنقط. (2) من هنا إلى قوله: «والحمد لله رب العالمين» من (أ) و (ف) فقط. وكتب في حاشية (ش) : «آخر الجزء الحادي عشر» . (3) في (ف) : «وعونه ومنِّه» . (4) في (ف) : «ويتلوه في» . (5) قوله: «من كتاب العلل» ليس في (ف) . (6) قوله: «حديث» ليس في (ف) . (7) كذا جاء ما بين القوسين في النسختين (أ) ، (ف) ، وستأتي هذه العبارة في المسألة التالية المشار إليها هكذا: «وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عمرو ابن عاصم» ؛ فقد سقط من أوَّلها هنا قوله: «وسألتُ» ، وتحرَّف من آخرها قولُهُ: «عاصم» إلى «العاص» ؛ ولعل ذلك لشهرة عمرو بن العاصِ ح؛ وهذا سهو، وسبق قلم. وقد جاءتْ نظائرُ لذلك في أواخر كثير من أجزاء الكتاب؛ كما في آخر الجزء التاسع (بعد المسألة رقم 1575) . على أنَّ كلمة «سألتُ» - في مسألتنا - إنْ كان سقوطها عن سهو، فذاك ما ذكرناه، وإنْ كان عن غير سهو، فلابدَّ من تقديرها وإرادتها، وقد ذكر النوويُّ _ح مِثْلَ ذلك في شرحه على مسلم (2/227) ، قال: «وقوله في الرواية الأخرى: قال رسول الله (ص) : «مررتُ ليلةَ أُسْرِيَ بي على موسى بن عمران» ؛ هكذا وقع في بعض الأصول، وسقطت لفظة «مررت» في معظمها، ولابدَّ منها؛ فإنْ حُذِفَتْ، كانتْ مرادةً، والله أعلم» . اهـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 223 والحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلواتُهُ عَلَى سيِّد المرسلين، محمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. حَسْبُنَا اللهُ وكَفَى (1) .   (1) من قوله: «وصلواته ... » إلى هنا، من (أ) فقط، وجاء بدلاً منه في (ف) : «وصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّد وآله» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 224 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِوصلَّى اللهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تسليمًا (1) . الجُزْءُ الثانِيَ عَشَرَ من "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى (2) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الإِْيمَانِ (3) ، وثَوَابِ الأَعْمَالِ، والدُّعَاءِ (4) 1937 - قال (5) : أخبرنا أَبُو محمدٍ (6) : سألتُ (7) أَبِي وَأَبَا زرعةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو ابن عَاصِمٍ الكِلابيُّ (8) ، عَنْ عِمْرانَ القَطَّانِ (9) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي بكر، عن النبيِّ (ص) : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟   (1) قوله: «تسليمًا» من (أ) فقط. (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا، من (أ) و (ف) فقط. (3) في (ف) : «رويت فيما يتعلق بالإيمان أيضًا» . (4) من البسملة إلى هنا، ليس في (ت) و (ك) . واقتصر في (ش) على قوله: «ذِكْرُ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الإيمان وثواب الأعمال والدعاء» . (5) نقل هذا النص السبكي في "طبقات الشافعية" (1/72-73) ، وستأتي هذه المسألة برقم (1952 و1971) . وانظر المسألة (1964) . (6) قوله: «قال أخبرنا أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط. (7) في (ف) : «وسألت» . (8) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (38) ، والنسائي في "سننه" (3094) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (4/7) ، والدارقطني في "السنن" (2/89) ، والحاكم في "المستدرك" (1/386- 387) . (9) هو: ابن داوَر. الحديث: 1937 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 225 فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهريُّ (1) ، عن عُبَيدالله بن عبد الله (2) بْنِ عُتْبة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ عُمَرَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ ... القِصَّةَ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممن هو؟ قَالَ: مِنْ عمرانَ (3) .   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/11 رقم 67) ، والبخاري في "صحيحه" (1399) ، ومسلم (20) . (2) قوله: «بن عبد الله» سقط من (ك) . (3) قال البزار في الموضع السابق: «وأحسب أن عمران أخطأ في إسناده؛ لأن الحديث رواه معمر، وإبراهيم بن سعد، وابن إسحاق، وَالنُّعْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ؛ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عبيد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ عُمَرَ قال لأبي بكر ... فقلب عمران إسناد هذا الحديث» . وقال الترمذي في "جامعه" (2607) : «وهو حديث خطأ، وقد خولف عمران في روايته عن معمر» . وقال النسائي في الموضع السابق: «عمران القطان ليس بالقوي في الحديث، وهذا الحديث خطأ، والصواب: حديث الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة» . وقال الدارقطني في الموضع السابق: «وهم عمران في إسناده، والصواب: عن الزهري، عن عبيد الله، عن أبي هريرة، عن أبي بكر» ، وقال في "العلل" (1/164) : «ورواه عمران القطان عن معمر وقال: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن أبي بكر، ووهم فيه على معمر» . وكذا خطَّأه الخطيب في "الموضح" (2/409- 410) وصوَّب حديث أبي هريرة. وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص162) : «هذه الرواية خطأ، أخطأ فيها عمران القطان إسنادًا ومتنًا؛ قاله أئمة الحفاظ، منهم: علي بن المديني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، والترمذي، والنسائي، ولم يكن هذا الحديث عن النبي (ص) بهذا اللفظ عند أبي بكر ولا عمر، وإنما قال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال ... » . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 226 1938 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (2) الرَّبِيع (3) ، عَنْ حمَّاد بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمرو (4) بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جابرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : بَيْنَ العَبْدِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ؟ قَالَ (5) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ بعضُ الثِّقَاتِ مِنْ أصحابِ حمَّاد، فَقَالَ حمَّاد: حدَّثنا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ - أَوْ: حُدِّثْتُ (6) عَنْهُ - عَنْ جابرٍ، مَوْقُوفٌ (*) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ مِمَّنْ هُوَ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي، يَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ حدَّث حمَّادٌ مَرَّةً كَذَا، وَمَرَّةً كَذَا. قلتُ: فبلغَكَ أَنَّهُ تُوبعَ أَبُو الرَّبِيعِ فِي هَذَا الحديثِ؟ فَقَالَ: مَا بَلَغَنِي أَنَّ أَحَدًا (7) تابعَهُ. قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ بعضُهُمْ مرفوعً (*) بِلا شكٍّ؛ وَهُوَ أَبُو الرَّبيع، وبعضُهم بالشكِّ غيرَ مرفوعٍ، وكأنْ بالشكِّ غيرَ (8) مرفوعٍ أَشبهُ (9) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (298) . (2) قوله: «أبو» ليس في (ش) و (ك) . (3) هو: الزهراني، سليمان بن داود العَتَكي. (4) في (ش) : «عن حَمَّاد حدثنا عمرو» . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «فقال» . (6) في (ش) : «حدث» . (*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) في (ف) : «أحد» . (8) قوله: «غير» سقط من (ك) . (9) قوله: «وكأنْ بالشك ... » كذا في جميع النسخ، وتوجيهه أنَّ «كأنْ» هي المخفَّفة من الثقيلة، واسمها محذوف، و «أشبَهُ» خبرها، وقوله: «بالشك غير مرفوع» حالان. والتقدير: «وكأنَّ الحديثَ بالشك غير مرفوع أشبَهُ» ، فلمَّا خفِّفت «كأن» حذف اسمها، وجاز مجيء خبرها مفردًا. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (298) . الحديث: 1938 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 227 1939 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعبة، وسِمَاكُ بنُ حَرب، وحَاتِمُ بنُ أَبِي صَغِيرة: قال شُعبة (2) : عَنِ النُّعْمان بْنِ سَالِمٍ؛ قَالَ: سمعتُ أَوْسَ بنَ أَبِي أَوْس،، وَقَالَ سِمَاك بْنُ حَرب (3) : عَنِ   (1) نقل هذا النص السبكيُّ في "طبقات الشافعية" (1/73) ، وتصحف عنده «أوس» إلى: «أويس» . (2) من قوله: «وسماك بن حرب ... » إلى هنا، سقط من (ش) ؛ لانتقال النظر. ورواية شعبة أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1206) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/8 رقم 16160) ، والدارمي (2490) ، والنسائي في "سننه" (3982) ، والطبراني في "الكبير" (1/217- 218 رقم 592) . (3) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (3981) ، والطبراني في "الكبير" (1/218 رقم 593) من طريق زهير بن معاوية، وأبو يعلى في "مسنده" (6862) ، والطبراني (1/218 رقم 594) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، كلاهما عن سماك، به. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/348) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18698) ، والنسائي في "الكبرى" (3428/ الرسالة) من طريق عبيد الله بن موسى، كلاهما (عبد الرزاق وعبيد الله) عن إسرائيل بن يونس، عن سماك، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ رجل، عن النبي (ص) . وأخرجه البزار في "مسنده" (3227) ، والنسائي في "سننه" (3979) ، وفي "الكبرى" (3427) / الرسالة) ، والطبراني في "الكبير" (149/ مسند النعمان بن بشير) ، من طريق الأسود بن عامر، عن إسرائيل بن يونس، عن سماك، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النبي (ص) . قال البزار: «وهذا الحديث إنما رواه سماك، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، وقالوا: عن سماك، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أوس بن أبي أوس، وأحسب أسود بن عامر أوهم في إسناده» . وقال النسائي في "الكبرى": «حديث الأسود بن عامر هذا خطأ» . الحديث: 1939 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 228 النُّعْمان بْنِ سَالِمٍ (1) ، عَنْ أَوْس (2) ،، وَقَالَ حَاتِمٌ (3) : عَنِ النُّعْمان، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْس، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ... ، الحَديث. قَالَ أَبِي: وشُعْبَةُ أحفظُ القومِ. 1940 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه شَهْرُ ابن حَوْشَب، عَنْ غَيْرِهِ (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّ جِبْرِيلَ _ج سَأَلَهُ (5) عَنِ الإِيمَانِ؛ أيُّ الطُّرُقِ أصحُّ؟ فقال (6) : روى عنه عبدُالحميدِ بنُ بَهْرَام (7) ، فَقَالَ: عَنْ شَهْر، عن ابن عباسٍ.   (1) من قوله: «قال: سمعت أوس ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) الفرق بين روايتي شعبة وسماك بن حرب: أن شعبة نسب أوسًا، فقال: «ابن أبي أوس» ، ولم ينسبه سماك. وفي نسبه خلاف طويل انظره في "المعرفة" لأبي نعيم (1/305- 309) ، و"أسد الغابة" لابن الأثير (1/167- 169) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (26171 و28928 و33091) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/8 و9 رقم 16163 و16164) ، والنسائي في "سننه" (3983) ، ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (3929) ، والطبراني في "الكبير" (1/218- 219 رقم 595) . (4) كذا في جميع النسخ، ولعلَّها محرفة عن «عدة» ، أي: عدة من الصحابة، وانظر بقية كلامه! (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «سأل» . (6) في (ش) : «قال» . (7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/318- 319 رقم 2923- 2924) مطولاً، وأبو يعلى في "مسنده" (2686) ، والطبراني في "الكبير" (12/248 رقم 13014) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/66) مختصرًا. الحديث: 1940 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 229 وَرَوَاهُ سَيَّار أَبُو (1) الْحَكَمِ فَقَالَ: عَنْ شَهْر، عَنِ ابنِ عباسٍ ورافعِ بْنِ خَدِيج. وَرَوَاهُ مُؤَمَّل (2) ، عَنْ حمَّاد، عَنْ عَاصِمٍ (3) ، عَنْ شَهْر، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَاهُ أَبَانُ بْنُ صَالِحٍ، وابنُ أَبِي حُسَيْنٍ (4) ، عَنْ شَهْر، عَنِ ابْنِ (5) غَنْم، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: ونَفْسُ (6) الحديثِ قد رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ من وجوهٍ أُخَرَ (7) ، وشَهْرٌ لا يُنْكَر هَذَا من فِعْلِه وسوءِ حِفظِهِ، وهذا من شَهْرٍ؛ ذا الاضطرابُ (8) . 1941 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بنُ سعدٍ (9) ، عَنِ   (1) في (ك) : «أو» . (2) هو: ابن إسماعيل. (3) هو: ابن بهدلة. (4) هو: عبد الله بن عبد الرحمن. (5) في (ت) و (ك) : «أبي» ، وهو: عبد الرحمن. (6) في (ت) و (ك) : «وتفسير» . (7) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/269 رقم 7651) ، والبخاري في "صحيحه" (5365) ، ومسلم (2527) من طريق طاوس، وأحمد (2/393 رقم 9113) ، والبخاري (5082 و5365) ، ومسلم (2527) من طريق الأعرج، وأحمد (2/269 رقم 7650) ، والبخاري (3434) تعليقًا، ومسلم (2527) من طريق سعيد بن المسيب، وأحمد (2/319 رقم 8244) ، ومسلم (2527) من طريق همام بن منبه، جميعهم عن أبي هريرة. (8) في (ت) : «دليل الاضطراب» ، وفي (ك) : «وهذا أشبه من شهر وأصل الاضطراب» . (9) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/25) تعليقًا، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (643) . الحديث: 1941 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 230 صَالِحِ بْنِ كَيْسانَ، عَنِ الزُّهريِّ، عن عبد الله بْنِ عُبيد بْنِ عُمَير، عَنْ أبيه، سئل النبيُّ (ص) : مَا الإِسلام؟ قَالَ: طِيبُ الكَلاَمِ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ. قِيلَ: فَمَا الإِيمَانُ؟ قَالَ: الصَّبْرُ، والسَّمَاحَةُ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. وَرَوَاهُ سُويدٌ أَبُو حَاتِمٍ (1) ، عَنْ عبد الله بْنِ عُبيد بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عَنِ النبيِّ (ص) ... ، هَذَا الحديثَ. وَرَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ أبي سليمان (2) ، عَنْ عليٍّ الأَزْدِي (3) ، عَنْ عُبيد بن عُمَير، عن عبد الله ابن حُبْشِيٍّ، عن النبيِّ (ص) ، بِنَحْوِهِ. وَرَوَاهُ (4) عِمْرانُ بْنُ حُدَير (5) ، عن بُدَيل ابن مَيْسَرة، عن عبد الله بن   (1) هو: ابن إبراهيم الجحدري، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/25) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (911) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (645 و882) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/229) ، والطبراني في "الكبير" (17/48 رقم 103) ، وفي "الأوسط" (8/110- 111 رقم 8123) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/357) . قال أبو نعيم: «هذا حديث تفرد به سويد موصولاً عن عبد الله، ورواه صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن عبد الله، عن أبيه من دون جده» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/411- 412 رقم 15401) ، والدارمي (1464) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/25) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "الجهاد" (26 و40 و234) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2520) ، والنسائي في "سننه" (2526 و4986) . ومن طريق أحمد أخرجه أبو داود في "سننه" (1325 و1449) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/14) . (3) هو: ابن عبد الله البارقي. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «وروى» . (5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/143) تعليقًا. (*) ... كذا، وهو حالٌ منصوب، وجاء بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 231 عُبيد بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ - وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْهُ - عَنِ النبيِّ (ص) ، بِنَحْوِهِ، هكذا مُدْرَجً (*) فِي الحديثِ (1) . وَرَوَاهُ جَرِير بْنُ حَازِمٍ، عَنِ عبد الله بن عُبَيْد، عن النبيِّ (ص) فَقَطْ (2) ، لا يقولُ فِيهِ: «أَبُوهُ» (3) وَلا «جَدُّهُ» ؟ قَالَ أَبِي: قد صحَّ الحديثُ عَنْ عُبيد بْن عُمَير، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) . واختلفوا فيمن فوق عُبيد بْن عُمَير، وقَصَّر قومٌ مثل جَرِير بْن حَازِم [وغيرِهِ] (4) ؛ فَقَالُوا: عن عبد الله بن عُبيد ابن عُمَير، عن النبيِّ (ص) ، لا يقولون: «عُبَيد» ، وحديثُ عِمْرانَ بنِ حُدَيْرٍ أَشبهُ؛ لأنه بيَّن عورتَهُ. قلتُ: فحديثُ الزُّهريِّ هَذَا؟   (1) انظر "التاريخ الكبير" (5/143) . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «قط» ، وهي فيهما بسكون الطاء لا غير، وهما بمعنًى واحد، أي: حَسْبُ، وانظر التعليق على المسألة رقم (92) و (1720) . (3) كذا في جميع النسخ، ويخرج على حكاية أصل الوضع، أي: أصل وضع الاسم في «أبوه» ، وهو الرفع، و «جدُّه» على ذلك يكون معطوفًا على ظاهر اللفظ، والمراد: لا يقول فيه: عن أبيه ولا عن جده. ولك فيه وجه آخر: وهو أن لام كلمة «أبوه» كتبت على الأصل فيها، وهو الواو. وقد تكلَّمنا على هذين الوجهين في التعليق على المسألة رقم (22- الوجه الأول والثالث) . (4) في (أ) و (ت) و (ف) : «وعشرة» ، ولم تنقط في (ش) ، وفي (ك) : «وغرُّه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 232 قال: أخافُ ألاَّ يكونَ محفوظً (1) ، أخافُ أن يكون: صَالِح بْن كيسان، عن عبد الله بْن عُبيد نفسِهِ؛ بلا زُهْريٍّ (2) . 1942 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الفَزَارِيُّ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن المُزَنِي، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لأَبِي الدَّرْدَاءِ: نَادِ فِي النَّاسِ: مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، دَخَلَ الجَنَّةَ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: وَإِنْ زَنَى، وإن سَرَقَ؟! ... الحديثَ (5) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ، ومنهم من يُوقِفُه (7) ،   (1) كذا، وهو خبر «كان» منصوب، وجاء دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . (2) قال ابن حجر في "الإصابة" (6/50 رقم 4607) : «له حديث عند أبي داود والنسائي وأحمد والدارمي بإسناد قوي من طريق عبيد بن عمير، عن عبد الله بن حبشي أن النبي (ص) سئل: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ لاشك فيه، وجهاد لا غلو فيه، وحج مبرور» ؛ لكن ذكر البخاري في "التاريخ" لهذا الحديث علة؛ وهي الاختلاف عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عمير فِي سنده، فقال: علي الأزدي عنه هكذا، وقال: عبد الله بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن جده، واسم جده: قتادة الليثي، ولكن لفظ المتن قال: «السماحة والصبر» فمن هنا يمكن أن يقال: ليست العلة بقادحة، وقد أخرجه هكذا موصولاً من وجهين في كل منهما مقال، ثم أورده من طريق الزهري، عن عبيد الله بن عبيد، عن أبيه مرسلاً، وهذا أقوى» . (3) هو: ابن معاوية. (4) هو: عبد الرحمن بن مهران. (5) قوله: «الحديث» سقط من (ك) . (6) يعني بهذا الإسناد، فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/166 رقم 21466) ، والبخاري في "صحيحه" (1237) ، ومسلم (94) من طرق عن أبي ذر الغفاري. (7) يقال: أَوْقَفَ الحديثَ يُوقِفُهُ، مزيدًا بالهمزة؛ كما يقال: وقَفَ الحديثَ يقفُه، ثلاثيًّا مجردًا. انظر: "تاج العروس" (وقف) . الحديث: 1942 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 233 وموقوف (1) أيضا منكرٌ. 1943- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْب، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنِ ابْنِ (2) أَنْعُمٍ (3) ، عَنْ عُتْبة بْنِ حُمَيد الضَّبِّيِّ، عَنْ عُبَادة بْنِ نُسَيٍّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو مريَمَ الكِنْدِيُّ، عن أبي هريرة ح: أنَّ رسولَ اللهِ (ص) (4) قَالَ: الإِيمَانُ فِي قَلْبِ الرَّجُلِ أَنْ يُحِبَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ أَبِي: بين عُتْبَةَ بْن حُمَيدٍ وبين عُبَادة: محمَّدُ بنُ سَعِيد الشَّامِيُّ (5) . 1944- وَسَمِعْتُ (6) أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَبِي (7) الطَّاهِرِ بْنِ السَّرْح (8) ، عَنْ سَلاَمة بْنِ رَوْح، عَنْ عُقَيل (9) ، عَنِ ابْنِ شهابٍ، عَنْ أنسٍ؛ قال:   (1) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وهو حالٌ منصوب، والتقدير: وهو أيضًا منكرٌ موقوفًا. انظر المسألة رقم (34) . (2) في (أ) و (ش) : «أبي» . (3) هو: عبد الرحمن بن زياد بن أَنْعُم. (4) قوله: «أنَّ رسولَ اللهِ (ص) » مكانه في (ك) : «عن النبي (ص) » . (5) هو: المصلوب، كذَّبه غير واحد. (6) ستأتي هذه المسألة برقم (2018) . (7) في (ك) : «أبو» . (8) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6/321 رقم 6522) ، وابن عدي في "الكامل" (3/314) . وأخرجه تمام في "فوائده" (4) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (46/436 و55/33) من طريق الأوزاعي، عن الزهري، به. قال تمام: «هذا حديث غريب من حديث الأوزاعي، عن الزهري» . (9) هو: ابن خالد الأيلي. الحديث: 1943 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 234 بَيْنَمَا نحنُ مَعَ رسولِ اللَّهِ (ص) إذْ هَبَطَتْ بِهِ راحلتُهُ مِنْ ثَنِيَّةٍ (1) ، ورسولُ الله (ص) وحدَهُ، فَلَمَّا أَسْهَلَتْ بِهِ الطريقَ (2) ، ضَحِكَ وكبَّر، فكبَّرْنا لتكبيرِهِ (3) ، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً (4) ، ثُمَّ ضَحِكَ وكبَّر، فكبَّرنا لتكبيرِهِ، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً فكبَّر، فكبَّرْنا لتكبيرِهِ (5) ، ثُمَّ أدركَنَا، فَقَالَ الْقَوْمُ: يَا رسولَ اللهِ، كبَّرنا لتكبيركَ، ولا ندري مِمَّ (6) ضَحِكتَ؟ قَالَ: قَادَ النَّاقَةَ بِي جِبْرِيلُ _ج، فَلَما أَسْهَلَتِ الطَّرِيقَ، التَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: أَبْشِرْ وَبَشِّرْ أُمَّتَكَ، أَنَّهُ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريك لَهُ، دَخَلَ   (1) الثنية من الجبل: ما يحتاج في قطعه وسلوكه إلى صعود وحدور؛ فكأنه يثني السير، أو هي العقبة في الجبل، أو هي الجبل نفسه، أو الطريق العالي فيه، أو الطريق إليه، أو أعلى المسيل في رأس الجبل. انظر "مشارق الأنوار" (1/132) ، و"النهاية" (1/226) ، و"لسان العرب" (14/124) ، و"تاج العروس" (19/257) . (2) قوله: «أسهَلتْ به الطريقَ» ؛ كذا جاء في النسخ، ومثله في مصادر التخريج، يقال: أسهَلَ القومُ: إذا نزلوا إلى السهل. و «الطريق» منصوبٌ على نزع الخافض، أو على التشبيه بالمفعول به، أو على تعدية الفعل «أسهل» دون حرف، والمعنى: أسهلت به في الطريقِ. وفاعلُ «أسهلَتْ» : ضميرٌ يعود إلى الراحلة. وانظر في نزع الخافض التعليق على المسألة رقم (12) . ويمكن جعل «الطريق» فاعلاً، على القَلب، والأصل: أسهل هو بالطريق، أي: صار في السهل منها، ثم قَلَبَ؛ وانظر في القلب التعليق على المسألة رقم (1874) . (3) في (ك) : «فكبر بالتكبيرة» . (4) الرَّتْوَةُ: فيها أقوال؛ قيل: الخطوة؛ يقال: رَتَوْتُ أرتو: إذا خطوتَ. ويقال: الرتوة: الرمية. ويقال: البسطة. ويقال: هي: نحوٌ من ميل. وقيل: مدى البصر. "غريب الحديث" لأبي عبيد (5/157- 159) ، و"النهاية" (2/195) . (5) من قوله: «ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً ثُمَّ ضَحِكَ ... » إلى هنا، ليس في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (6) في (ك) : «ثم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 235 الجَنَّةَ، وَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ، فَضَحِكْتُ وَكَبَّرْتُ رَبِّي، وَفَرِحْتُ بِذَلِكَ لأُمَّتِي. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . قَالَ أَبُو مُحَمَّد: حدَّثنا مُحَمَّد بْن عُزَيْز (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا سلامةُ بإسناده، مثلَه (3) . 1945 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا (4) عَنْ يَحْيَى بْنِ عُثْمَانُ بْنُ صالِح المِصْرِيِّ (5) ، عَنِ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنْ أبي عُشَّانة حَيِّ (6) بن يُؤْمِنَ، عَنْ عُقْبة بْنِ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : لَوْ كَانَ فِيكُمْ مُوسَى وَعَصَيْتُمُونِي، دَخَلْتُمُ النَّارَ.   (1) قال الطبراني في "الأوسط" (6522) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا عقيل، ولا عن عقيل إلا سلامة بن روح، تفرد به أبو الطاهر» . وقال ابن عدي في "الكامل" (3/315) : «وهذه الأحاديث عن عقيل، عن الزهري، كتاب نسخة كبيرة يقع في جزأين، وفيها عن عقيل، عن الزهري، أحاديث أنكرت من حديث الزهري بما لا يرويه غير سلامة، عن عقيل، عنه» . (2) روايته أخرجها ابن خزيمة في "التوحيد" (520) ، وابن عدي في "الكامل" (3/314) من طريق النعمان بن هارون، كلاهما (ابن خزيمة والنعمان) عن محمد بن عزيز، به. (3) قوله: «مثله» ليس في (أ) و (ش) . (4) في (ش) : «حدثنا» بلا واو. (5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الروياني في "مسنده" (225) من طريق عثمان بن صالح، نا ابن لهيعة، حدثني مشرح بن هاعان المعافري، أنه سمع عقبة بن عامر يقول: إن رسول الله (ص) قال: «لو كان فيكم موسى، فاتبعتموه وعصيتموني، لدخلتم النار» . (6) في (ت) : «حيي» ، في (ك) : «حيني» . انظر "تهذيب الكمال" (7/485) . الحديث: 1945 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 236 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ. قَالَ أَبُو مُحَمَّد: أَبُو عُشَّانة ثقةٌ. 1946 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العَبَّاس بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْحٍ الدِّمَشْقيُّ، عَنْ مَرْوانَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابنِ وَهْبٍ ورِشْدِين بنِ سَعْد، عَنْ يونسَ، عَنِ الزُّهريِّ، عن إبراهيمَ بنِ عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنِّي لأُعْطِي (2) الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ، وَلَكِنْ أَكِلُهُ إِلَى إِيمَانِهِ؟ قَالَ أَبِي: كنا نستغربُ هَذَا الْحَدِيث ولم نكن عَرفْنا عِلَّتَه، وعلمنا أَنَّهُ خطأٌ (3) ، وكان يُسْأَلُ العباسُ عنه، ثم وقفنا بعدُ عَلَى عِلَّتِهِ، وعلمنا أنه خطأٌ.   (1) نقل هذا النص الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (2/33) ، وتصحف فيه ابن وهب إلى: «أبي وهب» . ونقل بعضه ابن رجب في "فتح الباري" (1/121) ، وابن حجر في "فتح الباري" (1/81) . لكن قال ابن حجر في "الفتح": «وقد روي عن ابن وهب ورشدين ابن سعد جميعًا، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه؛ أخرجه ابن أبي حاتم، ونقل عن أبيه أنه خطأ من راويه، وهو الوليد بن مسلم عنهما» اهـ. وليس للوليد بن مسلم ذكر عند ابن أبي حاتم. والذي يغلب على الظن أن الذي أوقع ابن حجر في هذا: نقله له من "فتح الباري" لابن رجب (1/121) الذي قال: «ورواه العباس الخلال، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ وَرِشْدِينِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إبراهيم بن عبد الرحمن بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبي (ص) ، وأخطأ في ذلك؛ نقله ابن أبي حاتم الرازي، عن أبيه» . (2) في (ك) : «لا أعطى» . (3) قوله: «وعلمنا أنه خطأ» كذا في جميع النسخ، وأغلب الظن: أنه انتقال نظر مما يأتي بعدُ آخِرَ الفقرة. الحديث: 1946 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 237 قلنا: ما علَّتُهُ؟ قَالَ: روى الخلقُ؛ شُعَيبُ بْن أَبِي حَمْزَة (1) وغيرُ (2) واحدٍ (3) ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سعدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 1947 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيْدُ ابنُ إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ زُهَيْرٍ (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) قَالَ: سِبَابُ المُؤْمِنِ فِسْقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ، وَلاَ يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ؟ قَالَ أَبِي: قَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرُ وَاحِدٍ (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ،   (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (27) . (2) في (ش) : «وغيره» . (3) منهم معمر، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، وصالح بن كيسان، وابن عيينة، ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري: أما روايتا معمر، وابن أبي ذئب: فأخرجهما الإمام أحمد في "المسند" (1/176 و182 رقم 1522 و1579) . وأما رواية صالح بن كيسان: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (1478) ، ومسلم (150) . وأما رواية ابن عيينة، وابن أخي الزهري: فأخرجها مسلم (150) . وأخرجه البخاري (1478) ، ومسلم (150) من طريق صالح بن كيسان، عن إسماعيل بن محمد، عن محمد ابن سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص. (4) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (2039) . (5) هو: ابن معاوية. (6) منهم: زكريا بن أبي زائدة، وإسرائيل بن يونس، وشريك ابن عبد الله، وعمرو بن ثابت، وروح بن مسافر: أما رواية زكريا: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/178 رقم 1537) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/88- 89) ، وفي "الأدب المفرد" (429) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1099) ، والطبراني في "الدعاء" (2039) . وأما رواية إسرائيل: فأخرجها الإمام أحمد (1/183 رقم 1589) ، والبزار في "مسنده" (1171) ، وأبو يعلى في "مسنده" (720) . = ... وأما رواية شريك: فأخرجها ابن ماجه في "سننه" (3941) ، والطبراني في "الدعاء" (2039) . وأما رواية عمرو: فأخرجها البزار (1172) ، والطبراني في "الدعاء" (2039) . وأما رواية روح: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (1/145 رقم 325) ، وفي "الدعاء" (2039) . وأخرجه معمر في جامعه (20224) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عن أبيه، به. ومن طريق معمر أخرجه أحمد (1/176 رقم 1519) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (138) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/89) تعليقًا، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1098) ، والنسائي في "سننه" (4104) . وأخرجه الإمام أحمد (1/385 رقم 3647) ، والبخاري في "صحيحه" (48 و6044 و7076) ، ومسلم (64) من طريق أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، به. الحديث: 1947 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 238 وَلا أَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ زهيرٍ غيرَ (1) عُبيد (2) .   (1) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، وقد تقدم تخريج ذلك في التعليق على نحوه في المسألة رقم (308/أ) ، وانظر التعليق على المسألة (68) . (2) قال البزار في "مسنده" (4/14) : «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سعد إلا ابنه محمد، ولا عن محمد إلا أبو إسحاق» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/357 رقم 625) : رَوَاهُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عن أبي إسحاق، عن محمد ابن سعد، عن أبيه، وخالفه معمر؛ فرواه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عُمَرَ بن سعد، عن سعد. وقيل: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عامر بن سعد، ولا يصح، والصواب: حديث محمد بن سعد» . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (1/88- 89) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 239 1948 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (2) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنْ عبدِ رَبِّه بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَلَمة بْنِ كُهَيل، عَنْ شَقِيق (3) بْنِ سَلَمة، عَنْ جَرِير؛ قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) إِذَا بايَعَ، بايَعَ عَلَى شَهَادَةِ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزَّكَاةِ، والسَّمْعِ والطاعةِ لِلَّهِ ولرسولِهِ، والنُّصْحِ لكلِّ مسلمٍ،، وإذا بعَثَ سَرِيَّةً قال: بِاسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ، لاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تُمَثِّلُوا، وَلاَ تَقْتُلُوا الوِلْدَانَ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ لِهَذَا الحديثِ أصلٌ بِالْعِرَاقِ؛ وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ. 1949 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (4) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (5) ، عَنْ عُروَة، عَنِ ابْنِ عباسٍ، قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : حَسْبُ امْرِئٍ مِنَ الإِيمَان ِ أَنْ يَقُولَ: رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإسنادِ.   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (960) . وقال أبو حاتم هناك: «لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أصلٌ بِالْعِرَاقِ، وَهُوَ حَدِيثٌ مُنْكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ» . (2) هو: موسى بن محمد. (3) في (ك) : «سفيان» . (4) هو: موسى بن محمد. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (7/270 رقم 7472) من طريق محمد بن عمير، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن عروة إلا محمد بن عمير الرازي» . (5) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة. الحديث: 1948 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 240 1950 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نَصْرٍ (2) التَّمَّارُ (3) ، وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ ويونسَ (4) وحُمَيدٍ (5) ، عَنْ أنسِ بْنِ مالكٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ؟ قَالَ أَبِي: مُوسَى بنُ إِسْمَاعِيلَ وجماعةٌ مِنْ أَصْحَابِ حمَّاد، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة (6) ، عَنْ عليِّ بْنِ زيدٍ وحُمَيدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النبيِّ (ص) (7) . قال أبي: هذا أشبهُ (8) .   (1) نقل قولَ أبي حاتم الضياءُ في "المختارة" (6/57) . (2) في (ت) : «أبو نضر» ، وفي (ك) : «أو نصز» . (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز، وروايته عن حماد أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (28) ، وفي "مكارم الأخلاق" (342) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4187) ، وابن حبان في "صحيحه" (510) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/154 رقم 12561) ، والحاكم في "المستدرك" (1/11) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، والبزار في "مسنده" (21/كشف الأستار) من طريق إبراهيم بن محمد، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/78) من طريق محمد بن إدريس أبي بكر الشعراني، عن أبي نصر التمار، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حميد ويونس، عن الحسن، عن أنس، به. (4) هو: ابن عبيد العبدي. (5) هو: ابن أبي حميد الطويل. (6) قوله: «عن حَمَّاد بن سَلَمة» ليس في (ش) . (7) أخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص471) ، والحسين المروزي في "البر والصلة" (260) من طريق إسماعيل ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ الحسن، عن النبي (ص) . (8) قال الدارقطني في "العلل" (4/35/ب) : «يرويه حَمَّاد ابن سَلَمة، واختلف عنه؛ فرواه أبونصر التَّمَّار والحسن الأشيب، عن حَمَّاد بن سَلَمة، بهذا الإسناد (أي عن أنس) وغيرهما يرويه عن حَمَّاد، عن يونس وحُمَيْد، عن الحسن، مرسلاً، وهو أشبه» . الحديث: 1950 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 241 1951 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالسلام بنُ حَرب (2) ، عن (3) عبد الله بْنِ بِشْر، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عفَّان، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: سألتُهُ عَنْ نَجَاةِ هَذَا الأمرِ (4) ؟ قَالَ: هُوَ (5) الكَلِمَةُ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي، فَرَدَّهَا؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عُقَيل (6) ، عَنِ الزُّهريِّ؛ قال: أخبرني رجلٌ من   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (1970) ، وفيها مزيد كلام لأبي زرعة. (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (5) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (7 و8) ، وأبو يعلى في "مسنده" (9) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/235) ، والدينوري في "المجالسة" (1822) ، وابن عدي في "الكامل" (4/245) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/272) . وأخرجه العقيلي (2/235) من طريق عمر بن سعيد التنوخي، عن الزهري، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/312- 313) ، والعقيلي (2/235) من طريق محمد بن عمر الواقدي، عن محمد بن عبد الله ابْنِ أخي الزُّهْرِيّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عثمان. (3) في (ك) : «ابن» . (4) في (ك) : «هذه الأمة» . (5) كذا، والجادَّة: «هي» ؛ فإنَّ المسؤول عنه «النجاة» ، ويخرَّج ما في النسخ بجعله من باب الحمل على المعنى بتذكير االمؤنث: فإمَّا أنَّه حمل «النجاة» على معنى «المسؤول عنه» ، أو أنَّه حملها على معنى «النَّجاء» ، كأنَّه سُئل عن النجاء من هذا الأمر؛ قال في "المصباح المنير" (2/595) : «نجا من الهلاك يَنْجُو نَجَاةً: خَلَصَ، والاسم: النَّجاءُ بالمد، وقد يقصر» . اهـ. وانظر التعليق على المسألة رقم (270) . (6) هو: ابن خالد الأيلي. وكذا جاءت روايته هنا على هذا الوجه، وسيأتي في المسألة (1970) عن أبي زرعة أن عُقيلاً رواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي من لا أتهم، عَنْ رجل من الأنصار، عن عثمان. ومن طريق عقيل بهذا الإسناد أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/236) . الحديث: 1951 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 242 الأَنْصَارِ؛ أنَّ عُثْمَانَ مرَّ عَلَى أَبِي بكرٍ. قَالَ أَبِي: فَحَدِيثُ عُقَيل أشبهُ (1) .   (1) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/169) : «ولا يصح فيه سعيد» . وقال البزار في الموضع السابق: «هذا رواه معمر وصالح بن كيسان، وقد تابعهما غير واحد على هذه الرواية عن الزهري، عن رجل من الأنصار، وقد روى هذا الحديث عبد الله بْنِ بِشْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ، عن أبي بكر. ثم قال: ولا أحسب إلا أن عبد الله بن بشر هو الذي أخطأ، والحديث حديث معمر وصالح بن كيسان مع من تابعهما. وقد رواه محمد بن عمر الواقدي عَنِ ابْنِ أخي الزُّهْرِيّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عبد الله بن عمرو، عن عثمان، عن أبي بكر. وهذا الحديث مما لم يُتابَعْ محمدُ بن عمر على روايته، وإنما أردنا أن نذكره ليعلم أنه قد رواه هذا» . وقال العقيلي في الموضع السابق: «ورواية صالح بن كيسان وشعيب وعُقيل أولى من رواية عبد الله بن بشر ومن تابعه» . وذكر الدارقطني في "العلل" (1/171) أوجه الخلاف في هذا الحديث وقال: «والصواب عن الزهري قال: حدثني رجال من الأنصار - لم يسمهم -: أن عثمان ابن عفان دخل على أبي بكر. كذلك رواه = = أصحاب الزهري والحفاظ عنه جماعة منهم: عُقيل ابن خالد ويونس بن يزيد وغيرهم» . وقال الخطيب في الموضع السابق: «هكذا روى هذا الحديث عبد الله بن بشر الرقي، عن الزهري، وقيل: عن مالك بن أنس وعن ابن أبي ذئب جميعًا عن الزهري مثله، ورواه ابن أخي الزهري - واسمه محمد بن عبد الله بن مسلم - وعمر بن سعيد بن سرحة التنوخي وعيسى بن المطلب المديني، ثلاثتهم عن الزهري، عن ابن المسيب، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عثمان، وكلا القولين وهم، والصواب: عن الزهري قال: حدثني رجال من الأنصار - لم يسمهم - أن عثمان دخل على أبي بكر، رواه كذلك عن الزهري الحفاظ من أصحابه، منهم يونس بن يزيد وعقيل بن خالد وغيرهما» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 243 1952- قَالَ (1) أَبُو مُحَمَّدٍ: وذكَرَ (2) أَبُو زُرْعَةَ حَدِيثًا رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عاصمٍ، عَنْ عِمْران أَبِي (3) العَوَّام، عَنْ مَعْمَر بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: لمَّا تُوُفِّيَ رسولُ الله (ص) ارتَّدتِ العربُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إنما قال رسولُ الله (ص) : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ... ، الحديثَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهريُّ، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . 1953 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو غِرَارَة (5) محمَّدُ بنُ عبد الرحمن التَّيْمي (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَة؛ قالتْ: قال النبيُّ (ص) (7) : الرِّفْقُ يُمْنٌ، وَالْخُرْقُ (8) شُؤْمٌ، وَإِذَا أَرَادَ اللهُ   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1937) ، وستأتي برقم (1971) . وانظر المسألة رقم (1964) . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «ذكر» بلا واو. (3) لعله غيّرها في (ف) إلى: «ابن» . وعمران هو: ابن داوَر القطان. (4) انظر المسألة رقم (2522) . (5) بكسر الغين المعجمة، وراءين مفتوحتين بينهما ألف، وآخره هاء. انظر "توضيح المشتبه " لابن ناصر الدين (6/423) . (6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/157) تعليقًا، وابن عدي في "الكامل" (6/189) ، والبيهقي في "الشعب" (7326 و8060) ، والخطيب في "الموضح" (1/319) . وجاء عند ابن عدي أبو غرارة، عن القاسم، عن عائشة، ولم يذكر عن أبيه. (7) في (ف) : «رسول الله (ص) » . (8) الْخُرْق - بالضم -: الجهل والْحُمْق. وقد خَرِقَ يَخْرَقُ خَرَقًا فهو أَخْرَقُ. والاسم: الخُرْق، بالضم. "النهاية" (2/26) . الحديث: 1952 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 244 بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ بَابَ (1) الرِّفْقِ، وَإِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيءٍ قَطُّ إِلاَّ زَانَهُ، وَإِنَّ الخُرْقَ لَمْ يَكُنْ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ شَانَهُ،، وَإِنَّ الحَيَاءَ مِنَ الإِيمَان ِ، وَالإِيمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَلَوْ كَانَ الحَيَاءُ رَجُلاً كَانَ رَجُلاً صَالِحًا،، وَإِنَّ الفُحْشَ مِنَ الفُجُورِ، وَالْفُجُورُ فِي (2) النَّارِ، وَلَوْ كَانَ الفُحْشُ رَجُلاً كَانَ رَجُلَ سُوءٍ، إِنَّ اللهَ لَمْ يَخْلُقْنِي فَاحِشًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ قَالَ: بِهُذَا الإسنادِ هُوَ (3) مُنكَرٌ (4) . 1954- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يعقوبُ ابنُ إِسْحَاقَ الحضرميُّ (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ المَدَنِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : المُؤْمِنُ وَاهٍي رَاقِعٌ (6) ، فَسَعِيدٌ   (1) قوله: «باب» ليس في (ف) . (2) في (ك) : «من» . (3) في (ك) : «وهو» . (4) سيأتي بإسناد آخر عن عائشة مختصرًا في المسألة رقم (2522) . (5) روايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (3/1030) ، والبزار في "مسنده" (3236/كشف الأستار) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/324) ، والطبراني في "الأوسط" (1856 و1867) ، وفي "الصغير" (179) ، والبيهقي في "الشعب" (6721) . (6) في (ك) : «واهي رافع» . وكذا رسمت «واهي» في جميع النسخ بإثبات الياء مع الاسم المنقوص المنون المرفوع، وهو لغة فصيحة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (146) . ومعنى الحديث: أنَّ المؤمن مذنب تائب؛ شبَّهه بمن يهي ثوبه فيرقعه؛ قال الزمخشري: والمراد بالواهي: ذو الوهي في ثوبه. وقال الحربي: يهي دينُهُ بمعصيته ويرقعه بتوبته. انظر: "غريب الحديث" للحربي (3/1031) ، و"الفائق" (4/85) ، و"النهاية" (5/233) . الحديث: 1954 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 245 مَنْ هَلَكَ عَلَى رَقْعِهِ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ (2) . 1955 - وسمعتُ أَبِي يقولُ وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثه (3) ابنُ نُفَيل (4) ، عَنْ زهيرٍ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا مَنصور (6) ، عَنْ رجلٍ، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي الهُذَيل، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ رَجُلا سَأَلَ رسولَ الله (ص) فَقَالَ (7) : إنَّ أحدَنَا يَعْرِضُ - أَوْ لَيَعْرِضُ (8) ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ هَذَا - فِي نفسِه الشيءُ، لَأنْ يكونَ (9) [حُمَمَة] (10) أحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يتكلَّم بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ (11) رَسُولُ الله (ص) : اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ أَمْرَهُ إِلَى الوَسْوَسَةِ.   (1) في (ك) : «رفعه» . (2) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه يروى عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه، وسعيد فلم يكن بالقوي، وإنما نكتب من حديثه ما ليس عند غيره» . وقال الطبراني في الموضع السابق من "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ محمد إلا سعيد، تفرد به يعقوب. وضعفه ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص307) . والعراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (3328/تخريج أحاديث الإحياء) . (3) في (ت) : «حدث» ، وتقرأ في (ك) : «حدثت» . (4) هو: عبد الله بن محمد بن علي. (5) هو: ابن معاوية. (6) هو: ابن المعتمر. (7) قوله: «فقال» سقط من (ك) . (8) في (ت) : «ليعزض» . (9) في (ك) : «لا يكون» . (10) في جميع النسخ: «حمة» ، والمثبت من "سنن أبي داود" (5112) ، و"صحيح ابن حبان" (1/360) وغيرهما. (11) قوله: «فقال» مكرر في (ك) . الحديث: 1955 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 246 فسمعتُ أَبِي يقولُ: قَالَ ابْن نُفَيْل: كذا قَالَ زُهَيْر. وهو خطأٌ (1) . 1956 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُويد (3) ، عَنِ مالكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ سَهْل بْنِ سعدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : إنَّ   (1) فقد أخرج هذا الحديث أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2827) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/340 رقم 3161) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (781) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1638 و1640) ، والطبراني في "الكبير" (10/338 رقم 10838) ، وابن منده في "الإيمان" (345 و346) ، والبيهقي في "الشعب" (334) من طريق شعبة. وأخرجه أبو داود في "سننه" (5112) ، والمروزي (779) ، وابن حبان في "صحيحه" (147) من طريق جرير بن عبد الحميد، ثلاثتهم (شعبة والثوري وجرير) عن منصور، عن ذر بن عبد الله، عن عبد الله بن شداد، عن ابن عباس، به. وجاء في رواية شعبة عن منصور والأعمش، عن ذر، به. واختلف على الثوري في هذا الحديث؛ فأخرجه عبد ابن حميد في "مسنده" (701) ، والمروزي (780) ، والنسائي في "الكبرى" (10504) ، والطحاوي (1640) ، وابن منده (345) ، والبيهقي (335) ، من طرق عن الثوري مثل رواية شعبة وجرير. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (658) ، والنسائي في "الكبرى" (10503) ، وابن حبان في "صحيحه" (6188) ، من طريق إسحاق بن يوسف، عن الثوري، عن حماد بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس. قال النسائي: «ما علمت أحدًا تابع إسحاق على هذه الرواية» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2157) . (3) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (6/141 رقم 5776) . وأخرجه في (6/185 رقم 5940) من طريق أيوب بن يونس، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بن سعد، قال رسول الله (ص) : «إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ لَيَتَرَاءُونَ أَهْلَ الغرف كما تتراءون الكوكب في أفق السماء» . (4) هو: سلمة بن دينار. الحديث: 1956 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 247 أَهْلَ الجَنَّةِ (1) لَيَتَرَاءَوْنَ (2) أَهْلَ الغُرَفِ فَوْقَهُمْ كَمَا يَتَرَاءَوْنَ (3) الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَائِرَ (4) فِي الأُفُقِ مِنَ المَشْرِقِ إِلَى المَغْرِبِ (5) ؛ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمَا، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، تِلْكَ منازلُ الأَنْبَيَاءِ لا يبلغُها غيرُهم؟ قَالَ: بَلَى (6) ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ، وَصَدَّقُوا المُرْسَلِين؟   (1) قوله: «إن أهل الجنة» ليس في (ف) . (2) في (ت) : «ليترايون» . (3) في (ت) : «يترايون» . (4) هذه إحدى روايات الحديث في هذه اللفظة؛ ويروى: «الغابر» بالمعجمة والموحدة قبل الراء، و «الغارب» بالمعجمة والموحدة بعد الراء، و «العازب» بالمهملة والزاي. وكلها يرجع إلى معنًى واحدٍ؛ وهو البعيد في الأفق. و «الغائر» من «الغور» وهو الانحطاط، وعدها بعضهم تصحيفًا، لكن قال القاضي عياض في تفسيرها: كأنه الداخل في الغروب. وقال: وهذه = = الرواية لها وجه؛ لاسيما مع قوله بعد ذلك: «فِي الأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى المغرب» وأحسن وجوهها: البعيد. اهـ. وقال الحافظ في "الفتح": «ومن رواه الغائر من الغور، لم يصح؛ لأن الإشراق يفوت، إلا إن قدر: المشرف على الغروب، والمعنى: إذا كان طالعًا في الأفق من المشرق، وغائرًا في المغرب. وفائدة ذكر المشرق والمغرب: بيان الرفعة وشدة البعد» . اهـ. "مشارق الأنوار" (2/81، 127) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (17/169- 170) ، و"النهاية" (3/227) ، و"فتح الباري" (6/327) ، (11/425) . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «من المشرق والمغرب» . (6) كذا وقع هنا «بلى» ، وكذلك وقع في الحديث عند البخاري ومسلم في الموضعين الآتيين. والجمهور على أن «بلى» لا تكون أبدًا إلا جَوابًا للنفي المجرَّد، أو الذي دخل عليه همزة الاستفهام أو التقرير أو التوبيخ. واستشكل القرطبي في "المفهم" (7/ 176) ما وقع في هذا الحديث؛ بأنهم لم يستفهموا، فحقه أن يقال: «بل» ، قال: فكأنه تسومح فيها فوضعت «بلى» موضع «بل» . وقال الحافظ في "الفتح" (6/ 328) : قال ابن التين: يحتمل أن تكون «بلى» جواب النفي في قولهم: «لا يبلغها غيرهم» وكأنه قال: بلى يبلغها رجال غيرهم. اهـ. وقد وقع استعمالها - في موضع «نعم» - في الإيجاب أو الاستفهام المجرد عن النفي في هذا الحديث عند البخاري ومسلم، وفي حديث عبد الله بن مسعود ح عند البخاري (6642) ؛ أنَّ رسول الله (ص) قال لأصحابه: «أترضَوْنَ أن تكونوا ربع أهل الجنة؟!» قالوا: بلى ... الحديث. وفي حديث النعمان بن بشير عند مسلم (1623) وفيه قول النبي (ص) : «أيسرُّكَ أن يكونوا إليك في البر سواء؟ !» قال: بلى. ووقع في الشعر في قول الطُّهَويِّ [من الطويل] : فَلاَ تَبْعدَنْ يَا خَيْرَ عَمْرِو بْنِ جُنْدُبٍ بَلَى إِنَّ مَنْ زَارَ الْقُبُورَ لَيَبْعُدَا كما وقع أيضًا استعمالُ «نعم» في موضع «بلى» ؛ قال البغدادي في "خزانة الأدب " (11/ 212) : «وهذا من التقارض» أي: التبادل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 248 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ قَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ (1) ، عَنْ سَهْل، حديثٌ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ مَالِكٍ، لَيْسَ هَكَذَا لفظُهُ. وأمَّا مِنْ (2) حديثِ مالكٍ (3) : فَإِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سعيدٍ الخُدْرِي، عن النبيِّ (ص) . فَقُلْتُ لَهُ: فَقَدْ حدَّثنا يونسُ بن عبد الأعلى، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ مالكٍ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سعيدٍ، عن النبيِّ (ص) (4) ؛ هذا المتنَ؟   (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6555) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، ومسلم في "صحيحه" (2830) من طريق يعقوب بن عبد الرحمن القاريّ؛ كِلاهُمَا عَنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة كما تتراءون الكوكب في السماء» . (2) قوله: «من» ليس في (أ) و (ش) . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3256) ، ومسلم في "صحيحه" (2831) ، من طرق عن مالك ابن أنس، عن صفوان بن سليم، به. (4) من قوله: «حدثنا يونس بن عبد الأعلى ... » إلى هنا، مكرر في (ك) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 249 فَقَالَ: هَذَا هُوَ الصَّحيحُ. وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حديثَ أيُّوب بْنِ سُوَيد هَذَا، فَقَالَ: هَذَا وَهَمٌ، وَهِمَ فيه أيُّوبُ ابن سُوَيْد؛ وَإِنَّمَا هُوَ: مالكٌ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سعيدٍ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كذا حدَّثنا الأُوَيْسِي (1) ، عَنْ مالكٍ (2) . 1957 - وسمعتُ (3) أَبِي وَذَكَرَ الحديثَ الَّذِي رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهُوْيَهْ، عَنْ بَقِيَّةَ (4) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو وَهْبٍ الأَسَدِيُّ؛ قَالَ: حدَّثنا نافعٌ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ قَالَ: لا تَحْمَدوا إسلامَ امرئٍ حتى تَعرِفوا عُقْدَةَ رأيهِ.   (1) هو: عبد العزيز بن عبد الله. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3256) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (11/257) : «يرويه مالك ابن أنس، واختلف عنه؛ فقال معن بن عيسى، وعبد الله ابن وَهْب، وإسحاق الفروي، وعبد العزيز الأويسي: عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيْم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عن أبي سعيد. وَرَوَاهُ أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ مالك = = على وجهين؛ حدث به أبو عُمَيْرِ بْنِ النَّحَّاسِ، عَنْ أَيُّوبَ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، ووهم في ذكر زيد بن أسلم؛ إنما هو صَفْوان بن سُلَيم. ورواه يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْل بن سعد، والصحيح: قول ابن وهب ومعن ومن تابعهما» . وانظر "علل الدارقطني" (11/100- 101) (2147) . (3) روى هذا النص الخطيب في "الكفاية" (ص364) ، ونقله العلائي في "جامع التحصيل" (ص103) ، والعراقي في "التقييد والإيضاح" (ص96) ، والزركشي في "النكت على ابن الصلاح" (2/103) ، والأبناسي في "الشذا الفياح" (1/174) ، والسيوطي في "تدريب الراوي" (1/225) . وانظر ما تقدم في المسألة رقم (1879) . (4) هو: ابن الوليد. الحديث: 1957 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 250 قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَهُ علَّةٌ قلَّ مَنْ يَفْهَمُهَا؛ رَوَى هذا الحديثَ عُبَيدُالله بنُ عَمْرٍو (1) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فَرْوةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ، وعُبَيدُالله بنُ عمرو كنيتُهُ (2) : أَبُو وَهْب، وَهُوَ أَسَدِيٌّ؛ فكأنَّ بَقِيَّةَ بن الوليد كنَّى عُبَيدَالله بْنَ عَمْرٍو، ونَسَبه إِلَى بَنِي أَسَد؛ لِكَيْلا يُفْطَنَ بِهِ، حَتَّى إِذَا ترَكَ إسحاقَ بنَ أَبِي فَرْوَة مِنَ الوسَطِ لا يُهتَدَى لَهُ (3) ، وَكَانَ بَقِيَّةُ مِنْ أَفعلَِ الناسِ لِهَذَا (4) . وأما ما قَالَ إسحاقُ فِي روايته عَنْ بَقِيَّة، عَنْ أَبِي (5) وَهْب: «حدَّثنا نَافِع» ، فهو وَهَمٌ، غير أنَّ وجهه عندي: أن إِسْحَاق لعلَّه حفظَ عَنْ بَقِيَّةَ هَذَا الحديثَ، ولمَّا يَفْطَنْ (6) لِمَا عَمِلَ بَقِيَّةُ من تركهِ إسحاقَ من الوسطِ، وتكنيتِه عُبَيدَاللهِ بنَ عمرو، فلم يفتقدْ لفظَ (7) بَقِيَّة   (1) أخرجه على هذا الوجه الخطيب في "الكفاية" (ص365) ، وفي "تاريخ بغداد" (13/80) من طريق موسى بن سليمان، عن بقية، عن عبيد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عبد الله بن أبي فروة، به. ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "الأذكياء" (ص8) . وانظر تتمة التخريج في المسألة المتقدمة برقم (1879) . (2) في (ت) و (ك) : «عمرو وكنيته» . (3) في (ك) : «إليه» . (4) وانظر نحو ذلك في المسألة رقم (1847) . (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «ابن» . (6) في (ت) و (ك) : «يفطر» ، وقوله: «لمَّا» هنا حرفُ نفي وجزم وقلب، يدخلُ على المضارع، وبينه وبين «لَمْ» فروقٌ ذكرها ابن هشام في "المغني" (ص277-278) ، وانظر "الأشباه والنظائر» في النحو، للسيوطي (2/506-509) . (7) في (ت) و (ك) : «لفظة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 251 فِي قوله: «حدَّثنا نَافِع» ، أو «عَنْ نَافِعٍ» (1) . 1958 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ البَزَّاز (3) [أبو] (4) أبي حَصِين (5) ، عن حُدَيْج (6) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنِ الأَغَرّ (8) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سعيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الإِيمَانُ كَلِمَاتٌ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (9) ؛ وَإِنَّمَا هُوَ أَلاَ إِنَّمَا هُوَ (10) كَلِمَاتٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ ... . وَرَوَاهُ جماعةٌ كََثٌيرة عن حُدَيْجٍ هَكَذَا. وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سعيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كَلِمَاتٌ مَنْ قَالَهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ (11) ... ، الحديثَ.   (1) قوله: «فلم يفتقد ... » إلخ، انظر تعليقنا على نحوه في المسألة رقم (1871) و (2394) . (2) انظر المسألة التالية. (3) في (ش) : «البزار» . (4) في جميع النسخ: «ابن» . والصواب ما أثبتنا. وانظر المسألة التالية، و"الجرح والتعديل" (9/364) . (5) أبو حصين هذا: اسمه كنيته، كما في "الجرح والتعديل" (9/364 رقم 1663) . قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: «سمعت أبي يقول: قلت لأبي حصين: هل لك اسم؟ قال: لا، اسمي وكنيتي واحد، فقلت: فأنا قد سميتك: عبد الله، فتبسم» . (6) في (ك) : «خديج» . وهو: ابن معاوية بن حديج. (7) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (8) هو: الأغر أبو مسلم. (9) قوله: «خطأ» ليس في (ف) . (10) في (ك) كتب فوق قوله: «ألا إنما هو» : «كذا» . (11) في (ش) و (ف) : «الحمد لله» دون الواو. الحديث: 1958 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 252 1959 - وسمعتُ (1) أَبِي يَقُولُ: قَالَ لَنَا أَبُو حَصِين: رأيتُ فِي كِتَابِ أَبِي هَذَا الحديثَ: فَقَالَ رسولُُ الله (ص) : أَلا، وَقَدْ تأكَّلَ مَا بعدَهُ، فَجَاءَ الرازيُّون فلقَّنوه: الإِيمَانُ كَلِمَاتٌ، وَإِنَّمَا موضعُهُ موضعٌ دارسٌ قَدْ تأَكَّلَ. 1960- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّان (2) ، عَنْ هِلالِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو (3) ، عَنْ أَبِي بُرْدة (4) ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ قَالَ: مَنْ جَاءَ بشهادةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ حُرِّم عَلَى النارِ؟ فَقَالَ (5) أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ بعضُ البصريين عَنْ هلالٍ فرفعَهُ، وموقوف (6) أَصحُّ. قلتُ لأَبِي: مَنْ هلالٌ هذا؟   (1) انظر المسألة السابقة. (2) روايته أخرجها مسدد في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (12/329 رقم 2890) ، ومن طريق مسدد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/185 و8/202) . وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1366) من طريق عثمان بن عمر، عن هلال، به. (3) كذا في جميع النسخ، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (8/202) فقال: «هلال بن عمرو أبو عمرو» ، وجاء في مصادر التخريج: «هلال أبو عمرو» . (4) في (ف) : «برزة» . (5) في (ش) : «قال» . (6) أي: وهو أصحُّ موقوفً، وحذفت من «موقوفً» ألفُ تنوين النصب، على لغة ربيعة. انظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 1959 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 253 قَالَ: أرى أَنَّهُ هلالُ بْن مزيدة البصريُّ (1) . 1961- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوريُّ (2) ، عَنْ مَنصورٍ (3) ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ رجلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (4) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الإِسْلاَمُ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَإِقَامُ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ البَيْتِ، ثُمَّ الجِهَادُ بَعْدُ حَسَنٌ؟ قَالَ أَبِي: يَزيدُونَ فِي هَذَا الإِسْنَادِ رجلَيْنِ؛ يَقُولُونَ: سَالِمٌ (5) ، عَنْ عَطِيَّةَ - رجلٍ مِنْ أهلِ الشام - عن يزيد بْنِ بِشْرٍ السَّكْسَكِي، عَنِ ابْنِ   (1) في (ك) : «النصري» . (2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/26 رقم4798) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/389) من طريق الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بن أبي الجعد، عن يزيد بْنِ بِشْرٍ السَّكْسَكِيِّ، عَنِ ابْنِ عمر، به. وأخرجه الخطيب في "الكفاية" (ص176) من طريق حجاج بن دينار، عن منصور، عن يزيد بن بشر، عن ابن عمر. ومن طريق الخطيب أخرجه ابن عساكر (65/130) . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/11) : «ولم يذكر الثوري عطية» . (3) هو: ابن المعتمر. (4) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (ك) . (5) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (19556) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/322) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (412) من طريق جرير بن عبد الحميد، والمروزي (418) من طريق إسرائيل بن يونس، كلاهما عن منصور، عن سالم، عن عطية، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه البيهقي في "الشعب" (21) . والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (8 و4514) من طريق عكرمة بن خالد ونافع، ومسلم (16) من طريق سعد بن عُبيدة السلمي ومحمد بن زيد بن عبد الله وعكرمة بن خالد، جميعهم عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «بُني الإسلام على خمس: شَهَادَةُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامُ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَحَجُّ البيت، وصوم رمضان» . الحديث: 1961 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 254 عمرَ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: وهذه الزيادةُ محفوظةٌ؟ قَالَ: نعم. قلتُ: فعَطِيَّة من هو؟ قَالَ: هو عَطِيَّة بْن قَيْسٍ (1) . 1962 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه المُحَارِبِيُّ (3) ، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عطاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمر؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : الدِّينُ خَمْسٌ لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُنَّ شَيْءً (4)   (1) قال الدارقطني في "العلل" (4/52/أ) : «يرويه منصور ابن المعتمر واختلف عنه، فرواه يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنِ = = الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُور، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عن رجل لم يسمه، عن ابن عمر. وخالفه أبو إسحاق الفزاري ووكيع بن الجراح ومؤمل؛ فرووه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُور، عَنْ سالم، وسمَّوا الرجل، وقالوا: عن يزيد بن بِشْر السَّكْسَكِي، وكذلك رَوَاهُ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ منصور، وَرَوَاهُ جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُور، عَنْ سالم، عن عطية مولى بني عامر [في الأصل: عاصم] ، عن يزيد بن بشر، عن ابن عمر. ورواه حصين بن عبد الرحمن، عن يزيد بن بشر، أو بشر بن يزيد - كذا - حدث به عنه حجاج بن دينار. والقول عندي قول جرير بن عبد الحميد عن منصور» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (879) . (3) هو: عبد الرحمن بن محمد. (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 1962 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 255 دُونَ [شَيْءٍ] (1) : شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِيمَانٌ بِاللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْحَيَاةِ بَعْدَ المَوْتِ؛ هَذِهِ واحدةٌ،، وَالصَّلَوَاتُ (2) الخَمْسُ عَمُودُ الدِّينِ؛ لاَ يَقْبَلُ اللهُ الإِيمَانَ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ،، وَالزَّكَاةُ طُهُورٌ مِنَ الذُّنُوبِ؛ لاَ يَقْبَلُ اللهُ الإِيمَانَ وَلاَ الصَّلاَةَ (3) إِلاَّ بِالزَّكَاةِ،، فَمَنْ فَعَلَ هَؤُلاَءِ، ثُمَّ جَاءَ رَمَضَانُ فَتَرَكَ صِيَامَهُ مُتَعَمِّدًا؛ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ (4) الإِيمَانَ وَلاَ الصَّلاَةَ وَلاَ الزَّكَاةَ،، فَمَنْ فَعَلَ هَؤُلاَءِ الأَرْبَعَ، ثُمَّ تَيَسَّرَ لَهُ الحَجُّ فَلَمْ يَحُجَّ، وَلَمْ يُوصِ بِحَجِّهِ، وَلَمْ يَحُجَّ عَنْهُ بَعْضُ أَهْلِهِ؛ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ الأَرْبَعَ الَّتِي قَبْلَهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ يَحْتملُ أنَّ هَذَا مِنْ كَلامِ عطاءٍ الخراسانيِّ؛ وإنما هو: عبد الحميد بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ؛ شيخٌ كوفيٌّ. 1963 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [عُمَرُ] (5) بْنُ يُونُسَ (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عبد العزيز (7) ، عَنْ يَحْيَى (8) ، عَنْ أَبِي قِلاَبة (9) ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ العَدَوِيِّ، عَنْ هشام ابن [عامر] (10) الأنصاريِّ: أنَّ رسول الله (ص) قال:   (1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ هنا، وقد جاء مثبتًا في المسألة (879) . (2) في (ش) : «والصلاة» . (3) في (ك) : «الصلوات» . (4) قوله: «منه» سقط من (ف) . (5) في جميع النسخ: «عَمرو» ، والمثبت هو الصواب، كما في مصدر التخريج، وكما في "الجرح والتعديل" (6/142) ، و"تهذيب التهذيب" (3/255) . (6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/177 رقم 460) . (7) هو: الأردني. (8) هو: ابن أبي كثير. (9) هو: عبد الله بن زيد الجرمي. (10) في جميع النسخ: «عُمر» ، والمثبت هو الصواب، كما في مصدر التخريج، وكما في "الجرح والتعديل" (9/63) ، و"تهذيب الكمال" (30/212 رقم 6580) . الحديث: 1963 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 256 مَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ، فَهُوَ كَقَتْلِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوُونَهُ (1) عَنْ أَبِي قِلابةَ (2) ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ النبيِّ (ص) . 1964 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ (4) حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (5) ، عَنْ حُمَيد، عَنْ أنس: أنَّ (6) النبيَّ (ص) قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَإِنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ (7) ، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنا (8) ، وَأَكَلُوا ذَبِيحَتَنَا، وَصَلَّوْا صَلاَتَنَا؛ حُرِّمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ، إِلاَّ بِحَقِّهَا (9) ؛ لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَيْهِمْ؟   (1) في (ك) : «يرويه» . (2) من هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/33 و34 رقم 16385- 16387 و16389- 16392) ، والبخاري في "صحيحه" (1363 و4171 و4843 و6047 و6105 و6652) ، ومسلم (110) من طرق عن أبي قلابة، به. (3) نقل قولَ أبي حاتم: الضياءُ في "المختارة" (5/282) ، وابنُ رجب في "فتح الباري" (2/286) . وانظر المسألة السابقة برقم (1937) و (1952) ، والمسألة الآتية برقم (1971) . (4) قوله: «عن» مكرر في (ك) . (5) هو: عبد الله. وروايته في "مسنده" (240) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/199 و224- 225 رقم 13056 و13348) ، والبخاري في "صحيحه" (392) . (6) في (ك) : «عن» . (7) كذا رواية الحديث هنا، ومثله عند البيهقي في "السنن الصغرى"، والضياء في "المختارة"، وفي بعض مصادر التخريج: «حَتَّى يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا الله، فإذا قالوها» ، وفي بعضها: «حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأنَّ محمَّدًا رَسُولُ الله، فإذا شهدوا» . (8) في (ك) : «قبلنا» . (9) في (ف) : «بحقا» . الحديث: 1964 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 257 قَالَ أَبِي: لا يُسْنِدُ هَذَا الحديثَ إِلا ثلاثةُ (1) أنفسٍ: ابنُ المُبارَك، وَيَحْيَى بنُ أيُّوبَ (2) ، وَابْنُ سُمَيعٍ (3) .   (1) في (ك) : «بثلاثة» . (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (393) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (2642) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (10) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/215) ، والدارقطني في "سننه" (1/232) ، وابن منده في "الإيمان" (191) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/92) ، وفي "السنن الصغرى" (349) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (1916) . (3) هو: مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ، وروايته أخرجها النسائي في "المجتبى" (3966) ، والدارقطني في "سننه" (1/232) ، وابن منده في "الإيمان" (193) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (1915) . وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (17/439) ، والطبراني في "الأوسط" (3245) من طريق سليمان ابن حيان أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَن حُمَيْدٍ، به مرفوعًا. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (391) ، والنسائي (4997) من طريق مَيْمُونِ بْنِ سَيَّاهٍ، عَنْ أَنَسٍ، مرفوعًا. وأخرجه البخاري (393) تعليقًا، والنسائي (3968) من طريق محمد بن عبد الله الأنصاري، عن حميد قال: سأل ميمون بن سياه أنس بن مالك، به، موقوفًا. قال ابن حبان في "صحيحه" عقب الحديث رقم (5895) : «ما روى هذا الحديث عن حميد إلا ثلاثة نفر من الغرباء: عبد الله بن المبارك، ويحيى بن أيوب البجلي، ومحمد بن عيسى بن القاسم بن سميع» . وقال ابن رجب في "فتح الباري" (2/286) بعد نقله لكلام أبي حاتم: «يشير إلى أن غيرهم يقفه ولا يرفعه، كذا قال. وقد رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ الأَحْمَرُ، عَنِ حميد، عن أنس مرفوعًا. خرج حديثه الطبراني، وابن جرير الطبري» . اهـ. ورواه معاذ بن معاذ، عن حميد، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ سَيَّاهٍ، عَنْ أنس، موقوفًا، وصوَّب الدارقطني في "العلل" والإسماعيلي وَقْفَهُ. وذُكر هذا الحديث لعلي بن المديني من رواية ابن المبارك فقال: أخاف أن يكون هذا وهمًا، لعله: حميد، عن الحسن، مرسلاً. فتعقبه الدارقطني بقوله: «وليس كذلك؛ لأن معاذ بن معاذ من الأثبات» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 258 1965 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا به أبي (1) ، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي أُمَامَة بْن سَهْل بْن حُنَيف، عَنْ سَعْدِ بْنِ عِمران، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن عثمان ابن سَهْل بْن حُنَيف، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّهِ عثمان ابن سَهْل بْنِ حُنَيف، عَنْ عمَّه عُثْمَانَ بْنِ حُنَيف (2) ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) - مُقَامَهُ بمكةَ - يَدْعُو إِلَى الإيمانِ بِاللَّهِ والتصديقِ بِهِ قَوْلٌ (3) بِلا عملٍ، والقبلةُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ،، فلمَّا هَاجَرَ إِلَيْنَا ونَزَلتِ الفرائضُ، نَسَخَتِ المدينةُ مكةَ والقولَ بِهَا، ونسخَ البيتُ الحرامُ بيتَ المقدسِ؛ فصار الإيمانُ قول وعمل (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ وسعدُ بْنُ عِمران مثلُ الوَاقِدي (5) في اللِّينِ وكَثْرةِ (6) عجائبِهِ!   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (9/32 رقم 8312) . (2) من قوله: «عن سعد بن عمران ... » إلى هنا، ليس في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) كذا، وهو منصوب على الحال المؤول بالمشتق، أي: يصدق به المرء قائلاً به بلسانه. وجاء دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر المسألة رقم (34) . (4) قوله: «قول وعمل» كذا في جميع النسخ، وهما إما مرفوعان أو منصوبان: أما الرفع: فعلى أن اسم «صار» ضمير شأن، و «الإيمان» : مبتدأ، و «قول وعمل» : خبره، والجملة في محل نصب خبر «صار» ، والتقدير: فصار هو -أي: الشأن- الإيمانُ قولٌ وعملٌ، وانظر في ضمير الشأن التعليق على المسألة رقم (854) . وأما النصب: فعلى أنهما خبر «صار» والمعطوف عليه، ورسمتا دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) هو: محمد بن عمر. (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «وكثيرة» . الحديث: 1965 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 259 1966 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي أُوَيسٍ (1) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبِي، عَنْ عُمَرَ بْنِ شَيْبة بْنِ أَبِي كَثيرٍ مَوْلَى أَشْجَعَ، وثَوْرِ بن [زيد] (2) ، وخالِه مُوسَى بْنِ مَيْسَرة؛ الدِّيْلِيَّيْنِ (3) ، [وغيرِهم] (4) ، عَنْ نُعَيْمٍ المُجْمِر (5) ، وعن سَعِيدِ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَفَعُوا الحديثَ - قَالَ النبيُّ (ص) : يَعُودُ الإِسْلاَمُ كَمَا بَدَأَ، أَي: إِنَّهُ (6) بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، ومَنِ الغُرباءُ؟ قَالَ: الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ؟ قَالَ أبي: عمر (7) بْنُ شَيْبة مجهولٌ، وَهَذَا حديثٌ (8) موضوعٌ (9) .   (1) هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله. وروايته أخرجها الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (1/141- 142) . ووقع فيه: «نعيم المجمر عن سعيد» . (2) في جميع النسخ: «يزيد» ، وهو خطأ؛ فثور بن يزيد ليس دِيليًّا، وليس موسى بن ميسرة خالاً له، وإنما هو: ثور بن زيد كما يتضح من ترجمته في "تهذيب الكمال" (4/416) ، وقد جاء على الصواب في الموضع السابق من "موضح أوهام الجمع والتفريق" للخطيب. (3) في (أ) : «الذيليين» . (4) في جميع النسخ: «وغيره» ، والمثبت من "الموضح". (5) هو: ابن عبد الله. (6) قوله: «أي إنه» كذا في النسخ، وفي "الموضح": «وإنه» . (7) في (ف) و (ك) : «عمرو» . (8) في (ك) : «الحديث» . (9) يعني بهذا الإسناد؛ فقد أخرج الحديث الإمام أحمد في "المسند" (2/389 رقم 9054) من طريق عبد الرحمن ابن يعقوب والد العلاء، ومسلم في "صحيحه" (145) من طريق أبي حازم سلمان الأشجعي، كلاهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود كما بدأ غريبًا فطوبى للغرباء» . الحديث: 1966 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 260 1967 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَلَمة ابن مَسْلَمة أَبُو مُعَاوِيَةَ خَتَنُ (1) عطاءٍ، عَنْ عطاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى رَسُولِ الله (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، رجلٌ يَشْهَدُ أنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويصلِّي الخَمْسَ، ويصومُ شَهْرَ رَمَضَانَ، فإذا حدَّث كذَبَ، وإذا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا وعَدَ أخلَفَ (2) ؟! قَالَ: هَذِهِ خِصَالُ المُنَافِقِ؟ قَالَ أَبِي: سَلَمةُ هَذَا يُسْنِدُ كَثيرًا، ليس يَسْكُنُ عليه القلبُ (3) ، وَهَذَا حديثٌ منكرٌ. 1968 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ الأَشَجُّ (4) ، عَنْ   (1) تقدم تفسير «الختن» في المسألة رقم (1791) . (2) في (ت) و (ك) : «خلف» . (3) في (ك) : «للقلب» . وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/173) : «سألت أبي عنه؟ فقال: ليس بقوي، عنده مناكير، يدل حديثه على ضعفه، يسند كثيرًا مما لا يُسْنَد» . (4) هو: عبد الله بن سعيد الكندي. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2837/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (7298) ؛ لكن وقع عندهما: «الحسين بن عيسى» بدل: «الحسن بن عيسى» . وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2505) ، وابن جرير في "تفسيره" (24/667) وابن عساكر في "تبيين كذب المفتري" (ص48) من طريق إسماعيل بن موسى، عن حسين بن عيسى، به. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/355) . وأخرجه ابن عدي (2/355) من طريق إسحاق بن بهلول، عن الحسين بن عيسى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس. وأخرجه ابن جرير (24/668) من طريق محمد بن ثور، عن معمر، عن عكرمة مرسلاً. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (11712) ، والطبراني في "الكبير" (11/260 رقم 11903 و11904) ، وفي "الأوسط" (2/284 رقم 1996) من طريق هلال بن خباب، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. الحديث: 1967 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 261 الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى الحَنَفِي، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ أَبِي حازمٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ: بينا رسولُ الله (ص) بالمدينةِ إذ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ! اللهُ أَكْبَرُ! جَاءَ نَصْرُ اللهِ، وَجَاءَ الفَتْحُ، وَجَاءَ أَهْلُ اليَمَنِ؛ قَوْمٌ نَقِيَّةٌ قُلُوبُهُمْ، لَيِّنَةٌ طَاعَتُهُمْ (1) ؛ الإِيمَانُ يَمَان ٍ، وَالْفِقْهُ يَمَان ٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، ليس له أصلٌ؛ الزُّهريُّ، عَنْ أَبِي حازمٍ، لا يجيءُ (3) . وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الحديثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ منكرٌ (4) ؛ وَأَبُو حَازِمٍ لا أظنُّهُ المَدِينِيَّ (5) .   (1) كذا وقع هنا وفي بعض مصادر التخريج. ووقع في بعض المصادر: «لينة طباعهم» ، وفي بعضها: «حسنة طاعتهم» ، وفي بعضها: «رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم» . (2) انظر تفسير «الإيمان يمان ... » ، والخلاف فيه في المسألة المتقدمة برقم (1935) . (3) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم أسند الزهري، عن أبي حازم غير هذا» . (4) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد روي عن الحسين أيضًا عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عكرمة، عن ابن عباس؛ ثناه محمد بن أحمد بن هلال الشطوي، عن إسحاق بن بهلول عنه، وكلا الروايتين عن معمر، عن الزهري، فسواء عن عكرمة أو عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ عباس منكر جدًّا» . وانظر المسألة المتقدمة برقم (1935) . (5) من قوله: «وسئل أبو زرعة ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 262 1969 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ الأَجْلَحِ (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنَّ (2) الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ، فَيَقُولُ: فَمَنْ (3) خَلَقَ اللهَ؟ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ، وَهِمَ فيه عبدُالله ابنُ الأَجْلَحِ. قِيلَ لَهُ: فإنَّ ابنَ أَبِي فُدَيْكٍ (4) رَوَى عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ هِشام بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ: وَهِمَ فِيهِ الضَّحَّاكُ بْنُ [عثمان] (5) وَهُوَ خطأٌ، يَعْنِي: والصَّحيحُ: حديثُ ابنِ عُيَينة (6) عَنْ هشامِ بنِ عُروَة، عن أبيه، عن   (1) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (648) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4704) ، وقوام السنة الأصبهاني في "الحجة في بيان المحجة" (254) . (2) قوله: «إنَّ» سقط من (ك) . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «من» . (4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/257 رقم 26203) ، وابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (28) ، والبزار في "مسنده" (50/كشف الأستار) . وقد توبع في روايته على هذا الوجه؛ فقد أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (649) من طريق إسماعيل بن عياش، وابن حبان في "صحيحه" (150) من طريق مروان بن معاوية، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (624 و626) من طريق الثوري والليث بن سالم، جميعهم عن هشام، به. (5) وقع في جميع النسخ: «عمر» ، وهو خطأٌ ظاهر. (6) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (1187) ، ومسلم في "صحيحه" (134) ، وأبو داود في "سننه" (4721) . الحديث: 1969 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 263 أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . وقد قَوَّى ذلك ما يَرْوِيهِ عُقَيلٌ (1) ، وابنُ أخي الزُّهريِّ (2) ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عُروَة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (3) .   (1) هو: ابن خالد الأيلي، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3276) ، ومسلم في "صحيحه" (134) . (2) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (134) . وتابعه في روايته على هذا الوجه يونس بن يزيد الأيلي، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10499) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (625) ، وابن منده في "الإيمان" (355) . وقد تابع عروة بن الزبير في روايته على هذا الوجه كلٌّ من: محمد بن سيرين، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/282 رقم 7790) ، ومسلم في "صحيحه" (135) . وأبو سلمة، وروايته أخرجها الإمام أحمد (2/387 رقم 9027) ، ومسلم (135) . ويزيد بن الأصم، وروايته أخرجها أحمد (2/539 رقم 10957) ، ومسلم (135) . = ... وهمام بن منبه، وروايته في "صحيفته" (93) ، ومن طريقه الإمام أحمد (2/317 رقم 8207) ، وابن حبان في "صحيحه" (6722) ، وابن منده (356) . والمحرر بن أبي هريرة، وروايته أخرجها الإمام أحمد (2/421 رقم 9566) . وعبد الرحمن بن يعقوب، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (646) ، وابن منده (365) . وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وروايته أخرجها ابن منده (357) . وأخرجه وكيع في "الزهد" (226) ، وهناد في "الزهد" (947) من طريق عبدة بن سليمان، كلاهما (وَكِيعٌ وَعَبْدَةُ) عَنْ هِشَامِ بْنِ عروة، عن أبيه، مرسلاً. (3) من قوله: «وقد قوى ذلك ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. قال الدارقطني في "العلل" (8/322) : «يرويه هشام عن عروة، واختلف عنه؛ فروي عن الثوري، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة؛ حدث به عمار بن محمد عنه. وقيل: عن الثوري، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها، ولا يصحُّ. ورواه مالك وحسان بن إبراهيم، عن هشام، عن أبيه، مرسلاً، وهو أصحُّ» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 264 1970 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه عبدُالسلام بنُ حَرب، عن عبد الله بْنِ بِشْر (2) ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِي بكرٍ الصِّدِّيقِ؛ قال: سألت النبيَّ (ص) عَنْ نجاةِ هَذَا الأمرِ؟ فَقَالَ: الكَلِمَةُ الَّتِي عَرَضْتُهَا عَلَى عَمِّي، فَرَدَّهَا. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ فيما سَمَّى سعيدَ ابنَ الْمُسَيِّب، والحديثُ حديثُ عُقَيل (3) ويونس (4) ومن تابعهما، عَنِ الزُّهريِّ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ لا أَتَّهِمُ، عَنْ رجلٍ من الأنصار، عَنْ عُثْمَان؛ وافقهم صالحُ بْن كَيْسان (5) إلا أَنَّهُ ترَكَ مِنَ الإسنادِ رجلا (6) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1951) . (2) في (ت) و (ك) : «بشير» . (3) هو: ابن خالد الأيلي. (4) هو: ابن يزيد الأيلي. (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/60 رقم 24) ، والبزار في "مسنده" (4) ، وأبو يعلى (10) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/236) جميعهم عنه، عن الزهري، حدثني رجل من الأنصار من أهل الفقه غير متهم أنه سمع عثمان، به. وتابع صالح بن كيسان في روايته على هذا الوجه شعيب ابن أبي حمزة، وروايته أخرجها الإمام أحمد (1/6 رقم 20) . وأخرجه معمر في "جامعه" (20554) عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ، به. ومن طريق معمر أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/289) ، وسقط من المطبوع «عن معمر» ، والعقيلي (2/236) . وأخرجه البزار (4) من طريق سلمة بن شبيب، والعقيلي (2/236) من طريق شعيب بن أبي حمزة، كلاهما عن عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ رجل من الأنصار من أهل الفقه، عن عثمان. (6) يعني: أنه ذكر في روايته أن بين الزهري وعثمان ح رجلاً مبهمًا واحدًا، وأما عقيل ويونس ومن تابعهما فذكروا رجلين مبهمين. الحديث: 1970 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 265 1971 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرُو بنُ عاصمٍ، عَنْ عِمران القَطَّان (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّي رسولُ الله (ص) ارتدَّتِ العربُ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا أَبَا بَكْرٍ! أتريدُ أَنْ تقاتلَ الْعَرَبُ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا قال رسولُُ الله (ص) : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا (3) أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ؛ وَلَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. 1972 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بنُ عمَّار (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ إسماعيلَ بنِ يَحْيَى الشَّيْبانيِّ، عن [عبد الله] (5) ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ (6) عُمَرَ؛ قَالَ: كنَّا مَعَ رسولِ الله (ص) فِي بعضِ غَزَوَاتِهِ، فَمَرَّ بقومٍ فَقَالَ: مَنِ القَوْمُ؟ ، قَالُوا: نَحْنُ المسلمون،   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1937) و (1952) ، وانظر المسألة (1964) . (2) هو: ابن داور. (3) في (ت) : «يشهد» ، وفي (ك) : «تشهد» . (4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4297) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/96) . (5) في جميع النسخ: «عبيد الله» مصغرًا، والمثبت هو الصواب؛ كما في مصادر التخريج، ولأن إسماعيل معروف بالرواية عن «عبد الله» ، لا «عبيد الله» ؛ كما في "الضعفاء" للعقيلي (1/96) ، و"تهذيب الكمال" (3/213) . (6) قوله: «ابن» سقط من (ك) . الحديث: 1971 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 266 قَالَ: وامرأةٌ تَحْصِبُ تَنُّورَها (1) ، مَعَهَا ابنٌ لَهَا، فَإِذَا ارتفَعَ مِنْ (2) وَهَجِِ التَّنُّور نفَخَتْ (3) به، فأتتِ النبيَّ (ص) فقالت: أنتَ رسولُ الله؟ قال: نَعَمْ، قَالَتْ: بِأَبِي أنتَ وأمِّي! أَلَيْسَ اللهُ الرحمنَ الرحيمَ أرحمَ الراحمينَ؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: أَلَيْسَ اللهُ أرحمَ بعبادِه (4) مِنَ الأمِّ بِوَلَدِهَا؟ قَالَ: بَلَى، قَالَتْ: فإنَّ الأمَّ لا تُلقي ولدَها فِي النارِ! فقال النبيُّ (ص) : إِنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لَنْ يُعَذِّبَ مِنْ عِبَادِهِ إِلاَّ المَارِدَ المُتَمَرِّدَ (5) الَّذِي تَمَرَّدَ عَلَى اللهِ؛ فَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ ليس له عندي أصلٌ» ، وأَبَى أن يحدِّث به (6) .   (1) في (ت) و (ف) : «تنورًا لها» ، وفي (ك) : «تنورًا لهما» . والتنور: ما يُخْبز فيه. وتَحْصِبُه: ترمي فيه الحَصَبَ؛ وهو ما هُيِّئ للوقود من الحطب. "المصباح" (1/77، 128) . (2) قوله: «من» ليس في (ك) . (3) كذا تقرأ في (ت) ، إلا أنها غير منقوطة الفاء فيها. ولم تنقط جميع الكلمة في (أ) ، ولم تنقط النون والخاء في (ش) و (ف) و (ك) . وفي مصادر التخريج: «تنحت به» ، أي: بعدت بولدها عن النار؛ وهو الأولى. ويمكن أن يكون معنى «نفخت به» : دفعته عنها، أي: التنور. ومعنى «نفحت به» : ضربته برجلها لتبتعد عنه هي وولدها. وانظر "النهاية" (5/89) و"اللسان" (2/624) . (4) في (ك) : «ليس أرحم بعباده» .. (5) في (ك) : «والمتمرد» . (6) قال العقيلي في الموضع السابق: «إسماعيل بن يحيى، عن عبد الله بن عمر، لا يتابع على حديثه» . وتصحف «ابن عمر» في طبعتي "الضعفاء" إلى «ابن عمرو» . وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/318) : «هذا إسناد فيه إسماعيل بن يحيى، وهو متهم، وعبد الله ضعيف» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 267 1973 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ [البَزَّاز] (2) ، عن سعيد ابن عبد الرحمن الجُمَحِي، عن عُبَيدالله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) (4) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَوْصِني؛ قال: تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ (5) تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ (6) ، وَتَعْتَمِرُ (7) ، وَتَسْمَعُ وَتُطِيعُ، وَعَلَيْكَ بِالْعَلاَنِيَةِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يُرْوَى هَذَا الحديثُ عن عُبَيدالله (8) ، عن يونس،   (1) من قوله: «هذا حديث ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) في جميع النسخ «البزار» آخره راء مهملة. والمثبت من "الجرح والتعديل" (7/289) ، و"تهذيب الكمال" (25/388) وغيرهما. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/494) ، وفي "الأوسط" (2/60) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1070) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2658) ، والحاكم في "المستدرك" (1/51) ، والبيهقي في "الشعب" (3690) ، والخطيب في "الموضح" (2/134) . ومن طريق البخاري أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/399) . (3) هو: ابن عمر العمري. (4) من قوله: «عن سعيد بن عبد الرحمن ... » إلى هنا، سقط من (أ) و (ش) ، وكتب في (أ) فوق كلمة «البزار» : «كذا» . (5) في (ت) و (ك) : «ولا» . (6) قوله: «البيت» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (7) في (ت) و (ك) : «وتعمر» . (8) في (ش) : «عبد الله» . وروايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/494) تعليقًا، وفي "الأوسط" (2/60) تعليقًا، وابن حبان في "المجروحين" (1/323) ، والحاكم في "المستدرك" (1/51) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2/227 رقم 333 و334) من طريق محمد بن بشر، عن عبيد الله بن عمر، به. = ... ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (3691) . وأخرجه ابن المبارك في "الجهاد" (164) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/358) من طريق جرير ابن حازم، عن الحسن، عن عمر، به. الحديث: 1973 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 268 عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى عُمَرَ ... فذكَرَ الحديثَ (1) . 1974 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى بن سُلَيم (2) ، عن عُبَيدالله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمر؛ قال: قال النبيُّ (ص) : إِنَّ الإِيمَانَ لَيَأْرِزُ إِلَى المَدِينَةِ (4) كَمَا تَأْرِزُ الحَيَّةُ إِلى جُحْرِهَا؟   (1) قال البخاري في الموضع السابق من "التاريخ الكبير" بعد روايته له من طريق ابن عمر: «وقال محمد بن بشر، عن عبيد الله، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عمر؛ قولَه، مثله، وهذا أصح» . وكذا قال في "التاريخ الأوسط". وذكر الذهبي في "الميزان" (2/148) : أن هذا الحديث من مناكير سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وقال ابن حبان في الموضع السابق من "المجروحين": «وهذا خطأ فاحش، إنما روى عبيد الله بن عمر هذا الكلام عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ الحسن، عن عمر قوله» . ونقل قول البخاري. وقال الحاكم في الموضع السابق: «قال القباني (وهو: الحسن بن محمد بن زياد) : قلت لمحمد ابن يحيى: أيهما المحفوظ؛ حديث يونس، عن الحسن، عن عمر، أو نافع عن ابن عمر؟ فقال محمد بن يحيى: حديث الحسن أشبه. قال الحاكم: فرضي الله عن محمد بن يحيى؛ تورع عن الجواب حذرًا لمخالفة قوله عليه الصلاة والسلام: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لا يريبك» ولو تأمل الحديثين لظهر له أن الألفاظ مختلفة، وهما حديثان مسندان وحكاية، ولا يحفظ لعبيد الله، عن يونس بن عبيد غير حديث الإمارة، وقد تفرد به الدراوردي، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي ثقة مأمون، وقد رواه عنه غير محمد بن الصباح، على أن محمد بن الصباح أيضًا ثقة مأمون» . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1182/كشف) ، وابن حبان في "صحيحه" (3727) . (3) هو: ابن عمر العمري. (4) أي: يَنْضمُّ إليها ويجتمع بعضه إلى بعض فيها. قال القاضي عياض: وقيل: يرجع؛ كما جاء في الحديث الآخر: «ليعودنَّ كل إيمان إلى المدينة» . اهـ. ورويت «يأرز» بكسر الراء وفتحها وضمها، والأكثر الكسر؛ وقال في "القاموس": أَرَزَ يَأْرزُ، مثلثة الراء، أُرُوزًا. وانظر "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/163) ، و"مشارق الأنوار" (1/27) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (2/177) ، و"النهاية" (1/37) ، و"القاموس المحيط" (2/165) . الحديث: 1974 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 269 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عُبَيدالله (1) ، عَنْ خُبَيب (2) ، عَنْ حَفْص بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) . 1975 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوانُ الطَّاطَرِيُّ (5) ، عن عبد الله بْنِ وَهْب، عَنْ معاويةَ بْنِ صالح (6) ؛ قال: حدَّثني   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (2/286 و496 رقم 7846 و10440) ، ومسلم في "صحيحه" (147) من طريق حماد بن أسامة وعبد الله بن نمير، وأحمد أيضًا (2/422 رقم 9471) من طريق يحيى بن سعيد، والبخاري في "صحيحه" (1876) من طريق أنس بن عياض، جميعهم عن عبيد الله بن عمر، به. (2) أهملت الخاء في جميع النسخ، والمثبت هو الصواب؛ كما في مصادر التخريج المتقدمة، وهو خبيب بن عبد الرحمن. (3) قال البزار في الموضع السابق: «تفرد به يحيى بن سليم، عن عبيد الله، ورواه غيره عن عبيد الله، عن جبير [كذا، والصواب خُبَيْبٍ] ، عَنْ حَفْصٍ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو الصواب» . وقال ابن حجر في "الفتح" (4/93) بعد أن نقل تخطئة البزار ليحيى بن سليم: «وهو كما قال، وهو (يعني يحيى بن سليم) ضعيف في عبيد الله بن عمر» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (191/ب/أطراف الغرائب) : «لم يزل أصحاب الحديث يعدون هذا الحديث فيما تفرد به يحيى بن سليم، عن عبيد الله، حتى وجدنا أبا حذافة قد رواه عن الدراوردي، عن عبيد الله» . (4) انظر المسألة المتقدمة برقم (1933) ، والآتية برقم (2583) و (2629) . (5) هو: مروان بن محمد، وروايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (46/241- 242) . وأخرجه أيضًا (25/243- 244) من طريق حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وهب، به. (6) في (ش) : «عبد الله بن صالح» . الحديث: 1975 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 270 أَبُو دُوَيْدٍ (1) المؤذِّنُ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيد، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب؛ قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: مَنْ سَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ (2) ، وَسَرَّتهُ حَسَنَتُهُ (3) ؛ فَهُوَ مُؤْمِنٌ. وَرَوَاهُ بَقِيَّةُ (4) ، عن عمر بن جُعْثُمٍ (5) اليَحْصُبِيِّ، عَنْ دُوَيد (6) بْنِ نَافِعٍ، عن عاصم ابن حُمَيد، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: دُوَيْدُ بنُ (7) نَافِعٍ. 1976 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ إسماعيل الجَعْفَرِي، عن عبد الله بْنِ سَلَمَةَ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ، عن عبد الرحمن بْنِ كَعْب، عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ (8) : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! مَا لأَِحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ فَضْلٌ، وَلاَ لأَِسْوَدَ (9) عَلَى أَحْمَرَ فَضْلٌ؛ إِلاَّ بِفَضْلٍ في دِينِ اللهِ؟   (1) في (ت) و (ك) : «دريد» ، وفي (ش) : «رويد» . (2) في (ك) : «سيه» . (3) في (ش) : «حسنه» . (4) هو: ابن الوليد، ولم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/243) من طريق بقية بن الوليد، عن عمر بن خثعم، عن ابن دويد، عن عاصم بن حميد، به. (5) كذا تقرأ في (ت) ، وفي (أ) : «حتعم» ، وفي (ش) : «حثعم» ، وفي (ف) : «حعثم» ، وفي (ك) : «خثعم» ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/287) . (6) في (أ) : «ذويد» ، وفي (ت) و (ك) : «رويد» . (7) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن» بدل: «بن» . (8) قوله: «قال» سقط من (ش) . (9) في (ك) : «أسود» . الحديث: 1976 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 271 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ وعبدُالله ابن سَلَمة منكرُ الْحَدِيثِ (1) . 1977 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ (2) ، عَنِ الصَّعْقِ بْنِ حَزْنٍ، عَنْ حَربٍ الجَعْدِي، عَنْ أَبِي إسحاقَ (3) ، عن سُوَيد ابن غَفَلَةَ، عن عبد الله بْنِ مسعودٍ؛ قَالَ: قَالَ لِي رسولُ الله (ص) : أَتَدْرِي أَيُّ عُرَى (4) الإِسْلاَمِ أَوْثَقُ؟ ، قلتُ: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ. قَالَ (5) : الوَلاَيَةُ في اللهِ: الحُبُّ (6) فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ. أَتَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ؟ ، قلتُ: اللهُ ورسولُهُ أعلمُ، قَالَ: فَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَعْلَمُهُمْ بِالْحَقِّ إِذَا اخْتَلَفَ النَّاسُ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا في العِلْمِ (7) ، وَإِنْ   (1) في (أ) و (ش) : «متروك الحديث» ، والمثبت موافق لما في "الجرح والتعديل" (5/70) . (2) في "مسنده" (376) لكن جاء في إسناده عقيل الجعدي، ومن طريقه على هذا الوجه أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (761) ، والبيهقي في "السنن" (10/233) ، وفي "الشعب" (9064) ، وفي "المدخل" (2/291) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (746) ، وابن قدامة المقدسي في "المتحابين في الله" (15) . (3) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (4) في (ت) و (ك) : «عود» . (5) في (ك) : «فلك» . (6) في (ت) و (ك) : «والحب» . (7) كذا في جميع النسخ، وكذا في "مسند الطيالسي". لكن رواه البيهقي والخطيب وابن قدامة، من طريق الطيالسي، وفيه: «العمل» ، وكذا في بقية مصادر تخريج الحديث. وهو الصواب المناسب للسياق؛ ويؤيده أنه في بعض مصادر التخريج سأله قبل هذا السؤال: «أتدري أي الناس أفضل؟» قال: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «فَإِنَّ أفضل الناس أفضلهم عملاً إذا فقهوا في دينهم» . الحديث: 1977 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 272 كانَ يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: هُوَ (1) حَربٌ الجَعْدِي، والناسُ يَقُولُونَ: عَقِيل. وسألتُ (2) أَبِي عَنْ ذلك؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: الصَّعْقُ بْن حَزْنٍ (3) ، عَنْ عَقِيل الجَعْدِي، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، وليس لحربٍ (4) معنى. ونفسُ الحديثِ منكرٌ؛ لا يشبهُ حَدِيث أَبِي إِسْحَاق (5) ، ويشبه أن يكون عَقِيلٌ هذا أَعْرابيّ (6) . والصَّعْق، فلا بأسَ به (7) .   (1) في (ت) و (ك) : «وهو» . (2) في (ك) : «سألت» بلا واو. (3) روايته أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (30434) ، وفي "مسنده" (321) من طريق زيد بن الحباب، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/504- 505) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/408- 409) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/177) ، والبيهقي في "الشعب" (9065) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/430) ، وفي "جامع بيان العلم" (2/807 رقم 1500) من طريق محمد بن الفضل عارم، والفسوي (3/504- 505) ، والطبراني في "الكبير" (10/220- 221 رقم 10531) ، والبيهقي في "الشعب" (9065) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، وابن أبي عاصم في "السنة" (70) ، والمروزي في "السنة" (55) ، والطبراني في "الكبير" (10/220- 221 رقم 10531) ، وفي = = "الأوسط" (4479) ، وفي "الصغير" (624) ، والثعلبي في "تفسيره" (9/248) من طريق شيبان بن فروخ، جميعهم من طريق الصعق بْن حزن، عَنْ عقيل الجعدي، عن أبي إسحاق، به. (4) في (ف) : «لحارث» . (5) من قوله: «وليس لحرب معنى ... » إلى هنا سقط من (ك) . (6) كذا في جميع النسخ! وتقدم تخريج نحوه قريبًا في المسألة رقم (1965) ؛ عند قوله: «فصار الإيمان قول وعمل ... » . (7) قال العقيلي في "الضعفاء" (3/408) : «عقيل الجعدي، عَنْ أَبِي إِسْحَاق الهمداني، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به» ، ثم رواه بإسناده، وقال: «وقد روي بعض هذا الكلام، عن الربيع، عن أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أبي ابن كعب؛ موقوفًا» . وقال ابن عدي في "الكامل" (5/382) : «سمعت ابن حماد يقول: قال البخاري: عقيل الجعدي، عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عن سويد بن غفلة، منكر الحديث. وعقيل الجعدي لم ينسب وإنما له هذا الحديث الذي ذكره البخاري» . وقال الطبراني في "الأوسط" (4479) : «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي إسحاق إلا عقيل الجعدي، تفرد به الصعق بن حزن» . وقوله «والصعق فلا بأس به» من دخول الفاء على خبر المبتدأ وهو جائز على مذهب الأخفش. انظر (1026) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 273 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي ثَوَابِ الأَْعْمَالِ 1978 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُقْبة بن عبد الله بْنِ الأَصَمِّ (2) ، عَنِ ابْنِ (3) بُرَيْدةَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أنَّ رَجُلا أَتَى النبيَّ (ص) فقال: علِّمْني دعوةً، فقال: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي صَبُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي شَكُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي عَيْنِي صَغِيرًا، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ كَبِيرًا؟ قَالَ: هَذَا حديثٌ منكرٌ (4) لا يُعرَفُ، وعُقْبةُ ليِّنُ الْحَدِيث، أَبُو هلالٍ أحبُّ إلينا منه (5) . 1979 - وسألتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ (7) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جماعةٌ (8) ، عن   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2047) . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (4439) . (3) في (ت) و (ك) : «أبي» ، وكتب فوقها في (ك) : «كذا» . (4) قوله: «منكر» ليس في (أ) و (ش) و (ف) . (5) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه إلا عقبة الأصم، وهو رجل من أهل البصرة ليس به بأس» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (911) . (6) انظر المسألة الآتية برقم (1984) . (7) في (أ) : «أبي زرعة» وعليها «صح» . (8) منهم: أبو معاوية محمد بن خازم، وعبد الله بن نمير، وروايتهما أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/252 رقم 7427) ، ومسلم في "صحيحه" (2699) . ومنهم أبو أسامة حماد بن أسامة، وروايته أخرجها مسلم (2699) . الحديث: 1978 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 274 الأَعْمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً ... ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: الأَعْمَش (2) ، عَنْ رجلٍ (3) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) ، والصَّحيحُ: عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (4) .   (1) هو: ذكوان السمان. (2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو داود في "سننه" (4946) ، والترمذي في "جامعه" (1930) ، والنسائي في "الكبرى" (7290) من طريق أسباط بن محمد، عن الأعمش قال: حُدِّثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة. (3) في (أ) إشارة لحق، وكتب بالحاشية: «لعله: عن أبي صالح» ، ومراده فيما يظهر: «الأَعْمَشُ، عَنْ رَجُلٍ، = = عَنْ أَبِي صالح، عن أبي هريرة» ؛ كما في التخريج السابق، ولم نقف على من رواه بإسقاط أبي صالح. (4) من قوله: «والصحيح عن رجل ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر. قال الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1425) : «هكذا روى غير واحد عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) نحو رواية أبي عوانة وروى أسباط بن محمد، عن الأعمش قال: حُدّثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) نحوه، وكأن هذا أصح من الحديث الأول» . وقال ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في كتاب الصحيح" (35) : «وهو حديث رواه الخلق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، فلم يذكر الخبر في إسناده غير أبي أسامة، فإنه قال فيه: عن الأعمش قال: حدثنا أبو صالح. وَرَوَاهُ أَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ الأعمش، عن بعض أصحابه، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة. والأعمش كان صاحب تدليس، فربما أخذ عن غير الثقات» . وقال الدارقطني في "العلل" (1966) بعد أن ذكر أوجه الخلاف في هذا الحديث قال: «وهو محفوظ عن الأعمش، وقد اختلف عنه؛ فرواه أبو معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، ويحيى بن سعيد الأموي، وأبو بكر بن عياش، والثوري، وعبيد الله بن زحر، ومحاضر بن المورع، وجرير، وعبد الله بن سيف الخوارزمي، وعمار ابن محمد، وعمرو بن عبد الغفار، وأبو أسامة، وأبو كدينة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة ... ثم قال: ورواه أسباط بن محمد، واختلف عنه؛ فقيل: عنه عن الأعمش قال: حدثت عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، وقيل: عنه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الخدري جمعهما» . وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (632 حديث رقم 36) : «خرجه مسلم عن رواية الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، واعترض عليه غير واحد من الحفاظ في تخريجه، منهم أبو الفضل الهروي والدارقطني، فإن أسباط بن محمد رواه عن الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح، فتبين أن الأعمش لم يسمعه من أبي صالح، ولم يذكر من حدثه به عنه، ورجح الترمذي وغيره هذه الرواية» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 275 1980 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مُعَاوِيَةَ (2) ، عَنْ لَيْثٍ (3) ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْر (4) ، عَنْ عُقْبة بن عامرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ أصلٌ من حَدِيث يزيدَ بْن أَبِي حَبِيب؛ يُرْوى عَنْ خالدِ بْن أَبِي عمران، قولَهُ. وإنما تكلَّموا في محمد   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2024) ، وفيها زيادة بيان على ما هنا. (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/285 رقم 786) ، وفي "الأوسط" (3546) ، وفي "الصغير" (439) . ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/271) . ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1/137) . وأخرجه القضاعي في "مسنده" (472) من طريق سعيد ابن كثير بن عفير، عن الليث بن سعد، به. (3) هو: ابن سعد. (4) هو: مرثد بن عبد الله اليزني. الحديث: 1980 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 276 بْن مُعَاوِيَة فِي هَذَا الحديثِ وغيرِه (1) . 1981 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثِ خالدٍ الزَّيَّاتِ (3) ، عَنْ داودَ (4) ، عَنْ أَبِي طُوَالةَ (5) ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قال النبيُّ (ص) : المَوْلُودُ   (1) قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الليث إلا محمد بن معاوية، ولا يُروى عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ إلا بهذا الإسناد» . ونقل الخطيب في الموضع السابق عن أبي زكريا - يحيى بن معين - قوله: «ومحمد بن معاوية حدث بأحاديث كثيرة كذب، ليس لها أصول؛ حدث بحديث عقبة بن عامر: «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ» عن ليث بن سعد وهو في كتابه، وليس هذا بشيء، وزعم أنه سمع مع معلى، وإنما هو - زعموا - في كتاب معلى، عن رشدين بن سعد، عن يزيد، عن أبي الخير، مرسل» . قال الخطيب: «قد روى هذا الحديث خالد بن عمرو، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ سعيد ابن ميمون مولى عَليّ بْن أَبِي طالب، عَنْ رسول الله (ص) قَالَ: «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رجل ... » الحديث. وخالد ابن عمرو ضعيف لا يحتج به، ويقال: إن الحديث لا أصل له مِنْ رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب؛ وإنما يروي عَنْ خَالِد بْن أَبِي عمران قوله» . ونقل الخطيب عن الإمام أحمد قوله: «ورأيت من حديثه عن المخرمي، عن عثمان بن محمد، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أن النبي (ص) صلى على جنازة فكبر أربعًا وسلم تسليمة. قال أبو عبد الله: وهذا عندي موضوع. = = قيل لأبي عبد الله: وروى عن ليث، عن يزيد، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عُقْبَةَ، عن النبيِّ (ص) : «مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ» ، وقال: هذا أيضًا!» . اهـ. وقال نحوه ابن الجوزي في الموضع السابق. وقال الذهبي في "الميزان" (4/45) : «وهذا منكر جدًّا، تفرد به ابن معاوية» . (2) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. (3) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3678) ، والثعلبي في "تفسيره" (10/240) . (4) جاء عند أبي يعلى: «داود بن سليمان» ، ووقع عند ابن كثير في "تفسيره" (5/392) وعند السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" (ص144) كلاهما نقلاً عن "مسند أبي يعلى": «داود أبو سليمان» . وكذا وقع عند الثعلبي. (5) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر. الحديث: 1981 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 277 حَتَّى يَبْلُغَ الحِنْثَ (1) : مَا عَمِلَ مِنْ حَسَنَةٍ فَلِوَالِدَيْهِ، وَمَا عَمِلَ مِنْ سَيِّئَةٍ لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ وَلاَ عَلَى وَالِدَيْهِ، فَإِذَا بَلَغَ الحِنْثَ أُوحِيَ إِلَى المَلَكَيْنِ ... فذكرتُ لَهُ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بهذا الإسناد، وأتوهَّمُ أَنَّهُ مِنْ سُلَيْمَان بْن عَمْرو (2) النَّخَعِيِّ أَبِي دَاوُد. قلتُ: فيحدِّث سليمانُ بنُ عَمْرو هَذَا عَنْ أبي طُوَالةَ؟ قال: يحدِّث عمَّن دَبَّ ودَرَجَ! قلتُ: ما حالُ سليمانَ؟ قَالَ: متروكُ الحديثِ. قلتُ لأَبِي: لداودَ هَذَا معني؟ قَالَ: لا (3) . ثم قَالَ: ليس هَذَا من حديثِ أَبِي طُوَالةَ، ويُرْوَى هَذَا المتنُ بإسنادَيْنِ عَنْ أنسٍ (4) ، ليسا بقويِّيْنِ.   (1) قال ابن الأعرابي: الحِنْثُ: الإدراك والبلوغ؛ يقال: بلغ الغلام الحِنْث. وإنما أصل الحنث: الإثم والحرج، وما لم يبلغ لم يُكْتَبْ عليه الإثم؛ فلذلك قيل: بلغ الغلام الحنث. "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" (ص546) ، و"النهاية" (1/449) . (2) في (ت) و (ك) : «عمر» . (3) قوله: «لا» ليس في (أ) و (ش) و (ف) . (4) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/217- 218 رقم 13279) ، والحارث في "مسنده" (1085 و1086/بغية الباحث) ، والبزار في "مسنده" (3587/كشف الأستار) ، وأبو يعلى (4246 و4247) ، والدينوري في "المجالسة" (1334) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/132) من طريق أنس بن عياض، عن يوسف بن أبي ذرة، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أمية، عن أنس بن مالك. وأخرجه أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "القول المسدد" (23) ، و"اللآلئ المصنوعة" (138) من طريق عباد بن عباد المهلبي، عن عبد الواحد بن راشد، عن أنس بن مالك. ومن طريق أحمد بن منيع أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (3/70- 71) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/179- 180) . ويوجد طرق أخرى عن أنس. انظرها في "اللآلئ المصنوعة" (138- 147) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 278 قلتُ: ما حالُ خالدٍ؟ قَالَ: لَيْسَ بِهِ بأسٌ (1) . 1982 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصة (3) ، عَنْ الثَّوريِّ، عَنْ عطاءِ بْنِ السَّائِب، عن أبيه (4) ، عن عبد الله بْنِ عَمرو؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : أُوصِي امْرَأً بِأُمِّهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ - يَعْنِي: أَنَّهُ غَلِطَ فِي الْمَتْنِ - يريدُ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فَقَالَ: جئتُ أبايعُكَ عَلَى الهِجرةِ وأَبوايَ (5) يَبكِيَانِ (6) ؛   (1) قال ابن كثير في الموضع السابق: «هذا حديث غريب جدًّا، وفيه نكارة شديدة» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2115) . (3) هو: ابن عقبة السوائي. (4) هو: السائب بن مالك، ويقال: ابن يزيد، ويقال: ابن زيد، الثقفي الكوفي. (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «وأبوي» . (6) رواه عن الثوري على هذا الوجه جمع، منهم: عبد الرزاق في "مصنفه" (9285) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/198 رقم 6869) ، = = والخطيب في "الجامع" (1860) . ومنهم: محمد بن كثير العبدي، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (19) وأبو داود في "سننه" (2528) ، والبيهقي في "السنن" (9/26) . وأبو نعيم الفضل بن دكين، وروايته أخرجها البخاري (13) ، والحاكم في "المستدرك" (4/152) . ويحيى بن سعيد القطان، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8696) . وروح بن عبادة، وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (419) . وأبو عاصم الضحاك بن مخلد وأبو حذيفة موسى بن مسعود، وروايتهما أخرجها الحاكم (4/152) . وأبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله، وروايته أخرجها البغوي في "شرح السنة" (2639) . وأخرجه الحميدي في "مسنده" (595) ، وسعيد بن منصور في "سننه" (2332) ، وأحمد (2/160 رقم 6490) ، والمروزي في "البر والصلة" (75) ، وابن حبان (419) من طريق سفيان بن عيينة، وأحمد (2/204 رقم 6909) ، والمروزي (73) ، والحاكم (4/153) من طريق شعبة، وأحمد أيضًا (2/194 رقم 6833) من طريق ابن علية، وابن ماجه في "سننه" (2782) من طريق محمد بن عبد الرحمن المحاربي، والبزار في "مسنده" (2409) من طريق جرير بن عبد الحميد، والمروزي (72) ، والنسائي في "المجتبى" (4163) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2122) من طريق حماد بن زيد، والطحاوي (2124) ، وابن حبان (419) من طريق حماد بن سلمة، والطحاوي (2123) ، وابن حبان (423) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/250) من طريق مسعر بن كدام، وابن حبان (419) من طريق ابن جريج، جميعهم عن عطاء بن السائب، به. الحديث: 1982 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 279 وإنما روى ذاك (1) الحديثَ: أُوصِي امْرَأً بأُمِّهِ: سفيانُ (2) ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «ذلك» . (2) هو: الثوري، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/311 رقم 18789) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/219) تعليقًا، والدولابي في "الكنى" (220) . وأخرجه ابن أبي شيبة (25393) من طريق شريك بن عبد الله، والبخاري (3/218) تعليقًا، والطبراني في "الكبير" (4/219-220 رقم 4185) ، والعسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/529) من طريق جرير بن عبد الحميد، والبخاري (3/220) تعليقًا، والحاكم في "المستدرك" (4/150) من طريق زائدة بن قدامة، جميعهم عن منصور، به. لكن رواية جرير وزائدة قال عنها الحافظ في "التهذيب" (1/540) : «وقال ابن قانع: ورواه زائدة وجرير، عن منصور، فقالا: خراش» . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه البخاري (3/218- 219) تعليقًا، وابن ماجه في "سننه" (3657) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2632) ، والطبراني (4/220 رقم 4186) . وقد اختلف على منصور بن المعتمر، انظر الاختلاف عليه في "التاريخ الكبير" وفي "تخريج المسند". الجزء: 5 ¦ الصفحة: 280 مَنصورٍ (1) ، عَنْ عُبيد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ خِدَاشٍ أَبِي سَلامة (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: فهذا الذي أراد قَبِيصَةُ (3) ، دخَلَ له حديثٌ فِي حديثٍ. 1983- وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رواه عبدُالحميدِ بنُ صَالِحٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عبد الرحمن؛ قَالَ: سمعتُ حمَّادَ بنَ أَسَدٍ؛ قال: سمعتُ عبد الله بْنَ عَمرٍو، يقولُ: عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ... ؟ قَالَ أَبِي: الحديثُ حديثُ أَبِي نُعَيم، عَنْ عِيسَى؛ قَالَ: سمعتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي أَسَدٍ قال: سمعتُ عبدَالله بنَ عمرو، يقول: «من قال:   (1) هو: ابن المعتمر. (2) قال الحافظ في "التهذيب" (1/540) : «خداش بن سلامة، ويقال: ابن أبي سلامة، ويقال: ابن أبي سلمة، ويقال: خداش أبو سلمة السلمي، ويقال: السلامي» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/220) : «ولم يتبين سماعه من النبيِّ (ص) » . وقال الطبراني في "الأوسط" (2449) : عن حديثه هذا «لا يروى عن خداش إلا بهذا الإسناد، تفرد به منصور» . (3) أي: فهذا الذي أرادَهُ قَبِيصَةُ، وحذف العائد من جملة الصلة. انظر التعليق على المسألة رقم (1015) . الحديث: 1983 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 281 لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ... » مَوْقُوفٌ (1) . 1984 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ (2) ، عَنِ البُرْسَانِيِّ (3) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ أَبِي أيُّوبَ، عَنْ مَسْلَمة بْنِ مُخَلَّدٍ؛ أنَّ (4) النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا فِي الدُّنْيَا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ نَجَّى مَكْرُوبًا، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُضْطَرِبُ الإسنادِ (5) .   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) في "مسنده" (4/104 رقم 16959) . ومن طريقه أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/84) ، = = وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (58/55) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (5/174) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (113) من طريق محمد بن أبان البلخي، والصيداوي في "معجم الشيوخ" (369) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/155- 156) ، وابن عساكر (58/54) من طريق نصر ابن علي الجهضمي، كلاهما عن محمد بن بكر البرساني، به. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (18936) عن ابن جريج، به، وجاء عنده: «عن أبي أيوب، وعن مسلمة ابن مخلد، أن النبي (ص) » . ومن طريق الصيداوي أخرجه الذهبي في "السير" (6/334 و9/422) . قال الذهبي في الموضع الأول: «هذا حديث جيد الإسناد، ومسلمة له صحبة، ولكن لا شيْء له في الكتب إلا في سنن أبي داود من روايته عن رويفع بن ثابت» . وقال في الموضع الثاني: «حديث غريب فرد» . (3) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرِ بْنِ عثمان. (4) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «أن» . (5) فقد جاء عند الإمام أحمد في "المسند" (4/104 رقم 16960) والطبراني في "الكبير" (17/349 رقم 962 و19/439- 440 رقم 1067) أن عقبة بن عامر رحل إلى مسلمة بن مخلد، وعند الطبراني في "الأوسط" (8129) أن جابر بن عبد الله هو الذي رحل إلى مسلمة، وجاء عند عبد الرزاق في "المصنف" (18936) ، وأحمد (4/153 و159 رقم 17391 و17454) أن أبا أيوب رحل إلى عقبة بن عامر، وأبهم الخطيب في "الرحلة" (35) اسم الصحابي الذي رحل إلى عقبة. والحديث أخرجه أحمد (2/91 رقم 5646) ، والبخاري في "صحيحه" (2442 و6951) ، ومسلم (2580) من طريق سالم بن عبد الله، عن ابن عمر. وأخرجه أحمد (2/252 رقم 7427) ، ومسلم (2699) من طريق أبي صالح ذكوان السمان، عن أبي هريرة، وقد تقدم هنا برقم (1979) . الحديث: 1984 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 282 1985 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو صالحٍ (2) كَاتِبُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْث (3) ، عن عُبَيدالله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ صَفْوانَ بن   (1) انظر المسألة رقم (2037) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8722) وجاء عنده: «صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سعيد المقبري» ولم يذكر زيد بن الحباب. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/391) تعليقًا من طريق يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عن عبيد الله ابن أبي جعفر، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/404 رقم 9242) من طريق ابن لهيعة، عن عبيد الله بن أبي جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2569) من طريق ثابت البناني، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ، مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدتَّهُ لَوَجَدتَّنِي عِنْدَهُ؟! يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلاَنٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ! أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدتَّ ذَلِكَ عِنْدِي؟! يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟! قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلاَنٌ، فَلَمْ تَسْقِهِ! أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدتَّ ذَلِكَ عِنْدِي!» . (3) هو: ابن سعد. الحديث: 1985 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 283 سُلَيم، عَنْ زَيْدِ بْنِ حُبَابٍ (1) ، عَنْ أَبِي سعيدٍ مَوْلَى أَبِي (2) ليثٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنِي عِبَادِي، وَظَمِئْتُ فَلَمْ يَسْقِنِي عِبَادِي، قَالَ: أَنْتَ يَا رَبِّ؟! قَالَ: نَعَمْ: يَمْرَضُ عَبْدِي؛ فَلَوْ عِيدَ عِيدَ لِي، وَيَعْطَشُ عَبْدِي؛ فَلَوْ سُقِيَ سُقِيَ لِي (3) ؟ قَالَ أَبِي: قَالَ أَبُو صَالِحٍ: زيدُ بْنُ حُبَاب، وغيرُهُ يَقُولُ: زَيْدُ بْنُ عَتَّاب، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: زيدُ بنُ أَبِي عَتَّاب، والصَّحيحُ: زيدُ بنُ أَبِي عَتَّاب (4) ، وَهُوَ شيخٌ حجازيٌّ، رَوَى عَنْهُ الْحِجَازِيُّونَ. 1986 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ (6) ، عَنْ سعيدٍ   (1) في (ف) : «خباب» ، وفي (ت) : «خياب» ، وفي (ك) : «حبان» . (2) كذا في جميع النسخ، وفي "التاريخ الكبير" (3/391) ، و"الجرح والتعديل" (3/569) ، و"تصحيفات المحدثين" للعسكري (2/875) : «مولى بني ليث» . وهو الصواب، وهو: أبو سعيد المقبري؛ كما سيأتي في التخريج. (3) تكلم شيخ الإسلام ابن تيميَّة عن معنى هذا الحديث، وبيَّن أنَّه لا يحتاج إلى تأويل. فانظر: "درء تعارض العقل والنقل" (1/148-150) و (5/233-236) ، و"الجواب الصحيح" (3/332-349) . (4) كذا هنا. وفي "الجرح والتعديل" (3/570) : «والصحيح زيد بن عتاب» ، ونقله عنه العسكري في "تصحيفات المحدثين" (2/875) . (5) ذكر ابن أبي حاتم هذا النص بتمامه في "المراسيل" رقم (608) . (6) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3323) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/502) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي (ص) " (42) ، والبزار في "مسنده" (3799) ، والنسائي في "الكبرى" (9893) ، والطبراني في "الكبير" (22/195- 196 رقم 513) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (156) . الحديث: 1986 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 284 بْنِ سعيدٍ أَبِي الصَّبَّاح التَّغْلِبي، عَنْ سعيدِ بنِ عُمَير بْنِ عُقْبةَ بْنِ نِيَارٍ الأنصاريِّ، عَنْ عمِّه أَبِي بُرْدَة بْنِ نِيَارٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَا صَلَّى عَلَيَّ عَبْدٌ مِنْ أُمَّتِي صَلاَةً صَادِقًا بِهَا مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ، إِلاَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَرَفَعَ لَهُ (1) بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ بِهَا عَشْرَ خَطِيئَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ. وَرَوَى هَذَا الحديثَ وَكِيعٌ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَعِيدٍ التَّغْلِبي (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَ بَدْرِيًّا - عن النبيِّ (ص) ، بِنَحْوِهِ. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: حديثُ وكيعٍ أَشبهُ، ولا أعلمُ لعُمَيرٍ صُحبةً (4) . 1987 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يوسفُ بن   (1) قوله: «له» ليس في (ت) و (ك) . (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9892) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5250 و5251) ، وفي "الحلية" (8/373- 374) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (11/27) . وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/233) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْكِلابِيِّ، عَنِ سعيد بن سعيد، به. ومن طريق ابن قانع أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1673) . قال أبو نعيم في "الحلية": «لا أعلم أحدًا رواه بهذا اللفظ إلا سعد، عن سعيد» . (3) في (ك) : «الثعلبي» . (4) قال أبو قريش محمد بن جمعة القُهُسْتاني الحافظ: «سألت أبا زرعة عن اختلاف هذين الحديثين؟ فقال: حديث أبي أسامة أشبه» . نقله المزي في "تهذيب الكمال" (11/27) . (5) تقدمت هذه المسألة برقم (197) ، وستأتي برقم (2054) . الحديث: 1987 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 285 عديٍّ، عَنْ عَثَّامٍ (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا تَضَوَّر (3) مِنَ الليلِ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيزُ الغَفَّارُ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشام بْنُ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ يقولُ نفسُهُ (4) ؛ هَكَذَا رَوَاهُ جَرِيرٌ (5) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا يوسفُ بْنُ عديٍّ بِهَذَا الحديثِ؛ وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ. 1988 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمر بن   (1) هو: ابن علي الكلابي. (2) قوله: «بن عروة» من (ت) و (ك) فقط. (3) قال أبو بكر الأنباري في قولهم: «يتضور» : معناه: يُظهر الضُّرَّ الذي قد وقع به بالتقلقل والاضطراب ... ويتضور: «يتفعَّل» من الضَّوْرِ، والضَّوْرُ بمعنى الضُّرِّ؛ يقال: ضَرَّنِي يَضُرُّنِي ضَرًّا، وَضَارَنِي يَضِيرُنِي ضَيْرًا، وَضَارَنِي يَضُورُنِي ضَوْرًا؛ بِمَعْنًى. اهـ. وقال ابن الأثير: يتضور: يتلوى ويضج. "الزاهر في معاني كلمات الناس" (2/164) ، و"النهاية" (3/105) . (4) كذا في جميع النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «كان يقولُ هو نفسُهُ» ؛ لأنَّ «نفسه» توكيد معنويٌّ للضمير = = المستتر الذي هو فاعل «يقول» ؛ وقد أوجب أكثرُ النُّحاةِ في ذلك توكيد الضمير المستتر أولاً بضمير منفصل. لكنَّ هذا قول أكثر النحاة لا جميعهم، فما وقع في النسخ وإن خالف الجادَّة، إلا أنه صحيحٌ في العربية، والله أعلم. انظر "شرح ابن عقيل" (3/212-213) ، و"مغني اللبيب" (ص716) . (5) هو: ابن عبد الحميد. (6) تقدمت هذه المسألة برقم (619) ، وستأتي برقم (2113) . الحديث: 1988 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 286 شَبِيبٍ، عن عبد الله بن عيسى، عن حَفْصٍ وعُبَيدالله (1) ابني (2) أخي سالم بن أبي الجَعْد، عَنْ سَالِمٍ (3) ، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَزِيدُ فِي العُمُرِ إِلاَّ البِرُّ، وَلاَ يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ سُفيان الثَّوريُّ، عَنْ عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ. قلتُ لَهُمَا: لَيْسَ لسالمِ بن أبي الجَعْد (4) ، ها هنا - مَعْنَى؟ قَالا (5) : لا. 1989 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (7) ، عَنِ الحارثِ (8) ، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) يقولُ عِنْدَ مَنَامِهِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ رَوَاهُ بعضُ الحُفَّاظِ (9) ، عن أبي   (1) في (أ) و (ش) : «وعبد الله» . (2) في (ك) : «ابن» . (3) قوله: «عن سالم» ليس في (ش) . (4) من قوله: «عن ثوبان ... » في الفقرة السابقة، إلى هنا، مكرر في (ت) و (ك) . (5) في (ت) و (ك) : «قال» . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (2055) . (7) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (8) هو: ابن عبد الله الأعور. (9) منهم إسرائيل بن يونس، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29308) . الحديث: 1989 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 287 إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرة (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) ؛ وهو الصَّحيحُ. وقال أَبِي: رَوَى عمَّارُ بنُ رُزَيقٍ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرةَ والحارثِ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) . ثُمَّ قَالَ: وحديثُ (4) الأوَّلِ أشبهُ؛ لأنَّ عمَّارَ بنَ رُزَيقٍ سَمِعَ من أَبِي إِسْحَاق بِأَخَرَةٍ. 1990 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَكَرِيَّا بنُ أَبِي زَائِدَة (6) ، وزهيرٌ (7) ؛ فقال أحدُهُمَا: عَنْ أَبِي إسحاق، عن عَمرِو بنِ   (1) هو: عمرو بن شرحبيل. (2) كذا في النسخ، دون ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، وانظر المسألة (34) . (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (5052) ، والنسائي في "الكبرى" (7732 و10603) ، والطبراني في "الصغير" (998) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (713) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (510) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير" (354) . وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (238) من طريق حماد ابن عبد الرحمن الكلبي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، به. (4) في (أ) و (ش) : «وحدت» . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (2056) . (6) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5446) ، وفي "الكبرى" (7882 و7916 و9961) . (7) هو: ابن معاوية، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه النسائي في "سننه" (5482) ، وفي "الكبرى" (7918 و9963) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قال: حدثني بعض أصحاب محمد (ص) . الحديث: 1990 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 288 مَيمونٍ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ،، [وَقَالَ الآخَرُ (1) : عَنْ عَمرِو بنِ مَيمونٍ، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ] (2) ؛أَنَّهُ كَانَ يتعوَّذُ مِنْ خمسٍ: مِنَ البُخْلِ، والْجُبْنِ، وسوءِ العمرِ، وفتنةِ الصَّدرِ، وعذابِ القبرِ؛ فأيُّهما أصحُّ؟ فَقَالا: لا هَذَا ولا هَذَا؛ روى هَذَا الحديثَ (3) الثَّوريُّ (4) فَقَالَ (5) : عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عَمْرو بْن مَيمون؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يتعوَّذ، مُرسَلً (6) . والثَّوريُّ أحفظُهُم. وقال أَبِي: أَبُو إِسْحَاق كَبِر وساء حفظُه بأَخَرةٍ؛ فسماعُ الثَّوريِّ منه قديمًا (7) .   (1) رواه على هذا الوجه يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ميمون، به، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (26606 و29125) ، والبزار في "مسنده" (324) ، والنسائي في "سننه" (5481 و5497) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (849 و850) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5182) ، وابن حبان في "صحيحه" (1024) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (310) . ورواه أيضًا إسرائيل بن يونس، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو بن ميمون، به، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة (12030 و26605 و29124) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/22 و54 رقم 145 و388) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (670) ، وأبو داود في "سننه" (1539) ، وابن ماجه (3844) ، والنسائي (5443 و5480) ، وابن جرير (848) ، والطحاوي (5180 و5181) ، والحاكم في "المستدرك" (1/530) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/150) . (2) ما بين معقوفين سقط من جميع النسخ، وأثبت مما يأتي في المسألة (2056) . (3) قوله: «الحديث» ليس في (أ) و (ش) و (ف) . (4) روايته أخرجها النسائي في "سننه" (5483) ، وفي "الكبرى" (7919 و9964) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (852) . وأخرجه ابن جرير (851 و852) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5183) . من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، به. (5) قوله: «فقال» سقط من (ك) . (6) كذا، وهو حالٌ منصوبٌ حذفت منه ألف التنوين، انظر التعليق على المسألة (34) . (7) كذا في جميع النسخ، ومثلُه في المسألة رقم (2056) ، والجادَّة: «قديمٌ» بالرفع؛ لأنه خبر «سماع» ، لكن نصبه جارٍ على أنه ظرفٌ منصوبٌ سدَّ مسدَّ الخبر، أي: فسماعُ الثوري منه كائنٌ أو مستقرٌّ قديمًا، أي: في القديم، وانظر التعليق على المسألة رقم (827) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 289 وقال أَبُو زُرْعَةَ: تأخَّر سماعُ زهيرٍ وزكريا من أَبِي إِسْحَاق (1) . 1991 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَكيم (3) ، عَنْ شَريكٍ (4) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ مَغْرَاءَ أَبِي المُخَارِقِ العَبْدِي، عَنِ ابْنَ عُمر؛ قَالَ: مَرَّ عَلَيْنَا رجلٌ ضَخْمٌ لَهُ خَلْقٌ (5) وجسمٌ، فَقُلْنَا: لَوْ كَانَ فِي سبيلِ الله! فأُخبر النبيُّ (ص) ذَلِكَ، فَقَالَ: لَعَلَّهُ يَكِدُّ عَلَى أَبَوَيْهِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ... وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ الناسُ يقولون: عَنْ مَغْرَاءَ أَبِي المُخَارِق؛ أنَّ النبيَّ (ص) ؛ مُرسَلً (6) ؛ وهذا (7) الصَّحيح.   (1) قال الترمذي في "جامعه" (3567) : «قال عبد الله بن عبد الرحمن (هو الدارمي) : أبو إسحاق الهمداني مضطرب في هذا الحديث؛ يقول: عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عمر، ويقول: عن غيره، ويضطرب فيه» . وقال الدارقطني في "العلل" (2/187) : «رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وابنه إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عُمَرَ، وخالفهما شعبة والثوري ومسعر؛ فرووه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو بن ميمون، مرسلاً، عن النبيِّ (ص) ، والمتصل صحيح» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2114) . (3) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (7/479) ، وفي "الشعب" (7469 و8337) . (4) هو: ابن عبد الله النخعي. (5) في (أ) و (ف) : «خلو» . (6) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. وانظر المسألة رقم (34) . (7) في (ك) : «وهو» . الحديث: 1991 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 290 قلتُ لَهما: الوَهَمُ مِمّن هُوَ؟ قَالا: مِن شَريك. 1992 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدٌ (1) الوَاسِطيُّ (2) ، وعبدُالله بنُ إدريسَ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي زيادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا (3) مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلاَ أَحَبُّ إِلَيْهِ (4) العَمَلُ فِيه (5) مِنْ أَيَّامِ العَشْرِ ... ، الحديثَ.   (1) قوله: «خالد» سقط من (ك) . (2) هو: خالد بن عبد الله، وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/82 رقم 11116) ، وأبو طاهر ابن أبي الصقر في "مشيخته" (79) . وأخرجه أحمد في "المسند" (1/224 و339 و346 رقم 1968 و3139 و3228) ، والبخاري في "صحيحه" (969) من طريق سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس. (3) قوله: «ما» سقط من (ك) . (4) قوله: «إليه» ليس في (ت) و (ك) . هذا وقوله: «أعظم وأحب» يجوز فيهما الرفع نعتًا لـ «أيام» على الموضع؛ لأنها في موضع رفع على الابتداء، و «مِنْ» زائدةٌ، والتقدير: ما أيامٌ أعظمُ عِنْدَ اللَّهِ وَلا أحبُّ ... إلخ، ويجوز أيضًا فتحهما نعتًا لـ «أيام» على اللفظ. انظر "مرقاة المفاتيح" (4/492) . (5) كذا، وحقُّ الضمير أن يرجع إلى «أيَّام» فيقال: «فيها» أو «فيهنَّ» كما في مصادر التخريج، لكن يخرَّج ما في النسخ على لغة طيِّئ ولَخْم، والأصل: «فيها» ؛ لكن حُذِفَتِ الألفُ ونقلت فتحة الهاء إلى الساكن قبلها، فصارت «فِيَهْ» . انظر تفصيل هذه اللغة وشواهدها في التعليق على المسألة (235) . أو يخرَّج على الحمل على المعنى؛ فـ «فيه» أي: في هذا الوقت المذكور. وانظر التعليق على المسألة (270) . وقوله: «العمل» : مرفوعٌ على أنَّه فاعل لأفعل التفضيل «أعظم» و «أحب» ، ولا يجوز عند النحاة أن يَرْفَعَ «أفعلُ التفضيلِ» فاعلاً ظاهرًا إلا في مسألة الكُحْلِ، ومنها هذا الحديث، ومسألةُ الكحل المشار إليها هي قولهم: «ما رأيتُ رجلاً أحسَنَ في عَيْنَيه الكُحْلُ مِنهُ في عَين زيد» . وانظر "كتاب سيبويه" (2/32) ، و"اللباب" للعكبري (1/447) ، و"شواهد التوضيح" (ص176-177، بحث رقم 41) ، و"شرح قطر الندى" (ص314-315) ، و"شرح شذور الذهب" (ص421) ، و"شرح ألفية ابن مالك" (باب أفعل التفضيل) . الحديث: 1992 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 291 قِيلَ لَهُ: وَرَوَاهُ (1) مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيلٍ (2) ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي زيادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ابنُ إِدْرِيسَ وخالدٌ أحفَظُ فِي حديثِ يزيدَ مِنِ ابْنِ فُضَيلٍ (3) . 1993 - وسألتُ (4) أَبِي عن حديثٍ رواه عُبَيدُالله بنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ (5) ، عَنْ عبد الله بْنِ المُخْتار، عَنِ ابْنِ سِيرِين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: وَصَبُ (6) المُؤْمِنِ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَاهُ؟ قَالَ أَبِي: كنتُ (7) أَستغربُ هَذَا الحديثَ، فنظرتُ فَإِذَا هُوَ وَهَمٌ.   (1) في (ش) : «رواه» بلا واو. (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (14093) - الرشد، والبيهقي في "فضائل الأوقات" (173) ، وأبو طاهر بن أبي الصقر في "مشيخته" (83) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/75 و131 رقم 5446 و6154) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (807) ، والبيهقي في "الشعب" (3474) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، والطحاوي في "مشكل الآثار" (2971) ، والبيهقي (3475) من طريق مسعود ابن سعد، كلاهما عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وأخرجه أبو عوانة في "مسنده" (3024) من طريق أبي عوانة الوضاح بن عبد الله، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. (3) في (ك) : «يزيد بن أبي فضيل» . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1062) . (5) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق. (6) تقدم تفسيره في المسألة (1062) . (7) في (ك) : «كنت أن» . الحديث: 1993 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 292 وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ زيدٍ، عَنْ أيُّوبَ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِين، عَنْ أَبِي الرَّبَابِ (2) القُشَيْرِي، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، أَنَّهُ قَالَ: وَصَبُ المؤمنِ ... قولَهُ، غيرَ مرفوعٍ.   (1) هو: السختياني. (2) المثبت من (ت) ، وهو موافق لما في المسألة رقم (1062) ، وفي (ك) : «الربان» ، ولم تنقط الكلمة في بقية النسخ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 293 1994 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكِيعٌ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي الضُّحَى (2) ، عَنْ جَرِير بن عبد الله؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، كَانَ لَهُ أَجْرُهُ ... ، الحديثَ. وَرَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (3) ، عَنِ الأَعْمَش، عَنْ أَبِي الضُّحَى مسلمٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ هِلالٍ العَبْسِيِّ، عَنْ جريرٍ، عن النبيِّ (ص) (4) ؟ قَالَ أَبِي: كنتُ (5) أَظُنُّ أنَّ (6) أبا الضُّحَى قد لقيَ جريرً (7) ، فإذا روايةُ الأَعْمَش تدلُّ عَلَى أَنَّهُ لم يَسْمَعْ منه، وحديثُ الأَعْمَش قد أفسد حديثَ محمدِ بْنُ قَيْسٍ (8) . 1995 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدُ بْنُ طَهْمَانَ أبو العلاء الخَفَّافُ، عن   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الفسوي في = = "المعرفة والتاريخ" (3/233) ، والطبراني في "الكبير" (2/343 رقم 2437) ، وابن عبد البر في"التمهيد" (24/328) . (2) هو: مسلم بن صَبيح. (3) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (19202) ، ومسلم في "صحيحه" (1017) . وأخرجه مسلم (1017) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد وأبي الضحى، عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، به. وأخرجه الإمام أحمد (4/362 رقم 19206) ، ومسلم (1017) من طريق محمد بن أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن بن هلال، به. وأخرجه أحمد (4/357 رقم 19156) ، ومسلم (1017) من طريق المنذر بن جرير، عن أبيه، به. وأخرجه أحمد أيضًا (4/360 و361 رقم 19183 و19200) من طريق حميد بن هلال وشقيق بن سلمة، عن جرير، به. (4) رواه مسلم (1017) من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، به. (5) قوله: «كنت» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . (6) قوله: «أن» سقط من (أ) و (ش) . (7) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (8) وقد جاء التصريح بالسماع بين أبي الضحى وجرير عند الطبراني في "الكبير" (2/343) رقم (2437) قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا محمد بن قيس الأسدي، عن مسلم بن صبيح قال: سمعت جرير ابن عبد الله، فذكره. الحديث: 1994 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 294 حُصَينٍ - وليس بابن عبد الرحمن (1) - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: مَنْ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا كَانَ فِي حِفْظٍ مِنَ اللَّهِ مَا وَارَاهُ مِنْهُ رُقْعةٌ (2) ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ (3) ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ الخَفَّافِ، عَنْ حُصَينٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: فأيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: النَّاس يرفعونه. مرفوعٌ (4) عندي صحيحٌ. 1996 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُصَين (6) ، عَنْ سَعْدِ (7) بْنِ عُبيدةَ، عَنِ البَرَاءِ؛ قَالَ: إِذَا اضْطَجَعَ الرجلُ فتوسَّد يمينَه؛ قَالَ: اللَّهم إِنِّي أسلمتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ... ؟ قَالَ أَبِي: لم يرفعْه حُصَينٌ، وَرَوَاهُ مَنصور (8) وفِطْرٌ (9) ، فرفعاه.   (1) أي: وإنما هو حصين بن مالك البجلي؛ انظر "التاريخ الكبير" (3/9) ، و"تهذيب الكمال" (6/536) . (2) رواه الترمذي (2484) من طريق أبي أحمد الزبيري، عن خالد بن طهمان به مرفوعًا، وقال: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» . (3) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (302) . وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2484) ، والحاكم في "المستدرك" (4/196) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، والطبراني في "الكبير" (12/76 رقم 12591 و12592) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين وسفيان الثوري، جميعهم عن أبي العلاء خالد بن طهمان، به. (4) كذا، وهو مبتدأ، ساغ الابتداء به مع كونه نكرة؛ لأنه موصوفٌ بوصفٍ مقدرٍ؛ إذ مراده: مرفوعٌ منهما عندي صحيح، أي: المرفوع منهما عندي صحيح، وذلك كقولهم: «السمن منوان بدرهم» ، أي: مَنَوانِ منه، وكقولهم: «شرٌّ أهرَّ ذا نابٍ» ، أي: شرٌّ عظيمٌ. وخرَّج ابن هشام على ذلك قوله تعالى: [آل عِمرَان: 154] {وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ} . وانظر "مغني اللبيب" (ص445-450) ، و"همع الهوامع" (/381-384) . ويمكن أن تكون «مرفوع» منصوبة على أنها حالٌ؛ والتقدير: الحديثُ مرفوعًا عندي صحيح. وتكون «مرفوعًا» قد جاءت دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (2057) و (2062) ، وانظر المسألة رقم (177) و (6062) . (6) هو: ابن عبد الرحمن السلمي. ولم نقف على روايته الموقوفة هذه، ولكن الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (2710) ، وأحمد في "مسنده" (4/296 رقم 18617) ، والنسائي في "الكبرى" (10620 و10621) ، وابن عدي في "الكامل" (6/191) من طريق حُصَيْنٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عبيدة، عن البراء، به، مرفوعًا. (7) في (ش) : «سعيد» . (8) هو: منصور بن المعتمر. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (177) . (9) في (أ) و (ش) : «ومطر» . وهو فطر بن خليفة، وروايته أخرجها أبو داود (5047) ، والنسائي في "الكبرى" (10619) ، والطبراني في "الدعاء" (240) ، والبيهقي في "الدعوات" (336) ، والخطيب في "الكفاية" (ص175) . الحديث: 1996 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 295 قلتُ: فأيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: مَنصورٌ أحفظُ الثلاثة، وأثبتُهم، وأتقنُهم. 1997 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بن يَمَانٍ (2) ؛ قال:   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2059) . (2) لم نقف على روايته، لكنه توبع مع بعض الاختلاف الآتي ذكره؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29170 و30622) من طريق وكيع، عن مسعر، عن أبي بكر ابن حفص، عن الحسن بن الحسن: أن عبد الله ابن جعفر زوّج ابنته، فخلا بها فقال: إذا نزل بك الموت أو أمر من أمور الدنيا فظيع، فاستقبليه بأن تقولي: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين. قال الحسن بن الحسن: فبعث إليّ الحجاج، فقلتهن، فلما مثلت بين يديه قال: والله لقد أرسلت إليك وأنا أريد أن أضرب عنقك، ولقد صرت وما من أهل بيت أحد أكرم علي منك، سلني حاجتك. وكذا أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (10478 و10479 و10480) من طريق يحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون وسفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن مسعر، به، موقوفًا كسابقه، لكن لم يذكر سفيان بن عيينة قولَ الحسن بن الحسن: فبعث إليّ الحجاج ... إلخ، وقال يحيى القطان في روايته: «أن عبد الله بن جعفر تزوج امرأة فدخل بها، فلما خرج قلت لها: ما قال لك؟ قالت: قال: إذا نزل بك أمر ... » إلخ. وأخرجه محمد بن فضيل في "الدعاء" (86) فقال: حدثنا مسعر، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/62) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، كلاهما (محمد بن فضيل وشيبان) عن مسعر، به مثل رواية يحيى القطان، إلا أنهما قالا: «لما زوج عبد الله بن جعفر ابنته خلا بها ... » إلخ، وفيه أن الحسن أخذ الحديث عن ابنة عبد الله بن جعفر. وخالف هؤلاء كلهم سليمان التيمي ومحمد بن بشر: أما سليمان التيمي: فرواه عن مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حفص، عن عبد الله بن الحسن، عن عبد الله بن جعفر؛ قال في شأن هؤلاء الكلمات: «لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ الْحَلِيمُ الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم اغفر لي، اللهم ارحمني، اللهم تجاوز عني، اللهم اعف عني» . قال عبد الله بن جعفر: أخبرني عمي [يعني علي بن أبي طالب ح] : أن رسول الله (ص) علّمه هؤلاء الكلمات؛ أخرجه النسائي في "الكبرى" (10477) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (192) ، والطبراني في "الدعاء" (1016) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص219) ، والبيهقي في "الدعوات" (205) . وأما محمد بن بشر: فرواه عن مسعر، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ عبد الله بن حسن: أن عبد الله بن جعفر دخل على ابن له مريض يقال له: صالح، فقال: قل ... ، ثم ذكر الدعاء بنحو سابقه، وذكر أنه أخذه عن عمّه علي ح، عن النبي (ص) ؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29348) ، لكن سقط من المطبوع ذكر مسعر. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه النسائي في "الكبرى" (10481) ، والطبراني في "الدعاء" (1017) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/230) ، وذكروا في سنده مسعر ابن كدام. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1044) من طريق العباس بن الفضل، عن الحسن بن الحسن؛ قال: لما زوج عبد الله بن جعفر ابنته خلا بها ... ، فذكره بنحو رواية ابن أبي شيبة لطريق وكيع عن مسعر، إلا أنه ذكر أن الحسن أخذه عن ابنة عبد الله بن جعفر. كذا وقع في المطبوع من "مكارم الأخلاق": «الحسن ابن حسين» ، وجاء على الصواب في "المنتقى من = = مكارم الأخلاق" (585) للسِّلَفي. وقد ورد الحديث مرفوعًا من طرق أخرى عن عبد الله بن جعفر، عن علي ح، فانظرها إن شئت في "مسند أحمد" (1/91 و94 و206 رقم 701 و726 و1762) ، و"سنن ابن ماجه" (1446) ، و"سنن النسائي الكبرى" (10463- 10473) . الحديث: 1997 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 296 حدَّثنا ............................. مِسْعَرٌ (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ (2) ، عَنْ حَسَنِ بْنِ حسنٍ (3) ، عن عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ؛ قَالَ (4) : لمَّا جَهَّز (5) ابنتَهُ إلى الحَجَّاجِ (6) قال   (1) هو: ابن كدام. (2) هو: عبد الله بن حفص. (3) ضبب ناسخ (ف) على كلمة: «حسن» الثانية. (4) القائل: هو حسين بن حسن. (5) يعني: عبد الله بن جعفر. (6) هو: الحجاج بن يوسف الثقفي؛ كما جاء مصرَّحًا به في بعض مصادر التخريج. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 297 لها: إنَّ رسولَ الله (ص) أَمَرَنِي إِذَا أَصَابَنِي هَمٌّ أَوْ غَمٌّ أَنْ أدعوَ بِهَذَا الدعاءِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الحَليِمُ (1) الكَرِيمُ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ روى غيرُ واحدٍ عَنْ مِسْعَرٍ لا يُوَصِّلُونَهُ (2) . 1998 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ وَهْب ابن بَيَانٍ (4) الوَاسِطِيِّ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا حَفْصُ ابن النَّجَّارِ الوَاسِطِيُّ، عَنْ عَنْبَسةَ بْنِ   (1) في (ك) : «الحكيم» . (2) انظر الكلام على ضبط «يوصِّلونه» لغة في التعليق على المسألة رقم (163) . هذا وقد تقدم في التخريج أن عددًا من الرواة رووه عن مسعر موقوفًا على عبد الله بن جعفر، وبعضهم رفعه. ورواه بعض الرواة عن مسعر، فجعلوه من رواية حسن ابن حسن، عن ابنة عبد الله بن جعفر، عن أبيها، ولعل هذا الذي عناه أبو حاتم بقوله: «لا يوصلونه» . وقد ذكر الدارقطني في "العلل" (311) اختلاف الرواة في طرق هذا الحديث عن عبد الله بن جعفر، وذكر رواية مسعر فقال: «وعند مسعر فيه إسنادان آخران: أحدهما: رواه سليمان التيمي، عن مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حفص، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن عبد الله بن جعفر، عن علي، ورفعه إلى النبي (ص) . وخالفه شيبان؛ فرواه عن مِسْعَرٌ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حفص، ولم يرفعه. والإسناد الآخر: رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنِ مسعر، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ عبد الله بن الحسن، عن عبد الله ابن جعفر، عن علي، عن النبي (ص) » . اهـ. (3) ستأتي هذه المسألة برقم (2260) . وفي هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. (4) في (أ) و (ش) : «نيار» بدل «بيان» . (5) لم نقف على روايته، ولم نقف على الحديث من مسند أبي موسى، وإنما يروى من مسند أبي هريرة؛ فقد أخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص134) من طريق عبد الرحيم بن سلام عن حفص بن أبي حفص، عن عنبسة بن مهران الحداد، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا؛ هكذا بجعل الزهري مكان مكحول، وجعله من مسند أبي هريرة. وحفص بن أبي حفص هو حفص بن عمر النجار كما تجده عند بحشل نفسه في (ص158) . وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (457) من طريق حمزة بن محمد، عن حفص النجار، عن عنبسة الحداد، عن مكحول، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا؛ هكذا بإسقاط سعيد بن المسيب. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (3601) ، وابن عدي في "الكامل" (5/263) ، والدارقطني في "الأفراد" (ق293/أ- أطراف الغرائب) ثلاثتهم من طريق يحيى بن المتوكل، عن عنبسة الحداد، عن مكحول، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، به. ووقع عند ابن عدي: «يحيى بن عقيل» بدل «يحيى بن المتوكل» ، والظاهر أنه تصحف عن «يحيى أبو عقيل» فهذه كنية يحيى بن المتوكل، وذكر ابن طاهر في "ذخيرة الحفاظ" (5370) أن ابن عدي أخرج الحديث أيضًا في ترجمة يحيى بن المتوكل، ووقع سند الحديث في المطبوع من "الكامل" (7/207) على الصواب، لكن سقط متنه من هذه الطبعة السقيمة. الحديث: 1998 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 298 مِهْرانَ؛ قَالَ: حدَّثنا مَكْحُولٌ الشَّامِيُّ، عَنْ سعيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَريِّ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ، كَانَتْ لَهُ نُورًا. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا؛ وحفصٌ هُوَ عِنْدِي حَفْصٌ الإمامُ (1) ، وَكَانَ ضعيفَ الحديثِ (2) .   (1) هو: ابن عمر أبو عمران الرازي النجار الواسطي. (2) قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/402) في ترجمة عنبسة بن مهران الحداد: «سألت أبي عنه فقال: منكر الحديث» . ثم أخرج من طريق عثمان بن سعيد الدارمي أنه قال: قلت ليحيى بن معين: عنبسة بن مهران، عن الزهري. = = من عنبسة الذي يروي عنه يحيى بن المتوكل؟ فقال: لا أعرفه. قال أبو محمد: لأنه مجهول. اهـ. وقال الدارقطني في الموضع السابق: «غريب من حديث مكحول عنه، تفرد به عنبسة بن مهران عنه، وتفرد به يحيى بن المتوكل عن عنبسة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 299 1999 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاجُ بْنُ دينارٍ (2) ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ (3) ، عَنْ رُفَيعٍ (4) أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أَبِي بَرْزةَ (5) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي كَفَّارة المجلسِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ... . وَرَوَاهُ يُونُسُ (6) بْنُ مُحَمَّدٍ (7) ، عن مُصْعَبِ ابن حَيَّان، عن مُقَاتِل   (1) نقل الحافظ في "الإصابة" (11/74) بعض هذا النص. وستأتي هذه المسألة برقم (2060) . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29316) ، وأبو داود في "سننه" (4859) كلاهما من طريق عبدة بن سليمان، عن حجاج، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7426) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/425 رقم 19812) ، والدارمي في "سننه" (2700) ، والبزار في "مسنده" (3848) ، والروياني في "مسنده" (1309) ، والحاكم في "المستدرك" (1/537) ، وابن بشران في "الأمالي" (687 و1077) ، والخطيب في "الجامع" (1441) جميعهم من طريق يعلى بن عبيد، عن حجاج، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10259) من طريق عيسى بن يونس، عن حجاج، به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1917) من طريق أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَنْ حَجَّاجٍ، به. وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6419) من طريق سليمان بن داود الشاذكوني، عن عتاب بن بشير، عن حجاج، به. وخالف هؤلاء جميعًا عبد الله بن نمير؛ فرواه عن حجاج، وأسقط من سنده أبا العالية؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/420 رقم 19769) . (3) هو: يحيى بن دينار الرُّمَّاني. (4) في (ش) : «ربيع» . وهو: رُفيع بن مهران الرِّياحي. (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن أبي بردة» . واسم أبي برزة: نضلة بن عبيد. (6) في (أ) و (ت) و (ش) و (ف) : «ورواه عن يونس» ، وقد جاء على الصواب في المسألة (2060) ، ووقع على الصواب هنا في (ك) . (7) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10260) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (4/287 رقم 4445) ، و"الأوسط" (4467) ، و"الصغير" (620) ، و"الدعاء" (1918) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (223) ، والحاكم في "المستدرك" (1/537) . الحديث: 1999 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 300 ابن حَيَّان، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أنسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ رافعِ بن خَدِيجٍ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ مَنصورٌ (1) ، عَن فُضَيْل بْن عَمرو، عَنْ زِياد (2) بْنِ حُصَين، عَنْ أَبِي العالية، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ مَنصورٍ أشبهُ؛ لأنَّ حديثَ أَبِي هاشم رَوَاهُ حجَّاجُ بنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هاشم، وحجَّاجٌ ليس بالقويِّ، وفي حديث الربيع بن أنس دونه (4) مُصْعَبُ بن حَيَّان، عَنْ مُقَاتِل بن حَيَّان (5) .   (1) هو: ابن المعتمر. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29318) من طريق جرير، والنسائي في "الكبرى" (10262) من طريق إسرائيل، كلاهما عن منصور، به، مرسلاً. وتابعهما سفيان الثوري عن منصور، واختلف على الثوري كما سيأتي. وأخرجه النسائي أيضًا (10263) ، وابن بشران في "الأمالي" (1574) ، كلاهما من طريق عاصم الأحول، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ أبي العالية، به، مرسلاً. (2) في (ت) : «إياد» بدل «زياد» . (3) قوله: «مرسل» سقط من (ش) . وهو حالٌ منصوبٌ، وجاء دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) أي: في حديث الربيع في الإسناد إليه: مُصْعَبِ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ مُقَاتِلِ بن حيان. ومصعب بن حيان لين الحديث كما في "التقريب" (6687) . (5) قوله: «مقاتل بن حيان» سقط من (ك) . وفي المسألة (2060) : «عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ الربيع» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 301 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيث مَنصورٍ أشبهُ؛ لأنَّ الثَّوريَّ (1) رَوَاهُ، وهو أحفظُهُم (2) . 2000 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عن حديثٍ رواه شُعبةُ (3) ،   (1) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10264) من طريق أبي داود الحفري، وابن عمشليق في "جزئه" (31) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما = = عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عَنْ مَنْصُورٍ بن المعتمر، عَن فضيل بْن عَمْرٍو، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي العالية، به، مرسلاً. وخالفهما يزيد بن هارون؛ فرواه عن سفيان الثوري، فأسقط فضيل بن عمرو من الإسناد؛ أخرجه النسائي (10261) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (6/310 رقم 1161) : «اختلف فيه على أبي العالية؛ فرواه حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هاشم الرماني، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ برزة. وخالفه مقاتل بن حيان؛ فرواه عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خديج؛ حدث به مصعب بن حيان، عن أخيه مقاتل بن حيان. ورواه زِيَادِ بْنِ الْحُصَيْنِ، عَنْ أَبِي العالية، مرسلاً. وكذلك رواه فضيل بن عمرو؛ حدث به منصور بن المعتمر وغيره، عن فضيل بن عمرو، مرسلاً أيضًا. والمرسل أصح. وقال محمد بن مروان العقيلي: حدثنا هشام بن حسان، عن حفصة، عن أبي العالية، قوله؛ لم يجاوز به» . اهـ. وقول الدارقطني: «عن فضيل بن عمرو مرسلاً أيضًا» ، أي: عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنِ أبي العالية مرسلاً، والله أعلم. وانظر كلام السخاوي عن هذا الحديث في "البلدانيات" (45) . (3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2616) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/298 رقم 7966) ، والبزار في "مسنده" (3086/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (1/21) من طريق محمد بن جعفر، وأحمد (2/298 رقم 7966) من طريق هاشم بن القاسم، والنسائي في "الكبرى" (9841) من طريق حجاج بن محمد، والطبراني في "الدعاء" (1636) من طريق مسلم بن إبراهيم، وخلف بن الوليد، وأسد بن موسى، والحاكم (1/21) من طريق آدم بن أبي إياس؛ جميعهم (الطيالسي، ومحمد بن جعفر، وهاشم، وحجاج، ومسلم، وخلف، وأسد، وآدم) عن شعبة، به. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/100) عن شعبة، به. ومن طريق الطيالسي أخرجه أحمد (2/363 رقم 8753) ، والبزار (3087/كشف الأستار) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/204) . وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3460) ، والبزار في "مسنده" (2447) ، والنسائي في "الكبرى" (9951) ، والحاكم (1/503) من طريق محمد بن جعفر، والنسائي (9950) من طريق أبي النعمان الحكم بن عبد الله، كلاهما عن شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن عمرو، موقوفًا. وأخرجه الطيالسي في "المسند" (2679) والإمام أحمد في "المسند" (2/469 رقم 10056) عن محمد ابن جعفر وعن حجاج - ثلاثتهم: الطيالسي ومحمد بن جعفر وحجاج - عن شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد مولى أبي رهم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/403 رقم 19605) عن محمد بن جعفر والطبراني في "الدعاء" (1668) من طريق مؤمل بن إسماعيل، كلاهما عن شعبة، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عثمان، عن أبي موسى. وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (252) من طريق النضر بن شميل، والإمام أحمد (2/335 رقم 8426) من طريق أبي عوانه الوضاح بن عبد الله، والإمام أحمد أيضًا (2/355 و403 رقم 8660 و9233) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/427) من طريق زهير بن معاوية، والطبراني في "الدعاء" (1634) من طريق هشيم بن بشير، وابن عدي في "الكامل" (7/229) من طريق القاسم؛ جميعهم عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/100) تعليقًا عن معمر وإسرائيل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ كميل ابن زياد، عن أبي هريرة، مرفوعًا. وعلقه أيضًا عن شعبة، عن عبد الرحمن بن عابس، عن كميل، عن أبي هريرة، مرفوعًا، وعلق أيضًا عن قبيصة أنه قال: أخبرني يونس، عن أبي إسحاق، عن كميل بن زياد النخعي، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وأخرجه الإمام أحمد (2/158 و210 و211 رقم 6479 و6959 و6973) ، والترمذي (3460) ، والبزار (2448) ، والنسائي في "الكبرى" (9952) ، والحاكم في "المستدرك" (1/503) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (121) ، والبغوي في "شرح السنة" (1281) من طريق حاتم بن أبي صغيرة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/366) من طريق شعيب بن صفوان، كلاهما عَنْ أَبِي بَلْجٍ، عَنْ عَمْرِو بن ميمون، عن عبد الله ابن عمرو، عن النبي (ص) . الحديث: 2000 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 302 عَنْ أَبِي بَلْجٍ (1) ، عَنْ عَمرو بْنِ مَيمونٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِب بْنِ بَرَكةَ، عَنْ عَمرو بْنِ مَيمونٍ، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لهما: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ ابْن عُيَينةَ أصحُّ. وقال أَبُو زُرْعَةَ: عَنْ أَبِي هريرة، غامضٌ.   (1) هو: الفزاري، يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم. (2) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (130) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (35250) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/150 رقم 21336) ، وحسين المروزي في "زوائده على الزهد" (1122) ، والنسائي في "الكبرى" (9842) ، وابن حبان في "صحيحه" (820) . ومن طريق الحميدي أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/100) . وأخرجه أحمد (5/145 رقم 21298) ، وابن ماجه في "سننه" (3825) ، والبزار في "مسنده" (4020) ، والنسائي في "الكبرى" (11303) ، والطبراني في "الدعاء" (1645- 1647) من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأحمد (5/179 رقم 21552) ، وهناد في "الزهد" (1065) ، والبزار (4034) من طريق عُبيد بن الخشخاش، وأحمد (5/157 رقم 21394) ، والبزار (4049) من طريق عبد الرحمن بن غنم، جميعهم عن أبي ذر، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 304 قلتُ: فأيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: فِي هَذَا نظرٌ (1) . 2001 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زرعة عن حديثِ [جَِسْرِ] (3) بْنِ فَرْقَدٍ (4) ، عَنْ ثابتٍ (5) ، عَنْ أنسٍ، عَنْ أَبِي طَلْحةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً ... الحديثَ. قلتُ: وَرَوَاهُ حمَّادُ بنُ سَلَمةَ (6) ، عَنْ ثابتٍ، عَنْ سليمانَ مَوْلَى   (1) ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (1/100) أوجه الخلاف في هذا الحديث، ثم قال: «والأول أشبه» ، أي: حديث ابن عيينة. وذكره الدارقطني في "العلل" (6/255) و (8/326) ، وقال: «والله أعلم بالصواب» . (2) انظر المسألة الآتية برقم (2035) . (3) في جميع النسخ: «حسن» ، والمثبت هو الصواب. انظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (2/358) ، ونقل عن ابن دريد قوله: «صوابه الفتح (أي: فتح الجيم) لكن المحدِّثون يكسرونه» . وقيده الدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (1/452) ، وابن ماكولا في "الإكمال" (1/100) ، بكسر الجيم. (4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (5/99- 100 رقم 4718) ، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي (ص) " (50) . وأخرجه ابن أبي عاصم في (49) ، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي (ص) " (1) ، والطبراني في "الكبير" (5/99 رقم 4717) ، وفي "الصغير" (579) ، والبيهقي في "الشعب" (1461) من طريق عبيد الله بن عمر، والطبراني في "الكبير" (1719) من طريق صالح المري، كلاهما عن ثابت، به. (5) هو: ابن مسلم البناني. (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (31779) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/29- 30 و30 رقم 16361 و16363) ، والدارمي في "مسنده" (2815) وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي (ص) " (2) ، والنسائي في "المجتبى" (1283 و1295) ، والشاشي في "مسنده" (1073) ، وابن حبان في "صحيحه" (915) ، والطبراني في "الكبير" (5/102 رقم 4724) ، والحاكم في "المستدرك" (2/420) . وأخرجه إسماعيل القاضي (3) من طريق إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده. الحديث: 2001 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 305 الحسن بن عليٍّ، عن عبد الله ابن أَبِي طَلْحةَ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ حمَّادٍ أصحُّ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ وإنما هو ما رَوَاهُ حمَّاد. قلتُ: الوَهَمُ مِمَّنْ هُوَ (2) ؟ قَالا: من [جَِسْر] (3) . 2002 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ ابن هارونَ ومحمدُ بن عبد الله الخُزَاعِيُّ (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمةَ، عَنْ قتادةَ، عَنْ أَبِي ثُمَامةَ   (1) من قوله: «عن ثابت ... » إلى هنا، سقط من (ك) . (2) قوله: «هو» سقط من (ك) . (3) في جميع النسخ: «حسن» ، وانظر التعليق المتقدم أول المسألة. قال الدارقطني في "العلل" (943) : «يرويه عبيد الله بن عمرالعمري، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ أبي طلحة، تفرد به سليمان بن بلال عنه. وتابعه سلام بن أبي الصهباء، وصالح المري، وجسر بن فرقد؛ فرووه عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ أبي طلحة، وكلُّهم وَهِم فيه على ثابت، والصواب مَا رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ = = ثَابِتٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلَى الحسن بن علي، عن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ» . (4) لم نقف على رواية يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عبد الله، عن حماد بن سلمة، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25388) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/189 رقم 6774) من طريق عفان بن مسلم وبهز بن أسد، وأحمد (2/209 رقم 6950) من طريق روح بن عبادة، والدولابي في "الكنى" (740) من طريق المؤمل بن إسماعيل، وأبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" (3/20- 21) من طريق عيسى بن موسى، والحاكم في "المستدرك" (4/162) من طريق حبان ابن هلال وحجاج بن المنهال، جميعهم عن حماد بن سلمة، به مرفوعًا. وأخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (269) من طريق النضر بن شميل، عن حماد بن سلمة، به موقوفًا. جاء عند أبي أحمد الحاكم: «عبد الله بن عمر» ، وجاء عند الخرائطي والحاكم «أبي أمامة الثقفي» . الحديث: 2002 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 306 الثَّقَفِيِّ، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الرَّحِمُ حُجْنَةٌ كَحُجْنَةِ (1) المِغْزَلِ (2) ؟ قَالَ أَبِي: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَ هَذَا الحديثَ غيرَ هَذَيْنِ (3) ، والناسُ يُوقفُونَه. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ بالصَّحيحِ؟ قَالَ: الموقوفُ أصحُّ.   (1) في (ف) : «حجبة كحجبة» ، وفي (ك) : «حجفة كجحفة» . (2) كذا وقع الحديث هنا، وفي "مسند الإمام أحمد" وغيره: «توضع الرَّحِمُ يوم القيامة لها حُجْنَة ... » . وتتمة الحديث: «تَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ طَلقٍ ذَلْقٍ، فَتَصِلُ مَنْ وَصَلَهَا، وَتَقْطَعُ مَنْ قَطَعَهَا» . وحجنة المغزل: الصنارة، وهي الحديدة العقفاء التي في رأس المغزل، ويعلق بها الخيط ثم يفتل الغزل. وكل شيء انعقف فهو أحجن. "غريب الحديث" لابن قتيبة (1/334) ، و"تهذيب اللغة" (4/153) ، و"الفائق" (1/261) ، و"النهاية" (1/347) . (3) في (ك) : «هارون» . وقد تقدم في مصادر التخريج أن عفان بن مسلم، وبهز بن أسد، وروح بن عبادة، والمؤمل بن إسماعيل، وعيسى بن موسى، وحبان بن هلال، والحجاج بن المنهال؛ قد تابعوا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَمُحَمَّدُ بْنُ عبد الله في روايتهما عن حماد بن سلمة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 307 2003 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ حُمَيدٍ، عَنْ أنسٍ،، وَرَوَاهُ رَوْحُ بنُ عُبَادةَ، عَنْ حمَّادٍ، عَنْ ثابتٍ وحُمَيدٍ، عن أنسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: أَلِظُّوا (2) بِذِي الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حمَّاد (3) يَرْوِيهِ عَنْ أَبَانَ بْنِ (4) أَبِي عيَّاش، عَنْ أنسٍ. 2004 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْن خَلَفٍ، وحمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ ثابتٍ؛ قَالَ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ: وأحسَبُهُ عَنْ أنسٍ، وَقَالَ مُوسَى: عن أنس، عن النبيِّ (ص) : مَنْ كَانَ لَهُ ابْنَتَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ (6) ، كُنْتُ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ ... (7) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2069) وفيها زيادة بيان على ما هنا. (2) قال أبو عبيد: قوله: «ألظوا» يعني: الزموا ذلك، والإلظاظ: لزوم الشيء والمثابرة عليه. يقال: ألظظت به أُلِظُّ إلظاظًا، وفلان مُلِظٌّ بفلان: إذا كان ملازمًا له لا يفارقه. "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/420-421) ، وانظر "النهاية" (4/252) . (3) هو: ابن زيد. وسيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (2069) . (4) في (أ) و (ف) : «عن» بدل «بن» ، وكانت هكذا في (ش) ، ثم صوبت في الهامش، وكتب فوقها: «صح» . (5) تقدمت هذه المسألة برقم (1212) . (6) كذا، والجادة أن يقال: «ثلاث» ، وما في النسخ صحيحٌ وقد ذكرنا وجهه في تعليقنا على المسألة (1212) . (7) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية بخط مغاير يبدو انها بخط محمد العطار، نصها: «رواه الحبيب بن زياد بن عبد الرحمن عن ثابت عن أنس أيضًا» . الحديث: 2003 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 308 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمةَ، عَنْ ثابتٍ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ أشبهُ بالصَّوابِ، وحمادٌ أثبتُ الناسِ في ثابتٍ وعليّ ابن زيدٍ. 2005- وسألتُ أَبِي (1) وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَيَّارُ بْنُ حاتمٍ (2) ، عن عبد الواحد ابن زيادٍ، عن عبد الرحمن بْنِ إسحاقَ، عَنِ القاسمِ بْنِ عبد الرحمنِ، عن أبيه، عن عبد الله ابن مسعودٍ، عن النبيِّ (ص) أنه قال: لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ _ج لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ لِي (3) : يَا مُحَمَّدُ! أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ، وَأَخْبِرْهُمْ (4) أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ (5) ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ؟ قال أَبِي (6) : هَكَذَا رَوَاهُ سَيَّارٌ، وغيرُه (7) يقولُ: عن القاسم، عن   (1) ضرب في (ت) على قوله: «أبي و» . (2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3462) ، والبزار في "مسنده" (1992) ، والطبراني في "الكبير" (10/173 رقم 10363) ، وفي "الأوسط" (4170) ، وفي "الصغير" (539) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/250) . ومن طريق الطبراني أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/292) ، وابن عساكر (6/251) . وأخرجه البزار (1991) من طريق محمد بن صالح أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن بن إسحاق، به. (3) قوله: «لي» ليس في (أ) و (ش) . (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «أخبرهم» . (5) في (ك) : «تيعان» . (6) في (ت) و (ك) : «فقال» بدل: «قال أبي» . (7) سيأتي تخريج هذا الوجه. الحديث: 2005 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 309 أبيه (1) ؛ وهذا الصَّحيحُ مُرسَلً (2) . قلتُ لهما: الوَهَمُ ممَّن تراه (3) ؟ قَالَ أَبِي: مِنْ سَيَّارٍ. وقال أَبُو زُرْعَةَ: لا أدري؛ إما من سَيَّارٍ، وإما من عبدِالواحد؛ رواه جماعةٌ (4) عن عبد الواحد، فلم يقولوا: عن أبيه (5) .   (1) أي: عن النبي (ص) مرسلاً، بدون ذكر «عبد الله بن مسعود» ، والله أعلم. (2) «مرسل» حالٌ منصوبٌ، وجاء دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقوله: «الصحيح» خبر المبتدأ، أي: هذا هو الصحيح في حال إرساله. (3) كذا في جميع النسخ، والمرادُ: «قلت لكل واحدٍ منهما: الوهم ممن تراه» ؛ كما في قوله تعالى: [آل عِمرَان: 7] {مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} ، قال البغوي: «لم يقل: أمهات الكتاب؛ لأن الآيات كلها في تكاملها واجتماعها كالآية الواحدة، وكلام الله تعالى واحد، وقيل: معناه كلُّ آية منهن أم الكتاب؛ كما قال: [المؤمنون: 50] {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً} ؛ أي: كل واحد منهما آية» . "تفسير البغوي" (ص188) . ويؤيِّد ذلك احتمال أن يكون ابن أبي حاتم سأل أباه وأبا زرعة في مجلسين مختلفين، والله أعلم. (4) منهم أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1993) . (5) كلام أبي زرعة هنا مشكل؛ لأن رواية الجماعة ترجِّح أن الخطأ من سيار كما ذهب إليه أبو حاتم، إلا أن يكون قصد أبي زرعة: أن عبد الواحد كان يضطرب فيه، فمرة لا يقول: «عن أبيه» كما في رواية الجماعة، ومرة يذكره كما في رواية سيار، والله أعلم. وقال الترمذي (3462) في الموضع السابق: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن مسعود» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (211/أ/أطراف الغرائب) : «تفرد به عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة، عن القاسم، عن أبيه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 310 2006 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بنُ دينارٍ وكيلُ آلِ (2) الزُّبَير (3) ، عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر ابن الخَطَّاب: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ دَخَلَ سُوقًا يُصَاحُ (4) فِيهَا وَيُبَاعُ،   (1) انظر ما يأتي في المسألة (2038) . (2) في (أ) و (ش) : «ابن» بدل: «آل» . (3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (12) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/47 رقم 327) ، والترمذي في "جامعه" (3429) ، وابن ماجه (2235) ، والبزار (125) ، والطبراني في "الدعاء" (789) ، وابن عدي في "الكامل" (5/135) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص332) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (183) ، جميعهم من طريق حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بن دينار، به. وأخرجه الترمذي في الموضع السابق من طريق معتمر ابن سليمان، عن عمرو بن دينار، به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (790) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص333) ، وابن عدي في "الكامل" (5/135) ، وأبو الشيخ في "طبقات = = المحدثين" (2/173) ، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" (2984- أطرافه) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/180) ، وابن بشران في "الأمالي" (684) ، والخطيب في "الموضح" (2/286) ، جميعهم من طريق هشام بن حسان، عن عمرو بن دينار، به. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (791) من طريق ثابت ابن يزيد، وابن عدي في "الكامل" (5/135) من طريق عمر بن المغيرة، والخطيب في "الموضح" (2/286) من طريق محمد بن راشد، والبغوي في "شرح السنة" (1338) من طريق سعيد بن زيد، جميعهم عن عمرو بن دينار، به، لكن محمد بن راشد لم يسمّ عمرو ابن دينار، وإنما كناه فقال: «عن أبي يحيى مولى آل يزيد» . وذكر ابن كثير في "مسند الفاروق" (2/642) أن علي بن المديني أخرجه في "مسند عمر" من طريق زياد بن الربيع، عن عمرو. وسيأتي في المسألة (2038) من طريق عِمْرَانَ بْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو. (4) في (أ) و (ف) : «يضاج» . الحديث: 2006 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 311 فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريك لَهُ ... ، الْحَدِيثُ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، لا يَحْتَمِلُ سالمٌ هَذَا الحديث (1) .   (1) وروي هذا الحديث أيضًا من ثلاث طرق أخرى متابعة لطريق عمرو بن دينار: الأولى: طريق أزهر بْنِ سِنَانٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ واسع قال: قدمت مكة، فلقيني أخي سالم بن عبد الله بن عمر، فحدثني عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ رسول الله (ص) قال ... ، فذكره؛ أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (28) ، والدارمي في "سننه" (2734) ، والبخاري في "الكنى" (ص50 رقم 430) ، والترمذي في "جامعه" (3428) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/133-134) ، والطبراني في "الدعاء" (792) ، والحاكم في "المستدرك" (1/538) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/355) . قال الترمذي: «هذا حديث غريب» . الثانية: طريق أبي عبد الله الفراء، عن سالم، به، ولم يقل: «له الملك، وله الحمد» ، وزاد: «بُني لَهُ بَيْت فِي الْجَنَّةِ» ؛ أخرجه البخاري في الموضع السابق من "الكنى". الثالثة: طريق المهاجر - أو المهاصر - بن حبيب، عن سالم؛ أخرجها الطبراني في "الدعاء" (793) من طريق عبيد بن غنام ومحمد بن عبد الله الحضرمي، كلاهما عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الأَحْمَرِ، عَن المهاجر بن حبيب؛ قال: سمعت سالم ابن عبد الله بن عمر يقول: سمعت ابن عمر يقول، سمعت عمر ح يقول ... ، فذكره مرفوعًا. وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "الزهد" (ص263) عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شيبة، لكنه جعله من قول عبد الله بن عمر. ورواية عبيد بن غنام والحضرمي أرجح كما يظهر من سياق كلام الدارقطني الآتي. وقال الحافظ ابن كثير في "مسند الفاروق" (2/642-643) : «وقال أبو خالد الأحمر: عن المهاجر بن حبيب، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن جدِّه، ورواه غيره عن المهاجر فلم يقل: عن جدِّه. قال علي بن المديني في "مسند عمر": وأما حديث مهاجر عن سالم فيمن دخل السوق، فإن مهاجر بن حبيب ثقة من أهل الشام، ولم يلقه أبو خالد الأحمر، وإنما روى عنه ثور بن يزيد والأحوص بن حكيم، وفرج بن فضالة، وأهل الشام، وهذا حديث منكر من حديث مهاجر من أنه سمع سالمًا، وإنما رَوى هذا الحديثَ شيخٌ لم يكن عندهم بثَبَتٍ يُقال له: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير؛ حدثناه زياد بن الربيع، عنه، به. فكان أصحابنا ينكرون هذا الحديث أشد الإنكار لجودة إسناده. وقال: وقد روى هذا الشيخ حديثًا آخر عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر، عن النبيِّ (ص) أنه قال: «مَنْ رأى مبتلًى..» فذكر كلامًا لا أحفظه، وهذا مما أنكروه، ولو كان مهاجر يصحّ حديثه في السوق، لم ينكر على عمرو بن دينار هذا الحديث. انتهى كلامه _ح وإيانا» . اهـ. وقال الدارقطني في "العلل" (2/48-50 رقم 101) : «هو حديث يرويه عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير البصري - وكنيته أبو يحيى - عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر. واختلف عن عمرو في إسناده؛ رواه حماد بن زيد، وعمران بن مسلم المنقري، وسماك بن عطية، وحماد بن سلمة، وغيرهم، عن عمرو بن دينار، هكذا. واختلف عن هشام بن حسان؛ فرواه عنه عبد الله بن بكر السهمي، فتابع حماد بن زيد ومن تابعه. ورواه فضيل بن عياض، عن هشام، عن سالم، عن أبيه، ولم يذكر عمر. ورواه سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ هشام، عن عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ عمر، موقوفًا، ولم يذكر فيه سالمًا، ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من عمرو بن = = دينار؛ لأنه ضعيفٌ قليل الضبط. وروي عن المهاصر بن حبيب وعن أبي عبد الله الفراء، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمر، مرفوعًا. وروي عن عمر بن محمد ابن زيد؛ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البصرة مولى قريش، عن سالم، فرجع الحديث إلى عمرو بن دينار، وهو ضعيف الحديث لا يحتج به. وروي هذا الحديث عَنْ رَاشِدٍ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحِمَّانِيِّ، عن أبي يحيى، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ. وأبو يحيى هذا هو: عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزبير، ولم يَسْمَعْ مِنَ ابْنِ عُمَرَ؛ إِنَّمَا روى هذا عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» . وذكر نحو هذا أيضًا في "العلل" المخطوط (4/ق 56/ب) . وانظر التعليق على المسألة الآتية برقم (2038) ، و"علل الترمذي" (674) ، و"الكامل" لابن عدي (5/135) ، و"ميزان الاعتدال" (3/259) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 312 ............................ 2007 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زُهَيرٌ (1) ، عن سعدٍ الطَّائِيِّ   (1) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (3099) من طريق أبي النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ زهير، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/13 رقم 11101) ، وابن مردويه في "ثلاثة مجالس من أماليه" (37) من طريق الحسن بن موسى الأشيب، عن زهير، به، إلا أنه جاء عندهما: «عن أبي سعيد الخدري أراه قد رفعه إلى النبي (ص) » . وأخرجه البيهقي أيضًا (3098) من طريق عثمان بن سعيد، عن زهير، عَنْ سَعْدٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عن أبي سعيد، وعن إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الشعبي؛ قالا: قال رسول الله (ص) ... فذكره. الحديث: 2007 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 313 أَبِي مُجَاهِد، عَنْ عَطِيَّةَ (1) ، عَنْ أَبِي سعيدٍ؛ قَالَ: أيُّما (2) مؤمنٍ سَقَى (3) مُؤْمِنًا شَرْبَةً عَلَى ظَمَأٍ، سقاه اللهُ مِنْ رَحِيقِ المَخْتُومِ (4) ،، وَمَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِنًا ... ومَنْ كسا مؤمنًا ... الحديثَ (5) .   (1) هو: ابن سعد بن جنادة العوفي. (2) في (ش) : «إنما» . (3) في (ت) : «سقط» . (4) في (ش) : «رحيق مختوم» ، وفي مصادر التخريج: «الرحيق المختوم» ، والمثبت من بقية النسخ. و «الرحيق» : من أسماء الخمر؛ يريد: خمر الجنة، و «المختوم» : صفة له، أي: المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه، وقيل: الممزوج. وما وقع في (ش) : «رحيق مختوم» على الوصف، وهو لفظ الآية الكريمة في سورة المطففين: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ *} . وما وقع في مصادر التخريج: «الرحيق المختوم» : فهو على الوصف أيضًا، و «أل» فيه عهدية، للعهد الذهني؛ يعني: الرحيق الذي ذكر في القرآن. وما وقع هنا في بقية النسخ: «رحيق المختوم» ، فهو من إضافة الموصوف إلى صفته؛ كـ «دار الآخرة» و «حق اليقين» ، وهو جائزٌ عند الكوفيين، ومؤوَّل عند البصريين على حذف مضاف. وانظر ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (505) . (5) وتمام الحديث: «وأيَّما مؤمن أطعَمَ مؤمنًا على جوعٍ أطعمَهُ اللهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وأيُّما مؤمن كسا مؤمنًا ثوبًا على عُري كساه الله من خُضرِ الجنة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 314 فَقِيلَ لأَبِي: هِشَامُ (1) بْنُ حَسَّان (2) ، عَنِ الجَارُود (3) ، عَنْ عَطِيَّة، عَنْ أبي سعيدٍ، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ موقوفٌ؛ الحُفَّاظُ لا يَرْفَعُونَهُ (4) . 2008 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّلُ بنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمةَ، عَنْ ثابتٍ (5) ، عَنْ أنسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: مَنْ   (1) في (أ) و (ش) : «هاشم» . (2) في (ش) : «حيان» . ورواية هشام أخرجها ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (31) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1111) . وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2449) من طريق عمار بن محمد ابن أخت الثوري، عن أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (1682) من طريق أبي خالد الدالاني، عن نبيح بن عبد الله العنزي، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن" (4/185) . وأخرجه هناد في "الزهد" (658) من طريق عبدة بن سليمان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن سعد الطائي قال أخبرت أن رسول الله (ص) ... فذكره، وقد تقدم في التعليق أول المسألة أن البيهقي رواه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن الشعبي، عن النبي (ص) . وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (8/134) ، وفي "أخبار أصبهان" (2/267- 268) من طريق أبي هارون عمارة بن جوين العبدي، عن أبي سعيد الخدري، مرفوعًا. (3) كذا في جميع النسخ، وكذا في الأصول الخطية لـ"مسند أبي يعلى"، وغيَّره محققه (2/360) إلى: «أبي الجارود» . و «أبي الجاورد» هو الموافق لما في مصادر التخريج السابقة. واسم أبي الجارود: زياد بن المنذر الهمداني. (4) قال الترمذي - بعد أن رواه مرفوعًا -: «هذا حديث غريب، وقد روي هذا عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، موقوفًا، وهو أصح عندنا وأشبه» . (5) هو: ابن أسلم البناني. الحديث: 2008 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 315 بَنَى مَسْجِدًا فِي الدُّنْيَا، بَنَى اللهُ لَهُ (1) مَسْجِدًا فِي الآخِرَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ مُؤَمَّلٌ؛ حدَّثنا أَبُو سَلَمةَ (2) ، عَنْ حمَّادٍ، عَنْ (3) ثابتٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (4) . وَعَنْ حمَّادٍ، عَنْ أَبَانَ (5) ، عن أنسٍ، عن النبيِّ (ص) . والصَّحيحُ: حديثُ أَبِي سَلَمةَ. 2009 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُرَّانُ ابنُ تَمَّام (6) ، عَنْ أَبِي فَرْوةَ، عَنْ أَبِي المُبارَكِ، عَنْ عطاءٍ (7) ، عَنْ أَبِي سعيدٍ الخُدْريِّ؛ قَالَ: قُلْنَا لرسولِ الله (ص) : مَا لِمَنْ قَالَ: الحمدُ لِلَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، مِنَ الأجرِ؟ قَالَ: عِشْرُونَ حَسَنَةً مُضَاعَفَةً، وَعِشْرُونَ سَيِّئَةً مُكَفَّرَةً؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ، وَأَبُو فَرْوةَ: يزيدُ بنُ سِنَان، وأبو المُبَارَك مجهولٌ (8) .   (1) قوله: «له» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (2) هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي. (3) في (ش) : «بن» . (4) كذا، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) هو: ابن أبي عياش. (6) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1686) من طريق عبد الله ابن سعد الرقي، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ يَزِيدِ بْنِ محمد بن سنان الرهاوي، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عطاء بن أبي رباح، به. (7) هو: ابن أبي رباح. (8) وكذا قال الترمذي في "جامعه" (2918) عن أبي المبارك؛ إنه مجهول. وقال الذهبي في "الميزان" (4/569) : «فأبو المبارك لا تقوم به حجة؛ لجهالته» . الحديث: 2009 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 316 2010 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَخْلَدُ بنُ يَزِيدَ الحَرَّانِيُّ (1) ، عَنْ يوسفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ زَيْدٍ العَمِّيِّ (2) ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، وَيُكْشَفَ كُرْبَتُهُ (3) ، فَلْيُيَسِّرْ عَلَى المُعْسِرِ (4) ؟ قَالَ أَبِي: زيدٌ لم يَسمَعْ من ابنِ عُمَرَ شيءً (5) . 2011 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ تفسيرِ حديثِ أَبِي الدرداءِ وجابرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أنَّهُ (7) قَالَ: مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ ... ، هَلْ يثبُتُ هَذَانِ الْخَبَرَانِ، أَمْ لَهُمَا معارِضٌ أَوْ دافعٌ، أَوْ فِيهِمَا عِلَّةٌ؟ وَمَا مَعْنَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ: رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ؟   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/23 رقم 4749) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (826) ، وابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (101) من طريق محمد بن عبيد، وأبو يعلى في "مسنده" (5713) من طريق بكر بن بكار، كلاهما عن يوسف بن صهيب، به. (2) هو: ابن الحواري. (3) كذا في (ت) ، وأهمل نقط الياء من «يستجاب» و «يكشف» في بقية النسخ، وما أثبتناه صحيحٌ في العربية. انظر توجيهه في التعليق على المسالة رقم (224) . (4) في (أ) و (ش) : «معسر» . (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . (6) نقل الحافظ ابن رجب كلام أبي حاتم على حديث جابر في "شرح علل الترمذي" (2/760) ، وفي "فتح الباري" (3/463) . (7) قوله: «أنه» ليس في (ت) و (ك) . (*) ... كذا بدخول الفاء في خبر المبتدأ، في غير المواضع التي ذكرها جمهور النحاة، وهو جائز على مذهب الأخفش؛ حيث يجيز دخول الفاء على أي خبر؛ نحو: «زيدٌ فمنطلقٌ» . انظر تعليقنا على ذلك في المسألة رقم (1026) . الحديث: 2010 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 317 قَالَ أَبِي: وَهَذَا الحديثُ: فَلا نَعْلَمُ (*) لأَبِي الدرداءِ فِي هَذَا روايةً عن النبيِّ (ص) (1) ؛ وَإِنَّمَا رَوَاهُ عُفَيرُ بنُ مَعْدانَ (2) ، عَنْ سُلَيمِ بْنِ عامرٍ، عَنْ أبي أُمامةَ، عن النبيِّ (ص) (3) . وعُفَيرٌ فواهِي الحديثِ (*) ، لا يُشتَغَلُ بروايتِهِ وبحديثِهِ، منكرُ الْحَدِيث؛ يحدِّث (4) عَنْ سُلَيمِ بْنِ عامرٍ، عَنْ أبي أُمامةَ، عن النبيِّ (ص) أحاديثَ كَثيرةً؛ منها ما لا أصل لها (5) ، ومنها ما يَرْوِيهِ الثقاتُ عن   (1) لكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3662) ، وفي "الدعاء" (432) من طريق محمد بن أبي السري، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن صدقة بن عبد الله، عن سليمان ابن أبي كريمة، عن أبي قرة عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة السلولي قال: سمعت أبا الدرداء ... فذكره. قال في "الأوسط": «لا يَرْوِي هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به عمرو بن أبي سلمة» . وفي سنده سليمان بن أبي كريمة وصدقة بن عبد الله، وهما ضعيفان، وابن أبي السري وعمرو بن أبي سلمة متكلَّم في حفظهما. (2) روايته أخرجها أبو يعلى كما في "المطالب العالية" (242) ، والطبراني في "الدعاء" (458) ، والحاكم في "المستدرك" (1/546- 547) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/212- 213) . (3) من قوله: «وإنما رواه عفير ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (*) ... كذا بدخول الفاء في خبر المبتدأ، في غير المواضع التي ذكرها جمهور النحاة، وهو جائز على مذهب الأخفش؛ حيث يجيز دخول الفاء على أي خبر؛ نحو: «زيدٌ فمنطلقٌ» . انظر تعليقنا على ذلك في المسألة رقم (1026) . (4) في (ك) : «فحدث» . (5) كذا، والجادَّة: «منها ما لا أصل لَهُ» ، برجوع الضمير في «له» إلى لفظ «ما» ، وهو مذكَّر، لكن يجوز في العربية رجوع الضمير إلى معناه - ما كان - وهنا «ما» في معنى «الأحاديث» ، ونظير ذلك قوله تعالى مخاطبًا نساء النبي (ص) : {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا *} ؛ فقد رجع الضمير في «يقنت» مذكَّرًا؛ لأنه يرجع إلى لفظ «مَنْ» ، ورجَعَ مؤنثًا في قوله: «وتعمل» ، و «نؤتها» ، و «أجرها» ، و «لها» ؛ لأنه يرجع إلى معناها. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (54) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 318 سُلَيم؛ قَالَ: قَالَ: أَبُو الدرداء، مُرسَلً (1) ، ومنها ما يَرْوِيهِ الثقاتُ عَنْ سُلَيم (2) ، عَنْ جُبَير بْن نُفَير (3) ، قولَهُ. وقد وَصلَهُ عَنْ أبي أُمامة عن النبيِّ (ص) كَثيرً (4) من هَذَا النحوِ، وقد رأيتُ أبا اليَمَانِ الحَكَمَ (5) ابنَ نَافِعٍ، ويحيى بنَ صالحٍ الوُحَاظِيَّ يرويان عنه أحاديثَ مُعْضَلةً، كنا نتنكَّبُ كتابتَها. وأما حديثُ جابرٍ (6) : فرواه شُعَيبُ ابنُ أَبِي حمزةَ، عَنْ محمدِ بْنِ   (1) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . (2) من قوله: «قال قال أبو الدرداء ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) في (ت) و (ك) : «نقير» . (4) قوله: «وقد وصله ... كثير ... » كذا في جميع النسخ، ولعل الأَولى: «وقد وَصلَ ... كثيرًا ... » ، أي: وصل عفيرٌ كثيرًا من الأحاديث غير الموصولة. ويمكن تخريج ما وقع هنا على أن الهاء في «وصله» ضمير المصدر المفهوم من الفعل، أي: «وصلَ عفيرٌ - الوَصْلَ - كثيرًا من الأحاديث» ، و «كثيرً» على ذلك مفعولٌ للفعل «وصل» ، وجاء بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وعَمَلُ الفعلِ في ضمير المصدر ورد كثيرًا في كلام العرب، ووقع كذلك في القرآن الكريم؛ كما في قراءة ابن ذكوان عن ابن عامر: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام: 90] بكسر الهاء ووصلها بياءٍ وصلاً. انظر البحر المحيط" (4/180) . (5) في (ك) : «الحكيم» . (6) حديث جابر ح رواه الإمام أحمد في "المسند" (3/354 رقم 14817) ، والبخاري في "صحيحه" (614 و4719) ، والترمذي في "جامعه" (211) من طريق شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، به، مرفوعًا. قال الترمذي: «حديث حسن غريب من حديث محمد ابن المنكدر، لا نعلم أحدًا رواه غير شعيب بن أبي حمزة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 319 المُنْكَدِرِ، عَنْ جابرٍ، وقد طُعِنَ فيها (1) ، وكان (2) عَرَضَ شُعيبٌ عَلَى (3) ابْن المُنْكَدِر كِتابًا، فأمر بقراءتِهِ عليه، فعرف (4) بعضا (5) وأنكر بعضا، وقال لابنه أو لابن أخيه: اكتُبْ هذه الأحاديثَ، فدوَّن (6) شُعَيبٌ ذلك الكتابَ، ولم يَثبتْ روايةُ شُعَيبٍ تلك (7) الأحاديثَ عَلَى الناسِ، وعُرِضَ عليَّ بعضُ تلك الأحاديثِ (8) ، فرأيتُها مُشَابِهًا (9)   (1) قوله: «وقد طعن فيها» كذا، ولم يسبق لفظٌ مؤنَّثٌ يعود عليه الضمير في «فيها» . ويخرَّج على أنه أراد طُعِنَ في روايته، كأنَّه قال: «وأما حَدِيث جَابِر: فرواه شعيبٌ ... روايةً، وقد طُعِنَ فيها» ؛ فأعاد الضمير بالتأنيث لفهم ذلك من السياق، وأغنى عن ذكر «روايته» قولُهُ: أولاً: «فرواه» . وقد جاء ذلك في = = الكتاب الحكيم؛ قال تعالى على لسان سليمان: [ص: 32] {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} ، أي: توارت الشمسُ؛ أغنى عن ذكرها ذكرُ العشي قبلها في قوله: [ص: 31] {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ *} وانظر: "معاني القرآن" (4/77) ، و"غريب الحديث" للخطابي (2/332) ، و"ارتشاف الضرب" (2/941-943) . (2) اسم «كان» هنا: هو ضمير الشأن، والخبر جملة: «عرض ... » إلخ. وانظر الكلام على ضمير الشأن في المسألة رقم (854) . (3) في (ش) : «عن» . (4) في (ك) : «فعرق» . (5) في (ت) و (ك) : «بعضها» . (6) في (ت) و (ك) : «فروى» . (7) في (ك) : «بتلك» . (8) في (أ) و (ش) : «الكتب» . (9) كذا في جميع النسخ، ولعله ذَكَّر متوهمًا أنه قال: «فرأيته» ، أي: ذلك البعض؛ والضمير في «مشابهًا» يعود إما على قوله: «بعض تلك الأحاديث» ، وإما على واحدٍ من تلك الأحاديث؛ وهذا من الحمل على المعنى بإفراد الجمع؛ وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1135) .. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 320 لحديثِ إسحاقَ بْن أَبِي فَرْوةَ (1) ، وهذا الحديثُ من تلك   (1) نقل الحافظ ابن رجب في "شرح العلل" (2/862) كلام أبي حاتم هنا، وأوضحه بقوله: «ومصداق ذلك؛ ما ذكره أبو حاتم: أن شعيب بن أبي حمزة روى عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ حديث الاستفتاح في الصلاة بنحو سياق حديث علي. ورُوي عن شعيب، عن ابن المنكدر، عن الأعرج، عن محمد بن مسلمة، فرجع الحديث إلى الأعرج. وإنما رواه الناس عن الأعرج، عن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بن أبي طالب. ومن جملة من رواه عن الأعرج بهذا الإسناد: إسحاق ابن أبي فروة. وقيل إنه رواه عن عبد الله بن الفضل، عن الأعرج. وروي عن مُحَمَّدُ بْنُ حِمْيَر، عَنْ شُعَيْبِ بن أبي حمزة، عن ابن أبي فروة وابن المنكدر، عن الأعرج، عن محمد بن مسلمة. ورواه أبو معاوية، عن شعيب، عن إسحاق، عن الأعرج، عن عبيد الله بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بن مسلمة. فظهر بهذا أن الحديث عند شعيب: عن ابن أبي فروة. وكذا قال أبو حاتم الرازي: هذا الحديث مِنْ حَدِيثِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فروة، يرويه شعيب عنه. وحاصل الأمر أن حديث الاستفتاح رواه شُعَيْبٌ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي فروة وابن المنكدر؛ فمنهم من ترك إسحاق وذكر ابن المنكدر، ومنهم من كنى عنه فقال: عن ابن المنكدر وآخر. وكذا وقع في "سنن النسائي"، وهذا مما لا يجوز فعله؛ وهو أن يروي الرجل حديثاً عن اثنين؛ أحدهما مطعون فيه، والآخر ثقة، فيترك ذكر المطعون فيه ويذكر الثقة. وقد نص الإمام أحمد على ذلك وعلله بأنه ربما كان في حديث الضعيف شيء ليس في حديث الثقة، وهو كما قال، فإنه ربما كان سياق الحديث للضعيف، وحديث الآخر محمولاً عليه. فهذا الحديث يرجع إلى رواية إسحاق بن أبي فروة وابن المنكدر، ويرجع إلى حديث الأعرج. ورواية الأعرج له معروفة عن ابن أبي رافع، عن علي، وهو الصواب عند النسائي والدارقطني وغيرهما. وهذا الاضطراب في الحديث الظاهر أنه من ابن أبي فروة؛ لسوء حفظه وكثرة اضطرابه في الأحاديث، وهو يروي عن ابن المنكدر» . اهـ. وانظر "فتح الباري" لابن رجب أيضًا (3/463) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 321 الأحاديثِ (1) . 2012 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو خُلَيدٍ القَارِئُ (2) ، عَنِ الأَوْزاعيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ - وعَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ -   (1) لم يجب أبو حاتم عن السؤال عن معنى «رب هذه الدعوة التامة» . وقد قيل فيها: إنها دعوة التوحيد، وقيل: دعوة الأذان، وقيل: الدعوة التامة: من أول الأذان إلى قوله: «محمد رسول الله» ، والحيعلة هي الصلاة القائمة. و «التامة» : الكاملة التي لا يدخلها تغيير ولا تبديل، بل هي باقية إلى يوم النشور، أو لأنها هي التي تستحق صفة التمام وما سواها فمعرض للفساد. هذا على أن الدعوة التامة هي دعوة التوحيد. وأما على أنها دعوة الأذان، فوصفها بالتمام لما اشتمل عليه الأذان من التوحيد والإقرار بالنبوة والأذكار وغيرها من الخيرات، ولأنها ذكر الله تعالى ويدعى بها إلى عبادته، وذلك هو الذي يستحق صفة الكمال والتمام. وقد تكون التامة في الدعوة بمعنى: الواجبة والحاقة اللازمة بالشرع. ينظر "مشارق الأنوار" (1/122) ، و"النهاية" (1/197) ، (2/179) ، و"تهذيب الأسماء واللغات" (3/39) ، و"تحرير ألفاظ التنبيه" (1/54) ، و"فتح الباري" لابن رجب (3/465) ، ولابن حجر (2/95) . (2) هو: عتبة بن حماد القارئ. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (512) ، وابن حبان في "صحيحه" (5665) ، والطبراني في "الأوسط" (6776) ، وفي "الكبير" (20/108- 109، 215) ، وفي "مسند الشاميين" (203 و3570) ، والدارقطني في "العلل" (6/50) ، والبيهقي في "الشعب" (3552 و6204) ، وفي "فضائل الأوقات" (22) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/234- 235 و54/97) جميعهم من طريق هشام بن خالد، عن أبي خُلَيْد، به. ورواية الدارقطني في"العلل" من طريق الأوزاعي وحده عن مكحول، ليس فيها «ابن ثوبان عن أبيه» . وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (205) من طريق سليمان بن أحمد الواسطي، ثنا أبو خليد، ثنا ابن ثوبان، حدثني أبي، عن مكحول، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ معاذ بن جبل. (3) هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. الحديث: 2012 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 322 عَنْ مالكٍ بْنِ يُخَامِرَ، عَن معاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : يَطَّلِعُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى خَلْقِهِ (1) ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بهذا الإسنادِ (2) ، لم يَرْوِ (3) بهذا الإسنادِ [غير] (4) أَبِي خُلَيدٍ، وَلا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ بِهِ! قلتُ: ما حالُ [أَبِي] (5) خُلَيدٍ؟ قَالَ: شيخٌ (6) .   (1) وتمامه: «فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» . (2) قوله: «الإسناد» ليس في (أ) و (ش) . (3) أي: لم يَرْوِهِ. (4) في جميع النسخ: «عن» ، وهو تصحيفٌ، وسيأتي مثله في المسألة رقم (2144) ، ويحتمل أن يكون سقط من العبارة كلمة «إلا» ؛ فيكون السياق هكذا: «لم يُرْوَ بهذا الإسناد [إلا] عن أبي خُلَيْد» ، والله أعلم. (5) في جميع النسخ: «ابن» ، وتقدم في أول المسألة على الصواب، وانظر "تهذيب الكمال" (19/303) . (6) قال الدارقطني في "العلل" (970) : «يروى عن مكحول، واختلف عنه؛ فرواه أبو خليد عتبة بن حماد القارئ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مَكْحُولٍ، وعَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ يُخامِرَ، عن معاذ ابن جبل؛ قال ذلك هشامُ بن خالد، عن أبي خليد؛ حدثناه ابن أبي داود قال: ثنا هشام بن خالد، بذلك. وخالفه سليمان بن أحمد الواسطي؛ فرواه عن أبي خليد، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ كثير بن مرة، عن معاذ بن جبل؛ كلاهما غير محفوظ. وقد روي عن مكحول في هذا روايات. وقال هشام بن الغاز: عن مكحول، عن عائشة. وقيل: عَنِ الأَحْوَصِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ مكحول، عن أبي ثعلبة. وقيل: عن الأحوص، عن حبيب بن صهيب، عن أبي ثعلبة. وقيل: عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، مرسلاً. وقال الْحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَأَةَ: عَنْ مَكْحُولٍ، عن كثير بن مرة، مرسلاً؛ أن النبيَّ (ص) قال. وقيل: عن مكحول من قوله. والحديث غير ثابت» . اهـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 323 2013 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيْد بنُ جَنَّادٍ، عَنْ عطاءِ بْنِ مسلمٍ (1) ، عَنْ فِطْرِ بن خَلِيفةَ، عن سَلَمةَ، عن (2) شُرَحْبِيلَ، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ لَهُ في الإِسْلاَمِ ابْنَتَان ِ (3) ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمَا مَا صَحِبَتَاهُ، ثُمَّ مَاتَ؛ أَدْخَلَتَاهُ (4) الجَنَّةَ؟ فَقَالَ (5) أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: فِطْرٌ (6) ، عَنْ شُرَحْبيلَ بنِ سعدٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ كَذَا حدَّثنا أَبُو نُعيمٍ (7) ، عَنْ   (1) في (ك) : «سلم» . وهو: الخفاف أبو مخلد الكوفي. (2) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «عن» . (3) قوله: «ابنتان» فاعل لـ «أدرك» ، ولم يؤنَّث الفعل معه مع كونه مؤنَّثًا حقيقيًّا؛ للفصل بينه وبين الفعل. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (206) . هذا؛ وقد جاءت هذه العبارة في مصادر التخريج على ألفاظ؛ منها: «أَدْرَكَتْ له ابنتان» ، و «تُدْرِكُ له ابنتان» ، والمعنى: أدركَتْهُ ابنتان، ويشهد له روايةُ "الأدب المفرد": «تُدركُهُ ابنتان» ، و"مسند أبي يعلى": «يكون له ابنتان» ، وفي "مسند أحمد": «كانت له أختان» ، والله أعلم. (4) في (أ) و (ف) : «أدخلناه» . (5) في (أ) و (ش) : «قال» . (6) في (ت) و (ك) : «فطير» . (7) هو: الفضل بن دكين، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (77) ، والخرائطي في "مكارم = = الأخلاق" (637) ، والطبراني في "الكبير" (10/337- 338 رقم 10836) ، والحاكم في "المستدرك" (4/178) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25428) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، والإمام أحمد في "المسند" (1/235- 236 رقم 2104) من طريق وكيع ومحمد بن عبيد، والحسين المروزي في "البر والصلة" (145) من طريق ابن المبارك، وأبو يعلى في "مسنده" (2571 و2742) من طريق جرير بن عبد الحميد، والطبراني (10/337- 338 رقم 10836) من طريق خلاد بن يحيى، والحاكم (4/178) ، والبيهقي في "الشعب" (10512) من طريق يعلى بن عبيد، والبيهقي (8314) من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، والخطيب في "الموضح" (2/166) من طريق عبيدة بن حميد، جميعهم عن فطر بن خليفة، به. ومن طريق الحسين المروزي أخرجه ابن ماجه في "سننه" (3670) ، ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2945) . وأخرجه الإمام أحمد (1/363 رقم 3424) من طريق عكرمة مولى ابن عباس، عن شرحبيل بن سعد، به. ومن طريق أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (10/425- 426 رقم 451) . وأخرجه أبو يعلى (2457) ، والطبراني في "الكبير" (11/173 رقم 11542) ، من طريق عكرمة مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عباس، نحوه. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/20) من طريق عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ ابن عباس. الحديث: 2013 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 324 فِطْرٍ، والخطأُ مِنْ عطاءِ بْنِ مسلمٍ. 2014 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ بَيَانُ بْنُ عَمرٍو أَبُو محمَّد (1) المُحَارِبِيُّ (2) ، عَنْ سالمِ بْنِ نُوحٍ - وَيَحْيَى بنِ سعيدٍ القَطَّانِ،   (1) في (ك) : «وأبو محمد» . (2) كذا جاء هنا، وكذا وقع في "الجرح والتعديل" (2/425) . وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (2/134) فقال: «بَيَانُ بْنُ عَمْرٍو أَبُو مُحَمَّدٍ، بخاري» . وكذا جاء في "تهذيب الكمال" (4/305) ، و"الميزان" (2/74) . وروايته هذه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/134) عنه، عَنْ سَالِمِ بْنِ نُوحٍ، عَنْ سعيد بن أبي عروبة، به، ولم يذكر القطان ولا ابن مهدي في سنده. ومن طريق البخاري أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/348) ، والدارقطني في "المؤتلف" كما في "تهذيب التهذيب" (1/256) ، وأبو الوليد الباجي في "التعديل والتجريح" (1/433) . وأخرجه ابن عدي أيضًا من طريق حنش بن حرب، عَنْ سَالِمِ بْنِ نُوحٍ، عَنْ سعيد، به. الحديث: 2014 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 325 وابنِ مهديٍّ (1) ، عَنْ سالمِ بْنِ نُوحٍ (2) - عَنْ سعيدٍ (3) ، عَنْ قتادةَ (4) ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى. فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بِهَذَا الإسنادِ (5) ، وبَيَانٌ شيخٌ مجهولٌ (6) .   (1) هو: عبد الرحمن. (2) قوله: «ويحيى بن سعيد ... » كذا في جميع النسخ، والمراد: أن بيان بن عمرو روى هذا الحديث عن يحيى ابن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عن سالم بن نوح، ورواه بيان بن عمرو أيضًا عن سالم بن نوح بلا واسطة، وبيان معروف بالرواية عن هؤلاء الثلاثة: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وسالم ابن نوح؛ كما في "الجرح والتعديل" (2/425 رقم 1688) وغيره. (3) هو: ابن أبي عروبة. (4) قوله: «عن قتادة» مكرر في (أ) . (5) قيّد أبو حاتم إعلاله بهذا الإسناد؛ لأن البخاري أخرجه في "صحيحه" (1252 و1283 و1302 و7154) ، ومسلم (926) ، لكن من طريق ثابت بن أسلم الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، به. (6) كذا قال أيضًا في "الجرح والتعديل" (2/425) . وروى ابن عدي هذا الحديث في "الكامل" كما سبق ثم قال: «قال البخاري: فذكرته لعلي بن المديني، فقال: ليس هذا الحديث عندنا بالبصرة» . ثم قال ابن عدي: «وهذا لم يحدث به عن سالم بن نوح غير أهل بخارى؛ بيان بن عمرو، وحنش بن حرب، بخاريان، وما أعلم حدث به عن سالم غيرهما» . وقال الذهبي في "الميزان" (2/74) بعد أن ذكر قول أبي حاتم: «الآفة من غيره، وإلا فهو صدوق» . وقال ابن حجر في "هدي الساري" (ص393) : «بيان ابن عمرو البخاري العابد شيخ البخاري، أثنى عليه ابن المديني ووثقه ابن حبان وابن عدي، وقال أبو حاتم: مجهول، والحديث الذي رواه عن سالم بن نوح باطل. قلت: ليس بمجهول من روى عنه البخاري وأبو زرعة وعبيد الله بن واصل، ووثقه من ذكرنا، وأما الحديث فالعهدة فيه على غيره؛ لأنه لم ينفرد به كما قال الدارقطني في "المؤتلف والمختلف"» . وقال في "تهذيب التهذيب" (1/256) : «وجهالة بيان = = ارتفعت برواية هؤلاء عنه، وعدالته ثبتت أيضًا، والحديث لم ينفرد به؛ فقد قال الدارقطني: إنه تابعه عليه حنش بن حرب الخراساني عن سالم بن نوح، وكذا قال ابن عدي في ترجمة سالم بن نوح» . فظهر مما سبق: أن هذا الحديث مما يستغرب ويستنكر بهذا الإسناد، لكن أبا حاتم يرى أن التبعة فيه على بيان ابن عمرو، وقد يؤيده استغراب علي بن المديني لبعض أحاديثه التي يرويها عن البصريين. وأما الدارقطني فذكر أنه تابعه حنشُ بن حرب على هذا الحديث، وهذا ما جعل الذهبي وابن حجر لا يسلِّمان بتجهيل أبي حاتم له، وأشار الذهبي إلى أن الآفة في هذا الحديث من غيره، وصرّح بذلك في "تاريخ الإسلام" (16/116) بعد أن ذكر كلام أبي حاتم فقال: «قلت: قوله: مجهول: ممنوع، وأما في الحديث الذي رواه، فسالم [يعني: ابن نوح] له مناكير لعلّ هذا منها؛ قال فيه ابن معين: ليس بشيء، قلت: ولهذا لم يخرِّج له البخاري، وخرّج له مسلم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 326 2015 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ محمدُ بْنُ عَوْفٍ الحِمْصِيُّ (1) ، عَنْ سعيدِ بْنِ أَبِي مريمَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعةَ، عَنْ يزيدَ بْنِ عَمرو المَعَافِرِيِّ، عَنْ سالمٍ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ عُقْبةَ بْنِ عامرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: ثَلاَثَةُ رَهْطٍ أَوَوْا إِلَى غَارٍ ... ، فَذَكَرَ حديثَ الغارِ بطولِه؟ قَالَ أَبِي: «هَذَا حديثٌ (2) خطأٌ؛ أخطَأَ فِيهِ ابنُ عَوْفٍ» ؛ وَلَمْ يذكُرِ الصحيحَ ما هو.   (1) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه أبو عوانة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (11/180 رقم 13855) وجاء فيه: «أبو أسلم القتباني» . وأخرجه الفسوي في "المعرفة" (2/504- 505) ، وأبو عوانة في "مسنده" (5587) ، من طريق عَلاَّن بن المغيرة ومحمد بن إسحاق الصاغاني، والطبراني في "الدعاء" (195) من طريق أحمد بن حماد، جميعهم (الفسوي وعلان ومحمد وأحمد) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عمرو المعافري، أن أبا سلمى القتباني أخبره عن عقبة بن عامر، به. (2) قوله: «حديث» ليس في (ت) و (ك) . الحديث: 2015 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 327 فحدَّثنا أبو عُبَيدالله ابنُ أَخِي ابْنِ وَهْبٍ (1) ، عَنْ عمِّه ابْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعةَ، عن يزيدَ ابن عمرو المَعَافريِّ، عن أبي (2) سُ َلْمى (3) القِتْبَانِيِّ (4) ، عَنْ عُقْبةَ بْنِ عامرٍ الجُهَنِيِّ، عن النبيِّ (ص) . 2016- وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ دُحَيمٍ (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيكٍ (6) ، عَنْ ابْنِ (7) أَبِي حُمَيدٍ (8) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [زَيْدِ] (9) بْنِ قُنْفُذٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمر بْنِ الخَطَّاب، عن رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ (10) : إِنَّ أَفْضَلَ عِبَادِ اللهِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ القِيَامَةِ: إِمَامٌ عَادِلٌ رَفِيقٌ، وَإِنَّ شَرَّ   (1) هو: أحمد بن عبد الرحمن، وروايته أخرجها الروياني في "مسنده" (265) . (2) في (ك) : «ابن» . (3) في (ك) : «سليمان» ، وفي (أ) و (ش) و (ف) : «سلمان» ، والمثبت من (ت) ، وهو الموافق لما في "الإكمال" لابن ماكولا (4/326) حيث قال: «سلمى بضم السين وبالإمالة» ، ثم قال: أبو سلمى القتباني، مصري، يحدث عن عقبة بن عامر، وقيل فيه بفتح السين» . اهـ. وفي "تهذيب الكمال" (32/214) : «يزيد بن عمرو المعافري، روى عن سلمان أبي سلمة القتباني» . (4) في (ك) : «العتباني» . (5) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. ولم نقف على روايته، ولكن أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (10/85 رقم 2150) من طريق أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، والبيهقي في "الشعب" (6986) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (438) من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زيد، به. (6) هو: محمد بن إسماعيل. (7) قوله: «ابن» ليس في (ت) و (ك) . (8) هو: محمد، ولقبه: حماد. (9) في جميع النسخ: «يزيد» ، والتصويب من مصادر التخريج، ومن "الجرح والتعديل" (7/255) ، و"تهذيب الكمال" (25/113) . (10) قوله: «أنه قال» سقط من (ك) . الحديث: 2016 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 328 عِبَادِ اللهِ عِنْدَ اللهِ (1) يَوْمَ القِيَامَةِ مَنْزِلَةً: إِمَامٌ جَائِرٌ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : فسمعتُ (3) أَبِي يقولُ: هَذَا حديثٌ منكرٌ، وَابْنُ أَبِي حُمَيدٍ ضعيفُ الحديثِ (4) . 2017 - وقال (5) أَبُو مُحَمَّدٍ: كتبتُ بوَاسِطٍ عَنْ نَصْرِ بنِ دَاوُدَ بْنِ طَوْقٍ (6) ، وَكَانَ قَدِمَ علينا واسطَ (7) ، فحدَّثنا عن [عبيد الله] (8) بْنِ عَمْرٍو الآمِدِيِّ، عَنْ طَلْحةَ بْنِ زيدٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي وَائِلٍ (9) ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُود؛ قَالَ: أَقْبَلَتِ ابنةٌ لعبد الله (10) وهي جاريةٌ صغيرةٌ،   (1) قوله: «عند الله» ليس في (ش) . (2) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (3) في (ك) : «سمعت» . (4) رواه الطبراني في "الأوسط" (348) من طريق ابن لهيعة، قال: حدثني مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ بن قنفد، عن أبيه، عن عمر، به، مرفوعًا. قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة» . (5) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (6) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (634) ، وابن عدي في "الكامل" (4/111) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/197 رقم 10447) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، عن عبيد الله بن عمرو الأسدي، به. (7) في (ت) : «بواسط» . و «واسط» مصروفة، وقد تمنع، وانظر "معجم البلدان" (5/347) . (8) في جميع النسخ: «عبد الله» ، وسيأتي على الصواب في نهاية المسألة، وانظر مصادر التخريج، والجرح والتعديل" (4/480) و (5/329) و (8/472) . (9) من قوله: «عن عبد الله بن عمرو ... » إلى هنا، سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (10) في (ت) و (ك) : «لعبد الله بن مسعود» . الحديث: 2017 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 329 فضمَّها إِلَى نَحْرِه، ثُمَّ قَبَّلَها، وقال: يا سِترَ عبدِالله مِنَ النارِ! سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يقولُ: مَنْ كَانَتْ لَهُ ابْنَةٌ فَأَدَّبَهَا فَأَحْسَنَ أَدَبَهَا، وَغَذَّاهَا فَأَحْسَنَ غِذَاءَهَا، وَأَسْبَغَ عَلَيْهَا مِنَ النَّفَقَةِ الَّتِي أَسْبَغَ (1) عَلَيْهِ؛ كَانَتْ لَهُ مَيْمَنَةً وَمَيْسَرةً مِنَ النَّارِ إِلَى الجَنَّةِ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطلٌ (2) ، وطَلْحةُ بْن زيدٍ ضعيفُ   (1) كذا، وفي مصادر التخريج: «التي أَسبغ اللهُ عليه» . وما هنا يخرَّج على وجهين: أحدهما: أن الفاعل ضمير مستتر يعود على «الله» عزَّ وجلَّ، وإن لم يَجْر لاسمه - تعالى- ذِكْرٌ؛ لفهمه من السياق. ويكون فيه أيضًا حذف العائد على الموصول من جملة الصلة؛ والأصل: التي أسبغها اللهُ عليه؛ وهو جائز؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (400) و (1015) . والثاني: أن يكون الفعل: «أسبغ» مبنيًّا للمجهول، ويكون فيه أنه ذكَّره مع كون المسند إليه - وهو نائب الفاعل - ضميرًا لمؤنَّثٍ، وهو جائزٌ، وانظر التعليق على المسألة رقم (178) . (2) قال ابن عدي في الموضع السابق: «قال عبيد الله - يعني ابن عمرو الآمدي -: كتب إلي أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فكتبت إليه بهذا الحديث. قال نصر: فلقيت أبا بكر بالعسكر فقلت: شيخ كتبنا عنه بمكة وذكرت له الحديث، وذكر أنك كتبت إليه فكتب إليك، فقال: كتبت إليه ولم يأتني الجواب، فكيف حدثكم؟ فحدثته فاستعادنيه مرارًا، فقلت: ما هذا عندك من حديث الأعمش؟ قال: لا، ولكني رأيته في كتب الأكابر من أصحاب الأعمش ولم أسمعه من أحد. قال الشيخ: وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الأعمش غير طلحة بن زيد، ولا عن طلحة غير عبيد الله بن عمرو، ولطلحة هذا أحاديث مناكير غير ما ذكرت» . وقال العراقي في "المغني عن حمل الأسفار" (1407/تخريج أحاديث الإحياء) : «رواه الطبراني في "الكبير" والخرائطي في "مكارم الأخلاق" من حديث ابن مسعود بسند ضعيف» . وقال ابن حجر في "الفتح" (10/428) : «أخرجه الطبراني بسند واه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 330 الحديث، وعبيد الله (1) ابن عَمْرو الآمِدِيُّ لا أعرفُه (2) . 2018 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سلامةُ بْنُ رَوْحٍ، عَنْ عُقَيل بْنِ خالدٍ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مع رسول الله (ص) إِذَ هبطتْ بِهِ راحلتُهُ مِنْ ثَنِيَّةٍ، ورسولُ الله (ص) وحدَه، فلمَّا أَسْهَلَتْ بِهِ الطريقَ ضَحِكَ وكبَّر (4) ، فكبَّرْنا لتكبيرِه، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً، ثُمَّ ضَحِكَ وكبَّر، فكبَّرْنا لتكبيرِه، ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً، ثُمَّ كبَّر فكبَّرْنا لتكبيرِهِ (5) ، ثُمَّ أدركَنا (6) ، فَقَالَ القومُ: يَا رسولَ اللَّهِ، كَبَّرْنا لتكبيركَ، وَلا نَدْرِي مِمَّ ضَحِكتَ؟ قَالَ: قَادَ النَّاقَةَ بِي (7) جِبْرِيلُ _ج، فَلَمَّا أَسْهَلَتِ الطَّرِيقَ، التَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: أَبْشِرْ وَبَشِّرْ أُمَّتَكَ، أَنَّهُ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ، وَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ النَّارَ، فَضَحِكْتُ، وَكَبَّرْتُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، وَفَرِحْتُ بِذَلِكَ لأُمَّتِي؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) في (أ) و (ش) : «وعبد الله» . (2) قال ابن عدي في "الكامل" (4/112) : «وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن الأعمش غير طلحة بن زيد، ولا عن طلحة غير عبيد الله بن عمرو. ولطلحة هذا أحاديث مناكير غير ما ذكرت» . وقال الحافظ في "الفتح" (10/428) : «أخرجه الطبراني [في "الكبير" (10/197) ] بسندٍ واهٍ» . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1944) ، وتقدم هناك تفسير ما فيها من الغريب. (4) في (أ) و (ف) : «وكبرنا» . (5) قوله: «ثُمَّ سَارَ رَتْوَةً، ثُمَّ كَبَّرَ فكبرنا لتكبيره» مكرر في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (6) في (ك) : «أذكرنا» . (7) قوله: «بي» من (ت) و (ك) فقط. الحديث: 2018 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 331 2019 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوبُ الوَزَّانُ (2) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الحُبابِ، عَنِ ابْنِ ثَوْبَانَ (3) ، عَنْ عَمرو بْنِ دينارٍ، عَنْ رجلٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : الدِّينُ النَّصِيحَةُ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَاهُ ابنُ عُيَينةَ (4) ، عَنْ عَمرو بْنِ دينارٍ، عَنِ القَعْقاع بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صالحٍ، قَالَ (5) : ثُمَّ لَقِيتُ سُهَيلاً (6) فسألتُهُ فَقَالَ سُهَيل: سمعتُهُ (7) مِنَ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ أبي؛   (1) انظر المسألة التالية. (2) هو: ابن محمد، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/351 رقم 3281) عن زيد بن الحباب، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (11/89 رقم 11198) ، وفي "مسند الشاميين" (92) من طريق عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، عن عبد الرحمن بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنِ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عباس، هكذا متصلاً. وأخرجه ابن أبي شيبة كما في "المطالب العالية" (9/462 رقم 2038 و13/688 رقم 3295) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عباس. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2372) . (3) في (أ) : «أبي ثوبان» ، وابن ثوبان هو: عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان. (4) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (860) ، ومسلم في "صحيحه" (55) . ومن طريق الحميدي أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/460) ، وفي "الأوسط" (2/27) . (5) أي: ابن عيينة. (6) في (ك) : «سهلاً» . وهو: سهيل بن أبي صالح. (7) في (ش) : «سمعت» . الحديث: 2019 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 332 أَخْبَرَنِيهِ عطاءُ بنُ يزيدَ - صَدِيقٌ كَانَ لأَبِي مِنْ أَهْلِ الشَّامِ - عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . 2020 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوبُ بْنُ سُويدٍ (3) ، عَنْ أُمَيَّةَ بنِ يزيدٍ، عَنْ أَبِي المُصَبِّحِ المَقْرَائِيِّ (4) ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: رَأْسُ الدِّينِ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: للهِ (5) وَلِرَسُولِهِ ... ؟   (1) قَالَ البخاري في "التاريخ الكبير" (6/460) ، وفي "الأوسط" (2/34) : «وقال مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ: عَنْ عَمْرِو، عن ابن عباس ذ، عن النبي (ص) ، والصحيح عمرو، عن القعقاع» . وقال في "الأوسط" (2/35) : «فمدار هذا الحديث كله على تميم، ولم يصح عن أحد غير تميم» . وقال ابن حجر في "المطالب العالية" (9/462 رقم 2038) : «هذا الإسناد حسن إلا أنه معلول، والمحفوظ مَا رَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ تميم الداري ح، وحديث تميم ح في "صحيح مسلم"» . وقال نحوه في "تغليق التعليق" (2/59) . وفي الحديث اختلاف كثير، انظر "التاريخ الكبير" للبخاري (6/460- 461) ، و"العلل" للدارقطني (1905) . (2) انظر المسألة السابقة. (3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/10) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1095) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (760) ، والروياني في "مسنده" (657) ، والطبراني في "الأوسط" (1184) ، وفي "مسند الشاميين" (2923) ، والدارقطني في "الأفراد" (105/ب/أطراف الغرائب) ، وابن منده في "الفوائد" (37) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (9/306- 307) . (4) في (أ) : «المقراني» . (5) في (أ) : «الله» . الحديث: 2020 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 333 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ (1) . 2021 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُنَيْنِيُّ (2) ، عَنْ مالكِ بْنِ أنسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ طَحْلاءَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ (3) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : خَيْرُ بُيُوتِكُمْ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ مُكْرَمٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ (4) .   (1) قال الطبراني في الموضع السابق: «لا يُروى هذا الحديث عن ثوبان إلا بهذا الإسناد، تفرد به أيوب» . وقال الدارقطني في الموضع السابق: «غريب من حديث ثوبان عن النبي (ص) ، تفرد به أمية بن يزيد بن أبي عثمان الأموي، عن أبي مصبح الحمصي، عن ثوبان. ولم يروه عنه غير أيوب بن سعيد الرملي» . وقال الحافظ في "تغليق التعليق" (2/61) : وفي الباب عن ثوبان، وأبي أمامة، وحذيفة بن اليمان، وأسانيدهم ضعيفة، وأصح طرقه حديث تميم؛ بل قال البخاري في "التاريخ الأوسط": «لا يصح إلا عن تميم» . وضعفه الألباني في "الضعيفة" (2175) . (2) هو إسحاق بن إبراهيم. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (1/97) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (660) ، والطبراني في "الكبير" (12/388 رقم 13434) ، وابن عدي في "الكامل" (1/341) ، وابن مردويه في "الأمالي" (27) ، والخليلي في "الإرشاد" (1/434) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/337) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1249) ، والبيهقي في "الشعب" (10526 و10527) . (3) قوله: «عن عمر» سقط من (ك) . (4) قال العقيلي في الموضع السابق: «لا يتابع عليه، وحديث مالك لا أصل له» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «لا يرويه عن مالك غير الحنيني» . وقال الخليلي في الموضع السابق: «تفرد به الحنيني عن مالك، والحديث صحيح» كذا قال! الحديث: 2021 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 334 2022 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن (2) بْنُ أَبِي الرِّجَال (3) ، عَنْ سُهَيل بْنِ أَبِي صالحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ كَبَّرَ وَاحِدَةً، كُتِبَتْ (4) لَهُ عِشْرُونَ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ عِشْرُونَ، وَمَنْ سَبَّحَ وَاحِدَةً، كُتِبَتْ لَهُ عِشْرُونَ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ عِشْرُونَ، وَمَنْ حَمِدَ (5) وَاحِدَةً، كُتِبَتْ لَهُ ثَلاَثُونَ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ ثَلاَثُونَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سُهَيل (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّلُولِي (7) ، عن كَعْبٍ (8) ؛ قولَهُ.   (1) في (أ) و (ش) : «أبي» بدل: «أبا زرعة» . (2) في (ش) : «عن عبد الرحمن» . (3) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/513) ، ومن طريقه البيهقي في "شعب الإيمان" (4084) . (4) في (ت) و (ك) : «كتب» . (5) في (ت) : «جمدة» ، ولعلَّها مصحَّفة عن «حَمِدَهُ» . (6) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10679) من طريق جرير بن عبد الحميد، وابن جرير في "تفسيره" (1/60) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (2/585 رقم 3123 و5/1586 رقم 8364 و8/2514 رقم 14075 و9/2869 رقم 16277) من طريق عمر بن محمد، وابن أبي حاتم أيضًا (1/26 رقم 10 و4/1258 رقم 7076 و5/1479 رقم 8474 و6/1931 رقم 10249 و9/3002 رقم 17057) من طريق وهيب بن خالد، والعدني في "الإيمان" (3) من طريق عبد العزيز الدراوردي، جميعهم عن سهيل، به. ومن طريق النسائي أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (6/48) . ولفظ ابن جرير وابن أبي حاتم مختصر. (7) هو: عبد الله بن ضَمْرة. (8) هو: كعب الأحبار. الحديث: 2022 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 335 قلتُ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: مِنِ ابْنِ أَبِي الرِّجَال. 2023 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ (1) ، عَنْ (2) صَفْوانَ بْنِ سُلَيمٍ، عَنْ عطاءِ بْنِ يَسَارٍ، أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَّةِ هَكَذَا، وقَرَنَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ؟ فَقَالا: رَوَى ابنُ عُيَينة (3) هَذَا الحديثَ عَنْ صَفْوانَ بْنِ سُلَيْم، عَنْ أُنَيْسةَ، عَنْ أمِّ سعيدٍ بنتِ مُرَّة، عَنْ أَبِيهَا (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) لم نقف على رواية مالك على هذا الوجه، ولكن أخرجه مالك في "الموطأ" (2/948) عن صفوان بن سليم أنه بلغه أن النبي (ص) قال: ... فذكره. ومن طريق مالك أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (653) ، والبيهقي في "السنن" (6/283) ، وفي = = "الشعب" (10515) . قال ابن عبد البر في "الاستذكار" (27/74) : «هكذا رواية مالك لم يختلف عليه رواة "الموطأ" في ذلك عنه، وقد رَوَاهُ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ صفوان فأسنده» . وانظر التعليق آخر المسألة. (2) في (أ) : «بن» بدل: «عن» . (3) روايته أخرجها الحميدي في "المسند" (861) ، والحسين المروزي في "البر والصلة" (205 و212) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (133) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (838) ، والروياني في "مسنده" (1483) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (651) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/58) ، والطبراني في "الكبير" (20/320 رقم 758) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/246) . ومن طريق الحميدي أخرجه الحارث في "مسنده" (907) ، وابن قانع (3/58) ، والطبراني في "الكبير" (20/320 رقم 758) . (4) هو: مرة بن عمرو الفهري. الحديث: 2023 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 336 فَقَالا: هَذَا أشبهُ بالصوابِ (1) . 2024 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمدُ بنُ معاويةَ (3) ، عَنِ اللَّيْثِ (4) ، عَنْ يزيدَ ابن أَبِي حبيبٍ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ (5) ، عن عُقْبةَ ابن عامرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيْهِ رَجُلٌ، فَكَأَنَّمَا أَعْتَقَ رَقَبَةً؟   (1) أخرج البيهقي في "السنن" (6/283) من طريق يعقوب ابن سفيان الفسوي، عن الحميدي أنه قال: «قيل لسفيان: فإن عبد الرحمن بن مهدي يقول: إن سفيان أصوب في هذا الحديث من مالك. قال سفيان: وما يدريه أدرك صفوان؟ قالوا: لا، ولكنه قال: إن مالكًا قاله عن صفوان، عن عطاء بن يسار، وقاله سفيان، عَنْ أُنَيْسَةَ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بنت مرة، عن أبيها، فمن أين جاء بهذا الإسناد؟ فقال سفيان: ما أحسن ما قال لو قال لنا: صفوان عن عطاء بن يسار، كان أهون علينا من أن يجيء بهذا الإسناد الشديد» . وقال الدارقطني في "العلل" (5/6/ب) : «يرويه صفوان بن سليم، واختلف عنه؛ فرواه ابن عيينة، عن صفوان، وأقام إسناده، فقال: عَنْ أُنَيْسَةَ، عَنْ أُمِّ سَعِيدٍ بنت مرة، عن أبيها. ورواه مَالِكٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) . ورواه ابن عجلان، واختلف عنه؛ فرواه محمد بن جحادة، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ المقبري، عن ابنة مرة، عن أبيها، والحديث لابن عيينة لأنه ضبط إسناده. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ صفوان، عن ابنة مرة، عن النبي (ص) ، ولم يذكر أباها، ولا ذكر بينها وبين صفوان أحدًا. قولُ ابن عيينة أصح» . وقال ابن رجب في "شرح العلل" (2/842) : «ورجح الحفاظ كأبي زرعة وأبي حاتم قول ابن عيينة في هذا الإسناد على قول مالك» . وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «وحديث صفوان هذا يتصل من وجوه، ويسند من غير رواية مالك؛ من حديث الثقات سفيان بن عيينة وغيره» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1980) ، وفيها زيادة بيان على ما هنا. (3) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1980) . (4) هو: ابن سعد. (5) هو: مرثد بن عبد الله اليزني. الحديث: 2024 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 337 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ خَالِدُ بْنُ عَمرو، عَنِ اللَّيثِ بْنِ سعدٍ، عَنْ يزيدَ بْنِ أَبِي حبيبٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَيمونٍ مَوْلَى لعليِّ (1) بْنِ أَبِي طالبٍ، عن رسول الله (ص) ، مُرسَلً (2) . 2025 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ العَسْقَلانِيُّ، عَنْ رَوَّادٍ (4) ، عَنْ سفيانَ الثَّوريِّ، عَنِ الزُّبَير بْن عَدِيٍّ، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ اللَّهِ (ص) : لِلرِّجَالِ أَرْبَعٌ، وَلِلنِّسَاءِ أَرْبَعٌ: للرِّجال (5) : مَنِ اتَّقَى الدِّمَاءَ، وَالْفُرُوجَ، وَالأَمْوَالَ، وَالأَشْرِبَةَ، دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَ،، وَلِلنِّسَاءِ: إِذَا صَلَّتْ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ بَعْلَهَا؛ دَخَلَتْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَتْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ ليس له أصلٌ؛ لعلَّهم لَقَّنُوا رَوَّادً (6) وَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ؛ إِنَّمَا رُوي عَنِ الثَّوريِّ؛ قال: بلغني، مُرسَلً (7) .   (1) قوله: «لعلي» في (أ) و (ش) و (ف) : «العلاء» ، والمثبت من (ت) و (ك) . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1410) . (4) هو: ابن الجرَّاح. (5) قوله: «للرجال» من (ت) و (ك) فقط. (6) كانت في (أ) : «روادًا» ، وضرب على الألف، وفي (ك) : «داود» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو جارٍ على لغة ربيعة في حذف ألف تنوين النصب، والجادَّة: «رَوَّادًا» ، بالألف؛ كما في المسألة رقم (1410) ، وانظر تفصيل الكلام على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) . (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. الحديث: 2025 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 338 2026 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بنُ عيَّاشٍ، عَنْ أبي إسحاقَ (1) ، عَنْ يزيدَ (2) بْنِ أَبِي مريمَ، عَنْ عُمَرَ بنِ سعدٍ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) قال (3) : المُؤْمِنُ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ ... ، وذكَرَ الحديثَ (4) ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: أَبُو إسحاقَ، عَنِ (5) العَيْزارِ بْنِ حُرَيثٍ، عَنِ ابْنِ سعدٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ؛ كَذَا رَوَاهُ شُعَبةُ (7) ، وإسرائيلُ (8) ، وجماعةٌ (9) .   (1) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (2) في (ت) : «بريد» ، ولم تنقط في (أ) و (ف) . (3) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) . (4) تتمة الحديث كما ساقه الطيالسي: «حتى في اللُّقْمَةِ يَرفَعُها إلى فِيهِ» . (5) قوله: «عن» سقط من (ك) . (6) في (ك) : «سعيد» . (7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (208) ، ونعيم ابن حماد في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (115) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/177 رقم 1531) ، والبزار في "مسنده" (1190) ، والشاشي في "مسنده" (132) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/39) . ومن طريق الطيالسي أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (143) ، والبيهقي في "الشعب" (9477) . (8) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق. وروايته أخرجها وكيع في "الزهد" (98) ، والبغوي في "شرح السنة" (1541) . ومن طريق وكيع أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/182 رقم 1575) ، والضياء في "المختارة" (1027) . ومن طريق أحمد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/38- 39) . (9) منهم: معمر، وروايته في "جامعه" (20310) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/173 رقم 1492) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (139) ، والبغوي في "شرح السنة" (1540) ، وفي "تفسيره" (1/127) . ومن طريق أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (1028) . ومنهم: سفيان الثوري، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/173 رقم 1487) ، والدورقي في "مسند سعد" (70) ، والبزار في "مسنده" (1189) ، والدارقطني في "العلل" (4/353) . ومنهم: أبو الأحوص سلام بن سليم، وروايته أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (10906) ، والشاشي في "مسنده" (130 و131) . ومن طريق الشاشي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/39) . قال البزار في الموضع السابق: «ولا نعلمه يروى عن سعد بإسناد صحيح إلا من هذا الوجه، وقد روي عن صهيب وعن أنس، عن النبي (ص) ، وهذا الحديث قد ذكرناه من حَدِيث الأعمش عَنْ أَبِي إسحاق، عن مصعب، عن أبيه. والصواب: ما رَوَاهُ شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إسحاق، عن العيزار، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه» . وذكر الدارقطني في "العلل" (4/351-353) أوجه الخلاف في هذا الحديث وقال: «والصحيح من ذلك قول الثوري وشعبة وإسرائيل عن أبي إسحاق» . الحديث: 2026 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 339 2027 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إسحاقَ الفَزَارِيُّ (1) ، عَنْ أَبِي إسماعيلَ، عن عبد الله (*) بن عبد الله؛ قَالَ: كَانَ يُقال: مَثَلُ الذَّاكِرين فِي الْغَافِلِينَ كمَثَلِ الَّذِي يُقاتِلُ عَنِ الفارِّينَ (2) . قَالَ أَبِي: أَبُو إِسْمَاعِيلَ هُوَ حاتمُ بْنُ إسماعيلَ، وهو عن عَوْنِ بن عبد الله (3) ، وليس هو عن عبد الله (*) بن عبد الله، وحاتم لم يَلْقَ   (1) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. (*) ... في (ت) و (ف) و (ك) : «عبيد الله» . (2) في (ش) : «الفارس» . (3) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34950) ، وأبو نعيم في "الحلية" = = (4/241) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/75) من طريق محمد بن عجلان، وأبو نعيم أيضًا من طريق النضر بن عربي، كلاهما عن عون بن عبد الله، به. وأخرجه البزار في "مسنده" (1759) ، والطبراني في "الكبير" (10/16 رقم 9797) ، وفي "الأوسط" (271) من طريق محصن بن علي، عن عون بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبي (ص) ، به. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/267- 268) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث عون متصلاً مرفوعًا، لم يروه عنه إلا محصن، ولم نكتبه إلا من هذا الوجه، وروي من حديث عبد الله بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مرفوعًا. الحديث: 2027 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 340 عَوْنً (1) . 2028 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامُ بْنُ خالدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّةُ؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ جُرَيجٍ، عَنْ عطاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ مِنْ سَقَمٍ أَوْ ذَهَابِ مَالٍ، فَاحْتَسَبَ وَلَمْ يَشْكُ إِلَى النَّاسِ؛ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ باطلٌ.   (1) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر المسألة رقم (34) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1871) ، وستأتي برقم (2394) . وفيها في الموضعين: «قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ لا أصل له، وكان بَقِيَّة يدلِّس؛ فظنوا هؤلاء أنَّه يَقُولُ فِي كل حَدِيث: "حَدَّثَنَا". ولا يفتقدون الخبر منه» . الحديث: 2028 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 341 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الدُّعَاءِ 2029 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زيدُ ابنُ المُبَارَكِ الصَّنعاني (1) ، عَنْ سَلاَّم بْنِ وَهْبٍ الجَنَدِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ عثمانَ بنَ عفَّان سألَ رسولَ الله (ص) عن {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *} ؟ فَقَالَ: هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى، وَمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اسْمِ اللهِ الأَكْبَرِ إِلاَّ كَمَا بَيْنَ سَوَادِ العَيْنَيْنِ وَبَيَاضِهِمَا مِنَ القُرْبِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .   (1) روايته أخرجها المصنف في "تفسيره" (1/25 رقم 5) ، و (8/2714 رقم 15301) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/533/تحقيق حمدي السلفي) ، والحاكم في "المستدرك" (1/552) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (2123) ، جميعهم من طريق جعفر ابن مسافر، عن زيد بن المبارك، به، إلا أنه وقع عند العقيلي: «سَلامِ بْنِ وَهْبٍ الجَندي، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابن عباس» . وكذا أيضًا أخرجه الخطيب في "تاريخه" (7/313) من طريق جعفر بن محمد القلانسي، عن زيد بن المبارك. وأخرجه ابن مردويه - كما في "تفسير ابن كثير" (1/33) - عن شيخه سليمان بن أحمد الطبراني، عن علي ابن المبارك، عن زيد بن المبارك، به، كرواية ابن أبي حاتم ومن وافقه. (2) قال العقيلي في الموضع السابق: «لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به» ؛ يعني سلاَّم ابن وهب. وأخرج الذهبي هذا الحديث في "ميزان الاعتدال" (2/182) من طريق الخطيب البغدادي، ثم قال: «خبر منكر؛ بل كذب» ، وقال في "المغني في الضعفاء" (2509) : «سلام بن وهب: عن ابن طاوس، بخبر موضوع، لا يعرف» . الحديث: 2029 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 342 2030- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابي (1) ، عَنْ سُفيان (2) ، عَنْ أَبِي حَصِين (3) ، عن عبد الله ابن سِنَان، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَسْعُودٍ الثَّقَفِي، عَنْ سَلْمان الفَارسِيِّ؛ قَالَ: كَانَ نوحٌ إِذَا اشْتَرَى ثَوْبًا أَوْ أَكَلَ طَعَامًا (4) ، حَمِدَ اللَّهَ؛ فَسُمِّيَ عَبْدًا شَكُورًا؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ عَنْ سَعْدِ (5) بْنِ مسعود، قَوْلَه.   (1) في (ك) : «الفيرابي» . والفريابي هو: محمد بن يوسف. وروايته لم نقف على من أخرجها، سوى أن السيوطي ذكر الحديث في "الدر المنثور" (5/236) وعزاه إليه، وإلى ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في "الشعب". والحديث أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" = = (17/354) من طريق يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومعتمر بن سليمان، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان النهدي، عن سلمان، به. وأخرجه المحاملي في "أماليه" (68) ، وابن عساكر في "تاريخه" (62/273) ، كلاهما من طريق معتمر، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/360) ، وابن عساكر في الموضع السابق، كلاهما من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سفيان، عن سليمان التيمي، به. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (4156) . (2) هو: الثوري. (3) بفتح الحاء المهملة، وهو: عثمان بن عاصم. (4) في (ك) : «طعام» ، وهو جارٍ على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) .. (5) في (ك) : «سعيد» . وقد أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/50) ، والطبراني في "الدعاء" (397 و902) ، كلاهما من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَصين، عَنْ عبد الله بْنِ سِنَانٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مسعود الثقفي ح من قوله، ولم يذكر سلمان ح. وأخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (17/354) من طريق يحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأبي بكر بن عياش، ثلاثتهم عن سفيان، به، كسابقه. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (62/273) من طريق أبي بكر بن عياش. وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/396) أن ابن حبان صححه. الحديث: 2030 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 343 2031- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام ابن عمَّار (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا يونسُ بنُ مَيْسَرَةَ بنِ حَلْبَس (2) ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ (3) ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛ قَالَ: قال رسولُُ الله (ص) : مَنْ أَشْبَعَ جَائِعًا فِي يَوْمِ سَغَبٍ (4) ، أَدْخَلَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، لاَ يَدْخُلُهُ إِلاَّ مَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ، إِلاَّ مَنْ كَانَ مِثْلَهُ (5) ؟   (1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/118) ، والطبراني في "الكبير" (20/85 رقم 162) ، والبيهقي في "الشعب" (8566) . وقرن الطبراني مع هشام بن عمار محمد بن المبارك الصوري، وأخرجه في "مسند الشاميين" (2208) من طريق محمد بن المبارك الصوري وحده، إلا أنه تصحف إلى "محمد بن المنذر الصوري» ، ولا نظنها طريقًا أخرى؛ لأن الراوي عنه في الموضعين هو شيخ الطبراني موسى بن عيسى بن المنذر، والله أعلم. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «حليس» بمثناة تحتية. (3) هو: الخولاني، عائذ الله بن عبد الله. (4) السَّغبُ: الجوع والمجاعة، وقيل: لا يكون السغب إلا الجوع مع التعب، يقال سَغِبَ يَسْغَبُ سَغَبًا وسُغُوبًا، فهو ساغب وسغبان. انظر "النهاية" (2/371) ، و"المصباح: (1/278) (سغب) . (5) قوله: «إِلا مَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ، إِلا مَنْ كَانَ مِثْلَهُ» كذا في النسخ، والظاهر: أنه ليس استثناءً من استثناء؛ لأن معناهما متقارب، ولأنه وقع في مصادر التخريج بالاقتصار على «إلا من كان مثله» ، وقد تقدم هذا المتن بسند آخر في المسألة رقم (629) وفيه «إِلا مَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فعله» : فإما أن تكون الرواية هكذا عند ابن أبي حاتم، ويكون التكرار للتأكيد أو نحوه. أو يكون هنا شك في اللفظين وسقط حرف الشك. أو يكون من بدل الغلط أو النسيان، أي: يكون المصنف أراد «إلا من كان مثله» فغلط أو نسي فقال: «إِلا مَنْ فَعَلَ مِثْلَ مَا فعل» ثم أتبع ذلك بالصواب، ويكون المقصود هو البدل لا المبدل منه..والأفضل في هذه الحال أن يؤتى بـ «بل» ليتضح الأمر، والله أعلم. الحديث: 2031 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 344 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كأنَّه موضوعٌ؛ لا (1) أعلَمُ رَوَى (2) أَبُو إِدْرِيسَ عَنْ معاذ إلا حديثً واحدً (3) . وعمرٌو ضعيفُ الْحَدِيثِ (4) . 2032 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعْتَمِرُ بنُ سُلَيمان (5) ، عَنْ فُضَيْل بْنِ مَيْسَرة، عَنْ أَبِي حَرِيز (6) ، عَنْ أَيْفَع (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) عَادَ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَم، فَقَالَ لها: كَيْفَ تَجِدِينَكِ؟ ،   (1) في (ت) و (ك) : «ولا» بالواو. (2) يعني رواية سمعها من معاذ - فيما يظهر- وإلا فقد روى عنه عدة أحاديث؛ كما في المواضع السابقة من "المعجم الكبير" و"مسند الشاميين" للطبراني، و"الكامل" لابن عدي، وغيرها، لكنها لا تثبت عنه. (3) كذا في جميع النسخ: «إلا حديث واحد» ، وهو مفعولٌ به لـ «رَوَى» ، والجادَّة: «إلا حديثًا واحدًا» ، لكن = = حُذِفَتْ منه ألف تنوين النصب؛ جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) قال ابن عدي في الموضع السابق: «ولعمرو بن واقد غير ما ذكرت من الحديث، وهذه الأحاديث التي أمليتها بإسناد واحد كلها غير محفوظة إلا من رواية عمرو بن واقد، عن يونس، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عَنْ مُعَاذٍ بن جبل، وهو من الشاميين ممن يكتب حديثه مع ضعفه» . (5) روايته أخرجها البخاري في "تاريخه" (2/63) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/125) ، وابن عدي في "الكامل" (1/419) . (6) في (ك) : «جرير» . وهو: عبد الله بن الحسين، قاضي سجستان. (7) في (أ) : «أنفع» . الحديث: 2032 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 345 قَالَتْ: مَا أُرَانِي إِلا لِمَا بِي (1) ، فَقَالَ: وَدِدتُّ أَنَّكِ لَمْ تُفَارِقِي (2) الدُّنْيَا حَتَّى تَعُولِي (3) يَتِيمًا، أَوْ تُجَهِّزِي مُجَاهِدًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَرَى أنَّ أَيْفَعَ هُوَ نافعٌ (4) . 2033 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عَجْلان (5) ، عن عَوْن ابن عبد الله (6) ، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: مَا مِنْ عبدٍ يَقُولُ:   (1) قوله: «مَا أُراني إِلا لَمَّا بِي» كذا هنا وفي أغلب المصادر التي ذكرت هذا الحديث، وورد في بعضها: «ما أظنني ... » ، وفي بعضها: «مَا أُراني إِلا لِما بِي ميتة» ، وبه يتضح الحذف الواقع في الروايات الأخرى، ولعلها عَدَلَتْ عن ذكر هذه الكلمة كراهية لها على عادة العرب في ذلك. (2) في (أ) و (ت) و (ف) : «تفارقي في» ، وفي (ك) : «تفارقيني في» ، والمثبت من (ش) فقط. (3) في (ك) : «تعودلي» . (4) رواه العقيلي في ترجمة أيفع -كما سبق- وقال: «لا يتابع عليه، لا يعرف إلا به» . ونقل عن البخاري أنه قال: «أيفع عن ابن عمر منكر الحديث» . (5) هو: محمد. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (4/268) من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عجلان، به. قال أبو نعيم: «كذا رواه الليث عن ابن عجلان موقوفًا» . وأخرجه أبو إسماعيل الهروي في "الأربعين في دلائل التوحيد" (ص61-62) من طريق حاتم بن محبوب، عن عبد الجبار بن العلاء، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابن عجلان، به، لكنه رفعه إلى النبي (ص) . وأخرجه حسين المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1117) من طريق معتمر بن سليمان؛ قال: سمعت إسماعيل بن أبي خالد يحدث عن عون بن عبد الله، عن رجل؛ قال: قال عبد الله بن مسعود ... ، فذكره موقوفًا؛ هكذا بإبهام الراوي عن ابن مسعود. (6) قوله: «ابن عبد الله» ليس في (أ) و (ش) . (7) هو: عبد الله بن عتبة بن مسعود. الحديث: 2033 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 346 سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، وَلا إلهَ إِلا اللهُ، واللهُ أكبَرُ؛ إلا لَقَّاهُنَّ اللهُ (1) ... الحديثَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: رواه المَسْعُودِي (2) ، عن [عون] (3) ، عن الأسود (4) ، عن عبد الله (5) . قِيلَ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: المَسْعُودِيُّ أَفْهمُ بحديث عَوْن، وهو أشبهُ. 2034 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بنُ نَافِعٍ الأُمَوِيُّ   (1) قوله: «لقاهن الله» كذا هنا، ووقع عند أبي نعيم والهروي في روايتيهما: «تلقاهن مَلَكٌ» ، وأما رواية المروزي فجاء فيها: «صَعِدَ بها ملك» . والحديث كما ترى مجتزأ، فلعله أراد هنا: لقَّاهنَّ اللهُ مَلَكًا، أي: جعله يتلقَّاهنَّ. ويَحْتَمِلُ أن يكون بتخفيف القاف: «لَقَاهُنَّ اللهُ» ، والأصل «لَقِيَهُنَّ» ، ثم فتحت القافُ وأبدلت الياء ألفًا؛ لتحرُّكِهَا وانفتاحِ ما قبلها؛ وهذه لغةُ طيِّئ، يقولون في «لَقِيَ» : لَقَا، وفي «فَنِيَ» : فَنَا. وقد علَّقنا على هذه اللغة في المسألة رقم (947) . (2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته على هذا الوجه لم نقف عليها، وإنما أخرجها الطبري في "تفسيره" (20/444) ، والبيهقي في"الأسماء والصفات" (667) من طريق جعفر بن عون، والحاكم (2/425) - وعنه البيهقي في "الشعب" (616) - من طريق إسحاق بن سليمان الرازي، كلاهما عن المسعودي، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي المخارق، عن أبيه المخارق بن سليم، عن عبد الله بن مسعود قال: إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك في كتاب الله؛ إن العبد إذا قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أكبر، وتبارك الله؛ قبض عليهن ملك، فضمَّهن تحت جناحه، وصعد بهن لا يمرّ بهنَّ، على جمع من الملائكة إلاَّ استغفروا لقائلهن، حتى يجيء بهن وجه الرحمن، ثم تلا عبد الله: [فَاطِر: 10] { ... إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} . (3) في جميع النسخ: «عمر» ، والتصويب مما يأتي من كلام أبي حاتم. (4) هو: ابن يزيد النخعي. (5) هو: ابن مسعود. الحديث: 2034 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 347 - شيخٌ يروي عنه يحيى ابن عَبْدَك القَزْويني - عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالة، عَنْ لُقمَانَ بنِ عَامِرٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ مَكْحُول، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لَهُ (1) : ذهَبَ أهلُ الدُّثورِ بالأُجورِ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ - يَعْنِي (2) : بِهَذَا الإسنادِ (3) - وإبراهيمُ لا أعرفُهُ (4) . 2035 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بنُ مُوسَى، عَنْ حمَّاد بْنِ عَمْرٍو النَّصِيبي. وحدَّثنا عليُّ بنُ حَرْب (6) ، عَنْ حمَّاد بْنِ عَمْرٍو (7) أَيْضًا، عَنْ [زَيْدِ] (8) بْنِ رُفَيْع، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن أبي طَلْحة؛   (1) قوله: «له» سقط من (ك) . (2) في (أ) و (ش) : «معنى» . (3) قيّد البطلان بهذا الإسناد؛ لأن مسلمًا أخرج هذا الحديث في "صحيحه" (1006) من طريق أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلي، عَنْ أَبِي ذر، به. (4) وذكر ابن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (2/141 رقم 460) أنه سأل أباه عن إبراهيم بن نافع هذا؟ فقال: «لا أعرفه، والحديث الذي رواه باطل» . (5) انظر المسألة السابقة برقم (2001) . (6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/240) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي (ص) " (44) ، والطبراني في "الكبير" (5/101 رقم 4721) كلاهما من طريق إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، عن حماد بن عمرو، به. (7) قوله: «النَّصِيبِيِّ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْب، عن حَمَّاد بن عمرو» مكرر في جميع النسخ؛ لانتقال النظر، ولعله كذلك في النسخة المنقول عنها. (8) في جميع النسخ: «يزيد» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (3/144) ، و"التاريخ الكبير" (3/28) ، و"الكنى والأسماء" للدولابي (1/74) ، ومصادر التخريج السابقة. الحديث: 2035 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 348 قال: أتيتُ النبيَّ (ص) وَهُوَ مُتهلِّلٌ وَجْهُهُ مُستبشِرٌ (1) ، فقلتُ: أرَاكَ عَلَى حَالٍ مَا رأيتُكَ عَلَى مِثْلِهَا؟! فَقَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ _ج فَقَالَ: بَشِّرْ أُمَّتَكَ أَنَّهُ (2) مَنْ صَلَّى عَلَيْكَ صَلاَةً، كُتِبَتْ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ؟ فَقَالَ أَبِي: لَيْسَ يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ (3) مِنْ حَدِيثِ الزُّهْري (4) ، وحمَّادُ بنُ عَمْرٍو ضعيفُ الْحَدِيثِ (5) . 2036 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (6) ، عَنْ   (1) في (ت) و (ف) : «مستنشر» . (2) قوله: «أنه» سقط من (ك) . (3) قوله: «الحديث» من (ت) فقط. (4) قال الدارقطني في "الأفراد" (279/ب/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث الزهري، تفرد به زيد بن رفيع عنه، وتفرد به حماد بن عمرو النصيبي عنه» . (5) وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وحماد بن عمرو هذا له أحاديث، وعامة حديثه ما لا يتابعه أحد من الثقات عليه» ، ونقل عن يحيى بن معين والجوزجاني السعدي أنهما رمياه بالكذب. (6) في (ك) : «رواه معاوية» . وأبو معاوية هو: محمد بن خازم. ولم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26537 و29281) ، وفي "المسند" (816) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/60 رقم 16583) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/381-382) ، وأبو داود في "سننه" (5077) ، والنسائي في "الكبرى" (9852) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (871) ، والطبراني في "الكبير" (5/217 رقم 5141) ، وفي "الدعاء" (331) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (2987) ، جميعهم من طريق حماد بن سلمة، عن سهل، به، كرواية أبي معاوية. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه (3867) ، والبغوي (870) . ومن طريق النسائي أخرجه الطحاوي في "المشكل" (3905) . وأخرجه البخاري في الموضع السابق من "تاريخه" من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَن سليمان الأعمش، عن سهيل، به، لكنه قال: «عن ابن عائش رجل من أصحاب النبي (ص) » . = ... وأخرجه الطحاوي في "مشكل الآثار" (3903) من طريق عبد العزيز بن المختار، عن سهيل، به. الحديث: 2036 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 349 سُهَيْل (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي (2) عيَّاش، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريك لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (3) ... ، الحديثَ. وَرَوَاهُ وُهَيْب (4) ، عَنْ سُهَيْل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابْنِ أَبِي عيَّاش، عَنِ النبيِّ (ص) ؟   (1) هو: ابن أبي صالح ذَكْوان السَّمَّان. (2) في (ك) : «عن ابن أبي» . (3) قوله: «وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ» ليس في (ت) و (ك) . (4) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها الطحاوي في "مشكل الآثار" (3904) من طريق الخصيب بن ناصح، عن وهيب، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/382) ، وأبو داود في "سننه" (5077) ، والطحاوي أيضًا (3902) من طريق موسى بن إسماعيل أبي سلمة التبوذكي، عن وهيب، به، إلا أنه قال: «ابن أبي عائش» ، وفي رواية الطحاوي: «عن أبي عياش» . قال أبو داود بعد أن أخرجه: «رواه إسماعيل بن جعفر وموسى الزَّمعي، وعبد الله بن جعفر، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عائش» . وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (330) من طريق مُوسَى بْن يعقوب الزمعي، عَنِ سهيل، به، وقال فيه: «ابن عائش» كما قال أبو داود. وذكر الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/386) أن جعفر بن محمد الفريابي والخرائطي في "مكارم الأخلاق" روياه من طريق إسماعيل بن جعفر وسليمان ابن بلال، كلاهما عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عايش؛ بتقديم الألف على التحتانية، ثم قال ابن حجر: «واتفاق إسماعيل وسليمان أرجح من انفراد حماد. وقد رواه سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ عَنْ أبي صالح كما قالا؛ أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه"، والطبراني في "الدعاء"» . ولم نقف على طريق إسماعيل بن جعفر عند الخرائطي، وإنما وجدناه أخرج الحديث برقم (863) من طريق سليمان بن بلال وحده، وقال فيه: «عن ابن عياش» ، وقد يكون الخطأ في النسخة المطبوعة، والله أعلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 350 قَالَ أَبِي: وُهَيْبٌ أحفظُ مِنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، والناسُ يَقُولُونَ: عَنْ رجلٍ مِنْ أَسْلَم (1) . 2037 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارَك (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ زَيْدِ بْنِ العَتَّاب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : خَيْرُ بَيْتٍ فِي المُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي المُسْلِمِينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: زَيْدُ بْنُ أَبِي العَتَّاب (4) . 2038 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يحيى بن سُلَيْم   (1) سئل الدارقطني في "العلل" (1198) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه حماد بن سلمة ووهيب، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي عياش الزرقي. وقال غيرهما: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عائش. وقال قران بن تمام: عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، ولا يصح أبو هريرة فيه» . اهـ. (2) انظر المسألة رقم (1985) . (3) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، لكنه أخرج الحديث في "الزهد" - كما سيأتي - على الوجه الذي رجحه أبو حاتم. (4) أخرجه على هذا الوجه ابن المبارك في "الزهد" (654) ، ومن طريقه حسين المروزي في "البر والصلة" (208) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1467) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (137) ، وابن ماجه في "سننه" (3679) ، والطبراني في "الأوسط" (4785) ، وابن عدي في "الكامل" (7/230) . ووقع عند الطبراني: «يحيى بن أبي سليم» . ثم قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي هريرة إلا ابن أبي عتاب، تفرد به سعيد بن أبي أيوب» . (5) نقل هذا النص ابن القيم في "المنار المنيف" (ص42) ، وتقدمت هذه المسألة برقم (2006) مختصرة. الحديث: 2037 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 351 الطَّائفي (1) ، عَنْ عِمْران بْنِ مُسلم، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ (2) عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ فِي السُّوقِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَهَذَا الحديثُ هُوَ خطأٌ؛ إِنَّمَا أَرَادَ: عِمْران بْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَهْرَمَانِ آلِ (4) الزُّبَير، عَنْ سَالِمٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ، فَغَلِطَ وجعَلَ بدل عمرو: عبد الله بْنِ دِينَارٍ، وأسقَطَ سَالِمًا مِنَ الإسناد.   (1) روايته علقها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (3429) ، وأخرجها في "العلل الكبير" (674) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/304) ، وابن عدي في "الكامل" (5/91) ، والحاكم في "المستدرك" (1/539) . (2) في (أ) و (ف) : «أبي» بدل: «ابن» . (3) وكذا قال الإمام أحمد فيما نقله عنه أبو داود في "مسائله" (1879) . وقال الترمذي في الموضع السابق من "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديث منكر. قلت له: مَنْ عمران ابن مسلم هذا، هو عمران القصير؟ قال: لا، هذا شيخ منكر الحديث» . وقال العقيلي: «وقد رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَمْرُو بْنُ دينار القهرمان وغيره، عن سالم، والأسانيد فيه فيها لين» . (4) قوله: «آل» من (ت) و (ك) فقط. وقهرمان: بفتح القاف، وإسكان الهاء، وفتح الراء، وهو الخازن القائم بحوائج الإنسان، وهو بمعنى الوكيل، وهو بلسان الفرس. وقد تقدم في المسألة رقم (2006) : «وكيل آل الزبير» . انظر "شرح النووي على صحيح مسلم" (7/82) . (5) هو: ابن عبد الله بن عمر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 352 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: حدَّثنا بِذَلِكَ محمَّد بْنُ عمَّار؛ قَالَ: حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيمان (1) ، عَنْ بُكَيْرِ بنِ شِهَابٍ الدَّامَغَانِي، عَنْ عِمْرَانَ بْنَ مُسْلِمٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عمر، عن النبيِّ (ص) ، وَذَكَرَ الحديثَ. 2039 - [وَسَأَلْتُ] (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بنُ سعيد (3) القَطَّان (4) ، عن عبد الله بْنِ سَعِيدٍ (5) ؛ قَالَ: حدَّثني يزيدُ بنُ يزيدَ مولى عبد الله بْنِ أَبِي عيَّاش، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّة (6) ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ؟ ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ (7) ؟ قال: ذِكْرُ اللهِ؟   (1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/35) ، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (2/300) ، كلاهما من طريق إسحاق بن سليمان، به. وتقدم تخريج طرقه عن عمرو بن دينار، وعن سالم في المسألة رقم (2006) . (2) كذا في (ش) ، وفي (أ) و (ف) : «وسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (3) في (ك) : «سعد» . (4) لم نقف على من رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ بتسمية مولى عبد الله بن عياش: «يزيد بن يزيد» ، والمعروف عن يحيى القطان أنه لم يحفظ اسم هذا الراوي - كما سيأتي نقله عن الدارقطني - فكان يقول: «عن مولى عبد الله بن عياش» . وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/195 رقم 21702) فقال: ثنا يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن سعيد، حدثني مولى ابن عياش، عن أبي بحرية ... فذكره. وكذا أخرجه الطبراني في "الدعاء" (1872) من طريق مُسَدَّدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وكذا نقله الدارقطني - كما سيأتي - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان. (5) في (ش) : «سعد» . وتحتها في (أ) نقطتان دون سنَّة للياء! وهو عبد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ. (6) هو: عبد الله بن قيس الكندي. (7) في (ت) و (ك) : «ذلك» . الحديث: 2039 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 353 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ فِي موضعَيْنِ؛ إِنَّمَا هُوَ: زيادُ بنُ أبي زياد مولَى عبد الله بْنِ عيَّاش بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ المَخْزُومِي؛ لعلَّه نسَبَ عبدَاللهِ إِلَى جدِّه (1) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: زِيَادُ بْنُ أَبِي (2) زِيَادٍ. 2040- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدٌ الواسطيُّ (3) عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمان، عن موسى ابن طَلْحة، عَنْ أَبِي أيُّوب؛ قَالَ: بينما النبيُّ (ص) يَسِيرُ؛ إِذْ جَاءَ أعرابيٌّ، فَقَالَ: دُلَّني عَلَى عَمَلٍ يُدخِلُنِي الجنةَ، فنظَرَ   (1) لم يذكر موضع الخطأ الثاني. وقد وقع اختلاف في هذا الحديث؛ في رفعه ووقفه، وفي وصله وإرساله: فرواه أحمد (5/195) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان به، كما هنا. ورواه في (6/447) من طريق موسى بن عقبة، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عن أبي الدرداء، به، مرفوعًا. وهو منقطع بين زياد وأبي الدرداء. ورواه مالك في "الموطأ" (1/211) عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، قال: قال أبو الدرداء، به، موقوفًا. وقال الدارقطني في "العلل" (6/215) : «يرويه عبد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بن أبي ربيعة، عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ، عَنْ أَبِي الدرداء؛ قاله عنه مكي بن إبراهيم، والمغيرة ابن عبد الرحمن. ورواه يحيى الْقَطَّانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سعيد بن أبي هند، فلم يحفظ اسم زياد بن أبي زياد، فترك اسمه وقال: عن مولى عبد الله بن عياش، وهو زياد بن أبي زياد. ومن قال فيه: عن يزيد بن زياد = = فقد وهم» . وقال الترمذي في "جامعه" (3377) : «وقد روى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بن سعيد هذا بهذا الإسناد، وروى بعضهم عنه فأرسله» . (2) قوله: «أبي» مكرر في (ف) . (3) هو: خالد بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن منده في "الإيمان" (123) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (92) . وأخرجه مسلم في "صحيحه" (13) من طريق عبد الله ابن نمير، والإمام أحمد في "المسند" (5/417 رقم 23538) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبخاري في "الأدب المفرد" (49) من طريق أبي نعيم الفضل ابن دكين، وأبو عوانة في "مستخرجه" (3) من طريق يحيى القطان، وأبي نعيم، وأبي أسامة حماد بن أسامة، وعبيد الله بن موسى، وابنُ منده في "الإيمان" (123) من طريق أبي نعيم، وإسحاق ابن يوسف، ويحيى القطان، جميعهم عن عمرو بن عثمان، به. الحديث: 2040 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 354 رسولُ الله (ص) إِلَى أصحابِهِ، فَقَالَ: لَقَدْ وُفِّقَ، تَعْبُدُ اللَّهَ َلاَ (1) تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي (2) الزَّكَاةَ المَفْرُوضَةَ، وَتَصِلُ الرَّحِمَ. خَلِّ سَبِيلَ النَّاقَةِ (3) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ شُعبةُ (4) ، فَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَة، وَمِنَ النَّاسِ مَن يَرَى أَنَّهُ أَخُوهُ، وَإِنْ كَانَ لِعَمْرٍو أخٌ فَهُوَ صَحِيحٌ، وَلا أَدْرِي له أخٌ أم لا (5) !   (1) في (ش) و (ك) : «ولا» بالواو. (2) في (ت) و (ك) : «وتؤتي» . (3) قوله: «خَلِّ سبيل الناقة» من كلامه (ص) يوجِّهه إلى الأعرابي بعد أن أجابه عمَّا سأل. (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/418 رقم 23550) ، والبخاري في "صحيحه" (5983) ، ومسلم (13) ، والنسائي في "سننه" (468) ، جميعهم من طريق بهز بن أسد، عن شعبة؛ قال: حدثنا محمد ابن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبوه عثمان بن عبد الله، أنهما سمعا موسى بن طلحة ... ، فذكره. إلا أن رواية البخاري لم يسمِّ فيها محمد بن عثمان، وإنما قال: «ابن عثمان بن عبد الله بن موهب وأبوه» . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (1396) من طريق حفص بن عمر، وابن منده في "الإيمان" (124) من طريق أبي الوليد الطيالسي، وحفص بن عمر الحوضي، ومسلم بن إبراهيم، ثلاثتهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عثمان وحده، به. وأخرجه البخاري أيضًا في "صحيحه" (5982) من طريق أَبِي الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ؛ قال: أخبرني ابن عثمان ... ، فذكره هكذا دون أن يسميه. (5) قال البخاري بعد أن أخرجه في (1396) من طريق حفص بن عمر، عن شعبة: «وقال بهز: حدثنا شعبة؛ حدثنا محمد بن عثمان وأبوه عثمان بن عبد الله: أنهما سمعا مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أيوب بهذا. قال أبو عبد الله [هو البخاري] : أخشى أن يكون محمد غير محفوظ، وإنما هو عمرو» . وروى ابن منده في "الإيمان" (1/226) من طريق النسائي؛ قال: «سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: أخشى أن يكون محمد هو عمرو بن عثمان، ولا أعرف محمدًا، وَهِمَ شعبة في اسمه» . ثم أسند ابن منده أيضًا (1/268) عن أحمد بن سلمة أنه سأل مسلم بن الحجاج عن هذا الحديث؟ فقال: «محمد بن عثمان هو عمرو؛ لأن غيره رواه عن عمرو، والأب والابن اشتركا في هذا الحديث» . ثم قال ابن منده: «وترك حسين بن محمد القباني رواية شعبة، و [اقتصر] على حديث أبي إسحاق عن موسى بن طلحة، والصواب ما قال، وترك رواية شعبة أولى، والله أعلم» . اهـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 355 2041- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يحيى ابن صالح (1) ، [عن سليمان بن عطاء] (2) ؛ قال: حدَّثنا مَسْلَمة بن عبد الله الجُهَني، عَنْ [عمِّه] (3) ؛ قَالَ: سمعتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ يَقُولُ: مَن عَادَ مَرِيضًا خاضَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ، فَإِذَا جَلَسَ عِنْدَ الْمَرِيضِ غَمَرَتْه (4) الرَّحمة، فَإِذَا كلَّمه المريضُ وجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ. فأظنُّ أنهم قالوا لعثمان: أَشَيْءٌ تقولُ أم شَيْءٌ سمعتَهُ مِنْ رسولِ اللَّهِ (ص) ؟ قَالَ: بل سمعتُهُ من رَسُول الله (ص) (5) ؟   (1) هو: الوحاظي. وحديثه هذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/61) من طريق أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/226) من طريق أبي زرعة الدمشقي، كلاهما عن يحيى بن صالح، به، مع بعض الاختلاف في متنه. وعزاه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (12/41) لأبي زرعة الدمشقي، ولم نجده في "تاريخه". (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابدَّ منه، ويدلُّ عليه قول أبي حاتم الآتي آخرَ المسألة، وانظر التعليق عليه، وجاء على الصواب في مصادر التخريج. (3) في جميع النسخ: «عمر» ، وصُوِّبت في (أ) بخط مختلف إلى: «عمِّه» ، وهو الصواب كما في مصادر التخريج السابقة، وعمُّه هو: أبو مشجعة بن ربعي الجهني. (4) في (ت) و (ك) : «غمرت» . (5) قوله: «قَالَ: بل سمعته من رَسُول الله (ص) » سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 2041 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 356 قَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ، وسُلَيمانُ (1) منكرُ الْحَدِيث (2) . 2042 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ (3) ، عَنْ فَائِدٍ (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ يَقُولُ أَحَدَ عَشَرَ مَرَّةً (5) : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَريك لَهُ،   (1) في هامش النسخة (أ) حاشية بخط مغاير نصها: «لعله مسلمة، [ويكون] من رواية سُلَيْمَانُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ، وهو معروف بالرواية عنه» . (2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/133) : «سليمان بن عطاء القرشي الحرَّاني: روى عن مسلمة ابن عبد الله الجهني، روى عنه يحيى بن صالح الوحاظي ... سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو منكر الحديث، يكتب حديثه» . (3) هو: ابن معاوية الفزاري. (4) هو: ابن عبد الرحمن الكوفي أبو الورقاء العطار. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/26) من طريق سلم بن سلم الضبّي، وأبو نعيم في "الحلية" (3/157) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن فائد، به. قال ابن عدي: «ولفائد - أبو الورقاء - غير ما ذكرت، وهو مع ضعفه يكتب حديثه» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث محمد وجابر، تفرد به عنهما أبو الورقاء» . وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/299) من طريق إبراهيم بن فهد، عن عنبسة بن ميمون، عن مطر الوراق، عَنْ أَبِي نْضَرَةَ، عَنْ جَابِرِ، به. وإبراهيم بن فهد قال عنه ابن عدي في "الكامل" (1/270) : «وسائر أحاديث إبراهيم بن فهد مناكير، وهو مظلم الأمر» . ونقل ابن حجر في "لسان الميزان" (1/91) عن البردعي قوله: «ما رأيت أكذب منه» . (5) كذا في جميع النسخ، وفي "الكامل"لابن عدي: «أحد عشر مرات» ، والجادَّة: إحدى عشرة مرةً، كما في "تاريخ ابن عساكر» ، ولم ترد هذه الجملة في "حلية الأولياء". وما في النسخ و"كامل ابن عدي" يخرَّج على الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، والتقدير: أحد عشر قولاً، أو ذِكْرًا، وانظر للحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . الحديث: 2042 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 357 أَحدًا صَمَدًا لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ؛ إِلاَّ كَتَبَ (1) لَهُ أَلْفَيْ أَلْفِ (2) حَسَنَةٍ، وَمَنْ زَادَ زَادَهُ اللهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2043 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَبِيبُ بنُ حَبِيب (4)   (1) المثبت من (ت) و (ك) ، ومثله في "الحلية"، وفي بقية النسخ: «كُتبت» ، وفي "الكامل" و"تاريخ دمشق": «كتب الله له» . والمثبت يُضبط على وجهين: أحدهما: البناء للمعلوم، والفاعل ضمير مستتر يعود على «الله» عزَّ وجلَّ؛ ولم يذكر لفظ الجلالة هنا للعلم به ولدلالة السياق عليه، وتقدُّمه في كلمة التوحيد، ويشهد لهذا رواية الحديث في "الكامل" و"تاريخ دمشق"، وانظر التعليق على المسألة رقم (400) . والثاني: البناء لما لم يُسمَّ فاعله، ونائب الفاعل هو الجار والمجرور «لَهُ» ، وقوله: «ألفَيْ» منصوب على المفعولية؛ وهذا جائز على مذهب الكوفيين والأخفش وابن مالك وأبي عبيد. انظر التعليق على المسألة رقم (252) . (2) في (ك) : «ألف ألف» ، والمثبت من بقية النسخ، ومثله في "الكامل" و"تاريخ دمشق"، وفي "الحلية": «ألفَيْ» . (3) نقل هذا النص السيوطي في "تدريب الراوي" (1/240) ، وطاهر الجزائري في "توجيه النظر" (1/518) . (4) قوله: «ابن حبيب» سقط من (ك) . ورواية حبيب هذا أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (307) ، وإبراهيم الحربي في "إكرام الضيف" (50) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/36 = = رقم 12692) ، وابن عدي في "الكامل" (2/415) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/304-305) ، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (23) . قال ابن عدي بعد أن ذكره وحديثًا آخر: «وهذان الحديثان الذي [كذا] ذكرتهما لا يرويهما عن أبي إسحاق غيره، وهما أنكر ما رأيت له من الرواية» . الحديث: 2043 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 358 أَخُو حَمْزَةَ بْنِ حَبِيب، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ العَيْزار بْنِ حُرَيْث، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالَ: قال رسولُُ الله (ص) : مَنْ أَقَامَ الصَّلاَةَ، وَآتَى الزَّكَاةَ، وَحَجَّ البَيْتَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، وَقَرَى الضَّيْفَ؛ دَخَلَ الجَنَّةَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَوْقُوفٌ (2) . 2044- وسُئِل (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَيْبان بْنُ [فَرُّوخ] (4) ، عَنْ مُبارَك بْنِ فَضَالة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ (5) : أَنَّهُ توضَّأ بالمَقَاعِد (6) ، فلمَّا فَرَغ مِنْ وُضوئه؛ قَالَ: لأُحَدِّثَنَّكُمْ (7) بحديثٍ سمعتُهُ من رسولِ الله (ص) ، لولا   (1) هو: السبيعي، عمرو بن عبد الله. (2) أخرج هذه الرواية الموقوفة عبد الرزاق في "جامع معمر" (20529/المصنف) من طريق معمر، وإبراهيم الحربي في "إكرام الضيف" (52) من طريق عمار بن رُزَيق، كلاهما عن أبي إسحاق السبيعي، به، موقوفًا على ابن عباس. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الحربي في "إكرام الضيف" (51) ، والبيهقي في "الشعب" (9147) . وقوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (3) انظر المسألة المتقدمة برقم (71) و (143) و (164) . (4) في جميع النسخ: «فرح» ، ولم نجد في الرواة من اسمه: «شيبان بن فرح» ، أو: «شيبان بن فرج» ، والمعروف بالرواية عن مبارك بن فضالة هو شيبان بن فروخ؛ كما في "تهذيب الكمال" (12/599) . (5) هو: عثمان بن عفان ح. (6) تقدم تفسيرها في المسألة رقم (143) . (7) في (ش) : «لأحدثكم» . الحديث: 2044 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 359 آيةٌ فِي كتابِ اللهِ مَا حدثتكم؛ سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ صَلَّى، إِلاَّ حَطَّ (1) اللهُ خَطَايَاهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الصَّلاَةِ الأُخْرَى ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ وإنما هو: عَن حُمْران (2) ، عَنْ عُثْمَانَ، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . 2045- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمر (4) بن يونس اليَمَامي (5) ،   (1) كذا في جميع النسخ، ولفظه في "الصحيحين": «مَن تَوَضَّأَ نحو وضُوئي هَذَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحدِّث فيهما نَفسَهُ، غُفِرَ له ... » ، وعندهما أيضًا بلفظ: «لا يتوضأ رجلٌ يحسن وضوءه، ويصلي الصلاة، إلا غُفِرَ له ... » . (2) هو: ابن أبان، مولى عثمان. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (227) من طريق جرير بن عبد الحميد، وأبي أسامة حماد بن أسامة، ووكيع، وسفيان بن عيينة، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن حمران، عن عثمان، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (160) ، ومسلم في الموضع السابق، كلاهما من طريق ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، به. وأخرجه البخاري (159) ، ومسلم (226) ، كلاهما من طريق عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ حمران، به. وأخرجه البخاري أيضًا (6433) من طريق معاذ بن عبد الرحمن، عن حمران، به. (3) من قوله: «فذكر الحديث ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (4) في (ك) : «عمرو» . (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3598) ، والبيهقي في "الشعب" (6311) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن" (6/82) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9988) ، وابن عدي في "الكامل" (3/413) ، والبيهقي في "الشعب" (6310) ، والخطيب في "تاريخه" (3/392) ، جميعهم من طريق عيسى بن شعيب، عَنْ روح بْن الْقَاسِم، عَنْ مطر الوراق، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (2921) من طريق حسين المعلم، وابن عدي في "الكامل" (3/413) من طريق حمزة الزيات، والبيهقي في "السنن" 8/332) من طريق سعيد بن بشير، ثلاثتهم عن مطر الوراق، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/99) من طريق إبراهيم الصائغ، عن عطاء بن أبي مسلم، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ذ قال: قال رسول الله (ص) : «مَنْ = = أَعانَ على خُصومة بغير حقٍّ؛ كان في سَخَط الله حتَّى يَنْزِعَ» . قال الحاكم: «هذا حديث صحيح ولم يخرجاه» . وأخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد"- كما في "أطرافه" لابن طاهر (3427) - من طريق يحيى بن سعيد، عن نافع، به، مرفوعًا، ولم يذكر ابنُ طاهر منه سوى قوله: «مَن حالَتْ شَفاعَته دون حَدٍّ» ، ثم قال: «الحديث» . قال الدارقطني: «غريب من حديث يحيى بن نافع، تفرَّد به عمار بن مطر الرهاوي، عن هشيم بن بشر، عنه» . الحديث: 2045 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 360 عَنْ عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ [بْنِ زَيْدٍ] (1) ، عَنِ المُثَنَّى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَطَرٍ الوَرَّاق، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُُ الله (ص) : مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَحْدَهُ، أُثْبِتَتْ (2) لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ إِلَى مِئَةِ حَسَنَةٍ إِلَى أَلْفِ حَسَنَةٍ، فَمَنْ زَادَ زَادَهُ اللهُ. وَمَنِ اسْتَغْفَرَ اللهَ غَفَرَ اللهُ لَهُ (3) . وَمَنْ حَالَتْ شَفَاعَتُهُ دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللهِ، فَقَدْ ضَادَّ اللهَ. وَمَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِظُلْمٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ حَتَّى يَنْزِعَ. وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنً (4)   (1) ما بين المعقوفين وقع مكانه في جميع النسخ: «عن يزيد» وهو خطأ؛ فعاصم بن محمد هو ابن زيد العمري، معروف بالرواية عن المثنى بن يزيد. والحديث أخرجه أبو داود (3598) - ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/82) - من طريق عمر بن يونس، حدثنا عَاصِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ العمري، حدثني المُثَنَّى بن يزيد، به. (2) في (أ) و (ش) : «أثبت» . (3) في (ك) : «ومن استغفر غفر له» . (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. وانظر المسألة رقم (34) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 361 أَوْ مُؤْمِنَةً حُبِسَ فِي طِينَةِ الخَبَالِ حَتَّى يَأْتِيَ بِالْمَخْرَجِ. وَمَنْ لَقِيَ اللهَ بِدَيْنٍ أُخِذَ مِنْ حَسَنَاتِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ؛ وَلَيْسَ (1) ثَمَّ دِينَارٌ وَلاَ دِرْهَمٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الصحيحُ عَنِ ابْنِ عمر، موقوفٌ (2) .   (1) في (ك) : «وليس له» . (2) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (28070) عن عبدة ابن سليمان، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عبد الوهاب، عن ابن عمر، موقوفًا، بلفظ: «مَن حالَتْ شَفاعَتُه دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدودِ اللهِ، فَقَدْ ضادَّ اللهَ في خلقه» . وعبد الوهاب هذا هو ابن بخت؛ كما أوضحه الإمام أحمد في "العلل" لابنه عبد الله (5129) . وقد صحح ابن حجر رواية ابن أبي شيبة هذه في "فتح الباري" (12/87) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9987) من طريق إبراهيم بن طهمان، عن عطاء الخراساني، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به، موقوفًا على ابن عمر، ولم يذكر قوله: «ومن حالت ... » إلخ. وأخرجه عبد الرزاق في "جامع معمر" (20905/المصنف) عن معمر، عن عطاء الخراساني، عن ابن عمر، به، موقوفًا، بتمامه هكذا بإسقاط نافع من سنده. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9986) ، والطبراني في "الكبير" (12/388 رقم 13435) ، و"الأوسط" (6491) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ" (226) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/219) ، جميعهم من طريق أبي الجوَّاب أحوص بْنُ جوَّاب، عَنْ عَمَّارِ بْنِ رزيق، عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بزَّة، عَنْ عطاء الخراساني، عن حمران، عن ابن عمر، به، مرفوعًا. وأخرجه محمد بن فضيل في "الدعاء" (93) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ" (228) من طريق محمد بن الحسن، كلاهما عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ المثنى بن الصباح، عن عطاء الخراساني، عن ابن عمر، به، مرفوعًا. وأخرجه أبو يعلى في "معجمه" (84) من طريق محمد ابن فضيل، فزاد في سنده حمران، بين عطاء وابن عمر. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/388) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ" (227) ، والخطيب في "تاريخه" (8/200) ، ثلاثتهم من طريق حفص بن عمر، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عمر، به، مرفوعًا، ولم ينسب عطاء؛ فاحتمل أن يكون ابن أبي رباح. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/70 رقم 5385) ، وأبو داود في "سننه" (3597) ، والحاكم في "المستدرك" (2/27) ، والبيهقي في "سننه" (6/82) ، و (8/332) ، جميعهم من طريق زهير بن معاوية، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنِ يحيى بن راشد، عن ابن عمر، به، مرفوعًا. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (2/82 رقم 5544) من طريق أيوب بن سلمان، عن ابن عمر، به، موقوفًا إلا قوله: «من حالت شفاعته ... » ، فإنه مرفوع إلى آخره. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (12/270 رقم 13084) ، والحاكم في "المستدرك" (4/383) = = كلاهما من طريق عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أبي مريم، عن عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ ابن عمر، به، مرفوعًا، مختصرًا، بلفظ: «مَن حالَتْ شَفاعَتُه دُونَ حَدٍّ مِنْ حُدودِ اللهِ، فَقَدْ ضادَّ اللهَ في أمره» . وقوله: «موقوف» يجوز فيه وجهان: النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 362 ............................ 2046 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنٌ المُعَلِّم (1) ،   (1) في (ك) : «المعا» بدل: «المعلم» ، وضبب عليها الناسخ. وهو: حسين بن ذَكْوان المعلَّم. ولم نقف على من أخرج روايته، لكنه توبع - كما سيأتي- دون ذكر لمحمد بن إبراهيم في سنده. وممن تابعه حرب بن شداد ومعاوية بن سلام، كما ذكر المصنف. والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (666) ، وابن سعد في "الطبقات" (4/71) ، وابن أبي شيبة في "المسند" (159) ، و"المصنف" (9234) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/204-205 و208-209 رقم 21781 و21816) ، والدارمي في "سننه" (1791) ، والنسائي في "الكبرى" (2781 و2782) من طريق هشام الدستوائي، وأخرجه الإمام أحمد (5/200 رقم 21744) ، وأبو داود في "سننه" (2436) من طريق أبان بن يزيد العطار، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، دون ذكر لمحمد بن إبراهيم. وسيأتي أن الوليد بن مسلم رواه عن أبي عمرو الأَوْزَاعِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثير، عن مولى لأسامة، عن أسامة، به، هكذا دون ذكر لمحمد بن إبراهيم، ولا لعمر بن الحكم، ولا لمولى قدامة. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1/167 رقم 409) من طريق موسى بن عبيدة، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ أسامة، به، هكذا بإسقاط مولى قدامة ومولى أسامة من سنده. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (3/299 رقم 2119) من طريق شرحبيل بن سعد، عن أسامة، به. الحديث: 2046 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 363 وحَربٌ (1) ، ومعاويةُ بنُ سَلاَّم (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الحَكَم، [عن] (4) مَوْلَى قُدَامة، عَنْ مَوْلَى أُسامة، عن أُسامة، عن النبيِّ (ص) : تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الخَمِيسِ وَالإِثْنَيْنِ (5) . وَرَوَاهُ (6) هِقْلٌ (7) ، عَنِ الأَوْزاعي (8) ، عَنْ يحيى، عن مولًى   (1) هو: ابن شداد. وروايته لم نقف عليها على هذا الوجه، لكن أخرجها البيهقي في "الشعب" (3576) ، ووقع عنده: «عمر بن أبي الحكم» ، وهو صحيح أيضًا؛ لأنه ينسب إلى جده، ولم يذكر في سنده محمد بن إبراهيم. (2) روايته لم نقف عليها على هذا الوجه، لكن أخرجها النسائي في "الكبرى" (2783) ، ولم يذكر محمد بن إبراهيم ولا عمر بن الحكم في سنده. (3) هو: التيمي، لكن لم نجد له ذكرًا في إسناد هذا الحديث في غير هذا الموضع، إلا ما وقع عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (9235) حين قال: حدثنا ابن فضيل، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد بن إبراهيم: كان أسامة بن زيد يصوم أيامًا من الجمعة يتابع بينهن، فقيل له: أين أنت من الإثنين والخميس؟ قال: فكان يصومهما. (4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، وألْحِقَ في (أ) بخط مختلف. والصواب إثباته كما في مصادر التخريج. (5) انظر الكلام على قطع همزة «الإثنين» ووصلها في التعليق على المسألة رقم (671) . (6) في (ش) : «وروى» . (7) بكسر الهاء وسكون القاف بعدها لام؛ هو: ابن زياد السَّكْسَكي الدمشقي، كاتب الأوزاعي. ولم نقف على روايته هذه، لكن تابعه عليها الوليد بن مسلم عند النسائي في "الكبرى" (2785) . (8) هو: عبد الرحمن بن عمرو. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 364 لأُسَامَةَ (1) ؛ قَالَ: كُنْتُ أركبُ مَعَ أُسَامَةَ. فقلتُ لأَبِي: مَا يَقُولُهُ (2) حسينٌ ومعاويةُ وحَرْبٌ، هُوَ محفوظٌ؟ قَالَ: نَعَمْ. 2047 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُقْبَة بن عبد الله الأَصَمّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (4) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ رَجُلا أَتَى النبيَّ (ص) فقال: علِّمْني دعوةً، فقال: اللَّهُمَّ (5) اجْعَلْنِي صَبُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي شَكُورًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي عَيْنِي صَغِيرًا، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ كَبِيرًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ لا يعرف، وعُقْبَةُ لَيِّنُ الْحَدِيث، أَبُو هلالٍ (6) أَحَبُّ إلينا منه. 2048 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِم (8) ، عَنِ فُضَيْل بْنِ مَرْزُوق، عَنْ عَطِيَّة (9) ، عن أبي سعيد، عن   (1) في (أ) و (ش) : «مولى أسامة» . (2) في (ك) : «ما تقوله» . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1978) . (4) هو: عبد الله. (5) في المسألة رقم (1978) : «فقال: قل: اللهم» . (6) يعني: محمد بن سليم الراسبي. (7) نقل هذا النص الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/447) . (8) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (421) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (85) . والحديث أخرجه ابن ماجه في "سننه" (778) من طريق الفضل بن الموفق، والبغوي في "الجعديات" (2032) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (65) من طريق يحيى بن أبي بكير، وابن بشران في "الأمالي" (754) من طريق ابن فضيل، ثلاثتهم عن فضيل بن مرزوق، به، مرفوعًا. (9) هو: ابن سعد بن جُنادة العَوْفي. الحديث: 2047 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 365 النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ وَبِحَقِّ مَمْشَايَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. ورَوَاهُ أَبُو نُعَيْم (1) ، عَنْ فُضَيْل، عَنْ عَطِيَّة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (2) ؟ قَالَ أَبِي: موقوفٌ (3) أشبهُ (4) . 2049- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الصمد بن عبد الوارث (5) ،   (1) هو: الفضل بن دُكَين. ولم نقف على روايته هذه، لكنه توبع؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29193) من طريق وكيع بن الجراح، عن فضيل بن مرزوق، به، موقوفًا على أبي سعيد. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/21 رقم 11156) ، وابن منيع في "مسنده" - كما في "مصباح الزجاجة" للبوصيري (1/99) - والبغوي في "الجعديات" (2031) ، ثلاثتهم من طريق يزيد بن هارون، عن فضيل بن مرزوق، به، وقال فيه يزيد: «فقلت لفضيل: رفعه؟ قال: أحسبه قد رفعه» . (2) كذا، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر المسألة رقم (34) . (3) قوله: «موقوف» مبتدأ، و «أشبه» خبره، وسوغ الابتداء بالنكرة أنها موصوفة بوصف مقدر، أي: موقوف منهما (أي: من الإسنادين المذكورين) أشبه. وانظر "مغني اللبيب" (ص445-450) ، و"همع الهوامع" (1/381-384) . ويجوز أن يكون منصوبًا على الحال، والتقدير: وهو أشبه موقوفًا، لكن حذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/98) : «هذا إسناد مسلسل بالضعفاء؛ عطية هو العوفي، وفضيل بن مرزوق، والفضل بن الموفق، كلهم ضعفاء» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (24) للشيخ الألباني _ح. (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/117 رقم 5983) ، وأبو داود في "سننه" (5058) ، والنسائي في "الكبرى" (7694 و10634) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5758) ، وابن حبان في "صحيحه" (5538) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (728) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (519) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (347) . الحديث: 2049 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 366 عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ حُسَيْنٍ المُعَلِّم (2) ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة (3) ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إِذَا دَخَلَ مَضْجَعَه: الحَمْدُ للهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوانِي ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. وَرَوَاهُ أَبُو مَعْمَر المِنْقَري (4) ، عن عبد الوارث، عَنْ حُسَيْنٍ المُعَلِّم، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة؛ قَالَ: حدَّثني ابنُ عِمْرَانَ: أنَّ النبيَّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: حَدِيثُ أَبِي مَعْمَر أشبهُ. قلتُ لأَبِي: ابنُ عمران من هو؟   (1) هو: عبد الوارث بن سعيد. (2) هو: حسين بن ذكوان. (3) هو: عبد الله. (4) هو: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج. وروايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (964) ، والخطيب في "الكفاية" (ص 225) ، لكن وقع في رواية الخطيب: «أبو عمران» بدل: «ابن عمران» . وذكر الخرائطي في روايته أن أبا علي العنزي قال لأبي معمر: «كنتَ حدَّثتَ به مرَّةً فقلت: "ابن عمر"! فقال: ذاك خطأ، وأنكر ذاك، وقال: اجعله: "ابن عمران"» . وأما الخطيب فقال في روايته: «قال أبو معمر: وعبد الصمد بن عبد الوارث يقول في هذا: حدثني أبو عمر، وأنا أقول في هذا: حدثني أبو عمران» . قال الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (3/67) : «وأبو معمر من شيوخ البخاري، وهذا الكلام يُتوقف معه في وصل الحديث؛ فإن ابن عمران لا صحبة له» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 367 قَالَ: لا أدري. قلتُ: فابنُ بُرَيْدة أدركَ ابنَ عُمَرَ؟ قَالَ: أَدركَهُ ولم يَبِنْ سماعُهُ منه. 2050 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (2) ، عَنْ دَاوُدَ (3) ، عَنِ الشَّعْبي، عَنِ ابْنِ أبي السَّائِب قاصِّ (4) أهلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ عائِشة؛ قَالَتْ لِلسَّائِبِ: لَتَدَعَنَّ السَّجْعَ فِي الدُّعَاءِ؛ فإنِّي رأيتُ رسولَ الله (ص) وأصحابَهُ [لا يَسْجَعُونَ] (5) ، أَوْ لا يَفْعَلُونَ (6) ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا عليُّ بنُ مَيمون الرَّقِّي، عَنْ أبي معاوية.   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2234) . (2) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها المصنف هنا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَيْمُونٍ الرَّقّي، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ. وأخرجها في المسألة رقم (2234) عن أحمد بن سنان، عن أبي معاوية، به، مثله. وأخرجها ابن حبان في "صحيحه" (978) من طريق عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبي معاوية، به، مثله أيضًا. وأخرجه المصنف أيضًا في المسألة (2234) من طريق الحسن بن محمد الصباح، عن أبي معاوية، به، إلا أنه قال: «عن أبي السائب» بدل: «ابن أبي السائب» . (3) هو: ابن أبي هند. (4) كذا تقرأ في (ت) ، وفي (أ) و (ف) : «قاض» ، وفي (ش) و (ك) : «قاضي» ، وسيأتي في المسألة رقم (2234) وفي بعض النسخ: «قاض» ، وفي بعضها: «قاضي» ، والمثبت موافق لما في مصادر التخريج، وهو الذي يؤيِّده السياق. (5) في جميع النسخ: «لا يسمعون» بالميم، والتصويب من المسألة رقم (2234) . (6) في (ش) : «يعفلون» غير منقوطة. الحديث: 2050 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 368 وحدَّثنا (1) أَبُو سَلَمة (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا وُهَيْب (3) ، عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبي: أنَّ عائِشةَ (4) قالتْ لابنِ أبي السَّائِب (5) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: حديثُ وُهَيْبٍ أشبهُ (6) ، ووُهَيْبٌ أتقنُ وأوثقُ من أبي معاوية (7)   (1) في (ف) تشبه: «وحديثا» . (2) هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي. (3) في (ف) : «وَهْب» . ووهيب هذا هو: ابن خالد. وقد تابعه على هذه الرواية سفيان ابن عيينة، وعبد الأعلى ابن عبد الأعلى، وإسماعيل بن عليَّة: أما رواية سفيان بن عيينة: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29155) . وأما رواية عبد الأعلى بن عبد الأعلى: فأخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1634) . وأما رواية إسماعيل بن علية: فأخرجها أحمد في "المسند" (6/17 رقم 25820) ، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/13 رقم 29) ، جميعهم رووه عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عائشة، به. (4) في (أ) و (ش) : «عن عائشة أن عائشة» ، وفي (ك) تكرر قوله: «أن عائشة» . (5) ذكر أبو حاتم في المسألة رقم (2234) أن رواية الشعبي عن عائشة مرسلة، وذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم أيضًا في "المراسيل" (591) عن أبيه قوله: «الشعبي عن عائشة مرسل» ، ورَوى (589) مثل هذا أيضًا عن ابن معين. (6) في (ك) : «أشيه» . (7) وقد تابع وُهيبًا على روايته ابنُ عيينة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن علية؛ كما تقدم. وخالفهم حماد بن سلمة؛ فرواه عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عن عامر الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، وسيأتي ذكر هذه الطريق في المسألة رقم (2234) . وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" (5406) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنّ عائشة أرسلت إلى مروان تشكو السائب - وكان قاصًّا - فقالت: والله ما أستطيع أن أكلِّم خادمي، فنهاه مروان، فعاد، فشكته أيضًا، فلقيه مروان أيضًا، فصكَّه، أو قال: لطمه. وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (5/67/أ) فقال: «يرويه داود بن أبي هند، واختلف عنه: فَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ داود، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ عائشة. وخالفه أبو معاوية الضرير؛ فرواه عَنْ دَاوُدَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ ابن أبي السائب قاضي (كذا!) المدينة، عن عائشة. والصحيح: عن الشعبي- مرسلاً- عن عائشة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 369 2051 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يوسفُ بنُ عَطِيَّة (1) ، عَنْ ثَابِتٍ (2) ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) فِي كفَّارة الْمَجْلِسِ: أَنْ تَقُولَ (3) : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ (4) حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيق النَّاجِي (5) قولَهُ.   (1) هو: الصفار، متروك، ويروي المناكير عن ثابت. ولم نقف على روايته هذه، لكن أخرجه البزار في "مسنده" (3123 و3698/كشف الأستار) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/217) ، والطحاوي في "شرح المعاني" (4/289) ، والطبراني في "الأوسط" (5914) ، وفي "الدعاء" (1916) ، وابن عدي في = = "الكامل" (5/163) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/278) ، جميعهم من طريق عثمان بن مطر، عن ثابت، عن أنس، به، مرفوعًا. قال العقيلي: «ولا يتابع عليه، وهذا يروى بإسناد أصلح من هذا، من غير هذا الوجه» . وذكر ابن عدي لعثمان بن مطر هذا الحديث وأحاديث أخرى، ثم قال: «وهذه الأحاديث عن ثابت غير محفوظة، إلا حديث السلام على الصبيان» . وقال أيضًا: «ولعثمان بن مطر غير ما ذكرت من الأحاديث، وأحاديثه عن ثابت خاصة مناكير، وسائر أحاديثه فيها مشاهير وفيها مناكير، والضعف بيِّن على حديثه» . (2) هو: ابن أسلم البناني. (3) في (ك) : «يقول» . (4) في (ش) : «ورواه» . (5) في (ك) : «الماحي» ، وفي (أ) : «التاجي» ، واسم أبي الصديق هذا: بكر بن عمرو، وقيل: ابن قيس. الحديث: 2051 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 370 2052- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرُو ابنُ أَبِي قَيْس (1) ، والحارثُ بنُ نَبْهان الجَرْمي (2) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عَنْ يَحْيَى بْنِ عُمَارة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ! قَنِّعْنِي بِمَا رَزَقْتَنِي. وَرَوَاهُ وُهَيْب بْنُ خَالِدٍ (3) ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائب، عن سعيد بن   (1) روايته أخرجها ابن السني في "القناعة" (11) من طريق عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، عنه كما هنا. ومن طريق ابن السني أخرجه الضياء في "المختارة" (419) . وأخرجه الضياء أيضًا في "المختارة" (418) من طريق مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قيس، به، كسابقه. وهكذا أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/510) ، وعنه البيهقي في "الدعوات" (211) ، و"الآداب" (1084) من طريق محمد بن الخليل الأصبهاني، عن يعقوب بن يوسف القزويني، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ سَابِقٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي قيس، به، كسابقه. وأخرجه الحاكم أيضًا (2/356) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (9864) ، و"الآداب" (1083) من طريق أبي بكر بن إسحاق الفقيه، عن يعقوب بن يوسف، به، ولم يذكر في سنده «يحيى بن عمارة» . (2) في (ك) : «والحار بن شهاب الحرفي» . ورواية الحارث هذا أخرجها ابن السني في "القناعة" (12) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص91 رقم 50) لكن من رواية عطاء، عن سعيد بن جبير، وليس فيها ذكر ليحيى بن عمارة. (3) لم نقف على من أخرج روايته، لكنه توبع؛ فقد أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2728) ، والحاكم في "المستدرك" (1/456) كلاهما من طريق سعيد بن زيد، عن عطاء بن السائب، حدثنا سعيد بن جبير ... ، فذكره عن ابن عباس مرفوعًا. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (3756) . وأخرجه ابن السني في "القناعة" (13) من طريق علي ابن الحسين بن واقد، عن عطاء بن السائب، به، مثل سابقه. الحديث: 2052 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 371 جُبَير، عَنِ ابْنِ عبَّاس (1) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: ما يُدرينا! مَرَّةً قَالَ (2) كذا، ومرة قَالَ كذا! 2053 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بنُ (4) عُقْبة، وإسماعيلُ بنُ عيَّاش، عَنْ سُهَيْل بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَا قَعَدَ قَوْمٌ مَجْلِسًا ثُمَّ تَفَرَّقُوا عَنْ غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ، إِلاَّ كَانَتْ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً. وَرَوَاهُ وُهَيْبٌ (6) ، عَنْ سُهَيْل، عَنْ عَوْن بن عبد الله بن عُتْبة (7) ،   (1) الذي يظهر: أن ابن أبي حاتم لم يقصد وقف الحديث على ابن عباس، وإنما قصد إسقاط يحيى بن عمارة من الإسناد. أما إن كان قَصَدَ الاختلافين كليهما - إسقاط يحيى بن عمارة ووَقْفَ الحديثِ -: فقد أخرجه كذلك ابن أبي شيبة في "المصنف" (15811 و29624) عن أسباط ابن محمد، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس موقوفًا. وهكذا أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (681) من طريق نصر بن أبي الأشعث، عن عطاء. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (269) . (2) يعني: عطاء بن السائب. (3) ستأتي هذه المسألة برقم (2078) وفيها بيان لعلة هذا الحديث بأجود مما هنا. (4) سيأتي تخريج روايته، ورواية إسماعيل في المسألة رقم (2078) . (5) قوله: «عن أبيه» ليس في (أ) و (ش) . (6) هو: ابن خالد، ولم يذكر جواب أبي حاتم، لكن وجِّه هذا السؤال إلى أبي حاتم وأبي زرعة في المسألة رقم (2078) ، فَقَالا: «هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ وُهَيْبٌ، عَنْ سُهَيْل، عَنْ عَوْن بْنِ عبد الله، موقوفً، وهذا أصحُّ» . فلعلَّ هنا سقطًا قبل قوله: «ورواه وهيب» ، والله أعلم. (7) يعني: موقوفًا كما سيأتي في المسألة رقم (2078) . الحديث: 2053 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 372 أُراه قَالَ: عبدٌ يقعُدُ مَجْلِسًا. 2054 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يوسفُ بنُ عَدِيٍّ، عَنْ عَثَّامٍ (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا تضوَّر (3) مِنَ اللَّيْلِ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيزُ الغَفَّارُ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامِ بْنِ عُرْوة، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ يقولُ نفسُهُ (4) . وَرَوَاهُ جَرِير (5) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا يوسفُ بنُ عَدِيٍّ بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ. وسمعتُ أَبِي أيضا (6) يقولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (197) و (1987) . (2) في (ت) و (ك) : «عنام» ، وهي مهملة في بقية النسخ. وهو: عثام بن علي الكلابي. (3) انظر التعليق على معناه في المسألة رقم (1987) . (4) انظر تخريج قوله: «يقول نفسُهُ» من جهة العربية في التعليق على المسألة رقم (1987) . (5) كذا في جميع النسخ، وتقدمت العبارة في المسألة (197) بلفظ: «رواه جرير هكذا» ، وفي المسألة (1987) : «هكذا رواه جرير» . (6) قوله: «أيضًا» سقط من (ك) . (7) من قوله: «وسمعت أبي ... » إلى هنا سقط من أصل (ت) ؛ لانتقال النظر، وألحق بالهامش، لكن لم يظهر في التصوير سوى قوله: «حديث منكر» ، وطرف من قوله: «وسمعت» . الحديث: 2054 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 373 2055 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونسُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ الحارثِ (3) ، عَنْ عليٍّ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) يَقُولُ عِنْدَ مَنامِهِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا حديثٌ خطأٌ، رَوَاهُ بعضُ الحفَّاظ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرة (4) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) ؛ وَهُوَ الصحيحُ. قَالَ أَبِي: رَوَاهُ عمَّارُ بنُ رُزَيْق، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ والحارثِ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) . ثُمَّ قَالَ: وحديثُ الأولِ أشبهُ؛ لأنَّ عمَّارَ ابنَ رُزَيْقٍ سمع من أَبِي إِسْحَاق بِأَخَرَةٍ. 2056 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي زَائِدَةَ، وزهيرٌ (7) ، فقال أحدُهما: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (8) ، عَنْ عَمْرٍو ابن مَيمون، عن عبد الله (9) ، عن النبيِّ (ص) ، وَقَالَ الآخَرُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1989) . (2) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (3) هو: ابن عبد الله الأعور. (4) هو: عمرو بن شرحبيل. (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1990) . (7) هو: ابن معاوية. (8) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (9) هو: ابن مسعود ح. الحديث: 2055 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 374 مَيمون، عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) : أَنَّهُ كَانَ يتعوَّذُ مِنْ خمسٍ: مِنَ البُخْل، والجُبْن، وسُوءِ العُمُرِ، وفتنةِ الصَّدرِ، وعَذَابِ القَبر. فأيُّهما أصحُّ؟ فَقَالا: لا (2) هَذَا ولا هَذَا؛ روى هَذَا الحديثَ الثَّوريُّ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاق، عَنْ عَمْرو بْن مَيمون؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) يتعوَّذ، مُرسَلً (3) ، والثَّوريُّ أحفظُهُمْ. وقال أَبِي: أَبُو (4) إِسْحَاق كَبِرَ (5) وساءَ حفظُهُ بِأَخَرَةٍ؛ فسماعُ الثَّوريِّ منه قديما (6) . وقال أَبُو زُرْعَةَ: تأخَّر سَمَاعُ زهيرٍ وزكريا من (7) أَبِي إِسْحَاقَ. 2057 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حُصَين (9) ، عن سعد   (1) من قوله: «وقال الآخر ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) في (ك) : «ولا» بالواو. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) قوله: «أبو» سقط من (ش) . (5) في (ت) و (ك) : «كبير» . (6) كذا في جميع النسخ، بنصب: «قديمًا» ، ويُخرَّج على أنه ظرفٌ سدَّ مسدَّ الخبر. وانظر التعليق عليه في المسألة رقم (1990) . (7) في (ت) و (ك) : «ابن» . (8) تقدمت هذه المسألة برقم (1996) ، وانظر المسألة رقم (177) و (2062) . (9) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي. الحديث: 2057 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 375 بْنِ عُبيدة، عَنِ البَرَاء؛ قَالَ: إِذَا اضْطَجَعَ الرجلُ فتوسَّدَ يمينَهُ قَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أسلَمْتُ نَفْسِي إليكَ ... ؟ قَالَ أَبِي: لم يَرْفعْهُ حُصَين، وَرَوَاهُ مَنصور (1) وفِطْرٌ (2) فرفعاه. قلتُ: فأيُّهم أصحُّ؟ قَالَ: مَنصُورٌ أحفظُ الثلاثة وأثبتُهُم وأتقنُهُم. 2058 - وسألتُ (3) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْم (4) ، عَنْ مُغِيرة بْنِ أَبِي الحُرِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدة، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ جدِّه؛ قال: جاز (6) رسولُ الله (ص) وَنَحْنُ قُعودٌ فَقَالَ: مَا أَصْبَحْتُ غَدَاةً قَطُّ إِلاَّ   (1) هو: ابن المعتمر. (2) هو: ابن خليفة. (3) انظر المسألة رقم (1904) . (4) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29436 و35065) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (558) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/43) ، والنسائي في "الكبرى" (10275) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/174-175) ، والطبراني في "الأوسط" (3749) ، وفي "الدعاء" (1809) ، وابن جميع الصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 300-301) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/60) ، و"تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم" (33) . وتابع أبا نعيم وكيعُ بن الجراح، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/410 رقم 19672) ، وابن ماجه في "سننه" (3816) ، والبزار في "مسنده" (3123) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن أبي موسى، إلا المغيرة بن أبي الحُرّ» . (5) هو: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري. (6) في (ش) : «جاء» . وجاز الموضعَ: سلكه وسار فيه. "مختار الصحاح" (115) (جوز) . الحديث: 2058 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 376 اسْتَغْفَرْتُ اللهَ فِيهَا مِئَةَ مَرَّةٍ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مُوسَى بنُ عُقْبة (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ أَبِي بُرْدة، عَنْ أَبِيهِ، عن الأَغَرِّ - من أصحابِ رسولِ الله (ص) (3) - عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ إسرائيل (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بكرٍ وَأَبِي بُرْدة ابْنَيْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) بنحوه، ولم يذكُرْ (5) أبا موسى.   (1) لم نقف على رواية موسى بن عقبة على هذا الوجه؛ بذكر الأغر في سنده، ولكن أخرجه النسائي في "الكبرى" (10274) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/289) ، والطبراني في "الدعاء" (1810) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 114-115) ، والبيهقي في "الشعب" (6370) ، جميعهم من طريق مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كثير، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) به، ولم يذكر فيه الأغر. (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) قوله: «عَنِ الأَغَرِّ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) » سقط من (ت) و (ك) . (4) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق. وروايته أخرجها = = البيهقي في "الشعب" (6369) من طريق أبي حاتم الرازي، عن عبيد الله بن موسى العبسي، عن إسرائيل، به. وأخرجه الدارمي في "سننه" (2765) من طريق محمد ابن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، به. وكذا رواه عبيد الله بن موسى والفريابي عن إسرائيل، وخالفهما أبو أحمد الزبيري؛ فرواه عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي بردة وحده، عن أبيه أبي موسى، به، هكذا موصولاً؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/394 رقم 23340) ، والبزار (2970 و3120) . (5) في (ت) : «يذكرا» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 377 قَالَ أَبِي: وحديثُ إِسْرَائِيلَ أشبهُ؛ إِذْ كَانَ هُوَ أحفظَ (1) . 2059 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بن يَمَان ٍ؛ قَالَ: حدَّثنا مِسْعَر (3) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْص (4) ، عَنْ حَسَنِ بن حسن، عن عبد الله بْنِ جَعْفَرٍ؛ قَالَ لمَّا جهَّز ابنتَهُ إِلَى الحجَّاج؛ قَالَ لَهَا: رسولُ الله (ص) (5) أَمَرَني إِذَا أَصَابَنِي هَمٌّ أَوْ غَمٌّ (6) أنْ أدعوَ بهذا   (1) هذا ما رجحه أبو حاتم، وخالفه العقيلي، والدارقطني، والمزي: ... أما العقيلي فقال في "الضعفاء" (4/175) : «وقال ثابت وعمرو بن مرة: عن أبي بردة، عن الأغر المزني، عن النبي (ص) نحوه، وهذا أولى» . وقال الدارقطني في "العلل" (7/216 رقم 1300) : «اختلف فيه على أبي بردة؛ فرواه المغيرة بن أبي الحر - شيخ من الكوفة - عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي موسى. وخالفه حميد بن هلال؛ فرواه عن أبي بردة قال: حدثني رَجُلٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وخالفهما ثابت البناني وعمرو بن مرة؛ فروياه عن أبي بردة، عن الأغر الجهني، ومنهم من قال: المزني. وكذلك رواه زياد بن المنذر أبو الجارود، عن أبي بردة، عن الأغر المزني، وهو أشبههما بالصواب؛ قول من قال: عن الأغر» . وقال المزي في "تحفة الأشراف" (6/462) : «المحفوظ: حديث أبي بردة، عن الأغر المزني» . ورواية ثابت البناني وعمرو بن مرة التي أشار إليها العقيلي والدارقطني، أخرجها مسلم في "صحيحه" (2702) من طريقهما، عن أبي بردة، عن الأغرّ المزني: أن رسول الله (ص) قال: «إنه لَيْغَانُ على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة» . هذا لفظ ثابت، ولفظ عمرو بن مرة: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مئة مرة» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1997) . (3) هو: ابن كدام. (4) هو: عبد الله بن حفص. (5) في المسألة رقم (1997) : «إن رسول الله (ص) » . (6) في (ش) : «غم أو هم» ، وكذا في (أ) ، لكن الناسخ وضع على الكلمتين علامتي التقديم والتأخير (مـ. مـ) . الحديث: 2059 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 378 الدُّعَاءِ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ روى غيرُ واحدٍ عَنْ مِسْعَر لا يُوَصِّلُونَهُ (1) . 2060 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاج بْنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ (3) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (4) ، عَنْ أَبِي بَرْزة (5) ، عن النبيِّ (ص) فِي كَفَّارَةِ الْمَجْلِسِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ... . وَرَوَاهُ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مُصْعَب بْنِ حَيَّان (6) ، عَنْ مُقَاتِل بْنِ حَيَّان، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَديج، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ: وَرَوَاهُ مَنصور (7) ، عَنْ فُضَيْل بْنِ عَمْرٍو، عَنْ زِيَادِ بْنِ حُصَين، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (8) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ مَنصُورٍ أشبهُ؛ لأنَّ حديثَ أَبِي هاشم رَوَاهُ حجَّاجُ بنُ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هاشم، وحجَّاج ليس بالقويِّ، وحديثُ الرَّبِيع (9) بن أنس دُونَهُ مُصْعَبُ بْنِ حَيَّان، عَنْ مُقَاتِلِ بن حَيَّان، عن   (1) قوله: «لا يوصِّلونه» هو بتشديد الصاد، من وصَّل الحديثَ يوصِّله توصيلاً، بمعنى: وَصَلَه. وانظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (163) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1999) . (3) هو: الرُّمَّاني، يحيى بن دينار. (4) هو: رُفيع بن مهران الرِّياحي. (5) في (ك) : «بردة» بدل: «برزة» . (6) في (ك) : «حنان» بدل: «حيان» . (7) هو: ابن المعتمر. (8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (9) في المسألة (1999) : «وفي حديث الربيع» . الحديث: 2060 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 379 الرَّبِيع. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ مَنصُورٍ أشبهُ (1) ؛ لأنَّ الثَّوريَّ رَوَاهُ، وَهُوَ أَحفظُهُم. 2061 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه خالدُ بنُ عبد الرحمن المخزوميِّ (2) ، عن هشام ابن عبد الله بن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَاضِي الْمَدِينَةِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: «لمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يتوبَ عَلَى آدمَ طَافَ سَبْعًا بِالْبَيْتِ، والبيتُ يومئذٍ لَيْسَ بِمَبْنيٍّ، وَهُوَ رَبْوَة حمراءُ، ثُمَّ قَامَ (3) فصلَّى (4) ركعتَين، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إنَّك تَعْلَمُ سِرِّي وَعَلانِيَتِي؛ فاقبَلْ مَعذِرتي، وتعلمُ حَاجَتِي؛ فأَعْطني سُؤْلي، وتعلَمُ مَا فِي نَفْسِي؛ فاغفِرْ لي ذنوبي، اللَّهُمَّ   (1) من قوله: «لأن حديث أبي هاشم ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر. (2) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/431) من طريقين عن خالد بن عبد الرحمن المخزومي، وسمى شيخه في إحدى الروايتين: «هشام بن عبد الملك بن عكرمة» ، وفي الأخرى: «هشام بن عبد الله بن عكرمة» ، وصوّب ابن عساكر رواية من قال: «هشام بن عبد الله بن عكرمة» ، وهذا لا يعارض ما ذكره ابن أبي حاتم هنا، فهو: «هشام بن عبد الله بن عكرمة ابن عبد الرحمن» . انظر ترجمته في "لسان الميزان" (6/195) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5974) ، وابن عساكر في "تاريخه" (7/431-432) من طريق النضر بن طاهر، عن معاذ بن محمد الخراساني، عن هشام بن عروة، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن عروة إلا معاذ بن محمد، تفرد به النضر بن طاهر» . اهـ. (3) في (أ) و (ش) : «قال» بدل: «قام» . (4) في (ك) : «يصلي» . الحديث: 2061 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 380 إنِّي أسألُكَ إِيمَانًا يُباشِرُ قَلْبِي، وَيَقِينًا صادِقًا حَتَّى أعلَمَ أَنَّهُ لا يُصِيبُنِي إِلا مَا كتبتَ (1) ، ورِضًا بِمَا قَسَمْتَ لِي. فأَوحَى اللهُ إليهِ: إنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَكَ، ولَن يأتيَ أحدٌ مِنْ ذُرِّيتك فيدعوَني بمثل الذي دعوتَني (2) به إِلا غفرتُ لَهُ، وكَشَفتُ غمومَه وهمومَهُ، ونزعتُ الفَقرَ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْهِ، واتَّجَرْتُ (3) لَهُ مِنْ وراءِ كلِّ تاجرٍ، وجاءَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ راغمةٌ وَإِنْ كَانَ لا يريدُها» ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2062 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَابِق، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَان، عَنْ مَنصور (5) ، عَنِ الحَكَم (6) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبيدة (7) ، عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛ قال: قال رسولُُ الله (ص) : إِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ لْيَكُنْ آخِرَ مَا تَقُولُ: أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ... ، الحديثَ؟. فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ فِيهِ الحَكَم؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنصور، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبيدةَ نفسِهِ، عَنِ البَرَاءِ، عن النبيِّ (ص) .   (1) أي: إلا ما كَتَبْتَ لي؛ كما في الموضع السابق من "تاريخ دمشق". (2) في (ت) و (ك) : «بمثل ما دعوتني» . (3) كذا في (أ) و (ف) دون نقط الجيم في (أ) ..ولم تنقط التاء في (ك) ، وأهملت الكلمة في (ش) ، وفي (ت) : «انجرت» بالنون والراء المهملة. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (177) ، وانظر المسألة رقم (1996) و (2057) . (5) هو: ابن المعتمر. (6) هو: ابن عتيبة. (7) في (ت) و (ك) : «عُبَيْد» بدل: «عبيدة» . الحديث: 2062 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 381 2063 - وسمعتُ (1) أَبِي وسُئِلَ (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ضَمْرة (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي الوَرْد (4) بْنِ ثُمَامَة، عن أبي الجُلاَح (5) ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَل: أنَّ النبيَّ (ص) سَمِعَ رَجُلا يَقُولُ: اللَّهُمَّ، تَمِّمْ عليَّ نعمتَك، فَقَالَ: تَدْرِي مَا تَمَامُ النِّعْمَةِ؟ الفَوْزُ [بالجَنَّةِ] (6) ، والنَّجَاةُ مِنَ النَّارِ، وسَمِعَ رَجُلا يَقُولُ (7) : يَا ذَا الجلالِ والإكرامِ! فَقَالَ: قَدِ اسْتُجِيبَ لَكَ؛ فَاسْأَلْ (8) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ (9) : هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي الْوَرْدِ (10) ، عَنِ   (1) نقل الزيلعي في "تخريج الكشاف" (1/95) ، و (3/397) قول أبي زرعة هنا: «وأبو الورد لا يسمى» . (2) السؤال هنا موجه إلى أبي حاتم، وسيأتي الجواب آخر المسألة من أبي زرعة، ولا إشكال في هذا؛ فإنه قد يكون حاضرًا، فيبادر بالجواب؛ بحكم ما يشترك فيه مع أبي حاتم من مذاكرة هذا العلم والكلام فيه، = = وقد يكون في قرينة الحال في المجلس ما دفع أبا زرعة للجواب؛ كإيماءٍ من أبي حاتم إليه أو نحو ذلك. (3) هو: ابن ربيعة الفلسطيني. (4) في (ك) : «الوود» . (5) في (أ) : «أبي اللجلاج» . (6) المثبت من (ش) ، وهو الذي يقتضيه السياق، وفي بقية النسخ: «من الجنة» . (7) قوله: «يقول» سقط من (أ) و (ش) و (ف) . (8) في (أ) : «فسئل» ، وفي (ش) و (ك) : «فسيل» ، ورسمت بالوجهين في (ت) و (ف) هكذا: «فسيءل» ؛ وهذا جارٍ على مذهب من يرسم الهمزة المتوسِّطة الساكن ما قبلها مفردةً على مُتَّسَعٍ أو على نبرة، أي: على غير ألف أو ياء أو واو، سواءٌ كانت مفتوحةً أو مكسورة أو مضمومة؛ نحو: يَسْئَم، ويَزْءِر، ويَلْئُم، ويمدون الحرف الذي قبلها - رسمًا - إن كان يتصل بما بعده؛ كرسم المصحف؛ نحو: [يُونس: 94] {فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} . وانظر "الألفاظ المهموزة" لابن جني (ص60) ، و"أدب الكاتب" لابن قتيبة (ص266 و268) . (9) السؤال في صدر المسألة موجه إلى أبي حاتم، وتقدم التعليق عليه. (10) رواه عن أبي الورد هكذا: سعيدُ بن إياس الجريري، ومن طريقه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29347) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/231 و235 رقم 22017 و22056) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (107) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (725) ، والترمذي (3527) ، وابن أبي الدنيا في "الشكر" (156) ، والبزار في "مسنده" (2635) ، والشاشي في "مسنده" (1375-1377) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (20/55-56 رقم 97-100) ، وفي "الدعاء" (2020 و2021) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/204) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (158) ، و"الدعوات الكبير" (197 و257) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (3/126-127) . وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" أيضًا (270) من طريق الطبراني. قال الترمذي: «هذا حديث حسن» . وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم له طريقًا عن معاذ إلا هذا الطريق، ولا نعلم رواه عن اللجلاج إلا أبو الورد» . وقال أبو نعيم: «تفرد به عن اللجلاج أبو الورد، وحدث به الأكابر عن الجريري، منهم إسماعيل بن علية، ويزيد ابن زريع، وعنهما الإمامان علي بن المديني وأحمد بن حنبل» . وانظر "العلل ومعرفة الرجال" لعبد الله بن أحمد (1/303 رقم 506) ، و (2/25 رقم 1433) . الحديث: 2063 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 382 اللَّجْلاج (1) ، عَنْ مُعَاذ (2) ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ (3) : وَأَبُو الوَرْد لا يُسَمَّى. 2064 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا بحديثٍ اختلَفَ (4) شُعبةُ وهشامٌ الدَّسْتَوَائِي: فَرَوَى شُعبة (5) ، عَنْ أَبِي جَعْفَر الخَطْمِي (6) ، عَنْ عُمَارة بْنِ   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن أبي اللجلاج» . (2) في (ك) : «معاذ بن جبل» . (3) من قوله: «هذا خطأ ... » إلى هنا مكرر في (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) أي: اختلف فيه. (5) سيأتي تخريج روايته. (6) هو: عمير بن يزيد. الحديث: 2064 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 383 خُزَيمَة، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيف: أنَّ رَجُلا ضريرَ البَصَرِ أَتَى النبيَّ (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يعافيَني، فأمرَهُ أَنْ يتوضَّأَ ويُصلِّيَ ركعتَيْنِ ويدعوَ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، يَا مُحَمَّدُ، إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ فَتُقْضَى لِي، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ. هَكَذَا رَوَاهُ (1) عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعبة، حدَّثنا بِهِ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القَطَّان (2) ، عَنْ عثمان بن عمر.   (1) قوله: «هكذا رواه» جاء بدلاً منه في (ك) : «ورواه» . (2) هو: أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد القطان، ولم نقف على من أخرج روايته، لكنه توبع، فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/138 رقم 17240) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (379) كلاهما عن عثمان بن عمر، به. = ... وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/210) من طريق علي بن المديني، والترمذي (3578) ، والنسائي في "الكبرى" (10495) من طريق محمود بن غيلان، وابن ماجه (1385) من طريق أحمد بن منصور، وابن خزيمة في "صحيحه" (1219) ، والطوسي في "مستخرجه" (455) من طريق محمد بن بشار، وابن خزيمة أيضًا في الموضع السابق من طريق أبي موسى محمد بن المثنى، وابن قانع في"معجم الصحابة" (2/257-258) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/166) من طريق محمد بن يونس، والطبراني في "الدعاء" (1051) من طريق إدريس بن جعفر العطار، والحاكم في "المستدرك" (1/313 و519) من طريق الحسن بن مكرم وعباس بن محمد الدوري، جميعهم عن عثمان ابن عمر، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/138 رقم 17241) من طريق روح بن عبادة، والحاكم في "المستدرك" (1/519) من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عن شعبة، به. وخالف الإمامَ أحمدَ أبو سعيد شبيب بن سعيد، وعون ابن عمارة، كما سيأتي؛ فروياه عَنْ روح بْن عبادة، عَنْ أبي جعفر، كرواية هشام الدستوائي. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (4/138 رقم 17242) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/209-210) ، والنسائي في "الكبرى" (10494) ، ثلاثتهم من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جعفر، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 384 وَرَوَاهُ [معاذُ بنُ هِشَامٍ] (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل بْن حُنَيف، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيف، عن النبيِّ (ص) . فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ حديثُ شُعبة. قَالَ أَبُو مُحَمَّد: حَكَمَ أَبُو زُرْعَةَ لشُعْبة؛ وذلك: لم يكن عنده أنَّ (2) أحدا تابَعَ (3) هِشَام (4) الدَّسْتَوَائِيَّ، ووجدت عندي: عن يونس (5)   (1) ما بين المعقوفين ساقط من جميع النسخ، ولابد منه، فإنَّ الخلاف دائر بين روايتي شعبة وهشام الدستوائي؛ كما في صدر المسألة ونهايتها، ولولا هذا التقدير لعدمنا رواية هشام الدستوائي الذي هو أحد طرفي الخلاف، ولو لم يكن هناك سقطٌ، لكان التقدير: ورواه أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ سعيد القطَّان، ويكون المراد بـ «أبيه» : جده يحيى بن سعيد القطان؛ فهو الذي يروي عن أبي جعفر، ولو كان كذلك لاشتهرت هذه الرواية، أو لذكرها ابن أبي حاتم في الترجيح، ولما احتاج إلى أن يقول: «فاتفاق الدستوائي وروح بْن الْقَاسِم يدل عَلَى أن روايتهما أصح» . والحديث أخرجه البخاري في"التاريخ الكبير" (6/210) ، والنسائي في "الكبرى" (10496) كلاهما من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ هشام الدستوائي؛ عن أبي جعفر يزيد بن عمير، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل، عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنيف، به. وتابع هشامًا عليه روح بن عبادة في بعض الطرق عنه، كما سيأتي. (2) قوله: «أن» سقط من (ت) و (ك) . (3) في (ش) : «مايع» بدل: «تابع» . (4) كذا في جميع النسخ، وهو مفعول "تابَعَ"، فكانت الجادة أن يقال: هشامًا، بالألف؛ لأنه اسم عربي عَلَمٌ على مذكَّر، لكن ما وقع في النسخ صحيح أيضًا في العربية، وفيه وجهان: التنوين وعدمه: هشامً وهشامَ، وقد فصَّلنا في هذين الوجهين في التعليق على مثل ذلك في المسألة رقم: (126) . (5) روايته أخرجها ابن قانع في "معرفة الصحابة" (2/258) ، لكنه قال: «حدثنا المعمري، نا يونس بن عبد الأعلى؛ نا ابن وهب» ، ولم يذكر أنه يزيد بن وهب. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/210) من طريق عبد المتعال بن طالب، والطبراني في "الكبير" (9/30-31 رقم 8311) ، و"الصغير" (508) ، و"الدعاء" (1050) من طريق أصبغ بن الفرج، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4928) من طريق أحمد بن عيسى، ثلاثتهم عن ابن وهب، به، ولم يذكر أحد منهم أنه يزيد بن وهب، بل إن الطبراني في "الصغير" قال: «عبد الله بن وهب» ، وهو الصواب فيما يظهر؛ فإن الذي يروي عن شبيب بن سعيد ويروي عنه يونس بن عبد الأعلى وأصبغ بن الفرج وعبد المتعال بن طالب وأحمد بن عيسى - هو عبد الله بن وهب؛ فالظاهر أن قوله: «يزيد» وهم، ولعل سبب الوقوع فيه ذِكْر يونس ابن عبد الأعلى وارتباط اسم شبيب بن سعيد بيونس بن يزيد في صحة الرواية. قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/359 رقم 1572) : «شبيب بن سعيد أبو سعيد التميمي والد أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبِ بْنِ سَعِيدٍ البصري، روى عن روح بن القاسم ويونس بن يزيد ومحمد بن عمرو؛ روى عنه عبد الله بن وهب وابنه أحمد بن شبيب ابن سعيد، سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه؟ فقال: كانت عنده كتب يونس بن يزيد، وهو صالح الحديث لا بأس به» . = ... وقال الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص409) : «شبيب بن سعيد الحبطي أبو سعيد البصري، وثقه ابن المديني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني والذهلي، وقال ابن عدي: عنده نسخة عن يونس، عن الزهري مستقيمة، وروى عنه ابن وهب أحاديث مناكير، فكأنه لما قدم مصر حدَّث من حفظه فغلط، وإذا حدَّث عنه ابنه أحمد فكأنه شبيب آخر؛ لأنه يجوِّد عنه» . ثم ذكر ابن حجر أن البخاري إنما روى لشبيب هذا من رواية ابنه أحمد عنه عن يونس، ولم يخرج له من روايته عن غير يونس، ولا من رواية ابن وهب عنه. ولم ينفرد ابن وهب برواية هذا الحديث عن شبيب: فأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (629) ، والحاكم في "المستدرك" (1/526-527) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/167-168) ، والمقدسي في "الترغيب في الدعاء" (62) جميعهم من طريق أحمد ابن شبيب، عن أبيه. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/197) ، والحاكم في "المستدرك" (1/526) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (4929) من طريق عون بن عمارة، عن روح بن القاسم، به، فتابع شبيب بن سعيد، لكن عون بن عمارة هذا ضعيف، وقد أورد ابن حبان هذا الحديث فيما ينتقد عليه، ومع ذلك فإنه قد اضطرب في هذا الحديث، فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1053) من طريقه، عَنْ روح بْن الْقَاسِم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، ثم قال الطبراني: «وهم عون في الحديث وهمًا فاحشًا» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 385 ابن عبد الأعلى، عَنْ يَزِيد (1) بْن وَهْب، عَنْ أَبِي سَعِيد التَّمِيمِيِّ- يَعْنِي: شَبِيبَ بنَ سَعِيد- عَنْ رَوْح بْن الْقَاسِم، عَنْ أَبِي جَعْفَر، عَنْ أَبِي أُمَامَة بنِ سَهْل بْن حُنَيف، عَنْ عمَّه عُثْمَانَ بْنِ حُنَيف (2) ، عن النبيِّ (ص) ... مثلَ حديثِ هشامٍ الدَّسْتَوَائِي، وأشبعَ متنا، ورَوْحُ بنُ الْقَاسِم ثقةٌ يُجمَعُ حديثُهُ؛ فاتفاقُ الدَّسْتَوَائِيِّ ورَوْحِ بنِ الْقَاسِم يدلُّ عَلَى أنَّ روايتهما أصحُّ (3) .   (1) في (ك) : «زيد» بدل: «يزيد» . وتقدم في التعليق السابق ترجيح أن «يزيد» أيضًا وَهْمٌ، والصواب: عبد الله بن وهب. (2) قوله: «عَنْ عَمِّهِ عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ» مكرر في (ك) . (3) قال الطبراني في "الدعاء" (1052) : «حدثنا محمد بن أحمد بن البراء؛ قال: سمعت علي بن المديني يقول: «روى شعبة عن عمارة بن خزيمة، فذكر حديث عثمان بن حنيف. قال علي: وَرَوَاهُ روح بْن القاسم، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْخَطْمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ، عَنْ عُثْمَانَ بن حنيف. قال علي: وما أرى روح بن القاسم إلا قد حفظه» . اهـ. وهذا الذي رجحه علي بن المديني وابن أبي حاتم مبني على ثبوت الرواية عن روح بن القاسم، وتقدم في التخريج أن الإمام أحمد روى هذا الحديث عَنْ روح بْن الْقَاسِم، عَنْ شعبة، وهذا إما أن يكون اختلافًا على روح؛ فتُرَجَّح رواية الإمام أحمد، ويكون الصواب مع أبي زرعة في ترجيح رواية شعبة، وإما أن يكون لروح فيه إسنادان، وهذا لو كانت الرواية المخالفة ثابتة عنه، وتقدم في التخريج أنها من رواية شبيب بن سعيد عنه، وهي ضعيفة، ولا ينجبر ضعفها برواية عون بن عمارة، لاضطرابه في الحديث؛ فيكون ترجيح أبي زرعة هو الصحيح - فيما يظهر - ويدلُّ عليه: أن حماد بن سلمة تابع شعبة كما تقدم. وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (6/209-210) ، و"معرفة الصحابة" لأبي نعيم (4/1958-1960) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 387 2065- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمد ابن أُمَيَّة السَّاوِيُّ (1) ، عَنْ عِيسَى بْنِ موسى (2) البُخَارِيِّ المعروفِ (3) ، عَنِ الرَّيَّان بْنِ الجَعْد الكِنَانِي - مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ - عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّان، عَنْ عُبَادة بْنِ الصَّامِتِ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ اللَّهِ (ص) يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ كُلَّما سلَّم: اللَّهُمَّ لاَ تُخْزِنِي يَوْمَ القِيَامَةِ، وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ البَأْسِ (*) ؛ فَإِنَّ مَنْ أَخْزَيْتَهُ يَوْمَ البَأْسِ (*) فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ المُبَارَك (4) ، عَنْ يحيى   (1) في (ت) و (ك) : «السادي» . ورواية الساوي هذا أخرجها ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (129) . وأخرجه ابن بشران في "الأمالي" (1281) من طريق السري بن يحيى؛ قال: حدثني الريان ... ، فذكره. (2) في (أ) و (ش) : «موسى بن عيسى» . (3) كذا في جميع النسخ، والظاهر أن هناك سقطًا، وصواب العبارة: «المعروف بغُنجار» ؛ فهو لقب عيسى ابن موسى، كما في "التقريب" (5331) . (*) ... في (ش) : «اليأس» . والمراد بـ «يوم البأس» : الحرب ولقاء العدو. وقد أورده عبد الباقي بن قانع في "معجم الصحابة" (1/151 و158) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/644 رقم1721) في ترجمة أبي قرصافة، قال أبو قرصافة: سمعت رسول الله (ص) يقول: «اللَّهُمَّ لا تُخْزِنِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولا تخزني يوم اللقاء» . وانظر "مشارق الأنوار" (1/75) ، و"شرح النووي على صحيح مسلم" (12/194) ، و"النهاية" (1/89) و (5/36) . (4) هو: عبد الله، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/234 رقم 18056) ، والطبراني في "الكبير" (3/20 رقم 2524) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1722) . زاد الإمام أحمد في روايته: «قال ابن المبارك: يحيى بن حسان من أهل بيت المقدس، وكان شيخًا كبيرًا حسن الفهم» . الحديث: 2065 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 388 بْنِ حَسَّانَ الفِلَسْطِينِي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي كِنَانَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَلَيْسَ لِعُبَادَةَ مَعْنَى. 2066 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ إسحاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ البَغَوِي (1) ، عَنْ دَاوُدَ بن عبد الحميد الكُوفيِّ نَزِيلِ المَوْصِل، عَنْ عَمْرِو ابن قَيْس المُلائي، عَنْ عَطِيَّة (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) إِذَا أصبَحَ وطَلَعت الشمسُ قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَلَّلَنَا اليَوْمَ (3) عَافِيَتَهُ (4) ، وَجَاءَنَا بِالشَّمْسِ مِنْ مَطْلِعِهَا (5) ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أَشْهَدُ لَكَ بِمَا شَهِدتَّهُ (6) عَلَى نَفْسِكَ، وَشَهِدَتْ بِهِ مَلاَئِكَتُكَ (7) ، وَحَمَلَةُ   (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3103/كشف الأستار) ، والطبراني في "الدعاء" (319) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (148) . قال البزار: «قد روي بعضه من غير وجه، ولا نعلمه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، عن أبي سعيد» . ورواه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/438) من طريق الطبراني، ثم قال: «حديث غريب» . (2) هو: ابن سعد بن جنادة العوفي. (3) في (ك) : «النوم» . (4) في (ت) : «عاقينه» ، ولم تتضح في (ك) . (5) المَطْلِعُ: اسم مكان - على وزن «مَفعِل» - بكسر اللام، وقد تُفتح، والكسر أشهر؛ كما في قوله تعالى: [الكهف: 90] {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ} . (6) في (ك) : «شهد به» ، وفي جل مصادر التخريج التي ذكرت هذا الحديث: «شَهِدتَّ به» . وهو الأَولى، وما هنا يخرَّج على إيصال الفعل إلى المفعول وهو الضمير، دون حرف جر، أو ما يعبَّر عنه بالنصب على نزع الخافض، غير أنه يلتبس الفعل هنا بالفعل «شهد» بمعنى حضر. وحذف حرف الجر لا ينقاس إلا مع «أنْ» و «أَنَّ» وصلتيهما. وبشرط أن يُعرَف حرفُ الجر المحذوف، ويُعرَف موضعه، ويُؤمَن اللبس؛ وقد جاءت شواهدُ تخلَّفت فيها بعض هذه الشروط، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (12) . (7) في (ك) : «وشهدت به على ملائكتك» . الحديث: 2066 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 389 عَرْشِكَ، وَجَمِيعُ خَلْقِكَ: أَنَّهُ (1) أَنْتَ اللهُ الَّذِي (2) لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ قَائِمًا بِالقِسْطِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ العَزِيزُ الحَكيمُ، شَهَادَتِي مَعَ شَهَادَةِ مَلاَئِكَتِكَ (3) وَأُولُو (4) العِلْمِ، وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ بِمِثْلِ مَا شَهِدتُّ فَاكْتُبْ شَهَادَتِي مَكَانَ شَهَادَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلاَمُ، أَسْأَلُكَ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، أَنْ تَسْتَجِيبَ لَنَا دَعْوَتَنَا، وَأَنْ تُعْطِيَنَا (5) رَغْبَتَنَا، وَأَنْ تَزِيدَنَا فَوْقَ رَغْبَتِنَا، وَأَنْ تُغْنِنَا (6) عَمَّنْ أَغْنَيْتَهُ   (1) في (ش) : «أنك» . (2) قوله: «الذي» سقط من (ت) و (ك) . (3) في جُلِّ مصادر التخريج: «اكتب شهادتي ... » إلخ. وجاء في بعضها: « ... بعد شهادة ملائكتك» . (4) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «وأولي» ..وما في النسخ صوابٌ؛ لأن «ملائكتِك» وإن كانت مجرورةً بالإضافة، إلا أن محلَّها الرفع فاعلاً للمصدر «شهادة» ، وقد عُطف «أولو» على محلِّها فرُفع. قال ابن عقيل: «إذا أُضيفَ المصدرُ إلى الفاعل، ففاعلُه يكون مجرورًا لفظًا، مرفوعًا محلًّا، فيجوز في تابعه - من الصفة، والعَطف، وغيرهما- مراعاةُ اللفظ فيُجر، ومراعاة المحل فيُرفع ... ومن إتباعه على المحل قول لَبِيد بن ربيعة [من الكامل] : حتَّى تَهَجَّرَ في الرَّواحِ وهاجَها طَلَبَ المُعَقِّبِ حقَّهُ المَظْلومُ فرفع "المظلوم" لكونه نعتًا لـ"المُعَقِّب" على المحل» . "شرح ابن عقيل" (2/98-99) . (5) في (ك) : «تعطنا» . (6) في (ك) : «تغنينا» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ؛ وله وجه في العربية، وهو الاجتزاء بالكسرة عن الياء المدِّية، على لغة هوازن وعليا قيس، والأصل: «تُغنِيَنا» ، لكن حذفت الفتحة تخفيفًا وقدرت - حملاً لها على الضمة في حال الرفع، ولها شواهد من كلام العرب - فصارت: «تُغنِيْنا» ثم حذفت الياء اكتفاءً بالكسرة قبلها. وانظر التعليق على المسألة رقم (679) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 390 عَنَّا مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعِيشَتِي (1) ، وَأَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مُنْقَلَبِي؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2067 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَامِرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بن مالك المُزَنِي، عن عبد الرحمن بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالكٍ؛ قَالَ: زَارَ رسولُ اللَّهِ (ص) أُمَّ سُلَيْم، فصلَّى فِي بَيْتِهَا تطوُّعًا، ثُمَّ قَالَ: يَا أُمَّ سُلَيْم، إِذَا صَلَّيْتِ فَقُولِي: "سُبْحَانَ اللهِ" عَشْرًا، و"الحَمْدُ للهِ" عَشْرًا، وَ"اللهُ أَكْبَرُ" عَشْرًا، ثُمَّ سَلِي (2) مَا شِئْتِ؛ فَإِنَّهُ يَقُولُ لَكِ: نَعَمْ نَعَمْ (3) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا فَرْوَةُ بنُ أَبِي المَغْراء (4) ، عَنِ القاسم بن مالك، عن عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن النبيِّ (ص) . وَكَذَا رَوَاهُ ابْنُ فُضَيْل (5) ، عَنْ عبد الرحمن ابن إسحاق، عن حُسين   (1) في (ك) : «معاشي» . (2) في (ف) : «اسألي» . (3) لفظة: «نعم» الثانية ليست في (ت) و (ك) ، وضبب عليها في (ف) . (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3096/كشف الأستار) ، والطبراني في "الدعاء" (725) . قال البزار: «لا نعلم يروي عن حسين إلا عبد الرحمن بن إسحاق، ولم يحدث عنه إلا حديثين أسند أحدهما» . (5) هو: محمد. ولم نقف على روايته فيما طبع من كتاب "الدعاء" له، ولكن أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (8/426) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4292) ، وجاء الحديث عندهما مسندًا متصلاً بذكر أنس ح، وهذا ظاهر قول أبي زرعة هنا: «وكذا رواه ابن فضيل» . وهكذا ذكره الذهبي في "الميزان" (1/536) ، وابن حجر في "لسان الميزان" (2/285) من طريق محمد بن فضيل والقاسم بن مالك متصلاً. الحديث: 2067 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 391 بْنِ أَبِي سُفْيَانَ (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) . وهذا أصحُّ: عن سُفيان بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ (2) ، عَنْ أَنَسِ، عن النبيِّ (ص) (3) . 2068- وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه جَرِيرُ بنُ عبد الحميد وسفيانُ الثَّوري، عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْع، فَاخْتَلَفَا؛ فَرَوَى جَرِيرٌ (5) ، عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْع، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (6) ، عن أبي الدرداء، عن   (1) تقدم في التخريج أن رواية ابن فضيل متصلة. (2) كذا في جميع النسخ، وصوابه - فيما يظهر -: «عَنْ حُسَيْنِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ» . (3) من قوله: «وهذا أصح ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) ستأتي هذه المسألة برقم (2112) ، وفيها ذكر متن الحديث، ولفظه: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الأَمْوَالِ بِالدُّنْيَا وَالأَجْرِ، يصلُّون كَمَا نصلي ... » الحديث، في فضل التسبيح. (5) روايته علقها البخاري في "صحيحه" عقب الحديث رقم (6329) ، وأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (35030) ، والنسائي في "الكبرى" (9975) ، وذكر ابن حجر في "فتح الباري" (11/134) أنه وصله أبو يعلى من طريق أبي خيثمة زهير بن حرب، عن جرير، ومن طريق أبي يعلى أخرجه الإسماعيلي في "مستخرجه"، ثم رواه ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/143) من طريق الإسماعيلي، عن أبي يعلى. وتابع جريرًا على روايته هكذا: أبو الأحوص سلاَّم بن سليم، وسيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (2112) . (6) هو: ذكوان السَّمَّان. الحديث: 2068 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 392 النبيِّ (ص) (1) . وروى الثَّوري (2) عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْع، عَنْ أَبِي عُمَرَ (3) ، عَنْ أَبِي الدَّرداء، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ الثَّوريِّ أصحُّ، وَأَبُو عُمَرَ (4) لا يُعْرَف إلا في هذا الحديث (5) .   (1) سيأتي متن الحديث في المسألة رقم (2112) ، وتقدمت الإشارة إلى طرفه. (2) روايته أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (3187) ، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (29258 و35029) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (9977) ، والطبراني في "الدعاء" (708) . وتابع عبدَالعزيز بن رفيع على هذه الرواية: الحكمُ بن عُتَيبة؛ فرواه عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنْ أَبِي الدرداء، به، نحوه؛ أخرجه ابن أبي شيبة (29258) ، وأحمد (5/196 رقم 21709) ، والنسائي في "الكبرى" (9978) ، والطبراني في "الدعاء" (710 و711) . وخالف هؤلاء جميعًا شريكُ بن عبد الله القاضي؛ فرواه عن عبد العزيز بن رفيع، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ = = يكنى أبا عمر، عَنْ أمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء، به، نحوه؛ أخرجه النسائي في "الكبرى" (29976) ، والطبراني في "الدعاء" (707) . (3) هو: الصِّيني، وسيأتي آخر المسألة أنه لا يعرف. (4) في (ك) : «وأبو عمرو» . (5) سئل الدارقطني في "العلل" (6/215) عن اسم أبي عمر الصيني هذا؟ فقال: «لا يعرف، ولا رُوي عنه غير هذا الحديث» . وسئل في "العلل" أيضًا (1081) عن هذا الحديث فقال: «يرويه عبد العزيز بن رُفَيْع والحكم ابن عُتَيبة، واختُلف عنهما: فأما عبد العزيز بن رُفَيْع فرواه عنه جريرُ بن عبد الحميد وأبو الأحوص سلام بن سُلَيْم فقالا: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي الدرداء. وخالفهما سفيان الثوري؛ فرواه عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْع، عَنْ أَبِي عُمَرَ الصِّيني، عن أبي الدرداء. وقال شريك: عن عبد العزيز بْنِ رُفَيْع، عَنْ أَبي عُمَرَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء، ولم يُتابَعْ شريكٌ على ذكر أم الدرداء. وأما الحكم فرواه عنه مالكُ بن مِغْوَل وشعبة بن الحجاج وزيد بن أبي أنيسة؛ فقال شعبة ومالك بن مِغْوَل: عن الحكم [في المطبوع: الحاكم] ، عن أبي عمر الصِّيني، عن أبي الدرداء. وقال زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة: عَنْ الحكم، عن أبي عمر، عن رجل، عن أبي الدرداء. ورواه ليث ابن أبي سليم واختلف عنه؛ فقيل: عنه، [عن] الحكم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الدرداء. وقال الحماني: عن المحاربي، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الدرداء، وليس هذا من حديث ابن أبي ليلى، ولا من حديث مجاهد. والصحيح من ذلك: قول شعبة ومالك بن مغول: عن الحكم، عن أبي عمر الصِّيني، عن أبي الدرداء، وقول الثَّوْرِيِّ: عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رَفِيعٍ، عَنْ أَبِي عُمَرَ، عَنْ أبي الدرداء» . وانظر"الكنى" للبخاري رقم (484) ، و"السنن الكبرى" للنسائي (6/43 فما بعدها) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 393 2069 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل بْنُ إِسْمَاعِيلَ (2) ، عَنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ. وَرَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبادة (4) ، عَنْ [حمَّاد] (5) ، عَنْ ثَابِتٍ (6) وحُمَيد (7) ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَلِظُّوا (8) بِذِي الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ؟   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2003) . (2) روايته أخرجها الترمذي (3525) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3833) ، والطبراني في "الدعاء" (94) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه الضياء في "المختارة" (2065) . وذكر الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/395) أن البزار أخرجه في "مسنده". (3) هو: ابن أبي حميد الطويل. (4) روايته أخرجها ابن مردويه في "تفسيره" كما في "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/396) ، والضياء في "المختارة" (2064) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (4/ق 35/أ) . ونقل الزيلعي في الموضع السابق عن ابن طاهر قوله: «وقد تابع المؤمل فيه روح ابن عبادة، وروح حافظ ثقة» . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «حميد» ، وهو ضمن سقط وقع في (أ) و (ش) تأتي الإشارة إليه، والتصويب من المسألة رقم (2003) ، ومصادر التخريج السابقة. (6) قوله: «حميد عن ثابت» مكرر في (ك) . (7) من قوله: «عن حماد بن سلمة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (8) انظر تفسيرها في المسألة رقم (2003) . الحديث: 2069 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 394 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حمَّاد بن زيد (1) [ يَرْوِيهِ] (2) عَنْ أَبَانِ (3) بْنِ أَبِي عيَّاش، عَنْ أَنَسٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (4) : حَدَّثَنَا (5) أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد (7) ، عَنْ ثَابِتٍ وحُمَيد وَصَالِحٌ المُعَلِّم (8) ، عَنِ الْحَسَنِ (9) ، عَنِ النبيِّ (ص) . وهذا الصَّحيح، وأخطأ المُؤَمَّل (10) .   (1) كذا قال المؤلف أيضًا في المسألة رقم (2003) ، إلا أنه قال: «حماد» ، ولم ينسبه ولم نقف على رواية حماد هذه، لكن ذكر الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/395) أن إسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة روياه في "مسنديهما" من طريق يزيد بن أبان الرقاشي، عن أنس، به، مرفوعًا. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في "الدعاء" (93) . وأخرجه الترمذي (3524) ، وابن عدي في "الكامل" (7/102-103) ، وتمام الرازي في "فوائده" (1604/الروض البسام) ، والثعلبي في "تفسيره" (9/183) جميعهم من طريق يزيد بن أبان الرقاشي، به. (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، وأثبتناه من المسألة رقم (2003) . (3) قوله: «أبان» ليس في (ش) . (4) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) . (5) في (ف) : «وحدثنا» . (6) هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي، ولم نقف على من أخرج روايته هذه، لكن ذكرها الترمذي عقب الحديث رقم (3525) ، والدارقطني في"العلل" (4/ق35/أ) ، وسيأتي نقل كلامهما، وذكر الدارقطني أن حجاج بن منهال رواه عن حماد بن سلمة كرواية أبي سلمة. (7) هو: ابن سلمة. (8) انظر "تاريخ ابن معين" برواية الدوري (4615) . (9) هو: البصري. (10) نقل الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/395) بعض هذا النص، إلا أنه نسبه إلى أبي يعلى الموصلي. ونقل المحقق عن ابن حجر أنه قال في "مختصره": «القائل هو ابن أبي حاتم عن أبيه، وليس أبا يعلى» . وقال الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (3525) : «هذا حديث غريب وليس بمحفوظ، وإنما يُروى هذا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حميد، عن الحسن البصري، عن النبي (ص) ، وهذا أصح، ومؤمَّل غلط فيه فقال: عن حميد، عن أنس. ولا يتابع فيه» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/35/أ) : «يرويه حماد ابن سلمة، واختلف عنه: فرواه رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ، وخالفه أبو سلمة التبوذكي وحجاج بن منهال، فروياه عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ في آخرين، عن الحسن البصري - مرسلاً - عن النبي (ص) ، وهو الصحيح عن حماد. وهذا الحديث إنما يُعرف عن أنس من رواية يزيد الرقاشي، حدث به عنه الأعمش وغيره» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 395 2070 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن عبد الله (1) الخُزَاعي (2) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ (3) ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ (4) ؛ قَالَ: لاَ يَسْأَلُ اللهَ عَبْدٌ الجَنَّةَ سَبْعَ مَرَّاتٍ إِلاَّ قَالَتِ الجَنَّةُ: اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ مِنِّي؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ جماعةٌ عَنْ حمَّاد فأَوقَفُوه وَلَمْ يَرفعوه، والصَّحيحُ موقوفٌ. وسألتُ (5) أبا زُرْعَةَ عنه؟ فَقَالَ: لا أحفظه، لا أدري ما أقولُ لك فيه!   (1) في (ك) : «عيينة» بدل: «عبد الله» . (2) لم نقف على الحديث من هذا الطريق، وله طريق أخرى عن أبي هريرة مختلف فيها، ذكرها الدارقطني في "العلل" (2213) ، ورجح أن الصواب رواية من رواه عن أبي علقمة، عن أبي هريرة. (3) هو: ابن أسلم البُناني. (4) في (ف) : «ورفعه» . (5) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو. الحديث: 2070 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 396 2071 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْع (1) ، وخالدٌ الوَاسِطي (2) ، وزهيرُ بنُ مُعاوية (3) ، ويحيى بنُ أيُّوب (4) ، وأبو بكر بنُ عيَّاش (5) ؛ فقالوا كلُّهم: عَنْ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: عَادَ النبيُّ (ص) رَجُلا قَدْ جُهِدَ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الفَرْخ مِنْ شِدَّةِ المَرَضِ، فَقَالَ: هَلْ كُنْتَ تَدْعُو اللهَ بِشَيْءٍ؟ ، قَالَ: نَعَمْ، كنتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كنتَ مُعاقِبي بِهِ فِي الآخرةِ فعجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا ... ، الحديثَ؟ فَقَالا: الصَّحيح: عَنْ حُمَيد، عَنْ ثَابِتٍ (6) ، عَن أَنَس. قلتُ: مَن روى هكذا؟ فَقَالا: خالدُ بنُ الْحَارِث (7) ، والأنصاريُّ (8) ، وغيرهما (9) .   (1) لم نقف على روايته، لكن تابعه يزيد بن هارون عند عبد بن حميد في "مسنده" (1399) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3837) ، ومعتمر، بن سليمان عند أبي يعلى (3802) ، وتابعه الباقون الآتي ذكرهم. (2) هو: خالد بن عبد الله، وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3759) . (3) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (728) . (4) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (2/300) ، والطبراني في "الدعاء" (2018) ، وابن عدي في "الكامل" (7/216) . (5) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (727) . (6) هو: ابن أسلم البُناني. (7) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2688) ، والترمذي في "جامعه" (3488) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3759) ، وابن حبان في "صحيحه" (936) . (8) هو: محمد بن عبد الله، وروايته أخرجها البغوي في "تفسيره" (1/177) من طريق أبي حاتم الرازي، عن الأنصاري. وأخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2048) من طريق أبي أمية الطرسوسي محمد ابن إبراهيم، عن الأنصاري، به. (9) رواه أيضًا بزيادة ثابت في سنده: محمد بن أبي عدي، وعبد الله بن بكر السهمي، وسهل بن يوسف، وبشر بن المفضل: أما رواية محمد بن أبي عدي: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/107 رقم 12049) ، والمروزي في "زوائد الزهد" (973) ، ومسلم في "صحيحه" (2688) . وأما رواية عبد الله بن بكر السهمي: فأخرجها الإمام أحمد مقرونة بالرواية السابقة، وأبو نعيم في "الحلية" (2/329) . وأما رواية سهل بن يوسف: فأخرجها الترمذي (3487) . وأما رواية بشر بن المفضل: فأخرجها ابن حبان في "صحيحه" (941) . الحديث: 2071 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 397 قلتُ: فهؤلاءِ (1) أخطؤوا؟ قَالا: لا، ولكن قصَّروا، وكان - حُمَيدًا (2) - كَثيرًا (3) ما يُرسِلُ. 2072 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن عَوْن الزِّيَادِي (4) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَان، عَنْ مَنصور (5) ، عَنْ (6) إِبْرَاهِيمَ (7) ،   (1) يعني: الذين رووه عَن حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ. (2) كذا في جميع النسخ بنصب «حميدًا» ، وكان حقُّه على الظاهر أنْ يُرفَع على أنَّه اسم «كان» ، ولكنَّ ما في النسخ قد يتخرَّج على وجهين: الأول: النصبُ على الاختصاص، أي: أنَّه مفعول به لفعل محذوف، والتقدير: «وكان - أعني حميدًا - كثيرًا ما يرسل» ، وانظر نظيرًا لذلك في "شرح النووي" (1/41-42) . والثاني: أنَّ ظهور المعنى والعلم بأن السامع لا يجهل المراد قد يحملهم على نصب ما حقُّهُ الرفع كالفاعل واسم «كان» ونحوهما - كما وقع هنا - ويضاف إلى ذلك أنَّه عُدل عن الأصل هنا، وهو الرفع إلى النصب؛ لتحصيل التشاكل بين المتجاورين «حميدًا» و «كثيرًا» ، ونحو ذلك في العربية كثيرٌ. راجع التعليق على المسألة رقم (866) ، وانظر "شواهد التوضيح" لابن مالك (ص132) . (3) في (ش) : «كثير» . (4) في (أ) و (ش) : «أبو عون الزيادي» . وابن عون هذا اسمه: محمد. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/72 رقم 9985) ، وعنه أبو نعيم في "الحلية" (5/44) . وتابع محمدَ بن عون: الحجاجُ بن نصير، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1483) . (5) هو: ابن المعتمر. (6) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (7) هو: ابن يزيد النخعي. الحديث: 2072 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 398 عن عَلْقمة (1) ، عن عبد الله (2) : أنَّ النبيَّ (ص) عوَّذ الحَسَنَ والحُسَينَ، فَقَالَ: أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ (3) ... ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ (4) ؛ إِنَّمَا هُوَ: مَنصور، عَنِ المِنْهال (5) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس (6) .   (1) هو: ابن قيس النخعي. (2) هو: ابن مسعود ح. (3) قوله: «التامة» من (ف) فقط. ولفظ الحديث بتمامه: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّهْ، ومن كل عين لامَّهْ» . (4) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث أخطأ فيه محمد بن ذكوان؛ رواه عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ علقمة، عن عبد الله، وإنما الصواب ما رواه منصور، عَن المنهال بْن عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس» . وسئل الدارقطني في "العلل" (765) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله، ووهم فيه؛ وإنما رواه منصور، عَن المنهال بْن عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس» . وقال أبو نعيم في الموضع السابق: «غريب من حديث مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، تفرد به محمد بن عون أبو عون الزيادي. ومشهوره: ما رواه الثوري، [وأبو] حفص الأبار عن منصور» . (5) هو: ابن عمرو الأسدي. (6) أخرجه البخاري في "صحيحه" (3371) ، وفي "خلق أفعال العباد" (454) ، وأبو داود (4737) ، والنسائي في "الكبرى" (10845) ، ثلاثتهم من طريق جرير بن عبد الحميد، عن مَنْصُورٌ، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23567 و29489) ، والبخاري في "خلق أفعال العباد" (455) ، والترمذي (2060) ، والنسائي في "الكبرى" (7726 و10844) ، جميعهم من طريق سفيان الثوري، عن منصور، به، كسابقه. = ... وأخرجه ابن أبي شيبة أيضًا (23568 و29488) من طريق عبيدة بن حميد، عن منصور، به، كسابقه كذلك. وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (456) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (660) ، وفي "المرض والكفارات" (184) من طريق أبي حفص الأبار عمر بن عبد الرحمن، عن منصور والأعمش كليهما، عن المنهال ابن عَمْرو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 399 2073 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ عبد الرحمن بن عبد الله (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْص بْنِ عُمَرَِ (2) ؛ قَالَ: رَأَى شُرَيحٌ رَجُلا رَافِعًا يَدَيْهِ شَاخِصًا بَصَرُهُ (3) ، فَقَالَ: كُفَّ يدَكَ، واخفضْ مِنْ بصرِكَ؛ فَإِنَّكَ لَنْ تَرَاهُ وَلَنْ تنالَه!. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ حمَّاد، والصَّحيح: مَا حدَّثنا أَبُو نُعَيْمٍ (4) ، عَنِ المَسْعُودي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُتْبة (5) . 2074 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ أَبِي عُمَرَ (6)   (1) هو: المسعودي. (2) هو: عبد الله بن حفص بن عمر بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. (3) يعني: وهو يصلي. (4) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها وكيع في "أخبار القضاة" (2/211) ، لكنه قال: حدثنا مسعر - بدل الْمَسْعُودِيِّ - عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عمرو بن عتبة، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، قال: رأى شريح رجلاً ... ، إلخ، هكذا بزيادة عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود، وجعله عن مسعر بدل المسعودي. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6320) فقال: حدثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أبي بكر بن عمرو ابن عتبة، عن شريح: أنه رأى رجلاً ... ، فذكره. (5) يعني: عن شريح؛ فيما يظهر. (6) هو: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عمر. وروايته أخرجها في "مسنده" كما في "المقاصد الحسنة" (رقم 176) . وأخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1327) من طريق أبي حاتم الرازي، عن ابن أبي عمر، به. ومن طريق الأصبهاني أخرجه الضياء في "المختارة" (1685) . وأخرجه الضياء أيضًا (1684) من طريق إسحاق بن أحمد بن نافع، عن ابن أبي عمر. وقد توبع عليه بشر ابن السري كما سيأتي. الحديث: 2073 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 400 العَدَنِي، عَنْ بِشْر بْنِ السَّرِيِّ (1) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو: اللَّهُمَّ، لاَ سَهْلَ إِلاَّ مَا جَعَلْتَ سَهْلاً، وَأَنْتَ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَ الحَزْنَ سَهْلاً؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حدَّثناه القَعْنَبي (2) ، عَنْ حمَّاد، عَنْ ثابت: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (3) ، ولم يذكرْ أنسً (4) . وبَلَغَني أنَّ جعفر بن عبد الواحد لَقَّنَ القَعْنَبيَّ (5) : عَنْ أَنَسٍ (6) ، ثم أُخْبِرَ بذلك، فدعا عليه. قَالَ أَبِي: هو حمَّادٌ، عَنْ ثَابِت، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (7) ، وكان بِشْر بْن السَّرِي ثَبْتً (8) ، فليته ألاَّ يكونَ (9) أُدخِلَ عَلَى ابْن أَبِي عمر (10) .   (1) في (ت) و (ك) : «السدي» . (2) في (ف) : «القعيني» . والقعنبي هو: عبد الله بن مَسْلَمة. وقد تابع أبا حاتم على روايته عن القعنبي مرسلاً: أبو بكر محمد بن صالح عند المحاملي في "الدعاء" (46) ، ومحمد بن غالب تمتام عند البيهقي في "الدعوات" (234) . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) كذا على لغة ربيعة. وانظر المسألة رقم (34) و (195) . (5) في (ف) : «القعيني» ، وفي (ك) : «القعبني» . (6) أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/276) من طريق محمد بن علي بن ميمون، عن القعنبي موصولاً بذكر أنس. (7) قوله «مرسلً» يجوز فيه النصب على الحال، والرفع على أنَّه خبر ثانٍ، وانظر التعليق على المسألة رقم (1857) . (8) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. (9) كذا بدخول "أنْ" على خبر "ليت"؛ حملاً لها على "عسى". (10) لم ينفرد ابن أبي عمر برواية هذا الحديث على هذا الوجه موصولاً، فقد روي الْحَدِيثَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ موصولاً من ثلاث طرق أخرى: أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (974) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1686) - من طريق أبي عتاب سهل بن حماد الدلاَّل. وأخرجه ابن السني في = = "عمل اليوم والليلة" (352) ، والبيهقي في "الدعوات" (235) ، والضياء في "المختارة" (1683) من طريق محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، كلاهما- سهل بن حماد وأبو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ - عَنْ حَمَّادِ بْنِ سلمة، به، موصولاً بذكر أنس. وقال البيهقي في "الدعوات" عقب الحديث رقم (235) : «وكذلك رويناه عن عبيد الله بن موسى، عن حماد موصولاً» . وقال السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 176) في تخريجه: «والبيهقي [أي: ورواه البيهقي] ومن قبله الحاكم، ومن طريقه الديلمي في "مسنده"؛ من حديث عبيد الله بن موسى. ثم قال السخاوي: «وكذا رواه القعنبي عن حماد بن سلمة، لكنه لم يذكر أنسًا ... ، ولا يؤثر في وصله، وكذا أورده الضياء في "المختارة"، وصححه غيره» . وقال الضياء في "المختارة" عقب الحديث (1686) : «فهؤلاء ثلاثة رووه عن حماد مرفوعًا، ورواه الْقَعْنَبِيُّ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عن النبي (ص) مرسلاً» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 401 2075 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنِ الجُرَيري (2) ، عَنِ ابْنِ أَعْبُدٍ التَّمِيمِيِّ (3) ؛ قَالَ: قَالَ لِي عليٌّ (4) : يَا ابنَ أَعْبُدٍ، هَلْ (5) تَدْرِي مَا حَقُّ الطَّعام وَمَا شُكْرُهُ؟ فَقَالَ: تَحمَدُ اللَّهَ وتشكُرُهُ (6) ، ثُمَّ ذَكَرَ قصَّة فَاطِمَةَ حَيْثُ ذهبتْ تسألُ رسولَ الله (ص) عن خادم ٍ يَخدُمُها؟   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1492) ، وانظر المسألة رقم (2091) . (2) هو: سعيد بن إياس. (3) هو: علي بن أعبد. (4) هو: ابن أبي طالب. (5) في (ت) و (ك) : «ها» بدل: «هل» . (6) في (أ) و (ش) : «أو تشكره» . الحديث: 2075 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 402 قَالَ أَبِي: لِهَذَا الْحَدِيثِ علَّةٌ. قلتُ: وَمَا هُوَ (1) ؟ قَالَ: رَوَاهُ غيرُ واحدٍ عَنِ الجُرَيري، عَنْ أَبِي الوَرْد (2) ، عَنِ ابْنِ أَعْبُدٍ، عَنْ عليٍّ؛ وَهُوَ الصَّحيح. 2076 - وسمعتُ (3) أَبِي سُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُغِيرة بْنُ سَلَمة المَخْزُومي (4) ، عَنْ وُهَيْب (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (6) ، عن أنس: أنَّ   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «هي» ، ولكن يخرَّج ما في النسخ على أنه ذكَّر الضمير حملاً على المعنى، والتقدير: وما هو وجهُ العلة؟ أو نحو هذا. والحملُ على المعنى بتذكير المؤنث واسعٌ جدًّا في العربية. انظر المسألة رقم (270) . (2) هو: أبو الورد بن ثمامة بن حَزْن القشيري. (3) انظر المسألة رقم (212) . (4) روايته أخرجها النسائي (1516) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1417) . وهذا الحديث - فيما يظهر - جزء من حديث أنس بن مالك الطويل في قصة استسقاء النبي (ص) على المنبر في صلاة الجمعة، وقد أخرج البخاري في "صحيحه" تعليقًا (1029) رواية يحيى بن سعيد لهذا الحديث عن أنس فقال: «قال أيوب بن سليمان: حدثني أبو بَكْرِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سليمان بن بلال قال: يحيى بن سعيد: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ: أتى رجل أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله (ص) يوم الجمعة، فقال: يا رسول الله، هلكت الماشية، هلك العيال، هلك الناس، فرفع رسول الله (ص) يديه يدعو ... » وذكر الحديث، وفيه: «فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا» ، ولم يذكر أنه كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ، قَالَ: «اللهم اسقنا» . وعلقه البخاري أيضًا (1030 و6341) فقال: «وقال الأويسي: حدثني محمد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد وشريك؛ سمعا أنسًا، عن النبيِّ (ص) : رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه» . (5) هو: ابن خالد. (6) هو: الأنصاري. الحديث: 2076 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 403 النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا رَأَى المطرَ قَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْب، عَنْ أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) . 2077 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ ابنُ زُرَيْع (2) ، عَنْ حُسَيْنٍ المُعَلِّم (3) ، عَنْ عبد الله بْنِ بُرَيْدة، عَنْ بُشَير بْنِ كَعْب، عن شَدَّاد ابن أَوْس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَ أَنْتَ، أَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ شُعبة (4) ، عَنْ حُسَيْنٍ المُعَلِّم، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عَنْ بُشَير بْنِ كَعْب، عن النبيِّ (ص) ، ولم يقل: شَدَّاد.   (1) لم نقف على من رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ هكذا، وقد ذكر ابن أبي حاتم في المسألة رقم (212) رواية من رواه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عن أبيه، عن جدِّه، ورواية الدَّرَاوَرْدِيّ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد، أن عَمْرو بْن شُعَيْبٍ أخبره، أنه بلغه عن النبيِّ (ص) ، ثم قال ابن أبي حاتم: «قَالَ أَبِي: يروونه عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) مُرسَلاً، وقلَّ من يَقُولُ: عَنْ جدِّه. قلتُ: فأَيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: عن أبيه، عن النبيِّ (ص) مرسلاً» . (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6323) ، وفي "الأدب المفرد" (617) ، والنسائي في "المجتبى" (5522) ، و"السنن الكبرى" (10298) ، والبزار في "مسنده" (3488) ، والطبراني في "الكبير" (7/292 رقم 7173) . (3) هو: حسين بن ذكوان. (4) روايته أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (ص 156) من طريق الفضل بن عنبسة؛ قال: ثنا شُعْبَةُ، عَنْ حُسَيْنٍ المعلِّم، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كعب؛ قال: أظنه عن شداد بن أوس ... ، فذكره، هكذا على الشك. الحديث: 2077 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 404 قَالَ أَبِي: الصَّحيح: عَنْ شَدَّاد، عن النبيِّ (ص) ؛ نَقَصَ شُعبةُ رجلً (1) . أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (2) : سَمِعْتُ (3) أَبَا (4) زُرْعَةَ وَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ فقال: روى عبد الوارث (5) ، عن حسين المُعَلِّم، عن عبد الله ابْنِ بُرَيْدة، عَنْ بُشَيْر بْنِ كَعْب، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْس، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ شُعبة، عَنْ حُسَيْنٍ المُعَلِّم، عن عبد الله بن بُرَيْدة، عن بُشَيْر ابن كَعْب، عن النبيِّ (ص) (6) ، والحديث حديثُ (7) عبد الوارث، وقَصَّر شُعبة به (8) . وحدَّثنا (9) الرَّماديُّ (10) ، عَنْ رَوْح بْن عُبادة، عَنْ حسين، كما   (1) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط. (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وسمعت» . (4) في (أ) : «أبي» . (5) هو: ابن سعيد العنبري. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/125 رقم 17131) ، والبخاري في "صحيحه" (6306) ، وفي "الأدب المفرد" (620) . (6) من قوله: «ورواه شعبة ... » إلى هنا مكرر في (ك) ، لكن في المرة الأولى قال: «عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » ، فزاد «عن شداد بن أوس» . (7) قوله: «حديث» سقط من (ك) . (8) قوله: «به» سقط من (ك) . (9) القائل: «وحدثنا» هو عبد الرحمن بن أبي حاتم. (10) كذا في (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ش) : «الرماري» ، وفي (ف) : «الدماري» . ومن المحتمل أن يكون هو أحمد ابن منصور؛ فقد جاء مصرَّحًا به في إسناد حديث آخر في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/170) حيث قال أبو الشيخ: «حدثنا محمد بن عبد العزيز؛ قال: ثنا أحمد بن منصور الرمادي؛ قال: ثنا روح بن عبادة» . ولم نقف على الحديث من طريق الرمادي هذا، لكن أخرجه البيهقي في "الدعوات" (140) من طريق الحسن بن مكرم بن حسان، عن روح بن عبادة، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 405 رواه يزيدُ بنُ زُرَيْع (1) وعبد الوارث (2) . 2078- وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه ابن جُرَيج (4) ،   (1) في (ت) و (ك) : «رزيع» . (2) رواه على هذا الوجه عن حسين المعلم أيضًا غيرُ هؤلاء: فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29430) ، والحاكم في "المستدرك" (2/458) ، كلاهما من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (932) ، والطبراني في "الكبير" (7/293 رقم 7174) . ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (658) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/122 رقم 17111) ، والنسائي في "الكبرى" (10298) ، وابن حبان في "صحيحه" (933) ثلاثتهم من طريق يحيى بن سعيد القطان. وأخرجه أحمد أيضًا (4/124-125 رقم 17130) ، والنسائي في الموضع السابق من طريق محمد بن أبي عدي. وأخرجه النسائي في الموضع السابق من طريق بشر ابن المفضل، وأخرجه في الكبرى أيضًا (9847) من طريق محمد بن جعفر. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/292 رقم 7172) ، وفي "الأوسط" (1014) ، وفي "الدعاء" (313) = = من طريق مُرَجَّى بن رجاء. جميع هؤلاء (أبو أسامة، ويحيى القطان، وابن أبي عدي، وبشر بن المفضل، ومحمد بن جعفر، ومرجى ابن رجاء) رووه عن حسين المعلِّم، عن عبد الله بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عن النبي (ص) ، به. (3) تقدمت هذه المسألة برقم (2053) . (4) هو: عبد الله بن عبد العزيز، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/494-495 رقم 10415) ، والترمذي (3433) ، والنسائي في "الكبرى" (10230) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/156) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/289) ، والطبراني في "الأوسط" (77) ، وفي "الدعاء" (1914) ، والحاكم في "المستدرك" (1/536-537) ، وفي "معرفة علوم الحديث" (ص 113) ، جميعهم من طريق حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ، عَنِ ابن جريج، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/105) ، و"الأوسط" (2/40) من طريق محمد بن سلاَّم، عن مخلد بن يزيد، عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (594) من طريق أبي قرَّة موسى ابن طارق، عن ابن جريج، به. الحديث: 2078 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 406 عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبة، عَنْ سُهَيْل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ ثُمَّ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ (2) : سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ... ، الحديثَ؟. فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ وُهَيْب (3) ، عَنْ سُهَيْل، عَنْ عَوْن بن عبد الله، مَوْقُوفٌ. وَهَذَا أصحُّ. قلتُ لأَبِي: الوَهَمُ ممَّن هو؟   (1) هو: ذكوان السَّمَّان. (2) إلى هنا انتهى الوجه الأول من الورقة (195) من نسخة (ف) ، وسقط بعده بعض الأوراق، وينتهي السقط من أول المسألة رقم (2154) . (3) هو: ابن خالد. روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/104) ، و"الأوسط" (2/40) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/156) . ولها طريق عند البخاري فيها قصة وقعت بينه وبين مسلم بن الحجاج في كشف علة هذا الحديث، وقد أُولع كثير من أهل العلم بذكر هذه القصة، فانظرها - إن شئت - في "معرفة علوم الحديث" للحاكم (ص113-114) ، و"الإرشاد" للخليلي (3/961) ، و"تاريخ بغداد" للخطيب (2/29) ، و (12/102-103) ، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (52/68-70) ، و (58/91) ، و"أحكام القرآن" لابن العربي (4/169) ، و"السنن الأبين" لابن رشيد (ص 144) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (9/273-277) ، و"هدي الساري" (ص 488) ، و"فتح الباري" (13/544-545) ، و"تغليق التعليق" (5/428-430) ، و"النكت على كتاب ابن الصلاح" (2/715-726) ، جميعها لابن حجر، وغيرها كثير. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 407 قَالَ: يَحتملُ أَنْ يكونَ الوَهَمُ (1) مِنِ ابْنِ جُرَيج، ويَحتملُ أَنْ يكونَ مِنْ سُهَيْل، وَأَخْشَى أَنْ يكونَ ابْنُ جُرَيج دَلَّس هَذَا الحديثَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، وَلَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ مُوسَى؛ أخذَه مِنْ بعضِ الضِّعَفَاءِ (2) . وسمعتُ (3) أَبِي مَرَّةً أُخْرَى يَقُولُ: لا أَعْلَمُ رَوى هَذَا الحديثَ عَنْ سُهَيْلٍ أَحَدً (4) إِلا مَا يَرْوِيهِ ابْنُ جُرَيج، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، وَلَمْ يذكرِ ابْنُ جُرَيج فِيهِ الخبرَ (5) ، فَأَخْشَى أَنْ يكونَ أَخَذَهُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى (6) ؛ إِذْ لَمْ يَرْوِهِ أَصْحَابُ [سُهَيل] (7) ، لا أعلم [رُوي] (8) هذا   (1) في (ش) : «الهم» . (2) وقد صرَّح ابن جريج بالسماع في رواية حجاج ومخلد ابن يزيد عنه، وذكر الحافظ ابن حجر في "النكت" (2/725) روايات من صرَّح بسماع ابن جريج له من موسى بن عقبة، ثم قال: «فزال ما خشيناه من تدليس ابن جريج بهذه الروايات المتضافرة عنه بتصريحه بالسماع من موسى» . ويشكل على هذا أنه سبق أبا حاتم في إعلال الحديث بتدليس ابن جريج: الإمامُ أحمد، ووافقهما الدارقطني؛ فقد نقل الدارقطني في "العلل" (8/204) عن الإمام أحمد قوله: «وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ ابْنُ جُرَيْجٍ دلَّسه عن موسى بن عقبة؛ أخذه من بعض الضعفاء عنه» ، ثم قال الدارقطني: «والقول كما قال أحمد» . فهؤلاء ثلاثة من الأئمة يبعد جدًّا أن تخفى عليهم هذه الطرق التي فيها تصريح ابن جريج بالسماع، ولعلهم لم يعتدّوا بها. (3) في (ت) و (ك) : «سمعت» . (4) يجوز في "أحد" النصب والرفع؛ انظر التعليق على المسألة رقم (68) . (5) أي: السماع. وتقدم أن ابن جريج صرح بالسماع في بعض الطرق، والتعليق عليه. (6) هو: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يحيى الأسلمي، متروك؛ كما في "التقريب" (241) . وكثيرًا ما يُعِلُّ أبو حاتم ابنَ جريج بمثل هذه العلة، ومن ذلك ما جاء في المسائل رقم (62 و731 و794 و1060 و1259) . (7) كذا في (ك) ، وهو الصواب كما تقدم، وكما سيأتي، وفي (أ) و (ت) و (ش) : «سهل» ، والمسألة ضمن السقط في (ف) . (8) كذا في (ش) ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «روا» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 408 الحديث عن النبيِّ (ص) فِي شَيْءٍ مِنْ طُرُقِ أَبِي (1) هريرة. ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش (2) - هَذَا الحديثَ - فَقَالَ: حَدَّثَنِي سُهَيْل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (3) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ يذكرُ فيه الخبرَ.   (1) في (ك) : «وأبي» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/369 رقم 8818) من طريق هيثم بن خارجة، وحميد بن زنجويه في "آداب النبي (ص) "- كما في "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (9/278) - من طريق يحيى ابن يحيى، والفريابي في "الذكر"- كما في "النكت" (2/722) ، و"فتح الباري" لابن حجر (13/545) - من طريق هشام بن عمار، ثلاثتهم عن إسماعيل بن عياش، به، إلا أنه في رواية يحيى بن يحيى عند ابن زنجويه شك في رفعه، فقال: «عن أبي هريرة، أظنه قال: عن النبي (ص) » . وذكر الدارقطني في "العلل" (8/203) رواية هشام بن عمار لهذا الحديث عن إسماعيل بن عياش. وتوبع إسماعيل بن عياش أيضًا؛ فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1913) من طريق عبد الله بن وَهْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حميد، عن سهيل، به. وذكر ابن حجر في "النكت" (2/722) ، و"فتح الباري" (13/545) : أنه رواه الخلعي في "الخلعيات" من طريق الواقدي، عن عاصم بن عمر وسليمان بن بلال، كلاهما عن سهيل، به. ثم نقد ابن حجر هذين الطريقين، والطريقين قبلهما؛ حيث ذكر قول الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، لا نعرفه من حديث سهيل إلا من هذا الوجه» ، ثم قال ابن حجر: «فهؤلاء أربعة رووه عن سهيل من غير الوجه الذي أخرجه الترمذي، فلعله إنما نفى أن يكون يعرفه من طريق قوية؛ لأن الطرق المذكورة لا يخلو واحد منها من مقال: أما الأولى: فالواقدي متروك الحديث، وأما الثانية: فإسماعيل بن عياش مضعف في غير روايته عن الشاميين ولو صرح بالتحديث، وأما الثالثة: فمحمد بن أبي حميد - وإن كان مدنيًّا- لكنه ضعيف أيضًا» . اهـ. وذكر نحو هذا في "فتح الباري" (3/545) . (3) من قوله: «ورواه إسماعيل ... » إلى هنا مكرر في (ت) و (ك) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 409 قَالَ أَبِي: فما أدري ما هَذَا؟! نفسُ إِسْمَاعِيل ليس براويةٍ (1) عَنْ سُهَيْل؛ إنما روى عنه أحاديثَ (2) يسيرة (3) . قَالَ أَبُو مُحَمَّد: فروى (4) عمرو بن الحارث (5) ، عن عبد الرحمن بْن أَبِي عَمْرو، عَنْ سَعِيد بْن أَبِي هلال، عَنِ المَقْبُري (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . وروى أيضا عَمْرو بْن الْحَارِث (7) ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي هلال بنفسه، عَنْ سَعِيد المَقْبُرِي، عن عبد الله بن عمرو، موقوفً (8) .   (1) في (ت) و (ش) و (ك) : «برواية» . (2) في (أ) و (ش) : «أحاديثًا» ، وكلاهما صحيح، انظر المسألة رقم (787) . (3) ومع هذا فسهيل حجازي، ورواية إسماعيل بن عياش ضعيفة عن غير أهل بلده، وهذه منها كما سبق نقله عن ابن حجر. (4) في (ت) و (ك) : «قد رواه» . (5) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4858) ، وابن حبان في "صحيحه" (593) ، والطبراني في "الدعاء" (1915) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/317) من طريق عبد الله بن وهب، عنه، به، إلا أنهم لم يذكروا «سعيد بن أبي هلال» في إسناده، وتصحف «عبد الرحمن بن أبي عمرو» في "الدعاء" للطبراني إلى «عبد الرحمن بن أبي عروبة» . (6) هو: سعيد بن أبي سعيد. (7) أخرج روايته أبو داود، وابن حبان، والطبراني، والمزي في المواضع السابقة، مقرونة بالرواية المتقدمة. وأخرجه ابن فضيل في "الدعاء" (107) ، وابن بشران في "الأمالي" (291) كلاهما من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، به، موقوفًا عليه. = ... ومن طريق ابن فضيل أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29317) ، لكن تصحف «عبد الله بن عمرو» إلى: «عبد الله بن عمر» . (8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة (34) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 410 قلتُ: وهذا الحديثُ عن (1) عبد الله بْن عَمْرو موقوف (2) أصحُّ. قَالَ أَبُو مُحَمَّد: ولهذا قَالَ أَبِي: لا أعلم رواية أَبِي هريرة عن النبيِّ (ص) ؛ لأنه لم يصحِّحْ روايةَ عبد الرحمن بْن أَبِي عَمْرو، عَنْ سَعِيد ابن أَبِي هلال (3) . 2079 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو ضَمْرة (5) ، عَنْ أبي   (1) في (ت) : «عين» . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة (34) . (3) قال الدارقطني في "العلل" (1513) : «يرويه سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة، واختلف عنه؛ فرواه مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سُهَيْلِ، كذلك حدث به عنه ابن جريج، ولا نعلم رواه عن موسى غيره. وحدث بهذا الحديث أبو علي بن بسطام، عن عبد الرحمن بن موسى السوسي، عن حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُهَيْلِ بن أبي صالح، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة. ووهم في ذكر عبد الله بن دينار وهمًا قبيحًا؛ وإنما رَوَاهُ حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، كذلك رواه الواقدي، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بن عقبة، وأضاف إليه: عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حفص وسليمان بْنُ بِلالٍ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة. وكذلك رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفهم وُهَيْب بن خالد؛ رواه عَنْ سُهَيْلِ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عبد الله بن عقبة قولَه. وقال أحمد بن حنبل: حدَّث به ابنُ جُرَيْجٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عقبة، وفيه وهمٌ، والصحيح قول وهيب. وقال: وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ ابْنُ جُرَيْجٍ دلَّسه عن موسى بن عقبة، أخذه من بعض الضعفاء عنه. والقول كما قال أحمد» . (4) ستأتي هذه المسألة برقم (2105) . (5) هو: أنس بن عياض، وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (5089) ، والنسائي في "الكبرى" (9843) ، والبزار في "مسنده" (357) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/72 رقم 528) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3073 و3074) ، وابن حبان في "صحيحه" (852 و862) ، والدارقطني في "العلل" (3/8) ، والطبراني في "الدعاء" (317) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (72) ، والبغوي في "شرح السنة" (1326) . ومن طريق النسائي أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (3075) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (45) ، ومن طريق عبد الله بن أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (309) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم يرويه عن النبي (ص) بهذا اللفظ إلا عثمان، وقد رواه غير واحد عَنْ أَبِي مودود، عَنْ رجل، عن أبان، وأنس بن عياض وصله وسمى الرجل وقال: هو محمد ابن كعب» . وتابع أنس بن عياض عليه خالد بن يزيد العمري، وهارون بن معروف، وعليُّ بن بحر القطان. أما رواية خالد بن يزيد: فذكرها الدارقطني في "العلل" (3/8) . وأما روايتا هارون بن معروف وعلي بن بحر: فأخرجهما معًا الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (871) . الحديث: 2079 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 411 مَوْدُود (1) ، عن محمد ابن كَعْب، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عن أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: بِاسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ ... وَذَكَرَ الحَديث؟ قَالَ أَبِي: ذُكِرَ هَذَا الحديثُ لابْنِ مهديٍّ (2) ، فَقَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو مَوْدُود: حدَّثني رجلٌ، عَنْ رجلٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَانَ بنَ عُثْمَانَ، عن عثمان، عن النبيِّ (ص) ،، وَأَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْب القُرَظِي. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ (3) : حَدَّثَنِي أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا حمَّاد بن   (1) هو: عبد العزيز بن أبي سليمان. (2) هو: عبد الرحمن. وروايته أخرجها علي بن المديني في "العلل"- كما في "نتائج الأفكار" (2/369) - وأبو نعيم في "الحلية" (9/42) . وتابعه عليها أبو عامر العقدي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي كما سيأتي. (3) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ت) و (ك) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 412 زَاذَان؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ مَهْدِيٍّ مِنْ كِتَابِهِ أَمْلاهُ عَلَيْنَا؛ وَذَلِكَ أنَّ عليَّ ابن المَدِينِي قَالَ: حَدَّثَنِي اثْنَانِ بِالْمَدِينَةِ، عَنْ أَبِي مَوْدُود، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْب، فَقَالَ ابنُ مهدي: هو باطلٌ، ثم أخرَجَ ابنُ مهدي كتابَهُ فأملاه علينا. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ (1) : حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ (2) ، عَنْ أَبِي (3) عَامِرٍ العَقَدِي (4) كما رَوَاهُ ابْنُ مَهْدِيٍّ؛ قَالَ (5) : حدَّثنا أَبُو عَامِرٍ- يَعْنِي: الْعَقَدِيَّ - قَالَ: حدَّثنا أَبُو مَوْدُود؛ قَالَ: حدَّثني رَجُلٌ؛ قَالَ: حدَّثني مَنْ سَمِعَ أبانَ بنَ عُثْمَانَ؛ قَالَ: سمعتُ عُثْمَانَ، يقولُ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ. فأما ما قَالَ عليُّ بْن المَدِينِي: فقد أَخْبَرَنَا يُونُس بن عبد الأعلى؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَنَس بْن عِيَاض، عَنْ أَبِي مَوْدُود، عَنْ رجلٍ لا أعلمُه إلا محمدَ بْن كَعْب، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ ... ، ولم يذكُرْ «عثمانَ» فِي الإسناد (6) .   (1) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ت) و (ك) . (2) هو: أحمد بن عصام بن عبد المجيد الأصبهاني (3) في (ك) : «ابن» . (4) هو: عبد الملك بن عمرو، وروايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (3/8) ، وتابعه عليها عبد الله بن مسلمة القعنبي كما سيأتي في المسألة رقم (2105) . (5) القائل هو: أحمد بن عصام الأصبهاني. (6) سئل الدارقطني في "العلل" (254) عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «هُوَ حديث يرويه أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان، عن محمد بن كعب، واختلف عنه: فرواه أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي مَوْدُودٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أبان ابن عثمان، عن عثمان. وتابعه خالد بن يزيد العمري. وخالفهما زيد بن الحُباب؛ فرواه عن أبي مودود؛ قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ أَبَانَ، ولم يسمِّ أحدًا. وخالفهم عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر العقدي؛ روياه عن أبي مودود؛ قال: حدثني رجل، عمن سَمِعَ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عثمان. وهذا القول هو المضبوط عن أبي مودود، ومن قال فيه: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ فقد وهم، قاله أبو ضمرة أنس بن عياض؛ حدثنا الحسين ابن إسماعيل وآخرون، عن الزبير بن بكار، عن أبي ضمرة. وروى هذا الحديث أبو الزناد، عَن أبان بْن عُثْمَانَ، عَنْ أبيه؛ حدث به عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِيهِ، وهذا متصل، وهو أحسنها إسنادًا» . ورواية أبي الزناد التي ذكرها الدارقطني أخرجها الطيالسي في "مسنده" (79) عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، به. ومن طريق الطيالسي أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (660) ، والترمذي (3388) ، والنسائي في "الكبرى" (10178) ، وابن ماجه (3869) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/62 و66 رقم 446 و474) من طريق سريج بن يونس وعبيد بن أبي قرة، كلاهما عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 413 قَالَ أَبُو مُحَمَّد: أَبُو مَوْدُود اثنان: أحدهما اسمه فِضَّة، والآخر عبد العزيز بْنُ أَبِي سُلَيمان (1) . 2080 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوان الفَزَاري (2) ، عَنْ مُصْعَب بْنِ سُلَيمان، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى، أُرَاهُ (3) عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كَانَ لايزالُ يَبْلُغُ رسولَ الله (ص) الشيءُ يَكرَهُه عَنْ ثقيفٍ، فَرَأَى (4) الناسُ أَنَّهُ سَيَدْعُو عَلَيْهِمْ، فَبَلَغَهُ يَوْمًا شيءٌ (5) ، فَرَفَعَ رسولُ اللَّهِ (ص) يدَه   (1) هذا من ابن أبي حاتم من باب الاستطراد فقط، وإلا فالمذكور في هذا الحديث هو عبد العزيز بن أبي سليمان. انظر "تهذيب الكمال" (18/142) . (2) هو: مروان بن معاوية. (3) في (ك) : «رواه» . (4) في (أ) و (ت) : «فرى» . (5) في (أ) و (ش) : «شيئًا» . الحديث: 2080 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 414 فَدَعَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا، وَقَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَنِي رَحْمَةً، وَلَمْ يَبْعَثْنِي عَذَابًا؟ قَالَ أَبِي (1) : يُروى هَذَا الحديثُ مُرسَلً (2) . 2081 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ مُرَّة (3) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (4) ، عَنْ كُرْدُوس (5) ؛ قَالَ: نَزَلَتْ فِيمَا يُقْرأ مِنَ الْكُتُبِ: إن الله عزَّ وجلَّ لَيُبْلِي العبدَ وَهُوَ يُحبُّ أَنْ يَسمَعَ تضرُّعَهُ.   (1) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (2) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/243) من طريق سليمان بن حرب، والبغوي في "الجعديات" (ص79) ، وابن أبي الدنيا في "الأولياء" (49) من طريق علي بن الجعد، والبيهقي في "الشعب" (9330) من طريق سليمان بن حرب وحفص، وأبو العرب التميمي في "المحن" (ص 299) من طريق محمد بن جعفر غندر، جميعهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ كردوس ابن عمرو، به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (4/180) من طريق علي بن العباس البجلي؛ ثنا سهل بن محمد السجستاني؛ ثنا أبو جابر؛ ثنا شعبة، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1245) فقال: حدثنا أحمد [وهو: ابن محمد ابن صدقة] ؛ قال: نا أبو حاتم السجستاني؛ قال: نا أبو جابر ... ، فذكره من قول عمرو بن مرة ولم يذكر في إسناده «كردوس بن عمرو» . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (94) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/180) من طريق منصور بن المعتمر، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن كردوس، به. (4) هو: شقيق بن سلمة. (5) هو: كردوس بن العباس التغلبي، ويقال: الثعلبي، ويقال: كردوس بن هانئ، ويقال: كردوس بن عمرو. انظر "الإصابة" لابن حجر (8/327-328) . الحديث: 2081 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 415 وَرَوَاهُ حمَّاد (1) ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله وغيرِه من أصحاب النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبِي: الحديثُ حديثُ عَمرِو بْنِ مُرَّة (2) . 2082 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكُ بنُ مِغْوَل (3) ، عن   (1) هو: ابن أبي سليمان. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1246) من طريق شعبة، والبيهقي في "الشعب" (9329) من طريق هشام الدستوائي، كلاهما عن حماد، به. (2) وهذا هو الذي رجحه البيهقي بعد أن خرَّج الحديث من طريق حماد، ثم من طريق شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة؛ حيث قال: «هذا أصح من رواية حماد» . (3) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (4178) من طريق سفيان بن عيينة. وأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29351 و35596) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/360 رقم 33041) ، وابن ماجه في "سننه" (3857) ، والحاكم في "المستدرك" (1/504) من طريق وكيع بن الجراح. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/350 رقم 22965) ، وأبو داود في "سننه" (1493) ، والنسائي في "الكبرى" (7666) ، وابن حبان في "صحيحه" (891) من طريق يحيى بن سعيد القطان. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (5/349 رقم 22952) ، والروياني في "مسنده" (24) من طريق عثمان بن عمر. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (114) من طريق عمرو ابن مرزوق. جميعهم عن مالك بن مغول، به. ورواه زيد بن الحباب، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْولٍ، عَنْ عبد الله ابن بريدة الأسلمي، عن أبيه قال: سمع النبيُّ (ص) رجلاً يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. قال: فقال: «والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سُئل به أَعطى» . قال زيد: فذكرته لزهير ابن معاوية بعد ذلك بسنين، فقال: حدثني أبو إسحاق، عن مالك بن مغول. قال زيد: ثم ذكرته لسفيان الثوري، فحدثني عن مالك؛ أخرجه الترمذي (3475) - واللفظ له - والإمام أحمد في "المسند" (5/359 رقم 33033) ، وأبو داود (1494) ، ومحمد ابن عاصم الثقفي في "جزئه" (33) ، وأبو عوانة في "مستخرجه" (3890) ، وابن حبان في "صحيحه" (892) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (2/577-578) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (164) ، والبيهقي في "السنن" (10/230) ، وفي "الدعوات الكبير" (195) ، وفي "الشعب" (2366) ، والخطيب في "تاريخه" (8/442-443) . الحديث: 2082 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 416 ابْنِ بُرَيْدة (1) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) دخَلَ المَسجِدَ فَإِذَا رجلٌ يَقُولُ: يَا أللهُ الواحدُ الصمدُ ... ، فذكَرَ الحديثَ؟ قال أبي: رواه (2) عبدُالوارثِ (3) ، عَنْ حُسَيْنٍ المُعَلِّم (4) ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدة، عن حَنْظَلة ابن عليٍّ، عَنْ مِحْجَن بْنِ الأَدْرَع، عن النبيِّ (ص) . وحديثُ عبدِالوارثِ أشْبهُ. قَالَ أَبِي: رَوَى أَبُو إِسْحَاقَ الهَمْدانيُّ (5) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، هذا الحديثَ.   (1) هو: عبد الله. (2) في (ش) : «ورواه» ، وفي (ك) : «روا» . (3) هو: ابن سعيد العنبري. وروايته أخرجها أحمد في = = "مسنده" (4/338 رقم 18974) ، وأبو داود في "سننه" (985) ، والنسائي (1301) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2385) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (724) ، والطبراني في "الكبير" (20/296 رقم 703) ، وفي "الدعاء" (616) ، والحاكم في "المستدرك" (1/267) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (97) ، وفي "الدعوات الكبير" (87) . (4) هو: ابن ذكوان. (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. وروايته للحديث على هذا الوجه جاءت في رواية زيد بن الحباب السابقة للحديث عن مالك؛ حيث قال زيد: فذكرته لزهير بن معاوية بعد ذلك بسنين، فقال: حدثني أبو إسحاق، عن مالك بن مغول. ورواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (173) ، والحاكم في "المستدرك" (1/504) من طريق شريك ابن عبد الله القاضي، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنِ عبد الله بن بريدة، به، هكذا بإسقاط مالك بن مغول. قال الترمذي في "جامعه" بعد روايته لحديث زيد بن الحباب برقم (3475) : «وروى شريك هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وإنما أخذه أَبُو إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ عَنْ مَالِكِ بن مغول» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 417 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَى (1) الثَّوريُّ (2) ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، هَذَا الحديثَ (3) . 2083- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زُهير (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ أَبِي بُرْدة (6) : أنَّ النبيَّ (ص) كان يدعو: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لِي (7) خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. ورواه قَيْسُ بنُ الرَّبِيع وأَشْعَثُ بنُ سَوَّار (8) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بُرْدَة، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) .   (1) في (ت) و (ش) : «ورواه» . (2) هو: سفيان، وروايته هذه رواها عنه زيد بن الحباب كما تقدم في تخريج رواية مالك بن مغول. وأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/434) من طريق عاصم بن يزيد، عن سفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ، به. (3) من قوله: «قال أبو محمد ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) هو: ابن معاوية، وفي روايته عن أبي إسحاق السبيعي مقال؛ لأنه سمع منه بأخرة. وروايته أخرجها يعقوب ابن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (3/7) . (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (6) هو: ابن أبي موسى الأشعري. (7) قوله: «لي» ليس في (ت) و (ك) . (8) في (ت) : «سرار» . ورواية أشعث أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6552) ، وتوبع عليها أشعث كما سيأتي. الحديث: 2083 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 418 قِيلَ لأَبِي: أيُّهما أَشبهُ؟ قَالَ: حديثُ قيسٍ وأشعثَ أَشبهُ (1) . 2084 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ (3) يَحْيَى بْنِ بُكير (4) ، عَنِ اللَّيْث (5) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ عِرَاك (6) وَالأَعْرَجِ (7) ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لَيَنْتَهِيَنَّ أُنَاسٌ عَنْ رَفْعِ أَبْصَارِهِمْ عِنْدَ الدُّعَاءِ إِلَى السَّمَاءِ، أَو لَتُخْطَفَ (8) أَبْصَارُهُمْ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: النَّاسُ يَروون عَنْ جَعْفَرِ بن ربيعة (9) ، عن   (1) لأنهما تابعهما شعبة، وإسرائيل، وشريك بن عبد الله القاضي: أما رواية شعبة: فأخرجها البخاري (6398) ، ومسلم (2419) . وأما رواية إسرائيل: فأخرجها البخاري (6399) من طريقه، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي بكر بن أبي موسى وأبي بردة، أحسبه عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) . وأما رواية شريك: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29383) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/417) ، وابن حبان في "صحيحه" (954) . (2) انظر المسألة رقم (302) . (3) قوله: «عن» ليس في (ش) . (4) روايته أخرجها أبو نعيم في "المستخرج" (960) ، وابن حزم في "المحلى" (4/16) . (5) هو: ابن سعد. (6) هو: ابن مالك الغفاري. (7) هو: عبد الرحمن بن هرمز. (8) في (ش) : «لتخطفن» بنون التوكيد، وهو الجادَّة، = = والمثبت من بقية النسخ، وورد كذلك في جميع النسخ في المسألة رقم (302) من حديث أنس بن مالك، وقد ذكرنا تخريجها هناك على أن الأصل: «لَتُخْطَفَنْ» بنون التوكيد الخفيفة، ثم حُذِفَتِ النونُ تخفيفًا. وانظر الكلام على حذف النون الخفيفة في المسألة رقم (302) . (9) أخرجه على هذا الوجه مسلم في "صحيحه" (429) ، والنسائي في "سننه" (1276) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/282) ، ثلاثتهم من طريق عبد الله بن وهب، عَنِ اللَّيْث بْن سَعْدٍ، عَنْ جعفر بن ربيعة، به، ليس فيه ذِكْرٌ لعِرَاكِ بن مالك. الحديث: 2084 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 419 الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، ولا (1) يذكُرُونَ مع الأعرجِ عِرَاكً (2) . وَرَوَى يَحْيَى بْنُ بُكيرٍ وحدَهُ هَكَذَا. 2085 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه وَكِيع، عن عبد الله بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عن يحيى بن عبد الله بْنِ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي اليَسَر بن عمرو: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يتعوَّذُ مِنَ الحَرَقِ والغَرَقِ والغَمِّ والهَمِّ، وَكَانَ (3) يَقُولُ: أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أَمُوتَ لَدِيغًا؟ قَالَ أَبِي: يَرْوِيهُ ابنُ ضَمْرة (4) ، عن عبد الله ابن سَعيد، عن جَدِّه   (1) قوله: «ولا» ليس في (ت) و (ك) . (2) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، حُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) في (ت) و (ك) : «فكان» . (4) هو: أنس بن عياض بن ضمرة، أبو ضمرة. وقد اختُلِف عليه في هذا الحديث: فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/427 رقم 15524) من طريق علي بن بحر، والطبراني في "الدعاء" (1362) من طريق هارون بن موسى الفروي، كلاهما عَنْ أَبِي ضمرة أَنَس بْن عياض، عن عبد الله بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي اليسر، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1919) من طريق شيخه يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ عن أبي ضمرة، به، كسابقه. وأخرجه في "الجهاد" (269) عن شيخه يعقوب بن حميد أيضًا، فأسقط من سنده أبا هند جدّ عبد الله بن سعيد. وهذه الرواية توافق روايتي يونس بن عبد الأعلى وإبراهيم بن حمزة عن أبي ضمرة؛ فقد أخرجه النسائي في "سننه" (5532) ، والدولابي في "الكنى" (1/62) كلاهما من طريق يونس بن عبد الأعلى، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/170 رقم 381) من طريق إبراهيم بن حمزة الزبيري، كلاهما عن أنس بن عياض، به، ليس فيه ذِكْر لأبي هند جَد عبد الله بن سعيد. وهكذا رواه مكي بن إبراهيم، ومحمد بن جعفر غندر، والفضل بن موسى، وعيسى بن يونس، عن عبد الله بن سعيد: أما رواية مكي بن إبراهيم: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/427 رقم 15523) ، ويعقوب ابن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/319-320) ، كلاهما عنه. وأخرجه أبو داود في "سننه" (1552) ، والهيثم بن كليب في "مسنده" (1522) من طريق عبيد الله بن عمر القواريري، وأخرجه الهيثم أيضًا (1521) من طريق عباس بن محمد الدوري، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (19/170 رقم 381) من طريق علي بن بحر، جميعهم (الإمام أحمد، ويعقوب بن سفيان، وعبيد الله بن عمر، وعلي بن بحر، وعباس الدوري) ، عَنْ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عبد الله بن سعيد، عَنْ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي الْيُسْرِ، به. وخالف هؤلاء جميعًا عبدُالصمد بن الفضل؛ فرواه عن مكي بن إبراهيم، وزاد في إسناده أبا هند جدّ عبد الله ابن سعيد؛ أخرج روايته الحاكم في "المستدرك" (1/531) وقال: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، وتعقبه الذهبي بأنه أخرجه أبو داود والنسائي بطرق، وليس فيه: «عن جده» . وأما رواية عيسى بن يونس: فأخرجها أبو داود في "سننه" (1553) ، والطبراني في "الدعاء" (1363) . وأما رواية محمد بن جعفر غندر: فأخرجها النسائي (5533) ، والطبراني في الموضع السابق، والمزي في "تهذيب الكمال" (13/252) . وأما رواية الفضل بن موسى: فأخرجها النسائي أيضًا (5531) . الحديث: 2085 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 420 أَبِي هِنْد، عَنْ صَيْفي (1) ، عَنْ أبي اليَسَر، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أَشبهُ. 2086 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ وَاضِح (2) ، عَن مُعْتَمِر بْن سُلَيمان، عَنْ حُمَيدٍ الطَّوِيل، عَنْ بَكْرِ بْنِ عبد الله المُزَنِي،   (1) هو: ابن زياد، مولى أبي أيوب الأنصاري. (2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (372) ، = = والطبراني في "الكبير" (4/114-115 رقم 3838) ، وفي "الدعاء" (1083) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5415) من طريق ابن يحيى الضرير، عَنْ شَبَابَةَ بْنِ سِوَارٍ، عَنْ المغيرة بن مسلم، عن هشام ابن حسان، عن حطيم، عن خالد بن الوليد، به. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/125-126) : «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير المدائني ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» . الحديث: 2086 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 421 عَنْ أَبِي العالِية (1) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ: أَنَّهُ شَكَا إِلَى النبيِّ (ص) فَزَعًا يَجِدُهُ بالليلِ، فَقَالَ: أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ جِبْرِيلُ؟! زَعَمَ أَنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الجِنِّ يَكِيدُنِي، فَقَالَ: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ بَكْرُ بْنُ عبد الله: أنَّ خالدً (2) ؛ وَهُوَ مُرسَلٌ (3) . 2087- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (4) ، عَنِ الأَوْزاعي (5) ،   (1) هو: رُفَيع بن مهران الرِّياحي. (2) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروفٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) لم نقف عليه من مراسيل بكر بن عبد الله، وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (7/95-96) من طريق يحيى ابن أبي طالب، عن عبد الوهاب بن عطاء، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية الرياحي: أن خالد بن الوليد قال: يا رسول الله ... ، فذكره هكذا مرسلاً. ومن طريق البيهقي أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (16/229) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (19831) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أبي رافع: أن خالد بن الوليد جاء إلى النبيِّ (ص) ... ، فذكره. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23589 و29611) من طريق زكريا بْن أَبِي زائدة، عَنْ مصعب، عن يحيى بن جعدة قال: كان خالد بن الوليد يفزع ... ، فذكره. (4) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/452) ، والطبراني في "الدعاء" (20) ، والدارقطني في "الأفراد" (6108/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "الشعب" (1073) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1069 و1070) ، وأبو عروبة الحراني في "جزء من حديثه"، والديلمي في "مسنده"- كما في "الضعيفة" للألباني (637) - والسِّلفي في "معجم السفر" (ص 414) . ووقع في رواية البيهقي تصريح بقية بالتحديث، لكن قال البيهقي: «وهو خطأ» . (5) هو: عبد الرحمن بن عمرو. الحديث: 2087 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 422 عَن الزُّهري، عَنْ عُروَة، عَن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُحِبُّ المُلِحِّينَ فِي الدُّعَاءِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ؛ نَرَى أنَّ بَقِيَّة دَلَّسَهُ عَنْ ضعيفٍ، عَنِ الأَوْزاعيِّ (1) . 2088 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ حِمْيَر (2) ، عَنْ   (1) وهذا الضعيف هو يوسف بن السفر؛ فالحديث أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/431) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/452) ، وابن عدي في "الكامل" (7/164) ، وأبو عبد الله الفلاكي في "الفوائد"- كما في "الضعيفة" للألباني (637) ، جميعهم من طريق بقية بن الوليد، ثنا يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، به. قال ابن عدي: «وهذا كان بقية يرويه أحيانًا عن الأوزاعي نفسه، فسقط يوسف لضعفه، وربما قال: ثنا يوسف بن السفر عن الأوزاعي، وربما كناه فيقول: عن أبي الفيض، عن الأوزاعي، وكل ذلك يضعفه؛ لأن هذا الحديث يرويه يوسف، عن الأوزاعي» . ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي في "الشعب" (1073) . ورواه العقيلي أيضًا فقال: حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا سُنيد بن داود، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الأوزاعي قال: كان يقال: أفضل الدعاء الإلحاح على الله تبارك وتعالى والتضرع إليه. قال العقيلي: «حديث عيسى بن يونس أولى، ولعله بقية أخذه عن يوسف بن السفر» . ورواه البيهقي في "الشعب" (1072) من طريق عيسى ابن يونس، ثم قال: «هكذا رواه من قول الأوزاعي، وهو الصحيح» . (2) في (ك) : «ابن حميد» . وابن حمير هذا اسمه: محمد، وتابعه على هذه الرواية بقية بن الوليد، وروايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (1397) من طريق = = كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بَقِيَّةَ. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (319) من طريق كثير بن عبيد؛ نا ابن حسين؛ ثنا عبد الملك ابن مروان، فذكره. ولم نعرف ابن حسين هذا، وقد يكون متصحفًا عن «ابن حمير» أو غيره، والله أعلم. الحديث: 2088 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 423 عبد الملك بْنِ أَبِي مَرْوَانَ الجُبَيْلِي، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) ، عَنِ ابْنِ السَّائِب (2) ، عَنِ ابْنِ مَظْعُون (3) : أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يَتَعوَّذُ مِنْ شرِّ العَوَامِد؛ يعني (4) : ما عَمَدَ (5) إِلَيْهِ خَاصَّةً؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مقلوبٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ السَّائِبِ الكَلْبِي، عَنْ أَبِي صالح، وعبدُالملك مجهولٌ (6) . 2089 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ هَاشِمٍ (7) ، عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ ثَور بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنْ ثَوْبَان: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ إِذَا راعَهُ شيءٌ قَالَ: اللهُ عَزَّ وجَلَّ رَبِّي لاَ شَريك لَهُ؟   (1) هو: باذام مولى أم هانئ. (2) في (ك) : «أبي السائب» . وهو: محمد بن السائب الكلبي. (3) هو: عثمان. (4) في (أ) : «يعتي» . (5) في (ت) : «العوامد يعني العوامد ما عمد» ، وفي (ك) : «العوايد يعني العوامد ما عمد» . والعوامد: جمع «عامدة» وفسِّرت في الحديث بأنها: ما عمد إليه خاصةً، أي: قصده، والمراد - والله أعلم - المصيبة الخاصَّة؛ وقد جاء في لفظ الحديث عند الطبراني وابن أبي عاصم في الموضعين السابقين: «من العوامد والعامة» . وقد تكون «العامدة» هنا بمعنى الممرضة؛ يقال: عَمَدَهُ المرَضُ: فدحه وأضناه، لولا ما جاء معها في الحديث: «والعامة» . وانظر "تهذيب اللغة" (2/152) . (6) كذا قال أيضًا في "الجرح والتعديل" (5/371 رقم 1737) . (7) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10493) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (424) ، وفي "الدعاء" (1031) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/297 رقم 1057) ، وابن المقرئ في "معجمه" (903) . ومن طريق النسائي أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (336) ، ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/219) وقال: «غريب من حديث خالد وثور، لم يروه عن الثوري إلا سهل بن هاشم» . الحديث: 2089 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 424 قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرْوُونَهُ (1) عَنْ ثَوْبَان، موقوفً (2) . تَمَّ (3) الجُزْءُ الثَّانِيَ عَشَرَ بِحَمْدِ اللهِ تعالى ومَنِّهِ وكَرَمِهِ، ويَتْلُوهُ فِي الجُزْءِ الثَّالِثَ عَشَرَ في حديث: سُئِلَ [أبو] (4) زرعة في حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدم، عن أبي بكر بن عيَّاشوالحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلاتُهُ وسلامُهُ عَلَى سيِّد المُرْسَلِينَ محمدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ أجمعين. وحَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ   (1) في (ك) : «يرويه» . ولم نقف على هذه الرواية الموقوفة. (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) من هنا إلى قوله: «ونعم الوكيل» من (أ) فقط، وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء الثاني عشر» . (4) وقع في النسخة: «أبي» ، والتصويب من المسألة رقم (2090) فإن فيها: «سئل أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حَدِيثٍ» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 425 بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِوصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ وصَحْبِهِ أجمعينالجُزْءُ الثَّالثَ عَشَرَ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ عَلَى (1) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الدُّعَاءِ، والبِرِّ والصِّلَةِ، والعَرْضِ والحِسَابِ، والآدَابِ والطِّبِّ 2090- قال أبو محمد (2) : سئل أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدم (3) ، عَنِ أبي بكر ابن عَيَّاش، عَنِ الأعمَش، عَنْ عَمْرِو بن مُرَّة، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الأَقْمَر، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) يقولُ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ، وَمِنْ دُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ. ورواه عبدُالله بنُ نُمَير (4) ، عَنْ حُمَيد بْنِ عَطَاء، عن   (1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا من (أ) فقط. (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3482) ، وقال: «هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" (393) ، وفي "المصنف" (29117) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/533) من طريق خلف بن خليفة، عن حميد الأعرج، عن عبد الله بْن الْحَارِث، عَنِ ابْن مَسْعُود، عن النبيِّ (ص) ، به، وفيه زيادة. وحميد الأعرج هو: ابن عطاء. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الدعوات" (287) . الحديث: 2090 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 426 عبد الله (1) بن الحارث، عن عبد الله ابن مسعود، عن النبيِّ (ص) . قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: حديثُ زُهَيْر أصحُّ وأَشْبَهُ (2) ، وحُمَيد (3) ضعيفُ الْحَدِيث، واهي الْحَدِيث، وعبد الله بْن الْحَارِث، عَنِ ابْن مَسْعُود، مُرسَلٌ (4) . 2091 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَكَّام بْنُ سَلْم، عَنْ عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ عَطاءٍ (6) ومجاهدٍ (7) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلَيٍّ؛ قال: قَدِمَ النبيَّ (ص) خَدَمٌ (8) ، فأمرتُ فاطمةَ أَنْ تأتيَ النبيَّ (ص) فتسألَهُ خادِمًا ... ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عَطاءٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ   (1) في (ت) و (ك) : «عبيد الله» . (2) أخرج مسلم هذا الحديث في "صحيحه" (2722) من طريق عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث وقرن معه أبا عثمان النهدي، كلاهما رويا الحديث عن زيد ابن أرقم، مرفوعًا. فهذا اختلاف ثالث على عبد الله بن الحارث، وإخراج مسلم لهذا الطريق يقتضي ترجيحه له. وقد تابع عاصمًا عليه المثنى بن سعيد، عن عبد الله بن الحارث، عن زيد ابن أرقم، وهذه الرواية أخرجها النسائي في "الكبرى" (7864) . (3) في (ت) و (ك) : «وجميعه» . (4) أخرجه الترمذي (3482) من طريق زهير بن الأقمر، عن عبد الله بن عمرو، به مرفوعًا. قال الترمذي: «حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث عبد الله بن عمرو» . (5) انظر المسألة رقم (1491) و (2075) . (6) هو: ابن أبي رباح. (7) هو: ابن جبر. (8) كذا في جميع النسخ، وفي البخاري: «أنَّ النبي (ص) أُتِي بسَبْيٍ» ، وما في النسخ يتخرَّج على نزع الخافض، والتقدير: قَدِمَ على النبيِّ (ص) خَدَمٌ. الحديث: 2091 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 427 عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلَيٍّ، عن النبيِّ (ص) (1) . 2092 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالجَبَّارِ بنُ العَلاء (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (4) ، عَنْ زَهْدَم (5) ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ قال: قال النبيُّ (ص) : إنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمًّا (6)   (1) أخرجه مسلم في "صحيحه" (2727) من طريق عبد الله ابن نمير، عن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيْمَان، عَنْ عَطَاءٍ بن أبي رباح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلَيٍّ ح، به. وأخرجه مسلم في الموضع السابق، والبخاري (3113 و5362 و6318) من طرق أخرى عن مجاهد، وابن أبي ليلى. وانظر "العلل" للدارقطني (406) . (2) لم نقف على الحديث من هذا الطريق بهذا اللفظ، ولكن سئل الدارقطني في "العلل" (1322) عن حديث أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى: كنا مع النبيِّ (ص) في سفر، فكانوا يرفعون أصواتَهم، فقال رسول الله (ص) : «إِنَّكُمْ لا تَدْعُون أصمَّ وَلا غائبًا» . وفيه: رأيت النبيَّ (ص) يأكل الدجاج. وفيه: سألوه أن يحملهم، فحلف ألا يحملهم، ثم حملهم وقال: «إني لا أحلف على شيء فأرى غيره خيرًا منه إلا أتيت الذي هو خير وكفرت عن يميني» ؟ فقال الدارقطني: «يرويه أيوب، واختلف عنه: فقال ابْنِ عُيَيْنَةَ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أبي قلابة، عن زهدم الجرمي، عن أبي موسى ... » إلخ. والذي وجدناه بهذا الإسناد من اللفظ الذي سئل عنه الدارقطني: قصة أكل الدجاج، وحملهم، وتكفير اليمين، وليس فيه ذكر للدعاء؛ أخرجه مسلم في "صحيحه" (1649) من طريق ابن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، به. وأخرجه البخاري (3133) ، ومسلم في الموضع السابق، من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، به. (3) هو: ابن أبي تميمة السختياني. (4) هو: عبد الله بن زيد الجرمي. (5) هو: ابن مُضَرِّب الجَرْمي. (6) في (ك) : «أصم» . والرواية في "الصحيحين": «أصَمَّ» بلا ألف بعد الميم، لكن ما في النسخ صحيحٌ، ويخرَّج على وجهين: الأول: النصب مع التنوين «أَصَمًّا» ؛ على لغة من يصرفُ جميع ما لا ينصرف في الاختيار وسعة الكلام؛ وهي لغةٌ حكاها الأخفش. والثاني: النصب بلا تنوين «أَصَمَّا» ؛ على لغة من يقفُ على جميع ما لا ينصرف - إذا كان منصوبًا - بالألف؛ وهذه لغة حكاها ابن جِنِّيْ. انظر التعليق على المسألة رقم (787) . هذا وقد جاءت هذه الكلمة هنا على هذا النحو؛ لتتناسب مع ما بعدها «ولا غائبا» ، وإلى ذلك أشار العيني فقال: «ويُروى «أصمًّا» . ولعله لمناسبة «غائبًا» . اهـ. "عمدة القاري" (25/92) . وراجع التعليق على المسألة رقم (866) . انظر "سر صناعة الإعراب" لابن جني (2/475 و677) ، و"الخصائص" (2/96) . الحديث: 2092 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 428 وَلاَ (1) غَائِبًا؛ إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ أَقْرَبُ إِلَيْكُمْ مِنْ رُؤُوسِ رِكَابِكُمْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ بهذا الإسناد؛ وإنما يروونه عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (2) ، عَنْ أَبِي موسى، عن النبيِّ (ص) (3) . 2093 - وسمعتُ أَبِي وَحَدَّثَنَا عَنْ مُحَمَّدِ ابن عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ العَسْقَلانِي (4) ، عَنْ مُعاذ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زُهَيْرِ بن محمد، عن صَفْوان   (1) قوله: «ولا» سقط من (ك) . (2) هو: النهدي، واسمه: عبد الرحمن بن مُلّ. (3) روايته أخرجها البخاري (6409) ، ومسلم (2704) ، وانظر "العلل" للدارقطني (1322) . (4) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطبراني في "الأوسط"- كما في "مجمع البحرين" (2562) - فقال: حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني؛ ثنا عيسى بن عبد الله بن سليمان الأموي العسقلاني؛ ثنا زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بن سليم، عن خيثمة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنّ النَّبِيَّ (ص) قال ... ، فذكره، ثم قال: «لا يروى عن ابن مسعود إلا بهذا الإسناد، تفرد به معاذ» . كذا في "مجمع البحرين ولم يسبق لمعاذ ذكر في سند الطبراني، فلعله سقط من الناسخ أو تصحَّف عليه، والله أعلم. ولم نجد هذا الحديث في "المعجم الأوسط" المطبوع. الحديث: 2093 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 429 بْنِ سُلَيم، عَنْ خُثَيم بْنِ جُبير (1) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ تَظْلِمُوا فَتَدْعُوا فَلاَ يُسْتَجَابَ لَكُمْ، وَتَسْتَسْقُوا فَلاَ تُسْقَوْا، وتَسْتَنصِرُوا فَلاَ تُنْصَرُوا. قَالَ أَبِي: أخافُ أن يكون أراد إبراهيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى (2) ، بدل زُهَيْر بْن مُحَمَّد (3) . 2094 - وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خالد الدَّالاني (5) ،   (1) لم نجد له ذكرًا إلا في هذا الموضع وفي "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم (3/388 رقم 1778) حيث ترجم له بقوله: «خثيم بن جبير: روى عن ابن مسعود، روى عنه صفوان بن سليم» ، ولم يزد على ذلك. وتقدم أنه جاء في إسناد الطبراني هكذا «خيثمة» ، ولم ينسبه. (2) هو: الأسلمي. متروك. (3) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/250) : سألت أبي عن معاذ بن خالد العسقلاني؟ فقال: هو شيخ تُشبه أحاديثُه عن زهير بن محمد أحاديثَ إبراهيم بن أبي يحيى؛ ودليلنا أن أحاديثه من أحاديث إبراهيم بن أبي يحيى: حديثًا (كذا) رواه مُعَاذِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زُهَيْرِ بن محمد؛ قال: حدثني شرحبيل بن سعد: أنه سمع جبار ابن صخر يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: «نُهينا أن تُرى عوراتنا» ، وقد حدثني بهذا الحديث بعينه معاذ بن حسان نزيل برذعة؛ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ شُرَحْبِيلَ بن سعد» . اهـ. (4) ستأتي هذه المسألة برقم (2107) عن أبي زرعة. (5) هو: يزيد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/239 رقم 2137) ، والترمذي في "جامعه" (2083) ، والنسائي في "السنن الكبرى" (10887) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (545) ، جميعهم من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شعبة، عن أبي خالد الدالاني، به. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الحاكم في "مستدركه" (4/213) ، ومن طريق ابن السني أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (2125) . وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/243 رقم 2182) من طريق أبي النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ شعبة، به، كسابقه. وأخرجه أبو داود في "سننه" (3106) ، والضياء في "المختارة" (394) من طريق الربيع بْن يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، به، كسابقه. وأخرجه ابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص 262) من طريق وهب بن جرير، والحاكم في "المستدرك" (1/342) ، و (4/416) من طريق آدم بن أبي إياس، كلاهما عن شعبة، به، كسابقه أيضًا. وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12/116 رقم 12731) ، وفي "الدعاء" (1114) من طريق حجاج ابن نصير، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِد الدَّالانِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عمرو، عن عبد الله بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وأخرجه الحاكم (4/416) من طريق عبد الله بن نمير، عن يزيد أبي خَالِد الدَّالانِيُّ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس، به. وتابع أبا خالد عليه ميسرة بن حبيب، وزيد بن أبي أنيسة، وإدريس الأودي: أما ميسرة بن حبيب: فروايته ذكرها المصنف في المسألة رقم (2107) ، وأخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (10884 و10886) ، والطبراني في "الكبير" (11/354 رقم 12272) ، وفي "الصغير" (35) ، وفي "الدعاء" (1115 و1116 و1118 و1119) ، واللالكائي في "السنة" (678) ، والحاكم في "مستدركه" (4/213) ، وابن عساكر في "تاريخه" (17/181) . وأما زيد بن أبي أنيسة: فروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/355-356 رقم 12277) ، وفي "الدعاء" (1117) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (10/370 رقم 397 و398) . وأما إدريس الأودي: فروايته أخرجها ابن الغطريف في "جزئه" (40) ، ومن طريقه ابن السبكي في "طبقات الشافعية" (10/90) . الحديث: 2094 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 430 عَن المِنْهَالِ بْن عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبْيَر، عَنِ ابْنِ عبَّاس: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يقولُ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا فَقَالَ: أسأَلُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ ... . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 431 قلتُ: وَرَوَى (1) هَذَا الحديثَ أحمدُ بنُ صَالِحٍ، عَنِ [ابْنِ] (2) وَهْب، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عبدِ ربِّهِ بنِ سَعِيدٍ، عَنْ المِنْهال ابن   (1) في (أ) و (ت) : «ورواه» . (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، وابن وهب هو: عبد الله، وهو راوية عمرو بن الحارث كما يتضح من "تهذيب الكمال" (21/572) ، وهو الراوي لهذا الطريق، لكن اختُلِف عليه في هذا الحديث؛ فأخرجه النسائي في "الكبرى" (10815/الرسالة) عن وهب بن بيان، عنه قال: أخبرني عَمْرو بْن الْحَارِث، عَنْ عَبْد ربه ابن سَعِيدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِنْهَالُ بْنُ عمرو، عن عبد الله ابن الحارث - ومرة: سعيد بن جبير -، عن عبد الله بن عباس، به، مرفوعًا. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (2430) عن هارون بن معروف، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عمرو، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو - ومرة قال: أخبرني سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ-، عَنْ عَبْدِ اللَّه بْن الْحَارِث، عَنِ ابْن عباس، مرفوعًا. وهكذا رواه ابن عدي في "الكامل" (6/331) من طريق أبي يعلى. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2978) عن أبي يعلى، عن هارون بن معروف، فجعله من رواية ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمِنْهَالُ بْنُ عمرو؛ قال: أخبرني سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الحارث. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (536) عن = = أحمد بن عيسى، والحاكم (4/213) عن بحر بن نصر، كلاهما عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عمرو، عن عبد الله بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/343) من طريق محمد بن عبد الله بن الحكم، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو ابن الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به. ورواه حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وهب، واختُلِف على حرملة: فأخرجه الطبراني في "الدعاء" (1120) من طريق علي ابن محمد الأنضناوي، عَنْ حَرْمَلَةَ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابن وهب، أخبرني عَمْرو بْن الْحَارِث، عَنْ عَبْد رَبِّهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن ابن عباس ح، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (2975) من طريق عبد الله بن محمد بن سلم، عن حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى؛ قَالَ: حَدَّثَنَا ابن وهب؛ قال: أخبرني عَمْرو بْن الْحَارِث، عَنْ عَبْد ربه بن سعيد؛ قال: حدثنا منهال بن عمرو؛ قال: أخبرني سعيد بن جبير، عن عبد الله بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. وأخرجه الضياء في "المختارة" (399) من طريق محمد بن الحسن بن قتيبة؛ ثنا حرملة بن يحيى؛ أنبا ابن وهب؛ أخبرني عمرو - هو ابن الحارث -، عن عبد ربه ابن سعيد؛ ثنا المنهال بن عمرو - ومرة: عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ -، عَنِ عبد الله بن الحارث، عن عبد الله ابن عباس، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 432 عمرو، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ - وربَّما قَالَ (1) : عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ سعيدٍ أصحُّ عِنْدِي (2) . 2095 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّانُ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا مِسْعَر (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو العَدَبَّس (5) ، عن رجلٍ أَظنُّهُ أبو   (1) الضمير يعود إلى المنهال بن عمرو، يعني: أنَّه ربَّما قال في هذا الحديث «عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ» ، وربَّما قَالَ: «عَنْ سعيد بن جبير» . (2) الحديث رواه أيضًا حجاج بن أرطاة، عَن المنهال بْن عَمْرٍو، عَنْ عبد الله بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23562 و29485) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/239 و352 رقم 2138 و3298) ، والنسائي في "الكبرى" (10883) ، والطبراني في "الكبير" (12/116-117 رقم 12732) ، والحاكم في "المستدرك" (1/343) ، و (4/213) . (3) هو: يحيى بن سعيد، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/256 رقم 22201) ، والروياني في "مسنده" (1271) ، لكن رواية الروياني فيها الجزم بأنه أبو خلف، ولم يشك. (4) هو: ابن كِدام. (5) في (ت) و (ك) : «العدس» . وهو أبو العدبَّس الأصغر، واسمه: تُبيع بن سليمان. الحديث: 2095 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 433 خَلَف (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مَرْزُوقٍ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو أُمَامة، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: إِذَا رَأَيْتُمُونِي فَلاَ تَقُومُوا كَمَا تَفْعَلُ العَجَمُ؛ [تُعَظِّمُ] (3) بَعْضُهَا بَعْضًا، وكأنَّا اشْتَهَيْنَا أَنْ يدعوَ لَنَا فَقَالَ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، وَارْضَ عَنَّا وتَقَبَّلْ مِنَّا، وأَدْخِلْنَا الجَنَّةَ ونَجِّنَا مِنَ النَّارِ، وأَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يعملْ يَحْيَى القَطَّانُ فِي هَذَا شَيْئًا (4) ؛ إِنَّمَا هو: مِسْعَر (5) ،   (1) كذا في جميع النسخ: «أبو خلف» بالواو، والجادَّة أن يقال: «أبا خلف» ؛ لأنه المفعول الثاني لـ «أظنُّ» ، ولكنَّ ما في النسخ يُخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (22 - الوجهين الأول والثالث) . (2) لا يعرف اسمه، وهو لين الحديث. "التقريب" (8353) . (3) قوله: «تعظم» من (ش) فقط، ومصادر التخريج. (4) في (ت) و (ك) : «شيء» . (5) رواه عن مسعر على هذا الوجه: عبد الله بن نمير، ويحيى بن هاشم السمسار، ومحمد بن بشر في أحد الوجهين عنه: أما رواية عبد الله بن نمير: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25572 و29342) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/253 رقم 22181) ، وابن جرير الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" (833) ، والطبراني في "الكبير" (8072) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (5230) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/159-160) ، والطبراني في الموضع السابق، وفي "الدعاء" (1442) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8538) . وذكر هذه الرواية ابن أبي حاتم في "الجرح = = والتعديل" (9/421) . وأما رواية يحيى بن هاشم السمسار: فأخرجها الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (831) ، وتمام في "فوائده" (1186/الروض البسام) . قال تمام: «رواه عبد الله بن نمير عن مسعر بن كدام فجوَّده كما جوَّده يحيى بن هاشم» . وأما رواية محمد بن بشر: فأخرجها البيهقي في "الشعب" (8538) من طريق أبي الأزهر أحمد بن الأزهر، عن محمد بن بشر، به، كسابقه. وأخرجه ابن جرير الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" (836) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ، عَنْ مسعر، عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ، عَنْ أَبِي مرزوق، عن رجل، عن أبي أمامة، به. وهذا أحد أوجه الاختلاف في هذا الحديث. وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/253 رقم 22182) ، وعبد الغني المقدسي في "الترغيب في الدعاء" (77) من طريق سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي الْعَنْبَسِ، عَنْ أَبِي الْعَدَبَّسِ، عَنْ أبي أمامة، به. وأخرجه ابن جرير في الموضع السابق من "تهذيب الآثار" برقم (835) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عن وكيع، عن مسعر، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي العدبس، عن أبي أمامة، به. ورواه ابن ماجه في "سننه" عن شيخه علي بن محمد، عن وكيع، لكن اختلفت نسخ ابن ماجه؛ قال المزي في "تهذيب الكمال" (4/312) : «ورواه ابن ماجه عن علي ابن محمد، عن وكيع، عن مسعر، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي العدبّس، عن أبي أمامة، هكذا قال، وهو خطأ، والصواب الأول [يعني رواية ابن نمير على الوجه الذي رجحه أبو حاتم هنا] ، ووقع في بعض النسخ المتأخرة من كتاب ابن ماجه: عن مسعر، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ، عَنْ أَبِي وائل، عن أبي أمامة، وهو خطأ أيضًا» . اهـ. وهذه النسخ المتأخرة التي أشار إليها المزي هي التي طبعت عنها "سنن ابن ماجه"، فانظر الحديث فيها برقم (3836) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 434 عَنْ أَبِي العَنْبَس (1) ، عَنْ أَبِي العَدَبَّس (2) ، عَنْ أَبِي مَرْزُوقٍ (3) ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ (4) ، عَنْ أَبِي أُمَامَة، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: الحارث بن عبيد، صاحب أبي العدبَّس. (2) في (ت) و (ك) : «العدبسر» . (3) في (ك) : «مسروق» . (4) قيل: اسمه: حزوَّر، وقيل: سعيد بن الحزوَّر، وقيل: نافع. "التقريب" (8298) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 435 2096 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القَطَّانُ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ (2) سَعِيدٍ الأنصاريِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ عَمِّه (3) ؛ قال: كان رسولُ الله (ص) يَقُولُ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَسْأَلُكَ غِنَايَ وَغِنَى (4) مَوْلاَيَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا يَرْوُونَهُ (5) عَنْ مُحَمَّدِ بن يحيى بن   (1) هو: يحيى بن سعيد. وروايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/590-591) ، وفيها: «عن عمِّه واسع بن حبَّان» . وأخرجه أبو عبيد أيضًا في الموضع السابق، وابن أبي شيبة في "المصنف" (29182) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/453 رقم 15754) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد الأنصاري، به، لكنَّ أبا عبيد قرن رواية يزيد هذه برواية يحيى القطان السابقة، وفيها التصريح بأن عم مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبَّان هو: واسع ابن حبان، وأما ابن أبي شيبة والإمام أحمد فوقع التصريح في روايتهما بأن عمه: أبو صرمة! (2) قوله: «يحيى بن» سقط من (أ) و (ش) . (3) هو: واسع بن حبّان، كما في رواية أبي عبيد السابقة. (4) في (ك) : «وغناي» . (5) في (ت) و (ك) : «يرويه» . وقد رواه هكذا الليث بن سعد، وسليمان بن بلال التيمي، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حبَّان، به. أما رواية الليث بن سعد: فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/453 رقم 15756) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (662) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (22/329-330 رقم 828) . وأما رواية سليمان بن بلال: فأخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2170) ، والدولابي في "الكنى" (241) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (662م) من طريق زهير، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، به، لكنه قال: «عن مولًى لهم» بدلاً من: «عن لؤلؤة» . الحديث: 2096 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 436 حَبَّان، عَنْ لُؤْلُؤَةَ (1) ، عَنْ أَبِي صِرْمَة (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيح. ومعنى قوله: غِنَى مولاي؛ يعنى العَصَبَةَ؛ قَالَ اللَّه تبارك وتعالى: {} (3) ؛ قَالَ: العَصَبة (4) . 2097 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه كِنَانةُ ابنُ جَبَلة (5) ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء، عن أبيه (6) ، عن أبي عبد الرحمن المِنْقَرِي (7) ؛ قال: أخرَجَ إلَيَّ عبدُاللهِ بنُ عُمَر صَحِيفَةً صَغِيرَةً، فَقَالَ: هؤلاءِ كلماتٌ أملاهنَّ عليَّ رسولُ الله (ص) ، وأمرني بهنَّ، وقال فِيهِنَّ خَيْرًا كَثِيرًا (8) : اللَّهُمَّ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، ربَّ كُلِّ شَيْءٍ ومَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، وأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ ورَسُولُكَ، والمَلاَئِكَةُ يَشْهَدُونَ، اللَّهُمَّ، إِنَّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ وشِرْكِهِ، وأَعُوذُ   (1) هي: لؤلؤة مولاة الأنصار. انظر "الميزان" (4/610) . (2) في (أ) : «ضرمة» ، وفي (ك) : «ضمرة» . (3) الآية (5) من سورة مريم. (4) قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/591) : قوله: «غنى مولاي» : المولى عند كثير من الناس هو: ابن العَمِّ خاصَّة، وليس هو هكذا، ولكنه الوليّ، فكل وليٍّ للإنسان فهو مولاه؛ مثل الأب، والأخ، وابن الأخ، والعم، وابن العم، وما وراء ذلك من العصبة كلهم. اهـ. (5) لم نقف على من أخرجه من طريقه، لكن رواه الطبراني في "الدعاء" (1456) من طريق شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، عن أبي عبد الرحمن المقرئ [كذا] ؛ قال: أخرج إليََّّ عبد الله بن عمر ذ صحيفة صغيرة ... ، الحديث بنحوه. (6) هو: عطاء بن أبي مسلم الخراساني. (7) في (ك) : «المقبري» . (8) كذا في جميع النسخ، وتخرج على أن «خيرًا» مفعول لـ «قال» وهو هنا بمعنى: ذكر، والله أعلم. الحديث: 2097 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 437 بِكَ أَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سَيِّئَةً أَوْ أَجُرَّهَا عَلَى (1) مُسْلِمٍ، أَوْ قَالَ: إلَى (2) ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُضْطَرِبٌ (3) ، وكِنَانَة ابن جَبَلَة محلُّه الصِّدقُ. 2098 - وَسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرٌ بْنُ سُلَيمان، فَاخْتَلَفُوا عَنْهُ: فَقَالَ عَفَّان (4) : عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ (5) ، عن أبي التَّيَّاح (6) ، عن   (1) في (أ) و (ش) : «إلى» . (2) أي: «أو أجرها إلى مسلم» ، وعلى ذلك جاءت الرواية في الموضع السابق من "الدعاء" للطبراني، دون شك. (3) لم نجد له عن ابن عمر ذ سوى هذا الطريق، وورد من حديث صحابة آخرين، أشهرها من حديث عبد الله ابن عمرو بن العاص ذ، وله عنه طريقان: 1 - طريق حُيَيّ بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) ، به؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/171 رقم 6597) من طريق عبد الله بن لهيعة، والطبراني في "الدعاء" (263) من طريق عبد الله بن وهب، كلاهما عن حُيَيّ، به. 2 - طريق إسماعيل بن عياش، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ، عَنْ عبد الله بن عمرو، به؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/196 رقم 6851) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1204) ، والترمذي في "جامعه" (3529) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه» . (4) هو: ابن مسلم الباهلي الصفار، وروايته ذكرها المصنف أيضًا في "الجرح والتعديل" (5/42) كما هي هنا. وأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23591 و29613) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/419 رقم 15461) ، كلاهما عن عفان، به، لكنه قال: «عبد الرحمن بن خنبش» ، فالظاهر أن هناك اختلافًا على عفان. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 453 رقم 1569) . (5) قوله: «بن سليمان» ليس في (ت) و (ك) . (6) هو: يزيد بن حميد الضُّبَعي. (*) ... في (ك) : «خنيش» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، والمثبت من (ت) ، ومصادر التخريج. الحديث: 2098 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 438 عبد الله بن خَنْبَش (*) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الشَّيَاطِينَ أَرَادُوا رَسُولَ الله (ص) [وَمَعَهُمْ] (1) شَيْطَانٌ مَعَهُ شُعَلٌ مِنْ نَارٍ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: قُلْ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وذَرَأَ وبَرَأَ، ومِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ومَا يَعْرُجُ فِيهَا ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. وَرَوَاهُ القواريريُّ (2) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ ............................. سُلَيمان، عَنْ أَبِي التَّيَّاح، عن عبد الرحمن بن خَنْبَش (*) ، عن النبيِّ (ص) .   (1) في جميع النسخ: «ومعه» بالإفراد، والتصويب من بعض مصادر التخريج، وفي بعضها: «وفيهم» . (2) في (ك) : «القوايري» . وهو: عبيد الله بن عمر، = = وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6844) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/173) ، والأزدي في "المخزون في علم الحديث" (165) ، وأبو نعيم الأصبهاني في "دلائل النبوة" (137) ، و"معرفة الصحابة" (4636) ، والعقيلي كما في "التمهيد" (24/113) لابن عبد البر. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (638) . وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/248-249) عن عبد الله بن أبي الأسود، وأخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/287-288) عن علي بن المديني، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (35) ، وشهدة في "مشيختها" (82) من طريق يحيى بن يحيى النيسابوري، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/114) ، و"الاستيعاب (ص 453 رقم 1569) من طريق إبراهيم ابن مرزوق، جميعهم عن جعفر بن سليمان، به مثل رواية القواريري. ومن طريق يعقوب بن سفيان أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (7/95) ، و"الدعوات" (531) . وذكر ابن حجر في "الإصابة" (6/275) أن ابن منده أخرجه في "المعرفة" من طريق أبي قدامة الرقاشي، عن جعفر بن سليمان. وكان ابن عبد البر أخرج طريق إبراهيم بن مرزوق من طريق أبي بكر البزار، ولم نجده في المطبوع من "مسنده"، ولا في "كشف الأستار"، ولم ينسبه له الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/127) . ونقل ابن عبد البر عن البزار قوله: «وهذا الحديث لا يُعلم مَن رواه عن النبي (ص) إلا عبد الرحمن بن خنبش، وليس له عن النبي (ص) - والله أعلم - غيره» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/419 رقم 15460) من طريق سيار أبي حاتم العنزي، عن جعفر ابن سليمان؛ قال: ثنا أبو التياح؛ قال: قلت لعبد الرحمن بن خنبش ... ، فذكره هكذا بتصريح أبي التياح بأخذه عن عبد الرحمن بن خنبش. وذكر ابن حجر في الموضع السابق من "الإصابة" أن ابن منده أَعلَّ الطرق السابقة - سوى رواية سيار بن حاتم - بالإرسال؛ لقول أبي التياح: «سأل رجل عبد الرحمن بن خنبش» ، فتعقبه أبو نعيم في "المعرفة" (4/1836) بقوله: «عبد الرحمن بن خنبش - غير منسوب، وقيل: إنه من بني تميم -: روى حديثه جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي التياح، وأرسله عنه فيما زعم بعض المتأخرين، وهو غير مرسل» . وانظر "السلسلة الصحيحة" للشيخ ناصر الدين الألباني (6/1252-1254) . (*) ... في (ك) : «خنيش» ، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، والمثبت من (ت) ، ومصادر التخريج. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 439 قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟ فقال: الصَّحيحُ: عبدُالرحمنِ بنُ خَنْبَش (1) ، ومن قال: عبد الله (2) ، فقد أخطأ (3) .   (1) من قوله: «عن النبيِّ (ص) قيل لأبي زرعة ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (2) في (ك) : «عبد الرحمن» بدل: «عبد الله» . (3) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/42) : «عبد الله بن خنبش، ويقال: عبد الرحمن بن خنبش، وهو أصح؛ وذلك أن أبا زرعة ترجم في كتاب "المسند": عبد الرحمن بن خنبش روى عن النبيِّ (ص) روى عنه أبو التياح، وهذا حَدِيثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، واختُلِف عنه: فروى عفان، عن جعفر، عن أبي التياح، عن عبد الله بن خنبش،، وروى عبيد الله القواريري، عن جعفر، عن أبي التياح، عن عبد الرحمن بن خنبش، عن النبيِّ (ص) » . وقال علي بن المديني في "العلل" (140) : «حديث عبد الرحمن بن خنبش: تحدرت الشياطين من الشعاب والأودية على رسول الله (ص) ، رواه أبو التياح، عن عبد الرحمن بن خنبش، وأبو التياح معروف: يزيد بن حميد، وابن خنبش لم يرو عنه غير أبي التياح. ورأيت في كتاب أبي التياح: عن عبد الله بن خنبش، وهو خطأ، إنما هو عبد الرحمن» . ونقل الحافظ ابن حجر في الموضع السابق من "الإصابة" عن البخاري أنه قال عن هذا الحديث: «في إسناده نظر» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 440 2099 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خَالِدٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (2) ، عن العباس ابن عبد الله بْنِ مَعْبَد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: الإخلاصُ هكذا؛ ورفَعَ يدَيه (3) ، وَأَشَارَ بإصبَعِه، والدعاءُ هَكَذَا؛ يَعْنِي: بِبَطْنِ كَفَّيْهِ، والاستخارةُ هَكَذَا؛ وَرَفَعَ (4) يدَيه وولَّى (5) ظهورَهما وجهَهُ. وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (6) ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عبد الله ابن مَعْبَد (7) ، عن   (1) هو: سليمان بن حيان الأحمر. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29399) ، لكنه قال: «العباس بن ذريح» بدل «العباس بن عبد الله» . وأخرجه ابن أبي حاتم في "التفسير" (10301) من طريق أَبِي سَعِيدٍ الأَشَجِّ، عَنْ أَبِي خالد، به، مثل رواية ابن عيينة الآتية. (2) هو: محمد. (3) قوله: «ورفع يديه» سقط من (ت) و (ك) . (4) في (ك) : «ووقع» بدل: «ورفع» . (5) في (ش) : «ولى» . (6) هو: سفيان، وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1490) ، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (469) . وتابع سفيانَ وهيبُ بن خالد، وروايته أخرجها أبو داود أيضًا (1489) ، ومن طريقه البيهقي في "الدعوات" (187) ، والضياء في "المختارة" (468) . ولفظ رواية وهيب: «المسألة أن ترفع يديك حَذْوَ مَنْكِبيك أو نحوهما، والاستغفار أن تشير بإصبع واحدة، والابتهال أن تمدَّ يديك جميعًا» . ومثله رواية سفيان، إلا أنه قال: «والابتهال هكذا؛ ورفع يديه، وجعل ظهورهما مما يلي وجهه» . (7) في (ك) : «عن معبد» بدل: «بن معبد» . الحديث: 2099 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 441 عِكرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَوْقُوفٌ (1) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : وَرَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ (3) ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عبد الله بْنِ مَعْبَد، عَنْ أَخِيهِ إِبْرَاهِيمَ بن عبد الله، عن عبد الله (4) بن عباس، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ الدَّراوَرْدي (5) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَعْبَد (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ابنُ عُيَينة أحفظُهُم كلِّهم. 2100 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بن محمد بن عمرو   (1) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) قوله: «قال أبو محمد» سقط من (ت) و (ك) . (3) أخرج روايته الحاكم في "المستدرك" (4/320) من طريق عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، عنه، به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، فتعقبه الذهبي بقوله: «ذا منكر بمرة» . ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "السنن" (2/133) . (4) قوله: «عن عبد الله» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) هو: عبد العزيز بن محمد. ولم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرجه أبو داود في "سننه" (1491) من طريق إبراهيم بن حمزة، والطبراني في"الدعاء" (2178) من طريق محمد بن عبيد الله المدني، كلاهما عن الدراوردي، عن العباس بن عبد الله بن معبد، به، مرفوعًا مثل رواية سليمان بن بلال السابقة. ومن طريق أبي داود أخرجه الضياء في "المختارة" (471) . (6) في (ك) : «سعيد» بدل: «معبد» . الحديث: 2100 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 442 الغَزِّيُّ، عَنْ أَبِي نُعَيم (1) ، عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ أَوْس العَبْسِي الكَاتِب، عَنْ بِلالِ بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ شُتَيْر بْنِ شَكَل، عَنْ أَبِيهِ شَكَل بْنِ حُمَيد؛ قَالَ: قلتُ للنبيِّ (ص) : علِّمْني تَعَوُّذًا أَتَعَوَّذ بِه، قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ لِسَانِي، وشَرِّ قَلْبِي، وشَرِّ سَمْعِي، وشَرِّ بَصَرِي، وشَرِّ مَنِيِّ َ (3) ؟   (1) هو: الفضل بن دكين. (2) في (أ) و (ش) : «سعيد» ، وانظر "تهذيب الكمال" (10/254) . (3) كذا في جميع النسخ بياء واحدة، وشدَّدها ناسخ (ت) ، والأصل: «مَنِيِّي» بياءين أولاهما مشدَّدة، والثانيةُ ياءُ المتكلِّم، وما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية؛ فقد ذكر النحويُّون أنَّ الاسم المضاف إلى ياء المتكلم - إذا كان صحيحَ الآخر، نحو: غلامي، وظِلِّي، أو معتلًّا جاريًا مجرى الصحيح، نحو: ظَبْيِي، ودَلوِي، ومثلُها الكلمة التي معنا «مَنِيِّي» ، أو جمع تكسير نحو: رجالي، أو جمعَ مؤنَّثٍ سالمًا، نحو: مسلماتي - فإن لك فيه أربع لغات: الأولى: إثبات ياء المتكلم ساكنةً أو مفتوحة، فيقال: ظلِّيْ َ، ومَنِيِّيْ َ، ورجالِيْ َ، وهذا هو الأصل؛ وعليه أكثر الكلام. والثانية: حذف هذه الياء وإبقاء الكسرة قبلها دليلاً عليها؛ فيقال: ظِلِّ، ومَنِيِّ، ورجالِ، ومن ذلك قوله تعالى: [الزُّمَر: 17] {فَبَشِّرْ عِبَادِ} ، وقول الشاعر [من البسيط] : خَلِيلِ أَمْلَكُ مِنِّي لِلَّذي كَسَبَتْ يَدِي ومَالِيَ فيمَا يَقْتَنِي طَمَعُ والثالثة: فتح ما قبل ياء المتكلم مع فتح الياء، فتقلب الياءُ ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فيقال: ظِلاَّ، ومَنِيَّا، ورجَالاَ. واللغة الرابعة: حذفُ الألفِ وبقاء الفتحة قبلها = = دليلاً عليها. وعلى ذلك: فيصلُحُ هنا اللغة الثانية والرابعة، فيقال: وشَرِّ مَنِيِّ، أو مَنِيَّ. وانظر تفصيل ذلك وشواهده في: "الخصائص" لابن جني (3/133-134؛ باب في إنابة الحركة عن الحرف، والحرف عن الحركة) ، و"شرح ابن عقيل" (2/84 و87) ، و"شرح الأشموني" (2/194-196 طبعة دار الكتب العلمية) ، و"همع الهوامع" للسيوطي (2/531-532، مسألة المضاف لياء المتكلِّم) . وانظر في الاجتزاء بالحركات عن حروف المد: المسألة رقم (679) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 443 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ حَدَّثَنَا به أَبُو نُعَيم (1) ، فَقَالَ: عَنْ شُتَيْر بن   (1) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29136) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/264-265) كلاهما عن أبي نعيم، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1272) . وأخرجه النسائي في "سننه" (5444 و5455) من طريق الحسن بن إسحاق، والطبراني في "الكبير" (7/310 رقم 7225) ، وفي "الدعاء" (1380) من طريق علي بن عبد العزيز البغوي، وأبو نعيم في "المعرفة" (3786) من طريق إسماعيل بن عبد الله، والبيهقي في "الدعوات" (295) من طريق محمد بن الهيثم بن حماد، جميعهم عن أبي نعيم، به، لكن تصحف «أبو نعيم» في "المعرفة" إلى «إبراهيم» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/429 رقم 15541) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (663) ، والنسائي (5456 و5484) ثلاثتهم من طريق وكيع، عن سعد بن أوس، به. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا في الموضع السابق برقم (15542) ، والترمذي (3492) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1479) ، والحاكم في "المستدرك" (1/532-533) ، جميعهم من طريق محمد بن عبد الله أبي أحمد الزبيري، عن سعد بن أوس، به، كسابقه، لكن سقط من إسناد أبي يعلى ذِكْرُ بلال بن يحيى. ومن طريق الإمام أحمد - عن وكيع والزبيري - أخرجه أبو داود في "سننه" (1551) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» . وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (1092) من طريق عبيد الله بن موسى العبسي، عن سعد بن أوس، به، لكن سقط منه ذكر شكل، والظاهر أنه من الطباعة، فإنه موجود على الصواب في "المنتقى منه" (612) . وأخرجه الحاكم في "معرفة الحديث" (ص 179) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، عن ليث، عن بلال بن يحيى العبسي، عن شتير، عن أبيه، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 444 شَكَل، عَنْ أَبِيهِ شَكَل، وليس لابنه (1) معنى. 2101 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَنْفَل (2) العَرَفِيّ، عن   (1) في (ك) : «لأبيه» بدل: «لابنه» . (2) في (ك) : «نفل» . وهو: زنفل بن شداد، ويقال: ابن عبد الله. وحديثه هذا رواه الترمذي (3516) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (44) ، والبزار في "مسنده" (1/129 و185 رقم 59 و59 م) ، وأبو يعلى في "مسنده" (44) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/97) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (915) ، وابن عدي في "الكامل" (3/236) ، والإسماعيلي في "معجمه" (1/549 رقم 113) ، والدارقطني في "المؤتلف والمختلف" (3/1721) ، وفي "الأفراد" - كما في "أطرافه" (ق 19/أ) -، وتمام في "الفوائد" (1590/الروض البسام) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (200) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (598) ، ومن طريق الإسماعيلي أخرجه السهمي في "تاريخ جرجان" (843) ، ومن طريق العقيلي أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1471) . قال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث زنفل، وهو ضعيف عند أهل الحديث، ويقال له: زنفل بن عبد الله العرفي، وكان يسكن عرفات، وتفرد بهذا الحديث، ولا يتابع عليه» . وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبيِّ (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وزنفل هذا قد حدث عنه غير إنسان، إلا أنه لا نعلم أن أحدًا روى هذا الحديث غيره؛ فلذلك ذكرناه» . وذكر نحو هذا في الموضع الثاني غير أنه قال: «إلا أنه لم يتابع على هذا الحديث، ولكن لما لم نحفظ هذا الكلام عن النبيِّ (ص) إلا برواية زنفل، لم نجد بدًّا من كتابته ونبيِّن العلة فيه» . الحديث: 2101 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 445 ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (1) ، عَنْ عائِشَة، عَنْ أَبِي بَكْرٍ؛ قَالَ: كَانَ النبيُّ (ص) إِذَا أَرَادَ أَمْرًا قَالَ: اللَّهُمَّ، خِرْ لِي، وَاخْتَرْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وزَنْفَلٌ فِيهِ ضعفٌ، لَيْسَ بِشَيْءٍ. 2102 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ لَهِيعة (2) ، عَنِ أَبِي الأَسْوَدِ (3) ، عَنْ عُرْوة (4) ، عَنْ أمِّه أَسْمَاءَ - أَوْ عائِشَة -: أنَّ أَبَا بَكْرٍ قَامَ فِي مَقَامِ رسول الله (ص) فقال: إنَّ نبيَّكم (ص) قَالَ: مَا أُعْطِيَ العَبْدُ (5) مِثْلَ العَفْوِ وَالْعَافِيَةِ؛ فَسَلُوا اللَّهَ العَفْوَ وَالْعَافِيَةَ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا يَرْوُونَ هَذَا الحديثَ عَلَى الشَّكِّ: أَسْمَاءَ، أَوْ عائِشَة، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَلَى غَيْرِ شكٍّ. 2103 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونسُ بنُ مُحَمَّدٍ (6) ، وسعيدُ بنُ سُلَيمان (7) ، وقُتَيْبة (8) ، عَنِ اللَّيث (9) ، عن يزيد بن أبي   (1) هو: عبد الله بن عبيد الله. (2) هو: عبد الله، وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (49) . (3) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، يتيم عروة. (4) هو: ابن الزبير. (5) في (ك) : «للعبد» بدل: «العبد» . (6) هو: المؤدِّب، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (29345) ، وأبو عوانة في "مستخرجه"؛ كما في "إتحاف المهرة" (8/199 رقم 9202) . (7) هو: الواسطي، وروايته أخرجها ابن قانع في "معجمه" (2/61) . (8) هو: ابن سعيد، أبو رجاء البَغْلاني. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (834) ، ومسلم (2705) . (9) هو: ابن سعد. الحديث: 2102 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 446 حَبِيب، عَنْ أَبِي الخَيْر (1) ، عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ (2) أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيق؛ أَنَّهُ قَالَ: عَلَّمني رسولُ الله (ص) دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاتِي؛ قَالَ: قُلِ: اللَّهُمَّ، إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: المِصْرِيون (3) يَقُولُونَ فِي هَذَا الحديث: عن   (1) هو: مرثد بن عبد الله اليزني. (2) في (ش) : «عن عبد الله بن عمير وعن» . (3) روى هذا الحديث عن الليث جمع من الرواة من المصريين وغيرهم - سوى من تقدم -: فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/3-4 رقم 8) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (61) ، وأبو يعلى في "مسنده" (30) من طريق هاشم بن القاسم. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/7 رقم 28) من طريق حجاج بن محمد المِصِّيصي. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (5) من طريق حسن بن موسى. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6326) من طريق عبد الله بن يوسف. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2704) ، وابن ماجه في "سننه" (3835) من طريق محمد بن رُمْحٍ. وأخرجه البزار في "مسنده" (29) ، وأبو يعلى (31) ، وابن حبان في "صحيحه" (1976) ، ثلاثتهم عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي. وأخرجه المروزي في "مسند أبي بكر" (60) من طريق شبابة بن سوار. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (31) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/61) ، والبيهقي في "الدعوات" (90) من طريق عاصم بن علي. وأخرجه أبو يعلى أيضًا (29) من طريق غسان بن الربيع. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (845) من طريق عبد الله بن عبد الحكم وشعيب بن الليث. وأخرجه الطبراني في "الدعاء" (617) ، والبيهقي في "الدعوات" (90) من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث. وأخرجه البيهقي في "الدعوات" أيضًا (90) ، وفي "السنن" (2/154) من طريق آدم بن أبي إياس، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير. جميعهم عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أبي الخير، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق أنه قال لرسول الله (ص) علمني دعاء ... ، فذكره هكذا، ولم يقل أحد منهم: «عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ قال: علِّمْني رسولُ الله (ص) » سوى أبي الوليد الطيالسي وعبد الله بن صالح وعاصم بن علي في بعض الوجوه عنهم، وآدم بن أبي إياس وسعيد بن أبي مريم، وهذا جاء عند البزار والبيهقي فقط: أما البزار: فإنه أخرج الحديث في الموضع السابق من طريق محمد بن المثنى، عن أبي الوليد، قال: نا الليث ابن سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، = = عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ ح؛ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ علمني دعاء ... » الحديث. وخالفه عبيد الله بن عمر القواريري، عند أبي يعلى، وأبو خليفة الفضل بن الحباب، عند ابن حبان؛ فروياه عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك؛ حدثنا اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أنه قال لرسول الله (ص) علمني دعاء ... ، الحديث. وهذه الرواية توافق الرواية الأخرى عن الليث. وأما البيهقي: فإنه أخرج الحديث - كما سبق - من طريق آدم بن أبي إياس، وعبد الله بن صالح، وسعيد بن أبي مريم، وعاصم بن علي؛ قالوا: حدثنا اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخير، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق ح؛ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ علِّمني دعاءً ... الحديث. وقد قرن البيهقي روايات هؤلاء الأربعة بعضها ببعض، وروى الحديث من طريق علي بن داود القنطري، عنهم. وخالف عليَّ بن داود: عبيدُ الله بن عمر القواريري، وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان، ومطلب بن شعيب الأزدي: أما عبيد الله بن عمر القواريري: فهو الذي روى أبو يعلى الحديث من طريقه عن عاصم بن علي. وأما أحمد بن إسحاق: فهو الذي روى ابن قانع الحديث من طريقه عن عاصم بن علي. وكلاهما روياه عن عاصم، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أنه قال لرسول الله (ص) : علمني دعاء ... ، الحديث. وأما مطلب بن شعيب: فهو الذي روى الطبراني الحديث من طريقه عن عبد الله بن صالح، عن الليث، به، مثل الرواية السابقة. فتبيَّن بهذا أن أكثر الرواة عن الليث قالوا في هذا الحديث: «عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصديق؛ أنه قال لرسول الله (ص) : علِّمني دعاء» ، فلعل أبا زرعة يرى أن قوله: «عن أبي بكر» يعني «عن قول أبي بكر» ، أو «عن قصة أبي بكر حين قال» ، أو نحو ذلك. والله أعلم. وانظر تنبيه الحافظ ابن حجر على مثل هذا في "النكت على ابن الصلاح" (2/586-590) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 447 اللَّيث، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيب، عَنْ أَبِي الخَيْر، عَنْ عبد الله بن الجزء: 5 ¦ الصفحة: 448 عَمْرٍو: أنَّ أَبَا بَكْرٍ سَأَلَ النبيَّ (ص) . وَكَذَا يَرْوِيهُ (1) ابنُ وَهْب (2) ، عَنْ عمرِو ابنِ الحارث، وابنِ لَهِيعة (3) ؛ وهو بـ «عبد الله (4) بْنِ عَمْرٍو، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ سأل النبيَّ (ص) » أَشْبَهُ (5) .   (1) قوله: «يرويه» سقط من (ك) . (2) هو: عبد الله، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (7387 و7388) ، وفي "الأدب المفرد" (706) ، ومسلم في "صحيحه" (2705) ، والنسائي في "الكبرى" (10007) ، وأبو يعلى في "مسنده" (32) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (846) ، رواه عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أبي الخير؛ سمع عبد الله بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصديق ح قال للنبي (ص) : يا رسول الله علمني دعاء ... ، الحديث. (3) روايته أخرجها مسلم والنسائي في الموضعين السابقين من كتابيهما مقرونة برواية عمرو بن الحارث، لكنهما أَبْهَمَا اسمه - على عادتهما - لضعفه؛ فقال مسلم - في رواية عبد الله بن وهب -: «أخبرني رجلٌ سَمَّاه، وعمرو بن الحارث» ، وقال النسائي: «أخبرني عمرو، وذكر آخر قبله» . وأخرجها ابن خزيمة مقرونة برواية عمرو بن الحارث، وفيها التصريح باسمه؛ حيث يقول ابن وهب: " أخبرني عمرو ابن الحارث وابن لهيعة» . (4) قوله: «بعبد الله» في (ك) : «يعبد الله» . (5) هذا الاختلاف لا يؤثر في صحة الحديث، ولكن يبقى النظر: هل هو من مسند أبي بكر الصديق، أو عبد الله ابن عمرو ج؟ قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، إلا بهذا الإسناد، وقد رواه بعض أصحاب الليث عن الليث بهذا الإسناد، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قال: يا رسول الله ... ، وبعضهم قال: عن أبي بكر، فذكرناه عن أبي الوليد، واجتزينا به؛ إذ كان ثقة، وقد أسنده» . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (2/319-320) : «هذه رواية الليث عن يزيد، ومقتضاها أن الحديث من مسند الصديق ح، وأوضح من ذلك رواية أبي الوليد الطيالسي عن الليث؛ فإن لفظه: "عن أبي بكر قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ"؛ أخرجه البزار من طريقه، وخالف عمرُو بنُ الحارثِ الليثَ فجعله من مسند عبد الله بن عمرو، ولفظه: " عن أبي الخير أنه سمع عبد الله بن عمرو يقول: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ (ص) ". هكذا رَوَاهُ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرِو، ولا يقدح هذا الاختلاف في صحة الحديث. وقد أخرج المصنف [أي البخاري] طريق عمرو معلَّقة في الدعوات، = = وموصولة في التوحيد، وكذلك أخرج مسلم الطريقين؛ طريق الليث، وطريق ابن وهب، وزاد مع عمرو بن الحارث رجلا مبهمًا، وبيَّن ابن خزيمة في روايته أنه ابن لهيعة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 449 2104 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيمان بالرَّيِّ (1) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ أَبِي التَّيَّاح (2) ؛ قَالَ: حدَّثني حُمَيد ابن عبد الرحمن الحِمْيَرِي، مُنْذُ أكثَرَ مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا بكرٍ الصِّدِّيقَ يَخطُبُ الناسَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: يَا أيُّها الناسُ، إنَّ عهدَكُم نبيَّكُم (3) عامَ أولَ، وَهُوَ يقولُ فِي خطبته: سَلُوا اللهَ   (1) لم نقف على من أخرج هذا الحديث من هذا الطريق، ولكن أشار إليه الدارقطني في ذكره لعلل هذا الحديث كما سيأتي في آخر المسالة. (2) في (أ) : «التياج» ، وهو: يزيد بن حميد الضُّبَعي. (3) كذا في جميع النسخ، و «نبيَّكم» مفعولٌ به للمصدر «عَهْد» ، بمعنى «لقاءكم نبيكم» ؛ يقال: عَهِدْتُّهُ بمكان كذا: لَقيتُه. وعَهْدِي به قريبٌ، أي: لقائي. "المصباح المنير" (2/435) (ع هـ د) . الحديث: 2104 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 450 العَافِيةَ (1) ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِثْلَ العَافِيَةِ، لَيْسَ اليَقِينَ (2) ، فَعَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ وَالْبِرِّ؛ فَإِنَّهُمَا فِي الجَنَّةِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفُجُورَ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّهُمَا فِي النَّارِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ وَهَمٌ عِنْدَنَا؛ وحُمَيدُ بنُ عبد الرحمن لَمْ يَلْقَ أَبَا بَكْرٍ، وَلَمْ يقارب لِقَاءَهُ (3) . وسألتُ أَبِي عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: سمعتُ أبا بكر (4) .   (1) في (ت) و (ك) : «سلوا العافية» . (2) قوله: «ليس اليقين» ، أي: إلا اليقين، و «ليس» قد تأتي بمعنى «إلا» فتكون من أفعال الاستثناء، فينتصبُ المستثنى بعدها خبرًا لها، ويكون اسمها ضميرًا واجب الاستتار، يعودُ إلى البعض المفهوم مما تقدَّم؛ فتقول: جاء القومُ ليس زيدًا، والمعنى: ليس بعضُهم زيدًا، ومن شواهد الحديث في ذلك: قوله (ص) : «مَا أنْهَرَ الدَّمَ، وذُكِرَ اسمُ اللهِ عليه، فكُلُوا، ليس السِّنَّ والظُّفُرَ» ، رواه البخاري (2356) ومسلم (1968) ، انظر: "إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص51) ، و"مغني اللبيب" (ص 387) ، و"أوضح المسالك" (2/282) ، و"همع الهوامع" (2/284) . (3) قال خليفة بن خياط في "الطبقات" (ص204) : «حميد ابن عبد الرحمن الحِمْيَري، حِمْيَر بن سبأ، مات بعد الثمانين» . وقال الذهبي في "السير" (4/293/ترجمة حميد بن عبد الرحمن الحِمْيَري) : «موته قريب من موت سَميِّه حميد بن عبد الرحمن الزهري» . وقد اختلف في سنة وفاة حميد بن عبد الرحمن الزهري؛ فقيل: سنة خمس ومئة، وقيل: سنة خمس وتسعين. (4) لم نقف على من أخرجه من هذا الوجه، ولكن سئل الدارقطني في "العلل" (1/166-167 رقم4) عن هذا الحديث؟ فقال: «رواه حميد بن عبد الرحمن الحميري البصري، واختلف عنه؛ فرواه قتادة، عن حميد بن عبد الرحمن، عَنْ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ؛ حدث به سَليم ابن حيان، عن قتادة كذلك. واختلف عن سَليم؛ فقيل: عنه، عن قتادة، عن حميد الحميري، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُمَرَ، عن أبي بكر؛ حدثنا بذلك محمد بن مخلد قال: حدثنا حاتم بن الليث، ثنا بحر بن سويد الحنفي، ثنا الأصمعي، ثنا سليم بن حيان. ورواه أبو التياح، فخالف قتادة؛ فرواه عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أبي بكر، ولم يذكر عُمر ولا ابنَ عباس. وقول سَليم بن حيان فيه أصح؛ لأنه ثقة، وزاد فيه عُمرَ، وزيادته مقبولة» . وقد أخرج الحديثَ الإمام أحمد في "المسند" (1/9 رقم 49) ، وأبو يعلى في "مسنده" (8) ، كلاهما من طريق سليم بن حيان، عن قتادة، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: إن أبا بكر قام خطيبًا ... ، الحديث. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 451 2105 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو ضَمْرَة (2) ، عَنْ أَبِي مَوْدُود (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أَبَان بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: "بِاسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ" ثَلاَثَ مَرَّاتٍ؛ مَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ لَمْ تَفْجَأْهُ فَاجِئَةُ (4) بَلاَءٍ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌٌ، وَالصَّحِيحُ: مَا حدَّثنا القَعْنَبِيُّ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مَوْدُود، عَنْ رَجُلٍ؛ قَالَ: حدَّثنا مَن سَمِعَ أَبَانَ بنَ عثمان بن   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2079) عن أبي حاتم. (2) هو: أنس بن عياض. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2079) . (3) هو: عبد العزيز بن أبي سليمان المدني. (4) في (ش) : «فاجبه» بالباء الموحدة. (5) هو: عبد الله بن مسلمة، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9844) من طريق محمد بن علي، عن القعنبي، به، كرواية أبي زرعة. وخالفهما أبو داود السجستاني؛ فروى الحديث في "سننه" (5088) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا أبو مودود، عمَّن سمع أبان بن عثمان ... ، فذكره، هكذا بإسقاط المبهم الأول. الحديث: 2105 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 452 عَفَّان (1) يقولُ: سمعتُ عثمانَ بنَ عَفَّان يقولُ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يقولُ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. 2106 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى (2) ، عَنْ حمَّاد بْنِ عِيسَى الجُهَنِي، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ؛ قَالَ: سمعتُ سالم بن عبد الله يُحدِّث عن أبيه عبد الله بن عمر، عن   (1) قوله: «بن عفان» سقط من (ك) . (2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3386) ، والبزار في "مسنده" (1/243) . وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (39) فقال: حدثني حماد بن عيسى البصري ... ، فذكره. ورواه الترمذي في الموضع السابق أيضًا عن إبراهيم بن يعقوب وغير واحد، والطبراني في "الأوسط" (7053) من طريق محمد بن بكار العيشي، وفي "الدعاء" (212) من طريق الحسن بن علي الحلواني، والحاكم في "المستدرك" (1/536) من طريق نصر بن علي، ومحمد بن موسى الحرشي، جميعهم عن حماد ابن عيسى، به. قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى، وقد تفرد به، وهو قليل الحديث، وقد حدث عنه الناس. وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي هو ثقة؛ وثقه يحيى بن سعيد القطان» . وقال البزار: «وهذا الحديث إنما رواه عن حنظلةَ حمادُ ابن عيسى وهو لين الحديث؛ وإنما ضُعِّف حديثه بهذا الحديث، ولم نجد بُدًّا من إخراجه؛ إذ كان لا يروى عن النبيِّ (ص) إلا من هذا الوجه، أو من وجه دونه» . وقال الطبراني في "الأوسط" (7053) : «لا يروى هذا الحديث عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به حماد بن عيسى الجهني» . وقال الذهبي في "السير" (16/67) : «أخرجه الحاكم في "مستدركه" فلم يصب؛ حماد ضعيف» . وانظر "العلل المتناهية" لابن الجوزي (1406) ، و"إرواء الغليل" (433) . الحديث: 2106 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 453 أبيه (1) : أنَّ رسولَ الله (ص) كَانَ إِذَا مدَّ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، لَمْ يردَّهما حَتَّى يمسحَ بِهِمَا وجهَهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هو حديثٌ مُنكَرٌ، أخاف ألا يَكُونَ لَهُ أصلٌ. 2107- وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُ ربِّه بنُ سَعِيدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنِي المِنْهال بْنُ عَمْرٍو؛ قَالَ: حَدَّثَنِي سعيد بن جُبير - أو عبد الله بْنُ الْحَارِثِ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: كان النبيُّ (ص) إِذَا عَادَ المريضَ جَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ سبعَ مراتٍ (3) : أَسْأَلُ اللهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ. قَالَ عَبْدُ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ: وَحَدَّثَنِي المِنْهالُ بنُ عَمْرٍو مَرَّةً أُخْرَى، عَنْ سعيد بن جُبير، عن عبد الله بْنُ الْحَارِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: كان النبي (ص) ... ، فَذَكَرَ الحديثَ (4) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ سعيدِ بنِ جُبير؛ رَوَاهُ مَيْسَرَةُ، ويزيدُ أبو خالد (5) .   (1) قوله: «عن أبيه» سقط من (ك) ، وضبب ناسخ (ت) فوق قوله: «أبيه» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (2094) عن أبي حاتم. (3) في (ك) : «مرار» بدل: «مرات» . (4) من قوله: «قَالَ عَبْدُ ربِّه بْنِ سَعِيدٍ ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) ميسرة: هو ابن حبيب، ويزيد: هو ابن عبد الرحمن أبو خالد الدالاني، وروايتاهما تقدم تخريجهما في المسألة (2094) ، وهما يرويان الحديث عَن المنهال بْن عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنِ ابْنِ عباس، به. الحديث: 2107 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 454 2108 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَهْب بْنُ رَاشِدٍ الْبَصْرِيُّ بالرَّقَّة (1) - وَكَانَ جَلِيسًا لِجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَان -، عَنْ ثابتٍ البُنَاني، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، لَمْ يَنَمْ فُلانٌ الْبَارِحَةَ، قَالَ: وَلِمَ؟ ، قَالَ: لَدَغَتْهُ عقربٌ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُ لَوْ قَالَ حِينَ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ - يَعْنِي: بهذا الإسناد (2) -، ووَهْبٌ ضعيفُ الْحَدِيث (3) . 2109 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَهْب بْنُ رَاشِدٍ البَصْرِي بالرَّقَّة (4) - وَكَانَ جَلِيسًا لِجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَان -، عَنْ ثَابِتٍ، عَن أَنَس؛ قَالَ: إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاعْزِمُوا، وَلا يقولنَّ أحدُكُم: يَا ربِّ إِنْ شِئْتَ؟   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7093) ، وابن عدي في "الكامل" (7/67) . (2) هذا القيد من ابن أبي حاتم يشير به إلى أن الحديث روي بغير هذا الإسناد، وهو: ما أخرجه مسلم في "صحيحه" (2709) من طريق أبي صالح ذكوان السَّمَّان، عن أبي هريرة أنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا لقيتُ من عقربٍ لدغتني البارحةَ! قال: «أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات مِنْ شرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تضرّك» . (3) قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ثابت إلا وَهْب بن راشد» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذه الأحاديث عن ثابت وعن فرقد غير محفوظة، ولا أعلم يرويها غير وَهْب بن راشد ... ، ولوَهْب غير ما ذكرت، وأحاديثه كلها فيها نظر» . (4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/67) ، ولكن جعله عن أنس، عن النبيِّ (ص) ، وظاهر صنيع المصنف هنا أن الرواية موقوفة على أنس، والله أعلم. الحديث: 2108 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 455 قَالَ أَبِي هَذَا حديثٌ مُنكَر (1) . 2110 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ؛ وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ بِشْر بْنُ المُفَضَّل (2) ، عَنْ خالدٍ الحَذَّاء، عَنْ أَبِي قِلابَة (3) ، عن عبد الرحمن بْنِ مُحَيْرِيز؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَسَلُوهُ (4) بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. قَالَ أَبِي: يقال: هو عبد الله بْنُ مُحَيْرِيز، الصَّحيح، وَكَذَلِكَ قَالَ خالدٌ عن أبي قِلابَة (5) .   (1) يعني: بهذا الإسناد؛ وإلا فالحديث رواه البخاري (6338 و7464) ، ومسلم (2678) من طريق ابن عليَّة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس، به، مرفوعًا. (2) روايته أخرجها مسدد في "مسنده"؛ كما في "المطالب العالية" (3353) . وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (2227) من طريق أبيه، عن هشيم، ويعقوب الصيرفي في "المنتقى من فوائده" (257/2) - كما في "السلسلة الصحيحة" للألباني (595) - من طريق سفيان الثوري، كلاهما عن خالد الحذاء، به، مثل رواية بشر بن المفضل. ونقل عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه أنه قال: «عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز روى عنه الصغار: إسماعيل بن عياش، وإنما يروي أبو قلابة، عن عبد الله ابن محيريز، ولكن كذا قال خالد!» . (3) هو: عبد الله بن زيد الجرمي. (4) رسمت في (أ) : «فسألوه» ، وهو رسم قديم لقوله: «فاسأَلُوه» . (5) أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (29396) هذا الحديث من طريق حفص بن غياث، عن خالد، به، وقال فيه: «عن ابن محيريز» ، ولم يسمّه. وأخرجه العقيلي في "الصحابة" كما في "الاستيعاب" لابن عبد البر (1404) من طريق فهد بن حيان - وهو ضعيف -، عن شعبة، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ أَبِي قلابة، عن عبد الله بن محيريز - وكانت له صحبة -: أن رسول الله (ص) قال ... ، فذكره. قال ابن عبد البر: «وهذا الحديث رواه إسماعيل بن علية، وعبد الوهاب الثقفي، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ: أن عبد الرحمن بن محيريز قال: إذا سألتم الله ... ، الحديث، مثله، سواء من قول ابن محيريز، وقالوا فيه أيضًا: "عبد الرحمن"، لا "عبد الله". وقد روي عن خالد الحذاء في هذا الحديث: "عبد الرحمن" أيضًا كما قال أيوب، ولا يصح عندي ما ذكره العقيلي في ذلك» . وفي الحديث اختلاف آخر: فقد أخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد" (ق 264/أ/أطرافه) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/224) كلاهما من طريق الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ الْمُزْنِيِّ، عَنْ خالد الحذَّاء، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ أبي بكرة، به، = = مرفوعًا. قال الدارقطني: «تفرد به القاسم، عن خالد الحذاء، عنه، وغيره يرويه عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن ابن محيريز مرسلاً» . وقال الدارقطني في "العلل" (7/157 رقم 1269) : «يرويه الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ الْمُزْنِيِّ، عَنْ خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، وَهِمَ فيه على خالد، والمحفوظ: عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن ابن محيريز مرسلاً، عن النبيِّ (ص) . وكذلك رواه أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ ابن سيرين [كذا! والصواب عن ابن محيريز] مرسلاً» . الحديث: 2110 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 456 2111 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الرَّبيع بْن يَحْيَى، عَنْ شُعبة، عن محمد بن عبد الرحمن مَوْلَى طَلْحَةَ، عَنْ كُرَيْب مَوْلَى ابن عباس: أنَّ النبيَّ (ص) مرَّ بباب جُوَيْرِيةَ ابنتِ (1) الْحَارِثِ أوَّلَ النَّهَارِ، ثُمَّ مرَّ بها نحوً (2) مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ، فَقَالَ: مَا زِلْتِ قَاعِدَةً بَعْدُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ - قَالَ شُعبة: كَأَنَّهَا تُسَبِّح - فَقَالَ لها النبيُّ (ص) : أَلاَ أَدُلُّكِ عَلَى مَا يَعْدِلُهُنَّ؟ قَالَ: تَقُولِينَ: سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحَانَ اللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ، سُبْحَانَ اللهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ، سُبْحَانَ اللهِ رِضَا نَفْسِهِ.   (1) في (ش) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، وهذه الكلمة ضمن السقط الواقع في (ف) ، والمثبت من بقية النسخ، وهو صحيح أيضًا في العربية على لغة لبعض العرب، وعليها وردت آيات القرآن. انظر تعليقنا على المسألة رقم (6) . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 2111 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 457 قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (2) ، عن ............................. محمد بن عبد الرحمن، عَنْ كُرَيْب، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) .   (1) قوله: «قال أبو محمد» سقط من (ت) و (ك) . (2) هو: سفيان، وروايته أخرجها: الحميدي في "مسنده" (496) عنه هكذا. وأخرجه أبو داود في "سننه" (1503) من طريق داود ابن أمية، والنسائي في "الكبرى" (9989) من طريق محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وابن خزيمة في "صحيحه" (753) ، وابن حبان (832) من طريق عبد الجبار بن العلاء، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، به، مثل رواية الحميدي. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2726) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1308) من طريق ابْنُ أَبِي عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عيينة، به، وقال فيه: «عن ابن عباس، عن جويرية: أن النبي (ص) خرج من عندها ... » ، الحديث. وأخرجه مسلم أيضًا في الموضع السابق من طريق قتيبة ابن سعيد وعمرو الناقد، كلاهما عن سفيان، وقرن روايتهما برواية ابن أبي عمر، وجعل السياق له كما سبق. وأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (753) من طريق يحيى بن حكيم، عن ابن عيينة، به، وقال فيه: عن ابن عباس قال: قالت جويرية بنت الحارث ... : خرج النبي (ص) وأنا في مصلاي ... » ، الحديث. فهذه ثلاثة أوجه عن سفيان، أحدها يجعل الحديث من مسند ابن عباس، والآخر يجعله من مسند جويرية، والثالث محتمل. وظهر أن هذا التلَوُّن من ابن عيينة نفسه؛ فقد أخرج البخاري هذا الحديث في "الأدب المفرد" (647) من طريق شيخه علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، به وقال فيه: «عن ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث ابن أبي ضرار: أن النبيَّ (ص) خرج من عندها ... » ، الحديث. ثم روى البخاري عن علي بن المديني أنه قال: «حدثنا به سفيان غير مرة؛ قال: حدثنا محمد، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أن النبي (ص) خرج من عند جويرية، ولم يقل "جويرية" إلا مرة» ؛ يعني: لم يجعله عن ابن عباس عن جويرية، إلا مرة. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (8/119) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/258 رقم 2334) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (704) ، ثلاثتهم من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، به، يجعله من مسند ابن عباس. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/353 رقم 3308) ، والنسائي في "الكبرى" (9990) كلاهما من طريق عبد الرحمن المسعودي، عن محمد بن عبد الرحمن، به، كسابقه يجعله من مسند ابن عباس. وأخرجه ابن أبي شيبه في "المصنف" (29386) ، ومسلم في "صحيحه" (272) ، والنسائي في "الكبرى" (9993) ، ثلاثتهم من طريق مسعر، عن محمد بن عبد الرحمن، به، لكنه جعله من مسند جويرية. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/352 رقم 26758) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7068) كلاهما من طريق روح بن القاسم، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن، به، بجعله من مسند جويرية كسابقه. = ... ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (828) . وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (6/429-430 رقم 27421) ، والترمذي (3555) ، والنسائي في "المجتبى" (1352) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3107) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شعبة، به، فقال فيه: «عن ابن عباس، عن جويرية بنت الحارث: أن النبي (ص) مرَّ عليها وهي في المسجد تدعو ... » . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 458 قال أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيح: عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) . 2112 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرير (2) وَأَبُو الأَحْوَص (3) ، عَنْ عبد العزيز بْنِ رُفَيْع، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) ، عَنْ أَبِي الدَّرْداء؛ قَالَ: قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، ذهَبَ أهلُ الأَمْوَالِ بِالدُّنْيَا والأجرِ (5) ؛ يُصلُّونَ كَمَا نصلِّي (6) ، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُوم، وَيُجَاهِدُونَ   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2068) . (2) هو: ابن عبد الحميد، وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (2068) . (3) في (أ) : «الأخوص» ، وهو: سلاَّم بن سليم، وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1075) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (35030) ، والطبراني في "الدعاء" (709) . (4) هو: ذكوان السمان. (5) في (ك) : «والآخرة» . (6) في (ش) : «نصل» . الحديث: 2112 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 459 كَمَا نُجَاهِدُ (1) ، ويتصدَّقون وَلا نتصدَّق؛ قَالَ: أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ شَيْئًا إِذَا قُلْتَهُ أَدْرَكْتَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ، وَلَمْ يَلحَقْكَ مَنْ كَانَ (2) بَعْدَكَ، إِلاَّ مَنْ قَالَ مِثْلَ ذَلِكَ؟! تُسَبِّحُ اللَّهَ دُبُرَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاثًا وَثَلاَثِينَ تَسْبِيحَةً ... ، الحديثَ. وَرَوَاهُ الثَّوريُّ عن عبد العزيز بْنِ رُفَيع، عَنْ أَبِي عُمَرَ (3) ، عَنْ أَبِي الدَّرْداء؟ قَالَ (4) : حديثُ الثَّوريِّ أصحُّ (5) .   (1) في (ش) : «تجاهد» . (2) في (ك) : «ذلك» بدل: «كان» . (3) في (ش) : «أبي عمرو» ، وفي (ك) : «ابن عمر» . وهو: أبو عمر الصيني؛ كما سبق بيانه في المسألة رقم (2068) . (4) قوله: «قال» سقط من (ك) . (5) زاد في المسألة رقم (2068) : «وَأَبُو عُمَرَ لا يُعْرَفُ إِلا في هذا الحديث» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 460 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْبِرِّ والصِّلَةِ 2113 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبِيب، عن عبد الله بن عيسى، عن حَفْصٍ وعُبَيدِالله ابنَي أخي سالم ابن أبي الجَعْد، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ثَوْبَان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَزِيدُ فِي العُمُرِ شَيْءٌ إِلاَّ البِرُّ، والصَّدَقَةُ تَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌٌ؛ رَوَاهُ سفيان الثَّوريُّ، عن عبد الله (2) بن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَان؛ وَهُوَ الصَّحيح. قلتُ لَهُمَا: لَيْسَ لسالم بن أبي الجَعْد هاهنا معنًى؟ قالا: لا. وقال أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (3) ؛ قال: حدَّثنا الثَّوريُّ، عن عبد الله بن عيسى، عن عبد الله بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ ثَوْبَان، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بْنِ شَبِيب. 2114 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَكِيم، عَنْ شَريك (5) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ مَغْراءَ أَبِي المُخَارِق العَبْدِي (6) ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: مرَّ عَلَيْنَا رجلٌ ضَخْمٌ لَهُ خَلْقٌ وجِسمٌ،   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (619) و (1988) دون قوله: «وقال أَبُو زُرْعَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ... » إلخ. (2) في (ش) : «عن عبيد الله» . (3) هو: الفضل بن دُكَين. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1991) . (5) هو: ابن عبد الله النخعي. (6) في (ت) : «العيدي» ، وفي (ك) : «للعبدي» . الحديث: 2113 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 461 فَقُلْنَا: لَوْ كَانَ فِي سَبِيلِ الله! فأُخبر النبيُّ (ص) ذَلِكَ، فَقَالَ: لَعَلَّهُ يَكُدُّ عَلَى أَبَوَيْهِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ؛ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌٌ؛ الناسُ يقولون: عَنْ مَغْراءَ أَبِي المُخَارِق: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (1) ؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. قلتُ لهما: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ قَالا: مِنْ شَرِيك. 2115 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَةُ (3) ، عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : أُوصِي امْرَأً (*) بِأُمِّهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌٌ (5) ؛ يُرِيدُ: جَاءَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فَقَالَ: جِئتُ أبايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَأَبَوَايَ يَبْكِيَانِ. وَإِنَّمَا رَوَى (6) ذَاكَ الحديثَ سفيانُ (7) ، عَنْ مَنْصُورٍ (8) ، عَنْ عُبَيد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ خِدَاشٍ أبي سَلامة، عن النبيِّ (ص) : أُوصِي امْرَأً (*) بِأُمِّهِ.   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1982) . (3) هو: ابن عقبة السُّوائي. (4) هو: السائب بن مالك. (*) ... في (أ) و (ش) : «امر» . (5) في المسألة (1982) زيادة: «يَعْنِي أَنَّهُ غَلِطَ فِي الْمَتْنِ» . (6) في (ت) : «ردا» . (7) يعني: الثوري. (8) هو: ابن المعتمر. الحديث: 2115 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 462 قَالَ أَبِي: فهذا الذي أراد قَبِيصة؛ دخَلَ له حديثٌ فِي حَدِيثٍ. 2116 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمان أَبِي النُّعْمان البَاهِلي (2) ، عَنْ يَحْيَى بن   (1) لم نقف عليه من طريقه، ولا على هذا الوجه الذي ذكره المصنف، ولكن أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (249) من طريق هاشم بن الحارث، وأخرجه في "القبور"- كما في "اللآلئ" للسيوطي (2/440) - من طريق محمد بن الحسين، كلاهما عن عبد الله بن بكر السهمي؛ حدثني محمد بن النعمان؛ رفع الحديث إلى النبيِّ (ص) ؛ قال: «من زار قبر والديه أو أحدهما في كل يوم جمعة مرَّة؛ غُفِرَ له، وكُتب بَرًّا» . ومن طريق ابن أبي الدنيا في "القبور" أخرجه البيهقي في "الشعب" (7522) . هكذا رواه ابن أبي الدنيا معضلاً بهذا اللفظ. = ... ووصله الطبراني في "الأوسط" (6114) ، و"الصغير" (955) ، والرافعي في "التدوين" (1/303) ، و (4/112) ؛ فروياه من طريق محمد بن النعمان، عن يحيى ابن العلاء الرازي، عن عبد الكريم أبي أمية، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، به، مثل لفظ ابن أبي الدنيا السابق. والراوي عن محمد بن النعمان عند الرافعي هو محمد ابن المسيب، وقال مرة: «أبنا محمد بن النعمان الباهلي؛ حدثني عمي أبو محمد بن النعمان، عن يحيى ابن العلاء» . والراوي عند الطبراني عن محمد بن النعمان، اختلف اسمه في أحد المعجمين عنه في الآخر؛ ففي "الأوسط" قال: «حدثنا محمد بن محمد بن النعمان ابن شبل؛ قال: حدثني أبي؛ قال حدثني محمد بن النعمان بن عبد الرحمن عمّ أبي، عن يحيى بن العلاء الرازي» ، وفي "الصغير" قال: «حدثنا محمد بن أحمد أبو النعمان بن شبل البصري؛ حدثنا أبي؛ حدثنا عمّ أبي محمد بن النعمان، عن يحيى بن العلاء البجلي» . وأما اللفظ الذي ذكره المصنف فلم نجده من هذا الطريق، لكن ورد بلفظ مقارب من حديث أنس، ومرسل محمد بن سيرين، ولا يثبت منهما شيء، فانظرهما إن شئت في "الشعب" للبيهقي (7523 و7524) وغيره. (2) كذا في جميع النسخ، وقال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/108) : «محمد بن النعمان أبو اليمان البصري» . الحديث: 2116 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 463 الْعَلاءِ، عَنْ عمِّه خَالِدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي الرَّجُلِ يَعُقُّ والدَيْهِ أَوْ أحدَهُمَا، فَيَمُوتَانِ، فَيَأْتِي قبرَهُ كلَّ ليلةٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا إسنادٌ مضطربٌ، ومَتْنُ الحديثِ منكرٌ جِدًّا؛ كَأَنَّهُ موضوعٌ (1) . 2117 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوبُ بْنُ سُوَيد (3) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سُرَاقة بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : خَيْرُكُمُ المُدَافِعُ عَنْ عَشِيرَتِهِ مَا لَمْ يَأْثَمْ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى ابنُ وَهْب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: سمعتُ سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ - وَلَمْ أسمعْ مِنْهُ غيرَهُ - يقول (4) : لا رِبَا إِلا فِيمَا يُكَالُ ويُوزَنُ مِمَّا يُؤكَلُ ويُشْرَبُ. قَالَ أَبِي: فَقَدْ أفسَدَ هَذَا الحديثُ حديثَ أيُّوب، وَقَدْ كنتُ أسمَعُ مِنْذُ (5) حينٍ يُذكرُ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِين أنَّه سُئل عَنْ أيُّوبَ بْنِ سُويد؟ فَقَالَ: «لَيْسَ بِشَيْءٍ» . وسعيدُ بنُ الْمُسَيِّبِ عَنْ سُرَاقَةَ لا يَجِيءُ، وَهَذَا حديثٌ موضوعٌ؛ بابةُ (6) حديثِ الواقديِّ (7) .   (1) ذكر الشيخ ناصر الدين الألباني _ح هذا الحديث في "الضعيفة" (49) ، وأيَّد حكم أبي حاتم عليه بالاضطراب والوضع. (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2180) . (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (5120) وجاء فيها عن أسامة بن زيد أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث، به. (4) في (أ) و (ش) : «قال» بدل: «يقول» . (5) في (ش) : «منه» بدل: «منذ» . (6) في (أ) و (ش) : «بابه» . (7) قال أبو داود في الموضع السابق: «أيوب بن سويد ضعيف» . وقال المنذري في "مختصر السنن" (8/18) : «في إسناده أيوب بن سُويد، أبو مسعود الحِمْيَري السَّيباني قدم مصر وحدَّث بها. قال أبو داود - في رواية ابن العبد-: «أيوب بن سويد، وهو ضعيف» . وقال يحيى ابن معين: «ليس بشيء، كان يسرق الأحاديث» . وقال عبد الله بن المبارك: «ارْمِ به» ، وتكلم فيه غير واحد. وفي سماع سعيد بن المسيب من سراقة المدلجي نظر؛ فإن وفاة سراقة كانت سنة أربع وعشرين على المشهور، ومولد سعيد بن المسيب سنة خمس عشرة على المشهور. وقد روي عن الإمام مالك: أن مولد سعيد ابن المسيب لثلاث سنين بقيت من خلافة عمر، وقُتل عثمان وهو ابن أربع عشرة سنة؛ فيكون مولده - على هذا - سنة عشرين، أو إحدى وعشرين؛ فلا يصحُّ سماعه منه. والله عز وجل أعلم» . وضعفه ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (1/88) ، وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (182) . الحديث: 2117 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 464 2118 - وسألتُ أَبِي عَنْ تَفْسِيرِ حَدِيثٍ النبيِّ (ص) : الرَّحِمُ شُجْنَةٌ (1) مِنَ الرَّحْمَنِ، وَإِنَّهَا آخِذَةٌ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ (2) ؟   (1) شُجْنَة، أي: قرابةٌ مُشْتَبِكة كاشْتِبَاك العُرُوق، وأصل الشُّجْنة - بالكسر والضم -: شُعْبة في غُصْن من غُصُون الشجرة. "غريب الحديث" لأبي عبيد (1/264) ، و"النهاية" (2/447) . (2) الحَقْوُ - بفتح الحاء المهملة، وتُكْسَرُ- قال ابنُ الأثير: الأصلُ في الحَقْوِ: مَعقِدُ الإزار، وجمعُهُ: أَحْقٍ، وأَحْقاءٌ، ثم سُمِّيَ به الإزارُ للمجاورة. «النهاية» (1/417) ، وانظر «تاج العروس» (حقو) . والحَقْوُ: صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله تعالى بالسنةِ الصحيحةِ. وهذا اللفظُ الذي عند المصنِّف ورد كاملاً في حديث لأبي هريرة سيأتي في المسألة رقم (2122) ، وورد مقطعًا في حديثين لأبي هريرة مخرجين في الصحيح: الأول: يرويه معاوية بن أبي مُزَرِّد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبي هريرة ح؛ أن رسول الله (ص) قال: «خلق الله الخلق، فلمَّا فرغ منه قامت الرحم فأخذتْ بحَقْوِ الرحمن فقال: مَهْ! قالت: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب، قال: فذلك لك» . ثم قال أبو هريرة: [محَمَّد: 22] {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَْرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ *} ؛ أخرجه البخاري في"صحيحه" (4830 و4831 و4832 و5987 و7502) ، ومسلم (2554) . والثاني: يرويه أبو صالح ذكوان السَّمَّان، عن أبي هريرة ح، عن النبيِّ (ص) قال: «إن الرحم شُجْنَةٌ من الرحمن، فقال الله: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعته» . أخرجه البخاري في "صحيحه" (5988) . وورد كاملاً أيضًا من حديث ابن عباس عند الإمام أحمد في "المسند" (1/321 رقم 2956) ، ومن حديث أم سلمة عند ابن أبي شيبة في "المصنف" (25386) . قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ _ح في رَدِّهِ على الرازيُّ في إنكارِهِ صفةَ الحقو لله تعالى، وزعمِهِ أنَّ حديثَ أبي هريرة: «خلقَ اللهُ الخلقَ ... » يجب تأويلُهُ، قال: «فيقال له: بل هذا من الأخبار التي يُقِرُّهَا مَنْ يُقِرُّ نظيرَهُ، والنزاعُ فيه كالنزاعِ في نظيرِهِ؛ فدعواك أنه لا بدَّ فيه من التأويل بلا حجة تخصُّهُ، لا تصِحُّ» . وقال: «وهذا الحديثُ في الجملةِ من أحاديثِ الصفاتِ، التي نَصَّ الأئمةُ على أنه يُمَرُّ كما جاء، ورَدُّوا على مَنْ نَفَى مُوجَبَهُ، وما ذكره الخَطَّابيُّ وغيرُهُ: أنَّ هذا الحديثَ مِمَّا يُتَأَوَّلُ بالاتفاقِ - فهذا بحسبِ عِلْمِهِ، حيثُ لمْ يَبْلُغْهُ فيه عن أحدٍ من العلماءِ: أنَّه جَعَلَهُ مِنْ أحاديثِ الصفات التي تُمَرُّ كما جاءتْ. قال ابنُ حامدٍ: ومما يجب التصديقُ به: أنَّ للهِ حَقْوًا. قال المروزيُّ: قرأتُ على أبي عبد الله كتابًا، فمَرَّ فيه ذكرُ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) : «إن اللهَ خَلَقَ الرَّحِمَ حتى إذا فَرَغَ منها، أَخَذَتْ بِحَقْوِ الرحمن» ، فرفَعَ المحدِّثُ رأسَهُ، وقال: أخافُ أن تكونَ كفرتَ!! قال أبو عبد الله: هذا جهميٌّ، وقال أبو طالب: سمعتُ أبا عبد الله يُسْأَل عن حديث هشام بن عمَّار؛ أنه قُرِئَ عليه حديثُ الرَّحِمِ: تجيءُ يومَ القيامة، فَتَعَلَّقُ بالرحمنِ تعالى؟ فقال: أخافُ أن تكون قد كفرتَ!! فقال: هذا شاميٌّ، ما له ولهذا؟! قلتُ: فما تقولُ: قال: يُمْضَى كلُّ حديثٍ على ما جاء» . اهـ. «نقض التأسيس» المخطوط (3/127 -157) ، نقلاً عن «شرح كتاب التوحيد» للشيخ عبد الله الغنيمان (2/345-346) . الحديث: 2118 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 465 فَقَالَ: قَالَ الزُّهْريُّ (1) : عَلَى رسولِ الله (ص) البلاغُ، ومِنَّا التَّسليمُ؛   (1) قول الزهري هذا علَّقه البخاري في "صحيحه" مجزومًا به في الباب (46) من كتاب التوحيد، قبل الحديث رقم (7530) . وذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/504) أنه أخرجه الحميدي في "النوادر" عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزهري. ومن طريق الحميدي أخرجه الخلال في "السنة" (1001) ، والخطيب في "الجامع" (1370) . ومن طريق الخطيب أخرجه السمعاني في "أدب الإملاء" (ص 62) ، وابن حجر في "التغليق" (5/365) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الأدب"- كما في "فتح الباري"- والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (520) ، وابن حبان في "صحيحه" (186) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/369) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/14) ، جميعهم من طريق الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عن الزهري؛ بعد أن حدث الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وأبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي بكر ابن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، كلهم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) بحديث: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ... » الحديث- قال الأوزاعي: فسألت الزهري عنه: ما هذا؟ فقال: «من الله العلم، وعلى رسول الله البلاغ، وعلينا التسليم، أَمِرّوا أحاديث رسول الله (ص) كما جاءت» ، هذا لفظ أبي نعيم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 466 قَالَ: أَمِرُّوا حديثَ رسولِ اللَّهِ (ص) على ما جاءتْ (1) . وحُدِّثتُ (2) عَنْ مُعْتَمِر بْن سُلَيمان، عَنْ أَبِيهِ (3) أَنَّهُ قَالَ: كانوا (4) يَكْرَهُونَ تفسيرَ   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة في العبارة أحد وجهين: إما أن يقال: أَمِرُّوا أحاديثَ رسولِ الله (ص) على ما جاءتْ، وهو من باب حمل المفرد على معنى الجمع. انظر: "الخصائص" لابن جني (2/419- 420) ، وتعليقنا على المسألة رقم (81) و (270) . وهذا الوجه هو الراجح لموافقته لما في مصادر التخريج. وإما أن يقال: أَمِرُّوا حديثَ رسولِ الله (ص) على ما جاء؛ كما هو ظاهرٌ من العبارة. فإن لم يكن ما في النسخ مصحَّفًا عن أحد هذين الوجهين، فيمكن تخريجه على أنه = = أراد: أَمِرُّوا حديثَ رسول الله (ص) على ما جاءت به الروايةُ، أو نحو ذلك. (2) أخرجه الدارمي في "مسنده" (444) فقال: أخبرنا موسى بن خالد؛ حدثنا معتمر، عن أبيه؛ قال: «لِيُتَّقى من تفسير حديث رسول الله (ص) كما يُتَّقى من تفسير القرآن» . وذكره ابن مفلح في "الآداب الشرعية" (2/61) من طريق الأصمعي، عن معتمر، عن أبيه؛ به بنحو سياق الدارمي، ولم يذكر من أخرجه. (3) هو: سليمان بن طرخان التَّيْمي. (4) أي: الصحابة والتابعون، وهنا يعود الضمير في «كانوا» إلى غير مذكورٍ للعلم به، وهو أسلوب من أساليب العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (400) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 467 حديثِ رسولِ الله (ص) بآرائهم، كما يَكْرَهُونَ تفسيرَ القرآنِ برأيهم. وقال الهَيْثَم بْن خَارِجة (1) : سمعتُ الوليدَ ابنَ مُسْلِم يَقُولُ: سألتُ الأوزاعيَّ (2) ، وسُفْيانَ الثَّوريَّ، ومالكَ بنَ أَنَس، واللَّيثَ بنَ سعدٍ؛ عَنْ هذه الأحاديثِ التي فيها الصفةُ والرُّؤيةُ والقرآنُ؟ فَقَالَ (3) : أَمِرُّوها كما جاءتْ بلا كَيْفٍ (4) .   (1) أخرج روايته الخلال في "السنة" (313) ، والآجري في "الشريعة" (720) ، والدارقطني في "الصفات" (67) ، وابن بطة في "الإبانة" (183/الرد على الجهمية) ، وابن منده في "التوحيد" (894) ، والصابوني في "عقيدة السلف" (ص 248-249) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (875 و930) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/2) ، و"الاعتقاد" (123) ، و"الأسماء والصفات" (955) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (7/149) ، و"الاستذكار" (8/118) . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فقالوا» كما في مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ، ويحتمل وجهين: الأول: أنه بفتح اللام: «فقالَ» ، ويخرَّج على الحمل على المعنى بإفراد الجمع، والمراد: فقال كلُّ واحدٍ منهم. وانظر التعليق على المسألة رقم (1135) . والثاني: أنه بضم اللام: «فقالُوا» ، لكنْ حُذِفَتْ واوُ الجماعة مع الألف الفارقة، واجتزئ بضمة اللام عنها كما قالت العرب في «ضَرَبُوا» : قد ضَرَبُ. وهي لغةُ هوازن وعُلْيَا قيس. انظر التعليق على المسألة رقم (679) . (4) قولُهُم ج: «أَمِرُّوهَا كما جاءتْ» ، أيْ: بأنْ نُثْبِتَ ألفاظَهَا ومعانيَهَا مع اعتقادِنَا أننا مكلَّفون بمعرفةِ تلكَ الألفاظِ والمعاني؛ فإننا متعبَّدون بمعرفةِ معاني صفاتِ اللهِ تعالى، وأما قولهم: بلا كيف، فالمرادُ: إثباتُ الكيفيةِ لهذه الصفات، مع نفيِ علمنا بهذه الكيفيَّة؛ فإنَّ هذا من التأويلِ الذي لا يَعْلَمه إلا اللهُ تعالى؛ قال شيخ الإسلام ابنُ تيميَّةَ في «الفتوى الحموية الكبرى» (ص300-301) - بعد نقلِهِ كلامَ الوليدِ بنِ مسلمٍ - قال: «فقولهم رضي الله عنهم: أَمِرُّوهَا كما جاءَتْ: رَدٌّ على المعطِّلَةِ، وقولهم: بلا كيف: ردٌّ على الممثِّلة» . اهـ. وعلى ذلك: ففي قول السلف: «أَمِرُّوهَا كما جاءتْ، بلا كيف» : إثباتٌ لحقيقةِ صفاتِ الله تعالى، ونفيٌ لعلمنا بكيفيَّاتها؛ فالتفويضُ يكونُ في كيفيَّةِ الصفاتِ لا في معانيها، وقد اشتدَّ نكيرُ شيخِ الإسلامِ ابنِ تيميَّةَ على مَنْ نَسَبَ إلى السلفِ أنهم يفوِّضون في معاني صفات الله تعالى، بمعنى أنهم لا يعلمون إلا ألفاظَهَا، ويَكِلُونَ عِلْمَ معانيها وكيفيَّاتها إلى اللهِ تعالى، وقالوا: مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم. والصوابُ: أن مذهب السلف هو الأسلم والأعلم والأحكم، فإنَّهم يفوِّضون عِلْمَهُمْ بكيفيَّةِ الصفةِ دون العلمِ بمعناها، فقال شيخ الإسلام في «الفتوى الحموية الكبرى» (ص303 - 307) : «وروى الخَلاَّل بإسنادٍ كلُّهم أئمةٌ ثقاتٌ، عن سفيانَ بنِ عيينة، قال: سُئِلَ ربيعةُ بنُ أبى عبد الرحمنِ عن قوله: [طه: 5] {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} ، كيف استَوَى؟ قال: الاستواءُ غيرُ مجهول، والكيفُ غيرُ معقولٍ، ومِنَ اللهِ الرِّسَالة، وعلى الرسولِ البلاغُ المبين، وعلينا التصديق، وهذا الكلامُ مرويٌّ عن مالكِ بنِ أنسٍ تِلْمِيذِ ربيعةَ ابنِ أبى عبد الرحمنِ مِنْ غيرِ وجهٍ: منها: ما رواه أبو الشيخِ الأصبهانيُّ، وأبو بكرٍ البيهقيُّ، عن يحيى بنِ يحيى، قال: كنَّا عند مالكِ بنِ أنسٍ، فجاء رجلٌ، فقال: يا أبا عبد الله، [طه: 5] {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} ، كيف استَوَى؟ فأطرَقَ مالكٌ برأسِهِ حتَّى عَلاَهُ الرُّحَضَاءُ، ثم قال: الاِستواءُ غيرُ مجهول، والكيفُ غيرُ معقول، والإيمانُ به واجب، والسؤالُ عنه بدعة، وما أَرَاكَ إلا مبتدِعًا، ثُمَّ أَمَرَ به أن يُخْرَجَ. فقولُ ربيعةَ ومالكٍ: الاستواءُ غيرُ مجهول، والكيفُ غيرُ معقول، والإيمانُ به واجب - موافقٌ لقولِ الباقين: «أَمِرُّوها كما جاءتْ، بلا كيف» ؛ فإنَّما نَفَوْا عِلْمَ الكيفيَّةِ، ولم يَنْفُوا حقيقةَ الصفةِ. ولو كان القومُ قد آمَنُوا باللفظِ المجرَّدِ مِنْ غير فهمٍ لمعناه على ما يليق بالله - لَمَا قالوا: «الاستواءُ غيرُ مجهول، والكيفُ غيرُ معقول» ، وَلَمَا قالوا: «أَمِرُّوهَا = = كَمَا جاءتْ، بِلاَ كَيْف» ؛ فإنَّ الاستواءَ حينئذٍ لا يكونُ معلومًا، بل مجهولاً بمنزلةِ حروفِ المعجم. وأيضًا: فإنَّه لا يُحتاجُ إلى نفيِ علمِ الكيفيَّةِ إذا لم يُفْهَمْ عن اللفظ معنًى، وإنما يُحْتاجُ إلى نفي علمِ الكيفيَّةِ إذا أُثْبِتتِ الصفاتُ. وأيضًا: فإنَّ مَنْ ينفي الصفاتِ الخبريَّةَ، أو الصفاتِ مطلقًا، لا يَحْتاجُ إلى أنْ يقولَ: بلا كيف، فمَنْ قال: إنَّ اللهَ سبحانه وتعالى ليس على العرشِ، لا يَحْتَاجَ أنْ يقولَ: بلا كيف، فلو كان مذهبُ السلفِ نفيَ الصفاتِ في نفسِ الأمرِ، لَمَا قالوا: بلا كيف!! وأيضًا: فقولهم: «أَمِرُّوها كما جَاءَتْ» ، يقتضي إبقاءَ دلالتها على ما هي عليه؛ فإنَّها جاءتْ ألفاظًا دالَّةً على معاني، فلو كانتْ دلالتُهَا منتفيةً، لكان الواجبُ أنْ يقالَ: «أَمِرُّوا ألفاظَهَا، مع اعتقادِ أنَّ المفهومَ منها غيرُ مرادٍ» ، أو «أَمِرُّوا ألفاظَهَا، مع اعتقادِ أنَّ اللهَ لا يوصفُ بما دَلَّتْ عليه حقيقةً» ؛ وحينئذٍ: فلا تكونُ قد أُمِرَّتْ كما جاءتْ، ولا يقالُ حينئذٍ: بلا كيف؛ إذْ نَفْيُ الكيفِ عمَّا ليس بثابت لغوٌ من القول» . وهذا كلامٌ نفيسٌ جِدًّا لمن فتَحَ اللهُ بصيرتَهُ. انظر: «درء تعارض العقل والنقل» (1/201- 208) ، و «التدمرية» (ص 89-116 القاعدة الخامسة) ، و «التحفة المدنيَّة» لحمد آل معمر (ص89-90) ، و «المجلَّى، في شرح القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين» لكاملة الكواري (ص225- 228) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 468 2119- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَمرو الفُقَيْمِي (1) وفِطْرٌ (2) والأعمَش، كلُّهم (3) عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عبد الله ابن عمرو -   (1) في (ش) : «القعنبي» . (2) هو: ابن خليفة. (3) أخرج روايتهم البخاري في "صحيحه" (5991) ، وفي "الأدب المفرد" (68) ، وأبو داود في "سننه" (1697) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عن الأعمش والحسن بن عمرو وفطر، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، به. قال سفيان: «لم يرفعه الأعمش إلى النبيِّ (ص) ، ورفعه حسن وفطر» . وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (97) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ سفيان الثوري، عن فطر وحده، عن مجاهد، به، مرفوعًا. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/190 رقم 6785) من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مجاهد، به، مرفوعًا. وأخرجه الحميدي في "مسنده" (605) ، والترمذي في "جامعه" (1908) عن ابن أبي عمر، كلاهما - الحميدي وابن أبي عمر - عن سفيان بن عيينة؛ قال: حدثنا بشير أبو إسماعيل وفطر بن خليفة، عن مجاهد، به، مرفوعًا. وكذا أخرجه الإمام أحمد (2/163 و193 رقم 6524 و6817) من طريق يعلى بن عبيد ووكيع ويزيد بن هارون، ثلاثتهم عن فطر، به، مرفوعًا. الحديث: 2119 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 470 رَفَعَهُ فِطْرٌ والحَسَن، وَلَمْ يرفعْهُ الأعمَش (1) - قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنَّ الوَاصِلَ (2) مَنْ يُقْطَعُ (3) فَيَصِلُهَا؟ قَالَ أَبِي: الأعمَشُ أحفظُهم، والحديثُ يَحتملُ أن يكونَ مرفوعً (4) ، وأنا أخشى ألا يكون سمع هذا الأعمَشُ مِنْ مُجَاهِدٍ، إنَّ الأعمَشَ قليلُ السَّمَاعِ مِنْ مُجَاهِدٍ، وعامَّةُ مَا يَرْوِي عَنْ مجاهدٍ مُدَلَّسٌ (5) . 2120 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أبي العِشْرِين (7) ؛   (1) من قوله: «كلّهم عن مجاهد ... » إلى هنا سقط من (ش) ؛ لانتقال النظر. (2) في (ك) : «الواحد» بدل: «الواصل» . (3) في (ت) و (ك) : «يقطع» بالمثناة التحتية، وأهملت في (أ) و (ش) ، وهي ضمن السقط الواقع في (ف) ، والمراد: مَنْ يُقطَعُ [أي: من قِبَل رَحِمِه] ؛ فيصلها، ويؤيِّده رواية الإمام أحمد في "مسنده" (2/193 رقم 6817) : «ولكِنَّ الواصلَ مَنْ إذا قطعتْهُ رحمه وصلها» . ولفظ الحديث في أكثر مصادر التخريج: «ولكِنَّ الواصلَ الذي إذا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وصلها» . (4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغةُ ربيعة، تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (10/423) : «وقوله: " لم يرفعه الأعمش ورفعه حسن وفطر " هذا هو المحفوظ عن الثوري. وأخرجه الإسماعيلي من رواية مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سفيان الثوري، عن الحسن بن عمرو وحده، مرفوعًا. [و] من رواية مؤمل بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَن الحسن بن عمرو، موقوفًا، وعن الأعمش مرفوعًا. وتابعه أبو قرة موسى بن طارق، عَنِ الثوري، على رفع رواية الأعمش. وخالفه عبد الرزاق، عن الثوري، فرفع رواية الحسن بن عمرو، وهو المعتمد. ولم يختلفوا في أن رواية فطر بن خليفة مرفوعة» . اهـ. وانظر "الحلية" (3/301) . (6) تقدمت هذه المسألة برقم (645) وفيها زيادة بيان على ما هنا. (7) هو: عبد الحميد بن حبيب. الحديث: 2120 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 471 قَالَ: حدَّثنا الأَوْزاعي (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ لِلَّهِ تَطَوُّعًا أَنْ يَجْعَلَهَا عَلَى (2) وَالِدَيْهِ إِذَا (3) كَانَا مُسْلِمَيْنِ؟! فَيَكُونَ (4) [أَجْرُها] (5) لِوَالِدَيْهِ، وَلَهُ مِثْلُ أُجُورهِمَا، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْتَقِصَ مِنْ أُجُورِهِمَا شَيْئًا (6) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2121 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثَنا (7) الحسنُ بنُ عَرَفة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش، عَنِ الحَجَّاج بْنِ مُهاجرٍ الخَوْلاني، عَنِ ابْنِ خَارِجة ابن (8) زيد بن ثابت، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) كذا هنا في جميع النسخ: «على» ، وفي المسألة رقم (645) : «عن» في بعض النسخ، وفي بعضها الآخر: «على» كما هنا. و «عن» هي الأنسب في هذا السياق، غير أن «على» قد تأتي بمعنى «عن» ؛ كما في قول القُحَيْف العُقَيْلي [من الوافر] : إذا رضيَتْ عليَّ بنو قُشَيْرٍ لعَمْرُ اللهِ أعجَبَني رِضَاهَا أي: عني. وانظر "الجنى الداني" (ص 477) ، و"رصف المباني" (ص 434) . (3) في (ك) : «إذ» . (4) قوله: «فيكون» سقط من (ك) . (5) في جميع النسخ: «أحدهما» ، وهي ضمن السقط الواقع في (ف) ، والمثبت من مصادر التخريج؛ والمراد: أجر الصدقة. (6) من قوله: «إذا كانا مسلمين ... » إلى هنا لم يرد في المسألة رقم (645) . (7) أي: حدَّثنا به أو حدثناه الحسن بن عرفة، فهنا حذف الضمير العائد من جملة النعت إلى المنعوت، وهو جائزٌ في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (253) . (8) في (ك) : «عن» . الحديث: 2121 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 472 النبيِّ (ص) قال: لَلرَّحِمُ سَاجِعًا (1) مِنَ اللهِ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هُوَ ابنَ زيدِ بنِ ثَابِتٍ، هذا (2) شاميٌّ، وذاك (3) مَدَنِيٌّ (4) ؛ وَإِنَّمَا يُقَالُ: «ابنُ خَارِجة» فَقَطْ. 2122 - وسألتُ أَبِي وسُئِلَ أَبُو زرعةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ الرازي (5) ، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنْ بُشَيرِ بنِ يَسَار (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَنِي، وَاقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِي؟   (1) كذا في جميع النسخ، والساجعُ: هو الذي يجعلُ لكلامه فواصلَ كقوافي الشِّعر، وجاء في الحديث أن الرحم تَقُولُ: «اللَّهُمَّ صِلْ مَنْ وَصَلَني، واقطَع من قَطعني» ، لكنَّ هذا ليس بظاهر والله أعلم. والذي يبدو: أن «ساجعًا» مصحَّفة عن «شاجنًا» أو «شُجْنة» ، وقد تقدم في المسألة رقم (2118) ، وفي المسألة التالية لمسألتنا بلفظ: «الرحم شُجنة من الرحمن» ؛ بمعنى القرابة المشتبكة، والله أعلم. ولعل النصب في «ساجعًا» ؛ لكونه حالاً سَدَّ مَسَدَّ الخبر، انظر التعليق على المسألة رقم (827) . (2) قوله: «هذا» سقط من (ك) . (3) في (ك) : «وذلك» . (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «مديني» ، والقياس ما أثبتناه في النسبة إلى ما كان على وزن «فَعِيلة» و «فُعَيلة» ، لكن يجوز أيضًا أن يقال: «فَعِيليّ» «فُعَيْليّ» بإثبات الياء، لكنَّه قليل. وانظر: "كتاب سيبويه" (3/339) ، وكتب التصريف (باب النسب) . (5) هو: عيسى بن أبي عيسى - واسم أبي عيسى: عبد الله - ابن ماهان، وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3321 و9317) ، وابن بطة في "الإبانة" (270/الرد على الجهمية) . قال الطبراني في الموضع الأول: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الله بن دينار إلا أبو جعفر الرازي، ولا رواه عن أبي جعفر إلا آدم وأبو النضر هاشم بن القاسم» . وقال في الموضع الثاني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يسار، إلا أبو جعفر الرازي، ورواه ورقاء عن عبد الله بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يسار، عن أبي هريرة» . (6) في (ش) : «بشار» بدل: «يسار» . الحديث: 2122 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 473 فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ (1) ، عَنْ أَبِي الحُبَاب سَعِيدِ بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ أَبِي: أخطأ فيه أَبُو جَعْفَر الرازيُّ (2) . 2123 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو خَيْثَمة زُهَيْر بن   (1) لم نقف على من أخرجه من طريق عبد الله بن دينار على هذا الوجه، ولكن أخرجه البخاري في "صحيحه" = = (4830 و4831 و4832 و5987 و7502) ، ومسلم (2554) من طريق معاوية بن أبي مُزَرِّد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبي هريرة، به. وأخرجه البخاري (5988) من طريق عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمّان، عن أبي هريرة. وذكر الدارقطني - كما سيأتي - أن ورقاء بن عمر رواه عن عبد الله بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. (2) قَالَ الدارقطني في "العلل" (11/10 رقم2088) : «يرويه عبد الله بن دينار، واختلف عنه: فرواه ورقاء بن عمر، عن عبد الله بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يسار، عن أبي هريرة. ورواه أبو جعفر الرازي، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ بُشير بْنِ يسار، عن أبي هريرة. وقيل: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ، عَنْ عبد الله بن دينار، عن سليمان ابن يسار، وليس ذلك بمحفوظ. ورواه عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هريرة، مرسلاً. ورواه موسى بن عقبة، واختلف عنه؛ فرواه أبو قُرَّة موسى بن طارق، عَنِ موسى بن عقبة، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مرسلاً. وأشبهها بالصواب قول ورقاء: عن عبد الله بْنُ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يسار، عن أبي هريرة؛ لأن الحديث محفوظ عنه. ورواه معاوية بن أبي المُزَرِّد، عن سعيد ابن يسار، عن أبي هريرة» . اهـ. ثم أسنده الدارقطني من طريق حفص بن ميسرة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. (3) روى المصنف هذا النص باختصار في كتاب "المراسيل" (ص223 رقم 842) ، ونقله عنه العلائي في "جامع التحصيل" (ص 284) ، وأبو زرعة العراقي في "تحفة التحصيل" (ص 513) . الحديث: 2123 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 474 حَرْب (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا شَبَابة (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا المُغِيرة بْنُ مُسْلِم، عَنْ عَطَاءٍ (3) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ أَصْبَحَ مُرْضِيًا لِوَالِدَيْهِ، أَصْبَحَ وَلَهُ بَابَانِ مَفْتُوحَانِ مِنَ الجَنَّةِ، وَإِنْ وَاحِدً فَوَاحِدٌ (4) . وَمَنْ (5) أَمْسَى أَوْ أَصْبَحَ مُسْخِطًا لِوَالِدَيْهِ، أَصْبَحَ ولَهُ (6) بَابَانِ مَفْتُوحَانِ إِلَى النَّارِ، وَإِنْ وَاحِدً فَوَاحِدٌ (7) . فَقَالَ رجلٌ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ؟ قَالَ: وَإِنْ ظَلَمَاهُ، وَإِنْ ظَلَمَاهُ (8) ؛ ثلاثَ مراتٍ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: المُغِيرَةُ لم يَسْمَعْ من عَطَاءٍ شيءً (9) ؛ وهو مُرسَلٌ (10) .   (1) روايته أخرجها أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (2537) -، والشجري في "الأمالي" (2/120) . (2) هو: ابن سوَّار. (3) هو: ابن أبي رباح. (4) كذا في جميع النسخ، ويجوز في مثل هذا أربعة أوجه؛ رفعهما: «وَإِنْ وَاحِدٌ فَوَاحِدٌ» ، ونصبهما، ورفع الأول مع نصب الثاني، وعكسه، والأخير أرجحها، والتقدير: وإن أرضَى واحدًا، أي: من والديه، فله واحدٌ، أي: بابٌ واحدٌ من الجنة، وقد حذفت هنا ألف تنوين النصب عن كلمة «واحد» على لغة ربيعة، انظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وانظر: "شرح شذور الذهب" مع حاشية محيي الدين (ص214- 215) ، و"أوضح المسالك" (1/235) ، و"همع الهوامع" (1/442) ، و"خزانة الأدب" (4/10- الشاهد رقم 248) . (5) في (ش) : «وإن» بدل: «ومن» . (6) في (ت) : «له» بلا واو. (7) تقدَّم الكلام على هذه العبارة قريبًا، وتقدير العبارة هنا: «وإن أسخَطَ واحدًا من والديه، فله بابٌ واحدٌ من النار» . (8) قوله: «وإن ظلماه» الثانية، ضبب عليه ناسخ (ت) . (9) كذا في جميع النسخ، وضبب عليها ناسخ (ت) . وتخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. انظر المسألة رقم (34) . (10) رُوي هذا الحديث أيضًا عن ابن عباس ذ من طرق أخرى: فأخرجه عبد الرزاق في "جامع معمر" (20128) عن معمر، عن أبان، عن سعد بن مسعود - أو غيره -، عن ابن عباس، به، مرفوعًا. وأخرجه ابن وهب في "الجامع" (93) فقال: أخبرني شبيب بن سعيد، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن عطاء الخراساني، عن ابن عباس، مرفوعًا. وأبان بن أبي عياش متروك الحديث؛ كما في "التقريب" (142) . وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (7538) من طريق عبد الله بن يحيى بن موسى السرخسي، عن سعيد بن يعقوب الطالقاني، عن عبد الله بن المبارك، عن يعقوب ابن القعقاع، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به، مرفوعًا. وفي سنده عبد الله بن يحيى بن موسى السرخسي؛ قال عنه ابن عدي في "الكامل" (4/268) : «حدث بأحاديث لم يتابعوه عليه، وكان متهمًا في روايته = = عن قوم أنه لم يلحقهم» . وذكر ابن حجر في "اللسان" (3/376-377) هذا الحديث في ترجمة عبد الله بن يحيى هذا، ثم قال: «رجاله ثقات أثبات غير هذا الرجل، فهو آفته» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25398) ، والبيهقي في "الشعب" (7537) من طريق يزيد بن هارون، ومسدد في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2537/3) - من طريق يحيى القطان، والبخاري في: الأدب المفرد" (7) من طريق حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن سليمان التيمي، عن سعد بن مسعود، عن ابن عباس، به، موقوفًا عليه. لكن الراوي عن ابن عباس جاء اسمه عند البيهقي: «سعيد بن مسعود» ، وعند البخاري: «سعيد القيسي» . وقد ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (4/63 رقم 1972) هكذا: «سعد ابن مسعود القيسي» ، ومثله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (4/94 رقم 415) ، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً. وأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2537) -ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (5/343) عن عبد القدوس بن حبيب الدمشقي، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به، مرفوعًا. وعبد القدوس بن حبيب متهم بوضع الحديث؛ كما في "الكشف الحثيث" (454) . وأخرجه هناد بن السري في "الزهد" (2/485 رقم 993) من طريق سعيد بن سنان، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به، مرفوعًا. وسنده ضعيف؛ لإبهام الراوي عن ابن عباس. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 475 2124 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بعضُ الْبَصَرِيِّينَ (2) ، عَنْ كُلَيب بْنِ مَنْفَعة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قَالَ: قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، من أَبَرُّ؟   (1) نقل هذا النص بتصرف ابن الملقن في "البدر المنير" (6/ق6/ب) . (2) لم نقف عليه من هذا الوجه إلا من رواية يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني -وهو كوفي-، عن الحارث بن مرَّة؛ كما سيأتي. وقد رواه من البصريين أبو سلمة التبوذكي موسى بن إسماعيل، والعباس بن طالب، وعبد الصمد بن عبد الوارث، فأرسلوه: أما رواية أبي سلمة التبوذكي موسى بن إسماعيل: فأخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (47) ، وفي "التاريخ الكبير" (7/230) ، فقال: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: حدثنا ضمضم بن عمرو الحنفي؛ قال: حدثنا كليب بن منفعة؛ قال: قال جدي: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أبَرُّ؟ ... ، الحديث. وأما رواية العباس بن طالب: فأخرجها الدولابي في "الكنى" (328) فقال: حدثنا إبراهيم بن يعقوب؛ قال: ثنا العباس بن طالب؛ قال: ثنا ضمضم بن عمرو الحنفي؛ قال: ثنا كليب بن منفعة، عن جده أبي منفعة؛ أنه أتى رسولَ الله (ص) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أبَرُّ؟ ... ، الحديث. وأما رواية عبد الصمد بن عبد الوارث: فسيأتي ذكرها مع رواية الحارث بن مرة. وأخرج الحديث أيضًا ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/102-103) فقال: حدثنا معاذ بن المثنى، نا بكر ابن محمد بن أبي هارون، نا ضمضم بن زرعة بن عمرو أبو الأسود الْحَنَفِيُّ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مَنْفَعَةَ، عن جده أنه قال: يا رسول الله ... ، الحديث. وأخرجه ابن قانع مرة أخرى (3/62) بالإسناد نفسه، غير أنه قال: عن كليب ابن مَنْفَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ منفعة قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ... ، الحديث!! الحديث: 2124 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 477 قَالَ: أُمَّكَ وَأَبَاكَ، وَأُخْتَكَ وَأَخَاكَ. وَرَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ مُرَّة الحَنَفِي (1) ، عَنْ كُلَيْب بْنِ مَنْفَعة؛ قَالَ: أتى جدِّي رسولَ الله (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، مَنْ أَبَرُّ؟ فَقَالَ أَبِي: المُرسَلُ أَشبهُ (2) . 2125 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُعَيم بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي المُتَّئِد (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنِ الْحَارِثِ (6) ، عَنْ عليٍّ؛   (1) روايته علقها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/230) عن محمد بن عقبة؛ نا الْحَارِثُ بْنُ مُرَّة الْحَنَفِيُّ، عَنْ كليب بن منفعة الحنفي: أتى جدِّي النبيَّ (ص) ... ، فذكره. وأخرجه أبو داود في "سننه" (5140) من طريق محمد ابن عيسى؛ ثنا الحارث بن مُرَّة؛ ثنا كليب بن منفعة، عن جدِّه: أنه أتى النبيَّ (ص) ... ، الحديث. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/310 رقم 786) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5870 و7012) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحِمَّاني؛ عن الْحَارِثُ بْنُ مُرَّةَ الْحَنَفِيُّ، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مَنْفَعَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رسول الله ... ، الحديث. وذكر أبو نعيم في "المعرفة" (5/2398) أن عبيد الله بن عمر القواريري وعبد الصمد بن عبد الوارث روياه: أما القواريري فرواه عن الحارث، حدثني كُلَيْبِ بْنِ مَنْفَعَةَ؛ قَالَ: أَتَى جدِّي النبيَّ (ص) ... ، الحديث. وأما عبد الصمد فرواه عن الحارث بن مُرَّة وضمضم بن عمرو، عَنْ كُلَيْبِ بْنِ مَنْفَعَةَ، عَنْ جده. ثم قال أبو نعيم: «ورواه لوين ومحمد بن الوزير وبكر بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّة، عن كليب، عن جده؛ ذكره المتأخرُ» ؛ ويعني بالمتأخر: ابن منده. (2) انظر: "التاريخ الكبير" (7/230) ، و"الجرح والتعديل" (7/167) ، و"مختصر السنن" للمنذري (8/37) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (8/286-288) . (3) في هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة. (4) في (أ) : «الميتد» ، وفي (ش) : «الميتة» . وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/295) ، والطبراني في "الأوسط" (5567) ، وابن عمشليق في "جزئه" (20) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7584) . وأخرجه ابن مردويه في "أحاديث أبي الشيخ ابن حيان" (65) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/235) ، وفي "الشعب" (7721) ، و"الآدب" (166) من طريق إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخزومي؛ حدثنا سعيد بن محمد الجرمي؛ حدثنا يعقوب بن أبي المتئد خال ابن عيينة، عن أبي إسحاق، به. (5) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (6) هو: ابن عبد الله الأعور. الحديث: 2125 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 478 قال: قال رسولُ الله (ص) : ألاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَكْرَمِ أَخْلاَقِ (1) أَهْلِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؟! أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَكَ، وتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وتَعْفُوَ عَمَّنْ (2) ظَلَمَكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ (4) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (5) ، ونُعَيمٌ هَذَا (6) لا أعرفُهُ (7) .   (1) في (ت) و (ك) : «الأخلاق» ، وضرب على «لأ» في (ت) . (2) في (ك) : «عن» بدل: «عمن» . (3) رواه عن أبي إسحاق السبيعي على هذا الوجه: معمر، وأبو الأحوص سلاَّم بن سليم: أما معمر: فأخرجه عنه عبد الرزاق في "الجامع" (11/172 و20237-المصنف) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (7947) . قال البيهقي: «هذا مرسل حسن» . وأما أبو الأحوص: فأخرج روايته ابن أبي شيبة في "المصنف" (35641) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (26) . (4) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي؛ كما في "التمهيد" (19/210) . (5) قوله «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (6) قوله: «هذا» ليس في (أ) و (ش) . (7) قال الطبراني في الموضع السابق: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي إسحاق إلا يعقوب ابن أبي المتئد، تفرد به ابنه نعيم بن يعقوب» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 479 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي العَرْضِ والحِسَابِ 2126 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونسُ (1) بنُ حَبِيب، عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد (2) ، عَنِ ابْن (3) حَرْمَلةَ (4) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عليٍّ، عن النبيِّ (ص) (5) ؟ قَالَ أَبِي: أخطأ فيه فَرَجٌ (6) ؛ أُرى أَنَّهُ دخل له حديثٌ في حديث.   (1) في جميع النسخ: «يونس» ، وانظر التعليق آخر المسألة. (2) هو: القطان. (3) في (ش) : «أبي» بدل: «ابن» . (4) هو: عبد الرحمن. (5) لم يذكر المؤلف _ح متن الحديث، ولم نقف على حديث من رواية يحيى القطان عن ابن حرملة سوى حديثين: أحدهما: أخرجه النسائي في "سننه" (2733) فقال: أخبرنا عمرو بن علي؛ قال ثنا يحيى بن سعيد؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن حرملة؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ يقول: حجَّ علي وعثمان، فلمَّا كنا ببعض الطريق نهى عثمان عن التمتع، فقال علي: إذا رأيتموه قد ارتحل فارتحلوا، فلبَّى علي وأصحابه بالعمرة، فلم ينههم عثمان، فقال علي: ألم أخبر أنك تنهى عن التمتع؟ قال: بلى، قال له علي: ألم تسمع رسول الله (ص) تمتع؟ قال: بلى. وأصل هذا الحديث أخرجه البخاري (1569) ، ومسلم (1223) من وجه آخر عن سعيد بن المسيب. وأما الحديث الآخر: فسيأتي ذكره في التعليق التالي. (6) كذا في جميع النسخ، ولم يرد لفرج هذا ذكر في السؤال، فإما أن يكون سقط ذكره وسقط معه متن الحديث، أو يكون متصحِّفًا عن «نوح» ، ويكون الصواب في بداية المسألة: «وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نوح بْنُ حَبِيبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد ... » إلخ. ونوح بن حبيب معروف بالرواية عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان، وقد روى عنه حديثًا بنحو هذا الإسناد؛ وهو ما أخرجه الخطيب البغدادي في "تاريخه" (13/320) من طريق موسى بن هارون الحافظ، حدثنا نوح بن حبيب، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عبد الرحمن بن حرملة، قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ يقول: سمعت سعدًا يقول: لقد جمع لي رسولُ الله (ص) أبويه يوم أحد. وقال نوح: حدثنا يحيى بن سعيد؛ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنِ الْمُسَيِّبِ يقول: سمعت سعدًا يقول: لقد جمع لي رسول الله (ص) أبويه يوم أحد. قال موسى بن هارون: حدثنا نوح بهذين الحديثين معًا، أحدهما يتلو الآخر، من كتابه؛ كتبتهما ثم قرأهما علينا في منزلنا. فأما حديث ابن حرملة، فلا أعلم أحدًا رواه غيره، وأما حَدِيث يَحْيَى بْن سَعِيدٍ الأنصاري: فإن جماعة رووه عن يحيى بن سعيد، فيهم شعبة، وزائدة، اتفقوا في إسناده ولم يختلفوا؛ رووه كُلُّهُمْ عَنْ يَحْيَي بْنِ سَعِيدٍ، عن سعيد، عن سعد، وتفرَّد ابن عيينة؛ فرواه عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد، عن علي؛ فإن كان ابن عيينة حفظه عن يحيى بن سعيد، فإنه حديث غريب، ويكون الحديث صحيحًا عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سعيد، عن سعد، وعن يحيى بن سعيد، عن علي. اهـ. وخلاصة ما سبق: أن نوح بن حبيب يروي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان، وعن يحيى بن سعيد الأنصاري، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ شيخيه هذين كليهما، لكن القطان يرويه عن عبد الرحمن بن حرملة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ح، والأنصاري يرويه عن سعيد بن المسيب بلا واسطة، ورواية الأنصاري وقع فيها اختلاف عليه في تسمية الصحابي: هل هو سعد بن أبي وقاص، أو علي بن أبي طالب؟ والحديث أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عنهما كليهما، لكنه عن علي ح من غير هذا الوجه: فقد أخرجه البخاري (3725 و4056 و4057) من طريق عبد الوهاب الثقفي ويحيى القطان والليث بن سعد، ومسلم (2412) من طريق سليمان بن بلال والليث بن سعد وعبد الوهاب الثقفي، جميعهم عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ سعد بن أبي وقاص، به. وأخرجه البخاري (2905 و4058 و4059 و6184) ، ومسلم (2411) ، من طريق عبد الله بن شداد، عن علي ح قال: ما جمع رسول الله (ص) أبويه لأحد غير سعد ابن مالك؛ فإنه جعل يقول له يوم أحد: «ارم، فداك أبي وأمي» . الحديث: 2126 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 480 2126/أ- قلتُ لأَبِي: الحِمَّانيُّ (1) روى (2) عَنْ عبد الله بْن جَهْم (3) ؟ فَقَالَ: سألتُ عنه الحِمَّانِيَّ؛ فقال (4) : تعرفُ عبدَالله بن الجَهْم (5) ؟   (1) هو: يحيى بن عبد الحميد. (2) في (ك) : «رواه» . (3) في (ت) : «الجهم» ، وفي (ك) : «الجهضم» . (4) كذا في جميع النسخ، وهي ضمن سقط في (ت) و (ك) . ولعلها محرَّفة عن: «فقلت» ، ويحتمل أن يكون المراد: «فقال» أي: أبو حاتم في سؤاله للحماني. (5) من قوله: «فقال سألت عنه ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 481 [فقال] (1) : نعم، هو حيٌّ. فيما ذاكرني (2) عن يعقوب (3) حديثًا، لم أسمعه من يَعْقُوب حديثا أحسن منه (4) . قلتُ: ما هو؟ فَقَالَ: يَعْقُوب (5) ، [ عن] (6) حَفْص بن حُمَيد، [عن شِمْر بن   (1) في جميع النسخ: «فقلت» . (2) في (ش) : «ذا أرى» . (3) في (ك) : «يعقوت» . وهو: يعقوب بن عبد الله الأشعري القُمِّي. (4) كذا في جميع النسخ. (5) روايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على الزهد"- كما في "حادي الأرواح" لابن القيم (ص165) ، و"الدر المنثور" (7/64) -، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة" (276) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (20/534) ، والحكيم الترمذي في "مشكل القرآن"؛ كما في "تفسير القرطبي" (15/41) ، جميعهم من طريق محمد بن حميد الرازي، عن يعقوب القُمِّي، عن حفص بن حميد، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود - في قوله تعالى: [يس: 55] {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ *} -؛ قال: شغلهم: افتضاض العذارى. وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد أيضًا، من طريق أبي الربيع الزهراني، عن يعقوب، به، كسابقه. وأخرجه أبو نعيم الأصبهاني في "صفة الجنة" (375) من طريق عبد الله بن أحمد، عن محمد بن حميد وأبي الربيع الزهراني، ومن طريق أحمد بن يحيى الحلواني، عن أبي الربيع الزهراني، ومن طريق إبراهيم ابن إسحاق الصيني، عن يعقوب القمي، به كسابقه أيضًا. وزاد السيوطي في "الدر المنثور" (7/64) نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر. (6) ما بين المعقوفين تصحف في جميع النسخ إلى: «ابن» ، والتصويب من مصادر التخريج؛ ولم نجد راويًا اسمه يَعْقُوب بْن حَفْص بْن حُمَيْد، والله أعلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 482 عطيةَ] (1) ، عَنْ شَقِيق بْنِ سَلَمةَ، عَنْ عبد الله (2) ؛ قَالَ: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ... } (3) . قلتُ لأَبِي: لم تكتبْه عَنْ أحدٍ؟ قَالَ: عَنْ غيرِ واحدٍ (4) . 2127 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنِ يزيدَ بْنِ جَابِرٍ (5) ، عَنْ سُلَيم ابن عامرٍ؛ قَالَ: سمعتُ عَوْف بْنَ مالكٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الشفاعةِ (6) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أَخطأ فِيهِ ابْنُ جَابِرٍ (7) ، لم يسمعْ سُلَيم بن   (1) ما بين المعقوفين استدركناه من مصادر التخريج. (2) هو: ابن مسعود. (3) الآية (50) من سورة يس. (4) يعني: عن غير واحد، عن يعقوب، وتقدم تخريجه من طريق ثلاثة من الرواة، عن يعقوب. (5) روايته أخرجها البخاري - تعليقًا - في "التاريخ الكبير" (8/42) ، وابن ماجه في "سننه" (4317) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (820) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (2/637-639) ، والآجري في "الشريعة" (794) ، والطبراني في "الكبير" (18/68 رقم 126) ، و"مسند الشاميين" (575) ، وابن منده في "الإيمان" (932) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2077) ، والحاكم في "المستدرك" (1/14-15 و66) . (6) ولفظه: «أتدرون ما خيرني ربي الليلة؟» قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فإنه خيرني بين أن يُدْخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة» . وروي مطولاً. (7) قال ابن خزيمة - بعد أن أخرجه-: «وأنا أخاف أن يكون قوله: " سمعت عوف بن مالك" وَهَمًا» . اهـ. وقال الحاكم في الموضع الأول: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ورواته كلهم ثقات على شرطهما جميعًا، وليس له علة، وليس في سائر أخبار الشفاعة: "وهي لكل مسلم"» . وقال في الموضع الثاني: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم؛ فقد احتج بسليم بن عامر، وأما سائر رواته فمتفق عليهم. ولم يخرجاه. وقد رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ وهشام بن سنبر، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك» . وقال ابن منده: «وهذا حديث مشهور عن ابن جابر، ويقول: سمعت سليم بن عامر يقول: سمعت عوفً. وهو ثابت على رسم مسلم وغيره، وسليم أحد الثقات في الشاميين، أدرك أبا بكر الصديق ح، وروي عن معاوية بن صالح وجابر بن غانم، عن سليم، عَنْ معدي كرب، عَنْ عوف من وجه لا يثبت، وحديث ابن جابر أصح وأولى، وعند سليم بن عامر عن عوف بن مالك غيرُ هذا الحديث» . الحديث: 2127 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 483 عامرٍ مِنْ (1) عَوْف بْنِ مالكٍ شيئًا (2) ، بينه وبين عَوْفٍ (3) نَفْسَينِ (4) ؛ رواه فَرَجُ ابنُ فَضَالةَ (5) ، عَنِ الزُّبَيديِّ (6) ، عَنْ سُلَيم بْنِ عامرٍ، عَنْ مَعْدِي كَرِب بْنِ عَبْدِ كِلاَلٍ، عَنْ أَبِي راشدٍ الحُبْرانِيِّ (7) ، عَنْ عَوْف بْنِ مالك، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيح.   (1) في (ك) : «بن» بدل: «من» . (2) قال ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل" (4/211 رقم 909) في ترجمة سليم بن عامر: «وروى عن عوف ابن مالك، مرسلً؛ لم يلقه ... » ، وذكر كلامًا آخر ثم قال: «سمعت بعض ذلك من أبي، وبعضه من قِبَلي» . (3) قوله: «عوف» سقط من (ك) . (4) كذا في جميع النسخ: «نفسين» ، والجادَّة: «نفسان» ، ويخرَّج ما في النسخ على الإمالة، أي: أن الألف في «نفسان» أميلت نحو الياء لانكسار النون بعدها، فكتبت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة: «نفسين» . انظر تعليقنا على المسألة رقم (25) و (124) . (5) لم نقف على روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (18/58 رقم 107) ، وفي "مسند الشاميين" (1832) من طريق زكريا بن يحيى زحمويه، عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيدي، عَنِ أبي راشد الحبراني، عن ابن عبد كلال، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، به، هكذا بإسقاط سليم بن عامر، وجعله من رواية أبي راشد، عن ابن عبد كلال، لا العكس! (6) هو: محمد بن الوليد. (7) مشهور بكنيته، قيل اسمه: أخضر، وقيل: النعمان. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 484 وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَاهُ جَابِر بن غانم ٍ (1) ، عَنْ سُلَيم بْنِ عامرٍ، عَنْ مَعْدِي كَرِبَ، عَنْ عَوْف؛ أسقَطَ من الإسناد رجلا، وهو أَبُو راشد (2) . 2128 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه مُصْعَب بن سَلاَّم ٍ (4) ، عن عبد الله بن العلاء ابن زَبْرٍ، عَنْ أَبِي سَلاَّم (5) ، عَنْ أبي أُمامةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ في الحَوْضِ (6) ؟   (1) روايته أخرجها يعقوب بن سفيان في "المعرفة" (2/337) ، والطبراني في "الكبير" (18/57 رقم 106) كلاهما من طريق يحيى بن صالح الوحاظي. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (851) ، وابن حبان في "الثقات" (6/143) من طريق عثمان بن سعيد، كلاهما (يحيى بن صالح وعثمان بن سعيد) عن جابر بن غانم، به. وعلقه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/41) عن يحيى بن صالح؛ سمع جَابِر بْن غانم، عَنْ سُلَيْم بن عامر، عمن سمع معدي كرب، به، هكذا بزيادة الراوي المبهم بين سليم بن عامر ومعدي كرب. وأخرجه ابن خزيمة في "التوحيد" (2/640) من طريق حجاج بن رشدين، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ مَعْدِي كرب، عن عوف بن مالك، به. (2) للحديث طرق أخرى عن عوف بن مالك، من أجودها: الطريق التي ذكرها الحاكم - فيما تقدم -، وهي ما أخرجه الطيالسي في "مسنده" (1091) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/28 و29 رقم 24002 و24003 و24009) ، والترمذي في "جامعه" (2441) من طريق قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك، به. (3) انظر المسألة الآتية برقم (2160) . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/119 رقم 7546) ، وفي "مسند الشاميين" (802) . (5) هو: مَمْطور الحبشي. (6) ولفظه: «حَوْضِي كَمَا بَيْنَ عَدَنَ وعَمَّانَ، فِيهِ الأَكَاوِيبُ عَدَدُ نُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَإِنَّ مِمَّنْ يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ أُمَّتِي: الشَّعِثَة رُؤُوسُهُمْ، الدَّنِسَةَ ثِيَابُهُمْ، لاَ يَنْكِحُونَ الْمُتَنَعِّمَاتِ، وَلا يَحْضُرُونَ السُّدَدَ - يعني أبواب السُّلطان - الَّذِينَ يُعْطُونَ كُلَّ الَّذِي عَلَيْهِمْ، وَلاَ يُعْطَوْنَ الَّذِي لَهُمْ» . الحديث: 2128 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 485 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَاهُ مُصْعَب؛ وإنما هو: عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ ثَوْبَانَ، عن النبيِّ (ص) . وقال أَبِي: لا أعرفُهُ من حديث عبد الله بْن العلاء بْن زَبْر، ولكنْ رَوَاهُ يَحْيَى بْن الحارثِ، وشَيْبةُ بْن الأَحْنَفِ (1) ، وشَدَّاد أَبُو محمد (2) ، وعباس بن سالم (3) ، كلُّهم عَنْ أَبِي سَلاَّم، عَنْ ثَوْبانَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في الحوض، وهو الصَّحيح.   (1) روايتا يَحْيَى بْن الْحَارِث، وشيبة بْن الأحنف أخرجهما الطبراني في "مسند الشاميين" (904 و1625) ، والآجري في "الشريعة" (824) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/245) . وأخرجه ابن عساكر (23/246) من طريق شيبة بن الأحنف وحده، و (60/265) من طريق يحيى بن الحارث وحده، كلاهما عن الأسود، به. (2) هو: شداد بن عبيد الله القاري، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (707 و747) ، و"الآحاد والمثاني" (460) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (64) ، وابن عساكر في "تاريخه" (22/426) . (3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1088) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/275 رقم 22367) ، والترمذي في "جامعه" (2444) ، وابن ماجه في "سننه" (4303) ، وابن أبي الدنيا في "الأولياء" (7) ، و"التواضع والخمول" (3) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (707) ، وبقيّ بن مخلد في "ما روي في الحوض والكوثر" (19) ، والروياني في "مسنده" (653) ، والباغندي في "مسند عمر بن عبد العزيز" (63 و65) ، والدينوري في "المجالسة" (2033) ، والطبراني في "الأوسط" (396) ، و"مسند الشاميين" (1411) ، و"الأوائل" (39) ، والحاكم في "المستدرك" (4/184) ، وتمام في "الفوائد" (1760/ الروض البسام) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (135 و136) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/293-394) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/249 و250) ، و (45/216) ، و (60/264 و265) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/99 رقم 1437) ، و"مسند الشاميين" (1206) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/394) ، كلاهما من طريق أبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زيد بن واقد، عن أبي سلام، به. وأخرجه الطبراني أيضًا في "مسند الشاميين" (1206) من طريق أحمد بن المعلى، وأبو نعيم في "المعرفة" (1414) من طريق الحسن بن سفيان، وابن عساكر في "تاريخه" (19/525) من طريق عبد الله بن سلم الفريابي، و (60/264) من طريق الباغندي، أربعتهم رووه عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ صدقة بن خالد، به، كرواية أبي مسهر السابقة. وخالفهم ابن أبي عاصم؛ فرواه في "السنة" (706) ، وفي "الآحاد والمثاني" (459) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ صدقة بْن خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ واقد، عن بسر بن عبيد الله، عن أبي سلام، به، هكذا بزيادة بسر في الإسناد!. وأخرجه الدولابي في "الكنى" (1557) من طريق مسلم بن عبد الله، عن أبي سلام، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 486 2129 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُسَيْنٌ الجُعْفِيُّ (1) ، عَنْ زائدةَ (2) ، عن هشام ٍ (3) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ (5) ، كَيْفَ نُفْضِي (6) إِلَى [نِسَائِنَا] (7) فِي الجنةِ ... ؟   (1) هو: حسين بن علي، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (ق 278/ب) ، و (3525/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (718 و5267) ، و"الصغير" (795) . ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "صفة الجنة" (373) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/371) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة إلا حسين بن علي» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن حسان إلا زائدة، تفرَّد به حسين بن علي» . (2) هو: ابن قدامة. (3) هو: ابن حسان القُرْدوسي. (4) هو: ابن سيرين. (5) في (أ) : «يا رسول الله (ص) » . (6) في (ك) : «نقضي» . (7) في (أ) و (ت) و (ك) : «شبابنا» بدل: «نسائنا» ! والمثبت من (ش) ومصادر التخريج، وهو ضمن السقط الواقع في (ف) . الحديث: 2129 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 487 فَقَالا: هَذَا خطأٌ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامُ بْنُ حَسَّانٍ (2) ، عَنْ زيدٍ العَمِّيِّ (3) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قُلْتُ لأبي: الوَهَمُ ممَّن هو؟ قَالَ: مِنْ حُسين (4) .   (1) ذكر الشيخ الألباني في "الصحيحة" (367) أن الضياء المقدسي أخرج هذا الحديث في "صفة الجنة" (ق 82/2) من طريق الطبراني، ثم قال: «ورجاله عندي على شرط الصحيح» ، وكذا نقله ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص 160) ، وابن كثير في "تفسيره" (8/11) ، ولم يتعقباه بشيء، ونقله الشيخ الألباني في الموضع السابق أيضًا عن ابن كثير، ثم قال: «وهو كما قال، فالسند صحيح، ولا نعلم له علة، خلافًا لأبي حاتم وأبي زرعة» . (2) روايته أخرجها هناد بن السري في "الزهد" (88) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2436) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (374) ، والخطيب في "الموضح" (2/105) ، جميعهم من طريق أبي أسامة حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ ابن حسان، عن زيد بن الحواري العَمِّي، عن ابن عباس، به، مرفوعًا. (3) هو: زيد بن الحواري، وهو ضعيف؛ كما في "التقريب" (2131) . (4) لم يرجح أبو حاتم وأبو زرعة رواية حماد بن أسامة على رواية حسين الجعفي بمجرد الحفظ فقط، وإلا لقال قائل: كلاهما ثقة، فما المانع من وجود الحديث عند هشام بن حسان بإسنادين، ويكون حديث ابن عباس شاهدًا لحديث أبي هريرة، كما ذهب إليه الشيخ ناصر الدين الألباني _ح في "الصحيحة" (367) ! ولكن أبا حاتم وأبا زرعة ينظران مع غيرهما من علماء الحديث إلى قرائنَ وعللٍ خفية، تجعلهم يعلّون طريقًا، ويرجحون عليها طريقًا أخرى، ومن ذلك: سلوك الجادة الذي وقع فيه حسين الجعفي هنا، وأما حماد بن أسامة فخرج عن الجادة. وهذا عندهم - عادةً - لا يحصل إلا بمزيد حفظ لهذه الطريق الغريبة، وإلا فحفظ الجادة والإسناد المطروق دائمًا أسهل على حماد من حفظ الطريق الأخرى. وقد يكون حماد بن أسامة توبع أيضًا عند أبي حاتم - وإن لم نقف عليه - فيزداد الأمر وضوحًا، والله أعلم. وقد وافق أبا حاتم وأبا زرعة على هذا الترجيح: حافظ عصره الدارقطني؛ فقال في"العلل" (10/30 رقم1832) : «يرويه هشام بن حسان، واختلف عنه؛ فرواه حسين، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفه ابن أسامة؛ فرواه عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ أنه قال ذلك عن ابن عباس؛ وهو أشبه بالصواب» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 488 2130 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (1) عُمر الحَوْضِيُّ (2) ، عَنْ مُعَلَّى (3) بن راشدٍ - أبو اليَمَان ِ النَّبَّالُ (4) - عَنْ مَيْمون بْنِ سِيَاه، عَنْ أنسٍ؛ قَالَ: ضَحِكَ رسولُ الله (ص) ذاتَ يومٍ (5) ، فَقِيلَ: مَا أضحككَ؟ قَالَ: عَجِبْتُ مِنْ رَجُلٍ يَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيُرِيدُ (6) أَنْ يَحْمِلَ ذُنُوبَهُ عَلَى أَخِيهِ المُسْلِمِ، فَقَالُوا له: يانبيَّ اللهِ، وَكَيْفَ ذَاكَ (7) ؟! قَالَ: يَجِيءُ رَجُلٌ يَوْمَ القِيَامَةِ - مُتَعَلِّقٌ بِرَجُلٍ (8) - إِلَى رَبِّهِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، خُذْ حَقِّي مِنْ هَذَا، فَيَقُولُ اللهُ: أَعْطِ أَخَاكَ هَذَا حَقَّهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، مَا لِي حَسَنَةٌ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: خُذْ مِنْ سَيِّئَاتِهِ ... ، َوَذكر (9) الحَديث؟ قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثنا (10) ! ورأيتُ أصحابَ الحديثِ يتكلَّمون فِي   (1) قوله: «أبو» سقط من (ك) . (2) هو: حفص بن عمر الأزدي، ولم نقف على روايته لهذا الحديث، وسيأتي أن سعيد بن منصور رواه عن حفص ابن عمر الجُدّي، وهو غير الحَوْضي هذا. (3) في (ك) يشبه أن يكون: «يعلى» بدل: «معلى» . (4) كذا في جميع النسخ بالواو في «أبو» ، والجادَّة أن يقال: أبي اليمان النَّبَّال، بالياء؛ لأنه بَدَلٌ من قوله: «معلى» ، لكن ما في النسخ يخرَّج على أنه خبرٌ لمبتدأ محذوف؛ أي: هو أبو اليمان. (5) قوله: «يوم» سقط من (ك) . (6) في (ك) : «يريد» بلا واو. (7) في (ش) : «ذلك» بدل: «ذاك» . (8) قوله: «برجل» سقط من (ش) . (9) في (ك) : «وذكرت» . (10) يعني: أبا عمر الحوضي. الحديث: 2130 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 489 هَذَا الحديثِ حِينَ (1) حدَّثَنا بِهِ أَبُو عُمَرَ. وحدَّثنا (2) ابنُ أَبِي زِيَادٍ (3) ، عَنْ سَيَّار (4) ، عَنِ المُعَلَّى بنِ راشدٍ أَبِي اليَمَان، عَنْ زيادُ بنُ مَيْمونٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ، مِثلَهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّد: زِيَاد بْن مَيْمون متروكُ الْحَدِيث (5) . 2131 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُجَين اليَمَاميُّ (7) ، عن   (1) في (ش) : «حتى» بدل: «حين» . (2) في (ش) : «أبو عمرو حدثنا» ، وجاءت «أبو عمرو» آخر السطر، و «حدثنا» أول السطر التالي، وليس من عادة ناسخها الفصل بين الواو وما بعدها. (3) هو: عبد الله بن الحكم، له ترجمة في "الجرح والتعديل" (5/38 رقم 169) ، ولم نجد من أخرج الحديث من طريقه، ولكن أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (ق 202/ب) من طريق حفص بن عمر الجُدّي، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/342) من طريق الصلت بن مسعود الجحدري، كلاهما عن المعلى بن راشد، به. وأخرجه ابن أبي الدنيا في "حسن الظن" (118) ، وأبو يعلى في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4590) -، والحاكم في "المستدرك" (4/576) ، ثلاثتهم من طريق عباد بن شيبة الحبطي، عن سعيد بن أنس، عن أنس ح، به. وأشار البخاري إلى الحديث من هذا الطريق في ترجمة سعيد بن أنس من "التاريخ الكبير" (3/459) وقال: «لا يتابع عليه» . (4) في (أ) و (ش) : «يسار» . وسيار: هو ابن حاتم العنزي. (5) نقل أبو محمد بن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (3/544 رقم 2458) عن أبيه أنه قال: «زياد بن ميمون: كان يقال: إنه كذاب، تُرِك حديثه» . ونقل أيضًا عن يزيد بن هارون أنه قال: «تركت أحاديث زياد بن ميمون، وكان كذابًا، قد استبان لي كذبه» . (6) تقدمت هذه المسألة من طريق آخر عن حميد، برقم (931) . (7) هو: حُجَيْن بن المثنى، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/147 رقم 12492) ، وابن حبان في "صحيحه" (7399) . الحديث: 2131 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 490 عبد العزيز المَاجِشُونِ (1) ، عَنْ حُمَيدٍ الطَّوِيل (2) ، عَنْ أنس ابن مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ (3) ، لَوِ اطَّلَعَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ الجَنَّةِ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ، لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، ولَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا، ولَنَصِيفُهَا (4) عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الصَّحيحُ: عَنْ أنسٍ، مَوْقُوفٌ (5) . 2132 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحُمَيديُّ (6) ، عن ابن   (1) هو: عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون. (2) هو: حميد بن أبي حميد. (3) قوله: «بيده» سقط من (ك) . (4) النَّصِيفُ: فسِّر في حديث عند البخاري برقم (6568) بأنه الخِمَار، وقيل: هو المِعْجَر؛ وهو ما تلفُّه المرأة على استدارة رأسها. واعتجَرَ الرجلُ بعِمامَته: لفَّها على رأسه وردَّ طرفَها على وجهه وشيئًا منها تحت ذَقَنه. وقيل: المِعْجَرُ ثوبٌ تلبَسُه المرأةُ أصغر من الرداء. وقيل: ثوبٌ تتجلل به المرأة فوق ثيابها كلها؛ سمِّي نصيفًا لأنه نَصَفَ بين الناس وبينها فحَجَز أبصارَهُم عنها. والنصيف: العمامة، وكل ما غطى الرأس فهو نصيف. انظر "الفائق" (3/433) ، و"النهاية" (5/65) ، و"فتح الباري" (11/442) ، و"تاج العروس" (12/501-502) . (5) أخرج الروايةَ الموقوفةَ المصنفُ في المسألة رقم (931) من طريق أبيه، عن محمد ابن عبد الله الأَنْصَارِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ. وتقدَّم تخريجه هناك. ولم يُخطِّئ أبو حاتم في المسألة رقم (931) الروايةَ المرفوعة، وإنما قال: «حديث حميد فيه مثل ذا كَثِيرٌ، وَاحِدٌ عَنْهُ يُسْنِد، وَآخَرُ يوقف» . ولا شك في أن الاختلاف في رفع هذا الحديث ووقفه من حميد نفسه، وليس من الرواة عنه، وقد صحح الرواية المرفوعة البخاري في "صحيحه" كما تقدم في المسألة رقم (931) ؛ لكثرة من رواها عن حميد، ولمتابعة ثابت له عن أنس. وقول أبي حاتم: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (2043) . (6) هو: عبد الله بن الزبير. وروايته أخرجها هو في "مسنده" (129) . الحديث: 2132 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 491 عُيَينةَ، عَنْ عَمرو بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: أخبرَني يزيدُ بنُ (1) جُعْدُبَةَ اللَّيثيُّ: أنه سمع عبد الرحمنِ بنَ مِخْرَاقٍ يحدِّثُ عَنْ أَبِي ذرٍّ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ فِي الجَنَّةِ رِيحًا، بُعْدُ الرِّيحِ لِسَبْعِ (2) سِنِينَ، وَإِنَّ مِنْ دُونِهَا بَابً مُغْلَقً (3) ؛ وَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الرَّوْحُ مِنْ خَلَلِ ذَلِكَ (4) البَابِ، وَلَوْ فُتِحَ ذَلِكَ البَابُ (5) لأذْرَتْ (6) مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ مِنْ شَيْءٍ، وَهِيَ عِنْدَ اللهِ الأَزْيَبُ (7) ، وَهِيَ عِنْدَكُمُ (8) الجَنُوبُ. فسألتُ (9) أَبِي عَنْ يزيدَ بْن (10) جُعْدُبةَ هَذَا الذي روى هَذَا الحديثَ؛ من هو؟ قَالَ أَبِي (11) : لا أدري: هَذَا هو يَزِيد بْن عياض بن جُعْدُبة (12) ،   (1) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (2) في (أ) و (ش) : «بسبع» . (3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب في الكلمتين، وهي لغة ربيعة؛ تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) قوله: «خلل ذلك» موضعه في (ك) : «ذلك ذلك» . (5) قوله: «الباب» سقط من (ت) و (ك) . (6) يقال: ذَرَتِ الريحُ الشيءَ تَذْروه ذَرْوًا، وأَذْرتْهُ تُذرِيهِ إذراءً، وذَرَّتْهُ تُذَرِّيهِ تَذْرِيَةً: أطارته وأذهبته. "القاموس المحيط" (4/330) . (7) في (ك) : «الأرنب» . والأزيب: ريح من الرياح بلغة هُذَيل، قال شمر: «أَهلُ اليمن ومن يَرْكَبُ البَحر فيما بين جُدَّة وعَدَن، يُسَمُّون الجَنُوبَ: الأَزْيَبَ، لا يعرفون لها اسمًا غيره» . وقال النضر: «كل ريح شديدةٍ: ذات أزيبٍ. وإنما زيبها: شدتها» . انظر "العين" للخليل (7/392) ، و"تهذيب اللغة" (13/267) ، و"لسان العرب" (1/454) . (8) في (ت) و (ك) : «فيكم» . (9) في (ك) : «سألت» . (10) قوله: «بن» سقط من (ك) . (11) قوله: «أبي» ليس في (ت) و (ك) . (12) في (ش) : «جعد» بدل: «جعدبة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 492 أو جَدُّه (1) ؟! وقد حدَّثنا ابنُ الطَّبَّاع (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينةَ، عَنْ عَمرو، عن يحيى بن جُعْدُبةَ، عن يزيدَ بْن جُعْدُبة (3) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، موقوف (4) . قَالَ أَبِي: هَذَا عندي مِنِ ابنِ عُيَينة، وابنُ الطَّبَّاع ثَبْتٌ. قَالَ أَبُو مُحَمَّد: قلتُ أنا: حَدَّثَنَا ابْن المُقْرئِ (5) ، عَنِ ابْن عُيَينةَ؛ كما رَوَاهُ (6) الحُمَيديُّ. وحدَّثنا سَعْد بْن مُحَمَّد البَيْرُوتيُّ (7) ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا حامد بْن يَحْيَى، عَنِ ابْن عُيَينة؛ كما رَوَاهُ الحُمَيدِيُّ (8) . فدَلَّ - لاتفاق هؤلاء الثلاثة (9)   (1) قال ابن عدي في "الكامل" (7/264) : «وهذا عن الذي يحدث عنه عمرو بن دينار، عن يزيد بن جعدبة بهذا الحديث هو يزيد بن عياض، وقد روى عنه مثل عمرو بن دينار، وعمرو ثقة، ويزيد ضعيف، وعمرو أكبر سنًّا منه وأقدم موتًا، وهذا من رواية الكبار عن الصغار» . وتعقبه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/437) بقوله: «قلت: ما أظن إلا أن هذا آخر قديم، لعلّه جَدّ صاحب الترجمة، وكذلك ابن مخراق تابعي كبير، وصاحب الترجمة يصبو عن ذلك» . (2) هو: محمد بن عيسى. (3) من قوله: «أو جده ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وعلق عليها في المسألة رقم (34) . (5) هو: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ. (6) في (ك) : «روا» . (7) لم نقف عليه من طريقه، ولكن أخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/264) من طريق الفضل بن عبد الله بن سليمان الأنطاكي، عن حامد بن يحيى، عن سفيان بن عيينة، به. (8) من قوله: «وحدثنا سعد ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (9) وافقهم أيضًا جمع من الرواة عن سفيان: فأخرجه ابن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه في "مسنديهما"- كما في "المطالب العالية" (3429-1) - عن سفيان بن عيينة، به، كذلك. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/347) من طريق علي بن المديني، والبزار في "مسنده" (4063) من طريق أحمد بن أبان، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (995) من طريق علي بن حرب، وابن عدي في "الكامل" (7/264) من طريق محمد بن مُصَفّى، وأبو الشيخ في "العظمة" (845) من طريق محمد بن أبي عمر، والأزهري في "تهذيب اللغة" (13/267) من طريق عبد الرحمن بن العلاء، والمحاملي في "أماليه" (451) من طريق علي بن شعيب، والبيهقي في "سننه" (3/364) من طريق سعدان بن نصر، جميعهم عن سفيان بن عيينة، به، كما رواه الحميدي. ومن طريق المحاملي أخرجه اللالكائي في "أصول الاعتقاد" (2270) ، وقوام السنة في "الحجة" (1/470) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 493 -: أنَّ الخطأ مِنِ ابْن الطَّبَّاع (1) . 2133 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَشْعَثُ بن شُعبةَ (2) ،   (1) سئل الدارقطني عن هذا الحديث في "العلل" (1112) فقال: «يرويه عمرو بن دينار، واختُلِف عنه؛ فرواه ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ يزيد بن جعدبة، عن عبد الرحمن ابن مخراق، عن أبي ذر، وأرسله ابن جريح، عن عمرو، عن أبي ذر، ووقفه. والحديث حديث ابن عيينة المرفوع. وقال صالح بن زياد - أخو عبد الواحد بن زياد -: عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أبي بصرة، عن أبي ذر، مرفوعًا، وصالح بن زياد ليس بثقة» . (2) روايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/156 رقم 628) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (424) ، و"معرفة الصحابة" (4618) . وأخرجه الدينوري في "المجالسة" (279) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (439) من طريق عبد الصمد بن النعمان، عن حنش بن الحارث، به، إلا أن قوله: «حنش» تصحف في "البعث والنشور" إلى «الحسن» . وأخرجه أبو نعيم عقب رواية أشعث السابقة؛ من = = طريق سلم بن قتيبة، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ علقمة بن مرثد قال: قال رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: عمير بن ساعدة: يا رسول الله، إنه يعجبني الخيل ... ، الحديث، هكذا بتسمية صحابيِّهِ: «عمير ابن ساعدة» بدل: «عبد الرحمن بن ساعدة» . الحديث: 2133 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 494 عَنْ حَنَش (1) بْنِ الحارثِ، عَنْ عَلْقَمةَ بن مَرْثَدٍ، عن عبد الرحمن بْنِ سَاعِدةَ (2) ؛ قَالَ: كنتُ أُحِبُّ الخَيلَ، فقلتُ: هَلْ فِي الجَنَّةِ خيلٌ، يا رسولَ الله؟ قال: يَا عَبْدَالرَّحْمَنِ، إِنْ يُدْخِلْكَ اللهُ الجَنَّةَ فَإِنَّ لَكَ فِيهَا فَرَسًا مِنْ يَاقُوتٍ، لَهُ جَنَاحَان ِ، يَطِيرُ بِكَ حَيْثُ شِئْتَ. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ كَمَا يَرْوِيهِ الثَّوريُّ (3) ، ............................. عَنْ عَلْقَمةَ بْنِ مَرْثَدٍ،   (1) في (ك) : «حفش» . (2) كذا جاءت تسميته هنا من رواية حنش، وكذا في "صفة الجنة" لأبي نعيم (424) ، وفي الرواية الأخرى لأبي نعيم: «عمير بن ساعدة» . وذكر الدارقطني في "العلل" (4/300) أن حنش بن الحارث حدَّث به عن علقمة ابن مرثد، فقيل: عنه عن عبد الرحمن بن عوف، قال: «وهو وهم، والصواب: عن عبد الرحمن بن ساعدة، عن النبيِّ (ص) » . فسئل: أصحابي هو؟ قال: «ليس إلا في هذا الحديث» . وقال أبو موسى المديني: «وهذا الحديث اختُلِف فيه على علقمة؛ فقيل: عنه، هكذا، وقيل: عنه، عن عبد الرحمن بن ساعدة، وقيل: عنه، عن عمير ابن ساعدة» . نقله الحافظ في "الإصابة" (7/325) . (3) روايته أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (271-زوائد نعيم) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (6700) . ومن طريق ابن المبارك أخرجه الترمذي (2543/م) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (21/642) ، والبغوي في "شرح السنة" (4385) ، وفي "تفسيره" (4/145) ، والثعلبي في "تفسيره" (8/344) . قال الترمذي: «وهذا أصح من حديث المسعودي» . ويعني الترمذي بحديث المسعودي: ما أخرجه الطيالسي في "مسنده" (843) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (33980) ، وأحمد في "مسنده" (5/352 رقم 22982) ، والترمذي في "جامعه" (2543) ، والطبراني في "الأوسط" (5023) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (425) ، وفي "معرفة الصحابة" (1265) ، والبيهقي في "البعث" (436 و437) ، جميعهم من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عَنْ سليمان بن بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ رَجُلا سأل النبي (ص) ... ، الحديث. وقد سئل الدارقطني في "العلل" (579) عن هذا الحديث؟ فقال: «حدث به حَنَشِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بن مرثد، فقيل: عن عبد الرحمن بن عوف، وهو وهم. والصواب: عن عبد الرحمن بن ساعدة، عن النبيِّ (ص) . [قال راوي العلل] : قلت: صحابي؟ قال: «ليس إلا في هذا الحديث. قال: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ علقمة فقال: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ، ووهم فيه المسعودي» . اهـ. وذكر ابن القيم في "حادي الأرواح" (ص178) كلام الترمذي السابق، ثم قال: قلت: أما حديث علقمة بن مرثد: فقد اضطرب فيه علقمة؛ فمرة يقول: «عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ أبيه» ، ومرة يقول: «عن عبد الرحمن بن سابط، عن عمير بْنِ سَاعِدَةَ؛ قَالَ: كُنْتُ أُحِبُّ الْخَيْلَ، فَقُلْتُ: هَلْ فِي الْجَنَّةِ خيل يا رسول الله» ، ومرة يقول: «قال رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ - يُقَالُ لَهُ: عمير بن ساعدة-: يا رسول الله» ، ومرة يقول: «عن عبد الرحمن بن سابط، عن النبي (ص) » . والترمذي جعل هذا أصح من حديث المسعودي؛ لأن سفيان أحفظ منه وأثبت. وقد رواه أبو نعيم من حديث علقمة هذا فقال: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة؛ أن أعرابيًّا قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي الْجَنَّةِ إبل؟ قال: «يا أعرابي، إن يدخلك الله الجنة رأيت فيها ما تشتهي نفسك، وتلذّ عينك» . ورواه أيضا من حديث علقمة، عن يحيى بن إسحاق، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) .... اهـ. وذكر الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (ص699 رقم4849 - ط بيت الأفكار) عبدَالرحمن بن سابط، فقال: وقد ذكره أبو موسى في ذيل الصحابة، وقال: ذكره الترمذي، ثم ساق ما أخرجه الترمذي من رواية الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ، عن عبد الرحمن بن سابط، عن النبيِّ (ص) في صفة الجنة. قلت: وإنما أخرج الترمذي هذا عقيب رواية المسعودي، عن علقمة، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ أبيه: أن رجلاً سأل النبيَّ (ص) : هل في الجنة من خيل؟ ... ، الحديث. ثم ساق رواية عبد الرحمن بن سابط وقال فيها: أن النبي (ص) ... ، بمعناه. قال الترمذي: «هذا أصح من حديث المسعودي» ؛ يريد: على قاعدتهم: أن طريق المرسل إذا كانت أقوى من طريق المتصل رُجِّح المرسل على الموصول. وليس في سياق الترمذي ما يقتضي أن عبد الرحمن صحابي، بل فيه ما يدل على الإرسال. ثم قال أبو موسى: = = قال أبو عبد الله بن منده: «عبد الرحمن بن سابط عن النبي (ص) ، مرسل» . قال أبو موسى: وهذا الحديث اختلف فيه على علقمة؛ فقيل: عنه هكذا، وقيل: عنه، عن عبد الرحمن بن ساعدة، وقيل: عنه، عن عمير بن ساعدة التميمي. اهـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 495 عن عبد الرحمن بن سَابِطٍ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) . وعبدُالرحمن بنُ سَاعِدَة لا يُعْرَفُ (2) . 2134 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْقَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ (3) ، عَنْ مُوسَى الجُهَنِيِّ (4) ، عَنْ أَبِي بُرْدةَ (5) ، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) قال: أَهْلُ الجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِئَةُ صَفٍّ (6) ، أُمَّتِي مِنْهُمْ ثَمَانُونَ صَفًّا (7) ؟   (1) قوله «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) لم يذكر ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن ساعدة هذا في "الجرح والتعديل"، فيستفاد كلام أبي حاتم عنه من هذا الموضع. (3) روايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (1294) ، وذكر لفظ الحديث هكذا: «إذا كان يوم القيامة أُعطي كلُّ رجل من المسلمين رجلاً من اليهود والنصارى، فقيل: هذا فداؤك من النار. وقال: أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، أنتم من ذلك ثمانون صفًّا» . وشطر الحديث الأول أخرجه البزار في "مسنده" (3101) من طريق إسماعيل ابن محمد بن جحادة، عن موسى الجهني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن أبي موسى ح، به. ... قال البزار: «ولا نعلم روى موسى الجهني عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن أبي موسى، إلا هذا الحديث» . وسيأتي ترجيح الدارقطني لهذا الحديث. وقد أخرجه مسلم في "صحيحه" (2767) من طريق قتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بردة، عن أبيه، بشطر الحديث الأول. وأخرجه مسلم أيضًا من طرق أخرى عن أبي بردة، بالشطر الأول أيضًا. (4) هو: موسى بن عبد الله، ويقال: موسى بن عبد الرحمن. (5) هو: أبو بردة بن أبي موسى الأشعري، مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: عامر، وقيل: الحارث. (6) في (ك) : «صنف» بدل: «صف» . (7) في (أ) : «صف» ، وفي (ك) : «صنفا» . الحديث: 2134 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 497 قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُوسَى الجُهَنيُّ (1) ، عَنِ الشَّعبيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَل (2) . قَالا: والخَطأُ من الْقَاسِم. قلتُ: ما حالُ الْقَاسِم؟ قَالا: لَيْسَ بقَوِيٍّ (3) . 2135 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْرَائِيلُ (5) ، عَنْ أَبِي   (1) رواه ابن المبارك في "الزهد" (379- رواية نعيم) عن موسى الجهني. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (31703) من طريق عبد الله بن نمير، وهناد في "الزهد" (196) من طريق يعلى بن عبيد، وسمويه في الثالث من "فوائده" (61) من طريق سفيان الثوري، ثلاثتهم عن موسى الجهني، به، لكن تصحف «موسى الجهني» في رواية سمويه إلى «عيسى الجهمي» . (2) قوله «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . وسئل الدارقطني في "العلل" (1294) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه موسى الجهني، واختلف عنه؛ فرواه الْقَاسِمُ بْنُ غُصْنٍ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أبي موسى. وخالفه إسماعيل بن محمد ابن جحادة؛ فرواه عن موسى الجهني، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن أبي موسى، وهو أشبه بالصواب» . (3) في (ك) : «ليس بالقوي» . وقد ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/116 رقم 667) هذا القول عن أبي زرعة فقط، وذكر عن أبيه أنه قال فيه: «ضعيف الحديث» . (4) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/135-136) . وستأتي هذه المسألة برقم (2169) عن أبي زرعة، وفيها زيادة بيان على ما هنا. (5) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق، ولم نقف على روايته، ولكن تابعه زهير بن معاوية والثوري ومنصور بن المعتمر في بعض الطرق عنهم؛ كما سيأتي في المسألة رقم (2169) . وتابعه أيضًا عمرو بن ثابت الحداد، وروايته أخرجها أبو نعيم في "صفة الجنة" (127) . وعمرو بن ثابت متروك الحديث؛ كما في "المغني" للذهبي (4636) . الحديث: 2135 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 498 إسحاق (1) ، عن عَلْقَمةَ (2) ، عن عبد الله (3) ؛ قَالَ: الجنَّةُ سَجْسَجٌ (4) ؛ لا حَرَّ فِيهَا وَلا بَرْدَ. قلتُ لأَبِي: هَلْ سَمِعَ أَبُو إِسْحَاقَ مِنْ عَلْقَمةَ؟ قَالَ أَبِي: قَدْ رَآهُ (5) ، وَلَمْ (6) يَسمَعْ مِنْهُ، وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ زكريَّا بنُ أَبِي زَائِدةَ (7) ؛ فَقَالَ: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الرحمن بن   (1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (2) هو: ابن قيس النَّخَعِي. (3) هو: ابن مسعود ح. (4) قال ابن فارس: السين والجيم أصل يدل عى اعتدال في الشيء واستواء. فالسَّجْسَج: الهواء المُعتَدل لا حرٌّ فيه ولا برد يؤذي. اهـ. قال ابن قتيبة: السجسج: المعتدلُ لا حرٌّ فيه ولا برد. وقال بعضهم: هو كغَدَوَاتِ الصَّيفِ قبل طلوع الشمس. اهـ. وذُكر عن ابن الأعرابي أنه قال: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس يقال له: السَّجْسَجُ، قال: ومن الزَّوالِ إلى العَصْرِ يقال له: الهَجِيرُ والهَاجِرَةُ، ومن غُرُوبِ الشمس إلى وقت الليل: الجِنْحُ. اهـ. والسجسج: الأَرضُ ليست بصُلْبة ولا سَهْلَةٍ. انظر"المقاييس" (ص455) ، و"العين" (6/5) ، و"جمهرة اللغة" (1/183) ، و"غريب الحديث" لابن قتيبة (1/361) ، و"الدلائل" للسرقسطي (1/904 رقم 489) ، و"تهذيب اللغة" (10/450) ، و"النهاية" (2/343) ، و"تاج العروس" (3/399) . (5) في (ك) : «رواه» بدل: «رآه» ، وهو مطموس في (ت) . (6) في (ت) : «لم» ، والظاهر أن الواو في الطمس الذي تقدم ذكره. (7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (33959) ، ومن طريقه عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص 262) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (127) . ورجح الدارقطني - كما سيأتي - رواية زكريا هذه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 499 عَوْسَجةَ (1) . 2136 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عِيسَى بْنُ يُونُسَ (2) ، عَنْ ابْنِ (3) عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ *} (4) ، قَالَ: يَقُومُ الرَّجُلُ فِي رَشْحِهِ (5) إِلَى أَنْصَافِ أُذُنَيْهِ. وَرَوَاهُ (6) مُعاذُ بنُ مُعاذٍ (7) العَنْبَرِيُّ (8) ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمر، مَوْقُوفٌ. قُلْتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟   (1) يعني: عن عبد الرحمن بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ ابن مسعود. وسئل الدارقطني في "العلل" (5/151 رقم 783) عن هذا الحديث؟ فقال: «يَرْوِيهِ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن علقمة، عن عبد الله. وخالفه زكريا؛ فرواه عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ عَوْسَجَةَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد الله. وقول زكريا أصح» . (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6531) ، ومسلم في "صحيحه" (2862) . ورواه أحمد في "مسنده" (2/125 رقم 6075) ، ومسلم (2862) من طريق أبي خالد الأحمر سليمان بن حيَّان، عن ابن عون، به. ورواه البخاري (4938) ، ومسلم (2862) من طريق مالك، ومسلم أيضًا (2862) من طريق موسى بن عقبة وأيوب وصالح بن كيسان وأنس بن عياض، جميعهم عن نافع، به، مرفوعًا. (3) في (ش) : «أبي» . وهو: عبد الله بن عون المزني. (4) الآية (6) من سورة المطففين. (5) الرشح: العَرَق. "النهاية" (2/224) . (6) في (ت) و (ش) و (ك) : «ورآه» . (7) قوله: «بن معاذ» سقط من (ك) . (8) لم نقف على روايته. والحديث رواه ابن المبارك في "مسنده" (94) عن ابن عون، به، موقوفًا. ومن طريق ابن المبارك رواه البغوي في "شرح السنة" (4316) . ورواه الطبري في "تفسيره" (24/279) من طريق يزيد ابن زُرَيع، والمروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1317) من طريق ابن أبي عدي، كلاهما عن ابن عون، به، موقوفًا. الحديث: 2136 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 500 قَالَ أَبِي: جَمِيعًا حافِظَينِ (1) ، وَلا أعلمُ أحدًا يُسْنِدُ (2) سِوَى عِيسَى بنِ يُونُسَ (3) ، وموقوف (4) أشبهُ (5) . 2137 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريكٌ (7) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيع (8) ، عَنْ أَبِي الطُّفَيل (9) ، عَنْ حُذَيْفَة بْنِ أَسِيد، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يُحْشَرُ النَّاسُ ثَلاثَةَ أَفْوَاجٍ: فَوْجٍ رَاكِبِينَ ... (10)   (1) كذا، والجادَّة: «جميعًا حافظان» ، وما في النسخ يخرَّج على وجوهٍ ذكرناها في تعليقنا على قول المصنف: «فقال أبي: جميعًا صحيحين» في المسألة رقم (25) . (2) أي: يُسْنِدُهُ، وحُذِفَ الضميرُ العائدُ إلى المنعوت. انظر التعليق على المسألة (253) . (3) ظاهر عبارة أبي حاتم: أنه لا يَعلم من أسنده عن ابن عون - خاصَّةً - سوى عيسى بن يونس، لا مَنْ أسنده مطلقًا، وقد تقدَّم أن سليمان بن حيَّان أسنده عن ابن عون أيضًا، وروايته أخرجها مسلم (2862) ، والله أعلم. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق في المسألة رقم (34) . (5) أي: من حديث ابن عون خاصَّةً - فيما يظهر - وخالف أبا حاتم في ترجيحه هذا: البخاريُّ ومسلم؛ فأخرجا حديث عيسى بن يونس في "صحيحيهما"، كما سبق. ويقوي ترجيحهما أن جماعة أسندوه عن نافع، وتقدم تخريج حديثهم. والله أعلم. (6) ستأتي هذه المسألة برقم (2162) وفيها زيادة. (7) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34385) ، وأحمد في "مسنده" (5/164-165 رقم 21456) ، والنسائي في "سننه" (2086) ، والبزار في "مسنده" (3891) ، والحاكم في "المستدرك" (2/367) و (4/564) ، والطبراني في "الأوسط" (8437) ، و"الصغير" (1084) - وعنه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/312) - من طرق عن الوليد بن جُمَيع، به. قال البزار: «هذا الكلام لا نعلمه يُروى عن رسول الله (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم روى حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيد، عَنْ أَبِي ذر إلا هذا الحديث» . (8) هو: الوليد بن عبد الله بن جُمَيع. (9) هو: عامر بن واثلة. (10) يجوز في قوله: «فوج» النصب والرفع والجر؛ وانظر بيان ذلك في "إعراب الحديث النبوي" للعكبري (ص152) ، وسيأتي في المسألة (2162) منصوبا بالألف «فوجًا» . الحديث: 2137 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 501 وذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بشَّار، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَينة (1) ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ - كَانَ كُوفِيًّا شاعيًا (2) - عَنْ أَبِي الطُّفَيل، عَنْ حَلاَّم بْنِ جَزْل، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ بِبَعْضِ هَذِهِ القصَّة. قَالَ أَبِي: حديثُ حَلاَّم أشبه. 2138 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سَلَمة (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة (5) ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيّب: أنَّ النبيَّ (ص) ... . قلتُ: وَرَوَاهُ آدَمُ (6) فَقَالَ: عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قال: يَدْخُلُ أَهْلُ الجَنَّةِ   (1) ذكر روايته ابن حجر في "نزهة السامعين، في رواية الصحابة عن التابعين" (4) . وذكر العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص76-79) عشرين حديثًا من رواية الصحابة عن التابعين عن الصحابة، عن النبي (ص) ، ختمها بهذا الحديث، ثم قال: «روى هذه الأحاديث أيضًا الخطيب بأسانيد ضعيفة» . (2) كذا في جميع النسخ، وفي "الجرح والتعديل" (6/356) ، و"ميزان الاعتدال" (3/102) ، و"لسان الميزان" (4/184) : «شيعيًّا» . (3) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (3/408) . (4) هو: موسى بن إسماعيل التَّبُوذَكي. ولم نقف على روايته، والحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/32) من طريق يحيى بن السكن، عن حماد، به. (5) في (ت) و (ك) : «حمَّاد بن أبي سلمة» . (6) هو: ابن أبي إياس، والمراد: أنه رواه عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ علي بن زيد، بالوجه المذكور. ولم نقف على روايته هذه عن حماد، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33995) ، وأحمد في "مسنده" (2/295 رقم 7933) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/343 و415 رقم 8524 و9375) من طريق عفَّان، وابن عدي في "الكامل" (5/198) ، والطبراني في "الأوسط" (5422) ، و"الصغير" (808) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (255) من طريق عبيد الله بن محمد بن أبي عائشة، وابن عدي في "الكامل" (5/198) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (255) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (594) من طريق هُدْبة بن خالد، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (255) من طريق الحسن بن سفيان، جميعهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، به قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ علي بن زيد إلا حماد بن سلمة، ولا يُروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد» . الحديث: 2138 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 502 الجَنَّةَ جُرْدًا (1) مُرْدًا (2) مُكَحَّلِينَ، عَلَى خَلْقِ آدَمَ، أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وثَلاَثِينَ. قلتُ لأَبِي: فأيُّهما (3) الصَّحيحُ؟ قَالَ: جَمِيعًا صَحيحَينِ (4) ، قصَّر أَبُو سَلَمة. 2139 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عَنِ الجُرَيْري (6) وعليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَة (7) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في الشَّفاعة (8) .   (1) جُرْدًا: جمع أَجْرَد، والأجْرَدُ الذي ليس على بَدَنه شَعرٌ. "النهاية" (1/256) . (2) مُرْدًا: جمع أَمْرَد، والأَمْرَد: الشابُّ الذي بلغَ خروجَ لحيته وطَرَّ شاربُه ولم تَبدُ لحيتُه. انظر "لسان العرب" (3/401) . (3) في (ت) و (ك) : «وأيهما» . (4) كذا في جميع النسخ!، والجادَّة: «صحيحان» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على وجوهٍ صحيحة في العربية، وقد ذكرناها في تعليقنا على المسألة رقم (25) . (5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2834) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (36002) ، وأحمد في "مسنده" (1/281-282 و295 رقم 2546 و2692) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (695/المنتخب) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2328) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (5/481) عنه، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. مطولاً، ومختصرًا. (6) هو: سعيد بن إياس. (7) هو: المنذر بن مالك بن قُطَعة. (8) وهو حديث الشفاعة الطويل الذي أوله - كما في رواية الإمام أحمد-: «إنه لم يكن نبي إلا له دعوة قد تنجَّزها في الدنيا، وإني اختبأتُ دعوتي شفاعةً لأمتي، وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة ... » الحديث. الحديث: 2139 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 503 وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (1) ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما الصَّحيحُ؟ قَالَ: كأنَّ حديثَ حمَّاد بْن سَلَمة أشبهُ. 2140 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنِ عبد الله بْنِ المُختار، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ صِلَةَ بنِ زُفَر (4) ، عَنْ حُذَيفة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: يَجْمَعُ اللهُ الخَلْقَ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يَنْفُذُهُمُ البَصَرُ، ويُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي ... وذكر الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: لا يَرْفَعُ هَذَا الحديثَ إلا عبدُاللهِ ابنُ المُختار،   (1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3148 و3615) . وأخرجه أحمد في "مسنده" (3/2 رقم 10987) ، وابن ماجه في "سننه" (4308) من طريق هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ، به مختصرًا. قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن صحيح، وقد روى بعضُهم هَذَا الْحَدِيثَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عن ابن عباس، الحديث بطوله» . (2) روايته أخرجها ابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1/204 رقم 542) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (808) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2094) . ورواه الطبراني في "الأوسط" (1058) ، والحاكم في "المستدرك" (4/573) من طريق مُوسَى بْنُ أعْيُن، عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيم، عَنْ أَبِي إسحاق، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ ليث إلا موسى» . (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) في (ك) : «وقر» . الحديث: 2140 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 504 وَمَوْقُوفٌ (1) أصحُّ (2) . 2141 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يزيدُ ابنُ هارون (3) ، عن   (1) في (ك) : «موقوف» بلا واو. وقد حذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . (2) روى الحديث موقوفًا الطيالسي في "مسنده" (414) ، والبزار في "مسنده" (2926) ، والنسائي في "الكبرى" (11294) ، وأبو يعلى ومسدَّد في "مسنديهما"- كما في "المطالب العالية" (4572) و (4573) -، والطبري في "تفسيره" (17/527) من طريق شعبة، وعبد الرزاق في "تفسيره" (1/387) ، والطبري في "تفسيره" (17/526) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2095) من طريق سفيان الثوري، وعبد الرزاق في "تفسيره" (1/387) ، وابن أبي عمر العدني في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (4573) - من طريق معمر، وابن أبي شيبة في "المصنف" (31735 و34789) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (1136/بغية الباحث) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1/204 رقم 541) ، والحاكم في "المستدرك" (2/363) من طريق إسرائيل، وابن = = أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1/203 رقم 540) ، وابن البختري في "الرابع من حديثه" (85/مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2086) من طريق أبي بكر بن عياش، جميعهم عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَة بن زُفَر، عن حذيفة، به، موقوفًا. ومن طريق الطيالسي رواه أبو نعيم في "الحلية" (1/278) ، وابن منده في "الإيمان" (929) . قال البزار: «وهذا الحديث هكذا رواه شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن صِلَة، عن حذيفة. ورواه غير شُعْبَةُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن غير صِلَة، عن حذيفة» . