الكتاب: الأربعين من الأحاديث النبوية عن أربعين من مشائخ الإسلام مروية - مخطوط المؤلف: أحمد بن أبي بكر بن علي بن إسماعيل الحموي، ابن الرَّسَّام (المتوفى: 844هـ) أعده للشاملة: أحمد الخضري   [الكتاب مخطوط] ---------- الأربعين من الأحاديث النبوية لابن الرسام - مخطوط (ن) ابن الرَّسَّام الكتاب: الأربعين من الأحاديث النبوية عن أربعين من مشائخ الإسلام مروية - مخطوط المؤلف: أحمد بن أبي بكر بن علي بن إسماعيل الحموي، ابن الرَّسَّام (المتوفى: 844هـ) أعده للشاملة: أحمد الخضري   [الكتاب مخطوط] الكتاب: الأربعين من الأحاديث النبوية عن أربعين من مشائخ الإسلام مروية - مخطوط المؤلف: أحمد بن أبي بكر بن أحمد الحنبلي القادري المعروف بابن الرسام المتوفى: 844 هـ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 //2أ// بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله الذي من علينا باتباع نبينا محمد سيد المرسلين، وجعلنا ممن نظم في سلك طلب الحديث من السلف الصالحين، وحرك..بالرحلة إليهم والمثول لديهم لنكون على أثارهم سالكين، ونقتدي بهديهم وتحل علينا بركاتهم فننجوا من اتباع الهوى فنكون سالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في العالمين، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أكمل العابدين، صلى الله عليه وعلى أله وأصحابه وذريته السادة العاملين، وسلم تسليما كثرا إلى يوم الدين. أما بعد بعد فإن لله تعالى من فعل العبد المسكين الضعيف بالرحلة في عنفوان شبابه، وعطف //2ب// عليه الوالدين لذلك فاعتنينا به، فرحل إلى علماء الإسلام وأخذ عنهم الحديث بمصر والشام، وعين من أعيانهم أربعين من أهل الدراية والرواية، وروى عنهم أربعين حديثا لتحصل بها الهداية، وتكون عمدة لطالب علم الحديث الشريف، ومقنعا يغني فيكفي في التطريف ويرشد اللبيب العارف التحرير، إلى الرواية عن هؤلاء السادة ذي العلم العزيز، فإن رواياتهم تعم جميع كتب الإسلام، الرواية عن سيدنا محمد سيد الأنام، إلا ما ندر عن بعض ذوي الأفهام، وحصل إدراكه من غير كلام، والله تعالى المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 1 الحديث الأول عن مشايخ حماة المرج منهم سيدنا وشيخنا الإمام العلامة قاضي القضاة بهاء الدين أبو العباس أحمد المردادي //3أ// الحنبلي بحماة المحروسة كان تغمده الله تعالى مرضيا، أخبرنا سيدنا وشيخنا العلامة قاضي القضاة بهاء الدين أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد المقدسي المردادي الحنبلي بحماة المحروسة، كان رحمه الله تعالى قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي النعم ابن الشيخة الحجار سماعا من أول صحيح البخاري وإلى باب ما جاء في الوتر والباقي إجازة قال: أخبرنا الحسين بن المبارك قال: أخبرنا عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا عبد الرحمان بن محمد بن المظفر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حمويه قال: أخبرنا محمد بن يوسف الفربري قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل رحمه الله قال: حَدَّثَنَا الحميدي عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى المِنْبَرِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا //3ب//، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 2 الحديث الثاني أخبرنا الشيخ الإمام الخطيب.. بن أبي عبد الله محمد بن سيدنا ومولانا قاضي القضاه نجم الدين أبي محمد عبد الرحيم بن البارزي الجهني الشافعي خطيب الجامع النوري بحماة المرج بقراءتي على حماة المرج تاريخ خامس عشر صفر سنة سبع وثمانين وسبع مئة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام العالم علم الدين أبو سعيد سنجر بن عبد الله الجارلي نائب السلطنة الفطمية بحماة المحروسة بقراءة أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن صاردا البعلبكي سنة ثلاث وأربعين وسبع بدار هاجر حماة السلطنة قال: أخبرنا الشيخ الإمام القاضي أبو الفضائل دانيال بن بنكلي بن صرفا التركماني الكركي قراءة عليه وأنا أسمع في شوال سنة وثمانين وست مئة بالشوبك قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن معين بن الموفق بن علي بن الخازن ببغداد سنة اثنتين وأربعين وست مئة قال: أخبرنا أبو زرعة طاهر بن الإمام أبي الفضل محمد بن طاهر المقدسي ببغداد في سنة إحدى وستين //4أ// وخمس أخبرنا قال: أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور الكرجي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم الأموي قال: أخبرنا الربيع بن سليمان قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي قال: أخبرنا مالك، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نَهَى عَنِ الشِّغَارِ، وَالشِّغَارُ أَنْ يُزَوِّجَ الرَّجُلُ ابْنَتَهُ عَلَى أَنْ يُزَوِّجَهُ الآخَرُ ابْنَتَهُ، لَيْسَ بَيْنَهُمَا صَدَاقٌ. هذا التفسير قيل هو من نافع وقيل من مالك، وهذا الحديث في الأربعين من رواية الإمام الشافعي انتقاء الحافظ علم الدين أبي محمد القاسم بن محمد البرزالي رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 3 الحديث الثالث أخبرنا الشيخ الإمام العالم القاضي سماعا قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الشيخ ... بن إسماعيل الشافعي الشهير بابن الشراتي بحماة المرج بتاريخ ثالث عشر ذي القعدة سنة خمس وثمانين وسبع مئة بقراءتي عليه وهو يستمع قال: أخبرنا الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة أبو الوليد بن المرحوم أبي عبد الله محمد بن //4ب// هاني المالكي الشهير بسري الدين في السادس والعشرين من صفر سنة إحدى وستين وسبع مئة، قال: أخبرنا الفقيه الأستاذ العربي العلامة الخطيب أبو القاسم محمد بن أحمد بن جزي رحمه الله وذلك في أواخر شعبان عام تسعة وعشر وسبع مئة في كتابه الأنوار الشفية في الألفاظ السنية، قال: باب كلمات رواها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ربه سبحانه وتعالى يقول الله تعالى قَسَمْتُ الصَّلاَةَ بَيْنِي، وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قَالَ: حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قَالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي أَوْ أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي. قَالَ سُفْيَانُ: أَنَا أَشُكُّ، وَإِذَا قَالَ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قَالَ: فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قَالَ: فَهَذِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، فَإِذَا قَالَ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} قَالَ: هَذِهِ لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 4 الحديث الرابع //5أ// أخبرنا والدي الشيخ تقي الدين أبو بكر بن بهاء الدين بن أحمد بن علي بن إسماعيل المقرىء المجود، رحمه الله، بقرائتي عليه وهو يسمع، في أواخر شعبان سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة في تفسير للإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، رحمه الله، في كتابه (الجامع الصحيح) بحق إجازته العامة من الشيخ بهاء الدين بن أبي العباس أحمد بن الشحنة الحجار، رحمه الله، قال: أخبرنا الشيخ سراج الدين الزبيدي قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول السجزي قال: أخبرنا أبو الحسن البوشنجي قال: أخبرنا أبو الحمد عبد الله بن حمويه قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري قال: أخبرنا الإمام الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الخَيْلُ لِثَلاَثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ، وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ، وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ، فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ: فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ، فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ فِي المَرْجِ وَالرَّوْضَةِ، كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ، وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا //5ب// فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَ بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، فَهِيَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا، وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللهِ فِي رِقَابِهَا، وَلاَ ظُهُورِهَا، فَهِيَ لَهُ سِتْرٌ، وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِئَاءً وَنِوَاءً، فَهِيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ فَسُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الحُمُرِ، قَالَ: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهَا إِلاَّ هَذِهِ الآيَةَ الفَاذَّةَ الجَامِعَةَ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 5 الحديث الخامس أخبرناالشيخ الصالح الحاج أحمد بن علي بن عبدان القداس، بحماة المحروسة بتاريخ يوم الثلاثاء حادي عشر من رجب الفرد سنة أربع وثمانين وسبع مئة، بحماة المحروسة، بالمنصورية، بقراءة شيخنا العلامة برهان الدين المحدث الحلبي، وأنا أسمع، قال:أخبرنا المسند الشيخ تاج الدين أحمد بن الإمام //6أ// المحدث الحافظ تقي الدين إدريس بن يزيد الحموي، قال: أخبرتنا بنت العشير صفية بنت عبد الوهاب بن علي الزبيرية القرشية، قالت: أخبرنا أبو الفرج مسعود بن الحسن بن القاسم بن الفضل، إجازة، قال: أخبرنا أبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن الربيع البزاني، قراءة عليه، وأنا أسمع، قال: أخبرنا الإمام أبو عمر عبد الله بن محمد السليمي، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عمر الدقيقي، حدثنا الفضل بن حماد الخبري، حدثنا مسدد، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، عن شعبة، وهِشَامٌ، عن قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لاَ عَدْوَى، وَلاَ طِيَرَةَ، وَأحب الْفَأْلُ، قال: الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 6 الحديث السادس أخبرنا الشيخ علي بن علي بن عمر بن علي العطار المعروف بابن فحيل بحاة المحروسة، يوم الخميس ثاني عشر ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وسبع مئة بالمنصورية بقراءة سمعها الشيخ للإمام العالم أقضى القضاة سماعا لأبي العباس أحمد بن الشيخ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل بن زين الدين الشهير بابن الحسباني خليفة الحكم العزيز بدمشق المحروسة قال: أخبرنا المسند تاج الدين أحمد بن زين الدين //6ب// بسنده عن يحيى، عن حميد، عن ثابت، عن أنس، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يهادى بين ابنيه، فسأل عنه؟ فقالوا: نذر أن يمشي، فقال: إن الله - تعالى - لغني عن تعذيب هذا نفسه فأمره أن يركب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 7 الحديث السابع أخبرنا أبو الحسن علي بن أبي المجد بن علي بن أبي المجد الآدمي بحماة المحروسة، بقراءة الشيخ العلامة برهان الدين إبراهيم المحدث سبط ابن العجمى، وأنا أسمع، بتاريخ حادي عشر من رجب سنة أربع وثمانين وسبع مئة، قال أخبرنا المسند تاج الدين أحمد بن يزيد ... بسنده، من حديث عمر بن عبيد الله بن محمد السلمي، حدثنا محمد بن عمر بن حفص بن شاذان، حدثنا سعد بن الفضل، عن سفيان الثوري، عن أبي موسى الصنعاني، عن وهب بن منبه، عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سكن البادية جفا، ومن أتى السلطان افتتن، ومن اتبع الصيد غفل. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 8 الحديث الثامن أخبرنا الشيخ أبو حفص عمر بن محمود بن علي بن النقيب، [أخو الشيخ موسى بن النقيب] (1) ، بحماة المحروسة //7أ//، بتاريخ حادي عشر رجب سنة أربع وثمانين وسبع مئة بقراءة ابن أخي المسمع بالمنصورية قال: أخبرنا المسند تاج الدين أحمد بن يزيد الحموي، بسنده حَدَّثَنَا محمد بن شاذان، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ جَزْءٍ، رضي الله عنه، قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهي أَنْ يَبُول مُسْتَقْبِل الْقِبْلَةِ , فَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ , فَأَخْبَرْتُهُمْ. وهو من أحاديث أبي عمر عبد الله بن محمد السلمي. _حاشية   (1) ما بين حاصرتين إلحاق في هامش النسخة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 9 الحديث التاسع أخبرتنا الشيخة المسندة الحاجة شرف بنت محمد بن حسن بن مسعود خطيب المنصورية بحماة المحروسة بتاريخ تاسع جمادى الأول سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة بقراءة شيخنا برهان الدين المحدث وأنا أسمع قالت: أخبرنا المسند تاج الدين أحمد بن يزيد الحموي بسنده من أحاديث أبي عمر عبد الله بن محمد السلمي بسنده قال: حدثنا أحمد بن عثمان الأبهري الصوفي، حدثنا محمد بن بهي، حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية الضرير عن محمد بن //7ب// واسع عن أبي صالح الحنفي عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب السهل القريب. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 10 الحديث العاشر أخبرنا شيخنا العلامة برهان الدين إبراهيم بن محمد بن خليل بن العجمي الحلبي المحدث وهو إذ ذاك في العودة من رحلته بحماة المحروسة بقراءتي عليه بحماة المحروسة بجميع شمائل النبي صلى الله عليه وسلم للحافظ أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، رحمه الله، قال: أخبرني مسند الآفاق صلاح الدين محمد بن التقي أحمد بن العز إبراهيم بن الشرف عبد الله بن الشيخ الإمام الزاهد أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي وبإجازتي له من الشيخين المسندين أبي حفص عمر بن أميلة المراغي الحلبي ثم المزي وأبي الحسن علي بن القبل الدقاق قالوا أخبرنا به مسند الأعلام فخر الدين أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد بن البخاري المقدسي، قال الأول سماعا، وقالا إجازة إن لم يكن سماعا قال: أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، أخبرنا أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي، أخبرنا الدهقان، أبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد البلخي، أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أخبرنا الأديب أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل //8أ// الشاشي قال: أخبرنا أبو عيسى الحافظ الترمذي في باب صفة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبرنا أَبُو رَجَاءٍ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رضي الله عنه، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ، وَلاَ بِالْقَصِيرِ، وَلاَ بِالأَبْيَضِ الأَمْهَقِ، وَلاَ بِالآدَمِ، وَلاَ بِالْجَعْدِ الْقَطَطِ، وَلاَ بِالسَّبْطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ. (1)   (1) جاءت بعد الحديث جملة بعض كلماتها غير مفهومة، بدأت بقوله: وصح ذلك وثبت ....... الجزء: 1 ¦ الصفحة: 11 الحديث الحادي عشر ومن مشايخ حمص المحروسة الأول: الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين بن تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ حسين أحمد الشافعي إمام جامع حمص المحروسة بقراءتي على جميع الأبيات البخاري رحمه الله بحق سماعه للبخاري المحدث سماعا من ..... بسنده المشهور إلى البخاري، رحمه الله تعالى، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ //8ب// صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلاً يُنَادِي فِي النَّاسِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ إِنَّ مَنْ أَكَلَ فَلْيُتِمَّ أَوْ فَلْيَصُمْ، وَمَنْ لَمْ يَأْكُلْ فَلاَ يَأْكُلْ. وذلك بقراءتي عليه بحمص المحروسة بتاريخ عشر من رجب الفرد، سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، وكتب به بخطه، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 12 الحديث الثاني عشر ومن مشايخ حمص المحروسة الثاني: أخبرنا الشيخ علي بن علي بن حسن بن علي الحنبلي أحد السادة العدول بحمص المحروسة، بقراءتي عليه بحمص المحروسة من أول كتاب عمدة الأحكام للحافظ عبد الغني المقدسي إلى كتاب الصلاة، وباب صفة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ومواضع عرضا. قال أخبرنا الشيخ أبو البركات محمد بن أقضى القضاة خالد بن مالك بن الإمام العالم القدوة شرف الدين بن أنس السبكي الشافعي المدرس في المدرسة النورية بحمص المحروسة كان، والشيخ الإمام تقي الدين بن أبي بكر بن الحمصية، والشيخ العالم أبو حفص عمر بن أبي الحسن الأنصاري الشافعي الشهير بابن الملقن، والشيخ شرف الدين بن معالي بن عمر بن معالي البدور، أما ابن الملقن فأخبرني بها عن المسند بدر الدين حسن الأربلي عن عبد الدايم عن المصنف، وعن غير //9أ// واحد فمنهم الشيخ فتح الدين النعمان بن عمر الفخري البخاري عن المصنف وأخبرنا الشيخ شرف الدين معالي الزين، أنه قرأه من حفظه على الشيخ العالم برهان الدين إبراهيم بن عمر الشهير بالمقبري وأخبره به عن المصنف، رحمه الله قال: عَنْ أَنَس بن مالك، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بِ {الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ} . وفي رواية (غندر عن شعبة) : صليت مع أبي بكر وعمر وعثمان، فلم أسمع أحداً منهم يقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم) . وذلك في تاريخ تاسع عشر رجب الفرد سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 13 الحديث الثالث عشر ومن مشايخي في الحديث ببعلبك المحروسة: أخبرنا شيخنا الإمام العلامة شمس الدين، ومفتي المسلمين أبوعبد الله محمد بن علي بن اليونانية البعلي الحنبلي، ببعلبك المحروسة. وعلىّ قرأت جميع (صحيح البخاري) ، من أوله إلى آخره، بحق سماعه لجميع (صحيح البخاري) ، إلى الشيخ الصالح المسند أبي العباس أحمد بن الشحنة، الشهير بالحجار، بسنده إلى //9ب// البخاري حسبما كتب ذلك، في إجازة لي بخطه إلى البخاري، ونقل البخاري، رحمه الله، في (باب فضل القرآن على سائر الكلام) : حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ أبو خَالد، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، قال: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، عَنْ أَبِي مُوسَى، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَثَلُ المُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَالأُتْرُجَّةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ وَرِيحُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ كَالتَّمْرَةِ، طَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَلاَ رِيحَ لَهَا، وَمَثَلُ الفَاجِرِ الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الفَاجِرِ الَّذِي لاَ يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، طَعْمُهَا مُرٌّ، وَلاَ رِيحَ لَهَا. وكان ختم جميع البخاري، بقراءتي علي ببعلبك المحروسة بتاريخ رابع عشر جمادى الأولى، سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، بعضه بالجامع الكبير، وبعضه بمسجد الحنابلة بها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 14 الحديث الرابع عشر أخبرنا شيخنا الإمام العلامة الحافظ عماد الدين إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن نصر سلان الحنبلي البعلي //10أ// بقراءتي عليه، وسماعي، بقراءة الشيخ الإمام العالي شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ حسين، إمام جامع حمص المحروسة بجميع (صحيح مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري _ رحمه الله _) ، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الشيخ نجم الدين إسماعيل بسماعه من المشايخ الثلاثة أمين الدين ابن غنيمة الأربلي، وأبي بكر المزني، وأبي عبد الله العامري بسماع الأربلي، وأبي الحسن المؤيد الطوسي، بسماعه من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وبسماع الثاني، والثالث من أبي الفضل ابن الحرستاني الأنصاري، بإجازته من الفراوي، وهو أبو عبد الله محمد بن الفضل الصلعدي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد، قال: الجزء: 1 ¦ الصفحة: 15 أخبرنا الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، رحمه الله، قال، في باب صفة //10ب// حج رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنْ حَاتِمٍ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمَدَنِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، فَسَأَلَ عَنِ الْقَوْمِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ، فَقُلْتُ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى رَأْسِي فَنَزَعَ زِرِّي الأَعْلَى، ثُمَّ نَزَعَ زِرِّي الأَسْفَلَ، ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ بَيْنَ ثَدْيَيَّ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ غُلاَمٌ شَابٌّ، فَقَالَ: مَرْحَبًا بِكَ، يَا ابْنَ أَخِي، سَلْ عَمَّا شِئْتَ، فَسَأَلْتُهُ، وَهُوَ أَعْمَى، وَحَضَرَ وَقْتُ الصَّلاَةِ، فَقَامَ فِي نِسَاجَةٍ مُلْتَحِفًا بِهَا، كُلَّمَا وَضَعَهَا عَلَى مَنْكِبِهِ رَجَعَ طَرَفَاهَا إِلَيْهِ مِنْ صِغَرِهَا، وَرِدَاؤُهُ إِلَى جَنْبِهِ، عَلَى الْمِشْجَبِ، فَصَلَّى بِنَا، فَقُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ حَجَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: بِيَدِهِ فَعَقَدَ تِسْعًا، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَثَ تِسْعَ سِنِينَ لَمْ يَحُجَّ، ثُمَّ أَذَّنَ فِي النَّاسِ فِي الْعَاشِرَةِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجٌّ، فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَشَرٌ كَثِيرٌ، كُلُّهُمْ يَلْتَمِسُ أَنْ يَأْتَمَّ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَعْمَلَ مِثْلَ عَمَلِهِ، فَخَرَجْنَا مَعَهُ، حَتَّى أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ، فَأَرْسَلَتْ إِلَى //11أ// رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَصْنَعُ؟ قَالَ: اغْتَسِلِي، وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ وَأَحْرِمِي. فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ، نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِي بَيْنَ يَدَيْهِ، مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، وَعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ، وَهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ، وَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 16 فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ، لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ، وَالْمُلْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ وَأَهَلَّ النَّاسُ بِهَذَا الَّذِي يُهِلُّونَ بِهِ، فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ شَيْئًا مِنْهُ، وَلَزِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلْبِيَتَهُ. قَالَ جَابِرٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لَسْنَا نَنْوِي إِلاَّ الْحَجَّ، لَسْنَا نَعْرِفُ الْعُمْرَةَ، حَتَّى إِذَا أَتَيْنَا الْبَيْتَ مَعَهُ، اسْتَلَمَ الرُّكْنَ فَرَمَلَ ثَلاَثًا وَمَشَى أَرْبَعًا، ثُمَّ نَفَذَ إِلَى مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَم، فَقَرَأَ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} فَجَعَلَ الْمَقَامَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ. فَكَانَ أَبِي يَقُولُ، وَلاَ أَعْلَمُهُ ذَكَرَهُ إِلاَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،: كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ //11ب// {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} . ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الرُّكْنِ فَاسْتَلَمَهُ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْبَابِ إِلَى الصَّفَا، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الصَّفَا قَرَأَ: {إِنَّ الصَّفَا والْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} أَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ فَبَدَأَ بِالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى رَأَى الْبَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ، وَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ: مِثْلَ هَذَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ نَزَلَ إِلَى الْمَرْوَةِ، حَتَّى إِذَا انْصَبَّتْ قَدَمَاهُ فِي بَطْنِ الْوَادِي سَعَى، حَتَّى إِذَا صَعِدَتَا مَشَى، حَتَّى أَتَى الْمَرْوَةَ، فَفَعَلَ عَلَى الْمَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 17 حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ طَوَافِهِ عَلَى الْمَرْوَةِ، فَقَالَ: لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الْهَدْيَ، وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ، وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً، فَقَامَ سُرَاقَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلِعَامِنَا هَذَا أَمْ لِ أَبَدٍ؟ فَشَبَّكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصَابِعَهُ وَاحِدَةً فِي الأُخْرَى، وَقَالَ: دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ مَرَّتَيْنِ لاَ بَلْ لأَبَدِ الأَبَدٍ. //12أ// وَقَدِمَ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ بِبُدْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَجَدَ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مِمَّنْ حَلَّ، وَلَبِسَتْ ثِيَابًا صَبِيغًا، وَاكْتَحَلَتْ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي أَمَرَنِي بِهَذَا، قَالَ: فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ، بِالْعِرَاقِ: فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ لِلَّذِي صَنَعَتْ، مُسْتَفْتِيًا لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذَكَرَتْ عَنْهُ، فَأَخْبَرْتُهُ أَنِّي أَنْكَرْتُ ذَلِكَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: صَدَقَتْ صَدَقَتْ، مَاذَا قُلْتَ حِينَ فَرَضْتَ الْحَجَّ؟ قَالَ قُلْتُ: اللَّهُمَّ، إِنِّي أُهِلُّ بِمَا أَهَلَّ بِهِ رَسُولُكَ، قَالَ: فَإِنَّ مَعِيَ الْهَدْيَ فَلاَ تَحِلُّ قَالَ: فَكَانَ جَمَاعَةُ الْهَدْيِ الَّذِي قَدِمَ بِهِ عَلِيٌّ مِنَ الْيَمَنِ وَالَّذِي أَتَى بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِئَةً، قَالَ: فَحَلَّ النَّاسُ كُلُّهُمْ وَقَصَّرُوا، إِلاَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18 فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ تَوَجَّهُوا إِلَى مِنًى، فَأَهَلُّوا بِالْحَجِّ، وَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَصَلَّى بِهَا الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ، ثُمَّ مَكَثَ قَلِيلاً حَتَّى طَلَعَتِ الشَّمْسُ، وَأَمَرَ بِقُبَّةٍ مِنْ شَعَرٍ تُضْرَبُ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَسَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلاَ تَشُكُّ قُرَيْشٌ إِلاَّ أَنَّهُ وَاقِفٌ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، كَمَا كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصْنَعُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، //12ب// فَأَجَازَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَتَى عَرَفَةَ، فَوَجَدَ الْقُبَّةَ قَدْ ضُرِبَتْ لَهُ بِنَمِرَةَ، فَنَزَلَ بِهَا، حَتَّى إِذَا زَاغَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ بِالْقَصْوَاءِ، فَرُحِلَتْ لَهُ، فَأَتَى بَطْنَ الْوَادِي، فَخَطَبَ النَّاسَ وَقَالَ: إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ، وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، وَإِنَّ أَوَّلَ دَمٍ أَضَعُ مِنْ دِمَائِنَا دَمُ ابْنِ رَبِيعَةَ بْنِ الْحَارِثِ، كَانَ مُسْتَرْضِعًا فِي بَنِي سَعْدٍ فَقَتَلَتْهُ هُذَيْلٌ، وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، وَأَوَّلُ رِبًا أَضَعُ رِبَانَا رِبَا عَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَإِنَّهُ مَوْضُوعٌ كُلُّهُ، فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ، فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ، كِتَابُ اللهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي، فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ؟ قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، فَقَالَ: بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا إِلَى السَّمَاءِ وَيَنْكُتُهَا إِلَى النَّاسِ اللَّهُمَّ، //13أ// اشْهَدْ، اللَّهُمَّ، اشْهَدْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَذَّنَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ أَقَامَ فَصَلَّى الْعَصْرَ، وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَتَّى أَتَى الْمَوْقِفَ، فَجَعَلَ بَطْنَ نَاقَتِهِ الْقَصْوَاءِ إِلَى الصَّخَرَاتِ، وَجَعَلَ حَبْلَ الْمُشَاةِ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَذَهَبَتِ الصُّفْرَةُ قَلِيلاً، حَتَّى غَابَ الْقُرْصُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19 وَأَرْدَفَ أُسَامَةَ خَلْفَهُ، وَدَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ شَنَقَ لِلْقَصْوَاءِ الزِّمَامَ، حَتَّى إِنَّ رَأْسَهَا لَيُصِيبُ مَوْرِكَ رَحْلِهِ، وَيَقُولُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى أَيُّهَا النَّاسُ، السَّكِينَةَ السَّكِينَةَ كُلَّمَا أَتَى حَبْلاً مِنَ الْحِبَالِ أَرْخَى لَهَا قَلِيلاً، حَتَّى تَصْعَدَ، حَتَّى أَتَى الْمُزْدَلِفَةَ، فَصَلَّى بِهَا الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ بِأَذَانٍ وَاحِدٍ وَإِقَامَتَيْنِ، وَلَمْ يُسَبِّحْ بَيْنَهُمَا شَيْئًا، ثُمَّ اضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى طَلَعَ الْفَجْرُ، وَصَلَّى الْفَجْرَ، حِينَ تَبَيَّنَ لَهُ الصُّبْحُ، بِأَذَانٍ وَإِقَامَةٍ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ، حَتَّى أَتَى الْمَشْعَرَ الْحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَدَعَاهُ وَكَبَّرَهُ وَهَلَّلَهُ وَوَحَّدَهُ، فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفًا حَتَّى أَسْفَرَ جِدًّا، فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَأَرْدَفَ الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ، وَكَانَ رَجُلاً حَسَنَ الشَّعْرِ أَبْيَضَ وَسِيمًا، فَلَمَّا دَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ ظُعُنٌ يَجْرِينَ، فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ //13ب// إِلَيْهِنَّ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ، فَحَوَّلَ الْفَضْلُ وَجْهَهُ إِلَى الشِّقِّ الآخَرِ يَنْظُرُ، فَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ عَلَى وَجْهِ الْفَضْلِ، يَصْرِفُ وَجْهَهُ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ يَنْظُرُ، حَتَّى أَتَى بَطْنَ مُحَسِّرٍ، فَحَرَّكَ قَلِيلاً، ثُمَّ سَلَكَ الطَّرِيقَ الْوُسْطَى الَّتِي تَخْرُجُ عَلَى الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، حَتَّى أَتَى الْجَمْرَةَ الَّتِي عِنْدَ الشَّجَرَةِ، فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا، مِثْلِ حَصَى الْخَذْفِ، رَمَى مِنْ بَطْنِ الْوَادِي، ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمَنْحَرِ، فَنَحَرَ ثَلاَثًا وَسِتِّينَ بِيَدِهِ، ثُمَّ أَعْطَى عَلِيًّا، فَنَحَرَ مَا غَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ فِي هَدْيِهِ، ثُمَّ أَمَرَ مِنْ كُلِّ بَدَنَةٍ بِبَضْعَةٍ، فَجُعِلَتْ فِي قِدْرٍ، فَطُبِخَتْ، فَأَكَلاَ مِنْ لَحْمِهَا وَشَرِبَا مِنْ مَرَقِهَا. ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفَاضَ إِلَى الْبَيْتِ، فَصَلَّى بِمَكَّةَ الظُّهْرَ، فَأَتَى بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَسْقُونَ عَلَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: انْزِعُوا، بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَلَوْلاَ أَنْ يَغْلِبَكُمُ النَّاسُ عَلَى سِقَايَتِكُمْ لَنَزَعْتُ مَعَكُمْ فَنَاوَلُوهُ دَلْوًا فَشَرِبَ مِنْهُ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20 الحديث الخامس عشر أخبرنا الشيخ الإمام العالم بدر الدين محمد بن أحمد بن محمد بن //14أ// عبد المجيد، الشهير بابن زيد البعلي الشافعي، قال: أخبرنا الشيخ بهاء الدين أبو العباس أحمد بن الشحنة الحجار، قال: أخبرنا الشيخ سراج الدين أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر الزبيدي، قال: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول السجزي، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن البوشنجي، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد حسنويه السرخسي، قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري بَابُ (حُسْنِ المُعَاشَرَةِ مَعَ الأَهْلِ) : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، قَالاَ: أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: جَلَسَ إِحْدَى عَشْرَةَ امْرَأَةً، فَتَعَاهَدْنَ وَتَعَاقَدْنَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَارِ أَزْوَاجِهِنَّ شَيْئًا، قَالَتِ الأُولَى: زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ، عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ: لاَ سَهْلٍ فَيُرْتَقَى، وَلاَ سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ، قَالَتِ الثَّانِيَةُ: زَوْجِي لاَ أَبُثُّ خَبَرَهُ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لاَ أَذَرَهُ، إِنْ أَذْكُرْهُ //14ب// أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ، قَالَتِ الثَّالِثَةُ: زَوْجِيَ العَشَنَّقُ، إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ، قَالَتِ الرَّابِعَةُ: زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ، لاَ حَرٌّ، وَلاَ قُرٌّ، وَلاَ مَخَافَةَ، وَلاَ سَآمَةَ، قَالَتِ الخَامِسَةُ: زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ، وَلاَ يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ، قَالَتِ السَّادِسَةُ: زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ، وَإِنِ اضْطَجَعَ التَفَّ، وَلاَ يُولِجُ الكَفَّ لِيَعْلَمَ البَثَّ. قَالَتِ السَّابِعَةُ: زَوْجِي غَيَايَاءُ، أَوْ عَيَايَاءُ، طَبَاقَاءُ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ، قَالَتِ الثَّامِنَةُ: زَوْجِي المَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ، قَالَتِ التَّاسِعَةُ: زَوْجِي رَفِيعُ العِمَادِ، طَوِيلُ النِّجَادِ، عَظِيمُ الرَّمَادِ، قَرِيبُ البَيْتِ مِنَ النَّادِ، قَالَتِ العَاشِرَةُ: زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ، مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ المَبَارِكِ، قَلِيلاَتُ المَسَارِحِ، وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ المِزْهَرِ، أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21 قَالَتِ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ، وَمَا أَبُو زَرْعٍ، أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ، وَمَلأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ، فَجَعَلَنِي فِي //15أ// أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ، وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلاَ أُقَبَّحُ، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ، أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ، عُكُومُهَا رَدَاحٌ، وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ، ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ، وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الجَفْرَةِ، بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ، طَوْعُ أَبِيهَا، وَطَوْعُ أُمِّهَا، وَمِلْءُ كِسَائِهَا، وَغَيْظُ جَارَتِهَا، جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ، لاَ تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا، وَلاَ تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا، وَلاَ تَمْلأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا، قَالَتْ: خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالفَهْدَيْنِ، يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ، فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا، فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلاً سَرِيًّا، رَكِبَ شَرِيًّا، وَأَخَذَ خَطِّيًّا، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا، وَقَالَ: كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ، قَالَتْ: فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ، مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ، قَالَتْ عَائِشَةُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ. وذلك بتاريخ جمادى الآخرة سنة اثنتين //15ب// وثمانين وسبع مئة، بقراءة الشيخ بدر الدين بن زين الدين بن بدوي ..... (1) عن ابن الشحنة الحجار، وست الوزرا، وابن المطعم.   (1) كلمة لم أستطع قراءتها. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22 الحديث السادس عشر أخبرنا الشيخ الصالح المقريء بهاء الدين أبو العباس أحمد ابن الشيخ إبراهيم بن الألفي البعلي، ببعلبك المحروسة، قراءة عليه، وأجازه لجميعه، قال: أخبرني بجميع (صحيح البخاري) الشيخ الصالح بهاء الدين أبو العباس أحمد بن الشحنة الحجار، بسنده المعروف إلى الإمام البخاري، رحمه الله، قال: (بَابُ [فَضْلِ] فَاتِحَةِ الكِتَابِ) : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنَا وَهْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَعْبَدٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، قَالَ: كُنَّا فِي مَسِيرٍ لَنَا فَنَزَلْنَا، فَجَاءَتْ جَارِيَةٌ، فَقَالَتْ: إِنَّ سَيِّدَ الحَيِّ سَلِيمٌ، وَإِنَّ نَفَرَنَا غَيْبٌ، فَهَلْ مِنْكُمْ رَاقٍ؟ فَقَامَ مَعَهَا رَجُلٌ مَا كُنَّا نَأْبُنُهُ بِرُقْيَةٍ، فَرَقَاهُ فَبَرَأَ، فَأَمَرَ لَهُ بِثَلاَثِينَ شَاةً، وَسَقَانَا لَبَنًا، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنَا لَهُ: أَكُنْتَ تُحْسِنُ //16أ// رُقْيَةً، أَوْ كُنْتَ تَرْقِي؟ ، قَالَ: لاَ، مَا رَقَيْتُ إِلاَّ بِأُمِّ الكِتَابِ، قُلْنَا: لاَ تُحْدِثُوا شَيْئًا حَتَّى نَأْتِيَ، أَوْ نَسْأَلَ، النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ ذَكَرْنَاهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: وَمَا كَانَ يُدْرِيهِ أَنَّهَا رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ. وذلك بتاريخ جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة. ويقال: الراقي، هو الراوي أبو سعيد الخدري، رضي الله عنه. ونَأْبُنُهُ، معناه: نَصُفُهُ، ونذكره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23 الحديث السابع عشر أخبرنا الشيخ الصالح إسماعيل بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن، المعروف بابن الزغبوب البعلي، ببعلبك المحروسة، بقراءتي عليه إجازة بجميع (صحيح البخاري) ، بحق سماعه لجميع (صحيح الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، رحمه الله) ، في (بَابُ مَنْ هَاجَرَ أَوْ عَمِلَ خَيْرًا لِتَزْوِيجِ امْرَأَةٍ فَلَهُ مَا نَوَى) : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ قَزَعَةَ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَارِثِ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: //16ب// العَمَلُ بِالنِّيَّةِ، وَإِنَّمَا لاِمْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ. وذلك بتاريخ جمادى الآخرة سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، بمدينة بعلبك المحروسة. وفيه زيادة على الرواية السابقة المفتتح بها الحديث الأول. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24 الحديث الثامن عشر أخبرنا الشيخ الصالح بدر الدين محمد بن علي البعلي الشهير بابن النشناش الشافعي، بقراءتي عليه، بمدينة بعلبك المحروسة جميع ثمانيات ابن البخاري، تخريج الحافظ بن جمال بن أحمد بن محمد بن عبد الله الظاهري، قال: أخبرنا أبو اليمن الكندي، وابن طبرزد، قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، أخبرنا الربعي بن عمر البرمكي، قراءة عليه، وأنا حاضر، أخبرنا ابن ماسي البزاز، حدثنا أبو مسلم الكجي، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري حَدَّثَني حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ، رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل على أم سليم، فرأى ابنها عمير، فقال: //17أ// مَا بَالُ أَبِي عُمَيْرٍ حزينا؟ قالت: مَاتَ نُغَيْرُهُ. فقال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ. وذلك بتاريخ يوم الإثنين مستهل شهر رجب الفرد، من سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، وأجاز. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25 الحديث التاسع عشر أخبرنا الشيخ الصالح المسند المعمر المقريء جمال الدين يوسف بن أحمد بن عمر بن السقا، ببعلبك المحروسة، بقراءة الشيخ شمس الدين مجد الدين الرسام البعلبكي، وأنا أسمع، من (صحيح مسلم بن الحجاج) ، من أوله، في (باب بيان الإيمان والنبوة) : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بُكَيْرٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ شَيْءٍ، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ، فَيَسْأَلَهُ، وَنَحْنُ نَسْمَعُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَتَانَا رَسُولُكَ فَزَعَمَ لَنَا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَكَ، قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ السَّمَاءَ؟ قَالَ: //17ب// اللَّهُ، قَالَ: فَمَنْ خَلَقَ الأَرْضَ؟ قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: فَمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ، وَجَعَلَ فِيهَا مَا جَعَلَ؟ قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ، وَخَلَقَ الأَرْضَ، وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا، وَلَيْلَتِنَا، قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا زَكَاةً فِي أَمْوَالِنَا، قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي سَنَتِنَا، قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، قَالَ: صَدَقَ، قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، قَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لاَ أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، وَلاَ أَنْقُصُ مِنْهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26 الحديث العشرون أخبرنا الشيخ الخير أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الشقير، ببعلبك //18أ// إجازة، قال: أخبرنا الشيخ الحافظ جمال الدين أبو المحاسن يوسف الزكي الشهير بالمزي، إجازة، إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا القاضي الأجل أبو القاسم عبد الرحمن بن جمال الدين أحمد بن عبد القادر الدمراني، عن الشيخ أبي القاسم عبد الرحمن بن مكي الحاسب، سبط السلفي، بسماعه حضورا من جده أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ السلفي الهمداني، إملاء، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن السمنجاني، عن ابن علية، قال: حدثنا ابو سهل أحمد بن علي الأبيوري، قال: أخبرنا أبو الحارث علي بن القاسم الخطابي، أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي، حدثنا محمد بن النظر، حدثنا سفيان بن عيينة، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَسِتًّا بَعْدَهُ فَذَلِكَ صِيَامُ السَّنَةِ. وذلك سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27 الحديث الحادي والعشرون ومن مشايخي في الحديث بدمشق المحروسة، رحمهم الله تعالى، ورضي الله عنهم. أخبرنا سيدنا ومولانا العبد الفقير إلى الله، تعالي، قاضي القضاة برهان الدين إبراهيم بن عبد الرحيم بن جماعة الشافعي بدمشق المحروسة، ومعي كان إجازة، وكتب //18ب// لي بخطه، وذلك في سنة سبع وثمانين وسبع مئة، قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله الرازي، إجازة، إن لم يكن سماعا، عن المشايخ الثلاثة أبي سليمان داود بن حمزة المقدسي، وأبي محمد عيسى بن أبي محمد بن عبد الرزاق الصالحي، والزين عبد الرحمن بن عمرو بن صومع الدير عاقولي، سماعا، قالوا: أخبرنا الشيخ أبو المنجا عبد الله بن عمر اللتي، أخبرنا الشيخ أبو الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي الهروي، قال: أخبرتنا الحرة أم الفضل بيبي بنت عبد الصمد بن علي الهرثمية، قالت أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن مخلد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن ثابت الأنصاري، قال: أخبرنا أبو [القاسم ٍ] (1) عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد، قال: حدثنا مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت، حدثني هشام بن عبد الملك، عن عكرمة المخزومي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التمسوا الرزق في خبايا الأرض. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.   (1) ما بين حاصرتين سقط من النسخة الخطية، وألحقته من (جزء بيبي بنت عبد الصمد الهروية الهرثمية) ، الحديث رقم (1) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28 //19أ// الحديث الثاني والعشرون أخبرنا سيدنا ومولانا الشيخ الإمام العلامة قاضي القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد ابن سيدنا العبد الفقير إلى الله، تعالى، حمال الدين أبي محمد عبد الله بن الفقير إلى الله، تعالى، الشيخ العبد لله، تعالى شمس الدين بركة المسلمين أبي عبد الله محمد الحنبلي الحاكم بدمشق المحروسة، كان الشهير بابن التقي، بقراءتي عليه جميع كتاب الأربعين الصحاح في الكذاب المبتدعين الوقاح، فرواه لي إلى آخره، وأجازني، وكتب لي بخطه، رحمه الله، قال: أخبرنا الشيخ تقي الدين عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن نصر الدير ستواني، قيم المدرسة الضيائية بصالحية دمشق المحروسة، كان أجازه، قال: أخبرنا أبو عبد الله بن الكمال المقدسي، قال: أخبرنا الشيخ جمال الدين إبراهيم بن المظفر بن إبراهيم الحربي الحنبلي، صاحب كتاب الأربعين الصحاح، قال: حدثنا محمد بن عبد الباقي، قال: حدثنا حمد بن أحمد الأصفهاني، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: حدثنا بشر بن موسى، قال: حدثنا خلاد بن يحيى //19ب// حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دَفَعَ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يُذَكِّرُهُمْ بِاللَّهِ، فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَكَتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ذَكِّرْ أَصْحَابَكَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْتَ أَحَقُّ مِنِّي قَالَ: أَمَا إِنَّكُمُ الَّذِينَ أَمَرَنِي اللَّهُ أَنْ أَصْبِرَ نَفْسِيَ مَعَهُمْ، ثُمَّ تَلا عَلَيْهِمْ: ?وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ ? الآيَةَ إِلَى آخِرِهَا، قَالَ: وَمَا قَعَدَ عِدَّتُكُمْ قَطُّ يَذْكُرُونَ اللَّهَ، إِلا قَعَدَ مَعَهُمْ عَدَدُهُمْ مِنَ الْمَلائِكَةِ، فَإِنْ حَمِدُوا اللَّهَ حَمَدُوهُ، وَإِنْ سَبَّحُوا اللَّهَ سَبَّحُوهُ، وَإِنْ كَبَّرُوا اللَّهَ كَبَّرُوهُ، وَإِنِ اسْتَغْفَرُوا اللَّهَ أَمَّنُوا، ثُمَّ عَرَجُوا إِلَى رَبِّهِمْ، فَسَأَلَهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، فَقَالَ: أَيْنَ؟ وَمِنْ أَيْنَ؟ قَالُوا: رَبَّنَا، عَبِيدٌ لَكَ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، ذَكَرُوكَ فَذَكَرْنَاكَ، قَالَ: وَيَقُولُونَ مَاذَا؟ قَالُوا: رَبَّنَا حَمَدُوكَ قَالَ: أَنَا أَوَّلُ مَنْ عُبِدَ، وَآخِرُ مَنْ حُمِدَ قَالُوا: وَسَبَّحُوكَ قَالَ: مَدْحِي لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ غَيْرِي قَالُوا: رَبَّنَا //20أ// كَبَّرُوكَ قَالَ: لِيَ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَأَنَا الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ قَالُوا: رَبَّنَا اسْتَغْفَرُوكَ قَالَ: إِنِّي أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ قَالُوا: رَبَّنَا، فِيهِمْ فُلانٌ وَفُلانٌ، قَالَ: هُمُ الْقَوْمُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ. قَالَ عُمَرُ، يعني ابن ذر: أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَطَاءٍ بِمِثْلِ ذَلِكَ، عَنْ أَبِيهِ يَرْفَعُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: يَقُولُونَ: إِنَّ فِيهِمْ فُلاَنًا أَخْطَأَ، قَالَ: هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29 الحديث الثالث والعشرون أخبرنا سيدنا ومولانا قاضي القضاة صدر الدين، مفتي المسلمين حالفه أمير المؤمنين أبو الحسن علي الشهير بابن العز الحنفي، بمصر المحروسة، والشام، كان، رحمه الله، تعالى، بإجازته العامة، عن الشيخ المرحوم، الشيخ بها شهاب الدين أحمد بن الشحنة الحجار، قال: أخبرنا أبو المنجا بن اللتي، بسماعه من أبي الوقت عبد الأول الصوفي، بسماعه، وأبي الحسن عبد الرحمن الداوودي، بسماعه، وأبي محمد عبد الله السرخسي، بسماعه، وأبي عمران موسى بن عمر السمرقندي //20ب// قال: أخبرنا أَبو مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيَّ، قال: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سُلَيْمٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: أُهْدِيَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التَّمْرُ فَأَخَذَ يُهَدِّيهِ وَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْكُلُ تَمْرًا مُقْعِيًا مِنَ الْجُوعِ. والمقعي الذي يجلس عند الأكل على وركيه مستوفزا، غير متملز. وقرأت عليه جزأه لشيخنا العلامة زين الدين ابن رجب الحنبلي، رحمه الله، عما أورده في الأحاديث الواردة في الصلاة قبل الجمعة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30 الحديث الرابع والعشرون أخبرناشيخنا الإمام العلامة بهاء الدين أبو العباس أحمد بن أبى بكر أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي الحنبلي بقراءتي عليه سماعا بصالحية دمشق المحروسَة وأجازنى وكتب لي بخطه في الجزء الثاني من صحيح مسلم قال: //21أ// أخبرنا بجميع (صحيح مسلم) المشايخ العشرة، السادة محي الدين محمد بن أبي الهيجاء بن الزراد الجريري، ومحي الدين أبو عبد الله محمد بن العالم محب الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي، والزاهد شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن تمام بن حسان التلي، والإمام عز الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر المقدسي، وأخوه عز الدين أبو عبد الله محمد، والعدل بهاء الدين أبو العباس أحمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد بن عمر بن أبي عمر، وشمس الدين أبو عبد الله محمد بن شيخنا أبي بكر بن أحمد بن عبد الدايم بن نعمة المقدسي، وزين الدين أبو محمد عبد الرحمن بم محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي، وأبو عمرو عثمان بن سالم بن خلف المقدسي، وجلال الدين أبو اليسر شالدكر بن أبي محمد إسماعيل بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن سليمان التنوخي، أثابهم الله بالجنة. وأخبرني آنفا أنه سمع على الشيخ الإمام المسند عفيف الدين أبي محمد إسحاق بن يحيى بن إسحاق بن الربعي الحنفي الآمدي، جميع الكتاب، سوى من أول الميعاد الثالث إلى قوله: حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب، قال: وأخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن حمران مولى عثمان، وآخر الحديث: (لاَ يَنْهَزُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ، غُفِرَ لَهُ//21ب// مَا خَلاَ مِنْ ذَنْبِهِ) . الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31 وهؤلاء المشايخ الثلاثة: شرف الدين أبي محمد عبد الله بن محمد وعز الدين إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر وأم عبد الله زينب بنت شيخ الإسلام شمس الدين عبد الرحمن وأبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة وأم محمد فاطمة بنت الإمام شمس الدين عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة، جميع الكتاب سوى الميعاد الأول. وعلى الشيخ الإمام بهاء الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ محب الدين عبد الله بن أحمد بن محمد المقدسي، جميع الكتاب سوى الميعاد الثاني. وعلى الشيخ الخليل عماد الدين أبي بكر بن الشيخ عز الدين أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي والد شيخنا بهاء الدين بن أحمد الركين، جميع الكتاب سوى الميعاد الخامس. وعلى الشيخ الإمام الصدر إمام الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن عمر بن محمد بن خواجا إمام الفارسي، جميع الكتاب سوى الميعاد العاشر. وعلى الشيخ عماد الدين أبي بكر بن الشيخ محب الدين محمد بن الرضى عبد الرحمن بن عبد الجبار، جميع الكتاب سوى الميعاد الثاني عشر، وسوى من أول الميعاد السادس إلى قوله: حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أبو التياح //22أ// حدثني أبو عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ: صِيَامِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرقد. وعلى الشيخة: أم أحمد صفية بنت الشيخ أبي العباس أحمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي، جميع الكتاب سوى الميعاد الأول والرابع والحادي عشر. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32 وعلى الشيخة أم عائشة نارنج بنت عبد الله عتيق مفلح عتيق الحاج علي التكريتي، جميع الكتاب سوى الميعاد الأول والثاني عشر والسابع عشر وسوى الميعاد الرابع إلى قوله: حدثنا أبو طاهر قال: حدثنا ابن وهب عن حيوة أن أبا يونس مولى أبي هريرة قال: سمعت أبا هُرَيْرَةَ يقول عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، الحديث. وعلى الشيخ عفيف الدين أبي محمد عبد الرحمن بن الشيخ عز الدين أبي الفداء إسماعيل بن عبد الرحمن بن عمرو بن موسى بن عميرة بن الفداء، جميع الكتاب سوى الميعاد الأول والسابع والثامن والعاشر. وعلى الشيخ العدل بهاء الدين أبي عبد الله محمد بن العدل نافع الدين //22ب// نصر الله بن إبراهيم بن بيبي، وجميع الكتاب سوى الميعاد الأول والخامس والسادس والعاشر. وعلى الشيخ العدل شيخ الكتاب علي بن أبي الحسن علي بن الشيخ بدر الدين أبي بكر بن محمد بن علي بن أبي القسم العدوي بن السكاكري، جميع الكتاب سوى المياعيد الخمسة. وعلى الشيخ الإمام المحدث شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ زين الدين أبي بكر بن محمد بن طوخان الدمشقي. وعلى الشيخ الأجل الكبير شمس الدين أبي عبد الله محمد بن الشيخ فخر الدين علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي ابن البخاري. وعلى جماعة آخرين ذكروا في الطبقو للسماع وعلى الآخرين شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد وزين الدين عبد الرحمن بن الشيخ عبد الحليم بن عبد السلام ابن تمية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33 بسماع ابني المحب والفارسي وابن الرضي وابن القلانسي والرمادي، من الشيخ المسند رضي الدين إبراهيم بن عمر بن مضر الواسطي بسماعه من أبي الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي وبسماع ابني تمية والشيخ أمين الدين أبي محمد القاسم بن أبي بكر بن غنيمة الأربلي //23أ// بسماعه من أبي الحسن الموقر الطوسي، وبسماع محب الدين بن أحمد وابن الرزاد وشرف الدين ابن الحافظ من الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الهادي، وبسماع زينب بنت الكمال من محمد بن عبد الهادي الزكور، وبسماع الباقين، وابن الزراد وابن النجاري وزينب بنت الكمالمن الشيخ زين الدين أبي العباس أحمد بن عبد الدايم بن نعمة بن أحمد المقدسي، ومن الشيخ أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحراني بسماعه من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي الصاعدي بسماعه من أبي الحسين الفارسي بسماعه من أبي أحمد محمد بن عيسى الجلودي بسماعه من الفقيه الزاهد إبراهيم بن محمد بسماعه من الحافظ أبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، رحمه الله، قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قال: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ، شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ //23ب// الإِيمَانِ. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34 الحديث الخامس والعشرون أخبرنا شيخنا العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ العلامة جمال بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن المحب الحي المعروف بالصامت، رحمه الله بقراءتي عليه بالمدرسة الضيائية بصالحية دمشق المحروسة سنة سبع وثمانين وسبع مئة، قال أخبرني والدي أبو محمد عبد الله بن أحمد بن المحب قال: أخبرني أبو محمد القاسم بن المظفر بن محمود بن عساكر قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عثمان بن عادل الأنصاري قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن عساكر الشافعي محدث الشام في كتابه دلائل النبوة وكتب لي بخطه على الحديث الثالث عشر في باب ما رزى عن سنن الأنبياء صلى الله عليه وعليهم أجمعين في ثواب من حفظ على أمته من الأحاديث أربعين قال: أخبرنا الشيخ أبو سعيد إسماعيل بن أبي صالح النيسابوري المعروف بالكرماني الفقيه ببغداد قال: أخبرنا أبو القاسم أبرك بن أبي أحمد قال: أخبرنا الحسين بن محمد المفسر قال: أخبرنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن محمد قال: أخبرنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الطَّائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي //24أ// أَبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا، قَالَ: حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي جَعْفَرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ حَفِظَ عَلَى أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا يَنْتَفِعُونَ بِهَا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا. وسمعت على شيخنا العلامة شمس الدين محمد بن المحب الصامت، رحمه الله تعالى، في سنة أربع وثمانين وسبع مئة أجزاء متفرقة مشتملة على جملة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي للطالب أن يتتبعها ليرويها وينتفع بفوائدها، وسمعته سنة أربع وثمانين وسبع مئة، وعلى ابن عمه الشيخ شمس الدين بن محمد كما سيأتي بعد. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35 الحديث السادس والعشرون أخبرنا شيخنا العلامة محي الدين بن يحيى بن الشيخ جمال بن يوسف الشهير بابن الرحبي بدمشق المحروسة بقراءتي عليه للأول من صحيح مسلم للآخر وأجازني بسنده المشهور في نسختي وكتب لي بخطه، وذلك في سنة أربع وثمانين وسبع مئة. وأخبرني أيضا الشيخ محي الدين الرحبي الركين إجازة لكتاب الزهد //24ب// لعبد الله بن المبارك، رحمه الله تعالى، والتحضيض على طاعة الله، قال: أخبرنا شيخنا الحافظ جمال بن المزي إجازة إن لم يكن سماعا قال: أخبرنا الشيخان شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، وفخر الدين أبو الحسن علي بن البخاري المقدسيان سماعا، والشيخ بدر الدين أبو العباس أحمد بن شيبان الشيباني، وأم أحمد زينب بنت علي الحرانية قالوا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر ابن طبرزد البغدادي قال: حدثنا غالب أحمد بن الحسن بن البنا قراءة عليه قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز، وأبو بكر الوراق قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك والفضل بن موسى قالا: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ. وعن شيخنا محي الدين بن الركين ونحن بالروضة الشريفة: ما بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره عن شيخه الحافظ أحمد بن المزي لنفسه. (إن عاد يوما رجل مسلم % أخا له في الله أو زاره) (فهو جدير عند أهل النهى % بأن يحط الله أوزاره) //25أ// الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36 الحديث السابع والعشرون أخبرنا شيخنا العلامة تقي الدين بن عبد الرحمن بن رجب الحنبلي بدمشق المحروسة إجازة قال: أخبرنا المسند محمد بن إسماعيل المعروف بابن الحباز قال: أخبرنا المشايخ الأربعة أمين الدين أبو محمد القاسم بن أبي بكر الأربلي وشمس الدين أبي بكر بن عمر بن يونس المزي ورشيد الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن سليمان العامري وأبي الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر قالوا خلا المزي والعامري أخبرنا المؤيد أبو الحسين بن محمد الطوسي قال: ابن عساكر إجازة وقال المزي والعامري أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد الحرستاني أخبرنا بقية الحرم محمد بن الفضل الفراوي أخبرنا أبو الحسين الفارسي أخبرنا أبو أحمد الجلودي أخبرنا أبو إسحاق الفقيه الزاهد أخبرنا مسلم بن الحجاج بسند هـ لرَسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: يَرْحَمُ اللَّهُ الْمُحَلِّقِينَ. الحديث. وسمع شيخنا أبو الفرج وقرأت عليه جواب فتيا في عدم النطق بالنية في الصلاة وغيره وأن ذلك لم ينقل عن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولا عن الصحابة والتابعين ولا الأئمة الأربعة، رضي الله عنهم أجمعين وأنه متى نادى المصلون فهو بدعة قبيحة، وأجاز ما تجوز له روايته وما له في تأليف ذلك بمنزله بالصالحية يوم الثلاثاء رابع شهر ربيع الآخر سنة أربع وثمانين وسبع مئة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37 //25ب// الحديث الثامن والعشرون أخبرنا الشيخ الإمام العلامة شمس الدين بن أبي عبد الله محمد بن موسى الشهير بابن سند الشافعي بدمشق المحروسة، كان إجازة، سمع على الحافظ أبي عبد الله الذهبي، والمسند شمس الدين محمد بن إبراهيم البناني، ومما رواه عنه سماعا: قال: أخبرتنا زينب بنت مكي، سماعا، قالت: أخبرنا أبو حفص عمر بن طبرزد، أخبرنا الشامي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري البزاز، أخبرنا أبو القاسم عمر بن الحسين الخفاف، قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن رزيق المديني بمصر، قال: حدثنا محمد بن سليمان بن أبي فاطمة، حدثنا أسد بن موسى، قال: حدثنا الفضيل بن عياض عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ مَعْقِلٍ، عن عبد الله بن مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْهُ الصَّلاَةُ، وَسَيُصَلِّي قَوْمٌ وَلاَ دَيْنَ لَهُمْ. وأجاز ماتجوز له روايته، رحمه الله. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38 الحديث التاسع والعشرون //26أ// أخبرنا شيخنا العلامة زين الدين أبو حفص عمر القرشي الشافعي، بدمشق المحروسة، هو عمر بن مسلم بن سعيد بن عمر القرشي الصالحي الدمشقي الشامي. (1)   (1) كذا في النسخة الخطية، وبعده بياض بمقدار ثلث صفحة، ثم جاء النص التالي: فقرأت علي جواب مسلم من ذكر قاضيا، فقال: لارحمه الله، ولا تعطفه على رحمة، فقال: الحمد لله الهادي الحق، هو آثم بذلك إثما عظيما، ويعزر على ذلك التعزير البليغ، والله أعلم، صورة خطه، كتبه عمر القرشي الشافعي، وذلك يوم الأربعاء خامس يوم شهر ربيع الآخر، سنة أربع وثمانين وسبع مئة. وأجاز ما تجوز له روايته، رحمه الله، تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 39 الحديث الثلاثون //26ب// وأخبرنا شيخنا الإمام العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الحنبلي، بصالحية دمشق المحروسة، الشهير بالمنبجي، إجازة، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو العباس أحمد بن تيمية، إجازة، قال: أخبرنا الشيخ أمين الدين أبو محمد القاسم بن غنيمة الأربلي، بسماعه، من أبي الحسن الطوسي، قال أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد الحرستاني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي، قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد، قال: أخبرنا الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي يَعْفُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْعَ غَزَوَاتٍ نَأْكُلُ الْجَرَادَ. وروى الحديث أبو نعيم، وفيه: ويأكله معنا. وله تأليف، أعني شيخنا، وتصنيف حسن، وقرأت عليه بدمشق المحروسة، في سنة أربع وثمانين وسبع مئة. وهو في أصحاب شيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن تيمية، رحمه الله، وممن روى عنه، وجالسه وانتفع به، رحمه الله، تعالى. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 40 //27أ// الحديث الحادي والثلاثون أخبرتنا الشيخة الصالحة الحاجة شرف بنت خطيب، إجازة بحماة المحروسة، قالت: أخبرني الشيخ تاج الدين أحمد بن الحافظ تقي الدين إدريس بن يزيد، إجازة، إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا الشيخ العلامة أبو الحسن علي بن الشيخ معين الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله اليونيني، قال: أخبرنا القاضي الكبير الجليل مجد الدين أبو عبد الله محمد بن الشيخ عز الدين أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن ترناص، ناظر الجيش بحماة المحروسة، كان، قال: أخبرنا الشيخ الإمام مجد الدين أبو المعالي محمد بن خالد بن حمدون الحموي الشافعي، إجازة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن حمزة بن المبارك بن الطبال الأزجي، سماعا، قال: أخبرنا الشيخان أبو علي بن شيرويه، وأبو الغانية البرواني، قراءة عليهما، وأنا أسمع، قال: أخبرنا الحافظ أبو الغنائم النرسي الكوفي، وقال الآخر: كتابة إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران، قال: أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد بن المجدر، قال: أخبرنا سفيان بن //27ب// وكيع بن الجراح بن مليح، أَخْبَرَنَا جَمِيعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ من بني تميم، عَنِ ابْنٍ لأَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ التَّمِيمِيَّ، وَكَانَ وَصَّافًا عَنْ حِلْيَةِ، رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا أَتَعَلَّقُ بِهِ فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَخْمًا مُفَخَّمًا يَتَلَأْلأُ وَجْهُهُ تَلَأْلُؤَ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ أَطْوَلَ مِنَ الْمَرْبُوعِ وَأَقْصَرَ مِنَ الْمُشَذَّبِ عَظِيمَ الْهَامَةِ رَجِلَ الشَّعْرِ إِنِ انْفَرَقَتْ عَقِيصَتُهُ فُرِّقَ وَإِلاَّ فَلاَ، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41 يُجَاوِزُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ إِذَا هُوَ وَفَّرَهُ أَزْهَرَ اللَّوْنِ وَاسِعَ الْجَبِينِ أَزَجَّ الْحَوَاجِبِ سَوَابِغَ فِي غَيْرِ قُرُنٍ، بَيْنَهُمَا عِرْقٌ يُدِيرُهُ الْغَضَبُ أَقْنَى الْعِرْنَيْنِ لَهُ نُورٌ تَعْلُوهُ يَحْسِبُهُ مَنْ لَمْ يَتَأَمَّلْهُ أَشُمَّ كَثَّ اللِّحْيَةِ ضَلِيعَ الْفَمِ مُفْلَجَ الأَسْنَانِ دَقِيقَ الْمَسْرُبَةِ كَأَنَّ عُنُقَهُ جِيدُ دُمْيَةٍ فِي صَفَاءِ الْفِضَّةِ مُعْتَدِلَ الْخَلْقِ بَادِنًا مُتَمَاسِكًا سَوَاءَ الْبَطْنِ وَالصَّدْرِ عَرِيضَ الصَّدْرِ بَعِيدَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ ضَخْمَ الْكَرَادِيسِ أَنْوَرَ الْمُتَجَرِّدِ مَوْصُولَ مَا بَيْنَ اللَّبَّةِ وَالسُّرَّةِ بِشَعْرٍ يَجْرِي كَالْخَطِّ عَارِي الثَّدْيَيْنِ وَالْبَطْنِ مِمَّا سِوَى ذَلِكَ أَشْعَرَ الذِّرَاعَيْنِ وَالْمَنْكِبَيْنِ وَأَعَالِي الصَّدْرِ طَوِيلَ الزَّنْدَيْنِ رَحْبَ الرَّاحَةِ سَبْطَ الْقَصَبِ شَثْنَ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ سَائِلَ الأَطْرَافِ خُمْصَانَ الأَخْمَصَيْنِ مَسِيحَ الْقَدَمَيْنِ يَنْبُو عَنْهُمَا الْمَاءُ إِذَا زَالَ زَالَ قَلْعًا يَخْطُو تَكَفُّؤًا وَيَمْشِي هَوْنًا ذَرِيعَ الْمِشْيَةِ إِذَا مَشَى كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ وَإِذَا أَلْتَفَتَ الْتَفَتَ جَمِيعًا خَافِضَ الطَّرْفِ نَظَرُهُ إِلَى الأَرْضِ أَطْوَلُ مِنْ نَظَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ يَعْنِي جُلَّ نَظَرِهِ الْمُلاَحَظَةُ يَسْبِقُ أَصْحَابَهُ يَبْدُرُ مَنْ لَقِيَ بِالسَّلاَمِ قَالَ: قُلْتُ صِفْ لِي مَنْطِقَهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مُتَواصِلاً لِلأَحْزَانِ دَائِمَ الْفِكْرَةِ لَيْسَتْ لَهُ رَاحَةٌ لاَ يَتَكَلَّمُ فِي غَيْرِ حَاجَةٍ طَوِيلَ السَّكْتِ يَفْتَتِحُ الْكَلاَمَ وَيَخْتِمُهُ بِأَشْدَاقِهِ وَيَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الْكَلاَمِ، فَضْلٌ لاَ فُضُولَ وَلاَ تَقْصِيرَ دَمِثًا لَيْسَ بِالْجَافِي وَلاَ الْمَهِينِ يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ لاَ يَذِمُّ مِنْهَا شَيْئًا لاَ يَذِمُّ ذَوَاقًا وَلاَ يَمْدَحُهُ، فُضُولَ وَلاَ تَقْصِيرَ دَمِثًا لَيْسَ بِالْجَافِي وَلاَ الْمَهِينِ يُعَظِّمُ النِّعْمَةَ وَإِنْ دَقَّتْ لاَ يَذِمُّ مِنْهَا شَيْئًا لاَ يَذِمُّ ذَوَاقًا وَلاَ يَمْدَحُهُ، لاَ تُغْضِبُهُ الدُّنْيَا، وَمَا كَانَ لَهَا فَإِذَا تُعُوطِيَ الْحَقَّ لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ وَلَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ حَتَّى يَنْتَصِرَ لَهُ لاَ يَغْضَبُ لِنَفْسِهِ وَلاَ يَنْتَصِرُ لَهَا إِذَا أَشَارَ أَشَارَ بِكَفِّهِ كُلَّهَا وَإِذَا تَعَجَّبَ قَلَّبَهَا وَإِذَا تَحَدَّثَ اتَّصَلَ بِهَا يَضْرِبُ بِرَاحَتِهِ الْيُمْنَى بَاطِنَ إِبْهَامِهِ الْيُسْرَى وَإِذَا غَضِبَ أَعْرَضَ وَأَشَاحَ وَإِذَا فَرِحَ غَضَّ طَرْفَهُ، جُلُّ ضَحِكُهُ التَّبَسُّمُ وَيَفْتِرُّ عَنْ مِثْلِ حُبِّ الْغَمَامِ قَالَ: فَكَتَمْتُهَا الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ زَمَانًا ثُمَّ حَدَّثْتُهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ سَبَقَنِي إِلَيْهِ فَسَأَلَهُ عَمَّا سَأَلْتُهُ عَنْهُ وَوَجَدْتُهُ قَدْ سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ مُدْخَلِهِ وَمَجْلِسِهِ وَمُخْرَجِهِ وَشَكْلِهِ فَلَمْ يَدَعْ مِنْهُ شَيْئًا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42 الحديث الثاني والثلاثون من مشايخي في الحديث بدمشق المحروسة ابن عم ابن المحب الصامت أخبرنا الشيخ الإمام العالم شمس الدين محمد بن محمد بن المحب، وهو ابن عم الصامت الحنبلي، بقراءتي عليه من رباعيات مسلم بن //28أ// الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، قال: حدثنا الشيخان أبو الحسن علي بن المحب محمد بن ممدود، والشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي، قالا: حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الدايم بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، قال: حدثنا أبو الحسين عبد الغافر الفارسي، قال: حدثنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد، قال: حدثنا مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري، في الرباعيات، قال: حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: عَادَ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ زِيَادٍ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِيَّ فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، قَالَ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ لِي حَيَاةً مَا حَدَّثْتُكَ، إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلاَّ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ. وكان لك بالمدرسة الحنبلية، بدمشق المحروسة، بتاريخ ثامن ربيع الأول، سنة أربع وثمانين وسبع مئة، وأجاز، وكتب لي بخطه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43 //28ب// الحديث الثالث والثلاثون مشايخي في الحديث بالقاهرة المحروسة أخبرنا العلامة شيخ الإسلام زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، الشهير بالعراقي، بالقاهرة المحروسة، بقراءتي عليه وهو يسمع، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم، وهو أول حديث سمعه منه، قال: أخبرنا أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، وهو أول حديث سمعه منه، قال: أخبرنا أبوالفرج ابن الجوزي، وهو أول حديث سمعه منه، قال: أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، وهو أول حديث سمعه منه، قال: حدثنا أبي، وهو أول حديث سمعه منه، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وهو أول حديث سمعه منه، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد البزاز، وهو أول حديث سمعه منه، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وهو أول حديث سمعه منه، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وهو أول حديث سمعه منه، قال: حدثنا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ مَوْلًى لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمَ الرَّحْمَان، ارْحَمُوا من في الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ. وذلك في المدرسة الفاضلية، بالقاهرة المحروسة، بتاريخ سلخ جمادى الآخرة سنة ست وثمان مئة. وأجاز جميع ما تجوز له روايته. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 44 //29أ// الحديث الرابع والثلاثون أخبرنا شيخنا الشيخ الصالح العالم علي بن محمد بن سليمان الشافعي، رفيق شيخ الإسلام زين الدين عبد الرحيم العراقي المتقدم، وكان بقراءتي عليه وهو يسمع، وهو أول حديث سمعته منه، بالسند المتقدم، والتاريخ المتقدم: الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمَ الرَّحْمَان، ارْحَمُوا من في الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ. بتاريخ سلخ جمادى الآخرة سنة ست وثمان مئة. بالمدرسة الكاملية بالمجلس المذكور. وأخبرني أيضا بقراءتي عليه، وعلى شيخنا العلامة زين الدين عبد الرحيم العراقي، في مجلس واحد جميع ثلاثيات الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، رحمه الله، قالا: أخبرنا الشيخ جمال الدين أبو علي عبد الرحيم بن علي بن عبد الله الأنصاري، وابن شاهد الجيش، قراءة عليهما وهما يسمعان بجميع صحيح البخاري، قال: أخبرنا المشايخ الثلاثة أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي، وإسماعيل بن عبد القوي بن أبي العز بن عزون، وعثمان بن عبد الرحمن بن رشيق، سماعا، والحافظ أبو الحسين محمد بن علي القرشي، إجازة منه، قال أربعتهم: أخبرنا هبة الله بن علي بن سرور //29ب// الأنصاري، قال: أخبرنا محمد بن بركات النحوي، قال: أخبرتنا أم الكرام كريمة بنت إبراهيم المروزية، قالت: أخبرنا محمد بن علي بن زراع الكشميهني، قال: أخبرنا محمد بن يوسف بن القاسم، قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا، فَقَالَ: هَلْ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ قَالُوا: لاَ، فَصَلَّى عَلَيْهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِجَنَازَةٍ أُخْرَى، فَقَالَ: هَلْ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ، قَالَ: أَبُو قَتَادَةَ عَلَيَّ دَيْنُهُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ. وذلك في المدرسة الفاضلية، بالقاهرة المحروسة، بتاريخ ثالث شهر رجب، سنة ست وثمان مئة، أحسن الله عاقبتها، والحمد لله رب العالمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 45 الحديث الخامس والثلاثون أخبرنا شيخنا الإمام العلامة شيخ الإسلام سراج الدين أبو حفص عمر البلقيني الشافعي، بقراءتي عليه، وهو أول حديث سمعته منه،، قال: أخبرنا الشيخ سماك بن محمد بن سماك، والميدومي، وهو أول حديث سمعته منهما، //30أ// قالا: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم الحراني، وهو أول حديث سمعته منه، قال: أخبرنا أبوالفرج ابن الجوزي، وهو أول حديث سمعه منه، قال: أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح، وهو أول حديث سمعه منه، قال: حدثنا أبي، وهو أول حديث سمعه منه، قال: أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وهو أول حديث سمعه منه، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد البزاز، وهو أول حديث سمعه منه، قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وهو أول حديث سمعه منه، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، وهو أول حديث سمعه منه، قال: حدثنا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسَ مَوْلًى لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمَ الرَّحْمَان، ارْحَمُوا من في الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ. وذلك بتاريخ ثاني عشر من جمادى الأولى، سنة ست وتسعين وسبع مئة، ويزاد ذلك ضمن الركاب الريف الملك الظاهر برقوق، رحمه الله، بجامع بني أمية، وقريء بالجامع في ثلثي جزء، وقسمه الشيخ جمال الدين الفرخاوي. وأنشدنا شيخ الإسلام السراج البلقيني المذكور، وهو بدمشق: سماع حديث الحِب والله طيب =ولكن حديث الحب من ذاك أطيب وكل حديث في الحقيقة طيب=ولكن حديث الحب من ذاك أطيب الأبيات، إلى آخره، وأجاز جميع ما تجوز له روايته، وكتب بخطه. //30ب// الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46 الحديث السادس والثلاثون أخبرنا سيدنا وشيخنا العلامة، الحافظ، قاضي القضاة، ملك العلماء والفقهاء أبو العباس أحمد بن الفقير إلى الله - تعالى - الشيخ الإمام العلامة نور الدين أبي الحسن علي بن محمد بن حجر العسقلاني، الكناني الشافعي الحاكم بالديار المصرية والممالك الإسلامية، نفع الله به الإسلام والمسلمين بطول بقائه، وذلك في إملائه بحلب المحروسة، وموضحة الركاب الشريف الملك الأشرف، ونص ذلك بتاريخ ثالث عشر شوال، سنة ست وثلاثين وثمان مئة، قال: قرأت على أم يوسف فاطمة بنت محمد بن عبد الهادي المقدسية، بصالحية دمشق، رحمها الله، عن أحمد بن أبي طالب سماعا، قال: أخبرنا بن عثمان الكاشغري، وأنجب بن أبي السعادات، إجازة بكاتبه منهما، قالا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب، قال: أخبرنا أبوعمر بن صدي، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمر الرزاز، قال: أخبرنا أبو الفضل أحمد بن ملاعب، قال: أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، أَخْبَرَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أَخْبَرَنِي عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: جَاءَتْ قُرَيْشٌ إِلَى أَبِي طَالِبٍ فَقَالُوا: إِنَّ ابْنَ أَخِيكَ يُؤْذِينَا فِي نَادِينَا وَفِي مَجْلِسِنَا، فَانْهَهُ عَنْ إِيذَائِنَا، فَقَالَ لِي: يَا عَقِيلُ، ائْتِ مُحَمَّدًا فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَأَخْرَجْتُهُ مِنْ كِبْسٍ - قَالَ طَلْحَةُ: بَيْتٌ صَغِيرٌ - فَجَاءَ فِي الظُّهْرِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ، فَجَعَلَ يَطْلُبُ الْفَيْءَ يَمْشِي فِيهِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّ الرَّمْضَاءِ فَأَتَيْنَاهُمْ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: إِنَّ بَنِي عَمِّكَ زَعَمُوا أَنَّكَ تُؤْذِيهِمْ فِي نَادِيهِمْ وَفِي مَجْلِسِهِمْ، فَانْتَهِ عَنْ ذَلِكَ، فَحَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَصَرِهِ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ هَذَا الشَّمْسَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: //31أ// مَا أَنَا بِأَقْدَرَ أَنْ أَدَعَ ذَلِكَ مِنْكُمْ أَنْ تُشْعِلُوا مِنْهَا شُعْلَةً، قَالَ أَبُو طَالِبٍ: مَا كَذَبَنَا ابْنُ أَخِي قَطُّ فَارْجِعُوا. قال الشيخ، نفع الله المسلمين به: هذا حديث حسن، رواته موثقون، مخرج لهم في الصحيحين، إلا طلحة، ويونس، عند مسلم فقط، وفي كل منهما مقال، فاما يونس فلم ينفرد به، فقد أخرجه الطبراني في (الأوسط) ، عن مُعَاذ بن المثنى، عن إِبْرَاهِيم بْن أَبِي سُوَيْدٍ، عن عَبْد الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، طَلْحَة بْنُ يَحْيَى، وقَالَ في آخره: (لاَ يُرْوَى عَنْ عُقَيْلٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ) . فإن أرد مطلقا، فروايتنا من طريق يونس ترد عليه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47 قال الحافظ أحمد بن محمد السلفي: ومما نظمته: راضيت على كتب الأمالي جامدا=من ألسن الحفاظ والفضلاء فأجل أنواع السماع بأسرها=ما يكتب الإنسان في الإملاء قال الشيخ: وذيلت عليه: اذني للأمالي من يريد الضبط ما=لم يخف إلا عن أخي عمياء فالشيخ قد يسهو متى يسرد كذا=القارىء ولوكان من النبهاء قال ذلك، وسمعناه من حفظه وإملائه، بالجامع الأموي بحلب المحروسة، بتاريخ ثالث عشر شوال، سنة ست وثلاثين وثمان مئة، والحمد لله رب العالمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 48 //31ب// الحديث السابع والثلاثون أخبرنا الشيخ الإمام العالم شرف الدين أبو الفضل محمد بن المرحوم مجد الدين محمد بن إبراهيم بن علي بن الطاهر المقدسي الشافعي، إمام الدرسة الصالحية بالقاهرة المحروسة، في سنة ست وثمان مئة، إجازة، من إجازته العامة، لن أدرك حبانه من الشيخ بها، أخبرنا الشيخ أحمد بن الشحنة الحجار، بسنده المشهور إلى الإمام البخاري، رحمه الله، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلاَمٍ (1) ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى البَطْحَاءِ، فَصَعِدَ إِلَى الجَبَلِ فَنَادَى: يَا صَبَاحَاهْ فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ، فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ العَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ، أَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا تَبًّا لَكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} إِلَى آخِرِهَا. وقال: كتب عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، إلى عمرو بن العاص، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن صف لي مصر، فكتب عمرو بن العاص: أما بعد فإن مصر أم البلاد، ومأوى العباد، ودهليز مكة والمدينة، و ..... (2) في ليالي السفر ............... //32أ// ............... (3)   (1) تحرف في النسخة الخطية إلى (عبد الله بن سلام) ، وجاء على الصواب في (صحيح البخاري) 6 /221 (4972) ، وغيره من مراجع تخريج الحديث. (2) كلمة لم أستطع قراءتها. (3) ذكر المؤلف هنا بعض الأبيات الشعرية. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49 الحديث الثامن والثلاثون //32ب// مشايخ الحديث بحلب المحروسة بحلب المحروسة أخبرنا سيدنا ومولانا شرف الدين أبو البركات موسى الأنصاري، بحلب المحروسة، قال: أخبرنا الشيخ بدر الدين محمد بن علي بن بشر، بقراءتي، من أول (صحيح البخاري) ، إلى نحو الثمن، بسماع ابن، من الشيخ ن سماعا من أبي العباس أحمد بن الشحنة الحجار، وابن المطعم، وابن عبد الدايم ن بسماعهم من الشيخ الإمام أبي عبد الله الحسين الزبيدي، أخبرنا أبو الوقت بن عبد الأول بن عيسى السجزي الهروي، قال: أخبرنا الشيخ الإمام ابو الحسن عبد الرحمن البوشنجي، قال: أخبرنا الشيخ الإمام ابو محمد عبد الله بن أحمد بن حمسويه الحمسوي، قال: أخبرنا الشيخ الإمام ابو عبد الله محمد بن يوسف الفربري، قال: أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى نِيرَانًا تُوقَدُ يَوْمَ خَيْبَرَ، قَالَ: عَلَى مَا تُوقَدُ هَذِهِ النِّيرَانُ؟ قَالُوا عَلَى الحُمُرِ الإِنْسِيَّةِ، قَالَ: اكْسِرُوهَا، وَأَهْرِقُوهَا، قَالُوا: أَلاَ نُهَرِيقُهَا، وَنَغْسِلُهَا، قَالَ: اغْسِلُوا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 50 //33أ// وأنشدني أيضا، قال: أنشدني الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ حمدان الشافعي المعروف بالأزدي بحلب المحروسة لنفسه، وذلك سنة تسع وتسعين وسبع مئة: سفحت على خدي من عبراتي=عساكم مقيلة أسادتني عثراتي رفعت إليكم قصتي على غصتي =تزول راجني للرضى الثمرات فوقعتم إلى القطيعة والجفا=وقلتم دعوت سائل العبراتي ألم يلهه عنا سوانا كأننا=غفلنا وحاشانا من الغفلات لقد كان يتلو ذكرنا متلذذا=ويشهدنا في خلو الخلوات فأصبح مشغوفا بسعدي وجودي=ووعدو لبنى مقعد العزمات فإن رمت أن ترضى ونرضى ونلتقي = وتحظى بنيل للأمن في الغرفات فلا تسعدن سعدي بوصل ولا تكن = تجامل جمل والفجر القذرات وقم في الدياجي خاضعا متذللا = حقيرا سؤال سائل العبرات وقل فارحموا ذلي لديكم وفاقتي = فأنتم أواوا المعروف والصدقات //33ب// سمع الحديث بحلب الحروسة من جماعة منهم الإمام كمال الدين عمر بن العجمي وبهاء الدين أحمد بن المؤمل الحراني وابن عمه شرف الدين أبي بكر بن محمد الحراني وابن الركين الغستياني وغيرهم، ورحل إلى القاهرة المحروسة وهو أجل الأئمة كالإمام أبي حفص البلقيني والعلامة جمال الدين الأسنوي والشيخ ولي الدين المنفلوجي الشافعي وغيرهم، وسمع بالقاهرة المحروسة أيضا وغيرها ورجع إلى حلب المحروسة وقد حصل طرفا من كل علم واشتغل بحلب المحروسة ودرس بالمدرسة الأسدية ثم ولي قضاء الشافعية بحلب المحروسة ثم الخطابة وكان قاضيا فاضلا دينا عفيفا خيرا كثير الحياء لا يواجه أحدا بمكروه ودرس بالمدرستين العصروية والسلطانية وحدث بحلب المحروسة، وتوفي رحمه الله تعالى ثامن شهر رمضان سنة ثلاث وثمان مئة ثم نقل إلى حلب فدفن بها خارج باب المقام بحضرة الهمازية، رحمه الله تعالى، الجزء: 1 ¦ الصفحة: 51 //34أ// الحديث التاسع والثلاثون أخبرنا شيخنا الإمام العالم العلامة، قاضي القضاة جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن موسى بن شمس الدين محمد الشهير بالملطي، بحلب المحروسة، كان من قضاة الحنفية بالقاهرة المحروسة، تولاها، وصار بها، وتوفي هناك، إجازة، قال: أخبرنا الإمام العلامة علاء مغلطاي المحدث الحنفي، بسنده عن ابن الشحنة الحجار، بسنده المشهور إلى الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، رحمه الله، قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ، أَنَّ أَنَسًا، حَدَّثَهُمْ: أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ، فَطَلَبُوا الأَرْشَ، وَطَلَبُوا العَفْوَ، فَأَبَوْا، فَأَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَرَهُمْ بِالقِصَاصِ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ: أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُولَ اللهِ، لاَ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، لاَ تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا، //34ب// فَقَالَ: يَا أَنَسُ كِتَابُ اللهِ القِصَاصُ، فَرَضِيَ القَوْمُ وَعَفَوْا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ. ورأيت بخط الشيخ الإمام العلامة مغلطاي المحدث، رحمه الله، أن شيخنا قاضي القضاة جمال الدين الملطي، قرأ عليه كتاب الدر المنظوم من كلام السلفي، جمعه وتأليفه، في مجالس آخرها سلخ ذي القعدة، سنة ستين وسبع مئة في منزل المسمع بالمدرسة الظاهرية من القاهرة المعزية وأجاز له أن يروي عنه جميع ما تجوز روايته وما له من تصنيف وتأليف واختصار ونظم ونثر وكان قراءتي للثلاثيات عن البخاري، رحمه الله تعالى، بتاريخ ثالث عشر شعبان المكرم، سنة تسع وتسعين وسبع مئة، وأجاز جميع ما تجوز له روايته وسمعه وكتب بخطه. //35أ// أخبرنا الشيخ الإمام العالم شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن سليمان المعروف بابن الركين الشافعي بحلب المحروسة كان عالما فاضلا وله مؤلفات وخطب ونظم ونثر , ومن نظمه ...... (1)   (1) بعض الأبيات غير واضحة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 52 //35ب// الحديث الأربعون زيادة على ما تقدم: أخبرنا الشيخ الخير أبو عبد الله محمد بن أحمد الشقير ببعلبك المحروسة إجازة، إن لم يكن سماعا، قال: أخبرنا إجازة إن لم يكن سماعا القاسم بن محمد بن يوسف البرزالي، رحمه الله، قال: قرأت جميع الأحاديث الأربعين على مخرجها شيخنا الفقيه الإمام الخطيب الأوحد مجموع الفضائل، بدر الدين أبي محمد بن عبد اللطيف بن محمد بن محمد نصر الله الحموي، أدام الله النفع بفوائده، وذلك بالمدرسة النصرية بدمشق المحروسة، يوم الأربعاء، رابع رجب سنة تسع وسبعين وست مئة، قال جامعها عبد اللطيف الحموي الشافعي، رحمه الله، ,نقى أربعون حديثا اتفق البخاري ومسلم على إخراجها وقد سميتها (منحة الطالبين بحفظ الأربعين الصحاح الأربعين) نفعنا الله بها وجميع المسلمين آمين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53 الحديث الحادي والأربعون أخبرنا الشيخ الإمام العالم نجم الدين //36أ// أبو بكر محمد بن سعيد بن الموفق المعروف بابن الخازن، رحمه الله تعالى، قراءة عليه وأنا أسمع بمدينة السلام في ذي القعدة من سنة اثنتين وأربعين وست مئة. قيل له أخبركم الشيخ أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي سنة إحدى وستين وخمس مئة فأقر به قال: أخبرنا أبو الحسن مكي بن منصور بن علان الكرخي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن الخرشي الحيري قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم الأموي قال: أخبرنا الربيع بن سليمان المرادي المصري قال: أخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي، رضي الله عنه وأرضاه. قال: أخبرنا مَالِك، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً. الفذ: الفرد، والدرجة المرتبة. يريد أن صلاة الجماعة تزيد على ثواب صلاة الفرد بسبع وعشرين ضعفا. وللإجازة تاريخها سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، ببعلبك المحروسة. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54 //36ب// الحديث الثاني والأربعون أخبرتنا الشيخة الصالحة المعمرة الحاجة شرف بنت خطيب المنصورية بحماة المحروسة، إجازة عن شيخها العالم تاج الدين أحمد بن العلامة تقي الدين بن إدريس بن يزيد الحموي إن لم يكن سماعا جميع الجزء المشتمل على أمالي الحافظ أبي محمد بن جعفر بن سعيد بن أمر سان بحق سماعه من الشيخ الإمام الحافظ زكي الدين عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري بحق سماعه من أبي محمد بن جعفر، وذلك بتاريخ ثالث من ربيع الأول سنة سبع وثمانين وست مئة، وسمع الشيخ تاج الدين أحمد بن مزيز في المجلس، والتاريخ جميع جزء الرباعي للحافظ أبي محمد عبد الغني بن سعيد المصري بقراءة الشيخ العالم شرف الدين أبي الحسين علي بن العلامة تقي الدين أبي عبد الله محمد بن الحسين أحمد بن عبد الله اليونيني، رحمه الله، وأجاز وكتب بخطه في تاريخه. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 55 الحديث الثالث والأربعون أخبرتنا الشيخة الصالحة المعمرة الحاجة شرف بنت خطيب المنصورية أيضا //37أ// والشيخ علي بن فحيل وابن عبد وابن أبي المجد بحماة المحروسة في سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة، إجازة قالوا: أخبرنا الشيخ تاج الدين أحمد بن يزيد الحموي إجازة إن لم يكن سماعا قال: أخبرنا الشيخ العلامة علي الدين أبو الحسن علي بن الشيخ معين الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله اليونيني قال: أخبرنا القاضي الجليل الأصيل مجد الدين أبو عبد الله محمد بن عز الدين أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن قرناص ناظر الجيش بحماة لمحروسة بحق إجازته إن لم يكن سماعا من الشيخ الإمام مجد الدين أبي المعالي محمد بن خالد بن حمدون الحموي الشافعي بسماعه من أبي عبد الله محمد بن إسماعيل الطبال الأزجي الدقاق بسنده المتقدم عن أبي بكر بن بشران أخبرنا أبو الفضل الرنفيري قال: حدثنا ابن منيع قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال: حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " العجماء جرحها جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس ". الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56 الحديث الرابع والأربعون //37ب// أخبرنا الشيخ العلاء أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الشقير ببعلبك المحروسة سنة اثنتين وثمانين وسبع مئة إجازة قال: أخبرنا الشيخ الحافظ جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن الزكي الشهير بالمزني إجازة قال: أخبرنا القاضي الأجل كمال الدين أحمد بن عبد القادر الدمراوي قال: أخبرنا الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن مكي الحاسب سبط الحافظ السلفي بإجازته الكلية من الحافظ أبي القاسم خلف بن عبد الملك بن بشكوال مؤلف كتاب القبرية إلى رب العالمين بالصلاة على محمد سيد المرسلين، قال: أخبرنا الشيخ الفقيه المحدث أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب: قيل له أخبرك أبوك فأقر به قال: حدثنا أبو سعيد خلف الجعفري قال: حدثنا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّافِقِيُّ، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زُرْعَةَ الْخيزرَانيُّ، قال: حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ يسار، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ الخزار، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ، عَنِ الْحَارِثِ، وَعَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: كُلُّ دُعَاءٍ مَحْجُوبٌ عَنِ السَّمَاءِ حَتَّى يُصَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ما من دعاء الا بينه وبين الله حجاب، حتى يصلي على محمد وآل محمد صلى الله عليه وسلم. ورواه مرفوعا قال: قال رسول الله ما من دعاء الا بينه وبين الله حجاب، حتى يصلي على محمد //38أ// وعلى آل محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا فعل ذلك انخرق الحجاب، ودخل الدعاء، وإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء. ودخل في الإجازة جميع رواياته، أعني سبط السلفي، وما له به خطه في هذا الكتاب، أعني كتاب القربة، وغيره. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 57 الحديث الخامس والأربعون سمعت الإمام العلامة الشيخ شمس الدين مفتي المسلمين أبو عبد الله محمد بن الشيخ تقي الدين أبي بكر الشهير بابن شجرة الشافعي، بدمشق المحروسة، كان يجلس للفتوى بجامع بني أمية بدمشق المحروسة، وأجلس معه، وذلك في سنة أربع وثمانين وسبع مئة، أو يكتب على الفتوى محمد بن شجرة بدمشق وسألني عن معنى كاتبه بدمشق فسألته عن معناه؟ فقال: إن الفتوى تعظم على مقدار بلدها، فليس مفتي دمشق كغيره غالبا. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58 //38ب// الحديث السادس والأربعون أخبرنا شيخنا العالم شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبيد بن أحمد بن عبيد بن محمد بن إبراهيم بن نصر الدمشقي بصالحية دمشق المحروسة، في سنة أربع وثمانين وسبع مئة، إجازة إن لم يكن سماعا، قال أخبرنا العلامة المؤرخ أبو الخير سعيد بن عبد الله الذهلي الحنبلي، قال أخبرنا الشيخ الإمام العلامة صفي الدين أبو الفضائل عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي، قال أخبرنا شيخنامجد الدين أبو أحمد عبد الصمد بن أحمد بن عبد القادر بن أبي الجيش القطيعي، قال أخبرنا النفيس بن أبي البركات //39أ// الزعيمي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الحارثي الخازن، قال أخبرنا القاضي أبوعبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي، أخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن رباح الأشجعي، حدثنا أبو الحسن علي بن المنذر الطريقي، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان الضبي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلاَ تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لاَ تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ عليكم. هذا الشيخ قرأت عليه بمنزله بالصالحية، تجاه مدرسة الصالحية في السنة المذكورة، وشرحت عليه قطعة في عمدة الفقه، للشيخ العلامة موفق الدين ابن قدامة الحنبلي، رحمه الله، وما من هؤلاء العلماء السادة، دعا إلي بلسانه وقلمه، وأصابتني بركته، وكان امر العلماء الأعلام، ومشايخ الإسلام، رحمة الله، تعالى، عليهم أجمعين. ألف ذلك جامعه من مشايخه، وروايتهم، بمدينة حلب المحروسة، وختم بتارخ سابع شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاث مئة، وكان بمسجد النازحية، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين. الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59