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2346/كشف الأستار) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/247) . ورواه البزار (2347) ، والطبراني في "الأوسط" (6543 و8114) ، وتمَّام في "فوائده" (1440/الروض البسام) من طريق النَّضْر بن شُمَيل، عن حماد ابن سلمة، به. قال البزار: «لا نعلم أسْنَدَهُ إلا يزيد بن هارون والنَّضْر، ويرويه غيرهما موقوفًا» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سماك إلا حماد بن سلمة، ولا رواه عن حماد إلا النضر بن شميل ويزيد بن هارون» . وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" (1/399) بعد نقله لكلام البزار: «لولا هذه العلَّة لكان على شرط الصحيح، ولم يخرِّجوه» . الحديث: 2141 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 505 حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ سِماك (1) ، عَنْ عِكرمَة (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : أَعَدَّ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ قَصْرًا مِنْ لُؤْلُؤَةٍ، لا صَدْعَ فِيهَا ولاَ وَهْيَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو سَلَمة (3) وسُلَيمانُ بنُ حَرب، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، مَوْقُوفٌ (4) . والموقوفُ أصحُّ (5) . 2142 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاج بْنُ نُصَير (7) ، عن   (1) هو: ابن حرب. (2) هو: مولى ابن عباس. (3) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وعلقنا عليها في المسألة رقم (34) . (5) قال الدارقطني في "العلل" (2165) : «يرويه سِماك بن حرب، واختُلف عنه، فرفعه النضر بن شُميل ويزيد بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ سِماك، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) . وخالفهما سليمان بن حرب وحجاج بن منهال وسُرَيج بن النعمان؛ رَوَوْه عن حماد بن سلمة موقوفًا. ووقفه عمر عن سِماك والموقوف أصحُّ» . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (2166) . وفيها: «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خَطَأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ شُعبة، عَنِ العَوَّام بن مُراجم، عَنْ أَبِي السَّليل؛ قَالَ: قَالَ سلمان، موقوف» . (7) روايته أخرجها عباس الدوري في "تاريخ ابن معين" (4246) ، والبزار في "مسنده" (387) ، وأبو يعلى في "مسنده" - كما في "المقصد العلي" (1899) -، وعبد الله بن أحمد في "زياداته على المسند" (1/72 رقم 520) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/285) ، وابن عدي في "الكامل" (2/232) ، والدارقطني في "العلل" (3/64) ، والرافعي في "التدوين" (2/80) ، والذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/548) . ووقع في "مسند أبي يعلى"، و"ضعفاء العقيلي" و"التدوين" للرافعي: «مزاحم» بدل: «مراجم» . ومن طريق الدوري رواه الدينوري في "المجالسة" (1067) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عثمان إلا من هذا الوجه، ولم يَرو هذا الحديثَ بهذا الإسناد إلا الحجاج، عن شعبة» . الحديث: 2142 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 506 شُعبة، عن العَوَّام بن مُراجِم (1) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدي (2) ، عَنْ عُثْمَانَ (3) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : يُقْتَصُّ لِلشَّاةِ الجَمَّاءِ (4) مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ، يَوْمَ القِيَامَةِ، تَنْطَحُهَا (5) ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أصلٌ - فِي حَدِيثِ شُعبة - مرفوعٌ، وحَجَّاجٌ تُرِكَ حديثُه لسببِ هَذَا الحديثِ (6) . 2143 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَمُ بنُ مُوسَى (7) ، عَنْ يَحْيَى بن حَمزة، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ (*) جَابِرٍ، عَنْ سُلَيم ابن (*) عَامِرٍ؛ قَالَ: حدَّثني المِقْداد بْنُ الأَسْوَدِ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص)   (1) كذا في (ت) ، ولم تنقط في (أ) ، وفي (ش) و (ك) : «مزاحم» بالزاي والحاء المهملة، وهي ضمن السقط الواقع في (ف) . قال السيوطي في "تدريب الراوي" (2/193) عند ذكره لأنواع التصحيف: «فمن الإسناد: العوام بن مراجم - بالراء والجيم - صحَّفه ابن معين فقاله: بالزاي والحاء» . وانظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (8/113) . (2) هو: عبد الرحمن بن مُلٍّ، مشهور بكنيته. (3) هو: ابن عفَّان ح. (4) الشاةُ الجَمَّاء: التي لا قَرْنَ لها. "النهاية" (1/300) . (5) في (ك) : «بنطحها» . (6) رجَّح ابن معين والعقيلي وابن عدي والدارقطني وَقْفَ هذا الحديث على سلمان الفارسي، وسيأتي بيان ذلك في المسألة رقم (2166) . (7) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2864) . (*) ... في (ك) : «عن» بدل: «بن» . الحديث: 2143 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 507 يَقُولُ: تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ (1) مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيْلٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مِقْدَام بْنُ مَعْدِي كَرِب (2) ، وسُلَيم بْنُ عامرٍ لَمْ يُدرك المِقْدادَ بنَ الأَسْوَدِ. 2144- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ آدَمُ (3) ، عَنْ شَريك (4) ، عَنْ لَيْث (5) ، عَنْ طَاوُسٍ (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : يُبْعَثُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى نِيَّاتِهِمْ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يَروِ هذا الحديثَ [غَيْرُ] (7) شَرِيكٍ عَنْ لَيثٍ مَرْفُوعٌ (*) ، وَرَوَى غيرُ شَرِيكٍ موقوفً (*) .   (1) في (ت) و (ك) : «يكون» بالياء التحتية. (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (20/281) من طريق بقية بن الوليد، ثنا عمر ابن خثعم، حدثني سُلَيم ابن عامر، عن المقدام، به. (3) هو: ابن أبي إياس. (4) هو: ابن عبد الله النَّخَعي القاضي. (5) هو: ابن أبي سليم. (6) هو: ابن كَيْسان. (7) ما بين المعقوفين في جميع النسخ: «عن» ، وهو ضمن السقط الواقع في (ف) . ولعل الصواب ما أثبتناه، وقد تقدم نحو هذا التصحيف في المسألة رقم (2012) . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/392 رقم 9090) من طريق أسْوَد بن عامر، وابن ماجه في "سننه" (4229) من طريق يزيد بن هارون، وأبو يعلى في "مسنده" (6247) من طريق بشر بن الوليد، والقضاعي في "مسند الشهاب" (578) ، وتمَّام في "فوائده" (1744/الروض البسام) من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، جميعهم عن شريك، به، مرفوعًا. ورواه ابن ماجه في "سننه" (4230) من طريق زكريا ابن عَدي، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي سفيان، عن جابر، به، مرفوعًا. (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . الحديث: 2144 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 508 2145- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو شِهَاب (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ شَهْرِ بنِ حَوْشَب، عَنْ أَبِي الدَّرداء؛ قَالَ: يُرسَل عَلَى أْهَلِ النَّارِ الجوعُ ... ، الحديثَ فِي قصَّةِ أهلِ النَّارِ وَمَا يَسْتَسْقُونَ. وَرَوَاهُ أَبُو عَوانة، ومالكُ بنُ سُعَير (2) ، عَنِ الأعمَش (3) ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ شَهْر، عَنْ أمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، هَذَا الحديثَ. قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟   (1) هو: عبد ربه بن نافع الحنَّاط. ولم نقف على روايته، والحديث رواه ابن أبي الدنيا في "صفة النار" (84) من طريق جرير، عن الاعمش، به. (2) في (ش) : «سعيد» ، وفي (ت) و (ك) : «سفيان» . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34118) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُضَيل، عَنِ الأعمش، به، موقوفًا. ورواه الطبري في "تفسيره" (19/78) من طريق إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ شريك، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرَّة، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبَ، عن معدي كرب، عن أبي الدرداء، موقوفًا. ورواه الترمذي في "جامعه" (2586) ، والطبري في "تفسيره" (19/78) ، والدينوري في "المجالسة" (846) ، والثعلبي في "تفسيره" (8/345) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (600 و601) من طريق قطبة بن عبد العزيز السعدي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْر بْنِ عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، به، مرفوعًا. ونقل الترمذي عن شيخه الدارمي قوله: «والناس لا يرفعون هذا الحديث» . وقال الترمذي: «إنما نعرف هذا الحديث عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شِمْر بْنِ عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قوله، وليس بمرفوع، وقطبة بن عبد العزيز هو ثقة عند أهل الحديث» . الحديث: 2145 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 509 قَالَ: هَذَا زَادَ رجُلاً، لا يُدْرى أيُّهما أصحُّ، قَدْ سَمِعَ شَهْر مِنْ أمِّ الدَّرْداء، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي الدَّرْداء، وَهَذَا ربَّما كَانَ مِنَ الأعمَش؛ يَزِيدُ مرَّةً رَجُلا، ويَنْقُصُ مَرَّة (1) . 2146 - وسمعتُ أبي وحدَّثنا عن هارون ابن سَعِيدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ نِزار، عن محمد (2) - يعني: ابنَ عبد الله بْنِ عُبَيد بْنِ عُمَير -، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (3) ، عَنِ ابْنِ عباس: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ، مَا بَيْنَ زَاوِيَتَيْهِ سَوَاءٌ (4) ، مَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الوَرِقِ (5) ، وأَحْلَى مِنَ   (1) قال الدارقطني في "العلل" (1086) : «يرويه الأعمش واختُلف عنه فرواه قُطْبَة بن عبد العزيز، عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ شِمْر بْنِ عطية، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، عن النبيِّ (ص) . وخالفه عبد السلام بن حرب، فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، ولم يجاوز به ولم يُسنده. وخالفه زائدة فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عن شهر، عن أبي الدرداء موقوفًا، ولم يذكر أم الدرداء، ولم يسنده غيرُ قطبة، وهو صالح الحديث؛ فإن كان حفظه فهو أحسنها إسنادًا. وقد وافق زائدةَ على روايته محمدُ بن فضيل؛ فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة، عن شهر إلا أنه قال: عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء ووقفه أيضًا، وقيل: عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أبي الدرداء، عن النبيِّ (ص) ، وافقه قطبة. ورواه معمر بن زائدة قَائِدِ الأَعْمَشِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عمرو بن مرة، عن شمر بن عطية» . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (11/102 رقم 11249) من طريق إبراهيم بن هاشم البغوي، عن محمد بن عبد الوَّهاب الحارثي، عنه، به. (3) هو: عبد الله بن عبيد الله. (4) في حديث عبد الله بن عمرو الآتي تخريجه في مسألتنا: «وزواياه سواء» ، قال النووي في "شرح صحيح مسلم" (15/55) : قال العلماء: معناه طولُه كعَرضه. (5) قال النووي في الموضع السابق: «هكذا هو في جميع النسخ، الوَرِق بكسر الراء: وهو الفِضَّة، والنحويُّون يقولون: أن فعلَ التعجُّب الذي يقال فيه: هو أفعل من كذا، إنما يكون فيما كان ماضيه على ثلاثة أحرف، فإن زاد لم يُتعَجَّب من فاعله، وإنما يُتعَجَّب من مصدره، فلا يقال: ما أبيضَ زيدًا، ولا: زيدٌ أبيضُ من عمرو، وإنما يقال: ما أشدَّ بياضَه، وهو أشدُّ بياضًا من كذا. وقد جاء في الشعر أشياءُ من هذا الذي أنكروه، فعَدُّوه شاذًّا لا يُقاس عليه، وهذا الحديثُ يدلُّ على صحَّته، وهي لغةٌ، وإن كانت قليلةَ الاستعمال» . الحديث: 2146 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 510 العَسَلِ، ورِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وكِيزَانُهُ (1) كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي مُلَيْكَة (2) ، عَنْ أسماءَ (3) ، عن النبيِّ (ص) . 2147 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ الفِرْيابي (4) ، عن   (1) الكِيزانُ: جمع كُوز، وهو إناءٌ للشُّرب له عُروَة (أذن) . "متن اللغة" (ك وز) (ص123) . (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6593 و7048) ، ومسلم في "صحيحه" (2293) من طريق نافع بن عمر، عنه، به بلفظ: «إني على الحوض حتى أنظرَ من يَرِدُ عليَّ منكم، وسيُؤخذ أناسٌ دوني فأقول: يا ربِّ، منِّي ومن أمَّتي! فيُقال: هل شَعرتَ ما عَملوا بعدَك ... . ورواه البخاري (6579) ، ومسلم (2292) من طريق نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ أبي مليكة، عن عبد الله بن عَمرو، به، مرفوعًا، نحو حديث ابن عباس. (3) هي: ابنة أبي بكر الصديق خ. (4) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (3517/كشف الأستار) ، من طريق الفضل ابن يعقوب، عنه، به. قال البزار: «لا نعلم أسنده من هذا الطريق إلا سفيان الثوري، ولا عنه إلا الفريابي» ! ورواه البيهقي في "البعث والنشور" (485) من طريق محمد بن يحيى، عَن الفريابي، عَن الثوري، عَن ابن المنكدر، به مرسلاً. ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/301) ، وابن عدي في "الكامل" (4/218) ، وابن مردويه في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (7/248) -، والصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص 73) ، والطبراني في "الأوسط" (8816) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/90) ، وفي "صفة الجنة" (215) ، وتمَّام في "فوائده" (1785/الروض البسام) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة، والبيهقي في "البعث والنشور" (484) ، و"الشعب" (4416) ، وفي "الآداب" (843) من طريق معاذ ابن معاذ العنبري، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (353 و477) من طريق الحسين بن حفص، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1554) من طريق الحسين بن الوليد، جميعهم عن الثوري، عَنِ = = ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، به. ورواه الطبراني في"الأوسط" (919) ، وابن عدي في"الكامل" (6/366) من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (90) ، والخطيب في "الموضح" (1/467) من طريق نوح بن أبي مريم، كلاهما عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، به. الحديث: 2147 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 511 الثَّوري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رجلٌ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَيَنامُ أَهْلُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: النَّوْمُ أَخُو المَوْتِ، وأَهْلُ الجَنَّةِ لاَ يَمُوتُونَ. قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: ابنُ المُنْكَدِر، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لْيَسَ فِيهِ: جَابِرٌ (1) . 2148 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بنُ مُسْلِم (2) ، عن   (1) روى الحديث مرسلاً ابن المبارك في "الزهد" (279/رواية نعيم بن حماد) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/301) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد لأبيه" (ص15) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (486) من طرق عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ ابْنِ المنكدر، به، مرسلاً. وذكر الدارقطني في"العلل" (4/87/أ) الاختلافَ في الحديث، وصوَّب الإرسال. (2) روايته أخرجها المصنِّف في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (7/25) -، والطبراني في "الأوسط" (6994) ، وابن عدي في "الكامل" (4/272) ، والثعلبي في "تفسيره" (8/152) . ومن طريق الطبراني رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/324) . قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ زيد بن أسلم إلا ابنه عبد الرحمن، تفرَّد به الوليد بن مسلم» . الحديث: 2148 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 512 عبد الرحمن بْنِ زَيْدٍ - يَعْنِي: ابنَ أَسْلَم -، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ خَيَّرَنِي بَيْنَ أَنْ يَغْفِرَ لِنِصْفٍ مِنْ أُمَّتِي وأَنْ (1) أَخْتَبِئَ (2) شَفَاعَتِي، فَاخْتَرْتُ شَفَاعَتِي، ورَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ أَعَمَّ لأُمَّتِي، ولَوْلاَ الَّذِي سَبَقَنِي إِلَيْهِ العَبْدُ الصَّالِحُ لَتَعَجَّلْتُ دَعْوَتِي، قالوا: ومَنْ يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ لَمَّا فَرَّجَ عَنْ إِسْحَاقَ كَرْبَ الذَّبْحِ قِيلَ لَهُ: سَلْ تُعْطَهْ؛ قَالَ: أمَا واللهِ لأَتَعَجَّلَنَّهَا (3) قَبْلَ نَزَغَاتِ الشَّيْطَان ِ، اللَّهُمَّ، مَنْ مَاتَ لاَ يُشْرِكُ بِكَ (4) شَيْئًا فَاغْفِرْ لَهُ، وأدخِلْهُ الجَنَّةَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (5) . 2149 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (6) ، عَنِ   (1) في (ش) : «أو أن» . (2) اخْتَبَأَ الشَّيءَ: ستره. فـ «اختبأ الشيءُ» ؛ يأتي لازمًا ومتعديًا. "تاج العروس" (خبأ) . (3) في (ك) : «لا تعجلتها» . (4) في (ش) : «به» . (5) قال ابن كثير "تفسيره" (7/25) : «هذا حديث غريبٌ مُنكَر، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيفُ الحديث، وأخشى أن يكونَ في الحديث زيادةٌ مدرجَة، وهي قوله: إن الله تعالى لما فرَّج عن إسحاق ... إلى آخره» . (6) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/263) ، والطبراني في "الكبير" (19/417 رقم 1006) ، وتمَّام في "فوائده" (1692/الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (8/259) ، وابن العديم في "بغية الطلب" (3/1545) . قال العقيلي: «مُخَيْسُ بْنُ تَمِيمٍ الأَشْجَعِيُّ، عَنْ بهز بن حكيم، لا يُتابَع على حديثه» . ثم روى هذا الحديث، وقال: «وهذا يُروى من غير هذا الوجه، وبغير هذا اللفظ بإسنادٍ أصلحَ من هذا» . الحديث: 2149 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 513 مُخَيَّس بْنُ تَميمٍ الأَشْجَعي، عَنْ بَهْز بْنِ حَكِيم (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عن جَدِّه، عن النبيِّ (ص) قال: إِنَّ اللهَ خَلَقَ مِئَةَ رَحْمَةٍ، فَبَثَّ بَيْنَ خَلْقِهِ وَاحِدَةً فَهُمْ يَتَرَاحَمُونَ بِهَا، وأَخَّرَ لأَوْلِيَائِهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ؟ قَالَ أَبِي: «هَذَا حديثٌ موضوعٌ» ؛ يَعْنِي: بِهَذَا الإِسْنَادِ. 2150 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد بْنُ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ زُهَير (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو بن عبد الله الأَصَمّ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : وإِنَّ نَارَكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ سَمُومِ جَهَنَّمَ ... ، وَذَكَرَ الحَديث (5) ؟ قَالَ أَبِي: الحديثُ موقوفٌ؛ أوقفَهُ أصحابُ زهير (6) .   (1) هو: بهز بن حكيم بن معاوية بن حَيْدَة. (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2524) . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1864) ، والشاشي (829) ، والطبراني في "الكبير" (10/221 رقم 10532) . وجاء عند البزار: «عمرو بن ميمون» بدل: «عمرو بن عبدلله» . قال البزار: «هكذا رواه زهير ولا نعلم رواه عن زهير إلا عبيد بن إسحاق. ورواه عمرو بن ثابت، عَنْ = = أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو الأصم، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) بنحوه. ورواه غير عمرو بن ثابت، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو الأصم، عن عبد الله موقوفًا» . (4) هو: ابن معاوية. (5) ستأتي قطعة أخرى منه في المسألة رقم (2524) . (6) أخرج الحديثَ موقوفًا معمر في "جامعه" (20357/مصنف عبد الرزاق) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو بن عاصم، عن ابن مسعود. كذا قال: عمرو بن عاصم. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (145) من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عمرو بن عبد الله الأصم، عن ابن مسعود. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (9/217 رقم 9057) من طريق الثوري، والحاكم في "المستدرك" (2/474) من طريق إسرائيل، كلاهما عن أبي إسحاق، به. لكن جاء عند الطبراني: عمرو بن ميمون. الحديث: 2150 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 514 2151 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَلَمة بْنُ شَبيب (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ دِينَارٍ الدِّمشقي، عَنِ الرَّبِيع بْنِ صَبِيح، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ، اشْتَاقُوا الإِخْوَانَ، فَيَسِيرُ سَرِيرُ (2) ذَا، وَسَرِيرُ ذَا، حَتَّى يَلْتَقِيان (3) ، فَيَتَّكِئُ ذَا، وَيَتَّكِئُ (4) ذَا، فَيَتَحَدَّثَانِ مَا كَانَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَقُولَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَيَا فُلاَنُ، تَدْرِي يَوْمَ غَفَرَ اللهُ لَنَا يَوْمَ كُنَّا فِي مَوْضِعِ كَذَا وكذَا، فَدَعَوْنَا اللهَ عَزَّ وجَلَّ فَغَفَر لَنَا؟   (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3553/كشف الأستار) عنه، به. ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/103) من طريق آدم بن موسى الحواري، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/124) من طريق أحمد بن إبراهيم بن محمد بن المنخل، كلاهما عن سلمة، به. ورواه الدينوري في "المجالسة" (2473) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (610) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (443) من طريق سعيد بن دينار، به. وقال البزار: «لا نعلمه يُروى عن النبيِّ (ص) إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به أنس» . قال العقيلي في ترجمة سعيد بن دينار: «لا يُتابَع عليه، ولا يُعرف إلا به» . ورواه أبو نعيم في "الحلية" (8/49) من طريق إبراهيم ابن أدهم قال: روى الرَّبيع بْنِ صَبِيح، عَنِ الْحَسَنِ، عن أنس، فذكره مرفوعًا. قال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث إبراهيم والربيع» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (2321) . (2) في (ت) : «سير» . (3) كذا في جميع النسخ بإثبات النون في «يلتقيان» بعد «حتَّى» ، وقد تقدم توجيه ذلك في التعليق على نحوه في المسألة رقم (594) . (4) وقع في روايتي البزار وأبي نعيم في "تاريخه" السابقتين: «فيبكي ذا، ويبكي ذا» . الحديث: 2151 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 515 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر، وسعيدٌ مَجْهُولٌ. 2152 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا اختُلِفَ عَلَى عِيسَى بْنُ يُونُسَ، فحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عن عبد الرَّحيم بْنُ مُطَرِّف (1) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ حَرِيز (2) بْنِ عُثْمَانَ، عن عبد الرحمن بْنِ مَيْسَرة، عَنْ أَبِي أُمامَة، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لاَ يَدْخُلُ (3) النَّارَ أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ مَنْ شَرَدَ عَلَى اللهِ كَشَرْدِ (4) البَعِيرِ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حدَّثناه عبد الرَّحيم، مَرْفُوعٌ (*) ، وحدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى؛ قَالَ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ [يُونُسَ] (5) ، عن حَرِيز (6) ، موقوفً (*) .   (1) لم نقف على روايته، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/258 رقم 22226) ، والحاكم في "المستدرك" (1/55-56) ، و (4/247) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلالٍ، عَنْ علي بن خالد، عن أبي أمامة، به، مرفوعًا. (2) في (ك) : «جرير» . (3) في (ك) : «لا تدخل» . (4) في مصادر التخريج: «كشِراد البعير» ، قال ابن منظور: شَرَدَ البعيرُ يَشْرُدُ شَرْدًا وشِرادًا وشُرودًا: نَفَرَ، فهو شارِدٌ. "اللسان" (ش ر د/3/236) . (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد ذكرناها في المسألة رقم (34) . (5) في جميع النسخ: «موسى» ، وهو خطأ، وما أثبتناه يدلُّ عليه السياق، فمدار الاختلاف في الحديث على عيسى ابن يونس، والله أعلم. (6) في (ك) : «جرير» . وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34720) من طريق شَبابة بن سوَّار، عنه، به موقوفًا. ووقع في المطبوع من "المصنف": «جرير» بدل: «حريز» . ورواه الطبراني في "الكبير" (8/175 رقم 7730) ، و"مسند الشاميين" (1583) من طريق فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ لُقْمَانِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، به، موقوفًا. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (8/537) إلى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم، وابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه. الحديث: 2152 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 516 2153 - وسمعتُ (1) أَبِي يقولُ فِي حديثٍ حدَّثنا يَحْيَى بنُ عَبْدَك القَزْويني، عَنْ مَكِّيِّ بنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ حَبيبِ بنِ الشَّهِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: لَيُخْرِجَنَّ أَقْوامًا (2) من النَّار بَعْدَمَا احْتَرَقُوا فِيهَا، فَيْقَالُ: هَؤُلاءِ الجَهَنَّمِيُّونَ طُلَقَاءُ اللهِ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ حَبيبُ بنُ شِهَاب المُدْلِجِي (3) ، وَلَيْسَ هُوَ بِحَبِيبِ بْنِ الشَّهيد. 2154 - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وسمعتُ عليَّ ابن شهاب الرازي (5)   (1) انظر المسألة رقم (1011) . (2) كذا في جميع النسخ، ولها تخريجان: الأول: أن الفعل مبنيٌّ للمعلوم: «لِيُخْرِجَنَّ أقوامًا من النار» ، على أنَّ الفاعل ضمير يرجع إلى الجلالة، وهذا مفهوم من السياق، والتقدير: «لِيُخْرِجَنَّ اللهُ أقوامًا من النار» ، ويدلُّ على ذلك آخر الحديث في قوله: «طلقاء الله» ؛ فهؤلاء آخر من يَخْرُجُ من النار، ويكون خروجهم برحمة الله تعالى، وانظر تعليقنا على المسألة (400) . والثاني: أن الفعل مبنيٌّ للمجهول: «لَيُخْرَجَنَّ أقوامًا من النار» ، ونائب الفاعل هو قوله: «من النار» ، ويبقى قوله: «أقوامًا» منصوبًا على المفعولية؛ وإنابة غير المفعول به مقام الفاعل مع وجود المفعول به، جائزٌ؛ وقد تقدم تعليقنا على ذلك في المسألة رقم (252) . (3) في (ك) : «المديحي» . وانظر ترجمته في "التاريخ الكبير" (2/114) ، و"الجرح والتعديل" (3/103) . (4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (5) لم نقف على روايته، والحديث رواه النسائي في "سننه" (3997) ، والطبراني في "الكبير" (10/96 رقم 10075) ، والدارقطني في "الأفراد" (224/أ/الأطراف) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/147) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/191) ، و"الشعب" (4943) من طريق مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عن الأعمش، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به معتمر، عن أبيه، عن الأعمش» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث سليمان التيمي، عن الأعمش، لم يروه عنه إلا ابنه معتمر» . الحديث: 2153 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 517 وحدَّثنا عَنْ عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ قاضي الرَّيِّ، [عن] (1) مِنْدَل (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ شَقيقِ بنِ سَلَمة، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبيل، عن عبد الله بن مسعود (3) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَوَّلُ مَا يُقْضَى يَوْمَ القِيَامَةِ بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ؛ يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذً (*) بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَتَلَنِي هَذَا، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: فِيمَ (4) قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: قَتَلْتُهُ لِتَكُونَ العِزَّةُ لَكَ، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: فَإِنَّهَا لِي؛ قَالَ: ويَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذً (*) بِيَدِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، قَتَلَنِي هَذَا، فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: بِمَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ: قَتَلْتُهُ (5) لِتَكُونَ (6) العِزَّةُ لِفُلاَن ٍ؛ قَالَ: فَيَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: فَإِنَّهَا لَيْسَتْ لِفُلاَن ٍ، بوءا (7) بِذَنْبِهِ.   (1) قوله: «عن» سقط من جميع النسخ، ولا بد منه. وانظر "الجرح والتعديل" (6/273) . (2) في (أ) : «مبدل» . وهو: مندل - مثلث الميم وساكن النون - ابن علي العنزي، يقال: اسمه عمرو. (3) هنا انتهى السقط من النسخة (ف) . (*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) في (ف) و (ك) : «فبم» . (5) في (ت) و (ك) : «قتلت» . (6) في (ك) : «ليكون» . (7) كذا في جميع النسخ: «بوءا» ، ولعلها محرَّفة عن: «بُؤ» كما في مصادر التخريج، وهو فعل أمر من باء يَبُوءُ. وما في النسخ يمكن أن يضبط على وجهين: الأول: «بَوْءًا» على أنها مفعول مطلق لفعل = = محذوف، والتقدير: «بُؤْ بَوْءًا بذنبه» . والثاني: «بُوءَا» بألف التثنية، والمراد به: أن الذنب يكون على القاتل، وعلى المقتول لأجله إذا كان القتل برضاه وإذنه، والله تعالى أعلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 518 فسمعتُ عليَّ بْنَ شِهَابٍ يَقُولُ: وَجَّهتُ هَذَا الحديثَ إِلَى أَبِي زُرْعَةَ، فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ (1) عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيل، مَوْقُوفٌ (2) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وَكَذَا (4) رَوَاهُ وَكيعٌ؛ حدَّثنا عَمْرٌو الأَوْدي؛ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكيع (5) ، عَنِ الأعمَش، عن أبي وائل (6) ، عن عبد الله (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ. قَالَ الأعمَش: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: زاد فيه عمرو ابن شُرَحْبيل: يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذً (*) بِيَدِ الرَّجُلِ ... ، وَذَكَرَ بقيَّة الْمَتْنِ. وَأَمَّا أبو معاوية (8) فرواه مُرسَلً (*) .   (1) قوله: «عن» سقط من (ك) . (2) قوله «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . والحديث من هذا الوجه أخرجه النسائي (3994) من طريق إبراهيم بن طهمان، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عمرو بن شرحبيل، عن ابن مسعود، به، موقوفًا. (3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (4) في (ت) و (ك) : «كذا» بلا واو. (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (27939) ، وفي "المسند" (229) عنه، به. وعن ابن أبي شيبة رواه مسلم في "صحيحه" (1678) . ورواه مسلم (1678) من طريق عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله بن نمير؛ ثلاثتهم عن وكيع، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (6533) من طريق حفص بن غياث، وفي (6864) من طريق عبيد الله بن موسى، ومسلم في "صحيحه" (1687) من طريق شعبة، ثلاثتهم عن الأعمش، به. (6) هو: شقيق بن سلمة. (7) قوله: «عن عبد الله» سقط من (ك) . وعبد الله، هو: ابن مسعود ح. (*) ... كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (8) هو: محمد بن خازم الضَّرير. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 519 أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم (1) قَالَ: حدَّثنا (2) أَحْمَدُ بْنُ سَيَّار (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ شَقيق، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبيل؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُقْضَى فِيهِ بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ، يَجِيءُ الرَّجُلُ آخِذً (5) بِيَدِ   (1) قوله: «أخبرنا أبومحمد عبد الرحمن بن أبي حاتم» ليس في (ف) ، وقوله «: عبد الرحمن ابن أبي حاتِم» ليس في (أ) و (ش) . (2) في (ف) : «وحدثنا» . (3) كذا في جميع النسخ، لكن ناسخ (ف) كان قد كتب: «أحمد بن سنان» ، ثم ضرب على «سنان» وكتبها «سيار» ، وهو مشكل! فإن عبد الرحمن بن أبي حاتم لم يسمع من أحمد بن سيار المروزي، وإنما يروي عنه بواسطة عَليّ بْن الْحُسَيْن بْن الجنيد كما أخبر هو عن نفسه بهذا في "الجرح والتعديل" (2/53 رقم61) . والذي نراه أن ما وقع في النسخ هنا متصحِّف عن «أحمد بن سنان» بسبب تقارب الرسم، ويستأنس في هذا بما سبقت الإشارة إليه في نسخة (ف) ؛ وأحمد بن سنان القطان الواسطي هو الذي يروي عنه عبد الرحمن ابن أبي حاتم كثيرًا كما في "الجرح والتعديل" (1/26) و (2/7) ، و (3/124) ، و (4/40) و (5/251) ، و (6/101) ، و (7/26) و (8/72) ، و (9/40) ، وغيره كثير، وهو الذي يروي عن أبي معاوية محمد خازم كما نص عليه ابن أبي حاتم نفسه في "الجرح والتعديل" (2/53) ، وقد جعل أبو الفضل الهروي هذا من علامات التمييز بينهما، فقال في "المعجم في مشتبه أسامي المحدثين" (ص63) : «أحمد بن سنان، وأحمد ابن سيار، كانا في عصر واحد. وأحمد بن سنان: هو القطان، يروي عن أبي معاوية، واسطي. أحمد بن سيار: يروي عن عبد الله بن عثمان المروزي، مروزي» . (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (35857) عنه، به. ورواه النسائي في "سننه" (3995) من طريق أحمد بن حرب، عنه، به. وخالفهما محمد بن العلاء فرواه عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن أبي وائل شقيق ابن سلمة، عن ابن مسعود، به، موقوفًا. وروايته أخرجها النسائي (3996) . ورواه معمر في "الجامع" (19717) عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ سلمة، عن ابن مسعود، به، موقوفًا. ورواه النسائي في "سننه" (3993) من طريق الثوري، عن الأعمش، به، موقوفًا. (5) كذا! وتقدم التعليق على مثله قريبًا. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 520 الرَّجُلِ ... ، وذكرَ بقيَّةَ الْمَتْنِ (1) . 2155 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ يونسُ بنُ عبد الأعلى، [عن] (3) العِرْقي (4) ، عَنِ ابْنِ المُبارك، عَنْ عَاصِمٍ (5) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : شَفَاعَتِي لأَهْلِ الكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي؟   (1) قال الدارقطني في"العلل" (5/90) : «يرويه الأعمش، عن أبي وائل، رفعه عنه: يحيى القطان، ووكيع، ومحمد بن عبيد، وعبد الله بن داود الخريبي، وحميد الرواسي، ومالك بن سُعَير. ورواه أبو نعيم وأبو عاصم، عن الثوري، عن الأعمش مرفوعًا. وغيرهما يرويه عن الثوري، عن الأعمش، وشكَّ في رفعه. ورواه أبو معاوية الضرير، وعلي بن مسهر، عن الأعمش موقوفًا. وقيل: عن عمرو بن علي، عن وكيع، وأبي معاوية، والخريبي، عن الأعمش مرفوعًا. وقال جَرِيرٍ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وائل، عن عمرو ابن شُرَحْبيل مرسلاً، عن النبيِّ (ص) . وجمع حميد الرؤاسي بين الحديثين جميعًا فقال: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) ، وعن الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَمْرِو بن شرحبيل، عن النبيِّ (ص) . وقيل: عن سليمان التيمي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبيل، عَنْ عبد الله؛ مرفوعًا. وحديث أبي وائل عن عبد الله، صحيح ويشبه أن يكون الأعمش كان يرفعه مرة، ويقفه أخرى، والله أعلم» . (2) نقل بعض النص الضياء في "المختارة" (6/295) ، وانظر المسألة رقم (1729) . (3) ما بين المعقوفين زيادةٌ ليست في النسخ، ولابد منها، فالحديث رواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2066) من طريق المصنف، ورواه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (570) من طريق نوح بن منصور، كلاهما عن يونس بن عبد الأعلى، ثنا العِرْقي - وهو: عروة بن مروان - عن ابن المبارك، به. ورواه الطبراني في "الكبير" (1/258 رقم 749) ، و"الأوسط" (3566) ، و"الصغير" (448) ، والضياء في "المختارة" (6/294-295) من طريق خير بن عرفة، عن عروة بن مروان العِرْقي، عن ابن المبارك، به. ومن طريق الطبراني رواه ابن عساكر في"تاريخ دمشق" (17/77) . قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ عاصم إلا ابن المبارك، تفرَّد به عروة بن مروان» . (4) في (ك) : «الصدقي» ، وهو: عروة بن مروان. (5) هو: ابن سليمان الأحول. الحديث: 2155 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 521 فسمعتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ يَقُولانِ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. وقال (1) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَاصِمٌ (2) ، عَنْ أَنَسٍ: مَنْ كذَّبَ بِالشَّفاعَةِ أَوْ بالحَوْضِ، لَمْ تَنَلْهُ (3) . 2156 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَطِيَّة بْنُ بَقِيَّة، عَنْ أَبِيهِ بَقِيَّة بْنِ الْوَلِيدِ، عن بِشْر ابن جَبَلَة، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: يَجْمَعُ اللهُ (4) أَطْفَالَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي حِيَاضٍ تَحْتَ العَرْشِ، فَيَطَّلِعُ اللهُ إِلَيْهِمْ (5) اطِّلاَعَةً، فَيَقُولُ لَهُمْ: مَا لِي أَرَاكُمْ رَافِعِي رُؤُوسِكُمْ إِلَيَّ؟ فَيَقُولُونَ: يَا رَبَّنَا! الآبَاءُ والأُمَّهَاتُ فِي عَطَشِ القِيَامَةِ، ونَحْنُ فِي هَذِهِ الحِيَاضِ (6) ، فَيُوحِي اللهُ إِلَيْهِمْ أَن ِ اغْرِفُوا فِي هَذِهِ الآنِيَةِ مِنْ هَذِهِ الحِيَاضِ، ثُمَّ تَخَلَّلُوا صُفُوفَ القِيَامَةِ فَاسْقُوا الآبَاءَ والأُمَّهَاتِ؟   (1) في (ش) : «قال» بلا واو. (2) أخرج هذه الرواية سعيد بن منصور في "سننه" (ق217/أ) فقال: نا عبد الله بن المبارك، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ قال: من كذَّّب بالشفاعة فلا نصيب له فيها. وأخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2088) من طريق بشر بن مبشر، عن ابن المبارك كذلك. وأخرجه هنَّاد في "الزهد" (189) ، وأبو حفص الحدثي في "نسخته" (ق2) كلاهما من طريق أبي معاوية، عن أنس، به. ومن طريق هنَّاد رواه الآجري في "الشريعة" (777) . وعزاه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (11/426) إلى سعيد بن منصور، وصحح سنده. (3) كذا في (ت) و (ف) ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ. (4) تكرر في (ف) لفظ الجلالة: «الله» . (5) في (أ) : «اللهم» . (6) في (ك) : «ونحن في حياض تحت العرش» ، وضرب على قوله: «العرش» . الحديث: 2156 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 522 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ. قلتُ: باطل (1) هَذَا الْحَدِيث ممَّن هو؟ قَالَ: من بِشْر بْن جَبَلَة. 2157 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (3) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ، عَنْ النبيِّ (ص) : إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ لَيَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الغُرَفِ فَوْقَهُمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الغَائِرَ (4) فِي الأُفُقِ مِنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمَا، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، تِلْكَ منازلُ الأَنْبَيَاءِ يا رسولَ الله (5) ، لا (6) يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: بَلَى (7) والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! رِجَالٌ آمَنُوا بِاللهِ وَصَدَّقُوا المُرْسَلِينَ؟ قَالَ أَبِي: هذا خطأٌ، وقد رُوي عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ حديثٌ مِنْ غَيْرِ حَدِيثِ مَالِكٍ (8) ، لَيْسَ هَكَذَا لفظُهُ (9) .   (1) كذا في جميع النسخ، والمراد: بُطلانُ هذا الحديث ممَّن هو؟ والمصدر قد يأتي في العربية على وزن اسم الفاعل، انظر التعليق على المسألة رقم (1867) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1956) . (3) هو: سلمة بن دينار. (4) في (ف) : «العابر» . وتقدم تفسيرها والتعليق عليها في المسألة رقم (1956) . (5) قوله: «يا رسول الله» الثانية ليس في (ت) و (ك) . (6) قوله: «لا» سقط من (ك) . (7) كذا في جميع النسخ، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1956) . (8) في (ك) : «عن سهل بن سعد من حديث مالك» . (9) في (ت) : «يعظه» . الحديث: 2157 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 523 فأمَّا مِنْ (1) حديثِ مالكٍ، فَإِنَّمَا (2) يَرْوِيهِ، عَنْ صَفوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطاء بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عن النبيِّ (ص) . فقلتُ لَهُ: فَقَدْ حدَّثنا (3) يُونُسُ بن عبد الأعلى، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ صَفوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطاء بْنِ يَسار، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) ، هَذَا المَتْنَ؟ فَقَالَ: هَذَا هُوَ الصَّحيح. وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حديثَ أيُّوب بْنِ سُوَيد هَذَا، فَقَالَ (4) : هَذَا وَهَمٌ؛ وَهِمَ فِيهِ أيُّوبُ بْنُ سُوَيد؛ وَإِنَّمَا هُوَ: مَالِكٍ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنِ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كذا حدَّثنا الأُوَيْسي (5) ، عَنْ مَالِك. 2158 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير (6) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ عُمَير بْنِ [سَعْدٍ] (7) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجلَّ وَعَدَنِي في ثَلاثِ مِئَةِ أَلْفٍ مِنْ أُمَّتِي أَنْ يَدْخُلُوا الجَنَّةَ ... الحديثَ؟   (1) قوله: «من» ليس في (ك) . (2) في (ش) : «إنما» . (3) في (ك) : «فقلت: قد حدثنا» . (4) قوله: «هذا فقال» سقط من (ك) . (5) هو: عبد العزيز بن عبد الله. (6) روايته ذكرها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/2525) ، وابن منده؛ كما في "الإصابة" (9/138) . قال ابن منده: «تابعه الحجَّاج، وخالفهما هشام» . (7) في جميع النسخ: «سعيد» ، وهو خطأ، وسيأتي على الصواب في آخر المسألة. الحديث: 2158 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 524 قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مُعاذُ بنُ هِشَامٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتادة، عَن النَّضْر بْن أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ. وهشامٌ (2) الدَّسْتَوائي أحفظُ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يكونَ كنيةَ النَّضْر بْنِ أَنَسٍ: «أَبُو بَكْر» ، ويَحْتملُ أَيْضًا أَنْ يكونَ محمودُ بنُ عُمَيْر كنيتُه: «أَبُو بَكْرٍ» ، وعُمَيرُ بنُ سعدٍ لَهُ صُحْبةٌ (3) ، فقصَّر سعيدُ بْنُ بَشِير، وَلَمْ يقُل: عن أبيه (4) .   (1) هو: معاذ بن هشام الدَّسْتَوائي. وروايته ذكرها الطبراني في "الأوسط" (3400) قال: «وَرَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بكر بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ ابن عمير، عن أبيه» . وعزاه الحافظ ابن الحجر في "الإصابة" (7/170-171) إلى البغوي، وابن أبي خيثمة، وابن السكن. ورواه الطبراني في "الكبير" (17/64 رقم 123) من طريق معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عمير، عن أبيه، به. كذا بإسقاط: «النضر بن أنس» بين قتادة وأبي بكر بن عمير. قال ابن السكن - كما في "الإصابة" (7/171) -: «تفرَّد به معاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن قتادة، وكان معاذ ربَّما ذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد، وربما لم يذكره» . = ... وقال البغوي - كما في "الإصابة" (7/171) -: «بلغني أن معاذ بن هشام كان في أول أمره لا يذكر أبا بكر بن أنس في الإسناد، وفي آخر أمره كان يزيده في السند» . ورواه معمر في "جامعه" (20556/مصنف عبد الرزاق) عن قتادة، عن أبي النَّضر، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : «إن اللهَ عز وجل وَعَدَني أن يُدخلَ الجنَّةَ من أمتي أربعَ مئةِ ألفٍ ... » الحديث. ومن طريق معمر رواه الطبراني في "الأوسط" (3400) ، و"الصغير" (342) ، والضياء في "المختارة" (7/254-255) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/208) . قال الطبراني: «لم يَروه عَنْ قَتَادَةَ، عَن النَّضر بْن أنس، عن أنس إلا معمر، تفرَّد به عبد الرزاق» . (2) من قوله: «عن أبيه عن قتادة ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) كان عمر ح يسمِّيه: نسيجَ وَحْدِه. كما في "تقريب التهذيب". (4) قال الدارقطني في "العلل" (4/ل12/ب) : «يرويه قتادة، واختُلف عنه؛ فرواه معمر، عَنْ قَتَادَةَ، عَن النَّضْر بْن أنس، عن أنس، وخالفه أبو هلال الراسبي؛ فرواه عن قتادة، عن أنس. وخالفهما هشام الدَّسْتَوَائي، رواه عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُمَير الأنصاري، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) . والقولُ ما قال هشام؛ لأن أبا هلال ضعيفٌ، ومعمر سيِّئ الحفظ لحديث قتادة والأعمش» . اهـ. ومن قوله: «وخالفهما هشام ... » إلى «عن النبيِّ (ص) » تكرر في مخطوط العلل. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 525 2159 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو يُوسُفَ الصَّيْدَناني الرَّقِّيُّ (1) ، عَنْ فَيَّاض بْنِ محمَّد الرَّقِّي (2) ، عَنْ عبد الله بْنِ يَزِيدَ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي الدَّرْداء، وَأَبِي أُمَامَة، وواثِلَةَ بنِ الأَسْقَع، وأنسِ بنِ مَالِكٍ؛ قالوا: سُئل رسولُ الله (ص) كيف يَبْعَثُ (3) الأوَّلين والآخِرين؛ صغيرَهم وكبيرَهم؟ قَالَ (4) : يَبْعَثُهُمُ اللهُ أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً، شُعْثًا (5) غُرْلاً (6) ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وعبدُالله لا أعرفُهُ (7) .   (1) هو: محمد بن أحمد بن محمد الكُرَيْزي. ويقال: الصَّيدَلاني بلام بدل النون. وتقدم بيان ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (1291) . (2) قوله: «عَنْ فَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيِّ» مكرر في (ك) . (3) أي: الله تعالى. (4) في (ك) : «ولا» بدل: «قال» . (5) يقال: رجلٌ شَعِثٌ، وشَعرٌ شَعِثٌ، ويقال فيهما: أَشْعَث، وامرأةٌ شعثاء وشَعِثَة. وهو المتلبِّد الشَّعر المغيَّر. "مشارق الأنوار" (2/255) . وانظر "المصباح المنير" (ص314- شعث) . (6) أي: غير مَخْتونين. انظر "المصباح المنير" (2/446) . (7) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/197) : «عبد الله بن يزيد بن آدم روى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ وَأَبِي أُمَامَةَ وواثلة بن الأسقع: أن النبيَّ (ص) سُئل كيف تُبعَثُ الأنبياءُ؟ روى عنه فياض بن محمد الرقي. سألتُ أبي عنه؟ فقال: لا أعرفه، وهذا حديثٌ باطِلٌ» . الحديث: 2159 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 526 2160 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سُلَيمان بن يَسار (3) ، عَنْ بَعْضِ مَنْ حدَّثه، عَنْ ثَوْبان مولَى رسول الله (ص) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ حَوْضِي مَا بَيْنَ عَدَن ٍ إِلَى عَمَّانَ. قلتُ لهما (4) : مَنْ هَذَا الرجلُ، مَنْ حدَّثه، هَلْ تَدري مَنْ هُوَ؟ قَالَ [أَبِي] (5) : أظنُّ أَنَّهُ أَبُو سَلاَّمٍ الحَبَشِيُّ؛ لأنَّ هَذَا الحديثَ لَمْ يَرْوِهِ عَنْ ثَوْبان إِلا أَبُو سَلاَّمٍ عَلَى هَذَا اللَّفْظِ؛ فأَظُنُّ أَنَّهُ هُوَ (6) . 2161 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ عُثْمَانَ العَسْكَرِي (7) ،   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (2128) . (2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (710) من طريق أبي حاتم الرازي؛ ثنا عبد الله بن جعفر؛ ثنا عبيد الله بن عمرو ... ، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/100 رقم 1443) - ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة" (1415) -، من طريق حفص بن عمر، عن عبد الله بن جعفر، به، وسقط منه قوله: «عن بعض من حدثه» ، فجاء عنده من رواية سليمان بن يسار، عن ثوبان، ولعل الوهم فيه من شيخ الطبراني حفص بن عمر. قال أبو نعيم: «رواه عمرو الناقد، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عبيد الله بن عمرو، مثله» . (3) في (ت) و (ك) : «سيار» . (4) كذا في جميع النسخ، والسؤال موجَّه إلى أبي حاتم، والجواب سيكون منه فقط. (5) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «إني» . (6) تقدم تخريج هذا الوجه في المسألة رقم (2128) . (7) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (10/179-180 رقم 10384) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/168) . قال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث مُرَّة والسدي، تفرَّد به الحكم بن ظُهير» . الحديث: 2160 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 527 عَنِ الحَكَم بْنِ ظُهَير، عَنِ السُّدِّي (1) ، عن مُرَّة (2) ، عن عبد الله (3) ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَوْ قِيلَ لأَهْلِ النَّارِ: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ فِي النَّارِ عَدَدَ كُلِّ حَصَاةٍ فِي الدُّنْيَا لَفَرِحُوا، ولَوْ قِيلَ لأَِهْلِ الجَنَّةِ: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ فِي الجَنَّةِ عَدَدَ كُلِّ حَصَاةٍ فِي الدُّنْيَا سَنَةً (4) لَحَزِنُوا (5) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) . 2162- وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بن [عبد الله] (8) بْنِ جُمَيع، عَنْ أَبِي الطُّفَيل (9) ، عَنْ حُذَيفة بْنِ أَسِيد، عَنْ أَبِي ذرٍّ؛ أنَّه أَتَى مَجلِسَ بَنِي غِفار فَقَالَ: حدَّثني الصادقُ المصدوقُ (ص) : أَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ ثَلاَثَةَ أَفْوَاجٍ: فَوْجًا طَاعِمِينَ كَاسِينَ (10) ، وفَوْجًا يَمْشُونَ ويَسْعَوْنَ، وفَوْجًا تَسْحَبُهُمُ (11) المَلاَئِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ، وتَحْشُرُهُمُ   (1) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن. (2) هو: ابن شَراحيل الهَمْداني. (3) هو: ابن مسعود ح. (4) قوله: «سنة» سقط من (ك) . (5) في (ف) : «حزنوا» . (6) قال ابن رجب في "التخويف من النار" (ص 179) : «والحكم بن ظهير ضعيف، ولعل هذا الكلام ... موقوفٌ على ابن مسعود؛ فإنه رُوي عنه موقوفًا من وجه آخر بإسناد جيد. قال أبو الحسن بن البراء العبدي في "كتاب الروضة" له: حدثنا أحمد بن خالد - هو الخلاَّل -، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عمرو بن ميمون، عن عبد الله قال: ... » . اهـ. (7) تقدمت هذه المسألة برقم (2137) . (8) في جميع النسخ: «مسلم» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/8 رقم34) ، ومصادر ترجمته. (9) هو: عامر بن واثِلَة ح. (10) في (أ) و (ت) : «كاسبين» . (11) في (ت) : «تسبحهم» . الحديث: 2162 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 528 النَّارُ (1) ، قَالُوا: قَدْ عَرَفنا هؤلاءِ وهؤلاءِ، فَمَا بالُ الَّذِينَ يَمْشُونَ ويسعَون؟ قَالَ: تُلْقَى الآفَةُ عَلَى الظَّهْرِ فَلاَ يَبْقَى ظَهْرٌ، حَتَّى إِنَّ (2) الرَّجُلَ مِنْكُمْ تَكُونُ الحَدِيقَةُ المُعْجِبَةُ يُعْطَاهَا بِذاتِ القَتَبِ (3) فَلا يَقْدِرُ عَلَيْهَا؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ ابنُ عُيَينة، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ الشَّاعِرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيل، عَنْ حَلاَّم بْنِ جَزْل، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ، ولَزِمَ الوليدُ بنُ (4) جُمَيع الطريقَ، وتابَعَ سعدُ بنُ الصَّلْت ابنَ عُيَينة، عَنْ مَعْرُوفٍ (5) ، عَنْ أَبِي الطُّفَيل، عَنْ حَلاَّم بْنِ جَزْل، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 2163 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّة (6) ، عن   (1) كذا اللفظ في النسخ، وهو موافق للفظ "سنن النسائي"، ويشهد له أيضًا لفظ رواية الطبراني في "الأوسط" و"الصغير" وأبي نعيم في "تاريخ أصبهان": «وتحشرهم النارُ من ورائهم» . والرواية في "مسند أحمد" بلفظ: «وتحشرهم إلى النار» وضمير الفاعل فيها يعود على الملائكة. انظر مواضع الروايات الآنفة في تخريج المسألة رقم (2137) . (2) قوله: «إن» سقط من (ك) . (3) في (ت) : «العتب» . والقَتَبُ: إكافُ البعير، وقيل: هو رَحْلٌ صغيرٌ على قَدْر سَنام البَعير. انظر "لسان العرب" (1/661) . (4) قوله: «بن» سقط من (ك) . (5) هو: ابن خَرَّبوذ. (6) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/11 رقم11081) ، والمروزي في زياداته على "الزهد لابن المبارك" (1268) ، والطبري في "تفسيره" (18/235) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (493) من طريق إسماعيل بن عليَّة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قال: حدثني عبيد الله بن المغيرة بْنِ مُعَيْقِيبٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عبدٍ الْعُتْوَارِيِّ، عَنْ أبي سعيد الخدري، به، مرفوعًا. ومن طريق أحمد رواه الخطيب في "الموضح" (2/116) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34181) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/130) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "السنن" (4280) . الحديث: 2163 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 529 مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ؛ قَالَ: حدَّثني عُبَيدالله بن عُبَيدالله (1) بْنِ مُعَيْقيب (*) ، عَنْ [سُلَيمان] (2) بْنِ عبدٍ العُتْواري، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ، حَسَكٌ (3) كَحَسَكِ السَّعْدَان ِ (4) ، ثُمَّ يَسْتَجِيزُ (5) النَّاسُ، فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، ومَخْدُوجٌ بِهِ، ثُمَّ نَاجٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عُبَيدالله بن المُغيرة بن عبد الله بْنِ مُعَيْقيب (*) . 2164 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل بْن إِسْمَاعِيلَ (6) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ علي بن زيد، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: كنتُ عِنْدَ عائِشَة، وَعِنْدَهَا كَعْب، فذَكَر إِسْرافِيلَ، فَقَالَتْ عائِشَةُ: أَخبِرْنِي يَا كَعْبُ عَنْ إِسْرافِيلَ، فَقَالَ: عندكمُ العِلمُ، قالت: أجَلْ   (1) في (ت) ضبَّب على قوله: «عُبَيد» ، وعلى قوله: «ابن» الأوَّلَين، وفي (ك) ضبَّب على قوله: «عُبَيد» . الأول والثاني معًا. ( *) ... في (ت) و (ك) : «معيقب» . (2) في جميع النسخ: «سُليم» ، والمثبت من مصادر التخريج السابقة، وترجمته في "الجرح والتعديل" (4/131) . (3) في مصادر التخريج: «عليه حسكٌ» . (4) السَّعْدان: نبتٌ ذو شوك، مَنْبَتُه سهولُ الأرض، وهو من أطيَبِ مَراعي الإبِل مادامَ رطبًا. انظر "لسان العرب" (3/215) ، و"معجم البلدان" (2/261) ، و"مرقاة المفاتيح" (10/251) ، و"تاج العروس" (حسك 13/540) . (5) في (ك) : «يستجير» . (6) روايته أخرجها أبو الشيخ في "العظمة" (286) من طريق نوح بن حبيب، عنه، به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (9283) من طريق محمد بن عمار الرازي، عن مؤمل ابن إسماعيل، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ علي بن زيد، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حماد بن زيد إلا مؤمل» . ورواه أبو نعيم في "الحلية" (6/47) من طريق عفان ابن مسلم، عن حماد بن سلمة، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث كعب، لم يروه عنه إلا عبد الله بن الحارث، ورواه خالد الحذاء، عن الوليد، عن أبي بشر، عن عبد الله بن رباح، عن كعب، نحوه» . ورواية خالد الحذاء التي أشار إليها أبو نعيم أخرجها أبو الشيخ في "العظمة" (290) إلاأنه وقع عنده: «عن الوليد بن مسلم أبي بشر» . الحديث: 2164 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 530 فَأَخْبِرْنِي، قَالَ: لَهُ أربعةُ أَجْنِحَةٍ؛ جناحانِ فِي الْهَوَاءِ، وجناحٌ قَدْ تَسَرْبَلَ (1) بِهِ، وجناحٌ عَلَى كاهِلِه، والعرشُ عَلَى كاهِلِهِ (2) ، والقلَمُ عَلَى أذُنِهِ (3) ، فَإِذَا نزَلَ الوحيُ كتَبَ القلَمُ، ثُمَّ دَرَسَتِ (4) الملائكةُ، ومَلَكُ الصُّورِ جَاثٍي (5) على إِحْدَ (6) رُكْبَتَيْهِ ... وذكر الحديثَ؛ فقالت   (1) تَسَرْبَلَ الثوبَ ونحوه: لَبِسَهُ. "تاج العروس" (سربل) . (2) قوله: «والعرش على كاهله» سقط من (أ) و (ش) و (ك) . والكاهل: مقدَّم أعلى الظهر مما يلي العنق، وهو الثلث الأعلى. "المصباح المنير" (2/543) . (3) في (ت) و (ك) : «أذنيه» . (4) دَرَسَ الكتابَ يَدْرُسُه دَرْسًا: قَرَأَهُ. "تاج العروس" (د ر س) . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة المشهورة: «جاثٍ» كما في مصادر التخريج، لكن يخرَّج ما وقع في النسخ على لغة من يقف على المنوَّن المنقوص بالياء، في حالتي الرفع والجر، وهي لغة فصيحة؛ تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . (6) قوله: «إحد» ليس في (ك) ، وهو ثابت في بقية النسخ، وكانت الجادَّة أن يقال: «على إحدى ركبتيه» ؛ لأنَّ = = «الركبة» مؤنَّثة، وعلى ذلك لفظ الحديث في الموضعين المذكورين من "الأوسط" للطبراني، و"الحلية" لأبي نعيم، لكنَّ ما وقع في النسخ - إن لم يكن مصحَّفًا عن «إحدى» - فيمكن تخريجه على أنَّ الأصل: «على إِحْدَى رُكبَتيه» ، وحذفت ألف «إحدى» اجتزاءً بالفتحة قبلها، فصارت: «إِحْدَ رُكبَتيه» ، وهي لغة هوازن وعليا قيسٍ. وانظر شواهد الاجتزاء بالحركات عن حروف المد في التعليق على المسألة رقم (679) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 531 عائِشَة (1) : هَكَذَا سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو سَلَمة (2) ، عَنْ حمَّاد، عَنْ عَلِيٍّ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عائِشَة؛ وَهُوَ أشبهُ. 2165 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ شَبَّة (3) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْص، عَنْ سُفْيَانَ (4) ، عَنْ زُبَيد (5) ، عَنْ مُرَّة (6) ، عَنْ عبد الله (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ (8) حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً (9) ، وأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وإِنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِي   (1) في (ش) : «فقال: يا عائشة» . (2) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي. (3) في (أ) و (ش) : «شيبة» . وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2023) ، وابن حبان في "صحيحه" (7328) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/276) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/245) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله إلا من هذا الوجه، وأحسب أن عمر بن شبة أخطأ فيه؛ لأنه لم يتابعه عليه أحدٌ، وإنما عند الثوري هذا الكلام عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عباس» . ونقل ابن عساكر عن الحافظ علي بن الحسن - الراوي له عن عمر بن شبة - قال: «هذا عندي دخل لعمر بن شبة حديث في حديث، هذا مشهور [عَنِ] الثَّوْرِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن ابن عباس» . ونقل الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (3/233) قول علي بن الحسن، ثم حكم على إسناد عمر ابن شبَّة بأنه خطأ. (4) هو: الثوري. (5) هو: ابن الحارث اليامي. (6) هو: ابن شَراحيل الهَمْداني، المعروف بالطيِّب. (7) هو: ابن مسعود ح. (8) في (ك) : «تحشرون» . (9) تقدم تفسيرها في التعليق على المسألة رقم (2159) . الحديث: 2165 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 532 يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ: أَصْحَابِي ... وذكَرَ الحديثَ. قَالَ أَبِي: هَذَا غَلَطٌ، رَوَاهُ سُفْيَانُ (1) ، عَنِ المُغِيرة بْنِ النُّعمان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، مَرْفُوعٌ (2) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: بلغَني أنَّ فِي كِتَابِ الْحُسَيْنِ: عَنِ الثَّوري، عَنْ زُبَيد، عَنْ مُرَّة، عن عبد الله؛ في قوله: {} (3) . وَعَلَى أَثْرِهِ: الثَّوري، عَنِ المُغيرة بْنِ النُّعمان، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ ... فَدَخَلَ لعمرَ بْنِ شَبَّة (4) إسنادُ حَدِيثِ الأَّوُلِّ، فِي مَتْنِ حَدِيثِ الثَّانِي. 2166 - وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حجَّاج بْنُ نُصَير، عَنْ شُعبة، عَنِ العَوَّام بن مُراجِم (6) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدي، عَنْ   (1) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3349) ، ورواه البخاري (4625 و4740 و6526) ، ومسلم في "صحيحه" (2860) من طريق شعبة بن الحجاج، ومسلم أيضًا من طريق وكيع بن الجراح، كلاهما عن المغيرة بن النعمان، به. (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) الآية (102) من سورة آل عمران. قال الدارقطني في "العلل" (5/274) عن هذا الحديث: «يرويه زبيد، عن مُرَّة، عن عبد الله. وخالفه عمرو بن مُرَّة، فرواه عن مُرَّة، عن الربيع بن خثيم قوله» . وانظر "الحلية" (7/238) . (4) في (ش) : «أشبه» . (5) تقدمت هذه المسألة برقم (2142) ، وفيها سؤال ابن أبي حاتم لأبيه. (6) كذا في (ت) ، وفي (أ) و (ف) و (ك) : «مزاحم» بالزاي والحاء المهملة. وفي (ش) : «مزاجم» بالزاي والجيم، وسبق التنبيه على الصواب فيه في المسألة (2142) ، وسيأتي آخر المسألة. الحديث: 2166 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 533 عثمان ابن عفان، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الجَمَّاءَ (1) لَتَقْتَصُّ (2) مِنَ القَرْنَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: شُعبة (3) ، عن العَوَّام بن مُراجِم (4) ، عَنْ أَبِي السَّليل (5) ؛ قَالَ: قَالَ سَلْمان، موقوفً (6) .   (1) تقدم تفسيرها في التعليق على المسألة رقم (2142) . (2) في (ت) : «ليقتصي» ، وفي (ك) : «لنقتص» . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (1/285-286) ، وابن عدي في "الكامل" (2/232) ، والدارقطني في "العلل" (3/65) من طريق محمد بن جعفر غُنْدر، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (1121) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن شعبة، عن العوَّام، عَنْ أَبِي السَّليل، عَنْ أَبِي عثمان النَّهْدي، عن سلمان، قوله. وانظر التعليق آخر المسألة. (4) كذا في (ت) و (ف) ، وفي (ك) : «مزاحم» بالزاي والحاء المهملة، وهي مهملة في (أ) و (ش) . (5) في (ك) : «الشليل» . وهو: ضُرَيب بن نُقَير. (6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . وكذا جاء هنا: «عَنْ أَبِي السَّليل؛ قَالَ: قَالَ سلمان» ، والذي ذكره ابن معين والبزار والعقيلي وابن عدي والدارقطني أنه من رواية أبي السَّليل، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ سلمان موقوفًا. ونقل الدوري في "التاريخ" (4/257-258) عن ابن معين قوله: «إنما هو: أبو عثمان، عن سلمان» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (1/286) بعد أن رواه من طريق أبي عثمان، عن سلمان موقوفًا: «وهذا أولى» . وقال ابن عدي في "الكامل" (2/232) : «قال لنا ابن صاعد: وليس هذا في حديث عثمان، أن النبيَّ (ص) ؛ إنما رواه أبو عثمان، عن سلمان من قوله» . وقال الدارقطني في "العلل" (287) : «يرويه شعبة، واختُلف عنه، فرواه الحجاج بْنُ نُصَير، عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ العوَّام بن مُراجِم، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ عُثْمَانَ، عن النبيِّ (ص) وَوَهِم فيه. وخالفه غُنْدَر، فرواه عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ العوَّام بْنِ مُراجِم، عَنْ أَبِي السَّليل، عَنْ أَبِي عثمان، عن سلمان، موقوفًا، وهو الصواب» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 534 2167 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حَفْص عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمة التِّنِّيسي (1) ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا صَدَقَةُ الدِّمشقي (2) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ محمد، عن عبد الله بْنِ مُحَمَّدٍ؛ يَعْنِي: ابْنَ عَقيل، هَكَذَا قَالَ: عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ الجَنَّةَ حُرِّمَتْ عَلَى الأُمَمِ حَتَّى تَدْخُلَهَا أُمَّتِي؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا أَدْرِي كَيْفَ هُوَ؟ 2168 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ سُفْيَان (4) ، عن عُبَيد   (1) في (ت) : «التنسي» . وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (942) ، وابن عدي في "الكامل" (4/129) ، والدارقطني في "الأفراد" (21/ب/أطراف الغرائب) ، والثعلبي في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (2/85) - ومن طريقه البغوي في "تفسيره" (1/405) . قال الطبراني: لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ الزهري إلا ابن عقيل، ولا عن ابن عقيل إلا زهير، ولا عن زهير إلا صدقة، تفرَّد به عمرو. وقال الدارقطني: «غريبٌ من حديث الزهري عنه، تفرَّد به أبو حفص عُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ التِّنِّيسِيُّ، عن صدقة السمين، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ الزهري، عنه، وهو غريب من حديث الزهري، عنه، ومن حديث عبد الله، عن الزهري» . (2) هو: صدقة بن عبد الله السمين. (3) في هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة. (4) هو: الثوري، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2969) ، والبزار في "مسنده" - كما في "تفسير ابن كثير"-، والنسائي في "الكبرى" (11653) من طريق عبيد الله الأشجعي، والبزار في "مسنده"، وابن أبي حاتم في "تفسيره"- كما في "تفسير ابن كثير" (7/159) - من طريق أبي عامر الأسدي، كلاهما عن الثوري، به. قال النسائي: «ما أعلم أحدًا روى هذا الحديثَ عن سفيان غير الأشجعي، وهو غريبٌ» . وقال البزار: «لا نعلم رواه عن أنس غير الشعبي» . الحديث: 2167 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 535 المُكْتِب (1) ، عَنْ فُضَيل بْنِ عَمْرٍو الفُقَيمي، عَنِ الشَّعبي، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: ضَحِكَ النبيُّ (ص) حَتَّى بَدَتْ نواجِذُهُ، ثُمَّ (2) قَالَ: تَدْرُونَ مِمَّا (3) أَضْحَكُ؟ ، قُلْنَا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ؛ قَالَ: مِنْ مُجَادَلَةِ العَبْدِ رَبَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: لاَ أُجِيزُ عَليَّ [إِلاَّ] (4) شَاهِدًا مِنْ نَفْسِي، فَيُقَالُ: كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ... وذكَرَ الحديثَ. وَرَوَاهُ شَريك (5) ، عَنْ عُبَيد المُكْتِب، عَنِ الشَّعبي، عن أنس (6) ، عن النبيِّ (ص) . فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟ قال: حديثُ سُفيان (7) .   (1) هو: ابن مهران. (2) قوله: «ثم» سقط من (ف) . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «مِمَّ» بحذف الألف؛ لكن إثبات الألف كما وقع هنا جائزٌ في العربية. وهو لغة حكاها الأخفش. انظر التعليق على المسألة رقم (1100) . (4) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابُدَّ منه، وقد استدركناه من مصادر التخريج. (5) هو: ابن عبد الله النَّخَعي القاضي. وروايته أخرجها البزار في "مسنده" - كما في "تفسير ابن كثير" (7/159) -، وأبو يعلى في "مسنده" (3975) ، والطبري في "تفسيره" (21/452) -، والحاكم في "المستدرك" (4/601) ، والثعلبي في "تفسيره" (8/291) . (6) قوله: «عن أنس» سقط من (ك) . (7) وكذا رجَّح الدارقطني في "العلل" (4/ل21/ب) إلا أنه يشبه أن يكون وقع سقطٌ في النسخة الخطية، فقد جاءت العبارة فيها هكذا: «يرويه عُبَيْد بن المُكْتِب، واختُلف عنه فرواه شَرِيكٌ، عَنْ عُبَيد المُكْتِب، عَنِ فُضَيل بن عمرو القَعنَبي (كذا) ، عن الشَّعبي، عن أنس، وهو الصَّحيح» . اهـ. وقال ابن عمار الشهيد في "علل أحاديث في كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج" (34) : «هذا حديث رواه الأشجعي، وأبو عامر الأسدي، عن الثوري بهذا الإسناد، ورواه شريك بن عبد الله، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكَتِّبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن أنس، ولم يذكر في إسناده: فضيل بن عمرو، ورواه عمارة بن القعقاع، عن الشعبي، عن النبي (ص) ، ولم يذكر أنسًا، ولا نعرف بهذا الإسناد حديثًا غير هذا، والشعبي، عن أنس شيء يسير» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 536 2169 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكُ بنُ إِسْمَاعِيلَ، وعَمرُو بْنِ خَالِدٍ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ (2) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (3) ، عَنِ عَلْقَمة (4) ، عن عبد الله (5) ؛ قَالَ: الجَنَّةُ سَجْسَجٌ (6) لا حَرَّ فِيهَا وَلا قُرَّ. وَرَوَاهُ (7) زكريَّا بنُ أَبِي زَائِدَةَ (8) فَقَالَ: عَنْ أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ عَوْسَجة، عَنْ عَلْقَمة، عَنْ عبد الله.   (1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/136) . وتقدمت هذه المسألة برقم (2135) عن أبي حاتم. (2) لم نقف على روايته على هذا الوجه، وستأتي روايته من طريق علي بن الجعد عنه على وجه آخر. وتقدم الحديث في المسألة رقم (2135) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، به مثل رواية زهير المذكورة هنا. (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) هو: ابن قيس النَّخَعي. (5) هو: ابن مسعود ح. (6) تقدم تفسيرها في تعليقنا على المسألة رقم (2135) . (7) في (ت) : «ورواة» ، وفي (ك) : «رواه» بلا واو. (8) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2135) . الحديث: 2169 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 537 وَرَوَاهُ الثَّوْري (1) ، عَنْ أَبِي (2) إِسْحَاقَ، عن عَلْقَمة. وَرَوَاهُ جَرير (3) ، عَنْ مَنْصور (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمة. وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ الجَعْد (5) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلْقَمة؛ قَالَ: «الجنَّةُ سَجْسَجٌ» ، لَمْ يُجَاوزوا (6) بِهِ (7) . فقيل لأَبِي زرعة: أيُّهُ َأصحُّ (8) ؟   (1) لم نقف على رواية الثوري له هكذا من قول علقمة، ولكن أخرجه حسين المروزي في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (1525) ، والسرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث" (489) ، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي حاتم في "التفسير" (6003) من طريق وكيع، كلاهما عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، به. وهكذا ذكره الدارقطني في "العلل" (783) عن الثوري، ولم يذكر خلافًا عليه. (2) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (3) هو: ابن عبد الحميد. (4) هو: ابن المعتمر. (5) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (2515) ، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة" (127) ، لكنه زاد فيه: ابن مسعود. (6) في (ك) : «يجاوزا» . (7) أي: لم يتجاوز الثوريُّ، ومنصورٌ، وزهيرٌ، في هذا الحديث: علقمةَ، وجعلوه موقوفًا عليه، ولم يذكروا: عبد الله بن مسعود. (8) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أيُّها أصحُّ» ، وما وقع هنا له ضبطان في حال الوصل؛ فتح الهاء وضمُّها: أما فتح الهاء «أيُّهَ» : فلأنَّ بعدها ألفًا حذفت اجتزاءً بهذه الفتحة، وعلى ذلك جاءت قراءة الجمهور في قوله تعالى: [النُّور: 31] {أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ} ، و [الزّخرُف: 49] {يَاأَيُّهَا السَّاحِرُ} ، و [الرَّحمن: 31] {أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ} . وأما ضم الهاء «أيُّهُ» : فجاء إتباعًا للضمة التي قبلها، وذكر ابن الأنباري أنَّ هذا لغة، وعيَّنها غيره أنها لغة بني أسد، وعلى هذه اللغة جاءت قراءة ابن عامر للآيات الثلاث السابقة. انظر: "الكشاف" للزمخشري، و"الدر المصون" للسمين الحلبي، و"معجم القراءات" (في الكلام على الآيات الثلاث المذكورة) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 538 فَقَالَ (1) : الحديثُ حديثُ (2) الثَّوري، ومنصور، وزهير؛ من رواية عَلِيّ بْن الجَعْد (3) . 2170 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمان (4) ، عَنِ الثَّوري، عَنْ جَابِرٍ (5) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّة، عَنْ مُوَرِّق (6) ، عن عبد الله (7) قَالَ: مَا مِنْ مؤمنٍ إِلا لَهُ خَيْرَةٌ (8) ، وَمَا مِنْ (9) خَيْرَةٍ إِلا لَهَا خَيْمَة، وَمَا مِنْ خَيْمَة إِلا لَهَا (10) أربعةُ أَبْوَابٍ، يدخلُ عَلَيْهِ كلَّ يَوْمٍ مِنْ كلِّ بابٍ تُحْفَةٌ.   (1) في (ك) : «قال» . (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «حديثا» . (3) تقدم في المسألة (2135) أن أبا حاتم لم يرجِّح ما رجحه أبو زرعة هنا، بل لم يذكر رواية الثوري ومنصور وزهير، وظاهر صنيعه ترجيحُه لرواية زكريا بن أبي زائدة، وهي التي رجَّحها الدارقطني كما سبق هناك؛ لأن فيها زيادة راوٍ في الإسناد. (4) في (ك) : «اليمان» . (5) هو: ابن يزيد الجُعْفي. (6) هو: ابن مُشَمْرِج العجلي. (7) هو: ابن مسعود ح. (8) أي: امرأةٌ خَيْرَةٌ؛ وهي: الفاضِلَةُ في الجَمَال والخُلُق، وجمعُها: خَيْراتٌ، والتشديد «خَيِّرَة» لغةٌ فيها. انظر "المصباح المنير" (خ ي ر) (1/185) ، و"مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (ص301) . (9) قوله: «من» ليس في (ت) و (ك) . (10) في (ك) : «ولها» . الحديث: 2170 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 539 وَرَوَاهُ وَكِيع (1) ، عَنِ الثَّوري، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّة، عَنْ أَبِي عُبَيدة (2) ، عَنْ عبد الله: ُ س ش ر ِ (3) ؛ قَالَ: فِي كُلِّ خَيمَةٍ خَيْرَةٌ. قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ (4) : أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: وَهِمَ فيه ابنُ يَمَان؛ إنما هو: عَنْ أَبِي عُبَيدة، عن عبد الله؛ وهو أصحُّ. 2171 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عن عبد الرحيم بْنُ مُطَرِّف، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ زكريَّا (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَعْبَد، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيس: أنَّ جَعْفَرً (6) جاءها وَهُم بأرضِ   (1) هو: ابن الجراح الرؤاسي، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (34045) . ورواه ابن المبارك في "الزهد" (238/زيادات نعيم بن حماد) عن سفيان، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بزَّة، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، به. ورواه الطبري في "تفسيره" (23/75) من طريق أبي هشام، وابن أبي حاتم في "تفسيره" - كما في "تفسير ابن كثير" (7/483) - من طريق عمرو بن عبد الله الأودي؛ كلاهما عن سفيان بمثل رواية ابن المبارك. ووقع عند ابن أبي شيبة والطبري: «أبي عبيد» بدل: «أبي عبيدة» . (2) هو: ابن عبد الله بن مسعود، مشهور بكُنيته. (3) الآية (70) من سورة الرحمن. (4) قوله: «زرعة» سقط من (ك) . (5) هو: ابن أبي زائدة. (6) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 2171 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 540 الحَبَشَة، وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَتْ: مَا شأنُكَ؟ قَالَ (1) : رأيتُ فَتًى مُترَفًا، شَابًّا، جَسِيمًا، مَرَّ عَلَى امْرَأَةٍ، فطرَحَ (2) دَقِيقًا كَانَ مَعَهَا، فَسَفَتْهُ (3) الرِّيحُ، فَقَالَتْ لَهُ (4) : إِنِّي أَكِلُكَ إِلَى يومٍ يَجْلِسُ المَلِكُ عَلَى الكُرسِيِّ، فيأخذُ المظلوم (5) مِنَ الظَّالِمِ. وَرَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو أُسَامَةَ (6) ، عَنْ زكريَّا، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَعْبَد، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيس. فقيل لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيحُ: سَعِيد بْن مَعْبَد، أو سَعْد بْن مَعْبَد؟ فَقَالَ: سعيدٌ أصحُّ.   (1) في (ت) و (ف) : «قالت» . (2) في (ت) : «تطرح» . (3) أي: ذَرَتْهُ ونَثَرتْهُ، أو حَمَلَتهُ. انظر "القاموس المحيط" (س ف ي) . (4) قوله: «له» سقط من (ت) ، ومن قوله: «ما شأنك» إلى هنا سقط من (ك) . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة - كما في مصادر التخريج -: «للمظلوم» ، فإن لم يكن ما في النسخ تصحيفًا؛ فإنَّه يخرَّج على نزع الخافض، والأصل: «للمظلوم» حُذِفَ الخافض، وهو لام الجر، فانتصب ما بعده. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (12) . (6) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (35655) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (1/246 رقم 152) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه عثمان بن سعيد الدارمي في "نقضه على بشر المريسي" (95) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 541 عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الآدَابِ (2) والطِّبِّ 2172 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى (4) ، عَنْ ضِمام ٍ (5) ، عن أبي قَبِيل (6) ، عن عبد الله بن عمرو (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: زُرْ غِبًّا (8) تَزْدَدْ حُبًّا؟ قَالَ: هَذَا حديثٌ رَوَاهُ رجلٌ بِمِصرَ يُقَالُ لَهُ: محمدُ بنُ عَمْرِو بنِ عثمانَ الجُعْفِيُّ (9) ، عَنْ ضِمَام، عَنْ أَبِي قَبِيل، عَنْ عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) . حَدَّثَنَا بِهِ هَذَا الشيخُ عَنْ ضِمامٍ بِمِصرَ، وَلَيْسَ هَذَا الحديثُ   (1) في (أ) و (ش) : «باب علل» . (2) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «الأدب» . (3) انظر المسألة رقم (2431) و (2545) . (4) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/300) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1233) . (5) هو: ابن إسماعيل المرادي المَعافِري. (6) بفتح القاف، وكسر الموحَّدة، بعدها تحتانية ساكنة: حُيَيّ بن هانئ المَعافِري. (7) في (أ) و (ش) : «عمر» . (8) أي: زُر يومًا، ويومًا لا. انظر "اللسان (غ ب ب/1/635) . وقال الفيروز آبادي: والغِبُّ في الزيارة: أن تكونَ كلَّ أُسبوع. "القاموس" (غ ب ب/ص119) . (9) روايته أخرجها تمام في "فوائده" (1208/الروض البسام) . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) ، والطبراني في "الكبير" (13/70 رقم173) ، وابن عدي في "الكامل" (4/103) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (18) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1234) من طريق سُويد بن سعيد، عن ضمام، به. لكن هذا الحديث مما دلسه سويد عن ضمام ولم يسمعه منه؛ كما نص على ذلك أبو زرعة في "سؤالات البَرْذعي" (ص 408) ، ورواه عنه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/230) . الحديث: 2172 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 542 بِصَحِيحٍ (1) ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ ضِمامٌ (2) مُبتَّرً (3) . 2173 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ بُكَير بن عبد الله ابن الأَشَجّ، عن عُبَيد بن   (1) بوَّب البخاري في "صحيحه" (10/498/فتح) في كتاب الأدب بقوله: «باب: هل يزور صاحبه كل يوم أو بكرة وعشيًّا» ، ثم أخرج حديث عائشة خ في زيارة النبي (ص) لبيت أبي بكر الصديق ح بمكة بكرة = = وعشيًّا، ففسَّر ذلك الحافظ ابن حجر بقوله: «وكأن البخاري رمز بالترجمة إلى توهين الحديث المشهور: «زِرْ غبًّا تزدد حبًّا» . وقد ورد من طرق أكثرها غرائب لا يخلو واحدٌ منها من مقال، وقد جمع طرقه أبو نعيم وغيره، وجاء من حديث علي، وأبي ذر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمرو، وأبي برزة، وعبد الله بن عمر، وأنس، وجابر، وحبيب بن مسلمة، ومعاوية بن حَيْدة، وقد جمعتها في جزء مفرد ... » ، ثم ذكر بعض طرقه، وتكلم عنها، ونقل الشوكاني في "الفوائد المجموعة" (ص260) عن الصاغاني الحكم عليه بالوضع، وقال الشيخ عبد الرحمن المعلمي في التعليق عليه: «الصحيح أنه حكمة قديمة» ، وانظر "العلل المتناهية" لابن الجوزي (2/739-743) . (2) في (ش) : «ضما» . (3) كذا بتشديد التاء في (أ) و (ش) ، ووضع ضمة على الميم في (ش) و (ف) ، وبَيْن الميم والباء في (أ) . ولم تعجم الباء إلا في (ت) ، والكلمة دون إعجام وعليها تضبيب في (ك) ؛ فالظاهر أنه بمعنى «مقطوع» ؛ من البَتْر بمعنى القطع، وفعله هنا - وهو «بتَّر» مزيدٌ - بالتضعيف؛ فيكون ضمام يرويه إما عن عبد الله بن عمرو من قوله، أو من قول أبي قبيل، أو غيرهما، وقد سبق التعليق على حذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، في المسألة رقم (34) ؛ إذ حقُّه على ما ظهر من معناه أن يكون: «يرويه ضمام مبترًا» ، والله أعلم. (4) في (ف) : «وسألت أبي» ، وألحق بالهامش قوله: «زرعة» ، وكتب عليه «صح» ، ولم يصوب «أبي» . (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المسند" (5) ، وفي "المصنف" (19857) من طريق عبد الرحيم بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/190 رقم4004) . ورواه أحمد بن خالد الوهبي ويحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن إسحاق، فخالفا عبد الرحيم بن سليمان؛ فزادا: «عن أبيه» : أما رواية الوهبي: فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/182) ، والبيهقي في "سننه" (9/71) ، وابن عساكر في "تاريخه" (34/330-331) . وأما رواية الأموي: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (4/190 رقم 4003) . كلاهما (الوهبي والأموي) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ بُكَيْرٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بن تعلى، به. وفي سند المطبوع من "معجم الطبراني الكبير" سقط؛ حيث جاء الإسناد فيه هكذا: «حدثنا داود بن محمد بن صالح المروزي، ثنا سعيد بن سعيد الأموي، حدثني أبي، ثنا محمد بن إسحاق» ، وصوابه: «سعيد بن يحيى ابن سعيد الأموي، عن أبيه» ؛ فإن الطبراني كثيرًا ما يروي عن محمد بن إسحاق بهذا الإسناد. انظر مثلاً (6/42 رقم5457) ، و (17/174 رقم462) ، و (18/23 رقم 38) . وأخرج الحديث أيضًا الطبراني في الموضع السابق برقم (4005) من طريق عبد الله بن صالح، عن الليث ابن سعد، عن عبيد الله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكَيْرٍ، عن عبيد بن تعلى، به. ورواه آخرون عن بكير - كما سيأتي -، لكن اختُلِف عليهم في زيادة: «عن أبيه» . الحديث: 2173 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 543 تِعْلى (1) - أو يَعْلى (2) -، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنْ تَصْبيرِ الْبَهَائِمِ (3) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: بُكَير (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن عُبَيد   (1) المثبت من (أ) ، ولم تنقط في بقية النسخ. (2) قوله: «أو يعلى» سقط من (ك) . والصواب في اسم والد عبيد هذا: «تِعْلى» . انظر "توضيح المشتبه" (9/242) ، و"التقريب" (ص 440) . (3) صَبْرُ البهيمة وكلِّ ذي روحٍ: أن يحبسَ حيًّا، ويرمى بشيء حتى يموت. انظر "مشارق الأنوار" (2/38) ، و"المصباح المنير" (ص ب ر/1/331) . (4) رواه عن بكير على هذا الوجه: يزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث، وعبد الله ابن لهيعة؛ وفيه اختلاف عليهم: أما يزيد بن أبي حبيب: فأخرج روايته الإمام أحمد (5/422 رقم23589) ، والدارمي في "مسنده" (2017) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/182) ، والشاشي في "مسنده" (1160 و1161) ، والطبراني في "الكبير" (4/159 رقم 4001) ، والبيهقي في "سننه" (9/71) ، جميعهم من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، عن عبد الحميد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي حبيب، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ تعلى، عن أبي أيوب، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5609) من طريق زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عَنْ يزيد بن أبي حبيب، به، ولم يذكر: «عن أبيه» . وأما عمرو بن الحارث: فيرويه عنه عبد الله بن = = وهب، لكن اختُلِف عليه: فرواه سعيد بن منصور في "سننه" (2667) عنه، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ بكير، عن عبيد بن تعلى، به هكذا، ولم يذكر: «عن أبيه» . ومن طريق سعيد بن منصور أخرجه أبو داود في "سننه" (2687) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/422 رقم23590) من طريق سريج بن يونس، وابنُ حبان في "صحيحه" (5610) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (34/330) من طريق حرملة بن يحيى - كلاهما عن عبد الله بن وهب، به، كرواية سعيد بن منصور. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/182) من طريق أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، والطبراني في "الكبير" (4/159 رقم 4002) من طريق أحمد بن رشدين، عن أحمد بن صالح - كلاهما، عن عبد الله بن وهب، به، وزادا: «عن أبيه» . وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب متكلم في حفظه. وأحمد بن رشدين اسمه: أحمد بن محمد بن الحجاج ابن رشدين، وقد اتهم بالكذب كما في "لسان الميزان" (1/257 رقم804) . فالصحيح مِنْ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ أنها عن بكير، عن عبيد بن تعلى؛ كما رواه سعيد بن منصور ومن وافقه. وأما عبد الله بن لهيعة: فأخرج روايته الطيالسي في مسنده" (596) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/422-423 رقم23591) كلاهما من طريق عبد الله بن المبارك، عنه، به بزيادة: «عن أبيه» . وقد نسب الطيالسي في روايته ابن لهيعة إلى جده، فقال: «عبد الله ابن عقبة» . وأخرجه الطحاوي في الموضع السابق من طريق عبد الله بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، مقرونًا برواية عمرو بن الحارث السابقة التي فيها زيادة «عن أبيه» . وذكر الدارقطني في "العلل" (6/120) أن الوليد بن مسلم رواه عن ابن لهيعة وأبي رافع إسماعيل بن رافع، كلاهما عن بكير، عن عبيد بن تعلى، به، ولم يذكرا «عن أبيه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 544 بْنِ يَعْلى (1) ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) (2) . 2174 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ أَبَا سفيانَ بنَ الحارثِ قَالَ للنبيِّ (ص) : قْلُ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا وأَقلِلْ؟   (1) كذا في (ت) و (ش) ، ولم تنقط في بقية النسخ. (2) وقال الدارقطني في "العلل" (6/119) : «يرويه بكير ابن عبد الله بن الأشج، واختلف عنه؛ فرواه عبد الحميد ابن جعفر، عن بكير، عن أبيه، عن ابن تِعْلى. وتابعه ابن لهيعة من رواية ابن المبارك عنه. وقال الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ: عَنِ ابْن لهيعة، وأبي رافع - وهو إسماعيل بن رافع - عن بكير، عن ابن تِعْلى؛ لم يذكر بينهما أبا بكير، وكذلك قال محمد بن إسحاق وعمرو بن الحارث [عن] بكير، والله أعلم» . وقال المزي في "تهذيب الكمال" (19) : «والصحيح قول من قال: عن أبيه» . وقال الذهبي في "الكاشف" (1/689) : «والأصح: بكير، عن أبيه» . وقال ابن حجر في "التهذيب" (3/33) : «والذي رواه بإسقاط والد بكير محمدُ بن إسحاق، وهو منقطع، قاله ابن المديني. قال: وإسناده حسن؛ إلا أن عبيد بن تِعْلى لم يُسمع به في شيء من الأحاديث. قال: ويقويه رواية بكير بن الأشج عنه؛ لأن بكيرًا صاحب حديث. قال: ولا نحفظه عن أبي أيوب إلا من هذا الطريق. وقد أسنده عبد الحميد بن جعفر وجوَّده» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (2244) ، وانظر المسألة الآتية برقم (2304) . (4) لم نقف على من رواه عن حماد بن سلمة ولا عن غيره على هذا الوجه، ولكن رواه أسد بن موسى وموسى بن إسماعيل أبو سلمة التَّبوذكي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن الأحنف بن قيس، عن جارية بن قدامة أنه قال: يا رسول الله، قْلُ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا لعلي أعقِلُه وأقْلل، قال: «لا تغضَب» . أما رواية أسد بن موسى: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (2/261 رقم 2093) ، لكن جاءت الرواية عنده هكذا: «عن الأحنف بن قيس، عن عمِّه أو غيره؛ ذكر جارية بن قدامة» ، وأوضح الطبراني ذلك بقوله: «جارية بن قدامة السَّعدي، التميمي، عم الأحنف بن قيس، وليس بعمه أخي أبيه، ولكنه كان يدعوه عمه على سبيل الإعظام» . وأما رواية موسى بن إسماعيل: فأخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (7/246) هكذا: «مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الأحنف، عن عمه أنه قال: يا رسول الله ... ، الحديث. وقد توبع حماد بن سلمة على هذه الرواية، فانظر هذه المتابعات - إن شئت - عند الطبراني وابن عبد البر، والله أعلم. الحديث: 2174 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 546 فقال أبي: يخالِفُ حمَّادٌ أصحابَ هِشَامٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُروَة، عن سفيان بن عبد الله الثَّقَفي، عن النبيِّ (ص) (1) . 2175- وسألتُ أَبِي عَنْ أحاديثَ (2) رَوَاهَا عُقْبةُ بنُ عبد الله الأَصَمّ (3) ، عَنِ ابْنِ (4) بُرَيدة (5) ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِلْمُنَافِقِ: يَا سَيِّدَهُ (6) ، فَقَدْ أَغْضَبَ رَبَّهُ؟   (1) ومن هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم أخرجه مسلم في "صحيحه" (38) من طريق عبد الله بن نمير، وجرير بن عبد الحميد، وأبي أسامة حماد بن أسامة، ثلاثتهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قْلُ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا لا أسأل عنه أحدًا بعدك، قال: «قُل: آمنتُ بالله، ثم استَقِم» . (2) منها هذا الحديث، والحديثان التاليان. (3) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/311) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/198) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/454) . ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (4854) . (4) في (ك) : «أبي» . (5) هو: عبد الله بن بريدة. (6) كذا في جميع النسخ، وجاء في مصادر التخريج على ألفاظ، وهي: «سيد» ، و «يا سيد» ، و «سيدنا» ، و «يا سيدنا» ، و «ياسيدي» ، وكل ذلك على الجادَّة، وما وقع في النسخ صحيحٌ في العربية، ونحوه ما ذكره شُرَّاح الحديث في حديث البخاري (1360) ، ومسلم (24) ، وغيرهما، وفيه: «حتَّى قال أبو طالب آخرَ ما كلَّمهم: هو على ملَّةِ عبد المُطَّلب، وأبي أَنْ يَقُولَ: لا إِلَهَ إِلا الله» ؛ فقد كانت الجادَّة أن يكون بلفظ: «أنا على ملَّةِ عبد المُطَّلب» ، قال النووي في "شرح مسلم" (1/214) : «فهذا من أحسن الآداب والتصرُّفات، وهو أنَّ من حكى قولَ غيرِهِ القبيحَ، أتى به بضمير الغَيْبة لِقُبح صورة لفظه الواقع» . وانظر "فتح الباري" (8/507) ، و"عمدة القاري" (8/18) ، و"تيسير العزيز الحميد" (ص241) . الحديث: 2175 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 547 قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مُعَاذُ بنُ هِشَامٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ قَتادة، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) . 2175/أ- قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : ورَوَى (4) بِهَذَا الإسناد: أنَّ النبيَّ (ص)   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/346 رقم 22939) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (760) ، وأبو داود في "سننه" (4977) ، والنسائي في "الكبرى" (10073) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5987) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (364) ، والمحاملي في "أماليه" (391) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (391) ، والبيهقي في "الشعب" (4542) . وأخرج الدارقطني في "الأفراد" (1506) هذا الحديث وقال: «تفرد به هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ ابن بريدة» . قال الشيخ الألباني _ح في "السلسلة الصحيحة" (371) عن هذا الحديث: «صحيح على شرط الشيخين» . ولم يخرج البخاري ولا مسلم لقتادة عن عبد الله بن بريدة شيئًا، بل قال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/12) : «لا يُعرَف سماع قتادة من ابن بريدة» . وقال الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (982) : «وقد قال بعض أهل العلم: لا نعرف لقتادة سماعًا من عبد الله بن بريدة» . وللحديث طريق آخر: أخرجه نعيم بن حماد في "زوائد الزهد" لعبد الله بن المبارك (186) فقال: أنا ابن خوط، عن قتادة ... ، فذكره. وابن خوط هذا هو: أيوب، وقد تصحَّف في "زوائد الزهد" إلى: «ابن حوط» بالحاء المهملة، وهو متروك. (2) هو: هشام الدستوائي. (3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (4) يعني: عقبة بن عبد الله الأصم. وروايته هذه أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (1484/أطرافه) ، ثم قال: «تفرد به عقبة الأصم عنه [يعني: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ] ، عَنْ أَبِيهِ، ورواه قَتَادَةُ وَحُسَيْنٌ المعلِّم عَنِ ابْنِ بريدة، عن أبي سبرة، عن عبد الله بن عمرو» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 548 قَالَ: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الفُحْشُ والتَّفَحُّشُ، وقَطِيعَةُ الرَّحِمِ، وسُوءُ الجِوَارِ، ويُتَّمَنَ (1) الخَائِنُ ... ، الحديثَ؟ قَالَ: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَاهُ قَتَادة (2) ، وَحُسَيْنٌ المُعَلِّم (3) ، عَنِ ابن (4)   (1) كذا رُسمت في جميع النسخ، وهي لغةٌ؛ يقال: اتُّمِنَ يُتَّمَنُ، والأصل: اؤْتُمِنَ يُؤْتَمَنُ، وبهذه اللغة قرأ عاصم في شاذِّه، وابن محيصن، قوله: {الَّذِي اؤْتُمِنَ} [البقرة: 283] بإبدال الهمزة حرف علة، وإدغام حرف العلة في التاء، وأجاز ذلك ابن مالك، وجعله مقصورًا على السماع، ونقل الصاغاني أنَّ القول بجوازه مذهب الكوفيين، وورد مثله في كلام أم المؤمنين عائشة خ، وهي من الفصحاء المشهود لهم، ففي "صحيح البخاري" (300) عنها: «كان (ص) يأمرني فأَتَّزِرُ» . انظر: "روح المعاني" للآلوسي (3/63) ، وانظر: "البحر المحيط" (1/354) ، (2/372) ، و"فتح الباري" (5/259) ، و"الخصائص" (2/287) ، و"لسان العرب" (13/22) . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2435) ، والحاكم في "المستدرك" (1/75) و (4/513) ، وابن عساكر في "تاريخه" (20/44) . قال البزار: «لا نعلم روى أبو سبرة عن عبد الله بن عمرو إلا هذا الحديث، ولا رواه عن أبي سبرة إلا عبد الله بن بريدة» . وقال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه» . (3) هو: حسين بن ذَكْوان. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/162-163 رقم 6514) ، والمروزي في زياداته على "الزهد لابن المبارك" (1610) ، ومن طريقه وطريق الإمام أحمد أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (20/41-42 و43) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/75) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (ص107-108 رقم172) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه " (20/42) . قال الحاكم: «هذا حديث صحيح؛ فقد اتفق الشيخان على الاحتجاج بجميع رواته، غير أبي سبرة الهذلي، وهو تابعي كبير مبيَّن ذكره في المسانيد والتواريخ، غيرُ مطعون فيه، وله شاهد من حديث قتادة عن ابن بريدة» . (4) في (ك) : «أبي» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 549 بُرَيدة، عَنْ أَبِي سَبْرة (1) الهُذَلي (2) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيح (3) . 2175/ب - قال (4) أبومحمد (5) : ورَوَى (6) بِهَذَا الإِسْنَادِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بهِ الشَّيْبَ الحِنَّاءُ؟ قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ رَوَى هَذَا الحديثَ مَعْمَرٌ (7) ، عن   (1) في (ك) : «سيرة» . (2) في (أ) و (ش) : «الهمداني» . وأبو سبرة هذا قيل: اسمه: سالم بن سلمة، وقيل: سالم بن سبرة. (3) تابع قتادةَ وحسينًا المعلِّم مطرٌ الورَّاق، وروايته أخرجها معمر في "الجامع" (20852/مصنف عبد الرزاق) عنه، عن عبد الله بن بريدة، فذكر الحديث بطوله. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/199 رقم6872) ، وبقي بن مخلد في "الحوض والكوثر" (43) ، ومن طريق الإمام أحمد أخرجه ابن عساكر (20/44-45) . (4) انظر المسألة رقم (2418) . (5) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (6) يعني: عقبة بن عبد الله الأصم. ولم نقف على من أخرج روايته هذه، لكن الحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/439) ، والمحاملي في "أماليه" (261) ، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن الأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أبيه، به مرفوعًا. وذكر الدارقطني هذه الطريق في "العلل" (6/279) . وسيأتي تخريج طريق الأجلح هذه، وفيها بعض الخلاف. (7) هو: ابن راشد. وروايته أخرجها في "جامعه" (20174/ مصنف عبد الرزاق) من رواية عبد الرزاق، عنه. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/147 و150 رقم 21307 و21338) ، وأبو داود في "سننه" (4205) ، وابن حبان في "صحيحه" (5474) ، والطبراني في "الكبير" (2/153 رقم 1638) ، و"الأوسط" (3010) ، والبيهقي في "سننه" (7/310) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ سعيد الجريري إلا معمر» . وذكرها الدارقطني في "العلل" (6/278) ، وقال: «تفرَّد به معمر بن راشد عنه [يعني: عن الجريري] ، وأغرب به» . وروى هذا الحديث النسائي في "السنن" (5081) من طريق عبد الوارث بن سعيد، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عن النبيِّ (ص) مرسلاً، وهكذا رواه كَهْمَس بْنُ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ بريدة كما سيأتي. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 550 الجُرَيري (1) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنْ أَبِي الأَسْوَد الدِّيلِيِّ (2) ، عَنْ أَبِي ذر، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَى هَذَا الحديثَ الأَجْلَحُ (3) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنْ أَبِي الأَسودِ   (1) هو: سعيد بن إياس. (2) في (ف) : «الذيلي» . و «الدِّيلي» بكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة التحتانية، ويقال: «الدؤلي» بضم الدال بعدها همزة مفتوحة، اسمه: ظالم بن عمرو بن سفيان، وقيل غير ذلك. (3) هو: ابن عبد الله بن حُجَيَّة، ويكنى «أبا حجيَّة» . وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/156 رقم 21386) ، والنسائي في "سننه" (5078) ، وابن عدي في "الكامل" (1/429) ، والبيهقي في "الشعب" (5979) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، وابنُ أبي شيبة في "المصنف" (24991) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/154 و169 رقم 21362 و21489) = = من طريق عبد الله بن إدريس، وابنُ سعد في "الطبقات" (1/439) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/154 و169 رقم 21362 و21489) من طريق عبد الله بن نمير، والترمذيُّ (1753) من طريق عبد الله ابن المبارك، والنسائيُّ (2079 و5080) من طريق هشيم بن بشير وعبثر بن القاسم، والبيهقيُّ في "الشعب" (5979) من طريق عمر بن علي، والخطيبُ في "الجامع" (1/595) ، وابن عساكر في "تاريخه" (5/349) من طريق سفيان الثوري، والخطيب في "الموضح" (1/459) من طريق زهير بن معاوية، جميعُهم عن أبي حُجَيَّة أجلح بن عبد الله الكندي، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود، عن أبي ذر، به. وأخرجه ابن ماجه (3622) من طريق ابن أبي شيبة السابق، عن عبد الله بن إدريس. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" (8/34) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن الأجلح، عن عبد الله بن بريدة، عَنْ أَبِي حرب بْن أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، به. وتقدم ذكر رواية المسعودي له عن الأجلح، عن عبد الله ابن بريدة، عن أبيه، به مرفوعًا. وأخرجه البزار في "مسنده" (3921 و3922) من طريق يحيى بن سعيد القطان وعبد الله بن إدريس وأبي أسامة حماد بن سلمة، ثلاثتهم عن الأجلح، عن عبد الله بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يعمر، عن أبي الأسود، عن أبي ذر، به، هكذا بزيادة «يحيى بن يعمر» . ولاشك أنه وهم، إما من البزار، أو من شيخيه، وهُما عمرو بن علي الفلاس الراوي عن يحيى ابن سعيد، ويوسف بن موسى الراوي عن عبد الله بن إدريس وأبي أسامة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 551 الدِّيلي (1) ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) (2) .   (1) في (ف) : «الذيلي» . (2) الحديث أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/439) ، والنسائي في"سننه" (5082) كلاهما من طريق كَهْمَس ابن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن النبيِّ (ص) مرسلاً. وقال الدارقطني في "العلل" (1136) : «يرويه عبد الله ابن بريدة، واختُلِف عنه: فرواه سعيد الجريري، عن عبد الله بن بريدة، عن أبي الأسود، عن أبي ذر، تفرد به معمر بن راشد عنه وأغرب به. ورواه الأجلح، عن ابن عبد الله بن بريدة واختلف عنه: فرواه الثوري، وعلي بن صالح، ويحيى القطان، وزهير بن معاوية، وعبد الرحمن بن مَغْراء أبو زهير، وغيرهم، عن الأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أبي الأسود، عن أبي ذر. ورواه أبو حنيفة عن الأجلح [في المطبوع: الأصلح] ، واختُلِف عنه: فرواه المقرئ، عن أبي حنيفة، عن أبي حجية - وهو أجلح - عن ابن بريدة، عن الأسود، عن أبي ذر. وكذلك رواه محمد بن الحسن، عن أبي حنيفة، وغيره يرويه عن أبي حنيفة، عن أبي حجية، عن أبي الأسود، لم يذكر بينهما ابن بريدة. ورواه ابن عيينة، عن عبد الرحمن المسعودي، عن الأجلح، فقال: عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) . والصَّواب قول من قال: عن أبي الأسود، عن أبي ذر ... وقيل: عن أبي أسامة، عن الأَجْلَحُ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِي حرب بْن أَبِي الأسود، عن أبيه، ولا يصح» . وانظر "سؤالات البرذعي" (774) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 552 2176 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالسِيُّ (1) ، عَنْ شُعبة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ قَطَن (2) ؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا زَيْدٍ يَقُولُ: قَالَ رسول الله (ص) : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، ويَرْحَمْ صَغِيرَنَا؟ قَالَ أَبِي: لِهَذَا الحديثِ عِلَّةٌ؛ رَوَاهُ (3) غُنْدَر (4) ، عَنْ شُعبة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ قَطَن؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا يَزِيدَ المَدَنِيَّ؛ قَالَ: بلغَني أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: لَيْسَ مِنَّا ... ، الحديثَ. قَالَ أبي: وهذا (5) أشبهُ (6) .   (1) هو: سليمان بن داود. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/190) ، و"الأوسط" (2/64) من طريق محمد بن بشار، وابنُ عدي في "الكامل" (3/279) من طريق سوار بن عبد الله ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/135) من طريق محمد بن عاصم، جميعهم عن أبي داود، به. (2) في (ف) : «فطر» . (3) في (أ) و (ش) : «ورواه» بالواو. (4) هو: محمد بن جعفر. ولم نقف على روايته هذه، لكن رواها غيره عن شعبة، فأخرجه البخاري في الموضعين السابقين من طريق سهل بن حماد، وابنُ عدي في الموضع السابق من طريق سهل بن حماد والأسود بن عامر شاذان، كلاهما عن شعبة، به. (5) في (ش) : «هذا» بلا واو. (6) وهذا الذي رجَّحه البخاري أيضًا؛ فإنه ذكر في "التاريخ الكبير" (7/190) رواية سهل بن حماد، عن شعبة، ثم ذكر رواية أبي داود، ثم قال: «فنظر أبو داود في كتابه فلم يجده، والأول أصح» ، وكذا صنع في "التاريخ = = الأوسط" (2/64) ، لكنه قال: «والأول مع إرساله أثبت» . اهـ. وأخرج الحديث ابنُ عدي في "الكامل" (3/279) من طريق يحيى بن محمد بن صاعد، عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن أبي داود، ثم قال: «قال لنا ابن صاعد: وكانوا يرون أنه حديث متصل، ويُعَدّ في حديث أبي زيد بن أخطب الأنصاري؛ إذ قد روى عن النبيِّ (ص) ، وهو وهمٌ؛ إنما رواه شعبة، عن قطن بن كعب القطعي جدِّ أبي قطن، عن أبي يزيد المدني؛ أنه بلغه عن النبيِّ (ص) ، فصار مرسلاً» . ثم رواه من طريق ابن صاعد أيضًا عن محمد بن عبد الله المخرمي، عن شاذان، عن شعبة - كما سبق -، ثم نقل عن المخرمي قوله: «حديث أبي داود خطأ، وهذا الصواب» . قال ابن عدي: «والبخاري وابن صاعد جميعًا نسبا أبا داود - هذا الحديث - إلى الخطأ فقالا: روى عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ قطن، عن أبي زيد الأنصاري، عن النبيِّ (ص) . - وأبو زيد عمرو بن أخطب من الأنصار وله صحبة -؛ وقالا: إنما روى شعبة، عن قطن بن كعب، عن أبي يزيد المديني، عن النبيِّ (ص) مرسلاً. والذي رواه أبو داود فمحتمل؛ وذلك أن حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ رَوَى عَنْ سعيد بن قطن، عن أبي زيد الأنصاري حديث مقطوع [كذا!] . ورواية حماد تنفي عن أبي داود خطأه، حيث خطَّآه بروايته عن سعيد بن قطن، عن أبي زيد؛ لأن حماد بن سلمة قد روى عن سعيد بن قطن، عن أبي زيد؛ فصار لسعيد بن قطن أصل، ولسعيد عن أبي زيد أصل برواية حماد بن سلمة، فسقط الخطأ عن أبي داود، وإن كان الحديث الذي ذكره رواه غيره عن قطن، عن أبي يزيد مرسلاً» . اهـ. وانظر "شرح العلل" لابن رجب (596-597) . الحديث: 2176 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 553 قلتُ: ومَن أَبُو يَزِيدٍ المدنيُّ؟ قَالَ: شيخٌ رَوَى عَنْهُ جَريرُ بنُ حَازِمٍ، وسعيدُ بنُ أَبِي عَرُوبة، وأيُّوبُ السَّخْتِياني، وَلا يُسَمَّى؛ سُئِلَ مالكٌ عن أبي يزيدَ؟ فَقَالَ: لا أعرفُهُ (1) . 2177 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ علي (3) ، عن   (1) ونقل نحو هذا في "الجرح والتعديل" (9/459) . (2) انظر المسألة الآتية برقم (2777) . (3) أخرج روايته البخاري في "التاريخ الكبير" (7/384) ، و"الأوسط" (1/264) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/210) ، والروياني في "مسنده" (873) ، وابن عدي في "الكامل" (5/110) ، والخطيب في "الموضح" (2/55-56) . قال البخاري في "التاريخ الكبير": «وقال بشر بن الحكم: نا مرزوق بن ميمون الخياط ... ، فذكر مثل حديث نصر بن علي» . وقال في "التاريخ الأوسط": «حدثني خليفة [يعني: ابن خياط] ؛ قال: حدثنا ميمون بن مرزوق - وأثنى عليه -؛ قال: حدثنا حميد الخياط، عن الحسن، عن النبيِّ (ص) مثله. فقال عمرو بن عبيد: من حدثك يا أبا سعيد؟ قال: حدثني عبد الله بن مغفل» . وذكر نحو هذا في "التاريخ الكبير"، إلا أنه قال: «وأثنى عليه خيرًا» . هكذا قال خليفة بن خياط: «ميمون بن مرزوق» ! وأما حميد الخياط: فهو حميد بن مهران، وهو حميد ابن أبي حميد؛ كما بيَّن ذلك البخاري، والخطيب في الموضع السابق من "الموضح". وأخرجه البخاري أيضًا في "التاريخ الأوسط" من طريق صالح الغداني؛ قال: شهدت الحسن ... ، فذكر مثل رواية نصر بن علي، لكنه قال: فقال له عمرو ابن كيسان بن باب. قال البخاري: «عمرو بن عبيد هو ابن باب، ولا أدري هو هذا؟» . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (734) من طريق كثير ابن يحيى صاحب البصري، عن ميمون بن زيد، عن صالح صاحب القلانس، عن الحسن؛ قال: حدثني عبد الله بن مغفل؛ قال: قال رسول الله (ص) : «سِبابُ الْمُسْلِمِ فُسوقٌ وقِتالُه كُفْر» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ صالح إلا ميمون، تفرَّد به كثير بن يحيى» . الحديث: 2177 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 554 مَرْزُوقِ بْنِ مَيْمون النَّاجي، عَنْ حُمَيد بْنِ مِهْران، عَنِ الْحَسَنِ (1) ؛ قَالَ: سِبَابُ المُسْلِم فُسُوقٌ، وقِتَالُه كُفْرٌ. فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُبيد (2) : عمَّن تَرْوِي هَذَا؟ فَقَالَ: عَنْ عبد الله بن مُغَفَّل (3) ، عن النبيِّ (ص) ؟   (1) هو: البصري. (2) أي: قال للحسن البصري. (3) في (ك) : «معقل» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 555 قَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الحَسَنُ (1) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص (2) ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ مَوْقُوفٌ (3) . فَلَمْ يَضْبِطْ (4) عندي، فلعلَّهُ قاله عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، فظنَّ أنَّه يَقُولُ: عن عبد الله بن مُغَفَّل (5) .   (1) أخرج هذه الرواية محمد بن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (1095) من طريق حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مسعود، به موقوفًا. وعلَّقه البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/263) عن حبيب بن الشهيد. وأخرجه محمد بن نصر أيضًا (1096) من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ مُبَارَكِ بْنِ فَضَالة، عَنِ = = الْحَسَنِ البصري، فذكره موقوفًا مثل سابقه. وكذا علَّقه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/56) عن أبي نعيم. ورواه موسى بن إسماعيل، عن مبارك، واختُلِف على موسى: فأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/210) عن جدِّه، عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مبارك بن فَضَالة ... ، فذكره موقوفًا كسابقه، ثم قال العقيلي: «وهذه الرواية أولى» ؛ يعني من رواية من رواه عن الحسن، عن عبد الله بن مغفل، عن النبيِّ (ص) . وأخرجه الهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (731) من طريق أحمد بن زهير بن حرب، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/105 رقم10105) ، وفي "الدعاء" (2041) من طريق العباس بن الفضل، كلاهما عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مبارك بن فَضَالة، به مرفوعًا. ويرى الدارقطني - كما سيأتي - أن رواية مبارك مرفوعة. (2) هو: عَوْف بن مالك بن نَضْلَة. (3) قوله «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) يعني: مرزوق بن ميمون فيما يظهر. (5) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/324-325 رقم918) هذا الحديث، وقال: «يرويه أبو إسحاق السبيعي وإبراهيم الهجري والحسن البصري، عن أبي الأحوص، فرفعه أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ أبي إسحاق، ووقفه غيره، ورفعه إبراهيم الهجري، وأما الحسن: فرفعه عنه مبارك بن فضالة؛ ووقفه غيره. والموقوف عن أبي الأحوص أصح» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 556 2178 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثِ سعيدِ ابنِ المسيّب، عن النبيِّ (ص) : لَنْ يَهْلِكَ امْرُؤٌ عَنْ مَشُورَةٍ؟ فَقَالَ: إِنَّمَا رَوَى هَذَا الحديثَ هُشَيْمٌ (2) ، عَنْ عليِّ بْنِ زَيْدِ بن   (1) في (ت) و (ك) : «قال أبو محمد: سألت» . (2) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25419 و26262) ، وهناد في "الزهد" (1249) ، كلاهما عن هشيم، به، وفيه زيادة عندهما، ولفظه بتمامه: «رأس العقل بعد الإيمان بالله مُداراة الناس، ولن يهلك رجل بعد مشورة، وأهل الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المعروف في الآخرة» . وأخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل" (2266) عن أبيه، حدثنا هشيم، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "العقل" (29) ، و "مداراة الناس" (2) عن أبيه محمد بن عبيد؛ أخبرنا هشيم ... ، فذكره، وليس فيه عندهما موضع الشاهد. وأخرجه ابن أبي الدنيا أيضًا في "قضاء الحوائج" (17) عن أبيه؛ نا إبراهيم بن عبد الله؛ قال: أنا هشيم ... ، فذكره هكذا بزيادة «إبراهيم بن عبد الله» ، وليس فيه موضع الشاهد. وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (950) من طريق الفضيلي، عن هشيم، به. وأخرجه البيهقي في"شعب الإيمان" (8088) من طريق حميد بن الربيع، عن هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، به هكذا موصولاً، وليس فيه موضع الشاهد. قال البيهقي: «وصله منكر، وإنما روي منقطعًا» . وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/228) من طريق إبراهيم بن موسى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعيد ابن المسيب، به مرسلاً بتمامه. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (8637) من طريق سعيد بن عبد الله بن أبي عبد الرحمن الفراء، عن يوسف ابن محمد العصفري، عن سفيان الثوري، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، به، وليس فيه موضع الشاهد. قال البيهقي: «في هذا الإسناد ضعف» . وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (140) ، و"الإشراف" (156) ، والبزار في "مسنده" (1945/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (6070) ، وابن عدي في "الكامل" (5/349) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (200) ، جميعهم من طريق عبيد بن عمرو الحنفي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، به، وليس فيه موضع الشاهد. ووقع عند البزار: «عبيد الله بن عمرو القيسي» . قال البزار: «رواه هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ، عن سعيد، مرسلاً، وعبيد الله بن عمرو ليس بالحافظ، لاسيما إذا خالف الثقات» . وقال ابن عدي: «وهذا منكر المتن» . الحديث: 2178 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 557 جُدْعَانَ؛ فنَرَى أَنَّهُ أَخَذَهُ (1) عَنْ أَشْعَث، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَشْعَث (2) ،   (1) يعني: هشيم بن بشير. والحديث أخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (934) ، وابن عدي في "الكامل" (1/376) كلاهما من طريق عيسى بن أبي حرب، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أشعث بن براز، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، به. = ... وفي رواية ابن عدي: «قال عيسى: حدَّثتُ عمرو بن عاصم، عن يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ هشيم، عن علي ابن زيد، عن سعيد، فقال لي عمرو بن عاصم: حدثت به هشيم (كذا) أنا عن أشعث بن براز حين سمعه، فخرج ولم يسمعه فدلسه» . وذكر نحوه ابن عدي أيضًا في (7/135) وفيه: « ... حتى أسمعه ... » . ورواه البيهقي في "الشُّعب" (16/63 رقم8636) ، وفي "السنن" (10/109) من طريق زيد بن الحباب، عن أشعث به. وقال البيهقي: «هذا هو المحفوظ مرسل» . (2) كما تدلُّ عليه رواية ابن عدي المتقدمة، وفيها أن هشيمًا أخذ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عاصم الكلابي، عن أشعث بن براز، عن علي بن زيد، وإلى هذا ذهب الإمام أحمد، وعلي بن المديني، ويحيى بن معين. أما الإمام أحمد: فنقل عنه ابنه عبد الله في "العلل" (2266) أنه قال: «لم يسمعه هشيم من علي بن زيد» . وأما ابن المديني: فروى الخطيب البغدادي في "التاريخ" (16/190 بشار) عن عبد الله بن علي بن المديني أنه قال: سمعت أبى يقول: عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بن المسيب؛ قال: قال رسول الله (ص) : «رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس» ؛ قال [يعني: ابن المديني] : هذا رواه شيخ ضعيف يقال له: أبو أيوب التمار، وكان عندي ضعيفًا، ولم يسمعه هشيم من علي بن زيد. اهـ. وأما يحيى بن معين: فنقل عنه عباس الدوري في "تاريخه" (4981) أنه قال: «ولم يسمع هشيم أيضًا من علي بن زيد حديث رأس العقل» . وقال البيهقي في "الشعب" (14/504) : «هذا الحديث يُعرَف بأشعث بن براز، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ابن المسيب، عن النبيِّ (ص) ... ، فدلَّسه هشيم» . وسُئل الدارقطني في "العلل" (1372) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان، واختُلف عنه: فرواه هُشَيْمٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ قاله لوين، عن هشيم، وخالفه سريج بن يونس، فرواه عن هشيم مرسلاً؛ ولم يذكر فيه أبا هريرة، وهو أصحُّ. ويقال: إن هشيمًا لم يسمعه من علي ابن زيد، وإنما أخذه عن رجل، عنه» . اهـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 558 وأَشْعَثُ بنُ بُرَازٍ (1) ضعيفُ (2) الْحَدِيثِ (3) . 2179 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْباط بن عَزْرة (4) ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قال: عَطَسَ رسولُ الله (ص) وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالُوا: يرحمُك اللهُ يَا محمدُ، قَالَ النبيُّ (ص) : يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ؟ قَالَ أبي: أَسْباطُ بنُ عَزْرة (5) مجهولٌ، ويقولُ: مجاهدٌ، عن   (1) في (ش) : «سوار» بدل: «براز» . (2) قوله: «بن براز ضعيف» مكرر في (ف) . (3) ألحق بهامش (ف) مسألة ليس هذا موضعها، وستأتي برقم (2184/أ) . (4) في (ش) : «عروة» بدل: «عزرة» ، وفي (ت) و (ك) : «عزارة» . ورواية أسباط هذا أخرجها البزار في "مسنده" (2011/كشف الأستار) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (12/314 رقم13516) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/166) ، ثلاثتهم من طريق إسرائيل، عنه، عن جعفر بن أبي وحشية، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به هكذا بزيادة «جعفر بن أبي وحشية» . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/110) : «فيه أسباط ابن عزرة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح» . (5) في (ش) : «عروة» . ولم نجد ترجمة لأسباط بن عَزْرة هذا. وفي "الجرح والتعديل" (2/332 رقم 1262) لابن أبي حاتم: «أسباط بن زرعة: روى عن مجاهد، روى عنه إسرائيل، سمعت أبي يقول ذلك» . وذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (2/53 رقم 1659) هكذا: «أسباط بن زرعة» ، ولم يزد عليه، ولم نجد من ذكره غيرهما، فلعله هو، والله أعلم. الحديث: 2179 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 559 عمر (1) ، فصار مُرسَلً (2) ؛ لأنَّ مُجَاهِدًا (3) لَمْ يَلْقَ عُمَرَ (4) . 2180 - وسمعتُ (5) أبي قال: أوَّلُ مَا أَنْكَرْنَا عَلَى أيُّوب بْنِ سُوَيد: حديثُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : خَيْرُكُمُ المُدَافِعُ عَنْ عَشِيرَتِهِ مَا لَمْ يَأْثَمْ، وَمَا أعلمُ أسامةَ (6) رَوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ شيئا. 2181- وسألتُ (7) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه الثَّوري (8) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ! والحديث عند ابن أبي حاتم وعند المخرِّجين عن ابن عمر، وليس عن عمر، فإما أن يكون هذا الحديث روي أيضًا عن أسباط بن عزرة، فجعله من رواية مجاهد، عن عمر - ولم نقف على روايته هكذا -، أو يكون هناك وهم، والله أعلم. (2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة لربيعة، وقد تقدم الكلام عليها في المسألة رقم (34) . (3) في (ش) و (ف) : «مجاهد» . (4) وقد أنكر شعبة على الحسن بن دينار روايته لحديثٍ قال فيه: «عن مجاهد؛ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ» . انظر "المراسيل" لابن أبي حاتم (754) ، و"مقدمة الجرح والتعديل" (1/140) . (5) تقدمت هذه المسألة برقم (2117) ، وفيها زيادة بيان عمَّا هنا. (6) في (ف) : «أمامة» بدل: «أسامة» . (7) ستأتي هذه المسألة برقم (2815) عن أبي حاتم وأبي زرعة معًا. (8) هو: سفيان. والراوي عنه للحديث على هذا الوجه هو قَبيصة بن عقبة؛ كما بيَّنه ابن أبي حاتم في المسألة الآتية برقم (2815) . وتابعه معاوية بن هشام، فرواه عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) ، به. أخرجه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (524) . وخالفهما عبد الرزاق، وأبو نعيم الفضل بن دُكَين، وإسحاق بن يوسف الأزرق، مع اختلاف بين عبد الرزاق والآخرَيْنِ: أما عبد الرزاق: فأخرجه في "المصنف" (16537) عن شيخه سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عكرمة، عن النبيِّ (ص) مرسلاً. وأما أبو نعيم وإسحاق بن يوسف الأزرق: فروياه عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) به: أما رواية أبي نعيم: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (6975) ، وفي "الأدب المفرد" (417) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (11/315 رقم11853) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (288) ، والبيهقي في "سننه" (6/180) . وأما رواية إسحاق الأزرق: فأخرجها الخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (523) . ورواه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، جمع من الرواة كما سيأتي. الحديث: 2180 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 560 أيُّوب (1) ، عَنْ سعيدِ بْنِ جُبيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (2) : العائدُ فِي هِبتِهِ (3) ... ؟ قَالَ: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عِكرِمَة (4) . 2182 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه زُهيرُ ابنُ معاوية (5) ؛ قال:   (1) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (2) يعني: مرفوعًا كما هو مبيَّن في المسألة رقم (2815) . (3) في (ش) : «هبة» ، وفي (ك) تشبه: «هيته» . (4) سيأتي في المسألة رقم (2815) قول أبي حاتم وأبي زُرْعَةَ: «هَذَا خَطَأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصَة؛ إِنَّمَا هُوَ: أَيُّوبُ، عَنْ عِكْرمة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) » . وقد رواه عن أيوب على هذا الوجه الذي رجحه أبو حاتم وأبو زرعة جمع من الرواة: فأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (16536) من طريق معمر، والحميديُّ في "المسند" (530) ، وأبو يعلى في "مسنده" (530) من طريق سفيان بن عيينة، وابنُ أبي شيبة في "المصنف" (21704) ، وأحمدُ في "المسند" (1/217) ، والنسائيُّ في "سننه" (3699) من طريق إسماعيل بن علية، والبخاري في "صحيحه" (2622) من طريق عبد الوارث بن سعيد، والترمذي (1298) من طريق عبد الوهاب الثقفي، والنسائي (3698) من طريق سعيد بن أبي عروبة، جميعهم عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرمة، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/346 رقم 22938) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5676 و5677) . الحديث: 2182 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 561 حدَّثنا وَاصِلُ بْنُ حَيَّان، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي الكَمْأَةِ والحَبَّةِ (2) السَّوداءِ، وقولِ النبيِّ (ص) : عُرِضَتْ عَلَيَّ الجَنَّةُ ... (3) ؟ فَقَالَ: أَخْطَأَ زهيرٌ مَعَ إِتْقَانِهِ (4) ؛ هَذَا هُوَ صالحُ بنُ حَيَّان (5) ، وَلَيْسَ (6) هُوَ وَاصِلٌ (7) ، وصالحُ بنُ حَيَّان لَيْسَ بالقويِّ، هو شيخٌ (8) ،   (1) هو: عبد الله. (2) في (ك) : «والحية» . وتقدَّم تعريف «الكَمْأَة» في المسألة رقم (1698) . (3) ولفظه كما في "مسند أحمد": «إنَّ الجنَّةَ عُرِضَتْ عليَّ فَلَمْ أَرَ مثل ما فِيهَا، وإنَّها مَرَّتْ بِي خَصْلَةٌ مِنْ عِنَبٍ فَأَعْجَبَتْنِي فَأَهْوَيْتُ إِليها لآخُذَها فَسَبَقَتْنِي، ولو أَخَذْتُهَا لَغَرَسْتُها بين ظَهْرَانَيْكُمْ حَتَّى تَأْكُلُوا مِنْ فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ، واعْلَمُوا أَنَّ الكَمْأَةَ دَوَاءُ العَيْنِ، وأنَّ العَجْوَةَ مِنْ فَاكِهَةِ الجَنَّةِ، وأنَّ هَذِهِ الحَبَّةَ السَّوْدَاءَ الَّتِي تَكُونُ فِى المِلْحِ اعْلَمُوا أَنَّهَا دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلاَّ المَوْتَ» . (4) روى ابن عدي في "الكامل" (4/53) عن الإمام أحمد أنه قال: «انقلب على زهير بن معاوية اسم صالح بن حيان، فقال: واصل بن حيان» . وروى أيضًا عن ابن معين أنه قال: «سمع زهير من صالح بن حيان، وقلب «صالح بن حيان» فجعلها كلها «عن واصل بن حيان» . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/356 رقم 22972) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1011) من طريق محمد بن عبيد، والروياني في "مسنده" (59) من طريق يعلى بن عبيد، وابن عدي في "الكامل" (4/53) من طريق عبدة بن سليمان، ثلاثتهم عن صالح بْنُ حَيَّانَ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عن أبيه، به. (6) قوله: «هَذَا هُوَ صَالِحُ بْنُ حَيَّانَ وليس» سقط من (ك) . (7) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. والجادَّة: واصلاً. انظر التعليق على المسألة رقم (34) ، والمراد: ليس هو واصلَ بن حيَّان. (8) وفي "الجرح والتعديل" (4/398) قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن صالح بن حيان؟ فقال: ليس بالقوي، هو شيخ» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 562 ولم يُدْرِكْ زهيرٌ واصلاً (1) . 2182/أ- قال أَبُو محمدٍ (2) : قال (3) أَبُو زرعة: رَوى عبدُالوهَّابِ الخَفَّافُ (4) ، عَنْ ثَوْر (5) ، عَنْ خَالِد بْن مَعْدان: نَهِيقُ الحِمَارِ دُعَاءٌ عَلَى الظَّلَمَةِ وهو منكرٌ. وروى (6) حديثَ كُريبٍ (7) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - حديثَ العباس (8) -   (1) وقال ابن أبي حاتم أيضًا في "المراسيل" (ص 60-61 رقم212) : «سمعت أبي يقول: زهير بن معاوية لم يدرك واصل بن حيان، وإنما هو عن صالح بن حيان» . (2) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط. (3) في (ف) : «وقال» بالواو. (4) هو: عبد الوهَّاب بن عطاء. (5) هو: ابن يزيد الحمصي. (6) يعني عبد الوهاب بن عطاء الخفاف. وهذا الحديث أخرجه الترمذي (3762) ، ويعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (1/373) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على الفضائل" (1795) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (460 و3618) ، والخطيب في "تاريخه" (11/24) ، والخلال في "السنة" (24) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (294) ، جميعهم من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عَن ثور بْن يَزِيدَ، عَن مكحول، عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) للعباس: «إذا كان غداةُ الإثنين فأْتني أنت وولدُك، حتى أدعوَ لك بدعوة ينفعك الله بها وولدك» ، فغدا وغدونا معه، وألبسنا كساءً، ثم قال: «اللَّهم، اغفر للعباس وولده مغفرةً ظاهرة وباطنة، لا تغادر ذنبًا، اللهم احفظه في ولده» . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/89) : «إسناده جيد، رواه أبو يعلى في "مسنده"» ، روى الحديث في "ميزان الاعتدال" (2/682) من طريق الخطيب، ونقل كلام ابن معين وصالح جزرة الآتي في إعلال الحديث! (7) هو: ابن أبي مسلم الهاشمي مولى ابن عباس. (8) قوله: «حديث العباس» منصوبٌ؛ إمَّا على أنَّه بدل من قوله: «حديثَ كريب» ، وإمَّا على أنَّه مفعول به لفعل محذوف، والمراد: «أعني: حديث العباس» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 563 وهو منكرٌ، ليسا (1) من حَدِيث ثَوْر (2) . 2183 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه جَريرُ بنُ حازم (3) ،   (1) يعني حديث العباس، وحديث خالد بن معدان. (2) وفي "الجرح والتعديل" (6/72) قال ابن أبي حاتم: «سئل أبو زرعة عن عبد الوهاب الخفاف؟ فقال: رَوى عن ثور بن يزيد حديثين ليسا من حديث ثور. وذكر ليحيى بن معين هذين الحديثين، فقال: لم يذكر فيهما الخبر» . وروى الخطيب البغدادي في "تاريخه" (11/23-24) بسنده عن صالح بن محمد الأسدي المعروف بصالح جزرة أنه قال: «أنكروا على الخفاف حديثًا رواه لثور بن يزيد، عن مكحول، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ حديثًا في فضل العباس، وما أنكروا عليه غيره، فكان يحيى بن معين يقول: هذا موضوع، وعبد الوهاب لم يقل فيه: حدثنا ثور، ولعله دلَّس فيه، وهو ثقة» . ونقل الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/682) هذا النص، وقال: «فلعل الخفاف دلَّسه؛ فإنه بلفظة: عن» . (3) في (أ) و (ش) : «جرير بن أبي حازم» . ورواية جرير بن حازم هذه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/225 رقم 7101) ، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول" (206) ، والبزار في "مسنده" (2998/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/245) ، والدارقطني في "الغرائب" (3558/أطرافه) ، والحاكم في "المستدرك" (1/48-49) ، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (186) ، ومن طريقه وطريق آخر أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/285) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك"- مقرونًا برواية جرير السابقة-؛ من طريق أبي الربيع الزهراني وأحمد بن إبراهيم، كلاهما عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ الصَّقعب بن زهير، به هكذا، ليس فيه أن حماد بن زيد شكَّ. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/169-170 رقم 6583) عن شيخه سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ ابن زيد، عن الصَّقعب بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم؛ قال حماد: أظنه عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمرو ... ، فذكره هكذا بالشك من حماد. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (13/7 رقم1) من طريق أبي زرعة الدمشقي، عن سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، = = عَنْ حَمَّادِ، به، ولم يذكر أنه شكّ. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (548) عن شيخه سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، عَنْ حَمَّادِ بن زيد، عن الصَّقعب بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم؛ قال: لا أعلمه إلا عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمرو، وهذا يؤكد أن رواية الإمام أحمد أصوب. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2674 و3835) من طريق أحمد بن إبراهيم- الذي روى الحاكم الحديث من طريقه -، عن حماد بن زيد، به، ولم يذكر «عطاء بن يسار» ، ووقع في "المطالب العالية": «عبد الله بن عمر» . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (62/285-286) ، وفيه: «عبد الله بن عمرو» على الصواب. الحديث: 2183 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 564 عَنْ (1) صَقْعَب (2) بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ عَطَاء (3) بن يَسَار، عن عبد الله بن [عُمْرٍو] (4) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّة نُوحٍ؛ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي مُوصِيكَ بوصيَّة (5) ... . قلتُ لأَبِي: فَهَذَا الْحَدِيثُ محفوظٌ؟ لأنَّه رَوَى عبدُالعزيزِ الدَّرَاوَرْدي (6) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ عَطَاء بْنِ يَسَار، عَنِ النبيِّ (ص) ،   (1) قوله: «عن» سقط من (ف) . (2) في (ك) : «ضعقب» . (3) قوله: «عطاء» سقط من (ك) . (4) في جميع النسخ: «عمر» ، والحديث في مصادر التخريج السابقة والآتية عن عبد الله بن عمرو، ومنها جَرَى التصويب. (5) هو حديث طويل فيه نَهْيُ نوحٍ _ج لابنيه عن الشرك بالله والكِبر، وأمرُهُ لهما بـ «لا إله إلا الله» والتسبيح. (6) هو: عبد العزيز بن محمد. ولم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرج البخاري الحديث في "الأدب المفرد" (548م) فقال: حدثنا عبد الله بن مسلمة؛ قال: حدثنا عبد العزيز، عن زيد، عن عبد الله بن عمرو، فذكره هكذا موصولاً، دون ذكر عطاء بن يسار في سنده. وشيخ البخاري هو: عبد الله بن مسلمة القعنبي، وشيخه عبد العزيز: إما أن يكون الدَّراوَرْدي، أو ابن أبي حازم، فكلاهما يروي عنهما القعنبي، ويرويان عن زيد بن أسلم! وأخرجه الإمام أحمد في "الزهد" (ص67) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (595) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (62/286) ، كلاهما من طريق محمد بن عبد الرحمن بن المجبِّر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مرسلاً. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/49) من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ زيد بن أسلم، عن النبيِّ (ص) مرسلاً، ولم يذكر فيه عطاء بن يسار. وسيأتي - آخر المسألة - من طريق هشام بن سعد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 565 مُرسَلً (1) ، قلتُ: فهو محفوظٌ عندك؟ قال: تابع عبدَالعزيز هشامُ بنُ سعد (2) .   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . (2) أخرج روايته الإمام أحمد في "الزهد" (ص68) من طريق علي بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مرسلاً. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/26) من طريق يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ اللَّيْثِ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمرو، به بذكر ما يتعلق بالكبر فقط. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (62/283-284) من طريق عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بن يسار، عن عبد الله بن عمرو، به مرفوعًا. قال ابن عساكر: «وَرَوَاهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ هشام بن سعد، فقال: ابن عمر» . ثم أخرجه بسنده من طريق عيسى بن حماد، عن الليث ابن سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عمرو ... ، فذكره هكذا عن عبد الله بن عمرو، فلعله تصحيف من الناسخ، أو الطابع، والله أعلم! . ورواه موسى بن عبيدة الرَّبَذي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) . أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (29416) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1151) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/235) ، وابن عساكر في "تاريخه" (62/282) . وأخرجه البزار في "مسنده" (3069/كشف الأستار) فقال: حدثنا إبراهيم ابن سعيد الجوهري؛ ثنا أبو معاوية الضرير، عن محمد ابن إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) ... ، فذكره. قال البزار: «لا نعلم أحدًا رواه عن عمرو، عن ابن عمر إلا ابن إسحاق، ولا نعلم حدَّث به عن أبي معاوية إلا إبراهيم ابن سعيد» . وأخرجه ابن عساكر في"تاريخه" (62/287) من طريق أحمد بن عمير بن يوسف، عن إبراهيم ابن سعيد الجوهري، به، فقال: «عن عبد الله بن عمرو» ، وهو الصواب؛ فقد أخرجه الطبراني - كما = = في "البداية والنهاية" لابن كثير (1/119) - من طريق عبد الرحيم بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسحاق، به، فقال: «عن عبد الله بن عمرو» ، ولذا قال ابن كثير: «والظاهر أنه عن عبد الله بن عمرو بن العاص كما رواه أحمد والطبراني، والله أعلم» . وكان ابن كثير قد أورد رواية الإمام أحمد التي أشار إليها - من طريق حماد بن زيد، عن الصَّقعب بْنِ زُهَيْرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم؛ قال حماد: أظنه عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنِ عبد الله بن عمرو، ثم قال ابن كثير: «وهذا إسناد صحيح، ولم يخرجوه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 566 2184 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثناه عَنِ ابنِ الطَّبَّاع (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَشْعَث بْنُ شُعبة، عَنْ حَنَش (*) بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، [عَنِ علي] (3) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة الْغَارِ (4) ؟ قَالَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (5) ، عَنْ حَنَش (*) ، عَنْ أبيه، عن علي،   (1) هو: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاع. وروايته أخرجها أبو عوانة في "مسنده" (3/428 رقم5581) ، والطبراني في "الدعاء" (187) . وأخرجه أبو عوانة أيضًا مقرونًا بالرواية السابقة، والخليلي في "الإرشاد" (2/552) ، كلاهما من طريق يعقوب بن كعب الأنطاكي، عن أشعث، به. قال الطبراني: «هذا الحديث لم يرفعه عن حنش بن الحارث إلا أشعث بن شعبة، وهو ثقة» . (*) ... في (ت) و (ك) : «حفش» . (2) هو: الحارث بن لَقيط النخعي. (3) ما بين المعقوفين استدركناه من مصادر التخريج، والسياق يدلُّ عليه. (4) يعني قصة النفر الثلاثة الذين أطبقت عليهم صخرة وهم في الغار ... الحديث بطوله. (5) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها البخاري في "تاريخه" (2/280) ، وأبو عوانة (5583) ، والطبراني (188) ، والخليلي (2/552-553) . قال الخليلي: «أوقفه أبو نعيم عن علي، وتابعه عبد الصمد بن النعمان عن حنش، ويسنده أشعث، وليس هذا الحديث عن علي إلا بهذا الإسناد» . اهـ. وقوله: إن عبد الصمد تابع أبا نعيم، غير صحيح كما سيأتي. الحديث: 2184 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 567 مَوْقُوفٌ (1) . قُلْتُ لأَبِي: فأيُّهما أصحُّ؟ قال: أبو نُعَيم أثبتُ (2) . 2184/أ - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمد بن يونس (4) ،   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . (2) تابع أشعثَ بنَ شعبة: عبدُالصمد بن النعمان، فرواه عَنْ حَنَشٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ علي ح، عن النبيِِّّ (ص) . علقه البخاري في الموضع السابق، وأخرجه البزار في "مسنده" (906) ، وأبو عوانة (5582) . وتابع أبا نعيم على وقفه: مخلد بن يزيد، وروايته أخرجها أبو عوانة - كما في "إتحاف المهرة" (11/326-327 رقم14124) ، ولم نجده في المطبوع منه. وتابعه أيضًا أبو أسامة حماد بن أسامة - في بعض الطرق عنه - فيما يظهر من كلام البخاري في الموضع السابق من "تاريخه" حيث قال: «وقال لنا أَبُو نُعَيْمٍ: عَنْ حَنَشٍ، عَنْ أبيه، عن علي - في الغار -، ولم يرفعه بعضهم عن أبي أسامة» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (6/510) . (3) سقطت هذه المسألة بتمامها من (ت) و (ك) ، وجاءت ملحقة بهامش (ف) بعد المسألة رقم (2178) ، وأثبتناها هنا بناءً على ترتيب (أ) و (ش) . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4221) ، والحاكم في "المستدرك" (4/405) ، لكن وقع عندهما: «عبد الرحمن بن محمد المديني» بدل: «عبد الرحمن بن عمر» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا عبد الرحمن بن محمد المديني، تفرد به مسلم بن خالد الزَّنجي» . وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» . وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/79) من طريق أحمد بن محمد القواس، والطبراني في "الأوسط" (113) من طريق يحيى بن بكير، كلاهما عن مسلم بن خالد، به، لكن وقع عند العقيلي: «عبد الرحيم بن عمر» بدل: «عبد الرحمن بن عمر» . قال العقيلي: «عبد الرحيم بن عمر: عن الزهري روى عنه مسلم بن خالد الزنجي، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به» ، ثم روى هذا الحديث بسنده. وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا عبد الرحمن، تفرد به مسلم» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 568 عَنْ مُسْلِم بْنِ خَالِدٍ، عَنْ عبد الرحمن بْنُ عُمَرَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُروَة (1) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قال: وَعِرْقُ الكُلْيَةِ (2) ، قَالَ: يُؤخَذُ (3) مَاءٌ مُحْرَقًا بِالعَسَلِ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ أَزَلْ أَلْتَمِسُ هَذَا الحديثَ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَر (4) . 2185 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو الظَّفَر (6) ،   (1) قوله: «عن عروة» سقط من (ش) . (2) قوله: «الكلية» من (ف) فقط. (3) قوله: «يؤخذ» غير منقوط الحروف في (أ) و (ش) و (ف) ، وهو ضمن السقط الواقع في (ت) و (ك) ، وجاء الحديث في مصادر التخريج السابقة هكذا: «الخاصِرَة عِرْقُ الكُلْية، إذا تحرَّك آذى صاحِبَها، فداووها بالماء المُحْرَق والعَسَل» . وقوله: «محرقًا» حالٌ من «ماء» . (4) رُوِيَ هذا الحديثُ أيضًا من طريقين آخرين لا يُفْرَحُ بهما: فأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (556/بغية الباحث) ، ويوسف بن خليل الأدمي في "عوالي حديث هشام بن عروة" - كما في "السلسلة الضعيفة" للألباني (3/369) - من طريق يحيى بن هاشم، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، به. ويحيى بن هاشم هذا هو السمسار، وهو يضع الحديث ويسرقه؛ كما في "الكامل" لابن عدي (7/251) . وأخرجه ابن عدي أيضًا (2/359) من طريق الحسين بن علوان، عن هشام بن عروة، به. والحسين بن علوان هذا كذاب يضع الحديث؛ كما في الموضع السابق من "الكامل". وانظر "العلل المتناهية" لابن الجوزي (1474) . (5) نقل بعض هذا النص الضياء في "المختارة" (5/101) . (6) هو: عبد السلام بن مُطَهَّر. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/93) وقال فيه: قال لي عبد السلام، وفي "التاريخ الأوسط" (1/297) وقال فيه: حدثني عبد السلام ... ، فذكره. وأخرجه البزار في "مسنده" (3602/كشف) من طريق العباس بن جعفر، والضياء في "المختارة" (1722) من طريق محمد بن إسحاق الصاغاني، كلاهما عن عبد السلام ابن مطهر، به. وخالف هؤلاء محمد بن عبد الرحمن الصيرفي، فرواه عن أبي ظفر عبد السلام بن مطهر، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثابت، عن أنس به، هكذا بجعل «جعفر بن سليمان» بدل: «سليمان بن المغيرة» . وأخرجه ابن العسكري في "حديثه" المطبوع مع "الكرم والجود" لأبي شيخ البرجلاني (74) من طريق القاضي وكيع، عن محمد بن عبد الرحمن الصيرفي. ومن طريق ابن العسكري أخرجه الضياء المقدسي في "المختارة" (1616) ، ثم قال: «وقد رواه حماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة، عن ثابت» . وتابع أبا ظفر على روايته هكذا: عليُّ بن عبد الحميد فيما أخرجه الضياء في "المختارة" (1721) من طريق إسماعيل بن عبد الله سَمُّويه، عن علي بن عبد الحميد هذا، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنِ أنس. قال الضياء: «وقد رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ ثابت. ورواه أبو الظفر، عن سليمان ابن المغيرة؛ كرواية علي بن عبد الحميد. وقد رواه حماد ابن سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيق، عن النبيِِّّ (ص) ، مرسل. قال أبو زرعة الرازي: الوهم من أبي الظفر؛ يعني في رفعه. قلت: فهذه رواية غير أبي الظفر، وقد تقدم في رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت مسندًا؛ رواه غير واحد عن آدم بن أبي إياس، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِِّّ (ص) ، والله أعلم» . اهـ. ورواية آدم بن أبي إياس عن حماد بن سلمة التي أشار إليها الضياء المقدسي: أخرجها الحاكم في "المستدرك" (1/378) ، والضياء نفسه (1646 و1647) . وأخرجها البيهقي في "الزهد" (815) من طريق الحاكم، ثم قال: «هكذا أخبرنا موصولاً، وقد ذكره البخاري في "التاريخ" عن موسى - هو: ابن إسماعيل -، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أبي الصديق، عن النبيِِّّ (ص) مرسلاً. ورواه عبد السلام بن مطهر، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثابت، عن أنس ... » . قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» . وقد خولف آدم بن أبي إياس في روايته عن حماد بن سلمة، كما سيأتي. ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (6544) من طريق يُوسُفُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس، به، وفيه زيادة. ويوسف بن عطية هذا متروك؛ ولذا قال البيهقي: «تفرد به يوسف بن عطية الصفار عن ثابت، ورواياته عنه أكثرها مناكير، لا يتابع عليه، والله أعلم» . الحديث: 2185 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 569 عَنْ سُلَيمان بْنِ المُغِيرة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، قيل له: الجزء: 5 ¦ الصفحة: 570 مَنْ أهلُ الْجَنَّةِ؟ مَنْ أهلُ النَّارِ؟ قَالَ: مَنْ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَمْلأَ (1) مَسَامِعَهُ مِمَّا يُحِبُّ (2) ؟ فَقَالا: هَذَا عِنْدَنَا خَطَأٌ؛ رَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة (3) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيق (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) ؛ وَهُوَ الصَّحيح. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: فَمِنْهُمْ مَنْ يُحدِّث (5) عَنْ سُلَيمان، عَنْ ثابتٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (*) ، والوَهَمُ مِنْ أَبِي الظَّفَر.   (1) قوله: «يملأ» سقط من (ف) . (2) كذا أورده مختصرًا، ومتنه في "الزهد" لابن المبارك (214) : «عن ثابت قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، من أهل الجنة؟ قال: «من لا يموت حتى يملأ سمعه مما يحب» ، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟ قَالَ: «مَنْ لا يموت حتى يملأ سمعه مما يكره» . وستأتي الإشارة إلى تخريج هذه الرواية. (3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/93) ، و"الأوسط" (1/297) من طريق موسى بن إسماعيل التبوذكي، والبغوي في "الجعديات" (3354) من طريق علي بن الجعد، كلاهما عن حماد، به. ورواية البخاري للحديث في "التاريخ الكبير" جاءت هكذا: «وقال لنا سليمان: حدثنا حماد» ، وأظنه تصحف اسم موسى - المذكور في "الأوسط" - إلى «سليمان» ، ويستأنس في هذا بكلام البيهقي في "الزهد" الذي سبق نقله. وإذا كان ما جاء في "التاريخ الكبير" سالمًا من التصحيف، فتكون هذه طريقًا ثالثة عن حماد، ويكون سليمان المذكور هو ابن حرب، والله أعلم. (4) هو: بكر بن عمرو - وقيل: ابن قيس - النَّاجي. (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . (5) رواه هكذا عبد الله بن المبارك في "الزهد" (214/رواية نعيم بن حماد) ، فقال: أنا سليمان بن المغيرة ... ، فذكره. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 571 وسمعتُ أَبِي قَالَ: قَالَ أحمدُ بْنُ حَنْبَلٍ: أعلمُ الناسِ بحديثِ ثَابِتٍ، وعليِّ بن زيد (1) ، وحُمَيد (2) : حمَّادُ بنُ سَلَمة (3) . 2186 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بنُ سَلَمة (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة (6) ، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ النبيَّ (ص) مرَّ برَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى بَطْنِهِ فَقَالَ (7) : هَذِهِ ضِجْعَةٌ لاَ يُحِبُّهَا اللهُ؟ قَالَ أَبِي: لَهُ علَّة (8) .   (1) في (ف) : «زيد حماد» ، وضرب على قوله: «حماد» . (2) هو: ابن أبي حميد الطويل. (3) انظر نحو هذا في "الجرح والتعديل" (3/141) . (4) انظر المسألة التالية، والمسألة الآتية برقم (2305) . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/304 رقم 8041) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (9/299) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (5/339 رقم 26670) من طريق عبدة بن سليمان، والإمام أحمد في "المسند" (2/287 رقم 7862) من طريق محمد ابن بشر، والترمذي في "جامعه" (2768) من طريق عبدة بن سليمان وعبد الرحيم بن سليمان، وابن حبان في "صحيحه" (5549) ، والحاكم في "المستدرك" (4/271) من طريق عيسى بن يونس، والبيهقي في "الشعب" (4394) ، و"الآداب" (976) من طريق أبي معاوية الضرير والنضر بن شميل، جميعهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. وذكر الدارقطني في "العلل" (9/299) أن الفضل بن موسى السيناني وشجاع بن الوليد ومعتمر بن سليمان، رووه أيضًا عن محمد بن عمرو، إلا أن معتمر بن سليمان أرسله، فلم يذكر فيه أبا هريرة. (6) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (7) في (ف) : «قال» . (8) ذكر البخاري في "التاريخ الكبير" (4/366) طريق محمد بن عمرو هذه، وقال: «لا يصح» . الحديث: 2186 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 572 قلتُ: وَمَا هُوَ (1) ؟ قَالَ: رَوَاهُ ابنُ أَبِي ذِئْبٍ (2) ، عَنْ خالِهِ (3) الحارث بن عبد الرحمن؛ قَالَ: دخلتُ أَنَا وَأَبُو سَلَمة عَلَى ابنِ طِهْفة (4) ، فحدَّث عَنْ أَبِيهِ (5) ؛ قَالَ: مَرَّ (6) بِي وَأَنَا نائمٌ عَلَى وَجْهِي (7) ؛ وَهُوَ (8) الصَّحيح (9) .   (1) أي: ما هو وجهُ العلَّة. (2) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1436) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/426 رقم 23616) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/366) ، و"الأوسط" (1/180) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/103) ، و (2/275-276) ، والضياء في "المختارة" (8/138 رقم 153) . (3) في (ت) و (ك) : «خال» . (4) ضبب ناسخ (ف) على قوله: «طهفة» ، وابن طِهْفة هذا اسمه: يعيش. (5) هو: طِهْفة- بكسر الطاء المهملة وسكون الهاء - ابن قيس الغفاري، ويقال: «طخفة» بالخاء المعجمة، ويقال: «طِغْفة» بالغين المعجمة. (6) يعني: النبي (ص) ؛ كما سيصرح به في المسألة التالية، من طريق أخرى. (7) في (ك) : «وجهتي» . (8) في (ت) و (ف) و (ك) : «وهذا» بدل: «وهو» . (9) في هذا الحديث اختلاف طويل، ذكره البخاري في = = "التاريخ الكبير" (4/365-366) ، و"الأوسط" (1/179-181) ، وأشار له الترمذي عقب الحديث (2768) ، وعرض النسائي بعضه في "السنن الكبرى" (6619-6622 و6695-6697) ، والضياء المقدسي في "المختارة" (8/139-141) ، وذكره الدارقطني في "العلل" (1776) فقال: «يرويه مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ ذلك حماد بن سلمة، وعيسى بن يونس، والنضر بن شُميل، وأبو معاوية، وعبدة بن سليمان، والفضل بن موسى السيناني، وشجاع بن الوليد، ومحمد بن بشر. ورواه مُعْتَمِرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عن أبي سلمة - مرسلاً -، عن النبيِِّّ (ص) ، وغيرُه يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ ابن طهفة الغفاري، عن أبيه، وهو الصواب» . اهـ. وقال المزي في "تهذيب الكمال" (13/375-376) : «طِخْفة بن قيس الغفاري: صحابي له حديث واحد في النهي عن النوم على بطنه، رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وفيه عنه اختلاف طويل عريض، فقيل: عنه (د س) ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن يعيش بن طِخْفة بن قيس، عن أبيه. وقيل: عنه (س ق) ، عن أبي سلمة، عن يعيش بن قيس بن طخفة، عن أبيه. وقيل: عنه (بخ) ، عن أبي سلمة، عَنِ ابْنِ طَخْفَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وقيل: عنه (س) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الحارث التَّيْميّ، عَنْ عَطيَّة بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبيه، وهو وهمٌ. وقيل: عنه (س) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ ابنٍ ليعيش بن طِغْفة - وفي نسخةٍ: ابن طِخْفة -، عن أبيه. وقيل: عنه (س) ، عن ابنٍ لقيس بن طِغْفة - وفي نسخةٍ: ابن طِخْفة -، عن أبيه، من غير ذكر لأبي سلمة، ولا لمحمد بن إبراهيم بينهما. وقيل: عنه (ق) ، عن قيس بن طِهْفة، عن أبيه، من غير ذكرٍ لأحد بينه وبين قيس. ورواه يعقوب بن حُميد ابن كاسِب (ق) ، عن إسماعيل بن عبد الله - هو ابن أَبِي أُوَيس -، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُعَيم المُجْمِر، عن أبيه، عن طِهْفة، عن أبي ذَرّ، وهو قولٌ مُنكر لا نعلم أحدًا تابَعَه عليه. وفيه اختلاف غير ذلك؛ اقتصرنا منه على ما ذكره هؤلاء الأئمة» . اهـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 573 2187- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد العزيز الدَّرَاوَرْدي (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو ابن حَلْحَلَة الدُّؤَلي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاء العامِري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: خرجَ عَلَيْنَا رسولُ الله (ص) وَأَنَا مُنكَبٌّ عَلَى وَجْهِي نائمٌ، فأقرعَني (3) ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: محمَّد بْنِ عَمْرو بْن عَطَاء (4) ، عن ابن   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2305) ، وانظر المسألة السابقة. (2) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/366) ، و"الأوسط" (1/180) ، وقال: «ولا يصح فيه أبو هريرة» ، وسيأتي كلام الدارقطني عن هذا الحديث. (3) أقرعَ الفرسَ بلجامِه: كبَحَه، وأقرع فلانًا، وأقرع له: كفَّه. "الصحاح" (3/1264) ، و"أساس البلاغة" (ص 657) ، و"تهذيب الأسماء واللغات" (3/89) ، و"تاج العروس" (11/366) . والمراد: نهاه عن فعله هذا. والكلمة في (أ) و (ش) بلا نقط. (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/426 رقم23615) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن عطاء، عن يعيش بن طِهْفة الغفاري، عن أبيه، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/366) ، و"الأوسط" (1/277/تحقيق اللحيدان) من طريق عبيد ابن يَعِيشَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرو بْن عَطَاءٍ، عَنْ نعيم بن محمد، عن يعيش ابن طِهْفة، عن طهفة الغفاري، به. ثم قال البخاري: «هو: نعيم بن مُجْمِر، و " ابن محمد " خطأ» . الحديث: 2187 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 574 طِخْفَة (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: مَرَّ بي النبيُّ (ص) (2) . 2188 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَرِيكٌ (3) ، عَنْ حُمَيد (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا ... ؟ قَالَ أَبِي: لِهَذَا عِلَّة. قلتُ: وَمَا عِلَّتهُ؟ قَالَ: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ ثابتٍ وحُمَيدٍ، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) .   (1) في (ش) و (ف) و (ك) : «أبي طخفة» بدل: «ابن طخفة» . (2) قال الدارقطني في"العلل" (9/300) : «وروي هذا الحديث عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حَلْحَلة، عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن عطاء، عن أبي هريرة. وقيل: عنه، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ولا يصح عن أبي هريرة؛ وإنما رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عطاء عن ابن طِهْفَة أيضًا» . (3) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. وروايته أخرجها الطبراني في "طرق حديث من كذب عليّ" (123) . (4) هو: ابن أبي حميد الطويل. (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . الحديث: 2188 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 575 2189 - وسمعتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ وَكِيع (2) ، عَنْ فِطْر (3) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات (4) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : لَوْ أَنَّ جَبَلاً بَغَى عَلَى جَبَلٍ، لَدُكَّ (5) البَاغِي مِنْهُمَا. وَرَوَاهُ وَكِيع (6) ، عَنْ سُفيان، عَنْ أَبِي يحيى القَتَّات، عن مجاهد،   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2548) . (2) هو: ابن الجراح. وروايته هذه أخرجها هو في "الزهد" له برقم (426) ، وعنه هناد في "الزهد" (1395) . وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الزهد"- كما في "المقاصد الحسنة" (رقم 888) - عَنْ فِطْرِ بْنِ خَلِيفَةَ، عَنْ أبي يحيى، عن مجاهد، مرسلاً. كذا رواه عبد الله بن المبارك عن فطر كما رواه وكيع. وخالفهما أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكين وخلاد بن يحيى، فروياه عَنْ فِطْرٍ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القتَّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عباس، موقوفًا عليه، كما رواه سفيان الثوري فيما يأتي. أما رواية أبي نعيم الفضل بن دُكين: فأخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (588) . وأما رواية خلاد بن يحيى: فأخرجها أبو نعيم في "الحلية" (1/322) . (3) هو: ابن خليفة. (4) مشهور بكنيته. ومختلف في اسمه، فقيل: اسمه زاذان، وقيل: دينار، وقيل غير ذلك. (5) كذا في (ت) و (ش) و (ك) ، وهو الموافق لمصادر التخريج، وفي (أ) و (ف) : «لذل» ، وفي المسألة الآتية برقم (2548) : «لذل» في جميع النسخ. وفي بعض طرق الحديث: «لجعل الله الباغي منهما دكًّا» . (6) روايته هذه أخرجها هو في "الزهد" له برقم (427) ، وعنه هناد في "الزهد" (1396) . ولا يبعد أن يكون سفيان الثوري دلَّس هذا الحديث؛ فقد ذكر الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/124) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص 342 رقم 888) ، أن ابن مردويه أخرجه من طريق سُفْيَانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القتَّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عباس، به، موقوفًا. والحديث معروف عن الأعمش، إلا أنه ربما دلَّسه؛ فأسقط يحيى القتَّات؛ فقد أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (6266) من طريق علي بن مسهر، عن الأعمش، به، كرواية سفيان السابقة بذكر القتات. وكذا رواه ابن مردويه - كما في "تخريج الكشاف" و"المقاصد" أيضًا - من طريق قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، إلا أنه رفعه. ورواه عبيد الله بن زَحْر، وأبو معاوية محمد بن خازم، وقيس بن الربيع؛ ثلاثتهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابن عباس، به موقوفًا، ليس فيه ذكر لأبي يحيى القتات. أما رواية عبيد الله بن زحر: فأخرجها ابن وهب في "جامعه" (/387 رقم 274) . وأما رواية أبي معاوية: فأخرجها إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (2/603) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 66) ، وعلي بن حرب في "حديثه"، كما في "الضعيفة" للألباني (4/419) . وأما رواية قيس بن الربيع: فأخرجها ابن أبي الدنيا في "ذم البغي" (7) . وسيأتي في المسألة (2548) أن إسرائيل بن يونس رواه أيضًا عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مجاهد، عن ابن عباس، موقوفًا. الحديث: 2189 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 576 عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: لَوْ أنَّ جَبَلَيْن بَغَى أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ، لَذَلَّ (1) البَاغِي مِنْهُمَا. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا أصحُّ مِنْ حديثِ فِطْر. 2190 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عُبيدالله القَواريري (2) ،   (1) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «لدك» ، مع أنها منسوخة من (ت) ، وانظر التعليق على هذه الكلمة في بداية المسألة. (2) هو: عبيد الله بن عمر. ولم نقف على الحديث من طريقه، لكن رواه البزار في "مسنده" (3479) من طريق سعيد بن سليمان، والطبراني في "الكبير" (7/291 رقم 7169) ، و"الأوسط" (6338) من طريق حفص بن عمر الجُدّي، كلاهما عن قَزَعة بن سويد، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنِ النبيِِّّ (ص) [إلا] بهذا الإسناد، ويحيى بن [جُرْجة] روى عنه ابن جريج وقَزَعة بن سويد، وهذا الحديث إنما رواه الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري، عن محمود، عن شداد بن أوس، إلا يحيى بن جُرْجَة، تفرد به قَزَعة بن سويد. ورواه الناس: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عبد الرحمن، عن أمه أم كلثوم» . وأخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد" = = (2261/أطرافه) ، وقال: «تفرَّد به يَحْيَى بْنِ جُرْجة، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عنه، وتفرد به قَزَعة بن سويد عنه» ؛ يعني: عن يحيى بن جرجة. الحديث: 2190 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 577 عَنْ قَزَعة بْنِ سُويد، عَنْ يَحْيَى بْنِ جُرْجة (1) ، عَنِ الزُّهري، عن محمود ابن لَبِيد، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْس؛ أنَّ رسولَ الله (ص) قال: لَيْسَ الكَذِبُ (2) مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ وَنَمَى (3) خَيْرًا؟   (1) جُرْجَة: بضم الجيم الأولى، وسكون الراء، وفتح الجيم الثانية. انظر "الإكمال" لابن ماكولا (2/69) . (2) كذا لفظ الحديث هنا: «ليس الكذبُ مَنْ ... » ، ولفظه عند البخاري ومسلم من حديث أم كلثوم بنت عقبة - وهو ما سيرجِّحه أبو زرعة -: «ليس الكذَّابُ الذي يُصلحُ..» ، وكذا في أغلب مصادر تخريجه: «ليس الكَذَّاب» كما في صحيح البخاري ومسلم، وفي بعضها: «ليس الكاذب» ، وفي بعضها: «ليس الكَذِبُ أن يقولَ الرجلُ في إصلاح ما بين الناس» . وما وقع هنا صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على حذف مضاف في اسم «ليس» أو في خبرها: فالتقدير في الأوَّل: ليس ذُو الكذب مَنْ أصْلَحَ ... » ؛ ويشهد لهذا رواية: «ليس الكَذَّابُ» و «ليس الكاذب» . والتقدير في الثاني: «ليس الكذِبُ قولَ مَنْ أصلح ... » ؛ ويشهد لهذا رواية: «ليس الكذبُ أن يقولَ الرجلُ في إصلاح ما بين الناس» . ... وحذفُ المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه أسلوبٌ معروفٌ من أساليب اللغة العربية، وقد تقدَّم بيانه في تعليقنا على المسألة رقم (2) . هذا؛ وقد قال النووي: ومعنى الحديث: ليس الكذابُ المذمومُ الذي يُصلح بين الناس، بل هذا مُحسنٌ. "شرح النووي" (16/157) . (3) يقال: نَمَيْتُ الحديث أَنْمِيهِ: إذا بَلَّغتَهُ على وجه الإصلاح وطلب الخَير. فإذا بَلَّغتَهُ على وجه الإفساد والنَّميمة قلت: نَمَّيتُهُ؛ بالتشديد. "النهاية" (5/121) و"فتح الباري" (5/299) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 578 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ هُوَ: عَنِ الزُّهري، عَنْ حُمَيد بن عبد الرحمن، عن أُمِّه أُمِّ كلثوم ابنَتِ (1) عُقْبة، عن النبيِّ (ص) (2) . 2191 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [القَواريري] (4) ، عَنْ قَزَعة بْنِ سُويد، عَنْ يَحْيَى بْنِ جُرْجة، عَنِ الزُّهري، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيد، عَنْ شَدَّاد بْنِ أَوْس؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ غَلَّ مِنَ الأَرْضِ شِبْرًا، طُوِّقَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ إلَى سَبْعَةِ أَرَضِينَ (5) ؟   (1) في (ش) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ في العربية على لغة لبعض العرب، وعليها وردت بعض كلمات القرآن. انظر التعليق على المسألة رقم (6) . (2) ومن هذا الوجه الذي رجَّحه أبو زرعة أخرجه البخاريُّ في "صحيحه" (2692) ، ومسلم (2605) . (3) نقل الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (1291) حُكم أبي زرعة على هذا الحديث بأنه خطأ. (4) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «القوارير» . وهو: عبيد الله بن عمر. ولم نقف على روايته لهذا الحديث، لكن أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (7/291 رقم 7170) من طريق إبراهيم بن الحجاج السامي، وابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص 145) من طريق أزهر بن مروان، كلاهما عن قَزَعة بن سويد، به، وزاد فيه: «وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شهيد» . وتصحف «أزهر بن مروان» عند ابن جميع إلى: «أزهر ابن مروز» . (5) قوله: «سبعة أرضين» كذا في النسخ بتأنيث «سبعة» ، والمعدود مؤنث وهو «الأرض» مفرد «الأرضين» ، وجاء في رواية البخاري ومسلم للحديث - كما سياتي في التخريج -: «سبع أرضين» ، وهو الجادَّة، لكنَّ ما وقع هنا صحيح، ويخرَّج على وجهين: الأول: على مراعاة الجمع وهو «أرضين» ؛ إذ هو ملحق بجمع المذكر السالم؛ قال الفيومي في خاتمة "المصباح المنير" (2/704) : «وإذا كان المعدودُ مذكرًا واللفظ مؤنثًا، أو بالعكس، جاز التذكير والتأنيث؛ نحو: ثلاثة أنفُسٍ، وثلاث أنفُسٍ. اهـ. وانظر نحو ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (252) . والثاني: على تضمين «الأرض» معنى «البساط» ؛ قال في "المصباح" (أر ض/1/12) : «وربَّما ذُكِّرت الأرض في الشعر على معنى البساط» . اهـ. وهو من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، وهو فاشٍ في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (270) . هذا وفي النسخة (ف) : «سبع» ، لكنَّها صوِّبت في الحاشية إلى «سبعة» كما في بقية النسخ. وقولهم: «أرَضون» و «أرَضين» بفتح الراء، وتسكينُها لغةٌ قليلة. الحديث: 2191 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 579 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري، عَنِ طلحة بن عبد الله بن عَوْف، عن عبد الرحمن بْنِ عَمْرِو بْنِ سَهْل، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . 2192 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ رَجَاء (2) ، وسَهْلُ بنُ حمَّاد العَقَدي (3) أبو عَتَّاب، عَنْ شُعبة، عن عَدِيِّ ابن ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مَوْقُوفٌ (4) ؛ قَالَ: لا تَتَّخِذُوا شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا.   (1) ومن هذا الوجه الذي رجحه أبو زرعة رواه البخاري (2452) ، ورواه البخاري أيضًا (3198) ، ومسلم (1610) من طرق أخرى عن سعيد بن زيد ح، به. (2) لم نقف على روايته موقوفًا، ولا على رواية سهل بن حماد، لكن أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/18) من طريق عبد الله بن رجاء هذا مقرونًا مع بشر ابن عمر، كلاهما عن شعبة، به، مرفوعًا. (3) كذا في جميع النسخ: «العقدي» ، وهو موافق لنسخة خطية من "الجرح والتعديل" على ما ذكر العلامة المعلِّمي اليماني (4/196) في تعليقه عليه. وفي نسخة أخرى: «العقوي» بالواو. وفي "معرفة الثقات" للعجلي (691) ، و"تهذيب الكمال" (12/179) ، و"الكاشف" (1/469) ، و"تهذيب التهذيب" (2/122) : «العَنْقَزي» بمهملة، ثم نون، ثم قاف، بعدها زاي. (4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 2192 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 580 ورَوَيا (1) عَنْ شُعبة، عَنْ سِمَاك (2) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) ؛ بِنَحْوِهِ؟ فَقَالا: أكثرُ أصحاب شُعبة (3) الحُفَّاظُ منهم يرفعون حديثَ عَدِيِّ بْن ثَابِت، ولا يقولون (4) فِي حَدِيث سِمَاك: ابْن عباس؛ إنما يقولون:   (1) يعني عبد الله بْنُ رَجَاءٍ، وَسَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ. ولم نقف على رواية سهل بن حماد، أما رواية عبد الله بن رجاء: فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/182) . والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (8427) من طريق سفيان الثوري، عن سماك، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد (1/345 رقم3216) ، والترمذي (1475) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، والعمل عليه عند أهل العلم» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (19854) ، والإمام أحمد في الموضع السابق و (1/216 و237 رقم 1863 و2474) ، وابن ماجه (3187) من طرق أخرى عن الثوري، به. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (1/297 رقم 2705) ، والطبراني في "الكبير" (11/275 رقم 11719) كلاهما من طريق إسرائيل، والطبراني أيضًا (11718) من طريق أسباط بن نصر، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/478-479) من طريق الوليد ابن أبي ثور، ثلاثتهم عن سماك بن حرب، به. (2) هو: ابن حرب. (3) منهم: أبو داود الطيالسي في "المسند" (2738) ، ومحمد بن جعفر؛ غندر عند الإمام أحمد في "المسند" (1/285 و340 و345 رقم 2586 و3155 و3215) ، ومسلم في "صحيحه" (1957) ، ووكيع بن الجراح وبهز بن أسد؛ عند الإمام أحمد أيضًا (1/280 و345 رقم 2532 و3215) ، ومعاذ العنبري وعبد الرحمن بن مهدي؛ عند مسلم في الموضع السابق، وعبد الله بن المبارك؛ عند النسائي (4443) ، وغيرهم. (4) لم نقف على رواية شعبة للحديث عن سماك، عن عكرمة مرسلاً، وتقدم أن سفيان الثوري وغيره رووه عن سماك موصولاً. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 581 سِمَاك، عَنْ عِكرمَة: أنَّ النبيَّ (ص) ؛ وَهَذَا صحيحٌ (1) . قُلْتُ: إنما هو اتفقا (2) ؟ فَقَالا: شَيخَينِ صَالِحَينِ (3) ، أوقَفا ما رفَعَهُ الحُفَّاظُ، ووصَلاَ ما يرسله الحُفَّاظ (4) . 2193 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري (5) ، عَنْ حَبيب؛ قَالَ: رأيتُ سَعِيدَ ابن جُبير يُقَبِّلُ (6) ابْنًا لَهُ ذَا لِحية. فقلتُ لَهُمَا: فَهَذَا (7) حَبِيبُ بنُ أبي ثابت؟   (1) الظاهر أنه يعني رواية شعبة، وأن الصواب التفريق فيها بين طريقي عدي بن ثابت وسماك، ولا يعني تصحيح رواية من أرسل طريق سماك مطلقًا؛ لأن سفيان الثوري وغيره رووه موصولاً كما سبق. (2) أي: اتفق عبد الله بْنُ رَجَاءٍ وَسَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ على روايته هكذا عن شعبة، ومتابعة كل منهما للآخر ترفع تفرد أحدهما بالحديث. (3) يعنيان: عبد الله بْنُ رَجَاءٍ، وَسَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ. وكذا جاء في جميع النسخ بالياء: «شيخين صالحين» ، والجادَّة أن يكونا بالألف؛ لأنهما خبر لمبتدأ محذوف، أي: هما شيخان صالحان، لكن يخرَّج ما في النسخ على وجهين؛ على لغة لبني سُلَيم، وعلى الإمالة، وقد تقدم التعليق على مثل ذلك في المسألة رقم (25) ، و (759) . (4) يعني: عن شعبة فقط. (5) هو: سفيان. وروايته هذه أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "العلل" (1/208 رقم 221) ، و (2/151 رقم 1838) عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، به، بلفظ: يقبل ابنًا له رجلاً. وفيه قال عبد الرحمن بن مهدي: فقلت لسفيان: حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ؟ قَالَ: لا، قلت: حبيب بن أبي عمرة؟ قال: لا، قلت: فمن حبيب؟ قال: شيخ لنا. قال عبد الله ابن أحمد: قال أبي: أظنه حبيب بن أبي الأشرس. (6) في (ك) : «يقتل» ! (7) في (ك) : «فذا» . الحديث: 2193 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 582 فَقَالا: هُوَ حَبِيبُ بنُ أَبِي الأشْرَس؛ حَبيبُ ابنُ حَسَّان (1) . 2194 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَلاَّد بْنُ يَحْيَّى (3) ، عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطاب، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكُمْ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ (4) مِنْ أَنْ يَمْتلِئَ شِعْرًا؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ، وَهِمَ فِيهِ خَلاَّد؛ وَإِنَّمَا (5) هُوَ عن عمر قولَه (6) .   (1) هو: حبيب بن حسان بن المنذر بن عمار، وحسان والمنذر يقال لكل منهما: «أبو الأشرس» ؛ فهو حبيب بن أبي الأشرس: حسان بن أبي الأشرس المنذر بن عمار. وهو حبيب بن أبي هلال أيضًا. انظر "الجرح والتعديل" (3/98) ، و"تهذيب الكمال" (6/12-ترجمة حسان) ، و"الميزان" (1/450) ، و"لسان الميزان" (2/167) . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2324) من كلام أبي حاتم وحده. (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (247) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (2/616/مسند عمر) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/295) ، والفاكهي في "فوائده" (226) ، والدارقطني في "العلل" (2/189) ، وتمام في "فوائده" (1158 و1159/الروض البسام) . ومن طريق الفاكهي أخرجه عبد الغني المقدسي في "أحاديث الشعر" (35) . (4) قوله: «له» سقط من (ت) و (ف) و (ك) . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «إنما» بلا واو. (6) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد رواه غير واحد عن إسماعيل، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عمر موقوفًا، ولا نعلم أسنده غير خلاد، [عن] سفيان» . وقال الدارقطني في الموضع السابق من "العلل": «يرويه إسماعيل بن أبي خالد عنه [أي عن عمرو بن حريث] ، أسنده خَلادُ بْنُ يَحْيَّى، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عن إسماعيل؛ رفعه إلى النبيِّ (ص) ، ووقفه غيرُه عن الثوري. وكذلك رواه يحيى القطان وأبو معاوية وأبو أسامة وغيرهم، عن إسماعيل موقوفًا، وهو الصحيح» . وفي "سؤالات الحاكم للدارقطني" (312) سأل الحاكم الدارقطني عن خلاد بن يحيى؟ فقال: «خلاد ثقة، إنما أخطأ في حديث واحد؛ حديث الثوري عن إسماعيل، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عمر، فرفعه وأوقفه الناس» . وانظر "تهذيب التهذيب" (1/558) . وأما الطبري في الموضع السابق من "تهذيب الآثار" فإنه عنون للحديث بقوله: «ذِكْر ما صحَّ عندنا سنده من حديث عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عُمَرَ بن الخطاب، عن النبيِّ (ص) » ، ثم أخرج الحديث، ثم قال «وهذا خبرٌ عندنا صحيحٌ سنده، لا علَّة فيه توهِنه، ولا سبب يضعِّفه، وقد يجب أن يكونَ على مذهب الآخرين سقيمًا غير صحيح؛ لعلَّتين: إحداهما: أنه قد حدَّث بِهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد جماعةٌ ولم يرفعوه إلى النبيِّ (ص) ، بل وقفوه على عمر، وجعلوا هذا الكلام من قِيلِه. والأخرى: أنه خبر لا يُعرَف له مخرجٌ عن عمرو ابن حريث، عن عمر، عن النبيِّ (ص) إلا من هذا الوجه، والخبرُ إذا انفرد به منفردٌ وجبَ فيه التثبت عندهم» . الحديث: 2194 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 583 2195- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الكَعْبي (4) ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ كَانَ (5) يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ (6) يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ (7) فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ... الحديثَ. قلتُ لأَبِي: وَرَوَاهُ مَالِكٌ (8) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عن أبي شُريح،   (1) انظر المسألة رقم (2309) و (2312) . (2) هو: محمد بن إسحاق بن يسار. ووقع في (ف) و (ك) : «عن أبي إسحاق» . (3) هو: كيسان المدني مولى أم شريك. (4) قيل: اسمه: خويلد بن عمرو، وقيل عكسه، وقيل غير ذلك. (5) في (ف) : «من كان من» . (6) في (ت) و (ف) و (ك) : «من كان» . (7) قوله: «الآخر» سقط من (ك) . (8) في "الموطأ" (2/929 رقم1660) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/385 رقم 27161) ، والبخاري في "صحيحه" (6135) ، وفي "الأدب المفرد" (743) ، وأبو داود في "سننه" (3748) . الحديث: 2195 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 584 عن النبيِّ (ص) ، لَمْ يَقُلْ: «عَنْ أَبِيهِ» ؟ قَالَ أَبِي (1) : وَقَدْ رَوَى عَبْدة بْنُ سُلَيمان (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُريح (3) ، عن النبيِّ (ص) ؛ بِلا «أَبِيهِ» . قَالَ أَبِي: والصَّحيحُ: سعيدٌ، عَنْ أَبِي شُريح (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) . قُلْتُ لأَبِي: سمع سعيدٌ المَقْبُري من أَبِي شُريح؟ قَالَ: نعم (6) . 2196- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ صالح ابن أَبِي الأَخْضر (7) ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ محمد ابن ثَابِتِ بْنِ قَيْس بْنِ شَمَّاس، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ أَتَى النبيَّ (ص) ؛ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَشِيتُ أَنْ أكونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ!   (1) قوله: «قال أبي» سقط من (ف) . (2) روايته أخرجها هناد في "الزهد" (1052) . ورواه الدارمي في "مسنده" (2078) من طريق يزيد بن هارون، والحربي في "إكرام الضيف" (19) من طريق عبد الله بن نمير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، مثله. (3) في (ك) : «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سعيد بن شريح» . (4) في (ك) : «والصحيح: سعيد بن شريح» . (5) الحديث أخرجه البخاري في"صحيحه" (6019 و6476) ، ومسلم (48) في اللقطة، عقب الحديث رقم (1726) من طريق اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ سَعِيدِ المقبري، عن أبي شريح، به. وأخرجه مسلم أيضًا (48) من طريق نافع بن جبير، عن أبي شريح، به. (6) انظر "العلل" لابن المديني (ص 78) ، وللدارقطني (1465) . (7) أخرج روايته الطبراني في "الكبير" (2/66 رقم 1310) ، وابن مردويه كما في "فتح الباري" لابن حجر (6/621) . وأخرجه الطبراني أيضًا (1313) من طريق معاوية بن يحيى الصدفي، وابن مردويه - كما في "تفسير ابن كثير" (2/158) - من طريق موسى بن عقبة ومحمد بن أبي عتيق، ثلاثتهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثابت الأنصاري: أن ثابت بن قيس قال: يا رسول الله ... ، الحديث. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (1311) ، و"الأوسط" (42) من طريق الأوزاعي، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثابت؛ حدثني أبي ثابت بن قيس ... ، فذكره هكذا موصولاً. الحديث: 2196 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 585 قَالَ: لِمَ؟ ، قَالَ: نَهَانَا اللهُ أَنْ نُحْمَدَ بِمَا لَمْ نفعَلْ، وَأَنَا رجلٌ أُحِبُّ الحمدَ، وَنَهَانَا أَنْ نَرْفَعَ أصواتَنا فَوْقَ صوتِكَ، وَأَنَا رجلٌ جَهِيرُ الصوتِ، وَنَهَانَا عَنِ الخُيَلاء، وَأَنَا أحبُّ الجَمَالَ ... ، الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ صَالِحٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري، عَنْ إسماعيلَ بنِ محمدِ ابنِ ثابتٍ. الأُوَيْسيُّ (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا مَالِكٌ،   (1) كذا في جميع النسخ: «إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الأُوَيْسي» ، فالظاهر أنه حذف صيغة التلقي عن الأويسي، كعادة بعض المحدثين، وربما كان هناك سقط في العبارة، وصوابه: «إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ. حدثنا به الأُوَيْسي» ، والأُوَيْسي إما أن يكون عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى، أو: إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس؛ فكلاهما يروي عن مالك، ويروي عنهما أبو حاتم الرازي، لكن المشهور بالأويسي هو عبد العزيز، وأما إسماعيل فلا يكاد يعرف بهذه النسبة، وأول من وجدناه نسبه: ابن الأثير في "اللباب" (1/95) . وقد أخرج الدارقطني في "غرائب مالك" هذا الحديث - كما في "فتح الباري" لابن حجر (6/621) ، و"تعجيل المنفعة" (1/309) - من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مالك، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات"- كما في "فتح الباري" (6/621) - من طريق معن بن عيسى، والروياني في "مسنده" (1001) من طريق عبد الله بن وهب، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1328) ، و"دلائل النبوة" (520) من طريق عمرو بن مرزوق، ثلاثتهم عن مالك، به. قال ابن حجر: «وهذا = = مرسل قوي الإسناد» . وخالف هؤلاء جميعًا سعيدُ بن كثير بن عُفير وعبد العزيز ابن يحيى، فروياه عن مالك، عَنِ ابْن شِهَابٍ الزُّهْرِيّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الأنصاري، عن ثابت ابن قيس؛ أنه قال: يا رسول الله، لقد خشيت ... ، الحديث. أخرجه الطبراني في "الكبير" (2/67 رقم 1312) ، والدارقطني في "غرائب مالك"- كما في الموضع السابق من "الفتح"- عن سعيد بن كثير فقط، وأخرجه ابن عبد البر في "الاستذكار" (26/164-165) ، و"الاستيعاب" (1/201) عنهما كليهما. قال ابن حجر: «وهو مع ذلك مرسل؛ لأن إسماعيل لم يلحق ثابتًا» . وأخرجه عبد الله بن المبارك في "الجهاد" (123) ، والطبراني في "الكبير" (2/67 رقم1314) من طريق يونس بن يزيد، والطبراني أيضًا في "المعجم الكبير" (1315) ، و"الأوسط" (2236) من طريق عبيد الله بن عمر، والطبراني أيضًا في "مسند الشاميين" (3217) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ثلاثتهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد؛ أن ثابت بن قيس قال ... ، فذكره. ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (7167) برغم إرساله!! وأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/384) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ أبيه، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ؛ أن ثابت بن قيس الأنصاري قال: يا رسول الله ... ، فذكره. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/234) ، وعنه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/355) من طريق يعقوب ابن إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد بن ثابت الأنصاري، عن أبيه: أن ثابت بن قيس قال: ... ، فذكره. وأخرجه عبد الرزاق في "جامع معمر" (20425) ، و"التفسير" (3/230) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (22/280) كلاهما من طريق معمر، عن الزهري؛ أن ثابت بن قيس ... ، فذكره هكذا معضلاً. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 586 عَنِ (1) ابْنِ شِهاب، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْس بْنِ شَمَّاس؛ أَنَّ (2) ثَابِتَ بن قَيْس أتى النبيَّ (ص) ، فذكَرَ نحوَهُ، وهو أشبهُ (3) .   (1) قوله: «عن» من (ت) و (ك) فقط. (2) في (ش) : «ابن» بدل: «أن» . (3) قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (3/19) : «هكذا أخرجه - أي: ابن حبان - بهذا السياق، وليس فيه ما يدل على أن إسماعيل سمعه من ثابت، فهو منقطع. ورواه مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ ابْنِ شهاب، عن إسماعيل، عن ثابت أنه قال ... ، فذكره، ولم يذكره من رواة "الموطأ" إلا سعيد بن عُفير وحده، وقال: قال مالك: قتل ثابت بن قيس يوم اليمامة. قلت: فلم يدركه إسماعيل؛ فهو منقطع أيضًا» . اهـ. وقول ابن حجر: «ولم يذكره من رواة "الموطأ" إلا سعيد بن عُفير وحده» فيه نظر، فلعله أراد: لم يذكره موصولاً، وإلا فقد تقدم أنه عزاه في "فتح الباري" أيضًا إلى ابن سعد من طريق معن بن عيسى، وإلى الدارقطني من طريق إسماعيل بن أبي أويس، كلاهما عن مالك، به. وقال أبو نعيم في الموضع السابق من "المعرفة": «رواه يونس وعبيد الله بن عمر العمري في آخرين عن الزهري، كرواية مالك، عنه، عن إسماعيل. وخالفهم الأوزاعي ومعاوية بن يحيى الصدفي وصالح بن أبي الأخضر، فقالوا: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثابت، عن ثابت، ولم يذكروا إسماعيل. ورواه محمد بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عيسى، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ثابت بن قيس، نحوه» . وانظر "التاريخ الكبير" (1/371) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 587 2197- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الجَوَّاب (2) ، عَنْ سُعَيرِ (3) بْنِ الخِمْسِ، عَنْ سُلَيمان التَّيْمي (4) ، عَنْ أبي عثمان النَّهْدِي (5) ،   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2570) . (2) هو: أحوص بن جوَّاب. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2035) ، وفي "العلل الكبير" (589) ، والبزار في "مسنده" (2601) ، والنسائي في "الكبرى" (10008) ، وابن حبان في "صحيحه" (3413) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (151 و152) ، والطبراني في "الصغير" (1183) ، وأبو الشيخ في "طبقات أصبهان" (4/164) ، والبيهقي في "الشعب" (8713) ، والضياء في "المختارة" (1321) . والحديث أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (276) من طريق النسائي، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/345) ، والخطيب في "تالي التلخيص" (160) من طريق الطبراني، والضياء في "المختارة" (1322) من طريق أبي بكر الشافعي. (3) في (ك) : «سعيد» بدل: «سعير» . (4) هو: سليمان بن طَرْخان. (5) هو: عبد الرحمن بن ملّ؛ بتثليث الميم. الحديث: 2197 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 588 عَنْ أُسامة بْنِ زَيْدٍ، عَنْ النبيِّ (ص) قال (1) : مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا (2) فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَبْلَغَ (3) فِي الثَّنَاءِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ عِنْدِي موضوعٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (4) . 2198- وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الطَّاطَرِي (6) ، عَنْ   (1) قوله: «قال» سقط من (ك) . (2) كذا في جميع النسخ، وإقامة الجار والمجرور نائبًا عن الفاعل مع وجود المفعول به منصوبًا، جائز؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (252) . وقد جاءت هذه العبارة في أكثر مصادر التخريج بالرفع على الجادَّة: «من صُنِعَ إليه مَعرُوفٌ» ، وفي بعضها على النصب كما وقع عندنا. وجاء في "المختارة" (1321) بلفظ: «من اصطُنِعَ إليه مَعرُوفٌ» ، وسيأتي في المسألة رقم (2570) بلفظ: «مَنْ أُولِيَ معروفًا» . (3) في (ك) : «بلغ» . (4) وفي المسألة رقم (2570) قال أبو حاتم: «هَذَا حَدِيثٌ مُنكر بِهَذَا الإِسْنَادِ» ، ونقله عنه الضياء في "المختارة" (4/111-112) . وقال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث حسن جيد غريب، لا نعرفه من حديث أسامة بن زيد إلا من هذا الوجه، وقد روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) بمثله، وسألتُ محمدًا [يعني: البخاري] ؟ فلم يعرفه» . وقال في "العلل": «سألت محمدًا عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا مُنكر، وسُعير بن الخمس كان قليل الحديث، ويروون عنه مناكير» . وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن سليمان التيمي إلا سعير، ولا عن سعير إلا الأحوص بن جواب» . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (2336) . (6) هو: مروان بن محمد. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن" (10/196) ، ثم قال: «وأخرجه شيخنا فيما لم يُمْلِ من كتاب "المستدرك" عن ابن عبد الحكم، عن ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتَيَانِيِّ، عَنِ محمد بن سيرين، عن عائشة خ» . وستأتي هذه الرواية التي أشار إليها البيهقي في المسألة رقم (2336) . وتابع محمدَ بن مسلم الطائفيَّ على هذا الوجه معمرُ بن راشد، وحماد بن زيد في وجه لا يصح عنه: أما رواية معمر بن راشد: فأخرجها عبد الرزاق في "جامع معمر" (20195/المصنف) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابن أبي مليكة - أو غيره - عن عائشة، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1245) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/152 رقم25183) . وأخرجه مؤمل بن إيهاب في "جزئه" (25) عن شيخه عبد الرزاق، به، من غير شك. وهكذا أخرجه البزار في "مسنده" (193/كشف) من طريق الحسين بن مهدي وزهير ابن محمد، وابن حبان في "صحيحه" (5736) من طريق محمد بن عبد الملك بن زنجويه، ثلاثتهم عن عبد الرزاق، به، من غير شك. ويظهر أن الاختلاف على عبد الرزاق نفسه؛ فقد أخرج البيهقي هذا الحديث في "السنن" (10/196) ، وفي "الشعب" (4476) من طريق أبي بكر أحمد بن منصور الرمادي، عن عبد الرزاق، من غير شك، ثم نقل عن الرمادي قوله: «كان في نسختنا عن عبد الرزاق هذا الحديث: عن ابن أبي مليكة أو غيره، فحدثنا عبد الرزاق بغير شك، فقال: عن ابن أبي مليكة، ولم يذكر: أو غيره» . ثم أخرجه البيهقي في "الشعب" من طريق إسحاق بن إبراهيم الدَّبري عن عبد الرزاق بالشك. وأخرجه البيهقي في "الشعب" أيضًا (4457) من طريق خلف ابن أيوب، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به، هكذا من غير شك. وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/290) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/52) ، كلاهما من طريق محمد بن عبد الرحمن بن غزوان بن قراد، عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عائشة، ثم قال ابن عدي: «وابن قراد هذا له أحاديث عن ثقات الناس بواطيل ... ، وروى عن شريك أحاديث أنكرت عليه، وعن حماد بن زيد كذلك، وهو ممن يتهم بوضع الحديث» . اهـ. وسيأتي أن الصواب في رواية حَمَّاد بْن زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عائشة. الحديث: 2198 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 589 محمَّد بْنِ مُسْلِم الطَّائِفي، عَنْ أيُّوب السَّخْتِياني (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (2) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: مَا كانَ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللهِ (ص) منَ الكَذِب، وَمَا جَرَّبَ عَلَى أَحَدٍ كَذِبًا فرَجَعَ إِلَيهِ مَا كانَ يَعْرِفُ (3) ؛ حتَّى تَظْهَرَ (4) مِنهُ تَوْبَةٌ؟ قَالَ أَبِي: مَا أَدْرِي مَا هَذَا! إِنَّمَا يُرْوَى هَذَا الحديثُ عَنْ أيُّوب، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَة، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَل (5) . ومن   (1) هو: أيوب بن أبي تميمة. (2) هو: عبد الله بن عُبَيدالله. (3) كذا لفظه هنا، ويمكن أن يحمل على أنه (ص) لم يكن يَرْجِعُ إلى هذا الذي جرَّب عليه الكذب: ما كان يعرفه من صُحبته وتصديقه حتى تظهرَ توبةٌ منه. وجاء لفظه عند البيهقي: «فرجع إليه ما كان، حتى يعرفَ منه = = توبة» . «ما كان» ، أي: مدةَ حياتِهِ، أو: أيًّا كان قدر هذا الكذب ولوقليلاً؛ كما سيأتي لفظه في المسألة رقم (2336) : «وما جرَّب رسول الله [منه] مِنْ أَحَدٍ مِنْ شَيْءٍ وَإِنْ قلَّ فَيُخْرِجُ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ، حتى يُحدِثَ له توبةً» . (4) في (ف) و (ك) : «يظهر» . (5) لأن إبراهيم بن ميسرة لم يلق عائشة، فبين وفاتيهما نحو من خمس وسبعين سنة. ورواية إبراهيم بن ميسرة هذه أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/378) من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عائشة. وعلَّقها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/49) فقال: «محمد بن أبي بكيرة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عن عائشة: كان أبغضُ الخُلق إلى النبيِّ (ص) الكذبَ، وقال معمر: عن أيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عائشة، ولا يصح «ابن أبي مليكة» ؛ وهو مرسل» . والحديث أخرجه ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (139) من طريق روح بن القاسم، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عائشة، به. وأخرجه ابن أبي الدنيا أيضًا في "مكارم الأخلاق" (145) ، وفي "الصمت" (476) من طريق نصر بن طريف، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عَنْ عبيد بن سعيد، عن عائشة، به. ونصر بن طريف هذا متروك الحديث؛ كما قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (8/467) . هذا؛ وقولُ أبي حاتم: «مرسل» منصوبٌ على الحال، لكن حذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 591 يَقُولُ: «عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكة» لَيْسَ بمُصيبٍ عِنْدِي (1) . 2199 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلمةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عمرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلا كَلْبٌ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو سَلَمة (2) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) ذكر الدارقطني في "العلل" (5/86/أ) هذا الحديث فقال: «يرويه أيوب السختياني، واختُلِف عنه: فرواه معمر، عن أيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عائشة. وتابعه محمد بن مسلم الطائفي؛ من رواية مروان بن محمد الطاطري عنه. وخالفه ابن وهب؛ فرواه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عائشة. وخالفه حماد بن زيد، وحاتم بن وَرْدان، ووُهيب؛ فرووه عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسرة - مرسلاً -، عن عائشة، وهو الصواب. وحدَّث به القاسم بن يحيى الضرير، عن عمر بن فائد والحسن بن دينار، عن أيوب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ القاسم، عن عائشة. والقاسم بن يحيى هذا ضعيف، من شيوخ المعتزلة» . اهـ. وقال البيهقي في "شعب الإيمان" (9/109) : «ورواه محمد بن أبي بكيرة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ ميسرة، عن عائشة: كان أبغض الخلق إلى رسول الله (ص) الكذب. قال البخاري: «هو مرسل» ؛ يعني بين إبراهيم بن ميسرة وعائشة، ولا يصح حديث ابن أبي مليكة. قال البخاري: ما أعجب حديث معمر عن غير الزهري! فإنه لا يكاد يوجد فيه حديث صحيح» . ثم قال البيهقي: «وروي من وجه آخر عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن عائشة، ولا يصح» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/142-143 رقم 25100) من طريق يزيد بن هارون، وابن ماجه (3651) من طريق علي بن مسهر، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/54) ، و"شرح مشكل الآثار" (885 و4669) من طريق إسماعيل بن جعفر، ثلاثتهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أبي سلمة، عن عائشة، به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2104) من طريق أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن عائشة به. الحديث: 2199 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 592 قَالا: وَهِمَ فيه حمَّاد. 2200 - وسألتُ (1) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمر بن أبي   (1) انظر المسألة رقم (230) و (236) و (547) . (2) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (9248) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (9/26 رقم 8297) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/106) . الحديث: 2200 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 593 سَلَمة (1) : أنَّ النبيََّّ (ص) دَخَلَ بَيْتَ أمِّ سَلَمة، فَرَأَى عِنْدَهَا مُخَنَّثًا ... ، الحديثَ (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ اضْطَرَبَ فِيهِ حمَّاد؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة (3) . وَلَيْسَ عَنْ هشام، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمة، إِلا ذَاكَ الواحدُ (4) : أنَّ النبيَّ (ص) صَلَّى فِي ثوبٍ (5) واحدٍ (6) . 2201 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْت (7) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بَشِير، عَنِ الأعمَش، عَنْ سَلَمة بْنِ كُهَيل، عَنْ عَطَاء (8) ، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّ رَجُلاً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ: يَا رَبِّ، لَوْ كَانَ لَكَ حِمَارٌ عَلَفْتُهُ (9) مَعَ حِمَارِي! فَهَمَّ بِهِ نَبِيٌّ كَانَ فِيهِمْ، فَأَوْحَى اللهُ (10)   (1) من قوله: «عن هشام ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) وتتمة الحديث: فقال [يعني: المخنَّث] : يا عبد الله بن أبي أمية، لو قد فَتَحْتَ الطائف، لقد أريتُكَ باديةَ بنتَ غَيلان؛ فإنها تُقبلُ بأربعٍ، وتُدبِرُ بثَمَانٍ. قال رسول الله (ص) : «لا يَدْخُلَنَّ عليكُم هذا» . (3) كذا في جميع النسخ: «هشام، عن أبيه - أي: عروة -، عن أم سلمة» ، فإن سلم النص من السقط، فإن مقصود أبي حاتم بيان أن الصواب في الحديث عن أم سلمة، لا عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ؛ دون الاهتمام بذكر السند إلى أم سلمة كاملاً؛ فالحديث رواه الإمام أحمد (6/290 و318) من طريق أبي معاوية ووكيع وعبد الله بن نمير، والبخاري (4324 و5235 و5887) من طريق زهير وعبدة بن سليمان وابن عيينة، ومسلم (2180) من طريق وكيع وجرير بن عبد الحميد وأبي معاوية وعبد الله ابن نمير، وأبو داود (4929) ، وابن ماجه (1902 و2614) من طريق وكيع، والنسائي في "الكبرى" (9245 و9249) من طريق عبدة وأبي معاوية، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عن أم سلمة، به. هذا مع أن ابن عبد البر أخرج الحديث في "التمهيد" (22/270) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ مَالِكٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. والصواب في رواية مالك الإرسال؛ فقد أخرجه هو في "الموطأ" (2/767) عن هشام، عن أبيه مرسلاً، ليس فيه ذكر لأم سلمة. (4) تقدم تخريجه في المسألة رقم (230) و (236) و (547) . (5) في (ف) : «ثواب» . (6) قوله: «واحد» سقط من (ك) . (7) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (4318) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، عنه، به، موقوفًا. ورواه ابن عدي في "الكامل" (1/165) ، والخطيب في "تاريخه" (4/46-47) ، كلاهما من طريق الحسين بن إسماعيل المحاملي، عن أبي السائب سلم بن جنادة، عن أحمد بن بشير، به، مرفوعًا. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (4319) ، والخطيب في الموضع السابق، وابن الجوزي في "الموضوعات" (367) . وقال ابن عدي: «هذا حديث مُنكر، لا يرويه بهذا الإسناد غير أحمد بن بشير» . وأخرجه الخطيب أيضًا (5/22/تحقيق بشار) من طريق أحمد بن إبراهيم القصباني، عَنْ سَلْمِ بْنِ جُنَادَةَ، عَنْ أحمد بن بشير، به. (8) هو: ابن أبي رباح. (9) في (ف) : «علقته» . (10) لفظ الجلالة ليس في (ت) و (ف) و (ك) . الحديث: 2201 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 594 إِلَيْهِ: أَنْ دَعْ (1) ، فَإِنَّمَا أُثِيبُهُ (2) عَلَى قَدْرِ عَقْلِهِ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَطاء (3) . 2202- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه زُنَيْج (4) ،   (1) تصحف في (ك) إلى: «ادع» . ومعنى العبارة هنا: أنْ دَعْهُ، وجاء الحديث بهذا اللفظ في "شعب الإيمان" للبيهقي، ولم تأت في بقية مصادر التخريج. (2) في (ك) : «أتيته» كاملة النقط، وكذا في (أ) و (ش) إلا أنه في (أ) نقط التاء الثانية فقط، وفي (ش) نقط التاء الأولى والياء. ولم تنقط الكلمة في (ت) . والمثبت من (ف) ، وهو الصواب؛ يؤيده ما وقع في بعض مصادر التخريج: «إنما أجازي العباد على قدر عقولهم» . (3) لم نقف على رواية إسماعيل بن مسلم هذه، والظاهر: أن أبا حاتم يعني أن عطاء يرويه إما مرسلاً، أو موقوفًا، فيكون من الإسرائيليات، والله أعلم. (4) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ بكر، و «زُنَيْج» لقبه. ولم نقف على روايته، ولكن الحديث أخرجه الترمذي (1860) ، والحاكم (4/137) كلاهما من طريق منصور بْن أَبِي الأسود، عَنِ الأعمش، به، ثم قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث الأعمش إلا من هذا الوجه» . وقال الحاكم: «سنده صحيح، ولم يخرجاه» . وتابع الأعمشَ سهيلُ بن أبي صالح، فرواه في نسخته التي رواها عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ونشرها الدكتور محمد مصطفى الأعظمي في كتابه "دراسات في الحديث النبوي" (2/497) . ومن طريق سهيل أخرجه: ابن أبي شيبة في = = "مصنفه" (26209) ، والدارمي (2107) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/263 و537 رقم7569 و10940) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1220) ، وأبو داود في "سننه" (3852) ، وابن ماجه (3297) ، والبغوي في "مسند ابن الجعد" (2674) ، وابن حبان في "صحيحه" (5521) ، وابن عدي في "الكامل" (4/179) ، وابن حزم في "المحلى" (7/435) ، والبيهقي في "السنن" (7/276) ، و"الشعب" (5430) . وصحح الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/579) سنده على شرط مسلم. وقد قيل: إن سهيل بن صالح أخذه عن الأعمش، فأخرجه تمام في "فوائده" (965/الروض البسام) ، وابن الأعرابي في "معجمه"-كما في"الروض البسام"- وأبو نعيم في "الحلية" (7/144) ، والبيهقي في "الشعب" (5431/ألف) جميعهم من طريق أبي همام الدلال، عن سفيان الثوري، عَن سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عن الأعمش، عن أبي هريرة، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث الثوري، تفرد به عنه أبو همام الدلال» . وسيأتي كلام الدارقطني عن هذا الطريق. الحديث: 2202 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 595 عَنْ جَرير (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ بَاتَ (3) وَفِي يَدِهِ غَمَرٌ (4) فَأَصَابَهُ شَيءٌ، فَلاَ يَلُومَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ فِي أَصل جَرير: عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مَوْقُوفٌ (5) . الشيءُ الَّذِي أوقفَهُ ابنُ حُمَيْد (6) ، فما يُغْني (7) ، مَعَ أَنَّ يَحْيَى بْنَ المُغِيرة أيضًا أوقفه (8) .   (1) هو: ابن عبد الحميد. (2) هو: ذكوان السمان. (3) في (ك) : «باب» بدل: «بات» ! (4) الغَمَر - بالتحريك -: الدَّسَم والزُّهُومة من اللحم. "النهاية" (3/385) . (5) قوله: «موقوف» يجوز فيه الرفع والنصب. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (6) كذا! ولم يتقدم ذكر ابن حميد هذا، والظاهر: أنه محمد بن حميد الرازي، فإنه من الرواة عن جرير. (7) كذا في (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «فما بقي» ، والعبارة مشكلة باللفظين كليهما. (8) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (1972) فقال: «يرويه سهيل بن أبي صالح، واختُلف عنه: فرواه حماد بن سلمة، وعلي بن عاصم، وزهير بن معاوية - واختُلف عنه -، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة؛ وقال محمد بن الصلت: عن زهير، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ سُمَيّ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ [قاله] يحيى بن معلى بن منصور: عن محمد بن الصلت. ورواه أبو همام الدلاَّل عن الثوري وعن إبراهيم بن طهمان، عن سهيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة، وقال قائل: عن أبي همام، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة، ووهم في هذا القول» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 596 2203 - وسمعتُ (1) أَبِي وَذَكَرَ حديثَ أَبِي بكرِ بنِ عَيَّاش (2) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْب (3) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) : لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (4) . قَالَ أَبِي: ويَرْوونه (5) عَنِ المَقْبُري، عَنْ أَبِي   (1) في (أ) و (ش) : «وسألت» . (2) روايته علقها البخاري في "صحيحه" (10/443) عقب الحديث (6016) ، ولم يذكر ابن حجر في "الفتح" ولا في "تغليق التعليق" مَن وصَلها. لكن تابعه عليها حميد بن الأسود وعثمان بن عمر وشعيب بن إسحاق؛ كما قال البخاري. والحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" (1/10) ، و (4/165) من طريق إسماعيل بن أبي أويس وعبد الله ابن وهب، والخطيب في "الموضح" (2/226) من طريق عبد الله بن وهب فقط، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. (3) هو: محمد بن عبد الرحمن. (4) بوائقُه: غَوائلُه وشَرُّه، أو ظُلْمُه وغَشَمُه. "لسان العرب" (10/30) . (5) رواه عن المقبري على هذا الوجه محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب أيضًا، والاختلاف عليه، لا على المقبري. وقد رواه عن ابن أبي ذئب جماعة: فأخرجه البخاري في "صحيحه" (6016) ، والطبراني في "الكبير" (22/187 رقم487) ، والبيهقي في "الشعب" (9087) من طريق عاصم بن علي، والإمام أحمد في "المسند" (4/31 رقم 16372) و (6/385 رقم ... ) من طريق حجاج بن محمد ويزيد بن هارون، والطبراني في الموضع السابق من طريق أسد بن موسى وآدم بن إياس، والبيهقي في "شعب الإيمان" (9087) من طريق يحيى بن أبي كثير، وذكر البخاري في الموضع السابق أن شبابة بن سوار وأسد بن موسى تابعا عاصم بن علي، ومن طريقهما وطريق يزيد بن = = هارون أخرجه ابن حجر في "تغليق التعليق" (5/90) ، جميعهم رووه عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، به. وذكر ابن حجر في الموضع السابق من "التغليق" أن إسحاق بن راهويه أخرجه في "مسنده" من طريق شبابة، وذكر في "الفتح" (10/443) أن الإسماعيلي أخرجه أيضًا من طريق شبابة. الحديث: 2203 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 597 شُريح (1) ، عن النبيِّ (ص) . قِيلَ لأَبِي: قَالَ أحمدُ بْنُ حَنْبَلٍ: جَمِيعًا صَحِيحَين (2) . قَالَ: يَحْتملُ أن يكونَ (3) جميعًا صَحِيحَين (4) .   (1) في (ف) : «ابن شريح» بدل «أبي شريح» ، وهو: الخزاعي، واسمه: خويلد بن عمرو، وهو المشهور، وقيل غير ذلك. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» ، ويخرَّج ما في النسخ على وجهين، تقدم ذكرهما في التعليق على المسألة رقم (25) . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «أن يكونا» بألف المثنى، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا، وقد ذكرنا توجيهه في تعليقنا على مثل هذه العبارة في المسألة رقم (679) . (4) قال البخاري في الموضع السابق - بعد أن أخرج الحديث من طريق عاصم بن علي عن ابن أبي ذئب -: «تابعه شبابة وأسد بن موسى. وقال حميد بن الأسود، وعثمان بن عمر، وأبو بكر بن عياش، وشعيب بْنِ إِسْحَاقَ: عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/443) - موضحًا كلام البخاري -: «يعني: اختلف أصحابُ ابن أبي ذئب عليه في صحابي هذا الحديث، فالثلاثة الأُوَل [كذا] قالوا فيه: عن أبي شريح، والأربعة قالوا: عن أبي هريرة. وقد نقل أبو معين الرازي عن أحمد أن مَنْ سمع من ابن أبي ذئب بالمدينة فإنه يقول: عن أبي هريرة، ومن سمع منه ببغداد فإنه يقول: عن أبي شُريح» . ثم ذكر الحافظ من قال: «عن أبي شُريح» ، ومن قال: «عن أبي هريرة» ، ثم قال: «وإذا تقرَّر ذلك، فالأكثرُ قالوا فيه: عن أبي هريرة، فكان ينبغي ترجيحهم؛ ويؤيِّده: أن الراوي إذا حدَّث في بلده كان أتقن لما يحدِّث به في حال سفره، ولكن عارَض ذلك أن سعيدًا المقبري مشهورٌ بالرواية عن أبي هريرة، فمن قال: " عنه، عن أبي هريرة" سلك الجادة، فكانت مع من قال: "عنه، عن أبي شُريح" زيادةُ علم ليست عند الآخرين. وأيضًا فقد وُجِدَ معنى الحديث من رواية اللَّيْثُ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أبي شُريح كما سيأتي بعد باب، فكانت فيه تقويةٌ لمن [رواه] عن ابن أبي ذئب فقال فيه: "عن أبي شُريح "، ومع ذلك فصنيعُ البخاري يقتضي تصحيحَ الوجهين وإن كانت الرواية [عن] أبي شريح أصح» . وقال الدارقطني في "العلل" (1193) : «يرويه جماعة من العراقيين عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ المقبري، عن أبي شريح. ورواه جماعة ممن سمعه من ابن أبي ذئب بالمدينة عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وحديث أبي هريرة أشبه بالصواب» . وقال في السؤال (1480) : «وهو عن أبي هريرة، محفوظ» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 598 2204 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ جُريج (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أُهْدِيَ لَهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ جُلَساءُ، فَهُمْ شُرَكَاءُ فِيهِ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا إسحاقُ بنُ منصور (2) ؛ قال: حدَّثنا عبد الرَّزَّاق،   (1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (705) ، والخلال في "العلل" (20/المنتخب) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/25) ، والطبراني في "الكبير" (11/85 رقم11183) ، و"الأوسط" (2450) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/351-352) ، والبيهقي في "السنن" (6/183) ، والخطيب في "تاريخه" (4/249) ، وابن حجر في "تغليق التعليق" (3/362-363) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو إلا ابن جريج، تفرد به مندل، ولا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد» . وقال أبو نعيم: «غريب من حديث عمرو، تفرد به مندل، عن ابن جريج» . (2) لم نقف على رواية إسحاق بن منصور هذه، ولكن أخرجه الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (3/363) من طريق محمد بن إسحاق الصغاني، عن عبد الرزاق، به، موقوفًا. وتابع الصغانيَّ أحمدُ بن يوسف كما سيأتي. وأخرجه البيهقي في "سننه" (6/183) من طريق محمد ابن السري، عن عبد الرزاق، عن محمد بن مسلم، به، مرفوعًا، ثم قال البيهقي: «وكذلك رواه أبو الأزهر، عن عبد الرزاق. ورواه أحمد بن يوسف، عن = = عبد الرزاق، فذكره عن ابن عباس موقوفًا غير مرفوع، وهو أصح» . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (5/227) : «اختُلف على عبد الرزاق في رفعه، والمشهور عنه الوقف، وهو أصح الروايتين عنه» . وقال في "هدي الساري" (ص44) : «ورواه عبد الرزاق في مصنفه عنه موقوفًا، وهو أشبه» . الحديث: 2204 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 599 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِم الطائفيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابْنِ عباسٍ، موقوف (1) . 2205- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الله بن زيد بن أَسْلَم (2) ،   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد علَّقنا عليها في المسألة رقم (34) . وقد علَّق البخاري قول ابن عباس هذا، في كتاب الهبة من "صحيحه" (5/227) ، باب مَنْ أُهدي لَهُ هَدِيَّةً وَعِنْدَهُ جلساؤه فهو أحقُّ، فقال: «ويذكر عن ابن عباس: أن جلساءه شركاؤه، ولا يصح» . وذكر الخلال في العلل" (ص 74) عن علي بن سعيد أنه قال: سألت أبا عبد الله [يعني الإمام أحمد] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «مَا أدري من أين جاء هذا الحديث؟! وهو عندي مُنكر» . وأخرج العقيلي في "الضعفاء" (3/67) هذا الحديث من طريق عبد السلام بن عبد القدوس، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عن ابن عباس مرفوعًا، ثم قال العقيلي: «وقال مندل: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) نحوه، ولا يصحُّ فِي هَذَا الباب شيء عن النبيِّ (ص) » . وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/227) : «هذا الحديثُ جاء عن ابن عباس مرفوعًا وموقوفًا، والموقوفُ أصلح إسنادًا من المرفوع. فأما المرفوعُ فوصَله عبد بن حميد من طريق ابن جريج، عن عمرو ابن دينار، عن ابن عباس مرفوعًا: «من أُهديت له هديةٌ وعنده قومٌ فهم شركاؤه فيها» ، وفي إسناده منْدَل بن علي، وهو ضعيف. ورواه مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائِفِيِّ، عَنْ عمرو كذلك. واختلف على عبد الرزاق عنه في رفعه ووقفه، والمشهورُ عنه الوقف، وهو أصح الروايتين عنه» . (2) روايته أخرجها تمام في "فوائده" (1161 و1162/الروض) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (227) ، وابن عدي في "الكامل" (4/186-187) ، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" (58) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/338) ، وابن عساكر في "تاريخه" (53/353) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا أعلم يوصله عن زيد ابن أسلم، عن أبيه [كذا!!] غير عبد الله هذا، ورواه الدراوردي وغيره عن زيد بن أسلم مرسلاً» . وأخرجه ابن عساكر أيضًا (5/466-467) ، و (53/267) من طريق تمام وابن الأعرابي. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5769) من طريق عبد العزيز بن محمد الدَّراوردي، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ، عن ابن عمر، به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (275) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/127) ، وتمام في "فوائده" (1160 /الروض) ، وابن عساكر في "تاريخه" (35/370) ، و (3/268) ، جميعهم من طريق الوليد بن مزيد، عن سعيد بن عبد العزيز، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ ابن عمر، به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (479) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/99) من طريق عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ ابن عمر، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26259) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/94 رقم 5684) ، وعبد بن حميد في "المسند" (812) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (340) ، والبغوي في "الجعديات" (3343) ، وابن حبان في "صحيحه" (5770) ، والطبراني في "الكبير" (12/434 رقم13589) ، و"الأوسط" (2493) ، والخطيب في "تاريخه" (11/107) ، جميعهم من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بن الحكم، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عن ابن عمر، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عطاء إلا علي ابن الحكم، تفرد به حماد» . الحديث: 2205 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 600 عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: احْثُوا فِي وُجُوهِ (1) المَدَّاحِينَ التُّرَابَ؟ قَالَ أَبِي: فجعلتُ أستحسنُهُ! حَتَّى رأيتُ مَا رَوَاهُ حَفْصُ بنُ مَيْسَرة، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَم، عَنْ جَامِعِ بْنِ أَبِي راشد: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ ... ، فعَلِمتُ أنَّ ذَلِكَ الصوابُ؛ وذلك أنَّ أهلَ الكوفةِ يَرْوُونَ هَذَا الحديثَ عَنِ المِقْداد بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ عبد الله بن عمرو (2) ؛   (1) في (ك) : «وجه» . (2) كذا في جميع النسخ، ولم نقف على الحديث من = = رواية المقداد، عن عبد الله بن عمرو، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26250 و26251 و26260) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/5) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (339) ، ومسلم في "صحيحه" (3002) ، وأبو داود (4804) ، والترمذي (2393) ، وابن ماجه (3742) ، جميعهم من طريق المقداد، عن النبيِّ (ص) ، بلا واسطة. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح ... ، والمقداد بن الأسود هو المقداد بن عمرو الكندي، ويكنى: أبا معبد، وإنما نسب إلى الأسود بن عبد يغوث؛ لأنه كان قد تبنَّاه وهو صغير» . وأخرج العقيلي في "الضعفاء" (3/451) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (243) ، وابن عدي في "الكامل" (7/84) من طريق عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بن عمرو، به، مرفوعًا، لكن وقع في "ضعفاء العقيلي": «عبد الله بن عمر» ! . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 601 فعلمتُ أنَّ هَذَا الحديثَ لَيْسَ (1) مِنْ رِوَايَةِ أَهْلِ الْحِجَازِ؛ إِنَّمَا رواه أهلُ العراق، و «جامِعٌ» مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ؛ فَرَجَعَ الحديثُ إِلَى الْعِرَاقِ؛ وَهَذَا عِنْدِي الصَّحِيحُ. 2206 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم (2) ، عَنْ قُرَّة - قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: هُوَ ابْنُ خَالِدٍ، صَدُوٌق - عن عبد الله بْنِ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: قَالَتْ عائِشَة: إنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذابًا المُصَوِّرُونَ (3) ؟   (1) قوله: «ليس» سقط من (ك) . (2) هو: الفضل بن دُكَين. (3) كذا في جميع النسخ؛ برفع «المصورون» ، وكذلك وقع عند مسلم في بعض طرقه (2109) . ولو جاء على الجادَّة المشهورة، لقيل «المصوِّرين» ، لكنَّ مجيئَهُ بالواو كما في النسخ وعند مسلم في "صحيحه"، صوابٌ في العربية، وفيه توجيهان: الأول - ذكره ابن مالك -: أنَّ اسم «إنَّ» ضميرُ الشأن المحذوفُ، والتقدير: إنه [أي: الشأن أو الأمر] من أشد الناس ... » و «المصورون» مبتدأ مؤخَّر، خبره: «من أشد الناس» ، والجملة خبر «إن» . وابن مالك يجيز حذفَ اسم «إن» إذا كان ضميرَ الشأن مطلقًا، ومنهم من لا يجيزه إلا في الشعر. وانظر في ضمير الشأن تعليقنا على المسألة رقم (854) . والتوجيه الثاني - للكسائي-: أنَّ «مِن» زائدة، و «أشد الناس» ، اسمُ «إن» ، و «المصوِّرون» خبرها. والكسائي والأخفش يجيزان زيادة «مِن» مطلقًا، والجمهورُ على أنها لا تزاد مع المعرفة ولا في الكلام المثبت. قال ابنُ مالك مناقشًا تخريج الكسائي: زيادة «من» في اسم «إن» غيرُ معروفة، وقال ابن هشام ردًّا على الكسائي أيضًا: والمعنى أيضًا يأباه؛ لأنهم ليسوا أشدَّ عذابًا من سائر الناس. اهـ. ونقول: ويعكِّر على ما ذكره ابن هشام ما ورد في بعض ألفاظ الحديث: «إن أشد الناس عذابًا» ، وذكر الحافظ ابن حجر من جمع بين هذا وما يعارضه، بحمل الرواية التي ليس فيها «من» على التي فيها «من» ، وذكر الحافظ أقوالاً في الجمع بين لفظ هذا الحديث وقوله تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 47] . انظر: "شرح التسهيل" (2/10-14) ، و"مشارق الأنوار" (2/356) ، و"مغني اللبيب" (ص 49-50) ، و"رصف المباني" (ص198-200) ، و"فتح الباري" (10/383-384) ، و"النحو الوافي" (1/637 - مع هامش 4) . الحديث: 2206 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 602 قَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو الجَوْزاء (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ (2) ، عَنْ قُرَّة، عن عبد الرحمن ابن الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ، هذا الحديث (3) .   (1) هو: أحمد بن عثمان النوفلي. ولم نقف على روايته، لكن أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/16) من طريق أحمد بن منصور الرمادي، وفي (10/108) من طريق عمرو بن علي الفلاس، كلاهما عن أبي عاصم، به. قال الخطيب: «غريب من حديث قرة بن خالد، عن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، انفرد به أبو عاصم عنه، وتفرد به عمرو بن علي الفلاس عن أبي عاصم. وقد تابعه الرمادي من هذا الوجه إن كان محفوظًا، والله أعلم» . اهـ. وأخرجه الدارقطني في"الغرائب والأفراد" كما في "أطرافه" (6273) ، ثم قال: «غريب من حديث قرة، عن عبد الرحمن، عن أبيه، تفرد به أبو عاصم النبيل عنه، وتفرد به عمرو بن علي عنه» . (2) هو الضحاك بن مخلد. (3) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (5954) ، ومسلم (2107) من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بْنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، عن النبيِّ (ص) ، به. وأخرجه مسلم أيضًا من طريق شعبة والثوري وبكير بن الأشج، ثلاثتهم عن عبد الرحمن بن القاسم، به، = = بذكْر نَصْبِ عائشة خ للستر الذي فيه تصاوير، ونَزْع النبيِّ (ص) له، ثم تقطيعِها له، ولم يذكروا قوله (ص) : «إن أشد الناس عذابًا المصورون» . وللحديث طرق أخرى عن القاسم بن محمد غير هذه. وانظر "العلل" للدارقطني (5/20/ب) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 603 2207 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي فُديك (2) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَفْص، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عبد الرحمن، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْلَمَ، فَلْيَلْزَمِ الصَّمْتَ؟ قَالَ أَبِي: عُمَرُ (3) بْنُ حَفْص مجهولٌ، وهذا الحديثُ باطِلٌ.   (1) نقل قول أبي حاتم هنا الذهبي في "الميزان" (3/191) بتصرف. (2) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (11) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3607) ، وتمام في "فوائده" (1113/الروض البسام) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (371) ، والبيهقي في "الشعب" (4588) ، جميعهم من طريق أبي موسى هارون بن عبد الله الحمَّال، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أبي فديك، به. ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2711) ، ومن طريق تمام أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" (5/398) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1934) من طريق عبيد الله بن عبد الله المنكدري، عن ابن أبي فديك، به، إلا أنه أسقط من الإسناد عمر بن حفص. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا عثمان بن عبد الرحمن، تفرد به ابن أبي فديك» . وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/171) من طريق محمد بن سنان الشيزري؛ حدثنا سليمان بن عمرو بن سيار؛ حدثني أبي، عن ابن أخي الزهري؛ حدثنا الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، فذكره مرفوعًا، ثم قال العقيلي: «وهذا الحديث إنما يعرف بالوقاصي، لَيْسَ هُوَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أخي الزهري، وقد حدَّث به عمر بن سيار هذا عن ابن أخي الزهري بما لا يعرف عنه، ولا يتابع عليه. وقد روى في الصمت أحاديث بأسانيد جياد بغير هذا اللفظ» . اهـ. (3) في (ف) : «عمرو» بدل: «عمر» . الحديث: 2207 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 604 2208 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زيدُ بنُ يَحْيَى بْنِ عُبيد (2) ، عن عبد الله بْنِ الْعَلاءِ بْنِ زَبْر؛ قَالَ: حدَّثنا القاسمُ مَوْلَى يَزِيدَ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو أُمامَة: أنَّ النبيَّ (ص) خَرَجَ عَلَى شُيوخٍ مِنَ الأَنْصَارِ بِيضٍ لِحاهُم، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ، حَمِّرُوا وصَفِّرُوا (3) ؛ وخَالِفُوا أَهْلَ الكِتَابِ، قُلنا (4) : يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ (*) أهلَ الْكِتَابِ يَتَخَفَّفُونَ وَلا يَنْتَعِلُونَ (5) ، فقال النبيُّ (ص) : فَتَخَفَّفُوا وانْتَعِلُوا (6) ؛ وَخَالِفُوا أَهْلَ الكِتَابِ، قُلنا (7) : يَا رسولَ اللَّهِ، إنَّ (*) أَهْلَ الْكِتَابِ يقصُّون عَثانِينَهُم ويُوفِّرون سِبالَهُم (8) ؟ فَقَالَ النبيُّ (ص) :   (1) انظر المسألة رقم (1455) . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/264 رقم 22283) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (8/236 رقم7924) ، والبيهقي في "الشعب" (5987) . (3) في (ك) : «وصفوا» . (4) في (ك) : «فقلنا» . (*) ... قوله: «إن» سقط من (أ) و (ش) . (5) أي: يَلبَسون الخِفافَ، ولا يَلبَسون النِّعال؛ تَخَفَّفَ الرجلُ الخُفَّ: لَبِسَهُ. ونَعِلَ وتنعَّل وانتعَل: لَبِسَ النعلَ. "تاج العروس" (12/180) ، و (15/742) . (6) في (أ) و (ت) و (ف) : «أو انتعلوا» . (7) في (ك) : «فقلنا» . (8) العثانين: جمعُ عُثْنون، ولم يُختَلَف أنه يخصُّ من الإنسان شعرَ اللحية، لكن قيل: هو ما نبتَ على الذَّقَن وتحته سُفلاً. وقيل: هو كلُّ ما فَضَلَ من اللحية بعد العارِضَين من باطنهما. وقيل: العُثْنون: اللحيةُ كلُّها. وقيل: طَرَفُها. وعُثْنون البعير: شُعَيرات عند مَذْبَحه. "النهاية" (183) . أما السِّبال، فإنه جمع «سَبَلة» بفتحتين، وقد ذُكر فيها أقوال كثيرة: فقيل: السَّبَلَة: الدائرةُ التي في وسط الشَّفَة العُلْيا. وقيل: ما على الشَّارب من الشَّعر. وقيل: طَرَفُه. وقيل: ما على الشَّفَة العُلْيا من الشَّعر يجمعُ الشاربَين وما بينهما. وقيل: ما على الذَّقَن إلى طَرَف اللحية خاصَّة. وقيل: هي اللحيةُ كلُّها. وقيل: الشارب. وقيل: هي مقدَّم اللحية وما أَسبل منها على الصَّدْر. وقيل: ما ظهَر من مقدَّم اللحية بعد العارضَين، والعُثْنون: ما بطن، كما تقدم. وقد يُجمَع بين السَّبَلة والعُثْنون فيقال لهما: عُثْنون وسَبَلة. وذكر الخطابيُّ أن السَّبَلة بمعنى «الشارب» إنَّما هو عند العامَّة؛ في مَعْرِض حديثه عما جاء من أنه (ص) كان «وافر السَّبَلة» وفسَّرها على أنه مقدَّم اللحية. وحيثُ ورد المعنيان = = للسَّبَلة، فما يُحمل عليه اللفظ هنا هو ما يتصل بمعنى الشارب وشعر الشَّفَة العُلْيا؛ لما ورد عنه (ص) من الأمر بقصٍّ الشارب. وانظر "العين" (2/110) ، و (7/263) ، و"تهذيب اللغة" (2/330) ، و (12/437) ، و"خلق الإنسان" لثابت (ص158 و199) ، و"غريب الحديث" للحربي (2/732) ، و"غريب الحديث" للخطابي (1/214-215) ، و"النهاية" (2/339) ، و (3/183) ، و"الفتح" (10/349-350) ، و"لسان العرب" (11/321-322) ، و (13/276) ، و"تاج العروس" (14/327) . الحديث: 2208 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 605 وَفِّرُوا (1) العَثَانِينَ، وقُصُّوا السِّبَالَ؛ وخَالِفُوا أَهْلَ الكِتَابِ؟ قال أبي: سألتُ (2) شُعيبَ بْن شُعيبٍ - وكان خَتَنَ (3) زيدِ بْن يَحْيَى عَلَى ابْنتِه -، فسألتُهُ أن يُخرجَ إليَّ كتابَ عبد الله بْن العلاء، فأخرجَ إليَّ الكتاب، فطلبتُ هذا الحديثَ، وحديثًا آخرَ -[عن أبي عُبَيدالله مُسْلِم] (4) بْن مِشْكَم، عَنْ أَبِي ثَعْلَبة، عن النبيِّ (ص) : أنه سأله عن   (1) في (ك) : «وقروا» . (2) في (ف) : «وسألت» بالواو. (3) تقدم تفسير «الختن» في المسألة رقم (1791) . (4) في (ت) و (ك) : «عن أبي عبيد الله ومسلم» ، وفي (أ) و (ش) و (ف) : «عن عبيد الله بن مسلم» . والتصويب من "التقريب" (6692) وغيره من مصادر ترجمته، ومن مصادر التخريج؛ فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/194 رقم17742) ، فقال: «حدثنا زيد ابن يحيى الدمشقي؛ قال: حدثنا عبد الله بن العلاء؛ قال: سمعت مسلم بن مشْكَم؛ قال: سمعت الخشني يقول: قلت: يا رسول الله، أخبرني بما يحلّ لي ويحرم عليّ، قال: فصعَّد النبيُّ (ص) وصوَّب فيّ النظر، فقال النبيُّ (ص) : «البر ما سكنتْ إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما لم تسكن إليه النفس، ولم يطمئنَّ إليه القلب، وإن أفتاك المُفْتون» ، وقال: «لا تقرب لحم الحمار الأهلي، ولا ذا ناب من السباع» . ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الطبراني في "الكبير" (22/219 رقم885) ، وفي "مسند الشاميين" (782) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/30) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/445) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 606 الإثم والبِرِّ -، فلم أجد لهما أصلا فِي كتابه، ولَيْسَ هما بمُنكَرَيْنِ (1) ، يحتملُ (2) ! 2209 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْلى (3) بْنُ عُبيد (4) ، عن   (1) كذا، والجادَّة: لَيْسَا هما بمنكرين، لكن يخرَّج ما في النسخ على الاجتزاء بالفتحة في «ليسَ» عن ألف المثنى، والاجتزاء بالحركات عن حروف المد لغة لهوازن وعليا قيس، انظر تعليقنا على المسألة رقم (679) . (2) كذا في جميع النسخ، فإما أن يكون أبو حاتم رأى أن الحديثين صحيحان؛ فيكون المعنى: يحتمل تفرد زيد ابن يحيى بهما عن عبد الله بن العلاء، أو يكون يرى انهما ضعيفان؛ فيكون المعنى: يُحتمل هذان الحديثان؛ أي: يُتسامح في روايتهما والتحديث بهما؛ لأن أهل العلم بالحديث يفرِّقون في هذا بين الأحاديث الضعيفة، فمنها أحاديث موضوعة، أو باطلة، أو منكرة، ينكرون على من رواها أو ذكرها إلا كان بقصد بيان ضعفها وتحذير الناس منها، وهذان الحديثان ليسا كذلك. ومنها أحاديث ضعيفة، لكن ضعفها ضعفٌ يسير محتمل، وهذه يتسامح في روايتها أهل الحديث، ولأجله وُجِدَتِ الأحاديثُ الضعيفة في السنن الأربع، ومسند أحمد ونحوها، وفي هذا تفصيل تجده في كتب علوم الحديث، فانظر مثلاً "فتح المغيث" للسخاوي (1/330-334) ، و"تدريب الراوي" للسيوطي (3/220-221) ، وانظر "إعلام الموقعين" لابن القيم (1/31 و77) . (3) في (ت) و (ك) : «يحيى بن يعلى» ، وكأنه ضرب في (ت) على قوله: «يحيى بن» . (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (319/كشف) ، والبيهقي في "سننه" (7/309) ، وابن صاعد في "حديثه"، ومن طريقه المخلص في "الفوائد المنتقاة"؛ كما في "إرواء الغليل" للألباني (8/206) ، جميعهم من طريق يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْقَطَّانُ، عَنْ يعلى ابن عبيد، به. قال البزار: «وهذا رواه الناس عن طاوس، مرسلاً، ولا نعلم أحدًا وصله إلا يوسف، عن يعلى، عن الثوري» . وقال البيهقي: «رواه الجمهور عن الثوري على الإرسال، وكذلك رواه أيوب السختياني وسفيان بن عيينة وروح بن القاسم وغيرهم، عن ابن طاوس، مرسلاً، وروي عن محمد بن إسحاق بن يسار وغيره، عن ابن طاوس، موصولاً» . اهـ. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (7/222) ، والطبراني في "الكبير" (11/21 رقم10926) ، والبيهقي في "الشعب" (7378) من طريق يحيى بن عثمان التيمي، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس، مرفوعًا. = ... ويحيى بن عثمان التيمي هذا، قال عنه ابن معين والبخاري: «منكر الحديث» ؛ كما في "تهذيب الكمال" (31/465) . وأما طريق محمد بن إسحاق التي ذكرها البيهقي: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (11/23 رقم 10932) ، والحاكم في "المستدرك" (4/288) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (7375) ، كلاهما من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن طاوس وأيوب السَّختياني، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مرفوعًا. الحديث: 2209 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 607 سُفيان (1) ، عَنِ ابْنِ (2) طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : احْذَرُوا بَيْتًا يُقَالُ لَهُ: الحَمَّامُ! ، قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، إِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّرَن، ويُنْقِي الوَسَخ! قَالَ: فَاسْتَتِرُوا؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرْوونه عن طاوس، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .   (1) هو: الثوري. (2) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . والحديث أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (1117) عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ، مرسلاً. وكذا أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (1184) من طريق وكيع، والبيهقي (7/309) من طريق أبي نعيم، كلاهما عن الثوري، به، مرسلاً. وأخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (1858) ، والبيهقي في الموضع السابق، وفي "الشعب" (7377) ، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، مرسلاً. وأخرجه البيهقي أيضًا في "الشعب" (7376) من طريق حَمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ السختياني، عن عبد الله بن طاوس، عن أبيه، مرسلاً. قال البيهقي: «وروي عن الثوري موصولاً، وليس بمحفوظ» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 608 2210 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ حاتِم (1) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ الأَجْلَح (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (3) ، عَن جَابِر: أنَّ رجلاً أتى رسولَ الله (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، مَا شاءَ اللهُ وشئتَ؛ فَقَالَ (4) : وَيْلَكَ! جَعَلْتَنِي (5) للَّهِ عَِدْلاً! بَلْ مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ! ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (6) ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ الأَجْلَح، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمّ، عَنْ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) (7) .   (1) روايته أخرجها النسائي في "عمل اليوم والليلة" من "الكبرى" (10824) . (2) هو: ابن عبد الله بن حُجَيَّة الكوفي، يقال: اسمه: يحيى، يُكنى: أبا حُجَيَّة. (3) هو: محمد بن مسلم بن تدرس. (4) في (أ) و (ش) : «قال» . (5) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «جعلت» . (6) يعني: من هذا الطريق، كما يدلُّ عليه باقي كلامه. (7) أعلَّ أبو حاتم هذا الحديث بالنكارة؛ لأن القاسم بن مالك خالف جميع الرواة عن الأجلح؛ فقد رواه عبد الله بن المبارك في "مسنده" (181) عن الأَجْلَحُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26682) من طريق علي بن مسهر، والإمام أحمد في "المسند" (1/283 رقم 2561) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (783) ، والطبراني في "الكبير" (12/244 رقم 13005) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (667) ، وابن عدي في "الكامل" (1/429) من طريق سفيان الثوري، والإمام أحمد أيضًا (1/214 و224 و347 رقم 1839 و1964 و3247) من طريق هشيم بن بشير وأبي معاوية محمد بن خازم ويحيى القطان، وابن ماجه (2117) ، والنسائي في عمل اليوم والليلة من "الكبرى" (10825) من طريق عيسى بن يونس، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (342) من طريق عبد الرحمن المحاربي، والطحاوي في "مشكل الآثار" (235) من طريق شيبان النحوي، والبيهقي في "سننه" (3/217) من طريق جعفر بن عون، جميعهم عن الأجلح، به، كرواية عبد الله بن المبارك. الحديث: 2210 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 609 2211 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ عُيَينة (1) ، عَنِ ابْنِ أَبِي   (1) هو: سفيان. وروايته أخرجها عنه الحميدي في "مسنده" (597) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25350) ، ووقع في "المصنف": «عبد الله بن عامر» مكبرًا -كما وقع عندنا هنا-، وكذا في إحدى نسختي "مسند الحميدي" اللتين اعتمد عليهما المحقق، وأما النسخة الأخرى ففيها: «عبيد الله بن عامر» مصغرًا. ومن طريق الحميدي أخرجه يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/703) ، والحاكم في "المستدرك" (1/62) ، على اختلاف بينهما؛ فعند يعقوب بن سفيان: «عبيد الله بن عامر» مصغرًا، = = ومن طريق يعقوب أخرجه البيهقي في "المدخل" (665) ، والخطيب في "تالي التلخيص" (118) ، لكن نبَّه محقق "تالي التلخيص" على أنه تصحف في الأصل إلى «عبد الله» مكبرًا، وكلام الخطيب الآتي ذكره يدل على أنه تصحيف. وأما "مستدرك الحاكم" فوقع فيه: «عبد الله» مكبرًا، وزاده الحاكم تصحيفًا حين قال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم؛ فقد احتج بعبد الله بن عامر اليحصبي، ولم يخرجاه» . ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "الشعب" (10472) ، ونبَّه على غلط الحاكم فيه، فقال: «زعم أنه عبد الله بن عامر اليحصبي، وغلط فيه؛ إنما هو: عن عبيد الله بن عامر المكي، وهم ثلاثة إخوة» . وأما ابن أبي شيبة: فقد أخرج أبو داود في "سننه" (4943) الحديث من طريقه وطريق ابن السرح؛ قالا: حدثنا سفيان، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ ابن عامر، عن عبد الله بن عمرو ... ، به، هكذا دون أن يسمي ابن عامر. وذكر المزي في "تحفة الأشراف" (6/359) أن أبا داود قال - في رواية أبي الحسن بن العبد وغيره -: «هو: عبد الرحمن بن عامر» . وفي "تهذيب الكمال" (17/197-198) قال: «قال أبو بكر بن داسة وغيره عن أبي داود: هو عبد الرحمن ابن عامر ... » ، ثم ذكر كلام البخاري الآتي وغيره، ثم قال: «فالظاهر أن أبا داود وهم في قوله: "هو عبد الرحمن بن عامر"، وأن الصواب قول البخاري ومن تابعه؛ أنه عبيد الله بن عامر» . والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/222 رقم 7073) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (354) ، كلاهما من طريق علي بن المديني، عن سفيان بن عيينة، به، وفيه: «عُبَيدالله» مصغرًا، لكن ذكر محققو "المسند" أن في بعض النسخ: «عبد الله» مكبرًا. وأخرجه البخاري في الموضع السابق من طريق محمد ابن سلام، عن سفيان، به، وذكره مصغرًا. وانظر "أطراف المسند" (4/71 رقم 5314) ، و"إتحاف المهرة" (9/584) . الحديث: 2211 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 610 نَجِيح (1) ، عن عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا؛ فَلَيْسَ مِنَّا؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُُ: ابنُ أَبِي نَجِيح، عن [عُبَيدالله] (2) بن عامر، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: عبد الله. (2) في جميع النسخ: «عبد الله» ، ولا يستقيم معه تعقُّب أبي حاتم. ويؤكِّده: أن عبد الرحمن بن أبي حاتم - نقلاً عن أبيه - ترجم في "الجرح والتعديل" (5/330 رقم 1559) لعبيد الله هذا؛ فقال: «عبيد الله بن عامر: أخو عروة بن عامر وعبد الرحمن بن عامر، روى عن عبد الله بن عمرو، روى عنه ابن أبي نجيح؛ سمعت أبي يقول ذلك» . ثم روى بسنده عن عثمان بن سعيد الدارمي قال: «سألت يحيى بن معين؛ قلت له: ابن أبي نجيح، عن عبيد الله بن عامر، عن عبد الله بن عمرو، مَن عبيد الله؟ قال: هو ثقة» . وهذا النص في "سؤالات الدارمي" برقم (469) . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/392 رقم 1264) : «عبيد الله بن عامر: قال ابن عيينة: هم إخوة ثلاثة، فروى ابن أبي نجيح عن عبيد الله، وروى عمرو عن عروة بن عامر، وأدركت أنا عبد الرحمن بن عامر الحجازي» . وقال الخطيب في "تالي التلخيص" (1/223) : «عبيد الله بن عامر، وعبد الله بن عامر: الأول: عبيد الله ابن عامر الحجازي، حدَّث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، روى عنه عبد الله بن أبي نجيح ... » ، ثم أخرج له هذا الحديث. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 611 2212 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ قَبِيصة (1) ، عَنْ سُفيان (2) ، عَنْ أَبِي أُمَيَّة، عَنْ دَاوُدَ بْنِ شَابُور؛ قَالَ: قَالَ رجلٌ لِطَاوُسٍ: ادعُ لَنَا. قَالَ: مَا أجدُ لِذَاكَ حِسبةً (3) الآنَ. قَالَ أَبِي: أَبُو أُمَيَّة (4) : وُهَيْبُ بنُ الوَرْد. 2213 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ناصِح (5) ، عَنْ   (1) هو: ابن عقبة السُّوائي. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (5/541) مقرونة برواية أبي نعيم الفضل ابن دكين، كلاهما عن سفيان الثوري، به. وأخرجه يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/399) من طريق أبي نعيم، عن سفيان، به. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (59) فقال: أخبرنا وهيب بن الورد، فذكره. ومن طريق ابن المبارك أخرجه يعقوب بن سفيان في الموضع السابق، وأبو نعيم في "الحلية" (4/6) . (2) هو: الثوري. (3) في (أ) و (ش) : «لك حسنة» ، وفي (ك) : «لذاك حسية» . ووقع في "المعرفة والتاريخ" في الموضع الأول: «ما أجد بقلبي خشية الآن» ، وفي الموضع الثاني: «لا أجد لذلك حسبة» كما هنا. ولعل المعنيين متقاربان؛ ويكون قد امتنع إما لأنه لا يشعر بالخشية في قلبه في هذا الوقت، أو لأنَّه يشعر بعدم احتساب الأجر في هذا العمل؛ فامتنع لذلك، والله أعلم. (4) قوله: «أمية» سقط من (ت) و (ك) . (5) هو: أبو عبد الله المُحَلِّمي الحائك. وروايته أخرجها الترمذي (1951) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (328) ، وعبد الله في "زيادات المسند" (5/96) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/311) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/45) ، والطبراني في "الكبير" (2/246 رقم2032) ، وابن عدي في "الكامل" (7/46) ، وابن جميع الصيداوي في "معجم الشيوخ" (ص 285) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص 394) ، والحاكم في "المستدرك" (4/263) ، والبيهقي في "الشعب" (8288-8290) من طريق ناصح، به. قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وناصح هو: ابن العلاء، كوفي، ليس عند أهل الحديث بالقوي، ولا يعرف هذا الحديث إلا من هذا الوجه» . وتعقبه المزي في "تهذيب الكمال" (29/264) بقوله: «وقد وهم في قوله: "هو ابن العلاء"؛ إنما ابن العلاء: البصري لا الكوفي» . وقال عبد الله بن أحمد: «وهذا الحديث لم يخرجه أبي في "مسنده" من أجل ناصح؛ لأنه ضعيف في الحديث، وأملاه عليَّ في النوادر» . وقال العقيلي: «لا يعرف إلا به» . وقال ابن عدي بعد أن ذكر أحاديث لناصحٍ عن سماك: «وهذه الأحاديث عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جابر بن سَمُرة، غير محفوظات» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (1887) . الحديث: 2212 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 612 سِمَاك (1) ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرة؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِنِصْفِ صَاعٍ (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَرٌ، ونَاصِحٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 2214 - وسألتُ أَبِي عَنْ أَحَادِيثَ رَوَاهَا عُقْبةُ بنُ خَالِدٍ (3) ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : غُبُّوا فِي العِيَادَةِ (4) وأَرْبِعُوا (5) ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَغْلُوبًا؟   (1) هو: ابن حرب. (2) كذا هنا «يتصدق بنصف صاع» ، وعند الترمذي: «يتصدق بصاع» ، وفي بقية المصادر: «يتصدق كل يوم بنصف صاع» . (3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (212) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/241) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/334) . ومن طريق ابن أبي الدنيا أخرجه البيهقي في "الشعب" (8782) ، ومن طريق الخطيب أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/206-207) . (4) في (ك) : «العبادة» . (5) في (ك) : «وارتعوا» . ولفظ الحديث في جُلِّ مصادر تخريجه: «أَغِبوا» . و «غبوا» و «أغبُّوا» بمعنًى. والغِبُّ في زيارة المريض: أن يُعادَ يومًا ويُترك يومًا. أصله من «الغِبِّ» في ورد الإبل؛ أن تشربَ يومًا وتظمأَ يومًا. غَبَّت الإبل تغِبُّ، من باب ضرب. وغَبَبْتُ عن القوم أغُبُّ غِبًّا، من باب نصر، وأَغْبَبْتُهم إغبابًا: أتيتهم يومًا وتركت يومًا. والأمر من الثلاثي: «غُبُّوا» ، ومن المزيد: «أَغِبُّوا» . والإرباعُ في الزيارة: أن يُزار يومًا، ويُترك يومين، ثم يُزار في اليوم الرابع. وأصلُه أيضًا من «الرِّبْع» في ورد الإبل؛ يقال: رَبَعَتِ الإبل تَرْبَعُ من باب مَنَع: إذا وردت الرِّبْع. و «أربع» لغة في «رَبَع» . وهذا إذا كان المريضُ صحيحَ العقل، فإن غُلب وخِيف عليه تُعُهِّد كلَّ يوم. وانظر "الصَّحاح" (1/190-191) ، و (3/1212-1215) ، و"القاموس" (119 و718) ، و"الفائق" (3/46) ، و"النهاية" (2/190) ، و (3/336) ، و"المصباح" (1/216) ، و (2/442) . الحديث: 2214 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 613 وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قال: قال النبيُّ (ص) : إِذَا دَخَلْتُمْ (1) عَلَى المَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ في أَجَلِهِ (2) ، فَإِنَّ ذَاكَ لاَ يَرُدُّ شَيْئًا، وهُوَ (3) يُطَيِّبُ بِنَفْسِ (4) المَرِيضِ (5) .   (1) من قوله: «مغلوبًا ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (2) «فنفسوا له في أجله» ، أي: وسِّعوا له وأطمِعُوُه في طول الحياة، وأذْهِبوا حُزنَهُ فيما يتعلَّق بأجله. "فيض القدير" (1/341) . (3) في (أ) و (ش) : «هو» بلا واو. (4) قال في "تحفة الأحوذي": «يطيب» بالتشديد. اهـ. وقال في "فيض القدير": «يطيب بنفس المريض» الباء زائدةٌ، أو للتعدية، وفاعلُه ضمير يعود على اسم «إن» . وفي رواية بإسقاط الباء. اهـ. وتَطْييبُ النفس بالشيء: جَعْلُها تَطيب به، أي: تَنشرحُ له وتنبسط. ويمكن أن تكونَ «يَطيب» مخفَّفة بمعنى يَلَذُّ، أي: يَلَذُّ ذلك في نفس المريض. ومؤدَّاهما واحدٌ. والمعنى: لا بأسَ عليكم بتنفيسكم للمريض لَهُ فِي أَجَلِهِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ التنفيسَ لا يَردَّ شيئًا من المَقْدور، ويُفيدُ المريضَ بتطييب = = نفسه. والروايةُ التي أشار إليها المُناوي بإسقاط الباء، هي لفظ الحديث عند ابن أبي شيبة والترمذي وغيرهما. وانظر: "تحفة الأحوذي" (6/262-263) ، و"فيض القدير" (1/341) ، و"المصباح المنير" (2/382) . (5) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (10851) ومن طريقه ابن ماجه في "السنن" (1438) . وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2087) ، وفي "العلل الكبير" (591) ، وابن عدي (6/344) ، والطبراني في "الدعاء" (1087) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (538) ، والبيهقي في "الشعب" (8778) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/870) من طريق عقبة بن خالد، به. قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث غريب» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي مُنكر الحديث، وأبوه صحيح الحديث. قلت له: أدرك محمد بن إبراهيم أبا سعيد الخدري؟ قال: لا؛ إنما روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أُمَامَةَ بْن سهل بْن حنيف، عن أبي سعيد» . اهـ. وقال ابن عدي: «وعقبة هذا يروي عن موسى بن محمد ابن إبراهيم أحاديث لا يتابع عليها» . وقال البيهقي: «مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ يأتي من المنكرات بما لا يتابع عليه» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح» . وقال الحافظ في"الفتح" (10/121) : «وفي سنده لين» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (184) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 614 وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي؛ قَالَ: مرَّ رسولُ اللَّهِ (ص) عَلَى رجلٍ يَسُوقُ شَاةً بأُذُنها، فقال: دَعْ أُذُنَهَا، وخُذْ سَالِفَتَهَا (1) ؟ وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يُفْرَشَ عَلَى بابِ البيوتِ، وقال: أَكِيمُوهُ (2) عَنِ البَابِ شَيْئًا (3) .   (1) رواه ابن ماجه (3171) من طريق عقبة بن خالد، به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/232) : «هذا إسناد ضعيف جدًّا؛ لضعف مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي» . (2) في (ش) : «اكتموه» . وانظر الحاشية التالية. (3) أخرجه الحربي في "غريب الحديث" (2/482) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/169) ، والطبراني في "الأوسط" (7061) وقال: «لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عقبة بن خالد» . ولفظ الحديث عند الحربي: «إذا فرشتم فأكيموا عن الباب شيئًا» ، وعند العقيلي: «نهى رسول الله (ص) أن يفترش على باب البيت، وقال: «أقيموا على الباب شيئًا» ، وعند الطبراني: «نهى رسول الله (ص) أن يفرش على باب البيت، وقال: أقيموه عنه شيئًا» . قال الحربي (2/485) : «قوله: " أكيموا عن الباب " لم أسمع فيه شيئًا، وأظنه: نحُّوا فُرُشكم عن أبواب البيوت. اهـ. ووردت لفظة: «أكيموا» في حديث ذكره الأزهري في "تهذيب اللغة" (10/406-407) في مادة «كما» و «كام» قال: وفي الحديث أن النبي (ص) مرَّ على أبواب دور مُسْتَفِلة، فقال: «اكموها» ، أي: استروها؛ لئلا تقعَ عيونُ الناس عليها. وروي من وجه آخر: «أكيموها» أي: ارفعوها؛ لئلا يهجم عليها السيلُ؛ مأخوذ من الكومة وهي الرملَةُ المشرفة. اهـ. ومعنى «أكيموها» الذي ذكره الأزهري - وهو الرفع - يقترب مما ذكره الحربي في لفظ حديثنا هنا، ويقترب أيضًا من معنى «أقيموا» الذي ورد عند العقيلي والطبراني. ويكون المراد من الحديث أن يُرفعَ الفراشُ من أمام باب البيت، أو يقام شيء على الباب؛ لئلا يطلعَ فيه أحدٌ، وهو بذلك يقترب أيضًا من معنى «اكموها» الذي هو الستر. والله أعلم. والحديث الذي ذكره الأزهري، تتابع على نقله بلفظه وتفسيره كثيرٌ ممَّن كتب في اللغة وغريب الحديث؛ فذكره أبو عبيد الهروي صاحب الأزهري في "الغريبين" (5/1652) ، والزمخشري في "الفائق" (3/279) ، وابن الجوزي في "غريب الحديث" (2/301) ، وابن الأثير في "النهاية" (4/201) ، وابن منظور في "لسان العرب" (15/232) ، والزَّبيدي في "تاج العروس" (20/134) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 615 وَعَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قال النبيُّ (ص) (1) : إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ، فَاخْلَعُوا النِّعَالَ؛ فَإِنَّهُ أَرْوَحُ لأَِقْدَامِكُمْ (2) ؟   (1) في (ف) : «قال رسول الله (ص) » . (2) أخرجه الدارمي (2125) ، والطبراني في "الأوسط" (3202) ، والحاكم (4/119) من طريق عقبة بن خالد، به. قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عقبة» . وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» . فتعقبه الذهبي بقوله: «أحسبه موضوعًا، وإسناده مظلم، = = وموسى تركه الدارقطني» . وانظر "مختصر استدراك الذهبي على الحاكم" رقم (876) ، و"السلسلة الضعيفة" للألباني (980) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 616 وَعَنْ أَبِيهِ، عَنِ السَّلُولي، عَنْ مُعاذ بْنِ جَبل؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنْ أَتَّخِذْ (1) مِنْبَرًا فَقَدِ اتَّخَذَ (2) أَبِي إِبْرَاهِيمُ، وإِنْ أَتَّخِذِ (3) العَصَا فَقَدْ اتَّخَذَ أَبِي إِبْرَاهِيمُ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذِهِ أحاديثُ منكرةٌ، كَأَنَّهَا موضوعةٌ، وَمُوسَى ضعيفُ الْحَدِيثِ جِدًّا (5) ، وَأَبُوهُ (6) مُحَمَّدُ بْن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي لم يَسْمَع مِنْ جَابِرٍ، وَلا مِنْ أَبِي سَعِيدٍ، وَرَوَى عَنْ أَنَسٍ حَدِيثًا واحدًا (7) .   (1) في (ت) و (ك) : «اتخذوا» . (2) في (ت) و (ك) : «اتخذه» . (3) في (ك) : «اتخذوا» . (4) رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (706) -، والبزار في "مسنده" (2632) ، والشاشي في "مسنده" (1368) ، والطبراني في "الكبير" (20/167 رقم354) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/175) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/226) ، جميعهم من طريق عقبة، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبيِّ (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . (5) وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم أيضًا في "الجرح والتعديل" (8/159) : «سألت أبي عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم التيمي؟ فقال: ضعيف الحديث، منكر الحديث، وأحاديث عقبة بن خالد التي رواها عنه فهي من جناية موسى، ليس لعقبة فيها جرم» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (4/169) : «مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عن أبيه، عن أنس، مديني لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به. حدثني آدم؛ قال: سمعت البخاري، قال: مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: عن أبيه، عن أنس، منكر الحديث» . (6) في (ك) : «وأبو» . (7) وذكر في "المراسيل" (ص 188 رقم691) نحو الذي ذكره هنا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 617 2215 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ نُمَير (1) ، عَنْ حَجَّاج بْنِ دينارٍ، عَنْ شُعيب بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الحُسين (2) بْنِ عليٍّ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ مِنْ حُسْنِ (3) إِسْلاَمِ المَرْءِ تَرْكَهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ؟ قَالَ أَبِي: إن (4) كَانَ شعيبُ بنُ خالدٍ: الرازيَّ، فبينهما الزُّهريُّ (5) ، ولا أدري هو أو لا!   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/201 رقم 1732) . والحديث أخرجه الإمام أحمد أيضًا في الموضع نفسه، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (49) ، كلاهما من طريق يعلى بن عبيد، عن حجاج بن دينار، به. وذكره البخاري في "تاريخه" (4/220) تعليقًا عن الحجاج بن دينار. وأخرجه هناد بن السري في "الزهد" (1118) فقال: حدثنا عبدة، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ شعيب بن خالد، عن حسين بن علي - أو علي بن حسين - ... ، فذكره هكذا على الشك. (2) في (أ) و (ش) : «الحسن» . (3) في (ك) : «أحسن» . (4) قوله: «إن» سقط من (ك) . (5) وإذا كان بينهما الزهري، فرواية الزهري لهذا الحديث معروفة، فهو يرويه عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ النبيِّ (ص) ، مرسلاً؛ كذا رواه ثقات أصحاب الزهري، ومنهم: الإمام مالك، وروايته في "الموطأ" برواية يحيى الليثي (2/903) ، وبرواية أبي مصعب (1883) ، وبرواية محمد بن الحسن (949) ، وبرواية سويد بن سعيد (650) . ومنهم: معمر، وروايته في "جامعه" (20617/المصنف) . ومنهم: زياد بن سعد، وروايته أخرجها ابن أبي عمر العدني في "الإيمان" (45) ، وابن أبي عاصم في "الزهد" (103) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/197-198) . ومنهم: يونس بن يزيد، وروايته أخرجها القضاعي في "مسند الشهاب" (193) . وقد اختلف على الإمام مالك، وعلى الزهري: أما الإمام مالك: فجميع الرواة عنه رووه على الوجه المتقدم، وهو الصواب. وخالفهم خالد بن عبد الرحمن الخراساني؛ فرواه عن الإمام مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بن الحسين، عن أبيه، مرفوعًا؛ أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (152) ، وابن عدي في "الكامل" (3/37) . قال ابن عدي: «وهذا قال فيه خالد الخراساني: = = عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن الحسين، عن أبيه، وهو فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن حسين، عن النبيِّ (ص) ، ليس فيه "عن أبيه "» . اهـ. وأما الزهري: فسائر الرواة عنه رووه على الوجه المتقدم، وهو الصواب. وخالفهم عبد الله بن عمر العمري؛ فرواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ؛ أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/201 رقم 1737) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، وتمام في "فوائده" (1096 و1097/الروض البسام) ، جميعهم من طريق موسى بن داود، عن عبد الله العمري، به. وذكر العقيلي في "الضعفاء" (2/9) ، والدارقطني في "العلل" (3/108) أن أبا همام الدلال محمد بن محبب، رواه عن العمري، به، فقال: «عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) » . قال الدارقطني: «وغيره يرويه عن العمري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً» . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (8402) ، وتمام في الموضع السابق (1098) من طريق قزعة بن سويد، عن عبيد الله بن عمر العمري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) . قال الدارقطني في "العلل" (310) : «وغيره يرويه عن عبيد الله، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً» . ثم ذكر الدارقطني الاختلاف عن مالك، فقال: «واختلف عن مالك: فرواه خالد بن عبد الرحمن الخراساني عَنْ مَالِكٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن الحسين، عن أبيه، وخالفه أصحاب مالك فرووه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الحسين، مرسلاً. وكذلك رواه أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ علي بن الحسين، مرسلاً ... ، والصحيح قول من أرسله عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ النبيِّ (ص) » . اهـ. وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/220) : «ولا يصح إلا عن علي ابن حسين، عن النبيِّ (ص) » . اهـ. وقال ابن رجب في "جامع العلوم" (ص207) : «وممن قال: إنه لا يصح إلا عن علي بن حسين مرسلاً: الإمام أحمد، ويحيى بن معين، والبخاري، والدارقطني، وقد خلط الضعفاء في إسناده على الزهري تخليطًا فاحشًا، والصحيح فيه المرسل» . اهـ. الحديث: 2215 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 618 2216 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أحمدُ بْنُ عُثْمَانَ الأَوْدِي (2) ؛ فقال (3) : حدَّثنا بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَير؛ قَالَ مُوسَى بْنُ عُلَيّ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لاَ تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ؛ فَإِنَّ اللهَ يُطْعِمُهُمْ ويَسْقِيهِمْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ، وبكرٌ هَذَا مُنكَر الحديثِ (5) .   (1) نقل قول أبي حاتم عن هذا الحديث: الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/65/دار الكتب العلمية) ، وابن الملقن في "تحفة المحتاج" (2/10) ، وابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/247) . (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/31) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1453) . وأخرجه الترمذي (2040) ، والحاكم (1/350) ، والبيهقي (9/347) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، وابن ماجه (3444) ، وأبو يعلى (1741) ، والطبراني في "الأوسط" (6272) من طريق محمد بن عبد الله ابن نمير، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (200) من طريق ابن أبي شيبة، والروياني في "مسنده" (204) من طريق يوسف القطان، والطبراني في "الكبير" (17/293 رقم 807) من طريق عبيد بن يعيش، جميعهم عن بكر بن يونس، به. (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (4) هو: عُلَيّ بن رباح. (5) قال البرذعي في "سؤالاته" (684) : «سألت أبا زرعة عن بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ؟ فقال: واهي الحديث؛ حدَّث عن موسى بن عُلَيٍّ بحديثين منكرين لم أجد لهما أصلاً من حديث موسى» . اهـ. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه» . وقال ابن عدي: «وهذا ليس يرويه عن موسى بن عُلَيّ غير بكر بن يونس هذا ... ، وبكر بن يونس عامة ما يرويه مما لا يتابع بعضه عليه» . وقال البيهقي: «تفرد به بَكْرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ، عن موسى بن عُلَي، وهو منكر الحديث؛ قاله البخاري» . اهـ. الحديث: 2216 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 620 2217- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (1) ، عَنْ حاتِم بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ شَريك (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عباسٍ - أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) -، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ نَهَى عَنِ التَّحْريش بَيْنَ الْبَهَائِمِ (3) ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا عليُّ بْنُ الجَعْد (4) ، عَنْ شَريك، عَنِ الأعمَش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ - أَوْ غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) -، عن النبيِّ (ص) . وحدثنا عُبَيدالله بْن مُوسَى (5) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ مجاهد، عن   (1) هو: عبد الله. (2) هو: ابن عبد الله القاضي. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1709) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2510) ، كلاهما من طريق يحيى بن آدم، عن شريك. والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/238) من طريق جُبارة بن المغلِّس، عن شريك. ولم يذكر يحيى بن آدم ولا جُبارة: الشكَّ، بل جزمَا به عن ابن عباس. (3) التحريش هو: الإغراء، ومعنى «التحريش بين البهائم» ، أي: إغراءُ بعضها وحَمْلُهُ على بعض. "مشارق الأنوار" (1/188) ، وانظر التعليق على المسالة رقم (2355) . (4) روايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (2121) ، وقال فيه: «عَنْ مُجَاهِدٍ، عَن رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبي (ص) أُراه ابنَ عمر، عن النبيِّ (ص) » . وذكر الترمذي في الموضع السابق أن ابن فضيل رواه عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر مرفوعًا. ورواية محمد بن فضيل هذه أخرجها إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (1/285) . وخالف محمدَ بن فضيل أبو جعفر الرازي؛ فرواه عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابن عمر، موقوفًا عليه؛ أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1232) . (5) لم نقف على رواية عبيد الله بن موسى، ولكن تابعه على هذا الوجه أبو معاوية ووكيع: أما رواية أبي معاوية: فعلقها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1709) ، وفي "العلل" (511) . وأما رواية وكيع: فأخرجها البيهقي في "السنن" (10/22) . ورواه الترمذي أيضًا (1709) من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، مرسلاً كذلك، لكن بزيادة أبي يحيى القتات. ووافق الثوري على زيادة أبي يحيى القتات: قطبة بن عبد العزيز، لكنه وصله؛ أخرجه أبو داود (2562) ، والترمذي في "الجامع" (1708) ، وفي "العلل" (511) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2509) ، وابن عدي في "الكامل" (3/238) ، والطبراني في "الكبير" (12/85 رقم 11123) ، والبيهقي في "الشعب" (6119) ، جميعهم من طريق قطبة بن عبد العزيز، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عباس، مرفوعًا. وخالفهم زياد البكائي، فرواه عن الأعمش، عَن المنهال بْن عَمْرٍو، عَنْ مجاهد، عن ابن عباس، مرفوعًا؛ أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2136) ، وابن عدي في "الكامل" (3/138 و191) . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش، عن المنهال إلا زياد بن عبد الله» . الحديث: 2217 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 621 النبيِّ (ص) ، مُرسَل (1) .   (1) قوله: «مرسل» منصوبٌ على الحال، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . هذا؛ وقد قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل": «وقال شَرِيكٍ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وقال الثَّوْرِيِّ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يحيى، عن مجاهد: نهى رسول الله (ص) . وقال أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مجاهد: نهى رسول الله (ص) . فسألت محمدًا [يعني البخاري] ؟ فقال: الصحيح إنما هو عن مجاهد، عن النبيِّ (ص) ، مرسل. وسئل الدارقطني في "العلل" (4/ق/48/أ) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنَ عمر، وكذلك روي عن الأعمش، عن ابن عمر، واختلف عنه؛ فقال قطبة بن عبد العزيز: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْقَتَّاتِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عباس، وخالفه شريك فرواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابن عباس، وقال أَبُو مُعَاوِيَةَ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مجاهد، عن رسول الله (ص) ، مرسلاً. وقال منصور بن الأسود: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قاله معن بن عيسى عنه، وليس بمحفوظ» . اهـ. وقال البيهقي بعد أن ذكر الخلاف فيه: «والمحفوظ ما أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة، أنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بن دحيم، ثنا إبراهيم بن عبد الله، أبنا وكيع، عن الأعمش، عن مجاهد قال: نهى رسول الله (ص) عن التحريش بين البهائم، وهذا مرسل» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 622 2218- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو نُعَيم الفَضْل بْنُ دُكَين (2) ، عَنْ سُفْيَانَ (3) ، عَنْ منصور (4) ، عن الشَّعْبي (5) ،   (1) انظر المسألة رقم (2361) . (2) روايته أخرجها يعقوب بن سفيان الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/160) فقال: حدثنا أبو نعيم وقبيصة؛ قالا: ثنا سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عن المقداد - قال أبو نعيم: أبي كريمة الشامي -؛ = = قال: قال رسول الله (ص) : «ليلة الضيف حق واجبة على كل مسلم، وإن أصبح بفنائه فهو دين عليه، إن شاء [أقتضاه] ، وإن شاء تركه» . ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (9145) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/132 رقم 17195) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (744) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/107) ، والطبراني في "الكبير" (20/263 رقم621) ، جميعهم من طريق أبي نعيم، به، لكنهم قالوا: «عن المقدام بن أبي كريمة» . وأخرجه الإمام أحمد في الموضع السابق مقرونًا برواية أبي نعيم، و (4/133 رقم 17202) ، وابن ماجه (3677) ، كلاهما من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به، وفيه: «عن المقدام أبي كريمة» . وكذا أخرجه الطبراني في الموضع السابق من طريق خلاد بن يحيى، عن سفيان. وأخرجه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (344) من طريق إسحاق الأزرق، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن الشعبي، عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبٍ، به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1247) عن شيخه شعبة، عن منصور؛ قال: سمعت الشعبي يحدث عن أبي كريمة ... ، فذكره. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/130 و132 رقم 17196 و17172) من طريق يحيى بن سعيد القطان ومحمد بن جعفر غندر، كلاهما عن شعبة، به، وسمياه: «المقدام» . وله طرق أخرى عن منصور، غير ما ذكر، وفيها: «المقدام» ، أو «أبو كريمة» ، وليس في شيء منها: «المقداد» . (3) هو: الثوري. (4) هو: ابن المُعتمر. (5) هو: عامر بن شَراحيل. الحديث: 2218 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 623 عَنِ المِقْداد أَبِي كَرِيمة الشاميِّ، عن النبيِّ (ص) : فِي قِصَّةِ الضِّيافة؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: المِقْدامُ بنُ مَعْدِي كَرِب، كَانَ خرَجَ الشَّعْبيُّ إلى عبد العزيز ابن مروان أخي عبد الملك، فَلَقِيَ المِقْدامَ بحِمْص، وَلا أَعْلَمُ أحدًا مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) هُنَاكَ غيرَه، وَقَدْ كَانَ عِدَّةٌ من أصحاب النبيِّ (ص) أحياءً: عبد الله بْنُ بُسْر، وواثِلَة بْنُ الأَسْقَع، وعُتْبة بْنُ عَبْدٍ. وقال أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحِيح: المِقْدام بْن مَعْدِي كَرِب، وكنيته أَبُو كَرِيمة (1) . 2219 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (2) ، عَنْ سُفْيَانَ (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ طَلْحَةَ (4) ، عَنْ [هُزيل] (5) بن شُرَحْبِيل،   (1) قال يعقوب بن سفيان الفسوي في الموضع السابق: «والصحيح هو: المقدام، فأما في حديث سفيان فقد قال أبو نعيم وقبيصة: المقداد» . وقال أبو حاتم - كما في "المراسيل" لابنه (ص 160) -: «ولا أعلم سمع الشعبي بالشام إلا من المقدام أبي كريمة» . وقال الآجري في "سؤالاته" (ص 125) : «قيل لأبي داود: سمع الشعبي من المقدام بن معدي كرب؟ فقال: سمع المقدام أبي كريمة» . (2) لم نقف على رواية عبيد الله بن موسى هذه، ولكن أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (8440) من طريق أبي الأزهر؛ حدثنا وهب بن جرير؛ حدثنا أبي؛ قال: سمعت الأعمش يحدِّث عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مصرِّف، عَنْ هزيل بن شرحبيل: أن سعد بن مالك استأذن على رسول الله (ص) ... ، الحديث. قال البيهقي: «كذا وجدته في [كتابي] : سعد بن مالك» . (3) هو: الثوري. انظر "الحلية" (5/24) . (4) هو: ابن مُصَرِّف. (5) في جميع النسخ: «هذيل» ، والتصويب من مصادر التخريج. الحديث: 2219 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 624 عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص: استأذنتُ على النبيِّ (ص) فَقَالَ: هَكَذَا (1) ؟ إِنَّمَا جُعِلَ الاسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ النَّظَرِ. وَرَوَاهُ جَرير (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ   (1) ورد في بعض طرق الحديث أن سعدًا عند استئذانه، أدخل رأسه من الباب، وفي بعضها أنه وقف قبالة الباب؛ فقال له النبيُّ (ص) : «هكذا يا سعد؟! ... » ، الحديث، أي: أتفعل هكذا، وإنما شرع الاستئذان حتى لا يقع نظرُ المستأذِن على عورةٍ للمستأذَن عليه! (2) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (5174) من طريق عثمان بن أبي شيبة؛ حدثنا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عن هزيل؛ قال: جاء سعد فوقف على باب النبيِّ (ص) ... ، الحديث هكذا، ولم ينسب سعدًا. وكذا رواه الضياء في "المختارة" (1074) من طريق أبي داود. ورواه البيهقي في "الشعب" (8439) من طريق أبي داود، فنسبه، فقال: «سعد بن معاذ» . وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/24) من طريق قتيبة بن = = سعيد، والبيهقي في "السنن" (8/339) من طريق أبي الربيع الزهراني، كلاهما عن جرير، به، وفيه: «أتى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ» . قَالَ أَبُو نعيم: «رواه الثوري وأبو حمزة السكري عن الأعمش مثله» . اهـ. وسيأتي تخريج رواية الثوري، ولم يُنسب فيها سعد. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 625 هُزيل (1) ؛ قَالَ: استأذَنَ سعدٌ الأَنْصَارِيُّ. وَرَوَاهُ محمَّد بْنُ عُبَيد (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ هُزيل (3) : أنَّ سَعْدَ بْنَ مُعاذ اسْتَأْذَنَ. وَرَوَاهُ قَيْس (4) ، عَنْ مَنْصور (5) ، عَنْ طلحة، عن   (1) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «هذيل» . (2) لم نقف على روايته، ولكن بعض طرق رواية جرير السابقة جاءت هكذا مرسلة، وفيها: «سعد بن معاذ» . وأخرج الحديث أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ في "المصنف" (26224) فقال: «حدثنا حفص، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ هزيل؛ قال: جاء رجل فوقف على باب النبي (ص) ... ، الحديث، مرسلاً، ولم يسم حفص بن غياث الصحابي في روايته. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (5174) . (3) من قوله: «قال استأذن ... » إلى هنا سقط من (ش) ؛ لانتقال النظر، وفي (ت) و (ك) : «هذيل» بدل: «هزيل» . (4) هو: ابن الربيع. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/347) ، والبيهقي في "الشعب" (8441) ، وأشار إليها أبو نعيم في "الحلية" (5/24) . (5) هو: ابن المعتمر. وقد اختُلف عليه في هذا الحديث: فرواه عنه قيس بن الربيع على الوجه المتقدم. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26223) ، وابن أبي حاتم في "مقدمة الجرح والتعديل" (ص258) من طريق وكيع، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ هُزَيْلٍ: أَنَّ سعدًا استأذن ... ، الحديث. وتقدم أن أبا نعيم أشار لرواية الثوري هذه في "الحلية" (5/24) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (5386) من طريق عبيدة بن حميد، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنِ هزيل، عن سعد بن عبادة، به. وأخرجه ابن أبي حاتم أيضًا من طريق عمر الأبار، عن منصور مثل رواية الثوري. وخالفهم سفيان بن عيينة، فرواه عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف: أن سعدًا استأذن على النبيِّ (ص) قبالة الباب، فقال له: «إذا استأذنت فلا تستقبل الباب» . ذكره ابن أبي حاتم في الموضع السابق، وأخرجه الطبراني في "الكبير" (6/23 رقم 5393) من طريق أسد بن موسى، عن ابن عيينة، لكنه وصله، فقال: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف، عن سعد بن عبادة. وأخرجه البيهقي في "سننه" (8/339) من طريق عبد الرحمن بن بشر العبيدي، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ: أن سعدًا استأذن ... ، فذكره هكذا مرسلاً. وأخرجه ابن أبي حاتم في الموضع السابق من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن سفيان بن عيينة، به، كسابقه، إلا أنه شك فيه فقال: «أراه عن هلال بن يساف» . وأخرجه ابن أبي حاتم أيضًا من طريق المقرئ؛ حَدَّثَنَا سُفْيَان، عَنْ مَنْصُورٍ، عَن بعض أصحابه: أن سعدًا ... ، الحديث. وكان ابن أبي حاتم ساق علّة هذا الحديث في ترجمة عبد الرحمن بن مهدي لبيان معرفته بعلل الحديث، وروى عن علي بن المديني أنه قال: «قال لي عبد الرحمن - يعنى ابن مهدي-: يهم ابن عيينة في حديث منصور؛ أن سعدًا استأذن على رسول الله (ص) ... . قال علي بن المديني: فقلت لعبد الرحمن بن مهدي: ومن خالفه؟ قال: حدثناه عمر الأبار عن منصور ... » ، ثم ذكر روايته التي تقدم تخريجها. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 626 الهُزَيل (1) ، عَنْ قَيس بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبادة؛ قَالَ: استأذنتُ عَلَى النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: الأعمَشُ، عَنْ طَلْحَةَ، عَنْ هُزيل (2) : أنَّ سَعْدَ بْنَ عُبادة استأذَنَ عَلَى النبيِّ (ص) . 2220 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبْيَض بن أَبَان (3) ، عن   (1) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «الهذيل» . (2) في (ت) و (ك) : «هذيل» . (3) أخرج روايته الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4008) ، والطبراني في "الكبير" (10/162 رقم 10326) ، و"الأوسط" (5685) ، و"الدعاء" (1983) ، والحاكم في"المستدرك" (4/266) ، والبيهقي في "الشعب" (8904 و8905) . قال الطبراني في "الأوسط": «لا يروي هذا الحديث عن عطاء إلا أبيض بن أبان والمغيرة بن مسلم، تفرَّد به عن أبيض بن أبان: أحمد بن يونس، وتفرَّد به عن المغيرة بن مسلم النعمان بن عبد السلام» . = ... وقال في "الدعاء": «هكذا رواه أبيض بن أبان والمغيرة السراج، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود متصلاً، ورواه الناس عن عطاء بن السائب - موقوفًا - عن عبد الله» . وقال الحاكم: «هذا حديث لم يرفعه عن [أبي] عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود، غير عطاء بن السائب؛ تفرد بروايته عنه جعفر بن سليمان الضبعي وأبيض بن أبان القرشي، والصحيح فيه رواية الإمام الحافظ المتقن سفيان بن سعيد الثَّوْرِيُّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ» . ثم أخرجه من أربع طرق عن سفيان، عن عطاء، به، موقوفًا، ثم قال: «هذا هو المحفوظ من كلام عبد الله؛ إذ لم يسنده من يعتمد على روايته» . الحديث: 2220 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 627 عَطاء بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن (1) ، عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا عَطَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلِ: الحَمْدُ لِلَّهِ، ولْيَقُلْ مَنْ عِنْدَهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ، فَلْيَقُلْ: يَغْفِرُ اللهُ لِي ولَكُمْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ النَّاسُ يَرْوونه (3) عن عبد الله، مَوْقُوفٌ (4) ؛ مِنْهُمْ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيمان (5) ،   (1) هو: عبد الله بن حبيب. (2) هو: ابن مسعود ح. (3) في (ش) : «يرونه» . (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . (5) في هامش النسخة (أ) حاشية بخط مغاير يبدو أنه خط محمد العطار، ونصها: «المشهور أن جعفر بن سليمان يرفعه أيضًا» . هذا؛ ولم نقف على رواية جعفر بن سليمان الموقوفة، لكن أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة من "الكبرى" (10052) ، والشاشي في "مسنده" (751) ، والحاكم في "المستدرك" (4/266) ، ثلاثتهم من طريق محمد بن عبد الله الرقاشي، عن جعفر، به مرفوعًا. ومن طريق النسائي أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4009) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (260) . قال النسائي: «وهذا حديث منكر، ولا أرى جعفر بن سليمان إلا سمعه من عطاء بن السائب بعد الاختلاط، ودخل عطاء بن السائب البصرة مرتين، فمن سمع منه أول مرة فحديثه صحيح، ومن سمع منه آخر مرة ففي حديثه شيء، وحماد بن زيد حديثه عنه صحيح» . وتقدم ذكر كلام الحاكم. وقال الطحاوي: «هكذا حدثنا أحمد بن شعيب بهذا اللفظ، فكان هذا الحديث عندنا أحسن من حديث الأبيض بن أبان؛ لأنهما يرجعان إلى عطاء بن السائب، وسماع الأبيض من عطاء بالكوفة، وبها كان اختلاط عطاء، وسماع جعفر بن سليمان منه بالبصرة، وسماع أهلها منه صحيح لم يكن في حال اختلاطه، منهم الحمادان: حماد بن سلمة، وحماد بن زيد. وقد روى أبو عوانة هذا الحديث عن عطاء بن السائب، فأوقفه على عبد الله، ولم يتجاوز به إلى رسول الله (ص) ... ، وأهل الحديث يقولون: إن سماع سفيان الثوري من عطاء بن السائب في حال صحته، وكذلك شعبة، وكذلك الحمادان، ويقولون: سماع أبي عوانة منه في الحالين جميعًا، ولا يميزونه» . اهـ. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 628 وغيرُه (1) . وأَبْيَضُ شيخٌ، وعَطاءُ بنُ السَّائِبِ اختلَطَ بِأَخَرة. 2221 - وسألتُ (2) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ مجاهدٍ؛ في قول النبيِّ (ص) : أَوْصَانِي جِبْرِيلُ _ج بِالجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ. واختلَفَ الرُّواة عَنْ مُجَاهِدٍ: فَقَالَ بَشِيرُ بنُ سَلْمان (3) : عَنْ مجاهدٍ، عن عبد الله بن عَمرو.   (1) ممن رواه عن عطاء موقوفًا: سفيان الثوري، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (934) ، والحاكم في "المستدرك" (4/266-267) ، والبيهقي في "الشعب" (8903) . ومنهم: محمد بن فضيل، وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في"المصنف" (25989) . ومنهم: أبو عوانة، وروايته أخرجها الطحاوي في الموضع السابق، وتقدم ذكر كلامه، وذكر كلام الحاكم. وقال البيهقي: «هذا موقوف، وهو الصحيح» . قال الدارقطني في"العلل" (927) : «يرويه عن عطاء ابن السائب، واختلف عنه: فرفعه أبيض بن أبان وجعفر بن سليمان عن عطاء، ووقفه جرير وعلي بن عاصم، والموقوف أشهر» . (2) انظر المسألة رقم (2467) . (3) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (604) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25408) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (128) ، وحسين المروزي في "البر والصلة" (216) ، وأبو داود في "سننه" (5152) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (321) ، والبزار في "مسنده" (2388) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2792) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/81) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (199) ، والدارقطني في "العلل" (8/232) ، والبيهقي في "الشعب" = = (9118) . وأخرجه العقيلي أيضًا من طريق إسماعيل ابن بشير بن سلمان، عن أبيه؛ قال: سمعت قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: كنا عند ابن عمر ... ، فذكر الحديث. وكان العقيلي قال في إسماعيل بن بشير هذا: «يهم في غير حديث، وكاد أن يغلب عليه الوهم، ومن حديثه: ما حدثناه به محمد بن عبدوس ... » ، ثم أخرج هذا الحديث من طريقه، ثم أخرجه من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن عبد الله بن عمرو، ثم قال العقيلي: «حديث أبي نعيم أولى» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/160 رقم 6496) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (105) ، والترمذي (1943) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (200) ، جميعهم من طريق داود بن شابور وبشير بن سليمان، كلاهما عن مجاهد. وأخرجه الطبراني في"الأوسط" (2403) من طريق داود ابن شابور فقط، عن مجاهد. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وَقَدْ رُوي هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مجاهد، عن عائشة وأبي هريرة، عن النبيِّ (ص) أيضًا» . اهـ. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9119) من طريق عبد الله بن أبي المجالد، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، مرفوعًا، نحوه. وأخرجه أبو نعيم في الحلية" (3/306) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 36) من طريق الفريابي، عن الثوري، عن زبيد اليامي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، به. وسيأتي التنبيه على أن زبيدًا اليامي يرويه عن مجاهد، عن عائشة. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (9117) فقال: «أخبرنا أبو الحسين بن بشران؛ قال: أخبرنا أبو جعفر محمد ابن عمرو الرزاز؛ قال: حدثنا حنبل بن إسحاق؛ قال: حدثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا بشير بن مهاجر، عن مجاهد؛ قال: كنا جلوسًا عند عبد الله بن عمرو بن العاص ... » ، وذكر الحديث. قال البيهقي: «كذا قال: بشير بن مهاجر! وهو غير بشير ابن سلمان» ، وأظنه خطأ، فقد رواه البخاري في "الأدب المفرد" عن أبي نعيم، وقال: بشير بن سلمان. الحديث: 2221 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 629 وقال يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ (1) : عَنْ مجاهدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/305 و445 رقم 8046 و9746) ، وابن ماجه في "سننه" (3674) ، وأبو عوانة في "مستخرجه"- كما في "إتحاف المهرة" (15/490 رقم 19748) -، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2793 و2794) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 37) ، وابن حبان في "صحيحه" (5854) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/606 رقم 750) ، والدارقطني في "العلل" (8/231) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/306) . وروي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ من وجوه أخرى، أجودها: ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25411) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (140) ، والإمام أحمد في "مسنده" (2/259 و458 و514 رقم 7522 و9910 و10675) ، والبزار في "مسنده" (1898/كشف) ، والبغوي في "الجعديات" (1586) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2795) ، وابن عدي في "الكامل" (3/81) ، وابن حبان في "صحيحه" (512) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 37) ، جميعهم من طريق داود بن فراهيج، عن أبي هريرة، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 630 وقال زُبَيد (1) : مُجَاهِدٍ، عَنْ عائِشَة؟ قَالَ أَبِي: حديثُ زُبَيد أَشبهُ؛ لأَنَّهُ أحفظُهُم، وَلا أُبْعِدُ أَنْ يكونَ رَوَى مجاهدٌ عَنْ كِلاهُمْ (2) . قَالَ أَبِي: وقد رُوِيَ (3) عَنْ عبد الله بْن عَمْرو مِنْ غير هَذَا الطريق (4) .   (1) هو: ابن الحارث اليامي. وروايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1196 و1745) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/91 و125 و187 رقم 24600 و24942 و25539) ، وحسين المروزي في "البر والصلة" (263) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4590) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (320) ، والبغوي في "الجعديات" (2707) ، والطبراني في "مكارم الأخلاق" (202) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 36) ، والدارقطني في "العلل" (8/231) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/605) . (2) كذا في جميع النسخ، والصواب أن يقال: «كُلِّهِمْ» ؛ لأنَّ مراده: عبد الله بن عمرو، وأبو هريرة، وعائشة ج، وما وقع في النسخ بإقحام ألف التثنية تصحيفٌ لا نعلم له وجهًا في العربية. (3) كما في المسألة الآتية برقم (2345) . (4) في (ف) : «من غير وجه هذا الطريق» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 631 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: سمعتُ أَبَا حَفْصٍ الصَّيْرَفِيَّ (1) يقولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْن سَعِيد (2) ، يَقُولُ: الصَّحيحُ حديثُ زُبَيد. وقال أَبُو زُرْعَةَ: الصحيحُ حديثُ زُبَيْد. قُلْتُ له: فتعرفُ خلافا سوى ما ذكرنا؟ قَالَ: لا (3) .   (1) هو: عمرو بن علي الفلاَّس. (2) هو: القطان. (3) قال البزار في "مسنده" (6/372-373) : «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن مجاهد إلا بشير، وقد اختلفوا عن مجاهد في هذا الحديث؛ فقال زبيد الأيامي: عن مجاهد، عن عائشة، عن النبيِّ (ص) . وقال يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ: عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وقال بشير: عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو» . وقال الدارقطني في "العلل" (5/82/ب) : اختلف فيه على مجاهد؛ فرواه زبيد بن الحارث اليامي، عن مجاهد، عن عائشة؛ حدث به عنه الثوري ومحمد بن طلحة. وخالفه يونس بن أبي إسحاق؛ فرواه عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وخالفهما بشير بن سلمان؛ فرواه عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وكذلك روي عَن الفريابي، عَن الثوري، عَن زبيد، والصحيح: حديث مجاهد عن عائشة» . وقال في موضع آخر من "العلل" (8/230-231 رقم 1538) : «اختلف فيه على مجاهد: فرواه يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مجاهد، عن أبي هريرة، وخالفه بشير بن [سلمان] ؛ فرواه عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو. وخالفهما زبيد؛ فرواه عن مجاهد، عن عائشة، وقول زبيد أشبهها» . وقال أبو نعيم في "الحلية": «اختُلف على مجاهد فيه ثلاثة أقاويل فتفرد الفريابي عن زبيد بهذا، وتابعه عليه داود بن شابور وبشير بن سلمان، ورواه أصحاب الثوري عن زبيد عن مجاهد، فخالفوا الفريابي، فقالوا: "عن عائشة" بدل: "عبد الله بن عمرو". ورواه محمد بن طلحة عن زبيد مثله» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 632 2222 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْبَاط بْنُ نَصْر (1) ، عَنْ سِمَاك (2) ، عَنْ ثَعْلَبةَ بنِ الحَكَم، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: انْتَهبَ الناسُ غَنَمًا يَوْمَ خَيبر، فَذَبَحوها، فَجَعَلُوا يَطبُخُون مِنْهَا، فَجَاءَ رسولُ الله (ص) فَأَمَرَ بالقُدُورِ فأُكْفِئَتْ، وَقَالَ: إِنَّهُ لاَ يَصْلُحُ النُّهْبَة (3) ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سِمَاك، عَنْ ثَعْلَبة بْنِ الحَكَم، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ ليس بينهما «ابن عباس» (4) .   (1) روايته أخرجها الطبراني في"الكبير" (10/272 رقم 10639) ، والحاكم في "المستدرك" (2/134-135) . وعلقها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/173) ، و"الأوسط" (1/200) وقال: «ولا يصح فيه ابن عباس» . (2) هو: ابن حرب. (3) سبق بيان معناها في المسألة رقم (1521) . وقوله: «لا يصلح» كذا في جميع النسخ بالياء، والجادَّة: «لا تَصْلُحُ» ، لكنَّ الفاعل هنا مؤنَّث غير حقيقي التأنيث، فيجوز معه تأنيث الفعل وتذكيره، وتأنيثه أرجح، وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (224) . (4) رواه عدد من الرواة هكذا عن سماك، منهم: شعبة، وإسرائيل بن يونس، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وأبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري، وزكريا بن أبي زائدة، وزهير بن معاوية، وشريك بن عبد الله النخعي، وسفيان وعمرو بن أبي قيس، والحسن بن صالح: أما رواية شعبة: فأخرجها الطيالسي (1291) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/173) ، و"الأوسط" (1/200) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/121) ، والطحاوي في"شرح معاني الآثار" (3/49) ، والطبراني في"الكبير" (1375 و1379) ، والحاكم في "المستدرك" (2/134) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1383) . وأما رواية إسرائيل بن يونس: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (18841) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/49) ، والطبراني في "الكبير" (1371) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1384) . وأما رواية أبي الأحوص: فأخرجها سعيد بن منصور في "سننه" (2637) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22313) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/120) . وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (3938) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (935) ، والطبراني في "الكبير" (1378) ، ثلاثتهم من طريق ابن أبي شيبة. أما روايتا أبي عوانة وزكريا بن أبي زائدة: فأخرجهما البخاري في "التاريخ الكبير" (2/173) ، وفي "الأوسط" (1/200) ، والطبراني في "الكبير" (1373 و1374) ، وأخرجه ابن حبان في "الثقات" (3/47) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1384) من طريق أبي عوانة فقط. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني = = الآثار" (3/49) من طريق زكريا فقط. وأما رواية زهير بن معاوية: فأخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (3/49) ، و"مشكل الآثار" (8/13) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/120) ، والطبراني في "الكبير" (2/83 رقم1372) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1384) . وأما رواية شريك: فأخرجها ابن حبان في "صحيحه" (5169) . وأما رواية سفيان الثوري: فأخرجها ابن قانع (1/120) ، والطبراني (1380) . وأما روايتا الحسن بن صالح وعمرو بن أبي قيس: فأخرجهما الطبراني (1376 و1377) . وصحَّح البخاري رواية من رواه عن ثعلبة، عن النبيِّ (ص) ، دون ذكر ابن عباس؛ فقال: «وهذا أصح» . الحديث: 2222 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 633 وَقَالَ أَبِي: ثَعْلَبة بْنُ الحَكَم (1) قد سمع من النبيِّ (ص) . 2223 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه قَبِيصة بن عُقْبة (2) ،   (1) من قوله: «عن ابن عباس قال ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25489) ، وزاد في آخره: «أخى الحلق» كذا وقعت محرفة، وصوابها عند البيهقي في الموضع الآتي: «حتى الحلق» ، وذكره الحافظ في "الفتح" (10/348) بلفظ «كالحلق» . وأخرجه ابن سعد في الطبقات" (3/558) و (4/178 و308) من طريق قبيصة مفرَّقًا في ترجمة أبي أسيد وعبد الله بن عمر وسلمة بن الأكوع، وفيه الزيادة محرفة أيضًا. وأخرجه البيهقي في "السنن" (1/151) من طريق الفريابي، عن سفيان الثوري، به، وزاد فيه: «وأبا رافع» . قال البيهقي: «كذا وجدته! وقال غيره: عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع، وقيل: ابن رافع» . الحديث: 2223 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 634 عن سُفيان (1) ، عن محمد ابن عَجْلان، عن عُبَيدالله بْنِ أَبِي رَافِعٍ؛ قَالَ: رأيتُ أَبَا سعيدٍ، وَرَافِعَ بْنَ خَدِيج، وسَلَمة بْنَ الأَكْوَع، وَابْنَ عُمر، وجابر بن عبد الله، وَأَبَا أُسَيد، يَنْهَكون شَوارِبَهُم (2) ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصة؛ إِنَّمَا هُوَ: الثَّوريُّ، عَنْ عُثْمَانَ بن عُبَيدالله بن رافع (3) .   (1) هو الثوري. (2) «يَنْهَكُونَ شواربَهُمْ» ، أي: يُبالغونَ في قصِّها؛ نَهَكَ الشيءَ يَنْهَكُه نَهْكًا: إذا بالغَ فيه. انظر "النهاية" (5/137) ، و"المصباح" (ن هـ ك/2/628) . (3) لم نقف على رواية سفيان الثوري على هذا الوجه، ولكن رواه غيره. فأخرجه ابن حزم في "المحلى" (2/220) من طريق يحيى بن سعيد القطان؛ ثنا محمد بن عجلان؛ قال: قال لي عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رافع: رأيتُ أصحابَ رسول الله (ص) يُبيِّضون شواربَهم شبه الحَلْق. قلت: مَنْ؟ قال: جابر بن عبد الله، وأبا سعيد الخدري، وأبا أسيد، وسلمة بن الأكوع، وأنس بن مالك، ورافع بن خديج. اهـ. ولم يذكر ابن عمر، وذكر أنسًا مكانه. وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" (6/233) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/231) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6031) ، ثلاثتهم من طريق إسماعيل بن عياش؛ حدثني عثمان بن عبيد الله بن رافع المدني؛ قال: رأيت عبد الله بن عمر، وأبا هريرة، وأبا سعيد الخدري، وأبا أسيد الساعدي، ورافع بن خديج، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وسلمة بن الأكوع يفعلون ذلك. اهـ. هذا سياق البيهقي ومثله سياق الطحاوي، غير أنه جاء فيه: «عثمان بن عبيد بن رافع المدني» ، وقد يكون الاختلاف من الطباعة. وأما البخاري فلم يذكر أسماء هؤلاء الصحابة، اكتفى بقوله: «أنه رأى ثمانية من أصحاب النبي (ص) » ، ووقع عنده: «عثمان بن عبد الله بن رافع المدني» . وأخرجه البخاري والطحاوي أيضًا من طريق عبد العزيز ابن محمد، عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع ... ، فذكره، ولم يذكر الطحاوي أنسًا وسلمة بن الأكوع، وذكر مكانهما سهل بن سعد، فصار عددهم سبعة. وأما البخاري فاختصره على عادته، فقال في لفظه: «رأيت سبعة من أصحاب النبي (ص) » ، وفي سياق آخر: «رأيت سبعة يحفون شواربهم» . وأخرجه البخاري أيضًا من طريق محمد بن بشار؛ حدثنا يحيى بن عجلان: رأى عثمان بن عبيد الله بن رافع؛ فقال: رأيت ستة. كذا جاء عند البخاري: «يحيى بن عجلان» ، ولم نجد من ترجم له! وأخرجه الطبراني في "الكبير" (668 و6217) من طريق إبراهيم بن سويد وعاصم بن عبد العزيز الأشجعي، كلاهما عن عثمان بن عبيد الله، به مثل سياق البيهقي في "الشعب"، غير أنه لم يذكر أبا هريرة، وقال في الموضع الثاني: «عثمان بن عبد الله» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 635 2224- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رواه أبوالأَحْوَص (2) ،   (1) في (ف) : «وسألت أبا زرعة» . (2) في (أ) و (ف) : «الأخوص» بالخاء المعجمة. وأبو الأحوص هو: سلام بن سُليم. وروايته أخرجها المصنف في "تفسيره" (2810) ، فقال: «حدثنا أبو زرعة؛ ثنا هناد بن السري؛ ثنا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السائب، عن مرة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود ... » فذكره هكذا بزيادة مرة الهمداني في سنده. وهكذا نقله ابن كثير في "تفسيره" (1/475) عن ابن أبي حاتم. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2988) ، وفي "العلل الكبير" (654) ، والنسائي في التفسير من "الكبرى" (11051) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4999) ، والطبري في "تفسيره" (5/571-572 رقم6170) ، جميعهم من طريق هناد بن السري، عن أبي الأحوص، به كرواية ابن أبي حاتم بزيادة مرة الهمداني. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (997) . وأخرجه البزار في "مسنده" (2027) ، والبيهقي في "الشعب" (4187) من طريق حسن بن الربيع، عن أبي الأحوص، به كرواية هناد. قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث حسن غريب، وهو حديث أبي الأحوص، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديث أبي الأحوص» . وقال في "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: روى بعضهم هذا الحديث عن ابن السائب وأوقفه، وأرى أنه قد رفعه غير أبي الأَحْوَصِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وهو حديث أبي الأحوص» . وقال البزار: «هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله، عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وقد رواه غير أبي الأحوص موقوفًا» . الحديث: 2224 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 636 عَنْ عَطاء بْنِ السَّائِبِ [عَنْ مُرَّةَ] (1) ، عن عبد الله (2) ، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ لِلْمَلَكِ لَمَّةً، وَلِلشَّيْطَانِ لَمَّةً (3) ... ، الحديثَ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الناسُ يُوقفونه عن عبد الله؛ وهو الصَّحيح.   (1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من مصادر التخريج - كما تقدَّم- ومنها رواية المصنف للحديث في "تفسيره". ومُرَّةُ: هو ابن شَرَاحيل الهمداني. (2) هو: ابن مسعود ح. (3) قال ابن الأثير: اللَّمَّة: الهَمَّة والخَطْرة تقعُ في القلب؛ أراد إلمام الملَك أو الشَّيطان به والقُرب منه؛ فما كانَ من خَطَرات الخير فهو من الملََك، وما كانَ من خَطَرات الشرِّ فهو من الشَّيطان. "النهاية" (4/273) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 637 فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائِبِ، عن مُرَّة، عن عبد الله (2) ، موقوفً (3) . قلتُ: فأيُّهما الصَّحيح؟ قَالَ: هَذَا مِنْ (4) عَطاء بْنِ السَّائِبِ؛ كَانَ يَرْفَعُ الحديثَ مَرَّةً، ويُوقِفه أُخْرَى، والناسُ (5) يُحَدِّثون مِنْ وُجُوهٍ عَنْ عبد الله موقوفً (6) . ورواه الزُّهري (7) ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ (8) مَسْعُودٍ، مَوْقُوفٌ (9) ، وذكر أشياءَ من هَذَا النحو موقوف (10) .   (1) روايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (5/574 رقم 6174) . (2) في (ف) : «عبيد الله» . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) في (ش) : «هذا خطأ من» . (5) أخرجه ابن جرير الطبري (5/573 رقم 6171 و6172 و6176) من طريق عمرو بن قيس الملائي، وإسماعيل ابن عليّة، وجرير بن عبد الحميد، ثلاثتهم عن عطاء بن السائب، به موقوفًا على عبد الله، غير أن ابن علية شك في روايته، فقال: «عن أبي الأحوص، أو عن مرة» . وذكر ابن كثير في "تفسيره" (1/475) أن مسعر بن كدام رواه عن عطاء موقوفًا أيضًا، ولم نجد من أخرج روايته. (6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) روايته أخرجها عبد الرزاق في "تفسيره" (1/109) فقال: نا معمر، عن الزهري، فذكره. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (5/574 رقم 6173) . وذكر ابن كثير في "تفسيره" (1/475) أن ابن مردويه أخرجه من طريق هارون الفروي، عن أبي ضمرة، عن ابن شهاب الزهري، به، لكنه رفعه. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (1435) عن فطر بن خليفة، والإمام أحمد في "الزهد" (ص 196) من طريق سعيد ابن مسروق، كلاهما عَنِ المسيب بْن رافع، عَنْ عامر ابن عبدة، عن عبد الله بن مسعود، به، موقوفًا عليه. (8) في (ت) : «أبي» . (9) كذا في جميع النسخ على لغة ربيعة، كسابقتها. ومن قوله: «ورواه الزهري ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر. (10) كذا في جميع النسخ، وهي أيضًا على لغة ربيعة، كسابقتها، إلا أن الأَوْلى هنا أن يقال: «موقوفة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 638 2225 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري (1) ، عَنِ الأَعْمَش، عن عبد الله بْنِ سِنَان، عَنْ [ضِرَارِ] (2) بنِ الأَزْوَر؛ قال: حَلَبَ رجلٌ عند النبيِّ (ص) فَقَالَ: دَعْ دَوَاعِيَ اللَّبَنِ (3) ؟ فَقَالا: رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ مِنَ الحفَّاظ (4) عن الأَعْمَش،   (1) روايته أخرجها هو في "تفسيره" (ص 254) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/311 و339 رقم 18982 و18792) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/339) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/654) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/30) ، والطبراني في "الكبير" (8/295 رقم 8172) ، والحاكم في "المستدرك" (3/620) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3894) . قال الطبراني: «هكذا رواه سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ الأَعْمش، عَنْ عبد الله بن سنان، وخالفه أصحاب الأعمش، فرووه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بحير» . (2) في جميع النسخ: «عبد الله» ؛ وهو خطأٌ؛ فالحديثُ حديثُ ضرار بن الأزور كما سيأتي، وكما في جميع مصادر التخريج، وعبد الله بن الأزور متأخِّر يروي عن هشام بن حسان، وله ترجمة في"الميزان" (2/391) . (3) قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/230-231) ، في تفسير هذا الحديث: يقول: أَبْقِ في الضَّرْع قليلاً، لا تستَوعبْه كلَّه في الحَلْب فإنَّ الذي تُبقيه فيه يدعو ما فوقه من اللبن فيُنزله وإذا استُنفضَ كلُّ ما في الضَّرْع أبطأ عليه الدَّرُّ بعد ذلك. اهـ. وقال أبو المحاسن الحَنَفي في "معتصر المختصر" (2/367) : فيه أن النبيَّ (ص) كان يحبُّ أخلاقَ العرب فيما لم يُؤمَر بخلافها، وكان عادتُهم في حلب الناقة تبقيةُ شيء من اللبن في ضَرْعها، فإذا احتاجوا؛ لضيف نزلَ بهم أو لحاجة، احتَلَبوا مما كانوا قد أبقَوه في الضَّرْع، وإن قلَّ، ثم خلَطُوه بماء بارد، ثم ضَربوا به ضَرْعها، وأدنَوْا منه حُوَارَها [أي ولدها] أو جلدَه محشُوًّا إن كانوا نَحَروه، فتلحَسُه فتدرَّ عليه من اللبن مِلْءَ ضَرْعها، فيَصرفُون فيما يحتاجون إلى صَرْفه من أضيافهم ومن أنفُسهم، فأمرَهُم (ص) بذلك لهذا المعنى. والله أعلم. وانظر "النهاية" (2/120) ، و (5/166) . (4) منهم: وكيع بن الجراح، وأبو معاوية محمد بن خازم، وزهير بن معاوية، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن داود الخريبي، ويعلى بن عبيد، ومنصور بن أبي الأسود، وحفص بن غياث: أما رواية وكيع بن الجراح: فأخرجها في "كتاب الزهد" (495) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/322 و339 رقم18905 و18980) ، وابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (1060) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/76 و322 رقم 16704 و18905) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1328) ، وابن حبان في "صحيحه" (5283) . ورواية أبي معاوية محمد بن خازم: أخرجها من طريقه الإمام أحمد في "المسند" (4/322 رقم18905) ، وهناد بن السري في "الزهد" (795) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (4/339) من طريق محمد بن المثنى عن أبي معاوية، به. فهؤلاء ثلاثة رواة رووه عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضرار، به. وخالفهم أبو الوليد الطيالسي؛ فرواه عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عن ابن سنان، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضرار، به، هكذا بزيادة ابن سنان: أخرجه البخاري في الموضع السابق. ورواية زهير بن معاوية: أخرجها من طريقه الإمام أحمد (4/339 رقم 18980) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1330) ، والطبراني في "الكبير" (8128) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3893) . ورواية عبد الله بن المبارك: أخرجها من طريقه البخاري في "تاريخه" (4/338) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (4/76 و339 رقم 16702 و18983) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1328) ، ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/30) ، والطبراني في "الكبير" (8131) ، والحاكم في "المستدرك" (3/237) . ورواية عبد الله بن داود الخريبي: أخرج روايته البخاري في "تاريخه" (4/339) ، والطبراني في "الكبير" (8129) . ورواية أبي يعلى بن عبيد: أخرجها الدارمي (2040) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1329) ، والبيهقي = = في "سننه" (8/14) . ورواية منصور بن أبي الأسود: أخرجها البغوي في "معجم الصحابة" (1331) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" (24/381) . ورواية حفص بن غياث: أخرجها الطبراني في "الكبير" (8130) . الحديث: 2225 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 639 عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِير (1) ، عَنْ ضِرَار بْنِ الأَزْوَر، بَدَلا مِنْ عبد الله بْنِ سِنان (2) ؛ وَهُوَ الصَّحيح. قَالَ أَبِي: خالف الثَّوريُّ الخَلْقَ فِي هذا الحديث. وقال غيرُ سفيان: الأَعْمَش، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِير، عن ضِرَار بن الأَزْوَر (3) .   (1) في (ك) : «عن يعقوب عن بحير» . وبحير: بفتح الباء الموحَّدة، بعدها حاء مهملة، ثم ياء مثنَّاة من تحت. وقيل فيه: «بُحَير» مصغَّرًا، والأول أشهرُ. انظر "توضيح المشتبه" (1/349) . (2) يعني: بذكر يعقوب بن بحير بدلاً من عبد الله بن سنان. (3) قال يحيى بن معين في "تاريخه" برواية الدوري (2676) : «في حديث الأَعْمَشِ: عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عن ضرار بن الأزور. وقال سفيان: عن عبد الله بن سنان. والقول قول سفيان» . وروى ابن عساكر في "تاريخه" (24/382) عن ابن المديني قال: «حديث ضرار بن الأزور: أن النبي (ص) مرَّ به وهو يحلُب فقال: «دَعْ دواعيَ اللبن» : رواه يحيى وأبو معاوية وزهير عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الأَزْوَرِ. وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن سنان، عن ضرار، وغلط فيه يحيى، إنما هو الأَعْمَشِ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ بَحِيرٍ، ويعقوب هذا مجهول لم يرو عنه غير الأعمش» . ولما أخرج أبو نعيم الحديث في "معرفة الصحابة"- كما سبق - من طريق زهير بن معاوية، عن الأعمش، عن يعقوب؛ قال: «رواه ابن المبارك، وجرير، ووكيع، وقيس، وحفص، وأبو معاوية، وعامة أصحاب الأعمش عنه مثله. وخالفهم الثوري فقال: عن الأَعْمَش، عن عبد الله بْنِ سِنَان، عَنْ ضِرَارِ بْنِ الأَزْوَر» . وقال البيهقي في "السنن" (8/14) : «وكذلك رواه ابن المبارك، وعبد الله بن داود عن الأعمش، وخالفهم أبو معاوية؛ فرواه عن الأعمش، عن عبد الله بن سِنَان، عن يعقوب، عن ضرار. وقال محمد بن المثنى: عن أبي معاوية، نحو رواية الجماعة» . وقال الذهبي في "الميزان" (2/449) : «غريب فرد، والأعمش فمدلس، وما ذكر سماعًا، ولا يعقوب ذكر سماعًا من ضرار، ولا أعرف لضرار سواه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 641 2226 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه أبو (1) داود الحَفَري (2) ، عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر، عَنْ مُسلِم البَطِين (3) ، عَنْ أبي عبد الرحمن السُّلَمي (4) ؛ قال: ذكَرَ عبدُاللهِ (5) حديثًا عن النبيِّ (ص) ، قَالَ: ثُمَّ تغيَّر وجهُهُ، ثُمَّ قَالَ نحوَ هَذَا، أَوْ دُونَ هَذَا؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَى جماعةٌ هَذَا الحديثَ عَنِ الثَّوريِّ (6) ، فَقَالُوا: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَفْصة، عَنْ مُسْلِمٍ البَطِين، عَنْ أبي عبد الرحمن؛ وَهُوَ الصَّحيح. ثم ذاكرتُ به أَبِي، فَقَالَ: الصَّحيحُ عندي: عَنْ إِبْرَاهِيم بْن مُهاجر، ولا أعلم روى (7) الثَّوريُّ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَفْصة إِلا حديثًا واحدًا؛ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبير؛ قَالَ: الخالُ يُعْطَى منَ الزَّكاةِ (8) .   (1) قوله: «أبو» سقط من (ش) . (2) هو: عمر بن سعد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/387 رقم 3670) ، ومن طريقه الطبراني في "المعجم الكبير" (9/123 رقم 8618) . (3) هو: مسلم بن عمران. (4) هو: عبد الله بن حبيب. (5) هو: ابن مسعود ح. (6) أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/297) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/163) ، كلاهما من طريق قُبَيْصَةُ بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ الثوري، عن إبراهيم ابن أبي حفصة، به. (7) في (ك) : «أروى» . (8) تقدم قول أبي حاتم هذا في المسألة رقم (621) . الحديث: 2226 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 642 وقال أَبُو زُرْعَةَ: ولا أعلمُ روى إبراهيمُ بنُ مُهاجر، عَنْ (1) مُسْلِم البَطِين شَيْءً (2) . فذكرتُ ذلك لأَبِي، فَقَالَ: هَذَا ممَّا رَوَى (3) عنه، ولا أعلمُ إِبْرَاهِيم بْن أَبِي حَفْصَة روى عَنْ مُسْلِم البَطِين (4) . قَالَ أَبِي: ولا يُعتَبرُ بقَبِيصة، ولا بأبي دَاوُد، إلا أن يَرْوِيَ هَذَا الحديثَ يَحْيَى بنُ سَعِيد، أو عبدُالرحمن بْن مهدي، أو وَكيعٌ؛ فحينئذٍ يُعتَبَرُ به. 2227 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْح بْنُ أَسْلَم (6) ، عن   (1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «ولا أعلم روى إِبْرَاهِيم بْن مهاجر روى عن» . (2) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) في (ش) : «رواه» ، وهو الجادَّّة، وما في بقية = = النسخ حذف منه الضمير العائد إلى الاسم الموصول، والتقدير: «هذا مما رواه عنه» ، والمراد: هذا مما رواه إبراهيم ابن مهاجر عن مسلمٍ البطين. وانظر في حذف العائد من جملة الصلة: المسألة رقم (1015) . (4) من قوله: «شيء فذكرت ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) انظر المسألة رقم (1544) ، والمسألة التالية. (6) روايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (587) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (11/195) ، وأخرجه أبو الشيخ أيضًا (584 و586) من طريق إسماعيل بن مسلم وأبي خالد الأحمر، كلاهما عن الأعمش، به مثل رواية روح. وذكر الدارقطني هذين الطريقين في الموضع السابق من"العلل"، وذكر أن حميد بن الربيع رواه عن أبي داود، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة كذلك. الحديث: 2227 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 643 زَائِدَةَ (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صالحٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: ما عاب النبيُّ (ص) طعامًا قَط ُّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش (3) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 2228 - وسألتُ (5) أَبِي عَنِ حديثِ عَمْرِو ابن عَوْن، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (6) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي يَحْيَى مَوْلَى جَعْدة بْنِ هُبَيرة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: مَا عَابَ رسولُ الله (ص) طَعامًا قط ُّ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يُتَابَع عَلَى هَذِهِ الروايةِ؛ إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) . 2229 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ يَرْوِيهِ شُعبة، وَأَبُو الأَحْوَص (8) ، عَنْ سِمَاك (9) ، فَقَالَ شُعبة: عَنِ الأَغَرِّ بْنِ سُلَيك، وَقَالَ أَبُو الأَحْوَص: عَنِ الأَغَرِّ بْنِ حَنْظَلة، عَنْ عليٍّ: ثَلاثَةٌ يُبْغِضُهُم اللهُ: الشَّيْخُ الزَّانِي (10) ، والغَنِيُّ الظَّلُومُ، والفَقِيرُ المُخْتَالُ؟   (1) هو: ابن قدامة الثقفي. (2) هو: ذكوان السمان. (3) هو: سليمان بن مهران. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1544) . (4) هو: سلمان الأشجعي. (5) تقدمت هذه المسألة برقم (1544) ، وانظر المسألة السابقة. (6) هو: محمد بن خازم. (7) تقدمت هذه المسألة برقم (1197) . (8) هو: سلاَّم بن سُليم. (9) هو: ابن حرب. (10) في (ف) : «الزان» . الحديث: 2228 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 644 قِيلَ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: شُعبة أحفظُ. 2230 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا (1) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الحَكَم النَّخَعِي، عَن عَدِيِّ بْن ثابت، عَن أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ بَدَا جَفَا (3) ، ومَنِ اتَّبَعَ الصَّيْدَ غَفَلَ؟ قَالَ أَبِي: كَذَا رَوَاهُ! وَرَوَاهُ غَيْرُهُ (4) عَنِ الْحَسَنِ بن الحَكَم، عن   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/371 رقم 8836) ، والبزار في "مسنده" (285/أ/ مسند أبي هريرة) - وهو في "كشف الأستار" (1618) -، وابن حبان في "المجروحين" (1/233) ، وابن عدي في"الكامل" (1/318) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (339) ، والبيهقي في "سننه" (10/101) ، وفي "الشعب" (8956) . قال البزار: «وهذا الحديث رواه شريك، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، وقال إسماعيل: عن الحسن، عن عدي، عن أبي حازم، والحسن فليس بحافظ» . وقال ابن عدي: «هذا الحديث لا أعلم يرويه غير إسماعيل بن زكريا» . (2) هو: سلمان الأشجعي. (3) أي: من نزلَ الباديةَ - أي: سَكَنها - صار فيه جَفاءُ الأعراب، أي: غَلُظ طبعهُ لقلَّة مخالطة الناس. يقال: بَدا القومُ بَدْوًا: إذا خرجوا إلى باديتهم. "اللسان" (ب د و/14/67) و (ج ف و/14/148) . (4) أخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (429) من طريق عيسى بن يونس، والإمام أحمد في "المسند" (2/440 رقم 9683) من طريق يعلى ومحمد ابني عبيد، وأبو داود في "سننه" (2860) من طريق محمد ابن عبيد، ثلاثتهم عن الحسن بن الحكم، به هكذا. وذكر الدارقطني في العلل" (8/240-241) أن حاتم ابن إسماعيل ويحيى بن عيسى الرملي روياه عن الحسن ابن الحكم كذلك. الحديث: 2230 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 645 عَديِّ بْن ثابت، عَن رجلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ أشبهُ (1) . 2231 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَفْص بْنُ غِياث (2) ، عن   (1) هناك اختلاف آخر في هذا الحديث من جهة شريك بن عبد الله النخعي القاضي؛ فإنه رواه عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ، مرفوعًا؛ أخرجه الإمام أحمد في"المسند" (4/297 رقم 18619) ، والترمذي في "العلل الكبير" (608) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1654) ، والروياني في "مسنده" (383) . قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: إنما يروي هذا الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ، وكأنه لم يعدَّ حديث شريك محفوظًا» . ونقل ابن طاهر في "أطراف الغرائب" (1406) عن الدارقطني قوله: «تفرَّد به شريك، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ عدي بن ثابت. وقال غيره: عن عدي، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هريرة» . وانظر "العلل" للدارقطني (1548) . (2) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (576) من طريق الحسن بن إسماعيل الواسطي، والطبراني في "الكبير" (7/274 رقم 7113) من طريق أبي النعمان محمد بن الفضل الملقب بـ «عارم» ، كلاهما عن حفص ابن غياث، عن حجاج، عن أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شداد بن أوس، به. وخالفهما إبراهيم بن الحجاج؛ فرواه عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ، عَنِ حجاج، عن أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبي (ص) ، ولم يذكر فيه شداد ابن أوس؛ أخرجه البيهقي في "سننه" (8/325) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/273 رقم 7112) ، وابن عساكر في "تاريخه" (22/156) كلاهما من طريق محمد بن فضيل، عن حجاج، عن أبي المليح، عم أبيه، عن شداد. ورواه عباد بن العوام عن حجاج، لكن اختُلِف على عباد: فرواه أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ في "المصنف" (26459) عنه، عن حجاج، عن رجل، عن أبي المليح، عن شداد بن أوس، به. وأخرجه الإمام أحمد في"المسند" (5/75 رقم 20719) من طريق سريج بن النعمان، عن عباد بن العوام، به، فأسقط الرجل المبهم، ولم يذكر فيه شداد ابن أوس. الحديث: 2231 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 646 حَجَّاج بْن أَرْطَاة، عَنْ أَبِي المَلِيح (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ شَدَّاد بن أَوْس، عن النبيِّ (ص) : قَالَ: الخِتَانُ: سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ، مَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ. ورواه عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ (3) ، عَنْ حَجَّاج، عَنْ مَكْحُول، عَنْ أَبِي أيُّوب، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: الَّذِي أتوهَّم: أَنَّ حديثَ مَكْحُول خطأٌ؛ وَإِنَّمَا أَرَادَ حديث حَجَّاج (4) :   (1) في جميع النسخ: «عن ابن أبي المليح» ، وهو خطأ، وصوابه: «عن أبي المليح» ، وهو: أبو المليح بن أسامة الهذلي، قيل: اسمه عامر، وقيل: زيد، وقيل: زياد. (2) هو: أسامة بن عُمَير بن عامر. (3) روايته أخرجها البيهقي في "سننه" (8/325) ، وقال: «وهو منقطع» . (4) أي: من حديث حجاج، وحذف الخافض وهو «من» فانتصب ما بعده. انظر تعليقنا على المسألة رقم (12) . وهذا الحديث أخرجه الترمذي" في "جامعه" (1080) ، والطبراني في "الكبير" (4/183 رقم 4085) ، وفي "مسند الشاميين" (3590) ، كلاهما من طريق حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ حَجَّاجِ، عن مكحول، به، لكن بلفظ: «أربع من سنن المرسلين ... » . وأخرجه الترمذي والطبراني أيضًا، والبيهقي في "الشعب" (7322) ثلاثتهم من طريق عباد بن العوام، عن حجاج، به نحو رواية حفص. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10290) من طريق يحيى بن العلاء، عن حجاج، ولم يذكر فيه أبا الشمال. قال الترمذي: «وروى هذا الحديث هشيم ومحمد بن يزيد الواسطي وأبو معاوية وغير واحد، عن الحجاج، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، ولم يذكروا فيه: "عن أبي الشمال"، وحديث حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَعَبَّادُ بْنُ العوام أصح» . = ... وسئل الدارقطني في "العلل" (1022) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه حجاج بْنِ أَرْطَأَةَ عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي الشِّمَالِ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، واخُتلِف عنه: فرواه عباد بن العوام وحفص بن غياث عن حجاج هكذا، وخالفهم عبد الله بن نمير وأبو معاوية الضرير ويزيد بن هارون، فرووه عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أبي أيوب، لم يذكروا بينهما أحدًا، إلا أن أبا معاوية من بينهم وقفه، الاختلاف فيه من حجاج بن أرطاة لأنه كثير الوهم» . اهـ. وانظر "التلخيص الحبير" (2139) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 647 مَا قَدْ رَوَاهُ (1) مَكْحُول (2) ، عَنْ أَبِي الشِّمال (*) ، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) : خَمْسٌ مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ: التَّعَطُّرُ، والحِنَّاءُ، والسِّوَاكُ (3) ... ، فَتَرَكَ أَبَا الشِّمَال (*) ، فَلا أَدْرِي هَذَا مِنَ الحجَّاج أو من عبد الواحد. وَقَدْ رَوَاهُ النُّعْمان بْنُ المُنْذِر (4) ، عَنْ مَكْحُول؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : الخِتَانُ: سُنَّةٌ لِلرِّجَالِ، مَكْرُمَةٌ لِلنِّسَاءِ.   (1) في (ف) : «ما قد روى» . (2) أي: ما قد رواه حجاجٌ عن مكحول. (*) ... في (ش) : «السماك» . وأبو الشِّمال هذا ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/390 رقم 1844) ، وذكر له هذا الحديث، وروي عن أبي زرعة أنه قال: «لا أَعْرِفُهُ إِلا فِي هَذَا الحديث، ولا أعرف اسمه» . (3) كذا ذكر الحديث مختصرًا، وبقية الخمس: الحِلْم، والحِجامَة. وفي بعض الروايات: «النكاح» بدل: «السواك» ؛ فصارت ستًّا، وفي بعضها: «أربع» لم يذكر فيها الحِلْم والحِجامة. أما لفظ «الحناء» فجاء في أكثر الروايات بالياء: «الحياء» . قال الحافظ في "الفتح" (10/338) : «اختُلف في ضبط «الحياء» فقيل: بفتح المهملة والتحتانية الخفيفة، وقيل: هي بكسر المهملة وتشديد النون؛ فعلى الأول خَصْلة معنويَّة تتعلق بتحسين الخُلُق، وعلى الثاني هي خَصْلة حسِّية تتعلق بتحسين البَدَن» . اهـ. ثم ذكر أنه وقع في بعض الروايات بزيادة: «الحِلْم والحجامة» ، وقال: «وهو مما يقوِّي الضبط الأول» ، أي: «الحَياء» . وقد ذكر الحافظ أيضًا أن الحصر في هذه الروايات غير وارد، وأن بمجموعها يزيد العدد. وانظر "فتح الباري" (10/336-339) ، و"نوادر الأصول" (2/254-256) . (4) لم نقف على رواية النعمان هذه. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 648 2232 - وسُئل (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (2) ، عَنْ خَلَف بْنِ حَوْشَب، عن مَيْمون ابن مِهْران، عَنْ أُمِّ الدَّرْداء (3) ، سَمِعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: أَوَّلُ (4) مَا يُوضَعُ فِي المِيزَانِ خُلُقٌ حَسَنٌ. وَرَوَاهُ ابْنُ عُيَيْنة (5) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكة، عَنِ يَعْلى بْنِ مَمْلَك، عَنْ أُمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء. وَرَوَاهُ شُعبة (6) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّة، عن عَطاء   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2323) . (2) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25328) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4426) ، والطبراني في "الكبير" (24/253 رقم647) ، و (25/73 رقم 178) ، والآجري في "الشريعة" (901) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1565) ، والطبراني في الموضع الأول. (3) وهي الصُّغرى، زوجُ أبي الدرداء، اسمها هجيمة، وقيل: جهيمة بنت حيي، وهي لم تسمع من النبي (ص) كما يأتي عن أبي حاتم. وأما أم الدرداء الكبرى فاسمها: خيرة، لها صحبة، ولا رواية لها في الكتب الستة؛ كما قال الحافظ في "التقريب". (4) سيأتي في المسألة رقم (2323) بلفظ: «أثقل» بدل: «أول» . (5) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (20157) ، والحميدي في "مسنده" (397 و398) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25296) ، و"المسند" (24) ، وأحمد في "مسنده" (6/451 رقم27553) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (464) ، والترمذي في "جامعه" (2002 و20013) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (782) ، و"الآحاد والمثاني" (2041) ، والبزار في "مسنده" (1975/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (5693 و5695) ، والآجري في "الشريعة" (899 و900) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (445) . (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25314) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/446 رقم27517 و27518 و27532) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (204) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (270) ، وأبو داود في "سننه" (4799) ، = = والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (4428) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/251) ، وابن حبان في "صحيحه" (481) ، والآجري في "الشريعة" (896 و897 و798) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/262) ، و (10/110) ، والبيهقي في "الشعب" (7639) . الحديث: 2232 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 649 الكَيْخَارانِي (1) ، عَنْ أُمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء؟ قَالَ أَبِي: كلُّ هَذَا صحيحٌ، إلا حديثَ خَلَفِ (2) بْن حَوْشَب؛ فإنَّ أُمَّ الدَّرْداء هذه لم تَسمَع من النبيِّ (ص) شَيْئًا (3) . 2233 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رواه عبد الله بن بِشْر الرَّقِّي (4) ،   (1) في (ك) : «الكيحاواني» . (2) في (ت) و (ك) : «خلفه» . (3) وسئل الدارقطني في "العلل" (1087) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ يْعَلَى بْنِ مَمْلَكٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عن أبي الدرداء؛ حدث به ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عنه. كذلك روى عَطَاءٍ الْكَيْخَارَانِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عن أبي الدرداء مختصرًا: "أثقل شيء في الميزان الخلق الحسن"؛ حدَّث به عنه القاسم بن أبي بَزَّة؛ رواه عنه شعبة ومسعر. ورواه مطرف، عَنْ عَطَاءٍ الكَيْخاراني، عَنْ أُمِّ الدرداء، عن أبي الدرداء. ومن قال: "عن مطرف، عن عامر، عن أم الدرداء"؛ فقد وهم؛ وإنما هو عطاء الكيخاراني. ورواه أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ عطاء، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء، موقوفًا. ورواه كثير أبو محمد، عن عطاء وقال: عن ابن باباه، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء، ووهم في ذكر ابن باباه. وحدث به أبو حسان الحسن بن عثمان الزيادي، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ أَبِي قِلابة، عَنْ ابن مُحيريز، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدرداء؛ قيل عنه موقوفًا، وقيل عنه مرفوعًا، لم يتابع عليه. وأصحها: حديثُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، وحديث شعبة، عن القاسم ابن أبي بزَّة» . اهـ. (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (235) ، والحاكم في "المستدرك" (1/46) ، والضياء في "المختارة" (103) ؛ ثلاثتهم من طريق معتمر بن سليمان، عن عبد الله بن بِشْر، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: دخل رجلان على رسول الله (ص) ، فأمر لهما بدينارين ... ، الحديث. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن جابر، عن عمر إلا عبد الله بن بشر عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، ولا نعلم رواه عن عبد الله بن بشر، إلا معتمر بن سليمان» . وقال الحاكم: «أما معتمر بن سليمان فلم يخرجاه، وقد خرج مسلم عن عبد الله بن بشر الرقِّي، إلا أن هذا الحديث ليس له علة لحديث الأعمش عن أبي صالح، فإنه شاهد له بإسناد آخر» . اهـ. وأخرجه الضياء أيضًا برقم (104) من طريق محمد بن فضيل، عن معمر بن سليمان، عن عبد الله بن بشر، به، ثم ذكر اختلاف الروايتين في الراوي عن عبد الله بن بشر: هل هو معتمر؟ أو معمر؟ ثم قال: «والصواب: معمر، والله أعلم» . وأخرجه الإسماعيلي في"معجم شيوخه" (112) من طريق عمرو بن محمد العنقزي، عن الأعمش، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن عمر بن الخطاب به مختصرًا. قال البيهقي في "شعب الإيمان" (16/142) : «وقد روي بإسناد غير قوي عن الأعمش، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عن عمر بن الخطاب في هذه القصة. وهو في "معجم الإسماعيلي"، ولا أراه محفوظًا، فلم أنقله» . اهـ. ورواه حبان بن علي العنزي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن جابر: أن عمر ... ، الحديث. أخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد" (ق 119/ب/أطرافه) ، وذكره في "العلل" (141 و2326) . الحديث: 2233 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 650 عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (1) ، عَنْ جابرٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ للنبيِّ (ص) : سمعتُ فُلانًا يَذْكرُ خَيْرًا يَقُولُ: أعطاني النبيُّ (ص) دينارً (2) ، فقال النبيُّ: أَمَا إِنِّي أَعْطَيْتُ فَلاَنًا مِئَةَ دِينَارٍ، فَلَمْ يَذْكُرْ شَيْئًا؛ قَالَ (3)   (1) هو: طلحة بن نافع. (2) كذا في جميع النسخ، وضبَّب عليها ناسخ (ف) ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . لكن في جل مصادر التخريج أنه قال: «دينارين» ، وفي بعضها أنهما رجلان وأعطاهما النبيُّ (ص) دينارين. (3) في (ف) : «فقال» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 651 النبيُّ (ص) : أَمَا إنَّ يَجِئُنِي (1) الرَّجُلُ فَأُعْطِيَهُ ومَا هِيَ إِلاَّ نَارٌ. ورواهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (3) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمر: يَا رسولَ اللَّهِ ... . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: لا يعلمُ هَذَا إِلا اللَّهُ عزَّ وجلَّ؛ جَمِيعًا (4) ثقتَين (5) ؛ وَأَبُو بكر أوثقُ (6) وأحفظُ (7) !   (1) في (ك) : «ان يجيئني» ، وفي (ف) تشبه أن تكون: «ان يجئن» ، فإن لم يكن ما في النسخ تصحيفًا فيمكن أن يخرج على أنَّ أصله: «أمَا إنَّه يَجيئُني» ، وحذف ضمير الشأن، واجتزئ بكسرة الجيم عن الياء. انظر التعليق على المسألة رقم (854) و (679) . وفي مصادر التخريج: «إن أحدكم (أو: أحدهم) يسألني ... » . وفي آخره: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فلم تعطيهم؟ قال: «إنهم يأبَوْن إلا أن يسألوني، ويأبى الله ليَ البُخل» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/4 و16 رقم 11004 و11123) ، والبزار في "مسنده" (224) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (398) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (5936) ، وابن حبان في "صحيحه" (3412 و3414) ، والدارقطني في "الغرائب والأفراد" (ق 29/ب/أطرافه) ، والحاكم في "المستدرك" (1/46) ، والبيهقي في "الشعب" (8708) . (3) هو: ذكوان السمان. (4) قوله: «جميعًا» سقط من (ت) و (ك) . (5) في (ك) : «نفسي» بدل: «ثقتين» . وقوله: «جميعًا ثقتين» يخرَّج على وجهين، وقد تقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (25) و (759) . (6) في (ت) و (ك) : «أوثق منه» . (7) اختُلِفَ على الأعمش أيضًا اختلافًا آخر: فأخرج الحديثَ الإمامُ أحمد في "المسند" (3/16 رقم 11124) ، وأبو يعلى (1327) ، والبزار (924/كشف الأستار) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (399) ، والبيهقي في "الشعب" (8707) ، جميعهم من طريق جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ الله، سمعت فلانًا يقول خيرًا ... ، الحديث. وذكر الدارقطني في "العلل" (11/343) أنه رواه زياد البكائي عن الأعمش مثل رواية جرير بن عبد الحميد. ورواه أبو كريب محمد ابن العلاء، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ، عَنْ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة: أن عمر ... ، الحديث. وأخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد" (ق 30/ب/أطرافه) ، وذكره في "العلل" (141 و2326) . وكان البيهقي روى الحديث في الموضع السابق من طريق علي بن المديني عن جرير، ثم نقل عن ابن المديني أنه قال: «رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ أَبُو بَكْرِ بن عياش- فيما حدثوا عنه - عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي سعيد، وحديث جرير عندي هو الحديث» . ثم روى عنه برقم (8709) أنه قال: «وإنما أنكره من حديث أبي صالح» . وذكر الدارقطني في "العلل" برقم (141) الاختلاف على الأعمش في هذا الحديث، ثم قال: «والله أعلم بالصواب» ، وذكره أيضًا برقم (2326) ، ثم قال: «وليس فيها شيء أقطع على صحته؛ لأن الأعمش اضطرب فيه، وكل من رواه عنه ثقة إلا حبان، وحديث أبي كريب لم يجئ به إلا أحمد بن هارون الجسري، وليس بالقوي، بغدادي» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 652 2234 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنِ الشَّعبي (3) ، عَنْ مَسْرُوق (4) ، عَنْ عائِشَة؛ أَنَّهَا قَالَتْ للسَّائب: ثَلاثُ خِصَالٍ فِيكَ، لِتَدَعْهُنَّ أَوْ لأُناجِزَنَّكَ: إيَّاكَ والسَّجْعَ في الدُّعاءِ؛ فإنَّ النبيَّ (ص) وأصحابَه كَانُوا لا يَسْجَعُون، وَإِذَا أتيتَ قَوْمًا يتحدَّثون فَلا تقطعْ حديثَهم، وَلا تُمِلَّهُم كتابَ اللَّهِ،   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2050) . (2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (4475) ، وذكرها الدارقطني في "العلل" (5/67/أ) . (3) هو: عامر بن شَراحيل. (4) هو: ابن الأجْدَع الهَمْداني. الحديث: 2234 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 653 وَلا تُحدِّثَنَّ فِي الجُمُعَةِ (1) إلاَّ مرَّةً، فَإِنْ أبيتَ فمرَّتين. قلتُ لأَبِي: حدَّثنا هَذَا (2) الحديثَ أحمدُ ابن سِنان، والحسنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاح، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ (3) ، عَنْ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ الشَّعبي، فِي حَدِيثِ أَحْمَدَ: «عَنِ ابْنِ أَبِي السَّائِبِ» ، وَفِي حَدِيثِ الحسن: «عن أبي السائب قاصِّ (4) الْمَدِينَةِ» ، عَنْ عائِشَة؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: الشَّعْبي، عَنْ عائِشَة؛ مُرسَلً (5) . 2235 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحَكَم (6) ، عَنْ شُعيب بْنِ يَحْيَى التُّجِيبي، وطَلْق بن السَّمْح، عن   (1) أي: في الأسبوع. قال الفيومي: الجُمْعَةُ - بسكون الميم - اسم لأيام الأُسبوع ... قال ابن الأعرابي: أول الجُمْعَةِ يومُ السبت، وأول الأيام يومُ الأحدَ. "المصباح المنير" (ج م ع/1/109) . (2) في (ف) : «بهذا» . (3) هو: محمد بن خازم الضرير. وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (2050) . (4) في (أ) : «قاض» ، وفي (ت) و (ك) : «قاضي» ، وهي محتملة للوجهين في (ف) ، وفي (ش) : «قاضي» بإهمال الضاد، والمثبتُ موافق لما في مصادر التخريج، وهو الذي يؤيده السياق؛ لأن عائشة خ تذكر له بعض الآداب التي ينبغي أن يتحلَّى بها في قصصه ووعظه وتذكيره. (5) رجَّح أبو حاتم الإرسال أيضًا في المسألة المتقدمة برقم (2050) ، وكذا الدارقطني أيضًا كما سبق نقله عنه هناك. وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصبُ على أنَّه حالٌ، والرفع على أنَّه خبر ثانٍ، وتقدم نحوه في التعليق على المسألة رقم (1857) . (6) لم نقف على روايته من طريق عبد الرحمن هذا، ولكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (3216) من طريق بكر ابن سهل، عن شعيب بن يحيى وحده، عن عبد الجبار، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/379) ، والحاكم في "المستدرك" (3/73) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/159) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/58) من طريق عبد الله بن وهب، عن عبد الجبار بن عمر، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9014) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ عبد الجبار، به. قال ابن حبان في ترجمة عبد الجبار هذا: «كان رديء الحفظ، ممن يأتي بالمعضلات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات» . وقال الحاكم: «لا أعلم أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر غير عبد الجبار» . الحديث: 2235 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 654 عبد الجبار بْنِ عُمر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكدَِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) إِذَا مَشَى لا يَلْتَفِتُ. وَزَادَ شُعيبٌ: وربَّما تعلَّق رِدَاؤُهُ بالشَّجَرةِ أَوِ الشَّيءِ فَلا يَلتَفِتُ حَتَّى يَرْفَعُونَهُ (1) عَلَيْهِ؛ لأَنَّهُمْ كَانُوا يَمْزَحون ويَضحكون، وَكَانُوا قَدْ أَمِنوا التفاتَهُ. قَالَ أبي: هذا حديثٌ مُنكَر، وعبد الجبار ضعيفٌ؛ هُوَ الأَيْلِي، وطَلْقٌ وشُعيبٌ شَيْخَينِ (2) ، ليسا بمعروفَيْنِ.   (1) كذا في جميع النسخ: «يرفعونه» ، والجادَّة: «حتى يَرْفَعُوهُ» ؛ لأنَّ الفعلَ منصوبٌ بعد «حتى» الجارَّة بإضمار «أن» ، وعلامةُ نَصْبِهِ: حذفُ النون. لكنَّه جاء هنا بثبوت النون على لغة من يهمل «أن» حملاً على «ما» أختها، كما في قول البراء ح: «قاموا قيامًا حتى يرونه قد سجد» "صحيح البخاري" (747) . وانظر "شواهد التوضيح" (ص234-237) ، و"مغني اللبيب" (ص 135) . وانظر المسألة (88 و594) . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «شيخان» ؛ لأنَّه خبر المبتدأ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا، وفيه وجهان: الأول: منصوبٌ على أنه حالٌ سدَّ مسدَّ الخبر، والتقدير: وطَلْقٌ وشُعيبٌ كانا أو استقرَّا شَيخَينِ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (827) ، والذي سوَّغ ترك الجادَّة: الازدواج مع قوله: «بمعروفين» . والثاني: أنَّه مرفوعٌ على الخبرية، والأصل: «شيخان» ، لكن كتبت الألف ياءً لإمالتها، بسبب كسرة النون بعدها، ولسبقها بياء، ولا تُقرأ إلا ألفًا ممالة هكذا: «شَيخَينِ» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (25) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 655 2236 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بُنْدار (1) ، عَنْ غُنْدَر (2) ، عَنْ شُعبة، عن أبي عبد الرحمن (3) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ فِي المِسْكِينِ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هَذَا يَرويه الكوفيُّون عَنْ أبي عبد الرحمن السُّلَمِي، عَنْ عائِشَة - فِي المِسْكِينِ -: بُورِكَ لَكَ (4) ، مَوْقُوفٌ (5) . 2237 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُبارك بْنُ فَضَالَة (6) ، عن   (1) هو: محمد بن بشار. (2) هو: محمد بن جعفر. (3) هو: عبد الله بن حبيب السُّلَمي. (4) أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (29854) من طريق شعبة، عن عاصم مولى القريبة بنت عبد الرحمن ابن أبي بكر، قال: سمعت القريبة تحدِّث عن عائشة أنها قالت: لا تقولي للمسكين: بورك فيه؛ فإنه يسأل البر والفاجر، ولكن قولي: يرزقنا الله وإياك. ولم نقف على الحديث من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن عائشة، ولم نجد لأبي عبد الرحمن السلمي رواية عن عائشة في "تحفة الأشراف"، ولا في "إتحاف المهرة"، وشعبة لم يدرك أبا عبد الرحمن السلمي، وهو معروف بتشدده في الأسانيد، فكيف يروي هذا عن أبي عبد الرحمن وهو لم يدركه؟ !! (5) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها المسألة رقم (34) . (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/150 رقم 12514) ، وأبو داود في "سننه" (5125) ، والبغوي في "الجعديات" (3193) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (199) ، والحاكم في "المستدرك" (4/171) . وعلَّقها البخاري في"التاريخ الكبير" (2/318) ، وأخرجها ابن شاهين في "الترغيب في فضائل الأعمال" (500) من طريق البغوي، والبيهقي في "الشعب" (8593) من طريق الحاكم. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/140-141 رقم 12430) ، والنسائي في "الكبرى" (10010) من طريق الحسين بن واقد، والبخاري في"التاريخ الكبير" (2/318) تعليقًا من طريق عمارة بن زاذان، كلاهما عن ثابت، عن أنس، به. الحديث: 2236 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 656 ثابتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِذَا أَحَبَّ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَلْيُعْلِمْهُ؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنِ سَلَمة (1) ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيب بْنِ سُبَيعَة الضُّبَعيِّ، عَنْ رجلٍ حدَّثه عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (2) . قَالَ أَبِي: هذا أشبهُ، وَهُوَ الصَّحيح، وَذَاكَ (3) لَزَمَ الطَّريقَ (4) .   (1) روايته أخرجها البخاري في "تاريخه الكبير" (2/318) تعليقًا، عن موسى بن إسماعيل؛ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُبَيْعَةَ، عن رجل حدثه: أنه كان إلى جنب النبيِّ (ص) ... ، الحديث. وأخرجه البخاري تعليقًا أيضًا من طريق يحيى بن إسحاق، والنسائي في "الكبرى" (10011) من طريق الحسن بن موسى، كلاهما عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حبيب، عن الحارث: أن رجلاً كان عند النبي (ص) ... ، فذكره، لكن وقع عند النسائي: «حبيب بن أبي سبيعة» . وأخرجه البخاري تعليقًا أيضًا من طريق سليمان بن حرب، والنسائي (10012) من طريق حجاج بن محمد، كلاهما عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حبيب، عن الحارث، عن رجل حدثه بهذا الحديث. ووقع عند النسائي أيضًا في هذا الموضع: «حبيب ابن أبي سبيعة» . وأخرجه البخاري تعليقًا أيضًا من طريق عبد الله ابن المبارك، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ سبيعة بن حبيب، عن النبيِّ (ص) . (2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق على المسألة رقم (34) . (3) يعني: مبارك بن فضالة. (4) قال النسائي - بعد إخراج الحديث من طريق حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عن أنس، ثم من طريق حماد بن سلمة -: «وهذا الصواب عندنا، وحديث حسين بن واقد خطأ، وحماد بن سلمة أثبت - والله أَعْلَمُ - بِحَدِيثِ ثَابِتٍ مِنْ حُسَيْنٍ بن واقد» . وقال الدارقطني في"العلل" (4/34/ب) : «يرويه مبارك بن فضالة وعبد الله بن الزبير الباهلي والحسين بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس. وخالفهم حماد بن سلمة فرواه عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُبيعة، عن الحارث، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (ص) ، والقول قول حماد» . وقال البيهقي: «تابعه عبد الله بن الزبير الباهلي وعمارة ابن زاذان، عن ثابت، عن أنس. واختلف فيه على حماد بن سلمة؛ فقيل: عنه، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سبيعة، عَنْ رَجُلٍ حَدَّثَهُ، عَنِ النبيِّ (ص) . وقيل: عنه، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سُبيعة، عن الحارث، عن رجل حدثه سمع النبيَّ (ص) . وقيل غير ذلك» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 657 2238 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزيدُ بنُ هارون (2) ، عن   (1) انظر المسألة برقم (2179) . (2) روايته أخرجها المصنف في "الجرح والتعديل" (1/353) في سياق قصة قال فيها: «وحضرتُ أحمد بن سنان، وقد حدثنا عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي جمرة، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي موسى؛ أن رسول الله (ص) عطس، فقيل له: يرحمك الله، فقال النبي (ص) : "يهديكم الله ويُصلح بالَكم"؛ فقال أبي لأحمد ابن سنان: إنما هو " عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي بردة "، فأبى أن يقبل، ثم صار أبي إلى محمد بن عبادة فسأله أن يخرج له حديث يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادٍ بن سلمة؛ فأخرج كتابه فإذا هُوَ "حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أبي حمزة "؛ كما قال أبي، فكتبنا عن ابن عبادة هذا الحديث، ثم أخبر أبي ابنَيْ أحمدَ بن سنان بأنه وجد في كتاب ابن عبادة: "عَنْ يَزِيدَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سلمة، عن أبي حمزة" كما قال أبي، فتحيرا وقالا: ننظر في الأصل، فلما كان الغد حملوا إلى أبي أصلَ أَحْمَدُ بْن سِنَانٍ: "عَن يزيد بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سلمة، عن أبي حمزة"؛ معجمًا على الحاء والزاي، [أي: عليهما علامة مميزة تبيِّن أن الكلمة بالحاء المهملة، والزاي. قال في "المصباح المنير" (ع ج م/2/395) : أعجَمْتُ الحروفَ، بالألف: أزلتُ عُجْمَتَهُ بما يُميِّزه عن غيره = = بنَقْط وشكل. اهـ. فالمراد بالإعجام هنا: المعنى اللغوي، لا الاصطلاحي. والله أعلم] كما قال أبي، وقالا: وقع الغلط في التحويل، فحدثنا أحمد بن سنان من الرأس: "عَنْ يَزِيدَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى"، كما قال أبي، واعتذروا من ذلك» . الحديث: 2238 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 658 حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدة (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ النبيِّ (ص) ، وَعِنْدَهُ نفَرٌ (2) مِنَ الْيَهُودِ، فعَطَسَ ... ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. قلتُ: وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمة (3) ، عَنْ حمَّاد، فَقَالَ: عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي بُرْدَة؛ أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (4) . فقيل لأَبِي: أيُّهما الصَّحيح؟ فَقَالَ: عَنْ أَبِي مُوسَى الصَّحيحُ؛ لأنَّ الثَّوريَّ (5) رَوَاهُ عَنْ حَكِيمِ بْنِ الدَّيْلم، عَنْ أَبِي بُرْدَة، عَنْ أَبِي مُوسَى (6) ، عَنِ النبيِّ (ص) . 2239- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عليُّ بن   (1) هو: ابن أبي موسى الأشعري، قيل: اسمه عامر، وقيل: الحارث، وقيل: اسمه كنيته. (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «نفرًا» . (3) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذكي. (4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد (4/400 و411 رقم 19586 و19684) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (940 و1113) ، وأبو داود (5038) ، والترمذي (2739) ، والبزار في "مسنده" (3145) ، والنسائي في "الكبرى" (10061) ، والروياني في "مسنده" (443) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/302) ، و"مشكل الآثار" (4014) ، والطبراني في "الدعاء" (1986) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (263) ، والحاكم في "المستدرك" (4/268) ، والبيهقي في "الشعب" (9351) ، وابن عبد البر في "الاستذكار" (8/482) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح» . وقال البزار: «وهذا الحديثُ لا نعلمه يُروى عن أبي موسى إلا بهذا الإسناد» . (6) من قوله: «الصحيح ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . الحديث: 2239 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 659 المُبارك (1) ، عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّة بْنِ حَابِسٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ سَمِعَ النبيَّ (ص) يَقُولُ: لاَ شَيْءَ فِي الهَامِ، والْعَيْنُ حَقٌّ، وأَصْدَقُ الطَّيْرِ الفَأْلُ (3) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : وَرَوَاهُ شَيبان (5) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ ابْنِ حَيَّة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالا: رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ حَرب بن شَدَّاد (6) ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ   (1) أخرج روايته الإمام أحمد في "المسند" (4/67 رقم 16627) ، و (5/70 و379 رقم 20679 و23216) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (914) ، والبخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" (3/108) ، والترمذي في "جامعه" (2061) ، وفي "العلل الكبير" (486) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1179) ، والطبراني في "الكبير" (4/31 رقم 3562) . (2) في (ك) : «حانس» . (3) في (ف) : «وأصدق الفأل الطير» ، وفي (ك) : «الغال» بدل: «الفأل» . (4) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (5) في (ش) : «سفيان» . وهو شيبان بن عبد الرحمن النحوي. وروايته لم نقف عليها بهذا السياق، ولكن أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/108) تعليقًا عن سعد ابن حفص، حدثنا شيبان، عن يحيى؛ أن ابن حيّة حدثه عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . ثم قال البخاري: «وتابعه عبيد الله عن شيبان» ؛ كذا أخرج البخاري رواية شيبان، بزيادة «عن أبيه» . وكذا أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/70 رقم 20681) من طريق حسن بن موسى وحسين بن محمد، كلاهما عن شيبان، به، بزيادة «عن أبيه» ، إلا أنه قال: «عن حية» بدل: «ابن حية» . (6) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/31 رقم 3561) من طريق عبد الله بن رجاء، عنه. ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2288) . وعلقها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/108) عن عبد الله بن رجاء. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/70 رقم 20680) فقال: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حرب ... ، فذكره كسابقه. وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث، = = ورواية الإمام أحمد عنه موافقة لرواية عبد الله بن رجاء عن حرب. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/107) تعليقًا عن عبد الله بن محمد، وابن خزيمة في "التوكل" - كما في "إتحاف المهرة" (4004) - من طريق عبدة بن عبد الصمد الخزاعي، والبغوي في "معجم الصحابة" (542) من طريق هارون بن عبد الله، جميعهم عن عبد الصمد، به، كرواية الإمام أحمد، إلا أن «حرب» تصحف في "إتحاف المهرة" إلى «حارث» . وخالف هؤلاء جميعًا الحسن بن علي الحلواني؛ فرواه عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّةَ بن حابس التميمي؛ قال: سمعت رسول الله (ص) ... ، ولم يذكر أباه. ورواه أحمد بن إبراهيم الدورقي عن عبد الصمد، لكن اختُلِف في روايته: فأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (1582) ، وفي "المفاريد" (91) ، فقال: حدثنا أحمد ابن إبراهيم الدورقي؛ قال: حدثنا عبد الصمد؛ حدثنا حرب؛ حدثني يحيى؛ قال: حدثني حبة [كذا بالباء الموحدة!] ابن حابس التميمي؛ أن أباه أخبره أنه سمع رسول الله (ص) يقول ... ، فذكره هكذا قريبًا من رواية الإمام أحمد ومن وافقه. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" (2/79) من طريق أبي يعلى، ولم يذكر «أن أباه أخبره» ، فوافقت روايته رواية الحسن بن علي الحلواني. والظاهر أن هناك اختلافًا في نسخ أبي يعلى؛ فإن ابن حجر في "الإصابة" (2/144) ذكر الاختلاف في هذا الحديث فقال: «ومن الاختلاف فيه: ما أخرجه ابن أبي عاصم وأبو يعلى من وجه آخر، عَنْ يَحْيَى بْنِ [أَبِي] كَثِيرٍ؛ حدثني حية بن حابس؛ قال: سمعت رسول الله (ص) ... ، الحديث، فسقط منه "عن أبيه"» . اهـ. ويمكن أن يكون ابن حجر اعتمد على رواية ابن الأثير وفيها هذا السقط، ويكون الصواب ما في "المسند" و"المفاريد"، والله أعلم. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 660 حَيَّة بْنِ حابِس النُّمَيْرِيِّ (1) : أَنَّ أباه حدثه عن النبيِّ (ص) .   (1) كذا في النسخ، وفي "الجرح والتعديل" (3/316) ، و"تهذيب الكمال" (5/186) وغيرهما من مصادر ترجمته: «التميمي» ، وهو الموافق لما في مصادر التخريج السابقة. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 661 قَالَ أَبِي: الصَّحيح: يَحْيَى، عَنْ حَيَّة بْنِ حابِس، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) (1) . وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أشبهُ عِنْدِي: يَحْيَى، عَنْ حَيَّة بْنِ حابِس، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛ لأنَّ أَبَان (3) قد رَوَاهُ فَقَالَ: يَحْيَى، عَنْ رجُل، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (4) . 2240 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْع (6) ، عَنْ شُعبة، عَن عَدِيّ بْن ثابت، عَن الْبَرَاءِ؛ قَالَ: سمعتُ حسَّان يُحدِّث   (1) من قوله: «قال أبي ... » إلى هنا سقط من (ف) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) قوله: «عن أبيه» سقط من (ك) . (3) هو: ابن يزيد العطار. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/108) . وأخرج الحديث أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/883-884) من طريق حرب ابن شداد وعلي بن المبارك، ثم قال: «ورواه الأوزاعي عن يحيى، عن حيوة بن عائش - أو عابس-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. ورواه شَيْبَانَ عَنْ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ حية، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» . (4) قال الترمذي في "العلل الكبير" (ص 266-267) : «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: روى علي بن المبارك وحرب بن شداد عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّةَ بْنِ حابس التميمي، عن أبيه قال: سمعت رسول الله (ص) . وروى شيبان هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ حَيَّةَ بْنِ حابس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هريرة. قال [أي الترمذي] : قلت له: كيف علي بن المبارك؟ قال: صاحب كتاب، وشيبان صاحب كتاب. ولم أر محمدًا يقضي في هذا الحديث بشيء. وكأن حديث علي بن المبارك أشبه؛ لمَّا وافقه حرب بن شداد» . وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (1/280 ترجمة حابس) : «في إسناد حديثه اضطراب» . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (2269) . (6) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (6025) . الحديث: 2240 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 662 عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لَهُ: اهْجُهُمْ وجِبْرِيلُ مَعَكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، وَلا أَدْرِي؛ الخطأُ مِنْ يَزِيدَ أَوْ مِنْ شُعبة! غيرَ أنَّ الخلقَ مِنْ أَصْحَابِ شُعبة (1) رَوَى عَنْ شُعبة، عَنْ عَدي، عَنِ البراء، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ لحسَّان؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. 2241 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ عَاصِمٍ (2) ، عَنْ زِرّ (3) ، عَنْ أَبِي مُوسَى (4) ؛ قال: عَرشُ إبليسَ على   (1) رواه عن شعبة على هذا الوجه: أبو داود الطيالسي، ووكيع، ومحمد بن جعفر غندر، وبهز بن أسد، وعفان ابن مسلم، وحفص بن عمر، وحجاج بن منهال، = = وسليمان بن حرب، ومعاذ بن معاذ، وعبد الرحمن بن مهدي، وسفيان بن حبيب، ووهب بن جرير: أما رواية أبي داود الطيالسي: فأخرجها في "مسنده" (766) . وأما رواية وكيع وبهز بن أسد، وعفان بن مسلم: فأخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (4/299 و302 رقم 18650 و18689 و18690) . وأما رواية محمد بن جعفر غندر: فأخرجها الإمام أحمد مقرونة برواية بهز السابقة، وأخرجها مسلم في "صحيحه" (2486) . وأما رواية حفص بن عمر وحجاج بن منهال وسليمان ابن حرب: فأخرجها البخاري في "صحيحه" (3213 و4123 و6153) . وأما رواية معاذ بن معاذ وعبد الرحمن بن مهدي: فأخرجها مسلم (2486) . وأما رواية سفيان بن حبيب: فأخرجها النسائي في "الكبرى" (6024) ، وابن جرير الطبري في مسند علي من "تهذيب الآثار" (921 و938) . وأما رواية وهب بن جرير: فأخرجها ابن جرير الطبري في الموضع السابق (922) ، والبيهقي في "سننه" (10/237) . (2) هو: ابن بَهْدَلة، وهو ابن أبي النَّجود. (3) في (ت) و (ك) : «ذر» . وهو: زِرّ بن حُبيش. (4) هو: الأشعري. الحديث: 2241 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 663 الْبَحْرِ، وحَوْلَه الحيَّات، فَإِذَا أصبَحَ بَثَّ جنودَه، فيقولُ: أيُّكم أكْفَرَ آدَمِيًّا (1) ؛ لأضَعَنَّ التاجَ عَلَى رأسِه ... ، وذكرَ الحديثَ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (2) : وَرَوَاهُ (3) أَبُو عَوَانَة (4) ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (5) ، عَنْ أَبِي مُوسَى؟ قَالَ أَبِي: أَبُو عَوانة أحفظُ من حمَّاد (6) .   (1) أي: جعله كافرًا، أو ألجأه إلى الكُفر. انظر "المصباح المنير" (ك ف ر/2/535) . (2) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (3) في (ك) : «رواه» بلا واو. (4) هو: الوضَّاح بن عبد الله اليَشْكُري. (5) هو: شقيق بن سلمة. (6) لم نقف على من أخرج هذا الحديث من هذا الطريق، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34811) من طريق أبي نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنْ سفيان الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى، به، موقوفًا عليه. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6189) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمُقَدَّمِيُّ، والحاكم في "المستدرك" (4/350) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء ونصر ابن علي، ثلاثتهم عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ، عَنْ سفيان الثوري، به، لكنه رفعه. وأخرجه الروياني في "مسنده" (552) من طريق محمد بن بشار، عن أبي أحمد الزبيري، به، مرفوعًا كسابقه، لكنه قال: «عن أبي البختري» بدل «عن أبي عبد الرحمن» . وأصل الحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (2813) من حديث جابر بن عبد الله ذ قال: قال رسول الله (ص) : «إن إبليسَ يضَعُ عرشَه على الماء، ثم يبعَثُ سَراياه، فأدناهُم منه منزلةً أعظمُهُم فتنةً، يجيءُ أحدُهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا، فيقول: ما صنعتَ شيئًا، قال: ثم يجيءُ أحدُهم فيقول: ما تركتُه حتى فرَّقتُ بينه وبين امرأته، قال: فيُدنيه منه ويقول: نعم أنتَ!» قال: قال: «فيلتزمُه» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 664 2242 - وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ (2) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيسان، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ الدِّيكِ (4) ؟ قَالا: هَذَا خطأٌ؛ النَّاسُ يَرْوون - ابنُ عُيَينة (5) وغيرُه (6) - عن   (1) انظر المسألة رقم (2332) و (2559) . (2) روايته أخرجها النقاش في"فوائد العراقيين" (19) من طريق مسلم بن إبراهيم، عنه. وأخرجه البزار في "مسنده - كما في "كشف الأستار" (2041) ، و"مختصر مسند البزار" (1738) -، وابن عدي في "الكامل" (4/339) ، كلاهما من طريق عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس، به مرفوعًا. قال البزار: «لا نعلمه يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، وعباد روى عن عكرمة أحاديث، ولا نعلمه سمع عنه» . (3) ضبَّب ناسخ (ف) على قوله: «عبيد الله» . (4) أي: في النَّهْي عن سبِّ الديك. ولفظه عن ابن عباس ذ قال: «صَرَخَ الدِّيكُ على عهد النبي (ص) فسَبَّهُ رجلٌ، فقال له النبي (ص) : «لا تَسُبَّه؛ فإنَّه يَدْعُو إِلَى الصَّلاةِ» . (5) روايته أخرجها ابن عيينة الحميدي في "مسنده" (833) على الشك فقال: ثنا سفيان؛ قال: ثنا صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عتبة، قال سفيان: لا أدري زيد ابن خالد أم لا! قال: سبَّ رجل ديكًا عند النبيِّ (ص) ... ، الحديث. (6) رواه هكذا أيضًا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، ومعمر، وعبد العزيز الدراوردي، والإمام مالك: أما رواية عبد العزيز الماجشون: فستأتي في المسألة رقم (2559) . وأما رواية معمر: فأخرجها في "جامعه" الملحق بـ"مصنف عبد الرزاق" (20498) . ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/115 رقم 17034) ، والطبراني في"الكبير" (5208) ، والبيهقي في "الشعب" (4808) . وأما رواية الدراوردي: فأخرجها أبو داود في "سننه" (5101) ، والطبراني في"الكبير" (5210) . وفي روايته اختلاف ستأتي الإشارة إليه. وأما رواية الإمام مالك: فأخرجها الطبراني أيضًا (5212) . الحديث: 2242 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 665 صالح بن كَيْسان، عن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد الجُهَني، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيح (1) . 2243 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وُهَيب (2) ، عن   (1) هناك اختلاف آخر على صالح بن كيسان سيأتي ذكره في المسألة رقم (2332) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10782) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، مرسلاً. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1448) من طريق خالد بن مخلد، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلالٍ، عَنْ صالح بن كيسان، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا. وأخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (4806) من طريق عبد الله بن وهب، عن سليمان بن بلال، وعبد العزيزبن محمد الدراوردي، ومسلم بن خالد، ثلاثتهم عن صالح بن كيسان، مرسلاً. وهذه الرواية خلاف ما جاء عن هؤلاء الثلاثة متفرقين، أما سليمان بن بلال والدراوردي فتقدمت روايتهما، وأما مسلم بن خالد فستأتي روايته في المسألة رقم (2332) . وذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (814) فقال: «يرويه صالح بن كيسان، واختلف عنه؛ فرواه مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عَوْنِ بن عبد الله بن عتبة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. ورواه إسماعيل بن عياش، واختلف عنه؛ فقيل: عن صالح بن كيسان، كقول مسلم بن خالد، وقيل: عنه، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عون، عن عبد الله بن مسعود مرسلاً. وروى هذا الحديث عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ، عَنِ صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، عن النبيِّ (ص) . وقال حسن بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ: عَنْ صَالِحِ، عن عبيد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وقال قائل: عن صالح، عن عبيد الله بن عبد الله - مرسلاً - عن النبيِّ (ص) ، والمرسلُ أشبه بالصواب» . (2) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/259) ، والبيهقي في "الشعب" (6345) من طريق محمد بن أبي نعيم، عنه. قال ابن عدي: «ولمحمد بن أبي نعيم غير ما ذكرت، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه الثقات» . الحديث: 2243 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 666 النُّعْمان بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : إِنَّ أَرْبَى الرِّبَا (1) اسْتِطَالَةُ المَرْءِ (2) فِي عِرْضِ أَخِيهِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهريُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) . قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (4) ، عَنْ مَعْمَر ويُونُس (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ ابن الْمُسَيِّبِ، قولَهُ. 2244 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة (7) ، عَنْ أَبِيهِ؛ أنَّ أَبَا سُفْيَانَ بنَ الحارث قال للنبيِّ (ص) : قْلُ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلا وأَقْلِل (8) ؟ قَالَ أَبِي: خَالَفَ حمَّادٌ أصحابَ هِشَامٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُروَةُ، عن سفيان بن عبد الله الثَّقَفي، عن النبيِّ (ص) .   (1) كذا رسم في (ك) ، وهو الجادَّة. وفي (ت) : «أربا الربوا» ، وفي بقية النسخ: «أربوا الربوا» ، وهذا رسم قديم لكلمة «الربا» . انظر التعليق على المسألة رقم (1127) . (2) في (أ) و (ش) : «الرجل» . (3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصبُ والرفع، وانظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) هو: عبد الله، ولم نقف على روايته المذكورة، لكن رواية معمر رواها أيضًا عبد الرزاق في "جامع معمر" الملحق بـ"المصنف" (20253) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجها البيهقي في"الشعب" (6346) . (5) هو: ابن يزيد الأيلي. (6) تقدمت هذه المسألة برقم (2174) ، وانظر المسألة الآتية برقم (2304) . (7) في (ك) : «عن هشام، عن عروة» . (8) قوله: «وأقلل» سقط من (ف) . الحديث: 2244 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 667 2245 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبدُالوارث (1) ، عَنْ أيُّوب (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: لا تَكْتَنُوا بـ «أَبي عِيسَى» ؛ فَإنَّ عِيسَى لا أَبَ لَهُ. قُلْتُ: وَرَوَى هَذَا الحديثَ هشامٌ الدَّسْتوائي (3) ، عَنْ أيُّوب؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ، مُرسَلً (4) ؟ فَقَالا: هِشَامٌ أَحفظُ، ومُرسَلً (5) أصحُّ (6) . 2246 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (7) ، عن   (1) هو: ابن سعيد. (2) هو: ابن أبي تميمة السختياني. (3) هو: هشام بن أبي عبد الله. (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدير الكلام: «وهو أصحُّ مرسلاً» . (6) لم نقف على من أخرج هذا الأثر من الطريقين المتقدمين، لكن رواه عبد الرزاق في "جامع معمر" الملحق بـ"المصنف" (19856) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ: أَنّ ابنًا لعمر تكنَّى أبا عيسى، فنهاه عمر. ثم أخرجه بعده (19857) عن معمر أيضًا؛ قال: أخبرني أيوب، عن نافع مثله، وزاد: فقال عمر: إن عيسى لا أب له. والطريق المشهور لقول عمر هذا هو طريق زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عن عمر، فانظره في "سنن أبي داود" (4963) ، و"أخبار المدينة" لابن شبة (1274) ، و"المعرفة والتاريخ" ليعقوب بن سفيان (1/245) ، و"تاريخ دمشق" (8/348-349) ، و (38/58-59) ، و (60/20) ، وانظر "العلل" للدارقطني (169) . (7) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3518) من طريق إسحاق بن إدريس، عنه، به، بلفظ: «لعن المؤمن كقتله» ، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن عمران، وعن ثابت بن الضحاك، فذكرنا حديث عمران لحسن إسناده، ولأن عمران أجل جلالة، ولا نعلم روى هذا الحديث إلا حماد بن سلمة» . ثم أخرجه البزار أيضًا (3519) من الطريق نفسه بلفظ: «إذا قال الرجل لأخيه: "يا كافر" فهو كقتله» ، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن عمران بن حصين بهذا اللفظ، وعن ثابت بن الضحاك، فذكرنا حديث عمران لجلالته، ولا نعلم روى حديث عمران فقال: "عن عمران"، إلا حماد بن سلمة، ولا نعلم روى هذين الحديثين على ما ذكرنا من إسنادهما عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ، عَنْ عِمْرَانَ إلا إسحاق بن إدريس عن حماد بن سلمة، وإسحاق لم يكن به بأس إلا أنه حدث بأحاديث لم يتابع عليها» . ثم أخرجه أيضًا (3520) من الطريق نفسه بلفظ: «من قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّب به في الآخرة» ، ثم قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أحد بهذا اللفظ بإسناد أحسن من هذا الإسناد عن عمران بن حصين، ولا نعلم له طريقًا عن عمران بن حصين إلا هذا الطريق، وقد قال بعض من رواه: عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عن ثابت بن الضحاك» . وأخرجه ابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص 61) من طريق محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، به بلفظ: «لعن المؤمن كقتله» . وأخرجه إسماعيل بن إسحاق القاضي في "جزء من أحاديث الإمام أيوب السختياني" (9) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (18/189 رقم451) ، كلاهما من طريق حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، به، بلفظ: أن رسول الله (ص) كان في سفر، فلعنت امرأة ناقة لها، فقال النبيُّ (ص) : «ألقوا عنها جهازها؛ فإنها ملعونة» . قال: فألقي عنها جهازها، كأني أنظر إليها؛ ناقة ورقاء. الحديث: 2245 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 668 أيُّوب (1) ، عَنْ أَبِي قِلابَة (2) ، عَنْ عمِّه أَبِي المُهَلَّب (3) ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين: أنَّ امْرَأَةً كَانَتْ مع النبيِّ (ص) فِي سَفَرٍ، فلعَنَتْ بَعِيرَها ... ، وذكَرَ فِي (4) هَذَا الْحَدِيثِ: أَنَّ لَعْنَ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، و: إِذَا قَالَ لِلرَّجُلِ: يَا كَافِرُ، فَهُوَ كَقَتْلِهِ، ومَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ، عُذِّبَ بِهِ؟   (1) هو: ابن أبي تميمة السختياني. (2) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (3) قيل: اسمه عمرو، وقيل: عبد الرحمن بن معاوية، وقيل غير ذلك. (4) قوله: «في» سقط من (ك) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 669 قَالَ أَبِي: الكلامُ الأوَّلُ - أنَّ امْرَأَةً لعنتْ بعيرَها -: صحيحٌ عَنْ أَبِي المُهلَّب، عَنْ عِمران، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَرَوَاهُ جماعةٌ عَنْ أيُّوب (1) . وَأَمَّا قولُه: إِنَّ لَعْنَ المُؤمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ، عُذِّبَ بِهِ (2) : فَهُوَ خطأٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ؛ وَإِنَّمَا رَوَاهُ أَبُو قِلابة (3) ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الضَّحَّاك، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَهِمَ حمَّادٌ فِي هَذَا؛ فَجَعَلَ كلَّه (4) بالإسنادِ الأولِ. 2247- وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ يَعْلَى   (1) رواه عن أيوب: معمر، وإسماعيل بن علية، وحماد بن زيد، وعبد الوهاب الثقفي، ووهيب بن خالد: أما رواية معمر: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (19532) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/429 رقم 19859) ، والطبراني في "الكبير" (18/189 رقم 449) . وأما رواية إسماعيل بن علية: فأخرجها الإمام أحمد أيضًا (4/431 رقم 19870) ، ومسلم في الموضع السابق، والطبراني برقم (452) . وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها الدارمي (2719) ، ومسلم في الموضع السابق، وأبو داود في "سننه" (2561) ، وإسماعيل القاضي في الموضع السابق برقم (1) ، وابن حبان في "صحيحه" (5741) ، والطبراني برقم (450) . وأما رواية عبد الوهاب الثقفي: فأخرجها مسلم في "صحيحه" (2595) ، والبيهقي في "سننه" (5/254) . وأما رواية وهيب بن خالد: فأخرجها إسماعيل القاضي في الموضع السابق برقم (2) . (2) قوله: «عذب به» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (1363 و6047 و6105 و6652) ، ومسلم (110) . (4) كذا، والجادَّة: «فجعله كلَّه» . (5) نقل قول أبي حاتم هنا - بتصرف - الزيلعيُّ في "نصب الراية" (4/238) ، والسخاوي في "المقاصد الحسنة" رقم (509) ، والعجلوني في "كشف الخفا" رقم (1355) . الحديث: 2247 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 670 السُّلَمي (1) ؛ قال: حدَّثنا سالمُ ابنُ عبد الأعلى أَبُو الفَيْض، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يذكُرَ الحاجةَ، ربَطَ فِي يَدِهِ خَيطًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْلى هَذَا هو المعروف بـ «زُنْبُور» ، وكان جَهْمِيًّا (2) . قُلْتُ: فَمَا حالُ سَالِمٍ ٍ؟ قَالَ: ضعيفُ الحديثِ، وَهَذَا مِنْ سالم ٍ (3) .   (1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/342) ، لكنه أدخل عمر بن صبح بينه وبين سالم، ونسب سالمًا هكذا: «سالم بن غيلان» ، وهي تسمية أخرى لسالم بن عبد الأعلى. وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" - كما في "بغية الباحث" (47) ، و"المطالب العالية" (3044) - من طريق عنبسة بن عبد الرحمن، عن سالم بن العلاء، عن نافع، به هكذا بتسمية الراوي عن نافع «سالم بن العلاء» . ومن طريق الحارث أخرجه الخطيب في "تاريخه" (11/85) . وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/152) من طريق الوليد بن القاسم الهَمْداني، وابن حبان في "المجروحين" (1/343) ، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه" (582) من طريق سعيد بن محمد الوراق، وابن عدي في "الكامل" (3/342) ، وابن شاهين في الموضع السابق (581) من طريق سعيد بن زكريا القرشي، وابن عدي أيضًا من طريق عثمان بن عبد الرحمن الحراني وزيد بن أبي الزرقاء، وابن شاهين أيضًا (583) من طريق الحسن بن بشر، جميعهم عن سالم بن عبد الأعلى، به، غير أن سعيد بن محمد الوراق قال: «سالم أبو الفيض» ، وهي كنية سالم بن عبد الأعلى. (2) انظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (7/45) . (3) روى عباس الدوري في "تاريخه" (2778) عن يحيى ابن معين أنه قال: «سالم هو أبو الفيض، روى عنه ابن إدريس، ليس حديثه بشيء، هو الذي يروي عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبي (ص) كان إذا أشفق من الْحَاجَةَ رَبَطَ فِي يِدِهِ خَيْطًا» . وقال الترمذي في "العلل الكبير" (709) : «ذكر سالم ابن عبد الأعلى، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أن النبيَّ (ص) = = كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَذْكُرُ الشيء أوثق بخاتمه خيطًا، سألت محمدًا عن هذا الحديث؟ فقال: سالم بن عبد الأعلى منكر الحديث» . وذكر العقيلي هذا الحديث - كما سبق - في ترجمة سالم بن عبد الأعلى، ثم قال: «لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به» . وقال ابن عدي: «ولسالم غير ما ذكرت من الحديث قليل، وهو معروف بحديث: أن النبيَّ (ص) ربط في إصبعه خيطًا، وقد حدَّث عنه من ذكرتهم، وأنكر عليه ابن معين وغيره هذا الحديث» . وقال ابن شاهين في الموضع السابق: «وهذه الأحاديث المختلفة المعاني أسانيدها جميعًا منكرة، ولا أعلم أنه يصح منها رواية، والله أعلم بذلك» ؛ يعني طرق هذا الحديث، وحديثًا آخر يعارضه، وهو حديث أنس بن مالك مرفوعًا: «من حرَّك خاتمه، أو عمامته، أو علق خيطًا في إصبعه ليذكِّره حاجته؛ فقد أشرك بالله عزَّ وجلَّ؛ إن الله تعالى هو يذكِّر الحاجات» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 671 2248 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدٌ الْوَاسِطِيُّ (1) ، عَنْ يُونُسَ (2) ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ (3) ، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) احْتَجَمَ، وأَعْطَى الحَجَّام أَجْرَهُ. وَرَوَاهُ حمَّاد بْن زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب (4) ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؟   (1) روايته أخرجها ابن ماجه (2164) ، وأبو يعلى (2835) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/130) ، وابن حبان في "صحيحه" (5151) . وخالف خالدًا عبيد الله بن تمام وجعفر الأحمر، فروياه عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عباس، وهو الصواب كما سيأتي. (2) هو: ابن عبيد. (3) هو: محمد. (4) هو: ابن أبي تميمة السختياني. ورواية حماد بن زيد: أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/146 رقم 12850) ، والبيهقي في "السنن" (9/338) . وأخرجه عبد الرزاق في "جامع معمر" الملحق بـ"المصنف" (19818) من طريق معمر، عن أيوب، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبراني في "الكبير" (12/146 رقم 12849) ، وأخرجه البيهقي في "السنن" (9/338) من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، به، كذلك. وأخرجه الطبراني أيضًا (12854/2) من طريق عبيد الله ابن تمام، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ ابْنِ عباس، به، هكذا بخلاف رواية خالد بن عبد الله الطحان عن يونس؛ حيث جعله عن أنس كما في صدر المسألة. وقد رواه محمد بن سيرين عن عدد كثير، وكلهم قالوا: عن ابن عباس؛ أخرج رواياتهم: الشافعي في "السنن" (275) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (20978) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/333 رقم 3085) ، وابن الجارود في "المنتقى" (584) ، وأبو عوانة في "مستخرجه" (5297) ، والطبراني في "الكبير" (12846-12854) ، والبيهقي في "السنن" (9/338) . وأصل الحديث في "الصحيحين"؛ أخرجه البخاري (2278 و5691) ، ومسلم (1202) من طريق طاوس، عن ابن عباس، وأخرجه البخاري وحده (2103 و2279) من طريق عكرمة، عن ابن عباس. الحديث: 2248 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 672 قَالَ: الصَّحيحُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) (1) . 2249 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزيدُ بنُ هارون (3)   (1) قال علي بن المديني في "العلل" (76) : «قيل لشعبة: خالد، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أنس، أن النبيَّ (ص) احتجم وأعطى الحجَّام أجره! فأنكره وقال: هذا ريح» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/25/ب) : «يرويه يونس ابن عبيد، واختلف عنه؛ فرواه خالد بن عبد الله، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أنس، وخالفه جعفر الأحمر وعبيد الله بن تمام؛ فروياه عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن ابن عباس. وهو معروفٌ برواية ابن عباس عن النبيِّ (ص) » . وابن سيرين لم يسمع من ابن عباس؛ كما قال شعبة والإمام أحمد وغيرهما، وإنما سمعها من عكرمة عن ابن عباس؛ كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (679-681) ، و"فتح الباري" لابن حجر (9/546) . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2301) و (2471) ، ونقلها بتمامها ابن القيم في "الفروسية" (ص229-230) ، ونقلها بتصرف في "تهذيب السنن" (3/400) ، ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (2/86) قول أبي حاتم بتمامه، ونقل بعضه ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/300) . (3) روايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (1/352) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (33541) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/505 رقم 10557) ، وابن ماجه في "سننه" (2876) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/175) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/20) . الحديث: 2249 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 673 وغيرُه (1) ، عَنْ سُفيان بْنِ حُسَين، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ   (1) كذا قال هنا! وفي المسألة رقم (2471) قال: «لا أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرُ حُصَيْن بْنِ نُمَير، عَنْ = = سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ، وَسَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، وَأَرَى أَنَّهُ كَلامُ سَعِيدِ بن المسيب» . وممن تابع يزيد بن هارون في روايته على هذا الوجه: عباد بن العوام، وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2579) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5864) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1897) ، والدارقطني في "سننه" (4/111 و305) . ومن طريق أبي داود أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (14/87) . ومنهم: مروان بن معاوية الفزاري، وروايته أخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (1/352) ، ومن طريقه الطحاوي في "شرح المشكل" (1898) . ومنهم: حصين بن نمير، وسيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (2471) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 674 الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: أَيُّمَا رَجُلٍ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وَهُوَ يَأْمَنُ أَنْ يَسْبِقَ ... (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ! لَمْ يَعْمَلْ سفيانُ بْنُ حُسَيْنٍ شيءً (2) ، لا يُشبِهُ أن يكونَ عَنِ النبيِّ (ص) ، وأحسنُ أحواله (3) أن يكون عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَوْلَهُ، وقد رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ سعيد قَوْلَه (5) .   (1) ضبطها ناسخ (ف) : «يُسبَق» بضم الياء وفتح الباء، والصواب ما أثبتناه، وهكذا جاء الحديث هنا مُخْتَصرًا، وتمامه: « ... فهو قِمارٌ، ومَنْ أَدخل فَرَسًا بَيْنَ فرسَين وَهُوَ لا يَأمنُ أن يَسبِقَ، فليس بقِمارٍ» ؛ وانظر مصادر التخريج. (2) كذا في (ش) و (ف) ، وضُبِّب عليها في (ف) ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «بشيء» ، وفي "الفروسية"، و"تهذيب السنن"، و"إرشاد الفقيه": «شيئًا» على الجادَّة. وما أثبتناه يخرَّج على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا عليها في المسألة رقم (34) . (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «أحوال» . (4) هو: الأنصاري. وروايته أخرجها الإمام مالك في "الموطأ" (2/468) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/20) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33540) من طريق حفص بن غياث، عن يحيى بن سعيد، به. (5) قال أبو داود في "سننه" عقب الحديث رقم (2580) : «رواه معمر وشعيب وعُقيل، عن الزهري، عن رجال من أهل العلم، وهذا أصح عندنا» . اهـ. وممن أعلَّ الحديث: يحيى بن معين، وأبو عبيد القاسم ابن سلام، وابن عبد البر؛ كما سيأتي نقله عن ابن القيم. وأعله كذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" (1/495) ، و (3/90) حيث قال: «ومنها حديث محلل السباق: " مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ "؛ فإن هذا معروف عن سعيد بن المسيب من قوله؛ هكذا رواه الثقات من أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ سعيد، وغلط سفيان بن حسين؛ فرواه عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا، وأهل العلم بالحديث يعرفون أن هذا ليس من قول النبي (ص) ، وقد ذكر ذلك أبو داود السِّجستاني وغيره من أهل العلم، وهم مُتَّفِقُون على أن سفيان بن حسين هذا يغلط فيما يرويه عن الزهري، وأنه لا يُحتجّ بما ينفرد به، ومُحَلِّل السباق لا أصل له في الشريعة، ولم يأمر النبي (ص) أُمَّته بمحلل السباق. وقد روي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وغيره: أنهم كانوا يتسابقون بِجُعْلٍ، ولا يدخلون بينهم مُحَلِّلاً، والذين قالوا هذا من الفقهاء ظنوا أنه يكون قمارًا، ثم منهم من قال بالمحلِّل يَخرُجُ عن شبه القمار، وليس الأمر كما قالوه، بل المحلِّل مُؤَدٍّ إلى المخاطرة، وفي المحلل ظلم؛ لأنه إذا سَبَقَ أَخَذَ، وإذا سُبِقَ لم يُعْطِ، وغيره إذا سُبِق أعطى، فدخول المحلل ظلم لا تأتي به الشريعة، والكلام على هذا مبسوط في مواضع أخر، والله أعلم» . اهـ. وأعلَّه أيضًا ابن القيم في "تهذيب السنن" (3/400-402) ، وأطال في إعلاله سندًا ومتنًا في "الفروسية" (ص229-235) ، ومن جملة ما قال: «وقال ابن أبي خيثمة في "تاريخه": سألت يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ عَنْ حَدِيثٍ سُفْيَانَ بْن حسين، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة عن النبيِّ (ص) : " مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ ... " الحديث؟ فقال: باطل وخطأ على أبي هريرة. وقال أبو داود في "سننه" بعد أن أخرجه: رواه معمر وشعيب وعقيل، عن الزهري، عن رجال من أهل العلم قالوا: من أدخل فرسًا ... ، وهذا أصحّ عندنا. هذا لفظ أبي داود، فلا ينبغي أن يَقتصِر المُخَرِّجُ له من "السنن" على قوله: "رواه أبو داود" ويسكُت عن تعليله له. وقد رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" عَنِ ابن شهاب، عن سعيد ابن المسيب؛ أنه قال: من أدخل فرسًا ... ، فجعله من كلام سعيد نفسه. وكذلك رواه الأساطين الأثبات من أصحاب الزهري: معمر بن راشد، وعقيل بن خالد، وشعيب بن أبي حمزة، والليث بن سعد، ويونس بن يزيد الأيلي، وهؤلاء = = أعيان أصحاب الزهري؛ كلُّهم رووه عن سعيد بن المسيب من قوله. وممن أعلَّه أبو عبيد القاسم بن سلاَّم، وأعله أبو عمر بن عبد البر في "التمهيد" وقال: هذا حديث انفرد به سفيان بن حسين من بين أصحاب ابن شهاب، ثم أعلَّه بكلام أبي داود. وقال بعض الحفاظ: يبعد جدًّا أن يكون الحديث عند الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن أبي هريرة مرفوعًا، ثم لا يرويه واحد من أصحابه الملازمين له المختصين به الذين يحفظون حديثه حفظًا، وهم أعلم الناس بحديثه، وعليهم مداره، وكلهم يروونه عنه كأنما من قول سعيد نفسه، وتتوفر هممهم ودواعيهم على ترك رفعه إلى النبيِّ (ص) وهم الطبقة العليا من أصحابه، المُقَدَّمون على كل من عَدَاهم ممن روى عن الزهري، ثم ينفرد برفعه من لا يُدَانيهم ولا يقاربهم، لا في الاختصاص به، ولا في الملازمة له، ولا في الحفظ، ولا في الإتقان، وهو معدود عندهم في الطبقة السادسة من أصحاب الزهري؛ على ما قال أبو عبد الرحمن النسائي، وهو سفيان بن حسين، فمن له ذَوْقٌ في علم الحديث لا يشك ولا يتوقف أنه من كلام سعيد بن المسيب، لا من كلام رسول الله (ص) ، ولا يَتَأَتَّى له الحكم برفع الحديث إلى النبي (ص) ، بل إما أن يرويه ويسكت عنه، أو ينبه عليه. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: رفع هذا الحديث إلى النبيِّ (ص) خطأ، وإنما هو من كلام سعيد بن المسيب ... » ، ثم ذكر ابن القيم بعض كلام ابن تيمية السابق، ثم قال: «قلت: فقد غلَّط الإمام الشافعي سفيان بن حسين في تفرده عن الزهري بحديث " الرِّجْلُ جُبَارٌ "، فقال: روى سفيان ابن حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا: " الرِّجْلُ الجُبار "، ثم قال: وهذا غلط - والله أعلم - أن الحفاظ لم يحفظوا ذلك ... ، فهذا وأمثاله مما يبيِّن ضعف رواية سُفْيَانَ بْن حسين عَنِ الزُّهْرِيِّ، ولو تابعه غيره عند أئمة هذا الشأن وفرسان هذا الميدان، فكيف بما تفرَّد به عن الثقات وخالف فيه الأئمة الأثبات، ومعرفة هذا الشأن وعلله ذَوْقٌ ونورٌ يقذفه الله في القلب يقطع به من ذاقه ولا يشك فيه، ومن ليس له هذا الذوق لا شعور له به، وهذا كنقد الدراهم لأَرْبَابِه؛ فيه ذوقٌ ومعرفةٌ ليستا لكبار العلماء. قال محمد بن عبد الله بن نمير: قال عبد الرحمن بن مهدي: إن معرفة الحديث إلهام. قَالَ ابْنُ نمير: صدق! لو قلت لَهُ: من أَيْنَ قلت؟ لم يكن لَهُ جواب. وقال أبو حاتم الرازي: قال عبد الرحمن بن مهدي: إنكارنا للحديث عند الجهال كِهانة» . اهـ. وانظر "العلل" للدارقطني (1692) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 675 ............................ .. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 676 2250 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب (2) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْف، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفى: أنَّ مُعاذً (3) قَدِمَ على النبيِّ (ص) ، فسَجد له، فنهاه النبيُّ (ص) وَقَالَ: لَوْ كُنْتُ (4) آمِرًا (5) أَحَدًا يَسْجُدُ (6) لأَِحَدٍ؛ لأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا (7) ... ، الحديثَ؟ فقال أبي: يُخالَفُ (8) أيُّوبُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ فَقَالَ هشامٌ   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1282) عن أبي زرعة. (2) هو: ابن أبي تميمة السختياني. (3) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) قوله: «كنت» سقط من (ك) . (5) في (ت) : «آمن» ، وفي (ك) : «أمرت» . (6) في (ك) : «أن يسجد» ، وكذلك وقع في أكثر مصادر التخريج، وهو الجادَّة، ووقع في بعضها دون «أن» - كما هنا- وهو صحيحٌ أيضًا في العربية، فقد أجاز الكوفيون والأخفش من البصريين جذف «أنْ» قبل المضارع، لكنَّ الكوفيين ينصبونه بعد الحذف، والأخفش يرفعه، وقد تقدم تفصيل القول في ذلك وشواهده في التعليق على المسألة رقم (1024) . (7) قوله: «أن تسجد لزوجها» ليس في (أ) و (ت) و (ش) . (8) في (ت) و (ف) : «خالف» ، وفي (ك) : «خلاف» . الحديث: 2250 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 677 الدَّسْتوائِي (1) إِسْنَادًا (2) سِوَى [ذَا] (3) . وَرَوَاهُ النَّهَّاسُ بنُ قَهْم (4) ، عَنِ [الْقَاسِمِ] (5) بإسنادٍ آخَرَ، والدَّسْتوائِي حافظٌ مُتْقِنٌ، وَالْقَاسِمُ بْنُ عَوْف مضطربُ الْحَدِيثِ، وأخافُ أَنْ يكونَ الاضطرابُ مِنَ الْقَاسِمِ. 2251 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الأعلى (6) ، عن   (1) هو: هشام بن أبي عبد الله، وروايته هذه تقدم تخريجها في المسألة رقم (1282) ، وهو يروي الحديث عَن القاسم بْن عوف، عَنْ عبد الرحمن بن أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ معاذ بن جبل. (2) أي: حكى أو ذكر هشامٌ إسنادًا ... (3) المثبت من (ش) ، وفي (ك) : «ذي» ، وفي بقية النسخ: «ذى» ، وانظر توجيه ذلك في التعليق على المسألة رقم (124) . (4) في (ك) : «فهم» . ورواية النهاس هذه أخرجها ابن أبي الدنيا في "العيال" (536) ، والطبراني في "الكبير" (8/31 رقم 7294) ، كلاهما من طريق عثمان بن عمر، عَنِ النهَّاس بْنِ قَهْم، عَنْ القاسم بن عوف الشيباني، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أبيه، عن صهيب؛ قال: لما قدم معاذ ... ، الحديث. (5) في جميع النسخ: «الحسن» ، والتصويب من مصدري التخريج، ويدلُّ عليه أيضًا سياق المسألة. (6) هو: ابن عبد الأعلى السامي، ولم نقف على روايته هذه، ولكن أخرج الحديث ابن سعد في "الطبقات" (1/107) من طريق شيخه عبد الوهاب بن عطاء؛ قال: سئل سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ الرجل يكتني بـ «أبي القاسم» ؟ فأخبرنا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْيَشْكُرِيِّ، عن جابر بن عبد الله؛ أن رجلاً من الأنصار اكتنى بـ «أبي القاسم» ، فقالت الأنصار: ما كنا لِنَكْنيكَ بها حتى نسأل رسول الله (ص) عن ذلك، فذكروا ذلك لرسول الله (ص) فقال: «تسمَّوا بِاسْمِي، وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي» . قال سعيد: وكان قتادة يكره أن يكتني الرجل بـ «أبي القاسم» وإن لم يكن اسمه «محمدًا» . الحديث: 2251 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 678 سَعِيدٍ (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سُلَيمان اليَشْكُري (2) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: تَسَمَّوْا بِاسْمِي، ولاَ تَكْتَنُوا (3) بِكُنْيَتِي؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (4) شُعبة (5) ، عَنْ قَتادة، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ: أيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: سعيدُ (6) بنُ أَبِي عَرُوبَة لِحَدِيثِ قَتادَةَ أحفظُ (7) .   (1) هو: ابن أبي عروبة. (2) هو: سليمان بن قيس. (3) في (ت) و (ش) و (ك) : «ولا تَكَنَّوْا» . (4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «روى» . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/298 رقم 144183) ، والبخاري في "صحيحه" (3114) ، ومسلم في "صحيحه" (2133) . (6) في (أ) و (ش) : «سعد» . (7) هذا ترجيح من أبي حاتم لرواية سعيد على رواية شعبة، وهذا بالنسبة لروايتهما عن قتادة، وإلا فالحديث معروف عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عن جابر. فقد أخرجه البخاري (3114) ، ومسلم في الموضع السابق من طريق شعبة، عن سليمان بن مهران الأعمش، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الجَعْد، عن جابر. وأخرجه البخاري أيضًا (3115) من طريق سفيان الثوري، عن الأعمش، به. وأخرجه مسلم في الموضع نفسه من طريق وكيع وأبي معاوية محمد بن خازم، كلاهما عن الأعمش، به. وأخرجه البخاري أيضًا (3114 و3538) ، ومسلم في الموضع السابق، من طريق شعبة، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ سالم، به. وأخرجه مسلم في الموضع نفسه من طريق جرير بن عبد الحميد، عن منصور، به. وأخرجه البخاري أيضًا (6196) ، ومسلم في الموضع السابق، من طريق شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم، به. وأخرجه البخاري أيضًا (6187) ، ومسلم في الموضع السابق، من طريق خالد بن عبد الله الواسطي، وأخرجه مسلم أيضًا من طريق عبثر بن القاسم، كلاهما عن حصين، عن سالم، به. الجزء: 5 ¦ الصفحة: 679 2252 - وسمعتُ أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ إِبْرَاهِيمَ القُلُوسِي (1) ؛ شيخٌ بـ «سامَرَّاء» ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عبد الله الرُّومِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرة، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ العَاقِلَ إِذَا عَثَرَ رَفَعَهُ اللهُ، ثُمَّ إِنْ عَثَرَ رَفَعَهُ اللهُ، ثُمَّ إِذَا (2) عَثَرَ رَفَعَهُ اللهُ؛ حَتَّى جَعَلَ مَصِيرَهُ إِلَى الجَنَّةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ مَا نعلَمُ إبراهيمَ بنَ مَيْسَرةَ أسنَدَ عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلا حديثًا واحدًا (3) ؛ أنَّ النبيَّ (ص)   (1) كذا وقع هنا، ولم يترجم ابن أبي حاتم له في "الجرح والتعديل" ولم نجد له ذكرًا إلا في "الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (2254) حيث قال: «حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم القلوسي» . وروى هذا الحديث الطبراني في "الصغير" (852) ، و"الأوسط" (6083) من طريق يعقوب بن إسحاق القلوسي، عن محمد بن عمر به. ثم قال الطبراني: «لم يروه عن إبراهيم بن ميسرة إلا محمد بن مسلم، ولا عن محمد ابن مسلم إلا محمد بن عمر؛ تفرد به يعقوب بن إسحاق القلوسي» . ورواه ابن أبي الدنيا في "العقل" (1) فقال: حدثنا يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري؛ قال: حدثنا محمد ابن عمر بن عبد الله بن الرومي ... ، فذكره. وشيخ ابن أبي الدنيا هو القلوسي، ولكنه لم ينسبه. (2) في (ك) : «إن» بدل: «إذا» . (3) أخرج البخاري في "صحيحه" (885) ، ومسلم (848) حديثًا آخر من رواية إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ، عن ابن عباس ذ؛ أنه ذكر قول النبيِّ (ص) في الغُسلِ يوم الجمعة، فقلت لابن عباس: أيمسّ طيبًا أو دُهنًا إن كان عند أهله؟ فقال: لا أعلمه. وأخرج مسلم (1472) أيضًا من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ؛ أن أبا الصهباء قال لابن عباس: هات من هَنَاتِكَ، ألم يكن الطلاق الثلاث على عهد رسول الله (ص) وأبي بكر واحدة؟ فقال: قد كان ذلك، فلما كان في عهد عمر تتايع الناس في الطلاق، فأجازه عليهم. وأخرج مسلم حديثًا آخر (1997) فيه تصريح إبراهيم ابن ميسرة بالسماع من طاوس، لكنه من رواية طاوس عن ابن عمر في النهي عن نبيذ الجر. وقد يمكن أن يقال: إن هذه الأحاديث عند الشيخين في المتابعات، فلا يؤثر هذا على قول أبي حاتم، والله أعلم. الحديث: 2252 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 680 قَالَ (1) : لَمْ - يَعْنِي - يُرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلُ النِّكَاحِ (2) . حَدَّثَنَا التِّنِّيسِيُّ (3) ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ. 2253 - وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عُبيدة السَّقَطي (5) ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ (6) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (7) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مسلم،   (1) قوله: «قال» سقط من (ك) . (2) كذا في جميع النسخ، وجاء في بعض مصادر التخريج: «لم يُرَ للمتحابَّيْنِ ... » ، وفي بعضها: «لم يَرَوْا للمتحابَّيْنِ ... » . (3) هو: عبد الله بن يوسف. ومن طريقه أخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/134) ، والطبراني في "الكبير" (11/42 رقم 1109) ، وفي "الأوسط" (3153) ، والحاكم في "المستدرك" (2/160) ، والبيهقي في "سننه" (7/78) . وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (1847) من طريق سعيد ابن سليمان، وتمام الرازي في "فوائده" (732 و733 و734/الروض البسام) من طريق أبي مسهر عبد الأعلى ابن مسهر، كلاهما عن محمد بن مسلم، به. (4) ستأتي هذه المسألة برقم (2816) . (5) هو: الفضل بن الفضل السَّعْدي. (6) هو: محمد بن عبد الله. (7) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. الحديث: 2253 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 681 عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ وَهَبَ هِبَةً ثُمَّ عَادَ فِيهَا، فَهُوَ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَكَذَا يُرْوَى (1) ؛ يَرْوِيهِ (2) عَنْ طَاوُسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ، وَلا أعلمُ أَحَدًا تابَعَ هَذِهِ الروايةَ مِنْ حَدِيثِ الْحَسَنِ بْنِ مسلم، مرفوعً مُوَصَّلً (3) .   (1) هكذا في النسخ وبعدها فراغ في (ف) بمقدار كلمة، وضبب عليه الناسخ. (2) قوله: «يرويه» سقط من (ك) ، وفي المسألة رقم (2816) : «إنما يرويه» . والضمير في «يرويه» يعود للحسن بن مسلم، وروايته المرسلة هذه أخرجها عبد الرزاق في "مصنفه" (6541) عن ابن جريج. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في "سننه" (3704) من طريق مَخْلَدِ بْنِ يَزِيدَ الْحَرَّانِيِّ، عَنْ ابن جريج، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (21706) ، والنسائي في "سننه" (3692) من طريق إبراهيم بن نافع، عن الحسن بن مسلم، به، مرسلاً كذلك. وأخرجه الإمام الشافعي في "اختلاف الحديث" (ص 519) ، و"المسند" (ص 174) عن شيخه مسلم بن خالد، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الْحَسَنِ بن مسلم، عن طاوس؛ أن النبيَّ (ص) قال: «لا يحلُّ لواهب أن يرجع فيما وهب، إلا الوالد من ولده» . وهذا اللفظ انفرد به مسلم بن خالد عن باقي أصحاب ابن جريج الذين رووه باللفظ السابق. وأخرجه البيهقي في "سننه" (6/179) من طريق الشافعي، ثم قال: «هذا منقطع وقد رويناه موصولاً» ، ثم أخرجه من طريق حسين المعلم، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ طاوس، عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ، به مرفوعًا. ثم أخرجه من طريق وهيب بن خالد، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس، به بلفظ: «العائد في هبته كالكلب يَعودُ في قَيئه» ، وهو في الصحيحين كما سيأتي. (3) قوله: «مرفوع موصَّل» كذا في النسخ دون ضبط، والوجه هنا النصب، لكن يُخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقوله: «موصَّل» هو اسم مفعول من وَصَّلَ الحديثَ، بتشديد الصاد، بمعنى: وَصَلَهُ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (163) . ومراد أبي حاتم: إعلال رواية من روى الحديث = = عن الحسن بن مسلم موصولاً؛ لأن المعروف أن الحسن كان يرسله، ولم يُرِدْ أبو حاتم إعلال أصل الحديث؛ فقد رواه البخاري (2589) ، ومسلم (1622) من طريق وهيب، عن عبد الله بن طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 682 2254 - وسألتُ (1) أَبِي عَنِ الحديثِ الَّذِي رُوِيَ (2) عَنْ أَبِي وَائِلٍ (3) ، عَنْ أبي (4) موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ. ومنهم من يَقُولُ: عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله؟ قَالَ: أصحابُ أَبِي مُوسَى أحفظُ (5) . 2255- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفِرْيابيُّ (6) ، عَنِ الثَّوري، عَنْ قَيْس بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طارقٍ (7) ، عَنْ عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ (8) : مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ (9) دَوَاءً؟ قَالَ أَبِي: إنَّما أسنَدَ هَذَا الحديثَ المَسْعُوديُّ (10) ، والرَّبيعُ بنُ   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1862) ، وستأتي برقم (2632) . (2) في (ك) : «يروي» . (3) هو: شقيق بن سلمة. (4) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (5) أي: الذين قالوا: «عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي موسى» أحفظ من الذين قالوا: «عن أبي وائل، عن عبد الله» . (6) هو: محمد بن يوسف. (7) هو: ابن شهاب. (8) قوله: «قال» سقط من (ت) و (ف) و (ك) . (9) في (ت) و (ك) : «أنزله» بدل: «أنزل له» . (10) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. الحديث: 2254 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 683 الرُّكَيْن، وَأَبُو وَكيع (1) ، وَأَمَّا الثَّوريُّ، فَإِنَّهُ لا يُسْنِدُهُ (2) إِلا الفِرْيابيُّ، وَلا أظنُّ الثَّوريَّ سَمِعَهُ مِنْ قَيْس؛ أراه مُدَلَّسً (3) . 2256 - وسمعتُ أحمَدَ بنَ سَلَمة النيسابوريَّ يقولُ: ذاكرتُ أَبَا زُرْعَةَ بحديثٍ رَوَاهُ قَبِيصةُ بنُ عُقْبة (4) ، عَنِ اللَّيث (5) ، عَنْ عُقَيل (6) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عَلَيْكُمْ بِالدُّلْجَةِ (7) ؛ فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ ... ، الحديثَ.   (1) من قوله: «قال أبي إنما أسند ... » إلى هنا، مثبت من (ت) و (ك) . وأبو وكيع هو: الجراح بن مليح الرؤاسي. (2) أي: لا يُسنِدُهُ عنه. (3) قال الدارقطني في "العلل" (6/28) : «يرويه قيس بن مسلم واختلف عنه؛ فرواه إبراهيم بن مهاجر، وأيوب بن عايذ الطائي، وأبو حنيفة، وأبو وكيع الجراح بن المليح، والمسعودي، عن قيس، عن طارق، عن عبد الله مرفوعًا إلى النبيِّ (ص) . وكذلك قال الْفِرْيَابِيُّ: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ قَيْسِ بن مسلم. وقال عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رجل، عن قيس. وقيل: إن الثوري لم يسمعه من قيس، وإنما أخذه عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قيس، وهو عنده مرسل، ورفعه صحيحٌ. وقال مسعر: عن قيس، عن طارق، عن عبد الله، موقوفًا» . وانظر "مسند الطيالسي" (366) ، و"مسند البزار" (1450-1452) ، و"العلل" للدارقطني (928) . وقوله: «أراه مدلَّس» كذا في النسخ بلا ألف بعد السين، ويُخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) روايته أخرجها ابن خزيمة في "صحيحه" (2555) ، والحاكم في "المستدرك" (1/455) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/250) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/159) . (5) هو: ابن سعد. (6) هو: ابن خالد الأيلي. (7) الدُّلْجَة: سَيْر الليل. "النهاية" (2/129) . الحديث: 2256 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 684 فَقَالَ: أَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ رُوَيْم بْنِ يَزِيدَ (1) ، عَنِ اللَّيث، هَكَذَا، فَمَنْ رَوَاهُ عَنْ قَبِيصة؟ فَقُلْتُ: حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ قَبِيصة، هَكَذَا. فَقَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَم (2) ثقةٌ. فذاكرتُ (3) بِهِ مسلمَ بنَ الحَجَّاج، فَقَالَ: أَخرَجَ إِلَيَّ عبدُالملك بن شُعَيب بن اللَّيث (4) ، كتابَ جَدِّهِ، فرأيتُ فِي كتابِ اللَّيثِ عَلَى مَا رَوَاهُ قُتَيْبة (5) . قَالَ أَبُو الْفَضْلِ (6) : حدَّثنا قُتَيْبة (7) ، عَنِ اللَّيث، عَنْ عُقيل، عَنِ الزُّهري؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : عَلَيْكُمْ (8) بِالدُّلْجَةِ ... ، الحديثَ (9) .   (1) روايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (644) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3618) ، وابن خزيمة (2555) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (113) ، والحاكم في "المستدرك" (1/455) ، والبيهقي في "السنن" (5/256) ، والخطيب في "تاريخه" (8/429) ، والضياء في "المختارة" (2629 و2630) . (2) في (ف) : «سلمة» . (3) القائل: «فذاكرت» هو أحمد بن سلمة. (4) في (أ) و (ت) و (ش) : «شعيب والليث» . (5) هو: ابن سعد. (6) هو: أحمد بن سلمة. (7) لم نقف على روايته هذه، لكن تابعه عبد الله بن صالح كاتب الليث؛ فرواه عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزهري، مرسلاً؛ أخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (114) . (8) قوله: «عليكم» سقط من (ف) . (9) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فَقَالَ: إِنَّمَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وإنما ذَكر فيه: " عن أنس " رُويمُ بن يزيد هذا. قلت له: فإنهم ذكروا عن محمد بن أسلم أنه روى هذا الحديث عن قبيصة، عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ عُقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ؟ فلم يعرفه محمد، وجعل يتعجب من هذا!» . وقال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم أحدًا رواه عن الليث هكذا إلا رويم، وكان ثقة، وروي عن الزهري مرسلاً» . وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/429) عن الدارقطني قوله في هذا الحديث: «رواه رويم بن يزيد المقرئ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنِ الزهري، عن أنس، وتابعه مُحَمَّدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ قُبَيْصَةَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ عُقيل، عَنِ الزهري. والمحفوظ: عن ليث، عن عُقيل، عن الزهري، مرسل» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 685 2257 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفيان بْنُ وَكيع، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عليِّ بنِ المُبارك، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ [ابن] (1) سَلاَّم، عن جَدِّهِ (2) ، عن عبد الرحمن بْنِ غَنْم، عَنْ مُعاذ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَيُّمَا امرَأَةٍ ... الحديثَ الطويلَ (3) ؟ فَقِيلَ لأَبِي: إنَّ سُفيان بْنَ وَكيع أخرَجَ هَذَا مِن أَصلِ أَبِيهِ العَتيق؟! فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا بِشَيْءٍ؛ حدَّثنا عليٌّ الطَّنافِسي (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا وَكيع، عَنْ عَلِيِّ بْنِ المُبارك، عَنْ يَحْيَى، عَنْ (5) مُعاذ بْنِ جَبَلٍ، مُرسَلً (6) ، فَمِنْ أَيْنَ كَتَبَهُ عليٌّ عَنْهُ؟ أَلَيْسَ مِنْ كِتَابِهِ؟!   (1) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «أبي» بدل: «ابن» . وهو: زيد بن سلام. (2) هو: أبو سلام ممطور الحبشي. (3) لم نقف على من أخرج هذا الحديث. (4) هو: علي بن محمد. (5) في (ت) و (ش) و (ك) : «بن» بدل: «عن» . (6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 2257 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 686 2258 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سَلاَّم العَطَّار (2) ، عَنْ ثَوْر بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خَالِدِ بن مَعْدان، عن النبيِّ (ص) : اسْتَعِينُوا عَلَى إِنْجَاحِ الحَوائِجِ بِالكِتْمَان ِ لَهَا؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر؛ كَانَ سببُ سعيدِ بْن سَلاَّم- بعدَ القضاءِ - ضَعْفِهِ (3) : من هذا الحديث (4) ؛ لأنَّ هذا حديثٌ لا يُعرف له أصلٌ (5) .   (1) نقل بعض هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/362) . (2) لم نقف على من أخرج روايته على هذا الوجه، ولكن أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/108) ، والروياني في "مسنده" (1449) ، والطبراني في "الكبير" (20/94 رقم 183) ، و"الأوسط" (2455) ، و"مسند الشاميين" (408) ، وابن عدي في "الكامل" (3/404) ، والدارقطني في "الأفراد والغرائب" (4287/أطرافه) ، وابن جميع في "معجم الشيوخ" (ص332) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/215) ، و (6/96) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (707 و708) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (6228) ، جميعهم من طريق سعيد بن سلام، به، لكنهم قالوا: «عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ معاذ بن جبل» . (3) كذا العبارة، وضبطناها هكذا على أن «ضعفه» بدل اشتمالٍ من «سعيد» ، أي: كان سبَبُ ضَعفِ سعيد؛ وخبرُ «كان» ، هو: «مِنْ هذا الحديث» ، والمعنى: أن هذا الحديث كان سبب تضعيف العلماء لسعيد بن سلام. (4) قال العقيلي: «لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به» . وقال ابن عدي: «لا يتابع عليه، وبه يعرف، ولا يعرف إلا به» . = ... وقال الطبراني في الموضع السابق من "الأوسط": «لا يروى هذا الحديث عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرد به سعيد» . (5) ذكر ابن قدامة في "المنتخب من العلل للخلال" (ص 25) عن مهنا: «سألت أحمد ويحيى عن قول الناس: "استعينوا على طلب حوائجكم بالكتمان"؟ فقالا: هذا موضوع، وليس له أصل» . اهـ. الحديث: 2258 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 687 2259 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكير (2) ، عَنْ حُسَامِ بْنِ مِصَكّ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (3) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً؟ قَالَ أَبِي: لا يَرْوِي هَذَا الحديث - يعني: موصولً (4) - إِلا حُسامٌ؛ حدَّثنا مُسْلِمٌ (5) ، عَنْ حُسام، عَنِ ابْنِ بُرَيدة: أنَّ النبيَّ (ص) . قُلْتُ: فأيُّهما (6) أصحُّ؟ قَالَ: هَذَا من حُسامٍ، وحُسامٌ ليس بالقوي (7) . 2260 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَهْب بْنُ بَيَان الواسِطي، عَنْ حَفْص بن النَّجَّار، عن [عَنْبسة] (9) بْنِ مِهْران، عَنْ مَكْحُولٍ الشَّامي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي مُوسَى؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ شَابَ شَيْبَةً فِي الإِسْلاَمِ، كَانَتْ لَهُ نُورًا؟   (1) انظر المسألة رقم (2370) . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25999) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/300) ، وابن عدي في "الكامل" (2/434-435) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/146) . وقال العقيلي: «لا يتابع عليه» ؛ يعني: حسام بن مصكّ. (3) هو: عبد الله. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . (5) هو: ابن إبراهيم الفراهيدي. (6) في (ك) : «أيهما» . (7) وكذا قال في "الجرح والتعديل" (3/317 رقم 1419) ، وزاد: «لا يكتب حديثه» . (8) تقدمت هذه المسألة برقم (1998) . (9) في (ت) و (ك) : «عتبة» ، وفي بقية النسخ: «عتيبة» ، وتقدم على الصواب في المسألة (1998) . الحديث: 2259 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 688 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا (1) . 2261 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِي خَيْرة السَّدُوسي بِمِصْرَ؛ قَالَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُقَدَّم؛ قَالَ: حدَّثنا حَنْظَلة السَّدُوسي؛ قَالَ: سمعتُ أنسَ بنَ مَالِكٍ، يقول: أُمِرْنَا ألاَّ نزيدَ أهلَ الكتابِ عَلَى (2) : وَعَلَيْكُمْ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ حَنْظَلَةَ إنْ كان محفوظًا فهو غريبٌ (3) .   (1) زاد في المسألة (1998) : «وَحَفْصٌ هُوَ عِنْدِي حَفْصٌ الإِمَامُ، وكان ضعيف الحديث» . (2) في (ف) : «أن لا نزيد على أهل الكتاب على» . (3) لم نقف عليه من هذا الطريق، وقد رواه بهذا اللفظ عبد الرزاق في "المصنف" (9838) ، وابن أبي شيبة (25754) ، وأحمد في "المسند" (3/113 رقم 12115) ، والبخاري في "تاريخه" (2/348-349) ، والحارث بن أبي أسامة (806/بغية الباحث) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/343) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (244) ، والخطيب في "الكفاية" (ص 420) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/90) ، جميعهم من طريق حميد بن زادَوَيه، عن أنس، به. وأصل الحديث مخرج في "الصحيحين" من حديث أنس ح: فقد أخرجه البخاري (6258) ، ومسلم (2163) من طريق عبيد الله بن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جده أنس؛ أن رسول الله (ص) قال: «إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» . وأخرجه البخاري (6926) من طريق هشام بن زيد بن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أنس بن مالك يقول: مرَّ يهودي برسول الله (ص) ، فقال: السام عليك، فقال رسول الله (ص) : «وعليك» . فقال رسول الله (ص) : «أتدرون ما يقول؟ قال: السام عليك» . قالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟ قال: «لا، إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» . وأخرجه مسلم (2163) من طريق قتادة، عن أنس: أن أصحاب النبيِّ (ص) قالوا للنبيِّ (ص) : إن أهل الكتاب يسلمون علينا، فكيف نردُّ عليهم؟ قال: «قولوا: وعليكم» . الحديث: 2261 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 689 2262 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيمان، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيِّ (2) ، عَنْ لَيْث (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: قَامَ رجلٌ إِلَى النبيِّ (ص) فَقَالَ: مَن أَبِي؟ قَالَ (4) : أَبُوكَ فُلاَنٌ، وَقَامَ إِلَيْهِ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللهِ، أَفي الجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: لا؛ بَلْ فِي الجَنَّةِ، وَقَامَ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَفِي الجَنَّةِ أَنَا أَمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: لا؛ فِي النَّارِ، فَقَامَ إِلَيْهِ عُمَرُ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، اعفُ عَنَّا! عَفَا اللَّهُ عَنْكَ! قَالَ: اسْكُتُوا مَا سَكَتُّ (5) عَنْكُمْ، فَلَوْلاَ أَلاَّ تَدَافَنُوا لَأَخْبَرْتُكُمْ بِعَلاَمَاتِكُمْ مِنْ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى   (1) انظر المسألة الآتية برقم (2738) . (2) مشهور بكنيته، قيل اسمه: عيسى بن أبي عيسى. ولم نجد من أخرج روايته، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (24207) ، وابن ماجه في "سننه" (3433) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5701 و5779) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (5629) ، جميعهم من طريق محمد بن فضيل، عن ليث به بذكر آخره فقط: قصة الشرب من الماء. وكذا أخرجها عبد الرزاق في "المصنف (19596) عن معمر، عن ليث، ولكنه أبهم اسم سعيد بن عامر، فقال: «عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه البيهقي في "الشعب" (5628) . وانظر "العلل" للدارقطني (4/ق/71/ب) . وكذا أخرجها الدينوريّ في "المجالسة" (1/2503) من طريق عبد السلام بن حرب، عن ليث، به. تنبيه: سقط من المطبوع من "مصنف ابن أبي شيبة" قوله: «عن ابن عمر» والصواب إثباته؛ لأن ابن حزم في "المحلى" (7/521) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (15/515) أخرجا الحديث من طريق ابن أبي شيبة على الصواب. (3) هو: ابن أبي سُليم. (4) في (أ) و (ش) : «فقال» . (5) في (ك) : «اسكتولنا سكت» . الحديث: 2262 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 690 تَعْرِفُوهُمْ، قَالَ: ومَرَرْنَا بِبِرْكَةٍ فكَرَعْنَا فيه (1) ، فَقَالَ: لاَ تَكْرَعُوا فِيهَا، ولَكِنِ اغْسِلُوا أَكُفَّكُمْ واشْرَبُوا فِيهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ إِنَاءٌ أَنْظَفَ - أَوْ قَالَ: أَطْيَبَ - مِنَ الكَفَّيْنِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (2) . قُلْتُ: ممَّن (3) هو؟   (1) في (ك) : «قد كرعنا فيه» ، يقال: كَرَع في الماء يَكرَع كَرْعًا وكُرُوعًا: شرب بفيه من موضعه. "المصباح" (2/531) . وقوله: «فكرعنا فيه» كذا في جميع النسخ؛ والجادَّة: فيها، وما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأوَّل: أنه من باب الحمل على المعنى، حمل «البِرْكَة» على معنى «الموضع» ، فذكَّر الضمير؛ وباب الحمل على المعنى واسع في العربية، وانظر التعليق على المسألة (270) . وفي قوله بعد ذلك: «لا تكرعوا فيها» : رجع الضمير إلى «البِرْكَة» باعتبار لفظها، ورجوع الضمير إلى الكلمة تارةً باعتبار اللفظ، وتارةً باعتبار المعنى: أسلوب عربي معروف؛ ومنه قوله تعالى في نساء النبي: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا *} ؛ وتقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (54) . والآخر: أن في الكلام حذف مضاف، والتقدير: «ومررنا بماءِ بركةٍ فكرعنا فيه» ، أي: في الماء، وهو الأقرب لما جاء في بعض مصادر التخريج التي جاء فيها: «ببركةٍ من ماء فكرَعنا فيه» . وانظر في حذف المضاف التعليق على المسألة رقم (2) . (2) يعني: من هذا الطريق بهذا السياق. وبعض الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (93) ، ومسلم (2359) من حديث أنس بن مالك ح؛ أن رسول الله (ص) خرج، فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي؟ فقال: «أبوك حذافة» ، ثم أَكْثَرَ أن يقول: «سلوني» ، فبرك عمر على ركبتيه فقال: رضينا بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ (ص) نبيًّا، فسكت. (3) في (ك) : «فمن» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 691 قَالَ: مِنْ لَيْثٍ، وسعيدٌ لا يُعرَفُ (1) . 2263 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه يزيدُ ابنُ هَارُونَ (2) ، ومحمَّدُ (3) بنُ مُوسَى بْنِ أَبِي نُعَيم الواسِطي (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عامر ابن سَعْدٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ: أَيْنَ أَبِي؛ قَالَ: فِي النَّارِ، قَالَ: فَأَيْنَ أَبُوكَ؟ قَالَ: حَيْثُ مَرَرْتَ بِقَبْرِ كَافِرٍ، فَبَشِّرْهُ بِالنَّارِ؟   (1) وكذا قال في "الجرح والتعديل" (4/48 رقم 207) . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1089) من طريق زيد بن أخزم ومحمد بن عثمان بن مخلد، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (595) من طريق زيد بن أخزم وحده، كلاهما عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه، به. وخالفهما محمد بن إسماعيل البختري - عند ابن ماجه (1573) - فرواه عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه. وهذه الرواية شاذة؛ لمخالفة محمد بن إسماعيل لزيد ابن أخزم ومحمد بن عثمان في روايتهما عن يزيد، = = ومخالفته باقي الرواة الذين تابعوا يزيد، وهم: محمد ابن موسى بن أبي نعيم، والوليد بن عطاء الأغر، وأبو نعيم الفضل بن دكين. أما رواية مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي نعيم فسيأتي تخريجها. وأما رواية الوليد بن عطاء الأغر: فأخرجها الدارقطني في "العلل" (4/334) . وأما رواية أبي نعيم: فأخرجها البيهقي في "الدلائل" (1/191) . (3) في (ف) : «هارون عن محمد» . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/145 رقم 326) . ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (543) . (5) هو: عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص. الحديث: 2263 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 692 فَقَالَ: كَذَا رَوَاهُ يَزِيدُ (1) ، وابنُ أَبِي نُعَيم، ولا أعلَمُ أحدا يُجاوِزُ به الزُّهريَّ غيرَهما؛ إنما يروونه (2) عَنِ الزُّهريِّ؛ قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ (ص) ، والمُرسَلُ أشبهُ (3) . 2264 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثِ الأنصاريِّ محمَّدِ بنِ عبد الله (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّان، عَنْ محمد بن سيرين، عن أنس،   (1) في (ف) : «يزيد بن هارون» . (2) رواه هكذا معمر بن راشد في "جامعه" الملحق بـ"مصنف عبد الرزاق" (19687) عن الزهري، مرسلاً. (3) قال الدارقطني في"العلل" (607) : «يرويه محمد بن أبي نعيم والوليد بن عطاء بن الأغر، عن إبراهيم بن سعد. وغيره يرويه عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري مرسلاً، وهو الصواب» . (4) ستأتي هذه المسألة برقم (2536) . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/219 رقم 13295) ، والدارقطني في "العلل" (4/ق9/ب) ، لكن أخرجاها عنه، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بن مالك، به، ولم نقف على من رواها من طريقه، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سيرين. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (1554) . وتابع الأنصاريَّ على روايته هكذا: الوليد بن مسلم، ومعتمر بن سليمان، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وحماد بن زيد، وعبد الله بن عون، وروح بن عبادة، وتابع هشامَ بن حسان حبيبُ بن الشهيد: أما رواية الوليد بن مسلم: فستأتي. وأما رواية معتمر بن سليمان: فأخرجها مسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (4/432 رقم 3883/1) ، ومن طريق مسدد أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/206) ، لكن سقط من المطبوع «أنس ابن سيرين» ، وهو مثبت في "إتحاف المهرة" (368) نقلاً عن "المستدرك". وأما رواية أبي أسامة حماد بن أسامة: فأخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3883/2) ، والدارقطني في "العلل" (4/ق9/ب) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/311) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجها أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3883/3) ، ومن طريق أبي يعلى أخرجها الضياء في "المختارة" (1554) . وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (13/129) من طريق المظفر بن نظيف، عن محمد بن مخلد العطار، عن محمد بن بديل، عن أبي أسامة، عن هشام، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به. قال الخطيب: «قد أخطأ المظفر بن نظيف على ابن مخلد في هذا الحديث خطأ فظيعَا، وارتكب بما أتى من ذلك أمرًا شنيعَا؛ لأن ابن مخلد لم يرو عن أحمد ابن بديل ولا لقيه قط. وصواب هذا الحديث ما أخبرناه ... » ، ثم ساق الحديث من طريق آخر عن ابن مخلد، عن العباس بن يزيد، عن عبد الخالق بن أبي المخارق، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، عَنْ أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بن مالك، به. وأما رواية حماد بن زيد: فأخرجها أبو يعلى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" (3883/4) ، والحاكم في "المستدرك" (4/408) . وأما رواية عبد الله بن عون: فأخرجها الدارقطني في "العلل" (4/ق9/ب) . وأما رواية روح بن عبادة: فأخرجها الحاكم أيضًا (2/292) . وأما متابعة حبيب بن الشهيد: فعلقها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/126) ، وأخرجها الطبراني في = = "الأوسط" (2067) ، والحاكم في "المستدرك" (4/206-207) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (ص299) ، والخطيب في "تاريخه" (13/129) . الحديث: 2264 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 693 عن النبيِّ (ص) ؛ في عِرْقِ النَّسَا (1) ؟   (1) رواه أحمد (3/219 رقم 13295) عن محمد بن عبد الله الأَنْصَارِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ أنس: أنَّ النبي (ص) كان يصف من عرق النَّسَا أَلْية كَبْش عربيٍّ أسود ليس بالعظيم، ولا بالصغير يجزَّأ ثلاثة أجزاء؛ فيذاب فيشرب كل يوم جزء. و «النَّسا» : بوزن «العَصا» : عِرقٌ يخرجُ من الوَرِك فيستَبطِنُ الفَخِذَين، ثم يمرُّ بالعُرقوب. انظر "اللسان" (نسا/15/321) . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 694 قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَاهُ الوليدُ بنُ مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ هِشَامِ بن حسان، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنِ أنس؛ قال رسولُ الله (ص) . قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، والحديثُ: مَا رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (2) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَدِ بنِ سِيرِينَ، عَنْ رجلٍ مِنَ الأَنْصَارِ (3) ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَهَذَا أصحُّ (4) . 2265 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُؤَمَّلُ بنُ إسماعيل (5) ،   (1) روايته أخرجها ابن ماجه (3463) ، والحاكم في "المستدرك" (4/406) . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/78 رقم 20742 و20743) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وعفّان بن مسلم، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2921) من طريق هدبة بن خالد، ثلاثتهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أنس بن سيرين، عن مَعْبَدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ رَجُلٍ من الأنصار، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) ، به هكذا بزيادة «عن أبيه» ، ولم نجد من رواه بإسقاط هذه الزيادة. (3) هكذا ذكر أبو حاتم رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: «عَنْ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ، عَنِ النبيِّ (ص) » ، وكذا جاء عنه في المسألة رقم (2536) ، وتقدم في التخريج أن الذي وجدناه من رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ: «عَنْ رجل من الأنصار، عن أبيه، عن النبيِّ (ص) » . (4) وفي المسألة رقم (2536) نقل ابن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة أنهما قالا: «الصحيح حديث حَمَّاد بْن سَلَمَة» . وقال الحاكم في "المستدرك" (4/207) : «وقد أعضله حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ أَنَسِ بن سيرين، فقال: عن أخيه معبد، عَنْ رجل من الأنصار، عَنْ أبيه، والقول عندنا فيه قول المعتمر بن سليمان والوليد بن مسلم» . (5) لم نقف عليه من طريق مؤمل، لكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/354 رقم 8654) من طريق حسن بن موسى، وأبو داود في "سننه" (3749) من طريق موسى ابن إسماعيل ومحمد بن محبوب، وابن أبي الدنيا في "الكرم والجود" (104) ، وإبراهيم الحربي في "إكرام الضيف" (104) من طريق موسى بن إسماعيل، ثلاثتهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عاصم، به. وتابع عاصمًا الأعمش وزيد بن أسلم، فروياه عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا؛ أخرج روايتهما إبراهيم الحربي في "إكرام الضيف" (103 و105) ، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/208) من طريق الأعمش وحده. الحديث: 2265 ¦ الجزء: 5 ¦ الصفحة: 695 عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَاصِمٍ (1) ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : الضِّيَافَةُ ثَلاثَةُ أَيَّام ٍ، فَمَا زَادَ فَهُوَ صَدَقَةٌ. وحديثِ (3) المُؤَمَّل (4) ،   (1) هو: ابن بهدلة، وهو ابن أبي النجود. (2) هو: ذكوان السمان. (3) قوله: وحديث» بالجر عطفًا على قوله: «عن حديث» في أوَّل المسألة، فالتقدير هنا: «وسألت أبي عن حديثِ المؤمَّل ... » . (4) لم نقف عليه من طريق المؤمل على هذا الوجه، لكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/7 رقم 11045) عَنْ مُؤَمَّلِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سعيد، به، مرفوعًا. وأخرجه البزار في "مسنده" (1931/كشف) من طريق عبد الرحمن بن مهدي وأبي الوليد الطيالسي، كلاهما عن حماد، عن قتادة، به. ومن الواضح أن حماد بن سلمة يرويه عن قتادة والجريري كليهما؛ فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/64 رقم 11615) ، والبزار في "مسنده" (1932/كشف) ، كلاهما من طريق عفان بن مسلم، عن حماد، عن قتادة والجريري جميعًا، عن أبي نضرة، به. وأخرجه إبراهيم الحربي في "إكرام الضيف" (119) فقال: حدثنا عفان وابن عائشة؛ قالا: نا حماد، عن قتادة والجريري، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا. هكذا بجعله من مسند أبي هريرة، وهذا خلاف روايتي الإمام أحمد والبزار لطريق عفان، وجعله عن أبي سعيد!! وأخرجه عبد الرزاق في "جامع معمر" (20528/ = = المصنف) عن معمر، عن سعيد الجريري، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/37 رقم 11325) ، وعبد بن حميد (870) ، والبيهقي في "سننه" (9/179) . وأخرجه الإمام أحمد (3/21 رقم 11159) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1244 و1287) ، والحارث بن أبي أسامة (922/بغية الباحث) ، ثلاثتهم من طريق يزيد بن هارون، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نْضَرَةَ، عن أبي سعيد، به، مرفوعًا. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5281) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33465) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، وإبراهيم الحربي في "إكرام الضيف" (121) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن الجريري، به موقوفًا على أبي سعيد. قال الحربي: «الحديث ليس بمنتشر عن قتادة، لم أسمعه إلا عن حماد، وأما الجريري فقد وافق حمادًا على رفعه، وأوقفه يزيد وأبو أسامة» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 696 عَنْ حمَّاد، عَنْ (1) قَتَادة، عَنْ أَبِي نَضْرَة (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الضِّيَافة؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هذَينِ الحديثَينِ جماعةٌ، فَمِنْهُمْ مَنْ يرفعُ حديثَ عَاصِمٍ، ويُوقفُ حديثَ أَبِي نَضْرة، ومنهم من يُوقفُ حَدِيث عَاصِم، ويرفعُ حَدِيث أَبِي نضرة، ومنهم من يرفع الحديثَين جَمِيعًا، وقد حدَّثنا [سُلَيمان] (3) بْن حرب بهما (4) ، فأوقَفَ حَدِيث عَاصِم، ورفَعَ حَدِيث أَبِي نَضْرة. قلتُ: فالصَّحيحُ ما هو؟ فَقَالَ (5) : أمَّا حديثُ عَاصِم فالصَّحيحُ موقوفٌ، وحديثُ أبي نَضْرة   (1) في (ك) : «وعن» . (2) هو: المنذر بن مالك العبدي. (3) في جميع النسخ: «سليم» ، وسيأتي على الصواب في آخر المسألة. وانظر "تهذيب الكمال" (11/384) . (4) يعني: عن حماد بن سلمة، لكن لم نقف على رواية سليمان بن حرب هذه. (5) في (ف) : «قال» . الجزء: 5 ¦ الصفحة: 697 الصَّحيحُ مرفوعٌ؛ لأنَّ سُلَيمان كَانَ ثَبْتً (1) . وسألتُ (2) أَبِي: عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ زَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ وأيُّوبَ، عَنْ محمدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إنَّ المَلائكةَ تَلْعَنُ أَحَدَكُم ... الْحَدِيثُ. تَمَّ الجُزْءُ الثالثَ عَشَرَ، بحمدِ اللهِ وعونِهِ ومَنِّهِ وكَرَمِهِويتلوه في الجُزْءِ الرَّابِعَ عَشَرَفي هذا الحديثِ الذي تَقدَّمعن حمَّاد بن زيدوالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ وصَحْبِهِ أجمعينَ (3)   (1) كذا في جميع النسخ، وتقدم التعليق على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة في المسألة رقم (34) . (2) كذا جاء سياق نهاية هذا الجزء في (أ) ، والأولى أن يتقدَّم عليه قوله: «تَمَّ الجُزْءُ الثالثَ عشَرَ بحمد اللَّه وعونه ومنِّه وكرمه، ويتلوه في الجزءِ الرابعَ عَشَرَ» ؛ كما جرت به العادةُ في نهاية بقية الأجزاء، وقد استدرك الناسخ ذلك في النسخة (ف) ، فجعَلَ تخريجةً (لَحَقًا) بعد قوله: «كان ثَبْتً» ، وكتب في الهامش: «تَمَّ الجزءُ الثالثَ عَشَرَ، ويتلوه في الجُزءِ الرَّابعَ عَشَرَ، وأوَّلُه الحديث المكتوب بعد التخريجة» ، ثم انتهت التخريجة، ورجع إلى أصل النسخة، وفيها: «وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ يُونُسَ وأيُّوب، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: "إنَّ المَلائكةَ تَلْعَنُ أَحَدَكُم ... " الحديث، والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدٍ وآله وصَحْبِه أجمعينَ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدِّين، وحَسبُنا الله وكفى» . (3) من قوله: «تم الجزء الثالث عشر» إلى هنا ليس في (ش) ، وفي مقابله في الهامش: «آخر الجزء الثالث عشر» . ثم ذكر الحديث بعدُ كاملاً في أول الجزء التالي. ولم ترد خاتمة للجزء في (ت) و (ك) الجزء: 5 ¦ الصفحة: 698 بِسْم اللَّه الرَّحْمن الرَّحيم وصلَّى اللهُ على سيِّدنا محمَّدوآلِهِ وصَحْبِهِ (1) وسَلَّمَ تسْلِيمًا كثيرًاالجُزْءُ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، يَشْتَمِلُ عَلَى (2) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الآدَابِ والطِّبِّ (3) 2266 - قَالَ (4) أَبُو محمَّد (5) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (6) ، عَنْ يُونُسَ (7) وأيُّوبَ (8) ، عَنْ محمَّد (9) ، عن أبي   (1) قوله: «وصحبه» ليس في (ف) . (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) . (3) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (4) نقل ابن حجر في "فتح الباري" (13/25) تصحيح أبي حاتم للطريق المسندة، لكن جاء فيه: «موقوفًا» ، والصواب: «مرفوعًا» ، والظاهر أنه خطأ طباعي، على ما يدلُّ السياق، وستأتي هذه المسألة برقم (2737) ، وانظر المسألة رقم (2767) . (5) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط. (6) روايته أخرجها النسائي في "الكبرى"- كما في "تحفة الأشراف" (14416) - من طريق قتيبة بن سعيد ويحيى ابن حبيب بن عربي، كلاهما عنه، به. ورواه الترمذي في "جامعه" (2162) من طريق قتيبة، عن حماد، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة، به موقوفًا. ورواه ابْنِ عون عَن مُحَمَّد بن سيرين واختُلف عنه: فرواه سليم الأخضر - كما عند النسائي في "الكبرى" (14472/تحفة الأشراف) -وابن أبي عدي - كما ذكر الإمام أحمد في "مسنده" (2/256 رقم 7476) - كلاهما عن ابن عون، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، به موقوفًا. ورواه مسلم في "صحيحه" (2616) من طريق يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عون، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا. (7) هو: ابن عُبَيد. (8) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتياني. (9) هو: ابن سيرين. الحديث: 2266 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 5 هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إِنَّ الملائكَةَ تَلْعَنُ أَحَدَكُم إِذا أَشارَ إِلى أَخيهِ بحَديدَةٍ؟ قَالَ أَبِي: فَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَنْ أيُّوب وَيُونُسَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ موقوف أو مسند؟ قَالَ: المسندُ أصحُّ (2) .   (1) تابعه سفيان بن عيينة - كما عند مسلم (2616) -، وسفيان الثوري - كما عند أبي نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/123) - كلاهما عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عن أبي هريرة، به، مرفوعًا. ورواه الترمذي في "جامعه" (2162) من طريق خالد الحذاء، وابن حبان في "صحيحه" (5944 و5947) من طريق هشام بن حسان، كلاهما عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هريرة به، مرفوعًا. قال الترمذي: «وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، يستغرب من حديث خالد الحذاء» . (2) قال الدارقطني في "العلل" (1841) : «يرويه ابن عون، وهشام، عن ابن سيرين، واختُلف عنهما في رفعه، فرفعه الأنصاري ويزيد بن هارون، عن ابن عون، ورفعه أيضًا عباد عن هشام، ورفعه محبوب بن الحسن عن خالد، ورفعه مطر الوراق والأوزاعي عن ابن سيرين. ووقفه ابن أبي عدي، عن ابن عون ومكي عن هشام ابن حسان. ووقفه أيضًا يونس بن عبيد وسلمة بن علقمة جميعًا عن ابن سيرين. والأشبه بالصواب المسند. وهو الصحيح» . ومما يؤيد ترجيحَ أبي حاتم: أن حماد بن زيد _ح معروفٌ عنه وقفُه للمرفوعات إذا شك فيها؛ لأنه لم يكن صاحب كتاب. وأيضًا روى الخطيب في "الكفاية" (2/524) بإسناده إلى ابن سيرين أنه قال: «كل شيء حدَّثت عن أبي هريرة فهو مرفوع» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 6 2267 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ - أَخُو حمَّاد بْنِ زَيْدٍ - وَابْنُ عُلَيَّة (2) ، عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ عَمْرِو (4) بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) أَرْحَمَ بالصَّغيرِ، وَكَانَ يَسْتَرضِعُ إبراهيمَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (5) ، عَنْ أيُّوب، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ عمرِو بنِ سَعِيدٍ، وحمَّادُ بنُ زَيْدٍ قصَّر بِرَجُلٍ (6) . 2268 - وسمعتُ أَبِي وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي عَدِيٍّ (7) ،   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2293) . (2) هو: إسماعيل بن إبراهيم. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2316) . ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (376) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4197) من طريق وهيب بن خالد، عن أيوب، به. ومن طريق أبي يعلى رواه أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (136) . (3) هو: ابن أبي تميمة السَّخْتياني. (4) في (أ) و (ش) و (ك) : «عمر» . (5) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2229) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4192) ، ومن طريقه أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (135) . (6) قال الدارقطني في "العلل" (4/21/ب: «يرويه أيوب السختياني، واختُلف عنه، فرواه وُهَيْب وَابْنُ عليَّة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أنس، وخالفهما حماد ابن زيد، فرواه عن أيوب، عن أنس لم يذكر بينهما أحدًا، والأول أصحُّ» . وانظر "تاريخ ابن معين" (4321/رواية الدوري) . (7) هو: محمد. الحديث: 2267 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 7 عَنْ حَبِيبِ بنِ الشَّهيد، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (1) : أنَّ ابْنَ الزُّبَير قال لعبد الله بْنِ جَعْفَرٍ: أتذكُرُ يومَ (2) تلقَّينا النبيَّ (ص) (3) ... ؟ وَرَوَاهُ شُعبة (4) ، عَنْ حَبيب بْنِ الشَّهيد، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة: أنَّ ابنَ الزُّبَير قَالَ لابْنِ عَبَّاسٍ: أتذكُرُ يومَ تلقَّينا النبيَّ (ص) (5) ، أَنَا وَأَنْتَ ... ؟ فَقَالَ أَبِي: يختلفونَ فِيهِ، يَقُولُونَ (6) : هَكَذَا وَهَكَذَا، وشُعبة حافظٌ (7) .   (1) هو: عبد الله بن عُبَيدالله بن أبي مليكة. (2) قوله: «يوم» سقط من (ف) . (3) وتتمته: «أنا وأنت وابن عباس؟ قال نعم، فحَمَلَنا وتَرَكَك» . (4) في (ك) : «رسول الله (ص) » . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/240 رقم 2146) . (6) في (ش) : «فيقولون» . (7) وقع في هذا الحديث اختلافان: الاختلاف الأول: في قائل: «أتذكر يوم تلقينا النبيَّ (ص) » أهو ابن الزبير أم ابن جعفر؟ ويتفرَّع عليه الخلافُ في قائل: «فحملنا وتركك» في آخر الحديث. فرواه البخاري (3082) من طريق يزيد بن زُريع وحميد ابن الأسود، عن حبيب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: قال ابن الزبير لابن جعفر ج: أتذكر إذ تلقَّينا رسولَ الله (ص) أنا وأنت وابن عباس؟ قال: نعم، فحَمَلَنا وتركَك. قال ابن حجر في "الفتح" (6/192) : «ظاهره أن القائل: "فحملنا" هو عبد الله بن جعفر، وأن المتروك، هو ابن الزبير» . اهـ. ورواه مسلم (2427) من طريق ابن عُلَيَّة وأبي أسامة، عن حبيب، عن أبي مليكة: قال عبد الله بن جعفر لابن الزبير: أتذكر ... فذكره. قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (7/438) : «وظاهره أن قائل هذا ابنُ الزبير، وأن ابن جعفر المتروك، ونحوه فى مسند ابن أبي شيبة؛ لكن البخاري والنسائي ذكرا الخبرَ على خلاف هذا مما هو الأشبه، وأن القائل أولاً: "أتذكر إذ تلقَّينا رسولَ الله (ص) ؟ " إنما هو ابن الزبير، ويكون القائل له: "نعم، فحَمَلَنا وتركَك" ابن جعفر، ويدلُّ على صحَّتِه ما ذكر مسلم بعده من الأحاديث عن عبد الله بن جعفر فانظرها، وإن لم يكن فيها لابن الزبير ذكر» . اهـ. وقال ابن حجر: «والذي في البخاري أصحُّ، ويؤيده ما تقدم في الحج عن ابن عباس قال: لما قدم رسول الله (ص) مكة استقبلته أُغيلمةٌ من بني عبد المطلب، فحمل واحدًا بين يديه، وآخر خلفه؛ فإن ابن جعفر من بني عبد المطلب بخلاف ابن الزبير، وإن كان عبد المطلب جدَّ أبيه لكنه جدٌّ لأمه» . اهـ. ويؤيده ما يأتي ذكره في الخلاف الثاني من حديث شعبة، وفيه قول ابن عباس لابن الزبير: «نعم، فحملني وفلانًا - غلامًا من بنى هاشم - وتركك» . قال ابن حجر: «وقد روى أحمد [1/203] الحديث عن ابن عليَّة فبيَّن سببَ الوهم ولفظه مثل لفظ مسلم؛ لكن زاد بعد قوله: " قال نعم ": قال: " فحملنا ". قال أحمد: وحدثنا به مرَّة أخرى فقال فيه: "قال نعم فحملنا"؛ يعني: وأسقط "قال" التي بعد "نعم". قلت: وبإثباتها توافق رواية البخاري وبحذفها تخالفها، والله أعلم» . اهـ. والاختلاف الثاني: ما ذكره المصنف من حديث شعبة، عن حبيب، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: شهدت ابن الزبير وابن عباس، فقال ابن الزبير لابن عباس: أتذكر حين استقبلنا رسول الله (ص) وقد جاء من سفر؟ فقال: نعم، فحملني وفلانًا - غلامًا من بني هاشم - وتركك. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 8 2269 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن عبد الله بْنِ بَزيع (2) ، عَنْ يزيدَ بْنِ زُرَيع (3) ، عَنْ شُعبة، عَنْ عَديِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَراء، عَنْ حَسَّانِ بْنِ ثَابِتٍ؛ قَالَ النبيُّ (ص) : اُهْجُوهُمْ (4) ، فَإِنَّ جِبْرِيلَ مَعَكَ؟   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2240) . (2) في (ك) : «يريع» . (3) قوله: «زريع» ، سقط من (ت) ، وتصحف في (ك) إلى: «رزيع» . (4) في (ك) : «اهجوكم» ، والمثبت من بقية النسخ، والجادَّة: «اُهْجُهُمْ» ؛ وما في النسخ صحيح في العربية على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) ، وقد وردت على الجادة في المسألة رقم (2240) . الحديث: 2269 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 9 قَالَ (1) أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: البَرَاء؛ أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لِحَسَّانٍ (2) . كَذَا حدَّثَناه محمَّد بن عبد الله بْنِ بَزيع. 2270 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عيسى بن عبد الله الأنصاريُّ - من وَلَدِ النعمان ابن بَشير (4) - عَنِ المُبارك بْنِ فَضَالَة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: ما عُرضَ على النبيِّ (ص) طِيبًا (5) فردَّهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُبارك، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنِ النبيِّ (ص) (6) .   (1) في (ش) : «فقال» . (2) في (ت) و (ك) : «حسان» . (3) انظر المسألة رقم (1417) . (4) روايته أخرجها الدولابي في "الكنى والأسماء" (2/133) ، وابن حبان في "الثقات" (8/492) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (227) . (5) كذا في جميع النسخ بالنصب، والجادَّة رفعُه على لغة الجمهور؛ لأنه نائب فاعل للفعل «عُرِضَ» ، وقد ورد على الجادَّة في جميع مصادر التخريج، لكنَّ ما في النسخ له وجه من العربية، وهو أنَّ الجار والمجرور «على النبي (ص) » هو نائب الفاعل، ويكون قوله: «طيبًا» مفعولاً به منصوبًا، وإنابة غير المفعول به عن الفاعل مع وجوده، عند بناء الفعل لما لم يُسَمَّ فاعلُه، جائز. وانظر التعليق على المسألة رقم (252) . (6) كذا في جميع النسخ: «إسماعيل بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » مرسلاً، ولم نقف عليه من هذا الوجه. والحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (2194) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/399) ، وأحمد في "مسنده" (3/226 و250 و261 رقم 13364 و13617 و13746) ، والبزار في "مسنده" (2984/كشف الأستار) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (3197) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (226) ، وابن الغطريف في "جزئه" (64) من طريق المبارك بن فضالة، عن إسماعيل بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، به. ومن طريق أبي القاسم البغوي رواه أبو محمد البغوي في "شرح السنة" (3171) ، و"الأنوار في شمائل النبي المختار" (1069) . قال البزار: «لا نعلمه يروى عن إسماعيل إلا من حديث مبارك» . ورواه البزار (2985/كشف الأستار) قال: سمعت محمد بن غالب يذكر عن محبوب بن موسى أبي صالح الفرَّاء، عن عبد الله بن المبارك، عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنِ إسحاق وإسماعيل ابني عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ، به. قال البزار: «إنما ذكرناه؛ لأن مباركًا لا نعلمه يروي عن إسحاق بن عبد الله، ولا نعلم أحدًا جمعهما إلا مبارك» . والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2582 و5929) من طريق ثمامة بن عبد الله، عن أنس أنه كان لا يرد الطِّيب، وزعم أن النبي (ص) كان لا يردُّ الطِّيب. الحديث: 2270 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 10 قال لأبي (1) : عيسى بن عبد الله (2) ؟ قَالَ: رَوَى عَنْهُ الوليدُ بنُ مُسْلِمٍ، وَهُوَ شيخٌ دمشقيٌّ ضعيفُ الحديث (3) . 2271 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه حمَّاد ابن مَسْعَدة (4) ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ (5) - أَوْ عَوْفٍ (6) - عَنْ أَبِي رَيْحَانة (7) ، عَنِ ابن عباس، عن   (1) كذا في جميع النسخ، ولعل «قال» محرفة عن «قلتُ» ، أو المراد: قال، أي: أحدُ التلاميذ، والله أعلم. (2) يعني: مَنْ عيسى بن عبد الله؟ وقال الدولابي في "الكنى والأسماء": «عيسى بن عبد الله هو أبو موسى الأنصاري» . (3) تقدَّم في المسألة رقم (1417) قول أبي حاتم عنه: «هو ذَاهِبُ الْحَدِيثِ، مجهولٌ، رَوَى عَنْهُ الوليد بن مسلم وبقيَّة» ! (4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (2820) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/240) من طريقه عن عَوْفٍ، عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ، عَنِ ابن عباس، به مرفوعًا. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/313) . قال أبو داود: «غندر أوقفه على ابن عباس» . (5) هو: عبد الله. (6) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي. (7) هو: عبد الله بن مطر. الحديث: 2271 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 11 النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ نَهى عَنْ تَعَاقُرِ الأَعْراب (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا - مرفوع (2) - باطلٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عبَّاس، قولَهُ (3) . ومعناه: أنَّ الأعرابَ كانَ (4) - فِي الجاهليَّة - يَقُولُ بعضُهُم لبعض: نَتَعاقَرُ إبلَنَا؛ إنْ كَانَ كذا وكذا؛ عَقَرْتَ مِنْ (5) إبلك (6) كذا، وإن لم يكُن، عقرتُ مِنْ إبلي كذا، وذلك عَلَى أن يَتَهاجَيَا على تَعاقُرِ الأعرابِ بينهما.   (1) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/272) : «هو عقرهم الإبلَ، كان يتبارى الرجُلان في الجُود والسَّخاء فيعقرُ هذا إبلاً ويعقرُ هذا إبلاً، حتى يُعَجِّزَ أحدهما الآخرَ، وكانوا يفعلونها رياءً وسمعة وتفاخُرًا، ولا يَقْصدون به وجهَ الله، فشبَّهه بما ذُبح لغير الله» . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، وأصل الكلام: هذا باطلٌ مرفوعًا. (3) رواه الحربي في "غريب الحديث" (3/992) : حدثنا أبو بكر بن الأسود، حدثنا غُندر، عن عوف، عن أبي ريحانة؛ كان ابن عباس يقول: لا تأكلوا من تَعاقُر الأعراب. اهـ. وتتمته عند غيره: «فإني لا آمنُ أن يكونَ مما أُهِلَّ به لغير الله» . ورواه ابن أبي شيبة في "تفسيره" - كما في "اقتضاء الصراط المستقيم" (2/567) لابن تيمية - قال: حدثنا وكيع، عن أصحابه، عن عوف الأعرابي، عن أبي ريحانة قال: سئل ابن عباس ... فذكره. (4) كذا في جميع النسخ، وفي هامش (ف) : «هكذا في أصله» ، ويتخرَّج على وجهين: الأول: على أنَّ اسم «كان» ضمير الشأن، والتقدير: «أنَّ الأعرابَ كان هو [أي: الشأن] : يقول بعضُهُم لبعض في الجاهليَّة ... إلخ» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (854) . والثاني: أن ضبطها «كانُ» وهي من باب الاجتزاء بالحركة عن الحرف، فالأصل: «كانُوا» ، ولكن اجتُزئ بضمة النون عن الواو، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (679) . (5) قوله: «من» من (ك) فقط. (6) في (ك) : «إبل» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 12 2272 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَنْبَسَة بن عبد الواحد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: إِيَّاكُمْ ومَجَالِسَ الطُّرُقِ، فإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَأَدُّوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ ... ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثَناه يزيدُ بنُ أَبِي يَزِيدَ القطَّان، عَنْ عَنْبَسَة. وَرَوَاهُ أَبَانُ (1) ، عَنْ قَتادة؛ أَنَّهُ بلغَه أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ ... . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قال: إنْ كان ذلك محفوظً (2) فَهُوَ حسنٌ، وما أخوفَني أن يكونَ قد أفسَدَ حديثُ أَبانَ ذَلِكَ الحديثَ. 2273 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الوهَّاب الخفَّاف (4) ، عَنْ سَعِيدٍ (5) ، عَنْ قَتادة، عن أنس: أنَّ (6) النبيَّ (ص) احتَجَمَ فِي رَأْسِهِ وَقَالَ: إِنَّ أَمْثَلَ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ؟   (1) هو: ابن يزيد العطَّار. (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب وهي لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (2476) ، وانظر المسألة رقم (2388) . (4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/447) ، والبزار في "مسنده" (3021/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (2831 و8225) ، والدارقطني في "العلل" (4/28/أ) . قال البزار: «لا نعلم أحدًا رَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ إلا سعيد، ولا عنه إلا عبد الوهَّاب، وعبد الوهَّاب ليس بالقوي في الحديث، وقد روى عنه أهل العلم» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ قتادة إلا سعيد، تفرَّد به عبد الوهَّاب بن عطاء» . (5) هو: ابن أبي عَروبة. (6) في (ف) : «عن» بدل: «أن» . الحديث: 2272 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 13 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ أَبَانُ، عَنْ قَتادة: أنَّ النبيَّ (ص) ... قلتُ لأَبِي: هَذَا خطأٌ؟ قَالَ: لا؛ لأنَّ مَعْمَرً (1) أَيْضًا قَدْ رَوَاهُ، عَنْ قَتادة، عن أنس، عن النبيِّ (ص) (2) . 2273/أ - قال أبومحمَّد (3) : قيل (4) لأبي زرعة: هُشَيمٌ (5) يروي   (1) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروفٌ، والجادَّة = = «معمرًا» بألف تنوين النصب، لكنها حذفت هنا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . ورواية معمر أخرجها أحمد في "مسنده" (3/164 رقم 12682) ، وأبو داود في "سننه" (1837) ، والنسائي في "سننه" (2849) ، والترمذي في "الشمائل" (358) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3041) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2659) ، وابن حبان في "صحيحه" (3952) ، والحاكم في "المستدرك" (1/453) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/339) ، والبغوي في "شرح السنة" (1986) ، و"الأنوار في شمائل النبي المختار" (1099) بلفظ: «أن النبيَّ (ص) احتجم وهو مُحرِمٌ على ظهر القدم من وَجَعٍ كان به» . قال أبو داود: «سمعتُ أحمد قال: ابن أبي عروبة أرسله؛ يعني: عن قتادة» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (10/154) . (2) قال الدارقطني في "العلل" (4/28/أ) : «يرويه عبد الوهَّاب بن عطاء واختُلف عنه؛ فرواه أحمد بن منيع واختُلف عنه أيضًا؛ فرواه محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو عبد الله بن عمير وأبو حامد الحضرمي، عن أحمد بن منيع، عن عبد الوهَّاب، عن شعبة. وخالفهم البغوي فرواه عن جده، عن عبد الوهَّاب، عن سعيد. وأخرج كتاب جدِّه وأنكر على من رواه عنه عن شعبة، وكذلك رواه غيرُ أحمد بن منيع، عن عبد الوهَّاب، عن سعيد أيضًا، وهو الصواب، حدثناه أبو حامد الحضرمي إملاءً، ثنا أحمد بن منيع، نا عبد الوهَّاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة، به» . (3) قوله: «قال أبومحمد» من (ف) فقط. (4) في (أ) و (ش) : «وقيل» بالواو. (5) هو: ابن بشير. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/162 رقم 17482) ، والحسين المروزي في "البر والصلة" (266) . ورواه أبو عبيد في "الأموال" (630) عن هشيم وإسماعيل بن علية، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، به مرسلاً. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33434) من طريق وكيع، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (450/بغية الباحث) من طريق سعيد بن عامر، كلاهما عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ، به مرسلاً. الحديث: 2273 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 14 عَنِ ابْنِ عَوْن (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِياض بْنِ حِمار (2) ؛ أَنَّهُ بَعَثَ إلى النبيِّ (ص) هَدِيَّةً قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ، فردَّهُ (3) عَلَيْهِ، وَقَالَ: إِنَّا لاَ نَقْبَلُ زَبْدَ (4) المُشْرِكِينَ. وَرَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ شُرَحْبيل (5) ، عن الصَّلْتِ ابن عبد الرحمن   (1) هو: عبد الله. (2) في (ت) و (ك) : «حماد» . (3) كذا في جميع النسخ، وفي رواية أبي عبيد وابن أبي شيبة: «فردَّها» ؛ وهي الجادة، وما في النسخ صحيحٌ في العربية، وفيه وجهان: الأول: أن الضمير مذكَّر، ويُجعل ذلك من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ والمراد: فردَّ العَطاءَ عليه، أو فردَّ المذكورَ عليه، أو نحوه. وانظر في الحمل على المعنى التعليق على المسألة رقم (270) . والثاني: أن الضمير مؤنَّث، والأصل: «فرَدَّها» ، لكن حذفت الألف، ونقلت فتحة الهاء إلى ما قبلها؛ فصارت: «فَرَدَّهْ» ، على لغة طيِّئ ولخم. انظر التعليق على المسألة رقم (235) . (4) في (أ) و (ف) : «زيد» . والزَّبْد - بسكون الباء الموحدة -: هو الرِّفْد والعَطاء. "النهاية" (2/293) . (5) هو: سليمان ابن بنت شرحبيل، وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/210) ، والطبراني في "الأوسط" (70) ، و"الصغير" (4) . قال العقيلي: «الصلتُ بن عبد الرحمن، عن الثوري مجهول، لا يتابعَ على حديثه» . وقال: «وقال أشعث ابن سوار وأبو بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عياض بن حمار المجاشعي. وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: عَنْ قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار نحوه، وكل هذه الأحاديث غير محفوظة، وأسانيدها متقاربة» . وقال الطبراني: «لم يَروه عن سفيان إلاَّ الصلت بن عبد الرحمن، تفرَّد به سليمان بن عبد الرحمن» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 15 الزُّبَيدي، عَنْ سُفيان الثَّوري، عَنِ ابْنِ عَوْن، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْران؛ قَالَ: بَعَثَ عِياضُ بْنُ حِمارٍ (1) إلى النبيِّ (ص) ... ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ هُشَيم، عَنِ ابْنِ عَوْن أشبهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّد (2) : وسألتُ أَبِي عنه؟ فَقَالَ: «حديثُ هُشَيمٍ الصَّحيحُ، والذي يقولُ: "عَنْ عِمْران"، فليس بشيء» ، وأنكَرَهُ جِدًّا. 2274 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه زياد ابن الرَّبيع (3) ، عَنْ عبَّاد بْنِ مَنْصُورٍ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) قال:   (1) في (ك) : «حماد» . (2) قوله: «قال أبو محمد» سقط من (ت) و (ف) و (ك) . (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3477) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/488/مسند ابن عباس) . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23673) ، وأحمد في "مسنده" (1/354 رقم 3316) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (574/المنتخب) ، والترمذي في "جامعه" (2053) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/136) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (1/488/مسند ابن عباس) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (330) ، والحاكم في "المستدرك" (4/209 و210) . قال الترمذي في "الجامع": «هذا حديث حسنٌ غريب لا نعرفه إلا من حديث عبَّاد بن منصور» . وروى العقيلي بإسناده إلى يحيى بن سعيد القطان أنه سأل عبَّاد بن منصور: «سمعتَ "مَا مَرَرْتُ بِمَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ ... "، و "النبي (ص) كان يكتحل ثلاثًا"؟ فقال: حدثني ابن أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس» . الحديث: 2274 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 16 مَا مَرَرْتُ بِمَلَأٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلاَّ كُلُّهُمْ يَقُولُ لِي (1) : عَلَيْكَ بِالحِجَامَةِ يَا مُحَمَّدُ؟ قَالَ (2) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. قَالَ (3) أَبِي: يُقالُ: إنَّ عبَّاد بْن مَنْصُور أخذ جُزءًا من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَين، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ فما كَانَ من المَناكِير فهو من ذاك. 2275 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه زياد ابن الرَّبيع (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّان، عن محمَّد ابْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ يُجْلِي البَصَرَ، ويُنْبِتُ الشَّعْرَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَمْ يَرْوه عَنْ محمَّد إلا الضعفاءُ (5) : إسماعيلُ بْن مُسْلِم (6) ونحوهٌ، ولعلَّ هشامَ بن حسان أخذه من   (1) قوله: «لي» سقط من (أ) و (ش) . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «فقال» . (3) في (ف) : «وقال» . (4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/195) . (5) في (ت) و (ك) : «الصعقل» . (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23475) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1085/المنتخب) ، وابن ماجه في "سننه" (3496) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/92) . ورواه الترمذي في "الشمائل" (52) ، و"العلل الكبير" (529) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2058) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (748/مسند ابن عباس) من طريق محمد بن إسحاق، والطبري أيضًا (766) من طريق قزعة بن سُوَيد، والطبراني في "الأوسط" (6151) من طريق سليمان بن خالد، وابن عدي في "الكامل" (3/304) من طريق سلام بن أبي خبزة، جميعهم عن محمد بن المنكدر، به. قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فلم يعرفه من حَدِيث مُحَمَّد بن إسحاق» . الحديث: 2275 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 17 إِسْمَاعِيل بْن مُسْلِم؛ فإنه كَانَ يُدَلِّس (1) . 2276 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي أُمَامة بن سَهْل؛ قال: أخبرني العباسُ - وزاد غيره (3) -: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنِ الرُّقَى حِينَ قَدِمَ المدينةَ. قَالَ أَبُو حَفْص عَمْرُو بْنُ عليٍّ (4) : الحديثُ عَنْ أَبِي أُمامة، وقولُهُ: «أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ» كلامُ ابْنِ جُرَيج (5) ؟ قَالَ أَبِي: هُوَ كَمَا قَالَ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، والعباسُ شيخٌ لابْنِ جُرَيج، وَلَيْسَ هو بالعباس ابن عبد المُطَّلب. قَالَ أَبُو محمَّد (6) : وحدَّثنا بهذا الْحَدِيثِ أحمدُ بنُ عِصَامٍ، عَنْ رَوْح (7) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْعَبَّاسُ - وَزَادَ عَلَيْهِ غَيْرُهُ - عَنِ ابْنِ شِهاب، عَنْ رَجُل مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ: أنَّ النبيَّ (ص) نَهى عَنِ الرُّقى حِينَ قَدِمَ المدينةَ؛ فقد بيَّن هَذَا الحديثُ علَّةَ حديث أبي عاصم.   (1) ويؤيِّد ما ذهب إليه أبو حاتم أن الطبراني روى الحديث في "الأوسط" (6056) من طريق زِيَادُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ هِشَامِ بن حسان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ هشام بن حسان إلا زياد بن الربيع» . (2) هو: الضحَّاك بن مَخْلَد. (3) سيأتي ما يوضح السياق في هذه الرواية. (4) هو: الفَلاَّس. (5) قوله: «ابن جريج» سقط من (أ) و (ش) . (6) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط. (7) هو: ابن عُبادة. الحديث: 2276 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 18 قَالَ أَبُو مُحَمَّد: وذُكِرَ لي أنَّ أَبَا مسعودِ بنَ الفُراتِ أدخل هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي عَاصِم فِي مسند العباس بْن عبد المُطَّلب، ووَهِمَ فيه. 2277 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ زُرَيع (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) كَوَى أَسْعَدَ بْنَ زُرارَة مِنَ الشَّوكَة (3) ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، أخطَأَ فِيهِ مَعْمَر؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري (4) ، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل (5) : أنَّ النبيَّ (ص) كَوَى أسعَدَ، مُرسَلً (6) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2489) . (2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2050) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3528) ، وابن حبان في "صحيحه" (6080) ، والحاكم في "المستدرك" (3/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/342) . وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/27) من طريق جرير بن حازم، عن معمر، به. (3) الشَّوكة: داءٌ يكونُ منه حُمرةٌ تعلو الوجهَ والجسدَ. انظر "النهاية" (2/510) . (4) روايته على هذا الوجه أخرجها معمر في "جامعه" (19515/مصنف عبد الرزاق) عن الزهري، به. ومن طريق معمر أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/611) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/610) من طريق صالح بن كيسان، والحاكم في "المستدرك" (4/214) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (24/61) من طريق يونس بن يزيد، وابن عبد البر أيضًا في "التمهيد" (24/61) ، وفي "الاستذكار" (27/40) من طريق ابن جريج، ثلاثتهم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سهل، به. (5) هو: أسعد بن سهل بن حنيف، معدود في الصَّحابة، له رؤية ولم يسمع من النبيِّ (ص) . (6) أخرج ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/392) هذا الحديث من طريق العباس بن يزيد البحراني، عن يزيد ابن زُرَيْعٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن أنس، ثم قال: «قال العباس: وهذا مما غلط فيه معمر بالبصرة؛ وذلك أنه لم يكن معه كتاب فغلط في هذا ... قال عبد الرزاق: فلما قدم علينا قال: إني قد غلطت بالبصرة في حديثين حدثتهم، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ أَنّ النبي (ص) كوى أسعد بن زرارة، وإنما حدثنا الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل، مرسل» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/24 ب - 25/أ) : «يرويه مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ حدَّث به بالبصرة، ووهم فيه، والصحيح: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سهل: أن النبي (ص) كوى أسعد بن زرارة» . وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (24/60) : «قد روي مسندًا من حديث ابن شهاب، عن أنس؛ إلا أنه لم يروه بهذا الإسناد عن ابن شهاب إلا معمر وحدَه، وهو عند أهل الحديث خطأ، يقولون: إنه مما أخطأ فيه معمر بالبصرة، ويقولون: إن الصَّواب في ذلك حديثُ ابن شهاب، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سهل بن حنيف» . وقال ابن رجب في "شرح علل الترمذي (2/603) : «مما اختلف فيه باليمن والبصرة حديث: أن النبي (ص) كَوَى أَسْعَدَ بْنَ زُرَارَةَ مِنَ الشوكة؛ رواه باليمن عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سهل مرسلاً، ورواه بالبصرة عن الزهري، عن أنس، والصَّواب المرسل» . وقوله: «مرسل» يجوز نصبه على الحال، ويجوز رفعه على أنه خبر ثان. انظر تعليقنا على المسألة رقم (85) . الحديث: 2277 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 19 2278 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا عَمْرُو ابن عليٍّ الصَّيْرفي (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو عَاصِمٍ (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ أَبِي الزُّبَير (3) ، عَن جَابِر: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهى أَنْ يَنتعِلَ الرجلُ قَائِمًا، أَوْ يَشتَمِلَ (4) الصَّمَّاءَ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: ثُمَّ رجَعَ أَبُو (5) حَفْص عَنْ قَوْلِهِ: نَهَى أنْ يَنتعِلَ الرجلُ قَائِمًا، وَكَانَ قَدِيمًا حدَّثنا به.   (1) هو: الفلاَّس؛ أبو حفص. (2) هو: الضَّحاك بن مَخْلَد. (3) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (4) في (ك) : «يشتمد» . وانظر التعليق على المسألة رقم (544) . (5) قوله: «أبو» سقط من (ش) . الحديث: 2278 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 20 2279 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ أَبِي الوَزير (2) ، عَنْ موسى بن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شَيْبَة الحَجَبي (3) ، عَنْ عَمِّه (4) ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : ثَلاَثَةٌ يُصَفِّيِنَ لَكَ وُدَّ أَخِيكَ، تُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ، وتُوَسِّعُ (5) لَهُ فِي المَجْلِسِ، وتَدْعُوهُ بِأَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَيْهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ، وموسَى ضعيفُ الْحَدِيثِ (7) .   (1) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/326 و340) ، والذهبي في "الميزان" (4/213) . (2) هو: محمد بن عمر بن مطرف. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/352) ، والطبراني في "الأوسط" (8369) ، والدارقطني في "الأفراد" (258/ب/أطراف الغرائب) ، وابن جُمَيع الصيداوي في "معجم شيوخه" (ص 246-247) ، والحاكم في "المستدرك" (3/429) ، وتمَّام في "فوائده" (1172 و1173/الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/377) . ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في "الآداب" (229) . قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ موسى بن عبد الملك إلا إبراهيم بن أبي الوزير» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به موسى بن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ شيبة» . (3) في (ك) : «الحجين» . وهو: شيبة بن عثمان. (4) هو: عثمان بن طلحة. (5) في (ك) : «يوسع» . (6) ضبَّب ناسخ (ف) على آخر كلمة: «منكر» ، وليس فيها ما يشكل، إلا أن يكون بسبب بياض يسير بينها وبين قوله: «وموسى» ، فخشي أن يلحق فيه شيء، والله أعلم. (7) قال الدارقطني في "العلل" (1194) : «يَرْوِيهِ حمَّاد بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عبد الملك بن عمير، عنه. ورواه موسى بن عبد الملك بن عمير، عن أبيه فقال: عَنْ شَيْبَة الحَجَبي، عَنْ عَمِّهِ. قاله أبو المطرف بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ، عَنْ مُوسَى ابن عبد الملك، فإن كان حفظَه فقد وصل إسناده وأغربَ به، والله أعلم» . الحديث: 2279 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 21 2280 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عامرٍ العَقَديُّ (1) ، عَنْ إِسْرَائِيلَ (2) ، عن (3) عبد العزيز بْنِ حَكِيم، عَنْ إِدْرِيسَ؛ قَالَ: رأيتُ ابْنَ الحنفيَّة (4) يَخضِبُ بالحِنَّاء والكَتَم (5) ، فقلتُ (6) لَهُ: أَكَانَ عليٌّ يَخضِبُ (7) ؟ قَالَ: لا؟ إِنَّمَا هُوَ (8) : أَبُو إِدْرِيسَ (9) . 2281 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَبَّان بْنُ هِلالٍ (10) ، عَنْ هَارُونَ المُقرئ (11) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَشْعَث [الحُمْلي] (12) أبو عبد الله؛   (1) هو: عبد الملك بن عمرو. (2) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السَّبيعي. (3) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (4) هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن أبي طالب. (5) الكَتَمُ بفتحتين: نبتٌ فيه حُمرَةٌ يُخْلَط بالوَسِمَة، ويُخْتَضَبُ به للسَّوادِ. "المصباح المنير" (ك ت م/2/525) . والوَسِمَةُ: نبتٌ يُخْتَضَبُ بورقه أيضًا. انظر المصدر السابق (وس م/2/660) . (6) في (ت) و (ك) : «فقالت» . (7) في (ك) : «يخطب» . (8) كذا في النسخ! ومن الواضح أنه سقط منه قوله: «قال أبي» قبل قوله: «إنما هو» . (9) رواه ابن سعد في "الطبقات" (5/114) عن عُبَيدالله ابن موسى والفضل بن دكين قالا: حدثنا إسرائيل، عن عبد العزيز بن حكيم، عن أبي إِدْرِيسَ قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ يخضِبُ بالحنَّاء والكَتَم، فَقُلْتُ لَهُ: أَكَانَ عَلِيٌّ يخضِبُ؟ قَالَ: لا، قلت: فما لك؟ قال: أتشبَّب به للنساء. (10) روايته أخرجها البخاري "التاريخ الكبير" (1/433) . (11) في (ك) : «المقبري» . وهو: هارون بن موسى الأزدي النَّحْوي. (12) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «الجملي» بالجيم، وهو: أشعث بن عبد الله بن جابر الحُدَّاني، وقد يُنسَب إلى جدِّه وهو الحُمْلي. انظر "الإكمال" لابن ماكولا (2/253) ، و"التقريب" لابن حجر. الحديث: 2280 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 22 قَالَ: سمعتُ أنسَ بنَ مَالِكٍ، يقولُ: قال (1) رسولُ الله (ص) : إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ؛ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ بُورِكَ لَهُ؛ فِي أَوَّلِهِ أَوْ فِي آخِرِهِ؟ قَالَ أَبِي: أَشْعَثُ هو [الحُدَّاني] (2) . قلتُ: ما حالُهُ؟ قَالَ: شيخٌ كَانَ أعمَى. 2282 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثه بَشَّار بْنُ عُمَرَ الخُرَاساني (3) بِمِصرَ سنةَ سِتَّ عَشْرَةَ (4) ومئتين؛ قَالَ: حدَّثنا حُمَيد الطَّويل، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: ملعونٌ ملعونٌ (5) مَنْ أحاطَ عَلَى مَشْرَبةٍ، أَوْ بَاعَدَ مَقْرَبَةً. فسُئِلَ حُمَيدٌ الطَّويل: ما المَشْرَبَةُ؟ فَقَالَ (6) : بئرُ ماءٍ يَشربَُ منه الناسُ، فضرَبَ عليه خِباءَهُ أو قُبَّتَهُ، وأمَّا المَقْرَبَةُ (7)   (1) في (أ) و (ش) : «قال قال» . (2) في جميع النسخ: «الحراني» ، والتصحيح من المصادر السابقة. (3) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/416) : «نزيل مصر، روى عن حميد الطويل حديثًا منكرًا، سمع منه أبي بمصر سنة عشر ومئتين، خطَّ أبي على حديثه ولم يحدِّث عنه» . (4) في (ك) : «ستة عشر» . (5) ضبَّب ناسخُ (ف) على «ملعون» الثانية. (6) في (ت) و (ك) : «قال» . (7) قال ابنُ الأَثِير في النهاية (4/34) : «وفيه: مَنْ غَيَّرَ المَطْرَبَةَ والمَقْرَبَةَ، فعليه لَعْنَةُ اللهِ» ، والمَقْرَبَةُ: طريقٌ صغير يَنْفُذُ إِلى طريقٍ كبيرٍ، وجمعها: المَقَارب، وقيل: هو من القَرَبِ، وهو السَّيْرُ باللَّيْل، وقيل: السَّيْرُ إِلى الماءِ، ومنه الحديث: ثلاثٌ لَعِيناتٌ: رَجُلٌ غَوَّرَ طَرِيقَ المَقْرَبَة» . اهـ. وانظر "تاج العروس" (قرب) . الحديث: 2282 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 23 فطريقٌ كان يَختَصِرُه (1) قطعها عَنْ مَمَرِّ الناسِ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2283 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ حمَّاد أَبُو عَتَّاب (3) ، عَنْ عيسى بن عبد الرحمن السُّلَمي؛ قَالَ: حدَّثني عَدِي بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ البَرَاء (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ، إِنَّ فُلاَنًا هَجَانِي وهُوَ يَعْلَمُ أَنِّي لَسْتُ بِشَاعِرٍ فَأَهْجُوَهُ (5) ، فَالْعَنْهُ عَدَدَ مَا هَجَانِي؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوونه عَنْ عَديٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) مُرسَلاً، بلا «بَرَاء» . 2284 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه سعيدُ ابنُ بَشير (6) ، عن   (1) في (ك) : «مختصرة» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2557) ، وفيها زيادة في أولها. (3) روايته أخرجها الروياني في "مسنده" (382) ، وابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/287) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (1/ل 187) . ومن طريق الروياني رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (46/118) . ورواه الطحاوي في "شرح المشكل" (3332) من طريق أحمد بن المفضل الحفري، عن عيسى بن عبد الرحمن، به. واللفظ في بعض مصادر التخريج: «اللهم إن عمرو بن العاص هَجاني ... » . قال الذهبي في "الميزان" (3/318) بعد أن ذكر رواية الروياني: «يعني: قبل أن يُسْلِم، والحديث منكر» . وقال ابن عساكر: «في إسناده مقالٌ، وهذا قبل إسلامه، والإسلام يَجُبُّ ما قَبْلَه» . (4) في (ف) : «أنس» بدل: «البراء» . (5) قوله: «أَهْجُوَهُ» منصوبٌ بعد فاءِ السببيَّة؛ لسبقه بنفيٍ محضٍ، انظر المسألة (189) . (6) روايته أخرجها أبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (746) ، والطبراني في "الكبير" (1/260 رقم 757) ، و"الصغير" (687) ، و"مسند الشاميين" (2586) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/169) ، وتمَّام في "فوائده" (713/الروض البسام) . واقتصر الطبراني في رواياته على الشطر الثاني حسبُ. قال الطبراني: «لم يَروه عن قتادة إلا سعيد، تفرَّد به أبو الجماهر» . الحديث: 2283 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 24 قَتادة؛ قَالَ: أُراه عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ (1) لَقَبِلْتُ، ولَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَكَانَ يَأْمُرُ بالهديَّة صِلَةً بين الناس، وقال: لو قد أَسْلَمُوا، تَهَادَوا مِنْ غَيْرِ جُوعٍ؟ قَالَ أَبِي: أولُ الحديثِ رَوَاهُ أَبَانُ (2) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ، وَلَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ. وَأَمَّا الكلامُ الأخيرُ: فَإِنَّمَا يُروى عَنْ قَتادة، عَنِ الْحَسَنِ؛ أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (3) .   (1) الكُرَاع: من الغَنَم والبَقَر بمنزلة الوَظيفِ من الفَرَس، وهو مُسْتَدَقُّ الساعد. وقال ابن فارس: الكُرَاعُ من الدَّوابِّ ما دونَ الكَعْب، ومن الإنسان ما دون الرُّكْبَة. انظر "المصباح المنير" (ك ر ع/2/531) . (2) هو: ابن يزيد العطار. وتابعه على روايته هذه: سعيد ابن أبي عروبة، وروايته أخرجها ابن سعد في = = "الطبقات" (1/389) ، وأحمد في "مسنده" (3/209 رقم 13177) ، والترمذي في "جامعه" (1338) ، و"الشمائل" (337) ، وابن حبان في "صحيحه" (5292) ، والضياء في "المختارة" (7/19) . قال الترمذي: «حديث أنس حسن صحيح» . (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، انظر تعليقنا على المسألة (34) . والحديث رواه المروزي في "البر والصلة" (249 و257) من طريق يونس، عن الحسن، به مرسلاً. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 25 2285 - وسألتُ (1) أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ مُوسَى بْنُ أيُّوب (2) ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ أَبِي الأَشْعَث الصَّنعاني (3) ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو، يرفعُه، قَالَ: مَنْ قَرَضَ بَيْتَ شِعْرٍ بَعْدَ العِشَاءِ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاَةٌ حَتَّى يُصْبِحَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ الناسُ يَرْوُونَ هَذَا الحديثَ، لا يَرْفعونَهُ يقولون: عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو فقَطْ (4) . قلتُ: الغَلَطُ ممَّن هو؟ قَالَ: من مُوسَى، لا أدري من أينَ جاء بهذا مرفوعً (5) .   (1) نقل هذا النص بتمامه ابنُ حجر في "القول المسدد" (ص37) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (1238) . ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (60/339) . (3) هو: شَراحيل بن آدةَ. (4) الحديث رواه المروزي في "كتاب الصلاة"- كما في "اللآلئ المصنوعة" (1/218) للسيوطي - قال: حدثنا إسحاق، أنبأنا الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بن أبي السائب قال: سمعت أبا الأشعث الصنعاني يقول: سمعت عبد الله بن عمر (كذا) به موقوفًا. قال المعلمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص295) : «مراد أبي حاتم أن صواب الرواية عن الوليد بن مسلم هي رواية الوقف، فأما صحَّة الخبر عن عبد الله بن عمرو ففيها نظر؛ لأن الوليد ابن مسلم مدلِّس ولم يصرِّح بالسماع» . اهـ. تنبيه: لم نقف على هذا الحديث في المطبوع من "تعظيم قدر الصلاة" للمروزي، وقد نبَّه محقق الكتاب (ص 75) على وجود نقصٍ في الكتاب من آخره، فلعلَّ هذا منه، والله أعلم. (5) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 2285 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 26 2286 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ أَبِي الفَضْل (3) ، عَنْ مَكحُول (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مِنْ سَعَادَةِ المَرْءِ خِفَّةُ لِحْيَتِهِ. قلتُ لأَبِي: مَنْ أَبُو الفَضْل هَذَا؟ قَالَ: شيخٌ مجهول. وقال (5) أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ باطلٌ. 2287 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأوزاعيُّ (7) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سُلَيمان بْنِ يَسَار، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) : اصْبُغُوا اللِّحَى، وخَالِفُوا اليَهُودَ؟ قَالَ أَبِي: وَهِمَ الأوزاعيُّ فِي هَذَا الحديث؛ الناسُ يقولون: عن   (1) نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (7/92) حكم أبي حاتم على هذا الحديث. (2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الجوهري - كما في "اللآلئ المصنوعة" للسيوطي (1/120) -، من طريق سويد بن سعيد، عن بقية، به. ومن طريق الجوهري رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (345) وقال: «هذا الحديث لا يصحُّ» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (193) . (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن الفضل» . وهو: بحر بن كُنَيز. انظر "ميزان الاعتدال" (1/298) . (4) هو: أبو عبد الله الشامي. (5) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (6) تقدمت هذه المسألة برقم (1452) . (7) هو: عبد الرحمن بن عمرو. الحديث: 2286 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 27 الزُّهري (1) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (2) . 2288 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ لَهِيعَة (4) ، عَنْ (5) جميلٍ الحَذَّاء، عن سَهْل ابن سعد، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو (6) : اللَّهُمَّ، لاَ تُدْرِكْنِي زَمَانًا فِيهِ قَوْمٌ لاَ يَتَّبِعُونَ العَلِيمَ، وَلا يَسْتَحْيُونَ الحَلِيمَ (7) ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ العَجَمِ، وأَلْسِنَتُهُمْ أَلْسِنَةُ العَرَبِ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا قُتَيبة (8) ، عَنْ بَكْرِ بنِ مُضَر، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَمِيلٍ: أنَّ (9) النبيَّ (ص) .   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري (3462) من طريق صالح بن كيسان، عنه، به. (2) كذا قال أبو حاتم هنا بينما صحَّح في المسألة رقم (1452) روايةَ ابن عيينة التي جمَعَ فيها بين سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، وَأَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن؛ فقال هناك: «قد جُمِعَا، وهو صحيحٌ» . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (2755) . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/340 رقم 22879) ، والروياني في "مسنده" (1116) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 275-276) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (221) . (5) قوله: «عن» سقط من (ك) . (6) في جميع النسخ،: «يدعوا» بألف بعد الواو، وهو رسم قديم، وقد تقدم تعليقنا عليه في المسألة رقم (1025) . (7) الفعل: «استَحْيا» يتعدَّى بنفسه وبالحرف، فيقال: اسْتَحْيَيْتُ منه واسْتَحْيَيْتُه. انظر "المصباح المنير" (ح ي ي/1/160) . (8) هو: ابن سعيد. (9) في (ش) : «عن» . الحديث: 2288 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 28 قَالَ أَبِي: هَذَا الصَّحيحُ؛ لأَنَّ عَمْرًو (1) أحفظُ مِنِ ابنِ لَهِيعَة وأتقنُ (2) . 2289 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالدُ بنُ يزيد الأزرق (3) - والدُ محمود بن خالد - عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ أَبِي الأَحْوَص الجُشَمي (5) ، عن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ ضَمِنَ لِي سِتًّا، ضَمِنْتُ لَهُ الجَنَّةَ: إِذَا حَدَّثَ (6) صَدَقَ ... ؟ قَالَ (7) أَبِي: رأيتُ هَذَا الحديثَ فِي روايةِ بعضِ الثِّقات، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّهُ بلَغَهُ عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهَذَا أشبهُ. 2290- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَروَانُ بْنُ محمَّد الطَّاطَري؛ قَالَ: حدَّثنا ابنُ لَهِيعَة (8) ؛ قال: حدَّثنا عُبَيدالله بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ بُكير بن عبد الله بْنِ الأشَج، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ المَديني، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:   (1) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف منوَّن تنوينَ النصب، لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، ولو جاء على الجادَّة لقيل: «عَمْرًا» بالألف مع حذف الواو. (2) وقال في المسألة رقم (2755) : «هذا وهمٌ وهو من تخاليط ابن لهيعة ... » . وقال ابن يونس في "تاريخ مصر": «جميل بن سالم مولى أسلم يُكنى أبا عروة، رَوَى عَنْهُ عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وابن لهيعة، وحديثُه عن سهل معلول» . نقله ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (149) . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (1371) . (3) قوله: «الأزرق» سقط من (ك) . (4) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (5) هو: عَوْف بن مالك. (6) في (ف) : «إذا أحدث» ، وهو خطأ. (7) في (ف) : «وقال» بالواو. (8) في (ف) : «ابن أبي لهيعة» . الحديث: 2289 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 29 قال رسولُ الله (ص) : إِذَا سَأَلَ أَحَدُكُمُ الرِّزْقَ، فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ يَسْأَلُ، ولْيَسْأَلِ اللهَ مَا يَنْفَعُهُ ولاَ يَضُرُّهُ؛ فَإِنَّمَا يَرْزُقُ الحَلاَلَ والحَرَامَ اللهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جدا، وكان مروانُ (1) تأخَّر سماعُهُ من ابْن لَهِيعَة، فهو يحدِّث بمثلِ هَذَا. قلتُ لأَبِي: فأبو إِسْحَاق المَدينيُّ من هو؟ قَالَ: يقال له: الدَّوْسيُّ (2) ، هو (3) معروفٌ. 2291- وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (5) ، عن عُمارَة ابن القَعْقاع، عَنْ أَبِي زُرْعة (6) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) : لاَ عَدْوَى، ولاَ هَامَةَ (7) ، ولاَ صَفَرَ (8) ؟   (1) في (ش) : «ومروان» . (2) انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (9/333) . (3) في (ش) : «وهو» . (4) ستأتي هذه المسألة برقم (2313) و (2343) . (5) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (1150) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/308) ، وابن حبان في "صحيحه" (6118) . (6) هو: ابن عمرو بن جرير، قيل اسمه: هرم، وقيل غير ذلك. (7) قال ابن الجوزي في "غريب الحديث" (2/501) : «أما قوله: "لا هامة" بالتخفيف: فإن العرب كانت تقول: يخرجُ من هامَة القتيل طائرٌ فلا يزالُ يقول: اسقُوني اسقُوني، حتى يُقتَلَ قاتلُهُ، فسمَّوا ذلك الطائرَ هامَةً. وقال أبو عبيد: كانوا يقولون: تصيرُ عظامُ الموتى هامَةً فتطير، وكانوا يسمُّون ذلك الطائرَ الصَّدِيَّ، فأبطَلَ رسولُ الله (ص) ذلك» . (8) قوله: «لا صَفَر» فُسِّر تفسيرين: الأول: أن «الصَّفَر» فيما تزعمُ العربُ: حيَّةٌ في البطن تعَضُّ الإنسانَ إذا جاعَ، واللَّذْعُ الذي يجدُهُ الإنسان عند الجُوع من عضِّها. فقول النبي (ص) : «لا صَفَر» إبطالٌ لهذا الزعم. انظر "الصحاح" للجوهري (ص ف ر/2/714) . والثاني: أنه أراد بالصَّفَر: النَّسيءَ الذي كانوا يفعلونَه في الجاهليَّة، وهو: تأخيرُهم المحرَّمَ إلى صَفَر في تحريمه، ويجعلون صَفَرًا هو الشهر الحرام، فأبطله النبيُّ (ص) . انظر "اللسان" (ص ف ر/4/463) . الحديث: 2291 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 30 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، وَهِمَ فِيهِ ابنُ عُيَينة، رَوَاهُ الثَّوري (1) ، عَنْ عُمارَة (2) ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عن رجُلٍ، عن عبد الله (3) ، عن النبيِّ (ص) . 2292 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو ضَمْرَة (4) ، عَنْ عبد الله بن عبد العزيز (5) ، عَنِ ابْنِ شِهَاب (6) ، عَنْ عَطَاء ابن يَزِيدَ اللَّيثي، عَنْ أَبِي أيُّوب، عن النبيِّ (ص) : لاَ تَهَاجَرُوا، ولاَ تَدَابَرُوا (7) ،   (1) روايته أخرجها ابن طهمان في "مشيخته" (85) ، وأحمد في "مسنده" (1/440 رقم4198) ، والترمذي في "جامعه" (2143) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/308) . ورواه أبو يعلى في "مسنده" (5182) من طريق جرير، عن عمارة، به. ورواه الطحاوي (4/308) من طريق سعيد بن مسروق الثَّوْرِيُّ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زرعة، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله (ص) ، عن ابن مسعود، به. كذا وقع في المطبوع: «عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ الله (ص) » !؛ والحديث ذكره ابن حجر في "إتحاف المهرة" (16/51) وفيه: «عن رجل» فقط، ولم يذكر: «من أصحاب رسول الله (ص) » . (2) في (ف) : «عن أبي عمارة» . (3) هو: ابن مسعود ح. (4) هو: أنس بن عياض. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/145 رقم 3957) ، وابن عدي في "الكامل" (4/157) . (5) هو: الليثي. (6) في (ف) : «عن أبي شهاب» . (7) الأصل في اللغة أن يقال: «لا تتَهَاجَرُوا، ولاَ تتَدَابَرُوا» ، لكن حذفت هنا إحدى التاءين تخفيفًا. انظر التعليق على المسألة رقم (388) . الحديث: 2292 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 31 وكُونُوا (1) عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، هِجْرَةُ المُؤْمِنِ ثَلاَثًا (2) ؛ فَإِنْ تَكَلَّمَا وإلاَّ أَعْرَضَ اللهُ عَنْهُمَا حَتَّى يَتَكَلَّمَا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كلامُ الأوَّل (3) صحيحٌ، يخالفونَ أَبَا ضَمْرَة فِي آخرِهِ يقولون: عن عبد الله بن عبد العزيز (4) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ عَطاء بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي أيُّوب؛ وَهَذَا الصَّحيحُ. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الخطأُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: من عبد الله بن عبد العزيز. ثم قال: عبد الله بن عبد العزيز ليس بالقويِّ. سألتُ أبي عن هذا الحديث؟   (1) في (ت) و (ك) : «تكونوا» . (2) كذا في جميع النسخ، ومصادر التخريج، وهو صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على أنَّه ظرفٌ سدَّ مَسَدَّ الخبر، وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (827) . (3) قوله: «كلامُ الأوَّل» جادَّته: الكلامُ الأوَّلُ، على الوصف، لكن ما في النسخ صحيح، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته، وقد أجازه الكوفيُّون، وتقدَّم بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (505) . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/150 رقم 3974) من طريق عاصم بن يزيد قال: حدثني عبد الله ابن عبد العزيز، به بلفظ: «لا تقاطعوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إخوانًا، هجرة المؤمنين ثلاثًا، فإن لم يتكلَّما أَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُمَا حَتَّى يتكلَّما» . قال الدارقطني في "الأفراد" (261/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به عبد الله بن عبد العزيز، عن سُليمان ابن عطاء، عن أبيه» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 32 فقال: لا تَشتغل (1) بحديثِ عبد اللهِ بنِ عبد العزيز، ليس عبد الله فِي هَذَا الوزن أن يُشتغلَ بخطئه، عامَّة حديثه عَلَى هَذَا. 2293 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ - أَخُو حمَّاد بْنِ زَيْدٍ - وابنُ عُلَيَّة، عَنْ أيُّوب، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) أَرْحَمَ بالصَّغيرِ، وَكَانَ يَسْتَرضِعُ إبراهيمَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أيُّوب، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، وحمَّاد بْنُ زَيْدٍ قصَّر بِرَجُلٍ. 2294 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ محمَّد بْنُ سَعِيدِ بْنِ زِيَادٍ الأثْرَم (3) ، عَنْ هَمَّامٍ (4) ، عَنْ ثَابِتٍ (5) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ وجَارُهُ جَائِعٌ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا، ومحمدُ ابنُ زياد الأثْرَم ليِّنُ الحديث (6) .   (1) كذا في (ت) و (ك) ، وأهملت التاء في بقيَّة النسخ. (2) تقدمت هذه المسألة برقم (2267) . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/259 رقم 751) . (4) هو: ابن يحيى. (5) هو: ابن أسلم البُناني. (6) نقل البرذعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/490) عن أبي زرعة أن هذا الحديث مما أُنكر على محمد بن سعيد الأثرم. الحديث: 2293 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 33 2295- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو زُكَيرٍ يَحْيَى بْنُ محمَّد بْنِ قَيْس المَدَني (2) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو، سمعتُ أنس (3) ، يقول: عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَسْتُ مِنْ دَدٍ، وَلاَ دَدٌ (4) مِنِّي؟   (1) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/366) . (2) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (785) ، والبزار في "مسنده" (2402/كشف الأستار) ، والدولابي في"الكنى والأسماء" (1/79) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/427) تعليقًا، وابن عدي في "الكامل" (7/243) ، والطبراني في "الأوسط" (413) ، والدارقطني في "الأفراد" (955/أطراف الغرائب/العلمية) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/217) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/369) . قال العقيلي في ترجمة يحيى بن محمد: «تابعه عليه من هو دونه» . وقال البزار: «لا نعلمه يُروى إلا عن أنس، ولا نعلم رواه عن عمرو إلا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عمرو بن أبي عمرو إلا أبو زُكَير» . وقال الدارقطني: «غريبٌ من حديث عمرو عنه، يرويه أَبُو زُكَير يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بن قيس، عنه» . (3) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف منوَّن، لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، وانظر المسألة رقم (195) . (4) كذا ضبطت في (ف) بضمتين، وهي كذلك في كتب الحديث والمعاجم، واللفظ في بعض مصادر التخريج: «ولا الدَّدُ مني» ، قال في "النهاية" (2/109) : «التقدير: لست من أهل دَدٍ، ولا الدَّدُ من أشغالي» . والدَّدُ، أصله: الدَّدَنُ، قال عدي بن زيد [من الرمل] : أَيُّهَا القَلْبُ تَعَلَّلَ بِدَدَنْ إنَّ هَمِّي في سَمَاعٍ وأَذَنْ ويقال فيه أيضًا: الدَّدَا، مقصورًا. وهو: اللهو واللعب. انظر "سر صناعة الإعراب" (2/547) ، وانظر اللغات الثلاث في «الدد» في "لسان العرب" (13/152) . الحديث: 2295 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 34 قَالا: يَعْنِي: لستُ من الباطِلِ، ولا باطلَ مني. وقالا: هكذا رَوَاهُ أَبُو زُكَير (1) . وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدي (2) ، عَنْ عَمْرٍو (3) ، عن المُطَّلب بن عبد الله، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفيان، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما عندك أشبهُ؟ قَالَ: اللَّه أعلم، ثم تفكَّر ساعة، فَقَالَ: حديثُ الدَّراوَرْديِّ أشبهُ. وسألتُ أَبِي؟ فَقَالَ: حديثُ معاويةَ أشبهُ (4) . 2296 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ (5) ، عن الحارث بن عبد الرَّحيم (6) بْنِ أَبِي ذُباب، عَنْ أَبِي سَلَمة (7) ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «زكين» . (2) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها الطبراني في"الكبير" (19/343 رقم794) . (3) هو: عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حَنْطَب. (4) قال الدارقطني في "العلل" (4/21/ب -22/أ) : «اختُلف فيه على عمرو بن أبي عمرو، فرواه أَبُو زُكَير يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو، عن أنس. ورُوي عَنِ الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أبي عمرو، عن المطَّلب بن عبد الله بن حنطب مرسلاً، والمرسلُ أشبه» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني (2453) . (5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/272) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7614) . (6) كذا في جميع النسخ، وصوِّب قوله: «الرحيم» في هامش (أ) و (ش) إلى «الرحمن» بخط يشبه أن يكون خط الناسخ، وكتب فوقه «ص» . وقد ترجم المصنف في "الجرح والتعديل" (3/79 رقم 365) لهذا الراوي باسم: «الحارث ابن عبد الرحمن» . (7) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوْف. الحديث: 2296 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 35 عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أَكْمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا. وَرَوَاهُ محمَّد بْنُ عَمْرٍو (1) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ الْحَارِثِ أشبهُ، ومحمد ابن عَمْرٍو لزمَ الطَّرِيقَ. 2297 - وسألتُ (2) أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الله العُمَري، عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (3) ، عَنْ أَبِي الحَجَّاجِ مجاهدٍ (4) : أنَّه   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25309 و30360) ، وأحمد في "مسنده" (2/250 و472 رقم 7402 و10106) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (452) ، وهشام بن عمار في "حديثه" (95) ، وأبو داود في "سننه" (4682) ، والترمذي في "جامعه" (1162) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5926) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (4431) ، وابن حبان في "صحيحه" (479 و4176) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/195) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/248) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1613) ، والبيهقي في "الشعب" (27 و7612 و7613) . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (790) . (3) قوله: «بن عمر بن عبد العزيز» مكرر في (ك) . (4) في جميع النسخ: «عن أبي الحَجَّاج، عن مجاهد» ، ومجاهدٌ كنيتُه: أبو الحجاج كما في المسألة رقم (2302) ، وقد روى الحديثَ النسائي في "الكبرى" (10269/الرسالة) من طريق عبد الله العمري، عن عبد العزيز، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وكذا ذكر الدارقطني في "العلل"- كما سيأتي - رواية العمري، والله أعلم. والحديث رواه النسائي في "الكبرى" (10269) ، وابن حبان في "صحيحه" (2693) ، والطبراني في "الأوسط" (4667) ، و"الدعاء" (828) من طريق المطعم بن المقدام، والطبراني في "الأوسط" (6725) من طريق ليث بن أبي سليم، كلاهما عن مجاهد، به. الحديث: 2297 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 36 جَاءَ فسلَّم عَلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ (1) ابنُ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : إنَّه ودَّع رَجُلا فَقَالَ: أَسْتَوْدِعُ اللهَ دِينَكَ وَأَمَانَتَكَ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عبد العزيز ابن عمر بن عبد العزيز (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَرير، عَنْ قَزَعَةَ (3) ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: ممَّن الوَهَمُ؟ قَالَ: من العُمَري (4) . 2298 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زرعة عن حديثٍ رواه عبد العزيز الماجِشُون (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبيد، عَنْ عبَّاد بْنِ تَمِيم،   (1) في (ش) : «قال» . (2) تقدمت روايته في المسألة رقم (790) . (3) هو: ابن يحيى البصري. (4) ذكر الدارقطني في "العلل" (4/112/أ) الاختلافَ في هذا الحديث ومما قاله: «وقال عبد الله بن عمر العُمَري: عن عبد العزيز، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قال ذلك عنه وَهْب بن جرير والأويسي ومؤمل بن إسماعيل. وقال حَمَّادُ بْنُ خَالِدٍ الْخَيَّاطُ: عَنْ العمري، عن رجل من قريش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. = = ورُوي عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ مجاهد، عن ابن عمر. وزهيرٌ لم يسمع من مجاهد شيئًا» . (5) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/278) ، والدارقطني في "الأفراد" (229/أ/أطراف الغرائب) . قال الدارقطني: «غريب من حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عن عبَّاد، تفرَّد به عبد العزيز بن عبد الله ابن أبي سلمة الماجشون بهذا الإسناد، ورواه عبيد الله، عن الزهري، عنه، تفرَّد به عنه يحيى بن عبد الله بن سالم» . الحديث: 2298 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 37 عن عمِّه عبد الله بْنِ زَيْدِ بْنِ (1) عَاصِمٍ؛ قَالَ: رأيتُ النبيَّ (ص) مُستَلْقِيًا ... (2) ؟ فقالا: خالَفَ عبدُالعزيز الماجِشُونيُّ أصحابَ الزُّهري فِي ذلك، أدخَلَ فيما بين الزُّهري وعبَّادٍ محمودَ بنَ لَبِيد، ولم يُدخِله أحدٌ من الحفَّاظ (3) . 2299 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّع، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ... ، وذكرتُ لَهُمَا الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الزُّهري (5) ، عَنِ أَبِي سَلَمة (6) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وقال أَبِي: الخَطأُ مِنْ إِبْرَاهِيم بن إسماعيل.   (1) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (2) الحديث بتمامه: «رأيتُ النبيَّ (ص) مُستَلْقِيًا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى» . (3) الحديث رواه البخاري (475 و5969 و6287) من طريق مالك وإبراهيم بن سعد وسفيان بن عيينة، ومسلم (2100) من طريق مالك وابن عيينة ويونس ومعمر، كلهم عن الزهري، عن عبَّاد، عن عمه عبد الله بن زيد، به. (4) انظر المسألة رقم (2309) و (2312) . (5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6138 و6475) ، ومسلم (47) . (6) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوف. الحديث: 2299 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 38 2300 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي أُوَيس (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ عَمْرَة (4) ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) سَمِعَ امْرَأَةً تَقُولُ: . لَهَا أَكْبُش تَبَحْبَحُ (5) فِي المِرْبَدِ ، الحديثَ (6) ؟ فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا أَبُو غَسَّانٍ (7) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عن يحيى بن   (1) في هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة. (2) هو: إسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأَصْبحي. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3401) ، و"الصغير" (343) ، والحاكم في "المستدرك" (2/184-185) . ومن طريق الطبراني رواه ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (3/612) ، وعن الحاكم رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (7/289) . قال الطبراني: «لم يروه عن يحيى بن سعيد إلا أبو أويس، تفرَّد به إسماعيل» . (3) هو: الأنصاري. (4) هي: بنت عبد الرحمن الأنصارية. (5) أصلها: «تَتَبَحْبَحُ» ، وحذفت إحدى التاءين تخفيفًا. انظر تعليقنا على المسألة رقم (388) . ومعنى تَبَحبَحُ: تتمكَّنُ [أي: الأكبُش] من الموضع الذي تُحبَسُ فيه، وهو المِرْبَد. انظر "النهاية" (1/98) . ويجوز أن تُضبط: «تُبَحْبَحُ» ، أي أنها: تُمَكَّن من موضع حَبْسها. (6) كذا جاء متن الحديث هنا، ووقع في مصادر التخريج السابقة: أن النبي (ص) مرَّ بنساء من الأنصار في عُرسٍ لهن وهُنَّ يغنِّينَ [من مجزوء المتقارب] : وأهْدَى لها أَكْبُشًا تَبَحْبَحُ في المِرْبَدِ وزَوجُكِ في النَّادي ويَعلَمُ ما في غَدِ فقال النبيُّ (ص) : «لا يعلم ما في غدٍ إلا الله عزَّ وجلَّ» . (7) هو: يوسف بن موسى التُّسْتَري. الحديث: 2300 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 39 سعيد؛ قَالَ: حدَّثتني عَجُوزٌ لَنَا، عَنْ عَجُوزٍ لهم؛ قالتْ (1) : سَمِعت النبي (ص) (2) وَأَنَا أَقُولُ ... (3) . قَالَ أَبِي: أفسَدَ ابنُ عُيَينة حديثَ ابْنِ أَبِي أُوَيس، وبيَّن خَطَأَهُ (4) ؛ والصَّحيحُ مَا قال ابنُ عُيَينة. 2300/أ - وسمعتُ (5) أبي يقول: يَعْلَى ابنُ عَطَاء، هُوَ طَائِفِيٌّ، يُكتَبُ حديثُهُ، وَكَانَ بِالْعِرَاقِ؛ قَالَ أَبِي: لا أعلمُ فِي: اللَّهُمَّ، بَارِكْ لأُمَّتِي في بُكُورِهَا حديثً صحيحً (6) . وَفِي حَدِيثِ يَعْلى (7) ، فِيهِ: عُمَارةُ بنُ حَدِيد، وهو مجهولٌ،   (1) في (ت) و (ك) : «قال» ، وما أثبتناه من بقيَّة النسخ. (2) في (أ) و (ش) : «رسول الله (ص) » . (3) كذا العبارة في النسخ، وإن لم يكن قولها: «سمعتُ» متصحِّفًا عن «سمعني» ، فيحمل على أنَّ عبارة: «وأنا أقول ... » إلخ الأبيات، جملة اعتراضية، ولها نظائر في كتب الحديث وغيرها، والله أعلم. (4) في (ك) : «وبين هذا خطأه» . (5) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/184) قول أبي حاتم. (6) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1342) ، وأحمد في "مسنده" (3/416 و432 رقم 15438 و15558) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (432/المنتخب) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/310) ، والنسائي في "الكبرى" (8833) ، وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (1696 و2464) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/21 و22) ، وابن حبان في "صحيحه" (4755) ، والطبراني في "الكبير" (8/24 رقم 7275) من طريق شعبة، وسعيد بن منصور في "سننه" (2382) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (33608) ، وأحمد في "مسنده" (3/417 و431 رقم 15443 و15557) ، وأبو داود في "سننه" (2606) ، والترمذي في "جامعه" (1212) ، وابن ماجه في "سننه" (2236) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2402) ، والبغوي في "الجعديات" (1696 و2464) ، وابن حبان في "صحيحه" (4754) ، والطبراني في "الكبير" (8/24 رقم 7276) من طريق هشيم، كلاهما عن يعلى، عن عمارة بن حديد، عن صخر الغامدي، عن النبي (ص) ، به. قال الترمذي: «حديث صخر الغامدي حديث حسن، ولا نعرف لصخر الغامدي، عن النبي (ص) غيرَ هذا الحديث» . وفي "العلل الكبير" للترمذي رقم (310) أنه سأل البخاري عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعرف لصخر الغامدي، عن النبي (ص) إلا هذا الحديث، ولا لعمارة ابن حديد» . وانظر "تهذيب التهذيب" لابن حجر (2/205) . وفي (ت) و (ف) و (ك) : «عمارة بن حدير» بدل: «حديد» . وانظر "التقريب". الجزء: 6 ¦ الصفحة: 40 وصخرٌ الغامِدي، لَيْسَ كلُّ أصحابِ شُعبة يقولُ: صخرٌ الغامِدي، إِلا رجُلان يَقُولانِ: عَنْ صَخْرٍ، وكانت له صُحبة، ولا نعلَمُ (1) له حديثً (2) غيرَ هَذَا الْحَدِيث (3) . 2301 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُفيان بْنُ حُسَين، عن   (1) في (ت) : «ولا يعلم» . (2) كذا في جميع النسخ، وتقدم التعليقُ على مثله في أول المسألة. (3) قال الحافظ في "الفتح" (6/114) : «وحديث "بورك لأمتي في بكورها" أخرجه أصحابُ السنن وصححه ابن حبان من حديث صخر الغامدي- بالغين المعجمة، وقد اعتنى بعض الحفَّاظ بجمع طرقه فبلغ عدد من جاء عنه من الصحابة نحو العشرين نفسًا» . وانظر "التاريخ الكبير" (6/199 و 289) ، و"سؤالات البرذعي" (1/390) ، و"العلل المتناهية" (1/313 فما بعدها) . (4) انظر المسألة المتقدمة برقم (2249) ، والمسألة الآتية برقم (2471) ، وفيهما متن الحديث. الحديث: 2301 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 41 الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي السَّبق. وَرَوَاهُ عُقَيل (1) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ قَالَ: سمعتُ رِجَالا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُونَ ذَاكَ (2) ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ هَذَا (3) . 2302 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ ابنُ إِدْرِيسَ (4) وَابْنُ وَهْب (5) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (6) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (7) ، عَنْ مجاهد (8) ، عن   (1) هو: ابن خالد الأيْلي. (2) في (ك) : «ذلك» . (3) قال أبو داود عقب الحديث رقم (2580) : «رواه معمر وشعيب وعقيل، عن الزهري، عن رجال من أهل العلم، وهذا أصحُّ عندنا» . (4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "مسنده" (275) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5001) ، والطبراني في "الكبير" (10/119 رقم10157) ، وأبو الشيخ في "أحاديث أبي الزبير عن غير جابر" (100) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه أبو نعيم في "الحلية" (4/207) وقال: «حديث أبي الزبير، عن مجاهد ينفرد به ابن جريج» . ووقع في رواية أبي يعلى: «عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ وعن مجاهد» ! (5) هو: عبد الله. وروايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (5/210) . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (1/385 رقم 3649) ، والنسائي في "سننه" (2884) من طريق يحيى بن سعيد القطان، والفاكهي في "أخبار مكَّة" (3/396) من طريق عبد المجيد بن أبي روَّاد، والأزرقي في "أخبار مكَّة" (2/150) من طريق مسلم ابن خالد الزنجي، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (1830) ، ومسلم في "صحيحه" (2234) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عن ابن مسعود، به. وانظر "العلل" للدارقطني (728) . (6) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (7) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (8) هو: ابن جبر المكي. الحديث: 2302 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 42 أبي عُبَيدة بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ رَجُلا رَأَى حَيَّةً فِي مَسْجِدِ مِنًى، فدَخَلَ جُحْرَهُ (1) ، فَقَالَ: دَعُوهَا، فَقَدْ وَقَاكُمُ اللهُ شَرَّهَا ... الحديثَ. وَرَوَاهُ زُهَيْرٌ (2) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ أَبِي الحَجَّاج مجاهدٍ (3) : أنَّ النبيَّ (ص) . قَالَ أَبِي (4) : جَمِيعًا صَحِيحَينِ (5) ، ذاك وَصَّلَهُ (6) ، وَهَذَا لم يوصِّله (7) : حدَّثنا (8) أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ وَهْب.   (1) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «فدخلت جُحْرَها» ، وهي الجادَّة، وما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأول: أن الضمير مذكَّر، ويكون ذلك من باب الحمل على المعنى؛ لأن الحيَّة في معنى الثُّعبان، والتقدير: «فدخلَ الثُّعبانُ جُحْرَهُ» ، أو حمل على معنى المذكور، والتقدير: «فدخل المذكور [وهو الحيَّة] جُحْرَهُ» ؛ وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، وانظر التعليق على المسألة رقم (270) . والثاني: أن الضمير مؤنَّث، والأصل: «جُحْرَها» ، لكن جاء على لغة طيِّئ ولخم، حذفت ألف «ها» ونقلت فتحة الهاء إلى ما قبلها وسكنت؛ فصارت: «جُحْرَهْ» ، وانظر هذه اللغة وبعض شواهدها في تعليقنا على المسألة رقم (235) . (2) هو: ابن معاوية، أبو خيثمة. (3) في (ك) : «عن مجاهد» . (4) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «صحيحان» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وقد خرَّجناه على وجوه في التعليق على مثله في المسألة رقم (25) و (759) . (6) في (ك) : «ذلك وصلة» . (7) انظر تعليقنا على ضبط هذا الفعل «وصله يوصله» في المسألة رقم (163) . (8) في (ش) : «وحدثنا» ، وفي (ت) و (ك) : «أخبرنا» ، والقائل: هو أبو حاتم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 43 قَالَ (1) : حدَّثنا أَبُو بَكْر بْن أَبِي شَيبة، عَنِ ابْن إدريس. 2303 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العُمَري عبد الله (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَتَى عَرَّافًا ... ، الحديثَ (4) ؟ قال أبي: الصَّوابُ مارواه عبدُالعزيز الدَّراوَرْديُّ (5) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صفيَّة بنتِ أَبِي عُبَيد؛ قَالَتْ: سمعتُ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب، يَقُولُ (7) : سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ ... . وَكَانَ أحمدُ بْنُ حَنْبَلٍ يقول: «تُشْبِهُ (8) أحاديثُ الدَّراوَرْدي عن عُبَيدالله (9) أحاديثَ عبد الله (10) بْنِ عُمَرَ (11) » ، وقد بان مِصْداقُ ما قال   (1) أي: أبو حاتم، فهو يرويه عن شيخه أحمد بْنُ صالِح الْمِصْرِيّ، عَنِ ابْنِ وَهْب. وعن ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ، عَنِ ابْنِ إدريس، كلاهما عن ابن جريج به. (2) نقل هذا النص بتصرف ابنُ رجب في "شرح علل الترمذي" (2/667-668) . (3) روايته ذكرها ابن حبان في "المجروحين" (2/7) . (4) الحديث بتمامه: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا يسأله، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلاةُ أَرْبَعِينَ ليلً» . (5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/45) ، والطبراني في "الأوسط" (9172) ، والشاشي في "مسنده"، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1/245) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي بكر بن نافع إلا الدراوردي» . (6) هو: العدوي، يقال اسمه: عمر. (7) قوله: «يقول» سقط من (ف) . (8) في (ت) و (ك) : «يشبه» ، والتاء مهملةٌ في بقية النسخ. (9) هو: العمري، ثقة ثبت. (10) قوله: «أحاديث عبد الله» سقط من (ك) . (11) هو: العمري أخو عُبَيدالله، ضعيف عابد. الحديث: 2303 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 44 أَحْمَد فِي هَذَا الْحَدِيث؛ لأنَّ الدَّرَاوَرْديَّ روى (1) عَنْ أَبِي بَكْر بْن نَافِع، كما وَصَفْنا، ثم أردَفَ عن عُبَيدالله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مثلَهُ (2) . وليس يُشْبِهُ هَذَا حَدِيث عُبَيدالله؛ إذ (3) كَانَ غلطا، والناسُ يَرْوون عن عبد الله العُمَري كما وَصَفْنا. 2304- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعد (5) ، عن   (1) قوله: «روى» سقط من (ك) . (2) رواية الدراوري على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الأوسط" (2/45) ، والطبراني في "الأوسط" (1402) ، والشاشي في "مسنده"، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (1/246) . وقال الطبراني بعد أن ذكر أحاديث عدَّة للدراوري: «لم يرو هذه الأحاديثَ عن عبيد الله إلا الدراوردي» . ورواه أحمد في "مسنده" (4/68 رقم 16638) ، ومسلم (2230) ، من طريق يحيى بن سعيد القطان، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (2/45) من طريق يحيى وعبد الله بن رجاء كلاهما عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ صفية بنت أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي (ص) ، عن النبيِّ (ص) به. قال ابن رجب بعد نقله لكلام أبي حاتم: «والصحيح أن عبيد الله بن عمر إنما رواه عن نافع، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ، عن بعض أزواج النبي (ص) ، عن النبيِّ (ص) ، وهذا أصح من حديث أبي بكر بن نافع؛ قاله ابن المديني» . اهـ. (3) في (ش) : «إذا» . (4) انظر المسألة المتقدمة برقم (2174) و (2244) . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/413 رقم 15418) ، وابن ماجه في "سننه" (3972) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (22) ، والبغوي في "معجم الصحابة" (1123) ، وابن حبان في "صحيحه" (5700) ، والطبراني في "الكبير" (7/69 رقم 6396) ، والحاكم في "المستدرك" (4/313) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (4572) . ورواه الطيالسي واختُلف عنه، فرواه يونس بن حبيب، عن الطيالسي كما في "مسنده" (1327) عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان الثقفي، به. ومن طريق الطيالسي رواه البيهقي في "الشعب" (4573) . ورواه النسائي في "الكبرى" (11777/الرسالة) من طريق محمد بن المثنَّى، وابن منده في "الإيمان" (141) من طريق أبي مسعود أحمد بن الفرات، كلاهما عن الطيالسي، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز، عن سفيان، به. قال البيهقي: «والمحفوظ عن إبراهيم رواية الجماعة، فأما من جهة غير إبراهيم بن سعد فالمحفوظ رواية من رواه عن الزهري، عن عبد الرحمن بن ماعز» . الحديث: 2304 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 45 ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ محمَّد بْنِ عبد الرحمن بْنِ ماعِز، عَنْ سُفيان بْنِ عبد الله (1) الثَّقَفي، قلتُ أَنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، حَدِّثني بأمرٍ أعتصمُ بِهِ ... الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: خُولف إبراهيمُ بنُ سَعْدٍ فِيهِ، رَوَاهُ عُقَيل (2) ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني محمَّد بن [أبي] (4) سُوَيد: أنَّ جَدَّه سُفيان بْنِ عبد الله، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ. قلتُ لأَبِي (5) : أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: قد تابع (6) إبراهيمَ بْن سَعْد عَلَى روايته إبراهيمُ بن إسماعيل   (1) في (ت) : «عبيد الله» . (2) هو: ابن خالد. وتابعه يونس بن يزيد الأيلي، أخرج روايته ابن حبان في "صحيحه" (5698) ، والبيهقي في "الشعب" (4577) . (3) في (ف) : «أبي شهاب» . (4) في جميع النسخ: «محمد بن سُوَيد» ، والتصويب من "الثقات" (5/363) و"الصحيح" (5698) ، كلاهما لابن حبان، و"تهذيب التهذيب" (3/58) . وانظر "تهذيب التهذيب" (3/584) . (5) قوله: «لأبي» ليس في (أ) و (ش) . (6) في (ش) : «بايع» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 46 بن مُجَمِّع (1) ، وتابَعَ عُقَيلً (2) عَلَى روايته يونسُ بْن يَزِيد. قَالَ أَبِي: حديثُ عُقيلٍ ويونس أشبهُ (3) ، هم أَفْهَمُ بالزُّهري (4) . 2305 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد العزيز الدَّراوَرْدي، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَة الدُّؤَلي (6) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطاء العامِري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: خرَجَ علينا رسولُ الله (ص) وَأَنَا مُنْكَبٌّ عَلَى وَجْهِيَ، ثُمَّ قَالَ: هَذِهِ ضِجْعَةٌ يُبْغِضُهَا اللهُ؟ فقال أَبِي (7) : [إنما هو] (8) : محمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَطاء، عَنِ ابْنِ   (1) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2753) إلا أنه وقع عنده: «عبد الرحمن بن معاذ» ! (2) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف منوَّن، لكن حُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) قال البيهقي: «بلغني عن محمد بن يحيى الذهلي أنه قال: المحفوظ عندنا ما رواه معمر وشعيب والنعمان بن راشد، ولا أظن حديث يونس محفوظًا لاجتماع معمر وشعيب والنعمان على خلافه. قال: وفي حديث إبراهيم ابن سعد دلالة أنه بروايتهم أشبه منه برواية يونس» . وقال البغوي في "معجم الصحابة" (3/199) : «والصواب زعموا قول إبراهيم بن سعد» . وقال ابن حبان في "الثقات" (5/363) بعد ذكره الاختلافَ على الزهري: «والقلبُ إلى رواية يونس أميلُ» . (4) قوله: «بالزهري» من (ف) فقط. (5) تقدمت هذه المسألة برقم (2187) وانظر المسألة رقم (2186) . (6) ويقال: الدِّيْلي. وقوله: «عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بْن حلحلة الدؤلي» سقط من (ك) . (7) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (8) ما بين المعقوفين أثبتناه من المسألة رقم (2187) . الحديث: 2305 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 47 طِخْفَة (1) ، عَنْ أَبِيهِ (2) ؛ قَالَ: مَرَّ بي النبيُّ (ص) . 2306 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر (3) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيفة، عَنْ عُمَرَ (4) بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَجَدَ أَلَمًا، فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَيْهِ وَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ العَظِيمِ وقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وأُحَاذِرُ؟ قَالَ أَبِي: أخطأ أَبُو مَعْشَر فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إنَّما هُوَ مَا رَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (5) ، عَنْ يَزِيدَ بن خُصَيفة (6) ، عن عَمرو بن عبد الله ابن كَعْبٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبير، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيح.   (1) في (ك) : «أبي طفحة» . وهو: يعيش بن طِخْفَة. (2) تقدم الخلافُ في اسمه في المسألة رقم (2186) . (3) هو: نجيح بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (983) ، وأحمد في "مسنده" (6/390 رقم 27179) ، والطبراني في "الكبير" (19/92 رقم 197) ، وفي "الدعاء" (1134) . (4) كذا في جميع النسخ: «عُمر» ، وكذا في إحدى النسخ الخطية لـ"مسند أحمد"، وفي بقية نسخ "المسند" و"أطراف المسند" لابن حجر (5/228) : «عَمرو بن كعب بن مالك» ، ووقع في رواية الطيالسي والطبراني في روايتيه: «ابن كعب بن ملك» . (5) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/942) ، ومن طريقه أخرجه أحمد (4/21 رقم 16268) ، وأبو داود (3891) ، والترمذي (2080) ، والنسائي في "الكبرى" (10837) ، وابن حبان في "صحيحه" (2965) ، والطبراني في "الكبير" (9/45 رقم 8340) ، والحاكم في "المستدرك" (1/343) ، عن يزيد بن خصيفة به. ورواه مسلم (2202) من طريق ابن وَهْب، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ عثمان بن أبي العاص به. وانظر "التتبع" للدارقطني (33) . (6) في (ت) و (ك) : «حفصة» . الحديث: 2306 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 48 2307 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَني (2) ، عَنِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَينة، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي خِداش، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) فِي المَمْلوكين: أَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: لم يكَُن هَذَا الحديثُ عند الحُمَيدي، ولا عند عليٍّ المَديني، ولم نجِدهُ عند أحدٍ من أصحاب ابْن عُيَينة. قَالَ أَبِي: ولم أزل أُفَتِّشُ عَنْ هَذَا الْحَدِيث، وهَمَّني (3) جدا، حتى رأيتُ فِي موضع: عَنِ ابْن عُيَينة (4) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي خِداش، عن ابن عباس، موقوفً (5) ؛ فقلتُ: إنَّ رفعَهُ (6) ليس له معنًى؛ والصَّحيحُ موقوفٌ. وقد رَوَاهُ (7) ابنُ جُرَيج (8) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي خِداش، عَنِ ابْنِ   (1) ستأتي المسألة برقم (2434) . (2) هو: محمد بن يحيى. (3) في (ش) و (ك) : «وهمتي» . (4) روايته أخرجها الشافعي في "مسنده" (ص 305) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (1021) ، ومن طريق الشافعي أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/8) . (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وهو حال منصوب. انظر تعليقنا على المسألة رقم (34) . (6) في (ت) : «رقعه» . (7) في (ت) و (ك) : «وقد كان رواه» . (8) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (6734) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/284) ، والبزار في "مسنده" (1179/كشف الأستار) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (2369) ، والأزرقي في "أخبار مكة" (2/209-210) . ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (1/367 رقم 3472) ، والطبراني في "الكبير" (11/111 رقم 11282) . قال البزار: «لا نعلمه بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه، وابن أبي خداش من أهل مكة، لا نعلم حدَّث عنه إلا ابن جريج» . الحديث: 2307 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 49 عباس، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: نِعْمَ المَقْبَرَةُ هَذِهِ، يَعْنِي: مَقْبَرَةَ مَكَّةَ. قَالَ أَبِي: فلم يُعْرَفْ بذى (1) الإسناد إلا هَذَا وحدَهُ (2) حتى كتبتُ عَنِ ابْن أَبِي عُمَر ذاك (3) الحديثَ. 2308 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْح بْنُ عُبادَة (5) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ حَبِيب ابن أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَة، عَنْ عليٍّ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (6) : لاَ تُبْرِزْ فَخِذَكَ، ولاَ تَنْظُرْ إِلَى فَخِذِ حَيٍّ ولاَ مَيِّتٍ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ (7) حجَّاج (8) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج؛ قَالَ: أُخْبِرتُ عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عليٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) كذا في النسخ، ولها وجه في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (124) . (2) في (ت) و (ك) : «وجده» . (3) في (ت) و (ك) : «ذلك» . (4) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/150/ مخطوط) ، ونقله مختصرًا ابن رجب في "شرح العلل" (2/701) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/540) . (5) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1460) ، والبزار في "مسنده" (694) ، والدارقطني في "السنن" (1/225) ، والحاكم في "المستدرك" (4/180-181) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (2/228) ، والضياء في "المختارة" (515) . قال البزار: «هذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي عن النبي (ص) إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . ورواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/146 رقم 1249) ، وأبو يعلى في "مسنده" (331) من طريق يزيد بن أبي خالد البَيْسَري، والدارقطني في "سننه" (1/225) من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روَّاد، كلاهما عن ابن جريج، به. (6) قوله: «قال» سقط من (ك) . (7) في (ك) : «روى» . (8) هو: ابن محمد المصيصي. وروايته أخرجها أبو داود في "سننه" (3132 و4011/ عوَّامة) ومن طريقه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/228) . قال أبو داود في الموضع الأول: «وكان سفيان ينكر أن يكونَ حبيب بن أبي ثابت روى عن عاصم شيئًا» . وقال في الموضع الآخر: «هذا الحديث فيه نكارة» . الحديث: 2308 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 50 قَالَ أَبِي (1) : ابْن جُرَيج لم يَسمَع هذا الحديثَ بذى (2) الإسناد من حَبيب؛ إنما هو من حَدِيث عَمْرو بْن خَالِد الواسِطي، ولا يثبُت لحَبيب (3) روايةٌ عَنْ عَاصِم، فأرى أنَّ ابنَ جُرَيج أخذه من الْحَسَن بْن ذكوان، عن عمرو ابن خَالِد، عَنْ حَبيب، والحسنُ بنُ ذَكْوان وعمرُو بنُ خالدٍ ضعيفَي (4) الْحَدِيث (5) . 2309 - وسمعتُ (6) أَبِي وسُئل عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مالكٌ ومحمدُ بنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري: فَأَمَّا ابنُ إِسْحَاقَ فَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) قوله: «قال أبي» سقط من (ت) و (ك) . (2) كذا في النسخ، ولها وجه في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (124) . (3) في (ك) : «لحسن» ، وفي (ت) تشبه: «حويد» . (4) كذا في جميع النسخ، والجادة: «ضعيفا» ، لكن ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأول: أنه على الجادة، أي: «ضعيفا» ، ولكن رسم بالياء للإمالة، ويُنطق بالألف الممالة. وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . والثاني: أنه حالٌ منصوب سدَّ مسدَّ الخبر. والله أعلم. وانظر التعليق على المسألة رقم (827) . (5) في هذا الحديث كلامٌ طويل ينظر في "البدر المنير" (3/149-155/مخطوط) ، و"نصب الراية" (4/243 فما بعدها) ، و"شرح العلل" لابن رجب (2/698-701) ، و"التلخيص الحبير" (1/504) ، و"إرواء الغليل" (1/ 296 فما بعدها) . (6) انظر المسألة رقم (2299) و (2312) . (7) أي: عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ أبي سعيد، عن أبي هريرة. الحديث: 2309 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 51 وَأَمَّا مالكٌ: فَلَمْ يَذْكُرْ أَبَاهُ؛ إِنَّمَا قَالَ: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أبي هريرة (1) ، عن النبيِّ (ص) : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ ... ، الْحَدِيثُ. قيل لأَبِي: حديثُ ابْنِ إِسْحَاقَ محفوظٌ؟ قَالَ: لا، مالكٌ أحفظُ. 2310 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو أُوَيس (2) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عبَّاد ابن تميم، عن عَمِّه عبد الله بن (3) زيد، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنْ عَطَسَ فَشَمِّتْهُ (4) ، ثُمَّ إِنْ عَطَسَ فَشَمِّتْهُ (5) ، ثُمَّ إِنْ عَطَسَ فَقُلْ: إِنَّكَ (6) مَضْنُوكٌ (7) ؟   (1) كذا في جميع النسخ: «أبي هريرة» ولم نقف على روايته على هذا الوجه من طريق مالك وابن إسحاق، وتقدم الحديث في المسألة رقم (2195) من رواية محمد بن إسحاق ومالك، لكن عن أبي شريح الكعبي ح، وفيه وقع الخلاف بين مالك وابن إسحاق في زيادة «عن أبيه» وإسقاطها، والله أعلم. (2) هو: عبد الله بن عبد الله المدني. (3) من قوله: «أبي بكر ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) في (ت) : «فسمِّته» ، وهي صوابٌ أيضًا؛ قال في "المصباح المنير" (سمت) (ص150) : «تسميت العاطس: الدعاءُ له، والشين المعجمة مثله، وقال في "التهذيب": سَمِّتَهُ بالسِّين والشِّين إذا دعا له، وقال أبو عبيد: الشين المعجمة أعلى وأفشى، وقال ثعلب: المهملة هي الأصل أخذًا من السَّمْت، وهو القَصْد والهَدْي والاستقامة» . وانظر "مختار الصحاح" و"اللسان" (سمت) . (5) في (ت) و (ش) : «فسمَّته» . (6) في (ت) و (ف) و (ك) : «إني» . (7) أي: مَزْكوم: من الضُّناك - بضم الضَّاد المعجمة- وهو: الزُّكَام. "النهاية" (3/103) . الحديث: 2310 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 52 قَالَ أَبِي: هَذَا وهَمٌ؛ رَوَاهُ مالك بن أنس (1) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَل (3) ؛ وَهُوَ أشبهُ. 2311 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي فُدَيْك (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي يَحْيَى الأسْلَمي (5) ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عَنْ أُمِّ المُنذر بِنْتِ قَيْس، قَالَتْ: دَخَلَ عليَّ رسولُ الله (ص) (6) ، وعليٌّ ناقهٌ (*) مِنْ مرضٍ، فأُتي بِطَعَامٍ، فَقَالَ لعليٍّ: مَهْلاً! فَإِنَّكَ نَاقِهٌ (*) ... الْحَدِيثُ؟ فَقَالَ أَبِي: محمَّد بْنُ أَبِي يَحْيَى هُوَ: محمَّد ابن فُلَيْح، وَهَذَا الْحَدِيثُ معروفٌ مِنْ رِوَايَةِ فُلَيْح (7) ، وكنت أظنُّ أَنَّهُ محمَّد بن أبي   (1) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/965) ، ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8919) . قال ابن عبد البر في "التمهيد" (17/325) : «لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث، وهو حديث يتصل عن النبي (ص) من وجوه، منها: حديث سلمة بن الأكوع، وحديث أبي هريرة» . وقال ابن حجر في "الفتح" (10/604) : «وهذا مرسل جيد» . (2) هو: أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عمرو بن حزم. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . (4) في (ك) : «ابن فديك» ، وهو: محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك. (5) كذا في جميع النسخ، والذي ذكره أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/3566) ، وابن حجر في "الإصابة" (12944/ بيت الأفكار) أن ابن أبي فديك يرويه عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يَحْيَى الأسلمي، عن أبيه، عن يعقوب، به. وهذا الصوابُ إنْ شاء الله تعالى، وكلام أبي حاتم الآتي يدلُّ عليه، والله أعلم. (6) في مصادر التخريج زيادة: «ومَعَهُ عليٌّ» . (*) ... في (ت) : «ناقة» . ونَاقِه: قريبُ عهد بمرض بَرَأ منه. "النهاية" (5/110) . (7) اختُلف على فليح في هذا الحديث: فرواه ابن سعد في "الطبقات" (8/422) من طريق يحيى بن عباد، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23656) ، وأحمد في "مسنده" (6/364 رقم 27052) ، وابن ماجه في "سننه" (3442) من طريق يونس بن محمد المؤدب، وأحمد (6/364 رقم 27051) ، وإسحاق في "مسنده" (2328) ، وأبو داود في "سننه" (3856) ، والترمذي في "جامعه" (2037) ، وابن ماجه في "سننه" (3442) من طريق أبي عامر العقدي، وقرن أبو داود والترمذي وابن ماجه أبا داود الطيالسي بأبي عامر، وأحمد (6/364 رقم 27053) ، والطبراني في "الكبير" (25/99 رقم 258) من طريق سُرَيج بن النعمان، وقرن الطبراني محمد بن سنان بسُرَيج، والحاكم في "المستدرك" (4/204) من طريق المعافى بن سليمان، جميعهم عن فليح، عن أيوب بن عبد الرحمن بن صعصعة، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ أَبِي يَعْقُوبَ، عن أم المنذر، به. قال الترمذي: «هذا حديث جيِّد غريب» . وخالفهم زيد بن الحباب فرواه عن فليح، عن أيوب، عن يعقوب، عن أم مبشر وكانت إحدى خالات النبيِّ (ص) . أخرجه الحاكم (4/ 204-205) وقال: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي. ورواه الترمذي (2037) عن عباس الدوري، عن يونس ابن محمد، عن فليح، عن عثمان بن عبد الرحمن التيمي، عن يعقوب، عن أم المنذر، به. قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث فليح، ويروى عن فليح عن أيوب بن عبد الرحمن» . الحديث: 2311 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 53 يحيى الأسْلَمي أبو (1) إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى (2) ، فألقيتُ على أبي   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «أو» بدل: «أبو» . (2) أي: كان يظن أنه والدُ إبراهيم شيخ الشافعي، وهو: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يحيى الأسْلَمي، وهو متروك. قال ابن حجر في "الإصابة" (12944) : «وفليح بن سليمان الأسلمي، وكنيته أبو يحيى، وابنه [في المطبوع: ابن] محمد من رجال البخاري، وابن أبي فديك من أقرانه، فلعلَّه حمله عنه، ولم يُفصح باسم ابنه لصغره. قال محمد بن إسحاق: [لعله: ابن منده] فالتبس بمحمد بن أبي يحيى والد إبراهيم شيخ الشافعي، وليس هو به، بل رجع الخبر إلى فليح، كما قال الترمذي» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 54 زُرعة، فلم يَعْرفه (1) من حَدِيث محمَّد بْن أَبِي يَحْيَى، وجعل يعجَبُ، ويَضْطَربُ عليه الأمر، وكذلك (2) كَانَ يَضْطَربُ عليَّ، حتى الآنَ وقَفتُ (3) عليه، هو: فُلَيْح، ويُكنى أَبَا يَحْيَى. 2312 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مَعْشَر (5) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وجائِزَتُهُ يَومٌ ولَيْلَةٌ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ واليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ (6) جَارَهُ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: سَعِيدٌ المَقبُري (7) ، عَنْ أبي شُريح (8) الخزاعي، عن عليٍّ (9) ، عن النبيِّ (ص) .   (1) في (ت) و (ك) : «يرفعه» . (2) في (ت) و (ك) : «وكذاك» . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «وقعت» بدل: «وقفت» . (4) انظر المسألة رقم (2299) و (2309) . (5) هو: نجيح بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها أبو إسحاق الحربي في "إكرام الضيف" (13) بلفظ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر، فلا يؤذ ضيفه» ورواه ابن المبارك في "الزهد" (372) من طريق محمد ابن عَجْلان، والحربي في "إكرام الضيف" (14) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6590) ، والحاكم في "المستدرك" (4/164) من طريق عبد الرحمن بن إسحاق، كلاهما عن المقبري، به. (6) من قوله: «ضيفه وجائزته ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (7) ضبَّب ناسخ (ف) على قوله: «المقبري» . (8) في (ش) : «ابن شريح» . (9) كذا وقع هنا بإثبات «علي» ، وسبق في المسألة رقم = = (2195) أن الصحيح: عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، عن النبيِّ (ص) ، وكذا رجَّح ابن المديني. الحديث: 2312 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 55 2313 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ شُبْرُمة (2) ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يُعْدِي شَيْءٌ شَيْئًا؛ لاَ عَدْوَى، ولاَ هَامَةَ (*) ، ولاَ صَفَرَ (*) ؟ قَالَ أَبِي: خَالَفَ ابنَ شُبْرُمة ابنُ أخيه عُمارةُ ابن الْقَعْقَاعِ (4) ، فَقَالَ: عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ رجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ (5) ، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ أشبهُ بالصَّواب. 2314 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بعضُ أَصْحَابِ زَائِدَةَ، عَنْ زَائِدَةَ (6) ، عَنْ سِماك (7) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: قَصُّ الشَّارِبِ مِنَ الدِّينِ؟   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (2291) ، والمسألة الآتية برقم (2343) . (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/327 رقم 8343) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6112) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/308 و312) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (8/مسند علي) ، وابن حبان في "صحيحه" (6119) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/168-169) ، والبغوي في "شرح السنة" (3249) . (3) هو: أبو زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ. قيل اسمه: هرم، وقيل غير ذلك. (*) ... تقدم تفسيرها في المسألة رقم (2291) . (4) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2291) . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن أبي مسعود» . (6) هو: ابن قُدامة. ولم نقف على روايته بهذا اللفظ، لكن رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25494) قال: حدثنا حسين بن علي، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ سِمَاكٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كان رسول الله (ص) يقصُّ من شاربه أو من شاربيه. (7) هو: ابن حرب. الحديث: 2313 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 56 قَالَ أَبِي: حدَّثَناه أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ (1) ، عَنْ زَائِدَةَ، مَوْقُوفٌ (2) بِهَذَا الإِسْنَادِ، وَهُوَ أصحُّ ممَّن يَرْفَعُهُ. 2315 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (4) وغيرُهُ، عَنِ الأعمَش، عن أبي وائل (5) ،   (1) تابعه عليه عمرو بن مرزوق، وروايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (6033) . وانظر "الأوسط" لابن المنذر (1/239) ، و"التمهيد" لابن عبد البر (21/63) . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) انظر المسألة رقم (2447) و (2530) . (4) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (2699) ، والشاشي في "مسنده" (540 و542) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/107) و (7/364) . ورواه مسلم في "صحيحه" (2184) من طريق أبي معاوية وعيسى بن يونس وسفيان بن عيينة، ثلاثتهم عن الأعمش، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (6290) ، ومسلم في "صحيحه" (2184) من طريق جَرِيرٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وائل، عن ابن مسعود، به، مرفوعَا. (5) هو: شقيق بن سلمة. الحديث: 2315 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 57 عن عبد الله (1) ، عن النبيِّ (ص) : لاَ يَتَنَاجَى (2) اثْنَان ِ دُونَ الثَّالِثِ. وَرَوَاهُ جَرير (3) بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة، عن أبي وائل، عن عبد الله (4) ، مَوْقُوفٌ (5) ؛ أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: جَمِيعًا صحيحَين (6) ؛ ولكنْ عاصمٌ قصَّر به. 2316- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاق ابن يُوسُفَ الأَزْرَقُ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ (7) ، عَنِ العَيْزار بْنِ جَرْوَل، عن أبي عُمَير   (1) هو: ابن مسعود ح. (2) كذا في جميع النسخ، ومثله في كثير من مصادر التخريج، لكنَّ إثبات حرف العلة في مثل ذلك صحيحٌ أيضًا، وله وجوهٌ في العربية ذكرناها في التعليق على المسألة رقم (228 و331) ، وانظر المسألة رقم (2447) . (3) لم نقف على روايته على هذا الوجه، والحديث أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1790) من طريق ابن وَهْب، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/158) من طريق محمد بن مخلد العطار، عن حماد بن الحسن، عن أبي عاصم، كلاهما (ابن وَهْب وأبو عاصم) ، عن جرير، عن عاصم، عَنْ زِرٍّ - أَوْ عَنْ أَبِي وائل - عن ابن مسعود، به مرفوعًا. قال الخطيب: «رواه محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي الثلج، عن حماد بن الحسن فقال: عن زر وأبي وائل، وهو غريبٌ من حديث عاصم، تفرَّد به جرير عنه» . ورواه أحمد في "مسنده" (1/460 رقم 4395) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5114) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (1789) من طريق حماد بن زيد، والطبراني في "الكبير" (10/189 رقم 10419) من طريق سليمان بن طرخان، وفي (10420) من طريق المسعودي، ثلاثتهم عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن ابن مسعود، به، مرفوعًا. (4) جاء في جميع النسخ بعد هذا الموضع زيادة قوله: «عن النبيِّ (ص) : «لاَ يَتَنَاجَى اثْنَان ِ دُونَ الثَّالِثِ» . وَرَوَاهُ جَرير بْنُ حَازِمٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلة، عن أبي وائل، عن عبد الله» ، وهو تكرار ظاهر؛ سبَّبه انتقال النظر، والله أعلم. (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: قال: جميعًا صحيحان، لكنَّ ما هاهنا يخرَّج على وجهين ذكرناهما في تعليقنا على المسألة رقم (25) ، و (759) . (7) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/408 رقم 3876) من طريق وكيع، والطحاوي في "شرح المشكل" (3707) من طريق شعيب بن حرب، والبيهقي في "الشعب" (4800) من طريق حسين الجعفي، ثلاثتهم عن عمر بن ذَر، به. ورواه أحمد (1/425 رقم 4036) من طريق يعلى بن عبيد، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنِ العيزار أن ابن مسعود، به. بإسقاط أبي عمير. الحديث: 2316 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 58 - من أصحاب عبد الله - عن عبد الله (1) ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ الْخَادِمِ واللَّعنة: أَنَّ امْرَأَةً بَعَثَتْ خَادِمًا فِي طَلَبِ حَاجَةٍ فَاسْتَبْطَأَ الخَادِمَ، فَلَعَنَتْهَا (2) ... القصَّة؟ فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا ابنُ الطَّبَّاع (3) ، عن إسحاق الأَزْرَقِ (4) هَكَذَا، وحدَّثنا أَبُو نُعَيم (5) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ، عَنِ العَيْزار بْنِ جَرْوَل، عَنْ أَبِي عُمَير - من أصحاب عبد الله -، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلاً، بلا ذكر «عبد الله» . قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي نُعَيم أصحُّ (6) . 2317 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه الأَجْلَحُ (8) ، ومحمدُ بنُ   (1) هو: ابن مسعود ح. (2) في رواية أحمد السابقة: «فبعثتِ الجاريةَ ... فأبطأَتْ فلعنتها» ، والجادَّة فيما أثبتناه أن يقال: «فاستبطأتِ الخادمَ» ، أي: عَدَّتها بطيئةً، لكن يخرَّج ما في النسخ على ما جاء عن العرب من مثل قولهم: «ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَهَا» ، والجادَّة: أبقَلَتْ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (178) . (3) هو: مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ. (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «إسحاق بن الأزرق» ، والمثبت هو الصواب، قال المزي في "تهذيب الكمال" (2/496) : «إسحاق بن يوسف بن مِرداس القُرشي المَخْزومي أبو محمد الواسطي المعروف بالأزرق. (5) هو: الفضل بن دُكَين. (6) في هامش النسخة (أ) حاشية بخط محمد بن العطار - فيما يبدو - ونصها: «ليس كما قال» . (7) تقدمت هذه المسألة مختصرةً برقم (1204) . (8) هو: ابن عبد الله الكندي. الحديث: 2317 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 59 سَالِمٍ، وجابرٌ الجُعْفيُّ (1) ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعبي: فقال الأَجْلَح (2) : عن عبد الله بْنِ الخَليل، ............................. عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقَم،   (1) هو: جابر بن يزيد. (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/374 و375 رقم 19342 و19344) من طريق هشيم بن بشير وسفيان بن عيينة، والحميدي في "مسنده" (803) ، والقطيعي في "زوائد فضائل الصحابة" (1095) من طريق سفيان بن عيينة، وأبو داود في "سننه" (2269) ، والنسائي في "المجتبى (3490) ، وفي "الكبرى" (5684) ، والحاكم في "المستدرك" (2/207) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/267) من طريق يحيى القطان، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23379) ، والنسائي في "المجتبى (3489) ، وفي "الكبرى" (5683) ، والطبراني في "الكبير" (5/173 رقم 4990) من طريق علي بن مسهر، والعقيلي في "الضعفاء" (1/140) ، والحاكم في "المستدرك" (3/135) و (4/96) من طريق عيسى بن يونس ومالك بن إسماعيل، والطبراني في "الكبير" (5/173 رقم 4990) من طريق يحيى الحماني، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، جميعهم عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد الله ابن الْخَلِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، به. ورواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/382) ، و"شرح المشكل" (4760) من طريق جعفر بن عون، أو يعلى بن عبيد - والشك من الطحاوي-، عن الأجلح، به. ورواه قيس بن الربيع، عن الأجلح، واختُلِف على قيس؛ فرواه الطبراني في "الكبير" (5/173 رقم 4990) من طريق يحيى الحماني وجُبارة بن = = المغلِّس، كلاهما عن قيس، عن الأجلح بالإسناد السابق. ورواه الطيالسي في "مسنده" (183) قال: حدثنا قيس، عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد الله بن خليل، عن علي، به مرفوعًا. ورواه خالد الواسطي عن الأجلح، واختُلف على خالد؛ فرواه العقيلي في "الضعفاء" (1/140) و (2/638/ السلفي) ، والطبراني في "الكبير" (5/173 رقم 4990) من طريق مسدَّد، والعقيلي (2/638) من طريق العباس بن طالب، كلاهما عن خالد، عن الأجلح، عن الشعبي، عن عبد الله بن خليل، عن زيد بن أرقم، به. ورواه النسائي في "المجتبى (3491) ، وفي "الكبرى" (5685) من طريق إسحاق ابن شاهين، عن خالد، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ الشَّعْبِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ، عن زيد بن أرقم، به. ورواه الثوري، عن الأجلح، واختُلِف على الثوري؛ فرواه العقيلي في "الضعفاء" (1/140/السلفي) من طريق عبد الملك بن الصبَّاح، والطبراني في "الكبير" (5/172 رقم 4988) من طريق أحمد بن الفرات، كلاهما عن الثوري، عن الأَجْلَحُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَبْدِ خَير، عن زيد بن أرقم، به. ورواه عبد الرزاق عن الثوري، واختُلِف على عبد الرزاق: فرواه أحمد في "مسنده" (4/373 رقم 19329) عن عبد الرزاق، عن الثوري بالإسناد السابق. ورواه أبو داود في "سننه" (2270) ، والنسائي في "المجتبى (3488) ، و"الكبرى" (5682) من طريق خُشَيْش بن أَصْرَم، وابن ماجه في "سننه" (2348) من طريق إسحاق بن منصور، والطبراني في "الكبير" (5/172 رقم 4987) من طريق إسحاق الدَّبَري، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/266-267) من طريق أحمد بن الأزهر، جميعهم عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن صالح الهَمْداني، عن الشعبي، عن عَبْدِ خَير، عن زيد بن أرقم، به. وكذا رواه ابن عساكر عن عبد الرزاق؛ كما في "العلل" للدارقطني (3/118) . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (5/79) في ترجمة عبد الله بن خليل: «ولا يُتابَع عليه» . وقال العقيلي في "الضعفاء" (1/140) : «ولا يُتابِعُ الأجلحَ على هذا - مع اضطرابه فيه - إلا من هو دونَه: محمد بن سالم» . وقال في (2/639) : «الحديثُ مضطربُ الإسناد، متقاربٌ في الضعف» . وانظر "البداية والنهاية" (5/107-108) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 60 عن النبيِّ (ص) ؛ فِي القُرعَة (1) . وَتَابَعَهُ محمَّد بْنُ سالم (2) .   (1) في (ش) : «القربة» مهملة الباء. وتقدم ذكر متن الحديث بتمامه في المسألة رقم (1204) . (2) لم نقف على روايته من هذا الطريق، ولكن رواه الحميدي في "مسنده" (804) ، والطبراني في "الكبير" (5/174 رقم 4992) من طريق ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سالم، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ذريح - كذا -، عن زيد بن أرقم، به. ورواه العقيلي في "الضعفاء" (1/140/ط. السلفي) من طريق جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن سالم، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ ذَرِيْ، عن زيد بن أرقم، به. قال العقيلي: «هكذا قال: عن علي بن ذَرِي» . ومن طريق الحميدي أخرجه العقيلي (2/639/ط. السلفي) ، ونقل عن ابن عيينة قوله: «خالف [أي محمد بن سالم] أجلحَ، وأجلحُ أحفظهما» . وذكر ابن ماكولا في "الإكمال" (3/383) أن محمد ابن سالم يرويه عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن علي بن ذَرِي، عن زيد بن أرقم، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 61 وخالفَهُما جَابِرٌ الجُعْفيُّ (1) فِيمَا رَوَى عَنْهُ وَرْقاء (2) ، فَقَالَ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ عليِّ بْنِ زَرْبِي، عَنْ زيد بْن أرقَم، عَنِ النبيِّ (ص) . وَقَالَ غَيْرُ وَرْقاء: عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ عليِّ بْنِ ذَرِيح، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقَم. وَرَوَاهُ الشَّيْباني (3) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ رَجُلٍ مِنْ حَضْرَمَوْت، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقَم، مَوْقُوفٌ (4) ، وَلَمْ يرفَعْه. وَرَوَاهُ سَلَمة بْنُ كُهَيل (5) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ أَبِي الخَليل - أَوِ   (1) ذكر الدارقطني في "العلل" (3/117) أن جابرًا الجعفي يرويه عن الشعبي، عن عبد الله بْنِ الْخَلِيلِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم، به، بمثل رواية الأجلح. (2) هو: ابن عمر اليشكري. وقد ذكر ابن ماكولا في "الإكمال" (3/383) أن ورقاء رواه عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن علي بن ذَرِي، عن زيد بن أرقم، به. (3) هو: أبو إسحاق سليمان بن أبي سليمان. وروايته أخرجها النسائي في "المجتبى (3491) ، وفي "الكبرى" (5685) من طريق خالد الواسطي، عن الشيباني، به. ورواه أبو إسحاق الفزاري - كما في "العلل" للدارقطني (3/118) - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيباني، عَنْ الشعبي، عن عبد الله بن الخليل، عن زيد ابن أرقم، به. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) روايته أخرجها الشافعي في "الأم" (7/178) ، وأبو داود في "سننه" (2271) ، والنسائي في "المجتبى" (3492) ، وفي "الكبرى" (5686) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/267) . قال النسائي في "المجتبى": «هذا صوابٌ، والله سبحانه وتعالى أعلم» . وقال في "الكبرى": «هذه الأحاديث كلُّها مضطربةُ الأسانيد» . وقال: «وسلمةُ بن كُهَيل أثبتُهم، وحديثه أولى بالصَّواب، والله أعلم» . وقال البيهقي: «هذا موقوفٌ، وابن الخليل ينفردُ به» ، ثم ذكر أن حديث سلمة بن كهيل هذا أصحُّ ما روي في الباب. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 62 ابْنِ الخَليل - أنَّ عَلِيًّا قُضِيَ ... ، وَلَمْ يَذكُر زيدَ بْنَ أرقَم؟ وأتقَنُهم (1) : سَلَمة بْنُ كُهَيل (2) ، والشيبانيُّ قويٌّ (3) . 2318- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زهيرٌ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو بَلْج (5) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو الحَكَم عليٌّ الْبَصْرِيُّ (6) ، عَنْ أَبِي بَحْر (7) ، عَنِ الْبَرَاءِ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : أَيُّمَا مُسْلِمَيْنِ التَقَيَا فَتَصَافَحَا، تَنَاثَرَ خَطَايَاهُمَا (8) ؟   (1) في (ك) : «وأسهم» . (2) في (ف) : «زيد بن سلمة بن كهيل» . (3) كذا في جميع النسخ، وفي النص سقطٌ، ومن الواضح أن عبارة: «وَأَتْقَنُهُمْ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَالشَّيْبَانِيُّ قوي» من كلام أبي حاتم، فلعل قوله: «قال أبي» سقط مع بداية جواب أبي حاتم، والله أعلم. وقد تقدم في المسألة رقم (1204) قول أبي حاتم: «قَدِ اخْتَلَفُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، فَاضْطَرَبُوا، والصَّحيح حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ كهيل» . (4) هو: ابن معاوية، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/293-294 رقم 18594) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/396) تعليقًا. (5) في (ت) و (ك) : «بلح» بالمهملة. وهو: يحيى بن أبي سُليم. (6) في (ش) : «أبو الحكم عن النصري» ، وفي (ك) : «أبو الحاكم علي البصري» . (7) ذكره ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/ 414) ، ونقل عن أبي حاتم قوله فيه: «مجهول» . (8) كذا في جميع النسخ، والجادة: «تناثرت خطاياهما» كما في بعض مصادر التخريج، وفي بعضها أيضًا: «تحاتَّت» ، لكنَّ ما هنا صحيحٌ، ويخرَّج على جواز تذكير الفعل إذا أُسنِد إلى جمع تكسير لمؤنث أو لمذكر. انظر التعليق على المسألة رقم (224) . الحديث: 2318 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 63 قَالَ أَبِي: قَدْ جَوَّد زهيرٌ هَذَا الحديثَ، وَلا أَعْلَمُ أَحَدًا جَوَّد كَتَجْوِيدِ زُهَيْرٍ هَذَا الْحَدِيثَ. قلتُ لأَبِي: هو محفوظٌ؟ قَالَ: زهيرٌ ثقة (1) . 2319 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ (3) ، عن   (1) هذا الحديث يرويه أبو بَلْج واختُلف عنه؛ فرواه زهير ابن معاوية، كما سبق، ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (3/396) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (5211) ، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (112) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1673) ، والروياني في "مسنده" (428) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/154) من طريق هشيم، والطيالسي في "مسنده" (787) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/396) تعليقًا من طريق أبي عوانة، كلاهما عن أبي بلج، عن زيد بن أبي الشعثاء أبي الحكم، عن البراء، به. بإسقاط: «أبي بحر» . ووقع في رواية الطيالسي: «زياد أبي الحكم البجلي» . ومن طريق أبي داود رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (21/14) ، ومن طريق أبي يعلى رواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (193) . قال ابن حجر في "تعجيل المنفعة" (2/28-29) بعد أن ذكر رواية هشيم وأبي عوانة: «وخالفهم زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي بلج قال: حدثني علي أبو الحكم فسمَّاه عليًّا، وانفرد بذلك، ومن طريقه أخرجه أحمد، وخالف زهير أيضا في السند، فأدخل بين أبي الحكم والبراء بن عازب راويًا، وهو: أبو بحر» . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2485) ، وفيها التنبيه على خطأ آخرَ وقع فيه غالبُ بن فائد الراوي عن شريك؛ حيثُ جعل الحديث عن ابن مسعود. (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/274 رقم 22360) ، وعبد بن حميد (235) ، والدارمي (2493) ، وابن ماجه في "سننه" (3746) ، وابن حبان في "صحيحه" (1991/موارد الظمآن) ، والطبراني في "الكبير" (17/230 رقم 638) ، وأبو الشيخ في = = "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/277 رقم 1034) ، والبيهقي في "الكبرى" (10/112) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (17/229 رقم 637) من طريق عبد الحميد بن بحر، عن شريك، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/20) ، والطبراني في "الكبير" (17/230 رقم 638) من طريق طلق بن غنام، وقرنه الطبراني برواية الأسود بن عامر، وأبو الشيخ الأصبهاني في "الأمثال" (34) من طريق عثمان بن زُفَر، كلاهما (طلق وعثمان) عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أبي عمرو الشيباني، عن أبي مسعود، به. الحديث: 2319 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 64 شَريك (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي عمرو الشَّيْباني (2) ، عَنْ أَبِي مَسْعُود (3) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا أَرَادَ: الدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ (4) كَفَاعِلِهِ. قلتُ: الخطأُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: مْنِ شَريك (5) .   (1) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. (2) هو: سعد بن إياس. (3) في (ت) و (ك) : «ابن مسعود» . وأبو مسعود: هو عقبة ابن عمرو الأنصاري البدري. (4) قوله: «على الخير» سقط من (ك) . (5) قال الإمام أحمد في الموضع السابق: «وذكر شاذانُ أيضًا حديث: "الدالُّ على الخير كفاعِله"» . وقال أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/278 رقم 1035) بعد أن ذكر رواية شاذان السابقة، قال: «وقال النبي (ص) : "الدالُّ على الخير كفاعِله"» . فدلَّ هذا على أن الأسود بن عامر شاذان رواه عن شريك باللفظين كليهما. والحديثُ معروفٌ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشيباني، عَنْ أَبِي مَسْعُود، عَنِ النبيِّ (ص) قال: «من دلَّ على خير فله مثلُ أجر فاعله» . أخرجه مسلم في "صحيحه" (1893) من طريق سفيان الثوري وشعبة وأبي معاوية محمد بن خازم وعيسى بن يونس، كلهم عن الأعمش، به هكذا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 65 2320- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زُهَير (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ ثُمامة بْنِ بِجاد؛ قَالَ: أنذرتُكُم: «سوفَ أصلِّي» «سوفَ أصومُ» . وَرَوَاهُ إِسْرَائِيلَ (3) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ العَيْزار (4) ، عَنْ ثُمامة بْنِ بِجاد (5) . قلتُ لأبي: هو محفوظٌ، حَدِيثِ إِسْرَائِيلَ؟ قَالَ: نعم. 2321 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَيْض بن الوَثِيق (7) ،   (1) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (35237) ، وأحمد في "الزهد"- كما في "الإصابة" (2/28) - وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1/508-509) . قال أبو نعيم: «وَرَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن ثمامة بن بجاد، وكانت له صحبة» . (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) هو: ابن يونس. وروايته أخرجها البخاري في"التاريخ الكبير" (2/ 176) ، وابن صاعد في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (12) . (4) هو: ابن حُرَيث. (5) من قوله: «قال أنذرتكم ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (6) نقل بعض هذا النص ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 801) شرح الحديث (48) . (7) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وذكر الدارقطني في "العلل" (11) أن حكَّام بن سَلْم يرويه عن علي بن عبد الأعلى، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي وقَّاص، عن سلمان، به. والحديث رواه البزار في "مسنده" (2544) ، والطبراني في "الكبير" (6/270 رقم 6186) - ومن طريقه المزي في"تهذيب الكمال" (34/351) من طريق مهران بن أبي عمر، عن علي بن عبد الأعلى، عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ، عَنْ أَبِي وقَّاص، عن سلمان، به. وسقط من مطبوع الطبراني اسم: علي بن أبي طالب ح. الحديث: 2320 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 66 عَنْ حَكَّام الرَّازِيِّ (1) ، عَنْ عليِّ بن عبد الأعلى، عَنْ أَبِي النُّعمان (2) ، عَنْ سَلْمَانَ؛ قَالَ: خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ مِنْ عندِ النبيِّ (ص) فَاسْتَقْبَلَهُمَا عليٌّ وَهُمَا يُقْبِلان، فَقَالَ عليٌّ: ما لي أراكما [ثَقِيلَيْنِ] (3) ؟ فقالا: سمعنا النبيَّ (ص) ، يَقُولُ (4) : مِنْ عَلاَمَةِ المُنَافِقِ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإِذَا اتُّمِنَ (5) خَانَ؟ قَالَ أَبِي: يَرويه الرازيُّون، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمان (6) ، عَنْ عَلِيِّ بن عبد الأعلى، عَنْ أَبِي النُّعمان، عَنْ أَبِي وقَّاص، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَعَدَ رَجُلاً أَنْ يَأْتِيَهُ، ومِنْ نِيَّتِهِ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَلَمْ يَأْتِهِ، فَلَيْسَ بِمُخْلِفٍ. قلتُ: أيُّهما أصحُّ؟   (1) هو: ابن سَلْم الرازي. (2) تقدم في التخريج أن أبا النعمان يرويه عن أبي وقاص، عن سلمان، وسيأتي هكذا في كلام أبي حاتم، فإما أن تكون رواية فيض بن وثيق، عن حكام بن سلم هكذا جاءت، أو يكون سقط من الإسناد هنا «عن أبي وقاص» . (3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه، وقد استدركناه من "مسند البزار"، و"الكبير" للطبراني، و"تهذيب الكمال". (4) قوله: «يقول» سقط من (ت) و (ك) . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «إِذَا اؤْتُمِنَ» ، لكنَّ ما في النسخ جائزٌ على مذهب الكوفيين. انظر تعليقنا على على المسألة رقم (2175/أ) . (6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4995) ، والترمذي في "جامعه" (2633) ، والطبراني في "الكبير" (5/199رقم 5080) ، والدارقطني في "الأفراد" (136/أ/أطراف الغرائب) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1882) . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/198) . قال الترمذي: «هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي، علي بن عبد الأعلى ثقة، ولا يعرف أبو النعمان ولا أبو وقَّاص وهما مجهولان» . وقال الدارقطني في "الأفراد": «تفرَّد به خالد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طهمان، عن علي بن عبد الأعلى، عن النعمان بن المنذر، عن أبي وقاص» . وقال الدارقطني في "العلل" (11) : «يرويه علي بن عبد الأعلى الثعلبي واختُلف عنه فرواه حكَّام بن سَلْم، عن علي بن عبد الأعلى، عن أبي نعمان، عن أبي وقَّاص، عن سلمان. وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طهمان، عَن علي بن عبد الأعلى، فأسنده عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم عَنِ النبيِّ (ص) . وأبو النعمان مجهولٌ، وعلي بن عبد الأعلى ليس بالقويِّ. والحديث مُضطرب غير ثابت. وقيل: إن أبا النعمان هو الحارث بن حصيرة، والله أعلم» . (*) ... كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: «الحديثان مضطربان، وفي الإسناد مجهولان» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وقد خرَّجناه على وجهين تقدم ذكرهما في تعليقنا على المسألة رقم (25) و (759) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 67 قال: الحديثين مُضطربين (*) ، وفي الإسناد مَجْهولين (*) : أَبُو النُّعْمَان وَأَبُو الوقَّاص (1) . 2322 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ فقلتُ: حدَّثْتَنا أَنْتَ عَنْ مُسْلِمٍ (2) ، عَنْ شُعبة، عَنْ سُلَيمان الأعمَش، عَنْ تَمِيمِ بْنِ سَلَمة، عَنْ هِلالِ بْنِ عبد الله، عن جَرير، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ يُحْرَمْ مِنَ الرِّفْقِ، حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ.   (1) وحكم عليهما بالجهالة أيضًا الترمذي في "جامعه" (2633) ، وحكم الدارقطني في "العلل" (1/186) بالجهالة على أبي النعمان فقط. (2) هو: ابن إبراهيم الفراهيدي. وتابعه على روايته: عفَّانُ ابن مسلم، وروايته أخرجها الخطيب في "الموضح" (2/219) . قال الخطيب: «كذا رواه عفَّانُ وغُنْدر هذا الحديث عن شعبة، وخالفهما أبو عامر العقدي، وأبو داود الطيالسي ويعقوب الحضرمي؛ فرَوَوه عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تميم بن سلمة، عن عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، وكذلك رواه أبو معاوية، وجرير بن عبد الحميد، وزهير بن معاوية، وشريك، وجعفر الأحمر، وعمار بن رزيق، وموسى بن أَعْيَن، عن الأعمش، وهو الصواب» . الحديث: 2322 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 68 وحدَّثْتَنا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (1) ، عَنْ شُعبة، عَنِ الأعمَش، عَنْ تَمِيمٍ - أَوْ هِلالٍ - عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) . وحدَّثْتَنا عَنْ عَمْرِو بْنِ مَرْزُوقٍ (2) ، عَنْ شُعبة، عَنِ الأعمَش، عَنْ تميم بن سَلَمة، عن عبد الرحمن بْنِ هِلالٍ، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ وَكيع (3) ، عَنِ الأعمَش، عن تميم، عن عبد الرحمن بْنِ هِلالٍ، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ شَريك (4) ، عَنْ محمَّد بن إسماعيل، عن عبد الله بْنِ هِلالٍ، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: حَدِيث الأعمَش، عن تميم، عن عبد الرحمن   (1) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. وروايته أخرجها الرَّامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 484) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "المعجم الكبير" (2/346 رقم 2449) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (701) عن شعبة، بمثله. ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (463) من طريق محمد بن كثير، عن شعبة، به. (3) روايته أخرجها في "كتاب الزهد" له (461) ، ومن طريقه مسلم في "صحيحه" (2592) . (4) هو: ابن عبد الله النخعي. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (2/347 رقم 2454) من طريق شريك، عن محمد بن أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن بْنِ هِلالٍ، عَنْ جَرِيرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) » . ورواه مسلم (2592) من طريق عبد الواحد بن زياد، عن محمد بن أبي إسماعيل، عن عبد الرحمن بن هلال به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 69 بْنِ هِلالٍ، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) (1) . 2323 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شَريك (3) ، عَنْ خَلَف بْنِ حَوْشَب، عن مَيْمون ابن مِهْران، عَنْ أُمِّ الدَّرْداء؛ قَالَتْ: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: أَثْقَلُ مَا يُوضَعُ فِي المِيزَان ِ الخُلُقُ الحَسَنُ؟ قَالَ أَبِي: أمُّ الدَّرْداء هذه لم تسمع من النبي (ص) ، يَروي جماعةٌ عَنْ أُمِّ الدَّرْداء هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي الدَّرْداء، عن النبيِّ (ص) . مِنْهُمْ (4) : عَطاءٌ الكَيْخاراني، عَنْ أُمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء. وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْهَا: مُعَلَّى بْنِ هِلالٍ (5) ، فقال: عَنْ أُمِّ الدَّرْداء، عَنْ أَبِي الدَّرْداء (6) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 2324 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خلاَّد بْنُ يحيى، عن   (1) رواه مسلم (2592) من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ تَمِيمٍ، عَنْ عبد الرحمن بن هلال، عن جرير، به. (2) تقدمت هذه المسألة برقم (2232) . (3) هو: ابن عبد الله النخعي. (4) قوله: «منهم» سقط من (ك) . (5) كذا في جميع النسخ، ولعلَّه متصحف عن «يعلى بن مَمْلَك» ، فهو الذي يروي هذا الحديث عن أم الدرداء كما سبق في المسألة رقم (2232) ، أما معلًّى فلا رواية له عن أم الدرداء، والله أعلم. (6) قوله: «عن أبي الدرداء» ليس في (أ) و (ش) ، ومن قوله: «ورواه أيضًا ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (7) تقدمت هذه المسألة برقم (2194) من كلام أبي زرعة وأبي حاتم معًا. الحديث: 2323 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 70 الثَّوري، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: لَأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ الرَّجُلِ قَيْحًا خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شِعْرًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ (1) ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُمَرُ (2) ، مَوْقُوفٌ (3) . 2325 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُعَيم ابن حمَّاد، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَكَم بْنِ أَبان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عِكرمَة؛ قَالَ: تزوَّج ابْنُ عُمَرَ، فاشتَرى (4) بدرهَم طَعَامًا، وبدرهَم لَحمًا، وبدرهَم شَيْئًا آخرَ، ثُمَّ دَعَا الناسَ فَأَكَلُوا وَلَمْ يأكُلْ، فَقَالَ: لولا أنَّ رسولَ الله (ص) لَمْ يأكُل لأكَلتُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2326- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ آدَمُ (5) ، عَنْ يزيد بن   (1) قوله: «هذا خطأ» سقط من (ك) . (2) في (ك) : «عمرو» . (3) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) ، والذي في المسألة (2194) : «إنما هو عن عمر قوله» . (4) في (ك) : «قال: فاشترى» . (5) هو: ابن أبي إياس، وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (2884/كشف) وقال: «لا نعلم له طريقًا عن بريدة إلا هذا، ولا نعلم رواه إلا آدم، عن يزيد» . ورواه الروياني في "مسنده" (64) ، وابن البختري في "ستة مجالس من أماليه" (116/مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، والطبراني في "الأوسط" (7068) ، و"الشاميين" (2445) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (579) من طريق محبوب بن القواريري، عن يزيد، به. ومن طريق ابن شاهين رواه ابن الجوزي في "الناسخ والمنسوخ" (331) . = ... قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عطاء الخراساني إلا يزيد بن بزيع» . الحديث: 2325 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 71 زُرَيع (1) ، عن عَطاء الخُراساني، عن عبد الله بْنِ بُرَيدة الأسْلَمي، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّا نَهَيْنَاكُمْ عَنْ قِرَان ِ التَّمْرِ فَاقْرِنُوهُ (2) ، فَقَدْ وَسَّعَ اللهُ الخَيْرَ؟   (1) في (ك) : «رزيع» . والمثبت من بقية النسخ، وكذا وقع في "كشف الأستار عن زوائد البزار"، ومثله في الأصول الخطية لـ "مسند الروياني"، و"أمالي ابن البختري" و"مسند الشاميين" للطبراني، و"الناسخ والمنسوخ" لابن شاهين، إلا أن محققيها خطَّؤوا هذا، وصوبوها «بزيع» . ووقع في "الأوسط" للطبراني: «بزيع» ، وكذا في "الناسخ والمنسوخ" لابن الجوزي، ولم يذكر المحققان أن في أصليهما خلاف ذلك، مع أن ابن الجوزي رواه من طريق ابن شاهين الذي وقع عنده: «زريع» ، وأما "الأوسط" للطبراني: فقد نقل العيني في "عمدة القاري" (13/3) إسناده، وفيه: «يزيد بن زريع» ! والذي نراه: أن يزيد بن بزيع، ويزيد بن زريع، كلاهما يروي عن عطاء الخراساني، لكن يزيد بن زريع هذا هو الرَّملي، وليس أبا معاوية البصري، فليس من المعقول أن تجمع المصادر التي ذكرناها على هذا الخطأ، مع تعدد الرواة عنه!! هذا مع أنه جاءت روايته عن عطاء الخرساني في غير هذا الحديث. فانظر: "السنة" لابن أبي عاصم (1380) ، و"تفسير ابن جرير الطبري (16/218) ، و"مسند الشاميين" للطبراني (2444) ، و"سنن الدارقطني" (3/163 رقم240) ، و"مستدرك الحاكم" (2/17) . وترجم له الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/422 رقم 9691) فقال: «يزيد بن زريع شيخ رملي لا يكاد يعرف، يروي عن عطاء الخراساني، ضعفه ابن معين» ، فتعقبه ابن حجر في "لسان الميزان" (6/287 رقم 1011) بقوله: «صوابه: يزيد بن بزيع، وقد مرَّ» . والظاهر أن كلام الحافظ ابن حجر هنا هو عمدة أولئك المحققين الذين غيروا العبارة في تلك الكتب، والله أعلم. (2) في (ت) و (ك) : «فافرزوه» ، ولم تنقط الزاي في (ك) ، وقِرَانُ التمر: هو جمع التمرتَين في لُقمة واحدة، ونحوه القِرانُ في الحج، وهو جمعُه مع العمرة في الإحرام، ويقال في فعله: قَرَن، ولا يقال أَقرَنَ، أفاده القاضي عياض في "مشارق الأنوار" (2/180) ، وقال: «وجاء في الحديث: " نَهَى عن الإقرَان في التَّمر"؛ كذا في أكثر الروايات، وصوابه: القِرَان» . اهـ. وانظر "مقدمة فتح الباري" (ص 172) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 72 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2327- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعاذ ابن خَالِدٍ العَسْقَلاني (1) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ (2) شُرَحْبيل بْنِ سَعْدٍ، عن   (1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/222) ، والحاكم في "المستدرك" (3/222-223) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (312/ترجمة جبار) . ومن طريق الحاكم رواه البيهقي في "الشعب" (7363) . وعزاه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/56) إلى ابن شاهين وابن السكن. (2) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . الحديث: 2327 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 73 جَبَّار بْنِ صَخْرٍ؛ قَالَ: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: إِنَّا نُهِينَا أَنْ تُرَى عَوْرَاتُنَا؟ فَقَالَ (1) أَبِي: هَذَا الحديثُ بعينه حدَّثنا مُعاذ ابن حَسَّانٍ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا إبراهيمُ بْنُ محمَّد ابن أَبِي (3) يَحْيَى، عَنْ شُرَحْبيل بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَبَّار بْنِ صَخْرٍ (4) . 2328 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُويد (6) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عن محمَّد ابْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ أُبْلِيَ خَيْرًا (7) ، فَلْيُكَافِئْ عَلَيْهِ (8) ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَا يُكَافِئُ عَلَيْهِ (9) ، فَلْيَشْكُرْهُ؛ مَنْ فَعَلَ فَقَدْ شَكَرَ، ومَنْ تَرَكَ فَقَدْ كَفَرَ، ومَنْ تَحَلَّى بَاطِلاً فَهُوَ كَلاَبِسِ ثَوْبَي زُورٍ؟   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (2) تابعه يحيى بن عبد الله المسكني، وروايته أخرجها أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1472) . وعزاه الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (2/57) إلى ابن منده. ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (1/161) ، وابن عدي في "الكامل" (3/222) من طريق الحسن بن عبد الملك، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَبَّار، به. (3) قوله: «أبي» سقط من (ش) . (4) قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (8/250) في ترجمة معاذ بن خالد: «هو شيخٌ تشبه أحاديثه عن زهير ابن محمد أحاديثَ إبراهيم بن أبي يحيى، ودليلنا أن أحاديثه من أحاديث إبراهيم بن أبي يحيى حديثٌ رَوَاهُ مُعَاذُ بْنُ خَالِدٍ عن زهير بن محمد قال: حدثني شرحبيل ابن سعد: أنه سمع جبار بن صخر يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: " نُهينا أن تُرى عوراتُنا"، وقد حدثني بهذا الحديث بعينه معاذ بن حسان نزيل برذعة قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ شُرَحْبِيلَ بن سعد» . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (2448) ، وانظر المسألة رقم (2469) و (2569) . (6) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6617) ، وابن عدي في "الكامل" (1/364) . قال الطبراني: «لم يروه عن الأوزاعي إلا أيوبُ بن سويد» . ورواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/147) من طريق صدقة بن عبد الله، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر: أن النبي (ص) ، به. قال أبو نعيم: «كذا رواه صدقة عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ- واسمه محمد بن تدرس- وتفرد به، والحديث مشهور بأيوب بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ» . (7) بلاه وأبلاه: أحسن إليه، وأبلاه معروفًا: فعله به. انظر: "الأفعال" لابن القطاع (1/104) ، و"الصِّحاح" للجوهري (6/2285) . (8) قوله: «عليه» سقط من (ت) و (ك) . (9) قوله: «عليه» سقط من (ت) و (ف) و (ك) . الحديث: 2328 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 74 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (1) ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ، مَوْقُوفٌ (2) . 2329 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (3) إبراهيمُ بنُ محمَّد الفِرْيابي؛ قَالَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَعْيَن؛ قَالَ: حدَّثنا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ (4) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (5) ؛ قَالَ (6) : قَالَ الزُّبَير بْنُ العوَّام: التَّقِيُّ مُلْجَمٌ (7) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: «إنما يرويه الثقات عن الأوزاعي» ، أو «إنما يرويه الأوزاعي..» ، والأول أقرب لما سيأتي في المسألة رقم (2448) . (2) كذا وقع هنا، وفي المسألة رقم (2448) : «عن جابر، عن النبيِّ (ص) » مرفوعًا، وزاد: «كَذَا يَرْوِيهِ الثِّقَاتُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ مِنْ رِوَايَةِ الأَوْزَاعِيِّ، وَرَوَاهُ مِسْكِينٌ وَصَدَقَةُ السَّمِينُ عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، لَمْ يَذْكُرِ الرَّجُلَ، وَلَيْسَ لِمُحَمَّدِ بن المنكدر معنى» . وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عائشة وابن عمر. انظر "العلل" للدارقطني (5/27/ب) . وقوله: «موقوف» منصوبٌ على الحال، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) قوله: «رواه» مكرَّر في (ف) . (4) هو: الجُمَحي. (5) هو: عبد الله. (6) قوله: «قال» سقط من (ك) ، وفي (ت) : «قلل» . (7) لم تنقط الجيم في جميع النسخ، وقد جاءت هذه العبارة عن عمر بن عبد العزيز، رواها ابن سعد في "الطبقات" (5/374) عَنْ قُبَيْصَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رجل قال: نال رجلٌ من عمر بن عبد العزيز، فقيل له: ما يمنعُك منه؟ فقال: «إنَّ المتَّقي مُلْجَم» . ورواه أبو نعيم في "الحلية" (5/339) من طريق قبيصة، عن سفيان قال: نال رجل من عمر ... فذكره. الحديث: 2329 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 75 2330 - وسمعتُ (1) أَبِي وحدَّثنا عَنْ زكريَّا بْنِ يَحْيَى [الوَقَار] (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْمَاعِيلَ المُرادي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنَ عُمر؛ أَنَّهُ أرسَل رَسُولا فَقَالَ: ادْعُ لِي حَجَّامًا، وَلا تَدْعُ شَيْخًا وَلا صَبيًّا، وقال: احتَجِمُوا باسم اللَّهِ عَلَى الرِّيق؛ فَإِنَّهُ يزيدُ الحافظَ حِفْظًا، وَلا تَحْتَجِمُوا يَوْمَ السَّبْتِ، واحتَجِمُوا يومَ الأَحَدِ، وَلا تَحتَجِمُوا يومَ الإِثْنَيْنِ (3) ؛ فَإِنَّهُ يومٌ فُجِعْتُم فِيهِ بنبيِّكم ... وذَكَرَ حَدِيثًا فِي أَسْبَابِ الحِجَامة فِي الأَيَّامِ. فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وَمُحَمَّدٌ هَذَا مجهولٌ، وَأَبُوهُ مَجْهُولٌ (4) . 2331 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (5) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشيط، أَنَّهُ دخَلَ عَلَى عبد الله بن الحارث بن جَزْء،   (1) نقل هذا النص العراقي في "ذيل الميزان" (ص146-147) ، وابن حجر في "اللسان" (5/78) . وستأتي هذه المسألة برقم (2346) ، وفيها زيادة على ما هنا. وانظر المسألة رقم (2477) . (2) في (ك) : «الوقات» ، وفي بقية النسخ: «الوقاب» ، والتصويب من المسألة رقم (2346) . وانظر "توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين الدمشقي (9/192) . ولقِّب بـ «الوَقَار» لسكونه وثَباته. (3) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) . (4) قال المصنف في "الجرح والتعديل" (7/189) في ترجمة محمد بن إسماعيل المرادي: «سألت أبي عنه؟ فقال: هو مجهول، وأبوه مجهول، والحديث الذي رواه باطل» . (5) هو: ابن يحيى التُّجيبي. (6) هو: عبد الله. الحديث: 2330 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 76 فَرَمَى إِلَيْهِ بِوَسَادَةٍ كَانَتْ تَحْتَ خدِّه، وَقَالَ: مَنْ لَمْ يُكرِمْ ضَيفَهُ، فليسَ مِنْ محمَّد (1) ، وَلا مِنْ إبراهيمَ، عَلَيْهِمَا السَّلام. قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ ابنُ المُبارك (2) ، فَقَالَ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَشيط، عمَّن حدَّثه، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْء. 2332 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة بْنِ يَحْيَى، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ الزَّنْجي (4) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان، عَنْ [عَوْن] (5) بن عبد الله، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أنَّ الدِّيكَ صَرَخَ مرَّةً   (1) في (ش) : «فليس مني» . (2) روايته أخرجها في "الزهد" (614) ، ومن طريقه سعيد ابن منصور في "سننه" (2437) ، والحربي في "إكرام الضيف" (55) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1042/ مسند عمر) . (3) انظر المسألة المتقدمة برقم (2242) ، والمسألة الآتية برقم (2559) . (4) في (ك) : «الدبخي» . وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (1763) من طريق أحمد بن محمد الأزرقي، والبيهقي في "الشعب" (4807) من طريق سويد بن سعيد وصالح بن محمد، ثلاثتهم عن مسلم بن خالد، به. قال البزار: «وهذا الحديث أخطأ فيه مسلم بن خالد، وإنما الصَّواب: عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عبيد الله، عن زيد بن خالد» . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/16 رقم 9796) - وعنه أبو نعيم في "الحلية" (4/268) - من طريق إسماعيل بن عياش، عن صالح بن كيسان، به كرواية مسلم بن خالد. قال أبو نعيم: «غريب من حديث صالح، عن عون، عن أبيه، عن عبد الله، تفرَّد به إسماعيل، والصحيح رواية صالح، عن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خالد الجُهَني، وهذا الحديث مما اضطرب فيه إسماعيل بن عيَّاش من حديث الحجازيين، واختَلط فيه» . (5) في جميع النسخ: «عوف» ، والمثبت من مصادر التخريج السابقة، وانظر ما سبق في المسألة رقم (2242) . الحديث: 2332 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 77 عند رسول الله (ص) فَقَالَ رجلٌ مِنْهُمْ: اللهُمَّ العَنْهُ، فقال رسولُ الله (ص) : لاَ تَلْعَنْهُ وَلا تَسُبَّهُ؛ فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلاَةِ. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروى عَنْ صَالِحٍ (1) ، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . 2333 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلَة (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ الْمَاضِي بْنِ محمَّد الغافِقي أَبِي مَسْعُودٍ، عن هشام (4) ، عن   (1) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2242) . (2) انظر المسألة رقم (1230) . (3) هو: ابن يحيى التجيبي، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه ابن الأعرابي في "معجمه" (1017) ، والطبراني في "الأوسط" (1887) من طريق أحمد بن طاهر بن حرملة، عن جدِّه حَرْمَلَةُ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ الماضي، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، به. كذا بزيادة: «أبي سلمة» بين الحسن وأبي سعيد. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ هشام بن حسان إلا الماضي بن محمد، تفرَّد به ابنُ وَهْب» . ورواه ابن عدي (6/432) من طريق موسى بن سابق، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ الْمَاضِي، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ إسماعيل، عن النبي (ص) ، به. قال ابن عدي: «وهذه الأحاديثُ التي ذكرتها غير محفوظة، وللماضي غير ما ذكرت قليلٌ، وعامَّة ما يرويه لا يُتابع عليه، ولا أعلم روى عَنْهُ غير ابن وَهْب» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (3/11-12) ، والطبراني في "الأوسط" (9269) ، و"مسند الشاميين" (1615) ، والحاكم في "المستدرك" (4/322) ، وابن بشران في "الأمالي" (412) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/13) من طريق يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنِ أبي سعيد الخدري، به. قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي سعيد إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مالك» . (4) هو: ابن حسان القُرْدُوسي. الحديث: 2333 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 78 الْحَسَنِ (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: أَلاَ (2) أُخْبِرُكُمْ بِأَشْقَى الأَشْقِيَاءِ (3) ؟ ، قَالُوا: بَلَى يَا رسولَ اللَّهِ؛ قَالَ: مَنِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ فَقْرُ الدُّنْيَا وعَذَابُ الآخِرَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وماضٍي (4) لا أعرفُه (5) . 2334 - وسمعتُ (6) أَبِي وحدَّثنا (7) عَنْ حَرْمَلَة (8) ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (9) ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ (10) ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَضَعَ خَشَبَةً عَلَى جِدَارِهِ؟   (1) هو: ابن أبي الحسن البصري. (2) في (ك) : «لا» . (3) في (ش) : «بأشقياء الأشقياء» . (4) كذا في جميع النسخ: «ماضي» بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، والأفصح حذفها «ماض» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ فصيح. انظر التعليق على المسألة رقم (123) و (146) . (5) في "الجرح والتعديل" (8/442) نقل عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبيه أنه قال في الماضي بن محمد هذا: «لا أعرفه، والحديث الذي رواه باطل» . (6) انظر المسألة رقم (1401) و (1413) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط يبدو أنه خط محمد ابن العطار بما نصه: «لا يمنعن أحدكم جاره» . (7) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «حدثنا» بلا واو. (8) هو: ابن يحيى التجيبي، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2337) . ورواه أحمد في "مسنده" (1/255 رقم 2307) عن قتيبة بن سعيد، والطبراني في "الكبير" (11/163 رقم 11502) من طريق عبد الله بن يوسف، كلاهما عن ابن لهيعة، به. (9) هو: عبد الله. (10) هو: محمد بن عبد الرحمن بن نوفل. الحديث: 2334 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 79 قَالَ أَبِي: الصَّحيحُ: عَنْ عِكرمَة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، كَذَا رَوَاهُ أيُّوب (1) . 2335 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا (2) عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ (*) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَلاَّم، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مِقْسَم، عَنْ نُعَيم بن المُجْمِر (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَكْذَبَ الكَاذِبِينَ (5) الصُّنَّاعُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كذبٌ، وَعُثْمَانُ هُوَ: البُرِّيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَلاَّم هو الذي روى عنه عبد الحَكَم (6) ، بَصريٌّ وَقَعَ إِلَى مِصْرَ. 2336 - وسمعتُ (7) أَبِي وحدَّثنا (8) عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ (*) ، عن ابن   (1) هو: السَّختياني، وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5627) . (2) في (ت) و (ك) : «حدثنا» بلا واو. (*) ... هو: أَحْمَدَ بْنِ عَمرو بْنِ السَّرْح. (3) هو: عبد الله، وروايته أخرجها في "الجامع" (512) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/158) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وَهْب، به. قال ابن عدي عن عثمان البري: «وعامة حديثه مما لا يُتابَع عليه إسنادًا أو متنًا، وهو ممن يغلط الكثير، ونسبه قوم إلى الصدق، وضعَّفوه للغلط الكثير الذي كان يغلط؛ إلا أنه في الجملة ضعيف، ومع ضعفه يُكتب حديثه» . (4) هو: نُعيم بن عبد الله المُجْمِر. (5) في (ش) و (ف) : «الكذابين» ، وفي مصادر التخريج: «إنَّ أكذب الناس» . (6) كذا في جميع النسخ! وفي "الجرح والتعديل" (9/155 رقم642) : «روى عنه محمد بن عبد الله بن عبد الحكم» ، فالظاهر أن صوابه هنا: «ابن عبد الحكم» ، وسقط قوله: «ابن» من الأصول، والله أعلم. (7) تقدمت هذه المسألة برقم (2198) . (8) في (ت) و (ك) : «حدثنا» بلا واو. الحديث: 2335 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 80 وَهْب (1) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي محمَّد بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أيُّوب السَّخْتِياني، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ عائِشَة (2) زَوج النبيِّ (ص) قَالَتْ: مَا كَانَ شيءٌ أبغضَ عند أصحاب النبيِّ (ص) مِنَ الكَذِب، وَمَا جَرَّبَ مِنْهُ (3) رسولُ الله (ص) مِنْ أحدٍ مِنْ شيءٍ - وَإِنْ قَلَّ - فيخرجُ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ حَتَّى يُحْدِثَ لهُ تَوْبةً (4) . قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: أيُّوب (5) ، عَنْ إبراهيم ابن مَيْسَرة، عَنْ عائِشَة، مُرسَلً (6) . 2337 - وسمعتُ (7) أبي وحدَّثنا عن يحيى ابن عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: مرَّت بالنبيِّ (ص) نعجَةٌ، فَقَالَ: هَذِهِ الَّتِي بُورِكَ فِيهَا وَفِي خَرُوفِهَا. قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ كَذِبٌ.   (1) هو: عبد الله، وروايته أخرجها في "الجامع" (533) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/98) من طريق محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وابن عبد البر في "التمهيد" (16/256) ، وفي "الاستذكار" (27/355-356) من طريق يونس بن عبد الأعلى، كلاهما عن ابن وَهْب، به. (2) قال أبو حاتم: «لم يسمع ابن سيرين من عائشة شيئًا» . "المراسيل" لابن أبي حاتم (1/188) ، و"جامع التحصيل" للعلائي (1/264) . (3) قوله: «منه» سقط من (ك) . (4) في (ت) : «ثوبة» . (5) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2198) . (6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (7) نقل الذهبي في "الميزان" (3/40) قول أبي حاتم، وستأتي هذه المسألة برقم (2348) ، وفيها: «قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثٌ مُنكَر» . الحديث: 2337 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 81 2338 - وسمعتُ (1) أبي حدَّثنا عن يحيى ابن عُثْمَانَ (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبيب، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ (4) ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عَلَيْكُمْ (5) بِهَذِهِ الشَّجَرَةِ المُبَارَكَةِ زَيْتِ الزَّيْتُون ِ، فَتَدَاوَوْا بِهِ؛ فَإِنَّهُ مَصَحَّةٌ (6) مِنَ البَاسُورِ. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ. 2339 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيث بْنُ سَعْدٍ، عَنْ ابْنِ (7) عَجْلان (8) ، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، رفعه إلى النبيِّ (ص) ، قَالَ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي مَجْلِسٍ بَعْضُهُ فِي الشَّمْسِ (9) ، وبَعْضُهُ فِي الظِّلِّ ... ؟ فَقَالَ أَبِي: مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ رجُل، عَنْ أبي هريرة (10) .   (1) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (2/446) ، ونقل قول أبي حاتم الذهبي في "الميزان" (3/40) . (2) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (17/281 رقم774) ، والثعلبي في "تفسيره" (7/104) . وعن الطبراني رواه أبو نعيم في "الطب" كما في "تخريج الكشاف" للزيلعي (2/446) . ورواه حنبل في "جزئه" (73) من طريق يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، والسِّلَفي في "الطيوريات" (1295) من طريق عبد الله بن محمد بن شرف المصري، كلاهما عن عثمان بن صالح، به. (3) هو: عثمان بن صالح السهمي المِصري. (4) هو: مَرْثَد بن عبد الله اليَزَني. (5) قوله: «عليكم» سقط من (أ) و (ش) . (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «مصبحة» والمَصَحَّة - بفتح الميم والصاد، وقد تكسر الصاد-: ما يُسَبِّبُ الصِّحَّة. انظر "القاموس المحيط" (ص ح ح/228) ، و"المعجم الوسيط" (1/527) . (7) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (8) هو: محمد. (9) قوله: «بعضه في الشمس» سقط من (ت) و (ك) . (10) الحديث رواه الحميدي في "مسنده" (1172) ، وأبو داود في "سننه" (4821) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (1/326) من طريق سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/236) . ورواه أحمد في "مسنده" (2/383 رقم 8976) من طريق عبد الوارث، عن ابن المنكدر، عن أبي هريرة، به مرفوعًا. الحديث: 2338 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 82 وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: عَنْ جَابِرٍ، عن النبيِّ (ص) (1) . فَقَالَ أَبِي: مَنْ قَالَ: عَنْ جَابِر، فقد أخطَأ، ومن قَالَ: عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فقد أصاب. وَهَذَا قد أصاب، قد تخلَّص؛ قصَّر به (2) . 2340 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حديثَ اللَّيث، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عن النبيِّ (ص) : إِيَّاكُمْ والقُعُودَ عَلَى الطُّرُقِ ... ، الحديثَ.   (1) الحديث رواه البزار في "مسنده: (2014/كشف الأستار) من طريق إسماعيل بن مسلم، وابن عدي في "الكامل" (4/218) من طريق عبد الله بن محمد بن المغيرة، عن سفيان الثوري، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، عن النبي (ص) ، به. قال البزار: «إسماعيل ليِّن الحديث، ولم يُتابَع عليه، وقد روى عنه الأعمش والثوري وغيرهما» . وقال ابن عدي: «لا أعلم يرويه عن الثوري غير عبد الله ابن محمد» . (2) قوله: «وهذا قد أصاب ... » يعني به راوي الرواية الأصل في المسألة، وهو: إما الليث بن سعد، أو محمد بن عجلان. والمراد: أنه تخلَّص من الاختلاف، فقصَّر بالرواية؛ فأرسل الحديث حتى لا يذكر الصحابي الذي حصل فيه الاختلاف، ولا الرجل المبهم. هذا مع أن أبا حاتم صوَّب رواية من رواه عن ابن المنكدر، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ولكنه لا يرى التقصير في الرواية اختلافًا مؤثرًا؛ ولذا يكثر قوله في هذا الكتاب: «جميعًا صحيحين، قصَّر به فلان» . الحديث: 2340 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 83 فَقَالَ أَبِي: بَيْنَهُمَا عَطاءُ بنُ يَسار؛ كذا رواه هشام بْنُ سَعْدٍ (1) ، والدَّرَاوَرْدي (2) . 2341 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ وَهْب (4) ، عن حُمَيد ابن هَانِئٍ، عَنْ عبَّاس الحَجْري (5) ، عَنْ عبد الله بن عُمر، عن النبيِّ (ص) ، أَنَّهُ سُئل عَنِ الْخَادِمِ يُذنِب؟ [قَالَ] (6) : يُعْفَى (7) عَنهُ أكْثرَ مِنْ سَبْعينَ مرَّةً. وَمِنَ المِصْريِّين مَنْ يرويه عن عبد الله بن عَمرو (8) .   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/47 رقم 11436) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (958/المنتخب) ، ومسلم في "صحيحه" (2121) . (2) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (1150) ، ومسلم في "صحيحه" (2121) . ورواه البخاري في "صحيحه" (6229) من طريق زهير بن محمد، والبخاري أيضًا (2465) ، ومسلم (2121) من طريق حفص بن ميسرة، كلاهما عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء، عن أبي سعيد، به. (3) ستأتي هذه المسألة برقم (2515) ، وانظر المسألة رقم (2345) . (4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1949) ، والبيهقي في "الشعب" (8219) من طريق قتيبة بن سعيد، عنه، به. (5) هو: عباس بن جُلَيد - بجيم، مصغَّرٌ - و «الحَجْري» بفتح المهملة وسكون الجيم. كذا ضبطه ابن حجر في "التقريب". وانظر ما سيأتي في التعليق على المسألة رقم (2345) . (6) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من المسألة رقم (2515) . (7) في (ك) : «أيعفى» . (8) أي: من المصريين من يرويه عن ابن وَهْب، فيجعله من مسند عبد الله بن عَمرو بن العاص، والحديث رواه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/4) من طريق أصبغ بن الفرج، وأبو داود في "السنن" (5164) من طريق أحمد ابن سعيد الهَمْداني وأحمد بن عَمرو بن السَّرْح - وثلاثتهم مصريُّون - عن ابْنُ وَهْب، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هانئ، عن ابن عباس الحَجْري، عن عبد الله بن عَمرو، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/10-11) . ووقع في المطبوع من "السنن" لأبي داود، و"السنن الكبرى" للبيهقي: «عبد الله بن عُمر» بدل: «عبد الله بن عَمرو» ، والتصويب من "تحفة الأشراف" (8836) ، وانظر "تهذيب الكمال" (14/206-207) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1765) و"مسند الشاميين" (247) من طريق عبد الرحمن بن ثابت، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ ابن عباس الحَجْري، عن عبد الله بن عَمرو ابن العاص، به. الحديث: 2341 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 84 قَالَ أَبُو محمَّد (1) : وَرَوَاهُ (2) أَبُو مُطيع معاويةُ بنُ يَحْيَى (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ عَيَّاش بْنِ عَبَّاسٍ القِتْباني (4) ، عَنْ عباس الحَجْري، عن عبد الله بن عُمر، عن النبيِّ (ص) ؟ قال أبي: بعبد الله بْن (5) عَمرو أشبهُ، غير أَنَّهُ قد اتفقَ نفسينِ (6) على ابن عُمر (7) .   (1) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (2) في (ك) : «فرواه» . (3) ذكر المصنف رواية أبي مُطيع هذه في المسألة رقم (2515) ، ونقل عن أبي زرعة قوله: «هَذَا خَطَأٌ، إِنَّمَا هُوَ: سَعِيدٌ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ جُلَيد الحَجْري» . والحديث رواه أحمد في "مسنده" (2/90 رقم 5635) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (821/المنتخب) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (7/4) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5760) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/8) من طريق عبد الله بن يزيد الْمُقْرِئِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيوب، به. (4) في (ت) و (ك) : «الفتياني» . (5) قوله: «بن» سقط من (ك) . (6) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ففيها: «اتقن تفسير» . وما في النسخ يخرَّج على الإمالة، أي: أن الألف رسمت ياءً؛ لأنها ألفٌ مُمالة بسبب كسرة النون. وانظر التعليق على الإمالة في المسألة رقم (25) و (124) . (7) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/4) بعد أن ذكر الاختلاف في الحديث: «وهو حديث فيه نظر» ، وقال البيهقي في"السنن الكبرى" (8/10) : «وابن عُمر أصح» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 85 2342 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُرَاد (1) ، عَنِ اللَّيث، عَنْ مَالِكٍ، عَن الزُّهري، عَنْ عُروَة، عَن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : أنَّ رجلاً أتى النبيَّ (ص) فَقَالَ: إنَّ لِي مماليكَ أضربُهُم؛ قال: إنْ ضَرَبْتَهُمْ بِقَدْرِ   (1) هو: عبد الرحمن بن غزوان. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/280-281 رقم 26401) ، والترمذي في "جامعه" (3165) ، والدارقطني في "غرائب مالك" - كما في "تهذيب التهذيب" (2/542) -، والخطيب في "تاريخ بغداد" (9/430) ، والبيهقي في "الشعب" (8223) . ومن طريق أحمد رواه تمام في "فوائده" (1351) . ومن طريق تمام رواه الذهبي في "الميزان" (3/448) وقال: «هذا باطل» . قال الترمذي: «هذا حديث غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن غزوان» . وقال أحمد بن صالح المصري- كما في "تهذيب التهذيب" (2/542) -: «هذا باطل مما وضع الناس، وليس كل الناس يضبط هذه الأشياء؛ إنما روى هذا: الليثُ أظنه قال: عن زياد بن العجلان، منقطع» . وقال الدارقطني في "غرائب مالك": «قال لنا أبو بكر [يعني النيسابوري] : ليس هذا من حديث مالك، وأخطأ فيه قُراد، والصواب عن الليث: ما حَدَّثَنَا بِهِ بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ من كتابه، حدثنا ابن وَهْب، أخبرني الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش قال: أتى رجل ... » . وقال الدارقطني في "غرائب مالك": «لم يروه عن مالك، عن الزهري غير قُراد، عن الليث، وليس بمحفوظ» . وقال الدارقطني في "العلل" (5/26/ب) : «يرويه الليث بن سعد، واختُلف عنه، فرواه أبو نوح، عن الليث، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، ولم يُتابَع على هذا الإسناد، وخالفه ابن وَهْب؛ رواه عن الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش، عن النبيِّ (ص) ، وهو الصَّواب» . وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/248/منتخبه) : «قُراد، قديمٌ، روى عنه الأئمة، روى عن مالك، ويتفرَّد بحديثٍ عن الليث، عن مالك، لا يُتابَع عليه» . قال ابن حجر: «يعني: هذا» . وقال أبو أحمد الحاكم- كما في "الميزان" (2/581) - في قُراد: «روى عن الليث حديثًا منكرًا» . وانظر "تاريخ ابن معين" (5191/رواية الدوري) . الحديث: 2342 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 86 ذَنْبِهِمْ فَلاَ بَأْسَ، وإِنْ زِدتَّ اقْتُصَّ (1) مِنْكَ، فَقَالَ الرجُل: فمَماليكي أحرارٌ، لا أملكُ بَعْدَ الْيَوْمِ؟ قال أبي: نُرَى أن قُرَادً (2) غَلطَ، بَحَثْنا عَنْ (3) هَذَا الْحَدِيثِ من حديثِ مالك، ولم نُصِبْ (4) لَهُ أَصْلٌ (5) ، وبحَثْنا مِنْ حديثِ اللَّيث، فَإِذَا حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (6) ، عَنِ اللَّيث، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (7) ، عن زيادٍ مولى ابن عياش (8) : أنَّ رجلاً أتى النبيَّ (ص) (9) ... .   (1) في (ك) : «فاقتص» . (2) في (ك) : «يرى أن قرادة» . والمثبت من بقية النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف منوّن، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) في (ك) : «على» . (4) أهملت في جميع النسخ ما عدا (ف) ففيها «يُصِبْ» بالياء المضمومة. (5) في (ك) : «أحل» ، والمثبت من بقية النسخ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة. (6) قوله: «أبو صالح» سقط من (ك) . وهو: عبد الله بن صالح؛ كاتب الليث. (7) في (ك) : «أبي الهاد» ، وهو: يزيد بن عبد الله بن الهاد. (8) في (ت) و (ف) و (ك) : «عباس» بالباء الموحدة، آخره مهملة. ولم تنقط الكلمة في (أ) و (ش) . وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (9/465) . (9) لم نقف عليه من هذا الوجه، وقد سبق أن أبا بكر النيسابوري رواه عن بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عن الليث، عن زياد بن عجلان، عن زياد مولى ابن عياش قال: أتى رجل ... فذكره. ورواه أحمد في "مسنده" (6/280-281 رقم 26401) من طريق الليث، عن مالك، به. ثم قال: «وعن بعض شيوخهم؛ أن زيادًا مولى عبد الله بن عياش ابن أبي ربيعة، حدثهم عمَّن حدثه عن النبي (ص) ، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 87 2343 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (2) ، عَنْ رَجُلٍ - قَدْ سمَّاه ابْنُ وَهْب -، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَباح، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ عَدْوَى ... ؟ فَقَالَ: حدَّثَناه أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُلَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ (4) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ عَدْوَى ... (5) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: إنَّ مُوسَى أحفَظُ من ذاك. 2344 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيث بْنُ سَعْدٍ (6) ، عن   (1) انظر المسألة رقم (2291) و (2313) . (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها في "الجامع في الحديث" له (638) فقال: حدثني معروف بن سويد الجذامي، عن عُليٍّ، به. ومن طريقه رواه أحمد في "مسنده" (2/420 رقم 9454) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (ص9/مسند علي) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/309) . (3) هو: الفضل بن دكين. وتابعه ابن وَهْب في "الجامع في الحديث" (639) . (4) تتمة الحديث: « ... ولا طيرة، والعين حقٌّ» . (5) هو: عُلَيّ بن رَباح. (6) روايته أخرجها البيهقي في "الأفراد" (357/أ/أطراف الغرائب) وقال: «هكذا رواه أَبُو صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَاهِدِ. وتابعه ابن جريج، عن يحيى، وتفرَّد به يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ ابن جريج، وقد تقدم الخلاف في ترجمة القاسم عنها. وروى يَحْيَى بْن أَيُّوبَ، عَن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيْدِ الأعرج، عن مجاهد عنها، وتفرَّد به يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ يَحْيَى بن سعيد، عن حميد» . ورواه أبو يعلى في "مسنده" (4847) ، والطبراني في "الأوسط" (6480) من طريق ابن جريج، عن يحيى ابن سعيد، عن مجاهد، عن عائشة، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ ابن جريج إلا يحيى بن سعيد» . ورواه أحمد في "مسنده" (6/256 رقم 26194) عن حماد بن خالد، عن ليث، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يحيى بن سعيد، عن القاسم، عن عائشة، به. ورواه أبو يعلى في "مسنده" (4873) من طريق حجاج ابن محمد المصِّيصي، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ معاوية بن صالح، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عمرة، عن عائشة، به. ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (541) ، والترمذي في "الشمائل" (342) من طريق عبد الله بن صالح، وابن حبان في "صحيحه" (5675) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/331) من طريق ابن وهب، كلاهما عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عن عائشة، به. الحديث: 2343 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 88 يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُجَاهِدِ بْنِ جَبْر؛ قَالَ: قلتُ لعائِشَة: مَا كَانَ عَمَلُ رَسُولِ اللَّهِ (ص) في بيته؟ قال (1) : يَخْرِزُ (2) الشَّيءَ، ويَخِيطُ الشَّيءَ؟ فَقَالَ أَبِي: حدَّثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أيُّوب (4) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حُمَيد بْنِ قَيْس، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: قلتُ لعائِشَة. قَالَ يَحْيَى بْنُ أيُّوب: وَسَمِعْتُ مِنْ حُمَيد (5) بْنِ قَيْس، عَنْ مُجَاهِدٍ هَكَذَا. 2345 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ الحديثَ الَّذِي اختُلف فيه عن ابن وَهْب:   (1) كذا في جميع النسخ: «قال» ، والسياق يقتضي: «قالت» ، ويخرَّج ما في النسخ على ثلاثة أوجه: أحدها: على ما جاء عن العرب من قولهم: «ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها» ، فالجادة: «أبقَلَت» . انظر بيان ذلك في المسألة (178) . والثاني: لمجاورته للمذكر قبله في قوله: «عَمَلُ رسول الله (ص) في بيته» . وللمجاورة تأثيرات في العربية. انظر التعليق على المسألة (54 - الوجه الثالث) . والثالث: أنه من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، والمراد: «قال» ، أي: الراوي. انظر التعليق على المسألة (270) . (2) في (ت) : «نحرر» ، وفي (ك) : «تحرز» . (3) هو: سعيد بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ المصري. (4) روايته ذكرها الدارقطني في الموضع السابق من "الأفراد"، وأبو نعيم في "الحلية" (8/331) . (5) في (ك) : «وسمعت ابن حميد» . الحديث: 2345 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 89 فَقَالَ أَصْبَغُ بْنُ الفَرَج (1) وَغَيْرُهُ: عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ أَبِي هَانِئٍ (2) ، عَنْ عَبَّاسِ (3) بْنِ جُلَيْد (4) الحَجْري، عن عبد الله بن عَمرو، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ. وَرَوَاهُ غَيْرُ أَصْبَغ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ وَهْب: عَنِ ابْنِ وَهْب (5) هذا الحديث، وحديثً آخَرَ (6) فَقَالَ: عَنِ ابْنِ عُمر، عن النبيِّ (ص) (7) ، وَلا أَعْلَمُ سَمِعَ [عبَّاسٌ] (8) مِنِ ابن عُمرَ شيءً (9) ، وقد سمع من عبد الله بن عَمرو.   (1) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/4) . ورواه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/899) من طريق حرملة، عن ابن وَهْب، به. (2) هو: حميد بن هانئ. (3) في جميع النسخ: «ابن عباس» ، وضرب على قوله: «ابن» في (أ) ، وهو الصواب كما يأتي في آخر المسألة. وانظر المسألة المتقدمة برقم (2341) . (4) المثبت من (ت) ، وفي (أ) و (ش) و (ف) بالحاء المهملة، وفي (ك) بالخاء المعجمة. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (7/3) : «عباس بن جُليد الحجري ... وقال بعضهم: ابن خليد، وهو وهم» . وانظر المسألة رقم (2341) . (5) المثبت من (ف) ، وفي (ش) : «أبي وهيب» ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «ابن وهيب» . (6) هو المتقدم في المسألة رقم (2341) ، وانظر "التاريخ الكبير" (7/3-4) . وقوله: «حديث» منصوب عطفًا على «الحديث» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) الحديث رواه أبو عوانة في "البر والصلة"- كما في "إتحاف المهرة" (8/487) - من طريق يونس بن عبد الأعلى، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ أَبِي هانئ، عن عباس ابن جليد، عن ابن عُمر، به. (8) في جميع النسخ: «ابن عباس» ، وضرب في (أ) على قوله: «ابن» ، لكن قد يكون الضرب من محمد بن العطار أو أحد المطالعين. وانظر المسألة رقم (2341) . (9) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 90 2345/أ - قَالَ أَبِي: رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمة بْنِ قَعْنَب (1) ، عَنْ حُمَيد بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة (3) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كَفَاكَ الحَيَّةَ ضَرْبَةٌ بِالسَّوْطِ، مَاتَ أَوْ حَيِيَ (4) . قلتُ لأَبِي: سمعتَ هَذَا الحديثَ مِنْ إِسْمَاعِيلَ؟ قَالَ: «لا، وَلَكِنْ حدَّثني بعضُ أَصْحَابِنَا عَنْهُ» . وأنكرَ هَذَا الحديثَ جِدًّا، وَقَالَ: لَيْسَ لِهَذَا الْكَلامِ أصلٌ، وَلَمْ أَعْرِفْ هَذَا الكلامَ عَنْ أَحَدٍ (5) حَتَّى رأيتُ الآنَ: اللَّيث، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عن القَعْقاع   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (314/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو العباس الأصمُّ في "حديثه" رقم (150) -كما في "السلسلة الصحيحة" (676) -، والبيهقي في"السنن الكبرى" (2/266) . قال الدارقطني: «غريب من حديثه عنه [أي: مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة] ، تفرَّد به أبو الأسود حميد بن الأسود، ولا نعلم حدث به غيرُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ» . وقال البيهقي: «وهذا إن صحَّ، فإنما أراد - والله أعلم- وقوع الكفاية بها في الإتيان بالمأمور، فقد أمر (ص) بقتلها، وأراد - والله أعلم - إذا امتنعَتْ بنفسها عند الخطأ، ولم يُرد به المنعَ من الزيادة على ضربة واحدة» . (2) من قوله: «قال أبي روى ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف ح. (4) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على أنه من باب الحمل على المعنى، والمراد: «مات الثعبان، أو المضروبُ، أو المذكور، أو حَييَ» ، وانظر تعليقنا على المسألة رقم (270) . ويجوز أن يجعل تذكير الفعل جاريًا على ما جاء عن العرب من قولهم: «ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها» . انظر التعليق على المسألة رقم (178) . وقد جاء الحديث في رواية البيهقي بلفظ: «أَصَبْتَهَا أم أخطأتها» . (5) في (ك) : «من أحد» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 91 بْنِ حَكِيمٍ، قولَهُ هَذَا الكلامَ. وعن اللَّيث، عن عُبَيدالله العُمَري، عن سالم بن عبد الله، كَانَ يَرْمِي الحيَّةَ بالعَصا، وَإِنْ كَانَ رَاكِبًا؛ لِهَذَا الْحَدِيثِ. 2346 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زكريَّا بن يحيى الوَقَار؛ قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ إِسْمَاعِيلَ المُرادي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ أَنَّهُ أَرْسَلَ رَسُولا فَقَالَ: ادْعُ لِي حَجَّامًا، ولا تَدْعُوهُ (2) شَيْخًا، وَلا صَبِيًّا، وَقَالَ: احتَجِمُوا باسم اللَّهِ عَلَى الرِّيق؛ فَإِنَّهُ يزيدُ الحافظَ حِفْظًا، وَلا تحتَجِموا يَوْمَ السَّبْتِ؛ فَإِنَّهُ يومٌ يُدْخِلُ الداءَ ويُخْرِجُ الدواءَ (3) ، واحتَجِمُوا يَوْمَ الأَحَدِ؛ فَإِنَّهُ يومٌ يَخرُجُ فِيهِ الداءُ (4) ويَدخُلُ الشِّفَاءُ، وَلا تحتَجِمُوا يَوْمَ الإِثْنَيْنِ (5) ... وذَكَرَ الأيامَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وَمُحَمَّدٌ هَذَا هو مجهولٌ، وأبوه مجهولٌ (6) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2330) ، وانظر المسألة رقم (2477) . (2) كذا في جميع النسخ بإثبات الواو، والقياس حذفها؛ = = لأنه مضارع مجزوم معتل الآخر، لكنَّ ما في النسخ لغةٌ صحيحة تخرَّج على وجهين، وقد تقدم التعليق على مثلها في المسألة رقم (1025) . وقد تقدمت بلغة الجمهور في المسألة رقم (2330) : «ولا تدعُ» . هذا؛ وقد تقدم هنا قوله: «ادعُ لي حجَّامًا» بحذف الواو من «ادع» ؛ وهذا جارٍ على لغة الجمهور، وعلى ذلك: فقد اجتمعت هنا لغتان في كلام واحد، وهو جائز على ما تقدم بيانه في المسألة رقم (241) . (3) في (ت) و (ك) : «الداء» . (4) من قوله: «واحتجموا يوم الأحد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) انظر الكلام على همزةِ «الإِثْنَيْنِ» - عَلَمًا - في التعليق على المسألة رقم (671) . (6) من قوله: «قال أبي ... » إلى هنا مكرر في (ك) ، عدا قوله: «أبي» و «هو» . الحديث: 2346 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 92 قَالَ أَبِي: وروى هَذَا الحديث كاتبُ اللَّيث (1) ، عن [عَطَّاف] (2) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ مِمَّا أُدخِل عَلَى أَبِي صالح. ورواه عبد الله بْنُ هِشَامٍ الدَّسْتَوائي (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أيُّوب، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر؛ وعبدُالله متروكُ الحديث. 2347 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِدْرِيسُ بْنُ يَحْيَى (4) ، عن عبد الله بْنِ عيَّاش القِتْباني (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عن [شِيَيْم] (6) بن   (1) هو: أبو صالح عبد الله بن صالح. وروايته أخرجها الطبري في "تهذيب الآثار" (812/مسند ابن عباس) ، والإسماعيلي" في "معجمه" (302) ، والحاكم في "المستدرك" (4/211) . ومن طريق الإسماعيلي أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (10/38) . ورواه ابن ماجه في "سننه" (3487) ، وابن عدي في "الكامل" (2/308) ، والحاكم في "المستدرك" (4/211 و409) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1463) من طريق محمد بن جُحادة، وابن ماجه أيضًا (3488) من طريق سعيد بن ميمون، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به مرفوعًا. (2) في جميع النسخ: «عطاء» ، وهو خطأ، والتصويب من مصادر التخريج السابقة. وهو: عطاف بن خالد المخزومي. (3) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/211) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1465) عن ابن عمر، موقوفًا. (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2316) ، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر" (ص 279) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه بهذا اللفظ إلا رويفع بن ثابت وحدَه وشِيَيْم بن بيتان غير مشهور، وإنما ذكرنا حديثَه إذ كان لا يُروى عن رسول الله (ص) هذا الكلام إلا عنه» . وانظر "مسند أحمد" (4/109 رقم 17000) . (5) في (ف) تشبه: «القياني» ، ولم تتضح في (ك) . (6) في (ف) : «يشيم» ، وكذا في (أ) و (ش) إلا أن أوَّله لم ينقط فيهما، وفي (ت) و (ك) : «سم» . والمثبت من مصدري التخريج، و «شِيَيْم» ضبطه ابن حجر في "التقريب" بكسر أوله وفتح التحتانية وسكون مثلها بعدها. انظر: "الجرح والتعديل" (4/384) ، و"تهذيب الكمال" (12/611) . الحديث: 2347 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 93 بَيْتان (1) ، عَنْ [شَيْبان] (2) بْنِ أُميَّة، عن رُوَيفع ابن ثابت: أن رسول الله (ص) قَالَ: مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ شَيْءٍ، فَقَدْ قَارَفَ (3) الشِّرْكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2348 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ المِصْري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: مرَّت بِالنَّبِيِّ (ص) نعجةٌ فَقَالَ: هَذِهِ الَّتِي بُورِكَ فِيهَا وَفِي خَرُوفِهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2349 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الفَضْل بْنُ الْمُخْتَارِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ فَائِدٍ أَبِي الوَرْقاء (5) ، عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفى، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: كَيْفَ تَصْدُقُ رُؤْيَاكُمْ، وأَظْفارُكُمْ مَمْلُوءَةٌ وسَخًا؟ ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) ، والفَضْلُ مجهولٌ (7) .   (1) في (ك) : «بيان» مهملة الأحرف. (2) في جميع النسخ: «بيتان» ، عدا (ش) فقد سقط منها قوله: «عن بيتان» ؛ لانتقال النظر، والمثبت من مصدري التخريج، و"تهذيب الكمال" (12/591) . (3) في (ك) : «فارق» . وقارفَ الشِّرك: داناه ولاصَقَه. "لسان العرب" (9/280) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (2337) ، وفيها: «قَالَ أَبِي: هَذَا حَدِيثُ كَذِبٍ» . (5) هو: فائد بن عبد الرحمن. (6) قوله: «مُنكَر» سقط من (ك) . (7) قال المصنف في "الجرح والتعديل" (7/69) : «سألت أبي عنه؟ فقال: هو مجهول، وأحاديثه منكرة يحدِّث بالأباطيل» . الحديث: 2348 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 94 2350- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَسْلَمة بْنُ عُلَيّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ عَبِيدَة السَّلْماني؛ قَالَ: لا يَنْبَغِي لمعلِّمِ الكُتَّاب أَنْ يَضْرِبَ فِي أدب (1) الغُلام أكثر من أربع دِرَّات، أَوْ قَالَ سِتًّا (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: هِشَامٌ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ. وعاصمٌ عَنْ عَبِيدَة (3) : لا يَجِيءُ. 2351 - وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (5) ، عَنِ اللَّيث بْنِ سَعْدٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ أَبِي الوضَّاح؛ قَالَ: كَتَبَ عَطاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ: بلغَني أَنَّكَ تَقُولُ: «ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ منافقٌ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ: إِذَا حدَّث كَذَبَ، وَإِذَا وعَدَ أخلَفَ، وإذا اتُّمِنَ (6) خَانَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ إِلا خَصلةٌ وَاحِدَةٌ، كَانَتْ فِيهِ خَصلةٌ مِنَ النِّفَاقِ» ، فَقَدْ كَذَبَ إخوةُ يُوسُف وَخَانُوا وغَدَرُوا، وَلَمْ يُسمِّهِمُ اللهُ مُنَافِقِينَ؟ قَالَ أَبِي: وَهِمَ أَبُو هَارُونَ فِي هَذَا الحديث؛ حدَّثنا أبو صالح   (1) في (أ) و (ش) : «أدم» . (2) «ستًّا» مفعول به للفعل «قال» ، وهو هنا بمعنى: «ذكر» ، أي: «وذكر ستًّا» . (3) في (ك) : «وسالم بن عبيد» بدل: «وعاصم عن عبيدة» . (4) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. (5) هو: موسى بن محمد. (6) كذا في جميع النسخ: «اتُّمِنَ» ، والجادة: «اؤْتُمِنَ» ، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ على مذهب الكوفيين، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (2175/أ) . الحديث: 2350 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 95 كاتبُ اللَّيث، عَنِ اللَّيث، عَنْ [الأسوار] (1) بْنِ أَبِي (2) الوضَّاح (3) . 2352- وسألتُ (4) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمة - يعني: ابن عبد الملك (5) وَهُوَ جَزَري، وَلَمْ أكتُب عَنْهُ (6) إِلا عَنِ الْفَضْلِ الرُّخامي (7) - عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ، قَرِيبٌ مِنَ الجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ النَّارِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟   (1) في جميع النسخ: «الأسود» ، وكذا في "الثقات" لابن حبان (8/129) ، وقال محققه: «لم نظفر به» . والتصويب من "الجرح والتعديل" (2/349) ، وفيه: «روى الليث عنه أن عطاء كتب إلى الحسن البصري» . (2) قوله: «أبي» سقط من (ش) . (3) للحديث طرق أخرى عن الحسن، رواها الطبري في "تفسيره" (16999) ، وابن عدي في "الكامل" (6/143) من طريق محمد المُحْرِم، عن الحسن، به. قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/248) : «محمد المُحْرِم، عن عطاء والحسن، منكر الحديث، إذا وعد أخلف ... » . وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص 799/الحديث 48) : «وهذا كذبٌ، والمُحْرِم هذا شيخ كذاب، معروف بالكذب، وقد رُوي عن عطاء من وجهين آخرين ضعيفين أنه أنكر على الحسن ... ، وهذا لا يصحُّ من عطاء» . (4) انظر المسألة التالية. (5) روايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (10355) ، والخطيب في "البخلاء" (ص 49) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1107) . ورواه البيهقي في "الشعب" (10352) ، والخطيب في "البخلاء" (ص 48-49) ، من طريق سهل بن عثمان، عن تَلِيد بن سُليمان وسعيد بن مسلمة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد بن إبراهيم، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عائشة، به. قال البيهقي: «تَلِيد وسعيد ضعيفان» . (6) القائل: «ولم أكتُب عنه» هو: عبد الرحمن بن أبي حاتم. (7) هو: الفضل بن يعقوب. الحديث: 2352 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 96 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وسعيدٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ، أخافُ أَنْ يكونَ أُدخِل لَهُ (1) . 2353 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ (3) بْنُ محمَّد   (1) سُئل الدارقطني في "العلل" (1530) عن هذا الحديث فقال: «يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، واختُلف عنه: فرواه سعيد بن محمد الورَّاق الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وخالفه سعيد بن مسلمة. واختُلف عنه: فرواه محمد بن بكار بن الريان، عن سعيد بن مسلمة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْن الْحَارِثِ، عن أبيه، عن عائشة خ، وغيره يرويه عن سعيد، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد بن إبراهيم، عن عائشة مرسلاً ... » . وقال في (5/91/ب) : «يرويه يحيى بن سعيد الأنصاري، واختُلف عنه، فرواه سَهْلِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَسْكَرِيِّ، عَنْ سعيد بن مسلمة وتليد بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عائشة. وخالفهما عنبسة بن عبد الواحد القرشي فرواه عن يحيى، عن [في الأصل: بن] سعيد ابن المسيب، عن عائشة. وخالفهم محمد بن مروان فرواه عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ عائشة. وكذلك قال محمد بن بكار الريان: عن سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ ابن إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة. وخالفه الحسن بن عرفة: فرواه عن سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ يحيى بن سعيد، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . وقال رواد بن الجراح: عن عبد العزيز بن أبي حازم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ عائشة، عن النبيِّ (ص) : «السخيُّ الجَهول أحبُّ إلى الله من العابد البَخيل» . وقال سعيد بن مسلمة: عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمد بن إبراهيم، عن عائشة. ولا يثبت منها شيء على وجه» . اهـ. (2) انظر المسألة السابقة. (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «رواه سعد سعيد» وضبب على قوله: «سعيد» في النسخ الثلاث، وفي (أ) و (ش) : «رواه سعد بن سعيد» ، والمثبت هو الصَّواب، كما في مصادر التخريج. الحديث: 2353 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 97 الورَّاق (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عن عبد الرحمن الأَعْرج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللهِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّاسِ ... هَذَا الْحَدِيثُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) .   (1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1961) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (612) ، و"مساوئ الأخلاق" (366) ، وابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 235) ، وابن عدي في "الكامل" (3/403) ، والخطيب في "البخلاء" (ص 47) من طريق الحسن ابن عرفة، والعقيلي في "الضعفاء" (2/117) من طريق محمد بن حرب الواسطي، والطبري في "تهذيب الآثار" (163/مسند عمر) من طريق الفضل بن إسحاق، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (348) من طريق عمر بن عبد الله بن عمر الهجري، جميعهم عن سعيد بن محمد الورَّاق، به. ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "الشعب" (10357) . ومن طريق العقيلي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1104) . ومن طريق الإسماعيلي رواه الخطيب في "البخلاء" (ص46) إلا أنه زاد: «إبراهيم بن سعيد الجوهري» بين عمر الهجري وسعيد الورَّاق. ورواه الطبراني في "الأوسط" (2363) و (1416/مجمع البحرين) ، والخطيب في "البخلاء" (ص 48) ، والأنصاري في "أحاديث الشيوخ الثقات" (168) من طريق محمد بن بكار بن الريَّان، عن سعيد الورَّاق، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عن أبيه، عن عائشة، به. وليس في رواية الأنصاري في "أحاديث الشيوخ الثقات": «عن أبيه» . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ يحيى، عن محمد، عن أبيه، عن عائشة إلا سعيد بن محمد» . (2) قال الترمذي: «هذا حديثٌ غريب لا نعرفه مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إلا من حديث سعيد بن محمد. وقد خولف سعيد بن محمد في رواية هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد؛ إنما يُروى عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عائشة شيء مرسل» . وقال العقيلي: «ليس لهذا الحديث أصلٌ من حديث يحيى ولا غيره» . وقال ابن حبان: «إن كان حفظ سعيد بن محمد إسناد هذا الخبر فهو غريب، غريب» . وقال ابن عدي: «وهذا اختُلف فيه على يحيى بن سعيد، وكل الاختلاف فيه عليه ليس بمحفوظ» . = ... وقال الإمام أحمد: «منكر» نقله الحافظ في "تهذيب التهذيب" (2/40) . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصحُّ» . وانظر "المنار المنيف" (ص126) ، و"لسان الميزان" (4/417) ، و"السلسلة الضعيفة" (154) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 98 2354 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (1) ، عَنِ المُخَيَّس (2) بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ حَفْص بْنِ عمر (3) ، عن إبراهيم بن عبد الله ابن الزُّبَير، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الاقْتِصَادُ فِي النَّفَقَةِ نِصْفُ المَعِيشَةِ، والتَّوَدُّدُ (4) إلَى النَّاسِ نِصْفُ العَقْلِ، وحُسْنُ السُّؤالِ نِصْفُ العِلْمِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، ومُخَيَّس وحَفْص مجهولان (5) .   (1) روايته أخرجها الطبراني في"الأوسط" (6744) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 358-359) ، والبيهقي في "الشعب" (6148) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (2/64) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (33) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/360) ، و"معجم الشيوخ" (936) . وتصحف في "معجم الشيوخ" إلى: «مُحْسِن بن تميم» . (2) بضم الميم وفتح الخاء المعجمة بعدها ياء مشدَّدة بعدها سين مهملة. وقيل فيه: مِخْيَس بكسر الميم وسكون الخاء وتخفيف الياء؛ قاله ابن ماكولا في "الإكمال" (7/170) . (3) في (أ) و (ش) : «عمرو» . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «والتردد» . (5) قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به هشام بن عمار. وحفص ابن عمر هو: حفص بن عمر بن أبي العطَّاف المدني. وإبراهيم بن عبد الله هو: إبراهيم بن عبد الله بن قارظ» . وقال ابن عساكر في "معجم الشيوخ": «غريب الإسناد والمتن» . وقال الذهبي في"الميزان" (4/85) : «منكر» ، وضعفه المزي في "تهذيب الكمال" (29/220) . الحديث: 2354 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 99 2355- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب ابن وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزاري (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفيان (2) ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ، ولَكِنَّهُ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ (3) . وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الفَزاري (4) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صالح (5) ،   (1) هو: إبراهيم بن محمد بن الحارث. وتابعه جرير، ووكيع، وأبو معاوية، وروايتهم أخرجها مسلم في "صحيحه" (2812) . (2) قوله: «عن أبي سفيان» سقط من (ك) . وهو: طلحة بن نافع. (3) قال القاري في "مرقاة المفاتيح" (1/234) : «أنَّه يسعى في التحريش بينهم، أي: إغراء بعضهم على بعض، والتحريض بالشرِّ بين الناس من قتل وخصومة، والمعنى: لكنَّ الشيطانَ غَيرُ آيسٍ من إغراء المؤمنين، وحملهم على الفتن، بل له مطمع في ذلك، قيل: ولعلَّه أخبر عما يجري فيما بعده من التحريش الذي وقع بين أصحابه، أي: أيسَ الشيطانُ أن يُعبدَ فيها، لكن طمع في التحريش بين ساكنيها، وكان كما أخبر؛ فكان معجزةً له عليه الصلاة والسلام» . اهـ. وانظر "شرح النووي على مسلم" (17/156) ، و"فيض القدير" (2/356) ، و"مشارق الأنوار" (1/188) ، و"النهاية" (1/368) ، وانظر المسالة رقم (2217) . (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/368 رقم 8810) ، والبزار في "مسنده" (2850/كشف الأستار) . قال البزار: «قد رواه أبو إسحاق هكذا، ورواه غيره عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن أبي هريرة أو أبي سعيد» . (5) هو: ذَكوان السَّمان. الحديث: 2355 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 100 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (1) ؛ بنحوه؟ قال (2) أَبِي: أحدُ هَذَيْنِ باطلٌ. 2356 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد ابن هشام الحَلَبي (3) ، عن عبد الله بْنِ المُبارك، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) لِرَجُلٍ وَهُوَ يُمازحُه: يَا فُلاَنُ، ضَرَبَ اللهُ عُنُقَكَ، فَقَالَ لَهُ الرجُل: يَا رسولَ اللَّهِ، فِي سَبِيلِهِ. قَالَ ابْنُ المُبَارك: هِيَ كَانَتْ (4) أولَ نيَّة رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر؛ أُرَى (5) دخَلَ له (6) حديثٌ فِي حديث (7) .   (1) قوله: «عن النبيِّ (ص) » سقط من (ف) . (2) في (أ) و (ش) : «وقال» . (3) روايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (3/253) . والحديث رَوَاهُ مَالِكٌ فِي "الْمُوَطَّإِ" (2/910-911) عَنِ زيد بن أسلم، عن جابر به. ومن طريق مالك رواه ابن حبان في "صحيحه" (5418) ، والبزار في "مسنده" (2963/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (4/183) . (4) قوله: «كانت» سقط من (ك) . (5) في (ت) و (ك) : «وأرى» . (6) أي: لعبيد بن هشام. (7) قال ابن عبد البر: «وقد حدَّث أبو نعيم الحلبي عبيد بن هشام، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَالِكِ بحديث هو عندهم خطأ؛ إن أراد حديث زيد بن أسلم هذا» . وقال: «رواه عن أبي نعيم الحلبي جماعةٌ هكذا بهذا الإسناد منهم: أبو عمران، وموسى بن محمد الأنطاكي، وسعيد بن عبد العزيز بن مروان الحلبي» . وعدَّ الذهبي في "الميزان (3/24) هذا الحديث من مناكير عُبيد بن هاشم. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (3/255) : «وفيه إباحة الكلام بالمَعاريض وبما فَحْواه يسمع إذا كان المتكلِّم به يريد به وجهًا محمودًا، ألا ترى إلى قوله: "ما لَه ضرب الله عنقَه! " وهو يريد بذلك الشهادة له، وكان (ص) قلما يقول مثل هذا إلا كان كما قال» . الحديث: 2356 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 101 2357 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيد بن عبد العزيز، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطاء (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو (3) بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مَنْ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ جَارِهِ مَخَافَةً عَلَى (4) أَهْلِهِ ومَالِهِ، فَلَيْسَ ذَلِكَ (5) بِمُؤْمِنٍ، ولَيسَ بِمُؤْمِنٍ (6) مَنْ لَمْ يَأْمَنْ جَارُهُ بَوَائِقَهُ (7) ... ، وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلا فِي حقِّ الْجَارِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ. 2358 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد ابن جَنَّاد الْحَلَبِيُّ (8) ؛ قَالَ: حدَّثنا عَطاء بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الأعمَش، عَنْ خَيْثَمة بن عبد الرحمن، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ؛ قَالَ: ما دخلتُ على النبيِّ (ص) قطُّ   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (639) . (2) هو: عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني. (3) في (ك) : «عمر» . (4) في (ك) : «عن» . (5) في (أ) و (ش) : «ذاك» . (6) قوله: «وليس بمؤمن» سقط من (ك) . (7) بوائقُه: غَوائلُه وشَرُّه، أو ظُلْمُه وغَشَمُه. "لسان العرب" (10/30) . (8) روايته أخرجها أبو يعلى في "معجمه" (237) ، وابن عدي في "الكامل" (5/368) ، والطبراني في "الكبير" (17/85 رقم 196) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/124) ، والبيهقي في "الشعب" (8532) . قال ابن عدي: «وعطاء بن مسلم في حديثه بعض ما يُنكَر عليه» . وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث الأعمش، تفرَّد به عطاء بن مسلم» . الحديث: 2357 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 102 إِلا تَوسَّع لِي أَوْ تحرَّك لِي، وإنِّي (1) دخلتُ عَلَيْهِ (2) يَوْمًا وَهُوَ فِي بيتٍ مَمْلوء مِنْ أَصْحَابِهِ، فلمَّا رَآنِي، تَوسَّع لِي، فجلستُ إِلَى جَنْبِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2359 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ وَاضِحٍ (3) ، عَنْ (4) يُوسُفَ بْنِ أَسْباط، عَنِ الثَّوري، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مُدَارَاةُ النَّاسِ صَدَقَةٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ لا أصلَ لَهُ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْباط   (1) في (ت) و (ك) : «وإن» . (2) من قوله: «قط إلا توسع ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" (3) ، وابن حبان في "صحيحه" (471) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (326) ، وابن عدي في "الكامل" (7/157) ، وابن الأعرابي في "معجم شيوخه" (916) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (130) ، وفي "طبقات المحدثين" (3/608-609) ، والدارقطني في "الأفراد" (112/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/246) ، والخليلي في "الإرشاد" (1/311) ، والبيهقي في "الشعب" (8087) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/335) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/9) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/58) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1215) من طريق الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، عن يوسف بن أسباط، به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث حديث المسيَّب بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ يُوسُفَ بن أسباط، سرقه منه الاحتياطي هذا، وغيره من الضعفاء» . = ... وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصحُّ عن رسول الله (ص) ، وإنما يعرف بالمسيب بن واضح، وهو في مقام مجهول» . (4) في (ت) و (ك) : «بن» بدل: «عن» . الحديث: 2359 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 103 دَفَنَ كُتُبَه (1) . 2360 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قَالَ النبيُّ (ص) : لا يَقُصُّ (4) عَلَى النَّاسِ إِلاَّ أَمِيرٌ، أَوْ مَأْمُورٌ، أَوْ مُرَائٍي (5) ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروي الأوزاعيُّ (6) هَذَا الحديثَ عَنْ عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عن النبيِّ (ص) .   (1) قال ابن عدي: «وهذا يُعرف بالمسيب بن واضح عن يوسف، عن سفيان بهذا الإسناد، وقد سرقه منه جماعةٌ ضعفاء رَوَوْه عن يوسف، ولا يرويه غير يوسف عن الثوري» . وقال الدارقطني: «غريبٌ من حديثه عنه [أي: من حديث الثَّوْرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ] ، تفرَّد به يوسف بن أسباط عنه» . وقال أبو نعيم: «تفرد به يوسف عن الثوري» . وقال الخليلي: «غريب تفرَّد به يوسف، وهو زاهد إلا أنه لم يُرضَ حفظُه، وقيل: اشتبه عليه وإنما هو: سفيان، عن أبي مالك، عن الأشجعي، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ: أَنّ النبي (ص) قال: " كلُّ معروف صَدَقة "» . (2) هو: إبراهيم بن محمد الفزاري. (3) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (4) في (ت) و (ك) : «لا يقضي» . (5) كذا في جميع النسخ بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، والجادَّة: «مُراءٍ» بحذف الياء، لكنَّ ما في النسخ جارٍ على لغة صحيحة لبعض العرب. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (146) . (6) روايته بهذا الوجه أخرجها ابن ماجه في "سننه" (3753) ، وابن أبي عاصم في "المذكِّر والتذكير" (10) ، وابن عدي في "الكامل" (4/155) من طريق الهِقْل بن زياد، وابن شبة في "تاريخ المدينة" (1/9) من طريق محمد بن مصعب، كلاهما عن الأوزاعي، عن عبد الله بن عامر به. ورواه الدارمي في "مسنده" (2821) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأحمد في "مسنده" (2/183 رقم 6715) من طريق الفرج بن فضالة، كلاهما عن عبد الله ابن عامر به. ورواه أحمد في "مسنده" (2/178 رقم 6661) ، وابن أبي عاصم في "المذكِّر والتذكير" (12) ، والطبراني في "الأوسط" (976) ، وابن عدي في "الكامل" (3/220) من طريق عبد الرحمن بن حرملة، عن عمرو بن شعيب به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (4384) ، وابن عدي في "الكامل" (2/251) من طريق الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ، عن أبيه، عن حماد بن عبد الملك الخولاني، عن هشام بن عروة، حدثني عمرو بن شعيب به. قال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به العباس بن الوليد» . وقال ابن عدي: «وهذا الحديثُ لا أعلم يَرْوِيهِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ غير حماد هذا، وليس هو بالمعروف، وهو عجبٌ من حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عمرو بن شعيب، ولا أعرف لهشام عن عمرو غيره» . الحديث: 2360 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 104 2361 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ الفَزاري، عَنْ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ الجَزَري؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو بِشْر الدِّمَشْقِيُّ - لقيتهُ غَازِيًّا - عَنِ المِقْداد (2) بْنِ الأَسْوَدِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا بَاتَ الضَّيْفُ مَحْرُومًا، فَحَقٌّ عَلَى المُسْلِمِينَ نُصْرَتُهُ، حَتَّى يَأْخُذُوا لَهُ قِرَاهُ مِنْ زَرْعِهِ ومَالِهِ، أو قَالَ: زَرْعِهِ وضَرْعِهِ (3) ، قال: أحدَهُم (4) ؟   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (2218) . (2) في (ك) : «المقدام» . (3) في (ش) : «زرعه ضرعه» . (4) أي: ذكر أحد اللفظين، وكانت الجادة أن يقال: «أحدَهُما» ؛ لأنَّ الضمير يرجع إلى قوله: «من زرعه وماله» ، و «من زرعه وضرعه» ، لكن استعمال الضمير «هم» في موضع المثنى صحيح في العربية، وقد ذكرنا توجيهه في تعليقنا على المسألة رقم (74) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (368) . الحديث: 2361 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 105 قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: عن المِقْدام ابن مَعْدِي كَرِب (1) ، وغيرُه يَقُولُ: أَبُو يُونُسَ (2) ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَبُو يُونُسَ: المِقْدام. 2362- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه محمَّد ابن بكَّار (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشير، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لا تَسُبُّوا اللَّيْلَ وَلا النَّهَارَ، وَلا الشَّمْسَ وَلا القَمَرَ، وَلا الرِّيحَ؛ فَإِنَّهَا رَحْمَةٌ لِقَوْمٍ، وعَذَابٌ لآخَرِينَ؟ قَالَ أَبِي: لا أعلمُ رَوَاهُ إِلا (4) ابْنَ أَبِي ليلى (5) ، وسعيد بن   (1) قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (2/647) : «والشاميون كانوا يسمون المقدام بن معد يكرب: المقداد، ولا ينسبونه أحيانًا، فيظنُّ من سمعه غير منسوب أنه ابن الأسود، وإنما هو ابن معد يكرب، وقد وقع هذا الاختلافُ لهم في غير حديث من رواياتهم» . (2) أي: بدل أبي بشر. وأبو يونس ذكره البخاري في "الكنى" (791) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/456) ، وذكرا أنه يروي عن المقداد بن الأسود هذا الحديث. والحديث رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (2386) - عن وكيع، عن يزيد ابن سنان، عن أبي يونس، عن المقداد، به. قال ابن حجر: «هكذا أخرجه في مسنده المقداد بن الأسود، وأصله معروف من حديث المقداد بن معدي كرب» . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4698) ، و"مسند الشاميين" (2797) ، و"الدعاء" (2051) . ورواه الطبراني في "الأوسط" (6795) من طريق الوليد بن الوليد، وتمام في "فوائده" (1136/الروض البسام) من طريق أبي الجُماهِر محمد بن عثمان، كلاهما عن سعيد بن بشير، به. (4) قوله: «إلا» سقط من (ك) . (5) هو: محمد بن عبد الرحمن. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (2194) من طريق سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أبي الزبير، عن جابر، به. ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26301) عن علي بن هاشم، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (615) من طريق النضر بن إسماعيل، كلاهما عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَن أخيه عيسى، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي ليلى، به مرسلاً. ووقع في المطبوع من "الصمت": «أبي ليلى» بدل: «عبد الرحمن بن أبي ليلى» . الحديث: 2362 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 106 بَشير (1) . 2363 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار، عَنِ عبد الله بْنِ يَزِيدَ البَكْري، عَنْ عِكرمَة بْنِ عمَّار، عَنْ إِيَّاسِ بْنِ سَلَمة بْنِ الأَكْوَع (2) ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ النَّارَ لاَ تَشْفِي (3) أَحَدًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وعبد الله البَكْريُّ ذاهبُ الْحَدِيثِ. 2364 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الرحمن بن عَوْف (4) ،   (1) قوله: «ابن» وما عطف عليه، وهو قوله: «سعيد» يجوز فيهما النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (308/أ) . (2) رواه الطبراني في "الأوسط" (8800) من طريق داود ابن بشير، عَنْ إِيَّاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأكوع، عن أبيه به. قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن سلمة إلا بهذا الإسناد، تفرد به محمد بن عبد العزيز» . (3) في (ت) و (ك) : «لا تشقى» . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/360 رقم 14870) عن يعقوب بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أهله، عن أبيه، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ جابر، به. ورواه عبد بن حميد (1126) من طريق زكريا بْن أَبِي زائدة، عَنْ سعد بن إبراهيم، عن رجل، عن جابر به. ورواه مسلم (2013) من طريق سفيان وزهير كلاهما عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قال: قال رسول الله (ص) : «لا تُرسلوا فواشيَكُم وصبيانَكُم إذا غابت الشمسُ حتى تذهبَ فحمةُ العشاء؛ فإن الشياطينَ تنبعثُ إذا غابت الشمسُ حتى تذهبَ فحمةُ العشاء» . وانظر "إتحاف الخيرة" للبوصيري (6/95-97) . الحديث: 2363 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 107 عَنْ طَلْق بْنِ حَبيب، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: احْبِسُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ فَوْرَةِ العِشَاءِ (1) ؛ فَإِنَّ فِيهَا بَعْثَةَ الجِنِّ؟ قَالَ أَبِي: إبراهيمُ بْنُ عُثْمَانَ هُوَ: أَبُو شَيبة جدُّ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيبة. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: جدُّ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيبة ضعيفُ الْحَدِيثِ. 2365 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ (2) ، عَنِ ابْن جَابِرٍ (3) ، عَنْ أَبِي كَبْشة السَّلولي، عن سَهْل بن الحَنْظَلية؛ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ (ص) ، ومرَّ بِبَعِيرٍ مُناخٍ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ مِنْ أوَّل النَّهَارِ، ثُمَّ مرَّ بِهِ مِنْ آخِرِ النَّهَارِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ، فَقَالَ: أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا البَعِيرِ؟ ، فالْتُمِسَ فَلَمْ (4) يُوجَدْ، فَقَالَ: اتَّقُوا اللهَ فِي هَذِهِ البَهَائِم ِ؛ كُلُوهَا سِمَانًا، وَارْكَبُوهَا صِحَاحًا. قَالَ أَبِي: بَيْنَ ابْنِ جَابِرٍ وَأَبِي كَبْشة: ربيعةُ ابن يزيد (5) .   (1) فَوْرة العشاء: بعدَه. "لسان العرب" (5/67) . (2) تابعه صدقة بن خالد، ورواه عنه هشام بن عمار، واختُلف على هشام، فرواه أبو عبيد في "الأموال" (1737) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ صدقة، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي كبشة، عن سهل، به مختصرًا. ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (584) عن محمد ابن أبي زرعة الدمشقي، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ صدقة، عن ابن جابر، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أبي كبشة، عن سهل، به. (3) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. (4) قوله: «فلم» سقط من (ت) و (ك) . (5) الحديث من هذا الوجه رواه أحمد في "مسنده" (4/180-181 رقم 17625) ، وابن حبان في "صحيحه" (545 و3394) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/25) من طريق علي بن المديني، والطبراني في "مسند الشاميين" (585) من طريق سهل بن زنجلة، كلاهما عن الوليد بن مسلم، به. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2074) ، والطبراني في "الكبير" (6/96 رقم 5620) من طريق عمر بن عبد الواحد، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/20) و (4/371) من طريق أيوب بن سويد، وفي (4/371) ، وفي "مشكل الآثار" (486) من طريق بشر بن بكر، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/338) من طريق الوليد بن مزيد، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (3289) من طريق محمد بن شعيب، جميعهم عن ابن جابر، به. ورواه أبو داود في "سننه" (2548) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2545) ، والبيهقي في "السنن" (7/25) من طريق محمد بن مهاجر، عن ربيعة، به. وانظر "السلسلة الصحيحة" (23) . الحديث: 2365 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 108 2366 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيبة (1) ، عَنْ عليِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ البَريد، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (2) ، عن الحَكَم (3) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عليٍّ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا وهُوَ يُرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبِينَ (4) ؟   (1) روايته أخرجها في "المصنف" (25607) . ومن طريقه أخرجه ابن ماجه في "سننه" (38) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ» (19) . ورواه ابن ماجه في "سننه" (40) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/113 رقم 903) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (421) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ" (18 و19) ، والضياء في "المختارة" (647) من طريق الأعمش، عن الحكم، به. (2) في (ك) : «عن أبي ليلى» . وهو: محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى. (3) هو: ابن عُتَيبة. (4) قال النووي في "شرح مسلم" (1/64) : «قوله (ص) : «يُرى أَنَّهُ كذبٌ، فَهُوَ أحدُ الكاذِبِينَ» ضبطناه: "يُرى" بضم الياء، و"الكاذِبِينَ" بكسر الباء وفتح النون على الجمع، وهذا هو المشهورُ في اللفظتَين» . الحديث: 2366 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 109 فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ والصَّحيحُ مَا حدَّثنا أَبُو نُعَيم (1) وَأَبُو عُمَرَ (2) الحَوْضي (3) ، عَنْ شُعبة، عَنِ الحَكَم، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (4) ، عَنْ سَمُرَة، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: كَذَا رَوَى ابنُ أَبِي لَيْلَى (5) كَمَا رَوَاهُ (6) عليُّ بْنُ هَاشِمٍ. أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد عبد الرحمن بْنُ أَبِي حاتِم قَالَ (7) : حدَّثنا (8) أَبُو سَعِيد الأشجُّ (9) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْن نُمَير (10) ، عَنِ ابْن أَبِي ليلى.   (1) هو: الفضل بن دكين. وروايته أخرجها الطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ" (133) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/161) . ورواه الطيالسي في "مسنده" (937) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25606) ، وأحمد في "مسنده" (5/14 و20 رقم 20163 و20221) ، وعلي بن الجعد في "مسنده" (140) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (422) ، وابن حبان في "صحيحه" (29) ، و"المجروحين" (1/7) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/306) ، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (316) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (1/41-42) من طرق عن شعبة، به. ومن طريق ابن أبي شيبة رواه مسلم في "مقدمة صحيحه" (1/9) ، وابن ماجه في "سننه" (39) . ومن طريق ابن الجعد رواه ابن أبي الدنيا في "الصمت" (534) . (2) في (ف) : «وأبو عمرو» . (3) هو: حفص بن عمر بن الحارث بن سَخْبَرَة. (4) في (ف) : «عن أبي ليلى» . (5) أي: جعله من مسند علي. (6) في (ف) : «روى» . (7) من قوله: «أخبرنا ... » إلى هنا من (ت) و (ك) ، وفي (أ) و (ش) : «أخبرنا أبو محمد، قال» ، وفي (ف) : «قال أبو محمد» . (8) في (ف) : «وحدثنا» . (9) هو: عبد الله بن سعيد. (10) هو: حصين بن نمير الواسطي. وروايته أخرجها هناد في "الزهد" (1381) ، والمحاملي في "أماليه" (126) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 110 وحدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ سِنان (1) ؛ قَالَ (2) : حدَّثنا عُبَيدالله بْن مُوسَى (3) ، عَنِ ابْن أَبِي لَيْلَى، عَنِ الحَكَم، عَنِ ابْن أَبِي لَيْلَى (4) ، عَنْ عليٍّ. إلاَّ حَفْص بن غِياث (5) ؛ فإن (6) أَبَا سَعِيد الأشجَّ حدَّثنا عَنْ حَفْص، عَنِ ابْن أَبِي لَيْلَى، عَنِ الحَكَم، عَنِ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (7) .   (1) في (أ) و (ش) : «أخبرنا أَبُو مُحَمَّد، وحدَّثنا أَحْمَد بْن سِنان» ، والمثبت من (ف) ، وهو ضمن السقط الواقع في (ت) و (ك) . (2) من قوله: «حدثنا أبو سعيد ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) روايته أخرجها البزار (621) ، والطبراني في "طرق حديث من كذب عليَّ" (19) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/356) . قال البزار: «وهذا الحديث هكذا رَوَاهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى: عَنْ الحكم، عن عبد الرحمن ابْن أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَلِيّ، ورواه غير ابْنِ أَبِي لَيْلَى: عَنِ الْحَكَمِ، عن عبد الرحمن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ سَمُرَةَ» . (4) قوله: «عن ابن أبي ليلى» سقط من (ف) . (5) في (ف) : «عنان» . (6) في (أ) و (ش) : «إن» وتصحفت في (ك) إلى: «قال» . (7) قوله: «مرسل» منصوب على الحال، وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . قال الترمذي عن هذا الحديث (2662) : «سألت أبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن [الدارمي] عن حديث النبي (ص) : " من حدَّث عني حَدِيثًا وَهُوَ يُرى أَنَّهُ كذبٌ فهو أحد الكاذبينَ" قلت له: من روى حديثًا وهو يعلم أن إسناده خطأ أيخاف أن يكونَ قد دخل في حديث النبي (ص) ، أو إذا روى الناسُ حديثًا مرسلاً فأسنده بعضهم أو قلبَ إسناده يكون قد دخل في هذا الحديث؟ فقال: لا؛ إنما معنى هذا الحديث: إذا روى الرجل حديثًا ولا يُعرف لذلك الحديث عن النبيِّ (ص) أصلٌ فحدث به، فأخاف أن يكونَ قد دخل في هذا الحديث» . اهـ. وانظر "العلل" للدارقطني رقم (399) فقد ذكر الاختلاف في هذا الحديث. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 111 2367 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ فِي حديثٍ حدَّثناه محمَّد بْنُ عَوْف الحِمْصي، عن الهيثم ابن جَميل، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ (1) ، عن فَرْقَد   (1) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الطيالسي في "مسنده" (8) ، وعفان بن مسلم في "جزئه" (12/ب) ، وأحمد في "مسنده" (1/4 و7 و12 رقم 13 و31 و32 و75) ، والترمذي في "جامعه" (1946) ، وابن ماجه في "سننه" (3691) ، وأبو يعلى في "مسنده" (93 و94 و95) ، والمروزي في "مسند أبي بكر" (97 و98 و100 و101) ، وابن عدي في "الكامل" (4/77) ، و (6/27 و28) ، والدارقطني في "الأفراد" (17/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/49) و (4/164) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/343) ، والبيهقي في "الشعب" (8216) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/162) من طرق عن فَرْقد، به. قال الترمذي: «هذا حديثٌ غريب، وقد تكلَّم أيوبُ السَّختياني وغيرُ واحد في فرقد السَّبَخي من قبل حفظه» . وقال أبو نعيم بعد أن ذكر ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد: «لم يرو هذه الأحاديثَ الثلاثة عن الصدِّيق - رضي الله تعالى عنه - إلا مُرَّة الطيب، ولا عنه إلا فرقد السَّبَخي» . وقال ابن عبد البر: «وهذا حديث في إسناده رجالٌ معروفون بضعف الحديث، فليس مما يُحتَجُّ به، ولكنه مما يخاف عقوبة ما جاء فيه» . ورواه المروزي في "مسند أبي بكر" (102) ، والطبراني في "الأوسط" (9312) من طريق شيبان، والمروزي أيضًا (99) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (117) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/164) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/403) ، والبيهقي في "الشعب" (8217 و8218) ، وأبو بكر الأنصاري = = في "أحاديث الشيوخ الثقات" (727) من طريق أبي حمزة السكري، كلاهما عن جَابِر الجعفي، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَن مُرَّة، عن أبي بكر، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ الشعبي إلا جابر الجعفي، ولا رواه عن جابر إلا شيبان وأبو حمزة السكري» . ورواه معمر في "الجامع" (20993) عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخي، عَنْ مُرَّة الطيب، عن النبي (ص) ، به مرسلاً. الحديث: 2367 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 112 السَّبَخي (1) ، عَنْ مُرَّة الطَّيِّب (2) ، عَنْ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ سَيِّئُ (3) المَمْلَكَةِ (4) ، مَلْعُونٌ مَنْ ضَارَّ مُسْلِمًا أَوْ مَاكَرَهُ. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أَخْطَأَ مَنْ قَالَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: عُثْمَانُ بْنُ وَاقِدٍ؛ إِنَّمَا هُوَ: عثمانُُ بنُُ مِقْسَم البُرِّيُّ (5) ، والهيثمُ بنُ جَمِيلٍ لَمْ يلقَ عُثْمَانَ بْنِ وَاقِدٍ، وعثمانُ بنُ وَاقِدٍ (6) لَمْ يَسمَع مِنْ فَرْقَد؛ قَالَ (7) : وعثمانُ بنُ مِقْسَم البُرِّيُّ ضعيفُ الحديث. 2368- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن محمَّد الورَّاق (8) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حسَّان، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ، عن ابن عباس، عن   (1) في (ف) : «السحيمي» . (2) في (أ) و (ف) : «الطبيب» . وهو: مرة بن شَراحيل الهَمْداني. (3) في (ك) : «شيء» . (4) كذا في جميع النسخ: «المملكة» ، وفي مصادر التخريج: «المَلَكَة» ، وهما بمعنًى، يقال: مَلَكَهُ يَمْلِكُهُ مَلْكًا، ومِلْكًا، ومُلْكًا، وتَمَلُّكًا، ومَلَكَةً، ومَمْلَكَةً، ومَمْلُكَةً، ومَمْلِكَةً: إذا احتوى الشيءَ وقَدَرَ على الاستبداد به. انظر "اللسان" (م ل ك/10/492) . ومعنى «سَيِّئ المَمْلَكة والمَلَكَة» : الذي يسيء إلى مَمَاليكه ويؤذيهم. انظر "النهاية" (4/358) . (5) روايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (8215) . (6) قوله: «وعثمان بن واقد» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (7) قوله: «قال» ليس في (أ) و (ش) . (8) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (4182) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (302) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/201) ، والطبراني في "الكبير" (10/320 رقم 10780) ، وابن عدي في "الكامل" (4/51-52) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/220) ، والبيهقي في "الشعب" (7319) . قال العقيلي: «وفي هذا روايةٌ من وجه آخر أيضًا فيه لين، والصحيح عن النبي (ص) أنه قال: " الحياءُ من الإيمان، والحياءُ خيرٌ كلُّه" أسانيدها جياد» . وقال أبو نعيم: «هذا حديث غريبٌ من حديث محمد انفرد به سعيد عن صالح» . وقال البيهقي: «ضعيف» . الحديث: 2368 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 113 النبيِّ (ص) قال: إِنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقً (1) ، وخُلُقُ هَذَا الدِّينِ الحَيَاءُ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2369 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (3) ، عَنْ قُرَيش بْنِ حيَّان، عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيم؛ قَالَ: أتيتُ أَبَا أيُّوب الأزْدي، فَرَأَى أَظْفَارِي طِوالاً، فَقَالَ: أَتَى رجلٌ النبيَّ (ص) فسأله،   (1) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على وجهَيْن: الأول: بنصب «خلق» على أنها اسم «إنَّ» مؤخَّر، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة التي تقدم بيانها في تعليقنا على المسألة رقم (34) . وانظر تعليقنا على عبارة: «إنَّ لِلْوُضُوءِ شَيْطَانٌ يُقالُ لَهُ الْوَلْهَانُ» في المسألة رقم (130) . والثاني: برفع «خلق» على أنها مبتدأ مؤخَّر، وشبه الجملة قبلها خبر مقدَّم، وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر لـ «إن» ، واسم «إنَّ» ضمير الشأن المحذوف، والتقدير: إنَّهُ - أي الشأنَ - لكلِّ دين خُلُقٌ. وانظر في ضمير الشأن تعليقنا على المسألة رقم (854) . (2) روى هذا النص الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/462) من طريق مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفضل بن شهريار، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، به. ونقله ابن دقيق العيد في "الإمام" (1/525-526) ، وجاء هذا النص أيضًا في هامش نسخة خطية من "مسند الطيالسي" (1/488/تحقيق التركي) . (3) في "مسنده" (597) . ومن طريقه أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (1/175- 176) ، والخطيب في "الموضح" (2/461) . قال البيهقي: «وهذا مرسل، أبو أيوب الأزدي غير أبي أيوب الأنصاري» . الحديث: 2369 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 114 فقال: لَيَسْأَلُنِي أَحَدُهُمْ (1) عَنْ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَيَدَعُ أَظْفَارَهُ كأَظْفَارِ (2) الطَّيْرِ، يَجْمَعُ فِيهَا الجَنَابَةَ (3) والتَّفَثَ (4) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ، لَيْسَ هُوَ واصلَ بْنُ سُلَيم؛ إِنَّمَا هُوَ أَبُو واصل سُلَيمان ابن فَرُّوخ (5) ، عَنْ أَبِي أيُّوب، وَلَيْسَ هو من أصحاب النبيِّ (ص) ، هُوَ أَبُو أيُّوب يَحْيَى بْنُ مالك العَتَكي من التابعين.   (1) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «يسألني أحدكم» ، لكن يخرَّج ما هنا على وجهَيْنِ: الأول: = = أنَّ اللام في «لَيَسألني» هي لام التوكيد المزحلقة الواقعة في خبر «إنَّ» ، وتقدير الكلام: «إنَّه لَيَسأَلُنِي أَحَدهم» . والثاني: أنَّها لام القَسَم، والفعل مؤكد بنون التوكيد الثقيلة؛ فتكون العبارة هكذا: «لَيَسْأَلَنِّي أَحَدُهُم» ، والله أعلم. (2) في (ت) : «كالمقار» ، وفي (ك) : «كالمنقار» . (3) في (ت) و (ك) : «الجماعة» بدل: «الجناية» . (4) التَّفَثُ: هو الوَسَخُ والشَّعَثُ. "المغرب" للمطرِّزي (1/104) . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/175-176) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/128) من طريق وكيع، والشاشي في "مسنده" (1139) ، وابن عدي في "الكامل" (3/315) من طريق عبد الرحمن بن المبارك، والشاشي أيضًا (1138) من طريق سليمان بن حرب، والشاشي (1140) ، والطبراني في "الكبير" (4/184 رقم 4086) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/175) من طريق أبي الوليد الطيالسي، جميعهم عَنْ قُرَيْشِ بْنِ حيَّان، عَنْ سُلَيْمَانُ بْنُ فَرُّوخٍ، عَنْ أَبِي أيوب، به. ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "الجامع" (869) . ووقع في رواية أحمد والطبراني وابن عدي: «أبو أيوب الأنصاري» . قال الإمام أحمد: «ولم يقل وكيع مَرَّة: الأنصاري. قال غيره: أبو أيوب العتكي. قال أبو عبد الرحمن [يعني عبد الله بن أحمد] : قال أبي: يسبقه لسانه - يعني وكيعًا - فقال: لقيت أبا أيوب الأنصاري، وإنما هو أبو أيوب العتكي» . وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (4/30) : «سليمان ابن فروخ أبو واصل قال: لقيني أبو أيوب، هو: الأزدي، مرسل» . وقال الخطيب: «كذا قال: عن أبي أيوب الأنصاري، وزعم أبو حاتم الرازي أن صوابه: عن أبي أيوب الأزدي، وهو يَحْيَى بْنُ مَالِكٍ الْعَتْكِيُّ، مِنَ التابعين» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 115 قَالَ أَبُو مُحَمَّد: ولم يَفهَم يونسُ بْن حَبِيب أنَّ أَبَا أيُّوب الأزْديَّ هو العَتَكيُّ، فأدخله فِي مسند أَبِي أيُّوب الأنصاري (1) . 2370 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وَانْتَهَى إِلَى حَدِيثٍ فِي "فُوَائِدِهِ" (3) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ محمَّد الجَرْمي، عَنْ أَبِي تُمَيلة (4) ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ النَّحْوي (5) عبد الله بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ صَخْرِ بْنِ عبد الله بْنِ بُرَيدة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قال: بينا (6) هُوَ جالسٌ بِالْكُوفَةِ فِي مَجْلِسٍ مَعَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: سمعتُ رَسُولَ الله (ص) يقول: إِنَّ مِنَ البَيَان ِ سِحْرًا، وإِنَّ مِنَ العِلْمِ (7) جَهْلاً، وإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكَمًا (8) ، وإِنَّ مِنَ [القَوْلِ] (9) عِيَالاً، فقال   (1) أي: جعله فِي "مسند أَبِي أَيُّوب الأنصاري من "مسند الطيالسي"، فإن "مسند الطيالسي" ليس من تصنيفه، وإنما هو عدَّة مجالس سمعها يونس بن حبيب منه. انظر "السير" للذهبي (9/382) . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2259) . (3) الحديث رواه الخليلي في "الإرشاد" (3/898) من طريق ابن أبي حاتم، عن أبي زرعة، به. ورواه أبو داود في "سننه" (5012) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (151) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/82) من طرق عَنْ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيِّ، به. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (613) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (5/180) . (4) هو: يحيى بن واضح. (5) ضبب الناسخ عليها في (ف) . (6) في (ت) و (ك) : «بينما» . (7) في (ك) : «العمل» . (8) سيأتي في آخر المسألة: «حكمة» . (9) في (أ) و (ف) و (ك) : «القوم» ، وفي (ت) : «القوام» وضرب على الألف، والمثبت من (ش) فقط، وهو موافق لما سيأتي في الموضع الآتي من هذه المسألة، ورواه الخليلي في الموضع السابق من "الإرشاد" من طريق ابن أبي حاتم على الصواب. الحديث: 2370 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 116 صَعْصَعَة (1) - وَهُوَ أحدثُ الْقَوْمِ سِنًّا -: صدَقَ رسولُ الله (ص) ، وَلَوْ لَمْ يَقُلْها كَانَ (2) كَذَلِكَ، فتوسَّمه رجلٌ مِنَ الجُلساء، فَقَالَ لَهُ بَعْدَمَا تصدَّع الْقَوْمُ مِنْ مَجْلِسِهِمْ: مَا حَمَلك عَلَى أَنْ قلتَ: صدق نبيُّ الله (ص) ، وَلَوْ لَمْ يَقُلْها كَانَ كَذَلِكَ؟ قال: بلى، أمَّا قولُ نبيِّ الله (ص) (3) : إِنَّ مِنَ البَيَان ِ سِحْرًا: فالرجُل يكونُ عَلَيْهِ الحقُّ، وَهُوَ أَلْحَنُ بالحُجَج مِنْ صَاحِبِ الحقِّ، فيَسحَرُ القومَ بِبَيَانِهِ، فيَذهَبُ بالحقِّ وَهُوَ عَلَيْهِ. وأمَّا قَوْلُهُ: إِنَّ مِنَ العِلْمِ جَهْلاً: فيُكلَّفُ العالمُ إِلَى عِلْمِهِ مَا لا (4) يَعْلَمُ (5) ، فَيُجَهِّلُهُ ذَلِكَ. وأمَّا قولُه: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً (6) : فَهِيَ هذه المواعظُ والأخبارُ التي [يتَّعِظ بها] (7) الناسُ.   (1) هو: ابن صُوْحان. (2) في (ش) : «لكان» . (3) قوله: «وَلَوْ لَمْ يَقُلْهَا كَانَ كَذَلِكَ؟ قال: بلى أما قول نبي الله» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) في (ف) : «ما لم» . (5) أي: يتكلَّف العالمُ القولَ فيما لا يعلَمُه. "عون المعبود" (13/242) . (6) تقدم بهذا اللفظ في المسألة رقم (2259) ، وتقدم في مسألتنا هذه: «حِكمًا» . (7) في (ك) : «يتعظمها» ، وفي بقية النسخ: «يتعظمه» ، والمثبت من "سنن أبي داود" (5012) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 117 وأمَّا قولُه: إِنَّ مِنَ القَوْلِ (1) عِيَالاً: فَعَرْضُك كلامَك وحديثَك إِلَى (2) من لَيْسَ مِنْ شَأْنِهِ وَلا يريدُه. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (3) : وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو هِلالٍ الرَّاسِبي (5) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة؛ قَالَ: كَانَ يُقَالُ ... . وَرَوَى بعضَ الحديث حسامُ بنُ مِصَكّ (6) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ خطأٌ. ورَوَى (7) قَتادةُ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ ولم يَرفَعْه. ورواه (8) كَهْمَسُ بنُ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة؛ قال: كان يقال (9) ....   (1) في (ت) و (ك) : «القوم» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، وكُتب في هامش (ف) : «هكذا وُجد في الأصل» . (2) في مصادر التخريج وكتب الشروح: «فعرضُك كلامَك وحديثَك على مَنْ ليس ... » . (3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ك) . (4) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (5) في (ك) : «الرايسي» . وهو: محمد بن سليم. (6) في (ف) : «مضك» . وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2259) . (7) أي: ورواه، وحُذف الضمير للعلم به. (8) في (أ) و (ش) : «وروى» . (9) قال الدارقطني في "العلل" (384) : «يرويه عمارة بن أبي حفصة، واختُلف عنه، فروي عن شعبة، عن عمارة، عن عبد الله بن بريدة، عن صعصعة، عن علي، عن النبيِّ (ص) ، قال ذلك مغيرة بن عبد الرحمن الحَرَّاني، عن يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ، عَنْ شُعْبَةَ. وخالفه يحيى بن أبي طالب؛ رواه عن يحيى بن السكن، عن أبي جُزَي، عن عمارة، عن ابن بريدة، عن صعصعة مرسلاً. وكذلك قال مسعود بن جُوَيرية، عن إسماعيل ابن زيادـ عن أبي جُزَي. وروى هذا الحديث حُسَامِ بْنِ مِصَكّ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . وقال سلام أبو المنذر: عن مطر الوراق، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) ، قال ذلك محمد بن عمر القصي عنه. وخالفه عثمان بن مخلد التمار، فقال: عن سلام، عن مطر، عن أبي بريدة، عن ابن عباس» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 118 2371 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ سَعِيدِ بْنِ محمَّد الجَرْمي (1) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة الحدَّاد (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعْطِي عَلَيْهِ (3) مَالاَ يُعْطِي عَلَى العُنْفِ، وَكَانَ يُقَالُ: خُذُوا بالناسِ اليَسيرَ (4) وَلا تُمِلُّوهم. قَالَ قَتادة: إنَّ المؤمنينَ قومٌ رُفَقاء رُحَماء.   (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1961/كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (2934) ، و"الصغير" (221) ، وأبو الشيخ في "حديثه" (71/انتقاء ابن مردويه) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/124) ، والبيهقي في "الشعب" (10554) . قال البزار: «وهذا لا نعلمه يُروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث به عن سعيد غير عبد الأعلى (كذا) » . ولعل صوابه: «عبد الواحد» . وقال الطبراني: «لم يروه عن قتادة إلا سعيد، ولا عن سعيد إلا أبو عبيدة، ولا عن أبي عبيدة إلا سعيد الجرمي» . (2) هو: عبد الواحد بن واصل السَّدوسي. (3) في (ت) و (ك) : «عليه بالرفق» . (4) كذا في جميع النسخ، ونحوه في "شعب الإيمان"، والجادَّة: «خُذُوا الناسَ باليَسيرِ» ، وفي الموضع السابق من "تاريخ بغداد": «خُذُوا الناسَ بالمَيسورِ» . لكن ما في النسخ إن لم يكن سهوًا أو تصحيفًا، فإنه يخرَّج على أنه من باب «القلب» ، ومثله قوله تعالى: [القَصَص: 76] {لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ} ، أي: إنَّ العصبة لتنوءُ بمفاتحه، وقوله (ص) : «زيِّنوا القرآنَ بأصواتكم» ، أي: زيِّنوا أصواتَكُمْ بالقرآنِ. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1874) . ويحتمل أن يكون على التقديم والتأخير في الكلام، والتقدير: خذُوا اليسير بالناس، أي: على الناس، والباء في العربية قد تأتي بمعنى «على» ، وله شواهد كما في "مغني اللبيب" (ص113) . الحديث: 2371 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 119 وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: ذاكرتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ أحمدَ بْنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ: عمَّن كتبتَ؟ قلتُ: حدَّثنا بِهِ سَعِيدٌ الجَرْمي، فَأَثْنَى عَلَى سَعِيدٍ خَيْرًا، وقال: يَرْوِيهِ (2) عَنْ سَعِيدٍ (3) ، عَنْ قَتادة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ (4) . 2372 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبِ بْنِ الحسن القُرَشي (5) ؛ قال (6) : حدَّثنا عبد العزيز بن مُختار؛ قال: حدَّثنا   (1) في (ف) : «فسمعت» ، وفي (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (2) كذا في جميع النسخ، لكن أُهملت الياء الأخيرة في (ش) ، وتخرَّج على أن المراد: يَرويه الجماعة، وهي في معنى «يروونه» ، ويحتمل أن تكون متصحِّفةً عن «يَرْوُنَهُ» بواو واحدة، وحذفت الواو الأخرى تخفيفًا، كما في داود وطاوس ونحوهما، والله أعلم. (3) هو: ابن أبي عَروبة. (4) أشار البخاري في "التاريخ الكبير" (6/61) إلى رواية أبي عبيدة عبد الواحد بن واصل، ثم قال: «ورواه الْخَفَّافُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، مرسلاً» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/27/أ) : «يرويه أبو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أنس حدث به سعيد الجرمي عنه، والمحفوظُ عن قتادة مرسلاً» . (5) روايته أخرجها ابن مردويه - كما في "تفسير ابن كثير" (3/135) - قال: حدثنا عبد الباقي، حدثنا أحمد بن صالح، عنه، به. ورواه ابن حبان في "صحيحه" (5640) ، والبزار في "مسنده" (1232/كشف الأستار) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" (1/348 رقم 3255) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (1085) من طرق عن عبد العزيز ابن مختار، به. ومن طريق عبد الله بن أحمد أخرجه الطبراني في "الكبير" (11/270 رقم11946) ، و"الأوسط" (4269) . قال الطبراني بعد أن ذكر حديثًا آخر لعبد العزيز: «لم يرو هذين الحديثين عن خالد الحذَّاء إلا عبد العزيز بن المختار» . وقال ابن كثير: «هذا حديثٌ غريب جدًّا» (6) قوله: «قال» سقط من (أ) و (ش) . الحديث: 2372 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 120 خَالِدٌ (1) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الحَيَّاتُ مَسْخُ (2) الجِنِّ، كَمَا مُسِخَتِ القِرَدَةُ والخَنَازِيرُ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَذَا الحديثُ هُوَ موقوفٌ (3) ، لا يرفَعُه إلا عبدُالعزيز بنُ (4) المُختار، وَلا بأسَ (5) بِحَدِيثِهِ. 2373 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ شُعْبة، واختُلف عَلَى (7) شُعْبة: فَرَوَى وَهْب بْنُ جَرير (8) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ (9) ، عَنْ   (1) هو: ابن مِهْران الحذَّاء. (2) في (ك) : «سيخ» . (3) الحديث رواه معمر في "الجامع" (19617) عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، به، موقوفًا. ومن طريق معمر رواه أحمد في "مسنده" (1/348 رقم 3254) ، والطبراني في "الكبير" (11/249 رقم 11846) . (4) قوله: «بن» سقط من (ك) . (5) في (ك) : «ولا يابس» . (6) انظر المسألة رقم (2492) . (7) في (ش) : «عن» . (8) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/328) تعليقًا، والبزار في "مسنده" (2967) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3947) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/33) . = ... وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/328) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/56) من طريق محمد بن بشار، عن سَلْم بن قتيبة، عن شعبة، به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (424) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/328) ، وابن ماجه في "سننه" (2491) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (291) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (3948) ، وابن عدي في "الكامل" (5/304) و (7/166) من طريق يوسف بن ميمون، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، به. (9) في (أ) و (ش) : «عن يزيد بن أبي خالد» ، وفي (ك) : «عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ عَنْ أبي خالد» . الحديث: 2373 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 121 أَبِي عُبيدة بْنِ حُذَيفة، عَنْ حُذَيفة: أنَّ رسول الله (ص) (1) قَالَ: مَنْ بَاعَ دَارًا فَلَمْ يَشْتَرِ مِنْ ثَمَنِهِ (2) دَارًا، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهَا. ورَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (3) ، عَنْ شُعْبة، عَنْ يزيدَ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي عُبيدة بْنِ حُذَيفة، عَنْ حُذَيفة، موقوفً (4) . فسمعتُ أَبِي يقولُ: مَوْقُوفٌ (5) عِنْدِي أقوى، و «يزيدَ أبي   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «أن النبي (ص) » . (2) كذا في جميع النسخ عدا (ف) ففيها: «ثمنها» ، وضرب الناسخ عليها وكتبها «ثمنه» ، والجادَّة أن يقال: «ثمنها» كما في المسألة رقم (2492) ، وفي مصادر التخريج، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ عربيةً، ويخرَّج على وجهين: الأول: أن يكون الضمير مذكَّرًا على ما هو ظاهر، ويكون هذا جاريًا على لغة من يذكِّر الدار، قال في "القاموس" (ص393) : «الدار: المَحَلُّ يَجمعُ البناء والعَرْصة كالدارة، وقد تذكَّر» . اهـ. وسيعيدُ الضميرَ إلى «الدار» على لغة من يؤنثها في قوله: «فيها» ؛ وفي هذا جمع بين لغتين في كلام واحد، وهو جائزٌ. انظر تعليقنا على المسألة رقم (241) . والثاني: أن الضمير مؤنث على الجادَّة، والأصل: «مِنْ ثَمَنِهَا» ؛ لكن جاء على لغة طيِّئ ولَخْم؛ حُذِفَتْ ألف «ها» ، ونقلت فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها، فصارت: «مِن ثمَنَهْ» ، وانظر في هذه اللغة تعليقنا على المسألة رقم (235) . (3) في "مسنده" (423) ، ومن طريقه أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (34/57) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/327) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/56) من طريق محمد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي ومحمد بن جعفر، عن شعبة، به. وأخرجه الإمام أحمد في "الأسامي والكنى" (147) من طريق حجاج بن محمد، والبخاري أيضًا (8/328) من طريق آدم بن أبي إياس، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/56) من طريق حَرَمي بن عمارة، كلاهما عن شعبة، به. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر تعليقنا في المسألة رقم (34) . (5) قوله: «فسمعت أبي يقول موقوف» مكرر في (ك) . وقوله: «موقوفً» كذا في جميع النسخ، وهو حال منصوب، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 122 خَالِدٍ» (1) : لَيْسَ بالدَّالاني (2) . 2374 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ سُلَيمان بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهري، عن سُلَيمان ابن يَسار، عن عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: أربَعٌ مِنَ   (1) كذا، على حكاية القول السابق في الإسناد. (2) وممَّن ذهب إلى أن يزيد أبي خالد ليس بالدالاني: شعبة بن الحجاج فقد ذكر أحمد في الموضع السابق من "الأسامي والكنى" عن شعبة أنه قال: كنت أرى أن اسمه يزيد، وكنيته أبو خالد، حتى ذكروا أن اسمه غير ذلك. ثم أخرج أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي قال: قال شعبة: ليس بالدالاني، يعني: أباخالد. وذهب إلى ذلك أيضًا عبد الرحمن بن مهدي، فقد أخرج المزي هذا الحديث - كما تقدم - في "تهذيب الكمال" من طريق بُنْدار، عن حَرَمي بن عمارة، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خالد الدالاني، به ... ، قال بندار: فقلت لعبد الرحمن: تحفظ هذا الحديث عن شعبة؟ قال: نعم. قلت: حدِّثني به، فقال: حدثنا شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خَالِدٍ. قلت: الدالاني؟ قال: ليس بالدالاني. فقلت له: فإن ها هنا من يرويه عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ أَبِي خالد الدالاني، فألحَّ عليَّ. قلت: حَرَمي بن عمارة. قال: وَيْحَهُ ما أقلَّ علمه بالحديث. يزيد الدالاني أصغر من أن يسمع من أبي عبيدة بن حذيفة. اهـ. وذهب إلى ذلك أيضًا الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (3/209) وزاد: «لا أدري من هو» ، أي: يزيد أبي خالد الذي في حديثنا. وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/300) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (34/55) . (3) ستأتي هذه المسألة برقم (2416) و (2444) . ونقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (4/426/مخطوط) . (4) كذا أورد رواية أيوب بن سويد هنا، ومثله في المسألة رقم (2444) . وفي المسألة (2416) عن أبي زرعة أن أيوب بن سويد رواه عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، = = عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عبيد الله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو زرعة: «وأخطأ فيه، ولم يسمع ابْن جُرَيْج من الزهري هَذَا الْحَدِيث» . الحديث: 2374 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 123 الدَّوابِّ لا يُقتَلْنَ: النَّمْلَةُ، والهُدْهُدُ، والصُّرَد (1) ، والنَّحلة؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُضْطَرِبٌ (2) . 2375 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو بْن أَبِي سَلَمة التِّنِّيسي (3) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ عِرْضُ الرَّجُلِ المُسْلِمِ، والمَسَبَّتان ِ (5) بِالسَّبَّةِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) . 2376- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد العزيز (7) الدَّراوَرْدي (8) ،   (1) بضم الصاد المهملة، وفتح الراء: طائرٌ ضَخْمُ الرأس، يَصْطادُ العَصافيرَ. "القاموس" (ص293) . (2) سيأتي تفصيل ذلك في المسألة رقم (2416) . (3) في (ت) و (ك) : «التنسي» . وروايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (3/932) ، فقال: حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم بن دُحيم، ثنا عمرو بن أبي سلمة، به. وعن ابن أبي حاتم نقلها ابن كثير في "تفسيره" (2/342) . ورواه أبو داود في "سننه" (4877) من طريق جعفر بن مسافر، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (727) من طريق الحسن بن عبد العزيز، كلاهما عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، به، نحوه. (4) هو: عبد الرحمن بن يعقوب الحُرَقي. (5) كذا في (ف) ، وهي مهملة في (أ) و (ش) ، وفي (ت) و (ك) : «والمستبان» بتقديم التاء المثناة على الباء الموحَّدة، وفي مصادر التخريج: «والسَّبَّتَانِ» ، والمَسَبَّة: مصدر ميمي من السَّبِّ. (6) لأنَّ رواية الشاميين عن زهير بن محمد منكرة، وعمرو ابن أبي سلمة شامي. (7) في (أ) و (ش) و (ف) : «عبد العزيز بن» . (8) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه أبو داود في "سننه" (5034) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/327) من طريق يحيى القطان، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/327) من طريق حماد بن مسعدة، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، موقوفًا. ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "الشعب" (8915) . قال ابن عبد البر: «هكذا أوقفه يحيى القطان، وحماد ابن مسعدة على أبي هريرة، ورفعه الليث بن سعد على الشكِّ» . ورواه سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عجلان، واختُلف عنه في رفعه ووقفه، فرواه البخاري في "الأدب المفرد" (939) من طريق قتيبة بن سعيد، عن ابن عيينة، به، موقوفًا. ورواه الطبراني في "الدعاء" (2001) من طريق إبراهيم ابن بشار الرمادي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة يَبلُغ به فذكره. الحديث: 2375 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 124 عَنْ محمَّد بْنِ عَجْلان، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: شَمِّت (1) أَخَاكَ ثَلاثًا؛ فَمَا زَادَ فَهُوَ زُكام؟ قَالَ أَبِي: منهُم مَنْ يرفَعُه. قلتُ: مَن يرفَعُه؟ وأيُّهما أصحُّ؟ فَقَالَ: قومٌ من الثقات يرفَعونه (2) .   (1) في (أ) و (ش) بالسين المهملة، وكلاهما لغتان صحيحتان. انظر تعليقنا على المسألة رقم (2310) . (2) رواه الطبراني في "الدعاء" (2000) ، وابن عدي في "الكامل" (6/190) من طريق محمد بن عبد الرحمن ابن مجبر، والطبراني أيضًا (1998) من طريق موسى ابن موسى الأنصاري، كلاهما عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ سَعِيدٍ، عن أبي هريرة، به مرفوعًا. ورواه أبو داود في "سننه" (5035) ، والطبراني في "الدعاء" (1999) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (251) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/327) من طريق اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، قال: لا أعلمه إلا أنه رفع الحديث إلى النبي (ص) » . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "الشعب" (8916) . قال الدارقطني في "العلل" (10/365) : «اختُلف فيه على المَقبُري، فرواه ابن جريج، عَنِ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) . ورواه ابن عَجْلان، واختُلف عنه، فرواه اللَّيْثِ، عَنِ ابْنِ عَجْلان، عَنْ المقبري، عن أبي هريرة بالشكَّ. ورفعه الثوري، عن ابن عَجْلان والموقوف أشبه» . وانظر "السلسلة الصحيحة" (1330) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 125 2377 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيدالله بْنُ مُوسَى، وَأَبُو نُعَيم (1) جَمِيعًا، عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيب، عَنْ عبد الله (2) بن بُرَيدة. فأما عُبَيدالله بْنُ مُوسَى (3) فَقَالَ: عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) ؛ في الحَذْف (4) . فأما أَبُو نُعَيم (5) فلم يقُل: «عن أبيه» .   (1) هو: الفضل بن دكين. (2) في (أ) و (ش) : «عبيد الله» . (3) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4578) ، والبزار في "مسنده" - كما في "نصب الراية" (4/381) -، وابن أبي عاصم في "الديات" (173) ، والنسائي في "سننه" (4813) ، والروياني في "مسنده" (67) بلفظ: «أن امرأةً حَذَفت امرأة فأسقَطَتْ، فرُفع ذلك إلى رسول الله (ص) فجعَلَ في ولدها خمسَ مئة شاة، ونهى يومئذ عن الحَذْف» . قال أبو داود: «كذا الحديث: خمس مئة شاة، والصَّواب: مئة شاة، هكذا قال عباس، وهو وهم» . وقال البزار: «لا نعلمه يرويه عن ابن بريدة إلا يوسف ابن صهيب، وهو رجل مشهور من أهل الكوفة» . ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (8/115) . (4) قال السندي في "حاشيته على النسائي" (8/47) : «الذالُ معجمة وفي الحاء الإهمال والإعجام. ذكره السيوطي في حاشيته على أبي داود» . (5) هو: الفضل بن دكين، وروايته أخرجها النسائي في "سننه" (4814) . الحديث: 2377 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 126 قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي نُعَيم أصحُّ؛ مُرسَلٌ (1) . 2378 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (3) ، عَنْ عُمَرَ (4) الدِّمَشْقِيِّ، عَنْ مَكحُول (5) ، عَنْ واثِلَة بْنِ الأَسْقَع: أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) - قَالَ (6) - يومَ خَيْبَرَ جُعِلَت لَهُ (7) مَأْدُبَةٌ، وَأَكَلَ مُتَّكِئًا، واطَّلَى (8) بالنُّورَة (9) ، وَأَصَابَتْهُ الشمسُ، وَلَبِسَ البُرْطُلَّة (10) ؟ قَالَ أبي: هو عمر بْنُ مُوسَى الوَجِيهي (11) ، وَهَذَا حديثٌ باطِلٌ.   (1) قوله: «مرسل» مرفوعٌ على أنه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو مرسلٌ، ويجوز أن يكون منصوبًا على الحال اللازمة، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وانظر في الحال المنتقلة واللازمة: شروح ألفية ابن مالك، باب الحال. (2) نقل قول أبي حاتم ابنُ الملقن في "البدر المنير" (5/ل 56) . (3) هو: ابن الوليد. (4) في (أ) و (ش) : «عمرو» . (5) هو: الشامي أبو عبد الله. (6) القائلُ هو واثلة، وانظر التعليق التالي. (7) أي: للنبي (ص) ؛ ويوضحه رواية الطبراني، ففيها: «عن واثلة قال: لما افتتح رسول الله (ص) خيبر، جُعلت له مَأْدُبَة ... » . (8) في (ك) تشبه: «والحلا» . (9) هي: أخْلاطٌ تُستَعمَلُ لإزالة الشعر. انظر "المصباح المنير" (ن ور/2/630) . (10) البُرْطُلَة والبُرْطُلَّة: المِظَلَّة الصيفيَّة، أي: ما يُستَظَلُّ به من الشمس. والبُرْطُلُ والبُرْطُلُّ: القَلَنْسُوَة تُلْبَسُ على الرأس. انظر "اللسان" (11/51) ، و"تاج العروس" (28/75) (ب ر ط ل) . (11) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (22/62 رقم149) ، وفي "مسند الشاميين" (3398) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/78) ، إلا أنه وقع منسوبًا عند ابن عساكر: «عمر بن سليمان» . قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/24) : «وبقية ثقة ولكنه مدلِّس، وعمر لم أعرفه، وبقية رجاله ثقات» . الحديث: 2378 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 127 2379 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ (1) ، عَنْ حجَّاج بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الهُذَلي (2) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ سَمُرة ابن جُنْدُب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا مِنْ صَدَقَةٍ أَفْضَلُ مِنْ صَدَقَةِ اللِّسَان ِ؟ قِيلَ: وَكَيْفَ ذَاكَ يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الشَّفَاعَةُ؛ يُحْقَنُ بِهَا الدَّمُ، وتُجَرُّ بِهَا (3) المَنْفَعَةُ إِلَى أَحَدٍ، وتُدْفَعُ (4) بِهَا الغَرَامَةُ عَنْ أَحَدٍ؟ قَالَ أَبِي: أُرَى بَيْنَ حجَّاج وبين أبي بكر رجُلً (5) ؛ وَهَذَا حديثٌ مُنكَر (6) . 2380 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المسيَّب بْنُ واضح (7) ، عن   (1) روايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (669) . ورواه الطبراني في "الكبير" (7/230 رقم 6962) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1279) من طريق محمد بن يزيد، وابن عدي في "الكامل" (3/322) من طريق حجاج بن نصر، والبيهقي في "الشعب" (7279) من طريق إسماعيل بن جعفر، ثلاثتهم عن أبي بكر الهذلي، به. (2) في (ك) : «الهدبي» . وقد اختُلف في اسمه فقيل: سُلْمى، وقيل: رَوْح. (3) في (ت) : «ويجريها» ، وفي (ف) : «ويجر بها» . (4) في (ت) : «ويدفع» ، وفي (ف) : «وترفع» ، لكن لم يُنقَط أولها. (5) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة لربيعة التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) وضعَّفه ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص444) شرح الحديث رقم (25) . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (1442) . (7) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4931) ، و"الصغير" (743) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/319) ، وأبيٌّ النَّرسي في "ثواب قضاء حوائج الإخوان" (11) . قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الحديثَ عَنِ هشام بن حسَّان إلا علي بن بكَّار، تفرَّد به المسيَّب بن واضح» . الحديث: 2379 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 128 عَلِيِّ بْنِ بكَّار، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَّان، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ، وأَهْلُ المُنكَرِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ (1) المُنكَرِ (2) فِي الآخِِرَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جِدًّا. 2381 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القطَّان، عَنِ المُثَنَّى بْنِ بَكْرٍ، عَنْ زُرعة بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا عُرِضَ عَلَى أَحَدِكُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّهْنِ، أَوْ شَيْءٌ مِنَ الطِّيبِ، فَلاَ يَرُدَّهُ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ (3) ، عَنْ ثُمامة (4) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . حدَّثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَزْرَة هكذا.   (1) من قوله: «المعروف في الآخرة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) قوله: «المنكر في موضعه بياض في (ك) . (3) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2582 و5929) ، وأحمد في "مسنده" (3/118 رقم 12176) بلفظ: كان رسول الله (ص) إِذَا أُتيَ بطيب لم يَرُدَّه. واللفظ لأحمد. قال الحافظ في "الفتح" (10/371) : «وللإسماعيلي من طريق وكيع، عن عَزْرَة بسند حديثِ الباب نحوُه وزاد: "وقال: إذا عُرِضَ عَلَى أَحَدِكُمُ الطِّيبُ، فَلاَ يَرُدَّهُ"، وهذه الزيادة لم يصرح برفعها» . اهـ. (4) هو: ابن عبد الله بن أنس بن مالك. الحديث: 2381 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 129 2382 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنْ أَبِي مِسْكِينٍ (3) الجَزَري، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نَشِيط، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يضربَ الرجلُ بِإِحْدَى نعلَيه عَلَى (4) الأُخرى فِي الْمَسْجِدِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ جدًّا، كَأَنَّهُ موضوعٌ، وَأَبُو مِسْكِينٍ مجهولٌ. 2383 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ خَالِدٍ الوَهْبي (5) ، عَنِ خَالِدِ بْنِ محمَّد - مِنْ آلِ الزُّبَير - عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: خَرَجْنَا نتلقَّى الوليدَ بن عبد الملك مَعَ عليِّ بْنِ حُسَيْنٍ، حَتَّى إذا كنا ببعض الطريق   (1) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/447) في ترجمة أبي مسكين: «سألت أبي عنه فقال: هو مجهولٌ، والحديثُ الذي رواه كأنه موضوع» . وانظر "لسان الميزان" (7/105) . (2) هو: ابن الوليد. (3) في (أ) و (ش) : «ابن مسكين» . (4) في (ك) : «عن» . (5) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في"الآحاد والمثاني" (3218) ، والطبراني في"المعجم الكبير" (25/89 رقم 229) . ورواه العقيلي في "الضعفاء" (2/14) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1199) - من طريق محمد بن خالد، عن خالد بن محمد قال: خرجنا نتلقى الوليد ... فذكره، ولم يقل: «عن أبيه» . قال العقيلي: «وفي هذا المتن روايةٌ أخرى من وجه أيضًا ليِّن لا يثبت» . وذكر ابن الجوزي أن هذا الحديث لا يصح. وقال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص101) : = = «أحاديث ذم الحبشة والسُّودان، كلُّها كذب» ، وذكر منها هذا الحديث. وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (3218) . الحديث: 2382 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 130 عَرَضَ حبشيٌّ لِرَكَابِنَا، فَقَالَ عليُّ بْنُ حُسَيْنٍ: حدثَتْني [أُمُّ أَيْمَنَ] (1) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّمَا الأَسْوَدُ لِبَطْنِهِ وفَرْجِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وخالدٌ مَجْهُولٌ (2) . 2384- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَروان بْنُ مُحَمَّدٍ (3) الطَّاطَري، عَنْ سُلَيمان بْنِ بِلالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قال: نِعْمَ الإِدَامُ (4) الخَلُّ، وبَيْتٌ لا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بهذا الإسناد (5) .   (1) في جميع النسخ: «أم أمي» ، والتصويب من مصادر التخريج. (2) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/350) : «خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ مِنْ آلِ الزبير روى عن أبيه، عن علي ابن الحسين، روى عنه محمد بن خالد الوهبي، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول» . (3) قوله: «بن محمد» سقط من (ف) ، وألحق بالهامش، ولم يظهر إلا قوله: «بن» . (4) في (ك) : «الأُدُم» ، وهي روايةٌ أخرى. (5) متن هذا الحديث يشتمل على حديثين، الأول: «نِعْمَ الإِدَامُ الخَلُّ» ، والثاني: «بَيْتٌ لاَ تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ» : روى الحديث الأول ابن ماجه في "سننه" (3316) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/30) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/371) من طريق مروان بن محمد به. ورواه مسلم في "صحيحه" (2051) ، والدارمي في "مسنده" (2055) ، والترمذي في "الجامع" (1840) ، وفي "العلل الكبير" (562) ، والذهبي في "السير" (12/229) من طريق يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، به. ورواه مسلم (2051) من طريق يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ الْوُحَاظِيِّ، عَنْ سليمان بن بلال، به. قال الترمذي: «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذين الحديثين؟ فقال: لا أعلم أحدًا روى هذين الحديثين غير يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، ولم يعرفهما محمد إلا من هذا الوجه» . وقال ابن بطة فيما نقله عنه الخطيب: «لَيْسَ يُعْرَفُ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ حديث عائشة إلا من هذا الطريق، ولا رواه عن هشام بن عروة غير سليمان بن بلال، وهو حديثٌ صحيحٌ، طريقُه مستقيم، ولكن الحديثَ المشهور حديث جابر» . وقال ابن عمار الشهيد في "العلل" (ص 109) : «حدثنا أحمد بن محمد بن القاسم الفسوي، حدثنا أحمد بن سفيان، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا يحيى بن حسان بهذين الحديثين. قال أحمد بن صالح: نظرت في كتب سليمان بن بلال فلم أجد لهذين الحديثين أصلاً» . قال أحمد بن صالح: «وحدثني ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابن أبي الزناد، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ الأنصار: أن رسول الله (ص) سأل قومًا: «ما إدامُكُم؟» قالوا: الخَلُّ. قال: «نِعْمَ الإدامُ الخلُّ» . اهـ. وروى الدارقطني هذا الحديث بشطريه في "الأفراد" (350/ب/أطراف الغرائب) ثم قال: «تفرَّد به سليمان ابن بلال، عن هشام، ولم يروه عنه غير يحيى بن حسان ومروان بن معاوية. وقال في موضع آخر: «تفرَّد به أبو أويس عنه بهذه الألفاظ، ولم يروه عنه غير معلَّى ابن منصور الرازي» . وقال الذهبي: «هذا حديث صحيحٌ غريبٌ فردٌ على شرط الشيخين، وانفرد مسلم به» . والحديث الثاني رواه أبو داود (3831) ، وابن ماجه (3327) ، وابن حبان (5206) ، وأبو عوانة في "مستخرجه" (8337) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/31) من طريق مروان بن محمد به. ورواه مسلم (2046) ، والترمذي في "الجامع" (1840) ، وفي "العلل الكبير" (561) من طريق الدارمي، عَنْ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ، عَنِ سليمان بن بلال به. الحديث: 2384 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 131 2385 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ؛ قَالَ: حدَّثني محمَّد بْنُ عبد الرحمن، عَنْ شُرَحْبيل بْنِ سَعْدٍ، عَنِ جابر بن عبد الله؛ قال: سمعتُ رسول الله (ص) يقولُ لأبي ذَر: يَا بَا ذَرٍّ (2) ، أَتَرى البُخْلَ   (1) هو: ابن الوليد. (2) في (ك) : «يا أبا ذر» ، وهو الجادَّة، لكن ما في بقية النسخ صحيح في العربية، ويخرَّج على حذف ألف «أبا» تخفيفًا، وهي لغة لبعض العرب انظر التعليق عليها في المسألة رقم (1781) . الحديث: 2385 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 132 مِنْ قِلَّةِ المَالِ، والسَّمَاحَةَ مِنْ كَثْرَةِ المَالِ؟ ، قَالَ: ذَلِكَ مَا أَقُولُ. قَالَ: كَلاَّ! يَا أَبَا ذَرّ! هُمَا خُلُقَان ِ جَبَلَ اللهُ عَلَيْهِمَا العَبْدَ؟ قَالَ أَبِي: أَرَى أنَّ مُحَمَّدًا هَذَا هُوَ المَقْدسيُّ، متروكُ الْحَدِيثِ (1) . وَقَدْ تُرك من الإِسْنَادَ رجلٌ (2) . 2386 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيع (4) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن النبيِّ (ص)   (1) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/325) : «سمعت أبي يقول وسألته عنه؟ فقال: متروك الحديث، كان يكذب ويفتعلُ الحديث» . (2) لم يبيِّن أبو حاتم من الذي تُرك من الإسناد! ولم نجد من أخرج الحديث أو ذكره سوى ابن أبي حاتم، والمعروف بالرواية عن شرحبيل بن سعد هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب كما في المسألة رقم (2387) ، وشرحبيل معروف بالرواية عن جابر، فإذا كان محمد ابن عبد الرحمن هذا هو المقدسي كما قال أبو حاتم، فسيكون موضع الرجل الذي تُرك: بين المقدسي هذا وشرحبيل بن سعد؛ لأن بقية من الرواة عن المقدسي كما في "الجرح والتعديل" (7/325) ، وقد صرح بالتحديث عنه. (3) ستأتي هذه المسألة برقم (2514) عن أبي زرعة. (4) روايته أخرجها تمام في "الفوائد" (1165 و1166/الروض البسام) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/231و4/65) من طريق المعافى بن عمران، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر وزمعة بن صالح، عن الزهري، به. وأخرجه الطيالسي في "المسند" (1813) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/115 رقم 5964) ، وعبد بن حميد (735) ، وابن ماجه في "سننه" (3983) ، والطبراني في "الكبير" (12/222 رقم 13138) من طريق زمعة بن صالح، عن الزهري، به. (5) في (ت) : «صالح بن الأخضر» ، وفي (ك) : «صاح بن الأخضر» . (6) هو: ابن عبدلله بن عمر. الحديث: 2386 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 133 قَالَ: لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ. وَرَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد (1) ، عَنْ يُونُسَ (2) ، عَنِ الزُّهري، عن سعيد ابن الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: فأيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: الزُّهريُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أشبَهُ (3) . 2387 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ بَقِيَّة (4) ، عن محمَّد ابن عبد الرحمن، عَنْ شُرَحْبيل بْنِ سَعْدٍ، عَنِ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ ، قَالُوا: بَلَى يَا رسولَ اللَّهِ؛ قال: المَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، المُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ، البَاغُونَ لِلْبُرَآءِ عَنَتًا (5) ؟   (1) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (1462) . وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2998) من طريق ابْنُ وَهْب، عَنْ يُونُسَ بْنِ يزيد الأيلي، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6133) ، ومسلم في "صحيحه" (2998) من طريق عُقَيل بن خالد، ومسلم أيضًا (2998) من طريق ابن أخي الزهري، كلاهما عن الزهري، به. (2) هو: ابن يزيد الأَيْلي. (3) ذكر الدارقطني في "العلل" (1666) هذا الحديث والاختلاف فيه، وقال: «ورواه صالح بن أبي الأخضر وزَمْعَة بن صالح، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، ووهم فيه. والصَّحيح: عن سعيد وحدَه، عن أبي هريرة» . (4) هو: ابن الوليد. (5) كذا في (أ) و (ش) و (ف) ، وهي مهملة في (ت) و (ك) . الحديث: 2387 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 134 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وليس محمَّد ابن عبد الرحمن بِابْنِ أَبِي ذِئْبٍ (1) . 2388 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ أَبِي مُوسَى (3) الأَنْطاكي (4) ، عَنْ حجَّاج بْنِ مُحَمَّدٍ (5) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (6) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادُ بْنُ حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ والْكُسْتُ (7) ، وَذَكَرَ العُذْرَة (8) ؟ قَالَ (9) أَبِي: زِيَادٌ لا يُدرى (10) مَنْ هُوَ؛ وَإِنَّمَا يُروى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ حُمَيد (11) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) في (ك) : «بأبي أبي ذئب» . وهو - فيما يظهر- محمد ابن عبد الرحمن المقدسي الذي تقدم ذكره في المسألة رقم (2385) فالحديث المتقدم فيها بهذا الإسناد نفسه. (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2273) ، والآتية برقم (2476) . (3) في (ف) : «محمد بن موسى» . (4) لم نقف على روايته، ورواه إبراهيم بن الحسن - كما سيأتي - عن حجاج، به إلا أنه قال: «زياد بن سعد» بدل «زياد بن حميد» . (5) هو: المِصِّيصي. (6) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (7) الكُسْتُ: لغةٌ في القُسْط، وانظر تفسير «القُسْط» في المسألة رقم (2476) . (8) في (ت) و (ك) : «العادة» . وانظر تفسير «العذرة» في المسألة رقم (2476) . (9) في (ف) : «فقال» . (10) في (ك) : «ندري» . (11) أخرج هذه الرواية النسائي في "السنن الكبرى" (7594) من طريق إبراهيم بن الحسن، عن الحجاج، عن ابن جريج، أخبرني زياد بن سعد، عن حميد الطويل: سمعت أنسًا ... ، فذكره. ورواه عبد الوهاب ابن عطاء، عن حميد، وسيأتي تخريج روايته في المسألة رقم (2476) . الحديث: 2388 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 135 2389- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عثمان ابن خُرَّزاذ (1) ، عَنْ عَتيق بْنِ يَعْقُوبَ (2) ، عَنِ الدَّراوَرْدي (3) ، عَنِ ابْنِ عَجْلان (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يشربُ مِنَ ثَلاثَةِ أَنْفَاسٍ، إِذَا أدْنى الإِنَاءَ إِلَى فِيهِ سمَّى الله، وإذا أخَّره (5) حَمِدَ اللَّهَ؛ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثلاثَ مرَّات؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر. 2390 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه بَقِيَّة (7) ؛ قال: حدَّثني   (1) في (ك) : «حززاد» . قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (6/149) : «كان رفيق أبي في كتابة الحديث في بعض بلدان الجزيرة والشام، وهو صدوق، أدركته ولم أكتب عنه» . (2) روايته أخرجها الخرائطي في "فضيلة الشكر" (24) من طريق أحمد بن إبراهيم القوهستاني، والطبراني في "الأوسط" (840) من طريق أحمد بن يحيى الحلواني، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (703) من طريق أحمد بن هارون بن روح، ثلاثتهم عن عتيق به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن عجلان إلا الدراوردي تفرَّد به عتيق بن يعقوب» . (3) هو: عبد العزيز بن محمد. (4) هو: محمد. (5) في (ت) و (ك) : «أخذه» . (6) وستأتي هذه المسألة برقم (2516) ، وفيها قول أبي زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ ليس له أَصْلٌ، لَمْ يَسْمَعْ بَقِيَّةُ هَذَا الحديثَ من عبد العزيز؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَهْلِ حِمْص، وأهل حِمْص لا يميِّزون هَذَا» . وانظر المسألة رقم (2517) . (7) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (214) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/199) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (5/291) من طريق حفص بن عُمر الأيلي، عن عبد العزيز بن أبي رواد، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث عبد العزيز، لم نكتبه إلا من حديث بقيَّة» . ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (880) ، والطبراني في "الأوسط" (429) من طريق هارون أبو الطيب السرخسي، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، به. الحديث: 2389 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 136 ابْنُ أَبِي رَوَّاد (1) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ تَبْدَؤُوا بِالْكَلاَمِ قَبْلَ السَّلاَمِ، فَمَنْ بَدَأَ بِالْكَلاَمِ قَبْلَ السَّلاَمِ فَلاَ تُجِيبُوهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، لَيْسَ مِن حَدِيثِ ابْنِ أَبِي رَوَّاد. 2391 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه ابن حِمْيَر (2) ، عن عبد الله بن ثابت، عن عبد الله ابن محمَّد بْنِ عليٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) أنه قال: [الثُّفَّاءُ] (3)   (1) هو: عبد العزيز. (2) هو: محمد. (3) في (ت) و (ك) : «التقا» ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ، والتصويب من "ميزان الاعتدال" (2/399) ، و"لسان الميزان" (3/264) . والثُّفَّاءُ، بتشديد الفاء بوزن «القُرَّاء» ، وقيل: بتخفيف الفاء بوزن «الغُراب» : هو حبٌّ يُتَداوى به، حِرِّيفٌ يَلْذَعُ اللسانَ. الواحدة: ثُفَّاءة أو ثُفاءَة. ويسمَّى أيضًا: الحُرْفَ، وحَبَّ الرَّشَاد. انظر "تنقيح الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" (ص94 و114 و119) ، و"النهاية" (1/214) ، و"اللسان" (ث ف أ/1/41) ، و (ر ش د/3/177) ، و (ح ر ف/9/45) ، و"المصباح المنير" (ث ف أ/1/82) . الحديث: 2391 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 137 دَوَاءٌ لِكُلِّ دَاءٍ، وَلَمْ يُدَاوَ لِلْوَرَمِ والضَّرَبَان ِ (1) بِمِثْلِهِ. قَالَ (2) : سألتُ ابْنَ حِمْيَر (3) عَنِ [الثُّفَّاء] (4) ؟ فَقَالَ: الحُرْفُ؟ قَالَ أبي: عبد الله بْنُ ثَابِتٍ مجهولٌ، وَالْحَدِيثُ مُنكَر (5) . 2392 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ؛ قَالَ: سمعتُ رَجُلا يحدَّث محمَّد بْنَ عَجْلان، عَنْ فَرْوة بْنِ مُجَاهِدٍ، عَنْ سَهْل بْنِ مُعاذ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وهُوَ يَقْدِرُ عَلَى إِنْفَاذِهِ، مَلأَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَمْنًا وإِيمَانًا؟ قَالَ أَبِي (7) : هَذَا الحديثُ قَدْ رَوَاهُ زبَّان بن فائد (8) .   (1) الضَّرَبانُ: ألمٌ يُصيبُ العِرْقَ. انظر "تاج العروس" (ض ر ب/2/168) . (2) القائل: هو الراوي محمد بن حمير، ولم يبيِّن ابن أبي حاتم من هو؟ ولا يمكن أن يكون أباه؛ لأنه لم يسمع من ابن حمير، فولادة أبي حاتم كانت سنة خمس وتسعين ومائة - كما تقدم في المقدمة -، ووفاة ابن حمير سنة مئتين كما في "التقريب" (5837) ، وهو حمصي، وأبو حاتم رازي. (3) في (ت) و (ك) : «ابن حميد» . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «التقا» ، وفي (أ) و (ش) مهملة التاء. (5) وكذا نقل عنه ابنه في "الجرح والتعديل" (5/20) ، وابن حجر في "لسان الميزان" (3/264) . والحديث أنكره الذهبي في "الميزان" (2/399) . (6) هو: ابن الوليد. وروايته على هذا الوجه أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (8/47) من طريق محمد بن عمرو ابن حَنَان، عن بقية، به. ورواه الطبراني في "الكبير" (20/189 رقم 417) من طريق واثلة بن الحسن، وابن منده في "مسند إبراهيم ابن أدهم" (37) من طريق عبد الله بن سليمان بن الأشعث، كلاهما عن كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ قَالَ: سمعتُ رجلاً يحدث عن محمد ابن عجلان، عن فروة، عن سهل، عن أبيه، به. ورواه الطبراني في "الأوسط" (9256) من طريق واثلة ابن الحسن، عن كثير، عن بقية، عن إبراهيم، عن محمد بن عجلان، به. ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "الحلية" (8/47) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إبراهيم بن أدهم إلا بقية» . ورواه الطبراني في "الصغير" (1112) من طريق واثلة ابن الحسن، عن كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ بَقِيَّةَ، عن إبراهيم، عن فروة بن مجاهد، به. (7) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (8) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (3/438 رقم 15619) ، والطبراني في "الكبير" (2/188 و189 رقم 415 و416) ، والحاكم في "المستدرك" (1/61) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/48) ، والبيهقي في "الشعب" (5741) من طريق زبَّان بن فائد، به. ورواه أحمد في "مسنده" (3/440 رقم 15637) ، وأبو داود في "سننه" (4777) ، والترمذي في "جامعه" (2021 و2493) ، وابن ماجه في "سننه" (4186) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1497) ، وفي "المفاريد" (13) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (333) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/47-48) ، والبيهقي في "السنن" (8/161) ، و"الشعب" (7950) من طريق أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ به. قال الترمذي: «حديث حسن غريب» . الحديث: 2392 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 138 2393 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي شُعَيب الحرَّاني (1) ، عن مسكين ابن بُكير، عَنْ شُعبة، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ (2) ، عَنِ الْحَسَنِ؛ قَالَ: سَأَلْتُ أنسً (3) عَنِ النُّشْرَة (4) ؟ فَقَالَ: ذَكِّرُوا عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّهَا مِنْ عَمَلِ (5) الشَّيْطَان ِ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو رَجَاءٍ؛ قَالَ: سألتُ الْحَسَنَ عَنِ النُّشْرَة؟ فَقَالَ: ذَكِّرُوا عن   (1) لم نقف على روايته، والحديث مرويٌّ من طريق ابنه الحسن بن أحمد بن أبي شعيب، وكلاهما يروي عن مسكين بن بكير، كما في"تهذيب الكمال" (27/484) . ورواية الحسن أخرجها البزار في "مسنده" (3034/كشف الأستار) ، والحاكم في "المستدرك" (4/418) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/165) . قال البزار: «لا نعلم أسنده عن شعبة إلا مسكين، وهو حرَّاني، مشهور، ولا أسند شعبة، عن أبي رجاء إلا هذا، وأبو رجاء اسمه: محمد بن سيف، وهو بصري مشهور، روى عنه شعبة، ويزيد بن زريع، وإسماعيل ابن عليَّة، ونوح بن قيس الطاحي، ويوسف بن داود السَّمتي» . (2) هو: محمد بن سيف، كذا سمَّاه البزار - كما تقدم - والمزي في "تحفة الأشراف" (18551) ، وهكذا ترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" (1/104) ، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/281) . وقال أبو نعيم في "الحلية" (7/165) : «أبو رجاء، = = اسمه محمد بن يونس، بصري» . وقال الحاكم في "المستدرك" (4/418) : «هو: مطر الورَّاق» . (3) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وانظر المسألة رقم (195) . (4) النُّشْرَة بالضم: ضَربٌ من الرُّقْية والعِلاج، يُعالَجُ به مَن كان يُظَنُّ أن به مَسًّا من الجِنِّ، سمِّيت نُشرةً لأنه يُنشَر بها عنه ما خامَرَه من الداء: أي يُكشَف ويُزال. وقال الحسن: النُّشرة من السِّحر. "النهاية" (5/54) . وقال ابن القيم في "إعلام الموقِّعين" (4/396) : «وسئل النبي (ص) عن النُّشْرةِ؟ فقال: «هي من عمل الشيطان» ؛ ذكره أحمد [في "مسنده" (14167) ] ، وأبو داود [في "سننه" (3868) ] ، والنشرة: حلُّ السِّحر عن المسحور، وهي نوعان؛ [أحدهما] : حلُّ السِّحر بسِحرٍ مثله؛ وهو الذي من عمل الشيطان، فإنَّ السحر من عمله؛ فيتقرَّب إليه الناشر والمنتشر بما يُحبُّ؛ فيبطلُ عمله عن المسحور. والثاني: النشرةُ بالرقية والتعوُّذات والدعوات والأدوية المباحة؛ فهذا جائزٌ بل مستحبٌّ، وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن: لا يَحلُّ السِّحر إلا ساحِر» . اهـ. وعلى ذلك فالنشرة منها الممنوعة ومنها المشروعة. انظر "معارج القبول، شرح سلم الوصول" (709-712) ، و"فتح المجيد، شرح كتاب التوحيد" (ص 341-344/باب ما جاء في النشرة) ، وانظر تعليقة الشيخ ابن باز _ح على هذا الموضوع من "فتح المجيد". (5) في (ك) : «علم» . الحديث: 2393 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 139 النبيِّ (ص) ... فَهَذَا مِنْ كَلامِ الْحَسَنِ وقِيلِه (1) . 2394 - وسمعتُ (2) أَبِي رَوَى عَنْ هِشَامِ ابن خالد الأزرق؛ قال:   (1) روى الحديثَ مرسلاً ابن أبي شيبة في "المصنف" (23506) من طريق ابن عيينة وأبي أسامة، وأبو داود في"المراسيل" (453) من طريق علي بن الجعد، ثلاثتهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عن الحسن، به مرسلاً. (2) تقدمت المسألة عن الحديث الثاني من الأحاديث الثلاثة، برقم (1871) و (2028) . ونقل الذهبي في "السير" (8/525) ، والزيلعي في "نصب الراية" (4/248) ، وابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/309) قولَ أبي حاتم بتصرف. الحديث: 2394 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 140 حدَّثنا بَقِيَّة بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: [حدَّثنا] (1) ابْنُ جُرَيج، عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ زَوْجَتَهُ، أَوْ جَارِيَتَهُ، فَلاَ يَنْظُرْ إِلَى فَرْجِهَا؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُورِثُ العَمَى (2) . وعَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالَ (3) : قَالَ رسولُ الله (ص) (4) : مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ (5) ، مِنْ سَقَمٍ أَوْ ذَهَابِ مَالٍ، فَاحْتَسَبَ ولَمْ يَشْكُو (6) إِلَى النَّاسِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَغْفِرَ لَهُ. وَقَالَ رسولُ الله (ص) : لاَ تَأْكُلُوا بِهَاتَيْنِ: الإِبْهَامِ والمُشِيرَةِ، ولَكِنْ   (1) في جميع النسخ: «حديث» بدل: «حدثنا» والتصويب من المسألة رقم (1871) و (2028) . (2) رواه ابن عدي في "الكامل" (2/75) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/202) من طريق هشام بن خالد الأزرق، عن بقية به. قال ابن عدي: «حدثناه بهذا الإسناد ثلاثة أحاديث أُخَر مناكير، وهذه الأحاديث يشبه أن تكونَ بين بقية وابن جريج بعضُ المجهولين أو بعض الضعفاء؛ لأن بقية كثيرًا ما يُدخل بين نفسه وبين ابن جريج بعضَ الضعفاء أو بعض المجهولين، إلا أن هشام بن خالد قال: عن بقية، حدثني ابن جريج» . وقال ابن حبان: «في نسخة كتبناها بهذا الإسناد، كلها موضوع، يشبه أن يكونَ بقية سمعه من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلَّس عليه، فالتزق كل ذلك به» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (195) . (3) قوله: «قال» سقط من (ت) و (ف) . (4) من قوله: «إذا جامع أحدكم ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) في (ف) : «من مصيبة» . (6) في جميع النسخ: «ولم يشكوا» بإثبات الواو بعدها ألف، والجادَّة أن يقال: «ولم يَشْكُ» ، لكنَّ إثبات الواو مع الجازم - كما في النسخ - صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على مثلها في المسألة رقم (228) ، وذكرنا في المسألة رقم (1025) وجه إثبات الألف الفارقة مع واو الفعل. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 141 كُلُوا بِثَلاَثٍ، فَإِنَّهَا سُنَّةٌ، ولاَ تَأْكُلُوا بِخَمْسٍ، فَإِنَّهَا أَكْلَةُ الأَعْرَابِ (1) ؟ قَالَ أَبِي: هَذِهِ الثلاثةُ الأحاديثِ (2) موضوعةٌ، لا أصلَ لَهَا، وَكَانَ بَقِيَّة يدلِّس، فظنُّوا هؤلاءِ (3) أَنَّهُ يَقُولُ فِي كل حَدِيث: حدَّثنا، ولا يَفْتَقدوا (4) الخبرَ (5) مِنْهُ. 2395 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ، عَنْ أَبِي التَّقيِّ (6) ، عَنْ وَهْب بْنِ داود، عن الحسن بن واقع (7) ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزَّرْقاء (8) ، عَنْ مَيْمون بْنِ مِهْران؛ قَالَ: لا تَضْربوا أعوانكُم (9) عَلَى كَسْر الآنِيَةِ؛ فإنَّ لَهَا آجَالا (10) كَآجَالِ النَّاسِ؟ قَالَ أَبِي: هَذِهِ الحكايةُ كذبٌ. 2396- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن المُصَفَّى (11) ، عن   (1) قال الذهبي في "السير" (8/525) عن هذه الأحاديث: «وهذه بواطيل» . (2) في (ك) : «الثلاث أحاديث» . (3) في (ك) : «وظنوا هؤلاء» . والجادَّة: «فظنَّ هؤلاء» ، وما في النسخ يخرَّج على لغة من يقول: "أكلوني البراغيث"، وانظر تعليقنا على هذه اللغة في المسألة رقم (410) . (4) كذا في جميع النسخ، ومثله في المسألة رقم (1871) . والجادَّة: «ولا يفتقدون» ، وما في النسخ يخرَّج على لغة من يحذف نون الرفع من الأفعال الخمسة بلا ناصب ولا جازم. وقد تقدم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (1015) . وانظر معنى «لا يفتقدون الخبر منه» في تعليقنا على المسألة (1871) . (5) في (ك) : «الحديث» . (6) هو: هشام بن عبد الملك. (7) في (ت) و (ك) : «رافع» . (8) في (ك) : «عن أبي الزرقاء» . (9) ضبَّب في (ف) على قوله: «أعوانكم» . (10) في (أ) و (ش) و (ف) : «أجلاً» . (11) تابعه أحمد بن فرج أبو عتبة الحمصي، عن بقية، به. وروايته أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (ص68) . والحديث أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (392) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/378) ، والترمذي في "جامعه" (2490) ، وابن ماجه في "سننه" (3716) من طريق زيد العَمِّي، عن أنس، به. قال الترمذي: «هذا حديث غريب» . ورواه البخاري في "صحيحه" (3561) ، ومسلم في "صحيحه" (2330) من طريق ثابت، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: مَا مسستُ حَرِيرًا وَلاَ دِيبَاجًا أَلْيَنَ مِنْ كَفِّ النَّبِيِّ (ص) ، وَلاَ شممتُ رِيحًا قَطُّ أَوْ عَرْفًا قَطُّ أَطْيَبَ مِنْ رِيحِ أَوْ عَرْفِ النَّبِيِّ (ص) . الحديث: 2395 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 142 بَقِيَّة، عَنْ شُعبة، عَنْ أَبِي مُوسَى مُسْلِمٍ الأَعْور، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: كان النبيُّ (ص) لا يُقدِّم رُكْبَتَيْهِ قُدَّامَ جليسٍ لَهُ أَبَدًا، وَلا يصافحُهُ فَيَكُونُ هُوَ الَّذِي يَنزعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ حَتَّى ينتزعَ الرجلُ، وَلا يجلسُ إِلَيْهِ رجلٌ فَيَقُومُ حَتَّى يقومَ الرجلُ، وَلَمْ أَجِدْ رِيحًا قطُّ أطيبَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) (1) ؟ قَالَ أَبِي: أُنْكِرُ هَذَا الذي ذُكِرَ، وذلك أنَّ كُنية مُسْلِم الأعور: أبو عبد الله. 2397- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام ابن عمَّار (2) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ، وفي بعض مصادر التخريج: «من ريح رسول الله (ص) » ، لكنَّ ما في النسخ إن لم يكن فيه سقطٌ فيتخرَّج على حذف مضاف، وهو جائزٌ في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (2) . (2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/68) ، وابن عدي في "الكامل" (6/205) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/288) . ومن طريق ابن عدي رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/44-45) . قال العقيلي: «والكلام يُروى بغير هذا الإسناد، وخلاف هذا اللفظ من طريق أصلح من هذا» . وقال ابن عدي: «وابن أبي الزعيزعة عامَّةُ ما يرويه عن من رواه ما لا يتابع عليه» . وعدَّ الذهبي في"الميزان" (3/548) هذا الحديثَ من مناكير محمد بن أبي الزعيزعة. الحديث: 2397 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 143 محمَّد بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيع، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي الزُّعَيْزِعَة - مِنْ أَهْلِ أَذْرِعَات (1) - عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: تَصَافَحُوا؛ فَإِنَّ التَّصَافُحَ يَذْهَبُ بِالسَّخِيمَةِ (2) ، وتَهَادَوْا؛ فَإِنَّ الهَدِيَّةَ تَذْهَبُ بِالْغِلِّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2398- وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار (4) ، عن عبد الملك بن محمَّد الصَّنْعاني (5) ؛ قال: حدثنا (6) أَبُو سَلَمة العامِليُّ (7) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ النبيَّ (ص) قال لأَكْثَمَ   (1) بلدٌ في أطراف الشام، يُجاورُ أرضَ البَلْقاء وعمَّان. "معجم البلدان" (1/130) ، وهي البلدةُ المعروفةُ الآن باسم: دَرْعا، جنوبيِّ سورية. (2) السَّخيمَةُ: هي الحِقْدُ والضَّغينة والمَوْجِدَة في النفس. "لسان العرب" (12/282) . (3) نقل ابن حجر في "الإصابة" (1/96) هذه المسألة بتصرف. (4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2827) ، والطبراني في "الأوسط" (6715) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1236) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (33/380) . ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (1063) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري، عن أنس إلا أبو سلمة العاملي، تفرَّد به هشام بن عمار» . وأخرجه البغوي في "معجم الصحابة" (136) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1238) ، والخطيب في "الموضح" (2/438) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/11 و12) من طريق داود بن رشيد، عن عبد الملك بن محمد أبي الزرقاء، عن شيخ من عاملة يقال له: أبو سلمة، ونا أبو بشر، قالا: نا الزهري، عن أنس، به. (5) في (ك) : «الضعاني» . (6) في (أ) و (ش) : «وحدثنا» . (7) قيل: اسمه الحكم بن عبد الله بن خُطَّاف، وقيل: عبد الله بن سعد. الحديث: 2398 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 144 بْنِ الجَوْن (1) : يَا أَكْثَمُ، اُغْزُ مَعَ غَيْرِ قَوْمِكَ تُحَسِّنْ (2) خُلُقَكَ، وتَكْرُمْ عَلَى رُفَقَائِكَ؟ قَالَ أَبِي: أَبُو سَلَمة العامِليُّ متروكُ الْحَدِيثِ، كَانَ يَكذبُ، والحديثُ باطِلٌ (3) .   (1) في (ت) : «الجوز» ، وفي (ك) : «الجور» . (2) كذا في (أ) و (ت) و (ف) بالتاء وبلا ضبط، وأُهملت في بقيَّة النسخ، والذي في مصادر التخريج: «يَحْسُنْ خُلُقُكَ» ، لكن ما في النسخ يحتمل وجهين: الأول: بتشديد السين ونصب «خُلُقَكَ» كما أثبتناه. والثاني: أنَّه بتخفيف السين ورفع الخُلُق: «تَحْسُنْ خُلُقُكَ» ، ولعل ذلك من باب المشاكلة مع قوله: «وتَكْرُمْ» ، أو أنَّ الأصل: «تَحْسُنْ أنتَ خُلُقُكَ» ، وارتفع الخُلُق» على بدل الاشتمال، ثم حذف ضمير التوكيد «أنت» ، والله أعلم. وقد وقعت هذه الكلمة بالتاء - كما هنا - في "تاريخ دمشق" (15/12) ، و"الروض الأنف" (1/166) . (3) قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/383) في ترجمة أبي سلمة العاملي هذا: «سألت أبي عنه؟ فقال: كذاب متروك الحديث، والحديث الذي رواه باطل» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/24/ب) : «يرويه عبد الملك بن محمد الدمشقي، عن أبي سلمة العاملي وأبي بشر، عن الزهري، عن أنس. وأبو سلمة هذا هو: الحكم بن عبد الله بن خُطَّاف الحِمْصي، وأبو بشر هو: الوليد بن محمد الموقري، وكلاهما ضعيفان، ولا يصح هذا الخبر عن الزهري، عن أنس. ورُوي عَنْ عَبَّادِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ عُقيل، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس. والصحيح: عن الزهري مرسل» . اهـ. وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/169) : «هذا إسناد ضعيف لضعف أبي سلمة العاملي الأزدي، وعبد الملك بن محمد الصنعاني» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 145 2399- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامُ بنُ عمَّار، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (2) ، عن عُبَيدالله بن أبي جعفر، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ (3) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ (4) : مَنْ قَعَدَ عَلَى فِرَاشِ مُغِيبَةٍ (5) ، قَيَّضَ (6) اللهُ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثُعْبَانَيْنِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ (7) . 2400 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الفَزاري (8) ، عن عبد الرحمن ابن إِسْحَاقَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ (9) ،   (1) نقل الذهبي في "الميزان" (4/348) قول أبي حاتم. وفي هامش النسخة (أ) عُنوِنَ لهذه المسألة بخط مغاير يبدو أنه خط محمد بن العطَّار، بما نصه: «من جلس على فراش مغيبة» . (2) هو: عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/300 رقم 22557 و22562) من طريق أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ويحيى بن إسحاق، والطبراني في "الكبير" (3/241 رقم3278) ، و"الأوسط" (3213) من طريق عبد الله بن يوسف وشعيب بن يحيى، أربعتهم عن ابن لهيعة، به. (3) قوله: «عن أبيه» سقط من (ف) . (4) في (ف) : «أنه قال» . (5) في (ك) : «مغنية» . والمُغِيبَة: بضم الميم وكسر الغين، وبسكونها أيضًا مع كسر الياء، أي: المُغْيِبَة، هي: التي غاب عنها زَوْجُها. "الترغيب والترهيب" (3/192) . وقال السندي: = = «والمراد أنه غاب عن منزلها، سواء كان في بلدها أو لا» . "حاشية مسند أحمد" (37/250/الرسالة) . (6) في (ت) : «قبض» . (7) عدَّ الذهبي في "الميزان" (4/348) هذا الحديث مِنْ أنكر ما أتى به الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْن لهيعة. (8) ذكر روايته الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (2/547-548) . (9) قوله: «ابن محمد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) . الحديث: 2399 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 146 عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: مرَّ رَسُولُ الله (ص) عَلَى الحَبَشَة الَّذِينَ يَلْعَبُونَ بِالْمَدِينَةِ فوقفَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: خُذُوا يَا بَنِي أَرْفِدَةَ (1) ، حَتَّى يَعلَمَ اليَهُودُ والنَّصَارَى أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، فَقَالُوا (2) : يَا أَبَا الْقَاسِمِ الطَّيِّب ... فحسر عن ذِراعَيه (3) ، فابْذَعَرُّوا (4) ؟ قَالَ أَبِي: رُوي (5) هَذَا الحديثُ عَنْ مَرْوَانَ (6) ، عَنْ أَبِي شَيبة، عَنِ الشَّعبي، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ، وهو بالشَّعبي أشبهُ. وعبد الرحمن بْنُ إِسْحَاقَ هُوَ (7) : أَبُو شَيبة الكوفيُّ، ضعيفُ الحديث.   (1) بفتح الهمزة، وسكون الراء، وكسر الفاء، وقد تفتح، قيل: هو لَقبٌ للحَبَشَة، وقيل: هو اسم جنس لهم، وقيل: اسمُ جدِّهم الأكبر. انظر "النهاية" (2/242) ، و"فتح الباري" لابن حجر (2/444) . (2) في (ف) : «قالوا» . (3) كذا متن الحديث هنا، ومثله في "الميزان"، ووقع في "غريب الحديث": «فَبَيْنا هم كذلك؛ إذ جاء عمر، فلما رأوه ابذعَرُّوا» . (4) لم تُنقَط الباءُ في (أ) و (ت) ، وأهملت الباء والذال في (ك) ، وفي (ف) : «فانذعروا» بالنون والذال المعجمة، وفي (ش) : «فاندعروا» بالنون والدال المهملة. قال أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/10-11) : «ابْذَعَرُّوا، يعني: تَفرَّقوا وفَرُّوا» . يقال: ابْذَعَرَّ الناسُ: إذا تفرَّقوا. انظر "اللسان" (4/51) ، و"تاج العروس" (دركل) . (5) في (ك) : «روا» . (6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (2/ل 110) من طريق أبي نعيم قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا بقية، عن أبي شيبة عبد الرحمن بن إسحاق، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، به. ورواه أبو عبيد في "غريب الحديث" (2/10-11) ، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (869/البغية) من طريق أبي معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الشعبي، به، مرسلاً. (7) في (ت) و (ك) : «وهو» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 147 2401 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليدُ بْنُ مُسْلِمٍ (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ (2) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إنَّ اللَّهَ خلقَ آدمَ مِنْ طِينَةِ الجابِيَة (3) ، وعَجَنَهُ بماءٍ مِنْ مَاءِ الجَنَّة؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2402 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (4) ، عَنِ   (1) لم نقف على روايته لهذا الحديث موقوفًا، والحديث رواه ابن عدي في "الكامل" (1/281) من طريق هشام ابن عَمَّارٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، به مرفوعًا. ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (394) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (2/345) . قال ابن عدي: «ولإسماعيل بن رافع أحاديثُ غير ما ذكرته، وأحاديثه كلُّها مما فيه نظر؛ إلا أنه يكتب حديثُه في جملة الضعفاء» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث لا يصح» . وانظر "السلسلة الضعيفة" للألباني _ح (354) . (2) في (ك) : «دافع» . (3) قال المُناوي: الجابية، بجيم فموحَّدة فمثنَّاة تحتيَّة: قريةٌ أو موضعٌ بالشام، والمرادُ: أنه خلقَه من قبضة من جميع أجزاء الأرض ومعظمُها من طين الجابية. "التيسير بشرح الجامع الصغير" (1/252) ، وانظر أيضًا "فيض القدير" (2/232) . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه موقوفًا، والحديث رواه ابن ماجه في "سننه" (3970) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «إنَّ الرجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ مِن سَخَطِ اللهِ لا يَرى بها بأسًا فيَهْوي بها في نار جهنَّم سبعينَ خريفًا» . = ... ورواه ابن المبارك في "الزهد" (948) من طريق عطاء ابن يسار، عن أبي هريرة مرفوعًا باللفظ الذي ذكره المصنف. ومن طريق ابن المبارك رواه أحمد في "مسنده" (2/402 رقم 9220) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (71) ، وابن حبان في "صحيحه" (5716) ، وابن عدي في "الكامل" (3/225) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/164) و (8/187-188) . ورواه البخاري في "صحيحه" (6477) ، ومسلم في "صحيحه" (2988) من طريق عيسى بن طلحة، والبخاري (6478) من طريق أبي صالح، كلاهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «إن العبدَ ليتكلَّم بالكلمة ما يتبيَّن ما فيها يَهْوي بها في النار أبعدَ مما بين المَشْرِق والمَغْرِب» . الحديث: 2401 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 148 عبد العزيز (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إنَّ أحدَكُم لَيَتكلَّمُ بالكلمةِ لعلَّه يُضحِكُ بِهَا، يَهْوي بِهَا أبعدَ مِنَ الثُّريا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ فإنَّ هَذَا الحديثَ لَمْ يَرْوِهِ إِلا بَهْزُ بنُ حَكِيمٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدِّه، عن النبيِّ (ص) . 2403 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (4) ، عَنْ صدَقَة بْنِ خَالِدٍ؛ قَالَ: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي العاتِكَة، عَنْ عَلِيِّ بن   (1) هو: ابن محمد الدَّراوَرْدي. (2) هو: ابن عبد الرحمن بن عَوْف. (3) روايته أخرجها ابن المبارك في "الزهد" (733) ، وابن وهب في "جامعه" (539) ، والأنصاري في "جزئه" (24) ، وأحمد في "مسنده" (5/3 و5 و7 رقم 20021 و20046 و20055 و20073) ، والدارمي في "مسنده" (2744) ، وأبو داود في "سننه" (4990) ، والترمذي في "جامعه" (2315) ، والنسائي في "الكبرى" (11126) ، والروياني في "مسنده" (910 و925) ، والخرائطي في "مساوئ الأخلاق" (129) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/71) ، والطبراني في "الكبير" (19/403 و404 رقم 950 و956) ، وابن عدي في "الكامل" (2/68) ، والحاكم في "المستدرك" (1/46) ، وتمَّام في "فوائده" (1122-1127/الروض البسام) ، والبيهقي في "السنن" (10/196) بلفظ: «ويلٌ للذي يحدِّث القومَ، ثم يكذِّب ليُضحِكَهم، ويلٌ له، ويلٌ له» ، واللفظ لأحمد. (4) روايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (4/1196 رقم6745) عن أحمد بن منصور الرمادي، عن هشام ابن عمار، به. وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (8/211) إلى الطبراني، وقال: «وفيه علي بن يزيد، وهو متروك» . وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (3/168) إلى ابن مردويه. الحديث: 2403 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 149 يَزِيدَ (1) ، عَنِ الْقَاسِمِ (2) ، عَنْ أَبِي أُمامة (3) ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اجْتَنِبُوا هَذِهِ الكِعَابَ المَوْسُومَةَ (4) الَّتِي تُزْجَرْنَ زَجْرًا (5) ؛ فَإِنَّهَا مِنَ المَيْسِرِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ؛ وَهُوَ مِنْ عليِّ ابن يَزِيدَ، وعثمانُ لا بأسَ بِهِ (6) . 2404 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار، عن عبد العزيز بْنِ محمَّد الدَّراوَردي (7) ، عَنْ محمَّد بن زيد بن طَلْحَة ابن   (1) هو: الألهاني. (2) هو: ابن عبد الرحمن الشامي. (3) هو: صُدَيُّ بن عَجْلان. (4) في (ك) : «الموسوقة» . قال ابن كثير في "تفسيره" الموضع السابق: «وكأن المراد بهذا هو النَّرْد» . قال ابن منظور: الكِعابُ: فُصوصُ النَّرْد. "اللسان" (1/719) . فالمرادُ بالكِعاب الموسومةِ: فُصُوصُ النَّرْد التي لكلِّ فَصٍّ منها علامةٌ، مِنْ رَقْم أو نَقْش، ونحوها. (5) في (ك) : «رجوًا» . والعبارة في بعض المصادر: «التي يُزجَر بها زَجْرًا» ، وفي أُخرى: «التي تَزْجُرون بها زَجْرًا» . (6) قال ابن معين: «عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عن أبي أمامة هي ضعافٌ كلُّها» . وقال محمد بن إبراهيم الكناني: «قلت لأبي حاتم: ما تقول في أحاديث عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عن أبي أمامة؟ قال: ليست بالقوية، هي ضعاف» . "تهذيب الكمال" (21/179-181) . والحديث ذكره ابن كثير في "تفسيره" (3/169) من رواية ابن أبي حاتم ثم قال: «حديث غريب» . (7) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (4/180) من طريق عبد الله بن مسلمة بن قَعْنَب، = = وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (31/93) من طريق عبد الأعلى ابن حماد، كلاهما عن الدَّرَاوَرْدِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ؛ أنه رأى ابن عمر يصفِّر بالخَلوق والزَّعْفران لحيتَه. ولم ينسبا محمدَ بن زيد. والحديث رواه النسائي في "سننه" (5085) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5642) ، والمحاملي في "أماليه" (233) من طريق يعقوب الدورقي، عن الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمٍ؛ أن عمر كان يُصَفِّرُ لِحيتَه بالخَلُوق. ومن طريق النسائي رواه ابنُ حزم في "المحلى" (4/77) . الحديث: 2404 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 150 عبد الرحمن بن عَوْف؛ قال: رأيتُ عبد الله ابن عُمَرَ (1) يُصَفِّرُ لِحيتَهُ بالخَلُوق (2) والزَّعفَران؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ (3) ؛ إِنَّمَا هُوَ: محمَّد بْنُ زَيْدِ بْنِ (4) مُهَاجِرِ بْنِ قُنْفُذ. 2405 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاش (5) ، عَنْ بَزِيع بْنِ عبد الرحمن، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص)   (1) في (ك) : «عمرو» . (2) انظر تفسير «الخَلوق» في المسألة رقم (2472) . (3) في (ت) و (ك) : «هذا خطأ» بدل: «هذا حديثٌ باطِلٌ» . (4) قوله: «بن» سقط من (ك) . (5) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1076/كشف الأستار) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (157) ، والطبراني في "الأوسط" (6639) ، والدارقطني في "الأفراد" (188/أ/أطراف الغرائب) . قال البزار: «لا نعلمه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث عن بَزيع إلا إسماعيل» . قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ نافع إلا بَزيع ابن عبد الرحمن، تفرَّد به إسماعيل بن عيَّاش» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش، عَنْ بَزِيعِ عنه» . وانظر "فتح الباري" لابن حجر (4/77) ، و"السلسلة الضعيفة" للألباني (3701) . الحديث: 2405 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 151 قَالَ: سَفَرُ (1) المَرْأَةِ مَعَ عَبْدِهَا ضَيْعَةٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، [وبَزِيعٌ] (2) ضعيفُ الْحَدِيثِ. 2406 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيْح، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة (3) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ رُزِقَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ رُزِقَ الخَيْرَ كُلَّهُ، ومَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ؟ قَالَ أَبِي: روى هَذَا الحديثَ ابنُ وَهْب (4) ، عَنْ حَيْوَة، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (5) ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة، عَنِ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ، فتبيَّن أنَّ حَيْوَة لَمْ يُدرِك ابنَ أَبِي مُلَيْكَة (6) . 2407 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (7) ؛ قَالَ: حدَّثنا   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «سمر» . (2) في (ت) و (ك) : «ويرويه» مهملة النقط في (ك) ، وفي (أ) و (ش) و (ف) : «ويزيد» ، وضبب عليها ناسخ (أ) . والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" (1/307) ونقل تضعيف أبي حاتم لبزيع. (3) هو: عبد الله بن عُبَيدالله. (4) هو: عبد الله. (5) هو: يزيد بن عبد الله بن الهاد. (6) من قوله: «عن عائشة، عن النبيِّ (ص) فتبيَّن أن ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . والحديث رواه البغوي في "الجعديات" (3453) من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، عن عمِّه ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به. ورواه أحمد في "مسنده" (6/159 رقم 25259) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4530) من طريق عبد الرحمن ابن القاسم، عن القاسم، عن عائشة، به مرفوعًا. (7) هو: ابن مسلم. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/349-350 رقم 3269) ، وابن ماجه في "سننه" (2391) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2474) ، وابن حبان في "صحيحه" (5122) . ورواه مسلم في "صحيحه" (1622) من طريق عيسى ابن يونس وابن المبارك، كلاهما عن الأوزاعي، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (2621) ، ومسلم في "صحيحه" (1622) من طريق قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، به. الحديث: 2406 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 152 الأوزاعيُّ (1) ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ (2) بْنُ عليٍّ؛ قَالَ: حدَّثني سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ قَالَ: حدَّثني ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَثَلُ الَّذِي يَتَصَدَّقُ ثُمَّ يَرْجِعُ فِي صَدَقَتِهِ، مَثَلُ الكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَأْكُلُ (3) مِنْهُ؟ قَالَ أَبِي: لا أعلمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرَ الأَوْزَاعِيِّ. 2408 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عِيسَى بْنِ سُمَيع (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي الزُّعَيْزِعَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ نَفَى (5) والِدَيْهِ، وأَرَى عَيْنَيْهِ مَا لَمْ يَرَيَا (6) ، وقَالَ   (1) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (2) في (ك) : «أبو جعفر بن محمد» . (3) في (أ) و (ش) : «يأكل» . (4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (6/206) من طريق هشام بن عمار، عنه، به مطولاً. ورواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (218) من طريق ابن عدي، به مختصرًا. ورواه ابن شاهين في "الأفراد" (82/أ/الظاهرية) من طريق العباس بن الوليد بن صبيح، عن محمد بن عيسى، به مختصرًا. قال ابن شاهين: «تفرَّد بهذا الحديث محمد بن عيسى ابْنِ سُمَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزعيزعة، ما حدَّث به عنه غيره، ومحمد بن عيسى بن سميع شيخ من أهل الشام ثقة، وهو حديث غريب» . ومن طريق ابن شاهين رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (53/44) . (5) في (ك) : «بقى» . (6) كذا في جميع النسخ إلا أنها مهملة في (ك) ، والجادَّة: «مالم تَرَياهُ» ، أي: أنه يدَّعي أنَّ عَيْنَيه رأتا في النوم شيئًا ما رَأَتَاهُ؛ فيقولُ: رأيتُ في منامي كذا، وهو يكذبُ، ففي قوله: «مالم يَرَيا» إشكالان: أحدهما: حذف ضمير النصب العائد إلى الاسم الموصول، في «يرياه» ، وهذا جائزٌ في العربية، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (1015) . والثاني: تذكيرُ ضمير الفاعل المثنَّى، والجادة: «تَرَيا» ، أي: عيناه، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا، وفيه وجهان: الأوَّل: أنه من باب الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، والمراد: «مالم يَرَيا» ، أي: الناظِرَان. وتقدم تعليقنا على نحو هذا في المسألة رقم (270) . والثاني: أنه على القول بجواز تذكير الفعل المسند إلى ضمير المؤنث، ومنه قولُ بعضهم: «ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها» ، والجادَّة: أَبْقَلَتْ. وتقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) . الحديث: 2408 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 153 عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ؛ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. قال عبد الله (1) : فلَبِثْنا بِذَلِكَ زَمَانًا نتخوَّفُ الزيادةَ في الحديث؛ إذْ قال النبيُّ (ص) : حَدِّثُوا عَنِّي؛ فَإِنَّمَا أَنْتُمْ فِي ذَلِكَ كَمَا قُلْتُ لَكُمْ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَحَدِّثُوا عَنْهُمْ ولاَ حَرَجَ؛ يَقُولُ: لَنْ تَبْلُغوا مَا كَانَ فِيهِمْ مِنْ خَير أَوْ شرٍّ، ومَنْ قَالَ عَلَيَّ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَإِنَّهُ بَيْنَ عَيْنَيْ جَهَنَّمَ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ. 2409 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بنُ عَيَّاش (2) ، عَنْ سُلَيمان بْنِ سُلَيم الكِناني، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ   (1) أي: ابن عمر ذ. (2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1491) عن هشام بن عمار، والطحاوي في "شرح المشكل" (785) من طريق ابن أبي داود، والطبراني في "مسند الشاميين" (1383) من طريق أحمد بن أنس بن مالك، وفي "الأوسط" (8250) من طريق موسى بن جمهور، والخطيب في"الموضح" (1/94) من طريق محمد بن صالح، جميعهم عن هشام بن عمار، عنه به. وقرن الطبراني في "مسند الشاميين" الهيثم بن خارجة بأحمد بن أنس، ويظهر أنه حمل رواية الهيثم على رواية أحمد، فقد رواه جمعٌ عن الهيثم على خلاف هذا الوجه، وسيأتي تخريج روايته. ورواه ابن ماجه في "سننه" (1993) عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بن سليم، عَنْ يَحْيَى بْن جَابِر، عَنِ حكيم بن معاوية، عن مخمر، به. ورواه الخطيب في "الموضح" (1/94) من طريق الحسن بن سفيان، عن هشام، بمثله. الحديث: 2409 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 154 بن حكيم، عن عمِّه [مِخْمَرِ] (1) بْنِ مُعَاوِيَةَ؛ قَالَ: سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: لا شُؤْمَ، وقَدْ (2) يَكُونُ اليُمْنُ فِي المَرْأَةِ والفَرَسِ والدَّارِ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: حَكِيمُ بنُ معاوية (3) .   (1) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «محمد» ، والتصويب من مصادر التخريج السابقة. (2) في (ت) و (ك) : «فقد» . (3) الحديث رواه سعيد بن منصور في "سننه" (2296) = = عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سليمان بن سليم، عَنْ يَحْيَى بْن جَابِر، عَنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ حكيم ابن معاوية، عن النبي (ص) ، به. ومن طريق سعيد بن منصور رواه الخطيب في "الموضح" (1/93) . ورواه الترمذي في "جامعه" (2824) من طريق علي بن حجر، والروياني في "مسنده" (932) من طريق أبي أيوب الدمشقي، والبغوي في "معجم الصحابة" (489) من طريق الحسن بن عرفة، والطبراني في "الكبير" (3/208 رقم 3148) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (1893) ، والخطيب في "الموضح" (1/93) من طريق يحيى الحماني، وأبو نعيم في "المعرفة" (1894) ، والخطيب في "الموضح" (1/92) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/279-280) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/474-475) من طريق الهيثم بن خارجة، والخطيب في "الموضح" (1/92) من طريق عبد الوهاب بن نجدة، وإسماعيل بن إدريس، جميعهم عن إسماعيل بن عياش، بمثله. ورواه الخطيب في "الموضح" (1/93) من طريق بقية قال: «وجدت في كتابي: حدثني سليمان بن سليم ... » فذكره. ورواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/19) من طريق جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي، عن هشام ابن عَمَّارٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ يحيى بن جابر، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَكِيمٍ، عَنْ صخر بن معاوية، به. قال ابن حجر في "الإصابة" (5/175) : «ذكره ابن قانع فصحَّفه، وتبعه الذهبي، وإنما هو مِخْمَر» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 155 2410- وسمعتُ أَبِي يَقُولُ وَذَكَرَ حَدِيثًا رواه عبد الله بْنُ يَزِيدَ بْنِ رَاشِدٍ المُقرئ (1) ، عن هشام ابن يحيى بْنِ يَحْيَى (2) ، عَنْ أَبِيهِ (3) ؛ قَالَ: قال النبيُّ (ص) : مَنْ وُلِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ فَلَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ مُحَمَّدً (4) ، فَلَمْ يَدْخُلْ حُبُّ مُحَمَّدٍ قَلْبَهُ. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: «عَنْ مَكْحول» ، لَيْسَ هُوَ: «عَنْ أَبِيهِ» . 2411 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْن سُلَيمان بْن أَبِي داود (6) ، عن زهير ابن محمَّد، عَنِ الوَضِين بْنِ [عَطَاءٍ] (7) ، عن   (1) في (ك) : «المقبري» . والحديث رواه ابن بكير في "فضائل التسمية بأحمد ومحمد" رقم (2) من طريق معمر، عن هشام بن يحيى المقدام، عن أبيه، عن النبي (ص) ، به. (2) قوله: «بن يحيى» ليس في (ش) و (ك) ، وضبِّب عليها في النسخ الثلاث، وانظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (9/70) . (3) هو: يحيى بن يحيى الغساني. (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) نقل الذهبي في "الميزان" (2/85) قول أبي حاتم. (6) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (652) ، وابن عدي في "الكامل" (3/222) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (ص462) . والحديثُ عزاه ابن حجر في "الفتح" (10/355) إلى ابن أبي عاصم في "كتاب الخضاب" وقال: «وسنده ليِّن» . (7) في جميع النسخ: «عبد الرحمن» ، وضبب عليها في (أ) ، وصوِّبت في هامشها إلى «عطاء» ، وهكذا وقع في مصادر التخريج السابقة. الحديث: 2410 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 156 جُنَادة (1) ، عَنْ أَبِي الدَّرْداء؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : مَنْ خَضَبَ بِالسَّوَادِ، سَوَّدَ اللهُ وَجْهَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ مَوْضُوعٌ. 2412 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمة (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ عَجْلان، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عمر، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ بِلاَدِكُمْ إلَى بِلاَدٍ تُرِيدُونَهَا، فَقُولُوا إِذَا أَشْرَفْتُمْ (3) عَلَى المَدِينَةِ أَوِ القَرْيَةِ: اللَّهُمَّ، رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ (4) ، ورَبَّ الأَرَضِينَ ومَا أَقَلَّتْ، ورَبَّ الرِّيَاحِ ومَا ذَرَّتْ، ورَبَّ الشَّيَاطِينِ ومَا أَضَلَّتْ، ورَبَّ الجِبَالِ ومَا أَقَلَّتْ، أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا المَنْزِلِ ... ، وذكرَ الحديثَ؟ فَقَالَ: هُوَ حديثٌ باطِلٌ بِهَذَا الإسناد (5) .   (1) هو: ابن أبي أمية. (2) في (ش) : «مسلم» . وروايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (835) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/277) . ورواه الطبراني في "الأوسط" (4755) ، وفي "الدعاء" (836) من طريق إسماعيل ابن صبيح اليشكري، عن مبارك بن حسَّان، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ مبارك بن حسَّان إلا إسماعيل بن صبيح» . (3) في (ت) و (ك) : «إذا شرفتم» . (4) في (ف) : «أصلت» . (5) سعيد بن مسلمة: منكر الحديث، كما قال البخاري وأبو حاتم. انظر"تهذيب الكمال" (11/65) . الحديث: 2412 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 157 2413 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمة (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفيان (2) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِنْ عِشْتُ أَمَرْتُ أُمَّتِي أَلاَّ يُسَمُّوا: بَرَكَةَ، وَلاَ نَجِيحً، وَلاَ رَاشِدً (3) . يُقَالُ: أَثَمَّ (*) رَاشِدٌ؟ فَيُقَالُ (4) : لاَ، فَيُقَالُ (5) : أَثَمَّ (*) بَرَكَةُ؟ فَيُقَالُ: لا، فَيُقَالُ: أَثَمَّ (*) نَجِيحٌ؟ فَيُقَالُ: لاَ، وأَخْيَرُهُ (6) وأَصْدَقُهُ: عَبْدُاللهِ أوْ هَمَّامٌ؛ لأَنَّ كُلَّهُمْ للهِ عَبِيدٌ، وكُلُّ بَنِي آدَمَ هَمَّامٌ بِالأُمُورِ؟ قَالَ أَبِي: آخِرُ الْحَدِيثِ قَدْ زِيدَ فِيهِ، مِنْ قَوْلِهِ: وخَيْرُه (7) وأصْدَقُهُ هَمَّامٌ ... لَيْسَ فِي الحديثِ. 2414- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بن محمَّد   (1) لم نقف على روايته، والحديث رواه البخاري في "الأدب المفرد" (833) من طريق حفص بن غياث، وعبد بن حميد في "مسنده" (1019/المنتخب) ، وأبو داود في "سننه" (4960) من طريق محمد بن عبيد، كلاهما عن الأعمش به بنحوه. بدون الزيادة التي في آخره. وسعيد بن مسلمة: منكر الحديث، كما سبق في تعليقنا على المسألة السابقة. (2) هو: طلحة بن نافع. (3) كذا في جميع النسخ: «ولا نجيح، ولا راشد» ، وهما علمان مصروفان، وحذفت منهما ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وتقدَّم التعليق عليها بالمسألة رقم (34) . ( *) ... في (ت) و (ك) : «أنتم» . (4) في (ش) و (ك) : «فقال» . (5) قوله: «فيقال» سقط من (ت) و (ك) . (6) في (ت) و (ف) : «وأجبره» ، وقوله: «وأَخيَرَهُ» جاء على لغة بني عامر في إثبات الهمزة، والجادَّة، وهي لغةُ سائر العرب: حذفُ الهمزة فيقال: خَيْرُهُ؛ كما سيأتي في كلام أبي حاتم، ومثل ذلك: شَرٌ وأشَرُّ. وانظر تعليقنا على ذلك في المسالة رقم (2562) . (7) كذا في جميع النسخ: «وخيره» ، وتقدم في الحديث: «وأخيره» . الحديث: 2413 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 158 الزُّهري (1) ، عن عبد العزيز ابن محمد (2) ، عن الحارث بن عبد الرحمن ابن أبي ذُبَاب (3) ، عَنْ عمِّه ويزيدَ بنِ هُرْمُز (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنَّ مِنَ الشِّعْرِ حِكْمَةً؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ مُنكَرٌ (5) . 2415 - وسألتُ (6) أَبَا زُرْعَةَ (7) عن حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (8) ،   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (309/ب) وقال: «تفرَّد به يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عبد العزيز الدراوردي، عن الحارث» . أي: عن عمِّه، عن أبي هريرة. (2) هو: الدَّرَاوَرْدي. (3) في (أ) و (ت) : «ذياب» ، وهو: الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب. (4) في (ف) : «هارون» . (5) قال ابن أبي حاتم في"الجرح والتعديل" (3/79) : «سألت أبي عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب؟ فقال: يروي عنه الدراوردي أحاديث منكرة، وليس بذاك القوي، يُكتب حديثه» . (6) ستأتي هذه المسألة برقم (2521) ، وانظر المسألة رقم (1489) و (1522) و (1537) و (1538) . (7) في (أ) : «وسألت أبي زرعة» ، وفي (ف) : «وسألت أبي» . (8) روايته في "جامع معمر" (19541/مصنف عبد الرزاق) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "المسند" (2/146 رقم 6332) ، والنسائي في"الكبرى" (6747) ، وابن حبان في "صحيحه" (5226 و5331) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/277) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/146 رقم 6332) من طريق عبد الأعلى بن عبد الأعلى، والترمذي في "جامعه" (1800) من طريق سعيد بن أبي عروبة، والنسائي في "الكبرى" (6889) من طريق يزيد بن زريع، ثلاثتهم، عن معمر، عن الزهري، به. وأخرجه الإمام أحمد (2/146 رقم 6332) من طريق رباح بن يزيد الصنعاني، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم بن عبد الله يرفع الحديث. وأخرجه الإمام أحمد (2/134-135 رقم 6184) = = من طريق عاصم بن محمد، وأيضًا (2/128 رقم 6117) ، وابن حبان في "صحيحه" (5229) من طريق شجاع بن الوليد، والبخاري في "الأدب المفرد" (1189) ، ومسلم في"صحيحه" (2020) ، وأبو عوانة في "مسنده" (7178) من طريق عبد الله بن وَهْب، وابن الجارود في "المنتقى" (869) من طريق الثوري، وأيضًا (870) ، وأبو عوانة (8179) من طريق سليمان ابن بلال، جميعهم عن عمر بن محمد، وأبو يعلى في "مسنده" (5568) من طريق يحيى بن المتوكل، كلاهما (عمرو ويحيى) ، عن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. لكن لم يذكر شجاعُ بن الوليد في إسناده: القاسمَ بن عبيد الله. وجاء في إسناد سليمان بن بلال: أبو بكر بن عُبَيدالله بدل: القاسم بن عُبَيدالله. قال ابن الجارود بعد أن ذكر رواية سليمان بن بلال: «سمعت محمد بن يحيى - وهو الذُّهلي - يقول: القاسم عندنا هو: أبو بكر بن عُبَيدالله إن شاء الله» . قال النسائي وابن حبان: «فقال ابن عيينة لمعمر: إن الزهري رواه عن أبي بكر بن عبيد الله، قال معمر: إن الزهري كان يلفظ الحديث عن النَّفر، فلعلَّه سمع منهما جميعًا» . وقال البيهقي بعد أن نقل قول معمر: «هذا محتمل، فقد رواه عمر بن محمد، عن القاسم بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن سالم، عن أبيه» . الحديث: 2415 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 159 عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي النَّهْي عَنِ الأَكْلِ بالشِّمال (2) ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ. قلتُ: قَدْ تابع مَعْمَرً (3) في هذا الحديثِ عبدُالرحمن بنُ   (1) هو: ابن عبد الله بن عمر. (2) ولفظه: «إِذَا أَكَلَ أحدُكم فليأكُل بِيَمِينِهِ، وإذا شرب فليشرب بيمينه؛ فإنَّ الشيطانَ يأكل بشماله، ويشرب بشماله» . (3) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 160 إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ الزُّهري؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الناسُ يقولون: عَنِ الزُّهري (2) ، عن أبي بكر بن عُبَيدالله بن عبد الله ابْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ وهذا الصَّحيحُ (3) .   (1) في (أ) و (ش) : «عبد الرحمن بن أبي إسحاق» ، ورواية عبد الرحمن بن إسحاق أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 112) . (2) روايته على هذا الوجه رواها عنه مالك بن أنس، وابن عيينة، وعُبيدالله بن عمر العمري، وعبد الله بن عمر العمري، وإسحاق بن راشد: أما رواية مالك: فأخرجها في "الموطأ" (2/922) ، ومن طريقه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/33 و146 رقم 4886 و6334) ، ومسلم في "صحيحه" (2020) . وأما رواية سفيان بن عيينة: فأخرجها الإمام أحمد (2/8 رقم 4537) ، ومسلم (2020) ، والترمذي في "العلل الكبير" (554) . وأما رواية عُبيدالله بن عمر: فأخرجها الإمام أحمد (2/146 رقم 6334) ، ومسلم (2020) ، والترمذي في "جامعه" (1799) . وأما رواية عبد الله بن عمر: فأخرجها الإمام أحمد (2/106 رقم 5847) . وأما رواية إسحاق بن راشد: فأخرجها الطبراني في"الأوسط" (9/119 رقم9297) . (3) قال الترمذي في الموضع السابق من "جامعه": «وهكذا روى مالك وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عن أبي بكر بن عبيد الله، عن ابن عمر. وروى معمر وعُقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، ورواية مالك وابن عيينة أصحُّ» . وقال في "العلل الكبير": «قال سفيان: فذكرت هذا الحديثَ لمعمر أريد أن أبلوَه فأنظر كيف حفظه للحديث، فقلت: عمَّن سمعت من الزهري؟ فقال: عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. فقلت: لا. أخبرنيه الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْن عبد الله، فقال معمر: إنما عرضناه عليه ... قال الترمذي: سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث فقال: روى مالك وعبيد الله بن عمر وابن عُيَيْنَةَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ أبي بكر وهو ابن عبيد الله بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. وروى عُقيل ومعمر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه. وروى سفيان الثوري وابن وَهْب، عن عمر بن محمد، عن القاسم بن عبيد الله، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ هذا الحديث. وزعموا أن القاسم بن عُبَيدالله كنيته: أبو بكر، فإن كان هذا صحيحًا فإنه يصحُّ حديث معمر وعُقيل، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أبيه؛ لأن أبا بكر بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر لا يزعم في حديثه أنه سمع جدَّه ابن عمر» . وقال ابن عدي في "الكامل" (5/5) : «وأخطأ معمر في هذا الحديث» . قال الدارقطني في "العلل الكبير" (4/54/ب) : «ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري، ومالك بن أنس، وعبد الرحمن بن إسحاق الزبيدي [كذا] ، = = وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وإبراهيم بن سعد، وعبد الله العُمري، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عُبيدالله ابن عبد الله بن عمر، عن عبد الله بن عمر، وهذا المحفوظ عن الزهري ... ، ورواه معمر بن راشد وإسحاق بن راشد وليس بأخيه وعمرو بن قيس وصالح بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن سالم، عن أبيه، ورواه عُقَيْلٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ مرسلاً، عن النبي (ص) ، ورواه عمر بن محمد العمري واختُلف عنه فرواه ابن وَهْب، عن عمر بن محمد، عن القاسم بن عبيد الله، عن سالم، عن أبيه، وخالفه أبو بدر رواه عن عمر بن محمد، عن سالم، لم يذكر بينهما: القاسم بن عُبَيدالله، والصَّحيح قول ابن وَهْب، عن عمر بن محمد، وقد تابعه سليمان بن بلال، وقيل: إن القاسم بن عبد الله [كذا] هو أبو بكر بن عبيد الله وإنه لم يسمع هذا من ابن عمر وإنما أخذه عن سالم كما قال عمر بن محمد» . وقال في "العلل" (2/47 رقم 100) : «وهو أصحُّها، والله أعلم» . وانظر أيضًا المسألة (1713) من علل الدارقطني. وقال ابن عبد البر في "التمهيد" (11/ 111) : «وقد رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ مَعْمَرٌ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عمر، وأخشى أن يكون خطأ من معمر؛ لأنه لم يروه غيرُه، ولا يُحفَظ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عن سالم، ولو كان عند الزهري عن سالم ما حدَّث به عن أبي بكر، والله أعلم. وهو مما حدَّث به معمر باليمن وبالبصرة؛ لأنه رواه عنه عبد الأعلى وعبد الرزاق وسعيد ابن أبي عروبة ... ، الصواب في إسناد هذا الحديث: الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن جدّه عبد الله بن عمر، والله أعلم. وإن صحَّ حديث مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ؛ فهو إسناد آخر» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 161 2416- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (2) ،   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2374) ، وستأتي برقم (2444) . (2) روايته أخرجها في "مصنفه" (8415) ، ومن طريقه أحمد في "مسنده" (1/332 رقم 3066) ، والدارمي في "مسنده" (1999) ، وأبو داود في "سننه" (5267) ، وابن ماجه في "سننه" (3224) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (650/المنتخب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) . الحديث: 2416 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 162 عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُبَيدالله بن عبد الله بْنِ عُتْبة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ (1) النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ قَتْلِ النَّملة، والنَّحلة، والهُدْهُد، والصُّرَد (2) . قلتُ لَهُمَا: وَقَدْ رَوَى هَذَا الحديثَ هِشَامٌ الدَّسْتوائيُّ، وأَبانُ العطَّار، عن عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري: أنَّ النبيَّ (ص) ... ؟ فَقَالا: رَوَاهُ ابْنُ جُرَيج، عَنْ عبد الله بْنِ أَبِي لَبيد، عَنِ الزُّهري، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وقالا: سمعنا عليَّ بْن المَديني يذكُرُ عَنْ يَحْيَى بْن سَعِيد، عَنِ الثَّوري؛ قَالَ (3) : اطَّلعتُ فِي كتاب ابْن جُرَيج فوجَدتُّ (4) فيه: عن   (1) في (ف) : «عن» بدل: «أن» . (2) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/21-22) : «الصُّرَد: طائر ضخمُ الرأسِ والمنقار، له ريشٌ عظيمٌ، نصفه أبيض، ونصفه أسودُ» . (3) كذا وقع هنا بجعله من قول الثوري، ولعل المراد أنه عن يحيى بن سعيد حكايةً عن كتاب الثوري؛ كما في نظائره، فقد روى هذه المقالة الإمام أحمد في "العلل" (3/64) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2/327) ، وابن عدي في "الكامل" (4/241) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (4/15) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق يحيى القطان أنه قال: «رأيت في كتاب سفيان الثوري الذي كتبه عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ: عَنِ ابْنِ أبي لبيد ... » ، وكذا رواه ابن خيثمة في "التاريخ الكبير" (880) من طريق يحيى القطان أنه قال: «فكان هذا الحديثُ عندي ضعيفًا، فمَحَوتُه، حتى رأيته في كتابٍ عن ابن جريج ... » . والله أعلم. (4) في (ت) و (ك) : «فوجدته» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 163 عبد الله بْنِ أَبِي لَبيد، عَنِ الزُّهري، عن عُبَيدالله ابن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وهو أصحُّ. وَرَوَاهُ رَبَاح (1) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري: أنَّ النبيَّ (ص) ... . وروى أيُّوب بْن سُوَيد (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ الزُّهري، عَنْ سُلَيمان بن يَسَار، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وأخطأ فيه، وَلَمْ يَسْمَعِ ابنُ جُرَيج مِنْ الزُّهري هَذَا الحديثَ. وقد روى بعضُهُم عَنِ ابْن جُرَيج هَذَا الحديثَ، فَقَالَ: حُدِّثْتُ (4) عَنِ الزُّهري (5) .   (1) هو: ابن زيد الصنعاني. (2) كذا روايةُ أيوب بن سويد هنا. وقد رواه ابن أبي حاتم في المسألة (2444) عن أبيه، عَنْ أَبِي عُمير بْنِ النَّحَّاسِ الرَّمْلِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيد، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيمان بن يَسار، عن عبيد الله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: = = «أربعٌ لا يُقْتَلن ... » فذكره. وكذا جاء في المسألة (2374) . قال أبو حاتم: «هذا حديث مضطرب» . (3) في (ت) و (ك) : «عبد الله» . (4) في (ك) : «حديث» . (5) رواية ابن جُريج على هذا الوجه رواها ابن المبارك في "مسنده" (196) عن ابن جريج، حدِّثت عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، به. ورواه أحمد في "مسنده" (1/347 رقم 3242) ، وفي "العلل" (3/64) ، وابن أبي خيثمة في "التاريخ الكبير" (880) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (870) ، وابن عدي في "الكامل" (4/241) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/15) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق يحيى القطان، والطحاوي في "شرح المشكل" (867 و868) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق ابن وَهْب، كلاهما عن ابن جريج، به. ومن طريق أحمد رواه القطيعي في "جزء الألف دينار" (58) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 164 وَرَوَى هَذَا الحديثَ حارثٌ الخازن (1) - شيخٌ بِهَمَذَانَ (2) - عَنْ إِبْرَاهِيم بْن سعد، عن الزُّهري، عن عُبَيدالله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . وأخطَأَ فيه الشيخُ، يشبه أن يكونَ دخل له حديثٌ فِي حَدِيث، وليس هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيث إِبْرَاهِيم بْن سَعْد. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: ما حالُ هَذَا الشيخ الهَمْذانيِّ (3) ؟ قال: كان شيخً (4) لم يبلُغْني عنه أَنَّهُ حدَّث بحديثٍ مُنكَر إلا هَذَا، وقد كَانَ كتب عَنْ أَبِي مَعْشَر حديثا كثيرا. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: فما وجهُ هَذَا الْحَدِيث عندك؟ قال: أخطأ فيه عبد الرزَّاق، والصَّحيحُ من حَدِيث مَعْمَر: عَنِ الزُّهري: أنَّ النبيَّ (ص) ، مُرسَلً (5) . وأمَّا نفسُ الْحَدِيث، فالصَّحيحُ   (1) نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (2/153) قول أبي زرعة في حارث الخازن. ورواية حارث هذا أخرجها الخطابي في "غريب الحديث" (2/142) . ورواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/317) من طريق محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن سعد، به. (2) المثبت من (ت) ، وأهملت الذال في بقية النسخ. (3) لم تنقط الذال في جميع النسخ، وتقدمت نسبته لهمذان، وانظر "سير أعلام النبلاء" (11/145) ، و"لسان الميزان" (2/519- أبو غدة) . (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/426/مخطوط) قول أبي زرعة أن الصحيح من حديث معمر: الإرسال. وقوله: «مرسل» في كلام أبي زرعة: يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 165 عندنا عَلَى ما رُويَ فِي كتاب ابن جُرَيج: عن عبد الله بْنِ أَبِي لَبيد، عَنِ الزُّهري، عن عُبَيدالله ابن عبد الله، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ: أليس هشامٌ وأَبانُ العَطَّارُ رَوَيا عن عبد الرحمن بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري؛ أنَّ النبيَّ (ص) ؟ قَالَ: بلى، ولكنَّ زيادةَ الحافظ عَلَى الحافظ تُقبَلُ. 2417 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد الرزَّاق (1) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري؛ قَالَ: رأيتُ عليَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ، وَأَخْبَرَنِي أنَّ أَبَاهُ كَانَ يَخْضِبُ بِهِ؟ فَقَالَ (2) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر، وَكَانَ الزُّهري رَجُلا قصيرًا،   (1) روايته في "جامع معمر" (20184/المصنف) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كان الحسين بن علي يخضب بالسواد. قال معمر: رأيت الزهري يغلف بالسواد، وكان قصيرًا. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (422) من طريق ابن المبارك، والطبراني في "الكبير" (3/99 رقم2791) من طريق سليم بن مسلم، كلاهما عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ علي بن الحسين، أن الحسين بن علي كان يخضب بالسواد. = ... وأخرجه البغوي في "الجعديات" (2126) ، والطبراني في "الكبير" (3/99 رقم 2788) من طريق شريك، عَنْ فِرَاسٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: رأيت الحسين بن علي خضب بالسواد. وقرن الطبراني إبراهيم بن مهاجر بفراس. (2) في (ت) و (ك) : «قال» . الحديث: 2417 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 166 وَكَانَ أسنانُهُ (1) مُشَبَّكَة بالذَّهَب، وَكَانَ يَخْضِبُ بِالسَّوَادِ. 2418 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزَّاق، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الجُرَيْرِي (3) ، عَنْ عبد الله بن بُرَيدة، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيْلي (4) ، عَنْ أَبِي ذَر؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَحْسَنَ مَا غَيَّرْتُمْ بهِ الشَّيْبَ الحِنَّاءُ والكَتَمُ (5) ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: الأَجْلَح؛ وَلَيْسَ للجُرَيري مَعْنًى. 2419- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن عبد الجبَّار الزُّبَيدي، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ (6) ، عَنْ حَبيب بْنِ عُبَيد، عَنْ أَبِي أُمَامَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلاَّ وهُوَ يُعَادِي فِيهِ ابْنَ آدَمَ عِلْمُهُ وهَوَاهُ: فَإِنْ غَلَبَ عِلْمُهُ هَوَاهُ، فَيَوْمٌ صَالِحٌ، وَإِنْ غَلَبَ هَوَاهُ عِلمَهُ، فَيَومُ سُوءٍ؟ قَالَ أبي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «وكانت أسنانُهُ» ، لكن ما في النسخ صحيحٌ في العربية أيضًا. انظر توجيهه في التعليق على المسألة رقم (224) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (2175/ب) . (3) في (ت) : «الجويري» . والجُرَيري هو: سعيد بن إياس. (4) في (أ) : «الذيلي» . وهو: بكسر الدال المهملة وسكون الياء المثناة، ويقال: الدُّؤَلي، واسمه: ظالم بن عمرو ابن سفيان، وقيل غير ذلك. (5) تقدم تفسير «الكَتَم» في المسألة رقم (2280) . (6) قيل: اسمه بكير، وقيل: عبد السلام. الحديث: 2418 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 167 2420 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرزَّاق، عَنْ مَعْمَر (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عبد الرحمن الجَحْشي (2) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَمرو بْنِ حَزْمٍ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: كَانَ عمرُ يَمرُّ عَلَيْنَا نصفَ النَّهَارِ أَوْ قُبَيله، فَيَقُولُ: قُومُوا فَقِيلُوا، فَما يَقِيلُ الشَّيْطانُ؟ قَالَ أَبِي: ليس فيه: «ابنُ حزم» من رواية ابْن المُبارك. 2421 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزَّاق؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا (4) أَبُو أُميَّة؛ قَالَ: حدَّثني حسين بن عبد الله (5) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عَنِ عَلِيٍّ؛ قَالَ: مَنِ احْتَجَمَ يومَ الأَرْبَعَاءِ، واطَّلَى يومَ السَّبْتِ، فَلا يلومَنَّ إِلا نفسَهُ؟ قَالَ أَبِي: أَبُو أُميَّةَ لا أعرفُهُ، وحسينٌ هو: ابنُ ضُمَيرَة، وابنُ ضميرة (6) : متروكُ الحديث (7) .   (1) روايته أخرجها في "الجامع" (19874/مصنف عبد الرزاق) . ومن طريقه أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1239) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4411) . (2) قوله: «الجحشي» ضُرب عليه في (ش) ، وكتب بالحاشية: «الجمحي» . وانظر ترجمة الجحشي في "تهذيب الكمال" (10/525) . (3) نقل الذهبي في "الميزان" (4/493) قول أبي حاتم. (4) في (ت) و (ك) : «أخبرني» . (5) هو: حسين بن عبد الله بن ضميرة. (6) قوله: «وابن ضميرة» سقط من (أ) و (ش) و (ك) . (7) في استحباب الحِجامة في يوم بعينه أو كراهتها أحاديثُ مرفوعةٌ أعلَّها الأئمة النقاد. قال البرذعي في "سؤالاته" لأبي زرعة (757) : «شهدت أبا زرعة لا يثبِّت في كراهة الحجامة في يوم بعينه، ولا في استحبابه في يوم بعينه، حديثًا» . وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/509) : «قال العقيلي: وليس يثبُتُ في التوقيت في الحجامة شيء في يوم بعينه، ولا في الاختيار في الحجامة والكراهية شيء يثبت. قال عبد الرحمن بن مهدي: ما صح عن النبيِّ (ص) شيء إلا الأمر به» . وقال ابن حجر في "فتح الباري" (10/150) : = = «ولكون هذه الأحاديث لم يصح منها شيء قال حنبل ابن إسحاق: كان أحمد يحتجم أيَّ وقت هاج به الدم، وأيَّ ساعة كانت» . الحديث: 2420 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 168 2422 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد ابن إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ محمَّد بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: حدَّثني زَيْدُ بْنِ أسلَمَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ يَعْرِضُ الناسَ (2) فَإِذَا هُوَ برجلٍ مَعَهُ ابنُه (3) ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: وَيْحَكَ! مَا رأيتُ غرابًا بغرابٍ بأشبهَ بِهَذَا منكَ (4) ! قَالَ: وَاللَّهِ - يَا أمير   (1) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "من عاش بعد الموت" (24) ، و"مجابي الدعوة" (47) ، و"القبور" (135) ، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (1/191-192) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (799) ، والطبراني في "الدعاء" (824) ، وقد ذُكِرَ متن هذا الحديث بتمامه في "إحياء علوم الدين" للغزالي (2/253) ، و"المنتقى من مكارم الأخلاق" للسِّلَفي (ص 178 رقم 411) ، و"فيض القدير" للمناوي (2/506) ، و"كشف الخفا" للعجلوني (1/222 رقم 678) . (2) أي: يَسْتَعْرِضُ الناسَ لِيُعْطِيَهُمْ عطاياهم؛ فقد ورد بلفظ: «يُعْطِي الناسَ عطاياهم» في "مكارم الأخلاق"، و"منتقاه"، و"إحياء علوم الدين"، وبلفظ: «أنَّ عمر ح استَعْرَض الناسَ» في "كشف الخفا"، وورد بلفظ: «يَعْرِضُ الناسَ» كما عندنا. (3) في (ت) : «مع ابنه» ، وفي (ك) : «مع أبيه» ، والمثبت من بقية النسخ، ومثله في مصادر التخريج. (4) قوله: «ما رأيتُ ... » إلخ. كذا في جميع النسخ، ومثله في "نوادر الأصول"، و"الدعاء" إلا أنَّ فيهما «أشبه» بدل «بأشبه» - وهو الأولى- والخطاب للأب، ففيه تشبيه الأب بالابن، والجادَّةُ عكسُهُ، وقد جاء على الجادَّة في "مكارم الأخلاق"، و"منتقاه"، و"إحياء علوم الدين"؛ ففي ثلاثتها: «ما رأيتُ أحدًا أشبَهَ بأحدٍ من هذا بك» ، ونحوه ما في كتب ابن أبي الدنيا الثلاثة: «ما رأيتُ غرابًا أشبَهَ بغرابٍ من هذا بهذا» ، وفي "فيض القدير": «ما رأيتُ غرابًا أشبَهَ [بغرابٍ] بهذا منك» . الحديث: 2422 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 169 الْمُؤْمِنِينَ - مَا ولدتْهُ (1) إِلا مَيِّتةً! فَاسْتَوَى لَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ! حدِّثني؛ قَالَ: خرجتُ فِي غزاةٍ وأُمُّهُ حاملٌ بِهِ، فَقَالَتْ: تخرُجُ وتدعُني عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، حَامِلٌ مُثْقِلً (2) ؟! قَالَ: قلتُ: أَسْتودِعُ اللَّهَ مَا فِي بطنِكِ، قَالَ: فغِبْتُ (3) ، ثُمَّ قَدِمْتُ، فَإِذَا بَابِي مُغْلَقٌ؛ قال: قلتُ: فُلانةُ؟! قالوا: مَاتَتْ، قَالَ: فذهبتُ إِلَى قَبْرِهَا، فمكَثتُ عِنْدَهُ (4) ، فلمَّا كَانَتْ مِنَ اللَّيْلِ (5) ، قَعَدتُّ مَعَ بَنِي عَمِّي أتحدَّث، وَلَيْسَ يَسْتُرُنَا مِنَ الْبَقِيعِ شيءٌ، فرُفِعَتْ (6) لي نارًا (7) بين القبور (8) ، فقلتُ لبني عمي:   (1) في (ك) : «ما ولدته أمه» .. (2) كذا في جميع النسخ: «حامِلً مُثْقِلً» بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) ، وقد وردت على الجادَّة في بعض مصادر التخريج: «حامِلاً مُثْقِلاً» . وفي "كشف الخفا": «وأمُّه حاملٌ به مُثْقِلة» بتأنيث لفظ «المُثْقِل» وهذا اللفظ مثل لفظ «الحامل» خاصٌّ بالمؤنَّث، فيَستغني عن علامة التأنيث، قال الزَّبيدي: «وأثْقَلَتِ المرأةُ، وثَقُلَت - كَكَرُمَ - فهي مُثْقِلٌ: استَبانَ حَمْلُها» . "تاج العروس" (ث ق ل/ 14/85) . (3) في (ك) : «فبعث» . (4) كذا ضبَّب ناسخ (ف) على «عنده» ، والمراد: عند قبرها. (5) كذا في جميع النسخ، والتقدير: فلما كانت ساعةٌ من الليل، وفي "نوادر الأصول"، و"الدعاء"، و"كشف الخفا": «فلما كان من الليل» ، وهو الجادَّة. (6) ضبطت في (ف) بالبناء لما لم يسم فاعله. (7) في (ك) : «نار» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، ويخرج على إقامة الجار والمجرور «لي» نائبًا للفاعل مع وجود المفعول به «نارًا» . وقد أجاز هذا الكوفيُّون وجماعة من النحاة خلافًا لجمهور البصريين. وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (252) . وقد ورد بلفظ: «فَرُفِعَتْ لي نارٌ» بالرفع على الجادَّة في "نوادر الأصول" و"فيض القدير". (8) في (أ) و (ش) : «المقابر» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 170 مَا هَذِهِ النارُ؟! فتفرَّقوا عَنِّي، فأَتَيْتُ أقربَهُم مِنِّي فسألتُه؟ فَقَالَ: نَرَى عَلَى قَبْرِ فلانةَ كلَّ لَيْلَةٍ نَارًا، قَالَ: قُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ! أَمَا وَاللَّهِ! إنْ كانتْ صَوَّامةً (1) ، قَوَّامةً، عَفِيفَةً، مُسْلِمةً! انطلِقْ بِنَا! فأخذتُ فأْسً (2) ، فَإِذَا القَبْرُ مُنْفَرجٌ (3) ، وَهِيَ جالسةٌ، وَهَذَا يَدِبُّ حولَها، فَنَادَانِي منادٍ (4) : أيُّها المُسْتودِعُ ربَّه وَدِيعَتَه! خُذْ وديعتَكَ، أمَا لَوِ استودَعْتَ أُمَّهُ لوجدتَّها. فأخذتُه، وَعَادَ القبرُ كَمَا كَانَ، فَهُوَ واللهِ هَذَا يَا أمير المؤمنين! قال أبو عبد الرحمن (5) : فحدَّثْتُ أنا (6) بهذا الْحَدِيث محمدَ بن   (1) «إنْ» هنا مؤكِّدة مخفَّفة من الثقيلة، وقد استعملتْ مهملةً واستغني معها عن اللام الفارقة بينها وبين «إن» النافية؛ لظهور المقصود من قرينة الحال؛ فإنَّ السياق ظاهر في الإثبات دون النفي، ولذلك نظائر وشواهد في العربية. وقد ورد بإثبات اللام الفارقة في مصادر التخريج، ففي أكثرها: «إنْ كانتْ لَصَوَّامةً» . وانظر في حذف اللام = = الفارقة مع «إِنِ» المخفَّفة عند ظهور المقصود: "شرح ابن عقيل" (1/346) ، وغيره من كتب النحو في باب إن وأخواتها وانظر التعليق على المسألة رقم (232) .. (2) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «فأسًا» ، وهو الجادَّة، وقد حُذِفَت ألفُ تنوين النصب في بقية النسخ جريًا على لغة ربيعة، التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) في (ك) : «مفتوح» . (4) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «منادي» . وهو لغة لبعض العرب يثبتون ياء الاسم المنقوص المنوَّن رفعًا وجرًّا، وعلى ذلك جاءت بعض كلمات من القرآن في قراءة ابن كثير المكي وغيره. وقد تقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (146) . (5) يعني: عبيد بن إسحاق؛ فهذه كنيته؛ كما في "الجرح والتعديل" (5/401 رقم 1859) ، وقد ورد مصرَّحًا به في "نوادر الأصول"؛ ففيه: «قال عبيد: فحدثت أنا ... » . (6) في (ك) : «أبا» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 171 إِبْرَاهِيم العُمَريَّ، فَقَالَ: هَذَا واللهِ حقٌّ (1) ! قَالَ: وقد سمعتُ عمَّ أَبِي عَاصِم (2) يذكُرُهُ، وقد رأيتُ ابنَ ابنِ هَذَا الرجلِ (3) بالكوفة، وقال لي مُوَالِينا (4) : هو هَذَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ الذي أنكروا على عُبَيد (5) ، لا أعلَمُ رَوَى غيرَ عُبَيد (6) ، وعاصمٌ ثقةٌ، وزيدُ بنُ أسلمَ ثقةٌ.   (1) في "نوادر الأصول": «الحق» . (2) يعني: عمّ محمد بن زيد والد عاصم؛ فيكون الذي حدَّثه أحد أبناء عبد الله بن عمر ذ؛ فعاصم هو: ابن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر. (3) قوله: «الرجل» سقط من (ك) . (4) كذا، ولم نجده في مصادر التخريج إلا في "نوادر الأصول"، ولعلَّه بمعنى: جارنا الذي يلينا، وقد يكون صوابه: «مَوَالينا» بفتح الميم، وهو جمع تكسير لِلْمَوْلى، وتذكيرُ الفعل مع جمع التكسير جائزٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (224) . (5) في (ك) : «عبد» . وقد حذف الرابط من جملة الصلة، وهو ضمير نصب؛ والتقدير: «الذي أنكروه على عبيد» . وانظر التعليق على المسألة رقم (1015) . (6) كذا العبارة في جميع النسخ، ويجوز فيها وجهان: الوجه الأول: أن يكون بالنصب: غيرَ عُبَيْد، والتقدير: هذا الحديث الذي أنكروه على عُبَيْد، لا أعلمُ غيرَ عُبَيْدٍ رواه، ولا أعلمُ: بمعنى لا أعرفُ، فينصبُ مفعولاً واحدًا، وهو هنا: غيرَ عُبَيْدٍ، وجملةُ: روى: نعتٌ لـ: غيرَ عبيد، تقدَّم على منعوته؛ فيعرب حالاً؛ كقوله تعالى: [الإخلاص: 4] {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ *} ، وكقول ذي الرُّمَّة أو كُثَيِّر عَزَّة [من مجزوء الوافر] : لِمَيَّةَ موحِشًا طَلَلُ يَلُوحُ كأنَّهُ خِلَلُ وقد حذف الرابط هنا من جملة الحال: رواه، وحذف الرابط إذا كان ضميرنصب: جائزٌ في جملة الخبر والنعت والحال والصلة؛ كما هو معلوم. الوجه الثاني: أن يكون بالرفع: غيرُ عُبَيْد، والتقدير: هذا الحديث الذي أنكروه عَلَى عُبَيْد، لا أعلمُ رَوَاهُ غيرُ عُبَيْدٍ، وانظر التعليق على المسألة رقم (68) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 172 2423 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَعْقُوبُ بْنُ الْوَلِيدِ (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قالت: سَبْعٌ لَمْ يَفُتْنَ رسولَ اللَّهِ فِي سفرٍ وَلا حضرٍ: القارورةُ، والمِرآةُ، والمُكْحُلَةُ، والمِقْراضَينِ (3) ، والمِدْراة (4) ، والمُِشطُ، والسِّواكُ؟ قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ موضوعٌ، ويعقوبُ ابنُ الوليد كان يَكذِبُ.   (1) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (3/146) قول أبي حاتم هنا لكن بلفظ: «هو حديث موضوع، وفي إسناده رجل كذاب» . (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/147) ، ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1147) . ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (829) من طريق عبد الكريم الجزري، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/62) من طريق حُسَين بن علوان؛ كلاهما عن هشام، به. ولم يذكر عبد الكريم: «المدراة» . ومن طريق الخطيب رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1145) . ورواه العقيلي في "الضعفاء" (1/116) ، وابن عدي في "الكامل" (1/356) من طريق أيوب بن واقد، والخرائطي في "مكارم والأخلاق" (828) ، والطبراني في "الأوسط" (5242) ، وابن عدي في "الكامل" (1/316) ، والبيهقي في "الشعب" (6072) ، والخطيب في "الجامع" (908) من طريق أبي أمية = = ابن يعلى، كلهم عن هشام به. بلفظ: «خمس لم يَكُن رسول الله (ص) يدعهن في سفر ولا حضر: المرآة، والمكحلة، والمشط، والمِدْرى، والسِّواك» . ومن طريق ابن عدي (1/356) رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1146) . قال العقيلي في ترجمة أيوب بن واقد: «لا يتابع عليه، ولا يحفظ هذا المتن بإسناد جيد» . وقال ابن عدي: «هذا الحديث لم يحدِّث به عن هشام ابن عروة إلا ضعيف» . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة «المِقْرَاضَان» ، لكن أميلت الألف فكتبت ياءً، وسبب إمالتها كسرة النون بعدها، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة. انظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . وتقدم تفسير «المقراضين» في المسألة رقم (1592) . (4) المِدْراة والمِدْرَى: شيءٌ يُعمَلُ من حَديدٍ أو خَشَب، على شكل سنٍّ من أسنان المُشط وأطول منه، يُسرَّح به الشعرُ المتلبِّد، ويستعملُه من لا مُشطَ له. "النهاية" (2/115) ، وانظر "شرح النووي على صحيح مسلم" (14/136-137) . الحديث: 2423 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 173 2424 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرُو (1) بْنُ عَامِرِ بْنِ الْفُرَاتِ الذُّهْليُّ، عن إسماعيل بن عُلَيَّة (2) ، ويعقوبَ بْنِ الْوَلِيدِ (3) ؛ قَالا: حدَّثنا محمَّد بْنُ المُنْكَدِر، قَالَ: قَالَ أَبُو قَتادةَ: كَانَتْ لِي جُمَّةٌ   (1) في (ك) : «عمر» . (2) روايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (3/157) من طريق الإمام أحمد، عنه، به. (3) روايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (3/157) من طريق سويد بن سعيد، عنه، به. قال أبو نعيم: «غريب من حديث أبي قتادة ومحمد، [لم] نكتبه عاليًا من حديث ابن عليَّة إلا من حديث أحمد» . ورواه يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ محمد بن المنكدر، واختلف عنه؛ فأخرجه مالك في "الموطأ" (2/949) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد، أن أبا قتاد قال لرسول الله (ص) : إن لي جمَّةً ... قال ابن عبد البر في "التمهيد " (24/9) : «لا أعلم بين رواة الموطأ اختلافًا في إسناد هذا الحديث، وهو عند جميعهم هكذا مرسل منقطع» . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (9313) ، وابن عبد البر في "التمهيد " (24/9-10) من طريق عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْمُقَدَّمِيُّ، عَنِ يحيى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن أبي قتادة قال: كانت لي جمَّة ... . قال النسائي: «وهذا أشبه بالصواب» . ورواه البيهقي في "الشعب" (6039) من طريق حماد ابن زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن محمد بن المنكدر، أن أبا قتادة اتخذ شعرًا ... الحديث. ورواه ابن عدي في "الكامل" (1/299) ، والطبراني في "الأوسط" (671) من طريق إسماعيل بن عيَّاش، والدارقطني في "الأفراد" (281/ب/أطراف الغرائب) من طريق يحيى بن سعيد الأموي؛ كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث موصولاً هكذا لم يروه عن يحيى غير ابن عيَّاش، وجماعةٌ غيره رووه عن يحيى، عن ابن المنكدر قال: كان لأبي قتادة وفرة، ولم يُذْكَر في الإسناد جابر» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ، عَنِ يحيى إلا إسماعيل» . وقال الدارقطني: «تفرد به يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ، عَنْ يحيى بن سعيد الأنصاري، عنه» . ورواه البيهقي في "الشعب" (6041) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، عن جابر، به. قال البيهقي: «هكذا روي بهذا الإسناد موصولاً، وما قبله بإرساله أصح، ووصله ضعيف» . وقال الدارقطني في "العلل" (1036) : «حدث به عمر ابن علي المقدمي، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن أبي قتادة. وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يحيى، عن ابن المنكدر مرسلاً. وكذلك قال ابن جريح وَابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ: أن أبا قتادة، وهو الصواب» . الحديث: 2424 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 174 جَعْدَةٌ حسنةٌ (1) ، فَكُنْتُ أَدْهُنُها كلَّ يوم، فقلتُ لرسول الله (ص) : إنَّ لِي جُمَّةً فأرَجِّلُها (2) ؟ قَالَ: نَعَمْ، وأَكْرِمْهَا، قَالَ: فربَّما ادَّهَنتُ فِي الْيَوْمِ مَرَّتَيْنِ؛ لِقَوْلِ (3) رَسُولِ الله (ص) : وأَكْرِمْهَا (4) ؟ قَالَ أَبِي: قد زاد فِي الْحَدِيث ما ليس منه، وهو مِنْ يعقوبَ بْن الْوَلِيد. 2425 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحارثُ بنُ النُّعمان، عَنْ شُعبةَ، عن مَسْلَمةَ (5) ابن نافع، عن أخيه ذُوَيدِ (6) بْنِ نافعٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنِ ادَّهَنَ فَلَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ، ادَّهَنَ مَعَهُ سَبْعُونَ شَيْطَانًا؟   (1) في (ك) : «حسية» . والجُمَّة من شعر الرأس: ما سَقَط على المَنْكِبَين. وجَعْدَة، أي: شَعرُها فيه التواءٌ وتقبُّضٌ. "النهاية" (1/300) ، و"المصباح المنير" (1/102) . (2) أي: أفأرجِّلها، على تقدير همزة الاستفهام، وترجيل الشَّعر: هو تسريحُه وتنظيفُه وتحسينه. "النهاية" (2/203) . (3) في (ش) يشبه: «بقول» . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «فأكرمها» . (5) في (ك) : «سلمة» . (6) في (ش) و (ك) : «دويد» بالدال المهملة. وقد ذكر في ترجمته أنه يقال بالمهملة والمعجمة. الحديث: 2425 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 175 قَالَ أَبِي (1) : الحارثُ بْنُ النُّعمان هَذَا كَانَ يفتعلُ الحديثَ. وَهَذَا (2) حديثٌ كَذِبٌ؛ إِنَّمَا رَوَى هَذَا الحديثَ بَقِيَّةُ (3) ، عَنْ مَسْلَمة (4) بْنِ نَافِعٍ. 2426 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد السلام بْنُ حَرْبٍ (5) ، عَنْ يونسَ بْنِ عُبَيدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَير، عَنْ سَعْدٍ؛ قَالَ: قَدِمَتْ إِلَى النبيِّ (ص) امرأةٌ جليلةٌ، كَأَنَّهَا مِنْ نساءِ مُضَرَ، فَقَالَتْ: أيْ رسولَ اللَّهِ، إِنَّا كَلٌّ عَلى آبائنا وأبنائنا وأزواجِنا، فَمَا يَحلُّ لَنَا مِنْ أموالِهم؟ قال: الرُّطَبُ تَأْكُلِينَهُ وَتُهْدِينَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مضطربٌ (6) .   (1) قوله: «أبي» سقط من (ت) و (ك) . (2) في (ف) : «وهو» . (3) هو: ابن الوليد، وروايته أخرجها ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (174) . وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (651) . (4) في (ك) : «سلمة» . (5) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (8/10) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (22078) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (147/المنتخب) ، وأبو داود في "سننه" (1686) ، وابن أبي الدنيا في "العيال" (519) ، والحاكم في "المستدرك" (4/134) ، والبيهقي في "السنن" (4/192-193) . ورواه البزار في "مسنده" (1241) ، والحاكم في "المستدرك" (4/134) ، والبيهقي في "السنن" (4/193) من طريق سفيان الثوري، عن يونس بن عبيد، به. ووقع في رواية الحاكم: «سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ» . قَالَ البزار: «لا نعلمه رواه عن النبيِّ (ص) إلا سعدٌ بهذا الإسناد» . (6) واضطراب الحديث من وجهين: أحدهما: أنه اختُلف في سعد هذا هل هو: ابن أبي وقاص أو غيره. والثاني: كونُ الحديث روي مرسلاً ومسندًا. قال الدارقطني في "العلل" (645) : «يرويه يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بن جبير، واختلف عنه؛ فرواه الثوري، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زياد، عن سعد. وأرسل هاشم، عن يونس، عن زياد: أن النبيَّ (ص) بعث سعدًا على الصدقة ... الحديث. ويقال: إن سعدًا هذا رجل من الأنصار، وليس بسعد بن أبي وقاص، وهو أصح إن شاء الله تعالى» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (3/282) : «قال ابن المديني في "العلل": سعد هذا ليس هو: ابن أبي وقاص، والحديث مرسل؛ هكذا حكى عبد الحق في الأحكام» . اهـ. وقال في "الإصابة" (4/180) : «أخرجه البزار وعبد ابن حميد ويحيى بن عبد الحميد الحماني في مسند سعد ابن أبي وقاص، وأفرده البغوي وابن منده وهو الراجح؛ فإن الدارقطني ذكر الاختلاف فيه في "العلل" ورجح أنه عن سعدٍ رجلٍ من الأنصار، وأن من قال فيه: سعد بن أبي وقاص، فقد وَهَمَ. قلت [أي: ابن حجر] : ويؤيد أنه غيره أن ابن منده أخرج من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جبير: أن رسول الله (ص) بعث رجلاً يقال له: سعد، على السعاية. فلو كان هو ابن أبي وقاص ما عبَّر عنه الراوي بهذا» . الحديث: 2426 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 176 2427 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو مَعْمَر الهُذَليُّ (1) ؛ قال: ثنا أَبُو سُلَيمانَ (2) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنِي إبراهيمُ بن جَرير بن عبد الله؛ قال: أخبرني أَبِي، أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: مَنْ رَأَى حَيَّةً فَلَمْ يَقْتُلْهَا، فَلَيْسَ مِنَّا؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَبُو سُلَيمانَ داودُ بن عبد الجبار مُنكَرُ الحديث، وإبراهيمُ ابن جَريرٍ لَمْ يَسمَعْ مِنْ أَبِيهِ.   (1) هو: إسماعيل بن إبراهيم. ولم نقف على روايته، والحديث أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/278) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/33) ، وابن عدي في "الكامل" (1/259) ، والطبراني في"الكبير" (2/311 رقم2294) ، و"الأوسط" (812) من طريق سعيد ابن سليمان، عن أبي سليمان داود بن عبد الجبار، به. قال العقيلي في ترجمة داود بعد ذكر حديثًا آخر له: «لا يتابع عليهما» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ إبراهيم بن جرير إلا داود بن عبد الجبَّار» . (2) هو: داود بن عبد الجبار، كما سيأتي. الحديث: 2427 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 177 2428 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بن عاصم ٍ الكِلابيُّ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيدٍ (2) ، عَنْ الْحَسَنِ (3) ، عَنْ جُنْدُب (4) ، عَنْ حُذَيفَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ، قِيلَ: وَكَيْفَ يُذِلُّ نفسَه (5) ؟ قَالَ: يَتَعَرَّضُ (6) مِنَ البَلاَءِ مَا لاَ يُطِيقُ؟ قَالَ أَبِي: قد زاد في الإسناد جُنْدُبً (7) ، وليس بمحفوظ ٍ؛ حدَّثنا أَبُو سَلَمة (8) ، عَنْ حمَّادٍ، وليس فيه جُنْدُبٌ (9) . 2429 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينانيُّ (10) ، عَنِ الْحُسَيْنِ (11) بْنِ واقدٍ، عن أوفَى بن دَلْهَم ٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أنه صَعِدَ رسولُ الله (ص) المِنبَر، فنادى بصوتٍ   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1907) . (2) هو: ابن جُدْعان. (3) هو: ابن أبي الحسن البصري. (4) هو: ابن عبد الله البجلي. (5) قوله: «قيل: وكيف يذل نفسه» سقط من (ك) . (6) انظر تعليقًا لغويًّا على هذه العبارة في المسألة رقم (1907) . (7) كذا في جميع النسخ! وهو عَلَمٌ مصروف منصوبٌ؛ لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (8) هو: موسى بن إسماعيل التبوذكي. (9) وقال في المسألة (1907) : «هذا حديث منكر» . (10) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2032) ، وابن حبان في "صحيحه" (5763) ، وأبو الشيخ في "التوبيخ والتنبيه" (93) ، وأبو بكر الإسماعيلي - كما في "تفسير ابن كثير" (7/361) - ومن طريقه البغوي في "تفسيره" (4/208) ، و"شرح السنة" (3526) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب؛ لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد» . (11) في (ش) : «الحسن» . الحديث: 2428 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 178 رفيعٍ: يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ بِلِسَانِهِ، وَلَمْ يُفْضِي (1) الإِيمَانُ (2) إِلَى قَلْبِهِ! لاَ تُؤْذُوا المُسْلِمِينَ، ولاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ؛ فَإِنَّهُ مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَةَ المُسْلِمِ اتَّبَعَ اللهُ (3) عَوْرَتَهُ، ومَنِ اتَّبَعَ اللهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ ولَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ (4) ؟ قَالَ أَبِي: لا يُعرف أوفى عَنْ نَافِعٍ، ولا أدري مَا هُوَ (5) ؟ 2430 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى الْجَارِي (6) ، عَنْ محمَّد بن رَدَّادٍ (7) ، عن عبد الله بْنِ دينارٍ، عَنِ ابْنِ عُمر: أنَّ النبيَّ (ص)   (1) في (ك) : «يفض» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقيَّة النسخ، وهو صحيحٌ أيضًا في العربية على لغة من يثبت حرف العلة مع الجازم، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (1025) .. (2) في (ت) و (ك) : «الإسلام» . (3) لفظ الجلالة ليس في (ك) . (4) في (ك) : «رجله» . (5) وكذا نقل عنه ابنه في "الجرح والتعديل" (2/349) . وانظر "تخريج أحاديث الكشاف" للزيلعي (3/344) . (6) هو: يحيى بن محمد الجاري. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7400) . ورواه ابن عدي في "الكامل" (6/190) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (622) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/387) من طريق بشر بن معاذ، وتمام في "فوائده" (855/الروض البسام) ، وابن بشران في "الأمالي" (1240) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/37) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (7/102) من طريق محمد بن سنان، كلاهما عن محمد بن ردَّاد، به. قال الطبراني بعد أن ذكر حديثًا آخر لابن ردَّاد: «لم يَرو هذين الحديثين عن عبد الله بن دينار إلا محمد بن عبد الرحمن بن ردَّاد» . وقال ابن عدي: «وهذا عن عبد الله بن دينار لا أعلم يرويه غير ابن الردَّاد هذا» . وقال: «وعامَّة ما يرويه غير محفوظ» . (7) في (ت) و (ش) و (ك) : «رواد» براء وواو. وهو: محمد ابن عبد الرحمن بن الرداد؛ براء ودالين مهملتين. = = انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (7/315) ، و"توضيح المشتبه" لابن ناصر الدين (4/169) . الحديث: 2430 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 179 قَالَ: سَافِرُوا؛ تَصِحُّوا وتَسْلَمُوا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (1) . 2431 - وسألتُ (2) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيمانَ؛ قَالَ: نا عَطاءُ بن أبي رباحٍ،   (1) لأنه مما تفرد به محمد بن عبد الرحمن بن الردَّاد؛ وقد قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/315 رقم 1705) : «سألت أبي عنه. فقال: ليس بقوي، ذاهب الحديث، ولم يقرأ علينا حديثه» . (2) ستاتي هذه المسألة برقم (2545) ، وانظر المسألة رقم (2172) . (3) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (7/231) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (8016) . وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (14/108) ، وفي "الموضح" (2/10) من طريق عبد الله بن رجاء، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، به. وذكر ابن عدي (7/231) رواية أخرى ليحيى بْنِ أَبِي سُلَيْمَان، عَنْ عَطَاءٍ؛ أن النبي (ص) ... مرسلاً، لكنه لم يسندها، أو أسندها وسقط من النسخة! وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1754) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (6/57) من طريق الأوزاعي، وابن عدي (5/161) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (16) من طريق عثمان بن عبد الرحمن أبي عمرو القرشي، وابن عدي أيضًا (2/15 و6/159) من طريق يزيد بن عبد الله القرشي ومحمد بن عبد الملك، وأبو الشيخ في "الأمثال" (15) ، وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (ص139) من طريق أبي حنيفة، جميعهم عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلا الوليد» . وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (2/138) ، وابن عدي في "الكامل" (3/291) من طريق الحسن البصري، وابن عدي أيضًا (3/146) من طريق الأعرج وأبي يونس، ثلاثتهم عن أبي هريرة. وسيأتي في المسألة رقم (2545) من طريق ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أبي هريرة. الحديث: 2431 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 180 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (1) : زُرْ غِبًّا (2) ، تَزْدَدْ حُبًّا؟ قَالَ أَبِي: مِن الناس مَن يُرْوَى هَذَا الحديثَ عَنْ يَحْيَى بْن أَبِي سُلَيمانَ، عَنْ رجلٍ حدَّثه عَنْ عَطاء، وَهَذَا الرجلُ الذي حدَّثه هو طلحةُ بْن عَمرو (3) .   (1) قوله: «قال» سقط من (أ) و (ش) و (ك) . (2) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2172) . (3) في (ش) : «عمر» بدل: «عمرو» . ولم نجد من رواه من طريق يحيى بن أبي سليمان هكذا، ولكن أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2658) عن طلحة، به. وأخرجه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" (2/609) من طريق وكيع، وابن أبي الدنيا في "الإخوان" (104) من طريق معتمر بن سليمان، والبزار في "مسنده" (1922/كشف) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/613/تحقيق السلفي) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (629) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (920/زوائده) ، والبيهقي في "الشعب" (8015) من طريق أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وابن عدي في "الكامل" (4/108) من طريق جرير بن حازم، والطبراني في "الأوسط" (5641) من طريق منصور بن إسماعيل، والبيهقي في "الشعب" (8008) من طريق النضر بن شميل، والقضاعي في "مسند الشهاب" (631) من طريق عمرو بن محمد العنقزي، جميعهم عن طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عن أبي هريرة به مرفوعًا. ومن طريق الحارث بن أبي أسامة أخرجه الخطابي في "العزلة" (ص 34) ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/322) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (630) . قال البزار: «لا يعلم في " زر غبًّا تزدد حبًّا " حديثٌ صحيح» . وقال العقيلي: «وتابعه يحيى بن أبي سليمان المكي، وهو دونه. ورواه منصور بن إسماعيل الحراني، عن ابن جريج وطلحة بن عمرو، ولا يصح لمنصور، عن ابن جريج. ورواه محمد بن خليد الكرماني، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ الأوزاعي، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، مرفوعًا. ومحمد بن خليد يضع الحديث، وهذا يُروى عن عطاء، عن عبيد بن عمير قوله» . وقال ابن عدي في ترجمة طلحة: «وعامة ما يروى عنه لا يتابعونه عليه، وهذه الأحاديث التي أمليتها له عامتها مما فيه نظر» . وقال البيهقي: «وطلحة بن عمرو غير = = قوي. وقد روي هذا الحديث بأسانيد هذا أمثلها» . وأخرجه ابن الجوزي من طريق العقيلي، وعن صحابة آخرين غير أبي هريرة، ثم قال: «وهذه الأحاديث ليس فيها ما يثبت عن رسول الله (ص) » . ورواه العقيلي (2/614/السلفي) من طريق عطاء قال: انطلقت أنا وعبيد بن عمير إلى عائشة فاستأذنَّا، فأذنتْ لنا، فأقبلتْ على عبيد بن عمير فقالت له: ما يمنعك من زيارتنا؟ قال: قولُ الأول: «زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا» . قَالَ العقيلي: «وهذا أولى من رواية طلحةَ الحديثَ» . وقال المعلِّمي في تعليقه على "الفوائد المجموعة" (ص260) : «الصحيح أنها حكمة قديمة؛ قال عبيد بن عمير لعائشة لمَّا لامتْه على انقطاعِه عنها: أقول يا أُمَّهْ ما قال الأولُ: " زر غبًّا تزدد حبًّا"» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 181 2432 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي بَزَّةَ (1) ، عَنِ الحَكَم بن عبد الله البزَّاز البصريِّ (2) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبةَ، عَنْ قَتادةَ، عَن الْحَسَنِ، عَنْ أنسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ لَقِيَ أَخَاهُ المُسْلِمَ بِمَا يُحِبُّ لِيَسُرَّهُ بِهِ، سَرَّهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟   (1) هو: أحمد بن محمد بن عبد الله بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بزَّة. وروايته أخرجها الدولابي في "الكنى والأسماء" (1/159) ، وابن عدي في "الكامل" (2/215) ، والطبراني في "المعجم الصغير" (1178) عن ابْنُ أَبِي بَزَّةَ عَنِ الْحَكَمِ، به. قال ابن عدي: «وهذا منكر بهذا الإسناد» . وقال الطبراني: «لم يروه عن قتادة إلا سعيد، ولا عنه إلا الحكم بن عبد الله، تفرد به ابن أبي بزة» . وقال ابن حجر في"تهذيب التهذيب" (1/465) : «ويهجس في خاطري أن الراوي عن سعيد هو أبو مروان، وهو غير أبي النعمان الراوي عن شعبة؛ فالله أعلم» . وانظر "السلسلة الضعيفة" (1286) . (2) في (ت) و (ك) : «المصري» . الحديث: 2432 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 182 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ، والحَكَمُ لا أَعْرِفُهُ. 2433 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سُلَيم ٍ (1) ، عَنِ الثَّوريِّ، عَنْ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ خَيْثَمةَ (3) ، عن رجلٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ مِنْ تَمَامِ التَّحِيَّةِ الأَخْذَ بِاليَدِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ. 2434 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمر (5) ، عَنِ ابْنِ عُيَينةَ، عَنِ ابْنِ (6) أَبِي خِداشٍ، سَمِعَ ابْنَ عباسٍ، عن النبيِّ (ص) في المماليك: أَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ (7) ، وأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ ... ، الحديثَ.   (1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2730) ، وفي "العلل الكبير" (636) ، وأبو أحمد الحاكم في "فوائده" - كما في "السلسلة الضعيفة" (1288) - وابن عدي في "الكامل" (7/220) ؛ ومن طريقه البيهقي في "الشعب" (8548) . قال الترمذي: «هذا حديث غريب، ولا نعرفه إلا من حديث يحيى بن سليم عن سفيان. سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فلم يعده محفوظًا وقال: إنما أراد - عندي - حديث سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عمَّن سمع ابن مسعود، عن النبيِّ (ص) قال: " لا سَمَرَ إلا لمُصَلٍّ أو مُسافر ". قال محمد: وإنما يروى عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبد الرحمن بن يزيد أو غيره، قال: "مِنْ تَمَامِ التَّحِيَّةِ الأَخْذُ بِالْيَدِ"» . قال ابن عدي: «وهذا يعرف بيحيى بن سليم، عن الثوري، بهذا الإسناد» . وضعفه ابن حجر في "الدراية" (2/234) . (2) هو: ابن المعتمر. (3) هو: ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (2307) . (5) هو: محمد بن يحيى العدني. (6) قوله: «ابن» سقط من (ك) . وهو: إبراهيم بن أبي خداش. (7) في (أ) و (ف) : «تلبسون هم» . الحديث: 2433 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 183 قَالَ أَبِي: لم أجِد هَذَا الحديثَ عند الحُمَيدي فِي "مسنده"، ولا عند عليِّ بْن المَدِينيِّ، فإن كَانَ محفوظا فهو غريبٌ. قلتُ: عَلَى ما (1) يُصْنَعُ (2) ؟ قَالَ: لعلَّه أن يكونَ (3) عندهما موقوف (4) . 2435 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الضيفِ أَبُو يَعْقُوبَ المَرْوَزِيُّ، مِنْ حِفْظِهِ؛ قَالَ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ؛ قال: حدَّثني عبد الملك بن قُدامةَ الجُمَحيُّ، عن عبد الله بْنِ دينارٍ، عَنِ ابْنِ عُمر؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا، ويَرْحَمَ صَغِيرَنَا، ويَعُودَ (*) مَرِيضَنَا، ويَشْهَدَ جَنَائِزَنَا، ويُجِيبَ (*) دَعْوَتَنَا؟   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «عَلاَمَ؟» بحذف ألف «ما» الاستفهاميَّة، لكنَّ ما في النسخ جاء على لغةٍ حكاها الأخفش. انظر تعليقنا على المسألة رقم (1101) . (2) كذا في جميع النسخ، والمعنى - فيما يظهر -: على أي شيء يُحمَلُ، وما وجهُ الصواب فيه؟ والله أعلم. (3) كذا في جميع النسخ بإثبات «أَنْ» في خبر «لعلَّ» حملاً لها على «عَسَى» ؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (240) . (4) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) تقدمت هذه المسألة بإسناد آخر برقم (2176) . (*) ... كذا في جميع النسخ: «ويعود، ويجيب» ، ويخرَّج على ثلاثة أوجه: الأول: أنَّ جميعَ الأفعال في هذا الحديث مرفوعةٌ، على لغة لبعض العرب حكاها ابن مالك، أنهم يرفعون الفعل المضارع بعد «لم» حملاً لها على «ما» أو «لا» النافيتين. والثاني: أنَّ جميعَ الأفعال في هذا الحديث منصوبةٌ، على لغة من ينصب الفعل المضارع بعد «لم» ؛ وهي لغة حكاها اللِّحْياني. وعلى هذين الوجهين خرَّجنا قوله: «لم يحتاجَ ُ» في تعليقنا على المسألة رقم (376) . والوجه الأخير: أن يكون الفعل «يوقر» مجزومًا بـ «لم» ، والفعل «يرحم» منصوبًا بـ «أن» مضمرة بعد واو المعيَّة، ويكون ما بعد «يرحم» من أفعال منصوبًا بالعطف عليه، والله أعلم. الحديث: 2435 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 184 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكرٌ، وعبد الملك ضعيفُ الْحَدِيثِ (1) . 2436 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (3) ، عن عبد الله بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُب، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: ثَلاثٌ (4) لاَ يُرَدُّ (5) : اللَّبَنُ (6) ، ولاَ الوِسَادَةُ، ولاَ الدُّهْنُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) .   (1) قال الذهبي في "الميزان" (2/662) : «منكر جدًّا» . وقال البخاري والعقيلي وابن عدي: «ولعبد الملك عن عبد الله بن دينار مناكير» . انظر "الضعفاء" للعقيلي (3/30) ، و"الكامل" لابن عدي (5/309) . (2) نقل قول أبي حاتم هنا، الذهبيُّ في "الميزان" (2/503) . (3) هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2790) ، و"الشمائل" (218) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/27) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/217) ، والطبراني في "الكبير" (12/258 رقم 13279) ، والبيهقي في "الشعب" (5677) . ومن طريق الترمذي أخرجه البغوي في "شرح السنة" (3173) ، ومن طريق أبي الشيخ رواه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/99) . (4) في (ك) : «قلت» بدل: «ثلاث» . (5) كذا في (ت) و (ف) بالياء، وهي غير منقوطة في بقية النسخ. والمراد: «ثلاثةُ أشياءَ لا يُرَدُّ منها شيءٌ» ، وذُكِّرَ لفظُ العدد لعدم التصريح بالمعدود، والله أعلم، وجاء في مصادر التخريج بلفظ: «ثلاث لا تُرَدُّ» ، وبلفظ: «ثلاثةٌ لا تُرَدُّ» . (6) في (ك) : «اللبس» . (7) وقال الترمذي: «هذا حديثٌ غريب» ، وقال ابن القيم في "زاد المعاد" (1/177) : «حديثٌ معلولٌ رواه الترمذي وذكر علته، ولا أحفظ الآن ما قيل» . وذكر ابن حبان في "المجروحين" (2/26-27) عبد الله ابن مسلم بن هرمز، وجرحه، ثم قال: «وهو الذي روى عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنه سمع رسول الله (ص) يقول: "ثلاثة لا تُرَدّ: اللبن، والوسائد، والدهن، أخبرناه الحسن بن سفيان؛ قال: حدثنا هارون بن عبد الله الحمَّال؛ قال: حدثنا بن أبي فديك؛ قال: حدثني عبد الله بن مسلم، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، [هكذا] حدثنا الحسن بن سفيان، وقال: عبد الله بن مسلم فقط، وقد قيل: إن راوي هذا الخبر هو عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي، وهو بحديث عبد الله بن مسلم بن هرمز أشبه، وقد روى مسلم بن جندب الهذلي ومسلم بن هرمز جميعًا، عن ابن عمر، واسم ابن كل واحد منهما عبد الله؛ فلذلك اشتبه على القائل بهذا ذاك» . وقد روي الحديث على وجه آخر، فأخرجه ابن حبان في "الثقات" (4/110) فقال: «ثنا عبد الله بن جابر بطرسوس؛ قال: ثنا محمد بن يزيد المستملي؛ قال: ثنا ابْنُ أَبِي فديك، عَنِ ابْنِ أبي ذئب، عن مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عمر ... » ، فذكره. لكن محمد بن يزيد المستملي هذا يسرق الحديث كما في "ميزان الاعتدال" (4/66 رقم 8316) . الحديث: 2436 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 185 2437 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بْنُ أَبِي أُويسٍ، عَنْ محمَّد بن عبد الرحمن الجُدْعانيِّ، عن عبد العزيز بن عُمر ابن عبد العزيز، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : ثَلاَثَةٌ (1) مِنَ العَجَبِ (2) فِي الرَّجُلِ: أَنْ يَلْقَى مَنْ يُحِبُّ مَعْرِفَتَهُ فَيُفَارِقَهُ قَبْلَ أَنْ يَسْأَلَهُ عَنِ اسْمِهِ ونَسَبِهِ، والثَّانِيَةُ: أَنْ يُكْرِمَهُ (3) أَخُوهُ ويَتَأَيَّدَ (4) لَهُ، ثُمَّ يَرُدَّ عَلَيْهِ كَرَامَتَهُ، والثَّالثةُ: فِي شَأْنِ النِّساءِ. قلتُ: مَا هِيَ؟ وَاللَّهِ، ما (5) من الثلاثةِ   (1) في (ت) و (ك) : «ثلاث» . (2) كذا في جميع النسخ! وانظر التعليق آخر المسألة. (3) في (ت) و (ك) : «يكرم» . (4) في (ك) : «يتاد» . وتأيَّد الشيءُ: تقوَّى، ولعل المراد: تكلَّف له أخوه. (5) قوله: «ما» سقط من (ش) . الحديث: 2437 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 186 خَصلةٌ أحبُّ إليَّ (1) أن أعملَها (2) مِنْ هَذِهِ، فَمَا هِيَ؟! قَالَ: أَنْ يُقَارِبَ الرَّجُلُ جَارِيَتَهُ، فَيُصِيبَ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ يُؤَانِسَهَا ويُضَاجِعَهَا ويُقَبِّلَهَا؛ فَيَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ تَقْضِيَ حَاجَتَهَا مِنْهُ (3) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (4) . 2438- وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أبي فُدَيكٍ (5) ، عن جَهْم ِ بْنِ عثمانَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا يَفْزَعُ إِلَيْهِمُ النَّاسُ فِي حَوائِجِهِمْ، أُولَئِكَ الآمِنُونَ (7) مِنْ عَذَابِ اللهِ (8) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وجَهْمٌ مجهولٌ.   (1) بعدها في (أ) و (ف) : «من» وضُرب عليها. (2) كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب: «أَعْلَمها» . (3) قوله: «منه» سقط من (ك) . (4) عزاه العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (1401/طبعة الحداد) إلى الديلمي من حديث أنس، بلفظ: «ثلاث خصال من العجز ... » . (5) هو: محمد بن إسماعيل بن مسلم. وروايته أخرجها أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (80) ، ومن طريقه الخطيب في "موضح أوهام الجمع والتفريق" (2/23) ، وابن الشجري في "أماليه" من طريق الخطيب (2/175) . والحديث رواه أبيٌّ النرسي في "ثواب قضاء حوائج الإخوان" (42) من طريق هشام بن يوسف الصنعاني، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أبيه، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب، به، مرفوعًا. (6) هو: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بن الحسين بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب. وأبوه: أبو جعفر الباقر. (7) في (ف) فقط: «هم الآمنون» . (8) لفظ الجلالة ليس في (ك) . الحديث: 2438 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 187 2439 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عاصم بن عبد العزيز (1) ، عَنِ الحارث بْن أَبِي ذُبابٍ (2) ، عن عُبَيدالله (3) بن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ سمع رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مُحَرِّمُ الحَلاَلِ كَمُحِلِّ الحَرَامِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2440 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أبي فُدَيكٍ (4) ، عن   (1) روايته أخرجها الطبراني في"الأوسط" (7982) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (981) . ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/34) تعليقًا، وابن حبان في "المجروحين" (1/103) ، وأبو بكر النيسابوري في "الفوائد"، والسرقسطي في "الدلائل في غريب الحديث"، وأبو بكر اليَزْدي في "مجلس له"- كما في "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (5434) - والخطيب في "المتفق والمفترق" (1727) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (980) من طريق إبراهيم ابن إسماعيل بن مُجَمِّع، عن يحيى بن عبَّاد بن حارثة، أن أباه أخبره أنه كان يصحب ابن عمر في الحج والعمرة، فقال: قال لي ابن عمر: سمعت النبي (ص) ... فذكره. ومن طريق البخاري رواه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1726) . قال ابن حبان: «وهذا من قول ابن عمر محفوظًا (كذا) ، فأما من حديث رسول الله (ص) فلا» . (2) هو: الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن أبي ذباب. (3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «عبد الله» . (4) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8245) ، و"الكبير" (3/85 رقم 2738) ، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (117) ، والخطيب في "الموضح" (2/23) ، و"المتفق والمفترق" (794) . = ... ورواه الطبراني في "الكبير" (3/83 رقم 2731) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1139) من طريق يعقوب بن محمد، عن جهم بن عثمان، به. قال الطبراني: «لا يُروى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبي فديك» . ووقع عند الدولابي: «عبيد الله بن حسن» ، وعند الخطيب في "الموضح": «عبد الله ابن حسين» ، وفي "المتفق والمفترق": «عبد الله بن سرجس» . الحديث: 2439 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 188 جَهْم ِ بن عثمان، عن عبد الله بْنِ الْحَسَنِ (1) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنَّ مِنْ وَاجِبِ المَغْفِرَةِ إِدْخَالَكَ السُّرُورَ عَلَى أَخِيكَ المُسْلِمِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2441 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمرو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَثِيرِ بْنِ دينارٍ (2) ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ عُبيدةَ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ حُمَيدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، مَنْ يَحْرُمُ (3) عَلَى النارِ؟ قَالَ: الهَيِّنُ اللَّيِّنُ، السَّهْلُ القَرِيبُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، والحارثُ ضعيفٌ. 2442 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّةُ بنُ الْوَلِيدِ (4) ، عَنْ ابن   (1) هو: عبد الله بن حسن بن حسن بْنِ عَليّ بْن أَبِي طالب. (2) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8256) . ورواه ابن مردويه في "ثلاث مجالس من أماليه" (23) من طريق الربيع بن روح، عن الحارث، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حميد إلا محمد بن أبي بكر، ولا عن محمد إلا الحارث بن عبيدة، تفرد به عمرو بن عثمان» . (3) في (ك) : «يحر» . (4) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/75) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/134 و202) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (65/369) . ومن طريق ابن عدي رواه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (106) . ورواه ابن حبان في "المجروحين" (1/134) ، والدارقطني في "الأفراد" (161/ب/أطراف الغرائب) من طريق إسحاق بن نجيح، عن ابن جريج، به. قال ابن عدي: «يشبه أن يكون بين بقية وابن جريج بعض المجهولين أو بعض الضعفاء؛ لأن بقية كثيرًا ما يدخل بين نفسه وبين ابن جريج بعض الضعفاء أو بعض المجهولين» . وقال ابن حبان: «وهو في نسخة كتبناها بهذا الإسناد كلها موضوعة، يشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عليه، فالتزق كل ذلك به» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به إسحاق بن نجيح، عن ابن جريج» . وقال ابن الجوزي: «ولا يصح عن رسول الله (ص) » . وقال الذهبي في "السير" (8/524) : «باطل» . الحديث: 2441 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 189 جُرَيجٍ، عَنْ عَطاءٍ (1) ، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : تَرِّبُوا (2) الكِتَابَ وَسَحُّوهُ (3) مِنْ أَسْفَلِهِ؛ فَإِنَّهُ أَنْجَحُ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ.   (1) هو: ابن أبي رباح. (2) أي: اجعلوا عليه التراب؛ يقال: تَرَبْتُ الكتابَ أَتْرِبُه تَرْبًا - من باب ضرب - وأتْرَبْتُهُ إتْرابًا، وتَرَّبتُهُ تتريبًا: جعلْتُ ووضعْتُ عليه الترابَ، والتشديدُ للمبالغة. "الصَّحاح" (1/91) ، و"النهاية (1/185) ، و"المصباح المنير" (1/37) . وقيل في تتريب الرسائل معنيان: الأول: التبرُّك؛ وقد ورد في بعض الروايات في لفظ هذا الحديث: «فإن التراب مبارك» . والثاني: التجفيفُ لما كتب بطرح التراب عليه كي لا ينمحي بما يصيبه قبل الجَفاف. وانظر "صبح الأعشى" (6/260-261) . (3) في (ك) : «وسخوه» . و «سَحُّوه» : لُفُّوا عليه السِّحَاءةَ؛ وهي قُصَاصَةٌ رقيقةٌ من الورق تُلَفُّ على الكتاب (الرسالة) ، ويُلصَق رأسها؛ يقال: سَحَوْتُ الكتاب وسَحَيتُهُ وسَحَّيْتُهُ؛ فهو مَسْحُوٌّ، ومَسْحِيٌّ، ومُسَحًّى. وأصله من السَّحْو، وهو القَشْر؛ سَحَوْتُ القِرطاس: إذا قَشَرْتَه. "الصّحاح" (6/2373) ، و"معجم المقاييس" (ص487) ، و"أساس البلاغة" (ص365) ، و"صبح الأعشى" (6/334) . (4) في بعض روايات هذا الحديث: «فإنه أنجح له» ، وفي بعضها: «فإنه أنجح للحاجة» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 190 2443 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُوَيدُ بنُ عبد العزيز (1) ، عَنْ نُوحِ بْنِ ذكوانَ، عَنْ أَخِيهِ أيُّوبَ بْنِ ذكوانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : تَبَادَرُوا السَّلاَمَ (2) ؛ فَمَنْ بَدَرَ أَخَاهُ بِالسَّلاَمِ كُتِبَتْ (3) لَهُ عِشْرُونَ حَسَنَةً، وكُتِبَ للرَّادِّ عَلَيْهِ (4) عَشْرُ حَسَنَاتٍ. قَالَ أنسٌ: إِنْ كانتِ الشجرةُ لَتُفَرِّقُ بَيْنَنَا حَتَّى يَتَوَارَى أحدُنا عَنْ صاحبِه، فنلتقي (5) بالسلام ِ، وَكُنَّا إِذَا فَقَدَْنا بعضَ إِخْوَانِنَا يَوْمًا أَوْ يومَين، غَدَونا أَوْ رُحْنا إِلَى أهلِه نسلِّم؛ إِنْ كَانَ مَرِيضًا عُدْناه، وإنْ كَانَ غَائِبًا ذَكَرناه، وإنْ كَانَ مُحَْوِجًا (6) أَعَنَّاه (7) ، وإنْ كَانَ مَيِّتًا لَمْ نُؤذَنْ به (8) ، أتينا قَبرَهُ، فكبَّرْنا (9) عَلَيْهِ أَرْبَعًا، ثُمَّ قُلْنَا فِي الخامسةِ: يَغفِرُ اللَّهُ لكَ مِنْ أخ ٍ ومِنْ صاحبٍ؟   (1) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (3/47) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/129) من طريق = = عبيد بن هاشم الحلبي، عن سويد بن عبد العزيز، عَنْ نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ الحسن، عن أنس، به. هكذا ليس فيه: «أيوب بن ذكوان» . ومن طريق أبي نعيم رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (5/237) . (2) في (ك) : «الإسلام» . (3) في (ت) و (ك) : «كتب» . (4) قوله: «عليه» سقط من (ك) . (5) في (ت) و (ك) : «فيلتقي» ، وأهملت في بقية النسخ. (6) في (ش) : «مجوعًا» . وحاجَ الرجلُ يَحُوجُ، وأَحْوَجَ فهو مُحْوِجٌ: إذا احتاج. ويُستعمَلُ الرباعيُّ متعدِّيًا؛ فيقال: أحوَجَهُ اللهُ إلى كذا، فهو مُحْوَجٌ. انظر "المصباح" (1/155) . (7) في (ك) : «أغناه» . (8) أي: لم نُعلَم به، يقال: آذَنَهُ الأمرَ وآذَنَهُ به، أي: أعلمَهُ به. "لسان العرب" (13/9) . (9) في (أ) و (ش) : «وكبرنا» . الحديث: 2443 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 191 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، ونوحٌ مجهولٌ (1) . 2444 - وسمعتُ (2) أَبِي وحدَّثَنا عَنْ أَبِي عُمَير بْنِ النَّحَّاسِ الرَّمْليِّ، عَنْ أيُّوبَ بْنِ سُوَيدٍ (3) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ سُلَيمانَ بْنِ مُوسَى، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ سُلَيمانَ بن يَسارٍ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ؛ قَالَ: «أَرْبَعٌ لا يُقْتَلْنَ: النَّمْلَةُ، والنَّحْلَةُ، والْهُدْهُدُ، والصُّرَدُ» . قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مضطربٌ. 2445- وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثنا عَنْ بَسَّام ابن خالدٍ (5) ، عن   (1) وأخوه أيوب منكر الحديث؛ كما قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/414) . وقال ابن حبان في ترجمة نوح بن ذكوان: «يروي عن الحسن، وأخيه أَيُّوبَ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنِ الْحَسَنِ أيضًا، روى عنه أهل الشام، منكر الحديث جدًّا، ولست أدري أتفرَّد بها، أو شارك أخاه فيها، وعلى الوجهين جميعًا يجب التنكُّب عن حديثهما؛ لما فيه من المناكير ومخالفة الأثبات» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (2374) و (2416) . (3) سبق التعليق على الخلاف في رواية أيوب بن سويد في المسألة رقم (2374) . (4) نقل هذا النص بتمامه الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/308) . (5) كذا في جميع النسخ، وكذا نقله الذهبي في "الميزان" (1/308) ، وابن حجر في "اللسان" (2/14) . وقال المعلمي في تعليقه على"الفوائد المجموعة" (ص280) صوابه: «هشام بن خالد» . وقال الألباني في "الضعيفة" (3/207) تعليقًا على كلام المعلمي: «يمكن أن يكون كذلك لولا أن الذهبي والعسقلاني نقلاه كما وقع في المطبوعة من "العلل"، إلا أن يقال: إن نسخة الشيخين المذكورين فيها خطأ، وهو بعيد جدًّا» . وروايته لم نقف عليها، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/12) ، والدارقطني في "سننه" (4/208) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/391) من طريق الفضل بن سهل، عن يحيى بن آدم، عن ابن أبي ذئب، به. ورواه الخلال في "المنتخب من العلل" (71) من طريق الإمام أحمد، والهروي في "ذم الكلام" (673) من طريق الحسن بن علي الحلواني، كلاهما عن يحيى ابن آدم، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. ولم يذكر: «عن أبيه» . ورواه أحمد في "مسنده" (2/367 و483 رقم 8801 و10269) من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة، نحوه. ورواه ابن ماجه في "سننه" (21) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/44) من طريق عبد الله بن سعيد المقبري، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به، نحوه. الحديث: 2444 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 192 شُعيب بْنِ إسحاقَ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئبٍ (1) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) (3) : إِذَا بَلغَكُمْ عَنِّي حَدِيثًا (*) يَحْسُنُ بِي أَنْ أَقُولَهُ (4) ، فَأَنَا قُلْتُهُ، وَإِذَا بَلغَكُمْ عَنِّي حَدِيثًا (*) لاَ يَحْسُنُ بِي أَنْ أَقُولَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَمْ أَقُلْهُ.   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. (2) هو: كيسان أبو سعيد المقبري. (3) في (ش) زيادة: «قال» . (*) ... كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «إذا بَلَغَكُم عني حديثٌ» ، واللفظُ في مصادر التخريج: «إذا حُدِّثْتُم عني حديثًا» . وما في النسخ يمكن أن يخرَّج على وجهين: الأول: أنَّ الفِعلَ «بلغكم» مشدد اللام، أي: «بَلَّغَكُمْ» ، ويكون المراد به: الراوي أو المبلِّغ، والمعنى: «إذا بلَّغكم عني المبلِّغ حديثًا ... » . والثاني: أنَّ الفِعلَ «بَلَغَكُم» مخفَّف اللام، وقوله: «حديثا» فاعلٌ، وجاء منصوبًا كالمفعول به؛ لوضوح المعنى، وأمن اللبس، والعرب قد تنصبُ الفاعل وترفع المفعول لذلك كما في قولهم: «خَرَقَ الثَّوبُ المِسْمارَ، وكَسَرَ الزجاجُ الحَجَرَ. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (479) . (4) في (ت) و (ك) : «أقول» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 193 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ الثقاتُ لا يَرْفَعُونَهُ (1) . 2446- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه موسى ابن أيُّوبَ النَّصيبيُّ (2) ؛ قَالَ: قرأتُ عَلَى الجَرَّاح ابن مُلَيحٍ الحِمصيِّ، عن أرطاةَ   (1) الظاهر أنه يعني: أن الثقات يرسلونه، لا يذكرون فيه أبا هريرة؛ قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/474) : «وقال ابن طهمان: عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سعيد المقبري، عن النبيِّ (ص) : " ما سمعتم عني من حديث تعرفونه فصدِّقوه "، وقال يحيى: عن أبي هريرة، وهو وَهَمٌ؛ ليس فيه أبو هريرة، هو سعيد بن كيسان» . قال المعلمي: «وقوله: «لا يرفعونه» أراد بها -والله أعلم- لا يرفعون في إسناده فوق المقبري؛ ليوافق قول البخاري. والله أعلم» . وقال الألباني: «يعني: لا يجاوزون به المقبري، ولا يذكرون في إسناده أبا هريرة» . اهـ. وكذا فهم ابن رجب كلام أبي حاتم فقال في "جامع العلوم والحكم" (ص 483) : «وهذا الحديث معلول أيضًا، وقد اختلف في إسناده على ابن أبي ذئب، ورواه الحفاظ عنه، عن سعيد مرسلاً، والمرسل أصح عند أئمة الحفاظ، منهم: ابن معين والبخاري وأبو حاتم الرازي وابن خزيمة» . وقال ابن خزيمة - كما في"السير" (9/254) -: «في صحة هذا الحديث مقال، لم نَرَ في شرق الأرض ولا غربها أحدًا يعرف هذا من غير رواية يحيى، ولا رأيت محدثًا يُثبت هذا عن أبي هريرة» . وقال الذهبي في"السير" (9/254) : «حديث منكر» . (2) روايته أخرجها الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (111) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (683) . ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (684 و2488) ، وتمام في "فوائده" (743 و744/الروض البسام) ، والبيهقي في "الشعب" (8352) ، من طريق يزيد بن قُبَيس، عن الجراح، به. وقرن الطبراني وتمام: إبراهيم بن ذي حماية بأرطاة بن المنذر. ورواه الدارقطني في "الأفراد" (110/ب/أطراف الغرائب) من طريق عبد الرحمن بن عطاف الزهري، عن عطاء، به. قال الدارقطني: «تفرد به عبد الرحمن بن عطَّاف الزهري، عن عطاء، عن جابر» . الحديث: 2446 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 194 بن المنذرِ، عن عبد الله بْنِ دينارٍ (1) ، عَنْ عَطاءٍ (2) ، عَنِ جابرٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ (3) : النِّسَاءُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَصْنَافٍ: فَصِنْفٌ كَالْوِعَاءِ ... ، الحديثَ (4) ؟ فَقَالَ (5) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. قُلْتُ: ممَّن إنكارُه؟ قَالَ: مِنْ عبد الله بْن دينار؛ هو مُنكَر الْحَدِيث، يحدِّث عنه إسماعيلُ بْن عَيَّاش أحاديثًا (6) مسندة لا نعرفها (7) ، منكرة. ومنقطعٌ (8) عَنْ كعب. لا يَضْبِطُ. 2447 - وسألتُ (9) أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بن شَبِيْب - الذي   (1) هو: البهراني، ويقال: الأزدي. (2) هو: ابن أبي رباح. (3) قوله: «قال» من (ت) و (ك) فقط. (4) وتتمة الحديث: « ... كالوعاء تحملُ وتضع، وصنفٌ كالعُرِّ؛ وهو الجَرَبُ، وصنفٌ وَدودٌ وَلودٌ مسلمةٌ، تُعين زوجها على إيمانه، وهي خيرٌ له من الكنزِ» . (5) في (أ) و (ش) : «قال» . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أحاديثَ» ؛ لأنَّه ممنوعٌ من الصرف لمجيئه على صيغة منتهى الجموع، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على وجهين: إمَّا على لغة من يصرف جميعَ ما لا ينصرف، أو على لغة من يقف على ما لا ينصرف بالألف إذا كان منصوبًا. وانظر تعليقنا على هذين الوجهين في المسألة رقم (787) . (7) في (ك) : «لا يعرفها» . (8) أي: وحديثه عن كعب الأحبار منقطع، والله أعلم. (9) انظر المسألة رقم (2315) ، و (2530) . الحديث: 2447 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 195 كَانَ بِطَرَسوسَ - عَنْ عليِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ البَريد (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صاعدٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً (2) ، فَلاَ يَتَنَاجَى (3) اثْنَان ِ دُونَ ثَالِثٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي صالحٍ ذكوانَ (4) . 2448 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوب بْنُ سُوَيد، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكدِر، عَنْ جابرٍ، عَنِ النبيِّ (ص)   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "الأفراد" (199/ب/أطراف الغرائب) إلا أنه وقع عنده: «أبو صالح» بدل: «أبو صاعد» . قال الدارقطني: «تفرد به علي بن هاشم، عن الأعمش، بهذه الألفاظ عنه» . (2) في (ت) و (ك) : «ثلاثًا» ؛ وكلاهما جائزٌ لحذف المعدود. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (713) . (3) في بعض روايات الحديث عن ابن عمر وغيره: «فلا يتناجَ» بجيم فقط. ووقعت الروايتان في "البخاري"؛ قال الحافظ ابن حجر: قوله: «فلا يتناجى» كذا للأكثر بألف مقصورة ثابتة في الخط صورة ياء، وتسقط في اللفظ لالتقاء الساكنين، وهو بلفظ الخبر، ومعناه النهي. وفي بعض النسخ بجيم فقط بلفظ النهي وبمعناه. اهـ. "الفتح" (11/81) . وانظر وجوهًا أخرى على مثل ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (228 و331) ، وانظر المسألة برقم (2315) . (4) الحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25557) ، وأحمد في "مسنده" (2/18 و43 و141 رقم 4685 و5023 و6264) ، وأبو داود في "سننه" (4852) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5625) ، وابن حبان في "صحيحه" (584) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1783) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (15/291) من طرق عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عن ابن عمر، به، مرفوعًا. (5) تقدمت هذه المسألة برقم (2328) ، وستأتي بإسنادين آخرين برقم (2469) و (2569) . الحديث: 2448 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 196 (1) قال: مَنْ أُبْلِيَ خَيْرًا (2) فَلْيُجَازِي (3) عَلَيْهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَا يُجَازِي عَلَيْهِ فَلْيَشْكُرْهُ؛ مَنْ فَعَلَ (4) فَقَدْ شَكَرَ، ومَنْ تَرَكَ فَقَدْ كَفَرَ، ومَنْ تَحَلَّى بَاطِلاً كَانَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ الأوزاعيُّ، عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيرِ (5) ، عن جابرٍ، عن النبيِّ (ص) (6) ؛ كَذَا يَرْوِيهِ الثِّقَاتُ، وَهُوَ الصَّحيحُ مِنْ رِوَايَةِ الأوزاعيِّ. وَرَوَاهُ مسكينٌ (7) وصَدَقةُ السَّمِينُ (8) ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جابرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ لَمْ يُذْكَرِ الرَّجُلُ (9) ، وَلَيْسَ لمحمَّد ابن المُنكدِر معنًى.   (1) قوله: «عن جابر عن النبيِّ (ص) » سقط من (أ) و (ش) . (2) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2328) . (3) كذا في جميع النسخ، بإثبات الياء مع الجازم، والجادَّة: «فَلْيُجَازِ» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ أيضًا، ويخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة (228) . (4) في (ف) : «من فعل ذلك» . (5) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (6) كذا هنا: «عن جابر عن النبيِّ (ص) » ، وفي المسألة رقم (2328) : «عن جابر، موقوف» . (7) هو: ابن بكير الحرَّاني. (8) في (ش) : «السهمي» . وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (6/147) وقال: «كذا رواه صدقة عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ - واسمه: محمد بن مسلم بن تدرس - تفرد به، والحديث مشهور بأيوب بْنُ سُوَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ» . (9) كذا في جميع النسخ، فإن خلا الكلام من السهو والتصحيف، فإنَّه يحتمل أوجهًا ثلاثة: الأول: «لم يُذكَرِ الرجلُ» ببناء الفعل لما لم يُسمَّ فاعله. والثاني: «لم يَذكُرِ الرجلَ» بالبناء للفاعل، ويعود الضمير في الفعل إلى الأوزاعي. والثالث: «لم يَذكُرَا الرجلَ» ، ويعود الضمير - وهو ألف المثنى - إلى مسكين وصدقة، لكن حذفت الألف اجتزاءً بالفتحة قبلها على لغة هوازن وعليا قيس. انظر التعليق على المسألة رقم (679) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 197 2449 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ كَانَ يَرْوِيهِ النُّفَيْليُّ (1) ، عَنْ أَبِي معاويةَ (2) ، عن عاصم ٍ الأحولِ، عن عبد الله بْنِ سَرْجِسَ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) قَالَ: فِي الحَجْمِ (3) شِفَاءٌ؟ قَالَ أَبِي: حَلَف ليَ النُّفَيليُّ أَنَّهُ سَمِعَهُ، وَلَمْ يُحَدِّثْني بِهِ؛ قَالَ: أَجْبُنُ (4) عنه. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ يمكنُ أَنْ يَكُونَ دَخَلَ لَهُ حديثٌ فِي حَدِيثٍ؛ إِنَّمَا رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ (5) ، عَنِ الشَّيبانيِّ (6) ، عن يُسَيْر بن عمرو: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: فِي الحَجْمِ شِفَاءٌ، وَلَيْسَ لِذَاكَ (7) أصلٌ، وذَكَر (8) لي أنَّ يَحْيَى بْن معين كتب إليه ألاَّ يحدِّث به. 2450 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه النُّفَيليُّ (9) ، عن   (1) هو: عبد الله بن محمد، أبو جعفر. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (3/121) ، والضياء في "المختارة" (9/406 رقم 380 و381) . قال أبو نعيم: «غريب من حديث عاصم، لم نكتبه إلا من حديث أبي معاوية» . (2) هو: محمد بن خازم الضرير. (3) الحَجْم: مصدر حجَمَ يَحْجُم، والصِّناعة: الحِجامة. "المصباح المنير" (1/132) . (4) في (ت) و (ك) : «أخبر» . (5) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23678) . (6) هو: سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق. (7) في (ش) : «لذلك» ، وفي (ك) : «ذلك» . (8) كذا ضبطت في (ف) ، والمراد: ذكَرَ لي النفيليُّ. (9) هو: عبد الله بن محمد، أبو جعفر. وروايته رواها الطبراني في "الأوسط" (1050 و3343) بلفظ: أن النبي (ص) رخَّص في الرقية من كلِّ ذي حمة. قال الطبراني: «لَمْ يَرو هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلا مسكين» . الحديث: 2449 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 198 مسكينٍ (1) ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ إسماعيلَ بن عُبَيدالله، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ مَيْمونةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ رُقْيَةَ (2) ، إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ (3) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ بعضُ أَصْحَابِ الأوزاعيِّ، عَنِ الأوزاعيِّ (4) ، عمَّن سَمِعَ يزيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ مَيْمونةَ، عن النبيِّ (ص) ، ولم يُسَمِّ أحدًا، فكان (5) النُّفَيليُّ يمتنعُ مِنْ تحديثِ (6) حَدِيثِ مِسْكينٍ هَذَا، ويقولُ: لَمْ أُتابَعْ (7) عَلَيْهِ، والذي يَرْوِيهِ الدِّمشقيُّون، عَنِ الأوزاعي، عمَّن سمع يزيدَ بنَ الأَصَمِّ: أشبهُ؛ لأنَّ الأوزاعيَّ لو كَانَ سمع من إسماعيل بن عُبَيدالله لَمْ يُكَنِّ عَنْهُ. 2451 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أحمدُ بنُ حنبلٍ (9) ،   (1) هو: ابن بكير. (2) في (ت) و (ك) : «لأن فيه» (3) في (ت) و (ك) : «أو حمية» . والحُمَةُ - بتخفيف الميم -: سَُمُّ كل شيءٍ يلدَغُ أو يلسَعُ. "المصباح المنير" (ح م ي/1/154) . (4) قوله: «عن الأوزاعي» من (ش) فقط. (5) في (أ) و (ش) : «وكان» . (6) في (ك) : «تحدث» . (7) في (ت) : «وأتابع» ، بدل: «لم أتابع» . (8) نقل ابن حجر في "النكت على كتاب ابن الصلاح" (2/788-789) هذا النص بتمامه مع اختلاف يسير، ونقل بعضه في "الإصابة" (12/93) ، و"تهذيب التهذيب" (4/606) . وفي هامش نسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير يبدو أنَّه خط محمد بن العطار بقوله: «الخيل» . (9) روايته أخرجها في "المسند" (4/345 رقم 19032) . ومن طريقه البخاري في "الأدب المفرد" (814) ، و"الكنى" (ص78) ، والطبراني في "الكبير" (22/380-381 رقم 949) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (7045) ، والبيهقي في "السنن" (9/306) ، وفي "الآداب" (469) . ورواه أبو داود في "سننه" (2553 و4950) مختصرًا، وأبو يعلى في "المسند" (7169 و7170) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (6/3043) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/329) من طريق هارون بن عبد الله، والنسائي في "المجتبى" (3565) من طريق محمد بن رافع، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/59) من طريق يحيى بن صالح الوحاظي؛ ثلاثتهم عن هشام بن سعيد، به. ومن طريق النسائي رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (14/102) . الحديث: 2451 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 199 وفَضْلٌ الأعرَجُ (1) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعِيدٍ أَبِي أَحْمَدَ (2) الطَّالْقَاني، عَنْ محمَّد بْنِ مهاجِرٍ، عَنْ عَقيل بْنِ شَبيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الجُشَمِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحبةٌ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : سَمُّوا أَوْلاَدَكُمْ أَسْمَاءَ الأَنْبِيَاءِ، وأَحْسَنُ الأَسْمَاءِ: عَبْدُاللهِ وعَبْدُالرَّحْمَنِ، وأَصْدَقُهَا: حَارِثٌ وهَمَّامٌ، وأَقْبَحُهَا: حَرْبٌ ومُرَّةُ. وارْتَبِطُوا الخَيْلَ، وامْسَحُوا عَلَى نَوَاصِيهَا، وقَلِّدُوهَا، ولاَ تُقَلِّدُوهَا الأَوْتَارَ (3) ؟   (1) هو: الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج. (2) في (ك) : «ابن أبي أحمد» . (3) في (ت) و (ك) : «الأوثان» . وقال ابن الأثير في «النهاية» (4/99) في قوله: «قلِّدوا الخيلَ، ولا تقلِّدوها الأوتارَ» ، أي: «قلِّدوها طلبَ أعداءِ الدين والدفاعِ عن المسلمين، ولا تقلِّدوها طلبَ أوتارِ الجاهلية وذُحُولَهَا التي كانتْ بينكم، والأوتارُ: جمعُ وَتَرٍ بالكسر، وهو: الدمُ وطلبُ الثأر، يريدُ: اجعلوا ذلك لازمًا لها في أعناقها لزومَ القلائدِ للأعناق، وقيل: أراد بالأوتار: جمعَ وَتَرِ القوسِ، أي: لا تجعلوا في أعناقها الأوتارَ؛ فتختنقَ؛ لأنَّ الخيلَ ربَّما رَعَتِ الأشجارَ فنَشِبَتِ الأوتارُ ببعض شعبها فخنقتها، وقيل: إنما نهاهم عنها؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنَّ تقليد الخيل بالأوتار يدفعُ عنها العَيْنَ والأذى؛ فتكونُ كالعُوذةِ لها؛ فنهاهم، وأعلمهم أنها لا تدفع ضَرَرًا، ولا تصرفُ حَذَرًا» . اهـ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 200 قَالَ أَبِي (1) : سمعتُ هَذَا الحديثَ مِنْ فَضْلٍ الأعرجِ، وَفَاتَنِي مِنْ أحمدَ، وأنكرتُه فِي نَفْسِي، وَكَانَ يقعُ فِي قَلْبِي أَنَّهُ أَبُو وَهْبٍ الكَلاعيُّ صاحبُ مَكْحُولٍ، وكان أصحابنا يَستغربون (2) ، فلا يمكنني أن أقول شيءً (3) ؛ لما رَوَاهُ أَحْمَد. ثم قَدِمتُ حمصَ، فإذا قد حدَّثنا ابْن المصفَّى (4) ، عَنْ أَبِي المُغِيرةِ (5) ؛ قَالَ: حدَّثني محمَّد بْن مهاجرٍ؛ قَالَ: حدَّثني عَقيل بْن سعيدٍ، عَنْ أَبِي وَهْب الكَلاعيِّ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) ... . وَأَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد قَالَ (6) : وحدَّثَنا به أبي مَرَّةً أُخرى (7) ؛ قَالَ: حدَّثنا هِشَام بْن عمَّارٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ حمزةَ، عَنْ أَبِي (8) وَهْبٍ، عَنْ سُلَيمانَ بْن مُوسَى؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) . قال أبي: فعلمتُ أن ذاك (9) باطلٌ، وعَلِمْتُ أنَّ إنكاري كَانَ (10)   (1) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (2) في "النكت": «وكان أصحابنا يستعملون هذا الحديث» . (3) كذا في جميع النسخ، وفي "النكت": «ولا يمكنني أن أقول شيئًا» . وما في النسخ يخرَّج على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) في"النكت": «ابن الصفي» ؛ وهو خطأ. وهو: محمد ابن مصفًّى بن بُهلول الحمصي. (5) هو: عبد القدوس بن الحجاج الحمصي. (6) قوله: «وأخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) . (7) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «أخبرني» بدل «أخرى» . (8) في (ت) و (ك) : «ابن» . (9) في (ت) و (ك) : «ذلك» . (10) قوله: «كان» سقط من (ف) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 201 صحيحا، وَأَبُو وَهْب الكَلاعيُّ هو صاحبُ مَكْحُول؛ الذي يروي عَنْ مَكْحُول، واسمه: عُبَيدالله بن عُبَيد، وهو دون التابعين؛ يروي عَنِ التابعين، وضَرْبُه مثلُ الأوزاعيِّ ونحوِه، فبقيتُ متعجِّبًا من أحمدَ ابن حنبل؛ كيف خَفِيَ عليه؛ فإني أنكرتُه حين سمعتُ به قبل أن أقفَ عليه! قلتُ لأَبِي: هو عَقِيلُ بن سعيدٍ (1) ، أو عَقيل بْن شَبيبٍ؟ قَالَ: مجهولٌ لا أَعْرِفُهُ (2) . 2452 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رواه الوليد (3) ، عن ابن   (1) في (ش) : «سعد» . (2) قال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (5/326) : «عبيد الله بن عبيد أبو وهب الكلاعي الجشمي، وكان من أصحاب مكحول. روى أحمد بن حنبل والفضل الأَعْرَجُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعِيدٍ الطَّالَقَانِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ الْجَشْمِيِّ - وَكَانَتْ لَهُ صحبة- وهو وهَمٌ» . وقال الذهبي في "الميزان" (3/88) : «عَقِيلِ بْنِ شَبِيبٍ، عَنْ أَبِي وهب الجشمي بحديث: "تَسَمَّوا بأسماء الأنبياء" لا يعرف هو ولا الصحابي إلا بهذا الحديث، تفرد به محمد بن مهاجر عنه» . (3) هو: ابن مسلم الدمشقي. وروايته أخرجها أبو بكر = = الشافعي في "الغيلانيات" (935) ، وابن حبان في "صحيحه" (559) من طريق عمرو بن عثمان، والطبراني في "الأوسط" (8991) من طريق عبد الله ابن يوسف. وابن عدي في "الكامل" (5/259) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/165) ، وفي "الجامع" (250) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (36) من طريق عيسى بن عبد الله بن سليمان، والقضاعي في "مسند الشهاب" (37) من طريق الخطاب بن عثمان، والبيهقي في "الشعب" (10493) من طريق حيوة وابن أبي السري، والرافعي في "التدوين" (4/108-109) من طريق علي بن عبد الحميد؛ جميعهم عن الوليد بن مسلم، به. قال ابن عدي: «وهذا رواه عن ابن المبارك جماعةٌ فأسندوه، والأصل فيه مرسل» . وقال الخطيب: «هكذا رواه عيسى عن الوليد متصلاً، وخالفه هشام بن عمار؛ فرواه عن الوليد بن مسلم وقال فيه: عن عكرمة، عن النبيِّ (ص) ، ولم يذكر فيه ابن عباس» . ورواه نعيم بن حماد، واختلف عنه؛ فأخرجه البزار في "مسنده" (1957/كشف الأستار) من طريق محمد بن سهل بن عسكر، وأبو نعيم في "الحلية" (8/171-172) من طريق إسماعيل بن عبد الله؛ كلاهما عن نعيم بن حماد، عن الوليد بن مسلم، به، بمثل رواية الجماعة. ورواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (355) من طريق محمد بن إسماعيل الترمذي، والحاكم في "المستدرك" (1/62) - وعنه البيهقي في "الشعب" (10494) - من طريق عبد الكريم بن الهيثم؛ كلاهما عن نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ المبارك، به، ولم يذكر فيه: «الوليد بن مسلم» . وتصحف «الهيثم» في المطبوع من "المستدرك" إلى: «هشيم» . ورواه ابن عدي في "الكامل" (2/77) - ومن طريقه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (41) - من طريق بقية بن الوليد، والحاكم (1/62) - وعنه البيهقي في "الشعب" (10494) - من طريق وارث بن عبيد الله، كلاهما عن ابن المبارك، به. قال ابن عدي: «وهذا لا يُروى موصولاً إلا عن ابن المبارك، روى عنه نعيم بن حماد، والوليد بن مسلم، وبقية هذا، والأصل فيه مرسل» . الحديث: 2452 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 202 المُبارك بأرض الرُّوم ِ (1) ، عَنْ خالدٍ الحَذَّاء، عَنْ عِكرمةَ، عَنِ ابْنِ عباسٍ؛ قَالَ رسولُ الله (ص) : البَرَكَةُ (2) مَعَ أَكَابِرِكُمْ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا نُعَيم بْنُ حمَّاد، عَنِ ابنِ المُباركِ (3) ، عَنْ خالدٍ الحَذَّاء، عن عِكرمةَ: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يَسْتَاكُ، فأُمِرَ أَنْ يُكَبِّرَ؛ يَعْنِي: يدفعَ السواكَ إِلَى أَكْبَرِهِمْ.   (1) في "صحيح ابن حبان": «حدَّثنا الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: حدَّثنا ابن المبارك بدرب الروم» . (2) من قوله: «عن خالد الحذاء ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) . (3) روايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (10495) من طريق عبدان، عنه، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 203 2453 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مسلم ابن إِبْرَاهِيمَ (1) ، عَنْ (2) زيادِ بْنِ الرَّبيع، عَنْ عبَّاد بْنِ كثيرٍ الفِلَسْطِينيِّ، عَنِ امرأةٍ يُقَالُ لَهَا: فُسَيلَةُ (3) ، عَنْ أَبِيهَا (4) ، قلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَمِنَ العصبيَّةِ أَنْ يُحبَّ الرجلُ قومَه؟ قَالَ: لاَ! ولَكِنَّ العَصَبيَّةَ: إِذَا أَعَانَ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ؟   (1) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37363) ، وخليفة بن خياط في "الطبقات" (ص123) ، وأحمد في "مسنده" (4/107 و160 رقم 16989 و17472) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (396) ، والدولابي في "الكنى والأسماء" (1/48) ، والحارث بن أسامة في "مسنده" (872) ، والروياني في "مسنده" (1503) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/141) ، وابن عدي في "الكامل" (3/196) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/45) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في "سننه" (3949) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (6952) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (6/246-247) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (14/153) . ومن طريق أحمد رواه الطبراني في "الكبير" (22/383 رقم 955) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (70/45) . ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "الشعب" (7270) . قال العقيلي: «وهذا يُروى عن واثلة بن الأسقع وغيره بإسناد أصلح من هذا» . (2) في (ك) : «ابن» . (3) كذا ضبطها ابن نقطة في "تكملة الإكمال" (4/485) ؛ بضم الفاء وفتح السين المهملة، وضبطها ابن حجر في "الإصابة" (11/297) بفتح الفاء وكسر السين. (4) قال ابن حجر في "الإصابة" (11/297) : «أبو فَسِيلةَ - بكسر المهملة، وزن عَظيمة - هو: واثلة بن الأسقع تقدم، أخرج حديثه البغوي، وابن ماجه من طريق عباد ابن كثير الفلسطيني، عن امرأة منهم يقال لها: = = فَسِيلَة: سمعتُ أبي يقول: سألت النبيَّ (ص) فقلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أمِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يحبَّ الرجلُ قَوْمَهُ؟ قَالَ: "لا، ولكن من العصبية أن يعينَ الرجلُ قومه على الظلم ". وأخرجه أبو داود من طريق سلمة بن بُسر، عن بِنْتِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، عَنْ أَبِيهَا، قلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ما العصبية؟ قال: "أن تعين قومك على الظلم "، فجزم ابن عساكر ومن تبعه بأن فَسِيلَة هي: بنت واثلة المبهمة في هذه الرواية» . اهـ. الحديث: 2453 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 204 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ الوليدُ بنُ مسلمٍ (1) ، عَنْ صَدَقةَ بْنِ يزيدَ، عَنْ خُصَيلةَ بنتِ واثِلةَ بْنِ الأَسْقَع، عَنْ أَبِيهَا، عَنِ النبيِّ (ص) ، هَذَا الحديثَ بعينِه؛ وَهُوَ أشبهُ بِالصَّوَابِ. 2454 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُقَيلٌ (2) ، عَنِ الزُّهريِّ، عَنْ عَطاء بْنِ يزيدَ، عَنْ أبيِّ بن كعبٍ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ يَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثٍ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: أَصْحَابُ الزُّهريِّ يُخَالِفُونَهُ؛ يَقُولُونَ: عَطاءٌ، عَنْ أَبِي أيُّوبَ، عن النبيِّ (ص) (3) .   (1) روايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (1/301) ، والطبراني في "الكبير" (22/97 رقم 235) ، وابن عدي في"الكامل" (4/78) . ورواه الطبراني في "الكبير" (22/97 رقم 236) من طريق محمود بن خالد الدمشقي؛ قال: حدثتنا خَصِيلَةَ بِنْتِ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، أنها سمعت أباها ... فذكره. ورواه أبو داود (5119) من طريق سلمة بن بشر الدمشقي، عن بنت واثلة ابن الأسقع، عن أبيها، به. قال الذهبي في "الميزان" (2/188) : «سلمة بن بشر، روى حديث خصيلة بنت واثلة فدلَّسه» . (2) هو: ابن خالد الأيلي. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (4/146 رقم 3960) ، وابن عدي في "الكامل" (4/230) . ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (29/94) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث هكذا يَرْوِيهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُقيل، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي بن كعب. وقد روي عن غير الليث، عن عقيل، هكذا أيضًا؛ وإنما يرويه أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي أيوب» . (3) الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (6077 و6237) ، ومسلم (2560) من طرق عن الزهري، عن عَطَاءٌ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النبيِّ (ص) . الحديث: 2454 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 205 وَعَنْ أَبِي أيُّوبَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، أشْبَهُ، وَلا أعلمُ أَحَدًا تابعَ عُقَيلً (1) عَلَى هَذِهِ الروايةِ. 2455 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ كثيرٍ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كثيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمةَ (2) ، عَنْ مُعَيْقِيبٍ (3) ، عَنْ عُمر؛ أَنَّهُ انْقَطَعَ شِسْعُه (4) ، فاستَرجَعَ، وَقَالَ: كلُّ مَا ساءَكَ فَهُوَ مصيبةٌ؟ قَالَ: لا أعرفُ هَذَا الحديثَ مِنْ حَدِيثِ الأوزاعيِّ (5) . 2456 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أيُّوبُ الوَزَّانُ الرَّقِّيُّ (6) ، عَنْ عُمر بْنِ أيُّوبَ المَوْصِليِّ، عن محمَّد بن عُبَيدالله بن يزيدَ العامريِّ،   (1) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (3) في (ت) و (ك) : «معيقب» . وهو: ابن أبي فاطمة الدَّوسي. (4) الشِّسْعُ -بكسر المعجمة-: هو أحدُ سُيور النَّعْل، وهو الذي يَدخُل بين الإصبَعَين، ويدخُلُ طرفُه في الثُّقْب الذي في صَدْر النَّعْل المشدود في الزِّمام؛ والزمام: السَّيرُ الذي يُعقَد فيه الشِّسْع. والشِّسْعُ هو القِبالُ أيضًا. "مشارق الأنوار" (2/258) ، و"النهاية" (2/472) ، و"شرح النووي" (14/74) . (5) رواه ابن سعد في "الطبقات" (6/121) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (26642) ، وهناد في "الزهد" (423) ، والبيهقي في "الشعب" (9245) ، من طريق أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر، به. ورواه ابن أبي شيبة (26643) من طريق مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ المسيب، قال: انقطع قَبال نعل عمر، فذكره بنحوه. (6) هو: أيوب بن محمد بن زياد الوزان. الحديث: 2455 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 206 عن عبد الرحمن بْنِ عَدِيٍّ الكِنْديِّ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ أَشْكَرَ النَّاسِ للَّهِ أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُمرُ بنُ أيُّوبَ، عَنْ محمَّد بْنِ طَلْحَةَ (1) ، عَنِ عبد الله بن شَريكٍ العامريِّ، عن عبد الرحمن بْنِ عَدِيٍّ، عَنِ الأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ، عن النبيِّ (ص) . 2457 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ محمَّد القَطَّانُ الرَّقِّيُّ (2) ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ رجاءٍ الحِصْنيِّ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، عَنِ الأعمَش، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنْ أَبِي هريرةَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله   (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1144) ، وأحمد في "مسنده" (5/212 رقم 21846) ، وأحمد ابن منيع في "مسنده" - كما في إتحاف الخيرة" (5181) -، والخرائطي في "فضيلة الشكر" (79) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/60) ، والطبراني في "الكبير" (1/ 236 رقم648) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (996 و998) ، والبيهقي في "الشعب" (8699) ، والخطيب في "الجامع" (501) ، والضياء في"المختارة" (1490 -1492) . ومن طريق الطيالسي رواه ابن أبي الدنيا في "قضاء الحوائج" (73) ، والبيهقي في "السنن" (6/182) . قال العقيلي في"الضعفاء" (3/112) بعد أن رواه من حديث أسامة بن زيد: «وروي بإسناد صالح عن أبي هريرة والأشعث بن قيس وغيرهما» . (2) لم نقف على روايته، والحديث رواه ابن حبان في "المجروحين" (1/130) ، والطبراني في "الأوسط" (2358) ، و"الصغير" (214) ، والبيهقي في "الشعب" (9581) ، وتمام في "فوائده" (1647/الروض البسام) من طرق عن إسماعيل بن رجاء، به. ومن طريق الطبراني رواه الخطيب في "المتفق والمفترق" (1/400) ، ومن طريق ابن حبان رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" (1038) . قال ابن حبان: «وهذا خبرٌ باطلٌ؛ لا الأعمش حدَّث به، ولا سعيد رواه، ولا أبو هريرة أسنده، ولا رسول الله (ص) قاله» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش إلا موسى، تفرد به إسماعيل» . وقال الخطيب: «هذا حديثٌ غريب من حديث الأَعْمَشِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عن أبي هريرة، تفرَّد به مُوسَى بْنِ أَعْيَنَ، عَنِ الأَعْمَشِ، ولم نكتبه إلا من رواية إسماعيل، عن موسى» . وقال البيهقي: «تفرَّد به إسماعيل بن رجاء، عن موسى ابن أعين» . الحديث: 2457 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 207 (ص) : مَنْ جَاعَ أَوِ احْتَاجَ، فَكَتَمَهُ النَّاسَ (1) وَأَفْضَى بِهِ إِلَى اللهِ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ أَنْ يَفْتَحَ لَهُ رِزْقَ سَنَةٍ مِنْ حَلاَلٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: مُوسَى، عَنْ شيخٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير. 2458 - وسمعتُ (2) أَبِي قَالَ: روى أحمدُ ابنُ يزيدَ (3) الحَرَّانيُّ [الوَرْتَنِيسيُّ] (4) ، عَنْ فُلَيحٍ (5) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرةَ: أنَّ   (1) قال في "المصباح المنير" (2/525) : «كتمتُ زيدًا الحديثَ كَتْمًا، من باب قتل، وكِتْمانًا؛ بالكسر؛ يتعدى إلى مفعولين، ويجوز زيادة «مِن» في المفعول الأول؛ فيقال: كتمت من زيد الحديثَ» . (2) نقل هذا النص ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/51-52) . ونقل الذهبي في "ميزان الاعتدال" (1/164) قول أبي حاتم: «هذا حديث باطل» . (3) في (ت) و (ك) : «زيد» . (4) في جميع النسخ: «الورنيسي» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (2/82) ، و"الأنساب" للسمعاني (4/477) ، وضبطها السمعاني بفتح الواو وسكون الراء وفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها وكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخره السين المهملة، وكذا في "معجم البلدان" (5/370) ، وكذا ضبطها ابن حجر في "التقريب" (128) إلا أنه قال: «وكَسْر النون الثقيلة» . وروايته أخرجها أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/319) ، وعنه أبو نعيم في"تاريخ أصبهان" (1/230) . (5) هو: ابن سليمان أبو يحيى المدني. الحديث: 2458 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 208 النبيَّ (ص) مَرَّ بِبقعةٍ مِنَ الْبِقَاعِ بَيْنَ البَقِيع والمَناصِعِ (1) ، فَقَالَ: نِعْمَ مَوْضِعُ الحَمَّامِ هَذَا، فاتُّخِذَ حَمَّامًا. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وَلَيْسَ له أصلٌ، و [الوَرْتَنِيسيُّ] (2) أدركتُه، وَكَانَ ضعيفَ الْحَدِيثِ. 2459 - وسألتُ أبي عن حديثٍ رواه عُبَيدالله بن عمرو (3) ، عن عبد الكريم (4) ، عَنْ عِكرمةَ، عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِيَّاكُمْ وَالْخَلْوَةَ؛ أَن يَخْلُوَ الرَّجلُ وَحدَهُ؟ قال أبي: حدَّثنا عبد الله بن جعفر، عن عُبَيدالله، هكذا. ورواه إسرائيل (5) ، عن عبد الكريم، عن عِكرمةَ، عن النبيِّ (ص) ،   (1) المَنَاصِع: قيل: هي المواضع التي يُتخلَّى فيها لقضاء الحاجة، واحدها: مَنْصَعٌ. وقيل: هي اسم لمواضعَ مخصوصةٍ خارجَ المدينة كانوا يتبرَّزون فيها. وظاهر الحديث هنا وقولُه في حديث آخر في البخاري = = ومسلم: «كُنَّ يَخرُجْنَ إلى المناصع وهو صعيدٌ أَفْيَحُ» - أي: واسع - يشهد لكونه مكانًا مخصوصًا. وانظر "تهذيب اللغة" (2/36-37) ، و"مشارق الأنوار" (1/394) ، و (2/15) ، و"النهاية" (5/64) ، و"شرح النووي" (17/106) ، و"فتح الباري" (1/249) . (2) في جميع النسخ: «الورنيسي» ، وانظر التعليق في الصفحة السابقة. (3) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/278 و299 رقم 2510 و2719) ، والبزار في "مسنده" (2022/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2588 و2589) ، والحاكم في "المستدرك" (2/102) . (4) هو: ابن مالك الجزري. (5) هو: ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي. ولم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (34201/ط. اللحيدان) من طريق شريك، عن عبد الكريم، عن عكرمة قال: نهى رسول الله (ص) أن يسلك الرجل القَفْرَ وحده. الحديث: 2459 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 209 مُرسَلً (1) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: جميعًا ثِقَتين (2) ، إسرائيلُ ثقةٌ؛ وعُبَيدُالله ثقةٌ؛ ذَاكَ زَادَ رَجُلا، وَهَذَا نَقَصَ. قلتُ (3) : المتصلُ محفوظٌ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي. 2460 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ (4) ، عن   (1) قوله: «مرسل» سقط من (ت) و (ك) . وقد حذفت ألف تنوين النصب من «مرسل» على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يكون بالألف؛ لأنَّه خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: «قال أبي: هما جميعًا ثقتان» ؛ لكنَّ لِمَا في النسخ وجوهًا في العربية ذكرناها في التعليق على «هما جميعًا صحيحين» في المسألة رقم (25) . (3) في (أ) و (ش) : «قال» . (4) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1437) ، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات" (54) ، والطبراني في "الأوسط" (3642) ، وفي "الصغير" (484) ، وابن عدي في "الكامل" (6/317) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/34) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (752) ، والبيهقي في "الشعب" (8781) ، والبغوي في "الأنوار في شمائل النبي المختار" (662) . قال الطبراني: «لم يروه عن ابن جريج إلا مسلمة، تفرد به هشام» . وقال البيهقي: «إسناده غير قوي» . وقال ابن حجر في "الفتح" (10 /113) : «هذا حديث ضعيف جدًّا، تفرد به مسلمة بن عُلي؛ وهو متروك» . وعدَّه ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/77) من منكرات مسلمة. وانظر "السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (145) . الحديث: 2460 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 210 مَسْلَمةَ (1) بْنِ عُلَيٍّ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (2) ، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أنسٍ (4) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ كَانَ لا يَعُودُ مَرِيضًا إلا بعدَ ثلاثة أيام ٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ موضوعٌ (5) . قلتُ: ممَّن هُوَ؟ قَالَ: مَسْلَمةُ (6) ضعيفُ الحديث.   (1) في (ك) : «سلمة» . (2) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (3) هو: حميد بن أبي حميد الطويل. (4) قوله: «عن أنس» تكرر في (ف) . (5) نقل قول أبي حاتم، الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (4/110) ، وابن حجر في "فتح الباري" (10/113) ، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" (1/463) ، وجاءت العبارة عند ابن حجر: «وقد سئل عنه أبو حاتم فقال: هو حديث باطل» . وعند البوصيري: «قال أبو حاتم: هذا باطل منكر» . (6) في (ش) : «مسلم» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 211 .. تَمَّ (1) الجُزْءُ الرابعَ عَشَرَ، بِحَمْدِ اللهِ تعالى وعَونِهِ وتَوْفِيقِهِ (2) ، ويَتْلوهُ (3) في الجُزْءِ الخامسَ عَشَرَوسمعتُ (4) أَبِي قَالَ: لا أعلمُ أنِّي (5) عَثَرْتُ على أبي هارون [البكَّاءِ] (6) شَيْءً (7) مِنْ حَدِيثِ، إِلا مَا رَوَاهُ عَنِ اللَّيْث، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عن جابر (8) والحمدُ لله ربِّ العالمينَ، وصَلَواتُهُ (9) على سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ (10) وصَحْبِهِ وسَلَّمَ (11)   (1) المثبت من (ف) ، وفي (أ) : «ثم» . ومن هنا إلى نهاية الجزء، ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وأثبتناه من (أ) ، وفي (ف) نحوه، وبينهما فروق تذكر في موضعها. وفي حاشية (ش) : «آخر الجزء الرابع عشر» . (2) قوله: «وتوفيقه» ليس في (ف) . (3) زاد بعده في (ف) : «إن شاء الله» . (4) قوله: «وسمعت» جاء بدله في (ف) : «في حديث يقول فيه: سمعت» . (5) قوله: «أني» من (ف) فقط، وليس في (أ) ، وهو موجود فيها في الموضع الآتي في أول المسألة رقم (2461) . (6) في النسختين (أ) و (ف) : «البكالي» . وانظر التعليق عليه في المسألة المشار إليها في بدايةِ الجزءِ الخَامِسَ عَشَرَ، وهي برقم (2461) . (7) كذا في جميع النسخ: «شيء» ، وانظر توجيهها من جهة العربية في المسألة المذكورة. (8) من قوله: «إلا ما رواه ... » إلى هنا، من (أ) فقط. (9) زاد بعده في (ف) : «وسلامه» . (10) في (ف) : «محمد سيد المرسلين وعلى آله» . (11) قوله: «وسلم» في (ف) : «أجمعين» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 212 بسم الله الرَّحمن الرَّحيموصلَّى الله على سيِّدنا محمَّدوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسليمًا كثيرًاالجُزْءُ الخامِسَ عَشَرَ (1) في ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِيالآدَابِ والطِّبِّ، والمُجَازَاةِ عَلَى المَعْرُوفِ، والفَضَائِلِ (2) 2461 - قَالَ أَبُو محمَّد (3) : وسمعتُ أَبِي قَالَ: لا أعلمُ أَنِّي عَثَرْتُ على أبي هارون [البَكَّاءِ] (4) شَيْءً (5) مِنْ حديثٍ، إِلا مَا رَوَاهُ عَنِ اللَّيث (6) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (7) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: مَنِ اعتَذَر إِلَيْهِ أخوهُ فَلَمْ يَعذِرْهُ، فإنَّ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مَا على العَشَّار (8) ، وصاحب المَكْسِ (9) .   (1) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) ، وزاد بعده في (ف) : «من "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" يشتمل على» . (2) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (3) قوله: «قال أبو محمد» من (أ) و (ش) فقط. (4) المثبت من (ك) ، وفي بقية النسخ: «البكالي» ، وتقدم على الصَّواب في المسألة (1157) و (1253) و (1720) و (1948) و (1949) ، ومثلُهُ في المسألة (2594) ، وكذا في "الجرح والتعديل" (8/160 رقم 712) ، وذكر أن اسمه: موسى بن محمد. (5) كذا في جميع النسخ، وفي الموضع السابق من "الجرح والتعديل": «بِشَيْءٍ» ؛ وهو الجادَّة، لكنْ يخرَّج ما وَقَعَ في النسخ على أنَّ «شَيْءً» منصوبٌ على نزع الخافض، وكُتِبَ على لغة ربيعة بحذف ألف تنوين النصب، وانظر التعليق على المسألتين رقم (12) و (34) . (6) هو: ابن سعد. (7) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (8) العَشَّار: هو الذي يأخذ عُشْرَ أموال الناس ظُلمًا كما يصنعُ بعضُ الملوك، أو على ما كان يأخُذُهُ أهل الجاهليَّة. انظر "النهاية" (3/238-239) . (9) في (ت) و (ك) : «المكر» . والمَكْسُ: الضَّريبة التي يأخُذُها الماكِسُ، وهو العَشَّار. "النهاية" (4/349) . الحديث: 2461 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 213 فوجدتُّ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلا بعدُ: حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ كاتبُ اللَّيث (1) ، عَنِ اللَّيث، عمَّن حدَّثه، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ. فسَكَنَ قَلْبِي، وظننتُ أنَّ اللَّيثَ لعلَّه لم يذكُر لهم الخَبرَ (2) ، فأرسلَهُ لهم، فلم (3) يَضبِطْهُ أَبُو هَارُون. 2462 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بن شُرَحْبيل (4) ،   (1) هو: عبد الله بن صالح. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (8/283 رقم 8644) من طريق المطلب ابن شعيب، والبيهقي في "الشعب" (7985) من طريق الحسن بن بشر، كلاهما عن عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني إبراهيم بن أعين، عن أبي عمرو العبدي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي الزبير إلا أبو عمرو العبدي، ولا عن أبي عمرو إلا إبراهيم بن أعين، تفرَّد به الليث» . وأخرجه الحارث في "مسنده" (885/بغية الباحث) ، وابن حبان في "الثقات" (8/388) من طريق الحسن ابن عمارة، عن أبي الزبير، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/306 رقم 1029) من طريق علي بن قتيبة الرفاعي، نا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : «مَنِ اعتُذِرَ إليه فلم يقبَلْ، لم يَرِد عليَّ الحَوضَ» . (2) أي: لم يصرَّح بالسماع. (3) قوله: «فلم» سقط من (ك) . (4) هو: سليمان بن عبد الرحمن المعروف بابن بنت شرحبيل. انظر التعليق على المسألة المتقدمة برقم (1186) . وروايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (1/319) ، والطبراني في "الأوسط" (3/220 رقم 2969) ، وفي "الصغير" (1/177 رقم 261) ، وابن عدي في "الكامل" (3/373) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/398) ، و (2/207) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/204) ، جميعهم عن سليمان بن عبد الرحمن، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن عمر بن الخطاب، به. كذا في جميع مصادر التخريج بزيادة الحسن بين قتادة وأنس. وذكره البرذعي في "سؤالاته" (549) من طريق سليمان بن عبد الرحمن، عن الوليد، به. ولم يذكر في إسناده الحسن. الحديث: 2462 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 214 عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ سَعِيدُ بْنُ بَشير، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ عُمَرَ: أنَّ رسولَ الله (ص) نَهَى عَنْ حَلْقِ القَفا، إِلا عِنْدَ الحِجامَة؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ! يُمْكِنُ أَنْ يكونَ دَخَلَ لَهُمْ حديثٌ فِي حَدِيثٍ (1) . قَالَ أَبِي: ورأيتُ (2) هَذَا الحديثَ فِي كتاب سُلَيمان بْن شُرَحْبيل، فلم أكتبه، وكان سُلَيمانُ عندي فِي حَيِّزٍ (3) لو أنَّ رجلا وَضَعَ له لم يفهم، وكذلك هشامُ بنُ عمَّار؛ كُلُّ ما دُفِعَ إليه قرأَهُ، وكذا كَانَ هشامُ بْن خَالِد؛ كانوا لا يُميِّزون، وكان دُحَيْمٌ (4) يُمَيِّز ويَضبِطُ حديثَ نفسِه. 2463 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبَّاد بن منصور (6) ، عن   (1) قال ابن عساكر في الموضع السابق - بعد أن أخرج الحديث من طريق أبي سعيد بن الأعرابي، عن أبي بكر محمد بن الوليد، عن سليمان بن عبد الرحمن، به-: «فذكرته لابن أبي السري فقال: حدثنا عمر بن عبد الواحد، عن روح بن محمد، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : "حَلقُ القَفا من غير حِجامَة مجوسيَّة". قال ابن أبي السري: فذكرته للوليد فقال: حدثنا رجل، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عمر بن الخطاب قال: نهى رسول الله (ص) عن حَلق القَفا من غير حِجامَة. وقال ابن أبي السري: فكنا نرى أن الوليد دلَّسه عن عمر بن عبد الواحد» . وذكر البرذعي في الموضع السابق أنه سأل أَبَا زُرْعَةَ عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فقال: «باطل! ليس هذا من حديث الوليد» . (2) في (ت) و (ك) : «روايته» . (3) في (ك) : «في جند» . (4) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. (5) هذه المسألة بتمامها سقطت من (أ) و (ش) . (6) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2803) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/484) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23480 و25627) ، وأحمد في "مسنده" (1/354 رقم 3318 و3320) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (573) ، وابن ماجه في "سننه" (3499) ، والترمذي في "جامعه" (1757 و2048) ، وفي "الشمائل" (48 و49) ، وفي "العلل الكبير" (528) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2694) ، وابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/471/مسند ابن عباس) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/136) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/166) ، والطبراني في "الكبير" (11/257 رقم 11888) ، وابن عدي في "الكامل" (2/32) ، والحاكم في "المستدرك" (4/408) . جاء في إسناد العقيلي وابن عدي: عن عباد بن منصور حدثنا عكرمة. قال الترمذي في "جامعه": «حديث ابن عباس حديث حسن غريب، لا نعرفه على هذا اللفظ إلا من حديث عباد بن منصور» . وقال في "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَن هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هُوَ حديث محفوظ، وعباد بن منصور صدوق» . الحديث: 2463 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 215 عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) ؛ فِي الكُحْل (1) ؟ قَالَ أَبِي: عبَّادٌ لَيْسَ بقويِّ الْحَدِيثِ، ويَروي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى (2) ، عَنْ داودَ ابن حُصَين، عَنْ عِكرمَة، فَأَنَا أَخْشَى أَنْ يكونَ مَا لَمْ يُسَمِّ (3) : إبراهيمَ (4) ، فَإِنَّمَا هُوَ عَنْهُ مُدَلَّسةً (5) .   (1) ولفظه: «عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ، وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ» . وزَعَمَ [يعني: ابْنِ عبَّاسٍ] أنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) كَانَتْ لَهُ مُكْحُلَةٌ يَكتَحِلُ بها كُلَّ ليلةٍ، ثلاثًا فى هذه، وَثَلاَثًا فى هذه. (2) هو: إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يحيى الأسلمي. (3) أي: في عنعنة عباد بن منصور. (4) قوله: «إبراهيم» مكرر في (ف) ، والمعنى: أن أبا حاتم يخشى أن تكون الأحاديث التي يرويها عبَّاد عن عكرمة إنما أخذها عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عكرمة، فدلسها عباد فرواها عن عكرمة مباشرة ولم يذكر إبراهيم ولا داود. (5) كذا في جميع النسخ، فإما أن يكون قوله: «مدلسة» متصحفًا عن «فدلَّسه» ، أو «مُدَلَّسٌ» ؛ يعني هذا الحديث. أو يكون قوله: «هو» متصحفًا عن «هي» ، فتكون العبارة: «فإنما هي عنه مدلَّسة» ؛ يعني الأحاديث التي يرويها عن عكرمة، ويدل عليه التعليق السابق. ويوضحه قوله في "الجرح والتعديل" (6/86 رقم 438) : «سألت أبي عن عبَّاد بن منصور؟ قال: كان ضعيفَ الحديث، يُكتَب حديثُه، ونرى أنه أخذ هذه الأحاديثَ عَنِ ابْنِ أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عن ابن عباس» . اهـ. = ... وأخرج العقيلي في "الضعفاء" (3/136) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/166) من طريق أحمد بن داود قال: سمعت علي بن المديني يَقُولُ: سمعتَ يَحْيَى بْن سَعِيد القطان يقول: قلت لعباد بن منصور الناجي: عمَّن سمعت: «مَا مَرَرْتُ بِمَلإٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ» ، «وأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يكتَحِل بالليل ثلاثًا» ؟ فقال: حدثني ابن أَبِي يَحْيَى، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الحصين، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ومن طريق العقيلي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (41/74) . قال ابن حبان: «وكل ما روى عن عكرمة سمعه من إِبْرَاهِيم بْن أَبِي يَحْيَى عن داود بن الحصين؛ فدلَّسها عن عكرمة» . ورواية دواد بن الحصين عن عكرمة منكرة، وابن أبي يحيى متروك. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 216 2464 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ عِمران (1) ، عَنْ يَحْيَى - يَعْنِي: ابْنَ الضُّرَيس - عَنْ سُفيان، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي وَائِلٍ (2) ، عَنْ عبد الله (3) ؛ قال: قال (4) : أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلا تَرُدُّوا الهَدِيَّةَ، ولا تَضْرِبُوا المُسْلِمِينَ؟   (1) روايته أخرجها ابن حبان في "روضة العقلاء" (ص 242) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/160-161) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/128) . وجاء في إسناد ابن حبان زيادة مسلم بن إبراهيم بين يحيى وسفيان. قال أبو نُعيم: «غريب من حديث الثوري تفرَّد به يحيى ابن الضريس» . وأخرجه الدارقطني في "العلل" (5/105) من طريق عَلِيُّ بْنُ قادم، عَنِ الثَّوْرِيِّ، به. وقال عن هذه الرواية: «وهو وهم، والصَّواب عن علي بن قادم، عن إسرائيل» . (2) هو: شقيق بن سلمة. (3) هو: ابن مسعود ح. (4) أي: رسول الله (ص) . الحديث: 2464 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 217 قَالَ أَبِي: فَنَظَرُوا فِي كُتُبِ يَحْيَى فَلَمْ يُصِيبُوهُ عَنِ الثَّوري (1) . 2465 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ (2) عيَّاش (3) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَعِنْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا. وَرَوَاهُ أَبُو أُسَامَةَ (4) ، وعَبْدَةُ بنُ سُلَيمان، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) ... ؟   (1) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/404 رقم 3838) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (157) ، والحارث في "مسنده" (404 و405/بغية الباحث) ، والبزار في "مسنده" (1698) ، والشاشي في "مسنده" (590 و591) ، والطبراني في "الكبير" (10/197 رقم 10444) ، جميعهم من طريق إسرائيل، عن الأعمش، به. جاء في إسناد الحارث زيادة: إبراهيم، بين الأعمش وأبي وائل. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (21979) ، والبزار في "مسنده" (1697) ، والشاشي في "مسنده" (597) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (4/296-297) جميعهم من طريق عمر بن عبيد الطَّنافسي، عن الأعمش، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (5412) ، ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5603) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن عبد الله إلا عمر بن عبيد وإسرائيل» . وذكر الدارقطني في "العلل" (750) أنه حدَّث به عن الأعمش: عمر بن عبيد الطنافسي، وإسرائيل، وقيس ابن الربيع. (2) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1/202 رقم 649) . وأخرجه ابن منده في "الفوائد" (ص 68) من طريق النضر بن شميل، عن هشام بن عروة، به. (4) هو: حمَّاد بن أسامة. الحديث: 2465 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 218 قَالَ أَبِي: والمُرسَلُ أصحُّ (1) . 2466 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ حمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَسْمَاءِ بْنِ عُبَيد، عَنْ رجلٍ، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: كنَّا جُلُوسًا فِي بَيْتِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، فتحرَّكَت حَيَّةٌ، فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: دَعُوها! ثُمَّ أَنْشَأَ يحدِّثنا؛ قَالَ: كَانَ رجلٌ يومَ الخَندق أَقْبَلَ وَبِيَدِهِ رُمْحٌ، فَرَأَى امرأتَه جَالِسَةً خَارِجَةً مِنَ الْبَيْتِ، فأَهْوى إِلَيْهَا، فَقَالَتْ: لا تَعْجَل! ادخُل الْبَيْتَ ... وذكَرَ الحديثَ، فقال رسولُ الله (ص) : إِنَّ لِهَذِهِ البُيُوتِ عَوَامِرَ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَحَرِّجُوا عَلَيْهَا ثَلاثًا (2) ، فَإِنْ ذَهَبَتْ وإِلاَّ فَاقْتُلُوهُ (3) ؛ فَإِنَّمَا هُوَ كَافِرٌ؟   (1) أصل الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (2443) من حديث أنس بن مالك ح قال: قال رسول الله (ص) : «انصُر أخاكَ ظالمًا أو مَظلومًا» . وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2584) من حديث أبي الزبير، عن جابر بلفظ: «ولْيَنصُر الرجلُ أخاهُ ظالمًا أو مَظلومًا، إن كان ظالمًا فَلْيَنهَهُ فإنه له نصرٌ، وإن كان مظلومًا فَلْينصُره» . (2) قال ابن الجوزي في "كشف المشكل" (3/175) : «المراد بالعوامر: الجنُّ، يقال للجنِّ: عَوَامِرُ البيت، وعُمَّار البيت، والمراد: أنهنَّ يطولُ لبثهنَّ في البيوت، وهو مأخوذ من العمر، وهو طول البقاء، وقوله: «فحرِّجوا عليها» ، أي: قولوا: أنت في حَرَجٍ، أي: في ضِيق، إنْ عُدتِّ إلينا، فلا تلومينا أن نضيِّق عليك بالطَّرد والتَّتبُّع» . ونحوه في "فتح الباري" (6/349) وغيره، وزاد في "الفتح"، قال: «واختلف في المراد بالثلاث، فقيل: ثلاث مرات، وقيل: ثلاثة أيام» . اهـ. واختلف أيضًا في المراد بالبيوت: هل هي المساجد، أو بيوت المدينة النبوية، أو جنس البيوت عامَّة. وانظر في هذا كلِّه: "شرح النووي على صحيح مسلم" (14/229-230 و235-236) ، و"تقريب الأسانيد" للعراقي (8/122-123) ، و"تحفة الأحوذي" (5/51-52) ، و"النهاية" (3/298) . (3) كذا في جميع النسخ، والجادة: «فإن ذَهَب، وإلا فاقتلوه» كما في الموضع الآتي من "صحيح مسلم" و"سنن النسائي الكبرى" (10809) ، لكن لعل ما في النسخ يتخرَّج على أنَّ اختلاف التذكير والتأنيث في الضمائر اختلف باختلاف المرجع، فأنِّث في «ذهبت» لأنَّه يرجع إلى «العوامر» ، وذكِّر في «فاقتلوه» لرجوعه إلى «شيئًا» ، وهو المرئيُّ الذي لم يذهب بالإنذار، والله أعلم. الحديث: 2466 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 219 قَالَ (1) أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ مالكٌ (2) ، وعُبَيدُالله بنُ عُمَرَ (3) ، عَنْ صَيْفيٍّ (4) ، عَنْ أَبِي السَّائب (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن (6) النبيِّ (ص) ،   (1) قوله: «قال» مطموس في (ك) . (2) روايته أخرجها في "الموطأ" (2/976-977) ، ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (2236) ، وأبو داود في "سننه" (5259) ، والترمذي في "جامعه" (1484) ، والنسائي في "الكبرى" (8871 و10808) ، وابن حبان في "صحيحه" (5637) . قال الدارقطني في "العلل" (11/279) : «رواه مالك ابن أنس، عَنْ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي السَّائب، عن أبي سعيد، وهو الصَّواب» . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/27 رقم11215) ، والترمذي في "جامعه" (1484) من طريق عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صيفي، عن أبي سعيد الخدري. ليس فيه أبو السائب. قال الترمذي: «هكذا روى عبيد الله بن عمر هذا الحديث: عن صيفي، عن أبي سعيد، وروى مالك بن أنس هذا الحديث عَنْ صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ مولى هشام بن زُهرة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وفي الحديث قصَّة، حدثنا بذلك الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا مالك. وهذا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عمر، وروى محمد بن عجلان عن صيفي نحو رواية مالك» . ورواية محمد بن عجلان أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/41 رقم11369) ، ومسلم في "صحيحه" (2236) ، وأبو داود في "سننه" (5257 و5258) . وقال الدارقطني في "الأفراد" (272/ب/أطراف الغرائب) : «كذا رواه عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صيفي، عن الخدري، وإنما رواه صَيْفِيٍّ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ الخدري» . (4) هو: ابن زياد، الأنصاري، مولى ابن أفلح. (5) هو: مولى هشام بن زُهْرَة، يقال: اسمه عبد الله بن السائب. (6) قوله: «أبي سعيد عن» مطموس في (ك) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 220 ونرى أنَّ هَذَا الرَّجلَ الذي روى عنه أسماءُ بنُ عُبَيد هو (1) : صَيْفيّ، وليس للسَّائب بْن يَزِيد معنى (2) . 2467 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ الأنصاريُّ (4) ، عَنْ رجلٍ، عَنْ عَمْرَة (5) ، عن عائِشَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا زَالَ جِبْريلُ يُوصِينِي بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ. قلتُ لأَبِي: مَنْ هَذَا الرجلُ الَّذِي لَمْ (6) يُسَمِّه يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ؟ قَالَ: أَحسَبُ أَنَّهُ أَبُو بَكْرِ بْنِ محمَّد بْنِ عَمْرِو بن حَزْم (7) .   (1) في (ت) و (ك) : «وهو» . (2) أخرج مسلم الحديث في "صحيحه" (2236) من طريق جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ أسماء بن عبيد يحدِّث عن رجل يقال له: السَّائب - وهو عندنا أبو السَّائب -؛ قال: دخلنا على أبي سعيد ... ، الحديث. وكذلك أخرجه الطيالسي في "مسنده" (2357) ، والنسائي في "الكبرى" (10809) من طريق جرير بن حازم. (3) انظر المسألة رقم (2221) . (4) الراوي عنه هو يحيى بن سعيد القطان كما في"العلل" للدارقطني (5/100/أ) . وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/52 رقم 24260) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيد القطان، وفيه: «قال يحيى [يعني القطان] : أُراه سمَّى لي أبا بكر بن محمد، ولكن نُسِّيتُ اسمه» . (5) هي: بنت عبد الرحمن. (6) قوله: «لم» سقط من (ك) . (7) هذا هو الصَّواب، فقد أخرج البخاري ومسلم الحديث من طرق عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ ابن عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عن عائشة به. "صحيح البخاري" (6014) ، و"صحيح مسلم" (2624) . وهذا الذي رجَّحه الدارقطني أيضًا؛ فإنه ذكر في "العلل" (5/99/ب - 100/أ) هذا الحديث، والاختلافَ فيه، ثم قال: «وقال يَحْيَى القطَّان: عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن رجل لم يُسَمِّه، عن عمرة، عن عائشة، والصَّحيحُ من ذلك: ما رواه زهير بن معاوية، والليث، ومن تابعهما، عن يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ محمد، عن عمرة، عن عائشة» . الحديث: 2467 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 221 2468 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق (1) ، عن عبد الله بن عمر، عن عيسى ابن عبد الله بْنِ أُنَيس، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ النبيَّ (ص) دَعَا يومَ أُحُدٍ بماءٍ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ بِإداوَةٍ (2) فَقَالَ: اخْنِثْ فَمَ الإِدَاوَةِ (3) ، وَاشْرَبْ. قلتُ لأَبِي: رَوَاهُ يحيى القطَّان (4) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عِيسَى الأَنْصَارِيِّ: أنَّ النبيَّ (ص) . قلتُ لأبي: أيُّهما أصَحُّ؟   (1) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1891) ، والطبراني في "الأوسط" (3/8 رقم 2306) ، والبيهقي في "الشعب" (5622) بلفظ: «رأيت النبيَّ (ص) قام إلى قِرْبَة معلَّقة فخنَثَها، ثم شرب من فيها» . (2) الإداوَة: إناءٌ صغيرٌ من جلد يُتَّخَذ للماء. "النهاية" (1/33) . (3) خَنَثَ فَمَ السِّقاء ونحوه: ثَنَى فَاهُ وكَسَرَهُ إِلى خَارِجٍ، فشَرِبَ مِنْه، كاخْتَنَثَهُ، وإِن كسَرَه إِلى داخل، فقد قَبَعَهُ، وقيل: خَنَث فمَ السِّقاءِ: إِذا قَلَبَ فَمَه داخِلاً كانَ أَو خَارِجًا، وكلُّ قَلْبٍ يقالُ له: خَنْثٌ، وأَصلُ الاخْتِناثِ: التَّكَسُّرُ والتَّثَنِّي. انظر "تاج العروس" (3/207- خنث) . (4) روايته أخرجها مسدد في "مسنده" كما في "النكت الظراف" لابن حجر (4/276) . وأخرجه أبو داود في "سننه" (3721) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/106) ، والبيهقي في "الشعب" (5621) ، وبِيبى بنت عبد الصمد في "جزئها" (71) ، جميعهم من طريق عبد الأعلى، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ عِيسَى بْنِ عبد الله، عن أبيه، به. قال المزي في "تحفة الأشراف" (4/276) : «قال أبو عبيد الآجرِّي، عن أبي داود: هذا لا يُعرف عن عبيد الله بن عمر، والصَّحيح حديث عبد الرزاق، عن عبد الله بن عمر» . الحديث: 2468 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 222 قَالَ: جَمِيعًا صحيحَين (1) ، قد روى هَذَا الحديثَ غيرُهما، ولم يُسَمِّ والدَ عِيسَى؛ وقال: عَنْ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ (2) . 2469 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بِشْرٌ - يَعْنِي: ابْنَ المُفَضَّل (4) - عَنْ عُمارَة بْنِ غَزِيَّة؛ قَالَ: حدَّثني رجلٌ مِنْ قَوْمِي، عن جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ (5) ؛ فَلْيَجْزِ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؛ فَلْيُثْنِ بِهِ، فَمَنْ أَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَ، ومَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الرجلُ هُوَ شُرَحْبيلُ بنُ سعد (6) .   (1) كذا في جميع النسخ! والجادَّة: «صحيحان» ؛ لأنَّ التقدير: «هما جميعًا صحيحان» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، وقد أبنَّا عن وجوه ذلك في التعليق على المسألة رقم (25) و (759) . (2) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث ليس إسناده بصحيح، وعبد الله بن عمر العُمَري يضعَّف في الحديث ولا أدري سمع من عيسى أم لا؟» . وقال الطبراني في الموضع السابق: «لا يُروى هذا الحديث عن عبد الله بن أنيس إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به عبد الرزاق» . (3) ستأتي هذه المسألة عن أبي زرعة برقم (2569) ، وانظر رقم (2328) و (2448) . (4) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4813) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2137) ، والبيهقي في "الشعب" (8687) ، وفي "الآداب" (254) . ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (6/182) . قال أبو داود: «رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَن عُمَارَةُ بْنُ غزيَّة، عَنْ شُرَحْبِيلَ، عن جابر» ، ثم قال: «وهو شرحبيل - يعني رجلاً من قومي - كأنهم كرهوه، فلم يسمُّوه» . (5) أي: فوجَدَ ما يَجزِي به. (6) الحديث أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (1147) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (215) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/182) ، وفي "الشعب" (8688) ، وفي "الآداب" (255) ، والخطيب البغدادي في "الموضح" (2/166) ، جميعهم من طريق يحيى بن أيوب، وأخرجه الحارث في "مسنده" (916/بغية الباحث) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/119) من طريق إبراهيم بن طهمان، كلاهما عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غَزِيَّةَ، عَنِ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَابِرِ بن عبد الله، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3415) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (485) من طريق زَيْدِ بْنِ أَبِي أنيسة، عَنْ شرحبيل بن سعد الأنصاري، عن جابر، به. الحديث: 2469 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 223 2470 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (1) ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يزيد، عن حَبِيب ابن عُبَيد (2) ، عَنِ المِقْدام بْنِ مَعْدِي كَرِب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيُعْلِمْهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ أَعْلَمُ رَوَى هَذَا الحديثَ عَنْ ثَوْرٍ إِلا يَحْيَى القطَّانُ وَأَبُو هَمَّام محمدُ بنُ الزِّبْرِقان (3) ، وَلَيْسَ هَذَا الحديثُ بالشَّام. قَالَ أَبُو محمد (4) : وحدَّثنا (5) يَزِيدُ بْنُ سِنان (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ القطَّان ... ، بِهَذَا الحديث.   (1) سيأتي تخريج روايته آخر المسألة. (2) في (ت) : «عبد» . (3) في (ك) : «الزبير» . ورواية محمد بن الزِّبرقان أخرجها ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/106) . وقولُ أبي حاتم: «إِلا يَحْيَى الْقَطَّانُ، وَأَبُو هَمَّامِ» يجوز فيه الرفع والنصب، لكنَّه جاء هنا على الرفع. وانظر التعليق على المسألة رقم (308/أ) . (4) قوله: «قال أبو محمد» سقط من (ف) . وأبو محمد هو: ابن أبي حاتم نفسُه. (5) في (ت) و (ك) : «حدثنا» بلا واو. (6) روايته أخرجها أيضًا ابن حبان في "صحيحه" (570) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/130 رقم 17171) عن يحيى بن سعيد، به. ومن طريق أحمد أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (4/58-59) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (542) ، وأبو داود في "سننه" (5124) ، والطبراني في "الكبير" (20/279 رقم661) ، وفي "مسند الشاميين" (1/282 رقم 491) ، والحاكم في "المستدرك" (4/171) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/99) جميعهم من طريق مسدَّد، وأخرجه الترمذي (2392) من طريق محمد بن بشار بُنْدار، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2440) من طريق محمد بن المثنى، وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الإخوان" (ص 115 رقم65) من طريق عبيد الله بن عمر الجشمي، والنسائي في "الكبرى" (10034) من طريق شعيب بن يوسف. جميعهم عن يحيى بن سعيد، به. ومن طريق النسائي أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (197) . قال الترمذي: «حديث المقدام حديثٌ حسن صحيح غريب» . وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث ثور، لم نكتبه إلا من حديث يحيى عنه» . وقال المزي في "تحفة الأشراف" (8/506) : «قال حمزة بن محمد الحافظ: هذا حديثٌ حسن من حديث ثور بن يزيد، لا أعلم أحدًا رواه عنه غير يحيى بن سعيد» . الحديث: 2470 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 224 2471 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حُصَين بْنُ نُمَير (2) ، عَنْ سُفيان بْن حسين، عَنِ الزُّهري، عَنْ سعيد بن المسيّب،   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2249) عن أبي حاتم، وانظر المسألة رقم (2301) . (2) روايته أخرجها أبو داود في"سننه" (2579) ، والحاكم في "المستدرك" (2/114) ، والبيهقي في "السنن" (10/20) . الحديث: 2471 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 225 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وقَدْ أَمِنَ أَنْ يُسْبَقَ فَلَيْسَ بقِمَارٍ، وإِنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وقَدْ أَمِنَ أَلاَّ يُسْبَقَ (1) فَهُوَ قِمَارٌ (2) ؟ قَالَ أَبِي: لا أعلمُ رَوَى هَذَا الحديثَ غيرَ ُ (3) حُصَين بْنُ نُمَير، عَنْ سُفيان بْنِ حُسَيْنٍ، وَسَعِيدِ بْنِ بَشير (4) ، وَأَرَى أَنَّهُ كلامُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ. 2472 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الوارث (6) ، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عَنْ يَعْلى بْنِ مُرَّة: أنَّ النبيَّ (ص) رَأَى رَجُلا مُتَخَلِّقًا (7) ، فَقَالَ: أَلَكَ امْرَأَةٌ؟ ، فَقَالَ (8) : لا؛ قَالَ: اذْهَبْ (9) فَاغْسِلْهُ، ثُمَّ اغْسِلْهُ، ثُمَّ لا تَعُدْ؟   (1) في (ك) : «أمن لا يسبق» . (2) كذا جاء متن الحديث في جميع النسخ، والصواب في المعنى على عكس ذلك؛ فإنَّ متنه المعروف: «مَنْ أدخلَ فَرَسًا بَيْنَ فرسَين وهو لا يأمنُ أن يَسْبِقَ فليس بقِمارٍ، ومن أدخلَ فَرَسًا بَيْنَ فرسَين وَقَدْ أمنَ أن يَسْبِقَ فهو قِمار» . أخرجه أبو داود (2579) وغيره. (3) قوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على المسألة رقم (308/أ) والمسألة رقم (68) . (4) كذا قال! فلعله يعني من قرن رواية سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ وَسَعِيدِ بْنِ بشير عن الزهري، وإلا فقد رَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَغَيْرُهُ كما نصَّ عليه المؤلف في المسألة (2249) ، وتقدم تفصيل ذلك. ورواية سعيد بن بشير أخرجها أبو داود في "سننه" (2580) ، والحاكم في "المستدرك" (2/114) من طريق محمود بن خالد الدمشقي، وابن عدي في "الكامل" (3/372) من طريق القاسم بن الليث وعمر بن سنان وابن دحيم، عن هشام بن عمار، كلاهما (محمود وهشام) عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنِ سعيد بن بشير، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/62 رقم 3613) ، وفي "الصغير" (470) ، وفي "مسند الشاميين" (4/23 رقم 267) من طريق سعيد بن أوس الدمشقي، وابن عدي في "الكامل" (3/372) من طريق عبدان، كلاهما عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ الوليد ابن مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عن قتادـ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبي هريرة. وجاء في "المعجم الصغير": هشام بن خالد الأزرق بدل: هشام بن عمار. قال ابن عدي: «وذكر لنا عبدان في هذا الحديث قصة. وقال لُقِّن هشام بن عمار هذا الحديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هريرة، والحديث عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسيب» . قال ابن عدي: «وهذا الذي قاله عبدان غلطٌ وأخطأ، والحديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ الزهري أصوب من سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ؛ لأن هذا الحديث في حديث قتادة ليس له أصل ومن حديث الزهري له أصل، قد رواه عن الزهري سفيان بن حسين أيضًا» . (5) تقدمت هذه المسألة برقم (1478) . (6) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (2/184) . (7) أي: مُتَطَيِّبًا بالخَلُوق. والخَلُوقُ: طِيبٌ مُرَكَّبٌ يُتَّخذُ من الزَّعفران وغيره من أنواع الطِّيب، وتَغلِبُ عليه الحُمْرة والصُّفْرة. انظر "النهاية" (2/71) . (8) في (أ) و (ش) : «قال» . (9) في (أ) و (ش) : «فاذهب» . الحديث: 2472 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 226 قَالَ أَبِي: بَيْنَ عَطاء بْنِ السَّائب وبين يَعْلى ابن مُرَّة: أَبُو عَمْرِو بْنُ حَفْص (1) . 2473 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بنُ عُثْمَانَ العَسْكري (3) ، عَنْ ابْنِ العَذراء، عَنِ ابْنِ جُرَيج،   (1) مُختَلَف في اسمه وكنيته، فقيل اسمه: عبد الله بن حفص، وقيل: حفص بن عبد الله، وقيل في كنيته: أبو حفص بن عمرو، وقيل: أبو عمرو بن حفص، وهو مجهولٌ لم يرو عنه سوى عطاء بن السائب. انظر "التقريب" (3297) . وروايته على هذا الوجه أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (6/40) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/171 رقم 17552) ، والترمذي في "جامعه" (2816) ، والنسائي في "سننه" (5121 و5122) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (2/128) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/184-185) . وجاء عند ابن سعد وأحمد: أبو حفص بن عمرو أو أبو عمرو بن حفص، وكذلك إحدى الروايات عند الطحاوي. وجاء عند الترمذي: أبو حفص بن عمرو. قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن، وقد اختلف بعضهم في هذا الإسناد عن عطاء بن يسار» . قال ابن عبد البر: «هذا هو الصَّواب، وأما عطاء بن السائب فلم يسمع من يعلى بن مرة» . (2) نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج الكشاف" (1/65) ، ونقل بعضه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (رقم 1174) . (3) روايته أخرجها ابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/138) عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ عثمان، به. وجاء في المطبوع من "التفسير": سهل بن عثمان بن العذراء. ورواية سهل بن عثمان أخرجها أيضًا الطبراني في "الكبير" (10/263 رقم 10612) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/25) ، وفي "الجامع" (922) . وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (1/235 و3/446) من طريق الحسن بن علي النميري، عن فضل بن الربيع، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، به. قال العقيلي: «الحسن بن علي النميري كوفي مجهول، وفضل بن الربيع نحوه، ولا يتابعه عليه إلا من هو دونه أو = = مثله» . وذكر الذهبي في "الميزان" (3/353/ترجمة الفضل بن شهاب) أن إبراهيم بن عبد الله الخُتلي قال: قلت لابن معين: حدثنا الحماني، عن الفضل بن شهاب، عن ابن جريج فذكر الحديث. فقال يحيى: «كذب» . الحديث: 2473 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 227 عَنْ عَطاء (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: مَنْ لَبِسَ نَعْلاً صفراءَ لم يَزَلْ في سُرُورٍ مادامَ لابِسَها، وَذَلِكَ قولُ اللَّهِ (2) عزَّ وجلَّ: {صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} (3) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ (4) . 2474 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أسباطُ بنُ محمَّد، عَنِ أَبِي رَجَاءٍ الخُراساني (6) ، عَنْ عبَّاد بْنِ كَثِيرٍ، عَنِ الجُرَيري (7) ، عَنْ أَبِي نَضْرَة (8) ، عَنْ جَابِرٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الخُدري؛ قَالا: قَالَ رسولُ الله (ص) : الغِيبَةُ أشَدُّ مِنَ الزِّنَى، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ «الغيبةُ أشدُّ من الزِّنى» (9) ؟! قال: إِنَّ الرَّجُلَ قَدْ يَزْنِي (10) ثُمَّ يَتُوبُ، فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ، وإِنَّ صَاحِبَ الغِيبَةِ لا يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ؟   (1) قوله: «ابن جريج عن عطاء» مطموس في (ك) . وعطاء هو: ابن أبي رباح. (2) قوله: «وذلك قول الله» مطموس في (ك) . (3) الآية (69) من سورة البقرة. (4) ترجم ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/325) لابن العذراء، وقال: «سمعت أبي يقول: ابن العذراء الذي روى: «من لبس نَعْلاً صفراءَ» ليس بشيء، وهو حديث النَّوْكى، وهو حديثٌ كذب موضوع» . اهـ. ومع ذلك فإن الخطيب البغدادي - غفر الله له - استدلَّ بهذا الحديث في "الجامع" (922) على واحد من الآداب التي يرى أن على المحدِّث التأدُّب بها: وهو أن تكون نعلُه صفراءَ اللون. (5) تقدمت هذه المسألة برقم (1854) . (6) هو: عبد الله بن واقد. (7) هو: سعيد بن إياس. (8) هو: المنذر بن مالك العبدي. (9) كذا العبارة هنا، ومثلها في بعض مصادر التخريج، وجملةُ «الغيبة أشدُّ من الزنى» محكيَّةٌ مما تقدَّم، والمراد: وكيف تكون الغِيبةُ أشدَّ من الزنى؟! (10) في (أ) و (ش) : «إن الرجل ليزني» . الحديث: 2474 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 228 قَالَ أَبِي: لَيْسَ لِهَذَا الْحَدِيثِ أصلٌ، وعبَّادٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 2475- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّدُ بنُ الْقَاسِمِ الأَسَديُّ، عَنْ عَنْبَسَة (2) ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : المَعْرُوفُ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، مَنْ صَنَعَ مَعْرُوفًا دُفِعَ عَنْهُ مِفْتَاحُ الشَّرِّ. قَالَ: وَقَالَ النبيُّ (ص) (3) : إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ فَلْيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا، وَلْيَدْعُ بِالبَرَكَةِ، فَإِذَا اشْتَرَى بَعِيرًا فَلْيَضَعْ (4) يَدَهُ عَلَى ذِرْوَتِهِ، ويَسْتَعِذْ (5) بِاللهِ مِنْ شَرِّهِ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَعِيرٍ إِلاَّ عَلَى (6) ذِرْوَتِهِ شَيْطَانٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ منكرٌ، وعَنْبَسَةُ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 2476 - وسألتُ (7) أبي عن حديثٍ رواه عبد الوهَّاب الخَفَّاف (8) ، عَنْ سَعِيدٍ (9) ، عَنْ قَتادة، عن أنس، عن النبيِّ (ص) : خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ، والقُسْطُ البَحْرِيُّ (10) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1270) . (2) هو: ابن عبد الرحمن الأموي. (3) في (ش) : «رسول الله (ص) » . (4) قوله: «فليضع» سقط من (ك) . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «ويستعيذ» . وفي المسألة (1270) : «وليستعذ» ، وهو أجود. (6) في (ك) : «وعلى» . (7) انظر المسألة المتقدمة برقم (2273) و (2388) . (8) هو: عبد الوهَّاب بن عطاء. وتقدم تخريجُ روايته في المسألة رقم (2273) . (9) هو: ابن أبي عَروبة. (10) قال ابن الأثير: القُسطُ: عَقَّار معروفٌ في الأدوية، طيِّب الرِّيح، تُبَخَّرُ به النُّفَساء والأطفال. "النهاية" (4/60) . والقُسْطُ ضربان ِ: أحدهما: الأبيضُ المسمَّى البحري، وهو حُلْوٌ، أصله أبيضُ كالجَزَرة، وهو المستعمل في الطبِّ، عَطِرُ الرائحة، غليظُ القِشر، له ورقٌ كورق الخَسِّ. والآخر: الهنديُّ، وهو مُرُّ المَذاق، أسودُ = = اللون، ساطعُ الرَّائحة. انظر "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لابن البَيطار (4/18) ، و"تنقيح الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لمحمد العربي الخطَّابي (ص 287) ، و"حديقة الأزهار، في ماهيَّة العُشب والعَقَّار" لأبي القاسم الغساني الوزير بتحقيق محمد العربي الخطَّابي (ص235-236) . وانظر فيها: خواصَّ القُسْط ومنافعَهُ. الحديث: 2475 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 229 وعن حديثٍ رواه عبد الوهَّاب (1) ، عَنْ حُمَيد (2) ، عَنْ أَنَسٍ، مثلَه، وَزَادَ فِيهِ: ولاَ تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالغَمْزِ مِنَ العُذْرَةِ (3) ؟ قَالَ أَبِي: هذان الحديثان ِ مُنكَران (4) .   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (3/138 رقم 2726) من طريق عبد الوهاب ابن عطاء. وأخرجه الشافعي في"المسند" (ص405) عن عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23428 و23667) ، وابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (1/496 رقم 782) من طريق عبد الوهاب ولم ينسباه. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5696) من طريق عبد الله بن المبارك، ومسلم (1577) من طريق إسماعيل بن جعفر، ومروان ابن معاوية الفزاري، ثلاثتهم عن حميد، به. (2) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (3) العُذْرَةُ: وَجَعٌ في الحَلْق يَهيجُ من الدَّم، وهو الذي يسمَّى: سُقُوطَ اللَّهاة - واللَّهاةُ: اللَّحْمة التي في أقصى الحَلْق- وقيل: هي قُرْحة تخرجُ في الخَرْم الذي بين الأنف والحَلْق، تَعْرِضُ للصِّبيان عند طلوع العُذْرة - وهي خمسةُ كواكب تطلُع في وسَط الحرِّ -، فتَعْمِد المرأة إلى خِرْقة فتَفْتِلها فَتلاً شديدًا، وتُدخِلُها في أنفِه، فتَطعُنُ ذلك الموضعَ، فيتفجَّر منه دمٌ أسودُ، وربما أَقْرحَه، وذلك الطَّعْن يسمَّى: الدَّغْر. يقال: عَذَرَت المرأةُ الصَّبيَّ: إذا غَمَزَتْ حَلْقَه من أجل العُذْرة. انظر "النهاية" (3/198) ، و"فتح الباري" لابن حجر (10/167-168) . وانظر تفسير أبي زرعة للعُذرة في المسألة رقم (2563) . (4) ذكر أبو حاتم في المسألة (2273) أن أبان - وهو ابن يزيد العطَّار - رواه عن قتادة فأرسله، فقال له ابنه عبد الرحمن: «هذا خطأ؟» ، فقال أبو حاتم: «لا! لأن مَعْمَر أَيْضًا قَدْ رَوَاهُ عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) » . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 230 2477 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو عبد الرحمن المُقْرئ (2) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ؛ قَالَ: حدَّثني المثنَّى بنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سِنان، عَنْ أَبِي قِلابَة (3) قَالَ: كنتُ جَالِسًا عِنْدَ عبد الله بن عمر ابن الخطَّاب؛ إذ قَالَ: لَقَدْ تَبَيَّغَ (4) بِيَ الدَّمُ يَا نَافِعُ! فادعُ لِي حَجَّامًا، ولا تجعله شَيْخًا وَلا صَبيًّا، ثُمَّ قَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: الحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ؛ فِيهَا شِفَاءٌ وبَرَكَةٌ، تَزِيدُ فِي العَقْلِ، وتَزِيدُ فِي الحِفْظِ؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ هَذَا الحديثُ بشيءٍ، لَيْسَ هُوَ حديثَ أهلِ الصِّدق (5) ، وإسماعيلُ والمثنَّى مجهولان ِ (6) . 2478 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن عبد الرحمن العَرْزَمي، عَنْ أَبِيهِ (7) ، عَنْ جدِّه، عَنْ أُمِّ كُلثوم، عَنْ عائِشَة؛ قالت:   (1) انظر المسألة رقم (2330) و (2346) . (2) هو: عبد الله بن يزيد. وروايته أخرجها ابن قتيبة في "غريب الحديث" (1/591) تعليقًا، والدينوري في "المجالسة" (631) ، وابن حبان في "المجروحين" (3/20-21) . (3) هو: عبد الله بن زيد الجَرْمي. (4) تَبَيَّغَ به الدَّمُ: هاجَ به. "لسان العرب" (8/422) . (5) في (ك) : «ليس هو أهل للصدق» . (6) وقال أبو حاتم في ترجمة إسماعيل من "الجرح والتعديل" (2/157 رقم525) : «وهو مجهول، والحديث الذي رواه ليس بشيء» . اهـ. وقال ابن حبان في الموضع السابق في ترجمة المثنى بن عمرو: «المثنى بن عمرو شيخ يروي عن أبي سنان ما ليس من حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به» . (7) هو: عبد الرحمن بن محمد بن عُبَيدالله العَرْزمي. انظر "الجرح والتعديل" (5/282 رقم 1343) . الحديث: 2477 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 231 كان رسولُ الله (ص) يَمُرُّ برَكْوَةٍ (1) لَنَا فِيهَا ماءٌ، فيطَّلعُ فِيهِ، ثُمَّ يُسَوِّي مِنْ لِحْيَتِه، فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ! تفعلُ هَذَا؟ قَالَ: لا بَأْسَ إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ إِلَى إِخْوَانِهِ أَنْ يُهَيِّئَ مِنْ نَفْسِهِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُهَيِّئَ مِنْ نَفْسِي؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (2) . 2479 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أبو داود (3) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ واصِل، عَنْ بكر بن عبد الله، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ (4) كَعْبٍ - أَوْ بَعْضِ بَنِي أُبَيٍّ -، عَنْ أُبَيٍّ (5) قَالَ: خَضَبَ أَبُو بكرٍ بالحِنَّاء والكَتَم (6) حَتَّى اسودَّ شَعرُه، وخَضَبَ عُمَرُ (7) بالوَرْسِ (8) والزَّعْفَران؛ قال (9) :   (1) الرَّكْوَةُ: إناءٌ صغيرٌ من جلد يُشرَبُ فيه الماءُ، والجمعُ: رَكَوات. "لسان العرب" (14/333) . (2) الحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/347-348) ، والخطيب في "الجامع" (914) ، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص 32) من طريق مكحول، عن عائشة، به. قال ابن عدي بعد أن ذكر هذا الحديث وحديثًا آخر: «وهذان الحديثان منكران عن مكحول» . ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (2/678 رقم114) . وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (173) من طريق معاذة العدوية، عن عائشة، به. (3) هو: الطيالسي. (4) قوله: «بن» سقط من (ك) . (5) قوله: «عن أبي» سقط من (ش) . (6) تقدم تفسير «الكَتَم» في المسألة رقم (2280) . (7) قوله: «عمر» سقط من (ك) . (8) الوَرْسُ: نَبْتٌ أصفرُ يُصْبَغ به. انظر "النهاية" (5/173) . (9) قوله: «قال» مطموس في (ك) . الحديث: 2479 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 232 قال رسولُ الله (ص) : غَيِّرُوا، وخَالِفُوا عَلَى اليَهُودِ؟ قَالَ (1) أَبِي: هَذَا (2) حديثٌ باطلٌ، والحَسنُ بْنُ وَاصِلٍ: هُوَ الْحَسَنُ بْنُ دِينَارٍ، هُوَ (3) متروكُ الْحَدِيثِ (4) . 2480 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خَالِدٌ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ بُهْلول بْنِ عُبَيد، عَنْ سَلَمة بْنِ كُهَيل، عن حُجَيَّة بن عَدِيٍّ الكِنْدي؛ قال: قال عبد الله بْنُ مَسْعُودٍ: أَحْسِنُوا مُجاوَرَة نِعَم اللهِ؛ فإنَّها لَنْ تَخرُجَ مِنْ قَومٍ قَط ُّ (5) فرَجَعَت إليهِم؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ، وبُهْلُولٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 2481 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَاصِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّارِيُّ، عَنْ محمَّد بْنِ سُلَيمان الصَّنعاني، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ النُّعمان الأَفْطَس، عَنْ وَهْب بن مُنَبِّه، عن عبد الله بن عباس؛ قال النبيُّ (ص) : لاَ تَتَمَارَضُوا فَتَمْرَضُوا، وَلا تَحْفِرُوا قُبُورَكُمْ فَتَمُوتُوا؟   (1) في (ت) و (ك) : «وقال» . (2) قوله: «أبي هذا» مطموس في (ك) . (3) في (ش) : «وهو» بواو، وهو الجادَّة. (4) أخرج البخاري في "صحيحه" (3462 و5899) ، ومسلم (2103) في "صحيحه" من طريق أبي سلمة وسليمان بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أن النبي (ص) قال: «إِنَّ اليهودَ والنَّصارى لا يَصْبِغُون، فخالِفُوهُم» . وأخرج مسلم (2341) من حديث أنس بن مالك قال: «اختَضَبَ أبو بكر بالحِنَّاء والكَتَم، واختَضَب عمر بالحِنَّاء بَحْتًا» . (5) كذا في جميع النسخ، و «لن» : للنفي في المستقبل، و «قَطُّ» لا تستعمل إلا مع النفي في الماضي، فتقول: «ما فعلتُه قطُّ» ، وإن أردتَّ المستقبل قلتَ: «لنْ أفعلَهُ عَوْضُ، أو أبدًا» ، والذي يظهر أن في العبارة تصحيفًا، وصوابها: «فإنها لم تخرُج مِنْ قَوْمٍ قطُّ فَرَجَعَتْ إليهم» ؛ فإنَّ «لم» تَقلِبُ زمن المضارع إلى الماضي. وانظر "مغني اللبيب" (ص157 و181) . الحديث: 2480 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 233 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر (1) . 2481/أ - وَبِهَذَا الإِسْنَادِ: اشْفَعُوا؛ فَلْتُؤْجَرُوا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا أيضا مُنكَر (2) . 2482 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَكِيمُ ابن زيد، عن عبد الأعلى الثَّعلبي (3) ،   (1) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/268/ترجمة محمد بن سليمان الصنعاني) : «سألت أبي عنه فقال: مجهول، والحديث الذي روى عن المنذر منكر» . وذكر السخاوي في"المقاصد الحسنة" (رقم 1287) هذا الحديث وقال: «ذكره ابن أبي حاتم في "العلل" عن ابن عباس، وقال عن أبيه: إنه منكر. وأسنده الديلمي من جهة أبي حاتم الرازي، حدثنا عاصم بن إبراهيم، عن المنذر بن النعمان، عن وَهْب ابن قيس، به مرفوعًا. وعلى كل حال فلا يصحُّ، وإن وقع لبعض أصحابنا» . اهـ. وفي إسناد الديلمي سقطٌ وتصحيفٌ كما هو ظاهر، والله أعلم. (2) يعني بهذ الإسناد. فقد أخرجه البخاري في = = "صحيحه" (1432) ، ومسلم (2627) من طريق أبي موسى الأشعري، به. (3) هو: ابن عامر. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (148) ، والإمام أحمد في "المسند" (1/90 رقم 692) ، وابن ماجه في "سننه" (2163) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/130) من طريق ورقاء بن عمر، عن عبد الأعلى، به. ومن طريق الطيالسي أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/90 رقم 692) ، والترمذي في "الشمائل" (361) ، وابن ماجه في "سننه" (2163) ، والبزار في "مسنده" (763) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/134 رقم1129 و1130) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/338) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن علي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (20980) من طريق أبي جناب يحيى بن أبي حية، عَنْ أَبِي جَمِيلَةَ، عَنْ عَلِيٍّ، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (1/135 رقم 1136) . الحديث: 2481 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 234 عَنْ أَبِي جَميلة (1) ، عَنْ عليٍّ؛ قال: احتَجَم رسولُ الله (ص) ، وأَمَرني فأعطَيتُ الحَجَّامَ أَجرَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، والصَّحيحُ هُوَ: أبو جميلة، عن النبيِّ (ص) ... مُرسَلً (2) . 2483 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه (3) عبد الرحمن بن عبد الله العُمَري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كنتُ إِذَا أَذنَبتُ استَعذَرَ (4) رسولُ الله منِّي أُمِّي. قَالَتْ (5) : فدخلَ يَوْمًا وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ يَا عَائِشَةُ؟ ، قلتُ: ذاك عمَلُكَ (6) ؛ استَعْذَرتَ منِّي أُمِّي فضربَتْني؛ قَالَ (7) : إِمَّا لَى، لا أَعُودُ (8) بَعْدَهَا،   (1) هو: ميسرة بن يعقوب. (2) أصل الحديث صحيح، أخرجه البخاري في "صحيحه" (2103 و2278 و2279 و5691) عن ابن عباس أنه قال: احتَجَمَ النبيُّ (ص) وأعطى الذي حَجَمه، ولو كانَ حرامًا لم يُعطِه. قوله: «مرسل» في كلام أبي حاتم يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (3) قوله: «رواه» ليس في (أ) و (ش) . (4) في (ك) : «استعذ» . ومعنى استَعْذَرَ مني أمِّي: طلبَ منها أن تَعذِرَه إذا ما عاقَبني وأدَّبني، ولا تلومه. انظر "النهاية" (3/197) . (5) قوله: «قالت» ضُرب عليه في (ك) . (6) في (أ) و (ش) : «يحملك» . (7) قوله: «قال» سقط من (ك) . (8) قوله: «إما لى لا أعود» كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ففيها: «فلا» بدل «لا» وتحتمل الجملة وجهين: الأول: أن تكون «لى» محرفة عن «إني» ، ويكون أصل الكلام: «أَمَا إنِّي لا أعود بعدها» . بفتح همزة «أَمَا» وتخفيف الميم. والثاني: أن تضبط هكذا « «إِمَّا لَى فلا أعود» بكسر همزة «إمَّا» وتشديد الميم، وهي المركَّبة من «إنْ» و «ما» الزائدة، وأدغمت النون في الميم. ويكون أصل «لَى» على هذا: «لا» ، ثم أميلت ألفها فكتبت ياءً. والمعنى: إن أبيتِ أن أَسْتَعذِرَ منكِ أُمَّكِ إذا أَذْنَبْتِ، فلا أعودُ بعدها. وهو نحو ما جاء في "صحيح مسلم" (1695) من قوله: «إما لى فاذهبي» ؛ قال النووي في "شرحه" (11/203) : «هو بكسر الهمزة من «إمَّا» وتشديد الميم، وبالإمالة» . اهـ. وذكر نحوه ابن الأثير في "النهاية" (1/72) ؛ وعلى هذا الوجه تقدر الفاء الواقعة في جواب الشرط في النسخ عدا (ك) ، أو يخرج على التقديم والتأخير، أي: لا أعود بعدها إما لى. وانظر في الإمالة وأسبابها: التعليق على المسألة رقم (25) و (124) ، وفي حذف الفاء من جواب الشرط: التعليق على المسألة رقم (1791) . الحديث: 2483 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 235 قَالَتْ: فَمَا فَعَلَ رسولُ اللَّهِ (ص) حَتَّى تُوُفِّيَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2484 - وسُئِلََ أَبُو زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (1) وجرير (2) ،   (1) روايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (263) ، وأحمد في "المسند" (6/39 رقم 24118) ، والترمذي في "العلل الكبير" (707) ، وابن ماجه في "سننه" (1979) ، والنسائي في "الكبرى" (8942) ، وابن حبان في "صحيحه" (4691) ، والطبراني في "الكبير" (23/47 رقم 125) ، والدارقطني في "العلل" (5/121/أ) . وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1565) من طريق ابن أبي الزناد، والإمام أحمد في "المسند" (6/264 رقم 26277) من طريق عمر أبو حفص المعيطي، وابن أبي الدنيا في "مداراة الناس" (160) ، وفي "العيال" (557) من طريق عبد العزيز الدَّراوَرْدي، وابن عدي = = في "الكامل" (5/95) من طريق عمران بن أبي الفضل، والدارقطني في "العلل" (5/121/أ) من طريق يحيى بن سعيد الأموي، وأبو نعيم في "الحلية" (11/140) من طريق الثوري، جميعهم عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، به. قال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث الثوري، تفرَّد به يحيى بن حسان» . (2) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" (806) . الحديث: 2484 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 236 عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: خرجتُ مع رسول الله (ص) فِي سَفَرٍ، فَقَالَ لِي رسولُ الله (ص) (1) : تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ، فَسَبَقْتُهُ، فخرجتُ مَعَهُ بَعْدَ ذَلكَ (2) فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا (3) مَنْزِلا، فَقَالَ لِي: تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ، قَالَتْ: فسَبَقَني، فَضَرَبَ بَيْنَ كَتِفَيَّ وَقَالَ: هَذِهِ بتِلْكَ. وَرَوَى هَذَا الحديثَ أَبُو مُعَاوِيَةَ (4) وَأَبُو أُسَامَةَ (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ   (1) قوله: «فِي سَفَرٍ فَقَالَ لِي رَسُولُ الله (ص) » سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «ذاك» . (3) في (ك) : «ونزلنا» . (4) هو: محمد بن خازم. (5) هو: حماد بن أسامة. واختُلِف عليه، فمن هذه الطريق أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33577) ، والنسائي في "الكبرى" (8943) من طريق محمد بن المثنى، كلاهما (ابن أبي شيبة ومحمد بن المثنى) ، عن أبي أسامة، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (23/47 رقم 124) من طريق عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ أبي أسامة، عن هشام ابن عُرْوَةَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عائشة، به. ليس فيه: «عن رجل» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/39 رقم 24119) ، والبيهقي في "السنن" (10/17-18) من طريق معاوية بن عمرو بن المهلب، والنسائي في "الكبرى" (8945) من طريق سعيد بن المغيرة الصياد، كلاهما عن إبراهيم بن محمد أبي إسحاق الفزاري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبي سلمة، عن عائشة، به. واختُلِف كذلك على أبي إسحاق الفزاري؛ فأخرجه النسائي في "الكبرى" (8944) من طريق محمد بن كثير، عن الفزاري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (2578) عن محبوب بن موسى، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَّارِيِّ، عَنْ هشام ابن عروة، عن أبيه وعن أبي سلمة، عن عائشة، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/261 رقم 26252) من طريق يونس بن محمد المؤدب، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ هشام بن عروة، عن عروة وعن أبي سلمة، عن عائشة، به. واختُلف كذلك على حماد؛ فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (33579) من طريق عفان بن مسلم، والإمام أحمد في "المسند" (6/129 و281 رقم 24981 و26398) من طريق عفان بن مسلم والحسن ابن موسى، والبغوي في "الجعديات" (3331) عن علي بن الجعد، والطبراني في "الكبير" (23/46 رقم 123) من طريق الحجاج بن المنهال، أربعتهم عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدْعان، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/182 رقم 25488) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حَمَّادٍ بْن سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زيد، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائشة، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 237 عُروَة، عَنْ رجلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة (1) ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هِشَامٌ، عَنْ رجُلٍ، أصحُّ (2) .   (1) هو: ابن عبد الرحمن بن عوف. (2) قال الترمذي في "العلل الكبير" (707) : «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: رَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ هَذَا الحديثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عائشة» . وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/162) : «حَدِيثَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عائشة قالت: سابقتُ رسول الله (ص) فسبقتُه، فلما حملتُ اللحمَ سابقتُه فسبقَني، فقال: «هذه بتلكَ» . اختُلِف فيه على هشام، فقيل هكذا، وقيل: عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، وقيل: عن أبيه وعن أبي سلمة، عن عائشة» . وقال الدارقطني في "العلل" (5/121/أ) : «يرويه هشام بن عروة واختُلِف عنه فرواه ابن عيينة ويحيى بن سعيد الأموي وعمران بن أبي الفضل وسعيد بن يحيى اللخمي ... ابن معاوية وجرير بن عبد الحميد، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة، ووراه أبو إسحاق الفزاري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبي سلمة، عن عائشة، وقال أبو سلمة ويحيى بْنُ زكريا بْن أَبِي زائدة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عائشة، ورواه مالك بن سعيد، عن هشام، عن رجل، عن عائشة، ويشبه أن يكون القول قول يحيى بن = = زكريا وأبي أسامة فإنهما ثقتان، وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن عائشة» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 238 2485- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بنُ عُثمان، عَنْ غَالِبٍ (2) ، عَنْ شَريك (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيباني (4) ، عَنِ ابْنِ مسعود: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: المُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ؟ قَالَ أَبِي: وَهِمَ فِيهِ غالبٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي مَسْعُود (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) : الدَّالُّ عَلَى الخَيْرِ كَفَاعِلِهِ (6) . 2486 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العَوَّام بْنُ حَوْشَب، عَنْ سُلَيمان الشَّيباني (7) ، عَنِ المُسيَّب بْن رافع، عَنْ عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ (ص) قَالَ (8) : مَنْ قَتَلَ حَيَّةً فَلَهُ سَبْعُ حَسَنَاتٍ، ومَنْ قَتَلَ وَزَغَةً كَانَتْ لَهُ حَسَنَةٌ، ومَنْ تَرَكَ حَيَّةً مَخَافَةَ طَلَبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا.   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2319) . (2) هو: ابن فائد. ولم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديث ابن عدي في "الكامل" (4/20) من طريق طلق بن غنام، عن شريك، به. وأخرجه أيضًا الطبراني في "الكبير" (17/230 رقم 638) من طريق طلق بن غنام والأسود بن عامر، وجاء بإسناد الأسود بن عامر المتقدم في المسألة رقم (2319) . (3) هو: ابن عبد الله النخعي. (4) هو: سعد بن إياس. (5) في جميع النسخ: «عن ابن مسعود» ، عدا (أ) فإنه صوب فيها كما هو مثبت. (6) في هذه الرواية وهمان: الأول: جعل الحديث عن ابن مسعود، وصوابه: عن أبي مسعود، فالوهم هنا من غالب بن فائد كما قال أبو حاتم. والثاني: جعل متن الحديث: «المستشار مؤتمن» ، وصوابه: «الدال على الخير كفاعله» ، فالوهم فيه من شريك بن عبد الله، وليس من غالب، وقد أوضح ذلك أبو حاتم في المسألة (2319) . (7) قوله: «سليمان الشيباني» مطموس في (ك) . وهو: سليمان بن أبي سليمان أبو إسحاق الشَّيباني. (8) قوله: «قال» مطموس في (ك) . الحديث: 2485 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 239 ورواه عبد الواحد بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الشَّيباني، عَنِ المُسيَّب، عن عبد الله، موقوفً (1) ؟ قال أبي: عبد الواحد (2) أَوثَقُ مِنَ العَوَّام (3) . 2487 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ كَتَبْنَاهُ عَنْ أَبِي بَدْرٍ عبَّاد بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ هُبَيرة العَيْشِي، عَنْ أَبِي مَكينٍ (4) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: لعَنَ رسولُ الله (ص) البيتَ الذي يدخُلُه المُخَنَّث؟   (1) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) في (ك) : «عبد الله» . (3) لكن تُوبع العَوَّام في روايته عن الشيباني، فقد أخرج الحديثَ الإمام أحمد في "المسند" (1/420 رقم 3984) ، وابن حبان في "صحيحه" (5630) من طريق أسباط بن محمد، والطبراني في "الكبير" (10/209-210 رقم10492) من طريق أبي كُدَينة يحيى بن المهلَّب، كلاهما عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنِ المسيَّب ابن رافع، عن ابن مسعود مرفوعًا. وسُئل الدارقطني في "العلل" (877) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه أبو إسحاق الشَّيباني، واختُلِف عنه: فرواه أسباط بن محمد وعبد الواحد بن زياد وخالد ابن عبد الله الواسطي، عن الشَّيباني، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وليس حديث خالد إلا في قتل الحيَّة. ورواه عباد بن العوام، عن الشَّيباني، عَنِ الْمُسَيِّبِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عن النبيِّ (ص) . ووقفه أبو شهاب الحنَّاط، عَنِ الشَّيباني، عَنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ ابن مسعود قولَه. ورفعه صحيح» . اهـ، وفيه مخالفةٌ لما ورد عند ابن أبي حاتم من كون رواية عبد الواحد بن زياد موقوفة، والدارقطني يذكر أنها مرفوعة! (4) هو: نوح بن ربيعة. الحديث: 2487 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 240 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . 2488 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بدرٍ (2) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ هُبَيرة (3) ، عَنْ أَبِي مَكينٍ (4) ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ الله (ص) عَادَ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: هَلْ تَشْتَهِي مِنْ شَيْءٍ؟ فقال (5) : نَعَمْ خبزَ بُرٍّ، فَقَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ كَانَ عِنْدَهُ شَيْءٌ مِنْ خُبْزِ بُرٍّ (6) فَلْيَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ بكِسْرَة، فَأَطْعَمَهَا إِيَّاهُ، ثُمَّ قال رسولُ الله (ص) : إِذَا اشْتَهَى مَرِيضُ أَحَدِكُمْ شَيْئًا، فَلْيُطْعِمْهُ إِيَّاهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَر. قَالَ أَبِي: لَمْ يَرْو هَذَيْنِ الحديثَين (7) غيرُ صَفْوَانَ بن هُبَيرة (8) .   (1) لم نقف عليه من هذا الوجه. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5886 و6834) من طريق يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لعَنَ النبيُّ (ص) المُخَنَّثين من الرجال، والمُتَرجِّلات من النساء، وقال: «أخرجوهُم من بُيوتكم» . (2) هو: عبَّاد بن الوليد، كما في المسألة السابقة. (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (1439 و3440) ، والعقيلي في "الضعفاء" (2/212 و4/306) ، = = والمزي في "تهذيب الكمال" (13/215-216) من طريق الحسن بن علي، وتمَّام في "فوائده" (1016/الروض البسام) من طريق عبد الملك بن محمد أبي قلابة الرقاشي، كلاهما عن صفوان بن هبيرة، به. (4) هو: نوح بن ربيعة. (5) في (ت) و (ك) : «قال» . (6) في (ف) و (ك) : «من كان عنده خبزُ بُرٍّ» . (7) يعني: حديثَ مسألتنا والمسألة التي قبلها. (8) قال العقيلي في الموضع السابق من ترجمة صفوان بن هبيرة: «ولا يُتابَع على حديثه، ولا يُعرَف إلا به» . وقال في ترجمة نوح بن ربيعة أبي مكين: «ولا يُتابَع على حديثه، ولا يُعرَف إلا به» . قال الذهبي في "الميزان" (2/316) : «صفوان ابن هبيرة بصري عن أبي مكين بخبرٍ منكر» . الحديث: 2488 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 241 2489 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يزيدُ بنُ زُرَيع، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كَوى أسعدَ بْنَ زُرارَة مِنَ الشَّوكَةِ (2) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ، أَخَطَأَ فِيهِ مَعْمَر؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهريُّ، عَنْ أَبِي أُمامة بْن سَهْل: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (3) . 2490 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (4) العَلاءُ بنُ هِلالٍ (5) ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الأوزاعيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي قَتادة (6) ؛ قَالَ: قَدِمَ وَفْدُ النَّجاشي على النبيِّ (ص) ، فقام النبيُّ (ص) يخدمُهُم بِنَفْسِهِ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: نَحْنُ نكفيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِنَّهُمْ كَانُوا لأَصْحَابِنَا مُكْرِمِينَ؛ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أُكَافِئَهُمْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وطلحةُ بْن زيد ضعيفُ الحديث (7) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2277) . (2) الشَّوكَةُ هنا: مرضٌ يسبِّب حُمرةً تعلو الوَجْه والجَسَد. انظر "النهاية" (2/510) . (3) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (4) في (ف) : «روى» . (5) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "مكارم والأخلاق" (367) ، والصَّيداوي في "معجم الشيوخ" (97) ، والبيهقي في "الشعب" (8704) ، وفي "دلائل النبوة" (2/307) . (6) هو: الحارث بن رِبْعي. (7) قال البيهقي في الموضع السابق من "الشعب": «تفرَّد به طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ» . الحديث: 2489 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 242 2491 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي غَنِيَّة (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأعمَش، عَنْ أَبِي سُفيان (3) ؛ قَالَ: دخَلَ عَلَى عائِشَةَ صبيٌّ تَسيلُ (4) مَنْخِراه دَمًا، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ: مَا لِهَذَا الصَّبِيِّ يَا عَائِشَةُ؟ ، قَالَتْ: بِهِ العُذْرَةُ (5) ؛ قَالَ: وَيْلَكُنَّ لاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ اشْتَكَى صَبِيُّهُا العُذْرَةَ أَوْ وَجَعًا فِي رَأْسِهِ، فَلْتَأخُذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا (6) ، فَلْتَحْكُكْهُ (7) بِمَاءٍ، ثُمَّ تَسْقِيهِ إِيَّاهُ، فأمَرَ عائشةَ فَفَعَلَتْ ذَلِكَ، فبَرَأ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَروون عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (8) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنْ النبيِّ (ص) .   (1) انظر المسألة رقم (2563) . (2) في (ف) : «ابن أبي عتبة» ، وفي (ك) : «ابن عيينة» . وابن أبي غَنِيَّة هو: يحيى بن عبد الملك بن حميد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/315 رقم 14385) مقرونًا برواية أبي معاوية، كلاهما عن الأعمش، عن سفيان، عن جابر، به. وهذا إسناد أبي معاوية الآتي تخريجه في نهاية المسألة. (3) هو: طلحة بن نافع. (4) كذا في جميع النسخ، والجادة: «يَسِيلُ» بالياء التحتية؛ لأنَّ المَنخِر مذكَّر، ولو حُمل على معنى «الأنف» ، فهو أيضًا مذكَّر، لكن يخرَّج ما في النسخ بجعل «المَنخِرَين» في معنى «فتحتي الأنف» كأنه قال: تَسيلُ فتحتا أنفِه دمًا. انظر في الحمل على المعنى بتأنيث المذكَّر التعليق على المسألة رقم (81) . (5) تقدم تفسيرها في التعليق على المسألة رقم (2476) . (6) تقدم تفسيره في التعليق على المسألة رقم (2476) . (7) في (ك) : «فلتحكه» . وأخرجه الإمام أحمد (3/315 رقم 14385) ، وعنده: «فتحكّه» . (8) روايته بهذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23427) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/315 رقم 14385) ، والبزار في "مسنده" (3024/كشف الأستار) ، جميعهم من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، وأبو يعلى في "مسنده" (1912 و2009) من طريق جرير ابن عبد الحميد، وأبو يعلى (2280) ، والحاكم في "المستدرك" (4/205) من طريق يعلى ومحمد ابنيّ عبيد، والحاكم (4/406) من طريق عيسى بن يونس، جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر، به. الحديث: 2491 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 243 2492 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُقبَة بْنُ خَالِدٍ (2) ، عَنِ الصَّبَّاح بْنِ يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي أُميَّة، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عن النبيِّ (ص) قال: مَنْ بَاعَ دَارًا، ثُمَّ لَمْ يَجْعَلْ ثَمَنَهَا فِي مِثْلِهَا؛ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ؟ قَالَ أَبِي: يَروونَهُ عَنْ عَمرو بْنِ حُرَيث، عَنْ أَخِيهِ سَعِيدِ بْنِ حُرَيث (3) .   (1) انظر المسألة رقم (2373) . (2) روايته أخرجها أبو سعيد الأشج في "جزئه" (30) ، والدارقطني في "الأفراد" (128/ب/أطراف الغرائب) . قال الدارقطني: «تفرَّد به عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ الصَّبَّاحِ بْنِ يَحْيَى، عَنْ خَالِدِ بْنِ أبي أمية، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ، عن أبيه، وعن عمرو بن حريث. (3) من هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/467 رقم 15842) من طريق عبد الله بن نمير، والدارمي (2667) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/294) ، والطبراني في "الكبير" (6/65 رقم 5526) من طريق أبي نعيم، وابن ماجه في "سننه" (2490) ، وابن عدي في "الكامل" (1/288) ، والبيهقي في "الكبرى" (6/34) من طريق عبد الله بن عبد المجيد، وأبو يعلى في "مسنده" (1458) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/265) من طريق عفيف ابن سالم، جميعهم عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سعيد بن حريث، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/307 رقم 18739) ، وابن ماجه في "سننه" (2490) من طريق وكيع، عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، عن عبد الملك بن عمير، عن سعيد بن حريث. ولم يذكر وكيع في إسناده: «عمرو بن حريث» . وذكر الذهبي في "الميزان" (1/212) هذا الحديث وعده من مناكير إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر. وتابع إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر في روايته عن عبد الملك بن عمير: قيس بن الربيع، واختُلِف عنه: فأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (709) من طريق أبي الوليد هشام ابن عبد الملك، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/265) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحمَّاني، كلاهما عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سعيد ابن حريث، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/190 رقم 1650) من طريق أبي سعيد، عَنْ قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ سعيد ابن زيد، به. قال الدارقطني في "العلل" (662) : «يرويه عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أخيه سعيد بن حريث، عن النبي (ص) . ومن قال: عن سعيد بن زيد فقد وهم» . وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (6/34) من طريق أبي حمزة محمد بن ميمون السكري، عن عبد الملك بن عمير، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ أخيه سعيد بن حريث، به. الحديث: 2492 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 244 2493 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَنِ عليِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي حُرَّة الرَّقاشي، عَنْ عمِّه؛ قَالَ: كُنتُ آخِذًا بزِمام ناقةِ رَسُولِ الله (ص) في أَوسَطِ أيام التَّشريق أَذودُ عنه النَّاسُ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ؛ فَإِنَّهُنَّ عِنْدَكُمْ عَوَان ٍ (2) .   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (36001) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/72 رقم 20695) ، والدارمي في "مسنده" (2576) ، وأبو داود في "سننه" (2145) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1671) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1569 و1570) ، والطبراني في "الكبير" (4/53 رقم 3609) ، والدارقطني في "السنن" (3/26) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (6/100 و8/182) . وجاء لفظه مطولاً عند أحمد، ومختصرًا عند الباقين. (2) قال ابن الأثير: أي: أُسَراء، أو كالأُسَراء، والعاني هو: الأسيرُ، وكُلُّ من ذلَّ واستكانَ وخضع فقد عَنا، والمرأةُ عانيةٌ، وجمعها: عَوانٍ. "النهاية" (3/314) . الحديث: 2493 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 245 قيل: هل يُسمَّى أَبُو حُرَّة، ويُسمَّى عمُّهُ؟ فَقَالَ: لا يُسمَّى أَبُو حُرَّة (1) ، ولا عمُّه (2) ، ولا أعرفُ له (3) إلا هَذَا الحديثَ الواحدَ. 2494 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّة، عَنْ الجُرَيري (5) ، عَنْ أَبِي السَّليل (6) ، عَنْ أَبِي تَميمَة (7) ، عَنْ رجلٍ مِنْ قَوْمِهِ؛ قَالَ: لقيتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) وَعَلَيْهِ إزارٌ مِنْ قُطنٍ (8) ، فَقُلْتُ: عَلَيْكَ السَّلامُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: إِنَّ «عَلَيْكَ السَّلاَمُ» تَحِيَّةُ المَيِّتِ، قُل: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ. وسألتُه عَنِ الإِزَارِ: أَيْنَ أَتَّزِرُ؟ فأَقْنَعَ ظَهرَه (9) ، وأخَذَ بعَظم سَاقِهِ، فَقَالَ: هَاهُنَا فَاتَّزِرْ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَهَاهُنَا - أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ - فَإِنْ أَبَيْتَ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ.   (1) أبو حُرَّة: مشهور بكنيته، ومختلف في اسمه، فقيل: حنيفة، وقيل: حكيم. (2) قال الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (4/660) : «أفاد ابن فتحون أن اسم عمِّه: عمر بن حمزة، وعزاه للبزَّار، قال: وسمَّاه البغوي: حِذْيَم بن حنيفة» . (3) أي: لِعَمِّ أبي حُرَّة. (4) في (ف) : «وسئل» . (5) هو: سعيد بن إياس. (6) هو: ضُرَيْب بن نُقَيْر. (7) هو: طَريف بن مجالد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/64 رقم 20636) ، والترمذي في "جامعه" (2721) ، والنسائي في "الكبرى" (10151 و10152) ، والطبراني في "الكبير" (7/66 رقم 6389) ، جميعهم من طريق خالد الحذاء، عن أبي تميمة الهجيمي، به. (8) في (أ) و (ش) و (ف) : «قطر» . (9) أي: حَنَاه وطَأطَأه. والفعل «أقنع» من الأضداد، يقال: أقنَعَ رأسَهُ: إذا رفعه، وأقنَعَهُ: إذا نَكَسَه. انظر "الأفعال" لابن القوطية (ص 58) ، و"الأفعال" لابن القطَّاع (3/12) ، و"أساس البلاغة" للزمخشري (ق ن ع) . الحديث: 2494 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 246 وسألتُه عَنِ الْمَعْرُوفِ؟ فَقَالَ: لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا، ولَوْ أَنْ تُعْطِيَ صِلَةَ الحَبْلِ، ولَوْ أَنْ تُعْطِيَ شِسْعَ (1) النَّعْلِ، ولَوْ أَنْ تُفْرِغَ دَلْوَكَ فِي إِنَاءِ المُسْتَسْقِي، ولَوْ أَنْ تُنَحِّيَ الشَّيْءَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ يُؤْذِيهِمْ، ولَوْ أَنْ تَلْقَى الرَّجُلَ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِ ... ، فذكر الحديثَ. قلتُ لأَبِي: يُسمَّى هَذَا الرجلُ مِنْ قَوْمِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ سمَّاه عبدُالوارث (2) ، عن   (1) تقدم تفسيره في المسألة رقم (1449/أ) . (2) هو: ابن سعيد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 247 الجُرَيرِي: حدَّثنا أبي؛ قال: ثنا أبو مَعْمَر (1) ؛ قال: ثنا عبد الوارث، عَنِ الجُرَيريِّ (2) ، عَنْ أَبِي السَّليل، عَنْ أَبِي تَميمَة (3) ، عَنْ جَابِرِ بن سُلَيم (4) ، عن النبيِّ (ص) . 2495 - وسُئِلََ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سُلَيم (5) الطَّائفي، عن [عُبَيدالله] (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص)   (1) هو: المُقْعَد، واسمه: عبد الله بن عمرو بن أبي الحجَّاج التميمي، المِنْقَري. ولم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه النسائي في "الكبرى" (10149) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/186) من طريق جعفر بن عون، عن الجريري، به. وأخرجه معمر في "جامعه" (194634/مصنف عبد الرزاق) عَنْ سَعِيدٍ الْجَرِيرِيِّ، عَنْ أَبِي تميمة قال: سلَّم أبو جُري علي النبيِّ (ص) . هكذا جعل معمر هذا الحديث من مسند أبي تميمة. وأبو جُري هو: جابر بن سُلَيم. ومن طريق معمر أخرجه البيهقي في "الشعب" (8493) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/63-64 رقم 20635) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/205) تعليقًا، وأبو داود في "سننه" (4075) ، والطبراني في "الكبير" (7/63 رقم 6384) ، من طريق عبيدة الهجيمي، والنسائي في "الكبرى" (10150) ، والطبراني (7/65 رقم 6386 و6387) من طريق المثنى بن سعيد أبي غفار، والطبراني (7/65-66 رقم 6388) من طريق زيد بن هلال، ثلاثتهم عن أبي تميمة، به. قال المثنى: أبو جُري. وقال زيد بن هلال: سليم بن جابر. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/63 رقم 20633 و20634) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/206) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" = = (1181) ، والنسائي في "الكبرى" (9696) ، وابن حبان في "صحيحه" (522) ، والطبراني في "الكبير" (7/62-63 رقم 6383) من طريق عقيل بن طلحة، والطيالسي في "مسنده" (1208) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (1182) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1185) ، والنسائي في "الكبرى" (9692 و9693) ، وابن حبان في "صحيحه" (521) من طريق قرة بن موسى، كلاهما (عقيل وقرة) ، عن أبي جُري الهجيمي، وأحمد (5/63 رقم 20632) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/206) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1182) ، والنسائي في "الكبرى" (9691) من طريق عبدربه الهجيمي، عن جابر بن سليم أو سليم بن جابر، والدولابي في "الكنى" (1/66) من طريق محمد بن سيرين، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1186) ، والنسائي في "الكبرى" (9694) من طريق سهم بن معتمر، كلاهما (محمد وسهم) ، عن جابر بن سُلَيم. (2) من قوله: «حدَّثنا أبي ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) في (أ) و (ش) : «تميم» . (4) قوله: «ابن سليم» سقط من (ش) . (5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (1287) ، وفي "العلل الكبير" (339) ، وابن ماجه في "سننه" (2301) ، والدارقطني في "الأفراد" (191/ب/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/359) . قال الترمذي: «حديث ابن عمر حديثٌ غريب، لا نعرفه من هذا الوجه إلا من حديث يحيى بن سليم» . وقال الدارقطني في "الأفراد: «تفرَّد به يحيى بن سليم» . (6) هو: ابن عمر العُمَري. وقد وقع في جميع النسخ: «عبد الله» ، والتصويب من مصادر التخريج. الحديث: 2495 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 248 قَالَ: مَنْ دَخَلَ حَائِطًا فَلْيَأْكُلْ مِنْهُ، وَلا يَتَّخِذْ (1) خُبْنَةً (2) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَر (3) . 2496- وسُئِلََ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو ثَابِتٍ محمَّدُ بنُ عُبَيدالله، عن عبد العزيز الدَّراوَرْدي (5) ، عن عُبَيدالله (6) ، عن نافع، عن   (1) في (ت) و (ك) : «ولا ينخا» . (2) الخُبْنَةُ: مَعْطِفُ الإِزار، وطَرَفُ الثَّوب، والمراد: ألا يأخذَ منه في ثوبه. انظر "النهاية" (2/9) . (3) سأل أبو داود الإمام أحمد عن هذا الحديث؟ قال أبو داود: «فانتهرني! استضعافًا للحديث» . انظر "مسائل أبي داود" (1927) . وقال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: «يَحْيَى بن سليم يروي أحاديث عن عبيد الله يهم فيها، وكأنه لم يعرف هذا إلا من حديث يحيى بن سليم» . وترجم الخليلي في "الإرشاد" (1/385) ليحيى بن سليم هذا، وقال: «لكنه أخطأ في أحاديثَ، منها ... » ، فذكر هذا الحديث، ثم قال: «لم يسنده عن النبيِّ (ص) غيرُ يحيى، والباقون رَوَوه عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، قولَهُ» . وروى البيهقي في "سننه" (9/359) عن المفضل بن غسان قال: «وذُكر لأبي زكريا يحيى بن معين حديث يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ الطَّائفي، عَنْ عبيد الله - في الرجل يمرُّ بالحائط فيأكل منه -، قال: هذا غلط» . وذكر الشافعي في "الأم" (2/245-246) أن هذا الحديث لا يثبت. تنبيه: ذكر الحاكم في "المستدرك" (4/134) : أن الشيخين أخرجا هذا الحديث، وهو وهَمٌ منه رحمه الله. (4) في (ت) و (ك) : «سئل» بلا واو. وفي (ف) : «وسألت» !. (5) هو: عبد العزيز بن محمد. (6) هو: ابن عمر العُمَري. كذا في جميع النسخ: «عبيد الله» ، وقد أخرجه البزار في "مسنده" (1189/كشف الأستار) من طريق محمد بن سنان، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/150) من طريق وهب بن جرير، كلاهما عن عبد الله بن عمر، عن نافع، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/194) من طريق وهب بن جرير وإسحاق بن محمد الفروي، كلاهما عن العُمَري، عن نافع، به. هكذا قال الطحاوي: «العُمَري» ولم يسمِّه. ومن طريق أبي نعيم أخرجه الذهبي في "السير" (6/307) ، وفي "تذكرة الحفَّاظ" (3/1098) ، لكن جاء في "السِّير": «عُبَيدالله بن عمر» . الحديث: 2496 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 249 ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: نَهَى رسولُ الله (ص) أن يُهدَمَ (1) الآجامُ (2) ؛ قَالَ: إِنَّمَا هِيَ زِينَةُ الدُّنْيَا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَكَذَا قَالَ أَبُو ثَابِتٍ! وَإِنَّمَا هُوَ: عبد الله بْنُ (3) نَافِعٍ» ؛ يَعْنِي: عَنْ نَافِعٍ (4) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 2497 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ مهديٍّ (5) ، والفِرْيابيُّ (6) ، عَنِ الثَّوري، عن عُبَيدالله، عن نافع، عن ابن   (1) كذا في (ت) ، ولم تنقط الياء في بقية النسخ. وتذكير الفعل هنا جائز وإن كان التأنيث أولى؛ لأن فاعله جمع تكسير، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) . (2) الآجامُ: جمع أُجُم، وهو الحِصْنُ. انظر "المصباح المنير" (أج م/1/6) . (3) في (أ) و (ش) : «من» بل: «بن» ، وكانت في (ت) : «بن» ثم أُصلحت إلى: «من» أيضًا. (4) قوله: «عن نافع» سقط من (ك) . ورواية نافع بهذا الوجه أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/194) من طريق ابن أبي مريم، وأيضًا (4/194) ، وابن عدي في "الكامل" (4/164) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، والعقيلي في "الضعفاء" (2/311-312) من طريق يعقوب بن محمد الزهري، ثلاثتهم عن عبد العزيز الدَّراوردي، عن عبد الله بن نافع، عن نافع، به. (5) روايته أخرجها الخطيب في "تاريخ بغداد" (2/101) ، والقزويني في "تاريخ قزوين" (1/215) . (6) هو: محمد بن يوسف. وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (6261) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/136) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26182) من طريق معاوية بن هشام، وابن شبَّة في "تاريخ المدينة" (1/9) من طريق علي بن أبي بكر، كلاهما عن سفيان الثوري، عن عبيد الله، به. وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (3754) من طريق وكيع، عن الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، به. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (3/184) : «هذا إسناد فيه العمري وهو ضعيف، واسمه عبد الله بن عمر» . هكذا سمى البوصيري: العمري عبد الله بن عمر، وكذلك جعله المزي في "تحفة الأشراف" (7738) في مسند عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. الحديث: 2497 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 250 عُمَرَ؛ قَالَ: لَمْ يُقَصَّ (1) عَلَى عهد رسول الله (ص) ، وَلا أَبِي بَكْرٍ، وَلا عُمَرَ؛ إِنَّمَا هُوَ شيءٌ بَعْدَ (2) قَتْلِ عُثْمَانَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (3) ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عُبَيدالله، عن نافع (4) ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (5) . 2498 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيدٍ محمَّدُ بنُ أَسْعَدَ (6) ، عَنْ زُهَيْرٍ (7) ، عَنْ عُبَيدالله (8) بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن   (1) القَصُّ: هو البيان. والقاصُّ: هو الذي يأتي بالقِصَّة على وجهها، كأنه يتتبَّع معانيَها وألفاظَها، يقوم بذلك على سبيل وَعْظ الناس وإخبارهم بما مضى لِيَعتَبِروا. انظر "النهاية" (4/70-71) ، و"لسان العرب" (7/74-76) . (2) في (ش) : «شيء بعد شيء» . (3) هو: الفضل بن دُكَيْن. (4) ضبب عليها في (ف) . (5) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26193) من طريق عبدة بن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، به مرسلاً. وقوله: «مرسل» في كلام أبي زرعة: منصوبٌ على أنه حالٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3019/كشف الأستار) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (1/503 و504 رقم 795 و796 و797) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/320) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/30) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/209) من طريق أسيد بن زيد الجمال، عن زهير بن معاوية، به. (7) هو: ابن معاوية. (8) في (ف) : «عبد الله» . الحديث: 2498 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 251 عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : إِنْ كَانَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ شِفَاءٌ؛ فَفِي شَرْطَةِ حَجَّامٍ، أَوْ شَرْبَةِ عَسَلٍ، أَوْ حَبَّاتٍ سُودٍ، أَوْ لَذْعَةٍ (1) مِنْ نَارٍ تُوَافِقُ دَاءً، ومَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِيَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَر (2) . 2499 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابنُ أَبِي زَائِدَةَ (3) ؛ قَالَ: حدَّثني عُبَيدالله (4) ، عن سعيد المَقبُري، عن جُرَيج؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عُمَرَ: رأيتُكَ تُصفِّرُ لحيتَك! قَالَ: إِنِّي (5) رأيتُ رسول الله (ص) يُصفِّر ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ابنُ أَبِي زَائِدَةَ يَهِمُ فِيهِ؛ قَالَ ابنُ أَبِي زَائِدَةَ: جُرَيج، وَقَالَ غَيْرُهُ: عُبَيد بْنُ جُرَيج (6) .   (1) في (ت) : «سوداء ولذغة» ، وفي (ف) : «سوداء أو لذغة» . (2) يعني بهذا الإسناد، وإلا فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (5683) ، ومسلم في "صحيحه" (2205) من طريق عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عن جابر بن عبد الله، نحوه. وأخرجه البخاري (5680 و5681) من طريق سالم الأفطس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبي (ص) قال: «الشِّفاءُ في ثلاثٍ: في شَرطَة مِحْجَم، أو شَرْبَة عَسَل، أو كيَّةٍ بنار، وأنا أنهى أمَّتي عن الكيِّ» . (3) هو: يحيى بن زكريا. (4) هو: ابن عمر العُمَري. (5) في (ت) و (ك) : «أبي» . (6) روايته على هذا الوجه أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2040) عن عبيد الله الْعُمَرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عبيد بن جريج، عن ابن عمر. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/438 و4/179) من طريق حماد بن سلمة وعبد الله بن نمير، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25038) ، وابن ماجه في "سننه" (3626) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، والنسائي في"سننه" (117 و2760 و2950) من طريق عبد الله بن إدريس، أربعتهم عن عبيد الله العمري، به. وأخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/17-18 رقم 4672) ، والبيهقي في "الشعب" (5984) من طريق يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ، عَنْ عبيد الله بن عمر الْعُمَرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ جريج أو ابن جريج، عن ابن عمر. هكذا بالشكِّ. وأخرجه مالك في "الموطأ" (1/333) من طريق سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر. ومن طريق مالك أخرجه البخاري في "صحيحة" (166 و5851) ، ومسلم (1187) . وأخرجه الحميدي في "المسند" (651) من طريق محمد ابن عجلان، والنسائي في "سننه" (117 و2760 و2950) من طريق ابن جريج، وأيضًا (2760) من طريق ابن إسحاق، ثلاثتهم عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر. وأخرجه مسلم أيضًا (1187) من طريق يزيد بن قُسيط، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر. الحديث: 2499 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 252 2500 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ خَلَف (1) ، عَنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعيش مَوْلَى ابْنِ الزُّبَير (2) ، عَنِ الزُّبَير: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمُ: الحَسَدُ والبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لاَ أَقُولُ: تَحْلِقُ الشَّعْرَ، ولكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لا تَدْخُلُوا (*) الجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، ولاَ تُؤْمِنُوا (*) حَتَّى تَحَابُّوا،   (1) لم نقف على رواية موسى بن خلف على هذا الوجه، ولكن أخرجه البزار في "مسنده" (2232) من طريق خلف بن موسى بن خلف، عن أبيه مُوسَى بْنُ خَلَفٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعيش بن الوليد مولًى لابن الزبير، عن ابن الزبير، به. هكذا جعله من مسند ابن الزبير. قال البزار: «وهذا الحديث خالف موسى بن خلف في إسناده: هشامٌ صاحب الدَّستوائي، فرواه هشام، عن يحيى، عن يعيش بن الوليد، عن مولى الزبير، عن الزبير، وقال موسى: عن يحيى، عَنْ يَعِيشَ مَوْلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، عن ابن الزبير، وهشامٌ أحفظ» . (2) في (ش) : «مولى ابن أبي الزبير» . (*) ... كذا صحَّت الرواية: «لا تدخلوا» و «لا تؤمنوا» ،، و «لا» في الموضعين نافية وليست ناهية، فالفعلان بعدها مرفوعان، وليسا مجزومَين، وهما من الأمثلة الخمسة، لكنَّ حذف نون الرفع من الأمثلة الخمسة بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية: لغةٌ صحيحة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) . الحديث: 2500 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 253 أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكُمْ؟ أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ عَليُّ بْنُ المُبارك (1) ، وشَيبان (2) ، وحَربُ بنُ شدَّاد (3) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعيش ابن الوليد بن هشام؛ أنَّ   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/167 رقم 1431) عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، عن علي بن المبارك، به. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (669) من طريق أبي خيثمة، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (466) من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْعَقَدِيِّ، عَنْ علي بن المبارك، به. لكن جاء في إسناد المروزي: أَنَّ مَوْلًى لآلِ الزُّبَيْرِ حدَّثه؛ أن النبيِّ (ص) حدثه، ولم يذكر الزبير. (2) هو: ابن عبد الرحمن النَّحوي. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "مسنده" (1/164-165 رقم 1412) ، والشاشي في "مسنده" (55) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (6/120) من طريق يزيد بن هارون، عن شيبان وهشام الدَّسْتُوَائِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ، عن الزبير. وفي إسناد ابن عبد البر: وزاد شيبان: عن مولى الزبير، عن الزبير. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25735) من طريق = = يزيد بن هارون، عَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أبي كثير، عن بعض بني الوليد، عن مولى للزبير، عن الزبير. وأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (97) ، والشاشي (54) من طريق عبيد الله بن موسى، عن شيبان بن عبد الرحمن، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ هشام قال: حُدثت عن الزبير بن العوام. (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/167 رقم 1430) ، والترمذي في "جامعه" (2510) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (465) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/223-224) . وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (190) عن حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بن الوليد بن هشام، عن مولًى للزبير، عن النبي (ص) . هكذا مرسلاً بلا ذكر الزبير، لكن أخرجه البيهقي في "الشعب" (8373) من طريق الطيالسي متصلاً بذكر الزبير. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/167 رقم 1432) من طريق رباح بن يزيد الصنعاني، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ يَعِيشَ بْنِ الوليد، عن مولًى للزبير، عن الزبير. لكن أخرجه معمر في "جامعه" (19438/مصنف عبد الرزاق) عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن يعيش بن الوليد، رفعه إلى النبي (ص) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 254 مَوْلًى لآلِ (1) الزُّبَير حدَّثه؛ أَنَّ الزُّبَير حدَّثه، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: والصَّحيحُ (2) هَذَا، وحديثُ مُوسَى بْنُ خَلَف وَهَمٌ (3) . 2501- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ إسحاق ابن سُلَيمان (4) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عُمَرَ؛ قَالَ: سَمِعَ النبيُّ (ص) رجلاً يقول لرجل: تعالَ حَتَّى (6) أُقامِرَكَ، فَأَمَرَهُ أَنْ يتصدَّق؟   (1) في (ف) : «مولى آل» . (2) في (ت) و (ك) : «الصحيح» بلا واو. (3) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث قد اختلفوا في روايته عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. فروى بعضهم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عن يعيش بن الوليد، عن مولى الزبير، عن النبيِّ (ص) ، ولم يذكروا فيه: عن الزبير» . وذكر الدارقطني في "العلل" (544) الاختلافَ فيه، ثم قال: «والقولُ قول حرب ابن شدَّاد ومن تابعه عن يحيى» . (4) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (227) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (6/400) . (5) هو: الصَّدَفي أبو رَوح. وقد أخرج روايته ابن عدي في الموضع السابق من "الكامل" في معرض الأحاديث التي تُنتقَد عليه. (6) قوله: «حتى» سقط من (ف) . الحديث: 2501 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 255 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ عُقَيل (1) ، ومَعْمَر (2) والأوزاعيُّ (3) وَغَيْرُهُمْ (4) ، عَنِ الزُّهري، عن حُمَيد بن عبد الرحمن (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ قَالَ لِصَاحِبهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ؛ فَلْيَتَصَدَّقْ. 2502 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَفْص بْنُ عُمَرَ الحَوْضيُّ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو الغُصْن الدُّجَيْن (6) بْنُ ثَابِتٍ (7) ، عَنْ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ؛ قَالَ: كنَّا نَقُولُ لِعُمَرَ: حدِّثنا عَنِ النبيِّ (ص) ؛ يَقُولُ: إِنِّي أَخْشَى أَنْ أَزيدَ أو أَنقُصَ (8) ، وقد سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ؟   (1) هو: ابن خالد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6301) . (2) في (ك) : «ويعمر» . ورواية معمر أخرجها البخاري في "صحيحه" (4860 و6650) ، ومسلم (1647) . (3) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6107) ، ومسلم (1647) . (4) منهم: يونس بن يزيد. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1647) . (5) هو: حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. (6) في (ك) : «الرجين» . (7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/46 رقم 326) من طريق أَبِي سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، وأبو يعلى في "مسنده" (259) ، العقيلي في "الضعفاء" (2/46) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/294) ، وابن عدي في "الكامل" (3/106) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (4/107) من طريق مسلم بن إبراهيم. وأبو يعلى أيضًا (260) ، وابن عدي (3/106) من طريق وكيع، والطبراني أيضًا (3) من طريق حجاج بن نصر، والقطيعي في "جزء الألف دينار" (327) ، ومن طريقه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/54-55) من طريق بشر ابن محمد بن أبان، جميعهم عن الدجين بن ثابت، به. (8) في (ت) و (ف) و (ك) : «أزيد وأنقص» . الحديث: 2502 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 256 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَانَ الدُّجَيْنُ يحدِّثُ عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عبد العزيز، فلُقِّنَ: أسلَم مَوْلَى عُمَرَ، فتَلَقَّن، ثُمَّ لُقِّنَ: عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، فتَلَقَّن (1) . 2503 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ [هاشم] (2) بن عبد الواحد - أبو (3) بِشْر [الجَشَّاشُ] (4) - قال يزيد - يعني: ابن عبد العزيز - عن   (1) ونقل ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/445) عن أبي زرعة قوله: «الدُّجَين يحدِّث عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بن عبد العزيز، فلُقِّن: أَسْلَمُ مَوْلَى عُمَرَ، فتلَقَّن، ثُمَّ لُقِّن: عَنْ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، فتَلَقَّن» . وذكر البرذعي (437-438) أنه سأل أبا زرعة عن الدُّجين [في المطبوع: "هذا"] ؟ فقال أبو زرعة: «كان مرَّةً يقول: حدثنا مولًى لعمر بن عبد العزيز، ثم قال بعدُ: أسلم مولى عمر ح» . ويبدو أن عمدة أبي زرعة على ما رواه عليُّ بن المديني؛ قال: سمعتُ عبد الرحمن - يعني: ابن مهدي - وسُئل عن دُجَين بن ثابت الذي يَروي عنه، عن أسلم مولى عمر؟ فقال عبد الرحمن: قال لنا أول مرَّة: حدَّثني مولًى لعمر ابن عبد العزيز، فقلنا له: إن مولًى لعمر لم يُدرك النبي (ص) ، فتركه، فما زالوا يلقِّنونه حتى قال: أسلم مولى عمر بن الخطاب، ثم قال لي عبد الرحمن: فلا نعتدُّ به. قال: وكان يتوهَّمه فلا يدري ما هو؟ ويقول: مولًى لعمر بن عبد العزيز. اهـ. من الموضع السابق من "الجرح والتعديل". وأخرج هذه الحكاية البخاري في "التاريخ الكبير" (3/257-258) ، و"الصغير" (2/117-118) مختصرة. (2) في جميع النسخ: «هشام» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (9/106 رقم447) ، و"التاريخ الكبير" (8/234-235 رقم2834) ، وغيرهما. (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أبي» ؛ لأنَّه بدلٌ مما قبله، لكن يخرَّج ما في النسخ على أنَّه خبر لمبتدأ محذوف، تقديره: «هو» . (4) في جميع النسخ: «الحشاش» بالحاء، والتصويب من "الجرح والتعديل"، و"التاريخ الكبير". وضبطه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (2/361) ، فقال: «بفتح الجيم، والشين المعجمة المشدودة، وبعد الألف معجمة أخرى» . الحديث: 2503 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 257 الأعمَش، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ - وَلا أعلمُه إِلا قَدْ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) -: مَنِ اسْتَمَعَ حَدِيثَ قَوْمٍ يَفِرُّونَ (1) بِهِ مِنْهُ، صُبَّ فِي أُذُنَيْهِ الآنُكُ (2) يَوْمَ القِيَامَة (3) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قد أفسدَهُ أَبُو بَكْر بنُ عَيَّاش؛ يَقُولُ: عَنِ الأعمَش، عَنْ رجلٍ، عَنْ عِكرمَة. وَرَوَاهُ أَبُو يَحْيَى الحِمَّاني (4) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ رجلٍ، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عباس، ولم يرفَعْه (5) .   (1) في (ت) و (ك) : «يقرون» . (2) الآنُكُ: هو الرَّصَاصُ الأبيض، وقيل: الأسود، وقيل: هو الخالص منه. "النهاية" (1/77) . وهو لفظ فارسيٌّ معرَّب. انظر "معجم المعرَّبات الفارسيَّة في اللغة العربية" للدكتور محمد ألتونجي (ص 21) . (3) قوله: «يوم القيامة» سقط من (ت) و (ك) . (4) هو: عبد الحميد بن عبد الرحمن. (5) في (ف) : «فلم يرفعه» ، وفي (ت) : «فلم يعرفه» ، وفي (ك) : «ولم يعرفه» . وهذا الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (7042) من طريق سفيان بن عيينة، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس مرفوعًا، وفيه زيادة: «من تحلَّم بحُلْم ... » ، و «من صَوَّر صُورةً ... » ، ثم قال: «قال سفيان: وَصَلَه لنا أيوب. وقال قتيبة: حَدَّثَنَا أَبُو عوانة، عَن قتادة، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قوله: «من كذَبَ في رُؤياه» . وقال شعبة: عن أبي هاشم الرُّماني: سمعت عكرمة: قال أبو هريرة قولَه: «من صَوَّر صُوَّرة، ومن تحلَّم، ومن استَمَع» . حدثنا إسحاقُ، حدثنا خالد [هو: الواسطي] ، عن خالد [هو: الْحَذَّاءِ] ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس؛ قال: «من استَمَع، ومن تحلَّم، ومن صَوَّر ... » نحوه. تابعه هِشَامٌ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس، قوله» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 258 2504 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مُصَفى، عَنْ بَقِيَّة (2) ، عَنْ رَافِعٍ - أَوْ رُوَيْفِع (3) -، عَنْ أَبِي الزُّبَير (4) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ (5) : لا تَقُصُّوا الأَظْفارَ فِي أَرضِ العَدُوِّ؛ فَإنَّه أشدُّ للقبضَة، وأَحَلُّ للعُقْدَة؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ» ؛ وأَبى أن يُحَدِّثَ به. 2505 - وسُئِلَ أَبُو زرعة عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ نُمَير (6) ، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عائِشَة بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ تَصَبَّحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ، عَجْوَةً؛ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ اليَوْمَ سَمٌّ ولا سِحْرٌ؟   (1) كتب ناسخ (ف) في الهامش: «في الأصل مكرر: سئل أبو زرعة» . (2) هو: ابن الوليد. (3) في (ف) : «أو ريفع» . (4) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (5) كذا في جميع النسخ، وإن لم يكن هناك سقطٌ أو تكرار، فإنَّه يحتمل وجهين: الأول: أنَّ «قال» الأولى لأبي الزبير، والثانية لجابر، والمراد: قال أبو الزبير قال جابر. والثاني: أن يكون هذا من قبيل الحديث المرفوع حكمًا، والمراد: «قال جابر: قال النبي (ص) » ؛ قال الحافظ ابن حجر في "نزهة النظر" (ص108) : «وقد يقتصرون على القول مع حذف القائل، ويريدون به النبي (ص) ، كقول ابْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قال: قال: تقاتلون قومًا ... وفي كلام الخطيب أنه اصطلاح خاصٌّ بأهل البصرة» . اهـ. (6) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/181 رقم 1571) ، والمحاملي في "أماليه" (14) . الحديث: 2504 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 259 وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا قَالَ ابْنُ نُمَير! وَقَالَ مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ (2) وَأَبُو أُسَامَةَ (3) وَأَبُو ضَمْرَة (4) : عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ (5) بْنِ سَعْدٍ، عَنِ أبيه، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ (6) . 2506 - وسُئِلَ أبو زرعة عَن حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ هاشم بن   (1) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5445 و5768) ، ومسلم (2047) . (3) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (5769) ، ومسلم (2047) . (4) هو: أنس بن عياض. وروايته أخرجها الحميدي في "مسنده" (70) . (5) قوله: «عن عامر» سقط من (ك) . (6) ذكره الدارقطني في "العلل" (610) ، وقال: «يرويه هاشم بن هاشم، واختُلف عنه: فرواه أبو أسامة، عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، وخالفه ابن نمير، فرواه عن هَاشِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عن أبيها، وكلاهما ثقةٌ، ولعل هاشمًا سمعه منهما، والله أعلم» . ولكنَّ عبد الله بن نمير تفرَّد بروايته عن هَاشِمٍ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عن أبيها، وخالفه جمع من الرُّواة غير أبي أسامة، منهم من ذكره أبو زرعة، وهما مروان ابن معاوية، وأبو ضمرة أنس بن عياض، ومنهم: أحمد بن بشير عند البخاري (5779) ، وأبو بدر شجاع ابن الوليد عند مسلم (2047) ، ومنهم: مكي بن إبراهيم عند أبي يعلى في "مسنده" (717) ، وأبي عوانة في "المستخرج" (5/190) . وقال البزار في "مسنده" (3/336) بعد أن أخرج الحديث من طريق شجاع بن الوليد، عن هاشم بن هاشم، به؛ قال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه، ولا نعلم رواه إلا هاشم بن هاشم، وقد اختُلف على هاشم بن هاشم، فرواه بعضهم: عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ورواه بعضهم: عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عائشة ابنة سعد، عن أبيها، ورواه بعضهم: عَنْ هَاشِمِ بْنِ هَاشِمٍ، عَنْ عامر بْنِ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سعد، فأخطأ فيه؛ لأنا لا نعلم لسعد ابنًا يقال له خالد» . الحديث: 2506 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 260 البَرِيد (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ مُصعَب بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : عَلَى كُلِّ خَلَّةٍ يُطْبَعُ المُؤْمِنُ، إِلاَّ الخِيَانَةَ والكَذِبَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا يُروى عَنْ سَعْدٍ، مَوْقُوفٌ (3) . 2507 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (5) ، وثابتُ بنُ   (1) في (ت) : «البرتد» ، وفي (ك) : «اليزيد» . وروايته أخرجها أبو عبد الله الدورقي في "مسند سعد" (65) ، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (144) ، وفي "الصمت" (472) ، والبزار في "مسنده" (1139) ، وأبو يعلى (711) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/197) ، وفي "الشعب" (4469) . (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) من هذا الوجه أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25595 و30330) من طريق الثوري، وابن المبارك في "الزهد" (828) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/197) من طريق شعبة، كلاهما عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، موقوفًا. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/241) من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، = = عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، مرفوعًا. قال ابن عدي: «هذا الحديث لا أعرفه إلا من هذا الطريق، ورواه أيضًا علي بن هاشم، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه، عن النبي (ص) » . قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد يُروى عن سعد من غير وجه موقوفًا، ولا نعلم أحدًا أسنده إلا علي بن هاشم، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ بهذا الإسناد» . رجَّح الموقوفَ الدارقطنيُّ في "العلل" (602) ، والبيهقيُّ كما في الموضع السابق. وقول أبي زرعة: «موقوفً» منصوبٌ على الحال، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) روى هذا النص ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/217) من طريق مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن الفضل بن شهريار، عن عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الحنظلي الرازي، به. (5) هو: ابن عقبة. الحديث: 2507 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 261 محمَّد، ووَكيعٌ، وَأَبُو نُعَيم، عَنِ الثَّوري، فاختَلَفوا: فَقَالَ قَبِيصَة (1) : عَنِ الثَّوري، عن عبد الملك ابن أبي بشير، عن عبد الله بْنِ أَبِي المُساوِر، عَنِ ابْنِ عبَّاس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَيْسَ المُؤْمِنُ بِالَّذِي يَشْبَعُ وجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ. وقال ثَابِتٌ: عَنِ الثَّوري، عَنْ عبد الملك، عن عبد الله بْنِ المِسْوَر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَقَالَ وَكيع (2) : عَنْ سُفيان، عَنْ عبد الملك، عن عبد الله بْنِ المِسْوَر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) . وقال أَبُو نُعَيم (4) : عَنِ الثَّوري، عن عبد الملك، عن عبد الله بن   (1) روايته أخرجها هنَّاد في "الزهد" (1044) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/217) . وجاء عند هناد: «عبد الله بن المساور» . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (5/196) تعليقًا، والحاكم في "المستدرك" (4/167) ، وتمَّام في "فوائده" (1270/الروض البسام) ، والبيهقي في "الشعب" (9089) من طريق أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري، عن سفيان، عن عبد الملك ابن أبي بشير، عن عبد الله بن أبي المساور، به. (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (30874/ طبعة اللحيدان) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/215-216) . وجاء عنده: «عبد الله بن مساور» . وعند ابن أبي شيبة: «عبد الله بن المسور» . (3) من قوله: «وقال وكيع ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر. (4) هو: الفضل بن دُكَين. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/195) تعليقًا، وابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (347) ، والطبراني في "الكبير" (12/119 رقم 12741) . وجاء عند الطبراني: «عبيد الله بن المساور» . وتابع أبا نعيم في روايته على هذا الوجه: عبد الرزاق، وروايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (694) . ومحمد بن كثير، وروايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (112) ، والبيهقي في "الشعب" (3117 و5272) . وعمر بن عبيد، وروايته أخرجها المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (629) . وعبد الرحمن بن مهدي، وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (2699) . ومحمد بن يوسف الفريابي، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/195) تعليقًا، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/3) ، وفي "الشعب" (5272) . والمؤمل بن إسماعيل، وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/28) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/216) . وجاء عند الطحاوي: «عبد الله بن المساور، أو ابن أبي المساور» . وعبد الله بن الوليد، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/195) تعليقًا. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 262 مُساوِر، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (1) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «وَهِمَ ثابتٌ فِيمَا قَالَ! وَأَبُو نُعَيم أثبتُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ وَكيع» ؛ كأنَّه حَكَم لأَبِي نُعَيم. 2508 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ محمَّد (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا النَّضْر بْنُ إِسْمَاعِيلَ البَجَلي، عَنْ طَلْحَةَ (3) ، عَنْ عَطاء (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : إِذَا بَعَثْتُمْ إِلَيَّ بَرِيدًا (5) ، فَابْعَثُوا حَسَنَ الوَجْهِ، حَسَنَ الاسْمِ؟   (1) من قوله: «وقال أبو نعيم ... » إلى هنا، سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/107) . (3) هو: ابن عمرو المكيُّ. (4) هو: ابن أبي رَباح. (5) في (ف) : «بريد» . وقال في "العين" (8/29) : «البريد: الرسولُ المُبْرَدُ على دوابِّ البريد، وإبرادُهُ: إرسالُهُ، وقال الراجز: رأَيتُ للمَوْتِ رسولاً مُبْرَدَا ويروى عن النبي (ص) ؛ أنه قال: «إذا أَبرَدتُّم إليَّ بريدًا، فاجعلوه حسَنَ الوجه، حسَنَ الاسم» ، وقال بعض العرب: الحُمَّى: بريد الموت، أراد أنها رسولُ الموت تُنْذِر به» . اهـ. وانظر "تهذيب اللغة" (14/75) ، و"اللسان" (3/86) . الحديث: 2508 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 263 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هُوَ: طلحةُ، عَنْ عَطاء، مُرسَلً (1) . 2509 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأسودُ بْنُ عَامِرٍ (3) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عَيَّاش، عن عبد الملك بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ عَطاء (4) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلى بْنِ أُمَيَّة، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ حَيِيٌّ سَتِيرٌ (5) ؛ إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَغْتَسِلَ، فَلْيَسْتَتِرْ ولَوْ بِشَيْءٍ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَمْ يَصْنَعْ فِيهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش شَيْئًا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ فِي حِفْظِهِ شيءٌ؛ والحديثُ حَدِيثُ الَّذِي (6) رَوَاهُ زُهَيْرٌ (7) ، وأسباط بن   (1) كذا في جميع النسخ، من غير ألف، ويحتمل النصب على أنه حالٌ مؤكِّدة لمضمون الجملة قبله، والرفع على أنه خبرٌ ثان ٍ للمبتدأ «هو» ، انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (24) ، وأجاب عنها أبو حاتم، وفيها قوله: «ليس بذاك» . (3) هو: شاذان، وقد تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (24) . (4) هو: ابن أبي رَباح. (5) فيها ضبطان: «سَتِير» - كـ «رَحيم» - «فَعِيل» بمعنى فاعل، و «سِتِّير» - كـ «صِدِّيق» - «فِعِّيل» بمعنى «فاعل» أيضًا. انظر الكلام عليهما في التعليق على المسألة رقم (24) . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «والحديث هو الحديثُ الذي» ، ويخرَّج ما هنا على مذهب الكوفيين في جواز من إضافة الشي إلى صفته. انظر التعليق على المسألة رقم (505) . (7) هو: ابن معاوية. وتقدم تخريج روايته في التعليق على المسألة رقم (24) . الحديث: 2509 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 264 محمد (1) ، عن (2) عبد الملك، عَنْ عَطاء، عَنْ يَعْلى بْنِ أُمَيَّة، عن النبيِّ (ص) . 2510 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعاذ بْن هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ زُرارَة (4) ، عن أبي الحَكَم (5) ، عن عبد الله ابن عَمْرٍو؛ قَالَ: لا تقتُلوا الضِّفْدِعَ؛ فإن صوتَه الذي تسمعون تسبيحٌ. وَرَوَاهُ يَحْيَى القطَّان (6) ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ قَتادة، عَنْ زُرارَة، عن عبد الله بن عمرو. وَرَوَاهُ شُعبة (7) ، عَنْ قَتادة، عَنْ زُرارَة، عن ابن أبي   (1) لم نقف على روايته، وانظر التعليق على المسألة المتقدمة برقم (24) . (2) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (3) هو: هشام الدَّسْتَوائي. (4) هو: ابن أوفى. (5) سيعرِّفه أبو زرعة في آخر المسألة. (6) لم نقف على روايته، وقد أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/318) من طريق عبد الوهَّاب بن عطاء، عَنْ هِشَامٍ الدَّستَوائي، عَنْ قَتَادَةَ، به. قال البيهقي: «إسناده صحيح» . (7) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23700) من طريق يزيد بن هارون، والخطيب في "الموضح" (2/219-220) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زرارة، عن أبي الحكم البجلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، موقوفًا. وجاء عند ابن أبي شيبة: «شعبة، عن زرارة» ليس في إسناده: قتادة. وأخرجها عبد الرزاق في "المصنف (8418) من طريق سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنِ ابْنِ أبي نعم، عن عبد الله بن عمر، موقوفًا. هكذا جاء: ابن عمر بدل: ابن عمرو. وأخرجه الطبراني في "الصغير" (521) ، وفي "الأوسط" (4/104 رقم 3716) ، وابن عدي في "الكامل" (6/388) ، وأبو الشيخ الأصبهاني في = = "العظمة" (5/1744 رقم 7226) ، جميعهم من طريق الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ حَجَّاجِ بن محمد، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زرارة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي (ص) . وجاء عند ابن عدي: «سعيد» بدل: «شعبة» . قال الطبراني: «لم يرفع هذا الحديث عن شعبة إلا حجاج، تفرد به المسيب بن واضح» . وقال ابن عدي: «وهذا بهذا الإسناد يرويه المسيب ويرفعه إلى النبي (ص) ، والحديث موقوف» . وذكر الذهبي في "الميزان" (4/117) ، وفي "السير" (11/404) من طريق المسيب، وقال: «صوابه موقوف» . الحديث: 2510 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 265 نُعْمٍ (1) ، عن عبد الله بن عمرو. فقيل لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّها (2) أصَحُّ؟ قَالَ: حَدِيث شُعبة أصحُّ، وَأَبُو الحَكَم: هو عبد الرحمن بْن أَبِي نُعْمٍ (3) . 2511 - وسُئِلَ أَبُو زرعة عن حديثٍ رواه عبد الله بْنُ يَزِيدَ بْنِ راشِد الدِّمَشْقِيُّ (4) ، عن صَدَقَة بن عبد الله، عَن ثَور بْن يَزِيدَ، عَن خالد ابن مَعْدان، عَنْ أَبِي أُمامة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، ويُعِينُ عَلَيْهِ مَا لا يُعِينُ عَلَى العُنْفِ.   (1) في (أ) و (ش) و (ك) : «نعيم» ، وكانت هكذا في (ف) ثم صوِّبت، ويشبه أن تكونَ صوِّبت أيضًا في (ت) . (2) في (ش) و (ك) : «أيهما» . (3) في (ك) : «نعيم» . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/95 رقم 7477) ، وفي "مسند الشاميين" (421) . ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (33/378-379) . الحديث: 2511 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 266 وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (1) ، عَنْ أَبِي عُبَيد حَاجِبِ سُلَيمان (2) ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان يرفعُه (3) . وَرَوَاهُ وَكيع (4) وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ ثَور، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان؛ قال: قال النبيُّ (ص) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: خَالِدٌ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) ، مُرسَلً (6) أصحُّ (7) . 2512 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ (8) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، عن عبد الله بْنِ وَهْب بْنِ مُنَبِّه، عَنْ أبيه، عن أبي   (1) في "الموطأ" (2/979 رقم1767) . (2) يعني: سليمان بن عبد الملك بن مروان، ويقال: أبو عبيد مولى سليمان. (3) يعني: يرويه عن النبي (ص) ، مرسلاً بلا ذكر أبي أمامة. (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25301) . (5) قوله: «خالد عن النبيِّ (ص) » سقط من (ف) . (6) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب، وهي لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (7) قوله: «مرسل أصح» سقط من (ك) ، وسقط من (ت) : «مرسل» فقط. وأخرجه على هذا الوجه أيضًا سعيد بن منصور في "سننه" (2620) من طريق ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عجلان، عن أبان ابن صالح، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ النبي (ص) . لكن خالف ابن عيينة في روايته على هذا الوجه الثوري، فقد أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (9251) هذا الحديث من طريق الثوري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلانَ، عَنْ أبان بن صالح، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أبيه، عن النبي (ص) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/129) . (8) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/307) ، وأبو يعلى في "مسنده" (490) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/425) ، والضياء في "المختارة" (799 و800) . وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (52/ب/أطراف الغرائب) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ، ثم قال: «تفرَّد به إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسَانَ الصنعاني، عن عبد الله ابن وَهْب بْنِ مُنَبَّهٍ، عَنْ أَبِيهِ. وفيه: قلت لهشام: من أبو خليفة؟ قال: رجل من أصحاب علي، هرب من معاوية فجاءنا هاهنا ذاك مسجدُه» . الحديث: 2512 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 267 خَليفة (1) ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لا يُعْطِي عَلَى العُنْفِ. ورواه بكر (2) بن خَلَف، عن عبد الله بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ بْنِ كَيْسان (3) ، عن أبيه، عن عبد الله بْنِ وَهْب، عَنْ أَبِي خَليفة (4) ، عن علي، عن النبيِّ (ص) . قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟ قَالَ: حديثُ هِشَام بْن يُوسُف أصحُّ. 2513 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا [الأَحْمَسي] (5) ، عن   (1) في (أ) و (ش) : «ابن خليفة» . وأبو خليفة: هو الطائي البصري. (2) في (أ) و (ش) : «أبو بكر» . (3) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (1/112 = = رقم902) ، والبيهقي في "الشعب" (8057) من طريق علي بن بحر، والبزار في "مسنده" (756) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/250) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/336) من طريق سلمة بن شبيب، كلاهما عن عبد الله بن إبراهيم بن عمر، به. ومن طريق أحمد أخرجه الضياء في "المختارة" (801) . قال البزار: «ولا نعلم روى أبو خليفة، عن علي إلا هذا الحديث، ولا له إسناد إلا هذا الإسناد» . (4) في (ش) : «ابن خليفة» . (5) تشبه في (ف) : «الأحمسي» ، وفي بقية النسخ: «الأحمس» . والأحمسي هذا هو: محمد بن إسماعيل. انظر "التقريب" (5732) . الحديث: 2513 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 268 وَكيع، عن شُعبة، عن عبد الله الرِّفاعي، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (1) ، أنَّ عمَّ (2) عَامِرِ بْنِ الطُّفَيل (3) أَهْدَى إلى النبيِّ (ص) فَرَسًا، فَبَعَثَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ الدَّواءَ مِنْ داءٍ نَزَلَ بِهِمْ يُقَالُ لَهُ: الدُّبَيْلَة (4) ، فبعَثَ إِلَيْهِ النبيُّ (ص) بعُكَّةِ (5) عَسَلٍ، وردَّ عَلَيْهِ الفَرَس. قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: وَكيع، عَنْ عُقْبَة بْنِ عبد الله الرِّفاعي، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، بِلا «شُعبة» (6) . 2514 - وسُئِلَ (7) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ صُبَيح الواسِطي (8) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أبي (9)   (1) هو: عبد الله بن بريدة. (2) في (ك) : «عمر» . (3) عمُّ عامر بن الطفيل هو: عامر بن مالك، المعروف بمُلاعِب الأسِنَّة. (4) قال ابن الأثير: وفي حديث عامر بن الطُّفيل: «فأخذَتْه الدُّبَيلة» هي: خُرَّاجٌ ودُمَّلٌ كبير تظهَرُ في الجَوْف، فتقتُل صاحبَها غالبًا، وهي تصغير دُبْلَة. "النهاية" (2/99) . (5) العُكَّة: وِعاءٌ من جلد مُستَدير، يَختَصُّ. بالسَّمن والعَسَل، وهو بالسَّمن أخصُّ. انظر "النهاية" (3/284) . (6) على هذا الوجه أخرجه أبو عبيد في "الأموال" (632) من طريق الهيثم بن جميل، عن عقبة بن عبد الله الأصم، عن ابن بريدة؛ أن عَامِرِ بْنِ الطُّفيل أَهْدَى إِلَى النبيِّ (ص) . وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/99-100) من طريق شيبان، عن عقبة الرفاعي، عن عبد الله بن بريدة؛ عن عم عامر بن الطُّفيل العامري، أن عَامِرِ بْنِ الطُّفيل أَهْدَى إِلَى رسول الله (ص) . وأخرجه ابن عساكر أيضًا (26/100) من طريق عيسى اليشكري، عن عقبة بن عبد الله اليشكري، عن عبد الله بن بريدة؛ عن عامر بن الطُّفيل أنه أهدى إلى النبيِّ (ص) . (7) تقدمت هذه المسألة برقم (2386) عن أبي حاتم. (8) المعروف بـ: «زَحْمُوْيَهْ» . (9) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2386) . الحديث: 2514 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 269 الأخضَر (1) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (2) ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ مَكَان ٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . 2515 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ المُصَفَّى؛ قَالَ: حدَّثنا بَقِيَّة (5) ؛ قَالَ: حدَّثني مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الأَطْرابُلُسي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ عَيَّاش بْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عَبَّاسٍ (6) الحَجْرِي، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: سُئل رسول الله (ص) عَنِ الْخَادِمِ يُذنِب؟ قَالَ: يُعْفَى عَنْهُ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ (7) : سَعِيدُ بْنُ أَبِي أيُّوب، عَنْ أَبِي هَانِئٍ (8) ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ جُلَيْد (9) الحَجْري. 2516 - وسُئِلَ (10) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو تَقِيٍّ (11) ؛ قال:   (1) قوله: «أبي» سقط من (ك) . (2) هو: ابن عبد الله بن عمر. (3) هو: ابن المسيّب. (4) تقدمت هذه المسألة لأبي حاتم برقم (2341) . (5) هو: ابن الوليد. (6) قوله: «عن عباس» سقط من (ش) . وهو: عباس بن جليد. (7) قوله: «هو» سقط من (ك) . (8) هو: حُمَيد بن هانئ الخَوْلاني. (9) في (ك) : «جليدة» ، وتشبه ذلك في (ت) . (10) تقدمت هذه المسألة لأبي حاتم برقم (2390) ، وانظر المسألة التالية. (11) هو: هشام بن عبد الملك الحِمْصي. وروايته أخرجها أبو نعيم في"الحلية" (8/199) . الحديث: 2515 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 270 حدَّثني بَقِيَّة؛ قال: حدَّثني عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : لا تَبْدَؤُوا بِالكَلامِ قَبْلَ السَّلاَمِ، فَمَنْ بَدَأَ بِالكَلامِ قَبْلَ السَّلامِ فَلاَ تُجِيبُوهُ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ لَيْسَ لَهُ أصلٌ؛ لَمْ يَسْمَعْ بَقِيَّة هذا الحديثَ من عبد العزيز؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَهْلِ حِمْص، وأهلُ حِمْص لا يميِّزون هَذَا (1) . 2517 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ السَّريِّ الأَنْطاكي (3) ، عَنْ هَارُونَ بن محمد، عن عبد الله العُمَري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ بَدَأَ بِالسُّؤَالِ (4) قَبْلَ السَّلامِ، فَلاَ تُجِيبُوه؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ ليس له أصلٌ. 2518 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مُقاتل المَرْوَزي (5) ،   (1) يعني: أن أهل حمص إذا رَوَوا عن بقية يجعلون سماعًا ما ليس بسماع. (2) انظر المسألة رقم (2390) ، والمسألة السابقة. (3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1/136 رقم 429) . (4) في (ك) : «بالسواك» . (5) لم نقف عل روايته، لكن أخرجه الروياني في "مسنده" (2/426 رقم 1447) ، وابن حبان في "المجروحين" (2/138) ، وابن عدي في "الكامل" (3/234) ، والبيهقي في "الشعب" (9575) ، جميعهم من طريق أبي موسى الهروي، وأبو نعيم في "الحلية" (8/197) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (298) من طريق محمد ابن بكار، والبيهقي في "الشعب" أيضًا (9574) من طريق خلف بن تميم، ثلاثتهم عن زافر بن سليمان، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، به، ولم يذكروا في الإسناد: عبد الرحيم. قال أبو نعيم: «غريب من حديث نافع وعبد العزيز، تفرَّد به عنه زافر» . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/296) ، والبيهقي في "الشعب" (9577) من طريق عبد الوهَّاب الخفاف، والبيهقي أيضًا (9576) من طريق عبد الله بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، كلاهما عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد،، به. الحديث: 2517 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 271 عن زافِرٍ (1) ، عن عبد الرَّحيم (2) ، عن عبد العزيز ابْنُ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: مِنْ كَنْزِ البِرِّ كِتْمَانُ المَصَائِبِ والأَمْرَاضِ والصَّدَقَةِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطلٌ» ؛ وامتنَعَ أَنْ يُحَدِّث بِهِ (3) . 2519 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُتَيْبَة (4) ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (5) ، عَنْ عبد الله بن الحَكَم، عن جابر ابن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قال (6) : غَطُّوا الإِنَاءَ، وأَوْكُوا السِّقَاءَ (7) ؟   (1) هو: ابن سليمان (2) هو: ابن هارون الغَسَّاني، وهو من المعروفين بالرِّواية عن ابن أبي رَوَّاد، لكن لم نقف على من روى هذا الحديثَ من طريقه، وإنما يروونه من طريق زافر بن سليمان عن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد بلا واسطة، كما تقدم في مصادر التخريج. (3) ذكر ابن حبان في "المجروحين" (2/137) عبد العزيز ابن أبي رَوَّاد هذا، وقال: «روى عبد العزيز، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ نسخة موضوعةً لا يحلُّ ذكرها إلا على سبيل الاعتبار ... » . وذكر منها هذا الحديثَ كما تقدم في التخريج. (4) هو: ابن سعيد. (5) هو: يزيد بن عبد الله. (6) قوله: «قال» من (ف) فقط. (7) أي: شُدُّوا رأسَهُ بالوِكَاء؛ لئلا يَدخُلَه حيوانٌ أو يسقط فيه شيءٌ، يقال: أَوْكيتُ السِّقاء أُوكِيه إيكاءً، فهو مُوكًى، ومنه الحديث: «نَهَى عن الدُّبَّاءِ والمُزَفَّت، وعليكم بالمُوكى» ، أي: السقاء المشدود الرأس؛ لأنَّ السقاء المُوكى قلَّما يَغفُلُ عنه صاحبُه لئلا يشتدَّ فيه الشرابُ فينشقَّ فهو يتعهَّده كثيرًا. "النهاية" (5/221-222) ، و"عمدة القاري" (2/109) و (15/196) . الحديث: 2519 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 272 قَالَ أَبِي: قد تَرَكَ (1) من الإسناد رجلا (2) أو رجلَين (3) ؛ حدَّثنا أَبُو صَالِحٍ (4) ، عَنِ اللَّيث، عَنْ ابْنِ الْهَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ يحيى (5) ، عن جعفر بن عبد الله بْنِ الحَكَم، عَنِ القَعقاع بْنِ حَكيم، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) ... . 2520 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرزاق (6) ،   (1) أي: قتيبة بن سعيد. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «رجل» . وضبط ناسخ (ف) قبلها قوله: «ترك» بضم التاء. (3) في (ت) و (ك) : «ورجلين» . (4) هو: عبد الله بن صالح كاتب الليث. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/355 رقم14829) ، والبيهقي في "الشعب" (5658) من طريق يونس بن محمد، ومسلم في "صحيحه" (2014) من طريق هشام بن القاسم ونصر بن علي الجهضمي، وأبو عوانة في "مسنده" (8166) من طريق علي بن عياش، والبيهقي في "الشعب" (5658) من طريق سعيد بن أبي سليمان، جميعهم عَنِ اللَّيْثِ بْن سَعْدٍ، عَنْ يزيد بن الْهَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأنصاري، عن جعفر بن عبد الله بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حكيم، عن جابر، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/302 رقم14228) ، ومسلم في "صحيحه" (2012 و2013) من طريق أبي الزبير، والبخاري في "صحيحه" (3280) ، ومسلم أيضًا (2012) من طريق عطاء بن أبي رباح، ومسلم أيضًا (2102) من طريق عمرو بن دينار، ثلاثتهم عن جابر بن عبد الله، به. (5) قوله: «ابن يحيى» سقط من (ك) . وهو مثبت في بقية النسخ، والظاهر أنه خطأ، والصَّواب: يحيى بن سعيد، وهو الأنصاريُّ، كما تقدم في التخريج، وتصحَّف «سعيد» إلى «يحيى» ؛ غير أننا لم نجد من أخرج الحديث من طريق أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ ابن الهاد، عنه، وقد تقدم تخريجه عن غير أبي صالح. (6) في "المصنف" (9754) ، ومن طريقه أخرجه إسحاق ابن راهويه في "مسنده" (2145) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/438 رقم27469) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1935) ، وابن حبان في "صحيحه" (6587) ، والطبراني في "الكبير" (24/140 رقم 372) ، والحاكم في "المستدرك" (4/202) . قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (8/148) : «رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح» . الحديث: 2520 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 273 عَنْ مَعْمَر، عَنِ [الزُّهري] (1) ، عَنْ أبي بكر (2) بن عبد الرحمن ابن الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أسماءَ بِنْتِ عُمَيس؛ قَالَتْ: كَانَ أولُ ما اشتكى النبيُّ (ص) فِي بَيْتِ مَيْمونة ... ، فَذَكَرَ قصَّةَ اللَّدُود (3) ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ (*) ، وشُعَيب بْنُ أَبِي حَمْزَةَ (*) ، وغيرُهما (4) ، عَنِ الزُّهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث: أنَّ النبيَّ (ص) ، وهذا الصَّحيحُ (5) .   (1) في جميع النسخ: «الثوري» ، وصوِّبت في هامش (أ) إلى: «الزهري» ، وهو الموافق لمصادر التخريج. (2) في (أ) : «أبو بكر» . (3) اللَّدُود - بفتح اللام -: من الأدوية، وهو ما يُسقاه المريضُ في أحد شِقَّي الفَمِ. ولَدِيدا الفَم: جانباه. "النهاية" (4/245) . وقصَّةُ اللَّدود بتمامها - بلفظ رواية أحمد-: أولُ ما اشتكى رسولُ الله (ص) في بيت ميمونة، فاشتدَّ مرضُه حتى أغميَ عليه، فتشاورَ نساؤه في لَدِّه، فلَدُّوه، فلما أفاقَ قال: «ما هذا؟» ، فقلنا: هذا فِعْلُ نساءٍ جِئْنَ من هاهنا، وأشار إلى أرض الحَبَشة، وكانت أسماءُ بنت عُمَيس فيهنَّ، قالوا: كنا نتَّهم فيك ذاتَ الجَنْب يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «إنَّ ذلك لداءٌ ما كانَ الله عزَّ وجلَّ ليَقْرِفَني به، لا يَبْقَيَنَّ في هذا البيت أحدٌ إلا التَدَّ، إلا عمَّ رسول الله (ص) يعني العباس» . قال: فلقد التَدَّت ميمونةُ يومئذ وإنها لصائِمَة؛ لِعَزْمَةِ رسول الله (ص) . (*) ... روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/510) . (4) منهم: عقيل بن خالد، ومعمر، وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي جدُّ الحجاج، وروايتهم أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/510) . (5) وأخرج الحديث البخاري في "صحيحه" (4458) ، ومسلم في "صحيحه" (2213) من حديث عائشة خ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 274 2521 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ عبد الرزاق (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي النَّهْي عَنِ الأَكْلِ بالشِّمال؟ فَقَالَ: هَذَا خطأٌ. قلتُ: قَدْ تابع مَعْمَرً (4) في هذا الحديث عبدُالرحمن بْنُ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: يَقُولُونَ: عَنِ الزُّهري، عن أبي بكر بن عُبَيدالله ابن عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (5) ، وَهَذَا الصَّحيحُ. 2522 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (7) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لَمْ يُقْسَمِ الرِّفْقُ لأَهْلِ بَيْتٍ إِلاَّ نَفَعَهُمْ، ولَمْ يُعْزَلْ عَنْهُمْ إِلاَّ ضَرَّهُمْ؟   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2415) ، وتقدم التعليق عليها هناك. وانظر المسألة رقم (1489) و (1522) و (1537) و (1538) . (2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2415) . (3) هو: ابن عبد الله بن عمر. (4) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، حذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) قوله: «عن ابن عمر» سقط من (ش) . (6) انظر المسألة المتقدمة برقم (1953) . (7) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (1493) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/71 رقم 24427) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/416) ، والبيهقي في "الشعب" (6140) من طريق حفص بن ميسرة، والبخاري أيضًا (1/416) من طريق أيوب بن سعد، والبيهقي (6141) من طريق علي بن مسهر، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/341) من طريق إسحاق بن أبي فروة، جميعهم عن هشام بن عروة، به. الحديث: 2521 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 275 فَقَالا: هَذَا خطأٌ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْطَأَ فِيهِ مَعْمَر. قَالَ أبي: إنما هو: ما رَوَاهُ أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (1) ، وعَبْدَة (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ عبد الله (3) بن عبد الرحمن بْنِ مَعْمَر أَبِي طُوالَة، عَنْ عائِشَة - مُرسَلً (4) -، وأمِّ حَبيبة، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عن أبيه، عن عُبَيدالله بن مَعْمَر، عن النبيِّ (ص) : فِي الرِّفق؛ هَذَا الْحَدِيثُ. قَالَ أَبِي (6) : فأدخل (7) قومٌ لا يفهمون عِلَّةَ هَذَا الْحَدِيث فِي مسند   (1) هو: محمد بن خازم. وروايته لم نقف عليها من هذا الوجه، ولكن أخرجه هناد في "الزهد" (1435) عنه، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن عائشة أو عن أم حبيبة. وأخرجه البيهقي في "الشعب" (6139) من طريق بشر ابن الحكيم، عن أبي مُعَاوِيَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبيه، عن عائشة. (2) هو: ابن سليمان الكلابي. (3) في (ف) : «عبيد الله» . (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/416) ، والبيهقي في "الشعب" (6138) . (6) من هنا إلى آخر المسألة أورده ابن أبي حاتم أيضًا في "المراسيل" (ص118 رقم426) . (7) أي: فأدخَلَه، يعني: هذا الحديث، لكن حُذفَ منه المفعولُ به للعلم به. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (24) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 276 الوُحْدان (1) ، وقالوا: ما أسند عُبَيدالله (2) بن مَعْمَر عن النبيِّ (ص) . قَالَ: هَذَا وَهَمٌ أيضا؛ إنما أراد حمَّادٌ: هِشَام (3) ، عَنْ أَبِي طُوالَة عبد الله بن عبد الرحمن بْن مَعْمَر، ولم يَضبِط، وغلط فيه مَعْمَر وحمَّاد، والحديثُ حَدِيث أَبِي مُعَاوِيَة؛ أَبْدى عَوْرَة حديثهم (4) . 2523 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: رَوَى ابنُ أخت عبد الرزاق (5) ، عن عبد الرزاق (6) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ الأعمَش، عن   (1) في (أ) : «الوحداني» ، وفي (ش) : «الواحدي» ، وفي (ف) : «الوجداني» . ومعنى مسند الوُحْدان: أحاديث الصحابة الذين ليس لهم إلا حديث واحد. (2) أي: هذا الذي أسنده عبيد الله. (3) في "المراسيل": «أراد حماد بن سلمة: هشام بن عروة ... » . وقوله: «هشام» في كلام أبي حاتم: منصوبٌ لأنَّه مفعول «أراد» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) في "المراسيل": «وروى أبومعاوية الضَّرير عن هشام ابن عروة، فأظهر علَّة هذا الحديث» . وانظر "الإصابة" لابن حجر (6/353-354) و (7/225-226) . (5) هو: أحمد بن داود، وقيل: ابن عبد الله. (6) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/286) من طريق أحمد بن محمد بن عمر بن يونس، عن عبد الرزاق، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (8573) . وأحمد بن محمد بن عمر كذَّبه أبو حاتم وابن صاعد، وقال عنه الدارقطني: ضعيف، وقال مرة: متروك. نقله ابن حجر في "لسان الميزان" (1/423) . وأخرجه ابن عدي أيضًا (2/286) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/121) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/346) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (6/274-275) من طريق إسماعيل بن أبان الخياط، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ خَيْثَمَةَ، عَنْ ابن مسعود، مرفوعًا. قال ابن عدي: «وهذا لم أكتبه مرفوعًا إلا من هذا الشيخ، ولا أرى يُرفَع هذا الحديث إلا من هذا الوجه، وهو معروفٌ عن الأعمش موقوفًا» . وقال أبو نعيم: «غريبٌ من حديث الأعمش، عن خيثمة لم نكتبه إلا من هذا الوجه» . ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (8574) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (861) . وقال ابن الجوزي: «هذا حديثٌ لا يصحُّ عن رسول الله (ص) ؛ فإن إسماعيل الخيَّاط مجروحٌ. قال أحمد: كتبتُ عنه ثم حدث بأحاديثَ موضوعة فتركناه وقال يحيى: هو كذَّاب. وقال البخاري ومسلم والنسائي والدارقطني: هو متروك. وقال ابن حبان: يضع الحديث على الثقات» . وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (1/691) في ترجمة إسماعيل البجلي: «قال أبو الفتح الأزدي: هذا حديث باطل» . الحديث: 2523 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 277 خَيْثَمة (1) ، عن عبد الله (2) ؛ قَالَ: جُبِلَت القُلوبُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحسَنَ إِليها، وبُغْضِ مَنْ أَساء إِلَيْهَا. قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وكان ابنُ أخت عبد الرزاق يكذبُ. 2524 - قَالَ (3) : سألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُبَيد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ زُهَيْرٍ (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (6) ، عن عمرو بن عبد الله (7) الأَصَمِّ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : رُؤْيَا المُؤْمِنِ بُشْرَى، وهِيَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ (8) ؟ قَالَ أَبِي: الحديثُ موقوفٌ؛ أوقفَه أصحابُ زهير.   (1) هو: ابن عبد الرحمن. (2) هو: ابن مسعود ح. (3) قوله: «قال» ليس في (ت) و (ك) . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (2150) . (5) هو: ابن معاوية. (6) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (7) في (ف) : «عبيد الله» . (8) تقدمت قطعة منه في المسألة رقم (2150) . الحديث: 2524 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 278 2525 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامٌ الرَّازي (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ مُسْلِمٍ الطَّائفي، عَنْ خَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ نَافِعٍ (3) ، عَنِ ابْنَ عمر، عن رسول الله (ص) قَالَ: أَحَبُّ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ: عَبْدُاللهِ وعَبْدُالرَّحْمَنِ، وأَكْرَهُ الأَسْمَاءِ إِلَى اللهِ: مُرَّةُ وحَرْبٌ. قَالَ (4) : فأخبرتُهُ (5) زيدَ بنَ أَسْلَمَ، فَقَالَ: قد تَركَ من الإسناد (6)   (1) هو: هشام بن عُبَيدالله. (2) هو: خالد بن سعيد بن أبي مريم. (3) أخرج مسلم هذا الحديث في "صحيحه" (2132) من طريق عبيد الله بن عمر العمري وأخيه عبد الله، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: قال رسول الله (ص) : «إن أحَبَّ أَسْمائكم إلى الله: عبد الله وعبد الرَّحمن» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (25902) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/24 و128 رقم 4774 و6122) ، والترمذي (2834) ، وابن ماجه (3728) من طريق عبد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، به كسابقه. وأخرجه الدارمي (2737) ، وأبو داود (4949) من طريق عبيد الله بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، به كسابقه. وأخرجه الترمذي (2833) ، والحاكم (4/274) من طريق عبد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نافع، به كسابقه. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/333) من طريق خارجة بن عبد الله، عن نافع، به كسابقه. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (2/206) ، ابن عدي في "الكامل" (6/406) من طريق فرج بن فضالة، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ النبي (ص) ، به بلفظ: «خيرُ الأسماء عند الله: عبد الله وعبد الرَّحمن، وأصدَقُها الحارث وهمَّام، وشرُّها حربٌ ومرَّة» . وأخرجه عبد الله بن وَهْب في "الجامع" (71) فقال: وحدثني عبد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قال: «أصدقُ الأسماء الحارثُ وهمَّام، وأبغَضُها إلى الله حَربٌ ومرَّة، وأكذبها خالدٌ ومالكٌ، لا مالكَ إلا الله» . (4) القائل هو: خالد بن سعيد فيما يظهر. (5) في (ك) : «فأخبر به» . (6) الظاهر أنه يريد: ترك من الحديث. الحديث: 2525 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 279 شيئا: وأَصْدَقُ الأَسْمَاءِ: الحَارِثُ وهَمَّامٌ، وَأَكْذَبُ الأَسْمَاءِ: خَالِدٌ ومَالِكٌ. فقلتُ له: ما أصدقُ الأسماء وأكذبُ الأسماء؟ قال: لا ترى (1) أن الحارثَ حارثُ خيرٍ أو شرٍّ؟! وأن همَّامً (*) يَهُمُّ بخيرٍ أو شرٍّ؟! ألا ترى أن خَالِد (*) لا يَخْلُدُ؟! وأن مَالِك (*) لا يَملِكُ؟! قَالَ أَبِي: الكلامُ الأوَّل (2) هو حسنٌ، والبقيةُ مُنكَرٌ. 2526 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الهَرَوي (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ زكريا بْن أَبِي زائِدَة؛ قال: أنا عثمانُ بنُ حَكِيم الأنصاريُّ (4) ، عَنْ أفلَحَ مَوْلَى أَبِي أيُّوب، عَنْ أسامة بن زيد؛   (1) المراد: «ألا ترى» بحذف همزة الاستفهام، وهو كثير في العربية. (*) ... كذا في جميع النسخ: «أن همام ... أن خالد ... وأن مالك» ، وهمامٌ وخالد ومالكٌ: أعلام مصروفة، وحذفت منها ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) الظاهر أنه يعني قوله (ص) : «أحبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرَّحمن» . (3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (336) . وقد خالف الهرويُّ في روايته عن أبي زائدة كلًّا من: معلَّى بن منصور، ويحيى الحِمَّاني، وأسد بن موسى؛ فقد رَوَوه عَنِ ابْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ عثمان بن حكيم، عن مُحَمَّدُ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى أَبِي أيُّوب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. أما رواية معلًّى: فأخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/27) ، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (334) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (13/188) . وأما رواية يحيى وأسد: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (1/165 و166 رقم 399 و404) . (4) قوله: «الأنصاري» ليس في (ك) . الحديث: 2526 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 280 قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ. أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد (1) ، قَالَ (2) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا الْقَاسِمُ - يَعْنِي: ابنَ مَالِكٍ - عن عثمان ابن حَكِيمٍ؛ قَالَ: حدَّثني محمَّد بْنُ أفلحَ مَوْلَى أَبِي أيُّوب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: أشهدُ على رسول الله (ص) أَنِّي سمعتُه يَقُولُ: إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَاحِشَ المُتَفَحِّشَ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا أصحُّ مِنْ حَدِيثِ الهَرَوي. 2527 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ سُلَيمان بْنِ النُّعمان الشَّيباني؛ قَالَ (4) : حدَّثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: أنَّ أَبَا أيُّوب الأنصاريَّ أخَذَ عن رسول الله   (1) قوله: «أخبرنا أبو محمد» من (ت) و (ك) فقط. (2) قوله: «قال» سقط من (ف) . (3) لم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/106 رقم 328) من طريق أحمد بن راشد، حدثنا يوسف بن عدي، حدثنا عيسى ابن يونس، عن عثمان بن حكيم، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَفْلَحَ مَوْلَى ابن أَبِي أيُّوب، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زيد. كذا فيه: «مولى ابن أبي أيُّوب» وهو خطأٌ، والصَّواب: مولى أبي أيُّوب. (4) في (ف) : «فقال» . (5) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الإشراف، في منازل الأشراف" (6) ، وابن عدي في "الكامل" (7/199) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/47) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1212) من طريق حرمي بن عمارة، والطبراني في "الدعاء" (1933) ، والحاكم في "المستدرك" (3/462) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/47) من طريق مسلم بن إبراهيم، كلاهما عن يحيى بن العلاء، به. وأخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (281 و282) من طريق إسماعيل بن محمد السهمي وقتادة، عن سعيد بن المسيب، به. الحديث: 2527 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 281 شيئًا (1) ، فقال النبيُّ (2) (ص) : لا يُصِبْكَ (3) السُّوءُ يَا بَا أَيُّوبَ (4) ! . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (5) . 2528 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ سُلَيمان بْنِ النُعمان؛ قال: ثنا يَحْيَى بْنُ الْعَلاءِ؛ قَالَ: حدَّثنا عبد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيم (6) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: أخذتُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَذاةً، فَقَالَ: أُمِطَ عَنْكَ الأَذَى (7) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهَذَا مثلُه؛ يعني: مُنكَرً (8) .   (1) كذا، وفي بعض مصادر التخريج: «أَخَذَ مِنْ لحيته أو رأسه شيئًا» ، في بعضها: «نَزَعَ مِنْ لحيةِ النبيِّ (ص) أَذًى» ، فما في النسخ يخرَّج على أنه ضمَّن الفعل «أخذ» معنى أزال، أو نَزَعَ، أو أماط؛ ولذا عَدَّاهُ بـ «عن» . انظر في التضمين التعليق على المسألة رقم (1426) . (2) في (ك) : «للنبي» . (3) كذا في جميع النسخ، ومثله في "المجروحين" لابن حبان (851) ، وفي مصادر التخريج: «لا يُصيبُكَ» ، وهو دعاءٌ في العبارتين. (4) في (ك) : «يا أبا أيوب» ، وهو الجادَّة، لكنَّ ما أثبتناه من بقية النسخ صحيحٌ في العربية، ويخرَّج على حذف ألف «أبا» تخفيفًا، وهي لغة لبعض العرب. انظر تعليقنا عليها في المسألة رقم (1781) . (5) قال ابن الجوزي في الموضع السابق: «هذا لا يصح؛ قال أحمد: يحيى بن العلاء كذَّاب يضع الحديث، وقال يحيى: ليس بثقة، وقال ابن عدي: أحاديثُه موضوعة، وقال الدارقطني: غيرُ ثابت» . (6) في (ك) : «خيثم» . (7) كذا في جميع النسخ: «أمط» ، والجادَّة: «أُمِِيطَ» ، من باب الدعاء له، لكن قد يخرَّج ما في النسخ على أنه حذف الياء واكتفى بالكسرة؛ على لغة هوازن وعليا قيس في الاجتزاء بالحركات عن حروف المد. انظر تعليقنا على المسألة (679) . (8) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 2528 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 282 2529 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عبد العزيز بن عبد الله العامِري؛ قَالَ: حدَّثنا مَالِكٌ (1) ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بْنِ (2) عُمَرَ: أنَّ رسولَ اللَّهِ (ص) أمرَ بإِحْفاءِ الشَّوارِبِ، وإِعْفاءِ اللِّحَى. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أعرفُ اسمَ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ (3) .   (1) في "الموطأ" (2/947) ، ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (259) ، وأبو داود في "سننه" (4199) ، والترمذي في "جامعه" (2764) ، وابن حبان في "صحيحه" (5475) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/156 رقم 6456) عن حماد بن خالد، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. قال ابن عبد البر في "التمهيد" (24/142) : «وهذا لا يصحُّ عند أهل العلم بحديث مالك، وإنما هذا الحديث لمالك عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، هذا هو الصَّحيح عن مالك في إسناد هذا الحديث، كما رواه يحيى وسائر الرواة عن مالك» . وقال الدارقطني في "العلل" (4/109/ب) : «يرويه مالك واختُلِف عنه فرواه النعمان بن عبد السلام وابن وَهْب، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر. ورواه مالك في "الموطأ" عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وهو الصَّحيح» . وأخرجه الإمام أحمد (2/16 رقم 4654) ، والبخاري في "صحيحه" (5893) ، ومسلم في "صحيحه" (259) من طريق عبيد الله بن عمر، والبخاري أيضًا (5892) ، ومسلم (259) من طريق عمر بن محمد بن زيد، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. (2) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (3) قال ابن حبان في الموضع السابق: «ما روى مَالِكٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نافع غيرَ هذا الحديث، واسم أبي بكر: عمر» . وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (4/496/ترجمة أبي بكر بن نافع) : «وقال الحاكم أبو أحمد: لم أقف على اسمه» . الحديث: 2529 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 283 2530 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ أَبِي الرَّبيع سُلَيمان بْنِ دَاوُدَ الزَّهْراني (2) ؛ قال: حدَّثنا عبد الله بن المُبارك، عن عبد الوهَّاب بْنِ الوَرْد، عَنِ الحَسَن بْنِ جُبَير، عَنْ عِكرمة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لا يَتَنَاجَى (3) اثْنَان ِ دُونَ الثَّالِثِ؛ فَإِنَّ ذَلِكَ يُؤْذِي المُؤْمِنَ، واللهُ يَكْرَهُ أَذَى المُؤْمِنِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ؛ وَإِنَّمَا هُوَ الحسنُ بْنُ كَثير، فِيمَا يَقُولُونَ (4) . 2531 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ قَبِيصَة بْنِ عُقْبة (5) ؛ قال:   (1) انظر المسألة رقم (2315) و (2447) . (2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (2444) ، والطبراني في "الأوسط" (1986 و4988) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/120) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/305) عن محمد، عن ابن المبارك، به. وأخرجه ابن المبارك في "الزهد" (692) عن = = الحسن بن كثير، عن عكرمة بن خالد؛ قال: قال رسول الله (ص) ... مرسلاً. قال البخاري: «قال ابن المبارك بالري عن ابن عباس، وكان في كتابه مرسل، والآخرون لا يسندونه عن ابن المبارك» . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «لا يَتَنَاجَ» ، لكن ما في النسخ صحيحٌ في العربية على وجوه ذكرناها في التعليق على المسألة رقم (331) ، وانظر المسألة رقم (228 و2315 و2447) . (4) هكذا جاء عند ابن المبارك، والبخاري، وأبي نعيم، كما في مصادر التخريج السابقة، وجاء عند أبي يعلى: الحسن بن حبيب أو كثير، على الشَّك، وجاء عند الطبراني: الحسن بن جبير أو كثير، على الشَّك أيضًا. (5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2755) . وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (841 - مسند علي) من طريق هارون بن المغيرة، والطبراني في "الكبير" (19/351-352 رقم 820-822) من طريق محمد بن يوسف الفريابي ووكيع وابن المبارك، جميعهم عن سُفْيَانُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهيد، عن أبي مجلز، عن معاوية، عن النبي (ص) ، ولم يذكر قصَّة القيام. الحديث: 2530 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 284 حدَّثنا سُفيان (1) ، عَنْ حَبيب بْنِ الشَّهيد، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ (2) ؛ قَالَ: خرج معاويةُ، فقام عبد الله بْنُ الزُّبَير وَابْنُ صفوانَ (3) حِينَ رَأَوْهُ (4) ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: اجْلِسَا؛ سمعتُ رَسُولَ الله (ص) يقولُ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْتَهُ - أَوْ مَقْعَدَهُ - مِنَ النَّارِ. قَالَ أَبُو محمَّد (5) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ (6) ؛   (1) هو: الثوري. (2) هو: لاحق بن حميد. (3) هو: عبد الله بن صفوان الجُمَحي. (4) في جميع النسخ: «رواه» ، وكذا كانت في (ف) ، ثم صوِّبت كما هو مثبت، وكذا جاءت الرواية بالجمع في الموضع المذكور من "جامع الترمذي"، وكانت الجادَّة أن يقال: «رَأَيَاهُ، أي: ابن الزبير وابن صفوان، وسيأتي قولُ معاوية لهما: «اجلِسا» . لكن يخرَّج ما في النسخ على مذهب من يرى أنَّ أقلَّ الجمع اثنان، وقد تقدم بيانه في المسألة رقم (368) ، وتجد في "فتح الباري" (11/50) تخريجًا آخر لصيغة الجمع في «رأوه» ، وسيأتي نقلُهُ عنه في آخر المسألة. (5) قوله: «قال أبو محمد» من (ت) و (ك) . (6) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (5229) . وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (977) من طريق الحجاج بن المنهال، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/219) من طريق أبي داود، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/91 رقم16830) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (977) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (842) ، والبغوي في "الجعديات" (1503) من طريق شعبة، وابن أبي شيبة في "المصنف" (25573) ، وهناد في "الزهد" (837) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (413) من طريق حماد بن أسامة، والإمام أحمد (4/93 رقم 16845) ، والطبري في "تهذيب الآثار" (840) من طريق إسماعيل بن علية، وأحمد (4/100 رقم 16918) من طريق مروان بن معاوية الفزاري، والطحاوي في "شرح المشكل" (1127) من طريق روح بن عبادة، جميعهم عن حبيب بن الشهيد، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 285 قَالَ: حدَّثنا حمَّاد (1) ، عَنْ حَبيب بْنِ الشَّهيد، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ؛ قَالَ: خَرَجَ معاويةُ عَلَى ابْنِ الزُّبَير وَابْنِ عَامِرٍ (2) ، فَقَامَ ابْنُ عَامِرٍ وجلَسَ ابنُ الزُّبَير، وَكَانَ أوزَنَهما، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يَا ابنَ عَامِرٍ، اجْلِسْ؛ فَإِنِّي سمعتُ رسولَ الله (ص) يَقُولُ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَمْثُلَ (3) لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ حمَّادٍ أصَحُّ؛ يَعْنِي: قيامَ ابْنَ عَامِرٍ، بدلَ: ابْنِ صَفوان (4) . 2532 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ محمَّد بْنِ مُقاتل المَرْوَزي (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا حُصَين بْنُ عُمَرَ الأَحْمَسي؛ قال: حدَّثنا   (1) هو: ابن سلمة. (2) هو: عبد الله. (3) ضبطها في (ف) : «يُمثل» بضم الياء، وفي "النهاية" (4/294) : «يقال: مَثَلَ الرَّجُل يَمْثُلُ مُثُولاً: إذا انتصب قائمًا» ، وانظر تفصيل القول في معنى هذا الحديث وغيره من أحاديث هذا الباب في: "فتح الباري" (11/49-54) ، و"حاشية ابن القيم على أبي داود" (14/85) ، و"تحفة الأحوذي" (8/24-27) . (4) قال ابن حجر في "فتح الباري" (11/50) : «وسفيان وإن كان من جبال الحفظ إلا أن العدد الكثير وفيهم مثل شعبة أولى بأن تكون روايتهم محفوظةً من الواحد، وقد اتَّفقوا على أن ابن الزبير لم يقم، وأما إبدال ابن عامر بابن صفوان فسهلٌ لاحتمال الجمع بأن يكونا معًا وقع لهما ذلك؛ ويؤيده الإتيان فيه بصيغة الجمع» . (5) انظر المسألة رقم (2553) . (6) روايته أخرجها الشاشي في "مسنده" (672) ، والطبراني في "الأوسط" (6/240 رقم6290) ، وفي "الكبير" (2/304 رقم 2266) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/168) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/304 رقم 2266) ، وابن عدي في "الكامل" (2/396) ، والبيهقي في "الشعب" (10487) ، وفي "المدخل" (712) ، والخطيب في"الجامع" (807) ، وفي "تاريخ بغداد" (1/188) ، والقزويني في "أخبار قزوين" (4/74-75) ، جميعهم من طريق أحمد بن محمد بن خلف، عن حصين بن عمر، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (7/94) من طريق يحيى ابن سعيد القطان، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به. ثم قَالَ: «قَرَأْتُ فِي كِتَابِ أَبِي الحسن الدارقطني بخطِّه: لم يروه عن يحيى القطان غير أبي أمية هذا، ولم يكن بالقويِّ، وهذا إنما يُعرف من رواية حصين بن عمر الأحمسي، عن إسماعيل» . قال البيهقي في "المدخل": «حصين بن عمر الأحمسي: منكرُ الحديث. وروى هذا القول من أوجهٍ أخرى كلُّها ضعيفةٌ. وله شاهدٌ مرسل بإسناد صحيح» . الحديث: 2532 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 286 إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس (1) ، عن جَرير ابن عبد الله؛ قال: لما بُعِث النبيُّ (ص) أَتَيْتُهُ، فَقَالَ لِي: يَا جَريرُ، لأَيِّ شَيْءٍ جِئْتَ؟ ، قلتُ: جئتُ (2) لأُسْلِمَ عَلَى يَدَيْكَ يَا رسولَ الله (3) ، قال: فألقى لي كِساءَه، ثُمَّ أقبلَ عَلَى أَصْحَابِهِ؛ قَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ فَأَكْرِمُوهُ. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. قِيلَ لَهُ: فَحَدِيثُ عَوْن بْنِ عَمْرٍو القَيْسي (4) ، عَنْ سعيد (5) الجُرَيري، عن عبد الله بْنِ بُرَيدة، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر، عَنْ جَرير، عَنِ النبيِّ (ص) : إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ؟   (1) هو: ابن أبي حازم. (2) قوله: «قلت جئت» سقط من (ف) . (3) في (ف) : «يا رسول الله (ص) » . (4) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "مكارم الأخلاق" (71) ، والطبراني في "الصغير" (793) ، وفي "الاوسط" (5/262 رقم 5261) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/205) ، والخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (1/352 رقم231) . (5) في (ف) : «عن قيس» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 287 قَالَ: ما أقربَه من هَذَا! أخافُ أن يكونَ ليس لهما أصل. والصَّحيحُ: حَدِيث الثَّوري (1) ، عَنْ طارق بن عبد الرحمن، عن   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25576) عَنْ وَكِيعٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ الشعبي، عن رسول الله (ص) . كذا إسناده: بلا ذكر طارق بن عبد الرحمن. وأخرجه أبو داود في "المراسيل" (511) من طريق ابن أبي شيبة، وذكر في إسناده طارق بن عبد الرحمن. واختُلف على سفيان: فأخرج الدارقطني في "العلل" (4/105/ب) ، وفي "الأفراد" (123/أ/أطراف الغرائب) من طريق عباد بن موسى، عن سفيان الثوري، عن طارق، عن الشعبي، عن جرير، عن النبيِّ (ص) . قال الدارقطني في "العلل": «يرويه طارق بن عبد الرحمن واختُلِف عنه، فرواه الثوري، عن طارق، واختُلِف عنه فرواه عباد بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ طارق، عن الشعبي، عن جرير، وخالفه يحيى القطان وأبو نعيم وغيرهما، رَوَوه عن الثوري، عن طارق، عن الشعبي مرسلاً. ورواه شعبة عن طارق واختُلِف عنه، فرواه يوسف بن بحر، عن عبد الملك بن سعد السنجاري، عن شعبة، عن طارق، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، وغيره يرويه عن شعبة مرسلاً، وهو الصواب» . وقال في "الأفراد": «غريبٌ من حديث طارق بن عبد الرحمن عنه، ومن حديث الثوري، عن طارق تفرَّد به عباد بن موسى أبو عقبة عنه، وما كتبناه إلا عن أبي عبد الله بن مخلد» . وأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (25575) ، = = والشاشي في "مسنده" (619) ، والبيهقي في "المدخل" (714) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ طارق بن عبد الرحمن، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/325 رقم 2358) ، وأبو نعيم في "مسانيد فراس بن يحيى" (14) من طريق الحسن بن عمارة، عن فراس بن يحيى، عن الشعبي، عن جرير بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) . وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (4/352-353) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (760) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (40/77) من طريق مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . قال العقيلي: «هذا يُروى من غير هذا الوجه بإسناد أصلحُ من هذا» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 288 الشَّعبي، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) . 2533 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بنُ محمَّد الزُّهْري، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: كان النبيُّ (ص) إِذَا أخَذَ مِنْ شَعره، أَوْ قَلَّم أظفارَه، أَوِ احتَجَم؛ بعثَ بِهِ إِلَى البَقيع، فدُفِنَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثٌ باطلٌ، لَيْسَ لَهُ عِنْدِي أصلٌ. وَكَانَ حدَّثهم (2) قَدِيمًا فِي "كِتَابِ الآدَابِ"، فَأَبَى (3) أنَّ يقرأَه، وقال: اضربوا عليه، ويعقوبُ بْن محمَّد هَذَا: شيخٌ واهي الْحَدِيث. 2534 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسْبَاطٌ (5) ؛ قَالَ: حدَّثنا الأعمَش، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب؛ قَالَ: أَتَى رجلٌ ابنَ مَسْعُودٍ، فَقَالَ (6) : هَلْ لَكَ (7) فِي الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَة ولحيتُه تقطُر خمرًا؟ قال: إنَّ   (1) وقد أخرجه أبو داود في"المراسيل" (511) من طريق وكيع، عن سفيان الثوري، به. وقوله: «مرسل» في كلام أبي زرعة: منصوبٌ على أنه حالٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، انظر التعليق على المسألة رقم (34) . (2) أي: أبو زرعة. والمتكلِّم هو المصنِّف ابن أبي حاتم. (3) في (ف) : «فأباه» . (4) نقل هذا النص بتصرف: الزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/347) . (5) هو: ابن محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "العلل الكبير" (663) ، والبزار في "مسنده" (1769) ، والحاكم في "المستدرك" (4/377) . (6) في (ت) و (ك) : «قال» . (7) في (ك) : «هدلك» . الحديث: 2533 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 289 رسول الله (ص) نهانا عن التَّجْسيسِ (1) ، وَإِنْ يَظهَرْ لَنَا نأخُذْه؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أَخْطَأَ فِيهِ أَسْبَاطٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: إنَّ اللَّهَ نَهَانَا؛ رَوَاهُ (2) أَبُو مُعَاوِيَةَ (3) وغيرُه (4) : إنَّ الله نهانا (5) ؛ وهو الصَّحيحُ (6) .   (1) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «التجسُّس» . وما في النسخ صوابٌ؛ لأن التجسيس هنا مصدرٌ واقعٌ موقعَ «التجسُّس» ، والأصل في مصدر «تفعَّل» : «تَفَغُل» ، نحو: تَصرَّف تَصَرُّفًا، وتَكرَّم تكَرُّمًا، وأما «التفعيلُ» فمصدرُ: «فَعَّلَ» ، نحو: صَرَّف تَصْريفًا؛ ومن هذا قوله تعالى: [المُزّمل: 8] {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً} ، فأوقع «التَّبتيل» موقعَ «التبتُّل» . انظر "الدر المصون" (10/520-521) ، وانظر "كتاب سيبويه" (4/81) باب: ما جاءَ المصدرُ فيه على غير الفعل؛ لأن المعنى واحد. وقد أخرج الطبريُّ في تفسيره" (21/375/طبعة دار هجر) - في تفسير قوله تعالى: [الحُجرَات: 12] {وَلاَ تَجَسَّسُوا} - قولَ قتادة: هل تدرون ما التجسُّسُ أو التَّجْسيسُ؟ هو: أن تتبعَ، أو تبتغيَ غيبَ أخيكَ؛ لتطَّلعَ على سِرِّه. (2) في (ك) : «ورواه» بالواو. (3) هو: محمد بن خازم. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (26559) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (18/21) . ولفظه: «إنا قد نُهينا» . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (4890) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (10/3305 رقم 18618) . (4) يعني: رَوَوه عن الأعمش بالإسناد السابق. وممَّن تابع أبا معاوية: سفيان بن عيينة، ويعلى بن عبيد، وجعفر ابن عون: أما روايةُ ابن عيينة: فأخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (18945) بلفظ: «قد نُهينا عن التجسُّس» . ومن طريقه الطبراني في "الكبير" (9/350 رقم 9741) . وأما روايةُ يعلى بن عبيد: فأخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (8/334) ، وفي "الشعب" (7199) . وأما روايةُ جعفر بن عون: فأخرجها البيهقي في "الشعب" (9214) . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «نهاني» . (6) قال الترمذي: «سألتُ محمدًا [يعني البخاري] عَن = = هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: هَذَا خطأ، والصَّحيح: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب، عن عبد الله: نُهينا عن التجسُّس» . وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده إلا أسباط، وقد رواه غير أسباط عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْب، عن عبد الله؛ أنه قال: إن الله نهانا عن التجسُّس» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 290 2535- وسألتُ (1) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ رَوْحُ بْنُ عُبادَة (2) ، وابنُ عائِشَة (3) ، عَنْ حمَّاد (4) ، عَنْ حُمَيد (5) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (6) : إِذَا (7) حُمَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَشُنَّ (8) عَلَيْهِ المَاءَ البَارِدَ ثَلاَثَ لَيَالٍ مِنَ السَّحَرِ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ وغيرُه، عَنْ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ حُمَيد، عن الحسن، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو أشبهُ.   (1) نقل بعض هذا النص بتصرف: الضياء المقدسي في "المختارة" (6/66) . (2) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (3794) . ومن طريقه الضياء في "المختارة" (2043) . (3) هو: عُبَيدالله بن محمد. وروايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (2/868) عنه، والنسائي في "الكبرى" (7612) عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هانئ، والحاكم في "المستدرك" (4/200 و403) من طريق الفضل بن محمد والحسين بن يسار ومحمد بن غالب ابن حرب، والضياء في "المختارة" (2044 و2045) من طريق علي بن أحمد بن النضر، جميعهم عن ابن عائشة، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/232 رقم 5174) من طريق محمد بن الحسين الأنماطي، عن ابن عائشة، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن أنس. ثم قال: «لم يرو هذين الحديثين عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثابت، عن أنس إلا ابن عائشة، ورواهما أصحاب حماد، عَنْ حمَّاد، عَنْ حُمَيد، عَنْ الحسن» . (4) قوله: «عن حماد» سقط من (ف) . وحمَّاد هو: ابن سَلَمة. (5) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (6) قوله: «قال» سقط من (ك) . (7) في (ك) : «فإذا» . (8) في (ك) : «فَلْيَسْنُنْ» ، وفي رواية أبي يعلى: «فَلْيَسُنَّ» بالسين المهملة. والسَّنُّ: هو الصَّبُّ المُتَّصِل، والشَّنُّ: الصَّبُّ المُنقطِع. انظر "النهاية" (2/507) . الحديث: 2535 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 291 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، عن النبيِّ (ص) (2) ، وَهُوَ الصَّحيحُ. 2536 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بن حسَّان، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرين، عَنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ في عِرْقِ النَّسا (4) . فقلتُ: وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَن أَنَسِ بْنِ سِيرين، عَنْ أَخِيهِ مَعْبَد بْنِ سِيرين، عَنْ رجلٍ من الأنصار، عن النبيِّ (ص) ؟ فَقَالا: الصَّحيحُ حَدِيثُ حمَّاد بْنِ سَلَمة. 2537- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عن عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزامَةَ (6) ، عَنْ رجلٍ مِنْ بني سعد بن [هُذَيْم] (7) ، عن أبيه، عن   (1) قوله: «حميد» سقط من (ك) . (2) من قوله: «وهو أشبه ... » إلى هنا سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر. (3) تقدمت هذه المسألة برقم (2264) . (4) تقدم تفسير «النَّسا» في المسألة رقم (2264) . (5) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/434) تعليقًا عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ، عَنْ عبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهري، عَنْ ابن خزامة، عن أبيه. كذا فيه: ابن خزامة. وذكر ابن عبد البر في "التمهيد" (2/271) أن يزيد بن زريع رواه عن عبد الرحمن ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أبي خزامة، عن أبيه. (6) المثبت من (ف) ، وفي (أ) و (ت) و (ك) : «حذابة» ، وفي (ش) : «حدابة» ، وضبطها في (ف) : «خُزامة» . (7) تصحَّف في جميع النسخ إلى: «هريم» بالراء بدل الذال. وانظر "الجرح والتعديل" (9/139) ، و"التاريخ الكبير" (8/434 رقم361) ، و"تهذيب الكمال" (33/279) ، و"التقريب" (8077) . الحديث: 2536 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 292 النبيِّ (ص) - فِي الدَّواء -: إِنَّ لَنَا أَدْوِيَةٌ نَتَداوى بِهَا؟ فَقَالَ أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ جَمِيعًا: هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ حمَّاد؛ إِنَّمَا هُوَ: الزُّهري (1) ، عَنْ أَبِي خِزامَةَ (2) أَحَدِ بَنِي سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: وأخطأ فيه أيضا سُفْيَان بْن عُيَينة (3) ، فَقَالَ: عَنِ   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في = = "المسند" (3/421 رقم 15473) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2611) من طريق محمد بن الوليد الزبيدي، وأحمد أيضًا (3/421 رقم 15474) ، والحاكم في "المستدرك" (4/199) ، والبيهقي في "السنن" (9/349) من طريق عمرو بن الحارث المصري، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/412) ، والحاكم (4/199) ، والبيهقي (9/349) من طريق يونس بن يزيد، وابن طهمان في "مشيخته" (86) من طريق عباد بن إسحاق، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2610) من طريق صالح بن كيسان، جميعهم عن الزهري، به. (2) في (أ) و (ك) : «حزامة» بالحاء، ولم يتضح في (ش) . (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/421 رقم 15472) عنه، به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2065 و2148) عن سعيد بن عبد الرحمن، وابن ماجه في "سننه" (3437) من طريق محمد بن الصبَّاح، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به. وقد اختُلِف فيه على ابن عيينة فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/421 رقم 15475) ، وفي "العلل ومعرفة الرجال" (1/168 رقم 101) من طريق الحسين بن محمد ويحيى بن أبي بكير، والترمذي في "جامعه" (2065) من طريق ابن أبي عمر، وابن عبد البر في "التمهيد" (2/270) من طريق علي بن المديني، جميعهم عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، عَنْ أبيه. قال الإمام أحمد: «وهو الصَّواب» . وقال الترمذي: «وقد روي عن ابن عيينة كلتا الروايتين، فقال بعضهم: عَنْ أَبِي خزامة، عَنْ أَبِيهِ، وقال بعضهم: عَنِ ابْن أَبِي خزامة، عَنْ أبيه، وقد روى غيرُ ابْنُ عُيَيْنَةَ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، عَنْ أبيه، وهذا أصحُّ، ولا نعرف لأبي خزامة غير هذا الحديث» . وقال في الموضع الثاني برقم (2148) : «هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث الزهري، وقد روى غيرُ واحد هذا عن سفيان، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي خِزَامَةَ، عن أبيه، وهذا أصحُّ» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 293 الزُّهري، عَنِ ابْن (1) أَبِي خِزامَة (2) ، عَنْ أَبِيهِ. قَالا: وإنما هو: عَنْ أَبِي خِزامَة (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) (4) . 2538 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا به عن عبد العزيز الأُوَيْسيّ (5) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عن سفيان الثَّوري، عن   (1) ضبب عليها في (ف) . (2) في (ت) : «خزابه» ، وفي (أ) و (ش) : «خرامه» . (3) في (أ) : «حزامه» ، وفي (ش) : «خرامه» . (4) قال الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (1/168 رقم 101) : «والحديث إنما يروى عَنْ أَبِي خزامة، عَنْ أَبِيهِ، رواه يونس والزبيدي - يعني محمد بن الوليد- وهو أصحُّهما» . وقال الدارقطني في "العلل" (2/251) : «روى هذا الحديث الزهري، عن أبي خزامة بن يعمر، عن أبيه، عن النبي (ص) ، وهو الصَّواب، وقال ابْنِ عُيَيْنَةَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ ابْن أَبِي خزامة، عَنْ أَبِيهِ، ولم يتابعَ عليه» . وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 794) : «والصواب ما رواه يونس بن يزيد وابن عيينة وعبد الرحمن بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ أبي خزامة أحد بني الحارث بن سعد، عن أبيه» . (5) هو: عبد العزيز بن عبد الله. وروايته لم نقف عليها، لكن ذكر القسم الأول من الحديث الدارقطني في "العلل" (3/198 و6/180) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الثَّوري، به. وقد اختُلف في هذا الحديث على الثوري: فأخرج القسم الأول منه أبو نعيم في "الحلية" (4/370-371) من طريق إبراهيم بن طهمان، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ ربعي، عن حذيفة، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/121 رقم 17098) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1533) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/370) من طريق روح بن عبادة، وأحمد أيضًا (4/122 رقم 17107) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، والطبراني في "الكبير" (17/236 رقم652) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود ومحمد ابن يوسف الفريابي، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/69) من طريق يحيى بن سعيد، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوري، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، به. وهو الوجه الذي رجَّحه أبو زرعة كما سيأتي. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/383 و405 رقم 23254 و23441) ، والبزار في "مسنده" (2835) ، وابن حبان في "الثقات" (8/237) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/371) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/135-136) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (20/67-68) من طريق أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، وأبو نعيم في "الحلية" (8/136-137) = = من طريق الحسن بن عبيد الله، كلاهما عن ربعي، عن حذيفة، به. وأما القسم الثاني في الحديث، وهو قوله: «ويأتيك بالأخبار ... » ، فلم نقف على من أخرجه عن حذيفة، ولا عن أبي مسعود، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/31 رقم 24023) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (867) ، والترمذي في "جامعه" (2848) من حديث عائشة خ. قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن صحيح» . ولفظ الحديث كما في "المسند" عَنْ عَائِشَة قَالت: «كَانَ رَسُولُ الله (ص) إِذَا اسْتَرَاثَ الْخَبَرَ، تَمَثَّلَ فِيهِ بِقَولِ طَرَفَةَ: وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ» ، وفي "جامع الترمذي" قالت: «كان يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ ابْنِ رَوَاحَةَ، وَيَتَمَثَّلُ وَيَقُولُ ... » ، ونحوه في "الأدب المفرد". الحديث: 2538 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 294 مَنْصُورٍ (1) ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِراش (2) ، عَنْ حُذَيفة؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ مِمَّا (3) أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كلام النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ. وَكَانَ رسولُ الله (ص) يقول:   (1) هو: ابن المعتمر. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «خراش» بالخاء المعجمة. (3) في (ك) : «إنما» بدل: «إن مما» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 295 ..................... ويَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (1) . قال أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: عَنِ رِبْعِيٍّ، عن أبي مسعود،   (1) هذا عَجُزُ بيتٍ من الطويل، وهو لطرفةَ بن العَبد؛ كان النبي (ص) يتمثَّل به، كما تقدم في التخريج، وهو في آخر معلَّقته المشهورة، التي مطلعُها: لخَولَةَ أَطْلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَدِ تَلُوحُ كَباقِي الوَشْمِ في ظاهِرِ اليَدِ والبيتُ بتمامه: سَتُبْدِي لكَ الأيَّامُ ما كُنتَ جاهِلاً وَيَأْتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ وهو في "ديوان طرفة" بشرح الأعلم الشَّنْتَمَري (ص85) ، و"شرح القصائد السَّبع الطِّوال الجاهليات" لأبي بكر بن الأنباري (ص 230) ، و"لسان العرب" (2/157) ، و (5/351) ، و"تاج العروس" (5/150- رجز) . وأما عن تمثُّل النبي (ص) بالرجز والشعر، فقد ذكر الحربي - فيما نقله عنه ابن الأثير في "النهاية"- أنه لم يبلغه أنه جرى على لسان النبي (ص) من ضروب الرجز إلا ضَرْبان: المنهوك، والمشطور؛ ولم يَعُدَّهما الخليلُ شِعْرًا؛ فالمنهوك كقوله: أنا النبيُّ لا كَذِبْ أنا ابنُ عبدِ الْمُطَّلِبْ والمشطور كقوله: هل أنتِ إلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وفي سبيلِ اللهِ ما لَقِيتِ فأمَّا القصيدةُ فلم يَبْلُغني أنه أنشَدَ بيتًا تامًّا على وزنه؛ إنما كان يُنْشِدُ الصدر أو العجز (كما وقع هنا) ؛ فإنْ أنشده تامًّا لم يُقِمْهُ على ما بُنِيَ عليه؛ فقد أنشد ذات يوم [من المتقارب] : أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْـ ـدِ بين الأَقْرَعِ وعُيَيْنَةَ فقالوا: إنما هو: بين عيينةَ والأقرعِ، فأعادها: بين الأقرع وعيينة، فقام أبو بكر فقال: أشهد أنك رسولُ الله، ثم قرأ: [يس: 69] {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} ، والرجز ليس بشعر عند أكثرهم. وانظر: "النهاية" (2/199 - 200) ، و"الفائق" (2/57) ، و"فيض القدير" (5/98 و202) ، و"تحفة الأحوذي" (8/114) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 296 عن النبيِّ (ص) (1) ، كلامَ الأَوَّلِ (2) ، وَالثَّانِي لَيْسَ فِي الْحَدِيثِ؛ يَعْنِي (3) : وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ (4) . 2539 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُدامَة بْنُ محمَّد بْنِ قُدامة (5) المَديني الخَشْرَمي (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ شَيبة بْنِ تَميم الطَّائفي،   (1) ومن هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/121 و122 رقم 17090 و17098 و17108) ، والبخاري في "صحيحه" (3484) من طريق شعبة، والبخاري أيضًا (3483 و6120) من طريق زهير بن معاوية، كلاهما عن منصور، عن ربعي، به. (2) في (ك) : «الأولى» . وقوله: «كلامُ الأوَّل» كذا ورد في النسخ، والجادَّة: «الكلامُ الأوَّلُ» ، على الوصف، لكن يخرَّج ما في النسخ على مذهب يجيز إضافة الموصوف إلى صفته؛ وهو قول الكوفيين، وتقدَّم بيان ذلك في المسألة رقم (505) . (3) قوله: «يعني» سقط من (ك) . (4) قال الدارقطني في "العلل" (3/198) : «والصَّواب: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ أبي مسعود الأنصاري، وقال إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ: عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مَنْصُورٍ، = = عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ حذيفة، ووهم أيضا، وقال أبو مالك الأشجعي: عن ربعي، عن حذيفة، وحديث أبي مسعود هو الصَّواب» . وقال (6/180) : «والصَّحيح حديث منصور عَنْ رَبْعِيٍّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ» . وقال ابن عبد البر في الموضع السابق: «هذا الحديث خطأٌ، ويقولون: إن الخطأ فيه من أبي مالك الأشجعي، ورواية منصور عندهم صواب رواها شعبة والثوري وشريك وغيرهم: عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رَبْعِيٍّ عَنْ أبي مسعود الأنصاري، ولا يصح ُّ في هذا الحديث عندهم غيرُ هذا الإسناد، وإنما هو لربعيِّ بن حراش، عن أبي مسعود الأنصاري عقبة بن عمرو، عن النبي (ص) ، وليس لربعيٍّ، عن حذيفة» . وقال الحافظ في"الفتح" (6/523) : «وليس ببعيد أن يكون ربعيٌّ سمعه من أبي مسعود ومن حذيفة» . (5) في (ش) : «رواه قدامة بن قدامة بن قدامة» ، وقوله: «بن محمد بن قدامة» مكرر في (ت) و (ك) . (6) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2055 و3505/كشف الأستار) ، وابن جرير في "تهذيب الآثار" (771 و772) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/83) ، وابن عدي في "الكامل" (6/51) . وأخرج الحديث الأول دون الثاني: الطبرانيُّ في "الكبير" (11/149 رقم 11445) ، وأخرج الثاني دون الأول: البيهقيُّ في "الشعب" (7978) . وجاء عند العقيلي: إسماعيل بن شبيب بدل: إسماعيل ابن شيبة، وكلاهما صحيح كما في "لسان الميزان" (1302) . الحديث: 2539 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 297 عن عبد الملك بْنِ جُرَيج، عَنْ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : لِلنَّارِ (1) بَابٌ لا يَدْخُلُهُ إِلاَّ مَنْ شَفَى غَيْظَهُ بِسَخَطِ اللهِ. قال: وقال رسولُ الله (ص) : مِنْ سُنَنِ المُرْسَلِينَ: الحَيَاءُ، والحِلْمُ، والحِجَامَةُ، والسِّوَاكُ، [والتَّعَطُّرُ] (2) ، وكَثْرَةُ الأَزْوَاجِ؟ فقال أبو زرعة: مُنكَرٌ كِلَى (3) الحديثَين. 2540 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ (4) عَدِي (5) ، عَنْ حَفْص بْنِ غِيَاث، عَنِ لَيث (6) ، عَنْ عَطاء (7) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس،   (1) في (ك) : «النار» . (2) في (ك) : «والعطر» ، وفي بقية النسخ: «والمعطر» . والمثبت من "المعجم الكبير" للطبراني (11445) ؛ فإنه أخرج الحديث من طريق قدامة بن محمد. (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «كِلاَ» بالألف، لكنَّ مجيئَه بالياء جارٍ على أن الألف في «كِلاَ» أميلت نحو الياء، بسبب كسرة الكاف قبلها، ولذا رسمت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة، وتجدُ نحو ذلك في "شرح النووي على صحيح مسلم" (1/41-42) . وانظر الإمالة في المسألة رقم (25) و (124) . (4) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (5) لم نقف على روايته، وقد أخرج الحديثَ الطبراني في "الكبير" (11/63 رقم 11094) من طريق الحسن بن حماد سجادة، عن حفص بن غياث، به. (6) هو: ابن أبي سُلَيم. (7) هو: ابن أبي رَباح. الحديث: 2540 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 298 رفعَهُ؛ قَالَ: إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ العِشَاءِ (1) ؛ فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تَنْتَشِرُ (2) فِيهَا الشَّيَاطِينُ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) . 2541 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان الواسِطي (4) ، عن عبد الصَّمد بْنِ سُلَيمان الأَزْرَقِ، عَنْ خَصِيب ابن   (1) فَحْمَةُ العِشاء: هي إقبالُه وأوَّلُ سَوادِه، ويقال للظُّلْمة التي بينَ صَلاتَي العِشاء: الفَحْمَة. انظر "النهاية" (3/417) . (2) في (ش) : «تنشر» ، وفي (ك) : «تتبشر» . (3) يعني: من حديث ابن عباس، وإلا فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (3280) ، ومسلم (2012 و2013) من حديث جابر ح. (4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1/244 رقم 801) . وأخرجه الخطيب في "تقييد العلم" (ص 65) من طريق جعفر بن حميد وسويد بن سعيد، كلاهما عن عبد الصَّمد ابن سليمان البصري، عن الخصيب بن جحدر، به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (3/83) ، وابن عدي في "الكامل" (3/69) ، وابن شاهين في "الناسخ والمنسوخ" (625) ، والخطيب في "تقييد العلم" (ص 65 و66) من طريق الربيع بن مسلم، عن الخصيب بن جحدر، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/59) من طريق الخليل بن مرة، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة. = ... وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/59) ، والخطيب في "تقييد العلم" (ص 67) ، وفي "الجامع لأخلاق الراوي" (504) من طريق الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى ابن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة. ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "المدخل للسنن" (766-767) . وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2666) ، البيهقي في "المدخل للسنن الكبرى" (764) من طريق الْخَلِيلِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ يَحْيَى بن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال أبو عيسى: «هذا حديث إسناده ليس بذلك القائم، وسمعتُ محمد بن إسماعيل [البخاري] يقول: الخليل ابن مرَّة منكرُ الحديث» . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (3/59) من طريق الخليل بن مرة، عن علي بن أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هريرة. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (3/169 رقم 2825) ، والخطيب في "تقييد العلم" (ص 67) من طريق الخصيب بن جحدر، عن عبيد الله بن جحدر، عن عبيد الله بن أَبِي بَكْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أنس. الحديث: 2541 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 299 جَحْدَر، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رَجُلا كَانَ يشهَدُ حديثَ النبي (ص) (2) وَلا يحفظُ، فَيَسْأَلُنِي فأحدِّثه، فَشَكَا إلى رسول الله (ص) قِلَّةَ حِفظِه، فَقَالَ: اسْتَعِنْ بِيَمِينِكَ عَلَى حِفْظِكَ؛ يَعْنِي: الْكِتَابَ (3) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وخَصِيبٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 2542 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ سُلَيمان، عَنْ مَعْن بْنِ عِيسَى، عن عبد الله بْنِ سُلَيمان بْنِ أَبِي سَلَمة، عن مُعاذ بن عبد الله بْنِ خُبَيب (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لاَ بَأْسَ بِالْغِنَى لِمَنِ اتَّقَى، والصِّحَّةُ لِمَنِ اتَّقَى خَيْرٌ مِنَ الغِنَى، وطِيبُ النَّفْسِ مِنَ النَّعِيْم ِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمِّه، ولعَمِّ صُحبَة (5) . هـ   (1) هو: ذَكوان السَّمَّان. (2) قوله: «وسلم» مكرر في (ك) . (3) «الكتاب» هنا مصدرٌ بمعنى: الكتابة. (4) في (ك) : «حبيب» . (5) واسمه: عُبَيد بن معاذ. ومن هذا الوجه أخرجه ابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (44) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن معاذ بن عبد الله، عن عبد الله ابن خبيب، عن عمه. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/69 رقم 16643 و5/372 رقم 23158) من طريق أبي عامر العَقَدي، والبخاري في "الأدب المفرد" (301) ، وفي "التاريخ الكبير" (5/22) تعليقًا، والحاكم في "المستدرك" (2/3) ، والبيهقي في "الشعب" (1188) من طريق سليمان بن بلال، وابن ماجه في "سننه" (2141) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2566) من طريق خالد بن مخلد، والروياني في "مسنده" (1472) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (14/450-451) من طريق عبد الله بن مسلمة، أربعتهم عن عبد الله بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن معاذ، به. الحديث: 2542 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 300 2542/أ - وحدَّثنا أبو محمَّد عبد الرحمن ابن أَبِي حاتِم قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عَنِ الحَكَم بْنِ مُوسَى، عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجر، عَنْ إِسْمَاعِيلَ مَوْلَى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله ابن عمرو، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَتْلُ المُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا حدَّثنا الحَكَم، والحَرَّانيون يَروونَ هَذَا الحديثَ، يُدخلون بَيْنَ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجر: الحسنَ بْنَ عُمارة (2) .   (1) قوله: «وحدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط. وستأتي هذه المسألة برقم (2775) ، ونقلها ابن الملقن في "البدر المنير" (6/ل13/أ) بتصرف. (2) لم ينفرد الحكم بن موسى بروايته عن محمد بن سلمة على هذا الوجه، فقد أخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد" (140) من طريق أبي أيوب سليمان بن عمرو الرَّقي، والنسائي في "سننه" (3986) من طريق محمد بن = = معاوية بن مالج، والطبراني في "الكبير" (ق317/أقطعة من الجزء المفقود من مسند ابن عمرو) ، وفي "الأوسط" (4349) ، وفي "الصغير" (594) من طريق أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني، ثلاثتهم عن محمد بن سلمة، به، ليس فيه ذكرٌ للحسن بن عُمارة. قال الدارقطني في "الأفراد" (201/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن مهاجر، عنه» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 301 2543- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيْم (1) وأبو عُبَيدالله بن (2) أَخِي ابْنِ وَهْب (3) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (4) ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ حُمَيد بْنِ هَانِئٍ الخَوْلاني، عَنْ أَبِي سعيد الغِفاري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: سَيُصِيبُ أُمَّتِي دَاءُ الأُمَمِ، قَالُوا: وَمَا داءُ الأُمَمِ؟ قَالَ: الأَشَرُ (5) ، والبَطَرُ (6) ، والتَّنَافُسُ فِي الدُّنْيَا، والتَّبَاغُضُ، والتَّحَاسُدُ؛ حَتَّى يَكُونَ البَغْيُ، ثُمَّ يَكُونَ الهَرْجُ (7) ؟ فَقَالَ أبي: إنما هو: أبو سعد (8) الغِفَاريُّ. ثم ذكرتُه (9) لعليِّ بْن الْحُسَيْن بْن الجُنَيد؟ قَالَ: حدَّثنا أحمد بن   (1) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. (2) في (أ) و (ش) : «وأبو عبيد بن» . (3) هو: أحمد بن عبد الرحمن، ولقبه: بَحْشَل. (4) هو: عبد الله. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (9/23 رقم 9016) من طريق يحيى بن بكير، والحاكم في "المستدرك" (4/168) من طريق محمد بن عبد الله، كلاهما عن ابن وهب، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ أبي سعيد الغفاري إلا أبو هانئ» . (5) الأَشَرُ: هو البَطَر، وقيل: هو أشدُّ البَطَر. "النهاية" (1/51) . (6) ضبب عليها في (ف) ، والبَطَرُ: هو الطُّغيانُ عند النِّعمة وطُولِ الغِنى. "النهاية" (1/135) . (7) الهَرْجُ: القِتالُ والاختِلاطُ. "النهاية" (5/257) . (8) كذا في (ف) ، وضبَّب عليها الناسخ، وفي (ش) و (ك) : «سعيد» ، وكذا كان في (أ) و (ت) ، ثم صُوِّبت. وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (9/36 رقم314) ، و"الجرح والتعديل" (9/379 رقم1764) ، و"تعجيل المنفعة" (1282) . (9) القائل هو: ابن أبي حاتم. الحديث: 2543 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 302 صَالِح، عَنِ ابْن وَهْب، فَقَالَ: أَبُو سَعِيد الغِفاري. 2544 - قَالَ (1) : وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ [شُعبة] (2) ، عَنْ أبي إسحاق (3) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبْزى، عَنْ أَبِيهِ: أنَّ داودَ النبيَّ (ص) قَالَ لابْنِهِ سُلَيمان (4) : يَا بُنيَّ، كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحيم، وَاعْلَمْ أَنَّكَ كَمَا تزرعُ كَذَلِكَ تَحصُِدُ، وَلا تَعِدَنَّ أَخَاكَ مَوْعِدًا (5) ثُمَّ تُخْلِفَهُ؛ فإنَّ ذَلِكَ يُورثُ بَيْنَكَ وبينَه عَدَاوَةً، وَاعْلَمْ أنَّ خُطْبة الأحمَق فِي المَلأ كالمُغَنِّي عِنْدَ رَأْسِ الْمَيِّتِ، مَا أقبحَ الفقرَ بَعْدَ الغِنَى! وأقبحُ مِنْ ذَلِكَ الضَّلالةُ بَعْدَ الهُدى؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عن (6) عبد الرحمن بْنِ أَبْزى فقَطْ: أنَّ دَاوُدَ قَالَ، لَيْسَ فِيهِ أَبُوهُ (7) . 2545 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (9) ، عن عبد الله بن   (1) قوله: «قال» من (أ) و (ش) فقط. وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1190) . (2) في جميع النسخ: «سعيد» ، والتصويب مما تقدم في المسألة رقم (1190) . (3) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (4) قوله: «لابنه سليمان» سقط من (ك) . (5) في (ت) و (ك) : «موعودًا» . (6) قوله: «عن» سقط من (ش) . (7) أي: ليس لأَبْزى والد عبد الرحمن ذِكرٌ في الإسناد. (8) تقدمت هذه المسألة برقم (2431) . وانظر المسالة رقم (2172) . (9) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو الطاهر في "جزئه" (114) . وأخرج الحديث العقيلي في "الضعفاء" (4/192) ، وابن حبان في "الثقات" (9/172) ، والطبراني في "الأوسط" (5641) من طريق منصور بن إسماعيل، عن ابن جريج، به. وانظر تتمة تخريجه في المسألة رقم (2431) . الحديث: 2544 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 303 سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطاء (1) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال لي رسولُ الله (ص) : يَا بَا (2) هُرَيْرَةَ، زُرْ غِبًّا تَزْدَدْ حُبًّا؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ طَلْحَة بْنُ عَمْرٍو (3) ، عَنْ عَطاء، عَنِ النبيِّ (ص) . 2546 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو داود الطَّيالسي (4) ، عن   (1) هو: ابن أبي رَباح. (2) في (ك) : «يا أبا» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، وله وجه في العربية تقدَّم بيانه في التعليق على المسألة رقم (1781) . (3) تقدمت روايته في المسألة رقم (2431) مسندة بذكر أبي هريرة. (4) في "مسنده" (1407) من رواية يونس بن حبيب، عنه، ومن طريقه أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (2/134) . ومن طريق البيهقي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/83) . وقد اختُلِف فيه على الطيالسي، فرواه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/113) تعليقًا عن محمود بن غَيلان، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَن عبدة بن حزن النَّصري، وهذا الذي رجَّحه أبو حاتم كما سيأتي في نهاية المسألة. وأخرجه البخاري أيضًا (6/113) تعليقًا، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/84) من طريق محمد بن بشار بُندار، عن أبي داود الطيالسي وابن أبي عدي، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن نصر ابن حزن. وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (577) ، وفي "التاريخ الكبير" (6/113) من طريق محمد بن جعفر، والنسائي في "الكبرى" (11324) من طريق إسماعيل ابن مسعدة، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبدة بن حزن. جاء في "التاريخ الكبير" وعند النسائي: «عن ابن حزن» . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (6/113) تعليقًا من طريق عثمان بن جَبَلة، عن شعبة، وأيضًا (6/114) تعليقًا من طريق سفيان الثوري، كلاهما - شُعْبَةُ وَالثَّوْرِيُّ - عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن عبيدة بن حزن. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (17/83) من طريق يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أبي إسحاق، عن عبدة بن حزن النَّصري، وأيضًا (17/83-84) من طريق إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عبدة بن حزن النصري. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/126) ، والحسين المروزي في "زياداته على الزهد" (1177) من طريق زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق قال: بلغنا أن النبي (ص) قال ... فذكره. الحديث: 2546 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 304 شُعبة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (1) ، عَن بِشْر بن حَزْن [النَّصْرِي] (2) ؛ قَالَ: افْتَخَرَ أصحابُ الإبِل وَالْغَنَمِ عند النبيِّ (ص) ، فقال رسولُ الله (ص) : بُعِثَ دَاوُدُ النبيُّ (3) (ص) وهُوَ رَاعِي غَنَم ٍ، وبُعِثَ مُوسَى (ص) وهُوَ رَاعِي غَنَمٍ، وبُعِثْتُ أَنَا وأَنَا أَرْعَى غَنَمًا (4) لأَهْلِي بِجِيَادٍ (5) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَبْدَة بْنُ حَزْن. 2547 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيع (6) ، عَنْ نَافِعِ بْنِ (7) عُمَرَ الجُمَحي، عَنْ بِشْر بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ (8) ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يُبْغِضُ البَلِيغَ مِنَ الرِّجَالِ؛ الَّذِي   (1) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (2) في جميع النسخ: «البصري» ، والتصويب من "مسند الطيالسي" ومصادر التخريج، وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (6/112-114) ، و"الجرح والتعديل" (2/354) ، و (6/89) . (3) قوله: «النبي» ليس في (ك) . (4) قوله: «غنمًا» سقط من (ف) . (5) جِيادٌ: موضعٌ بمكَّة يَلي الصَّفا، ويقال له «أَجْيادٌ» أيضًا. انظر "معجم البلدان" (جياد 2/195) و (أجياد 1/104-105) . (6) روايته أخرجها في "الزهد" (302) . وأخرج الحديث ابن أبي الدنيا في "الصمت" (723) من طريق أبي قتيبة، عن نافع ابن عمر، به. (7) في (ك) : «عن» بدل: «بن» . (8) هو: عاصم بن سفيان الثقفي. الحديث: 2547 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 305 يَتَخَلَّلُ (1) بِلِسَانِهِ (2) كَمَا تَتَخَلَّلُ (3) البَقَرُ بِلِسَانِهَا. فقلتُ لأَبِي: أَلَيْسَ حدَّثْتَنا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ (4) ، وَسَعِيدِ بْنِ سُلَيمان، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ (5) ، عَنْ بِشْر بْنِ عَاصِمٍ الثَّقَفي، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؟ فقال: نعم (6) .   (1) المثبت من (ت) ، وأهملت الياء في بقية النسخ. (2) قال ابن الأثير: هو الذي يتَشَدَّقُ في الكلام ويُفخِّم به لسانَه، ويلُفُّه كما تلُفُّ البقَرةُ الكلأَ بلسانها لفًّا. "النهاية" (2/73) . (3) في (ت) و (ك) : «يتخلل» ، وأهملت الياء في بقية النسخ؛ فتحتمل الفوقية والتحتية وهما صحيحان من جهة العربية؛ لأنَّ «البقَرَ» اسم جنس جمعي، ويجوز معه تذكير الفعل وتأنيثه، لكن آثرنا التأنيث لقوله بَعدُ: «بلسانها» . (4) هو: هشام بن عبد الملك الطيالسي. (5) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (26288) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/165 رقم 6543) ، والبيهقي في "الشعب" (4618) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد (2/187 رقم 6758) من طريق أبي كامل المظفر بن مدرك، ويونس بن محمد، وأبو داود في "سننه" (5005) من طريق محمد بن سنان الباهلي، والترمذي في "جامعه" (2853) ، وفي "العلل الكبير" (643) ، والبزار في "مسنده" (2452) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (302) من طريق عمر بن علي المقدمي، والطبراني في "الأوسط" (9/27 رقم 9030) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 102) من طريق خالد بن نزار، والطبراني (5/205 رقم 5091) ، والبيهقي في "الشعب" (4618) من طريق سريج بن النعمان وقرن معه البيهقي يونس بن محمد، جميعهم عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ، به. (6) قوله: «نَعَمْ» جوابُ: «أليس» ، والأكثرُ والأحسنُ: أن يكون جوابها: «بلى» . غيرَ أن الجواب بـ «نعم» جائزٌ في مثل هذا الموضع على قِلَّة؛ لأن الاستفهامَ المتقدم على النفي في «أليس» استفهامٌ تقريريٌّ، أي: كأن السائل قال: «لقد حدثتنا عن أبي الوليد ... » ، فالكلامُ في معناه: إيجابٌ؛ فمن هنا ساغ الجوابُ بـ «نَعَمْ» . وقد ذهب جماعةٌ من متقدِّمي النحاة ومتأخِّريهم إلى: أن النفيَ إذا سُبِقَ باستفهام، فإن كان الاستفهامُ على حقيقته، أي: استفهامًا عن النفي، فجوابُه: كجوابِ النَّفْي المجرَّد من الاستفهام، أي: تدخلُه «نعم» لتقرير النفي، وتدخلُه «بلى» لتكذيب النفي وإفادة الإثبات. وإن كان الاستفهامُ تقريريًّا، أي: يُراد به تقريرُ ما بعد النفي، فالأكثر الغالبُ أن يُجابَ بما يُجابُ به النفيُ، أي: «نعم» لتقرير النفي، و «بلى» لتكذيب النفي وإفادة الإثبات؛ مراعاةً للفظه، ويجوز عند أَمْن اللَّبْس أن يُجابَ بما يُجابُ به الإيجابُ، أي: «نعم» في الحالتين مراعاةً لمعناه. انظر "خزانة الأدب" للبغدادي (11/201) ، و"الدر المصون" (5/326) ، و"مغني اللبيب" لابن هشام، بتحقيق وشرح د. عبد اللطيف الخطيب (4/302) ، ومظانُّ المسألة في حواشي المحقِّق. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 306 وقال: جَمِيعًا صَحِيحَينِ (1) ، قَصَّر وَكيع (2) . 2548 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِف فِيهِ عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات (4) : فَرَوَى فِطْرُ بنُ خَليفة، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لَوْ بَغَى جَبَلٌ عَلَى جَبَلٍ، لَذَلَّ (5) البَاغِي مِنْهُمَا.   (1) كذا في جميع النسخ، والجادة: «صحيحان» ؛ لكنَّ يخرَّج ما في النسخ على وجوه ذكرناها في التعليق على المسألة رقم (25) و (759) . (2) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن النبيِّ (ص) إلا عبد الله بن عمرو، ولا نعلم له طريقًا عن عبد الله إلا هذا الطريق» . وقال الترمذي في الموضع السابق من "العلل": «سألت محمدًا [يعني البخاري] عن هذا الحديث؟ فقال: إن نافع بن عمر يقول: عن عبد الله بن عمرو، ومرة يقول: أراه عن عبد الله بن عمرو. قال محمد: وأرجو أن يكون محفوظًا» . اهـ. (3) تقدمت هذه المسألة برقم (2189) ، وقد نقل هذا النص الزيلعي في "تخريج أحاديث الكشاف" (2/123) . (4) مشهور بكُنيته، ومختلفٌ في اسمه، فقيل: زاذان، وقيل: دينار، وقيل غير ذلك. (5) كذا في جميع النسخ، وصوابه: «لَدُكَّ» كما بيناه في التعليق على المسألة رقم (2189) . الحديث: 2548 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 307 وَرَوَاهُ الثَّوري (1) ، وَإِسْرَائِيلُ (2) ، عَنْ أَبِي يَحْيَى القَتَّات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (3) ؟ فَقَالَ أَبِي: حديثُ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَولَهُ، أصحُّ (4) . 2549 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا إسحاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ البَغَوي - خَتَنُ ابْنُ مَنيع (5) - عَنْ دَاوُدَ بن عبد الحَميد الْكُوفِيِّ - نزيلِ المَوْصِل- عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْس المُلائي، عَنْ عَطِيَّة (6) ، عن أبي سعيد   (1) تقدم تخريج رواية سفيان الثوري هذه في المسألة رقم (2189) . (2) هو: ابن يونس. ولم نقف على روايته هذه. (3) يعني: موقوفًا عليه. (4) يعني: أصحُّ عن أبي يحيى القَتَّات، ولا يلزم منه صحَّةَ الحديث؛ لأن أبا يحيى القَتَّات هذا ضعيف. (5) هو: ابن عم أحمد بن منيع، والخَتَنُ: الصِّهْرُ، وكذا قرابة المرأة، من أبٍ وأخٍ وغيره. انظر "النهاية" = = (2/10) ، و"لسان العرب" (13/137-138) . وروايته أخرجها البزار في "مسنده" (142/كشف الأستار) ، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 165 رقم 5) . ومن طريق البزار أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (5/105) . وأخرجه البزار (141/كشف الأستار) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (3/602 رقم746) من طريق عطاء بن يسار، وأبو عمرو المديني في "جزء فيه قول النبي (ص) : نضر الله امرأ ... " (15) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1302) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (45/87) من طريق أبي نضرة المنذر ابن مالك، كلاهما عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. قَالَ أبو نعيم: «غريب من حديث عمرو، تفرَّد به إسحاق، عن داود» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (274/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به داود بن عبد الحميد، عن عمرو بن قيس، عنه» . (6) هو: ابن سعد العَوْفي. الحديث: 2549 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 308 الخُدْري، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ فِي حجَّة الوَداع: نَضَّرَ اللهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا (1) ؛ [فَبَلَّغَهَا] (2) كَمَا سَمِعَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ... ، الْحَدِيثَ؟ فَقَالَ (3) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (4) . 2550 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (5) ، عَنِ يَحْيَى بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي المِقْدام (6) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِذَا أَتَاكُمُ الزَّائِرُ، فَأَكْرِمُوهُ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (7) . 2551 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُحَيم (9) ، عن عبد الله   (1) في (ك) : «فراعاها» . (2) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابُدَّ منه، وقد استدركناه من بعض المصادر. (3) في (أ) و (ش) : «قال» . (4) قيد أبو حاتم النكارة بهذا الإسناد، وأما الحديث فقد أخرجه البخاري (1741) ، ومسلم (1679) من حديث أبي بكرة ح. (5) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص 115) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (763) . (6) هو: هشام بن زياد. (7) ذكر العراقي في "تخريج الإحياء" (2/9) حكمَ أبي حاتم على هذا الحديث. (8) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/197-198/المطبوع) بتصرف. (9) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/201) في ترجمة عبد الله بن محمد بن زاذان. وقال: «له أحاديثُ غير محفوظة» . وأخرجه أبو داود في "سننه" (50) من طريق عنبسة بن عبد الواحد، عن هشام بن عروة، به. الحديث: 2550 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 309 بْنِ محمَّد بْنِ زَاذَانَ المَديني، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة: أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يَسْتَنُّ (1) وَعِنْدَهُ رَجُلانِ (2) ، فأُوحيَ إِلَيْهِ: أَنْ كَبِّر (3) . وأَعطى السِّوَاكَ - حين فَرَغَ -[أَكْبَرَ] (4) الرجلَين؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عُروَة: أنَّ (5) النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (6) ، وعبدُاللهِ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 2552 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه داودُ ابنُ رُشَيد (7) ، عن   (1) الاسْتِنانُ: استعمالُ السِّواك، وهو افتعالٌ من الأسنان، أي: يُمِرُّه عليها. "النهاية" (2/411) . (2) في (ك) : «رجلا» . (3) في رواية أبي داود: «أن كبِّر، أَعْطِ السِّواكَ أكبرَهُما» . (4) ما بين المعقوفين ساقط من جميع النسخ، ولابد منه، وقد استدركناه من بعض مصارد التخريج. (5) في (ش) : «عن» ، وكذا في "البدر المنير". (6) روايته على هذا الوجه أخرجها معمر في "جامعه" (19604) عن هشام بن عروة، به. وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6352) ، وابن عدي في "الكامل" (6/402) . ومن طريق ابن عدي أخرجه البيهقي في "الشعب" (8920) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6/316 رقم 6509) من طريق عبدة بن عبد الرحيم المروزي، وتمام في "الفوائد" (1220/الروض البسام) من طريق محمد بن عثمان أبي الجماهر، وابن الجوزي في "الموضوعات" (3/77) من طريق حاجب بن الوليد، ثلاثتهم عن بقية، به. = ... وأخرجه ابن عدي (4/179) من طريق عبد الله بن جعفر - والد عليِّ بن المديني - عن أبي الزبير، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي الزِّناد إلا معاوية بن يحيى، تفرَّد به بقية، ولا يُروى عن رسول الله (ص) إلا بهذا الإسناد» . الحديث: 2552 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 310 بَقِيَّة، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى (1) ، عَنْ أَبِي الزِّناد، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ، فَعُطِسَ عِنْدَهُ (2) ؛ فَهُوَ حَقٌّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ (3) . 2553 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أَبُو عَوانة الْكُوفِيُّ (5) ، عَنِ الْخَلِيلِ بْنِ سَلْم [البَزَّاز] (6) ، عن محمَّد بن ربيعة   (1) هو: أبو مطيع الأطرابلسي. (2) كذا لفظ الحديث هنا وفي مصادر التخريج، عدا الموضع السابق من "الكامل" ففيه: «إذا عَطَسَ أحدُكم عند حديث، كان حقًّا» ، ويحتمل ما هنا وجهين: الأول: ببناء الفعل لما لم يُسمَّ فاعله: «فَعُطِسَ» ، أي: فعطَسَ عاطسٌ عند المحدِّث أو التحديث. والثاني: ببناء الفعل للفاعل: «فعطَسَ» ، أي: فعطَسَ المحدِّث عند تحديثه بالحديث. (3) قال الدارقطني في"الأفراد" (297/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَبِي الزِّناد، عن الأعرج» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «وهو منكر عن أبي الزناد» . وقال ابن الجوزي في الموضع السابق: «هذا حديث باطلٌ، تفرَّد به معاوية بن يحيى» . (4) انظر المسألة رقم (2532) . (5) لم نعرفه، ولم نقف على روايته، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (1/177) من طريق أحمد بن عبد الله بن ميسرة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْكِلابِيِّ، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1243) . قال ابن عدي: «وهذا الحديث يعرف بشيخ يقال له: الخليل بن سلم الباهلي كوفي، رواه عن محمد بن ربيعة، ثم ظهر عند عبد العزيز بن محمد بن ربيعة فرواه عن أبيه، سرقه منهما أبو ميسرة الهَمَذاني هذا» . (6) في جميع النسخ: «القزاز» ! والتصويب من "الجرح والتعديل" (3/381 رقم1740) ومصادر ترجمته. الحديث: 2553 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 311 الكِلابي، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى (1) ، عَنْ عَطاء (2) ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ (3) ، عَنْ أَبِي قَتادة (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا أَتَاكُمْ كَرِيمُ قَوْمٍ، فَأَكْرِمُوهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي لَيْلَى (5) ، عَنِ الشَّعبي: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (6) . 2554 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الملك بْنِ مَسْلَمة أَبُو مَرْوَانَ المِصْري (7) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بن المُنكَدِر، عن عمِّه   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. (2) هو: ابن أبي رَباح. (3) من قوله: «بن سلم القزاز ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. وأبو الخليل هو: صالح بن أبي مريم. (4) هو: الحارث بن رِبْعي الأنصاري ح. (5) لم نقف عليه مرسلاً من هذا الوجه، وتقدَّم تخريجه عن الشعبي مرسلاً في المسألة رقم (2532) . (6) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (7) روايته أخرجها ابن حبان في "المجروحين" (2/134) ، والطبراني في "الأوسط" (8/375 رقم 8920) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/80) ، والبيهقي في "الشعب" (10368) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1461) . وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/189-190) ، والبيهقي في "الشعب" (10366) من طريق عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عن محمد بن المنكدر، به. وفي رواية البيهقي: عبد الله بن أبي بكر: بدل محمد بن أبي بكر. قال ابن عدي عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري: «وعامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات» ، وقال البيهقي: «يأتي بما لا يُتابَع عليه» . وأخرجه أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (3/827) ، والبيهقي في "الشعب" (10367) من طريق سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر، به. قال الخليلي: «وهذا من حديث سُفْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ لا يُعرَف، وإنما الحديث معروف برواية عبد الله بن أبي بكر، عن ابن المنكدر» . الحديث: 2554 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 312 محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) قال: قَالَ جِبْرِيلُ _ج: قَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ (1) : هَذَا دِينٌ ارْتَضَيْتُهُ لِنَفْسِي، ولَنْ يُصْلِحَهُ إِلاَّ السَّخَاءُ وحُسْنُ الخُلُقِ؛ فَأَكْرِمُوهُ (2) بِهِمَا مَا صَحِبْتُمُوهُ؟ فسمعتُ أَبِي يقول: حدَّثني عبد الملك بْنُ مَسْلَمة بِهَذَا الْحَدِيثِ، وَهُوَ حديثٌ موضوعٌ، وعبد الملك هُوَ: مُضطَربُ الْحَدِيثِ. 2555 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ - فِي كِتَابِي- عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ، عَنْ أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ أَبِي عَاصِمٍ (4) ، عَنْ شَبيب بْنِ بِشْر (5) ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عن النبيِّ (ص) أنه (6) قال: مَلْعُونٌ   (1) في (ك) : «قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ» . (2) في (ش) : «فأكرموا» . (3) في (ش) : «عمرو بن عاصم» . (4) هو: الضَّحَّاك بن مَخْلَد. وروايته أخرجها الضياء في "المختارة" (6/189 رقم 2203) من طريق عبد الرحمن بن عمر رسته، عنه، به. وليس فيه: «مَنْ أتى بهيمةً» ، أو «مَنْ غيَّر منارَ الأرض» . وهو منكر بهذا اللفظ والإسناد، وقد أخرج مسلم في "الصحيح" (1370) من حديث علي: « ... ومن ادَّعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير مواليه، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أجمعين، لا يَقبَلُ الله منه يومَ القيامة صرفًا ولا عَدْلاً» . وأخرج مسلم (1978) من حديث علي: «لعن اللهُ من ذَبَح لغير الله، ولعن اللهُ من آوى مُحدِثًا، ولعن اللهُ من لعن والديه، ولعن اللهُ من غيَّر منارَ الأرض» . (5) في (ف) : «بشير» . (6) قوله: «أنه» ليس في (أ) و (ش) . الحديث: 2555 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 313 مَلْعُونٌ (1) مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ (2) ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ (3) مَلْعُونٌ مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى بَهِيمَةً، مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَرْضِ (4) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2556 - وسمعتُ أبي ورَأى في كتابي حديثً (5) كتَبَ إليَّ (6) سعيدُ بنُ عَمْرٍو السَّكُونيُّ الحِمْصي (7) ، عَنْ بَقِيَّة بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ قَيْس بن الرَّبيع، عن عبد السلام بْنِ حَرب، عَنْ خُصَيف الجَزَري، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِم أَنَّهُ قَالَ: أتيتُ رسول الله (ص) وعلَيَّ صَلِيبٌ مِنْ ذَهَب، وَهُوَ يَقْرَأُ سورةَ بَرَاءَةَ، فَقَالَ: اقْطَعْ هَذَا الوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ، فقطَعْتُه.   (1) ضبَّب ناسخ (ت) على قوله: «ملعون» الثانية. (2) أي: انتسب إلى غير أبيه، وقد كانوا يفعلونه في الجاهلية فُنُهيَ عنه، وجُعلَ الولد للفراش. "النهاية" (2/121) . (3) ضبَّب ناسخا (ت) و (ك) على قوله: «ملعون» هنا. (4) قال الأزهري في "تهذيب اللغة" (15/166) : «المَنَارُ: العَلَمُ والحَدُّ بين الأَرَضين. ومنَارُ الحَرَم: أعْلامُهُ التي ضَرَبها إبراهيمُ (ص) على أَقْطَار الحَرَمِ ونَوَاحيه، وبها تُعْرَفُ حُدُودُ الحَرَمِ من حُدُود الحِلّ. ويَحْتمل معنى قوله: «لَعَنَ اللهُ مَنْ غيَّر مَنَارَ الأرض» ، أراد به: مَنَارَ الحَرَم، ويجوز أن يكون «لعَنَ اللهُ من غيَّر تُخُومَ الأرض» ، وهو أن يَقْتطع طائفة ً من أرض جارِهِ، أو يُحوِّلَ الحَدَّ من مكانه. وروى شَمِرٌ عن الأصمعيِّ: المَنَارُ: العَلَمُ يُجْعلُ للطَّرِيق، أو الحدُّ للأَرَضين مِنْ طين وتُرَاب» (5) في (ف) : «في حديث» . وفي (ك) : «حديثًا» ، وهو الجادَّة، والمثبت من بقية النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) أي: كَتَبَهُ إليَّ، وحذف الضمير العائد إلى المنعوت، وهو جائز في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (24) . (7) في (أ) و (ش) : «السكوني من أهل حمص» . وروايته أخرجها ابن جرير الطبري في "تفسيره" (16633) ، وفيه: «غضيف» . وأخرج الحديث الطبراني في "الكبير" (17/92 رقم 219) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ بن الوليد. الحديث: 2556 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 314 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عبد السلام بْنُ حَرب (1) ، عَنْ غُطَيف (2) بْنِ أَعْيَن الجَزَري، عَنْ مُصعَب بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَدِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) . 2557 - وسمعتُ (3) أَبَا زُرْعَةَ (4) وحدَّثنا عَنِ سَعِيدِ بْنِ محمَّد الجَرْمي، عَنْ أَبِي تُمَيْلة (5) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ - يعني السَّكُوني (6) -، عن   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/106) ، والطبري في "تفسيره" (16632) ، والطبراني في "الكبير" (17/92 رقم 218) ، والبيهقي في "المدخل" (261) من طريق مالك بن إسماعيل، والترمذي في "جامعه" (3095) ، والطبري في "تفسيره" (16631) من طريق الحسين بن يزيد، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6/1784 رقم 10057) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/116) من طريق سعيد بن سليمان، والطبراني (17/92 رقم 218) ، والبيهقي في "المدخل" (261) ، وابن حزم في "الإحكام" (6/283) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ = = الأَصْبَهَانِيِّ، والطبراني (17/92 رقم 218) من طريق يحيى بن الحِمَّاني، جميعم عن عبد السلام بن حرب، به. قال الترمذي: «هذا حديثٌ غريب لا نعرفُه إلا من حديث عبد السلام بن حرب، غُطَيف بن أعين ليس بمعروف في الحديث» . (2) في جميع النسخ: «عطيف» بالعين المهملة، والتصويب من "التاريخ الكبير" (7/106 رقم471) ، و"تهذيب الكمال" (23/117) . وقد ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/55 رقم315) باسم: «غضيف» بالضاد بدل الطاء. (3) انظر المسألة المتقدمة برقم (2283) . (4) في (ف) : «أبي زرعة» . (5) في (ت) و (ك) : «علية» . وأبو تُمَيْلَة هذا هو: يحيى بن واضح. (6) كذا في جميع النسخ، وصوابه - فيما يظهر -: «السُّكَّري» ، وهو: محمد بن ميمون، فهو الذي يروي عن جابر بن يزيد الجُعْفي، ويروي عنه أبو تُمَيْلَة يحيى ابن واضح؛ كما في "تهذيب الكمال" (4/466) ، و (32/22) ، وترد نسبته في بعض المراجع: «السكوني» ، ولعلها نسبة أخرى له، والله أعلم. انظر "الكنى" للبخاري (ص91 رقم974) ، و"حلية الأولياء" (8/117) ، و (9/239) ، و "تهذيب الكمال" (31/130) ، و"نصب الراية" (3/442) . الحديث: 2557 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 315 جَابِرٍ - يَعْنِي الجُعْفي -، عَنْ عَدِي بن ثابت، عن زِرِّ ابن حُبَيْش، عَنْ حُذَيفة، عَنِ النبيِّ (ص) أنه قال: إِنَّ فُلانَ بنَ فُلانٍ قَدْ هَجَانِي، وَقَدْ عَلِمَ أَنِّي لَسْتُ بِشَاعِرٍ، اللَّهُمَّ فَالْعَنْهُ بِعَدَدِ مَا هَجَانِي. وحدَّثنا أَبِي وَأَبُو زُرْعَةَ قَالا: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا عِيسَى بْنُ عبد الرحمن السُّلَمي، عَنْ عَدِي بْنِ ثَابِتٍ؛ قال: قال رسولُ الله، (ص) ، مُرسَلً (2) . أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (*) : وحدَّثنا (**) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: حدَّثنا محمَّد بْنُ أَبِي الْحُسَيْنِ (3) أَبُو جعفر السِّمْناني (4) ؛ قال: نا أَبُو نُعَيم؛ قَالَ: حدَّثنا عِيسَى بن عبد الرحمن، عَن (5) عَدِي بْن ثابت، عَن البَراء بِنَحْوِهِ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ (*) : وحدَّثنا (**) أَبُو زُرْعَةَ؛ قَالَ: ثنا محمَّد بن المثنى (6) ؛ قال: ثنا سَهْل بْنُ حمَّاد أَبُو عَتَّاب؛ قال: ثنا (7) عيسى بن عبد الرحمن، عَن عَدِي بْن ثابت، عَن البَراء، عن النبيِّ (ص) بنحوه.   (1) هو: الفضل بن دُكَين. (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (*) ... قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط. (**) ... في (ت) و (ك) : «ثنا» . (3) في (ف) : «الحضين» . (4) في (ش) : «النبهاني» . (5) في (ش) : «بن» بدل: «عن» . (6) تقدم تخريج روايته في المسألة (2283) . (7) قوله: «ثنا» سقط من (ك) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 316 وسألتُ أَبِي عن حديثِ سَهْل بْنِ حمَّاد، عَنْ عِيسَى بْنِ عبد الرحمن، عَنْ عَدِي، عَنِ البَرَاء، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ عَنْ عَدِي، عَنِ النبيِّ (ص) (1) ، مُرسَلاً (2) بلا «براء» . 2558 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (4) ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ سعيدٍ الأَصْلَع، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ جَرير (5) ، عَنْ جَرير بْنِ عبد الله؛ قال: سألتُ رسول الله (ص) عَنْ نَظْرَةِ الفَجْأة؟ فَقَالَ: غُضَّ بَصَرَكَ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يُونُسُ بْنُ عُبَيد (6) ، عَنْ [عَمْرِو] (7) بْنِ سَعِيدٍ (8) ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرير، عَنْ جَرير، عَنِ   (1) من قوله: «فقال أبي: هذا ... » إلى هنا مكرر في (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) في (أ) و (ت) و (ك) : «مرسل» ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) أخرج هذا النص الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/288) من طريق المصنف. ونقله ابن حجر في "لسان الميزان" (4/54) بتصرف. (4) في "مسنده" (707) ، ومن طريقه الخطيب في الموضع السابق. (5) قوله: «بن جرير» سقط من (ك) . (6) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/358 و361 رقم 19160 و19197) ، ومسلم في "صحيحه" (2159) . (7) في جميع النسخ: «عمر» ، عدا (ك) ، فالاسم سقط منها كما سيأتي، والتصويب من "الموضح" للخطيب، و"لسان الميزان". (8) قوله: «عن عمرو بن سعيد» سقط من (ك) . الحديث: 2558 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 317 النبيِّ (ص) (1) . 2559 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ حَبيب، عَنْ أَبِي داود الطَّيالسي (3) ، عن عبد العزيز بْنِ أَبِي سَلَمة، عَنْ صَالِحِ بن كَيسان، عن عُبَيدالله بن (4) عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: لاَ تَسُبُّوا الدِّيكَ، فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى الصَّلاَةِ. قَالَ يُونُسُ بْنُ حَبيب (5) : وحدَّثنا أَبُو (6) دَاوُدَ مرَّة أخرى، عن   (1) والخطأ في هذا الحديث من الطيالسي، فقد قال الخطيب في الموضع السابق: «سعيد الأصلع الذي روى أبو داود الطيالسي حديثه، فأخطأ فيه» . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (2/337 رقم 2407) من طريق أَسَدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ حَمَّادِ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جريرًا سأل النبي (ص) . قال الدارقطني في "العلل" (4/ق 104/أ) بعد أن ذكر اختلافًا آخرَ في هذا الحديث: «والصحيحُ حديث الثوري ومن تابعه عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زرعة، عن جرير» . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2242) و (2332) . (3) في "مسنده" (999) . ومن طريقه أخرجه البيهقي في "الشعب" (4809) . وأخرج الحديثَ الإمام أحمد في "المسند" (5/192-193 رقم 21679) ، وعبد ابن حميد (278) ، وابن حبان في "صحيحه" (5731) من طريق يزيد بن هارون، وأحمد أيضًا من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، والنسائي في "الكبرى" (10781) من طريق موسى بن داود، والطبراني في "الكبير" (5/240 رقم 5209) من طريق عاصم بن علي، والبيهقي في "الشعب" (4810) من طريق أحمد بن يونس وبقية بن الوليد، والبغوي في "شرح السنة" (3270) من طريق علي بن الجعد، جميعهم، عن عبد العزيز بن أبي سلمة، به. وانظر تتمة تخريجه في المسألة المتقدمة برقم (2242) . (4) قوله: «بن» سقط من (ك) . (5) في الموضع السابق من"مسند الطيالسي". (6) قوله: «أبو» سقط من (ف) . الحديث: 2559 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 318 عبد العزيز الماجِشُوني (1) ، عن صالح، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا تَسُبُّوا الدِّيكَ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ لابْنِ أَبِي قَتادة عن أبيه هاهنا له (2) مَعْنَى، هَذَا كذبٌ، وحديثُ صَالِحٍ، عن عُبَيدالله بن عبد الله، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) - صحيحٌ.   (1) هو: ابن أبي سلمة المتقدم ذكره. قال الترمذي في "جامعه" بعد الحديث رقم (266) : «وإنما يقال الماجِشُوني؛ لأنه من ولد الماجِشُون» . (2) «له» هنا توكيد لـ «لابن» ، والمعنى: «لَيْسَ لابْنِ أَبِي قَتَادَةَ عَنْ أبيه ها هنا، ليس له معنًى» ، والله أعلم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 319 عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَت فِي الطِّبِّ 2560 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ مُوسَى الأنصاريُّ، عَنْ عاصم بن عبد العزيز، عَنْ محمَّد بْنِ عُمَارة، عَنْ عبد الله ابن عبد الرحمن، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ رسولَ الله (ص) ذَكَرَ الدَّواءَ؛ فقال: السَّنَا (2) والسَّنُّوتُ (3) فِيهِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إلاَّ السَّامَ (4) ، قالوا: يا رسولَ الله، أمَّا السَّنَا فَقَدْ عَرَفْناه، فَمَا السَّنُّوتُ؟ فَقَالَ: لَوْ شَاءَ اللهُ، لَأَعْلَمَكُمْ؟ فسمعتُ (5) أبي يقول: ليس هو: عبدَاللهِ بنَ عبدِالرحمنِ، أبو طُوَالَة (6) ؛ إنما هو: عبدُاللهِ ابنُ أَبِي طَلْحة (7) ، وَكَانَ حدَّث بِهَذَا الْحَدِيثِ إسحاقُ بنُ مُوسَى بَيْنَ (8) أحاديثَ عاصمِ بنِ عبد العزيز، عن   (1) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «باب علل» . (2) السَّنا: نباتٌ معروفٌ؛ من الأدوية؛ له حَمْلٌ إذا يَبِسَ وحرَّكته الرِّيحُ سمعتَ له زَجَلاً. الواحدة: سَناة. "النهاية" (2/414-415) . ويسمَّى: السَّنا المكِّي. انظر "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية" لابن البَيطار (3/36) . وانظر منافع السَّنا وخواصَّه في كتاب "حديقة الأزهار، في ماهيَّة العُشب والعقَّار" للوزير أبي القاسم الغسَّاني (ص 273) . (3) في (أ) و (ش) : «الستوت» . والسَّنُّوتُ: هو العَسَل، وقيل: الرُّبُّ، وقيل: الكَمُّون. "النهاية" (2/407) . (4) السَّامُ، بتخفيف الميم: المَوت. "مختار الصحاح" (س وم) . (5) في (ت) و (ك) : «سمعت» . (6) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أبا طُوَالة» ؛ لأنه بَدَلٌ من «عبدَاللهِ» ، لكنَّ لِمَا في النسخ وجهين من العربية ذكرناهما في المسألة رقم (22- الوجهين الأول والثالث) . (7) هو: عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة. والحديث أخرجه النسائي في "الكبرى" (4/373 رقم 7577) ، والضياء في "المختارة" (6/237 رقم 2255) من طريق محمد بن عمارة، عن عبد الله بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسٍ. (8) في (ك) : «من» . الحديث: 2560 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 320 محمَّد بن عُمارة، عن عبد الله ابن عبد الرحمن أَبِي طُوالَة. 2561 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ سَهْل الرَّمْلي، عن عليِّ بن عبد العزيز (1) ، عن سُلَيمان بن حَيَّان (2) ، عَن حُمَيد، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) احتَجَم، وَقَالَ: مَنْ تَبَيَّغَ (3) بِهِ الدَّمُ فَلْيَحْتَجِمْ؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ. 2562 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حاتِم بْنُ إِسْمَاعِيلَ، واختُلِف عَلَى حاتِم: فَرَوَى النُّفَيلي (5) ، عَنْ حاتِم، عَنْ حَبِيب مَوْلَى الخَفَّاف، عَنِ الصَّلْت بْنِ زُبَيْد، عن أُمِّه؛ قال (6) : جَاءَتِ امرأةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)   (1) كذا في جميع النسخ: «علي بن عبد العزيز» ، ولم نقف على ترجمته، وقد أخرج الحديثَ الطبري في "تهذيب الآثار" (1/494 رقم 779/مسند ابن عباس) عن مُوسَى بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، عَنْ محمد بن عبد العزيز، عن سليمان بن حيان، به. ومحمد بن عبد العزيز ذكره المزي ضمن شيوخ موسى ابن سهل الرملي في "تهذيب الكمال" (29/76) ، وذكره ضمن تلاميذ أبي خالد الأحمر سليمان بن حيان في (26/12) . (2) في (ك) : «حبان» بالباء الموحدة، ولم ينقط في بقية النسخ. وسليمان هذا هو المعروف بأبي خالد الأحمر. (3) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2477) . (4) نقل هذه المسألة السخاوي في "الأجوبة المرضية" (2/506-507) بتصرف. (5) هو: عبد الله بن محمد بن علي. (6) كذا في جميع النسخ، والجادة: «قالت» ؛ كما في "الأجوبة المرضيَّة"، يعني: أُمَّهُ، لكنَّ ما في النسخ يتخرَّج على وجهين: الأول: على ما جاء عن العرب من مثل قولهم: «ولا أَرْضَ أبقلَ إبْقَالَهَا» ، فالجادَّة: «أبقَلَتْ» . انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (178) . والثاني: على أنَّه من الحَمْلِ على المعنى بتذكير المؤنَّث، والمراد: قال الراوي، وهو هنا أُمَّه، وانظر التعليق على المسألة رقم (270) . الحديث: 2561 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 321 فقالت: إنَّ [بِابْنَتي] (1) العُذْرَة (2) ، فَقَالَ: اذْهَبِي فَخُذِي كُسْتًا (3) ، ومُرًّا (4) ، وزَيْتًا، وحَبَّةً سَوْدَاءَ؛ [فَأَسْعِطِيها] (5) ، وتَوَكَّلِي، فَلَمْ تُقِرَّها نَفْسُهَا حَتَّى أَعْلَقَتْ (6) [عليها] (7) ، فقُدِّرَتْ مَنِيَّتُها فِيهِ، فزَمَّلَتها (8) ، ثُمَّ أتت [بها] (*) رسولَ الله (ص) فَقَالَتْ: يَا رسولَ اللَّهِ، معصيةُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، أشرُّ عليَّ (9) مِنْ مُصيبتي [بها] (*) ! فَقَالَ: إِنَّكِ وَالِدَةٌ، لا جُنَاحَ   (1) في جميع النسخ: «بابني» ، والمثبت من "الأجوبة المرضية". (2) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2476) ، وسيأتي تفسير أبي زرعة له في المسألة التالية. (3) الكُسْتُ: لغةٌ في «القُسْط» ، وقد تقدم تفسير «القُسْط» في المسألة رقم (2476) . (4) المُرُّ: دَواءٌ كالصَّبِر؛ سُمِّيَ به؛ لمرارته. "النهاية" (4/316) . (5) المثبت من (ش) ، ومثله في "الأجوبة المرضية"، وفي بقية النسخ: «فاستعطيها» . والسَّعُوط: ما يُجعَل في الأنف من الدَّواء. انظر "النهاية" (2/368) . (6) الإعْلاقُ: معالجة عُذْرَة الصَّبيِّ؛ وهي: وَجَعٌ في حَلْقه ووَرَمٌ تدفعُه أمُّه بإصْبعها. "النهاية" (3/288) . (7) المثبت من (ش) و (ك) ، وهو موافقٌ لما في "الأجوبة المرضية"، وفي بقية النسخ: «عليهما» . (8) في (ف) : «فزملتهما» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو موافقٌ لما في "الأجوبة المرضية". ( *) ... في جميع النسخ: «بهما» ، والمثبت من "الأجوبة المرضية". (9) كذا في جميع النسخ: «أشرُّ» ، وهي أفعلُ تفضيل، والجادة أن يقال: «شَرّ» بحذف الهمزة لكثرة الاستعمال. لكن إثبات الهمزة في «أشرّ» ، ومثلها «أَخْيَرُ» هو لغة بني عامر، وهي لغة نادرة قليلة. ومن شواهدها قراءة قتادة وأبي قلابة وأبي حيوة وعطية بن قيس وأبي جعفر: {مَنِ الكَذَّابُ الأَشَرُّ} [القمر: 26] ، وقد ورد ذلك في الحديث أيضًا؛ ومنه في حديث أبي بكر: «بل أنت أَبَرُّهُمْ وأَخْيَرُهُمْ» . وانظر: "مشارق الأنوار" (1/250) ، و"شرح النووي على مسلم" (7/167) ، و"مرقاة المفاتيح" (10/19) ، و"إعراب القرآن" للنحاس (3/473) ، و"المصباح المنير" (ص98- خير) ، (ص161 - شرر) ، و"معجم القراءات" (9/231-232) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 322 عَلَيْكِ، ووافقَ عِنْدَهُ نِسَاءٌ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، [لا] (1) تُعْلِقْنَ عَلَى أَوْلاَدِكُنَّ؛ فَإِنَّهُ قَتْلُ السِّرِّ. وَرَوَاهُ أَبُو ثَابِتٍ محمَّدُ بنُ عُبَيدالله المَدينيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ حاتِم، عَنْ حَبِيب مَوْلَى الخَفَّاف، عَنِ الصَّلْت بْنِ زُبَيد، عَنْ جدَّته؛ قَالَتْ: جَاءَتِ امرأةٌ إِلَى رسول الله (ص) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: مَا يَرْوِيهِ النُّفَيليُّ أصَحُّ، والنُّفَيْلي أحفظُ، وَفِي حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ (2) ، عَنْ حَبِيب مَوْلَى الخَفَّاف (3) ، واتَّفَقَ روايتُهما (4) عَنْ جَدَّته. وَتَرْجَمَ (5) فِي كِتَابِ "الوُحْدان": مَا رَوَىٍ (6) جدَّةُ الصَّلْتِ بنِ زُبَيد   (1) في جميع النسخ: «ألا» ، والتصويب من "الأجوبة المرضية". (2) ذُكر اسمُه قبل قليل هكذا: إبراهيم بن حمزة، وهكذا ترجم له المصنِّف في "الجرح والتعديل" (2/95 رقم 259) ، والذي يظهر أنه يقال له هذا وهذا؛ فإنه ورد في بعض المراجع: «إبراهيم بن أبي حمزة» . انظر "خلق أفعال العباد" للبخاري (ص67) ، و"الأجوبة المرضية". (3) كذا! ولم يذكر: حاتم بن إسماعيل بينهما. (4) أي: رواية أبي ثابت محمد بن عُبَيدالله، وإبراهيم بن حمزة، وكانت الجادة أن يقال: «اتفَقَت روايتهما» ، لكنَّ ما في النسخ جائزٌ في العربية وإن كان مرجوحًا؛ لأنَّ الفاعل مؤنَّث غير حقيقي، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) . (5) أي: أبو حاتم الرازي؛ كما بين ذلك السخاوي في "الأجوبة المرضية". (6) كذا في جميع النسخ، وفي "الأجوبة المرضية": «ما روت» ، وهو الجادَّة المشهورة في العربية؛ لأن الفاعل مؤنَّث حقيقي، لكنَّ ما في النسخ يتخرَّج على ما حكاه سيبويه من قول بعض العرب: «قال فلانةُ» ، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (1417) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 323 عن النبيِّ (ص) . قَالَ (1) : إِنَّهُ (2) حكَمَ بالصِّحَّةِ لِمَن رَوَى عَنْ جَدَّة الصَّلْت. 2563 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُصَيرُ بنُ أبي الأَشْعَث (4) وعبد الله بْنُ لَهِيعَة، عَنْ أَبِي الزُّبَير (5) ، عَنْ جَابِرٍ: أنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بصَبيٍّ لها إلى النبيِّ (ص) بِهِ العُذْرَةُ (6) ، وأنفُهُ يَسيلُ دَمًا. فَفِي حديثِ نُصَير: فَقَالَ النبيُّ (ص) : خُذِي قُسْطًا هِنْدِيًّا (7) وَوَرْسً (8) ، فَأَسْعِطِيهَا (9) إِيَّاهُ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَة: فَلْتَأْخُذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا، فَلْتَحُكَّهُ بِمَاءٍ، ثُمَّ لْتُسْعِطْهُ (10) إِيَّاهُ.   (1) أي: ابن أبي حاتم. (2) في (أ) و (ش) : «إن» . (3) انظر المسألة رقم (2491) . وقد نقل السخاوي بعض هذه المسألة في "الأجوبة المرضية" (2/505-506) . (4) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/205-206) . وأخرجه الحاكم أيضًا (4/406) من طريق حماد بن شعيب، عن أبي الزبير، به. (5) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. (6) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2476) ، وسيأتي تفسير أبي زرعة في آخر هذه المسألة. (7) تقدم تفسيره في المسألة رقم (2476) . (8) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (9) في (ت) و (ك) : «فاستعطها» . (10) في (ت) و (ك) : «لتستعطه» . الحديث: 2563 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 324 وَرَوَاهُ مُوسَى بنُ عُقْبَة (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ عائِشَة، عن (2) النبيِّ (ص) ، ولم يذكُر فِيهِ الوَرْسَ؟ فسمعتُ أَبِي يقولُ: الصَّحيحُ: جابرٌ، عَنْ عائِشَة، عَنِ النبيِّ (ص) (3) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: العُذْرَةُ: داءٌ (4) يأخُذُ الإنسانَ فِي حَلْقِهِ. 2564 - وسمعتُ أبي: حدَّثنا (5) محمَّدُ ابنُ خَلَفٍ العَسْقَلاني (6) ، عَنِ الفِرْيابي (7) ، عَنْ سُفيان بْنُ عُيَينة، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيح (8) ، عَنْ مُجَاهِدٍ؛ قَالَ: الشَّعْرُ (9) فِي الأَنْفِ أَمَانٌ مِنَ الجُذَام، ثُمَّ رَجَعَ عَنْهُ الفِرْيابيُّ.   (1) روايته أخرجها النسائي في "السنن الكبرى" (7585) من طريق عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن موسى بن عقبة، به. وأخرجه النسائي أيضًا (7584) من طريق إسماعيل بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابر: أن امرأةً جاءت إلى رسول الله (ص) ... ، فذكره. (2) في (ك) : «أن» . (3) من قوله: «ولم يذكر فيه الورس ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) قوله: «داء» سقط من (ك) . (5) كذا في جميع النسخ، والمراد: «سمعت أبي يقول: حدَّثنا» على تقدير القول، وحذفُ القولِ كثيرٌ في العربية، وانظر المسألة رقم (473) . (6) لم نقف على روايته، والحديث أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/231) من طريق عباس الخلال، عن الفريابي، به. ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/335) . (7) هو: محمد بن يوسف. (8) هو: عبد الله. (9) في (أ) و (ش) : «الشعبي» . الحديث: 2564 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 325 وَقَالَ (1) : قَالَ لِي يَحْيَى بنُ معينُ: «هَذَا حديثٌ كَذِبٌ» (2) ، وجعلَ يَستَعظِمُ زَلَّتهُ فِيهِ! وَقَالَ: «لَوْلا أنَّ الفِرْيابي شيخٌ صَالِحٌ، ولكنِّي أظنُّه يُحمَلُ عَلَيْهِ فِيهِ» (3) . أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد قَالَ: حدَّثنا (4) بِهِ (5) محمَّد بْنُ عَوْف الحِمْصي؛ قَالَ: حدَّثنا الفِرْيابي ... ، بِإِسْنَادِهِ، نَحْوَهُ. 2565 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بِشْر جعفرُ بنُ أَبِي وَحْشِيَّة، واختُلِف عَنْهُ: فَرَوَى الأعمَشُ (6) ، عَنْ جعفرِ بْنِ إِيَاسٍ- وَهُوَ ابنُ أبي وَحْشِيَّة -،   (1) أي: أبو حاتم، أو محمد بن خلف العسقلاني. وانظر المسألة رقم (1312) . (2) وفي "تاريخ ابن معين" برواية الدوري (551) : قال ابن معين: «حدث الفِريابي، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أبي نجيح، عن مجاهد: الشَّعر فِي الأنفِ أمانٌ مِنَ الجُذام، وهذا حديثٌ باطِلٌ ليس له أصل» . ومن طريق الدوري أخرجه ابن عدي في "الكامل" (6/231) . وقال الذهبي في "الميزان" (8340) متعقِّبًا قول ابن معين: «قلت: إنما الباطل أن يجعلَه من قول النبي (ص) ، أما أن يكون مجاهدًا قاله فهذا صحيح عنه، رواه عنه عباس الخلال وغيره، عن محمد، وهو ثقة فاضل عابد من جِلة أصحاب الثوري، حديثه في كتب الإسلام» . (3) كذا! وذكر ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/335) عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: «الفريابي عندنا ثقة، ولكن طُنَّ على أذن الشيخ» . (4) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقيَّة النسخ: «وحدثنا» بدل: «أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: حدَّثنا» . (5) قوله: «به» ليس في (ش) . (6) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23577) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/10 رقم 11070) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (866) ، والترمذي في "جامعه" (2063) ، وابن ماجه في "سننه" (2156) ، والنسائي في "الكبرى" (10866 و10869) ، وابن حبان في "صحيحه" (6112) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (636) ، والدارقطني في "السنن" (3/63 و64) ، والحاكم في "المستدرك" (1/559) . الحديث: 2565 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 326 عَنْ أَبِي نَضْرَة (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: بَعَثَنا رسولُ الله (ص) فِي سَرِيَّة ثلاثونَ رَجُلاً (2) ، فأتَينَا حَيًّا مِنَ الأَحْيَاءِ، وأَرَدْنا مِنْهُمُ الضِّيافَة، فأَبَوا (3) عَلَيْنَا، فتَنَحَّيْنا ناحِيَةً، فَنَزَلْنَا، فلُدِغَ سَيِّدُهم، فأتَونا، فَقَالُوا: أفيكُم (4) مَن يَرْقي؟ قُلْنَا (5) : نَعَمْ، فَأَرَادُوا أَنْ نَرْقِيَه، فَقُلْنَا: لا نَرقيه حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً (6) ؛ قَدْ سألناكُم الضِّيافَة فأَبَيْتُم، فَقَالُوا: لَكُمْ ثلاثونَ شَاةً، فأتيتُه فقرأتُ بأمِّ الْكِتَابِ (7) ، وجعلتُ أمسحُ بِيَدِي حتى بَرِئَ، وأخذنا الشَّاة (8) ، فقلتُ: وَاللَّهِ، لا آكلُها حَتَّى أسألَ رسولَ الله (ص) ، فأتيتُ رسول الله (ص) فسألتُه، فعَجِبَ! وَقَالَ: كَيْفَ عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟! ، قلتُ: شيءٌ جَاءَ على لساني، فقال: كُلُوهَا،   (1) قوله: «عن أبي نضرة» سقط من (ف) . وأبو نضرة هذا هو: المنذر بن مالك. (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ثلاثين رجلاً» ، كما في بعض مصادر التخريج، وقد يخرَّج ما في النسخ على إضمار المبتدأ، والتقدير: ونحن ثلاثون رجلاً، والجملة في محل نصب على الحال، والله أعلم. (3) في (ك) : «فأتوا» . (4) في (ك) : «فيكم» بحذف همزة الاستفهام. (5) في (ك) : «قالوا» . (6) الجُعْلُ: هو الأُجرَة على الشَّيء. انظر "النهاية" (1/276) . (7) في (أ) و (ش) : «بأم القرآن» . (8) كذا في جميع النسخ: «الشاة» بالتاء، ولعلَّ الجادَّة أن تكون بالهمزة «الشاء» ، وهي جمع «شاة» ، وعلى الجادَّة ورد في الموضع المذكور من "صحيح ابن حبان"، وفي "مستدرك الحاكم": «الشياه» ، وفي بعض مصادر التخريج الأخرى: «الغَنَم» .. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 327 وَاضْرِبُوا لِي (1) مَعَكُمْ سَهْمًا. وَرَوَاهُ شُعبة (2) ، وَأَبُو عَوانة (3) ، وهُشَيم (4) ، عَنْ أَبِي بِشْر، عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل (5) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: وَهِمَ فِيهِ الأعمَش؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي المُتَوَكِّل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) (6) . 2566 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن سعيد بن (7)   (1) في (ك) : «إلي» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/44 رقم 11399) ، والبخاري في "صحيحه" (5736) ، ومسلم في "صحيحه" (2201) . (3) هو: وَضَّاح بن عبد الله. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (2276 و5749) . (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/2 رقم 10985) ، ومسلم في "صحيحه" (2201) . (5) هو: علي بن داود، ويقال: ابن دُؤاد، بضم الدال بعدها همزة مفتوحة. (6) قال الترمذي في "جامعه" (2064) بعد أن أخرج حديث شعبة، عن جعفر: «وهذا أصحُّ من حديث الأَعْمَشُ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ، وهكذا روى غير واحد هذا الحديث عَنْ أَبِي بشر جَعْفَر بْن أبي وحشِيَّة، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سعيد» . وقال ابن ماجه عقب الحديث (2156م) : «والصَّواب هو: أبو المتوكل» . وقال الدارقطني في "العلل" (2320) : «يرويه أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وحشية واختُلِف عنه، فرواه الأعمش، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي نضرة، عن أبي سعيد، وخالفه شعبة وهشيم فروياه عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي المتوكل، عن أبي سعيد، وهو الصَّحيح» . وقال ابن حجر في "الفتح" (4/455) : «والذي يترجَّح في نقدي أن الطريقين محفوظان لاشتمال طريق الأعمش على زيادات في المتن ليست في رواية شعبة ومن تابعه، فكأنه كان عند أبي بشر عن شيخين فحدث به تارة عن هذا، وتارة عن هذا» . (7) قوله: «ابن» ليس في (ش) . الحديث: 2566 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 328 الأصبَهاني (1) ، عَنْ شَريك (2) ، عَنِ العبَّاس بْنِ ذَرِيح، عَنِ الشَّعبي، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ (3) ؟ وسمعتُ أَبِي يقولُ: كَذَا رَوَاهُ ابنُ (4) الأصبَهاني؛ وحدَّثنا (5) عَمْرُو بْنُ عَوْن، عَنْ شَريك (6) ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيح، عن الشَّعبي - رفعَه -؛   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/254 رقم 733) ، والدارقطني في "العلل" (4/21/أ) ، والحاكم في "المستدرك" (4/413) . وسقط من إسناد الطبراني والدارقطني: شريك. وأخرجه أبو داود في "سننه" (3889) من طريق يزيد بن هارون، عن شريك، به. (2) هو: ابن عبد الله النخعي. (3) الحُمَةُ بتخفيف الميم: هي السُّمُّ، وقد تُطلَق على إبرة العَقْرَب. انظر "النهاية" (1/446) . (4) قوله: «ابن» سقط من (ف) . (5) قوله: «وحدثنا» مكانه في (ت) و (ك) : «أنا أبو محمد؛ قال: وحدثنا» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو الصواب، ويدل على ذلك أمور: الأول: أن عمرو بن عون توفي سنة (225 هـ) قبل ولادة ابن أبي حاتم التي كانت سنة (240 هـ) أو (241 هـ) . والثاني: لم يذكر أحد - فيما وقفنا عليه - أن عبد الرحمن بن أبي حاتم يروي عن عمرو بن عون، وإنما ذكر أن الذي يروي عنه هو أبوه أبو حاتم؛ كما في "الجرح والتعديل" (6/252) ، و"تهذيب الكمال" (22/179) . والثالث: ما جاء مصرَّحًا به في بقيَّة النسخ، أنَّ القائل: «وحدثنا عمرو بن عَوْن» هو أبو حاتم، وهو ما اخترنا إثباته. والرابع: سياق المسألة؛ فإنَّ أبا حاتم يذكر الرواية التي خالفت رواية ابن الأصبهاني؛ ليبيِّن أن الصواب في رواية شريك: الإرسال. وانظر نظير هذا الإشكال في المسألة رقم (2734) . (6) روايته أخرجها أبو داود في"سننه" (3889) ، والبغوي في "الجعديات" (2395) . وأخرج الحديث الدارقطني في "الأفراد" (ق104/ب/أطراف الغرائب) من طريق كثير بن يحيى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذريح، عن بريدة، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به محمد بن غالب تمتام، عن كثير ابن يحيى، عَنْ شَرِيكٍ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ ذريح، عنه» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 329 قَالَ: لا رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ. قَالَ أَبِي: وَرَوَاهُ مَالِكُ بْنُ مِغْول (1) ، عَنْ حُصَين (2) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ عِمْران بن حُصَين، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ شُعبة (3) ، عَنْ حُصَين، عَنِ الشَّعبي، عَنْ بُرَيدة، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/436 و438 و446 رقم 19908 و19930 و20010) ، وأبو داود في "سننه" (3884) ، والبزار في "مسنده" (3597) ، والطبراني في "الكبير" (18/235 رقم 588) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/348) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/158) . وأخرج الحديث الحميدي (858) ، والترمذي (2057) من طريق سفيان بن عيينة، والطبراني في "الكبير" (18/235 رقم587) من طريق عبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل، وفي "الأوسط" (2/121 رقم 1449) من طريق شعبة، والبيهقي في "السنن الكبرى" (9/348) من طريق إسماعيل بن زكريا، جميعهم عن حصين، به. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (5705) من طريق محمد بن فُضَيْل، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، قَالَ: لا رقيةَ إِلا مِنْ عَيْنٍ أو حُمَةٍ. قال حصين: فذكرته لسعيد بن جُبَير فقال: حدثنا ابن عباس ... ، فذكر حديث السبعين ألفًا. وانظر التعليق آخر المسألة. (2) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي. (3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (2057) تعليقًا، وابن خزيمة في "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة" (2/563 رقم2263) . وتقدم أن الطبراني أخرجه من طريق شُعْبَةُ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنِ الشَّعبي، عن عمران. وانظر كلام الدارقطني في آخر المسألة. وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (3513) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/157) من طريق أبي جعفر الرازي عيسى بن أبي عيسى، وابن عبد البر في "التمهيد" أيضًا (23/157) ، وفي "الاستذكار" (27/19-20) من طريق أبي عوانة الوضَّاح بن عبد الله اليشكُري، كلاهما عن حصين بن عبد الرحمن، به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (220) من طريق هُشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن الشَّعْبِي، عن بُرَيْدَة بن حُصَيب، به موقوفًا عليه، وفيه رواية ابن عباس لحديث السبعين ألفًا. وانظر التعليق آخر المسألة. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 330 قَالَ أَبِي: شُعبة أحفَظُهم (1) ، وَلَيْسَ لِمَا رَوَى ابْنُ الأصبَهاني - مِنْ ذِكْرِ أنسٍ - مَعْنًى؛ لأَنَّ الحفَّاظَ يرسلونَه مِنْ حَدِيثِ شَريك، إِلا أَنْ يكونَ هَذَا مِنْ شَريك (2) ؛ لأَنَّ ابْنَ الأصبَهاني كَانَ مُتقنًا (3) .   (1) اختُلف على الشعبي في هذا الحديث اختلافًا آخر، فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (23521) ، والبزار في "مسنده" (3056/كشف الأستار) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (851) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (23/158) من طريق مُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الشَّعبي، عن جابر بن عبد الله. وعند ابن أَبِي شَيْبَةَ: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ بعض أصحاب النبيِّ (ص) . (2) هذا الأظهَر، فقد تابع يزيدُ بن هارون، ابنَ الأصبهاني في روايته عن شريك كما جاء عند أبي داود في الموضع السابق. (3) قال الدارقطني في "العلل" (4/20/ب-21/أ) : «يرويه الْعَبَّاسِ بْنِ ذَرِيح، عَنِ الشَّعبي، عن أنس، قاله شريك عنه. واختُلف عن الشعبي في هذا الحديث، فرواه مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ جَابِرِ، عن النبيِّ (ص) ، ورواه حصين بن عبد الرحمن، واختُلف عنه: فرواه مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنْ حُصَيْنٍ، عن الشَّعبي، عن عمران ابن حصين، وقيل: عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْولٍ، عَنْ أبي حصين، [و] كذا الشَّعبي، ولا يصحُّ أبو حصين. ورواه شعبة واختُلف عنه: فقال السري: عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ عمران بن حصين. وقال غيره: عن عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ بريدة الأسلمي، عن النبيِّ (ص) . وعن شعبة يرويه عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ بريدة موقوفًا. وقال جابر: عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ عائشة. وقال ابن أبي السفر: عن الشعبي، عن عبد الله بن مسعود قوله، قاله شعبة عنه، والحديث مضطرب» . وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث قد اختُلف فيه عن الشَّعبي، فقال مُجَالِدٍ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ جَابِرِ، وقال الْعَبَّاسِ بْنِ ذُرَيْحٍ: عَنِ الشَّعبي، عن أنس، هكذا رواه يزيد، عن شريك. وقال حُصَيْنٍ: عَنِ الشَّعبي، عَنْ عِمْرَانَ» . وقال المزي في "تحفة الأشراف" (2/77) : «ورواه غير واحد عَنْ حُصَيْنٍ، عَن الشَّعبي، عَنْ عمران بن حصين؛ وهو المحفوظ» . وقد تقدم في الموضع السابق أن البخاري أخرج هذا الحديث في "صحيحه" من طريق عمران بن حصين موقوفًا عليه، وأن مسلمًا أخرجه من طريق بريدة بن الحصيب موقوفًا عليه. ولكن يظهر أن البخاري ومسلمًا إنما أخرجا الحديث لأجل رواية ابن عباس التي ليس فيها اختلاف، ورواية حصين عن الشعبي جاءت عرضًا. قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/156) : «كذا رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حصين موقوفًا، ووافقه هشيم وشعبة عن حصين على وقفه، ورواية هشيم عند أحمد ومسلم، ورواية شعبة عند الترمذي تعليقًا، ووصلها ابنا أبي شيبة، ولكن قالا: "عن بريدة"؛ بدل "عمران بن حصين"، وخالف الجميعَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ عَنْ حُصَيْنٍ، فرواه مرفوعًا، وقال: "عن عمران بن حصين"، أخرجه أحمد وأبو داود، وكذا قال ابن عيينة: "عن حصين"، أخرجه الترمذي، وكذا قال إسحاق بن سليمان: "عن حصين"، أخرجه ابن ماجه. واختُلفَ فيه على الشعبي اختلافًا آخر: فأخرجه أبو داود من طريق العباس بن ذَرِيح - بمعجمة وراء، وآخره مهملة، بوزن عظيم - فقال: "عن الشعبي، عن أنس"، ورفعه، وشَذَّ العباس بذلك، والمحفوظ: رواية حصين، مع الاختلاف عليه في رفعه ووقفه، وهل هو عن عمران أو بريدة؟ والتحقيق أنه عنده عن عمران وعن بريدة جميعًا. ووقع لبعض الرواة عن البخاري قال: حديث الشعبي مرسل، والمسند حديث ابن عباس، فأشار بذلك إلى أنه أوردَ حديث الشعبي استطرادًا، ولم يقصد إلى تصحيحه، ولعل هذا هو السر في حذف الحميدي له من "الجمع بين الصَّحيحين"، فإنه لم يذكره أصلاً. ثم وجدتُ في نسخة الصغاني: "قال أبو عبد الله - هو المصنف -: إنما أردنا من هذا: حديث ابن عباس، والشعبي عن عمران مرسل"، وهذا يؤيد ما ذكرتُه» . اهـ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 331 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الدُّعَاءِ 2567 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ أَشْهَل (1) بنُ حاتِم، عَنِ ابْنِ عَوْن (2) ، عَنْ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أَبِي موسى الأشعَري؛ أنَّ النبيَّ (ص) كَانَ يَدعُو ... فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: النَّاسُ يَروُونَ عَنِ ابْنِ عَوْن (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرين - يُوقِفُونَهُ -: أنَّ أَبَا مُوسَى كَانَ يَدعُو ... 2568 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو صالح كاتب اللَّيث (6) ،   (1) في (ش) : «سهل» . ورواية أشهل بن حاتم لم نقف عليها على هذا الوجه، لكن أخرج الطبراني في "الدعاء" (1428) من طريق أَشْهَلُ بْن حَاتِمٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عن أنس بن مالك ح قال: كان النبيُّ (ص) يدعو: «اللهمَّ إني أسألُك من الخير كلِّه ما علمتُ منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشَّرِّ كلِّه ما علمتُ منه وما لم أعلم» . (2) في (ك) : «أبي عون» . وابن عون هو: عبد الله. (3) هو: ابن سيرين. (4) أخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (29529) من طريق يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي موسى أنه كان يقول في دعائه: اللهم إني أسألك من الخير كلِّه، ما ينبغي أن أسألكَ منه، وأعوذُ بكَ من الشَّرِّ كلِّه ما ينبغي أن أتعوَّذ بكَ منه» . (5) انظر المسألة المتقدمة برقم (2078) . (6) هو: عبد الله بن صالح. وروايته أخرجها الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/290) ، والإسماعيلي في "مسند يحيى بن سعيد الأنصاري" كما في "تهذيب التهذيب" (1/629) . وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10231) ، والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص 75) من طريق شعيب بن الليث، والحاكم في "المستدرك" (1/496) من طريق يحيى بن بكير، والسمعاني (ص 75) من طريق عبد الله بن عبد الحكم بن أعين، ثلاثتهم عن الليث بن سعد، به. وجاء عند السمعاني: «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زرارة وابن زرارة، عن عائشة» . وجاء عند النسائي: «زرارة» غير منسوب، وكذا جاء عند الطحاوي والإسماعيلي، وجاء عند الحاكم: «زرارة بن أوفى» . وانظر التعليق آخر المسألة. الحديث: 2567 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 333 عَنِ اللَّيث (1) ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ زُرارَة (3) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: ما كان رسولُ الله (ص) يَقُومُ مَنْ مجلسٍ إِلا قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: يَرويه (4) النَّاسُ (5) عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ محمَّد بن عبد الرحمن بْنِ سَعْدِ (6) بْنِ زُرارَة، عَنْ رجلٍ مِنْ أَهْلِ (7) الشَّامِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) . أخبرنا أبو محمد؛ قال: ثنا (8) يونس (9) ابن عبد الأعلى - قراءةً-   (1) قوله: «عن الليث» سقط من (ف) . والليث هو: ابن سعد. (2) هو: يزيد بن عبد الله. (3) انظر التعليق آخر المسألة. (4) في (ك) : «ترويه» . (5) رواه الليث أيضًا من هذا الوجه، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (10232) من طريق قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ اللَّيْثِ، عن يحيى، به. (6) في (ف) و (ك) : «سعيد» . (7) قوله: «أهل» ليس في (ش) . (8) في (أ) و (ش) : «وأخبرنا» بدل: «أخبرنا أبو محمد قال: ثنا» ، وفي (ف) : «أخبرنا أبو محمد قال: أنا» . (9) في (ف) : «أبو بشر» بدل: «يونس» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 334 عَنِ ابْنِ وَهْب (1) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ واللَّيث، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ عبد الرحمن بْنِ زُرارَة الأَنْصَارِيِّ، عَنْ رجلٍ (3) مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) (4) . 2569- وسُئِلَ (5) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ كان حدَّثنا بِهِ الحسنُ بنُ عَرَفَة (6) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاش، عَنْ عُمارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ أَبِي الزُّبَير (7) ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَلْيَجْزِ   (1) هو: عبد الله. (2) هو: الأنصاري. (3) في (ف) : «زحل» ، وضبَّب عليها الناسخ. (4) ذكر هذه العلة ابن القيم في "تهذيب السنن" (7/203) . وقال ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/629) : «زرارة غير منسوب، عن عائشة في القول عند القيام من المجلس، وعنه يحيى بن سعيد الأنصاري، قاله شعيب ابن الليث، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْهَادِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. وقال قتيبة: عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ محمد ابن سعد بن عبد الرحمن الأنصاري - وهو سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ - عَنْ رَجُلٍ، عن عائشة. فلعله قال أيضًا: عن ابن زرارة، والله أعلم. قلت: وأخرجه الإسماعيلي في "مسند يحيى بن سعيد الأنصاري" من طريق عبد الله بن صالح ... وذكره، ثم قال: وبوَّب عليه: زرارة بن أوفى، عن عائشة، وعندي أنه وهم، والصَّواب أنه كان عن ابن زرارة فوقع فيه حذف، والله أعلم» . وقد نسبه الحاكم في الموضع السابق: زرارة بن أوفى، وقرنهما معًا السمعاني في روايته فقال: عن زرارة وابن زرارة، عن عائشة. (5) تقدمت هذه المسألة عن أبي حاتم برقم (2469) ، وانظر رقم (2328) و (2448) . (6) لم نقف على روايته. وقد أخرجه الترمذي في "جامعه" (2034) من طريق علي ابن حجر، عن إسماعيل بن عياش، به. (7) هو: محمد بن مسلم بن تدرس. الحديث: 2569 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 335 بِهِ (1) ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ إِذَا [أَثْنَى] (2) عَلَيْهِ فَقَدْ شَكَرَ، وإِذَا كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَ، ومَنْ تَحَلَّى (3) بِمَا لَمْ يُعْطَ فَهُوَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُمارة بْنُ غَزيَّة (4) ، عَنْ شُرَحْبِيل، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) (5) . 2569/أ - قَالَ أَبُو محمَّد (6) : وحدَّث (7) أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ مُعَاوِيَةَ النَّيسابوري (8) - نَزِيلِ (9) مَكَّةَ - قَدِيمًا (10) ، عَنِ اللَّيث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ زُهْرَةَ بن مَعْبَد (11) ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلِيِّ (12) ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «فليجزيه» . (2) كذا في (ك) ، وفي بقية النسخ: «ثنا» ، فتكون: «ثَنَّى» بالتثقيل، وهي لغةٌ في «أثنى» ذكرها الفيروزابادي، وأُنكرت عليه. قال في القاموس (ث ن ي) : «الثناءُ والتثنيةُ وَصفٌ بمدحٍ أو ذم ... وقد أثنى عليه وثنَّى» . وتعقَّبه الزَّبيدي في "تاج العروس" بقوله: «أَمَّا أثنَى فمَنصوصٌ عليه في كُتبِ اللُّغَة كُلِّها ... وأمَّا التثنيةُ وفِعله «ثَنَّى» فلم يَقُل به أحَدٌ، والصَّوابُ فيه: التثبية، وثَبَّى بالموحَّدَةِ بهذا المعنَى» . فلعلَّ ما في النسخ مصحَّف عن «ثبَّى» ، والله أعلم. (3) رسمت في جميع النسخ: «تحلا» . (4) تقدم تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (2469) . (5) قال البيهقي في "الشعب" عقب الحديث رقم (8688) : «ورواه إِسْمَاعِيلُ بْنُ عيَّاش، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غزيَّة، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عن جابر، وغلط فيه» . (6) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) . وقد تقدمت هذه المسألة برقم (1511) . (7) في (ت) و (ك) : «حدث» بلا واو. (8) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1511) . (9) في (ف) : «بنزيل» دون نقط الباء. (10) في (ت) و (ك) : «فدعا» بدل: «قديمًا» . وانظر "تهذيب الكمال" (26/478 و480) . (11) في (ف) : «معيد» . (12) هو: عبد الله بن يزيد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 336 أَبِي أيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ إِذَا (1) أكلَ أَوْ شربَ قَالَ: الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وسَقَانَا، وسَوَّغَهُ، وجَعَلَ لَهُ مَخْرَجًا. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «لَيْسَ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ اللَّيث» ؛ وامتَنَع أَنْ يحدِّثَنا بِهِ. فطلَبتُ أثرَ هَذَا الْحَدِيثِ، فَإِذَا إنَّه لَمْ يُحدِّث بِهِ إِلا سعيدُ بن أبي أيُّوب، رَوَى عَنْهُ ابنُ وَهْب (2) المُقرِئُ (3) . وَقَالَ (4) أَبُو مُحَمَّدٍ (5) : قُرِئَ (6) على يونس بن عبد الأعلى (7) ، عَنِ ابْنِ وَهْب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أيُّوب، عَنْ زُهْرَة بْنِ مَعْبَد ... ، بِهَذَا الْحَدِيثِ. وَرَوَى (8) أَبُو زُرْعَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ معاوية، ومحمدُ بن   (1) قوله: «كان إذا» مكرر في (ف) . (2) هو: عبد الله. وقد رواه عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ زَهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ أبي عبد الرحمن الْحُبَلِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنِ النبي (ص) ، وقد تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1511) . (3) كذا في جميع النسخ، وصوابها - فيما يظهر -: «والمقرئ» ؛ وهو: عبد الله بن يزيد، وهو يروي عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ كما في "تهذيب الكمال" (10/343) ، ولكن لم نجد روايته لهذا الحديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ. وانظر التعليق آخر المسألة. (4) في (ت) و (ك) : «قال» بلا واو. (5) قوله: «وقال أبو محمد» ليس في (ف) . (6) في (ف) : «وقرئ» بالواو. (7) روايته أخرجها النسائي في"الكبرى" (6894 و10117) . وانظر تتمة تخريج الحديث في المسألة رقم (1511) . (8) أي: ورواه، وتقدمت رواية أبي زرعة للحديث في أول المسألة! الجزء: 6 ¦ الصفحة: 337 مُعَاوِيَةَ شيخٌ كَانَ فِي لِسانه بَجْمٌ (1) . 2570 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَحْوَص بْنُ جَوَّاب (3) ، عَنْ سُعَيْر بْنِ الخِمْس (4) ، عَنْ سُلَيمان التَّيْمي (5) ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ (6) ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : مَنْ أُولِيَ مَعْرُوفًا فَقَالَ: جَزَاكَ اللهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 2571 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سعيد مولى بني   (1) كذا في (أ) و (ش) و (ف) غير أنها مهملة الأحرف، وفي (ت) و (ك) : «لحم» ، ولعلَّ المراد أن في لسانه حُبْسَةً من عِيٍّ أو نحوه؛ ففي "اللسان" (12/42) ، و"القاموس" (ص 1078) (ب ج م) : بَجَمَ يَبْجِمُ بَجْمًا وبُجومًا: سكت من عِيٍّ أو فَزَع أو هَيبة، والله تعالى أعلم. وقد يكون المراد بهذه العبارة جرحَ محمد بن معاوية؛ فقد روى ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/103-104 رقم443) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ أَنَّهُ قال: = = «محمد ابن معاوية النيسابوري كذَّاب» ، وعن الإمام أحمد أنه قال: «رأيتُ أحاديثَه أحاديثَ موضوعة» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (2197) ، وفيها قول أبي حاتم: «هَذَا حديثٌ عِنْدِي موضوعٌ بِهَذَا الإسناد» . ونقل الضياء المقدسي في "المختارة" (4/111-112) كلامَ أبي حاتم هنا. (3) في (ش) : «خوات» . (4) تصحَّف في (ت) و (ش) و (ك) إلى: «سفيان بن الحسن» ، وفي (أ) : «سفيان بن الحسر» ، والمثبت من (ف) . (5) هو: سليمان بن طَرْخان. (6) هو: عبد الرحمن بن مُلّ النَّهْدي. الحديث: 2570 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 338 هَاشِمٍ (1) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي سُلَيمان، عَنْ (2) سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأعرَج (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ، أَوْ نُبَاحَ (4) الكَلْبِ، أَوْ صُرَاخَ الدِّيكِ؛ فَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَان ِ؛ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ (5) مَا لا تَرَوْنَ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (6) . 2572 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بنُ محمَّد الوَرَّاق (7) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حسَّان، عَنْ محمَّد بْنِ كَعْبٍ، عن ابن   (1) هو: عبد الرحمن بن عبد الله. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (6296) ، وابن عدي في "الكامل" (7/230) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (312) . (2) ضبب عليها في (ف) . (3) هو: عبد الرحمن بن هُرمز. (4) في (أ) و (ش) : «ونباح» بالواو. (5) كذا في جميع النسخ، ومثله في مصادر التخريج. والجادَّة: «فإنها ترى» كما في حديث جابر بن عبد الله عند الإمام أحمد في "مسنده" (3/306 رقم 14322) ، لكنَّ استعمال ضمير العاقل لما لا يعقل - كما وقع هنا - جائزٌ في العربية، وقد تقدم التعليق عليه في المسألة رقم (1063) . (6) لأن في سنده يحيى بن أبي سليمان، وهو ضعيف الحديث، وقد خولف في متنه، فالحديثُ أخرجه البخاري (3303) ، ومسلم (2729) ، كلاهما من طريق قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ اللَّيْثِ بن سعد، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ الأعرج، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قال: «إذا سمعتُم صِياحَ الدِّيَكَةِ، فاسألوا الله من فَضْله؛ فإنها رأتْ مَلكًا، وإذا سمعتُم نَهيقَ الحمار، فتعوَّذوا بالله من الشَّيطان؛ فإنه رأى شَيطانًا» . (7) روايته أخرجها عبد بن حميد في "مسنده" (715) ، والطبراني في "الكبير" (10/319 رقم10779) ، وابن عدي في "الكامل" (4/51) . وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (1181 و3866) . والمروزي في "مختصر كتاب الوتر" (141) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/368) من طريق عائد بن حبيب، والحاكم في "المستدرك" (1/536) ، ومن طريقه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/616) من طريق وهيب بن خالد، كلاهما عن صالح بن حسان، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (1485) من طريق عبد الله ابن يعقوب عمَّن حدَّثه عن محمد بن كعب، به. ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في"الكبرى" (2/212) . وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية" (3/51) ، والمروزي في "مختصر كتاب الوتر" (ص 141) من طريق عيسى بْنِ مَيْمُونٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كعب، به. الحديث: 2572 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 339 عباس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِذَا سَأَلْتُمُ اللهَ فَاسْأَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفِّكُمْ، وَلا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا، وَامْسَحُوا بِهَا وُجُوهَكُمْ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . 2573 - وسُئِلَ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ اللَّيث (3) ، عَنْ عُقَيل (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ حَمْزَةَ (5) ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص)   (1) قال أبو داود في الموضع السابق: «رُوي هذا الحديث من غير وجه عن محمد بن كعب، كلُّها واهية، وهذا الطَّريق أمثلُها وهو ضعيفٌ أيضًا» . وقال الذهبي في الموضع السابق: «وصالحٌ واهٍ، قال البخاري: فيه نظر» . (2) انظر المسألة الآتية برقم (2676) . (3) هو: ابن سعد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/108 رقم 5868) ، والبخاري في "صحيحه" (82 و7027 و7032) ، ومسلم (2391) . وأخرجه الإمام أحمد (2/83 و154 رقم 5554 و6426) ، والبخاري في "صحيحه" (3681 و7006) ، ومسلم (2391) من طريق يونس بن يزيد، وأحمد (2/130 و147 رقم 6142 و6344) ، والبخاري (7007) ، ومسلم (2391) من طريق صالح بن كيسان، كلاهما عن الزهري، به. (4) هو: ابن خالد. (5) هو: ابن عبد الله بن عمر. الحديث: 2573 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 340 قَالَ: بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ؛ إِذْ أُتِيتُ بِلَبَنٍ فَشَرِبْتُ، ونَاوَلْتُ فَضْلَهُ (1) عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ. فُسُئِل النبيُّ (ص) : ما أَوَّلْتَ؟ قال: العِلْمَ. ورواه عبد الرزاق (2) ، عَنْ مَعْمَر (3) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: حديثُ حَمْزَةَ أشبهُ.   (1) قوله: «فضله» سقط من (أ) و (ش) . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (2/130-131 و147 رقم 6143 و6343) ، والنسائي في "الكبرى" (7638 و8122) . وانظر التعليق على المسألة رقم (2676) . (3) في "جامعه" (20384/مصنف عبد الرزاق) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 341 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْفَضَائِلِ 2574 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ كتبتُه عَنْ أَبِي حُمَيدٍ أحمدَ بْنِ مُحَمَّدِ (1) بْنِ سَيَّارٍ الحِمْصيِّ (2) ، عَنْ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَفْص، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرير (3) ، عَنْ محمَّد بْنِ سُوقَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ -أَوْ: نقولُ - ورسولُ الله (ص) حَيٌّ (4) : أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، ثُمَّ (5) نَسكُتُ (6) ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ غَلَطٌ؛ إِنَّمَا رواه أبو معاوية (7) ، عن   (1) قوله: «بن محمد» سقط من (أ) و (ش) . (2) هو: أحمد بن محمد بن المغيرة بن سيار، ويقال: ابن سنان. انظر "تهذيب الكمال" (1/472) . وروايته أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائده على الفضائل" (401) ، وابن حبان في "الثقات" (9/167) ، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (193) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/12-13) . قال أبو نعيم: «حديث محمد بن سوقة تفرَّد به أبو حميد الحمصي» . (3) هو: محمد بن خازم. (4) في (ك) : «حتى» . (5) قوله: «ثم» سقط من (أ) و (ش) . (6) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «فسكت» . (7) أما رواية أبي مُعَاوِيَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن ابن عمر: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (31927) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/14 رقم 4626) ، وفي "فضائل الصحابة" (58) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5784) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/180) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على العلل ومعرفة الرجال" (3/23 رقم 3976) ، وفي "السنة" (1350) ، وابن حبان في "صحيحه" (7251) ، والطبراني في "الكبير" (12/265 رقم13301) ، وابن عدي في "الكامل" (3/449) ، وابن شاهين في "شرح مذهب أهل السنة" (194) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1196) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ سُهَيْلِ، به. وأما رواية أبي معاوية، عن عمر بْنِ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ ابن عمر فأخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائده على العلل ومعرفة الرجال" (3/23 رقم 3976) ، وابن عدي في "الكامل" (3/449) . = ... وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3655) من طريق يحيى بن سعيد، و (3698) من طريق عبيد الله، كلاهما عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قال: كنا نُخَيِّرُ بينَ النَّاس في زمَنِ النبيِّ (ص) فنُخَيِّر أبا بكر، ثم عُمَر بن الخطاب، ثم عُثمانَ بن عفَّانَ. الحديث: 2574 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 342 سُهَيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ (1) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ عمر (2) بْنِ نَافِعٍ، [عَنْ أَبِيهِ] (3) ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ محمَّد بْنِ سُوقَة، ومعاويةُ بْنُ حَفْص: كوفيٌّ وَقَعَ إِلَى حَلَب، صَدُوقٌ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (4) : فرجعتُ إِلَى مَا حدَّثنا بِهِ أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ (5) ، فَإِذَا هُوَ كَمَا قَالَهُ أَبِي؛ حدَّثنا أَبُو سَعِيدٍ الأشَجُّ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ [سُهَيْل] (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ والنبيُّ (ص) حَيٌّ، وأصحابُه مُتَوَافِرُونَ ... ، بِهَذَا الْحَدِيثِ. وأتْبَعَهُ أَبُو سَعِيدٍ، فَقَالَ: أَخْبَرَنِي أبو معاوية؛ قال: أنا (7) ابنُ   (1) هو: أبو صالح ذَكْوان السَّمَّان. (2) في (ك) : «عمرو» . وقوله: «وعن عمر» معطوفٌ على قوله: «عن سهيل» . (3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ويدلُّ عليه الكلام الآتي. (4) قوله: «قال أبو محمد» سقط من (ت) و (ك) . (5) هو: عبد الله بن سعيد بن حصين. (6) في جميع النسخ: «سهل» ، وتقدم على الصَّواب، وسيأتي كذلك. (7) في (ك) : «أخبرنا» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 343 نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، مثلَه. أَخْبَرَنَا (1) أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قال: ثنا أحمدُ بْنُ سِنان؛ قَالَ: حدَّثنا أبو معاوية؛ قال: ثنا سُهَيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَلَمْ يَذْكُرْ حديثَ الآخَرِ: عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ ابْنِ (2) نَافِعٍ. 2575 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ يُونُسُ بْنُ حَبيب، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيالسي (3) ، عَنْ شُعبة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْر الشَّامِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ جُبَير بْنِ نُفَير؛ قَالَ: قلتُ (4) لِلْحَسَنِ بْنِ عليٍّ: إنَّ الناسَ يَقُولُونَ: إنَّك تريدُ الخِلافة، فَقَالَ لِي: كَانَتْ جَماجِمُ الْعَرَبِ (5) فِي يَدِي؛ يُسالمون مَنْ سالَمتُ، وَيُحَارِبُونَ مَنْ حارَبتُ، فتركتُها (6) ابتغاءَ وَجْهِ اللَّهِ، ثُمَّ أُثِيرُها (7) بِأَتْيَاسِ (8) أَهْلِ الحِجاز؟ [فَأَمْلَى] (9) عليَّ أَبِي: هَذَا الحديثُ خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عبد الرحمن   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «أنا» . (2) قوله: «ابن» سقط من (ف) . (3) هو: سليمان بن داود. (4) كذا في جميع النسخ؛ وعبد الرحمن بن جبير لم يُدرك الحَسَن، وهذا سببُ تخطئة أبي حاتم لهذه الرواية فيما يظهر، وانظر آخر المسألة. (5) جَماجِمُ العَرَب: ساداتُها ورُؤَساؤها. انظر "النهاية" (1/299) . (6) في (ت) و (ك) : «فتركها» . (7) كذا في (ت) و (ش) و (ك) ، وفي (أ) تشبه: «أنيرها» ، وهي غير منقوطة في (ف) . (8) في الموضع الآتي "تاريخ واسط": «بأوباش» . (9) في جميع النسخ: «فلا ملا» . الحديث: 2575 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 344 بْنُ نُمَير (1) ، عَنْ أَبِيهِ؛ حَدَّثَنَا سُلَيمان بْنُ مَنْصُورٍ (2) ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ هَكَذَا. 2576 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عن حديثِ بِشْر ابن عُبَيس بْنِ مَرْحوم (3) ، عَنِ النَّضْر بن عربي (4) ، عَنْ عَاصِمٍ - يَعْنِي ابْنَ عُمَرَ -،   (1) كذا في جميع النسخ؛ والظاهر أن صوابه: «عبد الرحمن بن جبير» ، وقد نقل الذهبي هذا الأثر في "سير أعلام النبلاء" (3/274) ، وذكر أن يونس بن حبيب رواه مرَّة أخرى في "مسند الطيالسي" وقال: «عبد الرحمن بن نمير، عن أبيه» ، ثم ذكر أن ابن أبي حاتم قال: «وهذا أصح» ، فالظاهر أن الذهبي نقل ذلك بتصرُّف عن ابن أبي حاتم، ووقع في نسخته التصحيفُ الذي في بقية النسخ، والله أعلم. ومما يؤيد ذلك: أن بحشلاً روى هذا الحديث في "تاريخ واسط" (ص112) من طريق شيخه إسحاق بن وَهْب، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (8/1537 رقم2797) من طريق عباس الدوري، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/280) و (280-281) من طريق أحمد بن سليمان ومحمد بن سعد، جميعهم عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شُعْبَة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْر، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير بْنِ نُفَيْر، عَنْ أبيه، عن الحسن ح. وسقط من إسناد اللالكائي: عبد الرحمن بن جبير. (2) لم نجد من أخرجه من طريق سليمان بن منصور، ولكن أخرجه الدولابي في "الذرية الطاهرة" (110) من = = طريق عثمان بن جبلة، والحاكم في "المستدرك" (3/170) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/36-37) من طريق محمد بن جعفر، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَير، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ أبيه، عن الحسن. (3) روايته أخرجها عبد الله بن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (37) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/65) . وأخرجه البزار في "مسنده" (2490/كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (22/369/926) ، وفي "الأوسط" (6262) ، وابن شاهين في "شرح مذهب أهل السنة" (150) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/117) من طريق بشر بن عبيس، عن النضر بن عربي، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سهيل بْن أَبِي صَالِحٍ، عَنْ محمد بن إبراهيم، به. هكذا جاء: «سهيل بن أبي صالح» في جميع المصادر ما عدا "تاريخ دمشق" لابن عساكر فجاء عنده: «عن سهيل» ولم ينسب. (4) في (ت) : «عدبي» بدل: «عربي» ، وفي (ك) : «عدي» . الحديث: 2576 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 345 عَنْ سَهْل، عَنْ محمَّد بْنِ إبراهيم، عن أبي سَلَمة ابن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي أَرْوى (1) الدَّوْسيِّ (2) ؛ قَالَ: كنتُ مع رسول الله (ص) جَالِسًا، فاطَّلَعَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فقال رسول الله (ص) (3) : الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَيَّدَنِي بِكُمَا؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا قَالَ: سَهْل! وَإِنَّمَا هُوَ: سُهَيل (4) . 2577 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ عَطِيَّة بْنُ (5) بَقِيَّة (6) ، عَنْ أَبِي (7) : بَقِيَّة بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ محمَّد بْنِ زياد الأَلْهاني، عن أبي   (1) في (ك) : «ابن أروى» . (2) مشهور بكنيته، وقال أبو نعيم في "المعرفة" (3122) : «مختَلَف في اسمه، فقيل: ربيعة، وقيل: عبيد» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (11/9) : «لا يُعرف اسمُه، ولا نسبه» . (3) في (أ) و (ش) : «فقال النبيِّ (ص) » . (4) يعني: ابن أبي صالح. ومن هذا الوجه أخرجه الدولابي في "الكنى" (110) من طريق عبد الله بن نافع الصائغ، والحاكم في "المستدرك" (3/73) من طريق محمد بن إسماعيل بن فُدَيك، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/117) ، والذهبي في "السير" (9/468) من طريق محمد بن عمر الواقدي، جميعهم عن عاصم ابن عمر، به. وانظر التخريج السابق. (5) في (ف) : «عن» بدل: «بن» . (6) رواية عطية أخرجها الطبراني في "الكبير" (8/111 رقم 7526) ، وفي "الأوسط" (3036) ، وفي "الصغير" (289) ، وفي "مسند الشاميين" (827) ، وابن عدي في "الكامل" (2/75) . ومن طريق الطبراني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/220) ، ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن عساكر (10/449) . قال الطبراني: «لا يُروى عن أبي أمامة إلا بهذا الإسناد» . (7) كذا في جميع النسخ، وهي توهم أن قوله: «أبي بقية» كنية، وإنما مراده: «قال: عن والدي بقية» ، وعبارة مصادر التخريج السابقة: «حدثني أبي» ، وهذا أجود. الحديث: 2577 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 346 أُمامة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَنَا سَابِقُ العَرَبِ إِلَى الجَنَّةِ، وصُهَيْبٌ سَابِقُ الرُّومِ إِلَى الجَنَّةِ، وبِلالٌ سَابِقُ الحَبَشَةِ إِلَى الجَنَّةِ، وسَلْمَانُ سَابِقُ الفُرْسِ إِلَى الجَنَّةِ؟ وسمعتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ جَمِيعًا (1) يَقُولانِ: هَذَا حديثٌ باطلٌ لا أصلَ له بذا الإِسْنَادِ (2) . 2578 - وسألتُ (3) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّع، عَنِ الزُّهري، [عن] (4) عبد الله بن عُبَيدالله بْنِ ثَعلبة (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الأَنْصَارُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ، والنَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ؟ فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ؛ رَوَاهُ يونس (6) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَة بْنِ خِذام ٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) قوله: «جميعًا» ليس في (ش) ، وهنا السؤال وُجِّهَ إلى أبي حاتم، وجاء الجواب من أبي حاتم وأبي زرعة، وقد يكون في الكلام سقطٌ. (2) نقل الذهبي في "تلخيص المستدرك" (3/402) ، و"ميزان الاعتدال" (1/336) ، والزيلعي في "تخريج الكشاف" (3/163) كلام أبي حاتم وأبي زرعة. وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/530) : «وهذا حديث منكرٌ فردٌ، والأظهرُ أن بلالاً ليس بحبشي، وأما صهيبٌ فعربيٌّ من النَّمِر بن قاسِط» . (3) انظر المسألة رقم (2611) . (4) قوله: «عن» من (ك) فقط، وسقطت من بقية النسخ. (5) ويقال في اسمه أيضًا: عُبَيدالله بن عبد الله بن ثعلبة. (6) هو: ابن يزيد الأَيْلي. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1740) ، وابن حبان في "صحيحه" (6264) . وأخرجه الفسوي في "المعرفة" (1/384) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (3218) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (15/71) من طريق شعيب بن أبي حمزة، وابن أبي عاصم (1741) من طريق عثمان بن عمر، كلاهما عن الزهري، به. وأخرجه معمر في "جامعه" (19894/مصنف عبد الرزاق) عن الزهري، عن النبي (ص) مرسلاً. الحديث: 2578 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 347 وَقَالا: هَذَا الصَّحيحُ (1) . 2579 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرُ بْنُ أَبِي عَتَّاب الأَعْيَن (3) ، عَنِ أَبِي صَالِحٍ (4) ، عَنِ اللَّيث، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ وبَنِي تَمِيمٍ، فَقِيلَ: مَنْ هُوَ يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: أُوَيْسٌ القَرَنيُّ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ لَيْسَ هُوَ فِي كِتَابِ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ اللَّيث؛ نظرتُ فِي أَصْلِ اللَّيث، وَلَيْسَ فِيهِ هَذَا الْحَدِيثُ، وَلَمْ يذكُر أَيْضًا اللَّيثُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ خَبَرً (5) ، ويحتملُ أَنْ يكونَ سَمِعَهُ مِنْ غَيْرِ   (1) سيأتي في المسألة رقم (2611) ذِكرُ ابن أبي حاتم أنه سأل أباه عن هذا الحديث وحديثَين آخرين معه جميعها من رواية الزُّهْرِيِّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَةَ بن خذام؟ فقال أبوحاتم: «قَدْ تفرَّد الزُّهْرِيُّ بِرِوَايَةِ هَذَا الحديث وأحاديث معه» . (2) نقل هذا النص الذهبي في "الميزان" (2/445) بتصرف. (3) هو: محمد بن أبي عتَّاب. وروايته أخرجها اللالكائي في "كرامات الأولياء" (56) . (4) هو: عبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد. (5) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والمراد: أن الليث لم يصرح في هذا الحديث بالسماع. الحديث: 2579 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 348 ثِقَةٍ، ودَلَّسَه، وَلَمْ يَروه غيرُ أَبِي صَالِحٍ (1) . 2580 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه رَوْحُ ابنُ عُبادة (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَّان، عن هشام ابن عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) : مَا ضَرَّ امْرَأَةً نَزَلَتْ بَيْنَ بَيْتَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ أَلاَّ تَكُونَ قَدْ (3) نَزَلَتْ بَيْنَ أَبَوَيْهَا. وَرَوَاهُ يَحْيَى بنُ مَعين، عَنِ السَّكَن بْنِ إِسْمَاعِيلَ الأَصَمِّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حسَّان، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: مَا ضَرَّ امْرَأَةً كَانَتْ بَيْنَ حيَّين مِنَ الأَنْصَارِ ألا تكونَ بَيْنَ أبوَيها؟ قَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ أفسَدَ حديثَ رَوْحِ ابن عُبادة، وبيَّن عِلَّته، وَهَذَا الصَّحيحُ، ولايحتملُ (5) أَنَّ يكونَ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة، عن النبيِّ (ص) ؛ فيَرْوي (6) عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ عائِشَة، أشبهُ. وَلَوْ كان   (1) قال الذهبي في "السير" (4/33) : «هذا حديثٌ منكرٌ تفرَّد به الأعْيَن، وهو ثقة» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/257 رقم 26207) ، وفي "فضائل الصحابة" (1448) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1817) ، والبزار في "مسنده" (2806/كشف الأستار) ، وابن حبان في "صحيحه" (7267) ، والحاكم في "المستدرك" (4/83) . وجاء عند ابن أبي عاصم موقوفًا على عائشة. ومن طريق أحمد أخرجه الدارقطني في "العلل" (5/128/ب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/224) . (3) قوله: «قد» من (أ) و (ش) فقط. (4) هو: الأنصاري. (5) في (أ) و (ش) : «ويحتمل» . (6) يعني: هشام بن حسان، وفي الكلام حذفٌ لـ «أنِ» المصدرية التي تنصب المضارع، وحذفٌ لضمير المفعول به، والتقدير: فأنْ يَرويَهُ هشام بن حسان بقوله: «عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عائشة» : أشبه، أي: فروايتُه هكذا أشبه. وإذا حذفت «أن» جاز رفع الفعل ونصبه. وانظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (1024) . الحديث: 2580 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 349 عَنْ أَبِيهِ، كَانَ أسهلَ عَلَيْهِ حِفْظًا (1) . 2581- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيدُ ابنُ عبد الجبَّار الزُّبَيدي (2) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُلَيم بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: سمعتُ عَمْرَو بْنَ عَبَسَة (3) ؛ قَالَ: لقد أتيتُ النبيَّ (ص) وَإِنِّي لرُبُع الإِسْلامِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ حَرِيزُ بنُ عثمان (4) ، عن   (1) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم أحدًا رواه هكذا إلا هشام بن حسان، ولا عنه إلا روح، ولا رواه ممن لا يرد عليه إلا أحمد ويحيى، ورواه غيرهما فكذبوه فيه» . وقال الدارقطني في الموضع السابق: «يرويه هشام بن عروة، واختُلف عنه، فرواه هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ هِشَامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبي (ص) ، قاله روح ابن عبادة، عنه. ورواه الخليل بن مرة وسلمة بن سَعِيدٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن عائشة، موقوفًا. وكلاهما غير محفوظ عن هشام» . وقال في "الأفراد" (348/ب/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به هِشَامِ بْنِ حَسَّانٍ، عَنْ هِشَامِ بن عروة، تفرَّد به روح بن عبادة عنه» . (2) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (952) . (3) في (أ) و (ش) : «عنبسة» . (4) روايته أخرجها ابن عبد البر في "التمهيد" (4/14) من طريق إبراهيم بن خالد، عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حريز، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/215) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/385 رقم 19433) ، وعبد بن حميد (297) ، ثلاثتهم عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ حريز ابن عُثْمَانَ، عَنْ سُليم بْنِ عَامِرٍ، عن عمرو بن عبسة، به. ولم يذكروا في الإسناد أبا أمامة. وأخرجه الدارقطني في "النزول" (66 و67) من طريق يحيى بن أبي بكير وعبد الصمد بن النعمان، كلاهما عَنْ حَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ سُليم، عن عمرو بن عبسة. وأخرجه ابن سعد (4/215) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1147) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/37 و152) ، والحاكم في "المستدرك" (1/309 و3/66) من طريق معاوية بن صالح، عن سُليم بن عامر وضمرة بن حبيب ونعيم بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عن عمرو بن عبسة. وأخرجه الإمام أحمد (4/111 و112 رقم 17014 و17019) ، ومسلم في "صحيحه" (832) من طريق شداد بن عبد الله ويحيى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي أمامة، عن عمرو بن عبسة، به. ولم يذكر أحمد في إسناده يحيى بن أبي كثير. الحديث: 2581 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 350 سُلَيم بْنِ عَامِرٍ؛ أنَّ أَبَا أُمامَة سَأَلَ عَمرَو بْنَ عَبَسَة (1) . وسعيدُ بن عبد الجبار لَيْسَ بقويٍّ. 2582 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو طَاهِرٍ بَحْرُ بْنُ شُعَيب النَّسَوي، عَنْ عليِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقيق، وسَلَمة بن سُلَيمان، وعَبْدان (2) ، عن ابن المُبارك (3) ، عَنْ سَالِمٍ المكِّي، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالَ النبيُّ (ص) : إِنَّ مَثَلَ أَصْحَابِي فِي أُمَّتِي كَمَثَلِ المِلْحِ فِي الطَّعَامِ؛ وهَلْ (5) يَصْلُحُ الطَّعَامُ إِلاَّ بِالْمِلْحِ؟! . قَالَ   (1) في (أ) و (ش) و (ك) : «عنبسة» ، وفي (ت) : «عنسة» . (2) في (ك) : «وعيدان» . وعَبْدان هو: عبد الله بن عثمان بن جَبَلة. (3) هو: عبد الله. ولم نقف على روايته عن سالم المكي، وقد أخرج الحديث في كتابه "الزُّهد" (572) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ، به. وهو الوجه الذي رجَّحه أبو حاتم، كما سيأتي. ومن طريق ابن المبارك أخرجه القضاعي في "مسند الشِّهاب" (1347) ، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص22) . (4) هو: البصري. (5) في (ف) : «وهو» بدل: «وهل» . الحديث: 2582 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 351 الْحَسَنُ: فَقَدْ ذَهَبَ مِلْحُنا، فَكَيْفَ نَصلُحُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ المكِّي (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) ، وأخطأ فيه أبو الطَّاهر. 2583 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ المُبارك (*) ، عَنْ محمَّد بْنِ سُوْقَة، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: أَكْرِمُوا أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ (3) ؟ قَالَ أَبِي: أفسدَ ابنُ الْهَادِ (4) هَذَا الحديثَ وبيَّن عَوْرَته؛ رواه (5) ابن الهاد (*) ، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب قَالَ: قَامَ فينا رسولُ الله (ص) ... ، وهذا هو الصَّحيحُ.   (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2771/كشف الأستار) ، وأبو يعلى (2762) من طريق أبي معاوية محمد بن خازم، عن إسماعيل بن مسلم، به. وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (75/أ/أطراف الغرائب) ، ثم قال: «تفرَّد به محمد بن نمير، عن أبي معاوية، عن إسماعيل» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (35215) ، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (17 و1740) من طريق إسرائيل بن موسى أبي موسى، ومعمر في "جامعه" (20377) عمَّن سمع الحسن، كلاهما عن الحسن، عن النبي (ص) مرسلاً. ومن طريق معمر أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (16 و1730) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (1933) ، وستأتي برقم (2629) ، وانظر المسألة رقم (1975) . (*) ... تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (1933) . (3) هذا جزءٌ من حديث طويل تقدَّم ذكره في التعليق على المسألة رقم (1933) . (4) هو: يزيد بن عبد الله. (5) في (ف) : «ورواه» بالواو. الحديث: 2583 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 352 2584 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمان (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ؛ قَالَ: سمعتُ عَمْرَو بْنَ حُرَيث يَقُولُ: ذهبتْ بِي أُمِّي إِلَى النبيِّ (ص) ، فمسَحَ عَلَى رَأْسِي، وَدَعَا لِي بالرِّزق، وسمعتُه (2) يَقْرَأُ: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ *} (3) ؟ فَقَالَ (4) : هَذَا خطأٌ، وَهِمَ فِيهِ يَحْيَى بْنُ يَمان؛ رَوَاهُ (5) جماعةٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ (6) ، عَنِ الأَصْبَغ مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيث، عَنْ عَمْرِو بن حُرَيث؛ وهذا الصَّحيح.   (1) روايته أخرجها البخاري في "الأدب المفرد" (632) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/225) ، وأبو يعلى في "المسند" (3/41 رقم1456) عن محمد بن عبد الله ابْنِ نُمَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ اليمان، به، إلا أنه وقع عند البخاري «أبو اليمان» بدل: «يحيى بن اليمان» ، والمشهور بهذه الكنية هو الحكم بن نافع، وأما يحيى بن اليمان فكنيته أبو زكريا، فإما أن تكون هذه كنية أخرى له، أو تكون تصحفت عن «ابن اليمان» ، والله أعلم. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «سمعته» بلا واو. (3) سورة التكوير. (4) كذا في جميع النسخ، والمراد فيما يظهر: «فقالا» . وقد يخرَّج ما في النسخ على لغة من يجتزئ بالفتحة عن الألف، وانظر الاجتزاء بالحركات عن الحروف في التعليق على المسألة رقم (679) . (5) في (أ) و (ش) : «ورواه» بالواو. (6) روايته على هذا الوجه أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/359) تعليقًا من طريق إبراهيم بن حميد، وأبو داود في "سننه" (817) من طريق عيسى بن يونس، وابن ماجه (817) من طريق عبد الله بن نمير، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (717) من طريق الحسن ابن سهل، وأبو يعلى في "مسنده" (1463 و1469) من طريق عبدة بن سليمان ومحمد بن يزيد الواسطي، جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به. وأخرج مسلم في "صحيحه" (475) من طريق خلف ابن خليفة، عن الوليد بن سريع مولى آل عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ، عَنْ عَمْرِو بن حريث قال: صلَّيتُ خلف النبي (ص) الفجرَ فسمعتُه يَقْرَأُ: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ *الْجَوَارِ الْكُنَّسِ *} [التكوير] . الحديث: 2584 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 353 2585 - وسمعتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) وَذَكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ شَريك (3) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ (4) ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ [مُدَّ] (5) أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ. وَرَوَاهُ أَبُو الأَحْوَص (6) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) انظر المسألة التالية، والمسألة الآتية برقم (2590) . (2) في (ف) : «أبي زرعة» . (3) هو: ابن عبد الله النَّخعي القاضي. (4) هو: ذكوان السَّمَّان. (5) قوله: «مد» من (ش) فقط، وهي ثابتة في مصادر التخريج. (6) هو: سلاَّم بن سُلَيم. وروايته لم نقف عليها، ولكن أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/54-55 و55 و63-64 رقم 11517 و11518 و11608) ، والبخاري في "صحيحه" (3673) ، ومسلم في "صحيحه" (2541) من طريق شعبة، وأحمد (3/11 رقم 11079) ، ومسلم (2541) من طريق أبي معاوية محمد ابن خازم، وأحمد (3/54 رقم 11516) ، ومسلم (2541) من طريق وكيع، ومسلم أيضًا (2541) من طريق جرير بن عبد الحميد، جميعهم عن الأعمش، به. = ... قال المزي في "تحفة الأشراف" (3/343) : «ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وأبي بكر وأبي كريب، ثلاثتهم عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هريرة، ووهم [أي مسلم] عليهم في ذلك، إنما رَوَوْهُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد، كذلك رواه الناس عنهم كما رواه ابن ماجه، عن أبي كريب أحد شيوخ مسلم فيه. ومن أدلِّ دليل على أن ذلك وهم وقع منه في حال كتابته لا في حفظه ... » . وأطال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/35) في مناقشته لرواية مسلم، ورجَّح أن الوهم من أحد رواة "صحيح مسلم". الحديث: 2585 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 354 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا يَرْوِيهِ شَريك! وَإِنَّمَا (1) الصَّحيح مَا يَرْوِيهِ (2) [أبو الأحْوَص] (3) . 2585/أ - وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ (5) وحدَّثنا عَنِ الرَّبيع بْنِ ثَعْلَبٍ (6) ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ المؤدِّب (7) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الشَّعبي، عَنِ عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفى؛ قَالَ: شَكَا عبدُالرحمن بنُ عَوْف خالدَ بْنِ الْوَلِيدِ إلى النبيِّ (ص) ، فَقَالَ: يَا خَالِدُ، لِمَ تُؤْذِي رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ، لَوْ أَنْفَقْتَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، لَمْ تُدْرِكْ عَمَلَهُ؟! ،   (1) في (ك) : «وإنما هو» . (2) قوله: «الصحيح ما يرويه» سقط من (ت) و (ك) . (3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه؛ لما تقدَّم في التخريج. (4) انظر المسألة السابقة، والمسألة الآتية برقم (2590) . (5) في (ف) : «أبي زرعة» . (6) في (أ) و (ش) : «ثعلبة» ، والمثبت من (ف) فقط، وهو الصَّحيح كما في "الجرح والتعديل" (3/456 رقم2060) ، ومن أول المسألة إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . ورواية الربيع بن ثعلب أخرجها عبد الله بن أحمد في "زوائده على الفضائل" (13) ، ويحيى بن صاعد في "مسند ابن أبي أوفى (10) ، والطبراني في "الصغير" (580) ، وفي "الكبير" (4/104 رقم 3801) ، والحاكم في "المستدرك" (3/298) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/241-242) . وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على الفضائل" (13) ، والبزار في "مسنده" (3365) ، وابن صاعد (8) ، وابن حبان في "صحيحه" (7091) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/242) ، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص 54) ، جميعهم من طريق عبد الله بن عَوْن، عن أبي إسماعيل المؤدب، به. (7) هو: إبراهيم بن سليمان. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 355 فَقَالَ: يَقَعون فيَّ فأردُّ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: لاَ تُؤْذُوا خَالِدًا، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ صَبَّهُ اللهُ عَلَى الكُفَّارِ! . أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد؛ قَالَ (1) : وحدَّثنا أَبُو زُرْعَةَ، عن ابن الأصبَهاني (2) ، عن عبد الله بْنِ إِدْرِيسَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الشَّعبي، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) . وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: الصَّحيحُ حَدِيثُ ابْنِ إِدْرِيسَ (5) . 2586 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنْ عثمان بن زُفَر (6) ، عن   (1) قوله: «أخبرنا أبو محمد؛ قال» ليس في (ف) ، وبدلاً منها في (أ) و (ش) : «قال أبو محمد» . (2) هو: محمد بن سعيد. وروايته لم نقف عليها. وأخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (12 و1484) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/242) من طريق محمد بن عبيد، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن عامر، به مرسلاً. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (7/395) من طريق محمد بن عبيد ويعلى بن عبيد وعبد الله بن نمير، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1479) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7188) من طريق يحيى بن زكريا، جميعهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قال: قال رسول الله (ص) : «إنما خالدٌ سيفٌ من سُيوف الله» . وجاء عند أحمد: عن قيس قال: أُخبرت أن النبي (ص) ... فذكره. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (4) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو. (5) قال الذهبي في "التلخيص" (3/298) : «رواه ابن إدريس، عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ الشعبي مرسلاً، وهو أشبه» . (6) روايته لم نقف عليها، وقد أخرجه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (7/1325 رقم 2355) من طريق يزيد بن المبارك، عن جعفر بن برقان، به. الحديث: 2586 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 356 يحيى بْن يَمان، عَن جعفر بْن بُرْقان، عَن مَيْمون بْن مِهْران؛ قَالَ: قَالَ لي ابنُ عبَّاس: يَا مَيْمونُ، لا تَسُبَّ السَّلَفَ؛ وادخُل الجنةَ بسلام. قَالَ أَبُو زرعة: هكذا قَالَ عثمان بْن زُفَر: عَن يحيى بْن يَمان، عَن جعفر بْن بُرْقان، عَن مَيْمون! وقال غيرُه: عَن سَوادَة (1) ، عَن مَيْمون بْن مِهْران؛ والصَّحيحُ عَن سَوادة. 2587 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عُبَيدة السَّقَطي (2) ، عَنِ النَّضْر بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ؛ قَالَ: قَالَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ (3) : قال لي النبيُّ (ص) : ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأُمِّي؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا يَرْوِيهِ إِسْمَاعِيلُ، عَنْ قَيْس: أنَّ النبيَّ (ص) قال لسعد (4) .   (1) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (61/349) من طريق سليمان بن داود المنقري، عَنْ يَحْيَى بْنِ يَمَانٍ، عَنْ سوادة الجرمي، عن ميمون بن مهران» . وذكره المزي في "تهذيب الكمال" (29/216) عن سليمان بن داود، به. (2) هو: الفضل بن أبي سويد. وروايته لم نقف عليها، وقد أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1407) ، وأبو سعيد النَّقاش في "فوائد العراقيين" (39) من طريق أبي كامل الفضيل بن الحسين الجحدري، والبزار في "مسنده" (1219) من طريق أزهر بن جميل، كلاهما عن النضر بن إسماعيل، به. وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (752) من طريق إسماعيل بن علية، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، به. (3) هو: ابن أبي وقاص ح. (4) يعني: مرسلاً من طريق إسماعيل، عن قيس. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/174 و180 رقم 1495 و1562) ، والبخاري في "صحيحه" (3725 و4055 و4056 و4057) ، ومسلم (2412) من طريق سعيد بن المسيب، ومسلم (2412) من طريق عامر بن سعد، كلاهما عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، به. وأخرجه الإمام أحمد (1/92 و124 و136-137 و158 رقم 709 و1017 و1147 و1357) ، والبخاري (2905 و4058 و4059 و6184) ، ومسلم (2411) من طريق عبد الله بن شداد، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالب قال: ما رأيتُ النبيَّ (ص) يَفدي رجلاً بعد سعدٍ سمعتُه يقول: «ارْمِ فِداكَ أبي وأمِّي» . الحديث: 2587 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 357 2588 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هُشَيم (2) ، عَنِ العَوَّام (3) ، عَنْ (4) سَلَمة بْنِ كُهَيل، عَنْ عَلْقَمة (5) ؛ قَالَ: قَدِمتُ الشامَ، فلَقِيتُ خالدَ بنَ الْوَلِيدِ، فسمعتُه يحدِّث، فَقَالَ: سَبَّني عَمَّارٌ، فأتيتُ النبيَّ (ص) فقلتُ: لَوْلا مكانُكَ مَا سَبَّني (6) ، فَقَالَ: مَهْلاً يَا خَالِدُ! فَإِنَّهُ مَنْ يَسُبُّ عَمَّارً (7) يَسُبُّهُ اللهُ ... ، وذكر الحديث؟   (1) قوله: «وأبا زرعة» سقط من (ف) ، وتوجد علامة لَحَق، ولم يظهر شيء في التصوير. (2) روايته أخرجها أبو يعلى في "المعجم" (227) ، والطبراني في "الكبير" (4/113 رقم 3835) ، وليس في شيء منهما قوله: «فَقُلْتُ: لَوْلا مَكَانُكَ مَا سَبَّني» ، ولم نجده في شيء من مصادر التخريج التالية. فقد أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32242) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/89 رقم 16814) ، والنسائي في "الكبرى" (8268 و8269) ، وابن حبان في "صحيحه" (7081) ، والحاكم في "المستدرك" (3/390-391) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/398 و399) من طريق يزيد بن هارون، عن العوَّام ابن حوشب، به. (3) هو: ابن حَوْشَب. (4) في (ك) : «بن» بدل: «عن» . (5) هو: ابن قيس النَّخَعي. (6) في (ك) : «ما سبتني» . (7) كذا في جميع النسخ: «عمار» وهو عَلَمٌ مصروف فحقُّه أن يكون بالألف، ويخرَّج ما في النسخ على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/112-113 رقم3830-3834) من طرق، ووقع عنده: «عمارًا» بلغة الجمهور. الحديث: 2588 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 358 فَقَالا: أَسْقَطَ العوامُ مِنْ هَذَا الإِسْنَادِ عِدَّةً، وَرَوَاهُ شُعبة (1) ، عَنْ سَلَمة، عن محمَّد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِيهِ (2) ، عَنِ الأَشْتَر (3) . 2589- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَسَدُ ابن موسى؛ قال:   (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1252) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/90 رقم 16821) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/136) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (8270) ، والطبراني في "الكبير" (4/112 رقم3831) ، والحاكم في "المستدرك" (3/389) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/112 رقم3833) ، والحاكم في "المستدرك" (3/391) من طريق يحيى بن سلمة، = = والطبراني أيضًا (3832) من طريق محمد بن سلمة، كلاهما عن أبيهما سلمة بن كُهَيل، عن عمران بن أبي الجعد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن الأشتر، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (1/114) تعليقًا، والنسائي في "الكبرى" (8271 و8272) ، والطبراني في "الكبير" (4/112 رقم3830) ، والحاكم في "المستدرك" (3/389-390 و390) ، والخطيب في "الموضح" (2/276) من طريق الحسن بن عبيد الله، عن محمد بن شداد، عن عبد الرحمن بن يزيد، به. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (4/113 رقم3834) من طريق عبد الرحمن بن عابس، عن عمه مخرمة بن ربيعة، عن الأشتر. (2) هو: عبد الرحمن بن يزيد. (3) هو: مالك بن الحارث النَّخعي. قال الحاكم في "المستدرك" (3/391) : «حديث العوام بن حوشب هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين لاتِّفاقهما على العوَّام بن حوشب وعلقمة، على أن شعبة أحفظ منه حيث قال: عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الأشتر، والإسنادان صحيحان» . قال الذهبي في "التلخيص": «قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن الأشتر» . (4) نقل هذا النص ابن الملقن في "البدر المنير" (3/241/المطبوع) بتصرف، وتقدمت هذه المسألة برقم (129) وفيها قال أبو حاتم وأبو زرعة: «لَيْسَ عِنْدَنَا بِذَاكَ الصَّحِيحِ؛ أَبُو ثفال مجهول، ورباح مجهول» ، وانظر "البدر المنير" (3/237-248) . الحديث: 2589 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 359 حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حازِم (1) - أَوْ خازِم (2) ، شَكَّ أسد - قال: أخبرني عبد الرحمن بْنُ حَرْمَلة الأسلَمي، عَنْ ثِفَال بْنِ أَبِي ثِفَال (3) ، عَنْ رَبَاح بن عبد الرحمن ابن شَيْبان، عَنْ أُمِّه بِنْتِ زَيْدِ بن نُفَيْل (4) ؛ قال (5) : قال رسولُ الله (ص) : لَمْ يُحْبِبِ اللهَ مَنْ لَمْ يُحْبِبْنِي، ولَمْ يُحْبِبْنِي (6) مَنْ لَمْ يُحْبِبِ (7) الأَنْصَارَ، وَلا صَلاَةَ لِمَنْ لا وُضُوءَ لَهُ، وَلا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ فِي مواضعَ، والصَّحيحُ: عبد الرحمن بْنُ حَرْمَلة (8) ، عَنْ أَبِي ثِفال المُرِّي، عن رَباح بن عبد الرحمن بْنِ حُوَيطِبٍ (9) ، عَنْ جدَّته (10) ، عَنْ أبيها سعيد ابن زيد، عن النبيِّ (ص) .   (1) في (أ) و (ف) : «حارم» بالراء. (2) كذا في (ت) و (ف) ، وفي (أ) و (ش) : «حازم» ، وفي (ك) : «جازم» . (3) قوله: «ابن أبي ثفال» سقط من (أ) و (ش) . (4) كذا جاء في هذا الطريق، وسيأتي آخر المسألة أن صوابه: «عن جدِّته، عن أبيها سعد بن زيد» ، وجدته هي أسماء بنت سعيد بن زيد، ويمكن أن يحمل قوله هنا: «عن أبيه» على أنها أمه من الأعلى، فالجدة أم، والله أعلم. (5) كذا جاء في جميع النسخ، والجادَّة: «قالت» ؛ لأن القائلة هي بنت زيد بن نُفَيل، لكنَّ ما وقع في النسخ مُتَّجه في العربية على ثلاثة أوجه ذكرناها في التعليق على مثله في المسألة رقم (178 و2344) . (6) في (أ) و (ت) و (ك) : «يحبني» . (7) في (أ) و (ش) : «يحب» . (8) تقدم تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (129) . (9) وفي في المسألة رقم (129) : «رباح بن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حُوَيْطِبٍ» . (10) هي: أسماء بنت سعيد بن زيد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 360 2590- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ زُهَير (2) ، عَنْ حُمَيد (3) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: كَانَ بينَ خَالِدِ بْنِ الوليد وبين عبد الرحمن بْنِ عَوْف شيءٌ، فَقَالَ النبيُّ (ص) : دَعُوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: حُمَيد، عَنِ الْحَسَنِ (4) ، عَنِ النبيِّ (ص) ... ، مُرسَل (5) . 2591 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ (7) ، عَنْ عُبَيد بن عبد الرحمن بْنِ عُبَيد بْنِ سَلَمة الحَنَفي، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، عَنْ جَدِّه سَعِيدِ بن عمرو،   (1) نقل الضياء في "المختارة" (6/67) بعض هذاالنص. وانظر المسألة المتقدمة برقم (2585/أ) . (2) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/266 رقم 13812) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (35/270) ، والضياء في "المختارة" (6/66 رقم2046) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/327-328) . (3) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (4) هو: البصري. (5) قال يحيى بن معين في "تاريخه" (1/390 رقم 2642/رواية الدوري) : «حدَّث زهير، عن حميد، عن الحسن قال: وقع بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف كلام. هذا هو الصَّواب. قال يحيى: حدثني به أبو غسان. وأما أحمد بن يونس فحدث به عن زُهَيْرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ قال: وقع بين خالد وعبد الرحمن كلام. قال يحيى: فقلتُ لأحمد بن يونس: إِنَّمَا هُوَ عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ الحسن. فقال أحمد: هكذا وقع في كتابي» . اهـ. وقوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (6) في هامش النسخة (أ) عند هذه المسألة حاشية غير واضحة. (7) هو: الفلاَّس. الحديث: 2590 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 361 عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) : خِيَارُ قُرَيْشٍ خِيَارُ النَّاسِ، وشِرَارُهَا شِرَارُ النَّاسِ، وقُرَيْشٌ كَالْمِلْحِ، هَلْ يَطِيبُ الطَّعَامُ إِلاَّ بهِ؟! وقُرَيْشٌ كَالصُّلْبِ، هَلْ يَمْشِي الرَّجُلُ بِغَيْرِ صُلْبٍ؟! ولَوْلاَ أَنْ تَطْغَى قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بمَا لَهَا عِنْدَ اللهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعُبَيدٌ مَجْهُولٌ (1) . 2592 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الصَّمد بن عبد الوارث (2) ، عَنْ أَبِي خَلْدَة (3) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قال لي (5) رسولُ الله (ص) : مِمَّنْ أَنْتَ؟ ، قُلْتُ: مِنْ دَوْسٍ؛ قال: مَا كُنتُ أُرَى (6) أَنَّ (7) فِي دَوْسٍ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ؟ قال أبي: هكذا رواه عبد الصَّمَد، وسعيدُ بنُ إِسْحَاقَ، والحُفَّاظ يَروون عَنْ أَبِي خَلْدَة (8) ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ: أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ ... مُرسَلً (9) .   (1) قال الذهبي في "الميزان" (3/20) : «عبيد بن عبد الرحمن أبو سلمة، شيخٌ لأبي حفص الفَّلاس مجهول. وخبره منكر في فضل قريش» . (2) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3838) ، وابن عدي في "الكامل" (3/165) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/315) . وأخرجه ابن عساكر (67/314 و315) من طريق عمر بن عبد المجيد وأبي داود الطيالسي، كلاهما عن خالد بن دينار أبي خلدة، به. (3) هو: خالد بن دينار. (4) هو: رُفَيْع بن مهران. (5) قوله: «لي» سقط من (ش) . (6) بضم الهمزة، أي: أظُنّ؛ قاله في "تحفة الأحوذي" (10/227) . (7) قوله: «أن» من (ف) فقط. (8) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/315) من طريق يونس بن بكير، عن أبي خلدة، به. (9) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 2592 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 362 2593 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ (1) ، عَنْ عَبْدِ ربِّه ابن عَطاء اللَّهِ؛ قَالَ: حدَّثني ابْنُ القارِيّ (2) ، قَالَ: حدَّثني ابنُ أَبِي عُبَيد الزُّرَقي (3) : أَنَّهُ خرَجَ مَعَ (4) أَبِيهِ، فلمَّا كَانَ مِنَ السَّحَر؛ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَائِمٍ، فَنَادَاهُ: أيُّها النَّؤومُ! مالَكَ ولِلوَحْدَةِ؟ أَمَا علمتَ مَا قَالَ رسولُ الله (ص) فِي الوَحْدَة؟ فَقَالَ (5) : إنِّي لَمْ آتِكَ سَفْرًا (6) ؛ إنما   (1) هو: الضَّحَّاك بن مَخْلَد، ولم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26475 و32373) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/340 رقم 18992 و18993) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1507) ، والحاكم في "المستدرك" (2/328 و4/73) من طريق سفيان الثوري، والإمام أحمد (4/340 رقم 18994) ، والبزار في "مسنده" (3725) ، والطبراني في "الكبير" (4545) من طريق بشر بن المفضل، والبخاري في "الأدب المفرد" (75) ، والطبراني في "الكبير" (5/45 رقم 4544) من طريق زهير بن معاوية، والطبراني (5/46 رقم 4546) من طريق إسماعيل بن إبراهيم، جميعهم عن ابن القاري عبد الله بن عثمان بن خثيم، به. (2) هو: عبد الله بن عثمان بن خُثَيم كما سيأتي. (3) قال ابن حجر في "التقريب" (8479) : «ابن أبي عُبيد الزُّرَقي، مجهول، لم يُسَمَّ» ، وذكره المزِّي في "تهذيب الكمال" (34/460-461) ، فقال: «ابن أبي عُبَيد الزُّرَقي عن شيخ من أصحابه، عن النبيِّ (ص) : «اللَّهم اغفر للأنصار ... » الحديث بطوله، وفيه قصة لأبيه، وعنه: عبد الله بن عثمان بن خثيم، روى له أبو داود في فضائل الأنصار» . اهـ. فتبين بهذا أن المزي وابن = = حجر لم يعرفا ابن أبي عبيد هذا، وعرَفه أبو حاتم الرازي، فبيَّن في آخر المسألة أنه إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، وهذا من فوائد هذا الكتاب، والله أعلم. (4) في (أ) و (ش) : «معه» . (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (6) أي: مُسافِرًا، وهو مصدر الفعل: سَفَرَ يَسْفِرُ، من باب: «ضرب» ، بمعنى: خرج للسَّفَر..انظر "المصباح المنير" (ص 146) . الحديث: 2593 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 363 خرجتُ مِنْ هَذَا الْمَاءِ الَّذِي رُحْتَ مِنْهُ، وَأَنَا أريدُ هَذَا الماءَ الَّذِي (1) أصبحْتَ (2) ، فَقَالَ: ممَّن أَنْتَ؟ قَالَ: رجلٌ مِنَ الأَنْصَارِ؛ قَالَ: أبْشِر؛ فَإِنِّي سمعتُ رَسُولَ الله (ص) يَقُولُ: اللَّهُمَّ، اغْفِرْ للأَنْصَارِ، ولأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ - قَالَ: وأُراهُ قَالَ: ولأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ - قَالَ: إِنِّي لستُ مِنْهُمْ، أَنَا مِنْ مَوَالِيهم؛ قَالَ: أَنْتَ منهُم؛ قَالَ رسولُ اللَّهِ لِعُمَرَ: اجْمَعْ لِي قَوْمَكَ؛ قَالَ: فَقُلْنَا - أَوْ قَالَ النَّاسُ-: نَزَلَ فِي قُرَيْشٍ أَمْرٌ، فلمَّا اجتمَعُوا قَالَ: إِمَّا أَنْ يَدْخُلُوا إِلَيْكَ، وإِمَّا أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ؛ قَالَ: فخرَجَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: هَلْ فِيكُمْ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِكُمْ؟ ، قَالُوا: فِينَا أبناؤنا وحُلَفاؤنا وبنو أخواتنا (3) ومَوالينا، فقال رسولُ الله (ص) : حَلِيفُنَا مِنَّا، وابْنُ أُخْتِنَا مِنَّا، ومَوَالِينَا مِنَّا، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إِنَّ أَوْلِيَائِيَ مِنْكُمُ المُتَّقُونَ، فَإِنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فَأَنْتُمْ، ثم صرخَ رسول الله (ص) ، فَلَمْ يَسْمَعْ أحدٌ صوتَه أَوْ بلغَه إِلا جَاءَ (4) يَشتَدُّ، فَقَالَ: أيُّهَا (5) النَّاسُ، مَنْ بَغَاهُمُ العَوَاثِرَ (6) ، كُبَّ (7) عَلَى مَنْخِرَيْهِ؟ قَالَ أَبِي: ابنُ القارِيّ هُوَ عِنْدِي: عبد الله ابن عثمان بن خُثَيم (8) ،   (1) قوله: «الذي» سقط من (ك) . (2) أي: أصبحت فيه. (3) في (ت) و (ك) : «إخواننا» ، ولم تنقط التاء في بقية النسخ، والمثبت هو الصواب. (4) قوله: «جاء» سقط من (ك) . (5) في (أ) و (ش) : «يا أيها» . (6) في (ت) : «العواش» ، وفي (ك) : «الحراش» . والعَواثرُ: جمعُ عاثِر، وهي حِبالة الصَّائد، أو جمعُ عاثِرة، وهي الحادثةُ التي تعثُر بصاحبها، من قولهم: عثَر بهم الزمانُ: إذا أحنى عليهم. "النهاية" (3/182) . (7) في (ك) : «كنت» . (8) في (ك) : «خيثم» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 364 هُوَ مِنَ القارَة، وَابْنُ أَبِي عُبَيد هُوَ: إسماعيلُ بنُ عُبَيد بْنِ رِفاعَة الزُّرَقي، وَقَدْ حدَّث ببعض هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ (1) ابْنِ خُثَيم (2) ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. 2594 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عائِذٍ الدِّمَشْقي (3) ، عَنْ صَدَقة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبِ بْنِ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ (4) ، عَنْ أَبِيهِ، عن جدِّه؛ قال: قال: أَردَفَ النبيُّ (ص) مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفيان خَلْفَهُ، فَقَالَ: مَا يَلِينِي مِنْكَ يَا مُعَاوِيَةُ؟ ، قَالَ: بَطْني؛ قَالَ: اللَّهُمَّ، امْلأهُ (5) عِلْمًا، فذاكرتُ بِهِ أَبَا مُسْهِر (6) - هَذَا الحديثَ - فَقَالَ لِي (7) : نَعَم، وفيه: وحِلْمًا؟   (1) كذا في جميع النسخ: «عن» ، ويظهر أنه تصحيفٌ صوابُه: «عنه» ، وقد تقدمت في مطلع المسألة رواية ابن القاري عبد الله بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ ابن أبي عبيد الزرقي، بصيغة: «حدثني» . ويحتمل أن يكون في الكلام سقطٌ، والتقدير: وقد حدَّث ابن عطاء الله ببعض هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، والله أعلم. (2) في (أ) و (ف) : «خيثم» . (3) روايته أخرجها ابن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي (ص) " (ص 34-35) . وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/180) تعليقًا من طريق محمد بن مبارك الصوري، والآجري في "الشريعة" (5/2439 و24340 رقم 1920 و1921) من طريق إسحاق بن وحشي بن حرب ومسلمة بن بشر أبي بشر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/87-88) من طريق أبي بشر، وابن منده (ص 34) من طريق عاصم بن يوسف، جميعهم عن صدقة بن خالد، به. ومن طريق البخاري أخرجه ابن عساكر (62/402-403) وقال: «في إسناده نظر» . (4) قوله: «بن وحشي بن حرب» ليس في (أ) و (ش) . (5) في (ت) و (ك) : «امله» . (6) هو: عبد الأعلى بن مُسْهِر. وروايته أخرجها ابن منده في "معرفة أسامي أرداف النبي (ص) " (ص 35) . (7) قوله: «لي» سقط من (ك) . الحديث: 2594 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 365 فَقَالَ أَبِي: رَوَى هَكَذَا هَذَا الحديثَ (1) أَبُو مُسْهِر، ومحمَّد بْنُ عائذ! وحدَّثنا (2) أَبُو هَارُونَ البَكَّاء (3) - بقَزْوِين - عَنْ صَدَقَة، عَنْ وَحْشِيِّ بْنِ حَرْبٍ، عن أبيه: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (4) ؛ لَمْ يَقُلْ: «عَنْ جدِّه» . قلتُ: فالصَّحيحُ (5) ما رواه أبو هارون؟   (1) في (ك) : «هذا الحديث هكذا» . (2) قوله: «وحدثنا» مكانه في (ت) و (ك) : «أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: حَدَّثَنَا» ، والمثبت من بقية النسخ، والصواب أنَّ القائل: «حَدَّثَنَا أَبُو هَارُونَ البكَّاء بِقَزْوِينَ» هو أبو حاتم، وليس ابنه أبا محمد، ويَدُلُّ على ذلك أمورٌ: الأول: أنَّ أبا هارون شيخ لأبي حاتم؛ ففي ترجمة أبي هارون من "الجرح والتعديل" (8/160) لم يذكُر ابنُ أبي حاتم أنَّه روى عنه، لكنَّه ذكَرَ أن أباه سمع منه بقزوين، وهذا الحديث فيه التصريح بأن أبا هارون حدَّث به بقزوين، وقد روى عنه أبو حاتم صراحةً في المسألة رقم (1441) ، وكذلك في "تفسير ابن أبي حاتم" (1/39) . والثاني: ما صرَّحت به بقية النسخ، أن القائل: «وحدثنا أبو هارون البكَّاء بقزوين» هو أبو حاتم، وهو ما أثبتناه. والثالث: سياق المسألة؛ فإن أبا حاتم شرع في ذكر الرواية التي خالفت رواية أبي مسهر، ومحمد بن عائذ للحديث، وهي رواية أبي هارون البكاء سمعها هو منه بقزوين، على أن أبا حاتم - في آخر المسألة - توقَّف ولم يرجح أيًّا من الروايتين على الأخرى! (3) هو: موسى بن محمد. (4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب، وهو جارٍ على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) في (أ) و (ش) : «الصحيح» ، وفي (ت) و (ك) : «والصحيح» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 366 قَالَ: ما أدري ما أقولُ لَكَ، قَدْ ذاكَرتُ بِهِ أَبَا زُرْعَةَ فبَقِيَ (1) ، وَقَدْ رَأَيْنَا ذَاكَ (2) ، وَأَبُو هَارُونَ مَحَلُّهُ عِنْدِي الصِّدقُ. 2595- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ الحسَنُ بنُ عَرَفَة (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمَّد الْمَدَنِيُّ، عَن الزُّهري، عَنْ عُروَة، عَن عائِشَة؛ قَالَتْ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) فِي مَرضِه الَّذِي ماتَ فِيهِ: سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّوَارِعَ الَّتِي فِي المَسْجِدِ، إِلاَّ بَابَ أَبِي بَكْرٍ؛ فَإِنِّي لا أَعْلَمُ رَجُلاً فِي (4) الصَّحَابَةِ أَحْسَنَ يَدًا مِنْ أَبِي بَكْرٍ؟   (1) أي: وبقي ساكتًا حائرًا. انظر التعليق على المسألة رقم (1902) . (2) يعني: محمد بن عائذ فيما يظهر. (3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/225) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص 99) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/254) . وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3678) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على الفضائل" (33) من طريق إسحاق بن راشد، وابن أبي عاصم في "السنة" (1242) من طريق سليمان بن أبي داود الجزري، وأبو يعلى في "مسنده" (4678) ، والدولابي في "الكنى" (858) ، وابن حبان في "صحيحه" (6857) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/332) من طريق معمر، والطبراني في "الأوسط" (2/129-130 و306 و1474 و2056) ، والقطيعي في "زوائده على الفضائل" (567) من طريق عبد الحميد بن جعفر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/255) من طريق عثمان ابن عبد الرحمن السعدي، جميعهم عن الزهري، به. وأخرجه الدارمي في "مسنده" (81) من طريق محمد ابن كعب، والقطيعي في "زوائده على الفضائل" (512) من طريق أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/253 و256) من طريق محمد بن جعفر، ثلاثتهم عن عروة، به. (4) في (أ) و (ش) : «من» . الحديث: 2595 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 367 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خطأٌ؛ إِنَّمَا يُروى عَنِ الزُّهري (1) ، عَنِ أيُّوب بْنِ بَشِير: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، وإبراهيمُ هَذَا الَّذِي رَوَى هَذَا (2) الحديثَ لا أعرفُه (3) .   (1) سيأتي تخريج روايته على هذا الوجه في المسألة رقم (2615) . (2) قوله: «روى هذا» مكرر في (ك) . (3) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/131) : «إبراهيم بن محمد المدني روى عن الزهري، روى عنه الحسن بن عرفة. سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه، والحديث الذي رواه عن الزهري خطأ» . وقال العراقي في "ذيل الميزان" (ص 78) : «قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا أعرفه، والحديث الذي رواه خطأ، قلت [أي العراقي] : وهو غير إبراهيم ابن محمد بن عبد العزيز الزهري المدني المذكور في "الميزان"، ذاك يروي عن أبيه عن الزهري، وقد فرَّق بينهما ابن أبي حاتم وغيره، ولا أعرف أحدًا جمع بينهما وإنما نبَّهت على ذلك لئلا يُظَن أنه هو، ولكن الظاهر أن صاحب هذه الترجمة هو: إبراهيم بن محمد ابن أبي يحيى شيخ الشافعي، فإنه روى عن الزهري، وآخرُ من حدث عنه الحسن بن عرفة، ولكن قد فرق بينهما ابن أبي حاتم، فلهذا ذكرته، وإن كان ابن أبي يحيى مذكورًا في الميزان» . وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (1/203/تحقيق غنيم) بعد أن ذكر كلام العراقي: «قلت: وتبع أبا حاتم صاحب "الحافل"، ويجوز أن يكون إبراهيم بن محمد ابن عبد العزيز الزهري الذي مضت ترجمته» . وأخرج ابن عدي هذا الحديث كما تقدم في ترجمة إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي يحيى الأسلمي. ومتن هذا الحديث صحيح من غير هذا الطريق، فقد أخرجه الإمام أحمد (1/270 رقم 2432) ، والبخاري في "صحيحه" (467) من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله (ص) فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، عاصبٌ رأسه بخرقة، فقعد عَلَى الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، ثم قال: «إنه ليس من الناس أحدٌ أمنَّ علي بنفسه وماله مِنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي قُحافة، ولو كنت مُتَّخِذًا من الناس خليلاً لاتّخذت أبا بكر خليلاً، ولكن خُلّة الإسلام أفضل، سُدّوا عني كلَّ خَوْخَة في هذا المسجد، غير خوخة أبي بكر» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/18 رقم 11134 و11135 و11136) ، والبخاري في "صحيحه" (466 و3654 و3904) ، ومسلم (2382) من حديث أبي سعيد الخدري. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 368 2596 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ (2) عَنْ حديثٍ رواه سُلَيمان بن عبد الرحمن بْنِ شُرَحْبيل (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدي؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو جَمْرَة (4) الضُّبَعي، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ الله (ص) أربعُ مِئَةٍ مِنْ دَوْس، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ: مَرْحَبًا بِالأَزْدِ! أَحْسَنِ النَّاسِ وُجُوهًا، وأَسْمَعِها لِقَاءً، وأَطْيَبِهِ أَفْوَاهًا (5) ، وأَعْظَمِهِمْ   (1) في هامش النسخة (أ) حاشية غير واضحة. (2) في (ف) : «أبو زرعة» . (3) هو: سليمان بن عبد الرحمن ابن ابنة شرحبيل، وانظر التعليق على المسألة المتقدمة برقم (1186) . وروايته للقسم الأول أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/171-172 رقم 12948) ، وفي "الأوسط" (6809) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2290) من طريق محمد بن المصفى، والعقيلي في "الضعفاء" (3/174) من طريق داود بن راشد، وابن عدي في "الكامل" (5/30) من طريق عمرو بن عثمان، والحاكم في "المستدرك" (2/106) من طريق إسماعيل بن عبد الله، جميعهم عن عمر بن صالح، به. وروايته للمتن الثاني أخرجها الطبراني في "الكبير" (12/170 رقم 12947) ، وفي "الأوسط" (6808) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2290) من طريق محمد بن المصفى، عن عمر بن صالح، به. قال الطبراني في "الأوسط": «لم يرو هذين الحديثين عن أبي جمرة إلا عمر بن صالح» . (4) المثبت من (ت) ، وفي بقية النسخ: «حمزة» ، وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (29/362) . وهو: نصر ابن عمران. (5) كذا في جميع النسخ، ومثله في الموضع المذكور من "الآحاد والمثاني" و"مستدرك الحاكم"، والجادَّة هنا أن يقال: «وأطيَبهُم أفواهًا» كما في قوله: «وأعظمهم أمانة» ، ومثلُهُ في بقية مصادر التخريج، أو يقال: «وأطيَبها أفواهًا» كما في قوله قبل: «وأسمعها لقاءً» ، لكن يخرَّج ما في النسخ والمصدرين المذكورين على وجهين: الأول: أن الضمير مذكَّر، والتقدير: وأطيب البَشَر أو الخَلْق، أو مَن ذُكِرَ؛ وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنث؛ انظر التعليق على المسألة رقم (270) . والثاني: أن الضمير مؤنَّث، والأصل «وأَطيَبَها» ، ثم حذفت الألف من «ها» ، ونقلت فتحة الهاء إلى الباء قبلها، على لغة طيِّئ ولخم. انظر التعليق على المسألة رقم (235) . الحديث: 2596 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 369 أَمَانَةً، شِعَارُ إِخْوَتِي: يَا مَبْرُورُ (1) . وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: قَالَ: كتبَ رسولُ الله (ص) إِلَى حَيٍّ مِنَ الْعَرَبِ يدعوهُم إِلَى الإِسْلامِ، فَلَمْ يَقبَلوا الكتابَ، فرجعوا إلى رسول الله (ص) فأخبَرُوه، فقال لنا: أَمَا (2) إِنِّي لَوْ بَعَثْتُ بِهِ إِلَى قَوْمٍ بِشَطِّ عُمَانَ مِنْ أَزْدِ شَنُوءَة وأَسْلَمَ، [لَقَبِلُوهُ] (3) . وبُعِثَ إلى رسول الله (ص) بهَديَّة، فَقُدِّمَتْ وَقَدْ قُبِضَ رسولُ الله (ص) ، فجعَلَ أَبُو بَكْرٍ (4) الهديَّة مَوْرِثًا، فقسَمها بَيْنَ فاطمةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) وَبَيْنَ الْعَبَّاسِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هذَينِ الحديثَينِ منكَران (5) .   (1) جاء عند العقيلي وابن عدي والحاكم في الموضع السابق: «شعاركم: يا مبرور» ، وعند ابن أبي عاصم: «شعاركم: يا مبرون» . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «إنما» . (3) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، واستدركناه من مصادر التخريج. (4) في (أ) و (ش) : «أبي بكر» . (5) في (ك) : «منكرين» ، والمثبت من بقية النسخ، والجادَّة: «هذان الحديثان منكران» ، ولما وقع في النسخ توجيهات في العربية. انظر تعليقنا على المسألة رقم (25) و (759) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 370 وَبِهَذَا الإِسْنَادِ قَالَ: وَفَدَ عَلَى رسول الله (ص) بَعْدَ أُحُدٍ قومٌ مِنْ أَزْدٍ، فَقَالَ: أَنْتُمْ مِنِّي، وأَنَا مِنْكُمْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2597 - أَخْبَرَنَا أَبُو محمَّد قَالَ (1) : حدَّثنا (2) أَبُو زُرْعَةَ بحديثٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ سَبَلان (3) ، عَنْ فَرَج بْنِ فَضالَة، عَنْ محمَّد بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيدي، عَنِ الزُّهري، عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد (4) ، عَنِ النُّعمان   (1) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «وحدثنا» بالواو. (3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2833) . وأخرجه ابن شبَّة في "أخبار المدينة" (3/1066-1067) من طريق إسحاق بن إدريس، عن فرج، به. وقرن في إسناده مع الزهري: «معاوية بن صالح» ، وجاء في إسناده أيضًا: «القاسم بن عبد الرحمن» بدل: «القاسم بن محمد» . وأخرجه ابن شبَّة أيضًا (3/1067) من طريق عمرو بن [عون] ، عَنْ فَرَجِ بْنِ فَضَالَةَ، عَنْ معاوية بن صالح، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن النعمان، به. وقد اختلف على معاوية بن صالح كما سيأتي في التعليق آخر المسألة. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/75 رقم 24466) ، وابن شبَّة (3/1069) ، والحاكم في "المستدرك" (3/99-100) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/281 و282) من طريق موسى بن داود، عن فرج، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيِّ، عَن الزُّهْرِيّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَن عائشة، به. ولم يذكر ابن شبَّة في إسناده: «الزهري» . وأخرجه ابن شبَّة (3/1067) من طريق عمرو بن [عون] ، عن فرج، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عائشة، به. ولم يذكر في إسناده: «عروة» . (4) من قوله: «بن الوليد الزبيدي ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 2597 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 371 بْنِ بَشِير، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: قال رسولُ الله (ص) : لَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَحَدٌ يُحَدِّثُنَا! ، قلتُ: أَفَلا أبعثُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ؟ فسكتَ عَنِّي، ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ عِنْدَنَا أَحَدٌ يُحَدِّثُنَا! ، قلتُ: أَفَلا أبعثُ إِلَى عُمَرَ؟ فسكتَ عَنِّي، فَدَعَا وَصِيفًا (1) لَهُ فَسارَّهُ، فَإِذَا هُوَ بِعُثْمَانَ يَسْتَأْذِنُ، فأَذِن لَهُ، فأَكَبَّ عَلَى رَسُولِ الله (ص) ، وأَكَبَّ رسولُ الله (ص) ، فجعَلا يَتَسَارَّانِ (2) ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا يَقُولانِ، فلمَّا رفعَ رأسَه ووَلَّى؛ ناداه النبيُّ (ص) فَقَالَ: يَا عُثْمَانُ، عَسَى اللهُ أَنْ يُقَمِّصَكَ قَمِيصًا مِنْ بَعْدِي، فَإِنْ أَرَادَ (3) المُنَافِقُونَ عَلَى خَلْعِهِ فَلاَ تَخْلَعْهُ ثلاثَ مرَّات. قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ الزُّهري؛ إنما يرويه الفرج (4) ،   (1) الوَصِيفُ: هو العبدُ. انظر "النهاية" (5/191) . (2) في (ف) : «يستاران» ، وفي (ك) : «يتساوان» . (3) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «أرادك» . (4) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن ماجه في "سننه" (112) عنه، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ النعمان بن بشير، به. واختلف على ربيعة بن يزيد: فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/86-87 رقم 24566) ، وفي "فضائل الصحابة" (816) ، وابن = = شبَّة في "أخبار المدينة" (3/1069) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1179) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (1234) من طريق الوليد بن سليمان، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الله بن عامر، عن النعمان، به. ولم يذكر ابن شبَّة في إسناده: «ربيعة» . وأخرجه ابن شبَّة (3/1067-1069) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (53) ، والطبراني (1934) من طريق أسد بن موسى، والترمذي في "جامعه" (3705) من طريق الليث بن سعد، وابن أبي عاصم (1173) من طريق محمد بن جعفر، والطبراني (1934) ، والطحاوي (5311) من طريق عبد الله بن صالح، جميعهم عن معاوية ابن صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عن عبد الله بن عامر، عن النعمان، به. ولم يذكر الطحاوي في إسناده: «ربيعة» . واختُلف على معاوية بن صالح أيضًا: فأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32036 و37644) ، وابن أبي عاصم (1172) ، وابن حبان في "صحيحه" (6915) من طريق زيد بن الحبحاب، والإمام أحمد (6/149 رقم 25162) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، كلاهما عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن قيس، عن النعمان، به. وجاء في إسناد أحمد: «عبد الله بن أبي قيس» . وتقدم في التعليق في بداية المسألة وجه آخر من الخلاف على معاوية بن صالح. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/278) من طريق يزيد بن أيهم، عن النعمان، به. قال الدارقطني في "العلل" (5/19/ب-20/أ) : «يرويه ربيعة بن يزيد الدمشقي واختلف عنه فرواه الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السائب، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الله ابن عامر، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ عائشة، وتابعه [عبد الله بن] صالح كاتب الليث، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ربيعة بن يزيد، وخالفهما زيد بن الحباب العُكْلي رواه عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن قيس، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ عائشة، ورواه صفوان ابن عمرو، عن يزيد بن أيهم، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ عائشة، وقول الوليد بن سليمان ومن تابعه أصح» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 372 عَنْ رَبِيعَةَ (1) . 2598 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حسَّان بْنُ حسَّان (2) ، عن   (1) هو: ابن يزيد الدمشقي. (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (3/386) ، وفي "الأوسط" (786) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (10/3172-3173 رقم 17932) . وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/404) من طريق داود بن سليمان الجرجاني العطار، عن يحيى بن معين، به. وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/208) من طريق القاسم بن معن القيسي، عن إبراهيم التيمي، عن سعد [كذا] بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أبي أوفى. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2707) ، وفي "السنة" (1383) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (871 و1085 و1137) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/225) ، والطبراني في "الكبير" (5/220-221 رقم 5146) ، وابن عدي في "الكامل" (3/206-207) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (295) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (21/414) و (42/52) و (43/428) و (44/165-166) من طريق يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريش، زيد بن أبي أوفى. ولم يذكر عبد الله وابن عدي في إسناديهما: «رجل من قريش» . الحديث: 2598 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 373 إبراهيم بن بِشْر، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ القُرشي، عَنْ سَعِيدِ بْنِ شُرَحْبِيل، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أَوْفَى؛ قَالَ: خرَجَ عَلَيْنَا رسولُ الله (ص) فقال: أَيْنَ فُلاَنٌ؟ أَيْنَ فُلاَنٌ؟ أَيْنَ فُلاَنٌ (2) ؟ ،   (1) كذا في جميع النسخ، وكذا وقع في بعض المصادر، ومنها "التاريخ الكبير" للبخاري (3/386 رقم 1285) ، و"الأوسط" له أيضًا (1/358 رقم 786) ، وعلَّق عليه الشيخ عبد الرحمن المعلمي _ح في "التاريخ الكبير" بقوله: كذا! ومثله في كتاب ابن أبي حاتم في ترجمة إبراهيم، وقال عن أبيه: «هو مجهول، ويحيى مجهول» ، وكذلك هو في "الميزان"، و"اللسان" في ترجمة إبراهيم، ولكن ليحيى عندهما ترجمة قالا: «يحيى بن معن» ، وذكر ابن حجر في "الثقات": «يحيى بن معن» ؛ قال: «فيحتمل أن يكون هو» . أقول: وهو في نسختنا من الثقات: «يحيى ابن معن» ، وكأنه الصواب، وإنما وقع في بعض الكتب «معين» خطأ من النساخ؛ لاشتهار يحيى بن معين البغدادي الإمام، والله أعلم. اهـ. (2) في (ت) و (ك) : «أَيْنَ فُلانُ بْنُ فُلانِ بْنِ فلان» ، وكذا في (ش) ولكن بدون «بن فلان» الأخيرة، وفي (أ) : «أين فلان أين فلان» ، والمثبت من (ف) إلا أن ياء «أين» لم تنقط في (أ) ، ولا في الموضعين الأخيرين من (ف) ؛ فيحتمل ما أثبتناه، ويحتمل أن تكون بالباء «ابن» كما في (ت) و (ك) و (ش) لكنَّها كتبت بهمزة الوصل. = ... وأما في مصادر الحديث: فقد جاء على ألفاظ ثلاثة: الأول: «أين فلان؟» ؛ كما في "تاريخ دمشق" (21/414) . والثاني: «أين فلانُ بنُ فلانٍ؟» ؛ كما في الآحاد والمثاني" لابن أبي عاصم (2707) ، و"الثقات" لابن حبان (1/139) ، و"الكامل" لابن عدي (3/206-207) ، و"المعجم الكبير" للطبراني (5/220-221 رقم 5146) ، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (42/52) . والثالث: «أين فلانٌ؟ أين فلانٌ؟» ؛ كما في "زوائد عبد الله ابن الإمام أحمد على فضائل الصحابة" (1137) ، و"معجم الصحابة" لابن قانع (1/225) ، و"سير أعلام النبلاء" (1/141) . وفي "تاريخ بغداد" (9/404) بلفظ: «أين فلانٌ؟ وأين فلانٌ؟» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 374 فَمَا (1) زَالَ يتفقَّدُهم، ثُمَّ قَامَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنِّي (2) مُصْطَفٍي (3) مِنْكُمْ وَمُؤَاخٍي (4) بَيْنَكُمْ؛ قُمْ يَا أَبَا بَكْرٍ (5) ! ، فَآخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عُمَرَ ... ، فذكَرَ حديثَ الْمُؤَاخَاةِ، وفضائلَ كلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وفي (6) إسناده (7) مجهولينِ (8) (9) .   (1) في (ك) : «فلا» . (2) قوله: «إني» سقط من (ك) . (3) كذا في جميع النسخ: «مصطفي» ، والجادَّة: «مصطفٍ» بحذف الياء من الاسم المنقوص المنوَّن المرفوع، وكذلك المجرور. لكنَّ إثباتها جائزٌ في لغة لبعض العرب. انظر التعليق على المسألة رقم (146) . (4) في (ت) و (ك) : «ويؤاخي» ، والمثبت من بقية النسخ، وهو فصيح في العربية. انظر التعليق السابق. (5) في (ك) : «يابا بكر» . وانظر تخريج هذا في التعليق على المسألة رقم (1781) . (6) في (أ) و (ش) : «في» . (7) في (ك) : «إسناد» . (8) كذا في جميع النسخ بياء قبل النون، وكانت الجادة أن يقال: «وفي إسناده مجهولان» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على أن الياءَ غيرُ خالصة، وإنما هي ألف ممالة نحو الياء، فكتبت كذلك ياء، وسببُ إمالة الألف: وقوعُ الكسرة بعدها؛ وعلى ذلك فقوله: «مجهولان» : مبتدأ مؤخَّر، وخبره المقدم شبه الجملة. وانظر الكلام على الإمالة في التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . (9) قال البخاري في الموضع السابق من "التاريخ الأوسط": «وهذا إسناد مجهول لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض، ورواه بعضهم عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنِ النَّبِيِّ (ص) ولا أصل له» . وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (816) : «في إسناده ضعف» . وقال الذهبي في "السير" (1/141) : «منكر جدًّا» ، وقال (1/142) : «زيد لا يَعْرِفُ إِلا فِي هَذَا الحديث الموضوع» . ونقل ابن حجر في "الإصابة" (2872) عن ابن السكن أنه قال: «روي حديثه- يعني زيد بن أبي أوفى - من ثلاثة طرق ليس فيها ما يصح» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 375 2599 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَة، واختَلَفَ فِي الرِّوَايَةِ عَنْهُ سَعْدانُ بْنُ يَحْيَى، ومحمَّدُ بنُ بِشْر العَبْدِي: فَرَوَاهُ سَعْدانُ بْنُ يَحْيَى (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن (3) عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) : أنه نَزَل سبعون ألفً (4) مِنَ الْمَلائِكَةِ شَهِدُوا سَعدًا (5) ، مَا وَطِئوا (6) الأرضَ قبل ذلك.   (1) انظر المسألة رقم (971) و (2626) . (2) اسمه: سعيد، وسعدان لقبه، وروايته أخرجها هشام بن عمار في "حديثه" (8) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/429) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (36786) ، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1491) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعْدِ بْنِ إبراهيم قال: لما أُخرج سريرُ سعد ... فذكره. ولم يذكر في إسناده: عبد الرحمن بن عوف. (3) كذا في جميع النسخ، وكذا جاء في النسختين اللتين اعتمد عليهما محقق حديث هشام بن عمار. وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف لم يدرك جدَّه، فقد وُلد سعد بعد موت جدِّه عبد الرحمن بن عوف بأكثرَ من عشرين سنة. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) يعني: ابن معاذ ح. (6) في (ك) : «ما وطول» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ت) . الحديث: 2599 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 376 وَرَوَى محمَّد بْنُ بِشْر العَبْدِي (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنِ أَشْعَثَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) : هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ العَرْشُ (2) ، وفُتِحَ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ (3) ، وشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ المَلاَئِكَةِ، لَقَدْ (4) ضُمَّ ضَمَّةً، ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ. وَرَوَاهُ محمَّد بْنُ بِشْر، عَنْ عُبَيدالله (5) ، عَنْ نَافِعٍ؛ قَالَ: بلَغني أنَّ سَعْدَ بْنَ مُعاذ صلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألفَ مَلَكٍ، لَمْ يَذْكُرِ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ محمَّد بْن بِشْر. قلتُ: كَذَا رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ سعيد القَطَّان، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ؛ قَالَ: أُخْبِرتُ أَنَّهُ شَيَّعَ جِنَازَةَ سَعْدِ بن مُعاذ ... (6) .   (1) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (5/351 رقم843) ، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1490) . (2) في (أ) و (ش) : «عرش الرحمن» ، وكذا كان في (ف) ، ثم ضُرب عليها، وصُوِّبت في الهامش: «العرش» ، وكُتب فوقها: «صح» . (3) كذا، والجادَّة: «وفُتِحَتْ له أبوابُ السَّماءِ» ، لكنَّ ما في النسخ جائزٌ أيضًا وإن كان مرجوحًا، لأنَّ «أبواب السماء» جمع تكسير. انظر تعليقنا على المسألة رقم (224) . (4) في (أ) و (ش) : «ولقد» . (5) هو: ابن عمر العُمَري. (6) كذا السؤالُ في جميع النسخ! فإن سلم من السقط أو التصحيف؛ فيكون متضمِّنًا الكلام على طريقين لهذا الحديث، وهما: طريق مُحَمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، وطريق عبيد الله بن عمر العُمَري، وكلاهما اشترك محمد بن بشر العبدي في روايته: أما طريق محمد بن عمرو: فذكر اختلافَ سَعْدَانُ بْنُ يَحْيَى وَمُحَمَّدُ بْنُ بشر في روايتها، وأخرج ابن أبي شيبة في "المصنف" (36786) قصَّة موت سعد بن معاذ ح من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وعن أشعث بن إسحاق مرسلاً، ليس فيه ذكرٌ لسعد بن أبي وقَّاص. وهناك اختلافٌ آخرُ على محمد بن عمرو ومحمد بن بشر، لم يذكره أبو زرعة ولا ابن أبي حاتم هنا، وذكره الخطيب في "الفصل للوصل" (1/434-443) . فقد أخرج الإمام أحمد في "المسند" (3/327 رقم 14505) هذا الحديث من طريق محمد بن بشر، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنِ يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي ويحيى بن سعيد الأنصاري، كلاهما عن معاذ بن رفاعة الزُّرَقي، عن جابر بن عبد الله ذ، به. وانظر باقي الاختلاف في طريق محمد بن عمرو في الموضع السابق من "الفصل للوصل" للخطيب البغدادي. وأما طريق عبيد الله بن عمر: فقد ذكر ابن أبي حاتم أن محمد بن بشر ويحيى بن سعيد القطان رَوَياه عن عبيد الله، عن نافع مرسلاً. وتابعهما أيضًا عبد الله بن نمير عند ابن سعد في "الطبقات" (1/430) ، فرواه عن عبيد الله بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: بلغني ... ، فذكره. وخالفهم عبد الله بن إدريس، فرواه عن عبيد الله ابن عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن رسول الله (ص) ، به. أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/430) ، والنسائي في "سننه" (2055) . وقد ذكر الزيلعي في "نصب الراية" (2/287) طريق عبد الله بن إدريس هذه، ثم قال: «وهذا - أي: حديث ابن عمر - ذكره ابن أبي حاتم في "علله"، وذكر في سنده اختلافًا، ولم يضعِّفه، ولا جعله منكرًا» . اهـ. والكلامُ في هذه المسألة يتعلَّق بحديث عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر. وأما اهتزازُ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فمخرَّج في "الصحيحين"، فقد أخرجه البخاري (3803) ، ومسلم (2466) من حديث جابر، وأخرجه مسلم (2467) من حديث أنس بن مالك. وانظر المسألة المتقدمة برقم (971) ، والآتية برقم (2626) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 377 2600 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (1) ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ، عَنْ مُجَالِدٍ (2) ، عَنِ الشَّعبي (3) ؛ قَالَ: حدَّثني مَعْمَر (4) ؛ قَالَ: قَدِمتُ عَلَى رَسُول اللَّهِ (ص) فسمعتُه يقول: انْظُرُوا   (1) في "مسنده" (1281) . ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/100) . (2) في (ك) : «مخالد» . ومجالد هو: ابن سعيد. (3) هو: عامر بن شراحبيل. (4) هو: معمر بن عبد الله بن نافع العدوي، صحابي معروف، وهذا ليس من حديثه. الحديث: 2600 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 378 قُرَيْشًا، واسْمَعُوا قَوْلَهُمْ، ودَعُوا فِعْلَهُمْ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا غَلطٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: الشَّعبي (1) ، عَنْ عَامِرِ بن شَهْر (2) ، عن النبيِّ (ص) .   (1) رواه عن الشعبي بهذا الوجه مجالد بن سعيد، وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/260 رقم 18285) عن ابن عيينة، وابن عدي في "الكامل" (3/177) عن الثوري، وأبو يعلى في "مسنده" = = (6864) عن أبي أسامة حماد بن أسامة، ثلاثتهم عن مجالد، عن عامر الشعبي، عن عامر بن شهر، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37706) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/237-238) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن مجالد، عن عامر الشعبي، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (3/346) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2416) ، وفي "السنة" (1543) . هكذا رواه محمد ابن بشر، عن إسماعيل، وخالفه غيره فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/428-429 رقم15536) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/238) عن محمد ابن مسلم الْمُؤَدِّبِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خالد ومجالد ابن سعيد، عن عامر الشعبي، به. وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4585) ، والضياء في "المختارة" (8/204) من طريق عبيد الله بن عمرو، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/140) من طريق محمد بن عبيد، كلاهما عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عن عامر الشعبي، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/260 رقم 18286) من طريق شريك، عن إسماعيل، عن عطاء، عن عامر بن شهر، به. هكذا بذكر عطاء بدل: عامر الشعبي. قال المزي في "تهذيب الكمال" في ترجمة عامر بن شهر: «روى عنه عامر الشعبي، ولم يروه عنه غيره» . وقال الضياء في "المختارة" (8/205) : «والمشهور حديث الشعبي، فإن كان شريك حفظه فيكون إسماعيل سمعه من الشعبي ومن عطاء، والله أعلم» . وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5168) من طريق بيان بن بشر، عن عامر الشعبي، به. (2) في (ك) : «شهد» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 379 2601 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الوليد ابن مسلم (1) ، عن سعيد بن عبد العزيز، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَة بْنِ [حَلْبَس] (2) ، عن عبد الرحمن ابن عَمِيْرَة الأَزْدي (3) : أَنَّهُ سَمِعَ رسولَ الله (ص) يقولُ - وذكر   (1) اختلف على الوليد بن مسلم؛ فروايته على هذا الوجه أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (311 و2198) من طريق علي بن سهل الرملي، عنه، به. ووقع عنده: عبد الرحمن بن عمير، بدل: عبد الرحمن بن عميرة. وأخرجها الخلال في "السنة" (699) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/146) ، والطبراني في "الأوسط" (1/205 رقم 656) من طريق زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ، عَنْ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بن عبد العزيز، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عميرة، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/216 رقم 17895) من طريق علي بن بحر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/61-62) و (59/81) من طريق هشام بن عمار وصفوان بن صالح، ثلاثتهم عن الوليد ابن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عميرة، به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (2199) من طريق خالد بن يزيد بن صبيح، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن عميرة، به. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (7/327-328) ، والترمذي في "جامعه" (3843) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/84-85) من طريق عمرو بن واقد، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ أبي إدريس الخولاني، عن عمير بن سعد، عن النبي (ص) . ولم يذكر ابن عساكر في إسناده: أبا إدريس الخولاني. قال الترمذي: «هذا حديث غريب» قال: «وعمرو بن واقد يضعَّف» . وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/85) من طريق مدرك بن أبي سعد، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ النبي (ص) . (2) لم تنقط في (ش) ، وفي (أ) و (ت) و (ف) : «حليس» ، وفي (ك) : «حيس» ، وانظر "الجرح والتعديل" (9/246 رقم1036) ، و"تهذيب الكمال" (32/544) . (3) قال المزِّي في "تهذيب الكمال" (17/321) : «عبد الرحمن بن أبي عميرة المُزني، ويقال الأَزْدي، البَرْقي، وهذا وهم؛ لأنه مُزني وليس بأزدي، وهو أخو محمد بن أبي عَميرة، له صحبة، سكن حِمْص» . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (5/240) ، و (7/326-327) . الحديث: 2601 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 380 معاويةَ - فَقَالَ: اللَّهُمَّ، اجْعَلْهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، وَاهْدِ بِهِ (1) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى مَرْوَانُ (2) ، وَأَبُو مُسْهِر (3) ، عَنْ سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة ابن يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمِيرَة، عن معاوية؛ قال   (1) في (ك) : «واهديه» . (2) هو: ابن محمد الطَّاطَري الدمشقي. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (7/327) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1129) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/343) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/180) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/80 و81) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (17/321) من طريق مروان بْنِ مُحَمَّدٍ، = = عَنْ سَعِيدِ بْنِ عبد العزيز، عن ربيعة، عن عبد الرحمن ابن أبي عميرة، عن النبي (ص) . ولم يذكر في إسناده معاوية، ولم نجد من رواه من طريق عبد الرحمن بن أبي عميرة عن معاوية. وجاء في أحد أسانيد ابن عساكر بين ربيعة وعبد الرحمن زيادة: أبي إدريس. (3) هو: عبد الأعلى بن مُسْهِر. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/240) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (3842) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1129) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (334) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (2778) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (1/207-208) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1/275-276 رقم 442) . وليس في أسانيدهم ذكر لمعاوية إنما رووه عن عبد الرحمن، عن النبي (ص) . قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب» . وأخرجه الخلال في "السنة" (697) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/146) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/83) من طريق عمر بن عبد الواحد، وابن عساكر أيضًا من طريق محمد بن سليمان، كلاهما عن سعيد بن عبد العزيز، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عميرة، عن النبي (ص) . وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/84) من طريق الهلب بن عثمان، عن سعيد بن عبد العزيز، عن عبد الرحمن، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 381 لي النبيُّ (ص) ... . قلتُ لأَبِي: فَهُوَ ابنُ أَبِي عَمِيرَة أَوِ ابنُ عَمِيرَة؟ قَالَ: لا؛ إِنَّمَا هُوَ ابنُ أَبِي عَمِيرَة. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: غَلِطَ الوليدُ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: ابنُ أَبِي عَمِيرَة، ولم يسمعْهُ من النبيِّ (ص) ؛ هذا (1) الحديثَ (2) .   (1) اسم الإشارة «هذا» بدلٌ من ضمير النصب في «يسمعه» . (2) ذكر الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (8/37-38) الحديث من طريق أبي مُسْهر، ثم ذكره من طريق الوليد ابن مسلم، عن سعيد بن عبد العزيز، ثم قال: «فهذه عِلَّة الحديث قَبْلَه» . وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (6/66-67) : «عبد الرحمن بن أبي عميرة - وقال الوليد بن مسلم: عبد الرحمن بن عمرة، أو عميرة - المزني، وقيل: عبد الرحمن بن أبي عمير المزني، وقيل: عبد الرحمن بن عمير أو عميرة القرشي، حديثه مُضطرب لا يثبت في الصَّحابة، وهو شامي، رُوي عن ربيعة بن يزيد عنه أنه سمع رسول الله (ص) يقول - وذكر معاوية -: " اللَّهم اجعَلْه هاديًا مهديًّا، واهده، واهدِ به "، ومنهم من يوقف حديثه هذا ولا يرفعه، ولا يصحُّ مرفوعًا عندهم، وروى عنه أيضًا القاسم أبو عبد الرحمن مرفوعًا: "لا عدوى، ولا هام، ولا صفر"، وروى عنه علي بن زيد مرسلاً، عن النبيِّ (ص) في فضل قريش، وحديثه منقطع الإسناد مرسل، لا تثبتُ أحاديثه، ولا تصحُّ صحبته» . اهـ. وتعقَّبه ابن حجر في "الإصابة" (6/309) - بعد أن ذكر له عدة أحاديث عن النبيِّ (ص) - بقوله: «وهذه الأحاديث وإن كان لا يخلو إسنادٌ منها من مقال، فمجموعُها يُثبت لعبد الرحمن الصُّحبة، فعَجَبٌ من قول ابن عبد البر: حديثُه منقطع الإسناد مرسل، لا تثبُت أحاديثه، ولا تصحُّ صحبته، وتعقبه ابن فتحون وقال: لا أدري ما هذا؟ فقد رَوَاهُ مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّاطَري وأبو مسهر، كلاهما عن ربيعة بن يزيد: أنه سمع عبد الرحمن بن أبي عميرة: أنه سمع رسول الله (ص) يقول. قلت: قد ذكر من أخرج الروايتين، وفات ابن فتحون أن يقول: هَبْ أن هذا الحديث الذي أشار إليه ابن عبد البر ظهرت له فيه عِلَّة الانقطاع، فما يصنعُ في بقية الأحاديث المصرحة بسماعه من النبي (ص) ؟ فما الذي يصحِّح الصحبة زائدًا على هذا؟! مع أنه ليست للحديث الأول عِلَّة إلا الاضطراب، فإن رواته ثقات؛ فقد رواه الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد، عن سعيد بن عبد العزيز فخالفا أبا مسهر في شيخه؛ قالا: عن سعيد، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عميرة، أخرجه ابن شاهين من طريق محمود بن خالد عنهما، وكذا أخرجه ابن قانع من طريق زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقَاءِ عَنْ الوليد بن مسلم» . اهـ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 382 2602 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ محمَّد - مِنْ وَلَدِ سَالِمٍ -، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَمْزَةَ، عَنْ مَعْن بْنِ عِيسَى، عَنْ ابْنِ أخي الزُّهري (1) ، عَنِ الزُّهري، عَن أَبان بْن عُثْمَانَ، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَبْغَضَ قُرَيْشًا أَبْغَضَهُ اللهُ، ومَنْ أَحَبَّ قُرَيْشًا أَحَبَّهُ اللهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ ليس له أصلٌ؛ الزُّهريُّ عَنْ أَبان (2) بْنِ عُثْمَانَ: لا يَجِيءُ (3) (4) . 2603 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الثَّوري، وجماعة (6) ،   (1) هو: محمد بن عبد الله بن مسلم. (2) قوله: «أبان» ليس في (أ) و (ش) . (3) في (أ) و (ش) : «لا يجوز» . (4) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (277) ، وذكر رواية ابن أخي الزهري هذه، ثم قال: «ولا يصحُّ عن الزهري» ، وذكر رواية عُبَيدالله بن محمد العَيْشي، عن أبيه محمد بن حفص، عن عُبَيدالله بن عمرو بن موسى التيمي، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عمرو بن عثمان، عن عثمان ح، ثم قال: وضبط إسناده» . اهـ. (5) ستأتي هذه المسألة برقم (2621) . (6) منهم: وكيع، وشيبان، ويعلى بن عبيد، وعيسى بن يونس: أما رواية وكيع: فأخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32400) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/426 رقم 19820) ، والترمذي في "جامعه" (2221 و2302) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1472) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (7229) ، والطبراني في "الكبير" (18/235 رقم585) . وأما رواية شيبان: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (18/234 رقم584) . وأما رواية يعلى بن عبيد: فأخرجها الطبراني في "الكبير" (18/235 رقم586) ، والحاكم في "المستدرك" (3/471) . وأما رواية عيسى بن يونس: فأخرجها الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2465) . وسيأتي في المسألة رقم (2621) من طريق عبد الله بْنُ دَاوُدَ الخُريبي، عَنِ الأَعْمَشِ، به. الحديث: 2602 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 383 عن الأعمَش، عن هلال ابن يِساف، عَنْ عِمران بْنِ حُصَين، عن النبيِّ (ص) : خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ... الْحَدِيثَ (1) ؟ فَقَالَ أَبِي: رَوَاهُ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِك، عَنْ هِلالٍ، عَنْ عِمران، عن النبيِّ (ص) ؛ وهو الصَّحيح (3) .   (1) وتمامه: «ثُمَّ الذينَ يلونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلونَهُم، ثم يأتي من بعدِهم قومٌ يتسَمَّنون ويحبُّون السِّمَن، يُعطُون الشَّهادة قبل أن يُسْألوها» . (2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1470) ، والطبراني في "الكبير" (18/234 رقم583) ، والخطيب في "الكفاية" (ص 47) . وأخرجه الترمذي في "جامعه" (2221 و2302) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1471) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (17/299) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ الأَعْمَشِ، عن علي بن مُدْرِك، به. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6030) ، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (17/299-300) من طريق شعبة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ هلال بن يساف، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ، به. (3) قال الترمذي عقب الرواية (2221) : «هكذا روى محمد ابن فضيل هذا الحديثَ: عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مدرك، عن هلال بن يساف، وروى غيرُ واحد من الحفَّاظ هذا الحديثَ عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يساف، ولم يذكروا فيه عليَّ بن مدرك ... » ، ثم قال عقب الرواية التالية من طريق وكيع عن الأعمش؛ التي فيها تصريح الأعمش بالسَّماع من هلال: «وهذا أصحُّ عندي من حديث محمد بن فضيل، وقد رُوي من غير وجه عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين، عَنِ النبيِّ (ص) » ، وقال عقب الرواية (2302) : «وهذا حديثٌ غريبٌ من حديث الأَعْمَشِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدرك، وأصحابُ الأعمش إنما رَوَوا عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ» . وأما ابن عبد البر فقد وافق أبا حاتم في إعلال هذا الحديث؛ قال في "التمهيد" (17/298-299) : «أدخل ابن فضيل بين الأعمش وبين هلال في هذا الحديث: علي بن مُدرك، وتابعه على ذلك عبد الله بن إدريس ومنصور بن أبي الأسود، وهو الصَّواب، وهذا - عندي والله أعلم - إنما جاء من قبل الأعمش؛ لأنه كان يدلِّس أحيانًا، وقد يمكن أن يكونَ من قبل حفظ وكيع لذلك، وإن كان حافظًا، أو من قبل أبي خيثمة؛ لأن فيه: " حدثنا هلال بن يساف "، وليس بشيء، وإنما الحديث للأعمش، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُدرك، عَنْ هلال، والله أعلم» . وقد أطال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (5/259-260) في ردِّ كلام ابن عبد البر، فانظره إن شئت. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 384 2604 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن وَهْب (1) ، عن عبد الله بْنُ السَّمْح، عَنْ عُمَرَ بْنِ صُبْحٍ، عَنْ مُقاتِل (2) ، عَنِ الضَّحَّاك (3) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالَ: سمَّى رسولُ الله (ص) أَبَا بَكْرٍ: الصِّدِّيقَ، وعمرَ: الفاروقَ، وحمزةَ: أسدَ الله، وخالدً (4) : سيفَ اللَّهِ، وَأَبَا الحَكَم: أَبَا جَهْل بْنَ هِشَامٍ، وَأَبَا عَامِرِ (5) بْنَ النُّعمان: الراهبَ الفاسقَ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) هُوَ: عبد الله. (2) هو: ابن حَيَّان. (3) هو: ابن مزاحم. (4) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) في (ك) : «عمر» . الحديث: 2604 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 385 2605 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه معاوية بن عبد الله الزُّبَيري، عَنْ عائِشَة بِنْتِ الزُّبَير بْنِ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ عَطاء بْنِ يَسار، عَنِ السَّائب بْنِ خَلاَّد، عن رسول الله (ص) أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ، مَنْ ظَلَمَ أَهْلَ المَدِينَةِ وأَخَافَهُمْ؛ فَأَخِفْهُ، وعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: وَرَوَى هَذَا الحديثَ اللَّيثُ بنُ سَعْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَة، عَنْ عَطاء بْنِ يَسَار، عَنِ عُبادَة ابن الصَّامت (3) ، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما الصَّحيح؟ قَالَ: حديثُ عائِشَة بِنْتِ الزُّبَير أصحُّ؛ لأنَّ الناسَ قَدْ رَوَوه عَنِ السَّائب بْنِ خَلاَّد. قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: مَا حالُ مُعَاوِيَةَ بن عبد الله هَذَا؟ قَالَ: لا بأسَ بِهِ، كَتَبنا عَنْهُ بِالْبَصْرَةِ، أخرَجَ إِلَيْنَا جُزُؤً (4) عن   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (787) . (2) في (أ) و (ش) : «فقال» . (3) في (ف) : «الصلت» . (4) في (ش) : «جزء» ، والمثبت من بقية النسخ، و «جُزُؤ» بضم الزاي لغة في «جُزْءٍ» بسكونها، ويختلف رسم الهمزة تبعًا لحركة الزاي، وضم الزاي لغة الحجازيين، وإسكانها لغة تميم وأسد، وبهما قرئ القرآن، في نحو قوله تعالى: [البَقَرَة: 260] {اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا} انظر "معجم القراءات" (1/378) . و «جزؤ» هنا مفعولٌ به، ورسم في جميع النسخ دون ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 2605 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 386 عائِشَة، فانتخبتُ (1) مِنْهُ أحاديثَ [غَرائِبَ] (2) ، وتركتُ الْمَشَاهِيرَ. قلتُ: مَا حالُ عائِشَة؛ هَلْ رَوَى عَنْهَا أحدٌ سِوَى مُعَاوِيَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ؛ حدَّثنا عَنْهَا (3) المدنيُّون. 2606 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُثْمَانُ بْنُ صالِح؛ قال: نا (4) ابْنُ لَهِيعَة؛ قَالَ: حدَّثني يَزِيدُ بن أبي حَبيب، عن عبد الله ابن الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ الزُّبَيدي: قَالَ رسولُ الله (ص) : العِلْمُ فِي قُرَيْشٍ، والأَمَانَةُ فِي الأَنْصَارِ. قَالَ (5) : وحدَّثنا أَيْضًا ابنُ لَهِيعَة (6) مَرَّةً أُخرى: والأَمَانَةُ فِي الأَزْدِ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرويه ابنُ لَهِيعَة، عن موسى ابن وَرْدان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) في (ت) و (ك) : «وانتخبت» . (2) تصحَّف ما بين المعقوفين في جميع النسخ إلى: «عن أبيه» ، والتصويب من المسألة المتقدمة برقم (787) . (3) في (أ) : «عنه» ، وسقطت من (ش) . (4) كذا في (أ) و (ف) ، وفي (ت) و (ك) : «ثنا» ، وفي (ش) : «حدَّثنا» . (5) أي: عثمان بن صالح. (6) روايته على هذا الوجه أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6631) من طريق عمران بن هارون الرملي، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بن أبي حبيب، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الله بن الحارث إلا يزيد بن أبي حبيب، تفرَّد به ابن لهيعة» . الحديث: 2606 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 387 2607 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ بَكَّار (1) ، عَنْ سَعِيدِ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتادة، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ المُلْكَ فِي قُرَيْشٍ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 2608 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ سُلَيمان بْنِ أَبِي دَاوُدَ (2) ، عَنْ زُهَيْرِ ابن محمد، عن حسين بن عبد الله، عَنْ عِكرمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : يَا بَنِي هَاشِمٍ، إِنَّكُمْ سَيُصِيبُكُمْ (3) بَعْدِي جَفْوَةٌ، فَاسْتَعِينُوا عَلَيْهَا بِأَرِقَّاءِ (4) النَّاسِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وحسين هو: ابن عبد الله بن عُبَيدالله ابْنِ عبَّاس. 2609 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مَعْمَر (5) ، عَنِ الزُّهري،   (1) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميِّين" (2572) . (2) روايته أخرجها أبو عروبة الحراني في "حديثه" (40) ، ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (2/350) ، وأخرجها أيضًا الطبراني في "الأوسط" (1640) . (3) كذا في (ت) و (ش) و (ك) ، ولم تنقط في (أ) و (ف) . فتحتمل أن تكون بالتحتية أو الفوقية، وتأنيث الفعل هنا وتذكيره كلاهما جائزان، لكنَّ التأنيث أولى؛ لأنَّ الفاعل هنا - وهو «جفوة» - مؤنَّث غير حقيقي. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) . (4) في (ت) و (ك) : «بأربا» دون نقط. (5) هو: ابن راشد الصنعاني. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، لكن أخرج الحديثَ معمر في "جامعه" (2545) عن الزهري قال: أخبرني عبد الله بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ، عَنْ حارثة بن النعمان قَالَ: مررتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) ... فذكره. ومن طريق معمر أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/433 رقم 23677) ، وفي "فضائل الصحابة" (2/827 رقم 1508) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (446/المنتخب) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1961) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/186) ، والطبراني في "الكبير" (3/228 رقم 3226) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2/737 رقم 1963) . قال ابن حجر في "الإصابة" (2/190) : «إسناده صحيح» . الحديث: 2607 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 388 عن عبد الله بْنِ عَامِرٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أنَّ حارثةَ بْنَ النُّعْمَانِ مرَّ بالنبيِّ (ص) وَهُوَ يُناجي جِبْرِيلَ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: وَرَوَى الزُّبَيدي (1) ، فَقَالَ: عَنِ الزُّهري، عَنْ عَمْرَة بِنْتِ عبد الرحمن: أنَّ حَارِثَةَ مرَّ بِرَسُولِ اللَّهِ (ص) ... ، مُرسَلً (2) ، وَهُوَ الصَّحيح؛ الزُّبَيديُّ أحفظُ مِنْ مَعْمَر. فَقِيلَ لأَبِي: الزُّبَيديُّ أحفظُ مِنْ مَعْمَر؟! قَالَ: أَتْقَنُ مِنْ مَعْمَر فِي الزُّهري وحدَه؛ فَإِنَّهُ سَمِعَ مِنَ الزُّهري إِمْلاءً، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الرُّصافَة، فَسَمِعَ أَيْضًا مِنْهُ. 2610 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد بن عبد الجبَّار، عَنْ محمَّد بْنِ سُلَيمان، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي أُمامة، عن النبيِّ (ص) قال: نِعْمَ البَيْتُ: عَبْدُاللهِ، وأَبُو عَبْدِاللهِ، وأُمُّ عَبْدِاللهِ؟   (1) هو: محمد بن الوليد. قال ابن أبي عاصم في الموضع السابق: «ورواه الزبيدي وشعيب وابن أبي عتيق، عن الزهري، عن عمرة: أن حارثة بن النعمان ح مرَّ برسول الله (ص) وهو نجي جبريل _ج فذكر نحوه» . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . الحديث: 2610 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 389 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2611 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّهري (2) ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ وَدِيعَة بْنِ خِذامٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: الأَنْصَارُ أَعِفَّةٌ صُبُرٌ (4) ؟ وَعَنْ حديثٍ رواه الزُّهري (5) ، عَمَّن لا يَتَّهِمُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك:   (1) انظر المسألة رقم (2578) . (2) تقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2578) . (3) في (أ) و (ك) : «حذام» ، وفي (ش) : «حدام» . (4) ضبطها في (ف) : «صُبّر» (5) روايته أخرجها البيهقي في "الشعب" (6182) من طريق شعيب بن أبي حمزة، عنه، به. قال البيهقي: «وكذلك رواه عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ» . وأخرجه ابن المبارك في "مسنده" (ص 3-4) ، وفي "الزهد" (694) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أنس بن مالك، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (10699) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (754) . وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (20559) عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أخبرني أنس بن مالك، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في = = "المسند" (3/166 رقم 12697) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (1159) ، والبزار في "مسنده" (1985/كشف الأستار) ، والبيهقي في "الشعب" (6181) . قال البيهقي: «هكذا قال عبد الرزاق: عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أخبرني أنس. وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ فقال: عن الزهري، عن أنس» . وقال المزي في "تحفة الأشراف" (1/395) : «قال حمزة بن محمد الكناني الحافظ: لم يسمعه الزهري من أنس؛ رواه عن رجل، عن أنس؛ كذلك رواه عقيل وإسحاق بن راشد وغيرُ واحد، عن الزهري، وهو الصَّواب» . وقال ابن حجر في "النكت الظراف": «وذكر البيهقي في "الشعب": أن شعيبًا رواه عن الزهري، حدثني من لا أتَّهم عن أنس. ورواه معمر، عن الزهري، أخبرني أنس كذلك أخرجه أحمد عنه، ورُوِّيناه في مكارم الأخلاق، وفي عدة أمكنة عن عبد الرزاق. وقد أظهر أنه معلول» . الحديث: 2611 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 390 أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ (1) رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فطَلَعَ سعدٌ؟ وَعَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّهري (2) ، عَنِ السَّائب ابن يزيد؛ قال: ذُكِرَ عبد الله بْنُ شُريحٍ الحَضْرَمي عِنْدَ رَسُولِ الله (ص) فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ لا يَتَوَسَّدُ القُرْآنَ (3) ؟ فَقَالَ أَبِي: قَدْ تفرَّد الزُّهري بِرِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ وأحاديثَ معه.   (1) قوله: «عليكم» ليس في (أ) و (ش) . (2) روايته أخرجها عبد الله بن المبارك في "المسند" (60) ، وفي "الزهد" (426) عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الزُّهري، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ؛ أن شُريحً الحضرمي ذُكِر عند النبي (ص) فَقَالَ: «ذاكَ رَجُلٌ لا يَتوسَّدُ القُرآنَ» . كذا سمِّي في هذه الرواية: «شريح الحضرمي» . ومن طريق ابن المبارك أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (4/363) ، ويحيى بن معين في "الثاني من فوائده" (191) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/449 رقم 15724 و15725 و15726) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2422) ، والنسائي في "سننه" (1783) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2423) ، والطبراني في "الكبير" (7/148 رقم 6655) ، والبيهقي في "الشعب" (1851) من طريق النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهري، عَنِ السَّائب بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ذُكر مخرمة بْنُ شُريح الْحَضْرَمِيُّ عِنْدَ رَسُولِ الله (ص) ... ، فذكره. قال ابن حجر في "الإصابة" (5/70) في ترجمة شُريح الحضرمي: «جاء ذكره في حديث صحيح أخرجه النسائي من طريق الزُّهْرِيُّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ: أن شريحًا الحضرمي ذُكر عند النبي (ص) فقال له: " ذَاكَ رجلٌ لا يتوسَّد الْقُرْآنَ "، وهكذا قال أكثرُ أصحاب الزهري. وأخرجه البغوي والطبراني وابن منده وغيرهم، وقال النُعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عن السائب ذُكر مخرمة بن شريح وهو وهم منه» . (3) قال ابن الأثير: قوله: «لا يتوسَّد القرآن» يحتملُ أن يكونَ مَدحًا وذَمًّا، فالمدح معناه: أنه لا ينامُ الليلَ عن القرآن ولم يتهجَّد به، فيكون القرآن مُتَوسَّدًا معه، بل هو يداوم قراءتَه ويحافظُ عليها. والذمُّ معناه: لا يحفظُ من القرآن شيئًا ولا يديمُ قراءته، فإذا نام لم يتوَسَّدْ معه القرآن. وأراد بالتوسُّد: النَّوم. "النهاية" (5/183) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 391 2612 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابن الهادِ (1) ، عن إبراهيم   (1) هو: يزيد بن عبد الله. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32382) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1504) ، وفي "الآحاد والمثاني" (216) ، والشاشي في "مسنده" (125) ، والحاكم في "المستدرك" (4/74) ، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/907) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/171 رقم 1473) من طريق سعد بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه إبراهيم بن سعد، به. ورواه يعقوب بن إبراهيم واختُلف عليه: فأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/171 رقم 1473) ، والشاشي في "مسنده" (124) ، والحاكم في "معرفة علوم الحديث" (1/159) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يوسف بن الحكم، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3905) ، والبزار في "مسنده" (1175) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهري، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يوسف بن الحكم، عن محمد ابن سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، به. وأكثر الرواة تابعوا يعقوب بروايته على هذا الوجه، منهم: سليمان بن داود: وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/103) ، والترمذي في = = "جامعه" (3905) ، وأبو يعلى في "مسنده" (775) ، والشاشي (123) ، والحاكم في "المستدرك" (4/74) . قال الترمذي: «هذا حديث غريب من هذا الوجه» . ويعقوب بن حميد: وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (215) ، وفي "السنة" (1503) ، وتمام في "الفوائد" (1536/الروض البسام) . وعبد الله بن صالح: وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/401) ، والطبراني في "الأوسط" (3/295 رقم3200) . وإبراهيم بن حمزة: وروايته أخرجها الخطيب في "الفصل للوصل" (2/905-906) . وأخرج الإمام أحمد في "المسند" (1/183 رقم 1586) من طريق أبي كامل المظفَّر بن مُدرك، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ صالح بن كيسان، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بن الحكم، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، به. ثم قال (1587) : «وحدثنا أبو كامل مرة أخرى: حدثني صالح ابن كيسان، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن أبي سفيان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه سعد، به» . الحديث: 2612 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 392 بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسان، عَنِ الزُّهري، عَنْ محمَّد بْنِ (1) أَبِي سُفيان، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَبِي عَقيل (2) ، عَنْ سَعْدِ ابن أبي وقَّاص، عن النبيِّ (ص) : مَنْ (3) يُرِدْ هَوَانَ قُرَيْشٍ، أَهَانَهُ اللهُ؟ قَالَ أَبِي: يُخالَفُ فِي هَذَا الإِسْنَادِ (4) ، واضْطَرَبَ فِي هَذَا الحديث (5) .   (1) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» . (2) هو: يوسف بن الحكم بن أبي عقيل والد الحجَّاج بن يوسف، قال أبو زرعة: «يُوسُفَ بْنِ أَبِي عُقَيْلٍ عَنْ سعد: مرسل» . "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص234 رقم 873) . (3) في (ف) : «مر» بدل: «من» . (4) يعني: إبراهيم بن سعد فيما يظهر. (5) ذكر ابن المديني هذا الحديث في "العلل" (168) ، وقال: «فهذا حديث مدني، في إسناده رجلان لا أعلم رُويَ عنهما شيءٌ من العلم ... » ، ثم ساقه بإسنادين، وبين أن الرجلين هما: محمد بن أبي سفيان، ويوسف أبو الحجاج بن يوسف. وذكره الدارقطني في "العلل" (627) ، ثم قال: «هو حديثٌ يرويه الزهري، واختُلف عنه: فرواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ محمد ابن أَبِي سُفْيَانَ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ الحكم، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد. واختُلف عن إبراهيم: فقيل: عنه، عن يوسف بن الحكم، عن سعد، والقولان عنه محفوظان. وقالوا: إنه حدَّث به بالمدينة فَقَالَ فِيهِ: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سعد، ثم ترك محمد بن سعد بعد ذلك. ورواه معمر، عن الزهري فقال: عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سعد، ووهم فيه معمر، والصَّحيح حديث صالح بن كيسان. وأرسله عُقَيل فقال: عن الزهري، عن سعد، لم يذكر بينهما أحدًا. وَقَالَ ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ: عَنْ الزهري: أنه بلغه عن سعد، وحديث صالح هو الصَّواب. ورواه سعيد بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عبد الرحمن المدني - شيخ له -، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سعد، وهو وهم، والصَّحيح: حديث الزُّهْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سفيان» . اهـ. وأطال الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (2/834-841) في ذكر الخلاف في هذا الحديث، ولم يرجِّح. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 393 2613 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد العزيز الدَّراوَرْدي (1) ، عن عبد الرحمن بن حُمَيد بن عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه (2) عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) قَالَ: عَشَرَةٌ فِي الجَنَّةِ. وَرَوَاهُ مُوسَى بْن يعقوب الزَّمْعي (3) ، عَنِ عمر بن سعيد بن   (1) هو: عبد العزيز بن محمد. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/193 رقم 1675) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (5/274) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (3747) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (232) ، والنسائي في "الكبرى" (8194) ، وأبو يعلى في "مسنده" (835) ، وابن حبان في "صحيحه" (7002) من طريق قتيبة بن سعيد، والبزار في "مسنده" (3/231 رقم 1020) من طريق إبراهيم ابن أبي الوزير، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/143) من طريق حرمي بن حفص، والبغوي في "شرح السنة" (3926) من طريق يحيى الحمَّاني، ثلاثتهم عن الدراوري، به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3747) من طريق أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، والبزار في "مسنده" (3/233 رقم 1021) من طريق أحمد بن أبان القرشي، كلاهما عن الدراوري، عن عبد الرحمن بْنِ حُمَيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ النبيِّ (ص) مرسلاً. قال البزار: «ولا نعلم يُروى إلا عن عبد الرحمن بن عوف، على أنه قد رواه غيرُ واحد مرسلاً» . قال البخاري: «وقال بعضهم: عن عبد العزيز ابن محمد مرسلاً» . (2) في (ف) : «عن جده عن» . (3) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (5/273-274) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (3748) ، والنسائي في "الكبرى" (8195) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1436) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (1/114-115 رقم 85) ، والحاكم في "المستدرك" (3/440) . قال البخاري: «والأول أصحُّ» ؛ يعني حديث موسى بن يعقوب، أصحُّ من حديث الدراوردي. وقال الترمذي: «وهذا أصحُّ من الحديث الأول» ، وقال أيضًا: «وسمعتُ محمدًا يقول: هو أصحُّ من الحديث الأول» . وفي نسخة (ش) : «عمرو بن سعد» بدل: «عمر بن سعيد» . الحديث: 2613 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 394 شُرَيح (1) ، عن عبد الرحمن ابن حُمَيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بن زيد، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: حديثُ مُوسَى أشبهُ؛ لأنَّ الحديثَ يُروى عَنْ سَعِيدٍ (2) مِنْ طُرُقٍ شَتَّى، ولا يُعرَف عن عبد الرحمن بن عَوْف، عن النبيِّ (ص) ، في هذا - شيء (3) . 2614 - وسألتُ (4) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه صَدَقَةُ بن   (1) في (ت) و (ك) : «سريح» . ويأتي متصحِّفًا في بعض المصادر إلى «سريج» ؛ كالموضع الآتي من "العلل" للدارقطني. وأعظم من هذا ما وقع من تصحيفٍ لكل مَن صنَّف في رجال الكتب الستة، كالمزي في "تهذيب الكمال" (21/364) ، وابن حجر في "التقريب" (4905) ، وغيرهما، فإنهم لم يترجموا لعمر بن سعيد ابن شريح؛ ظنًّا منهم أنه عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حسين القرشي النوفلي؛ لأن اسمه ورد عند الترمذي، والنسائي: «عمر بن سعيد» غير منسوب. (2) قوله: «سعيد» سقط من (ك) . (3) ذكر الدارقطني هذا الحديث في "العلل" (666) ، ولم يرجِّح بين روايتي الدَّراوردي وعمر بن سعيد - من رواية موسى بن يعقوب عنه -، ولكنه ذكر اختلافًا على الدَّراوردي رجَّح فيه رواية من رواه عنه، عن عبد الرحمن بْنِ حُمَيد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه عبد الرحمن ابن عوف. (4) انظر المسألة رقم (971) . الحديث: 2614 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 395 [عبد الله (1) ، عن عِياض ابن] (2) عبد الرحمن، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عبد الرحمن بْنِ عَوْف، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه؛ قَالَ: كنتُ جَالِسًا عِنْدَ النبيِّ (ص) ، فجاء سعد ابن مُعاذ، فقال النبيُّ (ص) : هَذَا سَيِّدُكُمْ؟ فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ رَوَاهُ (3) شُعبة (4) ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْل، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ والصَّحيحُ هَذَا هُوَ. قلتُ: الوَهَمُ ممَّن هو؟   (1) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1017) ، والطبراني في "الكبير" (6/6 رقم 5324) ، والدارقطني في "الأفراد" (59/أ/أطراف الغرائب) . (2) ما بين المعقوفين زيادةٌ يقتضيها السياق، ويدلُّ عليها ما سيأتي، وانظر مصادر التخريج والتعليق آخر المسألة. وعياض هو: ابن عبد الرحمن الأنصاري؛ كما في "سنن البيهقي" (5/94-95) . (3) في (ف) : «ورواه» بالواو. (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/22 و71 رقم 11168 و11170 و11171 و11680) ، والبخاري في "صحيحه" (3043) ، ومسلم (1768) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 396 قَالَ أَبِي: مِنْ عِياض. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أَدْرِي ممَّن هُوَ (1) . 2615 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ (3) ، عَنِ   (1) قال الدارقطني في الموضع السابق من "الأفراد": «غريب من حديث سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن جدِّه، تفرَّد به عياض بن عبد الرحمن، عنه، وتفرَّد به صدقة بن عبد الله، عن عياض، وخالفه مُحَمَّدِ بْنِ صالِح التمار، عَنِ سعد» . وقال البزار: «وهذا الحديث قد رواه غيرُ عياض بن عبد الرحمن، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، ولا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد» . وذكره الدارقطني أيضًا في "العلل" (573) ، فقال: «يرويه سعد بن إبراهيم، واختُلِفَ عنه: فرواه صدقة بن عبد الله السَّمين أبو معاوية، عن عياض بن عبد الرحمن، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن أبيه، عن جدِّه، ووهم فيه، ورواه مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّار الْمَدِينِيِّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَن عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقَّاص، عن أبيه، ووهم فيه أيضًا، والصَّواب ما رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ حنيف، عن أبي سعيد الخدري» . اهـ. (2) تقدمت هذه المسألة برقم (2595) . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7/115 رقم 7017) من طريق محمد بن نصر، عنه، به، لكن باللفظ المذكور في المسألة رقم (2595) ، وفيه زيادة، واللفظان كلاهما جزء من حديث أيوب بن بشير هذا كما سيأتي. قال الطبراني بعد أن أخرجه: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزهري إلا محمد بن إسحاق، تفرد به سعيد بن يحيى، ولا يروى عن معاوية إلا بهذا الإسناد» ، ومن طريق الطبراني أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/105) . ثم قال ابن عساكر: «وهذا القول من الطبراني شنيعٌ، ووهمه فيه عند أهل العلم فظيع؛ فإن معاوية لم يرو هذا الحديث، وإنما رواه الزهري، عن أيوب بن النعمان أحد بني معاوية مرسلاً، فظنَّ "أحد بني معاوية": "حدثني معاوية"، فغيَّر "حدثني" بـ"سمعت"، ونسب معاوية إلى أبي سفيان» . وقال ابن حجر في "الإصابة" (1/160) : «وقد أخرجه الطبراني في "الأوسط" من وجه آخر عن ابن إسحاق، فوقع له تصحيفٌ شنيع نبَّه عليه ابن عساكر» . وأصل هذا الوهم ليس من الطبراني كما يدلُّ عليه سؤال عبد الرحمن بن أبي حاتم هنا وجواب أبيه، فالظاهر أنه من هشام بن عمار، أو من سعدان بن يحيى، كما حصل في بعض المسائل من هذا الكتاب، ففي المسألة رقم (1339) سأل عبد الرحمن بن أبي حاتم أباه عن الذي ترك من الإسناد رجلاً: هل هو هشام بن عمار، أو سعدان بن يحيى؟ فقال: «يحتمل أن يكون أَحَدِهِمَا؛ مِنْ هِشَامٍ، أَوْ مِنْ سعدان» . والذي يغلب على الظن أنه من هشام بن عمار؛ لأنه كان في آخر عمره يلقِّنونه أشياء فيتلقَّن كما قال أبو حاتم في المسألة رقم (1899) ومسائل أخرى جعل الخطأ فيها من هشام. وأخرجه ابن عساكر أيضًا من طريق محمد بن مروان البزار، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنِ سعيد بن يحيى، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهري، عن أيُّوب بن بشير بن النعمان ابن أكال الأنصاري أحد بني معاوية قال: قال رسول الله (ص) : «صبُّوا عليَّ من سبع قِرَب من آبارٍ شتَّى حتى أخرج إلى الناس، وأعهد إليهم» ، فخرج إليهم عاصبًا رأسه حتى ركب الْمِنْبَرِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثم ذكر قتلى أحد، فصلى عليهم فأكثر الصلاة، ثم قال: «يا معاشر الْمُهَاجِرِينَ، إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ وإن الأنصار على حالها لا تزيد، وإنهم عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم» . ثم قال: «إن عبدًا من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند الله» ، فلم يلقَّنها إلا أبو بكر، فبكى، ثم قال: «نفديك بآبائنا وأمهاتنا وأبنائنا، فقال: «على رسلك يا أبا بكر، إن أفضل الناس عندي في الصحبة، وفي ذات اليد لابن أبي قحافة، انظروا هذه الأبواب الشوارع في المسجد فسدُّوها، إلا ما كان من باب أبي بكر، فإن عليه نورًا» . وهذا يبين أن هناك اختلافًا على هشام بن عمار في هذا الحديث. الحديث: 2615 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 397 سَعْدان بْنُ يَحْيَى (1) ، عَنْ محمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِيرٍ؛ قَالَ: حدَّثني معاوية: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: يَا مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ، إِنَّكُمْ قَدْ أَصْبَحْتُمْ تَزِيدُونَ، وإِنَّ (2) الأَنْصَارَ عَلَى حَالِهَا؟ قَالَ أَبِي: لَيْسَ ذَا بِشَيْءٍ (3) ، لعلَّه أَنْ يكونَ (4) قَدْ عُمِلَ عَلَى هِشَامٍ، أَوْ أَنْ يكونَ قَالَهُ! إِنَّمَا هُوَ: مَا رَوَاهُ عامَّة (5) أَصْحَابِ محمَّد ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ (6) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أيُّوب بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) .   (1) هو: سعيد بن يحيى اللخمي، وسعدان لقبه. (2) المثبت من (ت) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «إن» بلا واو. (3) في (أ) و (ش) : «شيء» . (4) كذا في جميع النسخ بإثبات «أَنْ» في خبر «لعلَّ» حملاً لها على «عَسَى» ؛ وانظر التعليق على المسألة رقم (240) . (5) قوله: «عامة» سقط من (ت) و (ك) . (6) قوله: عن محمد بن إسحاق» مكرر في (ف) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 398 وَلا أعلمُ أَحَدًا (1) قَالَ: مُعَاوِيَةُ؛ إِلا فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَلا أدري صحيحًا (2) هُوَ أَمْ لا (3) ؟ 2616 - وسُئِلَ (4) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الأَشْعَث أَحْمَدُ بْنُ المِقْدام (5) ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ عَطاء بْنِ أَبِي مَيْمونة، عن أَوْس ابن ضَمْعَج، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: كَثْرَةُ العَرَبِ قُرَّةُ عَيْن ٍ لِي؟   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «ولا أحدًا» . (2) كذا في جميع النسخ بالنصب، والجادَّة: «وَلا أَدْرِي صحيحٌ هُوَ أَمْ لا؟» أي: «أصحيحٌ هو أم لا» ، ويخرَّج ما في النسخ على إضمار «كان» ، والتقدير: «لا أدري، أيكون صحيحًا هو أم لا؟» ، والله أعلم (3) بهامش (أ) تعليق على هذا الموضع، ونصه: «ليس هو بصحيح، وإنما هو تصحيفٌ، فابن إسحاق رواه عَنِ = = الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بشير - أحد بني معاوية-، فصحَّفها سعدان؛ قال: حدثني معاوية» . اهـ. والحديث أخرجه الذهلي في "الزهريات" كما في "الإصابة" (1/160) ، والطبراني في "الكبير" (19/342 رقم 791) كلاهما من طريق أحمد بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْن إِسْحَاقَ، عَن الزُّهري، عَنْ أيُّوب بن بشير بن النعمان الأنصاري، عن أحد بني معاوية، عن رسول الله (ص) ؛ لكن جاء عند الطبراني: «حدثني معاوية» ، وقد تقدَّم التعليق عليه. ومن طريق الذُّهلي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/106) . وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (2/228) من طريق يونس ومعمر، والبخاري في "التاريخ الكبير" (1/407) تعليقًا من طريق عقيل وشعيب، والطبراني في "مسند الشاميين" (4/256 رقم 3219) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (21/230) من طريق شعيب، أربعتهم عَنِ الزُّهري، عَنْ أيُّوب بْنِ بشير الأنصاري، عن بعض أصحاب النبي (ص) . (4) في (ك) : «سئل أبي» ، والمثبت من بقية النسخ، وكتب ناسخ (أ) في الهامش: «هكذا في الأصل» ، وكتب فوقها ناسخ (ف) : «صحـ» ؛ والمراد: وسئل أبي. (5) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (5/369) . وأخرجه أبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/274) من طريق طاوس، عن ابن عباس. الحديث: 2616 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 399 فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مَوْضُوعٌ. وَذُكِرَ لَهُ أحاديثَ مِنْ رِوَايَتِهِ، فَقَالَ: هَذِهِ أحاديثُ موضوعةٌ، وَهَذَا شيخٌ لا يُشتَغَلُ بِهِ؛ يَعْنِي: زُهَيْرَ بْنَ الْعَلاءِ (1) . 2617 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه أحمد بن عبد الله بْنِ قَيْس (2) - مِنْ وَلَدِ بُرَيدة الأَسْلَمي -، عن عبد الله بْنِ بَكْرٍ السَّهْمي، عَنْ يَزِيدَ بن عَوانة الكِلابي - قَالَ: وَلا أحسَبُ أنَّ محمَّد بن ذَكْوان   (1) قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (2/83 ترجمة زهير ابن العلاء) : «وروي عن أبي حاتم الرازي أنه قال: أحاديثه موضوعة، منها: عن عطاء، عَنْ أَوْسِ بْنِ ضَمْعَجٍ، عَنْ ابن عباس ذ مرفوعًا: " كثرةُ الْعَرَبِ قُرَّة عَيْنٍ لِي» . (2) لم نقف على رواية أحمد بن عبد الله، وقد رواه زهير بن محمد بن قمير والحسين بن الفضل البجلي ومحمد بن أنس القرشي ومحمد بن إسحاق الصغاني وأبو علي عبد الوهاب الضبِّي ومحمد بن سعد العوفي والحسن بن مكرم، جميعهم عن عبد الله بْنِ بَكْرٍ السَّهمي، عَنْ يَزِيدَ ابن عوانة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر، به. كذا قالوا: «عمرو بن دينار» بدل: «عبد الله بن دينار» . وانظر التعليق آخر المسألة. أما رواية زهير بن محمد بن قمير: فأخرجها العقيلي في "الضعفاء" (4/388) . وأما رواية الحسين بن الفضل ومحمد بن أنس: فأخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/73-74) . وأما رواية محمد بن إسحاق: فأخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/86-87) ، وفي "معرفة علوم الحديث" (ص166) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (1/171) . وأما رواية عبد الوهاب الضبِّي: فأخرجها أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/133-134) . وأما رواية محمد بن سعد: فأخرجها ابن قدامة المقدسي في "إثبات صفة العلو" (ص 117 رقم 29) . وأما رواية الحسن بن مكرم: فأخرجها ابن حجر في "الأمالي المطلقة" (ص68) . وأخرج ابن أبي الدنيا في "الإشراف في منازل الأشراف" (343) ، والطبراني في "الأوسط" (6/199 رقم 6182) ، وفي "الكبير" (12/348 رقم 13650) ، وابن عدي في "الكامل" (2/248-249) و (6/200) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (1/58 رقم 18) جميعهم من طريق حماد بن واقد الصفَّار، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عمرو بن دينار، عن عبد الله بن عمر، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (4/73) من طريق محمد بن ذكوان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن عبد الله بن عمر. الحديث: 2617 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 400 حدَّثني به (1) - عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا بفِنَاء رسولِ اللَّهِ (ص) ، فَمَرَّتِ امرأةٌ مِنْ بناتِ رسولِ الله (ص) ، فَقَالَ أَبُو سُفيان بْنُ حَرْبٍ: مَا مَثَلُ محمَّد فِي بَنِي هَاشِمٍ إِلا كمَثَل الرَّيْحانة فِي وَسَط النَّتْنِ (2) ، قَالَ (3) : فسمعَتْه (4) المرأةُ، فأبلغَتْه (5) رسولَ الله (ص) ، قال (6) : فخرَجَ رسولُ الله (ص) مُغْضبًا، فصَعِدَ المِنْبَرَ، فحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، فَقَالَ: مَا بَالُ أَقْوَالٍ تَبْلُغُنِي عَنْ أَقْوَامٍ؟! إِنَّ اللهَ خَلَقَ سَمَوَاتٍ سَبْعًا فَاخْتَارَ العُلْيَا، فَسَكَنَهَا، وأَسْكَنَ سَمَوَاتِهِ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ، ثُمَّ خَلَقَ أَرَضِينَ (7) سَبْعًا، فَاخْتَارَ العُلْيَا فَأَسْكَنَهَا مَنْ شَاءَ   (1) كذا في جميع النسخ، وصوابه - فيما يظهر -: «ولا أحسب إلا أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ ذَكْوَانَ حَدَّثَنِي به» ؛ ففي رواية الحاكم في "المستدرك" (4/73-74) من طريق عبد الله بن بكر، أوضح الحاكم أنه قال في روايته عن يزيد: «ولا أحسب محمدًا إلا قد حدثنيه» . (2) في (ش) : «البير» ؛ ويشبه أن تكون هكذا في (أ) . (3) قوله: «قال» في موضعه بياض في (ك) . (4) في (ت) و (ك) : «سمعته» . (5) في (ف) : «فأبلغت» . (6) أي: ابن عمر ح. (7) في (أ) و (ش) و (ف) : «أَرَضِينًا» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 401 مِنْ خَلْقِهِ (1) ، ثُمَّ اخْتَارَ خَلْقَهُ، فَاخْتَارَ (2) بَنِي آدَمَ، ثُمَّ اخْتَارَ مِنْ بَنِي آدَمَ العَرَبَ، ثُمَّ اخْتَارَ العَرَبَ، فَاخْتَارَ (3) مُضَرَ (4) ، ثُمَّ اخْتَارَ مُضَرَ، فَاخْتَارَ قُرَيْشًا، ثُمَّ اخْتَارَ قُرَيْشًا، فَاخْتَارَ بَنِي هَاشِمٍ، ثُمَّ اخْتَارَ بَنِي هَاشِمٍ، فَاخْتَارَنِي (5) ، فَلَمْ أَزَلْ خِيَارًا مِنْ خِيَارٍ، أَلا فَمَنْ أَحَبَّ العَرَبَ فَبِحُبِّي أَحَبَّهُمْ، ومَنْ أَبْغَضَ العَرَبَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (6) .   (1) من قوله: «ثم خلق أرضين ... » إلى هنا سقط من (ت) ؛ لانتقال النظر. (2) من قوله: «العليا فسكنها ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) قوله: «العرب فاختار» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) في (ك) : «منهم مضر» .. (5) في (ت) و (ك) : «فاختار» ، وفي (ك) بعدها بياض بمقدار نصف كلمة. (6) ذكر الذهبي في "العلو" (1/302 رقم 26) هذا الحديث من طريق عبد الله بن بكر السهمي، ثم قال: «تابعه حماد بن واقد وغيره عن محمد بن ذكوان أحد الضعفاء، وبعضهم يقول فيه "عبد الله بن دينار" بدل "عمرو بن دينار"، وهو حديثٌ منكر، رواه جماعة في كتب السنة وأخرجه ابن خزيمة في كتاب التوحيد» . وقال العقيلي في الموضع السابق: «لا يُتابع عليه» يعني محمد بن ذكوان. وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا لا أعلم يرويه غير محمد بن ذكوان، ولمحمد بن ذكوان غيرُ ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه إفرادات وغرائب، ومع ضعفه يكتب حديثه» . وقال ابن حجر في الموضع السابق: «هذا حديث حسن أخرجه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" من رواية حماد بن واقد، عن محمد بن ذكوان، وقال: لا يروى عن ابن عمر إلا بهذا الإسناد، انتهى. وحماد بن واقد ضعيف ولم ينفرد به؛ فقد رواه معه عبد الله بن بكر السَّهمي وهو من رجال الصَّحيحين، وأما شيخهما محمد بن ذكوان فمُختَلَف فيه، فحديثه حسن في الجملة؛ لأنه لم يطعن فيه بقادح، والله أعلم» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 402 2618 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَقِيل محمَّد بنُ حاجِبٍ المَرْوَزي (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ مِرْداسٍ الأنصاري، عن خارِجَة (2) ابن مُصْعَبٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: حُبُّ بَنِي هَاشِمٍ فريضةٌ، وزيارتهُم نَافِلَةٌ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطلٌ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مِرْداسٍ مَجْهُولٌ. 2619 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيم بن حمزة (3) ، عن   (1) كذا في (أ) و (ش) ، وهو الصَّواب كما سبق بيانه في المسألة رقم (1736) ، وفي (ت) و (ف) : «المروذي» . ولم نقف على روايته بهذا الوجه. وقد أخرجه ابن عدي في "الكامل" (2/155) عن عبد الله بْنِ يَحْيَى، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عبد الواحد، عن محمد بن عباد، عن زياد بن المنذر، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عُمَر، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «عيادةُ بني هاشم فريضةٌ، وزيارتهُم سنَّة» . قال ابن عدي: «كذا قال: عن زياد بن المنذر، وإنما هو: المنذر بن زياد الطَّائي» ، ثم قال: «وهذه الأحاديث التي ذكرتها عن جعفر بن عبد الواحد كلُّها بواطيل، وبعضُها سرقة من قوم، وله غير هذه الأحاديث من المناكير، وكان يتهم بوضع الحديث» . (2) في (ك) : «جارحة» . (3) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/295-296) من طريق الهيثم بن كليب الشاشي. وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (2/941 رقم 1812 و1813) من طريق عبد الله بن موسى بن شيبة الأنصاري وأحمد = = ابن عبد الصَّمد الأنصاري، وأبو يعلى في "مسنده" (5/55 رقم 2646) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/296-297) عن شعيب بن سلمة بن قاسم الأنصاري، وابن حبان في "المجروحين" (1/128) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (8/1502 رقم 2727) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/296) من طريق الحارث بن أبي الزبير، وابن عساكر أيضًا (26/296) من طريق عبد الله بن موسى بن شيبة، جميعهم عن إسماعيل بن قيس، به. الحديث: 2618 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 403 إِسْمَاعِيلَ بْنِ قَيْس، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (1) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ؛ قال: لمَّا رجَعَ النبيُّ (ص) مِنْ بَدْر؛ اسْتَأْذَنَهُ العبَّاس فِي أَنْ يَرجعَ إِلَى مَكَّةَ فيهاجرَ (2) منها، فقال له النبيُّ (ص) : اطْمَئِنَّ يَا عَمُّ! فَإِنَّكَ خَاتَمُ المُهَاجِرِينَ فِي الهِجْرَةِ، كَمَا أَنِّي خَاتَمُ النَّبِيِّينَ فِي النُّبُوَّةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ، وإسماعيلُ مُنكَرُ الْحَدِيثِ (3) . 2620 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [عُمَرُ] (4) بْنُ (5) يُونُسَ، عَنْ عِكرمَة بْنِ عمَّار، عَنْ إسحاق بن عبد الله بْنِ أَبِي طَلْحَة، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ استغفَرَ لِلأَنْصَارِ، ولذَرَاريِّ الأَنْصَارِ، ولذَراريِّ ذَراريِّ (6) الأَنْصَارِ، وَلِمَوَالِي الأَنْصَارِ؟ قَالَ أَبِي: الكلامُ الأَخِيرُ: «ولذَراري الأَنْصَارِ» وَمَا بَعْدَهُ؛ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ. 2621 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ دَاوُدَ الخُرَيْبي، عَنِ الأعمَش، عَن هلال بْن يِسافٍ، عَن عِمران بْنِ حُصَين، عَنِ النبيِّ (ص) : خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ... ، وذكر الحديثَ؟   (1) هو: سَلَمة بن دينار. (2) في (ش) : «فهاجر» . (3) قال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2/84) : «إسناده واهٍ رواه أبو يعلى والشاشي في مسنديهما، ويروى نحوه من مراسيل الزهري» . اهـ. (4) في (أ) و (ت) و (ش) و (ك) : «محمد» ، وصوِّّبت بهامش (أ) بخط مغاير. ورواية عمر بن يونس أخرجها مسلم في "صحيحه" (2507) : أن رسول الله (ص) استغفر للأنصار. قال: وأحسبه قال: «ولذراري الأنصار، ولموالي الأنصار» ؛ لا أشكُّ فيه. اهـ. (5) في (ف) : «رواه يونس» . (6) في (ك) : «دراى» . (7) تقدمت هذه المسألة برقم (2603) . الحديث: 2620 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 404 قَالَ: يُدخَلُ بَيْنَ الأعمَش وَهِلالِ بْنِ يِسافٍ: عليُّ بنُ مُدْرِكٍ. 2622 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ الزِّبْرِقان (1) ، عَنْ شَريكٍ (2) ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْس، عَنْ نُبَيْح العَنَزي؛ قَالَ: خرَجَ عَلَيْنَا أَبُو سَعِيدٍ (3) ، فَقَالَ: يَا شِيعَةَ عليٍّ! وَيَا شِيعَةَ عُثْمَانَ! لا تَسُبُّوا حَوَارِيِّ (4) رسولِ الله (ص) ؛ فإنَّ عُقُوبةَ مَنْ سَبَّهُمُ: القتلُ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى هَذَا الحديثَ جماعةٌ، فَقَالُوا فِي هَذَا الْحَدِيثِ: لا تَسُبُّوا فُلانًا وَفُلانًا؛ فإنَّ عقوبتَهُم كانَ (5) القَتلَ، وَلا أعلمُ أَحَدًا تَابَعَ الحسنَ بنَ الزِّبْرِقان عَلَى هَذَا اللَّفْظِ، وَهُوَ غَلَطٌ، وذاك (6) الصَّواب (7) .   (1) لم نقف على روايته، وسيأتي من غير طريقه بلفظ آخر. وقد أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/468 رقم 999) من طريق زحمويه زكريا بن يحيى، والدارقطني في"العلل" (11/152) من طريق أبي النضر هاشم بن القاسم، والحاكم في "المستدرك" (3/364) من طريق علي ابن حكيم، ثلاثتهم عن شريك، به. ولفظ رواية زحمويه: «لا تَسُبُّوا حَوَارِيَّ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؛ فإن عقوبتهم كانت القتل» . ولفظ رواية أبي النضر: «لا تَسُبُّوا حَوَارِيَّ رسولِ اللَّهِ (ص) ، فإن عقوبتهم القتل» . ولفظ رواية علي بن حكيم: «لا تَسُبُّوا حَوَارِيَّ رسولِ اللَّهِ (ص) ، فإن كفارتهم القتل» . (2) هو: ابن عبد الله النخعي القاضي. (3) أي: الخدري ح. (4) كذا، والجادَّة: حَوَارِيِّي رسولِ الله، بصيغة الجمع، والأصل: «حواريِّين» ، ثم حُذِفَتِ النونُ للإضافة. وما في النسخ صحيحٌ في العربية؛ ويخرَّج على حَذْفِ ياءِ جَمْعِ المذكَّر اكتفاءً بالكسرة قبلها، والاجتزاءُ بالحركات عن حروف المد لغةُ هوازن وعليا قيس. انظر التعليق عليها في المسألة رقم (679) . (5) كذا، والجادة: «كانت» ، لكنْ يخرَّج ما هنا قياسًا على قولهم: «ولا أَرْضَ أبقلَ إبْقَالَهَا» ، انظر التعليق على المسألة رقم (178) . (6) في (ت) و (ك) : «وذلك» . (7) الفرق بين اللفظين ظاهر: فرواية الحسن بن الزبرقان تجعل القتل عقوبة لمن سبَّ حوارييِّ رسول الله (ص) . وأما رواية الجماعة فتذكر أن حوارييِّ رسول الله (ص) ماتوا مقتولين، وهذا كفارة لهم. الحديث: 2622 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 405 2623 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَوْن ابن عُمارَة، عَنْ أَبِي نَضْرَة (1) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الشَّأْن ِ، خِيَارُهُمْ تَبَعٌ لِخِيَارِهِمْ، وشِرَارُهُمْ تَبَعٌ لِشِرَارِهِمْ، قَالَ: فسألتُ أَبَا عَوْن (2) : ما يعني بـ «هذا الشَّأْنِ» ؟ قَالَ: يَعْنِي الخلافةَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ (3) ، وعَوْنٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 2624 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بنُ أَبِي أُوَيْس (4) ، عَنْ أَبِيهِ (5) ، عَنْ حُمَيد بْنِ قَيْس، عَنْ عَطاءٍ (6) وغيرِه مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) أنه قال: يَا بَنِي عَبْدِالمُطَّلِبِ،   (1) هو: المنذر بن مالك. (2) كذا في جميع النسخ، وكنية عون بن عمارة: أبو محمد، والظاهر أنَّ ما وقع في النُّسخ سبق قلم من الناسخ، وصواب العبارة: «فسألت أبا نضرة» ، أو «فسألت أبا سعيد» ، والأول أولى، والله أعلم. (3) أي: بهذا الإسناد، ومتن الحديث له أصل في الصحيحين، أخرجه البخاري (3495) ، ومسلم (1818) من حديث أبي هريرة، وانظر المسألة رقم (2578) . (4) روايته أخرجها الفاكهي في "أخبار مكة" (1/470 رقم 1038) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/505) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (2/628 رقم 1546) ، وأبو عروبة الحراني في "أحاديثه" (41) ، والطبراني في "الكبير" (11/142 رقم 11412) ، والحاكم في "المستدرك" (3/148-149) . (5) هو: عبد الله بن عبد الله بن أُوَيْس. (6) هو: ابن أبي رَباح. الحديث: 2623 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 406 إِنِّي سَأَلْتُ لَكُمْ (1) ثَلاَثًا: أَنْ يُثَبِّتَ قَائِمَكُمْ، وأَنْ يَهْدِيَ ضَالَّكُمْ، وأَنْ يُعَلِّمَ جَاهِلَكُمْ، وسَأَلْتُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَكُمْ جُودًا نُجُدًا (2) ، رُحَمَاءَ، ولَوْ أَنَّ رَجُلاً صَفَنَ (3) بَيْنَ الرُّكْنِ والمَقَامِ، فَصَلَّى (4) وصَامَ، ثُمَّ لَقِيَ اللهَ وهُوَ مُبْغِضٌ لأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ؛ دَخَلَ النَّارَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. تَمَّ الجُزْءُ الخامسَ عَشَرَمِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"؛بِحَمْدِ اللهِ وعَوْنِهِ ومَنِّهِ، ويَتْلُوهُ - إنْ شَاءَ اللهُ تعالى -في الجُزْءِ السَّادِسَ عَشَرَ مِنْهُ، في حَدِيثٍ رواه هشامُ بن عُبَيدالله الرَّازي، عَنْ عِكْرِمَة بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بنِ شَدَّادٍ، عَنْ مُعَاوِيةَ بنِ قُرَّةَ؛ قَال: حدَّثني عبد الله ابن عمرو بن العاص، عن أبيهوالحمدُ لِلَّهِ ربِّ العَالمينَ، وصلَّى اللَّهُ على سيِّدنا محمَّدٍوآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسْليمًا كَثيرًا (5)   (1) ضبَّب ناسخ (ف) على قوله: «لكم» . (2) في (أ) و (ش) : «تجدًا» . ونُجُدٌ: أشدَّاءُ شُجعان أولو بأس، والمفرد: نَجِدٌ ونَجُدٌ ونَجيدٌ. انظر "المصباح" (ن ج د 2/593) ، و"النهاية" (5/18) . (3) في (ك) : «ظعن» . والصَّفَنُ: هو القيام مع جمع القَدَمين. انظر "النهاية" (3/39) . (4) في (ك) : «فصلاه» . (5) من قوله: «تم الجزء الخامس عشر ... » إلى هنا من (أ) فقط، وفي (ف) : «تم الجزء الخامس عشر، ويتلوه في الجزء السادس عشر بحمد الله وعونه ومنِّه، في حديث رواه هشام بن عبيد الله الرازي، والحمدُ لِلَّهِ رب العالمين، وصَلَّى الله على محمد وآله» . وبهامش (ش) : «آخر الجزء الخامس عشر» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 407 بسم الله الرَّحمن الرَّحيموصلَّى الله على سَيِّدنا محمَّدوآلِهِ وصَحْبِهِ أجمعين (1) الجُزْءُ السَّادسَ عَشَرَ (2) مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، يَشْتَمِلُ عَلَى (3) ذِكْرِ عِلَلِ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي (4) الْفَضَائِلِ، ودَلائِلِ النُّبُوَّةِ، والأُمَراءِ والفِتَنِ (5) 2625 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشامُ ابنُ عُبَيدالله الرَّازي (6) ، عَنْ عِكرمَة بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شدَّاد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة؛ قَالَ: حدَّثني عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ الله (ص) ، فَقَالَ: ادْعُ لِي سَيِّدَ الأَنْصَارِ، فدعَوتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ؟ قَالَ أَبِي: رَوَى (7) هَذَا الحديثَ يَحْيَى بْنُ حسَّان (8) ، عَنْ عِكرمَة بْنِ   (1) قوله: «وصحبه أجمعين» من (أ) فقط، ومكانه في (ف) : «وسلَّم تسليمًا كثيرًا» . (2) قوله: «عشر» ليس في (ف) . (3) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) . (4) في (ف) : «في بقية الفضائل» . (5) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (6) قوله: «الرازي» لم يظهر في مصورة (ت) . (7) في (ك) : «رواه» . (8) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (7/34-35) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، و (7/35) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، كلاهما عَنْ يَحْيَى بْنِ حسَّان، عَنِ عكرمة ابن إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شدَّاد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عَنِ عتبة بن عبد الله بن عمرو ابن العاص، عن أبيه، عن جدي عمرو بن العاص، به. هكذا بزيادة: «عن جدي» ، وذكر المزي في "تهذيب الكمال" (2/268-269) هذا الحديث، وقال: «رواه دحيم والدارمي، عَنْ يَحْيَى بْنِ حسَّان، عَنِ عكرمة» . وذكره أيضًا الذهبي في "السير" (1/396) من رواية الدارمي، وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/434) إلى الطبراني في "الكبير" وقال: «وفيه يزيد بن شداد الهنائي: مجهول، وكذلك عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص: مجهول» . وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (239/ب/أطراف الغرائب) من طريق عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ شدَّاد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قرَّة، عن عتبة، عن أبيه، عن جده. وقال: «غريب من حديث معاوية بن قرَّة، عن عتبة، تفرَّد به عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ بن شدَّاد، عنه. ولا نعلم أسند عتبة حديثًا غير هذا» . الحديث: 2625 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 408 إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَزِيدَ (1) بْنِ شدَّاد، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّة، عَنِ ابن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: ومعاويةُ (3) بْنُ قُرَّة لم يسمع من عبد الله بْنِ عَمْرٍو. 2626 - وسُئِلَ (4) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ حمَّاد، عَنْ أَبِي عَوانة (5) ، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) : اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ؟   (1) في (ك) : «زيد» . (2) هو: عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص، كما تقدم في التخريج. (3) في (ك) : «معاوية» بلا واو. (4) انظر المسألة رقم (2599) والتعليق عليها. (5) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. الحديث: 2626 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 409 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَوَاهُ جَريرٌ (1) ، وابنُ فُضَيل (2) ، وغيرهم (3) ، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ، مَوْقُوفٌ (4) ، لا يَرْفَعُونَهُ. 2627 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزَّاق بْنُ عُمَرَ الدِّمشقي (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَالِمٍ (6) ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عمر، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: سَأَبْعَثُ عَلَيْكُمْ قَوِيًّا أَمِينًا، فَقَالَ عُمَرُ: فتعرَّضتُ؛ لِمَا رَجَوتُ أَنْ تصيبَني (7) كلمةُ النبيِّ (ص) ، فَدَعَا أَبَا عُبَيدة، فأمَّره، وتَركَني؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (8) ، وعبد الرزاق بن عمر ضعيفٌ.   (1) هو: ابن عبد الحميد. (2) هو: محمد. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (3/433) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (32306 و36789) ، والبزار في "مسنده" (2697/كشف الأستار) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (11993) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (49) ، والحاكم في "المستدرك" (2/206) . قال البزار: «هذا الحديث بهذا التفسير لا نعلمه إلا عن ابن عمر» . (3) منهم عبد السلام بن حرب، وروايته أخرجها محمد بن عثمان بن أبي شيبة في "العرش" (49) ، والطبراني في "الكبير" (12/323 رقم 13555) . هذا؛ والجادَّة أن يقال: «وغيرهما» بدل «وغيرهم» ، لكنَّ لما وقع في النسخ وجوه في العربية ذكرناها = = في التعليق على المسألة رقم (74) . (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (5) روايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/488) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/458-459) . (6) هو: سالم بن عبد الله بن عمر. (7) في (ت) و (ك) : «يصيبني» . (8) يعني بهذا الإسناد. فقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (3745) ، ومسلم (2420) من طريق أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صِلَّةَ بْنِ زُفَر، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (ص) لأهل نجران ... ، فذكره. الحديث: 2627 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 410 2628 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ إِدْرِيسَ الأَسْواري (1) ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِير (2) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عن عبد الله بْنِ الزُّبير، عَنِ الزُّبير؛ قَالَ: بعثَني رسولُ الله (ص) فِي حاجَةٍ فِي يومٍ باردٍ، فجئتُ (3) ، فأدخلَني فِي لِحافِه؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: لا أعلمُ هَذَا الحديثَ رَوَاهُ غَيرُ إِسْحَاقَ بْنُ إدريس، وإسحاقُ وَاهٍي (4) في هذا الحديث.   (1) في (أ) و (ش) : «الأساوري» ، وانظر "الجرح والتعديل" (2/213 رقم 729) . وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1394) ، وابن عدي في "الكامل" (1/334) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (18/392-393) من طريق محمد بن المثنى، عن إسحاق بن إدريس، به. ولكن الحديثَ في رواية ابن أبي عاصم وابن عساكر من مسند عبد الله بن الزبير. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/364) من طريق محمد بن سنان القزاز، عن إسحاق بن إدريس، عن محمد بن خازم، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه، عن عبد الله بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ. قَالَ ابن عدي: «حدثنا عباس بن يزيد، حدثنا إسحاق بإسناده نحوها، ولم يذكر عبد الله بن الزبير، وقال: " فجعلت أسخنها ". قال عباس: هذا حديث شنيعٌ أول من حدث به فلان الخياط، فوثب عليه يحيى بن معين. قال الشيخ: وهذا الحديث أيضًا يرويه إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ أَبِي معاوية، وله أحاديث غير ما ذكرته، ورواياته الى الضَّعف أقرب» . (2) هو: محمد بن خازم. (3) في (ك) : «فجيب» . (4) كذا في جميع النسخ: «واهي» ، والأفصحُ في المنقوص المنوَّن المرفوع والمجرور أن يوقف عليه بحذف الياء، فيقال: «وإسحاق واهٍ» ، والوقوف عليه بالياء لغةٌ صحيحةٌ، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . الحديث: 2628 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 411 2629 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحارثُ بنُ عِمران، عَنْ محمَّد بْنِ سُوقَة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنَ عُمَرَ؛ قَالَ: قَامَ عمرُ فِينَا خَطِيبًا بالجابِيَة فَقَالَ: قام فينا رسولُ الله كَمَا قُمتُ (2) فِيكُمْ، فَقَالَ (3) : أَكْرِمُوا أَصْحَابِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ. وَرَوَاهُ ابنُ المُبارك (4) ، والنَّضْرُ بنُ إِسْمَاعِيلَ (5) ، عَنْ محمَّد بن سُوقَة، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: أصحُّ الروايتَين (6) ، عِنْدِي (7) : حديثُ ابْنِ المُبارك والنَّضْر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وأمَّا حديثُ الْحَارِثِ فخطأٌ؛ جعل مكان عبد الله بن دينار: «نافعً» (8) ، والحارثُ ابن عِمران الجَعْفَري: شيخٌ وَاهِي الْحَدِيثِ. قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: فإنَّ هَذَا الحديثَ رَوَاهُ اللَّيث (9) ، عن ابن   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1933) و (2583) (2) في (ك) : «قومت» . (3) قوله: «فقال» سقط من (ك) . (4) هو: عبد الله. وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (1933) . (5) روايته تقدم تخريجها أيضًا في المسألة رقم (1933) . (6) كتبها في (ف) : «الحديثين» ، وضرب عليها، وصوبها في الهامش إلى «الروايتين» لكن لم يظهر في التصوير غير آخر الكلمة. (7) يعني: في الاختلاف على محمد بن سوقة، وقد خالف ابنَ سوقة يزيدُ بن عبد الله بن الهاد، وروايته أرجح كما سيأتي. (8) قوله: «نافع» مفعولٌ به للفعل «جعَلَ» ، فكان حقُّه أن يكون بألف تنوين النصب، لكنها حذفت هنا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (9) هو: ابن سعد. الحديث: 2629 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 412 الهاد (1) ، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ (2) ، عَنِ الزُّهري: أنَّ عمرَ قَامَ بالجابِيَة ... ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الحديثُ حديثُ اللَّيث، عَنِ ابن الهاد، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الزُّهري: أَنَّ عمرَ قَامَ بالجابِيَة (3) ... . 2630 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أسَد؛ قَالَ: حدَّثني الخَصِيبُ بن ناصِح (4) ؛ قال: حدَّثنا (5) عُبيدة بنت نايل (6) ؛ قَالَتْ: سمعتُ عائِشَة بنتَ سَعْدٍ تحدِّث عَنْ أَبِيهَا (7) : أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: اللَّهُمَّ، سُقْ إِلَى هَذَا الطَّعَامِ عَبْدًا تُحِبُّهُ ويُحِبُّكَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعْدٌ؟ قَالَ (8) أَبُو زُرْعَةَ: خَالَفَ مَعْنٌ (9) ؛ فَقَالَ: عَنْ عُبَيدة بنت نايل أَنَّهَا سَمِعَتْ أمَّ عَمْرٍو بنتَ سَعْدٍ تحدِّث عَنْ أَبِيهَا: أنَّ النبيَّ (ص) كان بين يديه (10) ... .   (1) هو: يزيد بن عبد الله. (2) من قوله: «عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ أَبُو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) يعني: أن رواية ابن الهاد أرجحُ من رواية محمد بن سوقة. (4) روايته أخرجها ابن حبان في "الثقات" (7/307-308) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (20/327) من طريق سليمان بن شعيب، والحاكم في "المستدرك" (3/499) من طريق الربيع بن سليمان، كلاهما عن الخصيب بن ناصح، به. (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «حدثتنا» ؛ لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية، انظر التعليق عليه في المسألة رقم (206) . (6) كذا في جميع النسخ! وهو قول في نسب عُبَيدة، وأكثر المصادر تنسبها: «عُبَيدة بنت نابل» بالباء الموحدة. (7) هو: سعد بن أبي وقَّاص ح. (8) في (ف) : «فقال» . (9) هو: ابن عيسى القزَّاز. (10) كذا ذكر أبو زرعة رواية معن! وقد أخرجه البزار في "مسنده" (1210) من طريق سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَرْمِيِّ، عَنْ معن بن عيسى؛ قال: حدثتني عُبيدة بنت نابل، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أبيها أنَّ النبي (ص) كان بين يديه طعامٌ فقال ... ، الحديث. ثم قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى بهذا اللفظ إلا عن سعد بهذا الإسناد، وفي غير حديث عُبَيدة، عن عائشة، عن أبيها: فطلع عبد الله بن سلام» . الحديث: 2630 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 413 فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حديثُ مَعْنٍ أصَحُّ مِنْ حَدِيثِ الخَصِيبِ ابن ناصِح. 2631 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ عُيَينة (1) ، عَنْ محمَّد (2) بْنِ المُنكَدِر، عَنْ جَابِرٍ؛ قال: نَدَبَ رسول الله (ص) يومَ الْخَنْدَقِ، فانْتَدَبَ الزُّبَيرُ (3) ، ثُمَّ نَدَبَهُم فانْتَدَبَ الزُّبَيرُ، ثُمَّ نَدَبَهُم فانْتَدَبَ الزُّبَير (4) ، فَقَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ، وحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ.   (1) أخرج روايته البخاري في "صحيحه" (7261) من طريق علي بن المديني، عن سفيان، به بتمامه. وزاد: «قال سفيان: هو يومٌ واحدٌ، وتبسَّم سفيان» . وأخرجه البخاري (2847 و2997) ، ومسلم (2415) بلا ذكر قول علي بن المديني. أما رواية سفيان الثوري فأخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/65 رقم 14938) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، والبخاري في "صحيحه" (2846) من طريق أبي نعيم وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَبْدِيُّ، كِلاهُمَا عن الثوري، به. وتابع في هذه الرواية ابن عيينة في قوله: «يوم الأحزاب» . وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2415) من طريق وكيع، عن الثوري، وقال: «بمعنى حديث ابن عيينة» . وأخرجه ابن ماجه في "سننه" (122) من طريق وكيع، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) : يوم قريظة ... فذكره. (2) في (أ) و (ش) : «رواه ابن عيينة ومحمد» ، ويشبه أن تكون أُصلحت في (أ) . (3) أي: فأجاب الزبير وسارع إلى ما نُدِبَ إليه. انظر "تاج العروس" (ندب 2/427) . (4) قوله: «ثُمَّ نَدَبَهُمْ فَانْتَدَبَ الزُّبَيْرَ، ثُمَّ ندبهم فانتدب الزبير» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 2631 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 414 قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَينة: يَقُولُ: حَوارِيٌّ: نَاصِرٌ (1) . قَالَ عليُّ بْنُ المَدِيني: قُلْتُ لِسُفْيَانَ (2) : فإنَّ الثَّوري يَقُولُ: نَدَبَهُم يومَ قُرَيظة؟ قَالَ (3) سُفْيَانُ: هَكَذَا حَفِظتُ، حفظتُه (4) وسمعتُه: «يومَ الْخَنْدَقِ» ؛ عَفَا اللَّهُ عَنَّا وَعَنْهُ (5) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الثَّوريُّ أثبتُ مِنِ ابن عُيَينة (6) .   (1) في (ت) و (ك) أشبه بـ: «ناص» . (2) يعني: ابن عيينة. (3) في (ف) : «فقال» . (4) قوله: «حفظته» سقط من (ك) ، وضبَّب عليها ناسخ (ف) . (5) الذي يظهر أن الدعاء من سفيان بن عيينة لسفيان الثوري، والله أعلم. (6) قال ابن حجر في "الفتح" (13/240-241) : «لم أره عند أحد ممَّن أخرجه من رواية سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المنكدر بلفظ: «يوم قريظة» إلا عند ابن ماجه، فإنه أخرجه عن علي بن محمد، عن وكيع كذلك، فلعلَّ ابن المديني حمله عن وكيع، وقد أخرجه البخاري في "الجهاد" عن أبي نعيم، وفي "المغازي" عن محمد بن كثير، وأخرجه مسلم في "المناقب" وابن ماجه من طريق وكيع، والترمذي من رواية أبي داود الحفري، ومسلم أيضًا والنسائي من رواية أبي أسامة، كلهم عن سفيان الثوري بهذه القصَّة، فأما مسلم فلم يَسُق لفظَه بل أحال به على رواية سفيان بن عيينة، وأما البخاري فقال في كل منهما: " يوم الأحزاب" وكذا الباقون، ووقع في رواية هشام بن عروة، عَنِ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ: أن النبي (ص) قال يوم الخندق: " من يأتيني بخبر بني قُرَيظة" فلعلَّ هذا سببُ الوهم، ثم وجدت الإسماعيلي نبَّه على ذلك فقال: إنما طلب النبي (ص) يوم الخندق خبر بني قُرَيظة ... قال - أي الإسماعيلي - فالحديثُ صحيح. يعني: تُحمَل رواية من قال: "يوم قُرَيظة" أي: اليوم الذي أراد أن يعلم فيه خبرهم، لا اليوم الذي غزاهم فيه، وذلك مراد سفيان بقوله: إنه يومٌ واحدٌ» . تنبيه: قول الحافظ: «ومسلم أيضًا والنسائي من رواية أبي أسامة، كلهم عن سفيان الثوري» فيه وهم، وهو أن مسلمًا أخرجه من رواية أبي أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَن جابر، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 415 2632 - وسُئِلَ (1) أَبِي عَنِ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الثَّوري (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي وائلٍ (3) ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعَري، عن النبيِّ (ص) قَالَ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ. وَرَوَاهُ شُعبة (4) ، وَجَرِيرٌ (5) ، عَنِ الأعمَش، عن أبي وَائلٍ، عن عبد الله (6) ، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (7) ، عن سَمْعانَ ابن مَالِكٍ، عَنْ أَبِي وائلٍ، عَنْ عبد الله، عن النبيِّ (ص) . وسُئِلَ (8) أَبِي: أَيُّهم أشبهُ؟ قَالَ: سُفْيَانُ (9) أحفظُ، وَلا أُقَدِّم عَلَى سفيانَ فِي الْحِفْظِ أَحَدًا مِنْ أَشكالِهِ.   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1862) و (2254) . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (4/395 و398 رقم 19526 و19555) ، والبخاري (6170) . (3) هو: شقيق بن سَلَمة. (4) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6168) ، ومسلم (2640) . (5) هو: ابن عبد الحميد. وروايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (6169) ، ومسلم (2640) . (6) هو: ابن مسعود ح. (7) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (1753) ، والدارقطني في "سننه" (1/131-132) . وانظر المسألة رقم (36) . (8) في (ف) : «قال أبو محمد: سئل» . (9) أي: الثوري. الحديث: 2632 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 416 2633 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بنُ تمَّام (2) ، عَنْ عِمران القطَّان (3) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي نَضْرَة (4) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي المَهْدِيَّ (6) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ سعيدُ بنُ بَشير (7) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَبِي المُتَوكِّل (8) ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) (9) .   (1) ستأتي هذه المسألة برقم (2783) . وفي هامش النسخة (أ) عنون لهذه المسألة بخط مغاير بما نصه: «المهدي» . (2) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (4285) ، وأبو إسحاق الحربي في "غريب الحديث" (1/111) . وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9/176 رقم 9460) ، والخطابي في "غريب الحديث" (2/191) من طريق عفان بن مسلم، والحاكم في "المستدرك" (4/557) من طريق عمرو بن عاصم الكلابي، كلاهما عن عمران بن داوَر، به. وأخرجه بحشل في "تاريخ واسط" (ص 135) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (5/1038 رقم 553) من طريق عطاء بن عجلان، ونعيم بن = = حماد في "الفتن" (1065) من طريق عمرو بن دينار، كلاهما عن أبي نضرة، به. (3) هو: عمران بن داوَر. (4) هو: المنذر بن مالك. (5) هو: الخُدْري ح. (6) ولفظه: «المَهْدِيُّ مِنِّى أَجْلَى الجَبْهَةِ، أَقْنَى الأَنْفِ، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْمًا، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ» . (7) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرجه نعيم ابن حمَّاد في "الفتن" (1063) من طريق الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أبي نضرة أو أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري، به. (8) هو: علي بن داود، ويقال: ابن دُؤاد. (9) من قوله: «في المهدي ... » إلى هنا سقط من (ت) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 2633 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 417 قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي نَضْرَة (1) أشبهُ. 2634 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُعَيم (2) بْنُ حمَّاد (3) ، عَنْ محمَّد بْنِ شُعَيب بْن شابور، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ جَناح، عَنْ يونس بن مَيْسَرة، عن عبد الله بن بُسْر: أنَّ النبيَّ (ص) اسْتَشَارَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي أمرٍ، فَقَالا: اللَّهُ ورسولُه أعلَمُ، قال (4) : ادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ، فغَضِبَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فَقَالا: مَا كَانَ فِي رسول الله (ص) ورجُلَين من قريش ما يَجْزُون (5) أمرَ رسول الله (ص) ؛ حتى يبعثَ إلى غلام ٍ مِنْ غِلْمان قُرَيْشٍ؟! فَقَالَ رسولُ الله (ص) : ادْعُوا لِي مُعَاويَةَ، فلمَّا وقفَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ: أَحْضِرُوهُ أَمْرَكُمْ؛ فَإِنَّهُ قَوِيٌّ أَمِينٌ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يتابَع نُعَيمٌ عَلَى تَوصيل هذا الحديث؛ إنما يبدونه (6) عَنْ محمَّد بْنِ شُعَيب، عَنْ مَرْوَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرة، عن النبيِّ (ص) ... ، مُرسَلً (7) .   (1) من قوله: «عن أبي سعيد ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) في (ت) : «نفيع» ، وفي (ك) : «بقيع» . (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3507) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2/161 رقم 1110) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (8/1526 رقم 2776) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (59/86) . (4) في (ك) : «فان» . (5) أي: ما يَقضُون أمرَهُ؛ انظر "المصباح المنير" (ج ز ي/1/100) . وفي "مسند الشاميين" للطبراني: «ما يُنْفِذون» ، وفي "تاريخ دمشق": «ما يُتْقِنون» . (6) كذا! ولعلها مصحَّفة عن: «يَرْوونه» . (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . والحديث ذكره الذهبي في "السير" (3/127) من طريق مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ جُنَاحٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ ميسرة، مرسلاً. وقال: «ورواه نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ ابْنِ شعيب، فوصله بعبد الله بن بُسر» . الحديث: 2634 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 418 2635 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ أَبِي عُمَرَ الحَوْضي (1) ، عَنِ المُبَارك بْنِ فَضالَة، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عمَّته أُمِّ مُحَمَّدٍ، عَنْ عائِشَة؛ قَالَتْ: ذكَرَتْ فاطمةُ عائِشَة عند النبيِّ (ص) ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ، إِنَّهَا حَبِيبَةُ أَبِيكِ (2) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كَذَا قَالَ الحَوْضي: عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ (3) ، عَنْ عمَّته! وَإِنَّمَا هِيَ: امرأةُ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة (4) . 2636- وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عُبَيد ابن هِشَامٍ الحَلَبي (5) ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عِمران الواسِطي، عَنْ عَمْرِو بْنِ كثيرٍ القَيْسي، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّنَاد، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَن أَبان بْن عُثْمَانَ، عَنْ عثمان (7) ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ أَوْلَى رَجُلاً مِنْ بَنِي عَبْدِالْمُطَّلِبِ في الدُّنْيَا مَعْرُوفًا،   (1) هو: حفص بن عمر. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (2/44) . (2) في (أ) و (ش) : «أبوك» . (3) في (ك) : «يزيد» . (4) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/130 رقم 24986 و24987) ، وأبو داود في "سننه" (4898) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (5/401 رقم 3033) ، والطبري في "تفسيره" (21/549) ، والطبراني في "الكبير" (23/44 رقم 117) ، جميعهم من طريق عبد الله بن عون، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أم محمد امرأة أبيه، عن عائشة، به. (5) روايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (10/366) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (488) . (6) هو: عبد الله بن ذَكْوان. (7) قوله: «عن عثمان» سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 2635 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 419 لَمْ يَقْدِرِ المُطَّلِبِيُّ أَنْ يُكَافِئَهُ؛ كَافَأْتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي الجَنَّةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وجعفرٌ وعمرٌو (1) مجهولان ِ. وقال أبو محمد (2) : وحدَّثنا أَبُو بَدْرٍ الغُبَري (3) ؛ قَالَ: نا يُوسُفُ بْنُ نَافِعٍ المَديني، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد ... ، بِهَذَا الإِسْنَادِ نحوَهُ. 2637 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بنُ إِسْمَاعِيلَ ابن عيَّاش، عن أبيه، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: رَأَيْتُنِي أَنْزِعُ عَلَى قَلِيبٍ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَنَزَعَ   (1) في (ش) : «عمر» . (2) قوله: «وقال أبو محمد» من (ف) فقط، ولولاها لاحتمل أن يكون القائل: «وحدَّثنا أبو بدر» هو أبا حاتم؛ لأن أبا بدر الغبري شيخ لأبي حاتم وابنه كما في "الجرح والتعديل" (6/87 رقم 446) . (3) هو: عبَّاد بن الوليد. ولم نقف على روايته، لكن الحديث أخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (1830) من طريق هارون بن سفيان، والطبراني في "الأوسط" (2/120 رقم 1446) من طريق محمد بن المؤمل بن الصباح، والخطيب في "تاريخ بغداد" (10/103) من طريق داود بن رشيد، ثلاثتهم عن يوسف بن نافع، به. وجاء في "فضائل الصحابة": «يوسف بن يعقوب المديني» بدل: «يوسف بن نافع المديني» ، وجاء عند الطبراني: «يونس بن نافع» ، لكن أخرجه الضياء في "المختارة" (315) من طريق الطبراني وفيه: يوسف بن نافع، وكذا وقع في بعض نسخ "مجمع البحرين" (3802) . ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (463) . وقال: «هذا حديثٌ لا يصحُّ، وقد ضعَّف أحمد: عبد الرحمن بن أبي الزناد، وقال: لا يُحتجُّ بحديثه» . وأخرجه الدارقطني في "الأفراد" (32/ب/أطراف الغرائب) من طريق يوسف بن نافع، وقال: «تفرَّد به يوسف بن نافع بن عبد الله بن نافع مولى عَليّ بْن أَبِي طالب، عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عن أبان» . وقال الطبراني: «لا يُروى هذا الحديث عن عثمان إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به: يونس ابن نافع» . الحديث: 2637 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 420 ذَنُوبًا (1) أَوْ ذَنُوبَيْنِ، وَفِي نَزْعِهِ ضَعْفٌ، واللهُ يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ أَخَذَهَا عُمَرُ فَاسْتَحَالَتْ فِي يَدِهِ، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا مِنَ النَّاسِ يَنْزِعُ نَزْعَهُ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: عُبَيدالله، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) (2) . قلتُ لأَبِي زُرْعَةَ: الوَهَمُ ممَّن هُوَ؟ قَالَ: مِنْ إسماعيلَ بْنِ عيَّاش، وابنُ إسماعيلَ كَانَ لا يَدْرِي أَمرَ الْحَدِيثِ. 2638 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو عَاصِمٍ النَّبيلُ (3) ، عَنِ الثَّوري، عَنْ الأسود ابن قَيْس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ سُفيان، عَنْ أَبِيهِ: أَنَّ عَلِيًّا خطَب بِالْبَصْرَةِ، فَقَالَ: إِنَّ رسولَ الله (ص) لَمْ يَعْهَد إِلَيْنَا فِي الإِمَارَةِ عَهدًا (4) فآخُذَ بِهِ، وَلَكِنَّهُ رأيٌ رَأَيناه، استُخلِفَ أبو بكر ح (5) ،   (1) الذَّنُوبُ: الدَّلْو العظيمةُ، قالوا: ولا يُسمَّى «ذَنوبًا» حتى تكونَ مملوءةً ماءً. "المصباح المنير" (ذ ن ب/1/210) . (2) ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "صحيحه" (3682) ، ومسلم (2393) . (3) هو: الضَّحَّاك بن مَخْلَد. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1253/الجوابرة) ، والعقيلي في "الضعفاء" (1/178) ، والدارقطني في "العلل" (4/86-87) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (7/1406 رقم 2527) ، والضياء في "المختارة" (2/94 برقم471) وتصحَّف اسم «سفيان» في أصل كتاب "السنة" إلى «شقيق» ، وقد أخرجه الضياء في "المختارة" (2/93-94 برقم470) من طريق ابن أبي عاصم على الصَّواب، لكن وقع عنده: «عمرو بن سعيد» بدل: «سعيد بن عمرو» . (4) في (ش) : «عهدً» . (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «رحمه الله» . الحديث: 2638 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 421 فأَقام واسْتَقام، ثُمَّ استُخلِفَ عمرُ ح (1) ، فأَقام واسْتَقام، حَتَّى ضربَ الدِّينُ بِجِرانِه (2) . ورواه أبو داود الحَفَري (3) ، عَنْ عِصَامِ بْنِ النُّعمان، عَنْ سفيان (4) ،   (1) في (ف) : «رحمه الله» . (2) الْجِرَانُ: مُقَدَّمُ عُنُق البَعير، من مَذبَحه إلى مَنْحَره، فإذا بَرَكَ البعيرُ ومَدَّ عُنقَه على الأرض؛ قيل: ألقى جِرانَه بالأرض. "المصباح المنير" (ج ر ن/1/97) . والمراد هنا: أنَّ الدِّينَ قد استقام وقَرَّ في قَرارِهِ، كما أن البعيرَ إذا بَرَكَ واستَراح مدَّ جِرانَه على الأرض. انظر "لسان العرب" (13/86) . (3) في (ف) : «الحفدي» ، وفي (ك) : «الجعدي» . وأبو داود هذا هو: عمر بن سعد. أخرج روايته الدارقطني في "العلل" (4/86 رقم 442) من طريق شعيب بن أيوب، عنه، لكن وقع عنده: «عمرو بن سفيان» بدل: «عمرو بن عثمان» . وأخرجها الخطيب في "تاريخه" (3/164-165) من طريق شيخيه علي بن يحيى بن جعفر، وعبد الواحد بن محمد البراني، كلاهما عن عبد الله بن الحسن بن بندار المديني، عن محمد بن إسماعيل الصَّائغ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فضيل، عَنِ أبي داود الحفري، عن عاصم بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَمْرِو بن شقيق، عن علي، به. وقد نبَّه الخطيب على هذا الاختلاف في الإسناد فقال: «كذا روياه لنا، فقالا: عن عمرو بن شقيق! وإنما هو: عمرو بن سفيان، وقالا: عصام بن النعمان! وإنما هو: عاصم بن النعمان بن أبي خالد، ابن أخي إسماعيل بن أبي خالد، رواه عن سفيان الثوري هكذا، وخالفه أبو عاصم الضحاك بن مخلد، فرواه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عن الأسود، عن سفيان بن عمرو، أو عمرو بن سفيان، ورواه عبد الصمد بن حسان، فلم يُقم إسنادَه؛ وقال: عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنِ الأسود بن قيس، عن علي. ورواه أبو يحيى الحمَّاني وعبد الرزاق وقبيصة، عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قيس، عن شيخ غير مسمًّى، عن علي. وكذلك رواه شَرِيكٍ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، ورواه عبثر بن القاسم، عن الثوري، عن سوار، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ أبيه، عن علي، وكان الثوري يضطرب فيه، ولا يثبت إسناده» . اهـ. (4) هو: الثوري. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 422 عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْس، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ (1) ؛ قَالَ: خطبَ عليٌّ ... وَرَوَاهُ قَبِيصَة (2) ، عَنْ سُفْيَانَ (3) ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْس، عَنْ رجُلٍ، عَنْ عليٍّ (4) ؟ فَقَالَ (5) أَبُو زرعة: ما أُ َرى «أَبُو عَاصِمٍ» (6) صَنَعَ شَيْئًا؛ فِيمَا زَادَ فِي إِسْنَادِ (7) «ابْنِ عَمْرٍو بن سُفيان» . 2639 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَر حديثًا كَانَ حدَّثَنا بِهِ عَن محمَّد بن   (1) كذا في جميع النسخ! ووقع عند الدارقطني في الموضع السابق: «عمرو بن سفيان» ، وهو الذي صوَّبه الخطيب البغدادي كما سبق. (2) هو: ابن عُقبة. (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/114 رقم 921) ، وفي "فضائل الصحابة" (477) ، ونعيم بن حماد في "الفتن" (1/86 رقم 197) من طريق عبد الرزاق، والدارقطني في "العلل" (4/87 رقم 442) من طريق أبي يحيى الحماني، كلاهما عن سفيان، به. (4) في (ك) : «عن علي عن رجل» بالتقديم والتأخير. (5) في (ف) : «قال» . (6) كذا في جميع النسخ، عدا (ف) ، فإنه سقط منها قوله: «أبو» ، والجادَّة أن يقال: «أبا عاصم» ؛ لأنَّه مفعول «أرى» ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ في العربية أيضًا، وقد ذكرنا له وجوهًا ثلاثة في التعليق على مثله في المسألة رقم (22) ، ووجهًا رابعًا في التعليق على مثله أيضًا في المسألة رقم (379) . (7) كذا في جميع النسخ، والجادَّة أن يقال: في الإسناد، أو في إسناده، لكنَّ ما في النسخ صحيح في العربية، ويخرَّج على أن قوله: «إسناد» غير منوَّن، بتقدير «ألْ» قبله، أو مضاف إليه بعده، ونحوه ما سُمِع من قولهم: «سلامُ عليكم» بلا تنوين، قال ابن هشام: «فيحتمل ذلك، أي: سلامُ اللهِ، أو إضمار ألْ» . انظر: "مغني اللبيب" (587) . الحديث: 2639 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 423 خَلَفٍ العَسْقَلاني، عن المُؤَمَّل ابن إِسْمَاعِيل، عَن الحارث بْن عُمَير (1) ، عَن مَعْمَر أَبِي عَقيل (2) - ابْن عَمٍّ لأبي قِلابة (3) - عَن رجلٍ من أهل الشام يقال (4) لَهُ: أبو جَنابٍ، عن رايِطَةَ مولاة أسامة؛ قال (5) : بعثَني أسامةُ (6) إِلَى عُثْمان وهو مَحْصورٌ فِي داره، فقال: انطَلقي إِلَى أمير المؤمنين؛ فإن النساءَ ألطفُ لهذا من الرجال ... فذكر مقتلَ عثمان بطوله. فسمعتُ أَبِي يقول: روى (7) هذا الحديثَ فيَّاضٌ الرَّقِّيُّ (8) ، عن   (1) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/406-407) من طريق يحيى بن ميمون، عنه، به. (2) في (ف) : «عن معمر، عن أبي عقيل» . (3) أبو قلابة هو: عبد الله بن زيد الجَرمي. (4) في (ك) : «فقال» . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «قالت» كما في مصادر التخريج، وما في النسخ يتخرَّج في العربية على ثلاثة أوجه: الأول: على ما جاء عن العرب من قولهم: «ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها» ، فالجادة: «أبقَلَت» . انظر بيان ذلك في التعليق على المسألة رقم (178) . والثاني: أنَّ الضمير يعود إلى «رايطة» ، والجادَّة: «قالت» ، لكن ذكِّر الفعل هنا لمجاورة المذكَّر قبله، وهو «أسامة» ، وللمجاورة تأثيراتٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (54 - الوجه الثالث) . والثالث: برجوع الضمير في «قال» إلى الراوي، أي: قال الراوي، وهذا من الحمل على المعنى بتذكير المؤنَّث، انظر التعليق على المسألة رقم (270) . (6) في (أ) : «اساه» . (7) في (ت) و (ف) و (ك) : «رواه» . (8) هو: فياض بن محمد. ولم نقف على روايته. لكنْ أخرجه ابن شبَّة في "أخبار المدينة" (4/1210-1211) من طريق علي بن محمد، عن الشرقي بن قطامي، عن أبي جناب [في المطبوع: جنادة] الكلبي، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 424 أَبِي جَنابٍ الكَلبي (1) ، عَن مولاة (2) أسامة ... ، وذكر الحديثَ بطوله، وهو بأبي جَنابٍ (3) أشبهُ. 2640 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ كُرْدُوسُ بن أبي عبد الله الواسِطي، عن المُعَلَّى ابن عبد الرحمن، عن عبد الحَميد بن جعفر، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائِشَة - وَعَنْ سَعِيدِ (4) بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عائِشَة - قَالَتْ (5) : قال رسولُ الله (ص) فِي مَرَضِهِ: إِنَّهُ لَيُهَوِّنُ عَلَيَّ المَوْتَ أَنِّي أُرِيتُكِ زَوْجَتِي فِي الجَنَّةِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ موضوعٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (6) ، والمُعَلَّى متروكُ الحديث.   (1) هو: يحيى بن أبي حَيَّة. (2) في (ش) : «مولا» . (3) أي: الكلبي. (4) في (ف) : «قال» . (5) قوله: «عن سعيد» عطفٌ على قوله: «عن أبي بكر بن عبد الرحمن» . (6) لم نقف عليه من هذا الوجه. وأخرجه المروزي في "زياداته على الزهد لابن المبارك" (1078) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (3008) ، والطبراني في "الأوسط" (3/284 رقم 3161) ، وفي "الكبير" (23/39 رقم98) ، والدارقطني في "الأفراد" (334/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "مسند أبي حنيفة" (1/77) ، جميعهم من طريق أبي معاوية الضرير، عن أبي حنيفة، عن حماد بن أبي سليمان، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عائشة، به. قال الطبراني في "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حماد إلا أبو حنيفة ومسعر، تفرَّد به أبو معاوية» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به أبو معاوية، عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، عنه مجوَّدًا متصلاً، ورواه سفيان ابن عيينة عن أبي معاوية، عن مسعر، عن حماد، وتابعه الحسن بن زياد الكوفي فرواه عن أبي معاوية، عن مسعر أيضًا مثله» . الحديث: 2640 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 425 2641 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْعَلاءُ (1) بْنُ عَمْرٍو الحنَفَي (2) ، عَنْ يحيى بن بُريد (3) الأَشْعَري، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنِ عَطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أَحِبُّوا العَرَبَ لِثَلاَثٍ: لأَنِّي عَرَبِيٌّ، والقُرْآنُ َ عَرَبِيٌّ، وكَلاَمَ ُ أَهْلِ الجَنَّةِ عَرَبِيٌّ؟ فسمعتُ أَبِي يقول: هذا حديثٌ كَذِبٌ (4) .   (1) في (ك) : «العلى» . (2) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/348) ، والطبراني في "الأوسط" (5583) ، و"الكبير" (11/148 رقم11441) ، والدارقطني في "الأفراد" (161/ب/أطرافه) ، والحاكم في "المستدرك" (4/87) ، وفي "معرفة علوم الحديث" (ص 161) ، وتمام في "الفوائد" (1546/الروض البسام) ، والبيهقي في "الشعب" (1496) . وأخرجه الحاكم أيضًا من طريق مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ، عَنِ ابْنِ جريج، به، وتصحَّف اسم: «يحيى بن بريد» في "المعجم الكبير" للطبراني، و"المستدرك" للحاكم إلى: «يحيى بن يزيد» . (3) في (أ) و (ت) و (ك) : «يزيد» ، ولم تعجم في (ش) و (ف) ، والمثبت هو الصَّواب كما في "الجرح والتعديل" = = (9/131) ، و"التاريخ الكبير" (8/264) ، ونصَّ عليه ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (9/227) . وجاء على الصَّواب في معظم مصادر التخريج؛ كما سبق بيانه. (4) وقال العقيلي: «منكر لا أصل له» ، وقال الدارقطني: «تفرَّد به العلاء بْنِ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْن بريد، عنه» . وقال الحاكم: «حديث يحيى بن يزيد [كذا! وصوابه: بريد] حديث صحيح، وإنما ذكرت حديث محمد بن الفضل متابعًا له» . فتعقَّبه الذهبي بقوله: «بل يحيى ضعَّفه أحمد وغيره، وهو من رواية العلاء بن عمرو الحنفي، وليس بعمدة، وأما الفضل فمتَّهم، وأظن الحديث موضوعًا» . وقال في "الميزان" (3/103) : «موضوع» ، ونقل عن أبي حاتم قوله: «هذا كذب» . الحديث: 2641 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 426 2642 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ منصور بْن أَبِي مُزاحِم (1) ، عَن محمَّد بْن الخطَّاب، عَن علي بْن زَيْدٍ (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ المُنكَدِر، عَن جَابِرٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِذَا ذَلَّتِ (3) العَرَبُ، ذَلَّ الإِسْلاَمُ؟ فسمعتُ (4) أَبِي يقول: هذا حديثٌ باطِلٌ، ليس له أصلٌ. 2643 - وسمعتُ (5) أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عُبَيد بْنُ يَعيش (6) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَير، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزيدَ الأَوْدي، عَنْ أَبِيهِ يزيدَ بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي [الذين أنا] مِنْهُم (7) ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُم، ثُمَّ الرَّابِعُ أَرْدَى (8) إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حدَّثنا أَبُو نُعَيم (9) ، عن داود بن يزيد   (1) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1881 و2096) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/340) . (2) من قوله: «عن محمد بن الخطاب ... » إلى هنا سقط من (ك) . (3) في (ك) : «أذلت» . (4) في (ف) : «فسألت» . (5) ستأتي هذه المسألة برقم (2704) ، لكن سقط منها كلام أبي زرعة، واختصر فيها المتن. (6) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/347) تعليقًا. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (5/335 رقم 5475) من طريق عُقْبَةُ بْنُ مُكْرَمٍ، عَنْ يُونُسَ بن بكير، به. (7) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، فاستدركناه من الموضع الآتي من "المراسيل" للمصنِّف. (8) في (ش) : «أردي» . (9) هو الفضل بن دُكَيْن. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/347) ، وابن أبي حاتم في "المراسيل" (70) عن أبيه، كلاهما - البخاري وأبو حاتم - عن أبي نعيم، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (32398) من طريق عبد الله بْن إدريس، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، عن جعدة ابن هُبَيرة، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (383) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1476) ، وفي "الآحاد والمثاني" (726) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (1/154) . الحديث: 2642 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 427 الأَوْدي، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَعْدَة (1) بن هُبَيرة، عن النبيِّ (ص) ، ولم يذكر: ثُمَّ الرَّابِعُ أَرْدَى إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، وَأَبُو نُعَيم أحفظُ مِنْ يِونُسَ، وَلَيْسَ لِجَعْدَة صُحبة (2) . 2644 - وسمعتُ أَبِي ورأى فِي كتابي حديثًا حدَّثنا بِهِ يحيى بْن أَبِي طالب (3) ، عَن أزهر السَّمَّان (4) ، عَن ابْن عَوْن (5) ؛ قَالَ: أنبأني موسى بْن أَنَس، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك: أنَّ النبيَّ (ص) افتقد ثابتَ بن قَيْس   (1) في (ت) و (ك) : «جده» . (2) قال ابن أبي حاتم في الموضع السابق من "المراسيل": «فسمعت أبي يقول بعدما حدَّثنا بهذا الحديث في "مسند الوُحْدان": جعدة بن هبيرة: تابعي، وهو ابن أخت علي ابن أبي طالب، روى عن علي ح» . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (8/347) . (3) روايته أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (ص 257) ، وأبو عوانة في "مسنده" (2/70 رقم199) ، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (2/166 رقم 651) ، وبيبى في "جزئها" (81) . وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3613 و4846) من طريق علي بن عبد الله المديني، عن أزهر السَّمَّان، به. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (119) من طرق عن ثابت، عن أنس، وسمَّى الرجل الذي ذهب إلى ثابت: سعد بن معاذ. (4) هو: أزهر بن سعد. (5) هو: عبد الله. الحديث: 2644 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 428 فقال: مَنْ يَعْلَمُ لِي عِلْمَهُ؟ ، فقال رجلٌ: أنا يَا رسولَ الله، أنا أعلمُ ذلك لك، فأتى منزلَه فوجده جالسًا فِي بيته مُنَكِّسَ رأسِهِ (1) ، فقال: ما شأنُك؟ فقال: شَرٌّ؛ كَانَ يرفع صوتَه فوق صوت رسول الله (ص) ، فقد حَبِطَ عَمَلُه، وهو مِنْ أهل النار. قَالَ (2) : قَالَ موسى بْن أَنَس: فرجَعَ والله إَلَيْهِ في المَرَّة الآخِرَةِ (3) ببِشارةٍ (4) عظيمة فقال: اذْهَبْ إِلَيْهِ فَقُلْ لَهُ (5) : إِنَّكَ لَسْتَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، ولَكِنَّكَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ. فسمعتُ أَبِي يقول: الناس لا يَرْوون عَن ابْن عَوْن، عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَس (6) ؛ إنما يَرْوون عَن موسى: أن (7) ثابتً (8) ... لا   (1) قوله: «منكس رأسه» كذا في جميع النسخ، ومثله في "مسند أبي عوانة"ـ وفي بقية مصادر التخريج: «منكِّسًا رأسَهُ» ، فيحتمل ما في النسخ وجهين: الأول: أن يكون على الإضافة كما أثبتناه. والثاني: أن يكون منوَّنًا بالنصب «منكِّسً رأسَهُ» كما في أكثر المصادر، لكن حذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والراجح هو الوجه الثاني؛ لأنَّه الأظهر في الرواية، والله أعلم. (2) أي: عبد الله بن عون. (3) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «الأخيرة» ، والمثبت موافق لرواية البخاري التي تقدمت الإشارة إليها. (4) في (أ) : «فبشارة» . (5) قوله: «له» ليس في (أ) و (ش) . (6) قوله: «عن أنس» سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر.. (7) يعني: مرسلاً. (8) قوله: «أن ثابت» في (أ) و (ش) و (ك) : «ابن ثابت» ، والمثبت من (ت) و (ف) ؛ وعليه: فقد رُسم «ثابت» دون ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، التي تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 429 يقولون: أَنَس (1) . 2645 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بن عبد الله العُمَري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرِ؛ قَالَ: اسْتَشارَ رسولُ الله (ص) أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ فِي أُسَارى بَدْرٍ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَادِهِم، وَقَالَ عُمَرُ: اقتُلهم. قَالَ: فاختَلَف النَّاسُ فِي قَوْلِهِمَا؛ فَقَالَ ناسٌ (2) : فَلَوْ كَانَ أَبُو عُمَرَ (3) فِيهِمْ أَوِ ابنُه؛ مَا أَشَارَ بِقَتْلِهِمْ! وَقَالَ آخَرُونَ (4) : أَرَادُوا قَتلَ رَسُولِ الله (ص) وقَطْعَ الإِسْلامِ، فلمَّا أمكَنَ اللهُ مِنْهُمْ، خُلِّيَ سبيلُهُم! قَالَ: فارتفعَت الأصواتُ؛ حَتَّى سَمِعَ رسولُ اللَّهِ (ص) ، فَقَالَ (5) : مَا هَذَا؟ قِيلَ: اختلفَ النَّاسُ فِي مَشُورَةِ أَبِي بَكْرٍ (6) وَعُمَرَ؛ قَالَ: فخرجَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَى رِسْلِكُم، لا تَخْتَلِفُوا فِي صَاحِبَيَّ؛ فَلَو اتَّفَقَا مَا خَالَفْتُهُمَا، أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَثَلِهِمَا مِنَ المَلاَئِكَةِ؟ إِنَّمَا مَثَلُ أَبِي بَكْرٍ مَثَلُ مِيكَائِيلَ، لَمْ يَنْزِلْ إِلاَّ بِالْعَفْوِ ... ؟ فَقَالَ أَبِي: عبدُالرحمن هذا وأخوه القاسمُ مَترُوكَي (7) الحديثِ،   (1) أخرجه من هذا الوجه ابن المبارك في كتاب "الجهاد" (122) عن ابن عَون، به. ومن طريقه أخرجه الإسماعيلي في "المستخرج" كما في "فتح الباري" (6/620) . وقد أطال ابن حجر في هذا الموضع من "الفتح" في الكلام على طرق الحديث، وعلله، واختلاف ألفاظه. (2) في (ف) : «أناس» . (3) في (ك) : «أبو بكر» ، وهو خطأ. (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «الآخرون» . (5) في (أ) و (ش) : «قال» . (6) في (ش) : «أبو بكر» . (7) كذا في جميع النسخ عدا (ش) ففيها: «متروكين» . والجادَّة: «متروكَا» على الإخبار، ويخرَّج ما في النسخ على أن: «متروكي» حالٌ سَدَّ مَسَدَّ الخبر؛ ولذا جاء منصوبًا بالياء، وقد تقدم التعليق على نحو هذا في المسألة رقم (827) ، وانظر نحو ما وقع هنا في المسألة رقم (2235) و (2308) . الحديث: 2645 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 430 وَهَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) . 2646 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ مَرزوق البَصري (2) ، عَنْ عُروَة بْنِ عبد الله بْنُ محمَّد بْنِ يَحْيَى بْنِ عُروَة بن الزُّبَير، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي الزِّناد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ؛ قَالَ: صلَّى بنا رسولُ الله (ص) الجُمُعة، ثم التفَتَ إليَّ، فقال (3) : ادْنُ مِنِّي، فدَنَوتُ مِنْهُ، فَقَالَ: انْظُرْ لِي نَفَرًا مِنَ الأَنْصَارِ يَعْرِفُونَ قَسْمَ الأَمْوَالِ وشِرْبَهَا (4) ؛ فَإِنِّي أَرَدتُّ أَنْ أَقْسِمَ أَمْوالَ بَنِي النَّضِيرِ [عَلَى] (5) المُهاجِرينَ الأَوَّلِينَ، ولَيْسَ لَهُمْ مَعْرِفَةٌ (6) بِقَسْمِ الأَمْوَالِ وشِرْبِهَا، قَالَ: فقلتُ: أَفعَلُ، قَالَ: فخَرَجتُ مِنْ عِندِ رسولِ الله (ص) ، فجمَعتُ نَفَرًا مِنَ الأَنْصَارِ أهلَ (7) مَعرِفَةٍ   (1) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (4/108) وعزاه لابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه من طريق نافع، عن ابن عمر. (2) هو: محمد بن محمد بن مرزوق البصري، وقد ينسب إلى جده كما في مسألتنا. وروايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (3/365) مختصرة، وقال: «عروة بن عبد الله، عن ابن أبي الزناد: مجهولٌ بالنقل لا يُتابعَ على حديثه» . (3) في (أ) و (ش) : «ثم قال» . (4) في (ك) : «سوبها» . والشِّرْبُ: الحَظُّ والنصيبُ من الماء. "لسان العرب" (1/488) ، ويمكن أن يكونَ الحظُّ والنصيبَ من كل مقسوم، والله أعلم (5) المثبت من (ش) ، وفي بقية النسخ: «عن» . (6) في (أ) : «معرف» ، ولم تتضح في (ش) . (7) في (ف) : «هل» . الحديث: 2646 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 431 وبَصَرٍ، فجئتُ بِهِمْ إِلَى رَسُولِ الله (ص) ، وَخَرَجْنَا مَعَهُ حَتَّى أَتَيْنَا (1) مَا هناك، فقَسَمْنا أموالَ بَنِي النَّضير بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ بجَهْدِنا، فَكَانَ فراغُنا عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ، فأقبلَ رسولُ اللَّهِ (ص) وأقبَلْنا مَعَهُ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بالسَّبَخَةِ (2) ؛ أَدرَكَتْنا صَلاةُ الْمَغْرِبِ، فصلَّى بنا رسولُ الله (ص) ، ثُمَّ التفَتَ، وَقَالَ: انْصَرِفُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ، إِلاَّ أُبَيًّ (3) ؛ فَإِنَّ مَنْزِلَهُ قَرِيبٌ مِنْ مَنْزِلِي، ثُمَّ وَقَفَ رسولُ الله (ص) ، وَأَشَارَ إِلَيْهِ، ثُمَّ بسَطَ يَدَهُ، فأقبلتُ سَرِيعًا حَتَّى بسَطْتُ يَدَيَّ في يَدِ رسول الله (ص) ، ثُمَّ أقبلَ عليَّ فَقَالَ: يَا أُبَيُّ، اسْتَوْصُوا بِالمُهاجِرِينَ الأَوَّلِينَ بَعْدِي خَيْرًا، ولاَ تُنَازِعُوهُمْ (4) هَذَا الأَمْرَ؛ فَإِنَّ لَهُمْ عَيْن (5) ، مِنْهُمْ (6) يَنْضَحُ دَمُهُ مَا بَيْنَ المَشْرِقِ والْمَغْرِبِ، ثُمَّ يَنْزِعُ إِلاَّ مِنْ هَاهُنَا، وَأَشَارَ لِي قِبَلَ الشَّامِ، فقلتُ: يَا رسولَ اللَّهِ، وَأَنْتَ حَيٌّ بَيْنَ أظهُرنا؟ قَالَ: لاَ ولاَ ولاَ.   (1) في (ف) : «أتيناك» . (2) السَّبَخةُ بفتح أوله وثانيه: موضعٌ بالمدينة، بين موضع الخندق وبين سَلْع؛ الجبل المتصل بالمدينة. "معجم ما استعجم" (3/717) .. (3) في (ك) : «إلى أبي» . وقوله: «إلا أُبي» يحتمل أن يكون بنصب «أُبي» على الاستثناء، أي: «إلا أُبيًّا» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . ويحتمل أن يكون برفع «أُبي» على لغة لبعض العرب؛ يرفعون المستثنى في الاستثناء التام الموجب المتصل، وقد تقدم التعليق على مثله في المسألة رقم (997) . (4) في (أ) : «ولا تنازعواهم» . (5) كذا في جميع النسخ، وتحتمل النصب والرفع، وقد تقدم التعليق على نحوها في المسألة رقم (130) . (6) في (ت) : «مبهم» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 432 كَفَّهُ (1) ، يَعْنِي: نفسَهُ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ. قلتُ: وكتابُ اللَّهِ قائمٌ، ودينُه ظاهرٌ؟ قَالَ (2) : إِنَّ الدِّينَ لا يُنَالُ، غَالِبٌ لِلدُّنْيَا (3) ، حَتَّى تُخْرِجَ زَهْرَتَهَا، فَإِذَا أَخْرَجَتْ زَهْرَتَهَا عَلَتِ (4) الدُّنْيَا عَلَى الدِّينِ؛ كَالأَمَةِ الحَلِيبِ تَخْطُبُ (5) رَبَّتَهَا (6) ، خَيْرُكُمْ مَنْ مَاتَ عَلَى الأَثَرِ، والبَاقِي عَلَى مِثْلِ حَدِّ السَّيْفِ، اسْتَمْسِكِ، اسْتَمْسِكْ (7) أُبَيُّ، قلتُ: أَلا تستَخْلفُ عَلَيْهِمْ مَنْ تُوصيهِ بِهِمْ، وتُوصيهِمْ بِهِ (8) ؟ قَالَ: لَيْسَ لِي مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ، قَضَاءُ اللهِ غَالِبٌ، فَاصْمُتْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2647 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه المَسْعُودي (9) ، عن أبي   (1) في (ك) : «لا ولا كنه» ؛ ومعنى «كفَّه» ، أي: قال ذلك بكفِّه. (2) قوله: «قال» سقط من (ك) . (3) كذا في جميع النسخ، وقوله: «غالب» بالرفع، وهو خبرٌ ثانٍ لـ «إنَّ» ، أو هو خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو غالبٌ للدنيا، لكنَّ الذي يظهر: أنَّ في الكلام تصحيفًا، وصواب العبارة: «إِنَّ الدِّينَ لا يَزَالُ غَالِبًا للدنيا» ، والله أعلم.. (4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «غلبت» . (5) في (ك) : «يخطب» . (6) كذا العبارة في جميع النسخ! (7) قوله: «استمسك» الثانية سقط من (ك) ، وضبَّبَ عليها ناسخا (ت) و (ف) . (8) في (ت) و (ك) : «يوصيه بهم، ويوصيهم به» . (9) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة. ولم نقف على روايته. لكن أخرجه الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1277 و1551) ، والحاكم في "المستدرك" (3/262) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/474) من طريق سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، به. وجاء في مطبوع "المستدرك": «عن عُبَيدة» . الحديث: 2647 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 433 إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ أَبِي عُبَيدة (2) ، عَنْ عبد الله (3) ؛ قَالَ: أَخِلاَّئي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ ثلاثةٌ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَأَبُو عُبَيدة ابن الجَرَّاح، وسمَّى بَنِيهِ (4) بِأَسْمَائِهِمْ؟ قَالَ أبي: رَوَاهُ زهيرٌ (5) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن أبي الأَحْوَص (6) ، عن عبد الله. قلتُ لَهُ (7) : أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: كَانَ المَسْعُوديُّ أعلمَ بِحَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ مِنْ أَهْلِ زمانِه، وزهيرٌ كان مُتقِنً (8) (9) .   (1) هو: السَّبيعي عمرو بن عبد الله. (2) هو: ابن عبد الله بن مسعود. (3) هو: ابن مسعود ح. (4) كذا في جميع النسخ، وفي رواية البغوي في "الجعديات" الآتية - ومن طريقه ابن عساكر -: «ثلاثة» بدل «بنيه» ، ولم ترد العبارة عند بقية المخرِّجين. (5) في (ت) و (ك) : «روى وهب» ، وزهير هذا هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها البغوي في "الجعديات" (2549) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (25/474) . (6) هو: عوف بن مالك. (7) في (أ) و (ش) : «قال: قلت له» ، وكذا كانت في (ف) ثم ضرب على قوله: «قال» . (8) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (9) ذكر هذا الحديث الدارقطني في "العلل" (909) ، وذكر اختلاف الرواة فيه على أبي إسحاق في جعله عن أبي عُبَيدة، أو عن أبي الأحوص، ثم قال: «ويشبه أن يكونا صحيحَين» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 434 2648 - أخبرنا (1) أبو محمَّد عبد الرحمن ابن أَبِي حاتِم؛ قَالَ (2) : وحدَّثنا (3) أَبِي؛ قَالَ: سمعتُ الحُمَيديَّ (4) حِينَ حدَّثَنا بحديث زائدَة (5) ، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ رِبْعيٍّ (6) ، عَنْ حُذَيفة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي.   (1) انظر المسألة الآتية برقم (2655) . (2) قوله: «أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال» من (ت) و (ك) فقط. (3) في (ت) و (ك) : «أنا» ، وهو اختصار: «أخبرنا» . (4) هو: عبد الله بن الزبير. (5) هو: ابن قُدامة الثقفي. وهذا الحديث يرويه الحميدي في "مسنده" (449) عن شيخه سفيان بن عيينة، عن زائدة، ولا يعني ابن أبي حاتم أن الحميدي يرويه عن زائدة؛ فإنه لم يدركه، وسيأتي ذكر سفيان في آخر المسألة. ومن طريق الحميدي أخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1227) ، والحاكم في "المستدرك" (3/75) ، وزاد الحاكم في إسناده: هلالاً مولى ربعي. ورواية سفيان بن عيينة أخرجها أيضًا الإمام أحمد في "المسند" (5/382 رقم 23245) عنه، عن زائدة، به. وأخرجه الترمذي في "جامعه" (3662) من طريق الحسن بن الصباح، والبزار في "مسنده" (2827) من طريق أحمد بن أبان القرشي وأحمد بن ثابت، والطحاوي في "شرح المشكل" (1226 و1228 و1229) من طريق حامد بن يحيى البلخي، ويحيى بن حسان، جميعهم عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ زائدة، عن عبد الملك بن عمير، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/334) عن سفيان ابن عيينة، عن عبد الملك ابن عمير، به. وأخرجه الترمذي في "العلل الكبير" (689) من طريق أحمد بن منيع، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/112) من طريق الشافعي، كلاهما عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ عبد الملك بن عمير، به. وأخرجه الطحاوي في "شرح المشكل" (1229) من طريق حامد بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عيينة غير مرَّة، عن عبد الملك، عن ربعي، وحدثنيه مرَّة أخرى فقال: أخبرني زائدة، عن عبد الملك، به. (6) هو: ابن حِراش. الحديث: 2648 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 435 قَالَ أَبِي: كَانَ (1) يحدِّث (2) بِهِ أيامَ الموسم عن عبد الملك بْنِ عُمَير، وَلَمْ يَذْكُرْ زَائِدَةَ، ثُمَّ قَالَ: لَمْ آخذُْه (3) مِنْ عبد الملك؛ إنما حدَّثَناه زائدة، عن عبد الملك. وَقَالَ سُفْيَانُ: إِذَا ذكرتُ لَهُمْ زائدة لم يسألوني (4) عَنْهُ، وَهَذَا حديثٌ فِيهِ فَضِيلَةٌ للشَّيخين (5) (6) . 2649 - وسألتُ أَبِي وأبا زرعة عَن حديثٍ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَروبة (7) ، وعِمران القطَّان (8) ، عَن قَتادة، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ النبيَّ (ص) كان   (1) قوله: «كان» سقط من (ش) . (2) يعني: سفيان بن عيينة كما سيأتي. (3) في (ك) : «له أجده» بدل: «لم آخذه» . (4) في (ت) و (ف) و (ك) : «تسألوني» بالتاء الفوقية، ولم تنقط في بقية النسخ، فتحتمل التاء الفوقية والياء التحتية، والصواب ما أثبتناه، والله أعلم. (5) في (ك) : «الشيخين» . (6) قال الترمذي في الموضع السابق من "جامعه": «وكان سفيان بن عيينة يدلِّس في هذا الحديث، فربما ذكره عن زائدة، عن عبد الملك بن عمير، وربما لم يذكر فيه: "عن زائدة "» . اهـ. وقال في الموضع السابق من "العلل الكبير": «وكان سفيان بن عيينة يروي هذا ولا يذكر فيه: "عن زائدة" في كل وقت» . اهـ. وقال الخليلي في "الإرشاد" (1/378) : «حديث ابن عيينة، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حذيفة، عن النبيِّ (ص) : " اقتدوا باللَّذَين من بعدي": رواه عنه الأئمة: الشافعي وغيره، يقال: سمعه من زائدة، عن عبد الملك، والحديث صحيحٌ معلول؛ لأن في بعض الروايات: عن عبد الملك، عَنْ مَوْلًى لِرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ. وقد رواه مسعر والثوري وغيرهما، عن عبد الملك» . اهـ. (7) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/112 رقم 12106) ، والبخاري في "صحيحه" (3675 و3686 و3697) ، وأبو داود في "سننه" (4651) ، والترمذي في "جامعه" (3697) ، وابن حبان في "صحيحه" (6865 و6908) . (8) هو: ابن داوَر. وروايته أخرجها أبو داود الطيالسي في "مسنده" (2097) ، ومن طريقه أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1439) . الحديث: 2649 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 436 عَلَى (1) أُحُدٍ (2) فرَجَفَ (3) بهم، فقال النبيُّ (ص) : اثْبُتْ حِرَاءُ (4) ؛ فَإِنَّ عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَان ِ (5) ؟   (1) قوله: «على» سقط من (ك) . (2) في (ش) : «نجد» . (3) في (ك) : «فزحف» . (4) كذا في جميع النسخ هنا: «حراء» ، وقبل بضع كلمات: «أحد» ! وفي رواية البخاري المتقدِّمة من طريق يحيى ابن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، كلاهما عن سعيد ابن أبي عروبة، به: «أحد» في جميع المواضع. وفي رواية الطيالسي المتقدمة من طريق عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس: «حراء» . وأخرجه القطيعي في "زياداته على الفضائل" (697) من طريق داود بن الزبرقان، عن مطر الوراق وسعيد بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس؛ كما في كتابنا: «أحد» في الموضع الأول، و «حراء» في الآخر، ولكن داود بن الزبرقان متروك. وأخرجه الخطيب في "تاريخه" (5/365) من طريق قريش بن أنس، عن سعيد بلفظ: «حراء» . وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (6/350) من طريق رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، عَنْ سَعِيدٍ، به بالشك: «حراء أو أحدًا» . وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح" (7/38) : «ووقع في رواية لمسلم ولأبي يعلى من وجه آخر عن سعيد: "حراء "، والأول أصحُّ، ولولا اتحاد المخرج لجوَّزت تعدد القصة، ثم ظهر لي أن الاختلاف فيه من سعيد، فإني وجدته في "مسند الحارث بن أبي أسامة" عَنْ روح بْن عبادة، عَنْ سعيد، فقال فيه: " أحدًا أو حراء" بالشك» . اهـ. قلنا: ولم نجد مسلمًا أخرج حديث أنس هذا، لا بلفظ «حراء» ولا «أحد» ، وهو عند أبي يعلى في "المسند" المطبوع بلفظ: «أحد» . (5) كذا في جميع النسخ، وهو صحيح في العربية؛ ويخرَّج على وجهين: أحدهما: أن «نبيٌّ» مبتدأ مؤخر، خبرُه شبه الجملة قبله، وجملةُ المبتدأ والخبر خبرٌ لـ «إن» ، واسمُها ضمير الشأن المحذوف. والثاني: أن تكون العبارة هكذا: «إنَّ عليك نبيًّ وصِدِّيقً وشهيدان» ، ويكون قوله: «نبيًّ» منصوبًا اسمًا لـ «إنَّ» مؤخَّرًا، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، و «صديقً» : منصوبٌ أيضًا عطفًا عليه، و «شهيدان» كذلك، وكانت جادته أن يكون بالياء «شهيدين» ، لكنه جاء على لغة من يلزم المثنى الألف مطلقًا رفعًا ونصبًا وجرًّا، وتقدم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (554) . وقد خرجنا على الوجهين نحو هذا في المسألة رقم (130) ، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) و (854) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 437 فقال أَبِي: قد خالفهما سُلَيمان التَّيْمي؛ رواه (1) ابنُه (2) عَنْهُ، عَن قَتادة، عن [أبي غَلاَّب] (3) ، عن بعض أصحاب النبيِّ (ص) ، عن النبيِّ (ص) (4) . قَالَ أَبِي: هذا أشبهُ بالصَّواب، وإن كَانَ سعيد حافظًا، إلا أن يكونَ عند قَتادة الإسنادينِ (5) جميعًا. قَالَ أَبُو زرعة: سعيدُ بْن أَبِي عَروبة أحفظُ من التَّيْمي.   (1) في (ف) : «ورواه» بالواو. (2) هو: معتمر بن سليمان. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1440) ، وفي "الآحاد والمثاني" (2902) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (255) . (3) في جميع النسخ: «غالب» وليس في شيوخ قتادة من اسمه «غالب» ، والتصويب من مصادر التخريج السابقة، وكذا هي في الموضع الآتي من "العلل" للدارقطني. واسم أبي غَلاَّب: يونس بن جُبَير. (4) قوله: «عن النبيِّ (ص) » سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر. (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «الإسنادان» ؛ لأنَّه اسم مؤخَّر لـ «يكون» أو فاعلٌ به، إلا أن ما وقع هنا في النسخ صحيحٌ عربية، وهو إما مرفوع أو منصوبٌ. أما الرفع: فعلى أنَّه اسم أو فاعل، والأصل فيه: «الإسنادان» ، لكن أميلت الألف نحو الياء، فكتبت ياءً، ولا تنطق إلا ألفًا ممالة، وسبب إمالتها: كسرة النون. وانظر التعليق على المسألة رقم (25) و (124) . واما النصب: فعلى وجهين: إما أنه على اسم أو فاعل بـ «يكون» ، لكنَّه جاء منصوبًا لوضوح المعنى وعدم اللبس، كما في قولهم: «خَرَقَ الثوبُ المسمارَ» ، وإما على توهُّم أنه خبر «يكون» ؛ لتأخُّره في اللفظ عن شبه الجملة «عند قتادة» ، وقد أوضحنا هذين الوجهين في تعليقنا على قوله: «ليس له من عمله شيئًا» في المسألة رقم (1853- الوجهين الثاني والثالث) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 438 قلتُ: فذاك الصَّحيحُ؟ قَالَ: أجَلْ (1) . 2650 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُالوهَّاب الثَّقَفي (2) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ؛ قال: أخبرني ابن أبي مُلَيْكَة (3) ؛ أنَّ عُمَيْرً (4) اللَّيْثيَّ حدَّثه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى بْن سَعِيد (5) ، عَنِ ابْن أبي مُلَيْكَة، عن   (1) وافق الدارقطنيُّ أبا زرعة، فقد ذكر الحديث في "العلل" (4/31/أ، ب) - بلفظ: «حراء» - فقال: «يرويه قتادة، واختُلِف عنه: فرواه سعيد بن أبي عروبة ومطر الورَّاق وعمران القطان، عَن قتادة، عَن أنس، وكذلك قيل عَنْ شُعْبَةَ: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أنس، ولا يثبت عن شعبة. ورواه معمر، عن قتادة مرسلاً، ورواه سليمان التيمي، عن قتادة، عن أبي غلاب، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ _ج، عن النبيِّ (ص) ، والقول قول ابن أبي عروبة ومن تابعه، عن أنس» . اهـ. (2) هو: عبد الوهاب بن عبد المجيد، ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرجه الشافعي في "الأم" (1/80) عن عبد الوهَّاب الثَّقَفِيُّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ عُبَيد بْنِ عُمَيْرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، مرسلاً. (3) هو: عبد الله بن عُبَيدالله. (4) كذا في جميع النسخ، وهو اسم «أنَّ» ، فكانتِ الجادَّة أن يقال: عميرًا، بالألف؛ لأنه اسمٌ عربيٌّ عَلَمٌ على مذكَّر، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان: التنوين وعدمه: عُمَيْرً وعُمَيْرَ، وقد فصَّلنا في هذين الوجهين في التعليق على مثل ذلك في المسألة رقم: (126) . (5) روايته من هذا الوجه أخرجها ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (2/215) عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، عَنْ يحيى بن سعيد، به. وأخرجه الشافعي في "الأم" (7/199) بلفظ مطوَّل فقال: أخبرنا الثقة، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عُبَيد بن عمير قال: أخبرتني الثقة - كأنه يعني عائشة - ثم ذكر صلاة النبيِّ (ص) ، وأبو بكر إلى جانبه. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (6/42 رقم 5741) ، وابن عدي في "الكامل" (5/192) من طريق علي بن عاصم، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ. الحديث: 2650 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 439 عُبَيد بْنِ عُمَير: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ ... ، مُرسَلً (1) . 2651 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدة (3) ، عَن مُعتَمِر بْن سُلَيمان، عَنْ حُمَيد (4) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، أيُّ النَّاسِ أحبُّ إليك؟ قال: عَائِشَةُ، قال (5) : إنَّما نَعْنِي مِنَ الرِّجال؟ قَالَ: فَأَبُوهَا؟   (1) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) ستأتي هذه المسألة برقم (2666) . (3) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3890) ، وابن ماجه في "سننه" (101) ، والضياء في "المختارة" (1940) . وأخرجه ابن ماجه (101) ، والطبراني في "الأوسط" (1/155 رقم 487) ، والضياء (1939 و1941) من طريق الحسين بن الحسن المروزي، والحاكم في "المستدرك" (4/12) من طريق محمد بن عبد الأعلى، كلاهما عن المعتمر، به. قال الترمذي: «هذا حديثٌ صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أنس» . (4) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. (5) كذا في جميع النسخ، وتحتمل العبارة وجهين: الأول: أنَّ فيها سقطًا، والتقدير: «قال: قالوا» ، وتقدَّم في الحديث نحوه، أو أنَّ فيها تحريفًا، فـ «قال» صوابها: «قالوا» . والثاني: إذا قدِّر أن لا سقط في الكلام ولا تحريف، فإنَّه يخرَّج على أن الفعل بضم اللام «قالُ» ، وحذفت منه واو الجماعة اجتزاءً بالضمة عنها، وهذا جارٍ على لغة هوازن وعُلْيا قيس في الاجتزاء بالحركات عن الحروف، وتقدم التعليق عليها في المسألة رقم (679) . الحديث: 2651 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 440 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، يُمْكِنُ أَنْ يكونَ: حُمَيد (1) ، عَنِ الحسن، عن النبيِّ (ص) (2) . 2652 - وسمعتُ أَبِي يَقُولُ: حدَّثنا محمَّد ابن بشَّار؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو دَاوُدَ (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا همَّام، عَنْ قَتادة، عَنْ محمَّد بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كَعبِ بْنِ عُجْرَة (4) ؛ قَالَ: ذَكَرَ رسولُ الله (ص) فِتنةً، فَقَرَّبَها، فَمَرَّ رجلٌ مُقَنَّعُ الرأس (5) ، فقال رسولُ الله (ص) : هَذَا وأَصْحَابُهُ يَوْمَئِذٍ عَلَى   (1) لم نقف عليه من رواية حميد عن الحسن مرسلاً، وقد أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (7107) ، وابن عدي في "الكامل" (6/389) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/94 و132) جميعهم من طريق المسيب ابن واضح، عَنِ المعتمر، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ الحسن، عن أنس، به. قال ابن عدي: «وزاد المسيب في هذا الحديث على معتمر حيث قال: عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ أنس، عن النبيِِّّ (ص) ، وإنما رَوَاهُ مُعْتَمِرٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أنس، وليس بينهما الحسن» . (2) نقل الضياء في "المختارة" (5/298) كلام أبي حاتم على هذا الحديث، ثم قال: «قال الدارقطني: تفرَّد به معتمر، قال: والصَّحيح: عَنْ مُعْتَمِرٍ، عَن حُمَيْدٍ، عَنْ الحسن مرسلاً، ولم يذكر من رواه كذلك» . اهـ. (3) قوله: «قال: حدثنا أبو داود» سقط من (ف) ، وقوله: «أبو» سقط من (ك) . (4) لم نقف على روايته على هذا الوجه، وأخرجه ابن أبي شيبة في"المصنف" (32016) ، وأحمد في "المسند" (4/243 رقم 18129) ، وابن ماجه في "سننه" (111) ، والطبراني في "الكبير" (19/16 رقم 359) من طريق هشام بن حسان، وأحمد في "المسند" (4/242 رقم 18118) ، وفي "فضائل الصحابة" (721) ، والقطيعي في "زوائده على الفضائل" (833) من طريق مطر الوراق، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ كعب ابن عجرة، به. (5) أي: مُغَطَّى الرأس بقِناع. الحديث: 2652 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 441 الهُدَى، فَمَرَّ عُثْمَانُ؛ قَالَ: فأَخَذتُ بِمَنْكِبه (1) فقلتُ: هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. فقال (2) أَبِي: يُقَالُ (3) : هَذَا الحديثُ عَنْ كعب بن مُرَّة البَهْزي (4) .   (1) في (ك) : «بمنكبيه» . (2) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (3) في (ك) : «فقال» . (4) في (ك) : «النهري» . ويقال له: مُرَّة بن كعب. والحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/236 رقم 18068) ، والحاكم في "المستدرك" (3/102) من طريق وهيب بن خالد، وابن شبَّة في "أخبار المدينة" (3/1103) ، والترمذي في "جامعه" (3704) عن عبد الوهَّاب بن عبد المجيد الثقفي، وإسماعيل القاضي في "جزء فيه أحاديث أيوب السَّختياني" (29-31) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (828) عن حماد بن زيد، ثلاثتهم عَنْ أَيُّوبَ السَّختياني، عَنْ أَبِي قلابة عبد الله بن زيد، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ مرة بن كعب، عن النبي (ص) . وأخرجه ابن أبي شيبة في"المصنف" (32017 و37079) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/235 رقم 18060) من طريق إسماعيل بن عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قلابة، عن مرة بن كعب، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/33 رقم = = 20352) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (720) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/57) ، والطبراني في "الكبير" (20/315 رقم 750) من طريق قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن مرة البهزي، به. وأخرجه ابن أبي شيبة في"المصنف" (32015) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/33 رقم 20353) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/57) ، والطبراني في "الكبير" (20/315-316 رقم 751) من طريق كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن شقيق، عن هَرمي بن الحارث وأسامة بن خُرَيْم، عن مرة البهزي، به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1/381 رقم 660) من طريق أبي صالح الخولاني، عَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 442 2653 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ ابنُ مَسْلَمة بن عبد الملك (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) دخَلَ المسجدَ، وَأَبُو بكرٍ عَنْ يَمِينِهِ (2) آخذٌ (*) بِيَدِهِ، وعمرُ عَنْ يَسَارِهِ آخِذٌ (*) بِيَدِهِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَيْهِمَا، فَقَالَ: هَكَذَا نُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (3) . 2654 - وسمعتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حديثًا رواه إبراهيم بن   (1) هو: سَعِيدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ هِشَامِ بن عبد الملك. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3669) ، وابن ماجه في "سننه" (99) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1418) ، وعبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (77 و151 و221) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/321) ، وابن عدي في "الكامل" (3/379) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين" (4/239) ، وأبو حفص بن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة" (148) ، والحاكم في "المستدرك" (3/68 و4/280) ، واللالكائي في "اعتقاد أهل السنة" (2511) . (2) في (ك) : «بنيه» . (*) ... كذا وقع في النسخ، وفي مصادر التخريج «: آخذًا» بالألف، ويحتمل ما في النسخ وجهين: الأول: الرفع على الخبرية. والثاني: النصب على أنه حالٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وهذا أرجح الوجهين؛ لموافقته لما في مصادر التخريج. (3) قال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث غريبٌ، وسعيد بن مسلمة ليس عندهم بالقوي» . وقال ابن حبان في الموضع السابق في ترجمة سعيد بن مسلمة: «منكر الحديث جدًّا، فاحش الخطأ في الأخبار» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا لا يُعرَف بهذا الإسناد عن إسماعيل بن أمية إلا من رواية سعيد بن مسلمة عنه» . (4) انظر المسألة الآتية برقم (2669) . الحديث: 2653 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 443 سعد (1) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ جَعَلَ (2) الحَقَّ عَلَى لِسَان ِ عُمَرَ وقَلْبِهِ. وَرَوَاهُ نَافِعُ بْنُ (3) أَبِي نُعَيم (4) والضحَّاك بْنُ عُثْمَانَ (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ نَافِعِ بْنِ أَبِي نُعَيم أشبهُ؛ لأنِّي لَمْ أرَ أَحَدًا يُتابع إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ فِيهِ. 2655 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سعد (7) ، عن الثَّوري، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ هلالٍ مَوْلَى رِبْعِيٍّ، عن   (1) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1247) . (2) في (أ) و (ش) : «وضع» . (3) في (أ) و (ش) : «عن» ، وصوِّبت فوقها في (أ) بخط مغاير. (4) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/335) ، وأحمد في "المسند" (2/53 رقم 5145) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (758) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (1/382) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/327) . (5) روايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (395) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (525) ، والطبراني في "الأوسط" (1/95 رقم 289) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/95 رقم 5697) ، والترمذي في "جامعه" (3682) ، وابن حبان في "صحيحه" (6895) من طريق خارجة بن عبد الله الأنصاري، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. (6) انظر المسألة المتقدمة برقم (2648) . (7) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (8/209) تعليقًا، وابن أبي عاصم في "السنة" (1149 و1423) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/480) ، والبزار في "مسنده" (2828) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1230 و1232) ، "والطبراني في "الأوسط" (5/344 رقم 5503) ، والبيهقي في = = "السنن الكبرى" (8/153) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (2/334) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (31933) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/385 و402 رقم 23276 و23419) ، وفي "فضائل الصحابة" (478) ، والترمذي في "جامعه" (3799) ، وابن ماجه في "سننه" (97) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1148 و1422) ، والبزار في "مسنده" (2829) من طريق وكيع، وابن سعد (2/334) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/480) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (22/126) من طريق قبيصة ابن عقبة، وابن سعد (2/334) ، والفسوي (1/480) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/153) من طريق الضحَّاك بن مخلد، وابن ماجه في "سننه" (97) من طريق المؤمل بن إسماعيل، أربعتهم عن الثوري، به. وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (293) ، والحاكم في "المستدرك" (3/75) من طريق عبد الحميد بن عبد الرحمن أبو يحيى الحماني، عن سفيان بن سعيد ومسعر بن كدام، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حراش، عن حذيفة، به. الحديث: 2655 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 444 رِبْعِيٍّ (1) ، عَنْ حُذَيفة، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي. ورواه زائدة (2) وغيرُه (3) ، عن عبد الملك، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيفة، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ: فأيُّهما أصَحُّ؟   (1) هو: ابن حِراشٍ. (2) هو: ابن قدامة. وتقدم تخريج روايته في المسألة رقم (2648) . (3) منهم: مسعر بن كدام، وروايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (293) ، والدارقطني في "الأفراد" (126/ب/أطراف الغرائب) ، والحاكم في "المستدرك" (3/74 و75) عن مسعر، عن عبد الملك بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حذيفة، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 445 قَالَ أَبِي: حدَّثنا ابْنُ كَثِيرٍ (1) ، عن الثَّوري، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ مَوْلًى لرِبْعِيٍّ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيفة. قلتُ: فأيُّهما أصَحُّ (2) ؟ قَالَ: مَا (3) قَالَ الثَّوري؛ زَادَ رَجُلا وجَوَّد الحديثَ، فأمَّا إبراهيمُ بنُ سَعْدٍ فسَمَّى الرجلَ، وأمَّا ابنُ كَثِيرٍ فَلَمْ يُسَمِّ الْمَوْلَى. 2656 - وسمعتُ أَبِي يقولُ وذكَرَ حَدِيثًا رَوَاهُ زَيْدُ بْنُ أَبِي الزَّرْقاء، عَنِ الثَّوري، عَنْ عَلْقَمة بْنِ مَرْثَد، عَنْ عبدِ خَيْر، عَنْ عليٍّ: أَلا أخبرُكم بِخَيْرِ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهِ (4) ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هو: خالد بن عَلْقَمة (5) .   (1) هو: محمد بن كثير العَبْدي. (2) من قوله: «قَالَ أَبِي: حَدَّثَنَا ابْنُ كَثِيرٍ ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) قوله: «ما» سقط من (أ) و (ش) . (4) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «بعد نَبِيِّها» ، لكن يمكن أن يخرَّج ما في النسخ على لغة طيِّئ ولخم، فالأصل: «نَبِيِّها» ، وحذفت ألف «ها» ونقلت فتحة الهاء إلى الحرف الذي قبلها؛ فصارت الكلمة هكذا: «بعد نَبِيَّهْ» . ولهذه اللغة شواهد في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (235) . (5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (422) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عاصم في "السنة" (1208) من طريق شعيب ابن حرب، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/367) من طريق المؤمل بن إسماعيل، ثلاثتهم عن سفيان الثوري، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد خير، به. وأخرجه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (423) من طريق أبي عوانة، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/427) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/368) من طريق إبراهيم بن محمد بن مالك، كلاهما عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد خير، به. وذكر الدارقطني في "العلل" (4/38-39) رواية زيد ابن أبي الزرقاء هذه، وقال: «ووهم فيه، وخالفه عبد الرحمن بن مهدي، وعبثر بن القاسم، وغيرهما، فروَوه عن الثوري، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ عبد خير، عن علي، وهو الصَّواب» . الحديث: 2656 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 446 2657 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو زهير عبد الرحمن بْنُ مَغْرَاء (1) ، عَنْ مُجالدٍ (2) ، عَنِ الشَّعبي؛ قَالَ: سألتُ ابنَ عبَّاس - أَوْ سُئِلَ ابنُ عبَّاس -: مَن أَوَّل النَّاسِ كَانَ إِسْلامًا؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ؛ أَمَا سَمِعْتَ مَا قال حسَّانُ بنُ ثابت الأنصاري (3) : إِذَا تَذكَّرْتَ شَجْوًا (4) مِنْ أَخِي (5) ثِقَةٍ فاذكُر أخاكَ أَبَا بَكرٍ بما فَعَلا   (1) روايته أخرجها عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (103) والطبري في "تاريخه" (2/399) ، والآجري في "الشريعة" (1245 و1246) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (73) ، وابن الأثير في "أسد الغابة" (3/313) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/41) . (2) في (ك) : «خالد» ، ومجالد هذا هو: ابن سعيد. (3) قوله: «الأنصاري» من (ف) فقط، وقوله: «بن ثابت الأنصاري» ليس في (ت) و (ك) . وهذه الأبيات من البحر البسيط، قالها حسان في رثاء أبي بكر الصديق ذ، وهي أبيات مشتهرة في كتب التفسير والحديث والتاريخ، والعقائد، وفضائل الصحابة، والعربية. وانظر "ديوان حسان بن ثابت" بتحقيق ودراسة د. وليد عرفات (1/125) . وانظر تخريج الأبيات في كتب العربية، واختلاف الروايات فيها، في تعليقات محقِّقه. (4) الشَّجْوُ: الهَمُّ والحُزْن. "لسان العرب" (14/422) . (5) المثبت من (ت) ، وهو موافق لما في مصادر التخريج، وفي بقية النسخ: «أخا» ، وهو خلاف الجادَّة، لكنَّه يخرَّج على لغة من يُجري الأسماء الستة مُجرى الاسم المقصور؛ فيلزمها الألف مُطلقًا، وقد تقدم التعليق على هذه اللغة في المسألة رقم (9) . الحديث: 2657 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 447 خَيْرَ البَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وأعدَلَهَا إلاَّ النَّبِيَّ (1) وأوفاهَا بِمَا حَمَلا والثَّانيَ التَّالِيَ المَحْمُودَ مَشْهَدُهُ وأوَّلَ النَّاسِ مِنهُم صَدَّقَ الرُّسُلا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَرَى أَبَا زُهَيْرٍ أخذَهُ عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَدِيّ (2) . وحدَّثنا (3) إبراهيمُ بنُ الْوَلِيدِ الطَّبراني؛ قَالَ: حدَّثنا أبو عبد الرحمن   (1) في (أ) و (ش) : «بعدَ النبيِّ» ، وهي رواية أخرى للبيت. (2) والهيثم هذا ترجم له ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (9/85 رقم350) ، ونقل عن أبيه أنه قال: «متروك الحديث، محلُّه محلُّ الواقدي» ، وعن ابن معين أنه قال: «ليس بثقة، كذاب» . وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (16/77-78/بشار عواد) من طريق يعقوب بن شيبة، قال: حدثني أحمد بن العباس قال: قلت ليحيى بن معين: حديث مجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أولُ القوم إسلامًا أبو بكر، أوَ لم تسمع إلى قول الشاعر؟» قال: من حدَّث به عن هشيم؟ قلت له: بشار الخفاف، فقال: باطل ما علم هشيمًا سمعه من مجالد ولم يحدث به هشيم. قلت: أفرواه أحد؟ قال: نعم الهيثم بن عدي، قلت: أفثقة هو؟ قال: ليس هو بثقة. قلت: سمعه منه؟ قال: نعم، وأحاديث، وليس بثقة» . (3) قوله: «وحدثنا» من (ف) فقط، وفي بقية النسخ: «قَالَ أَبُو محمَّد: وَقَدْ حدَّثنا» ، والقائل: «وقد حدثنا إبراهيم ابن الوليد الطَّبراني» هو أبو حاتم وليس ابنه أبا محمد كما قد يظهر؛ ويَدُلُّ على ذلك أمور: الأول: أنَّ إبراهيم بن الوليد الطَّبراني من شيوخ أبي حاتم، وليس من شيوخ ابنه أبي محمد. انظر "الجرح والتعديل" (2/142) ، وإنما روى عنه ابن أبي حاتم بواسطة أبيه؛ كما في "الجرح والتعديل" (1/204) ، و (7/131) ، و"التفسير" (3010 و3248 و18974) . والثاني: ما ورد مصرَّحًا به في النسخة (ف) من أن القائل لذلك هو أبو حاتم، وهو ما أثبتناه. والثالث: أن ظاهر السياق: أنَّ أبا حاتم يروي الحديث عن إبراهيم بن الوليد الطَّبراني، عن أبي عبد الرحمن الطائي - وهو الهيثم بن عدي - عن مجالد، به؛ ليبيِّن بهذه الطريق علة رواية أبي زهير؛ فإنَّ الحديث - عند أبي حاتم - معروفٌ من رواية الهيثم بن عدي، عن مجالد. والرابع: قوله آخر المسألة: «يعني الهيثم بن عدي» من كلام ابن أبي حاتم، يعيِّن به شيخ إبراهيم بن الوليد الطبراني، وهو: «أبو عبد الرحمن الطائي» ، وهذا ممَّا يقوِّي أنَّ القائل: «وحدثنا إبراهيم بن الوليد الطَّبراني» هو أبو حاتم وليس ابنه أبا محمد. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 448 الطَّائي بِهَذَا الْحَدِيثِ، عَنْ مُجالد (1) . يَعْنِي: الهيثمَ بْنَ عَدِي (2) . 2658 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَلِيُّ بن عابِسٍ (4) ، عن   (1) في (ك) : «مخالد» . (2) يعني: أن أبا عبد الرحمن الطائي هذا هو: الهيثم بن عدي. وروايته أخرجها عبد الله ابن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (119) وفي "زوائده على الزهد" (ص 139) من طريق أبي معمر إسماعيل بن إبراهيم، والطبري في "تاريخه" (2/399) من طريق سعيد بن عنبسة ويحيى بن واضح، والطبراني في "الكبير" (12/71 رقم12562) من طريق أَبِي الرَّبِيعِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الزهراني، والخطيب في "تاريخ بغداد" (16/77/بشار عواد) من طريق يحيى بن سيف المروزي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/40) من طريق علي بن الوليد وداود بن راشد، جميعهم عن الهيثم بن عدي، به. وأخرجه ابن أبي شيبة (33874 و36573) قال: حدثنا شيخ لنا، عن مجالد، به. وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (3/64) من طريق الخليل بن زكريا، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/39) من طريق أبي الأجلح، كلاهما عن مجالد بن سعيد، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (44) ، والدينوري في "المجالسة" (625) ، وأبو نعيم في "المعرفة" (73) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/40) . (3) انظر المسألة الآتية برقم (2677) و (2681) . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (4/359 رقم 4431) من طريق عُبَيدالله بن يوسف الجبيري، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ بدر بن الخليل وعبد الملك بن أبي سليمان وأبي الجحاف وكثير بن النواء، كلهم سمعوا عطية، به. ثم قال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ بدر بن الخليل ومن معه إلا علي بن عابس، تفرَّد به الجبيري» . الحديث: 2658 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 449 أَبِي الجَحَّاف (1) ، عَنْ عَطِيَّة (2) ، عَنْ أبي سعيد، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: هَذَان ِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ يَرْوِيهِ تَلِيدُ بنُ سُلَيمان (3) ، عَنْ أَبِي الجَحَّاف، عَنْ عَطِيَّة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنَّ أَهْلَ الدَّرَجَاتِ العُلَى ... ، فأَحسَبُ عليَّ بْنَ عَابِسٍ أَرَادَ هذا الحديث.   (1) هو: داود بن أبي عَوْف. (2) هو: ابن سعد العَوْفي. (3) روايته أخرجها الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (169) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/27 و72 و93 و97 رقم 11213 و11690 و11882 و11939) ، والترمذي في "جامعه" (3658) ، وابن ماجه في "سننه" (96) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1178) من طريق الأعمش، وأحمد (3/93 رقم 1882) ، والترمذي (3658) ، وأبو يعلى (1299) من طريق سالم بن أبي حفصة وعبد الله بن صَهْبان وكثير بن النواء ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأحمد أيضًا (3/50 و61 رقم 11467 و11588) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (887) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَأَبُو داود في "سننه" (3987) من طريق أبان بن تغلب، جميعهم عن عطية، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/26 و61 رقم 11206 و11588) من طريق أبي الودَّاك جبر بن نوف، عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (3256) ، ومسلم (2831) من طريق عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري بلفظ: «إن أهل الجنَّة يتراءون أهلَ الغُرَف من فوقهم كما تتراءون الكوكبَ الدُّريَّ الْغَابِرَ فِي الأُفُق من المَشرق أو المَغرِب لتفاضُل ما بينهُم» ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تِلْكَ منازلُ الأَنْبَيَاءِ لا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ؟ قَالَ: بَلَى، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رجالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وصدَّقوا المرسَلين» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 450 2659 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَهْب (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (2) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ عليٍّ وَعُثْمَانَ؟ فَقَالَ: أمَّا عليٌّ فَهَذَا منزلتُه مِنْ رسولِ اللَّهِ (ص) ، وَأَمَّا عثمانُ فَإِنَّهُ أَذْنَبَ ذَنْبًا عَظِيمًا، فغفَرَ اللَّهُ لَهُ ... ، الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا يدخُلُ بَيْنَهُمَا الْعَلاءُ (3) بنُ عِرار؛ رَوَاهُ زيدُ بنُ أَبِي أُنَيْسة (4) وغيرُه (5) عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عِرَار، عن ابن عمر.   (1) كذا في جميع النسخ! ولم نجد في هذه الطبقة من يروي عن أبي إسحاق السبيعي ممن يقال له: «وهب» ، وقد يكون متصحفًا عن «ابن وهب» ، وهو: عبد الله، أو «وهيب» ، وهو: ابن خالد، ولكن لم نجد لهما رواية عن أبي إسحاق السبيعي، سوى ما جاء في "صحيح مسلم" (1254) في حديث رواه مسلم عن شيخه أبي بكر ابن أبي شيبة؛ حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا زُهَيْرٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زيد بن أرقم - سمعه منه -: أن رسول الله (ص) غزا تسع عشرة غزوة ... الحديث. وكذا جاء في "مصنف ابن أبي شيبة" (37645) . لكن وقع في بعض نسخ "صحيح مسلم": «وهيب» بدل «زهير» كما في "شرح صحيح مسلم" للنووي (12/195-196) ، ثم قال النووي: «هكذا هو في أكثر نسخ بلادنا: " وهيب عن أبي إسحاق "، وفي بعضها: " زهير عن أبي إسحاق"، ونقل القاضي أيضا الاختلاف فيه. قال: وقال عبد الغني: الصواب زهير، وأما وهيب فخطأ. قال: لأن وهيبًا لم يَلْقَ أبا إسحاق. وذكر خلف في الأطراف، فقال: زهير، ولم يذكر وهيبًا» . اهـ. (2) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (3) في (ك) : «العلى» . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2/38 رقم 1166) ، ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (22/528) . (5) منهم: معمر، وروايته في "جامعه" (20408/مصنف عبد الرزاق) ، ومن طريقه أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (9766) ، والإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (1012) . وشعبة، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8489) . وزهير بن معاوية، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8490) . وإسرائيل بن يونس، وروايته أخرجها النسائي في "الكبرى" (8491) . الحديث: 2659 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 451 قال (1) أبي: ذاك نقصَ رجلً (2) ، وَهَذَا أشبهُ (3) . 2660 - وسمعتُ (4) أَبِي وحدَّثنا عن جعفر ابن مُسافِر، عَنْ مُؤَمَّل بْنِ إِسْمَاعِيلَ (5) ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ (6) ، عَنْ ابن أبي مُلَيْكَة (7) ، عن   (1) في (ك) : «فان» . (2) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) يعني: رواية من رواه بزيادة العلاء بن عِرار. (4) في (ت) و (ك) : «سمعت» بلا واو، وفي (أ) و (ش) : «وسألت» . (5) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/106 رقم24752) ، وفي "فضائل الصحابة" (205) عن مؤمَّل بن إسماعيل، به. ومن طريقه أخرجه الطبراني في "الأوسط" (4/324 رقم 4331) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/267) . وأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/180) ، والإمام أحمد في "المسند" (6/47 رقم 24199) ، وفي "فضائل الصحابة" (225) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (600) ، جميعهم من طريق عبد الرحمن بن أبي بكر القرشي، عن ابن أبي مليكة، به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1611) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عبد العزيز بْنِ رُفَيْعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مليكة، به. ومن طريقه أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/180) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1163) ، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" (227) . وخالف الطيالسي في هذا الحديث عفان بن مسلم فأخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/180) عن عفان، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ عبد العزيز بن رفيع، عن عبد الله ابن أبي مليكة مرسلاً. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (6/144 رقم 25113) ، ومسلم في "صحيحه" (2387) من طريق عروة بن الزبير، والبخاري في "صحيحه" (5666 و7217) من طريق القاسم بن محمد، كلاهما عن عائشة. (6) هو: الجُمَحي. (7) هو: عبد الله بن عُبَيدالله. الحديث: 2660 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 452 عائِشَة؛ قَالَتْ: لمَّا مَرِضَ رسولُ الله (ص) مرضَه الَّذِي قُبِضَ فِيهِ؛ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا أفاقَ قَالَ: ادْعُ (1) لِي أَبَا بَكْرٍ، فَلأَْكْتُبْ (2) ؛ لِئَلاَّ يَطْمَعَ فِي أَمْرِ أَبِي بَكْرٍ طَامِعٌ، ولاَ يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ (3) ، ثُمَّ قَالَ: يَأْبَى اللهُ ذَلكَ والمُؤْمِنُونَ ثَلاثًا، قَالَتْ (4) عائِشَةُ: فَأَبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يكونَ أَبِي، فَكَانَ أَبِي. قَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهَذَا الحديث يَسَرة (5) ، عن نافع (6) ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَة: أنَّ النبيَّ (ص) ... ، مُرسَلً (7) ؛ وَهُوَ أشبهُ. 2661 - وسألتُ (8) أَبِي عَنْ حديثٍ يُحْكى أنَّ أَبَا صَالِحٍ (9) كَاتِبَ اللَّيث رَوَاهُ عَنِ اللَّيث (10) ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عن أنس، عن النبيِّ   (1) كذا في جميع النسخ، وفي كثير من مصادر التخريج: «ادعوا» ، وفي "صحيح مسلم": «ادعي» . (2) في (ش) و (ف) : «فلا كنت» ، وهي محتملة للوجهين في (أ) . وجاء لفظه عند أحمد كما في الموضع السابق: «ادعوا لي أبا بكر وابنَهُ فَلْيَكْتُبْ؛ لِكَيلا يطمعَ ... » إلخ. (3) في (ش) : «منهى» . (4) في (ف) : «فقالت» . (5) في (ف) : «بسرة» ، وفي (ك) : «بشرة» . ويسرة هذا هو: ابن صَفوان. (6) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/224-225) من طريق موسى بن داود، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ ابن أبي مليكة، مرسلاً. (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (8) انظر المسألة المتقدمة برقم (2595 و2615) ، وانظر المسألة الآتية برقم (2672) . (9) هو: عبد الله بن صالح. وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (4/206-207) من طريق الحسن بن سليمان، والخطيب في "الفصل للوصل" (2/737) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/249-250) من طريق فهد بن سليمان، وابن عساكر (30/249) من طريق حرملة بن يحيى، ثلاثتهم عن أبي صالح عبد الله ابن صالح، عن الليث بن سعد، به. (10) قوله: «رواه عن الليث» سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر. الحديث: 2661 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 453 (ص) قَالَ: سُدُّوا كُلَّ خَوْخَةٍ (1) ، إِلاَّ خَوْخَةَ أبِي بَكْرٍ (2) ؟ فَقَالَ أَبِي: هذا الحديثُ (3) باطلٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ؛ حدَّثنا بِهِ أَبُو صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيث (4) ، عَنِ اللَّيث، عَنْ يَحْيَى (5) ، عَنِ النبيِّ (ص) ... ، مُرسَلً (6) ، وبَلَغَنا أنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ نَهَى أَبَا صَالِحٍ أَنْ يحدِّث بِهَذَا الْحَدِيثِ، فامتَنَعَ مِنْ تحديثه (7) .   (1) الخَوْخَةُ: بابٌ صغيرٌ كالنَّافِذَة الكبيرة، وتكونُ بين بيتَين. "النهاية" (2/86) . (2) في (ك) : «أبا بكر» . (3) في (أ) و (ش) : «حديث» . (4) روايته على هذا الوجه أخرجها الخطيب في "الفصل للوصل" (2/737-738) من طريق محمد بن إسماعيل السلمي، عن أبي صالح، به. وأخرجه الخطيب أيضًا (2/738) من طريق قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ اللَّيْثِ، به. (5) ضبب عليها في (ف) . (6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) قال ابن عدي في الموضع السابق: «ولا أعلم أوصل هذا الحديث عن الليث غير عبد الله بن صالح، ورواه ابن بكير، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد: أن النبي (ص) خطب الناسَ ... ، ولم يذكر في إسناده أنس» . اهـ. وذكره الخطيب البغدادي في "الفصل للوصل" (2/736-738 رقم88) لأجل إدراجٍ وقع فيه، وقال: «هكذا رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي صالح عبد الله بن صالح، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد بطوله، وهو وهم؛ لأن الليثَ كان يروي صدره عن يحيى بن سعيد، وكان يروي من ذكر قول الناس: " سُدُّوا الأبوابَ كلَّها ... " إلى آخره؛ عن معاوية بن صالح، لا عن يحيى بن سعيد، وكان أيضًا يرسل الحديثين ولا يسندهما، بخلاف ما قدمناه عن أبي صالح، عنه، وقد روى أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي بمثل لفظ الحديث الأول الذي عن الليث، عن يحيى ابن سعيد على الصَّواب، وروى قتيبة بن سعيد الحديثين جميعًا عن الليث في سياقة واحدة، إلا أنه ميَّز إسناد كل واحد منهما، وميَّز الخلافَ فيهما ... » . والحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (466 و3654 و3904) ، ومسلم (2382) عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه البخاري (467) عن ابن عباس. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 454 2662 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ اليَسَعِ؛ قَالَ: حدَّثني أَبُو مَرْحوم الأَرْطَباني (1) ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيمان الأَحْوَل، عَنْ شيخٍ حدَّثه: أنَّ عُمَرَ بْنَ الخطَّاب مرَّ فِي سِكَكِ الْمَدِينَةِ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ يُكَلِّمُ امْرَأَةً سِرًّا، فضربه بِدِرَّتِهِ (2) ، فقال الرجل: مَالي ولَكَ يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ! امْرَأَتِي وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، تضربُني ظُلْمًا (3) ! فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: رَحِمَكَ اللَّهُ! فَهَلاَّ - إِذَا (4) كَانَتِ امرأَتَكَ - كَلَّمْتَها فِي بيتٍ، أَوْ خلفَ شيءٍ، أَوِ استَتَرْتَ بِحَائِطٍ؟! قَالَ: يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَانَتْ إِلَيْهَا حاجةٌ، فَلَمْ أُحبَّ أَنْ يَعْلَمَ أَحَدٌ بسِرِّي، فانطلَقَ عُمَرُ بَاكِيًا نَادِمًا؛ حِينَ عَجِلَ عَلَى الرَّجُلِ، فضَرَبه مِنْ قَبْلِ أَنْ يسألَه، فَأَتَى منزلَ أُبيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ، فخرَجَ إِلَيْهِ ابنُه، فَقَالَ: أَبُوكَ ثَمَّ؟ قَالَ: نَعَمْ، فأذِنَ لَهُ، فدخلَ عَلَيْهِ، فلمَّا رَآهُ أُبيٌّ (5) قال (6) : مرحبًا مَرْحَبًا (7) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فأَلْقى له وِسادةً من أَدَم ٍ حَشْوُها لِيفٌ، فَقَالَ: يَا أُبيُّ! لَيْسَ لِهَذَا جئتُ، قَالَ: اجْلِسْ يَا أميرَ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَإِنِّي سمعتُ النبيَّ (ص) يَقُولُ: أَيُّمَا رَجُلٍ مُسلِمٍ دَخَلَ عَلَى أَخِيهِ المُسلِمِ، فَرَفَعَهُ مِنَ الأَرْضِ؛ غَفَرَ اللهُ لَهُ، فَجَلَسَ عمر ... ، فذكر الحديثَ؟   (1) هو: عبد الرحيم بن كَرْدَم. (2) في (ك) : «بذرته» . (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «تظلمني» بدل: «ظلمًا» . (4) في (ت) : «إذ» . (5) قوله: «أُبي» ليس في (ت) و (ك) . (6) في (ك) : «فقال» . (7) كلمة: «مرحبًا» الثانية ليست في (ك) ، وضبَّب عليها الناسخ في (ف) . الحديث: 2662 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 455 وَذَكَرَ أُبَيٌّ حَدِيثًا فِي فَضِيلَةِ عمرَ بْنِ الخطَّاب، وَفَضْلِ أَبِي بكر؛ عن النبيِّ (ص) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، لا أصلَ لَهُ، غَيرُ مَعْرُوفٍ. 2663 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ المُصَفَّى (1) ، عَنْ بَقِيَّة (2) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (3) ، عَنْ عَطاء (4) ، عَنْ أَبِي الدَّرداء؛ قَالَ: رَآنِي النبيُّ (ص) وَأَنَا أَمْشِي أَمَامَ أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: لِمَ تَمْشِي أَمَامَ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ؟ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ خَيْرُ مَنْ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ موضوعٌ؛ سَمِعَ بَقِيَّة هَذَا الحديثَ مِنْ هِشَامٍ الرَّازِي (5) ، عن محمَّد ابن الْفَضْلِ (6) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج، فتَرَكَ (7) الاثنين من الوسَط.   (1) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1224) ، وخيثمة الأطرابلسي في "حديثه" (ص 133) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/397) و (30/208) . (2) هو: ابن الوليد. (3) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (4) هو: ابن أبي رَباح. (5) هو: هشام بن عُبَيدالله. (6) روايته أخرجها بحشل في "تاريخ واسط" (1/248) من طريق محمد بن عبد الخالق العطار، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (135) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (7/1358 رقم 2433) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/208) من طريق وَهْب بن بقية، كلاهما عن عبد الله بن سفيان، عن ابن جريج، به. وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" (1/127) من طريق إسماعيل ابن يحيى، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (508) من طريق أبي بكر، وأبو نعيم في "الحلية" (3/325) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/209) من طريق هَوْذَة بن خليفة، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. (7) في (ك) : «ترك» . الحديث: 2663 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 456 قَالَ أَبِي: محمَّد بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّة متروكُ الْحَدِيثِ. 2664 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عُمَرو ابن الأزهَر، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطاء (1) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالُوا: يَا رسولَ اللَّهِ، خَبِّرنا بأفضلِ أصحابكَ، نتَّخِذُهُ مُعَلِّمًا، ويكونُ (2) لَنَا مَفْزَعًا إِنْ كَانَ كَوْنٌ؛ قَالَ: عَلِيٌّ أَقْدَمُكُمْ (3) سِلْمًا، وأَعْظَمُكُمْ حِلْمًا، وأَكْثَرُكُمْ عِلْمًا، قَالَ: فسَكَت، ثُمَّ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ وَزِيرِي، والقَائِمُ فِي أُمَّتِي مِنْ (4) بَعْدِي، وعُمَرُ حَبِيبِي، ويَنْطِقُ عَلَى لِسَانِي، وأَنَا مِنْ عُثْمَانَ وعُثْمَانُ مِنِّي؟ قَالَ أَبِي: «هَذَا (5) حديثٌ كذبٌ» ؛ وَلَمْ يحدِّثني بِهِ. 2665 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ السِّجْزِي، عَنْ جَامِعِ بْنِ مَخْلَد (6) ، عن الْوَلِيدُ بْنُ الْفَضْلِ (7) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن   (1) هو: ابن أبي رَباح. (2) كذا في جميع النسخ: «نَتَّخِذْهُ ... ويكون» ، والجادَّة أن يقال: «نَتَّخِذْهُ ... ويَكُنْ» ؛ لأنَّ الفعل «نَتَّخِذْهُ» واقعٌ في جواب الأمر «خبِّرنا» ؛ فالأشهر في العربية جزمُه؛ لكنَّ رفعه - كما في النسخ - جائزٌ في العربية. انظر: "شرح ابن عقيل" (2/342-343) . (3) في (ك) : «أقدامكم» . (4) قوله: «من» ليس في (ش) . (5) قوله: «هذا» من (ت) و (ك) فقط. (6) كذا في جميع النسخ، ولم نجد راويًا بهذا الاسم. (7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1603) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (678) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/122-123) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (303) ، وفي "الموضوعات" (1/321) من طريق الحسن بن عرفة، والروياني في "مسنده" (1342) ، وابن عدي في "الكامل" (7/79) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/138-139) من طريق الحسن بن إبراهيم، والطبراني في "الأوسط" (2/158 رقم 1570) من طريق أحمد بن محمد، وابن عساكر (44/138) من طريق محمد بن إسرائيل الجوهري، جميعهم عن = = الوليد ابن الفضل، به. قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ حماد بن إسماعيل، تفرَّد به الوليد» . الحديث: 2664 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 457 عُبَيد - يَعْنِي: ابنَ نَافِعٍ (1) العِجْليَّ - عَنْ حمَّاد (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنْ عَلْقَمَة (4) ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : أَتَانِي جِبْرِيلُ _ج آنِفًا، فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ، حَدِّثْنِي بِفَضَائِلِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ فِي السَّمَاءِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، لَوْ حَدَّثْتُكَ بِفَضَائِلِ عُمَرَ فِي السَّمَاءِ مِثْلَ مَا (5) لَبِثَ نُوحٌ فِي قَوْمِهِ؛ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا؛ مَا نَفِدَتْ فَضَائِلُ عُمَرَ، وإِنَّ عُمَرَ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِ أَبِي بَكْرٍ ... وَذَكَرَ الحديثَ بِطُولِهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ موضوعٌ، اضْرِبْ عَلَيْهِ (6) . 2666 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِرُ بنُ سُلَيمان، عَن حُمَيد (8) ، عَنْ أَنَسٍ، عن النبيِّ (ص) - وَعَنْ حُمَيد، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ   (1) في (أ) و (ش) و (ف) : «مسافع» ، وانظر "الكامل" لابن عدي (7/79) . (2) هو: ابن أبي سُلَيمان. (3) هو: ابن يزيد النَّخَعي. (4) هو: ابن قيس. (5) قوله: «ما» ليس في (ت) و (ك) . (6) قال ابن الجوزي في الموضع السابق من "الموضوعات": «قال أحمد بن حنبل: هذا حديث موضوع، ولا أعرف إسماعيل» . وقال الذهبي في "الميزان" (4/343) : «وإسماعيل - يعني: ابنَ عُبَيد - هالكٌ، والخبر باطلٌ» . وعقد ابن القيم في "المنار المنيف" (ص115) فصلاً بعنوان: «ومما وضعَه جَهَلة المنتسبين إلى السُّنَّة في فضائل الصدِّيق ح» ، وذكر فيه هذا الحديث برقم (245) . (7) تقدمت هذه المسألة برقم (2651) . (8) هو: ابن أبي حُمَيد الطَّويل. الحديث: 2666 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 458 النبيِّ (ص) - أَنَّهُ سُئل: مَن أحبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ (1) ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، قَالُوا: لا نَعْنِي أهلَكَ؛ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ عَنْ الحسن، عن النبيِّ (ص) ، وَأَمَّا عَنْ (2) أَنَسٍ؛ فَلَيْسَ بِمَحْفُوظٍ. 2667 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيك (3) ؛ قَالَ: حدَّثني غيرُ واحد، عن عبد العزيز بْنِ المُطَّلب، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنْ جدِّه، عن عبد الله بْنِ حَنْطَب (5) ؛ قَالَ: كنتُ جَالِسًا عند رسول الله (ص) ؛ إِذْ (6) جَاءَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، فلمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا قَالَ: هَذَان ِ السَّمْعُ والبَصَرُ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا بِهَذَا الْحَدِيثِ مُوسَى بنُ أيُّوب (7) ، فقال: عن ابن   (1) في (ف) : «أي الناس أحب إليك؟» . (2) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) . (3) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها ابن قانع في "معجمه" (2/100-101) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/115) و (44/67) من طريق علي بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي غيرُ وَاحِدٍ، منهم: عمر بن أبي عمر، وعلي بن عبد الرحمن بن عثمان، عن عبد العزيز بن المطلب، به. وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/115) و (44/66) من طريق الفضل بن الصباح، عن ابن أبي فديك حدثني غيرُ واحد، عن عبد العزيز بن المطلب، به. (4) هو: المطَّلِب بن عبد الله بن حَنْطَب. (5) كذا في جميع النسخ! وهو خطأ قديم جاء في رواية هذا الحديث، والصَّواب: «عن جده عبد الله بن حنطب» ، وانظر تفصيل ذلك في "تحفة الأشراف" (5246) ، و"تهذيب الكمال" (3223) ، و"الإصابة" (6/60-61) ، و (2/294-295) . (6) في (ك) : «إذا» . (7) روايته لم نقف عليها، وقد أخرجه الترمذي في "جامعه" (3671) من طريق قتيبة بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فديك، به. ثم قال: «وهذا حديثٌ مرسل، وعبد الله ابن حنطب لم يدرك النبيَّ (ص) » . وقد اختُلف على ابن أبي فُدَيك فأخرجه القطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (686) من طريق رجل مبهم، والحاكم في "المستدرك" (3/69) من طريق آدم بن أبي إياس، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنْ الحسن بن عبد الله بن عطية، عن عبد العزيز بن المطلب، به. وأخرجه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 188 رقم 576) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/67) من طريق عبد السلام بن محمد الحراني، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن المطلب، به. كذا في "الاستيعاب" بدون ذكر عبد العزيز بن المطلب، وقرن ابن عساكر = = رواية عبد السلام برواية آدم بن أبي إياس. قال ابن عبد البر: «والمغيرة بن عبد الرحمن هذا هو الحزامي ضعيفٌ، وليس بالمخزومي الفقيه صاحب الرأي، ذلك ثقة في الحديث حسن الرأي» . وقال (ص395 رقم 1357/ترجمة عبد الله بن حنطب المخزومي) : «له صحبةٌ، وروى عنه المطلب مرفوعًا في فضائل قريش، وفضل أبي بكر وعمر ذ، وحديثُه مضطرب الإسناد لا يثبت» . الحديث: 2667 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 459 أبي فُدَيك، عن عبد العزيز؛ وَهَذَا أشبهُ (1) . 2668 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَامِدُ بْنُ يَحْيَى البَلْخي (2) ،   (1) قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (2/324) : «وقد سقط بين ابن أبي فديك وبين عبد العزيز واسطة، فقد رواه داود بن صُبَيح والفضل بن الصباح، عن ابن أبي فديك؛ حدثني غير واحد، عن عبد العزيز. وهكذا رواه عليُّ بن مسلم ويوسف بن يعقوب الصفار، عن ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي غيرُ واحد، منهم: عليُّ ابن عبد الرحمن بن عثمان، وعمرو بن أبي عمرو، عن عبد العزيز، به» . كذا قال ابن حجر: «عمرو بن أبي عمرو» ، وكذا قال في "الإصابة" (6/61) ، وتقدم في التخريج أنه: «عمر ابن أبي عمر» . (2) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (8 و17) ، والبزار في "مسنده" (2213) ، وابن حبان في "صحيحه" (6864) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (4/186) ، والخطابي في "غريب الحديث" (2/34) . قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه بهذا الإسناد إلا حامد عن ابن عيينة» . الحديث: 2668 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 460 عَنْ سُفيان بْنِ عُيَينة، عَنِ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ عَامِرِ بن عبد الله بْنِ الزُّبَير، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كان اسمُ أبي بكر: عبد الله بْنُ عُثْمَانَ، فَلَمَّا قَالَ رسولُ الله (ص) : أَنْتَ عَتِيقُ اللهِ مِنَ النَّارِ؛ سُمِّيَ عَتِيقًا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ (1) . 2669 - وسمعتُ (2) أَبَا زُرْعَةَ وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ دُحَيم (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ بِشْر بْنِ السَّرْح، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ حَبِيب ابن عُبيد، عَنْ غُضَيف بْنِ الْحَارِثِ، عن بلال، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ اللهَ جَعَلَ (4) الحَقَّ فِي قَلْبِ عُمَرَ وعَلَى لِسَانِهِ. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ مَكْحول، عن   (1) الظاهر: أنه باطل؛ لتفرُّد حامد بن يحيى البلخي به عن ابن عيينة. (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2654) . (3) هو: عبد الرحمن بن إبراهيم. وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1248) ، والطبراني في "الكبير" (1/354 رقم 1077) . وأخرجه الشاشي في "مسنده" (983) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (520) من طريق بشر ابن بكر، والطبراني في "الكبير" (1/354 رقم 1077) من طريق محمد بن حمير، وفي "مسند الشاميين" (1463) من طريق محمد بن المبارك الصُّوري ومحمد بن أبي السري، جميعهم عن أبي بكر ابن أبي مريم، به. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (5/145 رقم 21295) ، وفي "فضائل الصحابة" (317) من طريق عباد بن نسي، عن غضيف، به. (4) في (ك) : «خلق» . (5) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (2/335) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (31959) ، والإمام أحمد في "المسند" (5/165و177 رقم 21457 و21542) ، وفي "فضائل الصحابة" (316) ، وأبو داود في "سننه" (2962) ، وابن ماجه (108) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1249) ، والبزار في "مسنده" (4059) . قال البزار: «وهذا الكلام لا نعلمه يروى عن أبي ذر إلا بهذا الإسناد» . وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1543 و3566) ، والحاكم في "المستدرك" (3/86-87) ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/191) جميعهم من طريق أبي خالد الأحمر، عن هشام بن الغاز ومحمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق، عن مكحول، به. قال الدارقطني في "العلل" (6/259) : «وأحسب أبا خالد حمل حديث هشام بن الغاز وابن عجلان على حديث محمد بن إسحاق فجود إسناده؛ لأن غيره يرويه عن هشام بن الغاز، وعن محمد بن عجلان، عن مكحول مرسلاً عن أبي ذر، وكذلك رواه عقيل بن خالد وابن أبي حسين المكي، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ مرسلاً، وقال وكيع: عن هشام بن الغاز، عن مكحول، عن النبي (ص) ؛ لم يذكر أبا ذر» . وأخرجه القطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (683) من طريق عبد الله بن سعيد، عن مكحول، به. وقوله: «عن» سقط من قوله: «عن مكحول» في (ك) . الحديث: 2669 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 461 غُضَيف بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي ذَر، عن النبيِّ (ص) أشبهُ (1) ؛ لأَنَّهُ قَدْ وَافَقَهُ عَلَيْهِ غيرُه عَنْ أَبِي ذَر. 2670 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ عُثْمَانَ العَسْكَري؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو الأَحْوَص (2) ، عَنْ مُهاجر أَبِي الْحَسَنِ (3) ؛ قَالَ: جَاءَ رجلٌ إِلَى عليٍّ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ؟ فقال: على الخَبير سَقَطْتَ مِن أمرهما؛ كانا - والله - إمامَيْ هُدًى، راشِدَين مُرْشِدَين، مُفْلِحَين (4) مُنْجِحَين، خَرَجا من الدُّنيا خَمِيصَين (5) ؟   (1) قال الدارقطني في "العلل" (1116) : «ومحمد بن إسحاق أقام إسناده عن مكحول» . (2) هو: سلاَّم بن سُلَيم. (3) في (أ) و (ش) : «ابن الحسن» . (4) في (ف) : «مصلحين» . (5) أي: جائعَين. "المصباح المنير" (خ م ص 1/182) . الحديث: 2670 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 462 قال أبي: لا يَحتملُ أَنْ يكونَ هَذَا الشيخُ: مُهاجِرً أَبُو الْحَسَنِ (1) ، وَأَبُو الأَحْوَص لَمْ يُدرك مُهاجِرً (2) ؛ وذلك (3) أنه قديمٌ، ويشبهُ أَنْ يكونَ شَيْخٌ مَجْهُولٌ (4) يُكنى أَبَا الْحَسَنِ (5) . 2671 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيمان (6) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ: «مُهاجِرً أبو الحسن» ، و «مهاجر» هنا خبر «يكون» منصوب، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقوله: «أبو الحسن» الجادة فيه: «أبا الحسن» لأنه بدل من «مهاجرًا» ، لكن ما في النسخ يخرَّج على وجهين: الأول: أنه منصوب بالألف، لكنه رُسم بالواو على حكاية أصل التكنية الذي وُضع عليه الاسم، وهو الرفع. والثاني: أنه منصوب بالألف، لكنه رُسم بالواو على الأصل في لام كلمة «الأب» وهو: الواو. فهو يرسم بالواو ويُنطق بالألف، مثل: «الصلوة» و «الزكوة» . والله أعلم. وقد تقدم التعليق على نحو هذا في المسألة رقم (22) . (2) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على لغة ربيعة التي تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) قوله: «وذلك» سقط من (ش) . (4) كذا في جميع النسخ، ويخرج أيضًا على لغة ربيعة، كما تقدم قبل قليل. (5) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (3/210) من طريق عُبَيدالله بن موسى، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/382) ، من طريرق شبابة، كلاهما عن أبي عقيل، عن رجل مبهم؛ قال: سُئل علي ... ، فذكره. (6) لم نقف على رواية إسحاق بن سليمان، وقد أخرج الحديث الطبراني في "الأوسط" (5/231 رقم 5172) ، وابن أبي خيثمة في "تاريخه" كما في "لسان الميزان" (3/586) من طريق سعيد بن سليمان، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/146) من طريق شبابة ابن سوار الفزاري، كلاهما عن عبد الأعلى، به. وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1150 و1168 و1170) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3958) ، وفي "معجمه" (1/177 رقم 204) من طريق أبي بهز صقر ابن عبد الرحمن، عن عبد الله بن إدريس، عن المختار ابن فلفل، به. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في "الكامل" (4/91-92) ، وقال: «وكان أبو يعلى ينسبه في هذا الحديث بعينه الى الضَّعف، وأظنُّ أنَّ ابنَ المثنى كان قد سمع، وبلَّغه أن هذا الحديث يرويه عن مختار بن فلفل عبد الأعلى بن أبي المساور، وأنكره من حديث ابن إدريس عن مختار إذ لم يحدِّثه عن ابن إدريس غير صقر هذا؛ لأنَّ ابن إدريس أحد ثقات الناس، ولا يحتمل أن يروي مثل هذا عن المختار، وعبد الأعلى بن المساور يحتمل أن يرويه؛ لأنه ضعيف» . وقال ابن حجر في "لسان الميزان" (3/587) : «ابن أبي المساور: واهٍ فالظَّاهر أن الصَّقر سمعَه من عبد الأعلى أو بكر فجعله عن عبد الله بن إدريس ليروجَ له، أو سها، وإلا لو صحَّ هذا لما جعل عمرُ الخلافة في أهل الشُّورى، وكان يعهد الى عثمان بلا نزاع، والله المستعان» . وأخرج الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/339) من طريق عبد الله بن علي بن المديني أنه قال: «قلت لأبي في حديث أبي بهز عن ابن إدريس، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أنس: كان في حائط فقال: ايذن له وبشَّره بالجنة ... مثل حديث أبي موسى؟ فقال: كذب، هذا موضوع لم يكن عند ابن إدريس إلا ثلاثة أحاديث عن المختار، عن أنس في الأشربة» . وأخرجه خيثمة في "حديثه" (ص101) ، وابن حبان في "المجروحين" (1/196) من طريق بكر بن المختار = = ابن فلفل، عن أبيه، عن أنس. قال ابن حبان عن بكر المختار: «منكر الحديث جدًّا، يروي عن أبيه مالا يشك من الحديث صناعته أنه معمول لا تحلُّ الروايةُ إلا على سبيل الاعتبار» . ثم ذكر هذا الحديث. وأخرجه خيثمة في "حديثه" (ص100) ، وفي "المعجم الأوسط" (7/207 رقم 7288) من طريق أبي روق عطيَّة بن الحارث، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (628) من طريق إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ شيخ، وأبو نعيم في "الحلية" (3/24) من طريق أبان بن أبي عياش ويونس بن عبيد، جميعهم عن أنس. الحديث: 2671 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 463 عبد الأعلى بْنِ أَبِي المُساوِر، عَنِ المُخْتار بْنِ فُلْفُل، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: خرج رسولُ الله (ص) فخرجتُ مَعَهُ، فَدَخَلَ حَائِطًا لِلأَنْصَارِ، وأمرني الجزء: 6 ¦ الصفحة: 464 فغَلَّقتُ الْبَابَ، فَجَاءَ رَجُلٌ فقَرَعَ الباب، فقال النبيُّ (ص) : يَا أَنَسُ، افْتَحْ لَهُ البَابَ، وبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ، وأَخْبِرْهُ أَنَّهُ يَلِي الأُمَّةَ مِنْ بَعْدِي، ففتحتُ البابَ وَلا أَدْرِي مَنْ هُوَ، فَإِذَا أَبُو بَكْرٍ (1) فبشَّرتُه بالجنَّة، وأخبرتُه أَنَّهُ يَلِيَ الأمةَ مِنْ بَعْدِ النبيِّ (ص) ، فحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ دخلَ، ثُمَّ جَاءَ آخرُ فقَرَعَ (2) الْبَابَ (3) ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، افْتَحْ لَهُ البَابَ (4) وبَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ، وأَخْبِرْهُ أَنَّهُ يَلِي الأُمَّةَ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ، ففتحتُ البابَ وَلا أَدْرِي مَنْ هُوَ، فَإِذَا هُوَ عمرُ، فبشَّرته بِالْجَنَّةِ، وأخبرتُه أَنَّهُ يَلِيَ الأمةَ مِنْ بَعْدِ أَبِي بَكْرٍ، فحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ جَاءَ آخرُ فقَرَعَ الْبَابَ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، افْتَحْ لَهُ البَابَ (5) ، وبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ (6) ، وأَخْبِرْهُ أَنَّهُ يَلِي الأُمَّةَ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ، وأَنَّهُ يَلْقَى مِنْ أُمَّتِي بَلاَءً يَبْلُغُونَ فِيهِ دَمَهُ، ففتحتُ له البابَ وَلا أَدْرِي مَنْ هُوَ، فإذا عثمانُ بن عفَّان، فبشَّرتُه بِالْجَنَّةِ، وأخبرتُه أَنَّهُ يَلِيَ الأمةَ مِنْ بَعْدِ عُمَرَ (7) ، وَأَنَّهُ يلقى من الأمة (8) بَلاءً يَبْلُغُونَ فِيهِ دَمَه (9) ، فحَمِدَ الله واسترجَعَ، ثم دخَلَ؟   (1) في (ش) : «فإذا هو أبو بكر» . (2) في (ت) و (ف) : «وقرع» . (3) قوله: «الباب» ليس في (ك) . (4) قوله: «الباب» ليس في (ش) . (5) قوله: «الباب» ليس في (أ) و (ش) . (6) من قوله: «وَأَخْبِرْهُ أَنَّهُ يَلِيَ الأُمَّةَ مِنْ بعد أبي بكر ... » إلى هنا سقط من (ك) . (7) من قوله: «ففتحت له الْبَابَ وَلا أَدْرِي مَنْ هُوَ، فإذا عثمان ... » إلى هنا سقط من (ت) ؛ لانتقال النظر. (8) في (ت) : «أمته» . (9) من قوله: «ففتحت له الباب ... » الأخيرة إلى هنا سقط من (أ) و (ش) و (ك) ؛ لانتقال النظر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 465 فقال (1) أبي: عبد الأعلى ضعيفٌ شِبْهُ الْمَتْرُوكِ، وَهَذَا حديثٌ باطِلٌ، كتبتُ بِالْبَصْرَةِ هَذَا الحديثَ عَنْ شَيْخٍ يُسمَّى خَالِدُ بْنُ يزيد السَّابِري، عن عبد الأعلى نفسِه، وَلَمْ أحدِّث بِهِ. 2672 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ الزُّهري، عن عبد الرحمن ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أبيه: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ فِي وَجَعِه: سُدُّوا هَذِهِ الأَبْوَابَ الشَّارِعَةَ، إِلاَّ بَابَ أَبِي بَكْرٍ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ (4) مِنْ أَصْحَابِي أَحْسَنَ عِنْدِي بَلاءً ولاَ أَعْظَمَ عِنْدِي يَدًا مِنْهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 2673- وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ سِنان العَوَقي (5) ،   (1) في (ت) و (ف) و (ك) : «قال» . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (2595) و (2615) و (2661) . (3) هو: محمد. (4) في (ف) : «واحد» . (5) في (أ) و (ف) : «العوفي» . وانظر "الأنساب" (3/381) . وروايته أخرجها أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (1/259) . ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/148) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/269 رقم 13847) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (679) من طريق بهز بن أسد، عن همام، به. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (9/115 رقم = = 9285) من طريق مسعر، عن قتادة، به. وقال: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ مسعر إلا إسماعيل بن أبان، تفرَّد به يحيى ابن معين» . ومن طريق الطبراني أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (7/259) ، والخطيب في "الموضح" (2/129-130) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (31982) ، والإمام أحمد في "المسند" (3/107 و179 و191 و263 رقم 12046 و12834و12983و13775) ، والترمذي في "جامعه" (3688) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1266) ، والنسائي في "الكبرى" (8127) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3736 و3860) ، وابن حبان في "صحيحه" (6887) من طريق حميد، والإمام أحمد (3/191 رقم 12983) ، وأبو يعلى (3736 و4182) ، وابن حبان (54) من طريق أبي عمران الجوني، كلاهما عن أنس. الحديث: 2672 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 466 عَن همَّام (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: دَخَلْتُ الجَنَّةَ (2) ، فَإِذَا فِيهَا قَصْرٌ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِعُمَرَ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ (3) . 2674- وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ إسماعيلُ بنُ عُبَيد بْنِ أَبِي كَريمَة (4) ؛ قَالَ: قرأتُ في كتاب أبي عبد الرحيم (5) بخَطِّه - وَأَخْبَرَنِي محمَّد بْنُ سَلَمة أنه خَطُّ أبي عبد الرحيم -: عَنْ (6) زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيسَة، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ عبد الله بْنِ الْحَارِثِ؛ قَالَ: حدَّثني جَمِيل   (1) هو: ابن يحيى. (2) في (ف) : «في الجنة» . (3) أخرج الحديثَ البخاري في "صحيحه" (3242) ، ومسلم (2395) من حديث أبي هريرة، والبخاري أيضًا (3679 و5226 و7024) ، ومسلم (2394) من حديث جابر بن عبد الله. (4) روايته أخرجها الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (ص 500) . (5) هو: خالد بن أبي يزيد الحَرَّاني. (6) قوله: «عن» سقط من (ك) . الحديث: 2674 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 467 النَّجْراني؛ قال: سمعتُ جُنْدُبَ ابنَ عبد الله البَجَلي؛ قال: سمعتُ النبيَّ (ص) يقولُ قَبْلَ مَوته بِخَمْسٍ: قَدْ كَانَ لِي مِنْكُمْ (1) أَخِلاَّءُ وأَصْدِقَاءُ، وإِنِّي أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ ذِي خِلٍّ (2) مِنْ خُلَّتِهِ، ولَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً (3) ... ؟ قال أبي: رواه عُبَيدالله بْنُ عَمْرٍو (4) ، عَنْ زَيْدٍ، عَنْ عمرو، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ النَّجْراني؛ قَالَ: حدَّثنا جُنْدُب؛ وَهُوَ أشبهُ، وَهُوَ عِنْدِي عبد الله بْنُ الْحَارِثِ المُكْتِبُ الْكُوفِيُّ، وَقَدْ أَدْرَكَ جُنْدُبًا. 2675 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (5) سَعِيدٍ الأَشَجُّ (6) ،   (1) في (ت) و (ك) : «منك» . (2) في رواية الرامهرمزي في الموضع السابق: «كل ذي خُلَّةٍ» . (3) في (أ) و (ش) : «مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ خَلِيلا» ، وهذه الزيادة ليست في (ت) و (ك) ، وكانت في (ف) ، ثم ضُرِبَ عليها، وليست في رواية الرامهرمزي. وتمام الحديث عند الرامهرمزي: «لاتخذت أبا بكر خليلاً، وإن الله تعالى اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً» . (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "فضائل الصحابة" (71) ، ومسلم في "صحيحه" (532) . (5) قوله: «أبو» سقط من (ش) . (6) هو: عبد الله بن سعيد. وروايته أخرجها في "جزء في حديثه" (40) ، ومن طريقه أخرجه الترمذي في "جامعه" (3667) ، وفي "العلل الكبير" (690) ، والبزار في "مسنده" (35) ، وابن حبان في "صحيحه" (6863) ، والدارقطني في "العلل" (1/234) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/37) ، والضياء في "المختارة" (18 و19) . وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (18) ، وفي "الأوائل" (72) من طريق ابن أبي شيبة، عن عقبة ابن خالد، به. وأخرجه الدارقطني أيضًا (1/235) من طريق يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ شعبة، به. وأخرجه ابن عساكر أيضًا (30/37-38) من طريق شبابة بن سوار، عن الجريري، به. الحديث: 2675 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 468 عَنْ عُقْبَة بْنِ خَالِدٍ، عَنْ شُعبة، عَنِ الجُرَيري (1) ، عَنْ أَبِي نَضْرَة (2) ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ألستُ أحقَّ النَّاسِ بِهَذَا (3) ؟! ألستُ أولَ مَنْ أَسْلَمَ؟! ألستُ صاحبَ كَذَا؟! ألستُ صاحبَ كَذَا؟! قَالَ أَبِي: الناسُ يروون هَذَا الحديثَ عَنْ أَبِي نَضْرَة (4) ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، مُرسَلً (5) ، لا يَقُولُونَ فِيهِ: عَنْ أَبِي سعيد (6) .   (1) هو: سعيد بن إياس. (2) هو: المنذر بن مالك. (3) أي: بأمر الخلافة. انظر: "تاريخ دمشق" (30/37) . (4) روايته على هذا الوجه أخرجها الترمذي في "جامعه" (3667) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (30/38) من طريق عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الجريري، عن أبي نضرة، به. وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (3/182) من طريق عفان بن مسلم، عن شعبة، عن الجريري قال: لما أبطأ الناسُ عن أبي بكر قال ... ، فذكر. (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (6) قال الترمذي في الموضع السابق من "الجامع": «هذا حديث غريبٌ. وروى بعضهم عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أبي نضرة؛ قال: قال أبو بكر ... ، فذكر نحوه بمعناه، ولم يذكر فيه "عن أبي سعيد"، وهذا أصحُّ» . وقال في "العلل الكبير": «الصحيح: عن أبي نضرة؛ قال: قال أبو بكر؛ هكذا روى أصحابُ شعبة، لا يذكرون فيه: عن أبي سعيد» . اهـ. وقال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا قال فيه: عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إلا عقبة بن خالد، وقد رواه عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ الجريري، عن أبي نضرة قال: خطب أبو بكر ولم يذكر أبا سعيد» . وذكر الحديثَ الدارقطني في "العلل" (37) ، وذكر أن عقبة بن خالد ويعقوب الحضرمي روياه عن شعبة متصلاً، ثم قال: «وغيرهما يرويه عن شعبة مرسلاً، وكذلك رواه ابن عُلَيَّة وابن المبارك وعِدَّةٌ عن سعيد مرسلاً، وهو الصَّحيح» . اهـ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 469 2676 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عَوْن (2) ، عَنِ مُعتَمِر بن سُلَيمان، عن عُبَيدالله (3) بن عمر، عن بكر (4) ابن سالم،   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (2573) و (2637) . (2) في (ش) : «محمد بن عون» . ورواية عمرو بن عون أخرجها الطبراني في"الكبير" (12/227 رقم13155) ، والحاكم في "المستدرك" (3/85-86) من طريق علي ابن عبد العزيز البغوي، عن عَمْرُو بْنُ عَوْن، عَنْ مُعتَمِر ابن سليمان، عن عُبَيدالله بن عمر، أنه سمع أبا بكر بن سالم يحدث عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، فذكره. وأخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائده على الفضائل" (319) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المقدَّمي، عَن مُعتَمِر بْن سُلَيْمَانَ، عَنْ عُبَيدالله بن عمر، عن بكر - أو أَبِي بَكْرِ - بْنِ سَالِمٍ، عَنْ ابن عمر، فذكره. كذا في أصل نسخة "الفضائل"، ولكن زاد المحقق - هداه الله - في الإسناد: «عن أبيه» ؛ محتجًّا بوجودها في سندي الطبراني والحاكم! فالذي يظهر: أنه اختُلف على معتمر بن سليمان: فعمرو بن عون يرويه عنه، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن سالم، عن أبيه سالم، عن ابن عمر. ومحمد بن أبي بكر المقدَّمي يرويه عن مُعتَمِر، عن عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بن سالم، عن جدِّه عبد الله بن عمر، ولا يذكر في الإسناد: سالمًا. وهذا الذي رجَّحه أبو زرعة فيما يظهر، وعليه يكون في أول المسألة خطأٌ، وصوابه: «عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عن أبيه» ؛ كما في مسندي الطبراني والحاكم. والله أعلم. وثَمَّ اختلافٌ ثالث على معتمر: فقد أخرج ابن حبان في "صحيحه" (6854) من طريق عبد الله بن الصبَّاح العطار، عن مُعتَمِر، عن عُبَيدالله بن عمر، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، فذكره هكذا، وجعله منقبةً لأبي بكر، وليس لعمر فيه ذكر. وهذه رواية شاذَّة بمرَّة، فأصل الحديث أخرجه البخاري (82) ، ومسلم (2391) من طريق حمزة بن عبد الله بن عمر، عن أبيه عبد الله بن عمر، به بذكره منقبةً لعمر ح. (3) في (ك) : «عبد الله» . (4) كذا في جميع النسخ! عدا (أ) ، فقد أُلْحِق فيها بخط مغاير قوله: «أبي» بين «عن» و «بكر» ، فتكون العبارة «عن أبي بكر» ، وانظر ما تقدم في التخريج، والتعليق آخر المسألة. الحديث: 2676 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 470 عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ أَنِّي أُعْطِيتُ عُسًّا (1) مَمْلُوءًا لَبَنًا، فَشَرِبْتُ مِنْهُ حَتَّى تَمَلأَّْتُ، حَتَّى (2) رَأَيْتُهُ (3) يَجْرِي فِي عُرُوقِي بَيْنَ اللَّحْمِ والجِلْدِ، فَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ فَأَعْطَيْتُهَا عُمَرَ، فَأَوِّلُوهَا، قَالُوا: يَا نبيَّ اللَّهِ، هَذَا عِلمٌ أعطاكَهُ (4) اللَّهُ، فَمَلأَكَ مِنْهُ، ففَضَلَتْ (5) فَضْلَةٌ فأعطيتَه عُمَرَ؛ قَالَ (6) : أَصَبْتُمْ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وَهِمَ فِيهِ مُعتَمِر؛ إِنَّمَا هو: عُبَيدالله بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ (7) ، عن النبيِّ (ص) . 2677 - وسُئِلَ (8) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ مِهْران (9) ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ مَالِكِ بْنِ مِغْوَل، عَنْ عُبَيدالله (10) ، عَنْ (11) نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ: هَذَان ِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ، إِلاَّ النَّبِيِّينَ والمُرْسَلِينَ، لا   (1) العُسُّ: القَدَحُ الكبيرُ. "المصباح المنير" (ع س س 2/409) . (2) في (ف) : «ثم» بدل: «حتى» . (3) في (ت) و (ك) : «رويته» . (4) في (ك) : «أعطاله» . (5) قوله: «ففضلت» لم يتضح في (ك) . (6) في (ف) : «فقال» . (7) كذا في جميع النسخ! عدا (أ) ، فقد أُلحِقَ فيها بخط مغاير قوله: «عن سالم» بين «سالم» و «عن» ، فتكون العبارة «عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ» ، وانظر ما تقدم أول المسألة من التعليق على قوله: «بكر بن سالم» . (8) انظر المسألة المتقدمة برقم (2658) ، والمسألة الآتية برقم (2681) . (9) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/345) ، والسَّهمي في "تاريخ جرجان" (ص 116) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (44/172) . وأخرجه البزار في "مسنده" (3/168/كشف الأستار) من طريق محمد بن هشام، عن عبد الرحمن بن مالك، به. (10) هو: ابن عمر العُمَري. (11) قوله: «عن» سقط من (ف) . الحديث: 2677 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 471 تُخْبِرْهُمَا يَا عَلِيُّ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطِلٌ» ، يَعْنِي بِهَذَا الإِسْنَادِ؛ وامتَنَعَ أَنْ يحدِّثَنا بِهِ (1) ، وَقَالَ: «اضْرِبُوا عَلَيْهِ» (2) . 2678 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ صُبْح الدِّمشقي (3) ، عن سُلَيمان بن عبد الرحمن بْنِ شُرَحْبيل (4) ، عَنْ بِشْر (*) بْنِ عَوْن، عَنْ بَكَّار بْنِ تَميم، عَنْ مَكْحول، عَنْ أَبِي أُمامة: أنَّ رسولَ الله (ص) لمَّا آخَى بَيْنَ النَّاسِ؛ آخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ عليٍّّ؟ فَقَالَ (5) أَبِي: هَذَا حديثٌ كَذِبٌ، وبِشْرٌ (*) وبكَّارٌ مجهولان ِ (6) .   (1) قوله: «به» سقط من (ت) و (ك) . (2) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلمه رواه عن عبيد الله إلا عبد الرحمن بن مالك بن مغول، وهو ليِّن الحديث، ولا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذا الوجه» . وذكر البرذعي هذا الحديث في "سؤالاته لأبي زرعة" (ص 699-700) ، ثم قال لأبي زرعة: «رواه عبد الرحمن بن مالك بن مغول؟ فضعَّف - يعني أبا زرعة - عبد الرحمن، ووهَّن أمره جدًّا» . (3) لم نقف على روايته. لكن أخرجه الطبراني في "الكبير" (8/127 رقم 7577) ، وفي "مسند الشاميين" (3411) من طريق الحسن بن جرير، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/51) من طريق محمد بن هارون بن بلال، كلاهما عن سليمان بن عبد الرحمن، به. وأخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (627) من طريق يزيد بن يزيد بن جابر، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (10/119) و (42/51) من طريق أيوب بن مدرك، كلاهما عن مكحول، به. (4) هو: سليمان ابن ابنة شرحبيل، كما سبق بيانه في المسألة رقم (1186) . (*) ... في (ف) : «بسر» . (5) في (أ) و (ش) : «قال» . (6) تقدم في المسألة (1141) حديثٌ بهذا الإسناد عن واثلة ابن الأسقع ح، وقال عنه أبو حاتم هناك: «هذا حديث منكر» . وذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/408 رقم1605) عن أبيه أنه قال: «بكار بن تميم، وبشر مجهولان» . وترجم ابن حبان في "المجروحين" (1/190) لبشر بن عون وقال: «روى عَنْ بَكَّارِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ مكحول، عن واثلة نسخةً فيها ست مئة حديث كلها موضوعةٌ، لا يجوز الاحتجاج به بحال» . الحديث: 2678 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 472 2679 - قال أبو محمد: وذكر (1) أبي حديثً (2) رَوَاهُ عَبْدان (3) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ السُّكَّري (4) ، عَنْ إسماعيلَ بْنِ أَبِي خالد، عن عبد الله بْنِ أَبِي أَوْفى، عَنِ النبيِّ (ص) قال: لَوْلاَ الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ. فَقَالَ: سُئِلَ عليُّ بنُ المَدِيني عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فقال: هوخطأٌ؛ حدَّث بِهِ يَعْلى (5) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عن عبد الله بْنِ أَبِي قَتادة. 2680 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُطَّلبُ بنُ زياد (6) ، عن   (1) في (ت) و (ك) : «ذكر» بلا واو. (2) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) هو: عبد الله بن عثمان. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (5/299 رقم 5369) . (4) هو: محمد بن ميمون. (5) هو: ابن عُبَيد الطَّنافسي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32365) عن يعلى، عن إسماعيل، عن عبد الله بن أبي قَتادة قال: أُخبرتُ أن رسول الله (ص) ... ، فذكره. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1724) . (6) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "السنة" (1340) ، والبزار في "مسنده" (1200) ، والنسائي في "الكبرى" (8442) ، والشاشي في "مسنده" (137) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/53) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/170 رقم 1463) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1340) ، والنسائي في "الكبرى" (8440 و8443) من طريق الجُعَيد بن عبد الرحمن، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، عَنْ أبيها به. الحديث: 2679 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 473 لَيْث (1) ، عَنِ الحَكَم (2) ، عَنْ عائِشَة بنت سعد (3) ، عن سعد: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ لعليٍّ يَوْمَ غَزْوَةِ تَبوك: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلاَّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رواه مُطَّلب، وإنما هو كما رَوَاهُ شُعبة (4) ، عَنِ الحَكَم، عَنْ مُصعَب بن سعد، عن سَعْدٍ (5) ، والوَهَم يَنْبَغِي أَنْ يكونَ من لَيْث (6) . 2681 - قال أَبُو مُحَمَّد (7) : ذكرتُ (8) لأبي، فقلتُ: سمعتُ   (1) هو: ابن أبي سُلَيم. (2) هو: ابن عُتَيْبَة. (3) هو: سعد بن أبي وقَّاص ح. (4) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/182 رقم 1583) ، والبخاري في "صحيحه" (4416) ، ومسلم (2404) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (1/175 رقم 1505) ، والبخاري في "صحيحه" (3706) ، ومسلم (2404) من طريق إبراهيم بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، وأحمد (1/185 رقم 1608) ، ومسلم (2404) من طريق عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وقاص، كلاهما عن سعد ابن أبي وقاص، به. (5) قوله: «عن سعد» سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (6) قال البزار في الموضع السابق: «ولا نعلم روى هذا الحديث عن الليث إلا المطلب بهذا الإسناد، ولا روى الحكم، عن عائشة، عن أبيها إلا هذا الحديث، والصَّواب: ما رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ» . وأخرجه برقم (1170) من طريق شعبة، ثم قال: «وهذا الحديث قد رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ مصعب، عن أبيه، وهو الصَّواب، ورواه لَيْثٍ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَائِشَةَ بنت سعد، عن أبيها، وحديث شعبة، عن الحكم هو الصَّواب» . (7) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ف) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (2658) و (2677) . (8) في (فّ) : «وذكرت» بالواو. الحديث: 2681 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 474 يونس بْن حَبِيب؛ قَالَ: ذكرتُ لعليِّ بْن المديني حديثًا حدَّثنا به محمَّد ابن كَثِيرٍ المِصِّيصي (1) ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ (2) ، عَنْ قَتادة، عَن أَنَس؛ قَالَ: نظر النبيُّ (ص) إِلَى أَبِي بكر وعمر فقال: هَذَان ِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الجَنَّةِ، فقال عليٌّ: كنتُ أشتهي أن أرى (3) هذا الشيخَ، فالآنَ لا أحبُّ أن أراه (4) . فقال (5) أَبِي: صدَقَ؛ فإنَّ قَتادة، عَن أَنَس؛ لا يجيءُ هذا المتن (6) .   (1) في (ك) : «المصيفي» ، ويشبه أن تكون كذلك في (ت) . وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (3664) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1420) ، والطبراني في "الأوسط" (7/68 رقم 6873) ، وفي "الصغير" (976) ، والقطيعي في "زوائده على فضائل الصحابة" (129) ، والضياء في "المختارة" (2508-2510) . قال الترمذي: «هذا حديثٌ حسن غريب من هذا الوجه» . (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. (3) في (ك) : «إزاري» بدل: «أن أرى» . (4) في (ت) و (ك) : «أن أره» . ومن قوله: «سمعت يونس ... » إلى هنا ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/69) . (5) في (ف) : «قال» . (6) أي: بهذا المتن، وحُذِفَ الجارُّ، فانتصب ما بعده على نزع الخافض. انظر التعليق على المسألة رقم (12) . وقال الطبراني في الموضع السابق من "الأوسط": «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأوزاعي إلا محمد بن كثير، = = ولم يروه عن قتادة إلا الأوزاعي» . وقال الضياء في الموضع السابق: «وقال البخاري: هذا حديث منكر. قال الترمذي: إنما أنكر محمد هذا من حديث قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) » . وقال الذهبي في "السير" (7/134) : «هذا حديثٌ حسن اللفظ، لولا لِينٌ في محمد بن كثير المصيصي لصحِّح» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 475 عِلَلُ (1) أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (2) فِي دَلاَلاَتِ النُّبُوَّةِ 2682 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يعقوبُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ كَثير، عَنِ ابْنِ حَلْحَلة (4) ، عن طلحة ابن عُبَيدالله (5) بْنِ كَرِيز: أَنَّهُ سَمِعَ أمَّ سَلَمة تَقُولُ: إنَّا لنَجِدُ صفةَ رسول الله (ص) فِي بَعْضِ الْكُتُبِ: اسمُهُ المُتَوَكِّلُ، لَيْس بِفَظٍّ، وَلا غَليظٍ، وَلا سَخَّابٍ بالأَسواق، وَلا يأخُذُ بِالسَّيِّئَةِ إِذا سَمِعَها، ولَكِنْ يُطْفيهَا، بعَثْتُهُ (6) أَعطَيتُهُ مَفَاتيحَ ليَفتَحَ عُيونًا عُورًا، وليُسْمِعَ آذَانًا وُقْرًا، وليُحْيِيَ قُلوبًا غُلْفًا، ولِيُقيمَ أَلْسِنَةً مُعْوَجَّةً (7) ، حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ عِنْدي غيرُ مَحْفُوظٍ، وَلا أَحسَبُ سَمِعَ طَلْحَةُ مِنْ أُمِّ سَلَمة، ويشبهُ أَنْ يكونَ هَذَا مِنْ كَلامِ كَعْب (8) .   (1) المثبت من (ف) و (ك) ، وفي بقية النسخ: «باب علل» . (2) في (ت) : «الأخبار المروية» . (3) روايته أخرجها الحربي في "غريب الحديث" (3/1132) . (4) هو: محمد بن عمرو. (5) في (ف) : «عبيد» بدل: «عبيد الله» . (6) كذا في (ف) و (ك) ، ولم تنقط في (أ) و (ش) ، ولم تتضح في (ت) . (7) في (ك) : «معرجة» . (8) يعني: كعب الأحبار. وحديثه أخرجه ابن سعد في "الطبقات" (1/360) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/174 رقم 6622) ، والدارمي في "مسنده" (5-8) ، والبيهقي في "الدلائل" (1/376 و377) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/174 رقم 6622) ، والبخاري في "صحيحه" (2125 و4838) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص. الحديث: 2682 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 476 2683- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ الْقَاسِمِ الأَسَدي (2) ، عَنْ شُعبة، عن عبد العزيز (3) بْنِ صُهَيب، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ (ص) جُمَّةٌ (4) جَعْدَةٌ (5) ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَمْ يَرْوِهِ غيرُ محمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ (6) . 2684 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو كُدَيْنَة (7) ، وعِمرانُ بنُ عُيَينة، وشُعَيب بْنُ صَفْوان، عَنْ عَطاء بْنِ السَّائب، عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه؛ قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إِلَى النبيِّ (ص) ، فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنْ شَيْءٍ لا يعلمُه إِلا نبيٌّ؛ أَخْبِرْنِي عَنْ ماءِ الرَّجُل، وماءِ الْمَرْأَةِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟   (1) هذه المسألة بتمامها سقطت من (أ) و (ش) . (2) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2390/كشف الأستار) ، والبغوي في "الجعديات" (1440) ، والطبراني في "الأوسط" (2/344 و2177) ، وابن عدي في "الكامل" (6/249) . (3) في (ف) : «عبد الله» . (4) الجُمَّةُ: ما سقَط من شعر الرأس على المَنْكِبَين. انظر "النهاية" (1/300) . (5) الشَّعرُ الجَعْدُ: خِلافُ المُستَرسِل، أي: الذي فيه التِواءٌ وتقَبُّض. انظر "المصباح المنير" (ج ع د 1/102) . (6) قال البزار في الموضع السابق: «تفرَّد به محمد بن القاسم، وقد حدَّث بأحاديثَ لم يُتابع عليها» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ شعبة إلا محمد بن القاسم» . وقال ابن عدي: «لا أعلم يرويه عن شعبة بهذا الإسناد غير محمد» . ومحمد بن القاسم كذَّاب؛ كذبه الإمام أحمد والدارقطني. انظر "ميزان الاعتدال" (4/11 رقم 8066) . (7) هو: يحيى بن المهلب. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (1/465 رقم 4438) ، والبزار في "مسنده" (2000) ، والنسائي في "الكبرى" (9075) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (5/1628-1629 رقم 1072) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (10/172 رقم 10360) من طريق حمزة الزيات، عن عطاء بن السائب، به. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عبد الله إلا عطاء بن السائب، ولا نحفظ أن أحدًا رواه عن عطاء إلا أبو كُدَينة» . الحديث: 2683 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 477 قَالَ أَبِي: رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عن عَطاء ابن السَّائب، عَنِ الْقَاسِمِ؛ قَالَ: جَاءَ حَبْرٌ إلى النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصحُّ؛ مِنْ حديث عَطاء ابن السَّائب؟ قَالَ: اتَّفقَ ثلاثةُ أنفُسٍ (1) عَلَى التَّوصيل (2) . 2685 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ محمَّد بن عبد الله بْنِ نُمَير (3) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكير، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (4) ، عَنْ أَبِيهِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسار؛ قَالَ: حدَّثني رجلٌ مِنْ بَنِي مازِن، عَنْ أَبِي واقِدٍ اللَّيثي؛ قَالَ: إِنِّي لأَتْبَعُ يَوْمَ بَدْر رَجُلا من المشركين لأضربَه (5) ،   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ثلاثُ أنفُسٍ» ؛ لأن «النفس» مؤنَّثة، والعدد هنا يخالف المعدود في نوعه، ولكن يخرَّج ما في النسخ على الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، كأنه قال: «ثلاثة أشخاص» ، أو «ثلاثة رواةٍ ذكور» ونحو ذلك. وانظر التعليق على المسألة رقم (270) ، و"الإنصاف" لابن الأنباري (2/771) . (2) قوله: «التوصيل» مصدرُ «وصَّل الحديثَ يوصِّله» ، وهو في معنى: الوَصْل. انظر التعليق على ذلك في المسألة رقم (163) . (3) في (ف) : «عن محمد بن محمد بن عبد الله بن نمير» . ورواية محمد بن عبد الله بن نمير لم نقف عليها، وقد أخرج الحديثَ ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (67/277) من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، به. (4) هو: محمد. (5) في (ت) و (ف) و (ك) : «لأضرب» . الحديث: 2685 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 478 فَوَقَعَ (1) رأسُه قَبْلَ أَنْ يَصِلَ إِلَيْهِ سَيْفِي، فعرفتُ أنَّ غَيْرِي قَتَلَهُ. فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا عِنْدِي خطأٌ؛ والصَّحيحُ مَا حدَّثنا يوسفُ بنُ بُهْلول، عَنِ ابْنِ إِدْرِيسَ (2) ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ بَنِي مازِن، عَنْ أَبِي دَاوُدَ المازِني - وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا - قَالَ: إِنِّي (3) لأتبعُ رَجُلا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ... قَالَ (4) : وحدَّثنا عبد الرحيم بْنُ مُطَرِّف، عَنْ سَعِيدِ بْنِ بَزِيع، عَنْ محمَّد بْنِ (5) إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رجالٍ مِنْ بَنِي مازِنٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ المازِني (6) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: «أَبِي (7) دَاوُدَ المازِني» ، وَالَّذِي قَالَ:   (1) في (ك) : «فرفع» . (2) هو: عبد الله. (3) في (ك) : «أبي» . (4) أي: أبو زرعة. (5) قوله: «محمد بن» مكرر في (أ) . (6) الحديث أخرجه ابن هشام في "السيرة" (2/633) من طريق زياد بن البكاء، والإمام أحمد في "المسند" (5/450 رقم 23778) ، والدولابي في "الكنى" (1/69) من طريق يزيد، وابن جرير في "تفسيره" (7/175-176) من طريق سلمة بن الفضل، ثلاثتهم عن محمد ابن إسحاق، به. وأخرجه الإمام أحمد (5/450 رقم 23778) من طريق يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن إسحاق، عن أبيه قال: قال أبو داود. (7) كذا في جميع النسخ، وكأنَّه غيَّرها في (ت) إلى «أبو» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على وجهين: الأوَّل: على تقدير حرف الجرِّ «عن» ، أي: عن أبي داود، لكن حُذِفَ الحرفُ وبقي الاسم مجرورًا، وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (440) . والثاني: على حكاية اللفظ المتقدم في الإسناد السابق. وانظر لـ «الحكاية» التعليق على المسألة رقم (22) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 479 «عَنْ أَبِي واقِد» فقد أخطأ. 2686 - وسمعتُ أَبِي (1) وَذَكَرَ حديثَ أُمِّ مَعْبَد - فِي الصِّفَةِ (2) - الَّذِي رَوَاهُ بِشْر بْنُ محمَّد السُّكَّرِي (3) ، عَنْ عبد الملك بْنِ وَهْب المَذْحِجي، عَنِ الحُرِّ بن (4) الصَّيَّاح (5) . فَقَالَ: قِيلَ لِي (6) : إنَّه يُشْبِهُ أَنْ يكونَ مِنْ حَدِيثِ سُلَيمان بْنِ عَمْرٍو النَّخَعي؛ لأَنَّ سُلَيمان ابن عمرو هو: ابن (7) عبد الله بْنِ وَهْب النَّخَعي، فتُركَ «سُلَيمان» ، وجُعِلَ «عبد الملك» ؛ لأنَّ (8) الناسَ كلَّهم عَبيدُ اللهِ، ونُسِبَ إِلَى جدِّه وَهْب، والْمَذْحِجُ (9) قبيلةٌ من نَخَع.   (1) في (ت) و (ك) : «قال أبو زرعة: سمعت أبي» . (2) أي: صفة النبيِّ (ص) ؛ فقد أخرج ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/230-231) ، عن أم معبد أنها وصفت النبي (ص) لزوجها، فقالت: «رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة، متبلِّج الوجه، حسَنَ الخَلْق، لم تَعِبْهُ ثُجْلَة، ولم تُزرِبه صَلْعة، وَسِيم قَسيم، في عينيه دَعج ... » الحديث. (3) روايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1/230) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/84) ، وابن عدي في "الكامل" (2/18) ، والحاكم في "المستدرك" = = (3/11) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (6/3019 رقم 7001) . (4) في (ف) : «الحرير بن» دون نقط الباء. (5) في (أ) و (ش) و (ف) و (ك) : «الصباح» بالباء الموحَّدة، ولم تنقط في (ت) ، والمثبت من "الجرح والتعديل" (3/277 رقم1236) ، و"توضيح المشتبه" (5/399) . (6) قوله: «لي» ليس في (ف) . (7) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (8) في (ك) : «لا» بدل: «لأن» . (9) في (أ) : «والمرحج» بالراء. الحديث: 2686 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 480 قَالَ أَبِي: يَحتمِلُ أَنْ يكونَ هكذا؛ لأن الحُرَّ بن الصَّيَّاح (1) ثِقَةٌ (2) ، رَوَى عَنْهُ شُعبة، والثَّوري، والحسن بن عُبَيدالله النَّخَعي، وشَريك، فَلَوْ أنَّ هَذَا الحديثَ عَنِ الحُرِّ؛ كَانَ أولَ مَا يُسأل عَنْهُ؛ فَأَيْنَ كَانَ هَؤُلاءِ الحفَّاظ عَنْهُ (3) ؟!! 2687 - وسمعتُ أَبِي ح ذَكَرَ (4) حَدِيثًا رَوَاهُ ابْنُ فُضَيل (5) ، عَنْ أَبِي حيَّان (6) ، عَنْ عَطاء (7) ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: كُنَّا مع النبيِّ (ص) فِي سَفَر، فَأَقْبَلَ أعرابيٌّ، فَقَالَ له النبيُّ (ص) : هَلْ لَكَ إِلَى خَيْرٍ مِنَ   (1) في (أ) و (ش) و (ك) : «الصباح» ، ولم تنقط في (ت) ، والمثبت من (ف) ، وانظر التعليق أول المسألة. (2) قال ابن حجر في "الإصابة" (3/37 رقم1360) : «الحُرُّ الخَثْعَمي: تابعيٌّ أرسل حديثًا، فذكره بعضُهم في الصَّحابة؛ أخرجه البَلاذُري من طريق عبد الملك بن وَهْب، عن الحُرِّ الخَثْعَمي: أن النبي (ص) لما خرج مهاجرًا؛ مرَّ بامرأة يقال لها: عاتِكَة بنت خالد، وهي أم معبد ... ، فذكر حديثها» . اهـ. (3) وذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/373 رقم1744) عن أبيه أنه قال: قال بعضُ أصحابنا: إن عبد الملك بن وَهْب هذا معمول [كذا] ! عن اسمه، وهو سليمان بن عمرو بن عبد الله بن وَهْب النخعي؛ نَسَبَهُ إلى جدِّه وَهْب، وسَمَّاه عبد الملك، والناس مُعَبَّدون: عَبِيد الله» . وانظر"الجرح والتعديل" أيضًا (2/349-350 رقم1327) . (4) في (ف) : «وسمعت أبي وذكر» . (5) هو: محمد. وروايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (16) ، والفاكهي في "أخبار مكة" (4/29 رقم 2328) ، والبزار في "مسنده" (2411/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (5662) ، وابن حبان في "صحيحه" (6505) ، والطبراني في "الكبير" (12/330 رقم 13582) ، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/14-15) . (6) هو: يحيى بن سعيد بن حيَّان. (7) هو: ابن أبي رَباح. الحديث: 2687 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 481 الذَّهَابِ (1) ؟ ، قَالَ: نَعَمْ؛ قَالَ: تَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَنِّي رَسُولُ اللهِ، قَالَ الأَعْرَابِيُّ: فمَن يشهدُ لَكَ؟ قَالَ: هَذِهِ الشَّجَرَةُ الَّتي عَلَى دَارِي ... ، الْحَدِيثَ. قَالَ أَبِي: وَقَدْ (2) حدَّثنا عليٌّ الطَّنافِسي (3) ، وعبد المؤمن بْنُ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ فُضَيل هَكَذَا، وَأَنَا أنكرُ هَذَا؛ لأنَّ أَبَا حيَّان (4) لَمْ يَسمَع مِنْ عَطاء، وَلَمْ يَروِ عَنْهُ، وَلَيْسَ هَذَا الحديثُ مِنْ حَدِيثِ عَطاء (5) . قلتُ: مَنْ تَرَاهُ؟ قَالَ: بِحَدِيثِ أبي جَنابٍ (6) أشبهُ. 2688 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (7) حمَّاد بْنُ سَلَمة، عن ثابتٍ (8) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى: أنَّ أَبَا طلحة صنع   (1) يعني: خير من الذهاب إلى أهله؛ كما في مصادر التخريج، ولفظه: كنا مع النبيِّ (ص) في سفر، فأقبل أعرابيٌّ، فلما دنا منه؛ قال رسول الله (ص) : «أينَ تريدُ؟» ، قال: إلى أهلي؛ قال: «هل لك إلى خَيرٍ؟» ... إلخ. (2) قوله: «قد» سقط من (ش) . (3) هو: علي بن محمد. (4) في (ف) : «حبان» بالموحَّدة. (5) قال البزار في الموضع السابق: «لا نعلم رواه عن ابن عمر بهذا اللفظ وهذا الإسناد إلا محمد بن فضيل، ولا نعلم أسند أبو حيان عن عطاء إلا هذا الحديث» . وقال الدارقطني في "الأفراد" (182/أ/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به محمد بن فضيل، عن أبي حيان التيمي يحيى بن سعيد بن حيان، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَباح، عنه» . (6) في (ت) و (ش) و (ف) و (ك) : «أبي جناد» ، والمثبت من (أ) ، وأبو جَنابٍ هذا هو: يحيى بن أبي حَيَّة. انظر "تهذيب الكمال" (31/284-285) . (7) قوله: «رواه» ليس في (ف) . (8) هو: ابن أسلم البُناني. الحديث: 2688 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 482 طَعَامًا ... ، وَذَكَرَ القصَّةَ. قلتُ: وَرَوَاهُ مُبارَكُ بْن فَضالَة (1) ، عَن ثابت، عَنْ أَنَسٍ: أنَّ أَبَا طَلْحَةَ ... ؟ قَالَ أَبِي: ثابتٌ لا يَقُولُ فِي هَذَا: عَنْ أَنَسٍ. وَرَوَاهُ عبدُالملك بنُ عُمَير (2) ، وحُصَين (3) ؛ فَقَالا: عَنْ عبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَنَسٍ ... ، القصَّة. قال أبي: وعبد الملك وحُصَين أعلمُ بعبد الرحمن بْنِ أَبِي لَيْلَى مِنْ ثَابِتٍ؛ زادَ (4) رجلا (5) . 2689 - وسألتُ (6) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ جَرير بْنُ حَازِمٍ (7) ، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) : أَنَّهُ كَانَ ضَخمَ الكَفَّين والقَدَمين؟   (1) روايته أخرجها أبو بكر الفريابي في "دلائل النبوة" (11) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4151) من طريق المبارك بن فضالة، عن بكر بن عبد الله وثابت، عن أنس. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (5285) . (2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2040) . (3) هو: ابن عبد الرحمن السُّلَمي. (4) كذا في جميع النسخ: «زاد» ، والفاعل: عبد الملك وحصين، فالجادة أن يقول: «زادا» بألف المثنى، ويخرَّج ما في النسخ على أنه من باب إنابة الحركة عن الحرف، أي: نابت فتحةُ الدال عن ألف الاثنين. وانظر في الاجتزاء بالحركات عن الحروف في التعليق على المسألة رقم (679) . (5) وقد أخرجه البخاري في"صحيحه" (422) ، ومسلم (2040) من طرق أخرى عن أنس. (6) نقل ابن حجر في "النكت الظراف" (1/302 رقم 1149) بعضَ هذه المسألة بتصرف. (7) سيأتي تخريج روايته آخر المسألة. الحديث: 2689 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 483 فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ على مَا رَوَاهُ همَّام (1) ، عَنْ قَتادة، عَنْ رجُل حدَّثه، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) (2) .   (1) هو: ابن يحيى. وسيأتي تخريج روايته. (2) هذا الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" من هذين الوجهين، فأخرجه أولاً (5906 و5907) من طريق جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، ثم أخرجه (5908 و5909) من طريق معاذ بن هانئ، عن هَمَّام بْن يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عن أنس، أو عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ثم علَّقه البخاري عَنْ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَن أنس، ثم قال: «وقال أبو هلال: حدثنا قتادة، عن أنس، أو جابر بن عبد الله ... » ، فذكره. وذكر ابن حجر في "فتح الباري" (10/358-359) طريق همام التي فيها زيادة: أو عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ» ، ثم قال: «وهذه الزيادة لا تأثير لها في صحَّة الحديث؛ لأن الذين جزموا بكون الحديث عن قتادة عن أنس أضبطُ وأتقنُ من معاذ بن هانئ، وهم: حبان ابن هلال، وموسى بن إسماعيل كما هنا، وكذا جرير ابن حازم كما مضى، ومعمر كما سيأتي حيثُ جزما به عن قتادة عن أنس، ويحتمل أن يكونَ عند قتادة من الوجهين، والرجل المبهم يحتمل أن يكونَ هو سعيد بن المسيب، فقد أخرج ابن سعد من روايته عن أبي هريرة نحوه، وقتادة معروف بالرواية عن سعيد بن المسيب، وجوَّز الكرماني أن يكونَ الحديث من مسند أبي هريرة، وإنما وقع التردُّد في الراوي؛ هل هو أنس أو رجل مبهم؟ ثم رجَّح كون التردُّد في كونه من مسند أنس أو من مسند أبي هريرة بأن أنسًا خادم النبي (ص) وهو أعرف بوصفه من غيره، فبَعُدَ أن يروي عن رجل عن صحابي آخرَ هو أقل ملازمة له منه. اهـ. وكلامه الأخيرُ لا يحتمله السياق أصلاً؛ وإنما الاحتمالُ البعيد ما ذكره أولاً، والحق: أن التردُّد فيه من معاذ بن هانئ؛ هل حدثه به همام عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، أو: عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَن أبي هريرة، وبهذا جزم أبو مسعود، والحميدي، والمزي، وغيرهم من الحفاظ» . ثم أعلَّ ابن حجر مخالفةَ أبي هلال، فقال: «وأبو هلال اسمه: محمد بن سليم الرَّاسبي - بكسر المهملة والموحّدة -، بصري صدوق، وقد [ضُعِّف] من قِبَل حفظه، فلا تأثير لشكِّه أيضًا، وقد بيَّنَت إحدى روايات جرير بن حازم صحَّة الحديث بتصريح قتادة بسماعه له من أنس، = = وكأن المصنف أراد بسياق هذه الطرق بيان الاختلاف فيه على قتادة، وأنه لا تأثير له، ولا يقدح في صحة الحديث» . اهـ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 484 2690 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إبراهيمُ بنُ محمَّد الفِرْيابي (1) ، عَنْ محمَّد بن عبد الرحمن - مِنْ (2) وَلَدِ شدَّاد بْنِ أَوْس- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه شدَّادِ بنِ أَوْس؛ قَالَ: لمَّا دَنَت وفاةُ رسول الله (ص) ؛ قَامَ شدَّاد بْنُ أَوْس (3) ، ثُمَّ جلَسَ، فَقَالَ لَهُ رسولُ اللَّهِ (ص) : مَا تَلَقَّاكَ (4) يَا شدَّادُ؟ ، فقال (5) : يَا رسولَ اللَّهِ (6) ، ضَاقَتْ بِيَ الأرضُ، قَالَ: لا، إِنَّ الشَّامَ سَتُفْتَحُ إِنْ شَاءَ اللهُ، وبَيْتُ المَقْدِسِ سَتُفْتَحُ (7) إِنْ شَاءَ اللهُ، وتَكُونُ أَنْتَ ووَلَدُكَ ... (8) كَذَا، وَذَكَرَ الحديثَ؟   (1) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/408) ، والضياء المقدسي في "فضائل بيت المقدس" (39) . وأخرجه الطبراني في "الكبير" (7/289 رقم 7162) من طريق مُحَمَّد بْن مُسْلِم بْن وارَة، عن محمد ابن عبد الرحمن بن شداد بن محمد بن شداد قال: سمعت أبي يذكر عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عَنِ شدَّاد بن أوس. كذا جاء عند الطبراني وأخرجه من طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/408-409) بالإسناد نفسه. (2) قوله: «من» سقط من (ك) . (3) من قوله: «قال: لما دنت ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) كذا في جميع النسخ: «ما تلقاك» ، غير أنَّ التاءَ لم تنقَط في (ف) . وفي "تاريخ دمشق" و"فضائل بيت المقدس": «ما قَلَّقَكَ» ، وفي"معجم الطبراني": «ما لَكَ» . (5) في (ف) : «قال» . (6) كأن ناسخ (ف) ضبَّب على قوله: «يا رسول الله» . (7) كذا في (ت) ، وفي (ك) : «سيفتح» بالمثناة التحتية، وهو الجادَّة، ولم تنقط في بقية النسخ، ويخرَّج ما أثبتناه على أنه حمل «بيت المقدس» على معنى «بقعة بيت المقدس» فأنث، وانظر في ذلك التعليق على المسألة (81) ، أو على تقدير مضاف؛ أي: ومدينة بيت المقدس ستفتح. وانظر في ذلك التعليق على المسألة رقم (2) . (8) تَتمَّةُ الحديث: «وتَكُونُ أنتَ ووَلَدُكَ من بعدِكَ أئمةً بها إنْ شاءَ الله» . الحديث: 2690 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 485 فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومحمد بن عبد الرحمن وَأَبُوهُ لا يُعرَفان. 2691 - وسمعتُ أَبِي وحدَّثنا عَنْ أَبِي عُمَير بْنِ النَّحَّاس (1) ، عَنْ أيُّوب بْنِ سُويد، عَنْ سُفْيَانَ (2) ، عَنِ ابْنِ المُنكَدِر (3) ، عَنْ جَابِرٍ؛ قَالَ: مَا رأيتُ أَحَدًا أحسنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) فِي حُلَّةٍ حَمراءَ. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يَرْوِيهِ الثَّوري (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنِ الْبَرَاءِ (6) . 2692 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الزُّبَيدي (7) ، عَنِ الزُّهري،   (1) هو: عيسى بن محمد. وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1/210-211 رقم 680) ، وابن عدي في "الكامل" (1/362) . (2) في (ك) : «عَنْ أَيُّوبَ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ سويد عن سفيان» ، وسفيان هو: الثوري. (3) هو: محمد. (4) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (4/290 و300 رقم 18558 و18666) ، ومسلم في "صحيحه" (2337) . وأخرجه أحمد (4/281 و295 و303 رقم 18473 و18613 و18700) ، والبخاري في "صحيحه" (3551 و5848 و5901) ، ومسلم (2337) من طرق عن أبي إسحاق، به. (5) هو: عمرو بن عبد الله السبيعي. (6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث أخطأ أيوب بن سويد على الثوري، حيث قال: عن محمد بن المنكدر، وإنما رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أبي إسحاق، عن البراء» . (7) هو: محمد بن الوليد. وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (1/124) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/361-362) ، والنسائي في "الكبرى" (6743) ، وابن صاعد في "زوائده على الزهد لابن المبارك" (766) ، والطبراني في "الكبير" (10/288 رقم 10686) . ووقع في إسناد الطبراني: محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في "الكبرى" (7/49) ، ومن طريق ابن صاعد أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/71) ، ومن طريق الطبراني أخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (25/491) . الحديث: 2691 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 486 عن محمَّد بن عبد الله بْن عباس (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: أتى النبيَّ (ص) مَلَكٌ فخيَّره؛ فَقَالَ: إِنْ شئتَ نَبِيًّا مَلِكًا، وَإِنْ شئتَ نَبِيًّا (2) عَبْدًا ... الْحَدِيثَ. وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عيَّاش، عَنْ مُبَشِّر، عَنِ الزُّهري، عَنِ ابن عباس، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأبي: المتصلُ محفوظٌ (3) ؟   (1) ذكر المزي في "تحفة الأشراف" (5/232 رقم 6441) أن أبا القاسم ابن عساكر ذكر هذا الحديث في ترجمة = = محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن جده. وأنه قال في آخره: «كذا قال: "محمد بن عبد الله " وإنما هُوَ: " مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن عبد الله "» ، ثم تعقب المزيُّ ابن عساكر بقوله: «كذا قال أبو القاسم! والصَّواب: "محمد بن عبد الله" كما جاء في الرواية، وكذلك ذكره البخاري في "التاريخ" فيمن اسمه: "محمد بن عبد الله"، وروى حديثه هذا عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ بقية، وكذلك ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه "محمد بن عبد الله"» . وتعقب ابنُ حجر في "النكت الظراف" (5/232) المزيَّ بقوله: «ذكره الذهلي في "علل حديث الزهري" عن يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْ بقية؛ في ترجمة محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، ووقع في السند: «محمد بن عبد الله بن عباس» ، فالذهلي سلف ابن عساكر في دعوى أن «عليًّا» سقط بين محمد وعبد الله. وذكر شيخي [يعني: العراقي] في "شرح الترمذي" أن أبا الشيخ أخرجه من الوجه الذي أخرجه منه النسائي فوقع عنده في السَّند: «محمد بن علي بن عبد الله بن عباس» . وكذلك رُوِّيناه في "فوائد أبي محمد بن صاعد" من طريق عبد الله بن سالم، عن الزبيدي» . اهـ كلام الحافظ ابن حجر، وفيما ذكره عن ابن صاعد نظر، فقد تقدم أنه روى الحديث في "زوائده على الزهد لابن المبارك" كما في رواية الجماعة؛ لم يذكر عليًّا، والله أعلم. (2) قوله: «ملكًا وإن شئت نبيًّا» سقط من (ك) . (3) يعني بالمتصل: رواية الزبيدي التي فيها زيادة محمد بن عبد الله بن عباس في إسناده. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 487 قَالَ: نَعَمْ. قلتُ (1) : مَنْ مُبَشِّرٌ هَذَا؟ السَّعِيديُّ (2) ؟ قَالَ: هُوَ أُمَوِيٌّ عِنْدِي، وَأَرَى حَدِيثَهُ مُسْتَقِيمًا، يُكثرُ الروايةَ عَنِ الزُّهري (3) . 2693 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى الحِمَّاني (4) ، عَنْ قَيْس بْنِ الرَّبيع، عَنْ الأعمَش، عَنْ عِبَايَة بْنِ (5) رِبْعِيّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : إِنَّ اللهَ قَسَمَ الخَلْقَ قِسْمَيْنِ،   (1) قوله: «قلت» سقط من (ف) . (2) السَّعيدي: من ولد سعيد بن العاص، كوفيٌّ ذكره ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (8/342 رقم 1570) ، وذكر عن أبيه أنه يروي عن الزهري، ويروي عنه أبو بكر بن عياش، وقال: «لا أعلم روى عنه غير أبي بكر بن عياش» ، ثم ذكر "مبشِّرًا الشامي"، وذكر عن أبيه أنه قال: «روى عن الزهري، روى عنه الأوزاعي» ، وقال: «جمع البخاري بينهما، وهما مفترقان، أحدهما كوفيٌّ، والآخر: شاميٌّ» . (3) اختُلف على الزهري في هذا الحديث اختلافًا آخر؛ فأخرجه معمر في "جامعه" (19551/مصنف عبد الرزاق) عن الزهري قال: جاء النبيَّ (ص) مَلكٌ ... فذكره. ومن طريق معمر أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (764) ، وعبد الرزاق في "المصنف" (5247) ، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (1/380-381) . وجاء عند ابن المبارك وابن سعد عن الزهري قال: بلغنا أنه أتى النبيَّ (ص) مَلَكٌ ... فذكره. قال ابن حجر في "النكت الظراف" (5/233) : «ورواه مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: بَلَغَنَا أن النبيَّ (ص) جاءه ... فذكر الحديث. وقيل: إن هذا أرجحُ طرقه، والله أعلم. (4) هو: يحيى بن عبد الحميد. وروايته أخرجها الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (1/498) ، والطبراني في "الكبير" (3/56-57 و12/81-82 رقم 2674 و12604) . ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في دلائل النبوة" (1/170-171) . (5) في (ش) : «عن» بدل: «بن» . الحديث: 2693 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 488 فَجَعَلَنِي في خَيْرِهَا (1) قِسْمًا؛ وذلك قَوْلُهُ: { (2) الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} (3) ، فَأَنَا مِنْ أَصْحَابِ اليَمِينِ (4) . ثُمَّ قَسَمَ القِسْمَيْنِ أَثْلاثًا، فَجَعَلَني فِي خَيْرِهِمَا (5) ثُلُثًا؛ وذَلِكَ قَوْلُهُ: { (6) الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ} (7) ، {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ *} (8) ، فَأَنَا مِنَ السَّابقِينَ، وأَنَا خَيْرُ السَّابقِينَ. ثُمَّ جَعَلَ الأَثْلاَثَ قَبَائِلَ، فَجَعَلَنِي في خَيْرِها (9) قَبِيلَةً؛ وذَلِكَ قَوْلُهُ: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ} (10) ، فَأَنَا أَتْقَى وَلَدِ آدَمَ، وأَكْرَمُهُمْ عَلَى اللهِ، ولاَ فَخْرَ. ثُمَّ جَعَلَ القَبَائِلَ بُيُوتًا، فَجَعَلَنِي فِي خَيْرِهَا بَيْتًا؛ وذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ (11) : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (12) ، فَأَنَا وَأَهْلُ   (1) كذا، ومثله في "المعجم الكبير" (2674) ، وفي "المعرفة والتاريخ"، و"المعجمم الكبير" (12604) : «خيرهما» ، وهو الجادَّة، لكن يخرَّج ما في النسخ على الحمل على المعنى، أي: خير الأقسام، المذكورة، والله أعلم. (2) في جميع النسخ: «أصحاب» بلا واو. (3) الآية (27) من سورة الواقعة. (4) قوله: «فأنا من أصحاب اليمين» سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (5) في (ك) : «خيرها» ، ومثله في "المعرفة والتاريخ"، و"دلائل النبوة"، وهو الجادَّة، أي: خير الأثلاث، = = وما أثبتناه من بقية النسخ، ووقع مثله في بقية مصادر التخريج، ويخرَّج على أن المراد: خير القسمين، والله أعلم. (6) في (أ) و (ش) : «أصحاب» ، وفي (ت) و (ف) و (ك) : «وأصحاب» . (7) الآية (8) من سورة الواقعة. (8) الآية (10) من سورة الواقعة. (9) في (ت) و (ك) : «خيرهم» ، وفي (ف) : «خيرهما» .. (10) الآية (13) من سورة الحجرات. (11) في (أ) و (ش) : «وذلك قوله تعالى» . (12) الآية (33) من سورة الأحزاب. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 489 بَيْتِي مُطَهَّرُونَ مِنَ (1) الذُّنُوبِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ، وَكَانَ عِنْدَ الحِمَّانيِّ أحاديثُ عَنْ قَيْس، عَنِ الأعمَش، عَنْ عِبايَة، بعضُها عَنْ أَبِي أيُّوب (2) ، وبعضُها عَنْ عليٍّ. 2694 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ اختُلِفَ عَنِ الدَّراوَرْدي فِيهِ: فَرَوَى سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ، عَنْ عبد العزيز الدَّراوَرْدي، عن عُمَارة ابن غَزِيَّة، عَنْ عبَّاد بْنِ تَميم، عن عبد الله بن زيد، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا بَيْنَ مِنْبَرِي وحُجْرَتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ. وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنِ الدَّراوَرْدي، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى، عَنْ (3) عبَّاد بن تَميم، عن عبد الله بن زيد، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ؟ قَالَ أبو زرعة: حديثُ (4) عبد العزيز، عَنْ عُمارَة بْنِ غَزِيَّة أصَحُّ عندي (5) .   (1) المثبت من (أ) ، وهو الجادَّة، ولم يتضح في (ش) ، وفي بقية النسخ: «عن» ، وهو صحيحٌ، ويخرَّج على التضمين؛ ضمَّن «مطهَّرون» معنى «منزَّهون» فعدَّاه بـ «عن» ؛ كأنَّه قال: منزَّهون عن الذنوب، والتضمينُ بابٌ واسعٌ في العربية. (2) في (أ) و (ش) : «عن أيوب أبي أيوب» . (3) في (ف) و (ك) : «بن» بدل: «عن» . (4) في (ك) : «بحديث» . (5) الحديث أخرجه مالك في "الموطأ" (1/197) عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبَّادِ بن تميم، به. ومن طريق مالك أخرجه أحمد في "المسند" (4/40 رقم 16453) ، والبخاري في "صحيحه" (1195) ، ومسلم (1390) . وأخرجه الإمام أحمد (4/41 رقم 16461) ، ومسلم (1390) من طريق يزيد بن الهاد، عن أبي بكر ابن محمد بن عمر، عن عباد بن تميم، به. الحديث: 2694 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 490 2695 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ زِيَادٍ الرَّصاصِيُّ، عَنِ المَسعودي (2) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ ابْنِ يَعْلى بْنِ مُرَّة، عَنْ يَعْلى بن   (1) انظر المسألة رقم (183) . (2) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود. ولم نقف على رواية الرصاصي هذه عنه، ولكن لعلها التي أشار إليها أبو حاتم في المسألة رقم (183) حين سئل عن حديث داود بن عبد الحميد، عَنْ يُونُسَ بْنِ خبَّاب، عَنْ طاوس، عن ابن عباس؛ بذكر قصَّة النَّخلتين اللتين استتر النبيُّ (ص) بهما؟ فقال أبو حاتم: «هَذَا حديثٌ منكرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ، إِنَّمَا رَوَى يُونُسُ بْنُ خبَّاب، واختُلِفَ عَلَيْهِ: فَرَوَى الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خبَّاب، عَنِ ابْنِ يَعْلَى بْنِ مرَّة، عَنْ أَبِيهِ، عن النبيِّ (ص) . وروى عبد الله بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خبَّاب، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّة، عن النبيِّ (ص) . وَمِنْهُمْ مَنْ يَرْوِي عَنْ يُونُسَ بْنِ خبَّاب، عَنِ المِنهال بْنِ عَمْرٍو، عَنِ ابْنِ يَعْلَى، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) » . وأخرجه قوام السنة الأصبهاني في "دلائل النبوة" (340) من طريق حجاج بن محمد، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ، عَنِ ابْنِ يَعْلَى بْنِ مرة الثقفي، عن أبيه، به بقصة الشَّجرتين، والغلام، والبعير. وهذه متابعة تامة للرصاصي. ورواه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (633) من طريق محمد بن المصفى، عن يحيى ابن سعيد، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خباب، به بذكر = = قصة الغلام فقط، لكن تصحَّف منه «ابن يعلى بن مرة» إلى: «ابن ليلي بن مرة» . وللحديث طرق أخرى عن يعلى، منها: ما أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (19928 و23555 و23579 و31744) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/170-171 رقم 17548) ، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز، عن يعلى ابن مرة، به بذكر قصة الصبي، والشَّجرتين، والبعير. وأخرجه أحمد أيضًا (4/173 رقم 17565) ، وعبد بن حميد (405) من طريق معمر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عبيد الله بْنِ حَفْصٍ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مرة، به مثل سابقه، غير أنه جعل قصة الشجرتين شجرة واحدة سلَّمت على رسول الله (ص) . وأخرجه البخاري تعليقًا في "التاريخ الكبير" (6/357) عن إسحاق بن أبي إسرائيل؛ حدثنا عبد الواحد الحداد؛ حدثنا خلف بن مهران العدوي؛ حدثني عمرو ابن عثمان بن يعلى؛ حدثني أبي، عن جدي ... ، فذكر قصة البعير فقط. وأخرجه الطبراني في "الكبير" (22/261 رقم 672) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن عمر بن عبد الله بن يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، به بذكر قصة الصَّبي، والشَّجرتين، والبعير. وأخرجه وكيع في "الزهد" (508) عن الأعمش، عَن المنهال بْن عَمْرٍو، عَنْ يعلى بن مرة، به مثل سابقه. ومن طريق وكيع أخرجه الإمام أحمد (4/172 رقم 17563) ، وابن ماجه (339) ، لكن بذكر الشَّجرتين فقط. وأخرجه الإمام أحمد أيضًا (4/172 رقم 17563) من طريق وكيع بذكر قصة الغلام فقط، ثم قال الإمام أحمد: «وقال وكيع مرة: عن أبيه، ولم يقل: يا يعلى» ، ثم أخرجه برقم (17549 و17564) عن وكيع، وقال فيه: «عَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنِ أبيه» ، وذكر قصة الغلام، والشَّجرتين. وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1611) من طريق يحيى بن عيسى، والحاكم في "المستدرك" (2/617) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن الأعمش، عن المنهال، عن يعلى، عن أبيه، به بذكر قصة الغلام، والبعير، والشَّجرتين. وأخرجه الإمام أحمد (4/173 رقم17567) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَن حبيب بن أبي عمرة، عن المنهال، عن يعلى، به كسابقه، إلا أنه لم يذكر: «عن أبيه» . الحديث: 2695 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 491 مُرَّة (1) ؛ قَالَ: رأيتُ فِي رَسُولِ الله (ص) ثلاثَ خِصالٍ مَا رأيتُ مِثلَهُنَّ، وَذَكَرَ قِصَّةَ النَّاضِح (2) ، وَمَا شَكاه إلى رسول الله (ص) (3) .   (1) قوله: «عن يعلى بن مرة» سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر. (2) هو: الجَمَل. انظر "المصباح المنير" (ن ض ح) . (3) هذه خصلة واحدة، والأخرى: أنه (ص) أراد أن يقضيَ حاجته، فلم يجد شيئًا يستُره، فأمر شجرتين، فانضمَّت إحداهما إلى الأخرى، وأما الخصلة الثالثة فاختُلف فيها، ففي بعض الروايات ذكر قصَّة صاحب القبر الذي قال عنه: «إنه يعذَّب في غير كبير» ، فأمر بجريدة، فوُضِعَت على قبره، فقال: «عسى أن يُخفَّفَ عنه ما دامتْ رَطْبَة» ، وفي بعض الروايات ذكر قصَّة الصبي الذي أصابه بلاء، ورقاه النبيُّ (ص) ففَغَر فمه، فنفث فيه ثلاثًا وقال: «باسم الله، أنا عبد الله، اخسأ عدوَّ الله» . انظر روايات هذا الحديث - إن شئت - في "مسند أحمد" (4/170 و172 رقم 17548 و17559) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 492 وَرَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (1) ، عَن عَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَة، عَنْ حَبيب بْنِ أَبِي جَبِيرَة، عَنْ يَعْلى بن سِيابَة، عن النبيِّ (ص) . ورواه أَبانُ العَطَّار (2) ، عن عاصم، عن محمَّد بْنِ أَبِي جَبِيرَة، عَنْ يَعْلى بن سِيَابَة، عن النبيِّ (ص) (3) .   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (12043) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/172 رقم 17559 و17560) ، وعبد بن حميد في "مسنده" (404) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/221) ، والطبراني في "الكبير" (22/275 رقم 705) ، و"الأوسط" (2413) ، والبيهقي في "إثبات عذاب القبر" (126) ، والخطيب في "الموضح" (1/282) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1603) . وقد ذكر بعضهم الحديث بتمامه، وذكر بعضهم بعض أجزائه. (2) أشار لروايته البخاري في "التاريخ الكبير" (2/314 رقم 2595) ، فقال: «حَبِيبِ بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ: عَنْ يعلى ابن سيابة؛ قاله حمَّاد بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَاصِمٍ. وقال أبان: عن عاصم، عن محمد بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ، عَنْ يَعْلَى» . وذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (3/97 رقم 457) نحو عبارة البخاري. وقال البيهقي في "إثبات عذاب القبر" (ص 89) - بعد أن رواه من طريق حمَّاد بن سلمة-: «هكذا رواه حماد. وقال أبان بن يزيد: عن عاصم، عن محمد بْنِ أَبِي جُبَيْرَةَ، عَنْ يَعْلَى» . (3) من قوله: «ورواه أبان ... » إلى هنا من (ف) فقط؛ وسقط من بقية النسخ؛ لانتقال النظر. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 493 قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما (1) أصحُّ؟ قَالَ: كَيْفَمَا كَانَ يَرْجِعُ إِلَى يَعْلَى بْنِ مُرَّة (2) ؛ وَهُوَ أصَحُّ. قلتُ لَهُ: فحَبِيبُ بْنُ أَبِي جَبِيرَة أصَحُّ، أَوْ محمَّد بْنُ أَبِي جَبِيرَة؟ قَالَ: حمَّاد عِنْدِي أحفظُ وأكبرُ مِنْ أَبَان، وَقَالَ: حَبيب. قِيلَ لَهُ: فَأَبُو جَبِيرَة سُمِّيَ؟ قَالَ: لا. 2696 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مِنْجاب بْنُ الْحَارِثِ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَريك (3) ، عَنْ سِماك (4) ، عَنْ أَبِي الضُّحى (5) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: جَاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ (ص) فَقَالَ: بِمَ تَكُونُ لَهُمْ رسولَ اللَّهِ (6) ؟ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ أَنَا دَعَوْتُ ذَلِكَ العِذْقَ، فَجَاءَنِي، أَتُؤْمِنُ بِي؟ ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَعَا العِذْقَ، فَجَاءَ، فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ، فرجَعَ، فآمن الأعرابيُّ؟   (1) كذا في جميع النسخ، والصواب: «أيها» ؛ لأنها ثلاثُ روايات ولعلَّه توهَّم أنَّ المذكور روايتان، والله أعلم. (2) أي: أنَّ يعلى بن مُرَّة، ويعلى بن سِيابة واحد، فأمه: سِيابة، نُسِبَ إليها مَرَّةً، وإلى أبيه أخرى، فلا منافاة بين التسميتين. وقد قيل: إنه يعلى بن أمية، وهو وهم نبَّه عليه الخطيب البغدادي في "الموضح" (1/281-287) ، وزاده وضوحًا الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في تعليقه على كلام الخطيب البغدادي. (3) هو: ابن عبد الله النخعي، القاضي. (4) هو: ابن حرب. (5) هو: مسلم بن صُبَيْح. (6) لفظ الجلالة ليس في (ك) . الحديث: 2696 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 494 قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَبِي ظَبْيان (1) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ (2) . 2697 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاش (4) ، عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَتَخْرُجَنَّ الظَّاعِنَةُ - أَوِ الظَّعِينَةُ (5) - مِنَ المَدِينَةِ إِلَى الحِيرَةِ، لا تَخَافُ أَحَدًا (6) ؟   (1) هو: حصين بن جُنْدُب. (2) أي: غير منجاب يرويه عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. والحديث رواه ابن سعد في "الطبقات" (1/182) ، والبيهقي في "الشعب" (82) من طريق فضيل بن عبد الوهَّاب الغطفاني، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/3) تعليقًا، والترمذي في "جامعه" (3628) ، والطبراني في "الكبير" (12/86 رقم 12622) ، والحاكم في "المستدرك" (2/620) وعنه البيهقي في "الاعتقاد" ص (42) ، وفي "الدلائل" (6/15) من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني، كلاهما عَنْ شَرِيكٍ، عَن سماك، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، به. ورواه أحمد في "مسنده" (1/223 رقم 1954) ، والدارمي في "مسنده" (24) ، وبحشل في "تاريخ واسط" ص (212) ، والبيهقي في "الدلائل" (6/15 و16) من طريق الأعمش، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عباس، به. (3) نقل ابن الملقن في "البدر المنير" (4/303/ مخطوط) عبارة أبي حاتم بتصرف. (4) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (2429/ كشف الأستار) ، والطبراني في "الكبير" (2/215 رقم 1880) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/309) . (5) أي: المرأة. ويقال للمرأة: «ظَعينَة» فَعيلَة، بمعنى: مفعولة؛ لأن زوجَها يَظْعَنُ بها، أي: يرتَحِل. ويقال: «الظَّعِينَة» في الأصل: وَصْفٌ للمرأة في هودَجِها، ثم سُمِّيت بهذا الاسم وإن كانت في بيتها. انظر "المصباح المنير" (2/385/ظعن) ، و"النهاية" (3/157) . (6) المثبت من (ف) ، وهو الجادَّة، وفي بقية النسخ: «أحد» بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 2697 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 495 قَالَ أَبِي: لا أعلمُ أحدًا تابع أبا بكرٍ على رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ بِهَذَا الإِسْنَادِ. وبعضُهم يَرْوونه عن عبد الملك (1) ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حاتِم، عن النبيِّ (ص) ، كأنَّه أَشْبَهُ (2) . 2698 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه سعيد ابن منصور (3) ، عن   (1) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1132) ، والطبراني في "الكبير" (17/101 رقم 239) من طريق أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن غير واحد، أن عدي ابن حاتم حدثهم، به. ورواه الطبراني في "الكبير" (17/100 رقم 238) من طريق أبي إسماعيل المؤدب، عن عبد الملك بن عمير، عن عدي بن حاتم، به. ورواه الدارقطني في = = "الأفراد" (236/ب/أطراف الغرائب) من طريق حبان بن علي، عن رقبة، عن رجل من إياد، عن رجل من طيِّئ، عن عدي، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به حبان بن علي، عن رقبة، عن رجل من إياد، عن رجل من طيِّئ» . (2) ذكر المصنف في "المراسيل" (ص132-133 رقم 476) أن ابن معين سئل عن هذا الحديث من رواية عبد الملك بن عمير، عن عدي بن حاتم، فقيل له: عبد الملك بن عمير سمع من عدي بن حاتم؟ قال: «لا، هو مرسل» . (3) روايته أخرجها في التفسير من "سننه" (1257) . ومن طريقه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/165) ، والطبراني في "الأوسط" (3742) ، وفي "الدعاء" (1747) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/7-8) ، وفي "معرفة الصحابة" (4658) ، وفي "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور" (4) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (35/341) . قال الطبراني: «لا يروى عن النبي (ص) إلا بهذا الإسناد تفرَّد به سعيد بن منصور» . وقال أبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد": «هذا حديث صحيح غريب، لم يروه عن عروة بن رويم غير مسكين بن ميمون فيما قالوا، وعبد الرحمن بن قرط يعدُّ في الصحابة، وتفرَّد بهذا الحديث عن النبي (ص) في ذكر التسبيح، ومسكين بن ميمون هو الرملي، وروى عنه هشام بن عمار وغيره هذا الحديث» . الحديث: 2698 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 496 مِسْكينٍ - مؤذِّن مَسْجِدِ الرَّمْلَة - عَنْ عُروَة بن رُوَيْم، عن عبد الرحمن ابن قُرْط؛ قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بالنبيِّ (ص) : سَمِعْتُ (1) فِي السَّمَوَاتِ تَسْبِيحًا ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ قال أبي: ورواه هِشَامُ بْنُ عمَّار، وَأَبُو هَارُونَ البَكَّاء، عَنْ مِسْكِين، عَنْ عُروَة؛ قال: لمَّا عُرِجَ بالنبيِّ (ص) ، ولم يذكرا عبد الرحمن ابن قُرْط. قلتُ لأَبِي: مَا هَذَا؟ قَالَ: سعيدٌ ثِقَةٌ، وَإِنْ كَانَ شيءٌ فمِنْ مِسْكين، هَذَا كَانَ (2) شَيخً (3) .   (1) كذا السِّياق في جميع النسخ! فيُفهَم من ظاهره أن قائل: «سمعت» هو: عبد الرحمن بن قرط، وليس كذلك، ولفظ سعيد بن منصور في "سننه": نا مِسْكين ابن ميمون - مؤذن مسجد الرَّمْلَة - قال: حدثني عروة ابن رُوَيْم، عن عبد الرحمن بن قُرْط: أنَّ رسول الله (ص) ليلة أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فلمَّا رجع فكان بين زمزم والمقام، وجبريلُ _ج عن يمينه، وميكائيلُ عن شِماله، فطارا به حتى بلغ السموات العُلى، فلما رجع قال: «سَمِعْتُ تَسْبِيحًا في السَّمواتِ العُلَى مع تسبيحٍ كثيرٍ، سَبَّحتِ السَّمواتُ العُلَى من ذي المهابَةِ، مُشْفِقاتٍ من ذي العُلى لما علا، سبحان العليِّ الأعلى! سبحانه وتعالى!» . (2) قوله: «كان» ليس في (ك) . (3) كذا في جميع النسخ وهي منصوبة، وتخرَّج على حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . ومسكين بن ميمون ذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/101) وقال: «لا أعرفه، وخبره منكر» ثم ساق له هذا الحديث. وانظر "الإصابة" (6/317) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 497 2699 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد العزيز الماجِشُون (1) ، عَنِ ابْنِ المُنكَدِر (2) ، عَنْ جابر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ الرُّمَيْصَاءَ (3) ... : ما حالُ هَذَا الحديث؟ فَقَالَ: رَوَى هَذَا الحديثَ سعيدُ بنُ سَلَمة ابن (4) أَبِي الحُسام المَديني، عَنِ ابْنِ المُنكَدِر، عَنْ بُسْر (5) بْنِ سَعِيدٍ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (6) ، وَقَالَ: هُوَ الصَّحيحُ. 2700 - وسألتُ (7) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سُلَيمان بْن كَثير، عَنْ يَحْيَى بْنِ سعيد، عن سعيد ابن المسيّب، عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) : أنَّه خطَبَ، فاستَنَدَ إِلَى خَشَبة، فلمَّا اتخَذَ المِنْبَرَ، حَنَّتِ الخَشَبةُ ... وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ سُلَيمان بْنُ بِلالٍ وسُوَيد بْنُ عبد العزيز، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ حَفْص بن عُبَيدالله بْنِ أَنَسٍ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) .   (1) هو: عبد العزيز بن عبد الله. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/372 رقم 15002) ، والبخاري في "صحيحه" (3679) ، ومسلم (2457) . (2) هو: محمد. (3) في (ف) : «الرميضاء» ، وهو موافق لبعض الروايات، وهي: أم سُلَيم بنت مِلْحان زوجة أبي طلحة، وأم أنس ابن مالك. والرَّمَصُ: وَسَخُ العَين. انظر "المصباح المنير" (ر م ص) . (4) في (أ) و (ش) : «عن» ، وانظر "الجرح والتعديل" (4/29 رقم117) . (5) في (ت) و (ش) و (ك) : «بشر» بالشين. (6) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (7) تقدمت هذه المسألة برقم (566) و (573) . الحديث: 2699 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 498 قَالَ أَبِي: هَذَا أشبهُ، وَلَيْسَ لسعيد بن المسيّب هاهنا مَعْنًى. 2701 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ العَدَني (2) ، عَنِ ابْنِ عُيَينة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عَدِي بْنِ حاتِم؛ قَالَ: قَالَ لِي رسولُ الله (ص) : مُثِّلَتْ لِيَ الحِيرَةُ (3) كَأَنْيَابِ الكِلاَبِ، وإِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَهَا، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، هَبْ لِي ابْنَتَ (4) بُقَيْلَةَ؛ قَالَ: هِيَ لَكَ، قَالَ: فأعطَوْهَا إيَّاه (5) ... وذكر الحديثَ؟   (1) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2286) حكم أبي حاتم على الحديث. (2) هو: محمد بن يحيى، وروايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2490) ، وابن حبان في "صحيحه" (6674) ، والطبراني في "الكبير" (17/81 رقم 183) ، وعبد الغني الأزدي في "الغوامض والمبهمات" ص (181) ، والإسماعيلي في "معجم شيوخه" (397) ، والخطيب في "الأسماء المبهمة" ص (448) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" ص (413) . ومن طريق الإسماعيلي رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (9/136) ، و"الدلائل" (6/326) . قال البيهقي في "السنن": «تفرَّد به ابن أبي عمر، عن سفيان هكذا، وقال غيره: عنه، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعان، والمشهور هذا الحديث عن خريم بن أوس، وهو الذي جعل له رسول الله (ص) هذه المرأة» . (3) في (ك) : «الخيرة» . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ابنة» ، أو «بنت» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح فصيح، ويوجَّه على لغة لبعض العرب. تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (6) . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فأَعْطَوْهُ إيَّاها» كما في مصادر التخريج. وتتمة الحديث: «فجاء أبوها، فقال: تبيعها؟ قال: نعم. قال: بكم؟ قال: احكُم ما شئت. قال: ألف درهم. قال: قد أخذتها به، فقالوا له: لو قلت ثلاثين ألفًا. قال: هل عددٌ أكثر من ألف؟!» . الحديث: 2701 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 499 قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ. 2702 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه عبد الله بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيم، واختُلِفَ عَلَيْهِ: فَرَوَى يَحْيَى بْنُ سُلَيم الطَّائِفي (1) ، عَنِ ابْنِ خُثَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ (2) عباس، عن النبيِّ (ص) . وَرَوَى (3) هشامُ بنُ يُوسُفَ (4) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ ابْنِ خُثَيم، عَنْ أَبِي الطُّفَيل (5) ، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ قَالَ: اجتمعَ الملأُ مِنْ قريشٍ فِي الحِجْر، فتعاهَدُوا بِمَحْلُوفِهِمْ؛ باللاَّت، والعُزَّى، ومَنَاةَ الثالثةِ الأُخرى،   (1) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/303 رقم 2762) ، والحاكم في "المستدرك" (1/163) ، والضياء في "المختارة" (10/218-219 رقم230) . ورواه سعيد بن منصور في "سننه" (2913) من طريق إسماعيل بن عياش، وابن حبان في "صحيحه" (6502) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (139) من طريق مسلم بن خالد الزنجي، والبيهقي في "دلائل النبوة" (6/240) من طريق أبي بكر بن عياش، ثلاثتهم عن ابن خثيم، به. ورواه الدينوري في "المجالسة" (2521) ، والحاكم في "المستدرك" (3/157) من طريق أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، عَن ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ فاطمة بنت النبي (ص) ، به. (2) قوله: «ابن» سقط من (ك) . (3) في (ش) و (ك) : «ورواه» . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه أحمد في "مسنده" (1/368 رقم 3485) من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس، به. (5) هو: عامر بن واثلة. الحديث: 2702 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 500 ونائِلَةَ (1) ، وإِسافٍ: لَوْ قَدْ رَأَيْنَا محمَّدًا؛ لَقَدْ قُمنا إِلَيْهِ مقامَ رجلٍ وَاحِدٍ، فَلَمْ نُفارِقْه حَتَّى نقتلَه، فسمعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ، وَأَقْبَلَتْ فاطمةُ تَبْكِي حَتَّى دَخَلَتْ عَلَى النبيِّ (ص) ، فَقَالَتْ (2) : هؤلاءِ الملأُ مِنْ قَوْمِكَ قد تعاقَدوا عَلَيْكَ: لَوْ قَدْ رَأَوْكَ؛ لَقَدْ قَامُوا فقتلوكَ (3) ، فَلَيْسَ مِنْهُمْ رجلٌ إِلا قَدْ عرَفَ نَصِيبهُ مِنْ دَمِكَ! قَالَ: يَا بُنَيَّةُ! ائْتِنِي (4) بِوَضُوءٍ (5) ، فتوضَّأ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِمْ، فلمَّا رَأَوْهُ؛ قَالُوا: هَا هُوَ ذَا (6) ، هَا هُوَ ذَا (7) ، وخَفَضوا أَبْصَارَهُمْ، وعَقِرُوا (8) فِي مَجَالِسِهِمْ، وَلَمْ يَرْفَعُوا إِلَيْهِ أبصارَهُمْ، وَلَمْ يَقُمْ إِلَيْهِ مِنْهُمْ رجلٌ، فأقبلَ النبيُّ (ص) حتى قام على (9) رؤوسهم، وأخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ، وَقَالَ: شَاهَتِ   (1) في (ت) و (ك) : «ونائلته» . (2) في (ك) : «فقال» . (3) في (أ) و (ش) : «يقتلوك» ، وفي (ك) : «قتلوك» . (4) كذا في جميع النسخ ومصادر التخريج، عدا "صحيح ابن حبان"، ففيه: «ائتيني» على الجادَّة، لكن يخرَّج ما في النسخ ومصادر التخريج على أنه من الاجتزاءِ بالحركات عن حروف المدِّ، وهنا اجتزَأ بكسرة التاء عن الياء؛ ولهذا نظائر في كلام العرب، وتقدم التعليق على نحوه في المسألة رقم (679) . (5) في (ت) و (ك) : «وضوءًا» ، وفي (ف) : «بوضوءا» . (6) ضبَّب ناسخا (أ) و (ف) على قوله: «ذا» . (7) قوله: «ها هو ذا» الثانية سقط من (ت) و (ك) ، وضبَّب عليها في (أ) و (ف) ، ورسمت «ذا» في (ش) فقط بالألف، وفي بقية النسخ «ذى» . وانظر التعليق على المسألة (124) . (8) المثبت من (ف) وفي بقية النسخ: «وعفروا» بالفاء، والمثبت موافق لرواية الإمام أحمد السابقة..وكذا ذكره ابن الأثير في "النهاية" (3/273) : «وعَقِرُوا في مجالسهم» ، وفسَّره بقوله: العَقَرُ - بفتحتَين -: أن تُسْلِمَ الرَّجُلَ قوائمُهُ من الخوف. وقيل: هو أن يفجأَهُ الرَّوْعُ، فيَدْهشَ، ولا يستطيعَ أن يتقدَّم أو يتأخَّر» . اهـ. (9) في (أ) و (ت) و (ف) : «عنى» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 501 الوُجُوهُ (1) ، ثُمَّ حَصَبَهُم بِهَا، فَمَا أَصَابَ رَجُلا (2) مِنْهُمْ مِنْ ذَلِكَ الحَصا حصاةٌ إِلا قُتل يَوْمَ بَدْرٍ كَافِرًا؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: ابْنُ خُثَيم، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَهِمَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَعْمَر (3) . 2703 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رُوي عَنِ الزُّهري، فاختُلِف فِي الرِّوَايَةِ عَنِ الزُّهري: فَرَوَى إبراهيمُ بنُ سَعْدٍ (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيد بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفي - حليفًا (5) لِبَنِي زُهْرَة - عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: بعث رسول الله (ص) عشَرةَ رَهْطٍ، وأمَّر عَلَيْهِمْ عاصمَ ابنَ ثابت الأنصاريَّ، فخلفَهُم مِئَةُ نَفَر مِنْ بَنِي لِحْيان، فقُتِلَ عَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ فِي سبعةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَبَعَثَ ناسٌ مِنْ قُرَيْشٍ ليُؤْتى بِشَيْءٍ مِنْ بَدَنِه، فبعث الله على   (1) أي: قَبُحَت الوجوه. وهو دعاءٌ عليهم؛ يقال: شاهَ وَجهُهُ يَشُوهُ شَوْهًا وشَوْهَةً، والاسم: الشُّوهَهُ، فهو أَشْوَهُ، وهي شَوْهاء، والجمع: شُوهٌ. انظر "المصباح المنير"، و"النهاية"، و"لسان العرب" (ش وهـ) . (2) في (ك) : «رجلً» . (3) تقدم أن الإمام أحمد أخرجه من طريق عبد الرزاق، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جبير، عن ابن عباس، به. (4) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/294 رقم 7928) ، والبخاري في "صحيحه" (3989) . ورواه البخاري (3045 و7402) من طريق شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ الزهري، به. (5) كذا في جميع النسخ، وهو على تقدير: وكان حليفًا. الحديث: 2703 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 502 عَاصِمٍ مثلَ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ (1) فَحَمَتْهُ، فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يقطَعوا مِنْهُ شَيْئًا. وَرَوَى ابْنُ المُبارك (2) ، عَنْ مَعْمَر، عَنِ الزُّهْرِي، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: بَعَثَ رسول الله (ص) ... . فَقِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: أيُّهما أصحُّ؟   (1) الدَّبْرُ: - بسكون الباء -: جماعةُ النَّحْلِ والزَّنابير. "القاموس المحيط" (د ب ر) . (2) هو: عبد الله. وقد توبع على روايته، فرواه عبد الرزاق في "المصنف" (9730) عن معمر، به. ومن طريق عبد الرزاق رواه أحمد في "مسنده" (2/310 رقم 8096) ، وابن حبان في "صحيحه" (7039) . ورواه البخاري (4086) من طريق هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ مَعْمَرٍ، به. = ... ورواه البخاري (3045) من طريق شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَة، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سفيان بن أسيد ابن جارية الثقفي، وهو حليف لبني زهرة، وكان من أصحاب أبي هريرة، عن أبي هريرة، به. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 503 فَقَالَ (1) : عُمَرُ بْنُ أَسِيد أصحُّ (2) . 2704- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عُبَيد ابن يَعيش، عَنْ يُونُسَ بْنِ بُكَير، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدي، عن أبيه يزيد بن عبد الرحمن، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ... (3) .   (1) في (ك) : «قال» . (2) رجَّح أبو زرعة هنا رواية من قال: «عمر بن أسيد» ، وخالفه في ذلك البخاري وغيره، وقد فصَّل القول فيه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/310) فقال: «قوله أخبرني: "عمرو بن جارية": بالجيم، وفي رواية الكُشْمَيْهَني: "عمرو بن أبي أَسِيد بن جارية "، وكذا للأَصِيلي، وهو نَسبٌ إلى جَدِّه، بل هو جَدُّ أبيه؛ لأنه ابن أَسِيد بن العلاء بن جارية، ووقع في غزوة الرجيع - كما سيأتي -: " عمرو بن أبي سفيان "، وهي كنية أبيه أَسِيد، والله أعلم. وأَسِيد: بفتح الهمزة للجميع. وأكثر أصحاب الزهري قالوا فيه: عَمْرو - بفتح العين -، وقال بعضهم: عُمر - بضم العين -، ورجَّح البخاري أنه: عَمرو، وكذا وقع في الجهاد - في باب: هل يستأسر الرجل - للأكثر: عَمرو، أما النسفي وأبو زيد المروزي فلم يُسمِّياه؛ قالا: أخبرنا ابن أَسِيد، وقال ابن السَّكَن في روايته: "عُمَير" -بالتصغير-، والراجح: عَمرو -بفتح العين-، وسيأتي مزيد لذلك في غزوة الرجيع» . اهـ. وقال أيضًا (7/380) : «قوله: " عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي سُفْيَانَ " هكذا يقول معمر، ووافقه شعيبٌ وآخرون، وقد تقدم مستوفًى في الجهاد بأتَمَّ من هذا، وإبراهيم بن سعد يقول: "عن الزهري، عن عُمر" بضم العين، كذا أخرجه ابن سعد عن معن بن عيسى، عنه، وكذا قال الطيالسي عن إبراهيم، وبذلك جزم الذُّهلي في "الزهريات"، لكن وقع في غزوة بدر [يعني عند البخاري] : عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ إبراهيم بن سعد: "عَمرو " بفتح العين، وأخرجه أبو داود عن موسى المذكور، فقال: " عُمر "» . اهـ. كذا قال الحافظ! وهذا الذي ذكره جاء في بعض روايات البخاري، وفي بعضها الآخر: " عُمر " على الصواب؛ كما في النسخة السلطانية (5/100) ، حيث أوضح في هامشها أن في رواية الهروي والأصيلي وابن عساكر: " عَمرو بن أسيد "، ثم قال: «وعَمرو - بفتح العين -: هكذا يرويه أكثر أصحاب الزهري. ورواه إبراهيم بن سعد عنه: عُمر بضم العين، وذكره البخاري في عَمرو، وبيَّن الخلاف فيه عن الزهري، والأول - أي بفتح العين - أصح» . وقال علي بن المديني في "العلل" (127) : «حديث أبي هريرة: بعث رسول الله (ص) سريَّةً عينًا، وأمَّر عَلَيْهِمْ عَاصِمَ بْنَ ثَابِتٍ: رَوَاهُ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمرو ابن أَبِي سُفْيَانَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة. ورواه يونس عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَمرو بْنِ أسيد بن جارية الثقفي، عن أبي هريرة، فخالف معمرًا في إسناده. والحديث عندي: حديث يونس؛ لأنه تابعه غيرُه على عمرو بن أسيد، وهو الصَّواب» . اهـ. وذكر المزي في "تهذيب الكمال" (22/44-45) عمرو بن أبي سفيان بْنِ أَسِيدِ بْنِ جَارِيَةَ الثَّقَفِيِّ المدني، وبيَّن أنه قد يُنسب إلى جدِّه؛ فيقال: عمرو بن أسيد، وأنه يقال في اسمه: «عُمر» بضم العين، ثم قال المزي: «وعَمرو أصح» . (3) هنا انتهت المسألة، وسقط آخرها، وفيه كلام أبي زرعة عن الحديث، وتقدمت بتمامها برقم (2643) . الحديث: 2704 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 504 2705- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ اختُلِفَ في الرواية على عبد الله ابن محمَّد بْنِ عَقِيل: فَرَوَى سَعِيدُ بْنُ سَلَمة بْنِ أَبِي الحُسام (1) ، عن عبد الله بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيل، عَنْ محمَّد بْنِ عَقِيل بْنِ أَبِي طَالِبٍ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: أُعْطِيتُ مَا لَمْ يُعْطَ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ، وأُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ (2) ، وسُمِّيتُ أَحْمَدَ (3) ، وجُعِلَ التُّرَابُ لِي طَهُورًا، وجُعِلَتْ أُمَّتِي خَيرَ الأُمَمِ. وَرَوَاهُ زُهَير بن محمَّد (4) ، عن عبد الله بْنِ محمَّد بْنِ عَقِيل، عَنْ محمَّد بْنِ عليٍّ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عليًّ (5) ... ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ سَعِيدِ بْنِ سَلَمة عِنْدِي خطأٌ، وَهَذَا عندي الصَّحيحُ.   (1) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (1/158 رقم 1361) من طريق سعيد بن أبي الحسام، حدثنا عبد الله بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، عَنْ محمد بن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب، به. (2) في (ف) : «مفاتيح خزائن الأرض» . (3) من قوله: «من الأنبياء ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (4) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (31638) ، وأحمد في "مسنده" (1/98 رقم 763) ، والبزار في "مسنده" (656) ، والآجري في "الشريعة" (1043) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة" (1447) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (1/213-214) ، و"دلائل النبوة" (5/472) . ومن طريق ابن أبي شيبة رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (19/291) . (5) كذا في جميع النسخ، وهو علم مصروف، وحذفت منه ألفُ تنوين النصب، على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 2705 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 505 2706 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا به كُرْدُوس بن أبي عبد الله الواسِطي (1) ، عن المُعَلَّى بن عبد الرحمن، عن عبد الحَمِيد بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: مَا أخرج (2) رسولُ الله (ص) ركبتَه بَيْنَ جليسٍ لَهُ قَطُّ، وَلا ناولَ يدَه أَحَدًا فَتَرَكَهَا، حَتَّى يكونَ الرجلُ (3) هُوَ يَتْرُكُهَا، وَمَا جَلَسَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) أحدٌ قَطُّ فَقَامَ، حَتَّى يقومَ، وَمَا وجدتُّ ريحَ شيءٍ قَطُّ (4) أطيبَ رِيحًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطلٌ، والمُعَلَّى متروكُ الحديث.   (1) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/55) . ورواه ابن البختري في "المنتقى من الجزء السادس عشر من حديثه" (ص442/ مجموع فيه مصنفات ابن البختري) ، وابن الأعرابي في "معجمه" (1230) ، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (38) ، وابن عدي في "الكامل" (5/318) و (6/373) من طرق عن المعلى، به. قال ابن عدي: «وهذا لا يرويه عن يحيى بن سعيد غيرُ عبد الحميد بن جعفر، ولا عن عبد الحميد غير معلَّى بن عبد الرحمن، ولعلَّ البلاء من معلَّى لا منه؛ فإن معلَّى ليِّن» . ورواه ابن المبارك في "الزهد" (392) ، وابن سعد في "الطبقات" (1/378) ، والترمذي في "جامعه" (2490) ، وابن ماجه في "سننه" (3716) ، والبغوي في "الجعديات" (3443) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/289) من طريق زيد العمي، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي (ص) " (39) من طريق محمد بن المنتشر، كلاهما عن أنس به نحوه. وروى بعضه البخاري في "صحيحه" (1973) من طريق حميد، والبخاري (3561) ومسلم (2330) من طريق ثابت، كلاهما عن أنس، به. (2) في (ت) و (ك) : «ما خرج» . (3) قوله: «الرجل» ليس في (ف) . (4) قوله: «قط» سقط من (ك) . الحديث: 2706 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 506 2707 - أخبرنا أبو محمد؛ قال (1) : وحدَّث (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ شيخٍ بَصْرِيٍّ يُسَمَّى: بِشْر بْنُ سَيْحان (3) ؛ قَالَ: حدَّثنا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ الأَبَحُّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَروبة (4) ، عَنْ قَتادة، عَن أنس؛ قَالَ: مَا مَسِسْتُ خَزًّا، وَلا قَزًّا (5) ، [ولا شيئًا] (6) أَليَنَ مِنْ جِلدِ رسولِ اللهِ (ص) . فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ مِنْ حَدِيثِ قَتادة (7) . وسُئل عَنْ بِشْر بْنِ سَيْحان؟ فَقَالَ: شيخٌ بصريٌّ صَالِحٌ (8) . 2708 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رُويَ عَنْ الشَّعبي (9) ، واختَلَفَ الرواةُ عنه:   (1) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» ليس في (ف) ، وجاء بدلاً منه في (أ) و (ش) : «قال أبو محمد» . (2) في (ت) و (ك) : «حدث» بلا واو. (3) في (ك) : «شيحان» بالشين المعجمة. ورواية بشر بن سيحان أخرجها الطبراني في "الأوسط" (2751 و2752) ، وابن عدي في "الكامل" (5/48) . (4) هو: سعيد. (5) الخَزُّ من الثِّياب: ما يُنسَجُ من صوفٍ وإبْرَيسَم (هو: أجوَدُ الحَرير) . وما يُنسَجُ من إبْرَيسَم خالص. انظر "النهاية" (2/28) . والمعنى الثاني هو المُراد هنا، والله أعلم. والقَزُّ: الإبْرَيسَم، أو ما يسوَّى منه الإبْرَيسَم. "متن اللغة" (ق ز ز/4/557) . (6) ما بين المعقوفين سقط من (ك) ، وفي بقية النسخ: «وشيئًا» بإسقاط «لا» ، والمثبت من الموضع السابق من "الأوسط" للطبراني. (7) الظاهر: أنه لأجل تفرُّد عمر بن سعيد الأَبَحّ به، فقد قال عنه أبو حاتم: «ليس بقوي» . "الجرح والتعديل" (6/111 رقم588) . (8) وكذا حكى عنه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (2/358 رقم1364) . (9) هو: عامر بن شَراحيل. الحديث: 2707 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 507 فروى زكريَّا بنُ أبي زائدة (1) ، عَنِ الشَّعبي، عَنْ خارِجَةَ بْنِ (2) الصَّلْت، عَنْ عَمٍّ لَهُ: أَنَّهُ أتى (3) النبيَّ (ص) فَأَسْلَمَ، فلمَّا رَجَعَ، مرَّ عَلَى أعرابيٍّ مَجْنُونٍ (4) مُوثَقٍ بِحَدِيدٍ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: أعندَكَ شيءٌ تُدَاوِيه؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فرقَيتُه بأمِّ الْكِتَابِ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، كلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ، وأَتْفُلُ عَلَيْهِ، فَكَأَنَّمَا نَشِطَ من عِقالٍ (5) ، فأعطَوني مِئَةَ شاةٍ، فَلَمْ آخُذها حَتَّى أتيتُ النبيَّ (ص) ، فَقَالَ: أقُلْتَ غَيرَ هَذا؟ ، قلتُ: لا؛ قَالَ: كُلْهَا؛ لَقَدْ أَكَلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ. وَرَوَاهُ شُعبة (6) ، عَنْ عبد الله بن أبي السَّفَر، عن الشَّعبي، عن   (1) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (23933 -اللحيدان) ، و"المسند" (631 و632) ، وأحمد في "مسنده" (5/210- 211 رقم 21835) ، وأبو داود في "سننه" (3896) ، وابن ماجه في "سننه" (6111) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/126) ، وابن حبان في "صحيحه" (6110 و6111) ، والطبراني في "الكبير" (17/190 رقم 509) ، والدارقطني في "سننه" (4/296- 297) ، والحاكم في "المستدرك" (1/559- 560) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (2502 و5598 و7116) ، وابن بشكوال في "غوامض الأسماء" (2/812) . (2) في (أ) : «عن» بدل: «ابن» . (3) في (ك) : «أنه كان أتى» . (4) في (أ) و (ف) : «محبور» ، ويبدو أنها كانت في (ش) : «مجنون» ، ثم أصلحت لتكون: «محبور» ، إلا أن إصلاحها كان على الأصل فأصبحت غيرَ واضحة. (5) ذهب ابن الأثير في "النهاية" (5/56 - نشط) إلى تخطئة ما جاء في الروايات بلفظ: «نَشِطَ من عقال» بمعنى حُلَّ، وأشار إلى أنَّ الصواب: «أُنْشِطَ» كما في حديث السِّحر، لكنَّه متعقَّب بما ذكره ابن الأثير نفسُهُ من كثرة ورود هذه الرواية في الأحاديث، وبما ذكره أهل اللغة من أنَّه يقال: نَشِطَ من عقال، وأُنْشِطَ» بمعنى حُلَّ. انظر "تاج العروس" (نشط) . (6) لم نقف على روايته من هذا الوجه. والحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (1459) ، وأحمد في "مسنده" (5/211 رقم 21836) ، وأبو داود في "سننه" (3420 و3897 و3901) ، والنسائي في "الكبرى" (7534 و10871) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/126) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (631) ، والدارقطني في "سننه" (4/297) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" (522) ، و"شعب الإيمان" (2365) من طريق شعبة، عن عبد الله بن أبي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ خَارِجَةَ بن الصلت، عن عمه، به. وليس فيه: «عن أنس» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 508 خارِجَة بْنِ الصَّلْت، عَنْ عمِّه، عَنْ أَنَسٍ هَكَذَا. وَرَوَى إسماعيلُ بنُ مُجالِد، عَنِ الشَّعبي (1) ، عَنْ جابر بن عبد الله، عن النبيِّ (ص) بِهَذَا الْمَتْنِ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حديثُ ابْنِ أَبِي السَّفَر وَزَكَرِيَّا أصحُّ. قِيلَ لأَبِي زُرْعَةَ: عمُّ خارِجَة يُسمَّى؟ قَالَ: لا (2) . 2709 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى بن عَبْدَك القَزْويني (3) ،   (1) كذا في جميع النسخ! وليس لإسماعيل بن مجالد رواية عن الشعبي، وإنما المعروف بالرواية عنه: والده مجالد ابن سعيد، فقد يكون قوله: «ابن مجالد» متصحفًا عن قوله: «عن مجالد» . (2) وقيل: اسمه: علاقة، وقيل غير ذلك. (3) روايته أخرجها ابن جُمَيع الصَّيداوي في "معجم شيوخه" ص (237) ، وأبو نعيم في "الحلية" (4/185) ، والخطيب في "الموضح" (2/468) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/276- 277) ، والرافعي في "التدوين في أخبار قزوين" (2/280- 281) و (3/18) ، والذهبي في "سير أعلام النبلاء" (12/509) . قال الرافعي: «غريبٌ من حديث شعبة، عن عدي، لم يروه إلا حسان، ورواه الخلق عن عدي» أي: عن الأعمش، عن عدي. = ... وقال الذهبي: «غريب عن شعبة، والمشهور حديث الأعمش عن عدي» . الحديث: 2709 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 509 عَنْ حَسَّان بْنِ حَسَّان الْبَصْرِيِّ - نَزِيلِ مكَّة - عَنْ شُعبة، عَنْ عَدِي بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيش، عَنْ عَلِيٍّ؛ أَنَّهُ قال: إنه (1) لَعَهْدُ النبيِّ (ص) إليَّ: لا يُحِبُّكَ إِلاَّ مُؤْمِنٌ، وَلا يُبْغِضُكَ إِلاَّ مُنَافِقٌ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا الْحَدِيثُ رَوَاهُ الأعمَش (2) ، عَنْ عَدِي (3) ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيش، عَنْ عَلِيٍّ. وَقَدْ رَوَى (4) عَنِ الأعمَش الخلقُ، والحديثُ معروفٌ بالأعمَش، وَمِنْ حَدِيثِ شُعبة غَلَطٌ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَ شُعبة؛ كَانَ أولَ مَا يُسأل عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ (5) . 2710 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ وَهْب (6) ، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّناد (7) ، عن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي الحَكَم؛ أَنَّهُ قَالَ: كَانَتْ عند آبائي ورقةٌ يَتَوَارَثُونَهَا (8) ، فلمَّا كَانَ رسولُ الله (ص) ؛ جاؤوا بها إليه (9) ، فقرؤوها عليه، فإذا فيها: باسم اللَّهِ، وقولُه الحقُّ، وقولُ الظَّالِمِينَ في تَباب (10) ، هذا الذِّكْر لأُمَّةٍ تَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمان،   (1) قوله: «إنه» سقط من (ك) . (2) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (1/84 و95 و128 رقم642 و731 و1062) ، ومسلم في "صحيحه" (78) . (3) في (أ) و (ش) : «عدي بن حاتم» . (4) أي: هذا الحديثَ. (5) انظر "العلل" للدارقطني (363) . (6) هو: عبد الله. (7) في (ش) : «عن أبي الزناد» ، وابن أبي الزناد هو: عبد الرحمن. (8) في (ش) : «يتوارثها» ، وفي (ك) : «يتوارثوها» . (9) في (ف) : «إليها» . (10) في (ك) : «بيان» . والتَّبابُ: الخُسْران. "المصباح المنير" (ت ب ب/1/72) . الحديث: 2710 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 510 يَغسلون أطرافَهم، ويَأْتَزِرون عَلَى أَوْسَاطِهِمْ، ويَخوضون البحورَ إِلَى أَعْدَائِهِمْ، وَفِيهِمْ صلاةٌ لَوْ كَانَتْ فِي قَوم نُوح مَا أُهلِكُوا بالطُّوفان (1) ، أَوْ فِي قَوْمِ عادٍ مَا أُهلِكُوا بالرِّيح، أَوْ فِي (2) ثَمُودَ مَا أُهلِكُوا (3) بالصَّيحة؟ قَالَ أَبِي: هُوَ عُمَرُ بْنُ الحَكَم بْنِ ثَوْبان (4) . قَالَ أَبُو محمَّد: بَيْنَ عُمَرَ بن الحَكَم (5) وبين النبيِّ (ص) رجلٌ (6) ، وَهُوَ مُرسَلٌ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ. 2711 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُوسُفُ بْنُ محمَّد بْنِ المُنكَدِر (7) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرٍ؛ قال: بينا رسولُ الله (ص) مارًّا (8) في   (1) في (ك) : «في الطوفان» . (2) قوله: «في» سقط من (أ) و (ش) . (3) في (ف) : «هلكوا» . (4) الحديث رواه المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» (211) من طريق ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنِ ابْنِ أبي الزناد، عن عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الحكم، به. ورواه الدينوري في "المجالسة" (1298) من طريق الأصمعي، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حفص - وكان من خيار الناس - به. (5) من قوله: «بن ثوب ... » مكرَّر في (ك) ؛ لانتقال النظر. (6) الحديث رواه البيهقي في "الدلائل" (1/382) من طريق سعد بن عبد الحميد، عَنِ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عبد الرحمن بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الحكم قال: حدثني بعض عمومتي وآبائي أنهم كانت عندهم ورقة ... فذكره. (7) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (1868) . ومن طريقه ابن عدي في "الكامل" (7/156) . (8) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «مارٌّ» بالرفع على أنَّه خبر المبتدأ، لكنَّ ما في النسخ صحيحٌ على أنَّه حالٌ منصوب سدَّ مسدَّ الخبر، وقد تقدم التعليق على نحوه في المسألة رقم (827) . الحديث: 2711 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 511 السُّوق؛ إِذَا امرأةٌ تَهتِفُ: يَا رسولَ اللَّهِ (1) ، إنَّ لِي زَوْجًا يُجْفيني (2) وَلا يُدْنيني؛ ففَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ. فبعث رسولُ الله (ص) إِلَى زَوْجِهَا، فَسَأَلَهُ؟ فَقَالَ: إِنِّي لأُكرمُها وأُدنيها، قَالَ: فأَرْخَتْ دموعَها بشَهيقٍ، فَقَالَتْ: لا خيرَ فِي الْكَذِبِ، مَا فِي الأَرْضِ أبغضُ إليَّ مِنْهُ (3) . فتبسَّم رَسُولُ اللَّهِ (ص) ، وأخَذَ بطرَف قِناعها وَبِرَأْسِهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ، أَرِّي (4) كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ (5) ، قَالَ: ثُمَّ ذهبَتْ (6) فلبثَتْ شَهْرًا (7) ، فَبَيْنَا النبيُّ (ص)   (1) زاد بعده في النسخ عدا (ت) : «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» . (2) فِي (ت) و (ك) : «يخفيني» ، ولم تنقط الجيم في (أ) و (ش) . ومعنى «يُجْفيني» : يُبعِدُني، من أجفاه: إذا أبعدَه. انظر "اللسان" (ج ف و/14/148) . (3) قوله: «منه» مكرر في (ش) . (4) كذا في جميع النسخ: «أَرِّي» بإثبات الياء في آخره، وهو فعلُ أمر معتلُّ الآخر، فحقُّه أن يُبنى على حذف الياء: «أرِّ» ، على لغة جمهور العرب، وما في النسخ لغةٌ تخرَّج تخريجين، وقد تقدَّم التعليق على مثلها في المسألة رقم (1112) . قال ابن الأثير في "النهاية" (1/42) : «اللهم أرِّ بينهما» ، أي: أَلِّف وأَثْبِت الودَّ بينهما؛ من قولهم: الدابةُ تَأْري الدابةَ: إذا انضمَّت إليها، وألِفَت معها مَعْلَفًا واحدًا، وآرَيْتُها أنا..ورواه ابن الأنباري: «اللهم أرِّ كلَّ واحد منهما صاحبَه» ، أي: احْبِس كلَّ واحد منهما على صاحبه حتى لا ينصرفَ قلبُه إلى غيره، من قولهم: تأرَّيتُ في المكان: إذا احتبَسْتَ فيه، وبه سُمِّيت الآخِيَّةُ آرِيًّا؛ لأنها تمنعُ الدوابَّ عن الانفِلات. وسُمِّيَ المَعْلَفُ آرِيًّا مجازًا، والصَّوابُ في هذه الرواية أن يقال: «اللهمَّ أرِّ كُلَّ واحد منهما على صاحبه» ، فإن صحَّت الرواية بحذف «على» فيكون كقولهم: تعلَّقتُ بفلان، وتعلَّقتُ فلانًا» اهـ. وانظر «غريب الحديث» لأبي عبيد (3/51-52) . (5) اللفظُ في رواية أبي يعلى السابقة: «اللَّهُمَّ، أَدْنِ كلَّ واحدٍ مِنْهُمَا مِنْ صاحبه» . (6) في (أ) و (ش) : «ثم فذهبت» . (7) في (ت) و (ك) : «شهدا» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 512 مارًّا (1) فِي السُّوق؛ إِذَا هِيَ قَدْ أقبلَتْ على رأسها أُدُمٌ، فألقَتْ، فَقَالَتْ: أشهدُ أَنَّكَ رسولُ اللَّهِ (ص) ، وَاللَّهِ مَا فِي الأَرْضِ أحبُّ إليَّ مِنْهُ؟ قَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ. 2712 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خَالِدٍ المَوْصِلي (3) ، عَنِ الحَكَم بْنِ ظُهَير، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بن عبد الرحمن السُّدِّي، عن عبد الرحمن بن سَابِط، عن جابر ابن عبد الله؛ قال: أتى النبيَّ (ص) رجلٌ مِنَ الْيَهُودِ، يُقَالُ لَهُ: بُسْتاني اليهودي، فقال: يامحمد، أَخْبِرْنِي عَنِ الْكَوَاكِبِ الَّتِي رَآهَا يوسُف ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَر، لَيْسَ بشيء (4) .   (1) كذا في جميع النسخ، وتقدم التعليق عليه في أول المسألة. (2) نقل الزيلعي في "تخريج الكشاف" (2/161) حكم أبي زرعة على هذا الحديث. (3) روايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (3635) . وروى الحديثَ سعيد بن منصور في التفسير من "سننه" (1111) عن الحكم بن ظهير، به. ومن طريق سعيد رواه العقيلي في "الضعفاء" (1/259) ، والبيهقي في "الدلائل" (6/277) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (1/216) . ورواه البزار في "مسنده" (2220/ كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (3635) - وابن جرير الطبري في "تفسيره" (15/555) ، وابن أبي حاتم في "التفسير" (11332) تعليقًا، والدارقطني في "الأفراد" (107/ب/ أطراف الغرائب) من طرق عن الحكم بن ظهير، به. ومن طريق أبي يعلى رواه ابن حبان في "المجروحين" (1/250-251) . ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/396) من طريق أسباط بن نصر، عن السدي، به. (4) قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن النبيِّ (ص) إلا بهذا الإسناد، والحكم فليس بالقوي، وقد روى عنه جماعة» . وذكر العقيلي هذا الحديث وبعض الأحاديث المنتقدة على الحكم بن ظهير، ثم قال: «ولا يصحُّ من هذه المتون عن النبيِّ _ج شيءٌ من وجه ثابت» . وقال ابن حبان: «وهذا لا أصلَ لَهُ مِنْ حَدِيثِ رسول الله (ص) » . وقال الدارقطني: «تفرَّد به الْحَكَمِ بْنِ ظَهِيرٍ عَنِ السُّدِّيِّ إسماعيل، عنه» . وقال ابن الجوزي: «هذا حديث موضوع على رسول الله (ص) ، وكأن واضعه قصد شَيْن الإسلام بمثل هذا» . الحديث: 2712 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 513 2713 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَارِثُ بْنُ عُبَيد أَبُو قُدامَة (1) ، عَنْ أَبِي عِمران الجَوْني (2) ، عَنْ أَنَسٍ؛ قَالَ: بَيْنَمَا النبيُّ (ص) جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ؛ إِذْ جَاءَ جِبْرِيلُ، فنَكَتَ فِي ظَهْرِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا مثلُ وَكْرَي الطَّير ... ثُمَّ ذكرتُ لَهُمَا الحديث بطوله؟   (1) روايته أخرجها سعيد بن منصور في التفسير من = = "سننه" (1256) . ومن طريق سعيد رواه البزار في "مسنده" (58/ كشف الأستار) ، وابن خزيمة في "التوحيد" (2/520) ، وأبو الشيخ في "العظمة" (302 و360) ، والطبراني في "الأوسط" (6214) ، وأبو نعيم في "الحلية" (2/316) . قال البزار: «وهذا لا نعلم رواه إلا أنس، ولا رواه عن أبي عمران إلا الحارث، وكان بصريًّا مشهورًا» . فتعقَّبه الحافظ ابن حجر بقوله: «قلت: أخرج له الشيخان، وهو مع ذاك له مناكير؛ هذا منها» . وقال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي عمران الجوني إلا الحارث» . وقال أبو نعيم: «غريب، لم نكتبه إلا من حديث أبي عمران، عن أنس، تفرَّد به عنه الحارث» . وعزا الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (7/198) الحديث لسعيد بن منصور والبزار، ثم قال: «ورجاله لا بأس بهم، إلا أن الدارقطني ذكر له علَّة تقتضي إرساله» . (2) هو: عبد الملك بن حبيب. الحديث: 2713 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 514 فَقَالا: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ كما رواه حمَّاد ابن سَلَمة (1) ، عَنْ أَبِي عِمران، عَنْ محمَّد بْنِ عُمَير بْنِ عُطارِد بْنِ حاجِبٍ الدَّارِيّ؛ قَالَ: بَيْنَمَا النبيُّ (ص) ... مُرسَلً (2) ، وذكَرَ الحديثَ. فَقَالَ (3) : هَذَا الحديثُ هُوَ (4) الصَّحيحُ. 2714 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يونس، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ في المِعْراج.   (1) روايته أخرجها ابن المبارك في"الزهد" (220) . ومن طريقه رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (55/38) . وأخرجه أيضًا في (55/39) من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ، عَنْ حَمَّادِ، به. قال ابن عساكر: «هذا هو المحفوظ، وَرَوَاهُ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ حماد، فقال: عن محمد، عن أبيه» . ونص البخاري في "التاريخ الكبير" (1/194 رقم597) على أن الرواية مرسلة، وتقدم ذكر ابن حجر لإعلال الدارقطني للحديث بالإرسال. وقال أبو الشيخ في الموضع السابق من "العظمة": «ورواه ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ عطارد بن حاجب ح، عن النبيِّ (ص) بمثل معناه، وهو الصَّحيح» . وانظر "الإصابة" (10/73-74) . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . (3) كذا في جميع النسخ، والظاهر: أنَّ المراد: أبو حاتم وأبو زرعة، كما في السؤال والجواب السابقين لكن يخرَّج ما وقع هنا على الاجتزاء، والأصل: «فقالا» بألف المثنَّى، غير أن هذه الألف حذفت اكتفاءً بالفتحة على اللام قبلها، والاجتزاء لغة هوازن وعُلْيا قيس. انظر بيانها في التعليق على المسألة رقم (679) . (4) المثبت من (ك) ، وفي بقية النسخ: «وهو» بالواو. (5) تقدمت هذه المسألة برقم (315) و (316) . الحديث: 2714 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 515 وَرَوَاهُ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعة، عَنِ النبيِّ (ص) . فَقِيلَ لأَبِي: أيُّهما أشبهُ؟ قَالَ: أَنَا لا أعدِلُ بالزُّهري أحدًا مِنْ أَهْلِ عَصْرِهِ. قَالَ أَبِي: أرجو أن يكونا جَميعًا صحيحَين. وَقَالَ مرَّة: حديثُ الزُّهري أصحُّ. قلتُ: وَقَدِ اخْتَلَفُوا عَلَى الزُّهري؟ قَالَ: نعم، منهم من يَقُولُ: عَنِ الزُّهري، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْب. والزُّهريُّ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أصحُّ. 2715 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وحدَّثنا عَنِ عبد الجبَّار بْنِ سَعِيدٍ المُساحِقي، عَنْ يَحْيَى بْنِ محمَّد بْنِ هَانِئٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ مُعاذ بْنِ جَبَلٍ؛ قَالَ: كَانَ وَشَلٌ (2) بالطَّريق يخرُجُ مِنْهُ الماءُ، فيجتمعُ تحتَ ذَلِكَ الوَشَل   (1) هو: محمد. (2) في (ك) : «وشك» . والوَشَلُ: ماءٌ قليلٌ يَتَحَلَّبُ من جبلٍ أو صخرة يقطُر منه قليلاً قليلاً. "اللسان" (11/725) . ولعل المرادَ بقوله: «كَانَ وَشَلٌ بِالطَّرِيقِ يَخْرُجُ مِنْهُ الماء» : جبلٌ أو صخرةٌ، وقد سماها باسم = = ما يخرُجُ منها من ماء، وهذا من باب إطلاق الشيء على ما يتعلَّق به، وهي جادَّة في العربية مسلوكة. الحديث: 2715 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 516 ما يُرْوي الراكبَ والراكبين والثلاثة، يقال لها: وادي الشَّفيق (1) ، فقال رسولُ الله (ص) : مَنْ سَبَقَنَا إِلَى المَاءِ، فَلاَ يَقْرَبَنَّهُ، فسبقَهُ إِلَيْهِ ناسٌ مِنَ المنافقين، فاستَقَوا مِنْهُ، فلمَّا أَتَاهُ رسولُ اللَّهِ (ص) وَقَفَ عَلَيْهِ، فَلَمْ يرَ فِيهِ شَيْئًا، فَقَالَ: مَنْ سَبَقَنَا إِلَى هَذَا المَاءِ؟ ، قَالُوا: فلانٌ وفلانٌ وفلان، فقال: أَوَ لَمْ نَنْهاكُمْ (2) أنْ لا يَقْرَبَنَّهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ حتَّى آتِيَهُ؟! ، فلعنهُم رسولُ الله، وَدَعَا عَلَيْهِمْ، ثُمَّ نَزَلَ رسولُ الله (ص) فَوَضَعَ يدَه تَحْتَ ذَلِكَ الوَشَلِ حَتَّى انصَبَّ فِي يَدِهِ مِنْهُ، ثُمَّ نَضَحَ فمَهُ ومَسَحَه، وَدَعَا اللَّهَ عزَّ وجلَّ فِيهِ بِمَا شَاءَ أَنْ يدعوَ، فانخَرَقَ مِنَ الْمَاءِ مَا يقولُ مَنْ سمعَه: إنَّ لَهُ لَحِسًّا مثلَ حِسِّ الصَّواعق، فشربَ النَّاسُ واستَقَوا. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: رَوَى هَذَا الحديثَ مالكٌ (3) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير، عَنْ أَبِي الطُّفَيل، عَن مُعاذ بن جبل، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ الصَّحيحُ عِنْدِي، ومحمدُ بنُ مُسْلِمٍ هُوَ عِنْدِي: أَبُو الزُّبَير.   (1) كذا في جميع النسخ، والحديث في "سيرة ابن إسحاق" (4/527/ابن هشام) هكذا: «يقال له: وادي المُشَقَّق» ، وكذا رواه ابن جرير الطبري في "تاريخه" (3/350) عن ابن إسحاق، وبهذا الاسم ذكره ياقوت في "معجم البلدان" (5/135) نقلاً عن ابن إسحاق. وانظر "الثقات" لابن حبان (2/98) . (2) كذا في جميع النسخ، ويخرَّج على لغة من يثبت حرف العلة مع الجازم، وهي لغة لبعض العرب، ووجِّهت توجيهين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (3) في "الموطأ" (1/143 رقم328) . ومن طريقه أخرجه مسلم في "صحيحه" (706) عقب الحديث رقم (2281) . وانظر المسألة رقم (245) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 517 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأُْمَرَاءِ وَالْفِتَنِ 2716 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عُبَيد ابن أَبِي قُرَّة (1) ، عَنِ اللَّيث بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي قَبِيل (2) ؛ قَالَ: سمعتُ أَبَا مَيْسَرَة (3) يَقُولُ: سمعتُ العبَّاس يَقُولُ: كنتُ عِنْدَ النبيِّ (ص) ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ لِي: انْظُرْ، تَرَى في السَّمَاءِ نَجْمً (4) ؟ ، قلتُ: نَعَمْ؛ قَالَ: مَا تَرَى؟ ، قَالَ: أَرَى الثُّرَيَّا؛ قَالَ: أَمَا (5) إِنَّهُ يَلِي هَذِهِ الأُمَّةَ كَعَدَدِهَا - أَوْ عَدَدُهَا - في صُلْبِكَ (6) ، اثْنَان ِ في فِتْنَةٍ (7) ؟   (1) سيأتي تخريج روايته آخر المسألة. (2) هو: حُيَيّ بن هانئ المَعافري. (3) هو: مولى العباس بن عبد المطلب. (4) كذا في جميع النسخ، وفي رواية الخطيب: «نجمًا» وفي رواية أحمد وأبي بكر الشافعي: «من نجم» وفي رواية ابن عدي والحاكم: «مِن شيءٍ» ، وسيأتي تخريج رواياتهم. وما في نسخنا يخرَّج على أن قوله: «نَجْمً» جاء على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وأصل الكلام: «انْظُرْ أَتَرَى؟» ؛ وحُذِفَتْ هَمْزَةُ الاستفهام، وحَذْفُهَا جائزٌ في العربية. (5) في (ف) : «أرى» بدل: «أما» . (6) في مصادر التخريج الآتية: «من صلبك» . والمعنى: أمَا إنه سيلي هذه الأمة - في الإمارة والخلافة - مثلُ عدد نجوم الثريا - أو عددُها - مِن صُلْبِكَ» ـ وذلك إشارة إلى خلافة بني العباس، ثم يقول: «وسيلي اثنان من هؤلاء في فتنة» ، وفي "تاريخ بغداد" بعد ذكر الحديث: «والثريا يُختلف في عددها؛ يقولون: ثمانية، ويقولُ قومٌ: لا يوقف على عددها كثرة» ، وانظر لذلك ألفاظ الحديث في بقية مصادر التخريج، والله أعلم. وبقي أن يقال: إنَّ الكاف في قوله: «كعددها» اسمٌ بمعنى «مِثل» - وليست هنا حرف جر- وهي فاعلٌ لقوله: «يلي» ، وهي على ذلك مضافٌ، وقوله: «عددِها» : مجرور بالإضافة، وقوله: «أو عددُها» بالرفع عطفًا على محل الكاف. وانظر: "اللباب" للعكبري (1/361-362) ، و"همع الهوامع" (2/449-451) ، و"خزانة الأدب" (10/181-192 الشاهد رقم 829) . (7) قوله: «اثنان في فتنة» كذا وقع في جميع النسخ، والتقدير: وسيلي اثنان منهم في فتنة، فلعلَّ = = المراد: أن اثنين منهم سيملكان في أثناء فتنة تحدُثُ، أو أنه سيتخلَّل ملكَهما فتنةٌ تجعله غير مستَقِرٍّ، وقد جاءت الرواية في بعض مصادر التخريج - كـ"مسند أحمد" وغيره-: «اثنين في فتنة» . الحديث: 2716 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 518 قال: إنَّ (1) ، لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ غيرُ عُبَيد، وعُبَيدٌ صدوقٌ، وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أَبِي صَالِحٍ (2) هَذَا الحديثُ. قَالَ أَبُو محمَّد (3) : وحدَّثنا بهذا الْحَدِيث أَبُو سعيدِ بْنُ يَحْيَى بْنِ   (1) قوله: «قال: إن» مكانه في (ك) : «قال أبي» ، والمثبت من بقيَّة النسخ، ولك في «إن» ضبطان: التشديد «إنَّ» ، والتخفيف «إنْ» : وفي المشددة وجهان: الأوَّل: أن تكون حرف جواب بمعنى «نعم» ، والمعنى: قال أبي: نعم، لم يَرْوِ ... إلخ، وقد جاءت «إنَّ» بمعنى «نعم» في كلام العرب شعره ونثره. انظر: "مغني اللبيب" (ص 50-51) . والثاني: أن تكون حرف توكيد ونصب؛ تنصبُ الاسم وترفع الخبر، واسمها هنا: ضمير شأن محذوف، وخبرها الجملة بعدها، والتقدير: قال أبي: إنَّهُ [أي: إن الشأن] لم يَرْوِ ... إلخ. انظر في ضمير الشأن تعليقنا على المسألة رقم (854) . وفي «إنْ» ساكنة النون: وجهٌ واحدٌ، وهو أن تكون مؤكدةً ناصبةً للاسم رافعة للخبر، وهي التي يسمِّيها النُّحاة: «إنْ المخفَّفة مِن الثقيلة» ، واسمها هنا: ضمير الشأن المحذوف، وخبرها: الجملة بعدها، والأصل: «إنَّه لم يَرْوِ ... إلخ» - كما في الوجه السابق- ثم خفِّفت «إنَّ» وحُذِف اسمها ضمير الشأن، فصارت: إنْ لم يَرْوِ ... . (2) هو: عبد الله بن صالح، كاتب الليث بن سعد. (3) قوله: «قال أبو محمد» ليس في (ت) و (ف) و (ك) ، والمثبت من (أ) و (ش) ، وهو الأَوْلى؛ لأنَّ أبا سعيد المذكور: هو أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد، وهو شيخ لأبي محمد ابن أبي حاتم، ولم يذكر في شيوخ أبيه، وقد نقل ابن حجر في "لسان الميزان" (4/123) قال: «قال ابن أبي حاتم: حدَّثنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ يَحْيَى بن سعيد القطَّان، قال: ثنا عُبَيد بن أبي قُرَّة بهذا الحديث» . وانظر "الإصابة" (12/49) . وعلى ذلك فيخرَّج ما في (ت) و (ف) و (ك) على أن القائل: «وحدَّثنا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبُو سَعِيدِ» ليس هو أبا حاتم، وإنما هو أبو محمد، من باب الاستئناف بذكر روايته للحديث من طريق عُبَيد بن أبي قُرَّة مؤكدًا بها جواب أبيه، والله أعلم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 519 سَعِيدٍ القطَّان (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا عُبَيد بْنُ أَبِي قُرَّة، عَنِ اللَّيث بن سعد (2) .   (1) في (ت) و (ك) : «العطار» . وروايته أخرجها الخطيب في "تاريخه" (12/388-بشار عوّاد) من طريق المصنف، به. ونقل الخطيب عن ابن أبي حاتم أنه قال: «سمعت أبي - وذكَرَ هَذَا الْحَدِيثِ - فَقَالَ: هَذَا حديثٌ لم يروه إلا عبيد بن أبي قُرَّة، وكان ببغداد عند أحمد بن حنبل - أو يحيى بن معين، أنا أشكُّ - وكان يَضِنُّ به. ورأيته يستحسن هذا الحديث، وسُرَّ به حيثُ وجده عند ابن يحيى بن سعيد» . ورواه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (280) - ومن طريقه الضياء في "المختارة" (8/385 رقم475) - وابن عدي في "الكامل" (5/350) ، والمستغفري في "الصحابة" - كما في "الإصابة" (12/49) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (26/351) من طريق أبي سعيد أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد، به. ورواه أحمد في "مسنده" (1/209 رقم 1786) قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قرَّة، به. ومن طريق أحمد رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" (12/387-بشار عوّاد) ، والضياء في "المختارة" (8/384 رقم 474) . ورواه البخاري في "الكنى" (ص75) تعليقًا من طريق عبد الله بن محمد الجعفي، وأبو أحمد الحاكم في "الكنى" كما في "الإصابة" (12/49) من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري، والحاكم في "المستدرك" (3/326) وعنه البيهقي في "الدلائل" (6/518) ، والضياء في "المختارة" (8/386 رقم 476) من طريق ابن معين، والخطيب (11/97) من طريق حجَّاج، جميعهم عن عبيد بن أبي قرَّة، به. (2) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (6/2) في ترجمة عبيد بن أبي قرَّة: «في قصة العباس، لا يتابع في حديثه» . وقال العقيلي: «عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قرَّة، عَنِ الليث بن سعد، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به» . وقال ابن عدي: «وهذا لم يروه عن الليث غير عبيد بن أبي قرَّة» . وقال الحاكم عقب رواية يحيى بن معين، عن عبيد بن أبي قرَّة: «هذا حديث تفرَّد به عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قرَّة، عَنِ الليث، وإمامنا أبو زكريا [يعني: ابن معين]_ح لو لم يرضه، لما حدَّث عنه بمثل هذا الحديث» . وتعقَّبه الذهبي بقوله: «لم يصح هذا» . وقال في "المغني" (2/420) في ترجمة عبيد بن أبي قرة: «تفرد بخبر ساقط في بني العباس: "يملك من صلبك يا عَمُّ بعدد الثريا» . وقال في "ميزان الاعتدال" (3/22) : «رواه أحمد بن حنبل في "مسنده"، وهذا باطل» . = ... وتعقَّبه ابن حجر في "لسان الميزان" (4/123) فقال: «لم أر من سبق المؤلف إلى الحكم على هذا الحديث بالبطلان» ، ثم نقل قول أبي حاتم عن أبيه أنه كان يستحسن هذا الحديث ويُسَرُّ به. ولكنْ سبق إعلال البخاري والعقيلي لهذا الحديث، والله أعلم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 520 2717 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق، عَنْ عُمَرَ (2) بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ يحيى ابن أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي حَازِمٍ مولى الأنصار: أنَّ رسولَ الله (ص) وقفَ عَلَى بَابِ قُبَّةٍ (3) فِيهِ نَفَر مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ حَقًّا، قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: وَلِلأَئِمَّةِ مِنْ قُرَيْشٍ مِثْلُهُ، مَا أَقَامُوا فِيكُمْ ثَلاَثًا: إِنْ حَكَمُوا عَدَلُوا، وإِن ِ اسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، وإِنْ عَاهَدُوا وَفَوْا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ. 2718 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ [بَكْرُ] (4) بْنُ يونس، عن   (1) انظر المسألة رقم (2774) . (2) في (ش) : «معمر» ، وانظر "تهذيب الكمال" (21/340-341) . (3) قوله: «قبة» سقط من (ك) . والقُبَّة من الخِيام: بيتٌ صغيرٌ مستديرٌ، وهو من بيوت العَرَب. "النهاية" (4/3) . (4) في جميع النسخ: «بكير» ، عدا (ف) ، فإنه كتب فيها: «يونس بن بكير» ، ثم ضرب على «بن بكير» ، وألحق قبل «يونس» لحقًا ليكتبها - فيما يظهر - في الحاشية: «بكير بن» لكن لم يظهر في المصوَّرة شيء، والتصويب من "الجرح والتعديل" (2/393 رقم 1535) ، و"تهذيب الكمال" (4/232) ، وذكره ابن حجر في "تهذيب التهذيب" (1/250) وقال: «بكير بن يونس ابن بكير، هو: بكر، كذا نبه عليه في "المغني"» . وروايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (7238) ، و"الكبير" (17/293 رقم 808) ، وفيهما: «بكر» على الصَّواب. الحديث: 2717 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 521 مُوسَى بْنِ عُلَيّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُقْبَة بْنِ عَامِرٍ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِ (1) عُمَّالِكُمْ وشِرَارِهِمْ؟ ، قَالُوا: بَلَى يَا رسولَ اللَّهِ، قَالَ: فَإِنَّ خِيَارَهُمْ خِيَارُهُمْ لَكُمْ، وتُحِبُّوهُ (*) ويُحِبُّكُمْ، وَتَدْعُونَ اللهَ لَهُ، وَيَدْعُونَ (2) اللهَ لَكُمْ، وشِرَارُهُمْ شِرَارُهُمْ لَكُمْ؛ مَنْ تُبْغِضُوهُ (*) ويُبْغِضُكُمْ، وتَدْعُونَ اللهَ عَلَيْهِ، ويَدْعُونَ (3) اللهَ عَلَيْكُمْ، قَالُوا: أَفَلا نقاتلُهم يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لاَ، دَعُوهُمْ مَا صَامُوا وصَلَّوا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2719 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حُذَيفة (4) ، عَنْ عِكْرِمَة بْنِ عمَّار، عَنْ شدَّاد (5) ، عَنْ أبيه؛ قال: خرج النبيُّ (ص) مِنْ بيتِ عَائِشَةَ، فأَوْمَأَ (6) بِيَدِهِ نحو المَشرِق، وقال: مِنْ هَهُنا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَان ِ؟   (1) في (أ) و (ش) : «بخير» ، وكانت هكذا في (ف) ، ويبدو أنها صُوِّبت، ولكن لم يظهر التصويب في التصوير. ( *) ... كذا في جميع النسخ في الموضعين: «تحبوه» و «تبغضوه» ، والجادَّة: «تحبونه» و «تبغضونه» ، وما في النسخ يخرَّج على أنه بحذف نون الرفع تخفيفًا بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، وهو لغة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) . (2) في (ك) : «ويدعوا» . (3) في (ف) : «ويدعوا» . (4) هو: موسى بن مسعود النَّهْدي. (5) هو: شدَّاد بن عبد الله القرشي، أبو عمار الدمشقي. (6) في (ك) : «قالا فأومأ» ، ويبدو أنها كذلك في (ت) ، لكن لم تتضح في المصوَّرة. الحديث: 2719 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 522 فَقَالا: أَخْطَأَ أَبُو حُذَيفة فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ إِنَّمَا هُوَ [عَنْ] (1) عِكرِمَة (2) ، عَنْ سَالِمٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ. 2720 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُحاضِر (4) بْنُ المُوَرِّع (5) ، عن هشام ابن عُروَة، عَنْ وَهْب بْنِ كَيْسان، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النبيِّ (ص) فِي الدَّجَّال: مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ فَقَالا: هَذَا وَهَمٌ (6) ، وَهِمَ فِيهِ مُحاضِر (7) ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: هِشَامِ بْنِ عُروَة (8) ، عَنْ وَهْب بْنِ كَيْسان، عَنْ عُبَيد بْنِ عُمَير، عن النبيِّ (ص) ... ،   (1) في جميع النسخ: «من» . (2) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (32430) ، وعنه مسلم في "صحيحه" (2905) . ورواه البخاري في "صحيحه" (3511) ، ومسلم في "صحيحه" (2905) من طريق الزهري، عن سالم، به. (3) هو: ابن عبد الله بن عمر. (4) في (ف) : «مخاض» ، وفي بقية النسخ: «محاض» ، ثم صوِّبت في (أ) و (ش) . (5) روايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (6780) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" (1019) . (6) قوله: «وهم» سقط من (أ) و (ش) ، وكأن في موضعها في (ش) علامةَ لَحَق، ولم يظهر اللَّحَقُ في المُصَوَّرة. (7) في (ف) : «مخاض» ، وفي بقية النسخ: «محاض» ، ثم صوِّبت في (أ) و (ش) . (8) روايته أخرجها مسدَّد في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (4521) - من طريق عبد الله بن داود، عنه به. قال ابن حجر: «خالفه محاضر، فقال: عن هشام، عن وَهْب، عن عبد الله بن عمر ذ أخرجه ابن حبان، والأول أصحُّ مع إرساله» . ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (37536) ، ونعيم ابن حماد في "الفتن" (1535) من طريق أبي معاوية، عن هشام، عن وَهْب، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: قال رسول الله (ص) : «لَيَصْحَبَنَّ الدجَّالَ قومٌ يقولون: إنا نَصحَبُه، وإنا لنعلَمُ أنه كذَّاب، ولكنَّا إنما نصحَبُه لنأكُلَ من الطَّعام ونرعى من الشَّجر، وإذا نزَلَ غضبُ الله نزَلَ عليهم كلِّهم» . ورواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (655) من طريق إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ هِشَامِ، عن وَهْب، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: فذكره باللفظ السابق هكذا من قوله. الحديث: 2720 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 523 مُرسَلً (1) . 2721- وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثِ بَشير بْنِ المُهاجِر (2) ، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (3) ، عَنْ أَبِيهِ؛ فِي قصَّة الجَسَّاسَة (4) : مَا عِلَّته؟ فَقَالا: لَهُ عَوْرة. قلتُ: وَمَا هي؟ قالا: روى (5) عبد الوارث (6) ، عن حُسين ابن ذَكْوان المعلِّم، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنِ الشَّعبي، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْس، عن النبيِّ (ص) فِي ذَلِكَ. قَالا: فَأَفْسَدَ (7) هَذَا الحديثُ حديثَ [بشير] (8) .   (1) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصبُ على أنَّه حال، والرفع على أنَّه خبر ثانٍ، انظر تعليقنا على المسألة رقم (85) . (2) روايته ذكرها الدارقطني في "العلل" (4/214/ب) . (3) هو: عبد الله بن بُرَيدة بن الحُصَيب. (4) الجساسة: دابة في جزائر البحر تَجُسُّ الأخبار، وتأتي بها الدَّجَّال. "لسان العرب" (6/38) . (5) في (ف) : «رواه» . (6) هو: ابن سعيد، وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2942) . (7) في (ك) : «فاسد» . (8) في جميع النسخ: «بشر» ، عدا (ت) فلم يتضح في مُصَوَّرتها، وتقدم في أول المسألة على الصَّواب. الحديث: 2721 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 524 2722 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يُونُسَ بْنِ بُكَير، عَنِ ابْنِ إسحاق (1) ، عن يزيد ابن أَبِي زِيَادٍ؛ قَالَ: دخلتُ عَلَى أَنَسٍ، فَقَالَ: سمعتُ رسولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ؟ فَقَالا (2) : هَذَا وَهَمٌ، وَهِمَ فِيهِ يُونُسُ بْنُ بُكَير؛ وَإِنَّمَا هُوَ: عَنْ (3) زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ (4) . 2723 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ فُضَيل بن عِياض (5) ، عن   (1) هو: محمد. (2) كذا في جميع النسخ، مع أنه ذكر أباه فقط في أول المسألة، فلعلَّه سقط في السؤال قوله: «وأبا زرعة» ، أو أنَّ الأصل: «فقال» ، وأشبعَ فتحة اللام فتولَّدت الألف؛ فهي ألف الإشباع لا ألف المثنى. وانظر في إشباع الحركات التعليق على المسألة رقم (228) . (3) قوله: «عن» ليس في (أ) و (ش) . (4) الحديث أخرجه أحمد في "المسند" (3/237 رقم 13483) من طريق إبراهيم بن سعد، والبخاري في "التاريخ الكبير" (3/355) تعليقًا من طريق حفص بن غياث، كلاهما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ زِيَادُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابن عياش، عن أنس. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (6504) ، ومسلم في "صحيحه" (2951) من طرق أخرى عن أنس. (5) في (أ) : «غياض» بالمعجمة. وروايته أخرجها الطبرني في "الكبير" (1/156-157 رقم 367) و (20/53 رقم 91) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (484/ منتخبه) ، وفي "معرفة الصحابة" (593) ، والبيهقي = = في "شعب الإيمان" (5228) . ووقع عند أبي نعيم في "الدلائل": «عبد الله بن سابط» بدل: «عبد الرحمن» . ورواه الطيالسي في "مسنده" (225) ، والبزار في "مسنده" (1283) ، وأبو يعلى في "مسنده" (873) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (14/245) من طريق جرير ابن حازم، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (2092) -. وابن أبي عاصم في "السنة" (1130) ، وأبو يعلى في "مسنده" (874) ، والطبراني في "الكبير" (20/53 رقم 92) من طريق عبد الواحد بن زياد، كلاهما عن ليث به. ومن طريق الطيالسي رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (595) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/159) ، و"دلائل النبوة" (6/341) . ورواه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (334) من طريق المعتمر بن سليمان، عن ليث ابن أبي سليم، عن ابن سابط، عن النبي (ص) ، به مرسلاً. الحديث: 2722 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 525 لَيْث (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ سابِط، عَنْ أَبِي ثَعْلَبة (2) ، عَنْ مُعاذ وَأَبِي عُبَيدة؛ قَالا: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ هَذَا الأَمْرَ بَدَأَ رَحْمَةً ونُبُوَّةً، ثُمَّ تَكُونُ (3) رَحْمَةٌ وخِلاَفَةٌ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا علي بن نَصْر؛ قال: ثنا عثمان بن اليَمان، عن عبد السلام بْنِ حَرْب، عَنْ لَيْث، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ (4) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ جُرْثوم، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُعاذ بْنِ جَبَلٍ، وَأَبِي عُبَيدة، عن النبيِّ (ص) . قَالَ: عَمْرُو بْنُ جُرْثُوم هُوَ: ابْنُ أَبِي ثَعْلَبة (5) . قَالَ أَبِي: جوَّد هذا الحديث.   (1) هو: ابن أبي سُلَيم. (2) هو: الخُشَني، وسيأتي أن اسمه: جُرْثوم، وهو صحابيٌّ ح. (3) كذا في (ت) و (ك) ، ومثله في "المعجم الكبير" للطبراني (20/53 رقم 91) ، وأهملت التاء في بقية النسخ، وجاء بالياء على صيغة التذكير في بقية مصادر التخريج، وكلاهما صحيحٌ، فوجه التأنيث: أنَّ الفعلَ تامٌ، والتذكير على أنَّه ناقصٌ. (4) في (ش) : «أبي سابط» . (5) وهذا يدلُّ على أن أبا حاتم يرجِّح أن اسمَ أبي ثعلبة الخُشَني: جُرْثوم، وكذا في "الجرح والتعديل" (2/543 رقم2257) . وفي اسمه خلافٌ كثير يُنظَر في "فتح الباري" (9/606) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 526 2724 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق، عَنِ الثَّوري (1) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمي (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ؛ أَنَّهُ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: إِنِّي وَإِيَّاكَ (3) فِرْعَوْنُ هَذِهِ الأُمَّةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ؛ يَرَون (4) أَنَّ الأعمَش أخذه من   (1) روايته أخرجها الدارقطني في "العلل" (6/271) ، و"الأفراد" (270/أ) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (2/113) من طريق الفريابي، عن الثوري، به. قال الدارقطني في "الأفراد": «تفرَّد به أبو مسعود الرازي أحمد بن الفرات، عن مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ، عَنْ سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم» . (2) في (ك) : «القمي» . وإبراهيم هذا هو: ابن يزيد بن شَريك التَّيمي. (3) لم تنقط الكلمتان جميعًا في (أ) ، ووقعت الأولى في (ف) : «أبي» ، ولم تنقط في بقية النسخ. والثانية في (ش) : «وأباك» ، وفي (ت) و (ك) : «وإيَّاك» ، ولم تنقط في (ف) . ولفظ الدارقطني في "العلل" (1129) : «أحدنا فرعون هذه الأمة» ، وجعله مرفوعًا إلى النبي (ص) . ولفظ أبي نعيم: عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رسول الله (ص) لرجلين: «أحدهما فرعون هذه الأمة» ، فقال الآخر: أما أنا فلا. ولذا فالجادَّة فيما وقع في النسخ أن يقال: «إِنِّي أو إِيَّاكَ» ؛ لكنَّ مجيء الواو بمعنى «أو» جائز في العربية، وله شواهد، وقد أوضحنا ذلك في التعليق على المسألة رقم (794) . وفي هذا الحديث من فنون البلاغة ما يسمَّى بالتعريض، قال الخطابي في "غريب الحديث" (2/250) : «ومن مذهب العرب: استعمال الكناية في كلامها، وترك التصريح بالسوء، وهو كقول بعض الصحابة لرجل: قد علمت أنَّ رسول الله (ص) قال: "إنَّ أحدنا فرعون هذه الأمة" يعنيه بذلك» ، وفي "النهاية" لابن الأثير (1/88) : «في حديث أبي ذر أنَّه قال لفلان: أشهدُ أن النبيَّ (ص) قال: " إنِّي أَوْ إيَّاك فرعونُ هَذِهِ الأمة"، ولكنَّه ألقاه إليه تعريضًا لا تصريحًا؛ كقوله تعالى: [سَبَإ: 24] {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ} ، وهذا كما تقول: أحدُنا كاذبٌ، وأنتَ تعلمُ أنك صادقٌ، ولكنَّك تعرِّض به» . (4) في (ك) : «يروون» . الحديث: 2724 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 527 حَكيم بْنِ جُبَير (1) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرّ. وحَكيمٌ هُوَ نَحْوُ يُونُسَ بْنِ خَبَّاب (2) ، وَهُوَ ذاهبٌ فِي الضَّعف (3) . 2725 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: حدَّثنا النُّفَيلي (4) بِحَدِيثِ زُهَيْرٍ (5) ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْس، عَنْ ثَعْلَبة بْنِ عِبَاد، عَنْ سَمُرَة بْنِ جُنْدُب؛ فِي قصَّة الدَّجَّال، فلمَّا بَلَغَ: فَإِنَّهُ يُخْتَمُ عَلَيْهِ بِسَيِّئ (6) عَمَلِهِ (7) ؛ قال النُّفَيلي: صحَّف أحمد ابن يونس (8) في هذا الحديث،   (1) وهو ضعيف، ورمي بالتشيع كما في "التقريب" = = (1468) ، وهذا يعني أن الأعمش دلَّس، فأسقطه من الإسناد. (2) في (ت) و (ك) : «حباب» ، والمراد: أنه مثله في التشيُّع. (3) قال الدارقطني في "العلل" (1129) : «هو حديث يرويه الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التيمي، عَنِ أبيه، عن أبي ذر، واختلف عنه: فرواه الثوري، عن الأعمش كذلك. ورواه أبو عوانة ومنصور بْن أَبِي الأسود، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ إبراهيم التيمي، وحكيم بن جبير ضعيفُ الحديث، وهو الصَّواب؛ فدل أنَّ رواية الثوري ومن تابعه مرسل» . اهـ. (4) هو: عبد الله بن محمد بن علي. (5) هو: ابن معاوية. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (8313) ، وأحمد في "مسنده" (5/16 رقم 20178) ، والنسائي في "سننه" (1484) ، والروياني في "مسنده" (847) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (1397) ، والبغوي في "الجعديات" (2658) ، وابن حبان في "صحيحه" (2852) ، والطبراني في "الكبير" (7/191 رقم 6799) ، والحاكم في "المستدرك" (1/329-330) وعنه البيهقي في "السنن الكبرى" (3/339) . من طرق عن زهير، به. مطولاً ومختصرًا. وسقط من مطبوع ابن خزيمة: «زهير بن محمد» وهو على الصَّواب في "إتحاف المهرة" (6/25) . (6) في (ش) : «بشيء» . (7) في رواية أحمد وابن خزيمة والطبراني والحاكم والبيهقي في ذكر الدجال: « ... ومن كفر به وكذَّبه لم يعاقَب بشيء من عمله ... » . (8) روايته أخرجها أبو داود في "سننه" (1184) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (1/329 و333) . وليس عندهما موضع الشاهد. ومن طريق أبي داود رواه ابن عبد البر في "التمهيد" (3/309) . الحديث: 2725 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 528 فَقَالَ: بِشَيْءٍ؛ وَإِنَّمَا هُوَ: بِسَيِّئ عَمَلِهِ (1) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وفَرِحَ بِمَا أَخْطَأَ أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ فَرَحًا شَدِيدًا. 2726- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرحمن بْنُ مَهْدِيٍّ (2) ، عَنْ شُعبة، عَنْ قتادة، عن عبد الله بْنِ عُتْبة - أَوِ ابْنِ أَبِي عُتْبة-، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ قَالَ: ليُحَجَّنَّ هَذَا البيتُ [ولَيُعْتَمَرَنَّ] (3) بَعْدَ خُرُوجِ يأجوجَ ومأجوجَ. قلتُ: رَوَى (4) هَذَا الحديثَ أبانُ العطَّار (5) ، عَنْ قتادة، عن عبد الله   (1) قال أحمد في روايته: وقال حسن الأشيب [يعني: في روايته عن زهير] : «بسيِّئٍ من عمله» . (2) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الحاكم في "المستدرك" (4/453) من طريق الإمام أحمد، عن ابن مهدي، عن شعبة، به مرفوعًا بلفظ: «لا تقوم الساعة حتى لا يُحَجَّ البيت» . قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقد أوقفه أبو داود عن شعبة، والله أعلم، وقد صحَّ وثبت عن رسول الله (ص) أن البيت يُحَج ويعتمر بعد خروج يأجوج ومأجوج» . وجاء عن ابن مهدي من وجه آخر يأتي تخريجه. (3) في جميع النسخ: «ولَيُعْمَرَنَّ» ، والتصويب من مصادر التخريج. (4) في (ك) : «رواه» . (5) هو: أبان بن يزيد. وروايته أخرجها عفان بن مسلم في "جزئه" (12/ب) وعنه، ابن أبي شيبة في "المصنف" (37532) ، وأحمد في "مسنده" (3/64 رقم 11617) . ورواه أحمد (3/27 و48 رقم 11217 و11455) من طريق سويد بن عمرو الكلبي وعبد الصمد بن عبد الوارث، وابن خزيمة في "صحيحه" (2507) ، والحاكم في "المستدرك" (4/453) ، وأبو نعيم في "الحلية" (9/16) من طريق ابن مهدي، ثلاثتهم عن أبان، به. ورواه البخاري في "صحيحه" (1593) من طريق الحجاج بن الحجاج، وأحمد في "مسنده" (3/28 رقم 11219) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1030) ، وابن خزيمة في "صحيحه" (2507) من طريق عمران القطان، كلاهما عن قتادة، به. = ... وانظر "فتح الباري" (3/455) ، و"تغليق التعليق" (3/67-68) كلاهما للحافظ ابن حجر. الحديث: 2726 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 529 ابْنِ أَبِي عُتْبة (1) ، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ فأيُّهما الصَّحيح؟ قَالَ أَبِي: سمعتُ أَبَا زِيَادٍ حمَّاد بْنَ زَاذَانَ يحدِّث عن عبد الرحمن هَذَيْنِ الحديثَين، ثُمَّ قَالَ: سمعتُ عبد الرحمن يَقُولُ: مَا أَرَى أَبَانَ إِلا وَقَدْ حَفِظ. قَالَ أَبِي: حديثُ أَبَانٍ أصحُّ مِنْ حَدِيثِ شُعبة. 2727 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُؤَمَّل (2) ، وزيدُ بْنُ حُباب (3) ، عن حمَّاد ابن سَلَمة، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عن   (1) في (ك) : «عقبة» . (2) هو: ابن إسماعيل. (3) روايته أخرجها البزار في "مسنده" (3418/كشف الأستار) . ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/495) من طريق علي بن عثمان اللاحقي وعبد الصمد بن عبد الوارث، كلاهما عن حماد، به. وقد جاء ما يدلُّ على أن الاختلاف من حماد بن سلمة نفسه، فإنه كان يرفعه مرة، ومرة لا يرفعه، ومرة يشك، فقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/286 رقم 14047) ، وأبو يعلى في "مسنده" (3527) ، كلاهما من طريق عفان بن مسلم، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أنس؛ قال: كنا نتحدَّث أنه لا تقوم الساعة ... ، الحديث. ثم قال عفان: «ذكره مرة حماد هكذا، وقد ذكره عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبي (ص) لايشكُّ فيه. وقد قال أيضًا: عن أنس عن النبي (ص) فيما يَحسَبُ» . وقد رواه معاذ بن حرملة الأزدي، عن أنس مرفوعا كما سيأتي في التعليق آخر المسألة. وأصل الحديث متفق عليه من طريق قتادة، عن أنس؛ قال: لأحدِّثنَّكم حديثًا لا يحدِّثكم أحدٌ بعدي؛ سمعت رسول الله (ص) يقول: «من أشراط الساعة: أن يقلَّ العلم، ويظهرَ الجهل، ويظهر الزِّنى، وتكثُرَ النساء، ويقلَّ الرجال، حتى يكونَ لخمسين امرأةً القيِّمُ الواحد» . أخرجه البخاري (81) ، ومسلم (2671) . الحديث: 2727 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 530 النبيِّ (ص) : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُمْطِرَ السَّمَاءُ، وَلا تُنْبِت (1) الأَرْضُ، وحَتَّى يَكُونَ لِلْخَمْسِينَ امْرَأَةً القَيِّمُ الوَاحِدُ؟ قَالَ أَبِي وأَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ عَنْ أَنَسٍ، مَوْقُوفٌ (2) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: مِنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ حُبابٍ (3) لا أعرفُه (4) . 2728 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيالسي (5) ،   (1) في (ت) و (ك) : «ولا ينبت» . (2) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (3) من قوله: «هذا خطأ ... » إلى هنا ساقط من (ت) و (ك) ، وفي (أ) : «خباب» بالخاء المعجمة بدل: «حباب» . (4) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/140 رقم12429) ، والبزار في "مسنده" (3415/كشف الأستار) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4340) ، والحاكم في "المستدرك" (4/513) من طريق زيد بن الحباب؛ قال: حدثني حسين بن واقد؛ حدثني معاذ بن حرملة الأزدي؛ قال: سمعت أنسًا يقول: قال رسول الله (ص) : «لا تقومُ الساعة حتى يُمْطَرَ الناسُ مطرًا عامًّا، ولا تُنبِتُ الأرضُ شيئًا» . (5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2258) من طريق محمود بن غيلان، والإسماعيلي في "معجمه" (3/786) ، والطبراني في "الأوسط" (4835) من طريق عمار بن رجاء، كلاهما عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ، عَنْ شعبة، عن عاصم والأعمش، عن أبي وائل، به. وزاد الترمذي مع عاصم والأعمش: حماد بن أبي سليمان. وأخرجه الإسماعيلي في الموضع السابق؛ من طريق عمار بن رجاء أيضًا، عن الطيالسي، عن حماد ابن سلمة، عن عاصم، به. ورواية حماد هذه أخرجها الطيالسي في "مسنده" (408) . ورواه البزار في "مسنده" (2893) من طريق موسى بن إسماعيل التَّبوذكي، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَاصِم، عَنْ أَبِي وائل، عَن حذيفة، به. الحديث: 2728 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 531 عَنْ شُعبة (1) وحمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي وائلٍ (2) ، عَنْ حُذَيفة؛ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: أيُّكم يحفَظُ مَا قَالَ رسولُ الله (ص) فِي الْفِتْنَةِ؟ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أبو زرعة: «لا أعرفُه مِنْ حَدِيثِ شُعبة» ، وأَنكَره (3) . قلتُ: فَهُوَ خطأٌ؟ قَالَ: مَا (4) أَدْرِي مَا أقولُ لَكَ فِيهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ أَرَى أنَّ أَبَا دَاوُدَ وَهِمَ فِيهِ؛ لَيْسَ فِيهِ شُعبة، لَيْسَ يَعرِفُ هَذَا الحديثَ شُعبةُ؛ إِنَّمَا هُوَ: حمَّاد بْنُ سَلَمة فَقَطْ. 2729 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة (5) ، عن عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُريِّ - أَوْ غَيْرِهِ -، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،   (1) في (ت) و (ك) : «يحفظ عن شعبة» ، وضُبب فيهما على قوله: «يحفظ» . (2) هو: شقيق بن سلمة. (3) أي: أنكره من حديث شعبة عن عاصم، وإنما هُوَ: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عاصم، به. والحديث رواه البخاري في "صحيحه" (3586) من طريق شعبة، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن حذيفة، به. (4) قوله: «ما» سقط من (ك) . (5) لم نقف على روايته من هذا الوجه، وذكر الدارقطني في "العلل" (8/313) رواية حماد فقال: «وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن عبيد الله، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة قوله» . كذا موقوفًا وبلاشك. الحديث: 2729 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 532 عن النبيِّ (ص) : سَبْعَةٌ فِي ظِلِّ العَرْشِ (1) يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ؟ قَالَ أبي: والناسُ يقولون: عن عُبَيدالله (2) ، عن خُبَيب (*) بن عبد الرحمن، عَنْ حَفْص بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: لَمْ يَضبِط حمَّاد، فَأَدْخَلَ فِيهِ الشَّكَّ، وتخلَّص، والصَّحيحُ: عَنْ خُبَيب (*) ، عَنْ حَفْص، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (3) . 2730 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنْ أَبِي حيَّان (4) ، عَنِ الشَّعبي (5) ، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي أوَّل الآيَاتِ خُروجًا ... ؟ قَالا (6) : يخالفون حمَّادً (7) فِي هَذَا الْحَدِيثِ؛ يَقُولُونَ: [أَبُو] (8)   (1) في (ك) : «العرض» . (2) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (660 و1423 و6479 و6806) ، ومسلم في "صحيحه" (1031) . (*) ... في (أ) و (ش) و (ك) : «حبيب» بالحاء المهملة، وفي (ف) بإهمال جميع الأحرف. (3) ذكر الدارقطني في "العلل" (1588) الاختلاف في هذا الحديث، ومن ذلك مخالفة حماد بن سلمة، فقال: «وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَن عبيد الله، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هريرة قوله، والصَّحيح قول حماد بن زيد ويحيى ومن تابعهما، عن عبيد الله» ؛ يعني: عن عبيد الله، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ حفصٍ، عَنْ أبي هريرة، مرفوعًا. (4) هو: يحيى بن سعيد بن حيَّان. (5) هو: عامر بن شَراحيل. (6) في (ت) و (ك) : «مالا» . (7) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحُذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (8) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، وقد تقدم على الصواب. الحديث: 2730 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 533 حيَّان (1) ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عمرو بن جَرير، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) ، وَهَذَا أشبهُ: عَنْ أَبِي زُرْعَةَ (2) عن عبد الله، والوَهَمُ من حمَّاد. 2731 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو حَفْص الصَّيْرَفي (3) ؛ فَقَالَ: أَفَدتُّ عفَّانَ (4) : حدَّثنا سُفيان (5) ، عَنْ عَاصِمٍ (6) ، عَنْ زِرٍّ (7) ، عن عبد الله (8) ، فِي المَهْدي، فحدَّثه بِهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، فَقَالَ: لَيْسَ كَذَا أُرِيدُ، فلقَّنه فتلقَّنه، ثُمّ قَالَ: مَا هَكَذَا حدَّثنا سُفيان، وَلَكِنْ لا بَأْسَ بِهِ؟ قَالَ أَبِي: مَا أخوفَني أَنْ يَكُونَ أَبُو حَفْص غَلِطَ، لَيْسَ هَذَا كلامَ   (1) روايته أخرجها أحمد في "المسند" (2/201 رقم 6881) ، ومسلم في "صحيحه" (2941) . (2) من قوله: «بن عمرو بن جرير ... » إلى هنا سقط من (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر. (3) هو: عمرو بن علي الفَلاَّس. (4) هو: ابن مسلم الباهلي الصَّفَّار. (5) يروي عمرو بن علي الفَلاَّس أبو حفص الصيرفي عن سفيان بن عيينة كما في "تهذيب الكمال" (22/162) ، ويروي عن سفيان الثوري بواسطة، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عَن عَاصِمٍ، عَن زِرٍّ، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (ص) : «لا تقومُ الساعةُ حتى يملكَ الناسَ رجلٌ من أهل بيتي، يُواطئ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، فيملَؤها قسطًا وعدلاً» . أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (6824) . وسفيانُ في هذه المسألة هو: الثوري، بدليل قول يحيى بن سعيد القطَّان: «ما هكذا حدثنا سفيان» ، ويحيى بن سعيد هو راوية سفيان الثوريِّ، وقد أخرج روايتَه عنه الإمام أحمد في "المسند" (1/377 رقم3573) ، وأبو داود في "سننه" (4282) ، والطبراني في "الكبير" (10218) . (6) هو: ابن أبي النَّجود المعروف بابن بَهْدَلَة. (7) هو: ابن حُبَيش. (8) في (ك) : «عبيد الله» . وعبد الله هذا هو: ابن مسعود ح. الحديث: 2731 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 534 يَحْيَى، لَمْ يَكُنْ يَحْيَى مِنَ الرِّجَالِ الَّذِي يقولُ (1) : لا بأسَ بِمِثْلِ هَذَا، لا أَدْرِي مِنْ أَيْنَ جَاءَ بِهِ أَبُو حَفْص؟! 2732 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ الأزرَق (2) ، عَنِ العَوَّام بْنِ حَوْشَب (3) ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْف الشَّيْباني؛ قَالَ: أَتَيْنَا أَبَا ذَرّ بالرَّبَذَة (4) ؛ فقال: سمعتُ النبي (ص) يَقُولُ: إِنَّهُ يَكُونُ بَعْدِي سُلْطَانٌ؛ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ [يُذِلَّهُ] (5) ، خَلَعَ (6) رِبْقَةَ (7) الإِسْلاَمِ مِنْ   (1) كذا في جميع النسخ، عدا (ش) ، ففيها: «من الرجال الذين يقول» ، والجادَّة أن يقال: «من الرجال الذين يقولون» ، وما أثبتناه يمكن تخريجه في العربية: فـ «الَّذي» أصلها «الَّذين» ، وحذفت نونها تخفيفًا؛ استطالة بالصِّلة؛ كما في قوله تعالى: [التّوبَة: 69] {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا} في أحد الأقوال، فالأصل: كالذين خاضوا، انظر: "المفصل" للزمخشري (ص179-181 باب الموصولات) ، و"سر صناعة الإعراب" لابن جني (2/537) ، و"الدر المصون" (1/156-159) ، و (6/83-84) . وأما «يقول» فتخرج على أنَّ المراد: «يقولون» وحذفت نون الرفع بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، تخفيفًا، فصارت: «يقُولُوا» ، ثم حذفت واو الجماعة، واجتزئ عنها بضمة اللام، والاجتزاء بالحركات عن حروف المد لغة هوازن وعُلْيا قيس، فانظر لحذف نون الرفع: التعليق على المسألة رقم (1015) ، وانظر للاجتزاء: التعليق على المسألة رقم (679) . (2) هو: إسحاق بن يوسف. (3) روايته أخرجها الدارمي في "مسنده" (560) من طريق يزيد بن هارون عن العوام، به مختصرًا، وليس فيه موضع الشاهد. (4) في (ت) : «بالربد» ، وفي (ك) : «بالدبد» . والرَّبَذَةُ: من قرى المدينة على ثلاثة أيام، قريبة من ذات عِرْقٍ على طريق الحجاز إذا رحلت من فَيْد تريد مكة، وبهذا الموضع قبرُ أبي ذَرٍّ الغِفاري ح. "معجم البلدان" (3/24) . (5) في جميع النسخ: «يدخله» ، والتصويب من مصادر التخريج الآتية. (6) قوله: «خلع» سقط من (ك) . (7) في (ت) و (ك) : «الله» بدل: «ربقة» . والرِّبْقَةُ في الأصل: عُرْوةٌ في حَبْلٍ تُجعل في عُنُق البهيمة أو يَدِها تُمْسِكها، فاسْتعارها للإسلام؛ يعني: ما يَشُدُّ به المُسلمُ نفْسَهُ من عُرَى الإسلام؛ أي: حُدُوده وأحكامه وأوامِره ونواهِيه. "النهاية" (2/190) . الحديث: 2732 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 535 عُنُقِهِ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا أَخْطَأَ فِيهِ إِسْحَاقُ؛ رَوَاهُ غيرُ إِسْحَاقَ (1) ، عَنِ (2) العَوَّام، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْف، عَنْ رجلٍ مِنْ عَنَزَة، عَنْ أَبِي ذَرّ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ. 2733 - وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْل بْنُ تمَّام (4) ، عَنْ عِمران (5) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المَهْدي (6) ؟ قَالَ أَبِي: أسقَطَ (7) مِنَ الإِسْنَادِ رَجُلا؛ رَوَاهُ (8) عفَّان (9) ، عن   (1) الحديث رواه أحمد في "مسنده" (5/165 رقم 21460) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1020) ، والبيهقي في "الشعب" (6989) و"الاعتقاد" ص (305) من طريق يزيد بن هارون، عن العوام، به. وقرن أحمد في رواية محمد بن يزيد بيزيد بن هارون. (2) قوله: «عن» سقط من (ك) . (3) انظر المسألة الآتية برقم (2740) . (4) لم نقف على روايته من هذا الوجه، والحديث رواه الطبراني في "الكبير" (23/295 رقم 656) عن أحمد ابن موسى الشامي البصري، عن سَهْلُ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل، عن عبد الله ابن الحارث، عن أم سلمة، به. (5) هو: ابن داوَر القطَّان. (6) سيأتي لفظه في المسألة الآتية برقم (2740) . (7) يعني: سهل بن تمام. (8) في (ف) : «ورواه» . (9) هو: ابن مسلم الباهلي الصَّفَّار. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (37212) ، وابن شبَّة في = = "تاريخ المدينة" (1/309) ، والطبراني في "الكبير" (23/389 رقم 930) و"الأوسط" (9459) . ورواه أبو داود في "سننه" (4288) من طريق عمر بْنُ عَاصِمٍ الْكِلابِيُّ، عَنْ عِمْرَانَ القطان، به. الحديث: 2733 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 536 عِمران، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الخليل (1) ، عن عبد الله بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) ؛ وَهُوَ الصَّحيحُ (2) . 2734 - أَخْبَرَنَا (3) أَبُو محمَّد عبد الرحمن ابن أبي حاتِم (4) ؛ قَالَ: [حَدَّثَنَا أَبِي؛ قَالَ] (5) : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْن (6) ؛ قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِدٌ (7) ، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عن عمرو ابن مُرَّة، عَنْ أَبِي عُبَيدة (8) ، عَنْ أبي   (1) هو: صالح بن أبي مريم. (2) عرض الدارقطني في "العلل" (5/172/أ) الاختلاف في هذا الحديث، ولم يرجِّح. (3) انظر ما تقدم في المسألة رقم (1801) ، وما سيأتي في المسألة رقم (2797) . (4) قوله: «عبد الرحمن بن أبي حاتم» ليس في (ف) . (5) مابين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابُدَّ منه؛ فإن القائل: «حدَّثنا عمرو بن عون» هو أبو حاتم وليس ابنَهُ أبا محمد، ويَدُلُّ على ذلك أمور: الأول: أنَّ عمرو بن عون توفِّي سنة (225 هـ) ، وذلك قبل ولادة ابن أبي حاتم سنة (240 هـ) أو (241 هـ) ؛ وكان عمرو بن عون من شيوخ أبي حاتم. الثاني: أن ابن أبي حاتم يروي عن عمرو بن عون بواسطة أبيه كما في المسألة رقم (1123) و (2566) . الثالث: ظاهر السياق: أنَّ الكلام لأبي حاتم؛ ففي آخر المسألة السابقة: «قَالَ أَبِي: أَسْقَطَ مِنَ الإِسْنَادِ رجلاً ... الخ» ، وفي آخر هذه المسألة: «قَالَ أَبِي: رَأَى أَبُو زُرْعَةَ هذا الحديث في كتابي ... » ، وإنما رآه مِنْ رواية أبي حاتم، وهذا يشهد لما قلناه، والله أعلم. (6) في (ش) و (ك) : «عوف» . وروايته تقدم تخريجها في المسألة رقم (1801) . (7) هو: ابن عبد الله الواسطي. (8) هو: ابن عبد الله بن مسعود. الحديث: 2734 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 537 موسى، عن النبيِّ (ص) قَالَ: لَمَّا وَقَعَ النَّقْصُ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ... . قَالَ أَبِي: رَأَى أَبُو زُرْعَةَ هَذَا الحديثَ فِي كِتَابِي؛ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ هَذَا قطُّ! وبقي (1) ، ثم رآني (2) بَعْدَ أَيَّامٍ، فَقَالَ: ألقَيتُه عَلَى محمَّد بْنِ مُسْلِمٍ (3) ، فَقَالَ: هَذَا حدَّثنا بِهِ عَمْرُو بْنُ مَيْمون (4) . 2735 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالد ابن خِداش، عَنْ أَبِي (5) عَوْن بْنِ (6) أَبِي رُكبة - وَقَالَ خَالِدُ مرَّة: عَوْن بْنُ أَبِي رُكبة -، عَنْ غَيْلان بْنِ جَرير، عَنْ أَنَسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : السُّلْطَانُ ظِلُّ اللهِ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ، وابن أبي رُكبة مجهولٌ (7) .   (1) أي: وبقي ساكتًا. انظر التعليق على المسألة رقم (1902) . (2) يشبه أن تكون في النسخ: «رأى» . (3) يعني: ابن وارة. (4) كذا! والذي يغلب على الظن أنه متصحِّف عن «عمرو ابن عون» ، ولم نجد في هذه الطبقة من اسمه: «عمرو ابن ميمون» ، والحديث معروف من رواية عمرو بن عون، عن خالد كما تقدم. (5) ضبَّب ناسخ (ف) على قوله: «أبي» . (6) في (أ) و (ش) : «عن» بدل: «بن» . (7) في ترجمة أَبِي عَوْنِ بْنِ أَبِي رُكْبَةَ من "الجرح والتعديل" (9/414 رقم2021) قال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عنه؟ فقال: هو مجهول، والحديث الذي رواه منكر» . وللحديث طرق أخرى عن أنس انظرها في "الضعفاء" للعقيلي (3/354) ، و"غريب الحديث" للخطابي (1/707) ، و"فضيلة العادلين" لأبي نعيم (32) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (8/162) ، و"الشعب" (6990) ، و"المقاصد الحسنة" للسخاوي (رقم 207) ، و"السلسلة الضعيفة" للشيخ الألباني (745 و1661) . الحديث: 2735 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 538 2736 - وسمعتُ أَبِي وسُئِلَ (1) عَنْ حديثِ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَة (2) ، عَنْ قَيْس بْنِ عُبَادٍ؛ قَالَ: قُلْتُ لعمَّار بْنِ يَاسِرٍ: أرأيتُم قِتَالَكُمْ، أَرَأْيٌ رَأَيْتُمُوهُ؛ فإنَّ الرأيَ يُخطِئ ويُصيب، أو عَهْدٌ عَهِدَهُ إليكم النبيُّ (ص) ؟ ... ، وَفِي آخِرِ الْحَدِيثِ قَالَ - وأحسَبُه -: حدَّثني حُذَيفة: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: فِي أُمَّتِي اثْنَا عَشَرَ مُنَافِقًا؟ فَقَالَ: هَذَا يقولُهُ قَيْس بن عُبَادٍ، عن حُذَيفة، وليس كلُّ إنسانٍ يَقُولُهُ (3) . 2737 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زيد، عن   (1) في (أ) و (ت) و (ش) : «سئل» بلا واو. (2) هو: المنذر بن مالك. (3) الحديث أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/390 رقم 23319) ، ومسلم في "صحيحه" (2779) من طريق أسود بن عامر، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ الحجَّاج، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ قيس؛ قال: قلت لعمار: أرأيتُم صنيعكم هذا الذي صنعتُم في أمر عليٍّ، أرأيًا رأيتموه، أو شيئًا عهده إليكم رسولُ الله (ص) ؟ فقال: ما عهد إلينا رسولُ الله (ص) شَيْئًا لم يعهده إِلَى الناس كافَّةً، ولكن حذيفة أخبرني عن النبيِّ (ص) قال: قال النبيُّ (ص) : «في أصحابي اثنا عشر منافقًا، فيهم ثمانيةٌ لا يدخلونَ الجنَّة حتى يَلِجَ الجملُ في سَمِّ الخِياط، ثمانيةٌ منهم تكفيكَهم الدُّبَيْلة» ، وأربعةٌ لم أحفَظْ ما قال شعبة فيهم. وهذا يدلُّ على أن الراوي عن حذيفة هو عمار بن ياسر، وليس قيس بن عباد. وقد أخرجه الإمام أحمد في المسند (4/319-320 رقم18885) ، ومسلم أيضًا من طريق مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عَنْ شعبة، وفيه قال شعبة: وأحسَبه قال: حدثني حذيفة. وهذا إنما يفيد شكَّ شعبة في أن عمارًا قال ذلك. (4) تقدَّمت هذه المسألة بتمامها برقم (2266) ، وانظر المسألة الآتية برقم (2767) . الحديث: 2736 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 539 يُونُسَ (1) ، وأيُّوبَ (2) ، عَنْ محمَّد (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: إنَّ الملائكةَ تَلْعَنُ أحدَكُم إِذَا (4) أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بحَديدَة؟ قَالَ أَبِي: قَدْ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ أيُّوبَ ويونسَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: فأيُّهما الصَّحيحُ؟ موقوفٌ أو مُسْنَدٌ؟ قَالَ: المسندُ أَصَحُّ. 2738 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعتَمِر (6) ، عَنْ لَيْث (7) ، عَنْ سَعِيدِ بن عامر، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ؛ قَالَ: قال رسولُ الله (ص) : إِنَّ في أُمَّتِي نَيِّفً (8) وسَبْعِينَ دَاعِيًا إِلَى النَّارِ، ولَوْ (9) شِئْتُ لَأَنْبَأْتُكُمْ بِأَسْمَائِهِمْ وأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوون هَذَا الحديثَ عن ابن عمر (10) ، وسعيدٌ   (1) هو: ابن عبيد. (2) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (3) هو: ابن سيرين. (4) في (ت) : «إذ» . (5) انظر المسألة المتقدِّمة برقم (2262) . (6) هو: ابن سليمان. وروايته أخرجها الهروي في "ذم الكلام" (634) . (7) هو: ابن أبي سُليم. (8) كذا في جميع النسخ بحذف ألف تنوين النصب من «نيِّف» جريًا على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . وقد جاء على الجادَّة بالألف «نيِّفًا» في مصادر التخريج. (9) في (ت) و (ك) : «لو» بلا واو قبلها. (10) في (أ) و (ش) : «أبي عمر» . وتقدم تخريج الحديث مطولاً من روايته في المسألة رقم (2262) . الحديث: 2738 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 540 لا يُعرَفُ (1) . 2738/أ - وسألتُ أَبِي (2) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَة، عَنْ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (3) ، عَنْ ثَابِتٍ (4) ؛ قَالَ: كتَبَ إِليَّ سعيدُ بنُ أَبِي بُرْدَة [حديثًا] (5) يَرُدُّهُ إِلَى جَدِّه (6) ؛ أَنَّهُ قَالَ: لَمْ يبقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا فِتْنَةٌ منتظَرَةً، أو كَلاًّ (7) مُحزِنً (8) ؟   (1) وكذا قال عنه أيضًا في "الجرح والتعديل" (4/48 رقم 207) . (2) هذه المسألة بتمامها ليست في (ت) و (ك) . (3) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (ص81) من طريق حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ ثَابِتٍ؛ قَالَ: كَتَبَ إِليَّ سَعِيدُ بْنُ أبي بُرْدَة: قال أبو موسى: إنه لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا فتنةٌ منتظَرة، وكَلٌّ محزن. (4) هو: ابن أسلم البُناني. (5) تقرأ في النسخ: «حدثنا» بالمثلثة، بعدها نون، لكن لم تنقط النون، والصواب: «حديثًا» بالمثناة التحتيَّة بعدها مثلثة، فلعلَّ ما في النسخ سهو من النُّسَّاخ، والله أعلم. (6) جَدُّه: هو أبو موسى الأشعري ح. (7) كذا، وسيأتي الكلام عليه، والكَلُّ: هو الثِّقَلُ من كُلِّ ما يُتَكَلَّف. "النهاية" (4/198) . (8) قوله: «لَمْ يُبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا فتنةً منتَظَرةً، أو كَلاًّ مُحْزنً» ؛ كذا بَنَيْنا الفعل «يُبْقَ» لما لم يُسَمَّ فاعله، وضبطنا الكلمات بعد «إلا» بالنصب؛ لثبوت الألف في «كَلاًّ» ، والجادَّةُ بناءُ الفعل لما سمِّي فاعله ورَفْعُ ما بعد «إلا» على الفاعلية كما سبق نقله عن المطبوع من = = "ذم الدنيا" لابن أبي الدنيا، لكنْ يخرَّج ما في النسخ على إنابة الجار والمجرور «من الدنيا» مناب الفعل مع وجود المفعول به منصوبًا، وهو قوله: «فتنةً منتظرةً ... » ، وهذا جائز على قول الكوفيين ومن وافقهم من النحاة. وعلى ذلك يخرَّج ما ورد في بقية مصادر التخريج، ففيها أنَّ أبا موسى قال: «ما يُنْتَظَرُ من الدنيا إلا كَلاًّ مُحزنًا، أو فتنةً تَُنتظَرُ» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (252) . وقوله: «مُحْزِنً» كذا ورد بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب تمشِّيًا مع لغة ربيعة، وقد تقدم تعليقنا عليها في المسألة رقم (34) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 541 قَالَ أَبِي: سعيدُ بنُ أَبِي بُرْدَة لَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَدِّه (1) ، وغيرُهُ يَرْوِيهِ يَقُولُ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه (2) . 2739 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ زَيْدٍ (3) ، عَنْ مُجالد (4) ، عَنْ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ (5) ، عَنِ الصُّنابِحي؛ قَالَ: قال   (1) وكذا قال في "المراسيل" (ص76 رقم269) . (2) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (5) ، ووكيع في "الزهد" (66) ، كلاهما عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بردة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جده، به. ومن طريق ابن المبارك أخرجه هناد في "الزهد" (505) ، ومن طريق هناد أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (1/260) . (3) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/351 رقم 19087) ، والطبراني في "الكبير" (8/78 رقم 7414) . وعند أحمد: «الصنابحي، وربما قال: الصنابح» . ورواه أحمد (4/351 رقم86-19) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1452) من طريق عباد بن عباد، عن مجالد ابن سعيد، به. ورواه الحميدي في "مسنده" (798) ، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (1/300/الصميعي) ، وأحمد في "مسنده" (4/349 و351 رقم19069 و19083-19084) ، وابن ماجه في "سننه" (3944) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (2/220) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2540 و2541) وفي "السنة" (739) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/23) ، وابن حبان في "صحيحه" (6446 و6447) ، والطبراني في "الكبير" (8/79 و80 رقم 7415 و7416) من طرق عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَن قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، به. واختُلف على إسماعيل في صحابي الحديث فقيل: «الصنابحي» وقيل: «الصنابح» ، قال البخاري في "التاريخ الأوسط" (1/300) : «والصَّحيح: الصنابح» . وكذا قال في "التاريخ الكبير" (4/327) . وانظر "العلل الكبير" للترمذي (1 و172) ، و"الإصابة" (5/158-159) . (4) هو: ابن سعيد. وفي (ف) : «مخالد» . (5) في (ك) : «حاتم» . الحديث: 2739 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 542 رسولُ الله (ص) : أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، وإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ؛ فَلاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنِ الصُّنابِح (1) بْنِ الأعْسَر (2) ، وَلَهُ صُحبة، والصُّنابحيُّ لَيْسَتْ لَهُ صُحبة (3) . 2740 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الصَّمد بن عبد الوارث (5) ، عَنْ هِشَامٍ (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ صالح أبي الخَليل، عن   (1) في (ف) : «الصنابحي» . (2) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «الأعس» . (3) وقال المصنف في "المراسيل" (ص122 رقم439) : «سمعتُ أبي يقول: الصُّنابحي هم ثلاثة: الذي يروي عنه عطاء بن يسار، فهو: عبد الله الصُّنابحي، لم تصحَّ صحبتُه. والذي روى عنه أبو الخير، فهو: عبد الرحمن ابن عسيلة الصُّنابحي، يروي عن أبي بكر الصديق، وعن بلال، ويقول: قدمتُ المدينة وقد قُبض النبي (ص) قَبلي بخمس ليالٍ، ليست له صُحبة. والصُّنابح بن الأعسر له صحبة، روى عنه قيس بن أبي حازم، ومن قال في هذا: الصُّنابحي، فقد وهم» . وروى برقم (437) عن ابن معين قوله: «الصُّنابحي: عبد الرحمن بن عسيلة، قدم بعد وفاة النبي (ص) ، ليست له صُحبة» ، ونقل برقم (438) عن أبي زرعة قوله: «الصُّنابحي الذي له صحبة هو: الصُّنابح بن الأعسر الأحمَسي، والذي ليست له صحبة هو: الصُّنابحي، واسمه: عبد الرحمن بن عسيلة، قدم على النبيِّ (ص) ، فلم يلحَقْه، توفي النبي (ص) وهو بالجُحْفَة» . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (2733) . (5) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (6/316 رقم 26689) . ورواه أحمد في الموضع السابق من طريق حرمي بن عمارة، وإسحاق في "مسنده" (1954) من طريق وَهْب ابن جرير بن حازم، وأبو داود في "سننه" (4286) من طريق معاذ بن هشام، ثلاثتهم عن هشام، به. (6) هو: ابن أبي عبد الله الدَّسْتوائي. الحديث: 2740 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 543 صاحبٍ لَهُ، عَنْ أُمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: يَكُونُ اخْتِلاَفٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ ذَاهِبٌ إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَيُخْرِجُونَهُ وهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ والمَقَامِ، ويُبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثُ الشَّامِ، فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالبَيْدَاءِ. فقلتُ لأَبِي: مَنْ صاحبُهُ هذا؟ قال: عبد الله بْنُ الْحَارِثِ. 2741 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَبَّان (1) بْنُ هِلالٍ (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا سُلَيمان بْنُ كَثير، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هند، عَنْ عُمارَة بْنِ عُبَيد - شَيْخٍ مِنْ خَثْعَم كَبِيرٍ (3) - قَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) يُذاكرنا (4) خمسَ فِتَنٍ، أَعلَمُ أَرْبَعَةً (5) ، قَدْ مَضَتْ، والخامسةُ هِيَ فِيكُمْ يَا أَهْلَ الشَّام - وذاكَ عِنْدَ هزيمة عبد الرحمن بن محمَّد بن الأَشْعَث -،   (1) في (ش) : «حيان» . (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (6/495) تعليقًا، وابن قانع في "معجم الصحابة" (2/245) ، وابن عدي في "الكامل" (3/288) ، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5236) . قال ابن عدي: «وهذا يرويه عن داود سليمانُ بن كثير، ولا أعلم يرويه غيره» . (3) في (ش) : «كثير» . (4) لم تنقط في (ش) وفي بقية النسخ: «تذاكرنا» . وفي مصادر التخريج السابقة: «يذكُرُ» . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «أربعًا» ؛ لأن المعدود مؤنَّث، وهو «الفتن» ، لكن تأنيث العدد هنا صوابٌ أيضًا؛ لعدم ذكر المعدود، وقد تقدم تفصيل ذلك في تعليقنا على المسألة رقم (713) . الحديث: 2741 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 544 فَإِنْ (1) أَدْرَكْتَ الخامسةَ، واستطعْتَ أَنْ تقعُدَ فِي بَيْتِكَ فافعَلْ، وَإِنِ استطعْتَ أَنْ تبتغيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ فتدخُلَ فِيهِ، فافعَلْ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عُمارَة، عَنْ رجلٍ لَمْ يُسَمَّ، عن النبيِّ (ص) (2) . 2742 - وسمعتُ أَبِي يقولُ فِي حديثٍ حدَّثه محمَّد بن أبي   (1) في (ت) و (ك) : «قال» بدل: «فإن» . (2) معنى هذا: أن عمارة ليست له صحبة، وهذا يخالف ما في "الجرح والتعديل" (6/366 رقم2020) ، حيث ذكر ابن أبي حاتم عن أبيه أنه قال: «عمارة بن عبيد له صُحبة» ، فلعلَّ أبا حاتم رجع عن قوله بصحبته، وهو الصواب. ولم يطَّلع الحافظ ابن حجر على كلام أبي حاتم في "العلل" فذهب يتعقَّبه في "الإصابة" (7/70-71) ، و"تعجيل المنفعة" (2/620-621 رقم 1551) في قوله: «له صحبة» ، ورجَّح ابن حجر ما رواه الإمام أحمد في "المسند" (5/73 رقم20696) وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5237) من طريق حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ بن أبي هند، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يقال له: عمار؛ قال: أَدْرَبْنا - أي: دخلنا الدَّرْب، وكل مدخل إلى الروم دَرْبٌ - عامًا، ثم قَفَلْنا، وفينا شيخٌ من خَثْعَم، فذكر الحديثَ من رواية ذلك الشيخ الذي لم يُسَمَّ. قال ابن حجر في "الإصابة": «والمحفوظُ في هذا ما أخرجه أحمد» . وقال أيضًا: «والحاصلُ أن داود بن أبي هند تفرَّد بهذا الحديث، فاختُلف عليه في اسم شيخه، هو صحابيُّ هذا الحديث؟ أو الصَّحابيُّ شيخ من خَثْعَم؟ فالأول لم يترجَّح عندي فيه شيء، والثاني: الراجح أن شيخ داود تابعي، والصحابيُّ خثعمي لم يُسَمَّ، والله أعلم» . وقال في "تعجيل المنفعة": «والذي في "المسند" أصوبُ» ، ثم ذكر قول أبي حاتم: «له صحبة» ، ثم قال: «وهذا مقلوبٌ مخالفٌ لجميع ما تقدَّم، والصحبة إنما هي للخثعمي الذي لم يُسَمَّ، وعمارةُ هو الراوي عن الصحابي، لا الصحابي» . اهـ. الحديث: 2742 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 545 صَفْوان (1) ، عن عبد الرحمن بْنِ مَهْدي (2) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي الوَضَّاح؛ قَالَ: حدَّثني ثابتٌ أَبُو سَعِيدٍ - لقيتُه بالرَّيِّ - عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَر: أنَّ عَلِيًّا قَامَ خَطِيبًا، فحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أيُّها (3) النَّاسُ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بركوبهِمُ المَعاصي، ولم يَنهاهُم (*) الرَّبَّانِيُّون والأَحْبار، فلمَّا تَمادَوا فِي المَعاصي، ولم يَنهاهُم (*) الربانيُّون والأَحْبار؛ أنزلَ اللَّهُ بِهِمُ العُقوبات، فَمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ، وانْهَوا عَنِ المُنكر قَبْلَ أَنْ ينزلَ بِكُمْ مَا نَزَل (4) بِهِمْ، إنَّ هَذَا الأَمْرَ يَتَنَزَّل مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ كقَطْر المَطَر إِلَى كُلِّ نفسٍ بِمَا قدَّر اللَّهُ لَهَا مِنْ زيادةٍ أَوْ نُقْصَانٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ. قَالَ أَبِي: أَحسَبُ ابنَ أَبِي صَفْوان أَخْطَأَ فِي قَوْلِهِ: «ثابت أبو سَعِيدٍ (5) » ؛ أَرَادَ أَنْ يَقُولَ: «ثَابِتٌ أَبُو حَمْزَةَ الثُّمالي» ؛ لأنَّ ابْنَ أَبِي الوَضَّاح يُكْنى: أَبَا سَعِيدٍ.   (1) في (ت) و (ك) : «محمد بن صفوان» . (2) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (2/164) تعليقًا. وقال ابن أبي حاتم في "التفسير" (3/15/ب) ذكر يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ورواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (42/501-502) من طريق يحيى بن حسان كلاهما (أبو داود ويحيى) عن محمد بن مسلم ابن أبي وضَّاح، به. (3) في (ش) : «يا أيها» . (*) ... كذا في جميع النسخ بإثبات الألف، وهو مضارع معتل الآخر مجزوم، فالقياس في مثله: «لم يَنْهَهُمْ» بحذف حرف العلة من آخره. وما في النسخ لغةٌ لبعض العرب تخرَّج على تخريجين، ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (4) في (ك) : «فأنزل» . (5) في (أ) و (ش) : «ابن سعيد» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 546 2743 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ (1) رَوَاهُ نائلُ بنُ نَجِيح، عَنْ شَريك (2) ، عَنْ أَبِي حَصِين (3) ، عَنْ أَبِي خالد الوالِبي (4) ، عن مُعاذ ابن جبل، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ المُسلِمِينَ شَيْئًا، فَاحْتَجَبَ عَنْ ذَوِي الضَّعفَةِ والحَاجَةِ؛ احْتَجَبَ اللهُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌٌ. 2744 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحُسَيْنُ بْنُ سَلَمة بْنِ أَبِي كَبْشَة؛ قَالَ: حدَّثني شَيخٌ من بني (5) سُلَيم (6) يُكْنى: أَبَا جَعْفَرٍ السُّلَيْمي (7) ؛ قَالَ: حدَّثتني عمَّتي مَرْجانة ابْنَتُ (8) المُشَاش؛ قالت (9) : سمعتُ أبي، مُشَاشً (10) ، يُحدِّث عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قال: قال   (1) من قوله: «ابن أبي الوضاح يكنى ... » إلى هنا مكرر في (ك) . (2) هو: ابن عبد الله، النَّخَعي القاضي، وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (5/238 رقم 22076) من طريق حسين بن محمد، والبغوي في "الجعديات" (2309) عن علي بن الجعد، والطبراني في "الكبير" (20/152 رقم 316) من طريق حنيفة بن مرزوق، ثلاثتهم عن شريك، به. (3) هو: عثمان بن عاصم. (4) في (ك) : «الواليي» . وأبو خالد هذا مشهور بكُنيته ومختلَف في اسمه، فقيل: هُرْمُز، وقيل: هَرِم. (5) قوله: «بني» سقط من (ك) . (6) في (ت) و (ك) : «سلميمة» . (7) في (ك) : «السلمي» . (8) في (ك) : «ابنة» ، وهو الجادَّة، وما في النسخ صحيح أيضًا، ويوجَّه على لغة لبعض العرب، وبها نزلت بعض آيات القرآن. وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (6) . (9) في (ش) يشبه أن تكون: «قال» . (10) كذا في جميع النسخ، وهو علم مصروف، حذفت منه ألف التنوين على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 2743 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 547 رسولُ الله (ص) : إِذَا حُرِّفَتِ الأَرْضُ رِكَابًا (1) ، وبُنِيَتِ المَسَاجِدُ عَلَى أَبْوَابِ الدُّورِ؛ فَقَد (2) اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ، وَقَالَ: تِلْكَ (3) مَسَاجِدُ الكَسَلِ والحَمِيَّةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2745 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَمُ بنُ مُوسَى (4) ، عَنِ الهيثَم بْنِ حُمَيد، عَنْ حَفْص (5) ، عَنْ مَكْحول، عن أنس؛ قال: يارسولَ اللَّهِ، مَتَى (6) يُترَكُ الأمرُ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهيُ عَنِ المُنكر؟ فَقَالَ: إِذَا كَانَ العِلْمُ فِي رِذَالِكُمْ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟   (1) في (أ) و (ف) : «حرقت الأرض ركابا» ، وفي (ش) و (ت) : «حرفت ... » ، ولم تنقط الفاء في (ك) ، فلعلَّ وجه العبارة هكذا: «إذا جُرِّفَت الأرضُ رَكايا» كنايةً عن حفر الرَّكايا وهي: الآبار، والركون إلى الزَّرع. والله تعالى أعلم. (2) في (ف) : «فقال» . (3) قوله: «تلك» سقط من (أ) و (ش) . (4) روايته أخرجها الطحاوي في "شرح المشكل" (3350) ، وابن عدي في "الكامل" (2/394) ، والبيهقي في "الشعب" (7149) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1049) . ورواه ابن ماجه في "سننه" (4015) ، وابن عبد البر في "الجامع" (1050) من طريق زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، وأبو نعيم في "الحلية" (5/185) ، والبيهقي في = = "الشعب" (7150) ، وابن عبد البر في "الجامع" (1048) من طريق محمد بن عائذ، كلاهما عن الهيثم ابن حميد، به. ورواه أحمد في "مسنده" (3/187 رقم 12943) من طريق زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ، عن حفص بن غيلان، به. كذا بإسقاط الهيثم بن حميد. (5) هو: ابن غَيْلان، أبو مُعَيْد. (6) في (ك) : «قال متى» . الحديث: 2745 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 548 قَالَ أَبِي: حدَّثني العبَّاسُ بنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَد بعلَّة هَذَا الْحَدِيثَ، وخلافِه فِي الإِسْنَادِ. قَالَ أَبِي: حدَّثني العباسُ بْنُ الْوَلِيدِ؛ قَالَ: حدَّثني أَبِي؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُطيع مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ واقِد، عَنْ مَكْحُول، عَنْ كَثير بْنِ مُرَّة، عَنْ رجلٍ مِنْ أَصْحَابِ النبيِّ (ص) ؛ قيل: يارسول اللَّهِ، مَتَى يُترَكُ الأمرُ بِالْمَعْرُوفِ، والنَّهيُ عن المنكر؟ قال أبي: فكأنَّ هَذَا أشبهُ مِنْ ذَاكَ. فقلتُ (1) لأَبِي: مَنْ (2) حَفْصٌ هَذَا؟ قَالَ: حَفْصٌ أبو مُعَيْدٍ (3) . 2746 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سعيدُ بنُ مَسْلَمة، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُميَّة (4) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ النبيَّ (ص)   (1) في (أ) و (ف) و (ش) : «قلت» . (2) قوله: «من» ليس في (ف) ، وموضعه علامة لحق، ولم يظهر شيء في الحاشية. (3) في (ت) و (ف) و (ك) : «أبو معبد» . (4) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (4/483) من طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن إسماعيل، به. والحديث رواه معمر في "جامعه" (20777) عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ رجل - قال معمر: أراه سعيد - عن أبي هريرة، به. ومن طريق معمر رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (1981) . وليس عنده: «قال معمر: أراه سعيد» . وقوله: «وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقترب» رواه أحمد (2/441 رقم 9691) ، وأبو داود في "سننه" (4249) . والطحاوي في "شرح المشكل" (2299) من طريق الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أبي هريرة، به مرفوعًا. الحديث: 2746 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 549 قَالَ: وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، يُوشَِكُ العَرَبُ أَنْ تُصْبِحَ (1) فِي شَرٍّ بَيْنَ شَرَّيْنِ: إِنْ عَصَوْا قُتِلُوا، وإِنْ أَطَاعُوا دَخَلُوا النَّارَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (2) . 2747 - وسألتُ أَبَا زُرْعَةَ (3) عَنْ حديثٍ اختُلِفَ فِيهِ عَنْ محمَّد بن إسحاق: فيروي محمَّد بْنُ سَلَمة، عَنْ محمَّد بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أنه قال: لَيَهْبِطَنَّ عِيسَى بنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلاً، وإِمَامًا مُقْسِطًا، ولَيَسْلُكَنَّ فَجَّ (4) الرَّوْحَاءِ (5) حَاجًّا أَوْ مُعتَمِرًا، ولَيُسَلِّمَنَّ عَلَيَّ فَلَأَرُدَّنَّ عَلَيْهِ.   (1) في (ت) و (ك) : «يصبح» . (2) قال الدارقطني في "العلل" (2059) : «يرويه إسماعيل ابن أمية عنه، واختُلف عنه، فرواه [محمد بن] مصعب ابن صدقة القرقساني، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) ، به. وخالفه جعفر بن الحارث أبو الأشهب، رواه عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ، عَنْ المقبري، عن أبي هريرة موقوفًا، وهو أشبه بالصَّواب» . وما بين معقوفين زيادة من محقق "العلل". (3) في (أ) : «أبي زرعة» . (4) في (ك) : «مج» . (5) هو: موضعٌ بين مكة والمدينة، كان طريقَ رسول الله (ص) إلى بدرٍ وإلى مكة عام الفتح، وعام الحجِّ. "معجم البلدان" (4/236) . الحديث: 2747 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 550 وَرَوَى (1) يُونُسُ بْنُ بُكَير، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ (2) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّة (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ... ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: قَدِ اختُلِفَ فِيهِ عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة فِي هَذَا الْحَدِيثِ. حدَّثنا أحمدُ بنُ أَبِي شُعَيب (4) ، فَقَالَ فِيهِ: عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة (5) ، عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: وحدَّثنا أَبُو (6) الأصْبَغ (7) عبد العزيز بْنُ يَحْيَى الحَرَّاني، عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ عَطَاءٍ مَوْلَى أُمِّ صُبَيَّة (8) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) ؛   (1) في (ف) : «ورواه» . (2) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (2/595) من طريق يعلى بن عبيد، عن محمد بن إسحاق، به. ووقع في "المطبوع": «عطاء مولى أم حبيبة» . قال محقق "إتحاف المهرة" (15/413) : «وهو خطأ، والصواب: «عطاء مولى أم صبَّية» كما في مخطوطة المستدرك 2/275/ب» اهـ. وانظر "الموضح" للخطيب (1/343) . (3) في (ك) : «ضبية» . (4) في (ت) : «أبي شعبة» . وأحمد هذا هو: ابن عبد الله بن أبي شعيب. وقد تابعه ابنه الحسن فيما أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/493) . (5) من قوله: «في هذا الحديث ... » إلى هنا سقط من (ك) ؛ لانتقال النظر. (6) قوله: «أبو» سقط من (ف) . (7) المثبت من (ت) ، وفي بقية النسخ: «الأصبع» . وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" (18/215) . (8) في (ك) : «ضبية» ، ويشبه أن تكون هكذا في (ف) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 551 وَهَذَا أصحُّ (1) . 2748 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه (2) سُلَيمان بن عبد الرحمن ابن شُرَحْبيل (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش؛ قال: حدَّثني عبد الرحمن ابن البَيْلَماني، عن عبد الله بْنِ فَرُّوخ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (4) : تَكُونُ فِتْنَةٌ القَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ القَائِمِ؟ قَالَ أَبِي: هذا خطأٌ؛ إنما هو: عبد الله بْنُ فَرُّوخ (5) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) .   (1) الحديث رواه مسلم في "صحيحه" (155) من طريق الليث، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عن عطاء بن ميناء مولى ابن أبي ذباب، عن أبي هريرة، به مرفوعًا. وأصل الحديث رواه البخاري في "صحيحه" (2222 و2476 و3448) ، ومسلم (155) من طريق سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هريرة، به مرفوعًا. وانظر "العلل" للدارقطني (1709) . (2) في (ك) : «روا» . وفي هامش النسخة (أ) كتب بخط مغاير يبدو أنه خط محمد بن العطار ما نصه: «عبد الرحمن بن البَيْلَماني» . (3) هو: سليمان ابن ابنة شرحبيل، كما سبق بيانه في المسألة رقم (1186) . (4) قوله: «قال» سقط من (ت) و (ف) و (ك) . (5) روايته أخرجها الهروي في "ذم الكلام وأهله" (1/425-426 رقم115) من طريق يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ خالد بن أبي عمران، عن عبد الرحمن البَيْلماني، عن عبد الله بْنُ فَرُّوخَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) أنه قال: «ستكون فتنة صمَّاء عمياء، مَنْ أشْرفَ لها استَشْرَفَت له، اللسانُ فيها كوَقْع السَّيف» . ورواه أبو داود في "سننه" (4264) ، والطبراني في "الأوسط" (8717) ، وابن بطة في "الإبانة" (2/598-599 رقم768/كتاب الإيمان) من طريق يحيى ابن سعيد الأنصاري، به. ووقع عند أبي داود وابن بطة: «عبد الرحمن بن هُرْمُز» ، وعند الطبراني: «عبد الرحمن بن فروخ» بدل: «عبد الله ابن فروخ» . الحديث: 2748 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 552 قلتُ لأَبِي: فإسماعيلُ بنُ عيَّاش سَمِعَ من عبد الرحمن بْنِ البَيلَماني؟ قَالَ: مَا أَدْرِي ما هذا! إنَّ عبد الرحمن بْنَ البَيلَماني يحدِّث عَنْهُ حَبيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، ويحدِّث عَنْهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وسِماك بْنُ الفَضْل. قلتُ: مِنْ أَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: قَدِ اشْتَبَهَ عَلَيْنَا! يحدِّث عنه أهلُ الْمَدِينَةِ: رَبِيعَةُ الرَّأْي، وابنُ المُنكَدِر، ويحدِّث عَنْهُ محمَّد ابنُه (1) ، ويحدِّث عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ: حَبيبُ بنُ أَبِي ثَابِتٍ، وَمِنْ أَهْلِ اليَمامة: يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، ويحدِّث عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ: سِماكُ بنُ الفَضْل، وَقَدِ اشْتَبَهَ عَلَيْنَا: مَنْ أَدْرَكَ؟ وَمِنْ أَيِّ بلدٍ هُوَ؟ وَقَدْ رأيتُ فِي حديثٍ: «ابْنِ البَيْلَماني مَوْلَى عُمَرَ» (2) . 2749 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو سُمَيْرٍ حَكيمُ بنُ خِذام (3) ،   (1) يعني: محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني. (2) انظر ترجمته في "الجرح والتعديل" (5/216 رقم 1018) ، ويقال له أيضًا: «عبد الرحمن بن أبي زيد» = = كما في "الجرح والتعديل" (5/236 رقم 1117 و1118) . (3) في (ف) و (ش) : «خزام» . وروايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/220) ، والدارقطني في "الأفراد" (208/ب/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (43) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (130) ، والخطيب في "الموضح" (2/70-71) . ومن طريق ابن عدي رواه البيهقي في "الشعب" (6983) . قال الدارقطني: «تفرَّد به عبد الملك بن عمير، عن الربيع، وتفرَّد به حكيم بن خذام؛ يكنى أبا سُمَير» . الحديث: 2749 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 553 عن عبد الملك بْنِ عُمَير، عَنِ الرَّبيع بْنِ عُمَيْلَة، عن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : تَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يُفْسِدُونَ، ومَا يُصْلِحُ اللهُ بِهِمْ أَكْثَرُ: فَمَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِالحَقِّ؛ فَلَهُمُ الأَجْرُ، وعَلَيْكُمُ الشُّكْرُ، ومَنْ عَمِلَ مِنْهُمْ بِغَيْرِ ذَلِكَ؛ فَعَلَيْهِمُ الوِزْرُ، وعَلَيْكُمُ الصَّبْرُ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وَأَبُو سُمَيْر متروكُ الْحَدِيثِ. 2750 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عفَّان (1) ، عن همَّام (2) ، ورواه عبد الوارث (3) ، عن ابن جُحادَة (4) ، عن عبد الرحمن بْنِ ثََرْوان (5) ، عَنْ هُزَيل (6) ، عَنْ أبي موسى، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي الْفِتْنَةِ: اكْسِرُوا قِسِيَّكُمْ (7) ... ، الْحَدِيثَ.   (1) هو: ابن مسلم الباهلي الصفَّار. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (37111) ، وأحمد في "مسنده" (4/408 رقم 19663) ، والروياني في "مسنده" (585) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (114) ، والبيهقي في "الشعب" (4938) ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/7) . ورواه الترمذي في "جامعه" (2204) من طريق سهل ابن حماد، به. (2) هو: ابن يحيى. (3) هو: ابن سعيد. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (4/416 رقم19730) ، وأبو داود في "سننه" (4259) ، وابن ماجه (3961) ، وابن أبي عاصم في "الديات" (87) ، والفريابي في "صفة المنافقين" (105) ، وابن حبان في "صحيحه" (5962) ، والطبراني في "الأوسط" (8563) . (4) في (أ) : «جحاحة» . وهو: محمد. (5) في (ت) و (ك) : «شروان» . (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «هذيل» بالذال. (7) القِسِيُّ: جمعُ قَوْسٍ، ويُجمع أيضًا على: أقْواس، وقِياس. انظر "المصباح المنير" (2/519) . الحديث: 2750 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 554 وَرَوَاهُ أَبُو سَلَمة (1) ، عَنْ همَّام، عَنِ ابْنِ جُحادَة، عَنْ هُزَيل (2) بْنِ شُرَحْبيل، عَنْ أَبِي مُوسَى، عن النبيِّ (ص) ؟ قال أبي: الصَّحيحُ: حديثُ عبد الرحمن بْنِ ثَروان. 2751 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه مُعاذُ ابنُ خالد العَسْقَلاني (3) ،   (1) هو: موسى بن إسماعيل التَّبوذَكي. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «هذيل» بالذال. (3) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (1520 و6667) ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقَّاق في "جزئه" - كما في "الإصابة" (2/272) - ومن طريقه ابن عبد البر في "أسد الغابة" (2/37) . وانظر "الجرح والتعديل" (8/250/ ترجمة معاذ بن خالد العسقلاني) . الحديث: 2751 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 555 عَنْ زُهَيْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ نَافِع بْن جُبَير بْن مُطْعِم، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النبيِّ (ص) فِي الحِجْرِ، فمَرَّ الحَكَم بْنُ أبي العاص، فقال النبيُّ (ص) : وَيْلٌ (1) لأُمَّتِي مِمَّا فِي صُلْبِ هَذَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2752- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه ضَمْرَة (2) ، عن ابن   (1) قوله: «ويل» ليس في (ف) . (2) هو: ابن ربيعة الفلسطيني. وروايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (1306) ، والدارقطني في "الأفراد" (315/أ/أطراف الغرائب) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/134) . قال الدارقطني: «غريبٌ من حديث عبد الله بن = = شَوْذَب، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، تفرَّد به ضمرة بن ربيعة» . والحديث مرويٌّ عن ضَمْرة بلفظ آخر، سيأتي تخريجه في المسألة رقم (2767) . الحديث: 2752 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 556 شَوْذَب (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو (2) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة: أنَّ رسولَ الله (ص) رأى رجُلَين يتعاطَيا (3) بَيْنَهُمَا سَيْفًا مَسْلُولا، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَى (4) عَنْ هَذَا؟! لَعَنَ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا! ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا يَحتَمِلُ ضَمْرَةُ مثلَ هَذَا الْحَدِيثِ. 2753 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُسيَّب بْنُ واضِح (5) ، عَنِ ابْنِ المُبارك (6) ، عَنْ عَنْبَسَة بْنِ سَعِيدٍ (7) ، عَنْ عُثْمَانَ (8) ؛ قال: سألتُ سالم بن عبد الله عَنِ السَّيف الحَبِيس: أَيَتَقَلَّدُهُ الرجلُ فِي السُّوق (9) فِي الحاجَة؟ قَالَ: لا يَتَقَلَّدُهُ إِلا فِيمَا جُعِلَ لَهُ؟ قَالَ أَبِي: أَخْطَأَ المُسيَّب؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْبَسَة، عَنْ عِيسَى بْنِ جَارِية، عَنْ سَالِمٍ؛ لَيْسَ فيه: عثمان.   (1) هو: عبد الله. (2) في (ش) : «عمر» . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «يتعاطيان» لكنَّ حذف نون الرفع، بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية تخفيفًا، جائز في العربية، وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (1015) . (4) كذا في جميع النسخ: «لم أنهى» ، والقياس: «لم أنهَ» ؛ لأنه مضارع معتل الآخر مجزوم، وما في النسخ صحيح أيضًا، ويخرَّج على وجهين ذكرناهما في التعليق على المسألة رقم (228) . (5) قوله: «رواه المسيب بن واضح» مطموس في (ش) . (6) هو: عبد الله. (7) هو: عنبسة بن سعيد بن الضُّرَيس. (8) هو: ابن عمير. (9) في (ك) : «السيوف» . الحديث: 2753 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 557 2754 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ خالد الواسِطي (1) ، ويحيى القطَّان (2) ، و [مُعتَمِر] (3) ، عَنِ التَّيْمي (4) ، عَنْ أَبِي نَضْرََة (5) ، عن جابر، عن النبيِّ (ص) : أَنَّهُ لَقِيَ ابْنَ صائدٍ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ (6) . وَرَوَاهُ الأَنْصَارِيُّ (7) ، عَنِ التَّيْمي، عن أبي نَضْرَة، عن عبد الله (8) ابن مسعود، عن النبيِّ (ص) . قلتُ لأَبِي: أيُّهما أصَحُّ؟ قَالَ: عبد الله أَصَحُّ، لَوْ كَانَ عَنْ جَابِرٍ؛ كَانَ مُتَّصِلاً. قلتُ: كَيْفَ كَانَ؟ قَالَ: لأنَّ أَبَا نَضْرَة قَدْ أدرك جابرً (9) ، وَلَمْ يُدرِك ابنَ مَسْعُودٍ، وابنُ مَسْعُودٍ قديمُ الْمَوْتِ. وسألتُ (10) أَبِي مرَّة أُخْرَى عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ: يَحْيَى القطَّان ومُعتَمِر وغيرُهما يَقُولُونَ: عَنِ التَّيْمي، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ، وَهُوَ أشبهُ بالصَّواب. 2755 - وسألتُ (11) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ لَهِيعَة، عَنْ جَمِيلٍ الحَذَّاء (12) ، عَنْ سَهْل بن سعد، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لا يُدْرِكنِي (13) زَمَانٌ وَلا أُدْرِكهُ، زَمَانٌ لا يَنْفَعُ (14) فِيهِ العَلِيمُ، وَلا يُسْتَحْيا فِيهِ مِنَ الحَلِيمِ، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ العَجَمِ، وأَلْسِنَتُهُمْ أَلْسِنَةُ العَرَبِ؟ فَقَالَ: هذا وَهَمٌ، وهو من تَخاليط ابْنِ لَهِيعَة؛ رَوَى هَذَا الحديثَ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَمِيلٍ الحَذَّاء؛ أَنَّهُ بَلَغَهُ: أنَّ النبيَّ (ص) قال ... ، وهو الصَّحيحُ (15) .   (1) هو: خالد بن عبد الله. (2) هو: يحيى بن سعيد. (3) ما بين المعقوفين تصحَّف في جميع النسخ: إلى «معمر» ، وسيأتي في آخر المسألة على الصَّواب. وروايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2926) . ورواه مسلم أيضًا (2925) من طريق الجُرَيري، عَنْ أَبِي نْضَرَةَ، عَنْ أبي سعيد الخدري، به. (4) هو: سليمان بن طرخان. (5) هو: المنذر بن مالك. (6) وتتمة الحديث: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ (ص) : «أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ» ، فَقَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) : «آمَنْتُ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ. مَا تَرَى؟» ، قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (ص) : «تَرَى عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، وَمَا تَرَى؟» قَالَ: أَرَى صَادِقَيْنِ وَكَاذِباً، أَوْ كَاذِبَيْنِ وَصَادِقاً، فَقَال رَسُولُ اللهِ (ص) : «لُبِّسَ عَلَيْهِ دَعُوهُ» . (7) هو: محمد بن عبد الله. (8) في (ك) : «عبيد الله» . (9) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، حُذفت منه ألف التنوين على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (10) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو. (11) تقدمت هذه المسألة برقم (2288) . (12) هو: جميل بن سالم. (13) في (أ) و (ش) : «يدركن» . (14) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «لا يُتَّبَع» وسبق في المسألة رقم (2288) بلفظ: «لا يَتَّبِعُون» . (15) في المسألة (2288) روى أبو حاتم الحديثَ عن شيخه قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَر، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ جَمِيلٍ؛ أَنّ النبيَّ (ص) ، ثم قال: «هذا الصحيح؛ لأن عمرو أحفظُ مِنِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَأَتْقَنُ» . الحديث: 2754 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 558 2756 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هشام بن عمَّار (1) ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ابن يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ ربِّ الْكَعْبَةِ؛ قَالَ: قَدِمتُ مَكَّةَ حَاجًّا أَوْ مُعتَمِرًا؛ فَإِذَا عبد الله بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يحدِّثُ عن رسول الله (ص) ؛ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نَسيرُ مَعَهُ؛ إِذْ نَزَلَ مَنْزِلا، فَمِنَّا مَنْ يضعُ رَحْلَه (2) ، ومنَّا مَنْ يَضربُ خِباءَه، ومنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ (3) ؛ إِذْ سَمِعنا مُناديًا يُنَادِي: الصلاةَ جَامِعَةٌ (4) ... فَذَكَرَ الْحَدِيثَ، وَذَكَرَ فِيهِ: وإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَتْ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وإِنَّ آخِرَهُمْ (5) سَيُصِيبُهُمْ بَلاَءٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ مِنْ حَدِيثِ الأعمَش (6) ، عَنْ زَيْدِ بن وَهْب، عن عبد الرحمن بن عبد ربِّ الكعبة (7) ، وهذا (8) حديثٌ مُضطَرِبٌ.   (1) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (613) . (2) في (ك) : «رجله» ، وهو تصحيف قديم. انظر تعليقنا على المسألة رقم (2429) . (3) انْتَضَل القومُ وتَناضَلوا، أي: رَمَوْا بالسِّهام للسَّبْق. انظر "النهاية" (5/72) . (4) قال في "مرقاة المفاتيح" (3/528) : «قال الطيبي: الصلاةُ مبتدأ، وجامعةٌ خبرُه، أي: الصلاة تجمعُ الناسَ، ويجوز أن يكون التقدير: الصلاةُ ذات جماعة، أي: تصلى جماعة لا منفرداً؛ كالسنن الرواتب، فالإسناد مجازي، كطريق سائرٍ. اهـ. وجُوِّز نصب الأوّل بتقدير: احضُروا، مع نصب الثاني على الحال، ورفعه بتقدير: هي جامعةٌ، ورفعُ الأوَّل بالخبرية، أي: هذه الصلاة، مع نصب الثاني على الحالية» . وانظر: "فتح الباري" (2/533) ، و"شرح شذور الذهب" (ص289) ، و"أوضح المسالك" (4/80) ، و"المصباح المنير" (ص109 - جمع) ، (346-صلي) . (5) في (أ) و (ش) : «آخركم» . (6) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (1844) . (7) أي: عن عبد الله بن عمرو، به مرفوعًا. (8) في (أ) و (ش) : «فهذا» . الحديث: 2756 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 559 2757 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أبو المُغِيرَة (1) ؛ قال: حدَّثنا عبد الله بْنُ سَالِمٍ؛ قَالَ: حدَّثني الْعَلاءُ بْنُ عُتْبة اليَحْصُبي، عَنْ عُمَير بْنِ هانئٍ العَنْسي؛ قَالَ: سمعتُ عبد الله بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: كُنَّا عِنْدَ رسول الله (ص) قُعُودًا، فذكَرَ الفتنَ، فأكثَر فِي ذِكْرِهَا، حَتَّى ذَكَرَ فتنةَ الأَحْلاسِ (2) ، فَقَالَ قائلٌ: وَمَا فتنةُ الأَحْلاس (3) ؟ قَالَ: هِيَ فِتْنَةُ هَربٍ وحَربٍ، قال: ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ؛ دَخَنُهَا (4) مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ (5) أَنَّهُ مِنِّي، ولَيْسَ مِنِّي؛ إِنَّمَا أَوْلِيَائِي المُتَّقُونَ ... ، وذكر الحَديث؟   (1) في (أ) و (ش) : «ابن المغيرة» . وأبو المغيرة هو: عبد القدوس بن الحجَّاج. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (2/133 رقم 6168) ، وأبو داود في "سننه" (4242) ، والطبراني في "مسند الشاميين" (2551) ، والحاكم في "المستدرك" (4/466) ، والبغوي في "شرح السنة" (4226) . ومن طريق أبي داود رواه الخطابي في "غريب الحديث" (1/286) ، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (289) . ومن طريق الطبراني رواه أبو نعيم في "الحلية" (5/158) وقال: «غريبٌ من حديث عمير والعلاء، لم نكتبه مرفوعًا إلا من حديث عبد الله بن سالم» . (2) في (ف) : «الأخلاس» بالخاء المعجمة. والأَحْلاسُ: جمع حِلْسٍ، وهو: الكِساء الذي يَلي ظَهْرَ البعير تحت القَتَب، شبَّهها به للزُومها ودَوامها. "النهاية" (1/423) . (3) في (ك) : «الأحاليس» . (4) أي: ظهورُها وإثارَتُها، شبَّهَها بالدُّخَان المُرْتَفِع. والدَّخَنُ - بالتحريك -: مصدر دَخِنَتِ النارُ تَدْخَنُ: إذا أُلْقِيَ عليها حَطَبٌ رَطْبٌ، فكثُر دُخانُها، وقيل: أصلُ الدَّخَن: أن يكونَ في لون الدَّابة كُدُورةٌ إلى سَواد. "النهاية" (2/109) . (5) في (ك) : «يزعموا» . الحديث: 2757 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 560 [قَالَ أَبِي] (1) : رَوَى (2) هَذَا الحديثَ ابنُ جَابِرٍ (3) ، عَنْ عُمَير بْنِ هانئ، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (4) ، والحديثُ عندي فليس (5) بِصَحِيحٍ، كَأَنَّهُ موضوعٌ. 2758 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه سعيدُ ابنُ بَشير (6) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي عَلْقَمة الشَّيْباني، عَنْ أَبِي ذرٍّ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: اسْمَعْ وأَطِعْ ولَوْ عَبْدً حَبَشِيًّ (7) ، وإِذَا رَأَيْتَ البُنْيَانَ قَدْ بَلَغَ سَلْعًا (8) ،   (1) ما بين المعقوفين سقط من جميع النسخ، ولابد منه؛ لاستقامة السياق. (2) في (ش) : «وروى» . (3) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. وروايته أخرجها نعيم بن حماد في "الفتن" (93) . (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) في (ك) : «وليس» ، ولم تتضح في (ت) . وكذا هو في بقية النسخ، بدخول الفاء على خبر المبتدأ، وقد أجاز ذلك الأخفشُ مطلقًا، وتقدم التعليق على نحو هذا في المسألة رقم (1026) . (6) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (2717) . وللحديث طرق أخرى عن أبي ذر، انظر "مسند أحمد" (5/144 و156 و457) . (7) كذا في جميع النسخ، بلا ألف، والجادَّة: «ولو عبدًا حبشيًّا» ؛ لأنَّ التقدير: «ولو كان هو - أي: المطاعُ - عبدًا حبشيًّا» ، وقد ذكر النحاة أن «كان» واسمها يحذفان بعد «إنْ» و «لو» الشرطيتين كثيرًا. ومن ذلك قوله (ص) : «التَمِس ولو خاتمًا مِنْ حديد» . انظر "شرح ابن عقيل" (1/271-272) . ويجوز أن يكون: قوله: «عبدٌ حبشيٌّ» بالرفع على أنَّه اسم لـ «كان» المحذوفة مع خبرها، وهذا ضعفيف في العربية. (8) قال البكري: «سَلْع» بفتح أوله وإسكان ثانيه بعده عينٌ مهملة: جبلٌ متصلٌ بالمدينة. "معجم ما استعجم" (3/747) . الحديث: 2758 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 561 فَالْحَقْ بِالشَّام ِ؟ قَالَ أَبِي: لا أعرفُ أَبَا عَلْقَمة. 2759 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه هشامُ ابنُ عمار (1) ، عن حمَّاد بن عبد الرحمن الكَلْبي، عَنْ خَالِدِ (2) بْنِ الزِّبْرِقان، عَنْ [سُلَيمان] (3) بْنِ حَبيب، عَنْ أبي أُمامَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا طَغَتْ (4) نِسَاؤُكُمْ، وفَسَقَ شَبَابُكُمْ، وتَرَكْتُمْ جِهَادَكُمْ؟! ، قَالُوا: وإنَّ ذَلِكَ لكائنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، وأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ، كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَأْمُرُوا بِالمَعْرُوفِ وتَنْهَوْا عَنِ المُنكَرِ؟! ، قَالُوا: وكائنٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وأَشَدُّ مِنْهُ يَكُونُ، كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ المَعْرُوفَ مُنكَرًا، ورَأَيْتُمُ المُنكَرَ مَعْرُوفًا؟! ، قَالُوا: وكائنٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: وأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ؛ قَالَ: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا أَمَرْتُمْ بِالمُنكَرٌِ، ونَهَيْتُمْ عَنِ المَعْرُوفِ؟! ، قَالُوا: وكائنٌ ذَلِكَ؟ قَالَ: وأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ؛ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: بِي حَلَفْتُ (5) لَأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً يَصِيرُ الحَلِيمُ فِيهَا حَيْرَانَ؟   (1) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ" (31) . (2) في (ش) : «جابر» . (3) في جميع النسخ: «سليم» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (4/105 رقم470) ، وهو على الصواب في رواية ابن أبي الدنيا السابقة. (4) في (ك) : «طلعت» ، والكلمة مطموسة في (ت) . (5) في (ت) : «حلقت» ، وفي (ك) : «خلقت» . الحديث: 2759 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 562 قَالَ أَبِي: هُوَ (1) حديثٌ مُنكَرٌ، وحمادٌ ضعيفُ الْحَدِيثِ. 2760 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عَوْف الحِمصي، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عيَّاش (2) ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ (3) ضَمْضَم بْنِ زُرْعة، عَنْ شُرَيح بْنِ عُبَيد؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو أُمامَة، وَالْحَارِثُ بْنُ الْحَارِثِ، وكَثيرُ ابنُ مُرَّة، وعُمَيرُ بنُ الأَسْوَدِ؛ فِي نَفَر مِنَ الْفُقَهَاءِ: أنَّ رسولَ الله (ص) نادى بقُرَيشٍ، فَجَمَعَهُمْ، ثُمَّ قَامَ فِيهِمْ، فَقَالَ (4) : أَلاَ إِنَّ كُلَّ نَبِيٍّ بُعِثَ إِلَى قَوْمِهِ، وإِنِّي بُعِثْتُ إِلَيْكُمْ، ثم جعَلَ يَستَقرِبُهُم (5)   (1) في (أ) و (ش) : «هذا» . (2) روايته أخرجها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (11/408) من طريق محمد بن الهيثم، عن محمد بن إسماعيل، به. ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2831) من طريق أبي اليمان، عن إسماعيل، عن صفوان (كذا) ، عن شريح، به. ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1644) من طريق علي بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عياش، به بلفظ: «خِيارُ الناس خيارُ قريش، وشِرارُ قريش شِرارُ الناس، وخيارُ أئمة قريش خيارُ أئمة الناس، وشِرارُ أئمتهم شرارُ أئمة الناس، وخِيارُ الناس تَبَعٌ لخيارهم، وشِرارُ الناس تَبَعٌ لشرارهم» . ورواه البخاري في "التاريخ الكبير" (2/262) من طريق عتبة بن سعيد، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2833) ، والطبراني في "الكبير" (8/109 رقم 7517) من طريق عبد الوهاب بن نجدة، كلاهما عن إسماعيل، به مختصرًا بلفظ: «خِيارُ أئمةِ قريش خِيارُ أئمة الناس» . (3) قوله: «عن» سقط من (ف) . (4) في (ك) : «ثم قام فيهم، ثم قال» . (5) لم تنقط الباء في (أ) و (ش) . ومعنى «يستقربهم» : يطلبُ إليهم أن يقتربوا. الحديث: 2760 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 563 رجلاً رجلاً، فيَنْمِيهِ (1) إِلَى أَقْصَى آبَائِهِ، ثُمَّ يقولُ لَهُ (2) : يَا فُلانُ، عَلَيْكَ بِنَفْسِكَ؛ فَإِنِّي لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا، حَتَّى خَلَصَ إِلَى فاطمةَ ابنته (3) ، فَقَالَ لَهَا مثلَ مَا قَالَ لَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، لا أُلْفِيَنَّ النَّاسَ يَأْتُونِي (4) بِخُزُون ِ (*) الجَنَّةِ، وتَأْتُونِي بِخُزُونِ (*) الدُّنْيَا، اللَّهُمَّ لا أُحِلُّ لِقُرَيْشٍ أَنْ يُفْسِدُوا مَا أَصْلَحْتُ، ثُمَّ قَالَ: أَلاَ (5) إِنَّ خِيَارَ أَئِمَّتِكُمْ خِيَارُ قُرَيْشٍ، وشِرَارَ أَئِمَّتِكُمْ شِرَارُ النَّاسِ، وخِيَارَ قُرَيْشٍ خِيَارُ النَّاسِ، وشِرَارَ قُرَيْشٍ شِرَارُ النَّاسِ؟ فَقَالَ (6) أبي: هو (7) حديثٌ مُنكَرٌ.   (1) في (أ) و (ش) يشبه أن تكون: «فيسميه» . ومعنى «يَنْميه» : يَنسُبه، يقال: نَمَيْتُ الرجلَ إلى أبيه أَنْمِيهِ نَمْيًا: نسَبتُه إليه. انظر "النهاية" (5/121) . (2) قوله: «له» من (ت) فقط. (3) قوله: «ابنته» ليس في (ت) و (ك) . (4) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «يأتونني» بنونين، لكن إذا اجتمعت نون الرفع ونون الوقاية فإنه يجوز إثبات النونين مع الفك، وإثباتهما مع الإدغام، وحذفُ إحداهما، فما وقع هنا يخرَّج على الوجهين الأخيرين. وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (435) ، ويقال مثل ذلك في قوله بَعدُ: «وتأتوني بخزون الدنيا» . (*) ... المثبت من (ك) ، ولم تنقط الباء في بقية النسخ، ولم تنقط الخاء في (ش) و (ف) ، ولم تنقط الزاي في (ف) . ووقع في روايتي ابن أبي عاصم وابن عساكر السابقتين: «تجرُّون» بالمثناة الفوقانية ثم جيم وراء. (5) قوله: «ألا» سقط من (أ) و (ش) . (6) في (ت) و (ك) : «قال» . (7) في (أ) و (ش) : «هذا» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 564 2761 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عَوْف (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ إِسْمَاعِيلَ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبِي (2) ؛ قَالَ: حدَّثني ضَمْضَم (3) ، عَنْ شُرَيْح - يَعْنِي: ابْنَ عُبَيد - قَالَ: حَدَّثَنَا جُبَير بْنُ نُفَير، وكَثير بْنُ مُرَّة، وعُمَير بْنُ الأَسْوَدِ، والمِقدادُ، وَأَبُو أُمامة، فِي نَفَر مِنَ الْفُقَهَاءِ: أَنَّ رَجُلا أَتَى رَسُولَ الله (ص) فَقَالَ: يَا رسولَ اللَّهِ، أَهَذَا الأمرُ (4) إلا في قومك؟ فوَصِّهم بِنَا، فَقَالَ لِقُرَيْشٍ: إِنِّي أُذَكِّرُكُمْ أَلاَّ تَشُقُّوا عَلَى أُمَّتِي مِنْ (5) بَعْدِي، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ: سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ، فَأَدُّوا إِلَيْهِمْ طَاعَتَهُمْ؛ فَإِنَّ الأَمِيرَ (6) مِثْلُ المِجَنِّ يُتَّقَى بِهِ (7) ، فَإِنْ أَصْلَحُوا وأَمَرُوكُمْ بِخَيْرٍ، فَلَهُمْ وَلَكُمْ، وإِنْ أَسَاؤُوا مَا أَمَرُوكُمْ بِهِ، فَعَلَيْهِمْ، وأَنْتُمْ مِنْهُ (8) بَرَاءٌ، ثُمَّ [يَقُولون] (9) : إنَّا سَمِعْنا الرَّسُولَ يَقُولُ ذَلِكَ (10) ؟   (1) روايته أخرجها ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2832) ، و"السنة" (1073) . (2) هو: إسماعيل بن عيَّاش. (3) هو: ابن زُرْعة. (4) كذا! وفي "السنة": «هذا الأمر» ، وهو مشكل أيضًا، ولذلك علّق عليه الشيخ ناصر الدين الألباني _ح بقوله: «كذا الأصل! ولعل الصَّواب: لا يكون إلا في قومك، أو نحوه» . (5) قوله: «من» ليس في (ت) و (ك) . (6) في (أ) : «الأمين» . (7) في (ت) و (ك) : «يتقاربه» بدل: «يتقى به» . (8) في (ك) : «منهم» . (9) في جميع النسخ: «يقولا» ، عدا (ك) ، ففيها: «يعولا» والمثبت من رواية ابن أبي عاصم، انظر التعليق التالي. (10) في جميع النسخ: «ويقول ذلك» ، ووقع في رواية ابن أبي عاصم السابقة: «وأنتم منه براء، وإن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم، ثُمَّ يَقُولُونَ: إِنَّا سَمِعْنَا الرَّسُولُ (ص) يقول ذلك» . وقوله: «إن الأمير إذا ابتغى الريبة ... » ؛ رواه أحمد في "المسند" (6/4 رقم 23815) ، وأبو داود في "سننه" (4889) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (2834 و2835) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (88 و89 و90) ، والطبراني في "الكبير" (8/108-109 رقم 7516) ، من طرق عن إسماعيل بن عياش، به. الحديث: 2761 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 565 فَقَالَ أَبِي: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ جدًّا (1) . 2762 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ (3) ، عَنِ ابْنِ حِمْيَر (4) ، عَنْ فَضالَة بْنِ شَرِيك، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدان، عَنِ العِرْباض بْنِ سارِيَة: أنَّ النبيَّ (ص) وَعَظَهم مِوْعِظَةً وَجِلَت مِنْهَا (5) الْقُلُوبُ، وذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ (6) ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، يُوشِكُ أَنْ تَكُونُوا أَجْنَادًا مُجَنَّدَةً؛ فَجُنْدٌ بِالشَّامِ، وجُنْدٌ بِالعِرَاقِ، وجُنْدٌ بِاليَمَنِ ... ، فذكَرَ الَ حديث؟ قَالَ أَبِي: قَدْ دَخَلَ لَهُ حديثٌ فِي حديثٍ؛ حديثُ ابْنِ حَوالَة (7) ؛ فِي حديثِ سَعِيدِ بْنِ عبد العزيز (8) .   (1) قوله: «جدًّا» ليس في (أ) و (ش) . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1001) ، والمسألة الآتية برقم (2770) . (3) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (18/251 رقم 627) . ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/78) . (4) هو: محمد. (5) في (ك) : «فيها» . (6) قوله: «وذرفت منها العيون» سقط من (ك) . (7) هو: عبد الله. (8) الظاهر أنه يعني: دخل على الراوي حديث العرباض بن سارية في حديث عبد الله بن حَوالَة، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عن ابن حوالة. وحديث عبد الله بن حوالة هذا تقدم في المسألة رقم (1001) وسيأتي في المسألة رقم (2770) . وأما حديث العرباض فأخرجه أحمد في "مسنده" (4/126 رقم 17142) ، وأبو داود في "سننه" (4607) ، والترمذي في "جامعه" (2676) ، وابن ماجه (42 و43 و44) بلفظ: قام فينا رسول الله (ص) ذات يوم، فوعَظَنا موعظةً بليغةً وَجِلَت مِنْهَا الْقُلُوبُ، وذَرَفَت مِنْهَا العيون، فقيل: يا رسول الله! وَعَظْتنا موعظةَ مودِّع، فاعهَدْ إلينا بعهد ... الحديث. الحديث: 2762 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 566 2763 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمرو بن عثمان (1) ، عن عبد السلام بن عبد القُدُّوس، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُروَة، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؟ قَالَ أَبِي (2) : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وعبد السلام ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) . 2764 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ دُرُسْت (4) بْنُ زِيَادٍ، عَنْ رَاشِدٍ أَبِي محمَّد الحِمَّاني (5) ، عَنْ أَبِي (6) الْحَسَنِ مَوْلًى لأَبِي بَكْرَة (7) ، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرَة (8) ، عَنْ أَبِيهِ (9) ، عن النبيِّ (ص) قال:   (1) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء الكبير" (3/67) ، وابن عدي في "الكامل" (5/330) . ورواه الطبراني في "الأوسط" من طريق أرطاة بن أشعث، عن هشام بن عروة، به. (2) في (ك) : «إني» . (3) قال ابن عدي بعد أن روى حديثًا آخر لعبد السلام: «هذان الحديثان عن هشام بن عروة بهذا الإسناد لا يرويهما عن هشام غير عبد السلام، وهما بهذا الإسناد منكران» . اهـ. وانظر "تاريخ بغداد" (5/276) . (4) في (ك) : «دوست» . (5) هو: راشد بن نجيح. (6) قوله: «أبي» سقط من (ف) . (7) في (ت) و (ك) : «مولى أبي بكرة» . (8) الحديث رواه الطيالسي في "مسنده" (911) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (473) من طريق سعيد بن جمهان، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، به مرفوعًا. واختُلف فيه على سعيد، انظر لذلك "العلل" للدارقطني (1270) . (9) هو: أبو بَكْرَة نُفَيع بن الحارث. الحديث: 2763 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 567 تَسْكُنُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي أَرْضًا يُقَالُ لَهَا: البَصْرَةُ، يَجِيءُ بَنُو قَنْطُورَاءَ (1) حَتَّى (2) يُوثِقُوا خَيْلَهُمْ، فَيَفْتَرِقُ النَّاسُ عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ: فِرْقَةٌ (3) تَلْحَقُ بِأَذْنَابِ الإِبِلِ، يَضِلُّوا (*) ، وفِرْقَةٌ يَجْعَلُونَ ذَرَارِيَّهُمْ خَلْفَ ظُهُورِهِمْ يُقَاتِلُوا (*) عَنْهُمْ، أُولَئِكَ هُمُ الشُّهَدَاءُ ... ؟ فَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ (4) حديثٌ مُنكَرٌ. 2765 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ محمَّد (6) بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ (7) بُرْدٍ الأَنْطاكي (8) ، عَنْ رَوَّاد بْنُ الجَرَّاح، عَنْ سُفيان، عَنْ مَنْصُورٍ (9) ، عَنْ رِبْعِيّ، عَنْ حُذَيفة؛ قال: قال رسولُ الله (ص) : خَيْرُكُمْ في المِئَتَيْنِ الخَفِيفُ الحَاذِ (10) ، قِيلَ: يَا رسولَ الله، وما خَفيفُ (11)   (1) بنو قَنْطُورَاء: التُّرْكُ. "غريب الحديث" لأبي عبيد (2/330) . (2) قوله: «حتى» مكرر في (ك) . (3) قوله: «فرقة» سقط من (ك) . ( *) ... كذا في جميع النسخ في الموضعين: «يضلوا» و «يقاتلوا» ، والجادَّة: «يضلون» و «يقاتلون» ، وما في النسخ يخرَّج على لغة من يحذف نون الرفع تخفيفًا بلا ناصب ولا جازم، ولا نون توكيد ولا نون وقاية، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) . (4) في (أ) و (ش) : «هذا» . (5) تقدمت هذه المسألة برقم (1890) . وأجاب عنه أبو حاتم هناك بقولة: «هذا حديث باطل» . (6) في (ت) و (ك) : «عمر» . وانظر "الأنساب" للسمعاني (1/152) . (7) قوله: «بن» سقط من (ك) . (8) روايته أخرجها العقيلي في "الضعفاء" (2/69) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (6/55) . وانظر تتمة تخريج الحديث في المسألة رقم (1890) . (9) قوله: «عن منصور» سقط من (أ) و (ش) . (10) في (ك) : «الجاذ» . وتقدم تفسيره في المسألة برقم (1890) . (11) في (ك) : «الخفيف» . الحديث: 2765 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 568 الحاذِ (1) ؟ قَالَ: الَّذِي لا أَهْلَ لَهُ، ولاَ وَلَدَ لَهُ، خَفِيفُ المَؤُونَةِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2766- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد ابن المُصَفَّى؛ قَالَ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْع، عَنْ سُلَيمان بْنِ جُنادَة بْنِ أَبِي أُمَيَّة، عَنْ أَبِيهِ؛ قَالَ: حدَّثني مُعاذُ بنُ جَبَلٍ؛ قَالَ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: لَيَخْرَبَنَّ السَّاحِلُ، وأَوَّلُ مَا يَخْرَبُ مِنْهَا (2) الإسْكَنْدَرِيَّةُ؟ فَقَالَ (3) أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2767 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ محمَّد بْنِ يُوسُفَ الفِريابي (5) ، عَنْ ضَمْرَة بْنِ رَبيعَة، عَنِ ابْنِ شَوْذَب (6) ، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو (7) ، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص)   (1) في (ك) : «الجاد» . (2) كذا، والجادَّة: مِنْهُ، لكنَّ المراد: وأوَّلُ ما يَخْرَبُ من السواحلِ؛ وهذا من الحمل على المعنى بجمع المفرد. انظر المسألة (2118) . (3) في (ف) : «قال» . (4) تقدمت هذه المسألة برقم (2266) و (2737) . (5) روايته أخرجها الطبراني في "الأوسط" (6671) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/134) . ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1307) من طريق أحمد بن هاشم الرملي، عن ضمرة، به. ورواه ابن أبي شيبة - كما في "فتح الباري" (13/25) - والدارقطني في "الأفراد" (315/أ/أطراف الغرائب) من طريق ضمرة بن ربيعة، به. قال الدارقطني: «تفرد به ضمرة، عن ابن شوذب، عنه» . وقال أبو نعيم: «كلُّ ما رويناه عن ابن شَوْذَب فمن غرائب حديثه، منها ما تفرَّد به ضمرة، ومنها ما تفرَّد به أيوب بن سويد» . (6) هو: عبد الله. (7) في (ت) و (ك) : «عمر» . الحديث: 2766 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 569 قَالَ: إِنَّ المَلاَئِكَةَ تَلْعَنُ أَحَدَكُمْ إِذَا أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، وإِنْ كَانَ أَخًا لأَبِيهِ (1) وأُمِّهِ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ لَمْ يَروِه إِلا ابْنُ عَوْن (2) ، وهشامُ بنُ حسَّان، عَنْ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) (4) ، وَلا نَعْلَمُ أَحَدًا رَوَاهُ عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ غَيْرِ (5) ضَمْرَةَ بنِ رَبيعَة، عَنِ ابْنِ شَوْذَب، وَهُوَ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ. 2768 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْوَلِيدُ (6) ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ جَابِرٍ (7) ، عن عطاء ابن يَزِيدَ السَّكْسَكي؛ قَالَ: يبعثُ اللَّهُ ريحًا طيِّبةً بعد   (1) في (ك) : «لأخيه» . (2) هو: عبد الله. (3) في (ش) : «وهشام بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ» . ومحمد هذا هو: ابن سيرين. (4) كذا قال هنا! وكان ذكر في المسألتين (2266) و (2737) أنه رواه أيوب السختياني ويونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، واختلف عنهما في رفعه ووقفه كما اختُلِف على هشام وابن عون؛ كما تجد تفصيله في التعليق على المسألة (2266) . (5) في (ت) و (ك) : «بخبر» بدل: «غير» . وقوله: «غير» يجوز فيه النصب والرفع، انظر التعليق على المسألة رقم (487) . (6) هو: ابن مسلم. ولم نقف على روايته من هذا الوجه، وقد أخرج الحديث مسلم في "صحيحه" (2937) من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَابِرٍ الطَّائِيِّ، عَنْ عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه جبير بن نفير، عن النواس بن سمعان بحديث الدجال الطويل، وقتل عيسى بن مريم _ج له. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/181 رقم 17629) من الطريق نفسه، وزاد: قال ابن جابر: فحدَّثني عطاء بن يزيد السَّكْسَكي، عن كعب - أو غيره - قال: فتطرحهم؛ يعني: الطير التي يرسلها الله لتحمل يأجوج ومأجوج بعد موتهم ... إلخ الحديث. (7) هو: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. الحديث: 2768 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 570 قبضه عيسى بن مَرْيَمَ، وَعِنْدَ دُنُوٍّ مِنَ السَّاعَةِ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ فَقَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ يزيدُ بنُ عَطَاءٍ السَّكْسَكي. 2768/أ- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ، عَنْ صَدَقَة (2) ، عَنْ (3) أَبِي وَهْبٍ (4) ، عَنْ مَكْحولٍ، عَنْ أَبِي أُمامَة، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: النَّاسُ اليَوْمَ شَجَرَةٌ ذَاتُ جَنًى، ويُوشِكُ (5) النَّاسُ أَنْ يَعُودُوا شَجَرَةً (6) ذَاتَ شَوْكٍ (7) ، إِنْ (8) نَاقَدتَّهُمْ نَاقَدُوكَ (9) ، وإِنْ   (1) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو يعلى -كما في "المطالب العالية (3143) -، والطبراني في "الكبير" (8/126 رقم 7575) وفي "مسند الشاميين" (1371 و3409) ، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (219) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (311) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/17) . ومن طريق أبي يعلى أخرجه الشجري في "أماليه" (2/153) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (24/17) . ومن طريق الطبراني أخرجه الخطيب في "الموضح" (1/127) ، والشجري في "أماليه" (2/153) . (2) هو: ابن عبد الله السَّمين. (3) من قوله: «السكسكي» - في نهاية المسألة السابقة - إلى هنا سقط من (ت) و (ك) . وترتب عليه اختلاط هذه المسألة بالتي قبلها. (4) المثبت من (ف) ، وفي بقية النسخ: «ابن وهب» . وأبو وهب هذا هو: عُبَيدالله بن عُبَيد الكَلاعي. (5) في (ف) : «يوشك» بدون واو. (6) في (ف) : «شجوة» . (7) في (ك) : «شوكة» ، وكانت هكذا في (ت) ، ثم صوِّبت. (8) قوله: «إن» سقط من (ك) . (9) قال الجوهري: ناقَدتُّ فلانًا: إذا ناقشتَه في الأمر. "الصَّحاح" (ن ق د 2/544) . وقال الزَّبيدي: ناقَدَهُ في الأمر: ناقشَهُ، ومنه الحديث: «إن ناقدتَّهُم ناقَدوك» ، ويروى بالفاء. اهـ. "تاج العَروس" (9/234) . والمراد بالمناقشة: الاستقصاء في الحساب. قال الفيومي: ناقشتُه مناقشةً: استَقصَيتُ في حسابه. "المصباح المنير" (ن ق ش 2/261) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 571 تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكَ، وَإِنْ هَرَبْتَ مِنْهُمْ طَلَبُوكَ، قَالَ: فقلتُ: كَيْفَ (1) المَخْرَجُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: تُقْرِضُهُمْ مِنْ عِرْضِكَ لِيَوْمِ فَاقَتِكَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ. 2769 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (2) ، عَنْ سعيدُ بنُ يَحْيَى اللَّخْمي، عَنْ حسَّان بْنِ دِينَارٍ، عَنْ كُلْثُوم بْنِ جَبْر، عَنْ أَبِي الغادِية (3) ، عن النبيِّ (ص) ؛ قَالَ: قَاتِلُ عمَّارٍ فِي النَّارِ، وهو الَّذي قتَلَهُ (4) ؟   (1) في (ت) و (ك) : «قلت فكيف» . (2) لم نقف على روايته في «جزئه عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى اللَّخْمِيِّ» . (3) في (ك) : «العارية» ، وأشار في حاشية (ف) أن في نسخة: «الغاوية» ، ويشبه أن تكون هكذا في (أ) و (ش) . (4) قوله: «قتله» تصحَّف في (ت) و (ك) إلى: «قبله» . والمراد أن أبا الغادية هو الذي قتل عمار بن ياسر ح. وأبو الغادية هو الجهني، واسمه يسار بن سَبُع، وقصة قتله لعمار أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (3/260) ، والطبراني في "الكبير" (22 رقم 912) من طريق ربيعة بن كلثوم، وعبد الله بن الإمام أحمد في "زوائد المسند" (4/76 رقم 16698) من طريق ابن عون، والطبراني في "الكبير" (22 رقم 913) من طريق عبد الله بن كلثوم بن جبر، قال: كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر، قال: فإذا عنده رجل يقال له: أبو الغادية؛ استسقى ماءً، فأُتي بإناء مفضَّض، فأبى أن يشرب، وذكر النبي (ص) ، فذكر هذا الحديث: «لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رقاب بعض» ، فإذا رجل يسب فلانًا، فقلت: والله، لئن أمكنني الله منك في كتيبة. فلمَّا كان يَوم صِفِّينَ إذا أنا به وعليه دِرْعٌ، قال: ففطنت إلى الفرجة في جُرُبَّان الدرع، فطعنته، فقتلته فإذا هو عمار بن ياسر. قال الحافظ ابن حجر في "الإصابة" (11/289) بعد ذكره لبعض هذه الروايات" والظن في الصحابة في تلك الحروب أنهم كانوا فيها متأولين وللمجتهد المخطيء أجر، وإذا ثبت هذا في حق آحاد الناس، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى. اهـ. الحديث: 2769 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 572 قَالَ أَبِي: هُوَ حسنُ بْنُ دِينَارٍ (1) . 2770 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو [مُعَيْدٍ] (3) ، عَنْ مَكْحول، عن عبد الله بن حَوالَة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: سَيَكُونُ النَّاسُ أَجْنَادًا؛ جُنْدٌ بِالشَّامِ، وجُنْدٌ بِاليَمَنِ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوِيهِ سَعيدُ بنُ عبد العزيز، عَنْ مَكْحُول، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ، عن عبد الله بن حَوالَة، عن النبيِّ (ص) . 2771 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بن شُعَيب (4) ، عن   (1) يعني: بدلا من حسان بن دينار. والحديث رواه بن عدي في "الكامل" (2/300) من طريق هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، عَنْ سَعِيدِ بن يحيى، عن الحسن بن دينار، به. قال ابن عدي: «وهذا الحديث لا يعرف إلا بالحسن بن دينار من هذا الطريق» . والحديث ذكره الذهبي في "الميزان" (1/488) ، وابن حجر في "اللسان" (2/204) ، وابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" (6/409) وعندهم: «الحسن بن دينار» . (2) انظر المسألة المتقدمة برقم (1001) و (2762) . (3) في (أ) و (ش) و (ف) : «معين» بالنون، وفي (ك) : «معير» ، وهي محتملة للوجهين في (ت) بسبب تعديل أجري عليها. وذكر ناسخ (ف) في الحاشية أنَّ في نسخة: «معيد» لكن لم تنقط الياء. وأبو مُعَيْدٍ هذا هو: حفص بن غَيلان. وانظر "الجرح والتعديل" (3/186) ، والمسألة رقم (594) . (4) روايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (1/217 رقم 590) ، والخطيب في "تالي التلخيص" (2/508) ، وتمام في "فوائده" (1732/ الروض البسام) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/227) . وفي رواية الخطيب: «قال محمد بن شعيب: ولا أعلم إلا حدثناه عن رسول الله (ص) أو عن كعب» . الحديث: 2770 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 573 يَزِيدَ بْنِ عَبِيدَة، عَنْ أَبِي الأَشْعَث (1) الصَّنْعاني (2) ، عَنْ أَوْس بْنِ أَوْس الثَّقَفي؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : يَنْزِلُ المَسِيحُ عِيسَى بنُ مَرْيَمَ عِنْدَ (3) المَنَارَةِ البَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ؟ قَالَ (4) أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَوْس بْنِ أَوْس، عَنِ كَعْبٍ (5) قولَهُ، كَذَا يَرْوِيهِ الثِّقات (6) . قلتُ: فَمَا قَوْلُكَ فِي يَزِيدَ بْنِ عَبِيدة هَذَا (7) ؟ قَالَ: لا بأسَ به.   (1) قوله: «أبي الأشعث» ليس في (ك) . (2) هو: شراحيل بن آدَهْ بالمدِّ، وتخفيف الدال. (3) في (ك) : «عن» . (4) في (ف) : «فقال» . (5) هو: كعب الأحبار. (6) الحديث رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (1590) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (1/229) من طريق صفوان بن عمرو، عَنْ شُرَيْحِ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ كعب قوله. (7) قوله: «هذا» ليس في (أ) و (ش) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 574 .. تَمَّ الجُزْءُ السَّادسَ عَشَرَبِحَمْدِ اللهِ (1) وعَوْنِهِ ومَنِّهِ وكَرَمِهِ (2) ، ويَتلُوهُ في الجُزْءِ السَّابِعَ عَشَرَفي حديثٍ (3) رَوَاهُ معاويةُ بنُ سَلَمة، عن الوليد، وهو آخِرُ الكِتَابِ (4) . والحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَصَلَّى اللهُ (5) عَلَى سَيِّدِنَا النَّبيِّ (6) مُحمَّدٍ وعَلَى (7) آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا (8)   (1) في (ف) : «بحمد الله تعالى» . (2) قوله: «وعونه ومنه وكرمه» ليس في (ف) . (3) جاء بعده في (ف) : «يقول فيه رحمَه اللَّهُ: وسألتُ أَبِي عَنْ حديث» . (4) قوله: «وهو آخر الكتاب» متقدم في (ف) بعد قوله: «السابع عشر» . (5) في (ف) : «وصلواته» بدل: «وصلى الله» . (6) قوله: «النبي» ليس في (ف) . (7) قوله: «وعلى» ليس في (ف) . (8) من قوله: «تم الجزء السادس عشر ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ش) و (ك) ، وجاء في حاشية (ش) قوله: «آخر الجزء السادس عشر» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 575 { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ *} وصلَّى اللَّهُ عَلَى سيِّدنا محمَّدوآلِهِ وسَلَّمَ (1) الجُزْءُ السَّابعَ عَشَرَ مِنْ "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"يَشْتَمِلُ (2) على (3) ذِكْرِ عِلَلأَِخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الأُمَرَاءِ والفِتَنِ، والعِتْقِ، والمُدَبَّرِ، وأُمِّ الوَلَدِ، والقَدَرِ، وصِفَةِ الجَنَّةِ والنَّارِ، والهِبَاتِ، والعِلْمِ، وحُرُوفِ القُرْآنِ، والإِجَارَاتِ، والنُّذُورِ (4) 2772 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلَمة، عَنِ الوليد بن العَيْزار، عن عبد الله البَهِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عن النبيِّ (ص) قَالَ: سَتَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَطْمَئِنُّ إِلَيْهِمُ القُلُوبُ، وتَلِينُ لَهُمُ الجُلُودُ، ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ تَشْمَئِزُّ مِنْهُمُ القُلُوبُ، وتَقْشَعِرُّ مِنْهُمُ الجُلُودُ. فقال رجلٌ: أَلاَ نَقتُلُهم يَا رسولَ اللَّهِ (5) ؟ قَالَ: لا، مَا أَقَامُوا الصَّلاَةَ؟ قَالَ أَبِي: أَحْسِبُ أنَّ هَذَا الحديثَ مِنْ حديثِ ابن جُحادَة (6) ، ولم   (1) قوله: «وسلم» من (أ) فقط، ومكانه في (ف) : «وصحبه» . (2) في (ف) : «يشمل» . (3) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ش) . (4) من قوله: «بسم الله الرحمن الرحيم ... » إلى هنا ليس في (ت) و (ك) . (5) قوله: «يا رسول الله» من (ف) فقط. (6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/28 و29 رقم 11224 و11231) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1077) ، وأبو يعلى في "مسنده" (1300) ، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (954) ، والدارقطني في "الأفراد" (273/أ/أطراف الغرائب) ، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7100) من طريق عبد الوارث بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جحادة، عن الوليد، عن عبد الله بن الْبَهِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، به. قال الدارقطني: «تفرَّد به عبد الوارث، عن ابن جحادة، عن الوليد، عنه، به» . الحديث: 2772 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 576 يُدرك معاويةُ الوليدَ ابن عَيْزار، وَأَرَى أنَّ: مُعَاوِيَةَ، عَنْ محمَّد بْنِ جُحادَة (1) ، وَقَدْ تَرَكَ مِنَ الإِسْنَادِ: محمَّد بْنَ جُحادَة. 2773 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بنُ الْحَسَنِ (3) بْنِ شَقِيق، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ واقِد، عَنِ عبد الله بْنِ بُرَيدة (4) ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: مَا نقَضَ قومٌ العَهدَ إِلا أَظْهَرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عدوَّهم، وَمَا جارَ قومٌ فِي الحُكْمِ إِلا كَانَ القتلُ بَيْنَهُمْ، وَمَا فَشَتِ الفاحشةُ فِي قومٍ إِلا أخذَهُمُ اللَّهُ بِالْمَوْتِ، وَمَا طَفَّفَ قومٌ فِي الْمِيزَانِ إِلا أخذَهُمُ اللَّهُ بالسِّنين، وَمَا مَنَعَ قومٌ الزَّكَاةَ إِلا مَنعَهُم اللَّهُ القَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ؟ قَالَ أَبِي: حدَّثنا به عُبَيدالله بْنُ مُوسَى، عَنْ بَشير بْنِ مُهَاجِر، عَنِ ابْنِ بُرَيدة، عَنْ أبيه، عن النبيِّ (ص) ، وَهُوَ وَهَمٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أشبهُ. 2774 - وسألتُ (5) أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عبد الرَّزَّاق (6) ، عن   (1) كذا في جميع النسخ، وتخرَّج على أنَّ اسم «إنَّ» ضمير شأن محذوف، والتقدير: وأرى أنَّه: معاويةُ عن محمد ابن جحادة، وانظر التعليق على المسألة رقم (854) . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (630) . (3) في (ش) : «الحسين» . (4) في (ف) : «يزيد» ، وكذا في (أ) و (ش) غير أنها مهملة الأحرف، فتحتمل أن تكون: «بريد» . (5) انظر المسألة رقم (2799) . (6) روايته عن معمر في "الجامع" لمعمر بن راشد (19902/مصنف عبد الرزاق) . ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في "مسنده" (2/270 رقم7653) ، وابن حبان في "صحيحه" (4581 و4584) ، والطبراني في "الأوسط" (2988) و"الدعاء" (2123) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابن أبي ذئب إلا معمر، تفرَّد به عبد الرزاق» . الحديث: 2773 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 577 مَعْمَر، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْب (1) ، عَنْ سَعِيدٍ المَقبُري، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ لِيَ عَلَى قُرَيْشٍ حَقًّا، وإِنَّ لِقُرَيْشٍ عَلَيَّ حَقًّا، مَا إِنْ حَكَمُوا عَدَلُوا، وإِن ِ اسْتُرْحِمُوا رَحِمُوا، وإِن ِ ايْتُمِنُوا (2) أَدَّوْا، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ، فَعَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوُونَهُ (3) عَنْ سَعِيدٍ: أنَّ النبيَّ (ص) ... مُرسَلً (4) . 2775 - وسألتُ (5) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَكَم بْنُ مُوسَى، عَنْ محمَّد بْنِ سَلَمة، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بن   (1) هو: محمد بن عبد الرحمن. (2) كذا في (ت) و (ف) و (ك) غير مهموزة، وفي (أ) و (ش) : «ائتمنوا» بالهمز، لكنَّ الجادَّة: «اُؤْتُمِنُوا» بهمزة على واو؛ لأنَّها ساكنة بعد ضم للبناء لما لم يُسمَّ فاعلُه، لكنَّ هذه الكلمة إذا سُهِّلت، فلها حالتان: الأولى: أنْ تُسَهَّل في حالة الابتداء؛ فتبدلُ واوًا: «اُوْتُمِنُوا» . الثانية: أنْ تُسَهَّل في حالة الوصل مع ما قبلها؛ فتبدلُ ياءً لانكسار النون في «إِنِ» قبلها، هكذا: «إِنِ ايْتُمِنُوا» كما وقع في النسخ (ت) و (ف) و (ك) ، ومن ذلك قراءةُ ابن محيصن، وورش، وأبي عمرو بخلافٍ عنه، وأبي جعفر، والسُّوسي: {الَّذِي ايْتُمِنَ} من سورة البقرة، الآية (283) وصورة هذه القراءة كما في "شرح المفصَّل" (9/108) : «الَّذِيْتُمِنَ» . وانظر: "معجم القراءات" (1/426) . وأمَّا كتابةُ هذه الكلمة بهمزة على ياء - كما في (أ) و (ش) - فلا نعلم له وجهًا في علم الرسم والإملاء، والله أعلم. (3) في (ف) : «يَرْوُنَه» . (4) قوله: «مرسل» سقط من (ك) ، وجاء في بقية النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والحديث رواه البغوي في "الجعديات" (2830) عن علي بن الجعد، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سعيد بن خالد، عن النبي (ص) ، به مرسلاً. وانظر المسألة رقم (2717) . (5) تقدمت هذه المسألة برقم (2542/أ) . (6) هو: محمد. الحديث: 2775 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 578 مُهاجِر، عن إسماعيل مولى عبد الله بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو؛ قال النبيُّ (ص) : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَقَتْلُ المُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْ زَوَالِ الدُّنْيَا؟ فَقَالا (1) : هَكَذَا رَوَاهُ الحَكَمُ، والحَرَّانِيُّون يُدخِلون بَيْنَ ابْنِ إِسْحَاقَ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهاجِر: الحسنَ بْنُ عُمارة. 2776 - وسمعتُ أَبِي وَذَكَرَ الحديثَ الَّذِي حدَّثنا بِهِ؛ قَالَ: حدَّثنا سَلْمُ (2) بْنُ محمَّد الورَّاق، عَنْ عِكرِمَة بْنِ عمَّار، عَنْ عَاصِمِ بْنِ شُمَيْخ الغَيْلاني، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدري، عن النبيِّ (ص) قال: كُلُّكُمْ رَاعٍ، وكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ... ، الحديثَ. فَقَالَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (3) . 2777 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ الأزرَق (4) ، عَنْ الثَّوري، عَنْ زُبَيد (5) ، عَنْ أَبِي وائلٍ (6) ، عن مَسْرُوقٍ، عن عبد الله (7) ،   (1) في (ف) : «فقال» . (2) في (ف) : «سالم» ، وفي (ك) : «سليم» . وانظر "الجرح والتعديل" (4/269 رقم1159) . (3) قوله: «موقوف» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . ومتن الحديث أخرجه البخاري (2554) ، ومسلم (1829) من حديث ابن عمر ذ. (4) هو: إسحاق بن يوسف. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (10/157 رقم10308) والدارقطني في "العلل" (5/261) . ورواه الطبراني في "الكبير" (10/159 رقم10316) من طريق لَيْثُ بْنُ أَبِي سُلَيْمٍ، عَنْ طلحة بن مصرِّف، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، به. (5) هو: اليامي. (6) هو: شقيق بن سَلَمة. (7) هو: ابن مسعود ح. الحديث: 2776 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 579 عن النبيِّ (ص) قَالَ: سِبَابُ المُسلِمِ فُسُوقٌ، وقِتَالُهُ كُفْرٌ؟ قَالَ أَبِي: لا أعلَمُ أَحَدًا أدخَلَ بَيْنَ (1) شَقيقٍ وعبدِ الله «مَسْروقً» (2) غيرَ إسحاقَ الأزرَق (3) . 2778 - وسألتُ أَبِي عن حديثٍ رواه عبد العزيز الدَّراوَرْدي (4) ، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عن عبد الله بْنِ سَلْمَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَبْعَثُ رِيحًا مِنْ قِبَلِ اليَمَن ِ، فَتَقْبِضُ كُلَّ مُؤْمِنٍ؟   (1) في (أ) : «من» . (2) كذا في جميع النسخ، وهو علم مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) ذكر الدارقطني في "العلل" (866) هذا الحديث من رواية إسحاق الأزرق، ثم قال: «وخالفه أصحاب الثوري، فَرَووه عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْد، عَنْ أبي وائل، عن عبد الله، ليس فيه مسروق، وكذلك رواه أصحاب زبيد عن زبيد، والصَّحيح قول من لم يذكر فيه مسروقًا، وكذلك رواه الأعمش ومنصور، عن أبي وائل، عن عبد الله» اهـ. = ... وقال أبو نعيم في "الحلية" (5/34) : «رواه شعبة وقيس ومحمد بن طلحة وعبد الرحمن بن زبيد، عن زبيد مثله، وخالف إسحاق الأزرق أصحاب الثوري، فرواه عنه، عَنْ زُبَيْد، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عن مسروق، عن عبد الله» اهـ. والحديث أخرجه مسلم في "صحيحه" (64) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثَّوْرِيِّ، عَنْ زُبَيْد، عَنْ أَبِي وائل، عن عبد الله، ليس فيه ذكر لمسروق. وأخرجه البخاري في "صحيحه" (48) ، ومسلم أيضًا من طريق شعبة، عن زبيد كذلك. وأخرجه البخاري (6044 و7076) ، ومسلم أيضًا، كلاهما من طريق الأعمش ومنصور بن المعتمر، عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن عبد الله. (4) هو: عبد العزيز بن محمد. الحديث: 2778 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 580 قَالَ أَبِي: كَذَا حدَّثني داودُ الجَعْفَري (1) ! وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَة (2) ، ومحمد بن سُلَيم (3) ، عن عبد العزيز، عَنْ صَفْوان بْنِ سُلَيم، عَنْ عُبَيدالله بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (4) . قلتُ لأَبِي: هَذِهِ الزِّيادة (5) محفوظةٌ؟   (1) هو: داود بن عبد الله. (2) روايته على هذا الوجه أخرجها ابن منده في "الإيمان" (450) من طريقه عن أبي علقمة الفروي وعبد العزيز الدراوردي، عن صفوان، به. وأخرج الحديث مسلم في "صحيحه" (117) من طريق أحمد بن عَبْدة الضَّبِّي، عن الدَّراوَرْدي وأبي علقمة الفروي؛ قالا: حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ عَبْدالله بن سلمان، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وذكر المزِّي في "تحفة الأشراف" (13468) هذا الحديث من رواية مسلم، ثم قال: «في كتاب خلف: «عن عُبَيدالله بن سلمان» ، وهو وَهَمٌ، وفي كتاب أبي مسعود: «عن عبد الله» ، وهو الصَّواب، وهو أخو عُبَيدالله» . اهـ. وخَلَف: هو الواسطي، وأبو مسعود: هو الدمشقي، ولهما كتابان في أطراف الصَّحيحين. وهذا الذي رجَّحه المزِّي هو الظاهر من صنيع البخاري؛ فإنه ذكر عبد الله بن سلمان هذا في "التاريخ الكبير" (5/109 رقم325) وذكر في ترجمته هذا الحديث. وقال الدارقطني في "الأفراد" (296/أ/أطراف الغرائب) : «غريب من حديث أبي عبد الله سلمان الأغر، عنه، تفرَّد به صفوان بن سليم، عن عبد الله بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ، عَنْ أَبِيهِ، وهو صحيح أخرجه مسلم عن أحمد بن عبيدة بهذا الإسناد» . وانظر "التقييد والإيضاح" للعراقي ص (398) . (3) هو: أبو عبد الله البغدادي القاضي، أصله من الكوفة. انظر "الجرح والتعديل" (7/275 رقم1488) . (4) من قوله: «قال إن الله ... » إلى هنا مكرر في (أ) و (ش) ؛ لانتقال النظر. (5) يعني زيادة: «عن أبيه» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 581 قال: نعم. قلتُ: فعُبَيدُالله أَصَحُّ أو عبد الله؟ قال: عُبَيدُالله صحيحٌ. 2779 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو مُصعَب الزُّهْري (1) ، عَنِ الدَّراوَرْدي (2) ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عيسى، عن عُبَيدالله بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرّ؛ قَالَ: حدَّثنا ابْنُ عُمَر (3) ؛ قَالَ: قلتُ للنبيِّ (ص) : أَيْنَ نَذْهَبُ إِذَا أَدرَكَتْنا الفتنةُ؟ قَالَ: جَبَلَ جُهَيْنَةَ (4) ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ خَطَأٌ؛ حدَّثنا دَاوُدُ الجَعْفَري، فقال فيه: عن عُبَيدالله، عن أبيه؛ قال: قُلنا لعبد الله بْنِ عَمْرو ... ، وَلَمْ يرفَعْه؛ وَهُوَ أشبهُ. 2780 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي فُدَيْك (5) ، عَنْ   (1) هو: أحمد بن أبي بكر بن الحارث. (2) هو: عبد العزيز بن محمد. (3) في (ك) : «ابن عمير» . (4) جبلُ جُهَينة هو: رَضْوى، بين يَنْبُع والحَوْراء. "معجم ما استعجم" (4/1310) . وقال ابن خلِّكان: قال الطبري في "تاريخه" الكبير: رَضْوى جبل جُهَينة، وهو في عمل يَنْبُع. وقال غيره: بينهما مسيرةُ يوم واحد، وهو من المدينة على سبع مراحل ... وهو على ليلتين من البحر. "وفيات الأعيان" (4/173) . وقوله: «جَبَلَ جهينة» منصوب على نزع الخافض، والأصل: إلى جَبَلِ جهينة؛ حُذِفَ حرف الجر، فانتصب ما بعده، انظر التعليق على المسألة رقم (12) . (5) هو: محمد بن إسماعيل. وروايته أخرجها الطبراني في "الكبير" (13/10 رقم6/قطعة منه) . الحديث: 2779 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 582 مُوسَى بْن يعقوب الزَّمْعي، عَنِ أَبِي حَازِمٍ (1) ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الحَكَم بن ثَوْبان، عن عبد الله بن عمرو: أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ لَهُ: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا كَانَ زَمَانٌ يُغَرْبَلُ فِيهِ النَّاسُ غَرْبَلَةً، وبَقِيْتُمْ فِي حُثَالَةٍ (2) مِنَ النَّاسِ؟! ... ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: أَبُو حَازِمٍ (3) ، عَنْ عُمارة بْنِ عمرو بن حزم، عن عبد الله بن عمرو، عن النبيِّ (ص) . 2781 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثِ أَبِي اليَمان (4) ، عَنْ صَفْوان بْنِ عَمْرٍو، عن عبد الرحمن بْنِ جُبَير بْنِ نُفَير، عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ قَالَ لجُلَسائه: كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا خَرَجَ فِيهَا دَاعِيَانِ: داعٍي (*) إلى كتاب الله (5) ، وداعٍي (*) إلى سُلطان الله، إلى أَيِّما تُجِيبُونَ؟ قَالُوا: إِلَى كِتَابِ اللَّهِ؛ قال: إذَنْ تَهْلِكُوا؟   (1) هو: سلمة بن دينار. (2) الحُثالَةُ: الرَّدِيءُ من كلِّ شيء، ومنه حُثالة الشَّعِير والأَرُزِّ والتَّمْر وكلِّ ذي قِشْر. "النهاية" (1/339) . (3) روايته أخرجها نعيم بن حماد في "الفتن" (693) ، وأحمد في "المسند" (2/221 رقم7063) ، وأبو داود في "سننه" (4342) ، وابن ماجه في "سننه" (3957) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (1176 - 1180) ، والحاكم في "المستدرك" (4/435) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (43/ 318 و319) . ومن طريق نعيم بن حماد أخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (253) . (4) هو: الحكم بن نافع. (*) ... كذا في جميع النسخ: «داعي» بإثبات الياء في آخرها، والجادة في المنقوص المنون المرفوع والمجرور حذف الياء من آخرها، وما في النسخ لغة صحيحة وبها قرأ ابن كثير المكي من السبعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . (5) لفظ الجلالة «الله» ليس في (ف) . الحديث: 2781 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 583 قَالَ أَبِي: أَرَى أَنَّهُمْ يَرْوونه عن عبد الرحمن ابن جُبَير بْنِ نُفَير، عَنْ أَبِيهِ، إمَّا عَنْ أَبِي الدَّرْداء، أَوْ عَنْ كَعْبٍ (1) . 2782 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ عمَّار (2) ، عَنِ ابْنِ سُمَيْع (3) ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئبٍ (4) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ فِي (5) مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عفَّان؟ قَالَ أَبِي: سألتُ مَحْمُودَ بْنَ عِيسَى بْنِ سُمَيْع (6) عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ؟ فحدَّثني، وَقَالَ: فِي كِتَابِ ابْنِ سُمَيْع: حدَّثني رجلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ، عَنْ ابن أبي ذِئب (7) .   (1) يعني: كعب الأحبار. ورواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (1944) أخبرنا بقية قال: وحدثني أرطاة بن المنذر، عمَّن حدثه، عن أم سلمة أنها قالت ... به. (2) روايته أخرجها ابن شبَّة في "تاريخ المدينة" (4/1157) ، والعقيلي في "الضعفاء" (4/115) ، وابن عدي في "الكامل" (6/246) ، والخطيب في "الموضح" (1/45-46) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (39/415) . وتابعه عليه هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ، عن ابن عدي. (3) هو: محمد بن عيسى بن القاسم بن سُمَيْع الدمشقي. (4) هو: محمد بن عبد الرحمن. (5) في (ش) و (ك) : «عن» . (6) قوله: «بن سميع» سقط من (ك) . ومحمود هذا هو: ابن إبراهيم بن محمد بن عيسى بن القاسم بن سُمَيْع. (7) قال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/203 رقم630) : «محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، شامي، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزهري؛ عن سعيد، في مقتل عثمان، سمع منه هشام بن عمار، ويقال: إنه لم يسمع عن ابن أبي ذئب هذا الحديث» . وقال ابن حبان في "الثقات" (9/43) في ترجمة مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ: «مستقيم الحديث إذا بيَّن السماع في خبره، فأما خبره الذي روى عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ؛ في مقتل عثمان، لم يسمعه من ابن أبي ذئب، سمعه من إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله التيمي، عن ابن أبي ذئب، فدَلّس عنه، وإسماعيل واهٍ» . وقال ابن عدي في "الكامل" (6/246) : «سمعت عَبْدان يقول: سمعت ابن أبي سميع يقول: لم يسمع أبي حديثَ مقتل عثمان من ابن أبي ذئب، إنما هو في كتاب أبي عن قاصٍّ» ، ثم قال ابن عدي: «وهو = = حسنُ الحديث، والذي أُنْكِر عليه حديث مقتل عثمان أنه لم يسمعه من ابن أبي ذئب» . وأخرج الخطيب في "الموضح" (1/45 - 46) عن صالح بن محمد الحافظ - المعروف بجَزَرَة -؛ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَام بْن عَمَّار؛ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ القاسم، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ الزهري؛ حديث مَقْتَلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ؛ قَالَ: فجَهَدْتُ به الجهد أن يقول: حدثنا ابن أبي ذئب، فأبى أن يقول إلا: عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب. قَالَ صالح بن محمد: فقال لي محمود ابن ابنة محمد بن عيسى: هو في كتاب جدِّي: عن إسماعيل بن يحيى بن عبيد الله، عَنِ ابْنِ أَبِي ذئب. قَالَ صالح: وإسماعيل بن يحيى هذا يضع الحديث» . وقد أطال الشيخ عبد الرحمن المعلِّمي _ح التعليقَ على هذه الحكاية في بيان هل الذي دلَّس هو هشام بن عمار؟ أو مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ سُمَيْعٍ؟ ورجَّح أنه هشام ابن عمار، لكن يُشكل عليه متابعة هَارُونُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ له عند ابن عدي في "الكامل" كما سبق نقله. وانظر "تهذيب الكمال" (26/256-257) . الحديث: 2782 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 584 2783 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ سَهْلُ بنُ تمَّام ٍ، عَنْ عِمران القطَّان، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَة، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي المَهْديِّ؟ فَقَالَ (2) أَبِي: رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشير، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي المُتَوكِّل، عَنْ أَبِي سعيد، عن النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: حديثُ أَبِي نَضْرَة أشبهُ.   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2633) . (2) في (ف) : «قال» . الحديث: 2783 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 585 2784 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ يَحْيَى القطَّان، عَنْ أَجْلَح (1) ، عَنْ قَيْس بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ رِبْعيِّ بْنِ [حِرَاش] (2) ، عَنْ حُذَيفة؛ قَالَ: لَوْ خَرَجَ الدَّجَّالُ، لآمنَ بِهِ قومٌ؟ قَالَ أَبِي: إِنَّمَا هُوَ: قَيْس بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ (3) ، وَأَبُو مُسْلِمٍ اسْمُهُ: رُمَّانَة (4) . 2785 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ جابر، عن عبد العزيز بن رُفَيْع، عن عبد الله ابن القِبْطِيَّة؛ قَالَ: دخلتُ أَنَا والحسنُ ابنُ عليٍّ عَلَى أمِّ سَلَمة، فَقَالَ: حدَّثيني عَنْ جيشِ الخَسْفِ (5) ، فَقَالَتْ: سمعتُ رسول الله (ص) يَقُولُ: يَخْرُجُ (6) السُّفْيَانِيُّ بِالشَّامِ، فَيَسِيرُ إِلَى الكُوفَةِ، فَيَبْعَثُ جَيْشًا إِلَى المَدِينَةِ، فَيُقَاتِلُونَ مَا شَاءَ اللهُ، حَتَّى يُقْتَلَ الحَبَلُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، ويَعُوذُ (7) عَائِذٌ (8) مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ - أَو   (1) هو: ابن عبد الله الكندي. (2) في (أ) و (ش) و (ف) : «خراش» ، وفي (ت) : «حداش» ، وفي (ك) : «خداش» . وانظر المسألة رقم (1496) و (1735) و (1891) و (1929) و (2538) ، و"تهذيب الكمال" (9/54) . (3) روايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (37481 و37610) من طريق محاضر أبي المورِّع، عن الأجلح، عن قيس، به. (4) وكذا قال في "الجرح والتعديل" (7/96 رقم552) . (5) في (ك) : «حبيش الحشف» . (6) قوله: «يخرج» سقط من (ك) . (7) في (ش) و (ك) : «ويعود» . (8) في (أ) و (ش) و (ك) : «عائد» . الحديث: 2784 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 586 قَالَ: مِنْ وَلَدِ عَلِيٍّ - بِالْحَرَمِ، فَيَخْرُجُونَ إِلَيْهِ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ (1) مِنَ الأَرْضِ؛ خُسِفَ بِهِمْ، غَيْرَ رَجُلٍ يُنْذِرُ النَّاسَ؟ قَالَ أَبِي: إنما هو: عن عُبَيدالله ابن القِبْطِيَّة (2) ، وَفِيهِ زيادةُ كلامٍ لَيْسَ فِي حَدِيثِ النَّاسِ. 2786- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حَزْم (3) ، عَنِ الْحَسَنِ (4) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو مُوسَى الأشعريُّ: أنَّ رسولَ الله (ص) قَالَ: إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الهَرْجَ، قَالُوا: مَا الهَرْجُ؟ قَالَ: القَتْلُ، قالوا:   (1) البَيْداء: الصحراء، والمَفازَة، والقَفْر: المستوي المشرف من الأرض، وهي: قليلة الشجر، أو لا شيء فيها. وانظر: "النهاية" (1/1710) ، و"لسان العرب"، و"تاج العروس" (بيد) ، و (فوز) . (2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2882) من طريق جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله ابن القبطية، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنِ النَّبِيِّ (ص) قال: «يعوذ عائذٌ بالبيت، فيُبْعَث إليه بَعثٌ، فَإِذَا كَانُوا ببَيْداءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِف بهم» ، فقلتُ: يا رسول الله، فكيف بمن كان كارهًا؟ قال: «يُخسَفُ به معهم، ولكنَّه يُبعَثُ يوم القيامة على نيَّته» . (3) في (أ) : «خرم» . وحَزمٌ هذا هو: ابن أبي حَزْم القُطَعي. وروايته أخرجها أبو يعلى في "مسنده" (7255) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (21 و172) . ورواه الحاكم في "المستدرك" (4/451) من طريق أبان، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، به. قال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (12193) : «أبان متروك باتفاق، والحسن عن أبي موسى مرسل» . (4) هو: البصري. الحديث: 2786 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 587 مايكفينا أَنْ يُقتَلَ (1) مِنَ الْمُشْرِكِينَ كلَّ عَامٍ كَذَا وَكَذَا؟ قَالَ: لَيْسَ بِذَاكَ، ولَكِنْ قَتْلُكُمْ أَنْفُسَكُمْ ... ، فَذَكَرَ الحديثَ؟ قَالَ أَبِي: هَذَا وَهَمٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ؛ رَوَاهُ عَوْفٌ (2) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَسِيد بْنِ المُتَشَمَِّس، عَنْ أَبِي مُوسَى، عَنِ النبيِّ (ص) . قلتُ: سَمِعَ الحَسنُ مِنْ أَبِي موسى؟ قال: لا (3) .   (1) كذا في (ف) و (ك) ، ولم تنقط الياء في بقية النسخ، ووقع في روايتي أبي يعلى والداني السابقتين: «نقتل» بالنون. (2) هو: ابن أبي جميلة الأعرابي. وروايته أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (37373) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/12) ، وابن ماجه في "سننه" (3959) . ورواه أحمد في "مسنده" (4/406 رقم 19636) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (2/12) ، ونعيم بن حماد في "الفتن" (420) ، والبزار في "مسنده" (3047) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (1/305-306) من طريق يونس بن عبيد، وابن المبارك في "المسند" (260) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/226) . من طريق مبارك بن فضالة، كلاهما عن الحسن، به. ومن طريق ابن المبارك رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (11) ، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (1/226) . وذكر الدارقطني في "العلل" (1317) الاختلافَ في الحديث، ومما ذكره أنه روي عن الحسن عن حطَّان الرقاشي، عن أبي موسى. ثم قال: «والمحفوظُ قول من قال: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ المتشمِّس. ومن قال: عن الحسن، عن حطَّان؛ فقوله غيرُ مدفوع، يحتمل أن يكون الحسنُ أخذه عنهما جميعًا، ومن قال: عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى، فإنه أرسل الحديث؛ فلا حجَّة له ولا عليه» . (3) وقال في "المراسيل" (117) : «سمعت أبي يقول: الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي موسى الأشعري شيئًا» . وقال أيضًا (118) : «سمعت أبا زرعة يقول: الحسن لم يَرَ أبا موسى الأشعري أصلاً، يدخل بينهما أسيد بن المُتَشَمِّس» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 588 2787 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَشَجُّ (1) ، عَنْ عُقْبة بْنِ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ قُدَامة - يَعْنِي: عِصامً (2) - عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: قال رسولُ الله (ص) لِبَعْضِ نِسَائِهِ: لَيْتَ شِعْرِي! أَيَّتُكُنَّ صَاحِبَةُ الجَمَلِ [الأَدْبَبِ] (3) ... ؟ ، وَذَكَرَ الحديثَ (4) ؟   (1) هو: عبد الله بن سعيد الأَشَجّ. (2) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة؛ وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . ورواية عصام هذا: أخرجها ابن أبي شيبة في "المصنف" (37774) وفي "مسنده"- كما في "المطالب العالية" (4400) - من طريق وكيع، والبزار في "مسنده" (3273/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (5611) من طريق أبي نعيم، والبزار (3274) من طريق عبد الله (كذا) بن موسى، ثلاثتهم عن عصام، به. قال البزار: «لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد» . (3) في جميع النسخ: «الأريب» ، والمثبت من مصادر التخريج، وضبطه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (13/55) : «الأَدْبَبُ: بهمزة مفتوحة، ودال ساكنة، ثم موحَّدتين، الأولى مفتوحة» . وقال ابن الأثير في "النهاية" (2/96) : «أراد: الأَدَبَّ، فأظهرَ الإدغامَ لأجل الحَوْءَب: والأَدَبُّ: الكثيرُ وَبَرِ الوَجْه» . اهـ. والإدغام إذا كان واجبًا لا يُفَكُّ إلا للسجع في النثر - كما وقع هنا - أو للتقفية والتصريع في الشعر كما في قول أبي النجم العِجْلي أحد رُجَّاز الإسلام: الحمدُ للهِ العَلِيِّ الأَجْلَلِ الواهبِ الفضلِ الوَهُوبِ المُجْزِلِ أَعْطَى فلم يَبْخَلْ ولم يُبَخَّلِ والشاهد في قوله: «الأَجْلَلِ» ، وقياسه: الأَجَلّ، وانظر: "الإيضاح، في علوم البلاغة" (ص74) ، وكتاب "علم المعاني" لعبد العزيز عتيق (ص 19) . (4) تكملته: «تنبَحُها كلابُ الحَوْءَب، يقتل عن يَمينها وشِمالها قَتلى كثير، ثم تنجو بعدما قد كادتْ» . الحديث: 2787 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 589 قَالَ أَبِي: لَمْ يَروِ هَذَا الحديثَ غيرُ عِصَامٍ، وَهُوَ حديثٌ مُنكَرٌ. وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ هَذَا الحديثِ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ (1) ، لا يُروى مِنْ طريقٍ غيرِه (2) . 2788 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وسُئِلَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ عِمران بْنِ أَبِي لَيْلَى (3) ، عَنْ سُلَيمان بن رَجاء، عن عبد العزيز بن مُسلِم، عن أبي نُصَيْرَة (4) العَبْدي، عَنْ أَبِي رَجاء العُطارِدي، عن   (1) من قوله: «وسئل أبو زرعة ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (2) أما ابن عبد البر: فإنه ذكر الحديث في "الاستيعاب" (13/94) ، وقال: «وهذا الحديثُ من أعلام نبوَّته (ص) ، وعصام بن قدامة ثقةٌ، وسائر الإسناد أشهرُ من أن يحتاج لذكره» . (3) روايته أخرجها ابن شاهين في "الترغيب" - كما في "الأمالي المطلقة" لابن حجر ص (115) ، ولم نقف عليه في المطبوع من "الترغيب" -، وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (18) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص (69-70) ، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (2188) ، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص (115) . قال ابن حجر: «هذا حديث غريب» . (4) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن أبي بصير» ، وفي (ك) : «عن أبي نضرة» ، والمثبت من (ت) ، وهو الموافق لما في "الجرح والتعديل" (8/188 رقم 827) وغيره من مصادر ترجمته، وجاء على الصَّواب في "فضيلة العادلين" لأبي نعيم (18) ، وتصحَّف في "تاريخ جرجان" إلى: «عن أبي نصر البغدادي العبدي» وفي "الترغيب" للأصبهاني إلى: «حدثنا عبد العزيز بن مسلم بن أبي نضرة العبدي» !. وقد قيل إن أبا نُصَيرة هذا هو مسلم بن عبيد، وقيل: هما اثنان. انظر تفصيل ذلك في "الجرح والتعديل" (8/188 رقم827) ، و"الإكمال" لابن ماكولا (1/329) ، و"تهذيب التهذيب" (4/598) و"تبصير المنتبه" (4/1421) و"الأمالي المطلقة" ص (115) ثلاثتها لابن حجر. الحديث: 2788 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 590 أَبِي بَكْر الصِّدِّيق، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: الوَالِي العَادِلُ المُتَوَاضِعُ ظِلُّ اللهِ ورُمْحُهُ فِي أَرْضِهِ، فَمَنْ نَصَحَهُ فِي نَفْسِهِ وفِي عِبَادِ اللَّهِ؛ حَشَرَهُ اللهُ فِي وَفْدِهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ، ومَنْ غَشَّهُ فِي نَفْسِهِ وفِي عِبَادِ اللهِ خَذَلَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، ويُرْفَعُ لِلْوَالي (1) العَادِلِ المُتَوَاضِعِ فِي كُلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ عَمَلُ سِتِّينَ صِدِّيقًا، كُلُّهُمْ عَابِدٌ (2) مُجْتَهِدٌ فِي نَفْسِهِ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لا يُعرفُ سُلَيمانُ بنُ رَجاء هَذَا، وَلا (3) يُعرفُ لَهُ أصلٌ مِنْ حديثِ عبد العزيز بن مُسلِم، ولا نَعلَمُ (4) عبدَالعزيز بْنَ مُسلِم رَوَى عَنْ أَبِي نُصَيْرَة (5) العَبْدِيِّ شَيْئًا. 2789 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بُنْدار (6) ، عَنْ غُنْدَر (7) ، عَنْ شُعبة، عَنْ يُونُسَ (8) ، عَنِ الحَسَنِ (9) ، عَنْ أُمِّه، عَنْ أمِّ سَلَمة، عن النبيِّ (ص) : تَقْتُلُ عَمَّارً (10) الفِئَةُ (11) البَاغِيَةُ؟   (1) في (ك) : «الوالي» . (2) في (ف) : «عائذ» . (3) في (ف) : «لا» بدون واو. (4) في (ك) : «ولا يعلم» . (5) في (أ) و (ش) و (ف) : «عن أبي بصير» ، وفي (ك) : «نضيرة» . (6) هو: محمد بن بشار. وروايته أخرجها ابن حبان في "صحيحه" (7077) ، والطبراني في "الكبير" (23/364 رقم 857) ، وبيبى بنت عبد الصَّمد في "جزئها" (21) . (7) هو: محمد بن جعفر. (8) هو: ابن عبيد. (9) هو: البصري. (10) كذا في جميع النسخ، وهو عَلَمٌ مصروف، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (11) في (ت) : «العبد» ، بدل: «الفئة» . الحديث: 2789 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 591 فَقَالا: هَذَا خطأٌ، وَلَيْسَ هَذَا مِنْ حديثِ يُونُسَ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ أيُّوب (1) ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أمِّ سَلَمة. وشُعبة (2) ، عن خالد (3) ، عَنْ سَعِيدِ (4) بْنِ أَبِي الْحَسَن (5) ، عَنْ أُمِّه، عَنْ أُمِّ سَلَمة (6) . وَقَالا: أَخْطَأَ بُنْدارٌ فِي هَذَا الحديث.   (1) أي: ابن تَميمَة السَّختياني. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1703) ، والطبراني في "الكبير" (23/363 رقم 852) . ومن طريق الطيالسي رواه ابن سعد في "الطبقات" (3/252) ، وأحمد في "مسنده" (6/300 رقم 26563) . (2) روايته أخرجها مسلم في "صحيحه" (2916) من طريق محمد بن عمرو بن جَبلة وعُقْبة بن مُكْرَم وأبي بكر بن نافع، ثلاثتهم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ غُنْدَرٍ، عن شعبة، عن خالد الحذَّاء، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَن عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وأخرجه من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث، عن شعبة، عن خالد، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَن، والحسن البصري كليهما، عن أمهما، عن أم سلمة. وأخرجه من طريق عبد الله بن عون، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أم سلمة. (3) هو: ابن مِهْران الحذَّاء. (4) في (أ) و (ش) : «أبي سعيد» . (5) هو: أخو الحسن البصري. (6) قال الحاكم في "تاريخ نيسابور" - كما في "فتح الباري" لابن رجب (2/494) -: «سمعت أبا عيسى محمد بن عيسى العارض - وأثنى عليه - يقول: سمعت صالح بن محمد الحافظ - يعني: جزرة - يقول: سمعت يحيى بن معين وعليَّ بن المديني يصحِّحان حديث الْحَسَنِ، عَنْ أُمِّهِ، عَنْ أُمِّ سلمة: تقتل عمَّارًا الفئةُ الباغية» . اهـ. وروى الخلال في "العلل" (131/المنتخب لابن قدامة) بإسناده إلى الإمام أحمد أنه ذُكر له حديث «تقتل عمارًا الفئةُ الباغية» ؟ فقال: «ليس فيه حديثٌ صحيح» . وتعقب ذلك ابن رجب في "فتح الباري" (2/494) بأن إسناد الخلال إلى أحمد غير معروف، وأنه روي عن أحمد خلاف هذا، وأنه قال: «في هذا غيرُ حديث صحيح عن النبي (ص) » ، والله أعلم. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 592 2790- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الأَوْزاعي (2) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: مَا مِنْ وَالٍي (3) إِلاَّ لَهُ بِطَانَتَان ِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمَعْرُوفِ وتَنْهَاهُ عَنِ المُنكَرٌِ، وبِطَانَةٌ لاَتَأْلُوهُ خَبَالاً (4) ؟ قَالَ أَبِي: رَوَاهُ يُونُسُ (5) ، عَنِ الزُّهري، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . قَالَ أَبِي: هُوَ بِأَبِي هُرَيْرَةَ أشبهُ؛ لأنَّ محمَّد ابن عَمْرٍو (6) يَرْوِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) (7) .   (1) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو. (2) هو: عبد الرحمن بن عمرو. وروايته أخرجها ابن المبارك في "مسنده" (272) ، وأحمد في "مسنده" (2/237 رقم 7239) ، وابن حبان في "صحيحه" (6191) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (2117) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/111) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (7/422) . ومن طريق ابن المبارك رواه أبو يعلى في "مسنده" (5901) . (3) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «وال ٍ» بحذف الياء، لكنَّ ما في النسخ عربيٌّ فصيحٌ، تقدم التعليق على نحوه في المسألة رقم (146) . (4) أي: لا تُقَصِّر في إفساد أمره. "النهاية" (2/8) . (5) هو: ابن يزيد الأَيْلي. وروايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/39 و88 رقم 11342 و11834) ، والبخاري في "صحيحه" (6611 و7198) . (6) روايته أخرجها الطبراني في "مسند الشاميين" (367) ، و"الصغير" (188) . (7) قال البخاري عقب الحديث (7198) : «وقال سليمان، عن يحيى: أخبرني ابن شهاب بهذا، وعن ابن أبي عتيق وموسى، عن ابن شهاب مثله، وقال شعيب، عن الزهري: حدثني أبو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَوْلُهُ، وقال الأوزاعي ومعاوية بن سلاَّم: حدثني الزهري، حدثني أبو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبي (ص) ، وقال ابن أبي حسين وسعيد بن زياد: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سعيد قوله، وقال عبيد الله بن أبي جعفر: حدثني صفوان، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي أيوب؛ قال: سمعت النبي (ص) » . اهـ. وذكره الدارقطني في "العلل" (1016) من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي أيوب ح، فقال: «يرويه صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي أيوب، واختُلف عن أبي سلمة فيه: فرواه الزهري، عن أبي سلمة، فخالف صفوان، ورواه عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سعيد الخدري. وقيل: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هريرة. وقيل: عن أبي سلمة - مرسلاً -، عن النبي (ص) ، ولا يُدفع حديث صفوان؛ لجواز أن يكون أبو سلمة حفظه عن أبي أيوب، وعن أبي سعيد، وعن أبي هريرة، والله أعلم» . اهـ. وذكره في "العلل" (2322) وقال: «ولا يدفع هذه الأقاويل» . وذكره في "العلل" (1414) من رواية أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وذكر الاختلاف فيه فقط، ولم يرجِّح. = ... وذكر الحافظ ابن حجر في "هدي الساري" (ص381) كلام الدارقطني في "التتبع" (66) ، ثم قال: «قلتُ: حكى البخاري هذه الأوجهَ كلها، وكأنه ترجَّح عنده طريق أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فإن أكثر أصحاب الزهري رَوَوه كذلك، ولأن الزهري أحفظُ من صفوان ابن سليم، والله أعلم» . وأطال ابن حجر في "فتح الباري" (13/191) في الكلام على هذا الاختلاف، وتخريج طرقه، وفي آخره قال: «قال الكرماني: محصَّل ما ذكره البخاري: أن الحديث مرفوعٌ من رواية ثلاثة أنفس من الصحابة. انتهى. وهذا الذي ذكره إنما هو بحسب صورة الواقعة، وأما على طريقة المحدِّثين فهو حديثٌ واحد، واختُلف على التابعيِّ في صحابيِّه. فأما صفوانُ فجزم بأنه عن أبي أيوب، وأما الزهري فاختُلِف عليه: هل هو أبو سعيد؟ أو أبو هريرة؟ وأما الاختلافُ في وقفه ورفعه فلا تأثير له؛ لأن مثله لا يقال من قِبَل الاجتهاد. فالروايةُ الموقوفة لفظًا مرفوعةٌ حكمًا، ويرجِّح كونه عن أبي سعيد: موافقةُ ابن أبي حسين وسعيد بن زياد لمن قال عَنِ الزُّهْرِيِّ: عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي سعيد، وإذا لم يبقَ إلا الزهري وصفوان، فالزهري أحفظُ من صفوان بدرجات، فمن ثَمَّ يظهر قوة نظر البخاري في إشارته إلى ترجيح طريق أبي سعيد، فلذلك ساقها موصولة، وأورد البقيَّة بصيغ التعليق، إشارة إلى أن الخلافَ المذكور لا يقدح في صحَّة الحديث؛ إما على الطريقة التي بيَّنتها من الترجيح، وإما على تجويز أن يكونَ الحديث عند أبي سلمة على الأوجُه الثلاثة، ومع ذلك فطريق أبي سعيد أرجح والله أعلم، ووجدتُ في "الأدب المفرد" للبخاري ما يترجَّح به رواية أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فإنه أخرجه من طريق عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة كذلك في آخر حديث طويل» . اهـ. وانظر "تغليق التعليق" (5/309) . الحديث: 2790 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 593 2791 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ المُبارك بْنِ فَضالَة (2) ، عَنِ الْحَسَنِ (3) ، عَنِ النُّعمان بْنِ بَشير، عَنِ النبيِّ (ص) : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ فِتَنً (4) كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ ... ، الحديثَ. قلتُ: وَرَوَى هَذَا الحديثَ يَحْيَى بنُ سُلَيم (5) ، عن هشام بن   (1) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو. (2) روايته أخرجها ابن المبارك في "المسند" (248) ، والطبراني في "الأوسط" (2439) ، والحاكم في "المستدرك" (3/531) ، وأبو نعيم في "الحلية" (10/170-171) ، والداني في "السنن الواردة في الفتن" (50) . ومن طريق ابن المبارك رواه نعيم بن حماد في "الفتن" (66) ، وأحمد في "مسنده" (4/272 رقم 18404) . قال الطبراني: «لا يروى هذا الحديث عن النعمان بن بشير إلا بهذا الإسناد، تفرَّد به مبارك» !. ورواه أحمد في "مسنده" (4/277 رقم 18439) من طريق يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، به نحوه. (3) هو: البصري. (4) كذا في جميع النسخ، ويحتمل وجهَيْن: الأوَّل: النصب على أنه اسم «إنَّ» مؤخَّر، أي: «فتنًا» ، وحذفت منه ألف تنوين النصب، على لغة ربيعة. والثاني: الرفع على أنه مبتدأ مؤخَّر، وشبه الجملة قبله خبرٌ مقدَّم، وجملة المبتدأ والخبر خبرٌ لـ «إن» ، واسمها ضمير الشأن المحذوف. وتقدم التعليق على نحو ما هنا في المسألة رقم (130) . (5) لم نقف على روايته، لكن أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (30332) من طريق زائدة، عن هشام بن حسان، به. الحديث: 2791 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 595 حسَّان، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي موسى الأشعري، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (1) . قلتُ: فأيُّهما الصَّحيحُ عندك؟ قَالَ: الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي مُوسَى (2) ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَشْبَهُ مِنْهُ مِنَ (3) النُّعمان بْنِ بَشير. 2792 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثِ الَّذِي (5) رَوَاهُ ابنُ إِسْحَاقَ (6) ، عَنْ عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي الرُّوَيْبِضَة؟ قَالَ أَبِي: لا أعلم أحدًا روى عن عبد الله ابن دينار هذا الحديثَ   (1) الظاهر: أنه يعني بالإرسال: عدم سماع الحسن من أبي موسى؛ كما تقدم بيانُه في المسألة رقم (2786) . وقوله: «مرسل» منصوبٌ على أنه حالٌ، وحذفت منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (2) قوله: «عن أبي موسى» سقط من (ف) . (3) قوله: «من» سقط من (ك) ؛ ولعل صوابها: «عن» . (4) في (ت) و (ك) : «سألت» بلا واو. (5) قوله: «حديث الذي» في (ك) : «الحديث الذي» ، وهو الجادَّة، ويخرَّج المثبت من باب إضافة الموصوف إلى صفته، وهو جائز على مذهب الكوفيين، وقد علَّقنا على هذا في المسألة رقم (505) . (6) روايته أخرجها أحمد في "مسنده" (3/220 رقم 13299) ، وابنه عبد الله في "زوائده" في الموضع = = نفسه، وأبو يعلى في "مسنده" (3715) ، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (466) من طريق عبد الله بن إدريس والبزار في "مسنده" (3373/كشف الأستار) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (465) ، وابن عدي في "الكامل" (6/105) من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن ابن إسحاق، به. وخالفهما عبَّاد بن العوَّام، فرواه عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ مُحَمَّدِ بن المنكدر، عن أنس، به. رواه أحمد في "مسنده" (3/220 رقم 13298) . الحديث: 2792 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 596 غيرَ (1) محمَّد بْنِ إِسْحَاقَ، ووجدتُّ فِي رِوَايَةٍ بَعْضَ البصريِّين: عَنْ عبد الله بن المُثَنَّى الأنصاري، عن عبد الله ابن دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الأَزْهَر، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) ، بِنَحْوِهِ. قَالَ أَبِي: وَلا أَدْرِي مَنْ أَبُو الأَزْهَر هَذَا! قلتُ: مَن الذي رواه عن عبد الله بْنِ المثنَّى؟ فَقَالَ: حَجَّاج الفُسْطاطي (2) . قَالَ أَبِي (3) : لَوْ كَانَ حديثُ ابن إسحاقَ صحيحً (4) ، لَكَانَ قَدْ رَوَاهُ الثقاتُ عَنْهُ (5) .   (1) في (ت) و (ك) : «عن» . (2) في (أ) و (ف) : «القَسطاطي» . والأشهر في نسبته: «الفَساطِيطي» ، كما في "الجرح والتعديل" (3/167 رقم712) ، وإن كان يرد أحيانًا: «الفُسْطاطي» ؛ كما في "التاريخ الكبير" (2/380 رقم2845) ، وانظر "الأنساب" للسمعاني (3/456) . (3) قوله: «قال أبي» مكرر في (أ) و (ت) و (ف) . (4) كذا في جميع النسخ: «صحيح» بلا ألف بعد الحاء، وفيه وجهان: الأوَّل: النصب على أنه خبر «كان» وحذفتْ منه ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدَّم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . والثاني: الرفع على أنَّه خبر للمبتدأ «حديث ابن إسحاق» ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل خبر «كان» ، واسمها: ضمير الشأن، والتقدير: لو كان هو - أي الشأن والحديث - حديث إسحاق صحيحٌ ... وانظر الكلام على ضميرُ الشأن في التعليق على المسألة رقم (854) . (5) قال ابن معين: «لم نسمع: عن عبد الله بن دينار، عن أنس إلا الحديث الذي يحدث به محمد بن إسحاق» . "تاريخ ابن معين" (3/135/رواية الدوري) . قال ابن عدي في "الكامل" (6/105) بعد أن روى قول ابن معين: «يعني: حديث الرُّوَيبضَة» . وقال أبو عثمان سعيد البَرْذَعي في "سؤالاته لأبي زرعة" (2/329-331) : «قلت لأبي زرعة: عبد الله بن دينار الشامي؟ قال: شيخٌ ربما أنكر. قلت: عبد الله بن دينار الذي يروي عن أنس حديث الرُّويبضَة هو هذا؟ قال: لا، ابن إسحاق ماله وهذا؟ قال أبو عثمان: وقد كان رجلٌ من أصحابنا ذاكرني بهذا الحديث عن شيخ ليس عندي بمأمون، عن أبي قتيبة، عن عبد الله بن المثنَّى، عن عبد الله بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي الأزهَر، عن أنس، وذكرت لأبي زرعة هذا أنه صاحب أنس، ولم أجترئ أن أذكرَ له أنه من رواية هذا الرجل؛ لأنه لم يكن يرضاه، فقلت له: هو هذا الشامي؟ فأجابني بهذا» . اهـ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 597 2793 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ (1) عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قُدامَة (2) بْنُ محمَّد المَدِيني الخَشْرَمي (3) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ شَيْبة، عَنِ ابْنِ جُرَيج، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : أَيُّمَا أَمِيرٍ احْتَجَبَ عَنِ النَّاسِ بِفَاقَتِهِمُ، احْتَجَبَ اللهُ عَنْهُ بِوَجْهِهِ. وقال رسولُ الله (ص) : أَيُّمَا امْرِئٍ وَلِيَ مِنْ (4) أَمْرِ المُسلِمِينَ شَيْئًا، لَمْ يَحُطْهُمْ بِمَا يَحُوطُ بِهِ بَنِيهِ وأَهْلَ (5) بَيْتِهِ؛ لَمْ يَرَحْ (6) رِيحَ الجَنَّةِ يَوْمَ   (1) ذكر ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2583) الحديث الأول، وقال: «قال ابن أبي حاتم عن أبيه في "العلل": هذا حديث منكر» . كذا! وهو هنا من قول أبي زرعة. (2) في (ت) و (ك) : «أبو قدامة» ، وكأنه ضُرب على قوله: «أبو» في (ت) . (3) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (1/313) ، والدارقطني في "الأفراد" (161/أ/أطراف الغرائب) . قال ابن عدي: «غير محفوظ، وإسماعيل بن إبراهيم هذا لا أعلم له رواية عن غير ابن جريج، وأحاديثه عن ابن جريج فيها نظر» . وقال الدارقطني: «تفرَّد به قدامة ابن محمد، عن إسماعيل، عنه» . (4) قوله: «من» سقط من (ك) . (5) في (أ) و (ش) : «بينه وبين أهل» . (6) أي: لم يَشَمَّ ريحَها؛ يقال: راحَ يَريحُ، وراحَ يَراحُ، وأراحَ يُريح: إذا وجدَ رائحةَ الشيء. انظر "النهاية" (2/272) . الحديث: 2793 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 598 القِيَامَةِ (1) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: كِلا الحديثَين مُنكَرٌ. 2794 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُعَيمُ (2) بنُ حمَّاد، عَنْ سُفيان بْنِ عُيَينة، عَنِ أَبِي الزِّناد (3) ، عَنِ الأعْرَج (4) ، عَنْ أبي هريرة، عن النبيِّ (ص) قال (5) : أَنْتُمْ في زَمَان ٍ مَنْ تَرَكَ فِيهِ (6) عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ هَلَكَ، وسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ عُشْرَ مَا أُمِرَ بِهِ نَجَا؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا عِنْدِي خطأٌ؛ رَوَاهُ جَرير (7) ، وموسى بن   (1) الحديث رواه العقيلي في "الضعفاء" (1/83) ، وابن عدي في "الكامل" (6/52) من طريق قدامة، به. قال العقيلي بعد أن ساق عدَّة أحاديث لإسماعيل: «كلُّ هذه الأحاديث غيرُ محفوظة من حديث ابن جريج، ولا من حديث غيره؛ إلا من حديث من كان مثله في الضَّعف أو نحوه، فأما من حديث ثقة فلا» . وقال ابن عدي بعد أن ساق عدَّة أحاديث لقدامة عن إسماعيل: «وكل هذه الأحاديث في هذا الإسناد غيرُ محفوظة» . (2) قوله: «نعيم» سقط من (ش) ، وفي بقية النسخ: «يعني» بدل: «نعيم» إلا أنَّها صوبت في (أ) إلى ما أثبتناه. ورواية نعيم بن حماد أخرجها الترمذي في "جامعه" (2267) ، والطبراني في "الصغير" (1156) ، وابن عدي في "الكامل" (7/18) ، وأبو نعيم في "الحلية" (7/316) ، وتمام في "فوائده" (1721/الروض البسام) ، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص (464) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (52/362) . ومن طريق الترمذي رواه الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (2/418) . ومن طريق الطبراني رواه ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص (146) . (3) هو: عبد الله بن ذكوان. (4) هو: عبد الرحمن بن هُرمز. (5) قوله: «قال» سقط من (أ) و (ش) . (6) قوله: «فيه» من (أ) و (ش) فقط. (7) هو: ابن عبد الحميد. الحديث: 2794 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 599 أَعْيَن، عَنْ لَيْثٍ (1) ، عَنْ مَعْرُوفٍ (2) ، عن الحسن، عن النبيِّ (ص) ، مُرسَلً (3) .   (1) هو: ابن أبي سُلَيم. وروايته أخرجها أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (229) من طريق إبراهيم ابن محمد، وابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص (147) من طريق الثوري، كلاهما عن ليث، به. وقال ابن حجر في "النكت الظراف" (13721) : «قرأت بخط الذهبي: لا أصل له ولا شاهد، ونعيم منكر الحديث مع إمامته. قلت [أي: ابن حجر] : بل وجدت له أصلاً، أخرجه ابن عيينة في "جامعه" عن معروف الموصلي عن الحسن البصري به مرسلاً، فيحتمل أن يكون نعيم دخل لَهُ حَدِيث فِي حَدِيث» اهـ. وانظر "التاريخ الكبير" (7/415) . (2) هو: معروف بن أبي معروف المَوْصلي. (3) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وانظر التعليق على المسألة رقم (34) . وقال الترمذي: «هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث نعيم بن حَمَّادٍ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ» . وذكره ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (1425) ، ونقل عن النسائي قوله: «هذا حديث منكر» . وقال الطبراني: «لم يروه عن سفيان إلا نعيم» . وقال ابن عدي: «قال نعيم: هذا حديثٌ ينكرونه، وإنما كنت مع ابن عيينة، فمرَّ بشيء فأنكره، ثم حدثني بهذا الحديث» . قال ابن عدي: «وهذا الحديثُ أيضًا معروف، لا أعلم رواه عن ابن عيينة غيره» . اهـ. وقال أبو نعيم: «غريب، تفرد به نعيم، عن سفيان» . وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (10/606) : «وتفرَّد نعيم بذاك الخبر المنكر: حدثنا سفيان بن عيينة ... » ، ثم ذكره، ثم قال: فهذا ما أدري من أين أتى به نعيم؟! وقد قال نعيم: هذا حديثٌ ينكرونه، وإنما كنت مع سفيان، فمرَّ شيءٌ فأنكره، ثم حدّثني بهذا الحديث. قلت: وهو صادق في سماع لفظ الخبر من سفيان، والظاهر - والله أعلم - أن سفيان قاله من عنده بلا إسناد، وإنما الإسناد قاله لحديث كان يريد أن يرويَه، فلما رأى المنكر تعجَّب وقال ما قال عقيب ذلك الإسناد، فاعتقد نعيم أن ذاك الإسناد لهذا القول، والله أعلم» . اهـ. وقال في "تذكرة الحفاظ" (2/418) : «هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، لا أَصْلَ له من حديث رسول الله (ص) ، ولا شاهد، ولم يأت به عن سفيان سوى نعيم، وهو مع إمامته منكر الحديث» . وقال ابن حجر في "الأمالي المطلقة" ص (146) : «هذا حديث حسن غريب» . وانظر "المنتخب من العلل" للخلال ص (91-92) ، و"السلسلة الضعيفة" للألباني (684) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 600 2795 - وسمعتُ (1) أَبِي يقولُ، وذكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا محمَّد بْنُ هَارُونَ أَبُو نَشِيط، عَنْ أَبِي المُغِيرَة (2) ؛ قَالَ: حدَّثنا عبد الرحمن - يَعْنِي: ابنَ يَزِيدَ بْنِ تَميم - عن الزُّهري، عن عبد الله بْنِ عُمَرَ: أنَّ (3) عُمَرَ بْنَ الخطَّاب ح قَالَ لِمُعاذ بْنِ جَبَلٍ: مَا مِلاكُ (4) هَذَا الأَمْرِ؟ قَالَ: كلمةُ الإِخْلاصِ، وَهِيَ الفِطْرةُ، والصَّلاة، وَهِيَ المِلَّة (5) ، والسَّمعُ وَالطَّاعَةُ، وَسَيَكُونُ (6) اختلافٌ. فلمَّا أدبرَ عُمَرُ؛ قَالَ: وسِنُوكَ خيرُ سِنيْهِم. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (7) .   (1) في (ف) : «وسألت» . (2) هو: عبد القدوس بن الحجَّاج. (3) في (ف) : «ابن» (4) قال ابن الأثير: المِلاكُ - بالكسر والفتح -: قِوامُ الشَّيء، ونظامُه، وما يُعتَمَد عليه فيه. "النهاية" (4/358) . (5) في (ت) و (ك) : «المسلة» . (6) في (ت) و (ك) : «سيكون» بلا واو. (7) أخرجه أبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (125) من طريق عبد الله بن عمر العمري، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عطاء: أن عمر ... ، فذكره. وأخرجه معمر في "الجامع" (20689/مصنف عبد الرزاق) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (20/98) من طريق أيوب، ومسدد في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (209) - من طريق حماد بن زيد، كلاهما عن أبي قلابة، عن عمر به نحوه. ورواه الطبري (20/97-98) من طريق يونس بن أبي صالح، عن يزيد بن أبي مريم قال: مرَّ عمر بمعاذ فذكره. ورواه اللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (1530) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (16/330-331) من طريق عبد الله بن خراش، عن أبيه قال: نزل عمر بالجابية فمر بمعاذ ... فذكره. الحديث: 2795 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 601 2796 - وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ (1) : سألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ سَعِيدِ بْنِ سابِق (3) ، عَنْ عَمْرِو بْن أَبِي قَيْس (4) ، عَن سِماكٍ (5) ، عَنْ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ قال: نهى رسولُ الله (ص) أَنْ يُشْتَرَى (6) الثمرةُ حَتَّى تُطْعِمَ (7) . وقال: إِذَا ظَهَرَ الزِّنَى والرِّبَا فِي قَرْيَةٍ؛ فَقَدْ أَحَلُّوا بِأَنْفُسِهِمْ كِتَابَ اللهِ (8) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: أمَّا مِنْ قوله: إِذَا ظَهَرَ الزِّنَى والرِّبَا، فَلَيْسَ هُوَ مِنْ حديثِ عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عبَّاس؛ إِنَّمَا هو: سِماك، عن   (1) قوله: «وقال أبو محمد» من (ف) فقط. (2) في (أ) و (ش) : «وسألت» بالواو. (3) روايته أخرجها الحاكم في "المستدرك" (2/37) . وعنه البيهقي في "الشعب" (5033 و5143) . (4) في (ك) : «قبيس» . (5) هو: ابن حرب. (6) كذا في (ت) و (ف) و (ك) ، ولم تُعجَم الياء في (أ) و (ش) . وتأنيث الفعل هنا وتذكيره كلاهما جائزٌ؛ لأنَّ «الثمرة» مؤنَّث غير حقيقي. وإنْ كان التأنيثُ في مثل هذا أولى وأوضح. وقد علَّقنا على ذلك في المسألة رقم (224) . وجاء هذا اللفظ في مصادر التخريج تارةً بالياء وتارةً بالتاء. (7) قوله: «حتى تُطْعِمَ» لك فيه ضبطان: الأول: ماأثبتناه، وهو من الفعل: «أَطْعَمَ يُطْعِمَُ» ، قال في "تاج العروس" (طعم) : «أَطْعَمَ النَّخلُ: أَدْرَكَ ثَمَرُها، وصَارَ ذَا طَعْمٍ يُؤْكَلُ، يُقَال: في بُسْتانِ فُلانٍ من الشَّجَرِ المُطْعِم كَذَا، أي: من الشَّجَرِ المُثْمِر الذي يُؤْكَل ثَمَرُه» . والثاني: «حتى تَطَّعِمَ» من الفعل: «اطَّعَمَ يَطَّعِمَُ» ، قال أيضًا في "تاج العروس" (طعم) : «واطَّعَمَ البُسْرُ كافْتَعَل: أَدْرَكَ، وصَارَ لَهُ طَعْمٌ يُؤْكَلُ مِنْهُ» . (8) في بعض مصادر التخريج: «عقاب الله» ، وفي بعضها: «عذاب الله» . الحديث: 2796 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 602 عبد الرحمن بن عبد الله بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، مِنْهُمْ مَنْ يَرْفَعُهُ (1) ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُوقِفُهُ (2) . قلتُ: أَوْقَفَهُ (3) أَسْباطُ بنُ نَصْرٍ. 2797 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إسحاقُ بنُ مُوسَى الخَطْمي الأَنْصَارِيُّ (5) ، عن عبد الرحمن بن محمَّد المُحارِبي، عن   (1) رواية سماك بهذا الوجه أخرجها أحمد في "مسنده" (1/402 رقم 3809) ، وأبو يعلى في "مسنده" (4981) . ومن طريق أبي يعلى رواه ابن حبان في "صحيحه" (4410) . (2) رواية سماك بهذا الوجه أخرجها الطبري في "تفسيره" (17/475) من طريق أبي الأحوص سلاَّم، عن سماك ابن حرب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قولَه، وليس فيه: «عن أبيه» . وأخرج الحديث الطبراني في "الكبير" (10/163 رقم10329) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي، عن ابن مسعود قال: لم يهلك أهل نبوَّة قطُّ حتى يظهرَ الزنى والرِّبا. (3) يقال: «أَوْقَفَهُ يُوقِفُهُ» مزيدًا بالهمزة؛ كما يقال: «وَقَفَهُ يَقِفُهُ» ، انظر المسألة (628) . (4) انظر المسألة المتقدمة برقم (1801) و (2734) . (5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه أبو بكر المطرز في "فوائده" (141) ، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (6661) من طريق هارون بن إسحاق، وأبو يعلى في "مسنده" (5035) من طريق الحسن بن حماد، وابن جرير في "تفسيره" (12306) من طريق أبي كريب محمد بن العلاء، وابن أبي حاتم أيضًا (6661) من طريق أبي سعيد الأشج، جميعهم عن عبد الرحمن المحاربي، به. وأخرجه أبو داود في "سننه" (4337) ، والطبراني في "الكبير" (10/146-147 رقم 10268) من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط، والطبراني أيضًا (10/146 رقم10267) من طريق جعفر بن زياد، والأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (298) من طريق عبثر بن القاسم، جميعهم عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ الأفطس، به. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (8/299) من طريق خالد ابن عمرو، والأصبهاني أيضًا (299) من طريق أبي إسحاق الفزاري، كلاهما عَنِ الْعَلاءِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عبيدة، به. وانظر تخريج المسألة المتقدمة برقم (1801) . الحديث: 2797 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 603 العلاء ابن المسيّب، عن عبد الله بْنِ عَمْرِو بْنِ مُرَّة، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَس، عَنْ أَبِي عُبَيدة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا رَأَى أَخَاهُ عَلَى الذَّنْبِ نَهَاهُ (1) عَنْهُ تَعْذِيرًا (2) ، فَإِذَا كَانَ مِنَ الغَدِ لَمْ يَمْنَعْهُ مَا رَأَى مِنْهُ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وخَلِيطَهُ وشَرِيبَهُ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ اللهُ (3) مِنْهُمْ؛ ضَرَبَ بِقُلُوبِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ، ولَعَنَهُمْ عَلَى لِسَان ِ نَبِيِّهِمْ دَاوُدَ (4) وعِيْسَى بْنِ مَرْيَمَ؛ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدُون، ثم قال النبيُّ (ص) : والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! لَتَأْمُرُنَّ (5) بِالمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنكَرٌِ ... ، وَذَكَرَ الحديثَ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا الحديثُ إِنَّمَا هُوَ مُرسَلٌ؛ يَعْنِي: عَنْ أَبِي عُبَيدة (6) ، عن النبيِّ (ص) . 2798 - وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ (7) وحدَّثنا عَنِ الرَّبيع بْن يَحْيَى، عَنْ شُعبة، عَنْ يَحْيَى (8) ؛ قَالَ: سمعتُ الوليدَ بنَ الْوَلِيدِ بْنِ عُبادَة بْنِ   (1) قوله: «نهاه» مكرر في (ك) . (2) قال ابن الأثير في "النهاية" (3/198) : في حديث بني إسرائيل: «كانوا إذا عُمِل فيهم بالمَعاصي نَهَوهُم تَعْذيرًا» ، أي: نَهْيًا قَصَّروا فيه ولم يُبالغوا، وُضِع المصْدَر موضعَ اسم الفاعل حالاً، كقولهم: جاء مَشْيًا. (3) لفظ الجلالة ليس في (ك) . (4) في (ت) زيادة: «عليه السلام» وضبِّب عليها. (5) في (ك) : «لتأمرون» . (6) في (ت) و (ك) : «ابن عبيدة» . (7) في (ف) : «وسألت أبي زرعة» . (8) هو: ابن سعيد الأنصاري. الحديث: 2798 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 604 الصَّامِت، يحدِّث عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه؛ قَالَ: بايَعْنا رسولَ اللَّهِ (ص) عَلَى السَّمع وَالطَّاعَةِ: فِي يُسْرِنا وعُسْرِنا، ومَنْشَطِنا ومَكْرَهِنا، وألاَّ نُنازِ عَ الأَمْرَ (1) أهلَه، وَأَنْ نَقومَ بالحقِّ حيثُما كُنَّا، لا نخافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يقولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: يَحْيَى (2) ، عَنْ عُبادَة بْنِ الْوَلِيدِ بن عُبادَة ابن الصَّامِت، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جدِّه، عن النبيِّ (ص) ، والخطأُ عِنْدِي مِنَ الرَّبِيع بْنِ يَحْيَى. 2799- وسألتُ (3) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو الجَوَّاب الأَحْوَص (4) بْنُ جَوَّاب (5) ، عَنْ عمَّار بْنِ رُزَيق، عَنِ الأعمَش، عَنْ سَهْل بْنِ بُكَير الجَزَري، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالك، عن النبيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: لِلأَئِمَّةِ (6) مِنْ قُرَيْشٍ عَلَيْكُمْ حَقٌّ عَظِيمٌ، ولَهُمْ مِثْلُهُ (7) ؛ مَا عَمِلُوا ثَلاَثًا:   (1) في (ك) : «الأمن» . (2) روايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (5/314 رقم 22679) ، والبخاري في "صحيحه" (7199 و7200) ، ومسلم (1709) . وهذا الذي رجَّحه الدارقطني في "العلل" (2265) . (3) انظر المسألة رقم (2774) . (4) في (ف) : «الأخوص» بالخاء المعجمة. (5) روايته أخرجها البيهقي في "السنن الكبرى" (8/143) ووقع في المطبوع: «سهل، عن بكير الجزري» . وأشار محققه أنه وقع في نسخة خطية: «سهل بن بكير» وهو الموافق لما هنا. (6) في (ف) : «الأئمة» ولم تتضح في (ش) . (7) كذا اللفظ في جميع النسخ، ولفظه في "السنن الكبرى" للبيهقي و"مسند أبي يعلى" الموضع الآتي في التخريج: «الأئمة من قريش، ولي عليكم حقٌّ، ولهم عليكم مثلُه ... » . ولفظه في "مسند أحمد" و"السنن الواردة في الفتن": «الأئمة من قريش، ولهم عليكم حقٌّ، ولكم مثلُ ذلك ... » . الحديث: 2799 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 605 مَا (1) اسْتُرْحِمُوا فَرَحِمُوا، وحَكَمُوا فَعَدَلُوا، وعَاهَدُوا فَوَفَوْا، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والْمَلاَئِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: الأعمَش (2) ، عَنْ سَهْل أَبِي الأَسَدِ، عَنْ بُكَير الجَزَري (3) ، عن أنس، عن النبيِّ (ص) . 2800 - وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ - خَتَنُ (5) سَلَمة بن الفَضْل- عن عبد الله بن عبد العزيز (6) بن عبد الله بن عبد الله (7) بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطَّاب، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمِّه سَالِمٍ، عَنْ أبيه (8) عبد الله بن عمر، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مُرُوا بِالمَعْرُوفِ، وَانْهَوْا عَنِ المُنكَرٌِ، مِنْ قَبْلِ أَنْ تَدْعُونَ (9) اللهَ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ، ومِنْ قَبْلِ أَنْ تَسْتَغْفِرُوهُ (10) فَلاَ يَغْفِرَ لَكُمْ (11) ؛ فَإِنَّ الأَمْرَ بِالمَعْرُوفِ وَالنَّهْيَ عَنِ   (1) في (ف) : «إذا» بدل: «ما» . (2) روايته على هذا الوجه أخرجها أحمد في "مسنده" (3/183 رقم12900) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (1120) ، وأبو يعلى في "المسند" (4033) ، وأبو عمرو الداني في "السنن الواردة في الفتن" (201) . وانظر "التاريخ الكبير" للبخاري (2/112-113) و (4/99-100) . (3) هو: بكير بن وَهْب. (4) تقدمت هذه المسألة برقم (1908) . (5) تقدم تفسير «الختن» في المسألة رقم (1791) . (6) في (ف) : «عن عبد الله بن عبد الله بن عبد العزيز» . (7) قوله: «بن عبد الله» الثانية سقط من (ت) و (ك) . (8) قوله: «عن أبيه» سقط من (ف) . (9) كذا في جميع النسخ، عدا (ك) ، ففيها: «تدعو» . وانظر التعليق بعد التالي. (10) في (ش) : «تستغفرون» ، وفي (ك) : «تستغفروا» . (11) من قوله: «من قبل أن تدعون ... » إلى هنا تقدَّم التعليق عليه لغةً في المسألة رقم (1908) ، وبيَّنا هناك جواز استعمال «أن» المصدرية مهملةً وعاملة في كلام واحد؛ فارجع إليه إنْ شِئْتَ! الحديث: 2800 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 606 المُنكَرٌِ، لا يُقَرِّبُ أَجَلاً، ولاَ يُبَاعِدُ رِزْقًا،، وإِنَّ الأَحْبَارَ مِنَ اليَهُودِ، والرُّهْبَانَ مِنَ النَّصَارَى، لَمَّا تَرَكُوا الأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ والنَّهْيَ عَنِ المُنكَرٌِ؛ أَصَابَهُمُ اللهُ بِعِقَابِهِ، ثُمَّ (1) لَمْ يَنْفَعْهُمْ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ. 2801 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ مُوسَى بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ وُهَيْب (2) ، عَنْ أيُّوب (3) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ حَضَرَ إِمَامًا، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ يَسْكُتْ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: وُهَيْبٌ (4) ، عَنْ أَبِي واقِدٍ (5) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر، عن النبيِّ (ص) .   (1) قوله: «ثم» سقط من (ك) . (2) هو: ابن خالد. (3) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (4) روايته أخرجها ابن أبي الدنيا في "الصمت" (687) ، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (488) ، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات" (609) ، والطبراني في "الأوسط" (5947) ، وابن عدي في "الكامل" (4/59) ، ومن طريق أبي بكر الشافعي أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/373) . قال الطبراني: «لَمْ يَرْوِ هَذَا الحديثَ عَنِ أبي واقد إلا وهيب» . (5) هو: صالح بن محمد الليثي. الحديث: 2801 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 607 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي العِتْقِ (1) 2802 - وسمعتُ أَبِي وذكَرَ حديثًا حدَّثنا بِهِ محمَّد بْن عبد الله بْنِ المُبارك المُخَرِّمي (2) ؛قَالَ: حدَّثنا وَكيعُ بنُ الجَرَّاح، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْس بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّهُ أقبلَ يريدُ الإسلامَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ؛ ضَلَّ غُلامَهُ (3) ، فجَعَلَ يَنشُدُهُ (4) وَهُوَ يَقُولُ: يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وعَنَائِهَا (5) ... عَلَى انَّهَا (6) مِنْ دَارِ كُفْرٍ نَجَّتِ (7)   (1) في (ت) و (ك) : «الأخبارُ المروية في العتق» ، وفي (أ) و (ش) : «عللُ أخبارٍ مروية فِي العتق» . (2) بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الراء المكسورة، نسبةً إلى المُخَرِّم؛ وهي محلَّة ببغداد. انظر "الأنساب" للسمعاني (4/248) . (3) أي: فقد غلامَه. «تاج العروس» (ضلل) ، و"المصباح المنير" (ضلل/ص188) . (4) أي: يطلُبُه، يقال: نَشَد الضالَّة يَنشُدُها نِشْدَانًا، أي طلبها. انظر «تاج العروس» (نشد) ، و"المصباح المنير" (نشد/ص311) . (5) في (ت) و (ف) : «وغنائها» . (6) بوصل همزة القطع من «أَنَّها» ؛ لإقامة الوزن، وهو من الضرورات الجائزة في الشِّعر، ونحوه قول بعض العرب [من الطويل] : ومَنْ يَصنَع المعروفَ في غير أهله يُلاقي الذي لاقَى مُجيرُ امِّ عامِرِ والأصل: مجيرُ أُمِّ عامر. وانظر تعليقنا على المسألة رقم (1781) ، وانظر التعليق التالي. (7) البيت على هذه الصورة من البحر الكامل، وقد جاء عجزه في مصادر التخريج وكتب التاريخ واللغة بلفظ:. عَلَى أَنّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ ويكون على ذلك من البحر الطويل مخرومَ الصدر [والخَرْمُ عند العروضيين: هو إسقاطُ الحرفِ الأول مِنَ الوتدِ المجموعِ الواقعِ في أوَّل البيت، أو في أوَّل عجزه على قلة؛ فتتحوَّل «فَعُولُنْ» إلى: عُولُنْ، و «مَفَاعِيلُنْ» إلى: فَاعِيلُنْ، و «مُفَاعَلَتُنْ» إلى: فَاعَلَتُنْ، ولايَدْخُلُ الخرمُ غير هذه التفاعيل] ؛ فجاء هذا البيت في مصادر التخريج هكذا: يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا عَلَى أَنّهَا مِنْ دَارَةِ الْكُفْرِ نَجَّتِ ولو جاء صدرُهُ على التمام، لقال: أيا ليلةً ... إلخ، والبحرُ الطويلُ إذا دخله الخرم، قد يشتبه بالبحر الكامل؛ فلعلَّ الراوي أو غيره: لَمَّا رأى صدر البيت على وزن الكامل في الظاهر، ظَنَّهُ منه؛ فتصرَّف في عجزه، فجعله من الكامل أيضًا؛ حتى يكونَ البيتُ بشطْرَيْهِ من بحر واحد، فجاء العجز كما في جميع النسخ هكذا:. عَلَى انَّهَا مِنْ دارِ كُفْرٍ نَجَّتِ وانظر: مصادر التخريج، و «لسان العرب» ، و «تاج العروس» (دور) ، و «النهاية» (2/139) ، وانظر: «العيون الغامزة، على خبايا الرامزة» للدماميني (ص113-118) ، و «المعجم المفصل في علم العروض» (ص223-227) . الحديث: 2802 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 608 قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا جالسٌ عِنْدَ النبيِّ (ص) إذ طلع الغلامُ فأعتَقْتُه (1) . قلتُ: وَهَكَذَا (2) حدَّثنا أَبُو سَعِيدِ بن يحيى ابن سَعِيدٍ (3) ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ (4) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْس، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ: قمتُ (5) عَلَى رَسُولِ الله (ص) ... . قَالَ أَبِي: من الناس من يَروي عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْس: أنَّ أبا   (1) في (ف) : «فأعتقه» . (2) في (ك) : «وكذا» ، ولم تتضح في (ش) . (3) هو: أحمد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سعيد القطان. (4) هو: حماد بن أسامة. وروايته أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (4/326) ، وأحمد في "مسنده" (2/286 رقم 7845) ، والبخاري في "صحيحه" (2531 و4393) . (5) كذا في جميع النسخ، وفي مصادر التخريج: «قَدِمتُ» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 609 هُرَيْرَةَ (1) ... ، وَهُوَ أشبهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: طلبتُ (2) هَذَا الحديثَ فِي كِتَابِ بُنْدار مُحَمَّدِ (3) بْنِ بشَّار (4) ، عن يحيى ابن سَعِيدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، فَلَمْ أجِدْ هَذَا الحديثَ عِنْدَهُ، وطلبتُ فِي كِتَابِ يَعْلى بْنِ عُبَيد عَنِ (5) ابْنِ أَبِي خالد، فلم أجِدْه عنده (6) .   (1) يعني: مرسلاً. ومن هذا الوجه أخرجه البخاري في "صحيحه" (2532) من طريق إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل، به. (2) في (ف) : «وطلبت» بالواو. (3) قوله: «محمد» مكرر في (ف) . (4) في (ك) : «بشام» . (5) قوله: «عن» سقط من (أ) و (ش) . (6) قوله: «خالد فلم أجده عنده» مطموس في (ك) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 610 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي المُدَبَّرِ (1) 2803 - وسُئِلَ (2) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ ظَبْيان (3) ، عَنْ عُبَيدالله بْنِ عُمَرَ (4) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ الله (ص) : المُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ؟ فَقَالَ (5) أَبُو زُرْعَةَ: «هَذَا حديثٌ باطِلٌ» ؛ وَامْتَنَعَ مِنْ قِرَاءَتِهِ. قلتُ: يَرْوِي خالدُ بنُ إِلْيَاسَ (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر؛ قال:   (1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية في المدبر» ، وقوله: «المدبر» مطموس في (ك) . والمُدَبَّر: هو العبد الذي يُعَلَّق عتقُه بموت سيِّده. انظر "النهاية" (2/98) . (2) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/60/ب) بتصرف. ونقل ابن كثير في "إرشاد الفقية" (2/115) جواب أبي زرعة. (3) روايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (2514) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/234) ، والطبراني في "الكبير" (12/281 رقم13365) ، وابن عدي في "الكامل" (5/188) ، والدارقطني في "السنن" (4/138) ، والبيهقي في "السنن" (10/314) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (11/443-444) ، والمزي في "تهذيب الكمال" (20/501) . وأخرجه الشافعي في "الأم" (8/18) قال: أخبرنا علي ابن ظبيان، عن عبيد الله بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، موقوفًا. ومن طريق الشافعي أخرجه ابن عدي في "الكامل" (5/187) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/314) . (4) قوله: «بن عمر» مطموس في (ك) . (5) قوله: «المدبر من الثلث فقال» مطموس في (ك) . (6) قوله: «إلياس» مطموس في (ك) . وروايته لم نقف عليها، لكن أخرج الحديث الدارمي في "مسنده" (3316) من طريق الأشعث، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، موقوفًا. الحديث: 2803 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 611 «المُدَبَّرُ مِنَ الثُّلُثِ» ؛ قولَ ابنِ عمر (1) .   (1) قال الشافعي في الموضع السابق: قال عليُّ بن = = ظبيان: «كنت أخذته مرفوعًا، فقال لي أصحابي: ليس بمرفوع، وهو موقوفٌ على ابن عمر، فوقفته» . قال الشافعي: «والحفَّاظ الذين يحدثونه يقفونه على ابن عمر» . وقال البيهقي في الموضع السابق: «والصَّحيح موقوفٌ كما رواه الشافعي _ح» . وروى الخطيب في "تاريخ بغداد" (11/444) عن عبد الله بن علي بن المديني قال: «سمعتُ أبي يقول: كان علي بن ظبيان حدثنا بثلاثة أحاديثَ مناكير كلها ... » ، ثم ذكر منها هذا الحديثَ. ثم قال علي ابن المديني: «فسمعت معاذًا يذكره - يعني عليَّ بن ظبيان - وقال ليحيى - يعني القطان -: إنه من أصحاب الحديث، وإنه! فنظر إلى يحيى فقال: هذا يروي عن عبيد الله، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ يبلغُ به: «المُدبَّر من الثُّلث» ، فانتفض يحيى حتى سقطت قَلَنْسُوَتُهُ من رأسه، فقال معاذ: يا أبا سفيان، وأنت لم تسمع هذا من عبيد الله؟ فنظر إليَّ يحيى وغمزني، أي: لا يبصر الحديث» . اهـ. وذكر هذه القصة المزي في "تهذيب الكمال" (20/499) وفيها: «أبو سعيد» بدل: «أبو سفيان» . ثم روى الخطيب من طريق ابن مُحْرِز؛ قال: حدثنا يحيى بن معين، وقيل له: علي بن ظبيان؟ فقال: كذابٌ خبيث، ليس بثقة. وسألت يحيى بن معين عن ابن ظبيان مرَّة أخرى؟ فقال: قد سمعت منه بالكوفة، وهو كوفي، كان قاضيَ الشرقية. فقلت له: يحدث بحديث منكر! فقال: ما هو؟ قلت: عن عبيد الله، قال: نعم! عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) قال: «المُدبَّر من الثُّلث» ، قد سمعته منه. قلت: حدثكم به؟ قال: نعم، سمعته منه، وليس هو بشيء» . اهـ. وقال العقيلي في الموضع السابق: «علي بن ظبيان، عن عبيد الله بن عمر، منكر الحديث» ، ثم أخرج له هذا الحديث وقال: «ولا يعرف إلا به» . وقال ابن عدي في الموضع السابق: «وإنما يذكر علي ابن ظبيان بهذين الحديثين لما رفعهما، والثقاتُ قد أوقفوهما» . اهـ. وسُئل الدارقطني في "العلل" (4/ق107/ب) عن هذا الحديث؟ فقال: «يرويه عبيد الله بن عمر وأيوب، واختُلف عنهما: فرواه علي بن ظبيان، عن عبيد الله عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبي (ص) ، وغيره يرويه عن عن عبيد الله موقوفًا. ورواه عبيدة بن حسان، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابن عمر، عن النبي (ص) مرفوعًا، وغيره يرويه موقوفًا، والموقوفُ أصح» . اهـ. وانظر "التلخيص الحبير" (4/396 رقم2723) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 612 ............................ عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي أُمِّ الوَلَدِ 2804 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحسنُ بنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُئِيُّ (3) ، عَنْ أيُّوب بْنِ عُتْبة، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثير، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أنَّ رسولَ الله (ص) سُئِلَ عَنْ أُمِّ الوَلَد؟ فَقَالَ: يَسْتَمْتِعُ بِهَا صَاحِبُهَا حَيَاتَهُ، فَإِذَا مَاتَ فَهِيَ حُرَّةٌ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ باطِلٌ لا أصلَ لَهُ. 2805 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ اللُّؤْلُئِيُّ (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنْ عَطَاءٍ (6) ؛ قَالَ: بلغَني أَنَّهُ كَانَ فِي عَهْدِ عليٍّ - يَعْنِي فِي وصيَّته -: إِنِّي قَدْ تَركتُ تِسعَةَ عشَرَ أُمَّ وَلَدٍ (7) ، فأَيَّتُهُنَّ كَانَ   (1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» . (2) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/63/ب) . (3) سيأتي تضعيفُ أبي حاتم للحسن بن زياد في المسألة رقم (2806) . (4) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13212) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عطاء أنه بلغه أن عليًّا ... فذكره. وذكره ابن حزم في "المحلى" (9/218) عن عبد الرزاق، به. (5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (6) هو: ابن أبي رباح. (7) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «تِسْعَ عَشْرَةَ أُمَّ وَلَد» ، وفي الموضع السابق من "مصنِّف عبد الرزاق"، و"محلَّى ابن حزم": «تِسْعَ عَشْرَةَ أُمَّ سُرِّيَّةً» ، لكن يخرَّج ما في النسخ على الحمل على المعنى بتذكير المؤنث، حَمَل «أُمَّ الوَلَد» على معنى «المتروك» أو «الموصَّى به» . وانظر تعليقنا على المسألة رقم (270) . الحديث: 2804 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 613 لها وَلَدٌ حيٌّ قُوِّمَتْ قيمةَ عَدْلٍ فِي حِصَّة وَلَدِها منِّي، وأَيَّتُهُنَّ لَمْ يَكنْ لَهَا وَلَدٌ فَهِيَ حُرَّةٌ. قَالَ عَطَاءٌ: فسألتُ (1) محمَّدَ بنَ عليٍّ الأكبرَ - يَعْنِي ابنَ الحَنَفِيَّة (2) -، فقلتُ: أَكَانَ (3) ذَلِكَ فِي وصيَّة عَلِيٍّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ لَهُ أَصلٌ. 2806- وسألتُ (4) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ الحَسَن بن زياد اللُّؤْلُئِيُّ (5) ،   (1) في (ف) : «سألت» . (2) جاء عند عبد الرزاق في الموضع السابق: «فسألت مُحَمَّدِ [بْنِ] عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ الأكبر» . وجاء عند ابن حزم: «فسألت محمد بن علي بن الحسين بن علي» . ومحمد بن علي بن الحسين هو أبو جعفر الباقر، وابن الحنفية هُوَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَليّ بْن أبي طالب. (3) في (ت) و (ك) : «لكان» . (4) نقل هذه المسألة ابن الملقن في "البدر المنير" (6/63/ب) . (5) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (13211) عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله ... فذكره. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/321 رقم14446) ، وابن ماجه في "سننه" (2517) ، والدارقطني في "السنن" (4/135) . ومن طريق الدارقطني أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" (10/348) . وأخرجه الشافعي في "السنن المأثورة" (286) ، والنسائي في "الكبرى" (5039 و5040) من طريق مكي بن إبراهيم وأبي عاصم الضحاك بن مخلد، وأبو يعلى في "مسنده" (2229) من طريق روح بن عبادة، ثلاثتهم عن ابن جريج، به. ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (4323) . وأخرجه أبو داود في "سننه" (3954) ، وابن حبان في "صحيحه" (4324) ، والحاكم في "المستدرك" (2/18-19) ، والبيهقي في "السنن الكبرى" (10/347) من طريق قيس بن سعد، عن عطاء، عن جابر، به. الحديث: 2806 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 614 عَنِ ابْنِ جُرَيْج (1) ، عَنْ أَبِي الزُّبَير (2) ، عن جابر بن عبد الله؛ قَالَ: كنَّا نَبيعُ سَراريَنا وأُمَّهاتِ أَوْلادِنَا عَلَى عَهْد رَسُول اللَّهِ (ص) وَهُوَ حيٌّ بَيْنَ أظهُرنا، لا يُنكِرُ ذَلِكَ عَلَيْنَا؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هُوَ حديثٌ مُنكَرٌ، والحسنُ بنُ زِيَادٍ ضعيفُ الْحَدِيثِ، لَيْسَ بثقة ولا مأمون.   (1) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (2) هو: محمد بن مسلم بن تَدْرُس. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 615 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي القَدَرِ 2807- وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبد الله بْنُ يَزِيدَ المُقرئ (2) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة (3) ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيب، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ [رَافِعِ] (4) بْنِ خَدِيج، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ قَالَ: سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وبِالقُرْآنِ وهُمْ لا يَشْعُرُونَ (5) ، قلتُ: يَقُولُونَ: كَيْفَ (6) يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يُقِرُّونَ (7) بِبَعْضِ القُرآن ِ (8) ، ويَكْفُرُونَ (9) بِبَعْضٍ، قُلْتُ: يَقُولُونَ مَاذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: الخَيْرُ مِنَ اللهِ،   (1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» . (2) في (ك) : «المقبري» . وروايته أخرجها الفريابي في "القدر" (223 و224) ، وأبو يعلى كما في "المطالب العالية" (2958) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/358) ، والطبراني في "الكبير" (4/246 رقم4271) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (4/681-683 رقم 1100) . وأخرجه الفريابي في "القدر" (225) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/357-358) ، والطبراني في "الكبير" (4/245-246 رقم4270) ، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (4/681 رقم1099) من طريق عطاء ابن أبي رباح، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (749/بغية الباحث) ، والعقيلي (3/358) من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حبيبة، كلاهما عن عمرو ابن شعيب، به. (3) هو: عبد الله. (4) في جميع النسخ: «نافع» ، والتصويب من مصادر التخريج. إلا أن إحدى روايات العقيلي فيها: «نافع بن خديج» . (5) في (أ) : «لا يستغفرون» ، وهي مطموسة في (ش) . (6) قوله: «كيف» سقط من (ك) . (7) في (ك) : «يعودن» . (8) في (ك) : «الكتاب القرآن» ، وفي بعض مصادر التخريج: «القدر» ، وفي بعضها الآخر لم تُذكَر هذه العبارة. (9) في (ك) : «فتكفرون» . الحديث: 2807 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 616 والشَّرُّ منْ إِبْلِيسَ، ثُمَّ يَقْرَؤُونَ (1) عَلَى ذَلِكَ كِتَابَ اللهِ، فَيَكْفُرُونَ بِاللهِ وبِالقُرْآنِ بَعْدَ الإِيمَانِ والمَعْرِفَةِ، فَمَا يَلْقَى أُمَّتِي مِنْهُمْ مِنَ العَدَاوَةِ والبَغْضَاءِ، فَيُمْسَخُ عَامَّةُ أُوْلَئِكَ قِرَدَةً وخَنَازِيرَ، ثُمَّ يَكُونُ الخَسْفُ، فَقَلَّ مَنْ يَنْجُو مِنْهُمْ، المُؤْمِنُ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ (2) ، ثم بكى رسولُ الله (ص) حَتَّى بكَينا لبُكائه، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هَذَا البُكاء؟ قال: رَحْمَةٌ لَهُمُ، الأَشْقِيَاءِ! لأَنَّ مِنْهُمُ المُجْتَهِدَ، ومِنْهُمُ المُتَعَبِّدَ؛ لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَوَّلِ (3) مَنْ سَبَقَ إِلَى هَذَا (4) القَوْلِ، وضَاقَ بِحَمْلِهِ ذَرْعًا، إِنَّ عَامَّةَ مَنْ هَلَكَ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ للتَّكْذِيبِ (5) بِالقَدَرِ (6) ، فَقِيلَ: يَا رسولَ اللَّهِ، فَمَا الإيمانُ بالقَدَر؟ قَالَ: تُؤْمِنُ بِاللهِ وَحْدَهُ، وتُؤْمِنُ بِالجَنَّةِ والنَّارِ، وتَعْلَمُ أَنَّ (7) اللهَ خَلَقَهُمَا قَبْلَ الخَلْقِ، ثُمَّ خَلَقَ الخَلْقَ، فَجَعَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلْجَنَّةِ (8) ، وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ عَدْلاً (9) مِنْهُ، فَكُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى قَدَرٍ مَّا قَدْ (10) فُرِ غَ (11) مِنْهُ، وصَائِرٌ (12) إِلَى مَا خُلِقَ لَهُ. فَقُلْتُ: صدقَ اللَّهُ ورسولُه؟   (1) قوله: «يقرؤون» لم تتضح في (ش) . (2) قوله: «قليل» سقط من (ك) . (3) في (أ) و (ت) و (ك) : «بأولى» ، ولم تتضح في (ش) . (4) قوله: «سبق إلى هذا» مطموس في (ك) . (5) في (ك) : «التكذيب» .. (6) قوله: «بالقدر» مطموس في (ك) . (7) قوله: «وتعلم أن» مطموس في (ك) . (8) في (ك) : «فجعل منهم من شاء منهم للجنة» . (9) قوله: «وَمَنْ شَاءَ مِنْهُمْ لِلنَّارِ عَدْلا» مطموس في (ك) . (10) قوله: «قد» سقط من (ف) . (11) في (ت) : «قرع» . (12) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «ويصير» عطفًا على الفعل المضارع: «يعمل» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح في العربية، ويخرَّج على عطف اسم الفاعل على الفعل، ومنه قول النابغة الذبياني [من الطويل] : فأَلْفَيْتُهُ يَوْمًا يُبيرُ عَدُوَّهُ ومُجْرٍ عَطَاءً يَسْتَحِقُّ المَعَابِرا فـ مُجْرٍ معطوفٌ على يبير. ويجوز عكسه: عطف الفعل على اسم الفاعل ونحوه؛ ومنه قوله تعالى: [العَاديَات: 3-4] {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا *فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا *} ؛ عطف الفعل «أثرن» على اسم الفاعل «المغيرات» . وانظر "شرح ابن عقيل": (2/223-224) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 617 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ عِنْدِي موضوعٌ (1) . 2808 - أَخْبَرَنَا (2) أَبُو محمَّد قَالَ (3) : وسمعتُ عليَّ بنَ الْحُسَيْنِ بْنِ الجُنَيْد، وَرَأَى فِي كِتَابِي حديثً (4) عَنْ محمَّد بْنِ عَوْف الحِمْصي، عَنْ حَيْوَة بْنِ شُرَيح، عَنْ بَقِيَّة (5) ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ يَحْيَى الصَّدَفي (6) ، عن محمَّد ابن عَجْلان، عَنِ الأعْرَج (7) ، عَنْ أَبِي هريرة، عن عمر بن   (1) ذكر العقيلي في "الضعفاء" (3/357-358) عطية بن أبي عطية، ثم قال: «مجهول بالنقل، وفي حديثه اضطراب، ولا يتابَع عليه» ، ثم أخرج هذا الحديث من رواية عطية هذا عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رباح، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، ثم أخرجه العقيلي من طريق إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حبيبة، عن عمرو بن شعيب، ثم من طريق ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شعيب، ثم قال: «فلم يأت به عن ابن لهيعة غيرُ المقرئ، ولعل ابن لهيعة أخذه عن بعض هؤلاء، عن عمرو بن شعيب» ؛ يعني: فدلَّسه. وفي ترجمة عطية هذا من "الميزان" (3/80 رقم5672) قال الذهبي: «عطية بن عطية، عن عطاء، لا يُعرف، وأتى بخبر موضوع طويل» . اهـ. (2) انظر "التبيين، لأسماء المدلسين" لسبط ابن العجمي (71) . (3) قوله: «أخبرنا أبو محمد قال» من (ت) و (ك) فقط. (4) كذا في جميع النسخ، بحذف ألف التنوين من الاسم المنصوب، وهي لغة ربيعة تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) هو: ابن الوليد. (6) في (أ) و (ش) و (ف) : «الضبعي» دون نقط الضاد والباء. وانظر "الجرح والتعديل" (8/383 رقم 1753) . (7) هو: عبد الرحمن بن هُرمز. الحديث: 2808 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 618 الخطَّاب؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : المُؤْمِنُ القَوِيُّ أَفْضَلُ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وكُلٌّ فِي خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، ولاَ تَعْجِزْ، فَإِنْ غَلَبَكَ شَيْءٌ فَقُلْ: قَدَرُ اللهِ ومَا شَاءَ صَنَعَ، وإِيَّاكَ و"لَوْ"! فَإِنَّ (1) اللَّوَّ (2) يَفْتَحُ (3) عَمَلَ الشَّيْطَان ِ. فسمعتُ ابنَ الجُنَيْد - حافظَ حديثِ مالكٍ والزُّهريِّ- يَقُولُ: إِنَّمَا يَرْوِيهِ الناسُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ، بلا «عمر» (4) .   (1) في (ت) و (ك) : «قال» . (2) في (ت) : «الله» ، وفي (ك) : «لو» . وانظر تعليقنا على «اللَّوِّ» في المسألة رقم (1855) . (3) في (ف) : «تفتح» ، ولم تنقط في (أ) ، ولم تتضح في (ش) و (ك) ، والمثبت من (ت) . (4) اختُلف على محمد بن عجلان في هذا الحديث: فأخرجه ابن ماجه في "سننه" (4168) ، والنسائي في "الكبرى" (10457) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (259) ، وابن حبان في "صحيحه" (5721) ، وابن عبد البر في "التمهيد" (9/288) - من طرق عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ محمد ابن عَجْلانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، مرفوعًا. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (10/296) ، وفي "أخبار أصبهان" (2/33) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (12/223) من طريق يونس بن عبد الأعلى، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة، مرفوعًا. وأخرجه الحميدي في "مسنده" (1147) عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ آل أبي رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة مرفوعًا. ومن طريق الحميدي أخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/5-6) . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (2/366 و370 رقم 8791 و8829) ، والفسوي في "المعرفة" (3/6) ، والنسائي في "الكبرى" (10459 و10460) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6346) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (348) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (260 و261) من طريق عبد الله بن المبارك، عن ابن عجلان، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ الأعرج، عن أبي هريرة، مرفوعًا. وأخرجه النسائي في "الكبرى" (10458) من طريق الفضيل بن سليمان، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، مرفوعًا. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (2664) ، وابن ماجه في "سننه" (79) ، والفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/6-7) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (356) ، والبزار في "مسنده" (200/ب) ، والنسائي في "الكبرى" (10461) ، وأبو يعلى في "مسنده" (6251) ، والطحاوي في "شرح المشكل" (262) ، وابن حبان في "صحيحه" (5722) من طريق عبد الله بن إدريس، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، به. قال الدارقطني في "العلل" (2021) : «يرويه محمد = = ابن عجلان، واختُلف عنه: فرواه ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قال ذلك نعيم بن يعقوب، عنه. وخالفه الحميدي، فرواه عنه عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَجُلٍ من آل أبي رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة. ورواه ابن المبارك، عن ابن عجلان، عن رَبِيعَةَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة، وهو ربيعة بن عثمان. ورواه عبد الله بن إدريس، فضبط إسناده وجوَّده، رواه عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وهو الصَّحيح» . قال الطحاوي: «فوقفنا بذلك على أن محمد بن عجلان إنما حدَّث به عن الأعرج تدليسًا منه به عنه، وأنه إنما كان أخذه من ربيعة بن عثمان عنه، ثم تأملنا حديث ربيعة، عن الأعرجِ هل هو سماعه إياه منه؟ أو على التدليس به عنه؟ فوجدنا فهدًا قد حدَّثنا ... » ، ثم أخرج الحديث من طريق عبد الله بن إدريس هذه التي أخرجها مسلم، ثم قال: «فوقفنا بذلك على أن أصل هذا الحديث في إسناده إِنَّمَا هُوَ: عَنِ ابْنِ عَجْلانَ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، عن الأعرج» . اهـ. وذكر ابن حجر في "فتح الباري" (13/227-228) الاختلافَ في هذا الحديث، ثم ذكر رواية عبد الله بن إدريس هذه، ثم قال: «وهذه الطريق أصحُّ طرق هذا الحديث، وقد أخرجها مسلم من طريق عبد الله بن إدريس أيضًا، واقتصر عليها، ولم يخرج بقية الطرق من أجل الاختلاف على ابن عجلان في سنده» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 619 2809 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (1) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبِي جَميلة، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : لَوْ شَاءَ اللهُ أَلاَّ يُعْصَى، مَا خَلَقَ إِبْلِيسَ (2) ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، ومحمدٌ مجهولٌ (3) . 2810 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (4) ، عَنْ حَبيب بن   (1) لم نقف على روايته على هذا الوجه، لكن أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" (1246) ، وأبو نعيم في "الحلية" (6/92) من طريق مُحَمَّدُ بْنُ المصفَّى، عَنْ بَقِيَّةَ، عن علي بن أبي حملة، عن نافع، به. وجاء عند أبي نعيم: علي بن أبي جملة بالجيم، والصحيح علي بن أبي حملة بالحاء المهملة. كما في "الجرح والتعديل" (6/183) . (2) قوله: «خلق إبليس» مطموس في (ك) . (3) قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (7/224) : «محمد بن أبي جميلة، روى عن نافع، روى عنه بقية، سألت أبي عنه فقال: هو مجهول» . (4) روايته أخرجها إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2979) ، وابن أبي عاصم في "السنة" (336) ، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "مسند الفاروق" (2/636) وفي "المطالب العالية" (2979) ، والطبراني في "الأوسط" (6/317 رقم 6510) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (219) . جاء عند ابن راهويه: حبيب بن عمرو الأنصاري. وأخرجه الخطيب في "تالي تلخيص المتشابه" (123) من طريق ضِرار بن صُرَد، عن عبد الرحمن المحاربي، عن سليمان التيمي، عن عمر بن حبيب الأنصاري، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، به. وأخطأ ضرار في هذا الإسناد، فصوابه: أبو سليمان التيمي، كما بيَّن ذلك الدارقطني في "العلل" (115) ، إلاّ أنه وقع في المطبوع من العلل للدارقطني: «عن أبي سليمان التيمي» وهو خطأ طباعي. والله أعلم. الحديث: 2809 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 621 عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ الله (ص) ؛ أنه قال: يُنَادِي مُنَادٍي (1) يَوْمَ القِيَامَةِ: لِيَقُمْ (2) خُصَمَاءُ اللهِ، وهُمُ القَدَرِيَّةُ؟ فَقَالَ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، وحَبيبُ بْنُ عُمَرَ ضعيفُ الحديث مجهولٌ، لم يَرْو عنه غيرُ بَقِيَّة (3) .   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: منادٍ؛ بحذف الياء، لكنَّ إثبات الياء هنا لغة لبعض العرب، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (146) . (2) في (ك) : «ليقيم» . (3) ذكر هذا الحديث الدارقطني في "العلل" (115) ، وقال: «هو حديث مضطرب الإسناد، يرويه بقية بن الوليد، عن حبيب بن عمر الأنصاري - وهو مجهول، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن عمر ... » ، ثم ذكر اختلافًا بين الرواة، ومن ذلك تسمية بعضهم شيخ بقية: عمر بن حبيب، ثم قال: «وقول من قال: حبيب بن عمر أصحُّ، وهو مجهول، والحديث غير ثابت، والله أعلم» . اهـ. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 622 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي فَضْلِ الكُوَرِ والأَمْصَارِ (2) 2811 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رواه عمرو ابن عليٍّ الصَّيْرَفي، عَنْ محمَّد بْنِ غسَّان (3) ، عَنْ صَالِحٍ المُرِّي (4) ، عَنِ المُغِيرة بن [حَبيب] (5) صِهْرِ مَالِكٍ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ؛ قَالَ: سمعتُ الأَحْنَفَ بنَ قَيْس، يحدِّث عَنْ أبي ذَرٍّ، عن النبيِّ (ص) قَالَ: تَكُونُ بَلْدَةٌ يُقَالُ لَهَا: البَصْرَةُ، هِيَ أَقْوَمُ النَّاسِ قِبْلَةً، وأَكْثَرُهُمْ مُؤَذِّنِينَ، يَدْفَعُ اللهُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، لَيْسَ بقويٍّ (6) .   (1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» . (2) في (أ) و (ش) : «الدُّور والأمصار» . والكُوَرُ: جمع كُوْرَة [بوزن: صُوْرَة] ؛ وهي المدينة والصُّقْع. انظر "لسان العرب" (5/156) . والأمصار: جمع مِصْر، وهو: الكُوْرَة. "اللسان" (5/176) . (3) كذا! ولم نعرفه؛ ولعلَّه مصحَّف عن: «عباد» ، فقد روى الحديثَ محمد بن عبَّاد، عن صالح المرِّي، كما سيأتي في التخريج. (4) هو: صالح بن بشير. (5) في جميع النسخ: «حكيم» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (8/220 رقم991) . (6) أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/249) من طريق محمد بن يونس الكُدَيْمي، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (38/419) من طريق رجاء بن محمد، كلاهما عن محمد بن عبَّاد المهلَّبي، عَنْ صَالِحٍ المُرِّي، عَنِ الْمُغِيرَةِ بن حبيب، به، قال أبو نعيم: «غريب من حديث المغيرة وصالح» . ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (500) وأعلَّه بمحمد بن يونس. الحديث: 2811 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 623 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي صِفَةِ الْجَنَّةِ والنَّارِ 2812 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا به حُمَيد بن (1) عَيَّاشٍ الرَّمْلي (2) ، عَنِ المُؤَمَّل بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ حمَّاد بْنِ سَلَمة، عَنْ يَعْلى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نافع بن عاصم بن عبد الله بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ جدِّه، أَنَّهُ قَالَ: فِي الجَنَّة قَصْرٌ يُقالُ لَهُ: عَدَنٌ، حَوْلَهُ البُروجُ والمُروجُ، لا يَدخُلُه إلاَّ نَبيٌّ، أَوْ صِدِّيقٌ، أَو شَهيدٌ، أَو إِمامٌ عَدْلٌ، وَفِي النَّارِ قَصْرٌ يُقال لَهُ: بُولَسُ، يَدخُلُه (3) الجَبَّارونَ والمُتَكَبِّرونَ، فِيهِ نارُ الأَنْيار (4) ، وأَشَرُّ الأَشْرار (5) ، وحُزْنُ الأَحْزان، وموتُ (6) الأَموات، والشَّرُّ، وأَنْيارُ الشَّرِّ؟   (1) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» . (2) لم نقف على روايته، ولكن أخرجه ابن جرير الطبري في "تفسيره" (14/354 رقم16955) من طريق يزيد ابن هارون، و (16/424 رقم20342) من طريق علي ابن جرير، كِلاهُمَا عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ نافع بن عاصم، عن عبد الله بن عمرو، به موقوفًا على عبد الله بن عمرو، ولم يذكر قوله: «أو إمام عادل ... » إلخ. وكذا رواه ابن أبي شيبة في المصنف (19373) من طريق غندر، وابن جرير الطبري في التفسير برقم (16956) من طريق أبي داود الطيالسي، كلاهما عن شعبة، عن يعلى بن عطاء، لكنه سمى نافعًا: يعقوب. (3) قوله: «بولس يدخله» مطموس في (ك) . (4) قال ابن الأثير: في حديث سجن جهنَّم: «فتعلوهم نارُ الأنيار» لم أجده مشروحًا، ولكن هكذا يُروى، فإن صحَّت الرواية فيَحتَمِلُ أن يكونَ معناه: «نار النِّيران» فجمع النارَ على أنيار، وأصلها: أنوار؛ لأنها من الواو، كما جاء في رِيْح وعِيْد: أرياحٌ وأعيادٌ، من الواو، والله أعلم. (5) قوله: «أشر» جارٍ على لغة بني عامر، والجادة: «شر» . انظر المسألة رقم (2562) . (6) قوله: «الأحزان وموت» مطموس في (ك) . الحديث: 2812 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 624 فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هَذَا خطأٌ؛ إنما هو: نافع (1) بن (2) عَاصِمِ بْنِ عُروَة بْنِ مَسْعُودٍ، عن عبد الله بْنِ عَمْرٍو (3) . قلتُ: الكلامُ (4) الأخيرُ لا أعلمُهُ فِي شيءٍ مِنَ الحديث.   (1) قوله: «إنما هو نافع» مطموس في (ك) . (2) في (ت) و (ك) : «عن» بدل: «بن» . (3) الحديث أخرجه البزار في "المسند" (6/449 رقم 2487) ، وابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير" (7/68) ، وأبو نعيم في "فضيلة العادلين" (27) من طريق عبد الله بن نمير، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن عبد الرحمن بن أسباط، عن عبد الله بن عمرو، في ذكر قصر الجنَّة وأبوابه، وما حوله من البروج والمروج ومن يدخله، ليس فيه ذكرٌ لقصر النار ولا اسمه ولا من يدخله من الجبَّارين والمتكبِّرين. وأخرجه الحميدي في "المسند" (609) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (26573) ، والإمام أحمد في "المسند" (2/179 رقم 6677) ، والبخاري في "الأدب المفرد" (557) ، والترمذي في "الجامع" (2492) من طريق عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن جده، عن النبي (ص) قال: «يُحشَر المتكبِّرونَ يومَ القيامة أمثالَ الذَّرِّ في صُوَر الرِّجال يَغْشاهُم الذُّلُّ من كلِّ مكان؛ فيُساقون إلى سِجْن في جهنَّم يسمَّى بُولَسَ، تعلوهم نار الأنيار، يُسقَون من عُصَارة أهل النار طِينةَ الخَبال» . هذا لفظُ الترمذي. وقال: هذا حديثٌ حسن. (4) قوله: «قلت الكلام» مطموس في (ك) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 625 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي الْعُمْرَى (2) 2813 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ خَالِدٍ الوَهْبِي (3) ، عَنِ محمَّد بْن عَمْرِو بْنِ عَلْقَمة، عَنْ أَبِي سَلَمة، عَنْ أَبِي هريرة، عن النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ (4) قَالَ: لا عُمْرَى؛ فَمَنْ أُعْمِرَ شَيْئًا، فَهُوَ لَهُ؟ قَالَ أَبِي: يَرْوِي هَذَا الحديثَ يَحْيَى بنُ أَبِي كَثِير (5) ، عَنْ أَبِي   (1) في (ت) : «علل الأخبار المروية» ، وقوله: «رويت في العمرى» مطموس في (ك) . (2) العُمْرى هي من قولهم: أعْمَرتُه الدارَ عُمْرى، أي: جعلتُها له يسكنُها مدَّةَ عُمرِه، فإذا مات عادت إليَّ، وكذا كانوا يفعلون في الجاهليَّة، فأبطل ذلك وأعلمهم أن من أُعْمِر شيئًا في حياته فهو لورثَتِه من بعده. انظر "النهاية" (3/298) . (3) لم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديث ابن أبي شيبة في "المصنف" (22607) من طريق يحيى ابن زكريا بن أبي زائدة، والإمام أحمد في "المسند" (2/357 رقم 8686) ، والنسائي في "سننه" (3752) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/92) ، وفي "شرح المشكل" (5470) ، وابن حبان في "صحيحه" (5131) من طريق إسماعيل بن جعفر، والنسائي في "سننه" (3753) من طريق عيسى وعبدة ابن سليمان، والخطيب في "الموضح" (2/439) من طريق أبي بكر بن عياش، جميعهم عن محمد بن عمرو، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2379) . (4) في (ك) : «فإنه» . (5) روايته على هذا الوجه أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (3/302 رقم14243 و3/304 رقم 14270) ، والبخاري (2625) ومسلم (1625) بلفظ «العُمْرَى لِمَن وُهِبَتْ لهُ» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/294 رقم14131) ، ومسلم (1625) من طريق الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ جابر، وهذا يرجِّح رواية يحيى بن أبي كثير. وذكر النسائي في الموضع السابق بابًا بعنوان: «ذكر اختلاف يحيى بن أبي كثير ومحمد بن عمرو على أبي سلمة فيه» . الحديث: 2813 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 626 سَلَمة، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النبيِّ (ص) وَهُوَ أشبهُ، وَهَذَا مِنْ محمَّد بن عمرو (1) .   (1) قال الدارقطني في "العلل" (1764) : «يرويه مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا، ورواه صَالِحِ بْنِ أَبِي الأخضر، عَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة مرفوعًا أيضًا، والصحيح عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن جابر» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 627 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي الْهِبَاتِ 2814 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بَقِيَّة (2) ، عَنِ الفَزاري (3) ، عَنْ سُلَيمان - يَعْنِي الأعمَش- عَنْ شَقيقٍ - يَعْنِي: أَبَا وائلٍ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: إِذَا وَعَدَ أحدُكُم صَبيَّهُ فَلْيُنْجِزْ لَهُ؛ فإنِّي سمعتُ (4) رسولَ الله (ص) يَقُولُ: العِدَةُ عَطِيَّةٌ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ باطِلٌ (5) . 2815 - وسألتُ (6) أَبِي وَأَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ قَبِيصَة (7) ، عَنْ سُفيان (8) ، عَن أيُّوب (9) ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير، عَنِ ابْنِ عَبَّاس، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ: العَائِدُ فِي هِبَتِهِ ... ؟ فَقَالا (10) : هَذَا خطأٌ؛ أَخْطَأَ فِيهِ قَبِيصَة؛ إنما هو: أيُّوب، عن   (1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» . (2) هو: ابن الوليد. وروايته أخرجها أبو نعيم في "الحلية" (8/259) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (6) . (3) هو: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث. (4) قوله: «فإني سمعت» مكرر في (ف) . (5) وقال ابن رجب في "جامع العلوم والحكم" (ص802) : «وفي إسناده نظر، وأوَّله صحيحٌ عن ابن مسعود من قوله» . (6) تقدمت هذه المسألة برقم (2181) . (7) هو: ابن عقبة. (8) هو: الثوري. (9) هو: ابن أبي تميمة السَّختياني. (10) في (ك) : «قالا» . الحديث: 2814 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 628 عِكرِمَة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَن النبيِّ (ص) . 2816- وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ أَبُو (2) عُبَيدة السَّقَطي (3) ، عَنِ الأَنْصَارِيِّ (4) ، عَنِ ابْنِ جُرَيج (5) ، عَنِ الحَسَن بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ طاوُس، عَنِ ابن عبَّاس، عن النبيِّ (ص) قَالَ: مَنْ وَهَبَ هِبَةً ثُمَّ عَادَ فِيهَا، فَهُوَ كَالْكَلْبِ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَكَذَا يُروى؛ إِنَّمَا يَرويه: «عن طاوُس: أنَّ النبيَّ (ص) » ، مُرسَلً (*) وَلا أعلَمُ أَحَدًا تَابَعَ هَذِهِ الرِّواية مِنْ حديثِ الْحَسَنِ بن مسلم، مرفوعً موصَّلً (*) (6) .   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (2253) . (2) قوله: «أبو» سقط من (أ) ، وهو غير واضح في (ش) . (3) هو: الفضل بن الفضل السَّعْدي. (4) الظاهر أنه: محمد بن عبد الله. (5) هو: عبد الملك بن عبد العزيز. (*) ... كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) قوله: «موصل» سقط من (أ) ، والظاهر أنه سقط من (ش) أيضًا، لكنه لم يتضح لرداءة التصوير. وقوله: «موصَّل» هو بشدِّ الصاد، من «وصَّل الحديثَ يوصِّله توصيلاً» ، بمعنى: وَصَلَه وصلاً. وانظر التعليق على المسألة رقم (163) . الحديث: 2816 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 629 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الْعِلْم ِ 2817 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ بكر ابنُ سُلَيم الصَّوَّاف (1) ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (2) ، عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ - رَفَعَهُ مرَّة (3) - قَالَ: يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرْفَعُ فِيهِ العِلْمُ، لا أَقُولُ: يُرْفَعُ، ولَكِنْ يَذْهَبُ أَهْلُهُ، ويَبْقَى قَوْمٌ جُهَّالٌ، فَيَجْتَرِئُونَ (4) بِرَأْيِهِمْ، فَيَضِلُّوا ويُضِلُّوا (5) ؟ سمعتُ أَبِي يَقُولُ: هذا حديثٌ مُنكَرٌ بِهَذَا الإِسْنَادِ (6) . قلتُ: بَكْرٌ؟ قال: شَيخٌ.   (1) روايته أخرجها ابن عدي في "الكامل" (2/30) . (2) هو: سَلَمة بن دينار. (3) قوله: «مرة» سقط من (ك) . (4) في (أ) : «فيجتتيرون» ، ولكنها لم تنقط، ولم تتضح في (ش) لرداءة التصوير، وفي (ت) : «فيختبوون» ، وفي (ك) : نحو «فيختبيون» ، ولكنها مهملة الأحرف. (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّةُ: فيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ، لكن حذفت هنا نونُ الرفع تخفيفًا، بلا ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد، ولا نون وقاية، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (1015) . (6) قال ابن عدي في الموضع السابق: «وهذا الحديث بهذا الإسناد منكر، لا يرويه غير بكر بن سليم، وهذا الحديث عن سهل، عن النبي (ص) لا أعرفُه إلا من هذا الطريق» . وإعلال أبي حاتم وابن عدي للحديث متجَّه إلى هذا الإسناد، ومعناه صحيحٌ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ذ قال: سمعتُ رسول الله (ص) يقول: «إن الله لا يَقبضُ العلمَ انتزاعًا ينتزعُه من العباد، ولكن يَقبضُ العلمَ بقَبْض العلماء، حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا؛ اتخَذَ الناسُ رؤُوسا جُهَّالاً، فسُئِلوا فأفتَوا بغير علم، فضَلُّوا وأضلُّوا» . أخرجه البخاري (100 و7307) ، ومسلم (2673) . الحديث: 2817 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 630 2818 - وسُئِل أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ محمَّد بْنُ [دابٍ] (1) المَديني؛ قَالَ: حدَّثنا صَفْوان بْنُ سُلَيم، عن عبد الرحمن بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي سعيد (2) : أنَّ النبيَّ (ص) قَالَ: مَنْ كَتَمَ عِلْمًا مِمَّا يَنْفَعُ اللهُ بِهِ فِي أَمْرِ الدِّينِ؛ أَلْجَمَهُ اللهُ (3) يَوْمَ القِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: محمدٌ هَذَا ضعيفُ الْحَدِيثِ؛ كَانَ يَكْذِبُ (4) (5) . 2819- وسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ وَذَكَرَ حَدِيثًا حدَّثنا بِهِ عَنْ سعيد بن منصور (6) ،   (1) في جميع النسخ: «باب» ، والتصويب من "الجرح والتعديل" (7/250 رقم1370) ، ومن مصادر التخريج، وروايته أخرجها ابن ماجه في "سننه" (265) ، وأبو نعيم في "المستخرج" (16) ، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (124) . (2) قوله: «عن أبي سعيد» سقط من (ف) ؛ لانتقال النظر. (3) قوله: «ألجمه الله» مطموس في (ك) . (4) قوله: «يكذب» مطموس في (ك) . (5) نقل المصنف في الموضع السابق من "الجرح والتعديل" عن أبي زرعة مثل قوله هنا في محمد بن داب. وقال الدارقطني في "الأفراد" (273/أ/أطراف الغرائب) : «تفرَّد به محمد بن داب، عن صفوان بن سليم. وتفرد به عبد الله بن عاصم الحماني، عن محمد بن داب» . (6) روايته أخرجها أبو الحسن بن القطان في زياداته على "سنن ابن ماجه" عقب الحديث رقم (252) ، والعقيلي في "الضعفاء" (3/467) ، والحاكم في "المستدرك" (1/85) ، وأبو نعيم في "تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور" (19- 21) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (8/78) . ومن طريق أبي نعيم أخرجه الخطيب في الجامع (18) . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (26118) والإمام أحمد في "المسند" (2/338 رقم8457) من طريق سريج بن النعمان، والإمام أحمد في "المسند" (2/338 رقم 8457) ، وابن ماجه في "سننه" (252) من طريق يونس بن محمد، وأبو يعلى في "مسنده" (6373) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" (5/346- 347 و8/78) ، وفي "الجامع" (18) من طريق بشر بن الوليد، وابن حبان في "صحيحه" (78) ، والحاكم في "المستدرك" (1/85) من طريق عبد الله بن وَهْب، جميعهم عن فليح بن سليمان، به. ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه أبو داود في "سننه" (3664) ، وابن ماجه (252) . الحديث: 2818 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 631 عن فُلَيح ابن (1) سُلَيمان، عَنْ أَبِي طُوالَة (2) ، عَنْ سعيد ابن يَسار، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) قَالَ (3) : مَنْ تَعلَّمَ عِلْمًا مِمَّا يُبْتَغَى بِهِ وَجْهُ اللهِ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا (4) ؛ لَمْ يَجِدْ عَرْفَ الجَنَّةِ؛ يَعْنِي: ريحَها. فسمعتُ أَبَا زُرْعَةَ يَقُولُ: هَكَذَا رَوَاهُ (5) ! وَرَوَاهُ زَائِدَةُ (6) ، عَنْ أَبِي طُوالَة، عَنْ محمَّد ابن يَحْيَى بْنِ حَبَّان، عَنْ رَهْطٍ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، موقوفً (7) ، ولم يرفَعْه (8) .   (1) قوله: «عن فليح بن» مطموس في (ك) . (2) هو: عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر. (3) قوله: «قال» مطموس في (ك) . (4) قوله: «لِيُصِيبَ بِهِ عَرَضًا مِنَ الدُّنْيَا» مطموس في (ك) . (5) يعني: فليح بن سليمان. (6) هو: ابن قدامة. (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (8) أورد العقيلي هذا الحديث في الموضع السابق من "الضعفاء" فيما ينتقد على فليح ابن سليمان، ثم قال: «الرواية في هذا الباب ليِّنة» . وقال الدارقطني في "العلل" (2087) : «يرويه أبو طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، واختُلف عنه فرواه فليح بن سليمان أبو يحيى، عَنْ أَبِي طُوَالَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عن النبي (ص) . وخالفه محمد بن عمارة ابن عمرو بن حزم الحزمي، فرواه عن أبي طوالة، عن رجل من بني سالم مرسلاً عن النبي (ص) ، والمرسل أشبه بالصَّواب» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 632 2820 - وسمعتُ (1) أَبِي وَرَأَى فِي كِتَابِي حَدِيثًا حدَّثَنا بِهِ عليُّ بْنُ الحسن الهِسِنْجاني، عَنْ يَحْيَى بْنِ بِشْر الأَسَدي، عَنْ محمَّد بْنِ أَبَان، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيد، عَنْ شُرَحْبِيل بْنِ سَعْدٍ؛ قَالَ: جَمَعَ الحسنُ بْنُ عليٍّ بَنِيهِ وابنَ أَخِيهِ (2) ، فَقَالَ: عَلَيْكُمْ [بِالْعِلْمِ] (3) ، فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا تحفَظوه (4) فاكتُبوه. فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا يونسَ بْنُ عُبَيد؛ هُوَ: يونسُ بْنُ [عبد الله] (5) بن أبي فَرْوَة المَديني.   (1) روى هذا النص الخطيب البغدادي في "الموضح" (2/475- 476) من طريق المصنِّف، وفيه سقط نبَّه الشيخ عبد الرحمن المعلمي على أنه استدركه من هذا الموضع من "العلل"، ومن مواضع أخرى من "الموضح". (2) في "الموضح": «وبني أخيه» . (3) في جميع النسخ: «بالعمل» ، والتصويب من "الموضح"، والسياق يوجبُه. (4) كذا في جميع النسخ، وفي "الموضح": «تحفظونه» ، وهو الجادَّةُ، لكن ما وقع في النسخ صحيحٌ، وهو = = جارٍعلى حذف نونُ الرفع، بلا ناصب ولاجازم، ولا نون توكيد، ولا نون وقاية، تخفيفًا، وقد تقدم التعليق على ذلك في المسألة رقم (1015) . والذي سوَّغ حذف النون هنا: المشاكلة مع قوله: «فاكتبوه» . وانظر "شرح النووي على صحيح مسلم" (2/36) . (5) في جميع النسخ: «عبد الأعلى» ، والتصويب من مصادر التخريج و"الجرح والتعديل" (9/240) للمصنِّف. والحديث أخرجه الدارمي في "مسنده" (528) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (8/407) تعليقًا، والبيهقي في "المدخل" (632- 772) ، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (6/399) من طريق مسعود بن سعد أبو سعيد الجعفي، والخطيب في "تقييد العلم" (ص91) من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل ومحمد بن أبان، جميعهم عن يونس بن عبد الله بن أبي فروة، به. وسقط من "التاريخ الكبير": «شرحبيل بن سعد» . ومن طريق الخطيب في "تاريخ بغداد". أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (13/259) . وأخرجه الإمام أحمد في "العلل ومعرفة الرجال" (2865) من طريق المطلب بن زياد، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ الحسن بن علي، به. ومن طريق الإمام أحمد أخرجه الخطيب في "الكفاية" (1/229) ، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (484) ، وابن عساكر (13/259) . الحديث: 2820 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 633 2821 - وسُئِلَ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ العَلاء ابن زَيْدَلٍ (1) ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) قال: إنَّ (2) العَالِمَ لا يَخْرَفُ؟ فَقَالَ: العلاءُ ضعيفُ الْحَدِيثِ (3) ، متروكُ الْحَدِيثِ، قَدْ (4) وَجَدْنَا مَن يُنسَبُ إِلَى الْعِلْمِ: المَسْعُوديَّ (5) ، والجُرَيريَّ (6) ، وَسَعِيدِ بْنِ أَبِي عَروبة، وعطاءَ بْنِ السَّائِبِ، وغيرَهُم (7) .   (1) لم نقف على روايته، ولكن أخرج الحديث خيثمة في "حديثه" (ص75) من طريق الزهري، عن أنس مرفوعًا، بلفظ: «لا يَخْرَفُ قارئ القرآن» . ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/343) ، ومن طريق أبي نعيم أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (64/17- 18) . (2) قوله: «إن» من (ف) فقط. (3) قال ابن حبان في "المجروحين" (2/180) : «يروي عن أنس بن مالك بنسخة موضوعة لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل التعجُّب» . وقال ابن عدي في "الكامل" (5/220) : «يحدث عن أنس بأحاديثَ عداد مناكير» . وقال الذهبي في "الميزان" (3/99) : «العلاء بن زيدل الثقفي بصري روى عن أنس بن مالك، يكنى أبا محمد، تالف. قال ابن المديني: كان يضع الحديث، وقال أبو حاتم والدارقطني: متروك الحديث، وقال البخاري وغيره: منكر الحديث» . (4) في (ك) : «وقد» . (5) هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة. (6) هو: سعيد بن إياس. (7) يعني: أنهم اختلطوا، وهذا يعارض معنى الحديث. الحديث: 2821 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 634 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ (1) فِي حُرُوفِ الْقُرْآنِ 2822 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ عَلِيٍّ (2) ، عَنْ أَبِي حَفْص الأَرْطَباني (3) ، عَنْ عَاصِمٍ الجَحْدَري (4) ، عَنْ أَبِي بَكْرَة (5) : أنَّ النبيَّ (ص) قَرَأَ: {بَلَى قَدْ جَاءَتْكِ آيَاتِي فَكَذَّبْتِ بِهَا واسْتَكْبَرْتِ وكُنْتِ مِنَ الكَافِرِين} (6) ؛ يَعْنِي: خَفَضَ جميعَ ذَلِكَ (7) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: رَفْعُ (8) هَذَا الحديثِ مُنكَرٌ (9) .   (1) في (ت) و (ك) : «علل الأخبار المروية» . (2) روايته أخرجها أبو عمر الدوري في "جزء فيه قراءات النبي (ص) " (100) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (6/486) تعليقًا، والبزار في "مسنده" (3672) . وتصحَّف قوله: «عبد الله بن حفص» عند أبو عمر الدوري إلى: «عبد الله بن جعفر» . (3) هو: عبد الله بن حفص. (4) هو: عاصم بن العجاج، أبو مُجَشِّر الجحدري. (5) هو: نُفَيع بن الحارث ح. (6) قراءةٌ للآية (59) من سورة الزمر. (7) قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (21/318) : «وقد رُوي عن رسول الله (ص) أنه قرأ ذلك بكسر جميعه على وجه الخطاب للنفس، كأنه قال: أن تقولَ نفسٌ: يا حسرتا على ما فرَّطتُ في جَنْب الله، بلى قد جاءتكِ أيتها النفسُ آياتي، فكذَّبتِ بها ... ، أجرى الكلامَ كلَّه على النفس، إذ كان ابتداءُ الكلام بها جرى، والقراءة التي لا أستجيزُ خلافَها، ما جاءت به قرَّاءُ الأمصار مجمعةً عليه، نقلاً عن رسول الله (ص) ، وهو الفتح في جميع ذلك» . اهـ. وقراءة الجمهور: «جاءتكَ ... فكذَّبتَ ... واستكبرتَ وكنتَ» بفتح الكاف، وتاء ما بعدها، خطابًا للكافر. وانظر مَنْ قرأ بكسر جميع ذلك في "معجم القراءات" (8/179) . (8) في (ف) : «رفع جميع» . (9) قال البزار في الموضع السابق: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن رسول الله (ص) إلا أبو بكرة بهذا الإسناد، ولا رواه إلا عبد الله بن حفص الأرطباني» . وفيه اختلافٌ آخرُ على عبد الله بن حفص الأرطباني ذكره الدارقطني في "العلل" (1278) وقع فيه عن عاصم، عن عبد الله بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ. وذكر الدارقطني أن المحفوظ من رواية عاصم ليس فيه: «ابن أبي بكرة» . الحديث: 2822 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 635 2823 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ هارونُ النَّحْوي (1) ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيل (2) : أنَّ النبيَّ (ص) قرأ: {فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَيَّ} (3) ؟   (1) هو: هارون بن موسى الأَزْدي، العَتكي. وروايته أخرجها أبو عُمَر الدوري في "جزء فيه قراءات النبي (ص) " (13) ، والخطيب في "المتفق والمفترق" (1/561) ، والحديث ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/67) ، وقال: «رواه الطبراني، وفيه إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْمَكِّيِّ، وَهُوَ ضعيف» . وأورده السيوطي في "الدر المنثور" (5/607) في تفسير سورة طه (الآية 123) ، قال: «أخرج الطبراني، والخطيب في "المتفق والمفترق" وابن مردويه، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ؛ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) قرأ {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ} [كذا بالألف، والصواب: "هُدَيَّ"» . اهـ. ولم نقف على الحديث في المطبوع من معاجم الطبراني الثلاثة. وأورده السيوطي أيضًا في "الدر المنثور" (1/152) في تفسير سورة البقرة (الآية 38) ، قال: «وأخرج ابن الأنباري في "المصاحف" عن أبي الطفيل، قال: قرأ رسول الله (ص) {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَيَّ} بتثقيل الياء وفتحها» . (2) هو: عامر بن واثِلَة. (3) قراءة للآية (123) من سورة طه. والمثبت من (أ) و (ش) و (ك) ، وفي (ت) و (ف) : {فَمَنْ تَبِعَ هُدَيَّ} ، وهي قراءة للآية (38) من سورة البقرة، وكلاهما صحيح، فقد ذكرت هذه القراءة في آية سورة البقرة، وفي آية سورة {طه} ، وذلك في كتب القراءات، أما كتب الحديث: فأكثر من أوردها أوردها في سورة {طه} فقط. وقد وردت هذه القراءة بالألف {هُدايَ} ، كما في "المتفق والمفترق"، و"مجمع الزوائد"، و"الدر المنثور" (5/607) ، وهو خطأ، وصوابه: {هُدَيَّ} بلا ألف مع تشديد الياء. وفي "معجم القراءات" للدكتور عبد اللطيف الخطيب (1/86- 87) : «قراءة الجماعة: {هُدَايَ} بفتح ياء النفس ... وقرأ عاصمٌ الجحدريُّ، وعبد الله بن أبي إسحاق، وعيسى بن عمر، وأبو الطفيل، وهي قراءة رسول الله (ص) : «هُدَيَّ» بقلب الألف ياءً وإدغامها في ياء المتكلِّم؛ إذ لم يمكن كسرُ ما قبل الياء؛ لأنه حرفٌ لا يقبلُ الحركة، وهي لغةُ هُذَيل، فهم يقلبون ألف المقصور، ويُدغمونها في ياء المتكلِّم، يقولون في «عَصايَ» : عَصَيَّ» . وانظر في لغة هذيل: «المفصَّل" للزمخشري (ص139) ، و"سر صناعة الإعراب" = = (2/700) ، و"همع الهوامع" (2/529) . هذا؛ وكثير ما يقول المفسِّرون والنحاة في كتبهم: «وهذه قراءة النبيِّ (ص) » ، ومرادهم: أن علماء الحديث النبوي نقلوها عنه (ص) ، ولم يدوِّنها القُرَّاء من طُرُقهم؛ وهذا اصطلاح للمفسرين. انظر "حاشية الشهاب على البيضاوي" (6/337) نقلاً عن "السير الحثيث" لمحمود فجال (2/417) ، وقال: «وهذه فائدة عزيزة قلَّ من تَنَبَّه لها، فاغتنمها» . الحديث: 2823 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 636 فقال: هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ المَكِّيُّ، وَهُوَ عَنْ أَبِي الطُّفَيل، مُرسَلً (1) . 2824 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ عليِّ ابن نَصْرٍ ومُعتَمِر بْنُ سُلَيمان كِلَيْهِمَا، عَنْ شُعبة (2) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّةَ؛ قَالَ: سمعتُ ابنَ عَبَّاسٍ، ومعاويةَ، وعمرو بنَ العاص يقرؤون ... فاختلَفَوُا (3) فِي أَدَاءِ الْحَرْفِ، فَفِي رواية عليِّ ابن   (1) قوله: «مرسل» يجوز فيه النصب والرفع. انظر التعليق على المسألة رقم (85) . (2) لم نقف على روايةَ عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ وَمُعْتَمِرُ بْنُ سليمان، عن شعبة، لكنَّ الحديث أخرجه أبو جعفر النحاس في "إعراب القرآن" (4/65) من طريق حجَّاج بن محمد، عن شعبة، به بلفظ: (وهو عليهم عمٍ) . وأخرجه أيضًا عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ ابن عباس، أنه قرأ: (وهو عليهم عم) . (3) كذا، والجادَّة: «فاختلفا» ، أي: علي بن نصر الجَهْضَمي، ومعتمر بن سليمان؛ لكن مجيئه بصورة الجمع هنا له وجهان: الأول: لمجاورته صيغة الجمع قبله في قوله: «سمعتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، وَمُعَاوِيَةَ، وَعَمْرَو بن العاص يقرؤون» ، وللمجاورة تأثيراتٌ في العربية. انظر التعليق على المسألة رقم (54) . والثاني: أن يقال: إنَّه عُبِّرَ عن المثنَّى بالجمع؛ على القول بأن أقل الجمع اثنان، وقد علقنا على ذلك في المسألة رقم (368) . الحديث: 2824 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 637 نصر: {} عَمٍي} (1) بالخَفْض مُنَوَّنً (2) ، وَفِي رِوَايَةِ مُعتَمِر: {} ؛ يَعْنِي: بالنَّصْب مُنَوَّنً (3) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: حَدِيثُ المُعتَمِر أصحُّ. 2825 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نَصْر بْنُ عليٍّ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ (4) ، عَنْ محمَّد بْنِ أَبان (5) ، عن السُّدِّيِّ (6) ، عمَّن سمع عليًّا يقرأ:   (1) قراءة للآية (44) من سورة فصلت. وقوله: «عَمٍي» كذا في جميع النسخ بإثبات ياء المنقوص المنوَّن المرفوع، وهي لغة لبعض العرب حكاها أبو الخطاب ويونس عن الموثوق بعربيتهم، وانظر تعليقنا على المسالة رقم (146) . (2) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (3) قوله: «منوَّن» سقط من (ف) ، وجاء في بقية النسخ بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة المشار إليها قريبًا. وقال الطبري في "تفسيره" (21/484) : «وقرأت قرَّاءُ الأمصار: {وهُوَ عَلَيْهِم عَمًى} بفتح الميم، وذكر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَرَأَ: {وهُوَ عَلَيْهِم عَمٍ} بكسر الميم على وجه النعت للقرآن. والصَّوابُ من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرَّاء الأمصار» . اهـ. وفي "معجم القراءات" (8/292) : «قرأ الجمهور: «عَمًى» بفتح الميم منوَّنًا، مصدر عَمِيَ ... وقرأ ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وابن هرمز، وسليمان بن قَتَّة، وعمرو بن دينار: «عَمٍ» بكسر الميم وتنوينه. وقرأ عمرو بن دينار، وسليمان بْنِ قَتَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «عَمِيَ» بفتح الياء على أنه فعلٌ ماض. قال يعقوب: ما أدري أقرؤوا: {وهو عليهم عمٍ} أو {هو عليهم عَمِيَ} على أنه فعلٌ ماض» . (4) هو: سليمان بن داود الطيالسي. (5) هو: الجُعْفي. (6) هو: إسماعيل بن عبد الرحمن. الحديث: 2825 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 638 {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ} (1) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَذَا خطأٌ؛ إِنَّمَا هُوَ: عَنْ عُمَرَ (2) . 2826 - وسُئِلَ (3) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ وَكيع، عَنْ سُفْيَانَ (4) ، عَنِ السُّدِّيِّ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قرأ: (5) ؟   (1) قراءة للآية (44) من سورة الذاريات. (2) ذكر السيوطي في "الدر المنثور" (2/726) هذه القراءة عن عمر، وعزا حديثَها لسعيد بن منصور وعبد بن حميد. وقد أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" (708) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (27/6) ، كلاهما من طريق السُّدِّي، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ؛ قَالَ: سمعت عمر ابن الخطاب ح يقرأ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ} . قال ابن جرير: «وكذلك قرأ الكسائي» . وقال = = أبو جعفر بن النحاس في "إعراب القرآن" (4/247) : «ويُروى عن عمر بن الخطَّاب _ح أنه قرأ: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّعْقَةُ} وإسناده ضعيف؛ لأنه لا يُعرف إلا من حديث السُّدِّي» . وفي "معجم القراءات" (9/137- 138) : قراءة الجمهور: «الصَّاعِقَةُ» على إرادة: النازلة من السَّماء للعقوبة، وهي قراءةُ ابن محيصن. وقَرأ عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، والكسائي، وزيد بن علي، وحميد، وابن محيصن بخلافٍ عنه، ومجاهد: «الصَّعْقَة» بدون الألف، على إرادة الصوت الذي يصحب الصاعِقَة. (3) انظر المسألة الآتية برقم (2829) . (4) هو: الثوري. (5) قراءة للآية (46) من سورة هود. وقراءة الجمهور: [هُود: 46] {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} ، وقرأ الكسائي، ويعقوب، وسهل، وعلي، وأنس، وابن عباس، وعروة، وعكرمة، وعائشة، وأم سلمة عن النبي (ص) : {إنَّه عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ} . انظر "معجم القراءات" (4/67) . وسيأتي في المسألة رقم (2829) أنَّ أمَّ سَلَمَةَ هَذِهِ هِيَ: أَسْمَاءُ بنتُ يزيد. وانظر التعليق على "سنن سعيد بن منصور" (5/349-351) . الحديث: 2826 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 639 فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا كَانَ يَرويهِ وَكيع! وَإِنَّمَا هُوَ: سُفيان (1) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ قَرَأَ ... . قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: كَذَا رَوَاهُ خَلَف بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِي عَوانة (2) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْراني (3) ، عَنْ سُفْيَانَ - يَعْنِي ابْنَ عُيَينة - عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيمان بْنِ قَتَّة، عن ابن عباس.   (1) أخرجه سفيان الثوري في "تفسيره" (ص130 رقم 355) ، ومن طريقه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/310) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (12/435 طبغة هجر) . وقد ضُبطت القراءة في مطبوع عبد الرزاق: [هُود: 46] {إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} ، وكذلك هي في أصل "تفسير" الثوري، ونبَّه محققُه على أن القراءة ضبطت في مخطوط "تفسير عبد الرزاق" (ل41/أ) : {إنه عَمِلَ غيرَ صالح} بصيغة الفعل الماضي. (2) هو: وضَّاح بن عبد الله اليشكري. (3) هو: سليمان بن داود العَتَكي. ولم نقف على روايته، وقد أخرج الحديث عبد الرزاق في "تفسيره" (1/310) ، وسعيد بن منصور في "السنن" (1092) عن سفيان بن عيينة، به. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه الطبري في "تفسيره" (15/343 رقم 18227) . وقد ضُبطت القراءة في مطبوع عبد الرزاق والطبري: ُ 7 8 1 2 ِ، ولم تُضبَط في "سنن سعيد بن منصور"؛ لأنها غيرُ مضبوطة في أصله. وأخرجه الطبري في "تفسيره" (15/348 رقم18247) قال: حدثنا ابن وكيع، عن ابن عيينة به، بقراءة: {عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ} . وأخرجه الطبري أيضًا رقم (18248) من طريق غندر، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عباس: {إنَّه عَمِلَ غَيرَ صَالِحٍ} . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 640 2827 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ (1) أَبُو الرَّبيع الزَّهْراني (2) ، عَنْ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيري (3) ، عَنْ إِسْرَائِيلَ (4) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ (5) ، عَنْ أَبِي عبد الرحمن السُّلَمي (6) ، وَعَنْ كُرَيْب بْنِ أَبِي كَرِب، عَنْ عليٍّ: أَنَّهُ قَرَأَ: {} (7) ؟ فَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: هَكَذَا رَوَاهُ! وإنما هو: كُرَيْب بن أبي كُرَيْب، عن عليٍّ.   (1) قوله: «رواه» سقط من (أ) ، وأُلحق بهامشها بخط مغاير، ولم يتضح في (ش) لرداءة التصوير. (2) هو: سليمان بن داود العتكي، ولم نقف على روايته، وقد أخرج الحديث ابن جرير الطبري في "تفسيره" (11/196 رقم 12972) من طريق يحيى بن آدم، عن إسرائيل، به. وضُبطت القراءة فيه: «من الذين استُحِقَّ عليهم» بالبناء للمفعول. والمنقول عن علي أنه قرأ: «استَحَقَّ» بالبناء للفاعل، وقد نقل ذلك الطبري نفسُه (11/194) . وانظر ما سيأتي في تخريج القراءة. (3) هو: محمد بن عبد الله بن الزبير. (4) هو: ابنُ يونسَ بن أبي إسحاق السَّبيعي. (5) هو: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. (6) هو: عبد الله بن حبيب. (7) الآية (107) من سورة المائدة. ولم تضبط القراءة في النسخ. وقرأ من العشر حفص فقط: «الذين استَحَقَّ» بفتح التاء، ووافقه الحسن. وقرأ الباقون: «الذين استُحِق» بضم التاء. وقرأ شعبة وحمزة ويعقوب وخلف: «الأوَّلِيْنَ» ووافقهم الأعمش. وقرأ الباقون وأُبيٌّ، وعلي، وابن عباس، بالرفع: «الأَوْلَيَانِ» . وانظر "معجم القراءات" (2/357- 360) . وقال الطبري في "تفسيره" (11/194) : قرأ قرَأَةُ الحجاز والعراق والشأم: {مِنَ الَّذِينَ اسْتُحِقَّ عَلَيْهمُ الأَوْلَيَانِ} بضم التاء، ورُويَ عن عليٍّ، وأبيِّ بن كعب، والحسن البصري أنهم قرؤوا: ُ / 0} ِ بفتح التاء ... » . الحديث: 2827 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 641 2828 - وسُئِلَ أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رواه الحَكَم بن عبد الملك، واختُلِفَ فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ فِي الرِّواية عن الحَكَم بن عبد الملك: فروى إسحاق بن منصور السَّلُولي (1) ، عن الحَكَم بن عبد الملك (2) ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ (3) ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين؛ قَالَ: كَانَ رسولُ الله (ص) يَقْرَأُ: {وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى} (4) ؛ يَعْنِي: بنَصْب السِّينِ بِغَيْرِ أَلِفٍ. وَرَوَاهُ الْحَسَنُ بْنُ بِشْر البَجَلي (5) ، عَنْ الحَكَم بن عبد الملك، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ عِمْران بْنِ حُصَين؛ قَالَ: سمعتُ النبيَّ (ص) يقرأ: {} ؛ يعني: برفع السين بألف؟   (1) روايته أخرجها أبو عمر حفص الدوري في "قراءات النبي (ص) " (83) ، والبزار في "مسنده" (9/34) . (2) من قوله: «فروى إسحاق ... » إلى هنا سقط من (ت) و (ك) ؛ لانتقال النظر. (3) هو: البصري. (4) قراءة للآية (2) من سورة الحج. وقد قرأ بفتح السين بغير ألف {سَكْرَى} حمزة والكسائي وخلف ووافقَهم الأعمش، والباقون بضم السين بألف {سُكَارَى} . قال الطبري في "تفسيره" (18/565) : اختلف القراء في قراءة قوله: «سُكارى» ، فقرأ ذلك عامَّةُ قراء المدينة والبصرة وبعض أهل الكوفة:، وقرأته عامةُ قرَّاء أهل الكوفة: {وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى وَمَا هُم بِسَكْرَى} . والصَّوابُ من القول في ذلك عندنا: أنهما قراءتان مستفيضَتان في قَرَأَة الأمصار، متقاربتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيبٌ الصَّوَابَ. وانظر "معجم القراءات" (6/75- 77) . (5) روايته أخرجها الترمذي في "جامعه" (2941) ، والطبراني في "الكبير" (18/141 رقم298) ، والحاكم في "المستدرك" (2/245 و385- 386) ، وتمام في "فوائده" (1385/الروض البسام) . وسقط: الحسن من سند الترمذي. قال الترمذي: «هذا حديث حسنٌ، ولا نعرف لقتادة سماعًا من أحد من أصحاب النبي (ص) إلا من أنس وأبي الطفيل، وهذا عندي مختصر إنما يُروى عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: كنا مع النبي (ص) في سفر فقرأ: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} الحديث بطوله، وحديث الحكم بن عبد الملك عندي مختصر من هذا الحديث» . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/233- 234) من طريق موسى بن إسماعيل، عن الحكم بن عبد الملك، به. مطولاً. وأخرجه الطيالسي (874) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/435 رقم19901 و19902) ، والترمذي (3169) ، والنسائي في "الكبرى" (11340) ، وابن جرير الطبري في "تفسيره" (18/559- 560) ، والطبراني في "الكبير" (18/144 رقم307) ، والحاكم في "المستدرك" (4/567) من طريق هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، والطبراني في "الكبير" (18/144 و145 رقم 306 و308) من طريق أبي عوانة وسعيد بن بشير، وفي "مسند الشاميين" (2636) من طريق سعيد بن بشير، والحاكم (1/28 و2/385) من طريق شيبان بن عبد الرحمن وسعيد بن أبي عروبة، جميعهم عن قتادة، به، مطوَّلاً. وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (18/559) من طريق سليمان بن طرخان، عن قتادة عن صاحب له حدثه عن عمران بن حصين، به مطوَّلاً. وأخرجه الحميدي في "مسنده" (853) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/432 رقم19884) ، والترمذي في "جامعه" (3168) من طريق عَلِيَّ بْنَ زَيْدِ بْنِ جُدعان، والطبراني في "الكبير" (18/151 و155 رقم328 و340) من طريق يونس بن عبيد وثابت بن أسلم، جميعهم عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حصين، به. مطوَّلاً. الحديث: 2828 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 642 فَقَالَ (1) أَبُو زُرْعَةَ: لَيْسَ ذَا وَلا ذَاكَ (2) ! قَدْ رَوَى الثِّقات، فَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ الحروفَ، لَمْ يذكروا قراءةً.   (1) في (ف) : «قال» . (2) في (ك) : «ذلك» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 643 2829 - وسُئِلَ (1) أَبُو زُرْعَةَ عَنْ حديثِ الَّذِي (2) رَوَاهُ هَارُونُ النَّحْوي (3) ، عَنْ ثَابِتٍ البُناني (4) ، عَنْ شَهْر بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ [أُمِّ] (5) سَلَمة: أنَّ   (1) انظر المسألة رقم (2826) . (2) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «عن الحديث الذي» ، لكنَّ ما في النسخ صحيح، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته، وقد أجازه الكوفيُّون، وتقدَّم التعليق على ذلك في المسألة رقم (505) . (3) هو: هارون بن موسى. وروايته أخرجها الإمام أحمد في "المسند" (6/294 و322 رقم26518 و26732) ، وأبو عمر حفص الدوري في "قراءات النبي (ص) " (63) ، والترمذي في "جامعه" (2932) ، وأبو يعلى في "مسنده" (7020) ، والطبراني في "الكبير" (23/335 رقم776) ، والخطيب في "الموضح" (1/470) . وأخرجه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (5/175- 176 و179 رقم 2299 و2304) من طريق هارون بن موسى النحوي، عن ثابت، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1699) ، وأبو نعيم في "الحلية" (8/301) من طريق محمد بن ثابت البُناني، وأبو عمر حفص الدوري (63) من طريق سعيد ابن أبي عَروبة، وسعيد بن منصور في "سننه" (1091/التفسير) ، والطبراني في "الكبير" (23/339 رقم778) من طريق عثمان بن مطر، وأبو داود في "سننه" (3983) ، والطبراني في "الكبير" (23/335 رقم 775) من طريق عبد العزيز بن المختار، والترمذي في "جامعه" (2931) من طريق عبد الله بن حفص، والطبراني في "الكبير" (23/335 رقم774 و777) من طريق موسى بن خلف، وداود بن أبي هند، جميعهم عن ثابت البُناني، به. وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (1736) ، وأبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص311) ، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" (5/179 رقم2303) ، وأحمد في "المسند" (6/454 رقم27569) ، وأبو عمر حفص الدوري في "قراءات النبي (ص) " (60 و61 و98) ، وأبو داود في "سننه" (3982) من طريق حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عن شهر، عن أسماء بنت يزيد، به. (4) هو: ثابت بن أسلم. (5) في جميع النسخ: «أبي» ، والتصويب من مصادر التخريج، وسيأتي على الصواب في آخر المسألة. الحديث: 2829 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 644 رسولَ الله (ص) قرأ: (1) ؟ فَقَالَ (2) أَبُو زُرْعَةَ: أُمُّ سَلَمة هَذِهِ هِيَ: أسماءُ بنتُ يَزِيدَ (3) .   (1) قراءة للآية (46) من سورة هود. وانظر قراءة أم سلمة في المسألة رقم (2826) . (2) في (ف) : «قال» . (3) تشبه في (ف) : «بريدة» . وقال الترمذي في الموضع السابق: «هذا حديث قد رواه غيرُ واحد عن ثابت البناني نحو هذا، وهو حديثُ ثابت البناني، وقد رُوي هذا الحديث أيضًا عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أسماء بنت يزيد، وسمعتُ عبد بن حميد يقول: أسماء بنت يزيد هي أم سلمة الأنصارية. قال أبو عيسى: كلا الحديثين عندي واحدٌ، وقد روى شهر ابن حوشب غيرَ حديث عن أم سلمة الأنصارية، وهي أسماء بنت يزيد، وقد رُويَ عن عائشة، عن النبي (ص) نحو هذا» . اهـ. وقال الخطيب في الموضع السابق: «ورواه حماد ابن سلمة، عن ثابت فبيَّن في روايته أن أم سلمة هي أسماء بنت يزيد، وقد ذكرنا ذلك في كتابنا "المكمل في إيضاح المهمل"» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 645 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الخَرَاجِ 2830 - وسألتُ (1) أَبِي؛ قلتُ: حدَّثنا صالحُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل (2) ؛ قَالَ: سألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ نُصَيْرُ بنُ محمَّد الرَّازِي (3) صاحبُ ابْنِ المُبارك، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَائِدَةَ، عَنِ الزُّبَير بْنِ عَدِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَفَعهُ؛ قَالَ: مَنْ أَقَرَّ بِالْخَراجِ وهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَلاَّ يُقِرَّ بِهِ؛ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلاَئِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لا يُقْبَلُ مِنْهُ صَرْفٌ ولاَ عَدْلٌ فَقَالَ (4) : هَذَا حديثٌ مُنكَرٌ، مَا سَمِعنا بِهَذَا (5) ؟ فَقَالَ أَبِي: هَذَا حديثٌ باطِلٌ لا أصلَ لَهُ. 2831 - وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ اختَلَفَ شُعبةُ وزهيرُ بنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي إسحاق (6) :   (1) نقل هذا النص ابن رجب في "الاستخراج" (ص170) ، ولكن جعل عبارة: «هَذَا حديثٌ بَاطِلٌ لا أصلَ له» من كلام ابن أبي حاتم لا من كلام أبيه. (2) في (ت) و (ك) يشبه أن تكون: «خبير» ، أو: «حنين» . وسؤال صالح لأبيه في "مسائله" (ص56- 57 رقم 174) . (3) لم نقف على روايته، وقد أخرج الحديثَ يحيى بن آدم في "الخراج" (150) من طريق الثوري، عَنِ الزبير بْن عدي، عن رجل من جهينة، عن النبي (ص) ... بنحوه. (4) أي: الإمام أحمد بن حنبل. (5) قال ابن رجب في "الاستخراج" (ص171) : «وقال الميموني: كتبتُ إلى أحمد أسأله عن هذا الحديث؟ فأتاني الجواب: ما سمعنا بهذا، وهو حديثٌ منكر» . (6) أي: عمرو بن عبد الله السَّبيعي. الحديث: 2830 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 646 فَرَوَى شُعبة (1) ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عن زيد ابن صَعْصَعَة؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: إنَّا نَنزِلُ بِأَهْلِ الذِّمَّةِ، فمِنَّا مَنْ يُذبَحُ لَهُ الشاةُ، وَمِنَّا مَنْ يُذبَحُ لَهُ الدَّجاجُ، وَإِنِ استَفْتَحْنا فَلَمْ يُفتَحْ لَنَا كَسَرْنَا الْبَابَ؟ قَالَ: فَكَيْفَ تَقُولُونَ فِي ذَلِكَ؟ قَالَ: مِنَّا مَنْ لا يَرَى بِذَلِكَ بَأْسًا، قَالَ: أنتُم تَقُولُونَ كَمَا قَالَ أهلُ الكِتاب: { (2) } (3) . وَرَوَى زُهَيرُ بنُ مُعَاوِيَةَ (4) هَذَا الحديثَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صَعْصَعَة بْنِ يَزِيدَ؛ قَالَ: قلتُ لابْنِ عبَّاس، وَزَادَ فِي الْمَتْنِ:   (1) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/320- 321) ، والبيهقي في "السنن" (9/198) . (2) لفظ الجلالة ليس في (ت) . (3) الآية (75) من سورة آل عمران. (4) روايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/320) . ومن طريقه أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (9/341) . وأخرجه أبو عبيد في "الأموال" (415) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/321) ، وابن جرير في "تفسيره" (7273) من طريق الثَّوْرِيّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صعصعة، عن ابن عباس، به. وجاء عند البخاري: «صعصعة بن زيد» ، قال البخاري: «وقال الثوري: ابن زيد، وخالفوه، هو: ابن يزيد» . وأخرجه البخاري أيضا (4/320) تعليقًا عن إسرائيل وَشَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ صعصعة بن زيد، كذا جاء عند البخاري: ابن زيد. وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (10102) ، وفي "تفسيره" (1/123- 124) من طريق معمر، عن إسحاق، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ مُعَاوِيَةَ، عَنْ ابن عباس. ومن طريق عبد الرزاق أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (7274) ، وفيه: عن صعصعة، ولم يسمِّ أباه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 647 فَقَالَ (1) ابْنُ عَبَّاسٍ: لا يَحلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ أموالِ أهلِ الذِّمَّةِ (2) إِلا بِطِيبِ نفسٍ مِنْهُمْ، وكُلُوا مَا أكلتُم بِثَمَنٍ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: الصحيحُ: صَعْصَعَة بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وخطأُ شُعبة أكثرُه فِي أَسْمَاءِ الرجال. يعني: الرُّواة (3) .   (1) في (ف) : «وقال» . (2) قوله: «أهل الذمة» من (ف) فقط، وفي (أ) : «هذه الأمة» ، وفي (ت) : «هذه الذمة» ، وفي (ش) : «هذه ... » ثم طمس ما بعدها، وفي (ك) : « ... مة» وطمس ما قبلها. (3) أشار لهذه المسألة ابن حجر في "التلخيص الحبير" (4/233 رقم2325) فقال: «وذكر ابن أبي حاتم من طريق صعصعة بن يزيد، أو يزيد بن صعصة، عن ابن عباس من قوله» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 648 عِلَلُ أَخْبَارٍ رُوِيَتْ فِي الإِجَارَاتِ (1) 2832 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عمران القطَّان (3) ، عَن قَتادة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ (4) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ فِي قِصَّةِ الغَارِ (5) . ورواه أَبُو عَوانَة (6) ، عَن قَتادة، عَن أَنَس، عن النبيِّ (ص) ، مرفوع (7) . قلتُ لأبي: ما الصَّحيحُ؟ قال: الحديثان ِ عندي صحيحان؛ لأنَّ ألفاظَهُما مختلفةٌ.   (1) في (أ) و (ت) و (ش) : «باب في الإجارات» ، وفي (ك) : «باب في النذر» . (2) انظر المسألة التالية. (3) هو: عمران بن داوَر. وروايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (2126) ، وأبو عوانة في "مسنده" كما في "إتحاف المهرة" (14/655) ، وابن حبان في "صحيحه" (971) ، والطبراني في "الأوسط" (2454) ، وفي "الدعاء" (193) . ومن طريق الطيالسي أخرجه البزار في "مسنده" (1869/كشف الأستار) ، والروياني في "مسنده" (1359) ، وأبو عَوانة كما في "إتحاف المهرة" (14/655) . (4) هو: أخو الحسن البصري. (5) يعني: حديثَ النَّفَرِ الثلاثةِ الذين أصابَهُم المطر، فلجؤوا إلى غارٍ، فانحدرَتْ صخرةٌ، فسدَّت عليهم بابَ الغار، فدعَوا الله بصالح أعمالهم، وذكرَ أحدُهم أنه استأجَرَ أُجَراء، ومنهم ذاك الأجيرُ الذي تركَ أُجرَتَه، ثم عادَ بعد زمن، فوجدَ الذي استأجَرَهُ قد نمَّاها له، وهو موضعُ الشاهد في هذا الباب. (6) هو: وضَّاح بن عبد الله اليَشكُري. وسيأتي تخريج روايته. (7) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . الحديث: 2832 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 649 قَالَ أَبِي: حدَّثنا مُسَدَّد (1) ؛ قَالَ: حدَّثنا أَبُو عَوانة، عَن قَتادة، عن أنس، عن النبيِّ (ص) ، فِي قصَّة الغارِ (2) ، وذاكرتُ أَبَا رَبيعة فهدَ بْن عَوْف، فقال: كيف حدثكم المُعلَّى (3) ؟ قلتُ: لم يرفَعْه، فقال: حدَّثنا أَبُو عَوانة، عَنْ قَتادة، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النبيِّ (ص) . 2833 - وسألتُ (4) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عليُّ بْنُ مُسْهِر (5) ، عَنِ عُبَيدالله (6) ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عن النبيِّ (ص) ؛ فِي قصَّة الغارِ؟ قَالَ أَبُو زرعة: لا أعلم أنه رواه غيرُ عليِّ ابن مُسْهِر (7) .   (1) روايته أخرجها الطبراني في "الدعاء" (192) . وأخرجه الطيالسي في "مسنده" (2126) عن أبي عَوانة، عن قتادة، به مرفوعًا. وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/142- 143 رقم 12454) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2938) ، وأبو عوانة كما في "إتحاف المهرة" (2/334- 335) من طريق يحيى بن حماد، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على المسند" (3/143 رقم 12455) من طريق أبي عبد الرحمن عبد الواحد بن غياث، والبزار في "مسنده" (1868) من طريق هلال بن يحيى، جميعهم عن أبي عوانة، عن قتادة به مرفوعًا. وأخرجه الإمام أحمد (3/143 رقم 12456) من طريق بهز بن أسد، وأبو يعلى (2937) من طريق عبد الواحد ابن غياث وسعيد بن أبي الربيع، جميعهم عن أبي عوانة، عَن قتادة، عَن أَنَس، موقوفًا. (2) نقل الضياء المقدسي في "المختارة" (7/59) هذا النص من بدايته إلى هذا الموضع. (3) يعني: ابن أسد. (4) انظر المسألة السابقة. (5) روايته أخرجها البخاري في "صحيحه" (3465) ، ومسلم (2743) . (6) هو: ابن عمر العُمَري. (7) قولُ أبي زرعة: «لا أعلم أنه رواه غير علي بن مسهر» : الظاهر أنه يعني به: تفرُّده به عن عبيد الله بن عمر، ولا يمكن أن تخفى عليه كثرةُ طرق الحديث، فقد رواه عن نافع أيضًا: موسى بن عقبة عند البخاري (2215) ، ومسلم في الموضع السابق، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عند البخاري (5974) ، وفضيل بن غزوان ورقبة ابن مَصْقَلة وصالح بن كيسان عند مسلم أيضًا، ورواه البخاري (2272 و2333) ، ومسلم أيضًا من طريق الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، به. الحديث: 2833 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 650 قلتُ لَهُ: هو صحيحٌ؟ قَالَ: نعم، عليُّ بْن مُسْهِر ثقة. 2834 - وسألتُ (1) أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ ابْنُ فُضَيل (2) ، عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي حَازِمٍ (3) ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قال: نَهى رسولُ الله (ص) عَنْ ثَمَنِ الكَلْب، وعَسْبِ الفَحْل (4) ؟ قَالَ أَبِي: لَمْ يَروِ (5) عَنِ الأعمَش، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ غيرُ (6) ابْنِ فُضَيل، وَأَخْشَى أَنَّهُ أَرَادَ: أَبَا سُفيان (7) ، عن جابر، عن   (1) انظر المسألة المتقدمة برقم (1137) و (1153) و (1704) ، والمسألة الآتية برقم (2836) و (2839) . ونقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/24 رقم 1145) هذا النص بتصرُّف. (2) هو: محمد. وروايته أخرجها الترمذي في "جامعه" عقب الحديث رقم (1279) تعليقًا، وفي "العلل الكبير" (334) ، وابن ماجه في "سننه" (2160) ، والنسائي في "سننه" (4675) ، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/53) . وانظر تتمة تخريجه في التعليق آخر المسألة. (3) هو: سلمان الأَشْجَعي. (4) تقدم تفسير «عسب الفحل» في المسألة رقم (1137) . (5) أي: لم يَرْوِهِ، يعني: هذا الحديث. (6) في (ت) و (ف) و (ك) : «عن» بدل: «غير» . (7) هو: طلحة بن نافع. وروايته على هذا الوجه أخرجها أبو داود في "سننه" (3479) ، والترمذي في "جامعه" (1279) ، وأبو عوانة في "مسنده" (5271 و5272) ، والطبراني في "الأوسط" (3/295 رقم 3201) ، والدارقطني في "سننه" (3/72) ، والحاكم في "المستدرك" (2/34) ، والبيهقي في "السنن" (6/11) جميعهم عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، عن جابر قال: نهى رسولُ الله (ص) عن ثمن الكلب والسِّنَّور. قال الترمذي: «هذا حديثٌ في إسناده اضطراب، ولا يصحُّ في ثمن السِّنَّور، وَقَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الأعمش، عن بعض أصحابه، عن جابر، واضطربوا على الأعمش في رواية هذا الحديث» . وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (36221) ، وأبو يعلى في "مسنده" (2275) كلاهما من طريق الأعمش قال: أرى أبا سفيان ذكره عن جابر، وعند أبي يعلى: عن الأعمش قال: قال جابر: ... فذكره ثم قال: قال الأعمش: أظن أبا سفيان ذكره. وأخرجه مسلم في "صحيحه" (1569) من طريق أبي الزبير قال: سألت جابرًا عن ثمن الكلب والسِّنَّور؟ قال: زجر النبيُّ (ص) عن ذلك. الحديث: 2834 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 651 النبيِّ (ص) (1) .   (1) قال الترمذي في الموضع السابق من "العلل الكبير": «سألت محمدًا - يعني البخاري - عَنْ هَذَا الْحَدِيث؟ فَقَالَ: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير ابن فُضيل» . اهـ. ولعلَّ مراد أبي حاتم والبخاري: تفرُّد محمد بن فضيل به عن الأعمش بهذا السياق، وإلا فقد أخرجه أبو يعلى في "مسنده" (6210) من طريق أبي عبيدة عبد الملك بن معن، وأبو عوانة (4491) من طريق أسباط بن محمد، كلاهما عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ (ص) نهى عن ثمن الكلب، ومهر البَغِيّ. وكذا أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/33) من طريق عبد الرحمن بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِيهِ شَرِيكٍ بن عبد الله النخعي، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ وأبي حازم، عن أبي هريرة، بنحو لفظ أبي يعلى. وذكره الدارقطني في "العلل" (2219) بنحو لفظ أبي يعلى أيضًا، وذكر الاختلافَ فيه على الأعمش في رفعه ووقفه، ومن جعله: عنه، عن أبي حازم، ومن جعله: عنه، عن أبي صالح، وذكر أن أبا عبيدة بن معن وأسباط بن محمد رَوَياه عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عن أبي هريرة مرفوعًا، وكذا رواه جرير بن عبد الحميد عن الأعمش، إلا أنه وقفه. الجزء: 6 ¦ الصفحة: 652 2835 - وسألتُ (1) أَبَا زُرْعَةَ عَنْ حديثٍ رَوَاهُ حمَّاد بْنُ سَلَمة، عَنِ حمَّاد (2) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ (3) ، عَنْ أَبِي سعيد الخُدْري، عن النبيِّ (ص) : أنَّه نَهَى أَنْ يُستَأْجَرَ الأَجيرُ حَتَّى يُعلَمَ أَجرُهُ. قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ: وَرَوَاهُ (4) الثَّوري، عَنْ حمَّادٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، مَوْقُوفٌ (5) ؟ قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: الصَّحيحُ: موقوفٌ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ لأنَّ الثَّوريَّ أحفظُ. 2836 - وسمعتُ (6) أَبِي وحدَّثنا عَنْ حَرْمَلة (7) ، عَنِ ابْنِ وَهْب (8) ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَة، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبيب، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ (9) ، عَنْ أنس: أنَّ النبيَّ (ص) نَهَى عَنْ عَسْبِ الفَحْل. قَالَ أَبِي: إِنَّمَا يُروى مِنْ كَلامِ أَنَسٍ، ويزيدُ لَمْ يَسْمَعْ مِنَ الزُّهري؛ إِنَّمَا كتَبَ إِلَيْهِ. 2837 - وسألتُ أَبِي عَن حديثٍ رَوَاهُ أَبُو إسماعيلَ المُؤَدِّبُ (10) ،   (1) تقدمت هذه المسألة برقم (1118) . (2) هو: ابن أبي سليمان. (3) هو: ابن يزيد النخعي. (4) في (أ) : «وروى» ، ولم تتضح في (ش) ؛ لرداءة التصوير. (5) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (6) تقدمت هذه المسألة برقم (1137) ، وانظر المسألة المتقدمة برقم (2834) . (7) هو: ابن يحيى. (8) هو: عبد الله. (9) هو: الزُّهري، محمد بن مسلم. (10) هو: إبراهيم بن سليمان. الحديث: 2835 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 653 عَنْ وائِل بْنِ دَاوُدَ، عَنْ سعيد بن عُمَير ابن أَخِي البَراء، عَنِ البَراء (1) ، عَنِ النبيِّ (ص) ؛ أَنَّهُ سُئِلَ: أَيُّ الكَسْبِ أطيبُ؟ قَالَ: عَمَلُ الرَّجُلِ بِيَدِهِ، وكُلُّ بَيْعٍ مَبْرُورٍ؟ قَالَ أَبِي: وحدَّثني أَيْضًا الحَسنُ بنُ شَاذَانَ (2) ، عَنِ ابْنِ نُمَير (3) ، هَكَذَا، مُتَّصِلً (4) عَنِ البَراء، وأمَّا الثِّقاتُ: الثَّوريُّ (5) وجماعةٌ (6) ؛   (1) هو: ابن عازب ح. (2) هو: الحسن بن خلف بن زياد الواسطي، وكأن «شاذان» لقبُ أبيه. انظر "التقريب" (1237) . (3) هو: عبد الله. (4) كذا بحذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة، وقد تقدم التعليق عليها في المسألة رقم (34) . (5) اختُلف على الثوري في هذا الحديث: فأخرجه الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/179- 180) من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة بن عقبة، عن الثوري، به، مرسلاً. ومن طريق الفسوي أخرجه البيهقي في "الشعب" (1171) . وأخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/10) من طريق الأسود بن عامر، عن الثوري، به، متصلاً. ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "السنن" (5/263) ، وفي "الشعب" (1172) . (6) منهم: أبو معاوية محمد بن خازم، ومروان بن معاوية، ومحمد بن عبيد: أما رواية أبي معاوية: فأخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (5/520) ، وابن أبي شيبة في "المصنف" (23073) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (314) . وأما رواية مروان بن معاوية: فأخرجها أبو عبيد في "غريب الحديث" (5/520) . وأما رواية محمد بن عبيد: فأخرجها البيهقي في "السنن" (5/263) ، وقال: «هذا هو المحفوظ، مرسلاً» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (3/466 رقم 15836) ، والبزار في "مسنده" (3798) ، والطبراني في "الكبير" (22/197 رقم 520) ، وأبو الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" (2/134) ، والحاكم في "المستدرك" (2/10) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ جميع بن عمير، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ، عن النبي (ص) ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "السنن" (5/263) . وفيه اختلافٌ على شريك: أخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (3/205) من طريق شريك، عن وائل التيمي، عن خاله، عن أبي بردة. وأخرجه ابن قانع في الموضع السابق: من طريق شريك أيضًا عن وائل، عن التيمي، عن خاله أبي بردة. وأخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (8/227) تعليقًا من طريق شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن جميع بن عمير، عن خاله أبي بردة. وأخرجه ابن قانع في "معجم الصحابة" (2/204) من طريق شريك، عن عبد الله بن عيسى، عن ابن عمير، أو عمير بن جميع، عن خاله أبي بردة. وقال البيهقي: «هكذا رواه شريك بن عبد الله القاضي! وغلط فيه في موضعين: أحدهما: في قوله: «جميع بن عمير» ، وإنما هو: سعيد بن عمير، والآخر في وصله، وإنما رواه غيره عن وائل مرسلاً» . وأخرجه الإمام أحمد في "المسند" (4/141 رقم 17265) ، وابن أبي الدنيا في "إصلاح المال" (309) ، والطبراني في "الكبير" (4/276 رقم 4411) ، وفي "الأوسط" (8/47 رقم 7918) ، والحاكم في "المستدرك" (2/10) ، والبيهقي في "الشعب" (1174) من طريق المسعودي عبد الرحمن ابن عبد الله عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عُبَايَةَ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعِ، عَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنِ النبي (ص) . وأخرجه البزار في "المسند" (3731) من طريق المسعودي، عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ رِفَاعَةَ، عَنْ أَبِيهِ. قال البزار: وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده عن المسعودي إلا إسماعيل بن عمر، وقد رواه غير إسماعيل فقال: عبيد بن رفاعة، ولم يقل: عن أبيه. اهـ. = ... والذي يظهر لنا أن ذكر عبيد بن رفاعة في هذا الحديث هو خطأٌ من البزار لأنه كرره في موقعين. والله أعلم. قال الفسوي في "المعرفة والتاريخ" (3/180) : «والمسعودي يخالف في هذا الحديث ويغلط فيه» . وقال البيهقي في "السنن" (5/263) : «وقال المسعودي: عَنْ وَائِلِ بْنِ دَاوُدَ، عَنْ عباية بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ، عَنْ أبيه، وهو خطأ» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 654 ............................ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 655 رَوَوْا (1) عَنْ وائِل بْنِ دَاوُدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَير (2) : أنَّ النبيَّ (ص) ؛ والمُرسَلُ أشبهُ (3) . 2838 - وسألتُ أَبِي وَأَبَا زُرعة عَن حديثٍ رَوَاهُ سُفيان وشُعبة، عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، فاختَلَفا فِيهِ: فَقَالَ الثَّوري (4) : عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، عَنْ سُوَيد بن قَيْس؛ قال:   (1) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «فرووا» ، لكنَّ حذف الفاء من جواب «أمَّا» أجازه حُذَّاق النَّحْويين في الاختيار وسعة الكلام، ومنهم ابن مالك والدماميني. انظر تعليقنا على المسألة رقم (637) . (2) في (أ) : «سعيد بن ابن عمير» . (3) نقل ابن حجر في "التلخيص الحبير" (3/5 رقم 1123) بعضَ هذا النص فقال: «وقال ابن أبي حاتم في "العلل": المرسلُ أشبه» . كذا قال! ومن الواضح أنه سقط منه قوله: «عن أبيه» . قال البخاري في "التاريخ الكبير" (3/502) : «وأسنده بعضهم وهو خطأ» . قال البيهقي في الموضع السابق من "السنن": «والصحيح رواية وائل، عن سعيد ابن عمير، عن النبي (ص) مرسلاً» . اهـ. (4) روايته أخرجها عبد الرزاق في "المصنف" (14341) ، وابن أبي شيبة (22082 و24860) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/352 رقم 19098) ، والدارمي (2585) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/141- 142) ، وأبو داود في "سننه" (3336) ، وابن ماجه (3579) ، والترمذي في "جامعه" (1305) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1669) ، والنسائي في "سننه" (4592) ، وفي "الكبرى" (6184 و9670) ، وابن الجارود في "المنتقى" (559) ، وابن قانع في "معجم الصحابة" (3/126) ، وابن حبان في "صحيحه" (5147) ، والطبراني في "الكبير" (7/89 رقم 6466) . ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن ماجه في "سننه" (2220 و3579) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1668) . وأخرجه ابن قانع في "معجمه" (3/126) من طريق الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سماك بن حرب، عن نبيح العنزي، عن مخرمة العبدي، به. الحديث: 2838 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 656 جَلَبتُ أنا ومَخْرَفَةُ العَبْدي بَزًّا مِنْ هَجَر (1) ، فَأَتَانَا رسولُ الله (ص) وَنَحْنُ بِمِنًى، فَاشْتَرَى منَّا سَراويلَ، ووَزَّانٌ يَزِنُ بالأَجْرِ (2) ، فَقَالَ للوَزَّان: زِنْ وأَرْجِحْ. وَرَوَاهُ شُعبة (3) ، عَنْ سِماك بْنِ حَرْب، عَنْ أَبِي صَفْوان مَالِكِ بْنِ عُمَير (4) ؛ أَنَّهُ قال: اشتَرَى النبيُّ (ص) سَراويلاً (5) بِثَلاثَةِ دَرَاهِمَ، فوَزَنَ لِي، فأرجَحَ لِي (6) . فقلتُ لَهُمَا: أيُّهما أصحُّ عندكما؟   (1) هَجَرُ: مدينةٌ، وهي قاعدةُ البحرين، وقيل: ناحيةُ البحرين كلُّها هَجَر، وهو الصواب. "معجم البلدان" (5/393) . (2) المعنى: وعندنا وزَّانٌ يَزِنُ بالأجر؛ كما في بعض مصادر التخريج. (3) روايته أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1289) ، وابن سعد في "الطبقات" (6/63) ، والإمام أحمد في "المسند" (4/352 رقم19099) ، والبخاري في "التاريخ الكبير" (4/142) ، وأبو داود في "سننه" (3337) ، وابن ماجه (2221) ، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (1670) ، والنسائي في "سننه" (4593) ، وفي "الكبرى" (6185 و9671- 9673) ، والدولابي في"الكنى" (1/39- 40 و40) ، وابن قانع في "معجمه" (3/32) . (4) قال المزِّي في "تهذيب الكمال" (27/153) : «مالك ابن عَمِيرة، ويقال: ابن عُمَير، أبو صفوان» . (5) كذا في جميع النسخ، والجادَّة: «سراويلَ» ؛ لأنه ممنوع من الصرف، وقد تقدمت على الجادَّة في أول المسألة، لكنَّ ما وقع في النسخ صحيحٌ أيضًا في العربية، وفيه وجهان ذكرناهما في التعليق على قوله: «أحاديثًا» في المسألة رقم (787) . (6) قوله: «لي» سقط من (ش) و (ف) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 657 فَقَالا: سفيانُ أحفظُ الرَّجُلَين (1) . ثُمَّ قَالا: وقَيْسُ بنُ الرَّبيع عَلَى ضَعْفِه قَدْ تابَعَ [سُفيانَ] (2) فِي هَذَا الْحَدِيثِ. فقلتُ لَهُمَا: هَلْ تَابَعَ شُعبةَ أحدٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ؟ قَالَ أَبِي: لا أعلمُه. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: تابعَهُ عَلَيْهِ عَمرو بنُ أَبِي المِقْدام مَعَ ضَعْفه. 2839 - وسمعتُ (3) أَبِي وحدَّثنا عَنْ إسحاق بن موسى الخَطْمي،   (1) قال أبو داود عقب الحديث رقم (3337) : «رواه قيس كما قال سفيان، والقول قول سفيان» . وقال في الحديث رقم (3338) : «حدثنا ابن أبي زِرْمَة سمعت أبي يقول: قال رجل لشعبة: خالفك سفيان. قال: دفعتني. وبلغني عن يحيى بن معين قال: كل من = = خالف سفيان فالقول قول سفيان» . وقال في الحديث رقم (3339) : «حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا وكيع، عن شعبة قال: كان سفيان أحفظ مني» . وقال النسائي في "الكبرى" عقب الحديث رقم (6185) : «وحديث سفيان أشبهُ بالصَّواب من حديث شعبة» . (2) ما بين المعقوفين جاء في جميع النسخ هكذا: «شعبة أحدٌ» ، وهو خطأ واضح، سبَّبه انتقال بصر الناسخ من هنا إلى الكلام الآتي، ويبدو أنَّ هذا سهو قديم؛ لاتفاق النسخة (أ) و (ت) و (ف) و (ك) عليه، وأما (ش) فلم يظهر فيها لرداءة التصوير، وصواب العبارة ما أثبتناه، ومتابعة قيس بن الربيع أخرجها الطيالسي في "مسنده" (1288) ، ومن طريقه البيهقي في "سننه" (6/32- 33) عن قيس، عن سماك، به. مثل رواية الثوري. وتابعه أيضًا أيوب بن جابر، وروايته أخرجها البخاري في "التاريخ الكبير" (4/124) تعليقًا، والطبراني في "الكبير" (20/321 رقم761) . (3) تقدمت هذه المسألة برقم (1704) ، وانظر المسألة رقم (732) . الحديث: 2839 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 658 عَنْ محمَّد بْنِ فُضَيل، عَنِ محمَّد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ؛ قَالَ: سمعتُ السائبَ بْنَ يَزِيدَ؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ (ص) : السُّحْتُ (1) ثَلاَثٌ: مَهْرُ البَغِيِّ، وكَسْبُ الحَجَّامِ، وثَمَنُ الكَلْبِ. فسمعتُ أَبِي يقول: عبد الرحمن بْنُ محمَّد هُوَ: ابْنُ عبدٍ (2) القَارِيُّ، وَإِبْرَاهِيمُ هُوَ أَخُوهُ عَلَى مَا أظنُّ، والناسُ يَرْوون هَذَا الحديثَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عن رافِع بن خَدِيج.   (1) تقدم تفسير «السُّحْت» في المسألة رقم (1704) . (2) قوله: «عبد» سقط من (ت) و (ك) ، ولم يتضح في (ش) ، والمثبت من (أ) و (ف) ، وهو الصواب كما تقدم في المسألة رقم (1704) ، وكما في "الجرح والتعديل" (5/281 رقم1337) . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 659 بَابٌ فِي النُّذُورِ (1) 2840 - وسألتُ (2) أَبِي عَنْ حديثٍ حدَّثنا بِهِ أحمدُ بنُ الفَضْل العَسْقَلاني، عن رَوَّاد (3) ابن الجَرَّاح، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمان، عَنْ حَبِيب بْنِ أَبِي ثابت، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: رَأَى رسولُ الله (ص) رَجُلا يُهَادَى (4) بَيْنَ اثْنَيْنِ، فَقَالَ: مَا شَأْنُ هَذَا؟ ، قَالَ: نَذَرَ أَنْ يحُجَّ مَاشِيًا ... ؟ فسمعتُ أَبِي يَقُولُ: إِنَّمَا هُوَ: إبراهيمُ بنُ طَهْمان، عَنْ حُمَيدٍ الطَّويل (5) ، عَنْ أنس، عن النبيِّ (ص) .   (1) في (ت) و (ك) : «النذر» . (2) تقدمت هذه المسألة برقم (868) ، وفي آخرها زيادة: «وَلَمْ يَرْوِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عن حبيب شيئًا» . (3) في (ك) : «داود» . (4) في (ك) : «يهاد» . ومعنى «يُهادى» ؛ أي: يَمشي بينهما مُعتمدًا عليهما من ضَعْفه وتمايُله. "لسان العرب" (هـ د ي) (15/359) . (5) هو: حميد بن أبي حميد. الحديث: 2840 ¦ الجزء: 6 ¦ الصفحة: 660 آخِرُ "كِتَابِ الْعِلَلِ"بِحَمْدِ اللهِ ومَنِّهِ وعَوْنِهِ، وصلَّى اللهُ عَلَى محمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ. وكان الفَرَاغُ مِنْ نَسْخِهِ في تاريخِ سابعَ عَشَرَ شَهْرِ ربيعٍ الأوَّلِ مِنْ شُهُورِ سَنَةِ ثلاثين وسَبْعِ مِئَةٍوكتَبَهُ محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ عليٍّ الخطيبُ، يومئذٍ، بِقَرْيَةِ العَبَّادِيَّةِ مِنْ عَمَلِ المَرْجِ الشاميِّ، بِدِمَشْقَ المحروسةِ، عفا الله عنهُ وعن أُمَّةِ مُحَمَّدٍ أجمعينَ. وَحَسْبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ (1)   (1) هذا آخر النسخة (أ) ، وجاء في آخر (ف) ما نصه: «آخر "كِتَاب ِ الْعِلَلِ" بحمد الله ومنه، وصَلَّى اللَّهُ عَلَى سيدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، كتَبَهُ لنفسه محمدُ بن أحمد بن عليّ الخطيب، يومئذ، بقريةِ العبَّادية، من عَمَل المَرْج الشامي، بدمشقَ المحروسةِ، وكان الفراغ من نسخه يوم السبت رابعَ عَشَرَ ربيعٍ الآخِرِ، من سنة ثلاثين وسبع مئة، وحسبُنا الله ونعْمَ الوكيل، والحمد لله رب العالمين» . وجاء في آخر (ش) : «آخِرُ "كتابِ العِلَل"، بحمد الله ومَنِّه، وصلَّى اللهُ عَلَى محمَّدٍ وآلِهِ وسَلَّمَ، علَّقه العبدُ الفقيرُ إلى الله تعالى عليُّ بنُ عمرَ بنِ عبد الله ... اليَمَانِي، عفا الله عنه وعن والدَيْهِ ... والحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وكان ذلك يومَ ... ربيع الآخِر سنَةَ خَمْسٍ وثلاثين وسَبْعِ مئةٍ ... وحسبُنَا اللهُ ونِعْمَ الوكيل» . وفي آخر (ت) : «آخر "كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، والحمد لله رب العالمين، وقد وقع الفراغ من تسويده يوم الأحد لليلتين بقيتا من شهر الله الأَصَمّ رجب، عظم الله حرمته من سنة خمس عشرة وست مئة، بدمشق حرسها الله. غفر الله لكاتبه ولصاحبه ولجميع المؤمنين، إنه هو الغفور الرحيم» . وفي آخر (ك) : «هذا آخر الكتاب المعروف بـ"كِتَاب ِ الْعِلَلِ"، والحمد لله رب العالمين، وصلواته عَلَى سيدنا مُحَمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا» . الجزء: 6 ¦ الصفحة: 661